قﺮﻃو ﻪﺑﺎﺒﺳأ - ﱄوﺪﻟا بﺎﻫرﻹا ﻪﻘﻔﻟاو...

88
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍ ﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ١١٠٦ اﻹرﻫﺎب اﻟﺪوﱄ- أﺳﺒﺎﺑﻪ وﻃﺮق ﻣﻜﺎﻓﺤﺘﻪ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﱄ واﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔاد إ د. ن ر ا أﺳﺘﺎذ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﱄ اﻟﻌﺎم اﳌﺴﺎﻋﺪ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﴩﻳﻌﺔ واﻷﻧﻈﻤﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻄﺎﺋﻒ) اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ( اﻟﻤﻠﺨﺺ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن ا ﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ، وﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺷﻬﺪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻮادث اﻹرﻫﺎب. ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ﻳﺄﻛﻞ اﻷﺧﻀﺮ واﻟﻴﺎﺑﺲ ، وﻳﻬﺪد اﻟﺸﻌﻮب ، وﻳﺨﻞ ﺑﺎﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﺑﻞ وﻳﻔﺘﺖ اﻟﺪول. وازداد ﺧﻄﺮ اﻹرﻫﺎب ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ واﻟﺘﺨﺮﻳﺐ واﻻﻏﺘﻴﺎﻻ ت إﻟﻰ ﺟﺮﻳﻤﺔ دوﻟﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺗﺴﺎﻧﺪﻫﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺪول ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺪرة ﻣﺎﻟﻴﺔ ، وﻛﻔﺎءة ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻹﺳﺘﺨﺒﺎرﻳﺔً ﺑﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﻹرﻫﺎب ﻣﻘﺼﻮرا اﻹرﻫﺎب اﻻﻟﻜﱰوﲏ ، ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨﻒ ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﻫﻨﺎك أﻧﻮاع أﺧﺮى ﻟﻺرﻫﺎب ﻣﺜﻞ واﻹرﻫﺎب اﻟﻔﻜﺮي ، واﻟﻌﻘﺎﺋﺪي ، واﻹرﻫﺎب ﺑﺎﺳ ﺘﺨﺪام اﻷﺟﻬﺰة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨﻒ. وﻟﻤﺎ ﻳﺸﻜﻠﻪ اﻹرﻫﺎب اﻟﺪوﻟﻲ ﻣﻦ ﺧﻄﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ. ﻓﻘﺪ ﻗﺎم اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ

Upload: others

Post on 13-Feb-2020

12 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٠٦

أسبابه وطرق - اإلرهاب الدويل

مكافحته يف القانون الدويل والفقه

دراسة مقارنة –اإلسالمي

إاد

ا رن . د

أستاذ القانون الدويل العام املساعد ) اململكة العربية السعودية ( جامعة الطائف –كلية الرشيعة واألنظمة

الملخصلعشرين ، وبداية القرن الحادي والعشرين شهد المجتمع الدولي العديد خالل القرن ا

حتى أصبح يأكل األخضر واليابس ، ويهدد الشعوب ، ويخل باألمن . من حوادث اإلرهاب

وازداد خطر اإلرهاب عندما انتقل من العمليات التقليدية . بل ويفتت الدول –واالستقرار

ت إلى جريمة دولية منظمة تساندها بعض الدول لما لها غير المنظمة والتخريب واالغتياال

بل أكثر من ذلك لم يعد اإلرهاب مقصورا –من قدرة مالية ، وكفاءة يف العمليات اإلستخبارية

على استخدام العنف فقد أصبح هناك أنواع أخرى لإلرهاب مثل اإلرهاب االلكرتوين ،

تخدام األجهزة اإلعالمية التي تقوم واإلرهاب الفكري ، والعقائدي ، واإلرهاب باس

.بالتحريض على استخدام العنف

فقد قام المجتمع . ولما يشكله اإلرهاب الدولي من خطورة على المجتمع الدولي

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٠٧

الدولي منذ أوائل القرن العشرين على إيجاد تعاون دولي لمكافحة اإلرهاب ، وقامت

كما قامت الدول بسن .لمكافحة اإلرهاب المنظمات الدولية واإلقليمية بالجهود الدولية

.التشريعات الوطنية للقضاء على اإلرهاب ومكافحته

وقد سبقت الشريعة اإلسالمية القوانين الوضعية يف تحريم االعتداء على النفس

البشرية ، فاعتربت النفوس كلها واحدة ، ومن اعتدى على إحداها ، فكأنما اعتدى عليها

مة ، أو خيرا إلحداها ، فكأنما قدمه لإلنسانية جمعاء ، إذ أن اإلسالم جميع� ، ومن قدم خد

يحارب اإلرهاب بشتى صوره وأنواعه ألن اإلسالم دين السالم ، فالسالم يف اإلسالم أعمق

من أن يكون مجرد رغبة يدعو إلى تحقيقها يف الحياة ، إنما هو أصل من أصول عقيدته ،

ف يعمق اإلحساس به يف ضمير الفرد ، وواقع المجتمع ، وعنصر من عناصر تربيته ، وهد

. جسد األمة

ا المنطلق فقد وضعت الشريعة اإلسالمية األسس والمبادئ التي تقضى على ذومن ه

) . الحرابة ( اإلرهاب

Abstract

During the twentieth century, and the beginning of the twentieth

century atheist and the international community has witnessed many

incidents of terrorism. Until it became eats everything and everybody, and

threatens peoples, and disturbs the peace and stability - and even

crumbling states. The increased threat of terrorism when he moved from

traditional operations unregulated, sabotage and assassinations to an

international crime organization, backed by some countries because of their

financial capacity, the efficiency of the intelligence operations - but more

than that terrorism is no longer limited to the use of violence there has

become other types of terrorism, such as cyber terrorism and the

intellectual and ideological terrorism, and terrorism by using media devices

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٠٨

that are inciting the use of violence.

As posed by international terrorism, the danger of the international

community. The international community has made since the early

twentieth century on international cooperation to combat terrorism, and the

international and regional organizations to international efforts to combat

terrorism. As the states to enact national legislation to eliminate and

combat terrorism.

Islamic law was preceded by man-made laws concerning the

prohibition on abuse of the human psyche, Vaattabrt souls are all one, and

assaulted one of them, as if he had assaulted them all, and made a service

or good for one of them, as if he presented for all mankind, if that Islam is

fighting terrorism in all its forms and types because Islam is a religion of

peace. peace in Islam deeper than just a desire to be calls to achieve in

life, but it is out of the assets of his faith, and the element of his upbringing,

and the goal of deepening the sense in the conscience of the individual,

and the reality of the community, the body of the nation. Hence the sense

of Islamic law has laid the foundations and principles that eliminate

terrorism (banditry).

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٠٩

مقدمةأضحى اإلرهاب الدولي من أخطر ما يهدد المجتمع الدولي ، فلم يعد اإلرهاب

حيث تعددت أساليب اإلرهاب ، فنجد أن -بمفهومه التقليدي يقتصر على أعمال العنف

هناك أنواع أخرى من اإلرهاب مثل اإلرهاب االلكرتوين باستخدام الوسائل االلكرتونية

من دول أو جماعات أو أفراد وتتمثل ذلك يف أجهزة الحاسب اآللي سواء كانت صادرة

سواء كان وسيلة أو هدف ومن أمثلة ذلك الفيروسات االلكرتونية والتي تتسبب يف تدمير

، رز والتي عن طريقها يمكن التجسسأجهزة الحاسب اآللي دون علم أصحاهبا ، أنظمة الهاك

تم من خالله التواصل بين اإلرهابيين وتبادل المعلومات فيما وي) اإليميل ( الربيد االلكرتوين

حيث يتم إنشاء -بينهم ونشر وترويج األفكار ، المواقع على الشبكة العنكبوتية االنرتنت

وتصميم مواقع على الشبكة المعلوماتية العالمية لنشر األفكار والدعوات اإلرهابية كما

ت أنشئت مواقع لتعليم صناعة المتفجرا

كما ال يمكن إنكار الدور الذي لعبه اإلعالم يف تغذية أو دعم أو ظهور العنف

واإلرهاب والتطرف من خالل استغالل اإلرهابيين لها يف تسويق أغراضهم وغاياهتم

وتوظيفها يف تضليل األجهزة األمنية واكتساب السيطرة على الرأي العام عن طريق نشر أخبار

يقومون بتنفيذها على اعتبار أن الحمالت اإلعالمية التي تغطي هذه العمليات اإلرهابية التي

العمليات تساعد على تحقيق واستكمال أهدافهم، حيث يرون يف التغطية اإلعالمية لجرائمهم

معيارا هاما لقياس مدى نجاح فعلهم اإلرهابي ، لدرجة أن البعض منهم اعترب العمل اإلرهابي

.فاشال عمال يةإعالم تغطية الذي ال ترافقه

كما أن هناك استخدام نوع آخر من اإلرهاب وهو اإلشاعات لتهجيج المشاعر

.وأحد وسائل اإلرهاب

ويوجد كذلك اإلرهاب الفكري وذلك إلفساد المعتقدات الدينية سواء عن طريق

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١١٠

وتير اإلعالمية أو االنرتنت باستخدام وسائل التواصل االجتماعي الفيس بوك وت األجهزة

.وغيرها

ولذا فقد اهتم المجتمع الدولي بمحاربة ومكافحة اإلرهاب منذ النصف األول

للقرن العشرين ، حيث بدأ المجتمع الدولي يولى هذه الظاهرة اهتمام� خاصا بعد وقوع كثير

من األحداث اإلرهابية والتي تنوعت بين االغتياالت، والتفجيرات ، وخطف الطائرات ،

وتجلى االهتمام يف تناول عصبة األمم المتحدة هذه المشكلة باتفاقية دولية .واخذ الرهائن

وبرتوكول بإنشاء محكمة دولية جنائية لمحاكمة األفراد المتهمين باإلرهاب ، إال أن ١٩٣٧

إال انه . هذه االتفاقية لم يكتب لها التطبيق بسبب عدم توافر النصاب الكايف للتصديق عليها

بعد ذلك االهتمام بعقد اتفاقيات دولية لمحاربة اإلرهاب يف مجاالت مختلفة تدرجت بدأ

.بقدر تعرضها ألخطار اإلرهاب

يف الواليات المتحدة األمريكية تضاعف اهتمام ١..٢ستمرب ١١وبعد أحداث

المجتمع الدولي وزاد نشاط األمم المتحدة يف مجال مكافحة اإلرهاب من خالل الجمعية

كما عقدت كثير من االتفاقيات . العامة ، ومجلس األمن فصدرت العديد من القرارات

.والمؤتمرات للتصدي لهذه الظاهرة

وقد بدء الدين اإلسالمي قبل القوانين الوضعية مبادئ تنهى عن كل أنواع الشر

الغربي بإعالمه ومع ذلك فقد لوحظ يف اآلونة األخيرة اتجاه الفكر -المؤدى إلى االنحراف

بل العكس من ذلك فإن اإلسالم يرفض –إلى لصق هتمة اإلرهاب إلى اإلسالم والمسلمين

اإلرهاب ويستنكره وال يقبل بارتكابه سواء بين المسلمين أنفسهم أو بين المسلمين وغيرهم

.من الشعوب مهما كان دينها أو جنسيتها

:مشكلة البحث

بل أصبح اإلرهاب بديال –يستفحل يوم بعد يوم اإلرهاب الدولي أصبح خطر

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١١١

للحروب ، وخاصة عندما أصبحت المنظمات اإلرهابية يف العالم تمتلك العديد من وسائل

. التي تمكنها من تنفيذ عملياهتا اإلرهابية بدرجة عالية من الدقة واإلتقان وجيلونالتكالتقدم

شر ، ويتسبب يف إحداث العاهات حيث أضحى اإلرهاب يحصد أرواح الماليين من الب

وإصابة الماليين من البشر ، فضال عن إتالف وتدمير الممتلكات العامة والخاصة ، بل أكثر

واألخطر من ذلك . من ذلك يعمل اإلرهاب على إتالف العقول عن طريق الغزو الفكري

.يفشى الفوضى بالدول ويعمل على تفتيتها وتجزئتها

:أسباب اختيار الموضوع

لموضوع الدراسة أهمية كربى لما يمثله اإلرهاب الدولي من خطر على األفراد

وهذه األهمية هي التي دفعتني لكي ابحث يف . والممتلكات العامة والخاصة وكيان الدول

هذا الموضوع حيث يرتتب على اإلرهاب

.يمثل اإلرهاب خطرا على حياة الماليين من البشر -١

.إتالف الممتلكات العامة والخاصة يتسبب اإلرهاب يف -٢

.يدمر اإلرهاب البنية التحتية للدول -٣

. يعمل اإلرهاب على تجزئة الدول وتفتيتها -٤

. إيجاد حلول للتصدي ومواجهة اإلرهاب والقضاء عليه -٥

:أهداف الدراسة

:تهدف الدراسة إلى التعرف على

.قانون الدولي والفقه اإلسالمي مفهوم اإلرهاب الدولي وتميزه عن غيره يف ال - ١

. األسباب والدوافع لظاهرة اإلرهاب يف القانون الدولي والفقه اإلسالمي - ٢

بيان الجهود الدولية لمكافحة اإلرهاب الدولي سواء عن طريق المنظمات الدولية - ٣

. واإلقليمية ، أو الوثائق ، واالتفاقيات الدولية أو التشريعات الوطنية

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١١٢

.سس ومبادئ الدين اإلسالمي يف نبذ الشر والعنف ومكافحة اإلرهاب بيان أ - ٤

:منهج البحث

يعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي المقارن بالفقه اإلسالمي يف بيان مفهوم

اإلرهاب الدولي ، وتميزه عن غيره من وسائل القوة المسلحة مثل المقاومة الشعبية ، والدفاع

.وطرق مكافحته . باب ودوافع اإلرهاب وبيان أس. الشرعي

:خطة البحث

.نقسم هذا الباحث هذا البحث إلى ثالثة فصول

. ماهية اإلرهاب وتميزه يف القانون الدولي والفقه اإلسالمي :الفصل األول

.أسباب اإلرهاب الدولي يف القانون الدولي والفقه اإلسالمي :الفصل الثاين

.مكافحة اإلرهاب يف القانون الدولي والفقه اإلسالميطرق :الفصل الثالث

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١١٣

الفصل األول ماھیة اإلرھاب وتمیزه في القانون الدولي والفقھ اإلسالمي

:تمهيد وتقسيم

إن تعريف اإلرهاب الدولي من الصعوبة بمكان الوصول إليه للتحديد مفهوم له

حيث تعرض هذا ، وين محددويرجع ذلك إلي أن هذا االصطالح ليس له مضمون قان

فقد كان . االصطالح إلي تطور وتغيير معناه منذ بدء استخدامه يف أواخر القرن الثامن عشر

يقصد به يف البداية األعمال والسياسيات الحكومية التي تستهدف الرعب بين المواطنين

ستخدم وصوال إلي تأمين خضوعهم وانصياعهم لرغبات الحكومة وبتطوره اليوم أصبح ي

ففي الوقت الحاضر . لوصف أعمال يقوم هبا أفراد أو مجموعات من األفراد ألسباب متعددة

يستخدم هذا االصطالح للتعبير عن االستخدام المنظم للعنف لتحقيق هدف سياسي وخاصة

االعتداءات الفردية والجماعية والتخريب وأعمال العنف المختلفة التي تقوم منظمة سياسيه

)١( .علي المواطنين وخلق جو من الرعب والفزع وعدم األمان بممارستها

ولقد نبذ اإلسالم العنف واإلرهاب بجميع أشكاله وألوانه ، وحث المسلمين على

االبتعاد عن كل ما يؤدى إلى الوقوع به ، بل أن اإلسالم حرم على اإلنسان االعتداء على نفسه

.)٢(وال تلقوا بأيديكم إلى التهلكة بحانه وتعالى بأي شكل من أشكال االعتداء ، فقال اهللا س

ويختلط مفهوم اإلرهاب باعتباره استخدام غير مشروع للقوة ببعض صور القوة

والمقاومة الشعبية المسلحة سواء يف القانون الدولي أو الفقه ،األخرى مثل الدفاع الشرعي

.اإلسالمي

، ١٩٧٧دار الفكـر العربـي ، المقاومة الشعبية المسلحة يف القانون الـدولي العـام ، عامر، صالح الدين. د: ظر ان)١(

.٤٨٥ص

. ١٩٥سور البقرة ، اآلية ، )٢(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١١٤

:لفصل إلي ثالثة مباحث وعلي هذا سوف نقسم هذا ا

.تعريف اإلرهاب يف القانون الدولي والفقه اإلسالمي : المبحث األول

تميز اإلرهاب عن المقاومة الشعبية المسلحة يف القانون الدولي : المبحث الثاين

.والفقه اإلسالمي

لفقه تميز اإلرهاب الدولي عن الدفاع الشرعي يف القانون الدولي وا :المبحث الثالث

.اإلسالمي

المبحث األول تعریف اإلرھاب الدولي في القانون الدولي والفقھ اإلسالمي

اختلف فقهاء القانوين الدولي علي تعريف واحد لإلرهاب الدولي حيث أن فريقا

أي ربط بين اإلجرام السياسي واإلرهاب ،منهم ربط بين اإلرهاب وتحقيق األهداف السياسية

أخر اهتم يف تناوله لمفهوم اإلرهاب بالوسائل المستخدمة فيه وبالرعب وفريقا ،بصفة عامة

.كمصلحة ونتيجة له دون النظر إلي الهدف الكامن وراءه ،والفزع

.كما حاولت العديد من االتفاقيات الدولة بوضع تعريف محدد لإلرهاب الدولي

نسان ويدافع عن وقد جاء الدين اإلسالمي للناس كافة لنشر السالم ليحمى كرامة اإل

من أجل ذلك كتبنا على بني : حقه يف الحياة ويجرم االعتداء عليها فجاء يف قوله تعالى

ما قتل الناس جميعا وم ه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في األرض فكأن ن أحياها إسرائيل أن

ما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذل ف ك في األرض كأن

. ) ١(لمسرفون

. ٣٢سورة المائدة ، اآلية )١(

دراسة مقارنة –مي أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسال -اإلرهاب الدولي

١١١٥

:وعلى ذلك سوف نقسم هذا المبحث إلى ثالثة مطالب

.تعريف اإلرهاب يف الفقه الدولي :المطلب األول

.تعريف اإلرهاب الدولي يف االتفاقيات الدولية : المطلب الثاين

. تعريف اإلرهاب يف الفقه اإلسالمي: المطلب الثالث

المطلب األول

تعريف اإلرهاب يف الفقه الدولي

فقد بذلت جهود فقهية عديدة سواء من الفقه الغربي أو الفقه العربي لتعريف

.اإلرهاب

العمل اإلجرامي المقرتن بالرعب أو العنف أو (يل بأنه سوت "Sottile"فقد عرفه

ويؤخذ علي هذا التعريف بأنه قد اقتصر علي تعريف ) . الفزع بقصد تحقيق لهدف معين

) .١( اإلرهاب علي أعمال العنف فقط كما لم يحدد الهدف من اإلرهاب

ر ضيق فقد واآلخ،سلدانا يف تعريفين أحداهما واسع "Saldana"يف حين عرفه الفقيه

جناية أو جنحة سياسية أو اجتماعية ينتج عن تنفيذها أو التعبير "عرفه يف معناه الواسع بأنه كل

أما المعني الضيق فإن اإلرهاب "عنها ما يثر الفزع العام لما من طبيعة ينشأ عنها حظر عام

شخصي األعمال اإلجرامية التي يكون هدفها األساسي نشر الخوف والرعب كعنصر "يعني

. )٢("وذلك باستخدام وسائل من شأهنا خلق حالة من الخطر العام كعنصر مادي

قد عرف اإلرهاب يف معناه الواسع "Saldana"ويالحظ علي هذا التعريف بأن الفقيه

: انظر )١(

Sottile A . leterrorisne international R.C.A.O Vol 65 1938 p.96

:انظر )٢(

Saldana le terrorisne ،revue international de droit penal 1936.P.26 .

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١١٦

باستخدام تصيف الجرائم من جناية أو جنحة وأن هذا التصنيف يختلف من تشريع إلي أخر

.شريع ال يعترب يف تشريع أخر فما يعترب جناية أو جنحة يف ت

كل عمل من أعمال العنف المسلح "ويفيد إيرك بأنه "David Eric"كما عرفه الفقيه

.) ١( "يرتكب لتحقيق أهداف سياسية أو فلسفية أو إيديولوجية أو دينية

ويالحظ علي هذا التعريف بأن أغلق باب االجتهاد فيما يعد هدف� من اإلرهاب

اعتباره ما يستجد من أهداف لإلرهاب فقد عدد وحصر األهداف فقد كان وكذلك لم يضع يف

.ورد هذه األهداف علي سبيل المثال وليس علي سبيل الحصر يعليه أن

يرتكب ويلكنسون إلي أنه نتاج العنف المتطرف الذي "Wilkinson"كما عرفه الفقيه

لها كافة المعتقدات اإلنسانيةمن أجل الوصول إلي أهداف سياسية معينة يضحي من أج

)٢( .األخالقية

.قط علي األهداف السياسية دون غيرها فويالحظ علي هذا التعريف بأن قد اقتصر

ولرت يف تعريفه لإلرهاب بأنه هو عملية رعب تتألف من "Walter"كنا ذهب الفقيه

عن أقصي درجات ورده الفعل العاطفية الناجمة ،ثالثة عناصر هي فعل عنيف أو هتديد به

)٣( .خوف الضحايا واآلثار الناجمة عن ذلك التي تمس المجتمع ككل

ويالحظ علي هذا التعريف بأنه لم يذكر معيارا أو أفعال هذا العنف العنيف أو التهديد

:انظر )١(

David eric le terrorisme reue droit in relexionss vr definition et la lepression du terois me editions de iuniversite de – bruxelles bmuxelle p. 25 .

:انظر )٢(

Wilkinsan p. three question terrorisme in coverment and oppositian val .8 na 3 londan 1973 p.292

:انظر )٣(

Walter .e.v teror and resistance a study of political viocence with cacese studies : of some paimitue afaican communities of some primitive africem communities of some raimitue afaican communities ax foad university rmess newyamk 1509 . p.3 .

