مجلة الموسم 81-82

50
اثر و الثا مصورة تعنى با موسوعة فصليةس تحريرها صاحبها ورئيKufa Academy KUFA ACADEMY POSTBUS 1113 3260 AC OUD - BEIJERLAND NEDERLAND http://www.almawsem.net http://www.yafatim.com E-mail:[email protected] ت المراس

Upload: mohammed-sadik-kadhoum

Post on 14-Mar-2016

282 views

Category:

Documents


14 download

DESCRIPTION

مجلة الموسم صاحبها ورئيس تحريرها محمد سعيد الطريحي

TRANSCRIPT

Page 1: مجلة الموسم 81-82

موسوعة فصلية مصورة تعنى باآلثار و الرتاث

صاحبها ورئيس تحريرها

Kufa Academy

KUFA ACADEMY POSTBUS 11133260 AC OUD - BEIJERLAND

NEDERLANDhttp://www.almawsem.nethttp://www.yafatim.com

E-mail:[email protected]

التاس

مرال

Page 2: مجلة الموسم 81-82

2

ISSN 13842773 المكتبة الملكية الهاي © يحظر النسخ او الطبع أو التصوير على دعامات ورقية أو عبر الحاسبات

لكل أو بعض المقاالت المنشورة أو أجزاء منها بغير إذن كتابي مسبق من الناشرHANS KATIB VAN OUD-BEIJERLAND

Page 3: مجلة الموسم 81-82

3

أول املوسم11مؤرخ املنبر احلسيني داخل السيد.. حسن.محمد سعيد الطريحي

)نشأة اخلطابة احلسينية 11 خطباء العراق 11 حاجة اخلطباء إلى نظام السيد داخل ،13 اخلطباء معجم ،13 واإلنصاف اخلطباء ،12 عصري

حسن 13، نسبه ونشأته 15، دراسته ومجالسه 16السيرة الذاتية 19(25بني املنابر واملهاجر..........................................................50بني اخلطابة والكتابة......................................................55بني الشعر واملنبر............................................................

،55 الرمضان جواد ،55 مصطفى جعفر ،55 املوسوي محمد ،55 اجلعفرية )احلسينية السيد ضريح على وقفة ،58 اخلطباء معجم إهداء ،57 اخلالدي منصور ،57 تخميس عبد الزهراء 59، مسلم اجلابري 59، باقر املقدسي 60، أسامة املزيدي 60، تحت صور يف معجم اخلطباء 61، مذكراتي 61، جودت القزويني 61، علي محمد 62، السهالني 63، أمير امليرزا محمد القزويني 64، أمير العلم 64، عبود الضائع 64، عبد الزهراء احلسيني 65، عبد اهلل احلائري 66، تخميس 66، ديوان شعري 67، علي فيصل الكاظمي 67، عبد احلميد املهاجر 67، منارة مسجد الصحاف 68، محمد بحر العلوم 69، حسني الصدر 70، إبراهيم النصيراوي 69، علي احلدي 69، محمد جمعة 70، عقد قران 70، منصور اخلالدي 70، هادي اخلالصي 70، سمية بعلبكي 70، محمد احلكيمي 71، خليل املرعشي 72، سعيد بالل 72، أجنحة الشام 73، فاضل املالكي 73، فقه القلب 73، عبد ميالد 74، الطريحي صاحب املوسم 75، علي النهدين 75، قرط من القلب 75، قلبان يف صدر 75، مفتاح الهوى 76، قدمت قلبي 76، يا آية احلسن 76، التبرج واحلجاب 76، تخفيف الوزن 76، يا فتاة الشام 77، مضيفة حسناء 77، لو رآها الرهبان 77، كارين صادر 88، ظبية املركز العلمي 88، موسى اجلبيلي 79، صفاء الدين الصايف 79، راضي السلمان 79، حازم احللي 80، محمد عبد احلكيم الصايف البني الشطي 83، البنني لعباس أم الهاللي 82، حسينية تاصايف 82، جعفر 81، كشكول شيت 84، مفيدة الكاظمي 84، كرمية األصل 84، محمد باقر املهدي 85، حسينية الفواطم بالكويت 85، محمد تقي بحر العلوم 86، علي شبر 86، حسينية معشور حلبيب املوسوي 86،

املولى عبد اهلل األحقايف 87، باقر املقدسي 87، موسى اجلبيلي 88(.

Page 4: مجلة الموسم 81-82

4

89ذكريات يف معجم اخلطباء................................................

الدكتوراه............................................................. شهادة .

118

119مقدمات وتقاريض..........................................................

119كلمة الشيخ محمد مهدي شمس الدين................................

124تقدمي الشيخ أحمد الوائلي.....من ال يحضره الفقيه............

127السيد عبد الزهراء احلسيني اخلطيب..................................

135السيد محمد بحر العلوم..................................................

138الشيخ جعفر الهاللي......................................................

145الشيخ محمد جواد السهالني.............................................

148الشيخ محمد باقر الناصري..............................................

150الدكتور أسعد علي .........................................................

159السيد حسني الشامي ......................................................

161الشيخ محمد مهدي شمس الدين ......................................

Page 5: مجلة الموسم 81-82

5

168السيد محمد حسني فضل اهلل .........................................

170رسالة من الشيخ الناصري ..............................................

كلمة ورسائل الشيخ محمد هادي األميني ......................................................

174

183الشيخ عبد الهادي الفضلي ..............................................

186الشيخ مجيد الصيمري ...................................................

191معجم اخلطباء للسيد محمد بحر العلوم ............................

194الشيخ باقر شريف القرشي ...............................................

195األستاذ حسن األمني ......................................................

197تواريخ شعرية ونفحات أدبية.............................................

محمد ،197 الهاللي جعفر ،197 الدين جمال مصطفى ،197 السهالني جواد )محمد النصيراوي إبراهيم الظمة 199، مسلم اجلابري 200، الصغير 199، سلمان هادي حسني 201، حازم احللي 202، مهدي السويج 202، حسني الطريف 203، جعفر الهاللي 204، يحيى الراضي 205، جبار السيد حسن 207، قصي الشيخ عسكر 208، حسني الصدر 209، جبار

نعيم احلسيني 209، محمد عبد احلكيم الصايف 210(.

212على صفحات الكتب........................................................

Page 6: مجلة الموسم 81-82

6

213هكذا عرفت الشيخ السهالني............................................

232أحمد املذحجي األحوازي........رجال التأريخ.......................

257الرسائل واملراسالت.........................................................)أسعد علي 258، عبد الزهراء احلسني 259، أحمد الوائلي 261، محمد بحر العلوم 263، الغروي محمد ،273 القاموسي الرزاق عبد ،271 القباجني الدين صدر ،264 السهالني 274، علي البهادلي 274، جاسم عبد السيد املوسوي العرداوي 275، جابر آغائي 276، حازم 281، مرتضى البندر الزهراء 281، عبد القزويني 279، جودت املقدسي باقر ،277 احللي الساعدي 282، احلائري األحقاقي 283، ميرزا عبد الرسول األحقاقي 284، محمد املوسوي 284، حسني الصدر 284، كاظم املرعشي 286، محمد الصايف أبو صفاء 286، محمد سعيد الطريحي 288، عبد احلسني احلسيني 289، راضي احلكيم 289، يحيى املفضل 290، جابر جعفر محمد ،295 الناصري باقر محمد ،294 طعمة محمد واثق ،290 اجلابر جعفر ،297 القزويني حسن ،296 اخلالصي عالء ،296 الطعمة هادي سلمان ،295 اإليرواني مصطفى القزويني 298، محمد الصيمري 300، جعفر الهاللي 304، خير اهلل البصري 305، عبد العظيم الكندي 306، صادق بحر العلوم 308، محمد باقر الغالي 213، صادق سليمون 313، محمد تقي املولى 313، أمير علي القزويني 313، هاني الثامر 314، جواد الشهرستاني 315- 316، محمد تركي السويج عبد العزيز العندليب 217، محمد محمد طاهر اخلاقاني كاظم ،312 الكشميري باقر محمد ،320 الكشميري زهير ،319 الكشميري محمد ،318املرعشي 324، محمد الشيرازي 325، احلائري األحقاقي 326، عبد الرسول األحقاقي 327، محمد تقي الفلسفي 327، محمد الهاشمي 328، نور الدين الشاهرودي 329، جمعة قائم آل محمد محمد 330، مهدي السماوي 330، عباس سميسم 331، محمد علي الصائغ 332، حسني الصدر 333، سلمان الطعمة 333، محمد سعيد الطريحي 333، نور الدين الشاهرودي املقدسي 334، باقر الغريفي 334، جابر اجلعفر 334، 333، عالء اخلالصي 333، محمود محمد باقر الكشميري 334، يحيى املفضل 335، واثق املوسوي 335، حسن القزويني 335،

صادق بحر العلوم 336، مازن السهالني 336، مصطفى القزويني 336(

361مناذج من الرسائل املصورة................................................

382مناذج من اإلهداءات........................................................

مناذج من الصحف و النشرات اإلعالمية...............................وهناك العشرات من الصور امللونة وغير امللونة

387

Page 7: مجلة الموسم 81-82

7

Page 8: مجلة الموسم 81-82

8

صدر حديثا األعداد) 83-84 ( - ) 85-86( - )87088( لسنة 2010تتضمن : اجلزء األول و اجلزء الثاني و اجلزء الثالث من كتاب

) معامل الشام وأعالمها( 1600 صفحة من اإلحباث و الدراسات اهلامة حول تاريخ التشيع يف بالدالشام

ومايزيد على مخسمائة صورة ووثيقة نادرة

Page 9: مجلة الموسم 81-82

9

الدكتور السيد داخل السيد حسن

ســـيرتي ومسيرتي بين

المنابر والمهاجرتجارب ع���م���ر ع����م����ران ل����ي أن وأع�����ي�����ش آخ�������ر ه����ذب����ت����ه ال����ت����ج����اربول�����و

تجربة خمسين شمعة أوقدتها فتوهجت سنوات عمري بين المنابر والمهاجر

Kufa Academy

Page 10: مجلة الموسم 81-82

10

نصف قرن من التجارب والذكريات ألخصها على هذه الصفحات وأختصرها في هذا السجل المفهرس لمسيرة

شاقة خضت غمارها بين المنابر والمهاجر

اإلهداءأفالذ كبدي وقرة عيوني

زهرة وعلي ويوسف والحسن والحسين الذين أرى بعيونهم معنى حياتي، حبي لكم ال يعادله شيء ، هذه عصارة تجاربي وخالصة

مسيرتي عسى أن توحي لكم بأن رحلة الحياة ليست دائما مفروشة بالزهور والرياحين، بل هي رحلة شاقة تكتنفها العقبات والمصاعب التي تحتاج إلى مزيد من الصبر والتضحية واإليمان

الراسخ...)أن ما عند اهلل خير و أبقى(.

والدكم

Page 11: مجلة الموسم 81-82

11

ǬƽǸǮǩƗ ǧǷƍ

مؤرخ المنبر الحسيني ومسيرته

نشأة الخطابة الحسينيةللخطابة الحسينية نهج فريد واسلوب خاص تتميز به عن سائر أنواع الخطابة الدينية السائدة في المجتمعات اإلسالمية، وقد ظهرت وعال شأنها في أواخر القرن األول الهجري بعد عقود من استشهاد اإلمام الحسين سبط رسول اهلل

صلى اهلل عليه وآله وسلم، ثم استمر العمل بها في القرون الالحقة.الموسوعية اإلحاطة واجب من الحسيني الخطيب يلزمه ما إلى وتطورت على التركيز مع العام اإلسالمي التاريخ وبينها اإلسالمية، العلوم بجميع أحوال آل البيت النبوي الطاهر وفي طليعتهم األئمة الهداة سالم اهلل عليهم

أجمعين.ومع توالي هذه القرون استمر عطاء الخطباء بالرغم مما كانوا يعانونه من التضييق واالضطهاد الذي كان يختلف في حدته ووطأته حسب الحاكمين قدرته الحسيني الخطيب أثبت الزمن وبمرور يعاصرونهم، كانوا الذين وهيمنته على نفوس المؤمنين وتوجيههم ووعظهم وإبالغهم بما يستدعيه إمام الوقت ويأمر به مراجع الدين والسيما خالل الحروب واألزمات حيث أثبت الخطيب الحسيني مشاركته الفاعلة بتثقيف الجماهير وإرشادهم وتحركهم ما لمجابهة وتعبأتهم وإرشادهم اإلسالمي المجتمع يواجه ما لمجابهة

يواجه المجتمع اإلسالمي من األزمات السياسية واالجتماعية والفكرية.

خطباء العراقالكبار بما العراق العشرين قامات سامقة من خطباء القرن وقد ظهر في يؤكد عظم و خطورة الدور الذي أداه المنبر الحسيني في خدماته الكبرى للمجتمع العراقي خاصة ويكفي أن نشير في هذا الصدد إلى طالئع أبطال المنبر الذين حظي بهم أبناء الرافدين ممن وعينا على ذكرهم وشهدنا او عاصرنا بعضهم من أمثال الشيخ محمد علي قسام، السيد صالح الحلي،

Page 12: مجلة الموسم 81-82

12

الشيخ محمد علي اليعقوبي، الشيخ أحمد الوائلي، السيد جواد شبر.وأمثال هؤالء من الخطباء المجاهدين الذين تزدحم بهم ساحات المواكب الحسينية في عدد من البلدان العربية و شبه القارة الهندية، وبالد فارس،

وأفغانستان والتيبت، والحجاز، وغيرها من بالد اهلل الواسعة.ثم نشأت بعد ذلك طبقات من الخطباء كان فيهم العالم الخبير المتضلع، باإلضافة إلى مجموعة من الوعاظ الذين ال يرتقون إلى خبرة سابقيهم، وال يركنون إلى علم وثيق يشدون به أزرهم فينفعون وينتفعون ومن هؤالء من كان المصاب بهم عاما ألنك إذا نظرت إلى أعمالهم فإنها ال توافق أقوالهم، وفيهم من يذكرون األخالق ويشيدون بها ويرثون للمفرطين فيها ثم ال تجد أخالقيتهم تشبه كالمهم. هؤالء انقطعت الصلة بين قلوبهم وألسنتهم، وبين الحق وأقوالهم يصيبون الحق أحيانا كما يقولون الباطل ال انتصارا له، ولكن

ألن المقام يقتضيه.

