أنماط العيش الاجتماعية وتحولاتها الحضارية في الفكر...

25
مي س ي الفكرلحضارية ف اتها ثحو جتماغية و ط الػيش أنماشس ظ ػثذ اىحف د. ػيPage 1 جتماغية ط الػيش أنمالحضارية اتها ثحو وي الفكر ف مي س قراءة( ) خلدون مقدمة ابني غبد الحفيظ مرس د. غلي مي س س الفكر مدر مية س سات بية والدراغة الػرل قسم ال جامػة أسيوط- الجديد فرع الوادي[email protected]

Upload: aun

Post on 24-Jan-2023

1 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 1 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

في الفكر وثحوالتها الحضارية أنماط الػيش الاجتماغية

إلاسالمي

مقدمة ابن خلدون( يف)قراءة

د. غلي غبد الحفيظ مرس ي مدرس الفكر إلاسالمي

قسم اللغة الػربية والدراسات إلاسالمية

فرع الوادي الجديد -جامػة أسيوط

[email protected]

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 2 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

الدراسةلص مستخ

مدخل:

،حالة السلوك الحضاري لجماعة ما جودة تفكرها وما تإمن بهتعكس ن سائر اإلبداعات العلمة والفنة الت بدعها البشر وعشون وال شك أ

من خاللها لست سوى مإشرات على نمطهم الحات وحالتهم وإلى الحضارة، وبالجملة ه إشارة إلى الكفة الت فكرون بها،

التقسم السلوك قراءة تظهر أهمة وهنا ف الحاة، فلسفتهمذلك هو المسئول األساس عن والحضاري ألنواع البشر باعتبار أن

إسهاماتهم ف بناء جدار الحضارة اإلنسانة.

العربة الت حدثت بها ثورات شعبة ف نابلدانف عالجه ولعل ما نة تحولالعام ) على الرغم من ،مضطربة ةحضار م( من عمل

ستوجب السإال عن سبب نا،المظهر الحضاري الذي ظهرت به ثوراتالمجتمع ف فهم عملة التحول وهذه الحالة من االضطراب الثقاف

ة الحضاري . معالجته؟تقهمه ووأصول هذا االضطراب، وكف الدراسة: موضوع

ف ر العرب فكتالوعله فقد توجهت الدراسة لمحاولة استجالء وفهم كما تراها شخصة محورة ف فهم مسؤلة التحول الحضاري وكفتها

ابن العرب المسلم عبد الرحمن العالمة شخصةكحركة المجتمعات .خلدون

أهمة الدراسة:

ألسس المجتمعات العربةوفهم أسالب تفكر فهم لتعد الدراسة محاولة

ة التحول الحضاري من خالل دراسة فكر واحد من وضوابط عملأبرز المساهمن المسلمن ف إنشاء علم االجتماع اإلنسان، وه محاولة لتوكد إنشاء علم اجتماع دن معنى بدراسة فلسفة وإشكاالت

. التحول االجتماع العرب، وضبط حركته

تتبع الدراسة المنهج الوصف التحلل. منهج الدراسة:

:للدراسة الكلمات المفتاحة ابن خلدون، اإلسالم الحضارة،، ةواالصراع الحضاري، البد

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 3 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

الدراسة

العش االجتماع: ( 1)

-هـ = 88-2تؤسس أصل فكرة االجتماع عند ابن خلدون )م( على فكرة التعاون من أجل تحصل المعاش

(1)ذلك نوبا" :

ركبه على صورة ال صح حاتها وبقاإها أن هللا سبحانه خلق اإلنسان وب فه من القدرة على ك إال بالغذاء وهداه إلى التماسه بفطرته وبما ر

تحصله إال أن قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تحصل حاجته من ... جنسهفال بد من اجتماع القدر الكثرة من أبناء ...ذلك الغذاء

(). وهذه الفكرة متطابقة مع المقدمة األولى ألفالطون ف كتاب الساسة

م( 98-هـ = 9-الذي لخصه العالمة ابن رشد )السابق البن خلدون بنحو القرنن

(3).

والوجود على الحاة ففكرة التعاون فكرة أصلة لتحقق الحفاظ إذن

فالواحد من البشر ال تقاوم قدرته قدرة "ضمان األمن ل وكذلكاإلنسان واحد من الحوانات العجم سما المفترسة فهو عاجز عن مدافعتها وحده بالجملة وال تف قدرته أضا باستعمال اآلالت المعدة لها فال بد

لإلنسان ف ذلك كله من التعاون وما لم كن هذا التعاون فال حصل ا ركبه هللا تعالى عله من الحاجة إلى قوت وال غذاءا وال تتم حاته لم

الغذاء ف حاته وال حصل له أضا دفاع عن نفسه لفقدان السالح()

.

االجتماع: العشتنوع أنماط ( 2)

عتبر ابن خلدون من أوائل من أشاروا إلى أن نمط الكسب هو المحدد . قال ابن خلدون: "اعلم أن اختالف السلوك االجتماع لإلنسانلنمط

إنما هو باختالف نحلتهم ف )االجتماعة( األجال ف أحوالهم فمنهم من ستعمل الفلح من الغراسة والزراعة ومنهم من المعاش...

...الخن الغنم والبقرنتحل القام على الحوان م()

.

نمط الكسب والحاة االقتصادة ابن خلدون درك خطورة فإن وعله نمط الحاة الذي هو إشارة على ما عتمل بقلب وعقل وأثره ف تشكل

اإلنسان من أفكار ومواقف تنته إلى سلوكات حاتة وساسة ودنة(6).

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 4 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

(البدو والحضرأنماط العش بحسب التفكر الخلدون: )( 3)

ابن خلدون إلى بدو نقسم البشر ف سلوكهم االجتماع عند

ومتحضرن(2)

.

األنواع البشرة الت تقم وتكتسب عشها ف مناطق والبدو عنده هم ، الضواح وف الجبال وف الحلل المنتجعة ف القفار وأطراف الرمال

وهم ."المنتحلون للمعاش الطبع من الفلح والقام على اإلنعاموهم

والمالبس والمساكن وسائر على الضروري من األقوات مقتصرون

..."ذلك من حاجى أو كمالفوق األحوال والعوائد مقصرون عما(8)

.

"قد ذكرنا أن البدو هم المقتصرون على وف موضع آخر قول:

العاجزون عما فوقه"، الضروري ف أحوالهم(9)

.

ضرورة اكتساب العشوهإالء القائمون على الفلح والحوان تدعوهم

البدو... وكان حنئذ اجتماعهم وتعاونهم ف حاجاتهم ومعاشهم إلىوعمرانهم من القوت والدفء إنما هو بالمقدار الذي حفظ الحاة

وحصل ب لغة العش من غر مزد عله()

.

باألمصار والقرى ذلك النوع البشري الذي قم أما المتحضرون فهم:الذهنة الخلدونة باإلقامة ف وأماكن أقامتهم مرتبطة ف .والمدن

."بجدرانها والتحصنلالعتصام بها المناطق المتحصنة باألسوار "

توفر له ترف هو نوعكما تصور ابن خلدون أن ذلك النوع البشري ستظهر بن المدن وأن ناجم عن وفرة اقتصادة دعته ألن ستقر وأن

هإالء المنتحلن للمعاش ثم إذا اتسعت أحوالقال: مظاهر الحضارة. السكون وحصل لهم ما فوق الحاجة من الغنى و الرفه دعاهم ذلك إلى

والدعة وتعاونوا ف الزائد على الضرورة واستكثروا من األقوات والمالبس والتؤنق فها وتوسعة البوت واختطاط المدن واألمصار

لقصور فتخذون ا ...واالنتهاء ف الصنائع إلى غاتها... للتحضروالمنازل وجرون فها الماه وعالون ف صرحها وبالغون ف

ملبوس أو تنجدها وختلفون ف استجادة ما تخذونه لمعاشهم منوهؤالء هم الحضر، ومعناه الحاضرون أهل قال: ... فراش أو آنة

.األمصار والبلدان

وف إشارة ألهمة عناصر الكسب وتعددها ما بن الحالتن البدوة والمتحضرة شر ابن خلدون إلى انتحال المتحضرن لمهن الصناعة

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 5 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

والتجارة وه المسئولة ف تقدره عن حصول الرفاه االقتصادي ومن هإالء من المإدي إلى رفاه العش االجتماع ألهل المدن: "

أنمى ومنهم من نتحل التجارة وتكون مكاسبهمنتحل معاشه الصنائع ".وأرفه من أهل البدو ألن أحوالهم زائدة على الضروري

