<êÞ^ÃÛŠÖ]<‚ßÂ<ëçe�Ö]<†ÓËÖ]< <ðøÛj‰÷]æ<ðøÚý]<h�_<»< <

< <gÖ^ŞÖ]<�]‚ÂcV<êÞç×ÃÖ]<Å…]‡<‚Û¦< <

< << <

<…çjÒ‚×Ö<V�ã¢]<séru<‚éÂ< << <

< << << << << <<Ùæ÷]<Ø’ËÖ]MPOPKMPOQ{{â< <

]íè�çÊÖ]<íée†ÃÖ]<íÓ×Û¹< <êÖ^ÃÖ]<Üé×ÃjÖ]<ì…]‡æ< <íéÚø‰÷]<íÃÚ^¢]< <

àè‚Ö]<Ùç‘_æ<ìç‚Ö]<íé×Ò< <íée�Ö]<ÜŠÎ

١

ملخص يهـــدف هـــذا البحـــث إلـــى دراســـة الفكـــر التربـــوي عنـــد الســـمعاني فـــي كتابـــه أدب

اإلمالء واالستمالء، والوقوف عند أبرز معالم هذا الفكر مـن خـالل اآلراء والتوجيهـات وضــوعات التــي تناولهــا، وكــذلك أهميــة التربويــة التــي تحــدث عنهــا فــي كتابــه، وأهــم الم

. هذا الكتاب وقيمته التربويةثمانيــة مباحــث؛ مولـــده البـــاب األول تضــّمنوقــد قّســم هــذا البحـــث إلــى بــابين،

ونشـــأته، اســـمه ونســـبه وكنيتـــه، خصـــاله، وحياتـــه العلميـــة، وشـــيوخه، وتالمذتـــه، وآثـــاره . العلمية ووفاته

ــا البــاب الثــاني أربــع علــى ملتشــاو أدب اإلمــالء واالســتمالء تــاببك تعريــففجــاء للأّمفتحــدث عــن القيمــة لثــانياالمبحــث األول تنــاول أســباب تــأليف الكتــاب، أمــا : مباحــث

، أمــــا فــــي الكتــــاب موضــــوعات ثالــــثال وجــــاء فــــي المبحــــثوأهميتــــه، لكتــــابالتربويــــة ل، وخاتمــــة وفيهــــا أبــــرز مــــا الكتــــاب فــــي المؤلــــف طريقــــةوفيــــه عــــرٌض ل رابــــعال المبحــــث

. توصلت إليه الدراسة واهللا ولي التوفيق

٢

مقدمــة استقراء سيرة عالم جليل كالسمعاني يوحي بأنه كان عالمًا ضليعًا في فنـون إنّ

مختلفة، حيث لم يقتصر إبداعه وٕانتاجه الفكري والعلمي في ميـدان الفقـه والشـريعة بـل ب والحــديث والفقــه والتــراجم والمعــاجم شــمل جميــع العلــوم والفنــون منهــا التــاريخ واألنســا

لهـذا العـالم الجليـل قـدرًا مـن التأمـل والبحـث أتـاحواآلداب، ولعل هذا الشـمول المتـوازن وطرائق التعليم، ولذا فقد أفرد كتبًا فقط تعنى بآداب طلب العلم، في األساليب التربوية

". أدب اإلمالء واالستمالء " ومنها كتاب دم، فإّن تحليـل ودراسـة كتـاب أدب اإلمـالء واالسـتمالء يعكسـان فكـرًا على ما تق وبناءً

تربويــًا مؤصــًال يشــير إلــى أن علــم التربيــة والتعلــيم لــم يكــن علمــًا هامشــيًا لــدى العلمــاء .األوائل، بل كان ميدانًا خصبًا للبحث والتأليف والتصنيف

الطالــب ومــا ويتنــاول هــذا الكتــاب علــى وجــه العمــوم واجبــات األســتاذ وواجبــات يحتاج إليه كل إنسان من التخلق باألخالق الفاضـلة واالقتـداء بالسـنة النبويـة الشـريفة، غيـــر أن ممـــا ينبغـــي التأكيـــد عليـــه أّن الكتـــاب يخاطـــب المحـــدثين فقـــط وطرائـــق تعلـــيم الحــديث النبــوي وبالتــالي فقــد أورد طرائــق التــدريس وآداب التعلــيم وفقــًا ألهــداف تــدريس

. ومتطلباته في ذلك الوقتعلم الحديث

٣

: مباحث مثان على تشمللسمعاني، ل موجزة ترمجة: الباب األول

ونشأته مولده: األول املبحث . امسه،ونسبه،وكنيته: الثاني املبحث خصاله: الثالث املبحث العلمية حياته: الرابع املبحث شيوخه: اخلامس املبحث تالمذته: السادس املبحث

العلمية آثاره: السابع بحثامل وفاته: الثامن املبحث

٤

:األول املبحث ونشأته مولده

هــ، وتـوفي بهـا ٥٠٦شـعبان سـنة ٢١في مدينة مرو يوم االثنـين السمعاني ولد . ؛ أي أنه عاش نحو ست وخمسين سنة)١(هـ٥٦٢غّرة ربيع األول سنة

إمـام عصـره ) هــ٤٨٩ت(ده المنصـورولد السمعاني في بيت مشهور بالعلم؛ فجـ فقـد كـان عالمـًا ) هــ٥١٠ت (بال مدافعة، وله مؤلفات كثيرة، وأبوه محمد بـن المنصـور

. وٕامامًا فاضًال ومحّدثًا وفقيهًا شافعياً إن نشــأة الســمعاني فــي بيــت علــم مثــل هــذا البيــت وفّــرت لــه منــذ بدايــة حياتــه

اء الـذين كـانوا يـزورون هـذا البيـت، ويعرفـون فرصًا قد يفتقر إليها غيره؛ من لقـاء العلمـ. كمــا كــان لــذلك أثــره فــي دفعــه إلــى الــتعلم فــي ســن مبكــرة. ألصـحابه فضــلهم ومكــانتهم

أنّ ويبـــدو دًا يزيـــد عـــن أربعـــة آالف شـــيخ،ويـــروي الســـمعاني انـــه لقـــي مـــن الشـــيوخ عـــدرج بعضــهم حــين كــان يخــ أنعالقتــه بهــم كانــت تقــم علــى تقــدير عظــيم لــه، فإننــا نجــد

. لتوديعه عند زياراته لهم يبكي، مما دّل على قوة عالقته بهم، وٕاكبارهم لمكانته

وكنيته ونسبه، امسه،: الثاني املبحثـــد الكـــريم بـــن أبـــي بكـــر محمـــد بـــن أبـــي المظفـــر ـــو ســـعد عب ـــدين أب ـــاج ال هـــو ت

المنصـور بــن محمــد بــن عبـد الجبــار بــن احمــد بـن محمــد بــن جعفــر بـن احمــد بــن عبــد ابــــن الفضــــل بــــن الربيــــع بــــن مســــلم بــــن عبــــد اهللا بــــن عبــــد المجيــــب التميمــــي الجبــــار

أمــا نســبته التميمــي فترجــع إلــى قبيلــة تمــيم التــي ينتمــي إليهــا، ). ٢(الســمعاني المــرزويوالســمعاني فترجــع إلــى ســمعان وهــو بطــن مــن بطــون قبيلــة تمــيم، والمــروزي نســبة إلــى

. مدينة مرو الخراسانية التي ولد ومات بها

. ٢/٢٠٩وفيات األعيان ابن خلكان، . ١ . المرجع السابق. ٢

٥

خصاله: الثالث ملبحثاكــان أبــو ســعد واســطة عقــد البيــت الســمعاني، عيــنهم " :قــال الحــافظ ابــن األثيــر

الباصرة، وٕاليه انتهت رآستهم، وبه كملت سيادتهم، رحل في طلـب العلـم والحـديث إلـى ). ١"(شرق األرض وغربها

). ٢"(اناإلمام الحافظ الكبير األوحد الثقة محدث خراس" :الذهبي اإلمامقال و ث المشــرق، وصــاحب التصــانيف المفيــدة الممتعــة، محــدّ " :الســبكي اإلمــاموقــال