حاجة الخطباء إلى نظام عصريإن هذه المزية غير المحمودة آفة هذا العصر وال خالص منها أن لم تنظم أمور الخطابة والخطباء كما هو حال كافة أصحاب المقامات الروحية الذين يفترض وجودهم إجازتهم من خالل هيئة خبيرة تختار الخطباء فتعينهم بضوابط شرعية وعلمية محددة كما هو حال األزهر الشريف ألن األمر أصبح فوضى بما في ذلك التعدي على مقام العلماء والتزي بزي أهل العلم والدين لمن هب ودب، والخطباء أحرى بالتنظيم لحاجة المجتمع إليهم وارتباطهم

المباشر بالجماهير طيلة أيام السنة.لقد بدأ أمر التبليغ واإلرشاد الديني يفرض أهميته على مجتمعنا بشكل أكبر من ذي قبل منذ نهايات القرن العشرين الماضي، مع هبوب رياح العولمة وتوفر وسائل االتصال وتيسر التكنولوجيا الرقمية المذهلة، وانسجاما مع هذا المفهوم فإن الواجب يقتضينا ترتيب أولوياتنا من داخل مؤسساتنا بنهج

حديث يتماشى مع الواقع الراهن.التي المجاهدة الحسينية الخطابة مؤسسة المؤسسات تلك طليعة وفي لها وكان المتطاولة السنين عبر العظام األعالم من رائعة جمهرة قدمت

Page 13: مجلة الموسم 81-82

13

االنتماء أواصر وتقوية العامة وتوجيه إلرشاد المشكور وجهادها جهودها اإلمامي وال�والء العلوي الفاطمي حتى وصلت األمانة إلى أجيالنا الواعدة

الحالية.الخطباء واإلنصاف

وأنه لمن المؤسف حقا أن يهمل ذكر تلك النخبة المتنورة من خطباء المنبر خدمة أجل من أفكارهم وخالصة حياتهم مهج قدموا الذين الحسيني في إال مواقفهم إلى يشار وال أعمالهم تذكر ال ثم اإلسالمي، المجتمع

القليل النادر.معجم الخطباء

و الرجال كتب بعض في إجمالية بصورة منهم البعض سير ذكرت لقد منهم والمعاصرين الماضين تراجم في الخطباء من عدد وألف التراجم أبطال اهلل ألحد البيبليوغرافية حتى قيض واألرشفة االختصار نحو على المنبر الحسيني أن يقتحم هذا الميدان بقوة وإخالص كبيرين وكرس جزءا هذه سبيل في عزيمته و همته على ومعتمدا وماله وقته باذال حياته من الفكرة التي ناضل من أجلها نضاال مستمرا ال يكل وال يمل حتى حقق أمله المنبر خطباء من المتقدم الرعيل ذلك إلنصاف متتبع باحث كل وأمل الحسيني فقام بكتابة سيرهم و تجاربهم وزودها بكل ما وقع عليه من أخبارهم ونوادرهم وضمنها موسوعته الموسومة )معجم الخطباء( الذي تصل أجزاءه إلى العشرين عددا بما يمثله هذا العمل الطيب من إضافة جديرة بالتقدير

للمكتبة العربية واإلسالمية.داخل السيد حسن

تلك لنا ينجز أن استطاع أتحدث بطل أي عن اللبيب أيها عرفت لعلك المهمة األدبية الباذخة التي أغنتنا في تتبع خطباء المنبر وأعالمه، إنه فخر بعمله هذا الذي قدم السيد حسن داخل السيد األبرز ومؤرخهم الخطباء خدمة لألجيال تذكر فتشكر وأمعن في تحامي الخطأ جهد امكانه ومعرفته

وتتبعه، ومازال على هذا الطريق مواصال عمله المبارك.ولعله كان ظالما لنفسه إذ لم يترجم لشخصه من بين عشرات الخطباء من زمالئه ومجايليه فجاء هذا الجزء من مذكراته المسمى )سيرتي ومسيرتي(

Page 14: مجلة الموسم 81-82

14

النقص وينصف للمعجم ومصنفه بما يبتغيه اإلنصاف وهو ما كنت لسد من كثير عن أغضى أنه أشعر أني ولو طويلة فترة منذ يفعله أن أرجوه الحوادث والتجارب التي أتمنى أن يسجلها في قابل االيام لتكون عبرة لمن أنني سمعت باسمه ألول اعتبر. أما عالقتي بصاحب هذه المذكرات فاذكر المنصرم، القرن السبعينيات من أوائل الكوفة، في مرة في بعض مجالس وبعدها بسنوات قليلة متعنا بذكره العالمة الخطيب جواد شبر حينما دعانا لوليمة غداء بمدرسته الشبرية في النجف األشرف ومعنا جمع من الفضالء، السيد داخل في قضية طريفة دلت على نباهته وذكائه وهو ما وجرى ذكر السيد بها السيد جواد شبر فجاشت قريحته بقصيدة يمدح ألهب مشاعر داخل وذكر خاللها تفاصيل تلك الواقعة الطريفة، وهو ما جعلنا نتطلع إلى مزيد من التعرف عليه وقد تحققت تلك الرغبة في اول الثمانينات من القرن والصداقة األخوة بيننا وتواشجت داخل بالسيد وتوثقت عالقتنا العشرين وكنا معا ضمن أجواء رائعة عشناها في دمشق مع ثلة من أعالم الفكر الذين سبقونا إلى عالم الخلود من أمثال: الدكتور السيد مصطفى جمال الدين، والشيخ محمد جواد السهالني، والسيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب، و الدكتور الشيخ أحمد الوائلي و الشيخ محمد جواد الدجيلي. بالرغم مما كان يكتنف تلك األيام من القلق والترقب والشعور بالغربة والتطلع إلى الوطن أشبه كانت بيوتنا فإن واالستبداد الظلم عليه وهيمن الحرب مزقته الذي بالنوادي األدبية لما يطرح فيها من قضايا الفكر و نوادر األدب والشعر، وكان لكل واحد ممن ذكرت اهتماماته الخاصة، فمنهم من انصرف لجمع ديوان شعره وإتمام بعض بحوثه ودراساته، وآخر اهتم بإنجاز كتبه ومشاريعه األدبية أو التراثية أو التحقيقية أو اإلعالمية فلم تكن تلك الندوات واللقاءات قتال المبدعون انصرف هكذا و الدؤوب المستمر والعمل لالستفادة بل للوقت بالمئات إلثبات وجودهم من العراقيون في المهجر السوري وكان عددهم الذين اخواننا عن عدا والثقافي والفني واألدبي العلمي نتاجهم خالل

انصرفوا للعمل السياسي والحزبي.بعض أعدادها احتوت التي »الموسم« أنشر كنت األيام تلك خضم وفي

Page 15: مجلة الموسم 81-82

15

نتاج تلك األيام لكثرة ممن سكن دمشق أو مر بها، وكان من بينهم العالمة الجليل داخل السيد حسن، وقد اشتدت به العزيمة إلنجاز كتابه الرائع »من موسوعة لتدوين كليا انصرف ثم المتعددة بأجزائه الخطيب« يحضره ال

»معجم الخطباء« فمن يكون صاحب هذا المعجم؟نسبه ونشأته

هو السيد داخل بن السيد حسن بن السيد داخل بن محمد بن عبد اهلل بن علي بن بطي بن ذهب، ينتمي إلى أسرة من سادات الفرات األوسط تعرف بالسادة آل محمود، ويرجع نسبهم إلى المولى إبراهيم المجاب ابن اإلمام

موسى الكاظم عليه السالم.وبعد ودرس في مدينته الخضر سنة 1952م بمدينة السوق ولد في محلة إلى فهاجر الدينية للدراسة اتجه 1967م سنة المتوسطة الدراسة انهائه النجف األشرف منتسبا إلى الدورة الدينية التي أشرف عليها مرجع عصره اإلمام السيد محسن الحكيم بمسجد الهندي وكان من زمالئه في الدراسة آنئذ الخطيب السيد عامر الحلو،و األستاذ علي الشيخ أحمد البهادلي، وبعد نحو سنة اتصل بالسيد جواد شبر وصحبه للخطابة في الكويت وحينما رجعا من هناك خصص له السيد الجواد غرفة في المدرسة الشبرية وبقي السيد وكان والقراءة، للخطابة اهتمامه موجها الدينية لدراسته مواصال داخل اهتمامه بهذا األمر مبكرا إذ أنه ارتقى المنبر وقرأ المقدمة أمام السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب وعمره لم يتجاوز الخامسة عشرة، ومما شجعه على سلوك هذا الطريق أن والده السيد حسن))1( (كان يمارس الخطابة في المناسبات بالرغم من أنه كان يمتهن تجارة الخضراوات والفواكه وهكذا نشأ

محبا لمهنة الخطابة الشريفة.الشيخ إلى باإلضافة المنبر أعالم ذكرت من وتعلمه مع من بدايته وكانت أحمد الوائلي والشيخ مجيد الصميري والشيخ جعفر الهاللي والسيد جابر أسد حيدر الشيخ العالمة للمؤرخ من مالزمته كثيرا واستفاد الريحة، أبو الشيخ أن كما والده خال حيدر أسد فالشيخ خؤولة، به تربطه كان الذي

1 - تزوج والده ثالث نساء، أجنب من األولى: فالح وصالح اللذان عاشا يف البصرة وتوفيا فيها، ومن الثانية السيدان داخل وجبار والسيد جبار السيد حسن شاعر مبدع بطريقتي القريض العمودي واللهجة العراقية احملكية وقد امتهن اخلياطة شطرا من حياته وهو

اآلن يسكن هولندا، أما السيدة الثالثة فقد أجنبت للسيد حسن منها : السيدان كوثر وتيسير وأختهما وما يزالون يعيشون يف العراق. تزوج السيد داخل من سيدة شامية أجنبت له أوالده: حسن وحسني ويوسف وعلي و زهراء.

Page 16: مجلة الموسم 81-82

16

طالب حيدر كان زوجا لعمته، وقد أثمرت عالقته بخاله في توجيهه وزيادة معرفته بالمراجع والمصادر والتاريخية التي يستقي منها الخطيب معلوماته وتحليالته لألحداث، واستمرت عالقتهما سنين وكان الشيخ أسد حيدر يدرسه النحو ويملي عليه بعض كتاباته ومنها كتاب )مع الحسين في نهضته( والجزء

السابع من كتابه )اإلمام الصادق والمذاهب األربعة(.دراسته

تزيا بالزي الديني على يد اإلمام الحكيم في مسجد الكوفة المعظم وقد أمر له اإلمام الحكيم بكسوة بتحويل على الحاج عبد الحسين القاموسي، وابتدأ بدراسة األلفية في مدرسة القوام على الشيخ حبيب الطرفي والمنطق على الشيخ عبد العالي المظفر، والفقه واألصول على الشيخ محسن الجصاني، وتلقى دروسا في التفسير على يد الشيخ محمد مهدي اآلصفي في جامع

الجواهري.عبد والشيخ العيداني، الواحد عبد الشيخ الفترة: تلك في وممن صحبه الزهرة التميمي البصري، والشهيد الشيخ عدنان الجباري، والشهيد السيد عبد الرزاق القاموسي، والشيخ حسين الفقيه، والشيخ عبد األمير أبو الطابوق،

والسيد عامر الحلو، والسيد حسن الكشميري، والسيد عالء المرعبي.

مجالسهبعد أن اشتد عوده وتوسعت مداركه، توجه للقراءة الحسينية وقرأ في كثير الخضر، في: قرأ العراق ففي وخارجه، العراق داخل والبقاع األمكنة من العزيزية، بلد روز، الناصرية، سوق الشيوخ، المجر الكبير، البصرة، النجف، الكوفة، وفي خارج العراق قرأ في: الكويت، دبي، الشارقة، أبو ظبي، األحساء، القطيف، دمشق، لبنان، مشيغان )ديترويت(، ليدز، مانشستر�، برمنكهام، أسن

)هولندا( والدانمارك والسويد، والنرويج,.اليوم بمدينة )كالسكو( المتحدة وهو المملكة نهائية في أقام بصورة وقد ومنها ينطلق لقراءة مجالسه في داخل بريطانيا وخارجها.ويعد اليوم احد

اهم الخطباء المرموقين في االوساط العربية.مؤلفاته المطبوعة

Page 17: مجلة الموسم 81-82

17

1 � من ال يحضره الخطيب )4 مجلدات(.2 � معجم الخطباء )موسوعة ضخمة صدر منها 12 مجلدا(.

3 � أدب المنبر الحسيني في األدب الشعبي.4 � حسينيات الكويت )منائر ومنابر(.

هذا باختصار موجز من حياة نابغة المنبر الحسيني ومؤرخه السيد داخل السيد حسن، أما تفاصيلها فإن هذا السفر الذي بين يديك »سيرتي ومسيرتي السيد فيه أمعن وقد بها كفيل اختصاره وهوعلى والمهاجر« المنابر بين داخل في حسن التخريج لتسهيل الوصول إلى صلب الموضوع وأضاف له من

أرشيفه الغني ما يعطي صورة صادقة لحياته وسيرته.

وأخيرا ...

أي أبا الحسن:وإخالصه وصدقه الشجاعة بمواقفه المنبر له شهد خطيب مسيرة فهذه في سبيل المبدأ والعقيدة وخدمة سيد الشهداء وأتمنى أن تكون الحوادث التي سطرها في محل العبرة كما أنها موضع متعة وفائدة عدا عن كونها وثيقة تاريخية تستوجب الشكر لمؤلفها، فسالم على أبي الحسن وعلى رؤوس

المنبر التي تطأطئ للحق وتتعالى على الباطل.وأجار اهلل كال صديقه وعدوه من يراعه الذرب ولسانه الجبار.

اود بيرالند

ودمت ألخيك..

