مجلة الجوبة 42 aljoubah

42 �سات ونقد دراة واإبداع �سجهـــــات موا نوافـــذد:ف العد مل ت أدب الرح�ساتلدراري لدالرحمن بن اأحمد ال�سدي عب منتدى الأم حواجز.. عالم بم اليومع ال�سابعة: دورته ا ال�سعودية

Upload: -

Post on 09-Mar-2016

280 views

Category:

Documents


6 download

DESCRIPTION

الجوبة 42 : ملفان حول أدب الرحلة و الإعلام اليوم – عالم بلا حواجز جاء العدد الجديد 42 لشتاء 2014 من مجلة الجوبة حافلا بملف عن أدب الرحلة و بمواجهة مع الناقد عبدالله السفر وباستطلاع ثقافي عن أزمة الشعر كما اشتمل على ملف خاص حول " الإعلام اليوم – عالم بلا حواجز " وقد جاء ملف أدب الرحلة بمشاركة كل من د. محمود عبد الحافظ ، غازي الملحم، د.إبراهيم الدهون – صالح بن محمد المطيري -ابراهيم الحجري - الزبير مهداد– د. عوض البادي- سعيد بوكرامي-محمد الشحري – رضوان السائحي – فؤاد حسن كابلي –مرسي طاهر أبو عوف . كما جاء ملف " الإعلام اليوم – عالم بلا حواجز " بمشاركة فيصل السديري و د.عبدالرحمن الشبيلي و د.جميل الحجيلان و د.عبدالرحمن العناد و د.محمد شومان و د.اسامة النصار و صالح القلاب و د.علي دبكل العنزي و د.احمد عبدالملك و د.سمير عطالله و د.زياد السديري و د.عبدالواحد الحميد . ويقول رئيس التحرير الأستاذ إبراهيم الحميد في افتتاحية الجوبة 42 : " إذا كان أدب الرحلة يوفر لنا نافذة نطل منها على التاريخ وسيرة المكان والإنسان في مواقع مختلفة من هذا العالم، فإنه وفر لنا أيضا مجالا تتداخل فيه الرو

TRANSCRIPT

42

درا�سات ونقد�سرية واإبداعمواجهـــــات

نوافـــذ

ملف العدد:

الرحالت أدب

منتدى الأمري عبدالرحمن بن اأحمد ال�سديري للدرا�سات ال�سعودية يف دورته ال�سابعة: اإلعالم اليوم.. عالم بال حواجز

2- دعم البحوث والر�سائل العلميةيهتم بدعم م�ساريع البحوث والر�سائل العلمية والدرا�سات املتعلقة مبنطقة اجلوف، ويهدف

اإلى ت�سجيع الباحثني على طرق اأبواب علمية بحثية جديدة يف معاجلاتها واأفكارها.)اأ( ال�شروط العامة:

واملراكز اإلى اجلامعات املقدمة العلمية والر�سائل الأكادميية البحوث املايل الدعم ي�سمل -١البحثية والعلمية، كما ي�سمل البحوث الفردية، وتلك املرتبطة مبوؤ�س�سات غري اأكادميية.

يجب اأن يكون مو�سوع البحث اأو الر�سالة متعلقا مبنطقة اجلوف. -٢يجب اأن يكون مو�سوع البحث اأو الر�سالة جديدا يف فكرته ومعاجلته. -٣

اأن ل يتقدم الباحث اأو الدار�س مب�سروع بحث قد فرغ منه. -٤يقدم الباحث طلبا للدعم مرفقا به خطة البحث. -٥

تخ�سع مقرتحات امل�ساريع اإلى تقومي علمي. -٦للموؤ�س�سة حق حتديد ال�سقف الأدنى والأعلى للتمويل. -٧

وجهة تغيري اإلى ت��وؤدي جذرية تعديالت اإج��راء التمويل على املوافقة بعد للباحث يحق ل -٨املو�سوع اإل بعد الرجوع للموؤ�س�سة.

يقدم الباحث ن�سخة من ال�سرية الذاتية. -٩)ب( ال�شروط اخلا�شة بالبحوث:

يلتزم �لباحث بكل ما جاء يف �ل�شروط �لعامة)�لبند »�أ«(. -١ي�سمل املقرتح ما يلي: -٢

تو�سيف م�سروع البحث، وي�سمل مو�سوع البحث واأهدافه، خطة العمل ومراحله، واملدة -املطلوبة لإجناز العمل.

ميزانية تف�سيلية متوافقة مع متطلبات امل�سروع، ت�سمل الأجهزة وامل�ستلزمات املطلوبة، -م�ساريف ال�سفر والتنقل وال�سكن والإعا�سة، امل�ساركني يف البحث من طالب وم�ساعدين

وفنيني، م�ساريف اإدخال البيانات ومعاجلة املعلومات والطباعة.حتديد ما اإذا كان البحث مدعوما كذلك من جهة اأخرى. -

)ج( ال�شروط اخلا�شة بالر�شائل العلمية:�إ�شافة لكل ما ورد يف �ل�شروط �خلا�شة بالبحوث )�لبند »بــ«( يلتزم �لباحث مبا يلي:

اأن يكون مو�سوع الر�سالة وخطتها قد اأقرا من اجلهة الأكادميية، ويرفق ما يثبت ذلك. -١اأن يقدم تو�سية من امل�سرف على الر�سالة عن مدى مالءمة خطة العمل. -٢

الجوف: هاتف 3455 626 014 - فاك�ص 7780 624 014 - �ص. ب 458 �سكاكا - الجوف

الريا�ص: هاتف 7094 281 011 - فاك�ص 1357 281 011 - �ص. ب 94781 الريا�ص 11614

[email protected]

1- ن�شر الدرا�شات والإبداعات الأدبيةيهتم بالدرا�سات، والإبداعات الأدبية، ويهدف اإلى اإخراج اأعمال متميزة، وت�سجيع حركة الإبداع

الأدبي والإنتاج الفكري واإثرائها بكل ما هو اأ�سيل ومميز.وي�سمل الن�سر اأعمال التاأليف والترجمة والتحقيق والتحرير.

مجالت الن�شر:الدرا�سات التي تتناول منطقة الجوف في اأي مجال من المجالت. اأ -

الإبداعات الأدبية باأجنا�سها المختلفة )وفقا لما هو مبين في البند »٨« من �شروط �لن�شر(. ب- الدرا�سات الأخرى غير المتعلقة بمنطقة الجوف )وفقا لما هو مبين في البند »٨« من �شروط �لن�شر(. ج-

�سروطه:اأن تت�سم الدرا�سات والبحوث بالمو�سوعية والأ�سالة والعمق، واأن تكون موثقة طبقا للمنهجية العلمية. -١

اأن تكتب المادة بلغة �سليمة. -٢اأن يرفق اأ�سل العمل اإذا كان مترجما، واأن يتم الح�سول على موافقة �ساحب الحق. -٣

اأن تقدم المادة مطبوعة با�ستخدام الحا�سوب على ورق )A4( ويرفق بها قر�س ممغنط. -٤اأن تكون ال�سور الفوتوغرافية واللوحات والأ�سكال التو�سيحية المرفقة بالمادة جيدة ومنا�سبة للن�سر. -٥اإذا كان العمل اإبداعا اأدبيا فيجب اأن يت�سم بالتميز الفني واأن يكون مكتوبا بلغة عربية ف�سيحة. -٦

اأن يكون حجم المادة - وفقا لل�سكل الذي �ست�سدر فيه - على النحو الآتي: -٧الكتب: ل تقل عن مئة �سفحة بالمقا�س المذكور. -

البحوث التي تن�سر �سمن مجالت محكمة ت�سدرها الموؤ�س�سة: تخ�سع لقواعد الن�سر في تلك -المجالت.

الكتيبات: ل تزيد على مئة �سفحة. )تحتوي ال�سفحة على »٢٥0« كلمة تقريبا(. -اأبناء وبنات منطقة المقدمة من الأعمال الن�سر، في�سمل بالبند )ب( من مجالت يتعلق فيما -٨�لجوف، �إ�شافة �إلى �لمقيمين فيها لمدة ال تقل عن عام، �أما ما يتعلق بالبند )ج( في�شترط �أن

يكون الكاتب من اأبناء اأو بنات المنطقة فقط.تمنح الموؤ�س�سة �ساحب العمل الفكري ن�سخا مجانية من العمل بعد اإ�سداره، اإ�سافة اإلى مكافاأة -٩

مالية منا�سبة.تخ�سع المواد المقدمة للتحكيم. -١0

برنامـج نشر الدراسات واإلبداعـات األدبية ودعم البحوث والرسائل العلميةفي مؤسسة عبدالرحمن السديري اخليرية

3اجلوبة - �شتاء 1435هـ2 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

النا�ســـــــــر: موؤ�س�سة عبدالرحمن ال�سديري اخلريية

اأ�س�سها الأمري عبدالرحمن بن اأحمد ال�سديري )اأمري منطقة اجلوف من ١٣٦٢/٩/٥ه� - ١٤١0/٧/١ه� املوافق ١٩٤٣/٩/٤م - ١٩٩0/١/٢٧م( بهدف اإدارة ومتويل املكتبة العامة التي اأن�ساأها عام ١٣٨٣ه� املعروفة با�سم دار اجلوف للعلوم. وتت�سمن برامج املوؤ�س�سة ن�سر الدرا�سات والإبداعات الأدبية، ودعم البحوث والر�سائل العلمية، واإ�سدار جملة دورية، وجائزة الأمري عبدالرحمن ال�سديري للتفوق العلمي، كما اأن�ساأت رو�سة ومدار�س الرحمانية اأن�ساأت املوؤ�س�سة فرعا لها يف حمافظة الأهلية للبنني والبنات، وجامع الرحمانية. ويف عام ١٤٢٤ه� )٢00٣م( �لغاط )مركز �لرحمانية �لثقايف(، له �لرب�مج و�لفعاليات نف�شها �لتي تقوم بها �ملوؤ�ش�شة يف مركزها �لرئي�س يف

اجلوف، بوقف م�ستقل، من اأ�سرة املوؤ�س�س، لل�سرف على هذا املركز - الفرع.

العدد 42الـمحتويــــات�ستاء 1435هـ - 2014م

منتدى الأمير عبدالرحمن بن اأحمد ال�سديري للدرا�سات ال�سعودية في دورته ال�سابعة

6 ........................

قواعد الن�شر1 - اأن تكون املادة اأ�سيلة.

2 - مل ي�سبق ن�سرها.3 - تراعي اجلدية واملو�سوعية.

4 - تخ�سع املواد للمراجعة والتحكيم قبل ن�سرها.5 - ترتيب املواد يف العدد يخ�سع العتبارات فنية.

6 - ترحب اجلوبة باإ�سهامات املبدعني والباحثني والكتاب، على اأن تكون املادة باللغة العربية.

»اجلوبة« من االأ�سماء التي كانت تطلق على منطقة اجلوف �سابقا.

......................................................... ٤الفتتاحية

منتدى الأمير عبدالرحمن ال�سديري للدرا�سات ال�سعودية:

الإعالم.. اليوم عالم بال حواجز - محمد �سوانة.................

٦

ملف العدد: اأدب الرحالت: د. محمود عبدالحافظ، غازي خيران

الملحم، د. اإبراهيم الدهون، �سالح بن محمد المطيري، اإبراهيم الحجري، الزبير مهداد، د. عو�س البادي، �سعيد بوكرامي، محمد ال�سحري، ر�سوان ال�سائحي، فوؤاد ح�سن كابلي، مر�سي طاهر اأبو

............................................................ عوف

١٧

اأب��داأ!!؟ قراءة في ديوان ال�ساعرة نبيلة اأين درا�سات ونقد: من

.......... الخطيب عتبات وعالمات لغوية - د. بالل كمال ر�سيد

٩٣

اإبراهيم للقا�س »ا�ستثناء« مجموعة في والكتابة اليومي �سوؤال الحجري - عبدالغني فوزي......................................

٩٦

٩٩ق�ش�ص ق�شيرة: ق�ستان - نورة عبداهلل ال�سفر.................

١00ق�سة: �سارع الجزارين - طاهر الزهراني......................

................................... الهارب - اإيمان مرزوق ل ١0١الظ

............................ ١0٢�سعر: اأمل - عبدالكريم محمد النملة

١0٣اأ�سداء الذكرى - علي العلوي...................................

١0٤خرير الحنين - الطاهر لكنيزي................................

١0٥ن�سو�س �سعرية - محمد خ�سر.................................

١0٦مواجهات: ال�ساعر عبداهلل ال�سفر - حاوره عمر بوقا�سم........

..... ١١٤�سيرة واإبداع: اأ. د. عبدالرحمن بن حمود العناد القا�سب

...... ١١٨نوافذ: ا�ستطالع عن اأزمة ال�سعر العربي - �سعيد بوكرامي

......................................... ١٢٥ل الناهية.. ول المتلقي

.......................................................... ١٢٦قراءات

١٢٨عين على الجوبة...............................................

ت�سميم خالد دعا�س . الغالف:

حوار مع ال�شاعر عبداهلل ال�شفر

106 .....................

املقاالت املن�سورة ال تعرب بال�سرورة عن راأي املجلة والنا�سر.

ملف ثقايف ربع �سنوي ي�سدر عن

امل�شرف العاماإبراهيم احلميد

اأ�سرة التحريرحممود الرحمي، حممد �سوانة، عماد املغربي

الإخراج الفنيخالد بن اأحمد الدعا�ص

املرا�شالتتوجه با�سم امل�سرف العام

هاتف: 6263455)4()966+(فاك�ص: 6247780)4()966+(

�ص. ب 458 �سكاكا اجلـوف - اململكة العربية ال�سعوديةwww.aljoubah.org

[email protected] 1319 - ردمد 2566

�سعر الن�سخة 8 رياالتتطلب من ال�سركة الوطنية للتوزيع

114 .....................

�سيرة واإبداع:اأ.د. عبدالرحمن العناد

ملف العدد: اأدب الرحالت

17 ......................

5اجلوبة - �شتاء 1435هـ4 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

الإن�سان اأنجزها التي الن�سانية المعارف اأق��دم اإح��دى واأدبها الرحلة تعد العربي، فقد كانت الفتوحات الإ�سالمية وتو�سع الحدود الجغرافية للبالد الم�سلمة حافزا للكثير من المغامرين على خو�س غمار الرحلة، منطلقين من هدف �سام لرحالتهم.. األ وهو الو�سول اإلى مكة المكرمة، مهما كلف الأمر، لأداء فري�سة الحج وزيارة الأماكن المقد�سة؛ وكان بع�سهم يجعل من رحلته اإلى مكة المكرمة، منطلقا اإلى اأماكن بعيدة عن موطنه، متحمال كل ال�سعاب والم�ساق التي يكابدها اإلى تجاوزته بل الهدف، الرحلة عند هذا تقف ولم الزمان؛ الظاعن في ذلك التا�سع اأو الهجري الثالث القرن بدايات منذ الوجهات من العديد ا�ستك�ساف توثيق رحالتهم: كتاب العرب في الرحالة التي �سطرها الكتب الميالدي، ومن للم�سعودي، وكتاب �سورة المتوفى �سنة ٢٨٤ه�،ومروج الذهب لليعقوبي البلدان الأر�س لبن حوقل، وكتاب الم�سالك للبكري، وكتاب »نزهة الم�ستاق في اختراق الآفاق« لالإدري�سي الذي اأنجزه عام ٥٤٨ه�/١١٥٤م في بالط ملك �سقلية روجر ابن بطوطة للعمري، وكتاب رحلة الأب�سار الثاني، وكتاب ال�ستب�سار وم�سالك )تحفة النظار في غرائب الأم�سار وعجائب الأ�سفار(، وكتاب العبر لبن خلدون.

وقد �سهدت القرون المختلفة منذ ع�سر الإ�سالم األوانا واأ�سكال من الرحالت التي اختلفت طرقها ووجهاتها، اإل اأن القا�سم الم�سترك بينها هو الرغبة الأكيدة لدى مقترفيها في طلب العلم، وال�ستزادة في معرفة الب�سر وطبائع البلدان، وكان لم �سورا واأو�سلت الم�ستقبل، اآفاق ا�ست�سرفت نافذة يمثل الرحالة من العديد

تكن لتبلغنا اليوم عن اأحوال النا�س وحياتهم قبل مئات اأو اآلف ال�سنين، لول هذا التوثيق الذي قام به اأولئك الرحالة، مهما كان الختالف حول مقدار الم�سداقية

والدقة في التدوين. لقد كان ابن بطوطة اأحد اأولئك الرحالة الذين واجهوا حمالت المعار�سين، الذين لم ي�ستوعبوا حجم الختالف الذي وجدوه في طبائع النا�س، و �سور الحياة التي يعي�سون عليها في اأماكن مختلفة من العالم؛ حتى اأن العالم العربي ال�سهير ابن خلدون الذي عا�سر حقبة ابن بطوطة، لم ي�ستوعب ما كتبه ابن بطوطة.. فا�س، �سلطان عنان اأبي ال�سلطان تدخل لول الخيال، ن�سج من اأنه يرى وكان الذي اأن�سف ابن بطوطة، و�سهد له من خالل تاأكيده على اأن الو�سف الذي اأورده

لم�سر، يتطابق مع ال�سورة التي راآها في رحلته عبر م�سر اإلى مكة المكرمة. اأولئك بها عبر التي البلدان ح��ال ت�سور العربية الرحلة كتب كانت لقد ، معهم يعي�س و النا�س ي�ساكن الرحالة كان فقد عابر، غير عبورا الرحالون اإلى اأثناء م�سيره وكان ابن بطوطة قا�سيا في كثير من الممالك بالهند و جاوة ال�سين، فقد مكث في تلك البلدان �سنوات طويلة، �سبر خاللها اأغوارها، ووثقها في كتابه المعتبر قبل اأكثر من ٧00 �شنة، وكان ذلك قبل �شقوط �الأندل�س، وقبل باأكثر من اآ�سيا م�ستعمرا اإلى الأوربي الإن�سان الغرب، وقبل و�سول بزوغ �سم�س ٤00 �سنة، وكان كتاب ابن بطوطة و�سيلة لمعرفة الكثير من نظم الحكم والدارة ال�سين الت�سوير في اعتماد ومنها الما�سية، الزمنية الحقبة تلك والحياة في لزوار ملك ال�سين، وال�ستعمال المبكر للعملة الورقية فيها، و نظام الحكم في جاوة، والفلبين، وفيتنام، واأ�سكال الب�سر في تايالند والبنغال والهند و غيرها من

الغرائب و العجائب. المكان و�سيرة التاريخ نافذة نطل منها على لنا يوفر الرحلة اأدب كان واإذا والإن�سان في مواقع مختلفة من هذا العالم، فاإن هذا الأدب وفر لنا اأي�سا مجال تتداخل فيه الرواية التاريخية مع ال�سرد، مقدما مفهوما متقدما للح�سارة التي عا�ستها اأمتنا في ما�سيها الغابر، حيث الريادة التي �سادت بها العالم في زمانها

قرونا، وتك�سف لنا مدى القاع الذي هوت اإليه لحقا حتى حا�سرها اليوم..

■ اإبراهيم احلميد

افتتاحية ال����ع����دد

ــــةـــــــــ

ــيــــــــــــ

حـــــــــــا

ـــــــــــــــت

ــــــــــــتــ

ـــــــــفــــ

ا

7اجلوبة - �شتاء 1435هـ6 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

يةود

�سعت ال

�سادرا

للري

ديل�س

ن احم

لردا

عبري

لأمى ا

تدمن

■ حممد �سوانة*

وف���ي ح��ف��ل ال��م��ن��ت��دى ت���ح���دث ف��ي�����س��ل بن اإدارة مجل�س رئي�س ال�سديري عبدالرحمن الذي الخيرية، ال�سديري عبدالرحمن موؤ�س�سة الأن�سطة اأح��د هو المنتدى ه��ذا اأن اإل��ى اأ�سار من وتحر�س الموؤ�س�سة، تقيمها التي الدورية تهم معا�سرة مو�سوعات تناول على خاللها الأخ��رى اأن�سطتها مع جنب اإل��ى جنبا الوطن، الجوف العامة في كل من ت�سمل مكتباتها التي

ودع��م الن�سر ب��رن��ام��ج ي��ق��دم��ه وم���ا و�لـــغـــاط، اأن�سطة وهي الميدانية؛ والدرا�سات الأبحاث التنمية ف��ي خاللها م��ن ون�سهم ب��ه��ا، نفخر نعتز الذي الوطن هذا في والمعرفية الثقافية اأن اإلى اإليه وبقيادته الحكيمة. واأ�سار بانتمائنا �سعوديا علما العام لهذا المنتدى هيئة اختيار هذه ف��ي المكرمة المنتدى �سخ�سية ليكون الدورة، جاء لكونه مثال في البذل والعطاء في

نظمت موؤ�س�سة عبدالرحمن ال�سديري الخيرية الدورة ال�سابعة لمنتدى االأمير عبدالرحمن الغاط، بمحافظة الثقافي الرحمانية مركز ف��ي ال�سعودية، للدرا�سات ال�سديري اأحــمــد بــن بعنوان: »الإعالم اليوم عالم بال حواجز«، وذلك يوم ال�سبت 6 محرم 1435هـ )9 نوفمبر 2013م(.و�سارك نخبة من العلماء والمتخ�س�سين والمهتمين في مجال الإعالم من الجامعات ال�سعودية وبع�ض الدول العربية ال�سقيقة، بح�سور محافظ الغاط عبداهلل النا�سر ال�سديري وجمع من اأهالي الغاط، وح�سد من الإعالميين والمهتمين، ومجموعة من طالب ق�سم الإعالم بجامعة الملك �سعود. وقد ناق�ص المنتدى على مدار ثالث جل�سات عمل ثالثة محاور، �سملت الإعالم الجديد عالم بال حواجز، والإعالم العربي الأهلي)اإعالم القطاع الخا�ض(، والإعالم الر�سمي:

التحديات المعا�سرة.

الغاط تحت�شن المنتدى في دورته ال�شابعة

بم�شاركة اإعالميين واأكاديميين متخ�ش�شين ومثقفين

ما قدمه من خدمة لقطاع الإعالم ال�سعودي اإلى جانب عمله الدبلوما�سي.

ال�ستة المنتديات اإل��ى كلمته في اأ�سار كما في بالتناوب الموؤ�س�سة نظمتها التي ال�سابقة مو�شوعات: و�شملت و�لــغــاط، الجوف من كل المالية والأزم���ة ال�سعودية، الخيرية الهيئات المملكة، ف��ي الق�سائي وال��ن��ظ��ام العالمية، والتنمية، المحلية والإدارة ال�سحي، والنظام

واآثار المملكة اإنقاذ ما يمكن اإنقاذه.وا�ستطرد ال�سديري قائال: اإن هذه الموؤ�س�سة ثمرة من ثمار موؤ�س�سها الأمير عبدالرحمن بن اأن�ساأها ال��ذي اهلل، يرحمه ال�سديري، اأحمد اإلى ت�سعى ربحية، غير ثقافية موؤ�س�سة لتكون البرامج وتنظم والمثقفين، الثقافة خ��دم��ة والأن�سطة الثقافية، وتدعم البحوث والدرا�سات العلمية الميدانية الخا�سة بق�سايا تهم المجتمع المحلي، اإ�سافة اإلى برنامج الن�سر والإ�سدارات الذي �سدر عنه حتى الآن نحو )١٢٥( اإ�سدارا.. �سملت الكتب المحكمة والدوريات التي ت�سدرها اأك��ادي��م��ي��ة هيئة عليها وت�����س��رف ال��م��وؤ���س�����س��ة، اأبناء متخ�س�سة ت�سم في ع�سويتها عددا من

�لجوف و�لغاط. الإدارة وفي ختام كلمته �سكر رئي�س مجل�س كل من �سارك في اإقامة هذا المنتدى، كما �سكر رعاة المنتدى، واأع�ساء هيئته على ما بذلوه من

جهد كبير في تنظيم المنتدى واإنجاحه.كلمة ال�سبيلي عبدالرحمن د. األ��ق��ى كما هيئة المنتدى،التي قدم من خاللها ال�سخ�سية والإنجازات العطاء �سجل م�ستعر�سا المكرمة، واأ�سار الحجيالن. جميل ال�سيخ قدمها التي اإذاعة تد�سين �سهدت الحجيالن فترة اأن اإلى محطات، �سبع في التلفزيون وافتتاح الريا�س وتحول ال�سحافة من ملكية فردية اإلى موؤ�س�سات اأهلية، كما �سهد الإعالم الخارجي طفرة نوعية الإع��الم��ي��ة، وال��ك��ت��ب الأف����الم ق��وام��ه��ا مكثفة رج��الت اأب���رز ل��زي��ارة قبلة المملكة و���س��ارت و�سائل وحظيت والأجنبية، العربية ال�سحافة الإعالم بفر�س غير م�سبوقة من برامج التدريب التاأهيل فر�س ال�سعودي لل�سباب وف��رت التي

الفني ليناف�س الكفاءات الوافدة.وا�ستطرد قائال اإنه على الرغم من اأن ال�سيخ الحجيالن اأم�سى نحو اأربعين عاما في المجال في المقابل في يق�س لم بينما الدبلوما�سي ١٩٦٣-١٩٧0م، �سنوات ثماني �سوى الإع��الم اإذ بالإعالم؛ وثيقا ارتباطا ارتبط ا�سمه لكن مار�س العملية الإعالمية في فترة حرجة داخليا وخارجيا، واأبدع في الزمن ال�سعب بما ي�ستلزم

درا�سة �سيرته والإفادة منها.ثم األقى ال�سيخ جميل الحجيالن )ال�سخ�سية المكرمة( كلمة اأ�سار فيها اإلى اأن هذا المنتدى

رئي�س مجل�س الإدارة في�سل بن عبدالرحمن ال�سديري يتو�سط د. عبدالرحمن ال�سبيلي وال�سيخ جميل الحجيالن

9اجلوبة - �شتاء 1435هـ8 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

يةود

�سعت ال

�سادرا

للري

ديل�س

ن احم

لردا

عبري

لأمى ا

تدمن

الإعالمي، العمل تطوير على وعمل والتلفزيون، محققا اإنجازات كبيرة. ثم عين وزيرا لل�سحة، ثم �سفيرا للمملكة في األمانيا وفرن�سا. كما عمل اأمينا عاما لمجل�س التعاون الخليجي، وكان عمله خالل والم�سوؤولين، القادة تقدير مو�سع ال�مهمة تلك وقد ح�سل خاللها على اأو�سمة رفيعة. تقاع�د ع�ام

٢00٢م.

فعاليات ندوة المنتدىوفي بداية ندوة المنتدى، األقى الأ�ستاذ عقل ال�سميري مدير عام الموؤ�س�سة كلمة رحب فيها بالم�ساركين وال�سيوف. وقال اإن اختيار مو�سوع في الإعالم يمثلها التي لالأهمية جاء المنتدى وال��دول النا�س على المبا�سر وتاأثيره الحياة اإذ وم�ستقبلها؛ واقت�سادها واأمنها وعالقاتها لم يعد الإعالم كالما عابرا، بل هو قوة حقيقية اأي�سا ق ويحفز ويدافع ويو�سح، وهو يبني وي�سو

يهاجم وقد ي�سوه ويدمر ويوؤذي وي�سر.ت�سلط العمل اأوراق اأن اإلى ال�سميري واأ�سار يقدمها محاور ع��دة من الإع��الم على ال�سوء م��خ��ت�����س��ون ذوو خ��ب��رة ع��ال��ي��ة ف��ي الإع����الم، ن�سكرهم ونقدر لهم م�ساركتهم في اأعمال هذا الحا�سنة الموؤ�س�سة اإيمان يمثل الذي المنتدى في ل��دوره��ا ال�سديري عبدالرحمن موؤ�س�سة تنمية المجتمع، والتي ت�سخر كل ول اأقول بع�س قبل ن�ساأتها منذ الثقافية للم�سوؤولية مواردها

بن�سب كانت واإن الم�سوؤولية هذه عاما؛ ثالثين الأخ���رى، المماثلة الموؤ�س�سات ل��دى مختلفة �لموؤ�ش�شات �رتـــبـــاط عــلــى عــالمــة �أ�ــشــبــحــت واهتماماته همومه وا�ست�سعار بمجتمعها،

والإ�سهام بدور تنموي ملمو�س يفيد الجميع.الجل�شة الأولى

اأ�ستاذ العناد تراأ�س الجل�سة د. عبدالرحمن الإعالم بجامعة الملك �سعود

الورقة الأولى»الإعالم والمتغيرات ال�شيا�شية والإقليمية«

عين جامعة م��ن �سومان محمد د. قدمها عام تبنى اإن��ه فيها: وج��اء م�سر. ف��ي �سم�س عربي اإع��الم��ي ن��ظ��ام وج���ود فر�سية ٢000م مهدد بتحديات عولمة الإعالم وتطور تكنولوجيا الت�������س���ال، وان���دم���اج الإع������الم ف���ي ال��ت��رف��ي��ه المت�سارع التوجه مع والثقافة، والمعلوماتية الخا�س الإع��الم دور ونمو الثقافة، ت�سليع نحو تعدد اأن بذلك وق�سد ال���دول. ع��ن الم�ستقل فيما �سواء وتنوعها، العربية الإعالمية النظم �لمقدمة و�لم�شامين ملكيتها باأنماط يتعلق ومدى تبعيتها للنظم ال�سيا�سية الحاكمة في كل قطر عربي، ف�سال عن مدى تطور كل منها مهنيا وتكنولوجيا، فاإنها ل تمنع من الت�سليم باأن النظم الوطني الم�ستوى على الإعالمية والممار�سات )القطري( و)العربي القومي( ت�سكل فيما بينها

يعد وجها من وجوه الوفاء لالأمير عبدالرحمن قرب(، عن عرفه )ال��ذي ال�سديري اأحمد بن والذي امتازت م�سيرته بالف�سائل والقيم، وكان

بحق رجل دولة، واأحد بناة هذا الوطن.في للمنتدى، الحجيالن ال�سيخ ق���در كما لموا�سيع اخ��ت��ي��اره ح�سن ال�����س��ن��وي، ان��ع��ق��اده المواطن، اهتمامات م��ن لقترابها ال��ح��وار، »الإعالم العام، هذا ومو�سوع الوطن، وهموم اليوم عالم بال حواجز«، هو واحد من موا�سيع �سئون اإدارة ف��ي ت��رى وال��ح��ك��وم��ات ال�ساعة. اإل �سره من تك�سف ل عليها، وقفا اأمرا البالد بالقدر الذي تراه، ول و�ساية لأحد غيرها عليه، ال�سلطة موقف في يرون بال�سفافية والمنادون هذا م�سادرة لحق المواطن في اأن يعرف كيف

تدار �سئونه. بين المعركة اأن اإل���ى الحجيالن واأ���س��ار في الحكم في بال�سفافية والمطالبين ال�سلطة عنيدة، متوا�سلة، معركة ظلت الغربي العالم ع�سرات عبر ال��ح��واج��ز تلك ان��ه��ارت اأن اإل��ى ال�سلطة اإم�ساك بين المواجهة من ال�سنين، المفكرين ودع��وة بالحكم، الأن��ان��ي بمفهومها على الوطني الإع��الم وانت�سار ال�سفافية، اإلى

مفاهيم الحكم المت�سدد.العربي اإعالمنا عن كلمته في ت�ساءل ثم ثورة واإف��رازات الف�سائيات، جاءت لقد فقال:

واليوتيوب التويتر م��ن الحديثة الت�����س��الت والفي�س بوك وما اإليها من اإبداعات تقنية مذهلة لتربك ما كان عليه الإعالم العربي من توا�سع في التكوين والأداء، وكذلك، لتربك الحكومات، قد الرقابة في التقليدية و�سائلها اأن ترى وهي هزمتها و�سائل اأخرى ل حيلة في الرقابة عليها.بع�س ف��ي ال��ت��ح��ول م���ب���ادرات اأن واأ����س���اف لتقديم ال��دول بع�س وقبول العربي، الإع��الم بع�س التنازلت، والتو�سع في ما قد تمنحه من عن طواعية ت��اأت لم الإع��الم.. لو�سائل حرية تملك ل جديدة لحقائق ا�ستجابة بل قناعة، هذه الدول اإل العتراف بها والتعامل معها؛ فقد وتلوذ بها ن تتح�س كانت التي الحواجز زال��ت خلفها دول كثيرة، وجاء اإعالم اآخر مواز، حر، طليق، يتحدى الدول في ما قد تعلنه اأو تخفيه، من ي�ساء ما رقابتها- عن مناأى في - ويذيع اأو الدولة، ع��ورات من ع��ورة تك�سف قد اأخبار احتواء عن الدولة فتعجز �سوءاتها، من �سوءة

تداعياتها!لل�سيخ بال�سكر كلمته الحجيالن واختتم ف��ي�����س��ل ب���ن ع��ب��دال��رح��م��ن ال�����س��دي��ري راع���ي المنتدى، ولإخوانه، على ح�سن ظنهم، واختياره لهذا التكريم، وهو �سعيد بهذا التكريم معتز به، لأنه ياأتي من موؤ�س�سة تحمل ا�سم الراحل الكبير الأمير عبدالرحمن ال�سديري، وتعمل لتحقيق ما

بن�ى عليه حياته من عمل جليل واأهداف نبيلة.

�سخ�سية المنتدى

اختارت هيئة المنتدى لهذا العام معالي ال�سيخ جميل بن اإبراهيم الحجيالن �سخ�سية المنتدى في دورته ال�سابعة؛ نظرا لما قدمه خالل م�سيرته من المملكة. في لالإعالم ومتميزة عديدة اإ�سهامات المملكة في الإع��الم عميد بحق يعد والحجيالن اأول وزير يتبواأ من�سب اإذ كان العربية ال�سعودية؛ ١٩٦٣م. عام مار�س في بالمملكة الإع��الم وزارة الإذاع���ة �سبكات اإق��ام��ة على الحجيالن اأ���س��رف

الأ�ستاذ �سالح القالب ود. عبدالرحمن العناد ود. اأ�سامة الن�سار ود. محمد �سومان في الجل�سة الأولى الأ�ستاذ عقل ال�سميري يلقي كلمة افتتاح الندوة

11اجلوبة - �شتاء 1435هـ10 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

يةود

�سعت ال

�سادرا

للري

ديل�س

ن احم

لردا

عبري

لأمى ا

تدمن

الإع��الم اأن على نتفق لعلنا ال��ق��الب وق��ال وبر�سالته باأ�ساليبه )ال��ح��ك��وم��ي( الر�سمي عموما، وبمحتواه، والمكررة، المملة القديمة الع�سر، اإط��ار خ��ارج اأ�سبحت التي وطريقته خلفه يقفون الذين خدمة على ق���ادرا يعد لم من اأنظمة وحكومات، في ظل كل هذا النفجار الإل��ك��ت��رون��ي، وف��ي ظ��ل ه��ذه ال��ث��ورة الإعالمية المعا�سرة؛ بل اإنه غدا قا�سرا عن اإي�سال وجهة نظر هذه الأنظمة والحكومات اإلى الم�ستهدفين، عبئا وي�سكل المقنعة، للبطالة موئال بات كما »الروموت اأ�سبح بعدما اأ�سحابه، على ثقيال والبحث منه، للهروب �سهلة و�سيلة كونترول« �سبه اأو والمحايد الموثوق البديل عن ب�سرعة المحايد، الذي يركز على الحقائق، ويبتعد بقدر

الإمكان عن الترويج الممل.

اأن���ه ل بد اإل���ى ف��ي ورق��ت��ه ال��ق��الب وخل�س للحكومات ب�ساأن قطاع الإعالم من الخ�سخ�سة، داع��ي ول الأق����ل، على الخ�سخ�سة �سبه اأو »العزف في والجهود والأم��وال الوقت لإ�ساعة

على رباب لم تعد األحانه تطرب النا�س«!

الجل�شة الثانية

وهي محا�سرة للدكتور عبدالرحمن ال�سبيلي بعنوان: اأزمة الإعالم العربي الر�سمي، نقتطف

منها:

• عملها ت��م��ار���س الر�سمية الأج��ه��زة معظم الحا�سر ثوب الما�سي مرتدية بعقلية اليوم لن الحقيقي التطور فاإن ، ثم ومن وتقنيته، الأ�ساليب وتغيير الفكر بتجديد اإل يتحقق وتحريك مياهه الراكدة، اإلى جانب تحديث ي�ست�سعر المن�ساآت؛ وعندما واإقامة الأجهزة العنوان وجود اأزمة فاإنه يعني الت�سليم بوجود خلل وق�سور، مع العتراف بوجود اإيجابيات.

• اأن التاأثير ل يتاأتى اأثبتت نماذج معا�سة لقد

بتحديث اأو الزاهية المقرات مع بال�سرورة يعد ل��م ال��ك��وادر ت�سخيم واأن ال��م��ع��دات، ي�سبح لعله بل التفوق، في الأه��م المعادلة

اأحيانا عبئا على عمليات التطوير.

• اإن كثرة التلويح بخ�سو�سية المجتمع وثوابته، في الإيجابية العنا�سر تقدير في والمبالغة ت�سكالن دول��ة، اأي اإع��الم في اأو المجتمع الراهنة الحالة على لالإبقاء اأع��ذارا اأحيانا ولتخدير التغيير، ع��ن لالإحجام واأ�سبابا

العزائم عن التفكير في الإ�سالح.

• اأف���رادا الخا�س، الأه��ل��ي القطاع نجح لقد الدولة ودعمها، في وبمباركة من و�سركات، والترفيهي الإخباري الإع��الم عالم اقتحام واأ�س�س ال��خ��ارج؛ ف��ي والثقافي والريا�سي تخفيف في اأ�سهمت عمالقة، اإمبراطوريات العبء على و�سائل الإعالم الر�سمية، و�سارك اإع��الم��ن��ا ج��ه��ود دع���م ف��ي واف����ر بن�سيب الخارجي، لكن نجاحه هذا هو �سهادة اإثبات ودليل الر�سمي، اإعالمنا فاعلية عدم على اأن بنا، الأحرى وكان و�سعفه؛ ق�سوره على من ن�ستفيد واأن ذل��ك، اأ�سباب ف��ي نبحث ق��درات لتعزيز المهاجر، اإعالمنا تجربة ن�سعى اأن الأحرى بل الوطنية، الإعالم و�سائل

العربي. الإقليمي النظام �سمن فرعيا نظاما با�ستقالله العربي الإع��الم��ي النظام ويت�سم )الرمزية(، والمعنوية المادية قدراته وتنامي ال�سيا�سي الفعل دائرة الوقت ذاته وتو�سطه في

والفعل الثقافي للنظام الإقليمي العربي.رئي�سين فاعلين �ستة تحديد يمكن وق��ال: ال��دول��ة، ال��ع��رب��ي، ه��م: ف��ي النظام الإع��الم��ي العمل ومنظمات الخا�س، القطاع وموؤ�س�سات المدني، المجتمع وفعاليات الم�سترك، العربي والإع���الم ال�سحفي، اأو الإع��الم��ي وال��م��واط��ن �سعف مالحظة مع بالعربية، الناطق الأجنبي دور الفاعلين الثالث والرابع، وزيادة دور وتاأثير الإع��الم وو�سائل الجن�سية متعددة ال�سركات النظام في العربية باللغة الناطقة الأجنبية والتطورات العولمة نتيجة العربي؛ الإع��الم��ي وان���دلع ال��ع��راق اح��ت��الل بعد الجيو�سيا�سية،

ثورات الربيع العربي.والإنترنت الت�سال تكنولوجيا تطور اأن كما التوا�سل و�سبكات الجديد الإع���الم وانت�سار العربية الأنظمة قدرة تجاوزت قد الجتماعي اآث��ار اح��ت��واء على العربي الإع��الم��ي والنظام ع��ول��م��ة الإع������الم؛ وم���ن ث���م، ت��ع��ر���س ال��ن��ظ��ام

الإعالمي العربي لتحولين مهمين:الدعوة ف��ي العربي ال�سباب نجاح الأول: اإلى به والنتقال الفترا�سي والح�سد للثورة، الإعالمي المواطن وبرز الفعلي. الواقع اأر���س �سمن كفاعل ال�سبكي( )ال��م��واط��ن ال��ع��رب��ي يت�سم العربي، الإعالمي النظام في الفاعلين بدرجة اأكبر من ال�ستقالل والقدرة على الدمج

بين الفعل الت�سالي الفترا�سي والواقعي. والثاني: تنامي ح�سور وتاأثير الإعالم الناطق التوجه يدعم ما وهو جديد، كفاعل بالعربية �سياق في العربي، الإعالمي النظام نهاية نحو التجاه اأي�سا نحو اأفول النظام الإقليمي العربي. الإع��الم��ي، الف�ساء ح�سا�سية تت�سح وه��ن��ا،

و�سرعة ا�ستجابته للتحولت في النظام الإقليمي والإ�سراع الأحداث، في اإ�سهامه وربما العربي،

بهذا التحول.

الورقة الثانية »ال�شحافة وو�شائل الإعالم الحديثة«

قدمها د. اأ�سامة الن�سار رئي�س ق�سم الإعالم اأب��رز فيها ا�ستعر�س �سعود، الملك بجامعة ع�سر منذ ال�سحافة، �سهدتها التي المراحل اأ�سهمت ال��ذي ال��ح��ال��ي، وقتنا واإل���ى الطباعة وو�سائل خا�س، ب�سكل والإنترنت التقنية فيه على للتعرف منها �سعيا الجتماعي، التوا�سل هذه طالت التي والتاأثيرات المتغيرات اأب��رز على ك��ان �سواء فيها، العمل واأ�ساليب المهنة لهذه الممار�س ال�سحافي اأم الموؤ�س�سة �سعيد

المهنة.ك��م��ا ا���س��ت��ع��ر���س ال��ن�����س��ار ف��ي ورق��ت��ه اأب���رز اأو الجديد الإع���الم اأح��دث��ه��ا ال��ت��ي ال��ت��اأث��ي��رات تاأثيراتها وق���راءة ال�سحافة، على المعا�سر

المحتملة على الواقع الإعالمي الحالي.

الورقة الثالثة »الإعالم في زمن الخ�شخ�شة«

قدمها وزير الإعالم الأردني الأ�سبق، الأ�ستاذ �سالح القالب، وت�ساءل فيها: هل انتهى الإعالم القيام على ق���ادر غير ب��ات اأن بعد الر�سمي اأ�سبح يغرد في واد، والنا�س اأن بوظيفته، وبعد المعنيون يتابعون همومهم ويواجهون اإ�سكالتهم عن ل اأت��ح��دث ل اآخ���ر؟ واد ف��ي وم�ساكلهم، اأم القديمة �سواء »التقنيات«، عن ول الو�سائل المتطورة، ول عن الكفاءات الإعالمية الب�سرية، ال��م��ق�����س��ود هو اإن »ال��م��ح��ت��وى«.. واإن���م���ا ع��ن الر�سمية الو�سيلة الإعالمية تبثها التي الر�سالة هذا »المتلقي«، على تاأثيرها ومدى الحكومية، اإن بقي هناك متلقون لما يبثه الإعالم الر�سمي

الحكومي.

جانب من الح�سور

13اجلوبة - �شتاء 1435هـ12 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

يةود

�سعت ال

�سادرا

للري

ديل�س

ن احم

لردا

عبري

لأمى ا

تدمن

ال�سحافة الإلكترونية.

الورقة الثانية»الرقابة وع�شر التطورات التكنولوجية في

الإعالم«

الأكاديمي عبدالملك، اأحمد د. فيها تحدث بجامعة قطر والم�ست�سار بوزارة الإعالم القطرية، موؤكدا اأن الإنجازات العلمية في و�سائل الإعالم قد ،)Hardware( تالحقت في ع�سرنا الحا�سر تقنيا )Software( المعلومة انتقال م�ساحة وات�سعت كل اأ�سقط الذي الأمر الجغرافية؛ الحدود لتعبر الر�سمية ال��روؤى تغيير وحتم الرقابية، الحواجز حرية م�ساحة وات�����س��اع الإع����الم، و���س��ائ��ل ل���دور مع بالتعامل ال�سيقة ال���روؤى وت��ج��اوز التعبير، د. وا�ستعر�س العالم. في المعلومات تدفق حالة عبدالملك �سكل ومحددات هذه التطورات، واأثرها

على الدور المهني لو�سائل الإعالم.

الورقة الثالثة»الرقابة في زمن العولمة«

تحدث فيها الكاتب وال�سحفي الم�سهور �سمير عطا اهلل، فقال: لقد بداأت عالقتي برمتها بالإعالم وهو الحجيالن، جميل ال�سيخ خالل من العربي رجل في مقام الريادة، في اأي من�سب تبواأه، وفي اأي م�سوؤولية تولها؛ اإعالما، وديبلوما�سية، واإدارة

اإقليمية )كما في اأمانة مجل�س التعاون الخليجي(.ك��ان��ت ف��ل�����س��ف��ة ج��م��ي��ل ال��ح��ج��ي��الن، وظ��ل��ت، ال�سيا�سة، وف��ي الديبلوما�سية وف��ي الإع���الم في محكومة حربا اأخو�س لماذا ومبا�سرة: ب�سيطة بلدي على اأوف��ر ل لماذا ي��وم؟ ذات بالم�سالحة

الخ�سائر التي �ستقع على الطريق؟على الرقابة تمار�س ال�سعودية كانت وعندما �سواها. يخ�س فيما مت�سددة كانت اإع��الم��ه��ا، تدب ع��رب��ي ع��ال��م م��ن ت��ك��ون ج���زءا اأن ت�ساأ ل��م وكان والفو�سى. ال�سطراب اإل��ى ال�سحافة به الملك في�سل، رحمه اهلل، يتابع حروب ال�سحافة م��اذا ال��ق��ول، اأم��ام��ي ك��رر وق��د ويقلق، اللبنانية تفعلون ببلدكم؟ اأما منكم من يقدر اأنه �سرفة هذه

الأمة؟م�ستحب. غير �سيء الرقابة قائال: وا�ستطرد كل مثل لكنها المعرفة. في للرغبة نقي�س اإنها

�سيء اآخر، عاديا اأو عظيما، اإدارة اأول. ح��وارا ال��ن��دوة �سهدت جل�سة ك��ل نهاية وف��ي فيه ت��ن��اول��وا والم�ساركين الجمهور بين مثمرا مختلف الق�سايا المطروحة في اأوراق العمل. ومن موؤ�س�سة المنظمة، الجهة ي�سدر عن اأن المنتظر ال�سديري في وقت لحق كتاب ي�سم عبدالرحمن بها �سارك التي وال��م��داولت العمل اأوراق جميع

الجمهور.

لتوطينه واإنهاء هجرته، في وقت يعرف الجميع انتماءه اإلى هذه البالد.

• دولة، كل في اليوم العربي الإع��الم اأح��وج ما النوافذ، مفتوحة للتفكير، نقاهة غ��رف اإل��ى فيها ت��وزن �ساملة، ا�ستراتيجية ف��ي للتاأمل الحرية وهوام�س فيها جرعات وتقا�س الأمور، اإلى النقد، وتترجم فيها ال�سيا�سات الإعالمية اأ�سباب فيها وتدر�س و�سور، وكلمات ح��روف تفوق الناجحين، وتراقب فيها النماذج وال�سيغ الإث���ارة ع��ن بعيدا تنا�سبنا، ال��ت��ي المبتكرة وال�سخب والغوغائية، وتوؤخذ فيها المبادرات، قبل اأن ياأتي يوم ن�سنف فيه في عداد التخلف

الإعالمي.

• و�سائله بكل العربي الر�سمي الإعالم بلغ لقد م��ع��ظ��م��ه��ا، مرحلة ن�����س��اأة وم��ن��ذ ووزارات�������ه، يرتفع يجعله بما العمري الن�سج من متقدمة من يرت�سي واأل وال��ت��ن��ازلت، ال��ت��ج��ارب ع��ن

الحتراف باأقل من الكمال. واختتم محا�سرته بدعوة مخل�سة لو�سع نظام اإعالمي �سعودي جديد، ياأخذ في الح�سبان اأ�سالة والم�ستقبل الحا�سر اإعالم ولغة وقيمه، الما�سي واإبداع الآلة وابتكار العقل، اأما ما لم يدركه الوقت

في هذا المقام فاإن له مكانا اآخر، باإذن اهلل.

الجل�شة الثالثة

اأدارها د. محمد الحيزان، ع�سو هيئة التدري�س �سعود بن محمد الإم���ام بجامعة الإع���الم بكلية

الإ�سالمية.

الورقة الأولى»الإعالم الورقي في مواجهة الإعالم

الإلكتروني«

فقال العنزي، دبكل بن علي د. فيها تحدث قويا �سغطا تواجه الورقية ال�سحافة اأن �سك ل اإل��ى ت��ح��ول اإن���ه ب��ل الإل��ك��ت��رون��ي��ة؛ م��ن ال�سحافة تهديد لوجود ال�سحافة الورقية وكينونتها، ويتابع وهي الورقية ال�سحف مئات بل ع�سرات الجميع تغلق اأبوابها وتوقف �سدورها؛ ما يوؤكد للمراقبين اأو م��ع��دودة، اأ�سبحت الورقية ال�سحف اأي��ام اأن بالأحرى محدودة جدا، مع الختالف من مكان اإلى العنزي في ورقته العالم. وتناول د. اآخر في دول م�ستقبل ال�سحافة الورقية في ظل الو�سع القائم، ال�سحافتين م�ستقبل في توؤثر التي والمعطيات ه��ي: اأرب��ع��ة محاور وف��ق والإلكترونية، الورقية الإلكترونية وبداياتها، ومفهومها تاريخ ال�سحافة الإلكترونية؛ ال�سحافة ازدهار واأ�سباب واأنواعها؛ القت�سادي والعامل الورقية؛ ال�سحافة وتراجع واأهميته في بروز ال�سحافة الإلكترونية. كما قدم في مبا�سرة عالقة لها واأمثلة، دلئ��ل ورقته في بروز ظل في الورقية ال�سحافة م�ستقبل مو�سوع

رئي�س مجل�س الإدارة يكرم �سخ�سية المنتدى ال�سيخ جميل الحجيالن

الأ�ستاذ �سمير عطا اهلل ود. محمد الحيزان ود. علي دبكل العنزي ود. اأحمد عبدالملك

15اجلوبة - �شتاء 1435هـ14 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

يةود

�سعت ال

�سادرا

للري

ديل�س

ن احم

لردا

عبري

لأمى ا

تدمن

الورق .. طريق الإبل

على هام�ص المنتدى

■ عبدالرحمن بن عبدالكرمي املفــرج

ف��اأذن��ت، الحديث طالبا ا���س��ت��اأذن��ت

الرقمي الأم���ي واأن���ا متبا�سطا: وق��ل��ت

التقليدية ب��ال��ط��ري��ق��ة الن�سر اأن اأرى

لالنقرا�س؛ في طريقه ال��ورق واأن اآف��ل،

المهمة، �سخامة اأدرك واأن��ا وت�ساءلت

مكتبات مقتنيات جميع نحول ل ولماذا

الموؤ�س�سة في �لغاط و�لجوف �إلى مكتبات

اإلكترونية؟

بن في�سل الأم��ي��ر ال��ح��دي��ث التقط

مجل�س رئي�س ال�سديري عبدالرحمن ال�سديري، عبدالرحمن موؤ�س�سة اإدارة الن�س اأح��ول اأن��ا لكنني : ممازحا وق��ال فاأ�سحك ورق���ي.. من�سور اإل��ى الرقمي الع�سو ث��ن��ى ث���م ال��ح�����س��ور. ب��م��زح��ت��ه عبدالرحمن بن زي��اد الدكتور المنتدب عديدة، جوانب للمهمة وقال: ال�سديري والن�سر، الطبع بحقوق يتعلق م��ا منها لي�ست وقانونية مالية بحقوق واأخ���رى

بال�سهلة، ومر الأمر وا�ستمر الحديث.

في اجتماع بموؤ�س�سة عبدالرحمن ال�سديري الخيرية بتاريخ 08/ 2013/11م وفي مركز الرحمانية الثقافي- بمحافظة الغاط، األقى معالي الدكتور عبدالواحد الحميد ال�سوء الكا�سف على ن�ساطات واإنجازات هيئة الن�سر في الموؤ�س�سة، واأفا�ص و�سار اإلى متابعتها يمكن واإنــه الموؤ�س�سة، على موقع اأ�سبحت الجديدة االإ�ــســدارات اأن جميع وقراءتها على ال�سا�سات الم�ساءة في الحوا�سيب والأجهزة المحمولة الذكية، وبخا�سة

اأن البث والن�سر الرقمي )الديجيتال( قد ت�سيدا الموقف.

في نهاية فعاليات المنتدى خرج الم�ساركون بعدد من التو�سيات منها:• اإعالمية ر�سالة ل�سياغة الخا�س، القطاع واإعالم الر�سمي الإعالم بين الم�ساركة ت�سجيع

تحظى بم�سداقية وتلتزم بالم�سوؤولية الجتماعية.• تطوير الإعالم الر�سمي وتعزيز حريته في العمل وفق المعايير المهنية الحترافية، لي�ستعيد

تقنية له من يتوافر وما للحدود العابر الخا�س الإعالم قنوات لتعدد بالنظر المتلقي، ثقة عالية و�سرعة وحرية.

• تاأهيل كفاءات اإعالمية في مجالت ال�سحافة الإلكترونية والإعالم الجديد.• الرتقاء بالمهنة الإعالمية من خالل دعم كليات واأق�سام الإعالم، وتوفير التاأهيل الذي يتوافق

والم�ستجدات التكنولوجية المتطورة في مجالت الإعالم وال�سحافة الورقية والإلكترونية.• تعزيز الم�سوؤولية الإعالمية لدى القائمين على الإعالم، بما يتوافق والم�سلحة العليا للمجتمع.

وتفعيل دور المجل�س الأعلى لالإعالم في متابعه اأداء و�سائل الإعالم، ومدى التزامها بالمهنية ومواثيق ال�سرف الإعالمي.

• القيام بدرا�سات بحثية لدرا�سة تاأثير و�سائل الإعالم الجديد على الن�سء.• تطوير الت�سريعات المت�سلة بالإعالم، مع الأخذ بعين العتبار الم�ستجدات التقنية التي جعلت

من الر�سالة الإعالمية والخبرية عابرة للحدود.• التاأكيد على الموؤ�س�سات الإعالمية ب�سرورة مواكبة التطورات التقنية في مجال الإعالم والتي

تحظى باهتمام �سرائح الجمهور المختلفة.• توعية الجمهور - وبخا�سة �سغار ال�سن - على ال�ستخدام الواعي لو�سائل الإعالم والتوا�سل

الجتماعي.• ت�سجيع خ�سخ�سة و�سائل الإعالم الر�سمية �سمن معايير ل�سمان حماية المتلقي والإعالميين

من هيمنة المعلنين و�سطوة الإعالن.• اإعالء المعايير المهنية في الإعالم واللتزام بمواثيق ال�سرف الإعالمي، وي�سمل ذلك العمل

في الإعالم الرقمي اأي�سا.• تفعيل دور جمعيات الإعالم وال�سحافة في الدفاع عن الإعالميين وحريتهم.

فعاليات م�ساحبة

معر�س اإق��ام��ة المنتدى، فعاليات ت�سمنت الأبحاث ودعم الن�سر برنامج �سمن لإ�سدارات الذي ترعاه موؤ�س�سة عبدالرحمن ال�سديري، و�سدر من خالله حتى الآن نحو )١٢٥( كتابا ودورية في مختلف المجالت والدرا�سات العلمية والإن�سانية، اإلى نتائج بحوث ودرا�سات ميدانية وي�سار ومنها

اأن برنامج الن�سر في الموؤ�س�سة محكم وفق الأ�س�س المنظمون اأق��ام كما الن�سر. في المتبعة العلمية في »البيئة بعنوان: الفوتوغرافية لل�سور معر�سا �لغاط في عيون �لم�شورين«، �شارك فيه عدد من الم�سورين �ل�شباب في محافظة �لغاط، وعر�شو� العنا�سر ع��ن فوتوفرافية ���س��ورة خم�سين نحو

و�لمفرد�ت �لبيئية �لجميلة في �لغاط.

التو�سيات

اجلوبة - �ستاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ16

اأدب الرحالت■ اإعداد وتقدمي حممود عبداهلل الرحمي

مثقفي من كبير باهتمام الرحالت اأدب ا�ستاأثر عبر ب��ارزون اأع��الم به وعني وحديثا، قديما العالم من ال��رح��ل مناهج اخ��ت��الف على ال��ث��ق��اف��ة، اأط����وار اأجنا�س العالم. في قراءة اأدب الرحالت متعة وفائدة ومعرفة، وفيها قدوة واأ�سوة لمن يريد اأن يعتبر ويتاأمل. وربما لم تظهر الكتابة عن الرحلة اإل بعد الهجرة الح�سارة وازده��ار الإ�سالمية، والفتوحات النبوية، قام رح��الت عن كتابات وظهرت وثقافتها، العربية بها رحالة عرب؛ اإذ، ظهر اأدب الرحالت لي�سكل اأحد اأهم تجليات الثقافة في ذلك الع�سر، وليجوب بع�س الرحالة العرب بالدا عربية تجاور بالدهم، بل و�سل بع�سهم اإلى بالد غير عربية وبعيدة؛ كال�سين والهند اإن في النهر وتركيا وغيرها. وقد قيل وبالد ما وراء العلم، وتح�سيل ال���رزق، منها ف��وائ��د: �سبع ال�سفر جديدة.. بالد وروؤي��ة والترفيه، الخبرات، واكت�ساب

وغيرها.كثير نقل في الرحالت اأدب كتابات اأ�سهمت وقد من ال�سور الجميلة لتلك البالد، وظروفها المعي�سية.. �سكانها، واأفكار تاريخها على ال�سوء الرحالة واألقى

مع تتفق وقد تختلف قد التي وتقاليدهم وعاداتهم في بذلك فاأ�سهموا منها؛ ج��اءوا التي البالد ع��ادات الهتمام واإثارة الأخرى، ال�سعوب ثقافات بع�س نقل على العلم وطلبة العلماء من المهتمين وت�سجيع بها

زيارة تلك البالد للنهل من معارفها وعلومها.اأم عربا ك��ان��وا ���س��واء المعا�سرون الرحالة اأم��ا ت�سوقهم قد الأول���ى.. بالدرجة كتاب فهم غربيين، الظروف اإلى بالد معينة، فيكتبون عنها، واإما ي�سافرون

عن ق�سد اإلى اأماكن بعينها لدرا�ستها والكتابة عنها.اأدب في كتابته في الأدي���ب نجاح م��دى ويتوقف الوجداني التعاي�س مدى على خا�سة ب�سفة الرحلة تاأثر فكلما و�سميره، ال��ق��ارئ قلب في يخلقه ال��ذي ذلك كان الق�س، اأح��داث في واندمج اأكثر القارئ

برهانا على قدرة الكاتب وتميزه في كتابته)١(.اأن ارت���اأت اأع��داده��ا مختلف في الجوبه وك��ع��ادة الرحالت من اأدب يتناول متلقيها عبر ملف ت�سحب المملكة داخ��ل من كتاب فيها �سارك محاور خ��الل وخارجها، علها تنقل له ال�سورة كاملة عن هذا الأدب

واأهميته قديما وحديثا..

