الوادي- الشهيد حمه لخضر جامعةالعلوم االجتماعية واإلنسانيةكلية

قسم العلوم اإلنسانية شعبة العلوم اإلسالمية

مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماستر .التفسير وعلوم القرآن: تخصص–في العلوم اإلسالمية

:فار ــــــــــــشإ:ةالطالبإعداد حوى فرجاني

لجنة المناقشةكمال قدة:د

الصفةالجامعةالرتبةاالسم واللقبرئيساالوادي-جامعة الشهيد حمه لخضر.)أ(أستاذ محاضرعبد الكريم بوغزالة: د

مشرفا ومقرراالوادي-جامعة الشهيد حمه لخضر.)أ(أستاذ محاضردةـــــــــــــــــال قــــــــــــكم: د

عضواالوادي-جامعة الشهيد حمه لخضرأستاذ مساعدعبد العزيز ناصري: أ

م2015- 2014/ه1436-1435:السنة الجامعية

منهج االحتجاج للقراءات القرآنية عند اإلمام طالب القيسي من خالل كتابه مكي بن أبي

الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها ""وحججها

داءــــــــــــــــــــــــــــــإه

إىل والدي الكرميني

اأطال اهللا يف عمرهم

إىل إخوتي األعزاء

"صفاء وعلي" وأخص بالذكر

إىل كل من ساعدني من قريب أو بعيد

"ليلى شربو"خاصة األخت

شكر و عرفان مانع ملا املصري ، الإليكو عليك توكلنا و آمناالدنيا والدين ، وبك أموربامسك اللهم نستعني على

الم على سيدنا حممد الداعي إىل السالصالة و ا منعت ، لك احلمد الكثري ، و معطي ملأعطيت و اليستمعون القول فيتبعون أحسنهسبيل ربه باحلكمة و املوعظة احلسنة و على آله و صحبه الذين

:أما بعد

يف إلمتام هذه املذكرة هللا عز و جل الذي وفقينهي كلمة شكراحلضور،ي كلمة أبت إال ه.أحسن األحوال

هي كلمة شكر و عرفان إىل الذي أمدين بتجربته و صادق عونه و سديد توجيهه ، و على أستاذي جزاك "كمال قدة : صربه اجلميل معي ، و سعة تفهمه ، و مسو تواضعه ، األستاذ املشرف

". اهللا عين كل خري

ديهم مساقات كما أتقدم خبالص شكري و عرفاين ألساتذيت يف اجلامعة ، الذين درست على أياألستاذ بوغزالة عبد الكرمي : التفسري و علوم القرآن و أخص منهم : الليسانس و املاسرت يف ختصص

.و األستاذ حممد الصاحل غريسي،

.*فجزاهم اهللا مجيعا خري اجلزاء*

.

*م مين فائق االحرتام و التقدير كل هؤالء هل*

Abstract in Arabic and Englishملخص البحث باللغتين العربية واإلنجليزية

:صـــــــــــــملخاسة إىل بيان منهج االحتجاج للقراءات القرآنية عند مكي من خالل كتابه الكشف عن

و قد قسمت البحث إىل مقدمة و ثالث فصول وخامتة ، ، حججهاوجوه القراءات السبع و عللها و .مكي بن أيب طالب القيسي و كتابه الكشف باإلمامالتعريف :تناولت يف الفصل األول

املالمح املنهجية يف كتاب الكشف كمنهجه يف عرض القراءات وتوثيقها :الثاينمث تناولت يف الفصل و التعريف مبصطلحات التجويد و القراءات و مسلكه يف إيراد الشواهد من القرآن و احلديث و كالم

منهج اإلمام مكي يف االحتجاج للقراءات القرآنية احلديث عن: و تضمن الفصل الثالث، العربب الكشف، مث ذكرت أهم وختمت البحث خبامتة بينت فيها منهج اإلمام مكي يف تأليفه لكتا

.توصياتالنتائج و الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

SummaryThe study aims to statement curriculum protest readings Quranic whenMackie through his book detect the faces of the seven readings and its illsand its arguments, and have divided the search to the Introduction and threechapters and a conclusion, dealt with in the first chapter: Definition ImamMakki ibn Abi Talib al-Qaisi and his disclosure.Then dealt with in ChapterII: methodological features in the book detection Kmenahjh in thepresentation of readings and documented and definition in terms ofintonation and readings and his conduct in revenue evidence from theQur'an and modern and Arabs talk, and ensure that Chapter III: talk aboutthe approach of Imam Mackie in protest of the readings Quranic concludedFind a conclusion showed the approach of Imam Mackie-authored a bookdetected, then reported the main findings and recommendations.

مقدمــــــــــــة

ةــــــــــــــــمقدم

ب

أنزل على ، ، احلمد هللا الذي أنار القلوب بنور اإلميانو الصالة و ،و يستضيء بنوره السالكون،يهتدي به املتقون، عبده كتابا مباركا هدى ونورا للعاملني

نثمث 7 8 ، مبنيخللق أمجعني بكتاب عريب او حجة على،السالم على املبعوث رمحة للعاملني].149األنعام [لكاكيقىقيفيثىفىث

:أما بعد

ومن أهم هذه ،ما كان هلا تعلق بكتاب اهللا سبحانه وتعاىل، فإن أشرف العلوم و أعالها قدرا و ما يتعلق به النطق الصحيح أللفاظ الكتاب العزيز جبميع ،علم القراءات و توجيهها:العلوم

،و املنافحة عنها ضد طعن الطاعنني و كيد الكائدين،.وشرفا

و لقد تصدر علم القراءات و توجيهها قائمة العلوم الشرعية فكثر التصنيف فيه و زاد االهتمام و اليت أينعت فيها ،اليت دخلها اإلسالمواألمصارو توسعت رقعة انتشاره يف خمتلف األقطار،به

و لقد احتفظت لنا املكتبة اإلسالمية بتصانيف ،و منا فيها العلم الديين،شجرة الثقافة اإلسالمية.منها ما يزال خمطوطا و منها ما قد نشر،شىت يف علم القراءات و توجيهها

و بقي هذا ،و حمصورا يف أضيق حميط،ظل البحث و الدراسة يف هذا النوع حمدودا للغايةووالعناية االهتمامأو على مستوى ،العلم حمتاجا إىل تتبع دقيق على مستوى الشرح والتعقيب

. الرعايةو

الكشف عن وجوه : " و من بني الكتب اليت كان هلا مكانة وسط تلك املصنفات كتاب،الريادة يف هذا العلمالذي حاز،ي ابن أيب طالب القيسيكلإلمام م" و حججهاالقراءات و عللها

االهتماماألمر الذي يستدعي فعال ،هم الشخصيات يف علم القراءات و أبرزهاوهو من أالشخصية و إبراز منهجها يف القراءات ومسلكها يف عرض مسائل القراءات و بسطها و توجيهها

.اختيارهاو

ةــــــــــــــــمقدم

ت

قراءات القرآنية عند اإلمام للمنهج االحتجاج:"من أجل ذلك رأيت أن يكون موضوع دراسيتوعللهاالسبعبن أبي طالب القيسي من خالل كتابه الكشف عن وجوه القراءاتمكي

."وحججها

:أهمية الموضوع

:و من مربرات اختياري هلذا املوضوع ما يأيت

.وعلى وجه اخلصوص مكتبة القراءات،اإلسهام يف خدمة املكتبة اإلسالمية و إثرائها-1

،له منهجه اخلاص،فهو رمحه اهللا علم من أعالم القراءة، أمهية الكتاب أول ما تأيت من مؤلفهإن -2.فوددت أن أتعرف على هذه الشخصية الفذة،و رأيه يف توجيه القراءات القرآنية

و لذلك،ال خيفى ما لبيان املنهج من فائدة عظيمة يف تذليل السبل للوصول إىل احلقائق العلمية-3ن اإلطالع على منهج مصنف معني و مسلكه يف كتابه يعني الباحث على اكتساب األسس و فإ

.املبادئ اهلامة يف الكتاب

:اإلشكالية

بن أيب طالب قراءات القرآنية عند اإلمام مكي للاالحتجاجور حبثي هذا على دراسة منهج يتمحاإلطالع على األمهية وبعد " وعللهاالسبعالكشف عن وجوه القراءات: "القيسي من خالل كتابه

:ميكن ذكر إشكاليته وهي،البالغة هلذا املوضوع

ما هي أبرز مالمح املنهج الذي سلكه مكي يف كتابه عموما و فيما يتعلق بتوجيه القراءات -.خصوصا؟

:و يندرج ضمن هذا السؤال أسئلة فرعية

اإلمام مكي ابن أيب طالب القيسي؟من هو-أ

؟ "الكشف عن وجوه القراءات و عللها"هو كتاب ما - ب

ةــــــــــــــــمقدم

ث

و ما هي أبرز مسات املنهج الذي سلكه املؤلف يف كتابه خبصوص عرضه ملسائل القراءات - ج؟توجيهها

ما مدى التزام املؤلف يف عرض كتابه؟ وما هي املالحظات و النقاط اليت ميكن تسجيلها على -د.منهجه وآرائه يف كتابه؟

:اختيار هذا البحثودوافعأسباب

،،الصلة الوثيقة هلذا املوضوع بكتاب اهللا عز وجل-1.وشرف العلم بشرف املعلوم و طمعا يف ما عند اهللا من الثواب يف خدمة هذا املوضوع

خالل البحث يف هذا املوضوع و فتح باب و طريق للدراسة أمام حتقيق قدر كبري من الفائدة من -2.زيد من الدراسات حولهاملإلجراءالباحثني

:أهداف البحث

.كتب و دراسات جادةإىلما تكون أحوجواليت هي ،مكتبة علم القراءاتإثراءـ 1

.شيء من ذلك الكنز الدفني من كتب القراءات إظهاريف اإلسهامـ 2

التعرف املوسع باإلمام مكي و الكشف عن جوانب مهمة من حياته العلمية و دراسة كتابه ـ3.الكشف دراسة علمية

.إثراءهمن جهود يف هذا الفن و القيسيمكي بن أيب طالب لإلمامما إبرازـ 4

.سلكه يف كتابه و مدى التزامه بهالذيمكياإلماممنهج إظهارـ 5

.علقة بتوجيه القراءاتمن بعض املسائل املتالتعرف على موقفهـ 6

:المنهج المعتمد في البحث

الكتاب و استنباط حيث سأقوم فيه باستقراء أهم املسائل يف ،االستنباطو منهج االستقراء . ل مسائل القراءات و االحتجاج هلاو طريقته يف تناو ، معامل و مميزات منهج املؤلف

ةــــــــــــــــمقدم

ج

فهرس اآليات فقد رتبته حسب أما لوبالنسبة ، ان منهجه على ذكر مثال أو مثالنيو سأقتصر يف بي.كذالكفقد رتبته حسب وروده يف البحثفهرس األعالمأما عن و ، وروده يف البحث

: الدراسات السابقة

لكنها يف معظمها كانت دراسات صوتية لغوية بعيدة كل ألمهية هذا الكتاب فقد درس عدة دراسات: ا حولتلبعد عن جمال القراءات بشكل خاص إال دراستني متحور ا

قواعد الرتجيح و االختيار يف القراءات عند اإلمام مكي ليحي أمحد سلمان جالل و -1يف الرتجيح و االختياراليت عنيت ببيان منهج اإلمام

مكي بن أيب طالب القيسي يف كتابه الكشف عن وجوه القراءات اختيارات اإلمام -2.للها وحججها إلسالم حسين حممد أبو صقرعو عالسب

حمل دراسيت و قد جعلتها يف مقدمة و ثالث فصول و هلذا و غريه جعلت هذا الكتاب اجلليل .خامتة

:خطة البحث

.الكشفمكي بن أيب طالب القيسي و كتابهاإلمام:األولالفصل

.و مولده و نشأتهاإلماماسم :المبحث األول

.الظروف العامة السائدة: المطلب األول

.احلالة السياسية و االجتماعية:األولالفرع

.احلالة العلمية و الثقافية: الثانيالفرع

.و مولدهاإلماماسم : المطلب الثاني

.امسه و نسبه:األولالفرع

.مولده و رحالته: الثانيالفرع

ةــــــــــــــــمقدم

ح

.اإلمام مكينشأة : المطلب الثالث

.شيوخه:األولالفرع

.تالميذه:انيالثالفرع

.عقيدة اإلمام مكي و مكانته العلمية ووفاته:المبحث الثاني

.و مذهبهتهعقيد: المطلب األول

.عقيدته:األولالفرع

.مذهبه:الثانيالفرع

.العلميةتهمكان:المطلب الثاني

.توثيق العلماء له و ثناؤهم عليه:ع األولالفر

.مؤلفاته: الثانيالفرع

.وفاة اإلمام مكي:المطلب الثالث

.التعريف بكتاب الكشف:المبحث الثالث

.اسم الكتاب وتوثيقه: المطلب األول

.اسم الكتاب: األولالفرع

.توثيقه: الثانيالفرع

.موضوع الكتاب و مضامينه: المطلب الثاني

.موضوعه: األولالفرع

.مضامينه: الثانيالفرع

ةــــــــــــــــمقدم

خ

.أمهية الكتاب و منزلته: المطلب الثالث

.املالمح املنهجية يف كتاب الكشف:الفصل الثاني

.منهج مكي يف عرض القراءات و توثيقها:المبحث األول

.مسلك مكي يف اعتماد املصادر: المطلب األول

.القراءاتمسلك مكي يف إيراد: المطلب الثاني

.منهج مكي يف عرض مصطلحات التجويد و القراءات: المبحث الثاني

.مصطلحات التجويد و القراءاتإيرادمسلك مكي يف : المطلب األول

.مسلكه يف التعريف باملصطلحات: المطلب الثاني

.منهج مكي يف إيراد الشواهد:المبحث الثالث

.الكرمينالقرآمسلكه يف إيراد الشواهد من : المطلب األول

.مسلكه يف إيراد الشواهد من احلديث الشريف: المطلب الثاني

.مسلكه يف إيراد الشواهد من كالم العرب: المطلب الثالث

.منهج مكي يف تناول املسائل اللغوية ومناقشتها:المبحث الرابع

.سائل العقيدةمباالستعانة :األولالمطلب

.أسباب النزولو االستعانة مبسائل التفسري:نياالمطلب الث

.منهج مكي يف االحتجاج للقراءات:الفصل الثالث

.مفهوم علم االحتجاج: المبحث األول

.أمهيته العلميةوتعريف علم االحتجاج للقراءات: المطلب األول

ةــــــــــــــــمقدم

د

.دوافع توجيه القراءات و مراحله: المطلب الثاني

.مسلك اإلمام مكي يف االحتجاج:الثانيالمبحث

.طريقته يف االحتجاج:المطلب األول

.األصول املعتمدة يف االحتجاج:المطلب الثاني

.)الصويت،الصريف،النحوي(االحتجاج بأنواعه :المطلب الثالث

.تقييم منهج مكي يف الكشف:المبحث الثالث

.املزايا و اإلجيابيات:المطلب األول

.املالحظات و املآخذ:المطلب الثاني

اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه : الفصل األولالكشف

اسم اإلمام ومولده ونشأته: المبحث األول

عقيدة اإلمام مكي ومكانته العلمية : المبحث الثانيووفاته

التعريف بكتاب الكشف: المبحث الثالث

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

10

:ـــدــــــــمهيــت

من خالل ،سأتناول يف هذا الفصل احلديث عن حياة اإلمام مكي بن أيب طالب القيسيومنهجه ذكر عقيدتهإضافة إىل ،واكبت مولده ونشأتهاليتواالجتماعيةياسية ذكر الظروف الس

بكتابة الكشف وحتقيق إىل التعريف إضافة،ووفاتهت والنحو معرجة على مكانته العلمية ءايف القراوموضوع الكتاب ومنزلته بني الكتب األخرى يف هذا الفن،ه إىل مؤلفهتونسبامسه

:مباحثةمل هذا الفصل على ثالثتويش

تهاإلمام ومولده ونشأاسم: األولالمبحثائدة يف عصر اإلمام يف هذا املبحث نبذة موجزة عن الظروف اليت كانت سسأعرض

فيها اإلمام احلالة السياسية و االجتماعية و العلمية و الثقافية للبيئة اليت نشأحيث سأبني ،مكيإضافة إىل ذكر ، يف طلب العلم يان امسه ونسبه ورحالته إليها ومن مث بو البالد اليت رحل

تالميذه بانتهاء و ، بشيوخهني ــ عــــامل

الظروف العامة السائدة: المطلب األولبنيماوالثقافيةوالعلمية واالجتماعيةالسياسيةالناحيةمن مكيعصر اإلمام يوضح هذا املطلب

:نيفرعيفوذلك ،يجر اهلالقرن اخلامس منقربيإىل ما، جريــاهلالرابع القرن

واالجتماعيةالسياسيةالحالة : الفرع األول

واليت صف بالدول اإلسالميةعالقيسي يف ظل ظروف سياسية كانت تطالب أيببن مكيعاش وتدهور،البعض عن بعضها صغرية منفصلدويالت مت فيها تقسيم اململكة اإلسالمية إىل

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

11

1فيها فكانت كل من فارسبالناحية اليت تغلب حيث انفرد كل رئيس ، يف مقاليد احلكم

يف يد حممد بن إلياس واملوصل وديار ربيعة 4وكرمان، ويةبواجلبل يف أيدي بين 3وأصهبان2والرير يف أيدي بين محدان وأصبحت مصر والشام يف يد حممد بن طفنجضموديار 5وديار بكر

.7واملغرب وإفريقية يف يد الفاطميني إىل غري ذلك من التقسيمات6شيداألخ

اليت نشأ فيها مكي بن أيب طالب للبالدويهمنا هنا احلديث عن الوضع الراهن للحكم السياسيه وكانت 355عام 8واستقرواليت ارحتل إليها ، القيسي

الفاطمي الذي استطاع إخضاع املغرب كله املعز باهللاحكم الفاطميني بيد حتت ن ذاك آالقريوان

والية واسعة وإقليم فسيح، أول حدودها من جهة العراق أرجان ومن جهة كرمان السريجان ومن جهة ساحل هي : رساف1، )م 1995، بريوت ، دار صادر 2ط(4ينظر ياقوت احلموي، معجم البلدان، ج،اهلند سرياف ومن جهة السند مكرانحبر . 226صوهي مدينة مشهورة من أمهات البالد وأعالم املدن كثرية الفواكه واخلريات، وهي حمط احلاج على طريق السابلة وقصبة بالد 2

اجلبال، بينها وبني نيسابور مائ.)116/ج(ياقوت احلموي، معجم البلدان،: ينظر،

، یاقوت الرابع3

.1/206الحموي، معجم البلدان،جسجستان وخراسان، فشرقيها مكران ووهي والية مشهورة وناحية كبرية معمورة ذات بالد وقرى ومدن واسعة بني فارس و4

، فارسمكران ومفازة ما بني مكران والبحر من وراء البلوص، وغربيها أرض فارس، ومشاليها مفازة خراسان، وجنوبيها حبر 454/ياقوت احلموي، معجم البلدان، ج

آثار ،زكريا بن حممد القزويين:ينظر،ناحية ذات قرى ومدن كثرية بني الشام والعراق، قصبتها5.368ص،)ت.د،دار صادر، بريوت،ط.ال(1ج،البالد وأخبار العباد

املؤسس ، بن خالقانن جف بن يلتكني بن فوران بن فورياب-عبد الرمحن معناهو - ر حممد بن أيب حممد طغج أبو بك:هو6، توىل احلكم يف مصر مكافئة له على تصديه حملاوالت الفاطميني لدخول مصر، هــ268ولد سنة ، األول للدولة اإلخشيدية

شذرات من كتب مفقودة يف ،)5/56(، وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان،بن خلكان:ينظر. هــ بدمشق334تويف سنة ، سالمي دار الغرب اإل،لبنان.بريوت، 1: ط(1ج،)هـ1424: املتوىف(استخرجها وحققها الدكتور إحسان عباس ،التاريخ

.224:ص، )م1988.19ص ) ت.د، دار الكتاب العريب، بريوت، 5ط(، 1ج، احلضارة اإلسالمية يف القرن الرابع اهلجري، ادم متز7

وهذه مدينة عظيمة بإفريقية : اإلقليم الثالث، طوهلا إحدى وثالثون درجة، وعرضها ثالثون درجة وأربعون دقيقةالقريوان يف8).4/420(معجم البلدان، ياقوت احلموي:ينظر، غربت دهرا وليس بالغرب مدينة أجل منها

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

12

وملا كانت املغرب للمعز فكر يف فتح ،الرببر كافةقبائلت له يف عهده نحيث دا، حتت سلطته.مصر نظرا ألمهية موقعها اجلغرايف من الناحيتني السياسية واحلربية

على االستيالءواحلجاز وخاصة أن فتح مصر يسهل عملية ).بغداد–دمشق –املدينة املنورة (المية القدمية ساملراكز اإل

إثر ، والفوضى اليت كانت تعمها إذ ذاكاالضطراباتوالعوامل اليت شجعته على فتح مصر هي .3571وفاة كافور سنة

ذاك حتت حكم إذه فقد كانت 364: أما مصرالتسامح ه وامتاز عهده باليسر والرخاء و365سنة أباه املعزفحيث خل2باهللا الفاطميالعزيز

وقد ترامت الرقعة الدولة الفاطمية يف عهده من بالد العرب شرقا إىل ساحل احمليط ، الديين والثقايفواستطاع القضاء ،جنوبا وزادت مملكته3األطلسي غربا ومن آسيا الصغرى مشاال إىل بالد النوبة

ويف عهد العزيز نبغ طائفة من ، على فتنة القرامطة ووجه اهتمامه إىل بث عقائد املذهب الشيعي.4الشعراء والكتاب واألطباء واملؤرخني

بقالقل مصابة كانت بالد األندلس عند اعتالء عبد الرمحان العرش يف هذه الفرتة : أما األندلس.فيها التفرق والتمزقاضعف وفشثم فيها الجفواضطرابات متكررة

مكتبة النهضة ، بريوت، القاهرة. 14ط(3ج، تاريخ اإلسالم السياسي والديين والثقايف واالجتماعي ، حسن إبراهيم حسن1، )155-15:(ص ) م1996، املصرية ودار اجليل

واإلمام اخلامس عشر من أئمة ، خامس اخللفاء الفاطميني، هـ334ولد سنة ، نزار بن معد بن امساعيل، هو العزيز باهللا2وكان كرمي األخالق حليما يكره سفك الدماء ، وكانت يف أيامه فنت وقالقل) هـ365سنة (بويع بعد وفاة أبيه ، اإلمساعيلية

ابن ،)5/371(،وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان،ابن خلكان:ينظر.ويف زمنه بين قصر البحر،مغرى بصيد السباع أديبا فاضال دار الكتاب ، لبنان–بريوت ، 1:ط( 7ج،عمر عبد السالم تدمري: حتقيق،)هـ630: املتوىف(، الكامل يف التاريخ، األثري

.475ص، )م1997/ هـ 1417العريب، بالد واسعة عريضة يف جنويب مصر وهم نصارى أهل شدة يف العيش، أول وهي،بضم أوله، وسكون ثانيه، وباء موحدة:نوبة 3

.)309-5/308(معجم البلدان، ياقوت احلموي: ينظر،بالد السودان حالياوهي،بالدهم بعد أسوان،)159-3/158(،السياسي والديين والثقايف واالجتماعياإلسالمتاريخ ، حسن إبراهيم حسن4

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

13

فأطفأ تلك ، مضطرمة بنريان املتغلبني، خالفنيمضطربة بامل: (يف هذا الصددل املقريقو يحيثواستقلت له األندلس يف سائر ، واستنزل أهل العصيان، النريان

1)امهأي

وهو أول من تلقب بأمري املؤمنني من أوالد األمويني ، وكان مهتما بعمارة بالده وإقامة معاملها.2بلغه ضعف اخللفاء بالعراق وتغلب الفاطميني ببالد املغربحنيوذلك ، الداخلني للمغرب

د كما وج، أدائه فرتة من اهلدوء والسكينةوقد أتيحت له فتوح أبيه وما حازه من نصر وظفر على .3حذو أبيه يف والية الدولةفحذاأبوه عبد الرمحان حكومة منظمة أقام دعائمها

كثريا من الكتب وأرسل الرسل فجمع، حمبا ألهل العلم، ءةوكان احلكم شغوفا باإلطالع والقرائة ألف كتاب يف وقت مل تعرف زخرت خزانة كتبه بأربعما، لقاهرةإلتباعها من دمشق وبغداد وا

.الطباعةفيه

حني وقصدها اإلمام مكي ، 4وبعد وفاته توىل ابنه هشام احلكم، ئةوثالمثامثاننيتويف سنة ست و كانت األندلس مزدهرة

.معارفها وبرز واجتهد

.180–3السياسي والديين والثقايف واالجتماعي حاإلسالمعن تاريخ نقال) 166-1(املقري 1288ص ) م 1998دار هجر سنة ، مصر، 1ط(15عبد اهللا بن عبد احملسن الرتكي ج: ت، هايةنوالالبداية، ابن كثري2،)248-15ج (البداية والنهاية ، ابن كثري3).186-185-"ج(جتماعي واالالثقايف و ين يالسياسي والداإلسالمتاريخ ، حسنإبراهيمحسن 4

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

14

الحالة العلمية والثقافية:الفرع الثاني

إال أن احلركة العلمية مل تتوقف من فنت وحروب؛أصاب املسلمني يف ذلك العصرعلى الرغم مما .يف حلظة من اللحظات

وساعد على انتشارها تشجيع ، اإلسالميةدور العلم منتشرة يف مجيع أرجاء الديار تفقد كانر العلم اليت ومن دو ، كذا بناء املدارس واملكتبات و، الكثري من السالطني واألمراء للحركة العلمية

:اشتهرت يف ذلك العصر وأسهمت يف دفع احلركة العلمية إىل األمام

.ودار بالبصرة1أحد حاشية عصر الدولة دار كتب يف مدينة رام هرمزارعمل أبو علي بن سو _1

ونقل إليها ،غريب بغداد3يف الكرخدار للعلموزير بين بوية 2أردشريأسس أبو نصر سابور بن _2. كتبا كثرية اشرتاها ومجعها

دار العلم اليت اختذها الشريف الرضي لطلبة للعلم وع _3 .حيتاجون إليههلم ماني

اجلامعإىل جانب ا ه دار 378وأنشئت مبصر مثل هذه الدور فقد اشرتى العزيز باهللا يف سنة _44األزهر

مقصود هرمز أو مراد : ، وهرمز أحد األكاسرة، فكأن هذه اللفظة مركبة معناهاومعىن رام بالفارسية املراد واملقصود:رامهرمز1من بني مدن رامهرمزو مشهورة بنواحي خوزستان،إيرانية ، وهي مدينة رامهرمز اسم خمتصر من رامهرمز: هرمز، وقال محزة

