التاريــخ - files.zadapps.info · web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه...

26
م ي ح ر ل ا ن م ح ر ل له ا م الس ب ر ي ث ك ن ب ر ا سي ف ت ب ي هذ ت ي ف ر ي ث م لح ا ا ب ص م ل ا ن ج ل ا ورة س ه ي5 الآ ن م( 1 ( ه ي5 ى الآ ل= ا) 11 ) ت ب س ل ا مان ث ع ن ب الذ / خ خ ي س ل ا عذ. ت ه، و ب ج ص له و5 ي ا عل له، و ال ول س ي ر عل لآم س ل وا لآة ص ل له، وا مذ ل ح ل ا ى: ل عا ت وله ق ر سي ف ت ي ف- له مه ال حر- ف ن ص م لل ا ا ق اb َ بِ ّ بَ رِ بَ i كِ رْ b شُ بْ نَ لَ وِ هbb ِ ا يbbَ ّ بَ م5 اَ قِ ذْ bb شُ ّ ر ل ى اَ لِ = ا يِ ذbb ْ هَ ت اbb ً بَ جَ ع اbb ً ن5 اْ رُ ق اَ بْ عِ مَ س اَ ّ نِ = وا اُ ل اَ قَ فِ ّ نِ جْ ل اَ نِ مٌ رَ فَ تَ عَ مَ ثْ س اُ هَ ّ يَ اَ ّ ىَ لِ = اَ يِ ح وُ اْ لُ ق{ * ْ نَ لْ نَ ا اbbَ ّ بَ نَ ظ اbbَ ّ نَ اَ و اً طَ طَ bb شِ َ ّ ي اَ لَ ع اَ بُ ه يِ فَ bb سُ ولbb ُ قَ تَ انbb َ كُ هbb َ ّ يَ اَ و اً ذbb َ لَ آ وَ لَ وً ةَ بِ ح اَ bb صَ ذbbَ خَ ّ ت ا اbb َ ا مbb َ بِ ّ بَ رُ ّ ذbb َ ى خَ ل اbb َ عَ تُ هbb َ ّ يَ اَ و اً ذbb َ خَ ا* * * اbbbً قَ هَ رْ مُ ه وُ ادَ رbbb َ قِ ّ نِ جْ ل اَ نِ مٍ الbbb َ خِ رِ بَ ونُ ودbbbُ عَ تِ سْ بِ = آْ الَ نِ مٌ الbbb َ خِ رَ انbbb َ كُ هbbb َ ّ يَ اَ و اً نِ ذbbb َ كِ َ ّ ي اَ لَ عُ ّ نِ جْ ل اَ وُ سْ بِ = آْ الَ ولbbb ُ قَ ت* * } اً ذَ خَ اُ َ ّ اَ تَ عْ نَ ¢ بْ نَ لْ نَ اْ مُ يْ £ نَ بَ ظ اَ مَ ك واُ ّ نَ ظْ مُ هَ ّ تَ اَ و: ن ج لا[ 1 - 7 ] . ُ وةُ قَ ّ ذَ bb صَ وِ هbb ِ وا يُ نَ م5 اbb َ قَ ن5 اْ رbb ُ فْ ل وا اُ عَ مَ ثْ bb س اَ ّ نِ جْ ل اَ ّ نَ : اُ هbb َ مْ وَ قَ رbb َ يْ خُ تْ نَ ا- م لbb ش ه و bb ب ل عهbb ل ي ال لbb ص- ُ هَ ولُ bb سَ ا رً رbb ِ م5 ى اَ ل اbb َ عَ تُ ولbb ُ قَ ت ى:َ ل اb َ عَ تَ ال قَ ف، ُ هb َ وا لُ ادَ قْ ت اَ و} ِ ذْ b شُ ّ ر ل ى اَ لِ = ا يِ ذb ْ هَ ت اb ً بَ جَ ع اb ً ن5 اْ رُ ق اَ بْ عِ مَ b س اّ نِ = وا اُ ل ا قَ فِ ّ نِ جْ ل اَ نِ مٌ رb َ فَ تَ عَ مَ ثْ b س اُ هb َ ّ يَ اَ ّ ىَ لِ = اَ يِ ح وُ اْ لb ُ ق{ ِ احَ خَ ّ ن ل اَ وِ ادَ ذَ ّ س ل ى اَ لِ = : اْ يَ ا} اً ذَ خَ ا اَ بِ ّ بَ رِ بَ i كِ رْ شُ بْ نَ لَ وِ هِ ا يَ ّ بَ م5 اَ ق{ ى:َ ل اb َ عَ تِ هb ِ لْ وَ قِ تٌ ه بِ نَ شُ امَ قَ مْ ل ا اَ ذَ هَ و اً رb َ فَ تَ i كb ْ بَ لِ = ا اَ بْ فَ رَ b صْ دِ = اَ و{ } َ ن5 اْ رbbbb ُ فْ ل اَ ونُ عِ مَ ثْ bbbb سَ بِ ّ نِ جْ ل اَ نِ م: ِ افbbbbbَ قْ حَ آْ ال[ 29 ] اbbbbِ هِ تَ ادَ عِ = اْ نَ ع يَ نْ عَ ا اbbbb َ مِ بَ i كbbbbِ لَ د يِ فَ ةَ دِ ارَ وbbbb ْ ل اَ ب يِ ادbbbb َ خَ آْ ال اَ بْ مَ ّ ذbbbb َ قْ ذbbbb َ قَ و ا.َ بُ ه اَ ه عذ: ت ما له، ا ال ول س ي ر عل لآم س ل وا لآة ص ل له، وا مذ ل ح ل ا رة. ي غ و ي ظنر لف اi لك ر د ك ما د ك، اق ق ت الآ ن ي عن ت ع، ن م ح ل ول ا ق ي ف كه م ب له ار ب ل ور ا س ل ا ن م ورة س ل ة ا هذ ف ن م انbا كb ، وم ن5 را b لف م ا ه ع ما ثb س ، وا ن ج ل ر ا ي b خ تلb ص ت باbو مb ه هb ل م ح ل ا ي ف ورةb س ل ة ا ذb ه ه b ب ع ذثb خ ن ب ي ذb وع ال b ض و م ل وا ن ي ص ر مع ل وا ن¢ ي ب¢ ن خ ن س م ل ل ، وما ن5 را لف ا وة ع د ن ع- ى ل عا ت وi ارك ب ب- له رة ال ك ما د مi لك ا د ان ب ب ي ف، وما م ه لي عi لك ردود د م ه. اء ي ما خ ع1

Upload: others

Post on 02-Jan-2020

2 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: التاريــخ - files.zadapps.info · Web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فسره أبو

بسم الله الرحمن الرحيمالمصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

(11( إلى اآلية )1)من اآلية سورة الجن الشيخ/ خالد بن عثمان السبت

الحمد لله، والصالة والسالم على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وبعد.قال المصنف -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى:

}قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآن++ا عجب++ا *شد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا * وأنه تعالى جد ربن++ا م++ا يهدي إلى الرططا * وأنا فيهنا على الله ش+ اتخذ صاحبة وال ول++دا * وأنه ك+ان يق++ول س+ ظننا أن لن تق+++ول اإلنس والجن على الله ك+++ذبا * وأنه ك+++ان رج+++ال من اإلنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا * وأنهم ظنوا كم++ا ظننتم

.[7-1]الجن: أن لن يبعث الله أحدا{ يقول تعالى آمرا رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يخبر قومه: أن الجن

ال تع++الى: ادوا ل++ه، فق++ دقوه وانق++ }ق++لاستمعوا القرآن ف++آمنوا ب++ه وص++معنا قرآن++ا عجب++ا يه++دي أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا س++

شد{ داد والنجاح إلى الر رك بربن++ا أح++دا{أي: إلى الس }فآمنا به ولن نش++بيه بقول++ه تع++الى: را من الجنوه++ذا المق++ام ش++ رفنا إلي++ك نف++ }وإذ ص++

وقد قدمنا األحاديث الواردة في ذلك بما[29]األحقاف: يستمعون القرآن{أغنى عن إعادتها هاهنا.

الحمد لله، والصالة والسالم على رسول الله، أما بعد: فهذه السورة من السور النازلة بمكة في قول الجميع، يعني باالتف44اق، كم44ا ذك44ر ذل44ك

القرطبي وغيره. والموض44وع ال44ذي تتح44دث عن44ه ه44ذه الس44ورة في الجمل44ة ه44و م44ا يتص44ل بخ44بر الجن،واستماعهم القرآن، وما كان من مردود ذلك عليهم، وما في ثنايا ذلك مما ذكره الل44ه -

تبارك وتعالى- عن دعوة القرآن، وما للمستجيبين والمعرضين عما جاء به.الوا إنا}قوله -تبارك وتع44الى-: ن الجن فق+ ر م تمع نف++ ق++ل أوحي إلي أنه اس+ هذا إخبار من الله -تبارك وتعالى- عما ج44رى من اس44تماع الجن سمعنا قرآنا عجبا{

وما قالوه حينما استمعوا هذا القرآن، وعما وقع من إيمانهم، ودعوتهم لقومهم. واستماع الجن للقرآن هذه اآلية مخبرة عنه، بمعنى أن ذل44ك ليس بك44ون الن44بي -ص44لى

الله عليه وسلم- اجتمع بالجن قصدا، وقرأ عليهم القرآن، وإنما استمعوا قراءته. والظاهر -والله تعالى أعلم- أن هذا الذي وقع كان في مكة، وقع من اس4تماعهم للن44بي4ا إلى الط4ائف، إلى -صلى الله علي44ه وس44لم-، وه4و يق4رأ في ص4الته، حينم4ا ك4ان ذاهبعكاظ، يدعو إلى الله، وإلى توحيده، فما كان يشعر باستماع الجن ح44تى أعلم44ه الل44ه - تبارك وتعالى- بذلك، كما يدل عليه سبب النزول، وهذا كما قال الله -تبارك وتع44الى-

ا مكي444ة: را من الجنفي س444ورة األحق444اف، وهي أيض444 رفنا إلي++ك نف++ }وإذ ص++.يستمعون القرآن{

فه44ذا وذاك -والل44ه تع44الى أعلم- كأن44ه في واقع44ة واح44دة، فه44و إخب44ار عم44ا حص44ل من اس44تماعهم، وإن ك44ان اس44تماع الجن للن44بي -ص44لى الل44ه علي44ه وس44لم- وق44ع في وق44ائع متعددة، وقد يقال: إن بعض هذه الوقائع كان بمكة، وإن بعضها ك44ان في المدين44ة، وإن من هذه الوقائع ما اجتمع النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها مع الجن وهو يعلم ب44ذلك،أي ما اجتمع بهم قصدا، ويدل على هذا ما جاء في حديث جابر قال: خرج رسول الله -

