ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ...

19
اﻹرﻫﺎب: أﺳﺒﺎﺑﻪ وﻋﻼﺟﻪ429 اﻹرﻫﺎب: أﺳﺒﺎﺑﻪ وﻋﻼﺟﻪTerrorism: Its Reasons and Remedy د. ﻃﺎﻫﺮﳏﻤﻮد* ABSTRACT Terrorism is such a dangerous disease that has destroyed peace of many nations of the world. Terrorism, in all its forms, is condemnable. The author of this paper tried to encompass all the important factors and causes, which generate and consolidate terrorism in its different forms. This paper presents various causes of the phenomenon of terrorism, which include the material causes, the psychological causes, the behavioral causes, the political causes, the social causes, the economic causes and the ideological causes. The last segment of this dissertation discusses the remedies of the problem of terrorism. The necessary measures and suggestions have been suggested by the author to control the monster of terrorism. These includes to promote a moderate religious approach through education and preaching; to remove the misconception of the west against Islām; to refine our education and teaching methods by including relevant psychology and morality; our youth needs to use their energy in the social welfare activities to save them from becoming a victim of extremists and terrorists for having no purpose of life and for being idle; the Muslim rulers need to get close to their masses and remove alienation; a confident, unanimous condemnation from the responsible circles of the society should be promulgated; the youth must not rebel against their rulers and must not indulge in the matters of excommunication. Keywords: Terrorism; Extremism; Moderation; Education Excommunication; Rebellion * أﺳﺘﺎذ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻓﯽ ﻗﺴﻢ اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ردؤ ﲜﺎﻣﻌﺔ ا اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ ﻟﻠﻔﻨﻮن واﻟﻌﻠﻮمﺳﻼم واﻟﺘﮑﻨﺎﻟﻮﺟﻴﺎ آد

Upload: others

Post on 23-Jul-2020

14 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

429

أسبابه وعالجه:اإلرهابTerrorism: Its Reasons and Remedy

*طاهرحممود.د

ABSTRACT

Terrorism is such a dangerous disease that has destroyed

peace of many nations of the world. Terrorism, in all its forms, is

condemnable. The author of this paper tried to encompass all the

important factors and causes, which generate and consolidate

terrorism in its different forms. This paper presents various causes of

the phenomenon of terrorism, which include the material causes, the

psychological causes, the behavioral causes, the political causes, the

social causes, the economic causes and the ideological causes.

The last segment of this dissertation discusses the remedies

of the problem of terrorism. The necessary measures and

suggestions have been suggested by the author to control the

monster of terrorism. These includes to promote a moderate

religious approach through education and preaching; to remove the

misconception of the west against Islām; to refine our education and

teaching methods by including relevant psychology and morality;

our youth needs to use their energy in the social welfare activities to

save them from becoming a victim of extremists and terrorists for

having no purpose of life and for being idle; the Muslim rulers need

to get close to their masses and remove alienation; a confident,

unanimous condemnation from the responsible circles of the society

should be promulgated; the youth must not rebel against their rulers

and must not indulge in the matters of excommunication.