معجم البلدان ، ياقوت احلموي:ينظر،األترنج، وليس ذلك جيتمع بغريها من مدن خوزستاناجلوز وخوزستان جتمع النخل و)3/17(.ومجعت ، كان من أكابر الوزراء و أماثل الرؤساء،،هو أبو النصر سابور بن أردشري2

ابن خلكان :ينظر،هـ ببغداد416وكانت وفاته سنة ، هـ336ولد بشرياز سنة ، فيه الكفاية و الدراية وكان بابه حمط الشعراء.)2/356(وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان،واحملال حوهلا، فأما اآلن فهي حملة وحدها مفردة يف وسط ، يف اجلانب الغريب منها، يف وسط بغدادكانت مدينةالكرخ أوال3

.)4/448(معجم البلدان، ياقوت احلموي : ينظر، وهي مركز قضاء حالياذلك،. )330- 1/329(، رة اإلسالميةاحلضا، آدم متز4

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

15

بالقاهرة ومحل الكتب إليها من خزائن ه395دار العلم اليت فتحها احلاكم بأمر اهللا سنة _5.1ودخل سائر الناس إليها يقرؤون وينسخون، القصور املعمورة

.اشتهرت يف ذلك العصرعن بعض املدارس اليت إذن حملة موجزة هذه و

الناظر يف الكتب ليمتلكه العجب من كثرة املدارس املنتشرة يف ذلك العصر هذا سوى ن كما أواحملدثون وعلماء اللغة املساجد اليت كانت تعترب هذه املدارس األصلية اليت جيتمع فيها الفقهاء

. تالميذهمبوالقراءات

هر مركز للتعليم يف اململكة وأش،وهو أقدم ، دادوكان جامع املنصور ببغألن الفقهاء يعلمون العلم الذي ، وكان ذلك طبيعيا، اإلسالمية وكان الفقهاء أكثر العلماء تالميذ2يؤهل أصحابه لتويل مناصب يعيشون منها

من الوقت ولو أردنا أن نسرتسل يف ذكر مواقف األمراء والسالطني من العلم والعلماء للزمنا الكثري . لبيان احلركة العلمية النشطة يف ذلك العصر

،)330/ 1(،)مرجع سابق(، حلضارة اإلسالميةا، آدم متز1).332.333/ 1(، )املرجع نفسه(احلضارة اإلسالمية، آدم متز2

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

16

اإلمام ومولدهاسم: المطلب الثاني

اسمه ونسبه : األولالفرع

الن وقيس يقيس عإىلبن حممد بن خمتار القيسي نسبه 1وش هو أبو حممد مكي بن أيب طالب مح اإلمام ، مث القرطيب القريواين، 2بطن من بكر من وائل ومن النخع والقيس قرية بصعيد مصر

أستاذالرتاث العامل مبعاين املقرئو ،العالمة املتبحر يف علوم القرآن والعربية صاحب التصانيف4اشتهر بالصالح وإجابة الدعوةو ، هانتفع به مجع غفري من الناس وعظم امس3دينو ج القراء وامل

تهمولده ورحال: الفرع الثاني

بن أيب طالب القيسي بالقريوان لتسع بقني من شعبان سنة مخس ومخسني مكي اإلمام ولد . ائة ه وماتت والدته من نفاسه ليلة الشك من رمضانثالمثو

إذ كانت ، مكي بالقريوان على جمموعة من الشيوخاإلمام تتلمذ يف بادئ األمر:أما رحالتهذلك طلب وكان مقصده يف ، دة بلدانرحل إىل عمن مث و، القريوان حمجة العلماء وطالب العلم

وقام ، فيها مث رجع إىل القريوانفقرأ،مصر وهو ابن ثالثة عشر سنة فسافر إىل،وشيوخهالعلممث ، بعد خروجه من احلساب وغريه من اآلداب يف سنة أربع وسبعني وثالمثائةباستظهار القرآن

يف تلك السنة حجمثائة فسبع وسبعني وثالات بالقريوان سنةءالقراإكمالهرحل إىل مصر ثانية بعد

ابن (وبعدها شني معجمة ، بفتح احلاء املهملة وتشديد امليم املضمومة وسكون الواو: محوش ويقالحممد : اسم أيب طالب 1ص ) م1948، مكتبة النهضة املصريةالقاهرة،ط. ال( 4ج، حممد حمي الدين عبد احلميد: ت، وفيات األعيان، خلكان) ، م1993، مدار الغرب اإلسالمي.ال ، 1ط(6إحسان عباس ج : ت، معجم األدباء ، ياقوت احلموي :ينظر.361.286ص ) م2002، دار العلم للماليني، ال م، 15ط(7ج ،األعالم،الزركلي–2712ص

.69لب اللباب يف حترير األنساب ص ، السيوطي2، العريبسلسلة عيون الرتاث ، استانبول، ط، ال(2فوالج جطيار آليت:قيقحت، معرفة القراء الكبار، مشس الدين الذهيب3

دار ، بريوت، 1ط( 2ج، برجسرتاسر: قيقحتغاية النهاية يف طبقات القراء، مشس الدين ابن اجلزري ، 751ص ) م1995.270ص ) م2006، الكتب العلمية

، يةاملكتبة العصر ، لبنان، ط، ال(4جإبراهيمحممد أبو الفضل : قيقحت، اة حبغية الوعاة يف طبقات اللغويني والن، السيوطي 4.298ص ) ت، د

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

17

بعض إكمال عليهما زال ومن مث رجع إىل القريوان و ،1ابتدأ بالقراءات على أيب الطيبمثوعاد إىل مصر مرة ثالثة سنة اثنني ومثانني فاستكمل ما بقي عليه هناك وعاد إىل ، القراءاتيقرئ. ومثاننيثالث سنة القريوان

األندلس سنة ثالث وتسعني وجلس إىلقدم مث ، حجج متوالية نوافل أربعوحج ، إىل سنة تسعني.2لإلقراء جبامع قرطبة وانتفع الناس على يديه وعظم امسه يف البلد وجل فيها قدره

.مكياإلمامسيأيت تعريفه يف شيوخ 1/ ،)911- 910( ص ) 1989، دار الكتاب اللبناين، بريوت، 1ط( 3إبراهيم األبياري ج : ت، الصلة، ابن بشكوال 2

1997،مركز امللك فيصل للبحوث والدراسات اإلسالمية ، 1ط(2أمحد خان ج: ت، طبقات القراء، مشس الدين الذهيب.601–600ص ) م

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

18

.تهنشأ: الثالثالمطلب الذين ، كبار العلماءب، صر الذي عاش فيهزخر العمتميزة حيثنشأ اإلمام مكي يف بيئة علمية

اإلمامكانت هلم جهود عظيمة يف نشر العلم وقد كان هلم الفضل الكبري يف تكوين شخصية أخذوا ، مكي العلمية وترقيته يف درجات العلم

.عنه العلم ونقلوا واهتموا بآثاره

شيوخه: الفرع األول

عليهم من العلماء واألعالم الذين ارتاد جمالسهم وترددكثرياللقد عاصر اإلمام مكي رمحه اهللا بل طبق اآلفاق وبلغ ، يقف به السعي عند دائرة معينة يف بقعة حمدودةومل، وطلب العلوم املتنوعة

فدرس على عدد كبري من الشيوخ يف كل من ، يتلقف الفائدة من أفواه العلماء، األعماق يف البالدى أي واحد إذا استوىف علوقد كان مكي يصطفي شيوخه وال يتتلمذ ، واألندلسالقريوان ومصر

.الشروط اليت طلبها

جيب على طالب القرآن أن يتخري لقراءته ونقله : ( _يتحدث عن نفسههوو_ قال أبو حممداألئمةوصحة النقل عن ، علم العربيةيفعلوم القرآن والنفاذ يفأهل الديانة والفهم وضبطه

، فإذا اجتمع للمقرئ صحة الدين والسالمة يف النقل والفهم يف علوم القرآن، املشهورين بالعلم.1.....)إمامتهته ووجبت لوالنفاذ يف علم العربية والتجويد حلكاية ألفاظ القرآن كملت حا

:مكياإلماموفيما يأيت ذكر ألشهر من مسع منهم

:ابن أبي زيد القيرواني-1عامل أصل ، العالمة القدوة والفقيهاإلمامزيد القريواين املالكي أيبحممد ابن أبوهو

مات سنة ست ، 2أحد من برز يف العلم والعملالصغري وكانمالك : لهويقال، املغرب

ص،)م1996، دار عمار، الكويت، 3ط( أمحد حسن فرحات : حتقيق،وحتقيق لفظ التالوةقراءةللتجويد االرعاية، مكي189

ال م مؤسسة الرسالة ، 3ط( 17ج، شعيب األرناؤوط: جمموعة من احملققني بإشراف : قيق حت. سري أعالم النبالء ، الذهيب2.10ص) م1985،

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

19

كتاب النوادر : صنف حنوا من ثالثني مصنفا منها،ةوله مؤلفات كثري ، 1ومثانني وثالث مئة.القرآن والتفسريإعجاز–كتاب الرسالة –خمتصر املدونة –والزيادات يف حنو منه جزء

وكثر أصحابهب جنو األقطارمن إليهل حالدين والدنيا ور حاز رئاسة :عياضقال القاضي .2ليفهاوهو الذي خيص املذهب ومأل البالد من تو ، اآلخذون عنه

:3أبو الحسن القابسي-2اإلماماحلافظ احملدث الفقيه هو أبو احلسن علي بن حممد بن خملف املعافري الغروي

. كان مولده يف سنة أربع وعشرين وثالمثائة،عالمة املغربكان أبو احلسن القابسي زاهدا ورعا يقضا مل أر بالقريوان إال : 4ال فيه حامت األطرابلسيق

كتاب أحكام "و ،"املمهد يف الفقه": منها،وقد ألف تصانيفا كثرية ، معرتفا بفضله تويف،5وغري ذلك، "املوطأكتاب ملخص "و، "املنقض من شبه التأويل"و"الديانات.6سنة ثالث وأربعمائةرمحه اهللا

:من شيوخه بمصر:ابن غلبون_1

حمرر ، تاذ ماهر كبريهو عبد املنعم ابن عبيد اهللا ابن غلبون ابن املبارك أبو طيب احللي أسولد سنة تسع وثالمثائة حبلب وانتقل إىل مصر فسكنها وألف كتابه، صاحل دينضابط ثقة

عليه القراءات مجاعة منهم مكي بن أيب طالب القيسي كان عرض ، يف السبعاإلرشاد.حافظ للقراءة ضابط ذا عفاف ونسك وفضل وحسن تصنيفه

، 160ص ) ت، د، دار الرائد العريب، بريوت، ط، ال(إحسان عباس : قيقحت، طبقات الفقهاء ، الشريازي1).17/11(النبالء سري أعالم ، الذهيب 2طرابلس وسفاقس مث املهدية على ساحل البحر فيها خنل وهي مدينة بني، قابس بكسر الباء املوحدةنسبة إىل: القابسي3

ط(4ج،معجم البلدان)هـ626: املتوىف(ياقوت احلموي : ينظر، والية من واليات تونس حاليا،وبساتني غريب طرابلس الغرب.289ص) م1995،دار صادر،بريوت ،الثانية :مدينة مشهورة على ساحل حبر الشام بني : والالم، والسني مهملةبضم الباء املوحدة :أطرابـلسنسبة إىل : األطرابلسي 4

.)1/216(معجم البلدان)هـ626: املتوىف(ياقوت احلموي :ينظر، .11-17، سري أعالم النبالء ،الذهيب 5بن دار ، بريوت ودمشق، 1ط(5ح، اؤوطعبد القادر وحممود األرن: ت، شذرات الذهب يف أخبار من ذهب،ابن العماد6

. 20ص ) م1988، كثري

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

20

.1تويف رمحه اهللا مبصر يف مجادي األوىل سنة تسع ومثانني وثالمثائة

:أبو عدي المصري_2

أبو عدي املعروف بابن اإلمام ، هو اإلمام عبد العزيز بن علي بن حممد بن إسحاق بن الفرجعنه القراءة عرضا روى، اوصدوقمسند الديار املصرية يف زمانه وكان شيخا ورعا املصري املقرئ

وأمحد بن علي بن يعين قراءة ورش: وقالطاهر بن غلبون : ومساعا.وعبد اجلبار بن أمحد الطر سوسي، ومكي بن أيب طالب القيسي، وأبو عمرو الطلمنكي، هاشم

وقد مسع عليه مكي قراءة 2تويف رمحه اهللا يف العاشر من ربيع األول سنة إحدى ومثانني وثالمثائة.ورش

:ومن شيوخه باألندلس

من أهل ، قاض أندلسي: أبو الوليد املعروف بابن الصفار، عبد اهللا بن حممد بن مغيثيونس بن ولد سنة مثان وثالمثائة صنف كتبا ، إمام فقيه وحمدث، اقتصر على القضاء إىل أن مات، قرطبةاالبتهاج مبحبة اهللا "و"التسلي عن الدنيا بتأميل خري اآلخرة"و،"املوقب يف شرح املوطأ": منها3"مجع مسائل بن زرب"و"تعاىل

.وأبو الوليد الباجي وخلق كثري، ث عنه مكي بن أيب طالب وأبو عبد اهللا بن عابدحد

.4ال حيصونقوأربعمائة وشيعه خلمات يف رجب سنة تسع وعشرين

).420-419/ 1(غاية النهاية يف طبقات القراء، مشس الدين الذهيب1).438-437/ 1(طبقات القراء، زري مشس الدين ابن اجل2).262، 8ج(،األعالم، الزركلي3)570-569/ 17(سري أعالم النبالء، لذهيبا4

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

21

تالميذه: الفرع الثاني

: 1أبو الوليد الباجي_1

صاحب ، من رجال احلديث، كبريفقيه مالكي، ييب القرطيبج سليمان بن خلف بن سعد الت .ولد سنة ثالث وأربعمائة، التصانيف

إىل كل من بغداد ويونس بن مغيث رحل، بن إمساعيلأخذ عن مكي بن أيب طالب وحممد"السراج يف علم احلجاج": طلبا للعلم وأهله وصنف تصانيف نفيسة منها، واألندلس، ودمشق

"التسديد إىل معرفة التوحيد"و"املنتقى"و" املدونةشرح "و"أحكام الفصول يف أحكام األصول"و.2وغريها من التصانيف

مسع بالعراق ودرس ، أما الباجي ذو الوزارتني ففقيه متكلم أديب شاعر": قال األمري أبو نصر.3"وكان جليال رفيع القدر واخلطر...الكالم وصنف

وسبعني وأربعمائة ودفن يوم اخلميس بعد تويف أبو الوليد باملرية يف التاسع عشر من رجب سنة أربع .4صالة العصر بالرباط على ضفة البحر

:عبد اهللا بن سهل_2

أستاذ ، مقرئ األندلس، هو عبد اهللا بن سهل بن يوسف أبو حممد األنصاري األندلسي املرسيووأيب عمر ،ومكي بن أيب طالب القيسي، قرأ القراءات على أيب عمر الطلمنكي، حمقق مصدر

.5تويف برندة سنة مثانني وأربعمائة، سوسيالطر الداين وعبد اجلبار

مدينة كثرية ،بلد بإفريقية تعرف بباجة القمح، مسيت بذلك لكثرة حنطتها، بينها وبني تنس يومان: نسبة إىل باجة وهي1وهي والية من ،

.)1/314(معجم البلدان ، ياقوت احلموي:ينظر، واليات تونس حاليا).537- 536- 535/ 18(سري أعالم النبالء ، الذهيب، )3/125ج(،األعالم، الزركلي2).539/ 18(سري أعالم النبالء، الذهيب3. 409ص )ت . بريوت دار صادر د، ط. ال(، 2إحسان عباس ج: ت، وفيات أعيان وأبناء أبناء الزمان، ابن خلكان4).378/ 1(غاية النهاية يف طبقات القراء، يبن اجلزر ا5

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

22

:أحمد بن محمد بن خالد_3

أبا عمر : هو أمحد بن حممد بن خالد بن أمحد بن مهدي الكالعي املقرئ من أهل قرطبة يكىنوالقاضي يونس بن عبد اهللا وأيب ، ولد سنة أربع وستني وثالمثائة روي عن أيب مطرق القنازعي

.حممد بن بنوش ومكي بن أيب طالب املقرئ وأكثر منه واختص به غريهم

فاضال ورعا عاملا بالقراءات ، عين بلقاء الشيوخ وتقييد العلم ومجعه وروايته ونقله كان مقرئا.ضابطا هلا، ووجوهها

.1ةتويف رمحه اهللا يوم السبت وقت الزوال لعشر خلون لذي القعدة سنة اثنتني وثالثني وأربعمائ

).89-88/ 1(، الصلة، ابن بشكوال1

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

23

مذهب اإلمام مكي ومكانته العلمية ووفاته:المبحث الثانيومكانته العلمية وأهم أقوال ، و مذهبه الفقهي، عقيدة اإلمام مكي رمحه اهللايتناول هذا املبحث

: و وفاته رمحه اهللا وذلك فيما يأيت، وبيان أهم آثاره املعروفة عنه، العلماء فيه

.اإلمام مكي و مذهبهعقيدة : المطلب األول

:يتناول هذا املطلب عقيدة اإلمام مكي ومذهبه وذلك فيما يأيت

عقيدته: الفرع األول

من خالل تفسريه آليات ،مكي بن أيب طالب القيسياإلمامبإمكاننا التعرف على عقيدة :و مثالهالصفات

حقيقتها دون تعطيل أو متثيل أو اعتقادها على ظواهرها مع يد تفسريه آليات الصفات فإنه جير عن]6:القارعة[نثىثيثىفيف :تعاىلقولهتفسري عندهقاته عز وجل ومثالتشبيهه مبخلو

، ويوجب ما أوجب، أنه جيب على املؤمن املوحد أن يثبت هللا ما أثبته لنفسه ويقول كما قالقولي1هد حندنا منه وال علم عنقدم بني يدي اهللا وال يكلف ماال وال يت، ويؤمن مبا يف كتاب اهللا

:على قوله تعاىلاعتمادا- )22]١١:الشورى[ىنينجهمهىهيهجيحيخي

عنه نفاهالقرآن ونفي ما ثبتاعتمادهيبني وعلى هذين األصلني :عز وجل دون تشبيه وال تعطيل ومن األمثلة على ذلك

الشاهد : جمموعة رسائل جامعية بإشراف : قيق حت) 8412\12( اهلداية إىل بلوغ النهاية ، سييطالب القأيبمكي بن 1م2008، نشر جمموعة حبوث الكتابة والسنة، 1ط، البوشيخي

.)12/7647(رجع نفسه امل2

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

24

: ري قوله تعاىلعند تفس: " حيث يقول]17غافر[خلملىليلجمحمخمممىميمجنحنخنمنىنين

اسب اخللق كلهم يف مقدار حلب شاة وسيطرد يف بيان حماسبة اهللا عز وجل حيوقد روى أنه تعاىل وأن هذه احملاسبة يف احلال وهي ال تشغله سبحانه وتعاىل عن ، خللقه وختصيص لكل واحد حماسبةيشغله بعض كالمه عن بعض وكذالك بعض خلقه ال يشغله ال حماسبة باقي خلقه ألنه جل وعال

وخيتم كالمه ، 1"خايل إليهيتوال جيوز ألحد أن يتأول أو ، يءكمثله شأحد فهو سبحانه ليس عن.2فافهم ونزه اهللا عن التشبيه باملخلوقني: " رمحه اهللا بقوله

على عرشه : ذكر أنه مبعىن،]٥: طه[نثىثيثىفيف :عند تفسري قوله تعاىلمبعىن استقر : ارتفع وعال وذكر أقوال بعض أهل العلم فيها منهم اإلمام أيب عبيدة حيث يقول

والذي يعتقده أهل، "عال: " وأحسن األقوال يف هذه: " ومن مث يبني أحسن األقوال فيقولدون أرضه وأنه يف كل إن اهللا عز وجل ذكره فوق مساواته على عرشه: ويقولونه يف هذاالسنة

مكان بعلمه وله تعاىل ذكره كرسي وسع السموات واألرض كما قال جل ذكره وكذالك ذكر ."شيخنا أبو حممد بن أيب زيد رمحه اهللا

: ؟ فامحرت وجنتا مالك وطأطأ رأسه فقالىكيف استو : مالكا عن هذا فقال له وقد سأل رجل والسؤال عنه بدعة وإين ، والكيف منه غري معقول واإلميان به واجب، منه غري جمهول االستواء

، واهللا الذي ال إله غريه: يا أبا عبد اهللا : أخاف أن تكون ضاال أخرجوه فأخرج فناداه الرجل فلم أجد ، لقد سألت عن هذه املسألة أهل البصرة وأهل الكوفة وأهل العراق إىل أن وردت عليك

3.ا وفق ملا وفقت لهأحد

جنده ،]٧٥: ص[جخمخجسحسخسمسحصخصمصجضجع :لكن عند تفسريه لقوله تعاىلشيء منعك من السجود آلدم الذي : ، أي)يا إبليس: (قال اهللا عز وجل إلبليس: يفسرها بقوله.خلقته بيدي

مرجع سابق ) 6415\10( بلوغ النهاية إىلاهلداية ، طالب القيسيأيبمكي بن 1)6415\10( ، املرجع نفسه2)6410\7( ، املرجع نفسه3

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

25

.العرش وعدن والقلم وآدم، مث قال لكل شيء كن فكان: خلق اهللا أربعة بيده: قال ابن عمرضافتها إىل اهللا سبحانه ليست على جهة إلم واملعرفة باهللا أن ذكر اليد و والذي عليه أهل الع

.اجلارحة، تعاىل اهللا عن ذلك، ليس كمثله شيء.صفة من صفات اهللا ال جارحة،وذكر اليد يف مثل هذا وغريه

ملا " معناه : وقيل. بقويت: وقيل،ملا خلقت بقدريت: معناه: فقيل:وقد اختلف يف الرتمجة عن ذلك.خلقته

هذا ما : تقول ملن جىن. وذكر اليدين تأكيد، والعرب إذا أضافت الفعل إىل الرجل ذكروا اليدين.جنيته، وهذا ما جنته يداك

فيضاف . (مبا كسبتم: مبعىن، ]30: الشورى[خمممجنهن :وقد قال اهللا عز وجلفجرى ،). الفعل إىل اليد واملراد صاحب اليد

.1ذلك على عادة العربهل اإلمام ولنا أن نتساءل ،تأول صفة اليد،"اهلداية إىل بلوغ النهاية"يف كتابهمكياإلمامفنجد

أن مكي بن أيب طالب القيسي ومن املعلوم، أم ال، من األشاعرة، مكي بن أيب طالب القيسيو نفي أن ، األشعري غري مستبعدفتأثره باملذهب ، رمحه اهللا قد تتلمذ على يدي أيب ذر رمحه اهللا

.ال ينفي أنه قد تبىن بعض أقوال األشاعرةيكون اإلمام مكي ممن خاض يف الكالم

)10/6287(مرجع سابق ، بلوغ النهاية إىلاهلداية ، طالب القيسيأيبمكي بن 1

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

26

مذهبه:الفرع الثاني

ذهبه في القراءاتم: أوال

لى الوقوف ع،اليت نزل عليها القرآنالسبعةاألحرفمن اإلماماملهممن ومنها ، يف أحاديث و روايات عديدة، القرآن نزل على سبعة أحرفأن وقد جاء بيان ، معناها

تنص على معىن وايات ملر لكن هذه ال، وعند غريمها من أئمة احلديث، روايات البخاري ومسلمويعترب أغلبها ، أقوال خمتلفةو راء إىل آولذلك اجتهد العلماء يف تفسري املراد منها ، األحرف السبعة

: يف املوضوع ترجع إىل قولني أساسيني مهاأما األقوال املعتربة ، مردودا عند العلماء

مثل االختالفات يف احلركات أو يف ، األوجهأن املراد هو :األولومن أبرز من ذهب إىل هذا ، إىل غري ذلك،والزيادة والنقصان أو بالتقدمي و التأخري، احلروف

.أبو الفضل الرازي وابن اجلزري: القول

من أبرزومن ، يدهاواختلفوا يف كيفية وجودها وحتد، املراد سبع لغات من لغات العربأن: الثاني.أبو عبيد القاسم بن سالم و الطربي و القرطيب: ذهب إىل هذا القول

الذي و ما الذي نعتقده يف معىن قول النيب صلى اهللا عليه : فإن سأل سائل فقال:" حيث يقول،يف القرآن

أن هذا املعىن قد كثر :فاجلواب، ؟ وما املراد بذلك؟»أنزل القرآن على سبعة أحرف «:وسلمأن األحرف : و هو الصواب إن شاء اهللا، ونقول به، يف ذلكوالذي نعتقده، اختالف الناس فيه

خمتلفة : ومعان يف ألفاظ تسمع يف القراءة ، هي لغات متفرقة يف القرآن: .1"وخمتلفة يف السمع واملعىن، يف السمع متفقة يف املعىن

،حاز السبق يف هذا الفن، وأما القراءات رواية ودراية واحتجاجا وتوجيها وتعليال، فهو إمام حجةاوإذ، أخذ القراءة عن شيخه أيب الطيب،حىت أصبح إماما مقدما وعاملا حصيفا وناقدا بصريا

، القاهرة، ط.ال(عبد الفتاح إمساعيل شليب :قيقحت،عن معاين القراءاتاإلبانة، مكي بن أيب طالب القيسي171ص،) ت.د،مصر

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

27

بعينها و إمنا حيتج لكل قراءة ال يتبع قراءةمكي اإلمامذهبه يف القراءات فإننا جند مإىلنظرنا اإلمام مكي وقد ذكر ، الشواهد اليت تقويهالة و د التعليل وحشد األإال بعديرجحال و ، يوردها

ومن ، نا إىل فرش احلروف ذكرنا كل حرفر مث إذا ص :" حيث يقولالكشف ا يف كتابه منهجه هذ، ة اختياري لذلكل ه على ع نب وأ ، ة كل فريق مث أذكر اختياري يف كل حرفج وح ، ه ت ل به وع قرأ

فال ميكن اجلزم بقراءة معينة لإلمام ومن هذا القول ، 1"قرئنياملمنا من أئمة قد كما فعل من ت نكتفي منها مبثال واحد يلخص مجلة هذا اوإمن ومما يبني هذا القول أمثلة كثرية ، ونسبها إليه

مثزثرثيتىتنتمتزترتيبىبنب 8هقولوذلك يف ، الكالمرنمماميلىلمليكىكمكلكاكيقىقيفىفيثىثنث].١٦٥: البقرة[ىنننمنزن

وحشد هلا ، بالتاء على املخاطبة للنيب عليه السالمقرأه نافع وابن عامر)ولو يرى(:لحيث قا، حيث جعلوا الفعل للذين ظلموا، قراءة الياءومن مث بني، لةاألد وبعد سرد هذه اجلملة من ،هلذا الوجه وعلل كذلك ، يب و املؤمنونالن ه م ل كما ع ، من العذابإليه

ويف قلة ، اإلعرابويف ، أقوى يف املعىنفالقراءة بالياء:"قال رمحه اهللا، الوجه وبيان حجة كل فريقبه قرأو،وهو اختيار أيب عبيد، وعليه حض ابن مسعود وابن عباس، وعليها أكثر القراء، اإلضمار

".3وابن أيب إسحاق و طلحة وعيسى بن عمر واألعمش،2جماهد وابن حميصن.موقفه من األحرف السبعة: ثانيا

والذي يعده اإلبانةذلك من خالل كتابه يظهر من األحرف السبعةمكياإلمامأما عن موقف أنزل القرآن على "يف بيان مسألة القراءات السبع وصلتها حبديث ، تابعا لكتابه الكشفاإلمام

:حيث يقول"سبعة أحرف

5ص ،)م2013سنة ، العامليةدار الرسالة ، دمشق، 1ط(1ج، املقدمة، حمي الدين رمضان: ت،الكشف، مكي1هـ 123مقرئ أهل مكة مع ابن كثري، عامل بالعربية تويف سنة ،هو حممد بن عبد الرمحان بن حميصن السهمي موالهم املكي2

،2/148، جغاية النهاية يف طبقات القراء،ينظر البن اجلزري. مبكةحيي بن : ، من شيوخهباحلديث ئض وعلماصاحب قرآن وفر ويكىن أبا حممد األسدي موىل بين كاهل ،سليمان بن مهران3

6/331جه، ينظر ابن سعد، الطبقات الكربى148طلحة بن مصرف، تويف : وثاب، من تالميذه

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

28

هل القراءات اليت يقرأها الناس اليوم، وتنسب إىل األئمة السبعة كنافع ":فإن سأل سائل أنزل القرآن على :"وقال.وعاصم وأيب عمرو وشبههم، هي السبع اليت أباح النيب

؟ أو هي بعضها؟ أو هي واحدة؟"مبا شئتمافاقرءو سبعة أحرف

فاجلواب عن ذلك أن هذه القراءات كلها اليت يقرأ"

عثمان الذي أمجع الصحابة ومن بعدهم عليه، واطرح ما سواه مما خيالف خطه، فقرئ بذلك عثمانملوافقة اخلط ما خيرج شيء منها عن خط املصاحف اليت نسخها

ومجع املسلمني عليها، ومنع من القراءة مبا خيالف خطها ، وساعده على ذلك زهاء اثين عشر ألفا من الصحابة والتابعني، واتبعه على ذلك مجاعة من املسلمني بعده، وصارت القراءة عند مجيع

قد كتب على لغة قريش على وكان املصحف . العلماء مبا خيالفه بدعة وخطأ وإن صحت ورويت.لذلكحرف واحد ليقل االختالف بني املسلمني يف القرآن، وال نقط وال ضبط، فاحتمل التأويل

مث يفصل القول يف ، السبعةاألحرفجزء من األئمةفاعترب اإلمام هنا القراءات اليت يقرأ وقد بني ، حرف واحد من األحرف السبعةإمنا هيهاته القراءاتبيان أن

اختالف كتب على حرف واحد من وإذا كان املصحف بال:"مكي ذلك كله بقولهاإلمام

لها، ولو كانت هي ن عثمان االسبعة كلها وهي موافقة للمصحف لكان املصحف قد كتب على سبع قراءات، ولك

قد أبقى االختالف الذي كرهه، وإمنا أراد مجع الناس على املصحف ليزول االختالف .

