النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

181

Upload: -

Post on 17-Jan-2016

51 views

Category:

Documents


23 download

DESCRIPTION

النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

TRANSCRIPT

Page 1: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام
Page 2: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام
Page 3: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام
Page 4: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام
Page 5: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

بسم اهللا الرمحن الرحيمولن ترضى عنك اليهود وال النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى اهللا هو اهلدى (

: البقره ) نصريولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من اهللا من ولي وال ١٢٠.

Page 6: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام
Page 7: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

املقدمةان تطور صحة االفراد يف عاملنا املعاصر خالل العقود القليلة املاضية مل يكن نتيجـة االكتشافات الطبية احلديثة ، بل كان نتيجة التغري الذي حصل يف البيئة االنسانية بفـضل

راثيم ، وتصميم نظام ازالة فتزويد املدن احلديثة باملاء الصايف اخلايل من اجل . جهود االنسان املدن بشكل منتظم ، والسيطره الفضالت واجملاري العامة ، ومجع القمامة وطرحها خارج

احلشرات الناقلة ملختلف االمراض ، واتباع سياسة صحيحة يف املطاعم والتجمعـات ىعلـ . تطوير صحة االفراد وتقليل عدد الوفيات العامة ، كلها ادت اىل صحي وهذا الشكل ال

ذالك ان حتسن نوعية املواد الغذائية يعكس جانبا من جوانب النظام الوقائي ، يضاف اىل . صحتهم وتقويه مناعتهم ضـد االمـراض يف تطوير اآلخر اليت يتناوهلا االفراد ساهم هو

وهذا اجلانب الثاين يعكس جوهر النظام الغذائي ال ميحو مشكلة املرض او يلغـي قـضية وال شك ان . االرض ىبل ان قضية املرض واملوت تبقي عل ية املوت ، بل ان قض ؛املوت

يف تصميم طبيعـة االخرى الطبيعه ، والوضع االجتماعي ، وعمل الفرد كلها تساهم هي املرض الذي

Page 8: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسية الطبية يف االسالم.......................................................... ٨

.يتعرض له االنسانفالتعرض املـستمر . االفراد على صحة فالشمس واملطر واهلواء النقي مثال هلا تأثري

ولذلك فان االوروبيني البيض الذين . جللدة البيضاء مبرض سرطان اجللد للشمس يصيب ا استراليا وجنوب افريقيا تعرضوا لذلك املرض الـذي مل هاجروا من بريطانيا وهولندا اىل

الـذي ) وثرميـا پهاي( ض الفرد ملرض والتعرض للربودة الشديدة يعر . يألفوه يف بالدهم . رض للربد والرطوبة معا يسبب امراضا صدرية خمتلفة والتع. املوت عند الشيوخ يؤدي اىل

واهلـواء . اجللطة الدموية التاجيةملتواصل خالل فصول السنة قد يؤدي اىل اواملطر الشديد من مرض السل ، وهكذا كان يفعل سكان اوروبا الشفاء اجلاف النقي يفضي بالفرد اىل

جبال سويسرا حيث اهلواء اجلبلـي يف القرن التاسع عشر امليالدي حينما كانوا يتسلقون اال ان االفـراد . مراض الربو اليت تصيب االطفال وا اجلاف النقي للتشايف من مرض السل

ال يستطيعون العيش يف املنـاطق سطح البحر ى سطح اليابسة ومبستو ىالذين يعيشون عل ـ ن مستوى سطح البحر عاجلبلية اليت ترتفع اكثر من مخسة آالف متر ببس، الن ذلك ي

.اثقال الرئتني باملاءوال شك ان االمراض اليت تصيب الفرد ختتلف حبسب طبيعة االجواء اليت يعـيش

والبلـهارزيا تنتـشر يف . فاملالريا تنشر يف االجواء اليت يكثر فيها بعوض االنوفيلس . فيها عـن ومرض النوم ينتقل فقط . االماكن املائية اليت يتواجد فيها نوع معني من احللزونيات

والـدزنتري ، . االفريقـي جبـسد االنـسان ) الشذاة ( طريق اتصال ذباب مرض النوم بكتريا تصيب اجلهاز اهلضمي يفىوالتيفوئيد ، والكولريا تنتشر عن طريق عدو

Page 9: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٩ ............................................................................................ املقدمة

.ق احلارة الرطبةطاملنافالطبقة االجتماعيـة احيانـا . بطبيعة احلال ، فان لالمراض ابعادا اجتماعية ايضا وعون بصحة جيدة تالعليا يف النظام الطبقي غالبا ما يتم فافراد الطبقة . رض الفرد ص م تشخ

واملسكن الذي تسكن فيه العائلة يـشخص . الدة طبيعية فيما يتعلق بنسائهم وو ، مع محل ض الـصدرية ابعض االمراض ، فالبيوت القدمية الرطبة تكون مرتعا ملرض السل واالمـر

مناطق التلوث الصناعي تكـون سـببا ملـرض التـهاب ، والبيوت القريبة من االخرى فعمال املناجم يعانون مـن . وطبيعة عمل الفرد تشخص بعض االمراض ايضا . القصبات

ئة من فرط استنشاق الدقائق املعدنية ، وعمال الصناعات الكيميائية اشاالمراض الرئوية الن .املثانةوقد يتعرضون لسرطان الكبد تها احلضارة لباليت يعاين منها انسان اليوم هي االمراض اليت ج اال ان اخطر االمراض

صدر قائمة هذه االمـراض ىويقع عل . الغربية احلديثة مبا فيها من صناعات وتطور تقين او مرض تصلب الشرايني الذي يسبب اجللطة الدموية التاجية ، وامراض السكتة القلبيـة

ان نوع الغذاء والعادات ىبحوث الطبية عل وقد دلت كل ال . الدماغية ، وامراض السرطان النفسية والكآبة االنسانية املضرة كالتدخني والكحول ، وعدم ممارسة التمارين الرياضية ،

ية واالجتماعية ، كلها هلا دور مهم يف انشاء هذه د اصعدة احلياة االقتصا ى، واملنافسة عل رة الغربية خالل املائة سـنة ولعل اهم تغيري صحي مضر حصل مع تطور احلضا . االمراض

ـ حـذف ـ جبهل غري متعمد املاضية هو تصنيع املواد الغذائية ، وحماولة االنسان الغريب املـصادر ليت هي من اغـىن فاصبحت احلنطة والشعري ا . االلياف النباتية من املواد الغذائية

الغذائية

Page 10: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسية الطبية يف االسالم......................................................... ١٠

يعي بعيـد دادنا من قبل بشكل طب ا كما تناوهلا اج وهلبالسعرات احلرارية اليت ينبغي ان نتنا وتنظف تدرجييا من االلياف النباتية ، حبيث اصـبح غـذاؤنا ىعن تدخل االنسان ، تصف

ىيبين اجسامنا بالشكل الطبيعي الذي بناه اخلبز االمسر احلاوي عل الرئيسي خبزا ابيض ال حياتنا الغذائية ب السكر املطحون الذي اصبح جزءا رئيسيا من وجل. كل االلياف النباتية

سنان ، حبيث قيل ان اجدادنا مل يكونوا يعرفوا شيئا امسه تنخر االنسان ، ظاهرة تسوس اال بل كانت اسناهنم تواصل عملها بسالمة وحلد املوت بسبب تناوهلم طعاما طبيعيا ال حيوي

ملـصنع ان هذا الطعام ا وال شك .سكرا مطحونا اوال ، وبسبب استعماهلم املسواك ثانيا كمية كبرية من السكريات ، كمية قليلة مـن ىالذي عرضته احلضارة الغربية احلاوي عل

االلياف ، وكمية اكرب من الدهنيات احليوانية هو احد اسباب امراض القلـب تـصلب .لشرايني احلديثة العهد باالنسانا

نا ارسخ لنسان املعاصر جتع ان هذا العرض املختصر حول االمراض اليت يواجهها اال اميانا بان النظرية الصحية اليت جاء ا االسالم فيما يتعلق بالنظامني الوقائي والغذائي هـي

آخـر خيارا ال منلك لذلك فاننا و ؛اسلم الطرق حلفظ صحة االفراد يف النظام االجتماعي .غري اخليار االسالمي اذا حاولنا صياغة سياسه طبية للدولة االسالمية

قنا يف القسم فقد تطر . هذا الكتاب مقدمات السياسة الطبية االسالمية وقد حبثنا يف فيما يتعلق بالـصحة واملـرض الرأمسالية عرض ونقد آراء النظرية االول من الكتاب اىل

ع االسياسة الطبية مبدارسها الفكرية املوسومة باملدرسـة التوفيقيـة ، ومدرسـة الـصر االجتماعي ، واملدرسة االمريكية اليت

Page 11: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١١ .......................................................................................... املقدمة

جـورج ( اجتماع امريكان امثال وروادها علماء) جامعة شيكاغو ( يت ايضا مبدرسة مسالذين كانوا مجيعا اما ابناء قـساوسة ) ارنست بريجيس ( و )ارك پروبرت ( و ،) ميد

بروتستانت او انفسهم قساوسة بروتستانت ، فتكون النظرة االجتماعية االمريكية اقـرب جممـل اىل عرض وتطرقنا يف القسم الثاين من الكتاب . وتستانتيةالنصرانية الرب اىل النظرة

وخرجنا بنتيجة مهمة وهي ان . الفقهية االسالمية اخلاصة بالصحة واملرض واملوت لآلراء ىالسياسة الطبية االسالمية ينبغي ان تطرح كنموذج عملي يستحق ـ عل والنظام الصحي

حـىت ضرورة تبنيه بكل قـوة و االسالمية ، الساحة االجتماعيةاقل تقدير ـ انزاله اىل . نظام الدولة واحلكم يف االسالميتحقق تكامل

الكتاب ، واخلاصة بتطبيـق افكـار املدرسـة تان التفصيالت املذكورة يف طيا ما واالمريكـي باخلـصوص ، يف النظام الصحي الغريب عمو الرأمسالية التوفيقية واالفكار

الصيحة الغربية اصبحت املؤسسة ة من اخلطورة وهي ان درجة كبري ى نتيجة عل تنتهي اىل .اسة االستعمارية لدول االستكبار شك مرتبطة بالسيالسياسة الطبية الغربية دون ادىن

ان اطباء العامل االسالمي اليوم يتحملون اكرب املسؤوليات االجتماعية فيما يتعلـق هاء االمة ايـضا مـسؤولية رسـم ويتحمل فق . بتطوير النظام الطيب يف اجملتمع االسالمي

السياسة الطبية االسالمية واكتشاف كل ما من شأنه الوقاية من االمراض والعناية بـصحة وائمة اهـل البيـت ) ص(الفرد من خالل الكتاب اجمليد الروايات الواردة عن رسول اهللا

نال. اولويات السياسة االسالمية هذه القضية منوينبغي ان يكون محل هم). ع(

Page 12: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسية الطبية يف االسالم......................................................... ١٢

االسترتاف طاقـات : االول ؛ مستويني ىاالستعمار الطيب خيدم السياسة االستكبارية عل موارد العامل االسالمي والدولة االسالمية باخلصوص من خالل تصدير االدوية واملعاجني و

حرمان االسالم من فرص عرض نظامه الـصحي : الثاين . ساسيةموادها اال الكيميائية او االنظمة الوقائية والغذائية والعالجية ، اليت هـي ارخـص الطـرق ى عل ملستند وا املتميز

حالة التخلف احلضاري اليت يشهدها ى السعادة الصحية ، وبالتايل االبقاء عل واسلمها اىل اطار االفكار االسالمية ىمتاما عل مستندة وال شك ان صياغة سياسة طبية . املسلمون اليوم

طب يف احلياة االجتماعية ودور الفقه االجتماعي يف معاجلـة يتطلب فهما استثنائيا لدور ال ان نضع قدمنا د حاولنا بكل جهد وق. املشاكل االجتماعية اليت تواجهها الدولة االسالمية

.هلذا الطريق الطويل االوىل طوة اخلىعلال باهللا عليه توكلت واالخرة ، وما توفيقي ا املستعمان ، وله احلمد يف االوىل وهو

.يه انيبوال زهري االعرجي

. ه١٤١٣ ذواحلجة /مدينة قم املشرفة

Page 13: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

) اطروحة الكتاب( تربط النظريات االجتماعية الغربية الصحة واملـرض بـصميم فعاليـات النظـام

)تالكوت بارسـن ( على لسان ففي الوقت الذي تعتقد فيه النظرية التوفيقية . االجتماعيـ بضرورة ربط امل ) جورج ميد ( و ىرض بالدور االجتماعي الذي يشغله الفرد ترتب عل

املؤسـسة ذلك استنتاجا مهما يصرح بان للنظام االجتماعي مصلحة حقيقية يف انـشاء من ربـط ال متانع االفراد وصيانة انتاجهم االجتماعي ، فاهنا على سالمة الطبية للحفاظ

خلـسارة ال وا مل من زاوية الـربح اليت تؤمن بتقييم الع الرأمسالية النظام الصحي بالفلسفة )كارل مـاركس ( على لسان جتماعيبينما تقوم نظرية الصراع اال . اخلدمات االنسانية

ال مسايل بضلوعه يف انشاء املؤسسة الطبيـة الـيت أمن انصارها باهتام النظام الر املتأخرين و سياسـة تلـك ، الن صياغة شـكل الرأمسالية كوهنا جمرد صنيعة من صنائع الطبقة تعدو

.ع االجتماعيانتصر يف عملية الصراملؤسسة الطبية ميثل الطرف امل على صـحة ويتلخص نقدنا لكال املدرستني ، بان للطب وظيفة خطرية يف احملافظة

يادة انتاجهم االجتماعي وليس بالضرورة ان يكون النظام الصحي وليد الطبقـة وز االفرادعاقـل اهنـا مـن ال يشك تلك املؤسسة بل حيتاج اىل ، الن اجملتمع االنساين الرأمسالية

ال يستطيعان اال ان اخلربة الطبية والتقدم التقين وحدمها . اولويات مسؤولية الدولة احلديثة الدين االخالقيـة على رسالة تطوير انسانية النظام الصحي ما مل تستند فلسفة ذلك النظام

.التعامل مع الصحة واملرض واملوتيف .ة الشخصية واالجتماعيةتصلح وم الدين تويل اهتماما خاصا بالفردفرسالة

Page 14: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسية الطبية يف االسالم......................................................... ١٤

بين اوال يف شخصيات االفراد حب التعفف عن املال ، وهو ما يساهم يف تربية الطبيب فت حساب دخل املريض ىاالنسانية يف عمله املهين وجينبه حب تكديس املال عل على اخلدمة

على معرفة لدينية ايضا تثقيف املريض من خالل حثه وحتاول الرسالة ا . ومعاناته االنسانية وتقوم تلك الرسـالة ايـضا يف حتميـل النظـام . اساليب الوقاية وتناول الغذاء الصحيح

ليا بشكل حيفـظ شرعية يف عالج املريض وتعويضه ما وليته ال ؤاالجتماعي االسالمي املس .سد حاجته وحاجة عائلته االساسيةكرامته وي

النظام : ظرية االسالمية يف الطب والصحة العامة يف نظامني مها ويتخلص جوهر الن تعاملـت وقد. فالنظام الوقائي يعاجل احلالة املرضية قبل وقوعها . الوقائي ، والنظام الغذائي

الشرعية مع هذا النظام باسلوب التحرمي ، فمنعت العديد من املأكوالت اليت اثبت العلـم حلم اخلرتير اخلمـر و على اجلسد االنساين كامليتة والدم احلديث ضررها القطعي ييبالتجر

، بينما أحلت الكـثري مـن ) ضرار يف االسالم ضرر وال ال( حنوها استنادا على قاعدة وقد جاء االسالم بنظام وقائي فريد فيه الكثري من التفصيالت فيما يتعلق . اللحوم والثمار

نان عن طريق السواك ، وتنظيف اجلـسد بطهارة اجلسد االنساين ، خصوصا تنظيف االس بالطهارة املائية ، وطهارة الشمس اخلاصة باالرض وهي بيئة الفـرد ، الطهـارة الطبيـة

ثل قسما واسعا من الدائرة الفقهية مي اآلخر والنظام الغذائي هو . الباطنية عن طريق الصيام ائدة ، االعتـدال يف داب امل آواعمدته وجوب التذكية الشرعية ، و . اخلاصة بصحة الفرد .النظام الشفائي يف العسل وحنوهاتناول اللحوم ، و

ويف احلاالت االستثنائية يتعني الطب العالجي الذي يؤيده االسـالم ويـضع لـه الضوابط االخالقية ومنها ضمان الطبيب بـشروطه الـشرعية ، االرتكـاز العقالئـي ،

.ئ الطوار االفراد ومعاجلتهم وقتومسؤولية الدولة يف تطبيبومن هذا البحث نستنتج ان للنظام الطيب االسالمي اخالقية دينية وادبيـة عظيمـة

وهـذا . متيزه عن بقية االنظمة الصحية يف العامل وخصوصا النظام الطيب الرأمسايل الغـريب منابعه والمية من مصادره الكتاب مقدمة على طريق اكتشاف النظام الصحي للدولة االس

.االصيلة

Page 15: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام
Page 16: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام
Page 17: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

الطب يف النظرية التوفيقية املرض ليس «، احد رواد النظرية التوفيقية يف الطب بان ) تالكوت بارسن ( يقول

، الن اجملتمـع االنـساين )١( »ظاهرة بيولوجية فحسب ، بل انه ظاهرة اجتماعية ايضا . االوقـات يتطور تطورا طبيعيا ما مل يقم االفراد مجيعا باداء ادوارهم االجتماعية يف كل

فاذا تعرض فرد ما ملرض من االمراض اصبح دوره االجتماعي شاغرا النـه ال يـستطيع وكنتيجة هلذا اخللل ، اصبح ذلـك الـدور . القيام بتأدية ذلك الدور املناط به اجتماعيا

: سليم من الناحية الصحية ، والثاين آخر ان حيال اىل فرد : معرضا اىل احتمالني ، االول وهذا التبدل يف االدوار االجتماعية يسلط . ى ذلك الدور معطال دون شاغل يشغله ان يبق

.ضغطا ويولد ارباكا ضد احلركة الطبيعية للنظام االجتماعي

ـ مصلحة حقيقيـة يف شكلهوـ مهما كان لونه وال شك ان للنظام االجتماعي مـع مـن االوبئـة انشاء نظام صحي متكامل لعالج االمراض وللحفاظ على نظافة اجملت

واالمراض املعدية حىت يتم استثمار طاقات العمال االصحاء بطريقـة يكـون مردودهـا وعلى هذا االساس فان مـن مـصلحة . االنتاجي متناسبا مع حجم ذلك النظام وقابلياته

، ومن مصلحة النظام االجتمـاعي ) ؟ من هو املريض ( النظام االجتماعي مثال ، حتديد نايضا معرفة م

__________________ . م١٩٥٤املطبعة احلرة ، : ويورك ني. حبوث يف النظرية االجتماعية) : تالكوت بارسن ( )١(

Page 18: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ١٨

فلـو . يصطنع املرض كي جيد خمرجا يتهرب فيه من اداء الواجبات االجتماعية املناطة به أنا من الـصداع نظرنا اىل قائمة االمراض اليت تصيب االفراد يف اي جمتمع انساين ، وابتد