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١١٧

.به

بيل بأنه صفة تطلق علي األعمال غير المشروعة التي تمس "Bell"كما عرفه

)١( .ع والرتويع المجتمع وتصيب أفراده بالفز

ويالحظ علي هذا التعريف بأنه لم يحدد معيارا ألعمال العنف غير المشروع فأي فعل

.مخالف للقانون يعد غير مشروع�

.كما تعددت تعريفات الفقه العربي لإلرهاب الدولي

كل اعتداء علي األرواح (عبد العزيز سرحان بأنه / فقد عرفه األستاذ الدكتور

الممتلكات العامة أو الخاصة بالمخالفة ألحكام القانون الدولي بمصادره واألموال و

من النظام ٣٨المختلفة بما يف ذلك المبادئ العامة للقانون بالمعني الذي حددته المادة

األساسي لمحكمة العدل الدولية وهو ما يمكن أن يطلق عليه أنه جريمة دولية أساسها مخالفة

.القانون الدولي

غير المشروع للعنف نبيل حلمي بأنه االستخدام/ عرفه األستاذ الدكتور يف حين

التهديد به بواسطة فرد أو مجموعة أو دولة ضد فرد أو جماعة أو دولة ينتج عنه رعب أو

للخطر أروح� بشرية أو يهدد حريات أساسية ويكون الغرض منه الضغط علي ضيعر

)٢( .موضوع ما أو الدولة لكي تغير سلوكها تجاه،الجماعة

أحمد رفعت بأنه استخدام طرق عنيفة كوسيلة الهدف / كما عرف األستاذ الدكتور

المجلـة المصـرية –حـول تعريـف اإلرهـاب الـدولي وتحديـد مضـمومة ، سرحان، عبد العزيـز محمـد . انظر د )١(

. ١٧٣يف ١٩٧٣ – ٢٩المجلد –للقانون الدولي

القـاهرة ، دار النهضة العربية ، واعد القانون الدولي العام حلمي، نبيل أحمد اإلرهاب الدولي وفقا لق. د: انظر )٢(

. ٢٧بدون تاريخ ص ،

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١١٨

)١(. منها نشر الرعب لإلجبار علي اتخاذ موقف معين أو االمتناع عن موقف معين

إن ،وليس هدف� أو غاية يف حد ذاته،ويرى سيادته أن اإلرهاب وسيلة لتحقيق هدف ما

هذا العمل من أعمال الفوضوية التي سادت العالم يف هناية القرن لم يكن وسيلة ألصبح

وال،كما يري سيادته أن وسائل اإلرهاب عديدة ومتنوعة،التاسع عشر وبداية القرن العشرين

وبين سيادته ،يمكن حصرها إال أنه تتميز جميعها بأهنا عنيفة وتخلق حالة من الرعب والفزع

ا يف غالبيتها ألسباب وغايات سياسية مثل عدم إقرار حقوق ويرده،الغاية من العمل اإلرهابي

وعدم مراعاة حقوق األقليات إال أنه ليس ضروريا أن تكون ،الشعوب يف تحقيق مصيرها

.الغاية سياسيه فربما تكون اجتماعية أو تاريخية

محمد عزيز شكري بأنه لعمل عنيف وراءه دافع سياسي / كما ذهب األستاذ الدكتور

نت وسيلة وهو مخطط بحيث يخلق حاله من الرعب والهلع يف قطاع معين من الناس أيا كا

.لتحقيق هدف سياسي

أو لنشر دعاية أو مظلمة سواء كان الفاعل يعمل لنفسه بنفسه أو بالنيابة عن مجموعة

تمثل شبه دولة أو بالنيابة عن دولة منغمسة بصورة مباشرة أو غير مباشرة يف العمل المرتكب

طة أن يتعدي العمل الموصوف حدود دولة واحدة إلي دولة أخري وسواء ارتكب العمل شري

)٢( .الموصوف يف زمن السلم أو زمن النزاع المسلح

عبد العزيز مخيمر يف تعريفه أن اإلرهاب الدولي ال / يف حين ذهب األستاذ الدكتور

ارة عن استخدام وسائل يختلف عن اإلرهاب الداخلي من حيث طبيعته الذاتية فكالهما عب

اإلرهاب الدولي يف ضـوء أحكـام القـانون الـدولي العـام واالتفاقيـات الدوليـة ، رفعت ،أحمد محمد . د: انظر )١(

. ٢٠٤ص، ١٩٩٩دار النهضة العربية ,وقرارات األمم المتحدة

، لبنـان ، بيـروت ، دار العلم للماليين ، دراسة قانونية نافذة ، اإلرهاب الدولي ، محمد عزيز.، د شكري : انظر )٢(

. ٢٠٤ص، ١٩٩٠

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١١٩

عنيفة لخلق حالة من الرعب والفزع لدي شخص معين أو مجموعة معنية من األشخاص أو

)١( .حتي لدي المجتمع بأسره بغيه تحقيق أهداف معينة أو مؤجلة

ونحن نري يف تعريف اإلرهاب الدولي بأنه كل فعل سواء كان باستخدام العنف

أي فعل بالتحريض عن طريقة , تخدام العنف أو القوة أوالقوة أو بالتهديد والتحريض باس

استخدام وسائل التواصل اجتماعي علي استخدام العنف والتحريض عليه أو ترويج

اإلشاعات لتهجيج المشاعر أو استخدام الوسائل اإلعالمية المسموعة والمقروءة والمرئية

من فرد أو جماعة أو دولة للتحريض العنف وهتيج المشاعر سواء كانت هذه األفعال صادرة

ضد فرد أو جماعة أو دولة أو ممتلكات عامة أو خاصة وذلك من أجل تحقيق أغراض

.سياسية أو أيدلوجية أو دينية أو اجتماعية

المطلب الثاني تعريف اإلرهاب الدولي في االتفاقيات الدولية

فاقيات دولية ذات قامت الحكومات المختلفة أو المنظمات الدولية المعنية بإبرام ات

طابع عالمي وإقليمي إليجاد حل لمنع وقمع اإلرهاب الدولي وقد تناولت هذه االتفاقيات

.نعرفها بعضها ،تعريف لإلرهاب الدولي

)٢(: ١٩٣٧تعريف اتفاقية جنيف : أوال

هذه االتفاقية تعترب أول عمل قانوين يهدف إلي الحد من خطر العمليات اإلرهابية عن

ومع هذا لم . تعاون الدولي واالتفاق بين الدول لمنع الجريمة ومعاقبة مرتكبيها طريق ال

اإلرهاب الدولي مع دراسة لالتفاقيات الدولية والقـرارات الصـادرة ، عبد الهادي ، عبد العزيز مخيمر. د: انظر )١(

. ٥٧ص، ١٩٨٦قاهرة ال، دار النهضة العربية ، عن المنظمات الدولية

دار المطبوعــات ، اإلرهــاب الــدولي تجريمــ� ومكافحــة ، بــوادي ، حســنين المحمــدي / لــواء دكتــور : انظــر )٢(

. ٤٥ص، ٢٠٠٧، اإلسكندرية ، الجامعية

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٢٠

تتناول االتفاقية إال شكال وحيدا من اإلرهاب وهو اإلرهاب الثوري واالعتداءات الموجهة

ضد حائزي السلطة يف الدولة ورغم قصور االتفاقية إال أهنا تعرب عن إيمان واضعيها بالتعاون

فحته ووضع األعمال اإلرهابية بما يحقق سيادة كل الدول واحرتام األنظمة الدولي لمكا

الدستورية السائدة هبا وقد عرفت المادة األولي من االتفاقية يف فقرهتا الثانية أعمال اإلرهاب

تعني األعمال اإلجرامية الموجهة ضد دولة وهتدف أو تخطط إلي إحداث حالة من الرعب

.أو مجوعة من الناس أو لدي العامةيف أخطار أشخاص معيين

: ١٩٧٧االتفاقية األوربية لقمع اإلرهاب عام : ثاني�

طالبت الدول األوربية بضرورة تشديد العقاب علي اإلرهابية ورفضت اعتبار فكرة

وتم االتفاق علي وضع اتفاقية جديدة ،اإلرهاب من الجرائم السياسية التي يحظر فيها التسليم

ووقعت عليها الدول األوربية يف ،١٩٧٦اب تمت الموافقة عليها يف نوفمرب لمكافحة اإلره

ولم تضع هذه االتفاقية تعريف� . ١٩٧٨ودخلت حيز التنفيذ يف أغسطس ) ١( . ١٩٧٧يناير

لإلرهاب أو الجريمة اإلرهابية بل أوضحت مفهوم اإلرهاب بطريقة حصرية حيث سردت

يث جاءت المادة األولي من االتفاقية بحصر األفعال التي األفعال التي تعد أفعاال إرهابية ح

: تعد جرائم إرهابية وهي

والخاصة بقمع االستيالء غير ،.١٩٧الجرائم التي نصت عليها اتفاقية الهاي عام - ١

.المشروع علي الطائرات

والخاصة بقمع األفعال ١٩٧١الجرائم المنصوص عليها يف اتفاقية مونرتيال لعام - ٢

.ر المشروعة والموجهة ضد سالمة وأمن الطيران المدين غي

م والفقـه وسائل مكافحته يف القانون الدولي العا، جوانبه القانونية ، اإلرهاب ، حمودة ، منتصر سعيد . د: انظر )١(

. ٢٧٨ص، ٢٠٠٦، اإلسكندرية ، دار الجامعة الجديدة ، اإلسالمي

دراسة مقارنة –لقانون الدولي والفقه اإلسالمي أسبابه وطرق مكافحته في ا -اإلرهاب الدولي

١١٢١

الجرائم الخطيرة التي تشكل اعتداء علي الحياة أو السالمة الجسدية أو حرية - ٣

.المتمتعين بالحماية الدولية بما يف ذلك المبعوثين الدبلوماسيين

.الجرائم التي تتضمن الخطف وأخذ الرهائن أو االحتجاز التعسفي - ٤

ائم استعمال المفرقعات والقنابل واألسلحة النارية اآللية والمتفجرات جر - ٥

.والرسائل الخداعية المتفجرة إذا كان شأن هذا االستعمال تعريض األشخاص للخطر

وقد أجازت المادة الثانية من االتفاقية للدول المتعاقدة سلطات واسعة يف التسليم يف

: حالتين هما الجرائم التي ال تعترب سياسية وذلك يف

ارتكاب أي فعل من أفعال العنف الخطيرة ضد األشخاص أو سالمتهم :األولي

.الجسدية أو حرياهتم

ارتكاب أي عمل عنيف ضد الممتلكات إذا كان من شأن ذلك خلق حظر :الثانية

.جماعة عام

: ١٩٩٨االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب لعام : ثالث�

عن مجلس وزراء العدل والداخلية ،١٩٩٨ية يف القاهرة صدرت هذه االتفاق

وراعت مبادئ الشريعة اإلسالمية والقانون الدولي وميثاق جامعة الدول العربية ،العرب

.مادة ٤٢وميثاق األمم المتحدة وهي مكونة من

وأكدت علي حق الشعوب يف الكفاح المسلح ضد االحتالل األجنبي من أجل تحرير

بادئ وقرارات األمم المتحدة وجاءت مادهتا األولي بتعريف الدول المتعاقدة األرض وفق� لم

بأهنا كل دولة عضو يف جامعة الدول العربية صدقت علي هذه االتفاقية وأودعت وثائق

) ١( .تصديقها لدي األمانة العامة للجامعة

وسائل مكافحته يف القـانون الـدولي والفقـه ، جوانبه القانونية ، اإلرهاب الدولي، حمودة ، منتصر سعد. انظر د )١(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٢٢

ف أو التهديد وقد عرفت االتفاقية اإلرهاب تعريف� وصفي� بأنه كل فعل من أفعال العن

هم أو تعريض حياهتم أو حريتهم به أيا كانت بواعثه أو أغراضه يقع تنفيذا أو تروعيهم بإيذائ

أو األمالك العامة أو الخاصة أو إلحاق الضرر بالبينة أو بأحد المرافق،أدميتهم للخطر أو

)١( .احتاللها أو االستيالء عليها أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر أو

:ومن هذا يتضح أن تعريف اإلرهاب له ركين

الركن المادي وهو عبارة عن فعل العنف أو التهديد به أيا كانت بواعثه أو أغراضه

.وهو قيام الجاين بإلقاء الرعب بين الناس وترويعهم: الركن المعنوي

فيها وبعد ذلك أوردت االتفاقية تعريفا للجريمة اإلرهابية بأهنا أي جريمة أو شروع

واء علي رعاياها أو ممتلكاهتا ترتكب تنفيذا لغرض إرهابي يف أي من الدول المتعاقدة س

.يعاقب عليها قانون� الداخلي ،مصالحها أو

وباستعراض تلك االتفاقيات نجد بأهنا لم تحدد تعريف� محددا لإلرهاب مع ذلك فإن

.ديد تعريف للجرائم اإلرهابية لتلك االتفاقيات دور رئيس يف المساهمة بشكل كبير يف تح

. ٣٨٨ص، المرجع السابق ، اإلسالمي

مركز دراسـات ، لفهم ظاهرة اإلرهاب وسبل التصدي لها ، ي نحو مدخل موضوع، الرشيدي ، أحمد . انظر د )١(

. ١٩ص، ٢٠٠٣األردن ، الشرق األوسط

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٢٣

المطلب الثالث تعريف اإلرهاب في الفقه اإلسالمي

الشريعة اإلسالمية صالحة لكل زمان ومكان ، والدليل على ذلك وجود أحكامها

عمال وتطبيق� لدى قوانين دول ال تعتنق اإلسالم ، لذلك فإن كافة االختالفات الفقهية يف كافة

ولذلك فإن تعريف –ئم� تجد لها حال مناسبا يف الفقه اإلسالمي القضايا الخالفية دا

له مفهوم ثابت ومستقر يف الفقه اإلسالمي ، حيث أهنا مجرمة ومعاقب ) الحرابة ( اإلرهاب

.عليها يف باب الحرابة

:وعلى ذلك سوف نقسم هذا المطلب إلى أربع فروع

.المي تعريف الحرابة يف الفقه اإلس: الفرع األول

. تعريف الحرابة يف اللغة :الفرع الثاين

. تعريف الحرابة يف االصطالح :الفرع الثالث

.جريمة الحرابة يف الكتاب والسنة :الفرع الرابع

الفرع األول تعريف الحرابة يف الفقه اإلسالمي

يأتيها الحرابة هي محظورات شرعية زجر اهللا عنها بحد ، تعزيزا أي أهنا أفعال محرمة

الفاعل فيعد مجرم� وان كان العرف لدى فقهاء المسلمين استقر على أهنا هي الذنب بصفة

إال أن المتفق بين الفقهاء ) ١( عامة ، والجناية هي الذنب الذي يوجب القصاص أو العقاب

هي إتيان فعل محرم معاقب علي فعله أو ترك فعل ( بعيدا عن هذا التعريف أن الجريمة

) .على تركه ، أو نصت الشريعة على تحريمه أو العقاب عليه معاقب

د مصطفى الرافعي ، أحكام الجرائم يف اإلسالم ، الحدود والقصاص والتعزيز ، الدار اإلفريقية العربية ، : انظر )١(

. ١٧بدون تاريخ ، ص

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٢٤

ويقسم اإلسالم الجرائم إلى جرائم حدود ، وجرائم قصاص ، وجرائم تعزيرية

تقع على أحاد الناس والنوع األول هو الجرائم التي تمس الدولة اإلسالمية يف أمنها

دة ، والزنا ، شرب الخمر ، السرقة ،الر. واستقرارها ونظامها وهى جرائم الحدود الست

أما النوع الثاين فيخص الجرائم التي تحدث آلحاد الناس ) ١()الحرابة ( القذف ، قطع الطريق

.مثل الضرب والقتل

ويالحظ بأنه ال يوجد تقسيم الجرائم يف الفقه اإلسالمي إلى داخلية ودولية ، حيث

ن األصل أن اإلسالم عام لكافة البشر يف كل زمان ومكان ال يوجد هذا التقسيم يف اإلسالم ال

واألصل أن تكون األرض دار واحدة هي دار اإلسالم ، وترتيب� على ذلك فان كافة الجرائم

.التي تقع من المفرتض أهنا جرائم داخلية

الفرع الثا� تعريف الحرابة يف اللغة

لم ، وأنا حرب لمن حاربني ، أي الحرابة يف اللغة من الحرب ، والتي هي نقيض الس

. بالتحريك ) الحرب ( عدو ، وفالن حرب أي محاربة وفالن حرب لي ، أي عدو محارب و

.) ٢(أي سلب الرجل ماله ، وحربه يحربه إذا أخذ ماله فهو محروب وحريب

كه بال شيء ، إذا أخذ ماله وتر: وتعنى الحرابة أيضا المعصية ، وحربه يحربه حربا

أي المسلوب والمنهوب ، والمحارب وهى بمعنى سلب األموال ، أي سلب : والمحروب

– ١٤٠مة والعقوبة يف الفقه اإلسالمي ، الجريمة ، بدون تاريخ ، ص اإلمام محمد أبو زهرة ، الجري: انظر )١(

١٤١.

. ٥٩٥ابن منظور ، لسان العرب ، المجلد األول ، ص : انظر (٢)

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٢٥

وتأتى المحاربة أيضا بمعنى القتل عندما تقرتن بالسلب ، وهو ما . ) ١(الشخص جميع ما يملك

عة فالمعنى اللغوي للحرابة إذا هو االعتداء والسلب وإشا. ) ٢(يدل على الغصب بمعناه العام

الخوف محل األمن ، فهي ليست مرادفة للقتل والمقاتلة ، وإنما األصل فيها االعتداء

. ) ٣(كون ذلك بقتل وقتال ،أو من دونهوتقويض األمن ، وقد ي

الفرع الثالث تعريف الحرابة يف االصطالح

عرفت الحرابة يف المذاهب الفقهية بتعريفات مختلفة ، إال أهنا تتفق جميعها يف

جوهرها ، فاتفقوا على أن المحاربين هم الخارجون إلخافة المارة من الناس ، وقتل النفوس

وأخذ األموال ، وأي هدف أخر من هؤالء يكفى العتبارهم محاربين ، ما داموا قد خرجوا

.لذلك ، ولكنهم اختلفوا حول الشروط الالزمة لتحقق الحرابة

ا كما يطلق عليه) قطع الطريق ( ابة لفظ والفقهاء األحناف يطلقون على الحر

. ) ٤(البعض منهم لفظ السرقة الكربى

قطع الطريق هو الخروج على المارة ألخذ المال على سبيل ( وعرفت لديهم بأهنا

المغالبة ، على وجه يمنع المارة من الخروج ويقطع سواء كان القطع من جماعة أو من واحد

والكاسانى يرى أيضا بأن الخروج يجب أن يتم عن طريق ) . ع بعد أن يكون له قوة القط

. ١٦٣، ص ١٩٩٠، دار األمواج ، بيروت ، ٢، ط ١مجمع اللغة العربية ، المعجم الوسيط ، ج : انظر )١(

محمد محمد ، جريمة الحرابة وعقوبتها يف الشريعة اإلسالمية والقانون الجنائي ، د حسن ، عبد العزيز : انظر )٢(

. ٤٨، ص ١٩٨٣دراسة مقارنة ، رسالة دكتوراه ، كلية الحقوق ، جامعة القاهرة ،

د المغربي ، عبد الحكيم على ، المشاركة يف الحرابة وعقوبتها يف الشريعة اإلسالمية ، دار الطباعة : انظر )٣(

. ١١، ص ١٩٨٣، القاهرة ، ١محمدية ، طال

د الجميلى ، خالد رشيد ، أحكام البغاة والمحاربين يف الشريعة اإلسالمية والقانون ، الجزء األول ، : انظر )٤(

. ٣٣٣، ص ١٩٧٩الجزء الثاين ، دار الحرية للطباعة ، بغداد

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٢٦

ممكن يكون قادرا عليه ، يقوى على المنعة والمغالبة يف قطع الطريق ، وسواء أكان ذلك

.) ١( بسالح أم بغيره ، باشر لكل أو لبعض

المال قطع الطريق لمنع سلوك المارة ، أو أخذ( وعرفت الحرابة عند المالكية بأهنا

والمالكية يتوسعون يف تحديد مفهوم الحرابة ، ويعتربوهنا .) ٢() على وجه يتعذر معه الغوث

كل فعل عمد كان الباعث عليه الطمع يف المال ، سواء أكان فيه قطع للطريق أم ال ، كما أن

ر ، تعريفهم للحرابة يشتمل على تحقها يف كل األماكن ، يف الحضر والسفر ، يف الرب والبح

.) ٣( فاألمن والخوف ، وىف القتل غيلة

الربوز ألخذ مال ، أو لقتل ، أو ارتاب ، مكابرة ، ( أما عند الشافعية ، فقد عرفت بأهنا

والشافعية ال يشرتطون أن يكون المحاربون . ) ٤()على الشوكة مع البعد عن الغوث اعتمادا

بدا ، بسالح أم من دونه ، سواء وقعت يف الصحارى أم مسلما أم ذميا ، ذكرا أم أنثى ، حرا أم ع

ففي هذه األحوال جميعا تكون . الن المدن مكان األمن فال تتحقق فيها الحرابة . يف المدن

جريمة الحرابة متحققة ، وهم يف هذا يتفقون مع المالكية ، وقول أبى يوسف من الحنفية ،

، ٢ئع الصنائع يف ترتيب الشرائع ، الجزء التاسع ، ط اإلمام عالء الدين أبى بكر مسعود الكاسانى ، بدا: انظر )١(

. ٤٢٨٢، ص ١٩٨٢دار الكتاب العربي ، بيروت ،

عي ، الجزء الثاين ، القسم عودة ، عبد القادرة ، التشريع الجنائي اإلسالمي مقارن� بالقانون الوض: انظر )٢(

. ٦٤٠، ١٩٦٤، مكتبة دار العروبة ، ٢، ط الخاص

محمد بن حمد بن جزي الغرناطي المالكي ، قوانين األحكام الشرعية ومسائل الفروع الفقهية ، دار :انظر )٣(

.٣٩٢، ص ١٩٦٨العلم للماليين ، بيروت ،

شمس الدين محمد بن أبى العباس احمد بن حمزة شهاب الدين الرملي المنويف المصري األنصاري : انظر )٤(

محتاج إلى شرح المنهاج ، مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبي وأوالده الشهير بالشافعي الصغير ،هناية ال

. ٢، ص ٣، ج ١٩٨٣ -١٣٥٧بمصر ،

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٢٧

. ) ١(والمشهور عن الحنابلة

ض للناس يف صحراء ، أو بيان ، التعر( د الحنابلة فقد عرفها بعضهم بأهنا أما عن

أما البعض اآلخر ، . ) ٢( ) بحر ، فيغصبوهنم أموالهم قهرا ومجاهرة ، أو يقتلوهنم ألموالهم أو

خروج الملتزمين المكلفين بالسالح يف الصحراء ، أو البنيان ألخذ أموال ( فقد عرفها بأهنا

ة ، سواء من الفرد أو من الجماعة ، وبشرط توافر النصاب يف السرقة ، سواء الناس مجاهر

أكان يف المدن أم يف القرى ، يف البحر أم يف الجو ، وأن يتم ذلك على سبيل المجاهرة ، وأن

وهذا الرأي يتفق مع ما ذهب ) . يكون معهم سالح ولو عصى ، أو حجارة تقذف باأليدي

. ) ٣(والشافعية إليه األحناف والمالكية

ومن جماع ما تقدم يتضح أن جريمة الحرابة يف الفقه اإلسالمي تتفق مع جريمة

اإلرهاب يف الوقت الحاضر ، ومن عدة أوجه ، وهى بالطبع تحمل صفات األعمال اإلرهابية

تحقق يف غالبيتها ، فمرتكب جريمة الحرابة يقوم باستخدام األسلحة أيا كان نوعها ، ما دامت

وكذلك األمر بالنسبة إلى مرتكب الجريمة اإلرهابية ، حيث يقوم . له القوة والمنعة والشوكة

باستخدام مختلف أنواع األسلحة التي تعطيه اإلمكانية والقوة والقدرة على تحقيق أهدافه ،

وأغراضه ، كالمتفجرات ، والمفرقعات ، واألسلحة الخفيفة والثقيلة ، بل وحتى األسلحة

احمد ، محمود مطلوب ، د الجميلى ، خالد رشيد ، الفقه الجنائي ، مطبعة جامعة بغداد جامعة بغداد ، : انظر )١(

.٢٣٢ -٢١٨، ص ١٩٨٤كلية اآلداب ، جامعة بغداد ،

شرح الشيخ محمد الخطيب الشربينى على متن منهاج الطالبين لإلمام أبى زكريا بن شرف النووي ، : انظر )٢(

، ٢٢٤، ص ٢٠٠٣ - ١٤٢٤مغنى المحتاج إلى معرفة معاين ألفاظ المنهاج ، الجزء الرابع ، دار الفكر بيروت ،

٢٢٤ .

