الكتاب الأول

90

Upload: -

Post on 06-Mar-2016

251 views

Category:

Documents


6 download

DESCRIPTION

كتاب يغنيك عن قراءة ملايين الكتب كتاب كشاف تميز به بين الغث والسمين من الكتب كتاب يعينك على فهم موضعك يزيل عنك الضوضاء الأدبي والمعرفي البشري الذي يجعلك مشلولا تائها لا تقدم على اتخاذ قرار باختيار الطريق

TRANSCRIPT

Page 1: الكتاب الأول
Page 2: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 2 -

الكتاب األول نعمت غاندي

كنت صغيرا فلم تكن تملك المعرفة لتميز الحق من الباطل

فكنت تأخذ دون تمحيص

فلما كبرت ال يصلح أن تستعين بهذا الخليط لتحكم

وإذا بدأت التعلم كبيرا لتميز هذا عن ذاك فبم تحكم وال علم لك

" متعلما"اءة آالف الكتب لتكون يا متكاسل عن قر

تصيد بها النافع لك فال تضيع وقتك كحاطب الليل تجمع الجيد " صنارة"إليك

.والحق والباطل فتتيه،والرديء فتمأل حافظتك

ليس اللوم على المتلقي وحده بل على طريق وأنظمة التلقي لوم أكبر

أخرج من خضم أرث ثقافي مختلط لترى الصورة أوضح

Page 3: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 3 -

فكرة الكتاب

نشأت وكبرت وأنت تتلقى معلومات وعلوما وأخبار دون تمييز وال تراعي معيارا

لرفض بعضها أو قبول اآلخر حتى كبرت وجسد نظامك المعرفي غير نقي ولم

يخطر على بالك أن تنقي

اعد إنشاء مكتبتك من جديد

علم وفن في كل " المعلومات"ربما تجد قواعد منفصلة غير منضبطة لتلقي

لكن إنشاء قواعد موحدة بالكسر وموحدة لكل العلوم واألخبار واألحكام مما فطنت

ألهميته وغيابه أحدث من اللبس الكثير ومكن المضللين من إدراك مآرب غير ما

يراد للعلوم

طمئناناالعلى اإن إيجاد قواعد عامة وإثبات صالحها لكل فن ليعد وحده باعث

إليها

حدة حين تكون في متناول المعلمين والمتعلمين والعامة صار والقواعد المو

بمقدور الجميع محاسبة الجميع وخرجنا من نظام التبعية والتقليد والتلقين

والتخصص حائال دون المسائلة والمحاسبة وكي " الثقافة"والخداع ولم يعد عائق

" الخاصة" ال يكون العلم دولة بين مدعيه وحصنا يمنع االقتراب منه ويستأثر

بادعاء أحقية التوجيه ويضيع الحق بين متناظرين ال يجد العامة وسيلة للحكم على

أحدهما التباعه فيما قاله مما عرفوه من الحق

قد لعب الكثيرون بعقول الكثيرين وشق على الناس تمييز الخبيث من الطيب حتى و

" احترنا أيهم على حق" ونصاح الكثير

لة وبرزوا وغر الناس فصاحة مزيفة أو كلمات منمقة تخفي وتصدر آالف من الجه

خلفها أفكار عفنة ودعوات باطلة

وصارت الحال أن يتداعى الغوغاء على ناصح أمين يحذرهم من دعاة كذبة أو

خطباء مضللين ومفكرين مجهلين

فتارة تعذرهم بأنهم في العلم والفهم مفلسون وعن معرفة الحق عاجزون فما

أن يتبعوا كل ناعق ووسيلتهم في الحكم على علمه مما ليس له صلة وسعهم إال

بالعلم

ما أعجبك في هذا الرجل؟ : فإن سألت أحدهم

Page 4: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 4 -

إما لجأ إلى شهرته أو استند إلى اتهامك بالجرأة أو هرب منك بما حصل من

تزكيات وشهادات

نعول وكأن من اشتهر أو زكاه غيره أمن الهوى والفساد وما سأل نفسه فهل س

على المزكي بمزك ثم مزك

ونسي أن سلسلة التزكيات هذه لن تنتهي إلى سند صلب

مليون كتاب قد وضع في مختلف الفنون والعلوم 011ال أبالغ إن قلت أن أكثر من

وبكل اللغات ومنذ أن عرف اإلنسان الكتابة

والمعلمين ومنذ الصغر وأنت تتلقى المعلومات واألخبار من األقربين واألصدقاء

والمتلفزين والمذيعين والكتب والمجالت والجرائد

وألنك غض حينها ال تملك ما يجعلك تميز ويكون معيارك الثقة وغالبا المظاهر

الخداعة

والثقة نفسها كي تحسن وضعها فيمن يستحقها تحتاج علما أنت فقير إلى النقي

منه

ير منها باطل فلما كبرت أصبحت صندوقا لمعلومات منها الحق وكث

لن يخطر على بالك أن تراجع وتبدأ بالتصفية

فإن خطر ، فإنك ال تملك الوقت لذلك

فإن ملكت فأنت غير قادر عليه

ألن العلوم التي بها ستراجع تحتاج هي إلى مراجعة

ونمخزونا معرفيا خيوطه متجافية وهو ال يشعر منفسهأل الناس قد نسج

ى باإلزالة أي الخيوط أول ونوال يدر

سأخرجك من خضم ومعمعة معلوماتك لترى من الخارج

Page 5: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 5 -

وذلك في هذا الكتاب " تعلمه"سأعطيك جهازا يكشف الصالح من الطالح مما

وبضع صفحات مبينة لهذا الشتات في الكتاب الثاني

.فإن وعيت الكتاب األول أشركتك معي في الولوج إلى الكتابين الثاني والثالث

اني فيه تتمة هامة وململمة لهذا ننطلق منها إلى مباحث في الشريعة و الكتاب الث

وأصوله " الفقه"

والثالث في الفيزياء والعلوم المالزمة وننتهي إن استطعنا إلى نقد الفلسفة واآلداب

وعلوم اإلنسان واالجتماع

عند االنتهاء من هذا الكتاب وإعادة قراءته ستكون واعيا لما يكمله

؟أخطئ كل من سبقني وهل أنا

ليست هذه غايتي

: وإن كان هذا من األسئلة المهولة المنفرة فإني أسأل

السنا في حاجة لقواعد تفض االشتباك بين الخصوم وبديال عن حال أن يقال

المتعارضين ويحترم الرأيين فال نتقدم خطوة

يه حين إكمال فمن االنصاف الرد عل فيه الكتاب لـتأخذ منه أما معارضته ونقاشك

ه ما سيظهر في الكتاب الثاني أو الثالث يتب الثالث فقد يخفى على الراد علالك

باإلضافة أن لدي أفكارا جديدة كثيرة والتجربة علمتني أن المقابل أحيانا ال يعرف

أصال وال يفهم المقدمات التي أنطلقت منها فيكون لزاما أن تشرح وتفهمه هذه

.ن وظائف هذا الكتاب األول المقدمات وهذه واحدة م

ربما كانت لغة الصفحات األولى منفرة لكني حالما بدأت في صلب موضوع الكتاب

لجأت إلى التكلف في إيصال الفكرة وإفهام القارئ مضحيا أحيانا بالفصاحة

والتنسيق األدبي ولكن وألننا ال بد وأن نحافظ على رتبة من الكالم أن نزلنا إلى ما

د الكتاب صالحا لقراءة من ينفر من الكالم الركيك فإني اخترت أدنى دونها لم يع

لغة يمكن أن يفهمها من يشترط مراعاة اللغة القياسية

وكنت قادرا على التردي أكثر لكن صفحات الكتاب ستكثر وسأنشغل بما أستطيع

أنا أو آخرون تبسيطه بشروحات مما يتطلب تفرغا وسعة

Page 6: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 6 -

، " عامة"يد مطالعة ما يقضي به وقته أو ينال معلومات هذا الكتاب ليس لمن ير

وهو كتاب " الصفر"فأنت مقبل أيها القارئ على عالم نعيد فيه كل شيء إلى نقطة

من ثالثة كتب ثانيها ديني وثالثها ما نستطيع أن نصفه بالفيزيائي

هل أنت ممن يكترثون لهذا؟

هذه الحياة" يفهم"كم واحد من الناس يقر أنه ال

زعم أنه حاز الحقيقة" فالسفة"وعارفين و" حكماء"من من الذين نصبوا انفسهم

سيخجل البعض من اإلقرار واآلخرون ليسو مستاءين من هذا طالما أنهم مع

الباحثين عن الحقيقة في الهم سواء

......الحقيقة

تلك التي صدع بها رؤوسنا كل من ظن أنه أهل لمسك القلم وتسويد الصفحات

ترى ما السبب؟

ما رأيكم بفكرة

وهي اآلن فكرة وستغدو بعد حين غير ذلك

......الفكرة هي

أن ننظر إلى الحياة من مكان آخر أو نرتب الكرات ترتيبا يسهل به علينا عدها

فلو أردت عد كرات مبعثرة خشيت أن تعد كرة أكثر من مرة أو تغفل عن واحدة أو

ضرب ضربا حسابيا عديد الصفوف بعديد األعمدة أكثر فتقوم بجعلهم صفوفا لت

ولربما فطنت إلى وسائل أخرى أكثر أو أقل جدوى

Page 7: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 7 -

كن على علم

أنا ال أعد مسبقا األمثلة فعندما أصل إلى موضع احتاج فيه إلى مثال -

أكتب أول ما يخطر على بالي فربما لم أحسن اختيار خير األمثال ،ولكن

م الفكرة انس المثل وغادره حاال حالما أعانك المثل في فه

بالعجلة وإهمال المراجعة قد ترد في بعض األمثلة أخطاء علمية فاطمئنوا -

فإنما هي أمثلة ، الخطأ العلمي فيها ليس إلقامة حجة أو دليل، أو تقديم

معلومة من المثل نفسه ، وإنما لتقريب الفكرة للذهن، كما أنه تقيدني في

رود مثل يفهم منه تصفية حسابات مع فكرةاالمثال الخشية من و

لكن هل يجوز لنا تغيير موقعنا .....نعم

إال ما -ولكي نفهم ، نحن في األصل نحاكم ونحكم علي غيرنا من األشياء

بعيوننا وحواسنا وخبراتنا فما تراه ضئيال حقيرا ال تراه -سنستثنيه الحقا

حمر فتظن أنه احمر، الذبابة كذلك ،والصندوق الذي ترى وجها منه أ

سيظن من يرى وجها آخر له أخضر أنه أخضر، ومن يرى جريان الشمس

من مشرقها إلى مغربها ألنه على األرض يقول أن الشمس تجري وأنا

الغازي القاتل لمن قرب –وأرضي ثابتة ،أما الواقف على سطح الشمس

قد -بعد ستة أشهر أرضية –فسيسخر منك وهو يرى األرض -منه

ادرت مشرقها وبلغت مغربهاغ

فهل هذا يعني أن الحقيقة تبع لمن يراها ومتغيرة ومرهونة بناحية النظر

إليها كحال قول بعض المدارس الفلسفية؟

.من المبكر جدا أن نقول هذا وإال فال داع إلتمام كتابة وقراءة هذا الكتاب

جعة نحن ماضون في تأصيل جديد إلرساء قواعد جديدة وهي أداة لمرا

شاملة لإلرث العلمي البشري بعيدا عن الخوض في أمثلة موحشة لمن لم

يذق مرارة النظر في كل العلوم تاركا الغوص في التأصيل الفيزيائي األكبر

من ثالثة كتب ،ما تقرأونه أحدها -إن شاء هللا –لكتاب هو الثالث

بتأصيل جديد هكذا يصبح كل شيء محل نظر ؛

يف والدليل والمصدر والشيء والعدم وأنا وأنت االسم والفعل والتعر

والحياة والموت

كل أولئك سننظر فيهم متجنبين إرهاق القارئ بأعماق العلوم وبما يبعدنا

كثيرا عن مسارنا

Page 8: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 8 -

قصة الكتابوكان المبتغى 0111في سنة -لتكون في هذا الكتاب -أول كلمات كتبت

ه بصورته االخيرة ونحن سنة لما كتب حينئذ عنوانا آخر وها أنذا أكتب

بمضمون أوسع ومختلف وأشمل وأعمق وبكلمات أقل 2102

وعلى كثرة ما قد قرأته من كتب وسمعته من علم قبل عام البدء األول

بعده أكثر ، ووجدت أن هذه النواة قد نمت -وهلل الحمد–فإني قد علمت

اة والكون وأينعت حتى وجب أن يغير موضوع وعنوان الكتاب ليشمل الحي

وصحح بعض ما أجتهدت فيه حتى أضحى ما ترونه ولقد قضيت هذه

األعوام مراقبا ومطالعا ومفكرا ومتفحصا ال أكتب ،وكنت أنوي أن أتريث

إن تأخرت -أكثر قبل النشر لعلي أكمل ما أظنه ما زال ناقصا ولكني خشيت

أن يكمل عمري قبل أن أكمل ما أريد إكماله -أكثر

لى التأليفالباعث عوجدت بين الناس من التيه والتخبط ما دفعني أن أضع بين أيديهم ما يزيل

اللبس وينقي ويخلص النافع من الركام الثقافي واألدبي الذي زاد وقد

شارك فيه متصدرون للعلم ، كثير منهم فاقدون لما من أجله تقصده الناس

بغي مطامع وكي ال يكونوا فريسة لكل متعمد إضالل وسائق لهم ي

وتجد فئات ال يحسن تمييز الطيب من القول وهم يستمعون إلى فرق تتجادل

وتتنازع

وأضحى الحق دعوة يدعيها أهله وخصومهم والناس حيارى ال تدري

فإن كان الطالب باحثا ضل الطريق فهو مرادي

أما الباحث عن الطريق الموصل لهواه وعن ثغرات يحي بها باطله فهذا لن

ه قول وال برهان وإن بانت فضيحته فعظم تشبثه بمتاع جعله جلدا حتى ينفع

في ادعاء العمى

وألني ال أريد ان أرضي فضولي بسموم وأكتم تساؤالت وأنا استمع إلى

تفسيرات ونظريات يسردها المتبوعون على االتباع وألني أريد أن أسكن

يدي واعظ أو كما يحاول الناس تسكين فضولهم بين -وهو مستنفر-دماغي

خطيب أو كاتب أو كبير سن فال تسكن فينقلبون ضحية لكل مشكك وزبائن

لكل ملسون عليم اللسان

Page 9: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 9 -

أليس كل شيء على ما يرام ؟

....ال

وكلما كانت القضية أبعد عن العلوم الصرفة كانت أكثر غموضا وتضليال

واشتباكا

حشو الرامي إلى خلق واألفكار المركبة وال" التعقيد"وألني ممن يحاربون

هيبة لدى المتلقي والظهور به بمظهر بحر العلوم ولظني أن الفكرة الحقة

هي تلك ال تعجز عن إيجاد كلمات قليلة لها فإن ما سترونه كنت قادرا على

جعله بمئات الصفحات بأن أتوسع بشرح كل فكرة واإلتيان بكثير من األمثال

شروط الكتاب ب عزوا أو إحالة أو مصدر ألن مفهوم المصدر واحد لن تجد في هذا الكتا

مما سنبحث فيه فال يصح ان نعزو لمصدر ومفهوم المصدر لم يتضح بعد

" الدليل"و" المصدر "وقد اشتبه على الناس

في حكمة العجائز ال يستدل عليها بكالم –مثال –ومن كان همه الكالم

أحدهم

نحن هنا خارج المدارس والجامعات

مدارس والجامعات والكتب والبحوث تنهل من مراجع ، والمراجع إما ال

بحوث واختبارات ودراسات تجرى وفق معايير ونظريات ومفاهيم في

نظرية المعرفة وفلسفة العلوم

ولهذا لن تجدوا كالما عن -بل وما قبل هذا –أنا تجدوني هنا أعمل

الكبريتيك أو تشخيص مرض الجدري أو قياس الرطوبة أو تفاعل حامض

حل معادالت الدرجة الثانية فلكل هذا ولغيره أصول

:ولمن قرأ كلمة أصول وأعاقته في فهم جملة وجدت فيها أقول

تطلق هذه الكلمة في مناسبات عدة وعلوم وفنون عدة ففي الدين إذا وضع

وهذا مثل إلفهام الفكرة وليس للداللة على شيء أو -أصل أن هللا تعالى

.0رحيم يتفرع عن هذا األصل أن هللا تعالى لن يعذب بشرا -قولاختيار

وإذا اتخذ أن الحديد ال يصدأ أصال سيتفرع عنه الكثير ومنه أن ما رأيته

اليوم في محل عملك صدئا ليس بخشب وقد تتعارض فروع أصلين أو

يعارض أصل أصال أو يضعف أحدهما اآلخر وتسمع بفن اسمه أصول الفقه

يف تستنبط األحكام وهذا وما قرب منه سيكون محل نظر في فيه يشرح ك

الكتاب الثاني بعونه تعالى

هذا مثل وإيراد إي مثل ليس إال لتوضيح فكرة

Page 10: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 10 -

وتستطيع أن تتقبل كتابا بال مصادر كما تتقبل رواية أو قصة ولن تروا

.قاصا يعزو في رواية

ولمن ال يجد في الكتاب رائحة بديع ألفاظ وتماسك سياق ورصانة تراكيب

: فأقول له

الكتاب في أمور تمس جوهر وأصل اللغة والكتابة ولن نحن نبحث في هذا

يبقى معيار لدينا إال أن تصل الفكرة إلى القارئ فإن وصلت فقد حققت

المبتغى ولن يمنعني من ذلك تكرار الفكرة والشرح مستعينا بأكثر من جملة

أو حتى االنحطاط إلى لغة الناطقين الجدد بالعربية

ابه أحد وربما بعضه طرق بوقع آخر ففطن وكثير مما ستقرأونه لم يطرق ب

اليه اإلنسان وصنف فيه وكتب فيما يحوم حوله ولن نميز بين هذا وذاك

بين ثنايا الكتاب وسنمس صلب العلوم واآلداب والقضاء والتعليم وشيء

من التوطئة للفقه الذي سيكون له كتاب متمم مما قد يفسد على المتذوق

لجمال لغتنا حالوة الجمل

فالبالغة والفصاحة والنحو نتيجة بناء معرفي سنخرج من حدوده وهؤالء

وإن لم يكونوا موضوعي فقد نحتك بهم قليال ونحن لم نكتب لنغير لغة

لناس بل أن ما اتفق عليه الناس قد يكون أحيانا مخرجا لبعض الخالف

ولست معصوم –ولربما وجد المشتغلون باللغة لحنا أو شذوذا فيظنوه خطأ

وهو قد يكون مراعاة ألفهام الناس وما اعتادوا عليه من جمل –

وما ظنكم بعشرة قرأوا هذا الكتاب سوى أن يتفرقوا بين من يسخر أو يسفه أو

يعجب به أو يعاديه ويحمل لواء حربه ومنهم من لن يفهم منه شيئا أو يفهم بعضه

وآخرون لن يروا جديدا فيه

" نترك التفصيل في هذا لكتاب آخر"جمال نحو –ا كثير –ستقرأون في هذا الكتاب

وجمال شبيهة وذلك أني رأيت أن من " سنعود لهذا في الكتاب الثاني" أو

المناسب أن ال ألقي األفكار التي أريد عرضها كلها في هذا الكتاب فحذفت كثيرا

ا منه ألحاول عرضها في الكتابين الثاني والثالث واكتفيت بمقدمات لها مراعي

بذلك أن كثير من القراء سيصعب عليهم استساغة كل هذه األفكار

أقول هذا بمثابة فرصة للقراء ليقرأوا هذا الكتاب فإن حفزتهم األفكار انتظروا

لالستزادة فقد ارحته من عناء االمزيد أما إن لم يروا منه ما يبعث فيهم شوق

رهقه بما سأضعه في تقليب صفحات كثيرة محشوة بالجديد غير المألوف ولم أ

.متممي هذا الكتاب

Page 11: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 11 -

وهذا ال يعني أني سأجعل هذا الكتاب فهرس أو تنبيهات ومقدمات صرفة بل الكثير

مما أراه من أهم ما كتب أن وعى القارئ علل مكمن الخلل في المعرفة البشرية

.التي سأنبه إلى بعضها هنا

؟ وقنمم أنت م

نا أنك موجود ، وبالرغم من أنك لو سئلت ما مما تدعيه أيها القارئ وتراه يقي

الوجود لصمت أو هذيت أو هرعت لكتاب أو قول من تراه حكيما لكنك تعي أنك

وأشياء كثيرة أخرى في ما نسميه وتسميه الكون

وال شك أنك شعرت أنك عن اآلخرين من األشياء مختلف وأقرب إلى من

تراهم من بني جنسك

بين ما نسميه حيا وغير حي " فاصل"رسم خط وال أظن أحدا قادرا على

ولكنك جبلت وتطبعت على أن تعامل كل شيء بما تسلم به وتعيش حياتك

وأنت تكتشف وتفهم وتتعلم وتموت وقد فاتك الكثير وقد يحيى غيرك

أعمار تفوق عمرك وال يزالون يتعلمون

فيل والتكرار إن لم تفهم ما أريد من عبارة في الكتاب فال تقلق فالقادم ك

كثير ولكن هذا ال يعفي من ترك قراءة ما استعصى كامال وحال عثورك

على فكرة مرتبطة بما في مكان آخر فعد ، وقراءة الكتاب مرة واحدة غير

شافية فالقراءة المستفيضة األولى بالكاد تكسبك مجال الكتاب وكلما اكثرت

كان تنبيهي هذا من مرات قراءته اقتربت من مرادي في كل جملة وإذا

مثبطا لك ويفتر من عزيمتك للقراءة فإني ال أرضى إال أن أكون ناصحا

أمينا وال أقبل أن أضيع وقتك حتى وأن كنت أرى النفع كل النفع منه

وأحرى بك إشغال الوقت به

ولكني قبل أن أواصل أود أن أخبرك أني في حرج كبير وأنا أكتب الكلمات

فإني مستعمله لمعنى يفهمه –و انا مكره – فكل فعل أو اسم استعمله

الناس بهذا االسم أو الفعل وإن كانا في األصل لمعنى آخر مختلف أو

قريب وحسبي أني إن استعملته كما أريد انصرفت أذهان الناس إلى معاني

حسبوها لهذه االلفاظ

Page 12: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 12 -

أني وحيد زماني أو فريد عصري وإنما علي –والعياذ باهلل –وال أدعي

اتباع ما هو عندي صواب

ولست بغافل عنها في قابل –ولو أصررت على التدقيق في المعاني

لن نكمل ما بدأناه وكيف أضع العراقيل ونحن نريد ايصال –الصفحات

الناس للمعاني التي نريد وكيف ستصل وقد سمينا المسميات بغير االسماء

التي يفهمون بها تلك المعاني

أ استعن باهلل وابد

لم اكن انوي أن استهل بهذا التعقيد وأعد أن القادم معين

:ونبدأ بمثال

اجعل الكون عندك بركة ماء راكدة وكل قطرة وحيوان ونبات وورقة

طائفة وحجرة غارقة وما علق وعام في هذه البركة بمنزلة الجبال

واإلنسان والحيوان وبكتريا التدرن وباب الدخول إلى متحف اللوفر

ة في واد سحيق وقطرة ندى متشبثة بورقة شجر وذرة هليوم في وصخر

وكل ما يتفق الناس أنه جزء من " ماليين السنيين الضوئية"نجم يبعد عنا

.كوننا هذا

لو ألقيت حجرة في هذه البركة فحركت مياهه الراكدة فسيسري أثر الحجر

به " علم"ر والملقى في كل البركة فال يبقى في البركة شيء إال طاله األث

(2)

سيسري األثر فتلطم الموجات كل ما في البركة بعد أو قرب وسيصل إلى

أي جسم في البركة أثر سقوط الحجر

لكن هل ستصل إلى كل ما في البركة موجة ؟

والوقت مبكر للدخول في معركة مع الفيزيائيين في هذا ، أما أنا فأقول نعم

كتابين أحدهما في فيزياء أفكار هذا وإني بعون هللا متمم لهذا الكتاب ب

الكتاب ومزيد عليه افكار فيزياء صرفة وثانيهما في بعض الفقه وأصوله

مما يبنى على ما نخط هنا ومعه مثله من أراء جديدة نسأل هللا التوفيق

أن أشد ما جعل الكتاب متأخرا هو الغوص في النظريات الفيزيائية علي

وأساطين هذا العلم وإن كنت قد خرجت أخرج بحلول لما حير مؤسسي

مراعاة -ببعض ما فتح هللا علي به فإنه الزال محتاجا للتمحيص وهو البد

.أن يعقب هذا -للنسق

تب الثالثةفإنه واحد من أصول الك" علم"تنبه إلى

Page 13: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 13 -

في هذا الكون الوسيع الذي مثلناه ببركة كل شيء فيه يؤثر ويتأثر باآلخر

وما أن يحدث فيه حدث حتى يسري فيه ويجوب أقطاره فيتلقى كل جزء فيه

أثر الحدث وأثر الحدث في غيره

أعلم أن الكالم عسير على الفهم عند الكثيرين ولكن ما قلناه لب الكتاب

ونواة الفكرة وسيتفرع عنه الكثير فال خوف طالما سنعود إليه مرارا ونظل

ندندن حوله ونعيد فإن فاتك فهم مثل فانتظر من األمثال الكثير وستمل منها

فكرة ضربنا مثال ال يغادر كثيرا هذا إال بعض األمثال ألننا كلما جئنا لنشرح

.التي ضربت هنا وهناك

كل شيء في هذا الكون يؤثر في غيره بنفسه أو يؤثر في غيره بتأثيره في

ثالث يؤثر في الثاني أو رابع يؤثر في الثاني والبد معه أن يؤثر في الثاني

ثر في األولواألثر في الثاني والثالث والرابع البد مرتد ليؤ

كل شيء يؤثر في كل شيء

لهذا تبعات فيزيائية أتركها حين نعمم فكرة الكتاب ليكون فيزيائيا صرفا

وهذا حين نشتغل في كتاب آخر

ولكن كتوطئة فإننا إن كان لدينا في الكون عشرة أجسام فقط فإننا ال نقول

أن كل جسم يتأثر بعشرة أجسام

.... ال

ر ولن أزيد على هذا هنا خشية الخوض في ما يتعدى بل بأكثر من هذا بكثي

حدود الكتاب

ما كان موهما في مثل البركة هو أننا ادعينا أنها راكدة فيظن القارئ أن

إال –الكون يعرف الركود وهذا ما ال يعرفه الكون الذي ال يتصور له وجود

بسكون وركود –بإذن هللا

:دونك هذا المثل

.اهتز غشاء الطبل الطبل (على)لو ضربت

أثرت في غشاء الطبل فاهتز واهتزاز الغشاء أثر في الهواء المحيط بالطبل

الهواء فأثر كل منها في أخرى حتى يصل األثر إلى ( جزيئات)فاهتزت

طبلة أذنك فتهتز واهتزازها يؤثر فيما ورائه من أعضاء وأعصاب حتى

يصل األثر إلى المخ

ا أثرت إحدى طبقات الهواء المهتز في ذبابة ليست هذه كل القصة ، فلربم

تطير في الجوار فذعرت لتحط على عين قطة ففزعت القطة فتجري لتقلب

صحنا فيسقط على يد طفل فيصرخ فتهرع إليه أمه الممسكة بمرآة يحلق

.مستعينا بها األب فتسقط فيرتبك فيجرح وجهه

Page 14: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 14 -

ى ويتأثر هو نفسه كل فرد من هذه السلسلة يمكن أن يؤثر في متأثرات أخر

بغيره من السلسلة ويتشعب األمر فال يبقى من مما يتأثر شيء إال وطالته

أصداء الحدث فصراخ الطفل مثال يهز طبلة اذن األب وهروب القطة منعها

من قطعة لحم مرمية تحت الكرسي غفلت عنها ربة البيت فتبقى اللحمة

وذاك .سلسلة متشعبة بعد هذا الغذاء وتستمر" يتكاثر"فتجذب النمل ف

وجهه وفي المطبخ يرى من نافذته "يعقم"الرجل مجروح الوجه ينطلق ل

ضوءا من الغرفة العلوية لبيت جيرانه فيستغرب وهم رحلوا أمس إلى بلد

........بعيد

ألسرد تبعات دقة -بل وأعمارا فوق عمري -يمكنني أن أقضي عمري

.الطبل هذه

تبعا : يتبدد ولن انشغل في هذا اآلن ولكني أقول قد يتخيل الناس أن األثر س

ألثر لن يتبدد، فنحن في اآلن تطالنا آثار القرون الماضية وأرجو من كل

من يقرأ أن ال يحمل األلفاظ ما ال أريد فتريثوا وال تستعجلوا فيظن ظان

دون بينة أني أنصر فريقا أو طائفة بجملة هنا أو أني أمس عقيدة أو

. وال شك أني لي عقيدة لكن الخشية من الفهم السقيم معتقدا هناك

أزعم أن األثر واآلثار المترتبة تجوب الكون وإذا كنا ال نرى أثرا لضحكة

رجل في الهند على جو المريح فالذنب ليس ذنب المريخ وإنما ذنب حواسنا

.وأجهزتنا التي ال ترصد األثر

لكل اآلثار ولن نستطيع لم نزود بحواس ترصد كل شيء ولم نطور أجهزة

.والسبب ال يتسع المقام لذكره

اإلنسان جزء من هذا الكون الذي تتفاعل فيه أجزاءه بإنفسهم وبغيرهم

وألنه جزء فهو كغيره من األجزاء كالشجر والحجر والرمل والهواء والماء

.والبهائم وسائط لنقل كل أثر

ط قد يكون هواءا ينقله والوس( وسط)الصوت كي يصل يحتاج إلى وسيط

فيتأثر الوسط بالصوت ، أو ماءا أو حديدا أو أي جسم يتأثر بالصوت

ويؤثر في غيره ويبقى يتنقل الحدث بين الوسائط ويتحول من لون أو

. إلى آخر " شكل"

