ch2

151
شبهاث وردود[ نثاويب انبا ا: ول انفصم ا( مان ا....... ] ) ...................... ....... ف إبراهيم انىحمد بهر م أبي عم يِ عْ يميتعت انمأسدة اس مؤس( مس صىث شبكت شمىخ ا) 1

Upload: khalid-bin-al-waleed

Post on 05-Mar-2016

251 views

Category:

Documents


5 download

DESCRIPTION

ch2jsuhsduhd

TRANSCRIPT

Page 1: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

1 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

Page 2: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

2 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

بسم اهلل السمحن السحيم

مؤسسة املأسدة اإلعالمية

–تقـدم - كتاب

شبهات وزدود!أخي املرتاجع؛ احرز ماذا خلفك

[ (األمان)الفصل األول : الثانيالباب ]

(حفظه اهلل ) أبي عمر محمد بن إبراهيم النـفيعي /لفضيلة الشيخ

-مع فريق من إخوانه-

ـم 3122 |هـ 2543

Page 3: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

3 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

الفهرس

6 المقدمة

8 (األمان: ) الفصل األول

: أولا

42 ثانياا

44 ثالثاا

47 رابعاا

49 خامساا

53 سادساا

55 سابعاا

56 ثامناا

:5 تاسعاا

65 عاشراا

71 أحد عشر

77 اثنا عشر

78 ثالث عشر

79 رابع عشر

83 خامس عشر

Page 4: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

4 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

85 سادس عشر

:8 سابع عشر

2: ثامن عشر

6: ع عشر تاس

8: عشرون

227 إحدى وعشرون

:22 اثنان وعشرون

233 ثالث وعشرون

237 أربع وعشرون

239 خمس وعشرون

243 ن ست وعشرو

247 سبع وعشرون

:24 ثمان وعشرون

252 تسع وعشرون

256 ثالثون

:25 الخاتمة

Page 5: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

5 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

المقدمة

بسم اهلل الرضبن الرحيم

ن يهده اهلل فال مضل لو، إف اغبمد هلل كبمده كنستعينو كنستغفره، كنعوذ باهلل من شركر أنفسنا كسيئات أعمالنا، م .كمن يضلل فال ىادم لو

ا عبده كرسولو .كأشهد أف ال إلو إال اهلل كحده ال شريك لو، كأشهد أف ؿبمدن

[:آؿ عمراف]{يىا أىيػهىا الذينى آىمىنيوا اتػقيوا اهللى حىق تػيقىاتو كىالى سبىيوتين إال كىأىنػتيم ميسلميوفى }

هيمىا رجىاالن كى يىا أىيػهىا} ةو كىخىلىقى منػهىا زىكجىهىا كىبىث منػ ثبنا كىنسىاءن الناسي اتػقيوا رىبكيمي الذم خىلىقىكيم من نػىفسو كىاحدىـى إف اهللى كىافى عىلىيكيم رىقيبنا ا [:النساء]{كىاتػقيوا اهللى الذم تىسىاءىليوفى بو كىاألىرحى

ا يىا أى } ا الذينى آىمىنيوا اتػقيوا اهللى كىقيوليوا قػىوالن سىديدن الىكيم كىيػىغفر لىكيم ذينيوبىكيم كىمىن ييطع اهللى كىرىسيولىوي * يػهى ييصلح لىكيم أىعمى ، أما بعد؛[-:األحزاب]{فػىقىد فىازى فػىوزنا عىظيمنا

ؿبمد صلى اهلل عليو كسلم، كأفضل الفوز الفوز دبرضاة اهلل مىد مفإف أصدؽ اغبديث كتاب اهلل، كخب اؽبدلق، كارزقنا فقهنا اػبكرضبتو كثوابو، اللهم اكتبها لنا كلعبادنا اؼبؤمنب، كاىدنا لصراطك اؼبستقيم كاجعلنا سببنا ؽبداية

ا نافعنا كىداية للحق تنفعنا ا كتنفع ا إخواننا اؼبؤمبب الدين كفهمن .ا كعلمن

ف قنا موافقنا للحق، هتدم بو عبادؾ كتؤل للهم اجعل عملنا ىذا خالصنا لك، صحيحنا على حسب شريعتك، موفػ اأعظم األجر ع من ساىم فيو كصبيع من انتفع بوبب قلوم على اغبق الذم يرضيك، كاكتب لنا بو كعبمي

.كالثواب

الرجوع إىل تاجعامة جامعة وبي أشرنا على مسائل كبعد؛ فهذا ىو الباب الثاين ب ىذا البحث كالذم وبتوم كماصبعها كالتفصيل فيها بعض الشيء ب ىذا الباب، منعنا للتكرار لذكرىا ب الرد على الشبهات عدة مرات، فتم

كحرصنا على تاج إلعادة التذكب بنننا ما كتبنا ىذا إال حبا إلخواننا اؼبسلمب، كاإلطالة ب كل موضع كال وبي كأف يهم طريق اغبق، س علكدفعنا للشبهات الب قد تلب وؿ للحق كاؽبداية لو، كسعينا الجتماع كلمة اؼبسلمب، الوص

Page 6: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

6 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ب ىذا البحث ىو ذكر كجو معترب ب الشرع أك أكثر ب اؼبسنلة اؼبختلف فيها لبياف عدـ جواز اإلنكار منهجنا .ة، كالبجيح بينهاعلى فاعلها، كليس منهجنا استقصاء صبيع األكجو ب اؼبسنل

ر اللغط فيو كالتبست كنبدأ مستعينب باهلل كمتوكلب عليو ب الفصل األكؿ من ىذا الباب كالذم يتناكؿ موضوع كثي ق كمانع، كىو أحد اؼبعتمدات األساسية ألصحاب الشبهات إف ع كمضي مفاىيمو كاختلطت األمور فيو بب متوس .ل اغبق من الثابتب العلماء العاملبىعليهم فهمو، بل اختلط على بعض أمل يكن ىو اؼبعتمد األساسي، اختلط

االشتباؾ الذم ل مسائلو كنوضحها كنفك كسنحاكؿ على قدر طاقتنا كما يفتح علينا بو اؼبلك الوىاب أف نفص .ا ذلكر اهلل لو فهمو، نسنؿ اهلل أف ييسر لنأحدثو أصحاب الشبهات، فاألمر بسيط كيسب ككاضح مل يس

Page 7: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

7 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

( األمان) : الفصل األول

ب يضمن ألحدنبا أك كالنبا األمن من كىو التمتع حبالة األمن كالذم ىو ضد اػبوؼ كالفزع، كىو عقد بب طرف :كاهلل تعاىل أعلم -ناكىو الذم يهم –تعريفو الشرعي ك ،(اعبوار)أك من خطر الغب كىو خطر الطرؼ اآلخر

ن عدـ عدكانو على نفسو أك عرضو أك مالو، طواؿ فبة األماف، ما التـز بالعقد ؤم ن للمي ؤم مي ػىو عقد يضمن فيو ال .كمل ىبرؽ شركطو، كىذا العقد لو أركاف ال ينعقد إال بتوافرىا

طلق األماف على اعبميع، كلكن عند االشباؾ يكوف كاألماف كالعهد كالصلح كالذمة بينهم عمـو كخصوص، فقد يي .معينة، كىي التواجد ب الدار اؼبخالفة لفبة ؿبدكدةـبصوصنا حبالة

.حصوؿ األماف ولة كىدؼ كشبرة الصور صبيعها ىكؿبص

.كاإلسالـ ينهى عن الغدر باألماف، كلكنو هبعل لو شركطنا كأركاننا ال بد منها النعقاده

تكلم حولو ب فإف ما ن ،ف فيهاكحب ال نطيل فإف ما يهمنا ب ىذا البحث ىو الشبهات اؼبعاصرة كاستغالؿ األما :ىو التايل -األماف–ىذه الشبهة

دخوؿ اؼبسلم بالد الكفار بنماف منهم يلزمو عدـ االعتداء عليهم ب أنفسهم كذراريهم كأمواؽبم كيعتربكف -أ‌ .كالب سبنح ب عصرنا اغباضر( التنشبة)ذلك من الغدر احملـر مع تصاريح الدخوؿ

كإف ،يعترب أماننا للكفار فال هبوز االعتداء عليهم( تنشبات)ب بتصاريح دخوؿ دخوؿ الكفار بالد اؼبسلم -ب‌ .فرضنا أف أماهنم غب صحيح فيكوف شبهة أماف فبدكا إىل منمنهم كال يعتدل عليهم

كإف كنا كما بينا ب ىذه الدراسة أننا قد ال نتصدل لبياف ،كسنحاكؿ دراسة ىذا األمر كبياف حكمو الشرعي

،ألكجو كاألقواؿ ب أم مسنلة ندرسها ؼبا سبق أف ذكرنا من ضيق الظركؼ كقلة ب اإلمكانيات اؼبتاحةصبيع اكيكفي إثبات قوؿ كاحد لو مستند ،كألف ىدفنا ب ىذه الدراسة ىو بياف أف ىذه اؼبسائل ال هبوز اإلنكار فيها

نزيد عن ذلك أك قد يتيسر ذلك ب كإننا إذا أتيحت الفرصة قد ،مقبوؿ من الشرع لعدـ اإلنكار على ذلك .ككذا لعدـ اإلطالة كضيق الوقت ،اؼبستقبل لدراسة ىذه اؼبسائل بالتفصيل

Page 8: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

8 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كبداية نؤكد على أننا ال نبيح الغدر كال فعل احملـر كال نستهب باألماف كالعهود كااللتزاـ ا كفقنا للضوابط كاغبدكد .الشرعية اؼبعتربة

.حملرمات كاؼبمنوعات كما ىي اؼبباحات كاؼبسموحات كفقنا للشرع ب مسنلة األمافكلذلك سنحاكؿ بياف ما ىي ا

Page 9: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

9 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:أولا من دخل على بالد الكفار خبدعة يظنوف أهنم منو ب أماف بدكف أف يصرح ؽبم بذلك هبوز لو خداعهم -1

.كىذا ثابت باألدلة الصحيحة الثابتة ،كال يعترب أماننا كال شبهة أماف ،كقتلهم كأخذ أمواؽبم كسيب ذراريهمكالب ىي على نفس صورة اؼبسنلة كقائع من فعل الصحابة كإقرار الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم بل كأمره بذلك

اغبرب : "قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ،بل ىو من خداع اغبرب ،كليس ذلك من الغدر أك اػبيانة ب شيء .الثة مواضع منها اغبربكأجاز الكذب ب ث ،"خدعة

قولو صلى اهلل عليو : "باب جواز اػبداع ب اغبرب ص يقوؿ اإلماـ النوكم ب شرح صحيح مسلم جيكوف فيو كاتفق العلماء على جواز خداع الكفار ب اغبرب ككيف أمكن اػبداع إال أف": اغبرب خدعة: "كسلم

قاؿ الطربم إمبا ،الكذب ب ثالثة أشياء أحدىا ب اغبربل كقد صح ب اغبديث جواز نقض عهد أك أماف فال وبىذا كالمو كالظاىر إباحة حقيقة الكذب ،هبوز من الكذب ب اغبرب اؼبعاريض دكف حقيقة الكذب فإنو ال وبل

ىػ.ا" لكن االقتصار على التعريض أفضل كاهلل أعلم ،تل ابن أيب اغبقيق كخالد بن سفياف اؽبذيلكاألصل ب الدخوؿ على الكفار ب منعتهم كب دار اغبرب حادثة ق

.ـبن زار ( أك بشب)لك الرببر كأسب كجرجب م ،كاألسود العنسي .كاألصل ب كجود الكفار ب دار اإلسالـ كيد كمنعة اؼبسلمب قتل كعب بن األشرؼ كقتل أمية بن خلف ككلده

لك لإلطالة قليالن ب ىذه النقطة ألهنا ذكر بعض ركايات ىذه الوقائع كإف أدل ذ -إف شاء اهلل–كسنحاكؿ مع ربديد بعض األماكن كالكلمات ب ىذه األحاديث كاآلثار ألنبيتها ب ،األساس كاؼبعتمد ب موضوع األماف

.كسنذكر األدلة بسند صحيح كبعض الشواىد بدكف البحث ب صحة سندىا ،مسنلتنا : كعب بن األشرؼباب قتل – -كتاب اؼبغازم–جاء ب صحيح البخارم -أ‌

من لكعب : قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم: ظبعت جابر بن عبد اهلل رضي اهلل عنهما يقوؿ... -": قاؿ ،نعم: يا رسوؿ اهلل أربب أف أقتلو؟ قاؿ: فقاـ ؿبمد بن مسلمة فقاؿ ،بن األشرؼ فإنو قد آذل اهلل كرسولو

إف ىذا الرجل قد سنلنا صدقة كإنو قد عنانا كإين : د بن مسلمة فقاؿفنتاه ؿبم ،قل: قاؿ ،فنذف يل أف أقوؿ شيئنافال كبب أف ندعو حب ننظر إىل أم شيء ،إنا قد اتبعناه: قاؿ ،كأيضنا كاهلل لتملنو: قاؿ ،قد أتيتك أستسلفك

: فقاؿ ،"كسقنا أك كسقب"كحدثنا عمرك غب مرة فلم يذكر –كقد أردنا أف تسلفنا كسقنا أك كسقب ،يصب شننو: كيف نرىنك نساءنا كأنت أصبل العرب؟ قاؿ: قالوا ،ارىنوين نساءكم: أم شيء تريد؟ قاؿ: قالوا ،أرىنوين ،نعم

Page 10: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

11 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كلكن ،ىذا عار علينا ،رىن بوسق أك كسقب: كيف نرىن أبناءنا فيسب أحدىم فيقاؿ: قالوا ،فنرىنوين أبناءكمكىو أخو كعب من –فجاءه ليالن كمعو أبو نائلة ،ينتيو فواعده أف ،يعب السالح: قاؿ سفياف ،نرىنك الألمة

إمبا ىو ؿبمد بن : أين زبرج ىذه الساعة؟ فقاؿ: قالت لو امرأتو ،فنزؿ إليهم ،فدعاىم إىل اغبصن -الرضاعةإمبا ىو أخي ؿبمد بن : قاؿ ،أظبع صوتنا كننو يقطر منو الدـ: قالت: كقاؿ غب عمرك ،مسلمة كأخي أبو نائلة

كيدخل ؿبمد بن مسلمة كمعو رجلب : قاؿ ،إف الكرن لو دعي إىل طعنة بليل ألجاب ،ضيعي أبو نائلةمسلمة كر أبو عبس بن : كقاؿ غب عمرك ،جاء معو برجلب: قاؿ عمرك ،ظبى بعضهم: ظباىم عمرك؟ قاؿ: قيل لسفياف –

،جاء فإين قائل بشعره فنمشوإذا ما : جاء معو برجلب فقاؿ: قاؿ عمرك –جرب كاغبارث بن أكس كعباد بن بشر كقاؿ مرة ب أمشكم فنزؿ متوشحنا كىو ينفح منو ريح الطيب ،فإذا رأيتموين استمكنت من رأسو فدكنكم فاضربوه

فشمو ب ،نعم: أتنذف يل أف أشم رأسك؟ قاؿ: كقاؿ غب عمرك قاؿ ،-أم أطيب–ما رأيت كاليـو روبنا : فقاؿب أتوا النيب صلى اهلل عليو ،فلما استمكن منو قاؿ دكنكم فقتلوه ،نعم: أتنذف يل؟ قاؿ: أشم أصحابو ب قاؿ

([.)كأخرجو مسلم " ]كسلم فنخربكهكذكر : "ص كذكر اإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين ب كتاب السب الكبب باب ما ال يكوف أماننا ج

لم قدـك كعب بن األشرؼ كإعالنو الشر كقولو ؼبا بلغ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كس: حديث يزيد بن ركماف قاؿييريديكفى أىف يػىتىحىاكىميوا : )كىو اؼبراد بالطاغوت اؼبذكور ب قولو تعاىل ،ككعب ىذا من عظماء اليهود بيثرب ،األشعار

لى كوبثهم ع ،ككاف يستقصي ب إظهار العداكة مع رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ب أشعاره ،(إىلى الطاغيوت :االنتقاـ فمن ذلك القصيدة الب أكؽبا

كؼبثل بدر يستهل كيدمع*** طحنت رحا بدر ؼبهلك أىلو فقاؿ ؿبمد بن ،من يل بابن األشرؼ؟ فإنو قد آذاين: فلما رجع إىل اؼبدينة قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم

فدعاه النيب ،مة أيامنا ال ينكل كال يشربفمكث ابن مسل ،فافعل: قاؿ ،كأنا أقتلو ،أنا لك يا رسوؿ اهلل: مسلمة ،يا رسوؿ اهلل قلت لك قوالن فال أدرم أب بو أـ ال: تركت الطعاـ كالشراب؟ فقاؿ: صلى اهلل عليو كسلم فقاؿبن و ؿبمد كأناس من األكس منهم عبادفاجتمع ب قتل: قاؿ ،"إمبا عليك باعبىهد: "فقاؿ صلى اهلل عليو كسلم

يا رسوؿ اهلل : فقالوا ،كاغبارث بن أكس كأبو عبس بن جرب ،و نائلة سلكاف بن سالمة بن كقشكأب ،بشر بن كقش ،فقولوا: قاؿ ،أم لبدعو باستعماؿ اؼبعاريض كإظهار النيل منك ،فإنو ال بد لنا منو ،فنذىف لنا فلنقل ،كبن نقتلو

ب قاؿ أبو نائلة كاف قدـك ىذا الرجل ،رفتحدث معو كتناشد األشعا ،فخرج إليو أبو نائلة ككاف أخاه من الرضاعةحب جهدت األبداف ،كتقطعت السبل عنا ،حاربتنا العرب كرمتنا عن قوس كاحدة: ب قاؿ ،علينا من البالء

Page 11: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

11 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

إف األمر : قد كاهلل كنت أحدثك ذا يا ابن سالمة: قاؿ كعب ،د ما ننكلكضاع العياؿ كأخذنا بالصدقة كال قبكقد أردت أف آتيك م لنبتاع منك ،كمعي رجاؿ من أصحايب على مثل رأيي: افقاؿ سلك ،سيصب إىل ىذا

أما إف رفاب تتقصف سبرنا من عجوة : قاؿ كعب ،كربسن ب ذلك إلينا كنرىنك ما يكوف لك فيو ثقة ،طعامنا كسبرناكإف -ة اغباجةيعب شد–أما كاهلل يا أبا نائلة ما كنت أحب أف أرل ىذه اػبصاصة : قاؿ ،يغيب فيها الضرس

لقد أردت أف تفضحنا كتظهر أمرنا : فماذا ترىنوف؟ أترىنونب أبناءكم كنساءكم؟ قاؿ ،كنت ؼبن أكـر الناس علي ".إف ب اغبلقة لوفاء: قاؿ ،كلكنا نرىنك من اغبلقة ما ترضى بو يا كعب

،"ذا جاءكا إىل السالحإ كإمبا قاؿ ذلك سلكاف كيال ينكرىم ،يعب السالح: يقوؿ اإلماـ السرخسي ب الشرحب أتوا رسوؿ اهلل صلى ،فنتى أصحابو كأصبعوا أمرىم على أف ينتوه إذا أمسوا ،ائلة من عنده على ميعادفرجع أبو ن

ب ،امضوا على ذكر اهلل كعونو: كقاؿ ،ب كجههم ،فمشى معهم حب أتى البقيع ،اهلل عليو كسلم عشاءن فنخربكهككاف ابن ،فلما انتهوا إىل حصنو ىتف بو أبو نائلة ،ة مثل النهار فمضوا حب أتوهدعا ؽبم كذلك ب ليلة مقمر إنك رجل ؿبارب، كال أين تذىب؟ : فنخذت امرأتو بناصية ملحفتو فقالت ،فوثب ،األشرؼ حديث عهد بعرس

ا ما أيقظب: ينزؿ مثلك ب مثل ىذه الساعة، قاؿ ، ب ضرب بيده إمبا ىو أخي أبو نائلة، كاهلل لو كجدين نائمن لو دعي الفب لطعنة ألجابا :اؼبلحفة فنزؿ كىو يقوؿ

كوبك يا ابن األشرؼ، ىل لك أف مبشي إىل : ب نزؿ إليهم فحياىم، كربدثوا ساعة، ب انبسط إليهم، فقالوانائلة يده فخرجوا يتمشوف، فلما توجهوا قبىل الشرج أدخل أبو . نعم: شعب العجوز فنتحدث فيو بقية ليلتنا؟ فقاؿ

كوبك يا ابن األشرؼ، ما أطيب عطرؾ ىذا، ب مشى ساعة فعاد دبثلها، حب إذا اطمنف : ب رأس كعب كقاؿيعب رد –فالتفت عليو فلم تغن شيئنا ،فضربوه بنسيافهم ،اقتلوا عدك اهلل: ألصحابو إليو أخذ بقركف رأسو كقاؿ

ن ك: قاؿ ؿبمد بن مسلمة -بعضها بعضنا ،فانتزعتو فوضعتو ب سرتو ،اف ب سيفي كىو يشبو اػبنجرفذكرت مغوالىفصاح عدك اهلل صيحة ما بقي أطم من آطاـ ،حب انتهى إىل عانتو ،أم غيبتو فيو ،ب رباملت عليو فغططتو

يهودم من يهود –قاؿ ابن سنينة ،كىذه عادة اليهود يوقدكف النار بالليل عند الفزع ،اليهود إال أكقدت عليو ناركقد أصاب بعض القـو اغبارث بن أكس بسيف كىم : قاؿ ،إين ألجد ريح دـ بيثرب مسفوحنا: -حارثة بب

ب على بب ،فلما فرغوا منو خرجوا يشتدكف حب أخذكا على بب أمية ،أم جرحو ،يضربوف كعبنا فكلمو ب رجلويعب كثر سيالف ،ؼ اغبارث الدـنز -كىذه أظباء اؼبواضع–حب إذا كانوا حبرة العريض ،ب على بعاث ،قريظة

فلما أتوا ،أم رضبوه أك ضبلوه على أعناقهم حب أتوا النيب صلى اهلل عليو كسلم ،الدـ من جراحتو فعطفوا عليوب أتوا ،فلما ظبع تكببىم عرؼ أهنم قتلوه ،تلك الليلة يصليالبقيع كربكا كقد قاـ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم

Page 12: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

12 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ب ،كأخربكه خبرب عدك اهلل ،بن أكس إىل النيب صلى اهلل عليو كسلم فتفل على جرحو فلم يؤذهبصاحبهم اغبارث : قاؿ ،"من ظفرب بو من رجاؿ يهود فاقتلوه: "فلما أصبح رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قاؿ ،رجعوا إىل أىلهم

".بيتوا كما بيت ابن األشرؼكخافوا أف ي ،كمل ينطقوا بشيء ،كمل ىبرج عظيم من عظمائهم ،فخافت اليهود أف: "من كجو آخر -رضي اهلل عنو– ب أعاد ىذا اغبديث بركاية جابر بن عبد اهلل: "كيقوؿ اإلماـ السرخسي

: قاؿ ،مرحبنا حباجتك: قاؿ ،قد جئتك غباجة ،يا كعب: ؿبمد بن مسلمة ىو الذم أتى ابن األشرؼ فقاؿ لو ،مسنلة التمر؟ كإمبا قاؿ ذلك ألهنم كانوا هبدكف ب اعباىلية ألف كسق ىلما بغيتكم إ: قاؿ ،جئتك استسلفك سبرنا

فانظر ،اغبمد هلل الذم أراؾ النصرة: قاؿ كعب ،إف ىذا الرجل مل يدع عندنا شيئنا كأصحابو: فقاؿ ؿبمد فنت دبن: قاؿ ،نعم: قاؿ ،لعلها درع أبيك الزغباء: قاؿ ،أرىنك درعي: قاؿ ،كلكن ال بد من رىن ،حاجتك

فإين أكره أف يرل الناس أين أطلبك أك آتيك ب حاجة أك ،فإين آتيك ب طبر الليل: قاؿ ،أحببتو كخذ حاجتكا ،ب أدخل يده ب رأسو ،إىل أف نزؿ ؿبمد كآنسو شيئنا كحادثو ،اغبديث... أين احتجت قد : فقاؿ ،ككاف جعدن

اغبديث ،ابعو ب رأسو ضرب باػبنجر سرتوفلما إذ خلل أص ،يعب الدىن ،تركت يا ؿبمد أنت كأصحابك ىذا .إىل آخره

كمل يك ذلك منو غدرنا فتبب أنو ال بنس دبثلو ،فقد أخربه أنو ينتيو ليستسلفو سبرنا ب قتلو: "كيقوؿ اإلماـ السرخسي ".كاهلل اؼبوفق

... -( باب الكذب ب اغبرب-)كقد أكرد اإلماـ البخارم ب كتابو الصحيح كتاب اعبهاد كالسب من لكعب بن األشرؼ فإنو قد آذل : "عن جابر بن عبد اهلل رضي اهلل عنهما أف النيب صلى اهلل عليو كسلم قاؿ

يعب النيب –إف ىذا : قاؿفنتاه ف: قاؿ ،نعم: أربب أف أقتلو يا رسوؿ اهلل؟ قاؿ: قاؿ ؿبمد بن مسلمة. اهلل كرسولوفإنا اتبعناه فنكره أف ندعو حب : قاؿ ،كأيضنا كاهلل لتملنو: قاؿ. دقةقد عنانا كسنلنا الص -عليو كسلم صلى اهلل

".فلم يزؿ يكلمو حب استمكن من قتلو: قاؿ ،ننظر إىل ما يصب أمره (.باب الفتك بنىل اغبرب -)كركل ب

: فقاؿ ؿبمد بن مسلمة ،من لكعب بن األشرؼ: "عن جابر عن النيب صلى اهلل عليو كسلم قاؿ... - ".قد فعلت: قاؿ ،فنذف يل فنقوؿ: قاؿ ،نعم: أربب أف أقتلو؟ قاؿ

ترجم بذلك لقوؿ ؿبمد بن مسلمة للنيب صلى : "يقوؿ اإلماـ ابن حجر ب فتح البارم ب شرح اغبديثب السابقب ."..فإنو يدخل فيو اإلذف بالكذب تصروبنا كتلووبنا" قل: قاؿ ،ائذف يل أف أقوؿ"اهلل عليو كسلم أكالن

Page 13: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

13 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

: ال وبل الكذب إال ب ثالث"كقد جاء من ذلك صروبنا ما أخرجو البمذم من حديث أظباء بنت يزيد مرفوعنا "ح ما ب كقد تقدـ كتاب الصل" ح بب الناسكب اإلصال ،كالكذب ب اغبرب ،ربديث الرجل امرأتو لبضيها

قاؿ ،الكذب مطلقنا أك تقييده بالتلويح كنقل اػبالؼ ب جواز ،حديث أـ كلثـو بنت عقبة ؽبذا اؼبعب ب ذلكالكذب ب اغبرب : كقاؿ ابن العريب ،الظاىر إباحة حقيقة الكذب ب األمور الثالثة لكن التعريض أكىل: النوكم

كلو كاف ربرن الكذب بالعقل ما ،من اؼبستثب اعبائز بالنص رفقنا باؼبسلمب غباجتهم إليو كليس للعقل فيو ؾباؿ .انتهى. انقلب حالالن

كيقويو ما أخرجو أضبد كابن حباف من حديث أنس ب قصة اغبجاج بن عالط الذم أخرجو النسائي كصححو اغباكم ب استئذانو النيب صلى اهلل عليو كسلم أف يقوؿ عنو ما شاء ؼبصلحتو ب استخالص مالو من أىل مكة

يرب ىزموا اؼبسلمب كغب ذلك فبا ىو مشهور كإخباره ألىل مكة أف أىل خ ،كأذف لو النيب صلى اهلل عليو كسلم ".فيو

الكذب مباح ب اغبرب ما يكوف من : سنلت بعض شيوخي عن معب ىذا اغبديث فقاؿ: كقاؿ ابن بطاؿ... " ".اؼبعاريض ال التصريح بالتنمب مثالن

أكنبوه ذلك كآنسوه حب كإمبا ،كمل يقع ألحد فبن توجو إليو تنمب بالتصريح: "كيقوؿ ابن حجر عن اغبديث الثاين ".سبكنوا من قتلو

: -ص باب قتل كعب بن األشرؼ ج -)كيقوؿ اإلماـ ابن حجر ب فتح البارم كتاب اؼبغازم : قولو" ،"كؿبمد بن مسلمة ابن أختو ،ألف أبا نائلة أخوه من الرضاعة" ... " فقاؿ ؿبمد بن مسلمة ىو خايل"كقد ،كذكركا أنو كاف نديبو ب اعباىلية فكاف يركن إليو ،اف أبو نائلة أخا كعبيعب ك( ككاف أخاه من الرضاعة)

عن كعب يقوؿ اإلماـ ابن تيمية ب الصاـر اؼبسلوؿ ص ،"ذكر الواقدم أف ؿبمد بن مسلمة أيضنا كاف أخاها مهادننا: "بن األشرؼ ."كىذا ال خالؼ فيو بب أىل العلم باؼبغازم كالسب ،أنو كاف معاىدن

كيقاؿ سالـ بن ،باب قتل أيب رافع عبد اهلل بن أيب اغبقيق -)اؼبغازم كتاب جاء ب صحيح البخارم -ب‌ (.ىو بعد كعب بن األشرؼ: قاؿ الزىرم ،كيقاؿ ب حصن لو بنرض اغبجاز ،أيب اغبقيق كاف خبيرب

يو كسلم رىطنا إىل أيب بعث رسوؿ اهلل صلى اهلل عل: "قاؿ ،عن الرباء بن عازب رضي اهلل عنهما... - ".فدخل عليو عبد اهلل بن عتيك بيتو ليالن كىو نائم فقتلو ،رافع

بعث رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم إىل أيب رافع : "عن الرباء بن عازب رضي اهلل عنهما قاؿ ... -ؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم فنمر عليهم عبد اهلل بن عتيك ككاف أبو رافع يؤذم رسو ،اليهودم رجاالن من األنصار

Page 14: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

14 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

فقاؿ -كقد غربت الشمس كراح الناس بسرحهم–فلما دنوا منو ،ككاف ب حصن لو بنرض اغبجاز ،كيعب عليو دنا من الباب ب فنقبل حب ،اجلسوا مكانكم فإين منطلق كمتلطف للبواب لعلي أف أدخل: عبد اهلل ألصحابو

،يا عبد اهلل إف كنت تريد أف تدخل فادخل: فهتف بو البواب ،سكقد دخل النا ،و يقضي حاجةتقنع بثوبو كننقاؿ فقمت ،فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق الباب ب علق األغاليق على كتد ،فإين أريد أف أغلق الباب

لما ذىب عنو أىل ظبره ككاف أبو رافع ييسمر عنده ككاف ب عاليل لو ف ،إىل األقاليد فنخذهتا ففتحت الباب ،إف القـو نذركا يب مل ىبلصوا إيل حب أقتلو: قلت ،ت بابنا أغلقت علي من داخلت إليو فجعلت كلما فتحصعد

من ىذا؟ : قاؿ ،أبا رافع: فقلت ،ال أدرم أين ىو من البيت ،فإذا ىو ب بيت مظلم كسط عيالو ،فانتهيت إليوكصاح فخرجت من البيت فنمكث غب ،افنىويت كبو الصوت فنضربو ضربة بالسيف كأنا دىش فما أغنيت شيئن

إف رجالن ب البيت ضربب قبل ،ألمك الويل: ما ىذا الصوت يا أبا رافع؟ فقاؿ: ب دخلت إليو فقلت ،بعيد ،السيف ب بطنو حب أخذ ب ظهره( ضبيب)فنضربو ضربة أثخنتو كمل أقتلو ب كضعت ظبة : قاؿ ،بالسيف

تهيت ب بابنا بابنا حب انتهيت إىل درجة لو فوضعت رجلي كأنا أرل أين قد انفجعلت أفتح األبوا ،فعرفت أين قتلتو: مرة فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة ب انطلقت حب جلست على الباب فقلتإىل األرض فوقعت ب ليلة مق ،أىل اغبجاز أنعى أبا رافع تاجر: فلما صاح الديك قاـ الناعي على السور فقاؿ ،ال أخرج الليلة حب أعلم أقتلتو

: فانطلقت إىل أصحايب فقلت النجاء فقد قتل اهلل أبا رافع فانتهيت إىل النيب صلى اهلل عليو كسلم فحدثتو فقاؿ ".فبسطت رجلي فمسحها فكنهنا مل أشتكها قط" ابسط رجلك"

رافع عبد بعث رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم إىل أيب: "ظبعت الرباء بن عازب رضي اهلل عنو قاؿ... -: فقاؿ ؽبم عبد اهلل بن عتيك ،فانطلقوا حب دنوا من اغبصن ،كعبد اهلل بن عتبة ب ناس معهم ،اهلل بن عتيك

،س يطلبونوقاؿ فخرجوا بقب ،ففقدكا ضبارنا ؽبم ،فتلطفت أف أدخل اغبصن: قاؿ ،امكثوا أنتم حب أنطلق أنا فننظرمن أراد أف يدخل : ابب نادل صاحب الب ،أقضي حاجةفغطيت رأسي كنين : قاؿ ،فخشيت أف أعرؼ: قاؿ

فتعشوا عند أيب رافع كربدثوا حب ،فدخلت ب اختبنت ب مربط ضبار عند باب اغبصن ،ف أغلقوفليدخل قبل أكرأيت صاحب : قاؿ ،فلما ىدأت األصوات كال أظبع حركة خرجت ،ذىبت ساعة من الليل ب رجعوا إىل بيوهتم

إف نذر يب القـو انطلقت : قلت: قاؿ ،كأخذتو ففتحت بو باب اغبصن ،ح اغبصن ب كوةالباب حيث كضع مفتا فإذا البيت ،ب صعدت إىل أيب رافع ب سلم ،ب عمدت إىل أبواب بيوهتم فغلقتها عليهم من ظاىر ،على مهل

،الصوت فنضربو فعمدت كبو: من ىذا؟ قاؿ: قاؿ ،يا أبا رافع: فقلت ،مظلم قد طفئ سراجو فلم أدر أين الرجلأال أعجبك : فقاؿ ،مالك يا أبا رافع كغبت صوب: فقلت ،ب جئت كنين أغيثو: قاؿ ،كصاح فلم تغن شيئنا

Page 15: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

15 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

،فصاح ،تغن شيئنا فلم ،فعمدت لو أيضنا فنضربو أخرل: قاؿ ،دخل علي رجل فضربب بالسيف ،ألمك الويلو مستلق على ظهره فنضع السيف ب بطنو ب أنكفئ فإذا ى ،قاؿ ب جئت كغبت صوب كهيئة اؼبغيث ،أىلو كقاـ

فالبلعت رجلي ،ب خرجت دىشنا حب أتيت السلم أريد أف أنزؿ فنسقط منو ،عليو حب ظبعت صوت العظمفإين ال أبرح حب ،انطلقوا فبشركا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم: فقلت ،ب أتيت أصحايب أحجل ،فعصبتها

فندركت ،فقمت أمشي ما يب قلبة: قاؿ ،أنعى أبا رافع: كجو الصبح صعد الناعية فقاؿ فلما كاف ،أظبع الناعية ".أصحايب قبل أف ينتوا النيب صلى اهلل عليو كسلم فبشرتو

(باب قتل النائم اؼبشرؾ -)كركل البخارم ب كتاب اعبهاد كالسب صلى اهلل عليو كسلم رىطنا من األنصار بعث رسوؿ اهلل: "عن الرباء بن عازب رضي اهلل عنهما قاؿ... -

كأغلقوا باب : قاؿ ،قاؿ فدخلت ب مربط دكاب ؽبم ،فانطلق رجل منهم فدخل حصنهم ،إىل أيب رافع ليقتلوه ،فوجدكا اغبمار ،فخرجت فيمن خرج أريهم أين أطلبو معهم ،ب إهنم فقدكا ضبارنا ؽبم فخرجوا يطلبونو ،اغبصن

فلما ناموا أخذت اؼبفاتيح ،فوضعوا اؼبفاتيح ب كوة حيث أراىا ،باب اغبصن ليالن كأغلقوا ،فدخلوا كدخلت ،فخرجت ،فصاح ،فتعمدت الصوت فضربتو ،فنجابب ،يا أبا رافع: ب دخلت عليو فقلت ،ففتحت باب اغبصن

ننك؟ ما ش: قلت ،مالك ألمك الويل: فقاؿ -كغبت صوب–ب رجعت كنين مغيث فقلت يا أبا رافع ،ب جئتب خرجت ،ب رباملت عليو حب قرع العظم ،فوضعت سيفي ب بطنو: قاؿ ،ال أدرم من دخل علي فضربب: قاؿ

ما أنا ببارح حب : فخرجت إىل أصحايب فقلت ،فوثئت رجلي ،فنتيت سلمنا ؽبم ألنزؿ منو فوقعت ،كأنا دىشحب أتينا النيب ،فقمت كما يب قلبة: قاؿ ،زفما برحت حب ظبعت نعايا أيب رافع تاجر أىل اغبجا ،أظبع الناعية

".صلى اهلل عليو كسلم فنخربناهبعث رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم رىطنا من األنصار : "ب رضي اهلل عنهما قاؿز عن الرباء بن عا... -

".فدخل عليو عبد اهلل بن عتيك بيتو ليالن فقتلو كىو نائم ،إىل أيب رافعكقاؿ : "بعد أف ساؽ ركاية البخارم غبديث قتل ابن أيب اغبقيق يمية ب الصاـر اؼبسلوؿ صذكر اإلماـ ابن ت

فبا صنع اهلل لرسولو صلى اهلل عليو كسلم أف : "عن عبد اهلل بن كعب بن مالك قاؿحدثب الزىرم : ابن إسحقيصنع أحدنبا شيئنا إال صنع ال ،ىذين اغبيب من األنصار األكس كاػبزرج كانا يتصاكالف معو تصاكؿ الفحلب

فلما قتل ،ال يعدكف ذلك فضالن علينا ب اإلسالـ كعند رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم: يقولوف ،اآلخر مثلواألكس كعب بن األشرؼ تذكرت اػبزرج رجالن ىو ب العداكة لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم مثلو فتذاكركا ابن

ب : كذكر اغبديث إىل أف قاؿ ،ذف ؽبمفن ، صلى اهلل عليو كسلم ب قتلوسوؿ اهللفاستنذنوا ر ،أيب اغبقيق خبيرب

Page 16: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

16 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

حي من العرب نريد : من أنتم؟ فقالوا: فقالت ،فخرجت إليهم امرأتو ،فقرعوا عليو الباب ،صعدكا إليو ب علية لو .كذكر سباـ اغبديث ب قتلو ،ذاكم الرجل عندكم ب البيت: ففتحت ؽبم فقالت ،اؼببة

قد تبب من حديث الرباء كابن كعب إمبا تسرل اؼبسلموف لقتلو بإذف النيب صلى اهلل عليو كسلم ألذاه للنيب صلى ف .اهلل عليو كسلم كمعاداتو لو

ا فآذل اهلل كرسولو فندب اؼبسلمب إىل قتلو كىذا مل ،كأنو كاف نظب ابن األشرؼ كلكن ابن األشرؼ كاف معاىدنا ".يكن معاىدن

باب قتل أيب رافع عبد اهلل بن أيب -) ص اـ ابن حجر العسقالين ب فتح البارم جكذكر اإلمفقالت لو امرأة أيب رافع من ،فاستفتح ،اف يرطن باليهوديةككذكر ابن سعد أف عبد اهلل بن عتيك (: "اغبقيق

.ففتحت لو ،جئت أبا رافع دية: أنت؟ قاؿ :ص كتاب السب الكبب ج ماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين بذكر اإل -ج‌

فمن ذلك ما ركم أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ،ب استدؿ عليو باآلثار... باب ما ال يكوف أماننا -"كبلغ النيب صلى اهلل ،بعث عبد اهلل بن أنيس سرية كحده إىل خالد بن سفياف بن نبيح اؽبذيل إىل لبلة أك بعرنة

كإمبا أمره بذلك ألف ابن ،انتسب إىل خزاعة: كأمره بقتلو كقاؿ ،صبع اعبيش لقتالو: مأ ،عليو كسلم أنو هبمع لوفنقبلت ،إنك إذا رأيتو ىبتو ككنت ال أىاب الرجاؿ: فقاؿ ،يا رسوؿ اهلل إين ال أعرفو: فقاؿ ،سفياف كاف منهم: قاؿ ،إيباءن كأنا أمشيفنكمنت ،فحانت الصالة فخشيت أف أصلي فنعرؼ ،كىو تصغب العشية ،عشيشية اعبمعة

فلم أنشب أف ،جاءؾ اآلف: أين ىو؟ قاؿ: فقلت ،البن سفياف: فقلت ؼبن أنت؟ فقالت ،حب أدفع إىل راعية لو ،ترتعد فرائصي ىيبة منو: أم ،كب ركاية أفكل ،فلما رأيتو كجدتب أقطر -أم مل ألبث–جاء يتوكن على عصا

جئت : ب قلت لو ،كنت أعتزم إىل جهينة: كذكر ب الطريق اآلخر ،ب نسبب فانتسبت إىل خزاعة ،فجاء فسلم ،ب دفعتو إليو ،ب ناكلب فمصصت شيئنا يسبنا ،فحلبت ،احليب: فقاؿ للجارية ،ألنصرؾ كأكثرؾ كأكوف معك

كذكر بعد ،لئن تكلمت ألقتلنك: كقلت للجارية ،حب إذا غاب أنفو ب الرغوة صوبتو ،فعب فيو كما يعب اعبملاغبق يا أخا : فقاؿ ،ب أريتو أين كطنت على غصن شوؾ فشيكت رجلي ،ىذا فمشيت معو حب استحلى حديثي

ب خرجت أشتد حب ،فضربت عنقو كأخذت برأسو ،فلحقتو كىو مويل ،فجعلت أزبلف كيستلحقب ،جهينةالطلب كأنا متمكن ب خرجت اػبيل توزع ب كل كجو ب: كب ركاية ،صعدت اعببل فدخلت غارنا كأقبل الطلب

كضربت العنكبوت ،فوضع إداكتو كنعليو ،فجلس يبوؿ ،ككنت حافينا ،يدهكنعاله ب فنقبل رجل معو إداكة ،اعببلفخرجت كلبست ،فنزؿ كترؾ نعليو كإداكتو ،ليس فيو أحد: خرجت ضبامة فقاؿ ألصحابو: أك قاؿ ،على الغار

Page 17: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

17 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

فوجدت النيب صلى اهلل عليو كسلم ،حب جئت اؼبدينة ،توارل بالنهارالنعلب كأخذت اإلداكة فكنت أسب الليل كأ: فقلت -كفاز بالنصرة ،كىذا لفظ يتكلم بو العرب خطابنا ؼبن ناؿ اؼبراد–أفلح الوجو : فلما رآين قاؿ ،ب اؼبسجد

ا مات أمر حب إذ ،زبصر ذه يا ابن أنيس: فدفع إيل عصا كقاؿ ،فنخربتو خربم ،كجهك الكرن يا رسوؿ اهلل ".أىلو أف يدرجوىا ب كفنو

فإف ذلك مل ،جئت ألنصرؾ كأكثرؾ: كمراده من القصة االستدالؿ بقولو: "كيقوؿ اإلماـ السرخسي ب الشرح ".يكن أماننا منو

كما ال ،ما يكوف أماننا فبن يدخل دار اغبرب كاألسرل: باب-) ص كيقوؿ اإلماـ ؿبمد بن اغبسن ب ج (يكوف أماننا

،جئت ألنصرؾ: كاستدؿ عليو حبديث عبد اهلل بن أنيس اؼبتخصر ب اعبنة حيث قاؿ لسفياف بن عبد اهلل" ".فدؿ أف مثل ىذا ال يكوف أماننا ،ب قتلو ،كأكثرؾ كأكوف معك

–( السرايا كالبعوث بب أحد كاألحزاب) كجاء بكتاب الرحيق اؼبختـو للشيخ صفي الدين اؼبباركفورم ص : ،/كابن ىشاـ ،/ن زاد اؼبعاد نقالن ع

نقلت االستخبارات أف خالد بن -ىػ احملـر سنة –كب اليـو اػبامس من نفس الشهر : بعث عبد اهلل بن أنيس" ،سفياف اؽبذيل وبشد اغبشود غبرب اؼبسلمب فنرسل إليو النيب صلى اهلل عليو كسلم عبد اهلل بن أنيس ليقضي عليو

ا ،ب قدـ يـو السبت لسبع بقب من احملـر ، بن أنيس غائبنا عن اؼبدينة شباين عشرة ليلةكظل عبد اهلل كقد قتل خالدن ،"ىذه آية بيب كبينك يـو القيامة: "فوضعو بب يدم النيب صلى اهلل عليو كسلم فنعطاه عصا كقاؿ ،كجاء برأسو

".فلما حضرتو الوفاة أكصى أف ذبعل معو ب كفنو (باب كفد بب حنيفة -)البخارم ب صحيحو كتاب اؼبغازم ذكر اإلماـ -د‌

،فسنلت عن قوؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم إنك أرل الذم أريت فيو ما أريت: " قاؿ ابن عباس -فننبب ،بينا أنا نائم رأيت ب يدم سوارين من ذىب: فنخربين أبو ىريرة أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قاؿ

،أحدنبا العنسي: فنكلتهما كذابب ىبرجاف بعدم ،فنفختهما فطارا ،فنكصى إيل ب اؼبناـ أف أنفخهما ،ماشنهن ".كاألخر مسيلمة

بينا أنا نائم أتيت خبزائن : قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسل: "ظبع أبا ىريرة رضي اهلل عنو يقوؿ... -فنكلتهما ،فنفختهما فذىبا ،فنكحي إيل أف أنفخهما ،لي فكربا ع ،فوضع ب كفي سواراف من ذىب ،األرض

".كصاحب اليمامة ،صاحب صنعاء: الكذابب اللذين أنا بينهما

Page 18: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

18 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

(باب قصة األسود العنسي -)كذكر ب ،سنلت عبد اهلل بن عباس عن رؤيا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم الب ذكر: قاؿ عبيد اهلل بن عبد اهلل -

بينا أنا نائم أريت أنو كيضع ب يدم سواراف : ذكر يل أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قاؿ: "باسفقاؿ ابن عأحدنبا : فقاؿ عبيد اهلل ،"فنكلتهما كذابب ىبرجاف ،فنذف يل فنفختهما فطارا ،من ذىب ففظعتهما ككرىتهما

".العنسي الذم قتلو فبكز باليمن كاألخر مسليمة الكذاب :ص ن حجر العسقالين ب شرح اغبديث األخب ب فتح البارم جكذكر اغبافظ ب

كأما العنسي كفبكز فكاف من قصتو أف العنسي ىو األسود كاظبو عبهلة ابن كعب ككاف يقاؿ لو أيضنا ذك اػبمار "كغلب ككاف األسود قد خرج بصنعاء كادعى النبوة ،كقيل ىو اسم شيطانو ،باػباء اؼبعجمة ألنو كاف ىبمر كجهوكمل يقم اغبمار ،كيقاؿ إنو مر بو فلما حاذاه عثر اغبمار فادعى أنو سجد لو ،على عامل صنعاء اؼبهاجر بن أمية

من طريقو من حديث النعماف بن بزرج ( الدالئل)كركل يعقوب بن سفياف كالبيهقي ب ،حب قاؿ لو شيئنا فقاـخرج األسود الكذاب كىو من بب عنس يعب بسكوف : بضم اؼبوحدة كسكوف الزام ب راء مضمومة ب جيم قاؿ

ككانا ،النوف ككاف معو شيطاناف يقاؿ ألحدنبا سحيق دبهملتب كقاؼ مصغر كاآلخر شقيق دبعجمة كقافب مصغرفجاء ،ككاف باذاف عامل النيب صلى اهلل عليو كسلم بصنعاء فمات ،ىبربانو بكل شيء وبدث من أمور الناس

فذكر القصة ب مواعدهتا ،فخرج ب قومو حب ملك صنعاء كتزكج اؼبرزبانة زكجة باذاف ،شيطاف األسود فنخربهككاف على بابو ألف ،كقد سقتو اؼبرزابة اػبمر صرفنا حب سكر ،دادكية كفبكز كغبنبا حب دخلوا على األسود ليالن

رجوا اؼبرأة كما أحبوا من متاع كأخ ،فنقب فبكز كمن معو اعبدار حب دخلوا فقتلو فبكز كاحتز رأسو ،حارسإىل اؼبدينة فواب بذلك عند كفاة النيب صلى اهلل عليو كسلم بيـو كليلة فنتاه الوحي فنخرب بو ا اػبربكأرسلو ،البيت

كقيل كصل اػبرب بذلك صبيحة دفن النيب صلى اهلل عليو ،ب جاء اػبرب إىل أيب بكر رضي اهلل عنو ،أصحابو ".كسلم

خركج األسود : "ب أحداث سنة إحدل عشر من اؽبجرة ص ابن كثب ب البداية كالنهاية ج كيذكر اغبافظفخرج إليو شهر بن ،ب قصد إىل صنعاء ،ب ركب فتوجو إىل قبراف فنخذىا بعد عشر لياؿ من ـبرجو... العنسي

مس كعشرين ليلة من ـبرجو ففر فتقاتال فغلبو األسود كقتلو ككسر جيشو من األبناء كاحتل بلدة صنعاء ػب ،باذاـكاكباز عماؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل ،فذىبا إىل حضرموت ،معاذ بن جبل من ىناؾ كاجتاز بنيب موسى األشعرم

عليو كسلم إىل الطاىر كرجع عمر بن حراـ كخالد بن سعيد بن العاص إىل اؼبدينة كاستوثقت اليمن بكماؽبا كتزكج ،كأسند أمر األبناء إىل فبكز الديلمي كداذكيو ،قيس بن عبد يغوث كأسند أمر اعبند إىل... لألسود العنسي

Page 19: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

19 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

بامرأة شهر بن باذاف كىي ابنة عم فبكز الديلمي كاظبها زاد ككانت امرأة حسناء صبيلة كىي مع ذلك مؤمنة باهلل صلى اهلل عليو كبعث رسوؿ اهلل: قاؿ سيف بن عمر التميمي ،كرسولو ؿبمد صلى اهلل عليو كسلم كمن الصاغبات

كسلم كتابو حب بلغو خرب األسود العنسي مع رجل يقاؿ لو كبر بن وبنس الديلمي ينمر اؼبسلمب الذين ىناؾ ".كقاـ معاذ بن جبل ذا الكتاب أب القياـ ،دبقاتلة األسود العنسي كمصاكلتو

ذه البهيمة كأبدل لو اغبربة فقاؿ لو أحق ما بلغب عنك يا فبكز؟ لقد نبمت أف أكبرؾ فنغبقك : ب قاؿ األسود"اخبتنا لصهرؾ كفضلتنا على األبناء فلو مل تكن نبيا ما بعنا نصيبنا منك بشيء فكيف كقد اجتمع لنا بك : فبكز

".أمر اآلخرة كالدنيا؟ فال تقبل علينا أمثاؿ ما يبلغك فإنا حبيث رببو سراجنا ربت جفنة فتقدـ إليو فبكز الديلمي كاألسود نائم فدخلوا فوجدكا في ،فلما كاف الليل نقبوا ذلك البيت"

فلما قاـ فبكز على الباب ،كاؼبرأة جالسة عنده ،كىو سكراف يغط ،على فراش من حرير قد غرؽ رأسو ب جسدهمايل كمالك يا فبكز؟ فخشي إف رجع يهلك كهتلك : أجلسو شيطانو كتكلم على لسانو كىو مع ذلك يغط فقاؿ

".عاجلو كخالطو كىو مثل اعبمل فنخذ رأسو فدؽ عنقو ككضع ركبتيو ب ظهره حب قتلواؼبرأة فقتل : عن ابن عمر أتى اػبرب إىل النيب صلى اهلل عليو كسلم من السماء الليلة الب قتل فيها العنسي ليبشرنا فقاؿ"

".بكزفبكز ف: كمن؟ قاؿ: العنسي البارحة قتلو رجل مبارؾ من أىل بيت مباركب قيلكقعة جرجب كالرببر مع )ىػ ب أحداث سنة ص ركل اغبافظ ابن كثب ب البداية كالنهاية ج -ه‌

(اؼبسلمبكب جيشو عبد اهلل بن ،كعليهم عبد اهلل بن سعد بن أيب السرح ،ؼبا قصد اؼبسلموف كىم عشركف ألفنا إفريقية

فلما ،ب مائب ألف: كقيل ،ب عشرين كمائة ألف( جبجر )كعبد اهلل بن الزبب صعد إليهم ملك الرببر ،عمركال أخوؼ عليهم ،تراءل اعبمعاف أمر جيشو فنحاطوا باؼبسلمب ىالة فوقف اؼبسلموف ب موقف مل ير أشنع منو

كجاريتاف تظالنو ،كىو راكب على برذكف ،فنظرت إىل اؼبلك جرجب كراء الصفوؼ: قاؿ عبد اهلل بن الزبب ،منوقصد اؼبلك اهلل بن سعد بن أيب سرح فسنلتو أف يبعث معي من وبمي ظهرم كأ فذىبت إىل عبد ،طواكيسبريش ال

كىم يظنوف أين ،فنمر م فحموا ظهرم كذىبت حب خرقت الصفوؼ إليو: فجهز معي صباعة من الشجعاف قاؿكذففت عليو ،طعنتو برؿبيفلحقتو ف ،ففر على برذكنو ،فلما اقببت منو أحس مب الشر ،ب رسالة إىل اؼبلك

كأتبعهم ،فلما رأل ذلك الرببر فرقوا كفركا كفرار القطا ،كأخذت رأسو فنصبتو على رأس الرمح ككربت ،بسيفيكذلك ببلد يقاؿ سبيطة على يومب من ،سلموف يقتلوف كينسركف فغنموا غنائم صبة كأمواالن كثبة كسبينا عظيمنااؼب

".القبكاف

Page 20: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

21 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:لصفي الرضبن اؼبباركفورم ص( الرحيق اؼبختـو)وية اؼبسماة كجاء بالسبة النب -و‌كذلك أف أسب أك بشب بن زاـر كاف ،ىػ ب ثالثب راكبنا ب شواؿ سنة ،سرية عبد اهلل بن ركاحة إىل خيرب"

كسلم كأطمعوه أف الرسوؿ صلى اهلل عليو ،فنخرجوا أسبنا ب ثالثب من أصحابو ،هبمع غطفاف لغزك اؼبسلمب ،فلما كانوا بقرقرة نيار كقع بب الفريقب سوء ظن أفضى إىل قتل أسب كأصحابو الثالثب ،يستعملو على خيرب

".كذكر الواقدم ىذه ب شواؿ سنة ست قبل خيرب بنشهرأك ب دار –باب إذا ككل اؼبسلم حربيا ب دار اغبرب -)كتاب الوكالة ص كذكر اإلماـ البخارم ج -ز‌

(جاز -ـاإلسالكاتبت أمية بن خلف كتابنا بنف وبفظب ب : "عن جده عبد الرضبن بن عوؼ رضي اهلل عنو قاؿ... -

كاتبب باظبك الذم كاف ،ال أعرؼ الرضبن: قاؿ" الرضبن"فلما ذكرت ،صاغيب دبكة كأحفظو ب صاغيتو باؼبدينة ،فنبصره بالؿ ،جت إىل جبل ألحرزه حب ناـ الناسفلما كاف ب يـو بدر خر " عبد عمرك"فكاتبتو ،ب اعباىلية

فخرج معو فريق من األنصار ،فخرج حب كقف على ؾبلس من األنصار فقاؿ أمية بن خلف ال قبوت إف قبا أميةفلما -ككاف رجالن ثقيالن –ب أبوا حب يتبعونا ،فلما خشيت أف يلحقونا خلفت ؽبم ابنو ألشغلهم فقتلوه ،ب آثارنافتخللوه بالسيوؼ من ربب حب قتلوه كأصاب أحدىم ،فنلقيت عليو نفسي ألمنعو ،فربؾ ،قلت لو ابرؾ أدركونا

".رجلي بالسيف ككاف عبد الرضبن بن عوؼ يرينا ذلك األثر ب ظهر قدموكاف عبد الرضبن بن عوؼ كأمية بن خلف : "-كقاؿ صفي الرضبن اؼبباركفورم ب الرحيق اؼبختـو ص

ا بيده ،كىو كاقف مع ابنو علي بن أمية ،فلما كاف يـو بدر مر بو عبد الرضبن ، اعباىلية دبكةصديقب ب ،آخذن ،ىل لك ب؟ فننا خب من ىذه األدراع الب معك: فلما رآه قاؿ ،كىو وبملها ،كمع عبد الرضبن أدرع قد استلبها

فطرح عبد الرضبن -فتديت منو بإبل كثبة اللنبيريد من أسرين ا-أما لكم حاجة ب اللنب؟ ،ما رأيت كاليـو قطمن الرجل منكم اؼبعلم :أمية بن خلف كأنا بينو كبب ابنوقاؿ يل : قاؿ عبد الرضبن ،كأخذىا يبشي ا ،األدراع

.ذاؾ الذم فعل بنا األفاعيل: قاؿ ،ذاؾ ضبزة بن عبد اؼبطلب: بريشة النعامة ب صدره؟ قلترأس : فقاؿ بالؿ -ككاف أمية ىو الذم يعذب بالالن دبكة– ألقودنبا إذ رآه بالؿ معي فواهلل إين: قاؿ عبد الرضبن

ا ابن ع يأتسم: قلت ،ال قبوت إف قبا: قاؿ ،أسبم ،أم بالؿ: قلت ،ال قبوت إف قبا ،الكفر أمية بن خلفال قبوت إف ،خلفرأس الكفر أمية بن ،يا أنصار اهلل: ب صرخ بنعلى صوتو ،ال قبوت إف قبا: قاؿ ،السوداء

فضرب رجل ابنو ،فاختلف رجل السيف ،كأنا أذب عنو ،فنحاطوا بنا حب جعلونا ب مثل اؼبسكة: قاؿ ،قبا

Page 21: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

21 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

: قاؿ ،فواهلل ما أغب عنك شيئنا ،كال قباء بك ،انج بنفسك: فقلت ،كصاح أمية صيحة ما ظبعت مثلها قط ،فوقع ".ذىبت أدراعي كفجعب بنسبم ،يرحم اهلل بالالن : رضبن يقوؿفكاف عبد ال ،فهربكنبا بنسيافهم حب فرغوا منهما

يتضح من ىذه اآلثار كالركايات أف أفعاالن فعلها الصحابة رضواف اهلل عليهم كأقرىا الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم أك أمر ا ىي كقائع على صورة سبب النزكؿ ؼبسائل ب موضوع األماف كالذم يثار حولو الشبهات كىي

:كمنها ،ة الداللة ب تلك اؼبسائل ال ؾباؿ معها الجتهاد ؾبتهد كال لرأم ناظرقطعيقتل جاء ب إذف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم بقتل ىؤالء اؼبشركب كخداعهم كاغبض على ذلك كما -1

كسلم كرضاه صلى اهلل عليو ،نعم: يا رسوؿ اهلل أربب أف أقتلو؟ قاؿ: كقوؿ ؿبمد بن مسلمة ،كعب بن األشرؼ .عن فعلهم كثنائو على ذلك

كبعثو عبد اهلل بن أنيس إىل خالد ،كب بعثة عبد اهلل بن عتيك كمعو رىط من األنصار إىل أيب رافع ابن أيب اغبقيقكب إرسالو كتابنا للمسلمب باليمن ؼبقاتلة األسود ،تلو كمدحو لفعلو كإعطائو عصابن سفياف اؽبذيل كأمره بق

.ى فبكز الديلميالعنسي كثنائو علمثل استئذاف ؿبمد بن مسلمة ليقوؿ شيئنا ،جواز قوؿ غب اغبقيقة ػبداع الكفار كالدخوؿ عليهم للفتك م -2

كمثل قوؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم لعبد اهلل بن أنيس انتسب إىل ،كأذف الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم لوكقوؿ عبد اهلل بن أنيس جئت ألنصرؾ ،اية كعبهينة ب ركايةكانتساب عبد اهلل بن أنيس ػبزاعة ب رك ،خزاعة

كمثل إطماع عبد ،كمثل قوؿ فبكز لألسود العنسي ما يطمئنو كيؤكد كالءه لو كأنو على دينو. كأكثرؾ كأكوف معك .بن زاـر ب أف يوليو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم خيرب( بشب)اهلل بن ركاحة ألسب

لتجار أك بدعول القياـ بتجارة من سلف أك شراء أك ىدية كأف ذلك ال يبنع الفتك الدخوؿ على ىيئة ا -3كب ،"أردنا أف تسلفنا كسقنا أك كسقب: "كما ب قوؿ الصحابة لكعب بن األشرؼ ،بالكفار كال يكوف ؽبم أماننا

".جئت أبا رافع دية: "كب ركاية ،"حي من العرب نريد اؼببة: "قوؽبم ب إحدل ركايات قتل ابن أيب اغبقيقمثل قوؿ ،كالفتك م ذا السالح بالسالح كىم يظنوف أهنم آمنوف منو خداع الكفار للدخوؿ عليهم -4

الصحابة لكعب بن األشرؼ نرىنك الألمة حب يدخلوا عليو بالسالح كىو غب متحرز من ذلك كيظن أنو ب كمثل ". اف كي ال ينكرىم إذا جاءكا إىل السالحكإمبا قاؿ ذلك سلك: "كما قاؿ اإلماـ السرخسي ،أماف منو