جلهاز اهلضمي والدماغ واالعصاب ، لتبني وا نتهينا بامراض القلب مرورا بامراض الكبد والنا ان املؤسسات الصحية اليت اسسها النظام االجتماعي هي اليت حتـدد طبيعـة املـرض

فاجملتمع مثال ال يعترب الصداع مرضا الن املؤسسة الصحية مل تعتربه حالة مرضية . خطورتهتستوجب دخول املستشفى او عيادة الطبيب اال يف حاالت استثنائية نادرة ، ولكنه يعتـرب قرحة االمعاء ، مرضا يتوجب معاجلته عن طريق الطبيب او املستشفى ، مع ان الـصداع

وعلى هذه القاعدة ميكن تطبيق كل احلـاالت . والقرحة معا قد يعطالن الفرد عن االنتاج .عن طريق مؤسسات النظام الصحيةديدها املرضية اليت يتم حت

وال يتوقف النظام االجتماعي عند حتديد املرض وتشخيصه ، بل يتوقع من الفـرد فسلوك املريض مثال ، يعترب من الناحية االجتماعية . سلوكا معينا يتناسب مع ذلك املرض

املرضية حىت خيلد فما ان يعلن املريض اعراضه . مناقضا للسلوك الطبيعي لالفراد االصحاء ومبـا ان . اىل الفراش ، باحثا عن املساعدة الطبية ، باذال ماله لتحصيل الدواء املوصـوف

املرض عامل اجتماعي سليب على االنسان ، فان نزوله بعضو من اعضاء النظام االجتماعي ن ولذلك فـا . يضع ذلك اجملتمع وجها لوجه امام مسؤولياته يف التعامل مع ذلك املريض

اجلهة اليت حتدد املرض جيب ان تتمتع بشرعية قانونية يقرها النظام االجتمـاعي ، حـىت لـة والنظـام تستطيع تعويض اخلسارة االجتماعية اليت جيلبها املرض علـى الفـرد والعائ

االقتصادي واالجتماعي

Page 19: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٩ .........................................................................الطب يف النظرية التوفيقية

.بشكل عامالن املـريض ؛ هذه النظرية ، املرض لونا من الوان االحنراف االجتمـاعي ربتوتع

فـاخللود اىل . يسلك خالل مرضه سلوكا مناقضا للسلوك الطبيعي الذي يقره االصـحاء خلدمة املريض ، كلها تصرفات ال يقوم ـا اآلخرين الفراش ، وتناول الدواء ، وتسخري

ولكن هذا االحنراف الصحي يعترب احنرافا استثنائيا ، السباب عدة منها ، . االصحاء غالبا انه يعبر عن قوة ال اراديـة : ان هذا السلوك يستغرق فترة قصرية حمدودة ، وثانيا : اوال

فاملريض جمرب على قبول حالته االستثنائية ، وملزم باالستسالم لواقعه . داخل جسم االنسان ري مسؤول عـن وغ الم على تركه العمل االنتاجي ، ولذلك فهو غري م . االحنرايف اجلديد

ومـا علـى اجملتمـع . ء دوره االجتماعي الذي اصبح شاغرا بسبب مرضه التقصري يف ادا ونظامه االجتماعي اال االذعان والتسليم حلق املريض ومعاملته معاملة خاصة ، عن طريـق

فالعامـل . سؤولياته االجتماعية اىل موعد الشفاء التـام وم منحه اجازة التخلي عن دوره عن االنتاج واخللود للراحة فور ظهور اعراضـه املريض مثال يستطيع ترك العمل والتوقف

والتاجر . والطالب املريض يستطيع تأجيل موعد امتحانه النهائي السباب مرضية . املرضية الذي تعارف افراد اجملتمـع املريض يعطل جتارته بسبب عجزه عن ممارسة العمل الطبيعي

.عليها حلالتـه املرضـية ان املريض الصادق ينبغي ان يطلب عالجـا سـريع وال شك

، اآلخـرين الن تباطؤه يف العالج يعين ان ذلك الفرد يهوى البقاء عالة على . االستثنائية دوره وهـو بـذلك ال يعطـل ؛ويود التخلي عن عمله االنتاجي يف احلقل االجتماعي

كلاالجتماعي فحسب ، بل يسته

Page 20: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٢٠

ات االنتاجية لالفراد ويسبب وهذا التمارض يعطل الطاق . االقتصادية ايضا اآلخرين موارد .لسياسي للمجتمع واالقتصادي واخلال يف امليزان االجتماعي

وعلى االغلب ، فان النظام االجتماعي يتوقع من املريض قبول املـساعدة الطبيـة فالفرد املصاب مبرض حقيقي . سسة الصحية املعترف ا اجتماعيا ؤاملمنوحة له من قبل امل

الكيميائي ، اعي او عة الطبيب ، او تعليماته اخلاصة بالفحص الش ال يستطيع رفض استشار الن ذلك كله يعرضه اىل الشكوك والشبهات اليت تتهمه بالتمارض هتربا ؛او اخذ الدواء

.من املسؤوليات االجتماعية املناطة به

Page 21: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٢١ ..............................................................................نقد النظرية التوفيقية

نقد النظرية التوفيقيةالجتماعية اليت يقوم ا ومع ان اهتمام النظرية التوفيقية منصب على ربط االدوار ا

االفراد بالسلوك الطبيعي لالصحاء ، وان النظام االجتماعي ملزم مبعاجلة االمـراض ، الن اال ان هذه النظريـة ال ختلـو مـن ؛امهال معاجلتها يؤدي اىل تقليل االنتاج االجتماعي

.ارقات واخطاء نستعرض بعضا منهامفلى االمراض غري املزمنة كامراض اجلهـاز ان النظرية تصب جل اهتمامها ع :اوال ولكـن . وهذه االمراض يتم عالجها يف فترة قصرية نـسبيا . لبويل والتنفسي وا اهلضمي

النظرية هتمل امراضا مزمنة يصعب عالجها بفترة قصرية كـامراض تـضخم االنـسجة فشل القلـب ، وامراض نقص املناعة احلاد ، واالمراض املؤدية اىل) السرطان ( ب املعروفة

حيث ال يستطيع املريض يف هذه احلاالت املزمنة اجيـاد شـفاء ؛يف تأدية نشاطه الطبيعي عاجل ملرضه ، بل ان الشفاء يف هذه احلاالت يستهلك وقتا طويال يعطل فيـه االنـسان

وعلى ضوء ذلك ، فان املريض حيـاول يف هـذه . طاقته االنتاجية ومسؤوليته االجتماعية ه النظريـة عادة تنظيم وترتيب مسؤولياته االجتماعية واالسرية بشكل مل تتناول احلاالت ا

.التوفيقية يف حتليلها ان النظرية التوفيقية تركز على الطب العالجي هتمل فرضية الوقايـة بكـل :ثانيا

فلـو انـصب جهـد . من اكرب اخطاء هذه النظرية ل هذا االمها ويعد. الواهنا وتوجهاهتا .الكثري من االموال واجلهود املؤسسات ب تلك الصحية على فكرة الوقاية جلن املؤسسات

فاشباع الطفل اشباعا يتناسب مع

Page 22: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٢٢

سنه من احلليب ، والبيض ، واخلبز ، وعصري الفواكه خيلق منه رجال منتجا سـليما مـن الحقـا وكل درهم يصرف يف هذا املنحى على طفل ما ، سيدر على اجملتمـع . االمراض

سة اضعاف هذا املبلغ ، حيث ينمو الطفل سليما من االمراض فيوفر عندئذ ، مصاريف مخويبقـى . الطب والعالج ، ويصبح عند البلوغ عضوا نافعا منتجا يف النظام االجتمـاعي

يؤدي دوره االجتماعي فترة اطول من ذلك الطفل املريض الذي يشب وهو يفتقر اىل ما .امينات ، وادهان ، وكاربوهيدراتمن امالح ، وفيتيسند عظامه ويقوي حلمته

وال شـك . ان الطب النفسي والروحي قد امهلته النظرية التوفيقية امهاال تاما :ثالثا وبعض اجلروح العـضلية والغـضروفية . ان بعض االمراض العقلية تستدعي عالجا نفسيا

ضرورة العالج الغـييب ، فـال ويف حاالت معينة يعتقد املريض ب . تستدعي عالجا طبيعيا ويف كل هذه احلاالت املرضية مل تتطرق النظريـة اىل تفـسري العـالج . يشفى اال بذلك

تعطيـل دور ذلـك املـريض ملعاجل ، مل حتدد موقف النظام االجتماعي مـن وا واملعاجل .اجتماعيا

السلوك عن ان بعض االمراض واالضطرابات العقلية تعكس احنرافا حقيقيا :رابعا فال يتهاون النظام االجتماعي يف تصنيف ذلك االحنـراف ضـمن التـصانيف . الطبيعي

االجرامية واجلنائية ، حىت لو اعلن املريض اعراضه املرضية واخلد اىل الفراش ، وحبث عن ومل متيز النظرية التوفيقية بـني االمـراض . املساعدة الطبية ، وبذل ماله يف حتصيل الدواء

يت تؤدي اىل جنون مطبق ، وبني االضطرابات االخرى اليت يستطيع فيها الفرد ان العقلية ال .جيد عالجا شافيا ، يدفعه مرة اخرى اىل عجلة النشاط االجتماعي االنتاجي

Page 23: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٢٣ ....................................................................................وظيفة الطب

وامهال هذه احلاالت املرضية يف تفسري النظرية التوفيقية للطب ، يعكس ضعف هذه وشامال اجملتمع االنساين حتليال جامعا لكل اركاهنا النظرية يف حتليل االمراض وعالجها يف

.جلميع حقوهلا ومراتبهاوهذه املؤاخذات على النظرية التوفيقية تقلل من امهيتها يف تفسري املرض باعتبـاره ظاهرة اجتماعية ، عالوة على كونه ظاهرة طبية ، الهنا مل تتناول مجيع االمـراض الـيت

.راءها ، وتركت البقية دون حتليلآذت بعضا منها مبا يساند يتعرض هلا االفراد ، بل اخ

Page 24: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٢٤

وظيفة الطبوال نشك يف ان مساندة النظام االجتماعي للمؤسسة الصحية يعكـس خطـورة

فتنبع امهية الطب يف اجملتمع الرأمسايل مثال مـن عالقـة ؛وظيفة الطب يف احلياة االنسانية قاس النجاح االقتصادي للنظام الرأمسـايل مـن املؤسسة الصحية بانتاجية الفرد ، حيث ي

.تاجية االمجالية جملموع االفرادخالل النسب االنوال ريب ان الوظيفة االساسية للطب تدور حول احملافظة على صحة االفراد ، حىت

ميكـن اعتـصاره مـن يبقي النظام االجتماعي نظاما انتاجيا يدر على اعضائه اقصى ما الـصحية مـسؤولة املؤسسة صحة الشخصية مسؤولية فردية ، اال ان ومع ان ال . اخلريات

فهي اليت تقوم بتقدمي حقن املناعة وقت انتشار االوبئة واالمـراض . عنها مسؤولية مباشرة املعدية ، وبالفحص الطيب السنوي للعاملني يف املصانع وحقول االنتاج املختلفة ، وبتقدمي

الفراد ، وبتنقية املياه من الشوائب اجلراثيم ، وبالـسيطرة املعلومات والثقافة الطبية جلميع ا على انظمة اجملاري العامة ، حىت يتم تفادي انتشار االمراض وتقليل كل ما مـن شـأنه

.خفض املستوى االنتاجي للعاملني. ويف سبيل احملافظة على صحة االفراد ، فان النظام الصحي يقوم مبعاجلة االمـراض

سة الصحية التعامل مع االمراض املختلفة وتقدمي العالج الشايف لالفراد فمن واجبات املؤس وهذا يتطلب تدريب عدد كبري من العاملني واخلـرباء وانـشاء . املصابني بتلك االمراض

رضون والصيادلةمفاالطباء وامل. يةمؤسسات ضخمة من املصانع واملعاهد التعليم

Page 25: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٢٥ ....................................................................................وظيفة الطب

شركات الكيميائية تتوىل انتاج االدوية واملراهم وال ؛واالداريون يتولون امور املستشفيات اهلندسية والكهربائية تتوىل تـصنيع االجهـزة الطبيـة وتـصميم واملؤسسات الطبية ،

وهذا كله حيمل . املستشفيات ، والكليات الطبية والصيدلية تتوىل ختريج االطباء والصيادلة . اعباء كبرية ، وامواال طائلةالنظام االجتماعي

ن تكـرار ع تتفادى املؤسسة الطبية اخلسارة االقتصادية واالجتماعية النامجة وحىتحدوث املرض ، فاهنا تبحث عن اسبابه وطرق انتشاره ، وحتاول الكشف عـن افـضل الوسائل التقنية للعالج ، ومن ذلك الطب الوقائي والعمليات اجلراحية وطرق التخـدير ،

ريا فائقا الن البحوث الطبيـة تبـدأ بـالتحري وهذا يتطلب جهدا بش . وتصنيع االدوية الكتشاف اصغر الكائنات احلية يف املختربات الطبية ، وهي الفريوسـات ، وتنتـهي يف البحث على النطاق احلقلي بدراسة االمراض دراسة ميدانية واسعة ، قد تستوعب شعوبا

البحـوث الطبيـة وتتم اغلب االكتشافات عادة ، عن طريق مؤسسات. انا باكملها دوبلاملتصلة باجلامعات ، او املستشفيات التعليمية ، او الوكـاالت احلكوميـة او املختـربات

تلـى ـا وهذه املؤسسات الصحية هتتم اهتماما خاصا مبعاجلة االمراض الـيت يب . االهلية .االفراد يف ذلك االقليم

وك االفراد خلدمـة ومن وظائف النظام الطيب ايضا ، السيطرة االجتماعية على سل ، فعن طريق الطب ومؤسساته يتم حتديد حقيقة املريض عن املتمارض . النظام االجتماعي

مـن تعطيـل عفاء املريض من واجباته املهنية وحرمان املتمارض احيث يترتب على ذلك امليالد وشهادات الوفاة وعن طريق املؤسسة الطبية يتم تسجيل شهادات . دوره االجتماعي

تب، ويتر

Page 26: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٢٦

على ذلك منح الوافدين اىل احلياة جنسيات الدولة ، واعفاء املغـادرين مـن مهـامهم ويتم عن طريقها امضاء شهادات التلقيح ، واثبات احقية العاطلني عن العمل . االجتماعية

السباب صحية ، وتعويضات شركات التأمني لالفراد يف حاالت احلوادث واالعتداءات ، وباجلملة فان املؤسسة الطبية تسلك . ب العقلي على بعض املنحرفني والصاق هتمة االضطرا

مسلك الشرطي املراقب حلركة الدخول واخلروج من العامل الدنيوي اىل العامل االخروي ، ضبط والقاضي الذي يبت باحقية هذا ومظلومية ذاك ، وصمام امان النظام االجتماعي يف

.انتاجية العمل ونشاط العمال

Page 27: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٢٧ ................................................................الطب يف نظرية الصراع االجتماعي

نظرية الصراع االجتماعيالطب يفوترى نظرية الصراع ان املعافاة الصحية تعترب مصدرا من املصادر اليت حيسب هلـا

على قصب السبق يف الثـروة ، الرأمسالية فكما حازت الطبقة . )١(حساب عند الرأمساليني ن مصادر م اوالقوة السياسية ، واملرتلة االجتماعية ، فقد اعتربت املعافاة الشخصية مصدر

وملا كان اجملتمع الرأمسـايل . القوة اليت ينبغي ان يسيطر عليها االغنياء يف اجملتمع الرأمسايل الصحي حتمل معها كـل على النظام مبنيا على املنافسة االقتصادية ، فان املنافسة للسيطرة

ئال من اقدارا ه م الرأمسالية الن النظام الصحي يدر على الطبقة ؛ ين املنافسة االقتصادية امع، وخـصوصا الرأمساليـة الثروة ، ناهيك عن اندماج قادة النظام الـصحي يف العمليـة

واذا كـان . االستثمار وما يصحبها من قدرة على حتويل القوة االقتصادية اىل قوة سياسية الـصحي القوية ، فان النظام الرأمسالية توزيع الثروة يف اجملتمع الرأمسايل حمصورا يف الطبقة

.ـ بكل ما جيلبه من خريات ـ سيكون حتما يف قبضة اليد الرأمسالية

ولكـن ؛بطبيعة احلال ، فان من حق الفرد يف اجملتمع الرأمسايل التمتع بصحة جيدة : والثانيـة . حالته املعيشية والسكنية : مسألتني ، االوىل تفات اىل للتحقيق ذلك جيب اال

، الرأمساليـة فاذا كان ذلك الفرد عضوا يف الطبقة . املرضاملستشفى الذى يعاجل فيه وقت فان السكن الذي يسكنه ونوعية

__________________ مطبعة جامعة شيكاغو : شيكاغو . تناقضات العناية الصحية الرأمسالية : املرض الثاين ) : هاورد ويتكن ( )١( . م١٩٨٦،

Page 28: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٢٨

وحني املرض . احملافظة على صحته وعافيته الطعام الذي يتناوله يسامهان مسامهة كبرية يف ، فان االموال اليت ميتلكها تستطيع ان تفتح له ابواب افضل املستشفيات وتضع يف خدمته

اما الفقراء فان ظروف معيشتهم وسكناهم ، ونوعية غذائهم تعرضهم لشىت . امهر االطباء سدية ضد االمراض ، وتضعف انواع اجلراثيم والفريوسات ، ويف النهاية تنهار مناعتهم اجل

وال شك ان وضعهم املادي الذي ال يساعدهم على دفع اجـور املستـشفى . مقاومتهموكما كان متوقعا فان التوزيـع . والطبيب والدواء يؤدي اىل حرماهنم من اخلدمات الطبية

غري العادل للخدمات الصحية ، هو النتيجة االساسية النعدام العدالة يف توزيـع الثـروة .ا يف مفاهيم املساواة االنسانيةاالجتماعية وما يترتب عليها من انشاء نظام طبقي ين

ـ واملعد الرأمساليـة ونتيجة هلذا التفاوت الصحي بني الطبقتني الغنية والفقرية ، ة ، ميعمر االغنياء يف النظام الرأمسايل ، يف حياهتم الدنيوية ، اكثر من الفقـراء ، الن هـؤالء

ـ قافة الطبية العامة ، وطرق التغذية الصحيحة ، ثوفر هلم مصادر ال االغنياء تت وفر هلـم وتامواهلم سبل العلم عن االمراض ، مما يؤدي اىل اهتمامهم باالعراض املرضـية ، وسـرعة

ضالتحرك طلبا ملعاينة الطبيب ، على عكس الفقراء الذين ال يعـريون اهتمامـا لالعـرا .تص معاينة طبيب خماملرضية ، ويتمنون الشفاء دون

وتزعم نظرية الصراع ان دورات املياه يف املساكن الفقرية تعترب مصدرا من مصادر انتشار االوبئة واالمراض املعدية عن طريق الطفيليات واجلراثيم ، وتعترب امـاكن عمـل