ا يف الشريعة اإلسالمية والقانون الجنائي ، د حسن ، عبد العزيز محمد محمد ، جريمة الحرابة وعقوبته: انظر )٣(

. ٥٠دراسة مقارنة ، المرجع السابق ، ص

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٢٨

لمحرمة دوليا ، كالقنابل النووية والكيمائية ، والتي ثبت امتالك بعض الجماعات ا

.والعصابات اإلرهابية لها

الفرع الرابع جر�ة الحرابة يف الكتاب والسنة

تعد الشريعة اإلسالمية أول تشريع سماوي متكامل ، يصور الجرائم اإلرهابية ،

ط واألركان ، بما ينسجم مع تعريف اإلرهاب ويوصفها توصيفا دقيقا ، من حيث الشرو

وتحديد مفهومه يف التشريعات الحديثة ، إذ أن جريمة الحرابة التي وردت يف القران الكريم

تعد إحدى صور هذا التشريع السماوي ، التي من خاللها يتم تحديد األغراض الدنيئة ،

انعكاساهتا على بقية أفراد لمرتكب هذه الجريمة البشعة ، والمضاعفات الخطيرة لها ، و

المجتمع ، لما تتضمنه من ترويع الناس اآلمنين ، واعتداء على أموالهم وأعراضهم ، فضال

. ) ١(عن الخروج على سلطان الدولة

فاإلسالم قد جعل الحرابة من الكبائر ، باعتبارها من جرائم الحدود ، ورصد لها

يق ، وقتل للناس ، وترويعهم ، وإرهاهبم ، وإشاعة أشد العقوبات ، لما فيها من قطع للطر

الفوضى واالضطراب والرعب بينهم ، وىف نفوسهم ، فضال عما تشتمل عليه من عدم إطاعة

فقد ذكرت المحاربة يف موضعين من القران الكريم ، الموضع . وعصيان لسلطان الدولة

ا وعقابا بحق مرتكب هذه األول كان يف سورة المائدة ، حيث وضع الحكم الشرعي تجريم

الجريمة ، أما الموضع الثاين ، فكان يف سورة التوبة ، كإشارة لقوم يحاربون اهللا ورسوله ،

ما جزاء ففي الموضع األول ، يقول جل وعال . بإشاعة الكفر والفرقة بين المسلمين إن

بوا أو تقطع أيديهم الذين يحاربون اهللا ورسوله ويسعون في األرض فسادا أن يقتلوا أو يصل

.٤٨، المرجع السابق ، ص : انظر )١(

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٢٩

نيا ولهم في اآلخرة عذاب وأرجلهم من خالف أو ينفوا من األرض ذلك لهم خزي في الد

.) ١( عظيم

والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا : اري عز وجل وىف الموضع الثاين ، يقول الب

إال الحسنى وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب اهللا ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا

هم لكاذبون .) ٢( واهللا يشهد إن

أما يف السنة النبوية المطهرة ، فقد روى عن أبى هريرة رضي اهللا عنه أن رسول اهللا

مات ميتة لجماعة ، فمات ، من خرج من الطاعة ، وفارق ا ": صلى اهللا عليه وسلم قال

ومن قاتل تحت راية عميه ، يغضب لعصبية ، أو ينصر عصبية فقتل ، فقتلته ... جاهلية

من خرج على أمتي ، يضرب برها وفاجرها ، وال يتحاشى مؤمنا ، وال يفي بعهد ذي جاهلية ، و

.) ٣( "عهد ، فليس منى ولست منه

فالمحارب الذي يخرج ويقطع الطريق على الناس ، ويسلب أموالهم ، ويقوم

األمر ، بقتلهم إذا اقتضى األمر ، وأحيانا يمثل بجثثهم ، ال شك يف أنه قد خرج على طاعة ولى

وقد فارق ائتالف الجماعة التي تربطه هبم رابطة اإلسالم إذا كان مسلما ، أو عقد األمان إذا

طاعة ولى األمر وائتالف . كان ذميا أو مستأمنا ، ومن ثم فان خروجه عن هاتين الرابطين

يق الجماعة وإخالله ألحكامها ، يكون مستحقا يف هذه الحالة لوصف المحارب ، ومن ثم تطب

. ٣٤-٣٣سورة المائدة ا ، آلية )١(

. ١٠٧سورة التوبة ، اآلية ، )٢(

ى ، الجزء السابع ، دار البشائر سنن النسائي بشرح الحافظ جالل الدين السيوطي وحاشية اإلمام السند: انظر )٣(

، رقم ١٢٣، كتاب تحريم الدم ، باب التغليظ ، فيمن قاتل تحت راية عميه ، ص ١٩٩٤اإلسالمية ، بيروت

. ٤١١٤الحديث ،

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٣٠

، لذلك فان الرسول سيدنا محمد صلى اهللا عليه وسلم روى عنه أنه ) ١(أحكام الحرابة بحقه

أنه ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمر هذه األمة وهى جميع ، فاضربوه " : قال

وما رواه ابن عمر رضي اهللا عنهما أن رسول اهللا سلم اهللا عليه ) ٢( " بالسيف كائنا من كان

. )٣() من حمل علينا السالح فليس منا( وسلم قال

. ٦٣٩عودة ، عبد القادرة ، التشريع الجنائي اإلسالمي مقارن� بالقانون الوضعي ، المرجع السابق ، ص : انظر )١(

. ٢٤٣، ص ٤، ج ٤٧٦٢سنن أبو دود ، كتاب السنة ، باب قتل الخوارج ، رقم الحديث : انظر )٢(

. ٩٨، ص ٩٨صحيح مسلم ، الجزء األول ، كتاب اإليمان ، رقم الحديث )٣(

نةدراسة مقار –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٣١

المبحث الثانيتمیز اإلرھاب الدولي عن المقاومة الشعبیة في القانون الدولي

والفقھ اإلسالميإذا كان اإلرهاب الدولي يعتمد علي استخدام القوة فإن قد يختلط بأنواع أخري من

.كنها مشروعة األفعال التي تستخدم فيها القوة ول

فهناك المقاومة الشعبية المسلحة والتي تستخدم فيها القوة ولكنها مشروعة وذلك

وهناك الدفاع الشرعي الذي يستخدم فيه . لنيل الشعوب المستعمرة حقها يف تقرير مصيرها

.القوة ولكنها مشروعة ومباحة لرد االعتداء

ل تعالى يف محكم كتابه وشرعه اإلسالم يف هذا الصدد بنص القرآن حيث قا

.)١(﴾فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ﴿

:وعلى ذلك سوف نقسم هذا المبحث إلى مطلبين

تميز اإلرهاب الدولي عن المقاومة الشعبية المسلحة يف القانون : المطلب األول

.الدولي

. رهاب الدولي عن المقاومة الشعبية المسلحة يف الفقه اإلسالميتميز اإل :المطلب الثاين

المطلب األولتميز اإلرهاب الدولي عن المقاومة الشعبية المسلحة في

القانون الدولي

يختلط األمر كثيرا بين اإلرهاب الدولي والمقاومة الشعبية المسلحة من أجل تقرير

حيث تري بعض الدول يف أن المقاومة . ين الدول المصير ويرجع ذلك إلي المصالح الدولية ب

.١٩٤: سورة البقرة اآلية)١(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٣٢

.الشعبية عمال إرهابي� وتري بعض الدول األخرى أنه عمال مشروع� يجب تأييده ومساندته

ففي أعقاب الحرب العالمية الثانية شهد العالم أكرب حركة تحريرية يف التاريخ األمر

استطاعت أن تلعب ،ستقلة حديث�الذي أوجد علي الساحة الدولية مجموعة من الدول الم

دورا ملحوظ� يف إقرار قواعد جديدة لتأكيد وصيانة حق الشعوب يف تقرير مصيرها وحقها يف

التحرر والحياة الكريمة وساعدها يف ذلك ما تمتعت به من أغلبية عددية يف المجالس

المستعمرة والهيئات الدولية وتوجهت جهودها بإعالن منح االستقالل للبالد والشعوب

ومنذ .١٩٦كانون أول ديسمرب ١٤الذي صدر عن الجمعية العامة يف دورهتا الخامسة عشر يف

هذا التاريخ أضحت المقاومة الشعبية المسلحة تأخذ مفهوم� واسع� بحيث أصبح النضال

مظهرا من ،المسلح الذي تخوضه الشعوب من أجل نيل استقاللها وحقها يف تقرير المصير

) ١( .المقاومة الشعبية المسلحة بمداها الواسع مظاهر

وقد عرفت المقاومة الشعبية المسلحة بأهنا عمليات القتال التي تقوم هبا عناصر وطنية

من غير أفراد القوات المسلحة النظامية دفاع� عن المصالح الوطنية أو القومية ضد قوي

ع إلشراف وتوجيه سلطة قانونية خضأجنبية سواء كانت تلك العناصر تعمل يف إطار تنظيم ي

سواء باشرت هذا النشاط فوق اإلقليم ،واقعية أم كانت تعمل بناء علي مبادراهتا الخاصة أو

)٢( .الوطني أم من قواعد خارج هذا اإلقليم

وعرفها البعض اآلخر بأهنا قيام شخص بمفرده أو باالشرتاك مع جماعة طواعية بوازع

ت مسلحة ضد قوات االحتالل دون أن يكون منتمي� إلي القوات عن النفس والوطن بشن هجما

ــب ، عائشــة . د: انظــر )١( ــلحة ، رات ــة الشــعبية المس ــ، مشــروعية المقاوم ــدولي دراســات يف الق ــة ، انون ال المجل

. ٢٠٧ص ، ١٩٧٠٣المصرية للقانون الدولي العدد

. ٤١ص، المقاومة الشعبية المسلحة يف القانون الدولي العلم المرجع السابق، عامر، صالح الدين. د: انظر )٢(

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٣٣

)١( .المسلحة النظامية

وتسند المقاومة الشعبية المسلحة إلي حق تقرير المصير وهذا األخير استمد شرعيته

)٢( .من قرارات األمم المتحدة

م الصادر عا) ٣٣١٤(ومن هذه القرارات قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم

فقد أشارت الفقرة السابقة من هذا القرار إلي أن ليس يف هذا ،بشأن تعريف العدوان ١٩٧٣

التعريف وال سيما الفقرة الثالثة ما يمكن بأي وجه أن يمس ما هو مستقر يف الميثاق من حق

تقرير المصير والحرية واالستقالل للشعوب المحرومة من هذا الحق بالقوة والمشار إليها يف

مبادئ القانون الدولي المتصلة بالعالقات الودية والتعاون بين الدول وفقا لميثاق إعالن

األمم المتحدة وال سيما للشعوب الخاضعة لنظم استعمارية أو عنصرية أو األشكال أخري

من السيطرة األجنبية أو أن يمس حق هذه الشعوب يف الكفاح من أجل هذا الهدف ويف طلب

)٣( .بادئ الميثاق الدعم وتلقيه وفقا لم

لمصــرية للقــانون ، المجلــة ا دراســات يف القــانون الــدولي، شــرعية المقاومــة المختلفــة ، فــوده ، عــز الــدين. د )١(

. ٢٩ص، ١٩٦٩العدد األول ، يالدول

حق تقرير المصير هو حق كل شعب يف تحديد مستقبلة السياسي ونظام الحكـم الـذي يوفقـه وحـق الشـعب يف )٢(

.السيادة علي ثرواته وموارده الطبيعية وحقه يف اختيار األنظمة االقتصادية واالجتماعية المالئمة

. ١١٤ص، ١٩٦٧المنظمات الدولية ، ، محمد حافظ غانم. انظر يف ذلك د

وميثـاق الحقـوق ، لذلك ال نجد وثيقة دولية تصدر عن األمـم المتحـدة تعنـي تنظـيم جوانـب العالقـات الدوليـة

العنـاين ، . والواجبات االقتصادية للدول وقرار تعريف العدوان وغيـر ذلـك مـن الوثـائق العديـدة انظـر يف ذلـك د

دراسـة يف ضـوء النظـام القـانوين للمنظمـات الدوليـة وأهـم المشـكالت العمليـة التـي ، المتحـدة األمـم، إبراهيم

. ١٦٥ص، ١٩٨٣تواجها

، المجلـة المصـرية للقـانون الـدولي ، اآلثار القانونية لقرارات الجمعيـة العامـة ، العربي ، نبيل عبد اهللا . انظر د )٣(

. ٢٨٣ص، ١٩٧٥، ٣١المجلد

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٣٤

واعتبارها عمال مشروع� إستادا إلي ،وبعد استعراض ماهية المقاومة الشعبية المسلحة

قرارات األمم المتحدة وأهنا مبناها هو حق تقرير المصير من أجل نيل الشعوب المستعمرة

.لذا فهي تختلف عن اإلرهاب الدولي . استقاللها

الذي تمارسه حركات التحرير الوطني بأهنا ذات تتميز أهداف المقاومة الشعبية - ١

وإعطائها بعض ،ويظهر جلي� يف مساندة المنظمات الدولية لها واالعرتاف هبا،صبغة عالمية

الحقوق الدولية أهمها شرعية أعمالها وكفاحها المسلح طبق� ألحكام ومبادئ القانون

األشخاص الدولية وحقها يف الدولي والحق يف طلب وتلقي المساعدات الدولية من كافة

أما أهداف جرائم اإلرهاب الدولي فإهنا أيضا تتميز بالعالمية ولكنها ،)١(التمثيل الدبلوماسي

عالمية يف االستنكار والمقاومة والردع لمثل هذه األفعال التي تتسم بالوحشية وأهنا جرائم

.ضد اإلنسانية

علي حق تقرير المصير له أساس العنف المستخدم يف المقاومة الشعبية للحصول - ٢

قانوين مستمد من قواعد القانون الدولي وهو حق الشعب يف استعادة إليه المستعمر الذي

وهذا من أهم المبادئ التي يقوم ،يستند لحقوق الشعوب يف تقرير مصيرها دونما تدخل أجنبي

)٢( .عليها ميثاق األمم المتحدة

هاب فال يتسم بالشرعية بل إنه يعد جريمة دولية أما العنف المستخدم يف جرائم اإلر

حيث أنه يمثل عدوان� علي مصلحة أساسية للمجتمع الدولي تتغير باختالف طبيعة الحق

محل الحماية الدولية والمصلحة الدولية المعتدي عليها كما أن العقاب أو الحث علي

. ٢٥٨ص، ١٩٩٤، قانون المجتمع الدولي المعاصر ,تونسي ، بن عامر .انظر د )١(

، ١٩٨٢، اإلسـكندرية ، منشـأة المعـارف ، الغنيمي الوسيط يف قانون األمم ، الغنيمى ، محمد طلعت . انظر د )٢(

.٣٤٨ص

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٣٥

.العقاب مقرر بمقتضي قواعد القانون الدولي الجنائي

يختلف اإلرهاب الدولي الذي يهدد أمن واستقرار الدول عن المقاومة وهكذا

.الشعبية المسلحة المشروعة دوليا من أجل نيل الشعوب المستقرة استقاللها وحرياهتا

المطلب الثانيتميز اإلرهاب الدولي عن المقاومة الشعبية المسلحة في الفقه

اإلسالميوسياقه التاريخي بأن شعوبا استضعفت إن حق تقرير المصير بمفهومه الحديث

واستعمرت من قبل الدول االستعمارية فإن النضال حق مشروع لهذه الشعوب المستضعفة

وهو فرض عين على كل مسلم يف هذه الديار بل وعلى الشعوب اإلسالمية العمل على

ر كما هو يف نصرهتا وانتمائها وهذا ضمن مفهوم رد االعتداء الذايت أورد االعتداء عن الغي

.الشريعة اإلسالمية

فاإلسالم حينما انتشر وقام كدين ودولة تناول القرآن الكريم القواعد الكلية واألسس

الثابتة التي يقوم عليها كيان الدولة ولم يتعرض للتفصيالت سواء كان ذلك على الصعيد

.الداخلي أو الصعيد الخارجي

واحدة هي اإلسالم ويمكن أن يدخل فيها فالدولة اإلسالمية دولة عقائدية رابطتها

قوميات مختلفة وأجناس مختلفة من البشر وهي بالد مفتوحة لجميع القوميات على أساس

االنضواء تحت لوائها فهي عالمية يف إطارها ويمكن أن تنطلق من قومية واحدة ولكن على

القوميات باعتبارهم أساس الرابطة العقائدية بل هي اتحاد لعدة قوميات ويتألف أفراد هذه

.)١(مسلمين وما يربطهم رابطة االنتماء لإلسالم

ونرى أن مبادئ القانون الدولي العام تتفق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية يف حق

.الشعوب من التحرر من االستعمار ، والحق له يف تقرير مصيرها

.٥، ص١٩٨١محمد المبارك، نظام الحكم، الحكم والدولة، الطبعة الرابعة، دار الفكر : انظر )١(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٣٦

المبحث الثالثون الدولي تمیز اإلرھاب الدولي عن الدفاع الشرعي في القان

والفقھ اإلسالميالدفاع الشرعي هو القيام بتصرف مشروع دوليا للرد على تصرف غير مشروع وقع

ويستهدف الدفاع . يتم باستخدام القوة المسلحة –الفعل ورد الفعل –ابتداء ويف كلتا الحالتين

الدولة الشرعي دفع الخطر الجسيم من قبل المعتدي والعمل على إيقافه لحماية أمن

.)١(وحقوقها األساسية

واستمر ذلك . ومن ثم فقد نظر إلى هذا الحق باعتباره صورة ألخذ الحق بذات اليد

الوضع سائدا، حتى بعد عصبة األمم، وإبرام االتفاقيات الدولية التي استهدفت وضع قيود

. وضوابط على استخدام القوة

:وعلى ذلك سوف نقسم هذا المبحث إلى مطلبين

.تميز اإلرهاب الدولي عن الدفاع الشرعي يف القانون الدولي :طلب األول الم

.تميز اإلرهاب الدولي عن الدفاع الشرعي يف الفقه اإلسالمي :المطلب الثاين

المطلب األول تميز اإلرهاب الدولي عن الدفاع الشرعي في القانون الدولي

دأ حظر استخدام القوة يف العالقات فكرة الدفاع الشرعي ارتبطت لدرجة التالزم مع مب

مع مالحظة أن هذا التالزم ال يعني انتفاء لفكرة الدفاع الشرعي يف القانون ،الدولية وتطورت

منذ تبني المبدأ األخير يف االتفاقيات الدولية . الدولي قبل استقرار من أحظر استخدام القوة

ســعيد ســالم جــويلي، اســتخدام القــوة المســلحة يف القــانون الــدولي وقــت الســلم، المجلــة القانونيــة . د: انظــر )١(

.٨٣، ص١٩٩٣االقتصادية، كلية الحقوق، جامعة الزقازيق، العدد الخامس،

دراسة مقارنة –لفقه اإلسالمي أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي وا -اإلرهاب الدولي

١١٣٧

ع عن نفسها باستخدام القوة إذا ما تعرضت أثير التساؤل بشأن ما إذا كان للدولة الحق يف الدفا

وهذا ما تم االعرتاف به يف ظل عصبة األمم وميثاق بريان كيلوج . لعدوان من قبل دولة أخري

)١( .رغم عدم وجود نص صريح

وجاء ميثاق األمم المتحدة ليضع قاعدة عامة بحظر استخدام القوة أو التهديد هبا

.إال يف حالة الدفاع الشرعي يف العالقات الدولية

من ميثاق األمم المتحدة علي أنه ليس يف هذا الميثاق ما ٥١حيث نصت المادة

يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول فرادي أو جماعات يف الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت

زمة قوة مسلحة علي أحد أعضاء األمم المتحدة وذلك إلي أن يتخذ مجلس األمن التدابير الال

لحفظ السلم واألمن الدولي والتدابير التي يتخذها األعضاء استعماال لحق الدفاع الشرعي

عن النفس تبلغ إلي مجلس األمن فورا وال تؤثر تلك التدابير بأي حال يف ما للمجلس

بمقتضي سلطاته ومسؤولياته المستمدة من أحكام الميثاق من الحق يف أن يتخذ يف أي وقت

.رة التخاذه من األعمال لحفظ السلم واألمن الدولي أو إعادته إلي نصابهما يري ضرو

يتضح من هذا النص يجوز ألي دولة اللجوء إلي استخدام القوة لرد العدوان الواقع

.عليها دون حاجة إلي تفويض مجلس األمن

.ولتوافر حالة الدفاع الشرعي البد من توافر شروط يف العدوان وشروطا يف الدفاع

:شروط العدوان : أوال

فالبد أن تكون األعمال المرتكبة لكي يكون هناك عدوان أن تكون تلك األعمال

باستخدام القوة المسلحة ضد الدولة مثل قيام القوات الربية بغزو إقليم دولة مجاورة أو قيام

.القوات البحرية

. ٤٤ص، ة القاهر، ١٩٩٧، المطبعة الحديثة ، المنظمات الدولية ، العناين ، إبراهيم . انظر د )١(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٣٨

د المنشآت بحصار مواين دولة أخري أو قيام القوات الجوية بعلميات قصف ض

المدنية أو العسكرية فوق إقليم دولة مجاورة ويدخل يف ذلك تدريب العصابات المسلحة

وإمدادها بالمؤن والمساعدة عرب حدود دولة مجاورة إلثارة الفتن واالضطرابات أو لقلب

نظام الحكم فيها أو غير ذلك فكل هذه الفروض تشكل عدوان� مسلح� يبيح حق الدفاع

)١( .لة التي تكون ضحية لذلك الشرعي للدو

:أن يكون العدوان حاال وقائم� بالفصل - ٢

أي ،أن يكون حاال ،يشرتط يف العدوان المسلح الذي يبيح اللجوء لحق الدفاع الشرعي

من الميثاق لم تستخدم تعبير عدوان ولكن استخدم ٥١فالمادة ،أن العدوان بدأ أو لم ينته

أن الهجوم الوشيك الوقوع أو أي فعل عدواين أخر ليس له يوهذا يعن،تعبير الهجوم المسلح

)٢( .صفة الهجوم المسلح ال يربر اللجوء للقوة

: أن يكون العدوان مباشرا - ٣

وذلك بأن تقوم الدولة المعتدية بعدواهنا بصفة مباشرة مستخدمة يف ذلك قواهتا

دولة لقواهتا المسلحة بطريقة غير ويقصد بالعدوان المباشر يف هذا الصدد استعمال ال،المسلحة

)٣( .مشروعة ضد دولة أخري

:أن يكون فعل العدوان علي قدر من الجسامة والخطورة - ٤

فالخطر البسيط يكفي لرده الطرق الودية لحل ،البد أن يمثل فصل االعتداء خطر جسيم

:انظر )١(

Kelsen (H) international law studiee ce fecundity un der international washingytor 1957 p p .59 .