هو ذلك االأدب الذي ي�سور فيه الكاتب ما جرى له من اأح��داث، وما �سادفه من اأمور اأثناء رحلة قام بها اإلى اإحدى البلدان. ويعد اأدب الرحالت من اأهم الم�سادر الجغرافية والتاريخية واالجتماعية؛ الأن الكاتب ي�ستقي المعلومات والحقائق من الم�ساهد الحية، والت�سوير المبا�سر،

ما يجعل قراءته مفيدة وماتعة وم�سلية.

والرحالت اأو�سع اأبواب المعرفة والثقافة الإن�سانية لك�سف المجهول والو�سول اإلى الغاية، ومعرفة الحقيقة والطالع على الآثار، وال�ستمتاع بم�ساهد التاريخ ومعالم الح�سارات، ومظاهر

الحياة، وما تزخر به من خيال ووهاد وبحار واأنهار واإن�سان ونبات.

)١( �سلوى حمام�سي - مغتربة في �سنغافورة.

منتدى انعقد التالي اليوم �سبيحة وف��ي ال�سديري اأح��م��د ب��ن ع��ب��دال��رح��م��ن الأم��ي��ر للدرا�سات ال�سعودية في دورته ال�سابعة – في الإع���الم.. - ٢0١٣م /١١/٩ بتاريخ �لغاط الأولى الورقة اليوم عالم بال حواجز. وكانت في ال��ورق��ي :الإع�����الم ال��ث��ان��ي��ة الجل�سة ف��ي فيها والمتحدث الإلكتروني، الإعالم مواجهة لي يكن ولم العنزي، دبكل بن علي الدكتور علم بم�سمونها اإل بعد اأن بداأ حديثه. فقال في تحولت ال�سحف بع�س اإن الحديث: معر�س الأخرى على واإن كليا، الإلكتروني الن�سر اإلى واأكد ومحلية، عالمية اأمثلة وذك��ر الطريق. اأن الن�سر الورقي منته ل محالة ، فهي م�ساألة وقت فقط. لكنه، في رده على المحاورين ممن الورقي، الن�سر انتهاء يق�سد اأنه منه فهموا اأخذ خط رجعة وقال: اإن الن�سر في ال�سحف

يجري بالو�سيلتين معا.

البارحة اإلى طرح ذاكرتي اأعاد هذا ورده واأذكى بالموؤ�س�سة، العامة الجمعية لقاء في اأطفالنا ت�سورت وقد المعاني، تداعي لدي الهواتف واأجهزة الآيبادات، في يلعبون وهم ال�سغيرة، والحوا�سيب الذكية، المحمولة مر كما اأي��دي��ه��م بين ويمرونها بها ويلهون

اأطفال امرئ القي�س خذاريفهم المثقبة0

وراأيت اأنه بعد عقد من الزمان اأو ما يزيد قليال �ستكون �سا�سات الأجهزة الذكية الكاتبة كما ال��ورق تق�سي ب��داأت قد تلك، الم�ساءة اأق�سى الورق �سابقاته من الرق واألواح الطين

اليوم اأطفال على ي�سعب و�سوف والخ�سب، وت�سفيفه ال��ورق مع التعامل الغد- -رج��ال به، نفعل كما والأ�سابير الملفات وحفظه في بل قد يخ�سون م�س�ه رغم مال�سته كي ل يجرح

اأناملهم الناعمة.

ما اأ�سبه الليلة بالبارحة، ومن �سابه اأباه فما ظلم!

القرن م��ن ال�سبعينيات اأط��ف��ال فهاهم الهجري الما�سي وكهول اليوم، ممن اأخذتهم حمر الإب���ل م��ن الق��ت��راب يخ�سون المدنية واأرق��اب��ه��ا جنوبها كانت التي وه��ي ال��ن��ع��م.. لآبائهم �ستاء الدافئة والمنامات الأح�سان الطرية ال��م��خ��دات واأي��ادي��ه��ا واأج����داده����م، �سحون تعمر الإبل كانت وقد �سيفا، لنومهم منازلهم.. لكنها اليوم هي الق�سية، وهي اأبعد ي�سعب حتى اليومي، معا�سهم عن يكون ما عليهم التمييز بين رغائها وحنينها، والمع�سلة اأو لأعمارها طبقا اأ�سمائها معرفة الكبرى

األوانها.

ول غرابة لدي اإن اأق�سى الن�سر الإلكتروني والطيارة ال�سيارة اأق�ست كما الورقي الن�سر طريق على �سائر ال��ورق واأن النعم..!! حمر الإبل اإلى الإق�ساء، لكنه.. وللمفارقة قد تزداد على م��زاي��دات م��ن ي��ج��ري م��ا بحكم قيمته تكون فقد اأوراق��ك��م، فاحفظوا الإب��ل، مزاين كنوزا لأحفادكم. واإن غدا لناظره قريب، وتلك

ة اهلل في خلقه. �سن

17

ددـــــــــ

ـــــــــــــع

ـــــــــلـــــ

ف اـــــــــ

ــــــــــــــل

ـــــــــمــــ

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

19 اجلوبة - �شتاء 1435هـ اجلوبة - �ستاء 1435هـ18

النقو�س �سورت وقد اأفريقيا، باأقزام القدماء الفرعونية في معبد الدير البحري تطور عالقة الم�سريين باأهل هذه البالد، فاأبرزت ا�ستقبال حاليا( )ال�سومال »ب��ون��ت« ب��الد وملكة ملك ا بع�س لمبعوث م�سري، واأو�سحت النقو�س اأي�سمن ال�سعوب لتلك الج�سمية ال�سفات تفا�سيل من بعينها مو��شع في باإفر�ط ال�سمنة تراكم

الج�سد.

في ا اأي�س للرحلة الو�سفية المادة وج��اءت ال�سهير ال�ساعر كتابة مثل الإغ��ري��ق، كتابات »هوميرو�س« �ساحب »الإلياذة والأودي�سة« الذي ا واأي�س الميالد، قبل التا�سع القرن في عا�س القرن خ��الل عا�س ال��ذي »هيرودت�س« كتابات كتابه ف��ي ن دو فقد ال��م��ي��الد؛ قبل الخام�س »التواريخ« كثيرا من التاريخ الإن�ساني عن حوالي وق��راءات��ه.. رحالته خالل من �سعبا، خم�سين دارت التي للحرب الدقيق و�سفه جانب اإل��ى قبل ال�ساد�س القرن في والإغريق الفر�س بين وق��دم دقيقا، و�سفا م�سر فو�سف الميالد، ا لقبائل البدو في ليبيا... اإلخ. و�سفا دقيقا اأي�س

اأن يمكن ل بالطبع الكتابات هذه اأن ورغم الم�ستويات، من م�ستوى اأي على ب��الأدب تنعت اإل اأنها تعد تاأ�سيال لقدم هذا النوع من الكتابة، وتاأكيدا لما جاء في �سدر حديثي عن اأن الرحلة قديمة قدم الإن�سان، ولها ف�سل وثير على ع�سبة

العلوم الإن�سانية.

الرحلة في التراث العربي وتطورها التاريخي

وال�سنة الكريم ال��ق��راآن ف��ي الرحلة وردت

النبوية، فكانت اأولى الرحالت الثابتة لدينا في القران الكريم باللفظ والدللة هي رحلة قري�س وال�سيف(، ال�ستاء )رحلة ال�سنوية التجارية في اأم��ا واليمن. ال�سام اإل��ى مكة من انطالقا �سلى – قوله عنه روي فقد النبوية، ة ال�سنواإنما بالنيات، الأعمال »اإنما و�سلم: عليه اهلل اإل��ى اهلل ن��وى، فمن كان هجرته ام��رئ ما لكل كان ومن ور�سوله، اهلل اإل��ى فهجرته ور�سوله، هجرته لدنيا ي�سيبها اأو امراأة ينكحها، فهجرته

لما هاجر اإليه« )اأخرجه البخاري(.

وتاأتي في هذا ال�سياق هجرتا الم�سلمين اإلى بعثة من الأول��ى ال�سنوات في ويثرب الحب�سة

النبي، �سلى اهلل عليه و�سلم.

م��ن ح��ول��ه��م من للعالم ال��ع��رب ت��اأم��ل ب���داأ الإ�سالمية؛ والفتوحات التجارة اأ�سفار خالل

■ د. حممود عبداحلافظ – جامعة اجلوف

الرحلة اأن يت�سح المعنى، ه��ذا من و الإن�سان ذاته، وقد لعبت دورا قدم قديمة كبيرا في الكت�ساف الجغرافي، وبالأهمية ال�سعوب بين للتوا�سل كانت ج�سرا نف�سها التاريخي؛ التقعيد قبل المعرفة وتبادل فقد اأحدثت التنا�سل بين اللغات والعادات والتقاليد، وقد عدها بع�س العلماء – اأعني الرحلة – اأنها و�سعت الجذور الأولى لمادة قاعدة بدورها ت�سكل التي الإثنوجرافيا، مهمة للمقارنة بين النظم الجتماعية لدى

الب�سر.

»م���ودوي« الفرن�سي الباحث اأك��د لقد عندما ب��الإث��ن��وج��راف��ي��ا ال��رح��ل��ة ع��الق��ة القدماء بها ق��ام ال��ت��ي ال��رح��ل��ة اأن ذك��ر تعد الميالد، قبل ١٤٩٣ عام الم�سريون من اأقدم الرحالت التجارية والإثنوجرافية النيل في اأبحر حين ذلك الإط��الق؛ على اأ���س��ط��ول م��ك��ون��ا من ت��ج��اه ج��ن��وب م�سر خم�سة مراكب، وعلى متن كل مركب واحد ب�سائعهم ت�سويق بهدف ف���ردا، وث��الث��ون النفي�سة من العطور والبخور وغيرها. لقد الم�سريين ات�سال الرحلة هذه عن نتج

والموؤرخ الآداب دار���ض يجد اإذ االإن�سانية، العلوم من ل�ستيت المعرفة منبع هي والجغرافي وعالم الجتماع وعالم االقت�ساد وكثير غيرهم �سالته فيها.. اإنها الرحلة،

ذلك ال�سجل الحقيقي لمختلف مظاهر الحياة.

هكذا كان حدها في المعاجم العربية: الترحيل والرتحال؛ فيقال رحل الرجل اإذا �سار، فالرحلة هنا بمعنى ال�سير وال�سرب في الأر�ض. وجاءت الرحلة بمعنى الرتحال الرحلة، هو والنتقال والرت��ح��ال الترحل ف��اإن وعليه لآخ��ر، مكان من النتقال اأي

والرحلة ا�سم الرتحال.

اأدب الرحالت )الن�شاأة والتاريخ(

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

21 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ20

اأو مرذولة«. العقل في للهند من مقولة مقبولة واقتفى هذه الرحلة العديد من الرحالة العرب الذين طافوا الأر�س في هذه الحقبة، واأ�سهرهم البكري، وغيرهما، وقد واأبو عبيد ابن بطالن، مجال ف��ي ا�سمه يحمل كتابا منهم ك��ل خلف

الرحلة.

و م��ن اأ���س��ه��ر ال��رح��ال��ة ال��ع��رب ف��ي ال��ق��رن ال�����س��اد���س ال��ه��ج��ري، الإدري�����س��ي، ال���ذي تنقل واآ�سيا وال�سام وم�سر والمغرب الأندل�س بين واأل��ف �سقلية، في رحاله حط حتى ال�سغرى، اختراق في الم�ستاق )نزهة الم�سهور كتابه ا في اأدب الرحالت الآفاق(. وممن ا�ستهروا اأي�سفي هذا الع�سر )اأبو بكر ابن العربي، اأبو حامد وما جبير( اب��ن منقذ، بن اأ�سامة الأندل�سي، في �سهيرا م���وردا تحديدا الأخ��ي��ر نتاج ي��زال

ال�سرق والغرب على ال�سواء.

اأما القرن ال�سابع الهجري، فقد اأفرز الرحالة موؤلفات خ��ل��ف ال���ذي ال��ب��غ��دادي عبداللطيف الدين؛ والفل�سفة والطب وعلوم اللغة كثيرة في والعتبار )الإف���ادة فهو الرحلة في كتابه اأم��ا والمعاينة وال��ح��وادث والم�ساهدة الأم���ور ف��ي اآخ���رون، رح��ال��ة عا�سره وق��د م�سر(. ب��اأر���س اأ�سهرهم ياقوت الحموي، وابن �سعيد الأندل�سي، والعبدري. واأنتج القرن الثامن الهجري قمة ما اأدب الرحالت عند العرب الم�سلمين من خلفه العرب، برحالة المعروف بطوطة اب��ن اأم��ث��ال )٢٦( على يربو ما حياته من وال��ذي خ�س�س ال�سهير كتابه عنها نتج ال��ت��رح��ال، م��ن ع��ام��ا وعجائب الأم�سار غرائب في النظار )تحفة جزي. ابن الكاتب على اأم��اله ال��ذي الأ�سفار(

)التعريف كتابه في خلدون ابن تركه ما وكان بابن خلدون ورحلته �سرقا وغربا( هو نهاية ما

جاد به القرن الثامن الهجري.

الهجرة من الأول��ى الع�سرة القرون اأف��رزت العديد من الم�سادر التي اعتمدت على الرحلة، انطلقت من كتب التعريف بالأقاليم، ثم اأعقبتها كتب الم�سالك والممالك، واأخيرا كتب الم�سالك علماء الم�سادر ه��ذه بتدوين ق��ام وال��ب��ل��دان. ما وم�ستك�سفون؛ ومغامرون ومبعوثون وه��واة بل الرحلة، كتابة اأ�سلوب ف��ي فقط لي�س اأث��ر على �سارت حتى واأهدافها، مراميها تعدد في راأ�س الم�سادر التاريخية التي يتم اعتمادها في كتابة تاريخ الفترة الو�سيطة. وقد تجلى ذلك في بع�س الدرا�سات التي قدمت العديد من ن�سو�س من الممتدة ال��ف��ت��رة تغطي ال��ت��ي ال��رح��الت، اإلى الميالدي الهجري/التا�سع الثالث القرن الميالدي، الهجري/الرابع ع�سر الثامن القرن

اإذ وف���ر ل��ه��م ذل���ك الح��ت��ك��اك ال��ح�����س��اري مع غ��ي��ره��م م���ن الأج���ن���ا����س الأخ�������رى، وع��ن��دم��ا مظاهر انبرت الإ�سالمية ال��دول��ة نجم �سطع حركة اأهمها وكان تتوالى، الح�ساري التالقح ال��ت��رج��م��ة، ف��ب��داأ ال��م��ت��رج��م��ون ب��ت��رج��م��ة كتب و)المج�سطي( الفر�س، عن ال�سبعة« »الأقاليم اأولوا اأو الجغرافيا عن بطليمو�س اليوناني، كما الباب وانفتح الفلكية، بالح�سابات الهتمام والهنود. الفر�س علوم اأم��ام م�سراعيه على في - �سك بال – المجهودات ه��ذه واأ�سهمت تطوير علم الرحلة عند العرب الم�سلمين، عبر ال�سيا�سية الظروف فيها لعبت متتابعة مراحل والقت�سادية والجتماعية التي مرت بها الدولة

العربية الإ�سالمية دورا بارزا.

اأن على الرحلة في الباحثين جمهور يتفق القرن اإلى حدود ا�ستمر والتطور الن�ساأة ع�سر فيه العرب اإذ كانت مجهودات للهجرة، الثالث اأن البحر، بحكم الآفاق عن طريق اإلى موجهة الفتوحات التي تمت اإبان هذا الع�سر قد جعلت وكانت ج��ه��ات، ث��الث م��ن ب��ه ال��دول��ة محاطة اأكثر اقت�سادية تجارية طبيعة ذات الرحالت الأخ��رى، البلدان على التعرف اإل��ى ترمي مما موؤلفات تخلف لم الفترة هذه اأن ذلك ويف�سر اأنها توؤرخ لهذه الرحالت، بحكم طبيعتها؛ غير فتحت اأبواب المغامرة والرحلة على م�سراعيها الثالث القرن خ��الل وتجلت ال��ع��رب. وج��ه في الرحلة عن المعرفية ال�سذرات اأول��ى للهجرة بالد اإلى الترجمان« »�سالم رحلة من انطالقا الإ�سكندر �سيده الذي ال�سد لي�ساهد ال�سين، الأك��ب��ر ف��ي ب��الد ي��اأج��وج وم��اأج��وج ب��اإف��ادة من

الخليفة الواثق )٨٤٢ م – ٨٤٦ م(.

ا الرحالة »ابن وهب القر�سي« اإلى و قام اأي�سالذي عر�س البالد ب�سلطان التقى اإذ ال�سين، للر�سول، �سورة و�سمنهم لأنبياء �سورا عليه »�سليمان ق���ام ك��م��ا و���س��ل��م. ع��ل��ي��ه اهلل ���س��ل��ى عبر ب��رح��الت ال��ع��راق تجار اأح��د الب�سري«، بالد اإل��ى ال��ه��ادي والمحيط الهندي المحيط رحلته التاجر ه��ذا دون وق��د والهند، ال�سين �سنة ٢٣٧ه���/٨٥١ م في حجم كتاب ي�سف فيه طريقه اإلى ال�سين عبر البحار. ويعد ذلك اأقدم نتاج عربي في مجال الرحلة البحرية. وقد توالى بن »محمد اأهمهم: اآخ���رون، رحالة ذل��ك بعد مو�سى المنجم، واليعقوبي، وابن خرداذبة وابن

ر�ستة وابن الفقيه«.

البعثات الهجري الرابع القرن في ون�سطت المجاورة الممالك اإلى والدبلوما�سية الدينية بعثة مثل الإ�سالمية، العربية لالإمبراطورية ٣0٩ه���/ ع��ام البلغار ملك اإل��ى ف�سالن« »اب��ن في الرحالة م�ساهير من العديد وظهر ٩٢١م. قدامة البلخي، زيد )اأبو اأهمهم: الع�سر، هذا دلف اأب��و حوقل، اب��ن الم�سعودي، جعفر، اب��ن م�سعر بن مهلهل، المقد�سي، المهلبي، يزرك بن الم�ستقل نتاجه منهم ولكل الناخداه( �سهريار

في مجال الرحلة.

رحلة ف��اإن الهجري الخام�س القرن في اأم��ا اإذ الع�سر، ه��ذا رح��الت اأ�سهر تعد البيروني رافق فيها ال�سلطان محمود الغزنوي في فتوحاته يبحث، عاما اأربعين نحو فيها وا�ستقر بالهند، ويفح�س، وقد دون كل ما وقعت عليه عينه بكل دقة، فكان نتاجه في هذا المجال هو » تحقيق ما

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

23 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ22

�سجلها التي المذكرات حزمة الغالب في وهي اإذ الرحلة، من عودته بعد اأو يوميا الرحالة دون فيها ما علق في ذهنه من ف�سول المعرفة التوا�سل مع الآخر اأو حب اأو متعة ال�ستك�ساف

المختلف داخل البالد الإ�سالمية اأو خارجها.

اهتمام الغرب باأدب الرحالت العربي

�سكل اأدب الرحلة العربي اإرثا معرفيا تناقله القرن بعد الم�سلمون العرب والمهتمون الرواة اهتمام اأث���ار اأن اإل���ى ال��م��ي��الدي ع�سر ال��راب��ع الأوربيين، وبخا�سة مع فترة الحروب ال�سليبية التي كانت تتطلب منهم معرفة الإقليم الأو�سط اأن ه��ذا عن ونتج الإ�سالمية، لالمبراطورية ال��غ��رب، بعناية ال��ع��رب��ي ال��رح��ل��ة اأدب ح��ظ��ي ال��ق��رون �سبات م��ن ي�ستفيق اأخ���ذ اأن���ه �سيما بما الهتمام هذا بدايات وتبلورت الو�سطى. جليلة خدمة من الإدري�����س��ي الجغرافي قدمه للغرب عبر و�سع ما جمعه من علم ومعرفة بين اأيديهم؛ وجاءت مرحلة الكت�سافات الجغرافية، وما تطلبته من ر�سيد معرفي لمجموع الأقاليم،

التو�سعي؛ م�سروعها تحقيق لأوربا يت�سنى حتى اأب��رزت��ه علوم ف��وج��دت ف��ي كتب ال��رح��ل��ة، وم��ا الجغرافيا العربية م�سدرا مهما لإغناء مواردها

العلمية والمعرفية.

وت�ساعف هذا الهتمام مع ظهور ال�ست�سراق، اإذ عالج الم�ست�سرقون الأدب الجغرافي العربي وطبيعة ب��ال��م�����س��ادر يهتم ت��اري��خ��ي، بمنهج الأر���س و���س��ورة الفلك وترتيبات المعلومات وما والهنود، والفر�س اليونان لدى واأق�سامها اأ�سهر من اأ�سافه العرب في هذا المجال. ومن برزوا في هذا المجال » فين�ستنفلد« الذي ن�سر و»ديغويه« الحموي، لياقوت البلدان« »معجم التي العربية، الجغرافية المكتبة ن�سر ال��ذي �سملت ع�سرة ن�سو�س جغرافية، تنتمي جميعها ثم الهجريين، والخام�س الرابع القرنين اإل��ى ن�سرات اإل���ى لي�ستند »كرات�سكوف�سكي« ج��اء ال�سابقين للن�سو�س ومالحظاتهم، فكتب كتابه:

» تاريخ الأدب الجغرافي العربي«.

وب���ع���د ال���ح���رب ال��ع��ال��م��ي��ة ال��ث��ان��ي��ة ع���اود الم�ست�سرقون الهتمام باأدب الرحالت العربي، محط اأ�سحت العربية الجزيرة اأن �سيما ل النفطية؛ ثرواتها ظهور بعد ال��غ��رب اهتمام العربية الرحالت درا�سة على الباحثون فانكب في البر والبحر، وتحليل ن�سو�سها من حيث روؤى للعالقات العرب تف�سير وكيفية والآخر، الذات الج��ت��م��اع��ي��ة والق��ت�����س��ادي��ة والإن�����س��ان��ي��ة بين الدانية الأخرى والممالك الإ�سالمية، الممالك ال��درا���س��ات ه��ذه اأ�سهر م��ن وك��ان والقا�سية، كتاب )جغرافية دار الإ�سالم الب�سرية( للباحث

الفرن�سي )اأندريه ميكيل(.

ومع التدافع ال�ستعماري على العالم العربي، الرحالت ب��اأدب اهتمت التي الدرا�سات زادت العربية المخطوطات ن�سر خالل من العربي، المتعلقة بهذا العالم وترجمتها للعديد من لغات التي ال�ستعمارية البعثات وتدافعت العالم، تمكنت من تعميق الدرا�سات حول البالد العربية كتبه ما كل على فاطلعوا عميقا، فهما وفهمها الأولون عن هذه البالد واأهلها؛ ومن اأ�سهر الكتب التي اعتمدوا عليها: )مروج الذهب للم�سعودي( ابن عند ورد بما واهتموا واأ�سيا، اإفريقية عن والممالك(، )الم�سالك كتابه ف��ي خ��رداذب��ة وموؤلفي لليعقوبي(، )ال��ب��ل��دان ك��ت��اب ��ا واأي�����سالإ���س��ط��خ��ري واب���ن ح��وق��ل)ق ٤ه��� / ق ١0م( اللذين ظهرا في �سل�سلة الجغرافيين العرب التي

ن�سرتها جامعة » ليدن«.

اأدب الرحلة الحديث في المنطقة العربية

تظهر ب��داأت الع�سرين القرن منت�سف في من اتخذت العربية، باللغة الدرا�سات بع�س يعرف ما فظهر لها، م�سدرا العربية الرحلة في الدرا�سات الأكاديمية با�سم اأدب الرحالت. لفترات حية �سواهد على تحتوي لأنها والرحلة والأدب والجغرافيا الجتماع علم اهتم غابرة، بتراث الرحلة العربية بو�سفها طرازا حيا، يقدم وال��زم��ان، المكان ح��ول متداخلة علمية م��ادة التي ال�سعوب حياة ونمط والتقاليد، والعادات احتك بها الرحالة في فترة معينة، امتدت عند

بع�سهم اإلى ما يزيد عن ربع قرن.

الرحالت اأدب الحديثة الدرا�سات تناولت و مو�سوعا الرحلة من يتخذ اأدبيا نثرا بو�سفه

له، وهو بناء فني له مالمحه و�سماته الخا�سة، وقد عده �سوقي �سيف في كتابه »الرحالت« اأنه الدرا�سات العربية. ورغم اهتمام الق�سة اأ�سل الأدب��ي، اللون بهذا الحديثة والنقدية الأدبية من كثير نظر وجهة من العلمي البحث اأن اإل الأكاديميين ما يزال قليال في هذا المجال على �سيما ل الحديثة، اأو القديمة الرحلة م�ستوى اأبعادا للرحلة اأ�ساف قد النقاد من كثيرا اأن مظلة تحت الكتابات من كثيرا اأدخلت جديدة اأدب الرحالت، بما فيها الكتابات عن التل�س�س

اأو الجا�سو�سية الحديثة.

المراجع

المدينة )٢0١٢م(: الأل��م��ع��ي م�سواح اإب��راه��ي��م -المنورة في كتابات ال�سيخ علي الطنطاوي ورحالته،

الأدب، ال�سعودية، عدد ٧٥.

الرحالت، اأدب )١٩٨٩م(: فهيم محمد ح�سين -للثقافة الوطني المجل�س المعرفة، علم �سل�سلة

والفنون والآداب، الكويت، عدد ١٣٨، يونيو.

ال��رح��ل��ة اأدب )٢0١٢م(: ال���ب���وزي���دي ���س��ع��ي��د -التاريخية للمعرفة كم�سدر العربية الجغرافية الإن�سانية، والعلوم الآداب مجلة والأنثروبولوجية،

جامعة بن طفيل، القنيطرة، المغرب، عدد ١0.

التحقيق ال����ك����ب����ي����ر)٢0١٢م(: م��ح��م��د ف��ق��ي��ق��ي -كان كان دوري��ة بطوطة، ابن لرحلة ال�ست�سراقي التاريخية، دار نا�سري للن�سر الإلكتروني، الكويت،

ع ١٧.

اإل��ى ال��رح��الت: اأدب م��ن )٢0١٢م(: نجار ن��زار -الموقف الثقافي، الزمن ال�سين عالمة فارقة في

الأدبي، �سوريا، عدد ٤٩٨.

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

25 اجلوبة - �شتاء 1435هـ اجلوبة - �ستاء 1435هـ24

■ الباحث غازي خريان امللحم – من �سوريا

والحديث عن الرحلة يقودنا بال�سرورة ال�سخ�س الرحالة، ذلك الحديث عن اإلى الم�سكون بالحركة، ال�سغوف بحب التنقل، يرود اأفاق الكون في اأ�سفار متالحقة، فال بغيرها، يبداأ حتى رحلة من ينتهي يكاد

وكاأن ال�ساعر كان يق�سده حين قال:

وطــن وال دار بـــه يــ�ــســتــقــر لـــم وال تــــدفــــاأ مـــنـــه قــــط مــو�ــســعــه

كاأنما �سنع من بع�ص ال�سحاب فما ت����زال ري����ح ف���ي الأف������اق ت��دف��ع��ه

ا حد بالرحلة العربي ولع من بلغ وقد جعله ل يركن اإلى المكوث بمكان، اأو الميل اإل���ى ال���س��ت��ق��رار، ول�����س��ان ح��ال��ه ي���ردد مع

ال�ساعر:

به ظمئت ربــع عن ركابك ل نقاإلى الجانب الذي يهوي به المطر

فان رددت لي�ص في الرد منق�سة عليك، قد رد قبلك البدو والح�سر

اأع��راب��ي كان ي��روى عن ومثل ذل��ك ما تمتد قد طويلة، لفترات ال�سفر من يكثر

كانت الرحلة واقعا ماألوفا لدى العربي، وعادة متجذرة في حيثيات حياته اليومية التي تعتمد في كثير من ف�سولها على عملية الحل والترحال، اأثناء بحثه عن الرزق التي جاء التجارية وال�سيف ال�ستاء اإي��الف برحلة قيامه اإلى جانب والكالأ، والماء

القران الكريم على ذكرها، وخ�سها ب�سورة م�ستقلة في كتابه العزيز.

ما يجهل كــان جهاتها، معظم من اأر�ــســه تطوق والمحيطات البحار كانت ولما يقع خلف الماء من طبيعة وموجودات ومخلوقات، �سوى ما ينقله اإليه الرحالة من اأو عبر الر�سائل والمخطوطات، ما وقع عليه ب�سره من معلومات؛ فيروي م�سافهة اأدبيا خا�سا، اأخبار؛ ف�سكلت هذه المدونات جن�سا اأذنه من م�ساهدات، وما �سمعت به

ا�سطلح على ت�سميته فيما بعد ب� »اأدب الرحالت«.

ال�سمات الفنيةفي اأدب الرحلة

ل�سنوات كثيرة، فعاتبته زوجته بذلك، فقال:

وت�سبري لغيبتي ال�سنين اأح�����س��ي ـــهـــور فــــاإنــــهــــن قــ�ــســار وعـــــــدي الـــ�ـــس

فاأجابته الزوجة بجواب مفحم:

اذكـــــــر �ـــســـبـــابـــتـــنـــا اإلـــــيـــــك و�ـــســـوقـــنـــا وارحــــــــــــم بــــنــــاتــــك اإنــــــهــــــن �ـــســـغـــار

زوجته حتى ق��ول ي�سمع الأع��راب��ي ك��اد وم��ا فاأطلق �سفر، م��ن ب��ه ق��ام بما واك��ت��ف��ى اقتنع اليوم، بعد اأ�سرته يغادر ل اأن وق��رر راحلته،

والتفرغ لرعاية اأهله وبناته.

ه���ذا، وت��ح��ف��ل ك��ت��ب ال��ت��اري��خ ب��ال��ع��دي��د من من الرحلة بريق جذبها التي الكبيرة الأ�سماء

اأمثال:

• جاء الذي اليوناني، الفيل�سوف هيرودوت ب��الده اإل��ى وع��اد العجائب، ف���راأى م�سر بما الكبرى اأثينا مهرجانات في ليتغنى

راأى.

• الدنيا، غ��زا ال��ذي المقدوني ال�سكندر قبل عرافة اأذنه، من لهم�سة في ا�ستجابة

اأباحت له ب�سر الكون.

• يعبر اأن اأق�����س��م ال���ذي ه��ان��ي��ب��ال ال��ق��ائ��د اإل��ى ب�ساطا اأم��واج��ه م��ن ويجعل البحر بلده بحق ارتكبتها لجناية لتاأديبها، روما

قرطاجة.

• رام لفتاة تقدم الذي بولو ماركو الرحالة واق�سم رح��ل، رف�سته وعندما خطبتها، اأجمل بركابه تتعلق بطال، اإل يعود ل اأن ال��ج��م��ي��الت، ول��م��ا رج���ع ل��م ي��ج��د اأح����دا بانتظاره، لكنه لم يغ�سب اأو يحزن، فالذي

راآه في اأ�سفاره كان اأروع واأعذب.

• ال�سهير، العربي ال��رح��ال��ة بطوطة: اب��ن بلدهم، ت��خ��وم على وه��و الهنود هاجمه مذكراته وم��زق��وا متاعه، على وا�ستولوا الذي الذاكرة من ليروي عاد لكنه كلها،

حدث.. كيف حدث.

• الرحالة الأندل�سي ابن جبير، عانى الكثير في رحالته اإلى ال�سرق لكنه في النهاية كان �سعيدا بما راأى وي�سكر اهلل على ذلك، وفي

ختام اأ�سفاره ين�سد:

األـــقـــى عــ�ــســاه وا�ــســتــقــر بـــه الــنــوى كـــمـــا قـــرعـــيـــنـــا بـــــاالإيـــــاب الــمــ�ــســافــر

فوائد الرحلة

يقول الثعالبي:

من ف�سائل الترحال وفوائده اأن �ساحبه يرى من عجائب الأم�سار، ومحا�سن الآثار، ما يزيده بديع في الوا�سحة واآث��اره الخالق، بقدرة علما

�سنعه.

فوائد للترحال يظل وذاك هذا جانب واإلى اأخرى، اأوجزها ال�ساعر بقوله:

العال تكت�سب الأوط�����ان ع��ن تــغــرب فوائد خم�ص االأ�ــســفــار ففي و�سافر

تــــفــــريــــج هـــــم واكــــتــــ�ــــســــاب مــعــيــ�ــســة مـــاجـــد و�ــــســــحــــبــــة واأدب ـــــم وعـــــل

ويقول الم�سعودي، يحث النا�س على الرحلة: يا مع�سر النا�س �سيحوا في الأر�س تطيبوا، فاإن الماء اإذا �ساح طاب، واإذا طال مقامه في موقع

واحد ف�سد وتغير طعمه، وان�سد:

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

27 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ26

الـــمـــاء يف�سده اإنــــي وجــــدت وقــــوف واإن لم يجر لم يطب �سال طاب اإن

مكامنه فــي ملقى كــالــتــراب والتبر وال��ع��ود ف��ي اأر���س��ه ن��وع م��ن الحطب

ويذكر الرحالة العربي الحديث ح�سن العدل، اأروبا عام ١٨٨٩م: وبعد... اإلى في �سياق رحلة »فاأخبركم �سادتي، وكلكم خبير بثمرات التجوال في الأقطار، ومالزمة ع�سا الت�سيار، هو ال�سفر كثر الترحال وهو العجائب، عن اأ�سفر طالما وي�سحذ الإن�سان يدرب غرائب.. من اأعرب ما

الأذهان..«.

في ف�ساحوا الأوربيون لفوائده انتبهت وقد الأق��ط��ار، وج��ا���س��وا خ��الل ال��ب��الد والأم�����س��ار، وينحدرون نجدا، يرتقون والمغرب، فالم�سرق ومعرفة البقاع ا�ستك�ساف على دائبين غ��ورا، طبائعهم اخ���ت���الف ع��ل��ى ال�����س��ع��وب اأح������وال اأك�سبهم وعوائدهم؛ فح�سلوا من ذلك على ما المعرفة، واأزال عنهم الجهالة، واأو�سع من نطاق اأ�سا�س هما اللذين والتاريخ الجغرافية علمي كل ي��األ ولم المعارف. دائ��رة ومركز التمدن، من �ساهده م��ا ت��دوي��ن ف��ي جهدا منهم �سائح المادية اأهلها اأح��وال من وا�ستك�سفه البلدان، والأدبية، حتى �سارت موؤلفاتهم في ذلك عددا عديدا؛ فمنها ما هو في كتب م�ستقلة، ومنها ما للمطالعين ت�سهيال اليومية، الجرائد طي هو اأوروب��ي��ة عائلة ت��رى فل�ست لعقولهم؛ وتثقيفا يجلبون ذل��ك، م��ن عظيم مجموع ولديها اإل دائ��رة ب��ذك��ره وي��و���س��ع��ون اأن�����س��ه��م، بمطالعته

اأفكارهم.

دواعي الرحلة

من واح��ده �سوية على الرحالة كل يكن لم منهم واح��د لكل ك��ان ب��ل والتفكير، الهتمام تحقيقه، في ويجهد عينيه ن�سب ي�سعه هدف المعالم ب��م�����س��اه��دة ين�سغل ك���ان فبع�سهم ودور ومتاحف ومعابد اآث���ار م��ن الح�سارية، دقيقا و�سفا في�سفها تاريخية؛ واأواب��د عبادة، م�سهبا، وي�ستطرد في ذكر كل ما يت�سل بها من ي�سعى غيره كان بينما ووقائع؛ واأع��الم تواريخ الحاكم، اأو بال�سلطان لالت�سال طاقته ق��در يعمل م��ن وه��ن��اك ���س��واه؛ دون اإل��ي��ه فين�سرف في والنغما�س ال��دي��ن، ورج���ال العلماء للقاء وقته، جل ياأخذ �لن�شاط وهذ� �لعلم.. مجال�س ويعطيه م�ساحة اأكبر داخل ن�س الرحلة، وموقفه اإليهم، ودرا�سة الإن�سانية ونظرته الطبقات من والثقافية، والجتماعية القت�سادية اأحوالهم وعاداتهم اأفكارهم فهم من اقترابه ومحاولة و�سائل على وال��وق��وف الفلكلورية، وتقاليدهم

عي�سهم و�سبل حياتهم اليومية.

اأنواع الرحلة

تنوعت الحاجات، وتجدد الوعي تقدم مع الرحالت وتعددت م�ساربها، لكنها عند التحقيق تحمل بما للرحلة، العام الإ���س��ار عن تخرج ل من م�سامين فكرية واأدبية وو�سفية، والتي من

اأهمها:

الحج . ١ اإل���ى الإن�����س��ان يرتحل ك���اأن دي��ن��ي��ة: وزيارة الأماكن المقد�سة؛ تلبية لنداء ربه،

ولطلب الأجر والمغفرة.

لغر�س . ٢ ت��ك��ون وه���ذه تعليمية: اأو علمية من اأخ��رى ب��الد في العلم من ال�ستزادة

معينة علمية بمجالت ا�ستهرت العالم، وال��ع��م��ارة وال���زراع���ة والهند�سة كالطب

وغيرها.

�سيا�سية: كالوفود الدبلوما�سية وال�سفارات . ٣دول اإل��ى والحكام الملوك بها يبعث التي

اأخرى.

�سخ�سية، . ٤ رغبة عن تكون وهذه �سياحية: وحب لل�سفر ، وهواية التنقل وتغيير الأجواء والمناظر الماألوفة، لتجديد الدماء وتهذيب والطالع والمغامرة، بالم�ساهدة المزاج والتعرف ومفيد، جديد ه��و م��ا ك��ل على والمنارات كالآثار ال�سهيرة المعالم على وقمم والأودي���ة الكهوف وحتى والأب���راج، الجبال وما تحويه من غرائب الخلق واإبداع

الخالق عز وجل.

وتبادل . ٥ التجارة الأول وهدفها اقت�سادية: لمنتجات جديدة اأ���س��واق فتح اأو ال�سلع، محلية، اأو جلب �سلع تتوافر في بالد اأخرى، فرارا اأو الم�سافر، بلد في وجودها يندر

من غالء، اأو �سعيا وراء الوفرة اأو العمل.

�شكله �الأنــمــاط هــذه من و�حــدة لكل ويظل الخا�س، لكنها جميعا تنتمي لخط واحد هو اأدب

الرحلة.

لغة الرحلة

التكلف الرحلة لغة على غلب البداية، في والتاأنق من �سجع وبديع، وقد �ساد هذا اللون في التعبير اأكثر في الأزمان ال�سابقة، اإل اأن القلة من الأولين وبع�سا من المتاأخرين، �ساغوا و�سفهم للرحلة بلغة واقعية بعيدا عن الح�سو بالمفردات

التقليدية الثقيلة على الأ�سماع.. اإلى اآفاق بديلة ت�سد التي الكتابية، الفنون اأ�ساليب من اأرحب التي المر�سلة، بالأ�سداء وت�سحذ ذهنه القارئ بع�س مع اليومية، الأح��ادي��ث لغة من تقترب الن�س تغني التي المحببة اللفظية النقالت

له. وتجم

ومن هنا، نجد هذه اللغة قد �سلكت اتجاهين متباينين، هما:

وتلوين الحيوية اإ�سفاء منها الق�سد فكهة: -١القارئ تمتع التي والت�سويق بالإثارة الن�س بين ال��رح��الت كتاب بع�س فخلط وت�سده، بطريقة اأوردوه��م��ا اللذين وال��ه��زل، الجد فار�س اأم��ث��ال من غالبا، الظرف يك�سوها بروح للرحلة و�سفه طبع ال��ذي ال�سدياق، اأعماله على فاأ�سفت والتهكم، ال�سخرية ول فيه تكلف ل الطبيعي، المرح من نوعا و�سفافية، ب�سال�سة قلمه من ينبعث ت�سنع �ساحبها بمزاج م�سبعة ن�سو�سه فجاءت الفكه العابث، حتى ل تدري اأحيانا اأجاد هو اأم هازل، وكان ال�سدياق �ساعرا وناثرا وا�سع

المدى، يمتاز باأ�سلوبه العابث المتنافر.

ج����ادة: وه��ن��اك م��ن ك��ت��ب م��وا���س��ي��ع رحلته -٢الت�سرذم عن بعيدة ر�سينة، جادة بطريقة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

29 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ28

الكالمي والعبث اللفظي، ومنها:

للتزود العلماء يكتبها التي ال��رح��الت اأ- تخ�س�سوا التي والمعارف، العلوم من ال�سريف، الحديث علماء مثل فيها، والجغرافية والنبات وال�سيدلة، وغيرها

من العلوم.

البريد رج���ال كتبها ال��ت��ي ال��رح��الت ب- لإبانة تكون ما غالبا التي والحكومة، م��ع��ال��م ال���ط���رق وال�����س��ك��ك، وت��و���س��ي��ح المختلفة.. هداية البالد الم�سالك بين بع�س اإل��ى اإ���س��اف��ة عليها، ي�سير لمن

ال�ستطرادات ال�سخ�سية.

الأجزاء التي و�سف فيها الرحالة الدور ت- والق�سور وما ماثلها من معالم البنيان، و�سفا تقريريا جافا، ل هدف منه �سوى

نقل المعرفة على �سورتها الواقعية.

التقارير التي تمثلت في رحالت البعثات ث- الدبلوما�سية وال�سفارات بعامة.

اأنواع اأدب الرحلة

يعر�سه فيما الرحلة، اأدب جماليات تتجلى ت��راوح ال��ذي التعبير، في تنوع من الفن ه��ذا من المعروفة، الأدب ���س��روب بين موا�سيعه وما الرحلة مذكرات وبين وو�سف، و�سعر نثر فنية ومرجعيات اأدب��ي��ة اأ���س��داء م��ن تت�سمنه

ن�ستعر�سها فيما ياأتي:

الرحلة، اأدب ف��ي مهم ج��زء وه��و ال��ن��ث��ر: -١القارئ عبر مقطوعات نثرية ل يتوا�سل مع الأخ��رى. الآداب فنون بقية عن روع��ة تقل ومثال ذلك، مقطوعة الم�سعودي التي يتحف

القارئ بها في مقدمة كتابه مروج الذهب:

»ولقد اأم�سينا دهرا تتقاذفنا الأ�سفار بقطع وط��ورا ال��ب��ح��ر.. متن ت���ارة على ال��ق��ف��ار.. ال�سعوب بدائع م�ستطلعين البر.. راأ�س على الأقاليم خوا�س على والتعرف بالم�ساهدة، خرا�سان، اأق�سى في فاأحيانا بالمعاينة، ومرة في اأوا�سط اأرمينيا واأذربيجان.. وتارة في العراق اأو بالد ال�سام، ن�سري في الآفاق

�سرى ال�سم�س في الإ�سراق، ثم ين�سد:

ت��ي��م��م اأق���ط���ار ال���ب���الد ف���ت���ارة، ل��دى الغرب اإلى االأق�سى وطورا �سروقها

�سرى ال�سم�ص ال ينفك يقذفه النوى اإلــــــــى اأفــــــــق نـــــــاء يـــقـــ�ـــســـر بـــالـــركـــب

وجود الرحالت معظم في ولل�سعر ال�سعر: -٢ثنايا في عنه ال�ستغناء يمكن ل ملحوظ اإي��راد من بع�سهم اأكثر وقد الرحلة، ن�س ال�سعر في كتابتهم المختلفة ك�سواهد داعمة فاأ�سهبوا المختلفة، النثرية لمو�سوعاتهم اأقرب الكتابية بذلك، حتى غدت مدوناتهم

ما تكون بالمختارات ال�سعرية.

وكان الرحالة »م�سعر بن مهلهل« �ساعرا كثير الملح والطرف، متعدد الأ�سفار والغتراب، الترك وب��الد وال�سين، الهند ط��اف وق��د ذلك وف��ي الأق��ط��ار، من وغيرها ال��ب��اردة،

يقول:

مـــــــن كـــــــــان مـــــــن االأحـــــــــــــرار ـــــحـــــر ـــــو �ـــــــســـــــلـــــــوه ال ـــــل ـــــس ـــــ� ي

الـــــغـــــربـــــة فــــــــي ــــيــــمــــا �ــــس ال الــــعــــمــــر اأكـــــــــثـــــــــر اأودى

ـــــــــاهـــــــــدت اأعــــــــاجــــــــيــــــــب �ـــــــــسواألـــــــــــــوانـــــــــــــا مـــــــــن الــــــدهــــــر

دجـــــنـــــا الـــــدنـــــيـــــا بــــمــــا فــيــهــا مـــــن الـــ�ـــســـهـــل اإلــــــــى الــــوعــــر

فــــنــــ�ــــســــطــــاف عـــــلـــــى الـــثـــلـــج ــــمــــر ــــت ــــــد ال ــــــتــــــوا بــــــل ونــــــ�ــــــس

وه���ذا ال�����س��اع��ر الأع�����س��ى ال���ذي ت���دل اآث���اره والأ�سفار التنقل كثير ك��ان اأن��ه على واأ�سعاره �سادتها ي��م��دح ال��ج��زي��رة اأن��ح��اء ف��ي البعيدة

واأ�سرافها.

الرحلة من �سعره عليه يدل كما يكتفي ول ح�سرموت في كندة وديار واليمن الحيرة اإلى فار�س بالد اإل��ى يتعداها بل وعكاظ، ونجران حم�س اإل���ى فيها متغلغال وال�����س��ام، وع��م��ان نجا�سي اإل��ى البحر يجتاز واأح��ي��ان��ا وال��ق��د���س

الحب�سة.

ويجري على ل�سانه ال�سعر الذي يتحدث فيه عن هذه الرحالت البعيدة، فيقول:

وق������د ط���ف���ت ل���ل���م���ال اآف����اق����ه عـــمـــان فــحــمــ�ــص فــاور�ــســلــم

اأتـــيـــت الــنــجــا�ــســي فـــي اأر�ــســه وموطن النبيط وبلد العجم

و الرحالة المغربي: »اأبو الح�سن القرناطي« تدوين وال�سعر، في الأدب اإلى اأخباره يميل في رحالته، فقد كان �ساعرا ناثرا طريف ال�سمائل، اطلعت له على و�سية و�سعها لبنه الذي �سار على الترحال، وحب بال�سفر تعلقه في وال��ده خطى و�سرد المعاني، وجواهر الكالم بغرر فيها اأتى

فيها ق�سيدة مطربة مطولة اأولها:

اأودعتك الرحمن في غربتك مــرتــقــبــا رحـــمـــاه فـــي اأوبــتــك

وما اختياري كان طوع الهوى بغيتك عــلــى اأجـــــري لــكــنــنــي

اإلى اأن قال بيتا اأنا �سغوف به، لهوجا باإن�ساده وهو:

وكـــل مـــا كــابــدتــه فـــي الــنــوى مـــن همتك يــكــ�ــســر اأن اإيـــــاك

قام عديدة رح��الت الحديث الع�سر و�سهد خا�سة، ال�سام ب��الد م��ن وجماعات اأف���راد بها الرزق عن ويفت�سون الأر���س، مجاهل يرتادون بين جنباتها، وي�سقون في طريقها الوعر م�سالك وتج�سموا الأخطار �سبيلها في ركبوا جديدة.. اأدب��اء ه���وؤلء بين م��ن وك��ان ال�سعاب، لأجلها يقول الذي ما�سي اأبو اإيليا اأمثال من و�سعراء،

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

31 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ30

مبررا ابتعاده عن الأهل والوطن:

هم اإذ بنيك ت��ع��ذل ل ل��ب��ن��ان �سفين كل العلياء اإلــى ركبوا

ل��م ي��ه��ج��روك م��الل��ة، لكنهم خلقوا ل�سيد اللوؤلوؤ المكنون

ولــمــا ولــدتــهــم نــ�ــســورا حلقوا بالدون العال من يقنعون ل

اإل��ى اأحيانا الرحلة و�سف يرقى الق�سة: -٣من تحمل بما المتكاملة، الق�سة م�ستوى ا�ستح�سر منوعة، اأدبية واأ�سداء م�سامين فيها �ساحبها م�ساهد الرحلة بكل ترجيعاتها، وال��ق��وة والق�سر ال��ط��ول بين تتفاوت ال��ت��ي منطقي ترابط دون من واأحيانا وال�سعف، بين عنا�سرها المختلفة، �سوى اللغة ال�سردية التي غالبا ما يملها القارئ، وقد ين�سرف عن مطالعتها كليا، ولكن هذا لم يمنع من وجود

ق�س�س عالية الجودة وغاية في الت�سويق.

هذه اأخ���ذت ال��ح��دي��ث، الع�سر ف��ي اأن���ه اإل التقليدي ال�سكل عن بنف�سها تناأى الأعمال القديم، لتقترب بدرجة ما من ال�سكل الروائي مقوماتها من بالكثير يتعلق فيما المعروف؛ الفنية، من مقدمة وحبكة و�سخو�س وحدث،

الخ..

لم اإن الأدب��ي��ة، الرحلة ف��اإن ح��ال، اأي وعلى تكن ق�سة اأو رواية بالمعنى الدقيق، فهي من

جن�سهما اأو الأخت ال�سقية لهما.

والق�سة في الرحلة تنق�سم اإلى فرعين هما:

اأ- الق�شة الواقعية:

ح��وادث عن الكاتب فيها يتحدث التي وه��ي

ف�سالن، بن اأحمد كق�س�س معه، جرت واقعية وما الأق���وام، من بالعديد ولقائه بطوطة واب��ن واأخرى �سارة، مفاجاآت من طريقه في �سادفه تق�سعر لها الأبدان، اأوردها في �سياق حديثه عن الب�سر! وهذه حقيقة تتغذى على لحوم جماعات موجودة في جزء من اأدغال اإفريقيا، اأثبتها العلم

الحديث.

الهند في المجتمعات بع�س عن تحدث كما وال�سين وغيرهما من مختلف البلدان، من حيث طريقة عي�سهم، وحالت الزواج والموت والحرب، وكان يروي بع�س التفا�سيل عنهم باأ�سلوب يغلب

عليه الطابع الق�س�سي البحت.

ب- الق�شة الخيالية:

وقد قيل، وجد الإن�سان راحال، فاإذا اأعجزته الرحلة المح�سو�سة رحل بخياله، فاجتزاأ من عالم الأحالم ق�س�سا ورحالت لحظ لها من الواقع، ومغامراته ال��ب��ح��ري، ال�سندباد رح���الت مثل جليفر ورح��الت والت�سور، الو�سف تفوق التي ل�سويفت، ولقائه بالعمالقة والأقزام، ورحلة األي�س

في بالد العجائب وولوجها عالم الأحالم.

اأنها ل تقت�سر ومن ميزات الرحلة الخيالية الحا�سر اإلى تتعداه بل وح�سب، الما�سي على الم�ستقبل اإلى الب�سر بلمح وتنتقل المعا�سر،

عبر اآلة الزمان، للق�سا�س الإنجليزي ولز.

الرحلة مثل لتلك، م�سابهة رح��الت وهناك اإلى النف�س وما تحتويه من اأغوار واألغاز، ت�ساهي الكون وما فيه من تعقيدات، وفي هذه الحالة ل اأول، ذاته ليفهم بغيره الإن�سان ي�ستعين اأن بد وي�سبر اأعماق كنهه ثانيا؛ فيلجاأ اإلى الكتب التي وو�سيلة الآخ��ري��ن، وتفكير عقول في رحلة هي

للرحيل اإلى عوالم كثيرة تغلفها الروؤى ويكتنفها الخيال؛ وفي ذلك متعة ل تجارى، تعقبها راحة

نف�سية وهدوء بال، قد ي�ستمران لفترة طويلة.

�إلى �ل�شابقة، �الأنماط بع�شهم تجاوز وقد غيرها من الفنون الأدبية الأخرى، فملئت كتب كما والنوادر، والمعميات بالأحاجي رحالتهم الكريمة، القراآنية الآي���ات اإل��ى بع�سهم عمد والأحاديث النبوية ال�سريفة، واأدمجها في �سياق ك�سواهد اإليها- للحاجة - اأورده���ا اأو اأعماله على تعليق اأو اآراء من اإليه ذه��ب ما لتو�سيح المعمورة اأثناء تجواله في مواقف ح�سلت معه

اأو الفلوات.

و�سف الرحلة

الرحلة، اأدب في جلية مكانة الو�سف احتل يحتويه لما البارزة، الفنية �سماته اإحدى وعد ال�سامع لها يطرب وت�سويق، متعة عنا�سر من مبثوثة يجدها ال��ذي القارئ، بمطالعتها ويلذ في حنايا كتب الرحالت قديمها وحديثها، ومن ح�سن الم�سري ال��رح��ال��ة ب��ه تحدث م��ا ذل��ك

العدل اأثناء رحلته اإلى مدينة بازل ال�سوي�سرية، قائال:

»ولما نلت من م�ساهدة تلك المدينة ما نلت، بارحتها في اأ�سرع قطار في الآفاق طار، ولم يزل مورقة، اأ�سجار بين مونقة، اأودي��ة في بنا يزج حتى حط بنا في قرية يقال لها تون، ومنها بدون مو�سط نزلنا �سفينة بخارية على بحيرة كبيرة، وحينما �سقت تلك الجارية حباب الماء، ذهبت ال�سواطئ علينا عر�ست ال�سماء، نحو بقالعها انتثرت وقد ال�سائق، الرائق، وح�سنها منظرها ثم نازليها، ومنازل �ساكنيها، اأخ�سا�س عليها حتى تدريجيا، بالرتفاع ال�سواطئ تلك اأخذت تو�سطنا بين جبال �سامقة واأعالم �ساهقة، حتى لنا لح البحيرة تلك في نهر م�سب من قربنا بين نهرا ف�ساهدناه يهيج، ورونق بهيج، منظر مالت وقد منيفين، وطودين باذخين، جبلين اإليه الغ�سون، كاأنما تميل لر�سف ر�سابه العذب، كما ال�سب، العا�سق هذا على �سفقة تحنو اأو قال ال�ساعر اإبراهيم القيرافي، وهو من اأح�سن

موزوناته:

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

33 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ32

ــــــــون عــــــــي لــــــــــــــــه نـــــــــــهـــــــــــر ورب تـــــــحـــــــار فـــــــــي و�ــــــســــــفــــــه الـــــعـــــيـــــون

لـــــمـــــا غـــــــــدا الـــــــريـــــــق مـــــنـــــه عــــذبــــا مــــــالــــــت اإلـــــــــــى ر�ـــــســـــفـــــه الــــغــــ�ــــســــون

اأو كما قيل وما اأطربه من قول:

ــــا وعــجــبــا تـــثـــنـــى الـــغـــ�ـــســـن اإعــــرا�ــــسعـــــلـــــى نـــــهـــــر يـــــــــــذوب اأ�ـــــــســـــــا عـــلـــيـــه

فـــــــرق لـــــه الـــنـــ�ـــســـيـــم وجـــــــاء يــ�ــســعــى م���������الط���������ف���������ة وم�����������ي�����������ال اإل���������ي���������ه

اإليه الخاطر، فيا له من منظر عجيب يه�س ويقر لرقة جماله الناظر، فكاأن ابن خفاجة كان

يرمقنا بطرفه، حين اأن�سد �سمن طرفه:

وقــد جرى بالغ�سون تعبث والــريــح ذهــــب االأ�ـــســـيـــل عــلــى لــجــيــن الــمــاء

وقد حا�سرنا، قد تميم بن الدين مجير اأو و�سف فاأن�سدنا:

غروبها حــان ال�سم�ص مــا اإذا ونــهــر ولح�������ت ع���ل���ي���ه غ���الئ���ل���ه���ا ال�����س��ف��ر

اأبــقــت بــه مــن �سعاعها راأيـــنـــا الــــذي ـــا فــيــه نــــدف مـــن الــعــطــر كـــاأنـــا اأرقـــن

على م��ا بمحا�سن ال��ط��رف نمتع ن��زل ول��م الأ�سجار ذوات ال�سفاف من وال�سمال اليمين الأ�سفر جلبابها ال�سم�س لب�ست وقد والأثمار،

فرقا من فراقها لح�سن ذلك المنظر:

ما ا�سفر وجه ال�سم�ص عند غروبهاالــمــنــظــر ذاك حـــ�ـــســـن لـــفـــرقـــة اإال

بنا ر�ست حتى مبتهجين، جذلين نزل ولم بها عربات بخارية، ال�سفينة على محطة ركبنا

اأويقات وبعد انترلكن، لها يقال بلدة قا�سدين زج بنا في واديها، فالحت لنا عجائب مناظرها

ونزلت بها، وقد ناداني ل�سان حالها:

هــــــلــــــم يــــــــا �ـــــــســـــــاح اإلـــــــــــــى رو�ــــــســــــة ـــو بــــهــــا الــــعــــانــــي �ـــــســـــدا هــمــه يـــجـــل

نـــــ�ـــــســـــيـــــمـــــهـــــا يــــــعــــــثــــــر فــــــــــي ذيـــــلـــــه ــــحــــك فــــــــي كـــمـــه وزهـــــــــرهـــــــــا يــــ�ــــس

باغتتنا اإذ و�سمرنا، لهونا في نحن وبينما �سحائبها واأر�سلت واأرع��دت، فاأبرقت ال�سماء، وقد بالأغ�سان، تعبث والريح مقلها، وهملت فتك�سر، وجرى ماوؤها الغدران، وهوى انحدرت

�سائال اإلى المنحدر:

الح�سى فجرى ال��م��اء م��ع وت��ح��دث الـــنـــ�ـــســـيـــم عـــلـــيـــه يــ�ــســمــع مــــا جـــرى

فــــكــــاأن فـــــوق الــــمــــاء و�ـــســـيـــا ظـــاهـــرا وكــــــاأن تــحــت الـــمـــاء �ـــســـرا مــ�ــســمــرا

ال�سباح، حتى للمبيت عمدت ذل��ك وعند وقد للمغادرة تجهزت الجناح، ابي�س اإذا حتى

عقدت العزم على المغامرة«.

و�سف رحلة الحج

ال��م��ي��م��ون، ن�سطت الإ���س��الم��ي ال��ع��ه��د ف��ي الأمنية للحالة نظرا ملحوظ، ب�سكل الرحالت بها، ينعم العربي المجتمع بات التي الم�ستقرة في ظل الدولة الإ�سالمية الفتية، فاأدى ذلك اإلى ظهور رحالت من نوع خا�س، ظاهرها الإ�سالم رحالت من اأداوؤه���ا واعتبر الإي��م��ان، وباطنها ولو بها القيام الموؤمن على يجب التي العمر،

مرة في حياته على الأقل، األ وهي رحلة الحج.