وبـسبب مهـوم املعيـشة ؛الفقراء اكثر خطرا من االماكن اليت يعمل فيهـا االغنيـاء ليت تصاحبابات النفسية اواالضطر

Page 29: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٢٩ ................................................................الطب يف نظرية الصراع االجتماعي

وهـذه . الفقر واحلاجة عادة ، تزداد نسبة االمراض العقلية بني افـراد الطبقـة الفقـرية وال شـك ان . االضطرابات النفسية والعقلية تسبب نقصانا يف اعمار الفقراء على االغلب

ـ الرأمسالية هذا الوضع الصحي للفقراء خيدم الطبقة رض الغنية خدمـة عظمـى ، الن املوالتخلف العقلي ونقصان عمر الفرد يساعد على سحق الطبقة الدنيا من االفراد ، حبيـث

والنتيجة النهائية ، بقاء سيطرة الطبقـة . يؤدي اىل غلق ابواب التغيري االجتماعي املأمول .ل ابعادها السياسية واالقتصاديةعلى مقدرات النظام االجتماعي بكالرأمسالية

فضل من الضعيف ، وكان املعاىف افضل من املـريض ، كـان وطاملا كان القوي ا ، كما تعتقد نظرية الـصراع ، الن الرأمسالية النظام الصحي الرأمسايل حتما صنيعة الطبقة

.نتصر يف عملية الصراع االجتماعيهذا النظام الصحي ميثل الطرف امل

Page 30: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٣٠

الطب يف النظام الرأمسايل الربيطاين ربيطاين بنظام صحي جيمع بني الفكرة االشتراكية والنظـرة ويتمتع افراد اجملتمع ال

فالنظام الصحي الربيطاين يـسمح . )١(، على خالف نظريه يف اجملتمع االمريكي الرأمسالية لالطباء مبمارسة مهنتهم يف العيادات اخلاصة ، ويسمح للمستشفيات االهلية بفرض اجور

ولكن االطباء واملستشفيات عموما تشارك . ممعينة يدفعها املرضى لقاء اخلدمات املقدمة هل ية اجملانية لكل االفراد ، بغض حيف النظام الصحي احلكومي العام الذي يقدم اخلدمات الص

ويعني هذا النظام للطبيب راتبا حمددا من قبل االدارة احمللية مع . النظر عن دخلهم السنوي ولذلك فـان االطبـاء . هم ذلك الطبيب بتة من ضرائب االفراد الذين يعاجل انسبة سنوية ث

وكلما ازداد عدد املرضى الذين يعاجلهم الطبيب . ددا اكرب من املرضى عاملاهرين جيذبون وهذا النظام خيفف العبء املايل عن املريض ، وذلك بالتزام احلكومة . ازداد دخله السنوي

يت جتري يف املستشفيات بدفع تكاليف الفحوص والتجارب املختربية والعمليات اجلراحية ال ، وما يعقبها من مكوث فترة زمنية للتشايف ، وحتديد الدواء من قبل النظام بسعر رمـزي

.ثابت يدفعه الفرد ، حىت لو كان الثمن الواقعي لذلك الدواء باهضا

يعترضون على النظام الصحي الرأمسالية ولكن مناصري النظرية__________________

مارسـيل ديكـر ، : نيويورك . دراسة مقارنة بني السياسات القومية للعناية الصحية ) : ومري ميلتون ر ( )١( . م١٩٧٧

Page 31: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٣١ .................................................................الطب يف النظام الرأمسايل الربيطاين

، ويزعمون ان الطلب املتزايد الرأمسالية الربيطاين ، ويتهمونه بالقصور عن مواكبة النظرية على خدمات النظام الصحي ، وحمدودية االموال املقدمة له من قبل الضريبة جتـرده عـن

ويدعون بان النظام الصحي الربيطاين ال يفتقر ؛املنفعة املادية املتوخاة يف كل عمل رأمسايل .التقان يف تقدمي اخلدمات الطبيةاىل املال فحسب ، بل يفتقر ايضا اىل الدقة وا

ومع ان هذه االدعاءات صحيحة ظاهرا ، اال ان هذا النظام الصحي اعدل نـسبيا . ميثل عدالة نسبية يف توزيع اخلدمات الـصحية : فهو اوال . تحدةاملمن نظريه يف الواليات

. متثل تكاليف النظام الصحي الربيطاين نصف تكاليف نظريه يف الواليات املتحدة : وثانيا مع ان النظام الربيطاين متهم بالتقصري يف تقدمي اخلدمات الطبيـة ، اال ان نـسبة : وثالثا

والنظام الـصحي . الربيطاين اقل من نظريها يف اجملتمع االمريكي وفيات املواليد يف اجملتمع يف الرأمساليـة ، النه يؤمن ـ خالفا للعقيـدة الرأمسالية الربيطاين ميثل استثناء يف الفكرة

ـ ان العالج الصحي جيب ان يقدم للمرضـى ضرورة جين االرباح من كل عمل جتاري .جورهتم على دفع االالذين حيتاجون العالج بغض النظر عن قدر

Page 32: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٣٢

الطب يف النظام الرأمسايل االمريكي

وال شك ان دراسة النظام الصحي الرأمسايل االمريكي جتعلنا نصدق ـ دون حتفظ ـ الفكرة القائلة بأن اغىن دولة رأمسالية يف العامل اليوم ـ وهي الواليات املتحدة ـ ليس

الحظ ، يف هناية القرن العشرين ، ان يث ن ح ؛لديها تأمني صحي عام يشمل مجيع االفراد فردا واحدا من كل ستة افراد يف الواليات املتحدة ال يستطيع دفع اجور معاجلته الطبيـة

واذا استمر مرضه لفترة طويلة نسبيا فانه قد يضطر لبيع سكناه وممتلكاتـه . وقت املرض زال عاطال عن العمل ، فـان مت الشفاء بعد تلك الفترة ، ولكنه ال ي واذا ما . طلبا للشفاء

وهذه احلاالت املأساوية املنتشرة يف طول الـبالد وعرضـها . )١(مصريه التشرد مع اسرته ـ و شـاطئ الـسعادة تدحض الفكرة القائلة بأحقية النظام الرأمسايل يف قيادة البشرية حن

طبيب والعـالج أليس الت ؟ فأية سعادة هذه اليت يبشر ا النظام الرأمسايل افراده . واالمان اوليس للفرد الفقري حق على اجملتمـع يف ؟ حقا من حقوق الفرد مهما كان لونه وجنسه

وملاذا يعتـرب النظـام ؟ تطبيبه اذا مرض ، وتعويضه اذا فقد القدرة على العمل واالنتاج اال ينبغي للخدمات ؟ الرأمسايل الطب بضاعة يتاجر ا كما يتاجر باملواد التجارية االخرى

الصحية العالجية اليت يقدمها الطبيب واملرض والصيديل وصاحب املستشفى للمريض ، ان ؟ تكون يف مدار اخلدمة االنسانية البعيدة عن الطمع واجلشع الرأمسايل

__________________ . م١٩٨٢الكتب االساسية ، : يورك نيو. التغري االجتماعي للطب االمريكي) : بول ستار ( )١(

Page 33: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٣٣ ................................................................ االمريكي الطب يف النظام الرأمسايل

النظام الرأمسايل ال يقدم اذنا صاغية لصرخات املستضعفني ، بـل يـزعم ان ولكناملدار يف النظام الصحي هو جين االرباح اليت يدرها على املستثمرين ، دون االخذ بالنظرة االنسانية يف معاجلة املريض باعتباره انسانا يستحق كل مستلزمات العالج والرعاية وقت

حق العالج احلقيقي هو القادر على دفع القائمة املالية اكثر من فاملريض الذي يست . املرضأمسايل يف اما املريض الفقري فهو ال يستحق عالجا النه ال يساهم يف حتقيق املفهوم الر . غريه

.االنتاج وجين االرباحعلى النظام االمريكي انه مل يشرع حلد اليوم قانونا واحـدا الرأمسالية ويأخذ ناقدو

فاالطبـاء هـم ؛يه اسعار العالج الطيب ، بل انه ترك االمر اىل املنافسة االقتصادية حيدد ف الذين حيددون اسعار عالجهم ، وعلى ضوء ذلك فاهنم يقبضون اجورهم العالية ، عـن طريق املرضى االثرياء مباشرة ، او عن طريق شركات التأمني الصحية ، او عـن طريـق

ك تتراكم مبالغ هائلة من االموال لدى هـؤالء احملتـرفني ومن كل ذل؛الربامج احلكومية .الم االنسان وموته وحياتهآالذين يفترض فيهم التعفف عن مجع املال لقرم من

والنتيجة من تطبيق هذا النظام الصحي ان ارقى املستشفيات وافضلها من ناحيـة يا فقط الهنم وحدهم القـادرون العل الرأمسالية التقنية العلمية واخلدمات تعاجل افراد الطبقة اما الطبقات االخرى فاهنا تستخدم مؤسسات . على دفع اجور خدمات تلك املستشفيات

صحية متوسطة املستوى للعالج ، ما عدا الطبقة الفقرية اليت تعاين من احلرمـان ألبـسط وال شك ان هذا النظام الصحي الطبقي ساعد على انتاج افـضل . قواعد العالج الصحي

.ين يف العامل ، خصيصا لالغنياءنظمة الصحة والعالج التقا

Page 34: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٣٤

.ى تكوين اغىن االطباء يف العاملوال ريب ان هذا النظام ساعد ايضا علويرجع سبب منو هذا النظام الصحي غري العادل وثباته ، اىل ان مؤسـسة الطـب

على اعـضاء االمريكية وهي اليت تضم يف عضويتها اكثر من نصف اطباء امريكا ، تغدق نظـام كي تصرفهم عن املصادقة على قوانني اصالح ال الكونغرس ورجال احلكومة امواال

.الطيب يف الواليات املتحدةولتربير هذا الواقع الصحي الظامل الذي انشأته الفكرة الطبقية االمريكيـة ، ينتقـد

اك الفقـراء يف مناصر والنظام االمريكي فكرة سيطرة الدولة على النظام الصحي ، واشر الرأمساليـة اليت تناقض النظرية ) اشتراكية الطب ( العالج ، ويزعمون ان ذلك يؤدي اىل

. نفسها اشتراكية الطبع الرأمسالية ولكن هؤالء يتناسون ان بعض املؤسسات . من الصميم فاملعتدى عليه ال يـذهب اىل . فجهاز الشرطة تديره احلكومة وهو بطبيعته اشتراكي املنشأ

ركة اهلية خاصة الستئجار الشرطي الذي حيميه ، بل ان جهاز الشرطة جهاز فيـدرايل شاد ضد االعتداءات املختلفة ، فكيف يتقبل اجملتمع الرأمسايل رتسيطر عليه الدولة حلماية االف

« وكيف يقبل اجملتمع الرأمسـايل ؟» اشتراكية الطب « ويرفض » اشتراكية البوليس « وكيف يقبل اجملتمع الرأمسايل ؟» اشتراكية الطب « احلكومي ويرفض »اشتراكية القضاء

؟» اشتراكية الطب « ويرفض »ئ اشتراكية املطاف«ومع ان النظام الصحي الرأمسايل االمريكي اليوم ، يفتخر بتقدم علومه الطبية احلديثة

، اال انه يستنكر ، ويرجعها اىل اصل الفكرة التجارية القائمة على اساس الربح واخلسارة جيـة ، الن يف الوقت نفسه ان يكون اجلانب االنساين املدار يف تقـدمي اخلـدمات العال

املؤسسة الطبية ـ كما

Page 35: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٣٥ ................................................................ االمريكي الطب يف النظام الرأمسايل

! للخدمات ن تكون مؤسسة للتجارة اليعتقد ـ جيب اواذا كانت املؤسسة الطبية يف اجملتمع الرأمسايل االمريكي تنتج عشرة باملائـة مـن

ملائة من افـراده مـن الي للنظام االجتماعي ، فان حرمان مخسة عشر ب ارباح االنتاج الك العالج الطيب االساسي يعترب ظلما حبق املعذبني واملعدمني ، الذين يعيشون دون عـالج ،

.ة واملساواة التامة بني االفرادحتت نظام يدعي لنفسه كمال العدالة االجتماعي

Page 36: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٣٦

يكيالة النظام الصحي االمرداسباب انعدام عوترجع اسباب فشل النظام الطيب االمريكي يف توزيع العالج بشكل عـادل بـني

عوامل الربح ، وفشل الربامج احلكوميـة ، وتكـاليف : منها ؛االفراد اىل قضايا عديدة .)١(املؤسسة الطبية ، والطب الدفاعي ، وزيادة عدد االطباء

الطيب تدفع افـراده اىل حتقيـق للنظام الرأمسالية فعلى صعيد االرباح ، فان الروح فالطبيب يعني سعرا للعـالج ، . ميكن حتقيقه من االرباح على حساب املريض اقصى ما

وملا كانت اجـور عـالج ؛ دفعه كليا » املريض «فيتعني على الشركة اليت يعمل فيها عة عماهلا مرتفعة ، فان الشركة تضطر الضافة اجور العالج على االجور النهائية للبـضا

اليت شارك العامل يف صناعتها ، وبالتايل فان املستهلك يدفع جزءا من االجور الطبية الـيت واحملصل ، ان جزءا كبريا من الثـروة . تذهب يف النهاية اىل جيب النظام الصحي الرأمسايل

وملا كانت الثروة . الطبية الرأمسالية االجتماعية سوف يتحرك بشكل تراكمي باجتاه الطبقة مـن آخـرين دودة حبدود النظام االجتماعي فان انتقاهلا اىل تلك الطبقة سيحرم افرادا حم

.حتصيلها واالستفادة منها يف سد حاجاهتم االساسية

وعلى صعيد الربامج احلكومية ، فان الدولة تصرف على عالج الفقراء__________________

.١٩٨٦ هول ، برنتس ـ: رسي نيوج. علم االجتماع الطيب) : وليم كوكرهام ( )١(

Page 37: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٣٧ .......................................................اسباب انعدام عدالة النظام الصحي االمريكي

فاذا نفد ذلك القدر من املال ، حرم بقية الفقـراء مـن العـالج ، ؛قدرا معينا من املال وملا كانت احلكومة احمللية تدفع مبلغا اقل للـسعر . واغلقت املستشفيات ابواا بوجوههم

الفقراء املعتمـدين الذي حيدده الطبيب ، فان العديد من االطباء ال يقبلون عالج مرضى . على املساعدة احلكومية ، وليس هناك قانون يلزم هؤالء االطباء بعالج الفقراء باخلصوص

ـ الن هذه الرقابة ذاهتا تكلـف امـواال وملا كانت الرقابة احلكومية على االطباء ضعيفة ئم عالجها بقواثاضافية غري متوفرة ـ خيتلق البعض من االطباء امساء ومهية يعاجلها ويبع

وهذا الفساد والغش له ما يـربره . اىل احلكومة ليقبض على اساسها امواال اضافية اخرى يف ضـمريه ئ يف الطبيب انسانيته وال ينـش يبير يف النظام الرأمسايل ، الن هذا النظام ال

. اآلخرينه اجلشعة العبث مبقدراترك لغرائزتالوازع االخالقي ، بل يؤسسة الطبية ، فان ثالثة ارباع تكاليف النظـام الـصحي وعلى صعيد تكاليف امل

االمجايل تذهب اىل دخل املستشفيات وموظفيها من اداريني وفنـيني واطبـاء وصـيادلة ـ باعتبارها مؤسسات جتاريـة وال شك ان الثروة املتراكمة لدى املستشفيات . وممرضني

راحـة القلـب ونقـل ـ تشجعها على احلصول على اغلى وارقى االجهزة الطبية يف ج وكل هـذه . االعضاء ، واالجهزة التشخيصية اليت تعمل باالشعة السينية والصوتية وحنوها

االجهزة تكلف النظام الصحي امواال طائلة ، ولكن احنـصارها باملستـشفيات اخلاصـة واملتوسطة ، وحرمان الطبقة الفقرية منها دليل واضـح يثبـت بـان الرأمسالية بالطبقات .راد الطبقات الغنية دون الفقرية التقنية احلديثة ينفع افاستخدام

Page 38: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٣٨

وعلى صعيد الطب الدفاعي ، فان القانون الرأمسايل يستطيع ، نظريـا ، ان يـضع وهـذا . يف معاجلته املريض ، امام احملكمة ليدفع تعويضا ماليا للـضحية ئالطبيب املخط

فلو قطع . معتربا يف انزال االذى باملريض القانون يطبق اذا كان اخلطأ الذي ارتكبه الطبيب يف الكلية مثال ، فـان الطبيب بطريق اخلطأ جمموعة من االعصاب ملريض مصاب مبرض

وقد شجع هذا االصرار القضائي على . على الطبيب دفع تعويض مايل معني لذلك املريض فع التعويضات تغرمي الطبيب ، على انشاء شركات تأمني خاصة باالطباء ، حيث تتوىل د

ـ وهذا التأمني الطيب يتم لقـاء ا ؛ عليه ـ خطأ ـ من قبل الطبيب يجنللمريض امل ر جولكن دفعا ملشكلة اخلطأ الطيب وما يترتب عليها من تعويض ، . سنوي حمدد يدفعه االطباء

ر اال جتربة او حتليال خمتربيا خيص املريض بطريق مباشر او غري مباش ال يتركون فان االطباء ويف هذه احلالة فان اجور التشخص بكافة الواهنا وانواعها تقـع . واستخدموه للتشخيص

.سر الطبيب شيئا من جيبه اخلاصكليا على كاهل املريض دون ان خيطـب بـالقوة الوعلى صعيد زيادة عدد االطباء ، فان زيادة االجور وارتباط مهنة

. لكثري من الطلبة اىل الدخول يف كليات الطـب السياسية واالقتصادية واالجتماعية يدفع ا ويف هناية القرن العشرين ميثل احلقل الطيب االمريكي اكثر مـن نـصف مليـون طبيـب

وامام هذا العدد اهلائل من االطبـاء ، اي . يتزامحون على جين اقصى االرباح من زبائنهم . بعـادا جديـدة طبيب واحد لكل مخسمائة فرد امريكي ، اخذت املشكلة االجتماعية ا

ال صبحت االعراض البسيطة الـيت وا فاصبح الطب يتدخل يف حياة الفرد تدخال سافرا ، . يتحتم على االفراد عالجها طبيااىل عالج طيب امراضاحتتاج

Page 39: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٣٩ .......................................................اسباب انعدام عدالة النظام الصحي االمريكي

فاالرق ، والصداع ، وختفيف الوزن ، والسمنة ، والشره ، اصـبحت امراضـا ينبغـي بح الوجه وكرب السن فاصـبحتا قـضيتني قاما . يةعالجها مبختلف انواع االدوية الكيميائ

وازدادت عمليات الوالدة القيصرية بنـسبة . طبيتني ملن اراد عالجهما بعمليات جراحية لرابعة وا الربع ، مبعىن ان لكل اربعة والدات حتصل يف الواليات املتحدة ثالث منها طبيعية

النظام الصحي املستند على اساس ويف هذا دليل على ان كثرة عدد االطباء وشره . قيصريةالتجارة احلرة يدفع اخلرباء يف جمال الطب ، يف النظام الرأمسايل االمريكي ، اىل التفتيش عن