:انظر )٢(

Kelsen (h) the principle of international law – new york .1966 . p 702

:انظر )٣(

KELSQN (H) princi pler OF INTEQNATIONA LAW ،NEW YOrK 1952 . P . 700.

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٣٩

ير عدواهنا علي فهناك حاالت كثيرة استندت فيها الدول إلي حوادث حدودية بسيطة لترب،النزاع

الدول المجاورة تحت ذريعة استخدام الحق يف الدفاع الشرعي مثال ذلك رفض األمم المتحدة

الشكوى المقدمة من إسرائيل الخاصة بعمليات الفدائيين داخل أراضيها والمنطلقة من األراضي

المتحدة المصرية وكوهنا أدين من مستوي الهجوم المسلح الذي أدعته إسرائيل ورفضت لألمم

)١( . ١٩٥٦تبع� لذلك تملك إسرائيل بالدفاع الشرعي تربير عدواهنا علي مصر سنة

:أن يكون فعل العدوان غير مشروع - ٥

وذلك بأن تثبت الصفة غير المشروعة طبق� لقواعد ،أي أنه يشكل جريمة دولية

.التجريم الدولية لالعتداء الذي يهدد الخطر بوقوعه

)٢( .ذه الصفة فال مجال عندئذ للتمسك بحق الدفاع الشرعي فإذا انتفت عنه ه

:شروط الدفاع : ثاني�

:أن يكون الدفاع الوسيلة الوحيدة لرد العدوان - ١

وإذا ما وجدت وسيلة ،بمعني أن ال تكون هناك وسيلة أخري غير اللجوء للقوة لرد العدوان

عدوانا يبيح للطرف األخر حق الدفاع أخري تحقق الغرض ذاته فال يكون فعل الدفاع مباحا بل

)٣( .الشرعي

من ذلك مثال إمكانية االستعانة يف الوقت المناسب بالمنظمة الدولية وكانت قادرة

)٤( .علي توفير الحماية

. ٦٤ص، ١٩٩٩، القاهرة ، دار النهضة العربية ، الجريمة الدولية ، عبيد ، حسنين إبراهيم صالح . د: أنظر )١(

. ٦١ص، المرجع السابق ، الجريمة الدولية ، عبيد ، حسنين إبراهيم صالح . انظر د )٢(

، القـاهرة ، مجلـة القـانون واالقتصـاد ، سات يف القانون الدولي الجنائي درا، عوض محمد محي الدين. انظر د )٣(

. ٦٥٦ص، ١٩٦٥، العدد األول

. ٤٩ص، ١٩٦٠، القاهرة ، دروس يف القانون الجنائي الدولي ، حسني ، محمود نجيب . انظر د )٤(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٤٠

:توجيه الدفاع إلي مصدر العدوان - ٢

لدفاع البد من توجيه فعل ا،لكي يؤدي الدفاع الشرعي الغايات التي من أجلها شرع

محايدة ،ويرتتب علي ذلك أنه ال يجوز توجيه الدفاع إلي دولة أخر،إلي الدولة مصدر العدوان

ال صلة لها بالعدوان ألن ذلك يعد يف ذاته عدوانا يخول األخير الرد المسلح استنادا لحق

ومثل هذا ما حدث يف الحرب العالمية األولي حينما انتهكت ألمانيا حياد. الدفاع الشرعي

)١(. ١٨٣٩،١٨٦٧ن بلجيكا والكسمبورج المكفول بمعاهديت عام مكل

:أن يكون الدفاع ذا صفة مؤقتة - ٣

ومقضي هذا الشرط أن حق الدولة يف الدفاع الشرعي حق مؤقت ينتهي بمجرد اتخاذ

من ميثاق ٥١مجلس األمن التدابير المالئمة لرد العدوان وهذا ما أشارت إليه صراحة المادة

إلي أن يتخذ مجلس األمن التدابير الالزمة لحفظ السلم واألمن (... م المتحدة األم

ومضمون هذا الشرط يتالءم تمام� والغاية التي من أجلها شرع حق الدفاع ..) الدوليين

.فهذا الحق لم يشرع إال حماية للدولة المعتدي عليها . الشرعي

ل الدول محل مجلس األمن يف رد وبالتالي فإنه ال يعني بحال من األحوال حلو

ولكنه إجراء مؤقت ينتهي باضطالع المجلس بدوره يف حماية األمن والسلم ،العدوان

.الدوليين

:أن يتناسب فعل الدفاع مع فعل االعتداء - ٤

وينصرف معني التناسب هنا إلي أن يكون فعل الدفاع من حيث الحجم والسالح

وهو ما ،وإال عدا ذلك تجاوزا لحق الدفاع الشرعي. و أقل المستخدم متناسب� وفعل العدوان أ

دار النهضـة العربيـة القـاهرة ، شـروعيته تاريخـه وتطبيقـه وم، القضاء الجنائي الدولي ، عبيد ، حسنين. د: انظر )١(

. ٣٨ص، ١٩٧٧

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٤١

.يعني تحول التكييف القانوين للفعل من الدفاع إلي العدوان

هو المعيار ذاته المتبع يف القانون ،ومعيار التناسب يف القانون الدولي الجنائي

ف وهو معيار موضوعي قوامه سلوك الشخص المعتاد إذا وضع يف نفس الظرو،الداخلي

)١( .المحيطة بالمدافع

وبعد استعراض الدفاع الشرعي كأحد استثناءات استخدام القوة يف العالقات

الدولية والتي جاء ميثاق األمم المتحدة بتحريم استخدام القوة يف العالقات الدولية طبقا لنص

من ميثاق األمم ٥١المادة الثانية يف فقرهتا الرابعة ويستند الدفاع الشرعي إلي نص المادة

المتحدة وال بد من أن يكون هناك عدوانا لكي يتم الدفاع الشرعي والبد أن يكون هناك

شروطا للرد كما تناولت سلف� وبالمقارنة بين الدفاع الشرعي واإلرهاب الدولي نرى أن

ن فقط الدفاع الشرعي يستند إلي الشرعية الدولية طبقا لميثاق األمم المتحدة وهو لرد العدوا

أما اإلرهاب الدولي فهو جريمة ليس لها سند قانوين وإنما هتدد أمن الدول داخلي�

وتقتل ألشخاص وتتلف الممتلكات العامة والخاصة بل أكثر من ذلك تفتت ،وخارجي�

.الدول و تقسمها

المطلب الثاني تميز اإلرهاب الدولي عن الدفاع الشرعي في الفقه اإلسالمي

سلمين بطريق مباشر أو غير مباشر، أنفسهم أو أموالهم أو بالدهم، ما يقع على الم

وقاتلوا في سبيل ﴿: فالبد من هذا االعتداء الواقع عليهم أو على بالدهم بالقوة، فقال تعالى

فمن اعتدى عليكم ﴿: تعالى وقال )٢(﴾اهللا الذين يقاتلونكم وال تعتدوا إن اهللا ال يحب المعتدين

الجوانـب القانونيـة األساسـية السـتخدام القـوة ، العدوان المسلح يف القـانون الـدولي ، صالح، ويصا . د: انظر )١(

. ٣١٣ص ‘ ١٩٧٥، جامعة القاهرة ، كلية الحقوق ، رسالة دكتوراه ، المسلحة يف العالقات الدولية

.١٩٠البقرة اآلية سورة )٢(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٤٢

وما لكم ال تقاتلون في سبيل ﴿: وقال سبحانه وتعالى. )١(﴾فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم

جال والنساء والولدان الذين يقولون رب نا أخرجنا من هذه القرية اهللا والمستضعفين من الر

.)٢(﴾الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولي�ا واجعل لنا من لدنك نصيرا

فال يجب على المسلمين دفع العدوان الواقع عليهم فقط، بل دفع العدوان المتوقع

خير وسيلة للدفاع، وما كانت سياسة الرسول أيضا بظهور دالئله المؤكدة، فالهجوم

الحربية مع الفرس والروم إال من هذا القبيل، عندما ظهرت بوادر العدوان من الفرس بتمزيق

الشريفة، أما الروم فعند قتلهم وأمر ملكهم بإحضار رأس الرسول كتاب رسول اهللا

ما غزى قوم يف عقر ((ة حيث قال ولنا يف قول على رضي اهللا عنه عرب )٣(رسول رسول اهللا

.)٤())دارهم إال ذلوا

فلوال ما شرعه اهللا تعالى لألنبياء والمؤمنين من قتال األعداء، لعلى أهل الشرك

مت ﴿: حيث قال تعالى. )٥(وعطلوا أماكن العبادات ولوال دفع اهللا الناس بعضهم ببعض لهد

.)٦(﴾صلوات ومساجد يذكر فيها اسم اهللا كثيراصوامع وبيع و

ه، كتوسيع سلطان ومن هذا يتضح أن القتال يف اإلسالم، لم يكن مقصودا لذات

الغلبة والقهر، أو استعباد الشعوب، واستنزاف خيراهتا، أو لنشر الدين اإلسالمي يف أو

.١٩٤سورة البقرة اآلية )١(

.٧٥سورة النساء اآلية )٢(

.٩٨ – ٩٦انظر سور حمن هدايات، التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم، ص )٣(

.٨/٤٢٢الماوردي، الحاوي يف فقه الشافعي : انظر )٤(

.١٢/٧٠القرطبي، الجامع ألحكام القرآن : انظر )٥(

.٤٠: ة الحج اآليةسور )٦(

دراسة مقارنة –افحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي أسبابه وطرق مك -اإلرهاب الدولي

١١٤٣

ين ﴿: قال تعالى. اإلسالماألرض بالقوة كما يدعى بعض الحاقدين على .)١(﴾ال إكراه في الد

إنما جاء القتال تطورا طبيعيا تقتضيه مصلحة الدعوة، فلو كان القتال لإلكراه على

عن قتال غير المقاتلين، والنساء والشيوخ والرهبان، وكل من اإلسالم، لما هنى رسول اهللا

.سالمهم

اء يضع األمم األخرى باالمتناع عن اللجوء إلى القوة فاستخدام القوة لرد االعتد

لحل المنازعات، بل سيكون حلها بالوسائل السلمية، وهذا طريق مضمون النتائج ال تحيط به

الشكوك، وال تنعدم به الثقة، وليس فيه مخاطرة بالتنازل تحت هتديد القوة عن شيء من حق

ص على السالم واألمن للناس كافة على هذه فالحرب يف اإلسالم شعارها الحر. )٢(أو كرامة

األرض

ومن هنا نرى أن الدفاع الشرعي يف القانون الدولي العام يتفق مع الدفاع الشرعي يف

الشريعة اإلسالمية من حيث رد للعدوان ، بل رد العدوان المتوقع وهو ما يعرف يف القانون

يالدولي العام بالدفاع الشرعي االستباق

.٢٥٦: سورة البقرة اآلية )١(

.٢١محمد جمال الدين محفوظ، العسكرية يف اإلسالم، ص : انظر )٢(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٤٤

فصل الثانيال أسباب اإلرھاب الدولي في القانون الدولي والفقھ اإلسالمي

إن دراسة الدوافع واألسباب يؤدي بطبيعة الحال إلي التعرف علي العالج وطرق

الوقاية وأسباب اإلرهاب الدولي متعددة ومتنوعة فمنها السياسية ، ومنها االقتصادية ،ومنها

.خصية اإلعالمية ، ومنها العقائدية والش

يف الفقه اإلسالمي منها أخذ المال ، وقتل ) اإلرهاب ( كما أنه يوجد أسباب للحرابة

. دافع إخافة الطريقالنفس ،

:وبناءا علي ذلك سوف نقسم هذا الفصل إلي مبحثين

.أسباب اإلرهاب الدولي يف القانون الدولي : المبحث األول

.لي يف الفقه اإلسالمي أسباب اإلرهاب الدو :المبحث الثاين

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٤٥

المبحث األول دوافع وأسباب اإلرھاب الدولي في القانون الدولي

كما أسلفنا القول بأن لإلرهاب الدولي دوافع وأسباب مختلفة ومتنوعة منها السياسية

والشخصية ،واالقتصادية ، والدينية ، و اإلعالمية ، و التاريخية

: مبحث إلي وبناءا علي ذلك سوف تقسم هذا ال

.الدوافع السياسية : المطلب األول

.الدوافع االقتصادية : المطلب الثاين

الدوافع الدينية : المطلب الثالث

الدوافع اإلعالمية: المطلب الرابع

الدوافع التاريخية : المطلب الخامس

.الدوافع الشخصية : المطلب السادس

المطلب األول الدوافع السياسية

أسباب داخلية وخارجية وربما كانت األسباب ،السياسية تنقسم إلي نوعيناألسباب

)١( .الخارجية هي وليدة األسباب الداخلية

فالقهر السياسي الداخلي غالب� ما يدفع األفراد والطوائف المضطهدة التي ال تستطيع

)٢( .يدفعها إلي العنف كسبيل للثأر لنفسها والنيل من عدوها ،التعبير عن آرائها

فالعمليات اإلرهابية ذات الدافع السياسي هدفها يف النهاية هو الوصول إلي قرار

دار اينـزاك ، الطبعـة األولـي ، اإلرهاب الـدولي يف ظـل النظـام العـالمي الجديـد ، شكري، علي يوسف. انظر د )١(

. ٦٢ص، ٢٠٠٧، القاهرة ، للطباعة والنشر

ذات الصفحة ، المرجع السابق : انظر )٢(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٤٦

سياسي بمعني إرغام دولة أو جماعة سياسية علي اتخاذ قرار معين أو االمتناع عن قرار تراه يف

)١( .لما كانت تتخذه أو تمتنع عنه إال بضغط العمليات اإلرهابية ،مصلحتها

أو برعاياها نظرا ،إلرهابية إلي إنزال الضرر بمصالح دولة معينةوقد هتدف العمليات ا

لمواقفها السياسية من قضية معينة وبمعني أوضح االعتداء علي سيادة الدول والتخاذل

)٢( .الدولي هما الشرارة التي تشعل نار اإلرهاب

المطلب الثاني الدوافع االقتصادية

ية هو اإلضرار باقتصاد دولة معينة كتدمير قد يكون الدافع وراء العمليات اإلرهاب

أو التجارية أو مهاجمة مكاتب شركات الطيران أو المنشآت السياحية ،المنشآت الصناعية

التابعة لها إلثارة الذعر والرعب بين المتعاملين معها وهتدف هذه العمليات إلي إنزال أضرار

ومصدرا من مصادر الدخل الهامة مادية بتلك المؤسسات باعتبارها تشكل موردا اقتصاديا

للدولة وقد يكون الدافع االقتصادي هو حاجة الجماعة اإلرهابية إلي دعم مالي يمكنها من

)٣( .مواصلة عملياهتا للوصول إلي األهداف التي قامت من أجلها

. ١٤ص، مرجع سابق ، اإلرهاب الدولي وفقا القانون الدولي العام ، حلمي، نبيل أحمد . انظر د )١(

المملكـة ، دار بـن الجـوري ، اإلرهـاب وأحكامـه يف الفقـه اإلسـالمي ، بـن عبـد اهللا ، عبـد اهللا بـن مطلـق: انظر )٢(

. ٥٥٤ص، ٢٠١١، العربية السعودية

، بحــث منشــور يف الجملــة الجنائيــة القوميــة ، التكلفــة االقتصــادية لإلرهــاب ، د الجعفــراوى ، ابتســام : انظــر )٣(

. ٤٩ص، ٢٠٠٧مارس ، العدد األول ، المجلد الخمسون

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٤٧

المطلب الثالث الدوافع الدينية

ومن ،أثير بحياة األفرادما للدين والعقيدة والمذهب من ت،مما ال يخفي علي أحد

إذ يبقي اإلنسان ،المؤكد أن هذا التأثير يولد مع والدة اإلنسان ويكرب معه وال ينتهي بوفاته

ومثل هذه العالقة بين اإلنسان ودينه ال تتأثر بمدي ،محاسب أمام خالقه علي دينية وعقيدته

زاما واألقل وهذا ما يفسر تمسك اإلنسان بتعاليم دينه وإن كانت تختلف درجتها بين األكثر الت

)١( .وقوع العديد من الحروب وال سيما األهلية منها ألسباب دينية أو عقائدية

وتلقي الخطاب الديني من غير ،فعدم فهم مقاصد الشريعة والجهل بالدين

.المتخصصين يؤدي إلي فهم األمور علي غير حقيقتيها وتكون دافع� لإلرهاب

.لتعصب الديني والطائف والذهبي يؤدي إلي اإلرهاب وكذلك الغلو يف الدين وا

ونري الحل يف هذه المشكلة بأن يكون دور للمؤسسات الدينية يف توصيل الفهم

الصحيح للدين سواء يف المساجد أو عن طريق ندوات بالجامعات والمدارس ووضع رقابه

أوي دينية من غير من المؤسسات الدينية علي القنوات الفضائية وذلك لما نالحظ من فت

المتخصص مع تطوير المناهج الدراسية يف الدراسات الدينية بالمدارس ووضع مادة للثقافة

.اإلسالمية كمادة عامة يف التعليم الجامعي

المطلب الرابع الدوافع اإلعالمية

والمظاهر ،ساهمت الثورة اإلعالمية الهائلة يف العالم يف نشر الفكر المتطرف

ويعتمد يف تحقيق أهدافه علي نشر األفكار التي يعمل من ،باحية واإللحاديةاألخالقية اإل

٧٥ص، ق المرجـع السـاب، اإلرهاب الدولي يف ظل النظام العالمي الجديد ، الشكري ، علي يوسف. د: انظر ) )١((

.

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٤٨

والمنظمات الدولية للحصول علي دعمها وتأييدها ،وطرحها أمام الرأي العام العالمي،أجلها

فقد تري احدي المنظمات الثورية أن هناك تجاهال من الرأي العام لقضيتها فتلجأ إلي ،لقضية

إلرهابية المثيرة بقصد لفت االنتباه العالمي إلي القضية التي تتبناها تنفيذ بعض العمليات ا

وإجبار الحكومات والدول علي ،وخلف نوع من التعاطف مع من يدافعون عنها،وتدافع عنها

االعرتاف بعدالتها وشرعيتها واالهتمام هبا علي المستوي السياسي ومن أمثلة ذلك خطف

حيث نجحت يف خلق نوع من التعاطف علي ،ياتالطائرات وتفجير السفارات والقنصل

مستوي الرأي العام العالمي مع مرتكبي تلك األفعال من خالل ما تناقله وسائل األعالم

بكافة صورها وأشكالها من تقارير ومتابعات تفصيلة عن مدي الظلم الذي يتعرضون له

)١( .ومدي المعاناة التي تعيشها شعوهبم

هذا اإلعالم عن طريق وضع رقابة علي هذه الوسائل من ونري أن البد من محاربة

وتنشر ،الدولة وإبرام اتفاقيات بين الدول المختلفة لمنع بث القنوات التلفزيون التي تحرض

.وتعمل علي ثبت األفكار الخاطئة ،األخبار الكاذبة

المطلب الخامس الدوافع التاريخية

كبير كسبب لإلرهاب الدولي فعلي الصراع التاريخي أو الصراع التاريخي له دور

سبيل المثال نجد الصراع بين العرب وإيران فهذا الصراع ليس كما يظن البعض صراع شيعي

. وما يرتبط به من خالفات بين المذهبين ولكن الواقع أن هذا الصراع تاريخي وجغرايف ،سني

ية زاخر بالصراع من منذ فنجد أن تاريخ العالقات العربية اإليران،فإما عن الصراع التاريخي

. ١٥١ص، ١٩٨٩، كتابة الحرية ، اإلرهاب والعنف السياسي ، عز الدين ، أحمد جالل. د: انظر )١(

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -ب الدولي اإلرها

١١٤٩

فمعركة القاسية ال تزال تمثل حرج� نازف� بالنسبة إلي كثير من . مرحلة ما قبل اإلسالم

صرف بعيدا عن دوافعها ،ممن ينظرون إليها من منظور قومي عنصر. القوميين اإليرانية

المية مزدهرة وأبعادها وكيف أهنا تمثل شرارة للثقافتين العربية والفارسية فمن حضارة إس

)١( .وقتذاك

أما حسابات الجغرافيا فلها هي األخرى نصيب ال يقل تأثيرا عن دور التاريخ يف

فالجغرافيا وضعت الجانبين علي محك الصراع بشكل شبه دائم� ،عالقات الجانبين

فهي يف حالة جنبين ،وإيران تتعامل مع الجغرافيا والتاريخ من منظور مغاير للحرب،تاريخي�

لذا فهي ،شأهنا يف ذلك شأن تركيا،وتشعر بفدان الهوية،دائم إلي استفادة مجدها اإلمرباطوري

تسعي بكل الطرف للسيطرة علي الدول المجاورة ومحاولة تشكيل الخارطة السياسية فيها

وتستخدم يف ذلك قائمة ،بما يتماشي مع مصالح طهران وأهدافها اإلسرتاتيجية يف اإلقليم

مرورا ،الء ابتداء من حزب اهللا اللبناين وصوال إلي جماعة الحوثي يف اليمينطويلة من الوك

)٢( .وعناصر وتيارات طائفية من دول عربية أخري عديدة ،بميلشيات الحد الشيعي يف العراق

صــحيفة العــرب بتــاريخ ، مقــال بعنــوان صــراع التــاريخ والجغرافيــا بــين العــرب وإيــران، الكتبــي، ســالم: انظــر )١(

. ٩ص، ١٠٠٤٣العدد ، ١٩/٩/٢٠١٥

.ذات الصفحة ، المرجع السابق ، الكتبي ،سالم: انظر )٢(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٥٠

المطلب السادس الدوافع الشخصية

د ولتحقيق أهداف معينة شخصية فق،قد ترجع الجرائم اإلرهابية بدوافع شخصية

قام ١٩٧٢ففي عام . تكون الجرائم اإلرهابية لالبتزاز األموال من شركات الطيران المختلفة

وطلبوا فدية قدرها مليون دوالر لإلفراج عن ،بعض الزنوج األمريكيين بخطف طائرة أمريكية

) ١( .وهبطوا بالطائرة ذلك يف مطار الجزائر العاصمة ،المسافرين

التي تستند إلي دوافع شخصية يكون مرتكبيها مصابون وقد تكون الجرائم اإلرهابية

عندما قامت سيدة بخطف طائرة ،١٩٧٢بخلل عقلي أو مرض نفسي وهذا ما حدث عام

إيطالية كانت طريقها لميالنو قادمة من روما وأجربت قائدها علي التوجه لمبونخ بألمانيا