المملكة الهولندية

Page 18: مجلة الموسم 81-82

18

معاناتي ت���ح���ك���ي ص����ورت����ي م��ا ذق���ت ف��ي غ��رب��ت��ي ط��ع��م المسراتم����الم����ح عمري وانقضى غريبا الليالي وس����ائ����ق ال����م����وت ي���ح���دو رائ����ح����ا آتيعشت أذك����ت ج��م��ر مأساتي ف��أس��أل ع��ي��ون��ي ع��ن األي����ام م��ا فعلت ال���ج���وان���ح ب��ي��ن

ف����س����وف ت��ن��ب��ي��ك أح�����زان�����ي وآه����ات����يث���م أس����أل ال��ش��ي��ب ع��م��ن ك����ان أشعله لمعتبر درس ص������ورت������ي السماواتوه����������ذه رب س���وى ي��ب��ق��ى ل��ي��س أن

داخل السيد حسن

Page 19: مجلة الموسم 81-82

19

بسم اهلل الرحمن الرحيم

السيرة الذاتيةقلمي يطاوعني ال الشخصية ترجمتي وكتابة الذاتية سيرتي تدوين في القاصر وال يسعفني فكري المتردد الحائر في الكتابة عن نفسي والتعريف بهويتي وال بد إني أتستر على الكثير من عيوبي وأدون ما شئت من أنانيتي والمع نواقصي وقصوري فمن الصعب أن يكون اإلنسان محايدا أمام نفسه وموضوعيا أمام نزواته وأهوائه وال أريد أن افتعل مؤشرات التواضع أو أتصنع مقومات الزهد فأدعي عدم المباالة بالمظاهر واأللقاب التي يغدقها بعض أستحق ال أني اهلل ويعلم نفس وطيب وطهارة ضمير ظن بحسن األحبة كل هذا التكريم وهذه الحفاوة إال أنه الحسين عليه السالم وسحره وشرف خدمته وأوسمته التي يوسم بها خدامه بغير حساب فلي الشرف كل الشرف

أن أفتخر بلقب خادم الحسين دون التبجح بأية نعوت وصفات أخرى. سيرتك تدون لم لماذا وإخالصهم بصدقهم أثق ممن الكثير تساءل لقد ضمن أسماء موسوعتك))معجم الخطباء((إلى جانب زمالئك ورفقاء دربك الكتاب ال يفي تعريف عنك سوى هامش مختصر على غالف فال يوجد بالغرض فأقول: عند كتابتي لترجمة الشيخ حيدر المرجاني مؤلف خطباء

المنبر الحسيني افتتحتها بالبيت اآلتي:تكتبه ب����ال����ت����اري����خ ت���ل���ه���ج مكتوباالزل���������ت ب���ال���ت���اري���خ رأي�����ن�����اك ح���ت���ى

وال بد لي من االعتراف أني ال استسيغ الكتابة عن نفسي وعسى أن يأتي الطلب تزايد وقد ، المتواضعة حياتي ترجمة ويكتب ويتطوع يتبرع من وتكرر اإللحاح من قبل بعض ذوى الفضل فكتبت لقطات نشرت في مجلة بدمشق. السالم عليها زينب السيدة دار عن تصدر التي الحسيني المنبر كتابه خطباء في ترجمة مختصرة قبل من المرجاني المرحوم كتب وقد المنبر الجزء الثالث وفي طبعته الجديدة الجزء الثاني، كما نشر األستاذ الصحفي الكويتي الحاج علي المهدي ترجمة على صفحات مجلة المواقف البحرينية وكتب األستاذ الفاضل الشيخ نور الدين الشاهرودي ترجمة في كتابه الحسين والحسينيون وترجمة مختصرة في موسوعة النجف األشرف

Page 20: مجلة الموسم 81-82

20

للحاج الدجيلي وغير ذلك مما ال يحضرني اآلن حتى وقع بين يدي كتاب أصدره السيد عامر الحلو تحت عنوان أوراق وذكريات في ديار الغربة يتحدث فيه عن ذكرياته ومؤسساته ومشاريعه ومؤلفاته ومراسالته وأسفاره وأشعاره وأصدقائه ومعارفه ثم استشهاده بمن دونوا سيرهم من األعالم ولإلنصاف تراجمهم كتبوا لمن وإحصائية لقائمة عرضه في جهدا وبذل أبدع فإنه

بأقالمهم فحفزني إلى الكتابة في هذا الموضوع.على ضفاف الفرات العذب، وعلى تربة العراق األبي كانت والدتي عام 1952 م. وفي مدينة الخضر من محافظة المثنى )السماوة( وتدرجت في بواكير حياتي وأوائل طفولتي في بيت تتجاوب جدرانه وتهتف حيطانه مترنمة بذكر سيد الشهداء عليه السالم فكل أسرتنا نساءا ورجاال يتشرفون بهذه الخدمة المباركة , فنشأت وفي كل مسامة من مسامات جسمي وكل خفقة من خفقات قلبي أنشودة الحسين أترنم بذكره وأتنفس محبته ووالئه المطلق من عبير أبي و أمي واشذاء بيتي و بيئتي و قصائد أهلي وترانيم جدتي , فإذا هل المحرم و مرفرفة خفاقة الحسين أعالم ارتفعت و الشعر بيتنا سرادق في نصبت اكتسى البيت بأبراد السواد و تجلببت المدينة جلباب الحزن و األسى و قرعت انعقدت و الزناجيل صنوج ودقت المشق أبواق و صدحت المواكب طبول مجالس عاشوراء النسوية والرجالية, شيبا و شبانا و كنت أتسلل ظهيرة كل يوم _قبيل عاشوراء _في حمارة القيظ إلى غرفة مهجورة في بيتنا الكبير حامال مطرقة و منشارا و مسامير منتحال شخصية النجار الماهر فابتدا بتفكيك صناديق التفاح و استخراج أخشابها و صقلها و إعدادها ألصنع منها منبرا أقوى و أجمل من أحداج اإلبل ثم أجمع أطفال الحي لنطوف في أزقة المدينة و حاراتها رافعين األعالم السوداء و الرايات الخضراء فاتحين أبواب التبرع من الحسينيين لدعم مأتم األطفال الخاص في مديتنا الصغيرة ,فإذا أمسى المساء تجمهر األطفال بعفويتهم و براءتهم و محبتهم الفطرية أمام بيتنا في مأتم للعزاء و نصب ذلك المنبر المصنوع من صناديق الخشب ثم نتبارى على صعوده ونتنافس على القراءة عليه أنا و بعض األطفال الذين

تساعدهم حناجرهم على أداء القصائد و اللطميات .مكبرة عبر صوتي انطلق العمر عقود من األول العقد تخطيت إذا حتى الصوت في موكب الزنجيل الرسمي في المدينة مساعدا ألبي و منشدا نيابة

Page 21: مجلة الموسم 81-82

21

عنه القصائد الحزينة و اإلشعار الشجية المناسبة و قد تلقيت من الدعم و التشجيع ما شكل لي أساسا للمواصلة و االستمرار بفخر و اعتزاز حتى إذا تناصف العقد الثاني رقيت المنبر الحسيني بمناسبة ذكرى شهادة اإلمام الرئيسي بمدينة العام الحسن عليه السالم بمجلس الخياطين في الشارع الخضر مع المرحوم السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب وقرأت قصيدة في رثاء اإلمام الحسن عليه السالم وقد شجعني كثيرا ومنحني دينارا عراقيا قرأ ربما الخطيب أن حيث كبيرة جدا يومئذ الشرائية قوته وكانت واحدا يمثل الدينار أن ليتضح ذلك من أقل أو فلسا بخمسين حسينيا مجلسا مبلغا ال يستهان به عند أمثالي من المبتدئين كما دعمني أحد التجار من أرحامنا بدينار آخر تشجيعا منه و تثبيتا ألساس المسيرة الحسينية وبداية

انطالقها. وفي هذه األجواء كانت تراودني فكرة االنخراط في صفوف الحوزة العلمية المباركة في النجف اإلشرف، وتم ذلك مابين 1967م �1968م. انتسبت للحوزة المذكورة وصحبني الخال المحقق الباحث الشيخ أسد حيدر إلى بيت مرجع الديني الزي لي ليبارك ثراه الحكيم طاب السيد محسن األعلى الطائفة المعتادة لطالب الكسوة بهدية هي أمر لي وقد الشريفة العمامة واعتمار العلوم الدينية بعنوان التبرك من سماحته، ثم اختار لي الشيخ األسد بعض بينهم من أتذكر الحوزوية المناهج أوليات طريقهم عن ألتلقى األساتذة األستاذ الشيخ عبد الواحد العيداني والشيخ عبد الزهرة التميمي ثم سرعان مقرها)الجامع كان والتي الحكيم لإلمام الدينية الدورة إلى انتسبت ما الهندي( الشهير ولكن في إحدى الغرف التي اتخذت فيما بعد مقبرة للمرحوم السيد سعيد الحكيم فكانت الدورة األولى في الطابق األول والدورة الثانية في الطابق الثاني والثالثة في مسجد عمران بباب الطوسي قبل أن تنتقل إلى مبناها الجديد في شارع الرسول صلى اهلل عليه و آله وسلم وكان من األساتذة فيها المرحوم السيد كاظم الحكيم في درس الفقه ومن النوادر التي أتذكرها مع األستاذ الحكيم أن الدرس كان في كتاب الطهارة وجاءت بإثناء الدرس مفردة األحليل فلم أعرف معناها فقلت في نفسي لماذا الصمت وعدم السؤال فرفعت صوتي أمام الطالب الحاضرين موجها سؤالي للسيد األستاذ: سيدنا ما المقصود من االحليل، فتبسم رحمه اهلل وقال لي ستعرفه عندما

Page 22: مجلة الموسم 81-82

22

معناها عرفت كبرت فعندما نبوءته في األستاذ السيد .وفعال صدق تكبر جيدا ثم وجدت أن الشعراء تترنم بذكره ومن ذلك قول بعضهم :

جانبي إل���������ى وه���������ي أن�����س�����ه�����ا ت�����ع�����ب�����ث ف���������ي ح������������ل س������راوي������ل������يل�������م منتهى ي�������ا ت����ع����ن����ي����ن وم���������ا س�������ؤل�������ي وي�����������ا غ�������اي�������ة م�����أم�����ول�����يق�����ل�����ت بيننا ال����ح����ي����ا زال وق��������د ي��������ا ع����������م إح�����ل�����ي�����ل�����ك ي�����ح�����ل�����و ليق�����ال�����ت

المنهاج كتاب في الكوراني علي الشيخ المذكورة الدورة في األساتذة ومن درس في الصدر حسين السيد هو الثالث واألستاذ واإلعراب القواعد في

النصوص .ثم تلقيت دروسا في النحو والفقه والمنطق واألصول على كل من االستاذ الشيخ حبيب الطرفي في ألفية ابن عقيل واألستاذ الشيخ عبد العالي المظفر في كتاب المنطق واألستاذ الشيخ محسن الجصاني في الفقه واألصول بكتابي على الدراسة أوليات بعض تلقيت كما االصول ومعالم الدمشقية اللمعة المرحوم الشيخ أسد حيدر وبعد االنتهاء من الدرس كنت أكتب له ما يملي علي من مؤلفاته سواء الجزء األخير من )اإلمام الصادق والمذاهب األربعة( أو كتاب )مع الحسين في نهضته( أو )كتاب الجريمة بين الشرع والقانون( وكذلك استفدت في بعض الدروس من األستاذ الفاضل العالمة الشيخ محمد حسن عليوي صاحب كتاب )هكذا تحدث أبو تراب ( وحضرت بعض دروس التفسير على الشيخ محمد مهدي اآلصفي في مسجد الجواهري ، ثم انتسبت للدورة الطوسي الشيخ في جامع الصيمري الشيخ مجيد أسسها التي الخطابية المنبر أساطين من كوكبة مع مقدماته وقرأت المنبري التعليم وتلقيت الحسيني منهم المرحوم السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب والمرحوم السيد جواد شبر والمرحوم الشيخ أحمد الوائلي والمرحوم السيد جابر أبو الريحة واألستاذ الشيخ مجيد الصيمري والشيخ جعفر الهاللي وغيرهم من

أعالم المنبر وأساتذة الخطابة .

Page 23: مجلة الموسم 81-82

23

من المنبرية مسيرتي وانطلقت مجالس العراق ومآتمه الحسينية ومسقط مدينتي من ابتداءا النجف مجالس ثم رأسي والناصرية والكوفة االشرف الكبير والمجر الشيوخ وسوق مدينة في ديالي ومحافظة في وقرأت وبلدروز العزيزية البروم أم ساحة في البصرة مع عاما جماهيريا مجلسا في وقرأت الصيمري األستاذ النجف، في الخطباء مجلس موظفي مجلس في قرأت كما بجامع الرافدين مصرف الوائلي األستاذ مع الجزائري رحمه اهلل وبعد مرحلة التأسيس مرافقة في الفرصة لي أتيحت األستاذ السيد جواد شبر إلى الكويت عام 1969م و قرأت معه مجلسين من القديمة الجعفرية الحسينية في أحدهما المهمة الرئيسية المجالس واآلخر في حسينية الزهراء بالمنصورية وفي السنة الثانية قرأت في حسينية الحاج ناصر الرس بمنطقة الدعية مع الخطيب السيد مهدي الهنداوي ثم عند متتالية سنوات لثمان مجالسها في وقرأت البحرين إلى انتقلت المرحوم السيد مجيد السيد محمد الماجد في باربار وعند أوالد المرحوم الحاج موسى العالي في بالد القديم وعند المرحوم الحاج جاسم السكران في المحرق،كما قرأت في القطيف في حسينية الحاج مهدي سليس وعند الحاج إبراهيم في تاروت وعند الحاج علي بن عبد اهلل في السنابس ثم عدت إلى الكويت والتزمت مجلس سيد عمران الموسوي ومجلس الحاج يوسف الشمالي ألربعة عشر عاما متواصلة ابتداء من أول محرم وإلى نهاية شهر موسم من ألكثر الخزعلية الحسينية في قرأت ثم عام, كل من صفر

Page 24: مجلة الموسم 81-82

24

ومناسبة وخصوصا بعد انتهاء العشرة األولى التي يقرأها األستاذ الوائلي المجالس و األربش حسينية في وقرأت صفر نهاية حتى بعده من وأبدأ الدورية التي تعقد في بيوتهم ألكثر من خمس سنوات وقرأت في الحسينية البوحمد حسينية و ياسين آل وحسينية العباسية والحسينية الجعفرية للشيخ المرتضى وحسينية الصالح علي للشيخ المؤمنين أمير وحسينية العمرية بمنطقة علي اإلمام ومسجد الفردان وحسينية شعبان هاني الحاج المرحوم في حياة مناسبات مختلفة في )الهزيم( األئمة وحسينية الصليبيخات الهاشمية في منطقة الحسينية الهزيم, كما قرأت في عباس األربعين مجالس الكربالئية خصوصا األعظم الرسول وقرأت في حسينية ومجالس شهري رجب وشعبان ومناسباتها السنوية وديوان اإلمام الشيرازي والحسينية المهنا حسينية مجلس و )الرشيد( عقيل بن مسلم وحسينية الشيخ وحسينية الموسوي علي السيد وحسينية خلف( )السيد الهاشمية المجالس في وخصوصا األسماء تحضرني ال ممن ذلك وغير األوحد الدورية الكثيرة التي تعقد في صاالت وحسينيات وبيوت المؤمنين الموالين كمجلس السيد علي العلوي والحاج فالح أبو فيصل والحاج ماضي الفيروز مجداد أبو يحيى والحاج العسكر عامر الحاج و الحداد حمود والحاج الحاج الشماع ومجلس السيد جاسم و مجلس الكرام الفيلي آل ومجلس وأخص الصفار آل القضيبي ومجلس الحاج محمد و مجلس علي خاجة منهم المرحوم الحاج حسن بمنطقة الدسمة والمرحوم الحاج جواد والحاج فاضل الحاج والمرحوم بنيدالقار بمنطقة القديم بيتهم في الهادي عبد ومجلس السقاي جاسم الحاج ومجلس متعددة لسنوات الدعية بمنطقة الحاج علي الصراف بمنطقة العديلية ومجلس آل االمير في كيفان وكذلك الرميثية في البغلي جواد الحاج ومجلس العديلية في االمير مجلس دولة في قرأت ثم جمعة محمد الدكتور للشيخ الكاظم اإلمام ومجلس لدولة الصدامي االجتياح فترة في وخصوصا المتحدة العربية اإلمارات الكويت فقد قرأت في أبو ظبي في مجلس الحاج علي الصايغ وفي دبي في مأتم العدواني ومأتم الحاج حسن اللوز وفي الشارقة في حسينية الزهراء وقرأت في عمان بمدينة مطرح في مآتمها المسورة والجامع الكبير. ومسجد

الوادي للمرحوم الحاج موسى عبد اللطيف.