غشاء الطبل اهتز عند ضرب الرجل به فكان أثر الضرب فيه اهتزاز كما

يط اهتزازا للهواء واثر اهتزاز أن أثر اهتزاز الغشاء في الهواء المح

علم أن مسألة انتقال الصوت في وسائط غير الهواء غير منضبطةأ

Page 15: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 15 -

الهواء في طبلة األذن هو اهتزاز الطبلة ويسير األثر حتى ينتهي حيث يظن

.أنه ينتهي

الصوت أضاء " سمع"ولكن ليس األثر دائما اهتزازا فلو وضعنا جهازا إن

ضوءا كما سيكون األثر خروجا من البيت للرجل ( ردة الفعل)كان األثر أو

.خ طفله المنزعج من صرا

:تنبيهان

ربما تشعر بالملل من ترديد األثر والمؤثر والتأثير وربما يلفه هذا -0

بالغموض فإني أعدك بأن في الكتاب تسميات أخرى تصلح بديال وما

إصراري عليه إال للتنبيه على األصل ولجعل األمر علميا بإلباسه زيا

لغويا صرفا

لح فردة الفعل هو أثر وهكذا كانت عبارة ردة الفعل واحدة مما يص -2

.لمؤثر

كل شيء يؤثر في غيره وأثر مؤثر في شيء قد يختلف عن أثره في شيء

آخر

:مثال أوسع ومهم

زجاجية في غرفتك تشاهد شجرة تهتز فإنك قد " نافذة"لو كنت واقفا أمام

تفهم أن رياحا تهب

– كما تعلم –وقد تفهم أن ابنك سعد يهز جذع الشجرة من أسفل فهذه

.سعد" طبيعة"

ولكنك قد تعلم بهبوب الرياح من جمر يستعر بجانب الشجرة فهذه طبيعة

.الجمر فهو يستعر عند هبوب رياح

وأطلب منك أن تعيرني انتباهك

أثر الريح في الشجر أو اوراقها هو هزها و هز أوراقها ، وأثرها في جمر

عرض البحر هو متقد هو شدة احمراره كما أن أثر الريح في سفينة في

.سرعتها " زيادة"

Page 16: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 16 -

أو اهتزاز أوراقها اختر ما شئت )الريح تؤثر في الشجرة وأثرها اهتزازها

فالشجر ال يتكلم ولكنه يهتز عند اصطدام ريح به وكالمه هو اهتزازه (

.صدرت من األوراق أو الشجرة " معلومة "واالهتزاز

. عما يعلم إن كنت أعلمه وال أخاطب هنا فئة ألتكلم فيما ال يعلم واعرض

كما أن رجال كان خارج المنزل ودخل عليك أنت الواقف داخل المنزل واقفا

تنظر من خالل النافذة بانتظار ورقة تهتز أو جمر يستعر كي تعلم أن ريحا

أو هبت " الرياح تهب " هبت فإن أثر الريح في هذا الداخل ظهر في قول

الريح

لو كانت الشجرة مصدرك الوحيد، هو ،" هبت ريح" مصدرة معلومة

(أو أوراقها)الشجرة

فإن مصدر الخبر هو " هبت ريح: "لو سمينا المعلومة خبر وكان الخبر

أوراق الشجرة

فقد صدر من الورقة أثر الريح فيه وأثر الريح في الورقة هو اهتزازها

دليلنا على هبوب الريح هو اهتزاز أوراق الشجر ومصدر الخبر هو

ألوراق ا

هل الدليل هو الخبر فكان الورق مصدر الخبر ومصدر الدليل

......... ال

الخبر شيء والدليل شيء فالخبر يحتاج إلى دليل فكيف يأتي دليل الخبر مع

خبره وسنعود للدليل كثيرا

(أو ريح هبت أو الريح تهب )هبت ريح : الخبر

الورقة: المصدر

اهتزاز الورق : الدليل

كان أثر الريح في ورق الشجر هو هزها كان اهتزاز الورق هو دليلنا لما

على هبوب ريح

األثر هو الدليل وهو الذي دلنا على هبوب الريح

Page 17: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 17 -

كما أن احمرار الجمر المتقد والموضوع على موقد خارج المنزل دليل آخر

على هبوب الريح ومصدر الخبر هو الجمر

وقد يعلمنا بذلك جمر يستعر أو رجل أوراق الشجر تعلمنا بهبوب الريح

يخبرنا أن ريحا تهب

فالورقة ( أو فروعها أو الشجرة نفسها)االهتزاز صدر من ورقات الشجر

أو احمرار الجمر أو )مصدر وما دلنا على هبوب الريح اهتزاز األوراق

)............

ما الدليل على كل ما قلناه ؟

يل إال أننا سنجد في ما سيرد من صفحات وإن قلت أننا نبحث في المصدر والدل

شرحا لمعنى األسماء، والدليل والمصدر اسمان

لكننا قلنا أن األشياء توثر في كل األشياء غيرها فقد أثرت في أوراق

الشجر وفي الجمر لكنها لم تؤثر في الرجل الواقف داخل منزله يراقب

اهتزاز الشجرة من النافذة

االوراق وفي الجمر وفي الباب الذي ينفتح أو الريح تؤثر في كل شيء ؛في

ينغلق بهبوبها ويؤثر في الرجل الواقف لكن الواقف ال يملك من األدوات

والحواس وال يملك من قوة الحواس ما يجعله يشعر بكل آثار الريح فيه

فتبقى بعض آثار الريح هي التي تؤثر فيه وهذه اآلثار نفسها تؤثر في

ر فيما يؤثر في الرجل الواقف الرجل الواقف أو تؤث

إمعانا في الحرص على وصول ما لم يصل بعد

Page 18: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 18 -

كل شيء يؤثر في كل شيء وطالما كان األمر كذلك فإنك ستتوقع أن يؤثر الباء في

الجيم وفي غير الجيم وليس هذا فقط بل بما أن الجيم سيؤثر في الباء وغيره

فإن الهاء سيتأثر بالباء كما أن -كل شيءألننا قلنا أن كل شيء يؤثر في –كالهاء

الجيم تأثرت في بالباء

" أي"وبما يتأثر بما يتأثر ب " أي"كل شيء يتأثر بأي شيء وبما يتأثر بهذا ال

وهكذا وكل هذا من أثر الباء فكيف بأثر الباء اآلتي من تأثر الباء األولي

مزيد من تبعات هذه القضية سنبسطها في الكتاب الثالث

الرجل علم بهبوب ريح من اهتزاز أوراق الشجرة فقط

جمر خارج منزله ينظر إليه من شباك" تسعر"رجل آخر علم بهبوب الريح من

رجل ثالث داخل بيته علم بهبوب الرياح من صديق اتصل به بالهاتف أو دخل عليه

المنزل فأخبره

ورجل علم هذا من شيئين أو ثالثة مما ذكرت

بالريح من رؤيته للوذ حمائم على أغصان الشجر ويعلم أن هذا ورجل رابع يعلم

الحمام ال يلوذ باألغصان إال عندما تهب ريح

وقد قلنا أن كل شيء يؤثر في كل شيء فما بال بعض األشياء المتأثرة بهبوب

الريح أعلمت الرجل ولم يعلم من أشياء كثيرة تأثرت بهبوب الريح

كل األجهزة التي تمكنه من رصد كل آثار هبوب الريح وقد قلنا أن اإلنسان ال يملك

أن -مثال –فإن امتلك تبقى معضلة تحسس أجهزته للريح وآثاره والكل يعلم

حيوانات أقدر على سماع ما ال يسمعه اإلنسان وانها أقدر على رصد الزالزل قبل

من الهزة اإلنسان بها بل أنك ربما ستعلم بالزلزال من الحيوانات وليس" شعور"

والحيوانات هنا شيء تأثر بالزلزال وأثر فيك وهنا سنسمي الحيوانات في هذا

لغفلة )المثل وسيطا تأثر بالزلزال وأثر فيك وربما لم تتأثر أنت بسلوك الحيوانات

وتتأثر بما يتأثر بسلوك الحيوان عند الزلزال كرؤيتك نتيجة لهرع ( أو جهل

ثال لإلفهام وافتراضا ال أهمية للدقة العلمية فيه م –الحيوانات إلى جحورها ولنقل

–تقتات عليها حيوانات تحسست وهربت -رؤيته لحشرات ال تتحسس لزلزال -

قد كثرت

أعلم أن صداعا انتاب بعضكم من فرط ذكر األثر والمؤثر والمتاثر فإني أعدكم أننا

لمون به سنصل قريبا إلى ألفاظ أكثر ألفة واستعماال وأقرب إلى ما تتك

Page 19: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 19 -

أربعة ( تسمى عقد في مواضع)وقبل أن نغادر مفهوم األثر تصور خمس نقاط

زوايا مربع وعند تقاطع قطري المربع تكون النقطة ( رؤوس)منها هي نقاط

الخامسة

وإذا كان كل خط بين نقطتين هو أثر نقطة في أخرى فكم خطا سترسم؟

لحال لو وضعنا في الحسبان أن كل واحد فكيف بنا ا( بخط)كل هذا لو اكتفينا بأثر

أثر يقع على نقطة يجعلها مرة أخرى تعود وتؤثر في الباقي ومسألة حساب عدد

مسألة رياضية كان لها تطبيقات مهمة في -بأي عدد كانت –الخطوط بين العقد

عالمنا المعاصر ال أهمية اآلن لذكرها

ونبات وجماد وكنا نريد من كنا نتكلم عن األشياء وال نفرق بين إنسان وحيوان

هذا مقدمة لنتصور الحياة دون دور اإلنسان كإنسان وإال فدخول اإلنسان في هذا

النظام كان له أثر ال أريد أن أقول أنه أفسده

أضاف إليه ما هو غريب عنه استطعنا أن نصف دورا ( اإلنسان)وإذا قلنا أنه

لإلنسان دون أن نسيء ألحد

دث من جسم ينتقل إلى كل أجسام الكون اآلخرى ومنه ما يظهر قلنا أن الحدث الحا

لحواسنا ومنه ما ال يظهر وما يظهر وما ال يظهر منه نستطيع أن نخترع له من

أجهزة ما تتأثر به ثم تؤثر فينا هذه األجهزة كورقة عباد شمس تتأثر بمقدار أيون

تستطع أعيننا أن تميز الهيدروجين فتتلون فيؤثر لونها في أعيننا ونحن من قبل لم

هل هو حامض أم قلوي؟ ... السائل

فيؤثر ما يرصد فينا ( يتأثر بها)ومنها ما لم نستطع أن نخترع لها ما يرصدها

.فنعلم

أرجاء الكون الفسيح فمنه ما نشعر به ومنه ماال نشعر ( أي حدث)يجوب الحدث

نشعر بها ( سميناها تنزال أجهزة)به بل تشعر به أشياء

وألننا جزء من هذا الكون فإننا نخضع لما تخضع له كل األشياء فتمر بنا أصداء

كل األحداث التي نشعر ببعضها بنفسها أو بوسيط أو بما يتأثر بالوسيط من وسيط

وهكذا

الغرض من كل ما تقدم التوطئة لشرح موقع اإلنسان من هذا الكون وها قد بلغنا

نسان لكتاب ثالثاإلنسان تاركين ما هو بعيد عن اإل

Page 20: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 20 -

على شكلين ( تأثره أو أثر الحدث فيه)اإلنسان عندما يتأثر بحدث تكون ردة فعله

تصنيف كغيره من التصانيف يختار خدمة للفكرة وسنمر على مفهوم التصنيف )

(في مكان ما إن يسر هللا ذلك

كهروبه من أسد مقبل نحوه وهو مجرد من سالح أو : ردة فعل طبعي : أوال

أو منعة عاصم

كتصنع إنسان الشجاعة بكالم أو حركات يد : أو متكلف " مصطنع"رد فعل : ثانيا

أمام مجموعة قطعت عليه الطريق طمعا أن يخافوا وتنطلي عليهم حركاته فيهربوا

، أو تصنع إنسان الندم أمام قاضي يوشك أن يحكم عليه بعقوبة أو تصنع رجل

هل بيته والتصنع بالقول أكثر من التصنع الكرم بأن يري من حوله انفاقه على أ

.بالفعل فيكذب متبوع أو واعظ فيتبعه آالف

لست راض عن أمثلة التصنيف هذه علميا لكني راض بها كوظيفة قبل رفع اللبس

عن تداخل التصنيفين وال تلتفتوا اآلن لهذا حتى يتضح المزيد

مات على البشرية قدرة اإلنسان على النطق بما يفهمه بنو جنسه جاء بالطا

فاإلنسان يستقبل يوميا آالف المؤثرات فيتعامل معها غالبا تعامل الصنف األول

وأحيانا الصنف الثاني فيكذب ويدلس ويلبس على الناس

لن تجد الكثير من الناس من يخبرك أن الجو صحو فتجد أنه ممطر

ما يظن أنه شفاء لكن فيما يظن أنه يساعده على البقاء أو على العيش الرغيد أو

ألمراض قلبه سيكذب ويدلس ويغش إن لم يكتم

أود تذكيرك أن هوية اإلنسان كجلد ولحم وعظام مركبة من عناصر كيميائية

وجزيئات عضوية وهو به كالحجارة والحديد لم يعد داخل نطاق حديثا وأثر

لم األشياء في هذا الجانب من اإلنسان تدخل في صنف رد الفعل الطبيعي إلذي

نضبطه ألننا في البدء

نحن اآلن نتكلم عند لحظة مجيء أثر خارجي من رعد أو برق أو مطر أو حرارة

أو كالم من شخص فيستقبله اإلنسان فيقوم بفعل أو قول ...... أو كسوف أو

نحن سندخل قليال إلى عالم اإلنسان ؛كالمه وفكره وسلوكه حتى يقوم بفعل أو قول

خر أو شيء آخرفيكون أثرا في شخص آ

Page 21: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 21 -

كان اهتزاز ورقات الشجر دليال على خبر هبوب الريح وقد قلنا أن اهتزاز ورقات الشجر أثر من آثار الريح الكثيرة في كل األشياء فكان أثر الريح في الورقة

ومصدر الخبر ورقات " هبت ريح"اهتزازها وفي الجمر المتقد التهابه والخبر هو وعول عليه مصدرا للخبرالشجر لمن رأى اهتزازها

لرجل في محبس مظلم عازل للحرارة واألصوات دليل له على وظهور حشراتإقبال فصل الصيف إذا علم هذا الرجل أن هذه الحشرات ال تظهر إال في فصل

الصيف فهو في سجن ال يعلم من طول النهار أو حرارة الجو م أن ديكا يصيح قرب بيتي برغ)على قدوم الصباح ( أثر)وصياح الديك دليل )

(طوال اليوم وفي كل فصول السنة ويأبى أصحابه ذبحه رحمة بحنجرته وبي يدل )وهذا يصح على كل شي فمقدار سرعة دوران القمر حول نفسه يدلنا

على مقدار بعده عن األرض(العلماء

وبعد هذا نستطيع القول أننا قادرون على رصد أي حدث بواسطة آالف الطرق ط أن نكون قادرين على رصد أثر هذا الحدث على أجسام أو وسائط أخرى بشر

تؤثر في حواسنا أو تؤثر فيما يؤثر في حواسنا أو تؤثر فيما يؤثر فيما حواسنا.....

وما ال نراه بأعيننا أو نسمعه بآذاننا أو نلمسه أو نشمه سنراه أو نسمعه أو نشمه سائط ولن يتسع كتاب وال كتب لكل األمثلة أو نتذوقه بوسائط بأن تؤثر فينا هذه الو

المألوفة فكيف بغيرها قد تكون ردة الفعل النهائية لإلنسان ألي أثر كالما أو فعال وقلت النهائية ألنك تجد دائما سلسلة متتابعة من المؤثرات كل واحدة منها متأثرة بغيرها

بدأت سلسلة تأثيرات أثر لعين اإلنسان ،صورة كانت أم ضوءا، -مثال-فإن وصل بدأ بالعين ثم ما ورائها ولربما أنتجت إنزيمات أو أفرزت هرمونات تبعا لنوع المؤثر ولربما زاد انقسام خاليا أو تحللت أخرى ولربما زادت نبضات القلب أو ضغط الدم وتستمر سلسة أو شبكة ردود الفعل لتنتهي بفعل أو أفعال أو قول أو

فعل بين طبعي واصطناعي كأن تسخر من شخص فتراه أقوال ولربما كان رد اليضحك محاوال إخفاء حرجه ولكن احمرار وجهة وارتجاف يديه وتعلثمه يبديان ما يحاول أن يخفيه وكمثل آخر

يعارض أقواله أو ربما جئت في يوم تطلب الود من شخص فترى من أفعاله مافإخفاء المشاعر المتكلف ال تري فعلين منه متعارضين لكن الفطن يعلم كيف يرجح

.خبير ينطلي على

على أن تكون الحشرات قد تأثرت بفصل الصيف و نشم أو نتذوق أثره أو آثارهأو دعنا نقول سنسمع أ

Page 22: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 22 -

من علم بما قلت وسأقول في باقي الكتاب سيستطيع أن يعلم غيره أكثر مما يعلم عنه أبويه أو ربما نفسه ولكن بعد اإلحاطة والتمرين وليس بالفهم فقط وال ينجو أحد من أخطاء في التقدير ولكن االقتراب من فهم أكبر ليس بمحال

إنسانا بسكين وأنت على بعد خمسة أمتار فيخر المطعون " يطعن"يت إنسانا لو رأ" قتل"فالنا بسكين أو تقول فالن " ضرب " مضرجا بالدماء فما ستقوله أن فالنا

. فالناربما لم يطعنه فأنت لست السكين التي دخلت بطنه لكن سقوط المطعون وارتباك

الحاضرين واقتياد الشرطة له وكثير الطاعن أو ربما هروبة وصراخ وردود فعل من ردود األفعال أدلة تتظافر لتجعلك على يقين من شيء كما أن إقامة مجلس العزاء بعدها أو توارث الورثة وغيرها من اآلثار تجعلك تعلم أنه ماتكل تلك ردود أفعال قد تؤثر فيك أو تكتفي ببعضها لتعلم أن فالن طعن أو قتل

لكل بصيروفرق بينهما واضح قد أضع بعض األفعال واألسماء بين عالمتي تنصيص ريثما نتكلم فيهمليست العين أصدق الراصدين دوما وأنصفهم حتى وإن كانت ترصد مؤشرا يشير إلى مقدار تيار كهربائي في جهاز قياس التيار أو مقدار تردد موجة لون في جهاز

.ياس درجة الحرارةأو مستوى الزئبق على مدرج مق سبكتروفوتوميتروألننا ذكرنا هذا المقياس فمن المناسب أن أقول أن حرارة الهواء المحيط بزجاجة

تؤثر في الزجاجة فيكون األثر اهتزاز جزيئات الزجاج التي تؤثر في المقياس في ذرات الزئبق فيتمدد الزئبق فيرتفع جزيئات الزئبق فيكون أثرها فيها اهتزازا

ل إلى حيث أريد له بعد ضبط تدريج المدرج ليالئم القيم المرادة إلى األعلى فيصالمتفق عليها في نظام الوحدات ليكون الصفر درجة انجماد الماء والمائة درجة

غليانه وهذا حسب التدريج المئويهكذا تعمل أجهزة القياس وهكذا يفعل العلماء ويكتشفون ويخترعون علموا أم لم

. يعلموااآلن نجحت النظرة الجديدة في مواكبة وشرح وتوضيح مسائل لن كما ترون إلى

أصفهاجهاز قياس ضغط الدم يضيق الوعاء الدموي فيكون أثر التضييق صوتا معهودا ستسمع شبيها به لو أنك أفرغت قارورة فيها ماء لها عنق أضيق مما يجاوره

هو ما يحاول من وهذا الصوت لتسمع صوتا مألوفا لتدفق ماء متذبذبا ومتقطعايقيس الضغط بجهازه أن يسمعه فينفخ بجراب قماشي بعد لف الذراع به ثم يستمع إلى الصوت بسماعة وحالما ينقطع الصوت يترك الهواء ليخرج شيئا فشيئا حتى يبدأ هذا الصوت بالظهور عند أول انفتاحة للوعاء الدموي الذي سد

إذا ما خفت هذا الصوت جدا وانقطع علم من النفخ فيسمع هذا الصوت بالسماعة ف

"تركيز محلول"جهاز لقياس الحرارة عند الفيزيائيين هو حركة ذرات المادة االهتزازية وهذا ما استقر عليه الفيزيائيون ويصدقه كثير من

الشواهد األثر ميكانيكي ناتج عن التصادم وكل هذا حسب الرواية الذرية للمادة

Page 23: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 23 -

.الحد اآلخر من حدي ضغط دم اإلنسان الطالب للقياس :بقي أن نقول عن هذا المثال األخير

أن نسمي ما نريد أن نؤثر فيه فيؤثر في غيره لنرى -حتى نأتي إليه -أخترت لكم ثر ليؤثر ونسمي ما نريد أن يتأ" آلة"ردة فعل كالعربة ومفك البراغي والسيارة

كجهاز قياس الحرارة والتلفزيون فيكون -وهي ليست لفظة علمية-فينا جهازا . منفاخ جهاز الضغط آلة وسماعتها جهازا

جسد اإلنسان جسد كغيره من االجساد يتأثر بالحرارة والرطوبة والضرب والضوء

الطاقة فيتأثر بالمؤثرات على ما يالئم طبيعته" أشكال"وما يمكن جمعه بالكيميائية فهو كالخشب يتفحم بالنار وكالحديد يتأكسد وككل العناصر الكيميائية . تظهر فيه آثار أحداث أخرى

ولكن قد يكون رد فعله من نوع آخر وليس كمواد كيميائية كاالبتعاد عن النار ولبس الصوف في الشتاء وسد اآلذان عند سماع صوت مدو وإلقاء حجر عند

ل هذه ردود فعل عملية رؤية كلب يتهدده وكأيضا على أن تكون بعض ردود أفعاله كالما يفهمه من يفهم لكن اإلنسان جبل

.كالمه فيكون رد الفعل هذا ذو ميزات عظيمة وبعضها مفسدة لو أن كلبا أراد مهاجمتك فهل ينفع أن تكلمه ؟

استعملت لن تكون ردود أفعالك إال أعماال بدنية كالفرار وتهديده بعصا إال إذا الصراخ إلرعابه منك وهذا الصوت ال معنى له في لغة هذا الرجل وهو فعل وليس

.بقول . لكنك قد توظف صوتك لتطلب النجدة ممن يفهم كالمك

لو أن ما يريد مهاجمتك عصابة وليس كلبا فربما كانت ردة الفعل عمال وربما م أو تقول أي شيء تظن كانت قوال كمحاولة استعطافهم أو ادعاءا منك بالقوة بكال

أنه نافعك في هذه الحال وتنبه فإن األفعال واألقوال فيها ما هو طبعي وفيها ما هو لكنك في نفس الوقت 1متكلف وقد يحمر وجهك أو يتصبب العرق منك وهو طبعي

. أنا ال أخافكم بل أنتم أهون عندي من حشرة أدوسها: تدعي الشجاعة فتقول بلغ به الخوف أن يتصبب عرقا وهذا كالم ال يصدر ممن

وهو تفاعل مع أشياء ال " الفهم"واإلنسان يشترط كي يتفاعل شيئا آخر ولنسمه أما األعضاء فهي ( 01)تتفاعل معها دونه إال كتفاعل الجسد المادي إن وجد

. تخضع للعقل والمنظومة المنطقية للشخصذا اللجوء أحيانا رد فعل وعندما ال تفهم فإنك تلجأ إلى ما يفهم أو من يفهم وه

:طبعي وإليك هذا المثال لو كنت تلعب الشطرنج وكنت لست بأمهر ممن حولك من المتفرجين وقام خصمك بنقل حجر شطرنج من مكان آلخر فقد تلجأ إلى النظر إلى الجمهور علك تعلم من

فصيل أكثر نتركه إلى حيث نجد التفصيل فيه مناسباالطبعي والمتكلف في ت التفاعل الكيميائي والفيزيائي الطبعي والكيميائي نوع من الفيزيائي

Page 24: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 24 -

أوجههم خطورة ما قام به خصمك من نقلته ولربما حركت أنت حجر 00"تعابير"رنج فاستعنت برد فعل الجمهور الناتج عن فهمهم لما فعلت لتعلم أحسنا فعلت شط

أم ارتكبت حماقة ؟وكذلك يفعل الواقف بين رجلين متخاصمين يتحدثان بلغة ال يفهمها فإنه سيفهم إن كانا يتشاجران أم يطلب أحدهما من اآلخر تزويجه بابنته أم يحكي له عن قصة

لثالث لفهمه من حركات اليد وتعابير الوجه ونبرات مرضه؟ وكل هذا قد يلجأ ا . الصوت

وأنت تعلم حسن وجهك أو صوتك أو رجاحة عقلك من تعابير أوجه اآلخرين أو وال يغرنك كل مديح أو إطراء فلربما أساء أغلب كالمهم فيك أو نفورهم منك

. الناس الحكم عليك وليس الناس في الفهم سواءي زئبق مقياس الحرارة فيتمدد ويرتفع وكذلك أثره في الحديد، يؤثر الهواء الحار ف

وأثره في اإلنسان عرقا يتصببه ولجوئه إلى مكان أبرد وفي البيضة تفاعل يسرع .في فسادها

وانتقالك إلى المكان األبرد سخن المكان وقلل من تركيز األوكسجين فيه وسبب دة بين التجاذبات الحادثة في أو أحدث معادلة جدي ضغطا أكبر على أرض المكان

. المكان الجديد وكثير مما نعلمه وما ال نعلمهوتمدد الحديد الناتج من الحرارة أثر فيمن أمسكه ونقص أوكسجين الغرفة أمات وأحيا من الكائنات ما هللا بها عليم وكثير مما يحضرني وما ال يحضرني ومما

غيره وأحدهم ذلك الذي أثر فيه أو نتلمسه ومما ال نتلمسه وكل ما تأثر يؤثر في .أثر فيما أثر فيه لو كنت ضيفا على صديق وتحرجت من أن تقوم فتزيد من درجة التبريد في مكيفه لشعورك بالحر وتحرجت أن تغادر إلى مكان أبرد فلربما طلبت من صاحب الدار

. ذلكدار لتطلب منه وهنا أثر ارتفاع درجة الحرارة فيك فتكلمت بكالم يفهمه صاحب ال

فكان الكالم المفهوم باللغة التي يتفاهم بها أصحاب اللغة الواحدة هو رد فعل و .األثر هو ما تريده تروني أعيد وأكرر فتظنون أني أعيد نفس الفكرة

..ال أنا أحيانا آتي بأمثال لترسيخ الفكرة ولكني أحيانا أعود إلى مثل ألنطلق منه مرة

. ةأخرى إلى فكرة مختلفكما أنها )كما رأيت فإن األحداث واآلثار تمر في إحدى طرقها بين إنسان وإنسان

قد تمر بين إنسان وحيوان أو إنسان وجماد أو حيوان وإنسان أو جماد وجماد أو ).........