الله عليه وسلم- على أصحابه، فقرأ عليهم سورة الرحمن من أوله44ا إلى آخره44ا صلى

1

Page 2: التاريــخ - files.zadapps.info · Web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فسره أبو

على الجن ليلة الجن، فكانوا أحس44ن م44ردودا منكم، كنت ))لقد قرأتهافسكتوا، فقال: قالوا: ال بشيء من [13]الرحمن: }فبأي آالء ربكما تكذبان{: كلما أتيت على قوله

.(1)نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد(( فهذا قد سمعه منهم النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما كان يقرأ عليهم، فهذه ق44راءة كانت مقصودة، واجتماع مقصود، وأخبر النبي -صلى الل44ه علي44ه وس44لم- عن الجن أنهمسألوه فيما يتصل بالطعام لهم ولدوابهم، وكذلك أيضا ج44اء في بعض ه44ذه األح44اديث - كما سيأتي إن شاء الله- أن النبي -ص4لى الل4ه علي44ه وس4لم- ك4ان مع4ه بعض أص4حابه، بصرف النظر هل استمعوا وحضروا أو أنهم كانوا دون مجلسه -عليه الصالة والس44الم-، أو أنه كما في بعض األحاديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أراهم آث44ار ذل44ك، أراهم

نيرانهم، يعني بعد أن اجتمع بهم. فهذه وقائع متعددة، أوصلها بعض أهل العلم إلى س44ت في مك44ة والمدين44ة، وي44أتي -إن

شاء الله تعالى- الكالم على هذا، فأترك ذلك لكالم مستقل -إن شاء الله.{}وقوله -تبارك وتع44الى-: ن الجن ر م تمع نف++ ه44ذا ي44دل قل أوحي إلي أنه اس++

على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يشعر بهم، وإنما علم ذلك بالوحي.{ } ن الجن النفر اسم للجماعة ما بين الثالثة إلى العشرة.نفر ممعنا قرآن++ا عجب++ا{ }عجبا} يع44ني في فص44احته، وبيان44ه وبالغت44ه،{فقالوا إنا س++

ومواعظه وبركته، وما إلى ذلك، هذه أقوال للسلف في تفسير هذا الموضع.44ا: أي ك44ل ه44ذه األم44ور المتقدم44ة، و}قرآنا عجبا{ مص44در وص44ف ب44ه{عجبا}عجب

القرآن للمبالغة، أو على حذف مضاف، أي قرآنا ذا عجب، لما في44ه من العج44ائب فيم44اأي معجبا.}قرآنا عجبا{ ذكر، أو أنه مصدر بمعنى اسم الفاعل:

ولكن كأن ما قبله أوضح، والله أعلم.شد{} أي: السداد والنجاح، يقول: وهذا المق44ام ش44بيه بقول44ه تع44الى: يهدي إلى الر{} ن الجن .وإذ صرفنا إليك نفرا م

ق++ال علي بن أبي طلح++ة، عن ابن عباس وأنه تع++الى ج++د ربن++ا{}وقوله: أي: فعله وأمره وقدرته.}جد ربنا{في قوله تعالى:

اك، عن ابن عباس: جد الله: آالؤه وقدرته ونعمته على خلقه. ح وقال الضوروي عن مجاهد وعكرمة: جالل ربنا.

وقال قتادة: تعالى جالله وعظمته وأمره. دي: تعالى أمر ربنا. وقال الس

وعن أبي الدرداء، ومجاهد أيضا وابن جريج: تعالى ذكره.معنا قرآن++ا}هذا من قول الجن، فهم ق44الوا: وأنه تعالى جد ربنا{}: قوله إنا س++

شد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا{ .عجبا * يهدي إلى الر في ق44راءةوأنه{ }هك44ذا بفتح الهم44زة: وأنه تعالى جد ربنا{}: وكان من مقولهم

وهك44ذا ق44رءوا فيم44ا وأنه تعالى ج++د ربن++ا{}حمزة والكسائي وابن ع44امر وحفص: وذلك أح44د عش44ر موض44عا، إلى قول44ه:وأنه{ }وأنه{ }بعدها مما هو معطوف عليها:

ا قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا{} .[19]الجن: وأنه لم وأن} في ه444ذه المواض44ع، إال في قول44ه: {وإنه}وق444رأ الب444اقون بكس444ر الهم44زة:

.وأن المساجد لله{}اتفقوا على الفتح فيه: فهذا [18]الجن: المساجد لله{ فقراءة الفتح في هذه المواضع يمكن أن يكون ذل44ك -والل44ه تع44الى أعلم- باعتب44ار: أن44ه

اإليمان -كما بين44ا- بمع44نى فآمنا به{}معطوف على محل الجار والمجرور في قوله: اإلقرار والتصديق االنقيادي، يعني: أذعنا وأقررنا وصدقنا: أنه تعالى جد ربنا.

(، وحس44نه3291 - رواه الترمذي، كت44اب أب44واب تفس44ير الق44رآن، ب44اب ومن س44ورة ال44رحمن، رقم )1(.40األلباني في مشكاة المصابيح، رقم )

2

Page 3: التاريــخ - files.zadapps.info · Web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فسره أبو

في جملة ما آمن44وا ب4ه، وحص44ل لهم اإليم4ان ب4ه: أن4ه وأنه تعالى جد ربنا{ }فيكون.صاحبة وال ولدا{}تعالى جده -تبارك وتعالى- عن أن يكون قد اتخذ:

إنا سمعنا قرآن++ا}أما من قرأ بالكس44ر فيمكن أن يك44ون ذل44ك عطف44ا على ق44ولهم: مكسورة الهمزة، فيكون ذلك عائدا عليها. عجبا{ وقالوا: إنه" والهمزة تكون مكس44ورة بع44د الق44ول "}إنا سمعنا قرآنا عجبا{فقالوا:

وهكذا، والله تعالى أعلم. قال إني عبد الله{}.إنا سمعنا قرآنا عجبا{}هذا من كالمهم، مما هو محكي عنهم في قوله:

على تفاصيل في بعض القراءات، أو بعض الروايات في بعض المواضع. وهذا يختلف باعتبار: أنه من كالم الجن، أو أنه من كالم الله، في بعض ه44ذه المواض44ع،

ولعله يأتي إيضاح بعض ذلك في موضعه -إن شاء الله تعالى.ا قام عبد الله{}الجمهور يقرءون: بالفتح، باعتبار أنه معط44وف [19]الجن: وأنه لم

{}على قوله: ن الجن .قل أوحي إلي أنه استمع نفر م وفي القراءة األخرى، قراءة نافع وابن عامر، وهي رواية أيضا عن عاصم: بالكس44ر في

-كم44ا س44بق-، وي44أتي مزي44د من، إنا سمعنا قرآنا عجبا{}هذا الموضع، عطفا على: اإليضاح -إن شاء الله تعالى- في مواضع أخرى.

تمع}يع44ني مثال في قول44ه: وأن} ه44ذا متف44ق على الفتح في44ه، وك44ذلك: {أنه اس++.[16]الجن: وألو استقاموا على الطريقة{}، [18]الجن: المساجد لله{

.[21]الجن: قل إني ال أملك لكم{}كما اتفقوا على الكسر في قوله: فما المراد به؟، كما قال هن44ا عن وأنه تعالى جد ربنا{}وأما قوله -تبارك وتعالى-:

ابن عباس -رضي الله عنهما-: أي فعله وأمره وقدرته.وكذلك ما ذكر من الروايات: من آالئه ونعمه على خلقه، أو من ذكر جالله.

كل هذه المعاني متقاربة، فإن الجد هو: أبو األب، أو أبو األم، في أحد معنييه. وهذا غير م44راد هن44ا، وال يعتق44ده الجن، خالف44ا لمن زعم من المفس44رين أن الجن ق44الوا ذلك جهال منهم، هذا غير مراد إطالقا، وإنم44ا أرادوا المع44نى اآلخ44ر، ف44إن الج44د في كالم العرب يفسر بالحظ والعظمة والجالل، وما أش4به ذل4ك من المع4اني، وه4ذا تفس4ير ل4ه

))وال، مثال، (2)))وتعالى جدك((بمعنى واحد، يعني إذا وجدت من يقول: الجد هو الحظ: يعني: الحظ.(3)ينفع ذا الجد((

فالمقصود: أن عظمة الله -تبارك وتعالى- وجالله تقتض44ي تنزه4ه عن الص4احبة والول4د؛ ألنه كما يقول ابن جرير -رحمه الله-: إنما يفتقر إلى الصاحبة والول44د من ك44ان ض44عيفا، وذلك أن ضعفه يقتضي قضاء الوطر، وما يقضي به وطره من الص44احبة، وم44ا ينتج عنا الول44د، ذلك من الولد، فهو نتيجة لقضاء هذا الوطر، هذا ض44عف وحاج44ة، وك44ذلك أيض4444ا ل44ه، وليتجم44ل ب44ه في المج44الس، فإنه يحتاج إليه ليكون امتدادا لوجوده، وليكون معين

ص44احبة والونحو ذلك، فإن مقتضى غنى الله -تبارك وتعالى- وعظمت44ه أن ال يك44ون ل44ه ولد.

والمقصود: أن الجد يأتي بهذا المعنى: العظمة والجالل44ة، تق44ول: ج44د في عي44ني، ومن44ه(.4)قول أنس -رضي الله عنه-: "كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد في أعيننا"

"جد" يعني عظم، صار عظيما؛ ألن هاتين السورتين تضمنتا كثيرا من ش44رائع اإلس44الم،واألحكام جملة وتفصيال.

يعني ارتفعت عظمة ربنا وجالله، كم44ا يقول44ه بعض الس44لف؛ وأنه تعالى جد ربنا{}كعكرمة ومجاهد.

(.399 - رواه مسلم، كتاب الصالة، باب حجة من قال ال يجهر بالبسملة، رقم )2 (، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع844 - رواه البخاري، كتاب األذان، باب الذكر بعد الصالة، رقم )3

(.593الصالة، باب استحباب الذكر بعد الصالة وبيان صفته، رقم ) ."(، وقال محققوه: "إسناده صحيح على شرط الشيخين12215 - رواه أحمد في المسند، برقم )4

3

Page 4: التاريــخ - files.zadapps.info · Web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فسره أبو

وهكذا قول من قال: غناه، يعني أنه مستغن عن الصاحبة والولد، فهو العظيم األعظم،وهو أجل من أن يفتقر إلى شيء من ذلك، كما يقوله الحسن البصري.

