ﻥﻭﺪﻠﺧ ﻦﺑﺍ ﺞﻬﻨﻣ ﺔﻴﻤﻴﻠﻌﺘﻟﺍ...

28
1 ﻣﻨﻬﺞ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ. ﺍﻟﻌﻠﻮﺍﱐ ﺟﺎﺑﺮ ﻃﻪ ﺭﻗﻴﺔ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺪﻭﺓ ﺗﻘﺪﳝﻪ ﲝﺚ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ

Upload: others

Post on 25-Dec-2019

0 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

1

خلدون ابن منهج

التعليمية العملية إصالح في

رقية طه جابر العلواين. د حبث مت تقدميه يف ندوة ابن خلدون

كلية اآلداب جامعة البحرين

2

مقدمة

الدعوات يف واسعة إلصالح التعليم، وتضافرت جهودادت األعوام األخريةهشر العملية إىل تقومي يكشف عن عناصة استناد وضرورخمتلف الدول إلصالح النظم التعليمية،

املتواصل مل خيل من االهتمام العريب واإلسالميوالتراث .القوة والضعف يف النظم املطبقة .يمية وإصالحها يف القدمي واحلديثبالعملية التعل

عد وي.أمثال الغزايل وابن سينا وغريمهابرز يف هذا املضمار عدد من األعالم من وقد الذين قدموا للفكر التعليمي اإلصالحي مقدماتالعلماء العرب خلدون واحدا من أبرز ابن قعية بالوا عنها، خاصة وأا جاءت متسمة إصالح العملية التعليمية للباحث يفية ال غىنمنهج

.الربط بني التعليم والدور الوظيفي له يف احلياةواالهتمام ب والبعد عن التصورات النظرية

ر إسهامات ابن خلدون يف توصيف الطريقة املتبعة أو املنهج فحسب، بل تنحصوملطر ألمتجاوز لواقعي بفكر نقدي تعرض إىل أجبديات املنهج واملمارسات التربوية املختلفة

عملية اجتماعية يف مضموا وجوهرها يف الفكر اخللدوين ليمفالتع .زمانه وعصرهاملعرفية يف .كن فصلها عن اتمع و هي تعبر عن حاجة األفراد و حاجة اتمعاهدافها ووظيفتها و الميو

قدر ما س علم التربية أو علم التدريس بلسنا منهد لالدعاء بأن ابن خلدون هو مؤسونقاط االلتقاء بني االرتقاء الذي وصل إليه املنهج اخللدوين يف التعليم، ونريد الكشف عن

.لتعليم احلديثاألفكار اخللدونية ومعطيات وأسس ا

هذه الورقة تروم الوقوف على أبرز معامل ومفردات املنهج اخللدوين يف إصالح العملية و، كما حتاول تقدمي مقترحات ملراجعة واقع العملية التعليمية اليوم من خالل النظر التعليمية

م واالهداف باملقارنة مع املعطيات التربوية احلديثة عن القي، واإلفادة من منهج ابن خلدون

3

رواد يف فكر بعضومؤهالتهاملعلم خصائص ووطرائقه وأساليبهوجودته وحمتوى التعليم .MORTIMER J. ADLER الربوفيسور الشهريوخاصة اإلصالح التعليمي يف الوقت احلاضر

4

مقدمات معرفية

ل العم: اسة قضية اإلصالح يف العملية التعليمية ويراد باإلصالحذه الدرتتناول ه املتعلقة مبسرية العملية التعليمية يف حماولة للوصول إىلعلى تصحيح األخطاء وحل املشاكل

اليت وجدت يف والنظريات التعليمية يديولوجيات اال والناظر يف خمتلف .أحسن املستوياتوتعمل على تطبيق ذلك التصور التعليم صالح إل ا تصور، يلحظ أا متثلالتاريخ البشري

.ا ذلكإن تسىن هل

فيه بني احلني حاجة حقيقية يف أي منهج بشري إلعادة النظر ومما الشك فيه أن هناك Summative) ختامياأو (Initial Evalution) واآلخر، لتقوميه مرحليا

Evalution) ا وضعهملعاجلة مشكالت عنيبشر، ومت تقدميه يف ظرف م حبسبانه منهج ، اليت حتتاج والتعليم ليس بدعا من تلك املناهج .سلوكيات رعحمددة، أو توجيه تعاليم، أو ز

ا خاصة يف ظل الظروف الراهنة اليت ميرإىل املراجعة واإلصالح والتغيري بني الفينة واألخرى .العامل

ال صالح للتعليم إال وهذه حقيقة دعا إليها أهل الفكر والذكر من علماء األمة مؤكدين أن هيكل التعليم واعتماد خطة اإلصالح على تنمية خمتلف ة يف بناءبإحداث تغيريات جذري

.1بإعداد املعلم وتكثيف اإلنفاق على التعليم املهارات للمتعلم واالهتمام

ومؤثرات واإلنسان له مصادرفاإلنسان هو املورد البشري األهم يف عملية التنمية الالزمة، هنا كانت أمهية االهتمام ومن. تلك املؤثراتالتعليم يقع يف قلبمات لنشأته وتربيته، وومقو

وليست ...بتعليم اإلنسان وبتنمية كل طاقاته بكل ما فيها من ابتكار وقدرة على التجديد .واملعارف الطاقة الذهنية يف حدودها الضيقة القائمة على جمرد حفظ املعلومات

بتاريخ ) 41(عدد ، معرفةالمجلة حامد عمار، شيخ التربويين العرب في لقاء هموم التعليم في الوطن، : انظر ما آتبه على سبيل المثال- 1

.م1998 ديسمبر-هـ 1419شعبان

5

من األدبيات اليت تناولت ا هائال والناظر يف التاريخ اإلسالمي القدمي واحلديث جيد كمن األدبيات يف الوقت الراهن إذ أوتزداد أمهية الرجوع إىل هذه. هذه املسألة من زوايا متعددة

، مع ية لألمة وواقعها ال من خارجهامة القيموعملية اإلصالح ينبغي أن تنبثق من داخل املنظ . ن اخلارجم لتكنولوجيةاملسائل الفنية وايف اآلليات الالزمة االستعانة ببعض إمكانية

واستزراعها دون تقييم أو حتليل ونقد ملا فاالعتماد على اخلربات األجنبية يف إصالح التعليمغاير لواقعنا وأصوله وخربام نتاج حبت لواقعهم امل أمر له حماذير عدة، فمناهجهم فيها،تستفيد من منجزات أساسه صناعة وطنية قومية، وهذه الصناعةيف التعليم ويبقى . وقيمه

تنتج صناعة جديدة احلضارة اإلنسانية لتحسني إنتاجها الوطين القومي، وليس لغرسها لكي .2يف بيئة غري مواتية

.7 بتصرف بسيط عن حامد عمار، مرجع سابق، ص - 2

6

مسات املنهج اخللدوين يف إصالح العملية التعليمية: املبحث األول

الواقعية: أوال

وعناية .ت نظريةا على تصوريتسم املنهج اخللدوين بالواقعية والبعد عن املثالية املبنية مبوضوع التربية، ليست عناية الباحث املنظر، الذي ال شأن له بالتطبيق العملي، خلدون ابن

فقد عمل بالتدريس .بل كان ميارس ذلك كل يوم يف حلقات الدروس يف الكتاتيب واملدارس

ل بالتدريس واشتغ. بعد متاعب صادفته يف تونسه784يف تونس مث رحل إىل القاهرة عام

وملا دخلتها أقمت أياما وانثال :" يقول يف ذلك .3ه808عدة مرات حىت تويف يف مصر عام علي طلبة العلم ا يلتمسون اإلفادة مع قلة البضاعة ومل يوسعوين عذرا فجلست للتدريس