.دخوؿ عبد اهلل بن أنيس على خالد بن سفياف كىو يلبس السالح بدعول أنو جاء لينصرهكأف ذلك ،كقريب من ذلك فعل أيب بصب بالرجل الذم جاء لبده إىل مكة كطلبو االطالع على سيفو كقتلو بو

.من اػبداع اعبائز كال غدر فيو كال إب

Page 22: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

22 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

دخوؿ من يظن الكافر أماف جانبهم كيسمح ؽبم بالدخوؿ عليو ب منمنو مثل األخ من الرضاعة كابن -5 ،ب الفتك بو مثل مقتل كعب بن األشرؼ كدخوؿ أخيو من الرضاعة كصديقو كنديبو ،األخت كالصديق كالناصر

ا ما أيقظب إمبا ىو أخي أبو نائلة: ربذير زكجتو لو أف ينزؿ ب الليل كقولوك ،كابن أختو .لو كجدين نائمن .كمثل دخوؿ عبد اهلل بن عتيك على ابن أيب اغبقيق كهيئة اؼبغيث

.كدخوؿ عبد اهلل بن أنيس على خالد بن سفياف اؽبذيل كهيئة الناصركإعطاء الكافر اإلذف أك أمانو جانب اؼبسلمب ،خداع الكفار لالقباب كالتمكن منهم كطلب اإلذف بذلك -6

مثل قوؿ الصحايب ،كال يعب أماننا من اؼبسلمب للكفار ،ب أماف منهم ال يبنع كال وبـر قتلو كاغتيالو كاعتقاده أنوفلما ،نعم: أتنذف يل؟ قاؿ: قاؿ نعم فشمو ب أشم أصحابو ب قاؿ ،أتنذف يل أف أشم رأسك: لكعب بن األشرؼكمثل تنخر عبد ،شرج العجوز ليختلوا بوكمثل طلبهم أف يتمشى معهم إىل ،دكنكم فاقتلوه: استمكن منو قاؿ

.اهلل بن أنيس كإظهار أف شيئنا أصاب رجلو ليتمكن منو من خلفو .ب يقتلو ،مؤانسة الكافر حب ينمن للمجاىدين -7

.بن زاـر( بشب)كأسب أك ،كخالد بن سفياف اؽبذيل ،مثل فعل الصحابة مع كعب بن األشرؼمثل فعل عبد اهلل بن ،يالن كىو نائم كىو غب متنىب أك مستعد كقتلوالدخوؿ على الكافر ب منمنو كبيتو ل -8

.كفعل فبكز الديلمي مع األسود العنسي ،عتيك مع أيب رافعدخوؿ منمن الكفار كمنعتهم كديارىم كمواطنهم كبيتوىم كحصوهنم كدار اغبرب كبالدىم باالستخفاء -9

يقية أك بنظباء كشخصيات غب حقيقية بالباضي أك بالقوة كالتسلل أك بالظهور كالعلن باألظباء كالشخصيات اغبق .كاالقتحاـ كقتلهم كالفتك م

" فانطلق رجل منهم فدخل حصنهم"مثل دخوؿ عبد اهلل بن عتيك اغبصن تسلالن كزبفينا كما ب ركاية البخارم .أيب اغبقيق تسلالن كزبفيناكدخولو بيت ابن ،كتغطيتو رأسو كتقنعو بثوبو كدخولو على أنو كاحد منهم خبدعة ؽبم

احة كمن ك ر كدخوؿ عبد اهلل بن ،م اغبقيقيةكدخوؿ ؿبمد بن مسلمة كمن معو على كعب بن األشرؼ بشخصياهتكدخوؿ عبد اهلل بن أنيس علننا على خالد بن سفياف اؽبذيل ،بن زاـر بشخصياهتم اغبقيقية( بشب)معو على أسب

كدخوؿ فبكز الديلمي على األسود العنسي بنقب اعبدار تسلالن ،ينةسابو ػبزاعة أك جهتبشخصية أخرل كان .باقتحاـفتح أبواب اؼبشركب اؼبغلقة كغلق أبوام اؼبفتوحة كلو كاف ب ذلك ضرر كأذية ؽبم كإف كاف دخوؿ اؼبسلم -11

كفتحو باب كىم قد ظبحوا لو بالدخوؿ مثل دخوؿ عبد اهلل بن عتيك حصنهم متقنعنا خبدعة ؽبم ،عليهم خبدعة

Page 23: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

23 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

قطع -كاهلل أعلم-مثل ذلك ك ،اغبصن كإغالقو أبواب بيوهتم عليهم من اػبارج كإغالقو كل باب يفتحو كراءه .كفعل كل ما يبنع حركتهم كيعيقها طرؽ مواصالهتم كاتصاالهتم

،غبقيقالدخوؿ على الكفار ب ىيئة اؼبنجد كاؼبغيث كاغتياؽبم كما فعل عبد اهلل بن عتيك ب قتل ابن أيب ا -11 .كفعل عبد اهلل بن أنيس مع خالد بن سفياف اؽبذيل

فتح الكفار ديارىم كإدخاؿ اؼبسلمب فيها كظباحهم بذلك كإذهنم كاعتقادىم أهنم آمنوف من اؼبسلمب ال -12مثل ركاية ابن إسحق لقتل ابن أيب اغبقيق كالب ذكرىا شيخ اإلسالـ ابن تيمية ،يبنع قتل اؼبسلمب ؽبم كاغتياؽبم

فقالت من أنتم؟ فقالوا حي من العرب ،فخرجت إليهم امرأتو ،فقرعوا عليو الباب: " الصاـر اؼبسلوؿ كالب فيهاب ".ففتحت ؽبم كقالت ذاكم الرجل عندكم ب البيت ،نريد اؼببة

هودية اف يرطن باليككذكر ابن سعد أف عبد اهلل بن عتيك : "كمثل قوؿ اإلماـ ابن حجر العسقالين ب فتح البارم ".ففتحت لو ،جئت أبا رافع دية: من أنت؟ فقاؿ: فقالت لو امرأة أيب رافع ،فاستفتح

.كمثل ما فعل ؿبمد بن مسلمة كأصحابو مع كعب بن األشرؼجواز القتل كاالغتياؿ كاػبداع للكافر اؼبعاىد إذا انتقض عهده كغب اؼبعاىد ب دار اغبرب كب دار -13

.اإلسالـا كلكنو نقض عهده بإيذائو اهلل كرسولو كنصرتو للكفار احملاربب كإطالؽ لسانو فقد كاف كعب بن األ شرؼ معاىدن

ا ككاف كعب بن األشرؼ ب اؼبدينة ،ب اؼبسلمب ( دار اإلسالـ)كمل يكن أبو رافع سالـ بن أيب اغبقيق معاىدنكاألسود العنسي كاف ب دار ،زاـر كأسب بن ،ككاف أبو رافع خارج دار اإلسالـ ككذا كاف خالد بن سفياف اؽبذيل

.فدؿ على جواز اغتياؿ الكفار ب كل ىذه األماكن كاألحواؿ ،إسالـ استوىل عليها اؼبرتدكف كالكفار .انتساب اؼبرء لغب قومو كأىلو كبلده ػبداع الكفار كالدخوؿ عليهم كالتمكن منهم كقتلهم -14

.كأمر رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم لو بذلك ،كفعل عبد اهلل بن أنيس كانتسابو ػبزاعة أك جهينةإظهار بعض شعائر اإلسالـ ليخدع اؼبشركب كيتمكن منهم كيغتاؽبم مثل فعل عبد اهلل بن ترؾ اؼبسلم -15

".فنكمنت إيباءن كأنا أمشي ،فحانت الصالة فخشيت أف أصلي فنعرؼ: "أنيس كما جاء ب األثر .األسود العنسيكمثل فعل فبكز الديلمي كمن معو كامرأة

.ادعاء نصرة الكفار كمواالهتم حب ينمن الكفار للمسلم فيتمكن منهم كىبدعهم كيغتاؽبم -16 ".نصرؾ كأكثرؾ كأكوف معكجئت أل: "بن أنيس ػبالد بن سفيافكما قاؿ عبد اهلل

.كمثل قوؿ فبكز الديلمي لألسود العنسي

Page 24: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

24 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

اهلل بن أنيس اللنب مع خالد بن سفياف ب مثل شرب عبد ،األكل كالشرب مع اؼبشركب ب الفتك م -17 .الفتك بوحب كإف كانوا فبن ال يقتلوف ب اغبرب كالنساء كاألطفاؿ ،هتديد من يتواجد من أىل اغبرب بالقتل -18

كفعل عبد اهلل بن أنيس مع اعبارية كالب ،كالشيوخ إذا أعاقوا عمل أك انسحاب ااىدين كىركم أك دلوا عليهمكلكن ،كمثل رفع السيف على زكجة ابن أيب اغبقيق ،"لئن تكلمت ألقتلنك: "ػبالد اؽبذيل كقولو ؽباكانت ترعى

.ىذا بالتهديد كاإلرىاب فقط دكف القتل .اتفاؽ اؼبرأة مع ااىدين على زكجها الكافر لقتلو كفعل امرأة األسود العنسي -19 .اليات كأعطاىم سلطات كمنحهم صالحياتانقالب أىل ثقة الكافر عليو كقتلو كاغتيالو كإف كالىم ك -21

.مثل فعل فبكز الديلمي كمن معو مع األسود العنسي .فبا ىو من الكذب الصريح مثل قوؿ فبكز لألسود العنسي ،قوؿ الكالـ الكفرم كالذم ال تنكيل لو -21 .نقب اعبدار على الكافر كاقتحاـ منمنو كالتسلل إليو مثل فعل فبكز مع األسود العنسي -22مثل فعل عبد ،الكفار أف ااىدين رسل كأهنم ب أماف منهم ال يبنع قياـ ااىدين باغتياؿ الكفار ظن -23

.كاخباقو صفوفهم كىم يظنوف أنو رسوؿ" جرجب"اهلل بن الزبب مع الرببر كاغتياؿ ملكهم فاداة ال يبنع قتل كمع ظن الكافر أف ذلك سينجيو من القتل إىل اؼب ،كجود الكافر ب أسر كيد كمنعة مسلم -24

.الكافرمثل فعل بالؿ بن رباح رضي اهلل عنو كاألنصار ب أمية بن خلف كابنو كىو ب أسر عبد الرضبن بن عوؼ رضي

.اهلل عنوكما فعل عبد اهلل بن ركاحة ،خداع الكافر إلخراجو من منعتو ككعده دبنصب أك مكانة أك كالية ب قتلو -25

.بن زاـر( ببش)كمن معو من الصحابة بنسب .كأهنا ليست من الغدر اؼبنهي عنو ،فدؿ ذلك على جواز كل ىذه األفعاؿ كعدـ حرمتها

.ككل من يقـو ذه األفعاؿ أك مثلها ب كقتنا اغبايل يقـو بعمل جائز كال يينكر عليو

قرىا رسوؿ اهلل كبعضها أ ،كىذه األدلة ىي كقائع ب حوادث ؿبددة فعلها الصحابة كمل ينكرىا أحد من الصحابةكال تعارض بندلة ،فال تعارض إال بندلة مثلها ب القوة كب ذات الوقائع ،صلى اهلل عليو كسلم كبعضها أمر ا

Page 25: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

25 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

فنقواؿ العلماء رغم احبامنا كتقديرنا ؽبا ىي لبياف األدلة ،عامة كالنهي عن ربرن الغدر أك بنقواؿ علماء بدكف أدلة .عض دبستند من الشرع كلكنها ليست بدليل بذاهتاكتوضيحها كترجيح بعضها على ب

كالذم لو حدث تعارض لقدمت –كالذم يتضح ب اؼبسنلة أنو ال تعارض بب كالـ العلماء كبب األدلة الصحيحة ا لدليل من الشرع أف العلماء يتكلموف عن األماف حيث -األدلة الشرعية على كالـ العلماء ما مل يكن مستندن

: كما حدث من الصحابة ىو من خداع اغبرب كالب قاؿ فيها رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلمريح اؼبفصح الص .كالب أجاز فيها صلوات اهلل كسالمو عليو الكذب" اغبرب خدعة"

باب جواز اػبداع ب - (كتاب اعبهاد-) جاء ب كتاب اللؤلؤ كاؼبرجاف فيما اتفق عليو الشيخاف ص :اغبرب

أخرجو البخارم ،"ظبى النيب صلى اهلل عليو كسلم اغبرب خدعة: "ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ حديث أيب -" .باب اغبرب خدعة( ) ،كتاب اعبهاد( )ب

كذلك ب غزكة اػبندؽ ؼبا بعث نعيم بن مسعود ىبذؿ بب قريش كغطفاف -: "كب اؽبامش يذكر الشارح ،كذلك من اؼبستثب اعبائز اؼبخصوص من احملـر ،كخبلف الوعد ،كبالكمب ،كتكوف بالتورية: قاؿ الواقدم ،كاليهود

إال أف يكوف فيو نقض عهد أك أماف فال ،اتفقوا على جواز خداع الكفار ب اغبرب كيفما أمكن: "كقاؿ النوكم .كمل يكن من أفعاؿ الصحابة ىذه أماف صريح مفصح ،"هبوز

باب الفتك بنىل -)ب باب لبارم ب شرح اغبديث يقوؿ اإلماـ ابن حجر العسقالين ب فتح ا ".كمل يقع ألحد توجو إىل تنمب بالتصريح كإمبا أكنبوه بذلك كآنسوه حب سبكنوا من قتلو(: "اغبرب

فعرفنا أنو ليس ب ىذا اإلخفاء ـبالفة شرط : "ص كيقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب ج ".ـبالفة الشرط اؼبفصح بو ال يصح ب تبب أف ،مفصح لو

ذكر عن سعيد بن ذم حداف ( باب اغبرب خدعة: )ص كيقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب جاغبرب خدعة أك خدعة : "قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم: أخربين من ظبع عليا رضي اهلل عنو يقوؿ: قاؿ

أنو ال بنس للمجاىد أف ىبادع قرنو ب حالة القتاؿ كأف ذلك ال يكوف كفيو دليل على ،ككالنبا لغة ،"بالنصبكأخذ بعض العلماء بالظاىر فقالوا يرخص ب الكذب ب ىذه اغبالة كاستدلوا حبديث أيب ىريرة رضي ،غدرنا منو

القتاؿ كب ب الصلح بب اثنب كب: ال يصلح الكذب إال ب ثالث: "اهلل عنو أف النيب صلى اهلل عليو كسلم قاؿ

Page 26: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

26 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كاؼبذىب عندنا أنو ليس اؼبراد بالكذب احملض فإف ذلك ال رخصة فيو كإمبا اؼبراد استعماؿ " إرضاء الرجل أىلو . اؼبعاريض

كإذا دخل اؼبسلم دار اغبرب بغب أماف فنخذه اؼبشركوف كقاؿ : قاؿ( باب ما ال يكوف أماننا) كيقوؿ ب صأقاتل معكم اؼبسلمب فال بنس بنف يقتل من أحب منهم كينخذ من أمواؽبم ؽبم أنا رجل منكم أك جئت أريد أف

".ألف ىذا الذم قاؿ ليس بنماف منو ؽبم إمبا ىو خداع باستعماؿ معاريض الكالـ( ما شاء

كمراده من القصة : "بعد ذكره قصة عبد اهلل بن أنيس كقتلو خالد بن سفياف اؽبذيل كيقوؿ رضبو اهلل ب ص ".فإف ذلك مل يكن أماننا منو "جئت ألنصرؾ كأكثرؾ"بقولو االستدالؿ

فقد أخربه أنو ينتيو ليستسلفو سبرنا ب قتلو كمل يك : "بعد ذكره قصة مقتل كعب بن األشرؼ كيقوؿ ب ص ".ذلك منو غدرنا فتبب أنو ال بنس دبثلو

بالرـك كلبسوا لباسهم فلما قالوا ؽبم من كلو كانوا تشبهوا : "ص كيقوؿ اإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين ب جأنتم؟ قالوا كبن قـو من الرـك كنا ب دار اإلسالـ بنماف كانتسبوا ؽبم إىل من يعرفونو من أىل اغبرب أك مل ينتسبوا

ككذلك لو أخربكىم أهنم قـو من أىل ،كال بنس بنف يقتلوا من يقدركف عليو منهم كينخذكا األمواؿ ،فخلوا سبيلهمكاستدؿ عليو حبديث عبد اهلل ،أتوىم ناقضب للعهد مع اؼبسلمب فنذنوا ؽبم ب الدخوؿ فهذا كاألكؿ سواء الذمة

ب قتلو فدؿ أف مثل ،بن أنيس اؼبتخصر ب اعبنة حب قاؿ لسفياف بن عبد اهلل جئت أنصرؾ كأكثرؾ كأكوف معك ".ىذا ال يكوف أماننا

ا ليس بنماف ألنو تلميح كخداع كليس أماننا صروبنا كأف قتل الكافر بعده كيوضح أف ما أنس لو الكافر كاعتقده أمانن ما ذكره اإلماـ النوكم ب شرح صحيح مسلم كتاب اعبهاد كالسب ،ليس غدرنا كال حرامنا ألنو مل ينعقد أماف أصالن :-ص باب قتل كعب بن األشرؼ طاغوت اليهود ج

كاختلف العلماء ب ،ع كعب بن األشرؼ باغبيلة الب ذكرىا من ـبادعتوذكر مسلم فيو قصة ؿبمد بن مسلمة م"إمبا قتلو كذلك ألنو نقض عهد النيب صلى اهلل عليو كسلم كىجاه كسبو :فقاؿ اإلماـ اؼبازرم ،سبب ذلك كجوابو

ا ب جاء مع أىل اغبرب معيننا عليو ا الوجو على قاؿ كقد أشكل قتلو على ىذ ،ككاف عاىده أف ال يعب عليو أحدنقيل ىذا اعبواب كقيل ألف ؿبمد بن مسلمة مل يصرح لو :قاؿ القاضي ،بعضهم كمل يعرؼ اعبواب الذم ذكرناه

كال وبل ،بنماف ب شيء من كالمو كإمبا كلمو ب أمر البيع كالشراء كاشتكى إليو كليس ب كالمو عهد كال أماف

Page 27: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

27 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ساف ب ؾبلس علي بن أيب طالب رضي اهلل عنو فنمر بو علي كقد قاؿ ذلك إن ،ألحد أف يقوؿ إف قتلو كاف غدرناككاف كعب قد نقض عهد النيب صلى اهلل عليو كسلم كمل يؤمنو ،كإمبا يكوف الغدر بعد أماف موجود ،فضرب عنقو

كأما ترصبة البخارم على ىذا . ؿبمد بن مسلمة برفقتو كلكنو استننس م فتمكنوا منو من غب عهد كال أماففليس معناه اغبرب بل الفتك ىو القتل على غرة كغفلة كغيلة كبوه كقد استدؿ ( الفتك ب اغبرب)بباب اغبديث

:قولو ،ذا اغبديث بعضهم على جواز اغتياؿ من بلغتو الدعوة من الكفار كتبييتو من غب دعاء إىل اإلسالـ ".من التعريض كغبهائذف يل أف أقوؿ عب كعنك ما رأيتو مصلحة " :اهمعن" فألقل ائذف يل"

كفبا يدؿ على أف اػبداع كاغبيلة ليست أماننا كال شبهة أماف كال تعصم دـ الكافر كال ربرمو ما ذكره شيخ اإلسالـ أكجبت الشريعة قتل الكفار كمل : "ص ابن تيمية ب ؾبموع الفتاكل اعبزء الثامن من كتاب الفقو الد

إذا أسر الرجل منهم ب القتاؿ أك ب غب القتاؿ مثل أف تلقيو السفينة إلينا أك توجب قتل اؼبقدكر عليهم منهم بل يضل الطريق أك يؤخذ حبيلة فإنو يفعل فيو اإلماـ األصلح من قتلو أك استعباده أك اؼبن عليو أك مفاداتو دباؿ أك

اؼبن عليو كمفاداتو كإف كاف من الفقهاء من يرل ،كما دؿ عليو الكتاب كالسنة ،نفس عند أكثر الفقهاء ".منسوخنا

كأما بياف أف ذلك ليس بغدر كال حراـ كال يصح أف يقاؿ ذلك ما ذكره شيخ اإلسالـ ابن تيمية ب الصاـر ذكر قتل : قاؿ[ ب ذكر سنده]فركل ابن كىب ( بب ؿبمد بن مسلمة كابن يامب عند معاكية: )اؼبسلوؿ ص

يا معاكية أييغدر عندؾ رسوؿ : فقاؿ ؿبمد بن مسلمة ،كاف قتلو غدرنا :ابن األشرؼ عند معاكية فقاؿ ابن يامبا .كال ىبلو يل دـ ىذا إال قتلتو ،اهلل صلى اهلل عليو كسلم ب ال تنكر كاهلل ال يظلب كإياؾ سقف بيت أبدن

ه ابن يامب قاؿ مركاف بن اغبكم كىو على اؼبدينة كعند: حدثب إبراىيم بن جعفر عن أبيو قاؿ: "كقاؿ الواقدميا : فقاؿ ،كؿبمد بن مسلمة جالس شيخ كبب ،كاف غدرنا: كيف كاف قتل ابن األشرؼ؟ قاؿ ابن يامب: النضرم

كاهلل ،كاهلل ما قتلناه إال بنمر رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ،مركاف أييغدر رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم عندؾأما أنت يا ابن يامب فللو علي إف أفلت كقدرت عليك كب يدم سيف ك ،ال يؤيب كإياؾ سقف بيت إال اؼبسجد

".إال ضربت بو رأسك

يتونبوا أهنم آمنوف من كمن الواضح الذم ال وبتاج لبياف أف فعل الصحابة فيو خداع كاحتياؿ على الكفار حبا يبنع من الفتك م كىذا من خداع ا غبرب كقد فعلو الصحابة كأقر ااىدين مع أهنم مل يؤمنوىم أماننا صحيحن

.الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم بعضو كأذف ب بعضو كأمر ببعضو

Page 28: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

28 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

أف النفر اػبمسة : "ب تعليقو على قتل كعب بن األشرؼ يقوؿ شيخ اإلسالـ ابن تيمية ب الصاـر اؼبسلوؿ صقد ،كأبا عبس بن جرب ،بن أكسكاغبارث ،كعباد بن بشر ،كأبا نائلة ،ؿبمد بن مسلمة ،الذين قتلوه من اؼبسلمب

كمن ،ب يقتلوه ،أذف ؽبم النيب صلى اهلل عليو كسلم أف يغتالوه كىبدعوه بكالـ يظهركف بو أهنم قد آمنوا ككافقوهمنو تقد الكافر اغبريب أف اؼبسلم قد أبل لو اع ،اؼبعلـو أف من أظهر لكافر أماننا مل هبز قتلو بعد ذلك ألجل الكفر

من رجالن أمن : "قاؿ النيب صلى اهلل عليو كسلم فيما ركاه عن عمر بن اغبمق ،صار مستنمنناككلمو على ذلك حسن ركاه ابن حباف ب ]ركاه اإلماـ أضبد كابن ماجو " على دمو كمالو ب قتلو فننا منو برمء كإف كاف اؼبقتوؿ كافرنا

رضبو اهلل ب صحيح البغيب إسناده حسن كحسنو العالمة األلباين: كقاؿ األرنؤكط( /) صحيحوإذا آمنك الرجل على دمو فال : "كعن سليماف بن صرد عن النيب صلى اهلل عليو كسلم قاؿ([ )كالبىيب

كعن أيب ىريرة عن النيب صلى اهلل عليو ([ )ضعيف ضعفو األلباين ب ضعيف اعبامع ]ركاه ابن ماجو " تقتلو( )صحيح ركاه أبو داككد ب اعبهاد ]ركاه أبو داككد كغبه " يفتك مؤمنال ،اإليباف قيد الفتك: "كسلم قاؿ

.[من حديث أيب ىريرة( )كصححو العالمة األلباين رضبو اهلل ب صحيح اعبامع

:من الصاـر اؼبسلوؿ كيقوؿ رضبو اهلل ب ص

ا إليو على أف يستسلفوا منو كحادثوه كالنفر الذين أرسلهم النيب صلى اهلل عليو كسلم إىل كعب بن األشرؼ جاءك "كماشوه كقد آمنهم على دمو كمالو ككاف بينو كبينهم قبل ذلك عهد كىو يعتقد بقاءه ب إهنم استنذنوه ب أف

فلو مل يكن ب السب إال ؾبرد كونو ،كىذا كلو يثبت األماف ،يشموا ريح الطيب من رأسو فإذف ؽبم مرة بعد أخرلفعلم ،ز قتلو بعد أمانو إليهم كبعد أف أظهركا لو أهنم مؤمنوف لو كاستئذاهنم إياه ب إمساؾ يديوكافرنا حربيا مل هب

".بذلك أف إيذاء اهلل كرسولو موجب للقتل ال يعصم منو أماف كال عهد

من لكعب بن األشرؼ فإنو قد آذل اهلل : "أف النيب صلى اهلل عليو كسلم قاؿ" :كيقوؿ رضبو اهلل ب صا قبل ذلك" لوكرسو كقتلو الصحابة غيلة بنمر رسوؿ اهلل ،ب ىجا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ،كقد كاف معاىدن

،كألهنم جاءكه ؾبيء من قد أمنو ،صلى اهلل عليو كسلم مع كونو قد أمنهم على دمو كمالو العتقاده بقاء العهدكما تقدـ ألف اغبريب إذا قلت لو أك عملت معو ما كلو كاف كعب دبنزلة كافر ؿبارب فقط مل هبز قتلو إذا أمنهم

فعلم أف ىجاءه النيب صلى اهلل عليو كسلم كأذاه هلل ،ككذلك كل من هبوز أمانو ،يعتقد أنو أماف صار لو أماننا ".تعاىل كرسولو ال ينعقد معو أماف كال عهد

.نة كيتوىم منو الكافر أنو أمن منهمشيخ اإلسالـ أف فعل الصحابة يوحي إىل الكافر بالطمننيـ كيظهر من كال

Page 29: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

29 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:كيل تعليق صغب على أقواؿ شيخ اإلسالـ ابن تيمية

كلكن ما كبن بصدده ليس قوالن ،بداية قويل ال كزف لو جبانب قوؿ شيخ اإلسالـ كقامب تقصر دكف ارتفاع قامتوال تعارض بقوؿ أم إنساف كائننا مقابل قوؿ كلكنها أدلة صحيحة ككقائع صروبة كىذه ال تعارض إال بندلة مثلها ك

.كىذا ىو منهج شيخ اإلسالـ الذم تعلمناه منو كمن تالميذه ،من كاف ككوف األماف ،كبن ال نتطرؽ لبحث ما يثبتو الشيخ ابن تيمية من كوف األماف ال ينعقد مع سب كإيذاء الرسوؿ

إذا خدع اؼبسلم الكافر كأكنبو دبا هبعل غاية ما نبحثو ىو دـ من ظهر منو إيذاء هلل كرسولو ك كالعهد ال يعصم .كمل يعطو أماننا صروبنا أف ذلك ليس بنماف كال شبهة أماف ،الكافر يطمئن إليو

جاءت إشارة ب أثناء الكالـ عن اعتقاد الكافر بقاء العهد كعدـ انتباىو إىل أنو قاـ بنقضو كىذا كاهلل تعاىلعلن كمل ربارب مع بب بكر كمل لكر على خزاعة كسكتت قريش ب اكما حدث من اعتداء بب ب ،أعلم ال تنثب لو .فجهز رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم لفتح مكة كربرل أف ال يعلمهم عن ذلك ،تتربأ من عملها

(: فصل ب حكمو صلى اهلل عليو كسلم ب اؽبدنة كما ينقضها) ص يقوؿ الشيخ ابن القيم ب زاد اؼبعاد جىم كدخل حلفاؤ ،بينو كبينهم عشر سنب عليو كسلم أنو صاأ أىل مكة على كضع اغبرب ثبت عنو صلى اهلل"

كا م فرضيت قريش كمل فغدر ،فعدت حلفاء قريش على حلفائو ،كحلفاؤه من خزاعة معو ،من بب بكر معهماربب لو ناقضب ألهنم صاركا ؿب ،كاستباح غزكىم من غب نبذ عهدىم إليهم ،هم بذلك ناقضب للعهدلعفج ،تنكره

ىػ.ا" كأغبق ردأىم ب ذلك دبباشرهتم ،لعهدىم برضاىم كإقرارىم غبلفائهم على الغدر حبلفائو جعل شيخ اإلسالـ فعل الصحابة أماننا أك شبهة أماف تعصم دـ اغبريب كجعل مناط قتل كعب بن األشرؼ ىو

ف من آذل اهلل ؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم كأرسو إيذاء اهلل كرسولو كسبو بسبب أف عقد األماف ال يعصم من سب .كرسولو ال ينعقد لو عهد أصالن

كيظهر ،كجرجب ملك الرببر ،بن زاـر( أك بشب)كأسب ،ىذا اؼبناط ال يتحقق ب قتل خالد بن سفياف اؽبذيل .اإلشكاؿ من جديد إذا اعتربنا اػبداع كاغبيلة أماننا

علم أف فعل الصحابة من باب خداع اغبرب كالذم أقره كأرشد إليو رسوؿ الذم يتضح ب اؼبسنلة كاهلل تعاىل أاهلل صلى اهلل عليو كسلم كأف ذلك ليس بنماف كال عهد كال يبتب على الفتك بالكافر غدر كال خيانة كال فعل

كينهي التصادـ كىذا ىو الذم يتفق مع األدلة الثابتة ب كاقعة على نفس صورة اؼبسنلة الب ال ربتاج لتنكيل ،ؿبـركؿبمد بن ،كابن حجر العسقالين ،بب األدلة كيوافق بينهم كبب كالـ العلماء كيطابق كالـ العلماء مثل النوكم

.كمن قبل قوؿ الصحايب ؿبمد بن مسلمة ،كالسرخسي كغبىم ،اغبسن الشيباين

Page 30: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

31 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

اػبوؼ على اؼبسلمب مثل ما فهم ىو عند عدـ -كاهلل تعاىل أعلم-األماف الذم يبب على التوسعة كوبتاط فيوكمثل من يوجد ب يد اؼبسلمب بنماف غب صحيح فيدعي شبهة أماف بعد ،من تنمب عمر بن اػبطاب للهرمزاف

ككذا ما يذكر من أف ما فهم منو الكافر ،كمثل طلب أىل حصن األماف ليدخلوا ب ذمة اؼبسلمب ،التمكن منو .األماف فهو أماف

ا فيما فيو ضرر على اؼبسلمب كلو توسع ب ذلك أثناء القتاؿ كأما ب أثناء اػبطر فال يتورع كوبتاط احتياطنا زائدنباإلضافة إىل كونو يعارض صريح السنة الثابتة ،الدعى كل كافر ىباؼ القتل شبهة أماف فبا يفضي لتعطيل اعبهاد

.كالب مل تعترب ذلك أماننا فإنو هبوز معها اغتياؿ الكفار ألف ىذا ىو عب ،فعاؿ أماننا أك كانت أمانناصبيع اغباالت إف مل تكن ىذه األ ب

فإف مل تكن أماننا كىذا ىو الرأم الواضح كالراجح فال إشكاؿ كيكوف األماف ،فعل الصحابة كإقرار الرسوؿ كأمره .اؼبعترب ىو األماف الواضح اؼبفصح الصريح

كىذا الرأم بعيد ،ا كقتل الكفار ب ىذه اغبالة خاص مستثب من العاـكإف كانت أماننا يكوف النهي عن الغدر عام .جدا

اؼبهم أف ىذه األفعاؿ كاغتياؿ الكفار معها ال شبهة فيها كهبوز فعلها ألهنا عب فعل الصحابة كمن يفعل مثلها ب .زماننا اغبايل ال ييعبض عليو كال يينكر

كاحتاؿ عليو ؿبمد بن مسلمة كأظهر لو األماف"كعب بن األشرؼ يتضح أف قوؿ الشيخ ناصر الفهد ب مقتل " ،قوؿ صحيح ككاضح كىو أف ؿبمد بن مسلمة رضي اهلل عنو أظهر لكعب بن األشرؼ ما جعلو ينمن جانبو

أعطاه " :كلقاؿ ،"احتاؿ عليو" :كليس األماف الصحيح الصريح ألنو لو كاف يقصد األماف الصحيح ما قاؿ ".أظهر لو األماف" :كمل يقل ،"األماف

فمن يستنكر ،كعلى صبيع األحواؿ فقوؿ شيخ اإلسالـ ابن تيمية كالذم نقلناه سابقنا أشد من قوؿ ناصر الفهد .على ناصر الفهد عليو أف يستنكر أكالن على شيخ اإلسالـ كىذه نقطة قد نبحثها منفردة

فهذا فعل الصحابة ،تثار حوؿ األماف ب كقتنا اغبايلما ذكرنا ب النقطة أكالن يكفي للرد على صبيع الشبهات الب كرغم أف النقطة األكىل تكفي كحدىا للرد ،بدكف منازع كبإقرار كإرشاد كأمر رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم

.نذكرىا زيادة للتنكيد كقطعنا للخالؼ ،فسنذكر بعوف اهلل عددنا من النقاط بعضها أيضنا يكفي كحده للرد

Page 31: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

31 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:ثانياا

األماف الذم ال نظر فيو ؼبصلحة اؼبسلمب أك الذم فيو نظر ؼبصلحة الكفار ال يصح كيبطل؛ ألف مبب األماف الباب الثالث –كتاب السب يقوؿ اإلماـ النوكم ب ركضة الطالبب ج ،على ربقيق النفع كاؼبصلحة للمسلمب

:قوؿكىو يتكلم عن األماف في ب ترؾ القتاؿ كالقتل باألماف صكينبغي أف ال : ـقاؿ اإلما ،فلو أمن جاسوسنا أك طليعة مل ينعقد األماف ،يشبط أف ال يتضرر بو اؼبسلموف"

ج الغزاة كعسر بسببو مسب كلو أمن آحادنا على مدار ،ف يغتاؿألف دخوؿ مثلو خيانة فحقو أ ،نيستحق تبليغ اؼبنمال يشبط النعقاد األماف ظهور اؼبصلحة بل يكفي عدـ العسكر كاحتاجوا إىل نقل الزاد فهو مردكد للضركرة ك

".اؼبضرةكتاب عقد اعبزية كاؽبدنة، الباب الثاين ب عقد الذمة ، جػكيقوؿ رضبو اهلل كىو يتكلم عن اؽبدنة كاؼبعاىدة

:صػ :من شركطهافيو طرفاف األكؿ ،كىي جائزة بنصوص الكتاب كالسنة كاإلصباع اؼبوادعة، كاؼبعاىدة،: كيقاؿ ؽبا"أك ،أك بعد العدك ،أف يكوف للمسلمب إليو حاجة كفيو مصلحة بنف يكوف ب اؼبسلمب ضعف لقلة عدد أك ماؿ"

كإذا طلب الكفار ،أك ب أف يعينوه ب قتاؿ غبىم ،أك ب قبوؽبم اعبزية ،يطمع ب إسالمهم ؼبخالطتهم اؼبسلمب ".فى أهنم ال هبابوفاؽبدنة فإف كاف فيها ضرر على اؼبسلمب فال ىب

كلو أف اإلماـ كادع " :ص كيقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب لإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين جؼبا بينا ،أف يوادع إذا كاف خبنا للمسلمبإمبا ينبغي لو ،قومنا من أىل اغبرب سنة على ماؿ دفعوه إليو فذلك جائز

".هبوز لو ترؾ القتاؿ كاؼبيل إىل أخذ اؼباؿ إال أف يكوف فيو نظر للمسلمب كال ،أنو نصب ناظرنا للمسلمب

ال ينبغي موادعة أىل الشرؾ إذا كاف : قاؿ أبو حنيفة رضي اهلل عنو") :باب اؼبوادعة ص رضبو اهلل ب جكيقوؿ ،ألمب أف يفعلو من غب حاجة؛ ألف فيو ترؾ القتاؿ اؼبنمور بو أك تنخبه كذلك فبا ال ينبغي ل(باؼبسلمب عليهم قوة

نيوا كىالى ربىزىنيوا كىأىنتيمي األىعلىوفى إف كينتيم مؤمنبى }: قاؿ اهلل تعاىل كإف مل يكن باؼبسلمب ) ،[:آؿ عمراف]{ كىالى هتىجىنىحيوا للسلم كىإف }: ؛ ألف اؼبوادعة خب للمسلمب ب ىذه اغبالة كقد قاؿ عز كجل(قوة عليهم فال بنس باؼبوادعة

".كألف ىذا من تدبب القتاؿ ،[:األنفاؿ]{ فىاجنىح ؽبىىا كىتػىوىكل عىلىى اللو

Page 32: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

32 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

،كانت فيئنا للمسلمب ،كىي كافرة ،كلو أسلم رجل من احملصورين كأخرج معو امرأتو: ")ص كيقوؿ ب جألف أماهنا إياه ب : "اـ السرخسي ب الشرحكيعلق اإلم ،("ككذلك لو أسلمت اؼبرأة كأمنت زكجها فخرج معها

ألف أمانو ال يقع بصفة النظر منو : "ببطالف أماف األسب ص كيقوؿ ب ج ،"منفعة أىل اغبرب باطل ".للمسلمب بل لنفسو

فمب رأل : مسنلة: "ص كيقوؿ اإلماـ مشس الدين بن قدامة اؼبقدسي ب الشرح الكبب كتاب اعبهاد جإذا رأل اإلماـ اؼبصلحة ب عقد اؽبدنة جاز عقدىا ؼبا ذكرنا من أف ..." ... "جاز عقدىا مدة معلومة اؼبصلحة

ألنو يتصرؼ ؽبم على كجو النظر ،كال هبوز عقدىا إذا مل ير اؼبصلحة فيو ،النيب صلى اهلل عليو كسلم ىادف قريشنا .ق.ا" أشبو كيل اليتيم

. يكن كلو ؼبصلحة الكفار كال نظر فيو للمسلمب بل ضرره ظاىركاألماف اؼبزعـو ب زماننا جلو إف مل

Page 33: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

33 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

: ثالثاا

ككذا لو أدل الختالؿ كبب بو أك تسبب ب مشقة عظيمة ب ،األماف الذم يؤدم النسداد باب اعبهاد ال يصح .طريق اعبهاد

: ترؾ القتل كالقتاؿ باألماف صب: الباب الثالث ،كتاب السب يقوؿ اإلماـ النوكم ب ركضة الطالبب ج

ألف ،نفذ األماف ،فإذا تنتى اعبهاد بغب تعرض ؼبن أمن ،كضابطو أف ال يفسد بو باب اعبهاد ب تلك الناحية"كال هبوز أف يظهر بنماف اآلحاد انسداده أك ،كىو أعظم مكاسب اؼبسلمب ،اعبهاد شعار الدين كالدعوة القهرية

ا ،كلو أمن مائة ألف من الكفار: ـقاؿ اإلما ،نقصاف وبس لكن إذا ظهر انسداد ،فكل كاحد مل يؤمن إال كاحدنفينبغي ،كإف أمنوىم متعاقبب ،إف أمنوىم معنا فرد اعبميع ظاىر: كلك أف تقوؿ ،فنماف اعبميع مردكد ،أك نقصاف

".أف يصح أماف األكؿ فاألكؿ إىل ظهور اػبلل

كعسر بسببو مسب العسكر كاحتاجوا إىل نقل ،آحادنا على مدارج الغزاة كلو أمن: "كيضيف رضبو اهلل ص ".فهو مردكد للضركرة ،الزاد

فانظر يا من تبغي اغبق رضبك اهلل كيف جعل ؾبرد إعطاء األماف ؼبن يسكن على طريق ااىدين عند ذىام لقهر فبا قد يعسر على ااىدين ب قد يؤثر على إمكانية أخذ غنائم كاغبصوؿ على طعاـ للمجاىدين با ،للغزك

فما باؿ ،كلن يبنع مسب ااىدين على اإلطالؽ بل قد يسبب مشقة؛ جعل ذلك ضررنا يرد بو األماف ،مسبىم ،من يريد تصحيح أماف باطل كيعترب أماننا غب موجود حب يفضي إىل إيقاؼ كمنع كتعطيل اعبهاد ب بالد الكفار

فلو كاف ىذا أماننا صحيحنا صروبنا ليس بو ـبالفات شرعية تبطلو لكفى لرده أف ،ؼبسلمبكجهاد الكفار ب بالد ا .يسد باب اعبهاد فما الباؿ كقد اجتمعت فيو صبيع شركط البطالف كمل ينعقد من األصل

اد ال ذبوز اؼبهادنة مطلقنا من غب تقدير مدة ألنو يفضي إىل ترؾ اعبه: \كيقوؿ ابن قدامة ب اؼبغب ".بالكلية

كإف أطلقت اؼبدة أك اؽبدنة مل تصح ألنو يفضي إىل تعطيل : "\كيقوؿ البهوب ب شرح منتهى اإلرادات يقوؿ ،كما يفضي لتعطيل اعبهاد أك انسداد بابو باطل كما ذكر ذلك العلماء ،"اعبهاد بالكلية القتضائو التنبيد

Page 34: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

34 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

هبوز : كقاؿ القاضي كالشافعي: "... و يتكلم عن التبسكى ص ابن قدامة ب اؼبغب كتاب اعبهاد ج ".رميهم إذا كانت اغبرب قائمة ألف تركو يفضي إىل تعطيل اعبهاد

كال يصح أمانو ألىل بلد كرستاؽ كصبع كثب ألف ذلك يفضي : "كىو يتكلم عن أماف العبد كيقوؿ ب ص .ق.أ" إىل تعطيل اعبهاد

كألف ذبويزه (" ... "كال هبوز عقد اؽبدنة كال الذمة إال من اإلماـ أك نائبو: لفص: ")كما بعدىا كيقوؿ ب صفجعل رضبو اهلل ما يفضي لتعطيل : قلت ،"من غب اإلماـ يتضمن تعطيل اعبهاد بالكلية أك إىل تلك الناحية

.اعبهاد بالكلية أك تعطيل اعبهاد إىل ناحية ال هبوز

:-ص الكبب جكيقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب

فلو صححنا أمانو انسد باب ( ... كاألسب ب دار اغبرب إذا أمنهم ال يصح أمانو على غبه من اؼبسلمب") ".كالقوؿ ذا فاسد ،فإهنم كلما حزم خوؼ أمركا األسب حب يؤمنهم ،القتاؿ علينا

:ـباب من يكوف آمننا من غب أف يؤمنو أىل اإلسال ص كيقوؿ ب ج

كلو كاف اؼبسلموف حاصركا حصننا كفيهم مسلم فنمن قومنا ال منعة ؽبم كأخرجهم معو إىل العسكر مل يكونوا ")فحاؽبم كحاؿ اؼبنسورين فال يصح أماف ،؛ ألف احملصورين قد صاركا مقهورين من كجو(خبالؼ األكؿ ،آمنب

كألنو لو جاز ىذا األماف مل يقدر ،خبالؼ األكؿ ؼبا فيو من إبطاؿ حق اؼبسلمب عليهم ،اؼبسلم ؽبم إذا كاف فيهمكال ،ب أمنهم على أف ىبرج مع كل نفر منهم ،فإهنم إذا أيقنوا بالقهر أسلم بعضهم ،اؼبسلموف على قهرىم حباؿ

".هبوز القوؿ دبا يؤدم إىل سد باب االسبقاؽ على اؼبسلمب

كليس ب جهاد ،كباب القتاؿ كاعبهاد من أصلو ،يمةكباب الغن ،فما الباؿ دبا يؤدم لسد باب االسبقاؽ: قلتفإف مثل ىذا القوؿ ال يكوف ساقطنا فقط بل ىو شديد ،الطلب بل ب جهاد الدفع كما ىو اغباؿ ب زماننا

.السقوط

:ص كيقوؿ رضبو اهلل كىو يتكلم عن نبذ األمب إليهم قبل األماف لإلعذار ب ج

فساؽ اؼبسلمب أف وبوؿ بينهم كبب فتح حصوهنم بنف يؤمنهم كلما نبذ األمب فإنو لو مل يصح ذلك سبكن بعض "ا ،إليهم مرة بعد مرة ".فلدفع ىذا الضرر صح النبذ إليهم قبل األماف لإلعذار كاإلنذار ،فال يظفركف حبصن أبدن

Page 35: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

35 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

علوه أماننا من كىل ما يتعلل بو أصحاب الشبهات كوباكلوا أف هب ،فجعل ىذا األماف العابث ضررنا هبب دفعوطلب بعض شركات السياحة كأصحاب الشركات للكفار لإلفساد ب بالد اؼبسلمب إال صورة من ىذا العبث

.اؼباجن؟ ىذا باإلضافة لفساده كعدـ صحتو من عدة كجوه أخرل

".امثلو مل يتوصل اؼبسلموف إىل فتح اغبصن من حصوهنم قهرن كلو صححنا أماف: "ص هلل ب جكيقوؿ رضبو ا

Page 36: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

36 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

: رابعاا

.أماف األنظمة الوضعية كاغبكومات العلمانية باطل مثل أماف الكافر كالطفل الذم ال يبيز كانوف الذم ال يبيز

كبغض النظر ىل يكفر القائموف عليها أـ ال، فإننا نتكلم عن األماف الصادر عن ىذه األنظمة كهيئات كدكؿ كال ا ؼبادة اػبالؼ، كحب ال يدعي أحد أنو ال يسلم يصدر عن األشخاص الذين يريدكهنا بصفتهم الشخصية، كحسمنال شك ب أف ىذه األنظمة كالدكؿ كاغبكومات أنظمة غب إسالمية علمانية كفرية دبا بنينا عليو من أساس، ف

.طاغوتيةاؿ التشريعية، فعلقت فجاء سؤاؿ عن دخوؿ ا)...( كأذكر أنب كنت أدرس على يد أحد اؼبشايخ الكبار

إف الكفر يلحق باآلدميب كال : على إجابتو على السؤاؿ كجاء ب تعليقي أف ىذه أنظمة كفرية، فعلق الشيخ قائالن فغب اإلسالمي ماذا : ال، فقلت: قاؿ ؟يا فضيلة الشيخ؛ ىل ىذا النظاـ إسالمي: يطلق على اعبمادات، فقلت لو

عبؼ دبا لو ، كأ-جزاه اهلل خبنا-اعنا للحق ق دبا ييفهم منو اإلقرار، ككاف رج كفرم، فسكت كمل يعل ..سمى؟ يي ب بعض اؼبسائل ب معو ختلفلى كل طالب علم أف يقر لشيخو، فمع أين قد أعلي من الفضل، ككذا هبب ع

نقلت اغبوار . ]ر لنا كلوفإنب أقر بفضلو كحقو طاعةن هلل، كأختلف معو طاعةن هلل، نسنؿ اهلل أف يغف كقتنا اغبايل [.السابق باؼبعب كليس باأللفاظ

ارس فيها عمل ديب أك دنيوم أما عن إطالؽ اسم اإليباف كالكفر على األماكن كاؽبيئات؛ فاألماكن إذا كاف يبي، كإذا كاف يبارس فيها عمل ـبالف ب الشرائع (مثل دار اإلسالـ)مباح فيجوز أف يطلق عليها اسم إسالمي

ق عليها اسم الفسق مثل أماكن اؼبعاصي كالفسق، كقد كرد ذلك ب أقواؿ أىل العلم كثبنا عند كالمهم عن فيطلارس فيها عمل ىبالف عقيدة اإلسالـ فيطلق عليها اسم الكفر أماكن شرب اػبمر أك فعل اؼبعاصي، كإذا كاف يبي

األنظمة كاغبكومات زبالف اإلسالـ ب إفراد اهلل لقياـ أىلها بعقيدة الكفر كىذه( مثل دار الكفر) -كالعياذ باهلل- .بنحد خصائصو كىو اغبكم كالتشريع، كالذم هبب إفراد اهلل بو كعدـ إشراؾ غبه معو فيو

: ب ترؾ القتاؿ كالقتل باألماف ص: الباب الثالث ،كتاب السب ج: يقوؿ اإلماـ النوكم ب ركضة الطالبب ".نوف كمكرهكال يصح أماف كافر كصيب كؾب"

ب ذكر أماف ـبتلط العقل إذا كاف : ")باب األماف ص كيقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب جكقد بينا اػبالؼ ب أماف (: يعقل اإلسالـ كيصفو كىو ب ذلك دبنزلة الصيب الذم يعقل كما ب أصل اإليباف

شتو إال أنو بالغ ال يصف اإلسالـ كال يعقلو فهذا دبنزلة كإف كاف عاقالن ب أمر معي ،الصيب فكذلك ـبتلط العقل (".كاؼبرتد ال هبوز أمانو ،اؼبرتد

Page 37: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

37 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

إنشاء عقد منو مضاؼ إىل " ... "أمنتكم: فإذا قاؿ" ... "أماف الذمي إمبا ال يصلح لتهمة ميلو إليهم اعتقادنا" ".كىو ليس من أىلو فيكوف باطالن ،نفسو

:ص ي ب اؼبغب كتاب اعبهاد جيقوؿ اإلماـ ابن قدامة اؼبقدسذمة اؼبسلمب كاحدة يسعى : "؛ ألف النيب صلى اهلل عليو كسلم قاؿ(كال يصح أماف الكافر كإف كاف ذميا: فصل")

كال يصح ،كألنو متهم على اإلسالـ كأىلو فنشبو اغبريب ،فجعل الذمة للمسلمب فال ربصل لغبىم" ا أدناىمكال يصح أماف زائل العقل بنـو أك سكر أك إغماء ،ألف كالمو غب معترب كال يثبت بو حكمأماف ؾبنوف كال طفل

كال يصح من مكره ألنو قوؿ أكره عليو بغب حق فلم ،كألنو ال يعرؼ اؼبصلحة من غبىا فنشبو انوف ،لذلك .ق.أ" يصح كاإلقرار

ب أماف اغبر اؼبسلم كالصيب كاؼبرأة كالعبد با ،-ص كيقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب ج :كالذمي

فالظاىر ،ألنو مائل إليهم للموافقة ب االعتقاد ،(كإف كاف يقاتل مع اؼبسلمب بنمرىم ،فنما أماف الذمي فباطل")ب ىو ليس من أىل نصرة الدين كاالستعانة م ب القتاؿ عند اغباجة ،أنو ال يقصد باألماف النظر للمسلمب

كىذا ،أك كنف ذلك للمبالغة ب قهر اؼبشركب حيث يقاتلهم دبن يوافقهم ب االعتقاد ،نزلة االستعانة بالكالبدبفنما أماف الغالـ الذم راىق من اؼبسلمب أك كاف من : قاؿ) ،اؼبعب ال يتحقق ب تصحيح أماهنم بل ب إبطالو

رضبو -كب قوؿ ؿبمد -رضبو اهلل-ب قوؿ أيب حنيفة فغب جائز على اؼبسلمب ،(الكافرين فعقل اإلسالـ ككصفو .ىػ.ا" جائز -اهلل

،كيف أبطل أماف الذمي الذم يقاتل مع اؼبسلمب ألنو موافق للكفار ب العقيدة ،كانظر رضبك اهلل يا طالب اغبق .كألنو ليس من أىل نصرة الدين ،كألنو ال يقصد باألماف النظر للمسلمب

،كال يقصد بنمانو إال حرب اؼبسلمب كنصرة الكفار ،افق للكفار ب العقيدة العلمانية الكفريةكالنظاـ العلماين مو كيكفي للداللة على ذلك أنو يعطي لعمالء مكتب اؼبباحث الفيدرايل كاؼبخابرات اؼبركزية األماف للدخوؿ لبالد

كإذا ،ة الدين بل ىو من أىل حرب الدينكالنظاـ العلماين ليس من أىل نصر ،اؼبسلمب حملاربة كمتابعة ااىدينكاف الذمي يقاتل مع اؼبسلمب كأمانو باطل فما باؿ النظاـ العلماين الذم يقاتل اؼبسلمب ااىدين كيتحالف

!كيتناصر مع الكفار :ب ترؾ القتاؿ كالقتل باألماف ص: الباب الثالث-كتاب السب يقوؿ األماـ النوكم ب ركضة الطالبب ج

أك ظننتو ،ظننت صحتو: كقاؿ ،ككذا لو دخل بنماف صيب أك ؾبنوف أك مكره ،بل يلحق دبنمنو ،كلكن ال يغتاؿ"علمت أنو كاف : فقد دخل بال أماف ككذا لو قاؿ ،علمت أنو مل يرد األماف: كلو قاؿ ،بالغنا أك عاقالن أك ـبتارنا

".صبيا كأنو ال أماف للصيب :ص رح السب الكبب جيقوؿ اإلماـ السرخسي ب ش

".كما لو حصل من صيب ال يعقل أك من كافر ،األماف الباطل ال وبـر القتل"

Page 38: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

38 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

: خامساا

األماف إذا أعطي يكوف صحيحنا فبن يعطيو كفرد أك فبن يبثلهم كمجموعة إذا كاف لو صالحية سبثيل ىذه اموعة أعطاه شخص من صباعة أخرل أك من ليس لو كال يصح األماف إذا ،كمع توفر شركط صحة األماف األخرل

ؾ كأعطى الرـك أماننا أف ال يعتدم الفرس عليهم فهذا األماف ،صالحيات إلعطاء األماف فلو جاء شخص من البي .ال يلـز الفرس كال يقوؿ عاقل بذلك بل ىو يلـز من أعطاه

،مات كأنظمة ككيانات علمانيةكاألماف الذم يدندف حولو اآلف كتقاـ عليو الشبهات يعطى من دكؿ كحكو م طائفة أك فئة معينة من اؼبسلمب مثل ؾبموعة أك سرية فال يلـز حب كإف أعطي باس ،فكيف يلـز اؼبسلمب شرعنا

كيعطيو أم ،أك من يبثلهم سبثيالن صحيحنا( اػبالفة)باقي اؼبسلمب خبالؼ إف أعطي باسم صباعة اؼبسلمب العامة كلكن لو كاف مسلم مل يدخل ،كيكوف أحد أفرادىا كجزءنا منها( اػبالفة)ؼبسلمب العامة فرد يتبع كياف إمارة ا

( اػبالفة)ضمن ىيكل كإطار ىذا الكياف فيبقى منفصالن من العهود كعقود األماف عن الكياف العاـ للمسلمب مثل الذين آمنوا كمل يهاجركا ك ،مثل عدـ دخوؿ أيب بصب ب العهد الذم كاف بب كياف اؼبسلمب ب اؼبدينة كقريش

ففي حالة أماف آحاد األفراد يعطيو ،فبقيت معاىدات اؼبسلمب كأماهنم مستقالن عنهم[ :األنفاؿ]كما ب آية : كيلـز صبيع من ينتسب إىل اػبالفة كما قاؿ صلى اهلل عليو كسلم( اػبالفة)أم فرد يتبع كياف الدكلة اإلسالمية

كب حالة األماف كالعهود مع كيانات كربل مثل أمم ،الضمب عائد على صباعة اؼبسلمبك " يسعى بذمتهم أدناىم"كتاب -يقوؿ اإلماـ النوكم ب ركضة الطالبب ،أك من يوكلو ذلك( اػبليفة)كشعوب كدكؿ فهذا يعطيو كيل األمر

:ص ب ترؾ القتاؿ القتل باألماف ج: الباب الثالث: السبإمبا هبوز آلحاد " ... "كىبتص باإلماـ ككالتو ،كىو عقد اؽبدنة ،ما تعلق بنىل إقليم أك بلدينقسم إىل عاـ كىو "

".كال هبوز أماف ناحية كبلد ،كعشرة كمائة ،أك كفار ؿبصورين ،اؼبسلمب أماف كافرتعطي األماف كلكننا ب زماننا اغبايل ال خالفة كال صباعة عامة للمسلمب تتكلم باظبهم كتتفاكض كتقاتل كتعاىد ك

كال يتكلم بصفتو طائفة من صباعة اؼبسلمب إال ااىدين ،كلكن كيانات علمانية كؾبموعات متفرقة ،باظبهم .كخالؼ ذلك فهذه عندىم جريبة كهتمة يتهربوف منها

قد ك ،كمن فرد موعة ،يكوف من فرد لفرد كمن ؾبموعة لفرد كمن ؾبموعة موعة -كاهلل تعاىل أعلم-كاألماف كإف كاف من جهة كاحدة كرفضتو اعبهة ،فإف كاف من اعبهتب فال إشكاؿ ،يكوف من جهة كاحدة أك من اعبهتب

كإذا سكتت فلم تقبل كمل ترفض فهل يسقط أـ ال؟ ،األخرل أك قبلتو كرفضت أف تلتـز من جهتها بو فيسقط .ح بو ب اغبرب كال يكوف غدرناكلكن ال يلزمها حب تصرح بو كقد يكوف سكوهتا من باب اػبداع اؼبصر

أك أف يكوف اؼبقيم ىبشى ،فمن فرد لفرد كنف يكوف مسافر يبر بسلطاف مقيم باؼبنطقة فيعطيو األماف أف يبر بسالـأك أف ىبشى رجل عدكاف رجل على نفسو أك مالو ،خطر اؼبار فيعطيو األماف أف ال يتعدل على حقوقو أثناء اؼبركر

كىذا خبالؼ اعبوار كىو أف وبمي رجل آخر من عدكاف ]يغب عليو كال ينخذ شيئنا من مالو فيعطيو األماف أف ال

Page 39: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

39 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كقد يكوف األماف من طرؼ قوم لطرؼ ضعيف ،[نفسو أك ؾبموعتو كمن عدكاف أشخاص كؾبموعات أخرل .ىبشى منو أك يكوف من الطرفب بعضهما لبعض كل ىبشى عدكاف اآلخر

كحيث أف ،تنمن يدخل دار اإلسالـ أك اؼبسلم يدخل دار اغبرب بنماف منهمكمن صباعة لفرد كىو مثل اؼبساعبماعة من غب اؼبتصور أف تقف مقابلو كلها لتكلمو باألماف بلساف كاحد فلذلك يقـو مقامها األمب أك من

ي كىو أف يعط" يسعى بذمتهم أدناىم: "كىذا ىو ؾباؿ حديث الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم ،تفوضو لألمافا ب حق اعبماعة كلها اؼبسلم أماننا عن صباعة اؼبسلمب للحريب حيث أنو جزء منها كتكوف قوتو جزءنا ،فيصب نافذن

كىو خبالؼ أف يعطي ،من قوهتا كمنعتها كالب يدخل ربت ضبايتها كمظلتها فتحميو كما ربمي صبيع أفراد اعبماعةاإلسالـ األماف ألىل الدار الذين أمنوه كأدخلوه أك لبعض اؼبسلم الداخل لدار اغبرب أك اغبريب الداخل لدار

فيصب ىذا الزمنا لو كحده كال يلـز صباعتو ألنو قد انفصل ب ىذه اغبالة عن صباعتو األـ كخرج من ،أفرادىمالقة فيصب األماف بينو ىو كحده كبب أىل الدار كال ع ،منعتها كمل تصبح قوتو سبثل جزءنا من قوة كمنعة اعبماعة

.عبماعتو بذلك ،كعادة ما يكوف من الطرفب كيقـو بو األمب أك من يفوضو ،كىو اؼبعاىدة أك الصلح ،من صباعة عبماعة: الثالث

.مثل معاىدة الرسوؿ مع كفار قريش ،كال يقـو بو اآلحادأك أف ،صباعة من الناس كىو يتصور أف يكوف لديو قوة كببة كمنعة بسالح أك غبه فيؤمن ،من فرد عبماعة: الرابع

.أك كجد عند ذبارهتم كأمواؽبم فيؤمنهم كي ال يغدر م ،يكونوا أمنوه كأدخلوه بالدىم .كىذا األماف إذا كاف صروبنا مفصحنا كاضحنا صحيحنا خالينا فبا يفسده كينقضو هبب الوفاء بو

أيب بصب كمن معو ليدخل ب األماف كمثاؿ ؼبا سبق عندما طلبت قريش من رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ضم ،كىو صلح اغبديبية بعد أف كاف ىو كمن معو ليس بينهم كبب قريش أماف( صباعة كصباعة)بب اؼبسلمب كقريش

رغم أف أبا بصب كمن معو مسلموف كلكنو مل يكن داخالن ب إطار دكلة اؼبدينة كجزء منها كربت ضبايتها كمنعتها .ؿ أصبح كذلك فلزمو العهد كاألماف مع قريشكلكن بعد أف ضمو الرسو

كالفرؽ بب نوع كنوع يظهر إما بالنص عليو ب األماف أك بقرينة اغباؿ مثل أف يدخل مسلم دار اغبرب فيطلبوا منو أك أف يبر ،كصباعة اؼبسلمب ليست طرفنا فيو ،(من اؼبستنمن ألىل اغبرب)األماف فيفهم أنو أماف من فرد عبماعة

كليس ألىل دار الراعي دخل ( من اعبيش للراعي)اعي غنم فيؤمنو على أغنامو فهذا أماف من صباعة لفرد جيش بر .بو

فيظهر من ذلك أف من يعطي أماننا ب زماننا ىذا إما أف يعطي عن نفسو أك عن ؾبموعتو الب يبثلها إف كاف لو جزء منها كيتحمل تبعات ذلك كيدافع عنها إال من ىو( اػبالفة)كال يعطي عن صباعة اؼبسلمب ،حق سبثيلها

