أنهار الرواية المصرية| أدب المصريين

3 023عدد |0202يناير من 02 اإلثنني |حصاد ثقايف |املشهد

صبحي موسى سعيد نوح إبراهيم عبد املجيد

حمسن يونس ماهر مهران عامر عيل حسن

هاين القط وحيد الطويلة

أمحد سراج

https://www.facebook.com/a1serag


5 ............................................... املرصية الرواية أهنار| املحاولة

8 ............................ حني ك ل يف وأ كل اجلانبني عىل ثامر |النصوص

8 ................................................................... املجيد عبد إبراهيم

8 .................................................................................... خيار ا تكن مل |الشهادة

9 ................................................................................. احلسرة وجع نقاوم |النص

01 ......................................................................... نوح سعيد

02 ..................................................................... وتأقلم وتغيري ورؤية تنقيب |الشهادة

00 ............................................................................. واألخرية األوىل املهمة |النص

01 ..................................................................... موسى صبحي

03 ................................................................... الكتابة هي ما أعرف ال يقين ا |الشهادة

01 .......................................................................................... الباحث |النص

01 .................................................................... حسن عيل عامر

01 .................................................... قصة كانت لي نشر ما أول لكن شاعرا بدأت |الشهادة

09 ...................................................................... مهتدية وخراف ضالون رعاة |النص

10 ........................................................................ مهران ماهر

00 ............................................................................... الوجود اكتشاف |الشهادة

00 ................................................................................... مطر بال سحب |النص

11 ....................................................................... يونس حمسن

03 ....................................................................... واملعاصي بالذنوب مذكرة |الشهادة

02 ............................................................................... ملك ا صار الذي التاجر عن

12 ...................................................................... الطويلة وحيد

02 ............................................................................... الكتابة نم بد ال |الشهادة

08 .................................................................................... تصطاد باربي |النص

10 .......................................................................... القط هاين

30 ................................................................................... ألحيا أكتب |الشهادة

33 .................................................................. ( ي ع ود ال م ض ى م ا: م ح ال ) صالـح |النص


أهنار الرواية املرصية| املحاولة

منذ أول رواية صدرت؟ -يف مرص -كيف احتلت الرواية هذه املنزلة

عن كدح مرص التي انفردت بأن حولت الشعر من مدح اخللفاء، إىل تعبي الفقراء ف العال فعر

، مرص التي أنزلت املرسح من اق واحلاممي والصائغ واخلياط والعطار والكحال والور اجلزار الشاعر

، عرب البابات واألراجوز ع واألزقةاحلواري والشواريف حكايات البسطاء وأحالمهم علياء اآلهلة إىل

ا للجميع الشطار ، مرص التي جاءت مالمحها انتصوإن ذكر امللوك فعىل سبيل السخرية والتندر ار

، مرص التي حاز بنوها العلم والكرم واألصالة رغم القهر والفقر والعيارين والفرسان وامللوك..

حلكاية ا يريد الكات أن يعرب عن؛؛ ففيها اهلذا تأخذ الرواية منزلتها؟ فهي وعاء جامع مل واالستبداد؛

، الكاملة بام حتوي؛ ؛ فوفيها من كل ف من مكان وزمان وشخوص من حتول درامي، ومن شعرية ن فن

الرسد أو احلوار أو كليهام.. ببساطة: وجدت الرواية يف مرص بيئتها النموذجية وأمهها املتلقي... وإن

شئنا الدقة: املتلقون.

.الكات واملادة والقارئ البيئة املثالية؛ تلك فرضية قابلة للنقد والنقض: الرواية زهت حني وجدت

ثمة عوامل ال يمكن إنكارها، لكنها بقليل من اتساع الرؤية ال تعارض إن ل تؤكد فرضيتنا؛ فهل

عمق التحوالت االجتامعية التي متر بمرص حتتاج إىل فن معقد؛ فن مؤسيس حيتاج إىل هندسة

و هذا الشكل هوإحكام.. خيرج عن )املادة( التي هيأت للرواية مكانتها، وهل شعور الكات بأن

األنس للتعبي إال موج؛ أسايس لتبنيها كتابة؟

سيقولون إن اجلوائز هي التي دفعت اجلميع لكتابة الرواية.. ويبدو أن أصحاب هذا الرأي ال

يذكرون أن نجي حمفوظ ل يستطع نرش إحدى روايات؛ ألهنا جتاوزت األلف صفحة، واضطر إىل أن

م صدرت يف ثالثة روايات وعرفت بالثالثية.. ول تكن ينرشها عىل حلقات عندما هتيأ ل؛ األمر.. ث

هناك جائزة وال غيه.. هناك وعي أدي ومادة حمفزة وقراء منتظرون.

-ال يباعد بينها وبني النص فحس –كتابة الرواية خماطرة من العيار الثقيل.. فالكات يقتل نفس؛

يأخذ زمنا طويال يف البحث والكتابة، وإال قتل روايت؛ وشخصياهتا وأحداثها، الرواية نص جمهد

الرواية مقامرة خطرة؛ فاملجموعة القصصية والديوان الشعري يتكون من عدة نصوص.. أما هنا

فأنت أمام نص واحد يصدك حجم؛ الكبي منذ البداية، وعىل الكات أن حيتفظ بقارئ؛.. وأن خيرج


ال بد من –إن قطع؛ عن القراءة يشء –و القارئ من نص؛ كل مرة بيشء، وأن يظل منجذب ا ملا سيتل

إمتاع وإقناع موزعني أو بتعبي أدق: ساريني يف النص سي الدم يف اجلسد.

هذا امللف الذي حاول أن يضم كتاب ا متنوعي املادة؛ بحكم التعليم والثقافة واالحتكاك والتوج؛

عي أن يكون موسوع –وال يدعي –واملوضوعات وطرق البناء، ال يريد ي ا أو شامال ، وإنام يريد وي د

.تقصيي أوهلا إىل حد ما، وإن ل حيدث هذا فهو ألسباب ، متثيل الرواية املرصية

تكت الرواية إبراهيم عبد املجيد، فالكات األب بكل ما حتوي؛ -حيث البداية –من اإلسكندرية

كل املعارك "ثم يذه ملا هو أبعد؛ إهنا الباقية: "ل تكن الكتابة اختيارا " الكلمة من معان ، يعرتف:

واحلروب انتهت وبقيت الكتابة والفنون. كل االخرتاعات تتغي كل يوم وتبقي الكتابة والفنون. هذه

."هي الكتابة

يطل نوح الرواية الذي ل يقعده العمر عن االعرتاف؛ الكتابة مغامرة لإلدهاش، أو ف ل ك؛ وف لك؛ومن

أهم ما يميز الكتابة اجلديدة واجليدة أيضا هي البعد عن تنقي واقع سبق تعريف؛ نإ "كام قال:

."وحتديده من قبل

ن سبق؛ يف النرش أي أن األدب أوال وإ –؛ اإلنتاج وقيم الكات غزير –يرى عامر عيل حسن فيام

يشء، وأن؛ ترك الشعر كتابة وإن احتفظ وجدان؛ بقصائده العمودية واحلرة، لكن؛ وجد يف الرواية

لق ليبقى: وعاء مث ظني أن األدب هو األبقى، لذا أنحاز إلي؛ بكل كياين، " الي ا للكتابة، وأن األدب خ

."يف احلياة العامة وأعطي؛ من وقتي الكثي والكثي، دون أن أختىل عن دوري

أوروك اخلالدة هي وبانيها إذن، عرب موهبة حيكم عليها وجود نص فني، وجيتهد إن؛ الطموح لبناء

أتصور أن ال أدري هذه هي ": -ذو العني الناقدة –لتحقيقها باحرتاف كام يقول صبحي موسى

د أو غيه، مهنتي هي كتابة ما يدور االحرتاف ذات؛، فمهنتي هي الكتابة، سواء الشعر أو الرواية أو النق

." يف ذهني بشتى األدوات والطرق، واالحرتاف أن تكون وفقا لقواعد كل فن

وت وال اجلوع وال حتدها القضبان، هكذا إهنا املقاومة بمختلف صورها، املقاومة التي ال يكرسها امل

إن الكتابة تقاوم " : -رض روح املحبة التي متيش عىل األ –بلغت؛ الباذخة يقول وحيد الطويلة

."املوت، أو إهنا السالح اليتيم الذي يشهره الكات يف وجه؛

سارد بطريقة ما، الكتابة هي اخلوف من اإلثم، بل هي اإلثم ذات؛، الكتابة هي اإلنسانية، وكل إنسان

ما نفعل؛ هو نشاط إنساين يدخل ضمن " حمسن يونس: – يف تواضع يليق بعارف -هكذا يقول


أنشطة اإلنسان عىل هذه األرض، فلسنا نخبة نتميز بيشء غي موجود عند الناس، فالرسد ليس حكرا

."علينا نحن الكتاب، بل هو أساس هذا اإلنسان املختلف عن بقية الكائنات

هكذا يتحدث القادم من املدن -داء العربية األول –الكتابة اكتشاف النفس والعال، مثلها مثل الشعر

وبعد ثالث "من الصعيد حلم وجهنا الذي نريق؛ ونتاجر ب؛؛ فيقول ماهر مهران: املنسية املهمشة

".روايات اعرتف أنني اكتشفت نفسى يف الرسد كام اكتشفتني يف الشعر

االختيار فيام يود أن بعضنا ل؛ قدر من "جوهر الفن اللع ، هبذا يقر املنعزل الفاتن هاين القط:

، اخرتت لعبة الرواية " يكون، وأنا من هؤالء، فعندما وضعت األلعاب بني يدي

ما بني أيدينا اآلن هو غرفة من أهنار الرواية املرصية، ال لرتوي.. بل لتشوق.. ولعيل قد أجدت

االختيار..


ثامر عىل اجلانبني وأ كل يف ك ل حني |النصوص

اجمليدإبراهيم عبد مل تكن خيار ا |الشهادة

(0)براهيم عبد اجمليدإ

عندما جتد نفسك يف سن اخلامسة عشر تنتهي من قراءة رواية فتبدأ يف كتابة رواية كأنك .مل تكن الكتابة اختيارا.