العرب بن البداوة والحضارة:( 4)

تقسم أنماط العش االجتماع إلى نمطن: "متحضر" و"بدوي" معنى قبل ابن خلدون، لكنه متعلق ف هذه واضح ف الذهنة العربة عموما

بحالة السكون والحركة بحسب الحالة الطبعة الذهنة على األغلبكالمناخ والكأل، فشر مصطلح البداوة إلى حالة الخروج إلى البادة ف مقابل حالة الحضور واإلقامة حول الماء، لذلك جاء ف اللسان أن "الحاضرة" هم "القوم الذن حضرون الماه ونزلون علها ف حمراء

ظ )ف الصف( فإذا برد الزمان )الشتاء( ظعنوا )رحلوا( عن أعداد القالماه وبدوا )توجهوا ناحة البدو( طلبا للقرب من الكإل )المراع(

وهو معنى مثبت عند واحد فالقوم حنئذ بادة بعدما كانوا حاضرة".هـ = 2-)ابن منظور السابق البن خلدون بنحو "القرن"مثل قول ف "لسان العرب": البدو والبادة والبداوة: م( -

الناس من الحضر إلى المراع ف وإذا خرج خالف الحضر

الصحاري قل قد بدوا()

معنى تضح فه التقسم باالعتبار ذا الوه. "

المحل الداخل ألراض العرب. لكن إدراكا آخر بدو أنه روعت فه شر إلى البداوة والحضارة ال -أو اإلقلمة على األقل -الحالة العالمة

باالعتبار العرب )المقمن والرحل( وإنما باالعتبار اإلنسان العام اعة لسائر البشر إلى أهل حضارات وإلى غرهم. فقسم األنماط االجتم

قال ابن منظور: "وقد جوز أن عنى به البداوة الت ه خالف الحضارة:، قال: وأنشد األصمع:

فمن تكن الحضارة أعجبته فؤي رجال بادة ترانا ()

بالمعنن ف وعهم كال من ابن خلدون وغره حتفظونوبدو أن تبعا المعنى العرب الداخل المتعلق بحالت السكون والحركة :معا

الكأل. والمعنى العام الذي قسم البشر بالجملة إلى أهل لمواطن الماء و دول وحضارات وإلى جماعات بدوة ال تعش حاة الدولة.

قبائل إلى وابن خلدون قسم أنماط البدو أنفسهم إلى أهل فالحة، و

فالبدو ف التقسم الخلدون لسوا هم سكان الصحاري والبادة ،رعالمتنقلون وراء المراع فقط بل بعضهم كانات مستقرة ف الرف

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 6 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

"كان المقام ، وهإالء لمدن أو الدول أو الممالك الكبرىالمجاور لتلك ا: سكان المدر والقرى والجبال وهم عامة موه ،به بهم أولى من الظعن

واألعاجم" البربر()

. والفرق بنهم وبن القسم المتحضر أنهم لم تحولوا إلى حالة "الدولة" وعله فهم محكومون ألهل الدول الكبرى

الت عشون على تخومها.

ستعمل الفلح من الغراسة "... فمنهم من فالبدو قسمان: قسم مستقر ومنهم من "... : وقسم غلب عله طابع الترحال والتنقل" والزراعة

وهم من كان معاشه نتحل القام على الحوان من الغنم والبقر... الخمن أجل فهم ظعن ف األغلب "... مثل الغنم والبقرالماشة رع ف التقلب ولذلك كان عدم االستقرار واد المسارح والماه لحواناتهم ارت

بربر والترك وهإالء مثل ال قال: ...وبماشتهم ف األرض أصلح بهم...وإخوانهم من التركمان والصقالبة

()" .

وقد قسم ابن خلدون الظاعنن ف القفر إلى أقسام بحسب نوعة عشهم

أضا: فهم: المراع الطبة القفر حتى ال فتقدوا "ال بعدون ف قسم:

()."

قفر أو الصحاري ألن "معاشهم ف رعمضطرون للبعد ف ال وقسم:اإلبل، فهم أكثر ظغنا وأبعد ف القفر مجاال ألن مراع التلول )أماكن القسم األول( ال تستغن بها اإلبل ف قوام حاتها عن مراع الشجر

بالبادة... فاضطروا إلى إبعاد النجعة()

".

ن أقسام البدو غر المستقرن من ولهذا السبب كان هذا القسم األخر مقال: "ونزلون من أهل الحواضر منزلة الوحش غر قسوة أشد الناس

المقدور عله والمفترس من الحوان العجم". ثم حدد ابن خلدون وف معناهم ظعون البربر قال: " "أعضاء هذا القسم بؤنهم "هم العرب

وزناتة بالمغرب واألكراد والتركمان والترك بالمشرق(2)

"

وأشد بداوة ألنهم مختصون بالقام ثم قول: "إال أن العرب أبعد نجعة على اإلبل فقط وهإالء )عن بقة األقوام الت ذكرها( قومون على

اإلبل وقومون معها على غرها من الشاه والبقر(8)"

.

:بدو والمتحضرنبن ال العالقات قوانن( 5)

:قانون الحاجة االقتصادة ( أبعد أن وضع ابن خلدون أنواع األنماط االجتماعة، بن قانون العالقات بنها، وواضح تماما ف بان ابن خلدون للعالقة بن النمطن أنه ستبعد تماما القسم البدوي القائم ف نمط عشه على عدم االستقرار

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 7 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

وعلى الرع، سواء منه النوع القرب من الرف لرعه البقر وما هو الضارب ف أعماق عد النجعةالبالنوع أو ،من الماشة ا حكمهف

.لرعه لإلبل البادة؛

وهو ركز هنا على اعن: البدو )وف بانه للعالقة بن النمطن االجتموه أعلى وأقرب المجاورة لمناطق الحضر، صورتهم الرفة

سمه هو الممالك أو ما أو درجات البدو إلى الحاضرة( وبن المدن بن ابن خلدون عدة أمور: ،الحواضر

عن عمران ناقص: بن ابن خلدون: "أن عمران البادة أوال

الحواضر واألمصار(9)

عوز، ." وناقص هنا معناها محتاج أو م أو أقل استقاللة ف االعتماد على نفسه. وهو علل النقصان هنا بكون األمور أو األدوات الضرورة للعش البدوي متوفرة ف مناطق العمران الحضاري ولست متوفرة ف المناطق الت

قطنها البدو.

وابن خلدون شر إلى علة هذا النقص، مبنا أن ذلك النقص ة ناجم عن قصور ف نوعة االجتماع نفسه، وأن أفضل

على التجمعات البدوة ناجمة من أصل المجتمعات المتحضرة فكرة التعاون.

فالتعاون الحضري أتم وأنجع منه ف الحالة البدوة من حث

االختصاصات الحرفة لتعدد أنماطتوزع وتنوع النجاح ف وحدة نمط ف مقابل الحرف ف مناطق العمران الحضري

الت تقتصر على أمور ف المناطق البدوة أو الرفة الكسبالفالحة أو الرع بحسب التقسم الخلدون السابق ألنماط

الكسب.

الفصل األول من وال بعد هنا االستئناس بما ذكره ف صدر على الواحد من البشر عدم قدرة حث ذكر لمقدمة اكتاب ف هذه تف قدرته إلنسان ال ا حث واحد من الحوانات مقاومة

ذلكباستعمال اآلالت المعدة لالمدافعة إال ()

. واإلشارة آلالت ال خفى فها اإلشارة إلى مسؤلة التصنع وأن الدفاع أو األسلحة

وال شك أن اإلشارة إلى فقدانها ف .التعاون أصل لوجودهاحالة االجتماع البدوي دلل على نقص هذا االجتماع عن الحالة اآلمنة، وهو موضوع تجب اإلشارة إله ف حالتنا الوم ف

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 8 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

ف حركتنا نحو حث عن التوطن الصناع والتكنولوجالب .التحول الحضاري

ومن المهم هنا أن نشر إلى أن الحالة الصناعة معدودة ف اعتبار ابن خلدون خصصة رئسة من خصائص الجنس البشري تمز بها عن غره من الحوانات، بل ه أول هذه

ونقول لما كان اإلنسان متمزا الخصائص. قول ابن خلدون: العلوم : "سائر الحوانات بخواص اختص بها فمنها عن

سائر عن اإلنسان والصنائع الت ه نتجة الفكر الذي تمز به ..."المخلوقاتوالحوانات

(). وال شك أن اإلشارة للحالة العقلة ف هذا الباب تشر إلى تفرقة مهمة ف ذهن ابن خلدون بن البدو غر أصحاب الصنائع والمتحضرن الذن ختصون

بها!