ل��زام��ا يجد حلمه، ال��م��وؤم��ن حقق م��ا واإذا لم واإخوانه ممن ولجيرانه لأهله ينقل اأن عليه المقد�سة، الأماكن لزيارة الظروف ت�ساعدهم م�سافهة اأو كتابة و�سفا لمعالم الحج ومنا�سكه، في الوقوف حتى والتلبية الإح��رام بداية منذ المنا�سك، والتحلل من الإفا�سة يوم اإلى عرفة لمحطات ذك��ر الحديث ه��ذا يتخلل ما وغالبا �سيره التي اتبعها اأثناء رحلته، �سواء كانت برا اأو بحرا، معرفا بالآثار التي خلفها ال�سلف ال�سالح، ومعطيا نبذة عن المواقع الجغرافية والتاريخية التي مر بها، بما تحتوي عليه من نعوت واأو�ساف للكعبة الم�سرفة والحجر الأ�سود، ومقام اإبراهيم الأماكن من وغيرها اأحد وجبل ال�سالم، عليه اأو اأو تاريخية والمواقع التي تتمتع ب�سفة دينية باإخوان لقائه ذكر الحاج ين�سى ول اجتماعية. الديار اإلى هذه قدموا الذين الم�سلمين له من المباركة من بالد متعددة بعيدة، وكيف يتكلمون بلغات مختلفة واألوان ب�سرتهم متباينة، وما اإلى ا�ستقاها م�سوقة وق�س�س اأح��ادي��ث من ذل��ك

الحاج من جو رحلته.

على �ساروا الذين المحدثين الرحالة ومن نهج اأ�سالفهم القدماء، الرحالة التركي الدكتور

مقداد يلجن، الذي يقول:

منذ واأحالما اأمنية البالد روؤية هذه »كانت يفاعتي، وكنت اأقول ل يكفي الذهاب اإلى الحج البالد ف��ي ه��ذه اأم��ك��ث اأن ب��ل يجب وال��ع��م��رة، التي البقاع تلك لأزور اأط��ول، فترة المقد�سة وم�سى و�سلم، عليه اهلل �سلى الر�سول �سهدها اأمنيتي، تحققت قد هلل والحمد ث��راه��ا، على مما م�ساعفة اأ���س��ع��اف��ا الإق���ام���ة ل��ي وه��ي��اأت من اأكثر ربوعها في مكثت فقد اأتمناه، كنت

النطباعات بع�س لدي فتكونت �سنوات، ع�سر والمالحظات، منها:

المكي، للحرم الم�ستمرة التو�سعة تلك ل�سيوف خدمة ال��راح��ة و�سائل بكل وت��زوي��ده اأر�س جميع اأن اأت�سور �سابقا وكنت الرحمن، �سحراء عن عبارة ال�سعودية العربية المملكة ق��اح��ل��ة وغ��ب��ار وع���ف���ار، وح����ر ل ي��ك��اد ي��ط��اق؛ وجدت الطيبة، الربوع هذه زرت عندما ولكن بل كلها، �سحراء ولي�ست منوعة، ت�ساري�سها النخيل ب��م��زارع تحفل خ�سراء مناطق هناك الخرج منطقة ف��ي كما الطبيعية، وال��غ��اب��ات واأبها. الباحة الوارفة في والب�ساتين والهفوف، اإن بل ال��ح��رارة، �سديدة المناطق كل ولي�ست وهناك الطائف، مثل معتدلة مناطق هناك وتنبت ال�سيف، في حتى تهطل غزيرة اأمطار الزهور الطبيعية في بع�س المناطق، ووجدت في مكت�سية وجبال خ�سراء مياها جارية بلجر�سي

بالأ�سجار ت�سبه تماما ما يوجد في تركيا.

ومنها �سرعة التغيير في المظاهر العمرانية، عمرانية ت��ط��ورات لحظت �سنوات ع�سر ففي م��ه��م��ة، م���ن ف��ت��ح ال���ط���رق وت��ج��م��ي��ل ج��وان��ب��ه��ا مع طبيعتها تتنا�سب التي والأزه��ار بالأ�سجار المعمارية والأب����راج الج�سور وب��ن��اء بيئة، ك��ل و�الأنماط �لمتطورة �لهند�شية �الأ�شكال ذ�ت المختلفة، فما وجدت - والحق يقال- في اأي بلد اأقمت فيه هذه ال�سرعة العمرانية الفريدة وعلى

مختلف الم�ستويات.

اجلوبة - �شتاء 1435هـ34

ددـــــــــ

ـــــــــــــع

ـــــــــلـــــ

ف اـــــــــ

ــــــــــــــل

ـــــــــمــــ

35 اجلوبة - �ستاء 1435هـ

اأدب الرحلة بين التراث والمعا�سرة

■ د. اإبراهيم الدهون- جامعة اجلوف

على اأن ثمار الرحلة ل تتوقف عند التعارف من المجهول ك�سف اأو ال�سخ�سية �سقل اأو طبائع ال�سعوب، لكنها تجود بالمكا�سب العلمية ة اإذا والأدبية، التي قد يتعذر ح�سرها؛ وبخا�سوحنكة المالحظة، بقوة متمتعا الرحالة كان المحاورة وح���ب ال��ح��وا���س، ويقظة التطلع، والرغبة في التح�سيل والحر�س على التدوين،

والت�سجيل)١(.

العالم في الرحلة به قامت دور اأبرز ولعل العربي هو الخدمة الكبرى، التي قدمتها لعلم ال��ذي بقلم يكتب ال��رح��ال��ة لأن الجغرافيا، ات�سل بالظواهر الجغرافية والطبيعية ات�سال نفع ذا ك��ان اأن��ه كما و�سمع، ف��راأى مبا�سرا، والفلكي، ولالأديب، الجتماع، ولعالم للموؤرخ

والفيل�سوف، وال�سيا�سي، والقت�سادي.

في فتتجلى للرحالت الأدب��ي��ة القيمة اأم��ا ترتفع اأ�ساليب م��ن م��واده��ا فيه تعر�س م��ا م�ستوى اإلى بها وترقى الأدب، عالم اإلى بها يميز م��ا اأب���رز م��ن ك��ان واإذا الفني، الخيال ال�سرد من الأ�سلوب في تنوع الرحالت اأدب وغيره؛ الو�سف ث��م ال��ح��وار اإل��ى الق�س�سي الق�س�سي، الكتابة اأ�سلوب يميز ما اأبرز فاإن من يقدمه ما الم�سوق.. ال�سرد على المعتمد الرحلة اأدب اأف���اد وق��د ك��ب��رى، ذهنية متعة بغنى مو�سوعاته في �سرف اأ�سحابه في غالب والتكلف اللفظي، والعبث اللهو، عن الأحيان ال�سهل للتعبير اإي��ث��ارا ال��ع��ب��ارة، ت��زوي��ق ف��ي الموؤدي للغر�س لن�سجه بغنى تجربة �ساحبه، مما يفتقده كثير من الأدباء في بع�س ع�سورنا

الأدبية)٢(.

تتجلى وهنا والأق��وام؛ النا�ض وتك�سف لالإن�سان، والن�ساط الحركة من نوعا الرحلة تمثل على تعمل كما وثقافاتهم، و�سلوكياتهم الب�سر اأنماط لو�سف رئي�ض كم�سدر الرحالت قيمة لذلك زمنية محددة؛ معين خالل مدة اليومية في مجتمع النا�ص بع�ص جوانب حياة ر�سد نلم�ض اأن للرحالت قيمة تعليمية وتثقيفية تطغى على ما يناله الفرد من المدار�ص، والموؤ�س�سات

التعليمية.

خاتمة

مفهومها حيث من الرحلة تطورت واليوم، وارتبط والترحال، ال�سفر وطريقة واأدوات��ه��ا، معتادا ك��ان ما عن تختلف بظروف كله ذل��ك الحديثة، النقل و�سائل اأب��رزه��ا الما�سي، في امتطاء اإل��ى ب��ال��دواب النقل من تحولت التي �سهوة البوينج والإيربا�س والكونكورد التي تفوق

�سرعتها �سرعة ال�سوت.

�سيما ل الأمر، اختلف التطور وبهذا والآن، جاءت التي الحديثة الت�سال و�سائل ظل في عن المعرفة في اأكبر رغبة الإن�سان في لت�سبع واأطباق اأق��م��ار من الف�سائيات فكانت ق��رب،

واإلكترونيات كفيلة بنقل العالم اإلى منزلك.

وع��ل��ى م��ا ي��ب��دو ل��ي - وال��ح��ال��ة ه���ذه - اأن بطوطة اب��ن اأم��ث��ال من العظام الرحالة زم��ن لو�سائل بالنظر ك��اد، اأو انتهى ق��د وم��اج��الن اأط��راف لملمت التي الدقة الفائقة الت�سال وهم رحالة الب�سر معظم من وخلقت الكون، واأ�سرع اطالعا اأكثر يبرحونه، ل مو�سعهم في من ترجلت ال�سناعية الأق��م��ار حتى ت��رح��ال، عليائها واأ�سبحت متاحة لمن يرغب بت�سخيرها.

فبعد ظهور موقع جوجل اإيرث، �سار بالإمكان

اإلى والرحيل الأعلى، من الدنيا اأرك��ان ت�سفح اأي موقع يعتقد وجوده على الأر�س، بما في ذلك البحار واأعماق والمدار�س، والمباني ال�سوارع والمحيطات التي يتم م�سحها باأجهزة ال�سونار، وكاأن الكرة الأر�سية تقل�ست لدرجة مكنت من تفح�سها على �سا�سة الآيباد القزمة وهي قابعة �سبحان القول: اإل ي�سعني ل وهنا يديك.. بين اهلل الذي اأح�سن �سنع كل �سيء، بقدرته و�سابق

علمه، وجعله لالإن�سان م�سخرا.

هذه اإلمامة �سريعة عن هذا النوع من الأدب التي الفنية الزاهي، ولمحة مكثفة حول �سماته الأخ��رى، التعبير �سروب من غيره عن تميزه ال��واق��ع على مقوماته م��ن كثير ف��ي ل�ستناده المح�س، والتجربة الحية المعا�سة، التي زاولها حلوها تجلياتها؛ وب��ك��ل ك��ث��ب.. ع��ن ال��رح��ال��ة اإلى اأوبته حتى واإخفاقاتها نجاحاتها ومرها، الديار، وتحلله من الأ�سفار، ومكوثه قرير العين بين الأهل وتحت �سقف الدار، فيهتف في اأعماقه

م�ستريحا:

الهوى مــن �سئت حيث فـــوؤادك ل نقالأول ل���ل���ح���ب���ي���ب اإل ال�����ح�����ب م�����ا

ياألفه الفتى ك��م م��ن��زل ف��ي الأر����ض م���ن���زل لأول اأب������������دا وح����ن����ي����ن����ه

الم�سادر:١- ح�سني ح�سين - اأدب الرحلة - القاهرة - الهيئة الم�سرية للكتاب ١٩٧٦م.

٢- ح�سين فوزي - حديث ال�سندباد القديم - القاهرة - لجنة التاأليف والترجمة ١٩٤٥م.٣- جورج غريب - اأدب الرحلة، تاريخه واإعالمه - بيروت - دار الثقافة ١٩٧٩م.

٤- نقول زيادة - الرحالة العرب - القاهرة - دار الهالل – ١٩٥٦م.٥- �سويفت - رحالت جليفر - ت: نور �سريف - كتاب اقراأ - القاهرة ١٩٨٣م.

٦- �سوقي �سيف - الرحالت - دار المعارف - القاهرة ١٩٥٦م.٧- د. مقداد يلجن - الرحالت العلمية - دار عالم الكتب - الريا�س ١٤١٣ه�.

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

37 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ36

الذي الآداب من نوعا الرحالت اأدب يعد وما اأح���داث ج��رى من ما الأدي���ب فيه ي�سور لإح��دى بها ق��ام رحلة اأث��ن��اء اأم���ور م��ن قابله رئي�سا م�سدرا الرحالت ت�سكل كما البلدان؛ للجغرافيا والتاريخ والجتماعيات؛ لأن الكاتب

ينهل من نبعها المعلومات والحقائق المثيرة.

ويلحظ اأن هذا الفن من فنون الأدب العربي الرحالت، اأدب م�سمى تحت يظهر لم ال��ذي »كتب خ��ان��ة تحت اأح��ي��ان��ا يظهر ك��ان واإن��م��ا التاريخ اأو الجغرافيا اأو ال�سيرة الذاتية، اأو كتب العتراف اأو اأدب العتراف«. وهكذا، فاإن هذه هذا وليدة ت�سمية الرحالت« »اأدب الت�سمية: الع�سر، وما �سهده من درا�سات وم�سطلحات

وتق�سيمات لفنون واألوان المعرفة الأدبية.

طوفوا العرب ف��اإن ه��ذا، من الرغم وعلى الترحال ومار�سوا البالد، �سفرهم في قديما العربية والبلدان المجاورة، في �سبه الجزيرة ورد اللتين يف وال�س ال�ستاء برحلتي وقاموا

ذكرهما في القراآن الكريم)٣(.

مدة خ��الل بلغت ال��رح��الت ذروة اأن بيد ع�سر في تالها وم��ا الإ�سالمية، الفتوحات والح�سارة والمعرفة والزده���ار، ال�ستقرار حتى م�سارف القرن الخام�س الهجري تقريبا.

ابن خلدون قد اأن اإلى الإ�سارة هنا وتجدر فاأورد ذكرها الرحالت، اأهمية اأعلن �سراحة ل وال��رح��ل��ة ق��ال: اإذ ال�سهيرة، مقدمته ف��ي الفوائد، ولكت�ساب العلم، طلب في منها بد

والكمال بلقاء الم�سايخ ومبا�سرة الرجال)٤(.

الرحلة دواف���ع تقت�سر ول��م ه���ذا، واأداء ال�سيوخ، ومقابلة بالعلم ال��ت��زود على

ع��الوة ال��ت��ج��ارة كانت واإن��م��ا ال��ح��ج، فري�سة اقت�سى اأم��را الزمان قديم ومنذ ذل��ك، على من ول��ع��ل البعيد. وال�سفر بالرحلة، القيام اأ�سهر الرحالت البحرية التجارية في المحيط ال��ن�����س��ف الثاني ت��م��ت خ���الل ال��ه��ن��دي ال��ت��ي التاجر رحلة هي الهجري الثالث القرن من

�سليمان ال�سيرافي.

اأن الرحالت اإلى ولعله من المفيد الإ�سارة ال��ع��رب��ي��ة الإ����س���الم���ي���ة م����رت ف���ي ف��ت��رت��ي��ن بظروف منهما ك��ل اخت�ست متباعدتين، ب��داأت فقد الأخ���رى؛ عن تختلف واهتمامات الفتوحات بعد ما ع�سر منذ الأول���ى الفترة الأر�سية الرقعة بات�ساع ون�سطت الإ�سالمية، ازده��ار مع جنب اإل��ى جنبا الإ�سالمي للعالم الفكر، وتنوع منابع المعرفة. اأما الفترة الثانية تاأثيرها لها وكان الرحلة، فيها ازدهرت التي مع ب��داأت فقد الإ�سالمي، العربي الفكر على القرن ف��ي الحديثة العربية النه�سة حركة لم الفترتين بين وما الهجري. ع�سر الثالث ما بقدر البلدان، الم�سلمون الرحالة يجب فعلوا من قبل اإبان ع�سر الح�سارة الإ�سالمية، الع�سر الو�سيط الأوروبي؛ واإن ا�ستثنينا عددا قليال من الرحالة، وعلى راأ�سهم ابن بطوطة،

وابن خلدون)٥(.

اأ�شهر الرحالة العرب

ابن ر���س��ال��ة ك��ت��اب �ساحب ف�شالن: ابــن

الميالدي، العا�سر القرن في ول��د ف�سالن، من ب��اهلل المقتدر العبا�سي الخليفة اأر�سله - رو�سيا في - ال�سقالبة لملك اإجابة بغداد لتعليمه الإ�سالم وبناء م�ساجد وح�سن له من

وفد راأ���س على ف�سالن ابن فاأر�سل اأع��دائ��ه، من �سنوات ث��الث واأم�سى والفقهاء العلماء قالبة، )٩٢١- ٩٢٤ه���( في بالد الرو�س، وال�س

والخرز، وال�سكندنافية.

ابن جبري: �ساحب كتاب تذكرة الأخبار عن اتفاقات الأ�سفار، عرف ب�رحلة ابن جبير وهو من الأندل�س، ا�سمه محمد بن اأحمد بن جبير الكناني، المعروف بابن جبير، ولد في بلن�سية اأبيه يد على وتعلم ه��(، �سنة )٥٤0 باإ�سبانيا ا�ستخدمه ثم ع�سره، في العلماء من وغيره ملك عبدالموؤمن بن �سعيد اأبو غرناطة اأمير فا�ستوطن ال�سر، كاتم وظيفة في الموحدين

غرناطة.

الــعــالمــة الإدريـــ�ـــســـي: ���س��اح��ب ك��ت��اب: وا�سمه الآف���اق، اخ��ت��راق ف��ي الم�ستاق نزهة بن عبداهلل بن محمد بن محمد عبداهلل اأبو

اأنه كما الجغرافيا، علماء كبار اأحد اإدري�س، والنبات وال�سعر، والأدب، التاريخ، في كتب ودر�س الفل�سفة، والطب، والنجوم، في قرطبة.

ابن بطوطة: ولد في طنجة �سنة )٧0٣ه�( في عملها عنها ع���رف لعائلة ال��م��غ��رب ف��ي وهو وقرر ال�سريعة در�س فتوته وفي الق�ساء، ابن ع�سرين عاما اأن يخرج حاجا، كما اأمل من ال�سريعة ممار�سة عن المزيد يتعلم اأن �سفره ف��ي اأن��ح��اء ب��الد الإ���س��الم. وخ��رج م��ن طنجة وم�سر، المغرب، بالد ه�( فطاف �سنة)٧٢٥ واليمن، وفار�س، والعراق، والحجاز، وال�سام، والبحرين، وترك�ستان، وما وراء النهر، وبع�س الهند، وال�سين، وجاوة، وبالد التتار، واأوا�سط اإفريقيا، وات�سل بكثير من الملوك، والأمراء، وا���س��ت��ع��ان ��ع��ر، ال�����س ينظم وك���ان ف��م��دح��ه��م،

بهباتهم على اأ�سفاره.

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

39 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ38

قام ابن بطوطة بثالث رحالت، وقد ا�ستغرق وكان عاما، وع�سرين ت�سع نحو مجموعها في اأثناءها يترك لم التي الأول��ى الرحلة اأطولها ناحية من نواحي المغرب والم�سرق اإل زارها، اإذ تولى اإقامة له في بالد الهند اأطول وكانت اإذ تولى الق�ساء لمدة عامين، ثم في ال�سين

الق�ساء فيها عاما ون�سف العام.

اأدب الرحالت في الع�شر الحديث

برز اأدب الرحلة في الع�سر الحديث ك�سكل تاريخية درا�سة ولي�س الأدب، في داخ��ل فني وجغرافية حية كما كان من قبل. ومن نماذجه: »تخلي�س الإبريز في تلخي�س باري�س« لرفاعة اأر�سلها التي البعثة راف��ق ال��ذي الطهطاوي، محمد علي للدرا�سة في فرن�سا، ليكون واعظا واإماما، لهذا، ت�سور رحلة الطهطاوي انبهاره لبع�س نقد مع الأوروب��ي��ة، النه�سة بمظاهر

عاداتهم في اأ�سلوب اأدبي.

م�سهور فهو ال�سدياق، ف��ار���س اأح��م��د اأم���ا وقد م��ال��ط��ة«، اأح���وال ف��ي »ال��وا���س��ط��ة بكتابه و�سف �سنوفا من العادات والتقاليد، وبخا�سة

الن�ساء المالطيات.

الرواية اأدب فكتب ه�سام، بن عي�سى اأم��ا العربية الحديثة، الذي يعد من كتب الرحالت الخيالية، اإذ يق�س رحلة قام بها البطل عي�سى ابن ه�سام برفقة اأحد با�سوات م�سر، بعد اأن خرج هذا البا�سا من قبره، وكان قد مات منذ م�سر �سوارع في ل يتجو خرج ثم بعيد، زمن ودوائرها الحكومية، ومنها المحاكم، وي�سف التحول مظاهر �ساخر، اأدب��ي باأ�سلوب لنا،

للحج اأو الرزق اأو العلم، اإلى جانب الرغبة في هذا في ال�سبق ويبقى وال�ستك�ساف المعرفة المجال للرحالة العرب، فاأول رحالة عربي كما

ذكرنا هو ابن جبير.

عربا كانوا �سواء المعا�سرون الرحالة اأما قد الأول��ى، بالدرجة كتاب فهم غربيين، اأم فيكتبون معينة، بالد اإل��ى الظروف ت�سوقهم بهدف بعينها اأماكن اإل��ى ي�سافرون اأو عنها،

درا�ستها والكتابة عنها.

الرحالت هو جن�س اأدب اإن القول: ويمكن اندثر ق��د ي��ك��ون ي��ك��اد الأدب���ي���ة، الكتابة ف��ي وتال�سى، ولكن اإذا اأعدنا النظر في اأدب الرحلة كان عما تراجعه نلحظ الحديث الع�سر في عليه في الع�سور ال�سابقة، وحتى اأوائل القرن الع�سر اأن من الرغم على وذل��ك الع�سرين، الحالي يعد بحق ع�سر الرحلة وال�سفر، لتوافر الإمكانات، والت�سهيالت العظيمة التي ت�سكلت العادية الحياة ال�سفر جزءا من اأ�سبح بحيث الحالي بمظهرها وال�سياحة العادي، للرجل

غدت نقي�سا لما كانت عليه �سابقا.

نتيجة اإل��ى ن�سل �سبق، ما على وتاأ�سي�سا الما�سي بين الرحلة اأدب تمايز اأن فحواها

والحا�سر يمكن ح�سره فيما ياأتي:

منهجية االأ�سلوب: الرحالة العربي لم يكن بال�سرورة اأديبا يجيد التعبير باأ�ساليب اأدبية، ويحفظ وال��ت��رح��ال، ال�سفر يهوى ك��ان واإن��م��ا

رحلة تلقانا كما الحياة. اأ�سابت التي ال�سلبي الريحانيات، اأ�سماها التي الريحاني اأمين وقد �سجل م�ساهداته في بلدان عربية وو�سف العرب، ملوك بع�س زار كما اأهلها، ع��ادات عبدالعزيز، الملك ل��ه المغفور بينهم وم��ن كتاب وهناك واآرائ���ه. اأحاديثه بع�س و�سجل اآخرون قدموا اأعمال كثيرة في اأدب الرحالت، اأمثال: زكى مبارك، كاتب م�سري له ذكريات بغداد وذكريات باري�س؛ ويحيى المعلمي، كاتب

�سعودي له رحلة علمية ورحالت اأخرى.

قراءة في رحالة الغرب

الأوائل الغربيين الرحالة �سيرة تاأملنا اإذا اأنهم كانوا يقومون برحالتهم رغبة �سنالحظ والعطايا والذهب، المال، على الح�سول في وراء من عليهم تعود اأن يمكن التي الملكية يتمنى ك��ان كما ج��دي��د؛ ج��غ��راف��ي اكت�ساف كان عندما الإيطالي كولومبو�س كري�ستوفر كنوزها، في طمعا الهند اإل��ى للو�سول ي�سعى الخام�س القرن في الكاريبي اإلى جزر فو�سل

ع�سر، وظن خطاأ اأنها الهند.

وم��ث��ل ف��ا���س��ك��و داج���ام���ا ال��ب��رت��غ��ال��ي ال��ذي اكت�سف الهند فيما بعد عن طريق راأ�س الرجاء الح في اأواخر القرن الخام�س ع�سر؛ ولن ال�ساأنه لول م�ساعدة الرحالة العربي اأحمد نن�سى يكتب لم ربما الهند. اإلى و�سل لما بن ماجد الرحالة الغربيون باأنف�سهم عن هذه الرحالت،

واإنما كتب عنهم من عا�سرهم وقتها.

واإذا قارنا بين الدافع وراء رحالت الرحالة طلبا ي�سافرون كانوا اأن��ه��م ف�سنجد ال��ع��رب،

الأديب فعادة الآن اأما ذاكرته، في م�ساهدته باأول اأول ويكتب ي�سافر، ال��ذي ال�سخ�س هو

م�ساهداته باأ�سلوب ب�سيط، واأقل تعقيدا.

الجهد والوقت: الرحلة في الما�سي كانت

ووقتا �سديدا، وتعبا ج��ه��دا، الرحالة تكلف للو�سول و�سهور اأ�سابيع اإلى ي�سل قد طويال، الموا�سالت و�سائل اأن حين في غايته؛ اإل��ى التنقل، الأدي��ب على �سهلت اليوم المتطورة كانت واإن الجهد، وبع�س الوقت عليه ووفرت

التكلفة ربما اأكثر بكثير منها في الما�سي.

اليوم، اأي�سا ال�سهل من الطباعة: �سهولة

طباعة بو�سائل ع��ام بوجه الأدب��ي��ة الكتابات في ال��رح��ال��ة ك��ان حين ف��ي واأن��ي��ق��ة، حديثة في كتاباتهم ل��ت��دوي��ن ي�����س��ط��رون ال��م��ا���س��ي م��خ��ط��وط��ات ك��ب��ي��رة، وث��ق��ي��ل��ة، وب��ال��ط��ب��ع ك��ان

ي�سعب ن�سخها عدة مرات.

�سهولة االنت�سار: و�سائل الت�سال الحديثة

درجة اإلى �سهلت والإنترنت، حف ال�س ومنها كبيرة انت�سار فن اأدب الرحالت، �سواء كان في

�سورة مقالت مقروءة، اأو كتبا اإلكترونية.

على التاأكيد من ب��د ل الأم���ر، نهاية وف��ي المن�سورة والأعمال حاليا، المبذولة الجهود هنا وهناك، من اإقامة موؤ�س�سات تعنى بخدمة مثل هذا الفن، كي يبقى موجودا يمار�سه اأهله،

ويوؤطره اأدباوؤه.

)١( اأدب الرحلة في التراث العربي، فوؤاد قنديل، مكتبة الدار العربية، �س٢٣.

)٢( اأدب الرحلة عند العرب، ح�سني محمود ح�سين، المكتبة الثقافية، �س١0.)٣( انظر: رحلة ال�سيف اإلى اليمن، ورحلة ال�ستاء اإلى بالد ال�سام.

)٤( مقدمة ابن خلدون، عبدالرحمن بن خلدون، دار الكتب العلمية، ٢00٩م، �س٤0٣.)٥( اأدب الرحالت عند العرب، مرجع �سابق، �س ٩٥.

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

41 اجلوبة - �شتاء 1435هـ اجلوبة - �ستاء 1435هـ40

الرحلة واللغةلغة مالطة كما عاي�شها ال�شدياق

■ �شالح بن حممد املطريي - ال�شعودية

تبزغ المعا�سرة، العربية لهجات بين ومن اللغة ال�سائدة في جزيرة اأو اأمامنا تلك اللهجة مالطة؛ فهذه اللغة جديرة حقا باأن يطمح نحوها نظر الدار�س اللغوي، وخليقة اأن تجذب اهتمامه على نحو خا�س. ومن العجيب اأن كثيرا من العرب المتو�سط في جزيرة اأن ع��رف اإذا �سينده�س من تعد لغة تتحدث الآن- اأوروبية دولة -وهي لهجات العربية! فكيف و�سل ل�سان م�سر اإلى تلك الجزيرة في قلب المتو�سط؟! ولكن هذا هو واقع الحال، فاللغة المالطية كما يقول المخت�سون اإن هي اإل لهجة من لهجات العربية)١(، ت�سترك مع )اأي ال�سائد المعجم في العربية اللهجات بقية المفردات الأ�سا�سية()٢( وفي كثير من الأ�سوات المفردة اأي�سا، كما اأن جل الكلمات ال�سامية التي

اأ�سول من تخريج لها اللهجة هذه بها ردت اإن عن اللهجة هذه تختلف لكن القديمة، العربية بقية اللهجات العربية في �سياع عدد من اأ�سوات والعين وال��خ��اء ال��ح��اء مثل الأ�سيلة العربية جمهرة باقترا�س تتميز كما وال��ق��اف، والغين واإنجليزية(، )اإيطالية الأوروبية المفردات من وفيما للهجة، ال�سوتي البناء �سمن واإدراجها جل المفردات الأ�سا�سية هي من عدا ذلك فاإن العربية، اإل اأن كتابتها تعتمد الحروف الالتينية

مثل �سائر اللغات الأوروبية.

ون���ظ���را لن��ق��ط��اع ال�����س��ل��ة ال��ث��ق��اف��ي��ة بين عدها فقد ال��ع��رب��ي��ة، اأم��ه��ا وب��ي��ن المالطية مجرد ولي�ست بذاتها م�ستقلة لغة المخت�سون ن�سميها قد المقال هذا في اأننا علما لهجة،

تنداح هذه العربية بكافة لهجاتها االإقليمية على رقعة وا�سعة من االأر�ص، تمتد من �ساحل عمان وغربي اإيران �سرقا، اإلى �سواحل المغرب وموريتانيا في اأق�سى الغرب؛ ومن ال�سمال من وواح��ات العرب جزيرة في اليمن بالد في الجنوب اإل��ى المتو�سط، و�سواحل الأنا�سول تخوم ال�سحراء الكبرى في اإفريقيا، وفي كل قطر عربي ثمة لهجة �سائدة على البلد بطبيعة الحال، وكذلك ربما وجدت في البلد الواحد لهجات اإقليمية تختلف عن بع�سها بع�سا، كما هي الحال

في البلدان الكبيرة، كال�سعودية وم�سر وال�سودان.

تجوزا »لهجة« باعتبار اأ�سولها التاريخية فقط، واإل فال م�ساحة في اعتبارها لغة م�ستقلة؛ لأنها حقا قد انبثقت عن اأ�سولها العربية، وانف�سمت عن جذورها الثقافية.. ولي�ست كبقية اللهجات العربية، تعي�س في كنف تزال التي ما العربية عنا�سر وت�ستمد الثقافي، بمحيطها وتتاأثر

بقائها منه.

ولعل اأهم نواحي انف�سال المالطية وابتعادها عن اأ�سولها العربية كتابتها بالأحرف الالتينية قد الالتينية الكتابة وهذه ١٩٣١م، عام منذ المالطية ف��ي وال��خ��اء ال��ح��اء �سوتي �سيعت برمز الالتيني الخط في لهما يرمز فاأ�سبحا وحيط خيط كلمتي مثال نجد وهكذا واح��د، )اأي جدار( تكتبان في هجاء واحد، ول يفرق والحال الكالم، �سياق اإل من المالطي بينهما نف�سه في ال�سين وال�ساد في نحو �سيف و�سيف، وهذا وغالي)٣(؛ عالي نحو في والغين والعين اللهجة اأفقد هذه قد الالتيني الخط اأن يعني اأ�سهم حقا في اأ�سواتها الأ�سيلة؛ ما عددا من قطع ال�سلة بينها وبين اأمها العربية، وفي هذا الالتيني الهجاء كفاية عدم على وا�سح دليل اللغات من وغيرها العربية اأ�سوات تمثيل في نحو على العربي الخط يمثلها التي ال�سامية،

وا�سح.

وتميزها اللهجة/اللغة هذه لغرابة ونظرا نواح عدة، فقد العربية في اللهجات بقية عن وقد الدار�سين، من خا�س باهتمام حظيت �سادت التي العربية بقايا من بع�سهم عدها كتب وقد الدهر. من حينا �سقلية جزيرة في علماء واأ�سواتها و�سرفها المالطية علم في ومن غيرهم)٤(، اأبنائها لغويون مخت�سون من لكني �ساأتوقف هنا عند اأول من كتب عنها من

بيا�س يعاي�سها اأن له قي�س من واأول العرب، وينظرها �سنين، مدى على ليله و�سواد يومه بعين الخبير، وهو اأحد روؤو�س الكتاب في ع�سر النه�سة العربية الحديثة، األ وهو اللغوي الأديب

الرحالة اأحمد فار�س ال�سدياق.

والمعروف اأن اأحمد فار�س ال�سدياق قد ولد الأمر اأول ا�سمه وكان ١٨0٤م، عام لبنان في اأقطاب »اأح��د عبود: م��ارون عنه ق��ال فار�س، و�سب لبنان، في ن�ساأ العظام، العربي الأدب ولندن باري�س في واكتهل ومالطة، م�سر في ابن فمات الق�سطنطينية، في و�سيخ وتون�س، اإلى الثمانون اأحوجته ما �سنة، وثمانين ثالث �سيئا، ال��راأ���س ذل��ك من تاأخذ ول��م ترجمان، �سهد كما خ�سراء، ونف�سه غ�سا ع��وده فبقي

بذلك جرجي زيدان«)٥(.

ت��دل عليه ل��غ��وي جليل ع��الم��ة وال�����س��دي��اق العربية اأواب��د باإحياء فيها يولع التي كتابته التي ل توجد اإل بين دفتي المعجم، كما ي�سهد له طائفة من الكتب واأهمها كتابه الذي تعقب وعنوانه القامو�س �ساحب الفيروزاآبادي فيه ت��اأدب قد وك��ان القامو�س(، على )الجا�سو�س بالعربية وفنونها في لبنان اأول، ثم ا�ستد عوده بها، وثقف كافة علومها في م�سر على يد جلة اأن ي�سطرب في للرجل قي�س ثم ال�سيوخ، من وال�سرق؛ الغرب عوا�سم اإل��ى ويرحل الأر���س النا�س يثاقف الرجل ك��ان وترحاله حله وف��ي البالد خبر ق��د رج��ل حقا فهو ويخالطهم؛

والعباد.

اأي�سا تقلب فقد ال��ب��الد.. في تقلب وكما في الأديان، اإذ ن�ساأ م�سيحيا اإنجيليا محافظا، وحاول نفر من الرهبان اأن يثنيه عن مذهبه، ل وتعذيبه اأ�سعد اأخيه ا�سطهاد �سهد وقد �سيما

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

43 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ42

ثم موته ليتحول عن مذهبه، ولكن محاولتهم قد ف��ار���س الأ�سغر الأخ على ال�ستحواذ ف��ي ذهبت اأدراج الرياح، فت�سبث ال�سدياق بمذهبه، اإلى م�سر في ريعان �سبابه، وكان و�سد رحاله بتراثه وعالما قومه بمذاهب ع��ارف��ا الرجل بعد اهلل له اختار ثم كله، الم�سيحي الديني اأن تنف�س به العمر اأن يعتنق الإ�سالم، ويح�سن اإ�سالمه، بل انعك�س ذلك على كتابته واأ�سلوبه، فترى فيه مالمح واأقوال وعبارات وكاأنها لواحد العلم، وحلق الم�ساجد في الدر�س �سيوخ من

ف�سبحان مغير الأحوال.

واأثناء تقلب هذا اللغوي الرحالة في البلدان اإلى ال�سمع يرهف ما كثيرا كان النا�س، وبين لغاتهم اإل��ى وي�سغي ولغطهم.. العامة ك��الم في وقيد الكثير، منها فا�ستوعب ولهجاتهم، واعيته جملة �سالحة من الخ�سائ�س الل�سانية اأينما كان، فال النا�س اللغوية لكالم وال�سمات مالطة-وقد لغة عند يتوقف راأي��ن��اه اأن غ��رو ما لنا في�سف �سنين- عمره م��ن فيها لبث من ي��راه وم��ا اللهجة، اأو اللغة ه��ذه به تتميز خ�سائ�سها، وما يظهر له من الأ�سباه والنظائر لها في لهجات العربية.. �سواء القديمة منها اأو

الحديثة.

ال�سدياق اأن التو�سيح م��ن ب��د ل وب��داي��ة، الرحال ي�سد لم المتر�سل- الكاتب -الأدي��ب نف�سه، رغم ميله تلقاء اإلى مالطة مختارا من اإلى النقلة والتحول، واإنما ذهب هناك بتكليف بعثة تن�سيرية الأمريكان، وهم المر�سلين من التا�سع القرن اأوائ��ل منذ لبنان في ا�ستقرت ع�سر؛ ذلك اأنهم راأوا ت�سلعه في علوم العربية وعلو كعبه في الكتابة، فاأوكلوا اإليه اأن يعاونهم التوراة ترجمة وفي مطبوعاتهم ت�سحيح في

اإلى العربية، واأن يقوم اأي�سا بتعليم العربية في اإلى فاأر�سلوه مالطة، في الجامعة« »المدر�سة اأربعة الجزيرة هذه في الرجل فلبث هناك، ع�سر عاما بين عامي ١٨٣٤م و١٨٤٨م. ورغم اإل اأن ال�سدياق قد طال به المقام في مالطة، وجدناه فلطالما هناك، مقامه يحمد لم اأن��ه ينعي مقامه في هذه »ال�سخرة الدرنة« اأو »هذه

ال�سخرة ال�سماء« كما ي�سميها اأحيانا.

وقد �سرح ال�سدياق اأحوال مقامه في مالطة )الوا�سطة عنوانه بالتاأليف، اأف��رده كتاب في اأتى فيه على و�سف اأحوال مالطة( في معرفة النا�س عن وتحدث ومناخه، وجغرافيته البلد ــمــاط ــهــم و�أن وع��ادات��ه��م وطــبــائــعــهــم و�أخــالقمعي�ستهم وطعامهم و�سرابهم. والقارئ للكتاب اأحوالهم يخرم من لم ال�سدياق اأن اإليه يخيل �سيئا راآه اأو �سمعه، فهو حقا يمثل �سورة متكاملة المالطي لل�سعب الجتماعية الحالة ت�سور

الذي عاي�سه ال�سدياق اأربعة ع�سر عاما،

عن ال�سدياق مالحظات في ما اأدق ولعل طريقة ع��ن لنا �سجله م��ا ه��و ه��ن��اك ال��ن��ا���س الرجل اأن ل�سيما المالطية، باللهجة كالمهم قد اختلط بكل فئات النا�س فيها، فقد اختلف اإلى وا�ستمع العامة، وجال�س الخا�سة، اإل��ى طعامهم، م��ن واأك���ل بيوتهم ودخ���ل حديثهم اإلى لغط الفالحين، الأ�سواق.. فت�سمع وح�سر اأهل �سخب اإلى واأ�سغى الباعة، نداء وحفظ لغاتهم وعرف البحر، رجال وت�سايح المرفاأ، ولهجاتهم بل نكاتهم واأ�ساحيكهم، كما اختلط ال��رج��ل ب��الإن��ج��ل��ي��ز ف��ي م��ال��ط��ة-وه��م حكام الجزيرة وعلية القوم- �سواء من الع�سكر اأو من

رجال الإدارة وقتها.

يقول ال�سدياق عن لغة مالطة: »اعلم رعاك

المالطية فرع اللغة اأن الزلل اهلل و�سانك عن وهي تمرها، من و�سي�سة العربية دوح��ة عن يتكلم بها في جزيرتي مالطة وغود�س )غوزو(، و�سواء في ذلك العامة والخا�سة؛ غير اأن هوؤلء يتعلمون اأي�سا الطليانية والإنكليزية لحتياجهم وكتب والتجارات المعامالت في الأول��ى اإل��ى ال�سرع، وغيرها، ولتناف�سهم في الثانية لكونها اللغة اأن ن��رى وب��ه��ذا ال��ح��ك��م«)٦(، اأرب���اب لغة تكون ما اأ�سبه ال�سدياق زمن كانت المالطية باللغة المحلية لل�سكان، اأي لغة البيت وال�سارع وال�سوق، اأي لغة المحادثة العر�سية بين النا�س، واأنها كانت لغة منطوقة فقط ولي�س لها كتابة، كانت فقد والق�ساء والتجارة الإدارة لغة اأما

الإيطالية اأو الإنكليزية.

ولنا اأن نتاأمل و�سف ال�سدياق للمالطية باأنها تمرها«، من و�سي�سة العربية دوحة من »فرع لم التي التمرة هي ال�سي�سة اأن )والمعروف هذا وفي تدبير(، �سوء اأو لف�ساد ن�سجها يتم ينظر ال�سدياق اإلى هذه اللهجة على اأنها لهجة الأ�سل وانحراف عن ف�ساد لحقها قد قا�سرة يتداولونها األفاظ عن عبارة واأنها ال�سحيح، )اأي لغة منطوقة فقط( »فيما هو من مقت�سيات ال�ساقطة«، وبطبيعة الحال كانت هذه الأحوال لتطور )الكال�سيكية( القديمة النظرة ه��ي اللغات واللهجات حتى بداية ع�سرنا الحديث، ال�سدياق ومنهم القدامى- اللغويون ك��ان اإذ اللغوي التطور اإلى ينظرون والتلقي- بالتلمذة مليئة األ�سنة اأن��ه��ا على العامة لهجات واإل���ى

باللحن والخطاأ والف�ساد)٧(.

تاأخذ المالطية اأن ال�����س��دي��اق ي��ذك��ر كما وت�سبكها المفردات من بع�سا الإيطالية من من اأخ��ذوا »واإذا يقول: ال�سرفية قوالبها في

الطليانية ما م�ست الحاجة اإليه ملطوه واألحقوه بتركيب لغتهم، كقولهم مثال: )مايرن�سي�س( اأي ما يوافق و)كون�سيته( اأي عرفته. ففي الأول ياء الم�سارعة، وفي الثاني �سمير المتكلم و�سمير ���س��رور«)٨(، اأي بيا�سير( و)ع��ن��دي ال��غ��ائ��ب، هذا من جمهرة اأي�سا هناك ال�سدياق وي��ورد الكلم الأيطالي الم�سبوك في قوالب المالطية، ين�سد و)الملط( وال�سبك القترا�س هذا وفي

ال�سدياق قائال في و�سف هذه الحال:

ــــــــا لــــــــه لـــــــغـــــــة بـــــغـــــيـــــر قـــــــــــراءة تــــــــبوك�������ت�������اب�������ة ع�������ي�������ن ب��������ال اإن�������������س������ان

تـــتـــبـــلـــبـــل االأفـــــــكـــــــار فـــــي تــركــيــبــهــا����ن����ان وي�������ك�������ل ع����ن����ه����ا ح���������د ك�������ل �����س

ـــــــهـــــــا وروؤو�ــــــــســــــــهــــــــا عـــربـــيـــة ـــــــاب اأذنالطلياني)9(. من واأو�سطها ف�سدت

وكان اأعيان النا�س في مالطة اأيام ال�سدياق الحال هي كما - العامة عن المتياز يحبون دوما، فتجدهم »يحاكون الإفرنج في اأطوارهم )اأي اأنف�سهم بلغة نطقوا اذا حتى وهيئاتهم،

اأحمد فار�س ال�سدياق )١٨0٤-١٨٨٧م(

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

45 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ44

المالطية( زال عنهم ذلك الرواء، وانجلى ذلك الإبهام«؛ ما يعني اأن المالطية كانت يومها لغة ا�ستعمالها من يتحرج اأو عنها يترفع عامية اأو الأر�ستقراطية الطبقة من الأعيان اأولئك فاإنهم بها تكلموا ما متى واأنهم القوم، علية اإل��ى وي��ع��ود العامة م�ستوى اإل��ى ينزل ك��ال��ذي

الأ�سل، وهنا يردد ال�سدياق قول ال�ساعر:

كــــل امــــــرئ راجــــــــع يـــومـــا لــ�ــســيــمــتــهح���ي���ن اإل��������ى اأح����ي����ان����ا تـــخـــلـــق واإن

فاأ�سبحت ال��ي��وم، الو�سع ه��ذا تغير طبعا المالطية منذ عقود اللغة الر�سمية للبلد يتحدث رغم وال�سهير، والخامل وال�سغير، الكبير بها مزاحمة الإنجليزية لها على نحو وا�سع وبخا�سة

في التعليم الجامعي.

مالطة في اأيامه في ال�سدياق لنا وي�سجل المالطية في الم�ستعملة المفردات من بع�سا فمن بالعربية، وات�سالها قربها على ل��ي��دل اأم��ر ف��ي وق��ع��ت بمعنى »وح��ل��ت قولهم: ذل��ك �سعب، واأ�سله الوقوع في الوحل خا�سة، وقولهم بمعنى ومغلوب ال�سائل، اأي للمتكفف الطالب نحيف، وفتيت باإ�سكان الفاء بمعنى قليل، وهو جرمه«، و�سغر ك�سره بمعنى ال�سيء فت من قلت: نالحظ اإ�سكان الفاء هنا في فتيت بمعنى بع�س في اأي�سا يحدث الإ�سكان وه��ذا قليل، اللهجات القريبة من المالطية كالتون�سية مثال، كلها و�سغير ونحيف كبير مثل: كلمات ففيها يحدث نف�سه والحال الأول، الحرف باإ�سكان

اأي�سا في بع�س لهجات بالد ال�سام.

الفاكهة اأ�سماء بع�س ال�سدياق نقل كما تفيح مثل مالطة، �سوق ف��ي ال�سلع واأ���س��م��اء بالإمالة تنطق لكنها ورم��ان تفاح اأي ورمين، نحو الياء، اأي على طريقة قراءتنا لالآية )ب�سم

اهلل مجراها ومر�ساها( في القراآن الكريم)١0(، بتيح ال�سدياق: يذكر الأخ���رى الفواكه وم��ن اأي )دلع ودل��ي��ع )اإج��ا���س( ولنجا�س وح��ي��ار الخبز فهو حب�س واأما وحوح )خوخ(، �سمام( هذه لنا ينقل وال�����س��دي��اق م���اء. يعني ول��ل��م��ا هذا من متاأففا المالطي الكلم من الطائفة يكره »ومما يقول: نظره، في الفظيع المنطق المتتابعة الكنائ�س اأجرا�س طنطنة عدا اأي�سا اأ�سوات الباعة الذين يطوفون في الأ�سواق لبيع الفاكهة والبقول وال�سمك والحليب والماء، فاإن فغر اأفواههم، ومط اأ�سواتهم، وفظاعة لحنهم كيف منه. ي�ستعاذ لمما معنييه اختالف على رمين، وللرمان تفيح، للتفاح يقولون وهم ل لحنا ذلك يعد وهو ال��خ«)١١(؛ بتيح.. وللبطيخ التي لهجتهم اأن��ه رغ��م فا�سدا ونطقا �سنيعا الأدي��ب وه��و اأن���ه، غير فح�سب، عليها ول���دوا الأدباء �سلك اإلى ين�ساف المرهف، المتر�سل الذين يتاأففون من اللحن ويمقتونه اإل اإذا �سدر هو كما ال�سواب والجواري الح�سان الغيد من هنا فيكون الجاحظ)١٢(، مذهب من معروف م�ستح�سنا بل مرغوبا، وهنا ين�سد ال�سدياق في

مليحة مالطية:

بدت في الثياب ال�سود والوجه زاهرالغ�سا الغ�سن يخجل بقد وما�ست

لــهــا مــنــطــق عــــذب عــلــى قــبــح لحنهوفي ح�سن من تهواه عن لحنه اإغ�سا)13(

ال�سائعة الأفعال بع�س ال�سدياق ي�سجل كما التي �سمعها في المالطية مثل تال اأي طلع، و�سما اأي �سمع، وحرج بالحاء اأي خرج، ويالحظ هنا طبعا بداية تفريط اللهجة المالطية بالأ�سوات ١٨٣٤م، �سنة ال�سدياق زمن منذ اأي الحلقية باعتماد لح��ق��ا اكتمل ال���ذي التفريط ذل��ك

األمحت- –كما الأحرف الالتينية، وهي كتابة ل يمكنها تمثيل اأ�سوات العربية على نحو وا�سح كالحاء والخاء والعين والغين والقاف وال�ساد بمثابة الالتينية اعتماد تعد اأن ولك وال�ساد، الم�سمار الأخير في نع�س العالقة بين المالطية العربية والأوزان الكلمات وما العربية، واأمها العالقة تلك على القبر �ساهد اإل الباقية

التاريخية!

ويروي ال�سدياق �سعرا لبع�س اأهل مالطة في اأيامه، يقول: ومن �سفهاء المالطيين من يدعي النظم بلغتهم هذه الفا�سدة، فمن ذلك قولهم:

يـــــــــن حـــــنـــــيـــــنـــــا �ــــــســــــايــــــر نــــ�ــــســــافــــر�ــســايــر نــ�ــســافــر مـــا نــاحــدكــ�ــص ميعي

مـــــــــــــــــور وه�����������ي�����������ا ب������ال�������������س������الم������ةتــيــعــي)14( الــمــحــبــة فــي ي�سمك اهلل

اأو بالأحرى يترجم لنا وي�سرح لنا ال�سدياق و)حنينا( اأن��ا، بمعنى )ي��ن( ف� النظم، ه��ذا )راي��ح بمعنى و)���س��اي��ر( حبيبي، ي��ا بمعنى )داي��ر اأو والحجاز، ال�سام ب��الد في اأ�سافر( فعل و)م��ور( ال�سودان، في يقال كما اأ�سافر( بمعنى اأي�سا اأمر فعل و)هيا( اذهب، اأي اأمر اأقبل، ول زلنا على اأي حال ن�ستعمل هذه الكلمة ال��ذه��اب. على للح�س ب��ن��ا( )ه��ي��ا قولنا ف��ي تيعي(، المحبة في ي�سمك )اهلل قوله: واأم��ا )بتاعي( مثل و)ت��ي��ع��ي( وت��و���س��ل، دع���اء فهو الم�ستخدمة في لهجة م�سر للملكية والإ�سافة.

وقد يت�سح لنا البيتان من المفردات القريبة طبعا العام المعنى لكن العربية، لهجاتنا من يتهدد فتارة التناق�س، بل الركاكة عليه تبدو وحيدا ويتركه �سي�سافر باأنه محبوبه العا�سق اآلم الفراق من بعده، ثم ل يلبث و�سيكا يجتر

في البيت التالي اأن يدعو له بالبقاء في محبته! كما ال�سدياق �سدرها فقد الأم��ر يكن ومهما المالطيين �سفهاء بع�س )وم��ن بقوله راأي��ن��ا من يدعي النظم(، واإنما اأوردنا ذينك البيتين فقط. بالعربية ال�سبيهة المفردات لمالحظة المالطية م��ن اآخ��ري��ن بيتين ن��ع��دم ل لكننا لنا يتراءى كما العام المعنى فيهما يتراءى الآن ونحن نقراأ ال�سعر العامي المعا�سر. يذكر

ال�سدياق عن راويته المالطي قوله:

الـــــمـــــحـــــبـــــوب تــــــــا قـــــلـــــبـــــي �ــــســــافــــرلـــــــيـــــــلـــــــي ونـــــــــــــــهـــــــــــــــاري نـــــبـــــكـــــيـــــح

جــــعــــلــــتــــلــــو بـــــــدمـــــــوعـــــــي الــــبــــحــــروبــالــتــنــهــيــدات تـــا قــلــبــي الــــريــــح)15(

معنى »وه��و البيتين: على ال�سدياق ويعلق وال�سبك«، اللفظ قبيح مك�سور ولكنه ح�سن، واأقول اإنه معنى وا�سح و�سعر عامي مفهوم على رحمه ال�سدياق ذهن عن غاب وقد ح��ال، اأي -اأقول اأحيانا يحفل ل العامي النظم اأن اهلل ال�سبك بمراعاة اأو العرو�س بقوانين اأحيانا- اللغويين العامة -في عرف لأن كالم واللفظ، وف�سادا لحنا يعدونه ملحون كالم القدامى-

وانحرافا عن الأ�سل كما اأ�سرت اأعاله.

ا�ستعر�س جمهرة اأن بعد ال�سدياق ويت�ساءل من الكلم المالطي هل المالطية لهجة م�سرقية طرحه قد نف�سه وال�����س��وؤال مغربية؟ لهجة اأم ال��ل��ه��ج��ة)١٦(، ه��ذه در���س��وا ال��ذي��ن المخت�سون ويخل�س ال�سدياق اإلى ترجيح اأن تكون المالطية تمت اإلى اللهجات المغربية اأكثر من الم�سرقية، المالطية اأنه ل �سك في كون »والحا�سل يقول: الفرع ه��ذا اأ���س��ل اأدري ل�ست ولكني عربية، اأ�سامي هو اأم مغربي؟ فاإن فيها عبارات من كلتا

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

47 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ46

الجهتين والغالب عليها الثانية، غير اأن الألفاظ القدي�س مثال فيقولون الأول����ى، م��ن الدينية اأ�سبه مما ل والأ�سقف وما والتقربن والقدا�س، ال�سدياق يرى وهكذا المغرب«)١٧(، اأهل يفهمه اأن �سلة المالطية باللهجات المغربية اأي لهجات بلهجات �سلتها من اأق��رب الأفريقي ال�سمال ال�سام والم�سرق، اإل اأنه ي�ستثني الألفاظ الدينية في هي ما مثل المالطية في فهي الم�سيحية، اللهجات لأن طبيعي وه���ذا ال�����س��ام، لهجات المغربية لي�س فيها األفاظ دينية م�سيحية؛ فلي�س فيهم ن�سارى متاأ�سلون كما هي الحال في بالد

ال�سام.

ويورد ال�سدياق في و�سفه للغة مالطة طرائق وهي كالمهم، في م�سحكة اأ�ساليب يعده مما في �لحقيقة �أنماط لغوية، �أو باالأحرى �أ�شاليب اأو اللغوية الجماعة تنتهجه هذه تخاطبية مما تلك؛ فمن ذلك يقول: اإذا ما اأرادو توكيد الخبر كرروا اللفظ خم�س مرات، كقولهم: ما ريتو�س قط قط قط قط قط، وما ي�سوى �سي �سي �سي �سي �سي، وما كان لي فلو�س خالف دا بز بز بز اأي كله كله كله كله كله ب�س، وخ��اده اأي بز بز

اأخذه)١٧(.

المالطية اللغة غمار في اإبحاره نهاية وفي ي�سل ال�سدياق اإلى نتيجة على جانب عظيم من مالطة في العربية بقاء اإن وهي األ الأهمية، العربية ق��وة على لدليل ذاك و�سعها في ول��و ولو العربية اللغة بقاء اإن »ثم يقول: وتمكنها، دليل على الكتب تقييدها في محرفة مع عدم اإليه من ما لها من القوة والتمكن فيمن ت�سل عليها تعاقبت قد مالطة اأن ترى األ الأجيال، دول ودوا لو يحملون اأهلها على التكلم بلغاتهم

ما على محافظين وبقوا ذلك، لهم يتهياأ فلم عندهم منها خلفا بعد خلف«)١٨(.

ون�سف ق��رن من اأكثر م��رور ورغ��م وهكذا للغة وو�سفه ال�سدياق معاي�سة على ال��ق��رن بطابعها تحتفظ ت��زال م��ا اأن��ه��ا اإل م��ال��ط��ة.. الأ�سول ذات وبمفرداتها العربي، ال�سرفي نظائرها من قريبة بعبارات وكذلك العربية، الآن لكنها العربية، اللهجات ف��ي ال�سائعة للعربي، مفهومة المجردة كلماتها كانت واإن غير التلقائي التخاطبي اأ�سلوبها في اأنها اإل الأدوات لإدغام نظرا العربية، لأبناء مفهومة في الكلمات اأثناء الكالم، وتغير اأبنية الكلمات، و�سيوع الإمالة في كثير من الكلمات، ف�سال عن ا�ستعمال مفردات اأوروبية و�سوغها في قوالبها ال�سرفية وغيرها. فمن اأمثلة ذلك هذه الجملة Kieku nirbah il-lotterija nikriha din :بالمالطيةid-dar)١٩( وترجمتها: متى ما ربحت اليان�سيب

اأوؤج��ر )اأك���ري( ه��ذه ال��دار، فنالحظ ف�سوف اأي الإنجليزية من وهو )اللوتريا( قولهم هنا اليان�سيب، وقد اأدخلت عليها األ التعريف وزيد ال�سرفية، القوالب لتنا�سب بالألف مد عليها يوؤجر، بمعنى قديمة عربية مفردة و)نكري( و)ال������دار( ه��ي ال�����دار. وف���ي م��ث��ال اآخ���ر من

المالطية نجدهم يقولون:

)٢0(Meta trid ejja ghamel weekend hawn?

نهاية تم�سي اأن تريد الحرفية: متى وترجمته ق�ساء ت�ستطيع متى والمق�سود هنا؟ الأ�سبوع

العطلة هنا؟

المالطية اللغة خ�سو�سية نالحظ وهكذا وغرابة الخطاب بها على اأذن ال�سامع العربي، ما يجعل فهم الخطاب ع�سيرا على ابن العربية،

بل ومتعذرا اإل بعد دربة ومران، كمن يتعلم لغة بالطبع، اأي�سر الحال كانت واإن تماما، اأخرى لت�سابه كثير من الأ�سول بين العربية والمالطية

كما ذكرت.

فهل يا ترى تحافظ هذه المالطية على البقية اأنها اأم القديمة، العربية اأ�سولها من الباقية تطوي �سيئا ف�سيئا تلك ال�سمات اللغوية ال�سامية

الأوروب��ي��ة؟ اللغات ف�ساء نحو اأكثر وتنجذب وبخا�سة تحت ظروف هذه العولمة التي لم تدع ركنا من العالم اإل طوته في خ�سمها، وناهيك عن اختالف المحيط الثقافي للمالطية، وبعده المحيط ذل��ك ومحيطها، العربية ثقافة عن من ب��ق��ائ��ه ع��ن��ا���س��ر ي�ستمد ال���ذي ال��ث��ق��اف��ي

خ�سو�سية اللغة والدين والجتماع.

واأ�سولها المالطية اللغة �سليمان، طلعت )١( اأحمد الريا�س، ١٤١0ه�، �سعود، الملك العربية، جامعة

المقدمة.اأي لغة ت�سمل كلمات مثل )٢( المفردات الأ�سا�سية في الجو واأح��وال الج�سم اأع�ساء على تدل التي تلك واأيام الأ�سبوع والأعداد والألوان والأفعال ال�سائعة

وغيرها(.غ، ع، خ، )ح، والمفخمة الحلقية الأ�سوات )٣( وهذه ق، �س، �س( التي ل يظهرها الهجاء الالتيني قد اللهم المالطيين نطق من تقريبا اأي�سا اختفت اللغويون الباحثون ي�سجله مما قليلة ح��الت اإل Albert Borg, Lectal انظر ال�سن، كبار بع�س عن Variation in Maltese, in: Caruana et al, Variation and Change; the dynamics of Maltese in space, time and society, Academia Verlag, Berlin,

.2011, p 16-17

المالطية اللغة �سليمان، طلعت اأحمد مثال: )٤( انظر الريا�س، �سعود، الملك جامعة العربية، واأ�سولها

١٤١0ه�.)٥( اأحمد فار�س ال�سدياق، الوا�سطة في معرفة اأحوال حررها اأوروب���ا، فنون عن المخباأ وك�سف مالطة العربية والموؤ�س�سة ال�سويدي دار وه��ب، قا�سم )مقدمة ١١ ���س ٢00٤م، والن�سر، ل��ل��درا���س��ات

المحرر(.)٦( الوا�سطة في معرفة اأحوال مالطة، �س ٩٨.

