الحديث الثاني

أسلوب الدعوة إلى اإلسالم

أوال: التعريف بالراوي األعلى: .-رضي هللا عنه-الراوي األول: معاذ بن جبل -1

امسه: معاذ بن جبل بن عمرو اخلزرجي األنصاري, - كنيته: أبو عبد الرمحن. - بينه وبني عبد هللا بن مسعود. آخى الرسول - مثاين عشرة سنة.كان عمره ملا أسلم - إىل اليمن معلما وقاضيا. بعثه الرسول -ومعاذ باليمن على قدم من اليمن يف خالقة أيب بكر، أي أنه قبض النيب -

الصحيح. مناقبه:

هو أحد السبعني الذين شهدوا العقبة من األنصار. - .وشهد بدرا وأحدا واملشاهد كلها مع الرسول - باحلالل واحلرام. وهو أعلم أمه حممد - .وكان من أصحاب الفتيا يف عهد الرسول - بأخذ القرآن عنهم. ويعد من األربعة الذين أوصى الرسول - وفاته:

(هـ 11(هـ وقيل )11يف طاعون عمواس يف الشام سنة ) -رضي هللا عنه -تويف (1)وهو قول األكثر، وعاش أربعا وثالثني سنة.

6/401، واإلصابة البن حجر: 5/491بن األثري: الأسد الغابة (1)

.-رضي هللا عنهما -عبد هللا بن عباس الراوي األعلى الثاين: -2 امسه: عبد هللا بن عباس بن عبد املطلب اهلامشي القرشي. - كنيته: أبو العباس. -وأمه لبابة بنت احلارث اهلاللية، وهو ابن نسبه: هو ابن عم رسول هللا -

.-رضي هللا عنهم-خالة خالد بن الوليد مولده: ولد قبل اهلجرة بثالث سنني. -

ناقبه: م بقوله " اللهم فقهه يف الدين وعلمه التأويل". دعا له الرسول - كان يسمي البحر، لسعة علمه، ويسمي حرب األمة, ويسمي ترمجان القرآن. - مرتني . وقد رأي جربيل عليه السالم مرتني، ودعا له النيب - (2)إذا تدارءوا يقول طاووس: رأيت سبعني رجال من أصحاب رسول هللا -

يف أمر صاروا إىل قول ابن عباس. (هـ.71وقد غزا إفريقية مع عبد هللا بن سعد بن السرح سنة ) -

على البصرة، فبقي عليها -رضي هللا عنه -واستعمله علي بن أيب طالب -أمريا، مث فارقها قبل أن يقتل علي بن أيب طالب، وعاد إىل احلجاز، وشهد مع

وكان أحد األمراء فيها. علي صفني،با. - كان عمر بن اخلطاب حيض ره جمالس العلماء وهو يف سن الص ثالث عشرة سنة. كان له ملا تويف النيب -

وفاته:هـ، وهو (51(هـ، وقيل )51هـ وقيل ) (56مات ابن عباس بالطائف سنة )

(3)( سنة. 11عن عمر يناهز ) الصحيح،

تدارءوا: أي اختلفوا. (2)

.1/494، واإلصابة البن حجر: 3/909أسد الغابة البن األثري: (3)

معروف ومشهور.قلت: وقربه بالطائف ثانيا: معاين املفردات:

(4))أهل كتاب (: هم اليهود والنصاري. -) فادعهم (: أي الدعوة إىل اإلميان باهلل والتصديق مبا جاء به أنبياؤه ورسله مث -

ويف رواية: "فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة هللا عز (5)العمل مبقتضي ذلك. (6)وجل"

(7)أي شهدوا وانقادوا، فضمن أطاع معىن انقاد.) فإن هم أطاعوا لذلك (: - .(8))افرتض عليهم صدقة(: هي الزكاة املفروضة -)كرائم أمواهلم(: الكرائم مجع كرمية وهي جامعة الكمال املمكن يف حقها من -

(9)غزارة لنب، ومجال صورة، أو كثرة حلم أو صوف. (10)ظلوم. واتق دعوة املظلوم(: أي جتنب الظلم لئال يدعو عليك امل -جاب(: أي ليس هلا صارف يصرفها وال مانع. - )ح

واملراد أهنا مقبولة وإن كان املظلوم عاصيا، كما جاء يف حديث أيب هريرة عند أمحد مرفوعا بإسناد حسن: "دعوة املظلوم مستجابة، وإن كان فاجرا ففجوره

(11)على نفسه".