.كهباىد من هباىدىا كوباكؿ ىدمها

Page 40: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

41 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

أما ؿباكالت اػبلط اؼبتعمد لتلبيس األمور كخلطها كإخراج شبهات لتخذيل اؼبؤمنب عن اعبهاد فال تصلح كال سلمب ما مل يكونوا كعواـ اؼب ،فمن كاف يبثل كياننا علمانيا كلو حق سبثيلو فيتكلم كيعطي األماف على ذلك ،تصح

.جزءنا من اػبالفة أك من طائفة ااىدين فال يعطوف األماف إال عن أنفسهم كنفراد كال يلـز غبىمكمن الفوائد : "ص( التعاكف كاالشباؾ ب جيوش غب اؼبسلمب)يقوؿ الباحث ؿبمد السعيد النحاس ب حبثو

ة أيب بصب اؼبهمة الب تتعلق بنقض بعض الشبهات أيضنا لقصأنو فبا يستنبط من قصة أيب بصب ب صلح اغبديبية أنو هبوز أف يكوف بعض اؼبسلمب ب حرب : الفائدة األكىل

أف اؼبعاىدين إذا ( أم من فوائد القصة)كمنها : )قاؿ ابن القيم" ... "كبعضهم اآلخر ب ىدنة معهم ،مع الكفارمل هبب على اإلماـ دفعهم ،نمت أمواؽبم كمل يتحيزكا إىل اإلماـعاىدكا اإلماـ فخرجت منهم طائفة فحاربتهم كغ

كالعهد الذم كاف بب النيب كبب ،سواء دخلوا ب عقد اإلماـ كعهده كدينو أك مل يدخلوا ،عنهم كمنعهم منهما بب أيب بصب كأصحابو كبينهم أىل كعلى ىذا فإذا كاف بب بعض ملوؾ اؼبسلمب كبعض ،اؼبشركب مل يكن عهدن

الذمة من النصارل كغبىم عهد جاز ؼبلكو آخر من ملوؾ اؼبسلمب أف يغزكىم كيغنم أمواؽبم إذا مل يكن بينو زاد (" ]مستدالن بقصة أيب بصب مع اؼبشركب ،كما أفب بو شيخ اإلسالـ ب نصارل ملطية كسبيهم ،كبينهم عهد

[".\الفركع البن مفلح \ابن القيم : اؼبعاد ،باب الشركط ب اعبهاد كاؼبصاغبة مع أىل اغبرب-( )كتاب الشركط) ابن حجر ب فتح البارم ج يقوؿ

كاستنبط منو بعض اؼبتنخرين أف بعض ملوؾ اؼبسلمب مثالن لو : "ص - ،ح ( ككتابة الشركطألف عهد الذم ،لكىادف بعض ملوؾ الشرؾ فغزاىم ملك آخر من اؼبسلمب فقتلهم كغنم أمواؽبم جاز لو ذ

".ىادهنم مل يتناكؿ من مل يهادهنم كال ىبفى أف ؿبل ذلك ما إذا مل يكن ىنالك قرينة تعميمكإذا كاف أماف العلمانيب من األنظمة الوضعية ال يلـز اؼبسلمب فكذلك إذا أمن أفراد اؼبسلمب الذين ال ينضوكف

ل كإذا أمنت طائفة من اؼبؤمنب ااىدين تنضوم ربت لواء ب ،ربت لواء اػبالفة اإلسالمية فنماهنم يلزمهم فقطسرية من نفس الطائفة عن نفسها مل يلـز األماف باقي تكلو أمن ،اػبالفة عن نفسها فقط فال يلـز باقي الطوائف

.الطائفة كالسرايا األخرل الب معها ب نفس الطائفةباب السرية تؤمن أىل اغبصن ب تلحقها -ص جيقوؿ اإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين ب السب الكبب

:السرية األخرلكلو أف سرية صاغبوا أىل حصن على طبسمائة دينار على أف يؤمنوىم حب ىبرجوا إىل دار اإلسالـ صح : قاؿ"

فإذا مضت ىذه السرية من أرض اغبرب ،كال بنس بنف يغبكا بعد ىذا الصلح على غبىم من أىل اغبرب ،ذلككشهد على ذلك عدالف من ،فلما انتهوا إىل اغبصن أخربكىم بذلك الصلح ،خلت سرية أخرل من اؼبسلمبكد

: ككذلك لو كاف أىل اغبصن قالوا للسرية األكىل" ... "فليس ينبغي ؽبم أف يتعرضوا ألىل اغبصن بشيء ،اؼبسلمبب ،لنا حب زبرجوا إىل دار اإلسالـ ففعلوا ذلك على أف ال تعرضوا أنتم: كلو قالوا ،فهذا كاألكؿ سواء ،أمنونا أنتم

.فلهم أف يقاتلوا أىل اغبصن من غب أف يردكا عليهم شيئنا ،جاءت السرية الثانية

Page 41: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

41 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

إال أف عند اإلطالؽ موجب اللفظ ،يقبل التخصيص من حيث السرايا ،ككما أف األماف يقبل التخصيص بالوقت ".يثبت اغبكم خاصة العمـو كعند التنصيص على ما يوجب اػبصوص

فإذا كانت السرية الب أحاطت باغبصن صاغبوىم على أف يكفوا عنهم على ألف : "كيقوؿ رضبو اهلل ب صكال بنس بنف يغب عليهم ،فليس ينبغي ؽبم أف يتعرضوا ؽبم ما داموا ب تلك الغزاة ،دينار كمل يزيدكا على ىذا شيئنا

".زبرج تلك السرية من دار اغبربغب تلك السرية من اؼبسلمب كإف مل :-ص الشركة ب الغنيمة ج: كيقوؿ رضبو اهلل ب باب

،نفديها منكم بنلف دينار: كلو أف سرية حاصركا أىل حصن ؽبم كنائس خارجة من حصنهم فنرادكا ىدمها فقالواكإف ثبت ،بنف ىبربوىاب جاءت سرية أخرل فنرادكا ىدـ الكنائس فال بنس ،فنخذكىا كمضوا ب أرض الرـك

".عندىم ما جرل بب أىل اغبصن كبب السرية األكىل ،ألهنم إمبا بذلوا الدنانب ليدفعوا أىل السرية األكىل عما قصدكا من اؽبدـ: "كيقوؿ اإلماـ السرخسي ب الشرح

".اكقد حصل ؽبم ذلك اؼبقصود فكانت السرية الثانية ب سعة من ىدمه ،كلينصرفوا عنهم بننفسهمكإذا استعاف أىل البغي بالكفار : فصل: ")يقوؿ اإلماـ ابن قدامة اؼبقدسي ب اؼبغب كتاب قتاؿ أىل البغي ص

(فال ىبلو عن ثالثة أصناؼفإذا استعانوا م كأمنوىم أك عقدكا ؽبم ذمة مل يصح كاحد منهم ألف األماف من شرط ،أىل اغبرب: أحدىم

كألىل العدؿ قتاؽبم كمن مل ،ىؤالء يشبطوف عليهم قتاؿ اؼبسلمب فال يصحصحتو إلزاـ كفهم عن اؼبسلمب ك فنما أىل البغي فال هبوز ؽبم قتلهم ،كحكم أسبىم حكم أسب سائر أىل اغبرب قبل االستعانة م ،يؤمنوه سواء

.ألهنم أمنوىم فال هبوز ؽبم الغدر منوىم نقضوا عهدىم كصاركا كنىل اغبرب ألهنم تركوا الشرط فمب استعانوا م فنعا ،اؼبستنمنوف: الصنف الثاين

كإف ادعوا اإلكراه مل يقبل ،فإف فعلوا ذلك مكرىب مل ينتقض عهدىم ألف ؽبم عذرنا ،كىو كفهم عن اؼبسلمب . قوؽبم إال ببينة ألف األصل عدمو

:بو بكرفإذا أعانوىم كقاتلوا معهم ففيهم كجهاف ذكرنبا أ ،أىل الذمة: الصنف الثالث .ينتقض عهدىم ألهنم قاتلوا أىل اغبق فينتقض عهدىم كما لو انفردكا بقتاؽبم: أحدنباكللشافعي قوالف ،ال ينتقض عهدىم ألف أىل الذمة ال يعرفوف احملق من اؼببطل فيكوف ذلك شبهة ؽبم: كالثاين

فحكمهم ،ال ينتقض عهدىم: كإف قلنا ،صاركا كنىل اغبرب فيما ذكرنا ،ينتقض عهدىم: فإف قلنا ،كالوجهبإال أهنم يضمنوف ما أتلفوا على أىل ،حكم أىل البغي ب قتل مقبلهم كالكف عن أسبىم كمدبرىم كجروبهم

.ق.أ" العدؿ حاؿ القتاؿ كغبه خبالؼ أىل البغيبغي؛ ألهنم فجعل رضبو اهلل ىذه الطوائف ال أماف ؽبا عند أىل العدؿ كتقاتل كتقتل كؽبا أماف عند أىل ال: قلت

.أعطوىم أماننا يسرم عليهم فقط كال يسرم على غبىم من اؼبسلمب

Page 42: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

42 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

: سادساا

األماف يكوف فبن لو منعة بنفسو أك جبماعتو أما من ال منعة لو فكيف يؤمن؟ أيفتئت على غبه من أىل اعبهاد؟ ،كؼبن ىو ب منعة الكفار ،كمن ماذا يؤمن إذا كاف ال يبلك قوة كال منعة ليضر خصمو؟ كلذا ال أماف لألسب

.كللمكره ،كللمقهور بيدىم: الباب الثالث ب ترؾ القتاؿ كالقتل باألماف -كتاب السب ص يقوؿ اإلماـ النوكم ب ركضة الطالبب ج

".كإف أمنو ـبتارنا مل يصح أيضنا على األصح ،األسب ب أيدم الكفار إذا أمن بعضهم مكرىنا مل يصح"فكاف ،كىو مقهور ب أيديهم باطل ،أماف األسب إياه: "ص السرخسي ب شرح السب الكبب ج يقوؿ اإلماـ

".كجوده كعدمو :كىو يتكلم عن زكاج اؼبسلم من امرأة حربية ب دار اغبرب ص كيقوؿ رضبو اهلل ب ج

".فكذلك بالداللة ،مل يصح منو ؛ ألنو ب دار اغبرب لو أمنها نصا(كال يكوف تزكج اؼبسلم إياىا أماننا ؽبا")كلو أفصح ؽبا ،؛ ألنو تزكجها ب دار اغبرب(كال يكوف تزكهبو إياىا أماننا ؽبا: ")ص كيكرر ذلك ب ج

".باألماف ب دار اغبرب مل هبر أمانو على اؼبسلمباألماف ال يثبت ؽبم : "يتكلم عن مسلم كمعو أيجراء من أىل اغبرب دخلوا معو دار اإلسالـ فيقوؿ كب ص

".كلو صرح ؽبم باألماف ب دار اغبربكاألسب ب دار اغبرب إذا أمنهم ال يصح : "ص كيقوؿ اإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين ب السب الكبب ج

".أمانو على غبه من اؼبسلمبفة النظر منو للمسلمب بل ألف أمانو ال يقع بص: "يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح كالـ الشيخ ؿبمد بن اغبسن

كألهنم ،كإمبا يؤمن غبه من يكوف آمننا ب نفسو ،كألف األسب خائف على نفسو ،حب يتخلص منهم ،لنفسوفلو صححنا ،كقل ما زبلو دارىم من أسب ،فعقده يكوف على الغب ابتداءن ،آمنوف منو لكونو مقهورنا ب أيديهم

".كالقوؿ ذا فاسد ،هنم كلما حزم خوؼ أمركا األسب حب يؤمنهمفإ ،أمانو انسد باب القتاؿ علينا :من كتاب السب الكبب مع شرحو لإلماـ السرخسي ص كب ج

ا عظيمنا فخرجوا معو إىل دار اإلسالـ فظفر م اؼبسلموف كانوا فيئنا") ؛ (كلو أف مسلمنا ب دار اغبرب أمن جندنبل ىو مقهور ب اؼبوضعب دبنعتهم فيكوف ،ب دار اإلسالـ كال ب دار اغبربألف ىذا اؼبسلم ليس فبتنعنا منهم

.أمانو ؽبم باطالن ؟ ألنو غب أال ترل أف ىذا العسكر لو دخلوا دار اإلسالـ فدخل إليهم مسلم بنماف ب أمنهم كاف ذلك باطالن

ا منهم كخرج فكذلك إذا خرج معهم من دار اغبرب مستديبنا لذلك األماف خبال ،فبتنع منهم ؼ ما لو أمن كاحدنكما لو دخل دار ،ألف الواحد ال يكوف مقهورنا بالواحد بل يبتنع منو كينتصف ب الظاىر فيصبح أمانو لو ،معو

ب خرج معهم إىل دار اإلسالـ فهم آمنوف دبنزلة ما لو ،كلو كاف أمن ب دار اغبرب عشرين رجالن منهم)اإلسالـ

Page 43: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

43 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

بل ىو مقهور ب ،فإف قيل ىو غب فبتنع من ىذا العدد أيضنا( ب دار اإلسالـ ابتداءن أنشن األماف ؽبذا العدكألف ،كلكنو قاىر فبتنع بقوة اؼبسلمب ،ىو مقهور باعتبار نفسو ،نعم: قلنا ،فينبغي أف ال يصح أمانو ،الظاىر

فإذا مل يكونوا فبتنعب من ،ؼبسلمبكالقوة للمسلم ب دار اإلسالـ جبماعة ا ،ىؤالء ال يبتنعوف من صباعة اؼبسلمب ،فيصح أمانو ؽبم خبالؼ اعبند ،صباعة اؼبسلمب كاف ىذا الرجل قاىرنا ؽبم ب دار اإلسالـ حكمنا ال مقهورنا م

".فيكوف ىو مقهورنا فيهم ب دارنا كما ب دار اغبرب ،فإهنم فبتنعوف من أىل دار اإلسالـ بشوكتهمكعلى ىذا لو أخرجهم ىذا اؼبسلم إىل عسكر اؼبسلمب ب دار اغبرب فإف : "كيقوؿ اإلماـ السرخسي ص

فيكوف قاىرنا ،ألف قوة العسكر ب ىذا اؼبوضع بعسكر اؼبسلمب ،كانوا حبيث ال يبتنعوف من العسكر فهم آمنوف ".م باطلكإف كانوا حبيث يبتنعوف من العسكر لكثرهتم فنمانو ؽب ،ال مقهورنا إذا كصل إىل عسكر اؼبسلمب

ب جاء ،كإذا حاصر اؼبسلموف حصننا كفيها أسب من اؼبسلمب فنمنهم: "ص كيقوؿ اإلماـ السرخسي ب جكأماف مثلو ،؛ ألف الذم أمنهم كاف مقهورنا غب فبتنع منهم(م ليالن حب أدخلهم اؼبعسكر فهم بء للمسلمب

".باطلكىو يتكلم عمن خدع : باب ما ال يكوف أماننا ص يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب ج

إمبا حاجتو إىل ،ألنو أسب مقهور ب أيديهم فكيف يؤمنهم ،كلو كاف ىذا اللفظ أماننا منو مل يصح: "... الكفار ".طلب األماف

أك تاجرنا أسبنا كاف ،أماف اؼبسلم ب دار اغبرب باطل: "ص كيقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب ج ".أك رجالن أسلم منهم

كصبيع حكاـ ما يسمى البالد اإلسالمية ب زماننا ال منعة ؽبم كيتحكم فيهم اؼبشركوف كيفرضوا عليهم تعليمات فما الباؿ برعاياىم من أصحاب الشركات كاؼبكاتب السياحية الذين يقعوف ربت قهر ،كهبربكف على تنفيذىا

.يقعوف ربت قهر اؼبشركب كال شوكة ؽبم كال منعة ب مواجهة اؼبشركب اغبكاـ الوضعيب كىم كاغبكاـ

Page 44: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

44 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:سابعاا

كغاية اػبالؼ ب ىذه اؼبسنلة ىل ىي دار كفر كحرب أـ ،صبيع ىذه الديار الب يتكلم حوؽبا ليست دار إسالـكلكنها ليست بالتنكيد ديار إسالـ؛ ،أهنا ديار ـبتلطة يعامل فيها كل حبسبو أك ديار كفر طارئ أك ديار مركبة

كال يستطيع اؼبسلم أف يستنصر فيها إلقامة حد من حدكد اهلل ،فنحكاـ الشريعة ال تعلوىا كحكامها علمانيوف .كتطبيق شعبة من شعائر اإلسالـ إذا كانت زبالف الدستور العلماين كالقانوف الوضعي

ككما سبق ب النقطة السابقة فإف أماف ،ل ىم ربت قهر العلمانيبفاؼبسلموف ال منعة ؽبم كال شوكة كال قوة فيها باؼبسلم ال يصح ب دار اغبرب كب دار اإلسالـ إذا كاف ال منعة لو بنفسو أك بالدار أك كاف ب منعة الكفار

وف كحكاـ ككما سبق فهذه الديار ليست ديار إسالـ كاؼبسلموف ال يبتنعوف من اغبربيب فيها ككيف يبتنع ،اغبربيبكمع التنزؿ ب ذلك فهم كحكامهم ال منعة ؽبم من الكفار األصليب ،ىذه البالد من اغبربيب الواجب قتاؽبم

.فتبب أنو ال يصح أماف اؼبسلم ب ىذه البالد ما مل تكن لو شوكة كمنعة ،اغبربيبف دار حرب كدار ذمة كدار الدار تكو : "ص يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب باب اؼبوادعة ج

فإذا كاف السلطاف حربيا كانت الدار دار حرب وبل سيب ،كذلك يكوف بسلطاهنا الذم وبكم فيها ،أماف باؼبنعة ".من فيها إال من عرؼ باإلسالـ أك الذمة

عطاء كىؤالء ؽبم حق إ ،كقد يكن لبعض طوائف ااىدين ب بعض األماكن الب ؽبم سيطرة عليها منعة كشوكة .األماف إذا صدر منهم كباظبهم ب ااؿ الذم يستطيعوف فيو إظهار شوكتهم كمنعتهم

: باب من يكوف آمننا من غب أف يؤمنو أىل اإلسالـ: ص يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب جنقلنا ب النقطة السابقة من كقد ،"أسبنا كاف أك تاجرنا أك رجالن أسلم منهم ،أماف اؼبسلم ب دار اغبرب باطل"

.أقواؿ العلماء ما يدؿ على ذلك فبا يغب عن اإلعادة

Page 45: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

45 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:ثامناا

.إعطاء األماف على الظلم كاإلقرار بو ال هبوزفيكوف إعطاؤنا ،فإعطاء أماف كعهد ؼبشرؾ أف ال نتعرض لو كىو يسجن أسرل للمسلمب كيعذم كيقتلهم

بيل }: يقوؿ اهلل تعاىل ،لينا ب النصرة كلواجب مفبض علينااألماف تركنا غبق اؼبسلم ع كىمىا لىكيم الى تػيقىاتليوفى ب سىاف [.:النساء]{ اللو كىالميستىضعىفبى منى الرجىاؿ كىالنسىاء كىالولدى :ص يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب ج

الرجاؿ بالرجاؿ كالنساء بالنساء ،سلمب أنا نريد أف نفاديكم بناس من اؼبسلمبكلو بعث أىل اغبرب إىل اؼب")ب جاؤكا باألسراء فبن مل يبلكوىم فنراد األمب أف ينخذىم كال ،فرضي اؼبسلموف بذلك ،كالصبياف بالصبياف

كقد بينا أف ،سهمكىم الظاؼبوف ب حب ،؛ ألف أىل اغبرب مل يبلكوىم(يعطيهم فداءىم فهذا كاسع لو أف يفعلو ".إعطاء األماف على التقرير على الظلم ال هبوز

أمنونا على : كلو أف أقوامنا من أىل اغبرب استنمنوا إىل عسكر اؼبسلمب للفداء فقالوا: ")كيقوؿ ب صفإهنم ال ،رجوعفنرادكا ال ،ب مل يتفق الصلح كاؼبفاداة ،أنفسنا كأموالنا كما جئنا بو من األسراء ففعل اؼبسلموف ذلك

،كقد بينا ىذا اغبكم فيما إذا استنمنوا إىل دار اإلسالـ ،يبكنوف من أف يرجعوا إىل دارىم بنحد من اؼبسلمبكلكن يؤخذ األحرار كاغبرائر من اؼبسلمب أك من أىل الذمة ،فكذلك إذا استنمنوا إىل العسكر ب دار اغبرب

".وف ب حبس األحرارألهنم ظاؼب(: منهم ؾباننا شاؤكا أك أبواكما بعدىا عن أماف اؼبسلمب ألىل اغبرب كأهنم يصبحوف ص كيتكلم رضبو اهلل ب باب األماف ج

:مستنمنب باألماف الصحيح ب يعقب ب صكلكن ال بنس بنف ينخذكا ما كجد ب أيديهم من أسب حر مسلم أك ذمي أك مكاتب أك أـ كلد أك مدبر ؼبسلم "

،فهم ظاؼبوف ب إمساكهم ،أال ترل أهنم لو أسلموا عليو مل يكن ؽبم ،ألف ىؤالء ال هبرم عليهم السيب ؛(أك ذميكإمبا يلزمو أف ،كىو باألماف ما التـز تقريرىم على الظلم فكاف لو أف يزيل ظلمهم بالسرقة أك الغصب حب ىبرجهم

ماف على ترؾ ىؤالء ب أيديهم بعد التمكن من كال هبوز إعطاء األ ،يراعي بالعهد ما هبوز إعطاء العهد عليو ".أخذىم منهم

ب ،فانظر رضبك اهلل يا من تبتغي اغبق كيف ذكر أماننا كاضحنا صروبنا على أنفسهم كأمواؽبم كما معهم من األسراء .أبطل ذلك ألنو أماف على الظلم

:صكتاب عقد اعبزية كاؽبدنة كيقوؿ اإلماـ النوكم ب ركضة الطالبب جأك يرد ،فإف عقدىا على أف ال ينتزع أسرل اؼبسلمب منهم ،أف ىبلو من الشركط الفاسدة: "كجعل من شركطو

أك أف يرد ... فهذه شركط فاسدة ،أك شرط ترؾ ماؿ اؼبسلم ب أيديهم ،كأفلت منهم ،إليهم اؼبسلم الذم أسركه (".اؼبهذب)قالو ب ،ألنو منخوذ بغب حق ،ذكنوكال يبلك الكفار ما ينخ... عليهم النساء إذا جئن مسلمات

Page 46: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

46 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

فيقوؿ ب اإلحكاـ ب أصوؿ األحكاـ ج ،كينكر ابن حـز أشد اإلنكار على من يقر عهد أماف فيو ظلم ؼبسلم :ص

كعندىم أسارل رجاؿ كنساء مسلموف ،إنو إف نزؿ عندنا كفار حربيوف بنماف: كالعجب كل العجب من القائلب" ".كيبكوف يردكهنم إىل بالدىم كال يبنعوف من الوطء ،ال ينتزعوف منهم كمسلمات أهنمفكيف ،ككبن نربأ إىل اهلل عز كجل من ىذا القوؿ اؼبلعوف الذم تقشعر أجساد اؼبسلمب من ظباعو: قاؿ أبو ؿبمد

".من اعتقادهبينهم نعوذ باهلل من ىذه فصاركا رضباء على الكفار أشداء ،كمن أباح لكافر سبلك مسلم فقد انقلبت صفتهم"

"الصفة القبيحة ،أبطل الباطل كأظلم الظلم أخذ اؼبشرؾ للمسلم أك ؼبالو أك لذمي أك ؼبالو: "ص يقوؿ ابن حـز ب احمللى ج

".كالظلم ال هبوز إمضاؤه بل يرد كيفسخادة على دكؽبم كمواطنيهم فالذم يعطي أماننا للكفار ب عصرنا اغبايل يقر بعدـ منازعتهم فيما يدعونو من السي

،اؼبسلمب كأف ؽبم اغبق ب أسر اؼبسلمب كتعذيبهم كقتلهم إذا قاموا بواجب ديب عليهم مثل اعبهاد أك الدعوة لوكدبوجب قوانينهم الوضعية يفرضوف على اؼبسلمب ربت أيديهم ترؾ شرع اهلل كتطبيق أنظمة الكفر عليهم مثل

كحريتهن حب الوقوع ب الزنا كعدـ ،كإلغاء كالية اؼبسلم على بناتو كزكجتو كأخواتو ،ثتساكم اؼبرأة كالرجل ب اؼبباكحبسهم كسجنهم إذا زكجوا ،كإجبارىم على القتاؿ ربت راية الكفر كلو كاف ضد اؼبسلمب ،أحقيتو ب االعباض

م على الوالدين كالزكج بالسجن بناهتم دبوجب الشريعة كدكف السن القانوين لنظامهم كاعتبار ذلك اغتصابنا كاغبك ،كهبيزكف زكاج الكافر من اؼبسلمة ككطنه ؽبا ،لعشرات السنب كما حدث ب إسبانيا للعائلة اؼبوريتانية كغبه الكثب

.فمن يعطي األماف على مثل ىذا الظلم للمسلمب فال هبوز أمانو ىذا ،كال وبق ؼبسلم االعباضركل اإلماـ مسلم ب صحيحو ،م كأكجب نصرة اؼبسلم كعدـ إسالمو للظاؼببفقد حـر اهلل سبحانو كتعاىل الظل

يا عبادم : "عن أيب ذر عن النيب صلى اهلل عليو كسلم فيما ركم عن اهلل تبارؾ كتعاىل أنو قاؿ( \)ح ".إين حرمت الظلم على نفسي كجعلتو بينكم ؿبرمنا فال تظاؼبوا

اؼبسلم : "... قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم: ن أيب ىريرة قاؿع(: "/)كركل البخارم كمسلم ح .متفق عليو..." أخو اؼبسلم ال يظلمو كال وبقره كال ىبذلو

ال ،اؼبسلم أخو اؼبسلم: "كركل البخارم عن ابن عمر رضي اهلل عنهما أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قاؿكمن فرج عن مسلم كربة فرج اهلل عنو ا كربة ،كاف اهلل ب حاجتومن كاف ب حاجة أخيو ،كال يسلمو ،يظلمو

مسلم ،( ،)البخارم )متفق عليو " كمن سب مسلمنا سبه اهلل يـو القيامة ،من كرب يـو القيامة(.) )

" ا وبب لنفسوال يؤمن أحدكم حب وبب ألخيو م: "كعن أنس رضي اهلل عنو عن النيب صلى اهلل عليو كسلم قاؿ (.مسلم ،البخارم)متفق عليو

Page 47: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

47 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ا أك مظلومنا : "قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم: كعن أنس رضي اهلل عنو قاؿنالبخارم ..." انصر أخاؾ ظاؼب

(، .) بعيادة أمرنا : أمرنا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم بسبع: "كعن أيب عمارة الرباء بن عازب رضي اهلل عنهما قاؿ

،البخارم )متفق عليو ..." ،كنصر اؼبظلـو ،كإبرار اؼبقسم ،كتشميت العاطس ،كاتباع اعبنازة ،اؼبريض (.مسلم ، ،

اؼبؤمن للمؤمن كالبنياف يشد بعضو : "قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم: كعن أيب موسى رضي اهلل عنو قاؿ (. ،خارم الب)كشبك بب أصابعو " بعضنا

" اتقوا الظلم فإف الظلم ظلمات يـو القيامة: "كعن جابر رضي اهلل عنو أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قاؿ (.مسلم )

بيل اللو كىالميستىضعىفبى منى الرجىاؿ كىالنسىاء كىالول }: يقوؿ اهلل تعاىل اف الذينى يػىقيوليوفى رىبػنىا كىمىا لىكيم الى تػيقىاتليوفى ب سى دىذه القىريىة الظامل أىىليهىا كىاجعىل لنىا من لدينكى كىليا كىاجعىل لنىا من لدينكى نى [.:النساء]{ صبناأىخرجنىا من ىى

:/كيذكر اإلماـ القرطيب ب تفسبه بيل اللو كىمىا لىكيم الى تػي }قولو جل جاللو " كىو يتضمن زبليص اؼبستضعفب من ،حض على اعبهاد: {قىاتليوفى ب سى

فنكجب جل جاللو اعبهاد إلعالء ،أيدم الكفرة اؼبشركب الذين يسوموهنم سوء العذاب كيفتنوهنم عن الدين ". كلمتو كإظهار دينو كاستنقاذ اؼبؤمنب الضعفاء من عباده كإف كاف ذلك تلف النفوس

:/الشوكاين ب فتح القدير قاؿما لكم ال تقاتلوف ب سبيل اهلل : أم ،ؾبركر عطفنا على االسم الشريف{ كىالميستىضعىفبى }قولو جل جاللو "

كهبوز أف يكوف منصوبنا على ،كسبيل اؼبستضعفب حب زبلصوىم من األسر كتروبوىم فبا ىم فيو من اعبهد ".فإهنم من يصدؽ عليو سبيل اهلل ،كأخص اؼبستضعفب: أم ،االختصاص

:/كيقوؿ الرازم ب التفسب الكبب كقد بلغ حاؿ اؼبستضعفب من الرجاؿ ،معناه ال عذر لكم ب ترؾ اؼبقاتلة{ كىمىا لىكيم الى تػيقىاتليوفى }قولو تعاىل "

بياف العلة الب ؽبا صار القتاؿ ك ،فهذا حث شديد على القتاؿ ،كالنساء كالولداف من اؼبسلمب ما بلغ ب الضعفألف ىذا اعبمع إىل اعبهاد هبرم ؾبرل فكاؾ ،كىو ما ب القتاؿ من زبليص ىؤالء اؼبؤمنب من أيدم الكفرة ،كاجبنا

".األسب :/كيقوؿ الطربم ب تفسبه

فقاؿ ؽبم كما ،حض اهلل اؼبؤمنب على استنقاذ اؼبستضعفب من أيدم من قد غلبهم على أنفسهم من الكفار"شننكم ال تقاتلوف ب سبيل اهلل كعن مستضعفي أىل دينكم كملتكم الذين قد استضعفهم الكفار فاستذلوىم

".ابتغاء فتنتهم كصدىم عن دينهم من الرجاؿ كالنساء كالولداف .اؼبسلمب ىذا اغبض كاغبث حب يسارع اؼبسلموف إلخراج اؼبستضعفب من سيطرة ككالية الكفار إىل كالية: قلت

Page 48: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

48 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

فكيف دبن يعطي أماننا كيعقد عقودنا يقر تبعنا ؽبا بسيادة الكفار ككاليتهم على اؼبسلمب اؼبوجودين ب بالد اإلسالـ الب ربت أيدم الكفار أك الذين ب بالد الكفار كيتعهد بعدـ قتاؿ أك منابذة ىؤالء الكفار لنصرة ىؤالء

!ذا األماف ككيف يستقيم؟فكيف هبوز ى ،اؼبستضعفب أك ألم سبب آخر :-ص( التعاكف كاالشباؾ ب جيوش غب اؼبسلمب)يقوؿ ؿبمد السعيد النحاس ب

".حـر اهلل على اؼبؤمنب ربريبنا قطعيا أف يرضوا بظهور الكفار عليهم أك باحتالؿ الكفار لبالدىم"ثة اؼبسلمب الذين يتعرضوف للغزك كالفتنة ب فإف إنقاذ األسرل ليس بنكىل من إغا ،كىذا من باب قياس األكىل"

كإذا كاف العلماء يقولوف أنو هبب على اؼبسلمب القتاؿ إلغاثة اؼبسلمب إذا كانوا أسراء ،الدين من الكفار ".فكيف إذا استعلى الكفار على اؼبسلمب ب ديار اإلسالـ ،مستضعفب ب دار اغبرب

ى اؼبؤمنب ربريبنا قطعيا أف يرضوا بظهور الكفار عليهم أك باحتالؿ الكفار من ىذه اآليات يتضح أف اهلل حرـ علكإذا أكجب اهلل زبليص األسرل اؼبستضعفب من دار الكفر ،كأكجب عليهم قتاؿ من يقاتلهم من الكفار ،بالدىم

".فإف إنقاذ بلد مسلم من أيدم الكفار ىو من باب أكىل ،بكل كسيلة فبكنةكال خذالف أعظم من ترؾ نصرة اؼبؤمنب ،صلى اهلل عليو كسلم أيضنا عن خذالف اؼبؤمن ألخيوكقد هنى الرسوؿ "

ذلك ألف من ،كرفض تقدن العوف كاؼبدد ؽبم إذا استباح الكافركف ديار اؼبسلمب كأرضهم كأعراضهم كأمواؽبم ".كاجبات األخوة بب اؼبؤمنب أف ينصر بعضهم البعض

Page 49: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

49 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

: اا تاسع .ما مل يكن عقد ذمة يدفع فيو الكافر اعبزية للمسلمب ،ألماف كالعهد اؼبطلق اؼبؤبد الالـز باطلا

.فعند الشافعية يكوف األماف أربعة أشهر كال يبلغ سنة : ص الباب الثالث ب ترؾ القتاؿ كالقتل باألماف ج -يقوؿ اإلماـ النوكم ب ركضة الطالبب كتاب السب

".فلو زاد على اعبائز بطل الزائد ،هبوز ما مل يبلغ سنة: كب قوؿ ،يزيد على أربعة أشهر شرط األماف ال" :كىو يذكر شركطها ص كيقوؿ رضبو اهلل ب ركضة الطالبب كتاب عقد اعبزية كاؽبدنة ج

مل يكن كرأل فإف ،ب ال ىبلو إما أف ال يكوف باؼبسلمب ضعف أك يكوف ،أف يقتصر على اؼبدة اؼبشركعة: الرابع"كال ما ،كال سنة على اؼبذىب ،كال هبوز أكثر من سنة قطعنا ،ىادف أربعة أشهر فنقل ،اإلماـ اؼبصلحة ب اؽبدنة

،جازت الزيادة إىل عشر سنب حبسب اغباجة ،كإف كاف باؼبسلمب ضعف ،بينهما كبب أربعة أشهر على األظهر ".دة كاغباجة باقية استؤنف العقدلكن إف انقضت اؼب ،كال ذبوز الزيادة على العشر

-أم عقد اؽبدنة-كإطالؽ عهد اؽبدنة عن ذكر ؼبدة فيو يفسده : "كقاؿ الشربيب ب اؼبنهاج كشرحو مغب احملتاج ".كىو فبتنع ؼبنافاة مقصوده اؼبصلحة ،القتضائو التنبيد

و التنبيد كىو فبتنع ؼبنافاتو مقصوده كيفسد العقد إطالقو القتضائ: "/كقاؿ زكريا األنصارم ب فتح الوىاب "من اؼبصلحة

.كمن الفقهاء من منع إطالؽ اؼبدة كشرط أف لعقد األماف أجلألنو يفضي إىل ترؾ اعبهاد ،ال ذبوز اؼبهادنة مطلقنا من غب تقدير مدة: "/قاؿ ابن قدامة ب اؼبغب

".بالكلية :ص الشرح الكبب كتاب اعبهاد جيقوؿ اإلماـ مشس الدين ابن قدامة اؼبقدسي ب

فمب رأل اؼبصلحة جاز عقدىا مدة معلومة كإف طالت كعنو ال هبوز زيادة عن العشر فإف زاد على : )مسنلة" (".كب العشر كجهاف ،عشر بطل ب الزيادة

وهنا تقتضي التنبيد ألف مهادنتهم مطلقنا تفضي إىل ترؾ اعبهاد بالكلية لك ،كال هبوز عقدىا إال على مدة معلومة" ،كذبوز على اؼبدة القصبة كالطويلة على حسب ما يراه اإلماـ من اؼبصلحة ب إحدل الركايتب ،فلم هبز ذلك

.ألنو عقد هبوز ب العشر فجاز ب الزيادة عليها كعقد اإلجارة ،كذا قاؿ أبو حنيفةكىو ظاىر كالـ أضبد كاختاره أبو بكر كىو : قاؿ القاضي ،ال هبوز على أكثر من عشر سنب: كالركاية الثانية

عاـ خص منو مدة العشر [ :التوبة]{ فىاقػتػيليوا الميشركبى حىيثي كىجىدسبيوىيم }: ألف قولو تعاىل ،مذىب الشافعيإف زاد فعلى ىذا ،فما زاد يبقى على مقتضى العمـو ،ؼبصاغبة النيب صلى اهلل عليو كسلم قريشنا يـو اغبديببية عشرنا

ككذلك إف ىادهنم أكثر ،كىل يبطل ب العشر؟ على كجهب بناء على تفريق الصفقة ،على العشر يبطل ب الزيادة .من قدر اغباجة

Page 50: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

51 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

" ألف ذلك يقتضي التنبيد فيفضي إىل ترؾ اعبهاد بالكلية كذلك ال هبوز( كإف ىادهنم مطلقنا مل يصح: )مسنلة .ق.أ

:/رادات كيقوؿ البهوب ب شرح منتهى اإل "كإف أطلقت اؽبدنة أك اؼبدة مل تصح ألنو يفضي إىل تعطيل اعبهاد بالكلية القتضائو التنبيد"

كمن الفقهاء من يرل عدـ جواز معاىدة الكفار أك عقد عقود معهم للصلح إال على اإلسالـ أك اعبزية مع .الصغار

واز عقد مثل ىذه العقود كأف ما كرد من عقود على أف سورة براءة نسخت ج -كاهلل تعاىل أعلم-كذلك مبب .مطلقة أك مؤبدة أك مؤقتة قبلها منسوخ بالنهي الذم كرد فيها عن ذلك

:فسورة براءة تتضمنبػىرىاءةه منى اللو كىرىسيولو إىلى الذينى }: براءة اهلل كرسولو من اؼبشركب الذين ؽبم عهود مع اؼبسلمب كما قاؿ تعاىل -1

.{ منى الميشركبى عىاىىدب . {...فىسيحيوا ب األىرض أىربػىعىةى أىشهيرو }: كتعطى مهلة ؽبم بعد نبذ عهودىم أربعة أشهر كما قاؿ تعاىل -2

ا لألماف كاهلل تعاىل أعلم إال أف الذم يظهر أف ىذه األشهر ،كىذه األشهر األربعة ىي الب جعلها الشافعية حدكحب تتمايز الصفوؼ كينخذ كل ،كحب يشيع اػبرب بينهم ،ة ظباح حب يبلغ اؼبشركوف منمنهماألربعة كانت فب

فهي ،كمهلة لقطع العوالق كرد األمانات كتصفية اغبسابات كاؼبعامالت قبل تطبيق النظاـ اعبديد ،جانب حذرهفهي ال تكرر كل ،كنبذ العهود معهمكانت عند التبدؿ من فبة العهود كاألماف اؼبطلق إىل فبة الرباءة من الكفار

.مرة يطلب فيها كافر أمانناكىأىذىافه منى اللو كىرىسيولو }: كما قاؿ تعاىل ،من لو عهد كمن ليس لو ،كتعلن السورة الرباءة من اؼبشركب كافة -3

{ ...كىرىسيوليوي إىلى الناس يػىوـى اغبىج األىكربى أىف اللوى بىرمءه منى الميشركبى كتستثب السورة من كاف لو عهد إىل مدة من اؼبشركب كالتـز ببنود عهده كمل ينقضو فيتم لو العهد إىل مدتو -4

يئنا كىملى ييظىاىريكا عىلىيكيم أىحىدن }: كما قاؿ اهلل تعاىل ا فىنىسبوا إلىيهم إال الذينى عىاىىدب منى الميشركبى بي ملى يىنقيصيوكيم شىب الميتقبى هتم إف اللوى وبي ىيم إىلى ميد كىؤالء قد سبت مدة عهودىم ب عهد الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم . {عىهدى

.كالصحابة كمل تبق عهود بعد ذلكم بالنبذ كالرباءة ىو القتل كبب اهلل ب السورة أف حكم اؼبشركب فبن ال عهود ؽبم أك الذين انقضت عهودى -5

فىإذىا انسىلىخى األىشهيري اغبيريـي فىاقػتػيليوا الميشركبى حىيثي كىجىدسبيوىيم }: كاألخذ كاحملاصرة كالبصد ؽبم كما قاؿ تعاىلبيلىهيم إف اللوى غىفيوره كىخيذيكىيم كىاحصيريكىيم كىاقػعيديكا ؽبىيم كيل مىرصىدو فىإف تىابيوا كىأىقىاميوا الص الىةى كىآتػىويا الزكىاةى فىخىلوا سى

.كجعل سبحانو كتعاىل غاية القتل كالقتاؿ حب يسلموا. {رحيمه

Page 51: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

51 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كاستثب سبحانو كتعاىل من منع األماف للمشركب اعبوارى إذا طلبو الكافر من اؼبؤمن كجعلو ؽبدؼ ؿبدد كؼبدة -6كىإف أىحىده منى الميشركبى }: كتبلغو دعوة اإلسالـ ب يرد إىل منمنو كما قاؿ تعاىلمعينة حب يسمع كالـ اهلل

. {...استىجىارىؾى فىنىجرهي حىب يىسمىعى كىالىـى اللو بي أىبلغوي مىنمىنىوي قود السابقة كالعهود ب أنكر سبحانو كتعاىل أف يكوف للمشركب عهد عند اهلل كعند رسولو كىذا يشمل الع -7

كاستثب سبحانو كتعاىل من ذلك طائفة معينة الذين عاىدىم اؼبسلموف عند اؼبسجد اغبراـ كبشرط معب ،اؼبستقبلةكىيفى يىكيوفي للميشركبى عىهده عندى اللو كىعندى }: ىو االستقامة على العهد كعدـ اػبركج عن ذلك كما قاؿ تعاىل

ب ال رىسيولو إال ا استػىقىاميوا لىكيم فىاستىقيميوا ؽبىيم إف اللوى وبي سجد اغبىرىاـ فىمى كىذه ،{ميتقبى الذينى عىاىىدب عندى المى ،الطائفة قد خالفت االستقامة عندما ىاجم حلفاؤىم من بب بكر حلفاء الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم من خزاعة

.ب ىذه الطائفة دخلت ب اإلسالـ بعد ذلك فانتهى ىذا العهد سبامنا ،دفبطل ىذا العهالوجو : "ص يقوؿ اإلماـ أبو ؿبمد بن حـز الظاىرم ب اإلحكاـ ب أصوؿ األحكاـ الد الثاين ج

كىو صحة اليقب بنف ذلك العهد منسوخ فبنوع منو ؿبـر : اغباسم لكل علقة ،كىو القاطع لكل شغب: السادسفىإذىا انسىلىخى األىشهيري اغبيريـي فىاقػتػيليوا الميشركبى حىيثي كىجىدسبيوىيم }: دبا ب سورة براءة من قولو تعاىل ،عقده ب األبد

بيلىهيم إف اللوى غىفيوره كىخيذيكىيم كىاحصيريكىيم كىاقػعيديكا ؽبىيم كيل مىرصىدو فىإف تىابيوا كىأىقىاميوا الصالىةى كىآتػىويا الزكى اةى فىخىلوا سىقىاتليوا الذينى الى يػيؤمنيوفى باللو كىالى باليػىوـ اآلخر كىالى وبيىرميوفى }: كبقولو تعاىل أيضنا ب سورة براءة ،[:التوبة]{ رحيمه

{ منى الذينى أيكتيوا الكتىابى حىب يػيعطيوا اعبزيىةى عىن يىدو كىىيم صىاغريكفى مىا حىرـى اللوي كىرىسيوليوي كىالى يىدينيوفى دينى اغبىق كىإف أىحىده منى الميشركبى استىجىارىؾى فىنىجرهي حىب يىسمىعى كىالىـى اللو بي }: كبقولو تعاىل أيضنا ب سورة براءة[ :التوبة]

.{وي ذىلكى بنىنػهيم قػىوـه ال يػىعلىميوفى أىبلغوي مىنمىنى

كىيفى يىكيوفي للميشركبى عىهده عندى اللو كىعندى رىسيولو إال الذينى عىاىىدب عندى }: كبقولو تعاىل أيضنا ب سورة براءةب الميتقبى المىسجد اغبىرىاـ فىمىا استػىقىاميوا لىكيم فىاستىقيميوا ؽبىي [.:التوبة]{ م إف اللوى وبي

آخر : كيذكر سنده للبخارم ب سند البخارم عن الرباء بن عازب قاؿ ،كما حدثنا ،كسورة براءة آخر سورة أنزلت .كآخر سورة نزلت براءة ،{يىستػىفتيونىكى قيل اللوي يػيفتيكيم ب الكىالىلىة }آية أنزلت

،عاـ حجة أيب بكر الصديق بالناس ،كا عهد النيب صلى اهلل عليو كسلم آخر عهده إىل الكفار: "دقاؿ أبو ؿبم "كبعد اغبديبية الب كانت فيها قصة أيب جندؿ بثالثة أعواـ كشهر

ا ا إال على اإلسالـ فقط ،فصح باليقب أنو ال وبل أف يعاىد مشرؾ عهدن أك على غـر باعبزية ،كال يعاقد عقدن .ار إف كاف كتابياكالصغ

Page 52: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

52 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كصح يقيننا أف كل عهد أك عقد أك شرط عقد معهم أك عوىدكا عليو أك شرط ؽبم خبالؼ ما ذكرنا فهو باطل .بل يفسخ كال بد ،ال وبل عقده كال الوفاء بو إف عقد ،مردكد

ذا نسخ اهلل تعاىل فإ: قاؿ أبو ؿبمد" ،فرد النساء ،كأكؿ ما نسخ اهلل عز كجل من العهد الذم كاف يـو اغبديبيةنربأ إىل اهلل من ،فمن ىذا اعباىل الذم هبيز ىذا الشرط ألحد بعده ،عهد نبيو عليو السالـ كعقده كشرطو

".ذلكآخر ،كأما العهود فإف اهلل عز كجل يقوؿ ب سورة براءة الب ىي آخر سورة أنزؽبا: "كيقوؿ رضبو اهلل ب ص

كىيفى يىكيوفي للميشركبى عىهده عندى اللو }: نسخ بو صبيع ما تقدـ فقاؿ تعاىلعهد عهد بو إىل اؼبسلمب كاؼبشركب ا استػىقىاميوا لىكيم فىاستىقيميوا ؽبىيم ب الميتقبى كىعندى رىسيولو إال الذينى عىاىىدب عندى المىسجد اغبىرىاـ فىمى { إف اللوى وبي

إال على ما نص ب السورة اؼبذكورة من عـز اعبزية مع ،فنبطل عز كجل كل عهد يعهده أحد ؼبشرؾ ،[:التوبة]كاستثب تعاىل الذين عاىد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم عند اؼبسجد اغبراـ ،الصغار ألىل الكتاب خاصة

اللو كىرىسيولو إىلى الذينى عىاىىدب منى الميشركبى بػىرىاءةه منى }: إذ يقوؿ تعاىل ،كىم الذين ذكركا ب أكؿ السورة ،خاصةافري( ) فلما ،[-:التوبة]{ نى فىسيحيوا ب األىرض أىربػىعىةى أىشهيرو كىاعلىميوا أىنكيم غىيػري ميعجزم اللو كىأىف اللوى ـبيزم الكى

إال أف يكوف كتابيا فبضى ،على مسلم عهد إال السيف أك اإلسالـ انقضت تلك األربعة األشهر مل يبق ؼبشرؾفصح ذا النص أف كل عهد عاىده مسلم مشركنا على ،كإال فالسيف ،فيجاب إىل ذلك ،بعـز اعبزية مع الصغار

كال فرؽ بب من أخذ حبديث أيب ،غب اعبزية مع الصغار فهو عهد الشيطاف مفسوخ مردكد ال وبل الوفاء بو .ألف النيب صلى اهلل عليو كسلم فعل كال األمرين ب نسخا ،كبب من صلى إىل بيت اؼبقدس كترؾ الكعبة ،جندؿ

كيراعي عهد كافر قد أمر اهلل كرسولو ،فيعقد عقودنا خبالفها ،كالعجب كل العجب فبن ال يراعي حدكد اهلل تعاىل ".بفسخو

:نلة كيقوؿ اإلماـ ابن حـز ب احمللى كتاب اعبهاد مسا الذينى آمىنيوا إذىا جىاءكيمي الميؤمنىاتي }: كالرابع أنو خرب منسوخ نسخو قوؿ اهلل تعاىل بعد قصة أيب جندؿ"... يىا أىيػهى

إىلى الكيفار الى ىين حل ؽبيم كىالى ىيم ميهىاجرىاتو فىامتىحنيوىين اللوي أىعلىمي بإيبىاهنن فىإف عىلمتيميوىين ميؤمنىاتو فىالى تػىرجعيوىين لوفى ؽبىين ب أنزؿ اهلل تعاىل براءة بعد ذلك فنبطل ،فنبطل اهلل تبارؾ كتعاىل ذه اآلية عهدىم ب رد النساء{ ...وبى

فىسيحيوا ب األىرض ( )دب منى الميشركبى بػىرىاءةه منى اللو كىرىسيولو إىلى الذينى عىاىى }: العهد كلو كنسخو بقولو تعاىل .{أىربػىعىةى أىشهيرو

Page 53: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

53 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

{ كىيفى يىكيوفي للميشركبى عىهده عندى اللو كىعندى رىسيولو إال الذينى عىاىىدب عندى المىسجد اغبىرىاـ }: كبقولو ب براءة أيضنافىإذىا انسىلىخى }: كبقولو تعاىل ،للمشركب حاشا الذين عاىدكا عند اؼبسجد اغبراـفنبطل تعاىل كل عهد ،اآلية

مىرصىدو فىإف تىابيوا كىأىقىاميوا األىشهيري اغبيريـي فىاقػتػيليوا الميشركبى حىيثي كىجىدسبيوىيم كىخيذيكىيم كىاحصيريكىيم كىاقػعيديكا ؽبىيم كيل بيلىهيم الصالىةى كىآتػى اةى فىخىلوا سى قىاتليوا الذينى الى يػيؤمنيوفى باللو كىالى باليػىوـ اآلخر كىالى وبيىرميوفى مىا }: كقاؿ تعاىل ،{ويا الزكى

فنبطل اهلل { وا اعبزيىةى عىن يىدو كىىيم صىاغريكفى حىرـى اللوي كىرىسيوليوي كىالى يىدينيوفى دينى اغبىق منى الذينى أيكتيوا الكتىابى حىب يػيعطي تعاىل كل عهد كمل يقره كمل هبعل للمشركب إال القتل أك اإلسالـ كألىل الكتاب خاصة إعطاء اعبزية كىم

،كأمن اؼبستجب كالرسوؿ حب يؤدم رسالتو كيسمع اؼبستجب كالـ اهلل ب يرداف إىل بالدنبا كال مزيد ،صاغركف .ق.أ" عهد غب ىذا فهو باطل مفسوخ ال وبل الوفاء بو ألنو خالؼ شرط اهلل عز كجل كخالؼ أمره فكل

كلكنب ؼبا كجدت صباىب العلماء ،كىذا القوؿ كاف ؿبلو ب أكؿ حبث األماف؛ ألنو إذا ثبت يغب عن كل ما بعدهمن العلماء فال ينكر على من عمل بو ؼبا كىو كإف كاف قوؿ تفرد بو عدد قليل ،على خالفو جعلب أؤخره إىل ىنافلو قاـ ؾباىد كمل يعترب ىذه العهود فال يستطيع أحد أف يرميو بالغدر كاػبيانة ،لو من مستند صحيح من الشرع

كلكب كما ذكرت ب بداية البحث أنب ال ،ألنو يعتمد على اجتهاد لو أصل صحيح بعدـ اعتبار ىذه العهودكإف كاف ىو األصل كاألفضل إف تيسرت -اآلراء الب كردت فيها كأرجح بينها أستقصي ب كل مسنلة

ا من الشرع فبا يبنع اؼبخالف من اإلنكار -اإلمكانيات لذلك .بل أذكر بعض اآلراء كأبب أف ؽبا مستندندكلية باالعباؼ كلكن األمر الثابت الذم ال تردد فيو أف العقود كالعهود اؼبؤبدة اؼبطلقة الالزمة مثل العهود ال

كما يبتب على ميثاؽ األمم ،كعدـ استخداـ القوة ،كعدـ االعتداء عليها ،سيادة كل الدكؿكاحباـ ،اؼبتبادؿكال ،كعدـ التدخل ب شؤكف الدكؿ؛ كل ىذه عهود باطلة ألهنا مطلقة مؤبدة الزمة ،اؼبتحدة من السلم الدكيل

.فاسدة ساقطة هبب على اؼبسلمب االلتزاـ ا ألهنا عقود

Page 54: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

54 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

: اا عاشر

.الشرط الفاسد يبطل عقد اؼبهادنةفالعقود الب ربتوم على شركط فاسدة مثل بقاء اؼبسلمب ربت يد كسطوة الكفار وبكموف فيهم بشرعهم

وىم كمثل تسليم اؼبؤمنب ااىدين للكفار ليقتلوىم كيسجن ،كيبنعوهنم من تطبيق شرع اهلل إذا تعارض مع قوانينهمأك الشركط الب سبنع اؼبسلمب من جهاد الدفع للكفار الذين وبتلوف بالد ،كيعذبوىم بدعول مكافحة اإلرىاب

كالشركط الب ربـر امتالؾ ،كمن جهاد الطلب لفتح بالد الكفار كالب تفضي لتعطيل شعبة اعبهاد ،اؼبسلمب .العبيد كاإلماء كالعقود اؼبؤبدة الالزمة غب ؿبددة اؼبدة

.كل ىذه الشركط تفسد العقد كتبطلوأف : الثالث: "كىو يذكر شركطو ص يقوؿ اإلماـ النوكم ب ركضة الطالبب كتاب عقد اعبزية كاؽبدنة ج

أك يرد إليهم اؼبسلم الذم أسركه ،ىبلو عن الشركط الفاسدة فإف عقدىا على أال ينتزع أسرل اؼبسلمب منهمككذا لو شرطوا أف يعقد ؽبم الذمة على ،فهذه شركط فاسدة ،اؼبسلم ب أيديهمأك شرط ترؾ ماؿ ،كأفلت منهم

أك شرط أف يرد عليهم النساء ،أك يظهركا اػبمور ب دارنا ،أك يدخلوا اغبـر ،أك أف يقيموا باغبجاز ،أقل من ديناركانوا يعذبوف األسرل فإف دعت الضركرة إىل بذؿ ماؿ بنف ،ككذا كلو عقد بشرط التزاـ ماؿ ،إذا جئن مسلمات

".كدفع أعظم الضررين بنخفهما ،فيجوز بذؿ اؼباؿ ،أك أحاطوا بنا كخفنا االصطالـ ،ب أيديهم ففديناىم :كىو يتكلم عن األسب اؼبسلم ص كيقوؿ رضبو اهلل ب ركضة الطالبب كتاب السب ج

فإف ،فإف حلفوه أف ال ىبرج ،الوفاء بالشرط لزمو اػبركج كحـر ،كلو أطلقوه كشرطوا عليو أف ال ىبرج من دارىم"ا ".كال طالؽ عليو إف حلفوه بالطالؽ ،ألنو مل تنعقد يبينو ،خرج كال كفارة ،حلف مكرىن

".حـر عليو العود ،كلو شرطوا عليو أف يعود إليهم بعد اػبركج إىل دار اإلسالـ" :\كيقوؿ شهاب الدين القراب ب الذخبة

"ن شركط اؼبهادنة خلوه من شرط فاسد كبؾ مسلم ب أيديهم أك بذؿ ماؿ من غب خوؼالشرط الثالث م" :-\كقاؿ أضبد الدردير ب الشرح الكبب

كالعجز عن قتاؽبم ( ؼبصلحة) ،أم صلح اغبريب مدة ليس ىو فيها ربت حكم اإلسالـ ،(اؼبهادنة" )لإلماـ"هبوز "( إف خال) ،كإف كانت اؼبصلحة ب عدمها امتنعت ،ذا كانت اؼبصلحة فيهاكتعينت إ ،مطلقنا أك ب الوقت اغباضر

،كشرط بقاء مسلم أسب ربت أيديهم أك قرية لنا خالية ؽبم ،فإف مل زبل مل ذبز ،شرط فاسد( عن)عقد اؼبهادنة فاسد مبالغة أك ب مفهـو الشرط أم فإف مل زبل عن شرط ( كإف دباؿ)أك شرط حكم بب مسلم ككافر حبكمهم

فبا ىو أشد ( إال ػبوؼ)كأما ب منطوقو أم كإف دباؿ يدفعو اإلماـ ؽبم ،كإف دباؿ يدفعو أىل الكفر لنا ،مل ذبز ".ضررنا من دفع اؼباؿ منهم أك ؽبم سواء جعلت اؼببالغة ب اؼبفهـو أك اؼبنطوؽ

:ص كيقوؿ ابن حـز ب اإلحكاـ ب أصوؿ األحكاـ ج

Page 55: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

55 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كيراعي عهد كافر قد أمر اهلل كرسولو ،فيعقد عقودنا خبالفها ،يراعي حدكد اهلل تعاىلكالعجب كل العجب فبن ال " .بفسخو

كعندىم أسارل رجاؿ كنساء مسلموف ،إنو نزؿ عندنا كفار حربيوف بنماف: القائلب... كالعجب كل العجب من ".لوطءكيبكوف يردكهنم إىل بالدىم كال يبنعوف من ا ،كمسلمات أهنم ال ينتزعوف منهم

،ككبن نربأ إىل اهلل عز كجل من ىذا القوؿ اؼبلعوف الذم تقشعر أجساد اؼبسلمب من ظباعو: "قاؿ أبو ؿبمدأك قلب اؼبساجد ،فليت شعرم لو عاىدكىم على نبش قرب الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم ،فكيف من اعتقاده

كىيفى }: ؽبم ذه العهود؟ مع ما يسمعوف من قولو أتراىم كانوا يركف الوفاء ،كنائس أك تعليق النواقيس ب اؼبآذف ".اآلية{ ...يىكيوفي للميشركبى عىهده عندى اللو كىعندى رىسيولو

:يقوؿ اإلماـ ابن حـز ب احمللى كتاب اعبهاد صأك ملتزمب ،أك مستنمنب مستجبين ،أك رسالن ،ككذلك لو نزؿ أىل اغبرب عندنا ذبارنا بنماف -مسنلة-"

أك ماالن ؼبسلم أك ،أك عبيد أك إماء للمسلمب ،ألف يكونوا ذمة لنا فوجدنا بنيديهم أسرل مسلمب أك أىل ذمةكال وبل لنا الوفاء بكل عهد ،كيرد اؼباؿ إىل أصحابو ،فإنو ينتزع كل ذلك منهم بال عوض أحبوا أـ كرىوا ،لذمي

".كل شرط ليس ب كتاب اهلل فهو باطل: "اهلل عليو كسلمأعطوه على خالؼ ىذا لقوؿ رسوؿ اهلل صلى ككذلك لو أسلموا أك تذفبوا فإنو يؤخذ ،أك ال نصـو ،ما يقوؿ لو عاىدناىم على أف ال نصلي: كنسنؿ من خالفنا

كيرد على أصحابو بال عوض كال شيء عليهم ،أك لذمي ،أك ؼبسلم ،أك ذمي ،كل ما ب أيديهم من حر مسلم ،أك أعطوه إياه ،أك رسوالن دخل إىل دار اغبرب فافتدل أسبنا ،كلو أف تاجرنا ،كوا ب حاؿ كوهنم حربيبفيما استهل

كىو ،كرد إىل صاحبو ،أك كىبوه لو فخرج بو إىل دار اإلسالـ انتزع منو كل ذلك ،أك لذمي ،أك ابتاع متاعنا ؼبسلمالباب الذم قبل ىذا من أف أبطل الباطل كأظلم الظلم من خسارة اؼبشبم ك أطلق األسب بال غرامة ؼبا ذكرنا ب

". كالظلم ال هبوز إمضاؤه بل يرد كيفسخ ،أك ؼبالو ،أك لذمي ،أك ؼبالو ،أخذ اؼبشرؾ للمسلم :كيقوؿ ابن حـز ب احمللى كتاب اعبهاد ص

يرجع إليهم كال أف كمن كاف أسبنا عند الكفار فعاىدكه على الفداء كأطلقوه فال وبل لو أف -مسنلة-"فإف مل يقدر على االنطالؽ إال بالفداء ففرض على ،كال وبل لإلماـ أف هبربه على أف يعطيهم شيئنا ،يعطيهم شيئنا

نىكيم بالبىاطل }: قاؿ اهلل عز كجل ،اؼبسلمب أف يفدكه إف مل يكن لو ماؿ يفي بفدائو { كىالى تىنكيليوا أىموىالىكيم بػىيػفال وبل إعطاء الباطل كال العوف ،كأخذ الكافر أك الظامل مالو فداءن من أبطل الباطل ،أبطل الباطل كإسار اؼبسلم

،كتلك العهود كاأليباف الب أعطاىم ال شيء عليو فيها ألنو مكره عليها إذ ال سبيل لو إىل اػبالص إال ا ،عليورفع عن أمب : "قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلمكقد ،كال وبل لو البقاء ب أرض الكفر كىو قادر على اػبركج

كىكذا كل عهد أعطيناىم حب نتمكن من استنقاذ اؼبسلمب كأمواؽبم من ،"اػبطن كالنسياف كما استكرىوا عليوفإف عجزنا عن استنقاذه إال بالفداء ففرض علينا فداؤه ػبرب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم الذم ركيناه ،أيديهم . كىو قوؿ أيب سليماف كالشافعي" أطعموا اعبائع كفكوا العاين: "يق أيب موسى األشعرممن طر

Page 56: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

56 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كيقوؿ شيخ اإلسالـ تقي الدين أضبد بن تيمية ب الصاـر اؼبسلوؿ على شاب الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم :ص