والطريق الواصل بين إنسان وإنسان قد يكون الحدث فيه كالما أو فعال طبعيا أو

إني ألنوي أن أضع كلمة وال أدري هل أضع الكلمة التي تصح للمعنى الذي أريد أم أضع كلمة يفهم منها

ها حسب اللغةالناس المعنى الذي أريد وإن كانت ليست مما يدل علي

Page 25: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 25 -

في االنشغال بالكالم بين إنسان وإنسان لندخل في هذا غير ذلك لكننا سنشرع .العالم

الضيف في الجزء السابق لو لم يملك لغة يتواصل بها مع مضيفه وعجز عن اإلفهام باإلشارات فربما حاول بسذاجة أن يلصق جسده بجسد مضيفه ليفهمه أنه

سح عرقه يشعر بالحر وال يحتاج المضيف كبير فطنة ليعلم عن شعور ضيفه من م .أو احمرار وجنتيه

يكون الكالم بين البشر على وجه من ثالثة

خبر أو إخبار: أوال

استفهام :ثانيا

ما سنجمعه على اسم طلب كاألمر والسؤال والنصيحة: ثالثا

واعلموا أننا غير ملزمين بأي تصنيف لمن سبقنا وما يحكمنا هو الغاية المبتغاة تصنيفا في فن أو علم فذلك ألنه تصنيف يختار على أساس فإن خالفت تقعيدا أو

.الغاية والنفع وناحية النظر وسنمر على قضية التصنيفات فيما بعد

ولو تنبهت قليال لرأيت أني أسميت ما نسميه السؤال باالستفهام ذلك أن السؤال يس وتعني أطلب من هللا أن يحفظك ول" أسأل هللا أن يحفظك "باإلصل طلب فيقال وعلى هذا وضعت السؤال في الصنف الثالث كوجه من أوجه أريد أن أعلم من هللا

.الطلب

ما تظنه خارجا عن هذه األوجه تستطيع تشكيله ليكون من أحدها وهذا ريثما نصل .إلى حيث نستطيع التعامل مع الشواذ

الوجهين ما يهمنا اآلن الوجه األول لسهولة ربطه بمفهوم األثر لكننا لن نغفل عن هو وجه - كما سنرى -اآلخرين ألن لهما صلة كبيرة بالصنف األول بل أن الطلب

من أوجه الخبر وسنرى بعون هللا أن كثيرا من التمايز بين األصناف الثالثة .سيتالشى

" الطريق طويل"أو " زحل كوكب" ليست األخبار دوما تأتي بتركيب واحد كجملة "الحج أشهر معلومات"أو

Page 26: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 26 -

الذي يتناولها فعند -أو العلم –ات أركان جمل كهذه تختلف باختالف الفن تسميخبر أما في فنون أخرى فتجد تسميات " كوكب"مبتدأ و" زحل"النحويين يكون

أخرى كالمسند والمسند إليه في فن البالغة والموضوع والمحمول عند المناطقة لنظر إلى الكلمتينوكل هذه مسائل اصطالحية واالختالف ناشئ عن ناحية ا

عادة سترون أني اسميهما بالمخبر عنه والخبر أو اإلخبار بكسر الهمزة لكني قد استعمل غير هذا مما يسمح به السياق

ليس الوحيد الذي يستعمله العرب فالعرب تقول أشياء " زحل كوكب "إن تركيب أو حتى " ليس الخبر كالعيان "أو " ما حك جلدك مثل ظفرك"بتراكيب أخرى مثل

"تسمع بالمعيدي خير من أن تراه"

كما أنك تستطيع التعامل بما سأقول مع بعض اللغات األخرى فتقول باإلنكليزية : مثال

the man is running

أو بالفرنسية مثال

C'est un livre

.أما فيما ال أعرف من لغات فال أظن أن الجميع في غنى عن كالمي

الجمل الخبرية مخبرا عنه ، بأوجه كثيرة ، وخبر ، في كل األحوال ستجد في " كوكب"هو ما يخبر عنه والخبر " زحل كوكب"بأوجه كثيرة ، فزحل في جملة

إي أنه كوكب

فقائل " طويل "هو ما يخبر عنه والخبر " الطريق طويل "والطريق في جملة يريد إخبار السامع أن الطريق طويل" الطريق طويل "جملة

فلنجعل ( أو مبتدأ أو خبر)ننصرف إلى جمل ليست مخبر ومخبر عنه وقبل أن المسند إليه مسند "أو " المخبرعنه خبر" أو " المبتدأ خبر"جملتنا النموذجية هي

............ أو" الموضوع محمول "أو "

أو شبه جملة نحو " الولد ذهب "وطالما صح أن يكون الخبر جملة فعلية نحو .فال ضير أن نتعامل مع هذه األوجه في الصفحات المقبلة" الرجل في البيت"

وتسمية النحويين لمبتدأهم بالمبتدأ فيه عوار وال يالئم فنهم ألن المبتدأ سمي كذلك البتداء الكالم به وهذا بعيد عن روح النحو وما يزيد التعقيد سوءا أنهم أسموا

ه وغيره روعي فيه أمر آخر خبره خبرا فالمبتدأ سمي لموضعه والخبر سمي لمعنا

Page 27: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 27 -

فإن النحو والصرف والبالغة 02وبرغم استدراك األوائل عن قصد أو دون قصدمحاولة للم شتات لم تكتمل وشابها عيوب وال ينكر بعض النفع فيها تاركا في هذا تفصيل رأيي إلى مناسبات أخرى هنا أو في كتاب آخر، وإذا هال أحدا مخالفتي

ال يعجب فإني أخالف الكثيرين مؤسسين وشيوخا وطالبهم في ألساطين فن وعلم ف .علوم كثيرة والعبرة بالدليل

كتابنا ليس في النحو وال في الصرف وال في المنطق إال بقدر تعلقهم بموضوعنا أما الخوض فيهم فمعيق لي عن إتمام الكتاب وسأمر على علوم ومواضيع كثيرة

نها ستعيقني عن المضي قدما وستشعب اشتاق أن أتوسع فيها لكن سيمنعني أ المسائل أكثر مما يرهقني وينفر القارئ

وقبل المزيد من المضي في الخبر أود المرور سريعا على مسألة اللغة كأداة التواصل البشري وهي أيضا مما لن أطيل الكالم فيه لكنه كغيره بحر ال قرار له إن

خضنا فيه خشيت أن ننحرف كثيرا

في اللغة

أمر على كثير من أبواب العلوم والفنون مرور الكرام وكلي : مرة أخرى أقول شوق أن أمكث فيها طويال ولدي فيها كالم أكثر مما اكتبه فيها لكن هذا مضر بهدف الكتاب وبشوقكم لمتابعته وواحدة من هذه األبواب هي اللغة

.ستان أو مذهبان في مسألة نشوء وبدء اللغة العربيةظهرت مدر

.مذهب يقول أن اللغة توقيفية أنزلت من هللا تعالى وساقوا لذلك ما قالوا أنه أدلةو اتفاقية وساق أصحاب هذا -اصطالحية –ومذهب يقول أن اللغة وضعية

حله ومن المذهب أدلة أخرى ورد كل مذهب على اآلخر بكالم طويل ليس الكتاب م .الحسم في هذا -إن أردنا الترجيح -المبكر

ولإلنصاف فإن مذهب االصطالح ليس من لوازمه أن يجلس قوم قبل آالف السنين ليضعوا لكل مسمى اسم في مجلس لم نسمع به ولم تصلنا أخبارهأما إن ظهر مذهب ثالث يحاول المزج بينهما أو يفارقهما فهذا من المألوف ،

نظريتان ، أن يخرج مذهب ثالث يحاول فض االشتباك كما توقع عندما تتصارع فيلسوف أوربي أفسد أكثر مما أصلحوكما الحال في أصل العربية ظهر خالف في أي من الشيئين اشتق من اآلخر

وأنا هنا أحدث أولئك أما المقلدين واالتباع فلربما احتاجوا لبعض التأمل قبل االعتراض فإن تسلح أحدهم

بالدليل البين أرغمني على االعتراف بالخطأ

Page 28: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 28 -

؛اإلسم أم الفعل؟فكان أن نشأت مدرستان في البصرة والكوفة إحداها تقول أن الفعل اشتق من

واألخرى تقول المعارض ليكون " الضرب"جاءت من " بضر "االسم لتكون "ضرب"مشتقا من " الضرب"

وليست مهمتي في هذا الكتاب الجزم في هذا األمر لكني في هذا الكتاب وفي القادم " نام"من " النوم"منه ساعتمد المذهب القائل أن االسم مشتق من الفعل ليكون

وقد جعلت مسلكي هذا "طرق"من " المطرقة"و" لعب"من 0" الملعب"و ألغراض تعليمية تتوافق مع منهجيلو علمنا كيف يتعلم الطفل لغة قومه في بضع سنين يعجز في أضعافها البالغ عن اتقان لغة قوم آخرين كإتقان أطفالهم لها لساعدنا هذا على تبيين كيف نشأت اللغة عند من يرى أنها توافقية؟

قدة حيرت أصحاب هذا الفن ولم يخرجوا بحلول ومسالة تعلم الطفل للغة مسألة معوأجوبة تريح النفوس وتسكن فضولهم وإني وإن كنت ال أريد الخوض في هذا كثيرا لكني سأدلو برأي أظنه يجلي بعض ما كان عجزوا عن فهمه وال يهمني بعد هذا إن كان كالمي محل اعتبار عند أحد أو قيمة ولست أنا بمن قرأ كل الكتب التي

.ها يد البشرية ألعلم إن كان نبه أحد على شيء مما أقولخطتخلق اإلنسان وخلق معه حرصه على ما ينفعه في الدنيا وأستطيع أن أصف كل ما يظن اإلنسان أنه نافعه بكلمة منفعة ولو شئنا أن نأتي باألدلة على هذا لما وسعت كلماتنا صفحات ولكن كيف نأتي

بالدليل ولم نخض بعد فيه كن أما ترى كيف يكون جسم الطفل وهو يهوي في الهواء ،أفعلمه أحد هذا ول

وعلم القطة والكلب؟ال أريده وسأعرض ال يعدو أن يكون استقراءا 0أما اإلتيان بشواهد لبناء نظرية

عنه فآالف المفكرين والمؤلفين والعلماء كتبوا وحكموا وأسسوا مع نقص األدلة .ت وإني ال أرضى بهذا وقد اعتذرت بما قد سبقومصادرة المطلوب والمغالطا

هذا اإلنسان إن كان طفال أو بالغا أم راشدا يخلق ومعه ما يعينه على البقاء إن صادفه ما لم يخطط له والبقاء هنا كلمة تجمع أشياء كثيرة منها ما ليس بميت دونها

اض والمآسي فحياته حريص عليها كما أن ما يجعل حياته رغيدة خالية من األمرواألحزان والجوع والعطش واأللم وعذابات النفس وجراحاتها وفقدان ما يسعده أكثر وغيرها ندرجها في هذا اإلسم الذي لن يلم شملها اآلن بسمة األب تريح الطفل وتجهم األم تقلقهوتعلم طفل لغة قومه كبير الشبه بترويض الوحوش فمروض الوحوش يستعمل

اب وعاجال أم آجال ستكون ألوامر سيد الحيوان معنى غير أسلوب الثواب والعق الذي كان يعلمه أو يفهمه

أقصد باإلسم كل ما ليس بفعل أو حرف مما يعرب ويصلح كفاعل ومفعول ومبتدأ ريات والمسلمات والبديهيات في هذا الكتاب لكني عدلت عن هذا ألسترسل فيه في الكتاب الثاني كنت أنوي الحديث عن مفهوم النظ

أو الثالث رغم شوقي لنفع القراء به

Page 29: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 29 -

هذا الترويض يجعل لألصوات والحركات معان جديدة وسنشهد تغيير أسماء أو معان فيما بعدعودا على الطفل ، فالطفل مع ترقب أبويه لكل حركة أو سكنة لطفلهما والن

ن صوت أو حركة أو حبور واحيانا بكاء حبهما له يجعل كل ما يصدر عنه م .وعطاس وكحة مصدر أنس وابتهاج وانشراح أو تعاسة وقلق باد

تجاه سلوكه وهنا يعمل مبدأ دعوني أسميه وهذا الطفل يرقب سلوك من يحبوه، فيبدأ الطفل بتصويب أفعاله وأصواته إلى ما يرى أنه مريح "التصويب التفاعلي" .له

ما كما يراها مريحة لهمريح له ألن راحته فتبدأ األصوات عشوائية لتتصوب شيئا فشيئا حتى تكون كلماتتبدأ بكلمات دون جمل ومع استمرار ردود أفعال األبوين يبدأ الطفل في اختيار األصوات التي تنتج كلمات تريح والديه أو محيطه ليرتاح

ن الطفل يخطئ كثيرا في أما تركيب الجمل فلن يشذ إال قليال وقد يالحظ المراقب أتركيب الجمل حتى يبلغ من الكبر ما يضبط فيه وقد يالحظ أن الطفل كثيرا ما يبدأ

ولربما الشتهار هاتين اللفظتين في كل " ماما"أو " بابا"بكلمات معدودة نحو لغات العالم رضيها األبوين لتكونا مشيرتين إليهما ليبديا السرور حين نطق الطفل

أن هاتين الكلمتين تحمالن حروفا يسهل نطقهما على الطفل ويكثر لها فضال عن على لسان الطفل قبل أن يبدأ بتجميع األصوات إلنتاج ألفاظ ذات معنى 0ورودهما

.يتفاعل معه اآلخرون بهاما يفعله الطفل حتى يبدأ بالكالم عمل شاق وطويل ويحتاج لصبر وطول نفس

وه لكل هذا نشاط الطفل وحماسه الفطري وسعة صدر مما ال بد قد خلق معه يحد .وهو في أول سني حياته

البعض يعزو التعلم إلى قدرة الطفل على التقليد لكن التقليد في باكر العمر شاق فهو بالكاد يميز القليل ممن حوله وال يمنع ذلك إن تقدم به العمر أن يقلد

"يحاكي"وثر ففيم ولم سيقلده الطفل وهو لم وإذا كان الكالم رد فعل يصدر ممن وقع عليه أ

يقع عليه الحدث فهل رأيت أبا لسعه عقرب فسحب يده فقلده ابنه لكن الطفل .سيتعلم عاجال أم آجال ردود الفعل كلها التي عند الكبار

قضية تعلم الطفل قرأت فيها وال أزعم أني كنت من المكثرين لكن خالصة أقوالهم ال يمنع من تثمين الجهود وال أعلم أن نظرية ظهر منها بعض االضطراب الذي

صمدت أمام بعض العقبات وأنا أقدم نظرة جديدة لتعرض في سوق النظريات رغم .أني لم أطل ولم أعرض كل بضاعتي تاركا ذلك لوقت آخر

في الضفة األخرى، لو بدأنا من مرحلة مجتمع ال لغة بينهم ، وهذا وهللا عندي

أصوات الباء والميم وحرف المد يسيرة النطق فال عجب أن تبدأ محاوالت الطفل بها

Page 30: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 30 -

جتمع بدأ بفرد حتى صار بالعشرات أن ينمو ولم تنم معه غريب، فال يفهم كيف بملغته ويتعايشون بينهم فيه مما يخالف بفهم معتبر الرواية الدينية التي تقول أن أبا البشر آدم عليه السالم وقد ذكرت قصة خلقه وتعليمه األسماء وال يطرأ شك ،عند

دم كانت اسماء لتستعمل من يرى أن القران أنزل ليفهم ،أن االسماء التي تعلمها آفي لغة ولقد وجدت فائدة عظيمة في آية خلق آدم وتعليم هللا إياه االسماء اتركها . لوقت آخرومع رغبتي الجامحة في الكالم عن اختالف ألسنة البشر لكني سأعرض عنها

ال شك أن معظم اللغات تتبدل فتنظم إليها كلمات وتغادرها أخرى ويطرأ : وأقول تها وقواعدها مع الزمن تبدالت تجعلها أنفع في عملها لكن العربية نجت على بني

وصمدت عندي وما يقوله غيري وإن كانوا ممن يعدون أهلها من المعاصرين ومن قبلهم بعشرات السنين ناجم عن قصور فهم سيتبين بعد حين

فهذا أما ما يثار عن وجوب جعل العربية مواكبة للعلوم باكتشافاتها واختراعاتها مرده إلى سوء فهم لمعنى االسم ولمسألة غابت وكله مما سآتي عليه بإذن هللا

المستخدمة اآلن "mobile"اتحفتنا العربية بقوتها في احتواء كل طارئ فكلمة لإلشارة إلى جهاز اإلتصال الالسلكي بديال عن الهاتف السلكي تجد العربية لها

،الجوال والنقال والمحمول والمزيد مما كثيرا من االسماء ببنية عربية سليمة نستطيع جعله لتسمية هذا الجهاز

أننا لم نعد -ربما لقلة اطالعي-لكن مما يؤسف له وما ال أظن أحدا فطن إليه قبلي بالعربية وإنما بلغة مبانيها عربية وجملها ال تعدو ترجمة اآلن نكتب ونتكلم

وضيحلتعابير اجنبية وال تعجب فإني سآتيك بالت-أنظر إلى لغة الحديث النبوي وكالم الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن عاصرهم

وتناول أي صحيفة أو كتاب أدبي وعلمي لترى الفرق -ومنه من المحفوظ الكثيركتابا كتب في القرن العشرين فهل سيفهم منها -مثال -ولو طالع سعيد بن المسيب

ية اآلن يحكي كما يحكي امرؤ القيس أو دريد ما يظن أنه يفهم وكم من فحول العرب بن الصمةوهذا الكالم في ما يصنف في الفقه واألدب فكيف بما في العلوم والصحف

- moveوالتي جاءت من الفعل movementفاإلنكليزية تسمي الحركة مسلحة ( تنظيم)لكن اإلنكليزية تطلق هذا اللفظ على أي جماعة -ومعناها يتحرك

فيقال حركة الخمير الحمر " حركة"فجئنا نقول مترجمين هذا إلى سلحةأو غير مأو حركة فارك وداللة على انتشار هذا الوباء فقد ساقنا الحديث إلى مثال آخر

فهي تعني organizationفكلمة التنظيم نفسها هي ترجمة للكلمة اإلنكليزية يضا على أي جماعات او تنظيم بمعنى تنسيق وخلق نظام لكن اإلنكليز يطلقونها أ

مؤسسات كمنظمة الصحة العالمية فنأتي نحن ونترجمها منظمة او تنظيم برغم أنه الصحة كان األجدر بنا اختيار ترجمة مالئمة للمعنى نحو جماعة أو عصبة

العالمية واكتفيت بهذه البدائل ليس عجزا وإنما لتعلق المسألة بفصول قادمة عندها تنضج الفكرة

ة تعدت الكلمات لتشمل التعابير فأين سمعنا في العربية العتيقة تراكيب مثل والمسأل

Page 31: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 31 -

وكثير جدا من التراكيب " مقدما"و" بدوره"و" شد انتباهه"و" سلط الضوء على"ما عرفها العرب و يتفاخر أدباء هذه العصور " مجازات إنكليزية"التي ما هي إال

ة حرفية لصيغ أجنبيةفي إدراجها في أعمالهم غير واعين أنها ترجم . وكانت هذه واحدة مما جعل العربية العتيقة غريبة فلم نعد نفهم أشعار الجاهلية

فإن قيل ما الضير من االستعارة للغتنا قلنا فهال اخبرتمونا بمعنى سلط وشد لنعلم إن كانت تصلح لالستعمال بالمعنى المراد أم أن هذا وغيره غير لغة الناس

"مثقفيهم"ويتواصلوا مع وفهمهم ليجاروا 0هل تذكرون قولي أني محرج عند كتابة كثير من الكلمات

فال ادري أساير القوم ليفهم القراء فأكون معينا على اإلفساد أم اتخير من العربية .الفصيح فاخسر التواصل وأبعد من هذا ، فقد لبست المعاني غير ألفاظها وهذه أمثلة

معنى استغفرتأتي اليوم ب" اعتذر"كلمة واألصل أن معناها قدم عذرا والعذر هو السبب أو العلة فيقال اعتذر عن غيابي بالزحام

"اعتذر إليك يا سيدي" نسمع -والينجو منه أديب أو قارئ-أما اآلن اغفر لي يا سيدي ،أو التمس : يقول القائل هذا دون ذكر عذره ظانا أنه يقول .

الصفح؟ "اغفرلي"عنه ولم يسمع عذره ظانا أنها كلمة أما سيده فقد يعفو

وليس بعيدا عنها كلمة آسف فهي أقرب ما تكون إلى الندم والحسرة وكثرة البكاء حتى قيل أن أبا بكر رجل أسيف فانظر أي عربية نكتب بها اآلنوال أدري أي كلمة آتي بها والوباء قد استشرى ولترى عظم المصيبة لن أبعد

بعدت كثيرا فكيف إنوزاد كلمة التوسل تأتي أيضا في العربية المزيفة بمعنى الرجاء وهذا خطأ جسيم

من جسامته تعلقه بقضايا عقدية تثار كثيرافالتوسل اتخاذ وسيلة لكنا نسمع من يكتب في قضية التوسل باالنبياء والصالحين

حرام أو )ياء كذا التوسل باالنب: ولم يلتفت إلى المعنى الحقيقي للتوسل فيقول قائل ظانا أنه يتكلم عن الطلب و لربما عدت إلى هذا في زمن قادم( حالل أو واجب

ليقول رجل " عربت"ولك أن تضحك بملئ فمك حين تشاهد مسرحية لشكسبير .آلخر أتوسل إليك وما طال لغة األدب والشعر طال لغة الصحافة واإلعالم والسياسة الدولية

مما " أعرب عن صدمته "و" ندد"و " استهجن"و"كراستن"فتسمع كلمات نحو أود بيان أخطاء استعماالتها الفظيعة في في مكان آخر .ووقع أصحاب تعريب العلوم في نفس الفخ

ذات األصل اليوناني استعملها الغرب لإلشارة إلى المخدع أو الجيب sineفكلمة ، ولكن ألسباب ال sinusitisهي ترجمة ل " التهاب الجيوب األنفية"فترى أن

أعلمها سميت الدالة التي تشتغل بالزوايا لنخرج بنسبة الضلع المقابل للزاوية إلى

شوه معناها" الكلمة"حتى

Page 32: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 32 -

أيضا sineالوتر بويبدو أن أهل التعريب والمجامع اللغوية لم يجدوا األمر يستحق تفكيرا لثوان ولربما فكروا ولم يجدوا فسموا الدالة جيب وهكذا فعلوا مع الدوال الشبيهة

م يقتصر األمر على الرياضيات بل شمل سائر العلوم ففي علوم األحياء ترجموا ولGolgi apparatus إلى جهاز كولجي طالما أنapparatus جهاز ليس

لسبب إال ألن اإلنكليز يطلقون هذا اللفظ على الجهاز وعلى التركيب في داخل .الخلية ومثل هذا الكثير الكثير

.مضللة" ترجمة"حتى كلمة . الجرائم التي ارتكبت بحق العربية كثيرة لن أذكرها جميعا في هذا الكتاب قلنا أن اإلنسان يتأثر بمؤثر فيتفاعل معه بفعل أو كالم لكن لماذا يتكلم اإلنسان؟

لماذا يتكلم اإلنسان ؟

أبى اإلنسان إن يمرر الرسالة بأمانةيصيب مدينته سارع لبيع ما ال إذا علم تاجر مقبل على الدنيا بقرب وقوع زلزال

ينفعه بعد الزلزال وشراء ما يدر عليه أرباحا دون أن يخبر أحدا أو يخبر من تدفعه منافعه إلخباره فالناس إذا علموا اقبلوا على شراء الطعام وما يقيهم من تبعات الزلزال من برد شتاء أو قيض صيف ولن يجعل تاجر ماله مسكنا أو دكانا

ال هشيمايجعله الزلزغيره ربما يشفق على أقرباءه أو على غيرهم فيحذرهم طالبا الثواب والربح من

هللا لماذا يتكلم اإلنسان ؟: نعيد السؤال

إذا كان ما قلناه في فصل اللغة أن اإلنسان يولد ومعه حرصه على ما يعينه على د جعل البقاء صحيحا وألنه يفكر ويطور وسائل وخططا فإنه يغدو بعد حين وق

لبقاءه حمى يحرص أن ال يطأها أحدهو دائم التفكير فيما يجعل عيشه رغيدا وعمرة مديدا وماله ممدودا وبعد هذا سعى لضم زوجه وأوالده وأخوة وابناء عم وربما اصدقاء فيخاف عليهم الفقر ويخشى عليهم المرض

م النفعي الذي وهؤالء وغيرهم من األقرباء واألصدقاء هم أيضا داخلون في النظاوحبهم والخشية عليهم والحرص على نفعهم جزء من نفع الذات بناه صاحبه

وتبع لحرصه على البقاء

Page 33: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 33 -

وما يقلق حياة اإلنسان ليس العوز والمرض حسب وإنما ما ال يقاوم من قلق ال سبيل للتخلص منه وإن بعد صاحبه عن اإلنسانية كثيرا" نفسي"

ا بيديه واعضاءه فيسعى في طلب الرزق ويغامر يفعل اإلنسان الكثير من هذبتجارة ويقتصد في أمواله ويقتني ما ال يكسر وربما تزوج من وارثة أو صاحب ...ثريا أو

ويحرص أن ال يقرب النار واألسالك الكهربائية ويحمل سالحا يدفع به عن نفسه ى عنه ويسد جحرا خشية أن تستوطنه أفعى أو ينصح أو يأمر أحبابه بما ينه

نفسهكل هذا وغيره إذا ظن ان حياته هي الحياة الدنيا أما إن أيقن بحياة أخرى فسيتبدل سلوكه كثيرا أو قليال حسب مقدار يقينهفمتطلبات العيش إن عارضت بعض رغيد عيش اآلخرة كان على الرجل أن يختار

0كثرأين عليه أن يضع قدمه وكيف يختار اعماله وأي الحياتين يعمل لها أسخر لإلنسان غير اإلنسان من حيوان ونبات وجماد يسوقه بعصا أو يصنع به ما

أن الخشب إن صابته شرارة ونفخ فيه اتقد فقد علم اإلنسان يجعله كما يشتهيواشتعل وال ينفع كالم تسمعه للخشب أو شعر تقرضه لتشب النيران فيه وعلمت

مما ال تفعله مخاطبة اللحم شهوراالبشرية أن اللحم إن مسته النار سهل أكله واإلنسان ينتج أثرا في نظيره اإلنسانقد تستعبد انسانا بقوتك وسلطانك ثم تتكلم معه لتأمره وتنهاه وتعطي ألجير يعمل لك فتخبره بما تشتهي أن يعمل وترى ابنك يطيعك رغبة ورهبة فتعلمه وتؤدبه بلسانك وتنهاه بكالمك

.جعلهم يطيعونك إال الطلب والسؤال وسحر الكالموأناس آخرون ال سبيل لتكون زعيم قوم فتكرم كبيرهم وتعطف على صغيرهم ولكن خشية أن يتفلتوا تسحرهم بكالمك وتثيرهم بفصيحكوما حيلتك إن أصر صديق متحمس سوى أن تثنيه عن حماقته بكلمات تريه مغبة

.فعله عيكوحين تكون معلما كيف تجعل ما برأسك برأس سام

ولكن القليلين فهموا ان اللسان يفعل اإلنسان يستخدم كثيرا يديه وسائر أعضاءه أحيانا ما ال تفعله األساطيل والجيوش والعصي والنعوش والذهب والقروشولو حاولنا حصر ما ينفع اإلنسان من كالمه ربما نفعنا أن نقول أنه يتكلم من أجل

أن جلب نفع: أوال دفع ضر: ثانيا

هذا تصنيف ليس بمقدسو ما هو نافع أو يظن أنه نافع أو ما يبدو لصاحبه أنه مؤد إلى نفع: والنفع نعني به