ثم جتد نفسك وقد انتهيت من كتابة الرواية الساذجة طبعا تبدأ يف رواية .اختيار يكون يف األمر مؤلف حقيقي, ال

وحني جتد نفسك وقد أغلقت عليك باب احلجرة ورحت تغرف من متع غري مرئية .يكون يف األمر اختيار أخري ال

حكون شة ويضقائك املقربني يف سعادة ال توصف وينظرون إليك بدهثم تعلن ذلك ألصد .وال حمسوسة وأنت تكتب

تأتيك من حيث ال تقصد إشارات رائعة كأن تعرف أن .هكذا كانت البداية .ن سر الكتابة أمجل من أن يعلنفتدرك أ

تعرف ذلك صدفة وأنت تستعري رواية من املكتبة العامة فرتي كتابا ., وأن للكتابة مدارس ومذاهبا للكتابة تارخي

يبدو وكأن الكتاب املوجود علي رف املكتبة .لفرنسي أو اإلجنليزيحيمل عنوان املذاهب األدبية , أو تاريخ األدب ا

.وهكذا تتوقف عن الكتابة لتعرف ما الذي جري يف تارخيها .من زمان وأنت ال تدري قد انتقل اليوم ليكون أمامك

الروايات ما يكتب يف الصحف من آراء عن إىل ثم تنتبه .مجيل من املعرفة وشيئا فشيئا جتد نفسك تسبح يف حبر

إال ما يدور يف بالكتابة عن أي شيء شيئا فشيئا تستغين .غرائبها تتغري احلياة حولك وتنتبه دون قصد إىل .والدواوين

لقد دخلت .ميكن العودة اآلن وتعرف أن األمر ليس بالسهولة اليت بدأت بها لكن ال .ندوات ومجاعات أدبية .فلكها

وما أعيشه مع .وما أقرأه من أعمال هو العامل احلقيقي .هي احلياة احلقيقية وهكذا صارت الكتابة .الطريق املسحور

يطول .األمجل هو اكتمال الكتابة .صار ما حولي هو الوهم الذي لن يكتمل أبدا .الشخصيات هو الواقع احلقيقي

والفن التشكيلي والشعر وغري احلديث عما استدعته الكتابة من قراءة يف الفلسفة والتاريخ وعلم النفس والسينما واملسرح

كل .كل املعارك واحلروب انتهت وبقيت الكتابة والفنون .ذلك مما نسميه القوة الناعمة وهو يف احلقيقة القوة احلقيقية

.هذه هي الكتابة .خرتاعات تتغري كل يوم وتبقي الكتابة والفنوناال

https://www.facebook.com/ibrahim.elmeguid


نقاوم وجع احلسرة |النص

داجيو"(أ" )مقطع من رواية

ريم اليت إىل تعزف وتغين " كل دا كان ليه ملا شفت عنيه " يصل صوتها احللو .علي مهل ريم فتخرج نور "تضحك

عيناها مفتوحتان .حوهلا تنتهي النوبة وتنظر .ما تلبث أن ترتعش كثريا وتكاد تتخبط يف احلائط اجملاور للسرير

؟البد أين كنت ومن أين عدت اآلن .رفه أحد إال هيأعلي يف دهشة تكفي الناس مجيعا , يف سؤال ال يعإىل مرفوعتان

وفمها مزموم كأمنا ال ؟أو رأيته من قبل يما حولويف أي زمن عرفت ؟هذا الذي رأيته وملاذا هو ليس حولي اآلن وما

.تستطيع أن تفتحه

كنة علي احلائط حيت شيئا فشيئا تنفتح شفتاها تشعر بالراحة فتتنفس قائلة " احلمد هلل " علي مهل تنهض متشي مرت

كل دا كان .صوت نور اجلميل يردد " حن قليب إليه وانشغلت عليه .ءتتماسك ومتشي غري مرتكنة علي شي خترج ثم

.ليه " تنزل دمعتان من عيين ريم اليت تشعر بها نور فترتك هلا البيانو

؟ماما تبكني يا -

.تأخذها ريم يف حضنها وحتمد اهلل أنها مل ترها يف حلظات النوبة .وتكاد تبكي نور

.أيام وتسافري .خالص -

.ماما لن أتركك يا -

.تبتسم .جتلس ريم مكانها أمام البيانو

ال داعي للطرب العربي الذي يسيل دموعنا بسرعة هكذا .سأعزف كالسيك -

" أيضا Fure Elise اليزإىل يتهوفن ثم "تعزف موسيقي " ضوء القمر " لديبوسي ثم "ضوء القمر" أيضا لب

.لبيتهوفن فتمتلئ احلجرة باملالئكة يسبحون

.ماما اهلل يا -

"!لكن للحسرة .ليس للمرض .املقاومة ىوريم سعيدة بقدرتها عل .تهتف نور وحتتضنها من اخللف تقبلها


سعيد نوح تنقيب ورؤية وتغيري وتأقلم |الشهادة

سعيد نوح()

أهم ما نإ .التجربةالصدق يف الفن تأتي من عمق ةوقيم .الكتابةوبقدر عمق الرؤية تتحدد قيمة الكتابة رؤية,

.مييز الكتابة اجلديدة واجليدة أيضا هي البعد عن تنقيب واقع سبق تعريفه وحتديده من قبل

إن الشكل الروائي هو الشيء الوحيد يف خمتلف الفنون املتعارف عليها القادر علي االبتكار والتجديد واإلدهاش

علي االستفادة واالستثمار من كل األعمال قدرتيإىل عالقيت باألدب أن أنتبه ىمد ىحاولت عل دولق .من داخله

حدث ووه .يف رواييت األولي كلما رأيت بنتا حلوة أقول يا سعاد كان احلدث اهلام يف الرواية هو املوت فمثال .األدبية

أعرف أن أهم ما مييز وألنين .فقط ولكن داخل األعمال األدبية داخل احلياة سلي .عادي ومتكرر ماليني املرات

بة اجلديدة واجليدة أيضا هو البعد عن تنقيب واقع سبق تعريفه وحتديده من قبل فقد كنت يف موقف ال أحسد الكتا

ماذا أفعل أصنع ومادتي اخلام مت تدوينها منذ آالف السنني علي جدران املعابد الفرعونية بلغة معروفة؟ اماذ .عليه

البد من نإذ .احلل األمثل هو الدخول يف قلب األحداثألخرج من مأزق املوت عند املبدعني السابقني؟ لقد وجدت

يف عامل مليء بالتعقيدات, واإلجياز الذي أعنيه هو الدخول يف زاإلجيا .وإجيازية يف نفس الوقت وجود لغة شاعرية

املرعب الفن الوحيد القادر علي تغري نفسه والتأقلم مع الواقع أنها نوأظ. قلب األشياء مباشرة دون تورية أو إضمار

االستمرار الذي نولك .أن أقول من وراء ذلك أن روح الرواية هي روح االستمرار دأري .الذي يفوق اخليال الذي نعيشه

.إال ثرثرة ال طائل من ورائها وال نهاية هلا أيضا ما سبق إجنازه وإال فلن يبقي راستثما .أعنيه هو استمرار االستثمار

األدب هو ما حيدثه من ضجيج, ذلك .كما أن األدب ليس األفكار فقطفقط, األدب ليس النضال وال املقاومة نإ

نفسه والتأقلم مع الواقع املرعب الذي ريتغي ىالرواية هي الفن الوحيد القادر عل ن, إريالتغيإىل ديؤالضجيج هو ما ي

.يفوق اخليال الذي نعيشه

. دائما ما أدعو 1991روائي وسيناريست، من أعماله: كلما رأيت بنتا حلوة أقول يا سعاد ـ رواية ـ سعيد نوح: (1)شارع زين الدين ـ رواية ـ 11. 2002. تمثال صغير لشكوكو ـ متتالية قصصية ـ 2002الموتى ـ رواية ـ

ـ الكاتب والمهرج والمالك 7.. 2010. أحزان الشماس ـ رواية ـ 2002. مالك الفرصة األخيرة ـ رواية ـ 2001 رجال أتلفها الهوا.. قيد النشر في روايات األهرام. .2012. كلب عجوز ـ رواية ـ 2012الذي هناك ـ رواية ـ

https://www.facebook.com/profile.php?id=100002012601283

https://www.facebook.com/profile.php?id=100002012601283


األخريةاملهمة األوىل و |النص

(من رواية مالك الفرصة األخيرة)مقطع

كمال .اهللكونه ساعي بريد من قبل ىوظل طوال عمره ال يتعد كانت مهمته األولي هي مهمته األخرية أيضا,

.رب عائلة ما لينقذه من الفقر أو املوت يف اللحظة األخرية ثم خيتفيإىل طيب يذهب

هنا أحس هذا نوم .املعمورةأسرة جديدة يف شيت أحناء إىل فقط دائم الذهاب وه .خيتفية هو ال يف احلقيق

.الصباح بالكسل, هو مل يعرف معنا هذا الكسل من قبل حتى ميكنا أن نقوهلا وحنن متأكدين من تلك احلقيقة

رد أو املوت فرح اإلنسان حني ينتشله هو وأفراد أسرته من اجلوع أو التش ىيفرح وهو ير لكم. حدثلكن هذا ما

.يكن يف احلقيقة يشغل رأسه بذلك ومل الناجيةابدأ مل يعرف كل أفراد األسرة لكنه فرسخالذي علي بعد

جناحيه يف اهلواء بتكاسل عرف .رأسهما يدور يف إىل مالك الفرصة األخرية استمع هكذا. دائماالفرح موجود

عد ساعة أو يزيد قليال سوف يكون هناك رب أسرة : ببلسانهأسه وكأنه يؤكد علي فكرته وهو يهز ر واضح وأضاف

وعند ذلك البد سوف الفرحة يف عيونه عندما أدركه, ستتألألالبد عرفها,أالذعر واخلوف عيونه بقرية ما ال مليئة ب

وهكذا. لنفسههمس املالك اهكذ .اجلميلالفرح قليال ريثما أفرد جناحي يف هذا الصباح رلينتظ .الفرحةتلك ىأر

تعرفون امرأة األحالم اليت لطاملا برع الشعراء يف هل. األحالمجناحيه حتت مساء فاتنة تشبه كثريا امرأة مد. فعل

وصفها؟

البحر وعرت ثدييها ـ اللذين يشبهان كوز الصنوبر ـ وغنت إىل تلك املرأة يقولون عنها أنها ذهبت ذات مساء

ماال تعرفه تلك املرأة أن البحر قد نلك .كالعادةد موجود يف انتظارها بصوت رائق وحنون حلبيب اليوم الذي الب

لقد استمع إليها البحر أمس للمرة .للي هول ما خيبئه القدر المرأة احللم يبلحظاتأختطف حبيبها قبل بلوغها الشط

ة أن البحر حني هاج وماج األولي أيضا ظلت روح البحر متقدة طوال الليل ـ مل يعرف كل علماء الطبيع ةوللمر .األوىل

قعش .املاءحب امرأة احللم ـ لقد ظلت روحه متقدة مذ ذاك, هاجت مشاعره احلزين ,فهاج أكان ذلك من أجل أنه

أن يشفي قلبه الذي اتقد مذ أمس هنا أرد أن يسعد سيده وصاحبه البحر, ومن املرآةاملاء فأحب ,قلبه امرأة احللم