من بنفر مر ال�سعبي اأن يذكر ال�سدد هذا )٧( وفي اأ�سلحتموه لئن فقال: النحو يتذاكرون الموالي

اإنكم لأول من اأف�سده! )العقد الفريد ٣0٧/٢(.الوا�سطة في معرفة اأحوال مالطة، �س ٩٨. )٨(

الوا�سطة، م�سدر �سابق، �س ٩٩. )٩(�سورة هود: ٤١. )١0(

الوا�سطة، �س ٦١. )١١(يقول الجاحظ: »واللحن من الجواري الظراف، )١٢(المالح، ال�سواب ومن النواهد، الكواعب ومن ومن ذوات الخدور الغرائر اأي�سر، وربما ا�ستملح �ساحبة الجارية تكن لم ما منهن ذلك الرجل �سكان �سجية على اللحن كان اإذا ولكن تكلف، حديثة كانت اإذا اللثغاء ي�ستملحون وكما البلد، واكتهلت اأ�سنت فاإذا مجدولة، ومقدودة ال�سن،

تغير ذلك ال�ستمالح«. البيان والتبيين ١٤٦/١.الوا�سطة، �س ٦٢. )١٣(

الوا�سطة، �س ١0٥. )١٤(الوا�سطة، �س ١0٧. )١٥(

المالطية كون اإلى �سليمان احمد طلعت يخل�س )١٦(اأقرب اإلى لهجات ال�سمال الإفريقي، انظر اللغة

المالطية واأ�سولها العربية، �س ٣0٤.الوا�سطة، �س ١0١. )١٧(الوا�سطة، �س ١0٩. )١٨(

الوا�سطة، �س ١١١، ويرى األبرت بورغ اأن انح�سار )١٩(الإ�سالم عن مالطة الذي حدث في القرن الثاني الم�سلمين ال�سكان تن�سير مع الميالدي ع�سر وطرد بع�سهم قد اأفقد المالطيين اللغة العربية الف�سحى، وجعل اللهجة المحلية ت�سود وت�سيطر انظر م�ستقلة. لغة اأ�سبحت حتى ف�سيئا �سيئا Albert Borg, Maltese as a National Language, in: Weninger et al, The Semitic Languages, De

.Gruyter Mouton, 2002, p 1035

Antoinette Grima, Giving Compliments in )٢0( Maltese, in: Caruana et al, Variation and

Change, Academie Verlag, Berlin, 2011, p 48

الم�سدر ال�سابق. )٢١(

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

49 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ48

■ اإبراهيم احلجري- كاتب وباحث من املغرب

ال��ي��ون��ان م��ع قليلة الأج��ن��ا���س ب����داأت ل��ق��د والإغريق، كما ن�ست على ذلك كتابات اأر�سطو و�أفالطون، وقبلهما م�شافهات وخطب �شقر�ط، الزمن تتوالد تدريجيا مع بداأت ثم �سرعان ما اأجنا�س من اإليه و�سلنا ما اإل��ى و�سلنا اأن اإل��ى واأنواع اأدبية في ع�سرنا الحديث. لذلك، فقبل والأجنا�س ال��رح��الت اأدب مو�سوع نتناول اأن الأدب���ي���ة ال��م��ع��ا���س��رة، ن���رى م��ن ال����الزم ط��رح

مجموعة من الأ�سئلة والإ�سكاليات المتعلقة بهذا المو�سوع؛ من قبيل:

• اأم اأدب��ي نوع اأم اأدب��ي جن�س الرحلة هل اأدب عام؟

• العربية ال�سردية الأجنا�س عد يمكن هل تراثية لن�سو�س ا�ستمرارا المعا�سرة درج��ة وم��ا الأ���س��ك��ال، م��ن ب�سكل قديمة

توطئة

توؤكد اأغلب الأبحاث والدرا�سات في مجال الأدب اأن الأجنا�ض الأدبية لم تولد من فراغ، ولي�ست اأن الإبداع الب�سري �سل�سلة متوا�سلة من الحلقات ي�ستحيل ف�سلها م�ستقلة عن بع�سها، بحكم عن بع�سها. وهذا ل ينطبق على مجال الإبداع الأدبي وحده، بل هو خا�سية ترتبط بكل اأعمال يوؤ�س�ض عليها واأعمدة ودوما هناك ركائز اإليه، المتو�سل اأر�سية لتطوير االإن�سان؛ فدوما هنا الأنماط من المتنا�سلة الجديدة اأنماطهم عليها وي�سيدون المتوا�سلة، اإنتاجاتهم المبدعون التي كانت �سائدة من قبل. وعليه، فاإن االأجنا�ص االأدبية الحديثة ما تنا�سلت اإال من رحم اأجنا�ص عرفتها الأجيال ال�سابقة، ولم تعد بقوالبها واأ�سئلتها ال�سكلية والم�سمونية قادرة على ا�ستيعاب عبر الزمن؛ لذلك فالأنماط الأدبية تتبدل الهموم والمطامح الب�سرية في ن�سخها المتوالدة وتتغير قوالبها ومو�سوعاتها تبعا للح�سا�سيات التي تنبثق عن الع�سر، وعن اهتمامات النا�ص في

المرحلة الزمنية. وهذا ل يخ�ض اأمة دون اأمة ول �سعبا دون �سعب ول نوعا اأدبيا دون نوع اآخر.

اأدب الرحلة وتاأثيره في الأجنا�ص الأدبية الحديثة

الح�سور والمتداد في ال�سردي والروائي

اإ�سهام الن�س الرحلي في ذلك؟

• والعالمية العربية الروايات اأغلب األي�ست هي مجرد رحالت حقيقية اأو متخيلة؟

• اأدبي يندرج اأن الرحلة نوع اإذا ما �سلمنا اأي فاإلى ال�سرد، هو كبير جن�س �سمن اأم الذاتية ال�سيرة الآن: تقترب الأن��واع الرواية اأم العترافات؟ اأم اأنها تظل رحلة فح�سب، ول يحق ت�سنيفها في اأي نوع، ما

دامت هي الأ�سبق تاريخيا؟

• في ال�سردية المكونات تناول يمكن هل نف�سه بالطريق الرحلي ال�سردي الن�س الروائية الن�سو�س في بها تتناول التي والم�سرحية، والأ�سطورية والق�س�سية ت�ستوجب ن�سبيا المختلفة بناها اأن اأم يليق منفتح ���س��ردي ن�سق ف��ي التفكير بطبيعة الن�س الرحلي �سكال وم�سمونا؟؟

واإذا كانت الرحلة نوعا اأدبيا متخلال تح�سر الحكايات ال�سعر، مثل مــتــعــددة ــمــاط �أن فيه الخطبة، ال��خ��راف��ات، الأ���س��ط��ورة، القديمة، وفي، ال�س الخبر الحكم، الأح��اج��ي، الأم��ث��ال، الأن�����س��اب، ال��ت��اري��خ، ال��ج��غ��راف��ي��ة، ال��ت��راج��م، الأن��واع اأغلب �ستات للم ويت�سع الإثنوغرافيا.. ـــمـــاط �لــخــطــابــيــة، فــاإنــهــا �أيــ�ــشــا، بحكم و�الأنخ�سي�ساتها النوعية والأ�سلوبية، تمتلك مقدرة واقتحام الن�سو�س، حرمة انتهاك على عالية حددتها �لتي تلويناتها �ختالف على �الأنماط و�سنقف الأدب��ي��ة، والأن����واع الأج��ن��ا���س نظرية والرواية ال�سعر في ح�سورها طبيعة على هنا،

بو�سفهما نوعين اأدبيين معا�سرين.

الرحلة وال�شعر في ديوان »دفتر العابر«

ال�سعري للعالم ت�سور م��ن ع��دن��ان ينطلق يتاأ�س�س على رهانين: منح الأولوية للروؤية مقابل وتحيين الأدب����ي، الجن�س ف��ي التفكير اإرج���اء ال��ذه��اب لعبة خ��الل م��ن الإن�سانية ال��ذاك��رة والجمعي. وفي كال الذاتي التاريخ والإي��اب في المنطلقين، يجعل ال�ساعر الهوية محورا اأ�سا�سا،

يدور عليه فلك التجربة الإبداعية.

وال��ه��وي��ة هنا ه��وي��ت��ان؛ ه��وي��ة ال��ف��رد الآت��ي غابة و�سط ال��ذات عن الباحث الهام�س؛ من الأح��الم من يت�سيد وه��ج وع��ن الخيبات؛ من والكلمات، وهوية اأمة تراجع بريقها بعد اأن كانت بوؤرة ال�سوء، وخفت �سوتها بعد اأن كانت �سيدة للعالم في ما م�سى.. فما عاد هذا الوهج، بين ذكريات �سوى والتحالفات، التقاطبات فو�سى

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

51 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ50

الفل�سفة وهذه هي على م�س�س. نتجرعها مرة الإبداعية التي انبثق عنها »دفتر العابر«.

يتميز عالم »دفتر العابر« بكونه ينه�س على �سفريات �سعرية، وجولت عابرة قام بها ال�ساعر لمجموعة من الآفاق والبلدان في اأزمنة مختلفة واللحظة الم�سافة بينها ت��ف��رق وم��ت��ب��اع��دة، الروؤية حول معظمها في تتفق لكنها والغاية، للعالم التي ت�سدر عن ال�ساعر، وتلتف حول كتلة

لغوية واحدة ين�سجها المتخيل ال�سعري.

التي »الأن���وي���ة« ن��زع��ة ال��روؤي��ة ه��ذه وتحكم ر�سيدها في المغبونة الحائرة للذات تنت�سر اأم��ام تر�سي�سه في اأ�سهمت ال��ذي الح�ساري اإ�سرار الآخر على الإنكار، م�ستمدة قوة حجاجها العربية الح�سارة اآث��ار ا�ستح�سار خ��الل من واأوروبا عامة، مدعومة الأندل�س الإ�سالمية في �ساهدة اآث��ار من هناك ال�ساعر ي�سادفه بما على الإ�سهام العربي الإ�سالمي في ت�سييد �سرح الح�سارة الإن�سانية.. في وقت كانت فيه القارة

العجوز تغط في نوم ثقيل وظالم دام�س.

يتنقل عدنان من الجنوب المغربي المهم�س ال�سحراء وتطوقه الخيبات، تكت�سحه ال��ذي وعلومه بح�سارته المده�س اأوروب���ا عالم اإل��ى فيجوب، الجميالت، ون�سائه وتحرره وانفتاحه و�سوارع مدريد، حانات ج��وال، �ساعر اأي مثل لندن، ومعار�س فرانكفورت، ومقاهي باري�س، اأن اإل لها كان ما التي الف�ساءات من وغيرها تحرك ده�سة �ساعر قادم من عط�س الأيام في منطقة ا�سمها »زاكورة«، م�سبعا برغبات واأحالم وت��وق وال��ذك��ري��ات، اللغة زاده ل��ه��ا، ح���دود ل

جوعاني للمعرفة وال�ستطالع.

في والموؤلمة الماتعة الجولت تلك كل وفي اآن، ما كان ال�ساعر يتحرك بج�سده فح�سب، بل كان وذكرياتها. اأمة اأحالم معه تتحرك كانت التاريخ معه في�سير اآخ��ر، اإلى مكان من ينتقل المرجعية مكتبته معه وت�سير وال��ج��غ��راف��ي��ا، عنها ي�سدر التي الثقافية الخلفية تكون التي وك��ذا عنه، البراني للعالم وروؤي��ت��ه انتقاداته المتن منها الم�سوغ النووية ومادته تنا�ساته

ال�سعري.

الآخ��ر المكان ف��ي العبور يكن ل��م وب��ذل��ك، ال��ذاك��رة تخلل �سعبا ك��ان ب��ل �سل�سا، ع��ب��ورا والطفولة والأحالم والهوية، عبورا ترك اأثره في اللغة والذات والعالم من حولهما، يقول ال�ساعر: الآن⁄ �ساعة الجنب:⁄ اإنها قرطبة الجار »هم�س من ال��ه��ارب الفر�س اأيها الرك�س⁄ من اأخ��رى خفافا⁄ ونترجل⁄ اأخ��رى �ساعة مدريد⁄ ثيران بباب الق�سر⁄ م�ساء الخير ا�سبيلية⁄ م�ساء الخير

اأيها الوادي الكبير⁄ اأهال Sevilla...« �س ١١٢.

يزخر الديوان ال�سعري الذي ينوع بين ال�سرد وال�سعر تبعا للحمولة ال�سعورية وتدفقها؛ انفعال رحلته ف��ي ال�ساعر يتلقاها ال��ت��ي بالم�ساهد التي الموؤ�سرات من بالكثير للقارات؛ العابرة والم�سلمين ال��ع��رب تفريط على اأ�سفه تبدي م�سعل ع��ن وتخليهم المفقود، ال��ف��ردو���س ف��ي �سوارع في ي�سادف اأن��ه وبخا�سة الح�سارة، اأوروبا وكثير من ف�ساءاتها اآثار الفترة الزاهرة للح�سارة العربية الإ�سالمية، فيكون ذلك مدعاة ال�سعرية بقاماته المجيد، التاريخ ل�ستعادة مقولها مع فيتنا�س ال�ساعر؛ ذاكرة توؤثث التي وي�سترجع والمعنى، بالدللة الطافح ال�سعري

ال�����س��ي��ا���س��ي��ي��ن وال�������س���ع���راء الم�سعة ولحظاتهم والفال�سفة التراجع اأث��ر مبينا والقاتمة، نف�سيته الإ�سالمي على العربي ال��غ��رب، ل��ب��الد زائ���را بو�سفه ويقارن بين و�سعه وو�سع كثير العرب الأدب����اء ال��رح��ال��ة م��ن عهد في العالم جابوا الذين مثل الإ�سالمية الإمبراطورية ابن بطوطة، وابن جبير، وابن

يقول خ��ل��دون... واب��ن ف�سالن، عدنان: »في مطارات العبور⁄ نعلق �سخيرنا⁄ على النعا�س جفوننا⁄ بين ي�سداأ لكيال بوابة⁄ اأول الجوال⁄ الفار�س غيبك⁄ اأيها من اخرج )...(وترجل اإلى حين )...( فهدنتك ال�سغيرة هنا⁄ في �سالة الترانزيت⁄ اأ�سبه⁄ باأغنية حزينة⁄ اأ�سبه طر�سان قبيلة و�سط اأعمى⁄ ن��اي على بعزف )...( كنت غريبا كحكاية غريبة، وحيدا كبطل برحالة يليق كما متعبا⁄ الحبكة⁄ م��ن خ���ارج �س �س خلدون...« ابن اأق��راأ قرو�سطي⁄ وكنت

.٥٦- ٥٧- ٥٨- ٦١

غ��رار على ال�سعرية، ع��دن��ان رح��ل��ة ك��ان��ت تحولت في بالتاأمل مليئة العالم، رحالة كل الزمان والمكان، وكاأنه اآخر �ساعر اأندل�سي يمر �سريعا يمر جرى؛ الذي على اآ�سفا هناك، من بالمكان الذي يجعله مثقال بالم�ساعر والعواطف المفارقة؛ بقدر ما يهزه الفرح بالمكان، يتملكه حزن دفين، بل األم كثوم؛ وهو يرى اآثار اأجداده الزمن ترهل وفا�سحة ال�سعف، على �ساهدة اإيقاع من حينا، عد، ي�س ك��ان لذلك العربي.

بها لي�سل ال�سعرية ال�����س��ورة درج�����ة رف��ي��ع��ة م���ن الم���ت���الء، لت�سل اآخ��ر، حينا بها، ويهبط ين�سجم وهذا التقرير؛ م�ستوى ال�ساعر لحظة تحول طبيعة مع م���ن ال��م��ن��ف��ع��ل ب��ال��ح��دث اإل���ى وا�سفه، ومن الم�ساهد المحايد ال��م��ت��اأث��ر. يقول ال��م��ت��اأم��ل اإل���ى الأن��دل�����س ك��ان��ت »ك��م منفعال: ق�سدت فقد اأن���ا اأم���ا بعيدة؟⁄ اأجنحة⁄ ب���ال عاريا⁄ ال��ف��ن��دق فارغا من الحكايا⁄ وكانت⁄ ال�سور القديمة قد النار⁄ جنة اإل��ى رحلنا ثم⁄ عيني⁄ بين خثرت⁄ كنا نفلح دالية المو�سح⁄ فنتعثر بالدنان⁄ نتفقد غرناطة نبكي الهديل⁄ فيغلبنا⁄ الحمامة طوق فن�ستهي⁄ الرمان⁄ نرثي رندة⁄ ونترحم على اأبي البقاء⁄ كاأنا لم نغادر قط⁄ كاأننا⁄ ما زلنا هناك«

�س ٣٧-٣٨.

الرحلي والروائي في »خريطة الحالم«

ي�سعنا عنوان رواية »خريطة الحالم« للكاتب كبرى م�ساءلة اأمام الرحبي« »محمود العماني وغاياته مراميه تاأمل واإمكانية الملفوظ لهوية �ساعري، عنوان هو فحتما الدللة؛ الملتب�سة خلف التزحلق على كبرى اإمكانية يملك لكنه الذي والكون بالذات الم�ستبكة المعاني ظالل تنتمي اإليه هذه الذات. اإنه يرتبط بنظرة الذات التي الخريطة ملفوظ خ��الل م��ن العالم اإل��ى تقترح بديال لما هو كائن، والخريطة هي فل�سفة فهذه لذلك اأنطولوجية، منها اأكبر �سيا�سية المقولة هي اأقرب اإلى و�سع ت�سور مغاير يحمل بالذات اأي�سا عالقة وله مواربة. نقدية روؤي��ة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

53 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ52

من خالل كلمة »حلم«، فالحلم اأقرب المكونات والم�ستترة الهاربة ال���ذات �سور �لتقاط ــى �إلوالمتداخلة. وهذه الرواية.. واإن كانت اأقرب اإلى ال�سيرة الذاتية اأو المذكرات اليومية، فهي اأي�سا ومكوناتها ال��ذات اأ�سئلة تجابه �سجالية رواي��ة وال��ح��ي��اد، وال��ع��ق��ل ال��ح��وار بمنطق الفل�سفية والأحكام والتطرف العن�سرية فكرة وتالم�س الم�سبقة التي توقع الذات في الغالب في اأخطاء ج�سيمة قد توؤذي ب�سورة الثقافة والإن�سان، وهي هفوات في التفكير يوؤدي اإليها التع�سب الجاهلي للفكرة والأنا، لي�سع ال�سورة العامة في ت�سوي�س خطير واهتزاز مرعب قد يكلف الح�سارة قرونا

من الزمن لتداركهما.

في ال��رواي��ة، بطل ال���ذات، العامل يتمظهر م��وؤذن��ا يعمل ال��ع��م��ر مقتبل ف��ي ���س��اب ���س��ورة في اخت�سا�سه بح�سب الدين لعلوم واأ�ستاذا وم�ستكينا را�سيا وك��ان الإ�سالمية، ال�سريعة والروتينية ال�ساكنة الهادئة الحياة ه��ذه اإل��ى ر�سالة فيه يتلقى يوم ياأتي اأن اإلى معا، اآن في يعد اأن منه تطلب لدولته الب�سرية الموارد من نف�سه لل�سفر اإلى نيوزلندا، فيخبره الم�سوؤول في اأئمة بع�س لتاأهيل برنامجا لديهم اأن ال��وزارة في وهم�س اأ�سهر ثالثة اللغة لدرا�سة الجوامع

اأذنه »�سافر تغنم«.

تبداأ رحلة العامل الذات اإلى الف�ساء الجديد، عندما ي�سافر ويتعرف اإلى هذا العالم المختلف المراأة من به المحيطين مع تفاعله خالل من الذي المعهد ثم دارها، في �سكن التي العجوز المتحلقين الأ���س��دق��اء وك��ذا اللغة، فيه يتعلم حول طاولة الع�ساء في الم�ساء.. فكان اأول �سيء اأدركه هو دقة التخطيط لدى الآخر النيوزيلندي

موعدها، في ت�سل الحافلة للمواعيد: و�سبطه حياتهم خالية من ت�سنجات القلق، الو�سوح هو اأ�سا�س كل العالقات، ا�ستيعاب الآخر بنقائ�سه.

حياة في حا�سما دورا ال��ذاك��رة تلعب وهنا العامل الذات في الرواية، اإذ ي�ستح�سر متراكمه المراآة دور لياأخذ منعطف، كل عند ال�سابق العاك�سة ل�سورة ما�سية - حا�سرة لفرد يتماهى الإ�سالمية الأ�سول - ذات الدينية في جماعته الرا�سخة، وما بين ح�سارة هذا المجتمع الذي والذي الدولة، ترعاه ال��ذي القانون من يتخذ النف�س لرقابة اأ�سا�سا بالديمقراطية يت�سم ومحفزا قويا لدى النا�س العاملين: »لذلك، فاإن ولدولته، لنف�سه المبا�سر المحامي يكون الفرد فتكون بذلك الراحة ثمنا في حد ذاتها، ولي�ست

نتيجة لإر�ساء اأحد اأو م�سوؤول«.

ال�سخ�سية ال��ه��وي��ة زاد ال���ذاك���رة وت�سكل للعامل الذات، بحيث، بات مهوو�سا بمقارنة ما على اأمامه م�سطرا ي��راه وما بلده، في يعي�سه عن ي�سله مما كثيرا اأن فعلم ال��واق��ع، اأر����س مغر�سة، اإ�ساعات مجرد هو المجتمعات هذه فوجد اأن هذا المجتمع منظم ب�سكل جيد، ومهياأ وبوؤر الت�سنج نقط لمت�سا�س الكفاية فيه بما

الت�سدع المحتملة.

ل ال��رواي��ة، �سورته كما النيوزيلندي، اإن يعي�س ب��ل ال��ذاك��رة، تر�سمه ل م��ا على يعي�س الثقافي العملية ل تغطي الجزء حا�سره، وهذه الجتماعي الجانب اأي�����س��ا ب��ل الما�سي، م��ن ال��رواي��ة بطل ي�سحح وهنا منه، وال�سيا�سي اأفكارا خاطئة كان قد تلقاها في حياته ال�سابقة الحقيقة هذه وتنجلي النيوزلندي، عقيدة عن

بو�سوح عندما تخبره المراأة العجوز التي يقيم وتعرف منذ زمن ديننا »باأنها تحترم بيتها في »ال��ق��راآن« وكلمة عليكم« »ال�سالم عبارة بعيد كل نهار ن�سف تق�سي باأنها واأخبرتني )...(تراها المدة وهذه الكني�سة، في للتعبد اأ�سبوع

كافية للخلو والتقرب اإلى اهلل...«.

هي رواي��ة. من اأكثر العالم« »خريطة تمثل عميق واإن�سات عنا، للمختلف ه��ام اكت�ساف للذات وهي تجابه الآخر وت�ساديه، فلكي نفهم نتعرف اأن علينا يتوجب اأك��ث��ر، النيوزيلندي اإطارها في يعي�س التي المعرفية البنيات على تقوم التي الموؤ�س�سات وطبيعة النيوزيلنديون، عليها الدولة، فقوة هوؤلء مح�سلة من التجربة لإعادة المتوا�سل والجهد المتميزة التاريخية تاأهيل الأ�س�س المتينة للدولة، ب�سكل ي�سع ن�سب يواجهها، التي والأزم��ة الع�سر، طبيعة الأعين

وهذا هو �سر نجاحهم وتميزهم عن الآخرين.

على م�ستوى الخطاب ال�سردي، تدخل الرواية ي��روي اإذ ال��ذات��ي، بالمحكي يدعى م��ا �سمن �ساكلة على المتكلم، ب�سمير حكايته ال�سارد ت�سنف وفعال، الذاتية، ال�سيرة اأو المذكرات التي التجني�سية المقولة ل��ول المرويات، ه��ذه ال�سيرة، جن�س �سمن موؤلفه، الكاتب بها ذي��ل م�سرود �سكل في يومياته يحكي ال��راوي لكون في ال�سعود يحترم تعاقبي، ب�سكل �سخ�سي يقوم هنا ال��راوي المكان. في والحركة الزمن

بوظيفتين:

• م�ساهداته ي���روي اإذ ال��ح��ك��ي، وظ��ي��ف��ة وم���ا ���س��ادف��ه م��ن اأح�����داث ف��ي ال��م��ق��ام

النيوزيلندي ب�سمير المتكلم.

• وظيفة الفعل، اإذ ي�سارك الراوي في بناء الأحداث بتفاعله مع الوقائع، وتعالقه مع اأ�سهمت التي الروائية ال�سخو�س باقي »العجوز، ال�����س��ردي العالم تحريك ف��ي رجال الم�سيفات، ال��خ��ال، الأ���س��دق��اء، ال�سديقة الأ���س��دق��اء، ال��ط��ائ��رة، اأم���ن في ه��ن��اك واأح��ب��ه��ا عليها ت��ع��رف ال��ت��ي

نيوزيلندة...«.

ومن منظور اآخر، اأعتبر اأن الن�س عبارة عن بلدة اإلى للكاتب الأ�سلي البلد من ذاتية رحلة نيوزلندة التي لم يكن يعرف عنها �سيئا، بل هم الآخرون ل يعرفون �سيئا عن بلده كما ي�سرح في اإحدى المقاطع باأنهم ل يعرفون اإل دبي وم�سر بحكم منظر الأهرامات. وعليه فالن�س له ميزة اأدبية وقيمة اإثنوغرافية ل ي�ستهان بهما في هذا الزمن، اإذ بالرغم من �سيطرة و�سائل الإعالم، ول برمتها بلدانا يعرفون ل الكثيرون زال فما

حتى مواقعها على الخريطة.

ج��زءا �سخر عمال بو�سفه - الن�س حمل البلدان وو�سف بين للمقارنة كبيرا من محكيه وثقافته وت��ق��ال��ي��ده الم�سيف ال�سعب ع���ادات وجغرافيته - الكثير من المواد التي ت�سمح باأخذ فكرة ولو مب�سطة عن ثقافة ال�سعب النيوزيلندي، وهذا الح�ساري، وم�ستواه واأخالقه، ودياناته، والعرب الم�سلمون الرحالون لعبه الذي ال��دور ف��ي ال��ق��رون ال��و���س��ط��ى، حيث ك��ان��وا م��ن جهة ومن الإ�سالمية؛ والح�سارة بالإ�سالم يعرفون �سورة الم�سلمين اإل��ى ينقل ك��ان اأخ���رى، جهة عن ثقافة ال�سعوب التي رحل اإليها اأو اأقام فيها اب��ن بطوطة وك��ان ال��زم��ن، م��ن م��ددا متفاوتة

اجلوبة - �شتاء 1435هـ54

ددـــــــــ

ـــــــــــــع

ـــــــــلـــــ

ف اـــــــــ

ــــــــــــــل

ـــــــــمــــ

55 اجلوبة - �ستاء 1435هـ

اأبواب طرق من اأول ال�سهير المغربي الرحالة وعرف اأقوامها، وعا�سر البعيدة، البلدان هذه ي�سعى الن�س هذا اإن ولعمري بالإ�سالم. فيها هدمه خ��الل م��ن نف�سه، بالجهد القيام اإل��ى لل�سورة النمطية التي نكونها خطاأ عن الإ�سالم، الذاتية في ميزان الهوية وكذا من خالل و�سع

المقارنة.

حيث من النيوزيلندي المجتمع و�سف لقد والم�سايرة الع�سر ب���روح المت�سبعة ثقافته ل��ل��رك��ب، ك��م��ا و���س��ف ال��ق��وم ب��ك��ون��ه��م اأن��ا���س��ا اأنف�سهم بقدر ما يحترمون الآخرين، يحترمون وي�سعون العقل، بعين كلها الأم���ور وي��اأخ��ذون الذي المنطق م�سفاة في وال��ق��رارات الأفكار تطرف اأو تع�سب دون م��ن الع�سر، يحكمه

للذات والهوية والق�سية.

الروائي وظ��ف اأنثروبولوجية، ناحية وم��ن منظور الأ�سرة الأبي�سية في التن�سئة الجتماعية على المهيمن وه��و فالخال، للفرد، والثقافية التماهي.. من حيث ما تتداوله ابن الأخت حد يك�سر هذا الكاتب لكن هنا والأع��راف، النظم المنظور تحول التي النقدية بنظرته العرف �سيق منظور اإلى الخال( اإلى )ن�سبة الخالوي ال يتو�فر على �أدنى �شروط الحياد والمو�سوعية

والعلمية.

الرواية ه��ذه في الرحبي محمود لعب لقد ك�سكل الرواية واجهة واجهتين: على الق�سيرة م�ستوى اإلى بالنظر ال�ساحة، على الآن مهيمن التداول مقارنة مع باقي الأجنا�س الأدبية، وفي

الوقت نف�سه يراهن على اأفق الرحلة الذي عاد من يت�سمنه ما بحكم الواجهة اإل��ى بقوة الآن اأبعاد جمالية ودللية تحتاجها الأ�سئلة الب�سرية الآنية. الأمر الذي منح هذا الن�س الروائي نكهة قرائية مميزة، تراهن على المعنى، من دون اأن

تن�سى ن�سيبها من الجمال.

خاتمة

القرون اأدب الرحالت قد حقق في اإذا كان ظاهرة ي�سبح جعله مهما، تراكما الو�سطى ومع ال��زم��ن، م���رور م��ع ف��اإن��ه اأدب��ي��ة وجن�سية، تطور نظرية الأجنا�س، والتحولت التي عرفتها بو�سفه الرحلة، نوع ا�ستطاع الأدب��ي��ة، الأن��واع نوعا �سرديا، اأن يجد له اآفاقا متعددة، ويتنف�س له يجد متخلال نوعا اأ�سبح اإذ، اأهوية جديدة؛ م�سربا في كل الأن��واع الأخ��رى.. �سواء منها ما منها يندرج ما اأم ال�سعر جن�س �سمن يندرج

�سمن جن�س ال�سرد)١(.

لذلك، اأ�سبحنا نجد اأثر الرحلة في الأ�سعار والم�سرح الق�سيرة والق�س�س وال���رواي���ات واليوميات وال�سيرة الذاتية وغيرها.. اإنها ت�سنع ح�سورها المتميز عبر الأزمنة، وتنحت حياتها في كل الخطابات، ما يدل على اأن الإن�سان �سيظل رحالة في فكره و�سلوكه وكتاباته، مهما تطورت ح�سارته. فال�ساعر يخلد رحالته في ق�سائده؛ من �سخو�سه حياة تحول رحلة ي�سرد والقا�س حالة اإلى اأخرى، وكذلك يفعل الروائي، والكاتب الأنواع ركيزة الرحلة خطاب وكاأن الم�سرحي.

الأدبية كلها.)١( تعد نظرية الأجنا�س اأن الأجنا�س الأدبية تتلخ�س في �سنفين؛ ال�سعر وال�سرد؛ وما دونهما فهي اأنواع تندرج

�سمنهما..

■ الزبري مهداد - من املغرب

وكانت ل��ل��رح��الت، مق�سدا ال��ح��ج��از ظ��ل عاطفة الموؤمنين الدينية تدفع بهم للرحلة اإلى البيت الحرام، واأداء الفري�سة، وهذه المنا�سبة لم تكن دينية فح�سب، بل كانت فر�سة للتالقي وطوائفها الأم��ة اأجيال بين الثقافي والتبادل

ونخبها العلمية.

رحالت طلب العلم

فهي العلم، بطلب الخا�سة ال��رح��الت اأم��ا الم�سايخ ل��ق��اء ي��ك��ون داف��ع��ه��ا ال��ت��ي ال��رح��الت تخول التي بالإجازات والرجوع عنهم، والأخذ ورواي��ت��ه. تلقاه ال��ذي العلم ن�سر العلم طالب اآ�سيا ف��ي المفتوحة ال��ب��الد اأ���س��ح��اب ف��ت��وج��ه واإلى الخالفة، عا�سمة اإل��ى واأوروب��ا واإفريقيا ال��دع��وة، م��رك��زي ب�سفتهما وال��م��دي��ن��ة، مكة اللغة فطاحل وموطني ال�سحابة، وم�ستقري

وحفظة ال�سعر، والقراء، والفقهاء، وغيرهم.

وكان الراأي ال�سائد اأن من رحل للدرا�سة خير ممن لم يرحل؛ لذلك اهتم الم�سلمون بالرحالت العلمية، وعدوها من اأنفع الطرق في طلب العلم للتحقيق مهمة وو�سيلة ال��م��ع��ارف، واكت�ساب العلماء وج��ع��ل بالعلماء. ولالت�سال العلمي تناف�شت لذلك بالعالم، �لثقة مناط »�لرحلة« النخب الثقافية من اأهل المغرب والأندل�س على المكانة لنيل توؤهلهم العلم، طلب في الرحلة عودتهم؛ اأثناء بالدهم في والتقدير المهمة وامتحان، محنة الرحلة، باأن يدركون كانوا اإذ تعود عليهم بالفائدة �سواء في الر�سيد المعرفي كان الذين الخلفاء، الملوك لدى بالحظوة اأو اإليهم وي��ح��ت��اج ال��ع��ل��م��اء، ي��ق��در منهم الكثير الق�سائية لموؤ�س�ساته التدبيرية القدرات لدعم العلم حملة فيعين وغيرها، والمالية والإداري��ة

في هذه الوظائف المهمة.

الأجل مثيرة ومغامرة م�سوقة اأداة و�سلم، عليه اهلل �سلى الر�سول، منذ عهد الرحلة كانت بالد ف�سهدت ال��رح��الت، توا�سلت و�سلم، عليه اهلل �سلى الر�سول، وف��اة وبعد المعرفة. ك�سب الحجاز طوفا هائال من جميع الأم�سار الإ�سالمية للحج، اأو ل�سماع اأحاديث الر�سول �سلى اهلل

عليه و�سلم، وجمعها من اأفواه ال�سحابة.

الرحلة في طلب العلم: �شاقة و�شيقة

اجلوبة - �ستاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ56

مراكز العلوم

والمدينة مكة اإل��ى يتوافدون الحجاج ك��ان اإل��ى والج��ت��م��اع الحج منا�سك لأداء ال��م��ن��ورة ال�سحابة والتابعين والعلماء، وكانت المدينتان ثم الموؤمنين، اأفئدة ومهوى الإ�سعاع مركزي �سمن الأم�سار عبر ال�سحابة من كثير تفرق الفاتحين، اأو المبتعثين لن�سر العلم بين النا�س، الكوفة، اإلى قا�سيا م�سعود بن عبداهلل فذهب وانتقل اأن�س بن مالك اإلى الب�سرة ليفقه النا�س، بن معاذ وتوجه ال��درداء، اأب��و كان دم�سق وفي جبل اإلى فل�سطين، وعبداهلل بن عمرو بن العا�س مقاماتهم من فجعلوا م�سر، اإل��ى اأب��اه �سحب مراكز اإ�سعاع علمي، ف�سعى اإليهم النا�س ليتلقوا

عنهم الرواية والعلم.

وكانت الرحالت طلبا للعلم، ت�سير غالبا من المغرب اإلى الم�سرق، واأحيانا من الم�سرق اإلى المغرب. كما كانت اإلى جانب هذه الرحالت بين اأقطار بين داخلية رح��الت والمغرب الم�سرق والأندل�س المغرب )بين كله الإ�سالمي الغرب

وتون�س(، اأو داخل القطر الواحد منها.

الرحالت من المغرب اإلى الم�شرق

)المغرب الإ�سالمي الغرب علماء ا�ستهر وخا�س بالرحلة، الكبير بولعهم والأن��دل�����س( الرحال ي�سدون كانوا غمارها، منهم الكثير الأماكن بزيارة والتملي الحج، فري�سة لأداء الحجية الرحلة ك��ان��ت م��ا وكثيرا المقد�سة، تقترن بطلب العلم، ولقاء العلماء والأخذ عنهم،

وزيارة البقاع المقد�سة.

القاب�سي )ت٤0٣ه���(، من الح�سن اأبو ويعد و�سمع فحج الم�سرق، اإل��ى رحلوا الذين اأب��رز والفقهاء، وحين عاد المحدثين من طائفة من

اإلى بلده القيروان، اأ�سبح مجل�سه مركزا علميا من كثير اإليه فرحل العلم، طالبي ي�ستقطب

طلبة العلم من الأندل�س والمغرب.

وتفقه ال�����س��رق زار )ت٤٧٤ه������( وال��ب��اج��ي بعلماء كبار في دم�سق وبغداد والحرمين، وعاد اإلى الأندل�س بعلم غزير، فكان له دور بارز في وتفقه الأندل�س، في العلمية بالحركة النهو�س

عليه خلق كثير من العلماء.

٥٤٣ه�( )ت المعافري العربي بن بكر واأبو اإلى الم�سرق مراهقا ب�سحبة والده رحل بدوره المراكز م��ن مهما ع���ددا ف���زار ع��ام ٤٨٥ه�����، الغزالي اأمثال علماء ولقي ال�سرقية، العلمية علمية مكانة واح��ت��ل وال�����س��ا���س��ي، وال��ت��ب��ري��زي

مرموقة في الأندل�س بعد عودته اإليها.

كما رحل ابن جبير )ت٦١٤ه�( ثالث مرات، من ع��ددا ولقي وال�سام، والحجاز م�سر ف��زار العلماء، وعاين مظاهر الحياة العلمية والثقافية رحلته، مذكرات في ذل��ك ودون الم�سرق، في المفكرين م��ن كبير ع��دد منها ا�ستفاد التي والمقريزي والبلوي العبدري اأمثال والباحثين

والمقري وغيرهم.

كان ال��ذي )ت٧٢١ه����( الفهري ر�سيد واب��ن علماء مالقاة على حري�سا حجه رحلة خ��الل الم�سرق في كل بلد زاره، كم�سر وال�سام والحجاز اإلى ورجع العلمي، تكوينه تعميق لأجل وتون�س، اأهلته لحتالل وثروة علمية عليا باأ�سانيد بالده

منا�سب مهمة في الدولة المرينية بفا�س.

برنامجه ف��ي دون ٧٣0ه����( )ت والتجيبي اأخبار رحلته، ومن لقيه من العلماء الذين ترجم حديث م��ن م�سنفه يخل ول��م باإ�سهاب، لهم التي الدول في وموؤ�س�ساتها العلمية الحياة عن

زارها.

اأي�����س��ا �ساحب واب���ن خ��ل��دون )ت ٨0٨ه�����( وما العلم، لطلب فيها �سعى �سهيرة، رح��الت من ك��ث��ي��را تت�سمن اأن��ه��ا ه��و اأه��م��ي��ة يمنحها ومقدمته تاريخه فهم على المعينة المفاتيح لع�سره، الزمانية بالظروف وربطها ال�سهيرة،

والأ�سول الثقافية التي متح منها اآراءه.

الرحالت من الم�شرق اإلى المغرب

لهم كانت كثيرين، م�سارقة علماء اأن كما الإ���س��الم��ي، ال��غ��رب ب��الد نحو معاك�سة رح��ل��ة �سند، اأو رواية كانت غايتهم قا�سرة على طلب عبداهلل بن حن�س منهم: ونذكر علم، ن�سر اأو دخل تابعي، ال�سنعاني، حنظلة بن عمرو ابن الفتح، خ��الل دخلها م��ن جملة ف��ي الأن��دل�����س ١00ه����)١(. �سنة وت��وف��ي �سرق�سطة جامع بنى الغافقي: ب�سر ب��ن ع��ب��داهلل ب��ن وعبدالرحمن تابعي، دخل الأندل�س في جملة الفاتحين، توفي ابن عبداهلل عبدالرحمن واأبو ١١٤ه���)٢(. �سنة يزيد المعافري الحبلي، تابعي دخل الأندل�س)٣(.

وتعاقب بعدهم على الرحلة اإلى الأندل�س علماء الح�سرمي، �سالح بن معاوية منهم اآخ���رون، ال�سامي الحم�سي )ت ١٥٨ه�(، كان من اأوعية الرحال اإليه و�سدت الأندل�س اإلى رحل العلم، الحباب )ت بن زيد �سافر الجديد، مقامه في والرواية للقائه اإلى قرطبة الكوفة ٢0٣ه�( من المرواني، القر�سي محمد بن وح�سين عنه)٤(. وفد على الأندل�س نحو ٣٥0ه�، اأهل حران، من ولي ق�ساء بجانة)٥(؛ واأبو الح�سن علي بن محمد اإلى قدم ٣٧٧ه���(، الأنطاكي )ت اإ�سماعيل بن الأندل�س �سنة ٣٥٢ه�، واأدخل علما جما، فاأكرمه الخليفة الم�ستن�سر باهلل)٦(؛ والمحدث اأبو الفتح )٤٨٦ )ت ال�سا�سي التنكتي الح�سن بن ن�سر واآخرون ال�سحيح)٧(، فيها وروى بالأندل�س حل غيرهم جعلوا من الأندل�س مركزا علميا مهما.

وامتد توافد علماء الم�سرق على بالد الغرب على ورد فقد متاأخرة، عهود اإل��ى الإ�سالمي اهلل خير ب��ن �سالح محمد المحدث المغرب الذي ال�سمرقندي البخاري الر�سوي الح�سني القرن من الأربعينيات خ��الل فا�س اإل��ى ق��دم

ددـــــــــ

ـــــــــــــع

ـــــــــلـــــ

ف اـــــــــ

ــــــــــــــل

ـــــــــمــــ

57

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

59 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ58

زار كما القرويين)٨(، بعلماء وات�سل الما�سي، و١٢٩٧ه���( )١٢٨٧ه��� مرتين الأق�سى المغرب الوتري ظاهر بن علي المنورة المدينة م�سند فا�س قا�سي الحديث عن فاأخذ )ت١٣٢٢ه���(، محمد بن عبدالرحمن العلوي، وقا�سي مكنا�س

المهدي بن الطالب بن �سودة وغيرهما)٩(.

عوامل ازدهار الرحالت

وكان للخلفاء الم�سلمين دور كبير في ت�سجيع الح�سارة مراكز اإلى ال�سفر على العلم طالب بهباتهم، وو�سلوهم بهم، فرحبوا والثقافة، واأن�ساأوا لهم دورا لإيوائهم، ومدار�س ومكتبات، العلمية ال��م��دن ه��ذه اإل���ى ال��رح��الت فن�سطت فما العلم. ط��الب رح��ال محط اأ�سبحت التي بالإ�سالم عهدها حداثة على الأندل�س، جعل كل من بالعلماء تعج اأر�سا العربية، وبالثقافة اإذ لهم، الم�ستن�سر اإك��رام اإل و�سوب، حدب اأ�سبح بالطه قبلة لعلماء الم�سرق والمغرب على

ال�سواء.

على المتعلمين اإق���ب���ال ع��ل��ى ���س��اع��د ك��م��ا ال�سهيرة الجوامع جوار وك�سب العلمية الرحلة ت�سمن كانت التي الأوق���اف وج��ود والمدار�س الإقبال على ت�سجعهم للطلبة، مهمة جرايات على الدرا�سة وت�ستقدمهم من بالد بعيدة، وهذه كانت غاية نور الدين الأيوبي حين عين للمغاربة خا�سة اأوقافا مهمة، بغية ا�ستقدامهم اإلى م�سر والعلمية الثقافية الحركة وتن�سيط العلم لطلب ما وه��و الثقافي، والتالقح المعرفي والتبادل عن معربا رحلته، كتاب ف��ي جبير اب��ن اأثبته ووجه المهمة، الثقافية المبادرة بهذه اإعجابه هذه اإلى للرحلة ي�ستحثهم المغاربة اإلى دعوته

البالد وطلب العلم بها.

وكان ركب الحاج ي�سمن فر�سة مهمة لطلبة الركب متمتعين ي�سافرون خاللها �سحبة العلم مدة طيلة يوفرها التي الآم��ن ال�سفر بفر�س ال�سفر، ذهابا واإيابا، وذلك ما �سجع على الإقبال على الرحلة في طلب العلم �سحبة الحجاج. كما اأن توافر الأمن وال�ستقرار ال�سيا�سي في المدن ا�ستقطاب في اأ�سهم ت�سكل مراكز علمية، التي اآمنة، ظ��روف في ليتعلموا اإليها، العلم طلبة اإلى ولي�سبعوا نهمهم العلمي ويحققوا طموحهم

الرتقاء الجتماعي.

الرحلة قطعة من العذاب

�سلك المغاربة والأندل�سيون طرقا متعددة في رحالتهم اإلى الم�سرق، فهناك من �سلك طريق عبر ال�سام فبالد م�سر، اإل��ى بالركوب البحر وكان القلزم؛ بحر عبر الحجاز بالد اأو �سيناء اإل هذا الطريق الأخير ي�سلكه غالبا الأغنياء.. العديد غ��رق اإذ بالمخاطر، محفوفا ك��ان اأن��ه من ال�سفن و�سقط العديد من الكتب في اأعماق متنها على ك��ان ال��ت��ي ال�سفينة مثل ال��ب��ح��ار، اأفلح مولى النا�سر الذي غرقت جميع كتبه في عبدالرحمن ركبها التي وال�سفينة البحر)١0(، الأندل�س اإلى عودته خالل الهواري مو�سى ابن علي بن وعبدالعزيز كتبه)١١(. فغرقت عطبت ودخل ٤٢٦ه�، �سنة الأندل�س قدم ال�سهرزوري، اإل��ى منها من�سرفا ال��ب��ح��ر ورك���ب )دان���ي���ة( الم�سرق، فقتله الروم في البحر �سنة ٤٢٧ه� وقد

قارب المائة)١٢(.

وهناك العديد من العلماء توفوا اأثناء رحلتهم مثل عبداهلل بن محمد بن قا�سم المعروف بابن ملول من اأهل و�سقه الذي توفي في الم�سرق �سنة ٣٥0ه�)١٣(، ومنهم من لم ي�ستطع العودة ب�سبب

اأو وا�ستقر ال�سن، في والكبر والوهن ال�سعف بن محمد ع��ب��داهلل اأب��و مثل ه��ن��اك، ا�ستوطن اإلى بخارى ا�ستوطن ال��ذي القحطاني، �سالح اأن توفي بها �سنة ٣٧٨ه� )١٤(. وكذلك ابن جبير، م�سر ف��ي ودف��ن الثالثة رحلته ف��ي توفي فقد العربي ابن بكر واأب��و واأهله، موطنه عن بعيدا الفقد وكان ال�سكندرية، في والده توفي الذي

�سببا كافيا لبن العربي ليعود اإلى بلده.

محفوفة بدورها فكانت البرية الطرق اأم��ا الطريق، وقطاع الل�سو�س قبل من بالمخاطر من ذلك ما حدث لأحمد بن م�سرة )ت٣٢٢ه�(، عبيد م�سر طريق ف��ي الرفقة ف��ي معه وك��ان من والخوف لل�سلب)١٥(، فتعر�سا ال�سيعي، اهلل جعل ال��ذي هو الطريق، في والمتحان ال�سلب الحاج، رك��ب مع ال��خ��روج ي��وؤث��رون العلم طلبة ل�سمان رحلة ماأمونة، ويدل على هذا ما ورد في المغربية عن حجاج �سحبوا التراجم من كثير العلماء م��الق��اة اإل��ى وان�سرفوا ال��ح��اج، رك��ب ومالقاة الحج بين قرنوا واآخرين يحجوا، ولم عن وتخلفوا حجوا اأو منهم، وال�سماع العلماء اإكمال م�سيرتهم نحو العودة، حر�سا على ركب

المراكز العلمية للقاء العلماء.

ف��ق��د ك����ان ط��ل��ب��ة ال��ع��ل��م ي��ح��ر���س��ون على رواياتهم ل�سماع العلماء من عدد اأكبر مالقاة ذلك، �سبيل في يثابرون وكانوا وا�ستجازتهم، حتى يعودوا مزودين بر�سيد معرفي ي�سيفون به ويجعلهم لبلدانهم، العلمية الحياة جديدا على التي والوظيفة بالمكانة جديرين تقدير، محل القنازعي عبدالرحمن روى فقد تنتظرهم. )ت٤١٣ه�( عن اأزيد من ٧00 عالم)١٦(، وكذلك يحيى بن مالك بن عائد بن كي�سان؛ بينما روى )ت اهلل عبيد ب��ن عبدالرحمن ال��زام��ر اب��ن

٣٦٩ه�( عن اأزيد من ٤00 محدث)١٧(؛ واآخرون كثيرون تجاوز عدد من لقي من ال�سيوخ والرواة المائة والمائتين، مثل بقى بن مخلد وخلف ابن قا�سم الدباغ ومحمد بن و�ساح وغيرهم، ي�سيق

المجال بعدهم.

فهي للرحالت، محددة مدة هناك تكن ولم الطالب اكتفاء ح�سب تق�سر اأو تطول اأن اإم��ا بالتح�سيل، وعموما كانت اإقامة الرحالة ت�ستغرق العلم على خاللها ليح�سلوا كثيرة، �سنوات في اأق��ام مرتين، رحل مخلد« بن »بقى الوفير، الأولى ع�سرة اأعوام، وفي الثانية خم�سة وع�سرين عاما، اأما »الباجي« فلم يمنعه فقره من موا�سلة رحلته التي دامت ثالثة ع�سر عاما؛ بينما يو�سف بن محمد بن �سليمان الهمذاني من اأهل �سذونة، اأقام في رحلته ع�سرة اأعوام يتردد على مجال�س ر�سيد اب��ن اكتفى حين في والعلماء)١٨(، العلم

الفهري بثالث �سنوات عاد بعدها اإلى بلده.

كان طلبة العلم يالزمون حلقات العلماء في المدار�س طلبة �سمن ينتظمون اأو الم�ساجد، ي�ستعينون �سبيال، ذلك اإلى وجدوا اإذا الكبرى ريع من ي�سلهم بما العي�س نفقات تحمل على اأو الرباطات اأو المدار�س في يقيمون الوقف؛ الزوايا والخوانق التي قد توفر لهم قوت يومهم منهم الكثير وكان عنه، البحث عناء وتكفيهم ي�سطر اإلى امتهان اأي عمل للح�سول على مورد فالباجي الدرا�سة، على منه وينفق منه يتعي�س وك��ان درب)١٩(، لحرا�سة ببغداد نف�سه اأج���ر ل يرونه وكانوا الطلبة عمل ي�ستهجنون النا�س

يليق بهم وبمكانتهم الجتماعية)٢0(.

نتائج الرحالت واآثارها

عند والأندل�سيون المغاربة الرحالة ر ت�سد

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

61 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ60

وتولي والتدري�س لالإقراء موطنهم اإلى العودة الق�ساء والإمامة اأو الكتابة لدى الأمراء، فتهياأوا بف�سل والدينية التعليمية المنا�سب هذه ل�سغل المكانة لحتالل لهم اأه الذي العلمي تكوينهم

المهمة والحظوة لدى ال�سلطان.

كما كانت الرحالت العلمية من اأهم الطرق التي دخلت منها كتب الحديث والتف�سير و�سائر المغرب اإل��ى فنونه بمختلف والفنون العلوم خالل الم�سنفون اعتنى ل��ذل��ك والأن��دل�����س؛ جلب على حر�سهم بذكر للعلماء، ترجمتهم اإدخال في اأولويتهم اأو رحالتهم، خالل الكتب كتب معينة، وكان كتاب الموطاأ اأول كتاب حديث ابن عامر اأدخله الأق�سى، المغرب اإل��ى دخل من �سمع ال��ذي القا�سي القي�سي �سعيد محمد كما موؤلفاتهما، عنهما وروى وال��ث��وري مالك اأدخل عمر بن الح�سن الهوزني �سحيح البخاري اإلى الأندل�س، واأدخل اأبو بكر بن الأحمر محمد بن معاوية بن مروان )ت٣٦٥ه�( �سنن الن�سائي، المعروف الغ�ساني اأحمد بن بكر اأما زكريا بن الم�سرق اإلى فرحل ٣٩٣ه�( الأ�سبح، )ت بابن ال�ساعر، المتنبي الطيب اأب��ا م�سر في ولقي واأخذ عنه ديوانه، وحمله معه اإلى الأندل�س؛ بينما المعافري العربي بن بكر اأبو الأندل�سي الفقيه الإ�سبيلي المتوفى عام٥٤٣ه�، فقد كان له ف�سل اإدخال كتاب الإحياء للغزالي، في حين اأدخل اأبو اإخوان الكرماني )ت٤٥٨ه���( كتاب ر�سائل بكر ال�سفا، واأدخل بقى بن مخلد )ت٢٧٦ه�( كتاب الفقه لل�سافعي، وكتاب التاريخ لخليفة بن خياط للدورقي، عبدالعزيز ب��ن عمر �سيرة وك��ت��اب

والقائمة طويلة.

في العلم طلب اإل���ى ال��رح��ل��ة اأ�سهمت كما انت�سار الآراء والمذاهب على اأيدي طالب العلم،

المذهبية ال��وح��دة تكري�س في اأ�سهم بع�سها والجتماعي، ال�سيا�سي ال�ستقرار وتر�سيخ األهبت البالد واأ�سعلت الفتن اأفكار اأخرى بينما

والقالقل.

ف��ال��م��ذه��ب الأ����س���ع���ري دخ���ل اإل����ى ال��غ��رب القاب�سي ال��ح�����س��ن اأب����ي ي��د ع��ل��ى الإ���س��الم��ي باأ�ساعرة رحلته خالل التقى الذي )ت٤0٣ه�( عن دف��اع��ه ف��ي عك�سه قويا ت��اأث��ي��را فيه اأث���روا

موؤ�س�س المذهب اأبي الح�سن الأ�سعري.

فقد )ت٨٨٣ه������( الجبلي م�سرة اب��ن اأم���ا تحققت فيه نبوءة رفيقه في الرحلة ابن عي�سى الذي اأخبره باأنه �سيثير فتنة في الأندل�س تبقى اأبد الدهر، فتحقق ذلك بالفعل، وفتن ابن م�سرة الت�سوف بين فيه م��زج ال��ذي بمذهبه النا�س

والعتزال.

واإذا كان بع�س الطلبة قد غنموا من رحالتهم بالكتب محملين اآخ����رون وع���اد وف��ي��را، علما وم��ذاه��ب اأف��ك��ارا واأدخ����ل غيرهم ال��ج��دي��دة، م��ث��ي��رة، ف���اإن اآخ���ري���ن، ع����ادوا م��ن رح��الت��ه��م، وانقالبات وانتفا�سات ث���ورات ب��ذور يحملون �سيا�سية، فعبد اهلل بن يا�سين )ت٤٥١ه�( الذي رحل اإلى الأندل�س طالبا للعلم، ومكث فيها �سبع �سنين، ولما عاد اإلى وطنه المغرب، اأعلن حركته دول��ة واأ���س�����س الإدري�����س��ي��ة ال��دول��ة على وانقلب تومرت بن ورحل محمد اللمتونين. المرابطين في الم�سرق، اإلى ثم الأندل�س اإلى )ت٥٢٤ه���( رحلة �سهيرة التقى خاللها الغزالي اأي�سا، وعاد اإلى المغرب م�سحونا، ليت�سمى با�سم المهدي.. ويعلن انتفا�سته ال�سيا�سية وانقالبه على ال�سلطة ابن اأما الموحدين. دولة وتاأ�سي�سه المرابطية اإلى الم�سرق اأبي محلي )ت١0٢٢ه�( فقد رحل

مرتين، المرة الأولى زار الحجاز معتمرا، وعانى الجوع والعط�س في �سحراء برقة حتى كاد يهلك، فاأنقذه اأحد الل�سو�س من قطاع الطرق، ثم عاد العلماء، من كثيرا ولقي حاجا، الحجاز اإل��ى واأعلن نف�سه اأ�س�س زاويته اإلى بالده وحين عاد المهدي المنتظر، وقاد ثورة في مواجهة الدولة

ال�سعدية، حتى انتهت بمقتله.

الرحلة متوا�سلة

الم�سرق نحو للرحالت المتعلمين �سوق اإن يبرز العاطفة الدينية لديهم، وي�سهد على النهم العلمي الذي كانوا يتحلون به، مع متانة تكوينهم العلمي وحر�سهم على التعلم وال�ستفادة، مهما جديرين جعلهم ما م�سقة، من الأم��ر كلفهم ال��ذي وال��ق��ب��ول وال��دع��م والتبجيل ب��الح��ت��رام التعاطف هذا وارتحلوا، حلوا اأينما به يقابلون

الذي ك�سبوه كان خير معين لهم على التغلب على ال�سعاب وتجاوزها.

وقد خلف هوؤلء العلماء كتبا ومذكرات دونوا فيها يوميات رحلتهم، ومن لقوا فيها من العلماء �سبل من �سلكوا وم��ا �ساهدوا، وم��ا والأع��ي��ان، عانوا خاللها األم الفراق وم�ساق ال�سفر واأهوال هذه النظم. وا�ستبداد اليد �سيق مع الطريق، الم�سنفات، تقف اليوم �ساهدة على تاريخ غني اأحيانا، اأو غرابة اإثارة الأمة، ل يخلو من لهذه ومعلومات مهمة حول و�سيرا تراجم لنا تحفظ اأ�سخا�س واأحداث ووقائع، ما كانت لت�سل اإلينا لول هوؤلء العلماء الأعالم، الذين اأبوا اإل اأن يلقوا باأقالمهم ومدوناتهم اأ�سواء كا�سفة على مراحل المجيدة، ح�سارتنا تاريخ من ودقيقة مهمة يمهدون ال�سبل لتوا�سل اأمتهم م�سيرتها ورحلتها

الح�سارية �سمن اأمم العالم اليوم.

الحميدي: جدوة المقتب�س )الدار الم�سرية ١٩٦٦م( �س ٢0١. )١(نف�سه، �س ٢٧٤. )٢(

المقري: نفح الطيب، بيروت دار �سادر ١٩٨٨م )تحقيق اإح�سان عبا�س( ج ٣ �س ٩. )٣(تاريخ ابن الفر�سي، القاهرة مطابع �سجل العرب، الق�سم ٢ �س ١٣٨. )٤(

نف�سه، الق�سم ١�س ١١٥. )٥(محمد �سالم محي�سن: معجم حفاظ القراآن عبر التاريخ، دار الجيل، �س ١٧٢. )٦(

الذهبي: �سير اأعالم النبالء جزء ٣ �س ٤0١٧ ترجمة رقم ٦٣٩٥. )٧(عبد�لعزيز بنعبد �هلل مقال مجلة دعوة �لحق )�لرباط( �لعدد ٢٤0 ذو الحجة ١٤0٤/ �ستنبر ١٩٨٤م. )٨(

المرجع نف�سه. )٩(ابن الفر�سي: ق�سم ١�س ٨٣. )١0(

الزبيدي طبقات النحويين، القاهرة دار المعارف )تحقيق محمد اأبو الف�سل( �س ٢٥٣. )١١(ابن ب�سكوال: ال�سلة، دار الكتاب الم�سري ١٩٩0م )تحقيق الأبياري( �س ٥٤٨. )١٢(

ابن الفر�سي، ق�سم ١ �س ٢٣0. )١٣(المقري: ج ٢ �س ١٤٢. )١٤(

الخ�سني: اأخبار الفقهاء والمحدثين، مدريد ١٩٩٢م )تحقيق ماريا لوي�سا اأبيال ولوي�س مولينا( �س ١٧. )١٥(ابن ب�سكوال: ال�سلة �س ٤٨١. )١٦(

ابن الفر�سي �س ٢٦٤. )١٧(

ابن الفر�سي �س ٢0٦. )١٨(القا�سي عيا�س: ترتيب المدارك )بيروت، دار الكتب العلمية ١٩٩٨م( جزء ٢ �س ٣٤٩. )١٩(

ابن الحاج: المدخل )دار التراث( جزء ٢ �س ١٢٧. )٢0(

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

63 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ62

■ د.عو�ص البادي

في ع�سر ازدهار هذا النوع من الأدب الذي بلغ اأوجه في القارة الأوربية خالل القرون ال�سابع الميالدية، ع�سر والتا�سع ع�سر والثامن ع�سر فكان مو�سوعاته؛ اأحد العربية الجزيرة كانت وو�سطها ال��ج��زي��رة و�سمالي وال��ح��ج��از اليمن اأوروب��ي��ي��ن ل��رح��ال��ة محطات والخليج وع��م��ان بمعلومات الأدب اإثراء هذا اأ�سهموا في كثيرين اآخ��رى، م�سادر اأي توفرها ل مهمة تاريخية ور�سموا �سورا وم�ساهد بعيونهم الأجنبية لأر�س

هي وح�سريا، بدويا واإن�سانها العربية الجزيرة اليوم من الما�سي؛ اإل اأنها ما تزال حا�سرة في واإن�ساننا، اأر�سنا وت�سوراته حول الآخر وجدان

اإيجابا اأو �سلبا.