فالحظ يقال له: جد، ويقال: للعظمة، فال يلتبس، فهو يرجع إلى ش44يء واح4د، باالعتب44ار ))وال ينف4ع ذاالذي ذكرته آنفا، وقد مضى الكالم في شرح األذكار على دعاء االستفتاح:

كما يقول أبو عبيد والخليل بن أحمد، يعني: صاحب الح44ظ ال ينفع44ه(5)الجد منك الجد((حظه عندك، أو يعني الغنى، ال ينفع صاحب الغنى غناه.

فهذا الحظ هو الغنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فس44ره أب44و عبي44د، يعني الغني، ال ينفع صاحب الغنى غناه.(6)))وال ينفع ذا الجد((والخليل بالغنى:

وما ذكرته هناك من المعاني المذكورة كل ذلك يرجع إلى هذا في مجمله، وابن جرير - رحمه الله- يفسره بنحو من ه4ذا، يق4ول: تع4الت عظمت44ك، يع4ني وق4درتك وس4لطانك، وذكر هذا االعتبار الذي أشرت إليه: أنه إنما يحتاج للولد له44ذا الض44عف والفق44ر، م44ع أن

بمع44نى(7)))وال ينف44ع ذا الج44د((من أهل العلم من فسر قوله -صلى الله عليه وس44لم-: آخر، لكن الذي عليه عامة أهل العلم هو ما ذكرت، فجده -تبارك وتعالى- مفس4ر به4ذا،

فمن قال: آالؤه ونعمه كالضحاك فكل هذا قريب. وهك44ذا من ق44ال: ملك44ه وس44لطانه، كم44ا يقول44ه بعض أص44حاب المع44اني، ك44أبي عبي44دة واألخفش، وهكذا من قال: جده أي: أمره، فيمكن أن تجمع ه44ذه العب44ارات، وق44ول من قال: إنها قدرته، يعني أن الله أعظم وأج4ل من أن يتخ44ذ ص44احبة وال ول4دا؛ ألن4ه الغ4ني الذي له الغنى المطلق، فشأنه وأمره أعظم من ذلك، فهو غ44ير مفتق44ر إلى ش44يء من

هذا، هكذا يمكن أن يعبر عن هذا المعنى، والله تعالى أعلم.فهذا بي44ان لتعالي44ه، تع44الى ج44ده - ما اتخذ صاحبة وال ولدا{}وما بعده مبين لذلك:

جل جالله-، وتقدست أسماؤه، تعالى جالله، وتعالت عظمته عن اتخاذ الصاحبة والول44د،فهو الغني الغنى المطلق.

احبة واألوالد،}ما اتخذ صاحبة وال ولدا{وقوله: أي: تعالى عن اتخاذ الص++: تنزه الرب -جل جالله- حين أسلموا وآمنوا ب++القرآن- عن أي: قالت الجن

احبة والول++د، ثم ق++الوا: فيهنا على الله}اتخ++اذ الص++ وأنه ك++ان يق++ول س++دي: شططا{ فيهنا{ }قال مجاهد وعكرمة وقتادة والس يعن++ون إبليسس++

دي عن أبي مالك: {شططا} أي جورا.{شططا} قال السوقال ابن زيد: أي ظلما كبيرا.

اسم جنس لكل من زعم أنسفيهنا{ }ويحتمل أن يكون المراد بقولهم: احبة أو ول++دا، وله++ذا ق++الوا: فيهنا{ }لله ص++ أي قب++لوأنه ك++ان يق++ول س++

ططا{}إسالمه: وأنا ظننا} أي: ب++اطال وزورا، وله++ذا ق++الوا: على الله ش++بنا أن اإلنس أن لن تق+++ول اإلنس والجن على الله ك+++ذبا{ أي: م+++ا حس+++

احبة بة الص++ والجن يتمالئون على الك++ذب على الل++ه -تع++الى- في نس++ا سمعنا هذا القرآن، وآمنا ب++ه علمن++ا أنهم ك++انوا يك++ذبون والولد إليه، فلم

على الله في ذلك.فيهنا على الله}قول44ه -تب44ارك وتع44الى- عن ق44ول الجن: وأنه ك++ان يق++ول س++

المراد بهذا السفيه ال44ذي أش44اروا إلي44ه: هن44ا ق44ول مجاه44د وعكرم44ة وقت44ادة شططا{ والسدي، قال: يعني إبليس، وهذا القول قال به آخرون من السلف أيضا، ك44ابن ج44ريج،

وهو اختيار كبير المفسرين أبو جعفر بن جرير -رحمه الله.

(، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع844 - رواه البخاري، كتاب األذان، باب الذكر بعد الصالة، رقم )5(.593الصالة، باب استحباب الذكر بعد الصالة وبيان صفته، رقم )

- المصدر السابق.6 - المصدر السابق. 7

4

Page 5: التاريــخ - files.zadapps.info · Web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فسره أبو

ولكن المعنى -والله تعالى أعلم- أعم من ه4ذا، ف4إن الس4فيه هن44ا مف4رد مض44اف، وه44و للعموم، يعني: يقول سفهاؤنا على الله شططا، فهو بمعنى الجمع، وله44ذا فس44ره بعض أهل العلم بمشركيهم وعصاتهم، وال يختص ذلك بإبليس، وإنما يقول بذلك إبليس وأتباع إبليس -والله أعلم-، وكأن هذا أقرب، لكن في األصل: هل اقتصر على تفسيره بإبليس

فقط كما هنا في المختصر؟.هذا يدل على أن ابن كثير -رحمه الله- اختار هذا القول، وكذلك ابن جرير.

قال: أي: جورا، عن السدي عن أبي مالك. شططا{}وقال ابن زيد: أي: ظلما كبيرا.

اسم جنس.{ سفيهنا}وذكر هنا: ويحتمل أن يكون المراد بقوله: وأنه كان}هذا ل44و ق44ال: وأن44ه ك44ان يق44ول الس44فيه مثال، فتك44ون "أل" عهدي44ة، لكن:

فيمكن هذا أن يكون هو األكمل في الس44فه، لكن يق44ال: إن44ه ي44دخل{يقول سفيهناا، لكن تخصيص المعنى به!، يقول: فيهنا{}في ذلك دخوال أولي وأنه كان يقول س++

أي: قبل إسالمه، كي44ف ي44أتي ه44ذا إذا وأنه كان يقول سفيهنا{}قالوا: لهذا قالوا: كان المراد إبليس؟

لكن ه44ذا باعتب44ار االحتم44ال ال44ذي ذك44ره، ق44ال: ويحتم44ل أن يك44ون الم44راد بق44ولهم: وأنه كان} اسم جنس لكل من زعم أن لله صاحبة أو ولدا، ولهذا قالوا: {سفيهنا}

.يقول سفيهنا{ططا{}في الماضي، أي قبل اسالمه: كان{ } فيهنا على الله ش++ أي: يقول س++

باطال وزروا. المقصود: الغلو في الكفر، وتجاوز الحد، ففسر الشطط بالجور هنا، كم44ا ج44اء عن أبي

مالك، وفسر: بالكذب أيضا، كما قال الكلبي. فهذا تفسير له بالمعنى، يعني ليس ذلك أصل معنى لفظ الشطط في لغة العرب، فإن أصله البعد عن القصد، ومج44اوزة الح44د، فه44ذا ال44ذي يق44ول ب44أن لل44ه ش44ريكا، أو أن ل44ه صاحبة أو ولدا يكون قد تجاوز الحد، ويكون كاذبا في قوله ودع44واه، فتفس44ير من ق44ال بأنه الكذب هو تفسير له بالمعنى، فإن قوله هذا ك44ذب، لكن أص44ل الكلم44ة "الش44طط"

هي بمعنى ما ذكر -والله أعلم- البعد عن القصد واالعتدال بمجاوزة الحد. قال: ولهذا قالوا.. إلىوأنا ظننا أن لن تقول اإلنس والجن على الله كذبا{ }

آخره. ه44ذا عجيب، ويحت44اجوأنا ظننا أن لن تق++ول اإلنس والجن على الله ك++ذبا{ }

إلى وقوف عنده، يقف اإلنسان يتأمل ويتدبر في ه44ذا الموض44ع، يع44ني أن المع44نى كم44ا قال ابن كثير وهو ال44ذي قال44ه المفس44رون: م44ا حس44بنا أن اإلنس والجن يتم44الئون على الكذب على الله -تعالى- في نسبة الصاحبة والولد إليه، يعني لما سمعوا القرآن علموا أن ذلك يعني نسبة الصاحبة والولد إلى الله -تب44ارك وتع44الى- أن44ه ك44ذب، واف44تراء على

الله، لكن انظر إلى قولهم هذا، وهم صادقون فيه، هؤالء آمنوا، وذكر الله قولهم. وكما هو معلوم: أن الحكايات في القرآن إذا لم يأت قبله44ا أو بع44دها، أو في أثنائه44ا م44ا يبطله44ا فاألص44ل أنه44ا ص44حيحة، فهم يقول44ون ه44ذا، والق44رآن أق44رهم علي44ه، يع44ني أنهمصادقون في قولهم هذا، ما كانوا يظنون أن تتماأل الجن واإلنس في الكذب على الله - تبارك وتعالى- في نسبة الشركاء واألنداد والصاحبة والول44د، يع44ني ه44ذا اإلش44راك وق44ع لإلنس ووقع للجن، فيقولون: ما كنا نظن، والظن هنا ليس بمعنى اليقين، وإنما بمعنى: غلبة ط44رف الرجح44ان، فليس ك44ل ظن في الق44رآن بمع4نى اليقين، فه4و ي44أتي بمع4نى:

وأنا ظننا أن لن تق++ول اإلنس}اليقين، وي444أتي بمع444نى غ444يره، فهن444ا يقول444ون: } بمعنى أنهم لما رأوا هذا التوافق عند اإلنس والجن بهذا الباطل ظنوا أن ذلك والجن

حق، وأنهم ما اتفقوا على هذا إال ألنه حق، وهذا فيه عبرة: أن كثيرا من الناس يغترون بالباطل لما يرون من توافق عليه لدى الكث44ير من الن44اس، الس44يما من يحس4نون الظن

5

Page 6: التاريــخ - files.zadapps.info · Web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فسره أبو