.يرخهابعشق ومل املرآةإىل البحر رنظ .لصاحبهلقد أرد أن يوفر األمان احلبيب,,مل جيد أمامه حل غري سحب

يده وضمها فمد هوالبحر أنها تغين له ظن حينهاتغين للحبيب الذي البد تأخر لسبب ما مل يشغل باهلا يف تكان

حلظات تقبيلهم ملن حيبون أمام غناء املرآة احللم كثريا يفإىل بعض الناس أنهم كثريا ما استمعوا ليقو .بقوةإليه

.البحر وقت الغروب

وذلك حيدث ال أن ينام البحر,إىل صوت امرأة احللم احلقيقي انتظرإىل لكن ماال يعرفه الناس أن املاء كلما حن

ذلك يهتز طربا وحني املرآةبني جثة احلبيب وروح إال أن يقرب ما صوتها العذبإىل ريب, وال يلزمه االستماع

.دث األعاصريوحت

مل يكن ليخطر علي بال املالك أن حيس بتلك السعادة وهو يء.. أبدا ال يستقر علي ش كاذب ا فهو رمبا يكون املاء

لكن هناك أشياء كثرية وجب علي الروي فك طلسمها لكي نستطيع تصديق أن مالك الفرصة األخرية كما . يهمل عمله

.يطلق عليه أصدقائه قد تكاسل عن وظيفته


لب .ذاتهوللمتعطشني إلجابة هذا السؤال أقول هلم أن الروي قد علم أشياء كثرية تتعلق حبياة ذلك املالك منه

وهو أنه ـ مالك الفرصة األخرية طبعا ـ للمرة األولي طوال عمره الذي ال يعلمه أنين سوف أخربكم بآخر سرا قاله لي,

ةللمر .أمسني ليلة ارجوألبيها املشعث الشعر وهو مينحه الكيس اإال اهلل قد حلم بالفتاة اليت كانت ممسكة بيده أ

.األولي منذ آالف السنني حيلم ويتذكر حلمه


صبحي موسى يقين ا ال أعرف ما هي الكتابة |الشهادة

صبحي موسى()

أعرف ما هي الكتابة, ورمبا ما زلت حتى اآلن أشعر أنين حباجة الكتشاف نفسي, فلسنوات ظللت ال يقنيا مل أكن

أرى الكتابة خارج الشعر, ثم دخل عليها املسرح, ثم الرواية, باإلضافة إىل رافد الصحافة الذي انطلقت منه إىل عامل

د الثقايف, مثلما مل أكن أعلم أنين من املمكن أن أكون أرحب يسمى بالنقد الثقايف, ومل أكن أعلم أن ما أقوم به هو النق

كاتبا روائيا , وال أدري لآلن ما الذي ميكن أن تأخذني إليه قادم األيام, أشعر أنين كائن يعيش بالكتابة, لكن أية

لرواية أو كتابة ال أدري, حتى بت أتصور أن ال أدري هذه هي االحرتاف ذاته, فمهنيت هي الكتابة, سواء الشعر أو ا

النقد أو غريه, مهنيت هي كتابة ما يدور يف ذهين بشتى األدوات والطرق, واالحرتاف أن تكون وفقا لقواعد كل فن,

فالكتابة لدي هي احلياة مبختلف ألوانها واشكاهلا, مبا فيها البحث العلمي أو التارخيي, ورمبا هذا ما دفعين ألن

من صمت الكهنة مرورا حبمامة بيضاء واملؤلف وأساطري رجل الثالثاء وأخريا أكتب أعمال ذات صيغة تارخيية, بدءا

متاهة املوريسكي األخري اليت انتهيت منها مؤخرا , مجيعها جاءت بصيغ تارخيية متباينة, لكنها أيضا مل ختلو من

يم, وكأن هذا التاريخ أو سؤال فلسفي عن عالقة املاضي باحلاضر, وكيفية تطور البشر وفقا ملعطيات تارخيهم القد

املاضي السحيق هو مبثابة العقل الباطن املسيطر على العقل الظاهر أو احلاضر, رمبا ألننا كجماعة بشرية ما زالت

عالقتها باملاضي ملتبسة, بدءا من تقديس املوتى, وصوال إىل حاكمية النصوص القدمية لطريقة تفكرينا, أو حبثنا

ود ثغرة ملنحنا احلياة من خالهلا, حنن شعوب مريضة مباضيها, ومل تستطع بعد جتاوز هذا الدائم فيها رغبة يف وج

املاضي, رمبا عليها أن جتاهد نفسها كي تفارق هذا االلتباس, هذا ما سعيت لرصده يف صمت الكهنة, ومل تكن

وكيف تدار الثقافة املصرية, كما محامة بيضاء بعيدة عن ذلك االزدواج, وإن كنت أعتربها رواية عن املثقفني املصريني

أعترب املؤلف وهي رواية صغرية احلجم سعي لفض التباس سؤال ملح بالنسبة لي عن امليتافيزيقا وعالقتها حبياتنا

الراهنة, أما رجل الثالثاء فاألمر أوضح من احلديث عنه, يبقى أن املوريسكي هي إعادة قراءة ملسارين متوازيني,

ة وما حدث مع املسلمني الذين بقوا يف بالدهم بعد سقو غرناطة ومسار أحداث الثورة, مسار مسار احلياة القدمي

االضطهاد الديين سواء للمسلمني قدميا أو املسيحيني حديثا , ومسار اللعب باسم الدين من أجل الوصول إىل السلطة,

.هذا املساران مل ينتهيا من حياتنا بعد, ومازاال احلاكم الرئيس له

ال أعتقد أنين يف شعري خرجت بعيدا عن هذا اإلطار, فهاجس املاضي وصراعه األبدي مع احلاضر كان واضحا يف

ديوان هانيبال, واضحا منذ الديوان األول "يرفرف جبانبها وحده", وحتى يف "هلذا أرحل", "يف وداع احملبة",

، حصل على ليسانس اآلداب في علم 1972صبحي موسى شاعر وروائي مصري من مواليد عام (1) مصرية، كان مسئوال لمدة عامين عن النشر بالهيئة العامة االجتماع، وعمل بالصحافة الثقافة ووزارة الثقافة ال

عن روايته 2012لقصور الثقافة، حصل على جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب ألفضل عمل روائي لعام أساطير رجل الثالثاء، له أربعة أعمال روائية، وخمس مجموعات شعرية، ويعمل اآلن رئيسا لتحرير مجلة الثقافة

.التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافةالجديدة

https://www.facebook.com/profile.php?id=775808163&fref=ts



سرد يف الرواية, وأعطت كتابيت الروائية مزاجا خمتلفا املدهش أن عالقيت بالسرد يف الشعر هي اليت فتحت لي أفق ال

من حيث اللغة واألسطورة والرغبة يف التخييل إىل أبعد حد, لكن أسئلة الشعر ظلت أكثر كثافة يف الطرح, أكثر تنقال

نت أراهن وحرية, وتبدال من احلزن واخلوف من املوت إىل االشتباك االنفعالي مع الواقع وشخوصه ومجاعاته, لذا ك

يف الشعر على الكلمة احلادة والصارخة, على الصورة املوجعة واجملاز املهني أحيانا , أما الرواية فلم يكن أمامي سوى

أن أحتكم ملنطق العامل, أحتكم ملا جيب أن يكون عليه املاضي واحلاضر, وكانت الكتابة هي اليت تفرض منطقها يف

أعرض ملا جيري, لذا كان البطل دائما لدي ليس أكثر من قنطرة عبور لشركائه إدارة الصراع, ومل يكن دوري سوى أن

يف العمل, شركائه األقوياء, ومن ثم فالبطولة كانت دائما مجاعية, ليس يقينا مين بأن البطولة دائما مجاعية ولكن

.رغبة مين يف احلياة التام, وعدم القدرة على إثبات األنا يف مواجهة العامل


الباحث |نصال

مقطع من رواية املوريسكي

استقبله رئيس دار الكتب بنوع من الرتحاب املبالغ فيه, حتى إنه دهش من هذه الرقة البالغة, فمنذ عامني وهو

يسعى ملقابلته, وحني انتظره على باب اهليئة, ظل األمن يتعامل معه كما لو أنه إرهابي يرغب يف تفجري املؤسسة,

أخربهم أنه ينتظر رئيسهم, فأخذوا يدفعونه إىل اخللف عدة أمتار بعيد ا عن مدخل اهليئة, لكنه وزاد رعبهم حني

ظل على إصراره, فهذه هي املرة اخلامسة اليت جييء ملالقاته, ويف كل مرة خيربونه أنه غري موجود, يف هذا اليوم

سيارة سوداء تقرتب وسائقها ينزل ليفتح الباب قرر الذهاب مبكر ا, رمبا مبكر ا عن موعد املوظفني أنفسهم؛ حني رأى

اخللفي بكل ذلة ومسكنة, بينما احلرس يهرولون على السلم الرخامي ليلتقط أحدهم حقيبة سامسونيت من يد ذلك

الذي يرتدي بدلة إمسوكن ونظارة السوداء, أيقن أنه رئيس الدار, حني دفع مراد باحلرس للحاق به كان الرجل قد

ت برشاقة متناهية, وكادت قبضات أيد رجاله أن تفتك باملوريسكي لوال أنه التفت فجأة من على صعد عدة درجا

الدرجة األخرية للسلم قائال "اتركوه", حينها توقف اجلميع وصعد مراد بامللف الذي اشتمل على صور طلباته السابقة

سة اليت يأتي فيها للقائه وال جيده, وإنه قدم باحلصول على نسخة طبق األصل من وقف العائلة, قال إنها املرة اخلام

طلبه مرات ومرات دون جدوى, ابتسم الرجل قائل ا إنه ليس مدير الدار, لكنه سيحدثه يف األمر, ثم التقط امللف من

يد املوريكسي وأعطاه حلامل احلقيبة, بعدها بشهرين تلقى املوريسكي اتصال حدد له موعدا بعد أسبوع للقاء رئيس

دار, غري أن الثورة اليت اندلعت يف الشوارع وامليادين حالت دون ذلك, فقد كانت املبنى شبه مغلق, وال يوجد أمامه ال

غري بعض رجال يف زي مدني دون سالح أو مدرعة واحدة حلمايته على غرار املنشآت املهمة, تأكد له أن املوعد مت

كيف " :له, حني روى ما حدث لراشيل أخذت تضحك قائلة إلغاؤه فعاد جير أقدامه حنو البيت يف يأس ال حدود

, قال أنه ال ميلك كارنيه النقابة, وأمسك بيده عن الكتابة, فمنذ سرقة "لصحفي أن يعجز عن مقابلة مسئول يف بلده

رجال اللوحة الشهرية اليت تور يف تزييف نسخة منها وهو يكره لقاء املسئولني, وأخوف ما خيافه أن حيتك بأي من