Keywords: Terrorism; Extremism; Moderation; Education

Excommunication; Rebellion

للفنون والعلوم الفيدراليةجبامعة اردو أستاذ مساعد فی قسم الدراسات االسالمية *

�دآوالتکنالوجيا �سالم

Page 2: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

430

األمني، وعلى الصادق رسوله على والسالم والصالة احلمد� رب العاملني،

:وبعد الدين، يوم إىل �حسان بعهمت ومن ، وصحبه ا آله

بعنوان:" اإلرهاب : أسبابه وعالجه " وتقتضي طبيعة البحث فهذاالبحث

:أن تكون عناصره وموضاعاته الرئيسية كالتايل

أوال : أمهية األمن والسالم يف اإلسالم

واملقصود به يف البحث . ،اإلرهاب لغة واصطالحا�نيا : تعريف

وتتكون مما يلي: ،�لثا : أسباب اإلرهاب

أسباب اإلرهاب السياسية واالجتماعية . -١

األسباب العلمية والفكرية . -٢

األسباب النفسية والرتبوية .-٣

قتصادية .األسباب اإل-٤

عالج اإلرهاب.: رابعا

يف اإلسالم :أوال : أمهية األمن والسالم

إن السالم واملؤمن امسان جليالن من أمساء هللا تعايل احلسىن، وما صدر

بدعوة دين األنبياء والرسل - تعاىل - يه األمن والسالم، فال يكون بعثه عنه إال وف

األمن نيب اإلسالم إال إلقامة األمن والسالم، وأكمل اإلسالم بيد حممد

والسالم، فأقام األمن والسالم بتبليغ اإلسالم إىل البشر كافة، وحصل األمن العاملي

:دينه، كما قال تعاىل مبعىن السالم اسم والسالم األخروي، كيف ال، واإلسالم

[L K J I HZ)١( :وقال[« ª © ¨ §Z )٢(

)٣(b a d cZ ] ورمحة للعاملني لقبه، كما قال تعاىل

اإلنساين بصفة يف حياة الفرد وا�تمعوشأن كبري مى لألمن أمهية عظو

ويف ا�تمع الباكستاين ،عامة، ويف حياة املسلم وا�تمع اإلسالمي بصفة خاصة

Page 3: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

431

فهو املرتكز واألساس لكل عوامل البناء والتنمية، وحتقيق ،علي وجه األخص

النهضة الشاملة يف مجيع ا�االت، وهلذا ذكره هللا تعاىل إىل جانب الغذاء، فقال

ل قدمه ب )٤(Z. / 0 1 2 3 4] :ممتن�ا على أهل مكة

2 3 4 5 6 7 8 9 ] :على الغذاء، فقال تعاىل

= < ; : G F E D C B A @ ? >

I HZ)٥(

ويـعد األمن مقصدا من مقاصد الشريعة، فقد حصر العلماء املقاصد

الضرورية يف حفظ الدين والنفس والنسل واملال والعقل، وصرح املاوردي �ن صالح

فوس، وتنتشر فيه الدنيا وانتظام أمرها بستة أشياء، منها: أمن عام تطمئن إليه الن

)٦(اهلمم، ويسكن فيه الربيء، و�نس به الضعيف

واالعتصام بعيقدة التوحيد واتباع الكتاب ،إن اإلميان �� سبحانه وتعاىل

وإعمار ،العمل الصاحل واختيار ،والتمسك بثوابت اإلسالم ومسلماته ،والسنة

عوامل مهمة جللب األمن ودرء املفسدة يف احلياة اإلنسانية ،القلوب بذكر هللا تعاىل

! " # $ % & ' ) ( * ] :قال هللا تعاىل

+Z)وقال يف موضع آخر)٧ ،: [ á àß Þ Ý Ü Û Ú

å ä ã âZ)٨(

وتتبني أمهية األمن يف دعاء خليل هللا أيب األنبياء ابراهيم عليه السالم

حيث دعا هللا سبحانه وتعاىل ملكه وأهلها وذريته كما حكى هللا سبحانه وتعاىل

Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É È Ç × ] عنه:

å äã â á à ß Þ Ý Ü Û Ú ÙØ æZ )٩(

)١٠( Z® ¯ ° ± ² ³] وقال تعاىل:

Page 4: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

432

، كثرية و متنوعة ومن ذلك ومظاهر األمن والسالم يف سرية املصطفي

)١١(: "املسلم من سلم املسلون من لسانه ويده ".قوله

إىل أمهية األمن �ن املسلم مىت ظفر به، فقد ظفر �لدنيا أشار النيب و

من أصبح منكم آمنا يف سربه، معاىف يف جسده، عنده قوت «: كلها، فقال

ا حيزت له الدنيا )١٢( »يومه، فكأمن

ومن األحداث والوقائع النبوية الدالة على أمهية األمن وضرورته قبل البعثة

وبعدها :

وقصة تنصيب احلجر األسود، وميثاق املدينة، و ،قصة حلف الفضول

وخطب حجة الوداع . ،ةوفتح مك ،وقعة صلح حديبية

لغة واصطالحا رهاب: تعريف اإل�نيا

تعريف اإلرهاب لغة و اصطالحا واملقصود به يف هذه الورقة

تعريف اإلرهاب لغة: .أ

كلمة "إرهاب " مصدر للفعل أرهب يرهب ومعناه: أخاف خييف إخافة

)١٣(µ ´ ³ ²Z ¶]وأفزع يفزع إفزاع ومن ذلك قوله تعاىل:

تعريف اإلرهاب اصطالحا: .ب

يف وضع التعريف آراؤهم أهل العلم وتنوعت بني قد كثر اخلالف

سبب باالصطالحي لكلمة "اإلرهاب" ويكاد أال يتفقوا على تعريف معني وذلك

بذكر تعريف نكتفياختالف وجهات نظرهم واختالف أسباب وعوامل اإلرهاب ف

كما يلي:جامع فهو

ي ميارسه أفراد أو مجاعات أو دول، بغيا على " اإلرهاب هو: العدوان الذ

اإلنسان، دينه ودمه وعقله وماله وعرضه.ويشمل صنوف التخويف واألذى

Page 5: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

433

والتهديد والقتل بغري حق، وما يتصل بصور احلرابة وإخافة السبيل وقطع

الطريق. و كل فعل من أفعال العنف أو التهديد، يقع تنفيذا ملشروع إجرامي فردي

ي، ويهدف إىل إلقاء الرعب بني الناس، أو ترويعهم �يذائهم أو تعريض أو مجاع

حيا�م أو حريتهم أو أمنهم أو أحواهلم للخطر. ومن صنوفه إحلاق الضرر �لبيئة أو

�حد املرافق واألمالك العامة أو اخلاصة، أو تعريض أحد املوارد الوطنية، أو الطبيعية

األرض اليت �ى هللا سبحانه وتعاىل للخطر. فكل هذا من صور الفساد يف

.)١٤( Ö Õ Ô Ó ÒÑ Ð Ï Î ÍZ ×] املسلمني عنها:

املقصود �إلرهاب:.ج

�ي نوع و �ي و املقصود �إلرهاب هنا الفساد يف األرض �ي لون

من قتل، وتفجري، وتدمري، وإفزاع، و عنف، وطغيان، وعدوان، كان، شكل

على حقوق اآلخرين ذهنيا، ونفسيا، واقتصاد�، اعتداءو ،ب، وسلب�وغصب، و

ليا، ودوليا.حموسياسيا و

ومن هذا املنطلق ال بد من تفريق بني اإلرهاب الشرعي املطلوب املتمثل

يف اجلهاد اإلسالمي وإرهاب أعداء الدين وامللة �عداد القوة وهو رمحة لإلنسانية

مة قيف األرض وهو ن ىالفوضوبني اإلرهاب املذموم املتمثل يف نشر الفساد و

للبشرية.

¨ © ª » ¬ ® ¯ ° ± ]قال هللا تعاىل:

À ¿¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ²

Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â ÁZ )١٥(.

S R Q P O N M L K ] وقال عزوجل:

` _ ^ ] \ [ Z Y X W V U T

n m l k j ih g f e d cb aZ)١٦( .