بهم، وفيم44ا ي44ذكره أه44ل العلم من المن44اظرات: م44ا وق44ع م44ع رج44ل من النص44ارى لم44ا انقطعت حجته وبان له وظهر أن ما ه44و علي44ه من ال44دين واإلش44راك، والتثليث، ونس44بة الصاحبة والولد إلى الله -تبارك وتعالى- أن ه4ذا باط44ل، ثم لم يلبث أن ك4ان جواب4ه أن قال: إنه يعلم، أو إن ذلك بين ظاهر، يعني أن هذا القول ال وجه له، لكن يقول: نظرت في أهل ملتنا من أولهم إلى آخرهم على كثرتهم يقولون ب44ذلك ويقررون44ه، فعلمت أن44ه حق، يقول: تتابعهم عليه وتواطؤهم على هذا دلي44ل على أن44ه ح44ق، ه44ذا ال44دليل عن44ده، بعدما بين له بطالن ذلك، وأقر ببطالنه، فكان هذا هو الجواب، فاالغترار بما عليه هؤالء من أهل الباط44ل لربم4ا يوق4ع الكث44يرين به4ذا اإلص44رار على ب4اطلهم، أو االغ44ترار بح44ال

هؤالء، كيف يكون هؤالء على باطل هؤالء الذين يحسنون بهم الظن؟ لذلك ذكر المعلمي -رحمه الله- في كتابه: "التنكيل" ذكر أش44ياء في ط44رق اله44وى إلى النفوس، ذكر أشياء عجيبة، منها ما يتصل بهذا المعنى أنه إذا أذعن وأقر بالحق، وك44ذا، فيعني هذا أنه ينسب أهل ملته وقومه، ونح44و ذل4ك إلى الباط44ل، ه44ذا باإلض44افة إلى أن هذه الجهود التي بذلت من قبله ومن قبل غيره في دعوته إلى ما ه44و علي44ه، ك44ل ذل44ك

ذهب هباء منثورا، فيشق ذلك عليه، فيؤثر البقاء على باطله. }وأناوابن القيم -رحمه الله- تكلم على تقديم اإلنس على الجن هن44ا في ق44ول الجن:

وحاص44ل كالم44ه -رحم44ه الل44ه- ظننا أن لن تقول اإلنس والجن على الله كذبا{ أنه يقول: قدموا اإلنس ك44أن ذل44ك باعتب44ار أنهم ق44الوه من ب44اب دف44ع التهم44ة؛ لئال يظن قومهم حينما يخاطبونهم بدعوة التوحي44د أنهم إنم44ا م44الئوا طائف44ة من اإلنس على ه44ذا

}وأنا ظننا أن لنفجاءوا إلى قومهم بما ال عهد لهم به، فهم ابتدءوا ب44اإلنس ق44الوا: فهم يقول444ون: اإلنس وقع444وا في نفس تق+++ول اإلنس والجن على الله ك+++ذبا{

المشكلة، فنحن ننكر على الطائفتين.ن الجن}وقول++ه تع++الى: ن اإلنس يع++وذون برج++ال م وأنه ك++ان رج++ال م

ال على اإلنس ألنهم ك++انوا ف++زادوهم رهق++ا{ أي: كنا ن++رى أن لن++ا فض++ا من ال++براري، وغيره++ا، كم++ا يعوذون بنا إذا نزل++وا وادي++ا أو مكان++ا موحش++ كانت عادة العرب في جاهليتها يعوذون بعظيم ذلك المكان من الج++ان أندهم ي++دخل بالد أعدائه في ج++وار وءهم، كم++ا ك++ان أح+ يء يس++ يصيبهم بش++ا رأت الجن أن اإلنس يع++وذون بهم من رجل كبير وذمام++ه وخفارت++ه، فلم

د{رهقا}خوفهم منهم زادوهم: أي: خوفا وإرهابا وذعرا، حتى بقوا أش++ذا بهم، كم++ا ق++ال قت++ادة: أي:ف++زادوهم رهق++ا{}منهم مخافة وأكثر تع++و

إثما، وازدادت الجن عليهم بذلك جراءة. ور عن إب++راهيم: أي: ازدادتف++زادوهم رهق++ا{}وق++ال الثوري عن منص++

الجن عليهم جرأة.ج++ل يخ++رج بأهل++ه في++أتي األرض فينزله++ا، فيق++ول: دي: كان الر وقال السر أن++ا في++ه أو م++الي أو ول++دي أو يد ه++ذا ال++وادي من الجن أن أض++ أعوذ بس++

ماشيتي.قال قتادة: فإذا عاذ بهم من دون الله رهقتهم الجن األذى عند ذلك.

وروى ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: كان الجن يفرق++ون من اإلنس كم++ا يف++رق اإلنس منهم أو أش++د، فك++ان اإلنس إذا نزل++وا وادي++ا ه++رب الجن: ن++راهم ال الجن يد أه++ل ه++ذا ال++وادي، فق++ فيقول سيد الق++وم: نع++وذ بس++ابوهم بالخب++ل يفرق++ون منا كم++ا نف++رق منهم، ف++دنوا من اإلنس فأص++

ن اإلنس يعوذون}والجنون، فذلك قول الله -عز وجل-: وأنه كان رجال من الجن فزادوهم رهقا{ أي: إثما. برجال م

بيع وزيد بن أسلم: أي: خوفا.{رهقا}وقال أبو العالية والر

6

Page 7: التاريــخ - files.zadapps.info · Web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فسره أبو

أي: إثم++ا، وك++ذا ق++ال ف++زادوهم رهق++ا{}وق++ال الع++وفي عن ابن عباس: قتادة.

ار طغيانا. وقال مجاهد: زاد الكف هذه األقوال التي ذكرها الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في مجمله44ا ترج44ع إلى معن44يين،

ن اإلنس يع++وذون}فالله -تبارك وتعالى- يقول عن قول الجن: وأنه كان رجال من الجن فزادوهم رهقا{ الضمير يرجع إلى من؟ برجال م

هذه المعاني المذكورة المنقولة عن السلف -رض44ي الل44ه تع4الى عنهم- هي عائ4دة إلى من ال44ذي زاد اآلخ44ر به44ذا الص44نيع -{فزادوهم}قولين، وذلك باعتبار مرجع الضمير:

؟، وم4ا المقص4ود به4ذا الره4ق ال4ذي{رهقا}بهذه االستعاذة-؟ هل الجن زادوا اإلنس وقع لهؤالء المستعيذين حينما اس44تعاذوا ب44الجن؟ أو أن المقص44ود أن اإلنس زادوا الجن

رهقا حينما استعاذوا بهم؟، هذا في مرجع الضمير. وحاصل هذه األقوال لو نظرت إليها وما ينقل عن السلف من غير ه44ذا مم44ا لم ي44ذكره

الحافظ ابن كثير -رحمه الله- كل ذلك يرجع إلى هذين المعنيين إال ما شذ. المقصود: أن المعنى األول: أنهم زادوهم رهقا، يعني زاد رجال الجن من تع44وذ بهم من رج44ال اإلنس رهق44ا، يع44ني رج44ال الجن زادوا من تع44وذ بهم رهق44ا، يع44ني فس44ر خوف44ا، زادوهم خوفا، بمعنى أنهم علموا أن اإلنس يخ44افون منهم، ف44زادوهم خوف44ا، وتس44لطوا عليهم، لما علموا أنهم يحسبون لهم حسابا، ويخشونهم فعلوا بهم ذل44ك، زادوهم خوف44اا م44ع ق44ول من ق44ال: زادوهم كف44را، باعتب44ار أن ه44ذه منهم، وتسلطوا عليهم، فهذا أيض44 االستعاذة كفر، فالجن يوقعونهم في هذا كله، وهذا المع44نى ق44ريب، ول44ه وج44ه، فه44ؤالء الذين يستعيذون بغير الله -تبارك وتعالى- ال يزيدهم ه44ذا اللج44وء إال ض44عفا، وال يحص44ل لهم مطل44وب بح44ال من األح4وال، والجن حينم4ا علمت ذل4ك من ح4ال ه4ؤالء، تس4لطوا عليهم، وأخافوهم، فلم ت44زدهم ه44ذه االس44تعاذة إال خوف44ا، فلم يحص44ل لهم األمن ال44ذي طلبوه، وكذلك هم في فعلهم هذا حينما يستعيذون بغير الله -عز وجل- فهذا من قبي44ل اإلشراك، حينما يقول قائلهم: أعوذ بسيد هذا ال44وادي من س44فهاء قوم44ه، فه44ذا ش44رك، وإنم44ا يس44تعاذ بالل44ه -تب44ارك وتع44الى-، ف44الجن يتس44لطون، الش44ياطين يتس44لطون على النفوس بهذا وهذا، وكلما علموا ضعفا وخوف44ا ازداد ه44ذا الره44ق، ول44ذلك ه44ؤالء ال44ذين يلجئ44ون إلى الجن والس44حرة ال44ذين يتوص44لون بهم إلى الجن، وي44ذهبون إلى الكهن44ة والعرافين ال يزيدهم ذلك إال ضعفا، وما رأيت أحدا ق44ط ذهب إلى الع44رافين أو الكه44ان أو إلى السحرة ممن ن44زل ب44ه بالء، ف44أفلح، لم يرج44ع أح44د إال بخيب44ة، وازداد علي44ه بالؤه وتضاعف، وص44ار الواح4د من ه44ؤالء يخ44رج من ل44ون من أل44وان ه44ذا البالء، وي44دخل في ألوان أخرى متتابعة، ال تنقضي وال تنتهي، ويتالعبون بهم غاي4ة التالعب، وي4دخلونهم في عالم من األوهام، وقد سمعت أش44ياء ل44وال أني أع44رف ه44ذا المتكلم المتح44دث معرف44ة تامة، منذ نعومة أظفاره لقلت: إن هذا من الخيال، يتحدث عن أشياء من أحوال ه44ؤالء الجن الذين زعموا أنهم جاءوا من أجل حمايته، فأوهموه بأوهام، وأن جس44مه مخ44روق، وأنه عرضة لكل آسر وكاسر ممن يحتف به أو يمر به ولو عرضا من الجن والشياطين، فيدخلون بهذا الجسد، فهو عرض44ة على ال44دوام، إذا الب44د ل44ه من حماي44ة، وي44زعم بعض هؤالء ولربما ج44اءوا ب44زعمهم عن طري44ق بعض من ي44ذهب إليهم ممن ي44دعون الرقي44ة، فيقول44ون: أنت تحت44اج إلى حماي44ة، وه44ؤالء من المس44لمين، فيبق44ون مع44ه س44نوات، ويوهمونه بأشياء، ويرى أنه يخوض معارك وقتاال، وأن بيده سيفا ضاربا، وأنه يقت44ل من المردة والكفار من الجن، ويخوض معارك وهو جالس في المسجد، أو جالس في بيته، أو يأكل أو يشرب، قلبه وعقله في عالم آخر تماما، معارك يخوضها، ويوهمونه أنه صار عنده من القدر واإلمكانات والقوة ما ال يوجد عن44د أح44د منهم، وأن ه44ذا من نص44ر الل44ه وفتحه عليه، فيدخل في عالم، وهكذا كلم44ا ذهب إلى واح44د من ه44ؤالء المض44للين ممن يدعي الرقية، وأنا ال أعني الذين يرقون أنهم كذلك، لكن يوج44د من الن44اس من يتعام44ل