دع لي هذا " :األمن, ال يعرف إن كان صمته الطويل أمام شاشة املاسنجر وقتئذ هو الذي دفع براشيل ألن تقول

, أم أن تعاطفها مع خوفه املسكوت عنه هو الذي جعلها تعرض خدمة مل يتوقعها, حني سأل عن عالقتها بدار "األمر

قاهرة, أخربته أن الوكالة اليت تعمل بها لديها بروتوكول الكتب, وما الذي ميكن أن تفعله وهي يف مدريد وليس ال

اتصلوا به حني .أجلهتعاون مع الدار لرتميم بعض من املخطوطات والوثائق, وأنها ستطلب من مسئوليها الوساطة من

بعد شهر حمددين موعدا جديدا مع رئيس الدار تأكد أن راشيل قامت مبساعيها من أجله, فارتدى أفضل ما لديه

وعرف نفسه لرجال األمن الذين استقبلوه استقبال الفاحتني, كانت املفاجأة كبرية حني وجد ذا النظارة السوداء

والبدلة اإلمسوكن جالسا على الكرسي الكبري, وزادت دهشته حني نهض الرجل بدماثة ال حدود هلا كي يستقبله مبا

ال تدخلي أحدا , " :احب االمسوكان سكرترية فائقة اجلماليليق به كممثل للموريسكيني يف احملروسة, بعدها أمر ص

, ثم عاد لريحب مبراد سائل ا عن موضوعه, أجابه "وإذا اتصل أي من املسئولني فأخربيه أنين يف قاعة فائق السرية

وقفت الرجل األخري أن جده الرابع ترك للعائلة ورواق املغاربة باألزهر الشريف وقف ا مقداره مئة ومخسون فدان ا, است

كلمة املغاربة فتساءل عن السبب, طفت على وجه مراد ابتسامة خافتة وهو يقول بصوت مرتدد إن أجداده من

األندلس, وقد هاجروا مع املسلمني الذين مت تهجريهم منها إىل املغرب, فظل جزء منهم هناك ورحل بعضهم إىل تونس


العائلة ورواق املغاربة, يقين ا منه أن بعض ا من أهله يف تونس أو وبعضهم جاء إىل مصر, ومن ثم أوقف اجلد أرضه على

الرجل ينصت كما لو أنه يسجل يف جهاز مثبت مبؤخرة رأسه, وما إن نكا .األزهر املغرب سيأتون يوم ا لتلقي العلم يف

, ومل يعرف من , بوغت مراد بالسؤال وكأنه أمام اتهام"يعين أنت موريسكي؟" :انتهى ضيفه من تفسريه حتى سأله

أين جاءه شعور بأن اجلالس أمامه مسئول يف جهة أمنية, فاستحضر يف ذهنه صورة راشيل, ولعنها يف سره ألنها

مصري من أصول أندلسية, نزح أنا. حضرتك" :كشفت أمره ملن ال يعرفهم, وراح يشعل سيجارة يداري بها ارتباكه

, حني شعر أنه ال ينبغي أن يفصح عن أكثر من هذا "ثالمثئة عامأجدادي من األندلس, واستقروا يف احملروسة منذ

توقف عن الكالم واضع ا عينيه على رسوم السجادة اليت تغطي األرض أمامه, كان عليها صياد شرع يف قنص غزالة

ثبت على منحدر جبلي, يد الصياد كانت تكاد تفلت سهمها من قناته لوال أن الرسام سعى إلبراز قدراته العضلية ف

املشهد عند هذا احلد, فال موت وال جناة, فقط فريسة وصياد أبديني تدوسهما األقدام وال يعريهم العابرون من فوقهما

بالتأكيد " :ضحكة الرجل اجلالس خلف املكتب املهيب على كرسي دوار وهو يقول هاستعادت .انتباهليل نهار أي

كثريين, على األقل أنت تعرف م ن أنت, ومن أين نزح أنت مصري, مجيعنا مصريون, بل أنت أفضل من أناس

أجدادك, لكن كثريين ال يعرفون م ن هم وال من أين جاء أجدادهم, كثريون ال يعرفون حتى جدهم الثالث أو الرابع,

ويشعرون كما لو أنهم سقطوا من السماء أو نبتوا فجأة من األرض, رغم أن اهلجرات مشلت كل الشعوب, والتاريخ

".بتجوال ال ينتهي لقطع شطرنج على رقعة باتساع كل سهول ووديان العامل مليء


عمار علي حسن بدأت شاعرا لكن أول ما نشر لي كانت قصة |الشهادة

عمار علي حسن()

يد, عموديا وحرا, وال أزال أحتفظ يف أوراقي القدمية زمالئي بأنين ممن ينظمون القصا أيام اجلامعة بني كنت معروف

بقصائد بهتت حروفها, لكن مل تفارق وجداني وخميليت, إذ سرعان ما انداحت يف أعمالي النثرية والسردية, اليت

فارقة وصناعة الدهشة والقدرة على أحاول أال أختلى فيها عما منحين الشعر إياه من ضرورة الولع بالبالغة واجلمال وامل

.إطالق اخليال والتخييل

يظن كثريون أن كتاباتي األدبية الحقة على انشغالي بالبحث يف العلوم اإلنسانية عامة, واالجتماع السياسي على وجه

اخلصوص, لكن العكس هو الصحيح, فأول ما نشر لي كانت قصة قصرية احتلت الصفحة األخرية من جريدة

عب", وأول رزق أكسبه من الكتابة كان عن قصة أيضا, بعد أن فزت باملركز األول يف مسابقة أدبية جلامعة "الش

, وأول حماولة لنشر كتاب كانت جمموعة قصصية ذهبت بها إىل سلسلة "إشراقات أدبية" اليت 0988القاهرة سنة

ختليت عنها متاما, حني كتبت ما هو أفضل, كانت تصدرها اهليئة املصرية العامة للكتاب, لكنها مل تر النور, و

.واعتربتها فرصة للتجريب والتجويد, وأول جائزة أحصل عليها كانت عن قصة

, فإنين سرعان ما نشرت 0991وإذا كانت الظروف قد دفعت كتابي "الصوفية والسياسة يف مصر" كي يظهر أوال سنة

. بثالث سنوات صدرت رواييت األوىل "حكاية مشردل"وبعدها 0998جمموعيت القصصية األوىل "عرب العطيات"

وبلغ انشغالي باألدب حدا كبريا لدرجة أنين طوعت له دراسيت للدكتوراه, فجعلتها عن "القيم السياسية يف الرواية

. العربية" مدفوعا بالرغبة يف معرفة الرواية بنصها ونقدها أكثر من معرفة السياسية بتصاريفها وأحواهلا

توازى إنتاجي األدبي مع العلمي, لكين مل أقصر أبدا يف األول, بل جعلته هو األساس ولو أنه يعينين على وبعدها

العيش ما كتبت غريه, فحتى اآلن لي سبع روايات هي "حكاية مشردل" و"جدران املدى" و"زهر اخلريف" و"شجرة

كتابة رواية ثامنة, بينما كتبت أربعة العابد" و"سقو الصمت" و"السلفي" و"جبل الطري" وشرعت منذ مدة يف

جمموعات قصصية هي "عرب العطيات" و"أحالم منسية" و"اليت هي أحزن" و"حكايات احلب األول" وهناك خامسة

القيم السياسية يف الرواية العربية" وأخرى نقدية هي :يف الطريق, وهناك دراسة بعنوان "النص والسلطة واجملتمع

.ى جنيب حمفوظ"على خط :"بهجة احلكايا

ظين أن األدب هو األبقى, لذا أحناز إليه بكل كياني, وأعطيه من وقيت الكثري والكثري, دون أن أختلى عن دوري يف

احلياة العامة, رغم أنه حيدث جلبة ثري غبار كثيف يغطي أمام أعني البعض على كتاباتي األدبية أو هكذا يريدون,

ونقاد خيتلفون معي يف توجهي السياسي, فيعاقبونين بهذا يف حديثهم أو وجيلب أحيانا علي متاعب من كتاب

(عمار علي حسن. روائي كاتب وباحث في العلوم السياسية، صدر له من الروايات: "حكاية شمردل" و"جدران 1)المدى" و"زهر الخريف" و"شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"السلفي" و"جبل الطير"، والمجموعات القصصية:

منسية" و"التي هي أحزن" و"حكايات الحب األول""عرب العطيات" و"أحالم




تقييمهم ألعمالي الروائية والقصصية, سواء أفصحوا عن ذلك أو كتموه, وإن كنت ال أعدم كثريين من العدول الذي

.نانغاية يف االقتناع واالمتحيتفون بأعمالي اإلبداعية, فيتحدثون ويكتبون عنها, وهم


رعاة ضالون وخراف مهتدية |النص

)مقطع من رواية السلفي(

يف املقدمة, وحننيف كان أسعد إىل جانب الكبش الكبري. وفى يوم مرض العم يوسف, وخرجنا بالقطيع حنو اخلالء

اخللف نهش على الشاردة والتائهة والكسولة, وكنا نسري فوق جسر عال, وننظر إىل الربكة اآلسنة املمتدة حتت

وفجأة جفل اخلروف القائد حني وقعت عيناه على . أعيننا والبوص الواقف على جنباتها يدارى دجاج املاء والشرشري

بضا, ووجدناه من اهللع يرمى جبسده من فوق املنحدر, أ تكو م بعضه فوق بعض, فظنه ذئبا سرب من الشرشري م

.ة, ومن ورائه كل القطيعباجتاه السرب, وفى اللحظة نفسها كان أسعد يسابقه حنو اهلاوي

كان . ينتظرنا على باب القرية, متوكئا على عصاه, وفى عينيه أمل املساء لنجد العم "يوسف"يف وعدنا, يا ولدى,

.يسعل بشدة, يهتز هلا جسده كله, ثم يتكلم بكلمات خترج كصفري حاد, وحنن ننصت إليه

:أسعد من يده وداس عليها وقال لهوأخذ . الصاحل ال يهمل غنمه يقال لنا يومنا إن الراع

.سأحكى لك حكاية اخلروف الضال -

أين تعلمت هذا يا عم "يوسف"؟ :وأنصتنا إليه بكل كياننا, فلما انتهى سألته أنا

.الزمان األوليف حكاها لنا القس بكنيسة العذراء :ابتسم, وسعل من جديد, وقال

يتوه قليال وهو يدس براد . وإن كنا رأينا الكنيسة معه طيلة الوقت. الكننا مل نر العم "يوسف" يذهب إىل الكنيسة أبد

من يكذب منكم أو يسرق أو يقتل أو يسب صاحبه أو يهمل غنمه ستكويه هذه :, ثم يقول لنااجلمر الصايفيف يالشا