ة والتحضرة بن البدو والحضر هذه التفرقة وف تفسر العقل: ما مفاده أن ابن خلدون قول بالتؤسس على موضوع الصنائع

والسبب ؛إنما تكمل بكمال العمران الحضري وكثرتهالصنائع أن الناس ما لم ستوف العمران الحضري، وتتمدن ف ذلك

.. وعلى مقدار المدنة، إنما همهم ف الضروري من المعاش.مران البلد تكون جودة الصنائعع

().

بن األنماط البشرة للتفرقة العقلة والذهنة أصول هذه اإلشارة

بتعدد وتنوع الصنائع وما تعنه من تعدد وتنوع أنماط وبعضها سمة المدنة أكثر كون أن ذلك التعاون والتكامل بن البشر، و

ف تلخصه لكتاب الساسة ابن رشد فما ذكره منه سمة البدو، المدنة رسخ للحالة الصناعة من باب العلوم حث ألفالطون

ة )الت ه مجمل العلوم والصنائع المدنة والكماالت العقلوأن ذلك كله مرتبط بضرورة التعاون بن الناجمة عنها(

ال و أصحاب العلوم والصناعات أو أصحاب الكماالت المختلفةالت كون بطبعة الحال أظهر وأبرز ف المدن أن ذلكشك

، وإن كان تدرج ف ه محل العلوم والصنائع منه ف البدوخطورته وعظمته من إنسان آلخر، ومن نشاط علم وصناع

آلخر()

.

وبجملة اإلشارة للحالة الصناعة شر ابن خلدون لفقدان البدو آلالت الزراعة جملة وه ضرورة لتحصل العش، وعله

مناطق فالبد للمناطق البدوة أو الرفة من التعول على

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 9 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

–: "وإنما توجد لدهم (، قالذات الصفة الصناعة)الحضر أمور -أنماط الكسبمن عن لدى البدو أو الرفن خصوصا

الفلح )أي: كل ما تعلق بالزراعة(، )قال:( وموادها )أي ( معدومة ومعظمها )أي معظم هذه لها األدوات المطلوبة

األدوات(: الصنائع )أي أن هذه األدوات ف أغلبها عبارة عن صناعات تحتاج لصانعن( فال توجد لدهم )أي لدى البدو(

ة د وأمثال ذلك مما قم لهم من نجار وخاط وحدابالكلضرورات معاشهم ف الفلح وغره()

. وإذن فنقص البدو عن المناطق المتحضرة إنما هو ف نقص فنون الصناعة وندرة

.وتعدد أنماط الكسب وجود الصناع والفنانن

وال شك هنا أن المفكرن المسلمن دركون أن التعاون هو تقربا سمة المدنة ال سمة البداوة، مع أن كل اجتماع هو محل للتعاون لكن إدراك هذا األمر ف تقدم االجتماع المدن على اجتماع البدو هو بال شك من أفضل فضائل الفكر اإلسالم

وكانت من أكبر إبداعات النبوي،عصر الالت ترسخت منذ الفكر الساس لعصر الرسالة األولى.

روت كتب الحدث عن النب )صلى هللا عله وسلم( اعتباره فقد

للتعرب أو الرجوع عن حاة المدنة إلى حاة البدو نوعا من أنواع الردة عن الدن، وكبرة من الكبائر العظمى الت نكرها

)صلى هللا عله إدراك المإسس األول اإلسالم، وال شك أن وسلم( كان من الذكاء والفطنة بحث درك خطورة حاة البادة

روى على فكرة الدولة ومشروعها االجتماع الجدد، فقد ب ف الفتنة عن سلمة بن البخاري ف الصحح ف عر باب الته دخل على الحج ا ابن األكوع ارتددت على األكوع أن اج فقال

ه وسلم أذن صلى هللا عل ول هللا بت قال ال ولكن رس ك تعر عقبل ف البدو ()

قال الحافظ ف الفتح: قوله: "باب التعرب ف الفتنة": أي السكنى مع األعراب بفتح األلف، وهو أن نتقل

فرجع بعد "البدو"ا فسكن إلهالمهاجر من البلد الت هاجر "أعرابا"هجرته

()، الحدث: اجتنبوا وف صحح الجامع .

"التعرب بعد الهجرة" وعد منها:: الكبائر السبع(2)

.

ول هللا ، وف الموطؤ ع رس ا با عن جابر بن عبد هللا؛ أن أعراب وعك صلى هللا عله وسلم على اإلسالم. فؤصاب األعرابول ا رس ول هللا صلى هللا عله وسلم فقال: بالمدنة. فؤتى رس

ول هللا صلى هللا عله وسلم. ث م جاءه هللا أقلن عت.فؤبى رس ب

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 10 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

عت. فؤبى. عت. فؤبى. ث م جاءه فقال: أقلن ب فقال: أقلن بول هللا صلى هللا عله وسلم: . فقال رس ما »فخرج األعراب إن

نصع طب هاالمدنة كالك «ر تنف خبثها. و(8)

.

لم عرض عله قال اإلمام الطاهر بن عاشور: فنرى أن النبما هو أولى من إقالة بعته بؤن ؤذنه بالخروج من المدنة إلى البادة حول المدنة أو إلى وطنه، وظهر أن ذلك كان ف

الذن كانوا حول المدنة، وإال الزمن الذي لم سلم فه األعراب ألذن له ف الخروج إلهم كما أذن بعد ذلك لغره(9)

والمعنى . كان ستشعر تمام الخطر ف )صلى هللا عله وسلم( أن النب

انفالت الناس عن الطبعة الت دعاهم إلها وه طبعة العش سالم منذ المدن أو طبعة عش الدولة إلى الحالة األولى قبل اإل

بدء بتؤسس الدولة الولدة.أول لحظة لوطء قدمه المدنة وال قم ابن خلدون مقارنة اقتصادة بن حاجة النمطن و

هما أحوج إلى اآلخر؟ االقتصادن إلى بعضهما البعض وأفقول فما خص أهل البدو )الرف(: إال أن حاجتهم إلى

األمصار إلهم ف الحاج األمصار ف الضروري وحاجة أهل والكمال()

فهم محتاجون إلى األمصار بطبعة وجودهم ()

وهو هنا ال صف منتجات الرف بما فها الزراعة باألمر ف أقصى درجاته، وهو مذهب الضروري للمدن بل هو حاج

كما أنه ظاهر ف بان متقدم جدا ف تصور المدنة وقدراتها.األكبر للمدنة دون البدو هو ف االمتاز أهمة التعاون وأن

تحققها ألعلى درجة ممكنة من التعاون، لذلك جاء تفسر ابن رشد للضروري من األشاء ف مختصره لكتاب الساسة

بحث ال هو ما توقف عله قوام وجود اإلنسان، ألفالطون بؤنه اون قدر إنسان واحد على أن قوم بما لزمه منه، وقتض تع

غره فه معه()

.

:ة سطرة الحضرال ( ب

األكثر أهمة وخطورة ف مقارنة النمطن االجتماعن عند ابن خلدون

هو ضابط العالقات الساسة

بن الفرقن، وهو راه على النحو التال:

:رى ابن خلدون أن "البدو" محتاجون إلى أهل "المناطق أوالالمتحضرة" وتصرفون ف مصالحهم ونزلون على طاعتهم

متى دعاهم األخرون إلى ذلك وطالبوهم به()

. قال: "فإن كان

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 11 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

ف المصر )المناطق المتحضرة( ملك )أي: دولة قوة( كان وإن لم كن خضوع البدو وطاعتهم لغلب )لحكم/ قهر( "الملك".

ف المصر "ملك" فال بد فه من رئاسة ونوع استبداد()

قوم المتاخمة للدولة. البدوة بإخضاع هذه األقوام

قال: وذلك الرئس جبر الرفن على طاعته والسع ف مصالحه إما طوعا بطرق العالقات االقتصادة وتوفر

الرفون ف كسب المصنوعات الت تصنعها المدنة لستخدمهاعشهم، وإما كرها بما توقع الرفون لمخالفة الدولة المجاورة لهم من فساد عمرانهم )حاتهم( إذا هم خالفوا أمر ذلك الملك أو

تلك الدولة()

.