منى الذينى أيكتيوا الكتىابى حىب يػيعطيوا }: إىل قولو{ اآلخر قىاتليوا الذينى الى يػيؤمنيوفى باللو كىالى باليػىوـ }: قولو تعاىل"فال هبوز اإلمساؾ ،فنمرنا بقتاؽبم إال أف يعطوا اعبزية كىم صاغركف ،[:التوبة]{ اعبزيىةى عىن يىدو كىىيم صىاغريكفى

،قتاؽبم كاجبنا علينا إال أف يكونوا صاغرينكإذا كاف " ... "عن قتاؽبم إال إذا كانوا صاغرين حاؿ إعطائهم اعبزية .ككل من أمرنا بقتالو من الكفار فإنو يقتل إذا قدرنا عليو ،كاف القتاؿ منمورنا بو ،كليسوا بصاغرين

كلو عقد ؽبم كاف ،فإنا إذا كنا منمورين أف نقاتلهم إىل ىذه الغاية مل هبز أف نعقد ؽبم عهد الذمة بدكهنا ،كأيضناا فاسدن ،فتصب ؽبم شبهة أماف ،فهم وبسبوف أهنم معاىدكف[ : فيهم]كال يقاؿ ،فيبقوف على اإلباحة ،اعقدن

ألنا ،فإف من تكلم بكالـ وبسبو الكافر أماننا كاف ب حقو أماننا كإف مل يقصده اؼبسلم ،كشبهة األماف كحقيقتوكىم يدركف أنا ال ،ديننا كسب نبينا ال ىبفى عليهم أنا مل نرض بنف يكونوا ربت أيدينا مع إظهار شتم: نقوؿ

مع اشباطنا عليهم أف -فدعواىم أهنم اعتقدكا أنا عاىدناىم على مثل ىذا ،نعاىد ذميا على مثل ىذا اغباؿ .فال يلتفت إليها ،دعول كاذبة -يكونوا صاغرين ذبرم عليهم أحكاـ اؼبلة

كقد علمنا أنو يبتنع ،لى اهلل عليو كسلم مثل عمرفإف الذين عاىدكىم أكؿ مرة ىم أصحاب رسوؿ اهلل ص ،كأيضناا خالؼ ما أمر اهلل بو ب كتابو ".أف نعاىدىم عهدن

كالكفار من اؼبواطنب فبن ال يدفعوف اعبزية كال ،ذلك مثل الكفار اؼبقيمب ؼبدد طويلة ب بالد اؼبسلمب: قلت .ة كال اعتبار لشبهة أماف ؽبم كاهلل أعلمفهم على اإلباح ،يظهركف الصغار كال يلتزموف بشركط عهد الذمة

: باب اعبهاد ما يسع منو كما ال يسع لقولو تعاىل ص يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب ج [.:التوبة]{ منى الذينى أيكتيوا الكتىابى حىب يػيعطيوا اعبزيىةى عىن يىدو كىىيم صىاغريكفى ... }

كأمر بالقتاؿ على ذلك مع ،فقد بعث داعينا إىل ما بينا ،ىذا خليفة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلمككل مسلم ب كادعونا على أف ال نقاتلكم كال تقاتلونا فليس ينبغي للمسلمب أف يعطوىم : كإف قالوا للمسلمب: قاؿ)من أىب

نيوا كىالى ربىزىنيوا كىأىنتيمي }: ذلك لقولو تعاىل فإمبا طلبوا اؼبوادعة ،كألف اعبهاد فرض ،[:آؿ عمراف]{ األىعلىوفى كىالى هتىكما لو طلبوا اؼبوادعة على أف ال يصلوا كال ،كال هبوز إجابتهم إىل مثل ىذه اؼبوادعة ،على أف نبؾ فريضة

(يصوموا أف يظهر للمسلمب فحينئذ البنس بنف يوادعهم إىل ،(إال أف يكوف ؽبم شوكة شديدة ال يقول عليهم اؼبسلموف)

[.كىو الصلح اؼبؤقت كليس الدائم: قلت]قوة ب ينبذ إليهم كالسالـ الشامل كالدائم ،كىذا الذم ذكره الشيخ كحذر منو مثل ما يوجد ب زماننا من اؼبعاىدات الدكلية: قلت

كمبادرات إهناء ،أرضهاكاالعباؼ حبق كسيادة كل دكلة على ،كمعاىدات عدـ االعتداء ،كميثاؽ األمم اؼبتحدةكاألمراف ال ،كالب مآؽبا ترؾ اعبهاد مع عدك أك ب جهة لألبد أك تعطيل اعبهاد بالكلية ،العنف مع األنظمة

.يصلحاف كما ذكر الشيخ ؼبا ب ذلك من ترؾ فريضة كىو شرط فاسد

Page 57: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

57 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ص تاؿ كالقتل باألماف جالباب الثالث ب ترؾ الق-ككما ذكر اإلماـ النوكم ب ركضة الطالبب كتاب السب :كىو يتلكم عن األماف

ألف ،نفذ األماف ،فإذا تنتى اعبهاد بغب تعرض ؼبن أمن ،كضابطو أف ال ينسد بو باب اعبهاد ب تلك الناحية"كال هبوز أف يظهر بنماف اآلحاد انسداده أك ،كىو أعظم مكاسب اؼبسلمب ،اعبهاد شعار الدين كالدعوة القهرية

ا ،كلو أمن مائة ألف من الكفار: قاؿ اإلماـ ،ف وبسنقصا لكن إذا ظهر انسداد ،فكل كاحد مل يؤمن إال كاحدن ".فنماف اعبميع مردكد ،أك نقصاف

كفرؽ بب ىذا الذم وبدث ب زماننا كبب الصلح بب اؼبسلمب كالكفار عندما تكوف ؽبم شوكة شديدة أك يكوف ا كال يكوف ،سباب كالب يراعى فيها مصلحة اؼبسلمبباؼبسلمب ضعف أك غبىا من األ ألف الصلح ال يكوف مؤبدن

ألف العقد يفسد ذا الشرط الفاسد كال يصح أف يعبض أحد من اؼبسلمب على فساده بزعم أنو يضمر ،الزمنا ،ا العقد الفاسدألف العقد يكوف قد فسد كيكوف ىو ـبادعنا للكفار ذ ،ب نفسو نبذ العقد عندما تكوف بو قوة

ب كيف ينضبط ىذا األمر؛ فهل ستكوف ىذه نيتو كحده أـ نية صبيع اؼبسلمب؟ كىل لو كانت نية اعبميع ال ب إف ذلك إضالؿ للمسلمب، فقد يسمع بو مسلم ب مكاف بعيد ،يصل علمها لألعداء فما فائدة اإلخفاء

ا الزمنا أك قد تنب أجياؿ بعد ىذه األجياؿ فتجد م ،فيفعل مثلو ا مؤبدن ن قبلها قد صاأ الكفار صلحنا دائمن .فتستمر فيو

كعلى قوؿ شيخ اإلسالـ ابن تيمية ال يكوف شبهة أماف، ،ب صبيع األحواؿ ىذا الشرط الفاسد يفسد العقد .كتكوف دماؤىم كأمواؽبم مباحة

:صػ يقوؿ ابن قدامة ب اؼبغب كتاب اعبهاد جػ

...صحيح : اؽبدنة تنقسم إىل قسمبكالشركط ب عقد : فصل"

أك رد سالحهم أك إعطائهم شيئنا من سالحنا أك من ،شرط فاسد مثل أف يشبط رد النساء أك مهورىن: الثاينأك يشبط نقضها مب شاؤكا أك أف لكل طائفة منهم ،أك يشبط ؽبم ماالن ب موضع ال هبوز بذلو ،آالت اغبرب

كىل . أك الرجاؿ مع عدـ اغباجة إليو، فهذه كلها شركط فاسدة ال هبوز الوفاء اأك يشبط رد الصبياف ،نقضها ىػ.أ" يفسد العقد ا؟ على كجهب بناءن على الشركط الفاسدة ب البيع

باب ىل لألسب أف يقتل أك ىبدع الذين أسركه حب ينجو من -)كجاء ب فتح البارم كتاب اعبهاد كالسب (الكفرة؟

Page 58: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

58 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

لو : كخالفو أشهب فقاؿ. ال هبوز أف يهرب منهم: إف ائتمنوه يف ؽبم بالعهد، حب قاؿ مالك: هورقاؿ اعبم"إعطاؤه العهد على ذلك باطل كهبوز لو أف ال : كقاؿ أبو حنيفة كالطربم. خرج بو الكافر ليفادم بو فلو أف يقتلو

".هبوز أف يهرب من أيديهم: كقاؿ الشافعية. يفي ؽبم بو

. البخارم كتاب اؼبكاتب باب ما هبوز من شركط اؼبكاتب، كمن اشبط شرطنا ليس ب كتاب اهلل كجاء ب صحيحما باؿ أناس يشبطوف شركطنا ليست ب : ب قاـ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم فقاؿ"... - ح )

".أحق كأكثق كتاب اهلل؟ من اشبط شرطنا ليس ب كتاب اهلل فليس لو، كإف شرط مائة مرة، شرط اهلل

.كب صحيح البخارم كتاب الشركط باب اؼبكاتب ما ال وبل من الشركط الب زبالف كتاب اهلل

".كل شرط خالف كتاب اهلل فهو باطل كإف اشبط مائة شرط: أك عمر -كقاؿ ابن عمر"

بط شرطنا ما هبوز من شركط اؼبكاتب كمن اش -)كتاب اؼبكاتب قاؿ اإلماـ ابن حجر ب فتح البارم جػ"كسينب ب الشركط أف اؼبراد دبا ليس ب كتاب اهلل ما خالف : "-ح ليس ب كتاب اهلل صػ

: اؼبراد بكتاب اهلل ىنا حكمو من كتابو أك سنة رسولو أك إصباع األمة، كقاؿ ابن خزيبة: كتاب اهلل، كقاؿ ابن بطاؿ ،"جوبو، ال أف كل من شرط شرطنا مل ينطق بو الكتاب يبطلليس ب كتاب اهلل أم ليس ب حكم اهلل جوازه أك ك

، كمعب ىذا أف من " ليس ب كتاب اهلل"قولو : كقاؿ القرطيب أم ليس مشركعنا ب كتاب اهلل تنصيالن كال تفصيالناألحكاـ ما يؤخذ تفصيلو من كتاب اهلل كالوضوء، كمنها ما يؤخذ تنصيلو دكف تفصيلو كالصالة، كمنها ما أصل

صلو كداللة الكتاب على أصلية السنة كاإلصباع ككذلك القياس الصحيح، فكل ما يقتبس من ىذه األصوؿ أ .تفصيالن فهو منخوذ من كتاب اهلل تنصيالن

".كإف اشبط"ب ركاية أيب ذر " كإف شرط: "قولو

لو : "معب قولو: لنوكمككذا ىو ب ركاية ىشاـ كأيبن، قاؿ ا" مائة شرط"ب ركاية اؼبستملي " مائة مرة: "قولوا فهو باطل، كيؤيده قولو ب الركاية األخبة" اشبط مائة شرط " كإف شرط مائة مرة: "أنو لو شرط مائة مرة توكيدن

داؿ على صبيع الشركط " من اشبط شرطنا"، كب قولو "كل شرط: "كإمبا ضبلو على التنكيد ألف العمـو ب قولوكقاؿ ". باؼبائة فإهنا لو زادت عليها كاف اغبكم كذلك ؼبا دلت عليو الصيغةاؼبذكورة فال حاجة إىل تقييدىا

خرج ـبرج التكثب، يعب أف الشركط الغب مشركعة باطلة كلو كثرت، كيستفاد " كلو كاف مائة شرط: "قولو: القرطيب ".منو أف الشركط اؼبشركعة صحيحة

Page 59: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

59 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:ح كب صػ

من اشبط خالؼ ما قضى اهلل كرسولو عاصينا ككانت ب اؼبعاصي حدكد كأدب ؼبا كاف (: األـ)كقاؿ الشافعي ب "ككاف من أدب العاصب أف يعطل عليهم شركطهم لبتدعوا عن ذلك كيرتدع بو غبىم كاف ذلك من أيسر

". األدب

سلمب بيد فيظهر بذلك أف العهود كاألماف اؼبوجود ب زماننا كاؼبتضمنة لشركط فاسدة مثل ترؾ قرل كبلدات للمكمثل كوف العهود مؤبدة كالزمة، كمثل ربكيم القوانب الوضعية على ،كمثل ترؾ مسلمب بيد الكفار ،الكفار

كمثل أف يتوىل كافر القضاء أك اغبكم على اؼبسلمب، كل ذلك أك بعضو يفسد عقود األماف كيبطلها ،اؼبسلمب .كاهلل أعلم

Page 60: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

61 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:أحد عشر

مفصح باألماف كبصيغة كاضحة كصروبة حب يكوف األماف ملزمنا؛ فاألماف عقد مثل باقي ضركرة كجود شرط .العقود ال يثبت باألكىاـ كالظنوف الب قد تعبم أحد الطرفب

كمل تعترب كل أقواؿ كأفعاؿ الصحابة كالب تبعث الطمننينة ب نفوس الكفار كالب قد يظن الكافر معها أنو آمن كمل ينعقد ([ )أكالن ]اػبوؼ من جانب اؼبؤمنب كما كرد باألحاديث كاآلثار الواردة ب النقطة كيتوىم معها عدـ

.بذلك أماف بدليل قياـ الصحابة باغتياؿ الكفار بعدىا كإقرار الرسوؿ ؽبم على ذلك

.فيتضح بذلك أف عدـ كجود األماف الواضح الصريح اؼبفصح ال يقـو عقد األماف معو

العلماء من التوسع كاالحتياط ب األماف فهو من باب الورع كاالحتياط ب الدين عندما يكوف كأف ما ينقل عناألمر كاسعنا للمسلمب كال توجد ضركرة كال يتهددىم خطر بعد سبكنهم كظهورىم كحكمهم ب األسراء أك ب قـو

.بنم كسيلة تؤدم لذلكؿباصرين أك من ربت أيديهم، أك أف مقصودىم قبوؿ التعبب عن األماف الصريح

كهبب ضبل أقواؿ العلماء على ذلك حب ال تصادـ األدلة الصحيحة الصروبة الواضحة كالب ىي كقائع على نفس .صورة اؼبسنلة الب نبحثها

اإلماـ النوكم ب شرح صحيح مسلم كالذم سبق وكفبا يؤكد أف كل ىذه األفعاؿ كاألقواؿ ال تعترب أماننا ما قالألف ؿبمد بن مسلمة مل يصرح لو بنماف ب شيء من كالمو كإمبا كلمو ب أمر البيع كالشراء : "قاؿذكره حيث

مل يؤمنو ؿبمد بن مسلمة كرفقتو كلكن استننس م فتمكنوا منو من . كاشتكى إليو كليس ب كالمو عهد كال أماف ".غب عهد كال أماف

األفعاؿ كاألقواؿ الب وبسبها الكافر أماننا كيغب ا إمبا ىي من كقد كردت أقواؿ كثبة للعلماء تبب أف كثبنا من .اػبداع اعبائز لألعداء كليست بنماف

باب قتاؿ أىل اإلسالـ أىل الشرؾ مع أىل : )صػ يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب جػجعوا إىل دار اإلسالـ فظفركا دباؿ من كلو أهنم خلوا سبيلهم لب : "، كىو يتكلم عن األسرل ب يد الكفار(الشرؾ

أمواؽبم، فال بنس بنف ينخذكىا سرا منهم، فيخرجوىا إىل دار اإلسالـ ألهنم أسراء ب أيديهم ما مل ىبرجوا كإف

Page 61: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

61 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

خلوا سبيلهم فليس ب أخذ أمواؽبم كقتل نفوسهم إف سبكنوا من ذلك غدر بنماف بينهم كبب أىل اغبرب، كإمبا ىو ".فحاؽبم ب ذلك كحاؿ اؼبتلصصب ب دار اغبرب إصابة اغبالؿ،

تقاتلوف معنا عدكنا على أف تسلموا الغنائم كلها لنا كال تنخذكا منها شيئنا على أف لبلي : فإف كانوا قد قالوا ؽبم")ال كقد بينا أنو . )؛ ألف أكرب ما ب الباب أف ذا الشرط يلتحق اؼبصاب بنمواؽبم(سبيلكم، فهذا كاألكؿ سواء

؛ ألنو ال أماف بينهم كبب أىل اغبرب، كإمبا يبتنع أخذ اؼباؿ اؼبباح إذا (بنس بنف ينخذكا أمواؽبم إذا سبكنوا من ذلكفعرفنا أنو ليس ب ىذا اإلخفاء ـبالفة شرط مفصح لو، ب تبب أف ـبالفة الشرط اؼبفصح " ،"كاف فيو غدر األماف

".بو ال يصح ؽبم

رجوا إىل بالدكم فننتم آمنوف، كمل يقل ؽبم األسراء شيئنا، فال بنس بنف يقاتلهم األسراء بعد اخ: كلو قالوا لألسراء")؛ ألف األسراء ما التزموا ؽبم بالشرط كاشباط أىل اغبرب عليهم ال يلزمهم شيئنا فبا مل (ىذا القوؿ كينخذكا أمواؽبم

".يلتزموه

:باب من الفداء كيقوؿ ب صػ

".ألهنم ظاؼبوف ب حبسهم( يقاتلوىم حب ينقلبوا منهم إف أمنوىم أك مل يؤمنوىم ال بنس لألسراء أف")

كلو خلوا سبيل األسب كأعطوه األماف على أف يكوف ب بالدىم فال بنس لألسب أف يغتاؽبم : ")كب صػه األماف، كذلك ال كيقتل من قوم عليو سرا أك ينخذ ما شاء من أمواؽبم ألنو مل يعطهم األماف كإمبا ىم أعطو

يبنعو من أف يفعل م ما يقدر عليو، إال أف يكوف أعطاىم األماف، فحينئذ ينبغي لنا أال نتعرض ؽبم بشيء من كلكنو إف قدر على أف ىبرج سرا إىل دار اإلسالـ فال بنس بنف . )؛ ألف ذلك يكوف غدرنا منو، كالغدر حراـ(ذلك

؛ ألف حبسهم إياه ب دارىم ظلم منهم لو، فلو أف يبتنع من (يفعل ذلكىبرج، كإف كاف أعطاىم األماف من أف ".؛ ألنو ظامل ب ىذا اؼبنع(فإف منعو إنساف من ذلك فال بنس بنف يقاتلو كيقتلو. )الظلم

:-باب اؼبوادعة فبا يصاأ عليو اؼبسلموف اؼبشركب فيسعهم قتاؽبم بعده أك ال يسع صػ كيقوؿ ب جػ

ا من اؼبشركب حاصركا بعض مدائن اؼبسلمب فخافهم اؼبسلموف على أنفسهم : عنوقاؿ رضي اهلل) كلو أف جندنب إف ،نعطيكم عشرة آالؼ دينار على أف تنصرفوا عنا إىل بالدكم فرضوا بو كقبضوا اعبعل: كذراريهم كقالوا ؽبم

تهوا إىل بالدىم فال بنس بنف يغب عليهم اؼبسلمب رأكا منهم عورة قبل أف ينصرفوا عنهم كبعدما انصرفوا قبل أف ين

Page 62: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

62 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

؛ ألف اؼبسلمب ما أمنوىم كإمبا فدكا أنفسهم كذراريهم باؼباؿ (اؼبسلموف أغر ما كانوا، فيقتلوف كيسبوف من غب نبذ " ...على أف ينصرفوا عنهم

بالدكم، أك قاؿ نصاغبكم على أف نعطيكم عشرة آالؼ دينار على أف تنصرفوا عنا إىل : كلو كانوا قالوا ؽبم")صاغبونا على أف تعطونا عشرة آالؼ دينار على أف ننصرؼ عنكم، كاؼبسنلة حباؽبا، فليس : اؼبشركوف للمسلمب

ينبغي للمسلمب أف يغبكا عليهم حب ينبذكا إليهم، أك يرجع القـو إىل بالدىم للصلح كاؼبوادعة الب جرت بب (".وف غدرنا لألماف كىذا حراـالفريقب، فإف قتاؽبم بعدىا من غب نبذ يك

:-صػ كيقوؿ ب جػ

لبرج عنكم بنسائنا كذرارينا كنسلم لكم اؼبدينة كما : كلو أف أىل اؼبدينة الذين أحاط م اؼبشركوف قالوا ؽبم")لوىم فيها، فخرجوا على ىذا أك مل ىبرجوا أك خرج بعضهم، ب رأكا عورة للمشركب فال بنس بنف يغبكا عليهم كيقات

؛ ألهنم مل يؤمنوىم كإمبا أخربكىم أهنم ىبرجوف كيسلموف اؼبدينة إليهم، كليس ب ىذا ما يدؿ على (من غب نبذ ". أماف بينهم

؛ ألف لفظ (نصاغبكم على أف لبرج عنكم، كاؼبسنلة حباؽبا، فليس ؽبم أف يقاتلوىم حب ينبذكا إليهم: كلو قالوا") ".اعبانبب على الشرط الذم كقع الصلح عليو، كذلك يبنع القتاؿ من غب نبذاؼبصاغبة دليل اشباط األماف من

:صػ جػ. ما يكوف أماننا فبن يدخل دار اغبرب كاألسرل، كما ال يكوف أماننا: كيقوؿ رضبو اهلل ب باب

أحبوا منهم، كينخذكا كلو أف رىطنا من اؼبسلمب كانوا أسراء ب أيديهم، فخلوا سبيلهم، مل أرى بنسنا أف يقتلوا من")كقبل أف ىبلوا سبيلهم، لو قدركا على شيء . ؛ ألهنم كانوا مقهورين ب أيديهم(األمواؿ كيهربوا إف قدركا على ذلك

من ذلك كانوا متمكنب منو، فكذلك بعد زبلية سبيلهم ألهنم ما أظهركا من أنفسهم ما يكوف دليل االستئماف، .بل على كجو قلة اؼبباالة م كااللتفات إليهم كما خلوىم على سبيل إعطاء األماف

؛ ألنو إمبا وبـر عليهم التعرض ؽبم (قد أمناكم فاذىبوا حيث شئتم، كمل يقل األسراء شيئنا: ككذلك لو قالوا ؽبم) .(باالستئماف صورة أك معب، فبو يلتزموف الوفاء، كمل يوجد منهم ذلك كقوؿ أىل اغبرب ال يلزمهم شيئنا مل يلتزموه

Page 63: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

63 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

وبمل على االستئماف " إمبا وبـر عليهم التعرض ؽبم باالستئماف صورة أك معب: "قوؿ الشيخ السرخسي: قلتالصريح الواضح اؼبفصح حب ال يتعارض مع عدـ اعتبار الصحابة لصور كثبة توحي باالستئماف ألهنا مل تكن

.صروبة كاضحة ب ذلك

حب أف شيخ اإلسالـ ابن تيمية يقوؿ عن إحدل ىذه الصور ([ ) أكالن ]كقد ذكرنا صورنا كثبة لذلك ب النقطة قد أذف ؽبم النيب صلى اهلل عليو كسلم أف يغتالوه كىبدعوه بكالـ يظهركف بو أهنم قد : "ب الصاـر اؼبسلوؿ صػ :، كب صػ"أمنوه ككافقوه، ب يقتلوه

بن األشرؼ جاؤكا إليو على أف يستسلفوا منو كحادثوه كالنفر الذين أرسلهم النيب صلى اهلل عليو كسلم إىل كعب "ب إهنم استنذنوه ب أف ،ككاف بينو كبينهم قبل ذلك عهد كىو يعتقد بقاءه ،كماشوه كقد أمنهم على دمو كمالو

".يشموا ريح الطيب من رأسو فنذف ؽبم مرة بعد أخرل، كىذا كلو يثبت األماف

ا إال القوؿ الصحيح الواضح كالشرط اؼبفصح كما ككل ىذا يوحي باألماف كلكن ال يث: قلت بت أماننا صحيحن .علقنا على كالـ شيخ اإلسالـ من قبل كلكننا نذكره لتنكيد أف الفعل يوحي كيوىم باألماف

.ككذا كما فعل أبو بصب مع اؼبشرؾ الذم صحبو لبده إىل مكة، فهو مل يعطو السيف إال كىو يظن أنو آمن منو

باب الشركط ب اعبهاد كاؼبصاغبة -كتاب الشركط صػ ن حجر العسقالين ب فتح البارم جػيقوؿ اإلماـ اب :-مع أىل اغبرب، ككتابة الشركط ح

فقاؿ : "زاد األكزاعي عن الزىرم. أم فليس عليك منهم عقاب فيما صنعت أنا" قد كاهلل أكب اهلل بذمتك: "قولو)ين إف قدمت عليهم فتنوين عن ديب ففعلت ما فعلت كليس بيب كبينهم عهد كال يا رسوؿ اهلل عرفت أ: أبو بصب

ىػ.أ( عقد

كفيو أف للمسلم الذم هبيء من دار اغبرب ب زمن اؽبدنة قتل من جاء ب طلب رده إذا شرط ؽبم بذلك، ألف " ". دية كاهلل أعلمالنيب صلى اهلل عليو كسلم مل ينكر على أيب بصب قتلو العامرم كال أمر فيو بقود كال

كب قصة أيب بصب من الفوائد جواز قتل اؼبشرؾ اؼبعتدم غيلة، كال يعد ما كقع من أيب بصب غدرنا ألنو مل يكن "كفيو أف . كمل ينكر النيب قولو ذلك" ،"من صبلة من دخل ب اؼبعاقدة الب بب النيب صلى اهلل عليو كسلم كبب قريش

".يكن عليو قود كال دية من فعل مثل فعل أيب بصب مل

Page 64: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

64 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

فدؿ ذلك على أف ظن الكافر أنو ب أماف كتسليمو سالحو لو ب يده كىو ينمن جانبو أف كل ذلك ليس أماننا كال ا .عهدن

باب ىل لألسب أف يقتل أك ىبدع الذين أسركه حب ينجو من -كيقوؿ ب فتح البارم كتاب اعبهاد كالسب كىي من مسائل اػبالؼ " -" يشب بذلك إىل قصة أيب بصب: "ى اهلل عليو كسلمالكفرة؟ فيو اؼبسور عن النيب صل

ال هبوز أف يهرب : إف ائتمنوه يف ؽبم بالعهد، حب قاؿ مالك: أيضنا، كؽبذا مل يبت اغبكم فيها، قاؿ اعبمهورإعطاؤه العهد على :لو خرج الكافر ليفادم بو فلو أف يقتلو كقاؿ أبو حنيفة كالطربم: كخالفو أشهب فقاؿ. منهم

هبوز أف يهرب من أيديهم كال هبوز أف ينخذ من أمواؽبم، : كقاؿ الشافعية. ذلك باطل، كهبوز لو أف ال يفي ؽبم بوكإف مل يكن عهد جاز لو أف يتخلص منهم بكل طريق كلو بالقتل كأخذ اؼباؿ كربريق الدار كغب ذلك، : قالوا

ينو كبب من تسلمو لبده على اؼبشركب عهد، كؽبذا تعرض للقتل فقتل كليس ب قصة أيب بصب تصريح بننو كاف ب ".أحد الرجلب كانفلت اآلخر، كمل ينكر عليو النيب صلى اهلل عليو كسلم

:حػ صػ كذكر ب فتح البارم كتاب اؼبغازم باب قتل كعب بن األشرؼ جػ

".د قائلو إىل حقيقتوكفيو جواز الكالـ الذم وبتاج إليو ب اغبرب كلو مل يقص"

كال يعترب إال األماف الصحيح اؼبفصح، فدؿ ذلك على أف كل ما مل يكن أماننا صحيحنا صروبنا كاضحنا ال : قلتكاؼبعارض ،كالذىاب للمؤسبرات كاالجتماعات ،كالسياحة ،كالتجارة ،كاإلجارة ،اإلذف بالدخوؿ كالعمل: مثل ،يعترب

.ة كغبىاكسفر الفرؽ الرياضي ،كاؼبهرجانات

.كل ذلك ال يعترب أماننا ما مل يكن معو أماف صحيح صريح مفصح كاضح

ما يصدؽ فيو اؼبسلم ب دار اغبرب كما ال : باب صػ يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب جػ :يصدؽ بو

ذه امرأب تزكجتها ب دار ى: كلو أف اؼبسلم أك الذمي كجد اؼبسلموف معو امرأة ب دار اغبرب فسنلوه عنها فقاؿ")اغبرب، كصدقتو اؼبرأة ب ذلك فهي امرأتو، كاؼبرأة بء صدقتو على النكاح أك كذبتو، كال يكوف تزكهبو إياىا أماننا

(".ؽبا

:-كب صػ

Page 65: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

65 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

("كلو أف رجالن من اؼبسلمب أخذ ب دار اغبرب، كمعو بقر كغنم كرمك يسوقها قـو")

ىؤالء الذين يسوقوف السائمة قـو من أىل اغبرب استنجرهتم ليسوقوىا، كىي كلها يل : كلو قاؿ اؼبسلم اؼبعركؼ")كصدقو بذلك الذين معهم، كال يعرؼ أف ذلك ب يده إال بقوؽبم فجميع البقر كالغنم بء، كال يصدؽ على شيء

ح ؽبم باألماف ب دار ؛ ألف األجراء ال يصبكف آمنب بعقد اإلجارة، ألف األماف ال يثبت ؽبم كلو صر (من ذلك ".اغبرب، فبعقد اإلجارة أكىل ال يثبت ؽبم األماف، فإذا مل يثبت ؽبم األماف صاركا فيئنا للمسلمب

فلم يعترب رضبو اهلل الزكاج كال عقد اإلجارة كالعمل مع اؼبسلم أماننا، كقد يكوف مل يعتربه أماننا ألنو عقد ب : قلتكن ما يهم ىو عدـ اعتباره العتقاد الزكجة كاألجراء أهنم آمنوف طاؼبا مل يكن دار اغبرب كال منعة للمسلم، كل

.ىناؾ أماف كاضح صريح

Page 66: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

66 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:اثنا عشر

قصد التجارة ال يفيد األماف، كالتنمب العاـ عبميع التجار ال يصح إال من اإلماـ، كالتاجر اغبريب الذم يدخل ـ النوكم ب ركضة الطالبب كتاب السب الباب الثالث ب ترؾ القتل باألماف يقوؿ اإلما. بغب أماف ال يرد ؼبنمنو

:صػ جػ

كقصد التجارة ال يفيد األماف، كلكن لو رأل اإلماـ مصلحة من دخوؿ التجار، فقاؿ من دخل تاجرنا فهو آمن، "ماف، فال أثر لظنو كيغتاؿ ظننت أف قصد التجارة يفيد األ: جاز، كمثل ىذا األماف ال يصح من اآلحاد، كلو قاؿ

".إذ ال مستند لو

ككذلك فعل الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم ب اإلغارة على ذبارة قريش كما كقع ب غزكة بدر، كذا ب غزكات ىػ كاستيالئها على عب ىػ، كغزكة بواط، كغزكة ذم العشبة، كسرية زيد بن حارثة سنة األبواء أك كداف سنة

.ردة بنرض قبد كغبىا من السراياقريش عند ماء ق

ككذلك كاف فعل الصحابة ب قتل كعب بن األشرؼ حيث دخلوا على ىيئة التجارة ليقبضوا منو كالقرض أحد .أنوع اؼبعامالت التجارية

حي : من أنتم؟ فقالوا: ككذلك قتل ابن أيب اغبقيق ب أحد ركاياتو أهنم قرعوا الباب فخرجت ؽبم امرأتو، فقالت .العرب نريد اؼببةمن

فدؿ ذلك على أف دخوؿ دار اغبرب أك دار اإلسالـ بغرض التجارة ال يعب أماننا ما مل يكن ىناؾ أماف عاـ من .أك يكوف ىناؾ أماف صحيح صريح للتاجر مستقل عن التجارة ،كىو غب موجود ب زماننا ،إماـ اؼبسلمب

Page 67: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

67 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:ثالث عشر

األماف للكافر كقبولو لو كعدـ رده، كال يثبت األماف أيضنا إذا مل يؤمن الكافر لثبوت األماف ال بد من بلوغ .اؼبسلم

:صػ يقوؿ اإلماـ النوكم ب ركضة الطالبب كتاب السب الباب الثالث ب ترؾ القتاؿ كالقتل باألماف جػ

أماف، فلو بدر مسلم فقتلو، جاز، كإذا فنما الكافر اؼبؤمن فال بد من علمو كبلوغ األماف إليو، فإف مل يبلغو، فال"خاطبو باألماف أك بلغو اػبرب فرده بطل كإف قبل، أك كاف قد استجار من قبل، ب األماف، كال يشبط قبولو لفظنا، بل تكفي اإلشارة كاألمارة اؼبشعرة بالقبوؿ، فإف كاف ب القتاؿ، فينبغي أف يبؾ القتاؿ، فلو سكت، فلم يقبل كمل

: فيو تردد، كالظاىر اشباط قبولو، كبو قطع الغزايل، كاكتفى البغوم بالسكوت، كلو قاؿ الكافر: اإلماـ يرد، قاؿىو رد لألماف، ألف األماف ال يثبت من أحد الطرفب دكف : قبلت أمانك، كلست أؤمنك فخذ حذرؾ، قاؿ اإلماـ

".اآلخر، كيصح تعليق األماف باألعذار

:ما يكوف أماننا كما ال يكوف: باب صػ إلماـ السرخسي جػكجاء ب شرح السب الكبب ل

أنتم آمنوف، ككاف نداؤه إياىم ب : كإذا حاصر اؼبسلموف حصننا ب دار اغبرب، فناداىم رجل من اؼبسلمب فقاؿ"؛ ألف اؼبقصود من الكالـ إظباع اؼبخاطىب، فإذا علم أهنم ال يسمعوف (موضع ال يسمعوف ذلك فليس بنماف

".مو كاف الغينا ب كالمو ال معطينا األماف ؽبمكال

فدؿ ذلك على أف كل ما ييدعى ب زماننا أنو أماف فهو ليس بنماف صحيح فصاحبو مل ييعرض عليو أماف كاضح صريح كمل يقبلو بقبوؿ ظاىر كاضح كمل يعط أماننا للمسلمب، فلو سيئل أم من السياح أك اؼبوظفب أك غبىم فبن

ىل معك أماف؟ لتعجبى من ذلك ألنو مل يدر خبلده ىذا أصالن : دار اغبرب إىل دار اإلسالـ أك العكسينتقل من بل إف بعضهم ينب ليطارد اؼبسلمب كيقبض عليهم كيقتلهم بدعول ،كبالتايل مل يقبلو كمل يعط أماننا للطرؼ اآلخر

أصبح ؽبا مقار كإدارات ب بالد اؼبسلمب مثل مكافحة اإلرىاب كىو يعمل مع األجهزة األمنية اؼبختلفة كالب .اؼبباحث الفيدرالية األمريكية كغبىا، فكيف يبكن أف يدعى أف ىناؾ أماف يدخل دبوجبو أمثاؿ ىؤالء كغبىم

Page 68: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

68 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:رابع عشر

كىإف }: من نكث عهده كطعن ب الدين من أئمة الكفر الذين ال عهد كال أيباف ؽبم كما قاؿ اهلل سبحانو كتعاىلثيوا أىيبىانػىهيم من بػىعد عىهدىم كىطىعىنيوا ب دينكيم فػىقىاتليوا أىئمةى الكيفر إنػهيم الى أىيبى { افى ؽبىيم لىعىلهيم يىنتػىهيوفى نكى

[.:التوبة]

ثيوا أىيبىانػىهيم من }: يةقاؿ الشيخ السعدم ب تيسب الكرن الرضبن ب تفسب كالـ اؼبناف ب تفسب ىذه اآل كىإف نكىعابوه، : أم{ كىطىعىنيوا ب دينكيم } ،أك أعانوا على قتالكم أك نقصوكم ،نقضوىا كحلوىا: أم{ بػىعد عىهدىم

: ، أم{ر فػىقىاتليوا أىئمةى الكيف } ،كسخركا منو، كيدخل ب ىذا صبيع أنواع الطعن اؼبوجهة إىل الدين، أك إىل القرآفالقادة فيو، الرؤساء الطاعنب ب دين الرضبن، الناصرين لدين الشيطاف، كخصهم بالذكر لعظم جنايتهم، كألف

: أم{ إنػهيم الى أىيبىافى ؽبىيم } ،غبىم تبع، كليدؿ على أف من طعن ب الدين، كتصدل للرد عليو فإنو من أئمة الكفر ".وفاء ا، بل ال يزالوف خائنب، ناكثب للعهد، ال يوثق منهمال عهود كال مواثيق يالزموف على ال

:/قاؿ اعبصاص ب أحكاـ القرآف

".فيو داللة على أف أىل العهد مب خالفوا شيئنا فبا عوىدكا عليو، كطعنوا ب ديننا فقد نقضوا العهد"

:كيقوؿ ؿبمد السعيد النحاس ب جيوش غب اؼبسلمب صػ

ثيوا أىيبىانػىهيم من بػىعد عىهدىم كىطىعىنيوا ب دينكيم فػىقىاتليوا أىئمةى الكيفر إنػهيم الى }: كتعاىل كقولو سبحانو" أىيبىافى كىإف نكى [:التوبة]{ ؽبىيم لىعىلهيم يىنتػىهيوفى

إنو إماـ ب الكفر كينتقض عهده، فمن نكث العهد أك طعن ب اإلسالـ أك سب الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم، ف"كاإلماـ ب الكفر ىو الذم ،أم ال عهود ؽبم{ فػىقىاتليوا أىئمةى الكيفر إنػهيم الى أىيبىافى ؽبىيم }: لقولو سبحانو كتعاىل

".يطعن ب اإلسالـ كيدعو إىل كفره كييتبع من البعض

:-ػيقوؿ شيخ اإلسالـ ابن تيمية ب الصاـر اؼبسلوؿ ص

Page 69: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

69 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ثيوا أىيبىانػىهيم من بػىعد عىهدىم كىطىعىنيوا ب دينكيم فػىقىاتليوا أىئمةى الكيفر إنػهيم الى }: قولو سبحانو" أىيبىافى ؽبىيم لىعىلهيم كىإف نكىصمعي كغبىم عن أيب عمرك كقد قرأ ابن عامر، كاغبسن كعطاء، كالضحاؾ، كاأل[ :التوبة]اآليات { يىنتػىهيوفى

.بكسر اؽبمزة كىي قراءة مشهورة{ الى إيبىافى ؽبىيم }

.كىذه اآلية تدؿ على أنو ال يعصم دـ الطاعن إيباف كال يبب ثانية

بل ال كفاء باأليباف، كمعلـو أنو إمبا أراد ال كفاء ب اؼبستق: أم{ الى أىيبىافى ؽبىيم }: أما على قراءة األكثرين، فإف قولوثيوا أىيبىانػىهيم}: بيمب أخرل، إذ عدـ اليمب ب اؼباضي قد ربقق بقولو فنفاد ىذا أف الناكث الطاعن إماـ { كىإف نكى

ا .ب الكفر ال يعقد لو عهد ثاف أبدن

قولو كأما على قراءة ابن عامر فقد علم أف اإلماـ ب الكفر ليس لو إيباف، كمل ىبرج ىذا ـبرج التعليل لقتاؽبم، ألفكأدؿ على علة اغبكم، { الى أىيبىافى ؽبىيم }: أبلغ ب انتفاء اإليباف عنهم من قولو تعاىل{ فػىقىاتليوا أىئمةى الكيفر }: تعاىل

أف يكوف اؼبقصود من الناكث الطاعن إماـ ب الكفر ال يوثق دبا يظهره من اإليباف، كما -كاهلل أعلم-كلكن يشبو الب تنفي اعبنس فتقتضي نفي " بػال"نكرة منفية { الى إيبىافى }: ده من األيباف، ألف قولو تعاىلمل يوثق دبا كاف عقككل إماـ ب الكفر ال إيباف )فثبت أف الناكث الطاعن ب الدين إماـ ب الكفر، ال إيباف لو ،اإليباف عنهم مطلقنا

.من ىؤالء فإنو هبب قتلو كإف أظهر اإليباف( لو

ل كافر ال إيباف لو ب حاؿ الكفر، فكيف بنئمة الكفر؟ فتخصيص ىؤالء بسلب اإليباف عنهم ال يؤيد ذلك أف ك .بد أف يكوف لو موجب، كال موجب لو إال نفيو مطلقنا عنهم

".كاؼبعب أف ىؤالء ال يرذبى إيباهنم فال يستبقوف، كأهنم لو أظهركا إيباننا مل يكن صحيحنا

فعلى ىذا تعم اآلية من نكث عهد اإليباف، كمن نكث عهد األيباف أنو إذا ،كقد تقدـ أف األيباف من العهود"طعن ب الدين قوتل، كأنو ال إيباف لو حينئذ فتكوف دالة على أف الطاعن ب الدين بسب الرسوؿ ككبوه من

.اؼبسلمب كأىل الذمة ال إيباف لو كال يبب لو، فال وبقن دمو بشيء بعد ذلك

أم ال أماف مصدر آمنت الرجل أؤمنو إيباننا، ضد أخفتو، كما قاؿ { الى أىيبىافى ؽبىيم }: و تعاىلقد قيل قول: فإف قيلا فهو حجة أيضنا، ألنو مل يقصد ال : قيل[ :قريش]{ كىآمىنػىهيم من خىوؼو }: تعاىل إف كاف ىذا القوؿ صحيحن

ال أماف ؽبم حباؿ ب الزماف اغباضر كاؼبستقبل، أماف ؽبم ب اغباؿ فقط، للعلم بنهنم قد نقضوا العهد، كإمبا يقصد ".كحينئذ فال هبوز أف يؤمن ىذا حباؿ، بل يقتل بكل حاؿ

Page 70: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

71 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

أف ينكث يبينو بعد عهده كيطعن ب ديننا، فنمر بقتالو، كبب أنو ليس لو أيباف كال إيباف، كاؼبقصود : اغبالة الثالثةا مع الكفر، كمل يكن قتالو جائزنا، من قتالو أف ينتهي عن النقض كالطعن، ال عن الكفر فقط، ألنو قد كاف معاىدن

انتهاؤه عن ما يضر بو : فعلم أف االنتهاء من مثل ىذا عن الكفر ليس ىو اؼبقصود بقتالو، كإمبا اؼبقصود بقتالوعة قتاالن اؼبسلمب من نقض العهد كالطعن ب الدين، كذلك ال وبصل إال بقتل الواحد اؼبمكن، كقتاؿ الطائفة اؼبمتن

".يعذبوف بو كىبزكف كينصر اؼبؤمنب عليهم، إذ زبصيص التوبة حباؿ دليل على انتفائها ب اغباؿ األخرل

كقد سبق أف نقلنا كالـ شيخ اإلسالـ بعدـ اعتبار ظنهم أهنم ب أماف شبهة أماف ؽبم كىو يتكلم عن الصغار ب [.:التوبة]آية

:كنعيده ىنا ألنبيتو

:-سالـ ب الصاـر اؼبسلوؿ صػيقوؿ شيخ اإل

كال ىبفى على اؼبتنمل أف إظهار السب كالشتم لدين األمة الب بو اكتسبت شرؼ الدنيا كاآلخرة ليس فعل راضو "بالذؿ كاؽبواف، كىذا ظاىر ال خفاء بو، كإذا كاف قتاؽبم كاجبنا علينا إال أف يكونوا صاغرين، كليسوا بصاغرين، كاف

كأيضنا، فإنا إذا كنا منمورين أف نقاتلهم . بو، ككل من أمرنا بقتالو من الكفار فإنو يقتل إذا قدرنا عليوالقتاؿ منمورنا ا فيبقوف على اإلباحة ا فاسدن كال . إىل ىذه الغاية مل هبز أف نعقد ؽبم عقد الذمة بدكهنا، كلو عقد ؽبم كاف عقدن

ة أماف، كشبهة األماف كحقيقتو، فإف من تكلم بكالـ فهم وبسبوف أهنم معاىدكف، فتصب ؽبم شبه[: فيهم]يقاؿ ال ىبفى عليهم أنا مل نرض بنف يكونوا : وبسبو الكافر أماننا كاف ب حقو أماننا كإف مل يقصده اؼبسلم؛ ألننا نقوؿ

م ربت أيدينا مع إظهار شتم ديننا كسب نبينا، كىم يدركف أنا ال نعاىد ذميا على مثل ىذه اغباؿ؛ فدعواىم أهندعول -مع اشباطنا عليهم بنف يكونوا صاغرين ذبرم عليهم أحكاـ اؼبلة-اعتقدكا أنا عاىدناىم على مثل ىذا

.كاذبة، فال يلتفت إليها

كأيضنا فإف الذين عاىدكىم أكؿ مرة ىم أصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم مثل عمر، كقد علمنا أنو يبتنع ا خالؼ ما أمر اهلل بو ب كتابو، كأيضنا فإنا سنذكر شركط عمر رضي اهلل عنو، كأهنا تضمنت أف أف نعاىدىم عهدن

.من أظهر الطعن ب ديننا حل دمو كمالو

Page 71: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

71 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كىيفى يىكيوفي للميشركبى عىهده عندى اللو كىعندى رىسيولو إال الذينى }: قولو تعاىل: اؼبوضع الثاين: الدليل الثاين من القرآفثيوا أىيبىانػىهيم من بػىعد عىهدىم كىطىعىنيوا ب دينكيم فػىقىاتليوا أىئمةى الكيفر }: إىل قولو{ عندى المىسجد اغبىرىاـ عىاىىدب كىإف نكى

[. -:التوبة]{ إنػهيم الى أىيبىافى ؽبىيم لىعىلهيم يىنتػىهيوفى

فبن كاف النيب صلى اهلل عليو كسلم قد عاىدىم، إال قومنا ذكرىم، فإنو جعل نفى سبحانو أف يكوف ؼبشرؾ عهدا ما داموا مستقيمب لنا، فعلم أف العهد ال يبقى للمشرؾ إال ما داـ مستقيمنا، كمعلـو أف ؾباىرتنا ؽبم عهدن

ا باحملاربة ب العهد، بل ذلك بالشتيمة كالوقيعة ب ربنا كنبينا كديننا ككتابنا يقدح ب االستقامة، كما تقدح ؾباىرتنأشد علينا إف كنا مؤمنب، فإنو هبب علينا أف نبذؿ دماءنا كأموالنا حب تكوف كلمة اهلل ىي العليا، كال هبهر ب ديارنا بشيء من أذل اهلل كرسولو، فإذا مل يكونوا مستقيمب لنا بالقدح ب أىوف األمرين كيف يكونوف مستقيمب

".ا؟مع القدح ب أعظمهم

أف الذمي إذا سب الرسوؿ أك سب اهلل أك عاب اإلسالـ عالنية فقد نكث يبينو كطعن ب ديننا؛ ألنو ال خالؼ "بب اؼبسلمب أنو يعاقب على ذلك كيؤدب عليو، فعلم أنو مل يعاىد عليو؛ ألنا لو عاىدناه عليو ب فعلو مل ذبز

عن ب ديننا ب طعن ب ديننا فقد نكث ب يبينو من بعد عهده عقوبتو عليو، كإذا كنا قد عاىدناه على أف ال يط ".كطعن ب ديننا، فيجب قتلو بنص اآلية، كىذه داللة قوية حسنة

كب زماننا اؼبعاصر أصبح الطعن ب الدين ضبلة ـبططة كىجمات تلو ىجمات؛ فمن اآليات الشيطانية إىل : قلتجابت اغبملة دكؿ أكركبا ،(فتنة)إىل فيلم ،إىل ىجـو بابا الفاتيكاف ،الرسـو اؼبسيئة للرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم

ضبلة مستمرة ال تتوقف كيتم ضباية رموزىا ككضع اغبراسات ،من إقبلبا إىل الدمبارؾ إىل أؼبانيا ب ىولندا كإيطاليا .ف األطلسيعليهم كيرفض تقدن اعتذار عن أم إساءة منها كيشبؾ كيتضامن فيها االرباد األكركيب كحل

ا صادرنا من جهة ؽبا صالحية إعطاء األماف فإنو يكوف قد نيقض بفعل فلو افبضنا أف ألم من ىؤالء أماننا صحيحن .الطعن ب الدين كالذم يتضمن نكث العهد كما بب شيخ اإلسالـ ابن تيمية

كليسوا ،ي الدـ كاغباؿفيصبحوف ىم كدكؽبم الب سبنعهم كربميهم كمن يدخل معهم ب أحالؼ كأحزاب مباح .كالكافر اغبريب األصلي اؼبباح الدـ كاؼباؿ بل ىم أشد كقتاؽبم أكجب كاهلل تعاىل أعلم

Page 72: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

72 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:خامس عشر

كلكن يكوف فبن يواجههم ب اؼبعركة ؼبا لو من قدرة كقوة ،األماف ال يكوف جزافنا فيؤمن الواحد عمـو الكفاركىذا الفرد يعطي األماف آلحاد ،عليهم، كيكوف من الفرد باعبماعة فبن لو منعة باعبماعة كيسعى لصاأ صباعتو

.الكفار، أما األماف العاـ فيعطى من اإلماـ أك أمب اعبماعة

كيتكلم عن األماف صػ ما يكوف أماننا كما ال يكوف جػ يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب باب :الذم ال يبلغ الكفار فيقوؿ

كلو كاف ىذا أماننا لكاف الواحد من اؼبسلمب ب ىذه البلدة يؤمن الرـك كالبؾ كاؽبند فال يسع للمسلمب قتاؽبم " ".حب ينبذكا إليهم فكل كاحد يعرؼ أف ىذا ليس بشيء

:صػ ب ترؾ القتاؿ كالقتل باألماف جػ: م ب ركضة الطالبب كتاب السب الباب الثالثكيقوؿ اإلماـ النوك

".ينقسم إىل عاـ؛ كىو ما تعلق بنىل إقليم أك بلد، كىو عقد اؽبدنة، كىبتص باإلماـ ككالتو"

".كبلدإمبا هبوز آلحاد اؼبسلمب أماف كافر، أك كفار ؿبصورين كعشرة كمائة، كال هبوز أماف ناحية "

:صػ الباب الثاين ب عقد الذمة جػ -كيقوؿ رضبو اهلل ب ركضة الطالبب كتاب عقد اعبزية كاؽبدنة

:شركطها كىي أربعة"

، كهبوز لوايل : األكؿ أف يتواله اإلماـ أك نائبو فيو، ىذا ب مهادنة الكفار مطلقنا، أك أىل إقليم، كاؽبند كالرـك .ية أك بلدة ب إقليمو للمصلحة، ككننو منذكف فيو بتفويض مصلحة اإلقليم إليواإلقليم اؼبهادنة مع أىل قر

كلو عقد اؽبدنة كاحد من الرعية، فدخل قـو فبن ىادهنم دار اإلسالـ فلم يقركا، لكن يلحقوف دبنمنهم، ألهنم ".دخلوا على اعتقاد أمانو

:-صػ كيقوؿ ابن قدامة ب اؼبغب كتاب اعبهاد جػ

؛ ألف كاليتو عامة على اؼبسلمب، كيصح أماف األمب ؼبن (كيصح أماف اإلماـ عبميع الكفار كآحادىم: لفص")أقيم بإزائو من اؼبشركب، فنما ب حق غبىم فهو كآحاد اؼبسلمب؛ ألف كاليتو على قتاؿ أكلئك دكف غبىم،

Page 73: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

73 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

الصغب، ألف عمر رضي اهلل عنو أجاز أماف كيصح أماف آحاد اؼبسلمب للواحد كالعشرة كالقافلة الصغبة كاغبصن العبد ألىل اغبصن الذم ذكرنا حديثو كال يصح أمانو ألىل بلد كرستاؽ كصبع كثب ألف ذلك يفضي إىل تعطيل

".اعبهاد كاالفتيات على اإلماـ

نو عقد مع صبلة ؛ أل(كال هبوز عقد اؽبدنة كال الذمة إال من اإلماـ أك نائبو: فصل: ")كيقوؿ رضبو اهلل ب صػالكفار كليس ذلك لغبه، كألنو يتعلق بنظر اإلماـ كما يراه من اؼبصلحة على ما قدمناه، ألف ذبويزه من غب اإلماـ يتضمن تعطيل اعبهاد بالكلية أك إىل تلك الناحية، كفيو افتيات على اإلماـ فإف ىادهنم غب اإلماـ أك نائبو مل

(".يصح

نة مع اؼبسلمب كأف اؼبسلم اؼبوجود ب دار اغبرب ال يلزمو ىذا األماف ألنو خارج منعة كعندما يذكر من ىم ب ىد ...اإلماـ

".إمبا أمناىم فبن ىو ب دار اإلسالـ الذين ىم ب قبضة اإلماـ: "فيقوؿ ب صػ

اف الذم يعطى جزافنا كب زماننا اغبايل الذم ال إماـ فيو للمسلمب كال أمراء من قبلو على البلداف يتضح أف األمليس لطائفة من الكفار أك ناحية فحسب بل لعمـو الكفار جزافنا كما ب ميثاؽ األمم اؼبتحدة كغبىا من اؼبعاىدات كاؼبواثيق الدكلية كالب تقـو على عدـ االعتداء كسيادة كل دكلة على أراضيها فبا يعب إيقاؼ جهاد

وبتلوف بالد اؼبسلمب اآلف كالب تعبؼ م األمم اؼبتحدة كدكؿ مستقلة الطلب سبامنا كجهاد الدفع للكفار الذين كمع التغاضي عن كوهنم يبثلوف أنظمة علمانية كمع التنزؿ كاعتبارىم أفرادنا -ذات سيادة، كيقـو بإعطائو أفراد

اهنم ىذا باطل كال كأم ،فال وبق ؽبم إعطاء األماف جزافنا كلعمـو الكفار أك لطوائف كببة منهم-مسلمب عاديبا من اؼبسلمب غبىم كنفراد .يصح كال يلـز أحدن

باب : ")صػ يقوؿ اإلماـ مشس الدين بن قدامة اؼبقدسي ب الشرح الكبب كتاب اعبزية باب عقد الذمة جػألف ذلك يتعلق كال هبوز عقد الذمة إال من اإلماـ أك نائبو، كذا قاؿ الشافعي كال نعلم فيو خالفنا، (: عقد الذمة

ىػ.أ" بنظر اإلماـ كما يراه من اؼبصلحة، كألنو عقد مؤبد فلم هبز أف يفتات بو على اإلماـ

Page 74: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

74 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:سادس عشر

كال تعب ب الواقع " فيزا -تصريح الدخوؿ "التنشبة ليست بنماف كال تتعدل كوهنا إذننا بالدخوؿ كىي تسمى ككذا كل ما يندرج ربتها من تصاريح للدخوؿ للعمل أك لإلقامة أك العملي أك ب التعريف القانوين أكثر من ذلك،

للتعليم كخالفو ما مل يكن مصحوبنا بنماف صحيح صريح كاضح بالقوؿ أك باإلشارة أك الكتابة الواضحة الصروبة :كلبياف ذلك نفصلو ب النقاط التالية ،اؼبفصحة، ال يعترب أماننا، كما ثبت باألدلة الصحيحة

ألماف يتضمن أف يكوف اؼبؤمن معصـو الدـ كاؼباؿ من قبىل مىن أعطاه األماف كفبن ىم لو تبع؛ فيحفظ تعريف ا*من القتل كالقطع كاألسر كاالسبقاؽ كأخذ اؼباؿ ما مل ينت بفعل بعد األماف يستوجب ذلك، أما ما أعطي عليو

ئد من الكفار قد قتل من اؼبسلمب ب أعطي األماف فاألماف يستلـز عدـ ؿباسبتو على ما ىو عليو، فإذا كاف قااألماف فاألماف هبىيب ما قبلو كال وباسب على ما اقبفت يداه مثل موقف اؽبرمزاف مع عمر بن اػبطاب، كإال مل

. يصبح لألماف معب

األماف التزاـ الكف عن: "باب األماف صػ يقوؿ اإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين ب السب الكبب جػ ".التعرض ؽبم بالقتل كالسيب كالقتل حقا هلل تعاىل كاهلل ال يعزب عنو مثقاؿ ذرة كال ىبفى عليو خافية

: ب ترؾ القتاؿ كالقتل باألماف صػ: الباب الثالث -كتاب السب كيقوؿ اإلماـ النوكم ب ركضة الطالبب جػ ."إذا انعقد األماف صار اؼبؤمن معصومنا عن القتل كالسيب"

التنشبة حسب التعريف القانوين ؽبا من جانب من يصدرىا أهنا ؾبرد تصريح بالدخوؿ كال تعب أم شيء فوؽ .ذلك

كمن الناحية العملية ال سبنع التنشبة حاملها من احملاسبة على أم فعل اقبفو قبل حصولو عليها كال ربميو من بل أكثر من ذلك ال ربميو من احملاسبة على فكره كاعتقاده، ،القتل كاألسر كال ربمي مالو من اؼبصادرة أك الغرامة

فلو دخل مسلم بتنشبة لدكلة من دكؿ الكفر ب بدا ؽبم ؿباسبتو على ما يعتقد من كجوب اعبهاد ب اإلسالـ .كدعوتو إىل ذلك مل ربمو التنشبة من ذلك

!قبض عليو كتوقيع العقوبة عليوبل أكثر من ذلك قد يستخدموف التنشبة الستدراج الشخص اؼبطلوب كال

Page 75: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

75 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

فلو كانت ىذه التنشبة أماننا مل يصح ذلك، كىذا األمر حدث ب بالد الكفار كما حدث ب قضية الشيخ اؼبؤيد الب قامت سلطات األمن ب أؼبانيا باستدراجو إىل ىناؾ كإعطائو تنشبة من السفارة األؼبانية للقبض عليو كسجنو

كلكن ؿبامي الشيخ اؼبؤيد ال يبكن أف يدافع أماـ القاضي ب أؼبانيا ،ة أماننا مل يصح ذلكىناؾ، فلو كانت التنشب .أف الشيخ قد حصل على تنشبة؛ ألف اعبميع يعرؼ أف التنشبة ليست إال تصروبنا بالدخوؿ كال تعب أماننا

. كغبه كقد حصلوا على تنشبات" اؼبرم"ككذا من قبض عليهم ب أمريكا من

لك األسرة اؼبوريتانية اؼبسلمة الب ربمل اعبنسية األسبانية كالب سافرت إىل موريتانيا كزكجت ابنتها من ابن ككذب ،كدبوجب عقد الزكاج حصل الزكج على تنشبة لدخوؿ أسبانيا كزكج البنة عمو ،عمها الذم يكربىا ب السن

السجن ؼبدد طويلة بتهمة اغتصاب طفلة دبوجب ب أسبانيا ب القبض على الوالدين كالزكج كاغبكم عليهم بالقانوف األسباين رغم أهنا امرأة بالغة، فلو كانت التنشبة الب حصل عليها الزكج أماننا ؼبا سبت ؿباكمتو كمعاقبتو،

كلكن اعبميع يعلم كمتنكد أف التنشبة ،كحب لو كانت أماننا أك شبهة أماف لقاـ باالحتجاج بذلك ىو أك ؿباميو !كلو احتج أحد بذلك لكاف مثار سخرية من اعبميع ،ليست أماننا كال شبهة أماف

ب ،فقد قاموا باستدراج خصـو ؽبم كأدخلوىم بتنشبات ،ككذا ب بالد اؼبسلمب الب ربكمها األنظمة العلمانيةذه الدكؿ تلك قبضوا عليهم كحاكموىم بتهمة التجسس كالفساد كغبىا كعاقبوىم بالسجن كالقتل، كتركم ى

.القصص كتتباىى كتتفاخر بذلك فبا يدؿ على عدـ اعتبارىم أف التنشبة أماف

فاعبهات الب تصدر التنشبات ب بالد الكفار كب بالد اؼبسلمب دبوجب كاقعها العملي ال يوجد عندىا أدىن التنشبة على أهنا تصريح دخوؿ ككذا ينص التعريف القانوين الذم أصدرتو لتعريف ،احتماؿ كوف التنشبة أماننا

.فقط ال وبتوم كال يضمن أم أماف غباملها

يثب البعض شبهة أف من يدخل بالد الكفار بتنشبة ال يتعرضوف لو ب نفسو كمالو كإذا كقع عليو اعتداء فإهنم .يردكف إليو حقو

قة أهنم يتعرضوف لو كقد يقتلونو أك فكما كضحنا ب النقطة الساب ،كالرد على ىذه الشبهة ب غاية الوضوح كاليسريسجنونو كينخذكف مالو بسبب عقيدتو كجهاده إذا كاف قد قاـ بفعل ىبالف نظامهم الوضعي حب قبل حصولو

فلو دخل ،ب إف اغبماية الب يتكلموف عنها إمبا ىي بسبب قوانينهم كليست بسبب التنشبة ،على التنشبةكإذا اعتدل عليو شخص ، شرعية كما يسموهنا فهم كذلك ال يقتلونوشخص بدكف تنشبة تسلالن جرة غب

Page 76: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

76 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

يعطونو حقو دبوجب قوانينهم، كالفرؽ الوحيد ىو أنو بعد استالـ حقو قد يقوموف بإبعاده خارج البالد كترحيلو كقد ،حالة االعتداء يبكونو يطلب اللجوء، فيتضح من ذلك أف التنشبة ال عالقة ؽبا بعدـ االعتداء أك بإعطاء اغبق ب

.كأف ذلك لكل من يتواجد ب بالدىم دبوجب قوانينهم

فلذلك فإف بياف تعريف التنشبة دبوجب مرجعيات من ،العلم بالواقع ضركرم للحكم على اؼبسنلة كالفتول فيهاعلى يصدركهنا، كمعرفة تطبيقهم العملي لذلك ب الوقت اغباضر جزء أساسي ال بد من اإلحاطة بو قبل اغبكم