.4"باجلامع األزهر منها

عدد من بلدان تنقله يف،لة اإلصالح التعليميعيته يف مسأأسهم يف تكريس واقومما قد أكسبته هذه ف. األدباء يف خمتلف الفنون والعلوماملغرب واألندلس واحتكاكه بالعلماء و

كما وفرت له سبل . الرحالت واجلوالت فرصة االطالع على التعليم وأحواله يف بلدان خمتلفةليبه يف خمتلف االتصال بعدد من العلماء، مما أسهم يف وقوفه على الكثري من مناهج التعليم وأسا

وقد اتضح ذلك يف مالحظاته ومقارناته بني مذاهب . األقطار اليت عاش فيها وتنقل بينها . 5التعليم يف األمصار اإلسالمية

األصالة : نياثا

أن املناهج والربامج املتبعة يف زمانه، ليست يف حالة اعتدال، سواء خلدونالحظ ابن ا، إلمهاهلا كثريا أو مادا اإلسالم، فهو يرى ا من املبادئ اخلالدة ايف صور أ أن تبدليت جاء

محمد بن تاويت الطنجي، مطبعة لجنة التأليف والترجمة : عبدالرحمن بن خلدون، التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا، تحقيق- 3

.24م، ص 1980لدون، مرآز جهاد، عبداهللا األمين، المناهج وطرق التعليم عند القابسي وابن خ: نقال عن. 4م، ص 1951والنشر، . 248 المرجع السابق، ص - 4 .537، ص 1م، ج1984 عبدالرحمن بن محمد بن خلدون، المقدمة، دار القلم، بيروت، الطبعةالخامسة، - 5

7

ويف ذلك داللة واضحة على أصالة املنهج اإلصالحي يف الفكر . العملية التعليمية بتعليم القرآن . اخللدوين، فهو فكر منبثق من مناهج القرآن والسنة

ذ به أهل امللة ودرجوا عليه إعلم أن تعليم الولدان للقرآن، شعار الدين أخ((:" يقول يف ذلكيف مجيع أمصارهم، مل يسبق فيه إىل القلوب من رسوخ اإلميان وعقائده من آيات القرآن وبعض متون األحاديث، وصار القرآن اصل التعليم الذي يبين عليه ما حيصل بعد من امللكات،

األول للقلوب وسبب ذلك أن التعلم يف الصغر أشد رسوخا وهو أصل ملا بعده ألن السابق .6))حال من يبىن عليهن كاألساس للملكات، وعلى األساس وأساليبه يكو

فأما : (وأما طريقتهم يف تعليم الصبيان يف الكتاتيب، فيصفها العالمــة ابن خلدون بقولهأهل املغرب فمذهبهم يف الولدان االقتصار على تعليم القرآن فقط، وأخذهم أثناء املدارسة

ه واختالف محلة القرآن فيه، ال خيلطون ذلك بسواه يف شيء من جمالس بالرسم ومسائلتعليمهم، ال من حديث، وال من فقه، وال من شعر، وال من كالم العرب، إىل أن حيذق فيه

.7)أو ينقطع دونه

وتتضح أمهية هذه السمة يف إصالح العملية التعليمية اليوم، حيث تعددت الدعوات من األمر الذي يستدعي ضرورة االلتزام باألصالة واالنبثاق. بالدناعليم يفاملطالبة بإصالح الت

حيث ان .صالح والتغيرياإلعمليات الكتاب والسنة الصحيحة يف القيم األصيلة للدين املتمثلة استزراع املناهج اإلصالحية املختلفة دون االهتمام بالفوارق اجلوهرية واالسس البنيوية هلا،

.من خماطر عديدة كما سبقت اإلشارة إليهأمر ال خيلو

537، ص 1 المقدمة، مرجع سابق، ج- 6 .538، ص 1 مرجع سابق، ج- 7

8

الفكر اخللدوين ومقارباته احلديثةمي يف ي املنهج التعلإصالح: املبحث الثاين

متهيد

التربية الرامية لبناء اإلنسان األداة الفاعلة يف حتقيق أهداف :يراد باملنهج التعليميعد املنهج الترمجة الفعلية يولذا . وتنمية قدراته املختلفة ومهاراته واكتسابه لطرق التفكري

.ألهداف التربية وتوجهاا يف اتمع

جمموعة اخلربات املتنوعة اليت تقدمها املؤسسة التعليمية إىل الطلبة :فاملنهج مبعناه احلديثددة يف بناء الفرد وفق أهداف تربوية حمداخلها وخارجها لتحقيق النمو الشامل املتكامل

. 8جسميا وعقليا ونفسيا واجتماعيا ودينياوخطة علمية مرسومة

التقليدية اليت ترى يتخذ جماال أوسع من االجتاهات- الذي تتبناه هذه الدراسة-هذا التعريفواألمر الذي جيعل من املنهج مرادفا يف مفهومه للمقررات . 9املنهج منبنيا على املعرفة فقط

.شرح والتفسري والتوضيح فحسبالدراسية، وحيدد دور املعلم بنقل املعلومات وال

فاملفهوم الضيق للمنهج التعليمي يهمل النشاطات املختلفة اليت تتم خارج قاعة التدريس وحيصر املتعلم بني دفيت الكتاب املقرر دون االهتمام مبحاولة مساعدة املتعلم على تفهم بيئته

. 10معه وواقعه املعاشومشاكلها أو تنمية توجهاته القيمية واالجتماعية املسايرة ت

من هنا فإن النظر يف املنهج التعليمي يشمل قدرة املنهج على حتقيق أهداف التعليم اليت ينبغي املعلمني أن تكون سابقة لعملية وضع املناهج وتوصيفها، واستراتيجيات التعليم، ودور

. مق يف آن واحدوابن خلدون تعرض هلذه املستويات بأسلوب اتسم باإلجياز والع. واملتعلمني

.17م،، ص 2004المكونات، التنظيمات، التطوير، دا رالفكر، األردن، فتحي يونس وأخرون، المناهج األسس، : بتصرف عن- 8 يعنبر المنهج في االتجاهات التقليدية مقتصرا على المعلومات والمعارف التي تعطى للمتعلمين داخل القاعات الدراسية، اما ما عدا ذلك - 9

سرحان الدمرداش، ومنير آامل، المناهج دار الهنا : انظر. المنهجمن أوجه النشاطات المختلفة الضرورية لتنمية المهارات، فلم تعتبر ضمن .8-4م، ص 1969للطباعة، مصر، الطبعة الثانية،

. 16المرجع السابق، ص : حول االنتقادات الموجهة للتعريفات التقليدية للمنهج، انظر- 10

9

العلوم للبحث يف من مقدمته الشهرية، الباب السادس ابن خلدونخصصوقد مصار اإلسالمية يف طرق ، وسائر وجوهه وتعرض الختالف األوأصنافها والتعليم وطرقه

.التعليم

:وميكن تقسيم املنهج اخللدوين يف إصالح العملية التعليمية على النحو التايل

ملية التعليميةأهداف الع: أوال

ينبغي إىل تكوين املعرفة فحسب، بل تنصرف اهداف العملية التعليمية ينبغي أن ال وتتأكد هذه االمهية ألهداف التعليم يف . متتد لتشمل مجيع جوانب السلوك اإلنساينأن