Page 25: مجلة الموسم 81-82

25

المركز في األمريكية المتحدة بالواليات ميشغن والية إلى انتقلت ثم لندن مجالس في المتحدة المملكة في وقرأت كربالء ومركز اإلسالمي كمجلس موكب النجف االشرف في مؤسسة اإلمام الخوئي ومجلس مؤسسة أهل البيت بأشراف السيد محمد بحر العلوم ومجلس آل البالغي ومجلس حسين للسيد اإلسالمي المعهد ومجلس )ميدافل( في اإلسالمي المركز محمد السيد العام وأمينها العالمية البيت أهل رابطة ومجلس الصدر الموسوي ومجلس مجمع السيد الكلبايكاني بإشراف الشيخ العالمي ومجلس مؤسسة اإلمام علي عليه السالم ومركز االرتباط بسماحة السيد السيستاني وقرأت في ليدز ومانشستر وكالسكو وبرمنكهام0وغيرها من المدن البريطانية ودعيت إلحياء مناسبات شهر رمضان وذكرى الصديقة الزهراء وغيرها في السويد والدنمارك والنرويج وغيرها من الدول األوروبية واالسكندنافية وبعد هذه الرحلة الشاقة والغربة والتجوال والسفر والتشتت أسأل اهلل أن يجعل

أعمالنا خالصة لوجه الكريم وان يعفو عن الكثير من هفواتنا وتقصيرنا وآن لنا أن ننيخ الركاب لالستراحة وأن نخلد لمراجعة النفس ومحاسبتها وأتمنى أن أعود إلى الوطن األم الذي عشت في خارجه أكثر مما عشت فيه وأسأل اهلل أن يعم األمن واألمان بلد المقدسات والحضارة وأن أجاور أمير المؤمنين وأبا عبد اهلل الحسين عليهما

السالم في الدنيا واآلخرة .

بين المنابر والمهاجر

العمر رحلة في مضت عاما ه���ذه خالصت�ها درس لمعت�برخمسون براح�لتي اف����ا ال��م��ه��اج�����ر ط����و والسف�رب�����ي��ن التط�واف م��ن تع�بت حتى إن الح�سين بها ع�����زي ومفتخريأم���ا ال��م�����ن��اب��ر ف��خ��ر ف���ي مسيرت�هاالحياة مض�ى ف��ي ق��رن نصف بين المنابر والمن�فى وذا قدريوه��ك��ذا

خمسين وقلبت والمهاجر، المنابر بين ضياؤها توهج شمعة خمسون تحمل التي تجربتي فلخصت الحياة وأرشيف العمر صفحة من صفحات على عاتقها نصف قرن محملة بالعظات والعبر ومثقلة بأبلغ الدروس بعد خوض هذا المعترك بانتصاراته وهزائمه، ومسراته وأحزانه، وحالوته ومرارته

Page 26: مجلة الموسم 81-82

26

وخيره وشره وبعد تدوين السيرة الذاتية أسجل تجربة االغتراب وما احتوته من أعمال ونشاطات وعالقات ورحالت وأسفار في مختلف األقطار واألمصار في شرق األرض وغربها وكأنني )موكل بفضاء اهلل أذرعه( وما تضمنته هذه الرحالت من شرف حمل رسالة الحسين عليه السالم عبر المنابر في المهاجر

والمجالس في المنافي وديار الهجرة. هجرت الديار واكتويت بنار الغربة مبكرا وتجرعت كؤوسها المرة منذ عهود الصبا وزهرة الحياة وعنفوان العمر، فقد تركت مسقط رأسي في أول رحلة اغتراب داخلية إلى مركز الدراسات الحوزوية في النجف األشرف في منتصف العقد الثاني وعشت وحيدا غريبا مع زمالء الدراسة في المدارس الدينية وأنا ابن خمسة عشر ربيعا ال أعرف من الحياة شيئا سوى الحماس في طلب شرف وحالفني المقدسة: المؤسسة لهذه االنتساب في واإلستماتة العلم االنتساب كصفحة بيضاء وملف ناصع ليس فيه سوى البراءة وصفاء النية وسالمة الهدف. ثم بدأت الحياة تنقش في هذه الصحائف البيضاء ما تشاء نار هادئة الحياة على اإلنسان طريقه في مطبخ وتجارب ويشق من خبرة نحو مساراتها ورسم أقدامها ووضع وتأسيسها وبناءها الشخصية لنضوج

التقدم و التكامل. وتحضرني بهذه المناسبة نادرة يتناقلها الظرفاء من رجال الحوزة ملخصها أن شابا في مقتبل العمر على محياه مالمح الوداعة والبراءة جاء ليلتحق والدم الظل الخفيفي األساتذة أحد فسأله الدينية العلوم طلبة بصفوف المتمرسين الذين عركتهم الحياة وحنكتهم التجارب، لماذا جئت إلى الحوزة في النجف؟ قال: ألكون طالب علم فقال له: إنك تحتاج إلى عشرين عاما

حتى تكون حمارا بعدها نفكر في قبولك طالب العلم !!! وهذا يعني أن طلب العلم وحده ال يكفي إذا افتقر إلى اللوذعية والفطنة والتعبير األسلوب في قسوة تشكل الكلمات هذه أن شك وال والنباهة، والمفاجئة لطالب مستجد وتلميذ بسيط في أوائل حياته الدراسية وبواكير اعتاد عليها التي الالذعة والنكتة النجفي الظرف ولكنه الحوزوي انتمائه

المجتمع النجفي ولو على أنفسهم. وما هي إال سنوات قصار في بداية المشوار حتى صب العفالقة غضبهم وأحقادهم على الحوزة ورجالها وأساتذتها وطلبتها وأشعلوا حروبهم وشنوا غاراتهم لتصفية أعالم الحوزة ومحاربة أقطابها وانتهاك حرماتها وتحطيم إلى مؤسسة تحويلها ومحاولة استقاللها ومحاربة وجودها وتدمير كيانها تابعة لدوائرهم بطريق وبآخر فبدأوا بحملة التسفيرات في مطلع السبعينات والحال بالدهم إلى يرحلوا أن يجب إيرانية أصول من هؤالء أن بحجة أن النجف األشرف هي عاصمة العلم ومركز الثقافة والدراسات اإلسالمية

Page 27: مجلة الموسم 81-82

27

والحوزوية منذ ألف عام يوم هاجر الشيخ الطوسي إليها، من بغداد وأسس مختلف من العلوم طالب قبلة فأصبحت حوزتها في العلمية الحركة

الحسينيات والقوميات في مشارق األرض ومغاربها.

الرعب أجواء نشروا ثم وحاالت الذعر والهلع حتى بلغ بطشهم وإرهابهم ذروته المرجعية باصطدامهم مع الشهيد وإتهامهم العليا مهدي السيد السعيد عليه اهلل رضوان الحكيم التهم وأكثرها صلفا بأقبح ووقاحة وهي تهمة التجسس ولعل من الطريف هنا أن أذكر أنني التقيت مع وإن السيد مهدي التجسس عن تهمة نفي في وحاججته األشخاص أحد هذا تلفيق واتهام باطل والهدف منه الكيان المرجعي فقال لي ذلك الغبي المغفل إذا لم يكن السيد مهدي جاسوسا فكيف أذاعوا هذا الخبر بالراديو!! فلطمت على وجهي وقلت لنفسي إنما أتحدث مع بهيمة يتصور أن المتحدث

في الراديو هو جبرئيل األمين وكالمه وحي من السماء!!الحركة طالئع من الهدى قبضة بإعدام الدموي تاريخهم افتتحوا ثم اإلسالمية المجاهدة، واستمرت المواجهات المصيرية والمالحقات الهستيرية وخطباء علماء من رسالته وحملة ورموزه الدين على الشعواء والحروب وأساتذة ودكاترة وشباب رسالي مثقف، فقد امتألت بهم السجون وغصت بهم الزنازين والمعتقالت وتوالت األحداث وتتابعت المحن وأصبح االعتقال والزج في دهاليز الحبوس على الظنة والتهمة وهم يبتكرون األساليب الشيطانية ويتفننون في الوسائل الجهنمية لمطاردة الناس ومالحقة األبرياء بمختلف الواهية لالنقضاض على التحججات والتخرصات الذرائع والحيل وأشكال

فرائسهم وضحاياهم.من زمالئي كبقية ومالحق إني مستهدف الكاملة القناعة لدي وتكونت

خالل المؤشرات اآلتية: زيارتي لبعض المعتقلين من شخصيات الحركة

Page 28: مجلة الموسم 81-82

28

مع أخيه السيد صالح

Page 29: مجلة الموسم 81-82

29

متقدما إحدى المسيرات الدينية

األول من يسار الصورة ضمن الفريق التمثيلي لواقعة الطف ) الشبيه(

Page 30: مجلة الموسم 81-82

30

الشيخ مجيد األستاذ أمثال الفضيلية أو أبي غريب اإلسالمية في سجون الصيمري، والسيد جابر أبو الريحة وكان معي في تلك الزيارة على ما أتذكر األوضاع أن هنا تذكر التي الطرائف ومن الملحم، السيد طاهر الخطيب كانت في بداياتها فيها شيء من المنطق وزيارة السجناء في أوقات محددة كان شيئا اعتياديا ولذا توافد أصدقاء الشيخ مجيد على زيارته في السجن إال الشيخ يوسف الدكسن امتنع عن هذه الزيارة مبالغة في الخوف والحذر، ثم أعدموا الشيخ عارف البصري وصحبة األبرار. وشاءت إرادة اهلل أن يفرج عن الشيخ مجيد فالتقى به الشيخ يوسف ذات يوم بشكل مفاجئ بمنطقة الجمهورية بالبصرة وأصبح أمامه وجها لوجه فماذا عسى أن يقول وبأي عذر يعتذر إليه لعدم زيارته فلم يجد إال أن قال له كنت أتصور أنهم يعدمونك معهم فقلت لنفسي ال أراك وال تراني!!! وهذا هو العذر الذي أقبح من الفعل وما أشبه هذا الموقف الظريف بتلك العجوز التي ذهبت لعيادة أحد أقربائها المسجى على فراش المرض وعند خروجها قالت له ولدي أنا ألطم عليك مقدما فال طاقة لي للرجوع مرة ثانية. أو ذلك الذي قال ألوالد المريض

عند خروجه من عيادته انتبهوا إذا مات فأخبروني !!والنشطاء اإلسالمي التحرك رموز من الكثير مع وعالقاتي صداقاتي اإلسالميين أمثال الشهيد الشيخ خزعل السوداني رحمه اهلل وكانت تربطني الرسول األعظم )ص( وهو السكن معه في مدرسة مودة وميانة من خالل الفندق الذي استأجره السيد محسن الحكيم قدس سره لسكن طالب العلوم الدينية لما ضاقت بهم المدارس، واإللتزام معه في صالة الجماعة بأمامة المراجع الكبار في مواظبة شبه يومية نخرج قبيل الغروب من السكن آخر شارع الرسول إلى الصحن المطهر فيسألني رحمه اهلل ماذا تحب هذا اليوم السيد أو خلف الحكيم اإلمام تصلي خلف يقصد وهو تتخوأ؟ أو تتحكم الخوئي. وبعد ذلك مثل المرجعية الدينية في الكريعات ببغداد وزرته هناك ودعاني إلى تناول طعام الغداء في بيته وهذه األمور قد تبدو بسيطة لمن رائحة منه يشم على من العفالقة واستكالب وظروفها. أجواءها يعش لم النشاط الديني المسمى بعرفهم النشاط الرجعي واالتصال بهكذا أشخاص

يعني دفع الثمن الباهظ.تربطنا التي المؤمنة الصفوة تلك أفراد من واحدا يمثل خزعل والشيخ

Page 31: مجلة الموسم 81-82

31

معهم صداقة وزمالة ومن بينهم الشهيد المرحوم إماما كان الذي العقار الجبار عبد الشيخ ناظم الشيخ وأخيه ببغداد السالم بمدينة عبد والسيد الياسري الرحيم عبد والسيد وغير األسدي غالي والشيخ الشوكي المنعم وقد نمضي الطويلة األسماء قائمة هؤالء من الشهيد بإمامة الجماعة صالة لتأدية ظهرا وكنت الشوشترية، الحسينية في األول الصدر أتشرف بزيارته في بيته سواء القديم في شارع الخورنق أو عندما انتقل إلى محلة العمارة في مقبرة آل المامقاني هذا كله فضال عن مالزمتي الناس ينظم الصيمري وهو الشيخ مجيد والحضر مع األستاذ السفر في ثم الحياة، جوانب لجميع شامل كامل نظام اإلسالم وأن المنابر على التزامي مع الشهيد السيد جابر أبو الريحة سواء في مكتبته التي كانت في قيصرية علي أغا ثم انتقلت في بداية سوق الحويش أو في القراءة معه في

مجالس النجف والكوفةإحدى التزمت مجالس عاشوراء في الكوت بمحافظة العزيزية في مدينة والمواكب بالمجالس التحرش بدايات وكانت متحمسا وكنت شابا السنين حاربوها الذين ومصير القضايا هذه تاريخ أستعرض وكنت الحسينية بإسلوب حماسي متحديا فيه اإلقتراب من هذه المقدسات فأخبرني المرحوم الحاج عبد حسكة وهو مسؤول المجلس أن رجال األمن سألوا عنك وأخذوا

المعلومات التي تخصكفي الذكرى السنوية لوفاة النبي )ص( تلقيت دعوة من أصحاب موكب جامع المصلوب ببغداد للقراءة في موكبهم بجامع الخضراء في النجف األشرف وعلوت المنبر خطيبا وتجمهر الناس في المسجد وشارع دورة الصحن الشريف وتقتضي طبيعة المناسبة أن يزدحم الزائرون فيها فأخذني الحماس وأطلقت العيارات النارية على المنبر ردا على تضييقهم على مجالس الحسين ومنع شعائره، وما أن انتهى المجلس ونزلت عن المنبر حتى الحقني أحد عناصر

األمن المعروفين في النجف ليحدد محل إقامتي وعنوان مسكني.