التنشبة ىل ىي أماف أـ ال، كخاصة أف اإلذف بالدخوؿ كالتصريح بو ب الزمن اؼبعاصر ىبتلف عنو ب األزماف ،كمل يعد األماف شائع االستعماؿ كما كاف ب اؼباضي، كظهرت أنظمة دكلية مثل األمم اؼبتحدة كقوانينها ،السابقة

د يسبب االلتباس، كقد أشكل أمر التنشبة على عدد من أىل فبا ق ،كمل يعد للمسلمب دكلة كال كياف كال خليفةكالشيخ ؿبمد السعيد النحاس، كلكن مع الرجوع للواقع ،العلم الذين نظن م اػبب من أمثاؿ الشيخ ناصر الفهد

.يظهر األمر جبالء كال يعود فيو ؾباؿ لكثب حبث

كلو حدث ذلك لفسد األماف ،ا سبق أف بينااألماف ال يصلح معو اغببس كالقطع كالقتل كأخذ األمواؿ كم .كبطل عقده

ما يكوف أماننا فبن يدخل دار اغبرب كاألسرل كما : باب صػ يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب جػ :ال يكوف أماننا

قتل أىل اغبرب أال ترل أف اؼبستنمنب لو غدر م ملك أىل اغبرب فنخذ أمواؽبم كحبسهم، ب انفلتوا، حل ؽبم "ككذلك لو فعل ذلك م رجل بنمر ملكو أك بعلمو كمل : )كأخذ أمواؽبم، باعتبار أف ذلك نقض للعهد من ملكهم

(".يبنعو من ذلك فإف السفيو إذا مل يػينوى منمور

نة إال أف تظهر اػبيا")باب األماف : -صػ كيقوؿ اإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين ب السب الكبب جػا ب فعلوا ذلك، فحينئذ يكوف ىذا منهم نقضنا للعهد، فال منهم بنف يكونوا التزموا أف ال يقتلوا كال ينسركا منا أحدنبنس بنف نقتل أسراىم كأف ننسرىم كما كاف لنا ذلك قبل العهد، أال ترل أف أىل مكة ؼبا صاركا ناقضب للعهد

رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم كيف قصدىم رسوؿ اهلل صلى اهلل ؼبساعدة بب بكر على بب خزاعة ككانوا حلفاء فإف فعل ذلك منهم ،فإنو سنؿ اهلل تعاىل أف يعمي عليهم األخبار حب ينتيهم بغتة ،عليو كسلم من غب نبذ إليهم

Page 77: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

77 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

رجل كاحد مل يكن ذلك بنقض منهم لعهدىم، فإف فعل ذلك صباعتهم أك أمبىم أك كاحد منهم على كجو (".ربة كىم يعلموف بذلك فال يغبكنو، فحينئذ يكوف نقضنا للعهد منهماحملا

فعلى ىذا يكوف ما يفعلو الكفار ب ديار الكفر كالعلمانيوف ب ديار اإلسالـ فبا سبق أف ذكرنا يبطل أم أماف لف فحب لو كلكن من باب إلزاـ اغبجة للمخا ،على فرض كجوده، كسبق أف بينا أف التنشبة ليست بنماف أصالن

.كانت أماننا لكاف ىذا األماف قد نيقض دبا ذكرنا من أفعاؿ

فإذا كاف فعلهم من أخذ ماؿ كحبس اؼبستنمنب يكوف غدرنا كينقض األماف كيبيح للمؤمنب قتلهم بدكف نبذ أماف كال كيكونوا بعد فعلهم ىذا ليسوا ب ،لألماف أك إنذار كهبيز ؽبم إخفاء ذلك عنهم؛ ألف النقض من طرفهم

.شبهة أماف كيؤخذكا على غرة

فكيف بالتنشبة الب تتضمن ىذا الفعل من أخذ ماؿ اؼبستنمنب كحبسهم كال سبنع ذلك كال ربرمو كال تعلق ؽبا كيدؿ على ذلك تعريفهم للتنشبة ،حبمايتهم من ذلك كما تدؿ على ذلك األمثلة الكثبة الب ذكرنا طرفنا منها

!لك بفعلهم كىو اؼبهم، فكيف يبكن أف تكوف أماننا؟كتفسبىم العملي لذ

ما قد يتونبو البعض من االستئناس بالطرؼ اآلخر عند إعطائو التنشبة كظنو عدـ توقع اػبطر منو يكوف تغريرنافقد يكوف الطرؼ اآلخر يبارس معو نوعنا من اػبداع اعبائز مع األعداء كىذا ليس بنماف، كعلى من ،بالنفس

.لك ربمل نتائجو كتبعاتو؛ فاغبرب خدعةيغفل عن ذ

فقد قاموا باإلذف كالتصريح للكافر للدخوؿ دار اإلسالـ كما حدث مع أسب أك ،كما حدث من الصحابة .بن زاـر كاصطحابو إىل اؼبدينة كإطماعو أف يستعمل على خيرب( بشب)

غب اغبقيقية كصفتهم الصحيحة كغبىا ككذا دخوؽبم على الكفار الذين ظبحوا ؽبم بذلك بشخصياهتم اغبقيقية ك كدخوؿ ؿبمد بن مسلمة كمن معو على كعب بن األشرؼ كىو ب منعتو على أهنم ىم أنفسهم كلكن مع تغيب صفتهم، ككدخوؿ عبد اهلل بن عتيك حصن ابن أيب اغبقيق على أنو شخص آخر، كدخوؿ عبد اهلل بن أنيس

كدخوؿ ، ملك الرببر بشخصيتو اغبقيقية كبصفة كىيئة الرسوؿكذلك، كدخوؿ عبد اهلل بن الزبب على جرجب .فبكز الديلمي على األسود العنسي بشخصيتو اغبقيقية كصفة أخرل

Page 78: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

78 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كب كل ذلك مل يكن اإلذف بالدخوؿ على اؼبسلمب أك على الكفار أماننا كمل يبنع من الفتك بالكفار، كىذا يباثل كمل يكن شبهة أماف ذبعلهم يتوقفوف ب قتل اؼبشركب أك إبالغهم بالضبط التنشبة كالب ىي إذف بالدخوؿ

.منمنهم

تكوف تنشبة الدخوؿ باسم الشخص اغبقيقي كصفتو الصحيحة أك باسم غب اظبو -كاهلل تعاىل أعلم-فعلى ىذا .أك بصفة غب صفتو؛ كل ذلك ال يعترب أماننا كال شبهة أماف كال يبنع من قتل الكفار كالفتك م

بصيغة بسيطة أك ـبتصرة أك بلساف آخر أك إشارة، كبب التعبب عن ( األماف)هبب التفريق بب التعبب عن معبكلو ب ذلك بصيغة كاضحة ( األنس)أك ( اإلحساف)أك ( البشاشة)أك ( األلفة)أك ( التجارة)معب آخر مثل

كال األمافى ،لصيغة كطريقة التعبب االستئناسى أماننافاؼبهم ىو اؼبضموف كاؼبعب اؼبقصود، كال تقلب ا. كمؤكدة كجليةإنكم إذا قلتم : كال تغب اؼبعب كعلى ىذا وبمل كالـ عمر بن اػبطاب رضي اهلل عنو عبنوده بالعراؽ ،عداكةن كحربنا

.كما كرد من أمثاؿ ذلك عن السلف ،ال زبف أك مبس أك ال تذىل فهو آمن

أماننا أف ىناؾ أنواعنا أخرل من اغبصانة كاألماف تعطى بدرجات ـبتلفة مثل ما يبب بوضوح أف التنشبة ليستكىذه سبنح على جوازات سفر ،كحصانة اؼبنظمات الدكلية كاإلغاثية ،كحصانة رؤساء الدكؿ ،اغبصانة الدبلوماسية

لى أف فبا يدؿ ع ،خاصة كبتنشبات خاصة تعطي أماننا كضباية بدرجة معينة حسب ما يتم االتفاؽ عليو .التنشبات العادية ال تعطي مثل ىذا األماف كاغبصانة

كرغم ذلك فإف من وبصل على ىذه التنشبات اػباصة ال يكوف ب أماف إال من اعبهة الب أصدرت لو ىذه أما اؼبسلموف فال يكوف ب أماف منهم إال إذا كانت ؽبم دكلة ككانت تعطي ،اغبصانة من األنظمة العلمانية

.حبصانة كليست تنشبات عادية كالب ىي تصريح للدخوؿ فقطتنشبات

ما يبطل ما -كؿبصلة ما سبق أف التنشبة ليست أماننا كال شبهة أماف، كقد بينا ب النقاط السابقة منىذه كبينا ب ،كمن الشركط الب ال تتوفر فينعدـ معها األماف على فرض كجوده ،يدعى من أماف ب كقتنا اغبايل

.النقطة أف التنشبة ليست بنماف من األصل سواء توفرت الشركط أـ مل تتوفر

Page 79: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

79 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:سابع عشر

–العراؽ )على التنزؿ كاعتبار أف ىناؾ أماننا فالكفار قد نقضوا العهد باعتدائهم على بلداف اؼبسلمب من أمثاؿ كالب ...( تركستاف الشرقية -الفلبب –ف اليونا –أسبانيا )كمن أمثاؿ ...( فلسطب –الصوماؿ –أفغانستاف

كقد غزا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم مكة كاعترب قريشنا ناقضب للعهد، عندما ،استقركا فيها من مدة بعيدةكمع اػبالؼ ىل كانت ،على حلفاء الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم -كليست قريش نفسها-اعتدل حلفاء قريش

.ذلك الوقت أـ كاف ا كفار أسلمت كلها ب( خزاعة)

، -صػ كنقلنا ب النقطة السابقة قوؿ اإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين ب السب الكبب باب األماف جػ : باب اؼبوادعة -صػ كيقوؿ ب جػ

ل، كإذا كادع اإلماـ أىل اغبرب فخرج رجل من أىل تلك الدار فقطع الطريق ب دار اإلسالـ كأخاؼ السبي")فنخذه اؼبسلموف فليس ىذا بنقض منو للعهد، ككذلك العدد منهم إذا فعلوا ذلك كمل يكونوا أىل منعة فهذا كالواحد سواء، فإف كانوا أىل منعة فعلوا ذلك ب دار اإلسالـ عالنية بغب أمر من ملكهم كأىل فبلكتو فهؤالء

(".ناقضوف للعهد

س فائدة العهد إال ترؾ القتاؿ، فإذا جاىركا بالقتاؿ متقررين دبنعتهم، ألنو لي: "كيقوؿ اإلماـ السرخسي ب الشرح؛ ألهنم ما (فنما اؼبلك كأىل فبلكتو فهم على موادعتهم)كانوا ناقضب دبباشرهتم ضد ما ىو موجب للموادعة،

.باشركا بسبب نقضها كال رضوا بصنيع ىؤالء، فال يؤخذكف بذنب غبىم

؛ ألف فعلهم (م فقد نقضوا صبيعنا العهد، فال بنس بقتلهم كسبيهم حيثما كجدكاكإف كانوا خرجوا بإذف مليكه)بإذف اؼبلك كفعل اؼبلك بنفسو كأىل اؼبملكة تبع للملك ب اؼبوادعة كاؼبقاتلة النقيادىم لو كرضاىم بكونو رأسهم،

" صنع ملكهم أك مل يعلموا فإذا صار ىو ناقضنا للعهد صار أىل اؼبملكة ناقضب للعهد تبعنا لو، سواء علموا دبا...

كإذا كانت اعبماعة الب خرجت إىل القتاؿ خرجت بعلم ملكهم فلم ينههم كمل ىبرب اؼبسلمب بنمرىم فهذا "؛ ألهنم حشمو ينقادكف لو، كالسفيو إذا مل يػينوى منمور، كألنو كاف الواجب عليو حبكم اؼبوادعة منعهم (كاألكؿ سواء

Page 80: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

81 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ر اؼبسلمب بنمرىم إف مل يقدر على ذلك، فإذا ترؾ ما ىو مستحق عليو بتلك اؼبوادعة إف قدر على ذلك، أك إخبا ".كاف ذلك دبنزلة أمره إياىم بالقتاؿ

: ما يكوف أماننا كما ال يكوف على شرط يشبطو: باب صػ يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب جػماف الذم كاف لو منا، كال حكم لألماف بعد النقض ب حرمة القتل ألنو دبباشرة القتاؿ ب منمنو يصب ناقضنا لأل"

".كاالسبقاؽ

باب النفل من أسالب اػبوارج كأىل اغبرب يقاتلوف معهم صػ كيقوؿ ؿبمد بن اغبسن ب السب الكبب جػأك امتنعوا كقاتلوا اؼبسلمب، لو اجتمع قـو من اؼبستنمنب ب دار اإلسالـ فنمركا عليهم أمبنا؛ : "بنماف أك بغب أماف

فإنو يكوف ذلك نقضنا ألماهنم، خبالؼ ما إذا مل يكونوا أىل منعة ففعلوا ذلك، كحكمهم ب ذلك كحكم أىل ".الذمة

:كيقوؿ ابن رجب ب جامع العلـو كاغبكم اغبديث الرابع عشر صػ

..."اؼبعاىد إذا فعل ما يؤذم اؼبسلمب أنقض عهده "

كمب : "كتاب عقد اعبزية كاؽبدنة الباب الثاين ب عقد الذمة صػ النوكم ب ركضة الطالبب جػكيقوؿ اإلماـ صرحوا بنقض العقد، أك قاتلوا اؼبسلمب، أك آككا عيننا عليهم، أك كاتبوا أىل اغبرب، أك قتلوا مسلمنا، أك أخذكا

، أك سبوا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم، انتقض عهدىم، كال يفتقر إىل أف وبكم اغباكم بنقضو، قاؿ ماالنكاؼبضرات الب اختلف ب انتقاض عقد الذمة ا تنقض اؽبدنة بال خالؼ، ألف اؽبدنة ضعيفة غب متنكدة : اإلماـ

ببذؿ اعبزية، كإذا انتقض عهدىم جاز قصد بلدىم كتبييتهم كاإلغارة عليهم إف علموا أف ما فعلوه ناقض، ككذا إذا مل يعلموا أنو خيانة ال ينتقض : ال يقاتلوف إال بعد إنذارىم، كينبغي أف يقاؿ: على األصح، كقيلإف مل يعلموا

ىذا إذا نقض صبيعهم العهد، فإف نقضو " ... "العهد إال إذا كاف اؼبفعوؿ فبا ال يشك ب مضادتو للهدنة، كالقتاؿبل ساكنوىم كسكتوا، انتقض عهدىم أيضنا، بعضهم، نظر، إف مل ينكر اآلخركف على الناقضب بقوؿ كال فعل،

كإف أنكر بقوؿ أك فعل، بنف اعتزلوىم أك بعثوا إىل اإلماـ بننا مقيموف على العهد، مل ينتقض، ىكذا أطلقو صباىب ".األصحاب

ف كيذكر اإلماـ ابن قدامة ب اؼبغب كىو يتحدث عن استعانة أىل البغي بالكفار لقتاؿ أىل العدؿ كإعطائهم األماكىي سباثل كاقعنا اؼبعاصر من استعانة بعض اغبكاـ العلمانيب بالكفار ب حرم -كيبب أف ىذا األماف باطل

Page 81: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

81 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

فيقوؿ ب جػ ،"اغبرب على اإلرىاب"كادعائهم أف بينهم أماننا كاشباكهم ب حرب أىل العدؿ كالب يسموهنا :كتاب قتاؿ أىل البغي صػ

: غي بالكفار فال ىبلو من ثالثة أصناؼكإذا استعاف أىل الب: فصل")

أىل اغبرب، فإذا استعانوا م أك أمنوىم أك عقدكا ؽبم ذمة مل يصح كاحد منهم؛ ألف األماف من شرط : أحدىمصحتو إلزاـ كفهم عن اؼبسلمب كىؤالء يشبطوف عليهم قتاؿ اؼبسلمب فال يصح، كألىل العدؿ قتاؽبم كمن مل

فنما أىل البغي فال هبوز ؽبم قتلهم ،ىم حكم أسب سائر أىل اغبرب قبل االستعانة مكحكم أسب ،يؤمنوه سواء .ألهنم أمنوىم فال هبوز ؽبم الغدر م

اؼبستنمنوف، فمب استعانوا م فنعانوىم نقضوا عهدىم كصاركا كنىل اغبرب؛ ألهنم تركوا الشرط : الصنف الثاينكرىب مل ينتقض عهدىم ألف ؽبم عذرنا، كإف ادعوا اإلكراه مل يقبل فإف فعلوا ذلك م ،كىو كفهم عن اؼبسلمب

.قوؽبم إال ببينة ألف األصل عدمو

:أىل الذمة، فإذا أعانوىم كقاتلوا معهم ففيهم كجهاف ذكرنبا أبو بكر: الصنف الثالث

. ينتقض عهدىم ألهنم قاتلوا أىل اغبق فينتقض عهدىم كما لو انفردكا بقتاؽبم: أحدنبا

.ال ينتقض ألف أىل الذمة ال يعرفوف احملق من اؼببطل، فيكوف ذلك شبهة ؽبم: لثاينكا

ال ينتقض : ينتقض عهدىم صاركا كنىل اغبرب فيما ذكرنا، كإف قلنا: فإف قلنا ،كللشافعي قوالف كالوجهبيضمنوف ما إال أهنم ،عهدىم، فحكمهم حكم أىل البغي ب قتل مقبلهم كالكف عن أسبىم كمدبرىم كجروبهم

".أتلفوا على أىل العدؿ حاؿ القتاؿ كغبه خبالؼ أىل البغي

:صػ جػ: كيقوؿ مشس الدين ابن قدامة ب الشرح الكبب كتاب اعبهاد باب اؽبدنة

فإف نقضوا العهد بقتاؿ أك مظاىرة أك قتل مسلم أك أخذ ماؿ انتقض عهدىم؛ ألف اؽبدنة تقتضي الكف : فصل")تاج إىل حكمو ب أمر ؿبتمل كفعلهم ال وبتمل غب فانتقضت ببكو ك ال وبتاج ب نقضها إىل حكم اإلماـ، ألنو وبي

ثيوا أىيبىانػىهيم من بػىعد عىهدىم كىطىعىنيوا ب دينكيم }: نقض العهد، كإذا انتقض جاز قتاؽبم، لقوؿ اهلل تعاىل كىإف نكىا استػىقىاميوا لىكيم فىاستىقيميوا ؽبىيم }: كقاؿ تعاىل ،[:توبةال]{ فػىقىاتليوا أىئمةى الكيفر [.:التوبة]{ فىمى

Page 82: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

82 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كؼبا نقضت قريش عهد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم سار إليهم كقاتلهم كفتح مكة، كإف نقض بعضهم دكف الكل ناقضوف، ألف النيب بعض فسكت باقيهم عن الناقض كمل يوجد منهم إنكار كال مراسلة اإلماـ كال تربؤ ف

كبنو بكر ب حلف ،صلى اهلل عليو كسلم ؼبا ىادف قريشنا دخلت خزاعة ب حلف النيب صلى اهلل عليو كسلمكسار إليهم ،فعدت بنو بكر على خزاعة كأعاهنم بعض قريش كسكت الباقوف فكاف ذلك نقض عهدىم ،قريش

هتم يدؿ على رضاىم، كما أف عقد اؽبدنة مع بعضهم يدخل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم فقاتلهم، كألف سكو فيو صبيعهم لداللة سكوهتم على رضاىم كذلك ب النقض، فإف أنكر من مل ينقض على الباقب بقوؿ أك فعل ظاىر أك اعتزاؿ أك راسل اإلماـ بنين منكر ؼبا فعلو الناقض، مقيم على العهد مل ينتقض ب حقو كينمره اإلماـ

ينخذ الناقض كحده، فإذا امتنع من التميز أك إسالـ الناقض صار ناقضنا، ألنو منع من أخذ الناقض بالتميز لفصار دبنزلتو، كإف مل يبكنو التميز مل ينتقض عهده، ألنو كاألسب، فإف أسر اإلماـ منهم قومنا فادعى األسب أنو مل

.ىػ.ا" ال من قبلوال يتوصل إىل ذلك إ ينقض كأشكل عليو قبل قوؿ األسب، ألنو

كإذا نقض العهد حلت دماؤىم كأمواؽبم كسيب : فصل: ")صػ كيضيف رضبو اهلل ب الشرح الكبب جػ؛ ألف النيب صلى اهلل عليو كسلم قتل رجاؿ بب قريظة حب نقضوا عهدىم كسىب ذراريهم كأخذ أمواؽبم، (ذراريهم

اف حـر عليو منهم، كألف اؽبدنة عقد مؤقت ينتهي بانقضاء مدتو كؼبا ىادف قريشنا فنقضوا عهده حل لو منهم ما ك .ىػ.ا" فيزكؿ بنقضو كفسخو كعقد اإلجارة خبالؼ عقد الذمة

عندما نقضت بنو بكر العهد كاعتدكا على خزاعة مل تشارؾ قريش ب اغبرب، كذىب -كاهلل تعاىل أعلم-: قلتاكؿ ذبديد العهد كقاـ بعرضو باإلجارة بب الفريقب، كمل يقبل أبو سفياف زعيمهم إىل اؼبدينة يعتذر عن العدكاف كوب

كمل يبنع اؼبسلمب من فتح مكة، ككانت قريش تعلم أهنا تستحق ذلك بفعل حليفتها بب بكر ،منو كل ذلكعلى من مل يشبؾ ب النقض تسليم من نقض -كاهلل تعاىل أعلم-كلذلك اجتمعوا كأرسلوا أبا سفياف، فقد يكوف

التربؤ منهم كفك حلفهم معهم، أما بعد أف يقع النقض من أحد أطراؼ اغبلف فإف العهد ينتقض للكل أك ،ككذا ؽبم االختيار ب إعادة العهد أك رفض ذلك ،كللمسلمب اغبق ب قبوؿ أك عدـ قبوؿ االعتذار عن ذلك

اقض اؼبعتدم أك رفض ذلك كأيضنا ؽبم النظر ب قبوؿ الصلح كديات كغرامات كأركش ما أفسده اعبانب الن .كاختيار اغبرب

فعليو ب زماننا لو قاـ فصيل ب حلف مثل اغبلف األطلسي أك حلف مثل األمم اؼبتحدة بالعدكاف كنقض العهد ، فحب لو اعبض فصيل ب ىذا اغبلف أك استنكر أك ندد أك عرض مع اؼبسلمب على افباض كجود عهد أصالن

Page 83: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

83 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كيصبح العهد منتقضنا للجميع كهبوز ،لموف ؽبم االختيار ب قبوؿ ذلك أك رفضوالصلح كدفع الغرامات فاؼبسىذا مع التنزؿ -كهبوز سيب ذراريهم كاهلل تعاىل أعلم ،كال يصبح لدمائهم كال أمواؽبم حرمة ،اإلغارة عليهم

ا صحيحنا كأماننا بب اؼبسلمب كالكفار كىو الذم ال يوجد فعالن .كافباض أف ىناؾ عهدن

ال هبب نبذ العهد إليهم كإعالمهم بذلك إف كانوا ىم الناقضب؛ ألف رسوؿ اهلل صلى اهلل : لت كاهلل تعاىل أعلمقعليو كسلم حرص على إخفاء سبه إىل مكة فنرسل سرية بقيادة أيب قتادة بن ربعي إىل غب مكة حب يظن الناس

اللهم خذ العيوف كاألخبار عن قريش حب : "سلمأف اؼبسلمب يتوجهوف إىل ىذه اعبهة كقاؿ صلى اهلل عليو ك كأرسل عليا بن أيب طالب لينخذ الرسالة من اعبارية حب ال تعلم قريش دبسبه صلى اهلل عليو " نبغتها ب بالدىا

.كسلم إليها

ب كنقضوا قلت كاهلل تعاىل أعلم كذلك ب زماننا هبوز أخذ الكفار على بغتة كتبييتهم إف كانوا قد قاتلوا اؼبسلم .كقد قاتلوا بالفعل كال عهد أصالن -العهد

:صػ يقوؿ اإلماـ النوكم ب ركضة الطالبب كتاب عقد اعبزية كاؽبدنة جػ

:حيث حكمنا بانتقاض العهد، ىل يبلغهم اؼبنمن؟ قوالف: فرع"

قو، كاؼبن كالفداء، ألنو كافر ال، بل يتخب اإلماـ بب قتلو كاسبقا: كمن دخل بنماف صيب، كأظهرنبا ،نعم: أحدنباال أماف لو، كالقوالف ب االنتقاض بغب قتاؿ، فنما إذا نصبوا القتاؿ، كصاركا حربنا لنا ب دارنا فال بد من دفعهم

ىػ.أ" كالسعي ب استئصاؽبم

كال ييغار كإذا انتقض ب حق بعضهم، فإف سبيزكا فذاؾ، كإال فال يبيتهم اإلماـ، : "كيقوؿ رضبو اهلل ب صػعليهم إال بعد اإلنذار، كيبعث إىل الذين مل ينقضوا ليتميزكا أك يسلموىم، فإذا مل يفعلوا مع القدرة صاركا ناقضب

".أيضنا

.ىػ.ا" بعض ليس نقضنا من الباقب حباؿكأما عقد الذمة فنقضو من ال"

: صػ نوكم ب ركضة الطالبب جػكيبطل األماف كهبوز قتاؽبم كقتلهم من باب دفع الصائل، يقوؿ اإلماـ الفإف أتى الدفع على نفسو ،فكل قاصد من مسلم كذمي كعبد كحر كصيب كؾبنوف كيمة، هبوز دفعو: أما الصائل"

.ىػ.ا" اص كال دية كال كفارة كال قيمةفال ضماف بقص

Page 84: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

84 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كالمنا كنقوالن جيدة ( لمبالتعاكف كاالشباؾ ب جيوش غب اؼبس)كقد ذكر الشيخ ؿبمد السعيد النحاس ب حبثو :كما بعدىا عن العلماء ب عدة مواضع من البحث نذكر منها ب صػ

فإذا اعتدل الكفار اؼبعاىدكف على بلد مسلم، فإف نبذ العهد كنصرهتم كاجب سواء أكانوا ب دار اإلسالـ أك ب " .دكدار اغبرب، ألهنم إخوة لنا ب الدين فلهم علينا حق النصرة على أم ع

كالبقاء على العهد مع اؼبعاىدين مشركط باستقامتهم معنا، كإعالف أم دكلة اغبرب على اإلسالـ كاؼبسلمب يناب كقد أمر تعاىل بإسباـ عهد اؼبعاىدين إذا مل ينقضوا العهد كمل ينقصوا من ،شرط استمرار العهد، كىو االستقامة عليو

كا للمسلمب عليهم، كأما من حارب اإلسالـ كاؼبسلمب فقد نقض شركط العهد شيئنا، كمل يظاىركا كيعاكنوا عد ".العهد، كمن عاكف أك ساعد أك دافع عمن وبارب اإلسالـ كاؼبسلمب فقد نقض العهد

بعض اآليات الب تؤكد أف البقاء على العهد مع اؼبعاىدين مشركط باستقامتهم معنا، كأف إعالف أم دكلة اغبرب " .مب يناب شرط استمرار العهدعلى اإلسالـ كاؼبسل

ب الميتقبى }: قولو سبحانو كتعاىل - ا استػىقىاميوا لىكيم فىاستىقيميوا ؽبىيم إف اللوى وبي [:التوبة]{ فىمى

إذا نقض أىل اؽبدنة عهدىم بقتاؿ أك مظاىرة عدك أك قتل مسلم أك أخذ ماؿ، : "قاؿ أبو إسحاؽ الشبازما استػىقىاميوا لىكيم فىاستىقيميوا ؽبىيم }: ة لقولو عز كجلانتقضت اؽبدن فدؿ على أهنم إذا مل يستقيموا لنا ال نستقيم { فىمى

يئان كىملى ييظىاىريكا عىلىيكيم أىحىدان فىنىسب }لقولو عز كجل ،ؽبم وا إلىيهم إال الذينى عىاىىدب منى الميشركبى بي ملى يىنقيصيوكيم شىهتم ىيم إىلى ميد ا مل نتم إليهم عهدىم، كألف اؽبدنة تقتضي الكف عنا، { عىهدى فدؿ على أهنم إف ظاىركا علينا أحدن

فانتقضت ببكو، كال يفتقر نقضها إىل حكم اإلماـ بنقضها، ألف اغبكم إمبا وبتاج إليو ب أمر ؿبتمل، كما تظاىركا [./:اؼبهذب" ]العهد بو ال وبتمل غب نقض

مقتضى كالمو رضبو اهلل أف الكفار اؼبعاىدين ب حالة كجود عهد صحيح مع اؼبسلمب إذا قاموا بالعدكاف : قلتعلى اؼبسلمب أصبحوا ناقضب للعهد كرجع حكمهم لألصل من حل دمائهم كأمواؽبم إذا سبكنوا من ذلك كال

فإف مل يكن ؽبم كحالنا فاعبواز أظهر كاهلل ،إف كاف للمسلمب إماـ - وبتاج ذلك لنبذ عهد أك يفتقر إلذف إماـ .تعاىل أعلم

يئان كىملى ييظىاىريكا عىلىيكيم }: قاؿ سبحانو كتعاىل -: ب يضيف إال الذينى عىاىىدب منى الميشركبى بي ملى يىنقيصيوكيم شىب الميتقبى أىحىدان فىنىسبوا إلىيهم عى هتم إف اللوى وبي ىيم إىلى ميد [.:التوبة]{ هدى

Page 85: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

85 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كمن كاف لو عهد مع رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم فعهده إىل مدتو، كذلك بشرط أف ال ينتقض : يقوؿ ابن كثبا، أم يبالئ عليهم من سواىم، فهذا الذم يو ،اؼبعاىد عهده ب لو بذمتو كعهده إىل كمل يظاىر على اؼبسلمب أحدن

[./تفسب ابن كثب " ]مدتو

أيها { الذينى عىاىىدب منى الميشركبى }من عهد { إال }أف اهلل برمء من اؼبشركب كرسولو، : "كيقوؿ الطربممن عدككم، فيعينوىم { أىحىدان كىملى ييظىاىريكا عىلىيكيم }من عهدكم الذم عاىدسبوىم { بي ملى يىنقيصيوكيم }اؼبؤمنوف،

هتم }بننفسهم كأبداهنم، كال بسالح كال خيل كال رجاؿ، ىيم إىلى ميد [./تفسب الطربم ]{ فىنىسبوا إلىيهم عىهدى

علينا عدكا يدؿ على أف اؼبعاىد مب عاكف { كىملى ييظىاىريكا عىلىيكيم أىحىدان }: قولو سبحانو كتعاىل: "كيقوؿ اعبصاص [./اعبصاص : أحكاـ القرآف" ]لنا فقد نقض عهده

[./شرح منتهى اإلرادات" ]كينتقض عهدىم بقتالنا أك مظاىرة علينا: "كقاؿ البهوب

ثيوا أىيبىانػىهيم من بػىعد عىهدىم كىطىعىنيوا ب دينكيم فػىقىاتليوا }: كقولو سبحانو كتعاىل - أىئمةى الكيفر إنػهيم الى كىإف نكىفمن نكث العهد أك طعن ب اإلسالـ أك سب الرسوؿ صلى اهلل عليو [ :التوبة]{ أىيبىافى ؽبىيم لىعىلهيم يىنتػىهيوفى

أم ال { يبىافى ؽبىيم فػىقىاتليوا أىئمةى الكيفر إنػهيم الى أى }: كسلم، فإنو إماـ ب الكفر كينتقض عهده، لقولو سبحانو كتعاىل .عهود ؽبم، كاإلماـ ب الكفر ىو الذم يطعن ب اإلسالـ كيدعو إىل كفره كيػيتبع من البعض

فيو داللة على أف أىل العهد مب خالفوا شيئنا فبا عوىدكا عليو، كطعنوا ب ديننا، فقد نقضوا : "قاؿ اعبصاص [./أحكاـ القرآف " ]العهد

كإذا ... كنقضهم للهدنة بقتالنا أك دبكاتبة أىل اغبرب بعورة أم خلل لنا: "حو مغب احملتاجكقاؿ ب اؼبنهاج كشر ثيوا أىيبىانػىهيم من بػىعد عىهدىم }: انقضت اؽبدنة كىم ببالدىم، جازت اإلغارة عليهم لقولو تعاىل كألهنم { كىإف نكى

األنصارم : انظر أيضنا فتح الوىاب -، بتصرؼ يسب /مغب احملتاج "]صاركا حينئذ كما كانوا قبل اؽبدنة /.]

ثيوا أىيبىانػىهيم من بػىعد عىهدىم }: "كقاؿ ابن تيمية ىذه نزلت ب كفار مكة ؼبا صاغبهم النيب صلى اهلل عليو { كىإف نكى ["./: ؾبموع الفتاكل" ]كسلم عاـ اغبديبية، ب نقضوا العهد بإعانة بب بكر على خزاعة

Page 86: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

86 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

بيل اللو كىالميستىضعىفبى منى الرجىاؿ كىالنسىاء }: قاؿ اهلل جل جاللو: "كيقوؿ ب صػ كىمىا لىكيم الى تػيقىاتليوفى ب سىػذه القىريىة الظامل أىىليهىا كىاجعى اف الذينى يػىقيوليوفى رىبػنىا أىخرجنىا من ىى ل لنىا من لدينكى كىليا كىاجعىل لنىا من لدينكى كىالولدى

[ :النساء]{ نىصبنا

كىذا من باب قياس األكىل، فإف إنقاذ األسرل ليس بنكىل من إغاثة اؼبسلمب الذين يتعرضوف للغزك كالفتنة ب إلغاثة اؼبسلمب إذا كانوا أيسىراء الدين من الكفار، كإذا كاف العلماء يقولوف أنو هبب على اؼبسلمب القتاؿ

". مستضعفب ب دار اغبرب، فكيف إذا استعلى الكفار على اؼبسلمب ب ديار اإلسالـ

:كيقوؿ ب صػ

()ثانينا

:من السنة

:قصة فتح مكة

مع ىادف النيب صلى اهلل عليو كسلم قريشنا، كدخلت خزاعة مع النيب صلى اهلل عليو كسلم، كدخلت بنو بكر قريش، فعدت بنو بكر على خزاعة، كأعاهنم نفره من قريش فكاف ذلك نقض عهدىم مع النيب صلى اهلل عليو

.كسلم، فسار إليهم صلى اهلل عليو كسلم كفتح مكة

ب نقض بعض قريش كمل ينكر عليو غبه إنكارنا ... ىادف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قريشنا: "قاؿ الشافعيفينا لوجهو، ليصيب منهم غرةييعتد بو عل ". يو، كمل يعتزؿ داره، فغزاىم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم عاـ الفتح ـبي

[./األـ ]

سبب الفتح مساعدة قريش غبلفائهم بب بكر بن عبد مناة بن كنانة على خزاعة حلفاء النيب : "كقاؿ ابن مفلحب ذمة اإلماـ كعهده، صاركا حربنا نابذين لعهده، كلو أف صلى اهلل عليو كسلم، فنىل اغبرب إذا حاربوا مىن

يبيتهم، كإمبا يعلمهم إذا خاؼ منهم اػبيانة، كأنو ينتقض عهد اعبميع إذا مل ينكركا كينتقض عهد نساء كذرية [/، انظر أيضنا اؼبغب /الفركع ". ]تباعنا ؽبم

Page 87: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

87 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ا كعاىدىم، فانضاؼ إليهم عدك لو سواىم فدخلوا معهم ب ككاف ىديو كسنتو إذا صاأ قومن : "كقاؿ ابن القيمعقدىم، كانضاؼ إليو قـو آخركف فدخلوا معو ب عقده، صار حكم من حارب من دخل معو ب عقده من

[./زاد اؼبعاد ". ]الكفار حكم من حاربو

ىدين للمسلمب نقضنا للعهد مع يتبب فبا سبق أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم اعترب االعتداء على كفار معا اؼبسلمب فكيف إذا كاف االعتداء على اؼبسلمب، فبا يؤكد أف االعتداء على إحدل الدكؿ اإلسالمية أك اؼبظاىرة

.عليها ىو نقض للعهد مع كل الدكؿ اإلسالمية

رؾ نصرة اؼبؤمنب كقد هنى الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم أيضنا عن خذالف اؼبؤمن ألخيو، كال خذالف أعظم من تكرفض تقدن العوف كاؼبدد ؽبم إذا استباح الكافركف ديار اؼبسلمب كأرضهم كأعراضهم كأمواؽبم، ذلك ألف من

."كاجبات األخوة بب اؼبؤمنب أف ينصر بعضهم البعض

: كيقوؿ ب صػ

ال كبتاج أف ننبذ إليهم ألهنم فإذا نقض ىؤالء اؼبعاىدكف عهودىم كجب معاملتهم باؼبثل كإعالف اغبرب عليهم، ك " .أظهركا نقض العهد بالفعل

كإف بدأكا خبيانة قاتلهم كمل ينبذ إليهم إذا كاف باتفاقهم ألهنم صاركا ناقضب للعهد فال حاجة : "قاؿ السيواسي]اؼبدة، كإمبا قلنا ىذا ألنو عليو الصالة كالسالـ مل يبدأ أىل مكة، بل ىم بدأكا بالغدر قبل مضي ... إىل نقضو

أيضنا . صػ شرح فتح القدير ج". فقاتلهم كمل ينبذ إليهم، بل سنؿ اهلل تعاىل أف يعمي عليهم حب يبغتهم [."/الشرح الكبب ". فإف ربقق خيانتهم نبذ العهد بال إنذار: "كقاؿ الدردير. /حاشية ابن عابدين

:–كيقوؿ ب صػ

باشر، كفبا يدؿ على ذلك أف الطائع كالراضي كاؼبقر لنقض العهد من أىل الذمة، الراضي كاؼبوافق حكمو حكم اؼب" : حكمو حكم اؼبباشر لنقض العهد، كمن األدلة على ذلك

نقض كعب بن أسد كقادة ككرباء بب قريظة عهدىم مع رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم، كمل ينكر عليهم – أهنم راضوف بفعلهم، فانتقد عهدىم صبيعنا مع رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو أحد من بب قريظة، كسكتوا عنهم، فظهر

. كسلم، كحاصرىم، فقتل رجاؽبم كشيوخهم، كسىب نساءىم كذراريهم

Page 88: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

88 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ككذلك قاتل النيب صلى اهلل عليو كسلم قريشنا، كالذم نقض العهد قادة قريش كبنو بكر بن كائل، كمل ينكر – ...ريش، فظهر إقرارىم ؽبم على نقضهم للعهدعليهم أك يتربأ من فعلهم بقية ق

فبا سبق يتبب أنو إذا نقض بعض اؼبعاىدين العهد دكف بعض، فسكت باقيهم عن الناقض للعهد كمل يوجد منهم إنكار على الناقض كال تربؤ منو، فالكل ناقضوف للعهد لرضاىم بفعل أكلئك كإقرارىم ؽبم، كإليك ما يؤكد ذلك

:من أقواؿ الفقهاء

كإذا نقض الذين عقدكا الصلح عليهم، أك نقضت منهم صباعة بب أظهرىم فلم ىبالفوا الناقض : "قاؿ الشافعيفلإلماـ قتل مقاتلتهم كسيب ذراريهم كغنيمة أمواؽبم كانوا ب كسط دار اإلسالـ أك ب بالد ... بقوؿ أك فعل ظاىر

ظة، عقد عليهم صاحبهم الصلح باؼبهادنة، فنقض كمل العدك، كىكذا فعل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ببب قريكليس كلهم اشبؾ ب اؼبعونة على النيب صلى اهلل عليو كسلم كأصحابو، كلكن ... يفارقوه، فسار إليهم رسوؿ اهلل

[./: األـ..." ]كلهم لـز حصنو

كجب أف يكوف نقض بعضهم كألنو ؼبا كاف عقد بعضهم اؽبدنة أماننا ؼبن عقد كؼبن أمسك، : "كقاؿ الشبازمنقضنا ؼبن نقض كؼبن أمسك، كإف نقض بعضهم العهد كأنكر الباقوف أك اعتزلوىم أك راسلوا إىل اإلماـ بذلك، انتقد عهد من نقض كصار حربنا لنا بنقضو، كمل ينتقض عهد من مل يرض، ألنو مل ينقض العهد كال رضي بفعل

["./اؼبهذب ..." ]من نقض

انتقاض عهد صبيع أىل العهد ردئهم كمباشرىم، : "قيم عند إشارتو إىل ما ب فتح مكة من الفقوكقاؿ ابن ال"بنقض بعضهم، إذا رضوا بذلك كأقركا عليو كمل ينكركه، فإف الذين أعانوا بب بكر من قريش بعضهم مل يقاتلوا

لصلح تبعنا، كمل ينفرد كل كاحد كلهم معهم، كمع ىذا فغزاىم رسوؿ اهلل كلهم، كىذا كما أهنم دخلوا ب عقد اكقتل رسوؿ اهلل صبيع مقاتلة بب قريظة، ... منهم بصلح، إذ قد رضوا بو كأقركا عليو، فكذلك حكم نقضهم للعهد

".؟... كمل يسنؿ عن كل رجل منهم ىل نقض العهد أـ ال

عليو كسلم فكاف من أنبت عيرضت يـو قريظة على رسوؿ اهلل صلى اهلل: ))كقاؿ ابن حـز عند تعليقو على حديثفهذا عموـه من النيب صلى اهلل عليو كسلم، مل يستبق ((: "فيمن مل ينبت( فكنت)قتل، كمن مل ينبت خلي سبيلو،

منهم عسيفنا كال تاجرنا كال فالحنا كال شيخنا كببنا، كىذا إصباع صحيح منهم رضي اهلل عنهم متيقن؛ ألهنم ب ".ىبف ذلك على أحد من أىلهاعرض من أعراض اؼبدينة، مل

Page 89: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

89 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

فيتضح فبا سبق أف اعتداء الكفار على مسلمب يبطل األماف معهم كلو كاف عقد أماف صحيح كمستوؼو للشركط كاألركاف كوبل للمسلمب سفك دماء الكفار كأخذ أمواؽبم كسيب ذراريهم كيرفع اغبرمة كالعصمة عنهم

.كيرجعوا غبكمهم األصلي

ب ذلك فلو اعتدل فريق من فرؽ اغبلف على صباعة من اؼبسلمب، انتقض عهد اعبميع كأف اغبلفاء يشبكوفكحل قتاؽبم كقتلهم ألهنم كحلف يتضامنوف بينهم كيتحملوف مسئولية بعضهم البعض، كما جاء ب اغبديث

ا بذنب حلفائو، كما جاء ب صحيح مسلم، الصحيح أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم أخذ رجالن ككاف حاجن [:/]ح. كتاب النذر، باب ال كفاء لنذر ب معصية اهلل كال فيما ال يبلك العبد

كانت ثقيف حلفاء لبب عقيل فنسرت ثقيف رجلب من أصحاب رسوؿ اهلل صلى : "عن عمراف بن حصب قاؿمعو العضباء، فنتى اهلل عليو كسلم، كأسر أصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم رجالن من بب عقيل كأصابوا

مب أخذتب؟ : ، فقاؿ"ما شننك؟: "فنتاه فقاؿ! عليو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم كىو ب الوثاؽ، قاؿ يا ؿبمدـبتصر صحيح . ]اغبديث..." أخذتك جبريرة حلفائك ثقيف: "-إعظامنا لذلك-كمب أخذت سابقة اغباج؟، فقاؿ

قد ال يرتكب ذنبنا كيؤخذ كوباسب كييعاقب بذنب كجريرة ، فدؿ ذلك على أف اؼبرء[مسلم للمنذرم صػحلفائو كحزبو، كب زماننا اؼبعاصر قد اعتدت ىذه األحالؼ على اؼبسلمب ب البوسنة كب فلسطب كب العراؽ

كب ( يوغوسالفيا-اليوناف)كب أفغانستاف كب الصوماؿ كب جزيرة العرب، كمن قبل كاف اعتداؤىا ب البلقاف تاف الشرقية كب أسبانيا، فهذا يستوجب نقض عهدىا كبطالف أماهنا كحل دمائها كأمواؽبا ىي كشركائها ب تركس

ىذه األحالؼ مثل حلف األطلسي كحلف األمم اؼبتحدة كحلف االرباد األكركيب كغبىا كنقض عهد كأماف من أك من أمدىم باؼبعلومات كمن اشبؾ ساعدىم كأمدىم بالسالح أك التسهيالت من القواعد كاؼبطارات كخالفو،

معهم ب اغبرب على اإلسالـ كاؼبسلمب ربت مسمى اغبرب على اإلرىاب، كيدخل ب ذلك اغبكومات كاألنظمة العلمانية كل ىؤالء ينتقد عهدىم كوبل قتاؽبم إف كانوا كفارنا أك طوائف فبتنعة كل حسب حكم الشرع

.فيو

.صل، كىو الذم ال يوجد ب الواقعىذا إف كاف ىناؾ عهد كأماف من األ

كىذا ىو العدكاف على اؼبسلمب بالقتاؿ كغبه ب أنفسهم كأعراضهم كأمواؽبم كأراضيهم كبالدىم كقد بيػنا حكمو كأنو ينقض األماف، كلكن ىناؾ عدكاننا أشد ينقض األماف بطريق األكىل كىو العدكاف على اؼبسلمب ب دينهم

Page 90: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

91 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

م كىذا ال شك ب أنو ينقض األماف كقد سبق اإلشارة إليو ب بعض النقوؿ مثل قوؿ اإلماـ كرم كنبيهم ككتا : –كذكر شيخ اإلسالـ ب الصاـر اؼبسلوؿ صػ( صػ ركضة الطالبب جػ: )النوكم

نا كأف ذلك فعيلم بذلك إصباع الصحابة على أف أىل العهد ليس ؽبم أف ييظهركا االعباض علينا ب دين"........ " مبيحه لدمائهم، كإف من أعظم االعباض سب نبينا صلى اهلل عليو كسلم

"إف عيب ديننا ك شتم نبينا ؾباىدة لنا كؿباربة، فكاف نقضنا للعهد كااىدة كاحملاربة باليد كأكىل"

ؼبسيئة ب الدامبارؾ ب زماننا قد نقض الكفار العهد بالقتاؿ باليد كما سبق، كسب ديننا كما ب الرسـو ا: قلت .كغبىا، كضبايتهم لكل من يسب اإلسالـ كالدفاع عنهم

Page 91: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

91 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:ثامن عشر

نبذ األماف يبطلو كيوقف أثره، حب على فرض أنو أماف صحيح فلو ب نبذه إىل الكفار فال يبقى لو أثر كيرتفع ف أصالن، كبيػنا أف التنشبة ليست أماف من األصل، كأف حكمو، كسبق أف بيػنا النقاط الب سبنع كجود عقد األما

اعتداء الكفار على اؼبسلمب ينقض أم أماف موجود، كمع التنزؿ ب كل ذلك فإف نبذ اؼبسلمب لألماف ينهيو .كيفسخو

ن يدعي كلقد قاـ ااىدكف بنبذ أم أماف للكفار كأنذركىم حب بلغ خرب ذلك ما يكفي لشهرتو كأنو ال يعذر معدـ علمو، فبياناهتم على شبكة اؼبعلومات الدكلية كالصحف كأخبارىم كعملياهتم ب كل كسائل اإلعالـ، ككل عملية تعترب إنذارنا ؼبا بعدىا، حب أف حكومات الدكؿ الكافرة تصدر ربذيرات كإنذارات لرعاياىا ب أماكن تواجد

.م كدرجة اػبطورة ب ذلكااىدين كاؼبناطق كاألىداؼ احملتملة لعملياهت

كقد أفب بعض العلماء جبواز نبذ األماف للكفار ب أم كقت يشاء اؼبسلموف كدبا فيو صاغبهم، كقاؿ بعضهم جبواز النبذ عند احتماؿ اػبيانة من الكفار، كاتفق اعبميع على أف النبذ يرفع حكم األماف كوبل من الكفار ما كاف

ال يؤثر ب كقتنا اغبايل حيث أف اػبيانة ليست ؿبتملة بل ىي كاقعة ظاىرة جلية وبرمو األماف، كىذا اػبالؼ .كحرم للمجاىدين اؼبسلمب ب كل مكاف كب كل كقت كبنقصى ما يستطاع

كإذا : ")باب األماف ب يصاب اؼبشركوف بعد أماهنم: صػ يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب جػ، [(:األنفاؿ]{ فىانبذ إلىيهم عىلىى سىوىاءو }: ا ب بدا لو أف ينبذ إليهم فال بنس بذلك لقولو تعاىلأمن اإلماـ قومن

ألف األماف كاف باعتبار النظر فيو للمسلمب ليحفظوا قوة أنفسهم، كذلك ىبتص ببعض األكقات، فإذا انقضى من قتاؽبم بعد ما ظهرت ؽبم الشوكة، كالنبذ لغةن ىو ذلك الوقت كاف النظر كاػببية ب النبذ إليهم، ليتمكنوا

كإمبا يتحقق طرح األماف بإعالمهم [. ): آؿ عمراف]{ فػىنىبىذيكهي كىرىاءى ظيهيورىم }: الطرح، قاؿ اهلل تعاىلم ب ، ألهن(كإعادهتم إىل ما كانوا عليو قبل األماف حب إف كانوا مل يربحوا حصنهم فال بنس بقتاؽبم بعد اإلعالـ

". منعتهم فصاركا كما كانوا

كلو كانوا مل يقبضوا : ")باب من النفل على الداللة من اؼبسلمب كأىل اغبرب األسراء: صػ كيقوؿ ب جػ؛ ألهنم ىبتاركف ما فيو النظر للمسلمب، كاغباؿ فيما (منهم اؼباؿ حب بدا ؽبم أف ينبذكا إىل إليهم فال بنس بذلك

بدؿ ساعة فساعة، فكما أنو لو كاف النظر ب االبتداء ب القتاؿ مل يبيلوا إىل الصلح فكذلك إذا يرجع إىل النظر يت

Page 92: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

92 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

أال ترل أنو لو كادعهم على أف يؤدكا إليو كل سنة مائة رأس . )صار النظر ب القتاؿ كاف ؽبم أف ينقضوا الصلحكلو . )باؼبسلمب قوة فال بنس بنف ينبذ إليهممن رقيقهم، ب بدا لو بعد مضي سنة أك سنتب أف يقاتلهم ألنو رأل

كادعهم على أف يعطوىم مائة من أسراء اؼبسلمب لبجعوا عنهم عامهم ىذا فنعطوىم تسعب، فال بنس بالنبذ (" إليهم كقتاؽبم النعداـ سباـ الشرط الذم عيلق األماف بو، كال ييرد عليهم شيء من اؼبنخوذ

: وادعةباب اؼب: صػ كيقوؿ ب جػ

؛ ألنو ليس (كلو بدا لإلماـ بعد اؼبوادعة أف القتاؿ خب فبعث إىل ملكهم ينبذ إليو فقد صار ذلك نقضنا: قاؿ") ". على اإلماـ ب اغبرز عن الغدر فوؽ ما أتى بو من النبذ إىل ملكهم، كإخباره بننو قاصد إىل قتاؽبم

: ر نقوالن عن العلماء ب ذلك صػكب حبث التعاكف كاالشباؾ ب جيوش غب اؼبسلمب يذك

، كأنو هبوز نقضو إذا تغب اغباؿ، كظهرت اؼبصلحة ب " يرل بعض علماء اغبنفية أف عقد اؽبدنة اؼبؤقت غب الـز . نقضو، كلكن بشرط أف ننبذ إليهم أم أف نعلمهم بنقض العهد

دعتهم شرنا للمسلمب، نبذ إليهم اؼبوادعة فإف رأل اؼبوادعة خبنا فوادعهم، ب نظر فوجد موا: "قاؿ السرخسيكقاتلهم؛ ألنو ظهر ب االنتهاء ما لو كاف موجودنا ب االبتداء منعو ذلك من اؼبوادعة، فإف ظهر ذلك ب االنتهاء

يعقد عليهم : "قاؿ صلى اهلل عليو كسلم... منع ذلك من استدامة اؼبوادعة، كىذا ألف نقض اؼبوادعة بالنبذ جائزكىإما زبىىافىن من قػىوـو خيىانىةن فىانبذ }: كلكن ينبغي أف ينبذ إليهم على سواء قاؿ تعاىل" يرد عليهم أقصاىمأكالىم ك

، ؿبتمل : "كقاؿ الكاساين[. /اؼببسوط " ]{إلىيهم عىلىى سىوىاءو كأما صفة عقد اؼبوادعة فهو أنو عقد غب الـزبدائع " ]{كىإما زبىىافىن من قػىوـو خيىانىةن فىانبذ إلىيهم عىلىى سىوىاءو }: قولو سبحانو كتعاىلللنقض، فلإلماـ أف ينبذ إليهم ل

[. /الصنائع

معناه لو صاغبهم اإلماـ ب رأل نقض الصلح أصلح، نبذ إليهم كقاتلهم، ( كنبذ لو خبنا: ")كقاؿ الزيلعي اغبنفيقض جهادنا صورة كمعب، كإيفاء العهد ترؾ اعبهاد صورة كمعب، كال بد من النبذ ألف اؼبصلحة ؼبا تبدلت كاف الن

. ىػ.ا[." /تبب اغبقائق " ]كألف الغدر بو ينتفي فكاف كاجبنا{ فىانبذ إلىيهم عىلىى سىوىاءو }: إليهم لقولو تعاىل

: يو كسلم ب الوفاء بالعهد لعدكهلهلل عب حكمو صلى ا: فصل صػ كذكر اإلماـ ابن القيم ب زاد اؼبعاد جػ

Page 93: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

93 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ا، كال يشدنو حب يبضي أمده أك ينبذ : "كقاؿ صلى اهلل عليو كسلم" من كاف بينو كبب قـو عهد فال وبىيلن عقدن، ()، كأبو داكد ()أخرجو البمذم . ]حديث حسن صحيح: ، قاؿ البمذم"إليهم على سواء

([".، ، /)كأضبد

:ب ترؾ القتاؿ كالقتل باألماف: ، الباب الثالثصػ كيقوؿ اإلماـ النوكم ب ركضة الطالبب جػ

فليس لإلماـ نبذه، فإف استشعر منو خيانة، نبذه، ألف اؼبهادنة تنبذ بذلك، فنماف اآلحاد ... إذا انعقد األماف" ". أكىل

كىأىذىافه منى اهلل }سورة براءة باب : ، كتاب التفسبصػ كقاؿ اإلماـ ابن حجر العسقالين ب فتح البارم جػشركبى كىرىسيوليوي

ي :اآلية{ كىرىسيولو إىل الناس يػىوـى اغبىج األىكربى أىف اهللى بىرمءه منى اؼب

ركب من كمن طريق عبيدة بن سلماف ظبعت الضحاؾ أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم عاىد ناسنا من اؼبش" ". أىل مكة كغبىم فنزلت براءة فنبذ إىل كل أحد عهده كأجلهم أربعة أشهر

: صػ كقاؿ اإلماـ ابن قدامة ب اؼبغب جػ

كىإما زبىىافىن من قػىوـو خيىانىةن فىانبذ }: كإف خاؼ نقض العهد منهم جاز أف ينبذ إليهم عهدىم لقولو تعاىل: فصل" [". :األنفاؿ]{ لىى سىوىاءو إلىيهم عى

: كقاؿ الشيخ ؿبمد السعيد النحاس ب التعاكف كاالشباؾ ب جيوش غب اؼبسلمب صػ

كأما إذا ظننا أف الطرؼ اآلخر ب سبيلو لنقض اؼبعاىدة أك لنقض شرط من شركطها، أك ؼبظاىرة أعدائنا علينا، "كىإما زبىىافىن من قػىوـو }: ف لبربىم بذلك أكالن كما قاؿ جل جاللوفإنو هبوز عندئذ أف تنقض اؼبعاىدة كلكن علينا أ

ب اػبىائنبى [". :األنفاؿ]{ خيىانىةن فىانبذ إلىيهم عىلىى سىوىاءو إف اهللى الى وبي

الفركع " ]غارةكإف خاؼ نقضهم العهد جاز نبذه إليهم، كهبب إعالمهم قبل اإل: "كقاؿ ابن مفلح اؼبقدسي")... لإلماـ بنمارة خيانة منهم ال دبجرد كىم : "كقاؿ زكريا األنصارم[. /احملرر ب الفقو ]، انظر أيضنا [/

[( التنبيو أليب إسحاؽ الشبازم صػ: ]، انظر أيضنا[/فتح الوىاب " ]كخوؼ نبذ ىدنة

".مع أىل خيرب كأىل قبراف قد نبذ الصحابة العهد الذم كاف -كاهلل تعاىل أعلم-: قلت

Page 94: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

94 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كلكن على قوؿ من يرل سورة براءة نقضت عهود اؼبشركب كافة، أك على قوؿ من يرل -كاهلل تعاىل أعلم-: قلتككما سبق أف بيػنا أنو ب كقتنا ال . أهنا نقضت العهود اؼبطلقة كاؼبؤبدة، فقد كاف ذلك دكف خوؼ خيانة منهم

نا ب ما سبق النقاط الب ال يقـو األماف إال ا أك الب تفسد عقد األماف إف كجدت، يؤثر ذلك لوقوع اػبيانة، كبيػ ب ذكرنا أف التنشبة ليست بنماف أصالن كىي معتمد قسم كبب من شبهة االحتجاج باألماف ب إف عدكاف الكفار

شبهة كىي أف األماف اؼبزعـو ينقض أم أماف ؿبتمل كجوده، ب ب ىذه النقطة القاطعة لكل شغب كالقامعة لكلبالتنزؿ مرات عقب مرات كافباض كجوده أك كجود شبهة لو، يبطل كينعدـ أثره بالنبذ، كىذا ما فعلو ااىدكف، كرغم أف ىذا النبذ يكوف عن صبيع اؼبسلمب كينتقض العهد كاألماف بينهم كبب الكفار كلكن إف شاغب البعض

وف ؼبن أعطى األماف، أك أف طائفة ال توافق على النبذ، فيكوف على ىذه الطائفة كادعى أف صالحية النقض تككالفئة االلتزاـ ذا األماف، أما ااىدكف فيكونوف ب حل من ىذا العقد كاألماف كال ينكر عليهم منكر دبا يقوموف

.بو من جهاد الكفار

Page 95: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

95 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:تاسع عشر

ف ال أماف لكم عندنا فمن جاء يطلب األماف فهو بء، كمن كيجد من الكفار فادعى أف إذا تقدـ النبذ للكفار أجاء طالبنا لألماف، فال تقبل دعواه، كأم أماف يعطيو فرد أك صباعة من عواـ أك فساؽ اؼبسلمب يكوف منتقضنا كال

. تنثب لو

أماف للكفار كليس ؽبم إال القتاؿ كأنذرت كىو ما وبدث ب زماننا، فلو أف صباعة من ااىدين نبهت أف الكنبذت كل أماف فمن جاء من الكفار بعد ذلك فهو بء ييقتل أك ييسبؽ، كال ييرد ؼبنمنو ذا التنكيل فهذا ليس

ر بشبهة أماف معتربة، إمبا ييرد ؼبنمنو من كاف ب بالد كمنعة اؼبسلمب عند النبذ، فهذا ييرد لدار اغبرب كمنعة الكفا .أك يبهل الزمن الكاب ػبركجو كما أيمهل الكفار الذين نيبذت عهودىم أربعة أشهر ب سورة براءة

إال أف يكوف أمب اؼبسلمب تقدـ على : "باب األماف صػ يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب جػنكم إلينا، فإذا علموا بذلك فال أماف أىل تلك الدار من أىل اغبرب أف ال أماف لكم عندنا، فال ىبرجن أحد م

، {كىقىد قىدمتي إلىيكيم بالوىعيد }: ؽبم، كمن جاء يطلب األماف فهو بء، ألنو أعذر إليهم دبا صنع، كقد قاؿ تعاىلا إذا مل يوجد التصري عل حكمن ح ب اغباصل أنو من فارؽ اؼبنعة عند االستئماف فإنو يكوف آمننا عادة، كالعادة ذبي

ـ الطعاـ بب يدم إنساف إذا قاؿ . ال تنكل: خبالفو، فنما عند كجود التصريح خبالفو يسقط اعتباره، كمقد

، ألنو صار منخوذنا مقهورنا دبنعة (دخلت بنماف، مل ييصدؽ: كلو كجد اؼبسلموف حربينا ب دار اإلسالـ فقاؿ) ". ال يكوف حجةالدار، فهو متهم فيما يدعى من األماف، كقوؿ اؼبتهم

فإف أمر بنف يينادل أىل اغبصن أك : "باب من األماف بغب إذف اإلماـ كبعد هني اإلماـ صػ كيذكر ب جػيكتب إليهم أك يرسل إليهم رسوالن إف آمنكم كاحده من اؼبسلمب فال تغبكا بنمانو، فإف أمانو باطل، ب آمنهم

بار أف أماف اؼبسلم ال يصح بعد ىذا النهي، كلكن ألف ىذا القوؿ من ؛ ال باعت(رجل فنزلوا على أمانو، فهم بءاإلماـ دبنزلة النبذ إليهم، ككما يصح نبذه إليهم بعد األماف، يصح قبل األماف، إذ اؼبقصود بالنبذ دفع الغركر كذلك