الجزيرة �سمالي في الجوف منطقة �سغلت الأوروبية الرحلة اأدب في مهما حيزا العربية كثير معبر كانت اإذ ع�سر؛ التا�سع القرن خالل �سمل وق��د العربية، الجزيرة و�سط اإل��ى منهم هذا الأدب تفا�سيل ومعلومات تاريخية و�سيا�سية

يعد اأدب الرحلة من اأقدم اأنواع الأدب واأو�سعها، وقد احتل مكانة مهمة في العلوم االإن�سانية الثقافية والتاريخية اأ�سهم به في المجاالت االأخيرة، لما والجتماعية خالل القرون الثالثة وقيمة اأ�سيلة لمعرفة بتوفيره والفل�سفية؛ ال�سيا�سية والبيئية.. وحتى والجغرافية والدينية وقد المعمورة. اأرجــاء كل وفي اأزمــان طويلة، عبر وبيئته وظروفه االإن�سان وجغرافيته حول مادته لثراء الم�ستقلة االأكاديمية الدرا�سة مجاالت من مجاال يكون اأن االأدب هــذا ا�ستحق وتنوعها واختالفها. ومع ما �سهده هذا االأدب من تغيرات مرتبطة بالتغيرات العالمية؛ من حيث المجهول. واكت�ساف المعرفة، و�سائل وتنوع الهجرة، وات�ساع حركة والت�سال، التنقل �سهولة فقد حافظ هذا الأدب على اأهميته كو�سيلة من و�سائل معرفة الآخر، ور�سم �سورته، وفهمه في

الحا�سر كما في الما�سي.

منطقة الجوففي اأدب الرحلة الأوروبي

منطقة الجوف في اأدب الرحلة الأوروبي

كان الرحالة الفنلندي »جورج اأوغ�ست والن« الجوف منطقة قدمه تطاأ اأوروب���ي رحالة اأول دوم��ة عا�سمتها ف��ي واأق���ام ١٨٤٥م، �سنة ف��ي اأ�سهر، ثالثة نحو اأهلها ظهراني وبين الجندل منتحال �سفة رجل دين م�سلم من بخارى، با�سم »عبدالولي«. در�س »والن« و�سجل ملحوظاته حول - رحلته حول ن�سره ما لكن والإن�سان، المكان وهو في غاية الأهمية- غلب عليه الطابع العلمي، الذي كان هدفه المبا�سر من رحلته، ولم ي�سل اإلينا كامال لوفاته المبكرة �سنة ١٨٥٢م.. وقبل

و�سع روايته الكاملة لرحلته.

المحا�سرات بين »وال��ن« ملحوظات توزعت والر�سائل والمذكرات والمقالت، ولم يتح لها اأن تقدم كرواية واحدة وبلغة اأدبية متما�سكة لتحتل الأوروبية حول الرحلة اأدب الرائدة في مكانتها منطقة الجوف، فخلت ملحوظاته من النطباعية الأدب. من النوع ه��ذا ت�سم التي ال�سرد ولغة الرحالة �سل�سلة في الأول ولكونه ذل��ك، ورغ��م الأوروبيين، فقد �سكل ما تركه من اإرث معلوماتي في واأو�ساعها المنطقة ت��اري��خ ف��ي مو�سوعي تبعه من لمن التاريخية، مرجعية المرحلة تلك الرحالة الآخرين. لقد �سور »والن« بلغته العلمية لجغرافيته وعر�س ج��دا، دقيق ب�سكل المكان وت�ساري�سه م�ستح�سرا مكانته التاريخية وتقلبات زمانه. و�سور اأي�سا و�سع اأهله الذي تعامل معه، فنجده يذكر اأن القراءة والكتابة منت�سرة بينهم واإنه التركية. العربية البلدان في مما هي اأكثر

ودقيقة مهمة وجغرافية و�سكانية واقت�سادية تهدف ل المقالة وه��ذه كافة. اأو�ساعها ح��ول اأن قدم ما للكاتب اإذ �سبق اإلى تناول ما كتبوه؛ وباأل�سنتهم العربية الجزيرة �سمالي حول كتبوه انطباعاتهم ت�سجيل بل �ساملين)١(؛ عملين في

ال�سخ�سية وم�ساعرهم نحوها.

جورج اأوغ�ست والن )لوحة زيتية(

ر�سم ق�سر خزام بدومة الجندل

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

65 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ64

وق�سوتهم بنزاعاتهم معروفون ال�سكان اأن رغم معروفون اأن��ه��م اإل بينهم، فيما حروبهم ف��ي ومعترف بهم من جميع النا�س باأنهم م�سيافون »اإن���ه فيما ال��غ��رب��اء. وي��ق��ول: ج���دا، ولطفاء م��ع القبائل اأنه حتى من العتراف فعلي بي، يتعلق اأي اأقابل لم ال�سحراء في الم�سيافة العربية الف�سيلة. ه��ذه في الجوف اأه��ال��ي تفوق قبيلة اأحد بمثل ما عاملوني به. ولم يعاملني من قبل وذكر اأي�سا اأن اأهل الجوف معروفون بمواهبهم بقوله: ذل��ك وي��وؤك��د والمو�سيقية...« ال�سعرية بع�س رفقة دون واح��دة ليلة ق�سيت ما »ن��ادرا ال�سباب الذين يغنون ب�سحبة الربابة، هذه الآلة البدوية الرتيبة وال�ساحرة في الوقت نف�سه. وبما اأن موهبة ال�سعر والمو�سيقى منت�سرة بين البدو، يبزون الجوف اأه��ل اإن القول يمكنني ل فاإنه

الآخرين في هذا الجانب«.

بهذه الروح المو�سوعية راأى »والن« ال�سحراء متوا�سال �سعيه وكان وبهم، بها وتعلق واأهلها، »كانت ي��ق��ول: ودي��دن��ه ثمن؛ ب��اأي اإليها للعودة �سحراء �سبه الجزيرة العربية هي الهدف الأكبر للذهاب خطتي اأنفذ اأن و�ساأحاول حياتي، في اأرجع اأن ويمكن يمكن... ما باأ�سرع هناك اإلى العرب اأر�س لأبحث اأوروب��ي اإلى هناك كرحالة المجهولة، و�سوف اأقدم نتائج اأبحاثي اإلى البالد اأجل من اأذهب ربما للعلم..اأو الطالبة الغربية حياة عن اأبعد ف�سوف ال�سخ�سية.. �سعادتي ال�سحراء بطبيعة واأتمتع ال�ساغطة، اأوروب���ا الغنية. و�سوف اأنعم بحياة البدو المليئة بالحرية في �لمظاهر حــيــاة مــن و�أ�ــشــتــريــح و�لــنــ�ــشــاط، اأوروبا. ويمكن لي اأن اأحيا واأموت كالبدوي الحر

بين اأهل ال�سحراء الأحرار. واأنا م�ستعد اأن اأدير و�سوف ال�سرق، نحو واأتجه الغرب اإل��ى ظهري له القدر كان لقد اآج��ال«. اأم اأفعل ذلك عاجال بالمر�ساد فحرم من هدفه، وحرمنا من روايته

الكاملة.

اأتيحت العلمية، بلغته »وال���ن« خ��الف على بلغريف«- غيفورد »وليم البريطاني للرحالة ومكث ١٨٦٢م، �سنة الجوف منطقة زار ال��ذي ليكتب الفر�سة الأ�سبوعين- ي��ق��ارب م��ا فيها فنان بحا�سة العربية الجزيرة اإلى رحلته رواية م�سيرته ب��دء منذ »بلغريف« ك��ان اأدي���ب. ولغة اإلى ذه��ب منها التي الجوف باتجاه معان من عن يعبر والخليج والريا�س والق�سيم حائل �سرح وقد مغامرته. حول واأحا�سي�سه هواج�سه دعونا الأخيرة »للمرة بقوله: البدء، منذ بذلك و�ساملة الح�سول على معرفة مو�سوعية نحاول حول الكثير نعرف اإننا العربية. الجزيرة حول

وليم غيفورد بلغريف

لو حتى بع�سها ومعرفتنا ال�ساحلية؛ مناطقها ومكة والحجاز اليمن كافية؛ فهي قليلة كانت حول معلومات ولدينا ا، ���س��ر تعد لم والمدينة العربية الجزيرة داخل اأما وعمان. ح�سرموت وبحكوماته وم��دن��ه وقبائله وج��ب��ال��ه ب�سهوله واأخالقهم وع��ادات��ه��م وب�سكانه وموؤ�س�ساته.. اأو مدنيتهم وم�ستوى الجتماعية، واأو�ساعهم الآن نعرفه حتى ما هل كذلك. لي�س بدائيتهم، دقيقا وكامال؟ لقد حان الوقت ل�سد هذا الفراغ في خارطة اآ�سيا، ومهما كانت الأخطار، �سنقوم به؛ اإما اأن تكون هذه الأر�س قبرا لنا اأو نعبرها بهذه اآخرها. ل عودة عن ذلك«. اإلى اأولها من م�سيرة بعد الجوف اإلى »بلغريف« و�سل ال��روح اأكثر من اأربعمائة كيلومترا من معان اإلى الجوف

في �سحراء مجدبة.

وم�ساعره للجوف و�سفه »بلغريف« اختزل اإلى يميل عميق »واد بقوله: اإليها و�سوله عند اإلى ي�سل حتى اأخ��رى بعد مرحلة النخفا�س، �سل�سلة جبلية، النظر نهاية عميقة تحجبها عن هذا عبر والمنظر المحمرة، باألوانها تتعرج النخيل، ب�ساتين تظلله نهايته وحتى ال���وادي ثمارها، عناقيد تحمل التي الفاكهة، واأ�سجار كما يظللها لون اأ�سود �سارب اإلى الخ�سرار على مدى تعرجات الوادي، وي�سمخ بناء غير منتظم، المنطقة في جبل قمة على �سمراء ككتلة يلوح على تطل منفردة عالية قلعة وه��ي الو�سطى، الجانب الآخر من الوادي. واإلى الأدنى قليال تلوح م�سطحة، منازل وروؤو�س اأ�سغر.. دائرية اأبراج الب�ساتين، اأ�سجار اأوراق بين وتظهر تختفي وكاأن الوادي يغت�سل في تيار عمودي من ال�سوء

والحرارة. كان هذا هو اأول منظر لبلدة الجوف كان لقد الغرب. جهة من منها، اقترابنا عند لنا بعد رحلة طويلة، �سرعنا منظرا خالبا، بدا المواطن م�سارف اإلى وفل�سطين، غزة من بها كانت ال��ع��رب��ي��ة. ال��ج��زي��رة �سبه ف��ي ال��م��اأه��ول��ة رحلتنا عبر �سحراء موح�سة طويلة، امتدت على الخلد اأ�سبه بجنة الجوف وتيرة واحدة، فكانت جهنم، �ــشــر�ط عبور بعد �إال �أحــد يدخلها ل ح�سب و�سف �ساعر عربي ي�سور منطقة �سبيهة

بالجزائر.

لم يبتعد »بلغريف« بلغته ال�ساعرية عن واقع تحوط �أر�س مجدبة و�شط �لو�دعة �لو�حة هذه

بها، وقد وجد بها ما ي�سره بعد دخولها.

الجزيرة اإل��ى رحلته ب��داأ قد »بلغريف« ك��ان تقم�س �سخ�سية طبيب اإذ بيروت، العربية من اأبو »�سليم هو له، عربيا ا�سما واختار �سوري، محمود العي�س«، وقد حمل معه ب�سائع للمتاجرة وممار�سة الإق��ام��ة م��ن اأ�سبوعين وب��ع��د ب��ه��ا. التجارة والطبابة في الجوف غادرها اإلى حائل.

الجوف ف��ي اإقامته فترة »بلغريف« و�سف وجاء واأدقها، اليومية الحياة تفا�سيل متناول لل�سكان الإجمالي العدد »اإن لأهلها: و�سفه في في كل المنطقة، ل يتجاوز بحال اثنين واأربعين بال�سجاعة؛ مو�سوفة منطقة لكنها ن�سمة، األف توجد اأن قل بدنية مواهب فيهم تتوافر فاأهلها القامة، يمتازون بطول عند غيرهم؛ فهم عادة وح�سن البنية؛ األوانهم فاتحة، و�سعورهم �سوداء، دقيقة، ولهم مالمح بالذكاء، عموما ويت�سفون جيد، عن�سر م��ن والجوفيون كبرياء. وفيهم

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

67 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ66

الإ�سماعيلي العربي العن�سر يكون اأن يمكن انبثق منه ال�سمالي ال�سافي، وهم الأ�سل الذي

�سكان جبل �سمر«.

ومحياهم المتميزة، البدنية �سفاتهم »اإن وهم ال��ب��دو. �سفات ب�سدة يناق�س المقبول بن�ساطهم يحتفظون اأ�سحاء قوم ذلك بجانب حتى حينما يتقدم بهم العمر. ويبدو �سيئا ماألوفا العمر من ال�سبعين في ع��ج��وزا رج��ال ت��رى اأن ال�سبان، بكامل عدته �سمن جماعة من م�سلحا اأن يمكن الدائم العمر ربيع ظاهرة كانت واإن من الجنوب اإل��ى الو�سطى الأقاليم في تجدها جيد هنا الطق�س ذل��ك. لحظت وق��د الجوف، يمكن ال�سكن، خ��ارج الحياة وع���ادات وج��اف، ال�سحة ع��ل��ى ال��ح��ف��اظ ف��ي دوره����ا ت����وؤدي اأن البدو بين و�سط اأخالقهم في وهم والحيوية. كراهيتهم في البدو مع يلتقون اإنهم والح�سر. بالح�سول اهتمامهم وع��دم ال��ي��دوي��ة، للمهن على الثقافة، وتقلب مزاجهم بال هدف محدد، حتى في اأ�ساليب الغدر والخيانة. اإل اأنهم عموما وبالدرجة اأكثر... اأنف�سهم ويحترمون متاأدبون والمجامالت الت�سريفات ع��ن بعيدون نف�سها واأقل �سمر وفي نجد، التي تجدها عند اللطيفة بكثير من تلك التي تجدها في الإح�ساء وعمان«.

»اأما فيما يتعلق بجوانب النظافة بالن�سبة لهم ولعاداتهم، وفي المهارة في الزراعة، وفي �سبط اإح�سا�سهم وف��ي ال��ع��ام، والإدراك الأع�����س��اب الغرباء، مع التعامل وفي لإقليمهم، بالنتماء واإدارة التجارة وقابليتهم للتطور، هم اأقرب اإلى الجزيرة �سبه الكبيرة في والقرى المدن �سكان

منظر للجزء الغربي من دومة الجندل )بتلر، ١٩0٨م(

ر�سم ق�سر مارد بدومة الجندل

قلعة مارد )هولت، ١٩٢٢م(

في�سل بن حمود الر�سيد اأمير الجوف مع رجاله في ق�سر خزام بدومة الجندل )بتلر، ١٩0٨م(

»الليدي ق��دوم ك��ان �سبقوها، ال��ذي��ن الرحالة القرى كافة فو�سفت دم�سق، طريق عن بلنت« قرى وهي ال�سرحان.. وادي �سمالي في الواقعة ال��ج��وف)دوم��ة اإل���ى و�سولها قبل واإث���رة ك��اف الفر�سة لها اأتيحت وق��د العا�سمة(، الجندل ف��ي زي����ارة ب��ل��دة ���س��ك��اك��ا، وك��ان��ت اأول رح��ال��ة الجتماعية الحياة وت�سور اإليها، ت�سل اأوروبية برواية متاأثرة بلنت« »الليدي رواية كانت فيها. تاأثر بها كل بلغريف« الذي �سبقها، والتي »وليم و�سفت لقد ب��ع��ده. م��ن ج���اوؤوا ال��ذي��ن الرحالة بما الجندل( )دومة الجوف بلدة اإلى و�سولها »كانت بقولها: »بلغريف« عن كثيرا يختلف ل ميال، ع�سرين لم�سافة وطويلة �ساقة م�سيرتنا اأن اإل الجوف، ن��رى اأن با�ستمرار نتوقع وكنا اإلى الأر����س تحولت فقد دائ��م��ا، تخيب اآمالنا الأر���س م�ستوى كان لكن مذهلة، واأودي��ة تالل في كنا اإذ بالأم�س، عليه كان مما ارتفاعا اأقل بين وكنا اليوم. طول على ننحدر الأمر حقيقة يميننا، اإلى ال�سرحان وادي نلحظ واأخرى مدة على م�سافة بعيدة. من الجهة الأخرى مرتفعات زرقاء. بينما بدت الأر�س اأمامنا �سل�سلة م�ستمرة قمة على ومن واأخ��ي��را، ال�سخرية. التالل من عاك�سا ب�سواده ي�سمخ اأ�سود، اأحدها، ظهر خط ب�سفاره خليط تالل ال�سخور الرملية، والأودية الجرداء، وعرفنا اأنها ل بد اأن تكون قلعة مارد. وبدت �سامخة في حقيقة الأمر، واإن بدت مرعبة و�سط هذا العراء المقفر. م�سينا نحوها تحدونا و�سلنا ثم ومن ق��رب. عن بم�ساهدتها الرغبة و�سرنا الأبي�س.. الحجر من طبيعي معبر اإلى اختفى. حتى اأميال لب�سعة الطريق ه��ذا على

حكمنا خالل من عليهم حكمنا واإذا العربية. فهم لها.. جذورهم تعود التي طيئ قبيلة على فطري ميل ولهم رون، متح�س معقول حد اإل��ى اأخرتهم اأخرى لقد ليكونوا كذلك. مرة اإيجابي المقلق النفوذ اإلى اإ�سافة والنزاعات، الحروب للقبائل البدائية الذين هم اإلى حد ما معزولون

عنهم ب�سبب موقعهم الجغرافي«.

غوارماني« »كالوديو الإيطالي الرحالة كان الرحالة الأوروبي الثالث الذي وطاأ اأر�س الجوف في المنطقة والجوف الجندل( البلدة)دومة وقد عثماني، خيل تاجر ب�سفته ١٨٦٤م �سنة اإلينا من قدم روايته بلغته الإيطالية، وقد و�سل خالل ترجمته اإلى اللغة الإنجليزية خالل الحرب الجغرافية تفا�سيله لأهمية الأول���ى العالمية في البريطانية القوات اإليها تحتاج كانت التي منطقة حول المعلومات �سغلت وقد المنطقة. الجوف حيزا مهما من عمله الذي ابتعدت لغته

بجفافها ومبا�سرتها عن لغة اأدب الرحالت.

في ع��ام��ا ع�سر خم�سة دام ان��ق��ط��اع ب��ع��د العربية الجزيرة و�سط اإلى الأوروبيين رحالت عبر منطقة الجوف، قامت الرحالة البريطانية زوجها برفقة بلنت« اآن »الليدي الر�ستقراطية عام نجد و���س��ط اإل���ى برحلة بلنت« »ويلفريد ١٨٧٩م. روت »الليدي اآن بلنت« رحلتها في كتاب في الأوروبية الرحالت اأدب كتب اأبرز من يعد بو�سف بالغ باهتمام وحظي العربية، الجزيرة في طويلة رحلة عناء تج�سمت ام���راأة الكاتبة اأر�س مجهولة. حظيت منطقة الجوف بن�سيبها م��ن ال��و���س��ف ف��ي ه���ذا ال��ك��ت��اب، وع��ل��ى خ��الف

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

69 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ68

وفجاأة و�سلنا اإلى حافة قاع، وهنالك من تحتنا امتدت واحة كبيرة من النخيل، يحيط بها �سور حول التفت �سغيرة وقرية متباعدة، اأب��راج ذو لي�ست ال��ج��وف.. و�سلنا لقد ال�����س��وداء. القلعة بلدة اأنها اأبدا. لقد اعتقدنا توقعنا الجوف كما وا�سعة ومعتنى بزراعتها، وتبين اأنها مجرد بلدة �سوى الأ���س��وار، خ��ارج اإطالقا �سيء ل �سغيرة. ب�سع ب�ساتين مربعة ال�سكل، كل منها نحو ن�سف وت�سقى الزرع. بالحنطة حديثة فدان، مخ�سرة هذه من اآبار، وتروى تماما مثل الب�ساتين داخل �الأ�شو�ر، بمجار �شغيرة خطت باأنماط مختلفة. وفي الواقع كل حو�س الجوف بالكاد يبلغ ات�ساعه

ثالثة اأميال في اأو�سع نقطة منه...«

في لإقامتها و�سفها بلنت« »الليدي قدمت �سكاكة بلدة اإلى انتقلت ثم ومن الجوف، بلدة اأكبر بلدة �سكاكة... »اإن بقولها: و�سفتها التي من الجوف، اإذ فيها �سبع مئة بيت، كما يقولون، وب�ساتين للنخيل على الأقل �سعف ما في الأخرى. تجويف واح����دا، ي��ك��ون ي��ك��اد البلدتين وم��رك��ز الرملية، ال�سخور من بحروف محاط عري�س انتظاما، وتنت�سب فيه اأقل ولكن حو�س �سكاكة و�سكاكة ال�سخور. من نائية وتالل رملية تالل زعبل(، )قلعة قديمة قلعة فيها الجوف مثل ت�سمخ اأعلى مرتفع.. علوه نحو مئة قدم، ي�سرف على البلدة المقامة بطريقة غير هند�سية، وبال عدد هناك وكان ب�شاتينها. يحوط مت�شل �شور كبير من الب�ساتين والدور المنف�سلة عن بع�سها، الموجودة كتلك خربة ولي�ست ع��ام��رة وك��ان��ت بالجوف اإثر الحروب الأخيرة. كل هذه الب�ساتين والدور ذات منظر مزدهر، ول يوجد فدان واحد

ونظيف، مرتب �سيء كل ي��زرع. ولم ري��ه يمكن

من�سق منزل وك��ل ال�سرفات، جديدة الأ���س��وار

ال�سكل المربعة والحقول البناء. حديث وكاأنه

م�سنوعة باأ�سيجة م�سيجة بال�سعير المزروعة

من اأغ�سان النخيل المجدولة، وال�سوارع والأزقة

منظمة ب�سكل دقيق«.

لقد �سكلت رواية »الليدي بلنت« لرحلتها اأول

يوليو�س اأويتنغ

ت�سارلز هوبر

المنطقة وقرى بلدات اأو�ساع كافة تغطي رواية اأخ��ذت وبذلك زيارتها، فترة خ��الل الماأهولة الرحالة اأدب ف��ي و�سعها باأكملها المنطقة

الأوروبي.

بعد نحو �سنة ون�سف ال�سنة من زيارة »الليدي اآن بلنت«، قام الرحالة الفرن�سي »ت�سارلز هوبر« طريقه في الجوف منطقة بعبور ١٨٨0م �سنة جغرافيا، الرحالة هذا اهتمام كان حائل. اإلى لكنه قدم روايته بلغته الفرن�سية، مت�سمنة كثيرا من المعلومات الجغرافية والتاريخية وال�سيا�سية ما اإن القول ويمكن المنطقة. حول وال�سكانية قدمه »هوبر« كان مهما في اأدب الرحلة الفرن�سي الرحالة اأنه مثل اإل العربية، بالجزيرة الخا�س الفنلندي »والن« لم يتح له القدر اأن يكتب روايات اإلى اإذ قتل خالل رحلته الثانية رحالته بنف�سه؛ الجزيرة العربية، وهو في طريق عودته اإلى حائل ١٨٨٤م. مار�س �سهر نهاية في جدة من قادما كان هذا الرحالة في و�سفه محايدا اإلى حد كبير ال�سخ�سية انطباعاته ي�سجل ولم يومياته، في كمن �سبقوه، بل حاول اأن يكون علميا في ق�سته

غير الكاملة.

اأويتنغ«، »يوليو�س الأل��م��ان��ي للرحالة اأت��ي��ح »ت�سارلز ب��رف��ق��ة ال��ج��وف منطقة زار وال����ذي لتقديم كاملة الفر�سة ١٨٨٣م �سنة ه��وب��ر« روايته لرحلته في المنطقة، وقد قدمها ب�سيغة اليوميات التي تحوي تفا�سيل ما كان يجري معه، م�ساعره عن التعبير في �سراحته اإل��ى اإ�سافة فنانا »اأويتنغ« كان كما وانطباعاته. واأحا�سي�سه الم�ساهد م��ن كثيرا بري�سته فر�سم ور���س��ام��ا،

اأول ر�سوماته وكانت قابلها. التي وال�سخ�سيات ر�سومات لم�ساهد واآثار و�سخ�سيات المنطقة.

ك��اف.. قرية في طويلة فترة »اأويتنغ« اأق��ام فاختلط بال�سكان، واقترب منهم، وقدم تفا�سيل وهذا الجتماعية. واأو�ساعهم اليومية حياتهم الزائرات الن�ساء واإح��دى »اأويتنغ« بين الحوار التي عبرت عن رغبتها بالزواج منه عن للقرية جميلة فتاة ج��اءت.. اأويتنغ: يقول القرب. هذا »لهود«، تدعى تقريبا ربيعا ع�سر �سبعة ذات الفتاة هذه عبرت كبيرتين و�سذاجة وبب�ساطة عن اأمنيتها باأن اأتزوجها. كذلك كانت الأخريات كيف ب��ال��زواج. ليقنعنني دائ���ب ب�سكل ورائ���ي يت�سنى لي اإذا اأن اأدافع موؤيدا حججي بالرف�س؟ قد يتبين ذلك من هذا الحديث المثير للده�سة

بيني وبين »لهود«:

قلت: »اإنني اأ�سافر الآن في اأر�س البدو، ولي�س فيها هدوء وراحة، ول اأحتاج امراأة، واإل لكنت قد

�سحبت اإحداهن من بلدي«.

ال�سفر، على معتادات ل�سن »ن�ساوؤكم قالت: جيدا ونهارا ليال الإب��ل ركوب فيمكنني اأنا اأما

مثلي مثل الرجل«.

واح��دة فقط ذل��ول اإل اأملك »لكنني ل قلت: كما تعلمين«.

لك رديفا اأركب �سوف ؛ يهم ل »هذا قالت: اإل��ى ول حبل اإل��ى اأح��ت��اج ل اإن��ن��ي جيد؛ ب�سكل

رباط«.

كل اأق�سي اأنني اهلل يعلم ولكن ا، »حق قلت: ما يوما واإنني موح�سة، بالد في هائما حياتي

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

71 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ70

�سوف اأعود اإلى موطني في بلد الم�سيحية، واإلى قا الذهاب معي«. هناك ل يمكنك ح

�سيقوم ه��ل ذل���ك؟ يمكن ل »ل��م��اذا ق��ال��ت: األ امراأة؛ واأنا الموت الم�سيحيون ب�سربي حتى للعي�س �سيكفيني اإنه اأنثاك؟ تحمي اأن يمكنك اليومي حفنة برغل، اأو حفنة اأرز وب�سع تمرات؛ واحد اإل��ى احتجت ما اإذا ثوبا لي ت�ستري واأن

منها«.

اأعلم لكنني �سيء، اأق��ل لهو ه��ذا »اإن قلت: اإلى بالدنا فلن تفهمين اإذا ما جئت اأنه م�سبقا �سوف ذلك وبعد غرباء، ب�سرا و�سترين اللغة، على والح�سرة بالنواح الوقت ط��وال تقلقينني

اأمك واأبيك«.

اأو مخبولة. لماذا ل »اأتح�سبني مغفلة قالت: يمكنني اأن اأتعلم لغتكم؛ وكيف يتعلم اأطفالكم؟ خذني امراأة لك، و�سوف اأظل كذلك. اأما ب�ساأن بكلمة �سفتي تنب�س لن ف�سوف واأ�سقائي وال��دي

�سكوى واحدة«.

ب�سال�سة وطالقة ل�سان لم تترك لي حجة.

ويطرق كل يتداول الزواج بداأ مو�سوع هكذا ا حق وال�ساذجة البريئة الأحاديث وكانت يوم، مثار ت�سلية كبيرة، ول بد لي اأن اأقر باأنني لم اأجد

اأي فتاة ذات جراأة، وبالتالي �سهلة النقياد«.

الكثير ي��ق��دم »اأوي��ت��ن��غ« ك��ان الكيفية ب��ه��ذه المنطقة اأو�ساع تفا�سيل حول والري�سة بالقلم والثقافية والعمرانية وال�سيا�سية الجتماعية

والجغرافية والبيئية.

طريقه في وه��و - »اأويتنغ« رح��ل ك��اف، بعد

الجندل(، الجوف)دومة بلدة اإلى حائل- اإلى فمكث فيها عدة اأيام، اأتاحت له و�سفها وتقديم و�سفه وج��اء عنها، جديدة تاريخية معلومات في »اأويتنغ« وج��ود �سادف غيره. عن مختلفا فو�سف ١٣00ه����، لعام الأ�سحى عيد الجوف الجمال اأح���د نحر »ج���رى بالعيد: الح��ت��ف��ال النحر عملية وتمت المنا�سبة، لهذه ا�ستعدادا اأثناء عملية ب�سيف قطعت به رقبة الجمل، وفي حركة اأي دون الأخ���رى الجمال وقفت ال��ذب��ح حتى طويال وقتا ال�سحية واأخ��ذت انفعال، اأو براأ�سه يلقي الجمل وظل الأر���س، على �سقطت هنا وهناك وهو يئن ويتوجع حتى فا�ست روحه.

وقد لحظت النا�س جميعهم وقد دبت بينهم طفرة نظافة. واأينما نظر الإن�سان في اأي ركن اأو اأو اأو يحلق ذقنه، زاوي��ة.. يرى من يغ�سل راأ�سه ي�ستبدل لبا�سه. وكاأنها بلدة عامرة ظهرت مرة

اآلن بلنت

واحدة على وجه الأر�س.

اجتماع كان هناك الع�ساء، تناول طعام بعد اأم��ام ال��رج��ال ال��ع��دي��د م��ن اآخ���ر، ومقابلة م��ع نف�سه ال��ج��وف( وك��ان جوهر )ع��ام��ل ال��ب��واب��ة، �سفراء وكوفية جديدة، �سوداء عباءة يرتدي وقار� �للبا�س هذ� �أعطاه وقد حمر�ء، بخطوط في اأثناء زيارته. قبع هنا اأكثر من خم�سين رجال خلف �سور �سغير في حلقة حول النيران في اأثناء اإعداد القهوة، وحتى الجنود الذين كانوا يقفون نحو تعدادهم ويبلغ جوهر، خلف البداية في ع�سرين رجال، تلقوا اإ�سارة من جوهر بالجلو�س، في اأم��ام��ه م��غ��روزا �سيفه منهم ك��ل و�سع وق��د �ساحرا �سووؤها وك��ان النيران، ت��الألأت الرمل. انطباعا يعطي وانعكا�سه ال�سوء لأن القمر، مع المظلمة. المجموعة تلك و�سط وجماليا حيا اأداء �سالة انتهت هذه المنا�سبة والحتفال بعد اأويتنغ وي�سيف طويلة«. اأحاديث وبعد طويلة، من ركائبنا ع��ادت تقريبا الظهر »عند اإن���ه: عبر نركبها اأن قررنا الع�سر وعند المرعى، وفي في غربها. المائل البلدة �سور اإلى ال��وادي �ساهدنا ال�سم�س غ��روب وق��رب عودتنا طريق منظرا عجيبا ر�سخ في ذاكرتي، لم اأ�ساهد مثله وف�سيح، وا�سع �سهل ففي رحلتي. ط��وال ثانية جرت رق�سات رائعة، اإذ وقف �سفان متقابالن، تف�سل بينهما ع�سرون خطوة، في ال�سف الأول من عدد الثاني ال�سف وفي الفتيات، من عدد ترق�سان فتاتان وقفت الو�سط وف��ي الفتيان بروؤو�س مك�سوفة و�سعر م�سدول اإلى الخلف. بداأ الرق�س على �سكل خطوات ق�سيرة لالأقدام، مع فرد الأذرع حيث تتقارب ال�سفوف وتتباعد، ثم

قلعة مارد ومحيطها )هولت، ١٩٢٢م(

ق�سر خزام بدومة الجندل )بتلر، ١٩0٨م(

داخل ق�سر مارد بدومة الجندل )بتلر، ١٩0٨م(

علي الجارد، وكيل اأمير الجوف في بلدة �سكاكة )بتلر، ١٩0٨م(

اجلوبة - �شتاء 1435هـ72

ددـــــــــ

ـــــــــــــع

ـــــــــلـــــ

ف اـــــــــ

ــــــــــــــل

ـــــــــمــــ

73 اجلوبة - �ستاء 1435هـ

لبع�سهما ظهريهما الفتاتان اأدارت واحدة مرة نحو وحركتاهما الخلف، اإلى راأ�سيهما واأمالتا لهما بالت�سفيق الفتيات �سف وق��ام بع�سهما. وف��ي هذه ���س��دوره��ن. ف��وق متعامدة واأي��دي��ه��ن الأثناء كان الفتيان يترا�سون في الجهة المقابلة، وقد الت�سقت مناكبهم و�سيوفهم اأمامهم، وكانوا يغنون معا ب�سورة �سريعة... لقد قيل لي اإن هذه

الرق�سة ت�سمى الدحة«.

يودعها اأن ين�س ولم الجوف »اأويتنغ« غ��ادر األقينا نظرة وداعية المرتفع قائال: »عند حافة

على تلك الواحة الوادعة خلفنا«.

»اأوي��ت��ن��غ« بعد ال��ج��وف منطقة على تعاقب رحالة اآخرون، وكان من اأهمهم الرحالة الالتفي اإلى المنطقة عبر الذي نولده« اإدوارد »البارون »الوي�س الت�سيكي والرحالة ١٨٩٣م، �سنة حائل يقدم لم و١٩١٥م. ١٩0٩م، �سنتي في مو�سيل« »نولده« في روايته الكثير عن المنطقة، فقد كان العربية، الجزيرة و�سط اإلى �سيا�سية مهمة في ويعد ما كتبه مهما في ال�سياق ال�سيا�سي ولي�س في اأدب الرحلة. اأما الرحالة والعالم الكبير »الوي�س مو�سيل«، فقد قدم الكثير، ويعد كتابه »ال�سحراء العربية« من اأهم كتب اأدب الرحالت في �سمالي الجوف منطقة �سكلت وق��د العربية، الجزيرة

واأو�ساعها وقبائلها جوهر محتوى هذا الكتاب.

المب�سر هناك كان الرحالين هذين بين ما مب�سرا المنطقة زار ال��ذي ف��وردر« »ارت�سيبالد بالم�سيحية في �سنة ١٩0١م، لكن و�سفه لرحلته

كان مرتبطا بهدفه، ولم يعد عمله مهما في اأدب �س. »���س. البريطاني ال�سابط وتبعه الرحلة. بتلر« �سنة ١٩0٨ وقد قدم و�سفا مهما ومعلومات مهمة حول و�سع المنطقة، قدمها في محا�سرة عامة، لكنها اأي�سا ل تعد �سمن اأدب الرحلة، وفي هذا ال�سياق اأي�سا يمكن و�سع رحلة »�سانت جون

فيلبي« �سنة ١٩٢٢م اإلى منطقة الجوف.

خاتمة

في خا�سة بمكانة ال��ج��وف منطقة حظيت العربية ال��ج��زي��رة اإل��ى الأوروب����ي الرحلة اأدب العربية؛ الجزيرة �سمالي في موقعها لأهمية عدد عبرها اإذ وجنوبا، �سمال بوابتها فكانت من الرحالة الأوروبيين المهمين، الذين اأ�سهموا في اإثراء اأدب الرحلة الأوروبي للجزيرة العربية والن«، اأوغ�ست »جورج الفنلندي الرحالة مثل: بلغريف«،، غيفورد »وليم البريطاني والرحالة وال��رح��ال��ة الإي��ط��ال��ي »ك���الودي���و غ��وارم��ان��ي«، والرحالة البريطانية »الليدي اآن بلنت«، والرحالة الألماني والرحالة هوبر«، »ت�سارلز الفرن�سي »البارون الالتفي والرحالة اأويتنغ«، »يوليو�س »الوي�س الت�سيكي وال��رح��ال��ة ن��ول��ده«، اإدوارد مو�سيل«. لم يقدم هوؤلء الرحالة معلومات ذات هذا ف��ي ال��ج��وف منطقة لتاريخ بالغة اأهمية النوع من الأدب وح�سب، بل قدموها بفي�س من عبق من فيها يتاأ�سل لما المتوهجة الأحا�سي�س التاريخ، واأريج الأر�س و�سخائها، وعمق النتماء،

وكرم الأهل.)١( عو�س البادي، الرحالة الأوروبيون في �سمال الجزيرة العربية: منطقة الجوف )الجوف: نادي الجوف الأدبي الثقافي، ٢0١١م(؛ عو�س البادي، الرحالة الأوروبيون في �سمال و�سط الجزيرة العربية: منطقة حائل )حائل:

نادي حائل الأدبي الثقافي، ٢0١٤م(.

نماذج من اأدب الرحالت

رحلة المرايا المه�شمةال�شعود اإلى الجبل الأخ�شر)1(

لل�شاعر العماني �سيف الرحبي.

■ �شعيد بوكرامي - املغرب

كان الإن�سان دائما مدفوعا وفي كل الع�سور اأخ��رى، وثقافات بلدان اكت�ساف في بالرغبة والتعرف اإلى اأ�سخا�س اآخرين، ثم تقديم �سهادة يجترح الرحلة اأدب جعل ما وهذا عبوره. عن بالمعطيات زاخ���را مهما اأدب��ي��ا ن��وع��ا لنف�سه

الثقافية والجتماعية والأنتربولوجية.

في الرحالة العرب الأدب���اء ه��وؤلء بين من ع�سرنا الحالي، الذين كتبوا اأدب رحلة معا�سرا ومغايرا، نذكر: محمود تيمور: )اأبو الهول يطير العالم )حول من�سور: واأني�س وليل(؛ �سم�س -بالد - المجهول ذل��ك اليمن - ي��وم ٢00 في اأعجب الرحالت في التاريخ(؛ اهلل خلق اهلل -

ليبيا(، �سحراء )في ح�سنين: محمد واأحمد واأمين الحرية(؛ تمثال فا�سا )وراء اأبو وطاهر وم�سطفى الأق�����س��ى(؛ )المغرب الريحاني: الغابة(؛ – ال�سحراء في )مغامرة محمود: رحلة - الموج على )م�سافر رزق: وعبدالفتاح )فالح �سلبي: وخيري المغرب(؛ �سم�س اإل��ى الدخيل: وتركي الفرنجة(؛ ب��الد في م�سري الق�سيبي: وغ���ازي اأم��ري��ك��ا(؛ ف��ي )�سعوديون اإلى كاليفورنيا(. وعبدالرحمن )العودة �سائحا

بن زيدان: )رحلة اإلى اليابان( وغيرهم.

لكن �سنوات الت�سعينيات �ستعرف بروز اأدباء والرواية ال�سعر من الرحلة لأدب قدموا جدد

)1(

اأ�سبح االبتعاد الموؤقت اأو الدائم عن الوطن اأحد المو�سوعات االأكثر اإثارة في اأدب الحداثة وما بعد الحداثة. لأن المفهوم عموما ظهر ك�سرط وجودي ومعرفي لالأديب العابر للف�ساءات اأو المنفي في هذه الف�ساءات، التي تتحول جماليا اإلى �سياقات مجازية موغلة في تجربة ال�سفر، اإلى تغييرات في الهوية ال�سخ�سية والجغرافيات الرمزية الجديدة التي المف�سية بال�سرورة ي�سكك االأديب الرحالة في ثوابتها المعتادة؛ الأن الحالة االبداعية نف�سها غير م�ستقرة، فهي

ت�سعى دائما اإلى خلق ت�سادم خالق بين المركز والهام�ص، بح�سا�سية م�ستك�سفة ونظرة ثاقبة.

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

75 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ74

)عين الحارثي: محمد منهم: نذكر والق�سة، ���س��م��اوات(؛ )�سبع ال��ق��ر���س: و�سعد وج��ن��اح(؛ الهماليا جبال اإلى )رحلة ال�سالم: بدر ووارد البهية(؛ )تون�س ه��ري��دي: واأح��م��د الهندية(؛ وخليل م�س�س(؛ على )بورقيبة رخ��ا: ويو�سف النعيمي: )كتاب الهند: الحج اإلى هاري-دوار(، واأمجد نا�سر: )في بالد ماركيز( اأو غيرها من

الن�سو�س.

ه��ذا اله��ت��م��ام ب���اأدب ال��رح��ل��ة ف��ي ع�سرنا النمطي، الأك��ادي��م��ي ال��در���س ت��ج��اوز ال��ح��ال��ي الزاخر الأدب بهذا �سغوفون ق��راء له واأ�سبح وال��ط��رق��ات، والأم��ك��ن��ة، وال�����س��ع��ر، بالده�سة، الجديدة اللغة من دفق والخيبات، والأح��الم، المحتفية بالواقع الواخز للروؤية تارة، والمنع�س ال�سابرة الرحلة باإيقاع الم�ستنفرة للحوا�س

للعوالم المجهولة تارة اأخرى.

)2(

من النافذة يبداأ ال�ساعر �سيف الرحبي توقه، لكت�ساف ما وراء الأمكنة المغلقة. ومنها اأي�سا يبداأ الحلم برحلة نحو الواقع الحقيقي وم�سالكه الكبير العماني ال�ساعر يعقد هكذا الفاتنة. موؤججا بقرائه؛ اللقاء اأوا���س��ر الرحبي �سيف رحلته في التاأويل نوا�سي ومحفزا التلقي، اأفق المو�سومة ب »ال�سعود اإلى الجبل الأخ�سر«)٢(. لك�سر جامحة رغبة على البداية ه��ذه توؤ�سر زجاج اللغة والحياة والنطالق في وهاد المكان كيان ت�سييد ق�سد وال�سحري، والوعر الق�سي

جديد ولغة جديدة بح�سا�سية جديدة.

بالنافذة الفن ي�سمي اأن الفني للنقد يحلو

المفتوحة، ل�س�ساعة تجاربه وت�سعبها، وانفتاحه على الح�سا�سيات الجديدة والمتجددة. ويمكننا مفتوحة نافذة الأدبية الرحلة اإن كذلك القول على: النثر، وال�سعر، وال�سيرة الذاتية، وال�سيرة والتاريخ، وال��دي��ن، والأنتربولوجيا، الغيرية، ما الأبعاد الرحلة من هذه تلتقط والجغرافية. يوافق ثقافة الرحالة وا�ستراتيجيته لتاأليف رحلة

بموا�سفات معينة.

اإن الرغبة في تقديم �سهادة لقراء محتملين الكاتب ال��رح��ال��ة اأو ال��رح��ال��ة الكاتب �ستدفع عن وبعيدا �سامال لالأماكن و�سفه يكون اأن التغريب، معبرا عن م�ساعره ومخاوفه، و�ساعيا لفهم الواقع، المنزاح اأمامه كم�ساهد م�سرحية. وهذا يجعل القارئ اأمام رحلة مزدوجة: الرحلة في المناطق النائية، ورحلة داخلية يكت�سف من ، فالقارئ ي�سارك خاللها الرحالة نف�سه؛ ومن ثم

في هذه المغامرة، كاأن هناك اتفاقا �سمنيا بين الكاتب الرحالة والقارئ الذي يطالب بحكايات يعرفها؛ وهكذا ي�سبح مثيرة عن جغرافيات ل اكت�سافنا للجبل الأخ�سر هو ال�ستك�ساف نف�سه الذي خا�سه الرحالة �سيف الرحبي بين مدارج

الجبل الق�سي والع�سي كق�سيدة م�ستحيلة.

�سبيهة بالجبل ال��رح��ب��ي �سيف ع��الق��ة اإن بعالقة بول �سيزان بجبل بلدة »�سانت فيكتوار«، الذي ارتبط به هذا الفنان الثوري في عالم الفن، ج�سد لوحة ثمانين من اأكثر عنه ر�سم بحيث فيها مناظره الطبيعية واإيحاءاته الرمزية. �سيء غريب ومده�س اأن ي�سرف الفنان �سنوات طويلة لهذا �سيزان ع�سق ولفرط نف�شه، �لجبل لر�شم را�سدا يومية، �سبه بوتيرة يرتقيه كان الجبل الف�سلية؛ وتحولته ال�سوء وانعكا�سات زواي��اه ومن عجيب ال�سدف، اأنه �سقط في حالة غيبوبة

وهو ي�سعد الجبل نف�سه، ومات بعدها باأيام.

الثري الح�سور كذلك ننكر اأن يمكن ول الغربية/ �سواء العالمية الأدب��ي��ات في للجبل وعند م���ان، توما�س لرائعة ال�سحري الجبل اأو جيونو، وجان وريلكه ولمارتين �ساتوبريان العربية؛ وعلى �سبيل المثال، نذكر ح�سور جبل التوباد في ال�سعرية العربية القديمة. اإن الزخم الذي تمنحه الجبال في الثقافات العالمية دليل وروحيا ووجدانيا ثقافيا �الإن�شان �رتباط على

بالمرجعية الأ�سطورية والدينية للجبل.

تبداأ رحلة �سيف الرحبي مع الجبل الأخ�سر قبل ال�سروع في الرحلة فعليا، قبل �سنوات خلت في ١٩٧٩م ع��ام )ك��ن��ت ق��ائ��ال: ���س��رح عندما

دم�سق، اأحاول الكتابة �سعرا ونثرا.. ذات �سباح القلب اإلى الأثير الدم�سقي باليا�سمين معطر الأكثر القهوة اأ�سرب واأنا قباني، نزار الراحل المبكر، ال�سباحي الجو ذلك في و�سحرا فتنة واأحداثا الأخ�سر، مجرة حنين الجبل لي ظهر و�ساللت.. حاولت ت�سلقه كتابيا، باأدوات وج�سد الوعورة والغمو�س.. ت�سلق مثل هذه يتعودوا لم

وعلى الرغم من ذلك م�سيت في التجربة.

وه���ك���ذا ول����دت ت��ل��ك ال��ق�����س��ي��دة ال��ط��وي��ل��ة الكتاب و�سمت وال��ت��ي وع��ث��رات��ه��ا، ب��اأ���س��وات��ه��ا كتابيا، الأخ�سر الجبل ت�سلق حاولت بكامله، ولو واإقامة، واقعا ت�سلقه اللحظة اأح��اول مثلما فر�سة اأتيحت ثم .)٧٢/٧١ عابر...�س ب�سكل الرحلة الأولى في مطلع الت�سعينيات خالل ف�سل ال�ستاء. الرحلة الأولى م�ستع�سية لظروفها غير المي�سرة، فلم يكتب لها التدوين ب�سفة �ساملة، لكنها مع ذلك تحققت �سرارتها الأولى: )اأتذكر اأني دونت مالحظات �سريعة، لم اأعد لحقا اإلى م�سنة ن�سور لقطات منها �سياق.. في �سوغها على �سباح ذات تحلق وال��زم��ن، البرد اأثقلها

منحدرات »الفيا�سية«... �س ٢٣(.

ف�سل خ��الل فكانت ال��ث��ان��ي��ة، ال��رح��ل��ة اأم���ا كان الجبل، نحو الرحلة ه��ذه )ف��ي ال�سيف: ال�سيف على اأ�سده، وكان الهرب اإلى واحة الجبل �سطح على المطروحة.. الحلول اأحد الأخ�سر الجبل، وتوائمه من الجبال بالغة العلو، يمكنك على و�سفاتها، ومعالمها الف�سول تتبين اأن التي من هيمنة الجو ال�سهل وقراه، عك�س مدن الحار والغبار الكوكبي والأر�سي.. �س ٢٤(. في

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

77 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ76

الجبل الأخ�سر تبرز تدرجات الف�سول، ويمكن للرحالة اأن ينعم بهواء رطب بعيدا عن مكيفات الجبل اأرق. بال ينام اأن اأي�سا يمكنه ال��ه��واء، الأخ�سر يتحول اإلى ح�سن رحيم يف�سح المجال للذكريات و�سفاء الروؤية ودقة المالحظة وفي�س

ال�سور ال�سعرية.

)3(

فيه ت��ن��ع��دم اأدب����ي جن�س ال��رح��ل��ه اأن نعلم �سوابط النوع، لأنه �سرد متلون، وعلى ا�ستعداد منفتحة اأخ��رى اأ�سكال في مكتوبا ليكون دائ��م ب�سخاء. معها يتنا�س اأخ����رى، اأج��ن��ا���س على الرحبي، �سيف عند الأدب��ي��ة ال��رح��ل��ة ك��ذل��ك كتابته تذوب في بمرجعيات عديدة تزخر فهي الو�سف، )ال�سرد، التالي: الن�سق على الرحلية ال�ستطرادات(، هذا الن�سق الأ�سلوبي في رحلة مقاطع اأو تعليقات اإم��ا تعقبه الرحبي �سيف

�سعرية.

الثوابت تقاطع هذه اإذا، على تقوم، الرحله بالتناوب الكاتب ي�ستعيرها الثالثة؛ الخطابية على �سكل وظائف بالغية؛ تميز اأ�سلوبه وتمنحه الكتابة ف��ي ال��ع��ام المنهج ه��ذا اللعب. حرية اأو الرحالة، ال�سعراء عند اإل نجده ل الرحلية الرحالة ال�سعراء. وطبعا ما دام ال�ساعر رحالة نطلق فاإننا جوهره، في رحلة وال�سعر بطبعه، �سفة الرحالة على �سيف الرحبي بكل اطمئنان، التي الرحلية الن�سو�س من عددا راكم بعدما التوثيقي الطابع تذيب �ساعرية ب�سمة تحمل التقريري الذي يطغى على بع�س الرحالت التي اإن القول يمكن عليه، وبناء �سعراء. يكتبها لم

الوعي اإذ يح�سر اأكثر �ساعرية، ال�سعر رحالت ال�سعري لغة ون�سقا ودللت بين طيات تفا�سيل الدع���اء، لهذا نمثل ولكي ووقائعها. الرحلة

اإليكم مفتتح الرحلة:الجبل االأخ�سر

وهو ي�سترخي في ظهيرة قائظةي�سبه عرين اأ�سود

تتجه بروؤو�سها الوبرية الغا�سبةنحو البحر..

�سفا على غائما، الجو يكون ويتبدى حين مطر، �سفينة اأ�سطورية

تــ�ــســق عـــبـــاب ال����ط����وف����ان وال�����زم�����ن وغ���ب���ار الــ�ــســحــراء، حاملة مــن كــل زوجــيــن اثنين، اإلى لحقا �سيتحول ال��ذي ال��رب��ان يقودها رم���ز لإن���ق���اذ ال��ب�����س��ري��ة ال��ت��ي اأ���س��رف��ت على

االنقرا�ص والمحاق( �ص 12.

الغام�س المكان ه��ذا ف��ي الرحالة يتقدم والموغل في الأ�سطورة محتفيا بال�ستثناء الذي الفريدة. الطبيعية مناظره بين وهو به يحظى معبرا في ذات الوقت عن ا�ستحالة التوا�سل مع وتاريخه بذاكرته ويتجاوزها اللغة يفوق مكان تعبر اأن يمكن ل ال��ذي )ال��ع��ن��اق واأ���س��اط��ي��ره: عناق )لكن �س١٢، وال�سور...( الكلمات عنه الروح مركز هو ظل ال�سجرة وجذور ال�سخرة المت�سظية في هذا الف�ساء المهيب؛ ظل الأكثر مهابة روحية وتاأمال؛ اأكثر انغرا�سا في الذاكرة عذابا اإل المترامي العناق هذا يزدها لم التي كل ال�سنين، من الح�سود تلك كل كاأنما وتيها، تلك الحروب والبعاد، لم تزده اإل ن�سارة وخفاء المتراكمة..( الدفينة اأغ���واره �سبر ي�ستحيل

�سيف عند الأخ�سر الجبل اأ�سبح هل ���س١٣. �سائعة؟ ذاك����رة ل���س��ت��رج��اع ذري��ع��ة ال��رح��ب��ي وفكريا روحيا ج�سرا نف�سه الرحالة فعل وهل واإبداعيا لكتابة ن�س اآخر مختلف ومفقود اأي�سا. هل يق�سي المبدع حياته جميعها وهو يبحث عنه

في الأمكنة والأزمنة والعالقات الوجودية؟

)4(

الكاتب عنها يبحث التي الأ�سياء بين من البعيدة: الطفولة نجد الأخ�����س��ر، الجبل ف��ي �سنواتها م��رور رغ��م على بعيدة، طفولة )ف��ي بهاء م�سهد العميق، ب�سكونها ظلت ال�سريعة، �ل�شنو�ت تــلــك ــر�ط ــف �ن وع��ل��ى ال���ذاك���رة، ف��ي وخارج الأب��د ح�سرة في كاأنما ظلت وتعاقبها؛ البعيدة، طفولتنا عهود منذ الزمان. اإع�سار الأخ�سر، والجبل لعمان، الحجري الداخل في وع�س�س الغ�سة الطفولة تلك خ��ي��الت ي�سكن تتنا�سل وتالل جبال وخرافات، حكايات فيها، وحروبا كوا�سر، طيورا الغيبية.. مراب�سه من ويطول وت�ستمر اإل التاريخ، رقعة في تهداأ ل خيال وف��ي الجماعات لوع��ي في ا�ستمرارها

الطفولة والمراهقة الملتهب.. �س١٤(.

لكن الما�سي بالن�سبة لل�ساعر الرحالة، لي�س خ�سبا معينا بل مهجورة، واأطالل جافا معينا وا���س��ت��ع��ارات لغة تنبج�س خ��الق��ة، وا���س��ت��ع��ادة للوعي اإب��داع��ي��ا ج��دي��دا وم��راج��ع��ة وت��ك��وي��ن��ا

وا�ستمرارية نحو الم�ستقبل.

الجبل ي�سبح الح�سا�سية وهذه الوعي بهذا التاريخ م��ن ك��ن��زا وال�سلد وال�����س��اق القا�سي عن ح��ك��اي��ات وال��م��ك��ت��وب: ال�سفهي الجمعي

اأهل رواح��ة، بنو ري��ام، )بنو العمانية القبائل �سور، م�سقط، نزوى، �سحار، و�سكان �سمائل، الطائيين، وادي من�سح، وادي �سرور، ظفار، وادي �سمائل...(، وال�سعراء )اأبو م�سلم: نا�سر الحروب وق��ادة ال��رواح��ي( البهالني �سالم بن القديمة )محمد نور، اأحمد ابن �سعيد، الجلندي بن م�سعود، ورد بن زياد، حف�س بن را�سد...(؛ العماني للتاريخ م�سدرا الجبل اأ�سبح وبهذا الوعرة المنطقة هذه )من الكاتب: يقول كما في بح�سم ي�ساركون العمانيون ك��ان النائية، وال�سيا�سية التجارية و�سوؤونه العالم اأح���داث

والثقافية والمختلفة.. �س ٦٢(.

ول يخلو هذا التاريخ من الخلفية الأ�سطورية التي تطبع عادة الجبال العربية. ي�سرح الكاتب الراب�س الواقعي الجبل ذلك يكن )لم قائال: اأ�سطورة، اإل طفولتنا، ق��رى م��ن مقربة على ظالل اإل المتراكم والتاريخ للواقع يكن ول��م �ستى خ��راف��ات رواف��د تغذيها التي الأ���س��ط��ورة اأنا�سيد كما والأ�سباح، وال�سحرة المرايا كثيرة

البطولة والقتال في الذاكرة... �س ١٧(.

والمكان الذاكرة في الرحالة ال�ساعر بحث يقول الأ�سطورة. م��دارج ارتقاء عن يتوقف ل ترفع وحكاياتها، )ال��ذاك��رة اآخ���ر: م��ك��ان ف��ي اإلى م�ستوى الأ�سطورة الواقع وكائناته وحوادثه وم�����س��ب��ات��ه��ا، وب��خ��ا���س��ة ف���ي خ��ي��ال الأط���ف���ال البدايات في الذاهب الخيال ذلك الجبليين، اأ���س��ي��اء ال��وج��ود وال��ع��ال��م.. اإل���ى تلم�س الأول����ى

�س١٨(.

حائرا الرحلة ط��وال ال�ساعر ك��ان ل��ذل��ك،

اجلوبة - �شتاء 1435هـ78

ددـــــــــ

ـــــــــــــع

ـــــــــلـــــ

ف اـــــــــ

ــــــــــــــل

ـــــــــمــــ

79 اجلوبة - �ستاء 1435هـ

مترددا من الف�سل في تفكيك �سيفرة الجبل لغة ورموزا ومعنى. ومنه �سفة الأخ�سر الم�ستحيلة. وب���ي���ن م��ع��ال��م ال��ح��ج��ر ال��غ��ام�����س ب��ال��رم��وز في الإق��ام��ة على ال�ساعر ي�سر وال�ستعارات. قلب الخرافة والخيال، م�سحوبا بذاكرة مبلبلة وروح ال�ساعر باأحالم ال��ذروة ت�سعد وخطوات اإي��ق��اع ينتظم ه��ك��ذا ال�سابر. ورغ��ب��ة ال��ع��ارف الرحلة بين اأفعال: )اأنظر/ اأتوقف/ اأح�س�ست/ اأت����ذك����ر...(، ال��ت��ي ت��ح��رك ال�����س��رد وال��و���س��ف في ال��م��ك��ان جغرافية تحكمت ه��ل والتعليق. باأن الع��ت��راف من منا�س ل الكتابة؟ طريقة �ساعري باأ�سلوب كتبت الأخ�سر الجبل رحلة و�سوريالي اأخرى اأحيانا وحلمي اأحيانا، واقعي

في كثير من المقاطع.

بكل وا���س��ح ال�سعرية المرجعية تاأثير اإن بين المزج على ال�ساعر درب��ة اأن كما تاأكيد. اأ�سبحت التي ن�سو�سه في والنثري ال�سعري تحمل ب�سمة خا�سة، يمكن التعرف عليها حتى

واإن حجبنا ا�سم كاتبها.

)5(

اإلى رحلته في الرحالة ال�ساعر يبحث عم الجبل الأخ�سر؟

ال�ساعر/ اأن ال��رح��ل��ة ب��داي��ة منذ ن��الح��ظ الرحالة يبحث عن هويته ال�سخ�سية، من خالل

تاريخ الأ�سالف.

لي�ست الرحبي الرحلة عند �سيف الواقع في والمعرفية الأخ��الق��ي��ة ال��م��راج��ع ن��ت��اج ف��ق��ط فيه، يعي�س الذي العالم حددها التي المعقدة

ولي�ست فقط نتيجة مبا�سرة لل�سلف الذي ينحدر منه.