7

Page 8: التاريــخ - files.zadapps.info · Web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فسره أبو

بهذه األمور، فال يزيده هذا إال ضالال، حتى إن أح44دهم لم44ا تعب وبقي على ه44ذه الح44ال أكثر من خمس عشرة سنة، وهو يدخل في بالء، ويخرج إلى بالء -نس44أل الل44ه العافي44ة-

وتوكل على الحي}فجاء مرة، وقال: أنا أريد أن أسمع شيئا أق44ف عن44ده، قلت ل44ه: وال تلتفت إلى شيء سواه، قال: هم معي اآلن س44بعة، [58]الفرقان: الذي ال يموت{

ويسمعون، وإن ش44ئت تح44دثوا اآلن، يزعم4ون أنهم يحمون44ه، أو ه4و هك44ذا يتص44ور، وم44ا حصلت له هذه الحماية أصال، فهؤالء الشياطين والجن قد يضللون الناس ب44أمور كث44يرة جدا، ويوهمونه أنهم من المسلمين، فيتالعب44ون ب44ه، فه44ذا ال4ذي يتعل44ق بغ44ير الل44ه -ع4ز وجل- من هؤالء الشياطين، ونحو ذلك، ال يزيده ذلك إال رهق44ا، فه44ذا المع44نى على ه44ذا الوجه، وحينما يستعيذ بهم هو يزداد كف4را، ول4ذلك كم44ا س44بق في بعض المناس44بات أن هؤالء الشياطين لربما يسقطون الحمل بإذن الله، حتى تلجأ ه44ذه الم44رأة إلى ال44ذهاب إلى السحرة والكهنة، ونحو ذلك، وتتعاطى ألوانا من الشرك، كالذبح لغير الله، أو بعقد التمائم، ونحو ذلك التي لربما يزعمون أنها من الق44رآن، وق44د أريت اإلخ44وان -في بعض

، جئن4ا1405ه44 أو 1404المناسبات- في دروس التوحيد قديما، في حدود سنة ه44، حال بتمائم، جميع هذه التمائم تقريبا -جاء به44ا اإلخ44وان من بي44وتهم، من ج44داتهم- ك44انت أس44ماء ش44ياطين، واس44تعانة بش44ياطين، وفي تعلي44ق على فتح المجي44د بح44دود س44نة

ه4، جئنا بكيس كبير، جاء به أحد اإلخوان في44ه مئ44ات التم44ائم، وفتح منه44ا الكث44ير،1423 كلها أسماء شياطين، فهؤالء زادوهم رهقا، حتى إني قلت مرة ألح44د ه4ؤالء ول4ه أخ ق44د ربط تميمة، قلت له: هذه فيها أسماء الشياطين، وهذا مم44ا يخ44الف التوحي44د، وأعطيت44ه بعض هذه األوراق التي حلت من تلك التمائم، وفيها أسماء الشياطين، ورسوم ورموز، قلت من أجل أن يقنع أهله، يقول: ما وقفت عند ب44اب ال44بيت إال وأخي يص44يح ويه44رول وينزل جريا: هات الذي معك، أخرج الذي معك، يعني في هلع، أخ44وه ك44ان ب44ه مس من الجن، فشعر بهذا، وانزعج، وأخوه لم يدخل البيت بعد، فجاء إليه يطالب44ه بإخراجه44ا، أو

بإتالفها، وأن ال يدخل بها بيتهم، فزادوهم رهقا، يتالعبون بهم. وكما سبق في أثر ابن مسعود -في بعض المناسبات- قال: سمعت رسول الله -ص44لى

ول44ة ش44رك((الله عليه وسلم- يقول: ، ق44الت -أي ام44رأة ابن))إن ال44رقى والتم44ائم والت مسعود-: قلت: لم تقول ه44ذا والل44ه لق44د ك44انت عي44ني تق44ذف، وكنت أختل44ف إلى فالن اليهودي يرقيني، فإذا رقاني سكنت؟ فقال عبد الل44ه: "إنم44ا ذاك عم44ل الش44يطان ك44ان

هكذا، فهذا باب واسع، الطري44ق ه44و التوك44ل على(8)ينخسها بيده، فإذا رقاها كف عنها"فالله -عز وجل-، والثقة به، واالعتماد عليه: ر فال كاش++ }وإن يمسسك الله بض++

هو{ فال يتعل44ق اإلنس44ان ب44المخلوقين، وال يلتفت إليهم، فيق44وى[،44 17 ]األنع44ام:له إال ؛ كما وقع لعم44ر -رض44ي(9)يقينه، فيفر منه الشيطان، إذا لقيه في طريق سلك فجا آخر

الله تعالى عنه وأرضاه. وهذا معنى، إذا قطع الطريق على الشياطين، بحيث ال يلتفت إليهم ال إلى وساوس44هم، وال إلى خواطرهم، حتى الوساوس والخ44واطر إذا فتح الب44اب تالعب44وا ب44ه في الطه44ارة، في صالته، في طالقه، في معاملته، في عالقات44ه، ح44تى يص44ير في ح44ال ي44رثى له44ا، فال يفتح هذا الباب، باب المخاوف وما يلقي44ه في قلب44ه من الظن44ون الكاذب44ة، ك44ل ذل44ك م44ا

}إنم++ا ذلكميحص44ل ب44ه من تعظيم أوليائ44ه في نف44وس أه44ل اإليم44ان فيخ44افونهم: يطان يخوف أولياءه{ يعني يخ44وفكم من أوليائ44ه، فيض44خمهم [175]آل عمران: الش

ويعطيهم هالة كبيرة، فتخافونهم، فهذا كله من عمل الشيطان.

(، وأحم44د في المس44ند، ب44رقم )3883 - رواه أبو داود، كتاب الطب، ب44اب في تعلي44ق التم44ائم، رقم )8 (، وقال محقق44وه: "ص44حيح لغ44يره، وه44ذا إس44ناد ض44عيف لجهال44ة ابن أخي زينب، لكن44ه مت44ابع"،3615

(. 4552وحسنه األلباني في مشكاة المصابيح، برقم ) (، ومس44لم،3294 - انظر الحديث في البخاري، كتاب بدء الخلق، ب44اب ص44فة إبليس وجن44وده، رقم )9

(.2396كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر -رضي الله عنه-، رقم )8

Page 9: التاريــخ - files.zadapps.info · Web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فسره أبو

وهذا معنى، والمعنى اآلخر عكسه، وه4و: أن اس44تعاذة ه4ؤالء اإلنس به4ؤالء الجن زادت الجن طغيانا وتيها، وكبرا وتعاظم44ا، فق44الوا: س44دنا اإلنس والجن، ه44ا هم يخ44افون من44ا، فالقول األول: أن الجن زادوا من تعوذ بهم من اإلنس رهقا، هذا ق44ال ب44ه جماع44ة، كم44ا نقله الحافظ ابن كثير، وما لم ينقله: هذا حاص44ل ق44ول أبي العالي44ة وقت44ادة والربي44ع بن أنس وابن زيد وهو اختيار الحافظ ابن القيم -رحم44ه الل44ه- أن اإلنس زادوا الجن ال44ذين

استعاذوا بهم تيها وكبرا وتعاظما، قالوا: سدنا اإلنس والجن.ا وعلى الق44ول اآلخ44ر: أن الجن زادوا ه44ؤالء اإلنس كف44را أو خوف44ا، فه44ذا ق44ال ب44ه أيض44

جماعة، كمجاهد وقتادة. من ق44ال: إن المقص44ود زادوهم كف44را -يع44ني زادوا اإلنس-، فمع44نى ذل44ك بس44بب أنهم

استعاذوا بغير الله -عز وجل-، واعتمدوا على غيره، وتوكلوا على غيره.وخوفا: هذا واضح.

وال يره++ق وج++وههم قت++ر وال}والرهق في كالم العرب بمع44نى: اإلثم والغش44يان: يعني ال يغشاها ذلك.[ 26 ]يونس:ذلة{

يعني تغشاهم ذلة، فهن44ا اإلثم وغش4يان المح4ارم يق4ال [44]المعارج:ترهقهم ذلة{ } له: الرهق، هذا الذي أيضا قاله ابن جرير -رحمه الله-، وابن جرير -رحمه الله- في هذا

يع44ني زاد الجن اإلنس ال44ذين اس44تعاذوا بهم فزادوهم رهقا{}الموضع يفسر ذلك: إثما واستحالال لمحارم الله -تبارك وتعالى-، يعني أن الجن زادوا اإلنس، وذكرنا: أن هذا هو الذي اختاره أيضا ابن القيم -رحمه الله-، وهذا ظ44اهر كالم ابن كث44ير، ول44و قي44ل: إن اآلية تحم44ل على المعن44يين، باعتب44ار أن الق44رآن يع44بر ب44ه باأللف44اظ القليل44ة الدال44ة على المعاني الكثيرة، وي44دخل في ذل44ك م44ا يتص44ل باحتم44ال ع4ود مرج4ع الض44مير، أي: ليس األقرب على المعنيين، فهذا له وجه، فيكون ذلك واقعا من الطرفين، والله -عز وج44ل-

.[128]األنعام: ربنا استمتع بعضنا ببعض{}أخبر في سورة األنعام: وذكرنا هناك وجوه االستمتاع من الطرفين، الجن يزدادون تيها وكبرا وتعاظما، ويحصل لهم انتفاع بما يذبح لهم، وما يقدم من الق44رابين والن44ذور، ونح44و ذل44ك، واإلنس يحص44ل لهم بسبب هذا أمور من مصالح متوهمة من وجود ضالة، أو نحو ذلك مم44ا يطلب44ون ب44ه حماية حينما يستعيذون من سفهاء الجن، أو نحو ذلك، لكن الثمن ال44ذي يدفعون44ه أك44بر

وأعظم: الدين واإليمان، باإلضافة إلى الرهق الذي يحصل لهم؛ كخوف دائم.خوفا. فزادوهم رهقا{}ومن فسره بالخوف فهو معنى صحيح أيضا:

هكذا كل من خاف من غير الله -عز وجل-، تبقى هذه المخاوف تالحقه في كل مك44ان، ولو كان هذا الشيء الذي يخافه ص44غيرا، ول44و بقي أح44د من الن44اس منف44ردا في مك44ان خال، أو مظلم، أو نحو ذلك، لو سمع صوتا، ولو كان ص4وت ص4بي يتوق4ع أن4ه من الجن