التقنية و - االتصاالت-املعلوماتاالنفتاح على ثورات املتسم بعصرنا احلاضر مؤهلة شخصية ثقافيةر الذي يستلزم من العملية التعليمية اإلسهام بتكوين األم...االعالم

.دوات العصر الراهن مؤهلة اختصاصيا و تربويا و تقنياحتس و تتقن التعامل مع أ

ومما جتدر اإلشارة إليه يف هذا السياق أن إشكالية حتديد أهداف التربية العامة ال تزال حاضرة وقد استعرض العامل رونالد كوروين تفاصيل اخلالف حول حتديد . بية احلديثةيف مدارس التر

فالبعض يرى حصرها يف جمرد التحصيل الذهين، . داف عند علماء التربية واالجتماعهذه األهرتباط بني فاعلية التربية والنجاح الوظيفي ويرى اآلخر يرى ضرورة تركيزها على االوالبعض

ن تنصرف إىل تطوير استقالل الشخصية والدقة يف العمل والتكيف مع فريق آخر أا ينبغي أ .11متطلبات التغري التكنولوجي والرباغماتية النفعية

اجة واضحة تنشأ من صميم حا أهدافإال أن ابن خلدون يف منهجه التعليمي يقدم ا مصدرا تشتق قد اهتم ابن خلدون بالنواحي االجتماعية يف كتاباته، واعتربهف. الفرد واتمع

. يف ضوئه األهداف التربوية للتعليم

11- Ronald G. Corwin, Education in Crisis, John Wiley& Sons Inc, New York, 1974, p. 13.

10

ملؤثرات فيها النشء ة إليها يف جمتمعاتنا اليت خيضعة املنهجية اخللدونية تتأكد احلاجوهذه اللفتالتدخل السافر يف ف.بعيد عن هويتها األمربوي ذهنية و قيمية تتعلق مجيعها بنمط تعقلية و

معاتنا، يفرض على املؤسسات التعليمية والتربوية بناء تربية تشكيل العقلية الشبابية يف جمت .مستقلة حتافظ على هوية النشء ومنطية تفكريها

: وميكن إمجال أهداف العملية التعليمية يف املنهج اخللدوين فيما يلي

اإلعداد األخالقي-

تعلم ويرى اليت هي أصل اإلعداد األخالقي للميؤكد ابن خلدون أمهية التربية الدينية ويرى أن تعليم األطفال للقرآن الكرمي من . ينبغي أن تبدأ منذ مرحلة الطفولةابن خلدون أا

بين عليه ما حيصل بعد من امللكات، باعتبار أولويات التربية، فالقرآن هو أصل التعليم الذي ين .أن تعليم الصغر أشد رسوخا

يم الفاضلة ليكون اخللق جبلة وطبيعة لدى ويهتم ابن خلدون بتكوين العادات السلوكية والقإن اإلنسان ابن عوائده ومألوفه البن طبيعته ومزاجه، فالذي ألفه يف :" يقول يف ذلك. الفرد

. 12"االحوال صار خلقا وملكة وعادة ترتل مرتلة الطبيعة واجلبلة

: اجتاهنيوقد تناولت الفلسفات التربوية احلديثة هذه الناحية وأشبعتها دراسة ما بني متثل األول يف الفلسفة الرباغماتية اليت رأت أن رغبات الفرد فضائل يف حد ذاا، وله الفرصة

. يف ممارسة ما يشاء منها، والثاين الذي رأى يف الفضيلة إبداعات عقلية تترك للفرد نفسه

فرد ويواجه املختصون أزمة يف حتديد احلد االدىن لألخالق، ويرى جون وايت أن يترك للإذا تعارضت املصلحة الفردية مع احلد األدىن يد مستوى األخالق اليت ميارسها، فحتد

.125، ص 1مرجع سابق، ج المقدمة، - 12

11

ويرى وايت أن هذه التربية . لألخالق، فللفرد أن يهبط باحلد األدىن إىل درجة الصفر . 13األخالقية ستكون عند قطاع كبري من سكان األرض

متاما، فاملؤسسات التربوية احلديثة والفارق بني املنهج اخللدوين واملناهج احلديثة واضح مل حتفل بإفراز اإلنسان املتصف بالضوابط األخالقية القيمية بقدر ما ركزت على تعامله وفق

.مصاحله ورغباته بصرف النظر عن املنظومة القيمية األخالقية

لك يف ذليقو. واملالحظ أن هذه اإلفرازات قد تسربت إىل كثري من البلدان العربية اليومالتعليم بالشهادة اليت تقيس ما حصله اإلنسان من معلومات وأصبحت ارتبط:" الدكتور عمار

واقتصرت الشهادة كذلك على أن قدرا .حلق يف منح املواطن عمال معيناا الشهادة هي صاحبةمل الع اإلنتاج هلذا، يف حني أناملعرفة حيفظه اإلنسان جييز له االلتحاق بعمل معني معينا من

مناهج تعليمنا حيتاج إىل قيم منها املثابرة والبذل والتضحية وكل هذه القيم غري واردة يفحفظ املعلومات ومنح شهادات تقوم بل تقتصر عملية التعليم على .....بالوطن العريب

األخرى مهملة متاما والبد أن تأخذ املواطن مبا حصل من معلومات، وبالتايل فإن اجلوانببدنية، أو تربية روحية واجتماعية، أو تربية نظمنا التعليمية سواء كانت رياضيةمكاا يف

تعليمنا يف التكوين السليم والصحيح لشخصية املواطن سياسية وثقافية وبدون ذلك فإن جهود .14".املطلوب العريب لن تؤدي إىل النجاح

االعداد العقلي -

وتنمية داد الفرد فكريا وعقليا ع احلاضر إمن أبرز مهام املؤسسة التعليمية يف الوقت قدرات املتعلم العقلية على التفكري العلمي حبيث يصبح قادرا على حل املشكالت اليت تواجهه

وتعد تنمية العقل من ابرز وسائل . والربط بني الظواهر واستخالص القوانني اليت حتكمها .التنمية البشرية

13 - John White, The aims of Education, Routledge and Pual, London. 1982. p.80-86.

.5ص . حامد عمار، مرجع سابق- 14

12

تعليمية يف الغرب تقدمت تقدما ملحوظا يف ميدان ومن اإلنصاف القول بأن املؤسسات الدراسة القدرات العقلية وجماالت تنميتها، وقطعت شوطا هائال يف توظيف القدرات العقلية

. للمتعلمني مبا يناسب الثورة العلمية والتفجر املعلومايت واملعريف املهول

: عن طريقلي تنمية اإلعداد العق،ومن االجتاهات التربوية احلديثة يف هذا

التعلم الذايت والتعلم املستمر ملالحقة حتديات عصر االنفجار املعلومات والتطور بين مبدأ ت- . السريع املالزم له

تنمية قدرة املتعلم على الربط بني ما يتعلمه داخل املؤسسة التعليمية ومشكالت واقعه - .Authentic Learningاحلقيقي خارجها، وهو ما يعرف اليوم بالتعلم الواقعي

ويظهر املنهج اخللدوين متقدما من خالل مالئمته ألحدث اإلسهامات التربوية يف

وسبقه هلا ولكن دون الـدخــــول يف تفصيالت بل اإلعداد العقلي للمتعلم، .بالنسبة لعصرنا احلايل الذي تشعبت فيه التخصصات كبرية كما هو الشأن

