: مقدمة

ه ، إن القرآن الكريم آتاب دين وهداية أنزله اهللا سبحانه وتعالى على النبي محمد صلوات اهللا عليه وسالمه للناس آافة د ، يخاطب فيه عقل اإلنسان ووجدان دة التوحي ه عقي ، ويعلمال ، ونمو شخصيته ، ويرشده إلى الطريق األمثل لتحقيق ذاته ،ويهديه إلى ما فيه خيره وصالحه في حياته الفردية واالجتماعية ، ويزآيه بالعبادات دارج الكم وترقي نفسه في م

. هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون قال تعالى .اإلنساني حتى يستطيع أن يحقق لنفسه السعادة في الدنيا واآلخرة

.فالقرآن الكريم تدرج باإلنسان في الحديث عن النفس البشرية . ووجوب التبصر فيها والتفكير في تكويناتها)النفس البشرية (لقد عني القرآن الكريم بموضوع وجعل من هذا التفكير. بالتفكير في خلق اإلنسان و تكويناته بصورة خاصة ثم االنتهاء. باإلشارة إلى التفكير و التبصر و التمعن في مخلوقات اهللا سبحانه بصورة عامة فابتدأ

وقنينمل لاتي آضري األفو : ثم قال تعالى قلخ الأد بفي آوارانظ فضري األ فواير سلق فابتداء قال تعالى . دليال حسيا ملموسا يقود اإلنسان لإليمان بالخالق عز و جل . ونرصب تالف أمكسنفي أف و

و طرق تهذيبها و تربيتها ، وبينت أسباب انحرافها و مرضها، ولقد تضمن القرآن الكريم آثيرا من اآليات التي تعرضت لطبيعة تكوين اإلنسان و وصفت أحوال النفس المختلفة . عالجهاو

سان وصفاته، ومن الممكن أن نسترشد بما ورد في القرآن الكريم من حقائق عن اإلنسان دوافع األساسية ، وأحواله النفسية في تكوين صورة صحيحة عن شخصية اإلن وعن الام مما يكون من شأنه أن يمهد ، ولتحقيق صحته النفسية ، وعن العوامل الرئيسية لتوافق شخصيته وتكاملها ، التي تحرك سلوآه نفس " الطريق لقي م لل ه " عل تتفق نتائجه وحقائق

. ير بخل ايفطلل اوه وقل خن مملع يالأ . وهو األعلم بطبيعته وأسرار تكوينه ، عن اإلنسان التي نستمدها من آالم اهللا سبحانه وتعالى خالق اإلنسان مع الحقائق الصحيحة

سية التي قد ، وهنا يجب اإلشارة إلى أن علماء النفس المحدثين بتبنيهم مناهج البحث في العلوم الطبيعية تها حصروا أنفسهم في دراسة الظواهر النف ا ودراس يمكن فقط مالحظتهاتهم . وتجنبوا البحث في آثير من الظواهر النفسية الهامة التي يصعب إخضاعها للمالحظة أو البحث التجريبي ، دراسة موضوعية ا من دراس نفس ذاته دوا ال ذلك أبع ألن ، وب

نفس "وقد نادى بعضهم بتغيير اسم . صروا دراساتهم على السلوك الذي يمكن مالحظته وقياسه وق، النفس شيء ال يمكن مالحظته سميته " علم ال سلوك "و ت م ال م ألن " عل عل .النفس الحديث يدرس السلوك وال يدرس النفس

سان التي ، ير الهام وقد أدى ذلك إلى آثرة بحوث علم النفس التي تتناول آثيرا من أنواع السلوك اإلنساني السطحي وغ ة في اإلن سلوآية الهام و إغفال دراسة آثير من الظواهر ال لى موضوعه الرئيسي وهكذا أصبح علم النفس يفتقر إ. و العبادات في سلوك اإلنسان، تتناول النواحي الدينية و الروحية و القيم اإلنسانية والحب في أسمى صوره اإلنسانية

. ) الروح (وهو

دوافع السلوك يف القرآن

دوافع فسيولوجية دوافع �فسية وروحية

دوافع حفظ الذات دوافع بقاء النوع دوافع �فسية دوافع روحية

دافع اجلوع الدافع اجلنسي دافع التملك دافع التدين

دافع العطش دافع األمومة عدوان دافع ال التمسك بالتقوى

دافع التعب دافع التنافس حب اخلري و العدل

دافع احلرارة الدافع إىل اإلجناز

دافع الربودة دافع حتقيق الذات

دافع األمل

دافع التنفس

الفصل األول :دوافع السلوك في القرآن

. هي القوى المحرآة التي تبعث النشاط في الكائن الحي وتبدئ السلوك وتوجهه نحو هدف أو أهداف معينة : الدوافع : ف علماء النفس المحدثين الدوافع إلى قسمينصنوي :ين وتنقسم إلى نوع: دوافع فسيولوجية : أوال .) التنفس- األلم- البرودة- الحرارة- التعب- العطش- الجوع(دوافع حفظ الذات -١ .) دافع األمومة - الدافع الجنسي( دوافع بقاء النوع -٢

:دوافع نفسية و روحية : ثانيا . ) التنافس - العدوان - التملك (نفسية -١ . ) العدل -يرحب الخ - التمسك بالتقوى - دين الت( روحية -٢ : الدوافع الفسيولوجية -أ

ا يطر ، وهي تؤدي وظيفة بيولوجية لإلنسان و الحيوان سد آل م دن وت زان أفهي تقوم بتلبية حاجات الب دان لالت ل أو فق ه من نقص أو خل سيولوجية . علي د بينت الدراسات الف وق وفكرة االتزان الحيوي هذه اآتشفها العلماء حديثا قد ذآرها القرآن الكريم من قبل .درجة ثابتة من االتزان وجود ميل طبيعي في بدن اإلنسان والحيوان إلى االحتفاظ ب الحديثة

. ونزو ميء شلن آا ميها فنتنبأ وياسو ريهاا فنيقلأ واهاندد مضراألو : وذلك في قوله تعالى "منذ أربعة عشر قرنا" : افع حفظ الذاتدو -١رودة - الحرارة - التعب - العطش- الجوع( : مثل. وهي تلك الدوافع التي تقوم بحفظ الذات و بقاء الفرد م - الب نفس - األل ع ) الت ة داف دوافع تعمل في خدم ذه ال حب (وآل ه

: ومما يدل على ذلك ، وحب البقاء شيء فطري في اإلنسان و الحيوان . ) البقاء . الشجرة آدم عليه السالم وزوجه في الجنة و وسوسة الشيطان لهما باألآل من قصة-

ا م جر يخال فكجوزل وك لودا عذ هن إما آدا ينلقف : قال تعالى هي ل إسوس وف ىحض ت الا ويه ا فؤم ظ ت الكن أو ىرع تالا ويه فوعج تال أك ل ن إ ىقشت فةن جل اننكم . ى لب ي الكلم ودلخل اةرج شلى عكلد أل هما آد يال قانطيلشا . قصة النمل مع سليمان عليه السالم في سورة النمل-

هودن ج وانميل س مكنم طح ي المكناآس م وال خ أدلم لنا اه يأ يةل م نتال قلملن ااد وىل عواتا أذى إتح ونعوز يمه فريالط وسناإل و نجل ا ن م هودن ج انميلس ل رشحو : قال تعالى . ونرعش ي المهو

سان وآثيرا ما يأتي في سي اة اإلن أثيره في حي دافع وت وة ال د من ق ا يزي ال من ، اق آيات القرآن الكريم ربط بعض الدوافع ببعض اإلنفعاالت مم ات ذآر آ د ورد في بعض اآلي وق . فو خ جوع وءامنهم منطعمهم منالذي أ فليعبدوا رب هذا البيت : تعالىقال. الجوع والخوف آعاملين لهما األثر الخطير على اإلنسان

: دافع الجوع و العطش : هيةوذلك ألسباب إال. جعل اهللا سبحانه الطعام و الشراب من أهم دوافع حفظ الذات و بقاء اإلنسان

. وف والجوع ونقص من األموال واألنفس والثمرات وبشر الصابرينلنبلونكم بشيء من الخو : آما في قوله تعالى. إما إلبتالء اإلنسان - . ) آما في حال الصوم ( . وإما لتربية النفس البشرية وآبح جماح شهوتها-

.)فعليه بالصوم فإنه له وجاء ومن لم يستطع ، يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ( : قال صلى اهللا عليه وسلم . ) إطعام عشرة مساآين ( أن جعل اهللا سبحانه وتعالى آفارة اللغو في اإليمان: ومما يدل على أهمية إشباع دافع الجوع في حياة اإلنسان

. ميكله أنومعطا ت مطسو أن ميناآس مةرش عامعط إهتارفك فانمي األمدتقا عمم بذآؤاخن يكل ومكانميي أ فولغالهللا ب امآذاخؤي ال : قال تعالى

: دافع التعب ار اء النه اء العمل أثن د عن وم بع ى الراحة والن ا ف، أيضا جعل اهللا سبحانه وتعالى التعب دافعا فطريا من دوافع حفظ الذات التي تدفع اإلنسان إل شاطها وحيويته ه ن ا بدن سترد خالي ت

شأ ع لل وسيلة قد جعل اهللا النوم و . في حيوية ونشاط ويستيقظ اإلنسان بعد النوم والراحة قويا قادرا على مواصلة عمله ذي ين دني ال المخاوف التي نتخلص من التعب والتوتر البدر . ثناء حياته اليوميةوعن آثير من المشكالت والصعاب التي يتعرض لها أ ، تنتاب اإلنسان ة ب سلمين في موقع رآن من وصف حال الم ا ، آما يتضح ذلك فيما جاء في الق حينم

ه بتبثيو مكوبل قلى عطبريل وانطيلش ازج رمنك عبهذي وه بمآرهطياء ل ماءملس انم مكيل علزني وهنة منم أاسعنل امكيشغ يذإ : قال تعالى .استولى على بعضهم الخوف . امدقألا

: دافع الحرارة والبرودة ش ، أهل الجنة فلقد أشار القرآن الكريم إلى هذين الدافعين في وصف نعيم ، أما بالنسبة لدافع الحرارة والبرودة سان ي الحرارة فليس في الجنة شمس تجعل اإلن ه ليست ، عر ب ا أن آم

. يرارهم زالسا وما شيه فنور ي الكائر األلىا عيه فينئكت م يرارحة ون جواربا صم بماهزجو : قال تعالى. فيها برودة شديدة

: دافع األلم سوء . ويؤلمه هتجنب ما يؤذي وهو من الدوافع الفطرية التي تدفع اإلنسان إلى ارة بال نفس األم ا لل ا قوي دافع رادع ذا ال د جعل اهللا سبحانه في ه الى ، وق د توعد اهللا سبحانه وتع فلق

ا ف لابا أذ ع هللا امهبذع يوالوت ينإ ومهرا لي خك يواوبت يإنف : قال تعالى . الكفار والمنافقين والعصاه بالعذاب الشديد في الدنيا واآلخرة د ي ايم ن م ضرألي ا ف مهالم وةرخ األا وينل . يرص نال ويلو

: دافع التنفس نفس األآسجين ليعيش ، وهو من الدوافع الفسيولوجية الضرورية للحياة ل األآسجين ش .فاإلنسان وآذلك الحيوان يحتاج إلى ت إذا ق شاق ف ى استن ه إل وي يدفع دافع ق سان ب عر اإلن

وح . فإذا انعدم األآسجين نهائيا مات اإلنسان ، األآسجين ي اهللا ن ره لقصة نب سان في ذآ اة اإلن نفس في حي الى .وقد أشار اهللا سبحانه إلى أهمية دافع الت ال تع ا ن أمه لةآي و : ق . ونذنق يم هال ومه ليخر صال فمهقرغ نأشن نإو ونبآراي مهلث من ممها لنقلخو ونحشلم اكلفلي ا فمهتيرا ذنلمح

: دوافع بقاء النوع-٢سيولوجية ع ف وان دواف سان والحي وين اإلن ة تك ذات آما اقتضت حكمة اهللا سبحانه وتعالى أن يوجد في طبيع سلوك الضرورية لحفظ ال واع ال ى أن دفعها إل ة ت د اقتضت ، فطري فق

. حكمته آذلك أن يوجد في طبيعة تكوينهما دافعين فسيولوجيين فطريين يدفعانهما إلى القيام بنوعين هامين من السلوك يتوقف عليهما بقاء النوع .) ودافع األمومة - الدافع الجنسي( : هذان الدافعان هما

: لدافع الجنسي ا وع اء الن ة هي التناسل لبق ة هام وم بوظيف سي يق دافع الجن رة . ال ون األس سي تتك دافع الجن ق ال شعوب ومن األسر ، وعن طري ات وال ون المجتمع ر األرض وتزدهر ، تتك فتعم

د عمكمرآ أن إوافارع ت للائ بقوبا وع ش ماآن لعجى ونث أ ورآ ذن م ماآن قلا خن إاسا الن هيأي :قال تعالى . وتتقدم العلوم والصناعات ، الحضارة ر ب خيمل عهللا ان إماآق ت اهللا ان . ياة ، محبة والمودة والرحمةحيث يسكن آل زوج إلى زوجه فيشعر بالراحة والطمأنينة وتنشأ بينهما عواطف ال ، والدافع الجنسي أساس تكوين األسرة تقرار الحي ى اس ؤدي إل مما ي

الى . ورعايتهم وتكوين شخصياتهم تكوينا سليما الجو السليم لتنشئة األطفال مما يهيئ ، الزوجية في وفاق وتعاون ا ل وز أ مكسنف أ ن م مك ل قل خ ن أ هات ي آ نم و : قال تع وا نكست اج . ونركفت يقوم لات آليكلي ذ فن إةمحر وةدوم مكني بلعج واهيلإ

:دافع األمومة وع اء الن ة في اإلنجاب لبق التها الهام ام برس ا للقي ا يهيئه ا فطري وين األم دافع وم فهي تتحمل مشاق الحمل وال . شاءت حكمة اهللا سبحانه وتعالى أن جعل في طبيعة تك م تق والدة ث

والدة هوقد أشار القرآن الكريم إلى ما تتحمل . بإرضاع الطفل ورعايته والحنو عليه حتى ينمو ويصبح قادرا على العناية بنفسه اء الحمل وال الى . األم من عن ال تع ا نيص وو : قا . يرصمل الي إكيدالولي و ل ركش أ ن أ نيامي ع ف هالصف و نه و لىنا ع ه و هم أ هتلم ح هيدالو ب اننسإلا يهم وحزنه ا عل ويصف القرآن عواطف األم وحبها ألوالدها وشغفها وخوفه

سالم . لبعدهم عنها وفرحها لقربهم منها الى . وذلك عند ذآره تعالى لقصة موسى علية ال ال تع ا إ ارى فوس مم أادؤ ف حبص أو : ق ى ا عن طبن ر أالو ل هي ب دب ت لتادن آ غ ا ه بل قلا ، أي أن فؤادها أصبح خاليا من التفكير في أي شيء ماعدا ابنها . يننمؤمل ا ن م ونكتل وال أن ثبت اهللا قلبه ه ل دل علي ه أن ت ا لفراق ا رد ف، وآادت من شدة خوفها عليه وحزنه لم

.ن زح تالا وهني عرق تي آةم ألى إاهنددرف : قال تعالى . إليها ابنها ذهب عنها الحزن وعادت إليها سعادتها : الدوافع النفسية والروحية -ب

: ويضم هذا القسم من الدوافع نوعين رئيسيين هما . اجات اإلنسان الفسيولوجية وليست لها عالقة مباشرة بح، وهي تلك الدوافع التي ترتبط بحاجات اإلنسان النفسية والروحية

: الدوافع النفسية -١ذات -الدافع إلى اإلنجاز - دافع التنافس -دافع العدوان -دافع التملك (: مثل ق وي . ) الدافع لتحقيق ال نفس المحدثين طل اء ال دوافع علم وع من ال ذا الن ى ه دوافع ال " اسم عل سية ال نف

اء .وألنها تظهر أثناء تنشئة الفرد االجتماعية وتفاعله االجتماعي مع غيره من الناس من جهة أخرى ، ألنها تشبع حاجات نفسية للفرد من جهة ." االجتماعية ويذهب معظم علمام (: ثلم .النفس المحدثين إلى أن الدوافع النفسية هي في األغلب مكتسبة على أساس الدوافع الفسيولوجية اول الطع ى تن ة . ) الحاجة إل سيولوجية فطري ة ، حاجة ف والآن طريق

. إشباع هذه الحاجة ترتبط بأمور نفسية يكتسبها اإلنسان من خالل البيئة االجتماعية أو المحيط االجتماعي الذي نشأ فيه

سية دوافع أو الحاجات النف أن بعض ال ل ويذهب بعض علماء النفس إلى القول ب اء : مث ى االنتم ى األمن ، الحاجة إل سمو ، والحاجة إل ى ال ة هي ، والحاجة إل ى هوي والحاجة إل . وهي ليست مكتسبة من المجتمع ، حاجات فطرية أساسية في طبيعة تكوين اإلنسان

: الدوافع الروحية -٢سان . ) الدافع إلى العدل- دافع حب الخير - دافع التمسك بالتقوى -دافع التدين ( :مثل ة في اإلن ة الروحي رتبط بالناحي ع ت نفس المحدثين في . وهي دواف اء ال ل معظم علم د أغف وق

وان دراستهم لموضوع الدافعية هذا النوع سان عن الحي ه اإلن ز ب اء . من الدوافع الروحية بالرغم من أنها أهم ما يتمي ذا القصور في دراسة علم ى ه ام ماسلو إل د فطن أبراه ولق :قسمينفنادى ماسلو بتقسيم الدوافع أو الحاجات إلى . ثين للدافعية فقام باقتراح تصنيف جديد للدوافع يشمل الدوافع الروحية النفس المحد

وغير اإلنجاز- األمن- الجنس- العطش-الجوع : مثل . وتشمل جميع الحاجات الفسيولوجية والنفسية لدى اإلنسان : حاجات أساسية . ذلك من الدوافع ) ( ) ( . الحاجة إلى الصدق- التدينىالحاجة إل : مثل .وهي تلك الحاجات التي يتوقف على إشباعها تكامل نمو شخصية الفرد ونضوجه : حاجات روحية

: أمثلة لبعض الدوافع أو الحاجات النفسية و الروحية لدى اإلنسان

:دافع التملك -أة يعد دافع التملك من الدوافع النفسية التي يتع شئة االجتماعي اء التن ه الشخصية ، لمها اإلنسان في األغلب أثن ا ومن خبرات شأ فيه ة التي ين تعلم من الثقاف سان ي تالك ح(فاإلن ه الم ب

ا حالمل اونبحتو : قال تعالى .وقد أشار القرآن في آثير من المواضع إلى دافع التملك لدى اإلنسان. والذي يشعر من خالله باألمن من الفقر والجاه والقوة في المجتمع ) المال با . ماج راب منه الى . ودافع التملك هو أحد الدوافع التي أثارها إبليس في نفس آدم عليه السالم مما جعله يقع في المعصية بأآله من الشجرة التي نهاه اهللا تعالى من االقت ال تع : ق ال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك ال يبلىفوسوس إليه الشيطان ق .