فصح مع ذلك أن الذي يقرأ به األئمة وكل ما صحت روايته مما يوافق املصحف إمنا هو كله ح

إىل األمصار،

ط املصحف، فاملصحف كتب على حرف واحد، وخطه حمتمل ألكثر من القرآن باإلمجاع على خحرف ؛ إذ مل يكن منقوطا، وال مضبوطا، فذلك االحتمال الذي احتمل اخلط هو من الستة

إما هي : األحرف الباقية، ؛ إذ ال خيلو أن يكون ما اختلف فيه من لفظ احلروف اليت ختالف اخلطتب املصحف فال بد أن يكون إمنا أراد لفظا واحدا أو حرفا مما أراد عثمان أو مما مل يرده إذ ك

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

29

تمل ذلك اخلط؛ نعلم ذلك بعينه، فجاز لنا أن نقرأ مبا صحت روايته مما حيواحدا، لكنا ال.1ومن تبعه من الصحابة وغريهملنتحرى مراد عثمان

جمموع ذي هو السبعة والاألحرفمصحف عثمان احتوى حرفا واحد من أنمكي اإلمامفبني عثمانوأن سيدنا، ه ووافق خط املصحف يتارو مما صحت األئمةالقراءات السبع اليت يقرأ

فأما من ظن أن قراءة كل من هؤالء القراء :"قال مكي، حرف الستةجعل رمسه حمتمال لباقي األ،"2عليها فذلك غلط عظيمالنيبكنافع وعاصم وأيب عمرو أحد احلروف السبعة اليت نص

:كما يأيتالكثرية وهياألدلةلك اق لذسوء من األحرف السبعة، واحلق خالف يقول إبطاال أن يكون ترك العمل بشأن يف هذا ال.1

.هذاما أفاد فائدة مبا صنع من محل املسلمني على مصحف وأنه يلزم أن يكون عثمان .2

.واحد وحرف واحدعلى السبعة السبعة مرتوكا، إذ قد استولواوأنه يلزم منه أن يكون ما مل يقرأ به هؤالء .3

. هاألحرف عندوأنه يلزم كذلك من هذا القول أن نرتك القراءة مبا روي عن أئمة هؤالء السبعة التابعني .4

والصحابة مما يوافق خط املصحف من القراءات اليت أخذ هؤالء السبعة عن أئمتهم ومل . ءوايقر

وأنه يلزم أال تروى قراءة عن قارئ ثامن فما فوقه؛ ألن هؤالء السبعة عند من يعتقد هذا .5وقد ذكر الناس من األئمة يف كتبهم أكثر .

.من سبعني قارئا ممن هو أعلى رتبة، وأجل قدرا من هؤالء السبعة

34-31ص،اإلبانة عن معاين القراءات، مكي بن أيب طالب القيسي136ص، املرجع نفسه2

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

30

الفقهيمذهبه : اثالث، و أيب زيد القريواينشيخيه أيب احلسن القابسيالفقهي فقد كان مالكيا آخذا عن ا مذهبه أم

ملذهبها لكنه مل يكن متعصب، من الطبقة الثامنة ، هب املالكيمن أعيان املذابن فرحونه وعد ) .3(لى مذهب مالك ومذهب األشعري بـلغين أن أبا ذر مات سنة أربع مبكة، وكان ع

أخذ الكالم ورأي أيب احلسن عن القاضي أيب بكر بن الطيب، وبث ذلك مبكة، ومحله عنه : قـلت املغرب ال يدخلون يف الكالم، بل يـتقنـون املغاربة إىل املغرب، واألندلس، وقبل ذلك كانت علماء

، وأبو ال وليد بن الفقه أو احلديث أو العربية، وال خيوضون يف املعقوالت، وعلى ذلك كان األصيلي، ومكي القي ، الفرضي، وأبو عمر الطلمنكي ، وأبو عمرو الداين، وأبو عمر بن عبد البـر سي

.والعلماء

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

31

.العلميةتهمكان: المطلب الثاني

لقد احتل اإلمام مكي بن أيب طالب القيسي منزلة عالية يف شىت العلوم العربية ما كان له أثر كبري وقد خلد ، وكانت له املكانة الرفيعة يف حياته بني تالميذه ومعاصريه، ظفره وتبوأه مراتب العلماءيف

.مية اإلسالمية من مؤلفات خلدت امسه بعد وفاتههذه القيمة مبا تركه للمكتبة العل

: يف حياته مايليهومما يدل على شهرته وقيمته العلمية وانتشار مؤلفاته واشتهار

: توثيق العلماء له وثناؤهم عليه: لالفرع األو

لقد تنوعت عبارات الثناء على مكي بن أيب طالب وبيان صفاته اخللقية مما يدل على علو منزلته :فمن ثناء أهل العلم عليه

أنه :)هـ577: املتوىف(، يبن األنبار ات كمال الدين عبد الرمحان حممد ما ذكره أبو الربك-1عاملا بوجوه القرارات وله فيها كتب كثرية، فاضال، كان حنويا

كان إماما عاملا بوجوه القرارات متبحرا يف علوم :)هـ626: املتوىف(وقال ياقوت احلموي-.2القرآن فكان من الراسخني فيها

. 3)يقصد القرارات(كان إماما يف ذلك مشهورا : ومن ذلك أيضا ما قاله احلميدي-كان حسن ، هو من أهل التبحر يف القرآن والعربية: )هـ681: املتوىف(بن خلكانوقال ا-

جمودا ، كثري التواليف يف علم القرآن حمسنا لذلك، واخللق جيد الدين والعقلالفهم.4للقراءات السبع عاملا مبعانيها

) 1998م، دار الفكر العريب، القاهرة، ال ط(ت حممد أبو الفضل إبراهيم: نزهة األلباء يف طبقات األدباء، ابن األنبا ري1.300ص

)2712ص /5ج(،إحسان عباس: قيقحت،)إرشاد األريب إىل معرفة األديب (عجم األدباءم، ياقوت احلموي2.351ص ) 1966، الدار املصرية للتأليف والرتمجة، مصر، ط.ال(األندلساملقتبس يف ذكر والة جذوة ، حلميدي األزديا3).5/274(، اء أبناء الزماننبوأوفيات األعيان، كانلابن خ4

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

32

الصالة واخلطبة رقلده أبو احلزم بن جهو : )هـ578: املتوىف(لقال فيه ابن بشكواو -وبقي خطيبا إىل أن مات رمحه ، بعد وفاة القاضي يونس بن عبد اهللا، باملسجد اجلامع

.اهللادعا على ، متدينا مشهورا بالصالح وإجابة الدعوة، متواضعا، كان خريا فاضال: وقال

.1رجل كان يسخر به وقت اخلطبة فأقعد ذلك الرجلوهبه اهللا تعاىل فيه وناهيك بكالم األئمة يف بيان ومن نظر كتبه علم مقدار الرجل وما

.فرمحه اهللا رمحة واسعة، منزله اإلمام مكي ومكانته اليت تبوأها عن استحقاق.ورفع درجته يف عليني وأن جيزي عن اإلمام مكي خري اجلزاء وأمته

مؤلفاته : الفرع الثانيؤلفات السيما يف علوم القرآن فله الكثري من امل، كان لإلمام مكي باع طويل يف التأليف

بني خمتصر ومطول ومنظوم ومنثور حيث شغل حياته كلها ماوالقراءات وتنوعت تآليفه.بالتأليف

وترادفت األشغال عن تأليف ، مث تطاولت األيام":وها هو يقول يف مقدمة كتابه الكشفوالزوال من ، تناهىو تبيينه ونظمه إىل سنة أربع وعشرين وأربعمائة فرأيت أن العمر قد

فقويت النية يف تأليفه وإمتامه خوف فجأة املوت وحدوث الفوت وطمعا ، الدنيا قد تداىن. 2"أن ينتفع به أهل الفهم من أهل القرآن

: ومن أبرز مؤلفاتهالكشف عن وجوه القراءات وعللها وحججها والذي حنن بصدد احلديث عنه-1.اهلداية إىل بلوغ النهاية-2يف القراءات السبعالتبصرة-3اإلبانة عن معاين القراءات-4الرعاية لتجويد القراءة-5.املوجز يف القراءات-6

).3/911(الصلة ،ابن بشكوال1).1/04(مرجع سابق،الكشف عن وجوه القراءات وعللها، مكي بن أيب طالب القيسي2

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

33

.حجة أيب علي الفارسيبمنتخ-7التنبيه على أصول قراءة نافع وذكر االختالف فيه -8.اختصار أحكام القرآن-9

.الذاهب يف اللمع الدالة على أصول مستعمل اإلعراب-10.منسوخهاإلجياز يف ناسخ القرآن و -11.شرح اإلدغام الكبري يف املخارج-12.بيان إعجاز القرآن -13التذكرة ألصول العربية ومعرفة العوامل -14.اتفاق القراء-15علل هجاء املصاحف-16.التذكرة الختالف القراء السبعة-17مشكل إعراب القرآن الكرمي ومعرفة العوامل -18.شرح العارية والعربية-19كتاب املنتعي يف األخبار -20

.وغري ذلك من كتبه الكثرية رمحة اهللا تعاىل عليه

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

34

وفاة اإلمام مكي : المطلب الثالثودفن ضحى ، عند صالة الفجر، تويف مكي بن أيب طالب القيسي رمحه اهللا يوم السبت

يوم األحد لليلتني خلتا من احملرم سنة سبع وثالثني وأربعمائة عن عمر يناهز اثنني ومثانني .2ودفن بالربض وصلى عليه ابنه أبو طالب حممد بن مكي1عاما

إن الذين شهدوا ":وذكر أبو القاسم بن حممد بن الطيلسان مشهد تشييع جثمانه فقالوحف بسريره منهم ، إذ نعي إليهم، جنازته خلق عظيم من الناس وإن أهل قرطبة رزوئوابه

. 3"عليه ختمات عدة وبكوه وختموا القرآن، شباب ومشيخة معظم مشهده

ص ) م1986، دار الفكر العريب، القاهرة، 1ط(3ج، حممد أبو الفضل إبراهيم: تالنحاةعلى أنباء الرواةإنباه ، القفطي1). 911ص ، 3ح(، الصلة،ابن بشكوال/ 315

،اإلسالميةمركز امللك فيصل البحوث والدراسات 1997، 1ط، أمحد خان: ت) 2/601ج(،طبقات القراء، الذهيب2،317حاشية معرفة القراء الكبار ص 3

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

35

التعريف بكتاب الكشف: المبحث الثالثوذلك من خالل التحقيق يف امسه وتوثيقه ونسبته ملؤلفه ، يعرف هذا املبحث بكتاب مكي

.وإبراز مضامينه وأفكاره األساسية واإلشادة بقيمته العلمية:وذلك يف ثالث مباحث

اسم الكتاب وتوثيقه : المطلب األول.يتناول هذا املطلب اسم الكتاب والنصوص اليت تـوثق نسبته إىل مؤلفه وتاريخ تأليفه

اسم الكتاب: الفرع األولويؤكد ذلك ) الكشف عن وجوه القراءات وعللها( مما ال خالف فيه اسم الكتاب هو

: األمور التاليةكنت قد ألفت ": أن املؤلف رمحه اهللا قد نص على اسم الكتاب يف مقدمته حيث قال-

باملشرق كتابا خمتصرا يف القراءات السبع يف سنة إحدى عشر وتسعني وثالمثائة ومسيته وهو فيما اختلف فيه القراء السبعة املشهورة ومن أضربت فيه احلجج ) كتاب التبصرة(

، وحرصا على التخفيف، لقراءات واللغات طلبا للتسهيلوالعلل ومقاييس النحو يف ا )

كتاب الكشف عن وجوه : (أذكر فيه حجج القراءات ووجوهها وأمسيه) كتاب التبصرة.1")القراءات

كتاب البيان عن وجوه (بتسميته يوانفرد من املرتمجني ياقوت احلموي وابن األنبا ر وال اعتداد ، أما باقي املرتمجني فقد ذكروا اسم الكتاب على ما ذكرت من قبل2)القراءات

الكشف عن وجوه القراءات وعللها (باخلالف الوارد يف التسمية ألن مكي نفسه يسميه .سواء يف الكتاب نفسه أو يف باقي كتبه األخرى) وحججها

).1/04(املقدمة، الكشف، مكي1) 1998م، دار الفكر العريب، القاهرة، ال ط(ت حممد أبو الفضل إبراهيم: نزهة األلباء يف طبقات األدباء، ابن األنبا ري2

).2713/ 6ج(، معجم األدباء، ياقوت احلموي/ 300ص

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

36

توثيقه: يالفرع الثان:ومما يدل على صحة نسبة الكتاب إىل املؤلف مكي بن أيب طالب القيسي مايلي

: ومنهم، أن مجيع من ترجم له وذكر مؤلفاته ذكره ضمنه–1).5/274(وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان ، ابن خلكان_ 1).6/2713(معجم األدباء ، ياقوت احلموي _ 2.300نزهة األلباء يف طبقات األدباء ص ، ير ابن األنبا_3) .03/ 13(معجم املؤلفني ، عمر كحالة _4) .17/592(سري أعالم النبالء ، الذهيب-5هدية العارفني أمساء املؤلفني وآثار املصنفني ، إمساعيل بن حممد الباباين البغدادي_6)2/471. (

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

37

ومضامينهموضوع الكتاب : نيالمطلب الثاة اليت تناوهلا اإلمام وذلك يف عن مضامني الكتاب واخلطوط الرئيسيتضمن هذا املطلب احلديث

:فرعني

موضوع الكتاب: الفرع األول

لقراءات املهمة يف هذا امن كتب "الكشف عن وجوه القراءات وعللها وحججها " كتاب د ع يـ فقد مجع فيه اإلمام مكي القراءات السبع ف،الفن

كثر االختالف بني الناس يف القراءة وصار أهل األهواء والبدع يقرؤون مبا ال حيل تالوته ا خاصة مل "حيث ،1"لقرآن الكرميابشأن دوا لالعتناءثقات جتر أئمة وفقا لبدعتهم فوقع اتفاقهم على قراءات

. تناول يف كتابه موضوع االحتجاج للقراءات السبع وتوجيهها

وذلك ألنه يتعلق بكالم اهللا عز ،م به أن علم القراءات من أشرف العلوم وأعالها منزلةل س ومن امل ، أمهيته ومنزلته الرفيعةب هذا العلم سومعلوم أن القراءات جزء من القرآن الكرمي ومنها اكت، وجل

وهو أيضا أداة مهمة حيتاج إليه أهل العلم ،التوجيه يعرف به ألفاظ القرآن الكرميكما هو علمفاملفسر حيتاج إليه يف استنباط األحكام والفوائد وكذا يف ترجيح قراءة ، املختصني يف علوم أخرى

وحيتاجه الفقيه يف توجيه بعض آيات األحكام خشية وقوعه يف اخلطأ باإلعراض ،على أخرى.عنها

تاب الكشف ملكي بن أيب طالب القيسي كما هو مبني من عنوانه يتناول القراءات السبع املتفق وك).صوتية،بيانية، لغوية، صرفية، حنوية(عليها وتبيينها وتوجيهها واالحتجاج هلا وفق منطلقات عدة

دار شهاب الدين أمحد بن ، لبنان، 1ط(، أنس مهرة: قيقالقراءات األربعة عشر حتيفالبشر إحتاف فضالء ، الدمياطي1.7ص) م1998-ه1419، الكتب العلمية، حممد الدمياطي

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

38

الذي 1جماهدن يف كتاب السبعة البن و املذكور :وهؤالء القراء هميعترب هو أول من سبع القراءات

.4و ورش3قالون: وأخذ عنه، ه)169-70(2نافع بن أيب نعيم -1.7وحفص6شعبة: وأخذ عنه، ه)127(5عاصم ابن أيب النجود-2

نف كتاب مص حوي، شيخ املقرئنيالن دثاإلمام، املقرئ، احمل ، اس بن جماهد البـغداديبن العب أمحد بن موسىأبو بكر:هو1عة ( ع من مخس وأربعني ومائتني ولد سنة، )السبـ وإبراهيم اجلالء ، إبراهيم احلطاب: وأخذ عنهسعدان بن نصر، والرمادي: ومس

.)2/520(معجم األدباء، ياقوت احلموي، )15/272(سري أعالم النبالء، الذهيب:ينظر.هــ324:تويف، وآخرون، وكان إمام الناس باملدينة، أقام مبدينة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، هو نافع بن عبد الرمحن بن أيب نعيم األصبهاين2

ولد سنة سبعني ، وقد أقرأ باملدينة املنورة أكثر من سبعني سنة، وأمجع الناس عليه بعد التابعني، وانتهت إليه رئاسة اإلقراء ، عبد الرمحن بن هرمز ويزيد بن القعقاع:أخذ القراءة عرضا عن مجاعة من التابعني منهم، وستني ومائةوكانت وفاته سنة تسع

وفيات ، ابن خلكان ، )1/92(معرفة القراء الكبار، الذهيب/كان إماما بارعا بالقراءة عاملا بوجوه القراءات)2/331(، غاية النهاية، ابن اجلزري، )2/151(األعيان

، هــ220تويف باملدينة سنة ، فلقبه بذلك جلودة قراءته، يدج:وهي لفظة رومية مبعىن، لقبه نافع بقالون ، ينا هو عيسى بن م3.94-93معرفة القراء الكبار على الطبقات و األعصار ص، ذهيبينظر ال

-91، القراء الكبارمعرفة ، الذهيب:ينظر، هـ197تويف مبصر سنة ، لقب بورش لشدة بياضه، هو عثمان بن سعيد املصري493.، حافظ، متقن ، إمام القراءة بالكوفة يف زمانه، موالهم أبو بكر، األسدي،احلناط ، الكويف، 5

و أيب ،زر بن حبيش:شيوخه من التابعني، هـ 128هـ وقيل127تويف بالكوفة سنة ، كان أحسن الناس صوتا بالقرآن الكرمي، )1/885(معرفة القراء الكبار، الذهيب. /و محاد بن زيد، أبو عمرو بن العالء: و قرأ عليه ، وغريمها، لسلمي عبد الرمحن ا.)1/346(غاية النهاية، ابن اجلزري

ما رأيت أحدا أسرع إىل السنة :"قال عنه ابن املبارك، كان سيدا إماما حجة كثري العلم و العمل، اشهو أبو بكر شعبة بن عي 6معرفة ، الذهيب، )295-2/294(وفيات األعيان، ابن خلكان : ينظر، هــ193تويف بالكوفة سنة ، " اشأيب بكر بن عي من

.81-80:ص، القراء الكبار، هــ180تويف سنة ، )ابن زوجته(كان ربيب عاصم، وهو أعلم أصحاب عاصم بقراءته، هو حفص بن سليمان األسدي7

84ص، بار على الطبقات و األعصارمعرفة القراء الك، الذهيب: ينظر

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

39

.3و قنبل2البـزي : وأخذ عنه على سند، ه)120-45(1عبد اهللا بن كثري-3.6وابن ذكوان5هشام: وأخذ عنه ، ه)118-8(4عبد اهللا بن عامر-4و 9الدوري:و روى عنه8أخذ عنه حيي اليزيدي، ه)154-68(7أبو عمرو بن العالء-5

.10السوسي

ونسبة الداري ألنه كان ، الكناين موالهم، فارسي األصل، أبو معبد ، هو عبد اهللا بن كثري بن عمرو بن عبد اهللا املكي الداري1اهللا تويف رمحه، عبد اهللا بن السائب و جماهد بن جرب : شيوخه كثر منهم، كان إمام الناس بالقراءة مبكة حىت مات، عطارا

.)1/251(ابن خلكان وفيات األعيان./وشهد جنازته خلق ال حيصون ، هـ120مبكة سنة ، هــ250تويف مبكة سنة ، ومؤذن املسجد احلرام، قارئ مكة ، بن عبد اهللا بن القاسم أبو احلسن البـزيهو أمحد بن أمحد 2

.)9/454(سري أعالم النبالء، الذهيب(:ينظرأخذ ، تال على أيب احلسن القواس وغريه، الرمحن بن حممد بن خالد بن سعيد بن جرجة املكي املخزوميهو حممد بن عبد 3

.)11/54(سري أعالم النبالء، الذهيب:ينظر، هــ291تويف مبكة سنة ، عنه ابن شنبوذ وابن جماهد وغريمهاو األكثر ، ه8: هـ وقيل 21سنة: فقيل، والدتهاختلف يف زمن، بن متيم بن ربيعة بن عامر،هو عبد اهللا بن عامر بن يزيد4

انتهت إليه مشيخة ، أم الناس باجلامع األموي سنني كثرية، وعاملا مشهورا ، إماما كبريا وتابعيا جليالكان رمحه اهللا، على الثاينمعرفة ، الذهيب ./مائة للهجرةيوم عاشوراء سنة مثان عشرة و ، تويف بدمشق، وأمجع الناس على قراءته وإمامته، القراءة بالشام .)425_1/423(غاية النهاية، ابن اجلزري، )1/82(القراء الكبار

،هـ254تويف بدمشق سنة ، شيخ أهل دمشق ومفتيهم وحمدثهم وقارئهم، هشام بن عمار السلميهو5وكان من . واله القضاء املنصور ابن أيب عامر، بقرطبة،قاضي القضاة باألندلس: محد بن عبد اهللا بن ذكوان، أبو العباسهو أ6

هـ242تويف بدمشق سنة، كان أقرأ من هشامرحالته وغزواته، خاصته يالزمه يفو ، ولد سنة مثان وستني ه ، مقرئ أهل البصرة، البصري، النحوي، املازين، إمام العربية واإلقراء، هو زبان بن العالء بن عمار7

و بالبصرة عن حيي بن ، وعرض مبكة على جماهد وسعيد بن جبري، ، أخذ القراءة عن أهل احلجاز وأهل البصرة، سبعنيقيل/ مث بني العامة تويف سنة أربع و مخسني ومائة ، وراجت قراءته بني العلماء، وقرأ عليه خلق كثري، يعمر و نصر بن عاصم

. )104_1/100(معرفة القراء الكبار، هيبالذ، )292_1/288(البداية والنهاية، الذهيبنزهة األلباء يف ، ابن األنباري:ينظر،هو أبو حممد حيىي بن املبارك بن املغرية املقرئ، صاحب أيب عمر بن العالء البصري8

.)1/69(طبقات األدباء، هـ246وتويف سنة ،نسب إىل الدور و هو موضع ببغداد، هو حفص بن عمر بن عبد العزيز األزدي الدوري النحوي9

.)3/1180(معجم األدباء، ياقوت احلموي:ينظرتويف خبرسان مقرئ ضابط حمرر ثقة، من أجل أصحاب اليزيدي، أخذ عنه قراءة أيب عمرو، ،أبو شعيب صاحل بن زيادھو 10

.)12/380(سري أعالم النبالء ، الذهيب:ينظر،هـ261سنة

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

40

: و روى عنه سليم وقرأ عليه مجاعة منهم، ه)156-80(1محزة بن حبيب الزيات-6.3و خالد2خلف

.6و أبو احلارث5الدوريوأخذ عنه ، ه)189-119(4على بن محزة الكسائي-7

مضامينه: الفرع الثاني

من الكتب املربزة يف هذا العلم وأحد املراجع اليت ال " الكشف عن وجوه القراءات " يعد كتاب ه اإلمام مكي يف مقدمة كتابه إىل موضوعه ومنهجه فيه بإجياز عقبتها وقد نب ، ستغىن عنهاي

:خامتة أما مقدمته فقد اشتملت علىمثالدراسة

تصدر ، بالفرائضكان إماما زاهدا ورعا عاملا ، عكرمة بن ربعي التيمي الزياتآلموىل، أبو عمارة الكويف، ارةهو محزة بن عم1وأيب إسحاق ، ومحوان بن أعني، القراءة عن سليمان األعمشذوأخ، وسليم بن عيسى، ري كالكسائيعدد كثهلإلقراء وقرأ علي