.زبائن يستطيعون دفع اعلى االجورامراض جديدة تلصق بوهذا الفشل يف تطوير انسانية النظام الصحي االمريكي يدفعنا اىل االعتقـاد بـان

ــ وحدها ليست املدار يف تقدم النظام الصحي يف اجملتمع ، بل ان املـدار اخلربة الطبية فاذا كان اخلبري جشعا يبذل جهده يف مجـع . اضافة اىل اخلربة ـ الثقة والصدق واالميان

واذا كان اخلبري جمردا مـن انـسانيته ؟ املال ، فكيف نستطيع االطمئنان اىل صحة عمله اء ـ الذين ال ميلكون ما يشبع غريزته من االموال ـ فكيف نستطيع ان نضع ارواح الفقر

اليس االوىل للنظام الصحي االمريكي ، الذي يدعي تطـور ؟ بني يديه يقلبها كيفما شاء تقنية الفنية ، جعل املؤسسة الصحية مؤسسة انسانية هتتم بكل االفراد بدل جعلها مؤسسة

وال افضل واوىل مـن خـسارة او ليست خسارة االم ؟ جتارية تبحث عن جين االرباح ؟ ارواح الفقراء

Page 40: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٤٠

املرض والنظام احليايت للفردوال ريب ان التقدم العلمي يف خمتلف اجملاالت الطبية كان قد امثر يف تقليل نـسب

وذلك من خالل تلقيح االفراد باللقاحات الطبية قبـل انتـشار ؛االمراض بشكل كبري ولكن هذا التقدم . السيطرة على خمتلف االمراض االوبئة ، واستخدام املضادات احليوية يف

العلمي اجلبار ليس له تأثري يذكر على نسب الوفيات يف اجملتمعات االنسانية املعاصرة ، بل ان نسب الوفيات يف اجملتمع الصناعي قد اخنفضت قبل اكتشاف االمـصال واملـضادات

التحسن : رة اىل سببني ، االول ويعود اخنفاض نسب الوفيات يف اجملتمعات املعاص . احليويةتنظـيم : والثاين . اهر يف نوعية املواد الغذائية اليت بدأ الناس بتناوهلا منذ القرن املاضي ظال

م احلليب ضد اجلراثيم ، وتنقية مياه الـشرب ، وفحـص يقوانني الصحة العامة ، كتعق يطرة علـى احلـشرات الطعام املطبوخ يف املطاعم العامة من قبل املؤسسة الصحية ، والس

ومل يقلل التقدم العلمـي يف الطـب عـدد . الناقلة لالمراض كالبعوض والذباب والقمل الـيت » النظرية اجلرثوميـة «االمراض اليت يعاين منها اجملتمع الرأمسايل املعاصر ، حىت ان

احلديثة ة الرأمسالي ارت العامل يف القرن التاسع عشر مل يعد هلا رصيد امام امراض احلضارة مثل السرطان وامراض القلب ، وانتفاخ الرئة ، والشلل ، وامراض نقص املناعة املكتسبة ،

ا عـن عـالج هـذه بل اصبح النظام الصحي الرأمسايل بكل تقدمه العلمي اجلبار عاجز .االمراض احلديثة

وجممل القول ، ان اغلب االمراض الىت تصيب االفراد ، تعزى اىل

Page 41: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٤١ .......................................................................املرض والنظام احليايت للفرد

فالغذاء ونوعيته وطريقة حتضريه تلعب . نماعية والطبيعية اليت يعيش فيها االنسا البيئة االجت سقم االنسان ، وكذلك العامل الوراثي ، واجلو وما يترتب عليـه دورا مهما يف صحة او

، والضغط النفسي ، ونشاط الفرد او مخوله ، وتناولـه والكآبة من برودة ، او حرارة ، عماله السجائر واملخدرات ، وتلوث البيئة الطبيعيـة باالشـعاع اخلمر واملسكرات ، واست

وبالتأكيد فان البيئة احلضارية احلديثة تساعد على انتشار امـراض مثـل . والكيميائياتالنفسية ، والشلل ، والسرطان بكافة والكآبة الصداع النصفي ، وقرحة املعدة واالمعاء ،

وهذه النهاية احملزنة يف رحلـة . اجلنون او االنتحار انواعه ، واالمراض العقلية اليت تنتهي ب ؛ الرأمسالية تعكس الصفحة االخرية من مصري احلضارة احلياة االنسانية املختومة باالنتحار

رة انسانية اخرى على فهذه احلضارة جلبت لالنسانية امراضا واوجاعا مل تأت ا اية حضا .مر التاريخ

عاين منها الفرد الرأمسايل تقـاوم وتتحـدى الطـب وهذه االمراض اخلطريه اليت ي وعالج امـراض الـسرطان والقلـب . احلديث بكل قواه ومؤسساته وامكانياته اجلبارة ومن املؤكد ان امراض احلضارة احلديثة . والقرحة تكلف ماال اوفر ، وتتطلب وقتا اطول

تصار اقصى قدر ممكن تستثمر االرض بشكل جنوين الع الرأمسالية تبقى ما بقيت احلضارة فمصانع احلديد والصلب والكيميائيات ومصانع الذرة تلوث البيئة االنسانية . من اخلريات

.االنسان القدمي امسا وال شكال، مسببة امراضا بشرية مل يعرف هلا وهذه املشاكل الصحية يف النظام الغريب يرجع ظهورها وبروزها ذا احلجـم اىل

التفت اليهما االسالمهما ذلك النظام وقضيتني مهمتني امهل

Page 42: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٤٢

النظام : وأكد عليهما منذ مخسة عشر قرنا ، وحنن نكتشفهما اليوم من جديد ، ومها اوال الوقاية خري : ( فعلى صعيد الوقاية ، فقد ورد يف املأثور . النظام الغذائي : الوقائي ، وثانيا

ه املقولة العظيمة ألنقذ حياة املاليني من االفراد فلو امتثل اجملتمع الرأمسايل هلذ ). من العالج ففي العقد االخري من القرن العـشرين . الذين ميوتون بسبب خمالفتهم هذه القاعة الصحية

ميوت يف الواليات املتحدة فقط بسبب عادة سيئة واحدة ميكن الوقايـة منـها ، وهـي ٣٥٠ والبلعوم ، اكثـرمن التدخني وما يترتب عليها من امراض ، كسرطان الرئة والفم

ويكلف هؤالء النظام الصحي االمريكي ، من ادوية وعناية طبيـة قبـل . الف فرد سنويا نظام الوقاية لوفر على اجملتمع قبولو ط . كثر من عشرين بليون دوالر موهتم ، مبلغا يقدر با

واذا . اهلم وانتـاجهم اىل اعم ءالرأمسايل هذا املبلغ الكبري من املال ، وارجع قسما من هؤال اضفنا نتائج عادات سيئة اخرى اىل عادة التـدخني ، كـشرب اخلمـور ، واسـتعمال املخدرات ، واكل اللحوم والدهنيات بشراهة ، واالدمان على شرب الـسوائل الغازيـة

ين منها النظام احلاوية على شىت املواد الكيميائية ، لتبني لنا حجم املشكلة الصحية اليت يعا .يب الرأمسايلالط

وعلى صعيد النظام الغذائي ، فان امراض القلب مثال تعترب من امـراض احلـضارة احلديثة ، وسببها كثرة تناول اللحوم احلمراء ، وهي حلوم الغنم والبقر واخلرتير احلاويـة

وشره االفراد يف اجملتمع الرأمسـايل لتنـاول هـذه . على نسبة عالية من الشحوم احليوانية حيدها حد طيب اوقانوين ، الن اختيار الطعام مسألة متعلقة باحلرية الشخصية ، م ال اللحو

طبية التدخل قانونيا لتنظيم حريةفال حيق للجهة ال. اليت هي بزعمهم اساس املبدأ الرأمسايل

Page 43: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٤٣ .......................................................................املرض والنظام احليايت للفرد

ولذلك فان امراض القلب اليت تؤدي اىل الوفاة ، تعتـرب مـن اكثـر . االفراد الشخصية .ة وامريكا يف القرن العشرين يف اوروبا الغربياالمراض انتشارا

الم العديـد مـن آتساعد على ختفيـف الرأمسالية واخلالصة ، ان املؤسسة الطبية وال . االمراض ، ولكنها ال تستطيع حمو نتائجها املتوقعة اليت تؤدي يف النهايـة اىل الوفـاة

نوعية الغذاء اسلم وارخـص املتحكمة تعلم ان الوقاية وحتسني الرأمسالية نشك ان الطبقة اهنا ال ترى تغيري نظامها الصحي ، الن الوقاية الطرق لتكامل اجملتمع االنساين صحيا ، اال

. وحتسني نوعية الغذاء ال تدر عليها ارباحا هائلة كما يدرها النظام الصحي القائم اليـوم مسايل الذي يترك للفـرد متمسكون باملبدأ الرأ الرأمسالية اضف اىل ذلك ان انصار الفكرة

حرية تقرير املصري ، فيما يتعلق باشباع الشهوات الفردية ، حىت لو كانت اضرار ممارسـة .ضحة وضوح الشمس يف رابعة النهارتلك الشهوات طبيا وا

Page 44: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٤٤

العالقة بني الطبيب واملريض، ويتنوع ـ على اثر ذلك ـ انـدفاع آخر وخيتلف تفسري املرض من مريض اىل

فبعض االفراد يف اجملتمعات الصناعية يفضل العالج الروحي مثال عن . حنو العالج املريض. يفضل العالج الطبيعي الصيين لـبعض املـراض اآلخر طريق رجال الكنيسة ، والبعض

. والثالث يفضل عالج اهلنود احلمر ، القائم على اساس ربط االسباب الطبيعيـة بالغيـب العلـوم ذي تقدمه املؤسسة الطبية ، وهو القائم على اساس والرابع يفضل العالج الطيب ال

.واالجهزة الطبية احلديثةوطريقة الطبيب يف وضع العالج هو ربط االعراض املرضية باسم طيب التيين غالبا ،

ى ضـوئه تـشخيص املـرض ل فيتم ع ؛الم املريض ومعاناته اىل مرض معروف آمترمجا شـك ان دور الطبيـب حاسـم يف وال. عالجه والعالج ، ألن املرض اجملهول يصعب

فقد يشعر الفرد باضطراب ولكن . تشخيص احلالة املرضية حىت يتم التعامل معها اجتماعيا رف هل انه مريض ام ال ، فدور الطبيب هنا هو حتديد وجود احلالة املرضية ، كمن عال ي

اخلارجي ال يـوحي يشعر بعدم ارتياح نتيجة تضخم يف االنسجة الداخلية ، ولكن ظاهره فدور الطبيب يف هذه احلـاالت . وكمن يدعي التمارض ولكن باطنه سليم . بانه مريض

ولذلك فقد شبه دور الطبيب بدور . مجيعا هو فحص احلالة املرضية اليت يدعيها ذلك الفرد وعلى ضوء . احلاكم الشرعي يف الفصل بني املتخاصمني ، ومها املريض والنظام االجتماعي

فاذا حكم الطبيب بوجود املرض ،. الطبيب يتعامل اجملتمع ونظامه مع املريضحكم

Page 45: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٤٥ .......................................................................العالقة بني الطبيب واملريض

اقتنع النظام االجتماعي مبرض ذلك الفرد ورتب على ذلك حكما معينا ، كاعفائـه مـن واذا حكم الطبيب بعدم وجود املـرض تـصرف النظـام . دوره ومسوؤلياته االجتماعية

لتهرب مـن ول ، وانكر على املتمارض اسلوبه يف ا االجتماعي تصرفا مغايرا للتصرف اال .املسؤوليات االجتماعية

فالطبيـب يـشخص . وللطبيب دور مهم يف التمييز بني عالمات املرض واعراضه عالمات املرض من خالل فحص دقات القلب ، ومستوى الدهون يف الدم ، ومـستوى

وى املريض ، امثال التقيؤ اما االعراض فيفحصها الطبيب من خالل شك . السكر يف البول وهذا التمييز بني االعراض والعالمات مهم يف . ، واوجاع البطن ، وضعف اجلسد وحنوله

يرتـب تشخيص املرض ، الن املريض قد يأخذ االعراض مأخذا مغايرا ملأخذ الطبيـب و .عليها امورا ختالف الواقع

املريض جاهال بـالعلوم ان الفجوة بني الطبيب واملريض تتسع ، اذا كان وال شك فاملريض الذي ال يستطيع القراءة والكتابة ، وال يفهم طبيعـة عمـل . االنسانية والطبيعية

اعضائه احليوية ال يفهم جممل كالم الطبيب ، مهما اويت ذلك الطبيب من قـدرة علـى وهذه الفجوة ختلق مشكلة اجتماعية يف فصل الطبيـب عـن . التبسيط والتعبري والتفاهم

صول على مراده طبقيا ، وهو ما يؤدي اىل حرمان املريض من احل ملريض فصال اجتماعيا ا .يف العالج الكامل

وقد يلعب الطبيب يف اجملتمعات الصناعية دورا يف اخفاء املعلومات االساسية عـن ل ، عميق العلم ، صاحب السلطة ، يف عني وزبونه ، مما جيعل الطبيب شخصا بعيد الوص

لنفسي الذي وهذا الدور ا.املريض

Page 46: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٤٦

يلعبه الطبيب ليس وليد صدفة ، بل سببه ان مشاركة املريض ملعلومات الطبيـب بقـدر قد يهدد املرتلة االجتماعية والسلطة النفسية اليت يصنعها الطبيب لنفسه امام املريض متساو. ك اخلـبري لنفـسه م يف النظام الرأمسايل اىل خسارة مالية ال يريدها ذل وهذا يترج . املعاجل

وعلى صعيد ثان ، فقد يعجز الطبيب عن تشخيص احلالة املرضية ، فيصف لزبونه عالجا ١(تهم بالقصور العلمي ، وعندها خيسر زبونا مستعدا لبذل املال كاذبا حىت ال ي(.

وباالمجال فان العالقة بني الطبيب واملريض يف اجملتمع االمريكي تعكـس عالقـة فاالستشارة الطبية حاهلا حال البضاعة التجاريـة ؛ستهلك ، او البائع باملشتري التاجر بامل

.اليت تنتظر من يشتريها من السوق الطيب__________________

. م١٩٧٨كتب نادي سريا ، : نسسكو سان فرا. ة السرطانسسيا) : صموئيل ايبشتاين ( )١(

Page 47: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٤٧ ............................................................اخلربة الطبية وروادها يف النظام الرأمسايل

اخلربة الطبية وروادها يف النظام الرأمسايلالطب وتقدم العلوم الصحية يف هنايات القرن التاسع عـشر املـيالدي مع تطور و

فاصـبح . اخذت املهنة الطبية ـ تارخييا ـ تتجه حنو االندماج بالنظام الطبقي الرأمسـايل االطباء املتخصصون يتمعتون باملرتلة االجتماعية اليت تضعهم على قدم املساواة مع افـراد

حفاظ على هذه املرتلة الرفيعة ، فقد سعى النظام الصحي اىل تطويـع ولل. الطبقة الرأمسالية ورا من الناحية القانونية باالطباء اجملازين ملمارسـة ص ، فاصبح الطب حم )١(القانون لصاحله

وبعد ذلـك ، اصـبح االطبـاء ال خيـضعون جملـالس ادارات . املهنة فقط دون غريهم وهكذا اختذ الطب اوىل . ضمن النظام الصحي املستشفيات ، بل امسى هلم استقالل ذايت

اخلطوات للوصول اىل الطبقة العليا حيث الثروة والقوة السياسية واملرتلة االجتماعية ، على عكس املهن االخرى ، كالتعليم مثال ، حيث خيضع املعلم لسيطرة اعـضاء جملـس ادارة

عمله يف التـدريس ، وطـرق املدرسة من وجهاء احمللة ، يف تعيني راتبه ، ووضع منهاج .معاملته الطلبة يف الصف املدرسي ، وبقية شروط العمل

ومهما بلغت قدرهتم العالجية الواقعية ، حقيقية كانت ام ومهية ، فـان االطبـاء فهم ـ يف اعتقاد الناس ـ وحدهم ؛م يف موضع اجتماعي وعلمي خاص هوضعوا انفس

وخرباء ذه الدرجة العليـا مـن . رض واملوتالقادرون على انقاذ املرضى من السقم وامل العلوم الطبية النافعة قادرون على الدخول

__________________ .١٩٧٠وميد ، دود: نيويورك . املهنة الطبية) : اليوت فريدسون ( )١(

Page 48: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٤٨

للطبقة االجتماعية العليا من اوسع االبواب ، وقادرون على التحكم بقدر معني من القوة ، فـان الرأمسالية وملا كان النظام الطبقي يعكس لب الفكرة . للنظام االجتماعي السياسية

انتظام االطباء ضمن صفوف الطبقة العليا مل ينتهك حرمة النظام الرأمسـايل بـاملرة ، الن وهذه املرتلة العليا ال جيـدها . النظام الصحي الرأمسايل قائم على اساس املنافسة االقتصادية

الن الطبيب ؛الشيوعي املندثر يف روسيا واجلمهوريات االشتراكية احمليطة ا اطباء النظام يف النظام االشتراكي اجري للدولة ، حيث حتدد الدولة اجرته ـ متاما ـ كما حتدد اجور

وترجع القوة السياسية لالطباء يف النظام الرأمسايل االمريكـي اىل . بقية املوظفني والعمال االمريكية يف تنظيم االطباء ضمن احتاد فيدرايل قوي ميتلك ثروة تـؤثر دور اجلمعية الطبية

ولكي تستجمع هذه املنظمة قوهتـا ، . وجهاهتم وت على قرارات السياسيني مبختلف الواهنم تقامت يف البداية باستحصال تشريع دستوري يعترب الطبيب من اهل اخلربة ، وبذلك سد

ـ الباب بوجه املشعوذين ، واولئك الذي ، ييبن يدعون قدرهتم على العالج الروحـي والغمث منعت بعد ذلك . وحصرت تعليم الطب بكليات وجامعات ذات مستوى تعليمي معني

اي طبيب ، من امتهان الطب مامل حيصل على اجازة رمسية موثقة تـسمح لـه امتـهان قالل ذايت وعن هذا الطريق رفع االطباء اجور عالجهم تدرجييا ، واصبح هلم است . العالج

. املؤسسة الرأمساليةمهين ضمنالقائلة الرأمسالية وبطبيعة احلال ، فان وجود هذه اجلمعية الطبية يناقض اصل الفكرة

مبعىن انه من اجل حتقيـق عمليـة ؛بوجوب تعدد املؤسسات يف حقل واحد من االعمال افس االقتصادي البد ان يكون هناكالتن

Page 49: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٤٩ ............................................................اخلربة الطبية وروادها يف النظام الرأمسايل

ان او واحدة ، حيث تتنافس يف كل حقل مؤسستان جتاريت متنافسان على االقل يف ساحة فال تستطيع شركة طريان واحـدة . ويصبح حقيقة واقعة ساكثر حىت يصح مفهوم التناف