فن مفارقة نواح أو تخوم تلك المدنة قال: وربما ال سع الرألن كل الجهات أو الدولة إلى جهات أخرى )تخوم دولة أخرى(

معمور بالبدو اآلخرن الذن غلبوا أو سبقوا إلى تلك التخوم والمناطق األخرى ومنعوها من غرهم. فال جد هإالء ملجؤ إال طاعة المصر )المدنة أو الدولة الت هم موجودون على

تخومها( فهم بالضرورة مغلوبون )خاضعون( ألهلها()

.

)نظرة األصل البدوي للحضارة( :التحول الحضاري البدوي( 6)

إن أخطر األفكار الت حملتها مقدمة ابن خلدون ه تلك الفكرة الت

" وه فكرة نظرة األصل البدوي للحضارةمكن أن نطلق علها "واضح تماما أن الدافع للتنظر لها هو ما كانت تتعرض له القومة

افسة شددة من شعوب العربة داخل اإلمبراطورة اإلسالمة من منوجملة الشعوب غر العربة بمن فهم تلك الشعوب الحضارات القدمة

المحسوبة على األنواع البشرة البدوة مثل البربر والترك، فقد واجه العرب داخل اإلمبراطورة اإلسالمة نزاعا قاسا جدا على الصعدن

ارات القدمة بما الثقاف والساس، األول كان مصدره شعوب الحضوعلمة نقمت من خاللها على العرب أن ورثته من قم وبناءات فلسفة

مثل تلك المنافسة الحضارة الت تكون لهم السادة على اإلمبراطورةواجه العرب حرب نفوذ ساس وإداري ما كمثلها الشعب الفارس.

مثل من الشعوب الت كان لها ذات الطابع البدوي ف التوحش والقسوة انتهى إلى نزع السلطة داخل اإلمبراطورة الترك والبربر، األمر الذي

اإلسالمة من د العرب ووضعها بد هذه الشعوب.

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 12 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

ف حاة ابن خلدون فترة التحول الكبرة ت فترة حاةوقد شهدهـ( بعد سقوط بغداد ) فقد ولد الرجلاإلمبراطورة اإلسالمة

وهو ما إرخ به لبداة العصور اإلسالمة الوسطةبنحو القرن (2)

وكان العرب قد أوشك وجودهم ف األندلس على الزوال، كما أن

ها تحت سادة الشعوب اإلمبراطورة اإلسالمة كانت قد وقعت بجملتوهو مشهد اجتماع كرر ابن خلدون وصفه كثرا ف العربةغر

المقدمة.

ولعل هذا المشهد الساس واالجتماع لحال اإلمبراطورة اإلسالمة وتفسخ ف تحوالتها الكبرى خصوصا بعد مرحلة سقوط بغداد

اإلمبراطورة فعال وتنظرا إلى مناطق قومة وشعوبة هو المسطر األصل البدوي رت لهذه الفكرة )حن نظ ذهنة ابن خلدون األكبر على

ن إ: "قولتبنتجة المقدمة فصول أحدختم (؛ فابن خلدون للحضارة"جل العرب طبع ال بد منه ف العمران

(8)المتكرر ختام هذا الو.

، وجود مجموعة بشرة ماطبعة الرغم من منطقته الشددة ف على إال وقد استخدمه ف إثبات طبعة وجود أنواع البدو والحضر جمعا،

ال مكن ف ،الجنسلوال وجود هذا أنه -قصدا –إفرادها بالذكر وهم أن ؟!أن تتمالوجودة فضال عن الحضارة لهذه العملة

ة العقلة هو ةمعتمد ابن خلدون ف هذا الفرض أن العملة : فرض

الحضارة للجنس البشري ه عملة تتابعة تبدأ من أسفل التطورة إلى أعلى من البساطة إلى التعقد من اإلبعاد ف حاة البداوة وتنته

قد ذكرنا أن البدو هم المقتصرون على ، قول ابن خلدون: بالحضارةالضروري ف أحوالهم العاجزون عما فوقه وأن الحضر المعتنون

شك أن وال" . قال:ف أحوالهم وعوائدهمبحاجات الترف والكمال ألن الضروري و .سابق علهالضروري أقدم من الحاج والكمال و

رع ناشىء عنه فالبدو أصل المدن والحضر، وسابق الكمال فأصل وفخشونة البداوة قبل رقة الحضارة ...علهما

(9)وحث إن الجنس ،

العرب هو أكثر األجناس بداوة وأشدها توحشا ()

بحسب تقسم ابن ة الحلقات خلدون فهو الحلقة األولى للوجود اإلنسان، ومنه تطورت بق

البدوة وصوال للحالة الحضارة".

التارخة األزمة هذا الهاجس حول األسبقة العربة وهذا الشعور بفهناك تركز كبر ؛ف األدبات العربة بجملتها والحضارة متكرر

على أسبقة العرب ولغتهم ووجودهم ف كثر من مقدمات األدبات العربة()

.

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 13 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

:بالسطرة على مناطق الترفأو التحول الحضاري بالترف( 7)

قاعدة الترف الحضاري أو الترف المإدي للحضارة ه قاعدة

باعتبارها الوفرة االقتصادةعالج فها ابن خلدون موضوع اقتصادة ، وكون ذلك عن لتحول الحضاريحصول ال ا رئس اموضوع ا شرط

عن نمط العمل الذي نتهجه لناجم" اةروفامتالك عنصر "الطرق ف منطقة ما. اإلنسان

تحول اللعملة وأصل مهم جزء ماديوهو كالم منطق جدا ال هذاالت ترتكز على عدة عوامل تإدي بدورها لعامل الوفرة حضاري ال

النفس للطبعة "التحدي"االقتصادة، وأساس هذه العوامل هو عامل وتسخرها لصالح فكرة البقاء التغلب علها القدرة النفسة المإدة إلى و

. تنوعهأو نمط كسبهم والبناء المتراكم. وهو ما تطلب من البشر تغرمإرخوا الحضارات إلى أن ظهور الحضارات إنما هو حالة وخلص

استجابة )ف المكان( لتحد صادر عن البئة المادة، أو عن الوسط البشري، أو عن كلهما، ف ظل زعامة أقلات مبدعة قادرة على

هذه األقلة األغلبة لمسلك استجابةاالستجابة للتحدي وبضرورة دي، على أن كون ذلك حصرا ف صورة المبدعة ف مواجهة ذلك التح

صراع مع الطبعة نفسها بغة تطوعها()

.

التغلب الحضاري:( 8)

تحت ضغط فكرة "األسبقة العربة" وضمن حلقة النزاع القاسة حول اإلسالمة تحول ابن أحقة العرب ف التغلب داخل اإلمبراطورة

االقتصادة إلى حالة مغارة تماما من واقع "الترف" خلدون بنظرة التحدي واالستقرار والسطرة على الطبعة إلى فكرة أخرى ه

" ة"الترفأسبقة السطرة على المناطق الت سبق وأن حصلت على وذلك عن طرق "التغلب" بالطرق الطبع آنف الذكرالحضاري

().

خلدون حصول احتالل من صورته ف ذهن ابن البدوي" التغلب"

! وصورة العنصر االجتماع البدوي للمناطق المتحضرة المجاورةالمستقرة من طاعة البدو الطبعة الحالة ذلك أن حدث انقالب ف

ة متحضردول الللالمقمن على تخوم الدول والممالك المتحضرة ة"كل الم الحالة "المجاورة وهذا حصل بطرق ظهور ما شبه

.ف أراض البدوضارة الح

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 14 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

الذن نبن عشهم على قاعدة تحصل "الملكة" ف أراض "البدو" أن تفرض سلطانها البدو أن تستطع فئة منطرق القبل ب االجتماع

على بقة الطوائف القبلة األخرى وسم ابن خلدون ذلك تغلب بقة العصبات تستطع جمع كلمة البدو على "عصبة" بظهور

غلبون دف واحد باستخدام قوة روحانة ومعنوة وحنها فإن البدو "ه"أهل األمصار على أمصارهم

() .

ه أن لتحول الحضاري بالتغلبإن أخطر ما مكن رصده ف نظرة ا

على ابن خلدون اعتبر ف عملة التحول الحضاري فكرة "االستالء ،"التحول الحضاري الذات" ولم عتبر فكرة "ملكات الغر الحضارة

من أساسه تطور البدوأنه لم عتبر بفكرة إنشاء حضر جدد بمعنى وصوال للنقطة الت االقتصادي وتنوع مصادر كسبهم أنماط سلوكهم

تجعلهم حصلون على الوفرة االقتصادة الالزمة إلحداث تحول حضاري جدد مناقض لنمط العش الحضاري القدم الموجود ف

مناطق الحضر المجاور ومتحد له.