.4/484املفهم للقرطيب: (4)

، بتصرف.3/358فتح الباري: (5)

.4/463-(34رقم )-أخرجه مسلم يف صحيحه ( 6)

.3/359فتح الباري البن حجر: (7)

بن حجر: الزكاة يف اللغة النماء ويف الشرع: إعطاء جزء من ، قال ا3/961فتح الباري البن حجر: (8) النصاب احلويل اىل فقري وحنوه غري هامشي وال مطليب.

، وقال: كرمية غزيرة اللنب، وااملراد 3/399، وفتح الباري البن حجر: 4/464شرح صحيح مسلم للنووي: (9)ه تتعلق به وأصل الكرمية كثرية اخلري نفائس األموال من أي صنف كان، وقيل له نفيس ألن نفس صاحب

وقيل للمال نفيس كرمي لكثرة منفعته.

3/360فتح الباري البن حجر : (10)

3/360فتح الباري البن حجر : (11)

(12)وقال النووي: أي أهنا مسموعة ال ترد ثالثا: املعىن اإلمجايل:

-ميكن أن جنمل املعىن اإلمجايل يف العناصر اآلتية:حرص اإلسالم على دعوة الناس إىل النطق بالشهادتني والعمل بأركان -1

اإلسالم إكراما هلم.الرسل من صحابته النجباء لدعوة الناس إىل شرائع إرسال الرسول -7

اإلسالم وتعليمهم أمور دينهم.يبدأ يف دعوة الناس إىل اإلسالم مبراعاة األوليات فيقدم األهم أن الداعية -3

على املهم، كما أن عليه مراعاة التدرج يف تعليم الناس أمور دينهم. وأن بناء العقيدة يف النفوس هو نوع من أنواع اجلهاد. -4 وأن إخراج الزكاة الواجبة تتحقق بأخذ الوسط منها. -6الظلم، وأن دعوة املظلوم مستجابة ومسموعة وأهنا ال حتذير اإلسالم من عاقبة -5

ترد. رابعا: املسائل واألحكام الفقهية:

املسألة األوىل :كيف يمع بني قوله " فادعهم إىل شهادة أن ال إله إال هللا وأين رسول هللا" وبني

قوله يف رواية أخرى "فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة هللا"؟.تمث لة يف قال ابن حجر

: ال تعارض بني املعنيني: إذ املراد ادعهم إىل عبادة هللا امل

، ونقول: إن املراد بالعبادة ما هو أعم من (13)توحيده واملرتجم عنها بالشهادتني النطق باللسان وأهنا جنس يشمل أنواعا كثرية .

املسألة الثانية :

.4/914، وإكمال املعلم للقاضي عياض: 4/464شرح صحيح مسلم للنووي: (12)

، بتصرف.3/358فتح الباري البن حجر : (13)

سكت عن بيان أساليب الدعوة وتركها الجتهاد معاذ بن يالحظ أن الرسول جبل؛ ألن الداعية يتخذ من األساليب ما يشاء شريطة أال تتعارض مع الشرع

احلنيف. املسألة الثالثة :

يف الدعوة بالشهادتني؟ ملاذا بدأ الرسول بدأ بالشهادتني ألهنما أصل الدين وال يصح شيء بغريمها، فمن كان غري موحد فهو مطالب بالشهادتني، ومن كان موحدا فهو مطالب باجلمع بني اإلقرار بالوحدانية واإلقرار بالرسالة، ومن كان يعتقد اإلشراك كمن يقول ببنوة عزير أو