). ٣"(والسؤدد، واألصالة

العلمية حياته: الرابع املبحثكانت الرحلة لطلب العلم من أبرز مصادر التعليم في تلك الحقبة، وقد أصاب

اء النهـر وبـالد خراسـان عــدة السـمعاني حظـًا عظيمـًا مـن الرحلــة، فقـد سـافر إلـى مــا رو مرات، كما سافر إلـى قـومس والـري وأصـبهان وهمـذان وبـالد الجبـال والعـراق والحجـاز

هــذا يفســر لنــا ولعــه بالتــاريخ وقدرتــه علــى اســتيعاب ولعــلّ . والموصــل والجزيــرة والشــام . )٤(كثير من األحداث التاريخية ومعرفته الجيدة باألنساب

شيوخه: اخلامس املبحث

.راهيم بن محمد القطيعي أبو البدرإب )١ .أبو العالء أحمد بن محمد بن الفضل )٢ .عاصم بن محمد بن غانم الحافظ أبو المعالي )٣ .عبد اهللا بن طاهر بن فارس الخياط أبو المظفر )٤ .محمد بن منصور التميمي السمعاني )٥

. ١/١٤ ت.، دبيروت –دار صادر ط، .، داللباب في تهذيب األنسابابن األثير، . ١

. ٤٥٦/ ٢٠، م٢٠٠٦-ـه1427، القاهرة -دار الحديثط، .، دسير أعالم النبالءالذهبي، . ٢، الطبعــة عبــد الفتــاح محمــد الحلــو. محمــود محمــد الطنــاحي د. د: ، تحقيــقطبقــات الشــافعية الكبــرىالســبكي، . ٣

. ٧/١٨٠ هـ،١٤١٣، هجر للطباعة والنشر والتوزيعالثانية، ة التربويـة، ملخص بحث، المجل -مصطفى رجب، اآلراء التربوية في كتاب أدب اإلمالء واالستمالء للسمعاني. ٤

. ٨٤م، ص١٩٩١، ٢، ج٦مصر، ع

٦

تالمذته: السادس املبحث .ابنه أبي المظفر عبد الرحيم )١ .محمد الهروي أبي روح عبد المعز بن )٢ .عبد الوهاب بن سكينة )٣ .القاسم بن عساكر )٤

العلمية آثاره: السابع املبحث

تــــرك الســــمعاني ثــــروًة مــــن المؤلفــــات التــــي يــــذكر بعــــض البــــاحثين أنهــــا بلغــــت خمسين مؤلفًا، إال أن الموجود منهـا حاليـًا أقـل بكثيـر، أو ربمـا يكـون الـذين ذكـروا هـذا

. زاء الثمانية ثمانية كتب منفصلة مثالً الرقم اعتبروا الكتب ذات األج : )١(مؤلفاته أهمومن

وهـــو أشـــهر مؤلـــف معـــروف لـــه حاليـــًا بيـــت دارســـي : كتـــاب األنســـاب -١ . التاريخ وعلوم الترجمة

. للخطيب البغدادي، في نحو خمسة عشرة مجلداً تذييل تاريخ بغداد -٢

. عن عشرين مجلداً ، يزيد تاريخ مرو -٣

. أجزاء ٨، لشامفرط الغرام إلى ساكني ا -٤

، وهــو منبــع ثــري لمــن أراد أن يقــف علــى مــا أدب اإلمــالء واالســتمالء -٥ . في تراثنا التربوي من عظمة وٕابداع

وفاته: الثامن املبحثفي الثلث األخير من ليلة غـّرة ربيـع األول -رحمه اهللا-توفي اإلمام السمعاني

. بمرو، ودفن فيها هـ ٥٦٢سنة

. ٨٥-٨٤ص، مصطفى رجب، اآلراء التربوية في كتاب أدب اإلمالء واالستمالء للسمعاني. ١

٧

: مباحث أربع على ويشمل بالكتاب التعريف: يالباب الثان

أسباب تأليف الكتاب : املبحث األول وأهميته لكتابل القيمة الرتبوية: لثانيا املبحث الكتاب موضوعات: ثالثال املبحث الكتاب يف املؤلف طريقة:رابعال املبحث

٨

متهيد الــذي الــوعظي الطــابع ربــويالت الميــدان فــي العربيــة التراثيــة الكتــب علــى يغلــب

هنـاك أن إالّ القـدماء، العـرب التربيـة مفكـرو يتناقلهـا أخالقيـة مثاليات عند وينتهي يبدأ كتـاب النمـاذج هذه أمثلة ومن. عملي طابع ذات أو دقة أكثر الكتب لهذه نادرة نماذج هـ ٥٦٢ سنة المتوفى للسمعاني واالستمالء اإلمالء أدب

كمــا بــين المصــنف و أهــم األفكــار التربويــة للســمعاني، علــىيحتــوي هــذا الكتــاب كتابــه هــذا يتحــدث عــن أدب اإلمــالء واالســتمالء، ومــا يحتــاج إليــه فــي المقدمــة، فــإنّ

المملي والمستملي مـن التخلـق بـاألخالق السـنية واالقتـداء بالسـنن النبويـة، هـذا ويعتنـي ، وتنظـيم وترتيـب المعلـم إصالح المعلـم مظهـره الخـارجي: الكتاب بالموضوعات التالية

للــدرس وتحضــيره لــه، مخاطبــة المعلــم للطــالب بلغــة واضــحة مفهومــة لــديهم، وضــبط الطالــب للــدرس ومقابلــة مــا كتبــه علــى مــا عنــد الشــيخ، ويتحــدث عــن أدب الطالــب مــع

مــن أقــالم ومحــابر ونحوهــا، والتأكيــد علــى : شــيخه، واالهتمــام بوســائل الكتابــة واإلمــالءويعـد هــذا . ذلـك مــن الموضـوعات التـي يحتاجهــا العـالم والمــتعلم وضـوح الخـط، وغيــر

الكتاب من كتب علوم الحديث، وقد استقى المصنف مادته مـن بعـض اآليـات القرآنيـة حـديثًا مرفوعـًا، اسـتدل ) ١٤٠( الكريمة التـي تناسـب المقـام، كمـا اشـتمل الكتـاب علـى

كلهــا إلــى النبــي صــلى اهللا بهــا علــى مختلــف مباحــث الكتــاب، وهــذه األحاديــث مســندة .عليه وسلم

وفــي الكتــاب الكثيــر مــن اآلثــار الموقوفــة علــى الصــحابة رضــوان اهللا علــيهم أو التابعين فمن بعدهم، وهذه اآلثـار تتضـمن أقـواًال وأخبـارًا تسـاهم فـي بيـان أدب اإلمـالء

.واالستمالء عند السلف الصالحــَنظم هــذا الفــن، والتــي تحــض بيتــًا مــن الشــعر التــي ) ١٦٠(وقــد ضــم الكتــاب ُت

علـــــى لـــــزوم آداب اإلســـــالم فـــــي طلـــــب العلـــــم الشـــــرعي، كمـــــا تضـــــمن الكتـــــاب بعـــــض الحكايــات التــي ســاعدت علــى فهــم مختلــف المواضــيع التــي بحثهــا المصــنف رحمــه اهللا

.في بحثه القيم هذا

٩

أسباب تأليف الكتاب: املبحث األولواآلداب التـــي يجـــب مراعاتهـــا فـــي لقـــد عنـــي المحـــدثون عنايـــة كبيـــرة باألصـــول

أثنـــــاء طلـــــب العلـــــم، ال ســـــيما فيمـــــا يتعلـــــق بـــــاإلمالء واالســـــتمالء، وصـــــنفوا فـــــي ذلـــــك ـــى جمـــع هـــذا الموضـــوع، المصـــنفات، فـــرأى اإلمـــام الســـمعاني حاجـــة طـــالب العلـــم إل

وكان علـى مـا يبـدو كتابـًا كبيـرًا يصـعب " طراز الذهب في آداب الطلب:" فوضع كتابه .تداوله وحفظه

فالتمس بعض طالب العلـم مـن اإلمـام جمـع آداب الطالـب والمعلـم علـى سـبيل :"... حيـث يقـول" أدب اإلمـالء واالسـتمالء" االختصار كما ذكر في مقدمة كتابه هـذا