والضر ما يظن أنه ضار أو طريق للضر والنفع له أو لمن يريد أن ينفعه حبا أو الشتراك المصير والمصالح والضر كرها

خرىوهذا كله لو أنه صدق بحياة أ

Page 34: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 34 -

... أو أو حسدا أو أو لظنه عراقيلذاك إال ألننا نريد المضي دون البقاء طويال في مواضع تحتاج وهذا للحصر وما

مزيدا من القول 0وألن الكالم أداة ألهداف فهي رهينة لها فاستخدام األداة رهن بنوع الغاية

كالم اإلنسان هو الدخيل الكبير على كرتنا األرضية فمع عمل اإلنسان فيما ينفعه إال أنه يقضي الوقت الطويل -لحياة غيرهوقد يكون مفسدا -أو ما يظن أنه ينفعه

وزمالئه وأصدقاءه الخلص وأقرباءه وطالبه واتباعه في الكالم مع أهله وجيرانه ومريديه

الكالم هذا أثر يريد المتكلم أن يحدثه في المستمع بمعناه غالبا وأحيانا باصواته فال لعظيم أو ليروا حسنه أو يخلو بلد ممن يتكلم ليقول للسامعين أنه قادرعلى الكالم ا

جمال صوته أو يتكلم ليشوش على آخرين أو ليثير غرائزهذا الضرب من الكالم لن نلتفت إليه كثيرا ونريد الكالم الذي ينطقه المتكلم ليحدث .أثرا بمعناه مقصودا أو غير مقصود في السامع قبل أن يتكلم اإلنسان ال بد وأن شيئا ما دفعه لذلك

فدفعته أو خطرا داهما استشعره فحذر غيره بكالم أو نفعا قادما أن فكرة خطرت فعل السامع ما يطلب منه وربما فعل أو قول قاله رجل فعاد فرد عليهكل هذا في عالم من األفعال وردود األفعال ومنها األقوال وردود األقوال وكله لغايات تجنى من معنى الكالم ؟أين المصدر والدليل في كل هذا

اإلنسان يتأثر بحدث أو قول فيكون األثر فيه أن ينطق فيكون هو أو لسانه المصدر ويكون ما نطق به هو الدليل وكل هذا ليس بالدقة التي أريد فالقادم في الكتاب قد يقلب المعادلة ليكون كالم اإلنسان أحيانا من أضعف األدلة إن لم يكن أكذبها

كون فينطق بما ال يلزم من وزن ومقدار األثر إن اإلنسان ال ينقاد أحيانا لسنن الكان يريد تمرير رسالة أو إشارة أما إن كان يريد النفع لغيره فعليه أن يختار الكالم

المناسب تنتظرنا فصول قادمة تمنعنا من الخوض في هذا اآلن للتذكير ، فقد اتفقنا على العمل على الجمل المبنية من مبتدأ وخبر

وهو وما بعده أدهى " االسم"اسم ، سنتكلم عن -إال في حاالت شاذة-دأ وألن المبت وأمر

اإلسم

كثير من المسائل سنعود لها في مكان أنسب لها

Page 35: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 35 -

لن نفعل ما يفعله اآلخرون من الباحثين عندما يصنفون في مفهوم أو فكرة فينقلون ما ورد في المعاجم من معنى له ليقولوا أن معنى كذا اللغوي كذا والمعنى

.ي لكيت كيت ولنا مع المعاجم خصومةالصطالح إلى شيء -إذا ذكرت-االسم كما عهدنا كلمة تشير

قلنا شيء ألننا لم نأت بعد بكلمة تجمع كل ما يسمى وهذه ليست بالمسألة العسيرةولكن ما الذي تريدونه أن يسمى الشيء بل كيف تريدون تصنيف الموجودات؟

تريدوالموجودات كالشيء تخضع للتصنيف الذي هل تريدون أن نصنف إلى خالق ومخلوق فنقول أن األسماء تشير إلى مخلوقات

وللخالق أسماءه الحسنى أم إلى مرئي وغير مرئي ونعرف من اسماء الالمرئيات الكثير .....أم حار وبارد أو كبير وصغير أو محسوس وغير محسوس أم

المهم أن يحترم التصنيف التصنيف لم يكن يوما عقبة في األغراض التعليمية لكن العلم الذي يحويه أو الفكرة المراد ايصالها وكل تصنيف تعلمه يمكنك ايجاد

تصنيف غيره

من أين يأتي التصنيف ؟

ويتشابه مع ( صفات أفعال سمها ما شئت )كل شيء يختلف عن غيره في أشياء ما اختلف عنه في أشياء أخرى

؟(إن صحت نظرية الثقوب)وداء ترى ما الجامع بين الثريد والثقوب السنستطيع إيجاد الكثير فستضمهما مجموعة ما له كتلة وتضمهما مجموعة ما يبدأ

اسمه بالثاء ومجموعة ما له اسم ومجموعة ما يعلمه مسعود ومسعود رجل يعلم أشياء ومن بين ما يعلمه الثريد والثقوب السوداء ويتقن السباحة ويعلم متى

العرشاعتلى الملك فاروق ومجموعات أخرى تضم هذين وإننا لو قسمنا العالم إلى ما يبدأ اسمه بالثاء وما ال

يبدأ اسمه بالثاء كان تصنيفا ،لكن بربكم أين سينفعنا هذا التصنيف ؟لن أجرؤ على القول أنه ليس بنافع فلو أنك في مسابقة سئلت عن ما يبدأ بالثاء

ما سينفعك هذا التصنيف ،وإن لم تكن ويجذب كل شيء وكانت الجائزة كبيرة، أ فائدته هنا واضحة، لكني أصر على أنه مفيد

وكذلك فتصنيف الحيوانات إلى من يعجبها البطاطا وما ال يعجبها ومع أنه قد يبدو سخيفا لكنه وسيلة ال بد لها في يوم أن تظهر لشخص

يجعلك ترى نباتا افيدوني في تصنيف النباتات المأكولة إلى فواكه وخضر فما الذي منهم فاكهة وأخرى من الخضراوات وقد نعود إلى هذا فيما بعد إن أذن هللا بذلك

اخترنا من قبل أن يكون االسم مشتقا من الفعل وهذا ما أدعو إليه ؛ أن ال نفهم من اإلسم إال الفعل الذي اشتق منه وهذا كالم مهم وإال تهنا في صراع التعريفات الذي

ح لكل اسم جسدا يبقى يكبر فال يسعه اسمه فالتعريف أضحى نشهده فقد أصبامبراطورية وال يكاد اثنان يتفقان على تعريف شيء هذا عدا من يفسر الماء بعد جهد بالماء أو غيرهم ممن يختارون ما يسمى بالمرادف

Page 36: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 36 -

وال تخلو كتب األدب والشريعة والعلم والتعليم منه وقد يطول أو يقصر أو يبعد أو ب من المعرفيقر

وواحد من أسباب القصور هو اغفال تعريف التعريف نفسه أو أن يضبطوا شروطا أو يتفقون على هدف لهفهل التعريف هو لتعريف جاهل بشيء ال يعرفه أم تحديد شروط بها يعرف ما يراد تعريفه أم نقترح رد المعرف إلى مجموعة

ز عنه في مجموعة أخرىفيوضع مع ما شابهه حسب التصنيف ويفارق ما يتمي :لو قال قائل

حيوان فقري له أجنحة ويبيض: الدجاجة ميزته عن النبات والجماد" الحيوان"كلمة

.........ميزه عن غير الفقري من الحشرات و" الفقري"و ميزته عن غير المجنح" األجنحة"و أبعد السامع عن التوهم بالخفاش" يبيض"و

أحدهما يعرف الدجاجة ورجل جاء للتو من المريخ ولكن لو سمع هذا رجالن ؛ حيث من يبيض لهم هناك زرافة أرملة فماذا انتفع األول وهو يعرف الدجاجة وقد رآها ولو عزم الذهاب للسوق لشراءها لما أخطأها بل وتفنن بانتقاء األصلح

ل عند أه" المجنح"وما " الفقري"وما " الحيوان"أما الثاني فعليه أن يعلم ما األرض أو عند من يعرف

وأليس النبات فيه حياة وهذا " الحياة"من " الحيوان"ولمعترض أن يقول أليس سنأتيه

مع بعض مالحظات لي )لماذ تعريف الكتب الدراسية إذن وكذلك كتب العلم واالدب (على هذا التقسيم ؛العلم واألدب

هذه الدجاجة: ل له لو أن أبا جاء بولده إلى دجاجة ليعلمه ما الدجاجة فقا سينظر الولد إليها ما سماه أبوه دجاجة لها رجالن هذا إن سماهما رجلين واعتبر الرجلين رجلين

الدجاجة لها رجالن: أصبح لدى الولد (وقد ال يعلم أن اسمه منقار)ورأى الولد أن لما سماه األب دجاجة منقار

الن ومنقارالدجاجة لها رج:الدجاجة " ملف"فاصبح للولد في كيف سيسميه منقارا وهو لم ير الدجاجة تنقر به شيئا ؟

المنقار مشتق من نقر كل ما يراه أو يسمعه أو يخبر به" الملف"الولد لن يمنع أن يدخل في

فلربما أخبره أبوه أن هذا اسمه منقار أو قال له أن به تنقر الدجاجة فيسميه الولد منقارا(ويا لمحاسن الصدف )الحقا

فكان قول أبيه صادقا لديه 01وربما أخبره أبوه أن الدجاج يبيض وصدق أباه كصدق عينه

ال يخطر كثيرا لدى األطفال احتمال الكذب وخصوصا من األحباب

Page 37: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 37 -

وتخاف القطط ............ الدجاجة لها منقار و: تصير الدجاجة عند الولد ......... يتكون قلبها من ...... فترة ....... كريات الدم عندها كذا ..و

جاءت من مصدر واحد ومن ....(المنقار و التبويض و ) هل كل هذه األخبار عضو أو شخص واحد؟

الهذا التعريف فيه خليط من االخبار منه ما علم بالعين ومنه بغيرها ومنه ما جاء به

ومنه ما علم في الطفولة ومنه ما ........ األب أو األخ أو مذيع برامج أو عدو أو هو كاذب علم عند سكرات الموت ومنه ما هو صادق ومنه ما

لم يمت، منه ما هو حق ومنه أحيانا ما هو وهكذا يبقى يتعلم عن الدجاجة طالماخاطئ فلربما أخبره أحد أن الدجاج يأكل لحم اإلبل أو أنه يعمر ألف سنة مما يبدو واضحا للكثيرين خطأه أو أن الدجاج تموت إذا تناولت كذا غرام من الشكوالته

الدجاج يحوي أخبار متضاربة بنفسها أو بمتالزماتها وقد يعيش الولد وملفه عن ( عنده)دون أن يشعر وقد يصحح الولد أخبارا إن تضاربت مع ما جاء من مصدر

أوثق أويحذف بعضهاتشبيه فال ملف يحمله أحد كهذا ولم يفكر أحد بجمع " الملف"ال حاجة للتذكير أن

معارفه بلمفات ليتوهم أني أقصد الملف الذي نعرفوما رأيك بمن عرف الدجاجة قبل ان يعرف الجناح والمنقار وهذا غالبا ما يحدث فكيف أحيانا نرى تعريفات بما هو أكثر غموضا مما يعرف به هكذا تنمو معرفتنا

سوى أنه ضم فردا إلى مجموعة " حيوان فقري"ماذا فعل من قال تنتمي إلى مجموعة وعندما تأتي مفردة أخرى يضم إلى مجموعة أصغر(الفقريات)

الدجاجة حيوان فقري مجنح: الفقريات كأن يقول التي تنتمي إلى مجموعة -مثال-" المجنحات"فيصبح الدجاج ينتمي إلى مجموعة

-الفقريات التي تنتمي إلى مجموعة الحيوانات التي قد نجعلها تنتمي إلى مجموعة المخلوقات وكل هذا ليس بجديد -مثال

التصنيف معاكسا ـو حتى مغايرا ويمكن أن يكون

فتصنف المخلوقات إلى مجنح وغير مجنح والمجنحات إلى فقري وغير فقري أو أن ننطلق من الفقري أو غيرها وربما بدأنا بتصنيف ليس فيه حيوان أو فقري هل هذا ما يجب فعله ؟هل يمكن أن يتفق على أن يكون الكتاب الذي يسمى دجاجة هو ملف توضع فيه

بار الدجاجةأخ سنعود إلى هذا إن قدر هللا ذلك

لها جناح ، تبيض، تنام كذا ساعة ، تحب الديك الوسيم )إن إضافة أخبار للدجاجة عن مصداقية كل خبر يحشر ألننا قد ( اصطالح إنكليزي)يثير تساؤال ..........( ،

Page 38: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 38 -

بها إن قلنا أن أخبارا خاطئة قد تدخل مصدرها جاهل أو كاذب وقد يثق طول عمرهلم يهده هللا على يد من يصحح له فيجلس في مجلس يعاند أو يكابر إن دعاه داع إلى خير فيتشبث بالمعلومة المستقاة ممن ظن أنه ثقةوالشيء بالشيء يذكر ، فإن كانت آلة لنقر الخشب فمن يمنعك إن سميتها

ألسماء اآللة ربما التبس على القارئ األمر لعلم بعضهم بالتصريف المعهود )منقارفهي تنقر ولن يمنع مانع أن تسمي كل ما ( بمفعال صيغة من صيغ المبالغة

تستخدمه للنقر منقار وكل من ينقر يصح أن نسميه ناقراوإذا ما طلب من شخص أن يعرف المنقار فهل سيقول أداة النقر أم عضو في

(مقوس وفيه كذا وكذا)مقدمة فم الطائر "نقر"إلى الفعلرد المعنى " أداة نقر"

قد يسمى في الكتب تعريفا...(عضو في مقدمة )وما ذكر بعده ولربما قدمه آخرون على أنه المعنى االصطالحي في كتب تتناول الحيوان أو الطيور واعضائها ،ولكن هذا المعنى االصطالحي فيه أخبار عن مسمى مأمول أن

بط ألفاظ األخبارتكون صادقة وهذا الهم األول أما الهم الثاني فهو ضاما تحميل اللفظ ما ال يحتمل أو إلزامه بما ال يلزم منه فهذا من أسباب ضالل الماليين وتعنت الجاهلين كما ال يلزم ان يكون الفقير قبيحا وال يلزم من ذكاء رجل أن يكون رقيق القلب وال يلزم ما تظنه علما من رجل تقوى منه كما أن ليس كل حارس أمين

ال يفهم منها أنه كاذب وال تعجبن فإن الكثيرين يفهمون من " زاهر قاتل"وجملة أخبار غير ما يفهم منها ذو العقل السليم

يحتاج دليال 21إدخال أي خبر عن زاهر زاهر في الجملة اسم لرجل وله صفات خلقية وخلقيةأم طويل أم قصير أو أسمر أم أحمر أو شجاع أم جبان أو فطن أم بليد أو صبور

جزوع من مصدر وضع له اسم يشار به إليه وكل خبر يخبر عنه( زاهر)هذا الكيان

(أو لنقل مصدرا ثقة)يحتاج دليال -إن كان هذا تعريف -فيكبر التعريف وال يلزم منه إذا سمي وليد زاهر " يزهر"و" زهر"كلمة من -الشك –ولكن زاهر

أن يكون له من اسمه نصيبنستطيع أن نضعه لمسمى له صفات أخرى غير ما سمي به ومن هذا فكل اسم

وتصلح أن يسمى بها وهو محمول ألنه يحمل" التنقل"من " النقال"و" يجول"فالجوال من

والسيف والبتار والحسام والقاطع شيء واحد احيانا واشياء شتى أحيانا أخرى السيف اسم والبتار في سياق الحروب الخبر يحتاج دليل

أن هذه دجاجة ؟ الوالد الذي قاد ولده إلى الدجاجة كيف عرفال بد أن لديه شروط تجعل ما يراه دجاجة فلربما عول على الجناح والحجم واللون

أخبار عن زاهر.... و" قاتل"و"قصير"و"سمين"فزاهر مخبر عنه و

Page 39: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 39 -

والمنقار والمشية وغيرها كلها أو بعضها لكن ، أما قرأت ما قاله الوالد ؟

.دنا إليهسنترك هذا عل مزيدا من الكالم يقو. قال الدجاجة ولم يقل دجاجة الناس على " تواطأ"أو الذات التي -عادة -اإلسم إن لفظ فهو إشارة إلى الجسد

اسمهأن اللغة شيء وكتابتها شيء فالكتابة عارضة على اللغة -وقد نعود له-ربما فاتنا

ومحدثة وما هي إال رموز تمثل اللفظ ال يفهم من اإلسم إال الفعل الذي اشتق االسم منه

الصاق صفة أو خبر إلسم دون دليلوالحذر من فالمحيط كبير

من المحيط سوى أنه يحيط( ما أدعو إليه)لم نفهم ووصفه بالكبر يحتاج إلى دليل وإال فهي دعوى لم تثبت ومن هذا فالتعريف يجب أن يكبر وينمو بإلصاق أخبار بإدلة

أن يكون للمسمى أكثر من صفة او فعل -بل الصحيح-ال غرابة "القائم قائم"و" القاتل قاتل"دليل ال تستطيع الكالم إال بجمل نحو دون

الفعل وكالم ما ال يعقل

قلنا ما على الرجل أم يفعل إن أراد شرح اسم أو تعريفهولكن للفعل قصة أخرى وإني حزين إذ أقول لكم أني لن أفرغ كل ما في جعبتي عن األفعال في هذا الكتاب

أردنا أن نعلم معنى فعل لجئنا إلى المعاجم لنجد ما يسمى مرادفلو

ولكن هل يصح أن نقول بوجود المرادف بالمعنى الذي يفهمه الناسإذا كان أهل الصرف يقولون أن الزيادة في المبنى يثمر زيادة في المعنى فكيف

ن حرف يدعي مدع أن تكون كلمة مساوية في المعنى لكلمة تختلف عنها بأكثر م "جاء"ال تساوي " أتى"إال إذا كانوا يريدون من الترادف مقاربة للمعنى ف

Page 40: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 40 -

فزيادة األلف غيرت المعنى فكيف لكلمتين " رهن"ال تساوي " راهن"وكلمة متباينتين أن يتساويا في معنى دعوى الترادف بمعنى التطابق دعوى كاذبة

د أو هيئة وإال طال لغتنا ما أزيده أيضا أن أي فعل ليس مقتصرا على ذات أو جس فساد كبير وصارت عاجزة قاصرةفكما أن اإلنسان ينام والطير ينام والوحوش تنام فإن األنهار تجري والرياح تجري

كما يقع -والشمس تجري فالجري ليس مقتصرا على اإلنسان ومن السذاجة لذهن رجل تبادر إلى ا أن يقرن الجري برجلين حتى إذا سمعنا جريا -الجميع فيه

وساق وال أدري لماذا تعسف المصنفون فالزموا أن تكون بعض األفعال خاصة بفاعلين دون غيرهم

ال يريد ولما كان الجدار " جدارا يريد أن ينقض"ليقولوا أن الجدار في قوله تعالى مجاز" يريد"ال يريد فإن

له معنى وكنت قد كتبت في هذا الفصل ردا مفصال على اهل المجاز وشرحت قبالمجاز عند أهل البالغة وأصنافه وشروطه وبينت فيه اضطرابهم وتخبطهم وفتح

أحد لكني عدلت عن هذا وحذفته هللا علي بقول آراه سديدا، بعضه لم يسبقني إليهإن لم أضطر للرد على من -خشية اإلغراق في ما ليس مكانه هنا ويكفيني القول

فسهم تفرقوا في عد جملة مجازا من نوع أم أن أقول أن شيوخ المجاز أن -تحدى من نوع آخر وهذا واحد من دالئل عوار هذا الفن الذي حشر في الموروث األدبي العربي قسرا وما يهمنا من المجاز هو أنه أصبح تكئة ألهل التأويل ليفسروا من النصوص بما شاءوا ليمرروا ما يريدون من عقائد وأصول وفرق

أنكر المجاز في اللغة والقرآن فقد سبقني لذلك آخرون وكل له ولست الوحيد الذي طريقة في ذلك وحجج منهم من أصاب ومنهم دون ذلك

وأسأل "و" جدارا يريد أن ينقض"وكأنت أمثال أهل المجاز في اثباته آيات نحو فقالوا أن الجدار ال يريد وأن القرية جاءت " واخفض لهما جناح الذل"و" القرية

ها وأن الذل ال جناح له وغيرها من اآليات التي أبوا أن يقروا فيها أن بمعنى أهلاللغة ليست ملزمة بالتشكل لتوافق أفهامهم فحذفت ردي الموسع ألني ذكرت

مقتصر على جسد " الفعل"المجاز في سياق الدعوة إلى تعسف فهم من يفهم أن أو ذات أو كيفية

مطلة على شجرة تهتز أوراقها بفعل عودا على الرجل الواقف خلف النافذة ال الريح فيها وعلى موقد يستعر فيه جمره أو على ستائر تتمايل لو استطاعت الريح

أثر في كل شيء -كما لجميع المؤثرات-الوصول إليها دون وسائط ،فإن للريح منه ما نستطيع أن نلحظه ومنه ما ال نلحظه إال بوسيط يتأثر بها أو بوسيط يتأثر

.تأثر بها وعلى هذا يكون األمربوسيط ي الخطوة التالية أن تعي التالي الريح أثرت في الشجرة وأثر الريح في الشجرة كان كالما رأيناه ولم نسمعه الشجرة تكلمت باهتزازها

ولكن ليست بصوت الهاء والباء -" ريح هبت "أو -" هبت ريح " الشجرة قالت

Page 41: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 41 -

الشجرة ( رأى)لذي رآه الرجل فكأنه سمع وغيرها من األحرف وإنما باهتزازها ا " ريح هبت" تقول

؟"مجازا"هل فهمتم هذا أم ظننتموه شعرا أو تخيال أو ال

نحن البشر نتواصل بلغتنا كثيرا لكننا أحيانا نتوافق على إشارات لتدل على معنى "انتهت المباراة" فصافرة حكم المباراة يفهمها المتباريان جملة

هذا مربكمربك ألنك لم تعد ترى في األحرف والكلمات مكتوبة أو مسموعة إال وكأنها مع معناها شيء واحد ومتى ما تذكرت أن الكلمات وأحرفها إشارات لنقل معنى فهمت

شكالن من إيصال نفس " ريح هبت"كيف أن اهتزاز الشجرة وكالم من يقول الفكرة

" أوقفوا اللعب "أو " زمن المباراة انتهى "ولكن لماذا لم تكن صافرة الحكم تعني ..أو

"تهب ريح "وليس " ريح تهب" ولماذا لم يكن اهتزاز الريح

أوسع ( مدى)في المناورة والتشكل لتعطي طيفا " وأمرن"كل ذلك ألن اللغة أقوى لمعنى فتستطيع بها أن تقول جمال متقاربة المعنى يخالف بعضها بعضا بمقدار

لتصوير والبالغةقليل من القوة أو احرفا وترتيبها -أو تسعة وعشرون عند البعض-فالعربية فيها ثمانية وعشرون

يعطيك من الخيارات الكثير أما صافرة فال تملك بها إال أن تطيل التصفير أو تنوع مراته أو تعليه أو تقطعه

غة بين ضرورة وجود ل -رحمك هللا -والشجرة ال تملك من الحاالت إال القليل فانظر البشر الذين لهم حواس خمسة ودماغ يعمل فيستقبلون من المؤثرات الكثير

وعليهم أن يكون لهم مساحة إيصال الفكرة أكبر مما لغيره ريح هبت: الشجرة قالت الشجرة: المصدر

اهتزاز الشجرة: الدليل من هذا كله ؟ " اهتزت الشجرة " لكن أين جملة

نقولها نحن عندما نخبر عن شجرة تهتز أو يقولها أي " لشجرةاهتزت ا" جملة بعد تأثرها بها فإن " هبت ريح"شيء يتأثر باهتزاز الشجرة فكما أن الشجرة قالت

الطيور التي هلعت وطارت بعد اهتزاز الشجرة تخبر عن اهتزازها واألوراق زازالمتساقطة باهتزاز الشجرة تخبر عن اهتزازها طالما هي أثر لالهت

ولكن ليس كل تساقط ناتج عن اهتزاز وليس كلما طار طير كان ذلك يعني أن شجرة اهتزت

Page 42: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 42 -

إن تساقط األوراق يعني اهتزاز الشجرة عند من يعلم معلومات أخرى تمكنه من فهم أن هذا التساقط هو اهتزاز شجرة

هتزاز ستجد آالف المعلومات التي يحتاج بعضها الخبير ليعلم إن كان التساقط من ا شجرة أم مرضها أم من غير ذلك هل يسمى هذا كالم ؟ال يهمنا ذلك اآلن فإن لم يعجبك هذا فقل يخبرنا طيران الطير أو تساقط الورق فهل هذا يضير ؟

تساقطا لسبب يراه غيرك شكال من أشكال التساقط متعدد األسباب أن ما تحسبه الخبرةولكل شكل معنى وبهذا يتفاوت الناس في العلم و

ريح هبت: قالت الشجرة والدليل هو اهتزاز الشجرة المصدر هو الشجرة

لكن هذا دليل لمن هذا دليل لمن تأثر باهتزاز الشجرة وليس للشجرةفإن قيل للرجل الواقف خلف النافذة ما دليلك على هبوب الريح فكأنه يقول له ما

الريح هو اهتزاز الشجرة أثر هبوب الريح فيجب ان يقول الرجل دليلي على هبوبواهتزاز الشجرة أثر لهبوب الريح واهتزاز الشجرة يؤثر في أشياء كثيرة منها الرجل الناظر فتكون دليال له على هبوب ريح ولكن ما قوة هذا الدليلفي مكان ما كنا قد قلنا أن هز الشجرة ربما كان ألن طفال يهزها وال تراه فهز

قط ولكن ال بد من إيجاد فرق بين األهتزاز الذي تحدثه الشجرة ليس دوما بالريح فالريح وبين االهتزاز الذي يحدثه شيء آخر فالمتأثرات تتباين منها ما ال يقبل حالة

ومنها ما يقبل حالتين ومنها ما يقبل أكثر من ذلك -وهذا صعب التصور-واحدة لم أن الشجرة وقد قلنا أيضا أن معلومات الناظر تعطي معان لما يراه فالعا

المحجوبة عن أي أثر لريح إن اهتزت فهي ليست من ريح والعالم أن هز الريح ال يكون تساقط ورقه بهذا الكيف ، سيستبعد أن يكون هذا أثر ريح هل تذكر ذلك الذي كان يلعب الشطرنج مع خصم أمام مشاهدين

كان أحسن أم وينظر إلى الجمهور محاوال أن يعلم إن ( أحجاره)كان يحرك قطعه .أخطأ

نفسها فلم تتعدد األفهام والحدث واحد؟(تحريك الحجر)ولكن الجميع يرون النقلة ما الذي يجعل األفهام لحدث واحد متفاوت ؟ مرت عليكم حاالت كثيرة فيها يفهم كل سامع من كالم محدثهم شيئا مختلفا

أنت ذكي: يقول رجل لرجل الثالث منه ذما وقد تعارض الفهمان الختالف علم فيفهم الثاني منه مدحا وقد يفهم

السامعينوقد حضرني اآلن مثال لطيف وهو أن الحطيئة الشاعر الذي اشتهر بالهجاء هجا

فقال .وما قال لك :رجال يسمى الزبرقان فاشتكاه لعمر رضي هللا عنه فقال عمر قال: الزبرقان

أنت الطاعم الكاسي دع المكارم ال ترحل لبغيتها واقعد فإنك

Page 43: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 43 -

فما تفهم أنت أيها القارئ من هذا البيت ؟ أمدح هو أم ذم بل هو ذم ، أو ال تبلغ مروءتي إال أن آكل : أما عمر ففهمه عتب لكن الزبرقان قال

فدعا عمر حسان . وألبس، وهللا يا أمير المؤمنين ما هجيت ببيت قط أشد علي منه فحبس عمر الحطيئة. نعم : هجاه؟ قال حسانأتراه : بن ثابت وسأله

كثير منكم فهم منه مدحا وعمر فهمه عتبا وحسان والزبرقان فهماه ذما 20وصحة القصة ال تغير من حقيقة أن األفهام تتباين عند كل جملة وحدث