فاحلوار يساعد . وار واجلدل واملناظرة بني املعلم واملتعلمفقد ذهب ابن خلدون إىل أمهية احلكما . على تفتق الذهن واتساع املدارك وفك عقال اللسان الذي يكون بواسطته نقل العلم

ودورها يف تنمية القدرات العقلية، ن أدوات املعرفة كاحلواس والتجربة ببيااهتم ابن خلدون .لتأمل العقلي والتجربة واملشاهدةكا

. ستويات العقل البشري بالتمييزي والتجرييب والنظريحديد مت بل ان ابن خلدون اهتم ب مصطالحات ىف حد ذاا وأمنا املهعند ابن خلدون معرفة القواعد و القوانني واإل فليس املهم

بني من هنا كان تفريقه. أي التطبيقاملقدرة على استخدامتها و اإلستفادة منها علميا .ة الىت تكون قواعدها وقوانينها وإصطالحاا وبني ملكة اللغةصناعة اللغ

13

,اليت تنايف التشدد اجلدية وتعد عملية اإلعداد العقلي يف غاية األمهية يف تكوين كما أن معرفة دور العقل .يصرب وال يستعجل يف اختاذ القرارالعقالنية جتعل اإلنسان يتروى وف .مور املهمة يف اجلوانب التربوية من األ،اختاذ اجلدية اليت تنايف التشددو

يف كثري من االحيانول التعليم ومؤسساتهحيث حتوهذه اللفتة التربوية يف غاية األمهية اليوم اع والتدريب وتشكيل تنعدم فيها احلرية، وتقتل منها روح املبادرة واإلبدإىل مواقع خلفية

، بل ينبغي وختزينهاائما على حفظ املعلوماتون ق ال ينبغي أن يكيالنظام التعليمف .املهاراتاملهارات التفكريية، التحليلية والتركيبية، وتوجيه هذه املهارات باجتاه أن يسعى إىل تشجيع

التعليم ليس حتفيظا ف .الفردي، مراعيا للفروقات الفردية، كل حسب قدراته وإمكاناته البحثإعمال للقدرات العقلية وكسب لزمن من كما أن التعلم ليس حفظا وإمنا هو على جانبيه

.أجل التمكن من املعرف يف هذا احلقل او ذاك

إن وقوف مؤسسات التعليم مبختلف مستوياا عند القدرة على احلفظ واالستظهار وقصورها :عن العمليات العقلية، يفرز آثارا سلبية منها

- تمع وشرائحه املختلفةعجز اخلرجيني عن التفاعل والتفاهم واحلوار مع أطراف ا .تطلب مهارات عقلية ال ميكن تنميتها من خالل االكتفاء احلوار يفالنقاش والتحليل و .بقدرة احلفظ فحسب

.عجز اخلرجيني عن االحتفاظ ويتهم أمام التيارات الوافدة ورياح العوملة العاتية - . 15 املاضي واحلاضرعجز اخلرجيني عن مد اجلسور بني األصالة واملعاصرة والتفاعل بني -

لقد طرح ابن خلدون مناذج عملية لتكريس القدرات العقلية وتنميتها ومن ذلك . ، كمقومات للتربية العقلية وتنمية القدرات الفكريةاالهتمام بالكتابة واحلسابعلى تركيزه يقول فالكتابة تتضمن. تعليم هاتني الصنعتني لكوما مفيدتني للعقلأمهيةابن خلدون ويؤكد

م، 1997عالمي للفكر اإلسالمي، أمريكا، ماجد عرسان الكيالني، أهداف التربية اإلسالمية في تربية الفرد، المعهد ال: بتصرف شديد عن- 15

.106ص

14

يف الكتابة انتقاال من احلروف اخلطية إىل الكلمات اللفظية يف اخليال ومن :" يف ذلكالكلمات اللفظية يف اخليال إىل املعاين اليت يف النفس ويكون ذلك دائما فيحل هلا ملكة ب االنتقال من األدلة إىل املدلوالت وهو معىن النظر العقلي الذي يكسب العلوم اهولة فيكس

بذلك ملكة من التعقل تكون زيادة عقل وحيصل به قوة فطنة وكيس يف األمور ملا تعودوه من .16"ذلك االنتقال

من احلروف املرسومة إىل منطوق احلروف (إن تكرار هذه العملية الذهنية املتضمنة يف الكتابة ) كس صحيحاملرسومة، ومن منطوق احلروف املرسومة إىل الصورة الذهنية أو املعىن، والع

هذه امللكة تزيد العقل تعقال وفطنة . يكون ملكة االنتقال السريع بني الدوال واملدلوالتالتربوي وما طرحه ابن خلدون قبل عدة قرون، يقارب إىل حد كبري ما أشار إليه .وذكاءيف مقاالته ومؤلفاته حول تطوير فن تعليم القراءة وأكده MORTIMER J. ADLER17العاملي : ومنها قوله.تابة وقوانني ذلك وآثارها علىاملتعلموالك

“One learns to write and read only by performing these acts, but since reading and writing are intellectual arts, the habits must be formed under the discipline of rules of art; moreover, intellectual habits cannot be formed intelligently unless the rules themselves are understood”18.

تصرف يف العدد بالضم «احلساب ففي صنعته كما ركز ابن خلدون على وسيلة تعلم من هذا التحليل يستنتج ابن .وصنعة حتتاج إىل الكثري من الرباهني واالستدالالت. »والتفريق

.429، ص 1 المقدمة، مرجع سابق، ج- 16ويعد من أبرز التربويين الذين آان . م2000 وتوفي عام 1902ولد عام . عالم أمريكي موسوعي شهير في مجال تطوير التعليم والفلسفة- 17

اشتغل بالتدريس في آثير من جامعات أميرآا وعمل إدارياا فيها . لقرن العشرينلهم أآبر األثر في تطوير التعليم وإصالحه في أميرآا في األف عددا . عمل في تحرير ومراجعة الموسوعة البريطانية الشهيرة. األمر الذي جعل آتاباته تتسم بالواقعية في تناوله لقضايا إصالح التعليم

أزمة التعليم، إصالح التعليم، انفتاح العقلية األميرآية، آيف تتكلم وآيف تستمع، : هائالا من الكتب والمقاالت في مجال تطوير التعليم منها :انظر ترجمته في الموسوعة البريطانية على موقعها االلكتروني. آيف تقرأ آتابا، فكرة الحرية، وغيرها آثير

nnica Premiumdia BritaæEncyclop. 2006. Britannica Student Encyclopedia.." Adler, Mortimer J

18 - Mortimer J. Adler, THE CRISIS IN CONTEMPORARY EDUCATION, The Social Frontier, February, 1939, Vol. V, No. 42, pp. 140.