فقــد ســألتني يــا أخــي رعــاك اهللا وحفظــك عــن أدب اإلمــالء واالســتمالء ومــا يحتــاج إليــه لَســـِنية واالقتـــداء بالســـنن النبويـــة، وشـــرطت المملـــي والمســـتملي مـــن التخلـــق بـــاألخالق ا

.)١(..."علي أن يكون مختصراً .فكان تأليف هذا الكتاب إجابة لطلب بعض تالمذته هذا الكتاب ثابت النسـبة إلـى اإلمـام أبـي سـعد السـمعاني، وٕاليـك بعـض األدلـة و

:على صحة هذه النسبةـــــى الورقـــــة األولـــــى مـــــن المخطـــــوط مـــــا نصـــــه -١ ـــــا:" جـــــاء عل ب أدب اإلمـــــالء و كت

".الكريم بن محمد بن منصور السمعاني ختم اهللا له بالخير االستمالء جمعه عبد" أدب اإلمــالء واالســتمالء" أكثــر مــن تــرجم للمصــنف وذكــر كتبــه ذكــر منهــا كتــاب -٢

.الذهبي، والسبكي، وٕاسماعيل البغدادي: منهمككتاب كشـف الظنـون، وقد نسبه للسمعاني أصحاب كتب فهارس العلوم والفنون، -٣

"أدب إمالء الحديث: " وصاحب الرسالة المستطرف نسبه له باسمالكتـــب التـــي اســـتفادت واقتبســـت مـــن الكتـــاب ذكرتـــه ونســـبته إلـــى الســـمعاني منهـــا -٤

. ومن ذلك أيضًا ما ورد في فتح المغيث للسخاوي، التذكرة للزركشي

. ١/١أدب اإلمالء واالستمالء، . ١

١٠

، فـي ليـدن سـنة )سـاليلر مـاكس فاي( طبع الكتـاب أول مـرة باعتنـاء المستشـرق قامـت دار الكتـب و .هـ، وقد أسـاء هـذا المستشـرق للكتـاب فـي طبعتـه هـذه كثيـراً ١٩٥٢

بنشـر " شـفيق محمـد زيعـور " ثـم قـام . هــ١٤٠١العلمية بتصوير الطبعة السابقة، سـنة ســعيد محمــد اللحــام، بإشــراف مكتــب الدراســات : وطبــع بتحقيــق .هـــ١٤٠٤الكتــاب ســنة

" قــام الباحــث و .هـــ١٤٠٩مكتبــة الهــالل، ســنة : ة واإلســالمية، نشــرتهوالبحــوث العربيــبتحقيــق الكتــاب فــي رســالة ماجســتير فــي جامعــة أم " الــرحمن محمــود أحمــد محمــد عبــد

هــ، ثـم طبـع الكتـاب فـي المطبعـة المحموديـة سـنة ١٤١٣القرى، ونوقشت الرسالة سـنة .هـ١٤١٤

ميتهوأه لكتابل القيمة الرتبوية: املبحث الثالث

اإلمـــالء واالســـتمالء للســــمعاني بعـــدة مزايـــا تجعلـــه ذا قيمــــة أدبيتميـــز كتـــاب : تربوية تستحق الدراسة، منها

نــه كتــاب كامــل لبحــث قضــايا التعلــيم فقــط، ولــيس مــن تلــك الكتــب الموســوعية أ )١التي تضم التعليم بين طياتها بوصفه تكملـة لموضـوع مـا، أو اسـتطرادًا لحـديث

. ما : تعليمية متعددة، منهاتناول قضايا )٢

. أخالقيات التعليم كمهنة - أ . موضوعات التعليم -ب . التفاعل اللفظي بين المعلم والمتعلم -ج . صفات المعلم الناجح -د . واجبات المتعلم -هـمادة علمية، تقّدم لنا صورة تاريخية للتعليم في النصف األول من القـرن يحوي )٣

: الخامس الهجري، من حيث . التعليم ووسائلهأدوات - أ

. طرق التدريس -ب . اإلطار الديني للممارسات التعليمية -ج

١١

أن المؤلـــف ينتمـــي إلـــى مدرســـة المحـــدثين التـــي وضـــعت لنفســـها منهجـــًا بحثيـــًا ) ٤وقــد اســتخدم المؤلــف هــذا المــنهج فــي عرضــه . خاصــًا فــي توثيــق المــادة التاريخيــة

. لكل جزئية من جزئيات كتابهد واحــدًا مــن المصــادر التــي تــؤرخ لمرحلــة تعليميــة متقدمــة يمكــن أن الكتــاب يعــ) ٥

: اعتبارها مرحلة التعليم العالي التي كانت تضم ). المملي(األستاذ - ). المعيد أو المستملي(مساعد األستاذ - . الدارس -

وقـــد أشـــار كثيـــر مـــن مـــؤرخي التربيـــة اإلســـالمية إلـــى هـــذه المرحلـــة علـــى إنهـــا . للتعليم العالي في البيئة العربيةالصورة القديمة

: وتكمن أهمية الكتاب في نقاط كثيرة منها مؤلف الكتـاب هـو إمـام مـن األعـالم المشـهورين، الـذين لهـم مكانـة مرموقـة أنّ -١

بـــين علمـــاء المســـلمين، وقـــد أثـــرى هـــذا اإلمـــام المكتبـــة اإلســـالمية بكتـــب كثيـــرة عـــمإلمام، ولم يبـق إال القليـل، وهـذا الكتـاب مـن نفعها، ولكن قد فقدت أكثر كتب هذا ا

ذلـك القليـل الـذي حفــظ لنـا، فاكتسـب أهميــة بـالنظر إلـى أنـه يســاهم فـي إيضـاح مــا .لهذا اإلمام من باع في العلوم المختلفة، وخاصة علم الحديث منها

الموضــوع الــذي يتحــدث عنــه هـــذا الكتــاب، فهــو يــتكلم عــن اآلداب واألخـــالق -٢العلماء وطلبـة العلـم أن يتحلـوا بهـا، كمـا يبـين العالقـة بـين طالـب التي ينبغي على

.العلم وشيخهحـديثًا مرفوعـًا ) ١٤٠(حجم المادة العلمية التـي حواهـا هـذا الكتـاب؛ فقـد حـوى -٣

ساقها المصنف بإسناده، وبالرغم من أنه لم يكـن المصـدر الوحيـد لهـذه األحاديـث، ، أو زيــادة فــي بعــض الروايــات تفيــد معنــى فإنــه يفيــد تعــدد الطــرق للحــديث الواحــد .جديدًا يساعد على فهم هذه األحاديث

أن المصــنف يســوق نصوصــه مــن أحاديــث وآثــار وأشــعار باإلســناد، كمــا هــو -٤ .متبع عند المحدثين في التصنيف ودراسة األسانيد

١٢

أن المصــنف قــد روى فــي كتابــه هــذا الكثيــر مــن األخبــار واألشــعار التــي تبــين -٥العلمــــاء وتعليقــــاتهم علــــى موضــــوعات الكتــــاب، وجمــــُع ذلــــك فــــي كتــــاب أراح آراء

طــــالب العلــــم مــــن التمــــاس هــــذه األخبــــار فــــي أماكنهــــا و مظانهــــا، وهــــو أمــــر مــــن .الصعوبة بمكان ال يخفى عل طالب العلم

يوضــح الكتــاب مــا يبذلــه العلمــاء فــي ســبيل العلــم مــن الرحلــة، حيــث يبــين فــي -٦ن التــي تحمــل الشــيخ فيهــا هــذا الخبــر أو ذاك، ممــا يكــون كثيــر مــن الفقــرات األمــاك

حــافزًا لطــالب العلــم علــى استصــغار جهــودهم ونســيان متــاعبهم، ومــا قــد يواجهونــه .من صعاب ومشاق في طلب هذا العلم المبارك

في هـذا الكتـاب رد علـى المشـككين فـي السـنة النبويـة؛ حيـث يبـين طرائـق نقـل -٧وهو إمالء الحديث، وهو بذلك يـرد -ساسي للكتاب وهو الموضوع األ -الحديث