.النار يوم الدينونة

:ثم تتساقط قطرات من عينيه, ميد طرف كوفيته العريضة وميسحها, ويقول

.حيبنا, وال يريد أن يعذبنا, لكننا حنن الذين نعذب أنفسنا اهلل

كوب صغري من "الصاج" ويشفط رشفة عميقة يف األسود الشاياملرعى, ويصب يف وميد عينيه ليتابع القطيع وهو اله

تى لو كان هذه احلياة يتأمل بعملكم حيف ال تضربوا الغنم بقسوة, هشوا عليها من بعيد, وال جتعلوا أحد ا :ويتابع

. كبش ا نطيح ا

كان خيتار أرض ا بور ا للنار التى يوقدها, مل نره يوما يضع احلطب فوق بقعة خضراء, حتى لو كانت من احلشائش

يرمى بصره حول القطيع . الضارة, أو هكذا نسميها حنن, ألنها تنهب غذاء الزرع الذى نزرعه فترتكه هش ا مصفر ا

احلزينة, وينظر إىل من كان العصاريذهب مشس يف قعة قاحلة, فيمشى إليها, ملفوفاالنائم أو اهلائم حتى جيد ب

مجع احلطب, فريمى حبمولته الضئيلة, وجيلس العم يوسف إىل جانبها, ويدس بني السيقان الدقيقة يف عليه الدور

ه إىل قلب الراكية, وهو اجلافة بعض القش, وميد يده إىل جيبه, وخيرج علبة الثقاب, يلتقط أحدها ويشعله, وميد

ملن تدعو ربك يا عمنا؟ :وحني نسأله. يتمتم "يا ربنا حر م أجسامنا عليها"

.لنا مجيعا :يبتسم ويقول

الزم وجع القلب, النار توقد :وراء العم يوسف وهو يبحث عن بقعة قاحلة, وقال املشيوذات مرة ضجر ولد منا من

.أى مكانيف

وتوقف العم عندما مسع كالمه, والتفت إليه, وكنا مجيعا منشى خلفهما, واعتقدنا أنه سيصفعه على وجهه, لكنه


. ال جيب أن تؤذى روح ا حتى لو كانت نبتة لقيطة محل الريح بذرتها :وضع يده على كتفه, وقال له

. النار حتم ا", وكأن األمر قد صار بيدك "سيدخل : مثل هذا الرجل الطيب تراه أنت يا ولدى كافر ا, وتقول مبلء فيك

:غضبيف بآيات قرأتها, أو قرأها أحد لك, على عجل, وتقول هذا وأشكو, كنت تأتيينيف وحني كنت أجادلك

.إمنا هو حكم اهلل

من أين عرفت؟ :كنت أسألك وتتذكر أنين

.آيات القرآن

.يبني نقيض حكمك القاسال تقرأ اآليات بظاهرها, وهناك آيات أخرى ت :وملا أقول لك

.هذه آيات منسوخة :ثقة غريبةيف تهز رأسك وتبتسم, وكأنك تسخر من أبيك, وترد

: أو حتى ك فرى, وتقول ي ورمبا ف سوق يجهليف وملا أرفض ما تقول, تبتعد عنى, معتقد ا

.هذا كالم الشيخ, وهو يعرف أكثر

شيخك يردد كالببغاء كالم ا . الزمان األوليف ميشى أسعدمتشى كما كان . متشى وراء شيخك أعمى, كاخلروف الضال

القرون الغابرة, جاوبوا عن أسئلة زمانهم ثم تدثروا باحلصى, وصمتوا إىل األبد, يف مسجوع ا وراء شيوخ قدامى, عاشوا

, وصارت اشتغل الوراقون واخلطاطون, وامتألت األرفف بالكالم. أيامنايف لكن ما قالوه عن أيامهم صار معصوم ا

إنها املأساة ذاتها التى كلمنا العم يوسف عنها يوم ا, كان تائها وعيناه . إجاباتهم القدمية ترد عن أسئلتنا اجلديدة

:حتطان هناك عند شط النهر املسافر إىل البحر البعيد, ويقول

إال بكلمة واحدة أعرف قوال أنط فميراعى الكنيسة يقول لنا كالما غريبا, ويطلب منا أن نردد وراءه, أنا أغلق

.آمني :يمعناها ه


ماهر مهران اكتشاف الوجود |الشهادة

ماهر مهران(0)

وألننا حنصل على ,وعلينا أن نكتشف أنفسنا , قراها النائية ال يكتشفنا أحد يف وحتديدا جنوب مصريف حنن

فحصلت على ,أواخر العشرين من عمرىيف وعلى الكتب مبشقه فإننى اكتشفت أنين شاعر ,الصحف بصعوبة

لكن حبى للسرد والدراما كانا يسريان جنبا إىل جنب 98اجلائزة األوىل لشعر العامية التى نظمتها أخبار األدب عام

اجلنوب يف التعبريان أهلي وناسييف يناير زادت همومي وزادت رغبيت مع حبى للشعر وفى السنتني السابقتني لثورة

وألن الشعر مت حصاره وأشيع أنه ال يبيع باإلضافة أنه ليس له جوائز كذلك هيمنة كبار شعراء العامية على النشر

واية أصداء طيبة وهذا الدم ( والقت الر أسطورة. قاوالساحة جعلين أغامر وأكتب رواييت األوىل )يف وامليديا وحتكمهم

شجعين ألن أكتب رواييت الثانية )بنات قبلي ( كي أخذ مكافأتها وأنشر بها ديوان شعر من دواويين احلبيسة وقد

كان ونشرتها ضمن سلسلة حروف ونفدت طبعتها األوىل خالل شهرين ومل أمتكن من نشر طبعات أخرى منها لكن

يام كانت ثورة يناير قد هبت وبدأ اإلعالم يردد أن الصعيد ذات ميول دينية هذه األيف ,األثر الذي أحدثته زادني ثقة

يوما 32يف متطرفة وظل هذا الكالم يؤرقين فهو مناف للحقيقة حتى وقعت على حكاية رمزية واقعية كتبتها

ات الصحف وارسلتها لدار الساقي وكانت رواية عشى ليلى التى خرجت بإبداعي للعامل العربى وتناولتها كربي

الشعر ومل يف السرد كما اكتشفتينيف واجملالت بإعجاب شديد, وبعد ثالث روايات اعرتف أنين اكتشفت نفسى

على روايات لكتاب من جيل الشباب حققت انتشارا وحازت على جوائز كربى اطالعي يكتشفين أحد وخصوصا بعد

ت وكتبت ونشرت وعندما أتذكر ذلك العاملية فتشجعوكذلك بعد أن أتيحت لي فرصة االطالع على بعض الروايات

يف بتسم ساخرا من الذين ينظرون نظرة دونية للعامية املصرية والذين يهمشونها والذين حياصرونها والذين خيتزلونهاأ

!!!شعراء جيل الستينات

روايات أخرها 3دواوين شعرية أخرها ديوان جسمها جنينة، و 01ماهر مهران: شاعر وروائي، صدر له (1) عشى ليلى، وكتب العديد من األعمال الدرامية

https://www.facebook.com/maher.mahermhran?fref=ts

https://www.facebook.com/maher.mahermhran?fref=ts


سحب بال مطر |النص

(مقطع من رواية "عشى ليلي")محيد يده ميد . مسرعا يزداد املطر هطوال ويعلو صوت الرعد, وتهرول ألوان الربق أمام عيين محيد, وكأنها طيف مر

ليهرش جنبه فيشعر بالبلل قد زحف على جلبابه وجسمه متسلال عرب احلصري, فيقف مسرعا , وخيطو ناحية احلجرة

, وينزع شبشبه البالستيكي من الطني بصعوبة, ثم ينزع خبطوات حذرة , وهو يتحس س موضع قدمه يف كل خطوة

الباب برفق , يدخل يف حذر , عيدف .بالثقوبالطني اللزج من قدميه حتى يصل إىل باب احلجرة اخلشيب احلافل

ينزع اللبدة والشال ويضعهما على ماجور فخاري موضوع يف ركن احلجرة, ثم خيلع جلبابه برفق ويسنده على املاجور

حبذر , ثم خيلع الصديري املتهالك صدره وخيلع الفانيلة القطنية ذات األكمام الطويلة والثقوب العديدة, ثم خيلع

يل الواسع, وبرومانسية يفتح ذراعيه على آخرهما, ويضم شوال قمح مسنود يف ركن احلجرة سرواله األبيض الطو

: حبب شديد ويقول

.أموت وال تنامي زعالنة يا حبيبة قليب –

يف الناحية األخرى من احلجرة تقول سنية, وهي تبتسم بأسنان بيضاء مجيلة تلمع يف ظلمة الليل الشديدة

ام على حلاف وردي به ثقوب مفروش على الدك ة اخلشبية الوحيدة املصنوعة من خشب كأنها جنوم صيف , وتن

:السنط

.أنا هنا يا سبعي ههههههههههههههههه –

.طب مش تقولي يا سنسونة قليب هههههههههههه –

قيقا كفراشة يلعن محيد العشى الليلي الذي جعله يرى شوال القمح وكأنه سنية زوجته, ثم خيطو حنوها قويا كأسد ور

ونشيطا كمصارع حمرتف, ويظل يلهث, واحلمار يف الرهبة ينهق, ثم يصعد, ويهبط, وخيبط, ويرزع ملا يقرب من

ساعة, ثم يتأو ه آهة طويلة خترج من قلبه وتنتشر يف فضاء القرية الغارقة يف صمتها إال من نقيق الضفادع وعواء الكالب

قدرته اجلنسية الفائقة رغم أنها معتادة على ذلك, لكنها سرعان ما تتحس ر على سنية من ب تتعج .احلشراتوصرير

هذه القدرة, خاصة وأنها قدرة غري فاعلة, بالضبط كعجل قوي هائج يظل يعتلي ظهور إناثه مبهارة ويقذف يف بطونها

ري ذي جدوى, فهو مل يعمل على سائله املقدس ذا الرائحة النفاذة, لكن هيجانه وصوالته وجوالته وسائله املقدس غ

. انتفاخ بطنها يوما , ومل مينع حيضها مرة من النزول


حمسن يونس مذكرة بالذنوب واملعاصي |الشهادة

حمسن يونس(0)

أكتب شهادة عن جتربيت؟ هل مطلوب منى أن أكتب مذكرة تفسـريية لكـل مـا أكثر من ثالثني سنة كتابة, وتريد أن

العـادة يكتـب يف بالدنا فـوق إبداعـه, الـذى يف اقرتفته من ذنوب تسمى قصصا أو روايات؟ أي جهد يتحمله الكاتب

ثر من مرة, اآلخرون عنه, وليس هو, وقد ارتكبت فعل الكتابة عن جتربيت أكثر من مرة, ولن أعيد نفسى مرة بعد أك