الدليل

ا ال باعث معتبر على اختراع تعريف للفظ قلنا في موضع ما من هذا الكتاب أنن سوى التقيد بالفعل المشتق منه االسمفمن اللفظ ليس لدينا من معنى إال فعله أما ما يضاف من أخبار عليه إلنشاء

تعريف فيحتاج لدليلأو أي خبر عنه فهو تكلف " المعرف"فإن غاب الدليل على أي صفة يوصف بها

22ن وبرهانوتعسف وقول في شيء دون سلطاالتي ربما تقضي أياما لتستقصي اختالف -" الحضارة"أدعوك أن تفهم من كلمة

مع "حضر"ما تفهم من الفعل -المعرفين لها مثلها مثل الثقافة وغيرها اآلالف العناية بنوع االشتقاقأما إضافة البنيان والتقنية والجامعات والعلوم واآلثار واآلالت في التعريف ، غاية

ا تكون ، هو جعله تعريفا اصطالحيا في حاجة لالتفاق أوال بين المتخاصمين على م مكوناته كاملة كي يكون اإلسم اشارة لتلك الذاتفإذا أريد التخاطب مع من لم يحضر االتفاق ولم يقرأ بنوده ولم يقر به فال يلزم

الفعل الذي وأخباره وإنما يلزم بمعنى ( جسد أو جسم المعرف أو المسمى)بالذات .اشتق منه االسم

هذا ما يفعل في كثير من الكتب حين يجعل لما يبحث فيه معنى لغويا : وقد يقال ومعنى اصطالحيالمصيبة في هذا المعنى االصطالحي الذي يحسب عليه أشياء ال دليل على وجودها فيه فيحاسب اكاديميا وقضائيا وفقهيا من لم يلتزم بما أضيف من أخبار

يظهر على أشده عندما يكون المعنى االصطالحي لما ال جسد له كمثالنا وهذا

ضح ألنه مقصور على العلم بمعان الكالم تباين األفهام لتباين العلم والمعرفة أوسع بكثير من هذا المثل وهذا المثل ربما أسؤا مثل يو

وسياقه بالسلطان والبرهان أو الحجة والبينة فأعلم أنهم ليسوا سواء ولكل معنى وإن كان الناس ال " الدليل"إذا وجدت إيحاءا بمساواة

ن في المعنىيفرقون بينهم ولن تجد الفروق مشروحة في هذا الكتاب ولقد قلنا وسنقول دائما أن ال كلمتين متساويتا

Page 44: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 44 -

السابق ألننا نضطر أن نوجد للذوات اسماء لنشير بها إليها ولنخبر عنها بأخبار وهو اشتقاق على وزن " دل "اسم اشتق من الفعل " الدليل"وجريا على هذا فإن

ل وصيغة المبالغة وأحيانا اسم فعيل ويشترك في هذا الوزن الصفة المشبهة بالفع المفعول

هو اسم " دليل"ولن احتاج جهدا كبيرا ألجعل المعنى من هذا الوزن في كلمة كالسميع والبصير وليس صفة مشبهة بالفعل كطويل ( صيغة المبالغة)الفاعل

.وعظيم وال اسم مفعول كقتيل وفقيد .يرحم( من)هو ما يدلك كما أن الرحيم ما" الدليل" عندئذ سيكون

اهتزاز الشجرة دلنا على هبوب الريح فيكون اهتزاز الشجرة دليل وتفتح األزهار .التي ال تتفتح إال في بداية الربيع هي دليل على بداية الربيع

ولكن ما يجلب اللبس الكبير والفهم السقيم واالضطراب الشديد واإلشكال العميق " الدليل"ال يفرقون بين -رإال من ال أعلم أو ال أذك-هو أن الجميع

وربما وجدت من يفرق ولكن ال يدري كيف " البينة"و"البرهان"و"الحجة"ووهو أن علينا أن نفهمهم بفهم األفعال " الدليل"وهؤالء يصح عليهم ما صح في

التي منها اشتقت ال أن نجعلهم اسماء لشيء واحد فهم متباينون في المبني فكيف ديكونون اسماء لشيء واح

من أين اتيت بالتعريفات التي سردتها في كتابك ؟: واآلن قل لكل من صنف كتابا من أين جئت بتعريفات الوضوء والحيض والجنابة والحضارة والثقافة والمعرفة والنفس والفلسفة والصحة والموت والحياة والصحابة والجريمة والعيب والجنون

. ة والجمالوالصواب والخطأ والنوم والمرض والخيان لماذا يتفرد انسان في تشكيل المعرفة والثقافة والرأي وحتى الذوقهذا يوجب عليك أن تجد الدليل لتضيف كل خبر السم فيكبر التعريف به ،ال ان تنطلق من تعريف ملزم ثم تريد أن تبني عليه وتخاصم وتجادل فيه وتحكم على

هوال وتمنح الشهادات العلمية جهل الناس به وتجعل من علمه عليما ومن جهله جلمن وافقك عليه وتلزم من قبل بمعنى فعله بتعريفك له وتحاسبه على ما لم يوافقك

عليهالدجاجة حيوان وعليك الدليل فإن جئت به بدأت بخبر آخر ومعه دليله : تقول

وتبقى تنشئ التعريف المؤسس على األدلة" التصنيفي"لينا القول إن التعريف وإن كنا أوردنا الدجاجة فإن اإلنصاف يحتم ع

مقبول أحيانا إن لم يلتزم بإدلة فهو تعليمي صرف غرضه التيسير ولكن ال تزال مشكلته في نفعه وكفاءته وفي تقديمه على غيره في إيصال المعلومة

فما بال الدجاجة ؟ هل نجري عليها ما أجريناه على االسماء : هل سأل سائل تق منه اسم الدجاجةبالنظر إلى الفعل المش

نعمكل كلمة عربية نستطيع ردها إلى فعل وكثرة األمثلة بكثرة المسميات ولكن أحب

يرى ولو استعرضت اسماء الذوات 2التفريق بين ما له جسد وما ليس له جسد

ال أريدك أن تبني عليها شيء" تخيلية"قضية امتالك جسد أم فقدانه ال أتمسك بها وسرعان ما ستزول فهي قضية

Page 45: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 45 -

لرأيت في اشتقاقها شكال بيناأخرى " ريفبتصا"لم ترد كثيرا في القرآن بهذا الشكل لكنها وردت " الدليل"كلمة

ولكل فعل " البينة"و" البرهان"و" الحجة"وما يرد كثيرا ويظن أنه قريب منه جدا اشتق منه ويعرف به معناه ويفرق به عن غيره ولربما أذن هللا أن نتطرق إليهم في هذا الكتاب أو في غيره

من خبرتي في مسائل يصعب تسميتها فإنك ستجد كثيرا في : خطر لي ان أقول وقد حدث -قبل البعيد أو القريب اقتباسات حرفية أو معنوية من هذا الكتاب المست

وربما استخدمها من ال يعرف أصلها وإنما اخذها ممن اقتبسها -هذا معي كثيراليجادل ويستشهد بها حتى أنك لتجد من يدعي أنها معلومة ومبثوثة في بطون

ت أنه ال بد وأن كاتبا تطرق فإن وجد البعض مما قل( فليأتني بها )الكتب منذ زمن .إلى قريب منه فأن الكل وبهذا التأصيل والنظر لن تراه وال قريبا منه وكل هذا ال ضير فيه وهذه نتيجة القراءة دون النقل األمين لكن الكتاب بنيان ال يصلح إن اقتطعت منه لتجادل به دون عرض المقدمات والتأصيل المكتوب في

الكتاب ".الموقف"ال أو شهرة مع أن اإلنسان غير بعيد عن الطمع وتبديل أنا ال أروم ما

إن أجري إال على هللا وهو خير من يجزي

فيما يعني فعلها أما لو اتفق " دليل"نقول ما سبق إذا كنا نريد استعمال كلمة لمعجون أسنان فما حيلتنا مع هذا ( اسم جنس)اسما" دليل"الناس على أن تكون

: انصرف الذهن إلى معجون األسنان وسنسمع كثيرا "الدليل"كلما ذكر وعندئذ ف .هات لي من السوق أي دليل بالفلورايدعندما نعلم أن عصفورا ال يغرد إال عند الساعة السادسة صباحا فإن تغريده يعني

أنها الساعة السادسة صباحا ولو علمنا ما األثر الذي يجعل العصفور يغرد في هذا

وعبثنا بهذا األثر أو غيرنا فيه لجعلنا ..........( شعة شمس أو نسيم أو أ)الوقت 2.العصفور يغرد حين يؤثر فيه المؤثر

طلبنا أن نيسر العبارات إلى مبتدأ وخبروالمبتدأ اسم في غالب األحيان ولذا فمن المناسب كي نجعله دوما اسما أن نقول

بر عنه وإن كان جملة فعلية أو شبه المخبر عنه ،والخبر إن كان اسما كان كالمخ .جملة عوملت كخبر

ومن عارض أن يكون من 2الخبرإلى المخبر عنه الدليل ( يربط)الذي ينسب هذا الكتاب فهو راغب في أن يجعل ينسب الخبر إلى المخبر عنه الدليل فال يقرأن

حذفت هنا كالم فيزيائي فيه نفع لكني أخشى أن يصيب قارئه الملل فأرجأته إلى حين يطيب سماعه أو أنا أريد أن يكون الدليل

Page 46: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 46 -

.الدعاوي دون دليل وال نعلم بعد الدليل رابطا إال الهوىقلنا هو أثر يصدر عن مصدر تأثر بمؤثر فصدر عنه أثر كان دليال والدليل كما

2على األثر الذي أثر في المصدر من فهم الجملة األخيرة فقد فهم ثلثي األجزاء السابقةليس الدليل دائما كالما فالكالم واحد من األثار وربما كان أثرا مزيفا ومصطنعا

.وخادعا :إليكم هذا المثال

2شعر ديوان العرب ال: قال عمر "قال"أول كلمة في المثال هي

الذي جعلني (المؤثر)في هذا الكتاب والدافع " قال"مصدرها أنا فأنا من كتبت سنغفله لنبدأ بما بعده 2أكتبها

"القول "فعمر قال والفعل الذي صدر عن عمر هو " عمر"خبر عن " قال" فلدينا حتى اآلن قولي وقول عمر فال يلتبسن األمر

أن سمع من يهزأ بالشعر أو أنه -مثال-عمر أثر فيه شيء فقال وليكن المؤثر أخبار العرب 21سمع شعرا يذكر حربا أو حادثة فرأى نفع الشعر في تدوين

هو عمر وصدر منه لتلقيه مؤثر..."( الشعر "قول عمر)مصدر األثر "الشعر ديوان العرب"قول عمر هو

هو األثر الصادر منه" عر ديوان العربالش"حركة لسان عمر عند نطقه ولكنه أثر واألثر دليل، فعلى أي شيء دل هذا القول دل على ما جعل عمر يقول ولكنك لن تشخصه بدقة .لكن للقصة جانب آخر

........عمر قال :كيف وصلني أن عمر قال هذا فكتبت هنا عوام دونت في كتب عمر قال قولته فسمعها من سمعها وتناقلتها األلسن وبعد أ

ومن الناس من سمع ومنهم من قرأها في الكتب فبلغها غيره وغيره كتبها أو نقلها مشافهة وهكذا حتى جاءتني إما من صديق أو قريب أو من مجلة أو كتاب قرأته وأنا في حياتي ألبد أني قلتها لكثيرين وكتبتها في كتاب كهذا الكتاب ومن قرأ

....".قال عمر " هذا الكتاب أثر فيه قوليأو كتبت والقول ،باصوات كلماتي أو الكتابة بحروف على )للتيسير ، أنا قلت

قال ( "ورقة، آثار أريد أن تتأثر بها أذن السامع لقولي أو عين الناظر إلى كلماتي فأنا مصدر ماذا ؟..." عمر

لمكتوب أثرا أنا مصدر األثر المنقوش على الورقة والعربي الفاهم للعربية يتأثر باباألثر الذي يراه جميال من -مثال -غير الذي ال يفهم منها شيئا فيتأثر أو يعجب

. تجاور العين والميم والراء في كلمة عمر التي ال يعرف معناها وال كيف تقرأفالحروف التي كتبتها آثار وضعتها على ورقة يتأثر بها من قرأها فتكون أثر

ظنه كالما في جلسة إحضار جان فيحضرإن سمع الجان هذا ربما تذكر أننا ال يهمنا إن كان عمر قد قال أم لم يقل أو إن كان الكالم صحيحا أم خاطئا فهذا مثال ...."عمر قال"المؤثر أثر في فكان أثره في أن كتبت الحظت الربط بين الديوان والتدوين

Page 47: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 47 -

. نستطيع التكهن به عند هذا الحدكلماتي فيه فعال أو قوال ال .ولكن ما الذي أثر في ألترك هذا األثر في الورقأشياء كثيرة تجعلك تتكلم أو تكتب وكثيرا ما يفهم نوع األثر الذي أثر فيك من كلماتك ناهيك عن حدة الصوت وتعلثم الكلمات وارتجاف اليدين وغيرها مما هو .آثار طبعية تجاوزناها

: لتانهنالك مسأوهي األثر الظاهر على الورقة من أحرف هي رسوم ورموز مجردة من : األولى

أي معنى ناجم من تعلم القراءة والكتابة ويتساوى في ذلك االمي والقارئ إال في الفروق البشرية عند كل أثر

أو بهذه ( الحروف)هو المعنى الذي ينقل بهذه الرسوم والرموز : الثانية لمن يفهم الكالم(كالم عند ال)األصوات

من المبكر أن نخوض في هذا اآلن ......."قال عمر ( "كتابتي)كل هذا عن قولي

"الشعر ديوان العرب"فما بال قول عمر "الشعر ديوان العرب"لو كنت أنت الجالس تسمع كالم عمر

( دليل)أثر " الشعر ديوان العرب "هو عمر وجملة " الشعر ديوان العرب"فمصدر ر عن عمر إثر مؤثر أثر في عمر فقال هذا الكالم صد

لم نحسم بعد إن كان علينا أن نسمي األثر الصحيح غير المتوهم فقط دليل أم نجعل كل أثر نظنه يدل على مؤثر هو دليلالتزاما بالمعنى الفعلي للدليل، يجب أن يكون كل ما دلك على مؤثر دليال وإن كان

هذا دليلي ، وهذا دليل فالن : سليم لتكون المسألة ال يدل عند اتباع المنهج ال وهكذا....

.هذا ال يدل ، أو دليل سيء أو شيئا آخر قد يأتي في القريب: وبعدها نقول .والحق أن العيب ليس بالدليل وإنما بمن اتخذه دليال

لماذا أثر يدل رجال إلى شيء ويدل آخر إلى شيء آخر وال يدل ثالثا إلى (تنزال)شيء

هذه مما ولدنا ورأيناه وأراده هللا فخلق البشر متباينين في األفهام وهذا مرده إلى .مقدار العلم الذي يحمله كل إنسان

وغيره يفهم ( فهما صحيحا أو خاطئا)من حدث أو أثر واحد يفهم إنسان شيئا شيئين أو اكثر منه ما هو صحيح وربما كله

.القادم من الكتاب فيه مزيد

كنت أعالج اإلدعاء بأن أطالب بالنظر في المصدر أوال -قبل التعديل -في الماضي فإن كان عند السامع صادقا طولب المدعي ( كاذب أم صادق)فننظر ثقة السامع به ألن الخبر الخاطئ يأتي إما من كذب المخبر أو جهله وعندئذ بالدليل خشية الجهل

Page 48: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 48 -

مصدر وخاطئا عند فالن عندما يكون المصدر يكون الخبر صادقا عند فالن لثقته بال ليس بثقة فإن كان ثقة طولب المصدر أو من يتبنى الزعم بالدليل

البطة تنام: فإن قال عالم

المصدر هو العالم وانتبه إلى أن المصدر هنا تغير معناه قليال فاألثر الصادر منه صل وال تراعى فيه أما في الطريقة القديمة فالمصدر منف "البطة تنام"قوله

مسألة األثرالمصدر هو العالم وتصديقه رهن برأي كل شخص في صدقه ولقد كتبت شيئا في شروط المصداقية لكن تركته وربما تجد نتفا منه مبثوثة في الكتاب ألن عيوبا كثيرة اعترت هذه النظرة القديمة فعدلت عنها رغم أنها نافعة نفعا كبيرا إن

. روعيتب إنسان على ورقة فإنه يترك آثار قلمه عليها ليقرأها واحد أو ماليين عندما يكت

فتحدث أثرا فيهمرسوم وأشكال يتعلم المتعلم ماذا تعني وكيف تنطق فهي رموز ( الكتابة)هذه اآلثار

أصوات الكالملغة أبجدية لكل صوت حرف -عدا اللغات المقطعية -ولغتنا ومعها لغات كثيرة

.يجمع األصوات التي تسمع من نطق كلمة ومجموع األحرفأصادق "والختم أثر على ورق وليس شرطا أن يكون أثر الختم كلمات من قبيل

"دخل البلد "أو " أقر"أو " أقبل"أو " على المكتوب أحيانا يكون األثر اسم الخاتم أو أشياء أخرى وقد تعارف القوم على أن ختم فالن إقرار وقبول منه

علم أن هذا ختم فالن واألختام تزور؟ولكن كيف يجهة حكومية أو ممن يطمئن إليه أنه لن يزود -مثال -إذا صدرت األختام من

ختما باسم واحد الثنين فيكون االسم المطبوع من ختم هو لشخص واحد يكون هذا دليل وأثر هذا الشخص وحده ومعنى ختمه يحدده العرف واالتفاق

أشد واعسر ( الخط والتوقيع)وير الكبير فإن تزوير الكتابة وإذا طالت االختام التز لمن يريد خداع خبير

وكتابة اسم الموقع يتباين بين شخص وآخر كما هو معلوم ولم ( اإلمضاء)التوقيعفينطلي بعضها على " اإلمضاء"و" الخطوط"يمنع ذلك من محاوالت محاكاة

.لدراية ومن األدوات ما يعينكثيرين وربما على الكل إن لم نجد خبيرا حاز من ا لكن ما الذي يميز ؟معلوم أن لكل كاتب نمط من كبر الحروف وميالنها ورسم بعض الحروف وضغط القلم واستمرار الخط من تقطيعه المتعمد أو غير المتعمد وقد يميز الكثيرون وقد تجد من الخبراء الكثيرين الذين يرون لكل خط هوية

ابة فيه الكثير الكثير من التباين فلحرف السين ما ال يعد منما تراه توقيعا أو كتاألشكال ؛مسننة أم خطا ،طويلة أم قصيرة ،منحنية أم قويمة وبين كل اثنين من

Page 49: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 49 -

هذه درجات وكذلك لباقي الحروف وأحيانا تكتب النقاط بتأن أو يمرر القلم تمريرا ....يدل على النقاط وهكذا

وصيفالمهم في األمر هو نقص التفلو سألت خبير خطوط كيف علمت أن هذا الخط ليس لفالن سيبدأ يصف لك فيقول

هذه لم يجد لها اسما لصفة وهناك عشرات " هكذا"ان فالن يكتب الميم هكذا و إن وسعنا " آالف"إن وسعنا مدرج القياس أو " الميمات"او مئات " الميمات"

أكثرعلم حديث وشيوخ الخبرة غير مؤهلين اللغة ليست عاجزة عن إيجاد صفات لكن ال

1 لغويا ربما يميز البعض وربما ال يميز أحد لخلو الصنعة من خبير بهذا القدر من المحاكاة أو نقص آلة تمييز أو انعدامها واستغالال لذكر الختم لماذا سمي ختما؟

0 بمعنى أنهى أو بمعنى أقفل " ختم"أليس مرجحا أن يكون الختم من الفعل يومه بالنوم أي أنهاه بالنوم فختم

الخطابات الرسمية والرسائل )لماذا ال نفكر بأن يكون اسمه ختما ألن الكتب به ( ينهى قراءتها أو كتابتها أو كتابة ما يراد كتابته )تختم به أي تنهى ( والوثائق

قد سمي خاتما ألنه به عند الموافقة أو االطالع أو االقرار،وليكون خاتم اإلصبعتختم الكتب وقد اتخذ النبي صلى هللا عليه وآله خاتما حين أرسل إلى الروم بكتاب

(كما في حديث أنس الذي وجدته عند البخاري)تفسير -وأزعم أنه الصحيح -هذا لنسترجع ما يخشى أن ينسى أن األحوط واألسلم

االسم بفعله غير ملتفتين ألي تعريف كبر وتضخم من أهل علم وجهل وأهواء معدنية....( أو شيء أو حلقة أو مقتنى أو )قطعة : الخاتم :ألنك ربما تسمع ........في ...( يوضع أو )يلبس فما الفرق" الرسول"اتخذ ولم أقل " النبي"وقد قلت

ولم يترك ظن إال وكتب واختلف ( الفرق بين النبي والرسول)طال الحديث عن هذا أحد غليل أحدالناس ومن قبلهم العلماء ولم يشف

:أما حسب ما قلناه يمكنني أن أجعل الفرق في التالي

فالنبي ينبأ " أنبأ"أو " نبأ"جاءت من الفعل " النبي"باستعمال ما قد قلت فإن واألنباء المعنية هنا هي أنباء الغيب من أحداث القادم من األيام وأنباء يوم القيامة

" نبي"عنى الوحيد الذي يمكن فهمه من لفظة وأخبار األمم السابقة وهذا هو الم

األمر ال بد أن يكون هكذا فإن لم يكن هكذا فقد قلنا أن األمثلة لم التق بخبير خطوط ولم أقرا كتابا لهم ولكن

لإلفهام وليست للتعليم بنفسها وأخشى أني أكتشف وأخترع ما ال يعلمه غيري وأنا ال أدري هذالهذا ليس شكا مني في المعنى وإنما ألن الوقت مبكر

Page 50: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 50 -

وال يفهم وازع ألي إضافة عليها دون دليل والرسول مرسل ومعلوم ممن" أرسل"فهي من " الرسول "أما

شيء وال يمنع مانع أن يكون النبي " النبي"شيء و" الرسول"وعلى هذا فإن أخبار الغيب ليكون فما المانع أن يرسل هللا رسوال وينبأه ب رسوال والرسول نبي

نبيا ورسوال ولو كان كل من أنبأ أرسل فكل نبي رسول ؟ ألم تصل الفكرة كاملة الجسد واحد وله صفات كثيرة ويمكن أن يسمى بصفة أو أكثر من صفاته

ألن شكله شكل الرقم ستة وكنا نستطيع أن ( افتراضا)سالح المسدس سمي كذلك دفع بالرصاص ولو اضطر شعب رآه ولم ألنه ي" مدفع"نسميه كما يفعل غيرنا

إذا غلب " األسود"أو " القتال"أو " القتول"يسمع له اسما أن يسميه فلربما سماه عليه اللون األسود أو أن السالح الوحيد الذي استعملوه أسود وهكذا

" النبي"و" الرسول"وهذه اسماء ال تقل شأنا عن هاد ومبشر ونذير والنبيوال مانع من مشفق رؤوف رحيم )ماء الهادي والبشير والنذير التي غلبت على أس

(مما عليه دليل...وتتباين فالنبي محمد صلى هللا عليه وسلم يشترك مع موسى ( الذوات)االجساد

اإليمان ......و......بأشياء كثيرة منها النبوة واإلرسال و عليه الصالة والسالم و و...والحرص....

ة وربما طبائعية ويختلف بصفات جسماني فيشار إلى الذات أحيانا بأكثر صفة تعارف الناس على أنها إن ذكرت قصد بها ذات

وال يزاد " أرسل"غير أنه " رسول"ولكن ما يجب أن يراعى هو أنه ال يفهم من عليها شيء وال يلزم أحد بالزيادة إال بدليل وعندئذ تكون الزيادة أخبار عن رسول

آخر فال تالزم بين صفة وصفة وإنما تجمع صفتين في ذات قد ال تصح على رسولوال تجتمع في ذات أخرى فال تالزم بين الذكاء والشجاعة أو المروءة والحلم وال بين أي صفتين ولكنها يمكن أن تجتمع في ذات أو أكثر وتفترق في غيرها وهذا الكالم له تبعات منها ما قد يظن أنه خطير وسيساء فهمه

النبوة والعصمة -مثال-زم منها تالهذا دون الخوض في نوع ما يعصم منه ألن )فالنبي ينبأ والمعصوم يعصمه هللا

الخالف دائر في النوع فمنهم من ينزه األنبياء عن الكبائر فقط والكثيرون على وليس من المستحيل أن يكون ( تنزيههم عن الصغائر وآخرون قالوا أشياء أخرى

أراد هللا ذلك ولكن التالزم غير طبعي فيحتاج عندئذ دليل قبل أن النبي معصوما إن النبي معصوم :تقول

هذا األمر وأشباهه وغيره سيثار مرة أخرى كثيرا أحيانا في هذا الكتاب وأحيانا أخرى في غيره وما هو إال مثال وفي النهاية فإن األنبياء عليهم السالم جميعا خير

نهم إال أحمق معلوم الحكم الشرعي فيهمن وطأ الحصى وال ينتقص مالمعنى االصطالحي هو أخبار عن ذات اكتسب ذاتيته من السياق أو موضوع البحث ويبقى المعنى األصيل عاما ال يلتزم بما أضيف إليه إال بدليل وما أن أضيف إليه فقد تحول إلى ذات وعندما يبدأ معرف بتعريف فيجب أن يعي هو ومن يقرأ

Page 51: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 51 -

ده التعريف فإنما هو يقول للقارئ إن وردت الكلمة الفالنية فإني أعني بها أنه بإيرا (الذات)كيت وكيت مما ينطبق على الجسد

تفهم منه محمد صلى " الرسول"وجبريل أيضا رسول ولكن الناس عندما تسمع هللا عليه وسلم في سياق وفي سياق آخر تفهم منه الرسل عليهم الصالة والسالم

ن يبقى الرسول تعني من أرسل ؛جبريل كان أم عيسى أم رسول ولكن يجب أ عثمان إلى األمصار أم رسولك إلى أخيك برسالةوختما للفرق بين النبي والرسول، فهما صفتان قد تجدهما في شخص وقد تجد واحدة وكل من أرسله هللا ونبأه فهو نبي ورسول مع العناية بسياق اإلنباء

غلب ( وهذا يحتاج كالما)ن نبأ ولكن بمعنى أنباء الغيب واإلرسال فأي رجل نبي إهذا اإلسم على األنبياء عليهم السالم وإيضاح هذا سنراه في صفحات قادمة بعون .هللا وال أظن أحمقا يتكأ على فهم سقيم لما قلت ليعذر كل دجال أو مشعوذ أو كذاب

رهم ممن نسمع عنهمادعى النبوة والرسالة من هللا بدأ بمسيلمة وانتهاءا بآخكان هذا مثاال من كثير من األمثلة التي حار بها الناس ومما كثر اللغط فيه لخلوه من التأصيل السليمأراني أتجاوز حدود الفصول فأنطلق إلى ما ينبغي أن يكون في موضع آخر حفاظا على ترابط األفكار وال أفلح دوما في هذا فأحيد أحيانا عن طريقي

هل الصديقة الطاهرة مريم عليها السالم نبية ؟: الختبار سؤال لهذا بحث أثير بين علماء كثر ولكني أريد إجابة مسببة ومفصلة اعتمادا على ما قيل هناقبل أن أغير النظرة كنت أطلب النظر في المصدر ثم الدليل فاجعلهما منفصلين ولم

ؤثر جعلهما حاكمين فيما يقول تكن تلك عاجزة تماما لكن ربط الكالم باألثر والم الناس وما يقال ولم قيل؟

في الكتب والمناظرات والمحاكم والتعليم نرى االحتجاج بما ال يحتج به أو إن كان المقصود بالمغالطة بناء نتيجة )يستشهد واإللزام بما ال يلزم ومغالطات

أو صوت أو أو التعويل على شكل( على مقدمة ال يصح بناء هذه النتيجة عليها علوه أو نحيبزد عليه اإلغراق في المنطق المعوج أو فيما ظن أنه منطق وفي القادم من الكتاب