15

العمليات الذهنية الصورية (قوي النظر العقلي، وأن احلساب يقوي العقل خلدون أن الكتابة ت .19هلذا جيب االهتمام بتعليمهما) أو الشكلية أو املنطقية

وميكننا التأسيس على هذا بأن كل علم أو مهارة ميكن أن تنمي القدرات العقلية لدى ار املؤسسات التعليمية املختلفة، طاملتعلمني، ينبغي االهتمام ا واحلرص على يئتها هلم يف إ

.كدراسة احلاسوب يف عصرنا وغريها من آليات حديثة

يةالتعليمالعملية استراتيجيات : ثانيا

التعليميةالطريقة: االستراتيجية األوىل

والتركيز على حجم نعى ابن خلدون على طريقة التلقني واالعتماد علىالتعليم الكمي يويرى ابن خلدون أن التركيو ينبغي أن ينصرف . أذهان املتعلمنياملعلومات اليت تنساب يف .ولو مع علم قليلإىل بناء التفكري الصحيح

أعلم أن تلقني العلوم للمتعلمني إمنا يكون مفيدا إذا كان على التدريج شيئا " :يقول يف ذلكول ذلك الباب ويقرب فشيئا وقليال قليال يلقى عليه أوال مسائل من كل باب من الفن هى أص

له ىف شرحها على سبيل اإلمجال ويراعى ىف ذلك قوة عقله وإستعداده لقبول ما يرد عليه حتى ينتهى إىل آخر الفن وعند ذلك حيصل له ملكة ىف ذلك العلم اال أنها جزئية وضعيفة

ريفعه ىف التلقني عن وغايتها أنها هيأا لفهم الفن وحتصيل مسائله مث يرجع به إىل الفن ثانية فتلك الرتبة إىل أعلى منها ويستوىف الشرح والبيان وخيرج عن اإلمجال ويذكر له ما هنالك من اخلالف ووجهه إىل أن ينتهى إىل آخر الفن فتجود ملكته مث يرجع به وقد شد فال يترك

توىل على عويصا وال مهما وال مغلقا إال وضحه وفتح له مقفله فيخلص من الفن وقد إس .20" ملكته

.479، ص 1 المقدمة، مرجع سابق، ج- 19 .533، ص 1 المقدمة، مرجع سابق، ج-20

16

التركيز على الفهم وإعمال الذهن وتشغيل قوى املخيلة، أكثر من من هنا كان اهتمامه ب . شحن الذاكرة

على التكديس واحلشو والتقليد يف كثري من األحيان يقوم اليوماقع التعليم عندناوو الحظة والتجربة والدوران يف عقل السابق، بعيدا عن تنمية روح اإلبداع والكشف وامل

التعليم عندنا يتمحور حول التلقني ف. وبناء الشخصية االستقالليةوالتبصر واكتشاف اخلطأالذاكرة يف حني أن .ملقارنة والتمييز وتنمية التفكريواحلفظ وشحذ الذاكرة بعيدا عن التفكر وا

فكري، فاإلصرار على واحلفظ أوىل وظائف العقل، والتفكري واملقايسة واملقارنة أعلى مراتب التيساهم بطرد أصحاب العقل احلفظ والذاكرة يعين التوقف عند أوىل مراتب العقل، وعائقا

.والتفكري

ظهارية األمر الذي يستدعي أمهية مراجعة كافة الوسائل التعليمية واملقررات ذات الصبغة االست .يف حماولة حلل هذه األزمة تدرجييا

التعليميقررى املحمتو: االستراتيجية الثانية

البد من االملام بأصوله وهو فن ) مجلة الصنائع(عليم من التابن خلدون يعترب .وقواعده لكي يتمكن املعلم الذي ميارسه من تأدية مهمته على الوجه املطلوب

وابن خلدون يعرف كيف يرتبط بني ما يبلغه فن التعليم من مستوى وبني البيئة افالعالقة بينهما طردية، وحيثما بلغت مجاعة ما شأوا متقدم. ااحلضارية اليت ينشط فيه

. يف املضمار احلضاري حيثما تقدم معها فن التعليم ونفق سوقه يقف بعض قائق املعرفية بني طرفني، والتعليم يعين توصيل احلويرى ابن خلدون أن

بني العلم الصيغة الشفافية اليت تتم مباشرة: الوقت عند نوعني من صيغ التوصيلهما من خالل الكتب واملتعلم، والصيغة الكتابية اليت تتم بشكل غري مباشر بين

كثر وانتشارا بسبب، فالكتاب املنهجي أذيوعا هي الصيغة االكثر وهذه. واملؤلفات

17

إزاء الكتاب التعليمي طريقا وسطا ويتخذ ابن خلدون .كثر قدرة على االنتشارأ ودواما . لتعلم، والقدرات النفسية للمتعلمسايكولوجية اتم مبا يعرف اليوم بيتميز باملرونة، ويه

االكثار من التأليف وحتميل املناهج التعليمية باملزيد وعلى هذا رفض ابن خلدون مفهوم ليت تعاجل موضوعا واحدا، ملا يتربت عليه من إرباك ذهن الطالب وتضييع من الكتب ا

..والوقت فيما ال مربر له يمصممويرقى ابن خلدون ذا الطرح إىل املستويات احلديثة اليت تفرض على ة التفريق بني الضروريات والكماليات العلمية وهو ما يعرب عنه بان خلدون ج، ضرورااملنه

والبسيط هو . مث إن الصنائع منها البسيط ومنها املركب: " وذلك بقولهكب،بالبسيط وباملرواملتقدم منها يف التعليم هو . واملركب هو الذي خيتص بالكماليات. تالذي خيتص بالضروريا

.21"البسيط، لبساطته أوال، وألنه خمتص بالضروري الذي تتوفر الدواعي على نقله

هذا وجه :"ويواصل ابن خلدون نقده لعمليات احلشو والتكديس يف التعليم حيث يقولالث تكرارات وقد حيصل للبعض ىف أقل من التعليم املفيد وهو كما رأيت إمنا حيصل ىف ث

ذلك حبسب ما ـ خيلق له ويتيسر عليه وقد شاهدنا كثريا من املتعلمني هلذا هلذا العهد الذى أدركنا جيهلون طرق التعليم وإفادته وحيضرون للمتعلم ىف أول تعليمه املسائل املقفلة من العلم

مرانا على التعليم وصوابا فيه ويكلفونه رعى ويطالبونه بإحضار ذهنه ىف حلها وحيسبون ذلك مبادئها وقبل أن يستعد ذلك وحتصيله وخيلطون عليه مبا يلقون له من غايات الفنون ىف

ال ينبغى للمعلم أن يزيد متعلمه على فهم كتابه الذى أكب على : " إىل أن يقول ،لفهمهادئا كان أو منتهيا وال خيلط مسائل التعليم منه حبسب طاقته وعلى نسبة قبوله للتعليم مبت

الكتاب بغريها حىت يعيه من أوله إىل آخره وحيصل أغراضه ويستوىل منه على ملكة ا ينفذ .22"ىف غريه ألن املتعلم إذا حصل ملكة ما ىف علم من العلوم أستعد ا لقبول ما بقى

، ومعرفة يف العملية التعليميةوياتترتيب األولب تسميتههو ما ميكن ما يشري غليه ابن خلدون و

.400، ص 1 المقدمة،مرجع سابق، ج- 21 .533، ص 1ق، ج المرجع الساب- 22

18

وفق الحقةمما ينبغي تأجيله إىل مراحل ما ينبغي منحه أولوية التدريس يف مرحلة معينة، .أهداف العملية التعليمية، وهو أمر ينبغي مراعاته واالهتمام به عند وضع املقررات املختلفة

العلمية فاعتربت املدخل اهلرمي وقد تنبهت نظريات التعلم احلديثة إىل هذه احلقيقة Hierarchical Approach الذي وضعه روبرت جانييه من ابرز وأهم مداخل تنظيم

حيث يتم تنظيم حمتوى املقرر على شكل هرمي تدرجي يبدأ باملستوى األبسط إىل . احملتوى .23األكثري تركيبا وتعقيدا

: ئيسينيويقسم ابن خلدون العلوم السائدة يف عصره إىل قسمني ر . علوم مقصودة لذاا ويعرب عنها بالعلوم النقلية كالعلوم الشرعية: القسم األولعلوم غري مقصودة لذاا ويعرب عنه بالعلوم العقلية كاللغة العربية واحلساب : القسم الثاين