.على من يدعي أن الحديث إنما نقل عن طريق الحفظ فقط؛ التــي تعــد اآلن فــي عــداد المفقــودأن هــذا الكتــاب قــد روى عــن بعــض الكتــاب -٨

، وتــاريخ اســترباذ )هـــ٤٠٠تــوفي قبــل ( ككتـاب أبــي عمــر محمــد بــن أحمــد النوقــاني ، ولحمـــــزة بـــــن يوســـــف الســـــهمي )هــــــ٤٠٥(محمـــــد اإلســـــترباذي الـــــرحمن بـــــن لعبـــــد

يعــــد اختصــــارًا " أدب اإلمــــالء واالســــتمالء " ، وغيرهــــا، كمــــا أن كتــــاب )هـــــ٤٢٧(للســمعاني نفســه، كمــا قــال الســمعاني فــي " ِطــراز الــذهب فــي أدب الطلــب " لكتــاب

الء انتهـى مـا سـبق بـه القـول فـي جمـع آداب اإلمـالء واالسـتم: خاتمة أدب اإلمالءِطـــراز " علـــى االختصـــار، ومـــن أراد الفصـــول مســـتوفاة فلُيطـــالع كتابنـــا الموســـوم بــــ

). ١("الذهب في أدب الطلب .استفادة األئمة من هذا الكتاب وعزوهم إليه، واهتمامهم به. ٩

. ١/١٨٠أدب اإلمالء واالستمالء، . ١

١٣

الكتاب موضوعات: رابعال املبحث : تضمن الكتاب المباحث اآلتية

. أخالقيات المهنة -١ . صفات المعلم الناجح -٢ . التفاعل اللفظي بين المعلم والمتعلم -٣ . طرق التدريس -٤ . وواجباته) مساعد األستاذ(صفات المعيد -٥ . سلوك الطالب -٦ . أدوات التعليم -٧

أخالقيات المهنة: أوالً

هـو الهـدف " التخلق باألخالق السنية واالقتداء بالسـنن النبويـة"يجعل السمعاني ويوضـح فـي بدايـة الكتـاب انـه ). اإلمالء واالسـتمالء(ساسي لعمليتي التعليم والتعلم األ

وضع كتابه خصيصًا لتحديد مـا يـراه واجبـًا مـن هـذه اآلداب التـي يجـب أن يتحلـى بهـا : المملي والمستملي فيقول

إيـــراد مـــا البـــد منـــه ومـــا ال يســـتغني عنـــه : علـــى) أي فـــي الكتـــاب(واقتصـــرت " عــي والطالــب الــذكي ويحتــاج إليــه غيرهمــا ممــن يريــد معرفــة آداب الــنفس المحــدث األلم

). ١"(واستعمالها في الخلوة والمجالسوهكـــذا يتضـــح االهتمـــام الخلقـــي للســـمعاني مـــن أول ســـطور كتابـــه ويتبـــع ذلـــك

إّن اهللا أّدبني وأحسن أدبي ثم أمرني بمكارم األخـالق : "�باالستشهاد بحديث الرسول . ١٩٩األعراف �فِ رْ العُ بِ رْ مُ أْ وَ وَ فْ عَ ال ذِ خُ �: فقال

واألدب هنــــا بمعنــــى الخلــــق "ثــــم يضــــيف آثــــارًا أخــــرى تــــربط بــــين العلــــم واألدب وا قُــــ�: فــــي تفســــير قولــــه تعــــالى �الحســــن فقــــط كقــــول اإلمــــام علــــي بــــن أبــــي طالــــب

. ٦التحريم �ارةجَ احلِ وَ اسُ ا الن هَ ودُ قُ اراً وَ نَ مْ يكُ لِ هْ وأَ مْ كُ سَ فُ نْـ أ

. ١ ،أدب اإلمالء واالستمالء. ١

١٤

م يــرى أن مــن أهــم أخالقيــات المعلــم إذا كــان محــدثًا أن يهــتم بإســناد الحــديث ثــ ويشّدد على إنكار روايـة الحـديث بغيـر إسـناد مستشـهدًا بـأقوال . أي بذكر سلسة برواته . الزهري، وابن سيرين، وسفيان الثوري وغيرهم: كثير من العلماء مثل

ويمكـن أن نسـتخلص مـن . ثم يخّصص بعـد هـذا المـدخل فصـًال آلداب المملـي : تحليلنا لهذا الفصل أن أهم أخالقيات مهنة التعليم عنده هي

. أن يراعي المعلم وضعيته االجتماعية خارج مكان التعليم )١ . أن يتمتع باللطف واللباقة والخلق الحسن عامة )٢

. احترام مواعيد العمل )٣

. التزام األمانة العلمية )٤

. مراعاة أهداف التعليم )٥ ات المعلم الناجحصف: ثانياً

صفات المعلم الجسمية -أ

اهــــتم الســــمعاني بــــالمظهر الخــــارجي للمعلــــم، وهــــذا االهتمــــام يعطينــــا فكــــرة جيــــدة عــــن أوضاع المعلمـين فـي النصـف األول مـن القـرن السـادس الهجـري فـي المجتمـع العربـي

ة فــي العــراق والشــام إلــى جانــب أنــه يعكــس لنــا بعــض المفــاهيم الدينيــة الخاصــة بالقيمـــــدها بنصـــوص شـــرعية، وحـــرص ـــى تأكي ـــة كقيمـــة أخالقيـــة حـــرص اإلســـالم عل الجمالي

. السلف على تأكيدها بسلوكيات عملية صفات المعلم المعنوية -ب

). ال يروي ماال تحتمله عقول العوام(أن يراعي مستوى فهم الطالب ) ١ . أن يشرح ما يصعب عليهم استيعابه حتى يتأكد من فهمهم له) ٢. يبدأ عمله في جو من الفوضى، بل ينتظر حتى يكـون الطـالب مهّيئـين للـتعلم أالّ ) ٣

ولـو فعـل ذلـك : "ثـم يتبعـه بقولـه" يستنصت الجالسـين: "والسمعاني يعبر عن ذلك بقوله ". فحسن) المعيد(المستملي

". فإّن الحفظ خّوان"أّال يعتمد على ذاكرته فقط بل عليه االستعانة بالكتب ) ٤ . طيل حتى يصاب الطالب بالمللأّال ي) ٥

١٥

: أن تكون له عادات سلوكية يحترمها ويلتزمها في بداية عمله مثل) ٦ . البدء بصالة ركعتين -أ

. االفتتاح بالقرآن -ب . البسملة -ج . �الصالة على النبي -د .الترضي عن الصحابة -هـ . الترحم على شيوخه والدعاء لهم -و

ي بين المعلم والمتعلم التفاعل اللفظ: ثالثاً

يقصد بالتفاعـل اللفظـي هنـا مجمـوع مكونـات عمليـة التواصـل أو االتصـال بـين المعلــم والمتعلمــين مــن كــالم ومــا يرافــق الكــالم مــن أفعــال وٕايمــاءات واســتجابات ذات صـــلة مباشـــرة بعمليـــة التـــدريس، أو بتعبيـــر آخـــر الكـــالم المتبـــادل بـــين طرفـــي العمليـــة

. بعه من استجابات بهدف تحقيق أكبر قدر من التفاهم المشتركالتعليمية وما يتوهنــاك مظــاهر كثيــرة أوردهــا الســمعاني لهــذا التواصــل أو التفاعــل اللفظــي بــين

: المعلم وطالبه هي : استشارة دافعية التالميذ للتعلم، ويتم ذلك عبر ثالث خطوات) ١ . أخذ موضع يراه فيه الجميع -أ

. استنصات الجالسين -ب . رفع صوته حتى يصل إلى الجميع -ج . باالستعانة بمن يبلغ عنه عند الحاجة: تنظيم التعلم) ٢ : تنظيم االستجابات من خالل) ٣يسأل المعيد األسـتاذ عـن اسـم شـيخه الـذي يـروي عنـه فيجيبـه عـن سـؤال فـي بدايـة -أ