. مثال ، احتكار سوق النقل اجلوي التجاري ، بل جيب تواجد شركيت طريان على االقـل موال اليت تغـدقها هـذه ولكن االمر خيتلف مع منظمة االطباء االمريكية ، حيث ان اال

املنظمة على السياسيني جتعلها تفلت من كل قانون مضاد يصدر لتنظيم واصـالح مهنـة .صف القرن التاسع عشر وحلد اليوم، منذ منت الرأمسالية الطب يف تلك الدولة

واستقالل االطباء ذاتيا يترجم من الناحية العملية اىل ان اعماهلم ال تقـيم اال عـن االداري والقاضي ال يستطيعون تقيـيم ىدير املستشف وم فاملريض. ئهم االطباء طريق زمال

ومع ان هذا املنطق سليم بطبيعته باعتبار . خرآاعمال الطبيب ونقدها ما مل ينقدها طبيب ان الطبيب اقدر االفراد من حيث اخلربة على نقد زميله اذا اخطأ الهنما يشتركان معـا يف

اال ان نتيجة هذا التوجه قيام املؤسسة الصحية ببناء نظـام طـيب ؛فهم طريف علم واحد جتاري قائم على اساس حتديد العالج ، وتعيني االجور ، وتصنيع الدواء بشكل ال يتدخل

فمدير املستشفى االداري والقاضي مثال ال يستطيعان االعتراض على . فيه اال الكادر الطيب وبذلك . ية او اجهزة طبية هلا دور ثانوي يف العالج عمل الطبيب او انتقاده باستخدام ادو

، يصبح املدار واهلدف من التقييم الطيب نفع النظام الصحي بالدرجة االوىل ، دون النظـر ولو مجعنا اخلصوصيات اليت تتمتع ا املهنة الطبيـة وهـي املرتلـة . اىل مصلحة املريض

كخربة ،ني لنا ان الطب ، االجتماعية واالستقالل الذايت واملورد املايل لتب

Page 50: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٥٠

ولكن . اصبح من اقوى العوامل االجتماعية يف الدخول اىل الطبقة العليا يف اجملتمع الرأمسايل . هذا التغري يف طبيعة املهنة الطبية يواجه اليوم حتديا من قبل العديد من التيارات االجتماعية

معية الطبيـة االمريكيـة وبـني فاملعركة ال زالت قائمة بني السياسيني الذين تدعمهم اجل . معارضي النظام الصحي القائم ، من اجل حتديد دور املؤسسة الطبية يف اجملتمع الرأمسايل

واالطباء ونظامهم الـصحي الرأمسـايل الرأمسالية ولئن كانت املعركة بني اطراف الطبقة يف املستقبل بـني والطبقة املتوسطة والفقرية يف اوجها اليوم ، فان معارك اخرى قد تفتح

ة فافراد النظام وبني قادة النظام السياسي واالجتماعي السترجاع حقوق الطبقات املستضع وهذا كله يعكس فـشل النظـام . اليت هنبها النظام بعنوان التقنية الصحية والتقدم العلمي

ـ الرأمسايل يف تأسيس نظام طيب مبين على اساس انساين ، ال على اساس املنفعـة التجار ة ي .البحتة

ومع ان املهنة الطبية مفتوحة نظريا لكل من يرغب الدخول فيها ، اال ان الدراسات تبني ان النسبة العظمى من االطباء يف النظام االمريكي هم من االفراد البيض الربوتستانت

فاملال والواضع العائلي ولون البشرة هلا دخل اساسـي يف . من ذوي اخللفية الطبقية العليا غـري اما الفقري من ذوي البـشرة الـسوداء او . يل مستقبل الفرد منذ نعومة اظفاره تشك

وال شـك ان هنـاك حـاالت . السوداء فليس له نصيب يف الدخول اىل كليات الطب استثنائية قد تسمح لبعض االفراد من الزنوج بالتسجيل يف املعاهد الطبية ، اال اننا نتحدث

.لنظام الصحي الرأمسايل االمريكيتبع يف تسيري اعن السياسة العامة واالسلوب امل ان الرتفاع اجور العالج الطيب الرأمسايل تربيرا عاما ، وهووال شك

Page 51: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٥١ ............................................................اخلربة الطبية وروادها يف النظام الرأمسايل

ان االطباء يتعاملون يوميا مع املرض واالمل واملوت ، ومهنة كهذه يستحق عاملها اجـورا ىل اهنماك الطبيب يف التعامل بل ان اخلطأ واالمهال والتقصري يف املعاجلة يرجع سببه ا . عالية

. وهذا التربير مناقض للواقـع . التنبؤ ا مع اجلسم االنساين ، مبا فيه من تغريات ال ميكن فكما ان االطباء يتعاملون مع املرض واملوت ، فكذلك املمرضني واملمرضات اجملـازين ،

واذا كـان اهنمـاك ؟ فلماذا ال يتعمعتون بنسبة معقولة من االموال اليت يقبضها االطباء ؟ الطبيب يستدعي ارتكاب اخلطأ ، فلماذا ال يدفع الطبيب مثن خطئه من مالـه اخلـاص

علما ؟ اليس من الظلم حتميل املريض مثن التجارب املختربية العديدة اليت يأمر ا الطبيب ملما بان هذه التجارب الزائدة تنفع الطبيب اصال ال املريض ، الن اخلبري ينبغي ان يكون

؟ بعلمه ، فاين العدالة يف ذلكمعركة ضد النظام املايل بدل ان تكـون الرأمسالية وهكذا اصبحت املعركة الطبية

فقد افرزت هذه املعركة نتائج عديـدة منـها ان النظـام . معركة ضد االمراض واالوبئة جمـاالت الصحي بات حياول تطبيب اجملتمع االنساين ، مبعىن انه حياول اقحام الطـب يف

ولتوضيح ذلك نقول ان املؤسسة الطبية قـد . جديدة كان ال حيق له الدخول فيها سابقا اصبحت ثاين اكرب صناعة يف الواليات املتحدة ، حيث تستهلك اكثر من عشرة باملائة من

. انتاج البالد وتوظف حوايل عشرة باملائة من القـوى االنتاجيـة العاملـة يف صـفوفها دوية واالجهزة الطبية من اكرب املصاحل يف النظام الرأمسايل ، واصبحت واصبحت صناعة اال

. شركات التأمني الصحية من اكرب الشركات اليت تدر على اصحاا اكرب قدر من االموال ام االجتماعي العـاملي ، وهذا االتساع والتضخم له تأثريه السياسي واالقتصادي على النظ

حيث اخذت

Page 52: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٥٢

جدد لزيادة ارباحها وبسط عن اسواق جديدة وتطلب مستهلكني املؤسسة الطبية تبحث .نفوذها

فالوالدة مثال ، طبيعية بذاهتا حتصل يف كل ارجاء العامل منذ خلق اهللا البشرية علـى الرأمسالية وجه االرض ، وهي ال حتتاج اىل تلك العناية الفائقة اليت حتاول املؤسسة الصحية

اال اللهم يف احلاالت ؛كان غذاء االم غنيا باملواد الطبيعية ا اذا صفرضها على االم ، خصو ولكن املؤسسة الطبية االمريكية جعلت احلمـل . االضطرارية فيتحتم عندئذ العالج الطيب

. والوالدة قضية طبية تكلف االبوين اجورا عالية من بداية التخصيب وحىت حلظة الـوالدة ، بفضل جهود املؤسسة االمريكيـة ، تتجـاوز واصبحت العمليات املختربية والشعاعية

حدود العناية الصحية للوالدة واملولود ، بل اضحت قضية التخصيب ، واحلمل ، وحركة واصبحت . موالاجلنني ، واالجهاض قضايا طبية تصرف من اجلها كميات كبرية من اال

الت لـو وهـذه حـا . السمنة داء حيتاج اىل عالج ، وكذلك االرق وعدم النوم مـثال استخدمت فيها وسائل الوقاية والغذاء الطبيعي والنشاط اجلسدي ملا استدعى تدخل الطب

ألزمت الرأي العام بتطبيـب القـضايا الرأمسالية اال ان املؤسسة الطبية . العالجي يف ذلك قضية اجتماعية اصبح اليوم قضية طبية ، حبيث االجتماعية ، حىت ان املوت الذي كان يعد

بيب الرأمسايل يقوم مقام احلاكم الشرعي املطلق يف املوت واحلياة ، فيقرر تعجيـل ان الط . علـى االجهـزة الطبيـة اوفاة بعض املرضى ، او حيكم بابقائهم على قيد احلياة اعتماد

وحاولت املؤسسة الطبية اقحام نفسها يف حبوث استرجاع سن الشباب ، واكتشاف طرق ا النجاح ، اال اناوالت مل ولن يكتب هلومع ان هذه احمل. لوقف املوت

Page 53: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٥٣ ............................................................اخلربة الطبية وروادها يف النظام الرأمسايل

وهذا االعـالن . اعالهنا يوحي لالخرين بان العلم قادر على خلق املعجز وفعل املستحيل يف سرعة تطبيب النظام الطبية التجارية النه يساهم املؤسسة يدر ارباحا اضافية على هذه

.االجتماعي هذا احلد ، بل اهنا اقتحمت النظام عند الرأمسالية ومل يتوقف نشاط املؤسسة الطبية

وتشخيص االضطراب العقلـي ، دالقضائي الرأمسايل ايضا عن طريق حتديد سلوك االفرا ضية طبية تـستدعي عالجـا قالصحية ، املؤسسة الن اجلرمية واالحنراف اصبحت ، بنظر

قـاب القـانوين بدل الع بل ان اجلميعة الطبية االمريكية اليوم تنادي بالعالج الطيب . طبيام الناجتة ئواصبحت اجلرا . للمجرمني يف جرائم القتل والسلب واالعتداء على اعراض الناس

عن االدمان على الكحول واملخدرات ، واالعتداء على االطفال ، واالعتداء على اعراض وهذا التدخل الطـيب يف اجملـال . النساء ، والسرقة ، امراضا نفسية حتتاج اىل تدخل طيب

.ات االجتماعيةس يف اعلى سلم املؤستهضائي وضع الطب ومؤسسالقان جناح املؤسسة الطبية يف تطبيب اجملتمع ساهم يف تغيري النظام احليـايت وال شك

لالفراد ، فبدال من االعتماد على الطبيعة يف رفد االنسان مبا حيتاج اليه يف نشاطه اليومي ، فعرضت املؤسسة الطبية ادويـة لكـل . ليومية للفرداصبح الطب عامال اساسيا يف احلياة ا

وحبوبا لوقف شـهية الطعـام اليقاظ ، لوحبوبا نشاطات احلياة ، فوفرت حبوبا للنوم بوبا لتنشيطه ، واجهزة لفحص الكـالم وحوحبوبا النشاء اجلوع ، وحبوبا لتهدئة اجلسم

حملموم الـذي تقـوم بـه وامام هذا النشاط ا . حص الكالم الكاذب فالصادق واجهزة ل هل حيق: ئلة عديدة دون جواب وهي التجارية الطبية تربز اساملؤسسة

Page 54: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٥٤

وهل حيق للدولة ؟ للدولة التحقيق يف جدوى هذه االدوية ومدى حاجة الناس احلقيقية هلا التدخل يف املؤسسة الصحية لضمان تقدمي انزه اخلدمات لالفراد دون النظر اىل االربـاح

وهل حيق للمريض احلصول على كل املعلومات املتعلقة حبالتـه ؟ املهنة الطبية اليت تدرها ؟ الصحية

ولعل اجلواب على كل هذه التساؤالت يرتبط اساسا مبفهوم العدالة االجتماعيـة احقية تسلط الطبقة العليا بوملا كان النظام الرأمسايل يؤمن . وعدالة توزيع الثروة بني االفراد

االجتماعي ، المتالكها رأس املال ووسائل االنتـاج ، بقـى النظـام ظامنعلى شؤون ال وبذلك فـان التقنيـة . الصحي عندئذ متخلفا يف جوهره عن العدالة واملساواة االنسانية يف التعامل مـع الرأمسالية احلديثة والتقدم العلمي ال يستطيعان تغطية فساد جوهر الفكرة

.وتوفري سبل املعافاة هلمعفني يف العالج الطيب االفراد وانكار حق الفقراء واملستض

Page 55: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام
Page 56: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام
Page 57: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٥٧ ..............................................................................امهية النظام الصحي

امهية النظام الصحيملا كان املرض مشكلة انسانية تصيب الفرد وتؤثر على طبيعة اجملتمع االنتاجيـة ، فان النظام االجتماعي ملزم باجياد نظام صحي متكامل حيافظ فيه على صـحة االفـراد ،

شفاء الكامل ، مث ارجاعهم مرة اخرى اىل عجلة االنتاج ويعاجلهم معاجلة تؤدي م اىل ال واذا مل يؤدي العالج املوصوف من قبل املؤسسة الرمسية اىل شفاء . واخلدمات االجتماعية

الفرد شفاء كامال ، فان النظام الصحي ملزم باعالن عجز الفرد عن احتالل دوره الطبيعي يف دفع تعـويض مـايل ته االجتماعي مسؤولي يف اجملتمع ، مشريا اىل ضرورة حتمل النظام

. عائلته االساسيةةاجز ويسد حاجحيفظ كرامة الفرد الع اجل ، طبيبا كان او وال نقصد حينما نتحدث عن النظام الصحي هنا جمرد وجود املع

بل نقصد به املؤسسة اليت تضم ادوارا مهنية واجتماعية للعديد مـن املتخصـصني ؛حنوه االطباء املتخصصني باجلراحة والباطنية والتخـدير ، والـصيادلة ، ومـدراء واخلرباء ، ك

، وكليـات املستشفيات وعماهلا ، وشركات التأمني الصحية ، ومصانع االدوية والعقاقري .الطب ، ومعاهد التمريض

الذي يتـأمل ملرضـه ه فهو وحد؛ومع ان املرض قضية شخصية هتم الفرد فحسب تعاطفهم اللهم ان يظهروا اال اآلالم عن ختفيف تلك اآلخرون يعجزويعاين من اوجاعه ، ف

له مشاعر احلزن ، اال ان الواقـع مع املريض ويقدموا له املساعدة املادية واملعنوية ويظهروا يفصح بان املرض مسألة اجتماعية ،

Page 58: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٥٨

.كليةالصورة االجتماعية الالنه ال ميكننا ان نتصور فصل الصحة واملرض والعالج عن فانتشار االمراض يهز الكيان السياسي ، ويؤثر على النظام االجتماعي من خـالل

ويساهم املرض يف تقويض النظـام . تعطيل طاقات االفراد يف العمل واالستثمار واالنتاج فالزلزال املدمر ، . بناه االنسان االجتماعي كما تساهم الظواهر الطبيعية واملادية يف هدم ما

ملؤدي اىل اجملاعة ، واحلرب املؤدية اىل خراب شامل تقوض النظام االجتمـاعي واجلفاف ا وهذه االمراض اليت حتتاج يف معاجلتها اىل تدخل املؤسـسة . كما يقوضه انتشار االمراض االمراض احلادة ، وهي اليت حتتاج اىل فترة عالجيـة : االول ؛الصحية ، تقسم اىل نوعني

: والثـاين . سان اما اىل الشفاء واما اىل املوت مثل مرض احلصبة قصرية نسبيا تؤدي باالن االمراض املزمنة ، وهي اليت حيتاج العالج فيها اىل فترة طويلة ، ولكن ليس هناك ضـمان

.ثال مرض السكري والتهاب املفاصلبشفاء املريض شفاء كامال اميض مير بتجربة مريرة من فمع ان املر . ويتعدى تأثري املرض اىل عائلة املريض وحمبيه

. مل والقلق واالنزعاج خالل فترة مرضه ، اال ان عائلته تعاين ايضا من حالته االستثنائية األفقلق العائلة على معيلها ، وخوفها من فقدان املورد املعاشي يساهم يف اضطراب الواضـع

فـان انتـشار ، آخـر وعلى صعيد . العائلي وجيعله مرتبطا بصورة وثيقة بصحة املعيل ضـعاف قـواه االنتاجيـة ، إاالمراض ، يساهم ايضا يف اضطراب النظام االجتماعي و

خصوصا اذا انتشرت االمراض املعدية يف اجملتمع انتشارا واسـعا كاملالريـا واجلـدري وهذا يفـسر ؛والكولريا ، فاهنا ترتل ضربة ساحقة باملؤسسة االقتصادية واالنتاجية للدولة

االهتمام احلكومات االستعمارية لنا جتاهل

Page 59: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٥٩ ..............................................................................امهية النظام الصحي

ألن ؛رة معاجلة جدية عمستبالنظام الصحي ومعاجلة االمراض واالوبئة الفتاكة يف البلدان امل واذا . هذه االمراض تفتح ابوابا لتدمري طاقة اجملتمع االنتاجية واستهالك مصادره وخرياتـه

وقد سعت بريطانيا عند . خرياته وهنبها ضعف اجملتمع انتاجيا تكاثر الرأمساليون على اقتسام احتالهلا اهلند يف القرن التاسع عشر اىل استخدام عملية نشر االمراض كسالح ضد العدو

االوىل يف القرن الرابع عشر ، والثانية يف بداية ؛، مستفيدة من جتربتها التارخيية يف واقعتني يف القرن الرابع عشر ، ومسي يف القرن العشرين امليالدي ، حيث اكتسح الطاعون اوروبا

فنائه اكثر من ثلث سكان تلك القارة وتدمري البنيـة االقتـصادية وقته باملوت االسود إل م قتلت االنفلـونزا ١٩١٨ويف سنة . والسياسية والدينية لدول القرون الوسطى االوروبية

.)١(االوروبية اكثر من عشرين مليون فرد كل االفراد يف النظام االجتماعي ، بـل تـصيب وال شك ان االمراض ال تصيب

. يف نفس اجملتمع الختالف الوضع االجتماعي واالقتصادي لكل فـرد آخرين افرادا دون ولذلك ، فعندما يدرس الطبيب مرض فرد ما ، فانه يبدأ بدراسة تاريخ املريض الـصحي

الزوجيـة ، ووضعه االجتماعي ، فيبحث عن عمره ، وجنسه ، ولون بشرته ، وحالتـه وهذا مهم يف تشخيص احلالة املرضية الن غذاء الغين وسكنه . وطبقته االجتماعية تهووظيف

والفرد املتزوج اصح من . وعمله افضل من الناحية الصحية من غذاء الفقري وسكنه وعمله االعزب الن للزواج اثرا نفسيا على صحة الفرد ، واملسلم امللتزم باحكام الشريعة اصـح

.لنصراين النه ال يتناول اخلمر وال اخلرتيرمن ا__________________

: ويورك ني. الكوارث الطبيعية والبشرية يف اوروبا القرون الوسطى : املوت االسود ) : روبرت غوتفراد ( )١( . م١٩٨٣املطبعة احلرة ،

Page 60: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٦٠

ظام ويف حني يعرض االسالم نظريته الصحية يف اطار دقيق متكامل ، فان نظاما كن حيث تزعم هذه ؛نة النظرية االغريقية يف الطب سى الكثر من الف الكنيسة النصرانية تبن