ويتميز ،جود خلل عقلي لديهاثم سلمت نفسها للسلطات األلمانية التي كشفت عن و،الغربية

ثم ،هذا النوع من اإلرهابيين بعدة صفات مشرتكة وهي الطفولة المضطربة التي أدت للعزلة

)٢( .وعالقات غير طبيعية بالوالدين ،إلي الشذوذ وفقدان االتصال باألصدقاء

ونرى لحل لهذه المشكلة تفعيل وظيفة األخصائي االجتماعي سواء كان يف المدرسة

. لجامعة أو الهيئات والمصالح الحكومية لمعرفة مشاكل هؤالء األشخاص لمعالجتهم أو ا

وكذلك يكون هناك دور لألسرة إذا ما الحظت أن هناك خلل يف سلوك أحد األبناء فعليها

.بالمسارعة لعرضه على طبيب نفسي

، ١٩٧٤محمد، البخدوي بحـث نطـق الطـائرات منشـور يف مجلـة معهـد البحـوث والدراسـات العربيـة : انظر )١(

. ٢٠٠ص

. ١٧ص، المرجع السابق ، اإلرهاب الدولي ، نبيل أحمد حلمي . د: انظر ٢(

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٥١

المبحث الثاني دوافع اإلرھاب في الفقھ اإلسالمي

دافع يف الفقه اإلسالمي متعددة منها ، دافع اخذ المال ،) رهاباإل( أسباب الحرابة

. قتل النفس ، دافع إخافة الطريق

:وبناء على ذلك سوف نقسم هذا المبحث إلى ثالثة مطالب

.دافع اخذ المال :المطلب األول

.دافع قتل النفس :المطلب الثاين

.دافع إخافة الطريق : المطلب الثالث

ولالمطلب األ دافع اخذ المال

الدافع الرئيسي للمحاربين هو أخذ مال المسلمين ، ومن يف حكمهم وهو يطابق

الدافع الشخصي يف القانون الدولي حين تناولنا دوافع اإلرهاب الدولي ، أما الدوافع األخرى

ة يف فهي عرضية يف الفقه اإلسالمي الن األصل أن الحرابة هي خروج المحاربون على المار

الطريق بدافع سرقة أموالهم بواسطة القوة ، والشوكة مع كون هؤالء المارة بعيدين عن المنع ،

والذمي ) المستأمن(والغوث ، والمساعدة ، سواء كان المارة بالطريق مسلم ، أو ذمي وهو

عصمة له يف هو المقيم يف الدولة اإلسالمية ، أما لو كان المارة يف الطريق حربي� أو باغي� ، فال

نفس أو مال ، ويجب أن تكون يد المارة بالطريق على المال الذي يحوزه يد صحيحة فان كان

، ونظرا الن أخذ المال هو الدافع الرئيسي للحرابة يف اإلسالم )١(سارقا إياه فال تقع الحرابة

) . بالسرقة الكربى (لذلك سميت

.٩١بدائع الصنائع ، الجزء السابع ، ص : انظر )١(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٥٢

المطلب الثاني دافع قتل النفس

ليس من دوافع الحرابة الرئيسية ، ولكنه قد يحدث أثناء أخذ المال لذلك فهو القتل

دافع عرضي قد يصاحب جريمة الحرابة وهنا يخرج المحاربون على المارة بالطريق هبدف

أخذ مالهم فيقتلون مع السرقة ، أو يقتلون دون القدرة على سرقة المال وىف هذه الحالة ينتج

ديدين للمارة بالطريق ، وبذلك يكون المحاربون قد ارتكبوا عدة عن الحرابة فزع وخوف ش

صور لجريمة الحرابة ربما بفعل إجرامي واحد وهو السرقة ، والقتل وإخافة الطريق ، وإن

كان يف وقوع أي من هذه الجرائم ما يكفى إلسناد الحرابة إليهم ، ولذلك ذهب معظم الفقهاء

يف حالة القتيل لمحاربين بعفو ولى الدم ، أو بعفو الحاكم إلى القول بأن القتل ال يسقط عن ا

حيث إن العقاب يف هذه الحالة يعد حدا من حدود اهللا عز وجل ، وهى ال ) ١(الذي ال وارث له

.تسقط إال بالتوبة النصوح قبل قدرة الحاكم عليهم

المطلب الثالث دافع إخافة الطريق

مي فيه إخافة للمارة بالطريق وترويعهم ، وإن لم يالحظ أن سلوك المحاربين اإلجرا

يأخذوا ماال ، ولم يقتلوا نفس� ، ورغم أن هذه الصورة هي أقل صور الحرابة ضررا إال لها أثار

سلبية على كافة مناحي الحياة يف الدولة اإلسالمية السياسية و االقتصادية واالجتماعية ألنه

.جرائم ، والسرقة ، والبغض والكراهية سوف تسود الفوضى واالضطراب ، وال

.١٩٦، ص ١٩٩٥د أحمد ، هاللي عبد اهللا ، أصول التشريع الجنائي اإلسالمي ،: انظر )١(

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٥٣

الفصل الثالث طرق مكافحة اإلرھاب في القانون الدولي والفقھ اإلسالمي

أدى انتشار ظاهرة اإلرهاب إلى وجود حركة دولية نشطة لعالج هذه الظاهرة

سواء عن طريق المنظمات الدولية سواء الدولية أو اإلقليمية أو االتفاقيات الدولية أو

ندوات ، كما أن الشريعة اإلسالمية قد وضعت مجموعة من األسس والمبادئ لمكافحة ال

) .الحرابة ( اإلرهاب

:وبناء على ذلك سوف نقسم هذا الفصل إلى ثالثة مباحث

.دور المنظمات الدولية يف مكافحة اإلرهاب : المبحث األول

.اإلرهاب المنظمات اإلقليمية ودورها يف مكافحة: المبحث الثاين

.مكافحة اإلرهاب يف الفقه اإلسالمي : المبحث الثالث

المبحث األول دور المنظمات الدولیة في مكافحة اإلرھاب

اهتم المجتمع الدولي بظاهرة اإلرهاب الدولي منذ مطلع القرن العشرين وتحديدا يف

رة أتت علي العالم أعقاب الحرب العالمية األولي نتيجة لما خلفته هذه الحرب من آثار مدم

.كله

ومع تزايد عمليات اإلرهاب الدولي اهتمت الكثير من المنظمات الدولية بمناقشتها

فظاهرة اإلرهاب تنتهك حقوق اإلنسان ،وذلك للقضاء عليها أو التقليل من حدهتا،ودراستها

وتفوض أسس آمنه ،وتؤذي مشاعر الكثير من البشر،وتقضي علي األبرياء،وحرياته

الخ وكافة هذه األمور تعترب من اختصاصات ... وهتدد سالمة النقل الجوي والبحري ،ارهواستقر

)١( .العديد من المنظمات الدولية واإلقليمية

اإلرهاب الدولي مع دراسته لالتفاقيـات الدوليـة والقـرارات الصـادرة ، عبد الهادي، عبد العزيز مخيمر. انظر د )١(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٥٤

فالمنظمات الدولية واإلقليمية لها دور كبير يف مكافحة اإلرهاب وبناءا علي ذلك

:سوف نقسم هذا الفصل إلي مطلبين

.تحدة ودورها يف مكافحة اإلرهاب األمم الم: المطلب األول

.المنظمات اإلقليمية ودورها يف مكافحة اإلرهاب : المطلب الثاين

المطلب األول األمم المتحدة ودورها في مكافحة اإلرهاب

وكيفية القضاء وذلك عندما ،اهتمت منظمة األمم المتحدة بالبحث يف ظاهرة اإلرهاب

يف بداية السبعينيات واحتجاز المبعوثين بدأت عمليات خطف الطائرات يف الزيادة

الدبلوماسيين وتفجير مقار البعثات الدبلوماسية ووضعت يف حباهتا بأن هذه الظاهرة تعترب

أحد األسباب الرئيسية التي هتز أمن واستقرار المجتمع الدولي وذلك عن طريق محاولة

كذلك اهتمت ،الجهوضع تعريف مناسب لإلرهاب واألسباب التي تؤدي إليه وكيفية ع

وذلك بتشكيل اللجان الالزمة إلعداد اتفاقيات دولية منظم إطار من التعاون الدولي لمنع وقع

)١( .بعض أشكال اإلرهاب

وقد قامت منظمة المتحدة بجهودها يف مكافحة اإلرهاب عن طريق أجهزهتا المختلفة

.سواء مجلس األمن أو الجمعية العامة لألمم المتحدة

. علي ذلك سوف نقسم هذا المطلب إلى فروع وبناءا

دور مجلس األمن يف مكافحة اإلرهاب : الفرع األول

اإلجراءات المتخذ من قبل الجمعية العامة لألمم المتحدة بشأن مكافحة : الفرع الثاين

. ٢٢٩ص، المرجع السابق ، عن المنظمات الدولية

اإلرهـاب الـدولي مـع دراسـته لالتفاقيـات والقـرارات الصـادرة عـن ، د العزيـز مخيمـرعبد الهادي ،عبـ. انظر د )١(

. ٢٣١ص، المرجع السابق ، المنظمات الدولية

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٥٥

.اإلرهاب الدولي

الجهود الدولية لمكافحة تمويل اإلرهاب : الفرع الثالث

الفرع األول دور مجلس األمن يف مكافحة اإلرهاب

يتمتع مجلس األمن الدولي بأهمية خاصة نظرا ألنه الجهاز الوحيد يف منظمة األمم

.المتحدة الذي يتحمل تبعات حفظ السلم واألمن الدولي

من ميثاق األمم المتحدة علي أنه رغبة يف أن يكون العمل ٢٤/١ويف هذا تنص المادة

يعهد أعضاء تلك الهيئة إلي مجلس األمن ،المتحدة سريعا وفعاالالذي تقوم به األمم

ويوافقون علي أن هذا المجلس يعمل ،بالتبعات الرئيسية يف أمر حفظ السلم واألمن الدولي

.نائب� عنهم يف قيامه بواجباته التي تفرضها عليه هذه التبعات

غل حيزا كبير يف كان موضوع اإلرهاب الدولي ال يش ١..٢سبتمرب ١١وقبل أحداث

منظمة األمم المتحدة ولكن بعد هذه األحداث ظهر موضوع اإلرهاب الدولي وشغل حيزا

.كبيرا يف مجلس األمن

١..٢دور مجلس األمن يف مكافحة اإلرهاب قبل سبتمبر : أوال

. الحدث األبرز يف القرن العشرين ١٩٩١بعد تفكك االتحاد السوفيتي السابق عام

وسادت مفاهيم جديدة يف العالم من . ناك ثنائية قطبية وتوازن قوي وعدم انحياز فلم تعد ه

ويف خضم هذا التحول والتغير . بينها األحادية القطبية والعولمة والنظام العالمي الجديد

الذي طرأ علي العالم برز اإلرهاب باعتباره الحظر األكرب المهدد ألمن الدول الكربى هذه

)١( .كن من الدول األصغر واألقل استقرارا يف العالم المرة بعد أن تم

٢٠٥ص ، المرجع السابق ، اإلرهاب يف ظل النظام العالمي الجديد ، الشكري ،علي يوسف. د: انظر )١(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٥٦

وبعد أن التغير يف النظام العالمي رافض ذلك تطور يف القرارات الصادرة عن مجلس

حيث استند المجلس يف هذه القرارات للفصل السابع من ميثاق األمم . األمن بشأن اإلرهاب

اثنا عشر قرارا فرض جزاءات ...٢وحتي عام .١٩٩المتحدة حيث صدر يف الفرتة من

ليبيا ،١٩٩١يوغوسالفيا السابقة ،.١٩٩العراق (عسكرية واقتصادية علي اثني عشرة دولة هي

رواندا ،١٩٩٣انجوال ،١٩٩٣هايتى ،١٩٩٢كمبوديا ،١٩٩٢الصومال ،١٩٩٢لبيريا ،١٩٩٢

وحيث أن اللجوء للفصل ) ١٩٩٩أفغانستان ،١٩٩٧سير اليون ،١٩٩٦السودان ،١٩٩٤

ابع من الميثاق محكوم بالضرورة بوقوع عدوان أو التهديد به أو حدث ما يهدد السلم الس

إذ ،فإن هذا يعني أن هناك تحوال هام� يف موقف مجلس األمن من اإلرهاب،واألمن الدوليين

أصبح اإلرهاب وفقا للتوجه الجديد لمجلس األمن مهدا للسلم واألمن الوليين وهذا ما

قرارات صراحة ومن بينها القرار تقاعس لبيا عن االلتزام بمضمون القرار أشارت إليه بعض ال

بشأن حادثة لوكريي يشكل هتديدا للسلم ١٩٩٢يناير / كانون الثاين ٢١الصادر يف ٧٣١رقم

الذي ذهب إلي أن ١٩٩٦نيسان إبريل ٢٦الصادر يف ١.٥٤واألمن الدوليين والقرار رقم

بشأن ١٩٩٦يناير / كونون الثاين ٣١الصادر يف ١.٤٤اء يف القرار عدم التزام السودان بما ج

محاولة اغتيال الرئيس المصري األسبق محمد حسني مبارك يشكل هتديدا للسلم واألمن

الذي شار إلي أن ١٩٩٩أكتوبر / تشرين األول ١٥الصادر يف ١٢٦٧والقرار رقم ،الدوليين

١٢١٤مم المتحدة وعدم التزامها بأحكام القرار رقم عدم استجابة حكومة طالبان لقرارات األ

)١( .يشمل هتديدا للسلم واألمن الدوليين ١٩٩٨ديسمرب / كانون األول ١يف

١..٢دور مجلس األمن يف مكافحة اإلرهاب بعد سبتمبر :ثانيا

تحوال محوري� يف نشاطات الجماعات ١..٢سبتمرب / أيلول ١١شكلت هجمات

. ٢٠٦ص، المرجع السابق ، الشكري ،علي يوسف . د: انظر )١(

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٥٧

فقد كانت هذه الهجمات واحدة من الدول األكثر استقرارا . واإلرهاب بصفة عامة اإلرهابية

ولكنها استهدفت رموز هذه الدولة ممثلة بالبيت األبيض ،وأمنا يف العالم ليس هذا فحسب

)١( .ووزارة الدفاع وبرج التجارة العالمية

س القرار رقم وبعد سبعة عشر يوم� من وقوع هذه الهجمات اإلرهابية أصدر المجل

سبتمرب الذي ألزم جميع الدول األعضاء بتنفيذ ما جاء به ٢٨المؤرخ يف ١..٢لسنة ١٣٧٣

حيث نص علي تدابير يجب علي الدول القيام هبا مقررا إنشاء لجنة تابعة له لمراقبة تنفيذ

ا تنفيذا القرار مطالب� جميع الدول بتقدير تقاريرها إلي اللجنة عن الخطوات الذي تم اتخاذه

لهذا القرار وبذلك نجد أن مجلس األمن منذ صدور هذا القرار يضطلع بدور قيادي يف توحيد

وبدأ تصرف بقوة ليرقي إلي مستوي مسؤولياته فيما ،الجهود العالمية لمكافحة اإلرهاب

وذلك الن قراراته تحمل الصيغة التشريعية )٢(يتعلق بالتهديد العالمي الذي يشكله اإلرهاب

وبالتالي فإن آثارا خطيرة وبالذات علي دول العالم الثالث التي ال يتوافر لها حماية ،لتنفيذيةوا

حيث ،١..٢سبتمرب ١١من قبل احدي الدول الكربى التي تتمتع بحث الفيتو سواء قبل أو بعد

تعرضت العديد من الدول لقرارات بغرض الحصار والحظر االقتصاد والدبلوماسي عليها

وهذه العقوبات ال توقع إال علي الدول ،لك إلي إصابتها بالعديد من الخسائرمما أدي ذ

.الضعيفة والتي حاولت الخروج من الهيمنة التي تمارسها الدول الكربى عليها

. ٢٠٨ص، مرجع سابق ، الشكري ، علي يوسف . د: انظر )١(

المحلــة ، دار الكتــب القانونيــة ، اإلرهــاب يف ضــوء القــانون الــدولي ، زيــدان ، مســعد عبــد الــرحمن . د: انظــر )٢(

. ٢٣٣ص، ٢٠٠٧، الكربى

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٥٨

الفرع الثا� اإلجراءات املتخذة من قبل الجمعية العامة

لألمم املتحدة بشأن مكافحة اإلرهاب

جب المادة العاشرة من ميثاق األمم المتحدة بمناقشة أي بمو )١(تختص الجمعية العامة

أمور وكل األمور التي هتم األعضاء مع تحفظ واحد وهو عند مباشرة مجلس األمن نظر نزاع

أو موقف ما فليس للجمعية العامة أن تقدم أية توصية يف شأن هذا النزاع أو الموقف إال إذا

)٢( .طلب منها ذلك

عامة لألمم المتحدة قد أصدرت قرارات عديدة بشأن اإلرهاب ولذا فإن الجمعية ال

.الدولي وكان لها موقف بالنسبة لحركات التحرير الوطنية

الجمعية العامة وموقفها من اإلرهاب الدولي:أوال

صدر إعالن الجمعية العامة لألمم المتحدة يف دورهتا الخامسة والعشرين يف أكتوبر

ة باالمتناع عن تشجيع األعمال اإلرهابية علي إقليم دولة حيث تضمن واجب كل دول .١٩٧

)٣( .أخري أو تقديم المساعدة لإلرهابيين أو السماح لهم بالعمل علي إقليمها أو من خالله

تناولت الجمعية العامة موضوع اإلرهاب ١٩٧٢ويف الدورة السابعة والعشرين عام

هاب الدولي الذي يعرض للخطر أرواحا بشرية الدولي تحت بند التدابير الرامية إلي منع اإلر

لسنة ٣.٣٤وانتهي األمر بإصدار الجمعية العامة للقرار رقم ،بريئة ويهدد الحريات األساسية

وحث ،والذي نص علي قلق المنظمة الشديد إزاء تزايد األعمال اإلرهابية الدولية ١٩٧٢

. ١٨٢ص، المرجع السابق ، دولي اإلرهاب يف ضوء القانون ال، زيدان ، مسعد عبد الرحمن . د: انظر )١(

. ٢٤٠ص، ٢٠٠٨، دار النهضة العربية ، التنظيم الدولي ، زنايت ، عصام محمد أحمد . د: انظر )٢(

اإلرهــاب الــدولي مــع دراســة لالتفاقيــات الدوليــة والقــرارات الصــادرة عــن ، مخيمــر ، عبــد العزيــز. د: انظــر )٣(

. ٨١ص، مرجع سابق ، المنظمات الدولية

دراسة مقارنة –الدولي والفقه اإلسالمي أسبابه وطرق مكافحته في القانون -اإلرهاب الدولي

١١٥٩

اب التي تقف وراء األعمال الدول األعضاء علي ضرورة إيجاد حلول عادية وسلمية لألسب

وأضاف بأنه يجب احرتام حقوق الشعوب جمعي� يف مناهضة األنظمة االستعمارية ،اإلرهابية

وتلك التي تخضع للسيطرة األجنبية وحق تقرير المصير وشرعية كفاحها لنيل ،والعنصرية

الدولي إنشاء لجنة خاصة تعني بدراسة اإلرهاب )١(استقاللها كما قررت الجمعية العامة

وتتألف من خمسة وثالثين عضوا يعنيهم رئيس الجمعية العامة مع مراعاة مبدأ التمثيل

وتقوم بإعداد تقريرها متضمنا ،وتقوم بدراسة المالحظات التي تقدمها الدول،الجغرايف

)٢( .التوصيات

كما تم إبرام اتفاقيتين دوليتين لمواجهة بعض األعمال اإلرهابية واتفاقية خاصة

والثانية تتعلق باختطاف ،١٩٧٣حماية األشخاص المتمتعين بحماية من الدبلوماسيين لسنة ب

لكنها لم تتوصل لوضع تعريف لإلرهاب الختالف وجهات نظر الدول ،١٩٧٩الرهائن لسنة

)٣(.واقتصرت علي حث الدول يف قراراهتا علي التعاون من أجل القضاء السريع علي اإلرهاب

:حدة وموقفها من حركات التحرير الوطنيةاألمم المت:ثانيا

أوضحت دول العالم الثالث عن رأيها داخل األمم المتحدة من خالل اجتماعات

حيث كان رأيها أن التحرير ،الجمعية العامة بشأن التمييز بين اإلرهاب والكفاح المسلح

ألن أي خلط يف ،الوطني ومقاومة المحتل من القيم النبيلة التي ال يمكن أن توصم باإلرهاب

. ١٠٢ص، اإلرهاب الدولي وفقا لقواعد القانون الدولي العام المرجع السابق، حلمي ، نبيل أحمد. د: انظر )١(

، مجلـة البحـوث األمنيـة ، اإلطـار القـانوين لمكافحـة اإلرهـاب ، المالكي ، عبد الحفيظ بن عبـد اهللا . د: انظر )٢(

. ٣١٥ص، ٢٠١٠، ١٩المجلد ، ٤٥منية العدد مركز البحوث والدراسات بكلية الملك فهد األ

. ١٠٤ص، المرجع السابق ، حلمي، نبيل . د: انظر

اإلرهاب الـدولي يف ضـوء أحكـام القـانون الـدولي العـام واالتفاقيـات الدوليـة ، رفعت ، أحمد محمد. د: انظر )٣(

.١٤٧ص، المرجع السابق ، وقرارات األمم المتحدة

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٦٠

والحقوق التي أكدت عليها األمم ،هذا الصدد يعني االستهانة بالقيم اإلنسانية

وأكدت علي أن جميع االتفاقيات الخاص باإلرهاب لن تؤيت ثمارها إال إذا تم ،المتحدة

الرتكيز علي أسباب اإلرهاب ومعالجة المشكلة من جذورها ومن خالل القرار سالف الذكر

ة العامة لألمم المتحدة وضعت معيارا للتميز بين اإلرهاب الدولي والكفاح نجد أن الجمعي

:األيت ) ١(يف دورهتا الثامنة والعشرين ٣١.٣المسلح حيث جاء قرارها رقم

أن نضال الشعوب الواقعة تحت السيطرة االستعمارية واألنظمة العنصرية لتحقيق - ١

.روع يتفق مع مبادئ القانون الدولي حقها يف تقرير المصير واالستقالل هو نضال مش

أية محاولة لقمع هذا النضال هو مخالفة لميثاق األمم المتحدة ومبادئ القانون - ٢

. الدولي

هذا النضال ضد االستعمار يعد نزاع ذو طابع دولي وفق� ألحكام اتفاقيات جنيف - ٣

وين للمتحاربين يف والذي ينظم الوضع القان،١٩٧٧وبروتوكوالت جنيف لسنة ١٩٤٩لعام

حروب التحرير وال مجال يف هذا الصدد للخلط بين هذه المقاومة التي تقوم هبا الشعوب التي