. الدرس ويذكر اسم شيخه ونسبه كامًال، ثم يترحم عليه ويدعو لهعند إعادة المعيد لكالم شيخه يلتزم بحرفية الـنص ويمليـه علـى مـن يكتبـون كلمـة -ب

. كلمة مع رفع صوته

١٦

يستوضـح المعيــد مــن أســتاذه بعــض مــالم يســمعه بوضــوح أو يراجعــه فــي شــيء لــم -ج . يفهمه حتى يشرحه له

للجميـع فيستجيب للمعيد إذا فـرغ مـن مهمتـه أن يـدعو : خلق جو من الود والمحبة -٤ . الرحمة والمغفرة، ويستحب له أيضًا أن يبدأ مهمته بالدعاء لنفسه وللحاضرينبعند ازدياد عـدد الطـالب عـن القـدر الـذي يصـلح فيـه معيـد واحـد يجـوز االسـتعانة -٥

ونعرف من هذا االحتياط صورة جانبيـة . بأكثر من معيد إلبالغ البعيدين عن المجلسفي عصـر السـمعاني، فقـد روى أن بعـض عن أعداد الطالب في بعض مجالس العلم

وبلغت مجـالس . مجالس اإلمالء كان يبلغ في مسجد الرصافة مئة ألف إنسان يكتبون . أخرى عشرين ألفًا مما يدلل على حجم التعليم العالي في ذلك العصر

طرق التدريس : رابعاً

فــي آراء الســمعاني أنيتضــح لنــا مــن خــالل دراســة كتــاب اإلمــالء واالســتمالء مجـــال طريقـــة التـــدريس اســـتغرقت الخطـــوات الـــثالث الرئيســـية فـــي أي طريقـــة تـــدريس

: وهي . التمهيد )١ . الشرح )٢

. التقويم )٣

وقـد اسـتند فـي ذكــره لهـذه الخطـوات إلـى معلوماتــه عـن العلمـاء السـابقين عليــه، : كما يستند أحيانًا إلى مشاهداته كقوله

الفضـــل بــن البغــدادي فـــي حضــرت مجلــس إمـــالء شــيخنا أبــي ســـعد بــن أبــي" فلمــا كــان وقــت االصــفرار دخــل . مســجد اليــوان بأصــبهان بعــد العصــر، فــأملى وكتبنــا

: فأنشأ الشيخ رحمه اهللا يقول. بعض أصحاب الحديث وكان وقت االنصراف )١"(وال يردون الماء إال عيشة إذا صدر الوّراد عن كل منهل

وهذا يظهر أن آراءه كانت صورًة للممارسات التربوية التي كانت سائدة بالفعـل . في عصره

. ١/٨٤أدب اإلمالء واالستمالء، . ١

١٧

فـــي مجــــال -التمهيـــد والشـــرح والتقــــويم –وٕالـــى جانـــب هــــذه الخطـــوات الــــثالث الحــديث عــن الحــديث عــن التفاعــل اللفظــي، إّال انــه أشــارة إلــى عــدة جوانــب مفيــدة فــي

: أثناء التدريس مثل . البسيطة بين الطالبالسماح بالحركة -١ . استخدام التعزيز عند الحاجة إليه -٢

. استخدام درجة ارتفاع وانخفاض صوت المعلم بالقصد المناسب -٣

). مثل المعيد في عصره(االستعانة بالوسائل المعينة المتاحة -٤

. إتمام عملية التدريس بعد التأكد من الصمت والهدوء -٥

صفات المعيد وواجباته : خامساً

المعيــد أو المســتملي عنـد الســمعاني تــتلخص فــي إبـالغ مــا يمليــه الشــيخ وظيفـة إلى من ال يسمع من الطـالب الـذين يجلسـون بعيـدًا بحكـم كثافـة العـدد، ولهـذه الوظيفـة

فــــي خطبتــــه التــــي خطبهــــا بمنــــى يــــوم عيــــد �ســــند شــــرعي يعــــود إلــــى فعــــل الرســــول ن أبــي طالــب يبلــغ مــا األضــحى وكــان النــاس كثــرة وقتهــا، فكــان النبــي يخطــب وعلــي بــ

. يقول إلى من ال يسمعون ممن يجلسون بعيدًا عن الناسشـأنه فـي –فتتمثـل فـي أن يقعـد علـى موضـع مرتفـع : وأما طريقة عمـل المعيـد

فإن لم يجـد اسـتملى قائمـًا ألن -ذلك شأن الشيخ مثل دكة أو كرسي بتعبير السمعاني . المقصود من االستمالء أن يبلغ جميع الحاضرين

: وصفات المعيد كما حّددها السمعاني هيأن يكون مرحًا خفيفًا والسمعاني يشترط ذلـك؛ ألن العالقـة بـين الشـيخ والمعيـد -١

وقـد روى السـمعاني عـن أبـي أسـامة . دائمة فيجب أال يكون المعيد عبئًا نفسياً . )١("إياي والثقالء..ائتوني بمستمٍل خفيف على الفؤاد، إياي والثقالء : "قوله

بمعنـــى أن تتـــوفر فيـــه االســـتعدادات التـــي تؤهلـــه : أن يكـــون جهـــوري الصـــوت -٢ . اء وظيفتهألد

. ١/٨٥أدب اإلمالء واالستمالء، .١

١٨

وهو يـروي نـادرتين عـن بـالدة . أن يكون متيقظًا محصًال وال يكون بليدًا مغفالً -٣بعــض المســتملين وعنــاء شــيوخهم معهــم بســببها كــذلك المســتملي الــذي يشــكو

ول غيــر مــا يســمع ويكتــب يســمع غيــر مــا أقــول ويقــ"منــه شــيخه ويصــفه بأنــه غيــر مــا أقــول، ويقــرأ غيــر مــا يكتــب، ويحفــظ غيــر مــا يقــرأ، وهــي صــورة غايــة

ســمعت شــيخي : "كمــا يــروي نــادرة يقـول فيهــا. فـي التعبيــر عــن الــبالدة والغبـاوةكنــا فــي مجلــس : أبــا القاســم إســماعيل بــن محمــد بــن الفضــل الحــافظ بأصــبهان

أف للـدنيا، : (حاق الـوزير فـأملىالملك أبي علي الحسن بن علـي بـن اسـنظام : -وهو يعيد القول على الناس ليكتبه مـن يـرد –فقال المستملي ). دراهم وبلية

وفليـة، فقيــل : ...فنّبهــه بعـض الجالســين إلـى أنهــا وبليـة، فقــال"دراهـم وتليـة ... . )١("اتركوه: فضحك الجماعة فقال نظام الملك. وقلية: وبلية، فقال: له

أن يكـون أفصـح ": لغويـة عاليـة؛ يعّبـر عنهـا السـمعاني بقولـه أن يتمتع بقدرات -٤ . )٢"(الجالسين لسانًا وأوضحهم بيانًا وأحسنهم عبارة وأجودهم أداءً

. ويستحسن أن تكون له خبرة بعمله -٥

سلوك الطالب: سادساً

مــن المفضــل عنــد الســمعاني أن يكــون للطالــب ســلوك حســن مقبــول اجتماعيــًا؛ وٕاذا سـمع ٣"الحديث أن يتميز في عامة أموره عن طرائـق العـوامينبغي لطالب :"حيث

. أن يتمسك به �شيئًا من آداب النبي : ومن واجبات الطالب إزاء األستاذ يرى السمعاني أنه

يجوز القيام للمعلم توقيرًا واحترامًا علـى وجـه البـر ال علـى وجـه التعظـيم عمـًال -١كـم سـعد بـن معـاذ، فبعـث إليـه حـين نزلـت بنـو قريظـة علـى ح �بسنة الرسول

. ١/٩٣أدب اإلمالء واالستمالء، . ١ . ١/٩٣المرجع السابق، . ٢ . ١/١٠٨المرجع السابق، . ٣

١٩

فمـا دنـا مـن مجلـس الرسـول قـال . الرسول وكان قريبًا نجاء وكان يركب حمـاراً ). ١"(قوموا إلى سيدكم: " �ألصحابه