لم ينم تلك الليلة، ولوقف من رأسه كل شعرة، أليس كذلك؟!ا صغيرا لم يجاوز السنتين من اإلنس، هذا ماذا يمكن أن يفعل؟ ولو أنه وجد صبي

فه44ذا الص44غير من الجن أض44عف من ه44ذا ال44ذي ي44راه من اإلنس، فل44و ك44انت القض44ية معكوسة أن الجن والشياطين يخافون من صبياننا الص44غار ممن لم يبلغ44وا الع44امين إذا سمعوا مجرد صياحه، فتنخلع قلوبهم لذلك، ل4و علمن44ا به4ذا لتس4لط س44فهاؤنا ل44و ك44انوا

يستطيعون إليهم سبيال، ولتالعبوا بهم، أليس كذلك؟ فحينما يعرفون أو يرون أو يشاهدون -ألنهم يروننا ونحن ال ن44راهم- ه44ذا الخ44وف منهم، ولو ك4ان من أص4غر ص4غير فيهم، وأض4عف ض4عيف، تنخل44ع القل4وب من الخ44وف، فه4ذا يزيدهم تعاظما وتالعبا باإلنس، فهذا ال4ذي يج44رئهم، ف44إذا وج4دوه ث44ابت اإليم44ان، ق44وي

اليقين فإن ذلك ال شك أنه يكون سببا لفرقهم، وبعدهم عنه، والله المستعان. اإلنسان أحيانا يخاف من أشياء صغيرة ال أثر لها وال قيمة، ال ت44ؤثر، أش44ياء ص44غيرة، ق44د يخاف من حشرة ال تؤذي، فتجده في حال من ال44رعب منه44ا والهل44ع ويق44وم بتص44رفات

9

Page 10: التاريــخ - files.zadapps.info · Web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فسره أبو

ويغلق األبواب؛ لئال تصل إليه، ولو علمت هذه الحشرة أن ه44ذا يخ44اف منه44ا لفعلت ب44هاألفاعيل، لكن هي في حال من الخوف، ما علمت أنها هي المخوفة.

أي: لن وأنهم ظنوا كم++ا ظننتم أن لن يبعث الله أح++دا{}وقول++ه تع++الى: يبعث الله بعد هذه المدة رسوال، قاله الكلبي وابن جرير.

في االستعاذة بالجن يقول مقاتل: إن أول من استعاذ، يعني اس44تعاذة اإلنس ب44الجن إذا نزلوا واديا قالوا: "أعوذ بسيد هذه الوادي من سفهاء قومه"، يقول: هم ق44وم من أه44ل

اليمن، ثم انتقل هذا إلى بعض بني حنيفة، ثم فشا ذلك في العرب. وأخبار العرب في هذا كثيرة منها ما هو من قبي44ل األس44اطير، لكن من أراد أن ي44رى أو يعرف أحوال العرب في هذا فلينظر مثال في كتاب: "األصنام" للكل44بي، وك44ذلك كت44اب: "الشرك" للميلي، وكذلك أيضا: "أصنام ومعبودات العرب في الجاهلية" وكذلك الكتاب الكبير ل4"علي جواد" في نحو أحد عشر مجلدا، أو قريبا من هذا، بعنوان: "المفصل في44ه وج44دت في44ه أحوال العرب قبل اإلسالم" هذا فيه كل م44ا يتعل44ق ب44العرب، ف44إذا طالعتأحوالهم مع الشياطين والجن، أو المعبودات واألصنام، و كل ما يتصل بالعرب تفصيال.

وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أح++دا{}وأما قوله -تب44ارك وتع44الى-: أي: لن يبعث الله بعد هذه المدة رسوال، قاله الكل44بي وابن جري44ر، ه44ذا من ق44ول الجن

وبعضهم يق44ول: معن44اه: وأن اإلنس ظن44وا كم44ا ،وأنهم ظنوا كما ظننتم{}لإلنس: ظننتم أيها الجن.

ن الجن ف++زادوهم}هنا يقول: ن اإلنس يع++وذون برج++ال م وأنه كان رجال م يعني: اإلنس، فالجن هنا يتحدثونوأنهم ظنوا{ }فالمحدث عنه هم اإلنس: رهقا{

عن اإلنس، يخاطبون الجن، يتحدثون عن اإلنس: أنهم ظنوا كما ظننتم، وبعضهم يق44ولعكس ذلك.

ن الجن}وقوله -تبارك وتعالى-: ن اإلنس يعوذون برج++ال م وأنه كان رجال م هذا يدل على أن الجن يق44ال لهم: رج44ال، وبعض أه44ل العلم ك44ابن فزادوهم رهقا{

القيم يقول: ال يقال ذلك بإطالق، فإذا قيل: رجال فهم: اإلنس، لكن بقيد يق44ال: رج44المن الجن، رجل من الجن.

هبا * وأنا كنا نقع++د ماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وش+ }وأنا لمسنا السدا * وأنا ال ن++دري هابا رص++ مع فمن يستمع اآلن يجد له ش++ منها مقاعد للس

.[10-8]الجن:أشر أريد بمن في األرض أم أراد بهم ربهم رشدا{ وله محمدا -ص++لى الل++ه علي++ه يخب++ر تع++الى عن الجن حين بعث الله رس++ا ماء ملئت حرس++ وسلم-، وأنزل عليه القرآن، وكان من حفظه له أن الس++ياطين عن مقاعدها التي شديدا، وحفظت من سائر أرجائها، وطردت الشرآن، فيلق++وه على يئا من الق++ كانت تقعد فيها قبل ذلك؛ لئال يسترقوا ش++ادق، وه++ذا من ألسنة الكهنة، فيلتبس األم++ر ويختل++ط، وال ي++درى من الص++ لطف الله -تعالى- بخلقه، ورحمته بعباده، وحفظه لكتاب++ه العزي++ز، وله++ذا

: هبا}قال الجن ديدا وش+ ا ش+ دناها ملئت حرس+ ماء فوج+ *وأنا لمسنا الس++دا{ هابا رص++ مع فمن يستمع اآلن يجد له ش++ وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسدا ل++ه ال يتخطاه وال هابا مرص++ أي: من يروم أن يسترق السمع يجد ل++ه ش++

.يتعداه، بل يمحقه اليوم ويهلكهماء}قوله: نا} الدنيا، يع44ني طلبن44ا خبره44ا كم44ا هي عادتن44ا: {وأنا لمسنا الس لمس++

ماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا الش44هب: الش44هاب الش44علة من{ السالنجم يقذف بها الشياطين.

أي: م++اوأنا ال ندري أشر أريد بمن في األرض أم أراد بهم ربهم رشدا{ }ماء: ر أري++د بمن في}ندري هذا األمر الذي قد حدث في الس ال ن++دري أش++

10

Page 11: التاريــخ - files.zadapps.info · Web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فسره أبو

وهذا من أدبهم في العبارة حيث أسندوا األرض أم أراد بهم ربهم رشدا{ر إلى غير فاعل، والخير أضافوه إلى الله -عز وجل. الش

حيح: ر ليس إليك((وقد ورد في الص (.10)))والش

مضى الكالم عليه في شرح األذك44ار، وأن ذل44ك من ب44اب األدب، ف44إبراهيم -ص44لى الل44ه فأضاف الم44رض إلى [80]الشعراء: وإذا مرضت فهو يشفين{}عليه وسلم- قال:

فين}نفس44ه ر أري++د بمن في األرض أم أراد}، {فه++و يش++ وأنا ال ن++دري أش++ فلما ذكروا الش4ر ج4اءوا بالفع4ل المب44ني للمجه4ول، ولم44ا ج4اءوا، بهم ربهم رشدا{

ومثل هذا في قول الخضر لموسى -صلى أم أراد بهم ربهم رشدا{}بالخير قالوا: فنس44ب العيب إلى نفس44ه، [79]الكه44ف: ف++أردت أن أعيبه++ا{}الل44ه علي44ه وس44لم-:

بك{} ]الكه44ف: فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهم++ا رحم++ة من رفأضاف ذلك إلى الله -تبارك وتعالى. [82

فهنا هذا من باب األدب في العبارة، مع أن الله خالق الخير والشر، وق44د مض44ى الكالم (11)))والش44ر ليس إلي44ك((على هذا في شرح األذكار، وأن قوله صلى الله عليه وس44لم:

مع أن الله خالق الخير والشر، لكن الشر ال ينسب إلي44ه هك44ذا اس44تقالال، وإنم44ا ه4و في مفعوالته، وليس في أفعاله، فأفعاله كله44ا خ44ير، وص44فاته كامل44ة، وإنم44ا يفع44ل لحكم44ة، وإنما يقع الشر في مفعوالته، فهذا المطر الذي يقع فتنهدم ب44ه بعض ال44بيوت، وتنقط44ع بعض السبل، ونحو ذلك هو بالنسبة لهذا الذي وقع لهؤالء هو شر، لكنه في تق44دير الل44ه وفي أفعاله خير وحكمة، ونفع عام، وقل مث44ل ذل44ك في بعث الن44بي -ص44لى الل44ه علي44ها نف44وس وسلم- فهو خير، وإن كان ذلك سببا لذهاب رئاسات على أقوام، وك44ذلك أيض44 مزهقة قتلوا في غزواته -صلى الله عليه وسلم-، ونحو ذلك، مع أن من أه44ل العلم من يقول: هذا أيضا خير لهم؛ ألنهم قتلوا وقط44ع داب44ر الكف44ر ال44ذي يتم44ادى، ويص44در عنهم،

يعني حتى القتل الواقع لهم فيه خير. وقد كانت الكواكب يرمى بها قبل ذلك، ولكن ليس بكثير بل في األحي++انول الله بعد األحيان؛ كما في حديث ابن عباس: بينما نحن جلوس مع رس++

))ما كنتم تقولون-صلى الله عليه وسلم- إذا رمي بنجم فاستنار، فقال: ))ليس فقلنا: كنا نق++ول: يول++د عظيم، يم++وت عظيم، فق++ال: في هذا؟((

ماء..(( ، وذكر تم++ام الح++ديث،(12 )كذلك، ولكن الله إذا قضى األمر في السبب الذي حملهم على وقد أوردناه في سورة سبأ بتمام++ه، وه++ذا ه++و الس++

بب في ذلك .تطلب الس ، يعني في الجاهلية،))ما كنتم تقولون في هذا؟((سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم-:

فكان يرمى بها في الجاهلية، لكن حينما رمي بنجم فاستنار، وهم مع النبي -صلى الل44ه عليه وسلم-، فهذا يدل على أنها وجدت بعد بعثه -عليه الص44الة والس44الم-، لكنه4ا ك44انت قليلة مقارنة بما كان األمر عليه، كثر الرمي بها بعد بعثه -صلى الل44ه علي44ه وس44لم-،

))م44ا كنتملكن كان يرمى بها في الجاهلية؛ ألن النبي -ص44لى الل44ه علي44ه وس44لم- ق44ال: يعني في جاهليتكم، فكانت في الجاهلية يرمى بها خالفا لمن قال: إن ذل44كتقولون؟((

لم يكن، يعني في الجاهلية ما كان يرمى بها. فكان موجودا، ولكنه زاد بعد بعثه -صلى الله عليه وسلم-، وقد س44أل معم44ر بن راش44د محم44د بن ش44هاب الزه44ري -رحم الل44ه الجمي44ع- عن ه44ذا: أك44ان ي44رمى ب44النجوم في

وأنا كنا نقعد منه++ا}الجاهلية؟ ق44ال: نعم، فس44أله عن ه44ذه اآلي44ة: أف44رأيت قول44ه: دا{ ص++ هابا ر مع فمن يستمع اآلن يجد ل++ه ش++ يع44ني م44ا ك44ان ذل44ك مقاعد للس

(.771 - رواه مسلم، كتاب صالة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صالة الليل وقيامه، رقم )10 - المصدر السابق.11(.2229 - رواه مسلم، كتاب اآلداب، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان، رقم )12

11

Page 12: التاريــخ - files.zadapps.info · Web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فسره أبو

ظت وشدد أمرها يجدونه قبل مبعثه -صلى الله عليه وسلم-؟، فأجابه بنحو ما سبق: غلحين بعث -صلى الله عليه وسلم.

وهكذا ذكر ابن قتيبة -رحمه الله-: كان يرمى بها، لكن غلظ ذلك وشدد، فلم يكن قب44ل بعثه -صلى الله عليه وسلم- من الحراسة ما كان بعد بعثه، فك44انوا يس44ترقون الس44مع، ولربما رجموا بالشهب في الجاهلية، ولكن بعد بعثه -صلى الله عليه وسلم- منع44وا من ذلك تماما، وهذا الذي يظهر -والله تعالى أعلم-، إال ما شاء الله يعني أن الن44بي -ص44لى الله علي44ه وس44لم- أخ44بر عن الكهن44ة، وأخ44بر عن ص44عود الش44ياطين، وكي44ف ي44أتون إلى

الكهنة، وكيف أنه يكذب معها مائة كذبة.فهذا معناه أنهم يلتقطون الكلمة بعد الكلمة مم44ا أراد الل44ه -تب44ارك وتع44الى-، والن44بي - صلى الله عليه وسلم- لما خبأ البن صياد وكان يتهم بالكهانة، خبأ له وس44أله، ق44ال: ه44و

يعني تلقف بعض الكلمة، ولم يستتم له ما أراد، والله أعلم.(13)الدخ فأخذوا يضربون مشارق األرض ومغاربها، فوجدوا رسول الله -صلى اللهالة، فعرف++وا أن ه++ذا ه++و الذي حفظت عليه وسلم- يقرأ بأصحابه في الصد في طغيان++ه من بقي، كم++ا ماء، فآمن من آمن منهم وتم++ر من أجله الس

ورة األحق++اف: }إذ تق++دم ح++ديث ابن عباس في ذل++ك عن++د قول++ه في س++ اآلية.[29]األحقاف: صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن{

هؤالء أعقل من عتاة اإلنس، عتاة اإلنس حينما يرون مثل هذه الظواهر والمظاهر التي تكون في العالم العلوي، أو في العالم السلفي يعزون ذلك إلى أمور طبيعية، وهم أبعد ما يكونون عن تفسيرها بأمور تتصل بمعنى كهذا، إن وق44ع زل44زال، أو وق44ع طوف44ان، أو وقع م44ا وق44ع، ب44ل ل44و طبقت الس44ماء على األرض فس44روا ه44ذا بتفس44يرات وتعليالت ال تزيدهم إال طغيانا وعتوا، بل منهم من ال يرضى أبدا أن تفسر هذه األش44ياء بمع44ان مم44ا يخوف الله به عباده، ونحو ذلك كما جاء في الحديث، فإذا فس44ر الزل44زال الم44دمر ب44أن هذا وقع بسبب ذنوب بني آدم، ونحو ذلك فإن هذا يكون في غاية اإلزعاج بالنس44بة إلى هؤالء، فتأتي اآليات والقوارع والعقوبات، وال يحصل بسبب ذل44ك ال توب44ة وال رج44وع، وال خوف من الله -عز وج44ل- أب44دا، يق44ول لي بعض من ذهب إلى بعض البالد، وحص44ل في تلك الليلة التي وصل فيها خسوف، ثم حصل زلزال كبير، يق44ول: بقيت تل44ك الليل44ة في المسجد، ولم ي44أت أح44د، والن44اس في الس44احات ش44به عراي44ا؛ ألنهم خرج44وا في ليلتهم هلعا، فبقوا في الساحات، حشود من السواح، وعالم من الناس كثير، يقول: بقيت إلى الفجر لم يأت أحد يصلي الخسوف، وأذن الفج44ر، ولم ي44أت ه44ؤالء من الس44احات، وهم ينتسبون إلى اإلسالم في مجملهم، وما جاء أحد يص44لي الفج44ر، يتس44كعون، حش4ود في تلك الساحات المجاورة؛ ألنه كان في مكان فيه مساحات وأماكن، ه44و ذهب يبحث عن مخطوطة، وكان هذا أول ما استقبله، الحظ هؤالء ما تابوا، وال رجعوا، وال أن44ابوا، ح44تى

صالة الفجر فضال عن صالة الخسوف، مثل البهائم.مي بها ماء والر هب في الس ا حدث هذا األمر وهو كثرة الش وال شك أنه لم هال ذلك اإلنس والجن وانزعجوا له وارتاعوا لذلك، وظنوا أن ذلك لخرابماء تح++رس إال أن يك++ون في األرض دي: لم تكن الس++ العالم، كما قال السد -ص++لى الل++ه علي++ه ياطين قب++ل محم نبي أو دين لله ظ++اهر، فك++انت الش++تمعون م++ا يح++دث في ماء ال++دنيا، يس++ وسلم- قد اتخذت المقاع++د في الس++دا -صلى الله عليه وسلم- نبيا رس++وال ا بعث الله محم ماء من أمر، فلم السالوا: هل+ك أه+ل زع ل+ذلك أه+ل الطائف، فق+ رجم+وا ليل+ة من اللي+الي فف+هب، فجعل++وا ماء واختالف الش++ دة النار في الس++ ماء لم++ا رأوا من ش++ الس++

- الحديث رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يص44لى علي44ه، وه44ل يع44رض13 ( ومسلم، كتاب في الفتن وأشراط الس44اعة، ب44اب ذك44ر ابن ص44ياد،1354على الصبي اإلسالم، رقم )

(.2931( )2930رقم )12

Page 13: التاريــخ - files.zadapps.info · Web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فسره أبو

اءهم ويسيبون مواشيهم، فقال لهم عبد يا ليل بن عمرو بن يعتقون أرقكوا عن أم++والكم، وانظ++روا إلى عمير: ويحكم يا معشر أهل الطائف أمس++ة في أمكنته++ا فلم يهل++ك أه++ل تقر مع++الم النج++وم، ف++إن رأيتموه++ا مس++ة -يعني محمدا -ص++لى الل++ه علي++ه ماء، إنما هذا من أجل ابن أبي كبش++ الس

ماء. وسلم-، وإن نظرتم فلم تروها فقد هلك أهل السياطين في تل++ك الليل++ة، فنظروا فرأوها فكفوا عن أقوالهم وفزعت الش++ال: ائت++وني من ك++ل أرض فأتوا إبليس فحدثوه بالذي كان من أمرهم فق++بعة احبكم بمكة، فبعث س++ ها، فأتوه فشم فقال: ص++ بقبضة من تراب أشمدموا مكة فوج++دوا ن++بي الله -ص++لى الل++ه علي++ه يبين فق++ ر من جن نص++ نف++ا رآن، ف++دنوا من++ه حرص++ وسلم- قائما يصلي في المسجد الحرام يقرأ الق++

أي الص44در أو ه44ذه العظ44ام الكلك44العلى القرآن حتى كادت كالكلهم تصيبه، - ثم أسلموا، ف++أنزل الله تع++الى أم++رهم علىالفقرت44ان، يع44ني دن44وا من44ه ج44دا-

ى في ل مستقص++ رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وق++د ذكرن++ا ه++ذا الفص++يرة المطول، والله أعلم، ولله الحمد والمنة. أول البعث من كتاب الس

الحون ومنا دون ذل+++ك كنا طرائق ق+++ددا * وأنا ظننا أن لن }وأنا منا الص+++معنا اله++دى آمنا ب++ه ا س++ نعج++ز الله في األرض ولن نعج++زه هرب++ا * وأنا لملمون ومنا فمن ي++ؤمن بربه فال يخ++اف بخس++ا وال رهق++ا * وأنا منا المس++طون فك++انوا ا القاس+ دا * وأم وا رش++ لم فأولئك تح++ر طون فمن أس++ القاس+قيناهم م++اء غ++دقا * ة ألس++ تقاموا على الطريق++ لجهنم حطبا * وأن لو اس++

.[17- 11]الجن:لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا{ هم: }وأنا منايقول تعالى مخبرا عن الجن أنهم قالوا مخب++رين عن أنفس++

الحون ومنا دون ذل+ك{ أي: طرائق}كنا طرائق ق++ددا{ أي غي++ر ذل++ك الص++قة، قال ابن عباس ومجاهد وغير واح++د: }كنامتعددة مختلفة، وآراء متفر

أي: منا المؤمن ومنا الكافر.طرائق قددا{الحون ومنا دون ذلك{ الحون{ فسر: }وأنا منا الص بالمسلمين الع44املين}الص

كم44ا يقول44ه ابن جري44ر -رحم44ه الل44ه-،}ومنا دون ذلك{بطاعة الله -تبارك وتعالى-، والحافظ ابن القيم.