وما بعده سنرى من هذا الشيء الكثير

أغلب المدعين والزاعمين يحيلون ويعزون دعواهم إلى من يرونه عالما فيما يعزون فيه

Page 52: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 52 -

وحتى هؤالء ينبغي )ي تلقين أطفال وهذه جريمة في حق العلم ربما سهل قبولها فالعلم من كل مليون واحدا ذاق طعم أن يكون تعليمهم بغير هذه الطرق التي تجعل

ومن كل عشرة ماليين واحدا ابدع ابداعا حقيقيا ومن كل ألف واحدا استطاع أن يلم بعشرين من المائة مما تعلمه ومنهم من انهى كليته وال يحسن كتابة جملة

أو باعتبارها شهادة وإال فالدعوة تحتاج دليل والدليل ربما (رفا ورسمانحوا وص كان مضال عن ما يستدل له

نبتون كوكب:فإن قال قائل

نبتون فيصلح عنده أن يضم نبتون إلى مجموعة " تكوكب "القائل ربما أثر فيه "التكوكب"لتكون مجموعة يشترك اعضائها في " التكوكب"يجمعها

جموعاتهذه حال الم

تضم أعضاء يختلفون في أشياء ويفترقون في أخرى لكن ال بد من صفة مشتركة بين الجميع تجمعهم في مجموعة تسمى باسم بالصفة التي جمعتهم

فجموعة الكارهين للموز سترى فيها الطفل والكهل والشيخ واألمي والمتعلم والرجل والمرأة

صغر وأكبر فالذكور منهم يجتمعون هؤالء االعضاء بعضهم يجتمع في مجموعات أفي مجموعة الذكور وجزء منهم يجتمع مع بعض أطفال اإلناث في مجموعة األطفال ولك بعدئذ أن تتصور ما نستطيع أن نوجد من مجموعات ومدى التداخل بين المجموعات كالتداخل بين مجموعة المهاجرين إلى أوغندا ومجموعة النائمين

اليومأقل من ثالث ساعات في

ويقودني شوق كبير دائما أن أحيد عن المسار كما يحدث اآلن عندما خطر لي فلسفة تكوين األحزاب والجماعات حين يكون المفهوم أن يكون بين أعضاء الحزب الواحد جامع فإذا ما محصت رأيت العجب العجاب ولكني أخشى إن دخلت

يب كبير وإطالة تنسينا من هذا الباب لم استطع أن أعود إلى طريقنا دون تشع مرادنا برغم أن الكالم في هذا وغيره يكسبنا منظورا أكبر وأوسع مختلف

واعضاء هذه " المتكوكبين"نبتون يجعلك تضم نبتون إلى ما مجموعة "تكوكبالمجموعة يكونون أعضاء في مجموعات أخرى أكبر أو أصغر حسب كل صفة

فيهم

وهل أدركت خلو التالزم هل أدركت تنوع الصفات بتنوع الذوات

توضيحات

Page 53: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 53 -

نبتون ضم لمجموعة الكواكب بعد وضع شروط انتساب لهذه المجموعة ألن :أوال القضية ال تخلو من النسبية طالما أنه لم توضع معايير دقيقة كما الحال كثيرا في كل التصنيفات في كثير من العلوم واألداب وكمثال فإن بلوتو لم يعد منذ سنوات

لتكون كواكب المجموعة الشمسية حسب اتفاق أهل الشأن ثمانية كوكبا

والمراد منه المبدأ وال أريدك التعويل " تكوكب"ربما لفت انتباهك لفظة :ثانيا "ككب"عليه فيكفيني فهمك حتى أن أهل المعاجم يرون أن الفعل لهذا االسم هو

ولم يحن الوقت للمزيد من الشرح في هذا

وهو في كل األحوال ال عالقة له planet في اللغة اإلنكليزية "الكوكب" :ثالثا في مجاراة العربية في إمكانية -كغيرها-واالنكليزية تفشل كثيرا " ككب"بمعنى

التأصيل ولكن للتوضيح فإن كان لالسم االنكليزي أصل ذو عالقة بصفة أو تصرف لشيء بأكثر من صفة للكوكب فهو بالتأكيد مباين لتفهم من هذا امكانية تسمية ا

فيه

كان العرب يطلقون اسم الكوكب على غير ما نعلم اآلن أنه يدور حول : رابعا كأنه كوكب )الشمس مما نسميه كواكب وقد ورد اللفظ في القرآن في سورة النور

وقد قيل الكثير في تفسير هذا( دري

" تكوكب"عل ربما كان ما يصدر عن الكوكب من أثر ال عالقة له بالف: خامسا ويكون االسم كوكب تسمية خاطئة ألجسام

.وهذه التبيهات صالحة ، معظمها أو كلها ، ألمثلة أخرى فتنبه

كل مسمى تجد له أكثر من صفة تستطيع أن تسميه بها فالبيضة يمكن أن تسمى المحضونة أو الفاقسة أو باي صفة منها وقد اخترنا اشتقاق الفاعل والمفعول به

ختيار اشتقاقات أخرىوتستطيع ا

والقلب من التقلب والنبيذ من النبذ والخمر من الخمر والضمير من الضمر وكل بالنابض إن صح تسمية ما يفعله -مثال -يتسمى باسم آخر فالقلب قابل للتسمي

نبضا

وكذلك السيف بتار وحسام ألنه يبتر ويحسم

لقارئ ويستنجد طالبا االنتهاء من في القادم ستجد مزيدا من األمثلة حتى يمل ا فصل الدليل

Page 54: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 54 -

مما ادعاه كذلك أهل اللغة أن اللفظ يدل احيانا على النقيضين كالبصير الذي قالوا من هذا الكثير فجعلوا هذا األمر على اللفظ أنه لالعمى ولمن يبصر وقد رأوا

لوا أن فقا"فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه "الواردة في قوله تعالى " عزر"التعزير يأتي بمعنيين متعارضين وقد جاءت هنا للتوقير ولي عودة إلى ذلك إن

شاء هللا ذلك

وهو بالتأكيد ال عالقة له )إذا كان ما يسمى كواكب يجمعها أنها تدور حول الشمس نبتون "كما تجمعها أشياء أخرى فإن الخبر "(كوكب"بمعنى الفعل الذي اشتق منه

تون اتفاقا ولكن القصة لم تنته يصح على نب" يدور

لم حكمت على الخبر بالصحة ؟

ومن قال لك أن نبتون يدور حول الشمس ؟

كل الناس يعتمدون في هذا على قول علماء الفلك وال يجدون غضاضة في الوثوق : فيهم ولن ادعوك للشك فيهم لكن الستغل هذا الخبر أقول

الكذب والجهل: علتان إن طرأت إحداهما على عالم رد خبره

الصادق يجهل أحيانا والعالم بخبر قد يكون كاذبا ومعظم ما يدعى تستطيع التثبت فيه بنفسك لكن بحسن اختيار الدليل

لو أوجدت ما يتأثر بدوران الكوكب حول الشمس كان أثر هذا الوسيط فيك دليال على دوران الكوكب

ها وال يغوص في غازها فيتأثر ما رأيكم بما يوضع على الشمس وال يتأثر بحرارتبحجب نبتون لالشعاع الكوني القادم الى الشمس ويكون اثره فينا او فيما يؤثر فينا

بضوء او صوت أو غيره

هذه عسيرة

ما رأيكم بما يوضع على نبتون فيتحسس كل نهار نبتوني بجزء جديد من سطح الشمس الذي يقابله في دورته حولها

هذا عسير

Page 55: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 55 -

ما يؤثر في جهاز نضعه على كوكبنا فيتأثر بتأثر نبتون بدورانه حول ما رأيكم ب الشمس

إن عسر التأمل في هذا سيزول لو أنا أدركنا أن جميع أجهزة القياس تسير على هذا المبدأ

تجد في بعض خزانات المياة كرة موصولة بقضيب معدني حتى إذا ما ارتفع الماء عها القضيب الذي يحرك سدادا يسد فتحة ينفذ ليرفع معه الكرة التي تطفو فيرفع م

خاللها الماء الصاعد الى الخزان فيتوقف ملء الخزان

لو كان ارتفاع القضيب يغلق دائرة كهربائية ليدق جرس فتعلم أن الخزان امتأل كان األثر مختلفا

يوضع فيه محلول ليقاس تركيز المذاب فيه spectrophotometer جهاز

ن الطيف الشمسي المرئي تردد ضوءلكل لون من الوا

األحمر هو األدنى ترددا واألطول موجة ونقيضه البنفسجي

التردد األكبر ذو طاقة أكبر وعند اصطدام الضوء الشمسي األبيض فإن الجسم ونراه " أحمرا"األحمر يمتص كل األلوان عدا األحمر الذي يعكسه فيكون الجسم

ذي تعكسه ومسألة لماذا هذا الجسم يبدو بلون كذلك وكل األجسام تظهر باللون ال وغيره بلون آخر قضية ممتعة لكنها ليست ذات صلة كبيرة بكتابنا

المذاب في المحلول يلون بتفاعله مع مادة ليظهر لنا لون متوقع من علمنا السابق

تحول إلى تيار كهربائي ( لزيادة الفوتونات)كلما كان اللون شديدا اعطى طاقة اكبر مؤشرا على مدرج نعلم منه تركيز المذاب يحرك

كم أثرا ومؤثرا هنا وكيف تنوعت اآلثار وكيف تم قياس أثر ؟

حركة المؤشر وإشارته على رقم دلنا على مقدار المذاب

أثر في سلوك ( تركيب جديد)المذاب أثر فيما لونه وتأثر فيما لونه وكان األثر لونا مقدار التيار الكهربائي الذي أثر في حركة الضوء نحوه فتأثر الضوء فأثر في

المؤشر الذي أثر في أعيننا

2دلنا عليها الرقم "مل ماء 011مايكروغرام في كل 2تركيز المذاب "فجملة على المؤشر

Page 56: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 56 -

يتدرج أحيانا بل هو دائما يشتد ويتناقص تبعا للمؤثر فيصير له -كما رأيت -األثر .مقدار

واخترنا أن تكون اآللة ما نؤثر فيها لتؤثر كالمطرقة الوسيط يكون آلة أو جهاز والمنشار والمحراث والجهاز هو ما يتأثر فيؤثر فينا

2 وإليكم هذا المثال المفيد التعرف عليه

باالصوات " المحملة"يستقبل الموجات الكهرومغناطيسية (جهاز الراديو) المذياع المراد نقلها واالستماع إليها بالمذياع

راديوية تستخدم دائرة كهربائية ابسطها تتكون من مصدر طاقة " إشارة"إلرسال والهوائي سلك مربوط بإحدى طرفيه " هوائي"ومتسعة وملف و( بطارية مثال)

في الهواء( طليقا)بالسلك الواصل بين الملف والمتسعة والطرف اآلخر يترك

يفصل بينهما مادة لوحان معدنيان المتسعة تركيب ،الشكل البدائي له يكون عادة قليلة التوصيل تخزن فيها الطاقة الكهربائية الستعمالها حين ينعدم مصدر الطاقة

والملف سلك كهربائي موصل ملفوف ولفه له فائدة فإن مر تيار فيه نما مجال مغناطيسي وهذه من طبيعة الموصالت فإذا مرت شحنة في سلك تولد مجال

مع موصل حرك شحناته " تقاطع"ي إن مغناطيسي كما أن المجال المغناطيس

في هذه الدائرة الكهربائية تنطلق الشحنات من مصدر الطاقة ليمر في الملف هذا المجال (لتغير تعجيل الشحنات المارة فيه)فينمو فيه مجال مغناطيسي ( المحث)

يدفع الشحنات المارة لتصل إلى أحد لوحي المتسعة فيزيد شحنها وعندئذ يبدأ المغناطيسي باالضمحالل لثبوت تعجيل التيار واضمحالل المجال المجال

في المغناطيسي يدفع التيار باالتجاه المعاكس ويبقى التيار يتردد جيئة وذهاباالدائرة فيكون التيار صاعد ونازل في الهوائي فينمو مجال مغناطيسي في الهوائي

سي يولد مجال كهربائي يؤثر في أيونات الهواء التي تتحرك فتولد مجال مغناطيوهذا ( المذياع)وتبقى الحال حتى تصل إشارة كهرومغناطيسية إلى المستقبل

" رنين"المذياع نفسه فيه دائرة مشابهة لدائرة المرسل والمطلوب حدوث حالة التنغيم الذي نقوم )بين الدائرتين وهذا الرنين نحصل عليه من تغير سعة المتسعة

)لمذياع باليدبه عندما نتحكم بتردد ا

اإلشارة هذه اشارة كهرومغناطيسة دون صوت مذيع أو موسيقى

م القادم وكنت أود الشرح األوسع ليفهم أكثر القارئين له فألأعرضت ال تكلف نفسك كثيرا في فهم هذا المثل ظنا منك أنه عائق لفه

عن هذا في النهاية وحتى أني لم أدقق في المثال خشية الغلط ألني قد نبهت سابقا إلى ان المراد من األمثال هو اإليضاح وليس لتقديم معلومة

Page 57: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 57 -

لنحمل صوتا على اإلشارة نحول صوت المذيع في محطة اإلرسال إلى تيار يتداخل مع التيار في الدائرة فيشوه اإلشارة فتنتقل اإلشارة مشوهة عبر الفضاء فتصل

يسمع بالسماعةمشوهة فيقوم المستقبل بإعادة التشويه إلى صوت

أو (AM)أو بسعة موجة التردد ( FM) التشويه احيانا في تردد التيار في الدائرة بطور الموجة كما في اجهزة التحكم عن بعد

كم أثرا وكم مؤثر وكم نوعا وشكال بل أن تشويه األثر كان له نفع وأثر

أحيانا ذلكاخترت االكثر غموضا أعلم أني أكثرت األمثلة وربما

"الزرنيخ قاتل"ما القول في جملة مثل

ال يقتل آخرا فإن إنسان قد يقتله مقدار من الزرنيخ

فهو قاتل بشروط

مقدار ما يعطى منه والكائن الحي الذي تناوله وغيرها

يتسنى للقائل في علم معين أن إن هذا ألن في الجملة مكمالت اتفق عليها و بها يطلق الحكم

ك إن قلت هذا الكالم في كتاب علم سموم اتفق أهله على تعريف القاتل من فإن (النسبية في العلم الواحد)السموم ووضعوا شروطه ابتعدت الجملة عن النسبية

ملغرام أدى إلى وفاة الضحية ما إذا أعطي بمقدار -مثال-فيقولون إن القاتل هو المادة الفالنية قاتلة فهو قاتل في في مدة تقل عن عشر ساعات وعندئذ إذا ما قيل

تماما كما أن في الفيزياء تكون درجة حرارة غليان الماء( الظروف)هذه الشروطوال يذكر معها مقدار الضغط الجوي ونقاوة الماء وعوامل أخرى تغير هذا 011 الحكم

وهو ال يخطر في ذهنه كل هذا" الزرنيخ قاتل"ولكن كيف ألعرابي أن يقول

بية الصحيحة ال تقول هذا بل تتعامل مع الجمل بطرق أخرى لم يحن الوقت العر لتناولها

هذا يقودنا إلى مسالة أريد التقديم لها هنا علنا نعود إليها

Page 58: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 58 -

إن قرأت كتابا عن الحج فليس غريبا إن يبدأ بالمعنى اللغوي واالصطالحي للحج الصفا.......الطواف ........... هو الركن: واصطالحا القصد: الحج لغة : فيقول ........

من أسماء ال تفهم إال ال شك أن الحاج يفعل هذا لكن هذا يجعل ما ورد في القران يعرفنا بذات كل اسم ويضع جسما لكل اسم بوسيط

وهذا يخالف أن يكون القرآن كالم عربي مبين ميسر للذكر بفهم من يفهم من عرب ذاك الزمان

؟لماذا أحيانا يذكر الحج مقرونا بالبيت : ولكن السؤال

"فمن حج البيت أو اعتمر"و " وعلى الناس حج البيت "كقوله تعالى

إن كان للحج معنى اصطالحي واحد فلماذا يقرن بالبيت

سينتهي الكالم في فصل الدليل لكن الكالم في الدليل لن ينتهي وسيمر بنا حين االحتياج إاليه

فصل جديدنحن داخلون إلى

يستدل الناس في أقوالهم على أشياء يرونها ادلة

تسمع كثيرا قال العالم " دينيا"واحد مما يستدل به هو قول فالن فإذا كان القول كذا وكيت:الفالني

الماللي

واألدباء " المفكرين"ما سيقال في الماللي يقال شبيه له في الخطباء والدعاة و والكتاب والوعظ و حتى السياسيين

.واتخذت الماللي نموذجا ألن األغلب يتأثر بقولهم

Page 59: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 59 -

كم واحدا اشتكى من تعدد الفتوى والمرجعيات واآلراء والمذاهب؟

ال ينكر التعدد إال من لم يعش بعد

فهذا له أتباع وذاك له أتباع

وهذا يفسق ذاك وذاك يبدع هذا

آخر في المسألة نفسها" عالم"حكما يحكم بغيره " معال"ونسمع من

"الفقه"كما طال " العقيدة"واألمر طال

ما الذي يجعل أتباع هذا ال يتبعون ذاك ويصغون إلى فالن ويعرضون عن فالن

ألن هذا أعلم من ذاك: قد ينبري تابع ليقول

كيف علمت ان هذا أعلم من ذاك :ونسأله

خير من كالم ذاك ألن كالم هذا: فإن قال

وكيف حكمت وأنت مقلد تابع: نقول

فالحكم أن هذا أعلم من هذا يستلزم أن تكون عالما بل أن تكون بعلميهما أو أكثر فإذا كنت كذلك فلم أنت مقلد ؟وقد بلغت علميهما وما نوع الكالم الذي حسن عندك

من هذا وقبح من ذاك

فق للكتاب والسنةكالم هذا موا: وقد يتحاذق متحاذق فيقول

لم تكن محتاجا أن تنتظر من يقول لو كنت تعلم ما يوافق من القول الكتاب والسنة كالما يوافق الكتاب والسنة

.لقد ناولتنا بهذا رأس الخيط

كنا نحسبك على خير:أما لو أنه قال أن كالمه موافق للعقل قلنا له

تاب والسنةالموافق للكتاب والسنة يتطلب معرفته علما بالك

قال هللا وقال الرسول:يقول يكفي أنه يقول

Page 60: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 60 -

ومن قال أن ما يقوله من حديث صحيح ومن آية أو حديث دليل على ما : ونقول يريد االستدالل له وليس استدالال في غير محله

أرجعتنا إلى حيث بدأنا:نقول . هو عالم : إن قال

إن صح كان دليال على غير ما حديثا صحيحا يظن صحته ف" العالم"ربما يورد أراد

عليه وكم سببت لي غصات وكم من اآليات احتج بها على غير ما دلت

ال نزال ال نعلم لماذا يتبع فالن وال يتبع فالن ؟

لماذا يوثق في عالم ويعرض عن آخر والواثق والمعرض مقلدون أتباع لم يبلغوا أو ترجيح فتوى على فتوى فهذا فالن " أعلمية"من العلم ما يجعلهم يحكمون على

الحكم إن تأهل له مقلد كان اولى باالتباع ممن يقلدهم

يلجأ الجهالء في الحكم إلى وسائل وعالمات يأنف بعض األطفال منها

كجمال الطلة وطول اللحية وبحة الصوت وكثرة االتباع ونحيب المتبوع وعلو الصوت وما يظن أنه من أمارات الصالح

فما السبب غير هذا إن لم يكن هذا وال تعجب

الثقة ؟

ومن أين جاءت الثقة وما الذي قادك إليها

إن اشترط البعض شهادة جامعية أو تزكية الشيوخ لم تحل المسألة بل زادت اشكاال

أوليس كل صاحب هوى او رأي يمنح الشهادة لمن تابعه على هواه في جامعة أسست لتكون على نفس العقيدة والنهج

يحرم التبرك بقبور الصالحين سيقبل رسالة ماجستير تسرد أدلة -مثال -فالذي تحريمها

والذي يجيزها أو يوجبها سيجيز رسالة تسرد أدلة تجيزها أو توجبها

لتتخذ كل " عالم"و" عالم"وهكذا األمر في كل ما فيه خالف عقدي أو فقهي بين يتبع أصولها ويكون من يرى غير جامعة لونا وتدعو إلى عقائدها وينجح فيها من

ذلك منحرفا ال يستحق النجاح

Page 61: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 61 -

التي لكل فرقة لها فيها " الفقهية"و" العقائدية"وال حاجة في سرد مئات المسائل رأيا وقوال مما يعلم بعضه مرتادو المساجد أو متتبع لفتاوى الفضائيات

ين إلى نرجسية وال يستغرب أن يتحزب كل تابع إلى متبوعه فقد صار األمر من د تابع

فكما أن بعض الناس يبحث ويجمع ما يخصه مما يميزه عن اآلخر ليبني عليه أنه فريد

كبرجه ولونه المفضل وطعامه المفضل وناديه المفضل ويتخذ له رقم حظ ويوم ...... وأنا.......... أنا : ليجلس في جمع ويقول ...و...محببا و

خمس ساعات ، أنا أحب زهرة البنفسج ،أنا أحب ، أنا أكره ، أنا أنام

أو )أنا أستمع : يجلس ويظن أنه مركز الكون ويتحدث ليرضي نرجسيته فيقول وهللا ال يكادون يعلمون على أي مذهب أو بالشيخ فالن ومعظمهم...( أحب أو أثق

عقيدة شيخه هو، هذا إن تغاضينا عن طامات أقواله التي تمر على أسماع التابع سم ظانا فيها خيراوهو يبت

ومن أدلة هذا أنك لتجد من يستمع إلى شيخين أحدهما يرى اآلخر على ضالل مبين والتابع هذا يطرب على كل لحن وقد يتصنع الفهم وأنه أحاط بما قيل وعلم

المراد واستطابه ألنه علم أنه حق

أو ضمه صار اختيار الشيخ كاختيار ناد كروي لم يعجبه فيه إال اسمه أو شعاره لالعبين يظن أنهم أكفاء

العلم يحتاج صحة وداللة

بل رأيتها (ويقال أن أصلها فارسي)ال يقصد منها االساءة إلى أحد" الماللي"لفظة أناروا " علماء"وال يخلو زمان من " المشيخة"جامعة لكل من تصدر للفتوى و

للناس طريقهم

" غلب فالن فالنا"أو "أقوى حجته"أو هذا " هذا أعلم من هذا"إن الذين يقولون وهم لم يغوصوا فيما غاص فيه اإلثنان فإن مثلهم كمثل رجل ياباني ال يفقه من الفرنسية شيء فإذا ما سمع من يعوج لسانه من المتخاصمين أكثر ومن عال

صوته أو من غنغن عباراته أكثر حكمت له أن فرنسيته أفضل

قاء المنظومة كما هي متبوع واتباعأعلم أن هذا الفصل يغيظ من ينتفع من ب

متبوع يقود الناس كقطيع أغنام

Page 62: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 62 -

اتبع ما يقوله بدليله وأنظر في دليله:إن قال محاورك

لقد كنت خيرا من غيرك لكن سيبقى في نفسك من هذا شيء: أقول

العالم أدرى بلغة العرب وأسباب النزول والناسخ : فأمثالك يحدثون نفسهم ..........ام والخاص والمطلق والمقيد ووالمنسوخ والع

ليس كلهم كما تظن فمنهم وهللا ال يحسن تالوة آية أو كتابة سطر فصيح: أقول

أما من امتلك منهم العلم الكبير فمنهم الكذبة وأصحاب الهوى ومنهم من يأكل بدينه أو يبيع آخرته بدنياه

أراك تطلق أحكاما دون بينات: فإن قال قارئ

إن قلت هذا فقد اتفقنا فلنمض: ل أقو

تصنيف وضع لإلفهام ليخدم فكرة )أي مسألة تظنها فقهية تحتاج نوعين من العلم )كأي تصنيف

.العلم بالحكم الشرعي والعلم بالمحكوم عليه

الحكم الشرعي حصره المشتغلون فيه في

والمكروه( ما يثاب فاعله)والسنة ( الحالل)الواجب والحرام والمباح

قد تجد في كتب بعض من هذا أو كله أو قد يدرج واحد منهم في غيره و نجد أحكاما أخرى تطلق على مسألة أو شخص ولكن المهم أنها أحكام

حكما( كغيرها)فقتل الضفدعة تحتاج

....(حالل أم حرام أم واجب أم ........... )ما حكم قتل الضفدعة؟

الحكم يستمد من أحد مصادر التشريع

الجميع متفق على أن الكتاب والسنة أعظم مصدرين فيهم وبعدها يفترق الناس

منهم من يضم إليهم اإلجماع والقياس واالستحسان والمصالح المرسلة والعرف وعمل الصحابة كلهم أو بعضهم

Page 63: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 63 -

ما يحتاج المستفتى علما بحكم هذه المصادر على قتل الضفدعة

قتل الضفدعةوهو نص من آية أو حديث تحكم على

أو قاعدة أو حكما من المصادر األخرى على قتل الضفدعة

هذا العلم األول

(وقتلها)النوع الثاني من العلم هو العلم بالمحكوم عليه ؛الضفدعة

ومما ال يعلمه ............قد تحتاج معرفة ببايولوجيا الضفدعة وسلوكها ونفعها وفكيف بأحكام في كل ما يخطر على إال أهل اختصاص وهذا في الضفدعة وحدها

قلبك فما حيلة المسؤول في هذا

ما ينبغي أنه اتضح أن الفتوى حكم وليس خبرا عاديا

وكي تخرج بحكم تطمئن له فأنت كالقاضي قد تستعين بمترجم وطبيب ليدلي برأيه العلمي وأمرأة تقول ما تعلمه من شؤون النساء في قضية تحتاج علما في

.............ي ليدلك على نوع السم المستخدم وشؤونهم ومخبر

وأعلم أن غالب ما ال تدريه من أمور دينك هو مما اختلف فيه وإن ما تعلمه هو المتفق عليه بينهم مثل ما بني عليه اإلسالم وحرمة الزنا ولحم الميتة والدم وأكل

............مال اليتيم والكذب وشهادة الزور و

هل " "هل هذا ميتة "فيه عمره نحو " العالم "غير ما قضى والخالف سيظهر في وغيره مما ال يلتمس في كتاب وسنة" هذا كذب

في الكتاب -بإذن هللا -التفصيل في األحكام الشرعية ومصادر التشريع سيكون الثالث وأعلم أن ما قيل ليس شاف للصدور

الشرعية ولم تشمل أنت قصرت كالمك على الماللي واألحكام: ربما سأل سائل الفكر والفلسفة والمدارس والمذاهب الفكرية بهذا

ألن األديان لها ميزة عن غيرها من الفلسفات الوضعية ال يتسع المجال :أقول لذكرها هنا على أهميتها

ومع هذا ، فإن األفكار الفلسفية والمدارس الفكرية من الهشاشة والضعف ما وأسسها محطم لها دون عناء يذكر وال أريد يجعل تناولها من ناحية بنيانها

اإلستقواء على ضعيف

Page 64: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 64 -

فهي باألصل غير متماسكة وليس لها بنيان ومنطلقاتها هزيلة وهي فوق هذا ال يجرؤ أصحابها على اإلدعاء أنها محيطة بكل جوانب الحياة لتعلن استعدادها بذلك

للصمود أمام مساءلة وتمحيص دقيق

وال لسفي يجعلها جديرة بأن تكون منظومة يتفرع عنهاوهي فاقدة ألهم جانب فاستطيع قول المزيد خشية التفرع إلى قضايا تحرفنا عن سبيلنا وربما جاء وقت

للتطرق إلى بعض عيوب المدارس الفكرية والفلسفية

ولكننا ال نزال نعني تلك المدارس ومنظريها وكتابها والداعين إليها في كثير مما "الماللي"نا نتحدث عن سنقوله وإن ك

تقيا" المال"فأنت أحوج إلى أن يكون " مال"وكما أنك تحتاج إلى علم

فقد يعلم من تستفتيه الحكم الصحيح لكنه يكذب لغرض أو هوى أو انتصارا لمذهبه أو كرها في مذهب آخر فيدلس على الناس ويلوي أعناق النصوص

والتهم فيما يخص مسألتك من كن كالقاضي يجمع من اآلخرين شهاداتهم ونقصحة ... معنى لغوي... حديث)نصوص حاكمة ونصوص عن المحكوم عليه