وكنـت إذا : "ويـروي السـمعاني عـن نفسـه هنـا قولـه. كما يجوز تقبيـل يـد المعلـم -٢غـداد أقبـل يـده دخلت على شيخنا أبي بكر محمـد بـن عبـد البـاقي األنصـاري بب

كل نوبة وأالطفه في الكالم ليمكننا مـن القـراءة، فحصـل لـي منـه مـالم يحصـل ). ٢"(لغيري

أن يلتـــزم الطـــالب عنـــد تعـــاملهم مـــع المعلـــم بـــآداب الســـلوك، فمـــثًال إذا أرادوا -٣الــدخول عليـــه تقــدمهم أكبـــرهم ســـنًا، إّال إذا تواضــع األكبـــر ســـنًا وقــدم مـــن هـــو

. تحسنأكثر علمًا منع فذلك مس

وٕاذا دخل طالب على أستاذه وعنده جماعة فال يتحـدث إلـى أسـتاذه وحـده، بـل -٤ . يبدأ بإلقاء السالم على الجميع

أن يخلـــــع نعليــــه؛ مبتـــــدئًا بخلـــــع -فــــي مجلـــــس الحــــديث –ويســــتحب للطالـــــب -٥ . قبل دخوله على أستاذه �اليسرى اقتداًء بسنة الرسول

مهذبة كـان يجثـر علـى ركبتيـه ومن األفضل أن يجلس بين يدي أستاذه جلسة -٦ . مثالً

وٕاذا دخل األستاذ بعد طالبه وجب عليهم إفساح الطريق لـه ليمـر وذلـك عمـًال -٧لـــذي ســـن لســـنه، ولـــذي : ال توســـع المجـــالس إال لثالثـــة: " �بحـــديث الرســـول

). ٣"(علم لعلمه، ولذي سلطان لسلطانه

ر رحــب؛ ألّن مــداراة وٕاذا وّجــه األســتاذ إلــى الطالــب كالمــًا شــديدًا تحملــه بصــد -٨ومن لـم يحتمـل ذل الـتعلم سـاعة بقـي فـي ذل الجهـل دائمـًا كمـا . الناس صدقة

. يروي السمعاني عن األصمعي

هـذه أهـم ســلوكيات الطالـب تجــاه أسـتاذه كمــا أوردهـا الســمعاني، ويضـاف إليهــا مــا ذكــر مــن أخالقيــات واجبــه تــم إيــراده عنــد الحــديث عــن التفاعــل اللفظــي كــأن ينــادي

. رواه البخاري في صحيحه. ١

. ١/١٩٣أدب اإلمالء واالستمالء، . ٢

. ٥/٤٤٧رواه أبو هريرة ، فتح الباري البن رجب، . ٣

٢٠

الطالب أستاذه بلقبه وليس باسمه، وأن يستقبله بوجهه، وأّال يشرد بذهنـه أثنـاء الـدرس، . وأن يقبل هدية معلمه، وأن يلبَي رغبته إذا طلب منه أن يقترب منه

أدوات التعليم : سابعاً

إّن حـــديث الســـمعاني عـــن أدوات الكتـــاب أو آالتهـــا كمـــا يســـميها ليســـت بـــذات : لفكر التربوي المعاصر، ولكن قيمتها تتمثل في جانبينقيمة كبيرة بموازين ا

القيمة التاريخية البحتـة مـن حيـث إنهـا تقـّدم لنـا مـادة علميـة تاريخيـة لمـا كانـت : أولهما . عليه أوضاع التعليم في عصره

مـــا يمكـــن اســـتنباطه مـــن إيرادهـــا مـــن قيمـــة تتعلـــق بتنظـــيم العمـــل المدرســـي : وثانيهمـــا . دام الوسائل المعينة على التدريس داخل الفصلوالعمل الصّفي، واستخ

السـمعاني نفسـه أّخرهـا إلـى قـرب انتهـاء كتابـه، أنولذلك أشير إليها بإيجاز خصوصًا . وقّدم لها بقوله أنه يذكرها استكماًال آلداب اإلمالء واالستمالء

: وفيما يأتي عرٌض ألسلوب الكتابة وأدواتها وفق ترتيب السمعانييكتب بالسواد ثم بـالحبر خاصـًة ألن الكتابـة بـالحبر األسـود أنالب ينبغي للط -١

آلــــة ذوي العلــــم وعــــدة أهــــل المعرفــــة وهــــو ور واألزمــــانعلــــى مــــر الــــده"تبقــــى ).١"(والفهم

إذا تلّطخ ثوب المتعلم بالحبر فينبغي لـه أّال يخجـل مـن ذلـك؛ ألن ذلـك شـرف -٢ . ولكن من األفضل أن يحافظ على ثوبه. له يفخر به

).٢"(الدواة" يحضر المتعلم مجلس اإلمالء إال ومعه المحبرة وال -٣

ولــو لــم يحضــرها معــه وحضــر مجلــس اإلمــالء جــاز لــه أن يكتــب مــن محبــرة -٤ . جاره فإن علماء السلف فعلوًا ذلك

: ثم يذكر السمعاني أدوات النسخ وهي . المحبرة -١

. ١/١٤٧أدب اإلمالء واالستمالء، . ١ . ١٧٠، ١/١٦٠المرجع السابق، . ٢

٢١

هـــذه أّال يكـــون أصـــم صـــلبًا فـــإن: "ويصـــنع لـــه مواصـــفات معينـــة وهـــي: القلـــم -٢ويتخــذ أملــس . الصــفة تمنــع ســرعة الجــري، وال يكــون رخــوًا فيســرع إليــه الحفــاويبــدو انــه ). ١"(العــود مــزال العقــود وتوســع فتحتــه وتطــال جلفتــه وتحــرف قطتــه

الخشــبية التــي كانــت تســتخدم حتــى عهــد قريــب فــي ميــتكلم عــن نــوع مــن األقــال . الكتاتيب

. الكتابةوهي الوعاء التي توضع فيه أدوات : المقلمة -٣

وينبغـــــي أال يســــتعمل ســـــكين األقــــالم إال فـــــي برِيهــــا وتكـــــون رقيقـــــة : :الســــكين -٤ ). ٢"(الشفرة، ماضية الحد، صافية الحديدة

ولــم يقــدم تعريفــًا لــه، ويبــدو أنــه قطعــة مــن الحديــد أصــغر مــن الســكين : المقــط -٥ . تستخدم في تحديد ميل سن القلم

. الحبر -٦

. التي كانت تستعمل للكتابة عليها وهو نوع من الجلود الرقيقة: الكاغد -٧

هذه هي أدوات الكتاب التي ذكرها السـمعاني، وقـد أتبـع كـًال منهـا بآثـار مرويـة كـان ثم أتبع ذلك كله بذكر بعض األدوات التـي . في مزاياه أو أشعارًا قيلت في وصفه

ـــواح والخـــزف والرمـــل والنعـــال إلـــى جانـــ: الســـابقون يكتبـــون عليهـــا مثـــل ب الجلـــود واألل . القراطيس وهي األوراق، وكانوا يكتبون في تلك األشياء إذا أعوزتهم القراطيس

طريقة املؤلف يف الكتاب: املبحث الثالثفــي " أدب اإلمــالء واالســتمالء" يمكــن إيجــاز مــنهج اإلمــام الســمعاني فــي كتابــه

:تيةالنقاط اآلب، وأشـار إلـى شـيٍء بدأ المؤلف كتابه هذا بمقدمة بين فيهـا سـبب تأليفـه للكتـا -١

فاســــتخرت اهللا ســــبحانه وتعــــالى وشــــرعت فــــي جمعــــه : .. مــــن منهجــــه فيــــه، فقــــالواقتصرت على إيراد ما ال بد منـه ومـا ال يسـتغنى عنـه المحـدث األلمعـي والطالـب

. ١/١٥٧، أدب اإلمالء واالستمالء. ١ . ١/١٦١المرجع السابق، . ٢

٢٢

الــذكي ويحتــاج إليــه غيرهمــا ممــن يريــد معرفــة آداب الــنفس واســتعمالها فــي الخلــوة ..والمجالس