ابن القيم -رحمه الله- ذكر أن هذا يتضمن المراتب الثالث التي ذكرها الله -عز وج44ل-:قتصد ومنهم سابق ب++الخيرات ب++إذن الله{} فمنهم ظالم لنفسه ومنهم م

طفينا منفه44ؤالء أه44ل االس44تجابة [32]ف44اطر: }ثم أورثن++ا الكت++اب الذين اص++ أمة اإلجابة التي اصطفاها الله -عز وجل-، وهي أمة محمد -ص44لى الل44ه علي44هعبادنا{

الحونوسلم- المستجيبون منهم لدعوت44ه هم على ه44ذه الطبق44ات الثالث، }منا الص++ فهن44ا: الس44ابق ب44الخيرات، والمقتص44د، والظ44الم لنفس44ه في ه44ذهومنا دون ذل++ك{

.}فكانوا لجهنم حطبا{القاسطون: الجملة، ويبقى اآلخرون هم }كنا طرائق ق++ددا{هم يتحدثون عن أحوال الجن: أن فيهم الص44الح وغ44ير الص44الح:

الطرائق جمع طريقة، وهي المذهب الذي يذهب إليه اإلنسان، والق44دد يع44ني الض44روب واألجناس المختلفة، كما يق44ول ابن جري44ر -رحم44ه الل44ه- في تفس44ير ه44اتين اللفظ44تين:

والمقصود جماعات متفرقة، وأصناف مختلفة.}طرائق قددا{ فالقدة هي القطعة من الشيء، تقول: صار القوم قددا، يعني تف44رقت أح44والهم، يع44ني طوائف متفرقة، ذوي طرائق قددا، أو كانت طرائقنا طرائ44ق ق44ددا، أو نح44و ذل44ك، مم44ا

يمكن أن يقدر. والمقصود أنهم كانوا أهواء مختلفة وفرقا شتى، كما يقول ابن جرير -رحمه الله-، وابن جرير يفسر الطريقة بالمذهب، وكذلك الحافظ ابن القيم، يعني مذاهب ش44تى، وأه44واء متفرقة، فهم على أديان مختلفة كاإلنس، ومذاهب أيضا وآراء متفرقة متباين44ة، وأق44وال

13

Page 14: التاريــخ - files.zadapps.info · Web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فسره أبو

السلف في هذا متقاربة، يعني تجد من السلف من يق44ول: فيهم نص44ارى وأه44ل إس44الم ويهود، ونحو ذلك، ومجوس، كما جاء عن سعيد بن المسيب، وهذا تفسير له بما يقرب44ه من المثال، وهكذا قول من قال كمجاهد والحسن: فيهم قدري44ة ومرجئ44ة، ونح44و ذل44ك، كالرافضة، وهكذا من فس44ره بتفس44ير مجم44ل، ق44ال: أه44واء مختلف44ة وأدي44ان، كالس44دي والض44حاك، ه44ذا كل44ه يرج44ع إلى ش44يء واح44د، فه44ؤالء الجن ك44اإلنس، فيهم ال44ديانات المختلفة، وفيهم األهواء، يعني الفرق كاإلنس، ففيهم رافضة، وفيهم أشاعرة ومعتزل44ة وصوفية، وفيهم قدرية، وك4ل ه4ذه األه4واء موج4ودة في الجن، فيهم أه4ل س4نة، وغ44ير

ذلك، كاإلنس تماما، والله المستعان. ه44ذا التف44رق إذا ك44ان موج44ودا في اإلنس فه44و في الجن أك44ثر؛ ألنهم كم44ا ق44ال ش44يخ اإلسالم: هم أه44ل خف44ة وظلم، فه44ذه الخف44ة والظلم ت44دفع إلى مزي44د من تج44اوز الح44د واالنحراف، ولذلك ك44ان االنح44راف فيهم أك44ثر من اإلنس، نظ44را لط44بيعتهم، فالن44ار من

ارج من نار{}طبيعتها الخفة: بخالف الطين، فه4و إلى الرص4انة [15]ال44رحمن: من م والرزانة أقرب، فإذا وجدت في اإلنس هذه الحماقات والطوائ44ف والض44الالت واأله44واء

فالجن من باب أولى.معت األعمش يق++ول: وروى أحمد بن سليمان النجاد في أمالي++ه ق++ال: س++ال: األرز، ق++ال: ، فقلت ل++ه: م++ا أحب الطع++ام إليكم؟ فق++ ح إلين++ا جني ترو فأتين++اهم ب++ه، فجعلت أرى اللقم ترف++ع وال أرى أح++دا، فقلت: فيكم من ه++ذه األه++واء التي فين++ا؟ ق++ال: نعم، فقلت: فم++ا الرافض++ة فيكم؟ ق++ال:

نا" ي،(14)شر اج الم++ز يخنا الحاف++ظ أبي الحج ناد على ش++ ، عرضت هذا اإلس++فقال: هذا إسناد صحيح إلى األعمش.

تروح إلينا جني" كأنه استروح، وانبسط، فتكلم، وأنس بهم، وصار يأكل ويتحدث." األصل أن الجن ال يصدقون، الكذب فيهم أك44ثر كم44ا ق44ال ش44يخ اإلس44الم -رحم44ه الل44ه-، لذلك هؤالء الذين يس44ألونهم دائم44ا من الرق44اة، ويأخ44ذون ذل44ك كأن44ه وحي م44نزل، ه44ذا غلط، فيقول: أصابك فالن، فعل بك فالن، وأحيانا يسألهم أسئلة خارجة عن ذل44ك كل44ه، فيسألون عن قبائلهم، ولربما قال لهم هذا المتكلم: إنه من ملوك الجن، وع44رض علي44ه خدمات، ونحو هذا، وهذا يصدقه في كل ما يقول، والواقع أنهم أهل كذب، ولو عكست القضية وكان اإلنس هم الذين يرون الجن، ويتالعبون بهم لفعل بهم سفهاؤنا األفاعيل،

وأضافوا إلى أنفسهم من الملك والعظمة، وبدءوا يقولون: ماذا تريد؟ وماذا تتمنى؟. فهؤالء يصدقونهم بكل ما يقولون، ويسجلون هذا في شريط وينش44رونه، وق44د ال يك44ون

أصال هذا الذي يتكلم من الجن. وكلما أوغ4ل العاق4ل في الرقي4ة أدرك أن4ه ي4دخل في متاه4ات، وفي أم4ور ال تزي4ده إال حيرة: هل هذا فيه جن أو فيه عين؟ األعراض تتشابه، أو أنه عن44ده إش44كال أص44ال فيم44ا يتعلق بأمور نفسية أحيانا، فيظه4ر علي4ه من التغ4يرات، ومن الكالم -إلى آخ4ره- أش44ياء هائلة ال يتصورها اإلنسان، دخلت مرة المس4جد ه4ذا بع4د ص4الة العش4اء، فوج4دت أح4د اإلخوان من طلبة العلم -وهو ليس عنده إش44كال أن ي44أتي ويتح44دث في ه44ذا المك44ان-،، فس44ألته، فق44ال: أخ44تي هن44ا في ووجدته حاسرا في حالة يرثى لها، واقفا هنا، لم يصل الخارج مع زوجها، ونحن في حالة ال يعلمها إال الله، فأجلسته: ما ال44ذي حص44ل؟ فق44ال:رب أختي معها أوالدها الصغار، معها ول44دان، ف44أغلقت ب44اب الس44يارة، ونح44و ذل44ك، فض44 رأس الولد، فأصابها شيء، وشعرت أن شيئا في جسمها، يقول: فجلست أرقيه44ا، وأن44ا ال أعرف الرقية، فجلس يتحدث رجل، يقول: فبقيت طول اللي4ل، من بع4د العش4اء إلى الفجر، يقول: مواصل وأنا على هذه الحال، وأقرأ وأشرب، ثم أمج الماء عليه، ويتكلم، قلت له: كيف عرفت أن هذا من الشياطين؟ قال: هذا مارد، أخبرنا هو، فقلت له: وم44ا يدريك أن كالمه صحيح؟ قال: هو ذكر لنا معلومات دقيقة عن األس44رة، ال أح44د يعرفه44ا،

(.176 - األثر أخرجه السخاوي في البلدانيات، ص )1414

Page 15: التاريــخ - files.zadapps.info · Web viewفهذا الحظ هو الغِنى، حظه من الدنيا، حظه من هذا المتاع والحطام، فسره أبو

فقلت له: ال تعجب، وأعطيته رقم أحد الناس الذين يعرف44ون ه44ذه األش44ياء، وقلت ل44ه: تواصل معه، وكان قد ذهب بها من قب44ل إلى راق، وكواه44ا بالكهرب44اء، أو آذاه44ا، وق44ال: هذا يحتاج إلى جلسات طويلة، هذا مارد، فتواصل مع هذا الشخص، وبعد اليوم الث44اني، وإذا به يضحك، وبسمته، والبس، قلت له: ما الذي حصل؟ قال: الحم44د لل44ه، ذهب ه44ذا كله، فالحظ: كانوا سيدخلون في نفق ال يخرجون منه إال أن يشاء الله، ق44ال: ه44ذا كل44ه ذهب، قلت ل44ه: م44ا ال44ذي حص44ل؟ ق44ال: جلس معن44ا الش44خص ال44راقي، وس44ألها بعض األسئلة، فقال لها: أنت تدركين الكالم الذي كنت تقولينه؟ قالت: نعم، قال: أصال ال44ذي فيه مس -ال مارد وال غير مارد- ال ي44درك، وال يعي م44ا ق44ال، ف44أنت ال44تي كنت تتكلمين، فق44الوا: وه44ذا الص44وت ص44وت رج44ل؟، ق44ال: أنت تع44انين من بعض األم44راض؟، عن44دك إش44كاالت في الغ44دد؟، فق44الت: نعم، عن44دها غ44دة تع44الج عن44د ط44بيب، فق44ال: اتص44لوا ب44الطبيب، ق44ال: أنت أخ44ذت ال44دواء؟ ق44الت: ال، من اث44ني عش44ر يوم44ا، فاتص44لوا على الطبيب، فسألوه عن ترك الدواء، وعن اآلثار، قال: يكون الص44وت خش44نا ج44دا، ويك44ون هناك برودة في األطراف، نفس األعراض التي فيه44ا، وك44انوا يظن44ون أن44ه رج44ل، وك44ان يقول لهم: الشيخ بيته محصن، اذهب44وا به44ا إلى بيت44ه، ه44ذا الم44ارد يق44ول لهم ه44ذا، أنت تعقل ما تقول؟ ه44ذا الم44ارد، ح44ريص عليه44ا! ويق44ول: اذهب44وا به44ا إلى بيت فالن، كي44ف

يدلكم المارد على هذا؟! المهم، ذهب هذا كله، كل هذه األوهام ذهبت، وإال فكان يمكن أن يدخلهم ه44ذا ال44راقي

-وال أقصد الجميع- أن يدخلهم في متاه44ات س44نوات، وليس44ت ش44هورا وال أيام44ا،وغيرهوالله المستعان.

15