تحدي هو إن التحول الحضاري مناطق الحضر المجاورة ومتحد لها. اجتماع.اتفاق ظل المكان ف واستجابة بطرق االبتكار واإلبداع ف

وهو ما ال عالقة له بفكرة االستحواذ على حضارات الغر وأمالكهم؟

بؤي رصد أنه ال إشارة ف المقدمة الخلدونة أنوالباحث ال عه ف المكان متطور على حضر جدد البدو طرق إلى كفة حصول

الت الفكرة وه ،وللطبعة ةط العش التقلدانم"التحدي" ألبطرق أن اإلنسان قد حقق الحضارة ومجملها .الحضاراتنشؤت عنها جمع

خاصة استثار اإلنسان لبذل جهد نتجة استجابة لمواقف ذات صعوبة لذلك مثال بالسهل أرنولد تونب ما لم بذله من قبل. وضرب

اإلفراس )صحراء شمال إفرقا الكبرى وامتدادها ف الصحراء العربة( حث كان هذا السهل قبل فجر الحضارة أرض رع عامرة

هذا بالماه وجابه الجفاف أهل هذه المناطق فتنوعت استجابتهم لالتحدي: فتمسك بعضهم بؤرضهم وغروا عاداتهم، فابتكروا نمط الحاة البدوة، ونقل آخرون مواطنهم صوب الجنوب إلى المناطق االستوائة متتبعن أثر المراع المرتدة ومن ثم احتفظوا بطرقة حاتهم البدائة

ات الت ال زالون عشونها حتى اآلن. وآخرون ولجوا غابات ومستنقعدلتا النل فجابهوا بذلك التحدي الذي تمثله وعملوا على تجففها فكان

أن أقاموا الحضارة المصرة()

.

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 15 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

ة البدوة:( 9) الملك

قد على فكرة "التغلب" على الغر السابق اإلشارة إلها، فتؤسسا

ف ذهنة ابن خلدون ف البدوي " ول الحضاريمسؤلة "التحمركزت ت مسؤلة ظهور "الملك" ف وسط البدو.

من خالله ستطعون الذي الملك الذي نشؤ ف مناطق البدو وهذا

ف الذهنة –التغلب على أراض المتحضرن المجاورة، أساسه فكرة: "العصبة" أي قوة الفرض والغلبة لفصل من البدو -الخلدونة

ة الفصائل وحصول هذا الفصل على القوة الروحة من نوععلى بقأو الدعوة الدنة الت تقهر البدون على االلتحام تحت ظل الملكة

رئسة عصبةفال بد من تهم للملكات".كراهالرغم من الجددة علىأو العصبات القبلة بقة البوتات تكون أقوى من داخل مناطق البدو

هذه تلتحم جمع إلها بحث جمعها تغلبها وتستتبعها الفرعة العصبات وتصر كؤنها عصبة واحدة كبرى()

.

ة عصبات ثم إذا حصل التغلب لتلك العصبة على ، كون قومهابقعلى أن تطلب التغلب -البدوة ف قراءة ابن خلدون للطبائع-عا طب

أو مانعتهاف القوة بعدة عنها فإن كافؤتها ات وقبائل أخرىأهل عصبغاة من التغلب والتحكم أعلى بالتبعة طلبت فإن غلبت إحداهما تقاتلوا

الموجودة من الغاة األولى وهكذا دائما حتى تكافىء بقوتها قوة الدولة الدولة حالة هرم فإذا صادف ذلك ف المناطق المتحضرة المجاورة،

ى الدولة، ولم كن لهذه القبلة )العصبة الصاعدة( ممانع استولت علزعت األمر من دها وصار الملك أجمع لهاوانت

(2).

االجتماع البدويف التنازع الحاصلة حالة قرر أن وابن خلدون

تقوم وجود قوة روحانة كبرة قاهرة العلا الد الوجود فوق ستوجب تمما سماه ابن خلدون مذمومات المتؤصلة فها البدو ب طباعتهذب

ف الرئاسة والمنافسةوالغلظة واألنفة الكبر األخالق وه أخالق بما جعلهم أصعب األمم انقادا للتطاوع وكراهة االجتماع الموجب

بعد انقالب ى ساسة الملكوإنما صرون إلقال: بعضهم لبعض فإذا كان الدن بالنبإة تمحو تلك الطباع، طباعهم وتبدلها بصبغة دنة

وعلى ،منهمت هذه األخالق ذهبوة كان الوازع لهم من أنفسهم أو الوالواعتبر ذلك "قال: على غرهم.هذا تم اجتماعهم وحصل لهم التغلب

لما شد لهم الدن أمر الساسة )صدر اإلسالم( بدولتهم ف الملة بالشرعة وأحكامها وتتابع فها الخلفاء عظم حنئذ ملكهم وقوي

"سلطانهم(8)

.

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 16 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

أنه إذا خفت صوت هذه الدعوة الدنة بعد ذلك رى ابن خلدون إن ثم

فسنقلب هإالء الناس إلى طباعهم األولى وتنفلت الدولة الت أنشئوها من بن أدهم وعود فغلبهم علها غرهم، فتحدث عن أجال من

ورجعوا إلى قفرهم وجهلوا ؟! نبذوا الدن فنسوا الساسةهإالء البدو وغلب علهم من قبل، فتوحشوا كما كانوا ،عصبتهمشؤن الخ...العجم

(9).

-ولس االتفاق الطوع–وكذلك رى ابن خلدون أن الغلبة أو القوة

ه الطرق الوحد لفرض الوحدة واالجتماع بن العصبات البدوة االنتكاس بالعودة إلى الحالة الطبعة للوجود القبل وإال وقع المتعددة

دمومة االختالف والتنافسب()

وقع والبعض بعضهم البدو وبن

.مع فكرة الوحدة الجماعة نسجاماالعدم االفتراق و

: الدراسة نتائجخاتمة و( 11)

نتائج: عدةجمل الدراسة ف ، وأأمرنف خاتمة الدراسة قرأ الباحث

ا األمرن اللذن قرأهما الباحث فهما: أم

تطابق معن الدن والقوة أو الغلبة ف مستهدف تحقق األمر األول -

االجتماع أو الملك ف المناطق البدوة، وبمعنى أنه من غر الدن فال مجال للساسة وال الدولة، ومن دون القوة ال مكن فرض األحكام الدنة وال حصول االجتماع وال الدولة. وهو معنى مهم،

الفكر الساس لدى التارات اإلسالمة لحظه المتعمقون ف دراسة األصولة الت تربط دائما بن الدن وامتالك السلطة أو الدولة.

أن التحول الحضاري الذي نظر له ابن خلدون ف األمر الثان: -

حالة البدو هو فقط تحول ف السلوك االجتماع دون التحول ف المسلك االقتصادي الذي قرر هو ف مطلع مقدمته أنه أساس االجتماع اإلنسان ودافعه األول. وبمعنى أن التحول البدوي بق

ري الطبع الذي منح ف ذهن ابن خلدون بعدا التحول الحضاجماعة ما القدرة تغر سلوك ونمط اكتساب العش بحث كون ف مقدورها إنشاء أنماط كسب متنوعة ومبتكرة تإدي للرفاه االجتماع المإدي للتحول الحضاري مع تراكم الخبرات المشتركة، وهو الفارق المهم الذي نبغ أن نلتفت إله ف الفرق

ري غر الموفق الذث نعالجه ف مصر بعد بن التحول الحضا

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 17 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

ثورة نار، وبن التحوالت الحضارة المتمزة الت حصلت ف كل من مالزا وتركا مع أن الحاكمن ف كل األحوال دعون االنتماء للفكرة اإلسالمة، والذي دقق النظر جد الفارق بن

ول طبع اعتمد التحولن ف غاة الوضوح، تحول ناجح ألنه تحسبل تطور وابتكار أنماط عش اقتصادي جددة مإدة للرفاه

االجتماع، وتحول غر موفق ألنه لم عتد بهذا الطرق.

لكن ذلك كله حدث خارج الساق الطبع لتحول أو لتطور أنماط الكسب المإدي لتغر نمط العش، وعله فإن التحول البدوي من

صورة الدولة مهدد دوما باالنتكاس إلى حالة البداوة البداوة إلى األولى إذا ما خفت إحدى القبضتن الدنة أو العصبوة. وهو حال التحول الحضاري العرب ف مختلف أطواره إذ دائما ما تخفق منطقتنا ف إحداث االجتماع من دون وجود أحد األمرن أو هما

اع الطائف الدن أو هما معا. ولم معا: أمر القهر المطلق أو االجتمحدث أن عالج العرب المسؤلة الحضارة من باب االرتباط الكامل بموضوع تغر وتطور أنماط الكسب المإدة للتراكمات الطبعة ف مدان االقتصاد والخصال السلوكة بحسب ظروف وأنماط

الكسب والعش االقتصادي.