إلى مقدمة ومدخل وثالث فصول؛ وقـد تحـدث فـي المـدخل قسم المؤلف كتابه -٢عــن أهميـــة اآلداب لطالـــب العلــم، وجعـــل الفصـــل األول فــي آداب المملـــي، وجعـــل الفصل الثاني في اتخـاذ المسـتملي، والشـروط الواجـب توفرهـا فيـه، والفصـل الثالـث

.في آداب الكتاب، وجعل في ختام هذا الفصل آداب الكتابة وأدواتهاالمؤلف في مقدمـة كتابـه أن هـذا الكتـاب جـاء مختصـرًا علـى نحـو مـا أراد بين -٣

.)١("وشرطت علي أن يكون مختصراً : " السائل، فقاليستشــهد المؤلــف باآليــات القرآنيــة الكريمــة فــي مواضــع كثيــرة مــن كتابــه، فقلمــا -٤

لـى مـا يذكر موضوعًا لـه عالقـة بآيـة مـن القـرآن إال واستشـهد بتلـك اآليـة للتـدليل عوليقصـــــــد فـــــــي مشـــــــيه إذا قصـــــــد المجلـــــــس، قـــــــال اهللا :" ذهـــــــب إليـــــــه، مثـــــــل قولـــــــه

.٦٣الفرقان �وعباد الرحمن الذين يمشون على األرض هوناً �:تعالىكمــا أن المؤلــف ُيكثــر مــن االستشــهاد باألحاديــث النبويــة المســندة، لتقويــة مــا -٥

مراجعة الشـيخ وسـؤاله ذهب إليه، واالقتداء بالسنة النبوية، مثل تدليله على وجوبأنهــا كانــت ال تســمع شــيئًا ال تعرفــه : " عمــا أشــكل بحــديث عائشــة رضــي اهللا عنهــا

مــن حوســب :" إال راجعــت فيــه حتــى تعرفــه، وأن النبــي صــلى اهللا عليــه وســلم قــال: ؟ قالــت�فســوف يحاســب حســاباً يســيراً �:أولــيس يقــول اهللا: قالــت عائشــة" عــذبكمـــا أنـــه يستشـــهد ". مـــن نـــوقش الحســـاب يهلـــك إنمـــا ذلـــك العـــرض، ولكـــن: " فقـــال

إنـه ليعجبنـي أن :" ذكـره لقـول عمـر بـن الخطـاب: بأقوال بعض السـلف، مثـال ذلـك .ويحرص المؤلف في كل ذلك أن يسوقه بإسناده. )٢("أرى القارئ النظيف

حـــدثنا أبـــو الفضـــل : قولـــه: يبـــين أحيانـــا مـــا فـــي اإلســـناد مـــن علـــة، مثـــال ذلـــك -٦محمــد الســالمي مــن لفظــه، وأبــو منصــور أحمــد بــن علــي بــن محمــد بــن ناصــر بــن

أنـا أبـو الحسـين المبـارك بـن عبـد : أحمد المقدسي، بقراءتي عليه جميعًا ببغداد قاالــــن إســــحاق ــــا أحمــــد ب ــــالي أن ــــن علــــي الف ــــن أحمــــد ب ــــي ب ــــار الصــــيرفي أنــــا عل الجب

. ١ /١أدب اإلمالء واالستمالء،. ١

. ١/٢٦المرجع السابق، . ٢

٢٣

نـا النهاوندي، أنا أبو محمـد بـن خـال القاضـي حـدثني أحمـد بـن محمـود بـن خـرزاذ ثإبـــراهيم بـــن يـــونس النصـــري ثنـــا أبـــو غســـان نصـــر بـــن منصـــور الطفـــاوي ثنـــا أبـــو

دخــل المــأمون مصــر فقــام إليــه فــرج النــوبي أبــو : " عاصــم الضــحاك بــن مخلــد قــاليا أمير المؤمنين الحمد هللا الذي كفاك أمر عـدوك وأدان لـك العـراقين : حرملة فقال

وأنــت العــالم بــاهللا وابــن عــم رســول والحــرمين والشــأمات والجزيــرة والثغــور والعواصــم : ويحـك قـد بقيـت لـي خلـة قـال: ويلك يا فرج أو قال: اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال

: قال إبـراهيم -جلوس في عسكٍر ومستمٍل يجئ : وما هي يا أمير المؤمنين ؟ قالحــدثنا الحمــادان؛ : مــن ذكــرَت رضــي اهللا عنــك ؟ فــأقول: يقــول -الجنــاح : العســكر

ثنـا ثابـت البنـاني عـن أنـس : لمة بن دينار، وحماد بن زيد بن درهم قاالحماد بن سمــن عــال : " قــال رســول اهللا صــلى اهللا عليــه وســلم: بــن مالــك رضــي اهللا عنــه قــال

ابنين أو ثالثا، أو أختين أو ثالثا، حتى يمتن، أو يموت عنهن، كنـُت أنـا وهـو فـي ). ١("الجنة كهاتين، وأومأ حماد بإصبعه الوسطى

فــي هــذا الخبــر غلــط فــاحش، ويشــبه أن :" علــق الســمعاني علــى اإلســناد بقولــهف كـــون المـــأمون رواه عـــن رجـــل عـــن الحمـــادين، وذلـــك أن مولـــد المـــأمون فـــي ســـنة ســبعين ومائــة، ومــات حمــاد بــن ســلمة ســنة ســبع وســتين ومائــة، قبــل مولــده بــثالث

.)٢("سنين، وأما حماد بن زيد فمات في سنة تسٍع وسبعين ومائةأن : " حـديث عائشـة: إعادته للخبـر بإسـناد آخـر لمزيـد مـن الفوائـد، مثـال ذلـك -٧

..." ال، بـل نبايعـك وأنـت سـيدنا: عمر بن الخطاب قال ألبي بكـر رضـي اهللا عـنهمأخبرنـا أبـو منصـور المظفـر بـن أحمـد بـن : قال: الطريق األول: فقد رواه بطريقين

د بن القاسم بن المظفـر الشـهرزوري المظفر اإلربلي بجامع سنجار، وأبو بكر محمأنـــا أبـــو نصـــر محمـــد بـــن محمـــد بـــن علـــي : بجـــامع الموصـــل بقراءتـــي عليهمـــا قـــاال

الهاشمي أنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق ثنا أبو بكر محمـد بـن السـري التمار ثنا أبو عبداهللا غالم الخليل ثنا محمد بـن إسـماعيل بـن عبـداهللا عـن سـليمان

هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن عمر بـن الخطـاب قـال ألبـي بن بالل عن

. ١/١٩أدب اإلمالء واالستمالء، . ١

. ١/١٦٤، المرجع السابق. ٢

٢٤

ال، بل نبايعك وأنـت سـيدنا وخيرنـا وأنـت أحبنـا إلـى : بكر الصديق رضي اهللا عنهم .اهللا تعالى وٕالى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فبايعه

وأخبرنـاه أبـو الكـرم نصـر اهللا بـن محمـد بـن محمـد : ثم أعاده بإسناد آخـر بقولـه ن مخلد األزدي بواسط أنا القاضي أبو تمام علي بـن محمـد بـن الحسـن الواسـطي ب

أنا أبو الفضل عبيداهللا بن عبدالرحمن الزهـري ثنـا عبـداهللا بـن محمـد بـن عبـدالعزيز البغـوي ثنــا إبــراهيم بــن ســعيد الطبــري ثنــا إسـماعيل بــن أبــي أويــس عــن ســليمان بــن

.بالل عن هشام بن عروة فذكر نحوه :ذلك فوائد كثيرة، من أهمها وفي: قلت

.أن في ذلك التكرار تقوية للحديث، كما في المثال السابق - أمـــن غـــاب خـــاب وأكـــل :" تكريـــر المـــتن مـــع اخـــتالف قائلـــه، مثـــل قـــول الثـــوري - ب

.ول من كالم يزيد بن هارون أيضاً فقد ذكر هذا الق" نصيبه األصحاببعـــض الروايـــات فيكـــرر المـــتن التكــرار لألخبـــار الخـــتالف بعـــض األلفـــاظ فـــي -ج