ويرى ابن خلدون أن التوسع ينبغي . واملنطق وهي آالت لغريها من العلوم املقصودة لذاا ....وهكذا كما فعل املتأخرون يف صناعة النحو:" يقول ذلك. ن يكون يف القسم األولأهكذا ينتقد ابن خلدون بشدة الوسائل السائدة يف عصره اليت مت فيها التركيز على العلوم و

ينظر إىل التعليم نظرة نفعية تصبو فهو.اآللية وفروعها دون مراعاة الستعداد املتعلم وقدرتهق امللكة يف أقصر وقت وبأقل العلوم الضرورية دون اإلحبار يف عمق العلوم إىل حتقي .24األداتية

اليت تتطلبها د األصول واإلجراءات يدويطرح بان خلدون يف هذا السياق أمهية حت ستنباط العلم مبوضوعه، وتقسيم أبوابه وفصوله، وتتبع مسائله، ااملرحلة التعليمية من خالل

.ل ومباحث تعرض للعامل احملقق وحيرص على إيصاله بغريه، لتعم املنفعة بهأو استنباط مسائيف وهذه املراجعة تعد من أهم إشكاليات إصالح العملية التعليمية اليت تفرض نفسها بشدة

. االنفجار املعريف احلاصل والتحديات الكربى النامجة عنهالوقت احلاضر املتمثلة يف

.104-103 فتحي يونس وآخرون، مرجع سابق، ص - 23 .401، ص 1مرجع سابق، ج/ المقدمة- 24

19

فاستنباط علم ما من ،"بالعامل"ملن يتصدى هلذا العمل بن خلدون من هنا جاء وصف ا االستنباط ويرى ابن خلدون أن ذلك. كثرية يتطلب عمال مضنيا وفكرا متقدامعارف

.نها التقسيم والتبويبمراحل أخرى كثرية، ميستدعي عن مرحلة إعداد وابن خلدون من خالل هذا التوصيف العميق املوجز إمنا يتحدث

فهي ليست عملية تقليد أو نقل . رات، اليت ينبغي أن تبدأ من القاعدة وصوال إىل القمةاملقر يف كل من هنا يتحتم على مصممي املقررات .أو استزراع ملقررات من بيئات خمتلفة

القيام بعمليات مراجعة وتدقيق يف حماولة لتدارك ما وقع يف املقررات من أخطاء، أو عصر، .جتاوزات

األمر الذي . اضح املعامل حاضر األمهية يف كثري من مقرراتنا الدراسيةأمر ووهذا مبصطلح دقيق ويعرب عنه ابن خلدون . يستدعي اختاذ إجراءات عديدة للمراجعة والتصحيح

أن مسائل العلم مفرقة يف أبواا من علوم أخرى، فيتنبه تلك العلوم، حيث " نظم"و وهمجيع مسائله، فيفعل ذلك، ويظهر به فن ينظمه يف بعض الفضالء إىل موضوع ذلك الفن و

.وم اليت ينتحلها البشر بأفكارهممجلة العلويطرح ابن خلدون آلية التلخيص واالختصار يف املقررات التعليمية، من خالل ربط

فبدونه، تظل األصول متفرقة، ومفتقرة إىل صياغة األصول املنتخبة بعضها بالبعض األخر، مرحلة توظيفها جيعلها كال واحدا ذا انسجام علمي وترتيب معريف، لتناسبمضامينها مبا

إلقاء مسائل ذات وهو يعين . وظروف استعماهلا، وهذا ما يعرب عنه ابن خلدون بالتلخيصصبغة عامة وجمملة من كل باب تكون هي األصول مع أخذ املستوى العقلي للمتعلم بعني

واهلدف من هذا اإللقاء األويل هو حتصيل . قبول ذلك العلماالعتبار ومراعاة استعداداته ل .املتعلم مللكة جزئية وضعيفة تساعده على ولوج العلم أو الفن املدروس وحتصيل مسائله

فلكل مقرر مراجعه وهذا األمر ينبغي مراعاته عند وضع املناهج واملقررات وتصميمها، والسبيل األمثل لإلفادة منها . ادة العلمية وبساطتها مستوياا من حيث املاملختلفة، املتباينة يف

. مبادا العلميةو تلخيص ما فيها دون إخالله

20

فضي إىل مزالق تعليمية خطرة، ينتج عنها يرى ابن خلدون أن إغفال ذلك، ميكن أن يو مما مطوالت أخرى ال تتناسب مع طبيعة املرحلة املرادة، أو احلشو الذي ال طائل من ورائه،

.ينتج عنه ضرورة املراجعة الدائمة للمقررات وتقوميها

، كثرة املؤلفات وتعدد طرق قررات التعليمية اليوم اليت تعاين منها املشكالياتومن اإل فعلى الرغم من أمهية املعرفة املوسوعية والغزارة .وأساليب املصممني هلا وتكرار اجلهود

.ال تتناسب مع مجيع املراحل واملستوياتاملعرفية، إال أا يف واقع األمر اعلم أنه مما أضر بالناس يف حتصيل العلم والوقوف على : " ويشري ابن خلدون إىل ذلك بقوله

غاياته كثرة التآليف، واختالف االصطالحات يف التعليم، وتعدد طرقها، مث مطالبة املتعلم تحصيل، فيحتاج املتعلم إىل حفظها وحينئذ يسلم له منصب ال. والتلميذ باستحضار ذلك

وال يفي عمره مبا كتب يف صناعة واحدة إذا جترد هلا، فيقع . كلها أو أكثرها ومراعاة طرقها .25"القصور

.وحري بنا أن نتبىن مقولة ابن خلدون هذه يف تصميم مناهجنا ومقرراتنا اليوم . يف ذلكن خلدون يدرك أمهية كالم اب، كابد اختالف املؤلفات واملقرراتمنف

مرحلة اإلعداد، واالكتفاء بتصميم من هنا كانت مهمة مصمم املقرر ال تقتصر على ة أو األطر الكربى لتأليف املادضها أو الشرح والتفسري، تنقيح املصطلحات، أو إبانة بعة العلمي

.ملعارف اليت يتضمنها، وجتلية ابل تتعداها إىل مرحلة التقومي، من خالل التدقيق والتمحيص

ويف املقابل ال يعترب ابن خلدون أن التعليم القائم على االختصارات هو البديل، بل العالقة : البالغة(ويعزو ذلك إىل أا ختل بالتبليغ . يرى أن كثرة االختصارات خملة بالتعليم

ضال عن أا تستبق ، وجتعل الفهم أعسر ف)التواصلية بني املرسل واملتلقي، املعلم واملتعلموالنتيجة . املراحل املنهجية وتلقي الغايات على املبتدئ يف التعلم يف أن ينضج لتلقيها وفهمها

.531، ص 1 المقدمة، مرجع سابق، ج- 25

21

امللكة اخلاصة من التعليم يف تلك املختصرات، إذا مت على سداده ومل تعقبه آفة، فهي «أن .26»ملكة قاصرة على امللكات اليت حتصل من املوضوعات البسيطة املطولة

مرحلة االبتداء ومرحلة التعمق مث : نستنسج من كالم ابن خلدون ثالثة مراحل للتعلم ونشري هنا إىل أن ابن خلدون مل يفته أن ينبه إىل أن حتصيل ملكة . »استكمال اخلربة«مرحلة

بل ميكن حتصيل ملكة قوية دون حاجة ) التسلسل(قوية ليس بالضرورة مرتبطا ذا الترتيب .راحلإىل هذه امل