سبا ا مكت ره دافع نهم من أعتب ا وم ا فطري ره دافع شجرة ، وقد أختلف العلماء بشأن هذا الدافع فمنهم من أعتب ة باألآل من ال ا أدم وحواء في الجن يس ألبوين ى وسوسة إبل ارة إل إشأن إال،ذهب بعض علماء النفس إلى إعتبار التملك غريزة في اإلنسان ف. في اآلية السابقة آماالمبارآة ل ب رأي القائ أن الدراسات األنثروبولوجية والسيكولوجية الحديثة ال تؤيد ال

. دافعا نفسيا مكتسبا اعتبارهفهي تميل إلى ، التملك غريزة

: دافع العدوان -بى .سلوك اإلنسان العدواني تجاه اآلخرين بهدف إلحاق األذى بهم سواء آان ذلك في صورة عدوان بدني أو في صورة عدوان لفظي يظهر دافع العدوان في رآن إل د أشار الق وق

شرية فتملكته الغيرة ف ، دافع العدوان في ذآر قصة ابن آدم قابيل وقتله ألخيه هابيل حينما تقبل اهللا تعالى قربان أخيه ولم يتقبل قربانه اة الب قتل أخاه وحصل بذلك أول عدوان في حي . ينراسخل ان محبصأ فهلتق فيهخ ألت قهسف نه لتعوطف : قال تعالى

نفس ، افعا فطريا داعتبارههل هو دافع فطري أم مكتسب ؟ فذهب بعضهم إلى ، وقد أختلف علماء النفس والمحللون النفسيون في أمر العدوان اء ال في حين لم يوافق آثير من علمسان ، اآلخرين على اعتباره دافعا فطريا في اإلنسان ة اإلن رة في ، ية إذ أن ذلك يعطي فكرة سلبية ومتشائمة عن الطبيع ة والخي ة والتعاوني واحي اإليجابي د الن ى تأآي ون إل م يميل فه

. الطبيعة اإلنسانية

.فيظهر نتيجة لذلك السلوك العدواني ، ات التجريبية الحديثة أن السلوك العدواني يظهر عند األطفال الصغار إذا قيدت حرآاتهم البدنية مما يسبب لهم حالة إحباط ينت الدراس

دواني سلوك الع ى ال ؤدي بالضرورة إل اط ال ي واع أخرى من ال ، وبينت بعض الدراسات األخرى أن اإلحب د تظهر أن ل ق ل ب ساعدة : سلوك مث سحاب، طلب العون والم واالنب

، .ويتدخل في هذا الموقف آثير من العوامل الخاصة بتربية الطفل وعالقته بوالديه وخبراته الشخصية السابقة التي تجعل الطفل يتعلم أن يستجيب لإلحباط بالعدوان

: دافع التنافس-جا والتنافس من الدوافع النفسية التي يتعلمه شأ فيه يم التي . ا اإلنسان من الثقافة التي ين ا للق افس وفق ا التن واحي التي يستحسن فيه ى الن ه إل رد بتوجيه ا الف ة التي يتلقاه وم التربي وتق

ر . يتمسك بها المجتمع اس فقد يتعلم الفرد من الثقافة التي ينشأ فيها التنافس االقتصادي أو التنافس السياسي أو التنافس العلمي أو غي ين الن شائعة ب افس ال واع التن ك من أن د . ذل وقاس ين الن افس ب الى . حث القرآن الكريم على التنافس في تقوى اهللا وجعل ذلك هو أساس التن ال تع ى ع يمع نفي لاررب األنإ : ق مهوهج ي و ف فرع ت ونرنظ يكائ ر األل

. ونسافنتم السافنتيل فكلي ذف وكس مهامتخ ومتخ ميقحن ر منوقسي يمع النةرضن

:التدين دافع -دة خالق ، دين دافع نفيسي له أساس فطري في طبيعة تكوين اإلنسان إن دافع الت ر لمعرف ى البحث والتفكي ه إل دافع يدفع سه ب اق نف ه ، ه وخالق الكون فاإلنسان يشعر في أعم وعبادت

ر . وإيجاد الراحة والطمأنينة في التقرب منه ، والتوسل إليه طالبا منه العون سانية غي ويظهر هذا الدافع في سلوك اإلنسان في جميع عصور التاريخ وفي مختلف المجتمعات اإلنه أن االختالف يظهر لنا في تصور اإلنسان على مر العصور لطبيعة اإلله وطريقة ا هي . عبادت ه إنم ة عبادت ه أو طريق ة اإلل سان لطبيع ات في تصور اإلن ذه االختالف ر أن ه غي

مقأف : قول اهللا تعالى .دين هو دافع فطري في اإلنسان ومما يدل على أن دافع الت . دين الموجود في أعماق النفس البشرية اختالفات في طريقة التعبير عن ذلك الدافع الفطري للت . ونملع ي الاسلن ارثآ أنكل وميقل اينلد اكل ذهللا اقلخ لليدب تا الهيل عاسن الرط فتي الهللا اترطيفا فن حينلد لكهجو

: الدوافع الالشعوريةا في الالشعور ، يرة للقلق هي تلك الدوافع أو الرغبات غير المقبولة أو المث ى آبته ة إل ؤدي في النهاي رد ويعب . التي يعمل الفرد على إبعادها من دائرة وعيه أو شعوره مما ي ر الف

ا يج . في صورة فلتات اللسان وأخطاء الكالم ةعن هذه الدوافع بطريقة ال شعوري سان عم ات الل ق فلت ع وقد أشار القرآن إلى التعبير الالشعوري عن طري نفس من دواف يش في ال لو الق نح ي ل فمهنفرعتل وماهيمس بمهتفرعل فمهاآنير ألءاش نولو مهانغضهللا أ اجرخن ين ل أضرم مهوبلي ق فينذل ابس حمأ : قال تعالى. يحاول اإلنسان آتمانها أو إخفاءها

.) أحد سريرة إال أبداها اهللا على صفحات وجهه وفلتات لسانهما أسر ( ويقول عثمان بن عفان رضي اهللا عنه . مكالمع أملع يهللااو

: الصراع بين الدوافعردد . دمضاإذا تعارضت بعض دوافع اإلنسان بأن يجذبه مثال دافع ما باتجاه معين ويجذبه دافع آخر باتجاه آخر رة والت رار في أحس اإلنسان بحالة من الحي اذ ق والعجز عن اتخ

ه ووقد ص . ) عرف هذه الحالة بالصراع النفسي وت (. أي اتجاه يسير ردد وريب م . ر القرآن حالة الصراع النفسي التي يعانيها بعض األفراد الذين يقفون من اإليمان موقف ت فال هائي ، اإليمان وال هم يتجهون اتجاها تاما نحو الكفريتجهون اتجاها تاما نحو رار نه اذ ق اجز عن اتخ ردد الع ر موقف المت ان والكف ين اإليم ذا األمر ولكنهم يقفون ب ذلك .في ه وآ

ة أخرى صوي ومهم من جه اتلوا ق ة أو أن يق سلمين من جه ا .ر القرآن حالة الصراع النفسي والحيرة والتردد بين أن يقاتلوا الم الى ق اهللا ب نون مؤ ي الينذل اكنذأتسا ي م نإ : ل تع . ونددرت يهمبيي ر فمه فمهوبل قتابتار ورآلخ امويالو

: السيطرة على الدوافعا يتبين لنا مما سبق أن مشيئة اهللا سبحانه وتعالى قد اقتضت وجود الدوافع ال الى منه ا اهللا سبحانه وتع سان لتحقيق األهداف التي أراده وان واإلن فسيولوجية في فطرة آل من الحي

ضيه الفطرة . وهي حفظ الذات وبقاء النوع دوافع أمر ضروري تقت ذه ال وان ، ومن الطبيعي أن يكون إشباع ه سان والحي وين آل من اإلن ة تك ستلزمه طبيع ى . وت إذ يتوقف علا ، لذا جاءت أحكام القرآن وأوامره في شأن هذه الدوافع متفقه مع فطرة اإلنسان .ار الحياة وبقاء النوع إشباعها استمر ا وال تنكره ا وتقره باعها ، فهي تعترف به ى إش دعوا إل وت

.في الحدود التي بينها الشرع دون إسراف أو تجاوز لهذه الحدود ا و يال طال ح ضرألي اا ف م موال آاسلن ا اه يأي : قال تعالى .من خالل بعض اآليات شباع الدوافع الفسيولوجية ويتضح رأي القرآن بوضوح في اعترافه بمشروعية إ واع بت تالب

: ويجب هنا أن نوضح الفرق بين مفهوم القمع والكبت . ينب مود عمك لهن إانطيلش ااتوطخباعها ، ولكن ذلك ال يتضمن إنكار الرغبة على اإلطالق ، هو الكف اإلرادي لدافع أو رغبة ما ومقاومة إشباعها في ظروف ال تسمح باإلشباع :القمع حيث أنه من الممكن إش

.في ظروف أخرى مالئمة ذه ، دائرة الوعي تخلصا لما تسببه من شعور باإلثم أو القلق نهائيا عن إبعادهاومحاولة ، الرغبة واستقذارها أو الخوف منها إنكارهو :الكبت ى آبت ه حيث ينتهي األمر إل

.الرغبة في الالشعور

:فالقرآن يدعوا إلى نوعين من التنظيم فيما يتعلق بهذه الدوافع .وفيما يتعلق بموضوع إشباع الدوافع الفطرية

. عدم اإلسراف في إشباعها -٢ .إشباعها عن طريق الحالل المسموح به شرعا -١

ضا ، وال يعنى القرآن بتوجيه اإلنسان إلى السيطرة على دوافعه الفسيولوجية فقط سية أي ه النف ى دوافع سيطرة عل ى ال ر من المواضع .وإنما هو يعنى آذلك بتوجيهه إل ففي آثيوال . لعدوان يحث القرآن على السيطرة على دافع التملك ودافع ا از األم شح واآتن ا ، ففيما يتعلق بدافع التملك فإن القرآن ينهى عن ال اس بالباطل ، والرب وال الن ا ، وأآل أم آم

رج أمه ول مه لفاعضنا يسضا حر قهللا اواضرقأ واتقدصملا وينقدصمل انإ : قال تعالى . وبإيتاء الزآاة ، وبالتصدق على الفقراء والمساآين ، يأمرهم باإلنفاق في سبيل اهللا اللين والمعروف ، وفيما يتعلق بدافع العدوان فإن القرآن ينهى الناس عن ظلم اآلخرين والعدوان عليهم سواء بدنيا أو لفظيا . يمرآ اس بالحسنى وب ة الن ال . ويأمرهم بمعامل ق

سوي . يندتعمل ابح ي ال هللا ا ن إ وادتع ت الو : تعالى ؤمن ال ا الم ى به فضبط النفس والتحكم في أهوائها وشهواتها سواء آانت بدنية أو نفسية من الخصال التي يجب أن يتحل . الشخصية

: انحراف الدوافعه فأسرف في إشباعها ، إذا فشل اإلنسان في ضبط دوافعه والتحكم فيها دفا في ذات ذة اإلشباع ه ى ل ة . وأنغمس في لذاتها وجعل الحصول عل دافها الحقيقي دوافع عن أه انحرفت ال

ى . اوأصبحت هي المسيطرة على سلوك الفرد وليس هو المسيطر عليه سية عل سيولوجية والنف دوافع الف سبة لكل من ال د يحدث بالن سان ق ى اإلن دوافع وسيطرتها عل وانحراف الوط ألول . الدافع الجنسي ومن أهم دوافعنا الفسيولوجية المعرضة لالنحراف .السواء وم ل ة التي مارسها ق سية المثلي وقد ذآر القرآن نوعا شائعا من االنحراف الجنسي وهو الجن

. ونفرس ممو قمتن أل باءسلن اون دنة موه شالج الرونتأت لمكن إينمالعل ان مدح أنا مه بمكقبا س مةشاحفل اونتأت أهموق لال قذوطا إلو : قال تعالى . مرة في تاريخ البشرية . تنازه بحيث يجعلون تملك المال هدفا بذاته وتلهفهم على امتالآه واآ الحب الشديد للمال ما نشاهده لدى بعض الناس من ومن االنحرافات الشائعة لدوافعنا النفسية

والمطلوب هو االعتدال في إشباع . وعلى وجه عام فإن اإلسراف في إشباع الدوافع وعجز اإلنسان عن ضبطها والتحكم فيها يؤدي إلى انحراف هذه الدوافع عن أهدافها الحقيقية . فخير األمور الوسط ،ومصلحة الجماعة وعدم اإلسراف في إشباعها لما فيه مصلحة الفرد ، الدوافع

اال�فعاالت يف القرآن

ا�فعال الزهو ا�فعال احلياء ا�فعال اخلزي الفرحا�فعال ا�فعال الغرية ا�فعال الندم احلبا�فعال ا�فعال الغضب احلزنا�فعال ا�فعال احلسدا�فعال اخلوف الكرها�فعال

مذموم شرعا حب الذات اخلوف من ا حممود شرعا

الناسحب اخلوف من املوت

احلب اجلنسيالفقراخلوف من

الناساخلوف من احلب األبوي

حب ا

لرسولحب ا

الفصل الثاني :القرآن

. أومرآبة من حاالت الكائن الحي تنطوي على تغيرات فسيولوجية داخلية وخارجية

. ) وهي التي تشبع فينا الرضا واالرتياح والسرور ( إيجابية

ة ه ، في هيئة بدنه الخارجي سيولوجية التي تحدث . وفي مالمح وجه رات الف ذه التغي ين ه ومن ب

ة الجسم حال

. ) الحياء -الندم -الحسد -الغيرة

ة . ساعده على الحياة والبقاء هدده مما ي تيعينه على اتقاء األخطار التاالنفعاالت الهامة في حياة اإلنسان ألنه ي وليست فائدة هذا االنفعال مقصورة فقط على وقاي

سيطرة وال

ويستجيب اإلنسان عادة لمواقف الخطر التي .البدن

االنفعاالت في عبارة عن حالة معقدة : االنفعال

:وتنقسم إلى نوعين االت انفع:النوع األول . ) وهي التي تشبع فينا الكدر والغضب واالنقباض ( انفعاالت سلبية:النوع الثاني

و . شخص المنفعلىلالنفعال مظاهر فسيولوجية داخلية وخارجية تظهر علآما تحدث تغيرات، ي بدنه إذا انفعل اإلنسان حدثت تغيرات فسيولوجية آثيرة ف

ات على سطح البدن واألطراف مما ي الدمويةواتساع األوعية ، وتقلص األوعية الدموية في األمعاء واألحشاء ، أثناء االنفعال شدة دقات القلب دفق آمي ى ت دم ؤدي إل رة من ال آبيا يقرب ، وامتالء القلب بالدم يسبب ازديادا في حجمه مما يجعله يقترب من القصبة الهوائية ، إلى القلب ة بم شعب القصبة الهوائي شريحية تحت ت ة الت حيث يوجد القلب من الوجه

حيث يستطيع اإلنسان أن يالحظ حالة االنفعال من التغيرات التي تحدث في مالمح ، ه ومن التغيرات البدنية التي تصاحب االنفعال أيضا تغير مالمح الوج . من سنتيمتر ونصف . يمظ آوها ودوس مههج ولال ظث منمحلر لبرا ضم بمهدح أرشا بذإو : قوله تعالى : ومن أمثلة ذلك . وقد أشار القرآن إلى هذه الظاهرة في آثير من اآليات . وجه المنفعل

ه فانفعال الخوف .ولقد اقتضت حكمة اهللا سبحانه وتعالى أن يزود اإلنسان وآذلك الحيوان بانفعاالت تعينها على الحياة والبقاء دد حيات ، يدفع اإلنسان إلى تجنب األخطار التي ته . أجل بقاء النوعنهو أساس تآلف الجنسين وانجذاب آل منهما لآلخر م وانفعال الحب، عن النفس والصراع من أجل البقاء يدفع الفرد إلى الدفاعوانفعال الغضب

زمن غدت في .فالدوافع تكون مصحوبة عادة بحالة وجدانية انفعالية : هناك عالقة آبيرة بين الدوافع واالنفعاالت فحينما يشتد الدافع ويعاق عن اإلشباع فترة من ال وسلوك . وإشباع الدافع يكون مصحوبا بحالة وجدانية سارة ، وتصحب ذلك عادة حالة وجدانية مكدرة ،من التوتر ه ال وم بتوجي ال يق دافع ثم إن االنفع ل ال ثال .مث ال الخوف م فانفع