سري أعالم النبالء ، الذهيب، )2/216(وفيات األعيان ، ابن خلكان:ينظر، ةومائتويف سنة ست ومخسني ، السبيعي)7/90_92.(تويف ببغداد ، انفرد بقراءة من العشرة، كان إماما عاملا زاهدا،حفظ القرآن وهو ابن عشر سنني، ارهو خلف بن هشام البز 2

.)576_10/575(سري أعالم النبالء، الذهيب:ينظر، هـ229سنة ، ن شاذان اجلوهري وحممد بن اهليثمقرأ عليه حممد ببن معاوية،اس مدة، وحدث عن زهريأقرأ الن،هو خالد بن خالد3

مشس :ينظر، هــ220ان صدوقا، تويف سنة والقاسم بن يزيد الوزان، وهو أنبل أصحابه، وحدث عنه أبو زرعة، وأبو حامت وك.)1/124(معرفة القراء الكبار على الطبقات و األعصار، الدين الذهيب

قرأ ، ةومائولد سنة عشرين ، إمام مقرئ حنوي، كنيته أبو احلسن، موالهم الكويف، األسدي، هو علي بن محزة الكسائي4غاية ، ريابن اجلز ./ةومائتويف سنة تسع ومثانني ، وأبو عبيد القاسم بن سالم، عليه أبو عمرو الدوري

).128_120(الكبارمعرفة القراء ، الذهيب ، )540_1/535(ايةهالن.سبقت ترمجته راويا أليب عمرو الدوري5مسع احلروف من محزة بن القاسم األحول، وأيب حممد ، وضابط حمقق، ثقة قيم بالقراءة ،هو الليث بن خالد البغدادي6

.)1/124(معرفة القراء الكبار على الطبقات و األعصار، مشس الدين الذهيب:ينظر، هـ240تويف سنة ، اليزيدي

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

41

كل أمر ذي بال (:رب إقتداء بالقرآن الكرمي وعمال خب، مدلةلة يف مث احلبسمتأليفه بالابتدأ -1غدليل الربكة مث ذكر النعم اليت أأي ناقص وق1)ال يبدأ فيه حبمد اهللا فهو أقطع

واحلمد الشكر له عز وجل على خري ،القرآن واإلسالمعلى اإلنسان ومن هذه النعم نعمة .حممد صلى اهللا عليه وسلم صاحب الرسالة ومعلم البشرية مجعاءلنيب أرس

ذكر اإلمام املكي رمحه اهللا يف مقدمته أن كتاب الكشف هو عبارة عن كتاب تابع لكتابه -2لفت باملشرق كنت قد أ: " التبصرة سيذكر فيه حجج القراءات ووجوهها حيث يقول

كتابا خمتصرا يف القراءات السبع يف سنة إحدى وتسعني وثالمثائة ومسيته كتاب التبصرة وهو فيما اختلف فيه القراء السبعة املشهورون وأضربت فيه عن احلجج والعلل ومقاييس

ووعدت يف صدره أين ، النحو يف القراءات واللغات طلبا للتسهيل وحرصا على التخفيفأذكر فيه " كتاب التبصرة " با يف علل القراءاتسأؤلف كتاب

.2"كتاب الكشف عن وجوه القراءات " حجج القراءات ووجوهها وأمسيه هويف كل باب إذالفتاالخأنه سيذكر علل ما يف أبواب األصول دون التطرق إىل وبني

مع ترتيب الكالم يف علل األصول على ) التبصرة (األولالكتابيف منصوص عليه ذكر كل حرف وعلته وحجة كل فريق ومن مث : واجلواب أما يف باب فرش احلروفالسؤال

3ة اختياره اقتداء مبن سبقه من املقرئنيذكر اختياره يف كل حرف والتثبيت على عل

مم راءعدم ذكر أمساء الق-3كتاب "لذكره يف الكتاب الذي سبقه ،وأسانيدهم إىل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

4راية واألول كان كتاب نقل روايةدهذا الكتاب كتاب فهم وعلم و ألن "التبصرة

ج ، األرناؤوطشعيب : حتقيق،صحيح ابن حبان برتتيب ابن بلبان، هـ354: ت، حممد بن حبان بن أمحد :أخرجه1قال ، 173ص، ما جاء يف االبتداء حبمد الله تـعاىل : باب ، )م1993/ه1414، مؤسسة الرسالة: نشر، ، بريوت2:ط(1

ضعفه ابن معني، -املعافري املصري وهو ابن عبد الرمحن بن حيوئيل-لضعف قرة إسناده ضعيف : فيه شعيب األرناؤوطجمددة و: ط(1ج،ضعيف اجلامع الصغري وزيادته، بالضعف: حكم عليه األلباين، وأبو زرعة، وأبو حامت، والنسائيوأمحد،

613ص، )ت.د، املكتب اإلسالمي: الناشر، م.ال، مزيدة ومنقحة.)1/4(، الكشف عن وجوه القراءات وعللها، مكي2.)4_5ص / 1ج(، الكشف، مكي 3)1/6(املرجع نفسه ،الكشف، مكي4

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

42

علل وضوع كتابه املتمثل يف مبعد تكملة مقدمه املوجزة شرع املصنف يف عرض -4.القراءات

مت : م كتابه بقولهخت" الكشف" ابه تلطويل الذي أخذه اإلمام يف عرض كوبعد املشوار ا-5.عام مخسة وثالثني وأربعمائةهنمغذكر سنة الفرو من مث الكتاب واحلمد هللا رب العاملني و

الفصل األول اإلمام مكي بن أبي طالب القيسي وكتابه الكشف

43

أمهية الكتاب و منزلته:المطلب الثالثمن أجل الكتب املصنفة يف علم " و عللهاالكشف عن وجوه القراءات " يعترب كتاب

.إضافة إىل مكانة مؤلفه العلمية، و يف توجيه القراءات وتعليلها خصوصا، القراءات عموما" مكي أراد أن جيعل منه مفتاحا لكتابه األول اإلمامو هلذا الكتاب أمهية خاصة إذ أن

علل القراءات و وعدت يف صدره أين سأؤلف كتابا يف:"بقوله" التبصرةوتكمن أمهية ومنزلة ، 1"ذلك الكتابــــــ كتاب التبصرة ــــــ أذكر فيه حجج القراءات و وجوهها

: هذا املؤلف فيما يأيتــــــ كونه من أوائل املصنفات يف هذا الفن يعطي الكتاب أمهية بالغة بني املصنفات )1

.األخرى حيث يدرس مسألة التوجيه و التعليل و االحتجاج هلا و اليت تربز ـــــــ موضوع الكتاب )2

، وبالغة اجلمل القرآنية ، مزيدا من معاين الكلمة القرآنية و دالالت على النص القرآينا يثري اجلانب التفسريي للقرآن مم ، والتعمق فيه ، ويكون أدعى إىل فهم القرآن الكرمي

فهو أحد العلماء املتقدمني و ، مكانة مؤلفها اإلمام مكي بن أيب طالب القيسي )3وله باع طويل يف علوم ، املتبحرين يف علوم القرآن عامة و التفسري و القراءات خاصة

. جيعل مؤلفه هذا موسوعة يف جمال القراءات و توجيهها ، اللغة والعربية اإلعرابغوص يف مع ال، يه القراءات السبع و عللهاجالكتاب أيضا تعرضه لتو ما مييز)4

و كذا االستقصاء و املناقشة و إيفاء املسألة األسلوبقة يف و الد ، و التصريفعيم أقواله و تد، ن و الوضوح وإن طالت املسألةمنهجه بالبياو كذا اتسام، حقها

. حمتجا عليه، ليه ى كل وجه يذهب إو االستشهاد و العزو و التدليل علباألمثلة

)1/43(مرجع سابق، الكشف، مكي1

المالمح المنهجية في كتاب الكشف: ثانيالفصل ال

منهج مكي في عرض القراءات و توثيقها: المبحث األول

منهج مكي في عرض مصطلحات التجويد : المبحث الثانيوالقراءات

منهج مكي في إيراد الشواهد: المبحث الثالث

اللغوية منهج مكي في تناول المسائل :المبحث الرابعومناقشتها

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

45

:تمهيــــــــــــــد

،"الكشف عن وجوه القراءات السبع"لكتاب ةسأتناول يف هذا الفصل املالمح املنهجيمسلك اإلمام مكي يف القراءات القرآنية وتوثيقها حيث : وذلك باالطالع على النقاط اآلتية وهي

كما يربز منهجيته يف بيان مصطلحات ،وطريقته يف إيراد القراءات،يربز موارد اإلمام ومصادره فيهاالشواهد من القرآن لنلقي الضوء من مث على مسلكه يف إيراد ،التجويد و القراءات الواردة يف الكتاببأساليب املنطق و وكذا مدى استعانته باملسائل اللغوية بدء، و احلديث الشريف ومن كالم العرب

وعليه فقد قسم الفصل إىل أربع ،و مسائل التفسري و علوم القرآنمسائل العقيدة، الفقه و أصوله،. مباحث

منهج مكي في عرض القراءات و توثيقها:المبحث األول،اإلمام مكي رمحه اهللا على مصادر و مصنفات األئمة السابقنيهذا املبحث مدى اعتماديبني

ومن مث بيان مسلك اإلمام يف عرض القراءات و توثيقها من خالل عزوها ،ذكرها يف كتابه الكشفو : وذلك يف ما يأيت،

في اعتماد المصادرمسلك مكي : المطلب األولعلمه ثرية عظيمة القدر مما يدل على مسةاستفاد اإلمام مكي وهو يؤلف هذا الكتاب من كتب ك

واطالعه ووقوفه على كثري من الكتب اليت ألفت قبله أو اليت ألفت يف عصره فاستفاد منها وزاد ونفع ومصادره نوعان"الكشف عن وجوه القراءات " و خرج لنا بكتابه

:مصادر من كتبه: الفرع األول

قويت نييت يف كتاب قد علقت أكثره أعلمه : " حيث يقول،1كتابه التبصرة يف القراءات-1ومن قرأ بكل واختيار العلماء يف ذلك، أذكر فيه كشف وجوه القراءات،لنفسي تذكرة إن شاء اهللا

)1/3،4،5،6،10،111،115،118،154،223(مرجع سابق،الكشفمكي، 1

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

46

شرح ما ذكرته يف هذا وأقاويل النحويني وأهل اللغة ال أخرج فيه عن،حرف من الصدر األول1"الكتاب من االختالف

. 2اإلبانة عن معاين القراءات-2.3همنسوخاإليضاح لناسخ القرآن و -3.4الرعاية لتجويد القراءة وحتقيق لفظ التالوة-4.5تفسري مشكل إعراب القرآن الكرمي-5.6يف القراءات وعللها-6.7اهلداية إىل بلوغ النهاية-7.8حلمزة وهشامختفيف اهلمزة املتطرفة -8

:من غيرهمصادره:الفرع الثاني

إن القارئ لكتاب الكشف يالحظ خلوه تقريبا من ذكر كتب الرجال الذين أخذ عنهم وذكرهم : يف كتابه الكشف وهلذا أسباب عدة نذكر منها

-أ.طريق السنة املوصل إىل شيخه

عقل ذكر املصادر اليت أخذ منها ويكتفي بذكر ي-ومكي منهم–كثري من متقدمي املصنفني - ب.األقوال وقائليها وليس يف هذا مأخذ يؤخذ عليهم

،ص) م1402،1982-،اهلند،الدار السلفية،2ط(حممد غوث الندوي : قيقحت،التبصرة يف القراءات السبع، مكي1173.

)5/1(مرجع سابق، مكي، الكشف عن وجوه القراءات السبع2)1/258(املرجع نفسه3)1/138(املرجع نفسه4.)355، 341، 337، 233، 179، 101، 2/42(، )462، 459، 420، 352، 250/ 1(املرجع نفسه5).223، 1/216(املرجع نفسه6) 420، 1/384(مكي، الكشف عن وجوه القراءات السبع7)1/111(مكي، الكشف عن وجوه القراءات السبع8

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

47

منها وهذا الشيخ وقوة حافظته تغين يف أغلب األحيان عن ذكر مصادره اليت استقىسعة علم- ج.األمر ملحوظ لدى كثري من كتب املتقدمني

هذا ويعد االستقراء التام ميكن حصر املصادر اليت اعتمدها اإلمام مكي يف كتابه الكشف وهي :كاآليت

وقد أكثر املصنف النقل عنه كما هو مالحظ يف 1:)ه180:ت (هالكتاب لسيبوي.1.2كتابه

. 4ومل يذكر أي كتبه اليت اعتمدها3)210:ت(األخفش .2وقد أكثر من ذكره يف كتابه دون ذكر كتبه اليت اعتمد :5د القاسم بن سالميأبو عب.3

.6عليها

روى وءإمام يف النحو روى القراءة عن أيب عمرو بن العال،هو عمرو بن عثمان بن قنرب أبو بشري سيبويه الفارسي مث البصري1غاية النهاية يف طبقات ،مشس الدين بن اجلزري: ينظرةومائتويف سنة مثانني ، و األخفش و قطرب، عنه القراءة أبو عمرو اجلرمي

).60(نزهة األلباب يف طبقات األدباء ،األنباريابن ،)531/ 1(القراء ، 186، 166، 165، 157، 133، 132، 119، 118، 114، 106، 78، 67، 55، 43/ 1(الكتاب : ينظر2

، 80، 70و 24، 2/04(، )535، 492، 470، 456، 432، 428، 279، 278، 250، 246، 244، 23197 ،116 ،141 ،188 ،193 ،204 ،207 ،237 ،334 ،340 ،349 ،359 ،383(

، أخذ فش األوسط موىل بن مشاجع بن دارم، أحد أئمة النحاة من البصرينيهو سعيد بن مسعدة، أبو احلسن املعروف باألخ3ابن خلكان، وفيات (:ه ينظر221ه، وقيل 215عن سيبويه، وهو أعلم من أخذ عنه وهو الطريق إىل كتاب سيبويه تويف سنة

.)1376، 1374/ 3(_إرشاد األريب إىل معرفة األديب_، ياقوت احلموي، معجم األدباء )381-2/380(األعيان ، 298، 287، 281، 279، 278، 248، 246، 193، 132، 119، ، 117، 114، 106، 78، 1(:ينظر4

356 ،361 ،377 ،441 ،456 ،476 ،489 ،491 ،500 ،508 ،535( ،)2/41 ،46 ،50 ،56،57 ،67 ،83 ،94،92 ،99 ،100 ،154 ،161 ،176 ،188 ،196 ،204 ،220 ،267 ،282 ،288 ،293 ،302 ،

318 ،326 ،328 ،352 ،354 ،365(.إمام عصره يف كل فن أخذ القراءة عرضا ومساعا عن الكسائي وإمساعيل بن جعفر وغريهم ، بن سالمالقاسمعبيد هو أبو5

.)2/18(غاية النهاية يف طبقات القراء ، مشس الدين بن اجلزري: ه، ينظر224: وأخذ عنه أمحد بن إبراهيم و البغوي ، تويف، 270، 265، 264، 258، 248، 245، 239، 238، 237، 236، 232، 228، 227، 28/ 1(:ينظر6

273 ،281 ،292 ،377 ،395 ،396 ،399 ،406 ،466 ،501( ،)2 /07 ،08 ،17 ،23 ،25 ،32 ،37 ،38،56 ،63 ،75 ،78 ،96 ،108 ،113 ،205 ،366.

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

48

.2مل يكثر النقل عنه إال قدر من املواضع يف كتابه:1خلليل بن أمحد الفراهيديا.4.4وقد أحال عليه وذكر أقواله حنوا من ستة عشرة مرة: 3أيب حامت.5.6مواضع 7اقتبس منه اإلمام املكي يف كتابه وأحال عليه حنو من : 5أبو الطيب.6.8عزا إليه اإلمام مكي حنوا من عشر مواضع: 7ابن قتيبة.7.10نقل منه الشيخ حنو من ثالثة عشرة موضعا: 9أبو زيد.8

هو اخلليل بن أمحد الفراهيدي، اإلمام، النحوي، صاحب العروض و العربية، حدث عن أيوب السختياين وغالب القطان وأخذ 1وقيل بقي إىل سنة سبعني ومائة ةعنه سيبويه النحو والنضر بن مشيل واألصمعي وآخرون ولد سنة مائة وتويف سنة بضع وستني ومائ

.)7/431(م النبالءمشس الدين الذهيب، سري أعال: ينظر.)340، 332، 176، 157/ 2(، )525، 522، 494، 357، 348، 295/ 1(:ينظر2هو سهل بن حممد السجستاين، مث البصري، املقرئ النحوي اللغوي ، صاحب التصانيف، كان عاملا ثقة قيما بعلم اللغة والشعر 3

و قيل سنة مخس ومخسني ومائتنيوغريه تويف سنة مخسني ومائتنيأخذ عن أيب عبيدة واألصمعي وأخذ عنه أبو بكر بن دريد . )12/268(، الذهيب، سري أعالم النبالء )1/145(ابن األنباري، نزهة األلباء يف طبقات األدباء : ينظر

، 318، 305، 303، 292، 285، 281، 266،270، 265، 253، 236، 232، 229، 227، 1/32(:ينظر4395 ،396 ،399(.

اإلرشاد يف : هو عبد املنعم بن عبد اهللا بن غلبون، احلليب، املصري، من أجل شيوخ مكي، أديب وعامل بالقرآن ومعانيه من كتبه5عمر رضا كحالة، معجم :

.)1/200(الذهيب، معرفة القراء الكبار )6/194(املؤلفني .)326، 205،217، 201، 117، 97، 1/58(: ينظر6نزل ببغداد وصنف ومجع، هو حممد بن عبد اهللا بن مسلم بن قتيبة الدينوري، العالمة، الكبري، ذو الفنون، صاحب التصانيف،7

إسحاق بن راهوية وأيب حامت السجستاين وطائفة، وحدث عنه ابن القاضي وعبد اهللا السكري تويف سنة ست وسبعني : حدث عن.)302، 13/296(، الذهيب، سري أعالم النبالء )1/160(ابن األنباري، نزهة األلباء يف طبقات األدباء : ومائيت، ينظر

.114، 108، 97، 78، 75، 37، 32، 25، 23، 17، 08/ 2(،)1/501(:ينظر8يصفه ،وكان سيبويه،مهاأخذ عن أيب عمرو وعنه أبو عبيد وأبو حامت وغري ،عامل بالنحو واللغة،هو سعيد بن أوس األنصاري9

البصريني مننييالنحو تاريخ العلماء،وخينأبو احملاسن الت،)8/182(سري أعالم النبالء ،الذهيب: ينظره،215: ويفتبالثقة .224:،ص)م1992،دار هجر،القاهرة ،2ط(،1جعبد الفتاح حممد احللو : قيقوالكوفيني حت

.)154،277،282،366، 2/09،64،70(،)1/246،404،406،450،482،487: (ينظر10

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

49

.2اإلمام يف كتابه حنوا من تسع مرات فيما رأيترجع إليه: 1راءفال.9.4وقد نقل منه الشيخ حنو من سبع مرات فيما رأيت: 3املربد.10.6نقل عنه اإلمام املكي مكي يف كتابه حنوا من ست مواضع: 5قطرب.11.8عز إليه تسع مرات تقريبا: 7أيب طاهر.12

:هي كاآليتو أما املصادر األخرى فلم ينقل منها إال يف موضع أو موضعني

قيس : روى عن،صاحب التصانيف،موالهم الكويف النحوي العالمةاألسدي بن زياد بن عبد اهللا بن منظور،هو أبو زكريا حيي1).8/292(،سري أعالم النبالء، الذهيب: ينظر، ن سنةوله ثالث وستو ،سنة سبع ومائتنييفتو ،بكر بن عياشوأيببن الربيع

).344،366،373، 2/75،89،176،337(، )1/321،493(:ينظر2أخذ ، صاحب الكاملخباري، اإلالنحوي،البصري،هو حممد بن يزيد بن عبد األكرب بن عمري بن حسان بن سليم بن سعد3

ت كان إماما عالمة فصيحا موثقا تويف سنة س، وغريهمالدينوريه و ين وعنه نفطويسجستاوأيب حامت العن أيب عثمان املازين وخي تاريخ العلماء النحو بني البصريني والكوفيني نأبو احملاسن الت، )10/546(،عالم النبالءسري أ،الذهيب: ومثانني ومائتني ينظر

) . 1/53(وغريهم ).2/58،117،187،335،375(، )225،506، 1/20،94:(ينظر4ملد مساه سيبويه بقطرب وهو حنوي عاوق، وكان يدجل،الزم سيبويه،هو حممد بن املستنري أبو على النحوي املعروف بقطرب5

تويف ،معاين القرآن والنوادر لغة: نظامية ألف جمموعة من الكتب منهاكان يرى رأي املعتزلة ال،باألدب واللغة من أهل البصرة،)م2002،البشائردار م، .،ال1ط(7، جعبد الفتاح أيب غدة : حتقيقلسان امليزان ، بن حجر العسقالين: ينظر،ه206

.502ص)75،176،304، 2/26(، )1/132،430:(نظري6يف مؤلف كتاب العنوان، املقرئمث املصري ، األندلسي،األنصاريأبو الطاهر،بن خلف بن سعيد بن عمرانإمساعيلهو 7

وهو من اختصر كتاب احلجة أليب ، يف ذلكلتعليم العربية وكان رأساوتصدر لإلقراء زمانا و ،وسيسالقراءات أخذ عن اجلبار الطر ).1/236(، معرفة القراء الكبار،الذهيب: ينظر،ه455تويف سنة ، علي الفارسي

.)2/177(، )396، 292، 240، 232، 228، 227، 1/32(:ينظر8

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

50

3) ه240: ت( أبو احلارث _3، 2)ه291: ت( ثعلب _2، 1)ه324: ت( ابن جماهد _1

.4)ه235: ت( أبو أيوب _4

5)ه225: ت(إسحاقأبو _5

6)ه328: ت(ابن األنباري _6

ولد سنة ،مصنف كتابه السبعة،احملدث النحوياملقرئاإلمام ،أمحد بن موسى بن العباس بن جماهد البغداديهو أبو بكر1نة أربع وعشرين تويف س،احلسن املطوعي: الصافاين وقرأ عليه خلق كثري منهمإسحاقسعدان بن نصر وحممد بن : مسع من245

)79\2(، )97،116،204\1( الكشف :ينظر،)488\11(سري أعالم النبالء ، الذهيب: وثالمثائة ينظرهوسلمة وغريهم وعن،إمام أهل الكوفة يف النحو واللغة يف زمانه ولد سنة مائتني أخذ عن ابن األعرايب، محد بن حيي ثعلبأهو 2

وتسعني إحدىتويف سنة ، به الفصيح وكتاب اختالف النحوينيمنها كتا،له مصنفات عدة، أبو احلسن األخفش وابن األنباري: الكشف:ينظر، )293(نزهة األلباء ،األنباريابن ،)181\1(تاريخ العلماء النحويني ، وخينالت: ينظر، ومائتني

)1\204،491.(صاحب الكسائي وقد قرأ عليه ومسع احلروف من أيب ، ضابط،حاذق،ثقة معروف،أبو احلارث البغدادي، هو الليث بن خالد3

الكشف :ينظر، )124\1(طبقات القراء الكباراية النهاية يف غ،ابن اجلزري:ينظر، تويف سنة أربعني ومائتنيعمرو الداين )1\153،196(، )2\303(.أ على اليزيدي وقرأ عليه هو سليمان بن أيوب بن احلكم أبو أيوب بن احلكم أبو أيوب اخلياط البغدادي مقرئ جليل ثقة قر 4

.)242\1( ينظر الكشف ) 115\1( ظر ين،ه235املعدل وغريهم تويف سنة حرب أمحد بنزيد األنصاري أيبخذ عن أكان عاملا باألدب وشاعرا جميدا ،حممد حيي بن املبارك اليزيديأيببن إبراهيمإسحاقأبوهو 5

: ينظر،)130\1( نزهة األلباء يف طبقات األدباء، ابن األنباري: ينظر،ما اتفق لفظه واختلف معناه: واألصمعي له كتاب.)190\1( الكشف

ه مسع من إمساعيل 272اللغوي ذو الفنون ولد سنة ، احلافظاإلمام، بكر حممد بن القاسم بن بشار املقرئ النحويأبوهو 6سري أعالم ه ينظر الذهيب 328ين و غريهم تويف سنة طقر ااحلسن الدأبولق كثري وحدث عنه العباس ثعلب وخوأيبالقاضي .)490، 489\11( النبالء

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

51

1.)ه216: ت( األصمعي _7

.4)247: ت(املازين_3،10)ه233: ت(_التوزي2،9)225: ت(اجلرمي _8

6)ه321: ت(ابن دريد _5،12)ه311: ت( الزجاج _11

مسلك مكي في إيراد القراءات: المطلب الثاني

من عادة كان حيث، القراءات وإيرادهايبني لنا هذا املطلب مسلك اإلمام مكي يف عرضجاج لتلك القراءات وقد االحتزوها هلم مع اإلمام مكي أن ين

:مطردا يف مجيع كتابه ومن أمثلة ذلك ما يأيتكان مسلكه

العالمة اإلمام، البصري اللغوي،األصمعيسعيد عبد امللك بن قريب بن عبد امللك بن علي بن أصمع بن عدنان أبوهو 1أبو : التيمي وأيب عمرو بن العالء وعنهسليمان : حدث عنةومائولد سنة بضع وعشرين ،حجة األدب ولسان العرب،احلافظ

سري ،الذهيب : ينظر) 1/470(عناية النهاية يف طبقات القراء ،بن اجلزريا: ه ينظر216ني وغريهم تويف سنة عبيد وحيي بن مع.)2/225( الكشف:ينظر) 8/232( النبالء أعالم

أبو عثمان : صاحب التصانيف أخذ القراءة من عن سيبويه وعنه،البصري النحوي،اجلرمي،إسحاقصاحل بن ،عمرأبوهو 2: )8/542( النبالء أعالمسري ، الذهيب: ينظر) ه 225وغريب سيبويه تويف سنة ، كتاب األبنية: له مصنفات منها، املازين

.)2/288: ( ء الكبار ينظر الكشفالذهيب معرفة القرا) 1/332(ابن اجلزري غاية النهاية 3 عمر أبووقرأ عليه واألصمعيعبيدة أيبخذ عن أاللغة وعلماء البصرة املعدودين علماءأكابرمن ،هو عبد اهللا بن حممد النوري

/2: (ينظر الكشف) 1/135( األدباءنزهة األلباء يف طبقات ،األنباريابن : ه ينظر233اجلرمي كتاب سيبويه تويف سنة 284،291،295(.

العباس املربد والفضل بن أبوواخذ عنه واألصمعيعبيدة أيبصاحب التصانيف أخذ عن ،عثمانأبوهو بكر بن حممد بن بقية 4أعالمسري ،الذهيب: ينظر،ه 247تويف سنة ، والعروض،كتاب التصريف:حممد الربيدي وغريهم وله تصانيف كثرية منها

،2/3( ، )1/530: (ينظر الكشف) 1/140( األدباءيف طبقات األلباءنزهة ، األنباريابن ) 10/8( النبالء 198،352(.