األماف منع ثبوت ينتفي من الوجهب صبيعنا، إذا كاف النبذ لو طرأ على األماف دفع ثبوت حكمو، فإذا اقبف ب ".حكمو

Page 96: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

96 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كإمبا صح النبذ قبل األماف دفعنا للضرر عن اؼبسلمب، فإنو لو مل يصح ذلك سبكن بعض فيساؽ اؼبسلمب أف "... ا، فلدفع وبوؿ بينهم كبب فتح حصوهنم بنف يؤمنهم كلما نبذ األمب إليهم مرة بعد مرة، فال يظفركف حبصن أبدن

".يهم قبل األماف لإلعذار كاإلنذارىذا الضرر صح النبذ إل

، باب النفل من أسالب اػبوارج كأىل اغبرب يقاتلوف معهم بنماف أك بغب -صػ كيذكر رضبو اهلل ب جػ :أماف

كلو أف قومنا من أىل اغبرب أمنهم كاحد من اؼبسلمب، ب نبذ اإلماـ إليهم، فنمنهم ذلك اؼبسلم أيضنا فهم ")إف : فإف قاؿ ؽبم األمب)عب الذم ألجلو صح أماف اؼبسلم ب اؼبرة األكىل موجود ب اؼبرة الثانية، ؛ ألف اؼب(آمنوف

؛ ألف نبذ (ىذا قد آمنكم غب مرة فال تلتفتوا إىل أمانو، فإنو كلما آمنكم فقد نبذنا إليكم، كاف ذلك صحيحنا منوبالشرط كالطالؽ، ألف النبذ وبتاج إليو لنفي الغركر، األماف تنثبه ب إطالؽ األماف كاالستغناـ فيجوز تعليقو

إف آمنكم فالف، فقد نبذت إليكم، فخذكا : كعلى ىذا لو قاؿ للمحصورين... )كذلك وبصل بالنبذ ذه الصفةا صحيحنا كحل بو قتاؽبم ".؛ ألهنم ب منعتهم(حذركم، ب آمنهم فالف، كاف ما تقدـ نبذن

Page 97: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

97 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:عشرون بهة األماف كبياف أف أصحاب الشبهات اؼبعاصرة قد توسعوا ب ذلك حب كاد أف يفضي م إىل تعطيل اعبهاد، ش

كيكوف -كشبهة األماف تكوف إذا ادعى اغبريب ذلك بعد التمكن منو فقاؿ دخلت كأنا أظن أنكم أعطيتموين أماننا فإف كاف ما يدعيو : فينظر ب حالو -اعتبار ألماهنا ذلك للمجاىدين كاؼبسلمب كليس للحكومات الوضعية الب ال

ا فيبب لو إف كاف أمانو غب صحيح كييرد إىل منمنو، أما إذا كاف بنماف باطل مثل أماف كافر أك طفل ال صحيحنكانت لديو يبيز فهذا ال يعترب أصالن كال ييرد إىل منمنو، أما ب أثناء اعبهاد فال يوقف اعبهاد حب ييسنؿ كل فرد ىل

شبهة ب الدخوؿ أـ ال، فمن كاف حربينا ككجد ب دار اغبرب أك اإلسالـ فيؤخذ بظاىره ب بعد التمكن منو إف . ادعى شبهة يينظر فيها

كلقد هنى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم عن قتل أيب البخبم كالعباس بن عبد اؼبطلب كبب أف العباس كاف إين قد عرفت أف : "حاؽ عن ابن عباس أف النيب صلى اهلل عليو كسلم قاؿ ألصحابومكرىنا كما ركل ابن إس

ا من بب ىاشم فال يقتلو، كمن رجاالن من بب ىاشم كغبىم قد أيخرجوا كرىنا، ال حاجة ؽبم بقتالنا، فمن لقي أحدن" و إمبا أيخرج مستكرىىنالقي أبا البخبم بن ىشاـ فال يقتلو، كمن لقي العباس بن عبد اؼبطلب فال يقتلو فإن

[. الرحيق اؼبختـو صػ]

فداؤه كمل ب أسر العباس ك أماف تردنبا إىل منمنهما فقدكمل يكن كوف العباس كأيب البخبم قد خرجا مكرىىب شبهة : يضع عنو رسوؿ اهلل شيئنا كما جاء ب صحيح البخارم، كتاب اعبهاد كالسب، باب فداء اؼبشركب

يا : ن مالك رضي اهلل عنو أف رجاالن من األنصار استنذنوا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم فقالواعن أنس ب)) "((. ال تدعوف منها درنبنا: "رسوؿ اهلل ائذف لنا فلنبؾ البن أختنا عباس فداءه فقاؿ

[ ]ح [ /]كجاء باؼبستدرؾ

و كسلم ب فداء أسراىم، ففدل كل قـو أسبىم دبا بعثت لنا قريش إىل رسوؿ اهلل صلى اهلل علي: عن الزىرم"يا رسوؿ اهلل قد كنت مسلمنا، فقاؿ رسوؿ اهلل -ككاف خرج مكرىىنا مع اؼبشركب ب بدر-رضوا، كقاؿ العباس اهلل أعلم بإسالمك، فإف يكن كما تقوؿ فإف اهلل هبزيك، كأما ظاىرؾ فقد كاف علينا، : "صلى اهلل عليو كسلم

" كابب أخيكفافتد بنفسك

Page 98: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

98 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

فلم يشفع للعباس شبهة كونو مسلمنا كليس مستنمننا فقط ككذا من خرج مكرىىنا مثلو؟ كقيتل أيب البخبم ب اؼبعركة .ؼبا رفض ترؾ نصرة زميلو اؼبشرؾ

ككذلك ادعاء األسب اإلسالـ بعد األسر ال يكوف شبهة أماف لرده إىل منمنو رغم خطورة أمر اإلسالـ كعظيم هو الذم يقاتلوف عليو، كما جاء ب اغبديث الذم ركاه مسلم ب صحيحو، كتاب النذر، باب ال كفاء شننو ف

[: /]لنذر ب معصية اهلل كال فيما ال يبلك العبد ح

كانت ثقيف حلفاء لبب عقيل فنسرت ثقيف رجلب من أصحاب رسوؿ اهلل صلى : عن عمراف بن حصب قاؿ))حاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم رجالن من بب عقيل كأصابوا معو العضباء فنتى اهلل عليو كسلم، كأسر أص

مبى أخذتب؟ : فقاؿ" ما شننك؟: "يا ؿبمد، فنتاه فقاؿ: قاؿ لى اهلل عليو كسلم كىو ب الوثاؽعليو رسوؿ اهلل ص: صرؼ عنو فناداه فقاؿ، ب ان"أخذتك جبريرة حلفائك ثقيف: "-إعظامنا لذلك-كمب أخذت سابقة اغباج؟ فقاؿ

ا رقيقنا فرجع إليو فقاؿ! يا ؿبمد! يا ؿبمد إين : قاؿ" ما شننك؟: "ككاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم رحيمن ((. ، ب انصرؼ"لو قلتها كأنت سبلك أمرؾ أفلحت كل الفالح: "مسلم، قاؿ

كؼبا كاف : "صبادل الثانية صػ ىػ ب شهركجاء ب الرحيق اؼبختـو ذكر سرية حسمى على قبيلة جذاـ سنة دحية حبسمى ب الطريق لقيو ناس من جذاـ، فقطعوىا عليو، فلم يبكوا معو شيئنا، فجاء رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قبل أف يدخل بيتو فنخربه فبعث رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم زيد بن حارثة إىل حسمى، كىي كراء

ل، فشن زيد الغارة على جذاـ، فقتل فيهم قتالن ذريعنا، كاستاؽ نعمهم كنساءىم، كادم القرل، ب طبسمائة رج .فنخذ من النعم ألف بعب، كمن الشاء طبسة آالؼ، كالسيب مائة من النساء كالصبياف

ككاف بب النيب صلى اهلل عليو كسلم كبب قبيلة جذاـ موادعة، فنسرع زيد بن رفاعة اعبذامي أحد زعماء ىذه يلة بتقدن االحتجاج إىل النيب صلى اهلل عليو كسلم، ككاف قد أسلم ىو كرجاؿ من قومو، كنصركا دحية حب القب

، /زاد اؼبعاد : انظر. ]قطع عليو الطريق فقبل النيب صلى اهلل عليو كسلم احتجاجو، كأمر برد الغنائم كالسيب [".كحاشية تلقيح فهـو أىل األثر صػ

اـ الذين أسلموا كمن كاف من قبيلة جذاـ باؽو على موادعتو مع النيب كمل ينقضها بقطع كىؤالء القـو من جذالطريق على دحية رضي اهلل عنو بل نصره، كاف ؽبم أماننا صحيحنا كليس شبهة أماف كلذلك رد عليهم رسوؿ اهلل

و كىل ىو ناقض لألماف أـ صلى اهلل عليو كسلم السيب كالغنائم، كمل ييوقف اعبهاد حب ييسنؿ كل كاحد عن حال

Page 99: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

99 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ال، فمن باب قياس األكىل يكوف من لو شبهة أماف ال يوقف اعبهاد حب ييسنؿ كلكن بعد التمكن كانتهاء القتاؿ من كاف لو أماف أك شهبة أماف يبينو كما فعل زيد بن رفاعة اعبذامي كإف استطاع قبل القتاؿ فليفعل، كأشد من

: رم ب كتاب اعبهاد، باب أىل الدار يبيتوف فيصاب الولداف كالذرارمىذا كأكضح ما جاء ب صحيح البخا

مر النيب صلى اهلل عليو كسلم باألبواء أك بوادف كسئل عن أىل الدار : عن الصعب بن جثامة رضي اهلل عنو قاؿ) (. "ىم منهم: "سائهم كذراريهم؟ فقاؿيبيتوف من اؼبشركب فيصاب من ن

دماؤىم من القتل مل يوقف اعبهاد حب يتبب حاؿ أىل اغبرب كىل ىم من فالنساء كاألطفاؿ فبن عيصمتاؼبقاتلة أـ من النساء بل مل ييتمهل ب اعبهاد كييبطئ ب سرعتو لذلك كالنساء كالصبياف معصومب من تعمد القتل

.فمن باب أكىل أف ال يوقف اعبهاد كال يعطل للبحث عمن لو شبهة أماف

بيل اهلل فػىتىبػىيػنيوا كىالى تػىقيوليوا }: تعاىل التبب ب قولو تعاىلكقد ذكر اهلل سبحانو ك ا الذينى آىمىنيوا إذىا ضىرىبػتيم ب سى يىا أىيػهىـى لىستى ميؤمننا ن أىلقىى إلىيكيمي السالى [. :النساء]اآلية { ...لمى

ؿ كذكر مثاؿ للتبب اؼبطلوب كىو إذا أظهر اػبصم أنو مسلم فطالب اهلل سبحانو كتعاىل اؼبؤمنب بالتبب عند القتافيكف عنو حب يتبب حالو بشرط أف يكف ىو بالطبع عن قتاؿ اؼبسلمب، كىذا النوع من التبب ىو من اؼبستطاع كاؼبقدكر عليو، أما أف ييتبب حاؿ كل شخص قبل قتالو كلو مل ييظهر إشارة كظبات اؼبسلمب فهذا من

ب اؼبقدكر عليو ألنو ييفضي إىل إيقاؼ اعبهاد كشل يد اؼبؤمنب عن الكفار كإطالؽ يد الكفار ب العسب كغ . اؼبؤمنب

خاصة مع ما ظهر ب العصور األخبة من األسلحة الب تقتل كتدمر على مسافات بعيدة كب غبظات خاطفة ليسنلوىم فردنا فردنا إف كاف ؽبم شبهة أماف، فإف كبقوة تدمب كببة، فإذا انتظر اؼبسلموف اقباب صبيع أفراد العدد

. ذلك سيفضي إىل إىالؾ اؼبسلمب كتضييع عنصر اؼببادرة كاؼبباغتة عليهم

فيظهر من ذلك أف شبهة األماف يكوف إظهارىا كاؼبطالبة ا على عاتق اغبريب الذم يدعيها، أما اؼبؤمنوف فال .الة القتاؿ كاعبهاد ألنو تكليف دبا ال يستطاع كاهلل تعاىل أعلميكلفوا بالبحث عنها كإظهارىا خاصة ب ح

باب من ارتد من اؼبسلمب أك نقض العهد صػ يقوؿ اإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين ب السب الكبب جػ : من اؼبعاىدين

Page 100: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

111 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

تل رجاؽبم كتسىب كلو أف أىل بلدة ارتدكا حب صارت دارىم دار حرب، ب كقع الظهور عليهم، فإنو يق: قاؿ"ببب حنيفة حب ارتدكا، فإف قالت النساء حب ظفر -رضي اهلل عنو-نساؤىم كذراريهم، كما فعلو الصديق

"ما ارتددنا قط، كإنا ؼبسلمات على ديننا فالقوؿ قوؽبن: اؼبسلموف ن

كمن كاف لو مانع من فجعل القتل كالسيب بظاىر فعلهم من الردة، كبعد التمكن ينظر ب حاؿ كل كاحد دبفرده . األسر أك القتل أك االسبقاؽ فعليو أف يظهره كيطالب بالكف عنو ب حاؿ القتاؿ أك بعده

-كاستدؿ عليو دبا ركم أف علقمة بن عالثة ارتد ب زمن الصديق : "كيقوؿ اإلماـ السرخسي ب الشرح صػفإين مل أكفر باهلل فخلى سبيلها كسبيل كلدىا، ب إف كاف علقمة ارتد : ، فلما أيخذت امرأتو قالت-رضي اهلل عنو

ىذا إذا عيلم أف النساء ب األصل كن مسلمات، فإف مل يعلم ذلك فهن بء كأكالدىن، ألهنن كيجدف ب دار اغبرب، كمن كيجد ب دار اغبرب فهو حريب، ما مل يعلم لو أصل اإلسالـ، إال أف يكوف عليهن ظبات اؼبسلمات،

."ف ربكيم السيماء أصل ب باب اإلسالـفقد بينا أ

كيضيف اإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين ما يوضح أف القتاؿ إذا كاف جائزنا ال يوقف حب يتبب حاؿ كل فرد كأف من لو عصمة لدمو أك مالو أك شبهة ذلك، عليو إظهار ذلك، كأف التبب يكوف عند ظهور قرينة أك عالمة أك

[ :النساء]ة العصمة أك األماف مثل السيماء أك العهد كما ذكر سبحانو كتعاىل ب اآلية إشارة تشب لوجود شبه :فيقوؿ ب صػ

ما نقضنا العهد فيمن : كلو أف أىل الدار نقضوا العهد كحاربوا، فلما ظهر عليهم اؼبسلموف قاؿ رجله منهم"فإف شهد قـو من اؼبسلمب، أك من أىل الذمة، نقض، فإف كاف أصل العهد معلومنا ؽبم قبل النقض فالقوؿ قوؽبم،

". أكرىونا على ذلك مل يقبل ذلك منهم: بنهنم قاتلوا اؼبسلمب، فقد ثبت باغبجة سبب نقضهم العهد، فإف قالوا

كقد ذكرنا ب النقاط السابقة أنو إذا تقدـ النبذ للكفار أف ال أماف لكم عندنا فمن جاء يطلب األماف فهو بء، . ؾبيئو طالبنا األماف شبهة أماف كال يرد ؼبنمنوكال يعترب

أف أخذ اؼبشرؾ بغب قتاؿ أك حبيلة أك دخولو دار -إف شاء اهلل، كبتوفيق اهلل كفضلو-كسنذكر ب النقاط القادمة . اإلسالـ بدكف قصد فإنو يكوف فيئنا كال يرد ؼبنمنو كال تعترب شبهة األماف ب حقو

ركب بنقل أماف غب صحيح ؽبم، فال يعترب ذلك أماننا كال شبهة أماف كتقتل مقاتلتهم كال ككذا خداع اؼبسلم للمش . يردكف ؼبنمنهم

Page 101: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

111 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كمثلو لو أخطن اؼبشركوف بتقصب من أنفسهم كفهموا أهنم ب أماف بعكس اغبقيقة فإف ذلك ال يعد شبهة أماف كال .يردكا إىل منمنهم

فخرج كانتهى أمانو ب عاد لدار اغبرب كىم يظنوف أنو ما زاؿ ب األماف كإذا كاف اؼبسلم مستنمننا ب دار اغبرب .األكؿ كأهنم ب أماف منو، فلو قتلهم كأخذ أمواؽبم كال يعترب ذلك شبهة أماف

ككذا لو أعطى اؼبسلموف أماننا للكفار على أف ينتوا باألسرل ليفادكىم كأمنوىم على أنفسهم كأمواؽبم كاألسرل ب ا فللمسلمب أخذ األسرل اؼبسلمب بالقوة، كال يعترب ىذا األماف ألنو على الظلم كال يعترب شبهة أماف، مل يتفقو

. كنذكر فيما يلي بعضنا من اغباالت الب ال تعترب شبهة أماف برغم ما فيها من الوضوح

: باب األماف على الشرط -صػ جاء ب شرح السب الكبب لإلماـ السرخسي جػ

كإذا أمن اؼبسلموف رجالن على أف يدؽبم على كذا كال ىبوهنم، فإف خاهنم فهم ب حل من قتلو، فخرج : )قاؿ"عليهم من مدينتو أك حصنو على ذلك حب صار ب أيديهم، ب خاهنم، أك مل يدؽبم فاستبانت ؽبم خيانتو، فقد

... ؛ ألف الشرط ىكذا جرل بينهم(شاء جعلو فيئنا برئت منو الذمة، كصار الرأم فيو إىل اإلماـ إف شاء قتلو كإفكألنو كاف مباح الدـ علقوا حرمة دمو بالداللة كترؾ اػبيانة، كتعليق أسباب التحرن بالشرط صحيح كالطالؽ كالعتاؽ، فإف انعدـ الشرط بقي حل دمو على ما كاف، كألف النبذ بعد األماف كاإلعادة إىل منمنو إمبا كاف معتربنا

. حرز عن الغدر، كبالتصريح بالشرط قد انتفى معب الغدرللت

-أقاـ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم على الكتيبة أربعة عشر يومنا : كاستدؿ عليو حبديث موسى بن جبب قاؿفلما أيقنوا باؽبلكة سنلوا النيب صلى اهلل عليو كسلم الصلح، -يعب حصننا من حصوف خيرب، ككاف آخر حصوهنم

نعم، فصاغبو على حقن دمائهم كىبرجوف من خيرب كأرضها، : انزؿ فنكلمك، فقاؿ: ل إىل ابن أىب اغبقيقفنرس، كعلى الصفراء كالبيضاء كاغبلقة، كعلى كىبلوف بب النيب صلى اهلل عليو كسلم كبب ما كاف ؽبم من ماؿ أك أراضو

تمتموين شيئنا، فصاغبوه على ذلك، ب كتم ابن أيب كبرئت منكم ذمة اهلل أف ك: البػىز إال ثوب على ظهر إنساف قاؿب أمر رسوؿ اهلل صلى اهلل ... اغبقيق آنية من فضة كماالن كثبنا كاف ب مسك اعبمل عند كنانة ابن أىب اغبقيق

ك فنرسل النيب صلى اهلل عليو كسلم إىل تل... عليو كسلم ما إىل الزبب بن العواـ أف يعذما كيستنصل ما عندنبااػبربة فحفر فوجد ذلك الكنز، فنمر رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم بنف يدفع كنانة بن أيب اغبقيق إىل ؿبمد بن مسلمة لقتلو بنخيو ؿبمود بن مسلمة، فقد كاف ىو الذم دىل على ؿبمود الرحى، كإمبا استحل دماءنبا كسىب

Page 102: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

112 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

صفية بنت حيي بن ملوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسفسىب رسذراريهما، ؼبكاف الشرط الذم جرل بينو كبينهما ". أخطب، ككانت ربت كنانة كمعها ابنة عمها، كمل يسب من أىل خيرب غبنبا

كب ىذا داللة على أف األماف اؼبعطى ؽبما كنزكؽبما من منعتهما إىل منعة اؼبسلمب كتسليمهما أمواؿ اغبصن ف ؽبما أك يرداف بسببو إىل منمنهما، كرفع بذلك األماف عنهما صبيعها ما عدا الكنز مل يصلح أف يكوف شبهة أما

.كعن زكجتيهما فسيبيتا كمنهما صفية

باب ما يكوف أماننا كما ال يكوف على -صػ يقوؿ اإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين ب السب الكبب جػ : شرط يشبطو

أك . مائة دينار، فإف مل أعطكم فال أماف بيب كبينكمآمنوين على أف أنزؿ إليكم فنعطيكم : كإذا قاؿ للمسلمب"ب نزؿ فطالبوه فنىب أف يعطيهم فهو بء ب القياس، كب . إف نزلت إليكم فنعطيتكم مائة دينار فننا آمن: قاؿ

إىل ال يكوف فيئنا حب يرفع إىل اإلماـ فينمره باألداء، كإف أىب حكم عليو بنف هبعلو فيئنا، كلو رفعوه: االستحسافأجلب فيها حب أكبلها ؽبا، فال بنس لإلماـ أف يؤجلو يومب أك ثالثة، كإف : ىات اؼبائة دينار، فقاؿ: اإلماـ فقاؿ

كاف قاؿ تؤمنوين على أف أنزؿ إليكم فنعطيكم رأسنا أك مائة دينار ما بيب كبب ثالثة أياـ فنزؿ فهو آمن كال دة فهو آمن لقبولو، كلكن وببس حب يؤدم ما التـز بو، إال أف سبيل عليو حب يبضي الوقت، فإف مضت اؼب

يسلم أك يصب ذمة، فحينئذ يبطل اؼباؿ عنو، كلو قاؿ تؤمنوين على أف أعطيكم مائة دينار على أجل كذا، فإف مل ل فهو إف أعطيتكم إىل أجل كذا فننا آمن، ب مل يعطهم حب مضى األج: أعطكم فال أماف بيب كبينكم، أك قاؿ ".بء، كال حاجة لقضاء القاضي ىا ىنا

فهذا نزؿ من أمانو إىل اؼبسلمب كطلب األماف، كأعطاه اؼبسلموف األماف بشرط، فإذا أخل ذا الشرط فال : قلتيعترب تركو منمنو، كدخولو دار اإلسالـ أك منعة اؼبسلمب، كال طلبو األماف، كال موافقة اؼبسلمب على األماف شبهة

.اف كال يرد ؼبنمنو إذا مل يوؼ بالشرط، كال يقاؿ فيو يعاد كما كاف قبل طلبوأم

: -رضي اهلل عنو-كقاؿ أبو حنيفة : "باب أماف الرسوؿ صػ قاؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب جػإين كنت أمنت : كقاؿ لو أف مسلمنا جاء برجلو من اؼبشركب إىل األمب كىم ب اؼبفازة، ككانوا على حصن حاصركه

فنتاين على أماين إياه، مل يصدؽ حب يشهد شاىداف سواه أنو قد أمنو؛ ألنو صار فيئنا للمسلمب حب جاء . ىذا . بو إىل األمب، فإنو غب فبتنع منهم، كىذا اؼبسلم ال يتمكن من أف يؤمنو ابتداءن، فال يصدؽ فيما يقر بو من أمانو

Page 103: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

113 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

". لو أف هبعلو فيئنا كال يقتلو: أف يقتلو إف شاء دبنزلة غبه من اؼبنسورين، كلكن ب االستحساف لإلماـ: كب القياس

ؾبيئو مستنمننا كقد أعطاه مسلم األماف ب دار اغبرب كيشهد معو مل يكن أماننا لعدـ صحة األماف ب دار : قلت .قياس ييقتلاغبرب كال شبهة أماف ترده ؼبنمنو بل ييسبؽ ب االستحساف كب ال

:باب األماف صػ كيقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب جػ

؛ ألنو صار منخوذنا مقهورنا دبنعة (دخلت بنماف مل ييصدؽ: كلو كجد اؼبسلموف حربينا ب دار اإلسالـ فقاؿ")أنا رسوؿ اؼبلك إىل : قاؿ ككذلك لو... )الدار، فهو متهم فيما يدعي من األماف، كقوؿ اؼبتهم ال يكوف حجة

كلكن دبجرد دعواه ال ... ؛ ألف ىذا منو دعول األماف، فإف الرسوؿ آمن من اعبانبب(اػبليفة مل يصدؽ ككاف فيئنا . ىػ.ا" يصدؽ أنو رسوؿ

فهذا رجل دخل دار اإلسالـ كيدعي أماننا كآخر يدعي أنو رسوؿ كمل يكن ذلك ؽبم شبهة أماف كال يردكا : قلت . منمنهم بل ىم بء إىل

:باب من يكوف آمننا من غب أف يؤمنو أىل اإلسالـ صػ كيقوؿ ب جػ

ا عظيمنا فخرجوا معو إىل دار اإلسالـ فظفر م اؼبسلموف كانوا فيئنا") ؛ (كلو أف مسلمنا ب دار اغبرب آمن جندنبل ىو مقهور ب اؼبوضعب دبنعتهم، فيكوف ألف ىذا اؼبسلم ليس فبتنعنا فهم ب دار االسالـ كال ب دار اغبرب،

".أمانو ؽبم باطالن

ففيما ذكره الشيخ خرج اعبنود بنماف مسلم كىو معهم كرغم ذلك مل يكن ذلك شبهة أماف كال يردكا إىل منمنهم .ألف األماف دخلو البطالف من حيث أنو غب أماف

ف من ال منعة لو كللكفار عليو سطوة، فكل من كىل أماف صبيع أىل زماننا من اغبكاـ كغبىم إال أما: قلت . يدعي عدـ جواز التعرض للكفار الحتماؿ كجود شبهة أماف ب عصرنا يرد عليو ذلك

؛ (كلو أسلم رجل من احملصورين كأخرج معو امرأتو، كىي كافرة، كانت فيئنا للمسلمب: ")كيقوؿ رضبو اهلل ب صػ .اف مل تتبعو زكجتو، فكذلك إذا أسلمألنو لو استنمن كىو ؿبصور فخرج بنم

". ؛ ألف أماهنا إياه ب منفعة أىل اغبرب باطل(ككذلك لو أسلمت اؼبرأة كآمنت زكجها فخرج معها)

Page 104: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

114 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

فخركج الزكجة الكافرة احملاصرة مع زكجها اؼبسلم كخركج الزكج الكافر احملاصر مع زكجتو اؼبسلمة مل يعترب : قلتنمن فما باؿ من يريد أف يعترب دخوؿ كافر حريب إىل ديار غلب عليها العلمانيوف شبهة أماف توجب الرد إىل اؼب

فنصبحت على أفضل التقدير ديارنا مركبة ـبتلطة ال يعلوىا حكم اإلسالـ بدكف أماف من اؼبسلمب كبدكف إذف من يعترب ذلك أماننا كإف اؼبسلمب بل بإذف من النظاـ العلماين كال تصطحبو زكجة مسلمة كال قريب مسلم، يريد أف

مل يكن أماننا يكوف شبهة أماف توجب رده ؼبنمنو كسبنع التعرض لو، فعلى من يقوؿ بذلك أف يراجع نفسو كليعلم .أف من ىبتلف معو كال يرل ذلك شبهة أماف لو أصل من الشرع يبنع من اإلنكار عليو

-شاب الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم صػ يقوؿ شيخ االسالـ ابن تيمية رضبو اهلل ب الصاـر اؼبسلوؿ على :

[ إنو يرد على منمنو: الرد على من قاؿ"]

ألنو حصل ب دار اإلسالـ بنماف، فلم هبز قتلو حب يرد إىل منمنو كما لو : إنو يرد إىل منمنو، قاؿ: فمن قاؿا؛ ألف اهلل تعاىل قاؿ ب كتابو ثيوا أىيبىانػىهيم من بػىعد عىهدىم كىطىعىنيوا كىإف نى }: دخلها بنماف صيب، كىذا ضعيف جدن كى

ثيوا أىيبىانػىهيم * ب دينكيم فػىقىاتليوا أىئمةى الكيفر إنػهيم الى أىيبىافى ؽبىيم لىعىلهيم يػىنتػىهيوفى -:التوبة]{ أىالى تػيقىاتليوفى قػىومنا نىكى .اآلية[ ..

ت ب أىل اؽبدنة فعمومها لفظنا كمعب يتناكؿ كل ذم عهد على ما ال ىبفى، كقد أمر فهذه اآلية كإف كانت نزلسبحانو باؼبقاتلة حيث كجدناىم، فعم ذلك منمنهم كغب منمنهم، كألف اهلل أمر بقتاؽبم حب يعطوا اعبزية عن يدو

ط على معب اآلية، كألنو قد كىم صاغركف، فمب مل يعطوا اعبزية أك مل يكونوا صاغرين جاز قتاؽبم من غب شر ثبت أف النيب صلى اهلل عليو كسلم أمر بقتل من رأكه من رجاؿ يهود صبيحة قتل ابن األشرؼ ككانوا معو معاىدين، كمل ينمر بردىم إىل منمنهم، ككذلك ؼبا نقضت بنو قينقاع العهد قاتلهم كمل يردىم إىل منمنهم، كؼبا

م كقتلهم كمل يبلغهم منمنهم، ككذلك كعب بن األشرؼ نفسو أمر بقتلو نقضت بنو قريظة العهد قاتلهم كأسرىغيلة كمل يشعره أنو يريد قتلو، فضالن عن أف يبلغو منمنو، ككذلك بنو النضب أجالىم على أف ال ينقلوا إال ما ضبلتو

الو حب يبلغ منمنو، اإلبل إال اغبلقة، كليس ىذا بإبالغ للمنمن؛ ألف من أبلغ منمنو يؤمن على نفسو كأىلو كمككذلك سالـ بن أىب اغبقيق كغبه من يهود ؼبا نقضوا العهد قتلهم نوبة خيرب كمل يبلغهم منمنهم، كألنو قد ثبت أف أصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم عمر كأبا عبيدة كمعاذ بن جبل كعوؼ بن مالك قتلوا النصراين الذم

نكر، فصار إصباعنا، كمل يردكه إىل منمنو، كألف ب شركط عمر الب شرطها على أراد أف يفجر باؼبسلمة، كمل ينكره م

Page 105: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

115 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

فإف كبن خالفنا عن شيء شرطناه لكم كضمناه على أنفسنا فال ذمة لنا، كقد حل لكم منا ما حل : "النصارلكر كعمر ركاه حرب بإسناد صحيح، كقد تقدـ عن عمر كغبه من الصحابة مثل أيب ب" ألىل اؼبعاندة كالشقاؽ

كابن عباس كخالد بن الوليد كغبىم رضواف اهلل عليهم أهنم قتلوا كأمركا بقتل ناقض العهد، كمل يبلغوه منمنو، كألف دمو كاف مباحنا، كإمبا عصمتو الذمة، فمب ارتفعت الذمة بقي على اإلباحة، كألف الكافر لو دخل دار اإلسالـ

م نقض العهد أكىل أف هبوز قتلو ب دارنا، كأما من دخل بنماف صيب بغب أماف كحصل ب أيدينا جاز قتلو، فالذفإمبا ذاؾ ألنو يعتقد أنو مستنمن فصارت لو شبهة أماف، كذلك يبنع قتلو، كمن كطئ فرجنا يعتقد أنو حالؿ ال

؛ ألف حد عليو، ككذلك ال ينسب ب دخولو دار اإلسالـ إىل تفريط، كأما ىذا فإنو ليس لو أماف كال شبهة أمافؾبرد حصولو ب الدار ليس بشبهة أماف باالتفاؽ، بل ىو ميقدـ على ما ينتقض بو العهد، مفرط ب ذلك، عامل أنا

". مل نصاغبو على ذلك، فنم عذر لو ب حقن دمو حب يلحقو دبنمنو؟

الذم يعقل كىذا كالـ نفيس لشيخ اإلسالـ مع مالحظة أف أماف الصيب فيو خالؼ كينقسم حبسب الطفل: قلت . كالطفل الذم ال يعقل

. أماف الكافر باطل كمن دخل بو فقد دخل بال أماف، كحب الكافر الذمي الذم يقاتل مع اؼبسلمب: ثانينا : -صػ يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب جػ

إليهم للموافقة ب االعتقاد، فالظاىر ؛ ألنو مائل (فنما أماف الذمي فباطل، كإف كاف يقاتل مع اؼبسلمب بنمرىم")أنو ال يقصد باألماف النظر للمسلمب، ب ىو ليس من أىل نصرة الدين كاالستعانة م ب القتاؿ عند اغباجة

".دبنزلة االستعانة بالكالب

ؼبسلمب، إذا كاف ىذا بالنسبة للذمي الذم وبارب مع اؼبسلمب، فما الباؿ بالعلماين الذم ال يقاتل مع ا:قلت ال ييشك ب بطالنو كال تنثب لو كال -كاهلل تعاىل أعلم-بل يقاتل اؼبسلمب، كىذا ىو األماف ب زماننا اغبايل فهذا

.يعد شبهة أماف

من أمر بقتلهم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم من رجاؿ يهود بعد مقتل كعب بن األشرؼ كانوا : ثالثنا ل أهنم استمركا على العهد بعد ذلك كمل يعترب الذم بينهم كبب رسوؿ اهلل شبهة معاىدين كمل ينقضوا عهدىم بدلي

. أماف تردىم ؼبنمنهم : -كيقوؿ شيخ اإلسالـ ابن تيمية ب الصاـر اؼبسلوؿ صػ

Page 106: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

116 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ذينى أيكتيوا الكتىابى حىب يػيعطيوا اعبزيىةى منى ال }: إىل قولو{ قىاتليوا الذينى الى يػيؤمنيوفى باهلل كىالى باليػىوـ اآلىخر }: قولو تعاىل"فنمرنا بقتاؽبم إال أف يعطوا اعبزية كىم صاغركف فال هبوز اإلمساؾ عن قتاؽبم [ :التوبة]{ عىن يىدو كىىيم صىاغريكفى

ن، كليسوا كإذا كاف قتاؽبم كاجبنا علينا إال أف يكونوا صاغري... إال إذا كانوا صاغرين حاؿ إعطائهم اعبزية .بصاغرين، كاف القتاؿ منمورنا بو، ككل من أمرنا بقتالو من الكفار فإنو يقتل إذا قدرنا عليو

كأيضنا، فإنا إذا كنا منمورين أف نقاتلهم إىل ىذه الغاية مل هبز أف نعقد ؽبم عهد الذمة بدكهنا، كلو عقد ؽبم كاف ا فيبقوف على اإلباحة كال يقاؿ ا فاسدن هم وبسبوف أهنم معاىدكف فتصب ؽبم شبهة أماف، كشبهة ف[: فيهم]عقدن

ال : األماف كحقيقتو، فإف من تكلم بكالـ وبسبو الكافر أماننا كاف ب حقو أماننا كإف مل يقصده اؼبسلم، ألنا نقوؿينا ىبفى عليهم أنا مل نرض بنف يكونوا ربت أيدينا مع إظهار شتم ديننا كسب نبينا، كىم يدركف أنا ال نعاىد ذم

مع اشباطنا عليهم أف يكونوا صاغرين -على مثل ىذه اغباؿ، فدعواىم أهنم اعتقدكا أنا عاىدناىم على مثل ىذا .دعول كاذبة، فال يلتفت إليها -ذبرم عليهم أحكاـ اؼبلة

ع كأيضنا، فإف الذين عاىدكىم أكؿ مرة ىم أصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم مثل عمر كقد علمنا أنو يبتنا خالؼ ما أمر اهلل بو ب كتابو . أف نعاىدىم عهدن

". فنيضنا، فإنا سنذكر شركط عمر رضي اهلل عنو، كأهنا تضمنت أف من أظهر الطعن ب ديننا حل دمو كمالو

:كيقوؿ الشيخ رفاعي طو ب إماطة اللثاـ عن ذركة السناـ، اؼببحث الرابع

(مسائل تتعلق باألماف)م التفاكض كالصلح كعقد العقود مع من هبب قتاؽب"

من يوجد ب ديار اإلسالـ بغب عقد أماف فيدعي أنو كاف يظن أنو آمن ألنو دخل لتجارة أك [: اؼبسنلة األكىل] . غبىا فبا كاف يظن أف اؼبسلمب يسمحوف بو كال يعرضوف ؼبن يقـو بو بشيء من األذل

وجدكف قد نزلوا بغب إذف من اؼبسلمب على ضفة كركل ابن كىب عن مالك ب قـو من العدك ي: قاؿ سحنوفالبحر ب أرض اؼبسلمب فيزعموف أهنم ذبار كأف البحر لفظهم ىنا كال يعرؼ اؼبسلموف تصديق ذلك، إال أف

: مراكبهم قد انكسرت كمعهم السالح، أك يشكوف العطش الشديد فينزلوف للماء بغب إذف اؼبسلمب؟ قاؿ مالك . فيهم رأيوذلك إىل اإلماـ يرل

Page 107: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

117 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ليس للعدك أف ينزلوا بنرض اؼبسلمب للتجارة كال يقبل منهم، إال أف يكونوا : ب ساؽ سحنوف بسنده عن سعيدرسالن بعثوا ب أمر بب اؼبسلمب كعدكىم، فنما من أخذه اؼبسلموف فزعم أنو جاء للتجارة أك مستنمننا بعدما أيخذ

... فال أماف لو

: قيل ألحد الكفار قوالن فظنو أمانناإذا [: اؼبسنلة الثانية]

اؼبتدبر لقوؿ اإلماـ مالك أك سحنوف أك ابن قدامة كمن نقل : قلت -ب ينقل أقواؿ العلماء ب ذلك كيعقب- : أك غبىم الذين مل ننقل عنهم لكثرهتم ب ىذا اؼبوضوع يلحظ بوضوح أمورنا منها -رضبهم اهلل-عنهم

الكفار اؼبقدكر عليهم كمن ب ادعاء األماف شبهة يدفع ا الكافر عن نفسو عند أهنم يتكلموف عن : األمر األكؿ .كيل أمر اؼبسلمب ليثبت ا أنو دخل بنماف فال وبل قتلو أك أسره

(.الدكلة اؼبسلمة)أهنم يتكلموف عن حاالت داخل ديار اإلسالـ : األمر الثاين

ففهمتو على غب مراده أك أهنا فهمتو كلكنها أرادت أف أهنم يتكلموف عن حاالت قيل ؽبا قوؿ: األمر الثالث ... تتخلص من تبعاتو

كىذه اغباالت كغبىا حاالت ال يبكن النظر إليها كالقياس عليها إال ب كاقع فباثل، كىي اجتهادات علماء تتعلق . بنصل اؼبسنلة كىو منح عقد األماف كالسلطة اؼباكبة لو

أنو أماف، ككجد شخص معب أك أشخاص من الكفار يدعوف ذلك، ككجد من فإف كجد أف شبة قوؿ فيهم علىلينظر فيو حبقو، فقد كيجدت شبهة مطلوب التحقق منها كإثباهتا أك نفيها أما ( سلطة مسلمة)ييرفع إليو ىذا القوؿ

". غب ذلك فال

ب مقدمة الكتاب ما يوضح بو -فك اهلل أسره ،كثبتو على اغبق، كقباه من الفب-كقد كتب الشيخ رفاعي طو كمسائل أخرل فإننا ننقلو كامالن ىنا كقد -شبهة األماف-ذلك، كىو كإف كاف يتناكؿ اؼبسنلة الب كبن بصددىا

. كبيل إليو فيما بعد أك نعيد أجزاءن منو

فى على أحد، كلقد كجدنا ب ىذه اغبقبة من الزماف الب يعيشها اؼبسلموف بكل ىذا الذؿ كاؽبواف الذم ال ىب"كجدنا من يستدؿ ببعض ىذه األقواؿ كالضوابط الب كضعها العلماء كضوابط تضبط حركة اعبند اؼبسلمب حاؿ

Page 108: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

118 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كىو ما يقـو بو اؼبسلموف ( جهاد الدفع)كجدناىم يستدلوف ا ب -أم جهاد الطلب-فتوحاهتم كانتصاراهتم . اليـو ب أحسن أحواؽبم

أم -ارىم كأكطاهنم، كىم ب أفضل أحواؽبم يدافعوف عن عرضهم كأكطاهنم حيث ىزمت جيوشهم كاغتصبت ديلقد غاب عن إخواننا ىؤالء عدة أمور كىم يستندكف إىل ىذه األقواؿ -(جهاد الدفع)ما أطلق عليو العلماء

: كالضوابط الب أسلفنا اغبديث عنها منها

ؽبا جيشها كقوهتا ( دكلة مسلمة)مسلمة حاؿ اؼبسلمب حب كضعت ىذه الضوابط كقوة منحازة إىل ديار -1 .... الب تفرض من خالؽبا أحكامها

أم -أف ىذه الضوابط يطبقها اؼبسلموف حاؿ فتحهم للبلداف أك غزكىا لفتحها أك ؿباصرهتا لنفس الغرض -2سلموف كبعد أف تضع اغبرب أكزارىا كتظهر ىزيبة أعدائهم، كليس ب جهاد الدفع حب ييغزل اؼب -ب جهاد الطلب

كال يغزكف كييقتل اؼبسلموف كال يقتلوف، كال يقع أحد من الكافرين ب األسر بل يدخلوف أراضي اؼبسلمب مستعلب ... شاـبب كىم يفسدكف ب األرض، كإنا هلل كإنا إليو راجعوف

لدكؿ أف الدكؿ الكافرة ب حينو كانت تواجهها دكلة مسلمة تضع ضوابط لكل أنواع العالقات مع ىذه ا -3سواء ما تعلق منها بالسلم أك اغبرب، كلقد كانت حالة القوة الب تتمتع ا ىذه الدكلة اؼبسلمة تفرض احباـ ما

. يوضع من ضوابطأف عقود األماف كالذمة كالصلح ىي عقود ترـب بب طرفب كال تسرم أحكامها إال بوجودىا فإف انعدمت -4

رضواف اهلل -ثار، كلذلك أقر النيب صلى اهلل عليو كسلم أبا بصب كمن معو ىذه العقود انعدـ ما يبتب عليها من آعلى مقاتلتهم كفار قريش على الرغم من عقده صلى اهلل عليو كسلم صلح اغبديبية مع ىؤالء الكفار -عليهم

ما دخل فيو مل يدخل في -رضي اهلل عنو-آنذاؾ، كمل يلـز النيب صلى اهلل عليو كسلم أبا بصب بالكف عنهم ألنو .رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم

أف أكثر اؼبدنيب الذين ال ينتصبوف للقتاؿ اليـو ىم ب الغالب الذين يلتحقوف باعبيوش حاؿ اغبرب كىم ب -5نفس الوقت يبثلوف عصب اآللة اغبربية كصناعتها ألعداء اهلل اليـو أك يكونوف من أىل الرأم الذين يشاركوف ب

كم اؼبعادين لإلسالـ كاؼبسلمب، بل إف رؤكس أىل الكفر كلما اشتد أذاىم على اؼبسلمب زاد دعم اختيار أىل اغبىؤالء اؼبدنيب ؽبم، فوؽ أف قتل من يطلق عليهم اؼبدنيوف اليـو ىي مسنلة خالفية بب العلماء حب ب جهاد

إذا قاتلوا حقيقةن أك حكمنا، كأيضنا ب الطلب كمل ييستثنى من اػبالؼ إال النساء كالصبياف الذين مينع قتلهم إالجهاد الطلب، على اعتبار أف النساء كالصبياف ب ىذا النوع من اعبهاد يلزموف ب العادة منازؽبم أك اؼبالجئ الب وبتموف ا، أما ب جهاد الدفع فإف كجود النساء ب جيوش األعداء الب تغزك أرض اؼبسلمب ىو داللة قتاؿ

Page 109: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

119 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

اغبرب كإعانة عليها؛ كعليو فإنو هبب قتلهن ب ىذه اغباؿ، كما قاؿ العلماء كال ييقتل النساء إال أف كاشباؾ ب ا أك حقيقةن .يقاتلن حكمن

أف الدكر اليـو جلها ؿباربة لإلسالـ كاؼبسلمب كىي بذلك تصبح دار حرب، كليس ىناؾ من اؼبسلمب من -6لمب، كاؼبسلموف اليـو ليسوا ب حاؿ سبكنهم من جهاد يتوىل عقد معاىدات أك اتفاقات تكوف ملزمة للمس

الطلب حب يلتزموا فيو بضوابطو، كإمبا ىم ب حالة دفاع عن النفس يلتزموف فيها بالقواعد العامة الب ربكم القتاؿ، فإذا كاف الرجل غب معصـو الدـ بإسالـو جاز قتلو لعدـ كجود أم مانع آخر يعصم دمو من عقد أماف أك

. أك موادعةذمة

.إف حاالت القتاؿ الب يقـو ا اؼبسلموف اليـو ال زبلوا أف تكوف غارات أك كمائن -7

فإف كانت كمائن فهي أقرب ما تكوف إىل الكمائن الب كاف ينصبها أبو بصب كمن معو لكفار قريش فيوقع .فيهم مقتلة يسلب فيها أمواؽبم كيقتل فيها رجاؽبم

ما تكوف إىل الغارات الب كاف يقـو ا اؼبسلموف على عدكىم فال يتميز ب الغارة كإف كانت غارات فهي أقربنساء أك صبياف أك ما ييلحق حبكمهم فإف قيتل فيها بغب تعمد نساء أك صبياف أك من ب حكمهم حبيث مل

تهم الغارة من رجاؿ فإهنم يلحقوف دبن مشل -فإف قتلوا-يكونوا مقاتلب أك ؿبرضب على قتاؿ أك معاكنب عليو، طاؼبا مل ييقصدكا بقتل أك قتاؿ، كىذا ما أجاب بو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم عندما سئل عن أىل الدار

".ىم منهم: "ييبيتوف من اؼبشركب فيصاب من نسائهم كذراريهم، قاؿ

ؼبمتنعب عن إقامة شرائع إف أعداء اهلل سواء كانوا من الكفار األصليب أك الكفار اؼبرتدين أك حب من ا -8الدين قد أعلنوا اغبرب على اؼبسلمب، كمل يعد األمر متعلق ببلوغ دعوة أك إنذار من اؼبسلمب أك حب أف ننبذ

...". إليهم عهدىم لعدـ كجود ىذا العهد ابتداءن

حة مثل ما ذكرنا ب األصل ب ىذه اؼبسنلة ىو ما كرد من أدلة ثابتة من أحاديث صحي -كاهلل تعاىل أعلم-: قلتكالب تبب أف كل ما كرد من أقواؿ كأفعاؿ للصحابة ػبداع الكفار مل تعترب أماننا كال شبهة أماف، ( :أكالن )النقطة

على صورة )كمل تستوجب تنبيو اؼبشركب كالنبذ إليهم أك ردىم ؼبنمنهم، كىذه األدلة ىي أدلة مباشرة ب اؼبوضوع للرأم كال للقياس، كمن اؼبعلـو أف األدلة الصحيحة الثابتة ال تيعارض بقوؿ أك فعل ال ؾباؿ معها( سبب النزكؿ

.صحايب أك تابعي كال بقوؿ عامل كال بالقواعد العامة

Page 110: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

111 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كبب األحاديث -إذا ثبت صحتها-كلكننا كباكؿ أف قبمع بب أقواؿ العلماء كاآلثار الواردة عن الصحابة حمل ما كرد ألهنا كقائع على نفس الصورة كال نصادـ بينها، فني نص ب اؼبسنلة الصحيحة كاألدلة الثابتة كالب ى

: ب التوسع ب استخداـ الصيغ الدالة على األماف، كبناء الباب على االحتياط كالتيسب كالتوسعة على

اف، كإف اعتبار كل الصيغ كالعبارات كاألقواؿ كاإلشارات اؼبستخدمة ب التعبب على معب كاحد كىو األماستخداـ أم منها ب التعبب عن اؼبقصود ال يؤثر، كلكن لو ب استخداـ عبارات كصيغ قريبة منها كلكن للتعبب

.عن معب ثافو ـبتلف مثل التآلف كاالستئناس كاؼبودة فهنا بالتنكيد ال تعب األماف باألحوط كذبنب الشبهات، أف القوؿ بالتوسع كاالحتياط ب موضوع األماف يكوف من باب الورع كاألخذ

كعلو يدىم كظهور منعتهم، عندما يكوف الكافر ب سبكن اؼبسلمب كأماهنم جانب العدككيكوف ذلك عند قبضتهم أك ال ىبشوف استئصاؿ الكفار ؽبم، أما عند اػبوؼ كاػبطر كتعريض بيضة اؼبسلمب كحرماهتم للخطر فال

ة األكرب مثل حالة ضعف اؼبسلمب الشديد كما ب عصرنا، ككما ب يكوف ؾباالن لالحتياط كالورع كتدفع اؼبفسد . جهاد الدفع

: -يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب باب األماف صػ

؛ ألف معرفتهم لذلك (كإف نادكىم بلساف ال يعرفو أىل اغبرب، كذلك معركؼ للمسلمب، فهم آمنوف أيضنا")ليق اغبكم بو، فتعلق اغبكم بالسبب الظاىر الداؿ عليو كىو إظباعهم كلمة األماف حقيقة أمر باطن ال يبكن تع

كىذا أصل كبب ب الفقو، كؽبذا شرطنا اإلظباع حب إذا كانوا بالبعد منهم على كجو يعلم أهنم مل يسمعوا، فإنو ال ب لعلو كاف فيهم ترصباف يكوف ذلك أماننا، ألف ىذا ظاىر يبكن الوقوؼ عليو، فيمكن تعليق اغبكم حبقيقتو،

يعرؼ معب نداء اؼبسلمب فيوقفهم على ذلك، فلو مل يثبت األماف بو كاف نوع غدر من اؼبسلمب، كالتحرز عن صورة الغدر كاجب، يوضح الفرؽ أهنم إذا مل يفهموا فإمبا كاف ذلك دبعبن من اؼبسلمب حيث نادكىم بلغة ال

، (فنما إذا كانوا بالبعد من اؼبسلمب حبيث ال يسمعوف كالمهم)ب حقهم، يعرفوهنا فال يبطل بو حكم األمافال يثبت حكم األماف )فإهنم مل يقفوا على مقالة اؼبسلمب ؼبعبن من جهتهم كىو أهنم مل يقربوا من اؼبسلمب فلهذا

تشبو ىذا فهو كلو أنت آمن، أك ال زبف، أك ال بنس عليك، أك كلمة : كإذا قاؿ اؼبسلموف للحريب: ؽبم، قاؿ؛ ألنو إمبا ىباطب اػبائف دبثل ىذه العبارات، إلزالة اػبوؼ عادة، كإمبا يزكؿ عنو اػبوؼ بثبوت األماف ككل (أماف

عل منشئنا عتقو : مسلم يبلك إنشاء األماف لو فييجعل ذا اللفظ منشئنا كمن يقوؿ لعبده أعتقتك، أك أنت حر هبي ".دبا كصفو

:-كىو يتكلم عن أحكاـ الوصية للكفار- صػ يم ب أحكاـ أىل الذمة جػيقوؿ اإلماـ ابن الق

Page 111: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

111 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

الذم تضمنو جوابو جواز التخصيص بقصد اؼبتكلم كبالقرائن كىذا ىو الواجب ب كالـ الواقفب : األمر الثالث" .كاؼبوصب كاؼبقرين، كما ىو أصلو ب أيباف اغبالفب

يبتب عليو أمر شرعي، فإف الكالـ إمبا يبتب عليو موجبو لداللتو كالواجب طرد ىذا األصل ب كالـو للمكلف على مقصد صاحبو، فإذا ظهر قصده مل هبز أف يعدؿ عنو إىل عمـو كالمو كإطالقو، فإف ذلك غلط كتغليط، كصبيع األمم على اختالؼ لغاهتا تراعي مقاصد اؼبتكلمب كإرادهتم كقرائن كالمهم، كلو سئل أحدىم عن جاريتو

كال، بل ىي عفيفة حرة مل يشكوا أنو مل يرد عتقها، كال خطر ببالو، فإلزامو بعتقها : إهنا فاجرة، فقاؿ: قيل لوك دبجرد ذلك خطن، كاللفظ إمبا يكوف صروبنا إذا ذبرد عن القرائن الصارفة لو عن موضوعو عند اإلطالؽ، كؽبذا لو

كاهلل ال أتغدل، مل يشك : ا، ككذا لو ديعي إىل غداء فقاؿمل يكن صروبن ( من كثاؽ)بقولو ( أنت طالق)كصل قولو ا إىل آخر العمر فإلزامو دبا مل يرده قطعنا بناء على إطالؽ لفظ مل يرد . ىو كال عاقل أنو مل يرد ترؾ الغداء أبدن

". إطالقو كتعميم ما مل يرد عمومو إلزاـ دبا مل يلزمو، كال ألزمو اهلل كرسولو بو، كباهلل التوفيق

األصل ب الكالـ أنو هبعل على ما يفهم من مقصد اؼبتكلم حب كلو أتى اؼبتكلم بنلفاظ عامة، أك ظاىرىا ك .العمـو إذا كاف مفهـو بقرائن أف مقصد اؼبتكلم خالفها

فإذا كانت األلفاظ ظاىرىا ال يعب األماف، كمقصد اؼبتكلم عدـ إعطاء األماف، فإف ذلك ال يعب أماننا ب . يدؿ على األماف إال األماف اؼبفصح الواضح الصريحكال. األصل

مل ما نقل عن العلماء على االحتياط كالورع ب حالة سبكن اؼبسلمب كعدـ اػبوؼ عليهم كعند استباب األمر كوبي .ؽبم كاهلل تعاىل أعلم

ع ب حالة عدـ كخاصة أف كل ما نقلنا عن الصحابة هبرم على األصل الشرعي فيحمل كالـ العلماء على الور . الضركرة، كأمن اػبوؼ كب السعة

: -صػ كتاب األماف جػ( بداية اتهد كهناية اؼبقتصد)يقوؿ القاضي ابن رشد اغبفيد ب

فمثل أف وبلف : ؛ كأما اؼبسنلة الثالثة[ىل يتعلق اليمب باؼبعب اؼبساكم لصيغة اللفظ أك دبفهومو]اؼبسنلة الثالثة "نو يفهم منو القصد إىل معب أعم من ذلك الشيء الذم لفظ بو، أك أخص، أك وبلف على شيء على شيء بعي

أحدنبا لغوم، كاآلخر عرب، كأحدنبا : كينوم بو معب أعم أك أخص أك يكوف للشيء الذم حلف عليو اظباف

Page 112: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

112 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ال باؼبخالفة الواقعة ب أخص من اآلخر، كأما إذا حلف على شيء بعينو فإنو ال وبنث عند الشافعي كأيب حنيفة إ .ذلك الشيء بعينو الذم كقع عليو اغبلف، كإف كاف اؼبفهـو منو معب أعم أك أخص من قبل الداللة العرفية

ككذلك أيضنا فيما أحسب ال يعتربكف النية اؼبخالفة للفظ، كإمبا يعتربكف ؾبرد األلفاظ فقط، كأما مالك فإف نده ب األيباف الب ال يقضى على حالفها دبوجبها ىو النية، فإف عدمت فقرينة اؼبشهور من مذىبو أف اؼبعترب أكالن ع

اغباؿ، فإف عدمت فعرؼ اللفظ، فإف عدـ فداللة اللغة، كقيل ال ييراعى إال النية أك ظاىر اللفظ اللغوم فقط، .كقيل يراعى النية كبساط اغباؿ، كال يراعى العرؼ

فإنو إف جاء اغبالف مستفتينا كاف حكمو حكم اليمب الب ال يقضى : هاكأما األيباف الب يقضى ا على صاحبا على صاحبها من مراعاة ىذه األشياء فيها على ىذا البتيب، كإف كاف فبا يقضى ا عليو مل يراع فيها إال

.ىػ.ا" اللفظ، إال أف يشهد ؼبا يدعى من النية اؼبخالفة لظاىر اللفظ قرينة اغباؿ أك العرؼ

كب أفعاؿ ااىدين ب كقتنا اغبايل ال اللفظ يصرح باألماف، كال الفعل يصرح باألماف، -كاهلل تعاىل أعلم-: قلتكال نية ااىد أف يعطي األماف، فكالـ العلماء ب التوسع ب األماف كضبل أم إشارة أك لفظة غب صروبة على

مل على الندب كاالستحباب ال على اغبتم ك اإلهباب، كىذا التورع يكوف ب حالة عدـ الضركرة كزكاؿ ذلك، وبيب بب اؼبن على األسراء أك الفداء أك االسبقاؽ أك القتل، كيكوف كل ذلك جائزنا اػبطر، كحب يكوف اإلماـ ـبي

. كمباحنا لو، فيكوف للتورع كاالحتياط ؾباؿ حينئذ

ي اؼبسلمب للخطر كالعدكاف، ففي ىذا الوقت يكوف قتاؿ أما ب حالة اػبوؼ كاػبطر كتعرض دماء كأعراض كأراض . كقتل الكفار كاجب، كال ؾباؿ للتورع كاالحتياط الذم يؤدم لتضييع كاجب

أك قد يكوف مقصد العلماء من التوسع ب األماف، ىو التوسع ب العبارات كاإلشارات اؼبعربة عن نية ااىد، فإذا . نم إشارة أك لفظ أك لغة تيستخدـ للتعبب عن ذلك يقع ا األمافكانت نية ااىد إعطاء األماف ف

رضواف اهلل -أما إذا مل تكن نيتو إعطاء األماف فذلك ال يؤثر، خاصة كأف صبيع األدلة الب كردت عن الصحابة كغب اؼبباشرة بإقرار رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم مل تعترب اإلشارات كاإلوباءات الكثبة غب الواضحة -عليهم

. أهنا أماف

Page 113: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

113 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كب زماننا، ااىدكف ال يقصدكف األماف ب نياهتم، كلفظهم ال يعرب عن األماف كفعلهم على صورة فعل الصحابة كاهلل ( كصورة السبب قطعية الدخوؿ ب اػبطاب. )الذين مل يعتربكا ذلك أماننا كقاموا باغتياؿ الكفار مع ذلك

.أعلم

:اليمب على نية اؼبستحلف: األيباف، باب: شرح صحيح مسلم؛ كتابكقاؿ اإلماـ النوكم ب

كحاصلو أف اليمب على نية اغبالف ب كل األحواؿ إال إذا استحلفو القاضي أك نائبو ب دعول توجهت عليو "كنقل القاضي عياض عن مالك كأصحابو اختالفنا كتفصيالن ... فتكوف على نية اؼبستحلف كىو مراد اغبديث

ال خالؼ بب العلماء أف اغبالف من غب استحالؼ كمن غب تعلق حق بيمينو لو نيتو كييقبل قولو، كأما إذا : اؿفق ".حلف لغبه ب حق أك كثيقة متربعنا أك بقضاء عليو فال خالؼ أنو وبكم عليو بظاىر يبينو

رات ـبتلفة لبياف مقصده، ككالـ العلماء فكالـ العلماء عمن يعرب عن األماف الصحيح الصريح بلغة أخرل أك بعبايفهم دبا ال يتعارض مع األدلة الصحيحة السابق ذكرىا كال دبا هبعل فعل الصحابة أماننا كال قتلهم الكفار غدرنا،

. فهذا ال يعارض دبثل ذلك

اء يطلب األماف كال كقد ذكر اإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين صورنا ينب فيها الكافر إىل اؼبسلمب كيدعي أنو ج : -كسنذكر القوؿ مع شرح السرخسي-، باب األماف صػ ييعترب قولو شبهة أماف كال يرد ؼبنمنو فقاؿ ب جػ

جئت أطلب األماف، فإف مل : كلو أف عسكر اؼبسلمب ب دار اغبرب كجدكا رجالن أك امرأةن، فقاؿ حب كجدكه")؛ ألف الظاىر يكذبو فيما يقوؿ، فإنو كاف ـبتفينا (كال يصدؽ ب ذلكيكن ؽبم علم بو حب ىجموا عليو فهو بء

فالظاىر أنو وبتاؿ ذه اغبيلة بعدما . منهم إىل أف ىجموا عليو، كإمبا يليق ىذا حباؿ من ينتيهم مغبنا ال مستنمىنناعوف كالمو إف تكلم، كإف كاف فبتنعنا ب موضع ال يقدر عليو اؼبسلموف كىم يسم)كقع ب الشبكة فال يصدؽ،

فنرادكه ليقتلوه، فلما رأل ذلك مل يتكلم كلكنو أقبل فوضع يده ب أيديهم، فهو بء، كلإلماـ أف يقتلو، كال يقبل ؛ ألنو حب أراد اؼبسلموف أسره أك قتلو كاف متمكننا على أف ينادم باألماف فيعلم (قولو إين جئت أطلب األمافا ب ذلك اؼبوضع، فحب ترؾ النداء باألماف فهو الذم مل ينظر لنفسو بعد التمكن، أيؤمنونو أـ ال، كقد كاف فبتنعن

كإف كاف أقبل ساالن سيفو ... )فالظاىر أنو أقبل رادنا لقصد اؼبسلمب فحب مل يتمكن من ذلك احتاؿ ذه اغبيلة؛ ألف الظاىر من حالو (فهو بء مادنا رؿبو كبو اؼبسلمب، فلما كاف ب موضع ال يكوف فبتنعنا منهم نادل باألماف

أنو أقبل مقاتالن، كاغباصل أف البناء على الظاىر فيما يتعذر الوقوؼ على حقيقتو جائز كغالب الرأم هبوز ربكيمو

Page 114: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

114 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

فيما ال يبكن معرفة حقيقتو، كإف كاف يرجع إىل إباحة الدـ، أال ترل أنو لو رأل إنساننا يدخل بيتو ليالن كال يدرم ارب من اللصوص فإنو حكم حالو؛ فإف كاف عليو سيما اللصوص أك كاف معو آخر هبمع متاعو أنو سارؽ أك ى