. التقرب من موضوع حبهيدفعه إلى وانفعال الحب ، يدفعه للدفاع عن النفس أو العدوان وانفعال الغضب، يدفع الفرد إلى الهرب من الخطر -الحزن -الفرح -الكره -الحب - الغضب-الخوف ( : مثل. فعاالت التي يشعر بها اإلنسان وجاء في القرآن الكريم وصف دقيق لكثير من االن

: في القرآن عن هذه االنفعاالت فيما يلي ءوسوف نتناول ما جا

١ :انفعال الخوف -فعال الخوف من ان

.ن إلى اتقاء عذاب اهللا في الحياة األخروية باالبتعاد عن الوقوع في المعاصي وإنما من أهم فوائده أيضا أنه يدفع المؤم، هدد حياته الدنيوية اإلنسان من األخطار التي تر . وانفعال الخوف حالة من االضطراب الحاد الذي يشمل الفرد آله ى التفكي درة عل وقد وصف القرآن هذا االضطراب بالزلزال الذي يهز اإلنسان هزا شديدا فيفقده الق

ذهول التي ي . فيها الحرآة أو التفكير علخوف شديدا ومفاجئا انتاب اإلنسان حالة من الذهول لفترة من الوقت ال يستطي وإذا آان ا . على النفس ة ال د ذآر اهللا سبحانه حال سميها وق . ونرنظ يم هالا وهد رونيعطتس يال فمهتهبتة فتغم بهيتأ تل ب: قال تعالى. الخوف الشديد المفاجئ أثناء وصفه ليوم القيامة

وهيئة ، صاحب انفعال الخوف تغيرات آثيرة تحدث في الوظائف الفسيولوجية الحشوية وفي مالمح الوجه ونبرات الصوت وي .ا هدده وتثير فيه انفعال الخوف باالبتعاد عنها والهرب منهت

: أنواع الخوف . )الخوف من الفقر و، الناسالخوف من و ، الخوف من الموتو ، الخوف من اهللا(: وقد ذآر القرآن بعض مخاوف اإلنسان الهامة مثل، إن األشياء التي يخافها اإلنسان آثيرة

: الخوف من اهللا-أا نه ، إلى تقوى اهللا واسترضائه فهو يدفعه دائما ، الخوف من اهللا هام جدا في حياة المؤمن رك م ه ىوإتباع منهجه وت ه وي. عن ان ب ا في اإليم ر الخوف من اهللا رآن ا ، عتب وأساس

. يمظم عو يابذ عيب رتيص عن إافخي أن إلق : قال تعالى .هاما في تكوين شخصية المؤمن

: الخوف من الموت-بسالم .الخوف شائع بين الناس عامة لم يسلم منه أحد حتى نبي اهللا موسى عليه السالم فقد خاف أن يقتله فرعون وهذا النوع من ه ال سان موسى علي ى ل رآن عل ا ذآر الق ال .آم ق

والخوف .ا في حاالت الحروب وخاصة بين الجنود الذين يرسلون إلى ميدان القتال ويبدو الخوف من الموت واضح . ونلتقن ي أافخأسا فف نمهن م تلت ق ين إ يب ر الق : تعالى و نوآذلك الملحدون الذين ال يؤمنو .من الموت يكون بال شك شديدا على العاصين الذين يخشون أن يحل بهم الموت قبل أن يتوبوا م ال يعرف ن بالبعث فهم يخافون من الموت ألنه

.ف يؤدي بهم إلى أي مصير مجهول سو

: الخوف من الفقر-جاس ين الن ه وأوالده . أيضا يعتبر الخوف من الفقر من المخاوف الشائعة ب ه وقوت زوجت ه لكسب قوت سعي في حيات م ال سان دائ سه ، فاإلن ئ لنف اة ولكي يهي وألسرته أسباب الحي

زع ، جهد والتعب والمشقة ويتحمل اإلنسان عادة في سبيل آسب رزقه آثيرا من ال. الهانئة اآلمنة ل . وإن أي خطر يمكن أن يهدده في رزقه يثير فيه الخوف والف ان العرب قب وآ . ماهيإ ومكقزر ننحن قالم إن ممآدالو أوالتق تالو : قال تعالى . وأخبرهم بأن رزقهم ورزق أوالدهم بيد اهللا ، اإلسالم يقتلون أوالدهم خشية الفقر فنهاهم القرآن عن ذلك

: الخوف من الناس -دى خوف موسى . فكثير من الناس يخافون أن يبطش بهم األقوياء وذووا النفوذ والسلطان والطغاة والظالمون . وهو من المخاوف الشائعة بين آثير من الناس رآن إل د أشار الق وق

. ىغطن ي أو أآنيل عطرفن ي أافخا ننن إآنب راالق : تعالى قال .وهارون عليهما السالم من بطش فرعون

: انفعال الغضب-٢ه م . حيث أنه يساعده على حفظ ذاته ، الغضب انفعال هام يؤدي وظيفة هامة لإلنسان ا يمكن دفاع فحينما يغضب اإلنسان تزداد طاقته على القيام بالمجهود العضلي العنيف مم ن ال

ة من الغضب في سبيل . وقد نوه القرآن باستخدام الشدة مع الكفار الذين يقاومون انتشار اإلسالم . عن النفس أو التغلب على العقبات التي تعوقه عن أهدافه الهامة وهي شدة نابعرآن وصف . مهني بءآم ح رارف كلى ال عءآدش أهع مينذال وهللا اولسد رمحم : فقال في وصف الرسول والذين معه من المؤمنين . اهللا وفي سبيل نشر دعوته د جاء في الق وق

س . النفعال الغضب وتأثيره في سلوك اإلنسان م ال امري من نجد ذلك فيما ذآره القرآن عن غضب موسى عليه السالم حينما عاد إلى قومه ووجدهم يعبدون العجل الذي صنعه لهس بالفا ق س أانبض غ هم وى قل ى إوس معجا رملو :قال تعالى . برأس أخيه يجره إليه معاتبا فألقى األلواح وأمسك ، الذهب ى أن . يدع ن بي م ونم تفلا خمئ سان إل ل اإلن ويمي

ة يستجيب النفعال الغضب بتوجيه العدوان إلى العقبات التي ود اجتماعي ة أو قي ق مادي ات أشخاصا أو عوائ ذه العقب ه سواء آانت ه ه أو تحقيق أهداف ر أن ، تعوق إشباع دوافع غيسبب الحقيقي في م ال وا ه م يكون سان أو ل ة التي حالت دون تحقيق أهداف اإلن ة العقب م في الحقيق ارة آثيرا ما يحدث أن ينقل الغضب أو ينقل إلى أشخاص آخرين لم يكونوا ه إث

ل الغضب ف . مكن أن يلحق به من عقاب لما ي ، ولكنه ال يستطيع أن يظهر غضبه نحوه ، قد يغضب اإلنسان من شخص ما ف . انفعال الغضب د ينق ة ق ذه الحال ل ه في مث . النقل عرف هذه الحالة بوت . نحو ذاتهفيقوم بتحطيمها أو قد يتجه إلى ذاته فيقوم ببعض السلوك العدائي . ويتجه نحو أشخاص آخرين أو إلى أشياء مادية

ال ومهونبحء تالو أمنتاأه : قال تعالى. وذآر أنهم يعضون أناملهم من المؤمنين، وذلك حينما وصف المنافقين، وقد أشار القرآن إلى عملية نقل العدوان وتوجيهه إلى الذات . وردلص ااتذ بيمل عهللا ان إمكظيغ بواوت مل قظيغل ان ملامنأل امكيل عواض علواا خذإا ونم ءاواال قموآقا لذإ وهل آابتكال بوننمؤت ومكونبحي

: انفعال الحب-٣ه وهو الرباط الوثيق الذي يربط اإلنسان بربه ويجعله ي ، ياة الزوجية وتكوين العالقات اإلنسانية الحميمة فهو أساس الح . يلعب الحب دورا هاما في حياة اإلنسان . خلص في عبادت

ات و يحب الرسول ويحب الكون آله بما فيه من م ، و يحب المال، و يحب زوجته وأوالده، فقد يحب اإلنسان ذاته : ويظهر الحب في حياة اإلنسان في صور مختلفة وإن . خلوق .حب المؤمن الكامل اإليمان يجب أن يكون حبا خالصا لوجه اهللا سبحانه وتعالى

: حب الذات-أده ، وقد عبر القرآن عن هذا الحب الفطري في اإلنسان لذاته . يرتبط حب الذات ارتباطا وثيقا بدافع حفظ الذات دها وينفعه اوميله إلى طلب آل ما يفي ا يفي ى طلب م وتجنب ، ا إل

: قال تعالى . وء و األذى وذلك حينما ذآر على لسان النبي عليه الصالة والسالم أنه لو آان يعلم الغيب ألستكثر من الخير لنفسه ولدفع عنها ما الس. آل ما يضرها ويسوؤها وءلس ايسنا مم وريخل ا ن م ترثكتس ال بيغل ا ملع أ تن آ ولو . سه وأن ي، حقق به جميع رغباتهالذي يستطيع أن ي ) حبه الشديد للمال (ومن مظاهر حب اإلنسان لذاته ئ لنف هي

الخير أنه دائم ا( ومن مظاهر حب اإلنسان لذاته أيضا . يددش لريخل ابح لهنإو : قال تعالى .جميع أسباب الراحة والرفاهية في الحياة سه ب ر )لدعاء لنف ال وصحة وغي من م .ذلك من خيرات الحياة ونعمها

: حب الناس-به لكي ، ب يزداد بالتدريجويأخذ هذا الح ، بار الذين من حوله يأخذ جزء من حبه يتعلق بهم عندما ينمو الطفل ويأخذ في التفاعل مع غيره من األطفال والك ويتعلم الطفل بالتجربة أن

راط ويساع. به للناس اآلخرين وأن يعمل على موازنته بح، انيته به لذاته وأن مع الناس اآلخرين يجب عليه أن يحد من ح عيش في تآلف وانسجام يستطيع أن ي د التدين على عدم اإلف .) لنفسه يحب ما ألخيهحب يحتى أحدآم يؤمن ال بيده نفسي والذي (: قال صلى اهللا عليه وسلم. من خالل الحث على محبة الناس اآلخرين ، ب اإلنسان لذاته في ح

: الحب الجنسي-ج هاتي آنمو : قال تعالى .وهو ضروري الستمرار الحياة ، فهو الذي يعمل على استمرار التآلف واالنسجام والتعاون بين الزوجين ، يرتبط الحب بالدافع الجنسي ارتباطا وثيقا

ولكن يدعوا فقط إلى السيطرة ، واإلسالم ال ينكر هذا الحب ويعترف به. ونركفتم يوق لاتي آلكلي ذن ف إةمحرة ودو ممكني بلعجا وهيل إوانكستاجا لوز أمكسنف أنم مك لقل خنأ .) الزواج (عليه وإشباعه بالطريق المشروع وهو

: الحب األبوي -دذا الحد . عتبر الحب األبوي أحد األمور الفطرية في اإلنسان يتضح هذا الحب في سلوك آل من األبوين ي د ه ك عن فاألم مثال تتحمل مشاق الحمل والوالدة والرضاعة وال يقف ذل

ل ، ات حياته فهي تظل ترعى هذا االبن رعاية خاصة طوال فتر. فقط بل يتعداه إلى أآثر من ذلك بكثير ك الطف ر هو ذل ا وإن آب ذي يظل في نظره ا ال ى ابنه الخوف عل وتشعر با طولما آان األب ال يرتب . الصغير الذي يحتاج إلى رعايتها واهتمامها وحنانها ربط األم بأبنائه سيولوجية التي ت ذه االرتباطات الف نفس المحدثين ال . بأبنائه بمثل ه اء ال إن علم ف

ائهم .بوة دافعا فسيولوجيا آدافع األمومة ولكنهم يعتبرونه دافعا نفسيا دافع األ نيعتبرو اء ألبن م ، ويظهر دافع األبوة واضحا في حب اآلب ة وسرور له م مصدر متع ومصدر ، فهه . ا الحب األبوي في عدة مواضع وقد أشار القرآن الكريم إلى هذ . وفي بقاء ذآراه بعد موته ، وعامل هام في استمرار دور األب في الحياة ، قوه وجاه ا علي فمثال عند دعاء زآري

ي ائ ر ون م يالوم ل اتف خين إ ويا ق شيب ركائعدن بآ أملبا وي شسأرل العتشأ وين ممظعل انه وين إيب رال ق: قال تعالى .السالم ربه أن يهبه غالما يرثه ويرث آل يعقوب . يا ض ريبر هلعجأ ووبقع يل ءان مثري ونيثري يال ونكد لني م لبهرا فاق عتيأر امتانآو

ا ، يه األصغر وقد صور القرآن آذلك الحب األبوي من خالل ذآره لحب يعقوب عليه السالم البنه يوسف عليه السالم وأخ دون عليهم ا ويحق ارون منهم ه يغ ال .مما جعل إخوت قمر ذهاب ويظهر الحب األبوي أيضا حينما عارض يعقوب عليه السالم في أول األ . ينبل م الي ض فا ل انب أ ن إ هبص ع نحنا و نا م ينب أ لى إ بح أ هوخأ و فوسي ل واال ق ذإ : تعالى

. ونلاف غهن عمتنأ وبئذل اهلآأ ين أافخأ وه بوابهذ تن أنينزحيلإني الق : قال تعالى .يوسف عليه السالم مع أخوته خوفا عليه

: حب اهللا -هـه هللا سبح ب عند ا إن ذروة الح الى إلنسان وأآثره سموا وصفاء هو حب ة لطاعة اهللا وطاعة رسوله وح . انه وتع وة الدافع ؤمن وهو الق ة آل م الى هو غاي اهللا سبحانه . ب اهللا تع ف

لم . وتعالى جعل هنالك دالئل يستطيع المؤمن من خاللها أن يقيس صدق إيمانه وحبه هللا ه وس شديد لرسول اهللا صلى اهللا علي الى . ومن هذه الدالئل حبه الصادق ال ال تع لق : قا سواهما . يمح ر ورف غ اهللا و مكوبن ذ مك ل رفغي و هللا ا مكببي يح ونعتبأ ف هللا ا ونبح ت متن آ نإ ه مم صا لوجه اهللا ، وأن يكون اهللا ورسوله أحب إلي ه خال ال صلى اهللا . وأن يكون حب ق

نه أرك ا يم آرف لكي ا ف ودع ي نه أ رك ي نأو، ال هللا إ هب يح ال ءرم ل ا ب يح نأو، ا ماهوا س م م هي ل إ بح أ هولس ر و هللا ا ونك ي نأ : انيمإل ا ةوال ح دج و يه آن ف ن م اثال ث ( :عليه وسلم .) ارلني ا فه بفذيق

:رسول حب ال-وة تعالى في ذروة السمو والصفاء ح ب اهللا ويأتي بعد ح اب والحكم م الكت زآيهم ويعلمه ديهم وي المين ليه ة للع الى رحم له اهللا تع ذي أرس لم ال ه وس ذي . ب الرسول صلى اهللا علي وال

الى وقد أتى حب الرسول صلى اهللا ع . ورسوله للناس آافة ، اصطفاه اهللا تعالى ليكون خاتم النبيين ا بحب اهللا سبحانه وتع ه ، ليه وسلم مقترن ببا ل الى . وس ال تع متن آن إلق : قه والمؤمن الصادق اإليمان يتخذ من الرسول صلى اهللا عليه وسلم . يمح ر ورف غ اهللا و مكوبن ذ مك ل رفغي و هللا ا مكببحي ي ونعتبا ف هللا ا ونبحت ه في أخالق دي ب ذي يقت ، المثل األعلى ال

. يراث آهللا ارآذ ورخآل امويال وهللا اواجر يان آنم لهنسة حوس أهللا اولسي ر فمك لان آدقل : قال تعالى . ويحذو حذوه في سلوآه ويهتدي بسيرته العطرة

:الكرهانفعال -٤ل .الكره انفعال مضاد النفعال الحب ذا ، وهو عبارة عن شعور بعدم االستحسان وعدم التقب ر ه اد عن الموضوعات التي تثي ة في االبتع النفور واالشمئزاز ورغب شعور ب أو ال

ات ب هو أساس الحياة الزوجية إال أنه قد وبالرغم أن الح . سواء آانت أشخاصا أو أشياء أو أفعاال ، الشعور رة المشاحنات والخالف يحدث أحيانا بين الزوجين من سوء التفاهم وآثه ف هللال ا ع جيو ئاي ش واهرك ت نى أ سع ف نوهمتهر آ إن ف وفرعمال ب نوهراشعو : قال تعالى . ما قد يؤدي إلى نشؤ الكراهية بينهما را ثرا آ ي خ ي س . ي سه ويحب واإلن ان يحب نف

ه وقد وصف القرآن آره اإلنسان للقتال. لذلك يكره اإلنسان القتال لما فيه من احتماالت الموت أو إلحاق األذى بالنفس . ويكره الموت وآل ما يؤذيه ويؤلمه ، الخير لنفسه في قول . مك له آروه والتقل امكيل عبآت : تعالى

:عال الفرح انف -٥سان .وحصل على ما يجب أن يحصل عليه من مال أو نفوذ أو نجاح أو علم ، يشعر اإلنسان بانفعال الفرح أو السرور إذا نال ما تمناه ى أهداف اإلن سبي يتوقف عل والفرح أمر ن

.تحقيق هذا الهدف باعثا على فرحه وسروره فمن آان هدفه في هذه الحياة جمع المال والحصول على القوة والنفوذ آان نجاحه في . في الحياة : وينقسم الفرح إلى قسمين