Page 6: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

434

،فهذه النصوص القرآنية الصرحية حد فاصل بني املفهومني لإلرهاب

إرهاب ممدوح و مطلوب و إرهاب مذموم و مرفوض.

: ا يليوتتكون مم ،دراسة أسباب اإلرهاب: �لثا

أسباب اإلرهاب السياسية واالجتماعية . -١

األسباب العلمية والفكرية . -٢

األسباب النفسية والرتبوية .-٣

األسباب االقتصادية .-٤

أسباب اإلرهاب السياسية واالجتماعية -١

وأمرهم �قامة ،لقد خلق هللا تعاىل العباد لعبادته: عدم احلكم مبا أنزل هللا) ۱

ومن مقتضيات العبادة ولزوم الشرع : خضوع العباد � تعاىل و ،دينه وإتباع شرعه

وهذه احلقيقة �بتة بنصوص الكتاب والسنة ليس املقام لسردها.،التسليم حبكمه

الب يف معظم بالد العامل غوحتكيم شرع هللا تعاىل قد غاب يف ال

،إال من رحم هللا ويف عالقا�م مع الناس وعلى صعيد األفراد أنفسهم ،اإلسالمي

حيث ظهرت خمالفة شرع هللا �لتهاون �ركان الدين واالستخفاب �لسنة

ستهزاء �هلها و إظهار املنكرات والتمايل إىل أهلها. اإلو

سبب الضالل والعمى ته البعد عن شريععدم احلكم مبا أنزل هللا و إن

Å ] كثري من بلدان اإلسالم، فا� تعاىل يقول:والشقاء الذي نعاين منه اآلن يف

Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É È Ç ÆZ)واملعيشة )١٧

الضنك هي الضيق وهي الشقاء.

إذن فالبعد عن تطبيق القواعد املتوافقة مع الشريعة اإلسالمية يف شئون

احلياة كلها سبب للشقاء، ومن أنواع الشقاء اإلرهاب والعنف والتطرف.

Page 7: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

435

ومن سوآت البعد عن شريعة هللا تعاىل وعدم حتكيمها: االعتماد على

ول ا�ردة الفاسدة، مصادر مغايرة ملصادر الشريعة اإلسالمية يف التحاكم إليها كالعق

واملناطق والفلسفات الكالمية العقيمة اليت نزع ما فيها من خري.

إن الدارس ملوضوع اإلرهاب جيد أن احلكم بغري ما أنزل هللا هو السبب

ويستغله سفهاء األحالم إلقامة عمليات ،الرئيسي و العامل الكبري إلجياد اإلرهاب

اإلرهاب مع اإلسالم بريئ منها .

: فإن كثريا من البلدان العربية واإلسالمية مل تكتف ) اإلحباط السياسي٢

بتهميش اجلماعات اإلسالمية وعدم االكرتاث هلا، بل وقفت يف وجهها، وتصدت

ألر��ا، وحصرت نشاطها، ومجدت عطاءها، حىت يف بعض البلدان اليت تدعي

.... الدميقراطية وحرية الرأي

إن إمهال الرعية أو التقصري يف أمورهم وما يصلحهم: إن إمهال أمورالرعية: )٣

على مجيع من يلي أمرا من أمور املسلمني أن يقوم مبا أمره هللا به �داء األمانة،

وحفظ الد�نة، والنصح لألمة، والصدق مع الرعية، وتلمس حاجات الناس،

م، وتسهيل أمورهم وحتقيق احلياة الكرمية هلم، واالستفادة من طاقا�م، وشغل أوقا�

املادية واملعيشية، وأمورهم املعنوية واإلنسانية، وإشاعة التعليم، وتشجيع املعرفة،

وصيانة العقول، واحلفاظ على األفكار.. وهكذا من القيام بكل ما من شأنه أن

حيفظ األجسام واألفهام، والقلوب والعقول، واألخالق واألرزاق، ومىت ما أمهل

رعا�هم، أو قصروا مع شعو�م، أو تشاغلوا عن حمكوميهم، فذلك أر�ب املسؤولية

كلكم راع وكلكم مسئول عن «مفتاح الضياع، وطريق املهالك، ومتنفس الضالل..

. )١٨(»رعيته

املظامل اليت ترتكب من قبل ارتكاب املظامل وفقدان العدالة االجتماعية: )٤

من شأ�م أن يعدلوا بني الناس فهذا يوجد روحا من السخط تستسنح الفرصة

Page 8: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

436

ا للتعبري عن الرأي الذي حكر أو سجن أو عوقب صاحبه وضيق عليه، حيث مل

عدل العمران (عمر بن اخلطاب وعمر بن عبد العزيز رضي هللا عنهما) أمنا فناما،

فقال أرسل إىل �س من املهاجرين فيهم علي مر بن اخلطاب وملا طعن ع

عن مأل منكم هذا؟ فقال علي معاذ هللا أن يكون هذا عن مأل منا ولو استطعنا أن

وملا جاء أهل الكوفة وقد رفضوا واليهم: )١٩(نزيد من أعمار� يف عمرك لفعلنا)

جتماعية سية واملالية واإلوهكذا، فسلب احلقوق السيا )٢٠((أبدهلم عمر فورا بغريه)

زاعمني -اليت هي نتيجة املظامل يوجد احتجاجا لدى الرأي العام فما خرج الثوار

. )٢١(إال لزعمهم أن هناك مظامل ثال�!! على عثمان بن عفان -كذ�

التحز�ت السرية اليت نتجت عن قراءات خاصة وجود التحز�ت السرية: ) ٥

ومفاهيم خاطئة اليعرفها أهل العلم. يقول عمر بن عبد العزيز رمحه هللا: (إذا رأيت

. )٢٢(قوما يتناجون يف شيء من الدين دون العامة فاعلم أ�م على �سيس ضاللة)