لم�سار نتيجة هي اإليه، بالن�سبة الهوية اإن اأن اختار و�ساقة غريبة ورحلة طويل، ف��ردي طقو�سه م��ن ج��زء ع��ن التخلي بعد بها ي��ق��وم �سيء، كل رغم تتحكم، التي المعتادة، اليومية

في وجوده.

بهذا ال��رح��ب��ي، �سيف ال�ساعر ح���اول لقد المعنى، اكت�ساب وعي جديد، من خالل البحث ال�ساعري عن المجهول الذي يعني بالن�سبة اإليه والرتابة، المعتادة، والطقو�س العادات، فقدان لجتياز حدود اليقين، وهذا ما مكنه من تحديد خرائط جديدة للجبل الأخ�سر وفهم جغرافيته الوقت وفي المنيعتين؛ والثقافية الجيولوجية نف�سه، كانت الرحلة فر�سة للتعرف على الذات

وما يتغلغل داخلها.

الرحلة لي�ست في الواقع، حيازة هوية بديلة، هذا الأ���س��ل��ي��ة. الهوية وترميم معرفة واإن��م��ا الكامل والحقيقي الذي حققه الرحالة التفاعل ا�ستدعى وعيا جديدا باأهمية الما�سي الذي لم المكان من جزءا ولكن بعيدا، عالما يبدو يعد يبداأ منها ال��ت��ي الأ���س��الف و���س��ج��رة الأ���س��ل��ي

الم�ستقبل.

عن بالبحث الرحالة ول��ع نف�سر اأن ويمكن الأ���س��الف ح��ي��اة وق��واع��د والتقاليد ال��ع��ادات بتاريخهم واأ�ساطيرهم التي �ساعدته في تطوير ومظهره، �سماته وت��ح��دي��د ك�ساعر، تجربته خ�سو�سية تاأ�سي�س ف��ي الم�سروعة برغبته

اإبداعية وثقافية فردية ثرية ولنهائية.

من مقدمة »الطرف المرتحل«

■ حممد ال�شحري - عمان

قال الأمام ال�سافع�ي :»�ـــســـافـــر تــجــد عــو�ــســا عــمــن تــ�ــســاحــبــه

الن�سب في العي�ص لذيذ فــاإن وان�سب

اإنــــــــي راأيــــــــــت وقــــــــوف الـــــمـــــاء يــفــ�ــســده ل��م يطب« ي��ج��ر ل��م ���س��ال ط���اب واإن اإن

الترحال هذا زاد الإ�سالمية، الدولة اإن�ساء بعد الدين لن�سر الإ���س��الم��ي��ة، الفتوحات ف��ي والتنقل الجديد، والإقامة لدى �سعوب وقبائل اأخرى لتعليمهم اأ�سول الدين الإ�سالمي. ولكن قبل ذلك هاجر بع�س للم�سايقات نتيجة الحب�سة، اإلى الم�سلمين من مكة التي تعر�سوا لها على اأيدي قري��س، وقد عرفت تلك

الهجرة، بالهجرة الأولى والثاني�ة. اأما في الع�سر الحديث وبالتحديد في منت�سف القرن التا�سع ع�سر، فقد عرف عرب ال�سام الهجرة الحكم م��ن وه��رب��ا ل��ل��رزق طلبا الأمريكيتين اإل���ى اأت��اوات وفر�س ال�سام، ب��الد حكم ال��ذي العثماني الع�سكرية، بالخدمة ال�سباب واأل��زم الأه��ال��ي على المجاعة من موجات اإلى تتعر�س المنطقة وكانت البحث اإل��ى بالإن�سان ال��ذي دفع الأم��ر والأم��را���س؛ هاجروا فقد المغرب عرب اأم��ا اأف�سل. مكان عن باتجاه اأوروبا، وذلك لقرب الم�سافة بينهما، ونتيجة

تو�سف ال��ت��ي الحقب ف��ي ال�ستعمارية ال��ح��م��الت بالكولونيالية، وقد قدم المهاجرون العرب اإلى اأوروبا اإما للعمل اأو الدرا�سة اأو لاللتحاق بالجي�س الفرن�سي اأو الإ�سباني؛ كما هاجر العرب الجنوبيون اإلى القرن التي لإفريقيا ال�سرقية ال�سواحل واإل��ى الإفريقي اأ�سبحت في يوم ما تحت الحكم العماني العربي، كما رحل بع�س العرب اليمنيين اإلى جنوب �سرقي اآ�سيا، واإلى ال�سواحل الغربية للهند، وهناك ن�سروا الإ�سالم

وازدهرت تجارتهم. عن واإن��م��ا اغترابا، ول هجرة اأروي ل هنا اأن��ا والأج����واء الأم��ك��ن��ة ت��ب��دل ع��ن ���س��اأح��ك��ي.. ال�سفر و�ساأنثر �ساأتحدث.. والح�سارة والثقافة والجغرافيا على ب�شاط �لحكايات مغامرتنا في �لترحال بين مدن وجزر، عبر و�سائط النقل الحديثة في الجو والبحر وال�سفن؛ وال��ق��ط��ارات ال��ط��ائ��رات بوا�سطة وال��ب��ر، وعا�ستها ع�ستها خا�سة تجربة عن �ساأكتب اإذا، والترحال، ال�سفر رفيقة زوج��ت��ي، هي ام���راأة معي مطارات في بع�سا بع�سنا ون�ستقبل اأنف�سنا ن��ودع يعرفنا ول اأح��دا فيها نعرف ل ومحطات ومرافئ عنها اأت��ح��دث التي الرحلة ا�ستغرقت اأح���د، فيها دي�سمبر اأواخر اإلى نوفمبر اأواخر من كامال �سهرا ٢00٩م، تنقلنا فيها بين ثالث قارات )اآ�سيا واأوروبا

الترحال وال�سفر، والهجرة، والتنقل، حاالت عرفها االإن�سان العربي قديما وحديثا، وقد �سهدت المنطقة العربية هجرات لأقوام وجماعات من مكان اإلى اآخر، �سواء في البحث عن الكالأ والماء، اأو نتيجة لظروف مناخية؛ كما حدث عند انهيار �سد ماأرب، وتفرقت القبائل العربية الجنوبية على اإثره نحو ال�سمال، اأو العبور اإلى القرن الأفريقي. وقد يكون ال�سفر لدواعي التجارة؛ فقد كان العرب في الجزيرة العربية يقومون برحلتين في ال�سنة، اإلى اليمن �ستاء واإلى ال�سام �سيفا،

يف}. وهذه الرحلة وردت في القراآن الكريم في �سورة )قري�ض(: {رحلة ال�ستاء وال�س

اجلوبة - �شتاء 1435هـ80

ددـــــــــ

ـــــــــــــع

ـــــــــلـــــ

ف اـــــــــ

ــــــــــــــل

ـــــــــمــــ

81 اجلوبة - �ستاء 1435هـ

الحياة اأن ن��درك كنا واإفريقيا(، ق�سيرة ول يوؤتمن جانبها؛ لذا كان كتابة في العمر ن�ستغل اأن علينا المغامرات ببع�س موؤثث م�سوار اإن الحياة قيمة فما والق�س�س. والتجارب؟ بالحكي لم تكن مليئة محدد اإط��ار في العي�س قيمة وما هل اإذا، الآخ����ري����ن؟! ق��ب��ل م���ن عن والخروج المروق هذا ي�سمى لنوامي�سها؟ خرقا الجماعة رتابة فليكن، ك��ذل��ك!! الأم���ر ك��ان اإذا اإل والإب��داع والعبقرية ال�سمو فما

الإتيان بما ل يعهده الأوائل.بداأت الرحلة من م�سقط اإلى مدريد ثم اإلى جزر الكناري، ثم الرجوع مرة اأخرى اإلى مدريد ومنها اإلى ومن بر�سلونة، اإلى ومنها غرناطة وبعدها قرطبة، وبعدها )فين�سيا(، البندقية ثم باري�س اإلى هناك ومن تون�س، اإل��ى بحرا ومنها باليرمو جزيرة اإل��ى

تون�س اإلى الجزائر، وبعدها الرجوع اإلى م�سقط. كنا �سخ�سين، ي�سافران معا من دون اللجوء اإلى تنظم التي ال�سياحية والحمالت الأ�سفار �سركات مثل هذه الرحالت، فاأنا ل اأحبذ مثل هذا النوع من للم�سافر الأ�سفار وكالت تحدد اإذ الموؤطر، ال�سفر تحديد في حتى وتتدخل والإي��اب الذهاب مواعيد بل والع�ساء، والغداء الفطور وتوقيت النوم �ساعات البحث باإف�ساد متعة ال�سياحي المر�سد اأحيانا يقوم لذلك والتخيل، الأفكار اأحبال ويقطع المعلومة عن الأ���س��ي��اء وح��دي واك��ت�����س��اف ال�سفر وح��ي��دا، اأح���ب المرة ه��ذه لكن والتوفيق، الحظ من ن�سيبي مع المرة و�ستكون هذه اآخر، �سخ�سا معي �ساأ�سطحب

الأولى التي ل اأ�سافر فيها وحيدا.لي�ست الكتاب ه��ذا ف��ي ال��ق��ارئ �سيجده م��ا اإن واإنما اغ��ت��راب��ا، ول منفى ول هجرة ع��ن حكايات �سافرا الع�سل، �سهر في لزوجين �سفر لوقائع �سرد معا وتنقال في اأكثر من مكان، و�سيطلع القارئ على مغامرات وثقافات ورحالت عدة توزعت على خم�س

�سهر ولمدة قارتين، وبين دول من نهاية �سهر نوفمبر اإلى نهاية

دي�سمبر من العام ٢00٩م.وجدتها ال��ت��ي المتعة ل���ول في هذه الرحلة لما كتبت عنها اأن يمكن ما ال�سفر ففي �سيئا؛ يحكى وق�س�س يجب اأن ت�سرد، لنقول رب��م��ا ال�سفر ع��ن نكتب اإن���ا ك��ن��ا ه��ن��ا ف��ي ه���ذا المكان ال�سارع ر�سيف على ذاك، اأو وداخل الغابة، اأو على �ساطئ اأو فوق قمة جبل، ومع مرور الأيام ي�سبح المكان الذي زرناه جزءا

من الذاكرة ومن الحنين.ون��ب��وح ���س��رائ��رن��ا نف�سح الأح���ي���ان اأغ��ل��ب ف��ي بالعواطف العابرة ونك�سفها للمتلقي، وهذا ما يمكن كتابة اإن��ه��ا الرحلة، اأدب ف��ي الكتابة �سر يعد اأن الم�ساعر الم�ستدعاة من اأعماق الأمكنة، ومن اأرواح

الثقافات المتجذرة، ومن اأطياف التخيل المارقة.قد يتفاجاأ القارئ بوجود رحالت كتبت في �سنوات الأماكن عن كتابات ولكنها ٢00٩م، للعام �سابقة التي اأعيد زيارتها من جديد في �ستاء ٢00٩م، وهي تون�س والجزائر، اإذ �سبق لي اأن زرت تون�س في �سيف ٢00٣م، وهي الزيارة الأولى، ثم اأقمت فيها من �سنة وخالل الماج�ستير، لدرا�سة ٢00٨م اإل��ى ٢00٥م المجتمع في اأكثر التعمق من تمكنت الإقامة فترة عن الجزائر لزيارة الفر�سة لي و�سنحت التون�سي، طريق البحر في اأغ�سط�س ٢00٧م؛ ومن هنا، وجدت للكتاب، اإ�سافة جمالية ال�سابقة الكتابات اإدراج اأن ده�سة اأو المتعة ي�سبه م��ا الأول���ى الكتابة ف��ي لأن لو فيما الكاتب ت�سعف ل قد والتي الأول��ى التجربة اأراد ا�ستعادة التدوين عن المكان الذي �سبق زيارته، لأن الكتابة عن الرحلة هي وجدانيات مقرونة ببكارة تقلل اأو تتدفق مرة واحدة ومن ثم تن�سب الأ�سياء، من مجيئها؛ لهذا كله اأردت اأن ي�ساركني القارئ متعة

الزيارة الأولى، والكت�ساف الأول..

الرحلةفي ظل الثورة الرقمية

■ ر�شوان ال�شائحي - املغرب

التاريخ عبر والت�سال النقل و�سائل تطور مع اأخذ طابع الرحلة يتغير، اإذ تقل�ست م�سافات المكان �سفر تجربة يخو�س الإن�����س��ان يعد ول��م وال��زم��ان، اإليها؛ �سيتجه التي الوجهة يعلم اأن دون من طويل والتطور والت�سال النقل وو�سائل الخرائط فتطور الرقمي اأثر كذلك على طريقة التدوين التي اأ�سبحت ب�سكل الأح��داث ونقل وال�سورة، بال�سوت م�سفوعة مبا�سر واأكثر واقعية. واأ�سبحت و�سائل الإعالم تواكب اإلى اآخر، وتزود القراء بجميع م�سار الرحلة من بلد حيثيات الرحلة وتطوراتها. وبخا�سة واأن الرحالة في لم�ستلزمات وافية بدرا�سة يقوم الرقمية الثورة ظل م�ستغال ل�سفره مخططا الأخير في لي�سع الرحلة، ومعرفة الم�سافة لح�ساب الرقمية الو�سائل جميع

البلدان التي �سيزورها ويحدد اأي�سا تاريخ العودة.عدد اإلى ي�سافر اأن الإن�سان بمقدور اأ�سبح كما كبير من الدول من دون اأن ينقطع عن عمله، اأو يفقد الت�سال باأقاربه وذويه. فاإذا كانت و�سائل النقل قد قد الرقمية فالثورة والم�سافات، الزمن اخت�سرت

المغربية الأ�سرة رحلة ولعل والمكان. الزمن األغت برحلة يقوم اأن ال��م��رء بمقدور اأن��ه بجالء تو�سح على يوؤثر اأن دون من العالم حول اأ�سرته اأف��راد مع

م�ستقبل اأبنائه الدرا�سي، اأو ترابطه العائلي.٢0١٣م، اأغ�����س��ط�����س �سهر م��ن ال�����س��اد���س ف��ف��ي انطالقا العالم ح��ول رحلتها مغربية عائلة ب���داأت عنوان تحمل والرحلة البي�ساء، ال��دار مدينة من �ستجوب .)Planet Khmissa( خمي�سة« »ب��الن��ي��ت العائلة )المكونة من اأب »اأنور العثماني ٤٩ �سنة«، واأم – مي�ساء، اأطفال �سنة«، وثالثة الديوري ٤١ »مليكة اآب العالم في خم�س �سنوات )من ٦ مايا، مهدي-(

»اأوغ�ست« ٢0١٣م اإلى �سنة ٢0١٨م(.وقبل انطالق الرحلة ناق�ست الأ�سرة مع م�سوؤولي اأمريكا م��ن �ستبداأ ال��ت��ي ال��رح��ل��ة م�سار المدينة اإلى العودة ثم واأ�ستراليا، باآ�سيا م��رورا الجنوبية، في اإقامته اقتناها، خالل كارفان، بوا�سطة اإفريقيا ت�سوير لفرق ي�ستاأجرها كان �سخ�س من مراك�س، الأفالم في جنوبي المغرب، كمنزل لإقامة نجوم الفن

اعتدنا في اأدب الرحلة منذ القديم، اأن يخو�ص الرحالة غمار �سفر طويل ال يعرف وجهته التي بالتحديد، ول الزمن الذي �سيق�سيه خالل م�سار رحلته المجهولة، ول يعرف الم�سافة �سيقطعها، وال حتى الوجهة التي �سيق�سدها؛ واإن كان بع�سهم خرج في مهمة معينة وفي زمن معين، فاأخذته مجريات الرحلة اإلى اأن يغير كل ح�ساباته، اأو يحدث طارئ معين فيغير م�سار بتدوين يهتم الرحالة وكــان االأمـــور. من وغيرها طويلة، �سنين بعد ويعود وزمنها، الرحلة

التجارب والأحداث التي عا�سها خالل الرحلة بعد عودته.

اجلوبة - �شتاء 1435هـ82

ددـــــــــ

ـــــــــــــع

ـــــــــلـــــ

ف اـــــــــ

ــــــــــــــل

ـــــــــمــــ

83 اجلوبة - �ستاء 1435هـ

الليل( )م�سك ا�سم الأ�سرة عليها واأطلقت ال�سابع. تم اأط��ن��ان، �ستة ووزن��ه��ا اأم��ت��ار، ت�سعة طولها ي�سل تطويعها لت�سبح م�سكنا وو�سيلة لخو�س هذه المغامرة الفريدة في نوعها. و�سلم عمدة المدينة مجموعة من اأجل من للعائلة، الدعم ور�سائل التذكارية الهدايا من �سيزورونها التي البلدان مدن لعمداء ت�سليمها

اأجل تقديم الدعم المادي والمعنوي لها.الرحلة في الأب��ن��اء ا�سطحاب فكرة ت�سكل ول��م �سيتم ح��ي��ث ل��درا���س��ت��ه��م، متابعتهم ح���ول ت�����س��اوؤل التابعة الإلكترونية المواقع عبر الدرا�سة متابعة بالدرا�سة عبر تعترف التي الإ�سبانية التعليم لوزارة كل امتحانات اجتياز باإمكانهم و�سيكون الإنترنت، الإ�سبانية المدار�س اأو القن�سليات في اأ�سهر ثالثة

عبر العالم.�سنتين، منذ ال��رح��ل��ة ل��ه��ذه التخطيط ت��م لقد النقل، و�سيلة في واإم��ع��ان بروية خاللها والتفكير تمويل يخ�س وفيما وغ��ي��ره��ا، ال�سحي وال��ت��اأم��ي��ن الخا�سة، الأب مدخرات من توفيره تم فقد الرحلة والذي يتقن اأربع لغات، وتقلب في العديد من المهام.. منها مدير عام �سابق في اإحدى ال�سركات في المغرب

وا�ستغل في موؤ�س�سة بنكية.مدينة اإل��ى رحلتها ب��داي��ة ف��ي العائلة �ستتوجه اإلى التوجه قبل الأوروبية البلدان بع�س ثم طنجة، اتجاه في الأطل�سي المحيط لقطع الالتينية اأميركا هناك العائلة �ستق�سي حيث الجنوبية، اأمريكا قارة من العديد خاللها ت��ج��وب ال�سنة.. ون�سف �سنة البلدان وبخا�سة الأوروغواي، والأرجنتين، وال�سيلي، القارة اإلى �سيتوجهون بعدها وبوليفيا، والبرازيل، الآ�سيوية، ثم اأ�ستراليا لتكون العودة اإلى اإفريقيا. اإذ

خطط الزوجان لزيارة نحو )٨0( بلدا.حول الرحلة بهذه القيام اأن الأ�سرة رب واأو�سح لتحمل و�سيلة اأح�سن ت�سكل عائلته، بمعية العالم الإن�سانية، القيم في والتدبر اأبنائه تربية م�سوؤولية و�إعطائهم فر�شة �كت�شاف �أنماط �أخرى من �لعي�س،

والنفتاح على الآخرين وعلى ثقافات اأخرى. والرحلة ح�سب الأ�سرة هي محاولة لل�سير على خطى الرحالة المغربي ابن بطوطة بطريقة ع�سرية ومختلفة، تتيح

التعرف على ح�سارات العالم و عادات �سكانه.اإذ الرقمية، ال��ث��ورة ظل في لرحلة نموذج ه��ذا التي البلدان كاختيار التفا�سيل اأدق في التفكير تم الأبناء؛ تعليم وك��ذا التمويل، واإع���داد �سيزورونها، هذا اإ�سافة اإلى توفرهم على اآلت الت�سوير الرقمية واأجهزة حيثياتها، بجميع الرحلة توثيق ت�سهل التي ال��دائ��م الت�����س��ال م��ن تمكنهم محمولة كمبيوتر بالعالم، بما فيها الطالع على معلومات �ساملة عبر وخرائط زي��ارت��ه، �سيتم ال��ذي البلد عن الإنترنيت GPS Global Positioning( جهاز عن ناهيك دقيقة، System( ل�ستقبال الإ�سارات والمعلومات من الأقمار

لأي الإح��داث��ي��ات لإع��ط��ائ��ك وتحليلها، ال�سناعية و�لعر�س �لطول خطوط كذلك �الأر�ــس، على نقطة من اأكثر مع التعامل ويمكنه والزمن، والرتفاعات قمر �سناعي، وغيرها من الو�سائل التقنية التي ت�سهل

م�سار الرحلة.لقد كان ال�سفر قديما من م�ستلزمات و�سروريات عن البحث الأ�سا�سي دافعه المجتمعات، في الحياة �سبل اأف�سل للعي�س، لكن هناك نوع من الأ�سفار كانت دوافعه اأعمق واأقرب اإلى الجنون اأحيانا، لأنها ارتبطت بحب الطالع على مجتمعات اأخرى، واكت�ساف بلدان البحر، عبر مخت�سرة طرق عن البحث اأو جديدة، لأن��ه ب�سعوبته، ال��رح��الت م��ن ال��ن��وع ه��ذا ف��ع��رف ال�سنين؛ ع�سرات ي��دوم الأم��د طويل ب�سفر ارتبط ولذلك كانت الرحلة تمثل م�سارا مجهول �سائكا مليئا الم�سافر منها يعود ل قد والمخاطر، بالم�ساعب المجهول يعرف اأن دائما »يف�سل فالإن�سان �سالما، مهما كان الثمن.. وكثيرا ما دفع الم�سافرون اأرواحهم اأكثر.. ول يعرفون وماتوا وهم يعرفوا.. اأن اأجل من بد اأن تعا�ستهم الوحيدة هي اأن الموت حرمهم من اأن

يقولوا ما الذي راأوه«)١(.

)١(�أعجب �لرحالت في �لتاريخ-�لجزء �الأول- �أني�س من�شور- ط١٣، مطابع الأهرام التجارية م�سر(.

من تجاربي في ال�شفر: الطريق اإلى قرطبة

■ فوؤاد ح�شن كابلي - املدينة املنورة

جانبي، اإل���ى الو�سيم ال�����س��اب ه��ذا جل�س وكان اأ�سقر اللون حلو ال�سمات، في عينيه حول خفيف يزيده مالحة، وكانت برفقته فتاة لعلها خطيبته، �سمراء �سمرة لطيفة وا�سعة العينين، �سوداويتين جديلتين ���س��دره��ا على اأرخ���ت داكن عنابي ثوب في نف�سها ت ولف طويلتين.. خ�سرها على ��د ���س ح��زام��ا حوله م��ن اأدارت جل�ست ال�سباب!! بقوة يوحي نحو علة فجعلها اإلى جانب هذا ال�ساب.. وكنت اأعرف عن غزل خا�سة طقو�سا لهم اأن واأع��رف الفرن�سيين، نظرت تقليدها..! ال�سعوب معظم ت�ستطيع ل اإليهما، وبدت مفا�سلي ترتجف، وبداأت عيوني ق في الفراغ ت�سرد وتذهل.. واأحيانا ت�سدني تحدنحوهما. وكنت اأتمنى ب�سبب هذا الحال �سرعة و�شولنا وهبوط �لطائرة باأي حال من �الأحو�ل، خلق اأتاأمل وهناك، هنا بعيني اأحدق وغدوت

اهلل �سبحانه وتعالى.. وجوها �سابة ووجوها اأكل عليها الزمن و�سرب.. اأخيرا اخترت النظر من الخ�سراء، الأر���س اإل��ى الطائرة نافذة خالل وال�سحاب المتقطع يظهرها ويخفيها.. وي�سعد الدخان من لفافة التبغ التي تدخنها هذه الفتاة ال�ساب، هذا �سوى وبينها بيني يف�سل ل التي ويدفع هواء مكيف الطائرة بالدخان الممزوج باأبخرة العطر نحوي..! كنت اأكره رائحته ومن ن��داء زر على �سغطت ال��ح��ال.. تبدل يومها اأو ال�ساي من كوبا فطلبت فح�سر الم�سيف، القهوة.. فهذا هو الوقت المنا�سب، فقد تفتحت ل اأنني الرغم من الإح�سا�س على منافذ لدي في الطائرة وهبطت المنبهات.. اأتعاطى هذه الطائرة وغادرت مطار مدريد، وحمدت اهلل، ول قرطبة، مدينة اإل��ى متجها اأخ���رى.. اإل��ى الطائرة واأقلعت وجهتهما، كانت اأي��ن اأع��رف

اإلى قرطبة عن طريق مدريد. كان باري�ص متجها �سافرت من مطار بورجيه في ذات يوم، وكنت الطائرة ركبنا اأن اإلى روؤو�سنا، على بغزارة تمطر وال�سماء البرودة، �سديد يومها الجو وحيدا.. جل�ست اإلى جانب النافذة.. اأتاأمل رذاذ المطر وهي تنعك�ص عليه.. واإذا ب�ساب عرفت من

لهجته الباري�سية اأنه فرن�سي؛ الأنني اأتقن هذه اللغة.. فقد در�ست في فرن�سا.

اجلوبة - �شتاء 1435هـ84

ددـــــــــ

ـــــــــــــع

ـــــــــلـــــ

ف اـــــــــ

ــــــــــــــل

ـــــــــمــــ

85 اجلوبة - �ستاء 1435هـ

مرة اأخرى واأنا اأ�سعر بالوح�سة التي كانت تمالأ فتحت محبو�س ماء وكاأني فاأح�س�ست نف�سي، كل في ين�ساح فجرى الأر����س، في فر�سة له اتجاه.. م�ساعر مكبوتة اأرهفتها حدة الإح�سا�س ال�سن، فقررت الحياة في هذه بالوحدة وفورة اأم العيال في المقعد الذي اأن تكون من يومها

بجانبي قدر الم�ستطاع.. وهذا ما يحدث..

الم�سجد ب��زي��ارة وب���داأت قرطبة، و�سلت فوجدته زاخرا بالنقو�س وقد غامت فوقه الألوان اأمام ووقفت الباب اجتزت العين.. ل تحققها فطالعتني رهبة، في فدفعته الم�سجد.. باب األ��وان فيها اأ�سرقت اأن لبثت ما خفيفة عتمة المتداخلة.. العقود المجزع.. وحجرة الرخام ر�سيقة غابة لي بدت النور، عيناي األفت فلما م��ن اأع�����واد ال���رخ���ام وع��ق��ود م��ل��ون��ة ���س��اح��رة القراآن باآيات مزينة وم�ستطيالت ال�ستدارة، الكريم.. على مدى ل تح�سره العين.. ف�سرت كالم�سحور بينهما حتى اأقبلت على المحراب.. وهناك راأيت الجمال الذي يعقد الل�سان، ول�ست حجرة والمحراب مثله.. يو�سف كيف اأع��رف �سغيرة من الرخام الم�سقول.. يبين كاأن الماء

اأبي�س، اأحمر، اأخ�سر، ل يعرف ين�سكب عليه، له لون محدد.. تتعدد في �سقفه �سدفة �سخمة الممتدة خطوطها تحمل النا�سع، الرخام من

ال�سوت فتذيعه في اأنحاء الم�سجد..

وقفت مذهول اأتطلع على ما ل يرى الإن�سان الأق��دار.. وفجاأة غامت ت�سعفه اإل حينما مثله تهتز الم�سجد اأع��م��دة اأن لي وتخيل عيناي، اأمامي من خالل الدموع، ونف�سي ت�ساألني: ترى لماذا بكيته؟! عن يوم ذلك الما�سي ال�سامخ..؟

اأم الحا�سر الذي نحن فيه؟؟ اهلل وحده اأعلم.

م�شاهير الرحالةحول العالم

■ مر�سي طاهر اأبو عوف – دار اجلوف للعلوم

الحدود اكت�سفت المالحين، طريقة وعلى الرحالة، م�ساهير ع��ن لمقالي المو�سوعية حتى اأ�ستطيع اأن اأبحر معهم في �سياحة فكرية الإم��ك��ان، ق��در بهم التعريف ت��ح��اول م��وج��زة وتو�سح للقارئ جانبا مهما من التراث الإن�ساني الذي تركوه لنا، وف�سلهم الكبير على الإن�سانية

العالمية.

والتنقل الترحال اأو الرحلة الإن�سان عرف

بفطرته التي جبل عليها منذ بدء الخليقة؛ منذ ليعبدوا اهلل، الأر���س اإلى وحواء اآدم اأن هبط وليعمرا باأولدهما الأر�س وينت�سروا فيها، كما ما الفيل، �سورة في القراآن في الرحلة ذكرت

يدل على معرفة الإن�سان بالرحلة.

ت�سجيلها، اأو ال��رح��الت تلك ت��دوي��ن اأم���ا فبداأوا طويلة، قرون بعد الإن�سان به قام فقد ي�سجلون تلك الرحالت عن طريق الر�سم على

يزخر الإنتاج الفكري العربي بالحديث عن م�ساهير الرحالة حول العالم؛ وبا�ستعرا�ض هذا كبير من الحديث عن قطاع يمثل با�ستفا�سة الم�ساهير هــوؤالء الحديث عن اأن نجد االإنتاج، التراث الفكري والأدبي، لي�ض العربي فقط، بل العالمي كذلك. هذا التراث.. يبحر بنا اأحيانا اأن اأ�سباب معروفة منها اأخرى تجاه الجغرافيا والتاريخ، ولذلك اأدب الرحالت، واأحيانا تجاه �سبب �سهرة هوؤالء الرحالة هو في الواقع يمثل ا�ستك�سافا لمناطق جغرافية، وكذلك تدوينهم اأو اإمبراطوريات في تلك االأزمــان، كذلك اهتم للتاريخ العالمي المرتبط بوجود قوى عالمية هوؤلء بتدوين الحوادث والواقعات التي مروا بها اأو اكت�سفوها. وفي رحاب تلك اال�ستك�سافات، كثير نقل في الكتابات هذه اأ�سهمت الرحالت؛ اأدب عليه اأطلق الكتابات، من جديد نوع ن�ساأ من ال�سور الجميلة والم�ساهد المميزة لتلك البالد وطبيعتها الجغرافية، وظروفها المعي�سية، عادات مع تتفق وقد تختلف قد وتقاليد وعــادات �سكانها، واأفكار تاريخها على ال�سوء واألقت البالد التي جاءوا منها؛ ما �ساعد على نقل بع�ص ثقافات ال�سعوب االأخرى، واإثارة االهتمام بها،

وت�سجيع المهتمين من العلماء وطلبة العلم على زيارة تلك البالد.

جامع قرطبة

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

87 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ86

جدران على موجود هو كما مبانيهم، جدران رائعة �سور العليا بم�سر البحري الدير معبد الأ�سرة ملوك )من حت�سب�سوت الملكة ل�سفن الثامنة ع�سرة الفرعونية(، عند عودتها لم�سر

بعد رحلتها اإلى بالد »بنت« في الجنوب.

من عديدة رح��الت فلهم الفينيقيون اأم��ا خالل المحيط الأطل�سي اإلى الجزر البريطانية، طول على م�ستعمرات يقيموا اأن وا�ستطاعوا اإ�سبانيا؛ بحر الروم )الأبي�س المتو�سط( وفي وخلفهم الإغريق، فاأقاموا م�ستعمرات في بحر الروم والبحر الأ�سود، واختلفوا عن الفينيقيين عن المعلومات م��ن العديد ت��رك��وا اأن��ه��م ف��ي جغرافية العالم في زمانهم عن طريق التدوين عن ورث��وا الذين العرب ج��اء ثم والت�سجيل. وا�ستهر ال��رح��الت، حب ال�سابقين جدودهم كل �سجلوا ال��ذي��ن ال��ع��رب ال��رح��ال��ة م��ن كثير زاروها، التي البالد جغرافية مع م�ساهداتهم وق���د ب�����دءوا ب��رح��ل��ة ال���ح���ج، ث���م ا���س��ت��ه��واه��م كله؛ الإ�سالمي العالم بقاع فجابوا الترحال.. بقاع فجابوا الإ���س��الم، ن�سر ذلك بعد ب��داأ ثم ن�ساأت الرحالت تلك ومن وبحرا، برا العالم اأقا�سي�س ال�سندباد البحري وال�سندباد البري.

بعد اإل الرحلة عن الكتابة تذكر لم وربما اإذ الإ�سالمية؛ والفتوحات النبوية الهجرة الرحالة بها ق��ام رح��الت عن كتابات ظهرت بالد اإل���ى و�سلوا حتى ال��ب��الد ج��اب��وا ال��ع��رب وتركيا النهر وراء ما وب��الد والهند ال�سين

وغيرها.

واأخ�����ذت ج��ي��و���س ال��م�����س��ل��م��ي��ن ف���ي ع�سر الفتوحات الإ�سالمية تغزو الأر�س �سرقا وغربا من يطلب الخلفاء اأكثر وكان وجنوبا، و�سمال حتى المفتوحة ال��ب��الد ل��ه ي�سفوا اأن ق��ادت��ه

يعرفونها كمن راآها.. واأول من فعل ذلك عمر من طلب حين عنه، اهلل ر�سي الخطاب بن عمرو بن العا�س اأن ي�سف له م�سر، فبعث اإليه م�سر جغرافية فيه ي�سف م�سهور، بخطاب اأنه الأثير ابن ويذكر و�سعبها. ومدنها ونيلها عندما غزا قتيبة بن م�سلم مدينة بخارى �سنة حولها، وما خارطتها ر�سم منه طلب ٧١٨ه���، الحجاج ومنهم وزراءه.. الخليفة جمع ث��م على بناء الفتح بخطة اأ�سار ال��ذي يو�سف بن ومما فتحها. في قتيبة نجح وبذلك الر�سم، يروى في ذلك اأن الخليفة الفاطمي المعز لدين علماء من فريقا ا�ستدعى اهلل)٩٥٢-٩٧٥م( له ير�سموا اأن واأمرهم الم�سلمين، الجغرافيا جدران بها ل يجم لكي للعالم، كبيرة خريطة ق�سره في القاهرة، وقد و�سف المقريزي تلك وع�سرين اثنين تكلفت اإنها فقال: الخريطة من كبير مقطع عن عبارة وهي درهما، األ��ف الحرير الأزرق، غريب ال�سفة، من�سوج بالذهب و�سائر األوان الحرير، فيه �سورة اأقاليم الأر�س، وفيه وم�سالكها، ومدنها، وبحارها، وجبالها، �سورة مكة والمدينة، وقد كتب ا�سم كل مدينة

وجبل وبلد ونهر وطريق بالذهب اأو الف�سة.من ب�سيء ن��ت��ن��اول ال��ق��ادم��ة ال�سطور ف��ي الإيجاز اأ�سهر الرحالة العرب والأجانب، الذين باأ�سمائهم، و�سار لنا تراثا كبيرا اقترن تركوا

منارة للعالم على مدار تاريخه.

اأ�شهر الرحالة العرب

ابن ف�شالن

ولد ف�����س��الن، اب��ن ر���س��ال��ة ك��ت��اب �ساحب الخليفة اأر�سله الميالدي، العا�سر القرن في لملك اإجابة بغداد باهلل من المقتدر العبا�سي الإ���س��الم، لتعليمه - رو�سيا في - ال�سقالبة

فاأر�سل اأعدائه، من له وح�سن م�ساجد وبناء والفقهاء، العلماء وفد راأ�س على ف�سالن ابن �سنوات من )٩٢١- ٩٢٤م( في واأم�سى ثالث بالد الرو�س وال�سقالبة والخرز وال�سكندنافيه.

ابن جبير

اتفاقات بالأخبار عن �ساحب كتاب »تذكرة من وه��و جبير، اب��ن رحلة ب���: ع��رف الأ�سفار«، جبير ب��ن اأح��م��د ب��ن محمد ا�سمه الأن��دل�����س، بلن�سية في ولد جبير بابن المعروف الكناني، باإ�سبانيا �سنة ٥٤0 ه� )١١٤٥م(، وتعلم على يد اأبيه وغيره من العلماء في ع�سره، ثم ا�ستخدمه ملك عبدالموؤمن بن �سعيد اأب��و غرناطة اأمير فا�ستوطن ال�سر.. كاتم وظيفة في الموحدين ا�ستدعاه قد �سعيد اأب��و الأمير وك��ان غرناطة، يوما ليكتب عنه كتابا وهو ي�سرب الخمر، فاأرغم الخمر من كوؤو�س �سبعة �سرب على جبير ابن ابن �سمم لذلك دنانير، اأق��داح �سبعة واأعطاه الدنانير بتلك الحج برحلة القيام على جبير �سنتين، �سفره في واأق��ام خطيئته، عن تكفيرا ن م�ساهداته ومالحظاته في يوميات، وذلك ودوكتابه وت���داول )١١٨٦م(، ٥٨٢ه����/ �سنة نحو والمترجم ال��م��وؤرخ ق��ام حتى وال��غ��رب، ال�سرق الإنجليزى »ويليام رايت« بن�سره وطبعه في كتاب جمع عددا كبيرا من الرحالت لرحالة وحجاج

عرب واأجانب م�سلمين وم�سيحيين ويهود.

العالمة الإدري�سي

اختراق في الم�ستاق )نزهة كتاب �ساحب اأبو عبداهلل محمد بن محمد الآف��اق(، وا�سمه ب��ن ع��ب��داهلل ب��ن اإدري�������س، اأح���د ك��ب��ار علماء والأدب، التاريخ، في كتب اأنه كما الجغرافيا، والطب، الفل�سفة، ودر���س والنبات، وال�سعر، �سبتة ف��ي مدينة ول��د ق��رط��ب��ة، ف��ي وال��ن��ج��وم

�سمالي المغرب عام ٤٩٣ ه� )١١00م(، ومات وم�سر، الحجاز زار )١١٦٦م(. ه� ٥٦0 عام اإلى و�سافر واإنجلترا. فرن�سا �سواحل وو�سل

الق�سطنطينية و�سواحل اآ�سيا ال�سغرى.

ا�ستك�سافات �سائر في خرائطه ا�ستخدمت الأوربية، النه�سة الغربيين في ع�سر الرحالة بكتابه ن�سرت ال��ت��ي خ��رائ��ط��ه ف��ي ح��دد وق��د والبحيرات، والمرتفعات الأن��ه��ار اتجاهات معلومات ا اأي�س و�سمنها النيل، نهر ومنابع اإلى حدود الدول. اإ�سافة عن المدن الرئي�سة، �شقوط بعد �شقلية �إلــى �الإدري�شي �نتقل كما الحكومة الإ�سالمية، لأن ملكها في ذلك الوقت ف�سرح للمعرفة، محبا ك��ان ال��ث��ان��ي« »روج���ر الف�ساء في الأر����س موقع لروجر الإدري�����س��ي الأر���س، لتمثيل البي�سة ذل��ك في م�ستخدما �شبه �الإدري�شي �الأر�س ب�شفار �لبي�شة �لمحاط ال�سماء في الأر���س تهيم كما تماما، ببيا�سها

ات. محاطة بالمجر

ابن بطوطة

في )١٣0٤م( ه� ٧0٣ �سنة طنجة في ولد المغرب، وينت�سب اإلى عائلة عرف عنها عملها وقرر ال�سريعة، در�س فتوته وفي الق�ساء. في اأن يخرج عام ١٣٢٥م وهو ابن ع�سرين عاما، المزيد يتعلم اأن �سفره من ��ل اأم كما ح��اج��ا، عن ممار�سة ال�سريعة في اأنحاء بالد الإ�سالم. بالد فطاف ٧٢٥ه����، �سنة طنجة م��ن وخ��رج المغرب، وم�سر، وال�سام، والحجاز، والعراق، وما وترك�ستان، والبحرين، واليمن، وفار�س، واأوا�سط وال�سين الهند وبع�س النهر، وراء والأم��راء الملوك من بكثير وات�سل اأفريقيا. فمدحهم، وكان ينظم ال�سعر، وا�ستعان بهباتهم

على اأ�سفاره.

دد���������

�������������ع

���������ل�����

ف ا���������

��������������ل

���������م����

89 اجلوبة - �شتاء 1435هـاجلوبة - �شتاء 1435هـ88

وع���اد اإل���ى ال��م��غ��رب الأق�����س��ى، وذه���ب اإل��ى مرين( بني ملوك )م��ن عنان اأب��ي ال�سلطان فاأقام في بالده. واأملى اأخبار رحلته على محمد فا�س بمدينة ال�سلطان، اأدي��ب الكلبي جزي بن �سنة ٧٥٦ ه�، و�سماها)تحفة النظار في غرائب

الأم�سار وعجائب الأ�سفار(،

البرتغالية ال��ل��غ��ات اإل����ى رح��ل��ت��ه ت��رج��م��ت وترجمت بها، ون�سرت والإنجليزية، والفرن�سية بها، اأي�سا ون�سرت الألمانية اإل��ى منها ف�سول وا�ستغرقت والفار�سية. التركية يح�سن وك��ان في ومات )١٣٢٥-١٣٥٢م(، �سنة »٢٧« رحلته جامعة تلقبه )١٣٧٧م(. ٧٧٩ه��� �سنة مراك�س كامبريدج في كتبها ومو�سوعاتها باأمير الرحالة الم�سلمين. واأطلق علماء الع�سر ا�سم ابن بطوطة على اإحدى الفوهات البركانية على �سطح القمر.

قام ابن بطوطة بثالث رحالت، وقد ا�ستغرق وكان �سنة، وع�سرين ت�سع نحو مجموعها في خاللها يترك لم التي الأول���ى الرحلة اأطولها زارها، اإل والم�سرق المغرب نواحي من ناحية وك��ان��ت اأط���ول اإق��ام��ة ل��ه ف��ي ب��الد الهند، حيث تولى الق�ساء �سنتين، ثم في ال�سين حيث تولى

الق�ساء �سنة ون�سف ال�سنة.

الفترة و�سف كل ما �ساهده وعاينه وفي هذه ورجال �سالطين من من عرفه كل وذكر فيهما، واأخالقهم وعاداتهم مالب�سهم وو�سف ون�ساء، و�سيافتهم، وما حدث في اأثناء اإقامته من حوادث وحروب وغزو وفتك بال�سالطين والأمراء ورجال الدين، وكان ابن بطوطة خالل اإقامته هذه مندفعا بعاطفته الدينية اإلى لزوم الم�ساجد والزوايا، فلم

يدع زاوية اإل وزارها ونزل �سيفا عليها.

اأما رحلته الثانية فكانت اإلى اإ�سبانيا، والثالثة اإلى ال�سودان.

ياقوت الحموي

وهو رحالة جغرافي، واأديب و�ساعر وخطاط ول��غ��وي، ول��د ف��ي مدينة ح��م��اة ع��ام ٥٧٤ه����/ مدينته اإل��ى ن�سبة بالحموي ويلقب ١١٧٨م، حماة، وا�سمه �سهاب الدين اأبو عبداهلل ياقوت اأديب ه�(، ٦٢٦ - الحموي )٥٧٤ بن عبداهلل وموؤلف مو�شوعات، وخطاط، من �أ�شل رومي.. وقد الأدب، درا�سة من واأكثر بالعلم، ا�ستعل موؤلفات واأه��م الرحمن(. )عبد نف�سه �سمى الذي البلدان( )معجم كتاب الحموي ياقوت

ترجم وطبع عدة مرات.

ومن رحالة الع�سر الحديثحممد ح�سني هيكل: �ساحب كتابي:ع�سرة

اأيام في ال�سودان، ويوميات باري�س. �ساحب عــبــدالــقــادراملــازين: اإبــراهــيــم كتاب رحلة الحجاز، وواحد من جيل العمالقة، ولد و�ساعر م�سري عبقري، روائي كاتب وهو

في القاهرة في م�سر ١٨٨٩/٨/١٩م. ذكريات ل��ه م�سري كاتب مبارك: زكــى

بغداد، وذكريات باري�س. رحلة ل��ه ���س��ع��ودي ك��ات��ب املعلمي: يحيى

علمية ورحالت اأخرى.الكبير الم�سري الكاتب من�شور: اأني�ص المعا�سر، الذي كتب اأجمل كتب اأدب الرحالت و»ب��الد اهلل ي��وم«، العالم في ٢00 مثل: »حول »اليمن غريبة«، بالد في »غريب اهلل«، لخلق ذلك المجهول«، »اأنت في اليابان وبالد اأخرى«، »اأطيب تحياتي من مو�سكو«، »اأعجب الرحالت

في التاريخ«.�ساحبة م�سرية، كاتبة بــدر: عــزة د. كتاب اأم الدنيا، وكتاب »رحالت بنت قطقوطة

اليونان اإل���ى رحلتها فيه ت�سف ٢00٧م«.. واإيطاليا وبالد اأخرى.

وهناك عميد الرحالين.. الرحالة ال�سعودي المعروف حممد بن نا�سر العبودي )١٣٤٥ه� �سعودي، ورح���ال وم��وؤل��ف اأدي���ب ١٩٣0م( -الأمين من�سب وي�سغل بريدة، مدينة في ولد الإ���س��الم��ي. العالم لرابطة الم�ساعد ال��ع��ام اأ�سقاع اأتاح له عمله في الرابطة زيارة معظم واطالعاته العديدة لم�ساهداته فكان العالم، اأدب في كتابا و�ستين مائة من اأكثر تثمر اأن الأدب في ال�ستحقاق ميدالية الرحالت. منح من الرغم وعلى ١٩٧٤م(، )١٣٩٤ه����- ع��ام اأن تعليم ال�سيخ محمد بن نا�سر العبودي كان تعليما دينيا في مجال ال�سريعة الإ�سالمية. اإل اأن معظم موؤلفاته كانت اأدبية، وي�سب الجانب الأكبر منها في مجال اأدب الرحالت، حيث يعد من الرواد في هذا المجال، والجزء الآخر من موؤلفاته في مجال اللغة، وقد بلغ عدد موؤلفاته المطبوعة نحو )١٢٨( كتابا، ويوجد لديه نحو تنتظر مخطوطة ت��زال ما اآخ��ر كتاب )١00(

الطبع.

م�شاهير الرحالة الغربيين

هيرودوت )484 425( ق. م

زار التاريخ، باأبي لقب كبير ورحالة م��وؤرخ و�سقلية الإغريق وبالد ال�سغرى واآ�سيا م�سر من مائتين حياة تاريخه في و�سجل واإيطاليا، ال�سعوب والقبائل المختلفة الأجنا�س، وتاريخه

يعد من تراث الإن�سانية الخالد.

ميغا�شتين )القرن الثالث قبل الميالد(

�سنتى)٣0٢ بين ما قام يوناني ورحالة موؤرخ اأميره بها كلفه دبلوما�سية بمهمة ق.م( ٢0٧�

�سلوق�س نيكاتورا، اإلى الملك الهندي �ساندراكو�س، ses indica :وقد �سجل رحلته اإلى الهند في كتابه

اعتمد عليه كمرجع الموؤرخ �سترابون.

بلينى)23ـ79ق.م(

هيجان اأث��ن��اء توفي لتيني، جغرافي رحالة ال��ت��اري��خ األ���ف ٧٩٨ق.م، �سنة ف��ي��زوف ب��رك��ان الطبيعي، وهو مو�سوعة ودائرة معارف علمية في )٣٧( مجلدا، وهو الذي اأ�سار اإلى وجود مخلوقات حديديا �سدا واأن وم��اأج��وج- ي��اأج��وج - غريبة

يح�سرهم ويعزلهم عن الب�سر.

بطليمو�ص)القرن الثاني بعد الميالد(

دائ��رة م��وؤل��ف وه��و وفلكي، وجغرافي رح��ال��ة جغرافيو عنه نقل )المج�سطى( فلكية معارف

العرب.

دمنغو باديا باي العبا�شي الإ�شباني

زار الإ�سالمي، العالم اإ�سباني زار اأول رحالة المغرب الأق�سى �سنة ١٨0٣م في عهد ال�سلطان وم�سر، وليبيا، وال��ج��زائ��ر، ال��ع��ل��وي، �سليمان والمدينة العربية، ودخل مكة والجزيرة وال�سام، مجلد.. في مهمة رحلة وله �سنة١٨0٧م، حاجا مراكز على واق��ت��رح الإ�سبانية باللغة ن�سرت الترجمة في ال�سعودية اأو في دول الخليج ترجمتها

اإلى اللغة العربية وطبعها ون�سرها.

هنري مونديل)665هـ-1701م(

القد�س اإلى حلب من )رحلة كتاب له رحالة لبنان بالد اإلى رحلته فيه و�سف ١٦٩٧م( �سنة

والقد�س.

ماركو بولو

البحار الإيطالي ماركو واحدا من بين كان

اجلوبة - �شتاء 1435هـ90

ددـــــــــ

ـــــــــــــع

ـــــــــلـــــ

ف اـــــــــ

ــــــــــــــل

ـــــــــمــــ

91 اجلوبة - �ستاء 1435هـ

والهند ال�سين زاروا الذين الأوربيين اأوائ��ل ولم الأخ����رى، البعيدة ال�سرقية وال��م��ن��اط��ق بالت�سديق، الأم��اك��ن تلك ع��ن اإخ��ب��اره يحظ لكنه �سجع فكرة التجارة مع ال�سرق، وكان اأبوه وعمه تاجرين، ما �ساعده كثيرا في التغلب على الأجنبي والتداول للتثمين التقليدية المفاهيم

والتعامل مع �سفن ال�سحن.

كري�شتوفر كولمب�ص

من ال��ق��ادم الم�ستعمر اأم��ي��رك��ا.. مكت�سف اأول من وطد العالقة بين اأورب��ا، يعد كولمب�س

الأمريكيين الأ�سليين والأوربيين.

فا�سكو دي جاما

ال�ستك�ساف ت��اري��خ ف��ي بطل اأع��ظ��م ويعد الأوربي، طاف هذا الرحالة حول راأ�س الرجاء لإفريقيا، ال�سرقي ال�ساحل واأعلى ال�سالح، واكت�سف بعد ذلك الطريق التجاري اإلى الهند، ١٥٢٤م، عام البرتغالية للهند زعيما اأ�سبح وذل����ك ب��ع��د ح�����س��ول��ه ع��ل��ى ال��م��اج�����س��ت��ي��ر في

الريا�سيات والمالحة.

فرديناند ماجالن

حول دار من اأول كان برتغالي، م�ستك�سف اأق�سى جنوب العالم واكت�سف م�سيق ماجالن تبنى لكنه �سابوزا، في ولد الجنوبية، اأمريكا الملك كجن�سية لح��ق��ا الإ�سبانية الجن�سية الموؤدي الطريق لي�ستك�سف الأول(، )ت�سارلز رحلة اأول �ساحب ويعد الطيب، جزيرة اإل��ى

بحرية حول العالم.الغربيين ال��رح��ال��ة �سيرة تاأملنا م��ا واإذا الأوائ�������ل، ���س��ن��الح��ظ اأن���ه���م ك���ان���وا ي��ق��وم��ون ب��رح��الت��ه��م رغ��ب��ة ف��ي ال��ح�����س��ول ع��ل��ى ال��م��ال اأن تعود والذهب والعطايا الملكية، التي يمكن

عليهم من وراء ك�سف جغرافي جديد، كما كان عندما الإيطالي كولومبو�س كري�ستوفر يتمنى كان ي�سعى للو�سول اإلى الهند طمعا في كنوزها، الخام�س القرن في الكاريبي جزر اإلى فو�سل ع�سر، وظن خطاأ اأنها الهند، ومثله فا�سكو دي بعد فيما الهند اكت�سف الذي البرتغالي جاما اأواخ��ر في ال�سالح ال��رج��اء راأ���س طريق عن اأنه نن�سى ولن ١٤٩٨م، ع�سر الخام�س القرن لول م�ساعدة الرحالة العربي »اأحمد بن ماجد« الرحالة يكتب لم ربما الهند. اإل��ى و�سل لما واإنما الرحالت، هذه عن باأنف�سهم الغربيون

كتب عنهم من عا�سرهم وقتها.

واإذا نظرنا اإلى الدافع وراء رحالت الرحالة العرب، نجد اأنهم كانوا ي�سافرون طلبا للحج اأو الرزق اأو العلم، اإلى جانب الرغبة في المعرفة المجال هذا في ال�سبق ويبقى وال�ستك�ساف

للرحالة العرب.

عربا كانوا �سواء المعا�سرون الرحالة اأما اأم غربيين، فهم كتاب في الدرجة الأولى، قد فيكتبون معينة، ب��الد اإل��ى الظروف ت�سوقهم بهدف بعينها اأماكن اإل��ى ي�سافرون اأو عنها،

درا�ستها والكتابة عنها.

ال�سنين مدار على الرحالة �سفينة وتنطلق والأنهار والجبال والمحيطات البحار تجوب لتبحث لنا عن مكنون تراثنا الإن�ساني، وتكت�سف المزيد من مخلوقات اهلل على اأر�سه، و�سبحان من قال »وما اأوتيتم من العلم اإل قليال« �سدق

اهلل العظيم.

محمد العبوديرحالة �سعودي

■ املحرر الثقايف

ولد الرحالة العبودي في مدينة بريدة عام م�سبعة بيئة ف��ي )١٩٢٧/١٩٢٦م( ١٣٤٥ه���� من فيه فرد يخلو ل بيت وفي المعرفة، بحب الدكتورة فاطمة في ابنته تقول المعرفة. حب )كان المحلية: ال�سحف لإح��دى لها حديث جدي نا�سر العبودي قا�سا من الدرجة الأولى، يحفظ الكثير من الق�س�س والروايات، ويرويها وال���دي ت��ك��ون ط��ري��ق��ة وق���د م��ب��ه��رة، بطريقة م�ساهداته رواي���ة ف��ي وا�ستر�ساله الم�سوقة وانطباعاته قد ورثها عن والده. اأما جد والدي عاميا، �ساعرا كان فقد العبودي عبدالرحمن اأورد له والدي اأبياتا عديدة ك�سواهد في كتابه

»كلمات ق�ست« وفي كتب اأخرى.

وال�سغف الط����الع ح��ب اأن ال��م��وؤك��د وم���ن اأ�سا�سي في دور له كان ال�سغر بالمعرفة منذ جانب اإلى اطالعه، وتنوع والدي ثقافة اإث��راء وق��درة ال��ذاك��رة، ق��وة في به من ما حباه اهلل جلده عليها �ساعد ال�ستيعاب، على عالية على التدوين؛ فقد كان يدون كل ما يمر به في

مذكراته اليومية من قبل اأن نولد)١(.

وعلى الرغم من عمق وكثافة اإنتاج العبودي في مختلف المجالت، فاإن الإنتاج الأوفر له كان في مجال اأدب الرحالت الذي بداأه بكتابه »في وانطباعات م�ساهدات الخ�سراء.. اإفريقية واأحاديث عن الإ�سالم والم�سلمين«، والذي طبع عام ١٣٨٨ه���/١٩٦٨م، وقارب اإنتاجه في هذا

العالمة ال�سيخ محمد العبودي- اأمد اهلل في عمره – �سخ�سية ال توفيها الحروف اأو الكلمات والمقاالت.. وال حتى الموؤلفات.. �سخ�سية اأفنت عمرها في البحث والتاأليف والترحال لأكثر من خم�سين عاما، وهو الذي تم تكريمه من قبل النادي االأدبي بالريا�ص وبح�سور نخبة من كبار الم�سوؤولين والمفكرين وعلى راأ�سهم وزير الثقافة والإعالم، د. عبدالعزيز خوجة؛ ح�سل على و�سام الملك عبدالعزيز )طيب اهلل ثراه( من الدرجة الممتازة. تحدث عنه المتحدثون وكتب

عنه الكاتبون.. تعد كتبه مرجعا لكل من يبحث عن الإفادة وال�ستزادة في مجال الرحالت.

93 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

ـــــدـــــــــــــ

نــقــت و

ــــــــاــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــشـــــــــ

را�ــد

اجلوبة - �ستاء 1435هـ92

الميدان )١١٦( كتابا مطبوعا اإ�سافة اإلى نحو �لتي رحالته تناولت مخطوط كتاب )١00(

�سملت قارات العالم اأجمع.

يقول الدكتور الهويمل: )اإن العبودي اهتم في كتاباته تلك »بتدوين المعلومات والمالحظات، من دون تكلف اأ�سلوبي اأو معا�سلة تعبيرية، وما هي فاإنما ف�سيحة اأدبية �سياغة من كتبه في قدرة ذاتية ك�سبية؛ فهو عالم بالتراث، وموؤلف والمتابع الرحلة، لأدب يفرغ اأن قبل معرفي ول جغرافيا، ل ت�سنيفه على يقدر ل لكتبه اأق��رب فهو ث��م وم��ن �سيا�سيا. ول اجتماعيا، العلمية القيم على لتوافره المو�سوعيين؛ اإلى

والأدبية، واللغة التي يعتمد عليها.

الذي العري�س الإنتاج بهذا العبودي ويعد »عميد الم�سلمين عالم اأرج���اء ف��ي ب��ه ط��اف الرحالين العرب« في ن�سف القرن الأخير، كما �سماه الباحث »محمد بن عبداهلل الم�سوح« في

كتابه »حول العبودي« ال�سادر عام ٢00٤م.

الق�سعمي في: بن عبدالرازق ويقول محمد العبودي... اأو العالم المو�سوعي كما ي�سميه..

)ال�����س��ي��خ ال��ع��ب��ودي -ك��م��ا ع��رف��ت��ه- رج��ل متوا�سع ب�سيط رقيق، يعطي كل ذي حق حقه.. م�سادرها ف��ي عنها ويبحث المعلومة يحب لمقارنتها بع�سهم رواي��ات �سدق من ويتاأكد من ممتازة ذخيرة فلديه غيرهم.. بروايات بم�سودات خا�س وق�سم والكتب المخطوطات، الأ���س��ر اأه��م��ه��ا: وم���ن تن�سر، ل��م ال��ت��ي كتبه بعلم تام اإلمام فله الق�سيم؛ في المتح�سرة

الأن�ساب، ومرجع في الأ�سر والقبائل، ورغم اأنه اأنه ما اإل اأكثر من ثالثين عاما عمل بها منذ

يزال يعتقد اأنه لم ي�ستوف ما يوؤمل منه.

على اأي حال، فال�سيخ محمد العبودي كتاب اأيام طفولته وو�سف مفتوح للجميع.. لقد روى منزل العائلة الكبير، ومجل�س الرجال والفتحات ال�سغيرة في اأعلى الجدار من الجهات الأربع، ال�سنة. ف�سول دخول بمواعيد والدته ومعرفة ه��ذه، ال��ف��رج��ة م��ن ال�سم�س ت��دخ��ل فعندما البيت لأهل الحنيني تقديم بداية معناه فهذا �سباحا، اإذ اإن مربعانية ال�ستاء قد بداأت. ومع دخول ال�سم�س من الفرجة الأخرى فقد دخلت ال�سبط، فيبداأ فك الريق بالمرا�سيع اأو العبيط التدفئة، م�ستوى رف��ع في لت�ساعد وال�سمن،

وهكذا...(.

ورغم اأن الرحالة العبودي قد قارب الثمانين ل الكتابة على عاكفا يزال ما فاإنه عمره من لمجلة حديثه في يقول م�سروعاته، تنق�سي الحا�سر الوقت في اليومي برنامجي المنار: يختلف عما كان عليه في الما�سي؛ لأنني اأعمل )١٢٨( الآن حتى طبعت وق��د التاأليف، ف��ي الآن ما يزيد على مائة كتاب من كتابا، ولدي بع�سها الطبع، تنتظر التي المخطوطة الكتب ال��داأب في اأجل هذا في مجلدات كبيرة. ومن المعرفي الإنتاج في والتنوع والغزارة الكتابة ال��ع��ام ك�سخ�سية ال��ع��ب��ودي ت��ك��ري��م ت��م ف��ق��د للمهرجان ع�سرة التا�سعة الدورة في الثقافية للتراث والثقافة، وذلك عام الوطني ال�سعودي

١٤٢٤ه�/٢00٤م.)١( تمت ال�ستعانة بالموقع الر�سمي لمعالي ال�سيخ محمد العبودي عميد الرحالين.