النظرية ان سوائل اجلسم االنساين اليت تتكون من اربعة انواع وهي الدم والبلغم واملـرارة فاذا نقص مستوى احد هذه الـسوائل . )١(الصفراء والسوداء ، هي سبب نشوء االمراض

ومل تسمح الكنيسة النصرانية االوروبية يف القـرون . تل توازهنا ، نشأ املرض االربعة واخ الوسطى تطوير البحوث العلمية الطبية ، بل انكرت على املكتشفني من علمـاء الطبيعـة والطب اكتشافاهتم حبجة ان االنسان الذي لن يتحقق له اخللود يف احلياة الدنيوية ال حيق له

وكانت غاية الكنيـسة . للطبيعة اليت خلقها اخلالق سبحانه وتعاىلالبحث يف الكيان اخلالد من ذلك ، ربط املرضى بالطب الروحي الذي كان ميارسه الكهنة وحيصلون فيـه علـى

ولكن اكتشاف لويس باستور نظريته اجلرثوميـة يف القـرن . كمية غري قليلة من االجور ة ، وتطور العلـوم الطبيـة تـدرجييا التاسع عشر ، ادى اىل قلب نظرية الكنيسة النصراني

.ووصوهلا اىل ما وصلت اليه اليوم__________________

. م١٩٧٦ماكرو ـ هيل ، : نيويورك . بروز املؤسسة الطبية: الذين بيدهم الشفاء ) : جون دويف ( )١(

Page 61: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٦١ ..........................................................................نظرية االسالم يف الطب

نظرية االسالم يف الطب، فان االسالم يعلـن واستنادا على االرتكاز العقالئي الذي امضاه الشارع املقدس

بـتىن علـى اول بنود نظامه الصحي وامهها ، وهو ان النظام الطيب والعالجي ينبغي ان ي اآلالم الن هدف الطب اوال واخـريا عـالج ؛اساس اخلدمة االنسانية ال املنفعة التجارية

اليت يعاين منها املريض ، وليس حتويل املريض اىل بـضاعة يف مؤسـسة هـدفها الـربح وهذا االختالف يف النظرة اىل املؤسسة الطبية هو أهم االختالفات بني النظـام . لتجاريا

.الصحي االسالمي ونظريه الرأمسايلوال ريب ان االسالم حبثه على العمل ، ومباركته للجهد االنساين ، وربطه العمـل

د يف النظـام خرة ، اراد لكـل االفـرا االنتاجي يف االرض بالثواب واالجر يف االحياة اآل الن االنسانية ال يتكامل نظامهـا ؛االجتماعي اداء ادوارهم املرسومة بكل جدية ونشاط

مل يساهم مجيـع االفـراد بالعمـل يتطور بناؤها الفكري والفلسفي ما االجتماعي وال ونزول املرض بفرد ما ، يعطـل جهـده . االنتاجي املؤدي اىل اشباع حاجاهتم االساسية

دية الدور االجتماعي املناط به ، مما يؤدي اىل حتـرك النظـام االجتمـاعي الطبيعي يف تأ .للتعامل مع ذلك االستثناء حىت يتم اصالحه وعالجه طبيا واجتماعيا

فاذا كان املرض مؤقتا وميكن عالجه بالطرق الطبية املعروفة ، خلـد املـريض اىل : احملـور االول . على ثالثة حماور الراحة ، وتدخل النظام االجتماعي االسالمي ملساعدته

قدم له كل اسباب التطبيب والعالجالعالج ، في

Page 62: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٦٢

املساعدة املادية له ولعائلته : واحملور الثاين . دون النظر لدخله السنوي او طبقته االجتماعية اذا كان فقريا ، فيحتسب مقدار حاجته وحاجة عائلته فيدفع له ذلك املقدار حىت حيـني

تدخل النظام االجتماعي لسد دور املريض الشاغر يف احلقل : واحملور الثالث .وقت الشفاء العملي ، فاذا كان املريض عامال يف شركة صناعية مثال ، فان الشركة ملزمة باسـتئجار

وهذا يتم عادة يف االمراض اليت يستلزم عالجها فتـرة . حيل حمل العامل املريض آخر عامل .اجلهاز اهلضمي والبويلواجلروح والكسور وامراض زمنية قصرية كاالنفلونزا

اما اذا كان املرض مزمنا ، كالشلل التام ، وامراض السرطان ، وامـراض نقـص املناعة احلادة ، واالمراض القلبية ، فان النظام االجتماعي ملزم بالتدخل ايـضا ملـساعدة

احلقـل االجتمـاعي بـصورة املريض طبيا وماليا واجياد من يسد دور املريض الشاغر يف من عن املرض املؤقت اال بفـرق ز املرض امل خيتلف تدخل النظام االجتماعي يف وال. دائمية

الزمن ، حيث يتعني على النظام االجتماعي ختصيص معاش ثابـت للمـريض وعائلتـه مـع الـشيخ ) ع( امري املؤمنني يستقطع من بيت املال ، كما يف الرواية املروية عن االمام

وينبغي ان يستمر هذا املعاش والعالج . النصراين ، وتعيني برنامج عالجي مستمر للمريض فتعترب املريض يف هذه احلالة عنصرا الرأمسالية اما النظرية . حلظة من حياة املريض آخر حىت

مستهلكا ليست له القدرة على االنتاج ، مبعىن ان املريض مبرض مزمن يعترب يف النظريـة عنصرا ضارا على النظام االجتماعي النه قادر على االستهالك فقط ، وليست له ية الرأمسال

نظرة االسالم الشمولية واحترامهاولكن . القابلية على العمل االنتاجي

Page 63: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٦٣ ..........................................................................نظرية االسالم يف الطب

للحياة االنسانية اوجبت اكرام االنسان املعاق جسديا ، حىت لو كان عاجزا عن االنتاج ، يده استجداء لعـدم ندما صادف النصراين الذي كان ميد ع) ع(حيث ورد ان االمام عليا

استعملتموه ، حىت اذا كرب : ( قدرته على العمل ولكرب سنه ، انكر على عماله ذلك وقال .)١(، وامران يصرف له من بيت املال ) وعجز منعتموه

فـويل االسـرة ؛وجيعل االسالم الوالية الشرعية مصدر املسؤوليات االجتماعيـة ويف انعدامه ، يتحمـل االمـام او . ول عن رعاية من يتوالهم من القاصرين وحنوهم مسؤوعليه ، فان القاصر عن التحصيل ـ . مسئوولية الوالية ملن ال ويل له) اي الدولة ( نائبه

مبعىن ان االنسان القـادر . ضمن اما من قبل الويل العام او الويل اخلاصملرض وحنوه ـ يع ان يسد حاجته االساسية وحاجة االفراد الذين يتوالهم اصحاء كانوا على االنتاج يستطي

واذا عجز الويل بسبب املرض عن اعاشة عائلته ، وجب على االمام اعالتـهم . ام مرضى وهذا االسلوب يضمن تكامل النظام املعيـشي لكـل االفـراد يف اجملتمـع . حلد الكفاية د وصيانته من االمهال ضمن اطار املـسؤولية وقد جاء هذا االميان بكرامة الفر . االسالمي

.اجلماعية واالخوة االنسانية اليت دعا اليها االسالموال ريب ان تأكيد االسالم على ربط العمل االنتاجي يف احلياة الدنيوية بـالثواب

خروي ، وحثه على التزام الصدق والثقة املتبادلة واالعتدال وهنيه عن الكذب وشـهادة االجلشع ، وجزمه يف تثبيت اسس العدالة االجتماعية ، سهل دور املؤسسة الصحية الزور وا

من هو( يف حتديد __________________

.٨٨ ص ٢ج : التهذيب )١(

Page 64: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٦٤

فمع تضافر هذه العوامل ، جتد من الصعوبة مبكان ان جيد املتمارضون ساحة ). ؟ املريضمـن ( ن املؤسسة الصحية تستطيع حتديد ال؛لكسلهم وجماال لعيشهم عبئا على بيت املال

عن طريق عالمات املرض واعراضه ، وعن طريق دراسة شخصية املريض ) ؟ هو املريض .سكه بالصدق والرتاهة واالستعفافوتارخيه والتزامه باالخالق الدينية ومت

واغلب االمراض اليت يتعرض هلا االفراد يف اجملتمع االسالمي تنتج مـن حـوادث و حاالت غري متوقعة كحوادث الـسيارات واحلـافالت ، وجـروح العمـل ، طارئة ا

والكسور املختلفة اليت حتصل لسبب من االسباب ، او امراض التعرض لبعض الفريوسات واملهم ان امراض احلضارة احلديثة يفترض ان ال جتد هلا مكانا يف اجملتمـع . كالزكام وغريه

مر ، واكل امليتة والدم واخلرتير ، وهـذه هـي الن االسالم حرم شرب اخل ؛االسالمي وحرم تناول كل ما يضر باجلـسد . اساس امراض الكبد واجلهاز اهلضمي وامراض القلب

ومنها التدخني املضر واستعمال املخدرات اليت هي املصدر االساس يف امـراض سـرطان راء ، خـصوصا باالعتدال باكل اللحوم احلم ىواوص. الرئة والبلعوم واالضطراب العقلي

واوصـى . حلوم البقر والضأن ، وهذه هي مصدر امراض القلـب وتـصلب الـشرايني ان وتطهري الفم الن معاجلة امراض الفم واالسنان اساسية سنباستعمال املسواك لتنظيف اال

اىل درجة افرد هلا الطب احلديث علما خاصا هو طب االسنان ، وهو اختصاص يعـادل ان للدولة االسالمية مبـدأ وال شك . الكمية ن حيث الكيفية ال اختصاص الطب العام م

ـ صادر حق التدخل للحفاظ على البيئة الطبيعية من التلوث الصناعي ، الن التلوث احد م امراض السرطان وامراض الرئة

Page 65: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٦٥ ..........................................................................نظرية االسالم يف الطب

وحرم االسالم االجهاض واالنتحار وقتل النفس الربيئة فاكفى الطب . بانواعهما املختلفة واوجب االسالم التذكية . ا احلقل الذي يسترتف طاقات املؤسسة الصحية الدخول يف هذ

الشرعية ووضع شروطا للصيد والذباحة ، وهذا الوجوب جنب النظام الصحي العديد من وال ريب ان االطمئنان النفسي والراحة . االمراض املتعلقة بالقلب وجريان الدورة الدموية

المي على قلوب االفراد ، من حيث حمو نـسبة اجلـرائم الشعورية اليت يرتهلا النظام االس واالعتداءات والسرقات ، يساهم بشكل فعال يف ازالة االرق والضغط النفسي والقرحـة

.اين منها افراد احلضارة احلديثةواالمراض العقلية اليت يعوبطبيعة احلال ، فان النظرية االسالمية يف الطب هتتم بشكل استثنائي بنظـامني يف

ـ النظام الغـذائي ، وسـنتعرض الحقـا ٢ ـ النظام الوقائي ١: غاييت االمهية ومها ولكن البد لنا ان نذكر هنا ، من نافلـة القـول ، ان صـحة . بالتفصيل هلذين النظامني

املتقدمني وتعمريهم تلك السنني الطويلة مل يكن نتيجة ملعاينة طبيـة او فهـم للنظريـة لعقاقري الطبية ، بل ان الوقاية وتنظيم النظام الغذائي كانا من اهم اجلرثومية ، اواستخدام ل

وقد ورد يف بعض الكتب التارخيية ان سلمان الفارسي . اسباب العيش السليم من االمراض ولو صحت هذه الرواية لكان االجدر باجلهاز الطـيب . عاش اكثر من ثالمثائة سنة ) رض(

.أها واسباا الطبيعية وفهم منشدراسة هذه الظاهرةوال ميكننا االعتماد على العالج الكيميائي والشعاعي يف مجيع احلاالت املرضية ، بل

الن الكثري من االمراض النفسية ال ؛البد ان نترك فسحة لتقدم العالج الطبيعي والروحي وال شك.يتم عالجها اال بالعالج الغييب

Page 66: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٦٦

اقدر علماء نال ، فال يستطيع امهر اجلراحني او ان النفس االنسانية عميقة الغور ، بعيدة امل النفس على معاجلة بعض االمراض اليت يستعصي على الطب احلديث فهمها والتعامل معها

والعالج الطبيعـي . بة النفسية وما يترتب عليها من اقدام الفرد على االنتحار مثالآ، كالك يهاجم النظـام وال يزال ن االسالم وطاملا كا . مهم يف شفاء اجلروح العضلية والغضروفية

الطبقي ويدعو اىل توزيع عادل للثروة االجتماعية ، فان النظام الصحي االسالمي سيجعل االنشطة الطبية مجيعا انشطة يهمها العالج احلقيقي لالفراد ، ال جتارة جتين ارباحـا علـى

فـال ؛ وانتاجهـا ارا حبوثها وجت حساب الفقراء واملستضعفني ، وجيعلها ايضا تزدهر يف حيدها اجلشع املادي وال يلزمها سيطرة طبقة دون أخرى ، بل ان العقل الطيب املسلم ارحم

الن الطبيب املؤمن بقدر ما هتمه اخلـدمات االنـسانية ؛وانزه من العقل الطيب الرأمسايل .حملضةنظيف عن املطامع الفردية ا، يهمه بناء النظام االجتماعي ال اآلالم لتخفيف

بل تتعـداه اىل قاعـدة ) ؟ من هو املريض ( وال تتوقف وظيفة الطب على حتديد ـ هاحملافظة على صحة االفراد عموما ، حىت يستطيع النظام االجتمـاعي تنـشيط منهج

وبطبيعة احلال فان املؤسسة الـصحية االسـالمية . االقتصادي يف االنتاج وعدالة التوزيع تثقيـف : اجملتمع االسالمي على مستويني ، املستوى االول مسؤولة عن صحة االفراد يف

افراد اجملتمع تثقيفا عاما فيما يتعلق بفهم منشأ االمراض وسببها ، والتركيز على نظـامي الوقاية والغذاء يف تنمية اجلسم البشري ، حيث يتم ذلك من خـالل النـشر واالعـالم

معاجلة االفراد معاجلة فرديـة يف الظـروف :واملستوى الثاين . والتبليغ الفردي واجلماعي ومن ذلك؛الطبيعية ، ومعاجلة مجاعية يف الظروف االستثنائية

Page 67: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٦٧ ..........................................................................نظرية االسالم يف الطب

توفري احلقن املضادة لالوبئة املعدية ، وتنقية مياه الشرب من اجلراثيم ، والـسيطرة علـى ملـواد انظمة اجملاري العامة ، والتدقيق يف الفحص الصحي لالسواق ومراكز بيع اللحوم وا

والسيطرة على الكائنـات الناقلـة للجـراثيم . خرى ، واملطاعم ، والفنادق الغذائية اال .ل والبعوض والقمبكالذبا

ولعل اهم عوامل تقدم الطب االنساين قيـام احلكومـة االسـالمية واجلامعـات واملؤسسات االجتماعية اخلريية مبساندة مراكز البحوث الطبية ، الن البحث عن اسـباب

ملرض وطرق انتشاره واكتشاف الدواء املناسب تعد من افضل الوسائل لعالج االمـراض ات املناطق اواذا كانت االمراض متباينة بتباين املناطق االسالمية ، فان من مهمات حكوم

. ا ذلك االقليم احمللية قيام املؤسسة الطبية التجريبية بالتركيز على معاجلة االمراض املبتلى املنتشرة يف االقاليم الصحراوية احلارة ختتلف عن تلك اليت تنتـشر يف االقـاليم فاالمراض

نواالمراض املنتشرة يف البلدان الفقرية نسبيا ختتلف عن امـراض البلـدا . اجلبلية الباردة واملدار ان املؤسسات اخلريية وبيت املال باخلصوص ينبغي ان يتحمال جزءا كبريا . املوسرة

.ةظام الصحي وحبوثه االساسيمن مصاريف النكان الطب مرتبطا وثيقا باالحكام الشرعية اليت ختص حالة املكلف البدنيـة يف وملا

امور الوالدة والنفاس واحليض واالستحاضة ، واحلاالت االسـتثنائية كـسلس البـول ، ـ ن والبطنة ، والوسوسة ، والنسيان ، واحلاالت املرضية اليت هلا عالقة بتعليـق جـزء م

ا ، أصبح من االمهيـة مالعبادات كالصالة والصيام واحلج ، واملوت ومس امليت واحكامه باحلوزة العلمية ـ عالقتها مبكان ان توثق املؤسسة التعليمية الدينية ـ املتمثلة

Page 68: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٦٨

الطبيـة باآلراء باملؤسسة الطبية من خالل انشاء مراكز مشتركة تساهم يف اغناء الفقهاء العامة للمكلف ، واغناء االطباء واملؤسسة الطبية باالحكام الشرعية املتعلقة املرتبطة باحلياة

. حائرا يف التعامل معهامبختلف احلاالت املرضية اليت جيد فيها الطبيب نفسهوبطبيعة احلال ، فان املؤسسة الطبية تساهم بـشكل حاسـم يف تنظـيم احلالـة

ات حىت يتم توزيع الثروة االجتماعيـة ، االجتماعية من حيث منح شهادات امليالد والوفي وتساعد يف فصل التخاصم يف االرث واحلقوق بني االفراد من خالل تشخيص اجلينـات

وكذلك تساعد يف السيطرة على االمراض ، واثبات أحقية املعـوقني باسـتالم . الوراثيةة االنتاجية للنظـام املساعدة املالية ، ودراسة الساحة الصحية امليدانية حىت يتم حتديد الطاق

ولذلك ، فان املؤسسة الطبية تعترب ركنا هاما من اركـان النظـام . االجتماعية االسالمي .والنظام الديين واالخالقي ايضااالجتماعي ،

وملا كانت املنافسة االقتصادية يف االسالم مرتبطة باملعىن العبادي ومبفهـوم تعمـري بية يف املعركـة االقتـصادية طلذي اقحم املؤسسة ال الرأمسايل ا االرض ، على عكس املبدأ

فأفقدها مفهومها االنساين ، اصبحت الرعاية البدنية مرتبطة بالثواب والعقاب ايضا ، الهنا وال .من الضروريات العقلية اليت حيتاجها الفرد باخلصوص ، والنظام االجتماعي عمومـا

من شىت املصادر املتوفرة هلـا ، حـىت ان الدولة مكلفة بسد هذه احلاجة االساسية شك تصاديةقتقوي يف الفرد روح االنتاج والعبادة ، وحىت تبعد النظام الصحي عن املنافسة اال

. ويالت ومظامل حبق الفقراءجتر معها من وماالرأمسالية ؤسسة الطبية واعضائها اىل انشاء املرولكي تضمن الدولة عدم اجنرا

Page 69: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٦٩ ..........................................................................نظرية االسالم يف الطب

قاليد النظام الصحي وتشكل خطرا كامنا النشاء طبقة رأمسالية طبقة عليا خاصة تتحكم مب ان تشرع يف برنامج ترشح فيه دخول : االول ؛مستقبلية ، فان هلا طريقني يف حتقيق ذلك

والثاين . الطلبة على اساس املستوى الدراسي واالمياين للطالب دون النظر للدخل السنوي ين يف الدرجات ويف املستوى االمياين ، يقـرع فيما لو تساوى طالب فقري مع طالب غ :