. فال بنس بنف يقتلهما قبل أف يدنوا منو، كإف كاف عليو سيما أىل اػبب فعليو أف يؤكيو كال يسعو أف يرمي إليو

كالدليل على جواز الرجوع إىل داللة { يمىاىيم يػيعرىؼي الميجرميوفى بس }: كالدليل على جواز ربكيم السيماء قولو تعاىلىعىدكا لىوي عيدةن }: اغباؿ قولو تعاىل [":التوبة]{ كىلىو أىرىاديكا اػبيريكجى ألى

ما يتكلم بو الرجل فيكوف أماننا أك ال يكوف جػ: كيقوؿ اإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين ب السب الكبب باب :صػ

األماف األماف، كإمبا أراد رد كالمو : األماف األماف، فقاؿ لو اؼبسلم: اؿ للمسلم حب أراد قتلوكلو أف األسب ق"كلكن من ظبع منو . على كجو التغليظ عليو، كلكنو مل يرد على ىذا، فهذا ب حقو حالؿ الدـ ال بنس بنف يقتلو

. ىػ.ا..." ىذه اؼبقالة يبنعو من قتلو

. ضح كلكنو مل يرده فلم هبعل ذلك ملزمنا لوفهذا نطق بنماف صريح ككا: قلت

كفبا يوضح كيؤكد أف التوسع ب األماف كاالحتياط ييبؾ عند الضركرة ىو جواز التحريق كالتغريق كاستعماؿ ما يعم إتالفو كاؼبنجنيق كغبه عند احتياج اؼبسلمب لذلك ؽبزيبة األعداء، كلو كاف ذلك ب جهاد الطلب، كييتغاضى عن

نع تعمد قتلو ب اغباالت العادية شبها ت األماف بل كعن األماف كالعصمة ؼبن يقتل مع أىل اغبرب اؼبقاتلب فبن يبيكاؼبعاىد كالذمي ككالنساء كالصبياف، فما الباؿ عند جهاد الدفع عندما يتعدل الكفار على ديار اؼبسلمب ككيف

كما ىو اغبادث ب زماننا حيث مل يبق يدافع -بذلك يكوف األمر إذا كاف جهاد دفع كال يبكن دفع العدك إالففي ىذه اغبالة ال يلتفت إىل شبهة -عن بيضة اإلسالـ إال ثلة من ااىدين ال يتوفر ؽبم إال اإلغارات كالكمائن

أماف بل ال يلتفت إىل أماف إذا كانت ىناؾ ضركرة، بل قد يقتل اؼبسلمب كليس اغبربيب الكفار إذا تبس م . لكفارا

فمػػن الواضػػح أف مػػن يثػػب قضػػية كجػػود شػػبهة أمػػاف اآلف يثػػب قضػػية ب غػػب مكاهنػػا كزماهنػػا الصػػحيح إف كػػاف يعلػػم . ذلك أك ال يعلم

Page 115: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

115 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

عند نبذ العهد للكفار يرد ؼبنمنو من بلغو النبذ كىو ب منعة اؼبسلمب أك ب دار اإلسػالـ أمػا مػن بلغػو النبػذ كىػور اإلسػػالـ ب دخػػل إىل دار اإلسػػالـ كىػػو يعلػػم النبػػذ فهػػذا حػػريب قػػد دخػػل بػػال أمػػاف ب منعػػة دار اغبػػرب كخػػارج دا

. فال يرد ؼبنمنو

بعػػػد ذكػػػر صػػػور مػػػن أفعػػػاؿ الصػػػحابة كإقػػػرار كأمػػػر الرسػػػوؿ ؽبػػػم ببعضػػػها فبػػػا تعتػػػرب عػػػب الوقػػػائع الػػػب كبػػػن بصػػػددشػػػبهات، ب ذكػػػر األركػػػاف الػػػب يػػػؤدم دراسػػػتها كدلػػػيالن ثابتنػػػا ب اؼبسػػػنلة يغػػػب عمػػػا بعػػػده كيكفػػػي للػػػرد علػػػى صبيػػػع ال

فقػػدىا، كاؼبفاسػػد الػػب يػػؤدم كجودىػػا إىل بطػػالف عقػػد األمػػاف كفسػػاده، ب ب بيػػاف أف التنشػػبة ليسػػت بنمػػاف مػػن كىػي ال تتعػدل كوهنػا إذف دخػوؿ كليسػت ،الكفار للمسلمب كال من األنظمة الب ربكم الػبالد اإلسػالمية للكفػار

لكفػار علػى اؼبسػلمب يبطػل أم أمػاف علػى فػرض كجػوده، ب بيػاف أف نبػذ األمػاف يكفػي بنماف، ب بياف أف عدكاف ابػػػإذف اهلل -كحػػػده إلبطػػػاؿ األمػػػاف كلػػػو مل يكػػػن كػػػل مػػػا سػػػبق موجػػػود، ب الػػػرد علػػػى دعػػػول شػػػبهة األمػػػاف ب نػػػذكر

يبػػب عليهػػا عػػددنا مػػن صػػور التعامػػل مػػع اؼبشػػركب كالػػب ىػػي مػػن خػػداع اغبػػرب كال ىػػي غػػدر كال ؿبرمػػة كال -تعػػاىل :أماف كال شبهة أماف فنقوؿ كباهلل التوفيق

Page 116: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

116 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:إحدى وعشرون

.أخذ اؼبشرؾ بغب قتاؿ أك حبيلة ال يبنع قتلو أك اسبقاقو، كال يوجب رده ؼبنمنو

: ص الد يقوؿ شيخ اإلسالـ ابن تيمية ب ؾبموع الفتاكل كتاب الفقو ج

كمل توجػػب قتػػل اؼبقػػدكر علػػيهم مػػنهم، بػػل إذا أسػػر الرجػػل مػػنهم ب القتػػاؿ، أك غػػب ،ارأكجبػػت الشػػريعة قتػػاؿ الكفػػ"القتػػاؿ، مثػػل أف تلقيػػو السػػفينة إلينػػا، أك يضػػل الطريػػق، أك يؤخػػذ حبيلػػة، فإنػػو يفعػػل فيػػو اإلمػػاـ األصػػلح مػػن قتلػػو أك

ليػو الكتػاب كالسػنة، كإف كػاف مػػن اسػتعباده، أك اؼبػن عليػو، أك مفاداتػو دبػاؿ أك نفػس عنػد أكثػػر الفقهػاء، كمػا دؿ ع ". الفقهاء من يرل اؼبن عليو كمفاداتو منسوخنا

ػا ا أك جاىالن بإرادتػو أك رغمن كىذا كالـ من شيخ اإلسالـ كاضح كصريح يشمل من جاء ب قتاؿ أك غب قتاؿ قاصدنمباح كمػا قػاؿ شػيخ اإلسػالـ عنو ككذا اؼبخدكع كمن يتم استدراجو حبيلة، كقتلو كإف كاف غب كاجب إال أنو جائز ك

: ىنا كأيضنا ب الصاـر اؼبسلوؿ ص

". ككل من أيمرنا بقتالو من الكفار فإنو يقتل إذا قدرنا عليو"

: كتاب عقد اعبزية كاؽبدنة ص كيقوؿ اإلماـ النوكم ب ركضة الطالبب ج

أنػػا ال : حكػػاه اإلمػػاـ عػػن األصػػحاب كلػػو دخػػل اغبػػريب دارنػػا كبقػػي مػػدة، فاطلعنػػا عليػػو، فوجهػػاف، الصػػحيح الػػذم"ننخذ منو شيئنا ؼبا مضى خبالؼ من سػكن دارنا غصػبنا، ألف عمػدة اعبزيػة القبػوؿ، كىػذا حػريب مل يلتػـز شػيئنا، كخػرج

لنا قتلو كاسبقاقو، كأخػذ مالػو، كيكػوف فيئنػا، : أنو تؤخذ منو جزية ما مضى، كعلى الوجهب: ابن القطاف كجهنا آخر ". أف يبن عليو، كيبؾ أموالو كذريتو لو، جاز كلو رأل اإلماـ

فهػػذا حػػريب غػػب منتصػػب غبػػرب كدخػػل علػػى ىيئػػة اؼبسػػتنمن كعػػاش فػػبة كمل يظهػػر منػػو شػػر ككػػاف اؼبسػػلموف : قلػػتآمنػػب مػػن جانبػػو كمل يكػػن ذلػػك أمػػاف كال شػػبهة أمػػاف كال يػػرد ؼبنمنػػو كال يبنػػع ذلػػك قتلػػو كاسػػبقاقو ىػػو كأىلػػو كأخػػذ

.مالو

: ص ماـ ابن قدامة ب اؼبغب كتاب اعبهاد جكيقوؿ اإل

Page 117: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

117 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

: و ذبػػارة فقػػاؿمعػػككػػل مػػن دخػػل بػػالد اإلسػػالـ مػػن أىػػل اغبػػرب بتجػػارة بويػػع كمل يسػػنؿ عػػن شػػيء، كإف مل تكػػن "جئت مستنمننا، مل يقبل منو ككاف اإلماـ ـببنا فيو، ككبو ىذا قاؿ األكزاعي كالشافعي، كإف كاف فبػن ضػل الطريػق أك

". ريح ب مركب إلينا فهو ؼبن أخذه ب إحدل الركايتب كاألخرل يكوف فيئناضبلتو ال

فهػػذا حػػريب دخػػل دار اإلسػػالـ كقػػاؿ جئػػت مسػػتنمننا فػػال يكػػوف ىػػذا لػػو أماننػػا كال شػػبهة أمػػاف كال يػػرد ؼبنمنػػو كيكػػوف ػػا عنػػو فإنػػو يسػػبؽ كيكػػوف اإلمػػاـ ـبػػبنا فيػػو بالقتػػل أك غػػبه كال حرمػػة لدمػػو كمالػػو ككػػذا لػػو ضػػل الطريػػق أك جػػاء رغمن

.فيئنا

كتػػاب كقػػد سػػبق ذكػػر قػػوؿ اإلمػػاـ النػػوكل ب ركضػػة الطػػالبب ج ،أمػػا بالنسػػبة للتجػػارة فهػػذه مسػػنلة ـبتلػػف فيهػػا : ب ترؾ القتاؿ كالقتل باألماف ص: السب الباب الثالث

اؿ مػن دخػل تػاجرنا فهػو آمػن، كقصد التجارة ال يفيد األماف، كلكػن لػو رأل اإلمػاـ مصػلحة ب دخػوؿ التجػار، فقػ"جاز ، كمثل ىذا األماف ال يصح من اآلحػاد، كلػو قػاؿ ظننػت أف قصػد التجػارة يفيػد األمػاف، فػال أثػر لظنػو كيغتػاؿ

". إذ ال مستند لو

كىذا كالـ كاضح ب أف ظن الكافر أنو ب أمػاف ال يفيػد األمػاف كال يبنػع قتلػو كال اغتيالػو، كأف كمػا يقػوؿ عنػو : قلتمػػاء أف مػػا وبسػػبو الكػػافر أماننػػا فهػػو أمػػاف ىػػو خػػػاص بػػنف يصػػدر مػػن اؼبسػػلم أمػػاف ب الظػػاىر كىػػو ال يقصػػػده العل

. كيكوف ذلك ب حالة سبكن اؼبسلمب ككوهنم ب سعة كعدـ خوؼ فيؤخذ باألحوط

اآلحػاد أما ما يظنو الكافر مػن نفسػو بػدكف صػدكر ذلػك مػن اؼبسػلم فغػب معتػرب، كمػا أف أمػاف التجػار ال يصػح مػن أمػػا اغبكػػاـ -كال إمػػاـ للمسػػلمب ب زماننػػا-مثػػل أصػػحاب الشػػركات كالتجػػار كغػػبىم كيصػػح مػػن إمػػاـ اؼبسػػلمب

العلمانيوف فهؤالء ال اعتبار ؼبا يصدر منهم من أماف أك خالفو، بل ىم أنفسػهم وبتػاجوف مػن يعطػيهم األمػاف حػب .ال يغتاؽبم اؼبسلموف إف كاف يصح إعطاء أماف ؽبم

ػػر علػػى مػػن ال يعتػػرب التجػػارة أماننػػا ككمػػا بينػػا سػػابقنا أف غايتنػػا ب ىػػذه الدراسػػة ىػػو كاؼب هػم أف اؼبسػػنلة خالفيػػة فػػال يينكىإثبػػػػات أف اؼبسػػػػائل الػػػػب تثػػػػار الشػػػػبهات حوؽبػػػػا كاألمػػػػاف كغػػػػبه ال هبػػػػوز اإلنكػػػػار فيهػػػػا لوجػػػػود مسػػػػتند مػػػػن الشػػػػرع

بػل قػد ال يكػوف ،اىػدين دليلػو أضػعف ب اؼبسػنلةكقػد يكػوف صػاحب الشػبهات اؼبنكػر علػى إخوانػو ا ،للمخػالفيكػػوف ىػػدفنا ىػػو استقصػػاء األدلػػة ب كػػل مسػػنلة ال كلكننػػا ب ىػػذه الدراسػػة . لػػو دليػػل معتػػرب مػػن الشػػرع فيمػػا يدعيػػو

ت كالبجيح بينها نظرنا لعدـ توفر اإلمكانيات كال اعبهد كال الوقت كال الظركؼ اؼبناسبة كأيضنا لعدـ اإلطالػة ب الوقػ

Page 118: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

118 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ػػر فيهػػا علػػػى الػػذم ربتػػاج فيػػو السػػاحة اإلسػػالمية لكشػػف الشػػػبهات اؼبعاصػػرة؛ فنكتفػػي بإثبػػات أف اؼبسػػائل ال يينكى . اؼبخالف لدحض شبهات الطعن ب أعماؿ ااىدين

Page 119: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

119 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:اثنان وعشرون

قتػػل مقػػاتلتهم كلػػو كػػاف ىػػذا خػػداع مسػػلم للمشػػركب بنقػػل أمػػاف غػػب صػػحيح ؽبػػم ال يعتػػرب أماننػػا كال شػػبهة أمػػاف، كت . األماف صروبنا مفصحنا كاضحنا كلكنو غب صحيح، فال يكوف ذلك شبهة لبدكا إىل منمنهم

فػإذا أرسػل : قػاؿ: ) -ص أمػاف الرسػوؿ ج: يقوؿ اإلماـ ؿبمػد بػن اغبسػن الشػيباين ب السػب الكبػب بػابإنػػو أرسػػل : سػػوؿ كىػػو مسػػلم، فلمػػا بلػػغ الرسػػالة قػػاؿأمػػب العسػػكر رسػػوالن إىل أمػػب حصػػن ب حاجػػو لػػو، فػػذىب الر

علػػى لسػػاين إليػػك األمػػاف لػػك كألىػػل فبلكتػػك فػػافتح البػػاب، كأتػػاه بكتػػاب افتعلػػو علػػى لسػػاف األمػػب، أك قػػاؿ ذلػػك كإف كػػاف الػػذم أتػػاىم ػػذه الرسػػالة رجػػل لػػيس برسػػوؿ، ( .. "فػػالقـو آمنػػوف، يػػرد علػػيهم مػػا أخػػذه مػػنهم( ... )قػػوالن

، كقػػػػاؿ كلكنػػػػو افتعػػػػل إين رسػػػػوؿ األمػػػػب، أك رسػػػػوؿ : كتابنػػػػا فيػػػػو أمػػػػاهنم، فػػػػدخل بػػػػو إلػػػػيهم، أك قػػػػاؿ ذلػػػػك ؽبػػػػم قػػػػوالن ". اؼبسلمب، كاؼبسنلة حباؽبا فهم بء كلهم، كلإلماـ أف يقتل مقاتلتهم

ؽبػم ألنو ال يبكن إثبات األماف ؽبم من جهتو، فإنو غب فبتنع منهم حػب قػاؿ : ")كيقوؿ اإلماـ السرخسي ب الشرحذلك، بل ىو دبنزلة األسب فيهم، كأماف األسب ال ينفذ على اؼبسلمب فال يبكن تصػحيحو مػن جهػة أمػب العسػكر،

كىػػذا ألف معػػب الغػػركر ال يتحقػػق ىنػػا لػػو أبطلنػػا ىػػذه . ألنػػو مػػا أرسػػلو حػػب تكػػوف عبارتػػو قائمػػة مقػػاـ عبػػارة األمػػبقػػوؿ ؾبهػػوؿ غػػب معػػركؼ بالرسػػالة، كال كػػاف رسػػوالن إلػػيهم مػػن اؼبقالػػة، كإمبػػا جػػاء التقصػػب مػػن جهػػتهم حػػب اعتمػػدكا

كاألمػب ال يبكنػو أف يتحػرز عػن ىػذا، ألنػو ال يعػرؼ اؼبفتعػل ؼبنعػو مػن االفتعػاؿ، . جهة األمب ب كقػت مػن األكقػات ". ككما أنو يسقط عنهم الوقوؼ على ما ليس ب كسعهم، يسقط عن اإلماـ التحرز عما ليس ب كسعو

إف فالننا القائد قد أمػنكم كأرسػلب بػذلك إلػيكم، أك أف اؼبسػلمب : وؿ األمب حب بلغ رسالة األمب قاؿكلو أف رس)علػى بػػاب األمػػب أمنػوكم، أك إين كنػػت قػػد أمنػتكم قبػػل أف أدخػػل إلػيكم كنػػاديتكم بػػذلك، كشػهد علػػى ىػػذه اؼبقالػػة

نػو لػيس برسػوؿ القائػد حػب هبعػل عبارتػو كعبػػارة ؛ أل(قػـو مػن اؼبسػلمب، فهػم بء أصبعػوف إذا كػاف مػا أخػرب بػػو كػذبناكال يبلػك ىػو أمػاهنم بنفسػو ب ىػذه ،القائد، كال ىو رسػوؿ اؼبسػلمب علػى بػاب األمػب حػب تكػوف عبارتػو كعبػارهتم

. فلهذا بطل حكم كالمو ،اغبالة ألنو ب منعتهم

؛ (أرسػلو آمػنهم، فهػذا أيضنػا باطػل كلو كاف رجل من اؼبسػلمب أرسػل ب حاجتػو فقضػى حاجتػو ب أخػربىم أف مػن)ألف رسػػوؿ الواحػػد مػػن عػػرض العسػػكر ب مثػػل ىػػذا ال يشػػبو رسػػوؿ األمػػب أك رسػػوؿ صباعػػة اؼبسػػلمب، فػػإف ذلػػك

. اؼبرسل لو كاف ب ىذا اؼبوضع ال يصح أمانو، فكذلك رسولو إذا أخرب عنو

Page 120: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

121 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

(". أنا استحسنا ب ىاتب اػبصلتب كىذا ىو القياس ب رسوؿ األمب كرسوؿ صباعة اؼبسلمب أيضنا، غب)

ففي الصورة الب ذكرىا الشيخ خدع مسلم اؼبشركب بنف نقل ؽبػم أماننػا صػروبنا كاضػحنا مفصػحنا مػن األمػب ب : قلتفلم يتثبت الكفار مػن أنػو رسػوؿ األمػب حقنػا فكػانوا صبيعنػا فيئنػا كوبػل ،كتاب كشهد على ذلك شهود من اؼبسلمب

بػػل إف الشػػيخ ذكػػر ب هنايػػة كالمػػو أنػػو لػػو كػػاف رسػػوؿ ،مػػا نقػػل ؽبػػم شػػبهة أمػػاف كال يػػردكف ؼبػػنمنهمكمل يكػػن ،قػػتلهم .األمب حقنا لكاف ب القياس أف يكونوا فيئنا كلكنو ذىب لالستحساف

– ص كيقوؿ اؼبؤلف كالشارح ب باب ما يكوف أماننا فبػن يػدخل دار اغبػرب كاألسػرل، كمػا ال يكػوف أماننػا ج :

كبػػن قػػـو مػػن الػػرـك كنػػا ب دار اإلسػػالـ : مػػن أنػػتم؟ قػػالوا: كلػػو كػػانو تشػػبهوا بػػالرـك كلبسػػوا لباسػػهم، فلمػػا قػػالوا ؽبػػم)كال بػػنس بػػنف يقتلػػوا مػػن يقػػدركف ،بنمػػاف كانتسػػبوا ؽبػػم إىل مػػن يعرفونػػو مػػن أىػػل اغبػػرب أك مل ينتسػػبوا فخلػػوا سػػبيلهم

.اف حقيقة مل يكن بينهم كبب أىل اغبرب أماف؛ ألف ما أظهركا لو ك(عليو منهم كينخذكا األمواؿ

ا لػػػو، نفػػإف بعضػػػهم لػػيس ب أمػػػاف مػػن بعػػػض حػػب لػػػو اسػػتوىل عليػػػو أك علػػى مالػػػو يبلكػػو، كإف أسػػػلم عليػػو كػػػاف سػػاؼب

يوضحو أهنم ما خلوا سبيلهم بناء على استئماف منهم صورة أك معب، كإمبا خلوا سبيلهم على بناء أهنػم مػنهم فهػذا ككػذلك لػو أخػربكىم أهنػػم قػـو مػن أىػػل الذمػة أتػوىم ناقضػب للعهػػد مػع اؼبسػلمب فػػنذنوا . )كم سػػواءكقػوؽبم كبػن مػن

؛ ألهنػػم خلػػوا سػػبيلهم علػػى أهنػػم مػػنهم، كأف الػػدار ذبمعهػػم، كاإلنسػػاف ب دار (ؽبػػم ب الػػدخوؿ فهػػذا كاألكؿ سػػواء .نفسو ال يكوف مستنمننا

جئػت ألنصػرؾ كأكثػرؾ : اعبنػة حػب قػاؿ لسػفياف بػن عبػد اهلل كاستدؿ عليو حبديث عبد اهلل بن أنػيس اؼبتخصػر ب)كفبػا يبػب ذلػك قػوؿ )كقد بينا تفسػب اؼبتخصػر فيمػا سػبق، ( كأكوف معك، ب قتلو، فدؿ أف مثل ىذا ال يكوف أماننا

عملػوف ب يعػب الػذين ي( خب العاملب ب الدنيا بعد األنبيػاء كاؼبرسػلب اؼبتخصػركف: )رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلمالدنيا مػن الطاعػات مػا يعتمػدكف عليهػا ب اعبنػة كينػالوف ػا مػن الػدرجات، كمػا يتوكػن الرجػل علػى عصػاه ب الػدنيا

. يضعو على خاصرتو

ػا أف يقتلػوا مػن أحبػوا مػنهم، كينخػذكا ) كلو أف رىطنا من اؼبسلمب كانوا أسراء ب أيديهم، فخلوا سػبيلهم، مل أر بنسن، ألهنم كانوا مقهورين ب أيديهم، كقبل أف ىبلوا سبيلهم، لػو قػدركا علػى شػيء (قدركا على ذلك األمواؿ كيهربوا إف

من ذلك كانوا متمكنب منو، فكذلك بعد زبلية سبيلهم، ألهنم مػا أظهػركا مػن أنفسػهم مػا يكػوف دليػل االسػتئماف،

Page 121: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

121 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

قػػد : ككػػذلك لػػو قػػالوا ؽبػػم. )إلػػيهم كمػػا خلػػوىم علػػى سػػبيل إعطػػاء األمػػاف بػػل علػػى كجػػو قلػػة اؼببػػاالة ػػم كااللتفػػات؛ ألنػػو إمبػا وبػػـر علػػيهم التعػػرض ؽبػم باالسػػتئماف صػػورة أك معػػب، (أمنػاكم فػػاذىبوا حيػػث شػػئتم كمل تقػل األسػػراء شػػيئنا

ىػ .أ" فبو يلتزموف الوفاء، كمل يوجد منهم ذلك، كقوؿ أىل اغبرب ال يلزمهم شيئنا مل يلتزموه

ب ذكرىػػا الشػػيخ ب أكؿ اؼبثػػاؿ الثػػاين مػػن خػػداع اؼبسػػلمب للكفػػار كالػػدخوؿ علػػى كاهلل تعػػاىل أعلػػم الصػػورة الػػ: قلػػتأهنػػم مػػنهم ىػػي دليػػل نصػػي علػػى مػػا وبػػدث اآلف مػػن دخػػوؿ ااىػػدين ديػػار اغبػػرب علػػى أهنػػم مػػن جهػػة بينهػػا كبػػب

بيػػػنهم كبػػػب أك أهنػػػم مػػػن القػػػـو الػػػذين شػػػغلتهم الػػػدنيا كلػػػيس ،الكفػػػار صػػػلة كتػػػرابط كاألنظمػػػة الوضػػػعية كالعلمانيػػػةاؼبشركب عداء بسبب الدين ككلهم نبهم ربصيل العلػم أك العمػل ب بػالد الكفػار، فهػي فتػول قاطعػة للجػدؿ ب مػا

. يثار حوؿ التنشبات كالدخوؿ على الكفار

: كب النقل السابق صورتاف

م ب منعػػتهم كب كاألخػػرل عنػػد دخػػوؿ اؼبسػػلمب ؽبػػ ،كاحػػدة عنػػد نػػزكؿ الكفػػار مػػن منعػػتهم كفػػتحهم أبػػواب اغبصػػنكجػػواز اػبػػداع ب اغبػػالتب كأف ذلػػك جػػائز كال يعصػػم دـ الكفػػار كال أمػػواؽبم كال يكػػوف أماننػػا كال شػػبهة ،عقػػر دارىػػم

. أماف كال يردكف إىل منمنهم

Page 122: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

122 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:ثالث وعشرون

. اإلغارة عليهملو فهم اؼبشركوف خطئنا أف ؽبم أماننا بتقصب من أنفسهم فال يردكف إىل منمنهم كللمسلمب

: ص أماف الرسوؿ ج: يقوؿ اإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين ب السب الكبب باب

: اقػرأه علػيهم، كقػاؿ ليخػرين: كلو أف األمب بعث إليهم عشرة معهم كتاب فيو نقػض العهػد، كقػاؿ للرجػل اؼبسػلم"رجػل علػيهم بالعربيػة كتػرجم البصبػاف بلسػاهنم ب اشهدكا علػيهم بػذلك، فػاجتمع أمػبىم مػع القػواد كالبطارقػة، فقػرأ ال

". رجع الرسل فنخربكا دبا كاف، فال بنس بنف يغب اؼبسلموف عليهم

ألهنم ليس ب كسػعهم فػوؽ ىػذا، كالتكليػف يثبػت حبسػب الوسػع فيمػا ينػدرئ : "كيعلق اإلماـ السرخسي ب الشرح . بالشبهات كفيما يثبت مع الشبهات

إف البصباف مل ىبربنا بػنقض العهػد، كإمبػا أخربنػا : فإف أغاركا عليهم فقالوا: "اغبسن الشيباين كيكمل اإلماـ ؿبمد بن ". قد زدناكم ب مدة األماف كذا، فقوؽبم ىذا باطل: أف ب الكتاب

م ؼبػا بينػا أهنػم أتػوا مػن قبػل أنفسػهم حػب اختػاركا للبصبػة خائننػا، كلػيس ب كسػعنا أف نعلػ: "كيقوؿ اإلماـ السرخسيإال أف يسػتقر عنػد اؼبسػلمب الػذين حضػركىم أف البصبػاف قػاؿ ؽبػم غػب : "ب يضػيف ،"حقيقة ما ىبربىم بو البصباف

". ما ب الكتاب فإف استيقن اؼبسلموف بذلك فالقـو على أماهنم

م، كللمسػلمب بناءن على ما سبق إذا نبذ اؼبسلموف اآلف األماف للكفر فال يكلفػوف بػاإلبالغ إال دبػا ب كسػعه: قلتفػػإذا ادعػػى الكفػػار أف مػػن أبلغهػػم النبػػذ خػػدعهم كغػػرر ػػم فػػال يلتفػػت إىل ،قتػػاؽبم كقػػتلهم كأخػػذىم مػػن أم مكػػاف

قوؽبم كيعاملوف بالظاىر إال أف يتبب لنا حالػة كػافر معػب بػاليقب أنػو مل يبلغػو النبػذ كبلغػو أنػو ب أمػاف مػن اؼبسػلمب . يرد ؼبنمنوكااىدين فهذا فقط يعلم بالنبذ ك

أىػػل اغبصػن يػػؤمنهم الرجػل مػػن اؼبسػػلمب علػى جعػػل أك غػػب : كيقػوؿ اإلمػػاـ السرخسػي ب شػػرح السػػب الكبػب بػػاب : ص جعل ج

كإذا حاصر اؼبسلموف حصننا كفيها أسب مػن اؼبسػلمب فػنمنهم، ب جػاء ػم لػيالن حػب أدخلهػم اؼبعسػكر فهػم بء ")كألنػػو مػػا قصػػد ػػذا األمػػاف النظػػر ،هػػورنا غػػب فبتنػػع مػػنهم، كأمػػاف مثلػػو باطػػل؛ ألف الػػذم أمػػنهم كػػاف مق(للمسػػلمب

Page 123: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

123 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كلػػو صػػححنا أمػػاف مثلػػو مل يتوصػػل اؼبسػػلموف إىل فػػتح اغبصػػن مػػن حصػػوهنم ،للمسػػلمب كإمبػػا قصػػد زبلػػيص نفسػػوأسػػب، أمػػركا قهػرنا، فقػػل مػػا ىبلػػو حصػػن عػػن أسػػب، فػػإذا أيقنػػوا بػالفتح أمػػركا األسػػب حػػب يػػؤمنهم، كإف مل يكػػن فػػيهم

ىػػم صبيػػع بء : فألجػػل ىػػذه اؼبعػػاين قلنػػا ،رجػػالن مػػنهم حػػب يسػػلم ب يػػؤمنهم فيكػػوف حكمػػو كحكػػم األسػػب سػػواء؛ ألف األماف الباطل ال وبـر القتل، كما لو حصل مػن صػيب ال يعقػل (كب القياس ال بنس بقتل رجاؽبم. )للمسلمب

: لوجهب( أف يقتل رجاؽبم ال ينبغي لإلماـ: )أك من كافر، كلكنو استحسن كقاؿ

اغبػػديث، يعػػم األسػػب كغػػبه كىػػذا الظػػاىر كإف تػػرؾ " يسػػعى بػػذمتهم أدنػاىم: "أف ظػػاىر قولػػو عليػػو السػػالـ: أحػدنبا ". أنت كمالك ألبيك: "العمل بو لقياـ الدليل بنفي شبهة فيما يندرئ بالشبهات دبنزلو قولو

ال للقتػػاؿ فػػإهنم جػػاءكا باعتبػػار أمػػاف األسػػب إيػػاىم، كقػػد بينػػا أف أف القػػـو جػػاءكا إىل اؼبعسػػكر لالسػػتئماف: كالثػػايناحملصور إذا جاء على ىيئة يعلػم أنػو تػارؾ للقتػاؿ بػنف ألقػى السػالح كنػادل باألمػاف كجػاء فإنػو يػنمن القتػل، فهػؤالء

لػو كػاف الػذم أيضنا ينمنوف من القتل كلكنهم ال ينمنوف من االسبقاؽ، فنخمسهم كنقسمهم بب الغامبب، ككذلك ". أمنهم مستنمننا فيهم، أك كاف رجالن منهم أسلم فاؼبعب هبمع الكل

الػذم أمػنهم كػاف مقهػورنا غػب : "كب كالـ اإلماـ السرخسػي عػدد مػن الفوائػد أحػاكؿ البكيػز عليهػا منهػا قولػو: قلتفبتنعػب يتحكمػوف فػيهم كب ككذا اغبكاـ ب األنظمة الوضعية فهم مسػتباحوف مػن الكفػار غػب : قلت ،"فبتنع منهم

فهػؤالء ،قراراهتم كيتصرفوف تبعنا ألكامرىم كأشد منهم من يرسلوف لطلب الكفار األجانػب للعمػل كالسػياحة كخالفػومقهػوركف غػب فبتنعػػب بتسػلط اغبكػاـ العلمػػانيب ب األنظمػة الوضػػعية الطاغوتيػة علػيهم ب بتسػػلط الكفػار األصػػليب

. على اعبميع

ااىدكف فبن يعلنوف العداء كاغبرب على الكفار باألماكن الوعرة أك الب ربػت سػيطرة ااىػدين اؼبسػلمب إمبا يبتنع . أك الب خفيت على الكفار

ككػػذا كػػل مػػن يسػػتدعي : ، قلػػت"ألنػػو مػػا قصػػد ػػذا األمػػاف النظػػر للمسػػلمب، كإمبػػا قصػػد زبلػػيص نفسػػو: "كيقػػوؿكالصػػاأ مػػنهم ينظػػر ؼبصػػلحة ،إال مػػن رحػػم اهلل ال ينظػػر ؼبصػػلحة اؼبسػػلمب اؼبشػػركب لػػبالد اؼبسػػلمب ب أيامنػػا ىػػذه . نفسو إف مل يكن ينظر ؼبصلحة اؼبشركب

". مثلو مل يتوصل اؼبسلموف إىل فتح اغبصن من حصوهنم قهرنا كلو صححنا أماف: "كيقوؿ

Page 124: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

124 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

لكفػػار كدفػػع شػػرىم عػػن كلػػو صػػححنا أمػػاف اؼبعاصػػرين كمػػا يػػدعي أصػػحاب الشػػبهات مل يتوصػػل إىل جهػػاد ا: قلػػت . بالد اؼبسلمب

كرغػػم حضػػورىم بننفسػػهم كتسػػليم أنفسػػهم كنػػزكؽبم مػػن أمػػاهنم كمنعػػتهم : قلػػت ،"ىػػم صبيػػع بء للمسػػلمب: "كقولػػوكحضػورىم بنمػاف مسػلم كػاف معهػم، مل يبنػع ذلػك مػػن اسػبقاقهم كسػيب نسػائهم كذراريهػم كاسػتباحة أعراضػهم، بػػل

ينخذ بالقياس فقط ال يبتنع عنده قتلهم كال ينكر عليو ؼبا معو من أصػل شػرعي، كمن ال يرل األخذ باالستحساف ك .كىذه ىي مسنلتنا الب كبن بصددىا. كال يقاؿ أف ؽبم شبهة أماف فبدكا إىل منمنهم الذم خرجوا منو طوعنا

أمػػاف األنظمػػة ككػػذا: قلػػت ،"األمػػاف الباطػػل ال وبػػـر القتػػل، كمػػا لػػو حصػػل مػػن صػػيب ال يعقػػل أك مػػن كػػافر: "كقولػػو .العلمانية الطاغوتية

: ص من يكوف آمننا من غب أف يؤمنو أىل اإلسالـ ج: كيقوؿ ب باب

ػػا فخرجػػوا معػػو إىل دار اإلسػػالـ فظفػػر ػػم اؼبسػػلموف كػػانوا فيئنػػا") ا عظيمن ؛ (كلػػو أف مسػػلمنا ب دار اغبػػرب أمػػن جنػػدنر اغبػػرب، بػػل ىػػو مقهػػور ب اؼبوضػػعب دبنعػػتهم، فيكػػوف أمانػػو ألف ىػػذا اؼبسػػلم لػػيس فبتنعنػػا ب دار اإلسػػالـ كال ب دا

". ؽبم باطالن

كلػػو كػػاف اؼبسػػلموف حاصػػركا حصػػننا كفػػيهم مسػػلم فػػنمن قومنػػا ال منعػػة ؽبػػم كأخػػرجهم معػػو إىل : "كيقػػوؿ ب ص نسػورين، ؛ ألف احملصػورين قػد صػاركا مقهػورين مػن كجػو، فحػاؽبم كحػاؿ اؼب(العسكر مل يكونػوا آمنػب، خبػالؼ األكؿؼبػا فيػو مػن إبطػاؿ حػق اؼبسػلمب علػيهم خبػالؼ األكؿ، كألنػو لػو جػاز ىػذا ،فال يصح أماف اؼبسػلم ؽبػم إذا كػاف فيػو

األماف مل يقدر اؼبسلموف على قهرىم حبػاؿ، فػإهنم إذا أيقنػوا بػالقهر أسػلم بعضػهم، ب أمػنهم علػى أف ىبػرج مػع كػل ". ب االسبقاؽ على اؼبسلمبنفر منهم، كال هبوز القوؿ دبا يؤدم إىل سد با

ككذا فيما يسمونو أماننا ب ضبلة الشػبهات اؼبعاصػرة فنغلبػو إبطػاؿ غبػق اؼبسػلمب ب األخػذ بثػنرىم أك إرعػاب : قلت . عدكىم ككف أذاه كدفع عدكانو عن اؼبسلمب كإبطاؿ غبق اؼبسلمب ب الغنائم كالسيب

فمػػا البػػاؿ بػػالقوؿ الػػذم : ، قلػػت"بػػاب االسػػبقاؽ علػػى اؼبسػػلمبال هبػػوز القػػوؿ دبػػا يػػؤدم إىل سػػد : "كيقػػوؿ الشػػيخيػػؤدم إىل سػػد بػػاب اعبهػػاد اؼبتػػاح اآلف نظػػرنا لضػػعف اؼبسػػلمب كعػػدـ كجػػود جيػػوش كدكؿ ؽبػػم، كمػػا يػػؤدم إىل سػػد باب إرىاب الكفار كالنكاية فيهم كإىل سد بػاب نصػرة اؼبستضػعفب مػن اؼبسػلمب، فلػو أمػن اؼبشػركوف أف اؼبسػلمب

Page 125: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

125 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

يػػػردكا علػػػيهم اعتػػػداءاهتم علػػػى شػػػيوخ كنسػػػاء كأطفػػػاؿ كضػػػعفاء اؼبسػػػلمب فلػػػن يكػػػوف ىنػػػاؾ سػػػبيل لوقػػػف كدفػػػع لػػػن . كىذا كاهلل تعاىل أعلم أىم كأخطر من سد باب االسبقاؽ ،عدكاهنم عن اؼبسلمب

Page 126: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

126 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:أربع وعشرون

اؿ ب األمػاف فلػو أف يقػتلهم كينخػذ أمػواؽبم فػاغبرب إذا عاد اؼبسػتنمن للكفػار بعػد انتهػاء أمانػو كىػم يظنػوف أنػو مػا ز .خدعة

يقوؿ اإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين ب السب الكبب بػاب اؼبسػتنمنب مػن اؼبسػلمب ينخػذكف أمػواؿ أىػل اغبػرب ب : – ص ىبرجوهنا، كيعلق عليو ب الشرح اإلماـ السرخسي ج

دار اإلسػػالـ كأىػػل اغبػػرب ال يعلمػػوف بػػو، ب عػػاد إلػػيهم فلػػم يعرضػػوا لػػو، كلػػو أف مسػػتنمننا ب دار اغبػػرب خػػرج إىل )كظنوا أنو على األماف األكؿ، فػال بػنس بػنف يقػتلهم كينخػذ مػا بػدا لػو مػن أمػواؽبم، ألف بوصػولو إىل دار اإلسػالـ قػد

جديػػد كػػاف حالػػو انتهػػى حكػػم األمػػاف بينػػو كبيػػنهم، سػػواء علمػػوا بػػو أك مل يعلمػػوا، فػػإذا دخػػل إلػػيهم بغػػب اسػػتئماف أال ترل أهنم لػو علمػوا بػذلك قتلػوه، كأخػذكا مالػو، فػإف مل يعلمػوا ،(كحاؿ من مل يكن مستنمننا فيهم قبل ىذا سواء

إمبػػا كػػاف ال وبػػل لػػو أف يفعػػل ذلػػك قبػػل اػبػػركج، للتحػػرز عػػن الغػػدر، كىػػذا : ال يثبػػت ؽبػػم أمػػاف مػػن جهتػػو، فػػإف قيػػلال، كػذلك فإنػػو لػيس عليػو أف يعلمهػم خبركجػػو، كإمبػا علػيهم أال يغفلػوا عنػػو، : اؼبعػب قػائم مػا مل يعلمػػوا خبركجػو، قلنػا

حػب ال يشػتبو علػػيهم خركجػو، كبعػػد انتهػاء األمػػاف بػاػبركج ىػػو ؿبػارب ؽبػػم كاغبػرب خدعػػة فظػنهم أنػػو علػى األمػػاف ، ألف (غبػػػػربككػػػػذلك إذا خػػػػرج إىل عسػػػػكر اؼبسػػػػلمب ب دار ا)األكؿ ال يبنعػػػػو أف يصػػػػنع ػػػػم مػػػػا يصػػػػنعو احملػػػػارب،

ىػ.أ" األماف ينتهي بينو كبينهم بوصولو إىل منعة اؼبسلمب، كما ينتهي خبركجو إىل دار اإلسالـ

فكػػوهنم يظنػػوف أنػػو ب أمػػاف مػػنهم كأهنػػم ب أمػػاف منػػو كيعاملونػػو علػػى ىػػذا األسػػاس مل يبنػػع اغتيالػػو ؽبػػم كأخػػذ : قلػػت . أمواؽبم كمل تكن ؽبم شبهة أماف بذلك

فعنػػد انتهػػاء التنشػػبة أك تصػػريح -كقػػد سػػبق أف رددنػػا علػػى ذلػػك- أعلػػم مػػن يعتػػرب التنشػػبة أماننػػا كاهلل تعػػاىل: قلػػت .اإلقامة وبل لو قتلهم كأخذ أمواؽبم

كإف كػػاف العسػػكر نزلػػوا بػػالقرب مػػن القريػػة فػػذىب ىػػو إىل العسػػكر فقػػد : ") – كيقػػوؿ رضبػػو اهلل ب صو اآلف أحػرز نفسػو دبنعػة اعبػيش فيخػرج بػو مػن أمػاف أىػل اغبػرب حػب إذا ، ألنػ(انتهى األماف بينػو كبػب أىػل اغبػرب

. عاد إليهم فلو أف يقتلهم كينخذ أمواؽبم

Page 127: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

127 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

أال تػػرل أنػػو لػػو سػػار معهػػم أيامنػػا أك قاتػػل معهػػم قومنػػا مػػن أىػػل اغبػػرب، كاؼبشػػركوف ال يعلمػػوف بػػذلك، فإنػػو يكػػوف ىػ .أ" همخارجنا من أماهنم، فكذلك إذا صار ب عسكرىم خبركجو إلي

فنمػػػػا إذا أخػػػػرج إىل دار : "ب يتحػػػػدث بعػػػػد ذلػػػػك عػػػػن لػػػػو أخرجػػػػو عسػػػػكر اؼبسػػػػلمب قهػػػػرنا إىل دار اإلسػػػػالـ فيقػػػػوؿ، أرأيػت لػو أقػاـ ب أىلػو سػنة ال يدعونػو يرجػع (اإلسالـ فاؼبسلم ب دار اإلسالـ ال يكػوف ب أمػاف أىػل اغبػرب قػط

يقوؿ بو أحد، فكذلك إذا أخرجػوه إىل دار اإلسػالـ، ب خلػوا إىل أىل اغبرب أكاف يبقى لو ب أماف منهم؟ ىذا ال ". كاهلل أعلم.. سبيلو، فرجع إليهم كاف لو أف يقتل من شاء منهم ما مل هبدد بينو كبينهم أماننا

Page 128: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

128 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:خمس وعشرون

كالفيصػل ،عهػد، كلػيس كػذلكاػبداع اعبائز ب اغبػرب كىػو مػا قػد يعتػربه الػبعض غػدرنا أك خيانػة لألمانػة أك نقضنػا لل . ب ذلك ليس فهم الرجاؿ بل ىو اآلثار الصحيحة الواردة ب ذلك

كيضػػاؼ إليهػػا مػػا فعلػػو أبػػو بصػػب مػػع اؼبشػػرؾ الػػذم أخػػذه ليسػػلمو ( )كقػػد سػػبق أف ذكرنػػا جانبنػػا منهػػا ب النقطػػة . ألىل مكة

ذكػػر عػػن سػػعيد بػػن ذم ) : – ص يقػػوؿ اإلمػػاـ السرخسػػي ب شػػرح السػػب الكبػػب بػػاب اغبػػرب خدعػػة جأك " اغبػػرب خدعػػةه : "قػػاؿ رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم: أخػػربين مػػن ظبػػع عليػػا رضػػي اهلل عنػػو يقػػوؿ: حػػداف قػػاؿ

(. ككالنبا لغة ،خدعةن بالنصب

كفيو دليل على أنو ال بنس للمجاىػد أف ىبػادع قرنػو ب حالػة القتػاؿ، كأف ذلػك ال( "كاغبديث ب صحيح البخارم)يرخص ب الكذب ب ىذه اغبالة، كاسػتدلوا حبػديث أيب ىريػرة : يكوف غدرنا منو، كأخذ بعض العلماء بالظاىر فقالواب الصػػػلح بػػػب اثنػػػب، كب : ال يصػػػلح الكػػػذب إال ب ثػػػالث: "رضػػػي اهلل عنػػػو أف النػػػيب صػػػلى اهلل عليػػػو كسػػػلم قػػػاؿ

ؼبراد الكذب احملض، فإف ذلك ال رخصػة فيػو، كإمبػا اؼبػراد ، كاؼبذىب عندنا أنو ليس ا"القتاؿ، كب إرضاء الرجل أىلواستعماؿ اؼبعاريض، كىو نظب ما ركم أف إبراىيم صلوات اهلل كسالمو عليػو كػذب ثػالث كػذبات، كاؼبػراد أنػو تكلػم

إف ب معػػػاريض : كقػػػاؿ عمػػػر. باؼبعػػػاريض، إف األنبيػػػاء علػػػيهم صػػػلوات اهلل كسػػػالمو معصػػػوموف عػػػن الكػػػذب احملػػػضكىػػو أف يكلػػم مػػن يبػػارزه بشػػيء : )كتفسػػب ىػػذا مػػا ذكػػره ؿبمػػد رضبػػو اهلل ب الكتػػاب ،ندكحػػة عػػن الكػػذبالكػػالـ ؼب

كلكنػػو يضػػمر مػػا يظهػػره لػػو، كمػػا فعػػل علػػي رضػػي اهلل عنػػو يػػـو اػبنػػدؽ حػػب بػػارز عمػػرك بػػن : كلػػيس األمػػر كمػػا قػػاؿك، فضػػرب علػػى سػػاقيو ضػػربة ألػػيس قػػد ضػػمنت يل أف ال تسػػتعب علػػي بغػػبؾ؟ فالتفػػت كاؼبسػػتبعد لػػذل: كد، قػػاؿ

(". قطع رجليو

: ص كذكر الشيخ ابن قدامة اؼبقدسي ب اؼبغب كتاب اعبهاد ج

كىػػػو " اغبػػػرب خدعػػػة: "، ألف النػػػيب صػػػلى اهلل عليػػػو كسػػػلم قػػػاؿ(كذبػػػوز اػبدعػػػة ب اغبػػػرب للمبػػػارز كغػػػبه: فصػػػل") .حديث حسن صحيح

Page 129: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

129 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

فالتفػػت عمػػرك ،مػػا بػػرزت ألقاتػػل اثنػػب: فلمػػا أقبػػل عليػػو قػػاؿ علػػيكركم أف عمػػرك بػػن كد بػػارز عليػػا كػػـر اهلل كجهػػو ". اغبرب خدعة: خدعتب، فقاتل علي: فوثب عليو فضربو فقاؿ عمرك

: ص كيقوؿ الشيخ ابن عيثمب ب شرح بلوغ اؼبراـ ج

. ركاه البخارم" أهنم تبارزكا يـو بدر: "كعن علي رضي اهلل عنو - :اؼببارزة ب اغبرب"

( ( " ... )أبو داكد ، ، ، البخارم )

كيذكر أف عليػا رضػي اهلل عنػو بػارز عمػرك بػن كد ب إحػدل اؼبغػازم كأنػو ؼبػا خػرج عمػرك مػن صػف القتػاؿ صػاح بػو "فظػػػن عمػػػرك أف معػػػو رجػػػالن آخػػػر فالتفػػػت فضػػػربو علػػػي، كىػػػذه خدعػػػة ! كاهلل مػػػا خرجػػػت ألبػػػارز رجلػػػب: علػػػي كقػػػاؿدعة جائزة، ألنب ما خدعت رجالن آمننا بل ىػو خػرج مغػامرنا بنفسػو كخػرج ليقتلػب، فػإذا كجػدت حيلػة أف كلكنها خ

". اغبرب خدعة"أقتلو أنا فال بنس، كؽبذا جاء ب اغبديث

: كيكمل اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب بعد النقل السابق ص

لك دبنزلة االستثناء ىبرج الكالـ بو من أف يكوف عزيبػة علػى مػا كمن ىذا النوع أف يقيد كالمو بلعل كعسى، فإف ذ"كاسػػم ىػػذا الرجػػل مػػذكور ب اؼبغػػازم، نعػػيم ( بلغنػػا أف رجػػالن جػػاء إىل النػػيب صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم يػػـو اػبنػػدؽ: )قػػاؿ

ؿ اهلل فقػاؿ رسػو ،يارسػوؿ اهلل، إف بػب قريظػة قػد غػدرت كبايعػت أبػا سػفياف كأصػحابو: فقػاؿ( )الثقفػي)بن مسعود زعػػم ؿبمػػد أنػػو أمػػر بػػب قريظػػة ػػذا، : فلعلنػػا كبػػن أمرنػػاىم ػػذا، فرجػػع إىل أيب سػػفياف كقػػاؿ: صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم

: ، كسباـ ىذه القصة ذكر ب اؼبغازم من كجهب(فواهلل ما كذب: نعم، قاؿ: أنت ظبعتو يقوؿ ىذا؟ قاؿ: فقاؿ

اهلل عليػػػو كسػػػلم إىل أف جػػػاء األحػػػزاب كمعهػػػم حيػػػي بػػػن أف بػػػب قريظػػػة كػػػانوا ب عهػػػد رسػػػوؿ اهلل صػػػلى: أحػػػدنبافما زاؿ بكعب بن األشرؼ كبب قريظة حب نقضوا العهد بينهم كبػب رسػوؿ اهلل صػلى -رأس بب النضب-أخطب

اهلل عليو كسلم كبايعوا أبػا سػفياف علػى أف يغػبكىم علػى اؼبدينػة كاألحػزاب يقػاتلوف رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم ػػػاؤيككيم مػػػن فػىػػػوقكيم كىمػػػن أىسػػػفىلى مػػػنكيم : )بو، فاشػػػتد األمػػػر علػػػى اؼبسػػػلمب لػػػذلك كمػػػا قػػػاؿ اهلل تعػػػاىلكأصػػػحا ( إذ جى

فجاء نعيم بن مسعود ىبرب رسوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم ػذه اؼببايعػة، كىػو كػاف مشػركنا يومئػذ، [ :األحزاب]، يريػػد أف ىػػذا مػػن مواطػػنة بيننػػا كبيػػنهم حػػب كبػػيط "أمرنػػاىم بػػذلك فلعلنػػا: "فقػػاؿ رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم

يارسػوؿ اهلل، أمػر بػب قريظػة أىػوف مػن أف يػؤثر عنػك : باألحزاب من كل جانب، فلما خرج مػن عنػده قػاؿ لػو عمػر

Page 130: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

131 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

، فكانػػػت تلػػػك الكلمػػػة سػػػبب "اغبػػػرب خدعػػػة يػػػا عمػػػر: "شػػػيء مػػػن أجػػػل صػػػنيعهم، فقػػػاؿ صػػػلى اهلل عليػػػو كسػػػلم .كلمتهم كاهنزامهم تفرقهم كتفرؽ

ال نػنمن أف يطػوؿ األمػر كتػذىب األحػزاب كنبقػى مػع : أهنم بعد ىذه اؼببايعة قػالوا غبيػي بػن أخطػب: كالوجو اآلخرأنػا أطلػب مػنهم أف يبعثػوا : ؿبمد فيحاصرنا كىبرجنا من ديارنا، كما فعػل بػك كبنصػحابك، فقػاؿ حيػي بػن أخطػب

ا ب حصػنكم، ككػاف نعػيم بػن مسػعود عنػدىم حػب جػرت ىػذه احملػاكرة، سبعب من أبناء كربائهم إليكم ليكونػوا رىننػفقػاؿ صػلى اهلل ،ب جاء إىل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسػلم كأخػربه دبػا جػرل ،ىو الرأم: فحثهم على ذلك، فقالوا

ىػل : اؿ لػو، فجاء إىل أيب سفياف فوجد عنده رسوؿ بب قريظة يسنلو الرىن، فق"فلعلنا أمرناىم بذلك: "عليو كسلما مل يكػػذب قػػط؟ قػػاؿ إين ظبعتػػو اآلف يقػػوؿ كػػذا كىػػذه مواطػػنة بينػػو كبػػب بػػب قريظػػة : نعػػم، فقػػاؿ: علمػػت أف ؿبمػػدن

لينخػػذكا سػػبعب مػػنكم فيػػدفعوىم إليػػو ليقػػتلهم، كقػػد ضػػمن علػػى ذلػػك إصػػالح جنػػاحهم، يعػػب رد بػػب النضػػب إىل ـ اعبمعػة، فبعػث إىل بػب قريظػة أف اخرجػوا علػى تلػك ككػاف ذلػك يػو ،ىػو كمػا قلػت كالػالت كالعػزل: دارىم، فقالوا

ا يػـو السػبت، ككبػن ال نكسػر السػبت، كمػع ذلػك ال لبػرج حػب تعطونػا : اؼببايعة الب بيننا فقد طاؿ األمر فقالوا غػدن ىػػو كمػػا أخربنػػا بػػو نعػػيم، كقػػذؼ اهلل الرعػػب ب قلػػوم، فػػاهنزموا ب تلػػك الليلػػة، ككفػػى اهلل: الػػرىن فقػػاؿ أبػػو سػػفياف

ىػ .أ(" فهذا ككبوه من مكائد اغبرب فال بنس بو: قاؿ ؿبمد بن اغبسن رضبو اهلل)اؼبؤمنب القتاؿ،

كلكنػو ذكػر أف نعػيم بػن ،كقد ذكر الشيخ صفي الرضبن اؼببػاركفورم ب الرحيػق اؼبختػـو القصػة قريبنػا مػن الوجػو الثػاين : – مسعود كاف قد أسلم كىو الذم توىل األمر كلو فيذكره ص

ذلك أف رجالن من غطفاف يقاؿ لو نعيم بن مسػعود بػن عػامر األشػجعي رضػي اهلل عنػو جػاء رسػوؿ اهلل صػلى " ... يا رسوؿ اهلل، إين قد أسلمت، كإف قػومي مل يعلمػوا بإسػالمي، فمػرين مػا شػئت، فقػاؿ رسػوؿ : اهلل عليو كسلم فقاؿ

ب يػػػذكر بػػػاقي " ا مػػػا اسػػػتطعت، فػػػإف اغبػػػرب خدعػػػةإمبػػػا أنػػػت رجػػػل كاحػػػد، فخػػػذؿ عنػػػ: "اهلل صػػػلى اهلل عليػػػو كسػػػلم .القصة قريبنا فبا سبق إال أنو يعزك الفعل كلو لنعيم بن مسعود رضي اهلل عنو

سػواء علػى الركايػة الػب فيهػا أف رسػوؿ اهلل ىػو الػذم تكلػم باؼبعػاريض ػبػداعهم أـ أف نعػيم بػن مسػعود فعلهػا : قلت .اع كأنو ليس فيو غدر كال خيانة كليس فبنوعنابإقرار الرسوؿ فهي تدؿ على جواز ىذا اػبد

كعلػػى التنػػزؿ ب صبيػػع مػػا سػػبق كافػػباض كجػػود أمػػاف صػػحيح صػػريح مفصػػح كاضػػح مػػن جهػػة فبكنػػة عػػن اؼبسػػلمب يصح ؽبا إعطاء األماف ككاف صحيحنا خالينا من صبيع النقاط الب تفسده مستوفينا عبميع األركػاف كالشػركط كمل يكػن

Page 131: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

131 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ينقض األماف؛ فقد ينقض األماف مثلو مثل باقي األعماؿ بقياس اؼبصاأ كاؼبفاسػد كمػا سػينب ىناؾ عدكاف أك فعل . بإذف اهلل ب النقطتب القادمتب

Page 132: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

132 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:وعشرون ست

قيػػاس اؼبصػػػاأ كاؼبفاسػػد قػػػد يكػػوف فيهػػػا انتهػػاؾ بعػػػض حقػػوؽ اؼبسػػػتنمن لػػدفع مفسػػػدة أكػػرب، فقػػػد يقتػػل اؼبسػػػلم ب فػػار إف مل يبكػػن فػػتح اغبصػػن اال بضػػربو بػػاؼبنجنيق، فلػػدفع مفسػػدة انتصػػار الكفػػار أك امتنػػاعهم مػػن حصػػن مػػع الك

اؼبسػػػلمب قػػػد ترتكػػػب مضػػػرة أقػػػل، إذا جػػػاز قتػػػل اؼبسػػػلم فقتػػػل الكػػػافر اؼبسػػػتنمن أكىل إف كػػػاف ال يبكػػػن اعبهػػػاد إال . بذلك

ن إذا خيػػف أف يػػدؿ علػػى بعػػض عػػورات يقػػوؿ اإلمػػاـ السرخسػػي ب شػػرح السػػب الكبػػب بػػاب أمػػن الرسػػوؿ كاؼبسػػتنم : – ص اؼبسلمب ج

كلػػػو أف رسػػػوؿ ملػػػك أىػػػل اغبػػػرب جػػػاء إىل عسػػػكر اؼبسػػػلمب فهػػػو آمػػػن حػػػب يبلػػػغ رسػػػالتو دبنزلػػػة مسػػػتنمن جػػػاء ")فػإف أرادكا الرجػوع فخػاؼ األمػب أف يكونػا قػد رأيػا عػورة )للتجارة؛ ألف ب ؾبيء كل كاحد منهمػا منفعػة للمسػلمب

؛ ألف ب حبسػػهما نظػػرنا للمسػػلمب كدفػػع (عليهػػا العػػدك فػػال بػػنس بػػنف وببسػػهما عنػػده حػػب يػػنمن مػػن ذلػػكفيػػدالف .الفتنة عنهم، كإذا جاز حبس الداعر لدفع فتنتو كإف مل تتحقق منو خيانة فألف هبوز حبس ىذين أكىل

ف الظػػاىر أهنمػػا يػػدالف العػػدك ، أل(خػػل سػػبيلنا كإنػػا عنػػدؾ بنمػػاف، مل ينبػػغ لػػو أف ىبلػػي سػػبيلهما: فػػإف قػػاال لإلمػػاـ)بىػاالن : )على ما رأيا من العورة، فإف اعتقادنبا وبملهما على ذلك، كأيد ىذا الظاىر قولو تعػاىل كإف (. )الى يىػنليونىكيم خى

؛ ألف اليمب إمبا تكػوف حجػة ؼبػن شػهد الظػاىر لػو، (كبلف أف ال لبرب بشيء من ذلك، مل يصدقهما ب ذلك: قاالال : أم( إنػهيػم الى أىيبىػػافى ؽبىيػػم : )يشػهد خبػػالؼ مػا يقػػوالف، فػال يلتفػػت إىل يبينهمػػا، كأيػد ىػػذا قولػو تعػػاىلكالظػاىر ىنػػا

أيبػػػاف هبػػػػوز االعتمػػػػاد عليهػػػا فيمػػػػا يرجػػػػع إىل اإلضػػػرار باؼبسػػػػلمب، كىػػػػذه اليمػػػب ػػػػذه الصػػػػفة فػػػال هبػػػػوز لإلمػػػػاـ أف ، ألف فيػػو تعػػذيبنا ؽبمػػا، (ينبغػػي لػػو أف يقيػػدنبا كال أف يغلهمػػاإال أنػػو ال )يعتمػػدىا، كلكنػػو وببسػػهما عنػػده حػػب يػػنمن

: كنبا ب أماف منػو، فػال يكػوف لػو أف يعػذما مػا مل يتحقػق منهمػا خيانػة، فػإف قيػل ففػي اغبػبس تعػذيب أيضنػا، قلنػاعهمػػا ال نعػػب بقولنػػا وببسػػهما اغبػػبس ب السػػجن، فػػإف ذلػػك تعػػذيب كإمبػػا نعػػب بػػو أف يبنعهمػػا مػػن الرجػػوع كهبعػػل م

حرسنا وبرسوهنما، كليس ب ىذا القػدر تعػذيب ؽبمػا بػل فيػو نظػر للمسػلمب، كلػئن كػاف فيػو نػوع تعػذيب مػن حيػث ا مػػن إيصػػاؿ الضػػرر إىل بعػػض اغبيلولػػة بينهمػػا كبػػب كطنهمػػا فاؼبقصػػود دفػػع ضػػرر أعظػػم مػػن ذلػػك كإذا مل قبػػد بػػد

ل حبرس هبعلو معهما، فليس لو أف يعػذما فػوؽ الناس، ترجح أىوف الضررين على أعظمهما، ب ىذا اؼبقصود وبص

Page 133: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

133 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

ذلػػك بالتقييػػد، فػػإف حضػػر قتػػاؿ كشػػغل عنهمػػا اغبػػرس كخػػاؼ انفالهتمػػا، فػػال بػػنس بػػنف يقيػػدنبا حػػب يػػذىب ذلػػك ".الشغل، ألف ىذا موضع الضرر، فإف ذىب ذلك الشغل حل قيودنبا ألف الثابت بالضركرة يتقدر بقدرىا