.تخضع لالحتالل واألنظمة العنصرية

:وبذلك نجد أن حق التحرر الوطني وتقرير المصير قد مر بثالثة مراحل رئيسية هي

ستعمارية ولتوسيع المجاالت كان يستخدم فيها الحق ألغراض ا :المرحلة األولي

وفيه أعلن الرئيس ،ويعترب مبدأ مونرو أهم األمثلة الواضحة علي ذلك،الحيوية للدول

األمريكي األسبق مونرو عدم خضوع القارتين األمريكتين من اآلن فصاعدا لمزيد من

.ألن أمن وسالمة أمريكا يتطلب ذلك ،استعمار الدول األوربية

تخدام حق تقرير المصير للمحافظة علي الوضع الفعلي للدولة اس :المرحلة الثانية

. ٩٩ص، المرجع السابق، اإلرهاب الدولي وفقا لقواعد القانون الدولي العام ، نبيل أحمد حلمي،. د: انظر )١(

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٦١

ويف العصر الحديث نبين أن ،التي اكتسب وضعا سياسي� محددا وتريد اإلبقاء علي هذا الوضع

وتأيدت بفقه ،الدول قد رسخت يف أذهاهنا فكرة االستقالل السياسي والسالمة اإلقليمية

علق بمفهوم السيادة للدولة والمساواة بين الدول وقواعد القانون الدولي وبصفة خاصة ما يت

.وتحريم العدوان وحق الدفاع الشرعي

يف هذه المرحلة استخدمته الشعوب التي فقدت استقاللها السياسي :المرحلة الثالثة

واستقر هذا الشكل بالنسبة للشعوب التي تقع تحت سيطرة ،والسيطرة علي مواردها الطبيعية

.أو أي سيطرة أجنبية االحتالل األجنبي

الفرع الثالث الجهود الدولية ملكافحته �ويل اإلرهاب

وجود تمويل مالي للتنظيمات ،من األسباب التي تعوق عملية القضاء علي اإلرهاب

.اإلرهابية تساعدها علي االستمرار وتشجعها علي التقدم فيه

لمكافحة اإلرهاب إال أن وداخلي�,وعلي الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة دولي�

ظاهرة تمويله مازالت تثير جدال عالمي� واسع� لما تمثله من خطورة يف دوام اإلرهاب

ولكن الضعف الواضح يف تحقيق مصادر تمويله قد أثر بشكل كبير علي مدي ،واستمراره

صدار ولذلك قامت األمم المتحدة بجميع أجهزهتا بمواجهة هذه الظاهرة وإ،فعالية مكافحته

)١( .القرارات واالتفاقيات الدولية للقضاء عليها

تعريف جريمة تمويل اإلرهاب:أوال

تمويل اإلرهاب وسعت فيه فلم تقيده بتقديم األموال بنيه ١٩٩٩فقد عرفت اتفاقية

استخدامها يف أعمال إرهابية بل وسعت مدلوله إلي مجرد جمع األموال من أجل تحقيق هذا

رسـالة دكتـوراه مقدمـة إلـي كليـة ، التعاون الدولي يف مكافحة جـرائم اإلرهـاب ، بجبوج ،عمار تيسير. د: انظر )١(

. ٣٨٧يف ، ٢٠١١جامعة القاهرة ، الحقوق

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٦٢

وع السلوك اإلجرامي أن يتم تقديم األموال أو جمعها بأية وسيلة كانت الغرض ويستوي لوق

وبشكل غير مشروع ويستوي أن تكون مصادر األموال محل الجريمة ،مباشرة أو غير مباشرة

)١(ولذلك يختلف تمويل اإلرهاب عن غسل األموال فعادة ما يشتمل غسل األموال. مشروعة

غير مشروعة إلي التجارة أو المعامالت المشروعة علي تحويل إيرادات مهمة من معامالت

وهو ما ال يشرتط يف جريمة تمويل اإلرهاب إذ يمكن أن يشتمل تمويل اإلرهاب علي جمع

يلها إلي شخص أخر .مبالغ مستمرة من أنشطة وتحويلها مشروعة أو من جرائم بسيطة ونحوه

نشطة اإلرهاب ولو علي دفعات أو إلي منظمة إرهابية إلرسالها يف هناية المطاف لدعم أ

صغيرة ويستوي أن يصدر التمويل من أشخاص طبيعيين أو أشخاص معنويين وقد ثبت أن

علي ١٩٩٩الشبكات اإلرهابية تستثمر أموالها عرب جمعيات أو شركات ولهذا نصت اتفاقية

إلدارية التزام الدول األعضاء باتخاذ التدابير النعقاد المسئولية الجنائية والمدنية وا

لألشخاص المعنوية عن جرائم تمويل اإلرهاب المرتكبة بواسطة المسئول عن إدارهتا أو

ونظرا لما تبين من الناحية العملية من استمرار غسل األموال وتمويل ٧رقابتها المادة

اإلرهاب بعد القبض علي األعضاء المسئولين من اإلدارة نظرا لعدم المساس بالشخصية

فإن تدابير تجميد األرصدة وضبطها ومصادرهتا تحول دون تحقيق هذا ،لمشروعالمعنوية ل

)٢( .الغرض

فوضعت منظمة الدول األمريكية اتفاقية ،كما بذلت جهود إقليمية يف هذا المضمار

وأقر مجلس ،ووضعت جمعية جنوب آسيا للتعاون اإلقليمي ٤..٢وبرتوكول سنة ٢..٢سنة

تفاقية تغلق بغسل األموال وضبط ومصادرة ما يرتتب علي جريمة ا ٥..٢االتحاد األوربي سنة

)٣( .اإلرهاب وتمويلها

٢٨٢ص، ٢٠٠٨دار النهضة العربية ، المواجهة القانونية لإلرهاب ، سرور، أحمد فتحي . انظر د)١(

. ٢٧١ص، المرجع السابق ، المواجهة القانونية لإلرهاب ، سرور، أحمد فتحي . انظر د)٢(

. ٢٧٩ – ٢٧٨ص، المرجع السابق ، سرور، أحمد فتحي . انظر د )٣(

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٦٣

المبحث الثاني المنظمات اإلقلیمیة ودورھا في مكافحة اإلرھاب

بجانب ،لعبت المنظمات اإلقليمية دورا هام� يف مكافحة ظاهرة اإلرهاب الدولي

حيث أهنا ،ة تستخدم دول العالم كافةحيث أن المنظمات اإلقليمي،منظمة األمم المتحدة

وبناءا علي ذلك سوف نقسم هذا المبحث . تجمع دولي علي مستوي جميع قارات العالم

: إلي خمسة مطالب

.دور االتحاد األوربي يف مكافحة اإلرهاب : المطلب األول

.دور منظمة الدول األمريكية يف مكافحة اإلرهاب : المطلب الثاين

.موقف االتحاد األفريقي يف مكافحة اإلرهاب : ث المطلب الثال

.موقف جامعة الدول العربية من مكافحة اإلرهاب : المطلب الرابع

.موقف مجلس التعاون الخليجي من مكافحة اإلرهاب : المطلب الخامس

المطلب األول دور االتحاد األوربي في مكافحة اإلرهاب

مكافحة اإلرهاب وقد أسفرت هذه الجهود بذلت الدول األوربية جهودا عديدة يف

)١( ١٩٧٦إلي إبرام اتفاقيات لمنع وقمع اإلرهاب منها االتفاقية األوربية عام

ذلك بالنص علي . وقد نصت المادة األولي منها علي تعريف الجرائم اإلرهابية

:األفعال اإلرهابية علي النحو التالي

م بشأن االستيالء غير المشروع .١٩٧نة ما جاء من جرائم يف اتفاقية الهاي لس - ١

.علي الطائرات

الخاصة بقمع األعمال غير ١٩٧١ما جاء ذكره من جرائم يف اتفاقية مونرتيال سنة - ٢

. ٨٥ص، مرجع سابق ، القانون الدولي اإلرهاب يف ضوء، زيان، مسعد عبد الرحمن. انظر د )١(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٦٤

.المشروعة ضد الطيران المدين

علي الحياة والسالمة الجسدية ما جاء ذكره من جرائم خطيرة تتضمن االعتداء - ٣

وكذا الجرائم التي ،ضد أشخاص يتمتعون بالحماية الدوليةالحرية التي تكون موجهة أو

.تشمل الخطف وأخذ الرهائن أو احتجازهم تعسف�

المطلب الثاني دور منظمة الدول األمريكية في مكافحة اإلرهاب

أدي تزايد األعمال اإلرهابية يف دول أمريكا الالتينية وزيادة حاالت العنف السياسي

بلوماسية من اغتيال واعتداء وخطف حيث اتخذت الجمعية العامة الموجهة ضد البعثات الد

لمنظمة الدول األمريكية قرارا بإصدار اتفاقية لمنع وقمع األعمال اإلرهابية التي تأخذ شكل

الجرائم ضد األفراد وأعمال االبتزاز المتعلقة هبا يف دورهتا الثالثة غير العادية يف واشنطن عام

بأن أعمال تتسم بالقسوة لما تتضمنه يف اعتداء علي سالمة وقد تم تسبب ذلك،١٩٧١

وأن األهداف األيدلوجية والسياسية ال ،الشعوب األمريكية وتشكل جرائم ضد اإلنسانية

)١( .يمكنها أن تنفي صفتها اإلجرامية باعتبارها تمثل خرف� لحقوق اإلنسان األساسية

ي أن األعمال اإلرهابية ضد األفراد تعترب وقد نصت المادة الثانية من هذه االتفاقية عل

من أهم الجرائم التي يجب أن يكون هناك عقاب عليها ألهنا تؤدي إلي آثار ذات طبيعة دولية

)٣( .كذلك تنص المادة السابعة منها علي قيام الدول المتعاقدة ) ٢(.أيا كان السبب يف ارتكاهبا

مكافحــة اإلرهــاب وتعــويض ضــحايا الحــوادث اإلرهابيــة يف النطــاق الــدولي ، قطــب، طــارق محمــد . انظــر د )١(

. ١٦٦ص ، ٢٠١٥دار النهضة العربية ، والمصري

لدولية والقـرارات الصـادرة اإلرهاب الدولي مع دراسة لالتفاقيات ا، عبد الهادي، عبد العزيز مخمير. د: انظر )٢(

. ٣٢٩مرجع سابق ص، عن المنظمات الدولية

. ٢٩٤ص، المرجع السابق : انظر )٣(

دراسة مقارنة –به وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي أسبا -اإلرهاب الدولي

١١٦٥

الخاضعة للتسليم أثناء التوقيع علي معاهدات بإدراج هذه الجرائم اإلرهابية ضمن الجرائم

كما أكدت المادة الثامنة أنه علي الدول واجب اتخاذ . تسليم المتهمين القائمة أو الالحقة

التدابير الممكنة لمنع إعداد الجرائم المشار إليها يف المادة سالفة الذكر فوق اإلقليم الوطني

ل التعاون لمنع الجرائم السابقة وتبادل ضد دولة أخري متعاقدة وأنه واجب علي الدو

.المعلومات وتنسيق اإلجراءات

كما تضمنت المادة الخامسة من االتفاقية بأنه ال يتم منع التسليم المطلوب بسبب

احدي الجرائم المنصوص عليها يف المادة الثانية نظرا لكون الشخص موضوع الطلب أحد

ولذلك . ها االمتناع ألي مانع أخر دستوري أو قانوين رعايا الدول المطلوب إليها التسليم ول

فإن الدول المطلوب إليها تكون ملتزمة بعرض القضية علي السلطات الوطنية المختصة

وتشمل هذه الجرائم ،هبدف المالحقة القضائية كما لو كان الفعل قد ارتكب يف إقليمها

الجرائم وقرت االتفاقية الحماية الخطف والقتل ضد أشخاص وأفعال االبتزاز المرتبطة هبذه

)١( .لألشخاص المتمتعين بالحماية الخاصة وفق� لقواعد القانون الدولي

المطلب الثالث موقف االتحاد األفريقي من اإلرهاب

وتم إعداد ،١٩٦٣أنشئت منظمة الوحدة األفريقية االتحاد اإلفريقي حاليا يف مايو عام

مادة ولغاهتا هي العربية ٣٣ة حيث يتكون من ديباجة و مشروع ميثاق للمنظمة يف تلك الفرت

وتقوم علي مجموعة من . وتعترب أديس أبابا عاصمة أثيوبيا مقرا لها ،واالنجليزية والفرنسية

وعدم تعكير صفو العالقات , )٢(المبادئ التي تحقق وحدة وتضامن الشعوب األفريقية

. ٣٣٩ص، المرجع السابق : انظر )١(

، دار النهضــة العربيــة حمايــة حقــوق اإلنســان يف إطــار األمــم المتحــدة ، د زنــايت ،عصــام محمــد أحمــد :انظــر )٢(

. ٦٩ص، ١٩٩٨

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٦٦

.دولة ٤٦وعدد أعضائها ،بينها

ست دول االتحاد من جراء العمليات اإلرهابية من المآسي سواء من وقد القت وقا

الناحية المادية أو البشرية واقتصر االهتمام بمكافحته داخلي� فقط دون أن يكون التنسيق علي

ولكن التنسيق اإلقليمي ظهر واضح� وبطريقة )١(،المستوي الدولي علي الوجه المطلوب

من ناحية ومدي التنسيق والتعاون بين األعضاء من ناحية توافقيه وفقا لكل منظمة إقليمية

أخري حيث نتج عن ذلك مؤتمر محاربة اإلرهاب ومخاطر تصفية الشرعية الدولية مع

بمعهد البحوث والدراسات األفريقية بجامعة ٣..٢انعكاساهتا العربية واألفريقية يف مارس

وكذا الهيمنة ،ب وفقا للشرعية الدوليةوتم االتفاق فيه علي ضرورة مواجهة اإلرها،القاهرة

التي تحاول أمريكا نصب شباكها علي جميع دول العالم بحجة محاربة اإلرهاب وبصفة

م والذي قرر فيه رئيسها جورج بوش بأنه من ليس مع أمريكا ١..٢خاصة بعد أحداث سبتمرب

.محاربتها والبد من محاربته العتباره أحد العناصر اإلرهابية التي يجب،فهو ضدها

.وقد أصدرت منظمة الوحدة األفريقية الكثير من القرارات لمكافحة اإلرهاب

كان القرار دعم التعاون والتنسيق بين البلدان األفريقية من أجل ١٩٩٢يف عام - ١

.مكافحة ظاهرة التطرف

انعقاد القمة الثالثية لمنظمة الوحدة األفريقية يف تونس وصدر إعالن ١٩٩٤عام - ٢

.تحت عنوان قانون السلوك حول العالقات األفريقية والتصدي لألعمال اإلرهابية

)٢( .م صدور اتفاقية الجرائر للوقاية من اإلرهاب ومكافحته ١٩٩٩عام - ٣

مكافحـة اإلرهــاب وتعـويض ضــحايا الحـوادث اإلرهابيــة يف النطـاق الــدولي ، قطــب ، طـارق محمــد . نظـر دا )١(

. ١٦٨ص، مرجع سابق ، والمصري

. ٨٣ص، اإلرهاب يف ضوء القانون الدولي المرجع السابق ، د زيدان، مسعد عبد الرحمن: انظر )٢(

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٦٧

إعالن بعض التجمعات الفرعية يف القارة األفريقية داكار مثل الكوميا ١..٢عام - ٤

شاجبيها وإدانتها لإلرهاب الذي تعرضت له وغيرها عن ،واإليجاد،والساداك اإليكواس

. ١..٢أمريكا عام

لمطلب الرابعا موقف الجامعة العربية من اإلرهاب

العمل المشرتك خالل )١(بإصدار وثيقة إطار ١٩٧٥قامت جامعة الدول العربية يف عام

ة الدور الحادي عشر لوزراء خارجية دول إعالن دمشق يف البحرين حيث أكدت هذه الوثيق

:علي

.احرتام الدول العربية مبادئ سيادة ووحدة األراضي والسالمة اإلقليمية - ١

عدم جواز االستيالء علي أراضي الغير بالقوة - ٢

عدم التدخل يف الشئون الداخلية - ٣

.تسوية النزاعات بالطرق السليمة - ٤

عرب عن جاء إعالن دمشق الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية ال ١٩٩٥ويف عام

وضرورة التعاون الوثيق بين هذه الدول يف مواجهة ظاهرة التطرف ،اإلدانة الكاملة لإلرهاب

وخير مثال علي ،وتتناقض مع جوهر اإلسالم السمح،والعنف ألهنا هتدد االستقرار والتنمية

ك ودولة البحرين آنذا،ذلك إدانة العمليات اإلرهابية التي وقعت يف المملكة العربية السعودية

والكثير من الجر يف باإلضافة إلي ترويع . والذي خلف وراءه العديد من األرواح الربيئة

كما تضمن إعالن دمشق الدعوة إلي توحيد الجهود العربية الستئصال هذه الظاهرة ،اآلمين

مؤكدين أن التطرف والعنف واإلرهاب ظواهر عالمية غير مقصورة علي شعب .من جذورها

، مركـز دراسـات الوحـدة العربيـة ، ف السياسـي يف الـنظم العربيـة ظاهرة العن، إبراهيم، حسين توفيق . د: انظر )١(

. ٣٣٧ص، ١٩٩٦يناير ، بيروت ، ١٧١سلسلة أطروحات الدكتورة

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٦٨

وعلي ضرورة التمييز بين المقاومة الوطنية المشروعة لالحتالل والعدوان أو منطقة بعينها

)١( .وبين العمليات اإلرهابية

ورغبة يف تعزيز التعاون بين الدول العربية لمكافحة الجرائم اإلرهابية التي هتدد أمن

د األمة العربية واستقاللها وتشكل خطرا علي مصالحها الحيوية فقد تم االتفاق علي عق

داعية كل دولة عربية لم تشارك يف إبرامها ،١٩٩٨االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب عام

ولكنها استعدت من نطاق جرائم ،لإلرهاب يمسح باستيعاب كافة الصور للعنف أو التهديد به

اإلرهاب كافة حاالت الكفاح المسلح ضد االحتالل األجنبي والعدوان من أجل التحرر

.وفقا للمبادئ القانون الدولي وتقرير المصير

كما نصت علي عدم اعتبار الجرائم اإلرهابية الواردة باالتفاقية من قبيل الجرائم

)٢( .السياسية حتي ولو تم ارتكاهبا بدافع سياسي

كما جاء باالتفاقية أن الدول تتعهد بعدم تنظيم المتهمين أو المحكوم عليهم يف

يمهم من أي من هذه الدول وتعد هذه االتفاقية من أهم الجرائم اإلرهابية المطلوب تسل

)٣( .إنجازات مجلس جامعة الدول العربية علي اإلطالق

لوزراء الداخلية ،تم انعقاد المؤتمر العرب السابع لمكافحة اإلرهاب ٤..٢ويف نوفمرب

:العرب والذي نوقشت فيه اإلجراءات الواجب إتباعها لمكافحة اإلرهاب وهي

عة قرارات األمم المتحدة المتعلقة بمنع اإلرهابيين من حيازة أسلحة الدمار متاب - ١

– ٦٨٢ص، ١٩٩٦، لبنـان ، بيـروت ، يوميـات وثـائق الوحـدة العربيـة ، مركز دراسات الوحدة العربيـة : انظر )١(

٦٨٣ .

مكافحـة اإلرهـاب وتعـويض ضـحايا الحـوادث اإلرهابيـة يف النطـاق الـدولي ، قطب ، طـارق محمـد . د:انظر )٢(

. ١٧٥ص، مرجع سابق ، والمصري

.ذات الصفحة ، مرجع سابق ، قطب ، طارق محمد : انظر )٣(

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٦٩

.الشامل

.إحداث هيكل تنظمي عرب لمكافحة اإلرهاب - ٢

إدانة اإلرهاب الذي يستهدف بعض الدول العربية وخاصة السعودية وأحداث - ٣

.الرياض اإلرهابية

لح لمحاربة االحتالل سالتأكيد علي التميز بين اإلرهاب والكفاح الم - ٤

)١( .واالستعمار

المطلب الخامس موقف مجلس التعاون الخليجي من اإلرهاب

تم تشكيل لجنة أمنية دائمة مختصة بمكافحة اإلرهاب تعقد اجتماعاهتا ٦..٢يف عام

بشكل دوري ، وىف مجال تعزيز التعاون والجهود بين دول المجلس مع حاالت النزوح

أو الكوارث الطبيعية فقد تم ىف االجتماع السابع والعشرين لوزراء البشرى عند الحروب

الداخلية بدول المجلس إقرار الخطة المشرتكة لمواجهة حاالت النزوح البشرى الطارئة ،

. ) ٢( ٨..٢وكان ذلك يف الدوحة عام

وانطالقا من النظام األساسي لمجلس التعاون الخليجي بشان مكافحة اإلرهاب

عو إلى نبذ العنف واإلرهاب بكل أشكاله وصوره ، وىف إطار المسؤولية الجماعية والذي يد

يف المحافظة على األمن واالستقرار واقتناعا بان اإلرهاب ال يمكن تربيره والبد من مكافحته

والقضاء عليه فقد اتفقت هذه الدول على عقد اتفاقية لدول مجلس التعاون لدول الخليج

وثائق المؤتمر العرب السابع لوزراء الداخلية العرب لمكافحـة اإلرهـاب المنعقـد يف تـونس خـالل الفـرتة مـن )١(

.م ٢/٧/٢٠٠٤إلي ٣٠/٦/٢٠٠٤

انظر د قطب، طارق محمد ، مكافحة اإلرهاب وتعويض الحوادث اإلرهابية وتعويض ضحايا اإلرهابية يف )٢(

. ١٨٣النطاق الدولي والمصري ، المرجع السابق ، ص

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٧٠

رهاب مكونة من خمسون مادة حيث قامت بتعريف كل من اإلرهاب العربية لمكافحة اإل

هو كل فعل من أفعال العنف أو التهديد ( حيث جاء هبا أن اإلرهاب ) . ١(والجريمة اإلرهابية

به أيا كانت بواعثه أو أغراضه وقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردى أو جماعي ويهدف إلى إلقاء

بإيذائهم أو تعريض حياهتم أو حريتهم أو أمنهم للخطر أو الرعب بين الناس أو ترويعهم

إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الممتلكات العامة أو الخاصة أو احتاللها أو

.االستيالء عليها أو تعريض احد الموارد الوطنية للخطر

إرهابي يف وإن الجريمة اإلرهابية هي أي جريمة أو مشروع فيها ترتكب تنفيذا لغرض

أي دولة متعاقدة أو على ممتلكاهتا أو مصالحها أو على رعاياها أو ممتلكاهتم يعاقب عليها

قانوهنا الداخلي ، وكذلك التحريض على الجرائم أو اإلشادة هبا ونشر أو طبع أو إعداد

محررات أو مطبوعات أو تسجيالت أيا كان نوعها للتوزيع أو لالطالع الغير عليها هبدف

يع ارتكاب تلك الجرائم ، ويعد جريمة إرهابية تقديم أو جمع األموال أيا كان نوعها تشج