ا النتائج: التالة: النتائجالدراسة أظهرت فقد وأم

ال شك الباحث ف أن ابن خلدون استفاد كثرا من آرائه حول المدنة .والساسة واالجتماع من قراءته لترجمات وملخصات كتب أرسطو

م(، 98-هـ = 9-وأفالطون الت نشرها قبله ابن رشد )ة العمران ة لكنه بال شك المبدع األكبر لنظر البدوي والواضع األول لنظر

.حضرنف عالقة الصراع بن البدو والمتعرف ألنماط العش بعمومه قد الفكر العرب اإلسالم كما ال شك ف أن .

معانى مرتبطة ف االجتماع صورتن أساسن: "البدو" و"الحضر"، وهكأل، وتطور الذهنة العربة بمعان االستقرار حول الماة والظعن وراء ال

ة" و"البداوة": أي اإلقامة ف المدن والمملك الكبرى عنه معنى "المدنالمستقرة، والمقمن على تخومها سواء المشتغلن بالفالحة أو المشتغلن

بالرع. أن االجتماع اإلنسان، أساسه البحث عن لقمة العش، وتطورها من الحالة .

حتاج للتعاون وفرض النظام ومن ثم إنشاء البسطة إلى الحالة المعقدة الت ت الدولة.

أن التحول الحضاري أساسه تحول أنماط الكسب وتطورها ف ظل إنشاء . الدولة والقانون المإدن لالستقرار والذي إدي بدوره للوفرة االقتصادة.

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 18 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

أن ابن خلدون محكوم ف بعض تصوراته عن عملة التحول الحضاري .)العربة( وما كانت تواجهه من منافسة قاسة بواسطة أبناء بحالته القومة

األمم والشعوب األخرى خصوصا ممن لهم سبق حضاري.هذا التؤثر القوم دفع بابن خلدون إلى التنظر لحالة مختلفة من التطور .

البدوي الذي ال كون عن طرق ابتكار أنماط عش وكسب جددة وإنشاء إنما عن طرق الغلبة والقهر من المناطق نمو حضاري ف المكان، و البدوة للمناطق المتحضرة.

ة" جددة ف .2 هذا التحول الحضاري البدوي ال كون إال بنشؤة "ملكاألراض البدوة تعتمد على أمرن أساسن لجمع البدو تحت راتها:

العصبة القبلة، والدعوة الروحانة أو الدنة.ذا اللون من التطور البدوي لس طبعا، بمعنى أنه قر ابن خلدون أن ه .8

متى خفت قوة الد القاهرة للبدو أو خفت حدة المشاعر الدنة لدهم، فإنهم فقدون التئامهم ووحدتهم وبالتال تخف سطرتهم على األراض والشعوب الت أقاموا إمباطورتهم علها، فتعود هذه الشعوب لهزمتهم حضارا

را لما لها من سبق حضاري.وإدا

التوصات: :ما لوأساتذته برعاة الباحث زمالءه وص

أن على الباحثن اإلسالمن الدارسن لعلوم التمدن والعمران والتنمة ف .المجتمع العرب اإلسالم أن دمجوا إلى جانب علومهم وتجارب أممهم

جدار العلوم اإلنسانة الحضارة تجارب وعلوم األمم األخرى، حث إن وحدود النفع والضرر ف التجربة اإلنسانة واحد ال فرق فه بن عرب وغر عرب، مسلمن وغر مسلمن، وإن بقت الخصوصات الدققة لكنها لست ذات كبر خطر فما خص اإلنسان باعتبار كونه إنسانا، وما خص

.تجربة عش مشتركتجربة العش االجتماع باعتبارها ود الباحث لو أتحت له أو ألحد من زمالئه الفرصه لدراسة فكرة البداوة .

ة التحول من األولى لألخرة ف الكتابات الغربة والحضارة وعمل والحدثة، مع مقارنتها بما لدى العرب المسلمن ف هذا الشؤن.

ة لو لتفتوا تمنى الباحث على المسئولن الساسن ف الدولة ا . لمصرخصوصا وهم –للحققة االجتماعة الت لفت إلها العالمة ابن خلدون

عانون تحوال حضارا عسرا ف عموم الوطن العرب بعد ثورات شعوبه من أنه ال تحول اجتماع من دون تحول وتنوع ألنماط الكسب -العظمة

االقتصادي.تمنى الباحث على نفسه وعلى زمالئه لو تمكن أحدهم من ربط األمرن .

معا التحول الساس والقانون واالجتماع بعموم والتحول االقتصادي

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 19 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

ة بتعدد وتنوع أنماط الكسب، وقد كانت للباحث تجربة ف مهمة علمة الصن الشعبة ف الفترة من م رأى فها/2/-/بجمهور

كف استطاعت حكومة الصن تطور شعبها المتعدد الدانات عبر هذا الطرق المستنر، وكؤن تراثهم قد امتأل بؤعالم من نوع ابن خلدون العرب

المسلم.تمنى الباحث لو تاح له أو ألحد من الباحثن أن قارن تجربة التحول .

الناطقة بالعربة الحضاري بن الدول العربة، والدول اإلسالمة غر خصوصا تجربت كل من مالزا وتركا، بما اشتملتا عله من ربط التحول

الحضاري الثقاف بالتحول ف أنماط الكسب االقتصادي.ز العرب اإلسالم . تمنى الباحث لو تخلص هو وزمالإه من عقدة التم

ة الشعوب األخرى بجامع و حدة ف مدان البحوث االجتماعة عن بقالتجربة اإلنسانة ووحدة المصلحة اإلنسانة ف هذا اإلطار، وأن الحفاظ على الخصوصات الدنة ال تعارض بحال مع اكتساب الثقافة والتجربة

من إخوة اإلنسانة.رى الباحث أن من الضروري أن حول العرب اتجاههم ف التحول .2

ام والوحدة تحت ضغط الحضاري من النظرة القائمة على فكرة االلتئجهة ضد اآلخرن إلى النظرة الطبعة ف التطور القائمة العصبة المو

على تطور أنماط الكسب ورعاة تراكماتها االقتصادة بما إدي لحصول الرفاه االجتماع والوفرة االقتصادة المإدتن للتطور الحضاري

الطبع.

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 20 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

المراجع:

، فتح الباري شرح صحح البخاريالعسقالن، أحمد بن عل، بن حجر ا .عبد العزز بن ، بتعلقات محب الدن الخطب، محمد فإاد عبد الباقتحقق:

هـ .29بروت، ، دار المعرفة، عبد هللا بن بازابن خلدون، العالمة عبد الرحمن ابن خلدون، المقدمة، تحقق: عبد السالم .

، الدار ابن خلدون، بت الفنون والعلوم واآلداب، طالشدادي، نشر خزانة

.مالبضاء، ابن رشد، الضروري ف الساسة، مختصر كتاب الساسة ألفالطون، ترجمة .

أحمد شحالن، تقدم: محمد عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربة، م998، بروت، ط

ت.ابن منظور، لسان العرب، دار المعارف، مصر، د. .تارخ أحمد رأفت عبد الجواد، مبادئ علم االجتماع، مكتبة نهضة الشرق، .

م.98سنة مقدمة المإلف أرنولد تونب، دراسة للتارخ، ترجمة: فإاد محمد شبل، نشر الهئة المصرة .

.م99مة للكتاب، مكتبة األسرة، العاالصححة، مكتبة السلسلة ، األلبان، أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدن .2

.م99هـ =، الطبعة: األولى، المعارف للنشر والتوزع، الراض الصغر وزادته صحح الجامع، األلبان، أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدن .8

.م988هـ = 8 ،، المكتب اإلسالم، ط)الفتح الكبر(برنارد لوس، لغة الساسة ف اإلسالم، ترجمة إبراهم شتا، دار قرطبة للنشر، .9

م. 99، طرفاعة الطهطاوي، تخلص اإلبرز ف تلخص بارز، كلمات عربة .

د.ت.للترجمة والنشر، د قطب، العدالة االجتماعة ف اإلسالم، دار الشروق، ط . هـ ، )س

م(.99= الفوال، المدخل لعلم االجتماع اإلسالم، الموسوعة صالح مصطفى .