خوف دائم من أال أكون كاتبا قدم شيئا ذا قيمة, ليس األمر هنا خاضعا لتقييم نفسى يكون مربطـه التشـاؤم, أو يف أنا

حجري كلمات االستحسان من باب هذا كاتب متواضع, يعمـل بصـمت وال حتيطـه جوقـة مـن يف تقييم تفاؤل يصب

و رواية لي, أصاب حلظتها بالصمت وبكثري من احلرية, ألنه يبدو مرات قليلة حيدثين صديق قرأ قصة أ يف املطبلتية,

أنه يتحدث عن شىء مل أفعله, إنه يتحدث عن شخص آخر, ومحلين أنا عبء مـا فعـل, هـل – رغم صدقه – لي

أبدو كاتبا غري مسئول؟ أال بد أن أطنطن بكلمات كما يقولون كلمات كبرية ومتفاصحة, حتى أحسب من الزمرة الربرة

مهم الكتابة؟ ما نفعله هو نشا إنساني يدخل ضمن أنشطة اإلنسان على هذه األرض, فلسنا خنبة نتميز بشيء غـري بأ

موجود عند الناس, فالسرد ليس حكرا علينا حنن الكتاب, بل هو أساس هذا اإلنسان املختلف عـن بقيـة الكائنـات,

هو جـودة - مع أنه موجود فيهم أيضا – ن الناس فيه ما خنتلف ع – القادر على بناء حضارة, السرد طبيعة إنسانية

اتساع أفق اخليال واجملـاز, و قبـل هـذا وذاك هـو التخصـص, يتشـظى – وهو األكثر تأثريا – الصناعة رمبا, ورمبا

نشاطنا املسمى اإلبداع حنميه مـن ذلـك التشـظي, يف تعاملهم احلياتي, وحنن الكتاب يف السرد بني الناس مع أهميته

, بني هذه األفكار واملشـاعر والتصـورات وتصورات جديدة وتكوين روابط ذات معنى, عادة تكوين أفكار ومشاعر, إ عرب

يف باستخدام لغة سردية ليست ألنها جعلت لتمثيل األشياء, بل لغة تكشف لنا صنيعة اإلنسان بكونه موجودا ومـؤثرا

.. احلياة

ي الكالم األمثال فمحسن يونس: روائي وقاص مصري، مقيم بدمياط، صدر له: مجموعات قصصية" (1)حلوانى عزيز الحلو، بيت الخلفة، حكاية عن . روايات: تضئ، الكالم هنا للمساكين، يوم للفرح، سيرة جزيرة

األلفة، ما تبقى من بدايات بعيدة، حرامي الحلة، الملك الوجه. خرائط التماسيح.




عن التاجر الذي صار ملك ا

(لم تنشر -مفتاح الخزينةمقطع من تدوير )

السـوق يف , رآه رجـال احلاشـية لقـديم البلـد ا يف هذه األثناء عرب البحر ناويا استثمار جزء من أموالـه يف بالصدفة جاء

, واقرتب منه رئيس احلراس عندما أبلغوه بوجود الرجل, تبادل معه حـديثا قصـريا, وأعطـى تقريـره لرجـال ة الكبري

هذا التقرير أن الرجل يتمتع بشخصية نافذة, فعنـدما يف البلد القديم, وجاء يف رجال مهمني احلاشية وبعض أفراد من

يشرتى يقول قوال واحدا ليس بعده أية مساومة, وينقد البائع الثمن فورا, آخذا البضاعة مستديرا ومبتعدا, فـال ميلـك

حضرته إال إظهار االحرتام, وحتـى يف إلنسان البائع إال االنصياع لألمر, أضاف إن الرجل واثق من نفسه, وال ميلك ا

لو حاول فعل العكس قابله الرجل باحلكمة فيقلب اإلهانة إىل نصر, صاحوا بأن هذا كالم مرسـل ميكـن أن يقولـه أى

هـي إنسان غري مدرب على املراقبة مثل رئيس احلراس, انتفض رئيس احلراس قائال إنـه ال يقـول أقـواال مرسـلة بـل

وال شـىء أقوالي " هذه : وجوههم يف املالحظة نتيجة ألفعال رآها بعينيه وحللها, ثم صاح يف دقة ثوابت جاءت عرب

" .. آخر أضيفه

" .. " نريد وقائع, ال نريد استنتاجات : رافعني أصابعهم حنوه اثل ردوا عليه بصياح مم

فيه الداخل إليه كل ما يلزمـه مـن الرجل الغريب يعاين قطعة أرض تطل على البحر عازما بناء جممع كبري جيد كان

ملبس ومأكل وكل أدوات املطابخ, وأدوات التجميل النسائية, واحلقائب, وسوف يعلق يافطـة كـبرية علـى الواجهـة

ت كتب عليها عبارة " هنا جتد كل شىء, لن خترج دون شراء "

" يريدونك أن تصعد إىل القصر" : الرجل عدة جنود حييطون به, نظر إليهم نظرة متسائلة عندها قالوا له وجد

" من هؤالء الذين يريدون؟! "

" .. " ال تسأل, نفذ وحترك أمامنا

" .. قبل أن أعرف " لن أحترك من مكانى

حاول اجلنود اإلمساك بالرجل, فظهرت خفاياه, استطاع اإلطاحة بهم مجيعـا مـن خـالل حركـات سـريعة وعنيفـة

تفادى هجومهم املتكرر, وجعلـهم يف بضاته أو رفساته, ولكنه كان ماهرا استعمل فيهما رد فعل غريب, فلم يستخدم ق

طاقته, أثناء تلك املعركة التـى شـاهدها رجـال احلاشـية ورئـيس يف خيطئون فيصيب الواحد منهم اآلخر دون التفريط

يف ا يصـب وبعض رجال البلد القديم أضافت إىل حساب الرجل, وجعلت اختيارهم هلذا الغريب ليكون حاكم حلراس ا

هذا االجتاه ويدعمه, نزل رئيس احلراس, واحننى أمامه, وحدثه بأدب مشريا إىل القصر, فرأى جتمعا حاشدا خيرج

النهاية, وهو يوازن يف البداية, فلما رأى إصرارهم خضع يف الستقباله, فلما علم مبا عزموا عليه رفض أن يكون حاكما

القـراءة يف لـربح واخلسـارة, واضـطراره دائمـا إىل اليقظـة واملرونـة الذهنيـة التجارة اخلاضع العتبـارات ا يف بني عمله

. . االستباقية للسوق

" .. " ولكنى لست مثلكم

" ماذا تعنى بأنك لست مثلنا؟! "

" .. حياة واحدة, وموت واحد لي " أنا

" .. " وهذا نفسه عني ما جعل اختيارنا لك


حالة موت أول, ومشاهدة يف التاجر الذى صار ملكا التفرج على رجل أو امرأة من أهل البلد القديم يكون أو تكون أراد

األمر على أنه ميثـل بادئ يف بال احلاكم طلبه يف العودة إىل احلياة مرة ثانية, استقبل أهل البلد القديم ممن يوجدون

ولناس بلـدهم, مل جيـرؤ أحـد علـى االعـرتاض أو رفـض حتقيـق رغبتـه إهانة لتلك اهلبة الربانية, التى م نحت هلم

النشـأة, يف غريـب فالتاجر الـذى صـار ملكـا , اإلجيابي عالنية, وحتولوا إىل تربير ذلك بأن عليهم النظر إىل اجلانب

واىل وال أحـد وفى طبيعة جسمه غري القادر على العودة بعد العدم, انتظروا أحد السكان يذهب ويعود, ولكن األيام تتـ

استدعاء عائلته, وانتظرهم أن يأتوا, كـان متسـاحما مـع رئـيس يف التاجر الذى صار ملكا أثناء ذلك أرسل يف يفعلها,

" أنـا : الثالث وجبات, أعلن رئيس الطباخني ارتياحـه يف الطباخني, وترك له حرية اختيار الطعام الذى يقدم إليه

" .. سمة عادلة ق هذه . البلد أحكم املطبخ, وهو حيكم


وحيد الطويلة ال بد من الكتابة |الشهادة

وحيد الطويلة(0)

سؤال وجودي, سيظل عابرا لألعمار طاملا هناك من ميسك بقلم أو يطرق بأصابعه على لوحة املفاتيح, ستجد أن معظم

.نها السالح اليتيم الذي يشهره الكاتب يف وجههإاالجابات يف ازمنة قريبة كانت إن الكتابة تقاوم املوت, أو

طوال الرواية منه, خيرج له لسانه, بل يصل األمر به إىل كتبت روايتني متلبستني باملوت, واحدة كان البطل يسخر

إن هذه هي :مقارعته, كنت ما زلت أصغر يف العمر, يف أحد املشاهد على ما أذكر كان عزرائيل يقول لبطل الرواية

إن شاء أن يذهب معه اآلن فال بأس, لكن بطل –اي البطل –زيارته األخرية له وإنه لن يعود إليه مرة ثانية, وإنه

الصالة والكفن واملعزين, واحلسنات مت وزنها وتعادلت مع السيئات : كل شيء معد سلفا :ألعاب اهلوى أجابه بثبات

تعال :ومل ينس أن يسخر منه كأنه يتوعده بال مباالة ليجد لنفسه موقعا أفضل, وإنه فقط يبحث عن حسنة واحدة

.متى حتب

حلمت باألموات كثريا , حلمت بهم قبل أن ميوتوا بأيام أو ساعات, ومتنيت أال حيدث هذا لي, كان يرعب من

. أحكي هلم فينتقل الرعب إلي

صديقي الشاعر عبد املنعم رمضان يهبط إىل مكتبات وسط البلد, أحيانا يشرتي كتبا اشرتاها من قبل, رمبا ألنه يشق

ابري مكتبته, ورمبا ألن شهوة شراء الكتب تقاوم حضور فعل املوت, كأنه يقول لنفسه عليه العثور عليها وسط أض

بالضبط, إنين لن أموت إال بعد أن أقرأ هذه الكتب أوال , وأن املوت ال بد أن عنده بعض الذوق والدم ليمهل شاعرا

.حتى ينهي الكتب اليت أحبها

الشمال حيث اصطياد روح إنسان مثل اصطياد البط العابر من ولدت يف منطقة مطوقة بالدم, ولدت يف الرباري يف

الشمال طلبا للدفء, يرتكون امليت يف دمه حتى ينشف, لكنهم يقلبون الطري الذي صادوه سريعا , احلياة أبقى من

.املوت

املوت تطلق كان ال بد من األغاني, رجال خيرجون ال يعرف أهلوهم هل يعودون أم ال, ونساء تتحرق بالشوق وختشى