ويقترب الربوفيسور ملدير من أفكار ابن خلدون يف هذه النقطة بالتحديد وميكن إجياز موقفه ية مستمرة و ليست جرعة تعطى مرة واحدة و إىل األبد بل هي حباجة التربيف هذا بتأكيده أن

ئمة هي ن طريقة التدريس املال وأ.إىل االستمرار ألن العلم لديه دائما شيء جديد يوافينا بهن املناهج ويرى الربوفيسور أ.اليت تعتمد على احلوار و حل املشكالت و التعلم الذايتفاملنهاج يتغير و األهداف تتغير و . املدرسية جيب أن تواكب التغيريات اليت حتصل يف احلياة

.27الطرائق تتغير

املعلمني إعداد: االستراتيجية الثالثة

كطرف ) ملعلما(حتمية وجود ة يف هذا اال، مؤكدا ابن خلدون مادة طيبيقدم س املعلم لي. 28 سواء استهدفت ختريج العلماء أم الصناعاساسي يف العملية التعليمية

وجند ابن خلدون . هو املطلوب لتحقيق النتيجة االفضلفحسب ولكنه املعلم احلاذق القادر

.532، ص 1 المقدمة، مرجع سابق، ج- 26

27 - Mortimer J. Adler, THE CRISIS IN CONTEMPORARY EDUCATION, The Social Frontier, February, 1939, Vol. V, No. 42, pp. 140-145.

.431 ص ، 1ج المقدمة،- 28

22

تعليم وملكة املعلم قدر جودة العلى بدأ واضح بسيط ولكنه ضروري، أنه يركز املسالة مب . وهكذا حيتل املعلم مكانه املناسبيكون املتعلم

مستقال بذاته، فهو عمالا املعلم ليست املهمة اليت ميارسهيذهب ابن خلدون إىل أن و مهمة املعلم ال تنحصر يف تعليم وال تنحصر . كما حيتاج اىل زمنحيتاج اىل عوامل مساعدةحسب من أمور املعرفة، بل متتد لكي تشمل اجلوانب كافة، أي ما هذا اجلانب او ذاك ف

.مي وما هو عملي يف الوقت نفسههو عل

لعدد من القضايا املتعلقة باملعلمني ودروهم يف العملية التربوية ض ابن خلدون تعروقد :وميكن إمجاهلا يف النقاط التالية

وألن , ألن فاقد الشيء ال يعطيه, ملقدمتأهيل وتطوير املربني مبا يتناسب مع الطرح ا: أواللذلك البد من العمل على إقامة مؤسسات تأهيل خترج أو تعيد , هناك خلال يف هذا اجلانب

.تأهيل أو تطور املربني واملربيات واملعلمني واملعلمات الذين يقومون على العملية التربوية

لتربوية، وأن إصالح املناهج يفتقد أمهيته إجناح العملية ا أمهية املعلم يفابن خلدون أدرك لقد العلوم والفنون أن يكون املعلم متمكنا من :ء، الذي يشترط فيهالكف إذا مل يتوفر املدرس

ملما مببادئ فن التعليم، حىت وأن يكون .اليت يتصدر لتدريسها، مستوعبا لتفاصيلها وفروعها . يالئمهم يف اجلوانب املعرفية والسلوكيةحبسب ما يتمكن من التأثري يف طلبته ومعاملتهم

معرفة أساليب التفهيم، وفهم نفسية املتعلمني، وحسن الترتل :يف ذلكحيتاج إليه ومن أهم ما .م يريد م، حسب درجتهم واستعدادهبأفهامهم إىل حيث هلم، واألخذ

مراعاة املتعلم وقد سبق ابن خلدون يف ذلك النظريات التربوية احلديثة اليت أكدت أمهية .وظروفه ومقدرته

23

قوم ا بعض املربني ياطئة اليت مارسات التربوية اخلملانتقد ابن خلدون عددا من ا: ثانياومن القضايا اليت تنتج عن .تكريس السلبية يف أذهان املتعلمنيلتسلط وواملدرسني وممارستهم ل

التنطع والتخفف من قيود التشدد نبذ التسلط من قبل املريب تعليم وتربية األجيال على نبذ .ويكون ذلك باختاذ التوسط واالعتدال منهجا للحياة العلمية والثقافية والعملية أيضا, املنبوذ

أن الشدة على املتعلمني مضرة م، أشار فـيــــه إىل عقد يف مقدمته فصال يفوتمع بأسره نتيجة الشدة على الفرد يف مرحلة الرشد، وعلى ا األضرار اخلطرية اليت تعود

الولدان يف الصغر، وما ينجر عنها من فساد وسوء خلق وتـعــود والتعنيف يف تأديب .29والكيد واملكر واخلديعة على الكذب واخلبث

:" وحيلل ابن خلدون يأسلوب يرقى إىل التحليل النفسي الدقيق لظاهرة العنف وسلبياا بقولهاملماليك أو اخلدم سطا به القهر، وضيق القهر من املتعلمني أوومن كان مرباه بالعسف و(

ودعاه ذلك إىل الكسل،ومحله على الكذب على النفس يف انبساطها، وذهب بنشاطها،انبساط األيدي بالقهر عليه، وعلمه املكر واخلبث وهو التظاهر بغري ما يف ضمريه خوفا من

وفسدت معاين اإلنسانية اليت له من حيث قا،واخلديعة لذلك، وصارت له هذه عادة وخلنفسه ومرتله، وصار عياال على غريه يف ذلك، االجتماع والتمدن، وهي احلمية واملدافعة عنواخللق اجلميل؛ فانقبضت عـــن غايتها ومدى بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل

.30)السافلني إنسانيتها، فارتكس وعاد يف أسفل

رح اخللدوين اجلريء لدور املعلم وأمهية ابتعاده عن ممارسات التسلط وال يقل الط والقهر الفكري عما طرحه الربوفيسور ميلدر حني انتقد خمتلف املمارسات القهرية اليت ميارسها بعض املدرسني على تالمذم من خالل فرض احلقيقة األحادية اليت ال تقبل أي نوع

. آثار تلك املمارسات السلبية يف وأد احلريات الفكريةكما أشار إىل. من احلوار والنقاش

.540، ص 1 المقدمة، مرجع سابق، ج- 29 .540، ص 1 المقدمة، مرجع سابق، ج- 30

24

“….teachers who expect students to accept what they tell them simply because they occupy the position of teachers”31.