كإف سػار اإلمػاـ راجعنػا إىل دار اإلسػالـ فلػو أف يػذىب مػا معػو حػب : ")الشػيباينب يذكر اإلماـ ؿبمػد بػن اغبسػن يبلغ اؼبوضع الذم ينمن فيو فبا ىبػاؼ عنهمػا، ب ىبلػي سػبيلهما، فػإف مل يػنمن منهمػا حػب يػدخل أرض اإلسػالـ مل

(". ىبل سبيلهما حب يدخل أرض اإلسالـ، فإف أبيا أف يربحا مكاهنما أكرىهما على ذلك

كجػػاء ب شػػرح السػػب الكبػػب لإلمػػاـ ؿبمػػد بػػن اغبسػػن الشػػيباين قصػػة مقتػػل كعػػب بػػن األشػػرؼ ب بػػاب مػػا ال يكػػوف : كجاء ب آخرىا – ص أماننا ج

"(من ظفرب بو من رجاؿ يهود فاقتلوه: "فلما أصبح رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم قاؿ" ... )

ا قػػاؿ ذلػػك لػػئال يتجمعػػوا ب كػػل موضػػع للتحػػدث دبػػا جػػرل كالتػػدبر فيػػو، كإمبػػ: "كقػػاؿ اإلمػػاـ السرخسػػي ب الشػػرح ىػ .أ" كىذا من اغبـز كالسياسة

فبب رضبو اهلل اؼبفسدة اؼبرجو دفعها كاؼبصػلحة اؼبرجػو ربقيقهػا مػن ذلػك ككػذا يتضػح ذلػك فيمػا يكملػو ؿبمػد : قلت : بن اغبسن الشيباين

ئهم، كمل ينطقوا بشيء، كخافوا أف يبيتػوا كمػا بيػت ابػن األشػرؼ، فخافت اليهود، كمل ىبرج عظيم من عظما: قاؿ")ككػاف ابػن سػنينة مػن يهػود بػب حارثػة، ككػاف حليفنػا غبويصػة بػن مسػعود، ككػاف أخػوه ؿبيصػة قػد أسػلم، فغػدا ؿبيصػػة

أم عػدك اهلل، قتلتػو، أمػا كاهلل لػرب: على ابن سػنينة فقتلػو، فجعػل حويصػة يضػرب ؿبيصػة، ككػاف أسػن منػو، كيقػوؿكاهلل لػو أمػرين بقتلػك الػذم أمػرين بقتلػو لقتلتػك، : فقػاؿ ؿبيصػة -ألنو كاف ينفػق عليهمػا-شحم ب بطنك من مالو

كاهلل إف ديننا يبلغ منػك ىػذا لػدين معجػب، فنسػلم : نعم، قاؿ حويصة: لو أمرؾ ؿبمد بقتلي لقتلتب؟ قاؿ: فقاؿ لو (". حويصة يومئذ

: ـ اؼبسلوؿ صكذكر شيخ اإلسالـ ابن تيمية ب الصار

حػػدثب مػػوىل لزيػػد بػػن ثابػػت حػػدثتب ابنػػة ؿبيصػػة عػػن أبيهػػا ؿبيصػػة أف رسػػوؿ اهلل : مػػا ذكػػره ابػػن إسػػحاؽ قػػاؿ" ... فوثػب ؿبيصػة بػن مسػعود علػى ابػن سػنينة رجػل " مػن ظفػرب بػو مػن رجػاؿ يهػود فػاقتلوه: "صلى اهلل عليو كسػلم قػاؿ

،ف حويصػػة بػػن مسػػعود إذ ذاؾ مل يسػػلم ككػػاف أسػػن مػػن ؿبيصػػةمػػن ذبػػار يهػػود كػػاف يالبسػػهم كيبػػايعهم فقتلػػو، ككػػا

Page 134: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

134 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

أم عدك اهلل قتلتو؟ أمػا كاهلل لػرب شػحم ب بطنػك مػن مالػو، فػواهلل إف كػاف : فلما قتلو جعل حويصة يضربو، كيقوؿكاهلل لقػػد أمػػرين بقتلػػو مػػن لػػو أمػػرين بقتلػػك لضػػربت عنقػػك، فقػػاؿ : فقلػػت لػػو: ألكؿ إسػػالـ حويصػػة، فقػػاؿ ؿبيصػػة

". كاهلل إف ديننا بلغ منك ىذا لعجب: حويصة

كقػد ،مع اختصار سنده، كلو خال ىذا اغبديث فبا يبنػع االسػتدالؿ بػو كذكره مرة أخرل شيخ اإلسالـ ب صقػػد ثبػػت أف النػػيب صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم أمػػر بقتػػل مػػن رأكه مػػن : "قػػاؿ شػػيخ اإلسػػالـ ب الصػػاـر اؼبسػػلوؿ ص

ركاه أبػػػو داكد )، كقػػػد "رؼ ككػػػانوا معػػػو معاىػػػدين، كمل يػػػنمر بػػػردىم إىل مػػػنمنهمرجػػػاؿ يهػػػود صػػػبيحة قتػػػل ابػػػن األشػػػفػيمكن االسػتدالؿ بػو علػى أف دفػع اؼبفاسػد كجلػب اؼبصػاأ ( ، كضعفو األلباين ب ضػعيف سػنن أيب داكد()

.قد تؤدم إىل قتل معاىد إذا كاف ذلك سيدفع مفسدة أعظم قد تعم اؼبسلمب

النقػػل السػػابق مباشػػرة أهنػػم كػػانوا معاىػػدين كمل يػػنمر بػػردىم إىل مػػنمنهم، كمػػن اؼبعلػػـو أف فقػػد ذكػػر شػػيخ اإلسػػالـ ب ". اليهود ب اؼبدينة كانوا ب عهد مع رسوؿ اهلل كما جاء ب اؼبعاىدة مع اليهود

و كفبػػا ال ريػػب فيػػو عنػػد أىػػل العلػػم مػػا قػػدمناه مػػن أف النػػيب صػػلى اهلل عليػػ: "يقػػوؿ شػػيخ اإلسػػالـ ب الصػػاـر ص ". كسلم عاىد ؼبا قدـ اؼبدينة صبيع أصناؼ اليهود

كمػػن األمػػور الواضػػحة ب أف قيػػاس اؼبصػػاأ كاؼبفاسػػد قػػد يكػػوف لػػو تػػنثب ب بعػػض حقػػوؽ اؼبسػػتنمن، ىػػي جػػواز قتػػل اؼبسػػػلمب إذا كػػػانوا ب حصػػػن أك مكػػػاف مػػػع الكفػػػار أك إذا تػػػبس ػػػم الكفػػػار إذا كػػػاف ذلػػػك يػػػدفع اؼبفسػػػدة األكػػػرب

كمػػا يبكػػن انتهػػاؾ ،فأمنػػو اؼبسػػلمو لحة األعلػػى فمػػن بػػاب األكىل لػػو كػػاف مػػع الكفػػار أىػػل ذمػػة أك مػػن كوبقػػق اؼبصػػالعصػمة لػػدماء نسػػاء كأطفػػاؿ الكفػار تبعنػػا لػػذلك إذا كػػانوا ـبتلطػب بالكفػػار كيصػػعب التفريػػق بيػنهم ككػػذا لػػو تبسػػوا

. م

هبػػوز : "اين ب كيفيػػة اعبهػػاد كمػػا يتعلػػق بػػو صيقػػوؿ اإلمػػاـ النػػوكم ب ركضػػة الطػػالبب كتػػاب السػػب البػػاب الثػػلإلماـ ؿباصرة الكفار ب بالدىم، كاغبصػوف كالقػالع، كتشػديد األمػر علػيهم بػاؼبنع مػن الػدخوؿ كاػبػركج، كإف كػاف فيهم النساء كالصبياف، كاحتمل أف يصيبهم، كهبوز التحريق بإضراـ النار كرمي النفط إلػيهم، كالتغريػق بإرسػاؿ اؼبػاء،

إف دعػػت ضػػركرة إىل الرمػػي كالضػػرب، بػػنف كػػاف ذلػػك ب ،يبيػتهم كىػػم غػػافلوف كلػػو تبسػػوا بالنسػػاء كالصػػبياف، نظػرك حاؿ التحاـ القتاؿ، كلو تركوا لغلبوا اؼبسلمب، جاز الرمي كالضرب، كإف مل تكن ضركرة بنف كػانوا يػدفعوف ػم عػن

". أنفسهم كاحتمل اغباؿ تركهم فطريقاف

Page 135: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

135 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كلػػو كػػاف ب البلػػدة أك القلعػػة مسػػلم، أك أسػػب أك تػػاجر، أك مسػػتنمن، أك طائفػػة : " ب صب يضػػيف رضبػػو اهللأنػو إف مل يكػن ضػركرة، كػره : من ىؤالء، فهػل هبػوز قصػد أىلهػا بالنػار كاؼبنجنيػق كمػا ب معنانبػا؟ فيػو طػرؽ اؼبػذىب

كخػوؼ ضػررىم، أك مل وبصػل فػتح كال وبـر على األظهر لئال يعطلوا اعبهاد حببس مسلم فيهم، كإف كانت ضركرة، ". القلعة إال بو جاز قطعنا

ا كلكننا نتوقف مع عبارة النوكم األخبة فقد ذكر إف مل يكػن ضػركرة مل وبػـر : كالنقوؿ عن العلماء ب ىذا كثبة جد .قتل اؼبشركب دبا يعم كإف كاف يقتل معهم مسلمب

حػد الضػركرة مثػل خػوؼ ضػرر اؼبشػركب، كىػل يقػوؿ عاقػل أف كإف كانت ىناؾ ضركرة جػاز قطعنػا، كجعػل رضبػو اهلل اؼبسلمب ال ىبشوف ضرر الكفار ب زماننا اغبػايل مػع عػدـ تناسػب قػوة الكفػار مػع اؼبسػلمب كعػدكاهنم السػافر علػى

كجعػػل مثػػاؿ الضػػركرة اآلخػػر أال وبصػػل فػػتح القلعػػة إال بػػو، ،بػػالد اإلسػػالـ كعلػػى أىػػل الػػدين مػػن ااىػػدين كغػػبىميبكن للمسلمب أف يهاصبوا أك يفتحوا قلعة أك أقل منها، أك يصػيبوا مػن الكفػار أك يػدفعوا شػيئنا مػن شػرىم إال كىل

بضرم دبا يعم إتالفو، ككالـ الشيخ النوكم حب لػو أدل ذلػك لقتػل مسػلمب فمػن بػاب أكىل لػو أدل لقتػل مػن لػو . أماف من اؼبشركب

ب كقتنػػػا اغبػػػايل تسػػػقط صبيػػػع شػػػبهات األمػػػاف الػػػب يػػػدعيها أصػػػحاب فمػػػن بػػػاب الضػػػركرة كدفػػػع اؼبفسػػػدة األعظػػػم .الشبهات كيتضح أهنم يستخدموف أقواالن كأحكامنا كأدلة ب غب موضعها

فاؼبسػػػلموف اآلف ب جهػػػاد دفػػػع كب حالػػػة ضػػػركرة قصػػػول كيػػػدفعوف مفاسػػػد عظيمػػػة لػػػو تركػػػوا اعبهػػػاد عمػػػت صبيػػػع اب الشبهات يضعوف الكالـ ب غب موضعو كال كقتو كمػا سػبق أف فنصح ،اؼبسلمب ب دينهم كأنفسهم كأعراضهم

. نقلنا كالـ الشيخ رفاعي طو ب ذلك

: كيضيف رضبو اهلل بعد ذلك دبا ىو أشد كىو تبس الكفار دبسلمب كبعد بسط اػبالؼ يقوؿ

يتػػػوقى اؼبسػػػلمب جػػػواز الرمػػػي علػػػى قصػػػد قتػػػاؿ اؼبشػػػركب ك : كبػػػو قطػػػع العراقيػػػوف ،كالثػػػاين كىػػػو الصػػػحيح اؼبنصػػػوص"حبسػػػب اإلمكػػػاف، ألف مفسػػػدة اإلعػػػراض أكثػػػر مػػػن مفسػػػدة اإلقػػػداـ، كال يبعػػػد احتمػػػاؿ طائفػػػة للػػػدفع عػػػن بيضػػػة

". اإلسالـ كمراعاة لألمور الكلية

. فهذا ليس ب االختالط كما ب زماننا كلكنو ب التبس كالذم احتماؿ إصابة اؼبسلمب فيو أكرب: قلت

Page 136: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

136 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:سبع وعشرون

ترؾ نصرة اؼبسلم كلو كػاف ىنػاؾ أمػاف مػع الكفػار إال أف يكػوف مػن يطلػب النصػرة مػن اؼبسػلمب ال يػدخل ال يصح ضػمن كاليػة الدكلػة أك اعبماعػة اؼبسػلمة؛ ألهنػم لػو كػػانوا ضػمن اعبماعػة اؼبسػلمة يكػوف اعتػداء الكفػار علػيهم نقضنػػا

.لعهدىم كأماهنم

ككػػػذا إذا مل يسػػػتغيثوا ػػػم ألف ، ال وبػػػل للمسػػػلمب أف ىبػػػذلوىمففػػػي أثنػػػاء اؼبفػػػاداة إذا اسػػػتغاث األسػػػراء باؼبسػػػلمبػػيءو : )... قػػاؿ تعػػاىل... إعطػػاء األمػػاف علػػى الظلػػم ال هبػػوز ػػاجريكا مىػػا لىكيػػم مػػن كىالىيىػػتهم مػػن شى كىالػػذينى آمىنيػػوا كىملى يػيهى

ين فػىعىلىيكي ليػوفى بىصػبه حىب يػيهىاجريكا كىإف استىنصىريككيم ب الد ػنػىهيم ميثىػاؽه كىاللػوي دبىػا تػىعمى ػنىكيم كىبػىيػ ( مي النصري إال عىلىػى قػىػوـو بػىيػ [. : األنفاؿ ]

كاهلل تعػػاىل أعلػػم ىػػذه اآليػػة تػػدؿ بػػدليل اػبطػػاب كمفهػػـو اؼبخالفػػة أف الػػذين آمنػػوا كىػػاجركا فبػػن بيننػػا كبيػػنهم : قلػػتدين علػػى مػػن لػػو أمػػاف كعهػػد كميثػػاؽ معنػػا فيجػػب علينػػا نصػػرىم، كيؤيػػد ذلػػك أف كاليػػة كاملػػة إذا استنصػػركنا ب الػػ

كأف الشػػػرط الفاسػػػد يفسػػػد عقػػػد األمػػػاف، كأف عػػػدكاف الكفػػػار علػػػى اؼبسػػػلمب يبطػػػل ،األمػػػاف علػػػى الظلػػػم ال هبػػػوز .عهدىم كأماهنم

: – ص يقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب حملمد بن اغبسن الشيباين باب من الفداء ج

كإذا جػػاء رسػػوؿ ملكهػػم يطلػػب اؼبفػػاداة باألسػػارل، كاؼبسػػلموف بعػػد ب دار اغبػػرب، كقػػد جعلػػوا األسػػارل ب : قػػاؿ)ا بنف يؤمنوىم على ما يػنتوف بػو مػن األسػارل حػب يفرغػوا مػن أمػر الفػداء مكاف حصب كأخذكا على اؼبسلمب عهدن

ب فإنػو ينبغػي للمسػلمب أف يفػوا ؽبػم بعهػدىم، كأف يفػادكىم كمػػا كإف مل يتفػق رجعػوا دبػن معهػم مػن أسػارل اؼبسػلمإال أنو إف مل يتفق بينهم الباضي على اؼبفػاداة كأرادكا االنصػراؼ ،شرطوا ؽبم ماالن أك غب ذلك من أسارل اؼبسلمب

ىػػم، ألف حػػبس بنسػػراء اؼبسػػلمب، كللمسػػلمب علػػيهم قػػوة، فإنػػو ال يسػػعهم أف يػػدعوىم حػػب يػػردكا األسػػراء إىل بالدأسراء اؼبسلمب ظلم منهم، كال وبل إعطاء العهد على التقرير على الظلم فيحق عليهم ترؾ الوفاء ذا الشػرط كنػزع

(". األسراء من أيديهم من غب أف يتعرضوا ؽبم بشيء سول ذلك

Page 137: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

137 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

؛ ؼبػػػػا بينػػػػا أف (ذلوىمكإف أرادكا رد األسػػػػراء فقػػػػاتلهم األسػػػػراء كاسػػػػتغاثوا باؼبسػػػػلمب فلػػػػيس وبػػػػل للمسػػػػلمب أف ىبػػػػ")حبسهم لألسراء ظلم كما أعطيناىم العهد على الظلم، فػال وبػل للمسػلمب أف يػذركا اؼبشػركب يقتلػوف إخػواهنم، كال

. يبنعوىم من ذلك إذا كانوا يقوكف على اؼبنع

.ب حبسهم ؛ ألهنم ظاؼبوف(ككذلك ال بنس لألسراء أف يقاتلوىم حب ينقلبوا منهم إف أمنوىم أك مل يؤمنوىم)

؛ ألهنػػػم إخواننػػػا ب الػػػدين فيجػػػب (فػػػإف قػػػاتلهم العبيػػػد فػػػنراد اؼبشػػػركوف قػػػتلهم قاتلنػػػاىم مػػػع العبيػػػد حػػػب نسػػػتنقذىم) ". استنقاذىم من قهر اؼبشركب

. اؼبفاداة باألسراء كغبىم باألمواؿ: ب باب كيقوؿ ب ص

أمنونا على أنفسنا كأموالنا كمػا جئنػا بػو : للفداء فقالوا كلو أف أقوامنا من أىل اغبرب استنمنوا إىل عسكر اؼبسلمب")من األسراء ففعل اؼبسلموف ذلػك، ب مل يتفػق الصػلح كاؼبفػاداة، فػنرادكا الرجػوع، فػإهنم ال يبكنػوف مػن أف يرجعػوا إىل

ا إىل العسػكر دارىم بنحد من اؼبسلمب، كقد بينا ىذا اغبكم فيما إذا استنمنوا إىل دار اإلسالـ فكذلك إذا استنمنو ؛ ألهنػػم ( ب دار اغبػػرب، كلكػػن يؤخػػذ األحػػرار كاغبرائػػر مػػن اؼبسػػلمب أك مػػن أىػػل الذمػػة مػػنهم ؾباننػػا شػػاءكا أك أبػػوا

. ظاؼبوف ب حبس األحرار

ككػػػذلك كػػػل مػػػن مل يبلكػػػوه باألسػػػر كاإلحػػػراز، فنمػػػا مػػػن ملكػػػوه مػػػن العبيػػػد كاإلمػػػاء فإنػػػا ننخػػػذىم مػػػنهم كنعطػػػيهم )وىم باإلحراز، كقد أعطيناىم األماف علػى أمػواؽبم، فللوفػاء باألمػاف يعطػوف قيمػتهم بعػد األخػذ ، ألهنم ملك(قيمتهم

".منهم

: كيضيف رضبو اهلل ب ص

الرجػػاؿ بالرجػػاؿ كالنسػػاء بالنسػػاء ،كلػػو بعػػث أىػػل اغبػػرب إىل اؼبسػػلمب أنػػا نريػػد أف نفػػاديكم بنػػاس مػػن اؼبسػػلمب")ذلك، ب جػػػػاءكا باألسػػػػراء فبػػػػن مل يبلكػػػوىم فػػػػنراد األمػػػػب أف ينخػػػػذىم كال كالصػػػبياف بالصػػػػبياف، فرضػػػػي اؼبسػػػػلموف بػػػ؛ ألف أىػػل اغبػػرب مل يبلكػػوىم، كىػػم الظػػاؼبوف ب حبسػػهم، كقػػد بينػػا أف (يعطػػيهم فػػداءىم فهػػذا كاسػػع لػػو أف يفعلػػو

". إعطاء األماف على التقرير على الظلم ال هبوز

Page 138: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

138 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

،لكفػار قػد طلبػوا أماننػا كاضػحنا صػروبنا كأجػام اؼبسػلموف إىل ذلػككقد ذكر الشيخ رضبو اهلل ب النقوؿ السػابقة أف ا ،كنصػػوا فيػػو أف يشػػمل األمػػاف األسػػراء كأف يعػػودكا ػػم ب حالػػة عػػدـ االتفػػاؽ، ب ذكػػر رضبػػو اهلل أهنػػم يؤخػػذكف عنػػوة

. كيقاتلوا على ذلك ،بل كذكر بدكف مقابل

ا الحتوائػػو علػػى شػػرط ف كاهلل تعػػاىل -اسػػد، كلتقريػػره الظلػػم، إال أف مػػا يظهػػر يل كرغػػم أف ىػػذا العهػػد قػػد يكػػوف فاسػػدنأنػػو كػػاف هبػػب عػػدـ اؼبوافقػػة علػػى ىػػذا العهػػد ػػذه الصػػورة كبيػػاف أف مثػػل ىػػذا الشػػرط ال يصػػح عنػػدنا مػػن -أعلػػم

البدايػػة ربػػرزنا مػػن الغػػدر، كأرل أف نقػػض ىػػذا اعبػػزء مػػن األمػػاف إمبػػا ىػػو مػػن بػػاب قيػػاس اؼبصػػاأ كاؼبفاسػػد كاهلل تعػػاىل .لمأع

: ص كيقوؿ اإلماـ ابن حـز األندلسي ب احمللى كتاب اعبهاد ج

، أك مسػػتنمنب مسػػتجبين، أك ملتػػزمب -مسػػنلة –" ككػػذلك لػػو نػػزؿ أىػػل اغبػػرب عنػػدنا ذبػػارنا بنمػػاف، أك رسػػالنا أك إمػاءن للمسػلمب، أك مػاالن ؼبسػلم أك ألف يكونوا ذمة لنا فوجػدنا بنيػديهم أسػرل مسػلمب، أك أىػل ذمػة، أك عبيػدن

كيػرد اؼبػاؿ إىل أصػحابو، كال وبػل لنػا الوفػاء بكػل عهػد ،لذمي؛ فإنو ينتزع كل ذلك منهم بػال عػوض أحبػوا أـ كرىػوا ". كل شرط ليس ب كتاب اهلل فهو باطل: "أعطوه على خالؼ ىذا لقوؿ رسوؿ اهلل صلى هلل عليو كسلم

Page 139: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

139 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:ن وعشرون امث

نوف ب دار اغبػػرب بالكفػػار كأخػػذكا أمػػواؽبم كغبقػػوا بعسػػكر اؼبسػػلمب، ب جػػاء الكفػػار ب إذا غػػدر اؼبسػػلموف اؼبسػػتنممنعة يريدكف اؼبستنمنب إف كانوا ذبارنا أك غبىم أك القتػاؿ فػال يسػعنا تسػليم اؼبسػلمب كيلزمنػا نصػرهتم، كلكػن ننخػذ

لػػى رد أمػػواؿ الكفػػار اؼبغصػػوبة كلكػػن ال األمػػواؿ كنردىػػا للكفػػار، ككػػذا لػػو غبػػق اؼبسػػتنمنوف بػػدار اإلسػػالـ قبػػربىم عنسلم إخواننا اؼبسلمب للكفار ليقتلوىم كيعذبوىم كوبكموا فيهم بشريعة الكفػر ألف اؼبسػلم عليػو نصػرة أخيػو كعػدـ

. إسالمو

: كجاء ب حبث جيوش غب اؼبسلمب للباحث ؿبمد السعيد النحاس ص

، مسػلم ح البخػارم ح " )خو اؼبسػلم ال يظلمػو كال يسػلمواؼبسلم أ: "قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم" . )

كىػذا أخػص مػن تػرؾ ،كال يسلمو أم ال يبكو مع من يؤذيو كال فيما يؤذيو، بػل ينصػره كيػدفع عنػو: "قاؿ ابن حجر (. /فتح البارل " )الظلم

احمللػػى " )م اؼبػػرء أخػػاه اؼبسػػلم لظلػػم ظػػاملفهػػذا أمػػر مػػن رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم أف ال يسػػل: "كقػػاؿ ابػػن حػػـز/ .)

أف يقتلػػو أك يعذبػػو عػػذابنا -كخصوصنػػا لػػو كػػاف مسػػلمنا-كىػػل ىنػػاؾ أظلػػم مػػن الكػػافر اؼبعتػػدم، إذا سبكػػن مػػن عػػدكه ا عن قتل اؼبؤمن للمؤمن ظلمنا كعػدكاننا كربػـر دمػو ربريبنػا ا بال رضبة، ككل األحاديث الب تنهى هنينا شديدن أشػد شديدن

، ىػػػي ىينػػػة لػػػو قورنػػػت بتسػػػليم اؼبسػػػلم ػػػا معتػػػدينا -مػػػن حرمػػػة الكعبػػػة، كأشػػػد مػػػن حرمػػػة األشػػػهر اغبػػػـرنكلػػػو كػػػاف ظاؼب

عنػػد الكفػػار، كألف ب ذلػػك إباحػػة تقػػدن اؼبػػؤمن للمحاكمػػة أمػػاـ وللكػػافر؛ ألف ب ذلػػك إباحػػة أسػػر اؼبػػؤمن كسػػجن . اؼبؤمنب كعلو الكفار على اؼبسلمب كجرأهتم عليهمؿباكم كافرة، كألف ب ذلك ما ال يعلمو إال اهلل من صغار

ػػا-باإلضػػافة إىل أف ىػػذا القػػوؿ نيعػػارض أصػػوؿ الشػػريعة، كلػػيس ب -كىػػو تػػرؾ نصػػرة اؼبسػػلم إذا أخطػػن أك كػػاف ظاؼب

ا ما يدؿ على أف اؼبسلم إذا أخطن فإف نصرتو تسقط من أعناؽ اؼبسػلمب، كلػو كػاف كػذلك لبطلػت كػل الشريعة أبدنػػػا ؽبػػػم يقػػػاؿ ،ناصػػػرة كالتعػػػاكف، ألف كػػػل ابػػػن آدـ خطػػػاءنصػػػوص اؼب ىػػػو : كبػػػذلك كلمػػػا أراد اؼبسػػػلموف أف ينصػػػركا أخن

. ـبطئ أك ظامل فال هبوز نصرتو، فيسقط االستدالؿ بكل ىذه النصوص

Page 140: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

141 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

(: ، /: ؾبموع الفتاكل)قاؿ شيخ اإلسالـ ابن تيمية ب

هلل، فإف كاف ىناؾ مؤمن فعليػو أف يواليػو كإف ظلمػو، فػإف الظلػم ال يقطػع كاؼبؤمن عليو أف يعادم ب اهلل كيواىل ب ا" ". اؼبواالة اإليبانية

كب ىػػػػذا رد علػػػػى مػػػن عػػػػاب علػػػػى خػػػوارـز شػػػػاه، كعلػػػػى اؼبػػػال عمػػػػر ب أفغانسػػػػتاف ب زماننػػػا اغبػػػػديث عػػػػدـ : قلػػػتشػرعنا، حػب لػو تنزلنػا كاعتربنػا فػإف مػا قػاموا بػو مػن ضبايػة إخػواهنم ىػو الواجػب ،إسالمهم إخواهنم اؼبسػلمب للكفػار

. أف ىؤالء اؼبسلمب قد كقعوا ب ظلم الكفار، كىو ما مل يقع ب الواقع

كيذكر اإلماـ ؿبمد بن اغبسن الشيباين ب السب الكبب باب اؼبستنمنب من اؼبسلمب ينخذكف أمػواؿ أىػل اغبػرب ب كمػا : "اغبرب بنماف ب أصابوا من أمػواؽبم فيقػوؿ ، كىو يتكلم عن ذبار دخلوا دار – ص ىبرجوهنا ج

أصاب التجػار ب أمػاهنم فػإهنم يػؤمركف بػرده علػى أىلػو، مػن غػب أف هبػربكا عليػو ب اغبكػم إال أف يلقػوا قتػاالن فقػاتلوا دفعنا عن ذلك، فحينئذ التجار يشاركوف اعبيش ب صبيع ما أصابوا، كينخذ اإلماـ مػا أصػاب التجػار، فيجعػل ذلػك

". وقوفنا، حب هبيء صاحبو فينخذهم

: كيقوؿ اإلماـ السرخسي ب الشرح

" ... ألف اإلحراز ىاىنا حصل بقوة العسكر، كبقتاؽبم دفعنا عن ذلك اؼباؿ، فبقيت كالية اإلماـ فيو"

بيننػا كبػب نريػد قتػالكم أك زبلػوا: أال ترل أف الذين أخذ منهم تلك األمواؿ لو جاءكا إىل العسكر كؽبم منعة، فقػالوامل يسعنا أف ندع أىل اغبرب يقاتلوهنم، كلكن يلزمنا نصرة التجػار بػنف ننخػذ فبػا ،التجار حب نقتلهم كننخذ أموالنا

ككػذلك إف كػاف الػذين جػاءكا لالسػتنقاذ قومنػا ،ب أيديهم فبا غدركا فيو، كنػرده علػى أىلػو، كمبػنعهم مػن قتػل التجػار ".سول أصحاب األمواؿ

Page 141: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

141 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:رون سع وعشت

الصور الب ب ىذه النقطة ليست من األماف أصالن كمن اؼبفركض أف ال ينازع فيها أحػد، كلكػن حيػث أف أصػحاب الشػػبهات اؼبعاصػػرة قػػد توسػػعوا فيمػػا تونبػػوه أماننػػا، فقػػد يلتػػبس األمػػر كوبػػدث بػػو اخػػتالط، فنػػذكر ىػػذه الصػػور كىػػي

. ليست من األماف أساسنا للتنكيد على جواز ذلك

ل اؼبسلموف دار اغبرب بغب أماف فرادل أك ؾبموعات على جهة التلصص؛ فما غنمػوه خػالص ؽبػم كال ينكػر لو دخ . عليهم كؽبم قتل أىل اغبرب كأخذ أمواؽبم

.فلو دخل اؼبسلموف كااىدكف تسلالن عرب اغبدكد فلهم كذلك قتل أىل اغبرب كأخذ أمواؽبم: قلت

صحيح صريح فبا ىػو أأكػد مػن التنشػبة كأعطػى أىػل اغبػرب أماننػا صػحيحنا كاهلل تعاىل أعلم من دخل بنماف : قلتصروبنا مفصحنا، ب ىرب من أىل اغبرب كنبذ إليهم األماف، أك غبق دبن لو منعة مثػل ؾباىػدين متحصػنب ب جبػاؿ

. أك ب أم مكاف ؽبم شوكة، فيحق لو قتاؿ أىل اغبرب كيرتفع حكم األماف

. م فلهم أف يقتلوا أىل اغبرب كينخذكا أمواؽبماألسب ينفلت كاغبريب يسل

كإذا أسػػػلم كػػػافر كبقػػػي ب دار ،ب زماننػػػا اغبػػػايل إذا ىػػػرب األسػػػب مػػػن الكفػػػار كبقػػػي ب دار اغبػػػرب متخفينػػػا: قلػػػت . اغبرب فلو أف يقتل أىل اغبرب كينخذ أمواؽبم كيسيب نساءىم كأطفاؽبم، كفعلو ىذا مباح، ال غدر فيو كال خيانة

ماـ ؿبمػد بػن اغبسػن الشػيباين ب السػب الكبػب بػاب مػا يقطػع مػن اػبشػب كمػا يصػاب مػن اؼبلػح كغػبه جقاؿ اإل " ب ذكر حديث سامل بن أيب اعبعد: "قاؿ اإلماـ السرخسي معلقنا: ص

اصػػرب، ب ذىػب فنصػػاب مػػن : أف رجػالن مػػن أشػجع جػػاء إىل النػػيب صػلى اهلل عليػػو كسػػلم فشػكى إليػػو اغباجػة فقػػاؿ)كىمىن يػىتػق اللػوى هبىعىػل لػوي ـبىرىجػان كىيػىرزيقػوي : )دك غنيمة، كأتى ا النيب صلى اهلل عليو كسلم فطيبها لو، فننزؿ اهلل تعاىلالع

[. -: الطالؽ]اآلية ( من حىيثي الى وبىتىسبي

(. التلصص، بغب إذف اإلماـ فهذا أصل علمائنا فيما يصيبو الواحد كاؼبثب ب دار اغبرب إذا دخلوا على كجو

: ص كيقوؿ ب باب اؼبستنمنب من اؼبسلمب ينخذكف أمواؿ أىل اغبرب ب ىبرجوهنا ج

Page 142: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

142 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كإف كاف األسراء قد نبذكا إىل أىل اغبرب باحملاربة كاؼبسنلة حباؽبا، فال بػنس للمسػتنمنب إذا عػادكا إلػيهم أف يقتلػوا ")ا بنىػػل منعػػة مػػن اؼبسػػلمب، كىػػم ؿبػػاربوف ألىػػل اغبػػرب، كحكػػم األمػػاف ينتهػػي ؛ ألهنػػم التحقػػو (مػن قػػدركا عليػػو مػػنهم

". بذلك، كما لو التحقوا بالعسكر

كلػػو أف اؼبسػػتنمنب أصػػابوا شػػيئنا مػػن أىػػل اغبػػرب، ب ذبمعػػوا فصػػارت ؽبػػم منعػػة، كنبػػذكا إىل أىػػل اغبػػرب كأخػػربكىم ")غنػػائم فنخرجوىػػا، فػػإف مػػا أصػػابوا بعػػد النبػػذ ىبمػػس بيػػنهم أهنػػم يقػػاتلوهنم، ب قػػاتلوىم، أك مل يقػػاتلوىم حػػب أصػػابوا

على سهاـ الغنيمػة، كمػا أصػابوا قبػل النبػذ فهػو ؼبػن أصػاب كال طبػس فيػو، كلػو كػاف مكػاف اؼبسػتنمنب أسػراء أك قػـو ؛ ألهنػم أخػذكا حػب أخػذكا (أسلموا منهم، كاؼبسنلة حباؽبا، طبس اإلماـ ذلك كلو، كقسػم البػاقي علػى سػهاـ الغنيمػة

". كىو حالؿ ؽبم

كلػػػو أف األسػػػراء ذبمعػػػوا فصػػػارت ؽبػػػم منعػػػة فنخػػػذكا أمػػػواالن فنخرجوىػػػا إىل دار اإلسػػػالـ، طبػػػس مػػػا : ")كب ص ". ؛ ألف األخذ كاف مباحنا ؽبم(أصابوا

إىل العسػػكر فقػػد انتهػػى ( يقصػػد اؼبسػػتنمن)كإف كػػاف العسػػكر نزلػػوا بػػالقرب مػػن القريػػة فػػذىب ىػػو : ")كب ص؛ ألنػػو اآلف أحػرز نفسػػو دبنعػػة اعبػػيش، فيخػػرج بػػو مػن أمػػاف أىػػل اغبػػرب حػػب إذا عػػاد (كبػػب أىػػل اغبػػرب األمػاف بينػػو

". إليهم فلو أف يقتلهم كينخذ أمواؽبم

: – ص كيقوؿ رضبو اهلل ب باب من الفداء ج

قتلو أك نكاية فػيهم فػال كلو كاف أسبنا ب بعض حصوهنم إذا أراد أف يشد على بعضهم فيقتلو فإف كاف يطمع ب") (". بنس بنف يفعل ذلك

كلػػو خلػػوا سػػبيل األسػػب كأعطػػوه األمػػاف علػػى أف يكػػوف ب بالدىػػم فػػال بػػنس لألسػػب أف يغتػػاؽبم كيقتػػل مػػن قػػوم ")عليو سرا أك ينخذ ما شاء من أمواؽبم ألنو ما أعطاىم األماف كإمبا ىػم أعطػوه األمػاف، كذلػك ال يبنعػو أف يفعػل ػم

(. در عليهمما يق

(.ككذلك إف شد على السجاف ليقتلو)

كىػػو يػػتكلم عػػن – ص كيقػػوؿ رضبػػو اهلل ب بػػاب مػػا يصػػيب األسػػراء كالػػذين أسػػلموا مػػن أىػػل اغبػػرب جكلو أنو حب انفلت قتل بعض اؼبشركب، كأخذ مالو، كأخرجػو إىل دار اإلسػالـ فهػو لػو، كال طبػس : ")األسب فيقوؿ

Page 143: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

143 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كلػػو سبكػػن األسػػراء مػػن قتػػل قػػـو مػػن أىػػل اغبػػرب غيلػػة كأخػػذكا أمػػواؽبم مل ) ،(أسػػلم، ب فعػػل ذلػػكفيػػو، دبنزلػػة حػػريب ؛ ألهنػػم ؿبػاربوف ؽبػم، كمػع ذلػػك ىػم مقهػوركف مظلومػوف فلهػػم أف ينتصػفوا مػن بعػض ظلمهػػم إذا (يكػن بػذلك بػنس ". سبكنوا من ذلك

األسػػب اؼبقهػػور مػب قػػدر علػػى اؽبػػرب، : عفػر : "ص كيقػوؿ اإلمػػاـ النػػوكم ب ركضػة الطػػالبب كتػػاب السػػب جا للماؿ ". لزمو، كلو أطلقوا أسبنا بال شرط فلو أف يغتاؽبم قتالن كسبينا كأخذن

كإف أطلقػػػوه كمل يؤمنػػػوه فلػػػو أف ينخػػػذ : "... – ص كيقػػػوؿ ابػػػن قدامػػػة ب اؼبغػػػب كتػػػاب اعبهػػػاد ج ". ؤمنوهمنهم ما قدر عليو كيسرؽ كيهرب ألنو مل يؤمنهم كمل ي

فنما إف أطلقوه على أنو رقيق ؽبم فقػاؿ أبػو اػبطػاب لػو أف يسػرؽ كيهػرب كيقتػل، ألف كونػو رقيقنػا حكػم شػرعي ال " ". يثبت عليو بقولو، كلو ثبت مل يقتض أماننا لو منهم كؽبم منو، كىذا مذىب الشافعي

من دخػل مػن اؼبسػلمب فغػنم ب ككل: مسنلة – : "ص قاؿ اإلماـ ابن حـز ب احمللى كتاب اعبهاد ج ". أرض اغبرب سواء كاف كحده أك ب أكثر من كاحد بإذف اإلماـ أك بغب إذنو فكل ذلك سواء

لػػفي إال نػىفسىػػكى : )كقػػاؿ تعػػاىل" ػػبيل اللػػو الى تيكى ، كىػػذا خطػػاب متوجػػو إىل كػػل مسػػلم فكػػل أحػػد مػػنمور (فػىقىاتػػل ب سىيعػػان : )، كقػػاؿ تعػػاىل(انفػػريكا خفىافػػان كىثقىػػاالن : )كقػػاؿ تعػػاىل باعبهػػاد كإف مل يكػػن معػػو أحػػد، ،(فىػػانفريكا ثػيبىػػاتو أىك انفػػريكا صبى

باب اؼبسلم ىبرج من دار اغبػرب كمعػو مػاؿ فيمػا يصػدؽ ص كيقوؿ اإلماـ السرخسي ب شرح السب الكبب ج : فيو كما ال يصدؽ

إف أىل اغبػرب كىبػوه يل، أك أنػو : لم ب دار اغبرب، فالقوؿ قولو فيما يقوؿكلو كاف اػبارج إىل العسكر رجالن أس")ػػػا يل ب األصػػػل، كإف قػػػاؿ قػػػد اغتصػػػبتو مػػػنهم، فاؼبػػػاؿ بء ألىػػػل العسػػػكر، كال يػػػرد علػػػى أىػػػل اغبػػػرب، : كػػػاف ملكن

أمػا الػذم أسػلم ؛ ألف اؼبستنمن كاف فبنوعنا عن الغدر م كأخذ من اؼباؿ بغب طيبػة مػن أنفسػهم، (خبالؼ اؼبستنمنمػػنهم فهػػو غػػب فبنػػوع مػػن ذلػػك، ألنػػو بػػاؽ علػػى مػػا كػػاف ب األصػػل، كقبػػل اإلسػػالـ مػػا كػػاف بعضػػهم ب أمػػاف مػػن بعػػض، كلكػػن كػػاف ال يتعػػرض بعضػػهم لػػبعض ألجػػل اؼبوافقػػة ب الػػدين، فيكػػوف ىػػو فيمػػا ينخػػذ مػػن أمػػواؽبم غصػػبا

" ... دبنزلة األسب

". ؛ ألنو تقرر بإحرازه بالدار(سالـ فجميع ما جاء بو سامل لوكلو كاف ىذا الرجل خرج إىل دار اإل")

Page 144: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

144 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

بعػد ذكػره أمػر اؼبسػتنمن بالوفػاء كعػدـ ،باب مػن يكػوف آمننػا مػن غػب أف يؤمنػو أىػل اإلسػالـ ص كيذكر ب ج؛ ألنػػػو مػػػتمكن شػػػرعنا مػػػن (كإف كػػػاف أسػػػبنا فػػػيهم أك أسػػػلم مػػػنهم، مل يػػػؤمر بشػػػيء مػػػن ذلػػػك: )الغػػػدر باىػػػل اغبػػػرب

". قاقهم كأخذ ماؽبم إذا قدر عليهماسب

Page 145: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

145 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:ثالثون

ككػذا مػن ،كلو افبضنا مع كل ما سبق أف من دخل إىل بالد الكفار دخل بنماف ب قتلهم كأخذ أمواؽبم فماذا عليػوسػػلمب، كال يػػؤمر بػػرد األمػػواؿ كال هبػػرب علػػى ذلػػك ألنػػو أخفػػر ذمػػة نفسػػو كمل ىبفػػر ذمػػة اؼب ،قتػػل مػػنهم ب دار اغبػػرب . قصاص عليو ب الدماء

،ككبػػن ال نػػذكر ذلػػك اسػػتخفافنا حبػػدكد اهلل كال ذبػػرؤنا علػػى معصػػيتو، ككبػػذر أشػػد التحػػذير مػػن الوقػػوع ب معصػػية اهللكليتضح الفرؽ بب حرمػة ىػذا الػدـ كاؼبػاؿ، كمػاؿ كدـ اؼبسػلم حػب ال يظػن ظػاف ،كلكن لنبب حكم الشرع ب ذلك

.هبب عليو اقصاصنا أك حد ؾ قد تر أف من يفعل ذلك

ال، إال : ىػػل عنػػدكم كتػػاب؟ قػػاؿ: قلػػت لعلػػي" :جػػاء ب صػػحيح البخػػارم كتػػاب العلػػم بػػاب كتابػػة العلػػم ح العقػل، : فمػا ب ىػذه الصػحيفة؟ قػاؿ: قلػت: كتاب اهلل، أك فهم أعطيو رجل مسلم، أك ما ب ىذه الصحيفة، قػاؿ

ب ص كيػذكر ابػن رشػد اغبفيػد ب بدايػة اتهػد كهنايػة اؼبقتصػد ج". كفكاؾ األسب، كال يقتػل مسػلم بكػافركتاب القصػاص ب النفػوس اػبػالؼ ب قتػل اؼبػؤمن بالكػافر الػذمي، كاإلصبػاع علػى عػدـ قتػل اؼبسػلم بالكػافر الػذم

: أعطي األماف فيقوؿ

: كأما قتل اؼبؤمن بالكافر الذمي فاختلف العلماء ب ذلك على ثالثة أقواؿ"

. ال يقتل مؤمن بكافر، كفبن قاؿ بو الشافعي كالثورم كأضبد كداكد كصباعة: فقاؿ قـو -

.يقتل بو، كفبن قاؿ بذلك أبو حنيفة كابن أيب ليلى: كقاؿ قـو -

(. كقتل الغيلة أف يضجعو فيذحبو كخباصة على مالو)ال يقتل بو إال أف يقتلو غيلة : كقاؿ مالك كالليث -

ىل عهد إليو رسػوؿ اهلل صػلى اهلل : ما ركم من حديث على أنو سنلو قيس بن عبادة كاألشب: ؿفعمدة الفريق األك ا مل يعهده إىل الناس؟ عليو كسلم عهدن

اؼبؤمنػػوف تتكافػػن دمػػاؤىم، كيسػػعى بػػذمتهم : "إال مػػا ب كتػػايب ىػػذا، كأخػػرج كتابنػػا مػػن قػػراب سػػيفو فػػإذا فيػػو"ال : قػػاؿال يقتػػل مػػؤمن بكػػافر، كال ذك عهػػد ب عهػػده، كمػػن أحػػدث حػػدثنا أك آكل أدنػػاىم، كىػػم يػػد علػػى مػػن سػػواىم، أال

. خرجو أبو داكد" ؿبدثنا فعليو لعنة اهلل كاؼبالئكة كالناس أصبعب

Page 146: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

146 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

، ()، كأبػػػػػو يعلػػػػػى (/)، كأضبػػػػػد (، )، كالنسػػػػػائي ب الكػػػػػربل ()ركاه ابػػػػػو داكد )، كصػػػػححو األلبػػػػاين ب (/)، كالبيهقػػػػي (/)لػػػػدارقطب ، كا(/)كالطحػػػػاكم ب شػػػػرح معػػػػاين اآلثػػػػار

(. صحيح أيب داكد

.."كاحتجوا ب ذلك بإصباعهم على أنو ال يقتل مسلم باغبريب الذم أمن"

كقد قتل عمرك بن أمية الضمرم رجلب من بب كالب معهما عهػد مػن رسػوؿ اهلل كىػو ال يعلػم بػذلك فقػاؿ رسػوؿ ، كمل هبعػػل عليػػو القصػػاص انظػػر الرحيػػق اؼبختػػـو ص" )لقػػد قتلػػت قتيلػػب ألدينهمػػا": اهلل صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم

كجعػػل الديػػة علػػى اإلمػػاـ مػػن بيػػت مػػاؿ اؼبسػػلمب، كلكػػن قػػد يسػػتدرؾ علػػى تلػػك الواقعػػة أنػػو مل يكػػن يعلػػم بنهنمػػا .معاىداف

مػاؿ فيمػا يصػدؽ فيػو كفيمػا كيذكر اإلماـ السرخسػي ب شػرح السػب الكبػب بػاب اؼبسػلم ىبػرج مػن دار اغبػرب كمعػو بعػػد ذكػػره اؼبسػػتنمن ب دار اغبػػرب يلحػػق بعسػػكر اؼبسػػلمب كمعػػو مػػاؿ غصػػبو مػػن أىػػل : ص ال يصػػدؽ ج

: اغبرب

؛ ألهنػػم بػػالقهر مػػا (كإف كػػاف شػػيئنا فبػػا ال يبلػػك بػػالقهر مػػن رقػػاب اؼبسػػلمب فهػػو مػػردكد علػػى حالػػو كمػػا كػػاف"... )كبو يتبب أف ىذا الرجل ؿبسن فيمػا صػنع، حيػث قصػر عػنهم ،ر اليد عنوسبلكوه، حب لو أسلموا كجب عليهم قص

كلػو كػاف ىػذا ) ،(يد الظلم، فعليو أف يعيدىم إىل مػا كػانوا عليػو مػن قبػل، كال يكػوف ىػذا مػن غػدر األمػاف ب شػيءىػل اغبػرب فهػذا كمػا اؼبستنمن أحرز اؼبنخوذ منهم غصبنا بدار اإلسالـ، كاؼبسنلة حباؽبا، فإف كاف شػيئنا فبػا مل يبلكػو أ

كإف كػاف ذلػك شػيئنا فبػا . )؛ ألنو إمبا يتملك باإلحراز ما كاف فبلوكنا ؽبم، كما يكوف ؿبالن للتملك بػالقهر(سبق سواء( ... ىو فبلوؾ ؽبم ككاف حبيث يسلم ؽبم لو أسلموا، فػإف اإلمػاـ يفتيػو بػالرد علػيهم، كال هبػربه علػى ذلػك ب اغبكػم

، كىػذا ألنػو أخفػر ذمػة نفسػو ال ذمػة (سػبب حػراـ شػرعنا، فيفتيػو بػالرد فيمػا بينػو كبػب ربػوإال أنو حصل ىذا اؼبػاؿ ب) .اؼبسلمب، فإف أىل اغبرب ما كانوا ب أماف من اؼبسلمب، كإمبا كانوا ب أماف منو خاصة

سػلمب حػب يثبػت أال ترل أنو كاف يباح لغبه من اؼبسلمب أخذ ىذا اؼبػاؿ مػن أيػديهم، فعرفنػا أنػو مػا أخفػر أمػاف اؼبلإلماـ عليو كالية اإلجبار ب الرد، ؼبراعاة ذلك األمػاف، كلكنػو أخفػر أمػاف نفسػو، كذلػك بينػو كبػب ربػو، كالطريػق ب

". مثلو الفتول دكف اإلجبار

Page 147: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

147 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

كاؼبغصػػوب مػػن الػػذم أسػػلم ب دار اغبػػرب ب قيػػاس أيب حنيفػػة رضبػػو اهلل يكػػوف : " – كيقػػوؿ رضبػػو اهلل ص من أصلو أف إسالمو يوجب العصمة ب نفسو كمالو ب اآلثاـ دكف األحكاـ، أال تػرل أنػو لػو قتلػو قاتػل مل فيئنا، ألف

كأمػػا قػػوؿ ؿبمػػد رضبػػو " ... "تلزمػػو إال الكفػػارة إذا كػػاف خطػػن، كلػػو أتلػػف مالػػو إنسػػاف ب دار اغبػػرب مل يضػػمن شػػيئناكبػنف مل هبػػب " ... "هػور حكػم العصػمة ب مالػوفحػاؿ الػذم أسػلم ب دار اغبػرب كحػاؿ اؼبسػتنمن فػػيهم ب ظ: اهلل

الضماف على من أتلف مالو ب دار اغبرب فذلك ال يدؿ على أنػو ال يكػوف ؿبػرزنا لػو بإسػالمو كرقبتػو، فػإف مػن قتلػو ا أك خطػػن مل يلزمػػو قصػػاص كال ديػػة، كمػػع ذلػػك كػػاف ؿبػػرزنا رقبتػػو بإسػػالمو حػػب ال يبلػػك باالسػػتيالء عليػػو " ... عمػػدن

و اهلل فػػرؽ بػػب اؼبسػػتنمن كبػػب الػػذم أسػػلم ب دار اغبػػرب ب اسػػتهالؾ اؼبػػاؿ، كمػػا فػػرؽ الكػػل بينهمػػا ب كؿبمػػد رضبػػ"ا قتلو أك خطن، ال العاقلػة ال تعقػل مػا كػاف قتل النفس، فإف قتل اؼبستنمنب ب دار اغبرب يوجب الدية ب مالو عمدن

". ، لتمكن الشبهة فيوب دار اغبرب، كالقود ال هبب باعتبار سبب كاف ب دار اغبرب

: –ص كيقوؿ رضبو اهلل ب باب اؼبستنمنب من اؼبسلمب ينخذكف أمواؿ أىل اغبرب ب ىبرجوهنا ج

قد بينا فيما سػبق أف اؼبسػتنمن إذا أخػذ شػيئنا مػن مػاؽبم بغػب طيػب أنفسػهم فنخرجػو إىل دارنػا، أمػر بػرده كال هبػرب ")أال ترل أنو لو فقن عب رجل مػنهم، أك قتػل " ... "و، ال ذمة اإلماـ كاؼبسلمب، ألنو أخفر ذمة نفس(عليو ب اغبكم

، ب خػػػرج ىاربنػػػا إىل دار اإلسػػػالـ، فجػػػاء صػػػاحب اغبػػػق كخاصػػػمو ب ذلػػػك مل يقػػػض رجػػػالن مػػػنهم أك اسػػػتهلك مػػػاالننعػة، فػنخرجوا ككػذلك إذا كػاف اؼبسػتنمنوف الػذين فعلػوا ذلػك أىػل م)القاضي لو بشيء، كػذلك إذا أخػرج مػاالن ؽبػم،

". ، ألهنم فعلوا ذلك دبنعة أنفسهم ال دبنعة اإلماـ(ما أخذكا إىل دار اإلسالـ فهذا كالواحد إذا أخرجو سواء

كلكػنهم صبيعنػا اتفقػوا علػى أف قتػل ،قد نقلت اػبالؼ بب اإلماـ أيب حنيفة كتلميذه اإلمػاـ ؿبمػد بػن اغبسػن: قلتة، كيكفينػػا إثبػػات أنػػو ال قصػػاص فيػػو، كإف كػػانوا قػػد اتفقػػوا علػػى أف قتػػل اؼبسػػتنمن ال قصػػاص فيػػو كاختلفػػوا ب الديػػ

(. كىي مسنلة خالفية: قلت. )اؼبسلم الذم أسلم ب دار اغبرب ال قصاص فيو كال دية

.كاهلل تعاىل أعلم كىو أكىل بالعصمة من الكافر اؼبستنمن: قلت

ن مسػتنمن يقهػر امػرأة كىػو يػتكلم عػ ص ج أىػل اإلسػالـ مػن يكػوف آمننػا مػن غػب أف يؤمنػو: كيقوؿ ب بػاب : كىبرجها معو

Page 148: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

148 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

، ألنػو حػب دخػل علػيهم (ب إف كاف اؼبسلم مستنمننا ب دار اغبرب كره لو ما صنع كأمر بنف يعتقها كىبلي سبيلها") بنمػػاف فقػػد ضػػمن أف ال يغػػدر ػػم، كأف ال يتعػػرض ؽبػػم بشػػيء مػػن ذلػػك، فيػػؤمر بالوفػػاء دبػػا ضػػمن كال هبػػرب عليػػو ب

".اغبكم، ألنو غدر بنماف نفسو خاصة دكف أماف اؼبسلمب، كذلك أمر بينو كبب ربو

كيتضح من قوؿ اإلماـ السرخسي السابق أف اؼبستنمن إذا أخػذ مػاؿ أىػل اغبػرب فػإف القاضػي اؼبسػلم ال هبػربه علػى .يو بشيءرده ب اغبكم كلكن يفتيو بذلك، كإذا قتل منهم نفسنا أك قطع عضونا فإنو ال وبكم عل

كنعيػػد التنكيػػد علػػى أننػػا ال هنػػوف مػػن أمػػر اؼبعصػػية، ككبػػذر أشػػد التحػػذير مػػن الوقػػوع فيهػػا كمػػن الغػػدر كمػػن االعتػػداء كلكننػػا نبػػب حكػػم الشػػرع حػػب يتضػػح الفػػرؽ بػػب ىػػذه اؼبعصػػية كمعصػػية االعتػػداء علػػى دـ أك مػػاؿ ،علػػى اؼبسػػتنمن

.د كإخوانو قد تركوا إقامتو عليومسلم، كحب ال يظن أف من كقع ب مثل ىذا عليو ح

Page 149: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

149 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

:الخاتمة

كأف ااىػػدين جبهػػادىم ،ذكػػر ب ىػػذا اؼببحػػث تفنيػػد الشػػبهات الػػب تػػدعي كجػػود أمػػاف للكفػػار ب زماننػػا اغبػػايل قػػد . يقعوف ب خطن أك ـبالفة النتهاكهم األماف ككقوعهم ب الغدر

كأهنػػا كلهػػا جػػائزة كىػػي مػػن خػػداع ،مػػا وبػػدث ب زماننػػا بػػل كأكثػػر كقػػد ب بيػػاف أمثلػػة مػػن السػػنة علػػى نفػػس صػػورةكمنهػا مػا ىػو بػنمر رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو ،اغبرب كال غدر فيها كال إب، كىذه كحدىا تكفي ألهنا قطعية الداللة

.كمنها ما ىو بإقراره، فصورة سبب النزكؿ قطعية الدخوؿ ب النص ،كسلم

كاؼبفسػدات الػب هبػب خلػوه منهػا كالػب تػؤثر ،الشركط الواجب توافرىػا ب عقػد األمػافب بعد ذلك ذكرنا بعضنا من : مثل ،ب صحة العقد

األماف الذم ال نظر فيو لصاأ اؼبسلمب ال يصح.

كاألماف الذم يفضي لتعطيل شعبة اعبهاد ال يصح .

أماف األنظمة الوضعية كاؽبيئات كاعبهات الطاغوتية باطل.

عن نفس الذم يعطيو أك عن صباعتػو إف كػاف يصػلح لتمثيلهػا فػإف أعطػاه عػن فئػة أك صباعػة أخػرل األماف يكوف .ال يصلح

أماف من ال منعة لو كاؼبقهور بقوة األعداء ال يصح.

الدكر الب يتكلم حوؽبا ب عصرنا ليست دكر إسالـ كال يعلوىا حكم اإلسالـ.

األماف على اإلقرار على الظلم ال هبوز.

اؼبؤبد الالـز باطل األماف.

الشرط الفاسد يبطل عقد اؼبهادنة.

ضركرة أف يكوف األماف بصيغة صروبة كاضحة.

Page 150: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

151 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

قصد التجارة ال يفيد األماف كحده.

األماف الذم مل يبلغ الكافر كمل يقبلو أك مل يؤمن ب مقابلة اؼبسلم أماف باطل.

مافالطعن ب دين اؼبسلمب كعقيدهتم ككتام كنبيهم يبطل األ.

األماف العاـ يكوف من اإلماـ كال يكوف جزافنا من اآلحاد.

كيكفػػي مبطػػل ،كأغلػػب ىػػذه اؼبػػبطالت لألمػػاف إف مل تكػػن كلهػػا كاقعػػة ب مػػا يػػدعي أصػػحاب الشػػبهات أنػػو أمػػاف .فما الباؿ إذا اجتمعت عليو كلها ،كاحد صحيح إلفساد عقد األماف

كىػػي ،ايل مػػن الكفػػار للمسػػلمب كمػػن اؼبسػػلمب للكفػػار ليسػػت أماننػػاب بعػػد ذلػػك ذكرنػػا أف التنشػػبة ب زماننػػا اغبػػ . الدعامة األساسية الب تقـو عليها شبهات األماف، فتكفي ىذه النقطة كحدىا إلبطاؿ ىذه الشبهات

،ب ذكرنػػا أف عػػدكاف الكفػػار علػػى بلػػداف اؼبسػػلمب كعلػػى ديػػنهم يػػنقض العهػػد كاألمػػاف علػػى التنػػزؿ كالقػػوؿ بوجػػوده .التنزؿ ب صبيع ما سبق بينا أف نبذ األماف يبطلو كيرفع حكمو كىو ما أعلنو ااىدكفكمع

.ب قمنا بالتفنيد كالرد على القوؿ بنف ما يوجد ب عصرنا إف مل يكن أماننا فهو شبهة أماف تستوجب الرد للمنمن

:اـ مثلب ذكرنا صورنا من خداع الكفار كالب هبوز كوبل فعلها كليست بغدر كال حر

أخذ اؼبشرؾ بغب قتاؿ أك حبيلة أك دخولة بغب إرادتو.

خداع مسلم للمشركب بنقل أماف غب صحيح ؽبم.

فهم اؼبشركب خطئنا أف ؽبم أماننا بتقصب من أنفسهم.

إذا عاد اؼبستنمن الذم انتهى أمانو للكفار كىم يظنونو ب أماف.

خداع اغبرب بإيهاـ الكفار بعكس اغبقيقة.

ب ذكػر بعػد ذلػك أف . ذلك ال يبنع قتل الكفار كأخذ أمواؽبم، كال يعترب أماننا كال شبهة أماف كال يردكف ؼبػنمنهم كلب بيػػػاف أف األمػػػاف ال ،قيػػػاس اؼبصػػػاأ كاؼبفاسػػػد قػػػد يػػػؤدم للتغاضػػػي عػػػن األمػػػاف كلػػػو أك بعػػػض حقػػػوؽ اؼبسػػػتنمنب

.يعارض نصرة اؼبسلمب كقبدهتم من الكفار

Page 151: ch2

يعي أبي عمر محمد به إبراهيم انىف ....... ......................( [ .......األمان ) انفصم األول : انباب انثاوي ] شبهاث وردود

151 ( صىث شبكت شمىخ اإلسالم ) مؤسست انمأسدة اإلعالميت

.ة األعماؿ اؼبباحة كالب ليست أماننا أصالن ب ذكر بعض صور

. كىو ما يكفي كاهلل تعاىل أعلم للرد على صبيع الشبهات اؼبعاصرة كإبطاؽبا

كنعود فنؤكد مرة أخرل أف ىذا البحث كاف ىدفو بياف أف الرأم اؼبخالف ألصحاب الشبهات لػو مسػتند معتػرب مػن كإف ،كػن ىدفػو البجػيح بػب أدلػة كػل فريػق كتػرجيح رأم ب اؼبسػنلةكمل ي ،الشرع فبا يبنع اإلنكػار علػى مػن يقػوؿ بػو

.كاف يبكن أف يتم ذلك عند توفر الوقت كاإلمكانيات الالزمة إلكماؿ البحث

كإف كػػاف قػػد ظهػػر أف كثػػبنا مػػن اؼبسػػائل الػػب يقػػوؿ ػػا أصػػحاب الشػػبهات ىػػي الػػرأم اؼبرجػػوح كالػػدليل األضػػعف ب على اؼبخالف؟ فكيف يبكنهم اإلنكار ،اؼبسنلة

كنعيػػد التنكيػػد علػػى عػػدـ االسػػتهانة بػػااللتزاـ جبميػػع األكامػػر الشػػرعية كمنهػػا األمػػاف الصػػحيح كفػػق الضػػوابط الشػػرعية كأف ىػػػدفنا كػػػاف إثبػػػات أف مػػػا يدعيػػػو أصػػػحاب ،كعػػػدـ االسػػػتهتار بػػػذلك، كالتحػػػذير مػػػن الغػػػدر كالوقػػػوع ب اغبػػػراـ

.الشبهات ليس بنماف معترب ب نظر الشرع

تحيات إخوانكم في مع

مؤسسة المأسدة اإلعالمية

(صوت شبكة شموخ اإلسالم)