(14)ي ما يلزم من عقائدهم. يعتقد التشبيه فتكون مطالبتهم بالتوحيد لنف املسألة الرابعة :

قوله )فإن هم أطاعوا لذلك( ويف رواية البن خزمية "فإن هم أجابوا لذلك" فلماذا عد ى أطاع بالالم مع أنه يتعدى بنفسه ؟

عداه بالالم؛ ألنه ضمنه معىن انقاد وأجاب واستجاب, وكلها تتعدى بالالم, أي (15)فإن هم انقادوا ملا جئت به من تعاليم اإلسالم.

املسألة اخلامسة :ما احلكمة يف ترتيب األركان على هذا النسق حيث بدأ بالتوحيد مث ثـىن بالصالة

وبعدها بالزكاة ؟وبدوهنما -كما تقدم -صل الدين وعنوان الدخول فيهبدأ بالشهادتني ألهنما أ

ال يقبل عمل فقبول ما بعدمها مرتتب على اإلقرار هبما أوال.وقدم الصالة على الزكاة من باب التدرج فبدأ باألهم فاألهم, قال اخلطايب إن ذكر

ر عن ذكر الصالة ألهنا إمنا جتب عل قوم دون قوم, وأهنا ال تكر ر تكرار الصدقة أخ

. 3/358الباري البن حجر: فتح (14)

. 3/359فتح الباري البن حجر: ( 15)

الصالة. فلم يطالبهم جبميع األركان دفعة واحدة ملراعاة التلطف باخلطاب ألنه لو (16)طالبهم باجلميع يف أول مرة مل يأمن النفرة.

املسألة السادسة:بعث معاذا وبني ما وجه اجلمع بني الروايتني اآلتيتني " عن ابن عباس أن النيب

الرواية األخرى عن ابن عباس عن معاذ بن جبل" ؟حيث إن الرواية األويل تقتضي أن احلديث من مسند ابن عباس والرواية الثانية

تقتضي أنه من مسند معاذ، وقد مجع العلماء بينهما على النحو التايل:صال وتارة أرسله أن يكون ابن عباس مسع احلديث من معاذ، فرواه تارة عنه مت -أ

فلم يذكر معاذا، وكالمها صحيح ألن مرسل الصحايب إذا مل يعرف احملذوف يكون حجة ، فكيف وقد عرفنا يف هذا احلديث أنه معاذ.

وحيتمل أن ابن عباس مسعه من معاذ وحضر القضية فتارة رواها بال واسطة -ب (17)ما ملعىن آخر.حلضوره إياها، وتارة رواها عن معاذ،إما لنسيانه احلضور،وإ

املسألة السابعة: ما املهمة اليت بعث هبا معاذ رضي هللا عنه إىل اليمن؟ ويف أي سنة كانت؟

قيل إنه كان واليا، وقيل كان قاضيا، والراجح أنه كان قاضيا، وكانت الوالية -أ أليب موسي األشعري.

الوداع على الراجح كما وكان بعث معاذ إىل اليمن سنة عشر قبل حجة -ببوب عليه البخاري فقال: باب بـعث أيب موسى ومعاذ إىل اليمن قـبل

. واتفقوا على أنه مل يزل على اليمن إىل أن قدم يف عهد (18)حجة الوداع (19)أيب بكر مث توجه إىل الشام فمات هبا.