التعليم املهين: االستراتيجية الرابعة

ية مؤكدا أا البد أن ترتكز على منهجه التعليمي بالعلوم الصناعاهتم ابن خلدون يف والعلوم الصناعية يف الفكر اخللدوين . فالعلم شيء أساسي للتقدم الصناعي وازدهاره. الفكر

. واملهنيةوهو ما يعرب عنه يف وقتنا احلاضر بالعلوم التطبيقية. تعترب من أمهات الصنائع

فالبسيط وهو . ملركبويشري ابن خلدون يف مقدمته إىل نوعني من الصنايع البسيط وا .32واملركب وهو اجلانب الكمايل كالوراقة وحنوها. الضروري كالفالحة والبناء والنجارة

دويل حول التعليم الفين إىل عقد مؤمتردعت منظمة اليونسكو واجلدير بالذكر أن فقت أملانيا حيث ات-املؤمتر يف برلني وقد عقد. والتدريب يهدف إىل معاجلة املسائل املطروحة

بالتعليم الفين واملهين وتطوير أسس الدول األعضاء على وضع خطة عمل دولية للنهوضاملهمة وكالة جديدة أطلق عليها برنامج األمم التعاون الدويل يف هذا اال حبيث تضطلع ذه

.(UNEVOC) هين يونيفواملتحدة للتعليم امل

نظام التعليم الفين واألساليب وحتسنيابتكار الطرقومن أبرز ما دعا إليه املؤمتر ضرورة ؤهلة ضمن سوق امل القوى العاملة، التعليم املهينريوفكما أكد أمهية ت. يف الدول املعنيةواملهين

لقد كانت سياسات التعليم الفين والتدريب .العمل دائمة التغري، نتيجة للتطور التقين املستمر اخلرجيني حىت يتمكنوا من االلتحاق بالوظائف تطوير كفاءات ومؤهالت يف السابق دف إىلللتقدم التقين ومنافسا لآلخرين يف جماالت ولكي يصبح مواكبا .اإلنتاج وهم أكثر قدرة على

31 - Mortimer J. Adler, Teaching, Learning, and Their Counterfeits ,http://www.ditext.com/adler/tlc.html

.400، ص 1 المقدمة، مرجع سابق، ج- 32

25

عالوة على ذلك، . دائم حبقول التعليم والتدريب العمل ينبغي أن يكون متابعا وعلى اتصالت واستيعاب املعارف اجلديدة املعلوما جيب أن يسعى بصفة مستمرة للبحث وتقصي

أصبح ميثل الذي التدريب ختصصه إضافة إىل واإلمكانات احلديثة اليت تندرج حتت دائرةتدريب مؤسسات تستثمر يفبل إن هناك. عنصرا حيويا يف سياسات توظيف العاملني

.33املوظفني حيث إن عملية تطوير مواردها البشرية يتيح هلا فرصة أكرب للمنافسة

ما طرحه املؤمتر املذكور يقارب ما أشار إليه ابن خلدون منذ عدة قرون حني طرح و أمهية تعلم الصناعات وكيفية تعلمها مبيناأن احلذق واملهارة يف الصناعة ال ميكن أن يتم إال

ونقل املعاينة أوعب :" يقول يف ذلك. أو ما يعرف بالتدريب اليومباملزاولة واملمارسة الفعلية .34"احلاصلة عن اخلرب نقل اخلرب والعلم وامللكة احلاصلة عنه أكمل وارسخ من امللكة وأمت من

و ميكن إجياز خطوات إصالح العملية التعليمية يف منهج ابن خلدون على النحو :التايل

إجراء عمليات املراجعة والتدقيق والتصحيح باستمرار للتعرف على مناطق القوة - .والضعف يف مسار التعليم

الح املعلم واالهتمام بإعداده من أهم اخلطوات اإلصالحية، فالتعليم ال ينبغي إص -النظر إليه كمصدر للرزق أو الكسب فحسب، بل هو بالدرجة األوىل رسالة البد

من هنا كانت مواصفات املعلم ال ينبغي أن حتصر .أن يستشعر أمهيتها القائمني ا قدراته العلمية متتد لتشمل كافة يف الشهادات اجلامعية فحسب، بل البد أن

مبا يدور يف جمتمعهوقدر من الوعي الكايف ، ته األخالقية والروحية والثقافيةوقدرا . والعامل من حوله

مجموعة من الباحثين والمختصين : المؤلف .تقرير عن التعليم والتدريب المهني في أوروبا مع بداية القرن الحادي والعشرين - 33

عبد اهللا بن محمد الهويشل نائب مدير إدارة البحوث في.د: عرض وتقديم. م1998اصدار عام برنامج األمم المتحدة للتعليم المهنى:الناشر .المؤسسة العامة للتعليم الفنى والتدريب المهنى بالرياض

.400، ص 1 المقدمةن مرجع سابق، ج- 34

26

قاعدة االهتمام بالتعليم األويل وهو ما يعرب عنه يف وقتنا احلاضر باالبتدائي، فهو -اهتمام ابن خلدون بتعليم من هنا كان . التعليميوأساس البناء اهلرم التعليمي

االهتمام بالتعليم ف. الصبيان وتركيزه عليهم يف غاية الذكاء والعمق الواقعي . واجلامعي كذلكاالبتدائي تنعكس آثاره على التعليم الثانوي واإلعدادي

.االهتمام بالتعليم املهين والتدريب والربط املتواصل بني التعليم التطبيقي والفكري -

27

اسةخامتة الدر

أبرز معامل ومفردات املنهج اخللدوين يف إصالح العملية حاولت هذه الدراسةالكشف عن تقدمي مقترحات ملراجعة واقع العملية التعليمية اليوم من خالل النظر حاولت التعليمية، كما

املعطيات التربوية احلديثة عن القيم بعض باملقارنة مع ، واإلفادة من منهج ابن خلدون .ومؤهالتهاملعلم خصائص ووطرائقه وأساليبهوجودته وحمتوى التعليم واالهداف

:وقد أسفرت الدراسة عن مجلة من النتائج من أبرزها

قياسا باحلقبة التارخيية أصيلة ومتقدمة أفكار على ملنظور التعليمي اخللدويناتأكيد اشتمال - مل تكن قد ظهرت فعندما كتب ابن خلدون ما كتبه. )م1406-1332(فيها ظهر اليت

للوجود ال سوسيولوجيا وال سيكولوجيا وال ديداكتيك وال أهداف سلوكية وال غريها يف عصره بروح نقدية فريدة يف ع التعليم اخلاصة انتقد الكثري من وقائرغم ذكل كله، لكنه

.طرحها وسبقهااملعريف

ما ذكره فظريات املعاصرة، بن خلدون ىف التربية والتعليم غطت جانبا كبريا من النانظريات -يكون حمورا لفلسفة تربوية عربية مشتركة ألنه انطلق ىف نظرياته من بيئة لبن خلدون يصلح ا

.عربية إسالمية حتتكم إىل العقل واملنطق وعلوم النفس ىف مناقشة ومعاجلة قضاياهاذا الدور الوظيفي وه. ر الوظيفي الذي يؤديه يف احلياةابن خلدون أعطى للعلم والتعليم الدو -

عن طريق العقل الفريد وتكوين امللكة يف احلياة يقوم بدور بنائي تكويين عن طريق اكتساب .، وهو أمر تزداد احلاجة إليه اليومربط بني التعليم واملمارسة

الكثري من الباحثني التربويني موضوع التعليم عند ابن خلدون مل ينل االهتمام الكبري من قبل -وذلك بالنظر إىل قوا ومتاسكها » املقدمة« أمهية األفكار التعليمية الواردة يف بالرغم من

االمر الذي يتطلب . وأسبقيتها وفاعليتها يف الوقت احلاضراملنطقي وكذا بالنظر إىل متيزها .إجراء املزيد من الدراسات والبحوث يف هذا امليدان

28

تناظر الوسائل التعليمية احلديثة تكشف عن اذجاملقارنة بني املنظور التعليمي اخللدوين ومن - يكاد يصل إىل حد الزعم بأن املنهج اخللدوين كان رائد النسق اإلصالحي قوي يف املفاهيم

.التعليمي، األجياللدى سباب التطور الفكري هم أمن أية التعليمالعملية إعادة النظر يف املناهج و -

تراكمية يف غاية األمهية والضرورة، وهي عملية. وتعد من ضرورات املرحلة الراهنة .تستدعي تشكيل عدد من اللجان املختصة يف خمتلف الكليات واألقسام املختلفة