.أغانيها من قعر القلب, تطلقها بالشوق وفحيح مكتوم بالرغبة

عشنا بني لغة مسجوعة مملوكة للرجال مكرورة مملة, قاطعة كاملوت, ولغة أخرى دافئة منطلقة تصنعها النساء, لغة

تكون األمنية متط فيها الكلمة فينتج االيقاع, وتقف فجأة يف نهايتها لتعرف متى جيب أن تنتهي اجلملة, حني

بعيدة تهدأ العبارة, حني تكون حارة وحالة جتري العبارة, كلمة كغزال خلف كلمة, وحني كان األمر متعلقا باألمل

.يطل الغناء من الفم, يطل من العيون, يشبه احلياة

كما يليق برجل وحيد الطويلة، روائي وقاص مصري، صدر له مجموعة قصصية: خلف النهاية بقليل، (1) قصير، رواية: ألعاب الهوى، أحمر خفيف، باب الليل.

https://www.facebook.com/taweela3?fref=ts

https://www.facebook.com/taweela3?fref=ts


للعب والزاد, وقمر املطر يقضي ثالثة أشهر بلياليها, ال ينقطع ليلة, والشمس تطل مثل صغري حيبو يف الصباح طلبا

حني ال يكون عاشقا فيغيب, جيلس وحده ملكا متوجا على بقعة فضية, ويسافر وحده ملكا كما يقول منصور

.رحباني

حنن يف وقت املديوكر بامتياز, لكن الكتب الرديئة مطلوبة أيضا , إنها تصنع سوق الكتابة, ال ميكن أن يكتب

.للكتابة الفاتنة, وكلنا أبناؤه, املصيبة حني يأكل املنت هذا اهلامش اجليدون وحدهم, اهلامش كان دائما

أحلم مثل فيلليين, أحلم بالشخصيات قبل أن أكتبها, ,اضحك وحدي أحيانا ليسألين رفيقي عن السبب, فأجيبه

.أن أحد الشخصيات قال مجلة أضحكتين

وا حذاء جديدا سوى مرة يف العمر, وبنات مطر وموت وغيم ومشس وقمر, وأحالم مرفرفة ألطفال صغار مل يلبس

حبواجب بكر مزججة من خلف ظهور اآلباء, مل تكن تعرف التاتو, وضحكة خافتة معجونة بالرغبة, بالوعود, وأفق

.يعربه طري من الشمال للجنوب والعكس, بنادق تطارده مرة, وغناء يالحق أجنحته مرات

.من هنا كان ال بد منها

.ابةكان البد من الكت


باربي تصطاد |النص

(مقطع من رواية باب الليل)

عرض يف يهرب لن املالح أن متاما تدرك طرية, عجيزة هلا وسفينة, شاطئ هلا تشاء, وقت تشاء ما ختتار باربي

.قبطان مائة القبطان بدل وهناك البحر,

شر واخلتامية, االفتتاحية بياناتها من ترتاح حتى بنسائه شهريار تغنم أن تريد حكايتها, يف محراء بلذة غارقة هي

. معا ويرحبان معا يلعبان ثم متعادالن, بصبيانها, يسبيها أن

.أنفاسه تتقطع أن دون أنفاسها يقطع واحدا عجلة, دون مالبسها من جيردها واحدا تريد

بعد النطق يف األول الدرس اجللد ليعلم أصابعه, دس يف حيلته من األزرار, فك يف طريقته من يعرف البارع الرجل

زنديق, برباعة املشدات يفك كيف يعرف املشدات, اجلسد, بعتبة ترتطم حني وسخونتها األنفاس رائحة الثأثأة,

يسقط أن وحده يستطيع احلب فعل أن ويوقن األحد, ليلة منها النبيذ يسفح كيف ويعلم السرة, اهلل خلق ملاذا يعرف

.اجليوش تعجز حني اإلمرباطوريات

وأطرافها وسطها مالءاتها, هلا جيعد أن يستطيع الذي الوحيد أنه العاشقة العاهرة حاسة السابعة, حباستها تعرف

العناء من بليلته يوم قبل األوىل حلالتها يعيدها أن العربي املغرب يف كواء أمهر يستطيع ولن واحدة, ليلة يف وأركانها

.واالستمتاع

.عينيها حدقيت أو قلبها يف دموع دون امللعب وترتك اعتزاهلا تعلن سيجعلها الذي الوحيد النهاية يف وأنه

.وساقطة ساحرة مجيلة باربي,

؟شهريار يا معا سنلعب متى -

:رأسه خيفض

.بأس ال العزيزة, أخيت يا خبري -

. سريعا ويفر

.امللعب إىل النزول يود ال أنه" العزيزة أخته" من تعرف

.وحدك لك -

جعبتها يف ومقهيان فتى مائة تيأس, ولن تيأس ال لكنها متمنع ا مازال سواها, كلمة جتد ال مرات, الكرة تعاود

.ينتظرها دائما نظيف وهدف

الصغار الفروخ تودع حريتها, وعلى راحتها على املقهى يف اآلخرين وحكايات حكايتها تكتب اللعبة, تكمل أن تقرر

.جديدة حبواء يليق كما وتنتظره

غائبتان وشهوتها وشهيتها آخر, عرشا وتهديه عرشه عن شهريار ختلع أن يف تطمع كانت وحيدة, اليوم خترج

.دونه

بعضالته الباب خلف متنمرا تقريبا واملقهى املدينة يف األوحد املسيحي مهدي تلمح إبطها, حتت الكمبيوتر جهاز

ال لكنه يرفضها, مل احلقيقة يف االفتتاحي, بيانها يسمع ومل قبل من معه حاولت الذي الوحيد هو املفتولة, نصف


من املرير بيأسه أنه قبل من حلظة ذات اقتنعت الذي الوحيد لعله ثانية, دنيا يف دماغة مدووش, البنات, من يقرتب

.سعيدين نصفني إىل يشطرها أن على قادر العامل

.مهله على يأكلها ثم يشبع وال بنهم يأكل جائعا تريد وهي شيء لكل جائع

حافة على الشريفان ونهداها حتاوطانه, الطاولة حافة على البضتان ذراعاها اإلمحاء, عملية تبدأ منه, تقرتب

.وجهه يف االنفجار

؟مهدي يا معي تطري متى -

.ألمريكا أطري أن أريد -

.أمريكا حبيبتك أمريكا, أنا -

.املارينز يف وأعمل ألمريكا أذهب أن أريد شيء, كل وتعرفني صحفية أنت -

.التليفزيون يف أمريكا أبطال كما بطلي وكن خذني املارينز, وأنت أمريكا, أنا -

.ينفد صربه يكاد ينفخ,

.مهدي يا ستسلم معي جئت لو -

.وأخربني املسيح أتى إذا إال أفعل لن -

.املسيح وتنسى ستسلم معي منت لو -

.أرتد أن خائف -

.ترتد ليتك -

-.........

.وجسدي املسيح بني ختتار أن عليك -

.املسيح. املسيح -

.حضين يف جتده رمبا معي, تعال -

.طاولة فوق منحنية كاملة غارة وجهه, يف تنفجر تكاد والقنابل جوفه, من تصعد النار

.أخرى أشياء معك تفرق قد الديانة, معك تفرق لن بعدها -

.سيأتي وسيأتي واحلنان احلب هو املسيح -

.عندي املسيح -

.أنا عندي -

: ضحكا تنفجر ثم لسانها, بطرف العليا شفتها متسح

.مسيحك أرى أن أريد -

:متسحها بلطف, وجنته متس متضي أن وقبل أمامه, تضعها ورقة على هاتفها رقم تكتب بعضه, يف يدخل

.أمريكا حبيبتك رقم -

.شهريار أمام ليضعها بالورقة فوره من يتجه


- واحدة كل يعرف أرقام, كلهن فيه, مكتوب واحد اسم هناك ليس هاتفه, أرقام يقلب مقعده يف جالس شهريار

.مرة خيطئ مل ,اخللفي نصفه اىل النظر مبجرد رقمها من - اهلل سبحان

.كليوباترا امللكة رقم هو املدون غري الوحيد الرقم عنده, كلها املدينة أرقام

متأبطا يدخل أخرى, ألعابا يلعب ال حني أحيانا الورق معه يلعب له قديم بصديق فوجئ رعيته, تفاصيل يف مستغرقا

:عنها بعيدا انفراد على شهريار أخذ منخفض, ورأس ترحيب وبعد, فتاة ذراع

؟تعرفها هل -

: قاطعا يرد وشهريار

.ال! هذه -

.إفريقيا قارة يف واحدة تفوتك وال بنات ماركة أنت جيدا , متعن -

؟عين غائبة كانت وأين؟ الفاخرة البضاعة هذه أين من -

:أنفاسه يلتقط وهو يرد

.أتزوجها أن وأريد غرامها, يف وقعت واحدة -

:أمل خبيبة أصيب أو فوجئ كأنه عال بصوت

! رجل يا -

.قبل من معها تنم مل أنك ألتأكد عليك أمر أن بابه, من البيت أدخل أن يدها أطلب أن قبل أحببت -


هاني القط أكتب ألحيا |الشهادة

(0) هاني القط

ألن ذكرياتنا هي الداللة اخلالصة على وجودنا قبل الغياب احملتوم؛ سأتذكر وأكتـب, حتـى إذا مـا جـاء يـوم أردت

ما كتبته ألتذكر بعض ا مما كنت! قرأنا معرفة شيء عن نفسي التائهة؛ - أو أراد آخرون - فيه

رمبا كانت البداية لطفل حزين شغوف بالسؤال, طفل مسكني ينتظر اجلواب من السماء على أسرارها, مل يكن احلـذر

حينها قد و لد يف قلبه, لذلك مل خيف حتذير أقرانه, بأن يضربه الربق الذي يعاقب كل السائلني عن املسكوت عنـه؛

بتحويلهم إىل ذرات تراب!

االختيار فيما يود أن يكون, وأنـا مـن هـؤالء, فعنـدما وضـعت األلعـاب بـني يـدي , اخـرتت لعبـة بعضنا له قدر من

الرواية! حق ا فالرواية لعبة بامتياز, وليس من املالئم أن أعيد ما قيل عـن نضـاالتها مـع أجنـاس أخـرى ذات طبيعـة

له, فاملؤرخون أقدر مين على فعـل ذلـك حكائية سردية, حتى مت هلا االستقالل كنوع قائم بذاته دون التقديس يف شك

وا بالتأصيل فراغ املعنى, أما أنا فمضروب بالتنقيب عن الناس وعن احلياة احلارة امللغزة يف احلكايـة التـى إن مل ليمأل

يبوح بها الناس؛ باحت بها تعاريج وجوههم التى كم عاركت الزمن ونالت على يديه الكثري من اهلزائم!