, بتصرف يسري وتقدمي وتأخري.3/359فتح الباري البن حجر: (16)

.3/358، وفتح الباري البن حجر: 4/469شرح صحيح مسلم للنووي: (17)

1/4511البخاري, كتاب املغازي: ( 18)

.3/358فتح الباري البن حجر: ( 19)

املسألة الثامنة : خص النيب أهل الكتاب بالذكر ومل يقل إنك تأيت قوما كافرين؟ مل

وإمنا نبهه ألن اليهود والنصارى كانوا يف اليمن أكثر من مشركي العرب أو أغلب,م أهل علم سابق، فال على هذا؛ ليتهيأ ملناظرهتم ، ويعد األدلة إلفحامهم ؛ ألهن

.تكون العناية يف ماطبته (20)م كمخاطبة اجلهال من عبدة األوثان املسألة التاسعة :

قوله: ) فادعهم إىل شهادة أن ال إله إال هللا وأين رسول هللا (هل يشرتط لصحة الدخول يف اإلسالم الرباءة اللفظية من كل ما هو مالف

لإلسالم؟ الرباءة اللفظية عند النطق بالشهادتني ذهب مجهور العلماء إىل أنه ال يشرتط -أ

من كل ما هو مالف لإلسالم، وأنه يكتفى بالشهادتني نطقا وعمال إلثبات اإلسالم، وال يلزم للداخل يف اإلسالم التربؤ اللفظي، وإمنا حسبه التربؤ العملي حلديث )فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة هللا( ، فالتعبري بالعبادة هنا دل

على التربؤ العملي وليس اللفظي.وذهب فريق آخر من العلماء إىل أنه ال بد من النطق بالشهادتني والتربؤ -ب

لفظا من كل ما يعارض اإلسالم عند النطق بالشهادتني كأن يقول اليهودي: أبرأ من االعتقاد ببنوة عزير، ويقول النصراين: أبرأ من االعتقاد ببنوة عيسى

عليه السالم. والقول الراجح:

أن إسالم كل واحد من أهل الكتاب أو من غريهم يكون برتك ما كفر، واإلتيان بالشهادتني، فمن كان غري موحد فهو مطالب بالشهادتني ومن كان مقرا بالتوحيد

.3/358، وفتح الباري: 4/484فهم للقرطيب: امل (20)

فهو مطالب باإلقرار برسالته، وإذا كان يعتقد ببنوة -غري مقر برسالة حممد (21)يطالب بالتربؤ من هذا على وجه اخلصوص. البشر كعزير وعيسي فإنه

املسألة العاشرة :هل الكفار ماطبون بفروع الشريعة مبعىن أهنم مع كفرهم حماسبون على ما بعد

الشهادتني من شرائع اإلسالم كالصالة والزكاة وحترمي الزنا وحنوها؟ذهب أكثر أهل العلم ومنهم النووي إىل أن ظاهر هذا احلديث من القول األول:

أهنم غري مطالبني بالصالة والزكاة حىت ينطقوا بالشهادتني غري مراد بل إهنم ماطبون بفروع الشريعة املأمور به واملنهي عنه كخطاهبم بأصوهلا، وغاية ما يف األمر انه ال

وإمنا قدم الشهادة إال بعد إتياهنم باألصل, يقبل منهم الفروع عند التطبيق والتنفيذ ألنه شرط أداء ال شرط وجوب أي شرط لصحة الصالة وغريها وليس شرطا

، فإذا مات يزاد عليه يف العذاب: عذاب أنه مل يقر بالتوحيد، وعذاب أنه لوجوهبا مل ميتثل مبا وراءه من البـعد عن املنهيات واإلتيان بالواجبات.

على ذلك مبا يلي :واستدلوا رة هم *وويل للمشركني ﴿ :قال هللا تعاىل -1 الذين ال يـؤتون الزكاة وهم باآلخ

فجمعت عليهم اآلية اجلرميتني . (22) ,﴾كافرون عن *يف جنات يـتساءلون *إال أصحاب اليمني ﴿قال هللا تعاىل: -7

ومل نك نطعم *قالوا مل نك من المصل ني *ما سلككم يف سقر *المجرمني ني *المسكني (23) .﴾وكنا نكذ ب بيـوم الد ين *وكنا نوض مع اخلائض