Page 32: مجلة الموسم 81-82

32

وكان آخر هذه المؤشرات التي كانت هي منعطف الهجرة ومفترق الطريق بين الوطن والمنفى أن جاء جالوزة الرعب إلى بيت األستاذ الشهيد المظلوم السيد جواد شبر بمنطقة الحنانة في النجف وكنت مدعوا عنده مع بعض األخوة على طعام العشاء تلك الليلة وسبب الدعوة قصة طريفة ذكرتها في

ترجمة السيد جواد في كتابي معجم الخطباء هذا نصها: ومن أطرف الذكريات وأمرها بنفس الوقت أن رجال من أهالي النجف استقبلني ذات يوم قائظ شديد الحر وأنا في طريقي من الحرم العلوي الشريف إلى المدرسة الشبرية ، وكان رجال أخرا ببزة كويتية أسمر اللون قصير القامة مقبول الشكل ، كويتي اللهجة، فقدمه لي بأنه صديق حميم للسيد المترجم ، وبناء على عالقتي الوطيدة وكوني من تالمذته ، راح يلتمسني ويرجوني أن أوصل ذلك الشخص إلى األستاذ شبر, فاستجبت لذلك دون أن أعرف هدف الزيارة ، مبديا مالحظة واحدة وهي عدم مناسبة الوقت اآلن في حر الظهيرة ووهج الشمس المحرقة في تلك الساعة ، وربما يكون السيد قد أخلد للنوم وقت يحين حتى بيته إلى الذهاب أجلنا فلو راحته، عليه فنقلق والراحة العصر ، فتم االتفاق على ذلك وبقي الرجل معي في المدرسة وهو ينتظر بفارغ الصبر الوقت الموعود ويتحرق شوقا ولهفة لرؤية السيد الجواد حتى بلهجته استقبلنا الخطباء بشارع داره في السيد وقصدنا الوقت حان إذا المعهودة مؤهال ومرحبا وفاضت أريحيته وحضرت مراسم الضيافة النجفية

والمكارم الهاشمية وكأنه يعرف ذلك الرجل منذ زمن بعيد.من قدومه عند بأنه الطريق في المزور الكويتي الضيف أن حدثني وكان إلى جانبه وكان ، النوم وأخذته سنة النعاس غالبه التاكسي بسيارة بغداد سارق امتدت يده إلى جيبه واختطف محفظة نقوده، وهو اآلن في حيرة من أمره وليس معه ما يوصله إلى بلده، وعليه بعض االلتزامات المالية كدفع أجرة الفندق وتذاكر الطيران وغيرها ولم تبد على لهجته شيء من التحايل أو االرتباك وإنما يتكلم بحياء وثقة فاطمأنت نفسي إليه وخاطبته متبرعا على أنني على استعداد لمساعدته وقضاء حاجته فشكرني قائال:ال أريد إال سالمتك وأن تكون لي أخا في الشدائد والصعاب، والسيد جواد يعرفني حق المعرفة وبيني وبينه حقوق ومجامالت، وكان هذا العام بضيافتنا بمناسبة عاشوراء وكنت بخدمته وسوف أقترض منه سلفا لقضاء حاجتي، ولما التقى

Page 33: مجلة الموسم 81-82

33

الرجل باألستاذ شبر وأخبره بقصته، انفرد بي ناحية وقال إني ال أعرف هذا الرجل!! وسوف أعطيه عشرة دنانير فقط غير مأسوف عليها إن ذهبت وإن رجعت ، فأخذ صاحبنا العشرة دنانير وخرجنا فقال لي عند خروجنا: كم أنا أسف على عدم تقدير السيد لي بكل حاجتي ، وكنت أتصوره أنه يقدرني بألف دينار، وعليه فهذا ال يسد من حاجتي شيئا وال يكفيني، فتطوعت له بإكمال النقيصة ودفعت له ضعف ما قبضه من السيد المترجم ووعدني التسديد إلى وشيك سفر جناح على يومئذ وكنت قريبا، الكويت في عند حضوري هناك، فاستل مني عشرين دينارا، وكان لها قيمتها النقدية وقوتها الشرائية يومئذ ثم شيعته إلى محطة السيارات القاصدة إلى بغداد ليواصل طريقه من هناك إلى الكويت وودعته بحفاوة وتكريم على أمل أن نلقاه هناك، وقد زودنا بعنوان مزور قصدناه عند سفرنا فلم نجد له أثرا ،بل قال لي البعض

المتواجدين هناك إن هذا الشخص نصاب!!.ومر على هذا الحديث ما يقرب السنتين وصاحبنا متوار عن األنظار! وكلما حانت مواسم االلتزام والسفر إلى مجالسنا في الكويت فال نجد لصاحبنا

عينا وال أثرا على اإلطالق.

وكان السيد المترجم يخاطبني في كل لقاء بابتسامة ودعابة أين صاحبك؟! واحتياله؟ مكره شباك في وقعنا وكيف يخدعك؟! فكيف خدعني أنه هب

Page 34: مجلة الموسم 81-82

34

الخطيب األستاذ كل من برفقة الكويت أحد مطاعم إلى يوم ذات ودخلت الشيخ جعفر الهاللي, واألخ العالمة السيد محمد زكي السويج، وبينما نحن المطعم من بالخروج يهم لوجه وجها صاحبنا التقينا إذ بالدخول نهم فهجمت عليه بال شعور، وانقضضت عليه كالصقر، وأمسكته من يده بقوة متصنعا الترحيب به واالشتياق لرؤيته ثم قلت إلى أين؟ ارجع معنا لنراك, بالذعر أصيب وقد المطعم، مائدة على أجلسته حتى يده من وسحبته بشتى اإلفالت يحاول كاألسير يدي بين وكان المفاجأة، لهول والدهشة بأنكم اللقاء، بداية في الكاذبة المجامالت بعض أبدى ولكنه األساليب, وأين الساعة؟ هذه بعد أراكم فكيف بكم فوجئت اآلن وأنا عندنا ضيوف مقركم؟ وكم هو رقم هاتفكم؟ وما إلى ذلك من التحايل ومحاوالت التملص إلى انظر وقلت فورا, السفر على بعزمي معه األمر فحسمت واإلفالت حقيبتي في داخل سيارتي أمامك وال مجال عندي للتأخير إطالقا وال بد دون اآلن لنا بذمتك ما تدفع أن وأرجوك الساعة هذه في السفر لي من يحاول وهو عقيم إلى جدل تحول الذي الحوار وطال مماطلة. أو تأخير الهرب بما أوتي من شيطنة وخديعة ولكني أمسكت به كالمستميت في حقه كانت المفاتيح من كبيرة مجموعة على واستوليت عليه الطوق وأحكمت في األخرى وشؤونه ومسكنه سيارته في عنها يستغني ال والتي بحوزته النصب واالحتيال، فوقعت في قبضتي عنوة، وبذلك عرقلت مسيرته وهربه بسيارته, وجرت مشادة بيني وبينه قال على أثرها سوف أبعثك إلى الشرطة ويقصد بذلك تخويفي، فطلبت فورا من صديقنا السيد السويج أن يمضي وأحضر كالبرق ذهب ما سرعان وفعال الشرطة، إلحضار مسرعا بسيارتي شرطيا، وأخذه مخفورا إلى الجهات المختصة بعد أن طال لسانه وتمادى في غيه وطغيانه، وهناك شرحنا للضابط واقع القضية وإننا لم نحضره له الضابط فقال وفائه, وعدم واحتياله لنصبه وإنما دينارا ثالثين أجل من بصراحة لماذا تفعل هكذا أيها التيس؟ ادفع لهم حقهم اآلن فورا وإال سوف أزجك خاسئا مندحرا في السجن، فمد يده إلى جيبه وأخرج المبلغ بعد أن وإبراء ذمته دينه بأننا فاجئناه وال يحمل معه ما يكفي لسداد كان يدعي النجف إلى ورجعت منقوص غير كامال المغدور الحق منه فتقاضيت : له قلت أين صاحبك؟ مداعبا فبادرني الجواد سيدنا والتقيت األشرف,

Page 35: مجلة الموسم 81-82

35

بفصول وحدثته ، منه الحق وانتزعت عليه, القبض وألقيت وجدته المسرحية المثيرة مع هذا المحتال ثم سلمته العشرة دنانير,فضحك بملء فيه لطرافة الحدث واهتز مغتبطا لكيفية انتزاع الحق من المحتال، ثم قال دينارا عشرة خمسة لتصبح العشرة هذه إلى تضاف أخرى خمسة وهذه األكلة على بيتنا في تقام المناسبة بهذه تكريمية وليمة إلقامة تخصص النجفية الشهيرة)طبيخ ماش( وهي أكلة برع النجفيون في إعدادها وكيفية تحضيرها وإجادة طهيها وإن كانت بسيطة بمفرداتها غير أنها لذيذة بطعمها طيبة بنكهتها وهي تتألف من األرز والماش، على أن األصول والعراقة فيها األدام األرز,)وأما أضعاف ثالثة الماش نسبة تكون أن تقتضي فيكون إما دبسا أو بصال أو لبنا أو فجال(، ولكثرة

ال�������س�������ي�������د ج����������������واد ش����ب����ر

ما بسبب وتكراره االدام هذا النجفيون مل ما تاريخها في القحط من النجف به اتصفت القديم أطلق على هذا االدام اسم)مذهب الكلب( فال يكاد واحد يأتي باسم الماش ويقول عشاؤنا في هذه الليلة ماش إال ويردف معه اسم مذهب الكلب فيقول ماش ومذهب الكلب وهو يعني به األكلة هذه طورت ثم األربعة)1(, من واحدا وأضيف لها اللحم ضأنا أو دجاجا فأصبحت أكلة ودعى األيدي. عليها تجتمع بأن رسمية جديرة بهذه الخطباء من مجموعة بيته إلى السيد الخفاجي نعمة والشيخ اليزدي علي محمد الشيخ منهم أتذكر المناسبة بإعداد فاجئنا المصغرة الحفلة تلك حضرنا ولما الحلو, عامر والسيد

قصيدة ظريفة تالها علينا فقال: الزمن وع��������اداك ال����ده����ر خ���ان���ك ف���ان���دب ل���ه ال��ع��ف��ري��ت داخ����ل الحسنإن ودرنت���ج���ده ع���ون���ا ل���ك ف����ي ك���ل المحن ع����ي���������ب ك�����������ل ع�������ن م�����������ن�����زه مرجحن ال����ش���������ب����اب ب����ي����ن بمن ف������وزن������ه أق����ي����س���������ه أن م�����������ن أج�����������ل�����ه ق�����اع الصحنت����ج���������ده ف���������ي س������ر ل������ه وف��������ي علن أب���س���ط م����ن م���ب���س���ط

***1 - هكذا عرفتهم 120/3.

Page 36: مجلة الموسم 81-82

36

م�����ردن ج���������اءن����ي ي�������������وم ش���������ك����ل ك����وي����ت���������ي ب�������أث�������واب ردنوذات وأن�����ه ن����ف����س���������ه ي����ط���������ري بالقننوراح ال���ك���وي���ت ف����ي ال����ث����راء م�������ن ف�����������ي ش���������رك����ة معروفة وم��������ال مختزن وأن�������������ه ت�����ج�����������ارة ف���ي���ه�������ا ل���������ق����رض����ة ت�������رج���ع���ه إل�������ى ال����وط����ن ل�������ك���ن دع����ت����ه ح����اج����ة فجائكم

ك���������ي ال ت���غ���رن���ي ال����ث����ي����اب وال����ب����دن ف���ح���دق�������ت ع���ي���ن���اي ف����ي هندامه تضن ع����ق���������ل����ي ي����ق��������������ول أن�������ه م����خ����ادع وال أع���ط�������ه ق������ال وال����ق����ل����ب والمنن أن����ت أب����و ال��ك��اظ��م م��ف��ت��اح الرجا وال������وف������اء ال�������ع���ط���اء أخ���������ا مطمئنأع���ط���ي���ت�����������ه ع�����ش�����ر دن����ان����ي����ر بال غ����ي����ر وال����ق����ل���������ب ت���م�������اه���ل

ي����ن����ال ضعفها أن اس�������ت���ط���اع م�������ن داخ�������ل ل���ك���ن ب����أس����ل����وب حسن ث�����م اللبنف���اس���ت���ل ع���ش���ري���ن وول��������ى فرحا رغ�������وة ي���س���ت���ل ال�������ذي م�������ث���ل ل���م���ث���ل ذاك ممتهنث�����م ان���ج���ل���ى أن ال���ف���ت���ى م�����راوغ وأن���������ه بدا ال���خ���ص���م وإذا ال���ك���وي���ت ي��ط��ل��ب ص����ي����دا ن����ازح����ا ع���ن المدنوف������ي وه���ك���ذا ال��ه��م��ة ف���ي ال��ف��ت��ى الخشنف���اص���ط���اده ال��ف��ت��ي ال���ك���م���ي داخلالم��جنع���������رت ك����ال����رئ����ب����ال ي���������وم جوعه ي���ق���ل���ب ل��ل��م��ح��ت��ال وراح