من اأين اأبداأ!!؟ قراءة في ديوان ال�شاعرة نبيلة الخطيب

عتبات وعالمات لغوية

■ د. بالل كمال ر�سيد*

من اأين اأبداأ؟!�سوؤال يف�سي اإلى ف�ساء من اأ�سئلة �ستى:ت�ستفهم.. ت�ستغرب.. تتعجب.. ت�ستنكر:ال��������������ق��������������������ول ي�����س�����������ل��������������ح ه��������������������ل -

بـــــــــــهـــــــــــــــــا؟!)1( الــــــــــــــوجــيــــــــــــــب �ســـــج اإن اأقلت ت��ق��ب��ل؟)٣(، ب���ك؟)٢(، وكيف اأت��ى - م��اذا

مات؟)٤(، من اأين مروا ومالي ل اأرى اأحدا)٥(.- كـــيـــف مــــ�ــــســــى؟! وكــــــم مـــــن الـــــدم

ــــــفــــــكــــــا؟)6( ذالـــــــــــــك الــــــــيــــــــوم قــــــــد �ــــــس- اأال تــــرى القلــــب مخ�ســــرا بـــه طـــــرب

والنار فــي جنبـات ال�ســدر ت�ستـعل؟!)7( فه����ل الم�سلمي����ن قبل����ة توح����دت -

بــــاتت تفرقه����م ع���ن �سرعه����م نح����ل؟!)8(ونــارهــا القلـــوب وجــــع اإنمـــا هـــــو -

تخمــــــدا)9( اأن لهــــا اأنـــى اأججــــــت اإن

اإذا هو �سوؤال يف�سي اإلى اأ�سئلة.. وال�سوؤال يدل �ساعرا.. ال�سائل ك��ان اإذا فكيف ال�سائل.. على �سمير الأمة.. الناطق ال�سعوري باآهاتها وويالتها، والأمكنة الأزمنة يختزل الذي وغ�سبها؟! وحبها بقول تنب�س به القلوب قبل اأن تنطق به ال�سفاه؟!!!

من اأين اأبداأ!!؟

عتبة اأولى.. يحملها الغالف عالمة لغوية دالة، ت�ساندها عالمتا تعجب وعالمة ا�ستفهام.. فلماذا

�سبقت عالمتا التعجب عالمة ال�ستفهام؟!وعالمة اثنتين التعجب عالمتا كانت ولماذا

ال�ستفهام واحدة؟!حيرة.. توجع.. تاأوه... ا�ستفهام... �سوؤال.

من هنا، بداأ ال�سوؤال يفارق العادية؛ ليدخل في الف�ساء الفني وال�سعري.. ولعل �سورة الغالف من والمتداخلة والمتعرجة المتعددة خطوطها خالل والمختلفة بالألوان والتجاهات تطرح ال�سوؤال من جديد، بلغة جديدة، واإيقاع مختلف: من اأين اأبداأ؟!

من اأين اأبداأ؟!�سوؤال عادي ل فنية فيه.. �سوؤال متاح.. م�ساع تقترفه كل الأل�سنة.. وهو �سوؤال مبتذل.. منهك

�ساخ�ص على قارعة الطريق.فكيف يمكن لهذا ال�سوؤال اأن يكون عنوانا لديوان �سعري؟!

عتبة ن�سية اأولى تجمع وتوؤالف بين المبدع والمتلقي!كيف يمكن لهذا ال�سوؤال اأن يكون عنوانا؟ والعنوان بحد ذاته ن�ص يجمع الن�سو�ص ويختزلها!

95اجلوبة - �شتاء 1435هـ94 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

ـــــدـــــــــــــ

نــقــت و

ــــــــاــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــشـــــــــ

را�ــد

وكل اأب��داأ اأي��ن من الطريق؟! في معالم ول �سيء متالطم.. متداخل..

واأنت ل تعرف المبتداأ ول المنتهى؟!- اأطلق جناحك ل �سلم ول �سلم

حيث ال�سالم الذي نهفو له�سباأ

كيف الذي كان..والدنيا تميد به

من هوله... خبرقد بات مبتداأ

من ذا يرد اإلى الأطفال�سحوتهم

كيف ال�سباح انتهىمن حيثما ابتداأ؟!!)10(من اأين اأبداأ!!؟

العادية ع��ن يخرج ���س��وؤال ال�سائلة خالل من الفنية اإلى وم���ا ���س��األ��ت، وك��ي��ف ���س��األ��ت؟ التي المو�سوعات خ��الل من

التي �سادتها، فخرجت من اختارتها، والألفاظ العتبة الأولى عنوانا اإلى عناوين ق�سائدها التي لوما، اأثقلت اأب��داأ، اأي��ن )من بعناوين: ج��اءت اأطلق جناحك.. اأ�سعت وجهي، الزنبق، عا�سق �سعرية عناوين وكلها الح�سا�سين(، ينزفون

موحية دالة..اأب��داأ!!؟( اأين )من الأول ال�سوؤال كان واإذا فاإن النهاية تنتهي بها وبنا اإلى »الباذان« قريتها

الأولى.. حيث الجنة والنعيم والخلود.في هذا الديوان تتاآخى المدن والقرى؛ لأن »ال��ب��اذان« فتجد واح���د.. بها الناب�س القلب ق��ري��ت��ه��ا وت��ج��د ال��ق��د���س وال���ك���رك وال���ع���راق

واليمن..:

���دت كله���ا ف�س �س���ار الع��راق عروق���ا عقلــــوا عاقـــل فيهـــم قـــام وكلمـــا

بـــات فــي يمـــن وال ال�سعيـــد �سعيــــدا وال ي�ســـود على ال�ســــودان مـــن وكلوا)11(واإذا كان الزمان متغيرا فاإن المكان ومكانة

المكان ثابتة:القد�ص تورق

والزمان يبابوهي الح�سور

اإذا الزمان غياب)12(تتفنن نبيلة الخطيب بلغتها اأم���ام ال��م��ف��ردات؛ وه��ي تقف ب��ي��ن لفظة ف��ت��ق��ارن وت��ق��ارب واأخرى: جنا�سا وطباقا وتكون

�سورا �سعرية متعددة..�سواء المفردة اأم��ام تقف اأم فعال، وتوظف اأكانت ا�سما اأخ��ري��ات كلمات ح��روف��ه م��ن اتباعا اإلى جر�س مو�سيقي، اأو ح�س �سعوري، اأو لفته جمالية؛ لتوؤكد المعنى؛ فتجعل »للعراق »ي�سود« بالفعل وتاأتي عروقا«،

لل�سودان)١٣(.. ومن »الرزانة »تاأزرن:عــفــة الــــــــــــــرزانـــــــــــة تــــــــــــــاأزرن فلقــــد

، ل يم���ددن ط��رفا اأو يــــدا)14( ���ن اأح�سوهذه العتبات تف�سي اإلى عتبة ال�ستهالل:

مـــاذا اأتى بك؟! ق����ال: الوجد والول����هفط���رت زهـــوا وخلت الكـــون لـي ولـــه)15(والذات والوله، الوجد بين الثنائيات فتجد من�سابة وحدها تتغنى القافية تجد والآخ���ر، ب�� »ال��ول��ه« تماثل وه��ي وم�ستريحة، مريحة بالحا�سر ول���ه«، »ل��ي ب�� والمع�سوق العا�سق والغائب، ل يف�سل بينهما اإل الواو، بل تجمعها

والطيران والوله الوجد ويتحقق ات�سال، الواو والأحالم.. ثم تنهي ق�سيدتها بما بداأت:حالم��ة ل�س���ت عل���ي اأ�س���األ فعـــدت

م�اذا اأت�ى بك؟! قال: الوج�د والــولــه)16( وتقول:

فتــــوردا بـــا ال�س خـــد بــــا ال�س مـ�ص والقل���ب اأط���رب��ه الجم����ال فغ����ردا)17(

وحــورها العيــــون حــــور راأت لمـــا ه���رعت ب���ال وع��ي ت��رود الم����وردا)18(����س٨٩(، وال��ن��وح )ال��ب��وح األ��ف��اظ فتجمع و)ال�����روح وال�����روح �����س٨٩(، و)ال��ظ��ل وال��ط��ل و)حي ����س٨٧(، والح�سن و)الح�س ����س٨٨(، وح��ري ����س٨٧(، و)ظ��ل وط��ل ����س٧٥(، و)ه��م

وهمم �س٧0(، و)اآي واأي �س١٨(.ت��ذه��ب مذهب اأب��ي��ات ال��دي��وان ف��ي وتظهر

المثل والحكمة اأو بيت الق�سيد:مـــوطنـــه دون دارا تب���دل فم���ن -

اأنـــى يطيـــب لـــه فـــي عي�س���ه ب�����دل؟!)19(فـــرج ا�ستفـــرجته اإذا ك���رب وك���ل -

�����ل)20( وكـــــل جـــدب اإذا ا�ست�سقيتـــه خ�س- ال يلتقـــي الليــل واالإ�ســراق فـــي زمــن

مــن رام ذاك ف���ال اأم�س���ى ول اأ�سح����ى)21(�ســـاقهــــا اإال االأغ�ســـان يجمـــع ال -

ه����ل ي�ست���وي نب���ت ب����ال �سيق���ان؟!)22(من حق ال�ساعرة اأن ت�سمي ديوانها »من اأين

اأبداأ؟!« وهي ترى الدنيا �سيقة مظلمة:{ما اأ�سيق الدنيا

واأظلمها!ما اأبعد الحلم

حتى لو نراه دنا!})٢٣(الجراحات.. وهي تلو الجراحات تعدد وهي واإ�سالمية، ومواطنة، وعربية، عا�سقة، تتعذب: فحيثما يممت وجهك فثمة جرح.. بعد.. غربة.. جراح.. احتالل.. ا�ستغالل.. كذب... انقالب..

بيا�ص للحجيج: تقول األم وبكل دام.. ربيع المحرمين دم)٢٤(.

من اأين اأبداأ!!؟�سوؤال ع��ادي، في زمن غير ع��ادي، وفي اإنه مكان يعدو عليه العوادي.. ولم يبق غير ال�سعر

نبكيه ويبكينا.. وكما تقول نبيلة الخطيب:ـــت مجـــال�ســه هذا هـــو ال�سعـــر ال ف�س

وال ا�ستحـــالــت اأهازيـــج المنـــى نــوحـــامــــة هذا هــــو ال�سعـــر �سهـــوات مطه

ـــالهــا اإن اأقبلـــت مـــرحــــى)25( مرحـــى لخياأنهي؟.. �سوؤال نبداأ اأبداأ!!؟.. وكيف اأين من كان ما عنا قال �سعر دي��وان اإليه.. وننتهي به )قطعت ي��وم��ا: ق��ال��وا ال��ع��رب ك��ان واإن فينا.. جهيزة قول كل خطيب(.. فنقول اليوم: قطعت

نبيلة قول كل خطيب..

التطبيقية البلقاء * جامعة – عمان.

�س١١. )١(

�س١٥. )٢(

�س١٥. )٣(

�س٣١. )٤(

�س٣٥. )٥(

�س٣٦. )٦(�س ٦٧. )٧(�س٧0. )٨(

�س١٣١. )٩(�س٢٨. )١0(�س٦٩. )١١(�س٩٧. )١٢(

�س٦٩. )١٣(�س١٣٩. )١٤(

�س١٥. )١٥(

�س١٩. )١٦(�س١٣0. )١٧(�س١٣١. )١٨(

�س٦٩. )١٩(

�س٧٤. )٢0(

�س٦0. )٢١(

�س٤٧. )٢٢(

�س٢١. )٢٣(

�س٣0. )٢٤(�س ٦٢. )٢٥(

97اجلوبة - �شتاء 1435هـ96 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

ـــــدـــــــــــــ

نــقــت و

ــــــــاــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــشـــــــــ

را�ــد

�سوؤال اليومي والكتابة

في مجموعة »ا�شتثناء«

للقا�ص اإبراهيم الحجري

■ عبدالغني فوزي*

متن الق�ش�ص

تقراأ واأن��ت المجموعة، ح��رارة تلفحك مع تلعب ق�س�س ق�����س��ة. ق�سة متنها تناق�سات على الطاوية وكثافته اليومي ت�سعى ه��ذا، ف��ي وه��ي وال��ح��ي��اة. المعي�س اإلى امت�سا�س المفارقات الل�سيقة اأ�سا�سا ب�سخو�س اإ�سكالية، �سمن يومها وتقطيعها المكاني. �سخو�س تفرقها �سبل البحث عن ولكنها وجودها؛ ويبرر وجودها يوؤمن ما لالأ�سول الم�سدود العمق ذاك في تتوحد

المالمح عبو�سة في والمتجلية ال�سامتة �سمن لكن مو�سد. اأفق ومالمح والمكان الأ���س��ك��ال م��ن ب�سكل ت��ع��د مكانية رق��ع��ة وم��ن اج��ت��م��اع��ي��ة. لفئة طبيعيا ام���ت���دادا تلك ت�سكيل حد اإل��ى التداخل يح�سل ثم الوحدة الدائرية التي يوؤدي فيها كل ملمح اإلى اآخر؛ �سمن ن�سج دائري �سبيه بدوامة ق�سة في المجموعة تقول ووج��ود. حياة

»النظر من تحت« �س ٥:

»ان��ط��ف��اأ وه��ي��ج ذل��ك ال��ن��ور ف��ي عينيه

توطئة: �سدر موؤخرا �سمن من�سورات مجلة »مقاربات« المغربية مجموعة ق�س�سية بعنوان »ا�ستثناء« للقا�ص المغربي اإبراهيم الحجري. وتمتد على مدار �سبع و�سبعين �سفحة من الحجم المتو�سط، احتوت على �سبعة ع�سر ن�سا، منها: النظر من تحت، اأن المالحظ الحقيقة. ومن اأح��الم، مغارة اأ�سغاث الح�سر، االأعين، مثل هذا حوار ق�سيرة، ق�س�سا ي�سم الأول لذلك، الإ���س��ارة دون ج��زاأي��ن اإل��ى موؤلفه ق�سم القا�ص والثاني يحتوي على ق�س�ص ق�سيرة جدا. وهي بمثابة اإقامة ق�س�سية بغرف متنوعة، جدا الق�سيرة الق�سة جمالية اأن هنا، خــاف وغير بها. الخا�ص تاأثيثها منها لكل تثير جداال وا�سعا في عالقتها بنف�سها، وبالق�سة الق�سيرة. ذاك اأن الق�سة الق�سيرة جدا تبحث في ن�سها ونقدها عن خ�سو�سيتها واأفقها الجمالي الم�ستقل والخا�ص.

�ساأقارب هنا في هذه المجموعة الق�س�ص الق�سيرة.

اإلى الطفولي الحما�س اأوه��ام وانقلبت فجاأة، ذلك بالبحر، مرات ا�ستنجد مفزع. ليل عتمة يغو�س حزنه. غمار يبلغ لعله الع�سيب الأف��ق ي�سائل �سخبه، في الوا�سعتين بعينيه م�ساء كل قليال يبكي يبت�سم الغ�سوبة. الفرحة مالمحه وبمرارة �سيرته يعرف كان البحر كثيرا. وحده

ي�سفق بجناحيه في وجه العالم«.

المجموعة في المركزية ال�سخ�سية تبقى ال��درا���س��ة ف��ي تتمثل م��داخ��ل م��ن المت�سكلة مالمح الق�س�س.. ه��ذه ب��وؤرة وه��ي وال�سهادة نف�سه الم�سار لها اأخ��رى، �سخو�س مع تتقاطع الن�سو�س اأغ��ل��ب تبدو هنا، ذات���ه. والم�سير من اإل �سالب، وليومي مو�سد، لأف��ق م�سدودة في اأخ��رى، حياة لحقيقة المطارد النور ذاك

ال�سرد والمحتمل.

تقنيات �سردية

اعتمادا ت�سعى »ا�ستثناء« مجموعة ق�س�س اإلى ت�سخي�س حالت ووقائع ال�سارد، على عين تحيا ت�سابكها في الظالل والخلجات والم�سالك الجتماعية. فكانت ع�سا ال�سرد تخرج الأحداث نور اإل��ى النظر ظ��الم اأو الكمون من المنفلتة الحكاية، فت�سف الم�ساهد بين ما�س محفور في اأخاديد الذات المتكلمة وواقع محا�سر ومطارد. فكان الأفق محمول في الأج�ساد التي تلتحم في بال�سربات، والموجع المقهور الواحد الج�سد وهو يخطو بين المفارقات الكبرى التي ل يد له المجموعة تقول ليكون. يحكي هنا لكنه فيها،

في ق�سة بعنوان »مثل الح�سر«: �س ٣٢:

ال�سداع. �سدة المهرو�س من راأ�سه »ع�سب لم تنفع الأ�سبرين ول الأ�سبرو مع هذا الغليان. بهلع ممزوجا النحيل الج�سد من يفي�س تعب انتظار �سحيق. زمن من النتظار مل وترقب.

ال�سغل... النتائج، النتقاء، المنحة، �سيء: كل زج��اج مخترقا ب�سره م��د من�سية. واأ���س��ي��اء كالأ�سباح الخلف الى تجري الأ�سياء النافذة،

المتالحقة..«.

اأغ���ل���ب ال��ن�����س��و���س ف���ي ه����ذه ال��م��ج��م��وع��ة بحياة بعيد اأو قريب من �سلة لها الق�س�سية ال�سارد، ك�سخ�سية عارفة تتقلب كحياة مكتظة والقرية. المدينة بين والمفارقات بالم�ساهد فاإنهما هند�ستهما، ف��ي يختلفان م��ا وب��ق��در لحالت الحا�سنة الإط���ارات تلك في يلتقيان م�سفاة عبر �سيء ك��ل ت��ل��ون وم��ل��ون��ة، متوترة الإح�سا�س والتخيل. ال�سيء الذي اأدى اإلى ح�سور ال�سير ذاتي، الل�سيق اأ�سا�سا بال�سارد الذي يفرغ في اإح�سا�سه و�سحنة ذاكرته وجيوب كوامنه من الروؤيا يخلق الذي الهام�سي المحمول هذا اأ�سفل، بمعنى ميخائيل باختين للحياة والوجود.

اأدى المكتظة، للم�ساهد وت�سوير ت�سخي�س »اإن الق�سة. لبناء الكثيف، ال�سكل تو�سل اإلى

99اجلوبة - �شتاء 1435هـ98 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

رةشــــــــ

�ــــــــقــــــــ

ص �ــــــــ

شــــــــ�ــــــــ

قــــــــ

اقت�سارها يقت�سي الق�سيرة الق�سة ق�سر من ال�سخ�سية اأو الحياة من واحد على جانب دون التفا�سيل، مع مراعاة وحدة النطباع وقوة بين جمعها في بالأ�سا�س تكمن فقوتها الأث��ر؛ في مواكبة العميقة، الوجود وق�سايا الق�سر الذي ال�سيء ال�سريع«)١(، ع�سرنا طبيعة ذلك ال�سيق تجلياتها: لها ثنائيات ح�سور يقت�سي ال�ستثناء.. الجفاف العبو�سة، الزرقة الت�ساع، المنفلتة اللحظة تلك هو ال�ستثناء، هذا ولعل لحظة الموح�س؛ والزمن اليومي طاحونة عن تنذر بحياة اأخرى على �سلة بالآمال والحتمال وهو الم�ساهد؛ تلك يوؤطر الذي المكان �سمن بذلك امتداد طبيعي لها، اأي باإمكان المكان اأن لل�سخو�س والخا�سة العامة المالمح عن يعبر يعي�س ل ال��م��ك��ان اأن و»ال���ح���ال والأح�������داث. يدخل واإنما ال�سرد، عنا�سر باقي عن منعزل الحكائية المكونات م��ع متعددة ع��الق��ات ف��ي والأح�����داث كال�سخ�سيات ل��ل�����س��رد الأخ�����رى �سمن اإليه النظر وع��دم ال�سردية.. وال��روؤي��ات يجعل يقيمها، التي وال�سالت العالقات ه��ذه به ينه�س الذي الن�سي الدور الع�سير فهم من

الف�ساء داخل ال�سرد«)٢(.

على �شبيل الختم

في الحكاية بحر تركب »ا�ستثناء« مجموعة التقليدي. بالمعنى لي�س لكن ال�سردية، الكتابة في تتمثل مداخل ذات هنا، الق�س�س فكانت اليومي للفئة المقهورة في المجتمع وزادها من ا�ستعمالت لغوية وت�سورات وثقافة �سعبية. وهو بذلك ي�ستغل على هذا المتن، ليعيد بناءه �سرديا

�سمن حكايا مقعرة، بتو�سيف م�سهدي م�سدود بخيط درامي، يتنامى كما عنف الحالة.

ون��ف�����س �سخرية م��ن تخلو ف��ال ال��ل��غ��ة، اأم���ا ويعمقها الم�ساهد يخيط الأخير فهذا �سعري. �سارية و�سخرية ال�سردي. واللعب النزياح في طافحة وده�سة موغل بتو�سيف التالفيف في وال���روؤى. والمخيلة اللغة عبر الثابت تزحزح خ�سم وف��ي واأ�سئلتها، الحداثة غمرة ف���»ف��ي اليقينيات زعزعت التي المتالحقة التبدلت والأن�ساق المنغلقة على اأجوبتها، لم يعد الكاتب حقائق يوؤكد اأو م�ساعر ليترجم يكتب المبدع من يكتب العك�س، على اإيديولوجيا.. ي�سند اأو منطقة الرتياب والت�ساوؤل والبحث عن الحقيقة

المحفوفة باللتبا�س والتعدد«)٣(.

ووجود حياة �سوؤال بمثابة الكتابة تكون هنا على الرغم من تخلقها الجمالي. وهو المتحقق المتعدد الحجري اإبراهيم والمبدع القا�س مع كل وال��ب��ح��ث.. وال�سعر الق�سة بين الهتمام ذلك يخول له اأن يغذي اأي كتابة عنده، بلم�سات اأو الإ���س��ارة اأو الدللة بقوة المحيل البناء في تاأمالت فل�سفية ون�سو�س غائبة ال�سياغة على

اأدبية وفكرية و�سفوية..

الكاتب يتتبع الحكائي، الن�سيج هذا �سمن ال�سردي الكل ذاك لبناء ال�سخو�س؛ ح��الت ال�سيق في ملحمي لتالحم ف�سال يعد ال��ذي لتعدد نظرا اأي�سا؛ والوجودي الواقعي بمعناه

الأ�سوات الباحثة عن ا�ستثناء اأو اأفق اآخر.

كاتب وناقد من المغرب. *محمد رم�سي�س، »اأ�سئلة الق�سة الق�سيرة بالمغرب«، مطبعة طوب بري�س، �لرباط، دي�شمبر ٢00٧م، �س ٥. )١(

ح�سن بحراوي، »بنية الن�س الروائي« عن المركز الثقافي العربي، �سنة ١٩٩0م، �س ٢٦. )٢(محمد بر�دة، »ف�شاء�ت رو�ئية«، من�شور�ت وز�رة �لثقافة �لرباط �لمغرب �شنة ٢00٣م، �س ٩. )٣(

ق�شتان

■ نورة عبداهلل ال�سفر*

اإندو�سكوبي روم

اأ�سهم مري�س كل حيث ال��خ��ارج.. في جدار على ت�سطجعان بعينين الفراغ في ال��ذي بكتابي اأم�سك وال��وح��دة. الترقب خوفا ت���رددت ينتظرني. طويال بي ح��دق على �سمعتي من التلوث بجريمة النغما�س الطب اأناجيل ع��ن بعيدة ذات��ي��ة ل���ذة ف��ي

المقد�سة.

ه��ن��ا، ف���ي غ��رف��ة ال��م��ن��اظ��ي��ر.. حيث من الأن��اب��ي��ب ب��اإدخ��ال ال��ي��وم��ي التعذيب ال�سا�سات عبر والتفرج والأ�سفل الأعلى تم�سك اأمامنا. الم�ستلقين دواخ��ل على ب��اردة غرفة في الأرج���ل. وتثبت الأي���دي واأحيانا كرامته من المري�س فيها يتعرى اأ���س��ي��اء اأخ������رى.. ي��دخ��ل��ون وي��خ��رج��ون. ب��اإن��ج��ازات��ن��ا. ونفتخر ك��ع��دد نح�سيهم اهلل«.. من �سالم وعليكم ي�سيركم »ل��ن تطمئنهم الكلمات.. واأدوية الن�سيان تجري وما وكالمنا مقلنا لتمحي عروقهم ف��ي

مروا به من اغت�ساب لفتحاتهم.

دخل اآخر مري�س. م�سن ي�سك بت�سرطن بنداوتها قامرت �سفاه بين ومن قولونه.

للزمن فخ�سرتها، التهبت النكات وتكومت. من ج��ردت��ه ه��زت��ه، رجفة بقلبي اأم�سكت غ��زل ل��ف�����س واط���م���اأن م��ث��ق��ل��ي��ن، كتفين

ال�سنين...

اإنه هنا

بيدها مم�سكة اأن��ا بينما اإليها نظرت ام��راأة اأمامي ت�سورتها النب�س، اأفح�س وي�سرة، يمنة بنكاتها تلقي » الظل »خفيفة كل دخولها عند �سامخة الأر����س وت���دك على ملقى ظل �سوى الآن هي ما مجل�س.

حافة الحياة، ج�سد متقرح وعقل خرف.

�سمراء اآ�سيوية عاملة قبالتها تجل�س وترعاها، تطعمها ال���دوام، على با�سمة م�سامعنا على تتدحرج بلبالت وتترجم

غير ذات معنى.

المبنى هذا اأن لنفكر يوما نلتفت لم يقابل ممراته، بين الموت يتختل ال��ذي بطاقات وي�سج فيه ندر�س ال��ذي مبنانا حروق تم�س�سها لم ة غ�س واأغ�سان الفتوة

العي�س..

لم نعتذر لأنه مر ولم ننتبه اإليه..

قا�سة من ال�سعودية. *

101اجلوبة - �شتاء 1435هـ100 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

رةشــــــــ

�ــــــــقــــــــ

ص �ــــــــ

شــــــــ�ــــــــ

قــــــــ

ق�شة:�شارع الجزارين

■ طاهر الزهراين*

رجال، ون�ساء، واأطفال..

قطط مت�سكعة، وطيور في اأقفا�س معلقة..

روائح �سهية لماأكولت �سعبية..

روائح نفاثة لمحالت العطارة..

دكاكين لبيع اللحوم الحمراء، وعربيات لبيع الخ�سار..

مطاعم للكبدة البلدي والكوارع..

معا�سر لق�سب ال�سكر..

مت�سولون ومت�سولت..

اأطفال يلعبون )الفرفيرا(..

ن�ساء �سيمنات يبعن الدفوف، اإحداهن تقرع بحرفية، واأخرى في الطرف المقابل )تغطرف(

وتتمايل..

عم )م�سعود( اأمامه قدر كبير مليء بالروؤو�س المندية، وعلى الطاولة يف�سخ ب�ساطورة اللحم، وير�س عليه بع�س الكمون، ثم يقدم لزبائنه األذ

)لحمة( راأ�س في البلد.

يعلق فخذ جمل اأن يحاول الجزار )حنفي( الخطاف؛ في و�سعه في يف�سل ولكنه عجوز، ال�سعب على مفاتنها تعر�س �سمراء فتاة لأن

ال�)�سنيان(!

ببغاء عم )برعي( يتلفظ على المارة باألفاظ

�سوقية، وهو )ي�سي�س( وي�سحك..

�ساب يطلق اآهات ويقول:

-اأح يا بلح!

لأن فتاة بخارية مرت بجواره!

بنغالي في اأحد الأزقة يبيع اأفالما جن�سية!

ال�سمك بيع محالت بجوار التنباك محالت المقلي!

اإفريقي يبيع م�ستح�سرات جن�سية في قوارير القوة، ب��اإ���س��ارات ال��م��ارة اإل��ى وي�سير �سفراء،

وي�سغط باأ�سنانه العليا على �سفته ال�سفلى!

وبجوارها والخالخل، الحناء تبيع هندية التي الدفوف، يبعن الالتي ال�سمينات الن�ساء ذهبت للتبول، بحاجة �سعرت تتمايل ك��ان��ت خلف اإحدى ال�سيارات القديمة، الأطفال الذين واأخ��ذوا لحظوها )فيرفيرا( ال� يلعبون كانوا ي�ساهدون المنظر من تحت ال�سيارة، وي�ساركهم

قط )عري( يقبع تحت ال�سكمان!

ب�سر يحت�سدون في كل مكان..

ينظرون واآخ��رون اللحم، يقطعون ج��زارون للحم!

انتهت المراأة، ارتفعت عن الأر�س..

ي�سحكووووون.. ي�سحكون، الأط��ف��ال اأخ��ذ ويرفعون روؤو�سهم اإلى ال�سماء.

قا�س من ال�سعودية. *

ل الهارب الظ

■ اإميان مرزوق*

اأي��ل��ول ال��م��اط��رة.. في اأول���ى ليالي ف��ي مدينة ل قريبة ول بعيدة؛ وكعادته.. خرج

ماء. د بماء ال�س ل الهارب ليتعم الظ

ة، كان ينتقل ب�سرعة بين ال�سوارع والأزقالم�سرعة، ال�����س��ي��ارات اأ���س��واء ي��راق�����س بذكرى منت�سيا وي�سرب الإن��ارة، واأعمدة

انت�سار عمره األف عام..

في اأولى ليالي اأيلول الماطرة، قبل األف ل ثوبه وهرب من المدينة. عام؛ طوى الظ

يعد ل��م ��الل، ال��ظ ت��اأج��ي��ر ق���رار فبعد

بمقدور النا�س اأن يدفعوا للغفير، لي�ستظلوا باأي ظل كان!!

في ظ����الل اأي ت��ط��اأ اأن اأردت »اإذا المدينة.. عليك اأن تدفع!

في الجمر باإ�سعال اأولى فال�سم�س واإل جمجمتك!!«.

اأي باإمكان يعد لم اليوم، ذل��ك ومنذ حتى ك��ان.. �سيء ب��اأي ي�ستظل اأن اإن�سان

الغفير!

كاتبة وقا�سة من الأردن. *

103اجلوبة - �شتاء 1435هـ102 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

ـــرـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ــعـــــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــشــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

�ــ

اأمل

■ عبدالكرمي حممد النملة*

بفوؤادكاأورقت

ذكرى بواكير ال�سباحذكرى رغاب جائعاتعانقت و�سن الم�ساء

ذكرى دموع �سفهاحزن لغوب

�سامت..ظامئ..

نحو ان�سقاق الغيم في كبد الم�ساء

وم�سيت تخطو بائ�سا في حلكة الليل القديم

تم�سيوفي عينيك

طيف خياالت عذاباأوم�ست

في غا�سق الروحك.. ومي�ص برق

في �سبح ال�سماءتم�سي ويلهج قلبك

بدعاء �سبح ناعمفيما م�سى

بدعاء �سم�ص اأينعتفي �سفة ال�سبح الو�سيء

ب�سمةعذبة

فيها �سفاء الليلمن �سج المغيب

تم�سي ويزجيك حنيننحو هطول ال�سم�ض

في الغ�سق البعيدفي الفجر الجديد

متو�سدافي دربك الآتيرغبات االأماني

الفاتنات..الجائعات..الظامئات..

ل�سعاع نف�ض اأوم�ضفي قاحل الليل البهيم

بين فجاج ال�سبحينحدر الم�ساء

خائبامن بين اأهدابك

الم�سبلة

�ساعر من ال�سعودية. *

اأ�سداء الذكرى

■ علي العلوي*اأخاف عليك منك

ر وجهك الباكي. من المرايا اإذ تك�سير غار الط اأطير كما �ساأخفي لقمة في الجيب

اأحملها اإليك.كرى اأنا الذ

كرى واأنت بداية الذكالنا نقطة تدنو وتعلو في �سديم الفلك

* * *

ينتحر الكالم اأمامنامع يلهمني البكاء عليك والد

ب لم اأغ�سولم اأهرب

ولكن الحنين اأماتني قهراوبعدك �سلني دهرا

وهذا الوجد اأ�سكرني ب�سهد يديك* * *

مرتبك اأناوراق في جفني تت�ساقط االأ

اأفت�ض في جبيني عنكل�ست هنا

ول�ست هناكفاالأبواب موؤ�سدة

وب�سمتك اختفت كالبرق فيك.* * *

يار لت الد تبدور القديمة وهذه ال�س

ما تزال تحن في حزن اإليك. تجيئين ا�ستياقا

ين احتراقا. ثم تم�سداء المكان تظل ت�ساألني واأ�س

طوال الوقت عنك. ن�شيد �شريد

اأنا اأعمى وما بيدي ع�ساي

اأ�سير بمفردي ما لي �سواي

ى ر ما تبق اأك�سمن مرايا

لأ�سكر ملء حزني في هواي

واأر�سم ما تجلى في المرايالأنظر في

في مر�سى اأناياأنا اأعمى

قني اأ�ساي يطوكون وياأخذني ال�س

اإلى عمايفاأمكث

متي طويال في لظى �سمت واأ�س

كلما نطقت يدايكاأني دمعة

في قعر كاأ�ض كاأني نغمة

في لحن ناي

�ساعر من المغرب. *

105اجلوبة - �شتاء 1435هـ104 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

ـــرـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ــعـــــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــشــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

�ــ

خرير الحنين■ الطاهر لكنيزي*

����ب����ل ذي�������ول ال��ب�����س��م��ة ال���وط���ف���اء ��ب��ة الــحــمــراءا�����س وال���ج���م خ���ي���ول ال��غ�����سق������ارث ق���ل���ب���ي اإن ع�����ن�����ادك ـــتـــف تــــربــــة الــــوحــــدة الـــدهـــمـــاءل���م���ل���م يـــ�ـــسالخيزلى تم�ض ال��ود ل�سم�ض فـــــي قـــلـــبـــك الـــمـــ�ـــســـنـــوق بــــــاالأنــــــواءواف�سح الأف��������راح خ��ي��ط غزيلها ي���رت���ق الـــظـــلـــمـــاءك���ي الـــظـــلـــمـــة روق ويـــــغـــــور ـــاتـــل االأحـــــنـــــاءويــ�ــســيــل وجـــــدك جــــدوال مــتــرقــرقــا ـــاب بــــيــــن مـــ�ـــس يـــنـــ�ـــســاتــنــا الـــعـــيـــطـــاءوي���ن���م���ن���م ال�����ب�����وح ال����ب����ه����ي ل���ق���اءنـــا ونـــــــــذوب فــــي هــمــ�ــسف����ت����ن����ز وه��������وه��������ة م������ن الأح�����������س�����اءونـــعـــانـــق الـــ�ـــســـوق الـــقـــديـــم حــديــثــهال�����س��راح��ة النجالءه���ال ه�����ددت حــ�ــســون الــ�ــســد جملة ومـــــددت جــ�ــســر ����ا ب���اذخ���ا لــــتــــغــــرد ال����ن����ج����وى ب�����دغ�����ل خ���وائ���يوب����ن����ي����ت ل������الأح������الم ع���������سلـــتـــرى غـــ�ـــســـارة روح�������ي ال��ب��ي�����س��اءجــــــرد ظ�����الل ال�������س���ك م���ن اأف��ي��ائ��ه��اــقــت عــيــ�ــص �ــســبــابــتــي ملتاعة �ــس ل����م����ن����اب����ع الأح����������������الم واالأهــــــــــــــــواءكـــم ـــبـــت كــــمــــائــــن الـــ�ـــســـحـــنـــاءفــتــدلــهــت والـــهـــجـــر اأدمــــــى �ــســوقــهــا لـــمـــا نـــ�ـــسالنوى كا�سات �سربت حين ���رام���ك ال����زرق����اءوخبلت مـــمـــذ وقـــــــة بـــ�ـــســـيـــاءوتـــركـــت عــقــلــي بــيــن كــثــبــان االأ�ــســى يـــتـــلـــمـــ�ـــص االأ�ــــســــمــــاء فــــي االأ�ـــســـــي الــــغــــنــــاءويـــ�ـــســـائـــل الـــقـــلـــب الـــمـــعـــلـــق نــبــ�ــســه فـــــي حــــيــــرة عـــــن واحـــــتوما فينا الــهــوى ح�سا�سين ــبــوتــي الــهــيــمــاء�ــســاخــت ـــاخ الــحــنــيــن بــ�ــس �ـــسمناحة لــحــون الما�سي على كــــمــــخــــارم الـــــنـــــايـــــات بـــالـــ�ـــســـحـــراءذرفـــت ـــنـــا عــــلــــى اأقـــــمـــــاره اأ����س���ج���اع ���س��ح��ت مـــن غــمــيــ�ــص الــــداءاألــــــقــــــت حـــمـــائـــم����ل ال������ف������وؤاد ب��ك��ل��م��ة م���ط���روزة الــ�ــســهــبــاءف���������س ـــحـــكـــة بـــالـــ�ـــس بـــــالـــــود ال الــــــجــــــرداءكــــي تـــــــورق الـــكـــلـــمـــات مـــثـــل فــ�ــســيــلــة روحــــــــك فـــــي وردة اأو ويـــ�ـــســـبـــه فـــــي روحــــــــك الـــخـــر�ـــســـاءويــ�ــســوغ مــنــه طــنــيــنــه نــحــل الــجــوىه ـــبـــاءفـــالـــنـــهـــر رغــــم ال�������س���د ي��ط��ف��ر م����د ــــــرار لـــلـــحـــ�ـــس ــــــس ــــــاالأ� لـــــيـــــبـــــوح بــــهــــا فــــــي خـــــاطـــــر الــــــعــــــذراءوالــــــــــورد يـــطـــرح لــلــنــ�ــســائــم عــطــره لــــتــــد�ــــسلــيــ�ــســيــخ مــــوجــــه لــلــخــريــر الــنــائــي والــبــحــر ي��دف��ن ف��ي ال��رم��ال ه��دي��ره..ه�����ذي ح����ب����ال ح�����س��ا���س��ت��ي م����م����دودة راء فان�سر غ�سيل �سجونك الخ�س

�ساعر من المغرب. *

ن�شو�ص �شعرية■ حممد خ�شر*

عن العتقادات الخاطئةقالت اإنها تحبه..

قالت اإنها حاولت االنتحار الأجله مرتين قالت اإنها انتحلت �سخ�سية مو�سلة طلبات

غداء من مطعم �سهير حتى يت�سادفا، ال��ب��اق��ي بين ف��ع��ال واأع����اد لها وتحقق ذلــك يديها وهو يخمن: )اأين راأيت هذه الفتاة؟(

تجرف ريــح مثل ينثرها الحنين اإن قالت ق�ص اأ�سفل �سجرة..

بينما كان �سخ�ص ما اأمامها.. يــفــرك يديه فــي كنايه جــديــدة عــن تحطم

القلب..

كف كالماأوى..على الكتف ظلت �سامتها حائرة ل�سنوات..

مع م�سرة تكون قد باأنها مــرة ذات فكرت مرور الوقت..

حول الكهنة كالم ي�سبه خافتا �سيئا قالت االأقدار

وتذكرت �سامة مارلين مونرو كـــيـــف كـــانـــت الـــحـــيـــاة �ــســعــبــة مــــع الــريــبــة

والحتياط ون�سائح الأطباء بعد مدة تح�سنت الأو�ساع..

كان ثمة كف حنونة تقدر االأ�سياء الثمينة!

بعد قراءة اأبراج ماغي فرحاأخاف يا ماغي فرح،

األ ي�ستدل الغريب على الماأوى،وال قوافل الحنين على غير العتمة،

وال القناديل الم�ساءة على ت�سققات االألم،مــقــربــة من عــلــى الــقــدر يت�سكع اأن اأخــــاف

الق�سيدة،ويبني المجهول كوخا في كل ا�ست�سراف،

وي�ساألني عابر كيف حالك ب�سدق وحزم؟!اأخاف اأن يتواطاأ البرج مع اللغة،

ويغرقان في �سميم البحر..اأن تطارحني ال�سحراء �سرابها،

فاأف�سل في �سياغة عبارة عن االأمل

عراف لخطوتها..اأعرفها من غيمة في القرى البعيدة..

من تنويه �سغير للعائدين من ال�سفر..من اأغنية ع�سوائية على الراديو المبرمج..

من ذعر الحمامات في فتحة التكييف..ومن قبلة طويلة في فلم ممل..

�سا�سةكل ر�سيدي من القلق..

ي�ستهلك في �سا�سة الرحالت التي اأقلعت..

في ومي�سها الفائت كغ�سة بين عا�سقين..

تر�سدق�سيدة فاتنة ملقاة في طريقي منذ اأيام..تتحرك على االأوراق مثل ورد في عا�سفة..

كلما حاولت اأن اأ�سلك طريقا اآخر..تح�سنني جيدا باأدوات التعبير..

تطبق علي مع �سبق االإ�سرار.. فاأدخل فيها مثل طية في كتاب �سخم

�ساعر من ال�سعودية. *

107اجلوبة - �شتاء 1435هـ106 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهــــــــ

ــــــــــــــــــ

جـــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مـــــــ

»الأعمال الكاملة« فقدت �شحرها..!

التي ● االأ�ــســمــاء مــن ال�سفر عــبــداهلل

تــقــودنــا اإلــــى حــركــة قــ�ــســيــدة النثر

الــ�ــســعــوديــة؛ فــقــد اأهـــــدى الــ�ــســاحــة

ال�سعرية العديد من االإ�سدارات بين

مجموعات �سعرية وكتب نقد »يفتح

»جــنــازة 1995م«، ويــرحــل الــنــافــذة على »يـــ�ـــســـرون 2007م«، الــغــريــب الــهــواء »ا�ــســطــفــاء 2007م«، البحر و�سياج ال�سحراء »حفرة 2010م،«، المدينة 2010م«، »يطي�ص بين يديه الــعــائــديــن »دلــيــل 2011م«، اال�ــســم »يــذهــبــون 2012م«، الــوحــ�ــســة اإلــــى

كل ف��ي ترافقه ال��ت��ي الإب��داع��ي��ة، ذات���ه م��ع بعالقته يعي �ساعر ال�سفر.. عــبــداهلل والبحث عن اال�ستمرار على ثقافته وحر�سه لعمق يتنبه يجال�سه ومن االتجاهات، و�ساعر مــرة، كناقد �سوؤالي عن ح�سوره على اإجابته نلم�سه من ما وهــذا الجديد.. اأقدمه من ق��راءات في الأعمال الق�س�سية اأن غالب ما اإذ قال: »اأعتقد اأخ��رى؛ مرة والروائية وال�سعرية هو ا�ستمرار لـ »الذات االإبداعية« التي تكتب الن�سو�ص. ما يم�سني الن�سوة اأثرها في روح��ي، وت�ستقر خال�سة من في تلك الأعمال من جمرات تحدث « مرجعيته والده�سة والنبهار، اأحاول التعبير عنها اأو اإعادة اإنتاجها في �سورة »ن�صذلك العمل االإبداعي. اأ�سجل ا�ستمتاعي، ولك اأن ت�سميها �سهادة اإعجاب م�سحوبة بماء الن�ص المقروء ومتداخلة معه«.. هذه اإ�ساءة لحوار قد يقرب القارئ لعالم �ساعرنا..

ال�شاعر

عبداهلل ال�سفر ■ حاوره/ عمر بوقا�شم*

فـــــــي الـــجـــلـــطـــة »و�ــســم 2013م«، 2013م«، االأيـــــام هـــــــــــــــل بــــــــهــــــــذه االإ�ـــــــــــســـــــــــدارات اأكــــــــــــــمــــــــــــــلــــــــــــــت مـــ�ـــســـروعـــك مــع

الكلمة؟

ρ ي���ق���ول اأح��������د ل م�سروعه باكتمال ال���ك���ت���اب���ي؛ لأن����ه مجموعة اأ���س��در من الأعمال خالل عقد اأو عقدين اأو

ثالثة عقود وحتى اأكثر من ذلك، لعلك تذكر دار لواءها حملت التي الكاملة« »الأع��م��ال العودة في �سبعينيات القرن الما�سي، وقراأنا تحت هذه المظلة نجوم ال�ساحة ال�سعرية في وال�سعودية؛ و�سوريا وم�سر والعراق لبنان فقدت الكاملة« »الأعمال الت�سمية لكن هذه بالأحرى مطابقتها اأو فاعليتها، اأو �سحرها »ال��ك��م��ال«، وه��و األ م��وج��ود.. غير لأ���س��ل ه الأدن���ى »الإب����الغ«. وم��ع ظالل ول��و في ح��دالتو�سيف الكمي ل� »الكاملة«، يكاد ا�ستخدام »الأعمال مكانه ليحل يختفي العنوان هذا ال�سعرية«، مثال، لتحيل على اإنجاز اإبداعي؛ مح�سورا في فترة زمنية معينة بال ا�ستدعاء قفل للتجربة يعلن تماميتها. ذلك اأن م�سروع اأي كاتب ب�سرف النظر عن هويته الإبداعية والفكرية يظل مفتوحا باأكثر من معنى، دون اأن ن�سع في الح�سبان من يقع في الجترارية

تجربته اإل��ى والعودة كاأنما ي�ستن�سخها، ي��ق��ل��د ن��ف�����س��ه وي��رف��ع اإ�سارة الحياة والبقاء ما الكتابة. قيد على اأن بالنفتاح؛ اأعنيه ثمة عوالم من الكتابة تنتظر من الكاتب اأن مجربا اإليها؛ يذهب يختبر وم��ك��ت�����س��ف��ا. ال��ح��ذف والإ���س��اف��ة، لم مناطق ويمتحن ي�����س��ل��ك��ه��ا م����ن ق��ب��ل. في كتابته كانت وربما اإل��ى للو�سول اخ��ت��م��ارا الما�سية المرحلة ورحيق التجربة خال�سة ال��ذه��ب«؛ »ع��روق اأما الكاتب فقط.. يخ�س فيما العمر. هذا التلقي �سيرورة ف��اإن ال��ق��ارئ؛ يخ�س فيما الذي الرمل كتاب اأب���دا. اكتمال بال تظل تنفد ول الم�سهور ه ن�س في بورخي�س فتحه الكتاب م��ع ال��ق��ارئ اأم��ر كذلك �سفحاته. وكاتبه. في كل ع�سر من الع�سور تجد عودة مختلفا و�سبرا المكتوب لآف��اق واجتراحا بمعنى وت��ح��ولت��ه. ع�سر ل��ك��ل ي�ستجيب القابلية للقراءة من جديد واكت�ساف بقعة لم ي�سلها ال�سوء وبقيت مكنونة ومكنوزة حتى »ر�سالة« ويف�س يكت�سف قارئها؛ اإلى و�سلت تبادلت التي الأي��دي اختالف رغم تبل لم هذه »الر�سالة« وثبات �سطورها. مع الكتابة،

رهان الكاتب دائما الال اكتمال...

الأعمال في قــراءات من اأقدمه ما هو وال�شعرية والروائية الق�ش�شية التي الإبداعية« »الــذات لـ ا�شتمرار

تكتب الن�شو�ص.

من تنتظر الكتابة مــن عــوالــم ثمة مــجــربــا ــا؛ ــه ــي اإل يــذهــب اأن الــكــاتــب والإ�شافة الحذف يختبر ومكت�شفا..

ويمتحن مناطق لم ي�شلكها من قبل.

واحــدة »�ــشــاحــة« هناك اأن اأحــ�ــشــب لل�شعر العربي بو�شفها ميدانا للجمال ال�شاعر ــة هــوي عــن الــنــظــر بــ�ــشــرف

وانتمائه الجغرافي.

109اجلوبة - �شتاء 1435هـ108 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهــــــــ

ــــــــــــــــــ

جـــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مـــــــ

اندفاعا محموما نحو الكتابة الروائية..

من الوا�سح توجه الكثير من ال�سعراء في العالم ●ال�سردية والكتابة الــروايــة، كتابة اإلـــى العربي الــمــبــررات خلف هذا مــا االأخــيــرة، ال�سنوات فــي

التوجه، وهل هي ظاهرة �سحية اأم..؟

ρ نحو محموما اندفاعا هناك اأن الإق���رار من ب��د ل الكتابة الروائية واإنتاجها بغزارة، بطريقة تثير النتباه التي عدت في المناطق اأن بع�س اإذ نجد والت�ساوؤل؛ وقت ما »مت�سحرة روائيا« ح�سرت بقوة في الم�سهد التقدم جهة في اأو الإن��ت��اج جهة في اإن - ال��روائ��ي ق��راءة الآن يهم ل الجوائز. ة من�س اعتالء اإل��ى -»ع�سر ب� تحلل نقدية لفتة اأي تحت الظاهرة هذه ومعها الهائلة، المجتمعية التحولت اأو ال��رواي��ة«، اأو الأخيرين.. العقدين في والقت�سادية ال�سيا�سية ال�سدى المبا�سر لنفتاح الف�ساء الإن�ساني والمعرفي ب�سكل غير م�سبوق، اأحدث ت�سدعا في هيمنة الرقيب في وجهه الخارجي الذي يمثل ال�سلطة، اأو في وجهه الأعراف من هو لما المتثال يج�سد الذي الداخلي والتقاليد والم�سكوت عنه الذي يح�سن البتعاد عنه، غير اأن ال�سوت الجديد بنداء الحرية اكت�سح الرقيب الأع��م��ال و�ساهدنا وال��خ��ارج��ي، ال��داخ��ل��ي بوجهيه الروائية تترى، وتطغى على ما �سواها من منتج اإبداعي والت�سويقي ال�ستهالكي الح�س يتدخل هنا غيره. اأو المجانية من مدى واإبالغها الظاهرة ت�سخيم في اأدوات؛ رفة جفن، وقبل ذلك من دون والجراأة دون فاختلط الحابل بالنابل، حتى قراأنا اأعمال روائية؛ كل ولغوية. فنية والخطايا؛ بالأخطاء عامرة �سفحاتها �لكتابة في �ل�شعر�ء بع�س �نخر�ط �إلــى وبالن�شبة نا عن ركوب الموجة والتقليد الروائية، اإذا ما اأعر�سي�سدر ذل��ك ف��اإن الت�سويق، رغ��وة اإل��ى وال�ستجابة اأ�ساليبها وطرقها، عن تاريخ في الكتابة، وخبرة في

ب��������ل ال��������ري��������ادة ف����ي ن������وع م��ن��ه��ا. واأع����ن����ي ال���ري���ادة الفني.. ب��م��وؤداه��ا م����ث����ل ال������رواي������ة ال��ف��ان��ت��ا���س��ت��ي��ك��ي��ة ال���ت���ي ب������رع ف��ي��ه��ا ال�����س��اع��ر ال��ك��ردي ال�������س���وري ���س��ل��ي��م ارت��اد اإذ ب��رك��ات؛ م�����س��اح��ات ب���ك���را المجال، ه��ذا ف��ي ��ده م��خ��ي��ل��ة ت��ع�����سروح تعك�س عامرة

واأ�سياءه. وحيواناته و�سخ�سياته المكان ال��رواي��ة؛ اإل��ى ذهبوا اآخ���رون �سعراء وثمة تخ�سع ل اب��ت��داء ال�سعرية ن�سو�سهم لأن ثمة لل�سعر. المعروف القالب اأو للتو�سيف اإلى اإمكانات خارج الحقل ال�سعري ت�سربت اأخ��رى؛ ح��ق��ول م��ن ق��ادم��ة الن�سو�س تلك الأمر الذي ل نتعجب معه اأن اأخذوا طريقهم اأمجد اأو بي�سون، عبا�س مثل الرواية اإل��ى نا�سر، اأو ح�سن نجمي، اأو عبداهلل ثابت، اأو عالء خالد. و�سخ�سيا، عندما اأطالع عمال و»�سحيفة الكاتب هوية ت�سغلني ل روائيا �سوابقه!!« الكتابية. ما يهمني هو »المكتوب« للمكوث الفنية المقومات يملك هل نف�سه. ال�سوغ اإمكانية على يتوافر هل والبقاء. اإلى الحكاية ومتن الخام الحدث وتحويل ال��ذي ال��ره��ان ه��ذا حقيقي. روائ���ي مبنى

نحتكم اإليه.

الم�شاحة فر�شت نف�سها!!

»ي�سرون ● كــتــاب عــلــى الــبــحــر« الــ�ــســادر عام 2007م، في الجزائر كتابته �ساركك والـــذي الحرز، محمد ال�ساعر وهو بمثابة انطولوجيا لــ�ــســعــراء الــ�ــســعــوديــة.. واجه الكثير من النقد، واتــــهــــم بــــاأنــــه لــــم يــكــن تقول م��اذا مو�سوعيا،

في هذا االتجاه؟

ρ ين�سب اإلى العماديكتب ل اأن��ه راأي���ت »اإن��ي ق��ول��ه الأ�سفهاني لو غ��ده في ق��ال اإل يومه، في كتابا اإن�سان

تجد الــعــ�ــشــور مــن ع�شر كــل فــي المكتوب، لآفــاق واجتراحا عــودة ع�شر لكل ي�شتجيب مختلفا و�شبرا

وتحولته.

اندفاعا اأن هناك الإقرار بد من ل الــروائــيــة الكتابة نحو محموما تثير بطريقة بــغــزارة واإنــتــاجــهــا

النتباه والت�شاوؤل!!

ال�سعودية، فــي ـــــداع والإب الــنــقــد حلبة في لي�شا اآخــر، مكان اأي وفي �شراع اأو م�شمار للجري ونحن نحمل

»ال�شافرة«...!

111اجلوبة - �شتاء 1435هـ110 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهــــــــ

ــــــــــــــــــ

جـــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مـــــــ

ولو اأف�سل، لكان كذا د زي ولو اأح�سن، لكان هذا غير ترك هذا لكان اأجمل«. فالثغرة تالحق اأي عمل من�سور اأف�سل ال�سور �سواء من �ساحبه بحر�سه على مقاربة الذين يالحظون الآخرين اأم من لعمله، يريدها التي النق�س وي�سجلونه على الكاتب. وهذا المنطق ل تخرج عنه اأنطولوجية »ي�سرون على البحر« التي جمعت نحو اأربعين �ساعرا و�ساعرة من ال�سعودية في مجلد موؤلف لهذه المحددة فالم�ساحة فقط. �سفحة )٣٥0( من الأنطولوجية فر�ست نف�سها في العدد المحدود الذي ل يمكن تجاوزه تبعا لروؤية جهة الإ�سراف، وزارة الثقافة اإخ��راج بتبني م�سكورين تف�سلوا الذين الجزائر في »الجزائر احتفالية �سمن عربية اأنطولوجيات �سل�سلة كان وعليه ٢00٧م«. للعام العربية الثقافة عا�سمة الحرج ال�سديد في الختيار والفرز والنتقاء، ولم يكن التي ال�سخ�سية« »الذائقة ل� اللجوء �سوى مخرج من وما المحلية �ساحتنا في الثمانينيات حداثة ت�سربت بعدها، التي اأحب اأن اأطلق عليها »الق�سيدة الجديدة«، الحركة ل��ه��ذه التاأ�سي�سية ال��رم��وز اإغ��ف��ال دون م��ن النقد واأق���در اأتفهم فاإنني ع��ام، وب�سكل ال�سعرية. طال ال��ذي ال�سهو عن واأعتذر الكتاب، واجهه ال��ذي يقلل ل وهذا قليلة، بالمنا�سبة وهي الأ�سماء، بع�س الإن�ساف فر�سة وج��دت والتي اع��ت��ذاري، حجم من ال�سعر من مختارات �سعرية »اأ�سوات اأنطولوجية من والإعالم »قبل الثقافة ال�سادرة عن وزارة ال�سعودي« ال�سديقين وتن�سيق باإ�سراف »١٤٣٢ه���«، عامين نحو

العزيزين يو�سف المحيميد و�سعود ال�سويدا.

ال�سعودية ● ال�سعرية التجارب مــن عــددا تناولت التجارب بع�ص حظيت وكذلك نقدية، بــقــراءات ال�سعرية العربية بهذا االهتمام منك، ما تقييمك بال�ساحات مقارنة ال�سعودية ال�سعرية لل�ساحة

العربية؟

ρ بعد انهيار مقولة »المراكز والأطراف«، ل يكون ثمةتحمل جمع �سيغة في »�ساحات« عن للحديث مجال لجغرافيا والأدنى؛ طبقا الأعلى فيها ومنازل تراتب لل�سعر واح���دة »�ساحة« هناك اأن اأح�سب وت��اري��خ. العربي.. بو�سفها ميدانا للجمال، ب�سرف النظر عن هوية ال�ساعر وانتمائه الجغرافي. ومن هذا المنطلق، يح�سر ول ال�سعودية، في المكتوب ال�سعر اإلى اأنظر اأو »الت�ساوف«، اإن بالفتخار في البال ح�س المقارنة اأو من باب العقدة القديمة عن اأطراف تريد اللتحاق اأو اأو بغداد اأو دم�سق بمركز من المراكز في بيروت في الأ�سل م�ساهاة تحاول ن�سخة باإنتاج القاهرة، حا�سرة �سعرية اأ�سماء لدينا المذكورة. العوا�سم كانت لو حتى الجديدة، ال�سعرية الكتابة في بقوة معدومة، اأو �سحيحة تجربتها اإلى الموجهة الأ�سواء لكنها موجودة بثقل ونفاذ في هواء ال�سعرية العربية حا�سرة اأ�سماء هي مقارنة. اإل��ى معه نحتاج ل بما الجمال �سناعة م��ن المعتمدة ب��اأوراق��ه��ا ب��ذات��ه��ا، واإتقانه، مثل اإبراهيم الح�سين، وحمد الفقيه، وزياد العلي، ال�سالم، واأحمد المال، وعلى العمري، واأحمد النا�سر، ح��م��دان وع��ب��داهلل الحميد، وعبدالعزيز

وماجد الثبيتي..

الإبداع �شدى وقتيا للحدث ومبا�شر له..!