واذا ارتأت الدولة أن مـن املـصلحة العليـا . ويدخل الفائز بالقرعة كلية الطب . بينهماتفضيل الطالب الفقري على الطالب الغين مع التساوي يف املستوى الدراسي ، فاهنا تستطيع

لطبقي الذي حرم الفقراء من ان تسمح للفقري االنضمام لكلية الطب حىت ينكسر احلاجز ا وهـذا . وسبب الترجيح هنا ، تقدمي األهم على املهـم . التمتع خبريات النظام االجتماعي

جمرد مثال نستطيع على ضوئه التفتيش عن امثلة اخرى تساهم يف حل املشاكل الناجتة عن .اكم املستعمر يف بالد املسلمنيظلم النظام الطبقي الذي انشأه احل

ي ان تنظر اليه الدولة يف ترشيحها خرجيـي الدراسـة االعداديـة غينبواهم عمل ان عامـل وال ريـب .اهته وصدقه زللدخول اىل الكليات الطبية هو حسن اميان الفرد ون

هللافاالميان با . االميان يعترب اهم من عوامل الدخل السنوي والطبقة االجتماعية والدرجات بعد الطبيب عن شهوة حب املال وما يترتب عليها من وبالنظام االخالقي للرسالة الدينية ي

الم املـريض فالطبيب املـؤمن يتحـسس آل . انعدام النظرة االنسانية جتاه املرض واملريض ويعيش مشاعره اجملروحة ، ويترحم ببذل اقصى اجلهد الجياد عالج ناجع يصلح وضـعه

مبحـصوله املـادي اال االستثنائي املرضي ، على عكس الطبيب الرأمسايل الذي ال يفكر والطبيب. فعة الشخصيةومن

Page 70: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٧٠

افترضنا استعصاء تشخيص املؤمن صادق ثقة فهو ال يصف عالجا كاذبا للمريض ، بل لو ـ حييل املريض اىل طبيـب واميانه هـ بسبب صدق احلالة املرضية على ذلك املريض فانه

خسر اجور معاجلة ذلك يضريه ذلك يف شيء حىت لو وال ؛اكثر خربة واعمق علما آخر .فرد اهم واوىل من املكسب املايلاملريض ، النه يعلم ان احلفاظ على حياة ال

شك ان مناداة االسالم بالعدالة االجتماعية هلا نتائج عديدة علـى املـستوى والفاذا كان االفراد متساوين يف احلقوق والواجبات ، فان من حقهم نظريا التمتـع . الصحي

بعيدا عن االمراض والنحول اجلسدي ، بغض النظر عن دخلـهم املـادي بصحة جيدة رفـع : االوىل . ومن اجل ذلك علينا مالحظة مسألتني مهمتني للغاية . ومستوى معيشتهم

ويالحظ . احلالة املعيشة والسكنية لكل االفراد يف اجملتمع االسالمي اىل مستويات متقاربة وحدات سكنية على نطاق واسع حبيث يؤمن ولـو يف هذه املسألة جهود الدولة يف بناء

نظريا ، انشاء مسكن واحد تراعى فيه القضايا الصحية من التهوية وتعقيم امليـاه ونظـام فمن حق العائلة املسلمة ان يكون هلا مـسكن . اجملاري لكل عائلة تسكن ارض االسالم

. ية االنتاجية للمجتمع صحي وغذاء متوفر حىت تستطيع ان تقوم بدورها االساسي يف العمل تساهم تلـك رفع املستوى االداري واملهين والتقين للمستشفيات العامة حبيث ال : والثانية

فمع ان . املؤسسات يف حرمان الفقراء من العالج الطيب الذي يتمتع به اقراهنم من االغنياء اميان الطبيب بـان املال يشجع االطباء على االهتمام بدقة عملهم وخدمة زبائنهم ، اال أن

عالجه للمرضى مرتبط جبزائه االخروي ، وان عدالته يف عملية الفحـص والتـشخيص والعالج بني مجيع االفراد واجب

Page 71: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٧١ ..........................................................................نظرية االسالم يف الطب

داشرعي ، كل ذلك سيساهم يف رفع مستوى العالج الطيب العام ، وتوطيد الثقة بني افـر .اجملتمع وافراد املؤسسة الطبية

ا بالعدالة االجتماعية وتضييق الفوارق الطبقية بـني ان مناداة االسالم ايض وال شك ـ سيساعد على ازالة االمراض العقلية وغري العقلية بني الفقراء ، فيشترك الفقـراء االفراد

حينئذ مع اقراهنم يف ادارة النظام االجتماعي ، وكذلك فان مشاركة الطبقة الفقرية يف رفد سالمي سيخفف من حدة الفوارق الطبقيـة بـني املؤسسة الصحية باالطباء يف النظام اال

.االفرادختفيف الضغط على املستشفيات بتصميم نظام صحي يقوم علـى اسـاس وميكن

ذلـك ، فلنفتـرض ان املستـشفيات وكمثال على . فصل املستشفى عن عيادة الطبيب مة باالصل للحاالت املرضية الطارئة كالكسور واجلـروح الـشديدة والعمليـات مصماما العيادات الطبية فاهنا تستقبل املرضى . احية وسحب الدم ، والفحوصات املختربية اجلر

تستدعي اجراء عمليات االقل خطورة كامراض اجلهاز اهلضمي والعصيب والعظمي اليت ال ان العيـادة الطبيـة مبعىن. جراحية فورية ، وتستقبل ايضا حاالت الفحص الطيب السنوي

الوقائي ، وهو فحص االفراد بشكل دوري سنوي منتظم حـىت ينبغي ان تستخدم العالج وينبغـي ان تتـوزع . يتم معاجلة املرض منذ بداية نشوئه وقبل استفحاله وتعذر معاجلته

العيادات الطبية على خمتلف احناء املدينة الواحدة ، حبيث يكون مـسؤولية كـل طبيـب ان عددهم الف فرد على االكثر ، معاجلة عدد حمدد من االفراد يف حملة واحدة ، ولنفترض

فاذا كان املرض يصيب عشرة باملائـة . حيث حيتفظ مبلفاهتم لالستفادة منها وقت احلاجة ولو. بيب سيعاين مائة فرد شهريامن االفراد على سبيل املثال ، فان الط

Page 72: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٧٢

افترضنا ان الدولة تزود كل عائلة ، حسب دخلها ، ببطاقة شهرية للعالج الطيب ، فـان الطبيب املاهر اجملتهد يف عمله سيستقبل عددا اكرب من املرضى ، ويترتب على ذلـك ان

ولو علمنا ان احلاكم الشرعي او الدولة تفرض على االغنياء دفـع . دخله السنوي سيزداد احلقوق الشرعية وهي عشرين باملائة من فائض املؤونة السنوية وحقوقا اخرى تتجمـع يف

ا ان الدولة االسالمية قادرة على توفري العالج الصحي جلميع االفراد ، بيت املال ، تبني لن وهذا النظام االسالمي العـادل يتفـوق . عالوة على توفري الغذاء والسكن الكرمي للجميع

تلكـاهتم لـدفع على النظام الرأمسايل االمريكي الذي يضطر سدس افراده سنويا اىل بيع مم .اجور العالج الصحي

Page 73: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٧٣ .......................................................................العالقة بني الطبيب واملريض

بني الطبيب واملريضالعالقة وتستند العالقة بني الطبيب وكل ما ميثله من منتجات دوائية واجهزة طبيـة ورأي شخصي من جهة ، وبني املريض وما ميثله من قوة شرائية من جهـة اخـرى ، اىل روح

هـي : فهذا النظام االخالقي يرتكز على ثالثة عناصر مهمة . النظام االخالقي االسالمي فاخلربة الطبية عالمة حامسـة يف تعريـف الطبيـب . واالستعفاف عن املال اخلربة والثقة

والثقة عنصر مهم يف . وتشخيصه عن غريه من اخلرباء كالصيادلة واملمرضني والكيميائيني اما االستعفاف فهو االطـار . التعامل الطيب وتعين هنا صدق الطبيب يف تشخيصه املرض

القية ومينحها فهما وشفافية يف التعامل مع املـرض العام الذي يبلور شخصية الطبيب االخ غي ان يفهم على انه ميثل رسالة رمحة لعالج امـراض نب مبعين ان دور الطبيب ي ؛واملوت

اآلخـرين ائية لتجميع الثروة على حـساب ند احلاالت االستث الناس ، وليس تاجرا يتصي . . الفارق بني امتالك اخلربة وعدمها والفارق بني الطبيب واملريض يف اجملتمع االسالمي هو

. الـصحي هفالطبيب خبري ، واملريض فرد يبحث عن استثمار تلك اخلربة لتصحيح وضع هذا من جهة ، ومن جهة اخرى فان املريض ينبغي ان يتمتع بصفة الثقة ايضا ، فيفتـرض

ليست ان يكون صادقا يف عرضه العراض املرض على الطبيب ، فالتحايل واخفاء احلقيقة . ها ارباك املؤسسة الطبية اوال ، والنظام االجتماعي ثانيا تعالمة من عالمات الثقة ، ونتيج

ريض امللحد مثال ال يؤمن بالغيبمهم ، الن امل آخر واميان املريض بالدين عامل

Page 74: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٧٤

وال بالقدرة االهلية على شفاء بعض االمراض اليت يعجز عن شفائها الطـب احلـديث ، اهللا على الطبيب بصورة ختتلف عن عرض املريض املؤمن الواثـق بقـدرة فيعرض مرضه

فتصبح صورة التعامل االجتماعي والعالقة االستـشارية بـني . عزوجل على شفاء املرض .ة باطار القلق واالضطراب النفسياخلبري واملريض مشوش

سم طيب وملا كان الطبيب مسؤوال عن ربط االعراض املرضية اليت يظهرها املريض با معروف ، فان دوره كخبري يتجاوز جمرد وضع العالج الطيب ، ويذهب اىل حد التـدخل بشؤونه العبادية الشخصية كمقدمات العبادة وهي الطهارة كالوضوء والغسل ، وقـضايا العبادات مثل اقامة الصالة وتأدية الصيام ، والتدخل بشوون االفراد مثل تصرفات املريض

اىل الوفاة ، وما يترتب عليها من احكـام جتـاه اهلبـة والـشركة الذي يؤدي به مرضه فالطبيب هو الذي حيدد املرض املتصل باملوت فيترتب على حكمـه احكـام . والوصية

الغسل للـصالة ه على زوقد مينع الطبيب مريضه من الصوم ، ولكن جيي . تصرفات املريض وقد حيكم علـى ان . لى الصيام وقد ينهاه عن السفر بقصد احلج ولكن جييزه ع . الواجبة

ويف هذه احلاالت يتصرف الطبيب من وحي واجبه الـشرعي . مرضه ليس متصال بالوفاة له املؤسسة الصحية اىل الدور الذي وضعه له تهكخبري ، فيتجاوز بذلك الدور الذي وضع

فخبري له هذا الدور جيب ان يكون ثقة حىت يطمئن الناس اىل ممارسـة اعمـاهلم . الدين .علق االمر وينحصر خبربته الطبيةالعبادية ، حينما يت

ويتدخل الطبيب يف شؤون املريض اخلاصة ، فله احلق يف سؤال املريض حول ادق وواجب الطبيب هنا ان حيفظ للمريض. شؤونه احلياتية

Page 75: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٧٥ .......................................................................العالقة بني الطبيب واملريض

ثقته به ، فال يتعدى يف السؤال اىل ما يضر مبصلحة املريض او ما يشبع شهوة الطبيب من واملدار يف كل ذلك هو االطار االخالقي االسالمي الذي يدعو اىل االعتـدال . ماتمعلو

. مبا يتعلق باحلالة املرضيةوحصر االستفسار قـسم ؛وينبغي على النظام االجتماعي ايضا تقسيم الطب ومؤسسته اىل قـسمني

ـ . يتعلق بالنساء وامراضهن ، من والدة ومحل ، وأمومة وطفولة ال وقسم يتعلـق بالرجفالقسم النسائي يتحمل مسؤولية االشراف عليه والعمل فيه النساء من طبيبات . وامراضهم

وممرضات ومديرات ، وينبغي ختصيص اجنحة او مستشفيات خاصة باالمراض النسائية ، ويف هذا تشجيع للمرأة على تأديـة . حمددة بدخول النساء اخلبريات يف الطب والتمريض

طبيب والعالج ، وختفيف عن عبء الرجل يف عـالج النـساء ، دورها االجتماعي يف الت للعفة يف جتنب بعض املشاكل االخالقية الـيت ى وهو ادع ؛خصوصا يف االمراض النسائية

. املستشفيات املعمول ا اليومحتصل يفواذا ارادت املؤسسة الطبية تقليص الفجوة الواسعة بني الطبيب كخبري وبني املريض

ة الناس ، فما عليها اال ان ترفع مستوى االفراد علميا يف القراءة والكتابـة كفرد من عام وفهم اسباب نشوء االمراض ، عن طريق نشر املوسوعات الطبية امليسرة بـني النـاس ،

والبد ان يدرك . واذاعة املعلومات الطبية املبسطة اليت ال تضر بعمل الطبيب او اختصاصه يقلل من قيمته العلمية او املهنية ، بل ان مات الطبية للمرضى ال الطبيب ، ان تبسيطه املعلو

فالطبيب املتواضع الذي حياول بذل جهده يف تبسيط . ذلك يضفي احتراما وتقديرا لعمله ية ملرضاه يساهم بشكل من االشكالاملعلومات الطب

Page 76: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٧٦

رفع املـستوى العلمـي ثار األمل واملعاناة اليت مير ا املريض ، ويساهم ايضا يف آيف تقليل .مة االسالمية مجيعاوالثقايف على صعيد افراد اال

Page 77: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٧٧ .................................................................................أهل اخلربة الطبية

اهل اخلربة الطبيةودفعا لالشكالت اليت يواجهها اجملتمع يف متييز الطبيب القادر على العالج من بني املشعوذين واملنتحلني للصفات الطبية ، فان املؤسسة الطبية مكلفة حبصر تعليم الطـب يف

واجلامعات الطبية اليت حيدد مستواها وكمية املعلومات الواجب تدريسها ، اكثر الكليات ان هذه العلوم مـتغرية بـتغري البحـوث وال شك .اخلرباء علما وجتربة يف العلوم الطبية

التجريبية والواقع االجتماعي املتبدل يوما بيوم ، ولذلك فان اي تطور يف هذه العلوم جيب والبد مـن التأكيـد علـى . املنهجية اليت تدرس يف هذه الكليات أن ينعكس على املواد

ثار احملرمات آاجلانب الفقهي الطيب يف املنهج الدراسي بقسميه الغذائي والوقائي ، ودراسة واملخدرات وتلويـث البيئـة ، ثار التدخني آكاخلمرة والدم وامليتة واخلرتير واملسوخ ، و

شحومها ، واحكام الـصيد والتذكيـة الـشرعية ، ثار كثرة تناول اللحوم احلمراء و آووهذه املوارد كلها تساهم بشكل فعال يف حتليل اسـباب . واستحباب السواك والتخليل ان فكرة الوقاية جتنب اجملتمع االسالمي العديـد وال شك .نشوء امراض احلضارة احلديثة

.ا صانعو تلك احلضارة ومناصروهابتلي من االمراض اليت اد يف تقييم العمل الطيب قضائيا من اشتراك احلاكم الشرعي ، والبينة ، والقرائن والبوالبـد يف نفـس . القاضي الشرعي العادل بالضمان همفاذا اخطأ شرعا الز . املوضوعية

حفظ فيه حق املريضام القضائي ، يالوقت من تصميم نظام خاص ، ضمن اطار النظ

Page 78: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٧٨

املهنة الطبية ويقيم العدل بني افراد النظام االجتمـاعي يف اذا اصابه اخلطأ ، وحيفظ مسعة .ا احلقل باخلصوصهذ

وقد تتوىل الدولة حتديد اجور الطبيب ، حىت ال يتجاوز احلد الشرعي فيكون مدعاة واذا كان الطبيب يتعامل . النشاء طبقة رأمسالية جديدة يف جمتمع يرفض الظلم االجتماعي

. اك ، من غري االطباء ، ممن يتعاملون مع املرض واملوت ايـضا مع املرض واملوت ، فان هن رضة يتعامالن مع نفس احلالة املرضية ، وهناك من يقوم بتغـسيل امليـت مرض وامل مفامل

نعم ان الطبيب له الكلمـة . بدفنه آخر ، وعامل الدين يقوم بالصالة عليه ، ويقوم هوتكفين، ولكن جيب ان يكون األجر عادال للجميـع ، يف حتديد العالج وعليه يتم األجر لالفص

ومع ان . عدا عامل الدين الذي ينبغي ان ال يأخذ اجرا على االعمال الكفائية اليت يقوم ا حتديد االجر يتم من خالل نوعية العمل املنجر اال ان رفع اجور العمل الطيب بشكل يؤدي

ثل اي شكل من اشكال العدالـة مي منه ال آخر اىل تكديس املال يف طرف وحرمان طرف ـ فاهلدف من املهنة الطبية . االسالم موقف احلكم فوامام هذه املشكلة يق . االجتماعية

ـ ليس مجع املال وكسب القوة السياسية واالجتماعية بـل اخلدمـة كما يؤكد االسالم وكميـة وعليه فان أجر الطبيب يف النظام االسالمي يتناسب مع نوعية العمل ؛االنسانية

وعلى ضوء ذلك حتـدد . دمنيعملااجلهد املبذول ولكن بشكل ال يسبب حرمانا للفقراء و ر بقية العاملني يف احلقل جور الطبيب يف املعاينة والعمليات اجلراحية ، وحتدد اجو أالدولة .الطيب

ة حاسم يف فصل القضايا القانونيةوال ريب ان رأي اهل اخلربة الطبي

Page 79: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٧٩ .................................................................................أهل اخلربة الطبية

طراب العقلي بنوعيه االدواري واملطبق ، وتقرير عجز الفرد عن القيام امثال تشخيص االض وال يستطيع احد انكار . بالعمل االنتاجي ، وحتديد مقدار اجلروح او الكسور يف الديات ومع ان هذه العوامـل . امهية دور الطب اجلنائي يف الكشف عن اسباب اجلرمية ومنشأها

املتخاصمني يف االمور القضائية ، اال أن وظيفة تشكل مادة احلسم يف احلكم الصادر ضد صدار احلكـم الـشرعي اخلربة الطبية ، ويبقى للقاضي ا الطبيب تبقى مقيدة حبدود تقدمي

. على املصادر الشرعية والقضائيةعلى طريف الرتاع باالستناد

Page 80: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٨٠

ضمان الطبيبذي يقع سيـسبب وملا كان الطب يتعامل مع االنسان تعامال مباشرا ، فان اخلطأ ال

ولذلك ، فان الطبيب البد وان يتحمل جزءا مـن املـسؤولية يف . للمريض اضرارا بالغة مات املـريض بـسبب فقد ذكر الفقهاء ان الطبيب يضمن لو . بالعالج هضمان ما يتلف

وملا كان الـضامن يف . وينطبق نظام الديات يف تلف النفس واالطراف على ذلك . العالجلة الطبيب ، فان الضامن يف الشبيه يف العمد ، الفاعل وهو الطبيب نفسه اخلطأ احملض عاق