العربية كان حسن العقيدة مجيل الطريق وله تصانيف كثرية أهلأكابرالزجاج من إسحاقأبوبن السري بن سهل إبراهيمهو 5يف طبقات األلباءنزهة ،األنباريابن :ينظر،سيعلى الفار أيبأستاذه وهو 311يف القرآن تويف سنة املعاينكتاب : منها

.)1/09(طبقات املفسرين ،الداوودي)1/183( األدباءكان مقدما يف اللغة وأنساب العرب وأشعارهم ولد سنة ،علماء العربيةأكابردي من ز بكر حممد بن احلسن بن دريد األأبوهو6

،ه321تويف ،هرة يف اللغة وغريها من املصنفاتله كتاب اجلم،الفضل الرياشيوأيب، حامت السجستاينأيبأخذ عن ،ه223.)2/203: ( الكشف:ينظر) 1/191،193( األدباءيف طبقات األلباءنزهة ،األنباريابن : ينظر

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

52

نبلققرأ : قائال، ]٩٠: يوسف[ميزنرنمم : يوسف يف قوله تعاىلبيانه قراءة القراء يف سورة.1بياء يف الوصل والوقف وحذفها الباقون يف الوصل والوقف

]٤٤:الكهف[هلملخلحلجلمكخكلكحكجكمق :قوله يف بيان اخللف يف قوله تعاىل.1واإلسكان ختفيف كالعنق ،وضمها الباقون واألصل الضم،قرأ عاصم ومحزة بإسكان القاف

.2و الصنب و الصنب،والعنق

وبياء ،قرأه ابن كثري بفتح اجليم: حيث يقول]97:البقرة[ىق :بيانه قراءة القراء يف قوله،وفتح الراء،غري أنه مهز مهزة مكسورة بعد الراء،مع كسرها من غري مهز ومثله أبو بكر،بعد الراء

وبياء ،بكسر اجليم والراءىق وقرأ الباقون،ياء بعد اهلمزةا.3وهذه كلها لغات فيه،بعد الراء من غري مهز

)189(البقرة )الشيوخ والعيون، واجليوب،والغيوب،البيوت(: بيانه يف قوله.2

" وقرأ قالون وهشام بكسر الباء من ،قرأ يف ذلك ورش وحفص وأبو عمرو بالضم يف أوائلها" ومثله أبو بكر غري أنه ضم اجليم من ،اوقرأ محزة بالكسر يف أوائلها كله،وضم باقيها"البيوت.4وكسر باقيها "الغيوب" نوحدها وقرأ ابن كثري وابن ذكوان و الكسائي بضم الغني م" اجليوب

قرأه نافع وابن عامر بفتح: يقولحيث]42:النساء[ننمنزن : بيانه يف قولهوقرأ الباقون بضم ،الالسني وأمااإال ، وقرأه محزة و الكسائي كذلك، التاء مشدد السني

.5التاء وختفيف السني

.

:وقد سلك املصنف هذا طريقتني

.)18/ 2(مرجع سابق،الكشف،مكي1.)63/ 2(املرجع نفسه2.)255/ 2(املرجع نفسه3.)284/ 1(املرجع نفسه4.)390/ 1(املرجع نفسه5

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

53

، باسم من نسبت إليه القراءةالتصريح/ 1: مصرحا بامسه مث يذكر القراءة ومثاله

فقرأه ابن كثري ]١١١: األعراف[مماميلىلمليكىكمك :تعاىلقولهوال ، غري أنه يضم اهلاءوكذلك قرأه أبو عمرو، ، يف الوصل

، وكذلك قرأ قالون، ساكنة وبكسر اهلاء من غري أن يصلها بياءيصلها بواووقرأ محزة وعاصم ،وقرأ ورش الكسائي بغري مهز ويصالن اهلاء بباء يف الوصل، غري أنه مل يهمز

. راءةوبذلك تكون رتبة أصحاب القراءة متقدمة على الق،1بإسكان اهلاء من غري مهز

: أما عند ذكر اختالف القراء السبعة فإنه يف ذلك طريقتني ومها

.:التفصيل.1: وله يف ذلك صور:اإلجمال.2

أن يصرح باسم األقل من السبعة مع ذكر ما قرؤوا به أما األكثر فيكتفي بذكرهم بلفظ -أمثقال "قرأ نافع برفع ]43: نبياءاأل[نئمئزئرئ:قوله تعاىل: الباحثني ومثاله.3بالرفع وقرأ الباقون بالنصب2ومثله يف لقمان

: أن يذكر لفظا يدل على أكثرهم ويطلق على باقي القراء لفظ الباقون ومثاله قوله تعاىل- بقرأ الكوفيون ونافع بالنون ونصب اجلبال ]47: لكهفا[مهجهين

.4وقرأ الباقون بالتاء وفتح الياء ورفع اجلبال،وكسر الياء، وال مهز، بغري مد، ]٣٧: آل عمران[ملخلحلجللكمكخك :قوله تعاىل: ومثاله أيضا

.5ومده الباقون ومهزوه

)470/ 1(مرجع نفسه،الكشف،مكي1)6-5/ 2(املرجع نفسه2)111/ 2(املرجع نفسه3.)6/ 2(املرجع نفسه4.)341/ 1(املرجع نفسه5

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

54

عمروا بفتح الراء واهلاء وقرأ قرأ احلرميان وأبو ، ]٣٢: القصص[هتجئحئيي :وكذا قوله تعاىل.1اهلاءنوقرأ الباقون بضم الراء وإسكا،حفص بفتح الراء وإسكان اهلاء

منهج اإلمام مكي في عرض مصطلحات التجويد :المبحث الثاني.والقراءات

هلا أفردحيث، اهتم اإلمام مكي ببيان العديد من مصطلحات التجويد والقراءات يف كتابهحني اوهاأنذ:"بقوله، و قد بني اإلمام منهجه هذا من خالل مقدمته، أبوابا وفصل القول يف ذلك

دون أن أعيد ذكر ما يف كل باب من االختالف إذ ، أبدأ بذلك أذكر علل ما يف أبواب األصولاجلواب وأرتب الكالم يف علل األصول على السؤال و ، ذاك منصوص يف الكتاب الذي هذا شرحه

ذكر اختياري أمث ،ومن قرأ به وعلته وحجة كل فريق،ذكرنا كل حرف، مث إذا صرنا إىل فرش احلروف:فأتى مسلكه كاآليت، 2"يف كل حرف

مسلك اإلمام مكي في إيراد مصطلحات التجويد والقراءات: المطلب األولأشد عناية ناملختلفة وكابالكالم على القراءات " الكشف"حرص مكي رمحه اهللا يف كتاب

ومل ينته عن ذكر مصطلحات التجويد والقراءة والوقف واالبتداء وإظهار ما،رف اخلالفحبتوجيه أ:أيتيوقد أورد مجلة من املصطلحات املتداولة عن أهل األداء وأخرى غري متداولة وهي كمايف ذلك

املصطلحات ولةأهم مصطلحات علمي التجويد والقراءات المتدا:الفرع األول.عند علماء هذا الفنكتب التجويد والقراءات املنتشرة املبثوثة يف خمتلف املتداولة

3:مصطلحات مخارج الحروف وصفاتها وما تعلق بها.1

االستطالة -التكرير–يم التفخ–اإلطباق –الشدة -اجلهر–اخلياشيم –الشفاه –احللق –الفم .الشدة- الرخاوة-اهلمس-الصفري-االستعالء–التفشي –

.)173/ 2(مكي، الكشف، مرجع سابق 1.)5- 4/ 1(املرجع نفسه2).1/45(، )163، 139، 1/137: (ينظرهذه املصطلحات منتشرة وموزعة يف الكتاب 3

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

55

1:مصطلحات النون الساكنة والتنوين.2

.اإلخفاء-الغنة-اإلظهار-اإلدغام-النون الساكنة-التنوين

2:مصطلحات المد.3

.البدل-اإلشباع–اللني –القصر -املد

3:مصطلحات الوقف و توابعه.4

الصلة ـــ اإلدراج والدرج ـــ اإلشارة ـــ الوصل ـــ القطع ــــ الوقف السكت ـــ الوقف ـــ اإلمشام ـــ الروم ـــ .إلسكان ـــ االبتداء بالنقل ـــ الوقف بالبدل ا

.إلمام مكي في التعريف بالمصطلحاتمسلك ا: المطلب الثاني

أوالمها عناية كربى حيث خصص جزءا معتربا من كتابه لبيان ذلك فجاء كتابه زاخرا ببيان هذه و : ا منهااملصطلحات و إليك بعض

تعريفها تي ذكر الالمصطلحات ال: أوال

وضع يث وضع لكل منها بابا فصال خاصا اليت يوردها حصطلحاتاملمكي كثريا ببيان اهتم اإلمام: ومثال ذلك،و األصول اليت يبىن عليها، لكل مصطلح معناه وعلله

تي ذكر لها تعريفا مباشرا الالمصطلحات ال-أ

من بني املصطلحات اليت تعرض هلا اإلمام يف الشرح والبيان مصطلح اإلمالة و قد ذكر هذا :يقولاملصطلح كثريا يف ثنايا الكتاب حيث

.)151،161، 1/141،147: (نظر من ذلكي1.)54، 1/45،46: (نظر من ذلكي2).357، 113، 65، 63، 1/59(:نظر من ذلكي3

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

56

واعلم أن معىن اإلمالة هو تقريب األلف حنو الياء و الفتحة اليت قبلها حنو الكسرة واعلم أن األلف "وتكون ألفا ، وتكون ألفا زائدة، تميلها لتدل باإلمالة على ألصلهاف، املمالة تكون أصلية بدال من ياء

وقد يكون أصلها ، و قصارى، معزى: ،زائدةاليت توجب " خاف:"ولكسرة مقدرة حنو، "أزكى"الواو ولكن أميلت لرجوعها إىل الياء يف حنو

. 1"اإلمالة

اإلدغام معناه إدخال شيء يف شيء فمعىن أدغمت احلرف يف احلرف :"ه معىن اإلدغام بقولهوكذا بيانن بد من أن يلفظ أدخلته فيه ، فجعلت لفظه كلفظة الثاين فصارا مثلني ، و األول ساكن فلم يك

أدغمت الفرس : اخلليل، قال ع بكل مثلني اجتمعا و األول ساكن، كما يسمكل مدغم فيه فال يكون إال ، و مدغم فالبد أن يسكن قبل اإلدغام، وكلأدخلته يف فيه: اللجام أي

.2، لئال جيتمع ساكنانمتحركا

تي ذكر تعريفها عرضاالالمصطلحات ال-ب

جاءت بعض التعريفات يف كتاب الكشف عرضا و يف سياقات خمتلفة غري مباشرة و نكتفي بذكر :واحدمثال

، و يف اهلمزة املتطرفة حلمزة و هشامأبو حممد قد كنا ألفنا كتابا مفردا يف ختفقال : الهمزة المتطرفة ، و عللناه د بيناه يف الكتاب الذي هذا شرحهعللناه و بسطناه بأمثلة ظاهرة و مثل ذلك أيضا ق

نا الكالم عن أن يطول الكالم فيهفأغناما قدمنا من اعلم أن اهلمزة املتطرفة جتري يف التخفيف على:"يستطرد بشرحه بقولهاملتقدمني و

األصول يف املتوسطةركة ما قبلها يف حال حركتها الكاملة ، فان وقفت بالسكون أو اإلمشام جرت على البدل ودبرها ح

.)169- 1/168(،مرجع سابقالكشف،مكي1.)1/143(املرجع نفسه2

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

57

كالساكنة فان كان قبلها ألف و أبدلت منها ألفا حذفت إحدى األلفني اللتقاء الساكنني حنو .1"أولياء

مقارنة تعريفات اإلمام مكي بتعريفات غيره من األئمة -ج

.سأقوم بعرض مقارنة بسيطة بني بعض التعريفات اليت ذكرها اإلمام مكي بتعريفات غريه من األئمة

مقارنة تعريفه للروم و اإلشمام بتعريفات غيره-1

:عند بعض اللغويين ومنهم -

كان يف ، فليس إليه سبيل وإمنا وأما اإلمشام:" عرف اإلمام سيبويه اإلمشام بقوله:تعريف سيبويه-، فأنت تقدر أن تضع لسانك يف أي موضع من احلروف شئت مث تضم الرفع الن الضمة من الواو

، وإمشامك يف الرفع للرؤية و ليس بصوت كتحريكك بعض جسدكضمك شفتيكشفتيك ، ألن.2"لألذن

حلرف هو أن تشمه الضمة أو إمشام ا: "يقول اإلمام عن اإلمشام:تعريف أبي جعفر النحاس-يسمع و إمنا يتبني حبركة الشفة، و هو اقل من روم احلركة ألنه الالكسرة

3"احلرف الذي فيه اإلمشام ساكن أو كالساكنلضعفها و

:عريف بعض أهل األداء و أذكر منهمت-

يقول أبو عمرو فأما حقيقة الروم فهو تضعيفك الصوت باحلركة حىت يذهب بذلك : تعريف الداني-ضمك معظم صوته ، فتسمع هلا صوتا خفيا يدركه األعمى حباسة مسعه ، و أما حقيقة اإلمشام فهو

.)1/111(مرجع سابقمكي ، الكشف 1.171ص) ت.ط، القاهرة، مكتبة اخلاجني، د.د(4عبد السالم حممد هارون ج: ، حتقيق و شرحالكتاب، سيبويه 2، 1ط (1ج،عبد املنعم خليل إبراهيم: وضع حواشيه وعلق عليه،إعراب القرآن،)هـ338: املتوىف(جعفر النحاس النحوي أبو3

.11ص، )ه1421، دار الكتب العلمية،بريوت

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

58

، ألنه لرؤية العني ال غري ، إذ هو ن احلرف أصال، وال يدرك معرفة ذلك لألعمىعد سكو شفتيك ب.1"إمياء بالعضو إىل احلركة

:قالويف الروم و اإلمشام : تعريف اإلمام الشاطبي-

ورومك إمساع احملرك واقف بصوت خفي كل دان تنوال

2هناك فيصحالواإلمشام إطباق الشفاه بعيدما يسكن ال صوت

، أو ما يقرب منها يقت مطابقتها لتعاريف اإلمام مكيويتبني من هذه التعاريف اليت س

: نة تعريفه لإلمالة بتعريفات غيرهمقار -ت: 3تعريف أهل اللغة ومنهم ابن جني

اإلمالة اليت وقعت يف الكالم بتقريب الصوت من الصوت حنو كلمة عامل اليت : " حيث يقول، فأملت ن عان إىل كسرة الالم منه، بأن حنوت بالفتحة حنو الكسرةالعني مقربت فتحة

.4"األلف إىل الياء و اإلمالة أن : " ن اجلزري حيث يعرف اإلمالة بقولهمنهم اب: تعريف بعض أهل القراءات-

، وهو احملض، ويقال له اإلضجاع) كثريا (حنو الياء تنحو بالفتحة حنو الكسرة و باأللفتقليل و ، ويقال له أيضا الله الكسر أيضا ، وهو بني اللفظني، ورمبا قيل البطح: هلويقال

.57ص)ت .ط، بريوت ، دار الكتاب العريب ، د.د(التصحيح أرتو يرتزلالتيسري يف القراءات السبع ،،عمرو الداينأيب1، 4ط(املسمى حرز األماين ووجه التهاين يف القراءات السبع ، ضبط و مراجعة متيم الزعيب ةيالشاطب، منت القاسم الشاطيبأبو2. 30، ص)م2004ملدينة املنورة، دار اهلدى، اوكان . عاما65ولد باملوصل وتويف ببغداد، عن حنو . من أئمة األدب والنحو، وله شعر: عثمان بن جين املوصلي، أبو الفتح3

شرح ديوان " و " من نسب إىل أمه من الشعراء " من تصانيفه رسالة يف . أبوه مملوكا روميا لسليمان بن فهد األزدي املوصلي، الذهيب:ينظر،"اخلصائص" يف اللغة، و " سر الصناعة " ت، و اءايف شواذ القر احملتسب " و " هج املب" و " املتنيب

.)18_17/17(سري أعالم النبالء).2/141(مرجع سابق، ، اخلصائصابن جين4

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

59

ا االعتبار تنقسم أيضا إىل قسمني إمالة شديدة و إمالة متوسطة .1"وكالمها جائز يف القراءة جار يف لغة العرب

ختتلف عن ، اليف كتابه الكشفيفنستنتج من هنا أن املصطلحات اليت عرفها اإلمام مك. غريه من تعريفات اللغة و األداءتعريفات

منهج مكي في إيراد الشواهد وتناول المسائل: المبحث الثالثوذلك فيما الشواهد وتناول املسائل اللغوية،املنهجية يف إيراديكشف هذا املبحث عن أهم املالمح

يتعلق باستشهاد اإلمام مكي بالقرآن واحلديث النبوي الشريف وبكالم العرب ومسلكه يف كل ذلك :وذلك فيما يأيت

مسلك اإلمام في إيراد الشواهد من القرآن الكريم : المطلب األول

مسلكه في إيراد اآليات القرآنية : األولالفرع

ا يالحظ على املؤلف أنه قليل االستشهاد بآيات القرآن الكرمي بقدر ما هو حريص على عرض ممقوله يف توجيه اختالفهم يف قوله : واالحتجاج هلا ومن أمثلة ذلك، واللغوية يف اآلية،املسائل النحوية

إذ مل ،،قرأه ابن كثري بغري مد، ]٢٣٣:البقرة[مههجههن7 8 : تعاىل" أتى" فيحمل على باب اإلعطاء ألن ،يظهر يف الكالم مفعوالن

فلما مل يكن يف الكالم ،ومن باب اإلعطاء ميد فيتعدى إىل مفعولني" جر"مفعول حبرف وبغري حرف " باملعروف" ه يف وقوى ذلك إتيان الباء بعد،

: األنبياء[رتزبمبرب7 8 " فيحسن أن تكون مع الفعل مصدرا مبعين " ما " فأما ،]٢: احلشر[مصهبمب7 8 ،]٤٧

املأيت وجيوز أن (مبعىن " اإليتاء" ألنه رباعي و" اإليتاء" يف قراءة من مد آتيتم مع الفعل مبعىن " اإلتيانحمذوفة من آتيتكم وتكون هي املفعول األول ملن " ها" الذي يف القراءتني فتقدر )تكون ما مبعىن

)م2002الكتب العلمية ، ، بريوت ، دار 2ط(2، قدم له علي حممد الضباع ، ج، النشر يف القراءات العشربن اجلزريا1. 24ص

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

60

من ،باملد" آتيتم" والثاين حمذوف كما تقول أعطيت زيدا وال تذكر العطية وقرأ الباقون "آتيتم" مد زت7 8 ،يف الرضاعة،ألنه يراد به إعطاء النفقة لألم أو املرضعة،باب اإلعطاء

،فهو إمجاع،]٥: املائدة[منحقمفخف7 8 ،الرضاعة: يعىن، ]٢٤:النساء[أحسن واهلاء حمذوفة " الذي" مبعىن " ما" الختيار إلمجاع القراء عليه وكونفحمل هذا عليه وهو ا

.1اقتصر فيه على مفعول واحد" آتيتم" وهي مفعول لــفاعتمد اإلمام املكي هنا يف هذا املوضع على اآليات القرآنية يف التوجيه الصريف ومثاله أيضا قوله يف

قرأمها ابن ذكوان وحفص ومحزة الكسائي بفتح الدال وأسكنها الباقون ومها " قدره ،قدره " توجيه حوهم خيتصمون يف القدر والقدر ودليل الفتح إمجاعهم على الفت،القدر والقدر: لغتان قال األخفش

:القمر[هئمئهيميخيحي : و قوله،]١٧: الرعد[حممثهتمت : يف قوله تعاىل٤٩[.

مث : وقوله،]٩١: األنعام[متجميل : ودليل اإلسكان إمجاعهم على اإلسكان يف قوله .]١٢: القمر[ىتنتمتزترتيبىب : وقوله تعاىل،]٣:الطالق[جحمجحج

والقدر االسم مثل العد ،إن القدر باإلسكان مصدر مثل الوسع: وقد قيل، فالقراءتان متساويتانثويب على قدر ثوبك أي : هو أن تقدر الشيء فتقول،إن القدر بالفتح: والعدد واملد واملدد وقيل

.2مثلهبعض األحاديث النبوية يف بيان التوجيه ،وقد برر اإلمام أيضا إىل جانب استشهاده بآيات قرآنية

وحنوه قرأه محزة حبذف اهلاء يف ]٢٥٩: البقرة[منحطمظ ومثاله قوله يفالصريف للفظة اليت يتناوهلا،خكجكحكمقحقمف :يف األنعام وقوله تعاىل]٩٠: األنعام[جممفحق و ،منحطمظ الوصل من

]١٠:القارعة[ينىنننمنزن :وقوله تعاىل،]٢٩- ٢٨: احلاقة[حلجلمكلكوقرأ ذلك الباقون ،جممفحق و،منحطمظ ووافقه الكسائي على احلذف يف ،مخسة مواضع

وقال يف ... وحجة من أثبتها أنه: " آخره وهذا املذهب عليه أكثر النحويني وانتقل لبيان حلجج الطرف الثاين

).297–296/ 1( مرجع سابق،الكشف،مكي1).299/ 1( مرجع سابق،،الكشف،مكي2

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

61

يوصل ، لكنه مل يشرح بالوقف عليه كما يفعل ذلك يف القوايف،ونيته الوقف عليها،وصل الكالممنحطمظ ويكمل الشيخ قوله أيضا فإن ..البيت مبا بعده من األبيات وال حتذف الصلة اليت للوقف

، : وذلك أن السنة تستعمل على ضربني،هذا،أي باجلدوب، ]١٣٠:األعراف[هللكخكحكجكمق7 8 : ومنه قوله تعاىل

.]١٣٠: األعراف[هلحلجلمك :أال ترى أن بعدهملن منحطمظ فيكون1"سنني كسين يوسف" ومنه قول النيب عليه السالم،وذلك يكون باجلدب

" يتفعل من " فيتسنه،سنة" وأصلها ،"السنة" ومن " "أثبتت اهلاء يف الوصل مشتقا من .2إىل آخر التوجيه ...، "

: مسلكه في إيراد القراءات الشاذة: الفرع الثاني

فإن :مسألة القراءات الشاذة يف كتابه وفصل القول فيها حيث يقولحتدث اإلمام مكي رمحه اهللا عن وال يقرأ به وما الذي ،ما الذي ال يقبلالقراءات ويقرأ به؟ وفما الذي يقبل من : سأل سائل فقال.يقبل وال يقرأ به؟

أن مجيع ما روى : فاجلواب: جييب اإلمام مكي رمحه اهللا عن هذا التساؤل بالتفصيل والبيان فيقولو:من القراءات على ثالث أقسام

: وذلك ما اجتمع فيه ثالث خالل هي،قسم يقرأ به اليوم

.ى اهللا عليه وسلم تقل عن الثبات إىل النيب صل أن ين-أ.-ب.ويكون موافقا خلط املصحف-ت

: كتاب، )ت .د،دار إحياء الرتاث العريب،بريوت،ط. ال(1ج،حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي،صحيح مسلم،أخرجه مسلم1.467ص ، الصالة إذا نزلت باملسلمني نازلةباب استحباب القنوت يف مجيع : باب،املساجد ومواضع الصالة

).308-307/ 1( مرجع سابق،الكشف،مكي2

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

62

فإذا اجتمعت فيه هذه اخلالل الثالث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته وصدقه ألنه أخذ من إمجاع .من جهة موافقته خلط املصحف وكفر من جحده

ما صح نقله يف اآلحاد وصح وجهه يف العربية وخالف لفظه خط املصحف فهذا :الثانيالقسم : يقبل وال يقرأ به لعلتني

فال يقطع على مغيبه وصحته وما مل يقطع على صحته ال جيوز ،أنه خمالف ملا أمجع عليه: إحدامها.وال يكفر من جحده و بئس ما صنع إذ جحده،القراءة به

وإن وافق ،فهذا ال يقبل،أو نقله ثقة وال وجه له يف العربية،وهو ما نقله غري ثقة:القسم الثالث.1نعتقدهفهذا الذي نقوله و: مث قال،خط املصحف

يف كتابه الكشف وقد أضرب اإلمام عن ذكر ،ولكن اإلمام مكي مل ميثل هلذا النوع األخريثاين وذكر حجته يف ذلك حيث يقول يف القراءات الشاذة يف كتابه واليت تندرج ضمن القسم ال

وقربت البعيد فهمه ،مجعت يف هذا الكتاب من أصول ما فرق يف الكتب:"التبصرة" كتابهالطالب واعتمدت على حذف التطويل واإلتيان بتمام املعاين مع االختصار ليكون تبصرة للطالب

ورمبا يسرت إىل ،أخليت هذا الكتاب من كثرة العلل وجعلته جمردا من احلجة.....وتذكرة للعامل اذة وأضربت عن التكرار اليسار من ذلك لعله توجبه وضرورة تدعو إليه وقللت فيه الروايات الش

.2ليقرب حفظه على من أراد ذلك فذكر املؤلف أنه أن كتاب الكشف والذي هو آخر تأليف له أنه أضرب عن ذكر الروايات الشاذة فيه وكذا بعد مالحظة الكتاب وجدت أن اإلمام مكي مل يورد روايات منها لكن مع

.ه لذلك ومل أقف على ذلك يف كتابهالتنبي

.51،52ص ،مرجع سابق ،اإلبانة عن معاين القراءات،مكي1-173ص ) م 1982،الدار السلفية،اهلند،بومباي،ط. ال( ،حممد غوث الندوي: ت: راءات السبعالتبصرة يف الق، مكي2

174.