لـم يبلـغ :" ألجل ذلك، مثل قول أحمد بن حنبل لمن استأذنه في األخـذ مـن محبرتـه ".اكتب يا هذا فهذا ورٌع ُمظِلمٌ : " ، ثم ذكره بإسناد آخر فقال"ورعي ورعك هذا

تكــــرار الخبــــر لمناســــبة الموضــــوع فكلمــــا جــــاء مــــا يناســــب الخبــــر أعــــاده؛ مثــــل - دـــــــه لحـــــــديث ـــــــديهم :"إعادت ـــــــوم القيامـــــــة جـــــــاء أصـــــــحاب الحـــــــديث، وبأي إذا كـــــــان ي

ى اهللا عليـه وسـلم، وفـي فقد ذكره في وجوب الصالة على النبي صـل....". المحابر المحبرة

ـــه مـــنهج الســـمعاني -٨ ـــاز ب ـــار ألفـــاظ : وممـــا يمت ـــة والتحـــري الشـــديد فـــي اختي الدقـــرًا فإنـــه يحـــرص علـــى: وصـــيغ التحمـــل واألداء ـــان ِصـــَيغ فـــإذا روى حـــديثًا أو أث بي

قـرأت بخـط والـدي :" التحمـل واألداء؛ مثـل أن يكـون قـد تحمـل الخبـر ِوجـادة، كقولـهسمعت اإلمام أبـا : " أو أن يكون تحمله مذاكرة فيبينها مثال ذلك قوله". رحمه اهللا

وكــذلك تظهــر دقتــه وأمانتــه . وهكــذا". بكــر محمــد بــن عبــدالباقي األنصــاري مــذاكرةقولــه فــي المثــال الســابق فــي : ، أو عرضــًا؛ ومــن ذلــكفــي بيــان مــا تحملــه ســماعاً

حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السـالمي مـن لفظـه، وأبـو ): ٦الفقرة (

٢٥

أنــا : منصــور أحمــد بــن علــي بــن أحمــد المقدســي، بقراءتــي عليــه جميعــًا ببغــداد قــاال ..أبو الحسين المبارك بن عبدالجبار الصيرفي

فــي معرفــة : وفــي ذلــك فوائــد عظيمــة -حملــه للروايــة الدقــة فــي ذكــر مكــان ت -٩أماكن وجوده، وشيوخه، ومـن لقـي مـنهم قبـل اختالطـه، ودفـع شـبهة التـدليس عنـه،

حـــدثنا أبــو الفضـــل محمــد بـــن : قولـــه فــي المثـــال الســابق: ، ومثـــال ذلــك -ورحلتــه ناصـــر بـــن محمـــد الســـالمي مـــن لفظـــه، وأبـــو منصـــور أحمـــد بـــن علـــي بـــن أحمـــد

: ..راءتي عليه جميعًا ببغداد قاالالمقدسي، بقكمــا أنــه يــذكر األشــعار المناســبة للموضــوع كلمــا دعــت الحاجــة العلميــة إلــى -١٠

ذلك؛ ومن ذلك ما جاء في الحبر وأهميته عن شيخه أبي حفـص عمـر بـن عثمـان :الجنزي لنفسه

ال تحقرن الحبر في ثوب امرئ فالحبر فيه من َخُلوِق العالم )١(مـقط في خدود كواعب بدم الفؤاد المستهام الهائالخال نـك

. ١/١٤٩أدب اإلمالء واالستمالء، . ١

٢٦

خامتةودراسـة كتـاب أدب اإلمـالء واالسـتمالء يعكسـان فكـرًا تربويـًا مؤصـًال إن تحليل

يشــير إلــى أن علــم التربيــة والتعلــيم لــم يكــن علمــًا هامشــيًا لــدى علمائنــا األوائــل، بــل . تصنيفكان ميدانًا خصبًا للبحث والتأليف وال

ولن نستطيع أن نحيط بجميع جوانب النظرية التربوية لدى هذه اإلمـام الجليـل، غير أّننا استقرءنا الجوانب التربوية المنهجية من خالل أحد كتبه التـي حفظـت ولـم تتلــف وهــو كتــاب أدب اإلمــالء واالســتمالء الــذي يعــد أبــرز الكتــب التربويــة الباقيــة

. من إرث هذا العالم

ولي التوفيق واهللا

٢٧

ع ـــاملراج . القرآن الكريم •

أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبـد الكـريم ابن األثير، -١ــــن عبــــد الواحــــد الشــــيباني الجــــزري تهــــذيب اللبــــاب فــــي ، )هـــــ٦٣٠ت ( ب

. ت.، دبيروت –دار صادر ط، .، داألنساب

الجــامع المســند ، )هـــ٢٥٦ت ( محمــد بــن إســماعيل أبــو عبــداهللالبخــاري، -٢

الصــحيح المختصــر مــن أمــور رســول اهللا صــلى اهللا عليــه وســلم وســننه

، ط محمــد زهيــر بــن ناصــر الناصــر: ، تحقيــقصــحيح البخــاري -وأيامــه . هـ١٤٢٢، دار طوق النجاة، ١

أبـو العبـاس شـمس الـدين أحمـد بـن محمـد بـن إبـراهيم بـن أبـي ابن خلكان، -٣إحســان : ، تحقيـقاألعيــان وأنبـاء أبنــاء الزمــانوفيــات ، )هــ٦٨١ت ( بكـر

. م١٩٦٤ط، دار صادر، بيروت، .عباس، د

شــمس الــدين أبــو عبــد اهللا محمــد بــن أحمــد بــن عثمــان بــن َقاْيمــازالــذهبي، -٤، القـــــــاهرة -دار الحــــــديثط، .، دســــــير أعــــــالم النــــــبالء، )هـــــــ٧٤٥ت (

. م٢٠٠٦-هـ1427

ت ( جــب بــن الحســنزيــن الــدين عبــد الــرحمن بــن أحمــد بــن ر ابــن رجــب، -٥مجموعـة محققـين، : ، تحقيـقفـتح البـاري شـرح صـحيح البخـاري، )هـ١٩٥

. م ١٩٩٦ -هـ 1417، المدينة النبوية -مكتبة الغرباء األثرية ، ١ط

ـــالء واالســـتمالء ،رجـــب، مصـــطفى -٦ ـــاب أدب اإلم ـــي كت ـــة ف اآلراء التربوي

، مصــر ، المجلــة التربويــة ،-ملخــص بحــث - )هـــ ٥٦٢ت ( للســمعاني .٩٨ - ٨١ص ص ، )١٩٩١(، ٢ج ، ٦ع

طبقـــات ، )هــــ٧٧١ت ( تـــاج الـــدين عبـــد الوهـــاب بـــن تقـــي الـــدينالســـبكي، -٧

عبد الفتـاح محمـد . محمود محمد الطناحي د. د: ، تحقيقالشافعية الكبرى . هـ١٤١٣، هجر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، الحلو

٢٨

أدب ، )هــ٥٦٢ت ( يمـيعبـد الكـريم بـن محمـد بـن منصـور التمالسمعاني، -٨

، دار الكتـب العلميـة، ١، طمـاكس فايسـفايلر: ، تحقيـقاإلمالء واالسـتمالء . م١٩٨١-هـ ١٤٠١بيروت،

اإلمــالءرؤيــة تربويــة معاصــرة فــي أدب ،عبــد اهللا، عبدااللــه بــن المشــرف -٩

ع ، السـعودية ، المملكـة العربيـةمنـاهج ،السمعاني اإلمامواالستمالء عند .٨٧ - ٨٣ص ص ،٢٠٠٢، ١

٢٩

Abstract This research aims to study educational thought when Sam'ani in his spelling and literature Alastmlae , and stand at the highlights of this thought through opinions and educational directives that are talked about in his book , and the most important topics covered , as well as the importance of this book and educational value . This research has been divided into two parts , the first section included eight sections ; birth and upbringing , his name and lineage and surname , his qualities , and his scientific career , and the elderly , and his students , and the effects of scientific and death . The second section came to define the book of literature spelling and Alastmlae and included four sections: The first section dealt with the reasons for writing the book , and the second talked about the educational value of the book and its importance , and came in third research subjects of the book , but in the fourth section , and the width of the way the author of the book , and a conclusion in which highlighted the findings of the study.