م(.هـ=اإلسالمة للعلوم االجتماعة، دار غرب، )الطاهر بن عاشور، أصول النظام االجتماع ف اإلسالم، الشركة التونسة .

، د.ت. للتوزع، ط

حمدي بن عبد، تحقق: المعجم الكبر، سلمان بن أحمد بن أوبالطبران، . .، د.تالطبعة: الثانة، القاهرة ،مكتبة ابن تمة، المجد السلف

طه حسن، فلسفة ابن خلدون االجتماعة، تحلل ونقد، ترجمة: محمد عبد . م.هللا عنان، مكتبة األسرة،

طه حسن، ف الشعر الجاهل، دار المعارف للطباعة والنشر، سوسة، . م.9تونس، تارخ مقدمة المإلف،

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 21 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

مالك بن أنس، اإلمام، كتاب الموطؤ، تحقق: محمد فإاد عبد الباق، دار .2 م.98 -هـ لبنان، –إحاء التراث العرب، بروت

، معالم نظرة العصبة والدولةفكر ابن خلدون، ،محمد عابد الجابري .8 م.99، خلدونة ف التارخ اإلسالم، مركز دراسات الوحدة العربة، ط

، الضرورات والحاجات والتحسناتمحمد عبد العاط محمد عل، .9 ، المجلس األعلى للشئون اإلسالمة، مصر.أبحاث المإتمر العام رقم

، مجمع محمود البستان، اإلسالم وعلم االجتماع، موسوعة الفكر اإلسالم . م.99 ،سالمة للدراسات والنشر، بروتالبحوث اإل

ظرة جددة ف علم االجتماع الدن، الطوطمة، ت، نحو نوسف شاخ .الهودة، النصرانة، اإلسالم، تحقق وتقدم: خلل أحمد خلل، دار الفاراب،

م.، بروت، ط

22. Fuad Baali, Society, State and Urbanism: Ibn Khaldoun sociological thought, State University of New York, 1988.

23. The Political Theory of Ibn Khaldoun, Mohammed Mahmoud Rabi', http://books.google.com.eg/books?id=KCYVAAAAIAAJ&printsec=frontcover&dq=ibn+khaldun&hl=en&sa=X&ei=XSacUcm8H4O7PYeegcAF&redir_esc=y#v=onepage&q=ibn%20khaldun&f=false

24. http://en.wikipedia.org/wiki/Lifestyle_(sociology)

اك الحظح جذشج تاىقاش ذشتظ االجراع تاالقرصاد أسدا فضيح اإلا اىجيو (1)

اجراع اىثشش اىطاش ت ػاشس، ف ؼاىجر ألصه اىظا االجراػ ف اإلسال، فادا أ

رىل سمة ف طثاػ ىا ف طاتغ اىطغ، أ اىسؼ الرالك اىنثش أ األفضو، تا أ

ن ى تفشد ىزا احراج ىالجراع تثقح أتاء جس. نرح جذج ف تا طثؼح طية غش

اىطاش ت ػاشس، أصه اىظا االجراػ .15األػي ىذ اإلسا تؼ جس. ظش:

.[104ص، د.خ. 2ف اإلسال، اىششمح اىرسح ىيرصغ، ط

اىقذح، ذحقق: ػثذ اىسال اىشذاد، شش خضاح ،ات خيذاىؼالح ػثذ اىشح ظش: (2)

.66-1/66، 2005، اىذاس اىثضاء، 1ات خيذ، تد اىف اىؼي اداب، ط

ف اىساسح، خرصش مراب اىساسح ألفالط، ذشجح أحذ اىضشسات سشذ، ظش: (3)

، 1996، 1شتح، تشخ، طشحال، ذقذ: حذ ػاتذ اىجاتش، شمض دساساخ اىحذج اىؼ

. 65-64ص

.1/66ظش: ات خيذ اىقذح، (4)

.1/191ظش: ات خيذ اىقذح، (5)

)http://en.wikipedia.org/wiki/Lifestyle_(sociology)( http://www.feedo.net/QualityOfLife/QualityOfLifeBasics/QualityOfL

ifeIndicators.htmAll in all, lifestyle may include views on politics,

cy, and more. All of these aspects play a role in religion, health, intima

shaping someone's lifestyle. [Giuffrâe, K., &DiGeronimo, T. (1999).

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 22 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

Care and Feeding of Your Brain : How Diet and Environment Affect

What You Think and Feel. Career Press.]

لإلمام رفاعة الطهطاوي منهج ف تقسم الشعوب والبلدان من حث البداوة والتحضر ال )2(ة نظرا لوجوده ف العصر الحدث، واتضاح كثر من العلوم ف شك أنه أكثر وضوحا وواقع

كلما تقادم عصره، فهو رى أن لعوامل التمكن الزمن أثرها ف تشكل وجدانات الشعوب وأنه الصعود، رأت تؤخر الناس ف الصناع البشرة والعلوم المدنة، وكلما نزلت،ف الزمن

الترق، وقاس ونظرت إلى الزمن ف الهبوط رأت ف الغالب ترقهم وتقدمهم ف ذلك، وبهذاسائر الخلق ، والقرب منها، انقسم)التوحش الكامل( درجاته، وحساب الب عد عن الحالة األصلة

:تبإلى عدة مرا .المرتبة األولى: مرتبة الهمل المتوحشن .المرتبة الثانة: مرتبة البرابرة الخشنن

.المرتبة الثالثة: مرتبة أهل األدب والظرافة، والتحضر والتمدن، والتمصر المتطرفنثم ضرب الطهطاوي أمثلة لكل مرتبة من هذه المراتب تتضح فها طبعة فهمه لدرجات التطور المختلفة لألمم خصوصا لحققة الوجود العرب بن األمم، بل لتقسم العالم العرب نفسه

إلى مراتب ف التحضر، قول الطهطاوي: ال عرفون همل بالد ]المتوحشن[ الذن هم دائما كالبهائم السارحة، مثال المرتبة األولى:

األمور المسهلة للمعاش، الحالل من الحرام، وال قرءون، وال كتبون، وال عرفون شئا عنشهواتهم كالبهائم، فزرعون بعض شء، أو النافعة للمعاد، وإنما تبعثهم الوجدانة على قضاء

بعض أخصاص أو خام، للتوق من حر الشمس قوتهم، وخصونأو صدونه، لتحصل .ونحوه

واالستئناس، عرب البادة، فإن عندهم نوعا من االجتماع اإلنسان، ومثال المرتبة الثانة:وأمور الدن، ونحو ذلك واالئتالف، معرفتهم الحالل من الحرام، والقراءة والكتابة وغرها،

المعاش، والعمران، والصنائع البشرة، هم درجة الترق ف أمورغر أنهم أضا لم تكمل عند .والفالحة، وتربة البهائم، ونحو ذلك والعلوم العقلة والنقلة، وإن عرفوا البناء،

واإلفرنج والمغرب، بالد مصر، والشام، والمن، والروم، والعجم، الثالثة: ومثال المرتبةالمحط، فإن جمع هإالء األمم كثر من جزائر البحروسنار، وبالد إفرقة على أكثرها، و

وتجارات، ولهم معارف كاملة ف آالت أرباب عمران وساسات، وعلوم وصناعات، وشرائعبؤخف الطرق ولهم علم بالسفر ف البحور، إلى غر الصنائع، والحل على حمل األشاء الثقلة

.ذلكتتفاوت ف علومها )أصحاب العمران والساسات( وهذه المرتبة الثالثة قال الطهطاوي:

وتقدمها ف النجابة والبراعة ف الصنائع من الشرائع، وفنونها، وحسن حالها، وتقلد شرعة قد بلغت أقصى مراتب البراعة ف العلوم الراضة، مثال: البالد اإلفرنجة .المعاشة

)وال البالد اإلسالمةكما أن الطهطاوي: قال والطبعة، وما وراء الطبعة أصولها وفروعها، قد برعت ف شك أنه قصد النوع المشارك ف العمران والساسات غر المناطق البدوة(

العقلة، وأهملت العلوم الحكمة بجملتها، فلذلك العلوم الشرعة والعمل بها، وف العلوما تجهل صنعه؛ ولهذا حكم الفرنج تعرفه، وجلب م كسب ما ال احتاجت إلى البالد الغربة ف

إنما عرفون شرعتهم ولسانهم، عن ما تعلق باللغة العربة، ولكن بؤن علماء اإلسالم]رفاعة الطهطاوي، تخلص .بؤنا كنا أساتذهم ف سائر العلوم، وبقدمنا علهم عترفون لنا

[. -اإلبرز ف تلخص بارز، كلمات عربة للترجمة والنشر، د.ت، ص .9/نظر: ابن خلدون المقدمة، )8(

.9/نظر: ابن خلدون المقدمة، )9(

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 23 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

البدو: هم أولئك .وقول ف الفصل الثان عن .9/نظر: ابن خلدون المقدمة، )("المنتحلون للمعاش الطبع من الفلح والقام على األنعام )الماشة( وأنهم )لظروف عشهم هذه( مقتصرون )ف نمط عشهم( على الضروري من األقوات والمالبس والمساكن وسائر

و بغر األحوال والعوائد ومقصرون عما فوق ذلك... وأما أقواتهم فتناولون بها سرا بعالج أ .9/ابن خلدون المقدمة، عالج البتة إال ما مسته النار".