"خرج وهذه التحز�ت والتجمعات يصدق عليها قول احلسن البصري رمحه هللا:

علينا يوما خيطبنا فقطعوا عليه كالمه فرتاموا �لبطحاء حىت عثمان بن عفان

جعلت ما أبصر أدمي السماء قال: ومسعنا صو� من بعض حجر أزواج النيب

فقيل هذا صوت أم املؤمنني عائشة رضي هللا عنها قال مسعتها وهي تقول: "أال إن

M L K J I ]وتلت: )٢٣( نبيكم قد برئ ممن فرق دينه واحتزب"

\ [ Z Y X W V U T SR Q P O NZ)٢٤(

االستعمار والسيطرة االستعمارية وانتهاك : تئصالسواإل ستعماراإل جو )٦

حقوق الناس وأخذ أمواهلم �لباطل واحتالل األراضي وانتهاك احلرمات والقتل

على النزوح وترك أراضيهم وأوطا�م هذا يولد والتدمري واالغتصاب وإجبار الناس

اإلرهاب والعنف والتطرف.

Page 9: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

437

نعمتان مغبون فيهما كثري من الناس، الصحة، « يقول النيب )٢٥(الفراغ )٧

فها�ن نعمتان كثريا ما يغنب فيها اإلنسان، فإن الفراغ مفسدة للمرء )٢٦( »والفراغ

وداء مهلك ومتلف للدين ونفسك إن مل تشغلها شغلتك، فإن مل تشغل النفس مبا

ينفع شغلتك هي مبا ال ينفع، والفراغ النفسي والعقلي أرض خصبة لقبول كل فكر

ولد جذورا يصعب قلعها إال هدام وغلو وتطرف، فتتغلل األفكار وتغزو القلوب فت

�النشغال �لعمل الصاحل والعلم النافع.

رء أي مفســدهـللم مفسـدة اب واجلـدهـراغ والشبـالف إن

األسباب العلمية والفكرية : -٢ اجلهل بقواعد االستدالل :) ١

ستدالل سبب وفقد املنهجية يف اإل اجلهل بقواعد اإلسالم وآدابه وسلوكه

إن من عالمات الساعة أن يتحدث الرويضبة يف شأن يف الفكر، و لالحنراف

العامة والقضا� املصريية ومن ال هم له إال شهواته، أو من محل �فكار غريبة يتوىل

تربية الشباب فتستغل عواطفهم بتحميلهم أفكارا تؤدي لتحمسهم بال ضابط وال

ا األمور ودرسوا معامل اإلصالح رادع وال رجوع ألهل العلم الصاحلني الذين خربو

جيدا،وال جند تعليال لذلك إال اجلهل، فاجلهل داء عظيم وشر مستطري تنبعث منه

كن عاملا أو متعلما أو جمالسا « كل فتنة عمياء وشر وبالء، قال أبو الدرداء

.»والتكن الرابعة فتهلك. وهي اجلهل

، )٢٧(»أال سألوا إذا مل يعلموا فإمنا دواء العي السؤال«ومنه حديث:

.)٢٨( »من يرد هللا به خريا يفقهه يف الدين«وحديث:

: اجلهل مبقاصد الشريعة) ٢

مقاصد يرمي إليها الشارع احلكيم تدل أحكام الشرع املطهر على أن هناك

فكذلك ال يشرع أمرا عبثا . ،فكما أنه ال خيلق عبثا ،سبحانه

Page 10: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

438

واألحكام الشرعية ليست مقصودة لذا�ا وإمنا قصد �ا أمور أخرى هي

معانيها واملصاحل اليت شرعت الجلها وهذه املصاحل شاملة للدنيا واآلخرة كما أ�ا

رمحه -يقول اإلمام الشاطيب ،ومجيع أنواع املكلقني ،يفشاملة جلميع أنواع التكال

،(إذا ثبت أن الشارع قد قصد �لتشريع إقامة املصاحل األخروية والدنيوية –هللا

وسواء يف ،ال حبسب الكل وال حبسب اجلزء ،وذلك على وجه ال خيتل هلا به نظام

فال بد أن يكون ذلك ما كان من قبيل الضرو�ت أو احلاجيات أو التحسينات ...

وضعها عى ذلك الوجه أبد� و كليا و عاما ويف مجيع أنواع التكاليف واملكلفني و

مجنع األحوال ....

ذلك أن الشارع قصد من ،ولذلك فإن املكلف حمتاج للعلم �ملقاصد

ألن الشريعة ،املكلف أن يكون مقصده يف العمل موافقا لقصد الشارع يف التشريع

وال ،باد واملطلوب من الكلف أن جيري على ذلك يف أفعالهوضعت ملصاحل الع

خيالف مقاصد الشارع الذي خلق العباد لعبادته، وكل من ابتغى يف تكاليف

وكل من �قضهافعمله يف املناقضة ،الشريعة غري ما شرعت له فقد �قض الشريعة

إذا خولفت ف ،�طل ...فإن املشروعات امنا وضعت لتحصيل املصاحل ودرء املفاسد

مل يكن يف تلك األفعال اليت خولف �ا جلب مصلحة وال درء مفسدة . بل هذه

املخالفة فيها إهدار ملا اعتربه الشارع واعتبار ملا أهدر فإن املكلف إن قصد غري ما

ألن ،وذلك إمنا يكون يف الغالب بتوهم أن املصلحة فيما قصد –قصده الشارع

،فقد جعل ماقصد الشرع مهمل االعتبار -كقاحا العاقل ال يقصد وجه املفسدة

)٢٩( وما أمهل الشارع مقصودا معتربا وذلك مضادة للشريعة ظاهرة)