ولن أزيد على ( الخ....أثر محكوم عليه في محكوم عليه آخر ... حديث جرح راو هذا حتى يأتي وقته

"الفقهية"وما يقال في المتبوعين يقال مثله في المذاهب

لد فيختار أو يختارون له مذهبه دون مسوغ أو والمضحك المبكي أن اإلنسان يو ترجيح ليكون األمر مرة أخرى كتشجيع النوادي الكروية

يولد البعض ويموتون وال يعلمون مسألة واحدة شذ بها مذهبهم عن باقي المذاهب

ما الذي يجعل فالن شافعي واآلخر مالكي أو حنبلي أو حنفي

أن أحدهما خير من اآلخرهل بحث في المذهبين أو المذاهب فعلم

من فعل ذلك صار عالما بل وجديرا أن يكون صاحب مذهب

وإن غاص وبحث في كل المذاهب ليختار مذهبا فهل في كل المسائل أصاب مذهبه فيها ليختاره

وتوحد أهل كل ( آراء وأحكام)هذا إن صح كل ما نسب إلى المذاهب من مذاهب مذهب على قول واحد

Page 65: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 65 -

أن الدليل المحجة ليس الكتاب والسنة وإنما قول فالن ومذهب فالن كل هذا سيعني كذا حرام وكذا : المذهب الفالن يقول "و " قال فالن"لينتشر بين الناس القول

" حالل

قضية وخبر وككل خبر تحتاج إلى دليل" كيت مباح "أو " كذا حرام "إن القول

خطب ومواعظ فيها اثنين أو إن ما يفعله بعض الشيوخ والماللي ما يلقونه من ثالثة من اآليات واالحاديث منها ما هو ضعيف أو ال يدل على ما يريد أن يستدل له والسامع بين من ال يعلم بهذا أو كان قد علم فارتاب من نفسه وما عدا

النصوص فحشو زاد األمة تيها وأبعدهم عن الصواب

اء واألدباء والدعاة ومعه الخطب)الذي في قلبه مرض " المال"إن سالح بعد تأمل -أسلحة رأيت لتصدير ضاللته ولسحر المستمعين..( و" المفكرين"و

ال يعلم مستخدموها بها وإنما يستخدمونها دون قصد )منها اثنين مهمين -وتفكير (معتبر

إطالة الكالم وحشو العبارات ليتمكن دون أن يشعر السامعون من اخفاء :األول لما طال الكالم تشتت ذهن السامع وأصبح عسيرا عليه ربط السم في العسل فك

الكالم واألفكار ببعضها ومقارنة المقدمات بالنتائج فيلجأ السامع المسكين في - بعد أن عجز عن التمحيص فيه -النهاية إلى معايير ساذجة للحكم على الكالم

كالم بأنه حقكتعابير وجه المتكلم وحالوة العبارات وفصيح اللغة ليحكم على ال فالكالم الكثير خير مخبأ للباطل

وبعد ترنح السامع يعطيه الضربة القاضية بنتيجة وخالصة وحكم فوهللا لو أن سليم الفهم دقق فيما قيل رأى من الشيء ونقيضه الكثير

الكالم أوالخطبة أوالمقاالت الطويلة مرتع يخنس فيه الباطل ويخفي التناقض والسموم

هذا كثرة االنتقاالت الفكرية والصورية وتنوع األساليب بين سؤال وحكم ويزيد من وإلزام واختالط النص الشرعي مع عمل العقل والقصص مجهولة السند واإلثارة

العاطفية والمغالطات العقلية

إن طول صالة : وأود هنا أن أتشرف برواية قول النبي صلى هللا عليه وسلم ن فقههالرجل وقصر خطبته مئنة م

أريد منك أن تفكر في كثير مما تراه اآلن ورأيته مما له صلة بهذا

"االستدراج"ما سأسميه :ثانيا

Page 66: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 66 -

ما البيت ؟: عندما تسأل رجال

يبدأ بالشرح والكالم عن البيت

مثل البيت يعيش فيه اإلنسان ليقيه البرد والحر والمطر )بعض من كالمه تعلمه مثل للبيت أساس يصنع من )وبعضه مما ال تعلمه .(...........وفيه غرف ويباع و

كذا ويوضع في من الرمل كذا والجدران ال بد أن يصيبها ماء في الوقت الفالني أو (أي من المعلومات التي شاء هللا أن ال يعلمها السائل

لتعلم منه ما ال تعلم -إن كنت ال تمتحنه -ومن المؤكد أنك سألته

ما ما ال تعلمه فكيف تعلم أنه مصيب وصادق فيهما تعلمه فأنت تعلمه أ

يستطيع الكذب عليك (األشياء التي ال يعلمها السائل)في هذه المساحة

ولكنه ال يعلم كل ما تعلم وما ال تعلم

وعندما تسمع منه ما تعلمه أنه موافق لما تعلمه فإنك ستثق فيما يقوله فيما ال تعلمه

لثقة بعلمك أو عارضت بعض ما قال وكان محل ثقة وربما إذا سبقت الثقة بعلمه ا أو رجحت لمرجح فستسير األمور على ما يهوى

هذا ما أراه كثيرا ممن يجلسون الساعات الطويلة يستمعون إلى ما يظنون أنه درر ( وهذا المتفنن في التلبيس)تخرج من فم الخطيب أو الواعظ حتى أنك ترى بعضهم

رضه حتى األطفال يغري به السامع ليخوض به بحر يبدأ بمقدمات وكالم ال يعا مالح أجاج يستطيبه السامع بعد أن فقد لسانا يتكلم به ويتذوق

وهذا كله إن كان بمقدور السامع أن يعارض أو أن يفكر أما كان التعصب والتقليد فليمد الخطيب رجليه

هذان أسلوبان وقد تجد أساليب أخرى

ألمر اعجابا شخصيا أو تأثرا أعمىلكن الطامة األخرى أن يكون ا

فيكون مثله كمثل الداخل إلى معرض رسوم سيريالية يقر أن ال دراية له في هذا الفن ولكنه يبدي اعجابه ويتصنع انبهارا بصورة ألن فالن رسمها وربما كان

المصور قد تعمد إفساد هذا الفن

يصحح وينصح ويسدد لكن ال يزال في هذه األمة الخير وال يزال يولد فيها من ويقارب وإال ما حفظ هذا الدين

Page 67: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 67 -

وكلما أوشكت االمة أن تقع فيما وقعت فيه من سبقتها خلق هللا لها من يحاول انتشالها ويعاني ما يعاني أو يكابد ما يكابد من أقوام يحتجون بآبائهم أو منافعهم

أو شكوكهم

" األصول والعقائد "نما في وحده وإ" الفقه"يعلم القارئون أن االختالف ليس في وهذا أخطر

سأترك الكثير لقوله في كتاب آخر وهناك سنبسط الكالم فيما على المسلم فعله وما تقديمه ومعها مراجعة في أصول الفقه وآالته" العلماء"على

واخشى أن يتبرأ " تبعنا سادتنا فأضلونا:"احرص أن ال يكون جوابك في اآلخرة "ربنا أرجعنا نعمل صالحا"وال رجوع حين تقول الذين اتبعتهم منك

"اعرف الحق تعرف أهله"وعليك بتأمل كلمات تختصر الكثير من الكالم

وأنت على هذه الحال كيف تقيس صحة قول القائل ؟

إن قال قائل ما تجهله فكيف تحكم على صحته صدقا وصوابا

بماذا تزنه وبماذا تقيسه

ما يوافق الكتاب والسنة بمقدار: من عرف اإلسالم يقول

ولتعلم أنه موافق للكتاب والسنة عليك أن تكون عالما تحكم بأن هذا القول موافق للكتاب والسنة

عليك أن تعرف لغة العرب وأسباب النزول وتخريج الحديث والحكم عليه أو أقوال األئمة فيه والكثير من أدوات االستنباط وأوجهه

قال لك ولكنأو تكون مقلدا تقبل ما ي

إن تعارض قوالن فكيف ترجح وهذا يحتاج علما أكبر

الكثيرون يقولون أزنه بعقلي وهذا وهللا من الجرائم الكبرى

فالعقل ال ضابط له واألفهام تتفاوت والحكم على الشرع بالعقل تقديم لغير الشرع على الشرع وهو بعد ذلك عرضة لألهواء والرغبات وأهل العقل متفرقون في

مدارس وعقائد والكل يدعي إطاعة العقل

والنصوص التي تحذر من تسلط العقل وطاعته كثيرة وليس الدين بالرأي وإال فما الحاجة إلى تشريع ؟

Page 68: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 68 -

................... واألهم من هذا

ما هو العقل ؟

سنمر على هذا

وقد قلنا أن العلم وحده ال يكفي فقد يكذب العالم ويضلك

يدفعه للصدق فإن أشياء تدفعه للكذب فهو وسط محيط من اآلثار فإن كان شيء واالعتبارات وقد ينتصر أثر على أثر فيطلق الكالم أو اإلجابة عن سؤال فيصدق أو يكذب وهو بشر وامتالك العلم ليس حصانة من الكذب والتدليس والتضليل وإال ما

سمعنا عن من حرف وبدل وأضل من علماء منذ خلق آدم

المال وخوف الفقر وخشية السلطان والتعصب للنفس واألهل والعشيرة فحب والقبيلة دوافع وبواعث ال يقابلها إال خشية هللا التي إن قويت قال صاحبنا الحق

ولو عاداه كل الناس وصلب وشرد

بعض العلماء يتصرف كالمطربين وممثلي المسرح يتفاعل مع تفاعالت الجمهور جمهورلقوله فيقول ما يرضي ال

ولكن من يمثل اإلسالم ؟

ال أحد يمثل اإلسالم: سيقول البعض

تستطيع أنت وغيرك أن يمثل اإلسالم: سأفاجئك وأقول

كيف ؟

بأن تكتفي بقول النص اإلسالمي

أنت تمثل اإلسالم حين تنطق بنص من القرآن وصحيح السنة وحالما تقول أو تزيد عليها ما ليس منهم عزلت من منصبك

الرجال : فإنك مثلت اإلسالم ولكن إن قلت .الرجال قوامون على النساء : إن قلت فقوامون كثيرا على النساء ،أو الرجال قوامون على النساء كلهم أو الرجل قوام

فإنك لم تعد تمثل اإلسالم.......على المرأة أو الرجال أفضل أو الرجال أشجع أو

وهو النبي "اإلسالم فإن أكملت كأن تقول فأنت تمثل"محمد رسول هللا "إذا قلت فإنك بهذه الزيادات ال تمثل اإلسالم.."الذي كذا وكذا

Page 69: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 69 -

في " كل يمثل نفسه"كنت قد كتبت فصال من كتاب لم ير النور وسميت الفصل تفصيل في هذا لكني أرى أن ما قيل يغني

فأنت تمثل اإلسالم" إنما األعمال بالنيات" إذا قلت

.... دون قال رسول هللا أو عن عمر عن! هكذا : حدهم وسيسأل أ

لك أن تقول النص القرآني أو النبوي الصحيح طالما تبنيته شريطة أن ....نعم أنا ربكم األعلى أو ادعوني استجب لكم: تراعي سياقه وموقعه فال تقول

والقيود ربما ضبطناها في موضع آخر

يمان بها تبنيها لكن ايراد مصدرها منوط ففي األخبار من هللا ورسوله يقتضي اإل بتبيان حجيتها

أي تصرف في النص تظن أنه ال يغير المعنى فأنك تحرفه من قوته وصحته إلى " إنما أموال فالن"كأن تقول -مثال -اجتهادات وظنون بشر إال اللهم أفراد جمع

"....... إنما أموالكم"مستندا إلى قوله تعالى

سبق بعض ما يستدل به وهو أقوال البشر عالما كان أم متبوعا أو تناولنا في ما مرشدا

"العقل"في القادم سنرى شيئا آخر يستدل به وهو

العقل

الكتاب الذي بين يديك هو وليد لكتاب بعيد المضمون واالسم حذفت منه أشياء إن شاء هللا و كان محوره دور العقل حتى ربما كتبت بعضها في مواضع أخرى

تشعب الكالم فكان لزاما توسيع الكتاب وتغيير اسمه

لفظ العقل تنطق به ألسنة الكثيرين

بل أن من المديح أن يقال فالن عاقل أو ذو عقل راجح وعد من يستعين بعقله نقيض لألحمق والسفيه والمتهور

Page 70: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 70 -

ج بناتهم ولشركائهم وألصحابهم ألزوا" الحكماء"ورجاحة العقل صفة يريدها ومن يخالطون هم أو أبناءهم

الفالسفة يقدسون العقل والمناطقة يجعلونه أداتهم والمتكلمون يحمون به والعلمانيون يجعلونه معصوما والملحدون يعبدونه

وكي ال يقال أننا اجتررنا من السابق سنخضع العقل لما كنا نتحدث فيه

مل دون اتفاق على معانيها ونحن نخشى أن يكون معنى العقل كمئات الذوات تستعالقوة أو الشجاعة أو طعاما أو -مثال -العقل غير ما نفهم فتكون رجاحة العقل

......(وكذلك الذكاء و)غيرها ونحن ال ندري

"يعقل"العقل كغيره اسم جاء من فعل

"عقل الدابة" –مثال –تأتي حين نقول " يعقل"و

ولماذا نجعل إحداهما مرجعا لألخرى ولماذا ال نقول أن عقل : سأل ولكن سائال إن لإلنسان" يعقل"الدابة من فعل

لكم أن تسألوا ولي أن أرجئ اإلجابة إلى حين

الدابة تفهم بربطها كي ال تفلت" عقل"

: كثيرا ما أكون بين أمرين

ت كما أننا مسايرة الناس في فهمهم لالصطالح فنكون بهذا قد وضعنا اسما لذا نسمي وليدا جميل وهو ليس جميال

أو نعيد الناس إلى المعنى الذي ال بد منه كي ال يحدث لبس

لكن إشكاال يبرز

هل العقل كالوليد الذي له يد وساق وعين

ال أحد يزعم مسك العقل بيده فيقول هذا عقل

"مصدر"صيغة يسمونها " العقل"صيغة لفظة

"ضرب"كالضرب من

قد يمسك بشيء من آثار العقل ويصح ان يقول هذا

Page 71: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 71 -

"الضرب"حد يمسك بوال أ

قضية اإلمساك للتسهيل وإال فهي ليست علمية بحتة

" الصواب"كل الناس إال من ال أعرف ترى العقل آلة أو جهازا أو يدلهم على والنافع إن أرادوه وينجيهم من الضار والمهالك

ما هذا الشيء وكيف يعمل ؟: ولكن إن سألتهم

ما هذا الشي؟

سيجيبونك بأنه العقل

فلن يجيبك أحد إال خلطا وإخبارا بظنون مع حك " كيف يعمل "ما غير هذا نحو أ الرأس والتنطع وتقطيب الحاجبين لعل الدم يجري أكثر فوق العينين

ولن تنفعنا طالما أن المعنى ولن تنفعنا المراجع طالما أن المعتمد ما يفهمه الناس غير ما يجب أن يكون

!يجب أن يكون ؟

!بطاعتك في اختيار األسماء للمسميات ؟وهل تلزمنا

. نحن نتكلم بلغة معانيها تنضبط بالغرض الذي أجله نتكلم

بين المتخاطبين فضعوا للمسميات ما " ورموز"و " شفرات"إن كان األمر تشاءون من أسماء واخبروا المتحدثين بهذه اللغة عن معنى كل اسم وضعتموه

اع مليوني أو ملياريوعن السياق والظرف والشروط في اجتم

وهذا مع استحالته غير كاف

في الحقوق بين الناس ال بد لألمر من ضابط

أما فيما له عالقة بمن هو ليس ملزم بما اتفق عليه كل الناس فالحاجة للضبط أشد

إن لم يكن للغة ضابط لن نفهم وثيقة كتبت قبل مائتي عام ولن نفهم من القرآن ا ولن نلزم أحدا بما قال حتى يضع ختمه وبصمته على تذكرة وال من السنة حكم

وثيقة تمتد من األرض إلى الشمس فيها لكل إسم معنى تواطأ عليه كل من عليها" يبصم"و" سيختم"

Page 72: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 72 -

عندما دخل العقل كمصدر للتشريع عند البعض صراحة وعند آخرين بشروط خادعة كان لزاما أن نرى أصل ذلك وأين تسلل العقل إلى الدين

مما ال يترك فرصة لمن يريد -وهلل الحمد -في الكتاب والسنة " العقل"وردت تطويعه ألغراضه

ما هذه اآللة التي تخلق األفكار وتختار الصحيح منها

يخلق األفكار واالحكام من العدم فأين وقود هذا العقل " عقال"إن كانوا يريدون وأين خام األحكام واألفكار التي يصوغها العقل

في اإلنسان ما يتعامل مع المعلومات سموه ما شئتم

إن اإلنسان يعيش وهو يجمع معلومات فيتيقن من بعضها ويشكك في أخرى ويرمي ما يعلم أنها باطلة

هذه المعلومات ضرورية كي يعيش

وإال فلن يخشى نارا ولن يتجنب رجل وحشا ولن يحذر أوالده من ابتالع األدوية خبيردون استشارة

إن من المعلومات ما ال تشعر بأهميتها ومن المعلومات ما يرافقك طوال حياتك ما يعين على فهم أخرى( إن لم يكن كلها)ومنها ما يحذف ومن المعلومات

كيف فهمت من اهتزاز الشجرة أن الريح هبت لوال أنك تعلم أن الريح تهز الشجر بظروف وشروط

حارة من رؤية شجر موز تعلم أنها تنمو في وكيف فهمت أن هذه األرض منطقة -مثال–المناطق الحارة

وستعلم ال حقا أن الخبر أمر بلفظة خبر

بالبقاء في البيت -مثال -يأمرك " المطر نازل"فإن مخبرك بأن

ومخبرك أن ألغاما في األرض يأمرك باألبتعاد عن هذه األرض

يأمرك أن تعطيهوربما كان مخبرك أنه ال يملك قوت يومه إنما

Page 73: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 73 -

"أمر"ربما استفزتك لفظة

من األعلى إلى األدنى -كصنف من األفعال-ليس كما يضعه أهل النحو " األمر"

كيف يأمر " سيد الشهداء حمزة ورجل قام غلى سلطان جائر فأمره ونهاه " سلطان وهو دونه واألمر يقبل معكوسا

" أريدك"تقال ب:وتعال

ال نعلمها لمعلومة وقد يكون األمر

"نم"فإن قيل لك

إن كان قالها ليتمكن من النوم بنومك أم ليستحم ويضع -وأنت ابنه -ال تدري أم....البخور أم ليطرب بشخيرك أم

من األمر" العلة"هذا جعل الكثيرين يبحثون عن

إن كان من علة مذكورة فخير أما لم تذكر ويذكر أنها علة فما سبيلك للعلم بها

"إني قد نهيتكم عن زيارة القبور أال فزوروها فإنها تذكركم باآلخرة "حديث في ال

هو التذكير -إن كان واجبا -هذا يفهم منه البعض أن علة األمر بزيارة القبور . باآلخرة

.األسلم أن تطيع ألن المطلوب تنفيذ األمر وألن عصيان األمر معاقب عليه

فما ستفعل سوى أن تطيع -بد من علة لكل أمر إن كان ال -أما إن لم تعلم العلة

.المشكل األكبر أن تخترع علة

؟ قد يأمر آمر بأمر لمعلومات يعلمها وال تعلمها فال تعلم لم أمرك

بدال أن يجلس ليشرح لك ساعات ويخبرك ومنه ما يحتاج إلى دليل

ما يجب يفكر هو ويختصر ويلخص ويأمر بما يراه األسلم واألحكم والمناسب ل .اتخاذه حيال المعلومات

الخبر أمر بوجود أخبار أخرى واألمر يصدر نتيجة وجود أخبار

ألمر ينتج من العلم بمعلومات كثيرة بعضها يعلمها المأمور وبعضها ال يعلمهاليس هذا فقط فا

Page 74: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 74 -

واألخبار تعينك على فهم أخبار أخرى

وسنعود لهذا إن شاء هللا

نعود للعقل

نحن نتفاهم ونتخاطب بلغة القرآن والسنة وبعيدا عن أصل اللغة فإنك ما أن قبلت استطعنا المضي بهذا

"اعقلها وتوكل"في في السنة "عقل" وردت

"عقل"هل يصح هذا المعنى مع المعنى الذي يريده من يقول

من فعل اإلسم وال دليل على معنى وضعه من -أو على األقل أقوى-ال دليل غير يطاع فيه إال المستقى من لفظه إن لم يرد شرح مفصل ممن يأمر

دون بشعر الجاهلية وآي القرآن وأهل اللغة يصولون ويجولون ويعودون فيستشه والسنة

لم ينقل لنا معان ألفعال لغة العرب ولم يفوض احد بوضع معنى لكل فعل أو أسم ومن يفوض يفوض على ماذا وما دليله؟

إذا تنازع القرآن مع أهل هذا الزمان فلمن الترجيح

الموتى ويريكم آياته لعلكم كذلك يحيي هللا فقلنا اضربوه ببعضها" قال تعالى

."سورة البقرة(. )تعقلون

نهم يسمعون كالم هللا ثم أفتطمعون أن يؤمنوا لكم "وبعد آيات وقد كان فريق م

فونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون سورة البقرة(. ")يحر

رض "وقال تعالى وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان متجاورات قطع وفي األ

لك ل بعضها على بعض في األكل إن في ذ وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفض

"قلون آليات لقوم يع

وغيرها الكثير

هل تفهم منها أن العقل آلة تنتج عقائد وأفكار؟

أم أنه أقرب للمستقبل منه للباعث؟

Page 75: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 75 -

أليس كأنه قفص يحبس أي طائر يدخل فيه أو مصيدة؟

"فتكون لهم قلوب يعقلون بها" –مثال –كما في

هل من المناسب أن نجعل فعل اإلسم هو المعتمد

"الصفاقة"من –مثال –سلكنا هذا فعلينا أن نقول أن التصفيق لو

...... إي وربي

فإني أرى أن التصفيق يجعل من يطلبه بحركات أو كالم وتنميق واصطناع وعناء

صفيقا

وال تخش إن ربطت اإلسم بمعنى فعله شرط إحسان االشتقاق ومراعاة القيود

والعباءة أمن العبء؟

؟"كالسم"والسمكة من

والمرآة من الرؤية والعائلة ألنها تعول أو تعال والعجوز من العجز والمائدة من

المد

والصحابة من الصحبة

جعل مقدسو ومعظمو العقل له صالحيات

وصار حاكما عند البعض على النص

وبرغم أن البعض جعلوه معينا على الفهم فإنهم لم يخبرونا به قبل أن نستخدمه

ضفاضا مرنا ينساب منه كل صاحب هوى ليهدم ما يشاء وليشكك وتركوه هكذا ف

بما يشاء

وانقلب عند البعض هوى مجردا

وليس التصفيق وحده ما يطلبه المستعرضون فقد يغنيهم عالمات استحسان أخرى جعل الصحابي " من رأى النبي صلى هللا عليه وسلم أو سمعه ومات على اإلسالم"غير أن وضع تعريف

وكان الجدير أن يراعى الفعل وال -كما تتطرق حين تكلف وضع تعريف ألي شيء –ذاتا فتطرقت إشكاالت

يلتفت لوضع تعريف وإني بحول هللا عائد لهذا في كتاب آخر إن شاء هللا ذلك

Page 76: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 76 -

"العقل يأمر بهذا"وال تجد هوى مطاعا إال قالوا لك

أو ما أسموه عقال كآلة تنتج لهم األفكار " العقل"استعمل الفالسفة والمفكرون

سنتركه للكتاب " عقلهم"و ويحكمون بها على الصواب والخطأ وتناول هؤالء

الثالث

فقد جعل أعمال العقل -" الشرعية"من الباحثين في المسائل -أما أقلهم ضررا

مصادر للتشريع باسماء القياس واالستحسان والمصالح المرسلة وألنه مصدر

من مصادر التشريع عند األغلب األعم

فهذا للتوضيح ألن الباحثين في "ديني"وإذا بدا للقارئ أننا نحنينا بالفصل منحى

واعتناءا من كل من سواهم ممن اشتغلوا فيما " منهجية"أكثر" العلوم الشرعية"

ليس من العلوم الصرفة وال أريد إلزام أحد بهذا في هذا الكتاب لكني ال أرى ما نعا

من تناول بعضها كمعين للتبيان

" قاس"ومرة أخرى من –مثال –فالقياس

وكالمتوقع ستجد تباينات في التعريف " عنى اصطالحيم"لكنه ذو

الجميع ممن صنف في الفقه يرى الكتاب والسنة أهم مصدرين من مصادر

التشريع وغالبا ما يجعلون االجماع ثالثهما ليكون القياس رابعا عند من يراه

مصدرا وربما يكون مقدما على اإلجماع

إلحاق فرع بأصل في الحكم : ياس فإن الق -كتعريف –ما ال يخالفه الكثيرون

الشتراكهما بعلة

..............حالل أم حرام واجب أم : الحكم هو الحكم على مسألة

ولم يخطر أو ربما خطر على قلبهم أحكام أخرى فالحكم خبر

وال ندري نحسب ماذا على من ؟

(بما باجتهادور)هي المسألة التي حكم فيها بالحكم بنص قرآني أو نبوي : األصل

مسألة تشترك مع األصل في علة :الفرع

ومصدر التشريع عند أهل الفقه وأصوله هو ما يستعان به الستباط حكم في مسألة لخصوم ألرى خصمي بوضوح ال كشبح حتى إذا ما تمكنت مرة أخرى مشكلتي في وضع ردود وتعريفات ل