وع�������������������اد وال����ق����ل����ب ب����أم����ن وأم�����نح���ت���ى ت���ق���اض���ى ال���ح���ق م���ن���ه كامال الرسنوان������ه������زم ال���خ���ص���م وول�������ى فشال م���خ���ل���وع راح ك���دي���ش م���ث���ل

****وجنني��ا م��ع��ش��ر ال��ش��ب��اب ي���ا ع���ز الوطن وأم���������ن س�����������ور ل�����������ه أن���ت�����������م الوهنق���������وم����وا ب���ج�����������د وب�����ع�����زم ثابت الطيش الطيش ففي واجتنبوا

وكانت جلسة رائعة تسودها أجواء المرح والدعابة والمودة,بيد أنها لم تلبث بعنف من الباب علينا عندما طرقت وذلك ورعب إلى خوف تحولت حتى قبل جالوزة النظام وهم يسألون عن أحد أنجال السيد المترجم زيد وصالح في والهلع الذعر فدب المطلوب، هو األخير ولعل أمين ومحمد وحامد السيد وأطال القرآن، وقراءة والتضرع بالدعاء اهلل إلى والتجئنا نفوسنا، إقناعهم، وتمكن من الباب حتى استطاع الساخن معهم على عتبة حديثه صرفهم عن بيته، وما إن ابتعدوا عن البيت حتى تركنا عشاءنا ووليمة دعوتنا كما هي وتسللنا خائفين و سابقت عجالت سيارتي الريح وإلى جانبي السيد عامر وكنا جارين في حي العلماء، وبت في تلك الليلة في بيتي وأنا في أقصى

Page 37: مجلة الموسم 81-82

37

حاالت الخوف وتوقع االقتحام لبيتي من قبل أولئك األزالم، والسيما أنهم سألوا عني على إثر إقامة مراسم عاشوراء في بلدة العزيزية وكان فيها شي من التحدي يومئذ على أثر مضايقة إقامة الشعائر الحسينية ثم أعقبتها في مجلس جماهيري حاشد لموكب جامع المصلوب في بغداد، وكان موكبا كبيرا غص به جامع الخضراء في النجف األشرف على سعته، وانقطع الشارع المشاركين في مواكب والوفود الزوار كثرة الشريف من بالصحن المحيط العزاء في الذكرى السنوية لوفاة النبي صلى اهلل عليه وآله وسلم، والحظت رقابتهم تالحقني وعيونهم ترصدني حتى تعرفوا على عنواني ومحل إقامتي، إلقامة والتصدي التضييق إثر على متوترة والظروف مكهربة واألجواء الشعائر الحسينية والصراع العنيف بين أزالم النظام المستميتين في منع بقوة وتعظيمها إقامتها في األخرى هي المستميتة والجماهير الشعائر انبلج إن فما وقسوة, بشراسة بيوتهم ومداهمة المؤمنين ومالحقة وتحد المرعبة حتى حزمت حقيبتي وشددت رحلي الليلة تلك الفجر من عمود مينائها على سفينتي ورست أرضها على راحلتي فأنخت ))1(( الكويت نحو فكانت دار هجرتي األولى التي عشت فيها أكثر مما عشت في وطني العراق، الجماعية المقابر من طاحونة هربا مرغما الوطن عن ابتعدت لقد أجل العراق في أبناء التي زجوا األحرار واألبرار واألخيار من التيزاب وأحواض رماد ودخان وعظام وجماجم في وحشيتهم إلى المشتعل وحولوهم أتونها

وهمجيتهم التي ال نظير لها في العالم والتاريخ.

وهربت من الوطن والوطن في روحي وقلبي وعقلي وكياني على أمل العودة عند انكشاف الغمة وانفراج كانت اآلمال تلك ولكن السلطة وسقوط األزمة طاغية ظالل في والمستحيل الخيال من ضربا وأغرز أنيابه أطبق قد العراق صدر على جاثم أسير إلى الوطن فحول الوطن جسد في مخالبه بين يديه وملك عضوض تحت قبضته وسجن كبير بخدمة ومماليك أرقاء والعراقيون سيطرته تحت

سلطانه وجبروته. وتوالت سنوات المحنة وتتابعت أعوام الغربة تدور عجلتها بال توقف وتواصل دورانها بال انتهاء، وتمر بالخوف مجهدة بالمآسي مثقلة واأليام الليالي القديسين بأجساد مضيئة بالجماجم محملة بالدماء ملطخة والرعب والحصار. والبؤس بالجوع متخمة والدمار بالحروب مشتعلة والشهداء، والصنم جاثم ومنتصب ومصر أن نتائج انتخابه هي 100% وأن الشعب خوله

على إراقة دمه وتشريد أبنائه وإعدام شبابه !!!

1 - معجم اخلطباء, ج1, ص271.

Page 38: مجلة الموسم 81-82

38

حتى إذا ضرب الدهر ضربته ودارت عجلة الزمن واستجاب القدر لشهقات الثكالى ودموع اليتامى وحنين األرامل بعد فوات األوان وبعد أن وقع الفأس بالرأس وبعد أن أخذ الجالد حيفه من ضحاياه، هوى في قعر الجحيم ومضى إلى جهنم وبئس المصير، والحت بشائر النصر وعالئم الفرج فعدنا إلى الوطن الثاكل نستنشق عبير ترابه ونستعيد عهود الصبا ومرابع الطفولة، رجعنا بعد ثالثة عقود إلى عراق الحضارة وحضارة العراق التي أصبحت نهبا بيد الطامعين وفريسة بيد اإلرهابيين والجالدين فرأيت وجه العراق كئيبا وثغره باكيا يصرخ بالويل والثبور ويهتف بالبهجة والسرور صراخة لما حل به من دمار وهتافه لزوال الكابوس عن صدور األحرار؟، وتوغلت في أرض العراق عن طريق صفوان النقطة الحدودية التي خرجت منها قبل ثالثين عاما متجها قاصدا كربالء شطر ميمما والبطولة العز أرض في األولى المحطة نحو تجديد العهد الطويل مع سيد الشهداء )ع( فلما تراءت لعيني أعالم كربالء وتألألت قبابها ومنائرها أمطرت ترابها العابق بأحر الدموع وأصدق العبرات وشممت نسيم الكرامة وعفرت خدي على الضريح الطاهر وشعرت باالنتماء إلى وطني وبالدي بعدما مرت علينا ظروف كنا نخجل أن نقول نحن عراقيون ألن العراق كان يختصر بالوجه القبيح للطاغية الهالك حتى إذا رجع الحق إلى نصابه وعاد العراق إلى أهله وأصحابه وذهب الجالدون إلى مزبلة التاريخ وقعر جهنم عادت لنا مشاعر االفتخار بأول بلد علم الناس الحضارة والكتابة

وسن الشرائع والقوانين فصرنا نتباهى ونعتز بأننا عراقيون. أرتو من عذب فراته ولم أطفأ أيام لم العراق سوى بضعة ألبث في ولم لهيب أشواقي في استعادة ذكريات الطفولة واستذكار مرابع الصبا والشباب وبين العراق في وأصولي جذوري بين موزعا أتيت حيث من رجعت حتى فروعي وأوالدي في الخارج وبقيت أتربص الفرصة المناسبة وأتحين الظروف المالئمة لتحقيق األمل الكبير في أواخر العمر بالعودة إلى بلد المقدسات، وتتدهور سوءا تزداد األمنية والحالة وتتطور تنمو اإلرهاب حاالت وبدأت والخدمات اليومية تنعدم وتتقهقر، وأنا في غربتي أتابع األحداث يوما بيوم تعرض تارة وهي التلفزة شاشات نحو عيناي تسمرت قد بساعة وساعة عمليات تستعرض أخرى وتارة األشرار وجالوزته المنهار الصنم محاكمة القتل والتفخيخ وثالثة العوائل المنكوبة واألسر المشردة ورابعا المكتشفات الجماجم واألكداس من األكياس وعروض الجماعية المقابر الجديدة من والعظام وخامسا وسادسا ... من سيء إلى أسوأ ومن كارثة إلى أخرى، ثم لو تجولت بين الفضائيات عسى أن أجد بعض البشائر أو مؤشرات األمل في مستقبل العراق فال أجد بتلك القنوات إال الجانب األسود والعين العوراء التي ال تتحدث وال تحلل وال تسلط أضواءها إال على السلبيات فتنفخ فيها وتختلق أجواء التوتر والرعب من خالل جوقة من باعة الضمائر ومزوري التي الدماء وأنهار الذين يقبضون األجر فرحين بمحنة شعبهم الحقائق الطائفية العصابات تستعرض عضالتها الرافدين، وهذه إلى جانب تجري

Page 39: مجلة الموسم 81-82

39

المقيتة وعنصريتها البغيضة وأحقادها وسمومها في دكاكين القنوات ومكاتب يستكلب والباطل جارف والتيار حيلة باليد وليس المشبوهة الفضائيات واألموال الطائلة المنتنة تتحكم بالضمائر فتضعها تحت األحذية وتكشر تلك الوجوه عن أنيابها منادية بالويل والثبور كيف يأتي لحكم العراق ثلة من العلماء والدكاترة والمثقفين، بينما كان في سابق عهده تقوده زمرة من الوحوش الضارية والذئاب المفترسة من الهمج الرعاع وأبناء الشوارع وأنصاف األميين والقتلة والجالدين الذين حكموا العراق بلغة الحديد والنار. وجاء عهد االنفتاح والديمقراطية فتظافرت عناصر العهد المباد وأزالم التسلط المنهار تساندها حفنة من خوارج العصر فيصدرون لهم فتاوى الذبح على القبلة ويستغل هؤالء جميعا هشاشة الوضع الناشيء إلسقاط الجنين في

أدوار نموه ووأده في المهد وهو رضيع لم يصل بعد إلى دور الفطام. وأصبح العراق الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود وقد تكالبت قوى الشر المحلية واإلقليمية والعالمية لتمزيق أوصاله والمتاجرة بدمائه والمزايدة

على شرفه وكرامته واالنتماء ألرضه الطيبة.

يهبوا أن المخلصين والغيارى الشجعان الرجال وبهمة باهلل األمل ولكن ويشمروا عن سواعد البطولة إلفشال كل المخططات ودحر كل المؤامرات التي تستهدف النيل من العراق ومؤسساته وتركه فريسة للقتلة واإلرهابيين والحت في األفق الكثير من بوادر الخير ومؤشرات التحسن األمني وبشائر

Page 40: مجلة الموسم 81-82

40

المستقبل الواعد بجهود وتضحيات أبناءه األبرار وفرسانه المخلصين. وبعد هذا صحيح أن الغربة هي الشقيقة الصغرى لشقيقها الموت األحمر )ولو أنا كتبنا عليهم أن أقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه( ولكني تعرفت وتعلمت في الغربة ومن الغربة ما شكل عندي رصيدا هاما من التجارب والدروس البليغة من خالل معرفتي واعتزازي بالكثير من الشخصيات والرموز والعلماء واألساتذة والهيئات العامة والمؤسسات والمنظمات واألحزاب فضال

عن العالئق بالمجالس اإلدارية للمساجد والحسينيات في أرجاء العالم.أريد واألصدقاء ال المعارف الحقيقية من والثروة الكبير الرصيد وفي في المتفاوتة األسماء من لقوائم دقيقة إحصائية تسجيل بصدد ولست درجة الصداقة والوفاء والمودة وقدسية الروابط والعالئق العامة والخاصة، وعلى سبيل المثال ال الحصر تعرفت في دار الهجرة األولى بدولة الكويت منذ أربعين عاما وال زلت ألهج وأعتز بتلك المعرفة والصداقة أمثال العالمة الكبير السيد محمد بحر العلوم وأنجاله الكرام الدكتور ابراهيم وزير النفط المهندس السيد محمد حسين والعالمة الجليل السابق واألستاذ العراقي السيد محمد علي وصهرهم األستاذ السيد محمد صادق بحر العلوم وعملت معهم إداريا في مكتبة المنهل وكنت خطيبا لمجلس متميز يقيمه السيد أبو حيدر السيد محمد صادق بحر العلوم في داره بالسالمية بمناسبة عاشوراء الموسوي الصاحب والسيد عبد العلوم آل بحر الكرام من السادة يحضره واألستاذ عالء والسيد رياض والسيد محمد السيد األجالء العلماء والد الدين جمال السيد مصطفى الدكتور المرحوم يحضره كما موفق السيد والمرحوم الحجة العلم الشيخ محمد جواد السهالني وسواهم من نخبة أهل العلم واألدب واإليمان وكان السيد بحر العلوم الكبير يومئذ يشغل منصب القضاء في المحاكم الكويتية ويسكن مجمع سكني في شارع بيروت بمنطقة حولي وقد تشرفت بزيارته في هذا المسكن بمناسبات عديدة أتذكر من بينها

قدوم أخيه الشهيد المظلوم السيد عز الدين بحر العلوم زائرا الكويت. ومن الشواهد التي أتذكرها عندما تزوج نجله األكبر السيد ابراهيم المشار بحر موسى السيد السيد جعفر كريمة عمار أم الفاضلة العلوية من إليه العلوم وكان المرحوم الشهيد السيد جعفر وكيل المرجعية العليا في مدينة المشخاب العشائرية في العراق وكان حفل الزفاف بالكويت فأرخته ببيتين

Page 41: مجلة الموسم 81-82

41

بغير حساب وهما:تالقيا ال���ك���وي���ت أرض ف����ي األط�نابب����ح����ران ال ب���األي���ج�������از أن���ب���ئ�������ك مه�نئا ال�������زف���اف ب���ت���اري���خ المشخابف��اه��ت��ف وع���ال���م ال���ك���وي���ت ق���اض���ي

وفي الكويت تعرفت على الحجة الراحل الشيخ محمد جواد السهالني رحمه الكبير السن فارق برغم والمحبة مع سماحته الصداقة وتوثقت عرى اهلل فهو يحمل روح الشباب، ومن أبرز خصاله الوفاء والنبل والسخاء، وله شبكة عالقات واسعة مع الكثير من الشخصيات االجتماعية والسياسية والتجارية والدينية قديما وحديثا واستمرت محبتي وعالقتي معه إلى أن وفد على ربه

عزيزا مكرما . دونت وبينه بيني واألشعار جرت والطرائف المناسبات من الكثير وهناك معظمها في كلمة كتبتها تحت عنوان: هكذا عرفت الشيخ السهالني)1( كما توثقت وترسخت عرى المحبة واالعتزاز بشخصية األستاذ الراحل المرحوم الشيخ أحمد الوائلي حيث تبادل الزيارات والمراسالت واالتصاالت المستمرة الذي الدسمة بيته بمنطقة أزوره في كنت وبغير مناسبة فطالما بمناسبة منه واعتزازا تقديرا لسكنه كراشي نقي علي الحاج المرحوم خصصه

بشخصية الشيخ الراحل. كما يزورني في محل سكني بحسينية المرحوم السيد عمران السيد أحمد وعن طريق هذه الزيارات حصل التعارف بينه وبين المرحوم السيد عمران

وأنجاله الكرام.وفي ذاكرتي الكثير من اللقطات و االنطباعات مع هذا الرجل الشريف و السيد الجليل و من أوائل تلكم الذكريات أنني قرأت عنده في الحسينية القديمة في منطقة بنيد القار وكنت يومئذ أعزبا وفي عنفوان شبابي وكنت في ضيافته في الحسينية المذكورة خصوصا في شهر رمضان وكان يشرف بنفسه على طعامي وسائر احتياجاتي االخرى وبعد ذلك تم بناء الحسينية الجديدة على شارع االستقالل بمنطقة الدسمة فخصص لي المرحوم السيد عمران شقة فارهة في الطابق األعلى إلقامتي وسكني . وكانت المنطقة بتلك الظروف تعيش التوتر الشديد و الذعر و الهلع بسبب الحروب و الدمار و االعتقاالت و المالحقات و خصوصا من قبل الطاغية المقبور و جالوزته األشرار . فكنت أرتاد الكويت في المواسم المعتادة لشهر رمضان المبارك و شهري محرم و صفر, و عندما أصل إلى مطار الكويت أجد السيد عمران بنفسه وشيبته وهو

1 - نشرت يف كتاب الشيخ السهالني, نشأة ومنجزات وذكريات, تأليف الشيخ ليث السهالني, ص247.وقد افترسها الليث وقطع أوصالها.