ماله فـيـقول يا ليتن مل أوت كتابيه ﴿: قال هللا تعاىل -3 كتابه بش *وأما من أويتسابيه ية *ومل أدر ما ح هلك عن *ما أغىن عن ماليه *يا ليتـها كانت القاض

بتصرف وزيادة. 4/489، واملفهم للقرطيب: 359، 3/358فتح الباري البن حجر: (21)

(.1-6)فصلت: (22)

(.16-39) املدثر: (23)

عون *يم صلوه مث اجلح *خذوه فـغلوه *سلطانيه لة ذرعها سبـ لس مث يف سوال حيض على طعام *إنه كان ال يـؤمن بالل العظيم *ذراعا فاسلكوه

(24) .﴾المسكني القول الثاين:

ونواه, وذهب فريق آخر إىل أن الكفار غري ماطبني بفروع الشريعة من أوامر واحتج هؤالء هبذا احلديث فالنيب صلى هللا عليه وسلم مل يطلب من معاذ أن خياطبهم بالصالة , والزكاة إال بعد دخوهلم يف اإلميان . وكيف خياطبون بشيء وهو

وقدمنا إىل ما عملوا من عمل ﴿: ال يقبل منهم لو فعلوه قبل أن يؤمنوا لقوله تعاىلوياب عليه بأهنم ملزمون به يف الدنيا ظاهرا ال باطنا، (25), ﴾ناه هباء منثورافجعل

فهم معاقبون على احلدود وما دوهنا مما هو حمرم عندنا وعندهم وإن مل يعتقدوا هبا، ويف اآلخرة فإهنم مؤاخذون باألمرين.

القول الراجح:لالثنني معا, وهي مرحلة عرض والقول األول هو الراجح، وأن الدعوة النظرية

اإلسالم، أما عمليا فيبدأ يف العرض باألصول أوال مث الفروع، وأنه إذا مات يعاقب يـوم يكشف عن ساق ويدعون إىل ﴿على االثنني مجيعا بدليل قوله تعاىل:

فاخلطاب للمشركني بدليل قوله تعاىل قبلها: ﴿ أم (26) ,السجود فال يستطيعون﴾م إن كانوا (28()27).﴾صادقني هلم شركاء فـليأتوا بشركائه

املسألة احلادية عشرة :

(.31-95)احلاقة: ) (24)

( 93)الفرقان: ( 25) (.19)القلم: (26)

(.14)القلم: (27)

، وإكمال املعلم للقاضي 4/489، واملفهم للقرطيب: 469، 4/464شرح صحيح مسلم للنووي: (28) ، بتصرف وزيادة.3/359، وفتح الباري البن حجر: 4/939عياض:

هل يوز نقل الزكاة من بلد املال الذي وجبت فيه؟من العلماء: إىل عدم ذهب املاليكة وأتباع الشافعي واحلنابلة ومعهم مجهرة كثرية -أ

جواز نقل الزكاة من بلد إىل آخر،لقوله صلى هللا عليه وسلم: ) فرتد يف فقرائهم ( فإن معناه أن الصدقة ترد على فقراء من أخذت من أغنيائهم. والوصية ملعاذ أن يأخذ الزكاة من أغنياء البلد املوجه إليها ويردها على فقرائها, فال يوز له

آخر.نقلها إىل بلد فإن خالف ونقل الزكاة أجزأ عند املالكية على األصح وسقطت الزكاة عن

املزكي.أما عند الشافعية: ال جتزئ إال إذا فقد املستحقون هلا يف البلد األول.واحلكمة من صرف الزكاة يف البلد الذي مجعت فيه أنه مظهر من مظاهر الرتاحم

سلمني.والتآلف, وهو جملبة للمحبة بني املوذهب الليث وأبو حنيفة وأصحاهبما إىل أن مصرف الزكاة عام، فيجوز نقل -ب

)فقرائهم( جاء ألن الضمري يف؛ الزكاة من البلد الذي مجعت فيه إىل بلد آخرعاما يشمل فقراء هذا البلد وغريه من بالد املسلمني. فأي فقري منهم ردت فيه

(29)حلديث.الصدقة يف أي جهة كان فقد وافق عموم ا املسألة الثانية عشرة :

ملاذا مل يذكر الصوم وال احلج مع أهنما كانا قد فرضـا, فالصـوم فـرض سـنة اثنتـني, واحلج سنة تسع قبل بعث معاذ بأشهر ؟ .