وظهور الحق، فرح المؤمن النتصار المسلمين على الكفار وإعالء آلمة الدين ( مثل، ألهداف أخروية : فرح أخروي و.آما أشرنا سابقا ، ألهداف دنيوية : فرح دنيوي . ونلمع يواانا آ منسحأم بهرج أمهنيزجنلة وبياة طي حهنييحنل فنمؤ موهى وثن أور أآ ذنحا مال صلم عنم : الىقال تع .) ودثر الباطل والظلم ،والعدل

: انفعال الحزن -٦ام ، أو إذا حلت به آارثة ما، ان شخصا عزيزا أو شيئا ذا قيمة آبيرة وهو يحدث إذا فقد اإلنس، الحزن انفعال مضاد للفرح والسرور ر ه رآن . أو فشل في تحقيق أم د أشار الق وق

ا دا عنه ه الموج بعي ا . النفعال الحزن عندما ذآر قصة أم موسى عليه السالم حينما ابتعد عنها ابنها بعد أن وضعته في صندوق وألقت به في النهر وقذف ب ال تع اهن ددرف : لى قف : قال تعالى . ووصف القرآن حزن يعقوب من فقد ابنه يوسف عليهما السالم . نزح ت الا و هني ع رق ت ي آ هملى أ إ ا أس ال ي اه من يوتولى عنهم وق ى يوسف وأبيضت عين عل

ا وذآر القرآن أيضا شعور الحزن الذي ألم . فهو آظيم الحزن ار يطاردونهم ان الكف ار وآ بأبي بكر الصديق رضي اهللا عنه حينما آان مع الرسول عليه الصالة والسالم في الغ . انع مهللان ا إنزح ت الهباحص لولق يذإ : قال تعالى .للفتك بهما

: انفعال الغيرة -٧ادة سان ع ره الغيرة انفعال مكدر بغيض يشعر به اإلن ى شخص آخر غي ه إل ه أو حب وب يوجه انتباه ا . إذا شعر أن المحب رة م واع الغي ذلك ومن أن ين الزوجات وآ د يحصل ب ق

ه وقد وصف القرآن هذا النوع من الغيرة بين اإلخوة في ذآره لقصة يوسف عليه ال . اإلخوة إذا ما شعر أحدهم أن والديه أو أحدهما يحب أحد إخوته أآثر منه بين .سالم مع إخوتا و قهدع بن م واون كت وميكب أهج ومك للخ ضا ي ر أوهح رطو ا أفوس يوال تأق ينب ل مالي ض ف ا لانبن أ إةبص عنحنا ونا مينب ألى إبح أوهخأ وفوسي لواالذ قإ : قال تعالى م

. ينحالص

: انفعال الحسد -٨ ه :مذموم شرعا الحسد نوعان أحدهما ا عن ي زواله ا وتمن ر مطلق اني . وهو آراهية رؤية النعمة على الغي وع الث ود : والن ا يعرف شرعا محم ـ وهو م ى " الغبطة " ب ه يتمن وفي

. وخاصة إذا آانت النعمة التي يتمنى اإلنسان الحصول عليها محمودة شرعا ، وهذا النوع ليس مذموما مطلقا ، والها عنه اإلنسان أن يكون لديه مثل النعمة التي لدى الغير دون ز ى . يل اهللافي سب يكون لديه مال آثير لينفقه في سبيل اهللا مثل شخص آخر ثري ينفق ماله أو أن ، آأن يتمنى مثال أن يكون حافظا للقرآن مثل غيره من حفاظ القرآن وفي هذا المعن

ار : ال حسد إال في اثنتين (: قال صلى اهللا عليه وسلم اء النه ل وآن اء اللي ار ، رجل آتاه اهللا القرآن فهو يقوم به آن اء النه ل وآن اء اللي ه آن و ينفق اال فه اه اهللا م ل آت د أشار . ) ورج وق اهللا به موحسدهم للمؤمنين على ما خصه، اهللا به من فضل النبوةهعليه الصالة والسالم على ما خصشرآين للنبي وصف حسد اليهود والمالقرآن إلى الحسد المذموم حينما

لضفلو ا ذاهللا واءش ين مهتمحر بصتخ ياهللا ومكب رن مريخ ن ممكيل علزن ين أينآرشمل اال وابتكل اله أن موارف آينذل ادوا يم : قال تعالى . من فضل اإليمان والهداية . دسا حذد إاس حر شنمو : قال تعالى . وقد أمرنا اهللا سبحانه وتعالى أن نستعيذ من شر الحاسدين . يمظعلا

: انفعال الندم -٩ولوم اإلنسان لنفسه وندمه على ما فعل من العوامل . وتمنيه لو أنه لم يفعل ذلك ، ولومه لنفسه على ما فعل ، شأ عن شعور اإلنسان بالذنب وأسفه على ارتكابه الندم حالة انفعالية تن

ه سلوك ولذلك فقد أقسم اهللا سبحان . الهامة في تقويم شخصيته ويدفعه إلى تجنب األفعال المشينة التي تسبب له الندم ولوم النفس ا في توجي ديرا ألهميته ة تق النفس اللوام ه وتعالى بنفس وم ال دم ول الى . اإلنسان إلى االبتعاد عن المعاصي التي تسبب له الن ال تع سان . ةام لول اسفالن ب مسق أالو ةام يقل اموي بمسق أال : ق ه اإلن دم شعر ب ا حدث ، وأول ن م

ى . ا آدم وحواء عليهما السالم وهما في الجنة وقبل هبوطهما إلى األرض ألبوين ا إل دم وتوجه شعرا بالن عندما عصيا أمر ربهما وأآال من الشجرة التي نهاهما عن االقتراب منها ف . ينراسخل ان منونكنا لنمحرتا ون لرفغ تمن لإا ونسنف أانملا ظنب راالق : قال تعالى .اهللا سبحانه يطلبان منه المغفرة والتوبة

:الحياء انفعال -١٠دة . وهو يعتري اإلنسان إذا خاف أن يرى الناس فيه ما يمكن أن يعاب أو يذم . الحياء انفعال مرآب فيه عناصر من الخجل والخوف سانية الحمي دفع ، وهو من السمات اإلن ه ي ألن

سالم من فرعون . ة نسان إلى تجنب األفعال القبيحة المعيب اإل ه ال ره لقصة هرب موسى علي اء ذآ اء أثن ال الحي ى انفع رآن إل دين ، وقد أشار الق ى أرض م ه إل قايته ، والتجائ وس

ى م ، لفتاتين آانتا واقفتين بجانب البئر ا وعادت إحدى الفتاتين إليه بعد ذلك تمشي إليه في استحياء ودعته إل قايته لهم ى س أجره عل ا لي ة أبيه الى . قابل ال تع ا ماهدح إ هت اءجف : ق . ان لتيقا س مرج أكيزجي لوكعدي يب أن إتال قياءحتس الىي عشمت

: انفعال الخزي -١١افقون .العار الخزي هو الخجل المصحوب بالشعور بالمهانة والذل والفضيحة و ا المشرآون والمن شعر به ة الخزي التي ي وقد وردت في القرآن آثير من اآليات التي تصف حال

. ونر ينص المهى وزخ أةر اآلخابذعلوا ينلد ااةيلحي ا فيزخل اابذ عمهيقذن لاتسح ناميي أرا فصريحا ص رمهيلا عنلسرفأ : قال تعالى . في الدنيا واآلخرة

: انفعال الزهو -١٢سمة سلوآية تتميز بها شخصياتهم وقد يصبح الزهو عند بعض الناس . وهي اإلعجاب بالنفس والغرور والتعاظم والكبرياء ، الزهو حالة انفعالية معقدة نالحظها بين بعض الناس

تكبار واإلعجاب بالنفس يؤدي ر واس ول .إلى التعاظم والتعالي على الناس ومعاملتهم في تحقي ادهم في قب افقين وعن تكبار المشرآين والمن ات اس ر من اآلي رآن في آثي د ذم الق وقرا الى . الحق تكب ال تع لا قذإو : ق ن . ونربكتسم مه ووندص يمهتيأر ومهوسء راوو لهللا اولس رمك لرفغتس يواالع تمه لي ا م ون نموذج صة فرع ي ق رآن ف ا الق ويعطين

. يري غهل إنم مك لتملا ع مألملا اهيأ ينوعر فالقو : قال تعالى .الشخصيات المتطرفة في الزهو والتعالي واالستكبار

: فعاالتالسيطرة على االنه ، بالرغم من الفوائد الهامة لالنفعاالت في حياة اإلنسان سية ، حيث أنها تعينه على حفظ ذاته وبقائ ة والنف سان البدني ضر بصحة اإلن ا ي رآن . إال أن اإلسراف فيه د حرص الق وق

.رف معرفة علمية دقيقة إال في العصر الحديث لما في ذلك من فوائد صحية آثيرة لم تع، على موضوع ضبط االنفعاالت والسيطرة عليها

.ف السيطرة على انفعال الخو-١ة ، انفعال الخوف مفيد لإلنسان ألنه يدفعه إلى اتقاء األخطار التي تهدد حياته دده بأخطار حقيقي ا يه ا م يس فيه رة ل ياء آثي ، أما إذا أسرف اإلنسان في خوفه فأصبح يخاف من أش

ر الخوف في .ووجود مثل هذه المخاوف الكثيرة يعتبر دليال على اضطراب الشخصية . في هذه الحالة مضرا فإن الخوف يصبح أنها أن تثي األمور التي من ش ق ب وأما فيما يتعل . إلى عدم الخوف منها فلقد حرص القرآن على أن يوجه الناس .) الفقر وآالموت (الناس عادة

: من الموت ف السيطرة على الخو-أل ا زائ ة وأن نعيمه دنيا فاني اة ال رآن أن الحي ا الق زو ، فيما يتعلق بالخوف من الموت فقد بين لن د ال ي ا خال ة وأن نعيمه اة الباقي اة اآلخرة هي الحي يس إال .لوأن الحي وأن الموت ل

ان ال يخاف الموت لذلك فإن المؤمن ا . مرحلة تنقلنا من هذه الحياة الفانية إلى الحياة الخالدة ا ، لصادق اإليم دة التي وعد اهللا به اة الخال يم الحي ى نع ينقله إل م أن الموت س ه يعل ألند . عباده المتقين يم خال ؤمنين من نع بي ، وآان هذا اإليمان بالحياة اآلخرة الباقية وما وعد اهللا تعالى الم اتلون في س ل يق سلمين األوائ ة التي جعلت الم ل اهللا في من العوامل الهام

ة ، شجاعة ال يهابون الموت يم الجن الى . بل على العكس تماما فهم يتمنون الشهادة في سبيل اهللا والفوز بنع ال تع ا ب وم أهللا ايلبي س ف وال ت قينذل ن ابسح تالو : ق د اء عي ح ألات نينقلهم وآان المؤمنون الصاد . ونقز ير مهبر ه س م يعلمون أن قوا اإليمان يعلمون يقينا أن الموت حق وأنه ال مفر منه فكانوا يتقبلونه آأمر واقعي محتوم بال خوف أو جزع ألنه

. ونعجرا تنلي إم ثتومل اةقائس ذف نلآ : قال تعالى .إلى حياة البقاء والخلود

:وف من الفقر السيطرة على الخ-بر .وهو الرزاق ذو القوة المتين . الرزق بيد اهللا سبحانه وتعالى المؤمن الصادق اإليمان يعلم يقينا أن ف، وأوصانا القرآن بعدم الخوف من الفقر ال . فال داعي إذن للخوف من الفق ق

. وندوعا تم ومكقز راءملسي افو : وقال تعالى . ينتمل اةوقلو ا ذزاقرل او ههللان اإ : تعالى

: السيطرة على الخوف من الناس-جن ، فهو يعلم أن الناس ال يستطيعون أن يضروه إال بما آتب اهللا عليه ، إن المؤمن الصادق اإليمان ال يخاف الناس د اهللا اب لم لعب ه وس اس مصداقا لقول الرسول صلى اهللا علي : عب

) . الحديث......وك إال بشيء قد آتبه اهللا عليك وك لم يضرولو اجتمعوا على أن يضر. أعلم أن األمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إال بشيء قد آتبه اهللا لك ...... (

ه يخاف الموت أو ، القول إذن أن الخوف الحقيقي الذي يشعر به المؤمن هو الخوف من اهللا صةوخال ر ألن إيمانه باهللا ال يجعل اس أو الفق ا هو يخاف . أو أي شيء آخر الن وإنم . عذابه ويرجوا رضاه ورحمته ودخول جناته سخطه وفقط من غضب اهللا و

. السيطرة على انفعال الغضب -٢ . ويفقد قدرته على إصدار األحكام الصحيحة، تفكيرهفحينما يغضب اإلنسان يتعطل ، وأوصانا القرآن أيضا بالتحكم في انفعال الغضب

: والسيطرة على انفعال الغضب مفيد من عدة وجوه . قدرة اإلنسان على التفكير السليم وإصدار األحكام الصحيحة:أوال

والتي من الممكن أن توجه توجيها خاطئا ، سببها زيادة إفراز الكبد للسكر ينتابه التوتر البدني الناشئ عن زيادة الطاقة التي تفال، االحتفاظ بقدر من االتزان البدني:ثانيا . لالعتداء على اآلخرين بدنيا أو لفظيا

. عه لمراجعة نفسه التحكم في انفعال الغضب وعدم االعتداء على الغير بدنيا أو لفظيا واالستمرار في معاملتهم بالحسنى من شأنه أن يبعث الهدوء في نفس الخصم ويدف:ثالثاالى .ويساعدهم على حسن العالقات اإلنسانية بوجه عام ، وال شك أن ذلك يؤدي إلى آسب صداقة الناس ومحبتهم ال تع ة اود ع هن يب وكن يي بذل ا اذإ ف نسح أيي ه تال ب عف دا : ق

. يممي حل وهنأآ

. عال الحب السيطرة على انف-٣ا عن . وفي حبنا ألصدقائنا وعشيرتنا ووطنا وأموالنا وممتلكاتنا ، من آباء أو أزواج أو أوالد اوأوصانا القرآن بالتحكم في حبنا ألنفسنا وألهلن حتى ال ينسينا آل ذلك حبنا هللا ويلهين

و ، وأن حب المؤمن هللا تعالى يفوق حبه ألي شيء آخر . طاعته والجهاد في سبيله اء واألزواج واألوالد واألصدقاء فه اس آاآلب ى أقرب الن ا حت اس جميع ه للن وق حب ا . يف وإذا م واحفصت وواف عن تإ وموهرذح أ فمك ا لود ع مآ دالوأ ومك اجوز أنن م إوان آمينذلا اهيأي : قال تعالى . حب المؤمن هللا مع حبه ألي من هؤالء جميعا فإنه يختار حب اهللا ضتعاره . يمظر عجه أند عاهللاة ونت فمآدالوأ ومكالوما أنمإ يمحور رف غهللا انإ فوارفغتو ه ألهل ى حب سان عل ى سيطرة اإلن ه عل وضرب اهللا مثال بإبراهيم عليه السالم ومن آمن مع

ر إمهموق لواال قذ إهع مينذلا و يماهربي إ ف ةنسة ح وس أ مك ل تان آ دق : قال تعالى .وترجيح آفة حب اهللا على حب األهل والعشيرة ا ب ا ن رف آهللا اونن د م وندب عا تم م ومكن م ؤاآءن . هدح واهللا بوانمؤى تتدا حباء أضغبلاة واودعل امكنيبا وننيا بدب ومكب

. السيطرة على انفعال الزهو والكبرياء-٤ال الزهو الى .نهانا القرآن في آثير من اآليات عن الزهو والكبرياء والتعالي على الناس آما مر معنا سابقا أثناء حديثنا عن انفع ال تع ا إ ر مضرألي ا ف شم تالو : ق ن ل كن ح

. وال طالبجل اغلبن تل وضرأل اقرخت

. السيطرة على انفعال الحزن والفرح-٥وال أو ، بنا من نوائب الدهر وآوارثه فال يجب أن نسرف في الحزن على ما يصي . أوصانا القرآن بالسيطرة على آل من انفعال الحزن والفرح اء أو األم نفس أو األبن سواء في ال

اخر ، أو نناله من نجاح أو تفوق أو شهرة أو جاه ، آما ال يجب أن نسرف في الفرح على ما يأتينا من خير . الممتلكات تكبار والتف فكل . وال يجب أن يدفعنا ذلك إلى الزهو واالسه ، وما يجدي حزننا أو فرحنا وزهونا في تغيير ما حدث . وثابت في علم اهللا من قبل أن يحدث لنا ، ر فهو مكتوب في اللوح المخطوط ما يلحق بنا من خير أو ش أو في االحتفاظ ب

ا م بواح رف تال ومكاتا ف ملى عواسأ تكي ال ل يرس يهللا الى علكن ذا إهأربن ن ألبن ق مابتي آ فال إمكسفني أ فال وضرألي ابة ف يصن م م ابصا أ م : قال تعالى . وعدم زواله . ورخال فتخ مل آب يح الاهللا وماآآت

ا صادقا . والسيطرة عليها ، ا والتحكم فيه ، فإن اهللا سبحانه وتعالى يوصينا بضبط انفعاالتنا ، وعلى وجه عام رآن ، وأن اإليمان باهللا إيمان ا في الق ذي رسمه لن اع منهجه ال ، وإتب .وبينه لنا الرسول صلوات اهللا عليه وسالمه يمدنا بعزيمة وقوة إرادة تمكننا من التحكم في انفعاالتنا والسيطرة عليها

اإلدراك احلسي يف القرآن

تأثري الدوافع والقيم يف اخلداع البصرياحلواس اجللدية أ�واع احلواسوسائل اإلدراك واملعرفة اال�تباه واإلدراك