.لتمويل الجرائم اإلرهابية مع العلم بذلك

.انظر المرجع السابق ذات الصفحة )١(

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٧١

المبحث الثالث مكافحة اإلرھاب في الفقھ اإلسالمي

إذا كان من المتفق عليه أن اإلرهاب يحمل يف طياته عنصري الرتويع والتخويف ،

اإلرهاب يف الشريعة اإلسالمية ال يخرج عن كونه عمليات عنف منظمة ينفذها أفراد ، فإن

وبما أن الدين اإلسالمي يرفض –جماعات ، أو دول للوصول إلى أهداف محددة مسبق� أو

العنف واإلرهاب ، ويحارب الجريمة ، باعتبارها مفسدة يف األرض تستوجب العقاب

ومنع الحرابة يف اإلسالم عن طريق القضاء على األسباب فانه يمكن.الدنيوي واألخروي

.ويكون ذلك عن طريق –التي تؤدى لإلرهاب ، حيث أن الوقاية خيرا من المعالج

:وبناء على ذلك سوف نقسم هذا المبحث إلى سبع مطالب

.تحقيق العدل واألنصاف بين كافة األجناس : المطلب األول

.ستنارة الدينية والتفكير العلمي يف نفوس المسلمين تعميق اال :المطلب الثاين

.الدور اإلعالمي يف الدولة اإلسالمية يف منع اإلرهاب : المطلب الثالث

.تطبيق الشريعة اإلسالمية يف الجرائم الواقعة داخل الدولة اإلسالمية: المطلب الرابع

.قمع جرائم الحرابة يف اإلسالم : المطلب الخامس

.تحقيق األمن: لسادس المطلب ا

.حماية الضروريات الخمس : المطلب السابع

المطلب األول تحقيق العدل واألنصاف بين كافة األجناس

إن تحقيق العدل والمساواة بين كل البشر أيا كان دياناهتم أو جنسياهتم أو لغاهتم

ي ، وبل والقضاء يساعد بشكل فعال ومؤثر يف القضاء على مسببات ودوافع اإلرهاب الدول

على التطرف بشكل عام ولعل ابلغ دليل على إن العدل يحقق األمن واألمان بين ربوع الدولة

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٧٢

اإلسالمية قصة أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب عندما جاءه رسول من ملوك إحدى

الدول فأخذ يبحث عنه فوجده نائم� على األرض تحت ظل شجرة دون حراس فدهش

والعدل الذي مارسه سيدنا عمر ) حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر ( ل لعمر الرجل وقا

إن اهللا ( رضي اهللا عنه كان بين الناس مسلمين وغير مسلمين ولقد قال اهللا عز وجل عن العدل

ولقد قال ) يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي

انه المثل الواضح والدليل الدامغ على أهمية نبذ الظلم وتحقيق بعض الفقهاء عن العدل

ودورهما يف مكافحة العنف والتطرف واإلرهاب الن الظلم واالضطهاد يؤدى إلى ) ١(العدل

.اإلرهاب

المطلب الثاني تعميق االستنارة الدينية والتفكير العلمي في نفوس المسلمين

ويعد العقل اإلنساين مثل ) النور (عربية إلى كلمة ترجع كلمة االستنارة يف اللغة ال

النور ألنه يبدد ظلمات الجهل أمام اإلنسان وينير له طريق العلم والمعرفة ومن هنا فإن حجة

وعلى ذلك فالمقصود ) ٢) (أنموذج من نور اهللا ( اإلسالم اإلمام الغزالي وصف العقل بأنه

يف فهم الدين وان نقرأ الدين يف ضوء فهم العقل السليم ، باالستنارة الدينية هو أن نعمل العقل

والدين اإلسالمي ال يتعارض مع مفهوم االستنارة الدينية بل العكس يتطابق معها ويؤيدها

الن الفهم السليم للدين اإلسالمي وأحكامه سوف يمنع المد الذي يبثه الفكر المتطرف

ين ال يعملون عقولهم يف إدراك حقيقة الدين الداعي للعنف واإلرهابي عقول المنغلقين الذ

اإلسالمي النابذ للعنف واإلرهاب والحرابة وقد قال الشيخ محمد عبده عن العالقات بين

العقل يجب أن يحكم كما يحكم الدين فالدين عرف بالعقل والبد من ( العقل والدين أن

.٢٤٤مطبعة دار الشعب ، القاهرة ، ص الماوردى ، أدب الدنيا والدين ، الجزء الثاين ،: انظر )١(

. ٦١—٦، ص ٢٠٠٢د زقزوق ، محمد حمدي ، هموم األمة اإلسالمية ، مكتبة األسرة : نظر )٢(

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٧٣

الجديدة يف المدنية سائلاجتهاد يعتمد على العقل والدين حتى نستطيع أن نواجه الم

.) ١( الجديدة

العقل كاألساس والشرع كالبناء ( وقال عنها أيضا حجة اإلسالم اإلمام الغزالي أن

ولن يغنى أساس ما لم يكن هناك بناء ، ولن يثبت بناء ما لم يكن له أساس ، فالشرع عقل من

.) ٢()خارج والعقل شرع من داخل ، وهما متعاضدان بل متحدان

أما التفكير العلمي فيعنى إرجاع الظواهر إلى أسباهبا الحقيقية ال األسباب الوهمية

وذلك عن طريق التفكير الجاد المنظم الذي يسير وفق منهاج علمية للوصول إلى غاية علمية

إن السمع ( محددة واإلسالم بوجه عام حث المسلمين على التفكير العلمي يوم القيامة

بل جعل عدم استعمال العقل ذنب من الذنوب يسال )٣() أولئك كان عنه مسئوال صر كلوالب

. ) ٤() أولئك كاألنعام بل هم أضل ( عنه صاحبه

المطلب الثالث الدور اإلعالمي في الدولة اإلسالمية في منع اإلرهاب

أكثر حيوية يجب على وسائل اإلعالم المختلفة يف الدول اإلسالمية أن تلعب دورا

جدية يف توعية المسلمين بخطورة جرائم الحرابة واإلرهاب على كافة صورها على المجتمع

اإلسالمي وعلى المجتمع الدولي بصفة عامة وان تذكرهم بشكل دائم ومستمر بمدى جسامة

العقوبة على المحاربين يف اإلسالم ومدى انتهاك المحاربين ألوامر اهللا عز وجل وسنة سيدنا

حمد صلى اهللا عليه وسلم البد أن تعلم وسائل اإلعالم المختلفة سواء المسموعة والمرئي م

. ٦١د زقزوق ، محمد حمدي ، هموم األمة اإلسالمية ، المرجع السابق ، ص : انظر )١(

.، المرجع السابق ، ذات الصفحة د زقزوق ، محمد حمدي ، هموم األمة اإلسالمية : انظر )٢(

. ٣٦سورة اإلسراء اآلية )٣(

. ١٧٩سورة األعراف ، اآلية )٤(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٧٤

والمقروءة منها المسلمين يف كل بقاع الدول اإلسالمية أن المحاربين ينتهكون بجرائمهم

( عقود الذمة وعقود األمان التي اقرها اإلسالم لصالح غير المسلمين المقيمين إقامة دائمة

هبا البد أن يبذل رجال الدين ورجال الدعوة ) المستأمنين ( أو إقامة مؤقتة ) أهل الذمة

اإلسالمية جهودا مضاعفة لتوضيح وبيان جزاء من ينتهك حرمات اهللا سبحانه وتعالى

ويوضحوا للحاكم والسلطات يف الدولة اإلسالمية ) ومنها حد الحرابة ( ويتعدى على حدوده

وجل على المحاربين الن عقوبتهم من الحدود التي ال يجوز ضرورة إقامة حدود اهللا عز

العفو فيها الن فبإقامتها عبادة هللا سبحانه وتعالى وىف تركها وإهمالها معصية وان هذه الحدود

هي حمى اهللا عز وجل شأنه ومن حام حول الحمى أوكأن يقع فيه ، لكن الواقع لألسف

عالم المختلفة يف الدول اإلسالمية وال سيما الشديد على عكس ذلك حيث بالغت وسائل اإل

من حيث إطالق ) اإلرهابي ( التلفاز يف مسلسالته المتعددة رسم صورة اإلرهاب المحارب

اللحية وارتداءه الجلباب األبيض القصير ومن تحته السروال األبيض الطويل بحيث أهنا

فكان ) المحارب ( إلرهابي جعلت من يطبق سنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إنما هو ا

ذلك تأكيدا دون قصد وبجهل من جانبهم بما يدعيه الغرب وأعداء اإلسالم على المسلمين

بأهنم اإلرهابيون وهم وراء جرائم اإلرهابي يف كل بقاع العالم البد من تصحيح مسار الدور

وخطورته على اإلعالمي يف الدولة اإلسالمية واستخدامه يف توعية المسلمين باإلرهاب

األمن والسالم يف الدولة اإلسالمية وباألعم البد من تصحيح مسار اإلعالم اإلسالمي

الستخدامه بشكل يكون منافعه أكثر من مضاره وهذا ما ال يحدث اآلن ، فاألعالم على

اختالف أشكاله وصوره يقدم أسوأ مثل للمسلمين يف الدولة اإلسالمية من كافة صنوف

ل الخلقي والفكري وإهمال بشكل مطلق للربامج اإلسالمية بل وتعمد إذاعة وأنواع االنحال

دراسة مقارنة –إلسالمي أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه ا -اإلرهاب الدولي

١١٧٥

.) ١(اهدها إال القليل من المسلمين هذه الربامج يف مواعيد متأخرة من الليل فال يش

المطلب الرابعتطبيق الشريعة اإلسالمية في الجرائم الواقعة داخل الدولة

اإلسالمية

أتى به اإلسالم هو أمر واجب بحكم الكتاب والسنة إن تطبيق شرع اهللا عز وجل

النبوية على الحاكم المسلم ، وقد وصف جل شأنه الذين ال يحكمون بما أنزل اهللا تارة بأهنم

الظالمون وتارة أخرى بأهنم الفاسقون وتارة ثالثة بأهنم الكافرون وال شك أن تطبيق حد

ز وجل وذلك كعقوبة سماوية هي حماية الحرابة على المحاربين كما ورد يف كتاب اهللا ع

للمجتمع ووسيلة من وسائل منع الحرابة لدى كثير ممن يفكرون ىف محاربة اهللا ورسوله

بإشاعة الرعب والفزع يف العالم ، وتعد هذه العقوبة نوع من تدابير حماية المجتمع اإلسالمي

حاربين الذين لهم خطورة وغيره من المجتمعات ال سيما عندما نكون بصدد تطبيقها على الم

وبذلك يكون الهدف من تطبيق ) ٢(إجرامية وخطر اجتماعي على المجتمع اإلسالمي بأسره

على المحاربين من قتل وقطع لأليدي واألرجل من خالف وصلب ) الحدود( العقوبات

حسب كل حالة من حاالت الحرابة ليس فقط تطبيق حدود اهللا عز وجل التي ) حبس ( ونفى

شفاعة فيها وال عفو وإنما أيضا تحقق المنع والوقاية من وقوع هذه الجرائم مستقبال يف ال

الدولة اإلسالمية التي ينبسط عليها حكم اإلسالم وسلطان الحاكم المسلم وىف هذا الصدد

أن القانون اإلسالمي منذ بداية اإلسالم فيما عدا الجرائم الخمسة الكربى )مارك انسل ( قال

دها اإلسالم يف القرآن الكريم اهتم بتدابير حماية المجتمع وأعطى للمحاكم الحرية التي حد

.٤٦٨ - ٤٦٧منتصر سعيد حمودة ،، المرجع السابق ، ص : انظر )١(

ية ، مؤسسة بافاريا ، بدون على عزت بيجوفيتش ، اإلسالم بين الشرق والغرب ، مجلة النور الكويت:انظر )٢(

. ٣٤٠ص ، تاريخ

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٧٦

. ) ١(يف بعض الجرائم بحيث تأخذ ىف اعتبارها الجريمة وظروف ارتكاهبا وشخصية مرتكبها

المطلب الخامس قمع جرائم الحرابة في اإلسالم

المحاربين وجعل من لقد جاء اإلسالم بأروع تشريع جنائي يف مجال معاقبة

الحرابة أشد جريمة يف اإلسالم ألهنا تتضمن محاربة اهللا سبحانه وتعالى ورسوله سيدنا محمد

صلى اهللا عليه وسلم ، واعتداء على حدوده ، وإشاعة الفزع والرعب يف ربوع العالم ، وهدما

لعقل ، والنسل ، للكليات الخمس التي دعا اإلسالم للحفاظ عليها وهى النفس، والدين ، وا

.لذلك جاء الجزاء من جنس العمل ومتناسبا مع خطورة اإلرهاب واإلرهابيين

لذلك البد أن يعاقب الحاكم المسلم هؤالء المحاربين وال يجب أن تأخذه هبم

شفقة ألهنم يرتكبون أبشع الجرائم ، وأقساها يف اإلسالم ، وبذلك يكون من ضمن أهداف

ع هذه العقوبات على اإلرهابيين هو إعادة ما يسمى بالتوازن األخالقي قمع الحرابة وتوقي

اإلثم والذنب كما قال الذي أخل به ارتكاب المحاربين لجرائهم ، فالعقوبة وان لم تنفى

فأهنا تعد استجابة أخالقية ودينية ضد عمل غير أخالقي وغير ديني ، كما ان ) ٢()هيجل (

اهللا ونواهيه وهذا يستدعى غضبة ، وبالتالي فان تطبيق عقوبتها الحرابة تعد اعتداء على حدود

) ٣(مفهوم العدالة يف الشرع والقانونعلى المحاربين والتي نادي به اإلسالم يعد جزءا ثابتا يف

كما أن توقيع العقاب على المحاربين هو إعادة للحقوق المالية ألصحاهبا التي هنبها وسلبها

على عزت بيجوفيتش ، اإلسالم بين الشرق والغرب ، مجلة النور الكويتية ، مؤسسة بافاريا ، المرجع : انظر )١(

.٣٤٣السابق ،ص

على عزت بيجوفيتش ، اإلسالم بين الشرق والغرب ، مجلة النور الكويتية ، مؤسسة بافاريا ، المرجع : انظر )٢(

.السابق ، ذات الصفحة

.٢٤٢المرجع السابق ، ص : نظر ا )٣(

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٧٧

.بتهم المحاربون أثناء محار

المطلب السادس تحقيق األمن

من أجل القضاء على أشكال اإلرهاب ، وتحقيق األمن واالستقرار ، نجد أن

إلسالم يعمم األمن ويوسع مساحته ، ويمد ظالله ليشمل كل نواحي الحياة البشرية ،

يق ، اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ، فيجب تحقيق األمن من الخوف يف المسكن كما يف الطر

وىف مكان العمل وهكذا ، ويجب أن يكون الفرد أمينا على ممتلكاته أيضا فضال عن تحقيق

أمنه يف غذائه ، إذ ال قيمة لتحقيق األمن على األرواح ، دون تحقيق األم نفي غذاء الناس

. ) ١(ومعاشهم

ما سد فاإلسالم قد ربط بين ظاهرتين متالزمتين ، تكمل أحداهما األخرى ، ه

االحتياجات االقتصادية لإلنسان ، وتوافر الطمأنينة والسكينة واالستقرار ، فانتشار األمن يف

بلد ما يكون مدعاة إلى تحقيق التنمية االقتصادية ، كما أن توافر التنمية االقتصادية ، يعد

: لغفاري صحابي الجليل أبو ذر اعامال أساسيا من عوامل السكينة واألمن ، لذلك قال ال

. ) ٢( )ال يخرج على الناس شاهرا سفيه عجبت لمن ال يجد القوت يف بيته ، كيف (

واإلرهاب المعاصر قد تكون له أنماط أخرى ، ويحارب ضحاياه ويستهدفهم

بوسائل عديدة ،لذلك فان اإلسالم يقرر شمولية األمن ، وتغطيته لجميع تلك األنماط ، وسد

د محمد بن محمد سعيد الشعيبى ، اإلرهاب يف اإلقليم الربى وفق� لالتفاقيات الدولية والقانون اليمنى : انظر )١(

اإلنسانية ، العدد الرابع ، وأحكام الشريعة اإلسالمية ، مجلة بحوث جامعة تعز ، سلسلة اآلداب والعلوم

. ١٧٨، ص ٢٠٠٣

د أبو الوفا ، احمد ، الشريعة اإلسالمية وظاهرة اإلرهاب الدولي ، مجلة البحوث والدراسات العربية ، : ر انظ)٢(

. ١٧، ص ١٩٩١المنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم ، العدد التاسع عشر ،

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٧٨

من أصبح ( ، فالرسول محمد صلى اهللا عليه وسلم يقول ) ١(اإلرهاب جميع األبواب بوجه

وكتب . ) ٢(منكم آمنا يف سربه ، معاف� يف جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا

الوجع والفقر والنكبة والخوف ، ال يحس آذاها إال من كان فيها ، ( اإلمام ابن حزم يف رسائله

األمن والصحة والغنى ، ال يعلمها من كان خارجا عنها ، .. خارجا عنها وال يعلمها من كان

. ) ٣() وليس يعرفها من كان فيها

المطلب السابع حماية الضروريات الخمس

حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ العقل . والضروريات الخمس هي

دور جول تحقيق هذه ة توحفظ العرض وحفظ المال ،فأحكام الشريعة اإلسالمي

، التي ال يمكن حمايتها ، أو صيانتها إال بمحاربة األفعال أو الجرائم التي تنال ) ٤(الضروريات

فاقيات الدولية والقانون د محمد بن محمد سعيد الشعيبى ، اإلرهاب يف اإلقليم الربى وفق� لالت: : انظر )١(

. ١٨١اليمنى وأحكام الشريعة اإلسالمية ، المرجع السابق ، ص

، األلباين، محمد ناصر ٣٣٤٠صحيح سنن ابن ماجه ، كتاب الزهد ، باب القناعة ، رقم الحديث : انظر )٢(

اجة ، كتاب الزهد ، سنن ابن م ٣٩٩، ص ١٩٦٨ -١٤٠٧، المكتب اإلسالمي ، بيروت ، ١المجلد الثاين ، ط

دار الحديث ، القاهرة بون تاريخ ، ص ٢تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ج ٤١٤١باب القناعة ، رقم الحديث

١٣٨٧ .

، العربية للدراسات والنشر ، بيروتتحقيق د إحسان عباس ، المؤسسة ١رسائل ابن حزم األندلسي ، ج : انظر )٣(

. ٣٤٩ص

، ١،ط ، ١امد محمد بن محمد بن محمد الغزالي ، المستصفى من علم األصول ، جاإلمام أبى ح: انظر )٤(

– ٢٨٧، مكتبة المثنى ، دار إحياء الرتاث العربي ، بيروت ، ص ١٣٢٤المطبعة األميرية ببوالق ، القاهرة ،

٢٨٨ .

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٧٩

فجرائم التخريب التي تستهدف الناس يف عقائدهم ، أو يف أرواحهم ، أو يف عقولهم ، . ) ١(منها

ومن الناس من ( ، قال تعالى أو أعراضهم ، جميعا من الفساد يف األرض الذي يحرمه اإلسالم

يعجبك قوله يف الحياة الدنيا ويشهد اهللا على ما يف قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى ىف

فهذه اآليات الكريمة ، . ) ٢() األرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل واهللا ال يحب الفساد

غضه اهللا سبحانه وتعالى ، تجعل حب الفساد صفة دميمة مبغوضة لمن ال خلق له ، ومما يب

. ) ٣( فهو أحرى بأن تجند له النصوص واألحكام والزواجر

ومعنى المحافظة على كل ما تقدم ، وحمايته وشجب االعتداء عليه ، أن اإلسالم

يسلب اإلرهاب موضوعه الذي ينصب عليه يف خرقه ، أو هتديده للضروريات الخمس ، ومن

وكيف ال يكون كذلك ، إذا كان . ) ٤( يقره وال يشجعه ، وال يدعو إليه ثم ، فهو أي اإلسالم ال

من أساليبه يف مكافحة الجريمة ، حثه الناس على ضرورة أخذ العرب والنظر فيمن يقوم

قل سيروا يف األرض فانظر كيف كان عاقبة : ( بارتكاب أفعال إجرامية ، أو إرهابية قال تعالى

. ) ٥() المجرمين

، بيروت١٩٨٢مؤسسة الرسالة ، ، ، ٧د زيدان ، عبد الكريم ، المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية ، ط : انظر )١(

. ٤١٢ -٤٠٣ص

. ٢٠٥، ٢٠٤سورة البقرة ، اآليتان ، )٢(

. ١٧٨د الشعيبى ، محمد بن محمد بن سعيد المرجع السابق ، ص : انظر )٣(

. ٢٠د أبو الوفا ، أحمد ، المرجع السابق ، ص : انظر )٤(

. ٦٩سورة النحل ، اآلية ، )٥(

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٨٠

الخاتمــــةوهكذا قد انتهينا من موضوع البحث تحت عنوان اإلرهاب الدولي أسبابه وطرق

وقد قسمنا هذا البحث . "دراسة مقارنة"مكافحته يف القانون الدولي العام والفقه اإلسالمي

إلى ثالثة فصول تناولنا يف الفصل األول ماهية اإلرهاب وتميزه يف القانون الدولي والفقه

إلسالمي، من خالل ثالثة مباحث تناولنا يف المبحث األول تعريف اإلرهاب يف القانون ا

الدولي والفقه اإلسالمي ، وتناولنا يف المبحث الثاين تميز اإلرهاب عن المقاومة الشعبية

المسلحة يف القانون الدولي والفقه اإلسالمي ، وتناولنا يف المبحث الثالث تميز اإلرهاب

ثم انتقلنا إلى الفصل الثاين . ن الدفاع الشرعي يف القانون الدولي والفقه اإلسالمي الدولي ع

تناولنا فيه أسباب اإلرهاب الدولي يف القانون الدولي والفقه اإلسالمي من خالل مبحثين

تناولنا يف المبحث األول أسباب اإلرهاب الدولي يف القانون الدولي ، كما تناولنا يف المبحث

ثم انتقلنا إلى الفصل الثالث وتناولنا فيه . ين أسباب اإلرهاب الدولي يف الفقه اإلسالمي الثا

طرق مكافحة اإلرهاب يف القانون الدولي والفقه اإلسالمي من خالل ثالثة مباحث تناولنا يف

المبحث األول دور المنظمات الدولية يف مكافحة اإلرهاب ، وتناولنا يف المبحث الثاين

مات اإلقليمية ودورها يف مكافحة اإلرهاب ، كما تناولنا يف المبحث الثالث مكافحة المنظ

.اإلرهاب يف الفقه اإلسالمي

:وقد انتهينا إلى النتائج والتوصيات اآلتية

:النتائج: أولا

أن اإلرهاب الدولي ظاهرة عالمية وال يقتصر على أعمال العنف فقط وإنما هناك - ١

.هناك إرهاب فكرى وهناك إرهاب إعالمي اإلرهاب االلكرتوين و

أن اإلرهاب يختلف عن بعض األفعال األخرى التي قد تختلط به وهى المقاومة المسلحة - ٢

.من اجل تقرير المصير والتخلص من االستعمار ،وعن الدفاع الشرعي للرد االعتداء

دراسة مقارنة –في القانون الدولي والفقه اإلسالمي أسبابه وطرق مكافحته -اإلرهاب الدولي