اجلهل مبقاصد الشريعة، والتخرص على معانيها �لظن من غري تثبت، إن

أو األخذ فيها �لنظر األول، وال يكون ذلك من راسخ يف العلم؛ أال ترى إىل

اخلوارج كيف خرجوا عن الدين كما خيرج السهم من الصيد املرمي؟ ألن رسول هللا

أ�م ال يتفقهون به يعين )٣٠(»يقرءون القرآن ال جياوز تراقيهم«وصفهم ��م

Page 11: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

439

حىت يصل إىل قلو�م، ألن الفهم راجع إىل القلب، فإذا مل يصل إىل القلب مل حيصل

.فيه فهم على حال

الغلو يف الفكر:-٣

وهو جماوزة احلد، وهذا الغلو أو ما قد يصطلح عليه بـ (التطرف) خطري

جدا يف أي جمال من ا�االت، واإلسالم قد حذر منه حىت ولو كان بلباس الدين

. فمن يتصف )٣٢(»املتنطعونهلك « ويقول )٣١(»إ�كم والغلو« يقول النيب

�ذا الغلو وجياوز احلد يف فهم النصوص فيعمل ويعتقد يف العموميات ويرتك

النصوص التفصيلية األخرى، وهذا شعار اخلوارج: العمل �لنصوص العامة وإمهال

�قي النصوص وعدم استقصاء األدلة وأحواهلا.

الواجب الدعوي: التقصري يف أداء) ٤

)٣٣(العلم يف القيام بواجب النصح واإلرشاد والتوجيه: تقصري بعض أهل

أهل العلم هم املكلفون بذلك ببيان احلق للناس وهدايتهم إليه وتلك مسئولية .

كربى تقع على أهل العلم والفقه واملعرفة، فإن هللا جل وعال محلهم مسئولية عظمى

، والنهي عن املنكر، من هداية البشرية، ونشر العلم، وبذل النصح، واألمر �ملعروف

وإبالغ احلق، وتعليم اجلاهل، وتنبيه الغافل، فمىت ما أمهل العلماء هذه املسئولية

العظمى فإن البلدان خترب، والقلوب تظلم، والنفوس تتيه، واألفكار تزيغ، والباطل

يصول، والضالل جيول.

! " # $ % & ' )( * + , - ]يقول تعاىل:

. 0 /Z)٣٤(

عدم الرجوع إىل العلماء الراسخني املخلصني :) ٥

سبب من اعتماد الشباب بعضهم على بعض دون الرجوع إىل العلماء

"ال يزال )٣٥(بن مسعودعبدهللا يقول ويف ذلك ،أسباب التعنت و التطرف

Page 12: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

440

الناس خبري ما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن أمنائهم وعلمائهم فإذا أخذوه عن

صغارهم وشرارهم هلكوا". قال ابن قتيبة يف تفسري ذلك: "ال يزال الناس خبري ما

كان علماؤهم املشايخ ومل يكن علماؤهم األحداث ألن الشيخ قد زالت عنه حدة

يف أموره فال تدخل عليه يف علمه الشباب ومتعته وعجلته واستصحب التجربة

الشبه وال يستميله اهلوى وال يستزله الشيطان، واحلدث قد تدخل عليه هذه األمور

اليت أمنت على الشيخ".

إن من أشراط الساعة أن «قال: كما روى أميمة اجلمحي عن النيب

. )٣٦(»يلتمس العلم عند األصاغر

كتب ضيع األحكام ومن كان شيخه قال الشافعي: (من تفقه يف بطون الو

. )٣٧(كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه)

فكل من خالف منهج اإلسالم يف مجع األمة وتوحيدها و�ليفها، ففي

دعوته احنراف، ويف سعيه اعتساف. وما ابتليت األمة ببلية كانت عليها طامة مثل

) ٣٨( ª © ¨ ² ±Z »¬ ® ¯ ° ]بلية التفـــرق والتحزب:

ومن املؤسف حقا أن من هؤالء الذين يثريون اجلدل يف هذه املسائل

اجلزئية وينفخون يف مجرها �ستمرار، أ�سا يعرف عنهم الكثريون ممن حوهلم،

التفريط يف واجبات أساسية مثل: بر الوالدين، أو حتري احلالل، أو أداء العمل

ألوالد، أو حق اجلوار، ولكنهم غضوا �تقان، أو رعاية حق الزوجة، أو حق ا

الطرف عن هذا كله، وسبحوا بل غرقوا يف دوامة اجلدل الذي أصبح هلم هواية

ولذة، وانتهى �م إىل اللدد يف اخلصومة واملماراة املذمومة. وهذا النوع من اجلدل

ضل قوم بعد هدي كانوا عليه إال أوتوا ما«هو الذي أشار إليه احلديث:

. )٣٩(»اجلدل

Page 13: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

441

األسباب النفسية والرتبوية :-٣

حيث ال يكون الشخص مؤهال فيبحث عما يؤهله :حب الظهور والشهرة -١

. )٤٠(ر ولو �لتخريب والقتل والتدمري�طال فيشع

قد يكون سبب العنف والتطرف فشل من يتصف به يف التعليم الذي يعد -٢

صمام األمان يف الضبط االجتماعي وحماربة اجلنوح الفكري واألخالقي لدى الفرد،

والفشل يف احلياة يكون لدى اإلنسان شعورا �لنقص وعدم تقبل ا�تمع له. وقد

من خالل مواقع أخرى فإن مل يكون هذا اإلحساس دافعا لإلنسان إلثبات وجوده

يتمكن دفعه ذلك إىل التطرف ألنه وسيلة سهلة إلثبات الذات حىت لو أدى به

ذلك إىل ارتكاب جرائم إرهابية.