دراك احلسي اخلارج اإل احلواسعن �طاق

االستشفاف مسعيه باحلرارةاإلحساس السراب احلواس

االبتعاد والنفور من املوضوعات اليت افتاالسته

تتعارض مع الرغبات واألهواء بصريه اإلحساس بالربودة العقل

اإلحساس باألمل التخاطر مشيه

حتريف وتشويه حلقيقة األمور

واألشياءاإلحساس باللمس والضغط تذوقيه

ملسيه

الثالثالفصل : في القرآناإلدراك الحسي

اء االت ، لقد شاء اهللا سبحانه وتعالى أن يزود اإلنسان وآذلك الحيوان بكل اإلمكانات والوظائف الضرورية للحياة والبق دوافع واالنفع ى ال ا باإلضافة إل درآان ، فزودهم أجهزة ي بائن الحي ، واإلدراك الحسي وظيفة هامة في الحياة . آما يدرآان بها عالمهما الداخلي وما يحدث فيه من تغيرات ، بها العالم الخارجي وما يدور حولهما من أحداث درك الك ه ي فب

سمع ( ويتم إدراآنا للعالم الخارجي بالحواس الظاهرة وهي . وما يفيده فيسعى إليه ، ما يؤذيه فيتجنبه شم ال ذوق و البصر و ال ة و الحواس الج و ال ق ، )لدي تم عن طري ا ي آمالم الخارجي ،آالجوع و العطش اإلحساس الداخلي إدراآنا لما يحدث في بدننا من اختالل في االتزان العضوي والكيميائي أو ، مما يجعنا نقوم بالسلوك المالئم سواء لظروف الع

ائي لسد النقص في أنسجة البدن وإعادته إلى حالته السابقة من االتزان العضوي و ا . الكيمي شترك فيه ة ي وان واإلدراك الحسي وظيف سان والحي ر أن اهللا سبحانه . آل من اإلن غيوان ا عن الحي ز به ل ، وتعالى قد خص اإلنسان بوظيفة إدراآية أخرى هامة يتمي ياء المحسوسة ، أال وهي العق ه عن األش و بإدراآ سان أن يعل ستطيع اإلن ه ي ذي ب فيفكر في ، ال

. والباطل والحق ، والفضيلة والرذيلة ، المعاني المجردة آالخير والشر

ر من . اإلنسان في اإلدراك والمعرفة الحواس والعقل وسيلتان يستعين بهما : وسائل اإلدراك والمعرفة ة في آثي ة اليقيني ى المعرف افيتين وحدهما للوصول إل ر آ ا غي ولكنهمة من اهللا سبحانه ، سه أو بعقله فهما ال يستطيعان مثال معرفة األمور الغيبية التي ال يستطيع أن يدرآها اإلنسان بح . األمور سان المعرف ولذلك يصبح من الضروري أن يتلقى اإلن

ام ، ويتلقى اإلنسان هذه المعرفة من اهللا تعالى عن طريق الرسل واألنبياء . وتعالى لكي ينظم حياته على األرض بما يكفل له تحقيق السعادة في الدنيا واآلخرة ق اإلله أو عن طري . اهللا به بعض أوليائه اإللهي الذي يخص

فهو يتأثر بما يقع عليه من مؤثرات خارجية محدثة إحساسات مختلفة هي األساس ، وظائفها أداءثم ال يلبث أن تبدأ حواسه في ، ولد الطفل ال يعلم شيئا ي :الحواس في القرآن ون : قال تعالى في آثير من اآليات رآن الكريم إلى هذه الحقيقة وقد أشار الق . الذي يتكون منه فيما بعد إدراآه ومعرفته بالعالم الخارجي واهللا أخرجكم من بطون أمهاتكم ال تعلم

.شيئا وجعل لكم السمع واألبصار واألفئدة لعلكم تشكرون

: ن من أدوات اإلحساس وذلك ألسباب واآتفى القرآن بذآر السمع والبصر آأداتي .ألهميتهما القصوى في عملية اإلدراك الحسي : أوال غ .للداللة على أهمية جميع الحواس في عملية اإلدراك الحسي ألن في ذآرهما ما يكفي : ثانيا ذي يكتفي ، وهذه خاصة من خصائص أسلوب القرآن الذي يتميز باإليجاز البلي وال

. ويتغاضى عن التفصيالت ، شارة إلى الحقائق األساسية العامة بالتلميح واإل

:وذلك فيما يبدو لعدة اعتبارات ، ويأتي ذآر السمع في القرآن قبل اإلبصار في آثير من اآليات ذر ، بصره أن يتعلم اللغة ويحصل العلوم فمن الممكن لإلنسان إذا فقد . وتحصيل العلوم ، إن السمع أهم من البصر في عملية اإلدراك الحسي والتعلم : أوال ولكنه إذا فقد سمعه تع

ة " وهي من أهم أدوات التفكير وتحصيل العلوم " ومما يدل على أهمية السمع في اإلدراك وفي تعلم اللغة . عليه تعلم اللغة وتحصيل العلوم ل للدالل أن القرآن ذآره وحده مع العقر . يرعلس اابحصي أا فنا آ ملقع نو أعمسا نن آو لواالقو : قال تعالى . عقل على العالقة الوثيقة بينه وبين ال ذآر في آثي رآن ي إن الق ل ف ولهذه العالقة الوثيقة بين السمع والعق

.نا مناديا ينادي لإليمان أن أمنوا بربكم فأمنا ربنا إننا سمع : قال تعالى . من اآليات السمع بمعنى الفهم والتدبر والتعقل رى ، إن حاسة السمع تعمل عقب الوالدة مباشرة حيث يستطيع المولود أن يسمع األصوات عقب والدته مباشرة :ثانيا ستطيع أن ي زمن لكي ي رة من ال ى فت د إل اج الولي بينما يحت

. األشياء بوضوح

ه ، إن حاسة السمع تؤدي وظيفتها باستمرار دون توقف :الثا ث سان عيني ام ، بينما حاسة البصر قد تتوقف عن أداء وظيفتها إذا أغمض اإلن شديد أن . أو إذا ن ستطيع الصوت ال ويوقظهم صوت ولذلك فقد ذآر اهللا تعالى في قصة أهل الكهف أنه ضرب على آذانهم حتى يستغرقوا . يوقظ اإلنسان من نومه الى . في النوم فال ي ال تع م : ق ى آذانه ضربنا عل ف .في الكهف سنين عددا

. بينما حاسة البصر ال تؤدي وظيفتها إال في الضوء ، تؤدي وظيفتها في مختلف األحوال سواء في الضوء أو في الظالم إن حاسة السمع :رابعا سمع ردا ويذآر القرآن ال ات في صيغة الجمع ، مف ذآر األبصار في معظم اآلي ا ي ك من ، بينم ة وذل رآن أدل ستقبل األصوات ، اإلعجاز في أسلوب الق سمع ت حيث أن حاسة ال

ان يجت . بينما العين ال ترى إال إذا اتجه اإلنسان ببصره نحو الشيء الذي يريد أن يراه ، الصادرة من جميع الجهات ا وإذا حدث صوت في مك إنهم جميع اس ف ه جمع من الن مع فية ، يسمعون نفس الصوت تقريبا ا مختلف شيء الواحد من زواي ا ، بينما هم يرون ال ة تمام شيء الواحد متماثل تهم لل ذلك ال تكون رؤي نحن إذا سمعنا صوتا . وب ك ف وضال عن ذل

ى شبكة ، ذنين في وقت واحد فإن الموجات الصوتية تصل إلى األ، صادرا من مكان يقع أمامنا مباشرة ع عل صورة التي تنطب إن ال ا ف ا موضوع أمامن ى شيء م ا إل ا إذا نظرن أم .العين اليمنى تختلف عن الصورة التي تنطبع على شبكة العين اليسرى

: الحواس الجلديةرة مختل ا حسية آثي سان خالي شرة اإلن ه توجد في ب ة أن سيولوجية الحديث شكل بينت الدراسات الف ة ال ة من اإلحساسات ، ف واع معين تقبال أن فبعضها يحس . وهي متخصصة الس

سان . وبعضها يحس باأللم ، وبعضها يحس باللمس والضغط ، وبعضها يحس بالبرودة ، بالحرارة شرة اإلن األلم في ب ال . وقد أشار القرآن إلى وجود أعضاء الحس الخاصة ب ق .يما كيزا حز عان آهللا ان إابذعل اواوقذيا لهريودا غل جماهنلدم بهودل جتجضا ن بآياتنا سوف نصليهم نارا آلمإن الذين آفروا : تعالى

ياء للتعرف علي ا وقد أشار القرآن أيضا إلى حاسة اللمس آأداة يستعين بها اإلنسان لتحسس األش الى . ه ال تع ذين : ق ال ال ديهم لق سوه بأي اس فلم ي قرط ا ف ك آتاب ا علي و نزلن ول .آفروا إن هذا إال سحر مبين

: اإلدراك الحسي الخارج عن نطاق الحواسشفاف :مثل . يسميه علماء النفس باإلدراك الحسي الخارج عن نطاق الحواس وهو الذي ،هناك نوع آخر من اإلدراك الحسي غير العادي ياء أو األحداث اإلست ة األش وهو رؤي

سمع االستهتاف، البعيدة الخارجة عن مجال حاسة اإلبصار ار شخص التخاطر ، وهو سماع نداء أو حديث من مكان بعيد خارج عن مجال حاسة ال وهو إدراك خواطر وأفكذه الظاهر وقد اهتم بعض علماء النفس . كون أيضا في مكان بعيد آخر ي را من التجارب ، بعض علماء النفس في العصر الحديث بدراسة ه ا آثي ائج ، وأجروا عليه ر أن النت غي

اس وهذا النوع من اإلدراك الحسي ا .التي توصلوا إليها لم تكن من الدقة والثبات بحيث تمدنا بفهم واضح لهذه الظاهر ع الن د جمي ه ، لخارج عن نطاق الحواس ال يالحظ عن ولكنسالم . خاص يحدث فقط لبعض األشخاص الذين يتمتعون باستعداد ه ال وب علي ادي حدث ليعق ر الع وع من اإلدراك الحسي غي ذا الن اال له رآن مث ه حين وقد ذآر الق ح ابن شم ري

ام يوسف عليه السالم حينما تحرآت القافلة التي تحمل قميصه سيرة أي الى . من أرض مصر بعيدا عن المكان الذي يوجد فيه يعقوب عليه السالم بم ال تع ر : ق صلت العي ا ف ولما .قال أبوهم إني ألجد ريح يوسف لوال أن تفندون ام ومن معجزات عيسى عليه السالم التي أخبر بها القرآن أنه آان يخبر الن وتهم من طع أآلون في بي ا ي دخرون ، س بم ا ي وم

وتكم : على لسان عيسى عليه السالم قال تعالى . فيها من أشياء ي بي دخرون ف ا ت ال .وأنبئكم بما تأآلون وم ه ق ه وسالمه أن سلم عن الرسول صلوات علي روي م وا ( وي أتمة في ويروى عن عمر بن الخطاب ) .راآم من بعد ظهري إذا ما رآعتم وإذا ما سجدتم فواهللا إني أل ، الرآوع والسجود ة بالمدين ة الجمع رضي اهللا عنه أنه بينما آان يخطب خطب

أله ) . ومن استرعى الذئب ظلم! الجبل .... الجبل ! يا سارية بن حصن : ( أحد األيام إذا به يتوقف عن الخطبة وينادي ه فلما قضى الصالة س ادى ب ا ن ه عم ي رضي اهللا عن . علاتلوا .... وأنهم يمرون بجبل ، وقع في خلدي أن المشرآين هزموا إخواننا ورآبوا أآتافهم ( : فقال ه ق دلوا إلي إن ع روا ف وا ، من وجدوه وظف ذا ، وإن جاوزوه هلك ي ه فخرج منل ! يا سارية بن حصن : ( ي تلك الساعة حينما جاوزوا الجبل نداء يشبه صوت عمر يناديهم وف، ثم جاء البشير بعد شهر فقال إنهم سمعوا في ذلك اليوم ) . الكالم ل .... الجب الجب

. ووفقهم اهللا وانتصروا ، فرجعوا إليه ) . ....!

:الخداع البصريا يحدث ، العامة بين الناس جميعا خداعات البصرية وهناك بعض أنواع من ال . هو إدراك بصري خاطئ ال ينطبق على حقيقة الشيء المرئي :الخداع البصري ك م ومن أمثلة ذل

و .أحيانا حينما يرى الناس عن بعد سرابا فيظنونه ماء ا يق اء وقد ذآر القرآن السراب في تصويره البليغ لعدم جدوى م ة هب وم القيام ال حسنة إذ ستكون ي افرون من أعم ه الك م بسراب : قال تعالى . آن ماء فإذا وصله لم يجده شيئا منثورا آالسراب الذي يظنه الظم الهم آ هللا ادج وئا وي ش هدج يم ل هاءا ج ذ إىت اء ح م آنم لظ اهبسح ة ييع ق بوالذين آفروا أعم

. ابسحل ايعر ساهللا وهابس حاهفو فهندع

:تأثير الدوافع والقيم في االنتباه واإلدراك الحسي ا ذآر آيف . نت ذلك نتائج آثير من الدراسات التجريبية الحديثة وقد بي . تؤثر دوافع الفرد وقيمه في انتباهه وإدراآه ر من موضع حينم ة في أآث ذه الحقيق وقد أشار القرآن إلى ه

ا ، لما ينزل من آيات القرآن فيدرآونها إدراآا واعيا االستماعتباه إلى آان اإليمان يجعل المؤمنين في حالة تهيؤ وان سها ال تحدث ، ويفهمونها فهما دقيق ات نف ذه اآلي ا آانت ه بينمدبرين إنك ال تسمع الموتى وال : قال تعالى .وإنما آانوا في غفلة عن سماعها وإدراآها وفهمها ، نفس التأثير لدى المشرآين وا م دعاء إذا ول ي اده بنت ا أم و تسمع الصم ال

ات االبتعاد والنفور من الموضوعات ال :ومن مظاهر تأثير الدوافع والقيم على اإلدراك . ونملسم مها فناتآي بنؤمن ي مال إعمسن ت إ مهتلالن ض ع يمعلا تي تتعارض مع الرغبه وتزعجه . واألهواء ياء التي تقلق ه ، وقد بينت دراسات التحليل النفسي أن اإلنسان يميل إلى عدم إدراك األش ه وأهوائ وال شك أن مشرآي . واألمور التي تتعارض مع رغبات

وإن آراهيتهم لهذا . ألن في انتشاره تهديدا لسلطتهم ونفوذهم ، لرسول عليه الصالة والسالم قريش وآثيرا من اليهود والنصارى لم يكونوا راضين عن الدين الجديد الذي جاء به ا الى .وتصديق ما جاء به من الحق ، آما جعلتهم غير مستعدين عقليا إلى إدراك معانيه ، الدين الجديد جعلتهم غير متهيئين نفسيا لالستماع إلى القرآن استماع تدبر وتفهم ال تع : ق

ونرآذ تالف أهللا ادعن ب ميهدهن يم فةاوش غهرص بلى علعج وهبلق وهعم سلى عمتخ ومل على عهللا اهلضأ واهو هههل إأتخذ ن م تيأرفأ . ى يم عل دوافع والق أثير ال ومن مظاهر تن : قال تعالى . وقد يرى الشيء القبيح حسنا ، فقد يرى اإلنسان الشيء الحسن قبيحا . في اإلدراك من تحريف وتشويه لحقيقة األمور واألشياء يحدثما أيضا اإلدراك ن زي أفم

.له سوء عمله فرآه حسنا

التفكري يف القرآن

منهج البحث التجرييب للتحقق من صحة املعلومات خطوات التفكري أخطاء التفكري

املشاهدة احلسية بالتجربة الواقعية الشعور بوجود مشكلة التمسك باألفكار القدمية ضرورة إقامة الدليل أو الربهان يف مجيع القضايا احلسية الواقعية

مجع البيا�ات حول املشكلة اية البيا�اتعدم كف

وضع الفروض التحيز اال�فعايل والعاطفي

تقويم الفروض

التحقق من صحة الفروض

عالرابالفصل : في القرآنالتفكير

ل نغير أن اإلنسان يتميز ع ، يشترك اإلنسان مع الحيوان في وظيفة اإلدراك الحسي ه من النظر والبحث في ، الحيوان بما وهبه اهللا تعالى من عق ر تمكن ى التفكي درة عل ومن قدع وجعل اهللا سبحانه هذا العقل وهذا التفكير سببا لالستدالل . األشياء واألحداث ر . بوجود خالق مبدع خلق فأحسن وصور فأب ى التفكي وة صريحة إل اس دع رآن الن ا الق د دع ، وق

: قال تعالى . وتأمل بديع صنعه ومحكم نظامه في أآثر من موضع في القرآن الكريم ، ولقد حث اهللا تعالى اإلنسان على التفكير في الكون والنظر في الظواهر الكونية المختلفة واركفت تمى ثادرف وىنث م هللاواومقن تة أداحوم بكظعا أمن إ لق . وقال تعالى : قل خل اأد ب في آوارانظ ف ضرألي ا ف واير سلق . الى ال تع ى إونرظ ن يالف أ : وق لب إل الى . رآذ م نت ا أمن إرآذ ف تح سطفي آضرأل الىإو تب نصفي آالبجل الىإ و تع رففياء آملس اىلإ و تق خلفيآ ا دعوة صريحة إل ات وأمثاله ذه اآلي ففي ه

سماوات واأل ة النظر و المالحظة والتفكير وإشغال العقل في البحث العلمي في ال ع الظواهر الكوني م يح . رض وفي جمي رآن ول سان ث الق ر والبحث العلمي في اإلن ى التفكي عل جرخ ي قاف اء دن م م قخل قا خل م مانسنإل ارنظيلف : قال تعالى . وإنما حثه أيضا على التفكير في نفسه وفي أسرار تكوينه البيولوجي والنفسي، الظواهر الطبيعية فقط