اية يف ك تاب الشيخ "سليمان داوود", وكان لسحر جرس الكلمات يف أذني, أن يهتـف بـي؛ إن بدأت قصيت مع احلك

للكالم موسيقي, ترفع بها احلكاية رأسها بزهو للسامعني, أو ختفض ر أسها مهزومـة يف تعثـر, مـن بـني السـور كـان

نها وتكحلـه أسـتار الليـل, حلكاية يوسف يف نفسي سحر ال يغيب, يوسف صاحب األحالم, , تفتح له الشمس عيو

ليمعن يف السري حنو مصريه, من صحرائه القاحلة يسقطه القـدر يف اجلـب حيـث السـيارة املوعـودين بالتقاطـه, ومـن

اجلب إىل مصر حيث خزائن األرض وحتقيق رؤياه, طريق يوسف الوعرة مغزى حلياتي, بأن وقت الكشف, حتم ا مـا

شف املخبوء وعده بالرؤية الكاملة لي أنا الكظيم! خيرج املأسور من جب املتاهة, حني يك

ر للحكاية وللموسيقى يف اآليات, التى كان جلرسها رنـني السـحر والشـغف يف س يف ذلك اليوم ض ربت بصعق الوجد اآل

آن!

أتذكر وأنا خارج من الك تاب يضرب الشغف قليب, صـنعت مـن قـش احلصـاد املكـوم فـوق األسـطح, حصـان ا مسيتـه

ع واألزقة, أحفـظ صـور الوجـوه ومش ـا أغرسـه يف قلـب احلكايـة, كـذلك صـور ر للت أركض به وألف الشوا الرماح, ظ

البيوت الطينية رطبة النسمات وقت القيظ, الدافئة باحملبة وقت الـربد, وقبـل أن يهـدني اللـف ويضـربين اجلـوع,

كنت قد أمسكت بأول حكاية لي يف حياتي.

خاقان"؟ سألت أقراني لم اسم قريتنا "ميت

وبعد أن ابتلع الصمت شغفهم باجلواب, قلت إنه يف صباح ذلك اليوم مل تكن بلدتنا قد مسيت بعد, ومن أراد القـدوم

لنا, كان يشري إىل البلدة كبقعة جمهولة, يف ذلك اليوم البعيد؛ كانت السماء معبأة بالغمام, واخلاقان القادم من أعلـى

مدن االنتظار)قصص(. مساء قريبة)قصص( ال شيء فى املدى)قصص( هاني القط: روائي وقاص مصري, صدر له:

كتب السيناريو لثالثة أفالم تسجيلية )الفواخرية/ العازف / ظل النخيل(


ف ا من مطر داهم, ثالث ساعات وجنوده على ظهور خيـوهلم, متمـنني ولـو دقيقـة البالد حيذر فرسانه من اإلبطاء خو

للراحة, مائة فارس خلفه يسابقون الريح دون القدرة على مسـح عـرقهم أو حتـى مسـح وجـوههم مـن تـراب أحدثتـه

م املرتـدي حواف خيوهلم املنهكة بالركض, وعندما ضاق الطريق وابتل الرتاب بعرق اخليول املتعبة, كـان الشـيخ عـال

ات الالمعـة, حتـى وصـل العـدد ذ جلبابه املهلهل خيتبئ بني البوص األخضر ويعد املارين من الفرسان املرتدين اخلـو

مائة, وعندما ابتعد ر كب اجلنود, امتطي الشيخ عالم أتانه العجوزة, ليضرب بكفه على بيبان الدور ويصيح:

ن من أتباعـه, سـلمت عليـه كـف بكـف, وسـقاني شـاي ا يا ناس, رأيت الفتح ابن خاقان وخلفه مائة خاقا -

واهلل!

فرد عليه أحد املنسيني: مائة خاقان, أنت كاذب !

"مائة خاقان" وعندما وصل ما حدث للفتح ابن خاقان احلاكم اجلديد على لشهر كامل تكلم كل من يف البلدة, بالكلمة

دة التى مل يكن هلا اسـم "مائـة خاقـان" لتتحـول بالعاميـة ق طر شبني, كان أول قرار وقعه على الرقاع؛ أن تسمى البل

املصرية إىل ميت خاقان!

فزت يومها بتناول الغداء املسروق من بيوت أصحابه دون املشاركة بشيء غري احلكاية امللونة بالكذب األبيض! يومهـا

خر يركع لي وينفـذ حلمـي ضربين السرور, وبدأت حلقات حكاياتنا اليت نصبوني فيها سيد ا, ألصاحب اجلن الذي

بأن أطري كما العصفور يف السماء كي أرى البحر الواسع الذي حيضن الدنيا البعيدة, ورغم أني مل أر جني ا لكن السـماء

املفتوحة أبوابها على دعائي الطيب؛ استجابت, فقد سافرت مكرم ا من أجل احلكاية, ألبدأ مشاوير حبثي يف الـدنيا

كاية! وكل همي العثور على ح


م ح ال : م ا م ض ى ال ي ع ود() صالـح |النص

)مقطع من رواية سرية الزوال(

فور رؤييت للمركب البعيد؛ ن ز عت يدي غصن شجرة, لوحت به مستغيث ا... بدا املركب ثابتا يف سريه, ثـم احنـرف

بالقرب من اجلسر الواهن الذي وقفت عليه حماذر ا, مدوا لي فلق جذع خنـل ؛ وضـعت قـدمي عليـه والتفـت مودع ـا املكـان

يف خجـل حميي ـا؛ فأفسـح رجـالن رأسـي فتهـا وصـعدت. حركـت الذي مل أر غريه فـي حياتي. رجل حنيل مد يـده فتلق

جلسدي مكان ا بينهم, ف غبت أ نعى ح الي: كيف أمسيت يتيم األم واألب؟!

غرقا بالفيضان بعد أن بنينا مجيع ا حاجز ا من أحجار وطني وخشب وعشب؛ خوف ا من فيضان النيل احلـولي, بعـد

, وأ ق لب عيين فـي مساء اهلل أ رق ـب الناي أعلى شجرة اجلميز؛ أنفخ من شجين يف مشقة أنهينا عملنا, انسللت من أبي إىل

جنوم الليل, كنت متعب ا فأخذني النوم. صحوت من لسعة مشس ؛ ألرى املاء وقد غمـر نصـف جـذع اجلميـزة. أطـاح سـيل

ق ا ما فيها, رأيت املوت على كـل شـيء وقـد الفيضان الغزير باحلاجز الذي مل جيد نفع ا, ضرب املاء جدران الدار وتدفق مغر

أنشب خمالب الفناء على صفحات النهر, كل شيء ميت يطفو فوق املاء: الدجاج, الديك املؤذن, اخلـراف, الكـبش األقـرن

حاولـت الكبري, القطط الوليدة, األرنبة البيضاء وأوالدها, الكلب األسود العجوز, احلمار املاكر الذي طاملا طرحين أرض ا كلمـا

ركوبه, أذهلتين س كين ة املوت عن نفسي... تدليت عن اجلميزة فغمرني املاء حتى فخذي , نزعت قميصي وتلفعتـه, ناديـت

غري ضرب املاء والصدى, فرع شـجرة ضـخم سـقط علـى واجهـة الـدار فهـدمها, حاولـت إزاحتـه فمـا ي أمي وأبي ما جاءن

, ذهب عنها لون وجهها اخلمري و بسمتها البشوش, بيـد أن قسـمات استطعت, بأطراف أغصانه اشتبكت جثة أمي طافية

احلنو اليت أشبعتين ظلت كما هي, فرع الشجرة الساقط على جسدها أدماها فامتص جلبابها دمهـا حتـى آخـر خـيط فيـه,

ى األرض حنيت الفرع عنها, هذه قدمها, هذه يدها, خلصتها بكتفي ويدي ومحلتهـا صـاعد ا الربـوة الناجيـة, أرحتهـا علـ

وجلست قرب رأسها, أخذت كفها الدقيقة بكفي املسود, واحننيت على صدرها أتوسل إليها أن تـنهض مـن أجلـي لكنهـا

ظلت صامتة؛ فغبت أ نعى ح الي.

الرجل الذي أصعدني إىل املركب ال يقر مبكان, يهرول من مقدمته إىل مؤخرتـه, يتأمـل أعلـى الشـراع ويكـر راجع ـا

دة باملؤخرة على القرص الكبري, يرخي حبال أو يشده حبنكة ودراية. على غري توقع ملـع بـرق واختفـت الشـمس للحبال املقي

وراء غيم داهم, خفت من املطر, أمس أغرقين مطر جنوني وأنا أحفر قرب أمي, ذابت عذوبة قطـرات املطـر فــي مل ـح دمـع

عيين, ومل أعرف أأمسح دمعي أم قطرات املطر؟

يرتاح بطوله علـى األرض, برفـق سـللت مـن رقبتهـا عقـدها الـذي ورثتـه عـن جـدتي, كانـت مرتديـة جسد أمي

جلبابني, مرجتف ا نزعتهما وجففتهما ثم كفنتها بأحدهما, ومل أستطع ترك اآلخر فضممته إىل حضين, وبيدي وضعتها فــي

إيـاه, أرتـين مبنـديل عرسـها الـذى طاملـا , قبلت جبينها وسـرتت وجههـا يداي حلدها الصغري الذى حفرته بكل ما طالته

وأهلت الثرى, وحبد حجر صلد حنت وجه ا يشبهها فـي جذع اجلميزة الذي مل يصـله املـاء, وألنـي مل أتعلـم الكتابـة وال

أعرف حرف ا؛ خربشت حتت الوجه خطوط ا متداخلة أمالها علي حزني ـ ال أحد غريي سيفهم معناها ـ بعدها اجتهـت إىل


طعامنا, سحبته من بني فروع األشجار, أخذت ما تبقى فيه: بضعة أرغفـة خبـز لينـة, وقطـع جـع, وبعض ـا مـن صندوق

أعشاب كنا نتداوى بها, وغبت أ نعى ح الي

خالفت السماء ظين ــ سامح اهلل ظين ــ وأشرقت الدنيا جمـد د ا دون مطـر؛ فمـددت جسـدي املتكـور كقبضـة يـد,

واستندت إىل جدار املركب وأرحت جسدي, صاح ولد مليح واقف جوار احلبال املكتفة بالقرص احلديـدي اهلائـل؛ فهـرول

صاح الصيب: الرجل وجعل يشد احلبل بكل جهده منحني ا جلانب املركب,

ي ـ كفى يا أب

أبد ا, إذ من أنادي بها؟! أبي! كلمة لن أنطقها

فـي كل مكان, فـي كل شرب على اجلزيرة... دون جدوى, كل األماكن غارقة. حبثت عنه

أنهار الرواية المصرية| أدب المصريين

Art & Photos