Page 42: مجلة الموسم 81-82

42

يتوكأ على عكاز ته ولم يكتف بأنجاله األبرار الذين يؤدون الواجب و يقومون بأصول االستقبال نيابة عنه وهو الرجل الكبير ولكن تأبى مرؤته وكرم نفسه إال أن يخرج بنفسه الستقبالي ثم يصطحبني إلى مقر إقامتي في الشقة مواد من البيتية االحتياجات كل مسبقا فيها وفر قد فأجده المخصصة غذائية و لحوم و أسماك ودجاج و خضر و فواكه و سواها من سائر ما تقتضيه المكارم الهاشمية السيما و إني احضر بصحبة عائلتي و أوالدي يومئذ. مع وتبتعد تخاف الناس كان الذي الدقيق الظرف ومالحظة اإلشارة ضرورة وتتملص من التزاماتها مع أمثالي من الخطباء ورجال القطاع الديني لشدة السيد عمران شجاعا كان بينما األمور واضطراب التضييق وسوء األحوال الشهداء إقامة مجلس سيد يتوانى عن الباطل وال واثقا ال يتهيب واقعيا

عليه السالم وال يتقاعس عن أداء واجباته ومسؤولياته .لقد كان رحمه اهلل يخاطبني أنت خطيب حسينيتنا إلى أن أموت، وفي كل عام يضع مع هدية الحسين ظرفا آخر يقول لي هذا عربون إلى السنة القادمة الظروف بعض وحصلت اهلل رحمة وفاته عاما حتى عشر أربعة ذلك ودام وتدخلت بعض العناصر التي ال أحب الخوض في تفاصيلها في كتابة هذه الذكريات أدت إلى انقطاعي التام عن مواصلة الخدمة الحسينية المذكورة، ثم الخباز مرتضى السيد بي اتصل عاما العشرين يقارب ما مرور وبعد السيد هاشم الموسوي ثم اتصل السيد أحمد السيد عمران المتولي الرسمي للحسينية بعد أبيه طالبين مني العودة لقراءة بعض العشرات خالل موسم السيد عمران يشكل جزء من إن الواحد بالحرف عام /1430ه� /فأجبتهم تاريخ حياتي في الكويت ال يمكن أن يدرس أو ينسى وبرغم كل الظروف لي كمال الشرف واالعتزاز في عودتي إلى هذا المنبر الشريف وفعال اعتليته بعد

فراق طويل مستنشقا عبق الماضي مستعيدا ذكريات عزيزة على قلبي .كما يلوح في ذاكرتي الغزو الظالم لدولة الكويت من قبل الطاغية المقبور حيث دخل الكويت في العاشر من محرم ونحن نواصل إحياء مراسم عاشوراء في الحسينية المذكورة وغيرها فتعطل كل شيء وكنت ألوذ ليال بمنبر الحسين وأنام تحته خوفا من العساكر المحيطة بنا وهلعا وذعرا من أصوات الرصاص عمران والسيد أنا متقابلين نجلس يوم كل وفي مسامعنا، يصك الذي والوجوم على الوجوه واأللم يعتصر القلوب وأحيانا تتفجر عيوننا بالدموع في حيرة من ونحن نفعل وماذا المصير هو وما الحديث إطراف ونتبادل أمرنا . وقد تسمرت عيوننا على راديو صغير نستمع ونتابع منه بعض األخبار

Page 43: مجلة الموسم 81-82

43

ونلتقطها من هذه المحطة أو تلك بصعوبة بالغة لشدة التشويش من قبل أجهزة الغدر التي يتفنن أعوان النظام البائد في توجيهها لطمس الحقيقة ونصرة البغي و الباطل ، وقد سيطر علينا الذهول وارتجاف الفرائص لهول الكويت بالعراق كمحافظة من محافظاته المفاجأة وشدة المحنة وإلحاق أعلن عن الصعداء حتى نتنفس ولم السفر الحدود ومنع وسد كل منافذ فتح معبر الشالمجة االيراني لسفر االيرانيين المقيمين بالكويت فاستطعنا موكبا وكنا اإليرانية السفارة بمساعدة إيرانية سفر بوثائق معهم الخروج حسن الميرزا المصلح اإلمام المرحوم من كال يضم سيارات بعدة واحدا إخوتي وكذلك وعائالتهم الرسول عبد الميزرا المجاهد ونجله األحقاقي الحميد عبد والشيخ الشاهرودي مرتضى الشيخ أمثال الخطباء وزمالئي المهاجر والسيد محمد باقر الفالي واسرهم حتى وصلنا إلى إيران ثم غادرت إلى دمشق وبقيت عيوننا شاخصة وقلوبنا متعلقة تنتظر الفرج عن هذا البلد وراءه الخزي المنكوب حتى خرج الطاغية وجالوزته مطرودا خائبا مخلفا أجل واألموال كل ذلك من باألرواح الخسائر وأفدح الجرائم وأبشع والعار

إشباع نزواته ومغامراته الطائشة وعنجهيته ورعونته واستبداده وغروره .ثم عدنا إلى الكويت فقد تغير كل شي في الموازين والمقاييس وخصوصا السيد في الساحة الحسينية والجرح عميق والكلم رحيب، بعد ذلك توفي عمران رحمه اهلل وحصل االنقطاع بعد وفاته عن مواصلة الخدمة لظروف مفروضة لتدخل عناصر متهالكة وفئات شيطانية من حساد المهنة تتكالب على البريق وتلهث وراء المطامع. وأخيرا نبذت كما تنبذ النواة وولت تجر أذيال الطرد والفشل إلى غير رجعة وقد أشرت إلى بعض هذه المذكرات في

ثنايا أجزاء كتاب )معجم الخطباء( . ومن الصداقات التي أعتز بها في دولة الكويت لقائي ومعرفتي بشخصية ألتقيه وكنت الدين السيد مصطفى جمال الدكتور العالمة الكبير الشاعر موائده على السهالني جواد محمد الشيخ المرحوم مع وخصوصا دائما العامرة حتى إذا تفجرت أحداث المنطقة وأحرقت حروبها األخضر واليابس بسبب السياسة الرعناء للطاغية المشنوق ألقي القبض على مجموعة من األعالم وزجوا بالسجون ثم سفروا من الكويت إلى سوريا وكان من بينهم ومنزلته الالئقة مكانته احتل دمشق نزل ولما مصطفى السيد المرحوم

Page 44: مجلة الموسم 81-82

44

المرموقة من التكريم والتوقير عند كبار المسؤولين فكان مقصدا الخوانه في قضاء حوائجهم وتيسير أمورهم في مختلف المجاالت وكان هو وزوجته أوالدي أم من زواجي بقصة األول السبب الحسن أم فاطمة المرحومة الحسن والحسين ويوسف وعلي وزهراء حيث كانت زميلة لزوجته في جامعة دمشق وتطورت العالقة وترسخت معه بمرور الزمن في المناسبات والدعوات الكثير وهناك وأنسه ومزاجه ظرفه في هو من وهو العديدة واالحتفاالت من اللقطات والمساجالت الظريفة وربما أغلبها غير قابل للنشر وقد تكون فصيحة أو دارجة أو ملمعة من الفصيح والدارج فمن طرائفه في ليلة زفافي

خاطبني بأبيات ال أتذكر منها إال قوله: ...........داخ��������ل ي����ا خ����ري����ج أه�����ل النجف ش���غ���ل���ه���م م���ع���ش���ر م������ن مقل�وبة ت����رك���������ب����ه����ا أن م�نطفيإي���������اك ال�������س�������راج أن وت�����دع�����������ي

ولما أنجزت كتاب من ال يحضره الخطيب كتب لي مقرضا ومؤرخا: ب��ل�����غ��ت ال�������ذي م��ن ح��ب��ه��م أن���ت آملأب�������ا ح���س���ن ف���ي ذك�������ر آل محمدوم�����ا طمست أذح��ال��ه��م وال�دخائلج�����م��ع��ت ب���ه م�����ا م��زق��ت��ه ي���د العدىك���������ل من�بر الم�حاف�لف��������أورق م���م���ا ص�������غ���ت���ه أس��م��اع�����ه��ن ل�����ه وش������دت ت�����روي��ه��م س��ح��ب ل��دي�����ك هواط�لوم�������ازل���ت ل��ل��ش�����ادي��ن ب��ع��دك منهال)بس�فن النج�اة الص�يد سفرك داخل( وي���ص���دح م�����ا دب���ج���ت ف��ي��ه مؤرخا

كما تعرفت على العلماء األجالء والخطباء الكرام في دولة الكويت أمثال الرسول والمرحوم الميرزا عبد الميزرا حسن الحائري والمرحوم المرحوم الشيخ حسين الفيلي والمرحوم السيد علي شبر ونجله العالمة السيد صباح والسادة الكرام آل القزويني السيد أمير محمد والسيد أمير علي وأنجالهم األبرار وصهرهم العالمة السيد محمد عبد الحكيم الصافي والسيد محسن الصوافي وكذلك المرحوم السيد كاظم القزويني والسيد مرتضى القزويني والمرحوم القزويني رضا محمد والسيد القزويني الحسين عبد والسيد الحائري علي السيد والمرحوم الشيرازي محمد السيد الراحل المرجع من أعرفهما وكنت الكوراني علي والشيخ األصفي مهدي محمد والشيخ النجف والعالمة السيد محمد باقر المهري وأخيه المحامي التقي األستاذ السيد علي السيد عباس الموسوي والسيد محمد حسن الشخص والشيخ

Page 45: مجلة الموسم 81-82

45

المحميد علي الحاج والمرحوم األمير مكتبة صاحب الوراق علي محمد السماحة أصحاب من الهائل الكم هذا يكن لم ويومئذ بالمكتبة شريكه العلماء األعالم وإنما لكل فريق عالم واحد فلألحسائية مرجعهم وعالمهم وللبحارنة مرجعهم وعالمهم وكذلك العجم وبعض الفصائل األخرى لهم

شخصياتهم العلمائية ولكن بشكل محدود جدا. من الكويتية وخصوصا الشخصيات العديد من تعرفت على الكويت وفي بينهم من والمساجد للحسينيات اإلدارية والمجالس والهيئات اللجان المرحوم الحاج هالل المطوع والمرحوم الحاج عبد الرسول المحمد علي والمرحوم الحاج اسماعيل الشيخ والمرحوم الحاج محمد السلمان والمرحوم الحاج عيسى الصفار والحاج عبد اهلل الصفار والمرحوم الحاج حسين الجدي والمرحوم الحاج عيسى الخميس والمرحوم الحاج حسين الحداد والمرحوم الحاج موسى الحداد والحاج عبد اهلل المشموم والمرحوم الحاج عبد الرسول الشواف والحاج أحمد بو حمد والمرحوم الحاج ابراهيم المطوع والمرحوم السيد ابراهيم والسيد الخياط علي المال والمرحوم الهزيم عباس الحاج حسن والمرحوم الحاج منصور الرشيد والمرحوم السيد عمران السيد أحمد وأنجاله الكرام والمرحوم الحاج جواد يلي والمرحوم الحاج يوسف الشمالي وكيل العرادي درويش محمد األستاذ والمرحوم الشمالي طاهر والحاج عامر والحاج العرادي درويش عدنان أبو والحاج األسبق األميري الديوان فالح والحاج فيصل ماضي والحاج الرس ناصر الحاج والمرحوم العسكر السهم والحاج حمود الحداد والحاج يحيى أبو مجداد وأخيه الحاج عباس والسيد علي السيد اسماعيل والحاج محمد علي األربش وأخيه الحاج عبد

الرسول وآل األربش الكرام وسواهم من الرعيل األول.ارتجاال وأنا أستحضرها الكثير من األسماء ذاكرتي وبالتأكيد غابت عن ولكني نوهت أنها ليست إحصائية دقيقة بمقدار ما هي نماذج للسادة الكرام

الذين حصل لي شرف التعرف عليهم بمختلف المناسبات. أما عن الرعيل أو الجيل المعاصر فال شك أن المرء يحفظ في ولده كما ورد في األثر الشريف وما في اآلباء يرثه األبناء البررة وهنا أيضا ال أحصي كل المعارف وإنما األسماء الالمعة التي أستحضرها وإثبات الشيء ال ينفي ما عداه. فمن المعاصرين من العلماء والخطباء الصديق الوفي الشيخ الدكتور