، " أفال يعقلون" : ويتضح حرص القرآن الكريم على دعوة الناس إلى التعقل والتفكير من ورود آثير من اآليات التي تتضمن مثل هذه العبارات . بائرلتا وبللص انين بمم تتفكرون " ، " يتفكرون أفال " ، " لقوم يتفكرون " ، " إن آنتم تعقلون" ، " لعلكم تعقلون " م يتفكرون " ، " لعلك سان . "لعله اة اإلن ر في حي ة التفكي رآن أهمي ين الق د ب ، وق

رآن . نوملع ي ال ينذلا و ونملع ي ينذلي ا وتس ي ل ه لق : قال تعالى . ورفع من قيمة اإلنسان الذي يستخدم عقله وتفكيره ستخد وقد حط الق أن م من شأن من ال ي ره ب ه وتفكي عقل . ونلقع ي الينذل امبكل امصل اهللا اند عابولد ارن شإ : قال تعالى . من الحيوان جعله أدنى درجة

:البحث التجريبي ى . معلومات وللوصول إلى المعرفة اليقينية فيما نقوم ببحثه من المشكالت إننا نجد في القرآن أيضا منهج البحث التجريبي آمنهج للتحقق من صحة ال دعوة إل رآن بال م يكتفي الق فل

الى وبال . وإنما أعطانا أيضا أمثلة واقعية للبحث التجريبي ، المالحظة والنظر والتفكير في الظواهر الكونية اهللا تع ا ب ان مؤمن سالم آ ه ال راهيم علي ه ، بعث فبالرغم من أن إب إال أنى بالن ق م تؤملو أالى قتوملي ايح تفيي آنري ابيم راهرب إال ق ذإو : قال تعالى . أراد أن يطمئن قلبه لإليمان بأن يشاهد بالتجربة الواقعية آيف يحيي اهللا تعالى الموتى ن ك ل ول

ه ولم . يبل ق نئمطيل وتى فأجاب طلب الى .يستنكر اهللا تعالى طلب إبراهيم عليه السالم أن يرى بالتجربة الواقعية آيف يحيي اهللا الم ال تع ذ ف : ق هن صر ف ري لط انة م ع بر أ خا . يمكيز حز عهللان ا أملأعيا وع سكينتأن يعهد أمءا ثهن جزنل مب ج آل لى ع لعج أ مك ث يلإ ة يتبناه ان في آل قضية عقلي دليل والبره ة ال ى ضرورة إقام ضا إل وأشار القرآن أي

. ينقاد صمنتن آ إمكانهر بواات ه قلهللا اعه مءلأ : قال تعالى . اإلنسان

ة آما أشار القرآن إلى ضرورة ضايا الحسية الواقعي ة في الق اث . إقامة الدليل الحسي عن طريق المشاهدة أو التجرب ة إن ال أن المالئك رآن من ق د الق د انتق دليل ، فق نهم ال وطلب م . مهقل خوادهشاثا أن إنمحلر اادب عم هينذل اةكالئمل اوالعجو : قال تعالى . الحسي الذي يثبت صحة قولهم

ذي أخذه ، وإلى أهمية اليقين عن طريق المالحظة ، إن هذا التوجه اإللهي إلى ضرورة إقامة البرهان سلمين وال اء الم د العلم ه البحث التجريبي عن ام علي قد وضع األساس الذي ق . عنهم فيما بعد العلماء الغربيين في مطلع النهضة العلمية في أوروبا

: خطوات التفكير في حل المشكلةوآل موقف يتعرض له اإلنسان ، فكل سؤال يوجهه اإلنسان إلى نفسه وال يعرف اإلجابة عنه يعتبر مشكلة . يصادف اإلنسان في حياته آثيرا من المشكالت التي تحتاج إلى حلول

. فكر اإلنسان في حل أية مشكلة تعترضه فإنه يتبع خطوات معينه قام علماء النفس بدراستها وتحليلها وحينما ي. في حياته وال يعرف آيفية التعامل معه يعتبر أيضا مشكلة

: ويمكن أن نلخص خطوات التفكير في حل المشكالت فيما يلي

.بدافع قوي يدفعه إلى حلها لكي يصل إلى هدفه الذي يسعى إلى تحقيقه ويشعر ، التفكير بشعور اإلنسان بوجود مشكلة لها أهميتها بالنسبة له يبدأ .الشعور بوجود مشكلة : أوال

ة بموضوع المشكلة .جمع البيانات حول موضوع المشكلة :ثانيا ات المتعلق ع المعلومات والبيان ادة بجمع جمي وم بفحصها ، حينما يشعر اإلنسان بوجود مشكلة فإنه يقوم ع ويقم . متها لحل المشكلة لمعرفة درجة مالءمتها أو عدم مالء ا هو مالئ ة نظره ، فيبقي م م من وجه ر مالئ ا هو غي ستبعد م ة لموضوع . وي ات المالئم وإن جمع المعلومات والبيان

.ساعد على توضيح المشكلة وفهمها وتحديد أبعادها بدقة مما يمهد لوضع فروض لحلها المشكلة ي

ة للمشكلة ىالمتعلقة بموضوع المشكلة تطرأ عل في أثناء جمع المعلومات .وضع الفروض :ثالثا ول المحتمل ذهن بعض الحل والفرض هو حل مؤقت . أو بعض الفروض ، ال . للمشكلة

ات لل .تقويم الفروض :رابعا ه من معلومات وبيان ا لدي ى ضوء م شته عل ذا الفرض ومناق ه حينما يضع المفكر فرضا لحل مشكلة ما فإنه يقوم عادة بتمحيص ه د من مالءمت تأآاره حل مناسب . ومن صالحيته لحل المشكلة ا باعتب ى ضوء ، ومن ثم يتم الحكم على الفرض المطروح لحل المشكلة إم شته عل تم تمحيصه ومناق ه لحل آخر في دول عن أو الع

وم بتم . الحقائق والمعلومات المتعلقة بموضوع المشكلة م وصالح وهنا قد يضع المفكر أآثر من حل للمشكلة ويق ول ومالئ ى فرض مقب تم التوصل إل ى أن ي ا إل صها واختباره حي . لحل المشكلة

ات أخرى وإجراء ، والوصول إلى فرض مالئم وصالح لحل المشكلة ، بعد استبعاد الفروض غير المالئمة .التحقق من صحة الفروض :خامسا ادة بجمع بيان وم المفكر ع يق .للتأآد من صحة هذا الفرض مالحظات جديدة أو إجراء تجارب

ال واضح . ونحن نتبع هذه الخطوات في حلنا لجميع المشكالت التي تعترضنا في حياتنا اليومية . هذه هي الخطوات التي يتبعها التفكير عادة في حل المشكالت ويمدنا القرآن بمثذا عها في التفكير للوصول وفي الطريقة التي اتب ، راهيم عليه السالم من خالل قصة إب اإلنسان في تفكيره لحل المشكالت للخطوات التي يتبعها ق ه إلى معرفة اإلله العظيم الذي خل

س وت اكليم م اهربي إ ر ن كلذآو ينبل م الي ض ف كموق و اكرني أ ة إ هاما آل نصذ أ ختت أ راز ء يهبيم أل اهرب إ ال ق ذإو : قال تعالى . الكون يننوقم ل ان م ونك يل وضراأل واتاومل ينلآلف اب أح الال قلفا أمل فيبا رذ هالبا قآوأى آ ريللل اهيلن عا جملف ض اموق ل انن م ونآ أليب ي رنده يمن لئ لال قلفا أمل فيبا رذ هالغا قاز برمقلى اأا رملف ينالل . ينآرشمل انا منا أميفا ون حضراأل واتاوملس ارطي فذل ليهج وتهجني وإ ونآرا تشميء مر بين إموا ق يال قتلفا أمل فربآا أذ هيبا رذ هالة قغاز بسملشى اأا رملف

.آيف وصف القرآن خطوات عملية التفكير في حل المشكالت وصفا دقيقا واضحا، وهكذا نرى في هذه اآليات التي تذآر قصة اهتداء إبراهيم عليه السالم إلى معرفة اهللا تعالى

:أخطاء التفكير ة ، إن التفكير معرض للخطأ ى الحقيق ين الوصول إل ه وب سوي وتحول بين ه ال ه عن طريق ق فتحرف ق . فقد يعترض التفكير بعض العوائ ر من عوائ سان آثي ى اإلن راآم عل وإذا ت

وان ، وإذا تعطل تفكير اإلنسان وجمد. لجديدة التفكير تعطل تفكيره وأصيب بالجمود وأصبح غير قادر على تقبل اآلراء واألفكار ا فقد اإلنسان الميزة الرئيسية التي تميزه عن الحي . يالب سلض أ همل بامعناألال آ إن هم إونلقع يو أونعمس يمهرثآن أب أسح تمأ : قال تعالى . بل أصبح آالحيوان أو أضل سبيال

. وبين إصدار األحكام الصحيحة فيما يتعرض له اإلنسان من أمور، فتحول بينه وبين معرفة الحقيقة، وقد ذآر القرآن أهم العوامل التي تعوق التفكير وتؤدي إلى جموده

: وهذه العوامل هي

.التمسك باألفكار القديمة -أدة ، ه العرف والتقاليدإن التمسك باألفكار القديمة وبما جرى علي ار جدي ه من أفك ا يعرض علي ه . من العوامل الهامة التي تسبب جمود التفكير وعدم تقبله لم ل بطبع سان يمي واإلن

سير ، إلى التمسك بما هو مألوف لديه ر من .وأن عملية تخليه عن عاداته وأفكاره القديمة يعتبر صعب في أغلب األحيان ويحتاج إلى جهد ليس بال رآن تمسك آثي د وصف الق وقاء والرسل ، الناس بعقائد آبائهم وعباداتهم ا األنبي دعوهم إليه اداتهم . ورفضهم لتقبل عقيدة التوحيد التي آان ي ارهم وع ي عن أفك اس التخل ر من الن ى آثي سهل عل م يكن من ال فل

. وندته يالئا وي شونلقع ي المهؤ آباان آول وا أناء آبهيلا عنيفلا أ معتب نل بواال قهللا النزا أ مواعبت امه ليل قاذإو : قال تعالى. وتقاليدهم وعباداتهم التي آان يعبدها آباؤهم

. عدم آفاية البيانات-به ، ضوع ما ليس من المتيسر لإلنسان أن يفكر تفكيرا سليما في مو ذي يفكر في ة بالموضوع ال ستطيع أن . دون أن تكون لديه البيانات الكافية والمعلومات الضرورية المتعلق وال ي

بالموضوع في الوصول ولقد أشار القرآن إلى أهمية المعرفة . يصل بتفكيره إلى نتيجة سليمة دون أن تتجمع لديه األدلة والبراهين الكافية التي تؤيد صحة ما يصل إليه من نتيجة د مرانطي آل شعيتبم ول عريغ بهللاي ا فلاد يجن ماسلن انمو : قال تعالى . ونهانا عن الكالم وإبداء الرأي فيما ليس لنا به علم . إلى الحق فيه الء . ي اء والعق ذلك نجد العلم ول

ام من الناس ال يصدرون أحكامهم دون صدرونه من آراء أو أحك ا ي ا فيم ستندون إليه ة التي ي ى . أن تكون لديهم األدلة الكافي م عل اع الظن في الحك رآن من إتب ا الق ذلك نهان وآالى . وهذا يحصل في عندما ال تتوافر لإلنسان البيانات الكافية المتعلقة بالموضوع الذي يفكر فيه . الموضوعات ا ال ظ إمهرث آع أب تا يم و : قال تع قح ل اني م ن يغ النلظ ن اإن

. ونلعفا يميم بل عهللان ائا إيش

. التحيز االنفعالي والعاطفي -جره عن اتجاهه ، القرآن إلى تأثير الهوى في اإلنسان روقد أشا . تؤثر ميول اإلنسان ودوافعه وانفعاالته وعواطفه في تفكيره وتجعله يقع في أخطاء التحيز وما يؤدي إليه من بتفكي

ز ا أ م مآاؤآب ومتنا أوهمتيماء سمسال أي إن هإ : قال تعالى . وبين الهدى والضالل ،وبين الخير والشر، فيضل سبيله ويعجز عن التمييز بين الحق والباطل ، السليم ا ه بهللا الن . ىهدلم اهبن رم مهاء جدقل وسنفألى اوها تمن ولظال اون إعتبن ي إانطن سلم

صدره من أ ا ي ه وفيم ز في رأي ام إن إتباع الهوى والتأثر بالميول النفسية وبالحالة االنفعالية يميل باإلنسان إلى التحي ؤدي ، حك ادة وي ك ع ر ذل ى أخطاء التفكي ذلك . إل ان ول من آ . أن يتحرر من تأثير ميوله وانفعاالته وتعصباته التي تكبل تفكيره وتعوقه عن الوصول إلى الحقيقة، الضروري للمفكر لكي يهتدي إلى الحقيقة

التعلم يف القرآن

طرق التعلم مبادئ التعلم مصادر العلم

التدرج يف مصدر إهلي بشريمصدر الدافع التكرار االنتباهتعديل السلوك

توزيع التعلم

املشاركة الفعالة

ديالتـقلـ

إثارة الدوافعطرق التفكري

االستعانة باألحداث اهلامة الرتغيب والرتهيب القصص التجربة العملية

الخامسالفصل :آنالتعلم في القر

د من ، من فضل اهللا تعالى على اإلنسان أن زوده باإلضافة إلى نعمة اإلدراك الحسي والتفكير ا يزي صناعات مم ارات وال وم والمه ة والعل ساب المعرف تعلم واآت باستعداد فطري لل . لكمال اإلنساني بما يكفل له بلوغ ما شاء اهللا تعالى له من ا، قدرته على تحمل مسئولية الحياة على األرض وعمارتها

:مصادر العلم :يكتسب اإلنسان العلم أو المعرفة من مصدرين رئيسيين

.وهو ذلك النوع من العلم الذي يأتينا مباشرة عن اهللا سبحانه وتعالى عن طريق الوحي أو اإللهام أو الرؤيا الصادقة : مصدر إلهي -أ

اة يتوهو ذلك النوع من العلم الذي : بشري مصدر -ب ه الشخصية في الحي سان من خبرات ه اإلن اده الخاص في االستطالع والمالحظة ، علم ة ، ومن اجته ق التربي أو عن طريستمد . أو عن طريق البحث العلمي ، والتعليم من الوالدين ومن المؤسسات التعليمية ة م ضا في الحقيق شري هو أي ا الب ه نتيجة اجتهادن ذي نحصل علي من اهللا غير أن هذا العلم ال

. وهو الذي يهدينا على اليقين بما نصل إليه من نتائج ، فهو جل شأنه الذي يهدينا إلى ارتياد المسالك الصحيحة للوصول إلى العلم ، تعالى

.دراك واآتساب العلم وأمده بأجهزة وأدوات لإل، ويرجعان أساسا إلى اهللا سبحانه وتعالى الذي خلق اإلنسان ، وهذان النوعان من العلم متكامالن

:تعلم اللغةة وتحصيل . وميزه بها على الحيوان هي قدرته على تعلم اللغة ، إن من أعظم النعم التي خص اهللا تعالى بها اإلنسان ساب المعرف ر واآت فاللغة هي آداة اإلنسان الرئيسية في التفكي

ة قد مكنت اإلنس، فاللغة باعتبارها رموزا للمفاهيم . العلوم ة رمزي ساب ، ان من تناول جميع المفاهيم في تفكيره بطريق ل في اآت دم هائ ه من تق ا حقق ى أن يحقق م ا ساعده عل مم . المعرفة وتحصيل العلوم والصناعات المختلفة

اهيم وقد بي ى ، نت دراسات علماء النفس المحدثين أن الحيوانات الثديية تستطيع أن تكون المف ادرة عل ر ق ا غي ر أنه اهيم غي ك المف ى تل تعلم الكلمات التي ترمز إل ال . أن ت واألطفسه حصيلة . الصغار قبل تعلمهم اللغة يستطيعون مثل الحيوان أن يكونوا مفاهيم قبل أن يتعلموا آلمات ترمز إليها ا يكون لنف ه سرعان م ة فإن م اللغ ولكن حينما يبدأ الطفل في تعل

ا يتجاوز لغوية تمكنه من تناول المفاهيم المختلف ره بم سهولة في تفكي ان ة ب ان والزم ستقبل ، حدود المك ر في الماضي والم ى التفكي ه عل ذلك قدرت د ب دة ، فتزي ياء جدي م أش ، وتعل .واالختراع واالبتكار ، واستنباط المبادئ والقوانين ، واآتشاف العالقات بين األشياء

ره ، اإلنسان ولما آان للغة هذا القدر العظيم من األهمية في حياة ه وفي تفكي ستمر في تعلم دم الم ه من التق سالم هو ، وفي تمكين ه ال الى آلدم علي ه اهللا تع ان أول شيء علم د آ فق كن ا إن تملا ع م الا إن لمل عال كانحب س واالق ينقاد صمنتن آ إالءؤ هاءمسأي بونئنب أالق فةكالئمل الى عمهضر عما ثهل آاءمسأل ام آدملعو : قال تعالى .أسماء جميع األشياء

. ونمتك تمنتا آم ووندبا ت مملعأ وضراأل واتاوملس ابي غملعي أن إمكل لق أمل أال قمهائمسأم بهأنبا أملم فهائمسأم بهئنب أما آد يالق يمكحل ايملعل انتأ

الى ، وللتنويه بأهمية تعلم اللغة في حياة اإلنسان فإن أول سورة نزلت من القرآن الكريم آانت تحث على القراءة درة وتشير إلى فضل اهللا تع ه الق سان إذ أوجد في طبيعت ى اإلن عل . ملع يما ل ماننسإل امل ع ملالق بملي عذل ا مرآأل اكبر وأرق ا قل عن ماننسإل اقل خ قلي خذل اكب رماس بأرقا : قال تعالى .لى تعلم اللغة ع