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

63

مسلك اإلمام مكي في إيراد الشواهد من الحديث النبوي : الثانيالمطلب

حديثا وأثرا ولقد اعتىن اإلمام 20حيزا ألبأس به يف كتابه الكشف حيث بلغ شغل احلديث و األثربذكر األحاديث يف توجيه القراءات واالستدالل على حجتها لوجه من وجوه القراءات أو تأكيدا

:من معاين اآليات وذلك يف ما يأيتلتفسري أو دعما ملعىن

مسلكه في إيراد السند : الفرع األول

مسلك اإلمام مكي يف إيراد سند احلديث واضحا بل اختلفت صياغاته حسب ما يرد مل يكناحلديث منسوبا إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم دله من مسائل يف توجيه اآليات فرتى أحيانا أنه يور

،1"روى مالك أن النيب صلى اهللا عليه وسلم " :قوله: عدة حنوبالراوي وقد وقع مثل هذا يف مواضع عن : أو بذكر الراوي فقط بقوله،وحنو ذلك3"روى أبو سلمه":وقوله،2"روي عن عائشة":وقوله

أيب بن كعب كان رسول اهللا : قال: بصيغة أخرى حنو" النيب"و5"الراوي"أو ذكر ،4عثمان أنه قال يف كثري من ور الرواة بعد ذلك ويذك7" ذكر" أو بعبارة . 6صلى اهللا عليه وسلم أو لقول أيب.9"جاء عن"و 8"روي: " األحيان يستخدم صيغ كما يف قوله

المتن مسلكه في إيراد :الفرع الثاني

األحاديث النبوية واآلثار يف معرض االحتجاج للقراءات القرآنية املذكورة يف كتابه يورد اإلمام مكي النحوي وغريه كما يوردها كشواهد لغوية استدالال لوجه من ،املنحى الصريف: من خمتلف النواحي

).1/18( مرجع سابق،الكشف،مكي1.)1/15(رجع نفسهملا2.)3502(رجع نفسهملا3.)1/20(رجع نفسهملا4.)1/20(رجع نفسهملا5.)1/22(رجع نفسهملا6).1/238(رجع نفسهملا7).1/73(، )355-262/ 1(رجع نفسهملا8).1/395(رجع نفسهملا9

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

64

الوجوه أو كشواهد لتفسري معىن من معاين اآليات ومن املالحظ على اإلمام مكي من كتابه أنه ال .تم بيان درجة احلديث بقدر ما هو مهتم بسرد الشواهد للوجه الذي يسوقه من القراءات القرآنيةيه

ووفقا لذلك فقد كان مسلكه يف املنت غري منضبط ويف غالبيته كان يكتفي بذكر الشاهد من احلديث براءة مل يبني لنا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف: يف حديث عن عثمان أنه قال: ومثال ذلك

بسم اهللا " فلذلك مل يكتب بينهما ، وكانت قصتها تشبه قصة األنفال وكانت من آخر ما نزل، شيئا.1"الرمحان الرحيم

اللهم اشدد وطأتك " استشهد بقول النيب صلى اهللا عليه وسلم "وطأ "ومثاله أيضا عند توجيه لكلمة فلم يذكر احلديث بكماله وإمنا اكتفى 3املكابدة واالحتمال: يف بيان معىن وطأ أي2"على مضر

. بذكر حمل الشاهد من ذلك

، 208ص ) ت .املكتبة العصرية د: بريوت، ط. ال( 1ج، حممد حمي الدين عبد احلميد، حتقيق، أبو داوود يف سننه: أخرجه1، مصر، 2ط( 5ج، حتقيق أمحد حممد شاكر وحممد فؤاد عبد الباقي، الرتمذين سن، والرتمذي، ، كتاب الصالة

، الكربى، والنسائي، ومن سورة التوبة: أبواب تفسري القرآن باب: كتاب. 272، ص) م1975، البايب احلليبمطبعة مصطفى السورة : فضائل القرآن باب: كتاب، 253ص ) م2001مؤسسة الرسالة ، بريوت، 1ط( 7حسن عبد املنعم شليب ج: حتقيق

.اليت يذكر فيها كذاص ) ه 1422، دار طرق النجاة. م. ال، 1ط( 2مد زهري بن ناصر الناصر جحم: حتقيق، صحيح البخاري، أخرجه البخاري2

".اجعلها عليهم سنني كسين يوسف " دعاء النيب صلى اهللا عليه وسلم : باب، كتاب أبواب االستسقاء، 26).1/354(سابقمرجع، الكشف، مكي3

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

65

مسلك اإلمام في إيراد الشواهد من كالم العرب : المطلب الثالث

: يف إيراد الشواهد الشعرية والنثرية وذلك فيما يأيتهذا املطلب طريقة اإلمامعرض يفسأ

مسلكه في إيراد الشواهد الشعرية : الفرع األول

زخر كتاب الكشف بالشواهد الشعرية والنثرية املختلفة عند موافقتها لتوجيه معني من القراءات غريب ويف غالب القرآنية وقد سيطر يف ذلك استطراد طويال فيشرح بعض ما جاء يف الشواهد من

حتمبخب :يف توجيه قوله تعاىلتها وعزوها لقائليها ومثال ذلك قولههذه الشواهد عدم نسب: 1منها قول الشاعر، ]1املعارج [

2سالت هذيل رسول اهللا فاحشة

" أو 5"كما قال" أو 4"أنشدوا" ، 3"قال الشاعر:" من ذلك قوله، وتنوعت تعبرياته يف بيان ذلكويف بعض األحيان وهي نادرة ما ، وغري من التعبريات8"ومثله" أو 7"منها قول الشاعر"أو 6"قوله

.10"أسند سيبويه قول الفرزدق" أو 9"وأنشد الفرزدق" قوله : يذكر اسم صاحب البيت ومثاله

ومسلكه هذا ال يدل على أنه جاهل بصاحب البيت وإمنا العتماد أئمة ذلك الزمان على عنده مبثابة األصل من ذكر صاحبه حافظيهم فإنه يكتفي فقط بذكر حمل الشاهد والذي هو

ابن هشام : وينظر، 443ص،)ت.د،دار صادر، بريوت، ط.ال(1ج،وليد عرفات: حتقيق،يف ديوانه،البيت حلسان بن ثابت1مطبعة ،مصر،2.ط (2ج،مصطفى السقا وإبراهيم األبياري وعبد احلفيظ الشليب: حتقيق،السرية النبوية ، )هـ213: املتوىف(

.180ص) م1955- هـ 1375مصطفى البايب احلليب وأوالده مبصر، ).334/ 2(مرجع سابق، مكي الكشف2).39/ 2(نفسهاملرجع 3).158/ 2(، )241/ 1(املرجع نفسه4).349/ 2(املرجع نفسه5).334، 287/ 2(املرجع نفسه6).334/ 2(املرجع نفسه7).158/ 2(املرجع نفسه8).352/ 2(املرجع نفسه9

).405/ 1(املرجع نفسه10

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

66

واهتمامه بيان حمل الشاهد أغناه من الذهاب إىل ذكر صاحبه وإغفاله وليس يف هذا منقصة أو مذمة لإلمام وإن كان يف بعض املواضع يوحي كالمه أن ال يعلم صاحب البيت وذلك يف قوله

1وأنشد النحويون يف ذلك قول الشاعر

2اه طعنـــــةتــــــــــــــــــــــــزود منـــــــــــــــــــــــــــــــا بيـــــــــــــــــــــــــــــــن أدنـــــــــــــــــــــــ

أن " مثال" وحجة من فتح : وقد يأيت بصدر البيت فقط والذي فيه حمل الشاهد وذلك مثل قوله" كما " أن" ا على الفتح إلضافته إىل اسم غري متمكن وهو حيمل ثالثة أوجه األول أن يكون مبني

3:كذلك يف قوله" أن" إلضافتها إىل " غري" بنيت

4........................مل مينع الشرب منها غري أن نطقت

5وقوله: وقد يكتفي بالعجز فقط وال يذكر الصدر كما يف قوله

.6فزارة ال هناك املرتعفارعي ................................

مسلكه في إيراد الشواهد النثرية : الفرع الثاني

حبسب ما وقفت يف كتاب الكشف فإن اإلمام مكي مل يورد الشواهد النثرية يف كتابه وإمنا اكتفى .بسرد بعض الشواهد الشعرية ملقصد من اإلمام ال نعلمه

) م1954مطبعة البايب احلليب، م، .، ال1ط(2مصطفى السقا وآخرين، ج: ابن جين، سر صناعة اإلعراب، حتقيق: ينظر1.704ص

).100/ 2(مرجع سابق، الكشف،مكي2، دار الكتب العلمية، 1ط(3امييل بديع يعقوب، ج: للزخمشري، حتقيقموفق الدين بن يعيش، شرح املفصل 3

.81ص) م2001/ه1422).287/ 2(مرجع سابق، مكي الكشف4.353، ص)م1987/ه1407، بريوت، لبنان، دار الكتب العلمية، 1ط(، ديوان الفرزدق، الفرزدق5).334/ 2(مرجع سابق، الكشف،مكي6

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

67

اللغوية ومناقشتهامنهج اإلمام مكي في تناول المسائل : المبحث الرابعوالفقه ، مسائل العقيدة:واليت تندرج ضمنها، يبني هذا املبحث مدى استعانة اإلمام باملسائل اللغوية

:وهي كاآليت، ومنهجيته يف مناقشتها، وكذا مسائل التفسري و أسباب النزول، وأصوله

.االستعانة بمسائل العقيدة:المطلب األول

وقد تعددت وجوه ، ومنه تستقى األحكام ، أن القرآن الكرمي هو كلية الشريعة وعمدة امللةمن املقرروأعلى املعاين ،واللغوي، و االعجازي، والسلوكي، الفقهي: االستنباط منه على نواح عدة منها

د فقد تضمنت العديد من اآليات الدعوة إىل توحي، استفادة من طريق االستنباط هي املعاين العقديةوإمنا كان منها اخلفي الذي ، اهللا و اإلخالص له ومل تكن أغلب اآليات ظاهرة يف الدعوة إىل العقيدة

.و هو الذي عين العلماء باستخراجه واستنباطه، حيتاج إىل استنباط

، باستنباط األحكام العقدية يف اآليات ذات املوضوعاويعترب اإلمام مكي من العلماء الذين اعتنو وسنقف يف هذا املطلب على أمثلة ، واختلفت طريقته يف ذلك، أو الصريف، يهه النحويأثناء توج

:ذلك

االستعانة بمسائل العقيدة في الدرس النحوي: الفرع األول

وتناوله هلا ، وقد ربط اإلمام مكي يف مواضع خمتلفة من كتابه الكشف عند إيراده للمسائل النحوية :بقضايا التوحيد؛ و مثاله

:" يقول، ]٢٧:األنعام[ــهيميهنمنملمك :معرض توجيهه لقوله تعاىليف (مي) وقرأ ابن عامر ومحزة وحفص، بالنصب ( ملمك ) حفص ومحزةقرأه ( مي، ملمك )

.و رفعها الباقون، بالنصب

على ،ليكونا داخلني يف التمين، ألنه غري واجب، وحجة من نصب أنه جعل الفعلني جوابا للتمينكما تنصب يف ، )أن (والنصب بإضمار، والكون من املؤمنني، وترك التكذيب، معىن

فينصب اجلواب مع ، وال واقع بعد، ألن ميعه غري واجب، جواب االستفهام و األمر والنهي والعرضوكون ، كذيبوانتفاء من الت، يا ليتنا يكون لنا رد : ،كأنه عطف على مصدر األول،الواو

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

68

)يرد(إذا مل ميكن أن حيمال على العطف على،يف العطف)يرد(من املؤمنني فحمال على مصدرفيعطف مصدرا ، لتكون مع الفعل مصدرا ، )أن(فلم يكن بد من إضمار ، النقالب املعىن إىل الرفع

.و به يتم النصب يف الفعلني، على مصدر

داخلني يف التمين ، )مي، ملمك(:فيكون قوله، يرد،أنه عطفهما على، وحجة من رفعهما، يا ليتنا نرد : على تقدير، على أن يقطعه من األول، وجيوز أن يرفع، متنوا ثالثة أشياء على ما ذكرنامهجهين :وقوله، رددنا أو مل نرد، ونكون من املؤمنني، وحنن ال نكذب بآيات ربنا

، به عن أنفسهم ال يكذبون وال يكونون من املؤمنني، ] ٢٨: األنعام[إمنا ، إمنا يكون التكذيب يف اخلرب، ألن التمين ال يقع معه التكذيب، ومل يتمنوا ذلك يف هذا التقدير

ين أو مل وال أعود تركت: بالرفع على معىن، دعين وال أعود: حكى سيبويه، التزموه ردوا أو مل يردوا، ال جيوز يف اآلخرة، على أن التكذيبوأهل النظر، ومل يسأل أن جيمع له الرتك والعود، ترتكين

، ، والتأويل عندهم، كان يف الدنياعلى ما، دار جزاءإن ربك (كما قال ، دنيافيكون ذلك حكاية عن احلال اليت كانوا عليها يف ال، وإنكارهم البعث

: (وقد حكي أن أبا عمرو احتج للرفع بقوله، ليحكم بينهم فجعله حكاية عن احلال اآلتيةأنه رفع األول " ونكون" ونصب " نكذب" وأجاز التكذيب يف اآلخرة وحجة من رفع ) لكاذبون

فيكون الرفع كالنصب ، على أن يكون داخال يف التمين، على أحد الوجهني املذكورين املتقدمنيعلى " ونكذب" وجيوز رفع ، فكال الفعلني دخل يف التمينالتمينعلى جواب " ونكون" ونصب

فيكون غري داخل يف التمين ويكون ، رددنا أو مل نرد، معىن الثبات على ترك التكذيب أي ال نكذب.1داخال يف التمين إذا نصبته

.املسألة النحوية املتدرجة ضمن اآلية مبسائل العقيدةفنالحظ هنا كيف ربط اإلمام مكي هذه

)429-1/428(مرجع سابق،مكي الكشف1

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

69

االستعانة بمسائل العقيدة في الدرس الصرفي: الفرع الثاني

جنده أيضا يربط يف كتابه ، وكما أن اإلمام مكي ربط املسائل النحوية يف اآلية مبسائل العقيدةك ما ذكره يف بيان اخللف يف الكشف يف مواضع متفرقة بني قضايا الصرف ومسائل العقيدة ومن ذل

قرأ ) بل عجبت: (وقوله: حيث يستأنف اإلمام كالمه) بل عجبت: (اختلفوا يف قوله عز وجل: قوله.محزة و الكسائي بضم التاء وقرأ الباقون بفتح التاء

، من املقربني بالبعثوحجة من ضم التاء أنه رد العجب إىل كل من بلغه إنكار املشركني للبعث فعجب قوهلم عندكم :أي، ]٥:الرعد[جلخسحسجسمخ : قوله تعاىلىك أتوعلى ذل

وليس األمر ، فأنكرها، هذه القراءة وتأوهلا على رد اإلعجاب إىل اهللا1وفيما تفعلون وقد أنكر شريح.مضافا إىل كل واحد منهم، إىل املؤمنني، إمنا اإلعجاب يف القراءة بضم التاء، على ذلك

على ، فاإلعجاب مضاف إليه، خماطبة للنيب صلى اهللا عليه وسلم" جعله " أنه ، التاءوحجة من فتح .2مع إقرارهم بأن اهللا خلقهم ومل يكونوا شيا، بل عجبت يا حممد من إنكارهم للبعث: معىن

اإلمام مكي يف القضايا الصرفية باملسائل العقدية يف املسائلاستعانة، يتبني مما سبق طرحه من األمثلةكالضحك ، املتعلقة بباب الصفات وجواز إضافتها إىل املوىل عز وجل يف ما ورد منها من القرآن

.والغضب وغريها من الصفات الثانية للمخلوقني

وعنه ، الكسائيم وسوروى القراءة عن أيب الربه، وصاحب القراءة الشاذة، الشاممقرئ، هو شريح بن يزيد أبو حيوة احلضرمي1)1/265(غاية النهاية يف طبقات القراء، ابن اجلزري: ينظر، ه224وحممد بن عمرو تويف ، ابنه حيوة

).2/223(مرجع سابق، الكشف، مكي2

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

70

االستعانة بمسائل التفسير و أسباب النزول : نيالمطلب الثا

أثناء التوجيه النحوي يعرض هذا املطلب مدى استعانة اإلمام مكي بالتفسري وذكر أسباب النزولللقراءة اليت تعرضه أثناء إيراده للمسائل اللغوية ومناقشتها وليس مقصدي الكالم عن التفسري جمردا

و اهلداية فهو إمام جمتهد يف هذا الفن وله مؤلفات عدة يف التفسري منها كتابه تفسري مشكل القرآنوكذا ذكر أسباب النزول عند التوجيه اللغوي ما لبيان كيفية عرض اإلمام للتفسري ،إىل بلوغ النهاية

: يأيت

االستعانة بالتفسير: الفرع األول

تفسريه اخلاص به وإيراده : يوضح كيفية تناول اإلمام مكي للمسائل اللغوية ومناقشتها من ناحيتنيخوضه يف لتفاسري غريه والذي يهمنا يف هذا املقام اجتهاده اخلاص يف بيان معىن هاته اآليات مع

.املسائل اللغوية]٨٦[:الكهفميخيحي7 8 من قوله تعاىل) مي(بعد ذكر اختالف القراء يف كلمة

وهو االختيار ،الن القراءتني قد ترجعان إىل :حيث يقول "احلمأة"،احلارة، ألنه ال سبيل إىل اهلمز يف مبعىن "محي،حيمى"

وأيضا فإن القراءة باهلمز ، ال تنايف القراءة بغري مهز، قد تكون الشمس تغرب "محي حيمى"من"فاعل"وقد روى أيب بن كعب .يف عني حارة ذات محأة، فيجتمع يف ذلك املعنيان مجيعا ، والقراءتان مجيعا

باهلمز وبذلك قرأ ابن عباس ، وكذلك قرأ علي رضي اهللا " مي: "أن النيب صلى اهللا عليه وسلم قرأ.1"عنهما

تفسري املبىن وتبيني املعىن يف الكلمة حنجن مكي يف هذا املوضع من قوله تعاىلحياول اإلمام]٢٣:يوسف[حنجن باالستعانة مبسألة الصرف فعرض للخلف يف اهلمز من قوله تعاىل

قرأه نافع وابن عامر بكسر اهلاء وفتح التاء ، غري أن هشاما مهز موضع الياء مهزة " هيت لك:"قائالوفتح اهلاء و . وقرأ الباقون بفتح التاء و اهلاء ، من غري مهز ، غري أن ابن كثري ضم التاء . ساكنة

اء له و االستجالب له إىل وفتح التاء على املخاطبة من املرأة ليوسف على معىن الدع. كسرها لغتان

).84-2/83(مرجع سابق، الكشف، مكي1

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

71

لى اإلخبار عن يوسف إيل ، فأما من ضم التاء فعهلم لك، أي تعال يا : نفسها ، على معىن خترب عن " "نفسها باإلتيان إىل يوسف ، ودل على ذلك قراءة من مهز ، ألنه جيعله من

ون غلى إرادة اهلمز ، لكن خفف وقد حتتمل قراءة من مل يهمز أن تك.فيكون فعال ، و ال حيسن ذلك ويتمكن إال على قراءة من ضم الياء، " "اهلمزة ، فيكون من

والتاء مضمومة ، ويبعد اهلمز يف قراءة من فتح التاء فإنه خياطب ، وتاء .

هيت لألمر "حكى أبو زيد . هؤت بالرجل أهوء هؤا ، إذا ارتبته بشيء، : وجيوز أن يكون اهلمز من قوهلم " .

ويكون الفعل إذا كسرت اهلاء مبنيا .فعال " هيت"ى هذا االشتقاق حكاه أبو زيد ، فيكون علوليس .اهلمز االستعداد ، والتهيؤ له ] يف[و األول أليق باملعىن ، ألن معناه " فعلت"للمفعول على

وقرأه هشام باهلمز وفتح التاء ، وهو وهم عند النحويني ، ألن فتح . املعىن على التهمة و االرتياب ومل . : اب ليوسف ، فيجب أن يكون اللفظ التاء للخط

يفر منها و يتباعد عنها ، وهي تراوده ] كان[و أيضا فإن املعىن على خالفه ألنه ، يقرأ بذلك أحديف وقد قال يوسف .

،]52:يوسف[هيميخيحيجيهمهجههنمنخنحنجن :وله تعاىل قو االختيار فتح التاء لصحة معناه .

.1"واهلمز و تركه سواء.

.)9-2/8(مرجع سابق، الكشف، مكي1

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

72

. االستعانة بأسباب النزول: المطلب الثالث

، وهي أربع مواضع فقط، مواضع معدودة إال يف ، اآلياتمل يتناول اإلمام مكي أثناء تعرضه ملعاين واملقصد من ذكر أسباب النزول هو الوقوف على بعض النماذج اليت ، ذكر فيها اإلمام أسباب النزول

، ]١٦١:عمرانآل [حئملىليك قوله :ومثاله، وهو يعرض لبعض مسائل اللغة و يناقشها، وظفها.بضم الياء وفتح الغني،وضم الغني وقرأ الباقون، قرأ ابن كثري وأبو عمرو وعاصم بفتح الياء

وحجة من فتح الياء وضم الغني انه نفى الغلول عن النيب ، وأضاف الفعل إليه ونفاه عنه أن يفعله ، وقد ثبت أن الغلول وقع من غريه ، فال حيسن أن ينفي الغلول عن غريه ألنه أمرا قد وقع ، وإمنا ينفي

من معه يف الغنيمة و قد نفى ابن ما كان لنيب أن خيان : الغلول عنه ، وهي اخليانة يف املغامن ، فاملعىن وحجة من ضم الياء و فتح العني أنه محله :"مث بني حجة الفريق الثاين بقوله ...عباس القراءة بضم الياء

على النفي عن أصحاب النيب ، أن خيونوه يف املغامن ، وفيه معىن النهي عن فعل ذلك ، فدل على هذا فدل على أنه كان يف القوم ، ] ١٦١: آل عمران[حئننىنمنزنرنمماميلىل : املعىن قوله

غلول تنزيها للنيب صلى اهللا عليه وسلم و تعظيما له أن يكون أحد من أمته نسب إليه الغلول بل هم أنزلت يوم بدر هذه : ما كان لنيب أن يغال ، قال جابر ابن عبد اهللا : املخطئون و املذنبون ، فاملعىن

خيون ، أي : أي " يغلل"أن أصله : غلوا فأنزلت فيهم ، فلم خيونوا بعد ، وقيل وكان الناس : اآلية قال استخفافا فالفعل على هذا منفي عن النيب عليه السالم كالقراءة بفتح الياء وجيوز أن يكون املعىن يف :

ياء الن واالختيار ضم ال... ال يقال له أغللت : ما كان لنيب أن ينسب له الغلول ، أي : هذه القراءة عليه أكثر القراء و الن فيه تنزيها للنيب و تعظيما له ، أن يكون أحد من أمته نسب إليه الغلول ، بل

1.هم املخطئون املذنبون

خبقرأ نافع و ابن عامر، ] ١:املعارج[حتجتهبمبخب :وأيضا قوله إال محزة إذا وقف فإنه يبدل من اهلمزة ألفا مساعا يف هذا ، على غري ،و قرأ الباقون باهلمز ،بغري مهز

رأى "قياس ، وكان القياس أن جيعل اهلمزة بني بني ، أي بني اهلمزة و األلف كما يفعل يف الوقف علىيكون جعله من األول أن : و حجة من ترك اهلمزة أنه حتتمل قراءته ثالثة أوجه "...و نأى

لكن أبدل من اهلمزة ألفا ، على ما ذكرنا من اللغة املسموعة فيه ، وتكون اهلمزة يف "السؤال"

).364-1/363(مرجع نفسه، الكشف، مكي 1

الفصل الثاني المالمح المنهجية في كتاب الكشف

73

خفت ختاف "، ك" السؤال "لغة يف "سلت تسال "أصلية ، والثاين أن يكون جعله من مب" خائف"بدال من واو ك" سائل"و تكون اهلمزة يف " خاف"بدال من واو ، ك"سال"فتكون األلف يف

، بدال من " سال"، فتكون األلف يف "يسيلسال ": ، من " السيل"، و الثالث أن يكون جعله من مث يبني حجة الفريق الثاين بقوله ...ل بدال من ياء "سائل"، وتكون اهلمزة يف " يل كال يك"ياء ك

وحجة من قرأ باهلمز أنه جعله من السؤال ، فأتى به على أصله ، وهو االختيار ، ألن األكثر :"هو مىت: عليه ، واملعىن به أمكن ، و أكثر التفصيل عليه ، ألن الكفار سألوا تعجيل العذاب وقالوا

جخمحجحمجحجمثهت :أن اآلية نزلت يف النضر بن احلارث حني علم اهللا أنه سيقول :، قيل 1].٣٢: األنفال[حطمضخضحضجضمصخصحصمسخسحسجسمخ

الشعرية م مكي و طريقته يف أيراد الشواهد هذه بعض املالمح املنهجية اليت تكشف عن مسلك اإلما.يف تناول املسائل اللغوية ومناقشتها، األساليب املتعددةومدى براعته يف حشد ، و النثرية

).335-2/334(، مرجع سابقالكشف ، مكي1

منهج مكي في االحتجاج للقراءات : ثالثالالفصل القرآنية

مفهوم علم االحتجاج: المبحث األول

مسلك اإلمام مكي في االحتجاج : المبحث الثاني

تقييم منهج مكي في الكشف:المبحث الثالث

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

75

:تمهيـــــــــــــد

فهـوم علـم االحتجـاج القراءات بـدء مبمنهج اإلمام مكي يف توجيه عن يتناول هذا الفصل الكالم لنتعــرف يف املبحـــث ،دوافــع توجيـــه القــراءات ومراحلـــهرض مــن مثيعـــو ، وأمهيتــه العلميــة لـــدى العلمــاء

عنــده يف ملعتمــدةاالتــايل علــى مســلك اإلمــام يف االحتجــاج هلــا وطريقتــه يف ذلــك وبيــان أهــم األصــول ه املكانــة العليــا يف كتابــه والــيت أعطتــه هــذاملبثوثــةاالحتجــاجومــن مث نســلط الضــوء علــى أنــواع ، ذلــك

مزيـــة وإجيابيـــة يف كتابـــه إىل املالحظـــات بـــني مـــا كـــان نومـــن مث ، لنصـــل يف األخـــري إىل منهجـــه يف ذلـــك:واملأخذ عليه رمحه اهللا وذلك فيما يأيت

مفهوم علم االحتجاج: المبحث األول

والــذي يــربز بعــد عــرض االحتجــاجالبــد لنــا مــن بيــان معــىن االحتجــاجوحــىت تتضــح لنــا ماهيــة علــم :مجلة من التعريفات اخلاصة به وذلك فيما يأيت

تعريف علم االحتجاج للقراءات القرآنية وأمهيته العلمية :المطلب األول

األمهيـــة و ،يقـــدم هـــذا املطلـــب مـــدخال خمتصـــرا عـــن هـــذا العلـــم بـــدءا بتعريفـــه يف اللغـــة واالصـــطالح:وذلك يف فرعني،ها من خالل اهتمام العلماء بهؤ و العلمية اليت يتب

تعريف علم االحتجاج والتوجيه: الفرع األول

االحتجاج والتوجيه في اللغة: أوال

: وقــد عـرف ابــن منظـور احلجــة حيـث يقــولاالحتجـاج مــأخوذ مـن احلجـة:تعريـف االحتجــاج_1)وحماجـة حـىت(حجاجـا )هاجـح أ (ه ت ج اج ح :يقال،قصده:اه ح ج حي ه ج ح ...مجع حجة حجج"

ــالــيت أدليــت ج ج أي غلبتــه بــاحل حججتــه ، 1مصــدر مبعــىن االحتجــاج واالســتدالل: بالضــمة ج

‘ د، دار اهلداية، م، ط، ال(، 5ج )حجج(جمموعة املؤلفني مادة : تاج العروس من جواهر القاموس حتقيق، مرتضى الزبيدي1.459ص ) ت

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

76

علــى صـــحة الــدعوى وقيــل احلجــة والـــدليل ل احلجــة هــي مــا د : " وقــد عــرف اجلرجــاين احلجــة فقـــال.1"واحد

: النحل[ينىنننمنزن :قال تعاىل، ه ج و يـ ه ج التوجيه مصدر و :تعريف التوجيه-2٧٦[

2."الذي تقصده بهالسبيل، وجه الكالم" :قال ابن منظور

مسـتقبل لكـل : يـدل علـى مقابلـة لشـيء والوجـه، أصـل واحـد، والـواو واجلـيم واهلـاء: " وقال ابـن فـارس.3ووجهت الشيء جعلته على جهة...شيء

ه التعاريف أن معىن التوجيه واالحتجاج يف اللغة هو الكشف عن مقصد الشيء والواضح من مجلة هذ.املعىن واملبتغى املنشود من خالل ذلكل إىلو للوص، وتوضيح وجهته

الحطاالحتجاج و التوجيه في اإلص: ثانيا

اصطالحا: االحتجاج_1

"، يعرف الدكتور إبراهيم رفيدة االحتجـاج فيقـولالقــراءات والرتجــيح بينهمــا واملوافقــة والتوفيــق بــني ، اللغــة ومــا قــد يرتتــب علــى ذلــك مــن اخــتالف املعــىن

لتوثيـق الــنص القـرآين وإحاطتـه بسـياج علمـي لغـوي إىل جانــب ، بشـروط القـراءة الصـحيحة أو خمالفتهـا.4"سياج الرواية والسند

.82ص ) 1983، دار الكتب العلمية، لبنان، 1ط( مجاعة من العلماء : قيقالتعريفات حت، اجلرجاين1.556ص ) ه1414، دار صادر، بريوت، 3ط(13ج،)وجه(مادة ، لسان العرب، منظور اإلفريقيابن 2-88ص ) ت، د، دار الكتب العلمية، إيران، ط، ال(6ج، عبد السالم هارون: حتقيق، معجم مقاييس اللغة، ابن فارس3

89..493ص ) ت،د، ريية للنشر واإلعالنالدار اجلماه، م، ال، ط، ال(1ج، النحو وكتب التفسري، إبراهيم رفيده4

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

77

: التوجيه اصطالحا-11.