١١٨١

قد تكون هناك أسباب ودوافع مختلفة تؤدى إلى اإلرهاب وهذه األسباب والدوافع - ٣

.سياسية أو اقتصادية أو دينية أو إعالمية أو تاريخية أو شخصية

تتعدد صور وأشكال اإلرهاب مثل اختطاف الطائرات والسفن ، واألعمال التخريبية ، - ٥

.واالغتياالت وغيرها

يوجد جهود دولية عديدة لمكافحة اإلرهاب من المنظمات الدولية مثل األمم المتحدة - ٦

.ن الجمعية العامة لألمم المتحدة رات التي تصدر من مجلس األمن أو ممتمثلة يف القرا

أو المنظمات اإلقليمية مثل االتحاد األوربي أو االتحاد األفريقي أو جامعة الدول العربية

. أو مجلس التعاون الخليجي

إبرام العديد من االتفاقيات الدولية سواء الثنائية أو الجماعية أو متعددة األطراف - ٧

.وكذلك سن التشريعات الوطنية للمكافحة اإلرهاب . والخاصة بمكافحة اإلرهاب

أن جريمة الحرابة يف الفقه اإلسالمي تتفق مع جريمة اإلرهاب يف الوقت الحاضر ، ومن - ٧

. عدة أوجه وهى بالطبع تحمل صفات األعمال اإلرهابية يف غالبيتها

العام يتفق مع الدفاع الشرعي يف الشريعة اإلسالمية أن الدفاع الشرعي يف القانون الدولي ٨

. من حيث رد للعدوان

أن الشريعة اإلسالمية قد وضعت مجموعة من األسس والمبادئ لمكافحة اإلرهاب - ٩

) .الحرابة (

:التوصيات : ثانيا

واء يف المساجد تفعيل دور المؤسسات الدينية يف توصيل الفهم الصحيح للدين س - ١

عن طريق ندوات بالجامعات والمدارس ووضع رقابه من المؤسسات الدينية علي أو

القنوات الفضائية وذلك لما نالحظ من فتأوي دينية من غير المتخصصين مع تطوير

المناهج الدراسية يف الدراسات الدينية بالمدارس ووضع مادة للثقافة اإلسالمية كمادة

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٨٢

.لجامعي عامة يف التعليم ا

إنشاء مراكز بحثية خاصة لمكافحة اإلرهاب وذلك للتعرف على أسباب ودوافع - ٢

.اإلرهاب ووضع طرق لمكافحته

إبرام االتفاقيات بين مختلف الدول وذلك بشأن تسليم المجرمين مرتكبي الجرائم - ٣

. اإلرهابية ، وكذلك للتبادل المعلومات عن الجرائم اإلرهابية

للجرائم اإلرهابية ، ووضع عقوبات مشددة وصارمة للقضاء وضع تشريعات وطنية - ٤

.على اإلرهاب

القضاء على البطالة ، ووضع برامج تثقفيه للشباب عن طريق وزراه الشباب للتوعية - ٥

للسعي على إيجاد أعمال لهم بعيدا عن الوظائف الحكومية التي تثقل أعباء الدولة ،

. وإرشادهم بكيفية إقامة مشروعات خاصة

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٨٣

المصادر والمراجع .القرآن الكريم :أوال

:المعاجم : ثاني�

..١٩٩، دار األمواج ، بيروت ، ٢، ط ١مجمع اللغة العربية ، المعجم الوسيط ، ج

.ابن منظور ، لسان العرب ، المجلد األول

:المراجع الشرعية :ثالثا

، بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع ، الجزء اإلمام عالء الدين أبى بكر مسعود الكاسانى

١٩٨٢، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ٢التاسع ، ط

شرح الشيخ محمد الخطيب الشربينى على متن منهاج الطالبين لإلمام أبى زكريا بن

شرف النووي ، مغنى المحتاج إلى معرفة معاين ألفاظ المنهاج ، الجزء الرابع ، دار الفكر

. ٣..٢ – ١٤٢٤بيروت ،

شمس الدين محمد بن أبى العباس احمد بن حمزة شهاب الدين الرملي المنويف

المصري األنصاري الشهير بالشافعي الصغير ،هناية المحتاج إلى شرح المنهاج ، مكتبة

. ٣، ج ١٩٨٣ -١٣٥٧ومطبعة مصطفى البابى الحلبي وأوالده بمصر ،

السيوطي وحاشية اإلمام السندى ، الجزء سنن النسائي بشرح الحافظ جالل الدين

، كتاب تحريم الدم ، باب التغليظ ، فيمن قاتل ١٩٩٤السابع ، دار البشائر اإلسالمية ، بيروت

تحت راية

٤سنن أبو دود ، كتاب السنة ، باب قتل الخوارج ، ، ج

.صحيح مسلم ، الجزء األول ، كتاب اإليمان

ابع ، الماوردى ، أدب الدنيا والدين ، الجزء الثاين ، مطبعة بدائع الصنائع ، الجزء الس

.دار الشعب ، القاهرة

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٨٤

، محمد .٣٣٤صحيح سنن ابن ماجه ، كتاب الزهد ، باب القناعة ، رقم الحديث

. ١٩٦٨ - ١٤.٧، المكتب اإلسالمي ، بيروت ، ١ناصر األلباين ، المجلد الثاين ، ط

تحقيق محمد فؤاد ٤١٤١ب القناعة ، رقم الحديث سنن ابن ماجة ، كتاب الزهد ، با

.دار الحديث ، القاهرة بون تاريخ ٢عبد الباقي ج

تحقيق د إحسان عباس ، المؤسسة العربية ١رسائل ابن حزم األندلسي ، ج

.للدراسات والنشر ، بيروت

اإلمام أبى حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي ، المستصفى من علم األصول ،

، مكتبة المثنى، دار إحياء الرتاث ١٣٢٤، المطبعة األميرية ببوالق ، القاهرة ، ١،ط ، ١ج

. العربي، بيروت

- :الكتب العامة والمتخصصة : رابع�

دراسة يف ضوء النظام القانوين للمنظمات الدولية ،األمم المتحدة،العناين، إبراهيم. د

, المطبعة الحديثة،المنظمات الدولية. ١٩٨٣وأهم المشكالت العملية التي تواجها

.القاهرة ،١٩٩٧

.١٩٩٥د أحمد ، هاللي عبد اهللا ، أصول التشريع الجنائي اإلسالمي ،

د الجميلى ، خالد رشيد ، أحكام البغاة والمحاربين يف الشريعة اإلسالمية والقانون ،

.١٩٧٩الجزء األول ، الجزء الثاين ، دار الحرية للطباعة ، بغداد

،لفهم ظاهرة اإلرهاب وسبل التصدي لها،نحو مدخل موضوعي،د الرشيدي ، أحمد

.٣..٢األردن ،مركز دراسات الشرق األوسط

الطبعة ،اإلرهاب الدولي يف ظل النظام العالمي الجديد،الشكرى ، علي يوسف . د

,القاهرة ،دار اينزاك للطباعة والنشر ،األولي

، اإلرهاب يف اإلقليم الربى وفق� لالتفاقيات د الشعيبى ، محمد بن محمد سعيد

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٨٥

الدولية والقانون اليمنى وأحكام الشريعة اإلسالمية ، مجلة بحوث جامعة تعز ، سلسلة

. ٣..٢اآلداب والعلوم اإلنسانية ، العدد الرابع ،

، منشأة المعارف ، الغنيمي الوسيط يف قانون األمم ، محمد طلعت ، الغنيمى.د

. ١٩٨٢ ، اإلسكندرية

د المغربي ، عبد الحكيم على ، المشاركة يف الحرابة وعقوبتها يف الشريعة اإلسالمية ،

.١٩٨٣، القاهرة ، ١دار الطباعة المحمدية ، ط

دار ،اإلرهاب الدولي تجريم� ومكافحة،بوادي، حسنين المحمدي/لواء دكتور

.٧..٢،اإلسكندرية،المطبوعات الجامعية

، اإلسالم بين الشرق والغرب ، مجلة النور الكويتية ، مؤسسة بيجوفيش ، على عزت

بافاريا ، بدون تاريخ

دار بن ،اإلرهاب وأحكامه يف الفقه اإلسالمي, د بن عبد اهللا ، عبد اهللا بن مطلق

.٢.١١،المملكة العربية السعودية،الجوري

.١٩٩٤،قانون المجتمع الدولي المعاصر, تونسي ، بن عامر. د

..١٩٦،القاهرة،دروس يف القانون الجنائي الدولي, محمود نجيب حسني ،. د

دار ،حلمي، نبيل أحمد ،اإلرهاب الدولي وفقا لقواعد القانون الدولي العام. د

.بدون تاريخ،القاهرة،النهضة العربية

وسائل مكافحته يف القانون الدولي ،جوانبه القانونية،اإلرهاب, حمودة ، منتصر سعيد.د

. ٦..٢،اإلسكندرية،دار الجامعة الجديدة،قه اإلسالميالعام والف

اإلرهاب الدولي يف ضوء أحكام القانون الدولي العام , رفعت ،أحمد محمد. د

.١٩٩٩دار النهضة العربية ,واالتفاقيات الدولية وقرارات األمم المتحدة

ر النهضة دا،حماية حقوق اإلنسان يف إطار األمم المتحدة, د زنايت ، عصام محمد أحمد

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٨٦

. العربية

٨..٢،دار النهضة العربية ،التنظيم الدولي

.٢..٢د زقزوق ، محمد حمدي ، هموم األمة اإلسالمية ، مكتبة األسرة

، ، مؤسسة الرسالة ٧سالمية ، ط د زيدان ، عبد الكريم ، المدخل لدراسة الشريعة اإل

بيروت١٩٨٢

دار الكتب ،القانون الدولياإلرهاب يف ضوء , زيدان ، مسعد عبد الرحمن. د

٧..٢،المحلة الكربى،القانونية

، ٨..٢دار النهضة العربية ،المواجهة القانونية لإلرهاب،سرور، أحمد فتحي. د

م١٩٨٩

،دار العلم للماليين،دراسة قانونية نافذة،اإلرهاب الدولي،محمد عزيز ،شكري.د

..١٩٩ ، لبنان ، بيروت

اإلرهاب الدولي مع دراسة لالتفاقيات الدولية , يمرعبد الهادي ، عبد العزيز مخ. د

١٩٨٦القاهرة ،دار النهضة العربية،والقرارات الصادرة عن المنظمات الدولية

دار النهضة ،الجريمة الدولية،عبيد ، حسنين إبراهيم صالح. د

دار النهضة ،تاريخه وتطبيقه ومشروعيته،القضاء الجنائي الدولي١٩٩٩،القاهرة،العربية

.١٩٧٧بية القاهرة العر

,كتابة الحرية ،اإلرهاب والعنف السياسي, عز الدين ، أحمد جالل. د

.١٩٦٧المنظمات الدولية ،غانم ، محمد حافظ. د

عودة ، عبد القادرة ، التشريع الجنائي اإلسالمي مقارن� بالقانون الوضعي ، الجزء

.، مكتبة دار العروبة ٢الثاين ، القسم الخاص ، ط

طفى الرافعي ، أحكام الجرائم يف اإلسالم ، الحدود والقصاص والتعزيز ، الدار د مص

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -لي اإلرهاب الدو

١١٨٧

.اإلفريقية العربية ، بدون تاريخ

اإلمام محمد أبو زهرة ، الجريمة والعقوبة يف الفقه اإلسالمي ، الجريمة ، بدون تاريخ

.١٩٨١محمد المبارك، نظام الحكم، الحكم والدولة، الطبعة الرابعة، دار الفكر

محمد بن حمد بن جزي الغرناطي المالكي ، قوانين األحكام الشرعية ومسائل

. ١٩٦٨الفروع الفقهية ، دار العلم للماليين ، بيروت ،

- :رسائل الدكتوراه : خامسا

مركز دراسات ،ظاهرة العنف السياسي يف النظم العربية, إبراهيم ، حسين توفيق. د

.١٩٩٦يناير،بيروت،١٧١الدكتورة سلسلة أطروحات ،الوحدة العربية

رسالة دكتوراه ،التعاون الدولي يف مكافحة جرائم اإلرهاب،بجبورج ،عمار تيسير. د

. ٢.١١جامعة القاهرة ،مقدمة إلي كلية الحقوق

د حسن ، عبد العزيز محمد محمد ، جريمة الحرابة وعقوبتها يف الشريعة اإلسالمية

.، رسالة دكتوراه ، كلية الحقوق ، جامعة القاهرة والقانون الجنائي ، دراسة مقارنة

الجوانب القانونية األساسية ،العدوان المسلح يف القانون الدولي،صالح ، ويصا. د

جامعة ،كلية الحقوق،رسالة دكتوراه،الستخدام القوة المسلحة يف العالقات الدولية

. ١٩٧٥،القاهرة

دار الفكر ،حة يف القانون الدولي العامالمقاومة الشعبية المسل،عامر، صالح الدين.د

.١٩٧٧العربي

مكافحة اإلرهاب وتعويض ضحايا الحوادث اإلرهابية يف ،قطب ، طارق محمد.د

. ٢.١٥دار النهضة العربية ،النطاق الدولي والمصري

:الدوريات والمجالت : سادسا

مجلة البحوث د أبو الوفا ، احمد ، الشريعة اإلسالمية وظاهرة اإلرهاب الدولي ،

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٨٨

.١٩٩١والدراسات العربية ، المنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم ، العدد التاسع عشر ،

بحث منشور يف الجملة الجنائية ،التكلفة االقتصادية لإلرهاب،د ابتسام، الجعفراوي

.٧..٢مارس ،العدد األول،المجلد الخمسون،القومية

مجلة ،اإلطار القانوين لمكافحة اإلرهاب،هللالمالكي ، عبد الحفيظ بن عبد ا. د

المجلد ،٤٥مركز البحوث والدراسات بكلية الملك فهد األمنية العدد ،البحوث األمنية

١٩،٢.١..

المجلة المصرية ،اآلثار القانونية لقرارات الجمعية العامة،العربي، نبيل عبد اهللا. د

.٣١،١٩٧٥المجلد ،للقانون الدولي

–حول تعريف اإلرهاب الدولي وتحديد مضمومة ،يز محمدسرحان ،عبد العز.د

.١٩٧٣ – ٢٩المجلد –المجلة المصرية للقانون الدولي

دراسات يف القانون ،مشروعية المقاومة الشعبية المسلحة،راتب ، عائشة. د

..١٩٧المجلة المصرية للقانون الدولي ،العدد الثالث ،،الدولي

مجلة القانون ، القانون الدولي الجنائيدراسات يف،عوض، محمد محي الدين. د

. ١٩٦٥،العدد األول،القاهرة،واالقتصاد

المجلة ،دراسات يف القانون الدولي،شرعية المقاومة المختلفة،فوده ، عز الدين. د

. ١٩٦٩العدد األول , المصرية للقانون الدول ي

لدراسات دمحمد ، البخدوي بحث نطق الطائرات منشور يف مجلة معهد البحوث وا

.العربية

: الوثائق :ثامنا

. ٦٨٣ – ٦٨٢ص،١٩٩٦،لبنان،بيروت،يوميات وثائق الوحدة العربية

وثائق المؤتمر العرب السابع لوزراء الداخلية العرب لمكافحة اإلرهاب المنعقد يف

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٨٩

م٤..٢/٧/٢إلي ٤..٦/٢/.٣تونس خالل الفرتة من

:المقاالت :تاسعا

صحيفة , ل بعنوان صراع التاريخ والجغرافيا بين العرب وإيرانمقا،الكتبى، سالم

العرب بتاريخ

،مركز دراسات الوحدة العربية٤٣..١العدد ،١٩/٩/٢.١٥

:المراجع األجنبية : عاشرا

- Kelsen (h) the principle of international law – new york . 1966

- KELSQN (H) princi pler OF INTEQNATIONA LAW،NEW YOrK 1952 . P . 7...

- Kelsen (H) international law studiee ce fecundity un der international washingytor

1957.

- Sottile A .leterrorisne international R.C.A.O Vol 65 1938

- aldana le terrorisne, revue international de droit penal 1936.

o David eric le terrorisme reue droit in relexionss vr definition et la lepression du terois

me editions de iuniversite de – bruxelles bmuxelle p. 25 .

- Wilkinsan p. three question terrorisme in coverment and oppositian val .8 na 3

londan 1973 p.292 .

- Kelsen (h) the principle of international law – new york . 1966

- KELSQN (H) princi pler OF INTEQNATIONA LAW،NEW YOrK 1952 . P . 7...

- GUILAUME (G) LA CoNVENTION DE LA HAoYE DU 16 DECEMGbr 197.

pOUr LA rlepession DE IACAPYUrE ILLICITE D AE MANFS rEVUEFfra DE nce

AErIE 4. EANNE 1986

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٩٠

فھرس الموضوعات ١١٠٦ .......................................................................... الملخص

١١٠٩ .............................................................................. مقدمة

١١١٠ .................................................................... :مشكلة البحث

١١١١ .......................................................... :أسباب اختيار الموضوع

١١١١ .................................................................. :أهداف الدراسة

١١١٢ ...................................................................... :خطة البحث

١١١٣ ........... الفصل األول ماهية اإلرهاب وتميزه يف القانون الدولي والفقه اإلسالمي

١١١٣ .................................................................... :تمهيد وتقسيم

١١١٤ ...... المبحث األول تعريف اإلرهاب الدولي يف القانون الدولي والفقه اإلسالمي

١١١٩ ...................... المطلب الثاين تعريف اإلرهاب الدولي يف االتفاقيات الدولية

١١٢٣ ................................ المطلب الثالث تعريف اإلرهاب يف الفقه اإلسالمي

١١٢٣ ........................... الفرع األول تعريف الحرابة يف الفقه اإلسالمي

١١٢٤ ....................................... لفرع الثاين تعريف الحرابة يف اللغةا

١١٢٥ ............................... الفرع الثالث تعريف الحرابة يف االصطالح

١١٢٨ ............................ الفرع الرابع جريمة الحرابة يف الكتاب والسنة

المبحث الثاين تميز اإلرهاب الدولي عن المقاومة الشعبية يف القانون الدولي والفقه

١١٣١ ............................................................................. اإلسالمي

مقارنةدراسة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٩١

ولي عن المقاومة الشعبية المسلحة يف القانون الدوليالمطلب األول تميز اإلرهاب الد

...................................................................................... ١١٣١

المطلب الثاين تميز اإلرهاب الدولي عن المقاومة الشعبية المسلحة يف الفقه اإلسالمي

...................................................................................... ١١٣٥

المبحث الثالث تميز اإلرهاب الدولي عن الدفاع الشرعي يف القانون الدولي والفقه

١١٣٦ ............................................................................. اإلسالمي

١١٣٦ ........ المطلب األول تميز اإلرهاب الدولي عن الدفاع الشرعي يف القانون الدولي

١١٤١ ........ المطلب الثاين تميز اإلرهاب الدولي عن الدفاع الشرعي يف الفقه اإلسالمي

١١٤٤ .......... الفصل الثاين أسباب اإلرهاب الدولي يف القانون الدولي والفقه اإلسالمي

١١٤٥ ................. المبحث األول دوافع وأسباب اإلرهاب الدولي يف القانون الدولي

١١٤٥ ................................................... المطلب األول الدوافع السياسية

١١٤٦ ................................................. المطلب الثاين الدوافع االقتصادية

١١٤٧ ..................................................... المطلب الثالث الدوافع الدينية

١١٤٧ .................................................. وافع اإلعالميةالمطلب الرابع الد

١١٤٨ ................................................ المطلب الخامس الدوافع التاريخية

١١٥٠ ............................................... المطلب السادس الدوافع الشخصية

١١٥١ .................................. المبحث الثاين دوافع اإلرهاب يف الفقه اإلسالمي

١١٥١ ..................................................... المطلب األول دافع اخذ المال

الثالثالجزء –لحادي والثالثون العدد ا

١١٩٢

١١٥٢ ..................................................... فع قتل النفسالمطلب الثاين دا

١١٥٢ ................................................. المطلب الثالث دافع إخافة الطريق

١١٥٣ ......... الفصل الثالث طرق مكافحة اإلرهاب يف القانون الدولي والفقه اإلسالمي

١١٥٣ ........................ المبحث األول دور المنظمات الدولية يف مكافحة اإلرهاب

١١٥٤ ........................ المطلب األول األمم المتحدة ودورها يف مكافحة اإلرهاب

١١٥٥ ...................... الفرع األول دور مجلس األمن يف مكافحة اإلرهاب

الفرع الثاين اإلجراءات المتخذة من قبل الجمعية العامة لألمم المتحدة بشأن

١١٥٨ ............................................................. مكافحة اإلرهاب

١١٦١ ................. الفرع الثالث الجهود الدولية لمكافحته تمويل اإلرهاب

١١٦٤ ................... المبحث الثاين المنظمات اإلقليمية ودورها يف مكافحة اإلرهاب

١١٦٤ .......................... المطلب األول دور االتحاد األوربي يف مكافحة اإلرهاب

١١٦٥ .................... المطلب الثاين دور منظمة الدول األمريكية يف مكافحة اإلرهاب

١١٦٦ .............................. المطلب الثالث موقف االتحاد األفريقي من اإلرهاب

١١٦٨ ................................ المطلب الرابع موقف الجامعة العربية من اإلرهاب

١١٧٠ ................... المطلب الخامس موقف مجلس التعاون الخليجي من اإلرهاب

١١٧٢ .............................. المبحث الثالث مكافحة اإلرهاب يف الفقه اإلسالمي

١١٧٢ ........................ المطلب األول تحقيق العدل واألنصاف بين كافة األجناس

١١٧٣ ........ المطلب الثاين تعميق االستنارة الدينية والتفكير العلمي يف نفوس المسلمين

دراسة مقارنة –أسبابه وطرق مكافحته في القانون الدولي والفقه اإلسالمي -اإلرهاب الدولي

١١٩٣

١١٧٤ .............. المطلب الثالث الدور اإلعالمي يف الدولة اإلسالمية يف منع اإلرهاب

١١٧٦ المطلب الرابع تطبيق الشريعة اإلسالمية يف الجرائم الواقعة داخل الدولة اإلسالمية

١١٧٧ ................................... المطلب الخامس قمع جرائم الحرابة يف اإلسالم

١١٧٨ ..................................................... المطلب السادس تحقيق األمن

١١٧٩ ....................................... الضروريات الخمس المطلب السابع حماية

١١٨١ .......................................................................... الخاتمــــة

١١٨١ ...................................................................... :النتائج: أوال

١١٨٢ ................................................................. :التوصيات : � ثاني

١١٨٤ ................................................................ المصادر والمراجع

١١٩١ ............................................................... فهرس الموضوعات