:تعلم إرادة االختيار واتخاذ القرارا اد اهللا فقد أر ادة وروح ، سبحانه وتعالى أن يعلم أبوينا آدم وحواء عليهما السالم بعض العادات السلوآية المفيدة في حياتهم ساني من م ا اإلن ة تكوينهم م طبيع د ، والتي تالئ ا ق وم

ارات ، ختيار واتخاذ القرار ولذلك فقد شاء اهللا تعالى أن يعلمهما إرادة اال . ينشأ عنهما من صراع بين مطالب آل من البدن والروح ه من اختي ان ب ا يقوم ا ، وتحمل مسئولية م ومش اهذه اب رق تالا و متئ ش ثيدا ح غا ر هن م الآ و ةنجل ا كجوز و نت أ نكس ا ما آد ا ي نلقو : قال تعالى . وذلك بأن نهاهما عن االقتراب من الشجرة ، يتخذانه من قرارات ا ون كت فةرجل

هي ل ع ابت ف اتم ل آ هب ن ر م مآدى قلتف ين ح لى إ اعتم و رقتس م ضرألي ا ف مكل و ود ع ضعب ل مكضع ب واطبها ا نلق و يها ف انا آ ما م مهجرخأا ف هن ع انطيلشا ا مهلزأف ينماللظ ا نمدرا ، ومن الواضح أن مثل هذا التعلم آان ضروريا لتدريب أبوينا آدم وحواء عليهما السالم وتهيئتهما لحياتهما فيما بعد على األرض . يمحلر ا ابولتا و ه هنإ ان مق را آ وهو أم

الى م اهللا تع ا في عل ا في حياتهم . لهم ا فهم ا موقف ا أن يتخذان منه را من المواقف التي تتطلب منهم ى األرض سيجابهان آثي ا ، ا عل ا حكم صدرا فيه ا ، وأن ي ا إزاءه وأن يقوم . ختياراتهما وقراراتهما وعليهما أن يتحمال مسؤولية ا، باالختيار بين بدائل مختلفة

:طرق التعلم في القرآن . وقد يتعلم أيضا عن طرق التفكير واالستدالل العقلي ، وقد يتعلم أيضا عن طريق التجربة العملية أو المحاولة والخطأ ، يتعلم عن طريق التقليدفقد، يتعلم اإلنسان بطرق مختلفة

:التقليد -أى أخرى يتعلم اإلنسان آثيرا من سلوآه وعاداته في المرحلة المبكرة من حياته عن طريق تقليد والديه و إخوته ثم يتطور ة إل شيئا فشيئا أثناء مراحل نمو الطفل وانتقاله من مرحل

د . فالطفل في المدرسة يحاول تقليد بعض زمالئه أو بعض مدرسيه ثم ينتقل به األمر إلى تقليد بعض الشخصيات المشهورة في المجتمع ى التقلي ه إل ل بطبع سان يمي ان اإلن ا آ ولموقد آان النبي عليه الصالة والسالم قدوة حسنة للصحابة رضي اهللا عنهم يتعلمون ، التقليد آانت للقدوة الحسنة أهمية آبيرة في التربية والتعليم ويتعلم آثيرا من سلوآه عن طريق

را ث آ هللا ا رآ ذ و رآلخ ا موي لا و هللا ا واج ر ي انن آ م ل هنسة ح و أس هللا ا ولس ي ر ف مك ل ان آ دقل : قال تعالى . منه آيف يؤدون العبادات تعلم . ي ين آيف ي اال يب رآن مث د ذآر الق وقتعلم من ، فبعث اهللا تعالى غرابا ينبش في األرض ليدفن غرابا ميتا ، وذلك حينما قتل قابيل أخاه هابيل ولم يعرف آيف يتصرف في جثة أخيه ، اإلنسان عن طريق التقليد ل ف ه قابي

. يهخ أةءوي سار يوفيه آيير لضرألي اث فحبابا ي غرهللا اثعبف : قال تعالى . آيف يواري جثة أخيه

:التجربة العملية والمحاولة والخطأ -بستجيب . أو آيف يتصرف فيها ، يقابل اإلنسان دائما في حياته مواقف جديدة لم يتعلم من قبل آيف يستجيب لها أن يحاول أن ي دة ب ذه المواقف الجدي ل ه ا لمث ويتوافق اإلنسان دائم

ا ، وقد يصيب أحيانا فيخطئ في بعضها ، لها باستجابات مختلفة نفس المحدثون ، وهكذا يتعلم اإلنسان دائم اء ال سميه علم ا ي ق م أ "عن طري ة والخط سان ". المحاول تعلم اإلن ويا أيض ا والتغلب عليه ة حله ة ومحاول اة المختلف ة . ا عن طريق التجربة العملية في مواجهة مشكالت الحي تعلم من التجرب ة ال ى أهمي ه صلوات اهللا وسالمه إل د أشار النبي علي وق

ه . العملية في الحياة داهللا رضي اهللا عن ن عب وم (: فعن طلحة ب لم بق ه وس ى رؤوس النخل مررت مع رسول اهللا صلى اهللا علي ال عل صنع هؤالء :فق ا ي الوا ؟ م ه :فق ، يلقحونيئا : "فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ،يجعلون الذآر في األنثى فيتلقح ال " . ما أظن يغني ذلك ش وه :ق ذلك فترآ أخبروا ب ذلك ، ف لم ب ه وس أخبر رسول اهللا صلى اهللا علي ف

وقال صلى اهللا . ) أآذب على اهللا عز وجل فإني لن ،ذوا به حدثتكم عن اهللا شيئا فخ ولكن إذا ، تؤاخذوني بالظن فال ، ي إما ظننت ظنا فإن ، ك فليصنعوه آان ينفعهم ذل إن : "فقال . )أنتم أعلم بأمور دنياآم (عليه وسلم

:التفكير -ج

د من . القرآن لما فيه من إشغال للعقل يعتبر التفكير من أهم طرق التعلم التي رآز عليها التفكير من خالل العدي ره ب سان أم ل في اإلن ذا العق دما وضع ه الى عن اهللا سبحانه وتع فاة بل، وال يقف التفكير عند هذا الحد فقط . وجعل من هذا التفكير سببا لالستدالل بوجود اإلله الخالق المبدع الذي خلق الكون وما فيه . اآليات القرآنية ق بحي ا يتعل يتعداه إلى آل م

ول ى حل اج إل سان ، اإلنسان من مواقف ومشكالت تحت ى اإلن دة عل ذه المشكالت جدي ذه المواقف أو ه دما تكون ه دة . وخاصة عن وال جدي سان حل تعلم اإلن ر ي ق التفكي فعن طريات جد ، ويكتشف العالقات بين األشياء واألحداث ، لمشكالته ادئ ونظري ه ويستنبط مب دة في حيات وع من . ي ع بن وم في الواق ه يق ة فإن شكلة معين سان في حل م ا يفكر اإلن وحينم

ة ، فهو يستعرض في ذهنه الحلول المختلفة للمشكلة .المحاولة والخطأ ذهنيا ر المالئم ة أو غي ول الخاطئ ا وصحيحا ، ويرفض الحل راه مالئم ذي ي ار الحل ال م يخت شة . ث والمناقرآن .والوصول إلى حلول سليمة للمشكلة التي تبحث ، مما يؤدي إلى االهتداء إلى الحق ، رة أهل الرأي من العوامل التي تساعد على وضوح التفكير والحوار واستشا وقد حث الق

نهم ، على الشورى ال . وطالب اهللا عز وجل النبي صلوات اهللا وسالمه عليه أن يستشير أهل الرأي من الصحابة رضي اهللا ع الى ق رآن . رم ألي ا ف مهراوش و : تع وساق القا وزيناه : قال تعالى . أيضا آثيرا من الحجج والبراهين العقلية إليقاظ العقل البشري ودفعه إلى التفكير والتأمل في ملكوت اهللا تعالى ف بنيناه ا أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم آي

س انا م زلن نو يب د منب علكى لرآذة ورصبت يجه بدجو زن آلها ميا فنتنبأ وياسوا ر يها ف نيقلأا و اهنددض م رألا و وما لها من فروج ات ن ه جا ب ن تنبأا فآ ارباء ماء م مل . يدضع نلا طهات لقاسل بخلناو يدصحل ابحو

:مبادئ التعلم في القرآن رآن في د . وقد تتعثر عملية التعلم وقد تفشل إذا لم تتوفر هذه المبادئ ، ونجاح إذا ما توافرت مبادئ معينة رتتم عملية التعلم في يس ه الق ذي اتبع نهج ال دة وإذا درسنا الم ه لعقي عوت

تعلم ، وفي تربيته للمؤمنين وغرس المبادئ والقيم اإلسالمية في نفوسهم ، التوحيد اء ، الستطعنا أن نستخلص من هذا المنهج بعض المبادئ الهامة لعملية ال م يكتشف علم والتي ل . م في القرآن وسنحاول فيما يلي أن نستعرض مبادئ التعل. النفس أهميتها إال في أوائل القرن العشرين

:الدافع -أة . تشير آثيرا من الدراسات التجريبية التي أجريت حديثا على الحيوان واإلنسان إلى أهمية الدافع في حدوث التعلم اليب مختلف وقد استخدم القرآن في تربيته الروحية للمسلمين أس

شويق "القصص " ستخدم وا " الترغيب والترهيب " فاستخدم. في إثارة دوافعهم إلى التعلم ا استعان ، للت ة " آم م " باألحداث الهام االتهم وتجعله اس وانفع ع الن ر دواف التي تثي .متهيئين لتعلم العبرة من هذه األحداث

:إثارة الدوافع بالترغيب والترهيب -١ذة فإن الحصول على هذا الهدف ال ، حينما يكون لدى اإلنسان دافع قوي للحصول على هدف ما شعور بالل سبب ال أة ت ا أو مكاف ر ثواب ه يعتب شبع دافع سرور والرضا ، ذي ي . أو ال

ه ، واإلنسان يميل بطبيعته إلى ما يسبب له اللذة .أو الضيق والكدر ، يعتبر نوعا من العقاب الذي يسبب له الشعور باأللم والفشل في الحصول على هذا الهدف سبب ل ويتجنب ما ية وقد اهتم . األلم يم الجن ون في نع ه المؤمن ذي سيحظى ب واب ال اب أو ، القرآن في دعوته إلى اإليمان بعقيدة التوحيد على إثارة دوافع الناس بترغيبهم في الث رهيبهم من العق وبت

نم الحظ أن القرآن ال يعتمد فقط في إثارة الدافع لقبول اإلسالم على تخو وي. العذاب الذي سيلحق بالكافرين في نار جهنم ار جه يم في ن ذاب األل ا ، يف الناس وترهيبهم من الع وإنمل ل قاعت م دالبل ي ا ف وارف آينذل ابل ق تكن رغ يال :قال تعالى .يعتمد أيضا في نفس الوقت على ترغيبهم في االستمتاع بنعيم الجنة ا مل اسئب ومنه جماهوأ م م ث ي نك ل ده

. ارربأل لري خهللا اندا عم وهللا اند عنال مزا نيه فيندال خارهنألا اهتحتن ي مرج تاتن جمه لمهب رواقت اينذلا

:بالقصصإثارة الدوافع -٢ائع . والقيم الدينية والخلقية ، ما جعل المربين منذ قديم الزمان يستخدمونها في تربية النشأ وتعليمهم المثل العليا إن للقصة تأثيرا تربويا هاما م ا تصوره من أحداث ووق فالقصة بم

شويق ، ا القرآن إلثارة الدافع للتعلم ولقد آان القصص من الوسائل الهامة التي استعان به . وتشوق المستمعين إلى تتبع أحداثها ووقائعها ، النتباه وشخصيات تشد ا ، لما تثيره من تم . ولما تستدعيه من انتباه افرين من األم ذي لحق بالك سابقين وتحذيرهم من سوء المصير ال اء والرسل ال ار األنبي وآان القرآن يبث في ثنايا القصص ما يريد أن يبلغهم من أخب

م ، ن وأصول العقيدة أو ما يريد أن يعلمهم من مبادئ الدي، السابقة ر وحك الى . أو من عب ال تع اب ل وة ألرب عمهصص ي ق ف ان آ دق ل :ق ويالحظ في بعض قصص . ي األلبا " . ب الكهفأصحا قصة" آما هو واضح مثال في ، تها ثم يعرض بعد ذلك تفصيالت القصة من بدايتها إلى نهاي ، القرآن أنه يبدأ أوال بذآر ملخص القصة يالحظ في بعض آم

سالم قصة" آما هو مالحظ في ، ثم تأتي بعد ذلك تفصيالت القصة ، القصص األخرى أنها تبدأ أوال بذآر عاقبة القصة ومغزاها واردة في سورة القصص " موسى عليه ال . وال . عن تفصيالتها إنما يؤدي إلى تشويق المستمعين وإثارة انتباههم لتتبع تفصيالت القصة وآذلك ذآر مغزى القصة أوال ثم الحديث ، وذآر ملخص القصة قبل سرد تفصيالتها

:االستعانة باألحداث الهامة -٣أثير ويكون ا. بعض األحداث أو المشكالت الهامة التي تهز وجدان الناس وتثير اهتمامهم وتشغل بالهم ى إثارة الدافع واالنتباه وقوع من العوامل التي تساعد عل ادة تحت ت لناس ع

يمهم بعض . هذه األحداث الهامة التي تمر بهم في حالة تهيؤ واستعداد لتعلم العبرة المتضمنة في هذه األحداث سلمين لتعل وقد استعان القرآن باألحداث الهامة التي آانت تمر بالمشيئة ومن أمثلة ذلك ما حدث في غزوة حنين حينما أ . العبر المفيدة لهم في حياتهم عجب المسلمون بكثرتهم وقوتهم واطمأنوا إلى أنهم سينتصرون على الكفار ونسوا أن النصر بم

ة وإنما ينصر اهللا من يشاء من عباده الذين يعمر اإليمان والتقوى قلوبهم حتى ولو آانوا قل ، فأراد اهللا تعالى أن يعلم المسلمين أن الكثرة ال تؤدي بالضرورة إلى النصر ، اهللا وحده ز أ مث ينربدم م تيل و م ث تبحا ر م ب ضرأل ا مكيل ع تاقضئا و ي ش منك ع نلقد نصرآم اهللا في مواطن آثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم آثرتكم فلم تغ :قال تعالى ى عتهنيك س هللا ا لن ل

. ينرافكل ااءز جكلذ ووارف آينذل ابذعا وهور تمودا لن جلنزأ ويننؤممل الىع وهولسر

:التكرار -برار وقد بي . أذهان الناس إن تكرار عرض آراء وأفكار معينه على الناس يؤدي عادة إلى استقرار هذه اآلراء واألفكار وتثبيتها في ة التك نفس المحدثين أهمي اء ال نت دراسات علم

ان . في عملية التعلم د (ونحن نجد في القرآن تكرار لبعض الحقائق المتعلقة بالعقيدة واألمور الغيبية التي يريد القرآن أن يثبتها في األذه دة التوحي ان بالبعث ، آعقي وم ، واإليم ويان " أءله مع اهللا " ومن أمثلة تكرار عقيدة التوحيد ما جاء في سورة النمل من تكرار عبارة . ) خرةالقيامة والحياة اآل دة في األذه الى . خمس مرات حتى تثبت هذه العقي ال تع : ق

ونلدع م يو ق م ه ل ب هللا اعه م ءل ا أهرج ش وات ن تنب أمكان لا آة م جهات ب ق ذ ائد ح ها ب نتنبأاء ف اء م ملس ا ن م مك ل لنزأ و ضراأل و اتاوملس ا قل خ نمأ ن ج أ ارا رض ق رألل اع مه ءل أ ضرألاء اف خلمكلعجيوء ولسف اشكي واهعا دذ إرطضمليب ا يجنمأ ونملع ي الهمرثآأ ل بهللا اعه مءلأ ازاج حنيرحبلن اي بلجعي واسوا ره للجعارا وهنا أهل خالعلجود ع يم ث قل خل اأدب ينم أ ونآرشا ي م ع هللا ا الىع ت هللا ا عه م ءل أ هت مح ر يد ي نيرا ب ش ب احيلر ا لسرن ي م و رحبلا و ربل ا اتملي ظ ف ميكده ي نمأ ونآرا تذ يال م ل ق هللا ا عم ن م و هي . ينقاد صمنتن آ إمكانهر بواات هلق هللا اعه مءلأ ضراأل واءملس انم مكقزري

:االنتباه -جضمنه من معلومات ، فإذا لم ينتبه اإلنسان مثال إلى محاضرة ما. إن االنتباه عامل هام في التعلم واآتساب المعرفة وتحصيل العلم ا تت درك م ستطيع أن ي الي ال ، فإنه ال ي وهو بالت

ا ولذلك. يستطيع أن يتذآرها فيما بعد رآن . فإن المعلمين والمربين يحرصون دائما على إثارة انتباه تالميذهم حتى يمكنهم استيعاب الدروس وفهمها وتعلمه ان استخدام الق د آ ولقالى . المعلومات وقد نوه القرآن بأهمية االنتباه في استيعاب .للقصص عامال هاما في إثارة االنتباه إلى ما تتضمنه من مواعظ وعبر ودعوة إلى التوحيد ه تع ك في قول ن إ : وذل

تعلم . يده شوهع وملسى اقل أوب أل قه لانن آمى لرآذ لكلي ذ ف م وال اه في الفه ة االنتب ى أهمي ضا إل الى . وأشار القرآن أي ه تع ك في قول ه ل واعمتاس فآنرق ل ائرا ق ذإو : وذل . ونمح ترمكلع لواتنصأو

:المشارآة الفعالة -دا ، إن تعلم المهارات الحرآية يقتضي أن يقوم المتعلم بأداء هذه المهارات بالفعل ى يتقنه ا حت تعلم . وأن يتدرب عليه ى سرعة ال ساعد عل تعلم ي د أن ي ا يري سه لم رد بنف إن أداء الف ف

انوا وقد تبين من . وإتقانه ذين آ نتائج إحدى الدراسات التجريبية أن األفراد الذين آانوا يقرؤون بأنفسهم بعض الحروف والكلمات المقابلة لها آانوا أسرع في حفظها من األفراد السلمين ، وقد نجد في القرآن تطبيقا لمبدأ المشارآة الفعالة . يستمعون فقط إلى المجرب يقرأ عليهم هذه الحروف والكلمات يم الم رآن في تعل ه الق يتضح ذلك من األسلوب الذي اتبع

ة ادات مختلف وم . الخصال النفسية الحميدة والعادات السلوآية الفاضلة عن طريق تدريبهم العملي عليها بما آلفهم القيام به من عب ة آل ي د معين فالوضوء وأداء الصالة في مواعيراء ، والصوم يعلمهم الطاعة والصبر على تحمل المشاق . والصبر والمثابرة يعلمان المسلمين النظافة والطاعة والنظام ى الفق ى . والعطف عل صبر عل م الطاعة وال والحج يعلمه

ؤمن فاإليمان الصادق يجب أ. وقد عنى القرآن عناية فائقة إلى جانب تعليم المسلمين اإليمان والعقائد الدينية بتوجيههم إلى العمل الصالح . تحمل المشاق ن يعبر عنه في سلوك المالى . ارهنألا اهتحن تي مرجات تن جمه لن أاتحاللص اوالمع ووان آمينذل ارشب و: قال تعالى . وقد ورد اإليمان في آثير من اآليات مصحوبا بالعمل الصالح .وعمله ال تع وق يمظر عجأة ورفغم مه لاتحاللصا والمع ووان آمينذل اهللا ادعو .