مادة بدو. ،دار المعارف، مصر، د.تمنظور، لسان العرب، ناب )(

منظور، لسان العرب، مادة بدو. ناب )( .9/نظر: ابن خلدون المقدمة، )(

.9-9/نظر: ابن خلدون المقدمة، )(

.9-9/نظر: ابن خلدون المقدمة، )(

.9/نظر: ابن خلدون المقدمة، )(

.9/نظر: ابن خلدون المقدمة، )2(

.9/نظر: ابن خلدون المقدمة، )8(

./نظر: ابن خلدون المقدمة، )9(

.8/نظر: ابن خلدون المقدمة، )(

.2/، /نظر: ابن خلدون المقدمة، )(

.2/ نظر: ابن خلدون المقدمة،)( .66-62صات سشذ، اىضشس ف اىساسح، خرصش مراب اىساسح ألفالط، )(

.2/ ،/ نظر: ابن خلدون المقدمة،)(

باب البخاري، كتاب الفتن، باب التعرب ف الفتنة. ونظر: صحح مسلم، كتاب اإلمارة، )( .استطان وطنهتحرم رجوع المهاجر إلى

محمد تحقق: ،فتح الباري شرح صحح البخاريالعسقالن، أحمد بن عل، بن حجر ا)(، دار المعرفة، عبد العزز بن عبد هللا بن باز، بتعلقات محب الدن الخطب، فإاد عبد الباق

.2/هـ، ج29بروت، ؟ م أحد ، فقال : أال تسؤلون عنهنتكلاجتنبوا الكبائر السبع ، فسكت الناس فلم الحدث: " )2(

الشرك باهلل و قتل النفس و الفرار من الزحف و أكل مال التم و أكل الربا و قذف المحصنة و سلمان ]الطبران، “ المعجم الكبر “ قال األلبان: أخرجه الطبران ف “. التعرب بعد الهجرة ،مكتبة ابن تمة، بن عبد المجد السلف حمدي، تحقق: المعجم الكبر، بن أحمد بن أوب

]راجع: وقد حسنه األلبان بشواهده. [، ح:/، د.ت، الطبعة: الثانة، القاهرةمكتبة المعارف للنشر السلسلة الصححة، ، أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدناأللبان،

األلبان، نظر: و] .[9-9/ م،99هـ =، الطبعة: األولى، والتوزع، الراض

هـ = 8، صحح الجامع، المكتب اإلسالم، ط ،أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدن [.9ص، م988

كنى ال )8( وج منهاالموطؤ، كتاب الجامع، باب ما جاء ف س ر (حدث رقم: ) .مدنة والخ ]مالك بن أنس، اإلمام، كتاب الموطؤ، تحقق: محمد فإاد عبد الباق، دار إحاء التراث العرب،

.[88/م. 98 -هـ لبنان، –بروت .[2]راجع: الطاهر ابن عاشور، أصول النظام االجتماع ف اإلسالم، ص )9(درجات: الضروري، وهو ما ال قسم األصولون المسلمون الحاجات اإلنسانة إلى ثالث )(

مكن االستغناء عنه وتكاد تنعدم الحاة بدونه، والحاج وهو بمنزلة الضروري ف بعض األحان لكن الحاة ال تتوقف عله، والكمال أو التحسن وهو ما عتبر نوعا من الترف

سنات، أبحاث محمد عبد العاط محمد عل، الضرورات والحاجات والتح والترفه. راجع:

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 24 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

ات سشذ، ونظر: ، المجلس األعلى للشئون اإلسالمة، مصر.المإتمر العام رقم

.66اىضشس ف اىساسح، خرصش مراب اىساسح ألفالط، ص

/نظر: ابن خلدون المقدمة، )( .66ات سشذ، اىضشس ف اىساسح، ص نظر: )(

./نظر: ابن خلدون المقدمة، )(

./نظر: ابن خلدون المقدمة، )(

./نظر: ابن خلدون المقدمة، )(

./نظر: ابن خلدون المقدمة، )(

./نظر: ابن خلدون المقدمة، )2(

نظر: ابن خلدون المقدمة، وهو عنوان الفصل الثان من الباب الثان للمقدمة. و )8(/9. ف تفسره لترتب أبواب /وراجع .9-9/نظر: ابن خلدون المقدمة، )9(

الكتاب، وأنه قدم الحدث على العمران البدوي قبل بقة فصول الكتاب ألنه سابق علها جمعا أ.هـ.

.9/نظر: ابن خلدون المقدمة، )(

قول طه حسن تدلال على ما كان تعرض له العرب من منافسة ثقافة وحضارة من )(األمم األخرى داخل اإلمبراطورة اإلسالمة: "وأنت تجد ف البان والتبن كالما كثرا تستبن منه إلى أي حد كان الفرس عجبون بآثار األمم األعجمة وقدمونها على آثار العرب فهم عجبون بخطب الفرس وساستهم، وعلم الهند وحكمتها ومنطق الونان وفلسفتهم، وهم نكرونعلى العرب أن كون لهم شء قارب هذا، والجاحظ نفق ما ملك من قوة لثبت أن العرب ستطعون أن نهضوا لكل هذه المفاخر األعجمة وؤتوا بخر منها". نظر: طه حسن، ف

.8-2الشعر الجاهل، صالهئة المصرة نظر: أرنولد تونب، دراسة للتارخ، ترجمة: فإاد محمد شبل، نشر )(

.9-8م، مقدمة المترجم، ص99العامة للكتاب، مكتبة األسرة،

المقدمة فتحدث ف الفصل الثان الذي مهد ابن خلدون للفكرة ف غر موضع من )(خصصه لذكر العمران البدوي عن مقدمات كلها تشر للفوقة واألفضلة البدوة على الحضر

ابن خلدون "ف أن جل العرب ف الخلقة طبع"]ما منها: ف شؤن الغلبة المتبادلة بنهوما بعدها[ "ف أن البدو أقدم من الحضر وسابق عله وأن البادة أصل /المقدمة،

ف أن أهل البدو وما بعدها[ " /ابن خلدون المقدمة، لعمران األمصار، ومدد لها"]ف أن أهل وما بعدها[، " /ابن خلدون المقدمة، " ]من أهل الحضر الخرأقرب إلى

ف أن وما بعدها[، " 2/ابن خلدون المقدمة، " ]من أهل الحضر البسالةالبدو أقرب إلى 9/ابن خلدون المقدمة، "]معاناة أهل الحضر لألحكام مفسدة للبؤس فهم ذاهبة بالمنعة منهم

إنما وحد للمتوحشن ف القفر من العرب و من ف ف أن الصرح من النسب وما بعدها[، "ف أن األمم الوحشة أقدر على التغلب وما بعدها[،... " /ابن خلدون المقدمة، "] معناهم

. وه مقدمات تصب كلها ف خدمة ،وما بعدها[ /ابن خلدون المقدمة، "]ممن سواها ذات المعنى.

.وما بعدها 9، /نظر: ابن خلدون المقدمة، )( .9-8نظر: أرنولد تونب، دراسة للتارخ، ص)(

وما بعدها. /نظر: ابن خلدون المقدمة، )( وما بعدها. /نظر: ابن خلدون المقدمة، )2( وما بعدها. /نظر: ابن خلدون المقدمة، )8(

وما بعدها. /نظر: ابن خلدون المقدمة، )9(

أنماط الػيش الاجتماغية وثحوالتها الحضارية في الفكر إلاسالمي

Page 25 د. ػي ػثذ اىحفظ شس

وما بعدها. /نظر: ابن خلدون المقدمة، )(