ال ليس هذا صاحبنا " ون منه ال يقول

Page 77: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 77 -

وحينئذ يكون حكم الفرع كحكم األصل

السبب المظنون الذي ألجله حكم بالحكم في األصل :العلة

والعلة ؟

.منصوصة أم غير منصوصة ؟ أي جاء نص بإن العلة هذه هي علة هذا الحكم

ومنهم من يرى أن بعض القياسات فاسدة وبعضها صالح

السبب والعلة مظنونة ألنه ربما توهم المجتهد علة

كل هذا إن كان مقبوال أن يبحث عن علة أو أن تكون األحكام لعلة أصال ألن

المعترض يقول وهل يجب أن يحكم هللا لسبب غير مشيئته

إذا ما كان المشترك بين الفرع واألصل شيئا آخر غير العلة فالهجوم على هكذا

قياس أسهل

للقياس من يعدون على األصابع ممن المشهورين وكثير منهم أصاب في تصدى

حججه كثيرا ومنهم من تخبط

وبعض المثبتين للقياس يشترطون ويدخلون أصنافا ويرفضون أخرى

: مثال

كل "ما الحاجة لقياس كهذا إذا )تحريم المخدرات قياسا على الخمر بعلة األسكار

1 "( مسكر حرام

الخمر مسكر والمخدرات مسكرة ورأوا أن علة تحريم الخمر هو : -مثال -يقال

ألشتراكها باإلسكار الذي ظن ( حرمة)اإلسكار فجعلوا حكم المخدرات كحكم الخمر

أنه علة الحرمة

وهكذا نرى عندما يضربون أمثاال للقياس فهم إما ال يحتاجون للقياس أو أن العلة

ة للحكم فيقيسون أو يقيسون على المشتركة ليست سببا للحكم أو يخترعون عل

أصل ضعيف أو يقيسون حكما على حكم كالواجب على الحرام أو السنة على

كالحكم -الحالل أو أننا نرى القياس على أحكام غير تلك التي حصروها للشرع

ولقد سمعت وقرأت أمثلة كهذه ممن يؤصل للقياس -باألفضلية مثال

ضع نصوص تقاس عليها باقي األحكام لوكان للقياس اعتبار الكتفينا بب

هذا مثال للتوضيح والتبسيط

Page 78: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 78 -

"قاس"كل هذا باعتبار ما يعنونه بلفظة قياس دون االعتناء بالفعل

كالقياس العلمي -في علوم وفنون أخرى بمعنى آخر" قياس"و تجد لفظة

والمنطقي

أن القياس العلمي له أهمية عندنا فنحن نقيس الشيء بأثره نوعا وكما

ره بمقدار تأثره فيزداده أثره فينا أو في ما يؤثر فينا نأتي بمتأثر يزداد تأث

نقيس حرارة الجو بارتفاع الزئبق وسرعة السيارة بمدى حركة المؤشر وقد

نقيس تعب الناس بمقدار الشخير وقوة الماء بارتفاعه وكذلك اهتزاز الشجرة

واحمرار الجمر، به نستطيع قياس تقديريا أو بدقة قوة الريح

كرته عن القياس ردا عليه فإن لي عودة إليه في كتاب آخر وقد اكتفيت ال أعد ما ذ

هنا بعرضه مع بعض التبيهات وأقول هذا خشية إن يقول واحد من مناصري

أعلم كيف يلجأ –وهلل الحمد –القياس من يدعي أني لم أحسن نقل رأيهم فإنا

كل ما أراه خطأ البعض للتشغيب والتملص والتلبيس ولنا لقاء معه المدافعين عن

، متاوليهم و معانديهم ، بحول هللا

ما يحسن عند البعض يقبح عند آخرين ولن نفصل : أما االستحسان فيكفينا القول

اما المصالح فنخشى أنها دنيوية صرفة والعرف وهو وغيره مع القياس واإلجماع

سيكون له بإذن هللا موضع آخر

دل به المتكلم ولكن بعضا آخرين قد كل أولئك بعض ما يستشهد به أو يست

يستدلون أو يستشهدون باألمثال الشعبية أو الفصحى وهو ما سنأتيه

األمثال

اإلنشاء حسب التصنيف االصطالحي )األمثال جمل خبرية وأحيانا إنشائية

( االكاديمي هو سؤال أو أمر

.ا أرادت اإلقناع أو إظهار استنكار تلجأ أحيانا إلى األمثالوالناس أثناء الحديث إذ

تحت األمثال" الحكم"ولربما لكل مثل قصة وربما هو بيت أو أقل ويمكن إدراج

Page 79: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 79 -

"التحييد " و " التجريد "ب –عندي -إن لألمثال منافع يمكن تلخيصها

وبهما نستطيع القول أن لهما دورا احيانا عظيما في اإلفهام

تستطيع تلخيص فكرة تحتاج شرحا لربع ساعة بإيراد مثل أنت

"ما حك جلدك مثل ظفرك " فتقول

يا أخي أنت أدرى بمشاكلك وظروفك ورغباتك : -مثال –عوضا عن أن تقول

وربما أساء ولم ...... وغيرك إن أردت االستعانة به فلربما لن يكون حريصا على

...و.... يحسن التصرف و

كل هذا في المثل وإلقناع المخاطب قست أهمية ونفع أن تنجز لكنك اختصرت

على إحسان حك ظهرك ( يدك)عملك بنفسك على قدرة ظفرك

لكن هل هذا االحتجاج صحيح ؟

إنك كثيرا ما تكون عاجزا على نفع نفسك أكثر من غيرك وتستعين بمن هو أقدر

ك أو نجارا على خدمتك وإال لم استأجرت شخصا إلصالح سيارتك أو حاسوب

ليصنع لك سريرا بل حتى الطلب من النجار الماهر قد يحتاج من يذهب ليقنعه

ولكن ما التجريد وما التحييد؟

التجريد أن تجرد المسألة مما كل ما له أثر في الحكم فتأتي بمثل ال يذكر فيه إال

الحالة بعيدا عن حواش ومتعلقات تؤثر في الحكم

" ثل ظفرك ما حك جلدك م" ففي مثلنا

ربما تستخدمه إلقناع رجل يريد أن يستأجر سائقا إليصال ابنته إلى المدرسة يوميا

هذا الرجل قد يتأثر بحكمه على صالحية هذا في انه مشغول ال يستطيع التفرغ

.............لهذا وأن السائق محتاج وهذه طريقة جيدة لمساعدته و

ر في الحكم ومما يعقد النظر إلى المسألة قائل المثل يجرد المسألة من ما قد يؤث

....أو نفرض أن ..... إن مثلي كمثل : وعلى هذا فنحن نسمع نحو

أما التحييد فهو تحييد السامع وجعله قاضيا وليس طرفا في القضية

وفي مثلنا فإن تكاسل األب يجعله طرفا

يتداخل التحييد والتجريد أحيانا فيكونان عامال واحد

Page 80: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 80 -

يمكن فصلهما وأحيانا

العلم

"مات سعد" إذا قال سعيد

فإن سعيدا علم من أثر موت سعد فيه أو أثر موت سعد في وسيط يؤثر فيه أو

. وسطاء يؤثر أحدهم فيما يليه حتى تنتهي اآلثار في سعيد

. د سعيدوالعلم بموت سعد يعتمد على معنى الموت عن

فهل يرى سعيد أن توقف دقات قلب سعد هو الموت أم أن فقدان سعد النفعاالته

أم برودة جسده أم رائحة النتن ( ردود فعله للمؤثرات كلسعة حر أو نحلة )

المنبعث بعد أيام

وقد نستعين بأثر أو أثرين أو أكثر لموت سعد؟

ي نتجاوزها حرصا على ولن نعرض للموت هنا كغيره من المسائل الكثيرة الت

.المضي في طريقنا

إن اإلنسان في النهاية، مهما تقدمت الوسائط وتعددت اآلثار، هو الهدف النهائي

حين يكون اإلنسان هو مركز الكون المعرفي

أي حين يكون شعور اإلنسان وتأثره هو العلم

يحصل العلم فهل فكر أحد في نظام يراعى فيه أن يكون األسد هو المتأثر الذي به

أو بالحجر أو الماء أو غيرهم ننظر للحياة

العلم يظهر بعد تأثر اإلنسان به وما قبل هذا أو إن تجاوزه أو غاب عنه لم يعده

(هذا إن علم بوجوده أو خطر على قلبه أن يكون ) اإلنسان علما

يلزم تصنيفها إلى خمسة اتفاقا ال)اآلثار في النهاية تنتهي إلى الحواس الخمسة

(مجتهد

. المنظومة العلمية قائمة على تقييم اإلنسان وال ضير كبير في سياقنا هذا

Page 81: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 81 -

عضو الحاسة يتفاعل مع األثر القادم وهذا العضو عين أو أذن أو جلد أو أنف أو

لسان ومن هذا العضو يسير تيار عصبي يحدث آثار بعضها في المخ الذي يتأثر

فيؤثر في غيره بإيعاز عصبي

وهذا (وغيرها)نظرنا إلى إلى مصدر ضوء فإن الضوء سيؤثر في العين إذا

المخ ضوءا " فيفهمه"التفاعل يحدث تفاعالت أخرى وتصل بعض اآلثار إلى المخ

رغم أن تفاعل المخ تفاعل مادي بحت لكننا نرى صورا وأضواء

عجيب هذا اإلنسان

تفاعل يحدث فينا يحدث فينا ما ال نستطيع وصفه

دينا مخ البطة أو مخ السنجاب لنفهم كيف يرون وكيف يفكرون وكيف ليس ل

يتفاعلون سنجابيا وليس من المحال الوصول إلى هذا

والشجرة ليس لها عيون ولكنها كاإلنسان تتفاعل وكالحيوان والجماد وهي تتفاعل

مع الكون وإذا كانت اإلشارات الضوئية تفاعلت مع مواد كيميائية عضوية وغير

ة في أعيننا صار لها صور عندنا فإن الشجرة تتفاعل لتصبح قضية التصور عضوي

متعبة لمخنا

ولو ركبنا جهازا يتحسس لثاني أوكسيد الكاربون ووضعناه ليستقبل فقط الهواء

المحيط بشجرة ومعه جهاز آخر يتحسس لغاز األوكسجين ووجدنا أن نسبة ثاني

كسجين نهارا والعكس يحدث ليال لعلمنا أوكسيد الكاربون تقل مع زيادة نسبة األو

ما تعلمونه اآلن

؟ "يتحسس" ما معنى

يتفاعل أو يتأثر فيحدث أثرا فينا أو فيما يؤثر فينا أو فيما يؤثر فيما نتأثر : المعنى

....فيه أو

ستنشأ نظرية أن الشجرة تستهلك األوكسجين وتبعث بثاني أوكسيد الكاربون ليال

.ي إال تفسير لما شاهدناه أو لمسناه أو ما ظهر منه هذه النظرية ما ه

.لست دائما في العلوم تعرف الحقيقة أوال ثم ظواهرها

Page 82: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 82 -

" يتنفس "لها ظواهر لكنك لو كنت تعلم أن النبات " حقائق"والظواهر نفسها

الكاربون مزدوج األوكسيد لكان هذا دليلك أن الوقت " يتنفس "األوكسجين ليال و

ر هو ليل أو نها

النظرية محاولة لتفسير ظواهر وقصة تربط األحداث وتبقى كذلك حتى تثبت

1 لتصبح حقيقة

النظرية تثبت باختبارها وتفسيرها لكل ما شاهدناه أونتوقع أن نشاهده

وإنما مع الروايات واألخبار والحقيقة " الحقائق العلمية"هذا ال يصح فقط في مع

ير غيره الجنائية والجرمية والتاريخية وكث

ال " مقاضم"يمكنك أن تتصور النظرية كقطعة غير منتظمة الشكل ذات بروزات و

تتوائم وتستقر إال في محيط يراعي بروزاتها ومقاضمها

هذه القطعة نظرية ال بد أن تتوائم مع محيط من الحقائق

ويمكن للحقيقة أن تتصور إيضا على أنها قطعة بهذه المواصفات ال بد أن تتوائم

مع حقائق محيطة تترابط معها وكل هذا على شرط أن يكون الجميع حقائق ألن

القطعة ربما تكون حقيقة وبعض الحقائق المحيطة هي أوهام يجب أن تستبدل

لو كنت قد أصلحت جهازا كراديو أم تلفزيون ووجدت قطعة فرفعتها وأصلحت

وضع الذي كانت عليه وإال الجهاز فعندما تعيد القطعة قد ال تعاد إال باالتجاه وال

هذا إن كانت الشركة المصنعة قد )واجهتك عوائق وبروزات من أجزاء أخرى

(اقتصدت فحشرت األجزاء حشرا

ألجله "النظرية"هذا ما يجب أن تستخدم لفظة

الظواهر التي نراها وما أكتشف إذا وجد أن قصة تربطها ظلت نظرية حتى تكثر

ا وتكثر النتائج فيتحقق ما نتوقع لو اختبرنا النظرية الشواهد والمظاهر التي تعززه

ألن بعض المظاهر قد تكون خادعة

كلما صدقت النظرية الشواهد وصدقت الشواهد النظرية كلما أصبحت النظرية

أقرب للحقيقة

حفظ الطاقة " حقيقة"حول النواة ال تصدقها " يدور"فنظرية أن األلكترون

ضان وتتنازعان أو تكون إحداهما أرجحوقد تتضارب نظريتان وتتعار

في الكون النسبي هذا الذي نعيش فيه تبقى الحقائق نسبية إال حق واحد ستعرفونه في كتاب آخر

Page 83: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 83 -

وبعض الشواهد تصدق هذه وبعضها تصدق تلك وتكذب األخرى

أعلم أن بعض القراء يجد غموضا، لم يعهده في الكتاب، وعدم مراعاة تحرير

وغيرها " شواهد"و " مظاهر"و" ظواهر"ألفاظ مثل

ذلك أني أريد ترك كثير من التفصيل إلى كتاب آخر

وتظن أني أستخدمهما " كذب"و" صدق " شعرت باستعمالي للفظتي ال بد أنك

"مجازا"

"أصدقك"فالتصديق يظهر بأفعال ال كما يتصور أنه قول أحدهم

لو أنك في مفترق طريقين وتعلم أن في نهاية أحدهما وحش مفترس وال تعلم

له فقلت.أيهما اآلمن فسألت جالسا هناك أي الطريقين فيه الوحش وقال لك هذا

،ثم سلكت اآلخر فهل أنت صدقت الرجل " أنت صادق"أو " صدقتك"

"حفظ الطاقة"ال تصدقها نظرية "النواة "يدور حول " األلكترون "نظرية أن

أو أن الشحنة المتحركة بتعجيل )فدوران ألكترون يستهلك طاقة ذلك األلكترون

نحو " فيسقط" وبذلك لن يقوى على المضي في دورانه( تبعث أشعة فيفقد طاقة

لتفنى الحياة " الموجبة"النواة

النواة موجبة "االسترسال في هذا المثل بحر ال قرار له ولكني أقول إما أن نظرية

غير صحيحة أو أن نظريات غيرها بنفس القوة " يدور حولها الكترون سالب

0 ليست صحيحة

زوجها لربما تخرج من المحكمة بعد يوم من شجارها مع " فاطمة"ولو رأيت

أسست نظرية أن فاطمة تقدمت إلى القاضي بطلب الطالق لكن هذه النظرية قد

تنهار أو تحتاج تعديل إن شاهدتها بعد دقائق تتضاحك مع زوجها وعليك أن تتخذ

وربما " تضاحكها"نظرية أخرى تجمع مع ما تعلمه وشهدته مما سبق معلومة

إلى معلومات تتعارض مع نظرية كسرت نظرية ونظريات أخرى ولربما انتبهت

وتكون هي الخاطئة

نحن نعيش ونرى شواهد وأدلة منها ما يتعزز ويثبت أكثر ومنها ما هو ضعيف

في األصل ويظهر ضعفه أكثر

هذا المعضلة نشأ عنه فرع غريب وجديد من المثل ليس لتقديم معلومة وإنما للتبيين فاالستغراق في حل

الفيزياء

Page 84: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 84 -

ولكن قومنا يجمعون الغث والسمين ويريدون أن يبنوا من الكل نظرية

ويحاول جاهدا وال ننسى الهوى الذي يجعل صاحبه يتشبث بما يعزز نظريته

اختالق المعاذير لتكذيب ما وصل بطريق وإن كان أقوى فينكر ظاهرة ويصدق

أخرى ومنهم من يبقي الجميع دون مراجعة

أعلم أني لم أشرح وأفصل وأبين كالعادة ذلك أننا نريد ترك هذا لما بعد نسأل هللا

التوفيق والسداد

حقيقة في نسيج وال بد أن تكون إن الحقيقة خبر يسبقها آثار ويتلوه متأثرات بال

التفاعالت طبعية وإذا ما زور تفاعل نتج أثر غير طبعي ال بد وأن ينفر منه سياقه

النظرية كالقصة يؤلفها صاحبها لتربط المعلومات ولتفسر فتلم الشواهد والحقائق

المحيطة وتنتظر اختبارها بما نراه من آثار لها

به فرار رئيس بطائرة إلى بلد مجاور وتسلم إن انطالق احتجاجات في بلد اعق

الجيش زمام األمور سيطلق مجموعة من النظريات تتباين بتباين المعلومات بين

صاحب نظرية وأخرى وتباين فهم رجل لمعلومة وفهم رجل آخر وتباين الترجيح

لمعلومات بين رجل وآخر

لتي أقلت الرئيس فمن علم أن زوجة الرئيس مريضة غير الذي يعلم أن الطائرة ا

كانت مروحية ونظرية هذا ربما لن تكون كنظرية من علم أن مبنى وزارة الداخلية

كان يوزع منشورات تحريضية ضد الرئيس

لو تساوى الجميع بما علموا وبالفهم وبدرجة الثقة بالمعلومات ربما تقاربت

النظريات

لكن كل هذا وغيره يختلف فيه الناس

ظريات وما هو عند البعض ظنون هو عند آخرين حقائق وسترجح عند البعض ن

وما هو مسلمات عند البعض تجبر صاحب نظرية على تشكيلها بشكل غير من

ظنون أو أكاذيب" المسلمات"يرى تلك

أحيانا بمعان " النظرية"و " الفرضية"و " البديهية"و" المسلمة"ترد ألفاظ

متقاربة وقد يطلق على الواحد منها لفظ آخر

Page 85: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 85 -

وبقاعدة معاني األسماء يمكن التفصيل والخروج بنتائج لكن كتابا ثالثا في الفيزياء

" صرفة"ربما كان الموضع المناسب للفصل بينهم ألننا سنتناول أمثلة علمية

" الطبيعية"للعلوم " الفلسفية"وسنحاول أن نبدأ من األسس

ائل دون تفصيل أعلم أنني مررت مرور الكرام ببعض المس: أقول مرة أخرى

وشرح أشتاق له لكن االكتفاء بما سبق وإعادة قراءته كاف لالستعداد لكتب

.أخرى أحاول ربطها بما قرأت هنا

األمر والنهي

بتصريف فعل )بعيدا عن تصنيفات النحو والبالغة والمنطق واللغويات فإن األمر

عقوبة عند العصيان أو منفعة عند الطاعة يلزمه( األمر

" يا أخي ساعدني"وهذا الشرح وإن كان بدائيا إال أننا نستطيع شمل الطلب نحو

بقول أن الطلب إن لم يلبى يمكن أن يكون منه عاقبة والعاقبة ليست دائما ضربا أو

ضرر حرمانا أو إيقاع أذى وإنما أيضا حنق وكره و عدم الرضا وغيرها ولربما ال

الالحق بالطالب يعد عاقبة غير محمودة

أما الدعاء فاستثنيه اآلن لعلي أعود إليه

واألمر يجيء ممن إن عصيته حل عليك سخط كأمير أو والد او اخ كبير والسخط

قد يصاحبه أذى والسخط والغضب عقوبة

وحتى النصيحة فإن الناصح يدل المنصوح على الخير ويجنبه العواقب الوخيمة

ال يظنن أحد أن األمر دائما من ذي السلطة أو صاحب العمل لمن دونه و

سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه " وإال فهذا حديث

وهو أمام سلطان " األمر"نرى فيه أن ما وصف فيه كالم الرجل هو " فقتله

صح أن نصدقها أو والجديد في هذا الفصل أن نقول أن الجمل اإلخبارية التي ي

. هي أمر" أحب التفاح" أو " القمر جميل" نكذبها نحو

Page 86: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 86 -

أمر ولكن بصيغة اعتدنا أن نراها إخبار

"اسقني ماءا"فما فرق هذا عن قولك له " أنا عطشان"فلو كنت أبا وقلت البنك

وإن جاءك مخبر بأن زيدا يغرق أفليس في هذا أمر أن اذهب وانقذه ؟

خبار فيه تعويل على فهم السامع وقدرته على ربط المعلومات لكن األمر بصيغة األ

أما الكالم بصيغة األمر ففيه إراحة لمخ السامع

سابقة " معلومات"إن اإلنسان يقوم بعمل بعد ان يسمع خبرا وبجمعه بأخبار و

فيصبح العمل محتما

" القشة التي قصمت ظهر البعير"إن الخبر األخير هو

بقدر العاقبة وإالزامية األمر

"ال تأكل هذا"كبالغة " أكل هذا يضرك"ومفهوم أن قول

إذا كنت جالسا مع رجل وجاء ثالث ليقول خرج زيد من السجن وحال سماع

. جليسك لهذا قام وتوجه للمطار وسافر

مع "توعد بقتله إن خرج"مع علم جليسك أن زيد " زيد خرج من السجن"إن قول

" و" زيد قادر على العثور علي "طر على بالك منها معلومات أخرى ربما ال تخ

.....و" وزيد إن وعد لم يخلف " " هو قادر على المجيء

كان كل هذا بمثابة أمر بالهروب

لكنه ترك للسامع حرية أن يختار الخالص من العاقبة

أما األمر الصريح فهو يختار له الطريقة

قاعات الدرس وخرجوا مع دق جرس المدرسة فاندفع الطالب الجالسون في

وال يجنح للتقليد لن يخرج " معنى دق الجرس"معلمهم ولكن من ال يعلم

....ولكن

؟"اخرجوا من القاعات" أم " الجرس يدق "هل دق الجرس

هذا ما نقوله الخبر هو أمر بشرط علم اخبار أخرى

والعجيب أن األمر هو خالصة أخبار

Page 87: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 87 -

بصيغ أوامر وهذه األوامر والنصائح خالصة فاألب ينصح أبناءه أو يأمرهم

معلومات يعلمها األب وليس شريطة أن يعلم األبناء بكل ما يعلمه األب أو ببعضه

وعندما تكون في معركة فهل على اآلمر والقائد إحاطة جميع المأمورين والتابعين

بكل ما يعلمه من أخبار جعلته يصدر كل أمر وهل تسمح المعارك بهذا

لى الحاكم أن يخبر شعبه بكل ما يصله من أخبار جعلته يصدر أوامره وهل ع

وهل على الطبيب أن يشرح لمريضه معلومات في األنسجة والخلية والفسلجة

واألمراض والكيمياء الحياتية واألدوية وغيرها من العلوم التي تؤهل الطبيب ألن

يأمر مريضه بتجنب ما يريد تجنبه أو يقدم على ما ينفعه

والمعلومة والخبر له معان ويفهم تبعا لما قد علم قبل هذا الخبر فتفاعل السامع

" موقفه"فإذا جاءت معلومة غيرت سلوكه وتصرفه و"المعرفي"رهين بمخزونه

نوعا أو مقدارا

واآلن هل علينا أن نعلم كل ما لزم منه إصدار كل أمر او نهي من هللا

واآلمر يعلم وأنت ال تعلم

نحتاج إلى التذكير بما قلناه سابقا مستغلين أمثلة استخدمناها في مسائل أحيانا

أخرى

دق الجرس في مدرسة

هذا في المدرسة وهذا ليس )الجرس أداة يدقها شخص إلعالن أن الدرس انتهى

(تعريف

مدير المدرسة أو معاونه ينظر إلى الساعة ويرى أن الساعة هي التاسعة

هي أمر أو تحفيز أو خبر أو أثر من ( الساعة كذا)علومة وخمسون دقيقة وهذه الم

الساعة فكان رد فعل المدير أن أمر عامل المدرسة بأن يدق الجرس ولربما لن

والعامل دفعته هذه المعلومة إلى "الساعة كذا"وإنما يقول " دق الجرس"يقول له

الق أن يتوجه إلى الجرس فيدقه ورد فعل الجرس بضغط العامل على زر وإغ

الدائرة الكهربائية المشغلة للجرس أن ينشأ مجال مغناطيسي يجذب حديدة ثم

يدفعها نحو ناقوس الجرس بعد ضمور المجال المغناطيسي في عملية كهربائية

يعرفها الكثيرون فيسمع الطالب الجرس فيكون تفاعلهم مختلفا نوعا ومقدار

لحقيبة ومنهم من يخرج وكلهم يفهم معنى الجرس ومنهم من يعيد الكتب إلى ا

....ومنهم يفرح ومنهم

Page 88: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 88 -

الجرس قال

ورد فعل الطالب مبني على علمهم أو علومهم في الجرس ومتى يدق ولم يدق وما

يفعلون إن دق ودق الجرس نفسه سيعني الدخول إلى القاعات في وقت آخر

لك ودق الجرس كالم يساوي الكالم الذي يكون رد فعله هو رد فعل دق الجرس و

وهل فكر بهذا )وقد يخالفك من يخالف "انتهى الدرس"أو " اخرجوا"أن تتصوره

"الساعة كذا"ويقول معناه ( أحد ؟

ثمة طارق عند "ضع هذا الجرس في البيت ليدقه طارق الليل فالجرس يقول

أو مزيج من هذا أو " افتحوا الباب" أو " طارق يريد أن تفتحوا له "أو " الباب

غيره

والظرف بدل المعنى المكان

إن المعلومة التي يريد إبالغها من دق جرس المدرسة غير معلومة جرس باب

البيت واألداة واحدة والجرس ليس فيه سوى أن يدق أو ال يدق أما اللسان ففيه

تنويع أكبر وأكثر بثمانية عشر حرف

دق الجرس بمثابة أي جملة ؟

ال فرق

يريد الدخول فقط ومنهم من يريد أن يسأل تختلف أغراض الطارقين فمنهم من

..... أهل البيت عن شيء ومنهم من أتى لشخص توهم أن هذا بيته أو

لكن دق الجرس له أثر واحد في كل مكان وربما تغير المعنى بحسب وقت الدق

والمكان وقدرة الناس على الدق

أو خلال في فزر جرس مخبأ ال يعلم مكانه إال واحد سيعني دقه شخصا واحدا

"توصيل الجرس"

االنشغال بلفظة دقة الجرس يوهم

لكن لو تذكرت أن الكلمات رموز اعتدنا على رد فعل منها يوضح المسألة ولو

أنا "دققت أحيانا لما تذكرت ما قاله لك أبيك حين أراد منك جلب ماء ليشرب أقال

"اجلب لي ماء"أم " أريد ماء" أم " عطشان

Page 89: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 89 -

أما اإلنسان ( لو تجاهلنا االتفاق على تتابع دقات وعددها) الجرس له نمط واحد

فازداد تنوع اإلشارات واإليعازات (21أو 2أو 2)فلديه أحرف

واأللفاظ تتركب من حرف أو حرفين أو ثالثة أو أكثر وبتغيير مواقع الحروف

وتكرارها زاد عدد ما نملكه من إشارات ليكون لكل معنى

لها معنى والقليل نسبة لها نستخدمه هذا إذا حددنا عدد جزء من التراكيب ليس

الحروف األقصى

هل يستطيع اثنان أن يتحاوران حول أسباب وتداعيات نشوب الحرب العالمية

الثانية بالجرس

نعم لكن وكأنهم يحفران بئرا بإبرة

التلغراف يؤدي غرضا بين اثنين يتبادالن الرسائل ومن االتفاق والتفاهم على

تشكيلة من الطرقات يمكن أن تنشأ رسائل وهي خير مئات المرات من البقاء

متباعدين ال يتبادالن فيه أي أخبار

ولكن اجلس بين اختين تتحادثان عن تصرفات الكنة

التلغراف بالطرقات في النهاية يترجم إلى كلمات وإذا أردنا االستغناء عن لغة

غراف ؟البشر فإلى ماذا ستترجم اشارات التل

أنا على ثقة أن اثنين ال يعلمان لغة وأجبرا على التواصل بالتلغراف فسيفهمون

األفكار بلغة التلغراف وسيكون لكل كلمة تلغرافية تصور كما أن كل كلمة في لغتنا

أو جملة فيها ما يسمى تصور

رجل يقود سيارته فكلما وصل مفترق وأضاءت اإلشارة الحمراء توقف ثم يسير

ضيء الخضراء ثم يتوقف عند كل إشارة حمراء حين ت

لو وضعت رجال يتحكم بإضاءة الحمراء والخضراء وأراد أن يقول باستعمال هاتين

فكيف سيفعل مع لونين ال يستطيع بهما " اشتهي طبقا من العدس "اإلشارتين

.2 سوى إيقاف وتسيير المركبات

ال صعقات كهربائية على جسده كيف إذا جئنا برجل نريد أن نفهمه ما نريد باستعم

فإذا أردنا التنويع صعقناه تارة وحرقنا اصبعه تارة وجلدناه كرة وكل هذا حين

نريد أن نستبدل بالكالم شيئا آخر

ليس بمحال

Page 90: الكتاب الأول

الكتاب األول

- 90 -

. الصم والبكم يتواصلون بإشارات اليد والوجه وهم ال يعرفون لغتنا

واليدين انهم ينتفعون من تنوع الحركات لكثرة مفاصل الجسم وعضالت الوجه

وبذلك فهم أكثر حرية من صاحب الجرس أو صاحب اللونين

في االنترنيت أن يفهم ويستجيب ألوامر معدودة أقل بكثير من " لمتصفح"يراد من

والحاسوب نفسه يصنع ليستجيب ألوامر بلغة ( مثالhtml)كلمات أي لغة محكية

أخرى

بحروف لغة محكية كما والحاسوب والمتصفح ال يتعامل مع أوامرك التي نكتبها

هو اشارات تستجيب " أو كلمة"نتعامل نحن مع هذه الحروف فما نكتبه من حرف

لها اآللة

عند هذا نتوقف في هذا الكتاب

وأرى ان هذا كاف فمن أحاط بفكرة وأمثلة الكتاب فقد تأهل ألن يكون قارئا للكتاب

الثاني والثالث

ا السرد ألن كثيرا من المفاهيم هنا تحتاج لم أسطر كل النتائج التي أريد من هذ

تتمات وتصورا أوسع نتركه للكتابين القادمين إن شاء هللا

كنت أنوي أن أختم هذا الكتاب بفصل بمثابة تطبيق لفصول هذا الكتاب وأزعم أن

موضوعه أنفع ما في الكتاب في الحياة األدبية والعلمية لكني في قررت أخيرا أن

.ا الكتاب أجعله ملحقا لهذ