وهلذا فإننا كثريا ما جند أن أغلب امللتحقني �حلركات اإلرهابية من

ممن لديهم الفاشلني دراسيا، أو من أصحاب املهن املتدنية يف ا�تمع وغريهم

. )٤١(الشعور �لدونية ويسعون إلثبات ذا�م، أو أشخاص هلم طموح شخصي

قلة القدوة الناصحة املخلصة اليت تعود على األمم بغرض النفع وإرضاء � -٣

تبارك وتعاىل وحبا يف دينهم وأوطا�م وغياب القدوة يؤدي للتخبط وعدم وجود

عوامل التفكك واالحنطاط والتخلف. املرجعية الصاحلة واألسوة احلسنة من

غياب الرتبية احلسنة واملوجهة اليت توجه األفراد لألخالق القيمة احلسنة. -٤

نقص أو انعدام الرتبية احلقيقية اإلميانية القائمة على مرتكزات ودعائم قوية -٥

من نصوص الوحي، واستبصار املصلحة العامة ودرء املفاسد الطارئة، وقلة إدراك

زمان وسنن احلياة يف واقع الناس!عرب التاريخ ودروس ال

األسباب االقتصادية:ومن أمهها -٤

البطالة: انتشار البطالة يف ا�تمع داء وبيل، وأميا جمتمع تكثر فيه البطالة

ويزيد فيه العاطلون، وتنضب فيه فرص العمل، فإن ذلك يفتح أبوا� من اخلطر على

Page 14: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

442

اإلرهاب واجلرمية واملخدرات واالعتداء والسرقة، وما إىل مصارعها، من امتهان

ذلك. فعدم أخذ احلقوق كاملة وعدم توفري فرصة العمل هذا يولد سخطا عاما

يشمل كل من بيده األمر قـرب أو بعد، فإن الناس حيركهم اجلوع والفقر والعوز

�خذ الناس على ويسكتهم املال لذلك قال عمر بن عبد العزيز ملا أمره ولده أن

احلق وال يبايل قال (عين أين أ�لفهم فأعطيهم وإن محلتهم على الدين مجلة تركوه

فالبطالة من أقوى العوامل املسامهة يف نبتة اإلرهاب حيث ضيق العيش ) ٤٢( مجلة)

وصعوبته وغالء املعيشة وعدم حتسن دخل الفرد أحد العوامل اليت تؤثر يف إنشاء

ألمة فألن تتسلط أمة على أمة فتغزوها و�كل خريا�ا فذلك يولد روح التذمر يف ا

. )٤٣(حالة من السخط جتاه من فعل ومن مسح �ذا

: عالج اإلرهاب رابعا

o عتدال والوسطية يف اإلسالمنهج اإلمب التمسك:

اإلسالم دين وسط بني الغلو واجلفا عقيدة ومنهاجا وبني اإلفراط والتفريط

ضرر وال ضرار فيه ينصر املظلوم بتأييده ويعني الظامل مبنعه من فكرا وسلوكا ال

الظلم، وتعاليمه منسجمة مع الفطرة اإلنسانية السليمة ومالئمة مع العقل البشري

الصحيح، ونصوصه ال تعارض اجلبلة املستقيمة وأحكامه ال ختالف األمزجة

كان اإلسالم هكذا الصافية، دين الصلح والتفاهم والتعايش �ألمن والسالم إذا

ينبغي أن يوضح منهج اإلسالم املعتدل على املستوين: فكيف يتهم �إلرهاب؟

اإلنساين واإلسالمي.

o :إزالة الشبه اليت يثريها الغرب حول اإلسالم

لعبت مراكز الفكر الغريب املتمثل يف االستشراق دورا كبريا يف إ�رة الشبه

املتنوعة حول اإلسالم واملسلمني منها أن املتمسك بدينه وامللتزم بشريعته صاحب

عنف و إرهاب ال حيرتم اآلخر فينبغي لدارسي العلوم اإلسالمية السمحة أن يعرفوا

ائق بدليل مقنع. هذه الشبهة وأمثاهلا ويكشفوا عن احلق

Page 15: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

443

o التسلح بوسائل التعليم وأساليب التأثري احلديثة:

متسكا مببادئ التعليم وأساليب الرتبية ينبغي ألهل الرتبية واإلصالح بصفة

عامة وأساتذة الدراسات اإلسالمية بصفة خاصة أن يتسلحوا بوسائل التعليم

) Moral(واألخالق )Psychologyاجلديدة وطرق التأثري احلديثة كعلم النفس(

وحنومها ليؤثروا على النفوس الفائضة يف إقناعها للمنهج املعتدل وإزالة ظاهرة

.التطرف والعنف من حيا�م

o :تشغيل الشباب مبصاحل األمة

عندما جيد الشاب امللتزم �لدين الشباب املنحرفني مشتغلني �مور اللهو

نفسه أنشطة مناسبة لدينه و واللعب اليت تستهلك أوقا�م وطاقا�م وال جيد ل

أخالقه، قد يتضايق نفسيا وفكر� ويشعر جبو منغلق عليه ال تظهر فيه مواهبه

وعواطفه، فيتوجه ألي دعوة عنف وتطرف تستعمله وتدعوه لكسر القيد والتحرر

من التضايق النفسي، فتأيت احلاجة لفتح ا�االت الدينية، والرتبوية، واخلريية،

تنوعة املناسبة ألخالق اإلسالم المتصاص طاقات الشباب امللتزم كعقد والرتفيهية امل

املسابقات اخلطابية، واملسابقات يف حفظ القرآن الكرمي، وحفظ نصوص السنة

،واملسابقات الر�ضية يف األلعاب الشعبية وحنوها. وإقامة اجلمعيات اخلريية احمللية

اعدة اليتامى، واملساكني، أصحاب اخلري ملس ،حتت إشراف العلماء املخلصني

واألرامل، واملستضعفني يف ا�تمع، وتقدمي خدمات اإلسعاف للمرضى. وبذلك

يقضى على ما يقال:"إن الفراغ �يت �لفساد".