االحتجاجأسماء علم : ثالثا

.وهلذا الفن مصطلحات أخرى ذكرها أئمة العربية وأهل األداء منها

أو ، أو صـــرفية، وتكـــون احلجـــة حنويـــة(عـــن حجـــة للقـــراءة ثباعتبـــار البحـــ2علـــم االحتجـــاج.1.)اعتمادا على الرسم

.3علل القراءات.2.4معاين القراءات.3.5إعراب القراءات.4.6إيضاح القراءات.5

.وغريها من التسميات واالصطالحات املرادفة

أهمية علم االحتجاج : الفرع الثاني

وثيق بكتـاب اهللا عـز وجـل كمـا أن الباحـث ارتباطال ختفي أمهية علم توجيه القراءات ملا له من .عنه ملا من فائدة يف بيان مراد اهللا من آياتهاالستغناءيف كتاب اهللا وعلومه ال يستطيع

ــقــال ابــن اجلــزري ويعلــم مــن األصــول قــدر مــا : ا يلــزم املقــرئ أن يتخلــق بــهيف معــرض كالمــه عمحبيث إنـه يوجـه مـا ،وأن حيصل جانبا من النحو والصرف، به شبهة من يطعن يف بعض القراءاتيدفع

.وهذان من أهم ما حيتاج إليه،يقع له من القراءات

.23ص ) ه 1418مكتبة اآلداب ، القاهرة، 1ط( ، للقراءات القرآنية، التوجيه البالغي، محد سعد حممدأ1.واحلجة للقراء السبعة أليب علي الفارسي، احلجة يف القراءات السبع البن زجنله، داحتجاج القراء للمرب : ذلك مثل2.واحملتسب يف تعليل الشواذ البن جين، النحوي، يف القراءات السبع أليب العباس املوصليالتعليل : ومن ذلك3.معاين القراءات حملمد بن أمحد أيب منصور أزهري: وذلك حنو4.إعراب ثالثني سورة من القرآن البن خالويه: وذلك حنو5.مرميأيبوضح يف وجوه القراءات البن عنها واملواإليضاحكتاب احملتسب يف تبيني وجوه القراءات : ومنه6

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

78

واتفاقهـا مـع قواعـد النحـو ، هذا العلم وفائدته أنه علم يبني وجوه القراءات القرآنيةوتظهر أمهية .واللغة

تعــرف جاللــة املعــاين و بــه و، وهــو فــن جليــل:"هــذا العلــم بقولــه1وقــد وصــف اإلمــام الزركشــي.2"جزالتها

.دوافع توجيه القراءات و مراحله: المطلب الثاني

.3دوافع توجيه القراءات:الفرع األول

واحلكــم عليهــا ميكــن أن يالبســها مــن شــبهاتهــو تنزيــه القــراءة ممــا ، أمــا أبــرز بواعــث توجيــه القــراءاتاليت يكاد يتفق عليها أغلب الباحثني هي وكانت الغاية املنشودة من هذه املؤلفات بالصحة لغة ومعىن

:مراعاة أمرين:توضيح األركان الثالثة للقراءة الصحيحة-آ

.صحة السند-.موافقة العربية ولو بوجه-

.ولو احتماالموافقة أحد املصاحف العثمانية-.فيها حلناالدفاع عن القراءات، وال سيما املتواترة، ضد من توهم أن -ب

من جهابذة أهل ، هــ745ولد سنة، املصنف املفيت، ويلقب ببدر الدين، الزركشي أبو عبد اهللا،1لربهان يف ا: من مؤلفاته، صاحب املصنفات، وأصول الدين، وهو علم من أعالم الفقه واحلديث والتفسري، النظر وأرباب االجتهاد

، ابن العماد:ينظر، هــ794يف رجب سنة مبصر، تويف رمحه اهللا ، وغريها من املؤلفات، علوم القرآن والبحر احمليط يف أصول الفقه.)8/573(شذرات الذهب يف أخبار من ذهب

.342ص)ت.د، الرتاثمكتبة دار ، القاهرة، ط.ال(1ج،حممد أبو الفضل إبراهيم:حتقيق،الربهان يف علوم القرآن، الزركشي2.13ص،)م2006،دار الغوثاين، دمشق،1ط(،1ج،اجلوانب الصوتية يف كتب االحتجاج للقراءات، عبد البديع النريباين3

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

79

هاحل تطور علم االحتجاج وأهم مصنفاتمر : الفرع الثاني

:1مراحل تطور علم االحتجاج: أوال

وكل مرحلة من هذه املراحل هلا طابع خمتلف وسنعرف بثالث مراحلبداية نذكر أن علم التوجيه مر من خالل استعراضنا هلذه املراحل كيف نشأ التدوين يف هذا العلم وكيف تطور

:المرحلة األولى

ينبغي أن نعلم أن التوجيه نشأ منذ وقت مبكر وذلك من عهد الصحابة الكرام رضوان اهللا عليهم ألمة عبد اهللا بن عباس رضي اهللا عنهما فقد ذكر أنه قرأ ومن القصص الدالة على ذلك قصة حرب ا

: البقرة[منحكجكمقحقمفخف آية بوجه واستشهد هلا بآية أخرى وهي قوله تعاىل].٢٢: عبس[هئمئخئحئجئ :بقوله تعاىليف سورة البقرة قرأها بالراء واستشهد هلا، ]٢٥٩

حججا لغوية وحنوية كان التدوين يف هذه املرحلة عبارة ف.القراءات ومل يكن هناك تدوين وال وضع لكتبلبعض

:المرحلة الثانية

ر العلماء األجالء رمحهم اهللا صفحات منرية يف عنايتهم بالقرآن وعلومه فبذلوا جهودا عظيمة سط يثريون الشبهات والفنت وعمدوا إىل التشكيك يف الذين أخذوا ووقفوا يف وجه أعداء اإلسالم

القراءات وأسانيدها فتصدى هلم العلماء ووضعوا كتبا للرد عليهم وأخذوا حيتجون للقراءات وصنفوا املصنفات ووضعوا كتبا أخرى يف التوجيه ،املختلفة ووضعوا املؤلفات يف ذلكبأسانيدها

.النحوي واللغوي

القرى أمهـــ ، جامعة 1413، سنة 238-237حممد بازمول ، القراءات و أثرها يف التفسري و األحكام ، ص: بتصرف من 1. ، السعودية

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

80

بالتأليف والتدوين يف علم التوجيه وكانت كتبهم جتمع بني القراءات اء بدأ العلميف هذه املرحلة .املتواترة والشاذة دون متييز بينها

:المرحلة الثالثة

بدأ التدوين يف هذه املرحلة يأخذ طابعا جديدا حيث اقتصر على القراءات املتواترة وكان ذلك بعد أن السبعة وبدأ بذكر توجيه القراءات يف سورة الفاحتة مث أمسك قام العامل اجلليل ابن جماهد بوضع كتابه

.عن ذلك خمافة التطويل وأن يثقل الكتاب على طالبيه

هذا العلم اجلليل إىل عصرنا احلاضر ووضعت يف التأليف والتدوين يفجهود العلماءومن مث تتابعت.الكتب الكثرية

. أهم مصنفات علم االحتجاج:ثانيا

مصنفات القراءات الشاذة أهملبيان يف البداية نذكر أهم املصنفات يف القراءات املتواترة مث نعرج :ومنها

:المصنفات في توجيه القراءات المتواترة -1

طالب القيسي أيب مكي بن ماملإل:الكشف عن وجوه القراءات و عللها و حججها-أ، حمي الدين رمضان ، مؤسسة الرسالة : وهو كتاب مطبوع يف جملدين ، بتحقيق ) ـــه437ت(

م 2013، سنة بريوت

، وهو مطبوع يف جملد ) هـــ403ت(بن زجنلة زرعة عبد الرمحن بن حممد أليب: حجة القراءات -ب.، طبع مؤسسة الرسالة ، بريوت األفغاين، حتقيق سعيد

املعروف بابن لنصر بن علي الشريازي الفارسي كتاب الموضح في وجوه القراءات و عللها -ج).هــ565ت(مرمي أيب

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

81

سامل مكرم ، طبع دار الشروق ، ابن خالويه ، حتقيق عبد العال الحجة في القراءات السبع ، -د.م1979بريوت ، سنة

.علي الفارسي أليبالحجة للقراء السبعة -ه

: وهو مطبوع يف جملدين ، حتقيق )هـــ440ت(محد بن عمار املهدوي العباس أأليبشرح الهداية - و. ، طبع دار الرشد ، الرياضحازم سعيد حيدر

) . هــــ560ت(عبد اهللا حممد ابن طيفور السجاوندي أليبعلل القراءات -ز

: ومن الكتب الحديثة

.صادق القمحاويحملمد ي توجيه القراءات العشر طالئع البشر ف-أ

.حملمد سامل احمليسنالمغني في توجيه القراءات العشر المتواترة -ب

.و حممد قمحاويلقاسم الدجوي قالئد الفكر في توجيه القراءات العشر -ج

:المصنفات في توجيه القراءات الشاذة -2

، وهو )هــــ392ت(البن جين عنها اإليضاحالمحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات و -أ.طبع دار الكتب العلمية ، بريوت حممد عبد القادر عطا ، :مطبوع يف جملدين بتحقيق

).هـــ616ت(البقاء عبد اهللا ابن احلسني العكربي ألبيالمنتخب من كتاب المحتسب -ب

:ومن الكتب الحديثة

للشيخ عبد الفتاح بن عبد الغين القاضي ت الشاذة و توجيهها من لغة العرب القراءا-). هـــ1403ت(

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

82

في االحتجاجيكماإلماممسلك : المبحث الثاني املعتمدة يف ذلك األصولو يف توجيه القراءات و تعليلهامكي اإلماميهتم هذا املبحث ببيان طريقة

:يأيتوذلك فيما

مكي في االحتجاج اإلمامطريقة : األولالمطلب

كذا تعليلها كي اليت سلكها يف توجيهه للقراءات و ماإلمامعىن هذا املطلب بالوقوف على طريقة ي : يأيتذلك فيما و

تعبيراته في توجيه القراءات و تعليلها : األولالفرع

: وهي ألفاظ مكي يف توجيه القراءات و تعليلها حول اإلمامغلب تعبريات متحورت أ

التعبير بالحجة: أوال االحتجاج و املتصفح لكتاب الكشف يالحظ االعتماد الكلي على لفظ احلجة يف توجيهه للقراءات

:ومن أمثلة ذلك ما يأيتهلا قرأه نافع و عاصم و ابن عامر بضم ]٦٧: مرمي[ييىيمي توجيهه لقوله تعالى-1

ه حجة من خفف أن :"حيث قال ، ، وقرأه الباقون بفتح الكاف و التجديد الكاف و التخفيف .عقيب النسيان و الغفلة الذي يكون ) الذكر(جعله من

التاء يف مث أدغمت) يتذكر(فأصله الذي هو مبعىن التدبر ، ) التذكر(وحجة من شدد أنه جعله من :خبلق نفسه كما قال لإلنسانبلغ يف املعىن و يف التدبر و االعتبار أألنهو هو االختيار ل الذا

.]٧٨: يس[ىاممميلىلمليك 2- بكرأبوقرأ بن كثري و بن عامر و " : "بعد عرضه للخلف يف قوله تعاىل ) يوصي(

وحجة ". ، و قرأمها الباقون بكسر الصادبفتح الصاد ، ووافقهم حفص على الفتح يف الثايناألولكأنه، هو املوصي ألنه، إليه، و املفروض يف تركته أضاف الفعل ) امليت( من كسر أنه ملا تقدم ذكر

ويستطرد يف بيان حجة الفريق "

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

83

يف مجيع هو شائع إمناوحجة من فتح أنه ملا كان هذا احلكم ليس يراد به واحد بعينه ، : "الثاين بقوله نه مجع بني ا قراءة حفص فإخرب به عن غري معني ، فأم على ما مل يسم فاعله ، فأأجراهاخللق ، 1".إمامهتبع ما قرأ به على ، و أاللغتني

التعبير بالوجه : ثانيا و على سبيل مكي أيضا يف توجيهه على لفظ الوجه و لكن بنسبة أقل من سابقتها اإلماماعتمد :املثال

أبوقرأه ]١٥٠-١٤٩: البقرة[متمليكىكمك :قوله تعاىل أثناء توجيهه اخللف يف -1على اإلخبارالغيبة و أنه أجراه على لفظالقراءة بالياء وجهو "، و قرأ الباقون بالتاء ، عمرو بالياء

حممد حنو املسجد احلرام وجهك ياول : ، فالتقدير ب ين خيالفون النيب يف القبلة و هم غي اليهود الذواسرتسل يف بيان حجة الفريق الثاين " اهللا بغافل عما يعمل من خيالفك من اليهود يف القبلة و ما

و أصحابه القراءة بالتاء أنه مردود على ما قبله ، من اخلطاب للنيب عليه السالم وجهو:"بقوله ،وما اهللا بغافل عما تعملون ، ، و املعىن فولوا وجوهكم شطر املسجد احلرام " فول وجهك:" بقوله

عليه يف اخلطاب )تعملون(فكله خطاب ، فحمل ...أيها املؤمنون من توليتكم حنو املسجد احلرام أحسن مطابقة ألنهعليه ، و لإلمجاع، و هو االختيار ل على ما قبله و ما بعده من املخاطبة للحم

2"ملا قبله و ما بعده

، وقرأه بن عامر بالياء ، و قرأه الباقون قرأه نافع بالياء " يغفر لكم :"يف قوله تعاىل ذكر اخللف-2. و أظهرها الباقون ، و أدغم أبو عمرو يف رواية الرقيني عنه ، الراء يف الكالم بالنون

خباراإلعلى ) نغفر(، فجرى "قلنا وإذا":القراءة بالنون أنه مردود على ما قبله ، و هو قولهوجهو"وقلنا ادخلوا الباب سجدا نغفر لكم :فالتقديرخباراإلعلى ) قلنا (أتىجل ذكره كما عن اهللا ،

القراءة وجهو"مجع خطية على التكسري ، )اخلطايا(أنه أنث لتأنيث لفظ ووجه القراءة بالتاء "حتسن يف هذا على ) ل وال يقب(، ملا حال بني املؤنث و فعله ، و العلل املذكورة فيه ربالياء أنه ذك

.3"من قرأ بالياء قراءة

).1/380(مرجع سابق، مكي ، الكشف1). 269_1/268(هاملرجع نفس2). 243_1/242(املرجع نفسه3

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

84

ة التعبير بالعل : ثالثا ه الباقون بالياء و قرأعمرو بالتاء أبوه ابن كثري و قرأ"يقبل عند توجيهه قوله و ال_1و ابن حميصن األعرجالشفاعة فهو ظاهر التالوة و به قرأ لفظ لتأنيثأنثنه ه بالتاء أمن قرأةل ع و "

.األصلمكة ، وهو أهلو انه ملا فرق بني املؤنث و فعله ، قام التفريق مقام األوىل: علل ألربعانه ذكر ه بالياء من قرأةل ع و"

ال ذكر هلا من لفظها إذغري حقيقي الشفاعة تأنيثو حسن التذكري ، و الثانية أنه ملا كان التأنيثالشفاعة و الشفيع ، و الثالثة انه ملا كان أبداداخل عليه التأنيث، و األصلذكر ، الن التذكري هو

اختلفتم يف إذا: مبعىن واحد ، محل التذكري على الشفيع ، و الرابعة أن بن مسعود و بن عباس قاال 1"الياء و التاء فاجعلوها ياء

: و شبهه ، قال ) ينصركم ، و بارئكم : (عند ذكر اخللف يف قوله -2استخفافا لتوايل اإلعرابحبركة البناء فاسكن حركة اإلعرابمن اسكن انه شبه حركة ةل ع و "

"احلركات الوزن وال نقص ذلك، ال يلغة للعرب يف الضمات و الكسرات ختفيفا من اختلس احلركة ةل ع و"

. يتغري املعرب حقها من أعطاها، و أصلهابالكلمة على أتىنه أمت احلركة ، مل يسكن و ال اختلس أمن ةل ع و "

.2"احلركات كما يفعل بسائر الكالم عند توجيهه للقراءات ال خترج من يف كتابه الكشفاإلمامالصيغ اليت تناوهلا أهممن املالحظ أن

و هي أكثر الصيغ ورودا يف الكتاب يليها " احلجة:"ي ثالث ألفاظ خمتلفة بني القلة و الكثرة و ه.بدرجة أقل " علة "و " وجه " لفظ

موضع التوجيه : الفرع الثاني عن النسبة فيبني بعد الغالب يف طريقته أنه يذكر التوجيه عقب ذكر قراءات القراء فهو يؤخر التوجيه

:ذلك أمثلةو هكذا ، ومن مث الثاين األولذلك الوجه

).239_1/238( مرجع سابق، مكي ، الكشف1). 242-1/241(املرجع نفسه2

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

85

بالياء ، ) يبغون (قرأ أبو عمرو و حفص :"حيث قال )يبغون و إليه يرجعون (ذكره يف قوله ما-1.ا الباقون بالتاءبالياء و قرأمه) يرجعون (قرأ حفص وحده و

: ه أجراه على اخلطاب هلم ، أمر اهللا نبيه أن يقول هلم ة من قرأ بالتاء أن ج وح : "مكي اإلمامقال أفغري دين اهللا تبغون أيها الكافرون ، و إليه ترجعون

إليه (قوله ) ترجعون (اهللا ، فخوطبوا بذلك على لسان النيب عليه السالم و يؤكد القراءة بالتاء يف إخباراة من قرأ بالياء أنه جعله ج وح ..."60األنعام) مرجعكم

) فمن توىل بعد ذلك: (و قوله ) هم الفاسقون فأولئك: (، يف قوله و أيضا فإن قبله ذكر غيب1"فجرى الكالم الذي بعده على أوله يف الغيبة ، و يف الكالم على القراءتني معىن التهديد و الوعيد

قرأها احلرميان وابن عامر بامليم ، ]٣٦: الكهف[ييىيمي :عند ذكره اخللف يف قوله_2. .وقرأ الباقون بغري ميم على التوحيد، التثنيةعلى

مغحضجضحس :كرمها مكررا يف قوله تعاىلأنه رده إىل اجلنتني املتقدم ذ وحجة من ثىن"لك هي يف مصاحف وكذ،]٣٣: الكهف[حلخفحفجف7 8 :وقوله،]٣٢: الكهف[

.أهل مكة و املدينة و الشام.2"من ذكر اجلنتني ،)منهما(فهي أقرب إىل، اجلنةوحجة من وحد أنه رده على ذكر "

) .1/353(مرجع سابق، مكي ، الكشف1).2/60(املرجع نفسه2

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

86

. األصول المعتمدة في االحتجاج: المطلب الثاني

:يما يأيتمكي يف توجيه القراءات و تعليلها مجلة من األصولاإلماماعتمد

الرواية و النقل: الفرع األول

وكــان ،بــني قلــة وكثــرة واختلــف النــاقلون عــنهم، الــرواة هــم الــذين نقلــوا إلينــا القــراءات القرآنيــة :تقدمي أمثلة من التزامه باملسموع اإلمام مكي وفيما يأيتالرواة سببا يف اختيار

:تعاىللف يف قولهباأل) واعدنا(اليت تابع فيها أكثر القراء قراءة ،ومن أمثلة اختيارات اإلمام مكي.]٥١: البقرة[مبرئ

) وعدنا(وقرأ الباقون ، باأللف) واعدنا(وعاصم ومحزة و الكسائي وخلفقرأ نافع وبن كثري وبن عامر.]80[وطه،]142[بغري ألف ومثله يف األعراف

) يواعدكم(يقلومل ،]٨٦: طه[خكجضمص بغري ألف إمجاع القراء على قوله تعاىلوحجة من قرأوالوعد من اهللا ، وأيضا فإن املفاعلة أكثر ما تكون من اثنني بني البشر، فالوعد من اهللا وعده ملوسى

حطمض :وعلى ذلك جاء القرآن قال تعاىل ذكره، فهو منفرد بالوعد والوعيد، وحده كان ملوسى : احلج[خنحن و،]٧: األنفال[جئيي و،]٩: املائدة[مفجغمعجعمظ

فوجب محله ، وليس فيه وعد من موسى ، فيه وعد من اهللا ملوسى، ظاهر اللفظوأيضا فإن ]..٧٢أيب عبيد وهي قراءة احلسن وهو اختيار، ألن الفعل مضاف إىل اهللا وحده، على الواحد بظاهر النص

و به قرأ قتادة وابن أيب إسحاق، وأيب رجاء وأيب جعفر وشيبة وعيسى بن عمروعد اهللا موسى لقاءه على الطور ،أنه جعل املواعدة من اهللا ومن موسى ن قرأ باأللف وعلة م"

) وعدنا(باأللف ألنه مبعىن ) واعدنا(واالختيار .. .ووعد موسى اهللا املسري ملا أمره به، ليكلمه ويناجيهوألنه عليه ،فتصح املفاعلة على الوجهني مجيعا..وألنه البد ملوسى من وعد أو قبول، يف أحد معنييه

.1"وهو اختيار أيب طاهر، أكثر القراء

.)249_1/239(مرجع سابق، الكشف، مكي1

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

87

.رسم المصحف: الفرع الثاني، مكي بن أيب طالب يف عدد من اختياراتهاإلمامعليه رسم املصحف من األصول اليت اعتمد إتباع

:ومثاهلا: األحزاب[يبىبنبمب ]10:األحزاب[يكىكمك :اختياره يف قول اهللا تعاىل

.]٦٧: األحزاب[مثزث ]٦٦

نافع وابن عامر :بإثبات األلف وصال ووقفا)السبيال(، )الرسوال(،)الظنونا( قرأ يف األلفاظ الثالثة واتفقت املصاحف على رسم األلف يف .وق،وشعبة و أبو جعفر

.ةاأللفاظ الثالثوحجة من حذف ...فهي يف املصحف باأللف، أنه اتبع اخلطوحجة من أثبت األلف يف الوصل

وحجة من أثبت األلف يف ...إذ ال أصل لأللف فيه كله، األلف يف الوصل أنه أتى به على األصلأنه ،وحجة من حذف األلف يف الوقف.فوقف على ما يف خط املصحف، أنه اتبع اخلط، الوقفألن األلفات فيها ال أصل هلا ، ف يف الوصلفحذف يف الوقف كما حذ، الوقف جمرى الوصلأجرى

.األلف يف إثباتواالختيار :" بقولهاختياره وسبب هذا االختيارذكر، وبعد توجيهه للقراءات الواردة

1."للمصحفإتباعاالوصل و الوقف

.اللغة: الفرع الثالث:ومثال هذا، اللغة كأحد األصول التوجيهية للقراءات القرآنيةد اعتمد اإلمام مكي على وق

قرأ أبو عمرو وابن كثري بضم الراء ]٢٨٣: البقرة[يمىمممخمحم :يف قوله تعاىلوحجة من قرأ بغري ألف أنه مجع ، وبألف بعد اهلاء، وقرأ الباقون بكسر الراء، واهلاء من غري ألف

رهن ورهان ككعب اوقالو "،جبمعه على بناءين للتكثريافأتو ...)سقف،كسقف (، )رهن(على )رهنا() فـعل(على ) فـعل(ومجع ، كثري يف الكالم)فـعل(وهو يف مجع ، ونعل ونعال، وبغل وبغال، وكعاب

.2"وهو االختيار، فحمل على األكثر و هو فعال.. قليل يف الكالم

).195- 2/194(مرجع سابق، الكشف، مكي1).323_1/322(املرجع نفسه2

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

88

.أنواع االحتجاج: المطلب الثالث.اللغوي، الصريف، النحوي: متعددة نذكر منها ولالحتجاج أنواع

التوجيه النحوي: الفرع األول العلم الذي يبحث فيه عن: االصطالحويف ،واجلهة و املثل والقسم ، القصد والطريق:والنحو لغة

1ء أحوال أواخر الكلمات إعرابا وبنا

فقد جعل فيكون منقطعا مما ،]١١٧: البقرة[مسخس يف قوله تعاىل)فيكون(اختياره يف -فبهذا ، فهو يكون :فيكون التقدير،رفعه على االبتداء،أن يكون جوابا يف املعىنامتنعقبله مستأنفا ملا

2به قرأ مجاعة القراءيتم املعىن و

التوجيه الصرفي: الفرع الثانيوأحوال ، الكلمة العربية بنية علم يبحث عن أ، أما اصطالحا فهو 3غيري والتحويلهو الت:لغةالصرف

ا يعرض آلخرها مما ليس وعم ، وأصالة وزيادة وحذف وإمالة وإدغام، هذه األبنية من صحة وإعالل4.بإعراب وال بناء

:ومثالهاختار مكي بالضم يف البيوت والغيوب :بالضم أم الكسر"البيوت والغيوب:"اختياره يف أوائل حنو-