Page 46: مجلة الموسم 81-82

46

محمد جمعة صاحب حسينية اإلمام الكاظم )ع( والخطيب العالمة الشيخ هاني شعبان صاحب حسينية اإلمام المرتضى والعالمة الجليل الشيخ علي الصالح صاحب حسينية أمير المؤمنين )ع( والعالمة الشيخ عبد اهلل دشتي مسجد إمام الهاشمي هاشم والسيد بالرقعي المهدي اإلمام مسجد إمام أبو الفضل العباس )ع( والشيخ عباس الجابر إمام مسجد اإلمام الباقر )ع( والسيد الدين والسيد جواد جمال إمام مسجد مغامس الطبرسي والشيخ حسين القالف إمام مسجد البحارنة والسيد حسين الحائري وأخيه السيد قاسم الحائري والشيخ محمد الجزاف إمام مسجد النقي والشيخ اسماعيل جمال والشيخ أسامة المزيدي والشيخ محمد شهاب والشيخ رجب علي رجب إمام مسجد الزهراء )ع( والشيخ حسين المطوع والشيخ علي الجدي والشيخ أبو والشيخ جريدان يوسف والشيخ الشخص والسيد صادق العامر حسن أيمن السبع والشيخ يوسف مال هادي والسادة الكرام آل الشيرازي كالمرحوم والسيد أحمد والسيد مرتضى السيد التقي والعالمة رضا محمد السيد حسين والسيد صادق القزويني والشيخ مرتضى الشاهرودي والسيد جاسم

الصليجاوي والسيد أحمد الواعظ وغيرهم. أما األصدقاء األعزاء من غير علماء الدين فمن عيناتهم ونماذجهم الكريمة: األستاذ الصحفي الحاج علي المهدي والحاج عبد األمير الفيلي أبو تيسير والدكتور األجالء، الفيلي آل وأسرة الفيلي صالح الشيخ العالمة والحاج شبابهم وجميع الصفار أحمد أبو مهدي والحاج الصفار صالح الحاج الشيخ علي حسين أبو األستاذ وأخيه الشيخ ابراهيم واألستاذ ، وأبناءهم وآل القطان والحاج عباس القطان والحاج حسين الكرام، الشيخ آل وكل القطان األماجد والحاج عبد األمير بوحمد والحاج جواد بو حمد وأنجاله الكرام وأبناء أسرتهم الميامين والحاج عدنان المطوع وأخيه األستاذ مساعد وإخوانهم وجميع آل المطوع الكرام والحاج ابراهيم أبو خليل الجدي وإخوانه أبناء المرحوم الحاج حسين المشار إليه سابقا. والحاج حسين أتش صاحب دار التوجيه بالصليبخات ومسجد اإلمام المهدي بالرقعي والحاج علي خاجة والحاج محمود خاجة والحاج صالح خاجة وولده الحاج مجيد وجميع آل خاجة الكرام شيبا وشبانا والحاج علي حسن الصراف واألستاذ النبيل الحاج سلطان أسد صاحب حسينية األحمدي وآل المهنا الكرام خصوصا الدكتور

Page 47: مجلة الموسم 81-82

47

الحداد وآل األبرار وإخوانه الهزيم السيما األستاذ شاكر وآل الحميد عبد وخصوصا األستاذ الحاج أبو ياسين عطية الحداد والحاج أبو حسن كاظم جاسم مرتضى وأبو الحداد موسى بدر والحاج الحداد جواد وأبو الحداد الحداد وجميع أبنائهم وشبابهم الميامين، والسيد جاسم الشماع واألستاذ الخضر والدكتور عبد الوايل أبو علي عدنان والدكتور النجادة أيمن الفذ النجدي والحاج حيدر دشتي والحاج باسل دشتي والحاج عمار كاظم عبد الحسين والدكتور مجيد البناي والحاج منصور الخالدي واألستاذ عدنان

العرادي وإخوانه صادق وعلي وجعفر. القدر بهذا فأكتفي المئات األخرى من األسماء أن أحصي المتعذر ومن وأرجو السماح من األسماء التي لم تحضرني بهذه العجالة ولم يتسع المجال

لذكرها ولست بصدد اإلحصاء الشامل كما ألمحت أنفا.دار أما الكويت دولة األولى الهجرة دار في واألصدقاء المعارف هؤالء الهجرة الثانية في دمشق الشام وجوار الحوراء زينب )ع( فباإلضافة إلى بعض األعالم الذين انتقلوا من الكويت إلى دمشق وتطورت العالقة معهم أمثال المزيد الوائلي تعرفت على الدين والشيخ الشيخ السهالني والسيد جمال عالقتي تمتد الذي الصدر حسين السيد أمثال واألعالم الشخصيات من مكي علي والسيد الغروي محمد والشيخ األشرف النجف أيام إلى معه العاملي والسيد محمد حسين فضل اهلل والشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد عبد اهلل الغريفي والشيخ حسن الراضي والسيد عبد اهلل العلي أبو رسول والسيد حسن التبريزي والسيد محسن الخاتمي والمرحوم الشيخ عبد الرحمن الخير والسيد مضر الحلو والحاج عبود الصائغ والدكتور السيد لؤي الحيدري و األستاذ سعيد الطريحي واألستاذ غانم جواد أبو هدى والحاج

علي لفته والحاج علي الصحاف وأبو حبيب و السيد حسين طعمة. هذا فضال عن عناصر المعارضة بكل أطيافها وفصائلها وأقطاب الحركة نبوغ أبو والدكتور الجعفري أحمد أبي السيد أمثال خصوصا اإلسالمية وأبي الزبيدي باقر صوالغ محمد أبي والحاج المالكي اسراء أبي والحاج الشاهبندر عزت واألستاذ الصافي الدين وصفاء الركابي كاطع مجاهد من وغيرهم األنصاري فاضل الدكتور والمرحوم الخلخالي علي والحاج السادة الوزراء ونواب البرلمان العراقي وطالئع المسؤولين العراقيين اليوم.

Page 48: مجلة الموسم 81-82

48

الزمن الثالثة للمنفى األوربي حيث اقتطعت مني عقدا من وفي الهجرة عرفت في المملكة المتحدة الكثير من العلماء واألساتذة والدكاترة والمثقفين أمثال الشيخ العالمي والشيخ األميني والسيد عبد الصاحب الخوئي والشهيد السيد عبد المجيد الخوئي والسيد محمد سعيد الخلخالي والسيد محسن الخلخالي والدكتور محمد الحكيمي والدكتور السيد جودت القزويني والسيد الكرباسي صادق محمد والشيخ الموسوي محمد والسيد العاملي اياد فاضل والدكتور البكاء زهراء أبو والدكتور الحيدري السيد حيدر والشاعر طعمة والدكتور رجب اإلسماعيل والسيد علي الموسوي وأخيه السيد حيدر داعي وال عزام والحاج إزهاد والحاج مازن أبو والدكتور هبة أبو والدكتور

لوصف قائمة طويلة من األسماء المشرفة التي أعتز بها طيلة حياتي. ودعيت في لندن في مناسبات عديدة وبمختلف المراكز اإلسالمية وخصوصا في موسم عاشوراء فقد تشرفت في الخطابة بمؤسسة أهل البيت )ع( التي أسسها الشهيد السعيد السيد مهدي الحكيم وواصل رعايتها واإلشراف على شؤونها الدكتور العلم السيد محمد بحر العلوم كما قرأت في مؤسسة السيد الحسيني المجلس وقرأت غفير بجمهور حاشدا عامرا مجلسا الخوئي آلل البالغي في قاعة المركز اإلسالمي بميدافل، وقرأت في مجمع السيد الكلبايكاني وفي المعهد اإلسالمي للسيد الصدر، وفي مؤسسة اإلمام علي في وقرأت الكشميري مرتضى السيد بإشراف السيستاني للسيد التابعة وقرأت مجالس العلوم، بحر الفاضل السيد بإدارة )ع( البيت أهل مؤسسة متفرقة كثيرة جدا في حسينيات ومراكز وبيوت في الساحة البريطانية كبيت السيد وبيت الخرسان السيد وبيت الدامرجي وبيت الجلبي جواد األستاذ عماد الخوئي وبيت السيد محسن الخلخالي ومجلس الزهراء الذي يقيمه األستاذ الحاج حميد الخفاف في مؤسسة الخوئي، ومجلس أهالي العمارة ليدز إلى ودعيت الخوئي مؤسسة في أيضا الحسن هشام الدكتور ويقيمه وتعرفت البريطانية والمدن المقاطعات من وغيرها وبرمنكهام ومانشستر خالل جوالتي على الكثير من الشخصيات واألشخاص العراقيين وغيرهم من الجاليات األخرى. وهذه نماذج لبعض الذين عرفتهم في دار الهجرة فماذا

تعلمت؟

Page 49: مجلة الموسم 81-82

49

ومعاشرة العمر وتجارب الحياة جامعة من تلقيتها التي الدروس هي وما المجتمع؟

يقول أمير المؤمنين )ع( في حكمياته القصار في نهج البالغة: احتج إلى من شئت تكن أسيره، وإستغن عمن شئت تكن نظيره، وأمنن على من شئت تكن

أميره.وعندما يتعامل اإلنسان ويحاول تنقية أصدقائه من الشوائب وغربلتهم من الرواسب وإخضاعهم للفحص والمجهر والفلتر للتصفية والغربلة والتجربة فما هي ومن هي وكم هي النسبة الخالصة المخلصة الوفية المتبقية بعد

الصهر واالختبار؟ فكم صديق يغدر بصديقه ويتخذ منه موقفا عدوانيا ال لذنب اقترفته يداه أسرار على اطلع صديق من وكم متطرف، ومزاج متأصلة لخيانة وإنما صديقه فأفشاها دون وازع من ضمير أو رادع من خلق. وكم من صديق يشمت بنكبة صديقه ويرقص على جراحه، وفي المقابل كم من صديق يمثل قول اإلمام أمير المؤمنين )ع( ]رب أخ لك لم تلده أمك[ يمثل قدسية الصداقة ونبل المشاعر ويجسد معاني الوفاء والمروءة والشرف واإلخالص واإليثار الحياة بها تجود ال التي الصعبة النادرة العملة هم وهؤالء والتضحية

دائما.والزالت والعثرات والسقطات الهفوات كم من صديق يبحث لصديقه عن ليتخذ منها ذريعة للتهريج والشتيمة والقطيعة، وكم من صديق صدوق يتفجر

نخوة وشهامة وكرامة ورجولة في المواقف الصعبة والظروف الحالكة. ك����ان معك م���ن ال����ص����دق أخ������اك لينفعك إن ن����ف����س���������ه ي����ض���������ر وم�������������ن صدعك ال�����زم�����ان ري������ب إذا ليجمعكوم���������ن ش����م����ل����ه ف���ي�������ك ش�������ت���ت

ويقول الشاعر العربيواح������������ذر ص���������دي����ق����ك أل�������������ف م������رةاح�������������������������ذر ع�������������������������دوك م�����������������������رةب�����ال�����م�����������ض�����������رة ف����ل����رب����م���������ا ان�����ق�����������ل�����ب ال����ص���������دي����ق أدرى ف�������ك���������������ان

الصديق أن المجتمع وتجارب الحياة جامعة من تعلمت الحقيقة وفي الصدوق هو كنز أين منه كنوز الذهب والفضة بل هو التاج المرصع بالجواهر والدرر فهو الذي يشد عزيمتك ويرفع معنوياتك ويعد حساناتك ويعفو عن وهو السند الذي تعتمد عليه رقيقا سيئاتك وينبهك على أخطائك تنبيها

Page 50: مجلة الموسم 81-82

50

بعد اهلل في مشاركتك في السراء والضراء والشدة والرخاء ويشاطرك في مر الحياة وحلوها وأحزانها وأفراحها وخصوصا إذا كان حصيف الرأي ثاقب التفكير راجح العقل مسدد الخطى صادق المودة، وهكذا صديق يكون كيانك

الثاني وشخصك اآلخر.تعدهم ح���ي���ن اإلخ��������وان أك���ث���ر قليلوم�����ا ال����ن����ائ����ب���������ات ف���������ي ول�������ك���ن���ه���م

بين الخطابة والكتابةأتصور أن الخطابة والكتابة وجهان لعملة واحدة، فال بد للخطيب من اإلعداد والتخطيط وتنسيق المعلومات وضبط اآليات وتدقيق الروايات وأرشفة األحاديث وتزويد المعالم الحاجة لالستذكار إليها عند يرجع المهنة أسرار وتجميع المنبري للخطاب العامة والتزود وفتح اآلفاق وإسناد المحاضرة ورفد المناسبات مما يتعلق بها من أفكار وصور النطالقة المتين األساس تشكل وأنها الكتابة أهمية نرى هذا على وبناء وتحاليل،

الخطابة الناجحة.فالخطيب يكتب أوال ويتحدث ثانيا، وكنا في بداية المشوار نلخص معلوماتنا ودفاتر سجالت على لخطاباتنا العريضة الخطوط ونفهرس المتواضعة تعارف أصحاب المنبر أن يطلقوا عليها اسم المجاميع ومفردها مجموعة. فكل خطيب له مجموعته الخاصة التي يدون فيها مواضيعه ومالحظاته، وال زلت أحتفظ إلى اليوم بعدة مجاميع أرجع إليها عند الحاجة. فقد أشرت في ثنايا كتاب »معجم الخطباء« إلى إحراق بعض هذه المجاميع من قبل من ال يعرف قيمتها وال يقدر الجهود التي بذلت من أجل جمعها وتم ذلك عند ضغوطات المنطقة وإفرازاتها التعسفية إبان الحرب العراقية اإليرانية وما سببه الطاغية الهالك من ويالت ودمار وخوف وذعر حتى من ورقة أو كتاب أو

صورة قد تسبب لإلنسان كارثة أو إعداما. على يطرحه ما الخطيب منها يتنفس التي الرئة المجاميع تلك تعتبر وشهر صفر وشهر عاشوراء في الرسمية المواسم في وخصوصا المنابر حله في معه المجاميع تلك اصطحاب من له فالبد المبارك رمضان التفتيش معاناة تبرز وهنا الخطابة، لممارسة الموسمي وسفره وترحاله في المنافذ والحدود والمطارات على تلك المجاميع وما دون فيها وتقليب تصادر كثيرة وأحيانا اختصاصهم ذلك من ليس أناس قبل صفحاتها من تلك المجاميع ويبقى أصحابها في دوامة المراجعات بين اإلعالم واألوقاف المباحث والمخابرات والحال ليس فيها شيء يستحق كل إن لم يكن بين