o :إسداء النصح حلكام املسلمني

من أسباب سوء التفاهم بني الراعي والرعية وبني احلكام والعلماء �لذات

يف كثري من البالد اإلسالمية، عدم وجود العالقة فيما بينهم، فهذا البعد يؤدي إىل

إساءة ظن بعضهم ببعض، فهناك حاجة ماسة إلجياد العالقة بني احلكام وأهل

العلم املخلصني وال تكون هذه العالقة إال إلسداء النصح واإلخالص هلم وتوجيههم

Page 16: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

444

هم موقف اإلسالم من اإلرهاب ويذكر ملا فيه خري هلم ولشعو�م ويوضح أمام

استشعار بعظم مسؤوليا�م حول تطبيق الشريعة اإلسالمية، وإبراز املواقف اإلميانية

العادلة يف الدفاع عن أعراض املسلمني املستضعفني ومقدسا�م وأنه ال عز إال

ة "الدين النصيح �إلسالم وال كرامة إال �لتوحيد وذلك امتثاال لقول املصطفى

� ولكتابه ولرسوله وألئمة املسلمني وعامتهم" وال :؟ قال قيل ملن � رسول هللا

يستهدف من وراء هذه العالقات احلصول على األغراض الدنيوية الدنيئة.

o إرسال خطاب إىل منظمات احلقوق اإلنسانية:

يرسل خطاب موقع من مشاركي هذا امللتقى وأمثاله إىل منظمات حقوق

ية العاملية، يتضمن بيان موقف اإلسالم من اإلرهاب ويطالب فيه من رافعي اإلنسان

علم احلقوق اإلنسانية االستشعار �يفاء عهودهم إل�اء اإلرهاب العاملي وإقالع

أسبابه، ويصرح فيه أنه ال يتم القضاء على اإلرهاب، وال حيصل األمن والسالم إال

إجياد املفهوم الصحيح للعدالة الجتماعية بعد إزالة الطغيان والعدوان، وال بد من

جلميع الشعوب واألمم وبذلك يكتمل الشعار العاملي اجلديد" التبديل" تبديل الظلم

| { ~ � ¡ ¢ ] �لعدل، وتغري النهب �لعطاء وصدق هللا عزوجل القائل:

¦ ¥ ¤ £Z)٤٤(.

o املسلمني أو من اإلنكار على مظاهر اإلرهاب الصادرة من قبل سفهاء

:غريهم

حني بعد حني تشاهد مظاهر التطرف والعنف واإلرهاب يف بعض الدول

كاإلكراه على إعفاء اللحية وقص والدين برئ منه اإلسالمية �سم التمسك �لدين

الشوارب، ولبس الطاقية، ورفع السراويل فوق الكعبني، وإغالق املدارس لتعليم

البنات واهلجوم على احملالت التجارية اليت فيها آالت اللهو والطرب، وإقامة احملاكم

ضد احملاكم الرمسية، وإرتكاب األعمال الشنيعة من قتل و تفجري و تدمري، ففي

Page 17: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

445

ل هذه األحوال جيب على حاملي لواء العلم والرتبية اإلنكار على أعمال مث

السفهاء الذين قد يستعملون من حيث ال يعلمون من العدو الداخلي أو اخلارجي،

والسكوت على مثل هذه األعمال القبيحة يتخذ سلما للطعن يف اإلسالم. وكذلك

درة يف البلدان غري جيب الشجب واإلدانة على حوادث العنف واإلرهاب الصا

اإلسالمية من قبل غري املسلمني لتظهر براءة اإلسالم منها.

o دورأقسام الدراسات اإلسالمية الكائنة يف اجلامعات احلكومية

ومما يلتفت إليه ويركزعليه أن دورأقسام الدراسات اإلسالمية الكائنة يف

وإصالحهم اجلامعات احلكومية شيئ ممهم جدا يف تربية الطالب املسلمني

وعلى أساتذ�ا أن يغتنموا هذه الفرصة السعيدة ألداء ،وتوجيههم إىل اخلري واإلرشاد

واجبهم الديين جتاه األمة ويستشعروا بعظم مسؤوليتهم جتاه الشباب الذين يقضون

ويعتربوا أقسام الدراسات اإلسالمية ،أنفس أوقا�م يف صحبتهم وحتت إشرافهم

ني يف الدعوة الرتبية . كمساجد يف أحياء املسلم

o : التحذير من فتنة التكفري واخلروج

وعلماء ،ينبغي للشباب أن يدركوا أن التكفري واخلروج يؤدي إىل مفاسد كثرية

اإلسالم رمحهم هللا قد حذروا من الوقوع يف هذه الفتنة .