وهنا قد يتساءل سائل عن ضمه أوهلا رغم أن الذي "فعول"يف اجلمع"فعل"وباب ، وحنومها ألنه األصل، ورده، كعوب :حنو، فإنه ملا كان ال جيوز فيها إال الضم إذا مل الثاين ياء ، ياءيلي احلرف املضموم

5.وخيرج عن األصل، وحىت ال خيتلف، ألنه أصله، لك فقد أجرى ما ثانيه ياء على ذ

).6/4371(، مرجع سابقلسان العرب، ابن منظور1).262_1/260(، مرجع سابقالكشف، مكي2).4/2434(، مرجع سابقلسان العرب، ابن منظور3، ط.ال(،وأمحد بن سامل املصري، بن عبد املعطيحممد: حتقيق،شذا العرف يف فن الصرف،أمحد بن حممد بن أمحد احلمالوي4

.42ص،)ت.د،دار الكيان، الرياض.)285-1/284(، مرجع سابقالكشف، مكي5

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

89

.التوجيه الصوتي: الفرع الثالثوالعلة الصوتية هي العل

لك يف قراءات الذكر احلكيم ويندرج حتت العلة لواحدة وانعكاس ذواحلركات الداخلية يف الكلمة ااإلدغام واحلروف املتماثلة واملتقاربة يف الصوتية كل ما يتعلق بأحكام اإلمالة واهلمزات و املدود و

.1املخارج والصفات، ذهب مكي إىل القول بأن التفخيم هو االختيار يف كل الراءات: راءاتاختياره التفخيم يف كل ال

فبعدت الكسرة لبعد ، " إجرامي"يف كلمة فمثال وألنه ، مالساكن من حروف احللق فبالتايل تغلظ أو تفخم الراء ملا تقدولكون، حرف احللق عن الراء

2"كرب_عربة :"من ذلك، وألنه أفخم يف التالوة، وإلمجاع القراء، األصل

اختيارات اإلمام مكي بن أيب طالب القيسي يف كتابه الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها ، إسالم حسين حممد أبو صقر1118ص.، م2013سنة ، املاجستريرسالة مقدمة للحصول على درجة ، وحججها دراسة لغوية

،)1/214(، مرجع سابقالكشف، مكي2

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

90

.تقييم منهج مكي في الكشف: المبحث الثالث، يف العرضاإلمامتاب الكشف ومنهج سأتناول يف هذا املبحث املزايا و اإلجيابيات يف ك

باإلضافة إىل بعض املالحظات واملآخذ املنهجية واملوضوعية

.المزايا واإليجابيات:المطلب األول

:وميكن تلخيص املزايا واإلجيابيات يف النقاط اآلتية

اعتمد مكي يف كتابه الكشف على القراءات املشهورة وما أمجع عليه القراء دون الروايات الشاذ _1.املرتوكة

.املخل باملوضوعاالختصارفالكتاب بعيد عن ، التفصيل والبيان_2

.حيتج برسم املصحف ويأخذ به_3

متحرر النزعة غري متعصب ملذهب معني، متيزه بشخصية متزنة معتدلة_4

يعمد إىل اختيار بعض الوجه يف له بلال يكتفي اإلمام بتحرير اخللف بني القراء و االحتجاج _5.وذلك على أساس التحرير والبيان، حروف اخلالف

.على حرف من حروف اخلالفكلما مر ، _ 5

.أو الصريف، هه النحويأثناء توجي،يف اآليات ذات املوضوعاعتناؤه باستنباط األحكام العقدية_6

.،ذكره ملصطلحات التجويد والقراءة_ 8

.المالحظات والمآخذ:المطلب الثاني:ما يأيت، من املالحظات اليت ميكن أن نسجلها عن اإلمام مكي

.إال ما جاء عرضا،للمعاين التفسريية يف اآلية وأسباب النزولإيرادهقلة _1

.إال نادرا ، الشعرية اليت يذكرها إىل قائليهاال يعزو الشواهد_2

الفصل الثالث منهج مكي في االحتجاج للقراءات القرآنية

91

.خلو كتابه من ذكر كتب الرجال الذين أخذ عنهم_3

خاتمـــــــــــــــــــــــــة

خاتمـــــة

93

احلمد هللا امليسر املعني، والصالة والسالم على اهلادي األمني، وعلى آله وصحبه أمجعني، أما :بعد

فهذا جممل ما أردت طرحه حول موضوع منهج االحتجاج للقراءات القرآنية عند اإلمام مكي من :خالل كتابه الكشف، وميكن حوصلة النتائج املتوصل إليها فيما يأيت

مكي بن أيب طالب القيسي ، يتمتع خبربة علمية واسعة ودراية عميقة بوجوه أن اإلمام .1غوية لكل قراءة باالعتماد على لهات اليأسعفته هذه الشخصية يف التماس التوجالقراءات ،

من القرآن واحلديث وكالم العرب قواعد العربية املشهورة ،واالستدالل بالشواهد ع وعللها وحججها يتناول فن االحتجاج وتوجيهوجوه القراءات السبعن كتاب الكشف .2

العلمية والقياسات والتعليالت املنطقية القراءات السبعة ، وهو كتاب حافل باملناقشاتالعميقة ،اليت بني النضوج العلمي ملؤلفه

للقراءة يبدأ بنسبتها لقائلها وكان هذا هتوجيهدعنمن منهجية اإلمام مكي يف كتابه الكشف .3همسلكا مطردا يف كتاب

من (باألثر أي: بعد تبيينه وجه اخللف القراءة يبدأ باالحتجاج لكل قراءة من كافة اجلوانب .4وكذا النحوية اللغوية فهو إمام ،)ف ، وكالم العربالشواهد يف القرآن واحلديث النبوي الشري

اللغة من له جيهات يف القراءة ويعللها ويرجح على أساس ما ترجحقصى مجيع التو يتحنرير واألثر

يان التجويد و القراءات و بصطلحات ي بن أيب طالب القيسي بالتعريف مباهتمام اإلمام مك.5.الفهم و بيان منهجه يف التوجيه و االختيار عللها تسهيال لطالب العلم يف

مزج اإلمام يف كتابه الكشف بني ألوان متعددة و خمتلفة من مستويات االحتجاج و توجيه .6القراءات ، فلم يقتصر على اجلانب النحوي أو الصريف فقط ، بل جتاوزها إىل املستوى

.الصويت والبياين واللغوي

خاتمـــــة

94

وية والقواعد جانب األصول النحإىل بينت الدراسة اعتماد اإلمام مكي يف احتجاجه للقراءات .7الصرفية أصوال أخرى من األحكام الشرعية وعلى أصول عقدية أو على ما قرأ به أكثر القراء

.مرجحا إياها :التوصيات

أوصي بدراسة موسعة ملنهج اإلمام مكي بن أيب طالب القيسي يف االحتجاج للقراءات -1وعللها وحججها كونه من بواكري القرآنية من خالل كتابه الكشف عن وجوه القراءات السبع

ونظرا لشخصية مؤلفه الفذة يف الرتجيح و التعليل و اليت تستحق املؤلفات يف هذا الفن.وعناية بهدراسة ملؤلفه

وإفراد ، ضرورة االهتمام و الرتكيز على جانب التوجيه واالحتجاج يف القراءات القرآنية-2.دراسات جادة فيه

أن يغفر يل زليت و خطئي وأن اهللا تعاىل أن وفقين إلمتام هذا البحث سائلة إياه اخلتام أمحد ويفواحلمد هللا رب ، وعلى آله و صحبه أمجعني، وصل اللهم على سيدنا حممد، ينفعين واملسلمني به

.العاملني

الفهارس الفنية

ارســــالفه

96

فهرس اآليـــــــــــــــات القــرآنية: أوال

الصفحةةــــرقم اآليورةــــالسة أو شطرها ــــاآلييقىقيفيثىفىثنثمث

لكاكب149األنعام

6723القارعةيفىفيثىثنث 1123الشورىخيحيجييهمهىهجهينىن

ىمممحمخمجميلىلملخل ينىنمنخنحنيمجن

124غافر

524طهيفىفيثىثنث 5724صمصجضخصحصمسخسحسجسمخجخ

3025الشورىهنجنممخم 2725الرمحنرتيبىبنبمبزبرب

7525صمصخصحصمسخسحسجس نتمتزترتيبىبنب:

مثزثرثيتىت16527البقرة

9052يوسفميزنرنمم 4452الكهفهلملخلحلجلمكخكلكحكجكمق

9052البقرةىق 4252النساءننمنزن

11153األعرافاميلىلمليكىكمك 4353األنبياءنئمئزئرئ

4753الكهفمهجهين 3753آل عمرانملخلحلجلمكلكخك

ارســــالفه

97

هل

خئحئجئييىيني..... هبمبخبحبجبهئمئهتمتختحتجت

3254القصص

23359البقرةمههجههن 4759األنبياءرتزبمبرب

259احلشرمصهبمب 2459النساءزت

559املائدةمنحقمفخف7 8 1760الرعدحممثهتمت

4960القمرهئمئهيميخيحي 9160األنعاممتجميل

360الطالقجحمجحجمث 1260القمرىتنتمتزترتيبىب

79-25960البقرةمنحطمظ 9060األنعامجممفحق

2960-28احلاقةحلجلمكلكخكجكحكمقحقمف 1060القارعةينىنننمنزن

13060األعرافهللكخكحكجكمق 13060األعرافهلحلجلمك

165املعارجحتمبخب 2767األنعامــهيميهنمنملمك

2868األنعاممهجهين

ارســــالفه

98

569الرعدجلخسحسجسمخ 5271يوسفجههنمنخنحنجن

16172آل عمرانحئملىليك 16172آل عمرانحئننىنمنزنرنمماميلىل

172املعارجحتجتهبمبخب جسمخجخمحجحمجحجمثهت

....مسخسحس3273األنفال

7676النحل ينىنننمنزن 25979البقرةمنحكجكمقحقمفخف

2279عبسهئمئخئحئجئ 6782مرميييىيمي

7882يسىاممميلىلمليك -149البقرةمتمليكىكمك

15083

3685الكهفييىيمي 3285الكهفمغحضجضحس

3385الكهفحلخفحفجف 5186البقرةمبرئ

8686طهخكجضمص 986املائدةجغمعجعمظحطمض

786األنفالجئيي 7286احلجخنحن

1087األحزابيكىكمك 6687األحزابيبىبنبمب

ارســــالفه

99

6787األحزابمثزث 28387البقرةيمىمممخمحم

17188البقرةمسخس

ارســــالفه

100

فهــرس األحاديــــث النبويــــة: ثانيا

صفحةرقم الطــــــرف الحــــــــــديث45كل أمر ذي بال ال يبدأ فيه حبمد اهللا فهو أقطع

61سنني كسين يوسف64بسم اهللا الرمحان الرحيم

64اللهم اشدد وطأتك على مضر

ارســــالفه

101

ــمجم لهـــفهــــــــــــرس األعــــــــــــالم المتر : ثالثا

رقم الصفحةمـــــــــــــــاالس11حممد بن طفنج األخشيد

12العزيز باهللا الفاطمي14أبو نصر سابور بن أردشري

16بن أيب طالب محوشأبو حممد مكي 18ابن أيب زيد القريواين19أبو احلسن القابسي

19ابن غلبون20أبو عدي املصري

20يونس بن عبد اهللا بن حممد بن مغيث21أبو الوليد الباجي21عبد اهللا بن سهل

22أمحد بن حممد بن خالد27ابن حميصن

38نافع بن أيب نعيم38قالون38ورش

38عاصم ابن أيب النجود38شعبة

ارســــالفه

102

38حفص39عبد اهللا بن كثري

39البـزي 39قنبل

39عبد اهللا بن عامر39هشام

39ابن ذكوان39أبو عمرو بن العالء

39حيي اليزيدي39الدوري39السوسي

40محزة بن حبيب الزيات40خلف 40خالد

40على بن محزة الكسائي40الدوري

40أبو احلارث47سيبويه

47األخفش47د القاسم بن سالميأبو عب

48اخلليل بن أمحد الفراهيدي48أيب حامت

48أبو الطيب48ابن قتيبة48أبو زيد

ارســــالفه

103

49الفراء49املربد49قطرب

49أيب طاهر50ابن جماهد

50ثعلب50أبو احلارث50أبو أيوب50أبو إسحاق50ابن األنباري51األصمعي51اجلرمي51التوزي51املازين51الزجاج51ابن دريد96شريح

78الزركشي

ارســــالفه

104

فهــــــــــــرس األماكن والبلدان: رابعا

صفحةرقم الالمكان أو البلد11فارس11الري

11أصبهان11كرمان12النوبة

14رام هرمز14الكرخ

ارســــالفه

105

فهرس الشواهد الشعرية : خامسا

الصفحةالبيت65سالت هذيل رسول اهللا فاحشة

أدنـــــــــــــــــــــــاه تــــــــــــــــــــــــزود منـــــــــــــــــــــــــــــــا بيـــــــــــــــــــــــــــــــن طعنـــــة

66

66مل مينع الشرب منها غري أن نطقت66فارعي فزارة ال هناك املرتع

الفهـــارس

106

:قائمـــــــــــــة المصـــــادر و المراجع:سادسا

القرآن الكرمي: أوال

الكتب: ثانيا

)م1987/ه1407، بريوت، لبنان، دار الكتب العلمية، 1ط(ديوان الفرزدق، ، الفرزدق.1، الدار اجلماهريية للنشر واإلعالن، م، ال، ط، ال(، النحو وكتب التفسري، إبراهيم رفيده.2

)ت،د، بريوت ، لبنان، دار :ط( عمر عبد السالم تدمري،: ابن األثري، الكامل يف التاريخ،حتقيق.3

).م1997/ هـ 1417الكتاب العريب، ال ط، القاهرة، (ت حممد أبو الفضل إبراهيم: ابن األنبا ري، نزهة األلباء يف طبقات األدباء.4

.م1998دار الفكر العريب، ، بريوت ، دار 2ط(لقراءات العشر ، قدم له علي حممد الضباع ، ابن اجلزري ، النشر يف ا.5

) م2002الكتب العلمية ، ، 1ط(عبد القادر وحممود األرناؤوط، : ابن العماد، شذرات الذهب يف أخبار من ذهب، ت.6

)م1988بريوت ودمشق، دار بن كثري، الكتاب اللبناين، ، بريوت، دار 1ط( إبراهيم األبياري : قيق ابن بشكوال، الصلة، حت.7

1989 (مطبعة البايب م، .، ال1ط(مصطفى السقا وآخرين، : ابن جين، سر صناعة اإلعراب، حتقيق.8

)م1954احلليب، م، دار البشائر، .،ال1ط(عبد الفتاح أيب غدة : ابن حجر العسقالين، لسان امليزان حتقيق .9

.)م2002

الفهـــارس

107

ط، القاهرة . ال( الدين عبد احلميد حممد حمي : قيق ابن خلكان، وفيات األعيان، حت.10).1948مكتبة النهضة املصرية،

دار الكتب ، إيران، ط، ال(، عبد السالم هارون: حتقيق، معجم مقاييس اللغة، ابن فارس.11)ت، د، العلمية

، مصر، دار 1ط(عبد اهللا بن عبد احملسن الرتكي : ابن كثري، البداية والنهاية، ت.12)م 1998هجر ، سنة

)ه1414، دار صادر، بريوت، 3ط(، لسان العرب، منظور اإلفريقيابن.13مصطفى السقا وإبراهيم األبياري وعبد احلفيظ : ابن هشام ، السرية النبوية ، حتقيق.14

)م1955-هـ 1375، مصر، مطبعة مصطفى البايب احلليب وأوالده مبصر، 2.ط (الشليب،ز األماين ووجه التهاين يف القراءات السبع أبو القاسم الشاطيب ، منت الشاطبية املسمى حر .15

.)م2004، املدينة املنورة ، دار اهلدى ، 4ط(ضبط و مراجعة متيم الزعيب عبد الفتاح : تاريخ العلماء النحويني من البصريني والكوفيني حتقيق،وخي نأبو احملاسن الت.16

.)م1992، القاهرة ، دار هجر، 2ط(حممد احللو ،عبد املنعم : جعفر النحاس النحوي، إعراب القرآن، وضع حواشيه وعلق عليهأبو.17

)ه1421، بريوت، دار الكتب العلمية،1ط (خليل إبراهيم، : بريوت، ط. ال( ، حممد حمي الدين عبد احلميد، حتقيق، أيب داوودسننأبو داوود .18

)ت .املكتبة العصرية دط، بريوت ، دار .د(قراءات السبع ، التصحيح أرتو يرتزلأيب عمرو الداين ، التيسري يف ال.19

)ت .الكتاب العريب ، دحممد بن عبد : حتقيق،شذا العرف يف فن الصرف،أمحد بن حممد بن أمحد احلمالوي.20

)ت.د،دار الكيان، الرياض، ط.ال(،وأمحد بن سامل املصري، املعطي

الفهـــارس

108

مكتبة اآلداب ، القاهرة، 1ط( ،للقراءات القرآنية، التوجيه البالغي، محد سعد حممدأ.21)ه 1418

، بريوت، دار الكتاب العريب، 5ط(ادم متز، احلضارة اإلسالمية يف القرن الرابع اهلجري، .22.)ت.داختيارات اإلمام مكي بن أيب طالب القيسي يف كتابه ، إسالم حسين حممد أبو صقر.23

رسالة مقدمة للحصول ، الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها دراسة لغويةم2013سنة ، املاجستريعلى درجة

دار طرق . م. ، ال1ط( حممد زهري بن ناصر الناصر : البخاري، صحيح البخاري، حتقيق.24) ه 1422لنجاة، ا، 2ط( أمحد حممد شاكر وحممد فؤاد عبد الباقي، : سنن الرتمذي، حتقيق ، الرتمذي.25

) م1975مصر، مطبعة مصطفى البايب احلليب، 1983، دار الكتب العلمية، لبنان، 1ط( مجاعة من العلماء : قيقالتعريفات حت، اجلرجاين.26

(دار ، بريوت، ط.ال(، وليد عرفات: حتقيق ،ديوان حسان بن ثابت ، حسان بن ثابت.27

)ت.د،صادر، 14:ط(حسن إبراهيم حسن، تاريخ اإلسالم السياسي والديين والثقايف واالجتماعي، .28

.م1996القاهرة،بريوت، مكتبة النهضة املصرية ودار اجليل،

ط، مصر، الدار املصرية .ال(األندلساحلميدي األزدي، جذوة املقتبس يف ذكر والة.29).1966للتأليف والرتمجة،

، لبنان، 1ط(أنس مهرة، : الدمياطي، إحتاف فضالء البشر يف القراءات األربعة عشر ت.30).م1998-ه1419دار شهاب الدين أمحد بن حممد الدمياطي، الكتب العلمية،

الفهـــارس

109

( شعيب األرناؤوط، : احملققني بإشراف جمموعة من : قيق حت. الذهيب، سري أعالم النبالء.31) .م1985، ال م مؤسسة الرسالة، 3ط

)م2002، ال م، دار العلم للماليني، 15ط(األعالم ،لزركليا.32

املكتبة العصرية، : ط، بريوت. ال( سنن أبو داوود، حتقيق، حممد حمي الدين عبد احلميد، .33) ت .دط، القاهرة ، مكتبة .د( الم حممد هارون عبد الس: الكتاب ، حتقيق و شرح،سيبويه.34

).ت .اخلاجني ، دط، .ال(حممد أبو الفضل إبراهيم : السيوطي، بغية الوعاة يف طبقات اللغويني والنحاة، ت.35

) .ت. لبنان، املكتبة العصرية، د: املتوىف(استخرجها وحققها الدكتور إحسان عباس ،شذرات من كتب مفقودة يف التاريخ.36

.)م1988، دار الغرب اإلسالمي ،لبنان.، بريوت1: ط(،)هـ1424

،بريوت، 1ط( برجسرتاسر، : ت : مشس الدين ابن اجلزري، غاية النهاية يف طبقات القراء.37).م2006دار الكتب العلمية،

، مركز امللك فيصل للبحوث 1ط(أمحد خان : مشس الدين الذهيب، طبقات القراء، ت.38).م1997والدراسات اإلسالمية ،

ط، استانبول، سلسلة . ال(طيار آليت فوالج :مشس الدين الذهيب، معرفة القراء الكبار، ت .39)م1995عيون الرتاث العريب،

)ت.ط، بريوت، دار الرائد العريب، د. ال(إحسان عباس : الشريازي، طبقات الفقهاء ، ت.40دار ، دمشق،1ط(،للقراءاتاجلوانب الصوتية يف كتب االحتجاج ، عبد البديع النريباين.41

)م2006،الغوثاين، القاهرة،دار 1ط(حممد أبو الفضل إبراهيم،: قيق القفطي، إنباه الرواة على أنباء النحاة، حت.42

)م1986الفكر العريب،

الفهـــارس

110

القرى أمهـــ ، جامعة 1413، سنة حممد بازمول ، القراءات و أثرها يف التفسري و األحكام .43. ، السعودية

: هـ، صحيح ابن حبان برتتيب ابن بلبان، حتقيق354: ان بن أمحد، تحممد بن حب.44.م1993/ ه 1414، مؤسسة الرسالة: ، بريوت، نشر2:ط(1شعيب األرناؤوط، ج

، م، ط، ال(، جمموعة املؤلفني : تاج العروس من جواهر القاموس حتقيق، مرتضى الزبيدي.45)ت.د، دار اهلداية

دار إحياء الرتاث ،بريوت،ط. ال(،حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي،صحيح مسلم،مسلم.46.)ت .د،العريب

عبد الفتاح إمساعيل شليب :قيق حت،مكي بن أيب طالب القيسي، اإلبانة عن معاين القراءات.47)ت..ال(

جمموعة رسائل جامعية : اهلداية إىل بلوغ النهاية، ت،مكي بن أيب طالب القيسي.48.م2008، نشر جمموعة حبوث الكتابة والسنة، 1الشاهد البوشيخي، ط: بإشراف

ط، بومباي، اهلند، . ال( حممد غوث الندوي، : ت: التبصرة يف القراءات السبع،مكي.49.)م1982الدار السلفية،

، 3ط( أمحد حسن فرحات : حتقيق،لفظ التالوةلتجويد القراءة وحتقيقالرعاية، مكي.50.)م1996، دار عمار، الكويت

،1ط(،املقدمة،حمي الدين رمضان: قيق حت،الكشف عن وجوه القراءات وعللها،مكي.51.)م2013سنة ،دار الرسالة العاملية،دمشق

، دار 1ط(امييل بديع يعقوب، : موفق الدين بن يعيش، شرح املفصل للزخمشري، حتقيق.52)م2001/ه1422الكتب العلمية،

مؤسسة الرسالة ،بريوت،1ط( حسن عبد املنعم شليب : حتقيق،السنن الكربى،النسائي.53)م2001

الفهـــارس

111

م دار الغرب . ، ال 1ط(إحسان عباس : قيق ياقوت احلموي ، معجم األدباء، حت.54) م 1993اإلسالمي،

)م1995،دار صادر، بريوت ، الثانية :ط(، معجم البلدان،ياقوت احلموي.55

ارســــــالفه

112

فهرس الموضوعات: سابعا

الصفحةالموضوعبمقدمة

10.الكشفمكي بن أيب طالب القيسي و كتابهاإلمام:الفصل األول

10و مولده و نشأتهاسم اإلمام:المبحث األول

10الظروف العامة السائدة: المطلب األول

10احلالة السياسية و االجتماعية:األولالفرع

14احلالة العلمية و الثقافية: الثانيالفرع

16.و مولدهاسم اإلمام: المطلب الثاني

16امسه و نسبه:األولالفرع

16.مولده و رحالته: الثانيالفرع

18نشأة اإلمام مكي: المطلب الثالث

18شيوخه:األولالفرع

21تالميذه:الثانيالفرع

23عقيدة اإلمام مكي و مكانته العلمية ووفاته:المبحث الثاني

23.و مذهبهتهعقيد: المطلب األول

23عقيدته:األولالفرع

26مذهبه:الثانيالفرع

30العلميةتهمكان:المطلب الثاني

30توثيق العلماء له و ثناؤهم عليه:ع األولالفر

31مؤلفاته: الثانيالفرع

34وفاة اإلمام مكي:المطلب الثالث

ارســــــالفه

113

35التعريف بكتاب الكشف: المبحث الثالث

35اسم الكتاب وتوثيقه : المطلب األول

35اسم الكتاب: األولالفرع

36توثيقه: الثانيالفرع

37موضوع الكتاب و مضامينه: المطلب الثاني

37.موضوعه: األولالفرع

40مضامينه: الثانيالفرع

43أمهية الكتاب و منزلته: الثالثالمطلب

45املالمح املنهجية يف كتاب الكشف:الفصل الثاني

45منهج مكي يف عرض القراءات و توثيقها:المبحث األول

45مسلك مكي يف اعتماد املصادر: المطلب األول

45مصادره من كتبه:الفرع األول

46مصادرة من غريه:الفرع الثاني

51مسلك مكي يف إيراد القراءات: الثانيالمطلب

منهج مكي يف عرض مصطلحات التجويد و القراءات: لمبحث الثانيا54

54مسلك مكي يف إيراد مصطلحات التجويد و القراءات: المطلب األول

55مسلكه يف التعريف باملصطلحات: المطلب الثاني

59منهج مكي يف إيراد الشواهد:المبحث الثالث

59.ن الكرميمسلكه يف إيراد الشواهد من القرآ: المطلب األول

63مسلكه يف إيراد الشواهد من احلديث الشريف: المطلب الثاني

65مسلكه يف إيراد الشواهد من كالم العرب: المطلب الثالث

67منهج مكي يف تناول املسائل اللغوية ومناقشتها:المبحث الرابع

ارســــــالفه

114

67.سائل العقيدةمباالستعانة :األولالمطلب

70أسباب النزولو االستعانة مبسائل التفسري:نيالمطلب الثا

75منهج مكي يف االحتجاج للقراءات:الفصل الثالث

75مفهوم علم االحتجاج: المبحث األول

75أمهيته العلميةو تعريف علم االحتجاج للقراءات : المطلب األول

78دوافع توجيه القراءات و مراحله: الثانيالمطلب

82.مسلك اإلمام مكي يف االحتجاج:المبحث الثاني

82طريقته يف االحتجاج:المطلب األول

86األصول املعتمدة يف االحتجاج:المطلب الثاني

88)الصويت،الصريف،النحوي(االحتجاج بأنواعه :المطلب الثالث

90تقييم منهج مكي يف الكشف:المبحث الثالث

90املزايا و اإلجيابيات:المطلب األول

90املالحظات و املآخذ:المطلب الثاني

92خاتمة

95الفهارس الفنية

96فهرس اآليات: أوال

100فهرس األحاديث النبوية: ثانيا

101فهرس األعالم المترجم لهم: ثالثا

104و البلدانفهرس األماكن:رابعا

105فهرس الشواهد الشعرية:خامسا

106اجعالمصادر والمر قائمة :سادسا

112فهرس الموضوعات:سابعا