التي ● واالقت�سادية ال�سيا�سية التغيرات ظل في ي�سهدها العالم العربي، ما االأثر الذي قد تتركه الخطاب وم�سمون �سكل على الــتــغــيــرات هــذه

االإبداعي؟

ρ التغيرات العا�سفة بالعالم العربي الذي بداأ مع ثورةاليا�سمين التون�سية في اأواخر عام ١٩١0م، وما تزال اإن بل نهايتها، اإل��ى ت�سل ولم م�ستغلة ال��دورة هذه م�سارها وت�سحح نف�سها تراجع الثورات هذه بع�س احتكار يبتغي �سيا�سي ف�سيل موجته ركب اأن بعد

113اجلوبة - �شتاء 1435هـ112 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

اتـــــــــ

ـــــــــهــــــــ

ــــــــــــــــــ

جـــــــــوا

ــــــــــــــــــ

مـــــــ

الف�ساء ال�سيا�سي والجتماعي والثقافي؛ ما التغيرات. اأن ال�ستقرار لم تبلغه تلك يعني الإب��داع يخ�س ما فهو الآخ��ر الجانب اأم��ا الذي يحتاج م�سافة زمنية وم�ساحة لالختمار الإبداع اعتبار اأن اإذ وال�ستواء، والإن�ساج �سدى وقتيا للحدث ومبا�سر له؛ لي�س �سحيحا مثالن. ولنا نف�سه. ب��الإب��داع ���س��ارا ويبدو نجيب محفوظ، مثالنا الأول، كتب في جزء من ثالثيته عن مناخ ثورة الزعيم ال�سيا�سي �سعد زغلول »١٩١٩م« في خم�سينيات القرن الما�سي؛ فكانت هذه الثالثية �سجال »فنيا« لي�س للثورة نف�سها.. ولكن لمجتمع بالكامل. اإبراهيم الليبي ال��روائ��ي الثاني وال��م��ث��ال بلده في ال��ث��ورة كتابة تعجل ال��ذي الكوني ليبيا ليلحق الحدث، لكنه لم يدرك الرواية »فر�سان كتابه في نجاحها ول فنيتها ول الر�سيد رغم )٢0١٢م(، القتيلة« الأح��الم الجمالي الذي يتكئ عليه الكوني، والتجربة اأن واأخ�سى الروائية. الكتابة في المديدة »الحدث« اإل��ى فقط ياأخذنا الآن يكتب ما

وانفعاليته، ول ياأخذنا اإلى »الرواية«.

الذات الإبداعية

الحرز طرحت ● في حــوار لي مع محمد عــلــيــه �ـــســـوؤاال عــن حــ�ــســوره كــنــاقــد مــرة اأخ��رى، وهــل ثمة »�ساعر« م��رة وكمبدع ع��الق��ة ج��دل��ي��ة ب��ي��ن ال��ن��ق��د والإب������داع.. تناق�ص اأو تنافر اأي وجــود فكرة رف�ص في ب�ساطة »بكل وق��ال التجاهين بين باأ�سكال ال���ذات تعبير ت��ن��وع ه��و حالتي كــتــابــيــة مــخــتــلــفــة لـــم يــكــن ي��ك��ف��ي��ه��ا ن��وع ب�سبب التعبير، فــي اإلــيــه تــدلــف واحـــد

حاجة وب�سبب جــهــة، مــن الحياة تعقد التعقد هـــذا عــن التعبير فــي االإنــ�ــســان اأي�سا ال�سفر عبداهلل مختلفة«. بطرق يح�سر كناقد مرة وك�ساعر مرة اأخرى،

هل تتفق مع الحرز اأم لك راأي اآخر؟

ρ في ق��راءات من اأقدمه ما غالب اأن اأعتقد هو وال�سعرية والروائية الق�س�سية الأعمال تكتب التي الإب��داع��ي��ة« »ال��ذات ل� ا�ستمرار من الأعمال تلك في يم�سني ما الن�سو�س. وت�ستقر اأث��ره��ا في روح��ي ت��ح��دث ج��م��رات والنبهار، والده�سة الن�سوة م��ن خال�سة في اإنتاجها اإع��ادة اأو عنها التعبير اأح��اول « مرجعيته ذلك العمل الإبداعي. �سورة »ن�س�سهادة ت�سميها اأن ولك ا�ستمتاعي، اأ�سجل المقروء الن�س ب��م��اء م�سحوبة اإع��ج��اب ومتداخلة معه. هو نوع من التعالق الإبداعي »النقد ال�سويدا �سعود ال�سديق عليه اأطلق �سونتاج، ���س��وزان ع��ن ن��ق��ال الإي��روت��ي��ك��ي«، لي�س معه والتداخل الن�س مجا�سدة بمعنى على نحو معرفي بقدر ما هو على نحو جمالي رف؛ يتلم�س المتعة ويعبر عنها، ما و�سعته �سالمحاولة والكلمات، وفي الوقت نف�سه، يدعو

القارئ اإلى م�ساركته واختبار تلك المتعة.

يبحثون في دفاتر التراث عن هذا الأب..!!

»ق�سيدة النثر ترتبط بالذائقة االأجنبية ●ن��اب��ع��ة من ولي�ست الأج��ن��ب��ي، وال���ت���راث ال���ت���راث ال��ع��رب��ي«، ه���ذه ال��ع��ب��ارة تحمل تــ�ــســور الــبــعــ�ــص. عـــبـــداهلل الــ�ــســفــر مـــاذا

يقول؟

ρ يعك�س الذي الت�سور اأجد غرابة في هذا ل

ذهنية م�سغولة بالأ�سول )وهو �ساغل عربي اإلى منت�سب هو بما اإل تقنع ول بامتياز(، الجذور وملتحم بها عنوانا لالأ�سالة والتحدر التهام اأو الهاج�س هذا معروف. »اأب« من عن التراث دفاتر في يبحثون اآخرين جعل هذا الأب، وربما عثروا عليه عند التوحيدي يخفف الت��ه��ام هاج�س ل��ع��ل وال��ن��ف��ري... ق�سيدة ع�سبة اأن ويطمئن غ��ل��وائ��ه، م��ن على طارئا ول �سيطانيا نبتا لي�ست النثر نيل بق�سد وذلك العربية، الكتابة خارطة اأن ونعترف لنتوا�سع والع��ت��راف. التقبل الأوه���ام. نجد من وه��م من ال��ع��رق« »نقاء النتباه عدم درج��ة اإل��ى الوهم هذا ي�سغله الإب���داع هو حا�سل قبل »الإن�����س��ان« اأن اإل��ى التاريخ عبر ب�سري وتنافذ ح�ساري تداخل اإنه تالقح وامتزاج ل والجغرافيا والذاكرة. يهم ل الوجهة، هذه ومن منه. اأح��د ي�سلم ذاك اأو ال�سكل هذا منها اأقبل التي ال�سفة بقدر اأهمية البحث عن نجاح هذا اللون من

الكتابة وتحققه فنيا.

ل�شت حري�شا

كيف ترى قراءة النقاد لتجربتك؟ ●

ρ عند الوقوف على حري�سا ل�ست باإخال�س، ال�سديق ق��ال كما يكفيني الم�سالة. ه��ذه قا�سم حداد »ت�سعة اأ�سدقاء وحبيبة واحدة«.

.. لي�سا في حلبة �سراع

الن�ص ● على تفوق ال�سعودية في »النقد االإبـــداعـــي« هــل تتفق مــع هـــذه الــعــبــارة

اأم..؟

ρ ربما ل اأتفق معك في هذا التو�سيف. النقد

اآخر، مكان اأي وفي ال�سعودية، في والإبداع للجري م�سمار اأو ���س��راع حلبة ف��ي لي�سا اأح��رز من لنحدد »ال�سفارة« نحمل ونحن »كاأ�س حمل ج��دارة وح��ق��ق ال�سبق، ق�سب ل��ك��ل ك��ات��ب م��ن ه����وؤلء؛ مبدعا ال��ت��ف��وق«. التي والجمالية المعرفية �سواغله وناقدا، المكامن ل�ستجالء ويحفر عليها، يعمل وا�ستق�ساء الينابيع وا�ستكناه مواطن النظر ومواقع التجربة الإن�سانية، يتما�س كل واحد منهما بعدته الخا�سة، والناتج يتلقاه القارئ اأو راأيه وي�سجل ويتعامل معه، ب�سكل فردي، ينزلق اأو �سده، اأو العمل، ل�سالح انطباعه

من ذاكرته بحياد اأو اإلى الن�سيان.

بيتي الإبداعي هو الفي�سبوك..

ما المواقع التي تزورها اأنت على ال�سبكة ●العنكبوتية؟

ρ واأخ��رى على بانتظام، اأزوره��ا هناك مواقع ال�سحف بع�س مواقع اإل��ى اإ�سافة تباعد. العربية التي تمنح الثقافة ف�ساء عري�سا من الن�سر والمتابعة، اإلى جانب بع�س المدونات ب�سكل لكني المترجمة، بالن�سو�س المهتمة المتابعة في الإب��داع��ي« »بيتي اأج��د رئي�س من هائال كما لي وف��ر الذي الفي�سبوك هو الإب����داع م��روح��ة ف��ي المختلفة ال��ت��ج��ارب وعلى الأ�سدقاء على اأعثر هناك الفاتنة.

الذخائر.

وهل لنا اأن نتعرف على مكتبتك؟ ●

ρ ،ولب��ت��وب ال��ن�����س��رة، الكتب م��ن مجموعة واآيباد، وعزلة �سا�سعة..

115اجلوبة - �شتاء 1435هـ114 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

داعـــــــــ

ــــــــــــــــــ

بــــــــ واإ

رةـــــــــ

شـــــــــــــــ

�ــــــ

تميز في درا�ساته العليا، فمنح الع�سوية ال�سرفية في جمعية المتفوقين من خريجي ال�سحافة والإعالم في الجامعات الأمريكية Kappa Tau Alpha(.. ع�سق )كابا تاو الفا كبير عدد له والتدري�س. والبحث التاأليف في والم�ساركات والدرا�سات البحوث من �سعودي اأول واأ�سبح العلمية.. الموؤتمرات يح�سل على درجة الأ�ستاذية في العالقات اأحدهما كتابين: األ��ف والإع���الم.. العامة في العالقات العامة، والآخر في الحمالت التي الكتب اأه��م من اأ�سبحا الإع��الن��ي��ة، تدر�س في اأق�سام الإعالم في العالم العربي

الخليج ودول وم�سر وفل�سطين الأردن في العربي، اإ�سافة اإلى الجامعات ال�سعودية..

�سغل الأك��ادي��م��ي، عمله م�سيرة خ��الل فتراأ�س الجامعة، داخ���ل مهمة منا�سب الملك بجامعة الآداب بكلية الإعالم ق�سم لكلية وك��ي��ال وع��م��ل ف��ت��رات، ث��الث �سعود للكلية فوكيال الأكاديمية، لل�سوؤون الآداب نف�سها لل�سوؤون الإدارية... ثم اختير ع�سوا عام الثالثة دورت��ه في ال�سورى مجل�س في ١٤٢٢ه� وا�ستمر فيه ثالث دورات متتالية،

هي الحد الأعلى للع�سوية.

مجل�س ف��ي ع�سويته فترة خ��الل ق��دم

أ.د. عبدالرحمن بن حمود العناد القاضبا�شم ال�شهرة )عبدالرحمن العناد(

�ض في الإعالم والعالقات العامة.. من مواليد �سكاكا – الجوف عام 1373ه�، تخ�سفي �سعود الملك جامعة من 1979م عامة وع��الق��ات اإع��الم بكالوريو�ض على ح�سل الريا�ص بتقدير ممتاز مع مرتبة ال�سرف االأولى، فعين معيدا، وابتعث فاأكمل درا�ساته / جامعة اإع��الم / ماج�ستير على الأمريكية.. فح�سل المتحدة الوليات العليا في اأثينز، اأوه��اي��و، / جامعة الإع��الم كلية / الدكتوراه ثم كــلــورادو1982م، دنفر، دنفر،

اأوهايو )1986م(.

ال�سورى التي ا�ستمرت اثني ع�سر عاما عددا كبيرا القرارات، الإ�سافية وم�سروعات التو�سيات من تبناها التي والمو�سوعات مبادراته اأه��م ومن م�ساركة وخارجه، المجل�س في بتاأييد وحظيت المراأة في النتخابات البلدية التي قدمها ودافع حتى �سنوات، اأرب��ع خ��الل م��رة من اأكثر عنها ق��رار وج��اء طفيفة؛ باأغلبية التو�سية نجحت في المراأة بم�ساركة ال�سريفين الحرمين خادم لينهي ال�سورى، مجل�س وفي البلدية، المجال�س المراأة. حقوق من اأ�سا�سيا حقا ويثبت ج��دل، ق��رارات وم�سروعات تو�سيات وق��دم تبنى كما وال�سماح البلدية، المجال�س �سالحيات لتطوير رح��الت لت�سيير الخليجية الطيران ل�سركات في بما المرور نظام وتعديل بالمملكة، داخلية ذلك اإلغاء تطبيق الحد الأعلى للمخالفات، اأو ما

يعرف بم�ساعفة مخالفات �ساهر، وغيرها..

فكان وق��ت��ا، التطوعية ل��الأع��م��ال خ�س�س الأطفال لجمعية الإعالمية اللجان في ع�سوا اأمينا اأ�سبح ثم ال�سنوات، من لعدد المعاقين الخدمة مجالت في تمنح التي لجائزتها عاما

الإن�سانية وما يزال..

�سارك مع اأربعين مواطنا ومواطنة في تاأ�سي�س المملكة، في الإن�سان بحقوق تهتم جمعية اأول ال�سامي المقام من المواطنون ه��وؤلء طلب اإذ لحقوق الوطنية الجمعية بتاأ�سي�س لهم الإذن ١٤٢٥ه���.. محرم في الموافقة وتمت الإن�سان، الدول جامعة فريق من دفعة اأول �سمن وك��ان �سارك اإذ �سوريا، العرب في للمراقبين العربية الميدانية حتى تقرر �سحب المراقبة اأعمال في

فرق المراقبة في اأواخر يناير ٢0١٢م.

البحوث على وم�سرفا م�ست�سارا حاليا يعمل والدرا�سات في مركز اأ�سبار للدرا�سات والبحوث والم�ست�سارين الباحثين مع و�سارك والإع��الم، البحوث م��ن كبير ع��دد ب��اإج��راء ال��م��رك��ز ف��ي جهات ل�سالح ن��ف��ذت ال��ت��ي المهمة الوطنية حكومية؛ كرئا�سة ديوان مجل�س الوزراء، ووزارة وغيرها، والإع���الم الثقافة ووزارة الداخلية، الحيوية المجالت كافة مو�سوعاتها و�سملت والغلو ال��ت��ط��رف م��ن ال�����س��ع��ودي المجتمع ف��ي وتاأثيراته، الأ�سهم �سوق انهيار اإلى والإره��اب..

متحدثا في احدى الندوات

117اجلوبة - �شتاء 1435هـ116 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

داعـــــــــ

ــــــــــــــــــ

بــــــــ واإ

رةـــــــــ

شـــــــــــــــ

�ــــــ

وا�ستخدامات وتطلعاتهم، ال�سباب فم�سكالت اأداء وتقويم ال�سعودي، المجتمع في الإنترنت

اأجهزة الإعالم ال�سعودية وغيرها.

لالإعالم العربية المجلة تحرير هيئة يراأ�س والت�سال، وهي دورية علمية محكمة متخ�س�سة في وه��و ع�سو والإت�����س��ال، الإع���الم بحوث في عبدالرحمن ال�سيخ لكر�سي العلمية الهيئة بجامعة الإن�����س��ان حقوق ل��درا���س��ات الجري�سي

الإمام محمد بن �سعود الإ�سالمية.

مقتطفات من محا�شرة له في جامعة الملك �سعود عن دور

ال�شباب في تعزيز الوحدة الوطنية.. بمنا�سبة اليوم الوطني:

• من المهم اأن ي�سارك ال�ساب في تطوير وط��ن��ه وال��م��ح��اف��ظ��ة ع��ل��ى ا���س��ت��ق��راره ولقيادته لأف���راده ومحبته واإن��ج��ازات��ه

ولعلمائه.

• من ال�سعودي المواطن وطنية تتجلى الفكري وطنه اأمن على حر�سه خالل وقناعته والج��ت��م��اع��ي والق��ت�����س��ادي بين المحبة ن�سر ف��ي الكبير ب���دوره

اأفراد وطنه.

• العالم ف��ي العي�س ف��ي المبالغة ع��دم مواقع اإل��ى منه وال��خ��روج الفترا�سي

التوا�سل الحقيقي والوطني.

• ا����س���ت���غ���الل ال����وق����ت ب���م���ا ه����و م��ف��ي��د اأف��رادا الآخرين مع والتعاون ومنتج.

وموؤ�س�سات.

• �سناعة ف���ي الإي��ج��اب��ي��ة ال��م�����س��ارك��ة نموذجا، البلدية )النتخابات القرار التوا�سل مع اأع�ساء المجال�س البلدية،

وال�سورى، والم�سئولين(.

متحدثا في منا�سبة دولية

مقتطفات من مقابلة مع اإحدى ال�سحف المحلية حول الحوار الوطني

وتطبيقا وهدفا فل�سفة الوطني الحوار الحوار لتاأ�سيل وجريئة ج��ادة محاولة هو وت�سجيع وت��ط��ب��ي��ع��ه وال��ث��ق��اف��ي ال��ف��ك��ري ممار�سته في كافة الم�ستويات ال�سعبية منها والر�سمية في المجتمع ال�سعودي، الذي تعود المحكوم والتفكير الأح��ادي��ة النظرة على وتقاليد واأع���راف محددة وروؤى بتوجهات بيئية ل تتيح مجال كثيرا لالختالف والتنوع المن�سود للحوار تتوافر اأن ويوؤمل والتعدد.

بيئة ثقافية وفكرية منا�سبة.

ال��ذي ال�سليم الج��ت��م��اع��ي والإ����س���الح ترتكز عليه كافة الإ�سالحات يحتاج للحوار للو�سول مهمة فالو�سيلة لتحقيقه؛ و�سيلة للغاية الإ�سالحية التي نبتغيها، ومن المهم ح���وارات نتائج على الإ���س��الح ي�ستند اأن

�سفافة مفتوحة وحرة.

وفي م�شاركة حول دور النخبة في و�شائل الإعالم الجديد

�شمن فعاليات �شوق عكاظ في ذي القعدة 1434هـ

يلحظ المتابع لم�ستخدمي و�سائل الإعالم في اإفراطا هناك اأن المملكة في الجديدة توحي لدرجة الو�سائل، ه��ذه ا�ستخدامات فال م��ا.. نوع من انفالتا هناك اأن اأحيانا هناك و�أن خــطــوط، وال قيود وال �شو�بط

فراغا كبيرا لدى قطاع مهم منهم..

كما يلحظ المتابع �سطحية في كثير من النقد على �سديدا وتركيزا الم�ساركات، في ال�سلبية للجوانب اأح��ي��ان��ا والت�سخيم الق�سور، واأوج��ه الأخطاء وعلى المجتمع، كثير ي�ستند ل التي ال�سائعات ترويج وعلى

منها اإلى معلومات �سحيحة.

في موؤتمر دولي

119اجلوبة - �شتاء 1435هـ118 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفـــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنـــــــــ

ا�ستطالع عن اأزمة ال�شعر العربي

■ اإعداد �سعيد بوكرامي*

ما اأقل الن�شو�ص الرائعة!فتحي عبدال�شميع/�شاعر من م�شر

فنجد العربي، ال�سعري للم�سهد ننظر م��ردودا نجد ول ال�سعراء، من هائال ا كممعه، يتجان�س اأو الكم، هذا ي��وازي �سعريا تحمل ال��ت��ي ال��رائ��ع��ة الن�سو�س اأق���ل فما وتجبرنا انتباهنا، تلفت اإبداعية لم�سات

على التوقف اأمامها، والإقبال عليها ببهجة؛ باأنهم يقنعونك الذين ال�سعراء اأن��در وما قيا�سا الندرة وتلك الكلمة. بمعنى �سعراء اأن ب�سجاعة نتحدث تجعلنا ال�سعراء بكم اأدعياء من قدر اأكبر ي��اأوي العربي العالم

ال�سعر في العالم!

ال�����س��اع��ر هو ف��ي ح��رك��ة الأ���س��ا���س اإن

نقراأ االبداعات ال�سعرية العالمية بلغتها االأ�سلية اأو بلغات و�سيطة، فنجد اأننا اأمام قارات �سعرية باهرة. تجارب حقيقية تحفر ا�سمها عميقا في ديوان الخالدين.

في ع�سرنا العربي الحالي، نكاد ال نجد �سعرا. اأين ال�سعر العربي المماثل؟

اأيها ال�ساعر هل اأنت را�ص عن لغتك التي تكتب بها؟

هل تحتاج اإلى مراجعة ذاتية وجمالية، لتعيد ا�ستنبات �ستالت �سعرية جديدة في ب�ستان الإبداع الإن�ساني الخالد؟

من اأين ت�ستمد طاقتك للخلق والإبداع ال�سعري؟ اأمن التراث، اأم من لغة الع�سر، اأم من طقو�ص الحياة؟

اأال ترى اأن اأزمة ال�سعر العربي الحالي، هي مع�سلة تجديد لغوي وتثوير �سعري، وتفكير روؤيوي؟

هذه اأ�سئلة، من بين اأ�سئلة كثيرة، تفتح اأفق الحوار وتحفز تداعياته.

وثرية، لتقديم ن�سو�س جديدة، مده�سة ال�سعي من تمتح ن�سو�س ت��ك��رر، ول ت�سيف ن�سو�س النبع الخالق الموجود في اأعماق الب�سر عموما، وال�سعراء ب�سكل خا�س؛ لأن طبيعة عملهم تفر�س عليهم النفتاح على العالم: الداخلي والخارجي؛ والتاأمل، والإ�سغاء بالر�سد الدائم والن�سغال ا�سطياد من تمكنهم التي المهارات وامتالك اللغة على وال�سيطرة الباطني، الفي�س لحظات اإيحاءاتها، وتروي�س طاقاتها ا�ستغالل بهدف اإب��داع��ي عمل تقديم م��ن النهاية ف��ي والتمكن للعالم، نظرته ويثري ويده�سه، المتلقي يفاجئ

واإح�سا�سه بالوجود.

اإب��داع على القدرة يمتلك جاد �ساعر كل اإن وب�سمتها المميز، طعمها ولها فاتنة، ن�سو�س الخا�سة، وت�ستحق الح�سور في ذاكرة الفن، فكما اأي�سا يت�سم كثيرة، �سمات في �سواه مع ي�سترك بالتفا�سيل، تمتلئ فريدة فريدة، وحياة ب�سمات لأن ت�سلح التي الأ�سياء اأو والرموز، وال�سور، من وتتبلور طاقاته، تفجر خا�سة رم��وزا تكون

خاللها نظرته للعالم.

اإليه ال�ساعر وفي تقديري، اإن اأهم ما يحتاج بتفا�سيله، يعي�سه الذي عالمه مع ال�ستباك هو مدخله ال�ستباك ه��ذا ي��ك��ون واأن وم��ف��ردات��ه، الكتابة وم��ع اللغة، مع اآخ��ر ل�ستباك الأ�سا�س بو�سفها ممار�سة خالقة في حد ذاتها، ل مجال المقررة وال��ق��واع��د ال��ج��اه��زة، للو�سفات فيها اأكبر ال�سعر مح�سوما، لي�س ال�سعر فاأمر �سلفا، دائم، اكت�ساف اإلى وبحاجة به، تعريف كل من ل��الإب��داع لنا حاجة ف��ال واإل ك��الإن�����س��ان، تماما والمفاجئ، الجديد، لنتظار مجال ول اأ�سال،

والمده�س، والمثير.

لالإن�سان.. اإخال�سا الأكثر الرفيق هو ال�سعر يتوقف لن والذي والملغز، العجيب الكائن ذلك مكنوناتها مع وال��ح��وار نف�سه، ق��راءة عن اأب���دا

بمعلومها ومجهولها.

اإنني ل اأوؤمن بوجود لغة ت�ساعد ال�ساعر واأخرى تعرقله، اأوؤمن بوجود �ساعر حقيقي ومجتهد، يعي طبيعة ال�سعر والإبداع، ويخل�س للكتابة بطموح ل حدود له، واآخر زائف، ل ي�ستوعب طبيعة ال�سعر بين ال��ذي ال�ساعر فيعرقل المنا�سب، بالقدر

جنبيه، بوعيه القا�سر، واإخال�سه ال�سعيف.

فالعبرة المكان، على ينطبق نف�سه والأم��ر يتحرك ال�ساعر ك��ان اإذا وم��ا ال�ساعر، ببناء الحقيقي وال�ساعر زائ��ف، اأم حقيقي م�سار في ي�ستطيع اأن يبدع ولو كان مقيما في قرية نائية، اأو حتى زنزانة. وفي المقابل يعجز ال�ساعر الزائف الذي المكان ك��ان مهما الحقيقي الإب���داع عن

يقيم فيه.

ببناء تتعلق ال��ع��رب��ي عالمنا ف��ي الم�سكلة الطريق على ت�سعه وحدها فال�سدفة ال�ساعر، ال�سعراء يق�سون حياتهم في ال�سحيح، وغالبية الم�سار الخطاأ، يقلدون ول يبدعون، ين�سخون ول بدل يمتلكونه، الذي ال�ساعر يقمعون يبتكرون،

من تفجير طاقاته الخالقة.

مناوئ العربي عالمنا في العام المناخ اإن قبل يقتلون ال�سعراء واأغلب الحقيقي، لل�ساعر

فتحي عبدال�سميع

121اجلوبة - �شتاء 1435هـ120 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفـــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنـــــــــ

ميالدهم، يقتلون من قبل الجهل بطبيعة ال�سعر ودوره، وقيمته على الم�ستوى العام، اأو من قبل ربط ال�سعر بمفهومات بائ�سة ل تطمح اإلى ما هو اأكثر من ا�ستن�ساخ م�سوه لتجارب قديمة، مفهومات ل المجتمعات الحرية ما منحته لل�ساعر من تمنح حنطت مفهومات ل�سعرائها، القديمة البدائية ال�سعر في توابيت وراحت تقد�سها، اأو تلوكها بال حوار اأو م�ساءلة، مفهومات يت�سبث بها كهنة في اأو الثقافية، المنابر اأو والجامعات، المدار�س دون ومن بوعي يعملون كهنة الأدبية، المحافل والمكرور، والمعتاد، ال�سائد، تثبيت على وعي اأو تجديدي، اأو تثويري م�سار كل من ويجفلون الجديدة الأج��ي��ال ي�ستقبلون وه��ك��ذا مختلف. في تتفتح اأن يمكن ل وقامعة، مقموعة ب��اأرواح في اإل معها الخطى تدب ول موهبة، ح�سرتها

الم�سار الخطاأ.

في لالإن�سان اأبديا رفيقا بو�سفه ال�سعر اإن بح�سا�سية يتاأثر وحديثها، قديمها الثقافات كل الإن�����س��ان، وه��و يعطي بال ب��اأح��وال ه��ذا مفرطة هذا بحدود مرهونا يبقى العطاء لكن ح��دود.. الإن�سان واإرادته، فال�سعر ل يفر�س نف�سه بالقوة ال�سعر، مع التعامل في بد من حميمية ل اأب��دا، بالغ، بلطف معنا يتجاوب الأب��دي الرفيق وهذا خالقة ق��وة ن��ري��ده يقبل، ب�سيطا رفيقا ن��ري��ده يقبل، الخارجية بق�سرته نكتفي يقبل، ومبهرة وتلك يقبل. العميق الداخلي جوهره في نطمح الهائل المخزون ذلك اأنتجت التي هي العالقة فال�سعر الن�سو�س، م��ن والمتفاوت والمتنوع كما فقيدا، تبكي التي الب�سيطة للقروية يعطى وكذلك ي��وم��ه، ط��وال يكد ال��ذي للعامل يعطى تذهب التي والنفو�س المحترف، للمبدع يعطى

اإليه باإرادة قوية، وطموح ل حدود له.

والإن�سان، ال�سعر بين التاريخية العالقة تلك خا�سة واق��ع��ه ع��ن منف�سال ال�ساعر تجعل ل وف�ساد قمع من يحوي بما العربي، عالمنا في

فاأمرا�سنا اآخره؛ اإلى وتخلف.. وكذب وعبودية علينا وتفر�س مراآته، عبر ت�سطع الم�ستع�سية عالمنا في الحقيقي فال�ساعر معينة. توجهات من الوقت طول بالمعاناة عليه محكوم العربي م�سروعه وتعرقل طاقته، تهدر كثيرة، م�ساكل لها جانبية تفريعات اإل��ى وت��اأخ��ذه الإب��داع��ي، اأن كما اأح��ي��ان��ا، والمميت ال�سلبي م��ردوده��ا بو�سفه يتر�سخ ال��م��ن��اخ ه���ذا ظ��ل ف��ي ال�سعر ل لل�سكوى، م�سبا للك�سف، ل لل�سراخ، و�سيلة الموت، من للهرب مالذا عظيمة؛ لرحلة رفيقا ف�ساء ل للتنفي�س ثغرة الحياة؛ على لالإقبال ل

لالبتكار والتجديد.

من ي�شعى لقتل ال�شعر العربي!؟ال�شاعر اأ.د/ عبداهلل بن اأحمد الفيفي

)اأ�شتاذ النقد الأدبي احلديث

يا�ص( بجامعة امللك �شعود يف الر

قتل اإل��ى ال�ساعون ي�سعى اأن ف��راغ من لي�س ل لكي العربي، الفن وتحييد العربي، عر ال�سا الم�ساجع. واإن لم يمكن يهيجا العواطف، فيق�ساأو المثال، �سبيل الرواية على با�سم عر، ال�س قتل اإلى فلي�سرفا المو�سوعية، با�سم الفن، تحييد العبث، �سراديب واإل��ى الأغ��را���س، من التوافه با�سم والال�سيء، والالمعقول الفارغ، والغمو�س كان ذل��ك مثل الماورائية. وتجلياتها الحداثة حتى قديما. ولوثاته الجنون، اأحاديث من يعد الحمقى لبع�س الأع��راب ن��وادر في ن�سب ما اإن عرية وال�س الطرافة غاية في ليبدو والمجانين، الحديث. العربي عر ال�س اإلى بع�س قيا�سا اليوم، )اأبي حية ال�ساعر اإلى ن�سب ما قبيل وذلك من النميري المجنون(، الذي قال مرة: »عن لي ظبي يوما فرميته، فراغ عن �سهمي، فعار�سه ال�سهم، يروغ واهلل ي��زال فما ال�سهم، فعار�سه راغ، ثم وقال الجبانات!« ببع�س �سرعه حتى ويعار�سه يوما: »رميت، واهلل، ظبية، فلما نفذ �سهمي عن

القو�س، ذكرت بالظبية حبيبة لي، فعدوت خلف ال�سهم، حتى قب�ست على قذذه قبل اأن يدركها!« اأو )دونكي�سوت(، �سهرة ب�سيفه، الم�سهور وهو اأ�سهر! فهذا النمط من الجنون والكذب ل يخلو الجنون فنون كانت وه��ك��ذا وط��راف��ة. ف��ن م��ن

جميلة مده�سة.

اأما بع�س جنون ما يكتب اليوم با�سم الحداثة عتها ليبدو كثيرا، ذلك عن فيتدنى عرية، ال�س، وربما اأكثر. فعن اأي �سعر عربي ا، ل اأقل خال�س

حديث موؤثر نتحدث؟!

كانت القديمة العربية البالغة اأن �سحيح كانت اأنها و�سحيح كثيرا.. ال�سكالنية في تبالغ تبالغ اأحيانا في تطلب الو�سوح والتنا�سب، وتبني ومكانا زم��ان��ا م��ح��دودة نماذج على مقايي�سها روؤيتها في تظل اأنها غير ع��ددا؛ وحتى وثقافة الفكر في عر لل�س الفاعل الأث��ر تتطلب اإج��م��ال مهما البالغي، التعبير لأن والحياة؛ والنفو�س بهذيان ول ع�سواء، بخبط لي�س المجاز، ركب

عر. مخبول، واإن با�سم المجاز وال�س

الو�سوح لي�سهم اآخ��رون ي�سعى ذل��ك وب�سد وتخدير ال��ع��ام ال��وع��ي ت�سليل ف��ي والمبا�سرة يغدو حين يف�سد الأدب����ي وال��ن�����س ال�سمائر. قبل �سعاراتها يرفع اأيديولوجية، ة مطي مح�س الرك�س �سنابك تحت عندئذ في�سقط �سعريتها، جا بالكلمات الميتة. ذلك اأن للن�س روحه، م�سرحلت قد كانت ف��اإن ال��روح، تلك كانت ما كائنة كان طبيعيا، حلول الن�س في الأيديولوجيا روح الإحالل محاولة قتلته، واإل �سويا، ا ن�س الن�س الن�س كان ها هنا ول عى، فال المد اأو الق�سري

الأيديولوجيا.

وعلى ال��ع��رب��ي- عر ال�س اإن ال��ق��ول: خال�سة الرغم من اأمرا�سه الم�سار اإليها- ما انفك زاهرا هناك اأن غير دة. وال��م��ج��د الأ�سيلة، باأ�سواته تعليمية، كثيرة، �سوت كواتم العربي الواقع في اأي وفي بكليته- الأمر اإن ة. و�سيا�سي واإعالمية، زمان ومكان- متعلق ب�)اللغة( و)الحرية(. و�ساأن اإلى يحتاج ل العربي العالم في العربية اللغة ة ت�سريح؛ فهو اأعرى من اأن يو�سف. وحال الحريالع�سر منذ درك، اأحط في فهي معلوم كذلك،

الجاهلي اإلى اليوم.

عري العربي، ومن ثم، فاإن تراجع ال�سوت ال�سلحالة ح��ا���س��ل تح�سيل ���ر، وال���م���وؤث الم�سموع

ح�سارية وثقافية عامة.

جهد التجربة وهويتها المتحولة)عبد اللطيف الوراري/�شاعر وناقد مغربي(

العربية، اللغة به كتبت ما اأجمل اأن اأعتقد من اإم��ك��ان��ات على وفتحها فيها اأب��دع ما بقدر نعود ونحن اإن��ن��ا، ال�سعر. هو تنتهي، ل الخلق اإلى تراثنا ال�سعري، نكت�سف مدى القيمة اللغوية بف�سل للغتنا �سارت التي والثقافية والجمالية ال�سعر الذي يقدم اإلينا، بطراوته وثرائه وعمقه،

من مئات ال�سنين، ول يزال.

اأ.د. عبداهلل بن اأحمد الفيفي

123اجلوبة - �شتاء 1435هـ122 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفـــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنـــــــــ

العربية اللغة حفظ ق��د ال��ق��راآن ك��ان واإذا ف��اإن اللغات، بين المحظية بالمنزلة واأوله���ا بالمعيو�س وي�سلها يبتكرها يني ما كان ال�سعر كل في الإن�سان يعبره ال��ذي والدنيوي والعابر حالته. وعلى الرغم من الحمالت المغر�سة التي كانت تتعر�س لها لغتنا العربية، فتتهمها بالعجز ف��اإن الحديث، الع�سر مواكبة عن والتق�سير الأدباء من اأمتنا كانوا يواجهونها بما ببدعون بها من �سعر ونثر. ول يهم، بعد ذلك، اإن كان ال�سعر

اأو الرواية ديوان العرب.

الذي الدعم غياب ومع الحا�سر، وقتنا في �سة الثقافية العربية عن يمكن اأن ت�سهم به الموؤ�سطريق ن�سره وتداوله وترجمته، فاإن ال�سعر العربي يمار�س يزال ول متنام، باهتمام يزال يحظى ل جاذبيته على قطاع مهم من القراء حتى من داخل والحداثة �سعرنا اإن الجتماعي. التوا�سل مواقع ل��غ��ات �سعر ي�ساهي ع��ق��ود منذ ها يختط ال��ت��ي وموا�سعات بقيم بينها يخت�س نجده بل اأخرى، )مو�سيقية، �سكلية، جمالية..( لي�ست فيها. ومن

منعطف كل في اأن��ه اإل��ى ن�سير اأن ال��ق��ول، نافل اأزمة عا�س اإل ال�سعر بها يمر اأو مرحلة تاريخي عد ما، لكنه �سرعان ما يخرج منها معافى على �ساأزمة في اأن هناك واإذا بدا قوة وتجديدا. واأكثر – وجدتها واإن طبيعية، فهي المعا�سر �سعرنا لطبيعة المرحلة اأو اإب�ستيمي الع�سر- اأزمة مركبة يتداخل فيها ما هو لغوي بما هو ثقافي ووجودي، وتحتاج منا، كمبدعين ودار�سين، اإلى لحظة تاأمل

لو�سعها في �سياقها ال�سامل.

ال�سعرية، تجربتي اإلى وقيا�سا لي، بالن�سبة وعالماته بوجوهه العربي ال�سعري التراث فاإن الأ�سا�سية، م�سادري اأحد دائما كان الم�سيئة القديم بين العربي لل�سعر قراءاتي تنوعت اإذ الجاهلية، ���س��ح��ر ع��ل��ى ف��ت��ع��رف��ت وال��ح��دي��ث، وح����داث����ات ال��م��ت��ن��ب��ي واأب������ي ت���م���ام وال��م��ع��ري ن�سج في الغزل �سعراء ورق��ة لالأزمنة، العابرة عند الطبيعة و�سخاء ومعاناته، للحب روؤاه���م بالعجب �سعور تحت - بعد وفيما الأندل�سيين، في الحر ال�سعر حيوية على تعرفت وال�سدمة- بمتخيل ونهو�سه وحداثته الع�سر اإل��ى عبوره �لماغوط، محمد مفارقات وعلى جديد، �شعري واأم����ل دن��ق��ل، وم��ظ��ف��ر ال���ن���واب، واأح���م���د مطر والجتماعي، ال�سيا�سي الواقع نقد في ال�ساخرة يو�سف و�سعدي دروي�س محمود �سعريات وعلى واأدوني�س وعلي جعفر العالق وقا�سم حداد واأن�سي الحاج و�سركون بول�س ومحمد بنطلحة، العابرة

بال�سعر العربي اإلى الكوني.

العربية ال�سعرية �سجرة اإل���ى اأن��ت��م��ي اإن���ي الأعر�س التي ت�سرب باأطنابها في عمق التاريخ عملها اآليات تجدد طفقت وما والثقافة، واللغة للذات الخ�سيب وتاأويلها والتخييلي، الكتابي تحمي ال��ت��ي الن�سو�س اإل���ى اأن��ت��م��ي وال��ع��ال��م. العربية. اللغة جماليات داخ��ل وتتطور العمق، وترتيبا عليه، اأزعم اأن ال�سفحة التي اأخط فيها ال�سعراء اأولئك م�سودة بحبر �سلفا، �سعري هي،

جمال المو�ساوي/�ساعر واإعالمي من المغربعبداللطيف الوراري

الحب من عظيما ميراثا معهم اأتقا�سم الذين الأع��ر���س، الن��ت��م��اء ه��ذا وداخ���ل والم�سوؤولية. التي المحلية ثقافتي اإل��ى اأن�ست كيف اأتعلم العربية الثقافة داخل ومختلف اأ�سا�س هي جزء بجذورها المغربية، ثقافتي وم��ن الإ�سالمية. اأ�سترفد والأندل�سية، والإف��ري��ق��ي��ة الأم��ازي��غ��ي��ة متخيال م�سطخبا يدلني على التنوع الذي يلهمنا التي الهوية ويجعل اإليها، نتوجه التي الحياة

نتكلمها اأو نحلم بالعبور اإليها دائمة التحول.

ال�سعر روح��ي��ة عن التعبير يهمني هنا، من وهواج�سه. ورم��وزه واأمكنته وروائحه المغربي ول اأفهم �ساعرا مغربيا ل يعبر عن ذلك، ويظل اأو بحثا عن حداثة مزعومة الأ�سباح في مغتربا

خال�س كاذب.

اأقانيم تلك �سكلت التي الروافد فلعل واإذا، ما ومتجاذبة، منها متنوعة اأرى، فيما تجربتي، من يمتح ما ومنها ال�سعري، التراث اإل��ى يعود ما ومنها والمعا�سر، الحديث ال�سعر اتجاهات يرد علي من م�ساهدات للحياة اليومية وتجاربي عن بمعزل �سعرك يظل اأن معنى ل لكن فيها. ال�سعر الآخر، الفرن�سي اأو المترجم؛ فقد اأفادني اأبدع التي للغة جديدة م�سافة قيمة ومنح ذلك بها وعبرها؛ بل ك�سف لي معنى اأن ي�سير الآخر مترجما، الآخ��ر نقراأ اأو نترجم فلما »محكا«، فكاأننا نلقى بين اللغتين اأو بين ال�سعرين تفاهما هو من العمق والن�سجام؛ ما يجعل الفجوة تتعثر فاإن العموم، وعلى جديد. واأف��ق جديد، بمعنى والإ�سغاء للتعلم جهدا تاألو ل ال�سعرية تجربتي زمنها، اإل��ى ومنتمية وحية متيقظة تبقى كيما

لة با�ستمرار. وتبقى هويتها متحوجمال املو�شاوي/�شاعر واإعالمي من املغرب

اأت�ساءل اأين تتجلى عالمات الأزمة في ال�سعر المكتوب بالعربية؟ ال�ساحة تعج وت�سج بال�سعراء، والمجالت تن�سر ق�سائدهم، ناهيك عما تحمله

اأنهار كاأنها لحظة، كل في الإلكترونية المواقع متدفقة اأو بحار متالطمة.

ربما، ق��راءة؟ باأزمة الأم��ر يتعلق هل ح�سنا، تحديدا، ال�سعر تخ�س ل الأزم���ة ه��ذه اأن بيد واإنما الكتاب الإبداعي ب�سكل عام. قليلون اأولئك »اآلف« بيع من العربي العالم في تمكنوا الذين اأو بالأحرى من بع�س كتبهم الن�سخ من كتبهم.. الإبداعية. ثم اإن اأزمة القراءة ق�سية تتداخل فيها اأ�سباب عدة اأدناها الهتمام ب�سفا�سف الأمور من فعل على يحفز ما غياب واأعالها بع�سنا، قبل القراءة بدءا بمناهج التعليم التي ل تترك فر�سة للطفل كي يتنف�س، فما بالك بالنظر في كتاب هو

في النهاية ترف بعيد.. اأق�سد النظر.

اآه نعم، يتعلق الأمر قبل هذا وذاك بجودة ما اأنظر فاأنا ن�سبية، الجودة لكن ين�سر. يكتب وما اإليها من موقعي، واأحاكم الن�سو�س انطالقا من �سعريا عاما« »راأي��ا ت�سكل اأن يمكنها ل قناعات اأم نقديا. اإن هذا ل يقت�سي النتماء لمدر�سة اأو تيار؛ فهو نابع من انطباعات واأحكام �سخ�سية،

125اجلوبة - �شتاء 1435هـ124 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

ـــذـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــفـــــــ

ـواـــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــنـــــــــ

احترام مع طبعا ذوق؛ ق�سية هو نقول كما اأو مبادئ الحد الفني الأدنى.

فلن اأكتب، ما على الر�سى م�ساألة عن اأم��ا اأدعي اأن هذا لي�س من �ساأني بل من �ساأن القارئ واأزمة ق��راءة اأزم��ة بوجود �سلمنا ف��اإذا والناقد. قيمة يعبر عن اأن يمكن اأحد ل اأن فمعناه نقد، على بالتاأكيد مجبرا �ساأكون ثم ومن اأكتب، ما على الإب��ق��اء اأردت اإذا واإن��ي م��وت. الر�سى اأن ن�سب اأ�سع اأن فعلي داخلي، في حيا ال�ساعر عيني اأن الن�س »الكامل« لن اأكتبه يوما ما، واأن كل ق�سيدة جديدة اأكتبها ما هي اإل تمرين فقط!

اإلى اأعمد اأن لي�س �سروريا ال�سياق، في هذا المجال اأف�سح كي قراأته، اأو كتبته ما كل محو هو ننتجه ما كل ب��اأن قناعة ل��دي جديد. ل�سيء على اليوم اأراه قد الحياة. وج��ه على تنويعات والكتابة هي دائما اأم�س.. وهكذا. راأيته غير ما م�ستمدة؛ ما ر�سب في الأعماق من قراءاتنا ومن تجاربنا في الحياة. ل اأرى كتابة من غير هذين النبعين؛ منهما ن�سنع ت�سوراتنا للواقع وللحلم؛ فكرة المحو يبدو ل لهذا والم�ستقبل. للحا�سر

جيدة، ول قابلة للتحقيق.

مع النبعان يت�سافر اأن ينبغي المقابل، في كل على �ساعر، لكل �سروري، �سخ�سي ان�سغال حال. يتمثل هذا الن�سغال في البحث المتوا�سل �سياغة في الإب���داع ق��دم. تطاأه لم موطئ عن وهذا بعد. اأح��د اإليها يلج لم زاوي��ة من المعنى اأمر قليلون من ي�سلون اإليه. لأنه يتطلب تكري�س واآليات ب��اأه��داف خطاطة وف��ق لم�سروع الحياة من لالأغلبية م��ت��اح غير اأم���ر وه��و واإم��ك��ان��ات، بالنظر اإليها، ننتمي التي المنطقة في ال�سعراء اإلى ظروف الحياة التاريخية والجتماعية وحتى وعناء مكابدة ال�سعر ي�سير ل��ه��ذا، النف�سية. ما بكل البغي�س، اليومي مجابهة في متوا�سال

فيه من �سغائر الأمور.

ال�سعر بهذا ال�سكل، مخا�س لولدة م�ستع�سية للمولود، المتعددة »البيولوجية« المكونات نتيجة وا�ستقر مر ما )كل تراثية بقايا فيه تتمازج اإذ تراث( كان، هو بعيدا اأو قريبا الأم�س ثنايا في وبال�سرورات الحياة باإكراهات الع�سر، بلغة اأزمة بع�س ولعل و�سامل. عام ب�سكل الوجودية ما في تحديدا الجانب ه��ذا في موجود ال�سعر في اأنه ال�ساعر يدعي والقراءة. بالتلقي يتعلق المحيط اأو العالم ال��ق��ارئ من ن��وع اإل��ى حاجة بمكونات مولوده، حتى يتمكن من التوا�سل معه.

ب�سيغة ما »لماذا ل تفهمون ما اأقول«!

اأي��ن تت�ساءل ال�����س��ع��راء، ك��ث��رة ت��رى عندما بحار تتقاذفك وتبحر، الإنترنت تفتح ال�سعر؟ والكتابات والخواطر الق�سائد من متناهية ل �سوؤال على �سريع ج��واب ه��ذا تقول المتنوعة. هل لكن والتدبر. التاأمل من الكثير اإلى يحتاج اأكون من ولكن يكون. قد فعال؟ ال�سعر هو هذا

حتى اأطرح هذا ال�سوؤال؟

الكلمات اقتراف في �سرعت عندما اأتذكر رائعا الإح�سا�س كان عاما. وع�سرين ب�سعة قبل واأنا اأقراأ ما جادت به تلك البدايات من�سورا في ل الإح�سا�س المجلة. هذا تلك اأو الجريدة هذه ي�سعر بما اأ�سعر يجعلني هو يموت. اأن له اأري��د به كل هوؤلء الذين ي�ستهويهم اأن يروا اأ�سماءهم نابت فقد ذاك. اأو الموقع ه��ذا ف��ي و�سورهم �سغبنا احت�سنت ال��ت��ي ال�سباب �سفحات ع��ن الأول، وهي متنف�سهم كما كانت تلك ال�سفحات ال�ساعر اإن القول اإل��ى يقودني ه��ذا متنف�سنا. عليه نحكم اأن يمكن ما واأن دائمة، بداية في بالرداءة حاليا قد يحول اأ�سحابه مع الوقت اإلى بنار الكتواء معنى يقدرون »م�سوؤولين« �سعراء موجودة، الفر�سية هذه دامت وما الحروف... اأي البداية الدائمة، فاإني اأرى اأن اأزمة ال�سعر، في

ذاته، لي�ست واردة... لكنها ربما خارجه!

ل الناهية.. ول المتلقي

■ عقل بن مناور ال�سمريي*

ل ت�سافر اإلى.. ل ت�سحك مع.. ل تخالط اأو لهذا تقراأ اأول��ئ��ك.. ل ه��وؤلء.. ل تحب بعد و�ستعرف وك��ذا... كذا تعمل ل ذاك، ا�ستقاللك المالي اأن اأ�سد الالءات وح�سية

ل تتكلم..! واأكبرها خطرا ل ت�ساأل..!

ا�ستالب ب���واب���ة ال��ن��اه��ي��ة ال����الء ه���ذه الحرية، واأ�س الو�ساية لما بعد البلوغ وحتى

المغيب.

اإبداع من كم مبادر؟! بوجه رميت كم طم�ست؟! كم من عبودية لغير اهلل فر�ست

هذه الالء اللعينة؟!

فما ال��ع��م��ل، جن�س م��ن ال��ج��زاء ولأن يحجم تلك الناهية غير لء المتلقي.

على بها ال�سوت رف��ع وق��ت يحن األ��م حقوقك على معتد ك��ل على اأف����اك؟! ك��ل

و�سوؤونك وعالمك واهتماماتك؟!

وال�سرق ال��غ��رب �سر ه��ي المتلقي لء الذي و�سل.

بها تقا�س م�سافة ال��الءي��ن بين فما القدرة على مكافحة الف�ساد واأ�سياء اأخرى

يعرفها الباغي والمحروم..

لن تقراأ در�سا في النحو..! اإنه في المالء، اإمالء قا�ض، ل يبحث عن االإجادة في الكتابة، بل اإجادة التباع.

رطي والء المدر�ص، الء البلدية، والء المدير، الء االأب، والء الجار.. الءات لء ال�سبال نهاية اأبدا.

الءات من كل الجهات وفي كل الأوقات.. لء كبيرة حا�سرة دوما، للحقوق والآمال، لالأفعال والأقوال؛ بل تتوغل عمقا وفجورا لت�سفع حتى النيات.

كاتب من ال�سعودية. *

127اجلوبة - �شتاء 1435هـ126 اجلوبة - �شتاء 1435هـ

اتراء

ــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــ

ـــــــــقـــــ

المتو�سط، القطع من �سفحة ٣٥0 في الكتاب �سدر وكاتبا« ومبدعا مفكرا خزندار.. »عابد عنوان: وحمل اإلى محبي عابد خزندار الق�سعمي الموؤلف اأهداه والذي

واإلى من اأحب وطنه.. و�سار على دربه.

يحكي في مطلع مقدمته كيف تعرف بالناقد الخزندار ال�سيخ عبدالكريم اأ�ستاذه ب�سحبة منذ عام )١٩٩٧م(،

الجهيمان، ثم توالت اللقاءات بعد ذلك في جدة.

اأبرزها من ك��ان ف�سول، ع��دة على الكتاب انطوى بع�س اإل���ى الق�سعمي ي��ع��رج ث��م حياته، م��ن مقتطفات اإلى اإ�سافة الجريئة، وال��ح��وارات ال�سحفية اللقاءات الذين الأدب���اء بع�س وع��ن وال��ده عن الخزندار كتابات الجهيمان، عبدالكريم ك���: الآخ���رة ال���دار اإل��ى انتقلوا وع��ب��دال��ع��زي��ز م�����س��ري، وع��ب��داهلل ال��ج��ف��ري، وع��ب��داهلل عبدالجبار، ونا�سر المنقور، وح�سن ن�سيف.. اإلى جانب طائفة من الكلمات الرقيقة التي دبجها عدد من الأدباء محفل من اأكثر في خزندار عابد الناقد عن والمثقفين التنويري؛ م�سروعه عن ف�سال الموؤلف يعقد كما اأدب��ي، فيها ليورد »نثار« زاويته في كتاباته من ن�سو�سا فيورد

اأبرز الأفكار التي طرحها عبر هذه الزاوية.

زوج��ة ع��ن الق�سعمي يتحدث ال��ك��ت��اب، خاتمة وف��ي – اهلل رحمها – الح�سيني �سم�س ال�سيدة ال��خ��زن��دار

ودورها الأدبي وال�سحفي.

موؤلفه فيه �سرب وق��د ال��ق��راءة، ي�ستحق قيم كتاب اأحياء، بالكتابة عنهم والمفكرين للرواد الوفاء مثال في التي الحياة �سرعة في ربما التي لالأجيال وتقديمهم

نعي�سها قد ل يعرفون الكثير عن الرواد.

عطران بو�سعيب المغربي لل�ساعر موؤخرا �سدرت ب��ع��ن��وان: »رع�����س��ات م���ن ر�سيف م��ج��م��وع��ة ���س��ع��ري��ة النتظار«، تقع المجموعة في )٧٢( �سفحة من الحجم للفنان ت�سكيلية ل��وح��ة غالفها تت�سدر المتو�سط،

المغربي عبدالكريم الأزهر.

بعنوان: �سذرات ع�سر ال�سعرية المجموعة ت�سم �سعرية ق�سيدة و)٢٧( الخيبة« زمن من »�سرخات.. �ساردة«، »اإ�سراقات منفية«، اأح��الم.. »ترانيم منها: »اأ�سواق مغتربة«، »نزوة بعين حالمة«، »ل�سعات الأيام«، الليل«، »عا�سقة الن�����س��ط��ار«، ت��اأب��ى ذاك���رة »�سظايا »تعويذة الغياب«، »�سطحات النف�سام«، حافة »على

الق�سيدة«..

م��ن ق�سيدة ال��غ��الف مقطع ظ��ه��ر ف��ي ج���اء وق���د »تعويذة الق�سيدة«:

»ذات وهج ق�سمت حزمة �سوء

تفتقت اأكمام ال�سعر؛حروفا دافئة لهبة

لحت..من منحدرات الحنين

ووخزات ال�سنينتبدد ظل الفراغ

و�سباب العذاب..«

ر�سيف من »رع�سات ال�سعرية المجموعة وتعتبر بو�سعيب المغربي للكاتب الأول الإ���س��دار النتظار«

عطران.

: عابد خزندار.. مفكرا ومبدعا وكاتبا الكتاب : حممد الق�شعمي املوؤلف

: دار النت�شار العربي - 2013م النا�شر

: رع�شات من ر�شيف النتظار«)�شعر( الكتاب : بو�شعيب عطران املوؤلف

: دار العاملية للن�شر - الدار البي�شاء النا�شر

لالأديب »عتق«، رواي��ة حديثا �سدرت

اإب��راه��ي��م م�����س��واح الأل��م��ع��ي، وذل���ك في

،)٧٢( �سفحات وع��دد ف��اخ��رة، طباعة

بقيا�س )١٤×٢١(.

ق���ال ال��م��وؤل��ف ف��ي م��ق��دم��ت��ه: ه��ا هي

وه���ا هي ق��د ح���ان���ت، ال��م��واج��ه��ة لحظة

ت��ح��ا���س��رن��ي، الآن، ت��خ��ج��ل��ن��ي ك��ذب��ات��ي

اأن علي كان ماذا ولكن �سميري، بني يوؤن

حياتي من بالكثير يت �سح لقد اأف��ع��ل؟!

الدنيا علي ت�ستكثر لماذا يتي. حر وم��ن

القيود هذه عن بمناأى حياتي اأعي�س اأن

اأنفا�سي؟! كيف لني، تكاد تحب�س تكب التي

اأرت�سف من رحيق الحياة واأنا م�سدود اإلى

واأخ��رى معي، ول��دت قيود المكان؟! هذا

بها يحيطني واأخ����رى بنف�سي، خلقتها

النا�س الذين يفر�سون علي كيف اأعي�س!

يقع الكتاب في مائتي �سفحة، تت�سمن محتويات الندوة الخيرية ال�سديري عبدالرحمن موؤ�س�سة في اأقيمت التي الندوة هدفت وق��د اأع���اله.. ومو�سوعها ع����ام)٢0١٢م( ال�سعودية، العربية المملكة اآث��ار على ال�سوء ت�سليط اإلى وبيان و�سعها الحالي، واإبراز اأهمية العناية بها، وحمايتها او النهب اأو بالتخريب �سواء التعديات، اأنواع من مختلف التجارة اأو الإهمال؛ واإبراز الدور الذي يمكن اأن ت�سهم فيه الهتمام لإث��ارة عام ت�سور واقتراح ال�سياحة، تنمية في كونها عليها، المحافظة و�سرورة الوطنية بالآثار العام تمثل جزءا من التاريخ الإن�ساني والح�ساري، وتمثل اأبعادا في الإعالمي ال��دور على والتاأكيد الدولة، في اقت�سادية هذا المجال. وقد قدمت في هذه الندوة اثنتي ع�سرة ورقة

عمل �سمن ا لمحاور الآتية:

- الو�سع الحالي للمناطق الأثرية في المملكة.

والثقافية، الج��ت��م��اع��ي��ة، الأب��ع��اد ب���الآث���ار؛ اله��ت��م��ام -والح�سارية، والقت�سادية.

- جهود الهيئة العامة لل�سياحة والآثار.

- الروؤية الم�ستقبلية للعناية بالآثار.

- الخطوات الماأمولة من الدولة والمجتمع والمواطن.

- نتائج ا�سترداد الآثار.

خدمة في ال�سدار هذا ي�سهم اأن الن�سر هيئة وتاأمل للمجتمع تمثله لما ال�سعودية، العربية المملكة في الآث��ار

والوطن من بعد ح�ساري واإن�ساني وثقافي.

: عتق – رواية. الكتاب : اإبراهيم م�شواح الأملعي. املوؤلف

: جداول للن�شر والتوزيع - لبنان النا�شر

: اآثار اململكة العربية ال�شعودية – انقاذ ما ميكن الكتاب انقاذه)ندوة(.

: هيئة الن�شر. حترير : موؤ�س�سة عبدالرحمن ال�سديري اخلريية 2013م النا�سر

ــــةوبـــــ

ـــــــــجل

ى اـــــــــ

ـــــلعــــ

ني ـــــــــ

عــــ

اجلوبة - �شتاء 1435هـ128

الجوبة... خطوات اإلى الأمام

■ ر�سيد اخلديري*

الجوبة مجلة تخطو وم��خ��ت��ل��ف، م��غ��اي��ر ب�����س��ك��ل مازجة والتفرد، التميز نحو الحثيثة خطواتها

ب��ي��ن ال��ح��داث��ة والأ���س��ال��ة ف��ي ره���ان �سعب، غنية تبقى الجوبة مجلة تجربة اأن والموؤكد الذي الغالف من ب��دءا وحرفيتها، بموادها ثم عميقة، ب���دللت محمال م��رة ك��ل ي��اأت��ي والتي المن�سورة، ال��م��واد عر�س ف��ي التنوع

توازي طموحات العديد من الكتاب والمبدعين العرب من المحيط اإلى الخليج.

ال�ساحة في الم�ستمر ح�سورها خالل من - ا�ستطاعت الجوبة مجلة اإن الثقافية العربية والإن�سانية - اأن تلبي حاجات كامنة في اأعماق المبدع العربي، واأن تنال مكانة متميزة بين باقي المجالت الأخرى. وفي اعتقادي، اأنها المجلة الوحيدة التي واظبت على ال�سدور في الموعد المحدد، على الرغم مما يكتنف اإلى بالتاأكيد راجع وهذا وعراقيل، �سعوبات من الثقافية المجالت اإ�سدار ال�سمعة الطيبة التي تحظى بها من جهة، ثم طبيعة المواد المن�سورة، والتنوع

الذي ت�سترفد به من جهة اأخرى.

وما اأتمناه �سادقا هو اأن توا�سل المجلة خطواتها بالتوهج نف�سه، وبالخط تحديات مع تام ت�ساد في والأ�سالة، الحداثة بين يزاوج الذي التحريري،

ال�ساأن الثقافي والإن�ساني في البلدان العربية.

* �ساعر وكاتب من المغرب.

من اإ�سدارات اجلوبة

�سدر حديثا عن موؤ�س�سة عبدالرحمن ال�سديري اخلريية