روج قال ابن أيب العز احلنفي:"وأما لزوم طاعتهم و إن جاروا فألنه يرتتب على اخل

بل يف الصرب على جورهم ،عن طاعتهم من املفاسد اضعاف ما حيصل من جورهم

.)٤٥(ومضاعفة األجور" ،تكفريالسيئات

Page 18: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

446

اهلوامش واإلحاالت

١٩سورة آل عمران : )١

٧٨سورةاحلج: )٢

١٠٧سورةاألنبياء: )٣

٤سورةقريش: )٤

١١٢سورةالنحل: )٥

٠٧أثر تعليم القرآن يف حفظ األمن للدكتور عبدالقادر اخلطيب : ص )٦

٨٢سورةاألنعام: )٧

٢٨سورةالرعد: )٨

١٢٦سورةالبقرة: )٩

١٢٥سورةالبقرة: )١٠

.٦٨أخرجه البخاري : برقم : )١١

هحسنو ) وقال ٢٣٤٦) والرتمذي يف "السنن" (٣٠٠رواه البخاري يف "األدب املفرد" (رقم/ )١٢

.٢٣١٨الشيخ األلباين رمحه هللا "السلسلة الصحيحة" (رقم/

٦٠سورة األنفال: )١٣

انظـر موقـف اإلســالم مـن اإلرهــاب و جهـود اململكـة العربيــة السـعودية يف معاجلتــه للـدكتور عبــدا )١٤

٧٧, واالية من سورة القصص ٣٩-�٣٨ بن عبدا حملسن الرتكي:ص:

٦٠سورةاألنفال )١٥

٣٣-٣٢سورةاملائدة: )١٦

١٢٤سورة طه: ) ١٧

) .١٨٢٩)، مسلم برقم (٨٥٣أخرجه البخاري برقم ( ) ١٨

هـ ١٤٠٣. ط.ن املكتب اإلسالمي بريوت. ٥١/ ٦مصنف عبد الرزاق، ) ١٩

جممع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي، ٣٥٧/ ١٠رواه أمحد ورجاله، رجال الصحيح. ) ٢٠

هـ. ١٤٠٧، دار الر�ن �لقاهرة وبريوت، ٣/٣٦٦

كتب العلمية ط. دار ال ٣٨٦/ ١املسند املستخرج على صحيح مسلم أليب نعيم األصفهاين، ) ٢١

هـ. حتقيق: حممد حسن الشافعي. ١٤١٧بريوت،

. ١/١٨٧رواه الاللكائي يف السنة: )٢٢

Page 19: ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ:بﺎﻫرﻹا · ﻪﺟﻼﻋو ﻪﺑﺎﺒﺳأ :بﺎﻫرﻹا 431 ﻖﻴﻘﲢو ،ﺔﻴﻤﻨﺘﻟاو ءﺎﻨﺒﻟا ﻞﻣاﻮﻋ ﻞﻜﻟ

اإلرهاب: أسبابه وعالجه

447

.١/٩٩ذكره الشاطيب يف االعتصام: ) ٢٣

. ١٥٩سورة األنعام آية: ) ٢٤

) .ط: العبيكان. ٣٣حصاد اإلرهاب د. �صر بن مسفر الزهراين،ص:( ) ٢٥

) .٢٣٠٤برقم ()، والرتمذي ٦٠٤٩أخرجه البخاري برقم:( )٢٦

). ٣٣٦أخرجه أبو داود برقم :( ) ٢٧

) . ١٠٣٧)، ومسلم برقم: (٧١أخرجه البخاري برقم ( )٢٨

)، ولالستزادة يراجع مشكلة الغلو يف الدين يف ٢/٣٣٣،٣٣٤،٣٨٥املوافقات للشاطيب: ( )٢٩

). ١١٨-١/١١٦احلاضر لعبدالرمحن اللوحيق : (

) . ١٠٦٤رقم: ()، مسلم ب٣٤١٤أخرجه البخاري برقم: ( )٣٠

). ١/٢١٥)، وأمحد برقم: (٣٠٢٩أخرجه ابن ماجه برقم: ( )٣١

) . ٢٦٧٠أخرجه مسلم برقم: ( )٣٢

١٧انظر أسباب اإلرهاب والعنف والتطرف للدكتور صاحل بن غامن السدالن ص: ) ٣٣

. ٤٣سورة النحل: ) ٣٤

انظر املصدر الالحق . ) ٣٥

عن طريق ٣٦١/ ٢٢) وفيه ابن هليق ورواه يف الكبري ٨١٤٠برقم ( ١١٦/ ٨املعجم األوسط ) ٣٦

ابن املبارك عن عبد هللا بن عقبة بلفظ "إن من أشراط الساعة ثالثة أحدها أن يلتمس العلم

). ١٠٢رقم ( ٨٥/ ١عند األصاغر. ورواه الاللكائي يف اعتقاد أهل السنة

٢/١٨٧البن عبد الرب: جامع بيان العلم وفضله ) ٣٧

. ٥٣سورة املؤمنون: ) ٣٨

). ٤٨)، وابن ماجه برقم: (٣٢٥٣أخرجه الرتمذي برقم: ( ) ٣٩

العبيكان. -)٣٥حصاد اإلرهاب، د �صر بن مسفر الزهراين: ( ) ٤٠

. ٣٥وجهة نظر يف مفهوم اإلرهاب واملوقف منه يف اإلسالم د عبد الرمحن املطرودي، ص ) ٤١

. ٤٠٠/ ٥رواه ابن سعد يف الطبقات ) ٤٢

٢١ - ١٥انظر أسباب اإلرهاب والعنف والتطرف للدكتور صاحل بن غامن السدالن ص )٤٣

١١سورة الرعد : )٤٤

)٢/٥٤٣: ( الطحاوية العقيدة شرح ) ٤٥

********************