وأجيب :بــأن تركهمــا لــيس مــن النــيب صــلى هللا عليــه وســلم , وإمنــا مــن تقصــري الــرواة. -أ

(30) اشتهر، فلو ذكرمها لنقل.ورده القرطىب بأن احلديث قد

.4/483، واملفهم للقرطيب: 3/351، وفتح الباري البن حجر: 4/464شرح صحيح مسلم للنووي: (29)

.4/99إكمال املعلم : (30)

أو أن النيب صلى هللا عليه وسلم تركهما لذكر اآلكـد بالنسـبة إلـيهم يف ذلـك -بوأيضا فأن إذعـاهنم هلـذا املـذكور (31) الوقت وهي عادته صلى هللا عليه وسلم.

.(32)يف حديث معاذ يستلزم إذعاهنم ملا بقي من شرائع اإلسالم املسألة الثالثة عشرة :

استدل اجلمهور هبذا احلديث على عدم وجوب صالة الوتر، وقالوا إهنا من يف سفر وال حضر. السنن املؤكدة اليت كان ال يرتكها الرسول

وذهب احلنفية إىل وجوب صالة الوتر، على وفق ما عندهم من فرق بني الفرض والواجب، فالفرض عندهم ما ثبت بدليل قطعي، والواجب ما ثبت بدليل

(33)، ظن سادسا: ما يستفاد من احلديث:

قبول خرب الواحد ووجوب العمل به . -1 أن السنة أن الكفار يدعون إىل التوحيد قبل القتال. -7 أنه ال حيكم بإسالم املرء ظاهرا إال بالنطق بالشهادتني. -3 أن الصلوات اخلمس جتب يف كل يوم وليلة. -4بيان عظم حترمي الظلم، وأن اإلمام ينبغي أن يعظ والته، ويأمرهم بتقوى هللا -6

(34)تعاىل، ويبالغ يف هنيهم عن الظلم، ويعرفهم قبح عاقبته. أخذ كرائم املال يف أداء الزكاة بل يأخذ -املندوب -حيرم على الساعي -5

(35)الوسط، وحيرم على رب املال إخراج شر املال. (36)ال تدفع إىل كافر، وال تدفع أيضا إىل غن من نصيب الفقراء.أن الزكاة -1

.4/99إكمال املعلم: (31)

، بتصرف.364و 3/360ح الباري البن حجر: فت (32)

بتصرف. 4/464شرح صحيح مسلم للنووي: ( 33)

.4/484، واملفهم للقرطيب: 4/464شرح صحيح مسلم للنووي: (34)

.3/360:، وفتح الباري4/483فهم للقرطيب: ، وامل4/464شرح صحيح مسلم للنووي: ( 35)

وجوب أخذ الزكاة ممن وجبت عليه، وقهر املمتنع على بذهلا ولو مل يكن -1جاحدا، فإن كان مع امتناعه ذا شوكة قوتل، وإال فإن أمكن تعزيره على

(37)االمتناع عزر مبا يليق به. (38)عند احلاجة وعموم مصلحة املسلمني.جواز نقل الزكاة من بلد إىل آخر -9

جناح الداعية يف دعوته متمثلة يف تقدمي األولويات والبدء باألهم فاألهم. -11

. 4/464شرح صحيح مسلم للنووي: ( 36)

. 43/355تح الباري البن حجر : ف ( 37)

. 3/351فتح الباري البن حجر : (38)