:توزيع التعلم -هـذاآرة أن توزيع التعلم أو التدريب على فترات متباعدة تتخللها فترات راحة يساعد على سرعة التعلم وتثب ، بينت الدراسات التجريبية التي قام بها علماء النفس المحدثين . يته في ال

رآن . زوأن التعلم الذي يحدث باستخدام طريقة التوزيع أفضل آثيرا من التعلم الذي يحدث باستخدام طريقة الترآي دأ في الق ذا المب ق ه دة ، وقد طب رات متباع ى فت زل عل ه ن ، إذ أنه وحفظه . وأن يستوعبوا معانيه ، يتعلموه على مهل وذلك حتى يستطيع الناس أن . وعشرون سنة ي مدة طويلة من الزمن قدرها ثالث وف ه وفهم ان تعلم ، وقد ساعد ذلك على إتق

ينذل االقو : وقال تعالى . يالنزاه تنزلنث ومكالناس على لىه ع أرقت ل اهنقرآنا ف رقو : قال تعالى .ولو آان القرآن نزل آله دفعة واحدة لكان من الصعب تعلمه وفهم معانيه . يالتراه تنلترك وادؤ به فتبنث لكلذة آداح وةل جمآنرقله ايلل ع نزالو لوارفآ

:التدرج في تعديل السلوك -واس دةإن التخلص من بعض عاداتنا السيئة القوية التي مارسناها م ر من الن سبة لكثي ك ، طويلة من الزمن بحيث أصبحت ثابتة ومستقرة في سلوآنا ليس باألمر السهل بالن إذ أن ذل

سيئة . من الناس وجهد آبير قد ال يطيقه آثير ، يحتاج إلى إرادة قوية ا ال تخلص من عاداتن تخلص م ، ولذلك فإن أفضل طريقة يمكن إتباعها لل ى ال دريجيا هي أن نعمل عل ا ت . نهل وقد اتبع القرآن ا مث ا وشرب الخمر هذا األسلوب مع المسلمين األوائل في تحريم بعض العادات السيئة التي اعتادوا عليه سيئة . الرب ادات ال ذه الع ع اإلسالم في عالج ه د اتب فق

ادات تأجيل عالج هذه العادات حتى يستقر اإليمان في قل :األسلوب األول : أسلوبين تخلص من الع ة ال سهل عملي وي ي دافع ق ان آ وة اإليم تعانة بق وب المسلمين بحيث يمكن االسى :فمثال في عالج مشكلة شرب الخمر . فقد آان عبارة عن التهيئة المتدرجة لنفوس المسلمين للتخلص من هذه العادات :أما األسلوب الثاني . السيئة ر إل عهد القرآن في أول األم

ر بم آث ا إم يه فلر قسيمال ورمخل ان عكونلأسي : قال تعالى . ثم تدرج بهم إلى التحريم التام ، فير المسلمين من شرب الخمر وتكريههم لها دون أن يقوم بتحريمها تحريما تاما تن يد . ولكنهم لم يترآوها آلهم ، وقد قام بعض الصحابة فعال بترك شرب الخمر بعد نزول هذه اآلية . ا معهفن نر مبآا أمهمثإاس ولنع ل نافمو ثم تدرج القرآن بعد ذلك إلى درجة أش

كارى فيخط ، حزما في تنفير المسلمين من شرب الخمر وفي حثهم على االمتناع عنها م س رآن حينما آان بعض الصحابة يذهبون إلى الصالة وه راءة الق ون في ق يهم ، ئ فحرم عل

شرب الخمر في . ونول قا تم وام لعى تت حىار سكمنتأ وةاللص اوابرق ت ال وان آم ينذلا ا هيأي : قال تعالى . القرآن أن يقربوا الصالة وهم سكارى ع تحريم ل ك في الواق وفي ذلة ، ليوم معظم أوقات ا ة التالي ى المرحل ال إل سيا لالنتق اطي الخمر ، وهذا ما جعل المسلمين متهيئين نف ا عن تع اع نهائي ة التي حرمت الخمر ، وهي االمتن ا نزلت اآلي ك حينم وذل

ش الم عن م سم رج الزاأل وابصن األر وسي ملار وم خلا ام نإ وان آم ينذل ا ا ه يأي : قال تعالى . تحريما تاما د ا يرنم إ ونح ل تفمك لع لوهبنتاج ف انطيل ش اي م كني ع بن يوق أ انطيلص ا نع و هللا ا رآ ن ذ ع مآدصير و سيملار و مخلي ا اء ف ضغبلا و ةاودعلا ت أله ة ف الل ا . ونه نتم من درج في تحريم الخمر ق ذا األسلوب في الت ا مإن ه سلمين له بإضعاف حب الم

ة . تدريجيا إلى أن وصل بهم إلى آرهها والنفور منها دريج ، وقد اتبع القرآن األسلوب ذاته في عالج الربا الذي آان متفشيا بين العرب في الجاهلي ه ت ام بتحريم ى مراحل فق يا عل . تحريما قاطعا إلى أن نزلت اآليات بتحريمه

التذكر والنسيان يف القرآن

التذكر النسيان

معا�ي النسيان عالج النسيان الناشئ عن غفلة القلبتذكر اإل�سان تعاىل و�عمه وفضله

النسيان الذي يطرأ يف الذهن على الذكر املستمراألحداث وأمساء األشخاص واملعلومات

تذكر اإل�سان لآلخرة ويوم احلساب اب أو عقابوما ينتظره من ثو

�زول القرآن لتذكري الناس بعقيدة ان الذي ينطوي على معنى السهوالنسي ذكر �عمه وفضله التوحيد

النسيان مبعنى ذهاب االهتمام بأمر ما ذكر آياته يف خلقه

ذكر اآلخرة ويوم احلساب

السابعالفصل :التذكر والنسيان في القرآن

: التذكر :أوالستقبل إذ أن تذآرنا لتعلمنا السابق ولمعلوماتنا وخبراتنا السابقة ، للتذآر أهمية عظيمة الشأن في حياة اإلنسان دة في الم ا من مشكالت جدي ا يواجهن ا . يمكننا من حل م فضال عم

واب ، فتذآر اإلنسان الدائم هللا سبحانه وتعالى ولفضله ونعمه الكثيرة عليه في الحياة ، للتذآر من أهمية عظيمة الشأن من الناحية الدينية ا ينتظره من ث وم الحساب وم ولآلخرة ويدنيا أو في .بفضائل األخالق ألنه يدفعه إلى التقوى والعمل الصالح والتحلي، ر ذلك آله مهم جدا لإلنسان إن تذآ . أو عقاب سان سواء في ال ر لإلن د لتحقيق الخي ذآر إذا مفي فالتات ون من بي به المرسل ءوتذآر ما جا وقد حث القرآن الكريم في آثير من آياته على تذآر اهللا تعالى وآياته في خلقه . اآلخرة ه ، وهدى ن شروهم ب ا ب ذروهم ، وم ا أن ه وم د . من وق

رآن ت . " أولو األلباب ر إال وما يذآ " ، " قليال ما تذآرون " ، " لعلهم يتذآرون " ، "أفال تتذآرون " : ترددت آثيرا في القرآن عبارات مثل ى ووردت آيات آثيرة في الق شير إلد ، عث النبي صلى اهللا عليه وسلمأن اهللا سبحانه وتعالى قد ب دة التوحي اس بعقي ذآر الن رآن لي ه الق زل علي اليم ،والبعث والحساب في اآلخرة ، وأن سوه من تع ه ون وا عن ا غفل وبمالى . ابب لأل اوال أورذآي لد واحه ول إوا همن أواملعيل وه بواينذرل واسلنغ لالا بذه : قال تعالى : ومن أمثلة هذه اآليات .األنبياء والرسل السابقين ال تع آنرقال ب رآذف :وق

. ر مذآنتا أنم إرآذف : وقال تعالى . يننمؤملع انفى ترآلذ اإن فرذآو :قال تعالى و. يدع وافخن يم

: النسيان :ثانيارآن . وهو يعوقه في آثير من المواقف عن التوافق السليم لما يجابهه من مشكالت الحياة ، وهو أمر مضر به ، من مشكالت اإلنسان أنه معرض للنسيان سيان في الق د ورد الن وق : الكريم بعدة معان يمكن تلخيصها فيما يلي

زاحم . هن على األحداث وأسماء األشخاص والمعلومات المختلفة التي اآتسبها اإلنسان من قبل النسيان الذي يطرأ في الذ .١ اس نتيجة ت ه الن وهو النسيان العادي الذي يتعرض ل . ىنس تال فئكرنقس : في قوله تعالى وقد أشار القرآن إلى هذا النوع من النسيان. المعلومات وتداخلها

بعض اآلخر . آما ينسى اإلنسان شيئا ما في مكان ما . ينطوي على معنى السهو النسيان الذي .٢ سى ال ، أو آما يريد أن يتكلم مع شخص ما في عدة أمور فيتكلم عن بعضها وينص الىإ آنيوذ أ إتيأر أال ق: في قوله تعالى ومثال ذلك ما حكاه القرآن عن فتى موسى. فال يذآره إال فيما بعد س ا أم ووتح ليت اسي ن نإ ف ةرخل ش ال ايه إانن هرآ ذ أن أانطيل

. با جر عحبلي ا فيلهبذ سأتخو

ا جاء في . النسيان بمعنى ذهاب االهتمام بأمر ما .٣ سيان م وع من الن ذا الن ة ه الى ومن أمثل ه تع ى . مهيسن ف هللاا واسن : قول ذهاب " هللا ا واسن "ومعن ه ل وا طاعت م ترآ أنهسالم . أن اهللا تعالى صرف عنهم فضله وترآهم إلى نفوسهم " مهيسنف" ومعنى . اهتمامهم بإطاعة أوامره ه ال ى آدم علي سب إل ه ويدخل في هذا المعنى النسيان الذي ن في قول

. ما ز عه لدج نمل ويسن فلبن ق ممد آلىا إنده عدقلو : تعالى

: النسيان والشيطانا مصلحته ، هبينت بعض آيات القرآن أن الشيطان يجد في استعداد اإلنسان للنسيان مدخال للتأثير علي ة التي فيه ا عن بعض األمور الهام سهو أحيان ه ي ه أحي ، فيجعل ا يجعل ا آم ان

سيانه . ويهمل في إطاعة أوامره ، أخرى يغفل عن ذآر اهللا سبحانه وتعالى ى موسى عن ن ه فت ا قال ذآر م ة التي ت وقد ذآرنا سابقا أثناء آالمنا عن النسيان الناشئ عن السهو اآليام ووسيلة ا . هرآذ أ ن أ انطيلشال ا يه إ اننسا أ مو : فقد قال ، الحوت ه ع ى وج رهم وصالحهم عل ه خي ا في سيان م هو ، لشيطان في إغواء الناس ودفعهم إلى نسيان ذآر اهللا ون

ه . وهي نقطة الضعف في الطبيعة اإلنسانية . التأثير عليهم من ناحية دوافعهم وشهواتهم ة ، إذ أن اإلنسان يميل بطبيعته إلى إشباع دوافع ذة والمتع ى الل ى الحصول عل ومن . وإلشجرة ، تلك الناحية آان مدخل الشيطان على نفس آدم عليه السالم إذ مناه بالخلد ا أآل من ال ى إذا م ذي ال يبل ع في ، والملك ال ه فوق الى عن اه اهللا تع ا نه سالم م ه ال سي آدم علي فن

ا . لىب ي ال كلم و دلخل ا ةرج ش لى ع كلد أ ل ه مدا آ ي ال ق انطيلش ا هيل إ سوسوف : قال تعالى . الخطيئة سابق ذآره ة ال الى وجاء في اآلي ه تع ى ا إنده عدق لو : قول لب ن ق م مد آل . ويلهيهم ذلك عن ذآر اهللا ، فيشغلون بالجري وراءها ، إذ يثير فيهم الشهوات المختلفة ، ويؤثر الشيطان على البشر جميعا بنفس هذه الطريقة . ما ز عه لدج نمل ويسنف

شيطان انطيلش ا واتط خ واعبت ت ال وان آم ينذلا ا هيأي : قال تعالى وات ال ع خط الى و. ر ك نملا واءشح فال برمأ ي هن إفومن يتب ال تع ش امهدع ا يم وهمين مي ومهدع ي : ق ال إانطيل . ورا رغ

: عالج النسيان في القرآن ه ، وفضله وذآر نعمه ، إن عالج النسيان الناشئ عن غفلة القلب عن اهللا سبحانه وتعالى إنما يكون بالذآر المستمر هللا تعالى ه في خلق وم الحساب ، وذآر آيات . وذآر اآلخرة وي

الى . وقد ذآر القرآن أهمية ذآر اهللا تعالى آعالج لهذا النوع من النسيان ة القلب . يتسا ن ذ إ كب ر ر آ ذأو : قال تع سيان وغفل ا للن الى عالج ان ذآر اهللا تع ا آ ا ، ولم د أمرن فق وقد امتدح القرآن المؤمنين . يالصأ و ةرك ب وهحبس و يرا ثرا آ آ ذ هللا ا وارآذ ا وان آم ينذلا ا هيأي :قال تعالى .وفي الصباح والمساء ، سبحانه أن نذآره آثيرا في النهار والليل

س ا قل ي خ ف نإ : قال تعالى . الذين يذآرون اهللا فوصفهم بأنهم أولو األلباب ذين ي ا ابب لألي ال و ألاتي آل اره لنا و للي ل ا فالتاخ و ضراأل و اتاومل ا و ي قهللا اونرآذل ودا ع قاما . ارلن اابذا عنق فكانحبال ساطا ب ذ ه تقلا خ ا م نب ر ضراأل و اتاوملس ا قلي خ ف ونركفتي و مهوبن ج لىعو ه عن اآلخرة إنم الى وغفلت سان هللا سبحانه وتع سيان اإلن إن عالج ن

وهذا يذآرنا بأحد مبادئ التعلم التي تكلمنا عنها من . ال يغفل اإلنسان عن ذآره لحظة ، يكون باإلآثار من ذآره تعالى بصفة مستمرة حتى يكون اهللا حاضرا في القلب على الدوام سبيحه ، ر اهللا تعالى فإن تكرار ذآ . قبل وهو التكرار ادة ذآر اهللا وت سان ع ستقرة في سلوآه ، يكون عند اإلن ة وم ادة ثابت ذه الع ه في آل لحظة من ، بحيث تصبح ه تصدر عن

رار ذآر اهللا وإذا آان المبدأ الذي يقوم عليه عالج هذا النوع من . فيكون اهللا سبحانه وتعالى حاضرا دائما في القلب ، لحظات حياته دون جهد أو عناء ى تثبت ، النسيان هو تك حتا ، فإننا نستطيع أن نستنتج من ذلك أيضا أن عالج النسيان العادي للمعلومات ، هذه العادة وتستقر في سلوك اإلنسان ا عنهم ذين تكلمن اني الل وعين األول والث سيان من الن وهو الن

ذه المعلومات ، سابقا رة أي ، إنما يكون أيضا بتكرار ذآر ه تذآارها مرات آثي ا واس ذين قصروا معظم . بمراجعته نفس المحدثين ال اء ال ه بحوث علم ا توصلت إلي ذا هو م وه . ولم يتعرضوا في دراساتهم للنوع الثالث من النسيان الذي ورد في القرآن والذي تكلمنا عنه سابقا ، اهتمامهم في دراسة النسيان على النوعين األول والثاني فقط

ادة . محمد عثمان نجاتي / للدآتور ) . القرآن وعلم النفس ( هذا العرض مقتبس من آتاب :مالحظة هامة ذه الم أي حال ، وهو الكتاب المقرر دراسته في ه ي ب ه ال يغن ا بأن علم .للجميع بالتوفيق هذا للتنويه وتمنياتي . بصورة أآثر تفصيال وأآثر إيضاحا حيث المعلومة من مصدرها عن الرجوع للكتاب