،» مسلم ، وألنه قاصد اىل الفعـل ئطل دم امر حلصول التلف املستند اىل فعله ، وال ي فكان فعله شبيه عمد ، وان احتاط واجتهد واذن املريض ، الن ذلك ال . يف القصد ئخمط

فهنا اوىل وان اختلـف . ق الضمان مع اخلطأ احملض دخل له يف عدم الضمان هنا ، لتحق .)١( »الضامن

وذهب ابن ادريس يف كتاب السرائر اىل عدم ضمان الطبيب اذا كان عاملا جمتهـدا . اصالة الرباءة من الـضمان : مور ، اوهلا يف تشخيص املرض ، واستدل على ذلك بثالثة ا

قط للضمان فيما لو حـصل التلـف يف اذن املريض للطبيب يف العالج وهو مس : وثانيها .ان العالج فعل سائغ شرعا ، فال يستعقب ضمانا: وثالثها . األثناء

واألذن يف . ان اصالة الرباءة تنقطع بـدليل الـشغل «: ورده الشهيد الثاين بقوله وال منافاة بني اجلواز والضمان ، كالضارب. يف األتالف العالج ال

__________________ .١٠٨ ص ١٠ج : شرح اللمعة الدمشقية )١(

Page 81: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٨١ ...................................................................................ضمان الطبيب

واالوىل . )١( ضمن ختانا قطع حـشفة غـالم 7 امري املؤمنني وقد روي ان . للتأديبلـى الروايـة لـضعف ع االعتماد على االمجاع فقد نقله املصنف يف الشرح ومجاعة ، ال

.)٢(»سندها بالسكوين ه الدية ، مثل ان يقطع احلشفة ان الطبيب اذا اخطأ لزمت « وأمجع فقهاء السنة على

وعن مالك رواية انه ليس عليه شيء . يف اخلتان وما اشبه ذلك ، النه يف معىن اجلاين خطأ خالف انه اذا مل يكن من اهل الطـب انـه ، وذلك عنده اذا كان من اهل الطب ، وال

ـ ن يضمن ألنه متعد ، وقد ورد يف ذلك مع االمجاع حديث عمرو بن شعيب عن ابيه ع) من تطبب ومل يعلم منه قبل ذلك الطب هو ضـامن : ( قال ) ص( اهللا جده ان رسول

يضمن يف ماله « فالطبيب اذن . )٣(» والدية فيما اخطأه الطبيب عند اجلمهور على العاقلة مـساس الـضرورة اىل الصحة إل: ولو ابرأه املريض او الويل ، فالوجه . من يتلف بعالجه

.)٤(» العالج :ص من هذا الرأي فوائد ونستلخ

اما اوال فلوجوب دفع الضرر عن الـنفس ؛مراض انه جيوز العالج لال :االوىل « ، )٥ ()تداووا فان الذي انزل الداء انزل الـدواء ) : ( ص(واما ثانيا فلقوله . عقال وشرعا

ولعقة مـن ، ] الطب االمياين [ اهللا ية من كتاب آ: ميت يف ثالث شفاء ا ) : [ ص(وقوله ، ومشراط حجام] الطب الغذائي [عسل

__________________ .٢٣٤ ص ١٠ج : التهذيب )١( .١١٠ ص ١٠ج : شرح اللمعة )٢( .٤٥٤ ص ٢ج : ة اجملتهد البن رشد بداي)٣( .٢٤٨ ص ٤ج : شرائع االسالم )٤( .٥٢ص : قرب االسناد )٥(

Page 82: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٨٢

.ا فلال مجاع على ذلك واما ثالث.)١() اجلراحي / الطب التجرييب( الطبيب القاصر املعرفة ضامن ملا يتلف بعالجه امجاعا ، وكذا العـارف اذا :الثانية

اجل عاقال حرا من غري عاجل صبيا او جمنونا او مملوكا من غري اذن من الويل واملالك ، او ع .اذن منه

هل ئثة مع اذن الويل فيخط ذنا ، او احد الثال آ العارف اذا عاجل حرا عاقال :الثالثة نعم ، حلصول التلف مستندا اىل فعلـه وال : قال الشيخان والتقي وسالر ؟ يضمن ام ال االصحاب جممعون على ان الطبيـب : قال املصنف يف النكت . )٢( مسلم ئيبطل دم امر

يضمن ما يتلف بعالجه ، وهو االصل يف احلجة ، واالمجاع املنقول بالواحد حجة عنـد .الكثرا

لو اخذ الطبيب الرباءة من املريض احلر العاقل او من ويل غريه هل يكون :الرابعـة نعم ، الن الـضرورة ماسـة اىل : قال الشيخان واتباعهما ؟ ذلك مسقطا للضمان ام ال

انه قال ) ع(عن على ) ع(العالج ملا يتعقبه من الضمان ، وللرواية املذكورة عن الصادق ، وامنا ذكر الويل النه )٣() ر فليأخذ الرباءة من وليه واال فهو ضامن يط تب من تطبب او : (

فلما شرع االبرام قبل االستقرار ملكان الضرورة صرف اىل . هو املطالب على تقدير التلف ال استبعد ابراء : قال املصنف يف النكت . من يتوىل املطالبة بتقدير وقوع ما تقع الرباءة منه

عل مأذون فيه واجملين عليه اذا اذن يف اجلنايةاملريض النه ف__________________

.١٤٨ ص ٢ج : العوايل )١( .٢٠٥ ص ١٠ج : التهذيب )٢( .٣٦٤ ص ٧ج : الكايف )٣(

Page 83: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٨٣ ...................................................................................ضمان الطبيب

.أذنه يف املباح املأذون يف فعلهسقط الضمان فكيف بىل الفعل الضمان املذكور يف مال الطبيب النه شبيه عمد لتحقق القصد ا :اخلامسة

.)١(» ال اىل القتل واخلالصة ، ان الطبيب مسؤول عما يتلفه بعالجه اذا مل يكن خبريا باالمجاع ، او

جمنونا اذا مل حيصل على االذن من وليهما ، او كان املريض بالغا مل كان املريض طفال او .ضيأذن له بالعالج ، ولكن يسقط ضمان الطبيب اذا اخذت الرباءة من املري

__________________ .٤٦٩ ص ٤ج : رائع للسيوري احللي التنقيح ال)١(

Page 84: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٨٤

النظام الصحي يف االسالماستمر االنسان يف حياته االجتماعية منذ بداية اخلليقة يتساءل ماذا اتناول من طعام

؟ كثرة الطعام ام كفاية الغذاء : وايهما افضل لصحيت ؟ حىت احافظ على حيويت اجلسمية نافع ، شهي او على اساس انه اساس انه على ترك االمر للناس يف اختيار نوعية الطعام ولو

الختار للناس الطعام الشهي على اساس انه شهي او على الطعـام النافعـة الن الرغبـة م كفاذا اصبحت شهوة الفرد احل . الشخصية للفرد هي اليت حتدد نوعية الطعام الذي يأكله

. وال خيتلف احليوان يف ذلك عـن االنـسان . تهحى الفرد عبدا لشهي ار الطعام اض يف اختي فيخضع احليوان لنفس املنهج املذكور الن شهوته هي اليت حتـدد كميـة الطعـام الـيت

ولكن العلم احلديث والنظام الرأمسايل اخضعا . يستهلكها حىت لو كان ذلك مضرا جلسمه ن الكاربوهيدرات والربوتينات والدهنيات احليوان لطعام مصنع حيتوي على نسبة حمددة م

، حىت يستطيع املستثمر ، الذي ميتلك قطيعا من االغنام مثال جين أقصى االرباح عند بيعه تلك احليوانات الصحيحة املتعافية ، على عكس النتيجة فيما لو باع احليوانات املريـضة ،

قل عندئذ االرباح اليت يفترض جنيها او احليوانات اليت تستهلك علفا ال تنفع اجسامها ، فت .ةمن تلك الثروة احليواني

ولكن هنا يربز سؤال مهم ، وهو كيف يستطيع االنسان اختيار طعامه الـصحيح وللجواب على هذا السؤال ميكـن ان ؟ اوهو جاهل مبحتويات املواد الغذائية اليت يتناوهل

رييب ليدليه على املواد الغذائية اليت تنفـع يقال ان لالنسان طريقني ، اما ان خيتار العلم التج ا مل حيصلاجلسم ، وهذا م

Page 85: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٨٥ .........................................................................النظام الصحي يف االسالم

يدليه علـى اسـرار يبواما ان يفتش عن نظام غي . يف تاريخ البشرية اال يف القرن األخري والنظام الغييب الذي نقـصده هـو . الوقاية والغذاء حىت يتجنب االمراض النازلة باالفراد

ولو ان املائة سنة . ية الدقة والكمال اائي ونظام غذائي يف غ االسالم ، حيث جاء بنظام وق األخرية اليت حبث العلم التجرييب فيها عن اسرار الطعام وحمتويات املواد الغذائية وعالقتـها بصحة االنسان ، صرفت على احكام االطعمة واألشربة يف االسالم لدفعت العلم البشري

اوروبا وامريكا وروسيا واليابان عن ماليني االطنان اشواطا عديدة اىل االمام ، والستغنت مل حتقق الشفاء من االدوية واحلقن واالمصال ، اليت اريد هلا ان تشفي االمراض ، ولكنها

.التام حلد اليوم ؟ ف الذكر مستفسرا عما يعمله الغذاء اجليد جبسم االنسان نولو استطرد السائل اآل النظام الوقائي والغذائي الذي دعا اليه االسالم سيكون فـردا ألجبناه بان الفرد الذي يتبع

ع الفرد الـسليم بالـصفات حيث ان املفترض طبيا ان يتمت ؛ ةحيسليما من الناحية الص :التالية

ـ ان ظهوره العام ظهور صحي مصحوب حبيوية فائقة ، وان تعبريات الوجـه ١ا تعكس احلالة الـصحية الطبيعيـة ووضوح العينني ، وسرعة حركتها ، وقوة مالحظتهم

.ذلك الفردلفيالحظ ان السواعد والسيقان مـستقيمة ، وان . ـ تركيبة العظام تركيبة جيدة ٢

.ي يف املادة واعتدال يف االجتاهالرأس والصدور واالسنان ذات بناء قوويظهـر ذلـك يف القيـام . الت اجلسم قوية ونامية بشكل صحيح ـ ان عض ٣

. ، واحلركة الرياضيةلوس واملشيواجل

Page 86: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٨٦

ـ ان االنسجة الشحمية حتت اجللد تغطي العظام والعضالت بـشكل كـاف ٤ .ظهر جسم االنسان مظهرا طبيعيا منحبيث يكوـ ان وظائف اجلسم تعمل بكفاءة ، فيؤدي اجلهاز اهلضمي وظيفته يف اهلـضم ٥

سي ، وان الفرد ينـام وامتصاص املواد الغذائية واخراج الفضالت ، وكذلك اجلهاز التنف . ويستيقظ بنشاطباطمئنان

حيتاج فالفرد ال . وانسان ذه الصفات يعترب من الناحية الطبية كائنا طبيعيا وصحيا ـ اذا وضع اىل كمية كبرية من الطعام حىت يكون قادرا على تأدية دوره احليايت ، بل انه

تاج اىل االساسيات حىت يستطيع القيام ـ حي الشهوة اجلاحمة بأكل اللذيذ من الطعام جانبا فهو حيتاج اىل كمية كافية من الربوتينات الصـالح ؛بدوره الفعال يف احلياة االجتماعية

انسجة اجلسم ، وكمية كافية من املعادن واالمالح لتنمية العظام واالسنان ، وكمية كافية عطـاء حيويـة لالعـصاب من الكاربوهيدرات للطاقة ، وكمية كافية من الفيتامينات ال

. والدماغ وحفظ بقية االنسجة ، وكمية قليلة من الدهنيات للحفاظ على ظاهر اجلـسم وعندما يتم اكتمال بناء اجلسم يف العشرينات من عمر االنسان ، تصبح كثرة الطعام مـن

كـانوا ) ع(واالئمـة ) ص(ولذلك فان الرسل . ن اجلسم بالسموم هذه املواد مبثابة حق ـ وهو حيتوي علـى باخلبز والتمر واللنب احيانا يف وجباهتم الغذائية ، الن اخلبز يكتفون

والتمر ـ وهو حيتـوي علـى سـكر وامـالح . الكاربوهيدرات ـ مينح اجلسم الطاقة ـ وهو حيتوي علـى بروتينـات واللنب. ـ حيفظ حيوية الدماغ واالعصاب وفيتاميناتكفـي وهذا املقدار من الطعـام ي . حيويتهاـ يصلح االنسجة وحيافظ على وفيتامينات

لتنشيط اجلسم االنساين ودفعه

Page 87: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٨٧ .........................................................................النظام الصحي يف االسالم

اما بقية احلبوب والفاكهة واخلضار فقـد ورد اسـتحباب . الداء اعماله احلياتية الطبيعية وورد التأكيـد علـى . الهنا حتوي على كل هذه املواد النافعة جلسم االنـسان ؛اكلها

وهذه املواد الغذائية البسيطة ، هي االساس . حلمراءاالعتدال يف اكل اللحوم ، خصوصا ا حقيقية يف بناء جـسم الفـرد يف تقوية اجلسم وحتريكه ، وما عداها زائد ليست له قيمة

.صحياعلـى الرأمسالية ومن اعظم االخطار الصحية اليت جلبها التطور الصناعي يف الدول

الـصناعي والزراعـي يف القـرنني االفراد هو تبديل النظام الغذائي الذي واكب التقدم حيث يـستند ؛فاصبح الفرد سجني نظام غذائي فد جيلب له الضرر او املرض . املاضيني

الصحي االسالمي يف االصل ، هذا النظام الغذائي على عوامل مخسة معارضة متاما للنظام :وهي

وعدم وجود الن كثرة اخلريات ؛ـ ازدياد كمية الطعام املتناول من قبل االفراد ١نظام اخالقي يهذب طريقة الفرد يف التعامل مع الغذاء ، ادت اىل زيادة شره االفراد حنـو

فمن نتائج هذه الزيادة ان الفرد اصبح خيزن الشحوم الزائدة عن حاجتـه ، . تناول الطعام نني املؤم مرياوقد ورد عن االمام . مما يسبب عطال يف الوظائف البيولوجية للخاليا اجلسمية

.)١() لو ان الناس قصدوا يف الطعام العتدلت ابداهنم : ( قوله ) ع(وهو يسبب زيادة يف خـزن الـشحوم . ـ تناول الطعام بني الواجبات الغذائية ٢

وقد ورد . ايضا وارباكا لنظام اجلهاز اهلضمي الذي صمم على اساس الوجبات االساسية وتعش وال تأكلن بينهما شيئا فان فيه فـساد تغد) : ( ع(يف الرواية عن االمام الصادق

تبارك اهللا البدن ، اما مسعت__________________

.٤٣٩ص: احملاسن )١(

Page 88: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٨٨

.)٢( )١( ) ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ( : لوتعاىل يقومـن ـ كثرة تناول السكريات واملنتجات املتعلقة ا ، اليت حترم جسم االنسان ٣

توازن الكمية الداخلة يف االنسجة واخلارجة منها ، فيما لو تناول الفرد احلبوب والفاكهة واالصل هنا هو قاعـدة . سنان ايضا وكثرة السكريات تسبب سرعة تسوس اال . واخلضار

.الء ، يف تناول املواد الغذائيةاالعتدال ، املتسامل بني العقفظ الطعام يف علب معدنية ، مث تـضاف حيث حي ؛ـ تناول االطمعة احملفوظة ٤

كان املاء وبعض وملا. اليه بعض املواد الكيميائية حلفظ خالل فترة النقل ، واخلزن ، والبيع االمالح والفيتامينات املوجودة طبيعيا يف داخل هذه االطعمة ، تعجل يف تلف هذه املـواد

يائية غري غذائية هدفها حفـظ فاهنا تسحب خالل عملية التعليب ويعوض عنها مبواد كيم وقـد ورد . وهذا يؤدي اىل اخنفاض النسبة الغذائية يف هذه املواد . املادة املعلبة من التفسخ

يف كـه عليكم بالفوا ) : ( ع(يف الروايات ما يشري اىل امهية االطمعة الطازجة ، منها قوله ).اقباهلا ، فاهنا مصحة لالبدان

ــ الن الفرد يف اجملتمع الصناعي يفـضل ؛الصباح ـ امهال تناول الفطور يف ٥وتنـاول االفطـار . حتت ضغط االقتصادية ـ االسراع للعمل ، فيهمل تناول الفطـور

الصباحي مهم الن اجلسم يستهلك طاقته احليوية خالل الليل ، ومع جميء يوم جديد فان ومل . يومي الـشاق حاجات اجلسم ينبغي ان تلىب قبل ان يتحرك من جديد لتأدية عمله ال

يقتصر االسالم على__________________

.٦٢: مرمي )١( .٢٨٨ ص ٦ج : الكايف )٢(

Page 89: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٨٩ .........................................................................النظام الصحي يف االسالم

التأكيد على تناول الفطور ، بل اكد على ضرورة تناول العشاء ايضا على نفـس مبـدأ ال) : ( ص(لـه ، وقو )١( ) ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا (: تناول الفطور لقوله تعاىل

فان العشاء قوة . ميت من ترك العشاء اهلرم اين اخشى على ا . تدعوا العشاء ولو على حشفة .)٢() لشاب واالشيخ

واالخطار الصحية الناجتة عن اتباع وممارسة النظام الغذائي الرأمسايل تستهلك مـن ولكن نظامـا . ادواردات النظام االجتماعي الكثري على املستوى الصحي واالنتاجي لالفر

كالنظام االسالمي عاجل هذه املشكلة االنسانية من الصميم ، فأحدث نظاميـه الوقـائي .والغذائي للحفاظ على حيوية االفراد

__________________ .٦٢: مرمي )١( .٤٢١ص : احملاسن )٢(

Page 90: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٩٠

النظام الوقائي: اوال فاذا كانت كثرة الطعام تـسبب . ويعاجل النظام الوقائي احلالة املرضية قبل وقوعها

وهذه القاعـدة . ، فمن الوقاية ان جيتنب الفرد كثرة االكل آالما يف اجلهاز اهلضمي مثال الصحية البسيطة هلا تأثري فعال على صحة االفراد ، الن كمية الطعام ونوعيته مرتبطة بعدد

ية ونفسية للتحـرمي واذا نظرنا من وجهة نظر طب . كبري من االمراض اليت تصيب االنسان الذي اوجبه الشارع على املأكوالت تبني لنا ان للتحرمي ، اضافة اىل املعىن التعبدي ، نتائج

.وقائية على مستوى عظيم من االمهيةاحليوانات احملـرم : فقد حرمت الشريعة اصنافا عديدة من املأكوالت ومنها ، اوال

التحرمي بالواسطة : ثانيا . اهللا رتير ، وما اهل لغري اكلها بالذات كالدم ، وامليتة ، وحلم اخل . التحرمي بالذات ولكنه احل بالواسطة كأكل امليتة للمضطر : ثالثا . كاملغصوب واملتنجس

أن يكون ميتة أو ال على طاعم يطعمه إ قل ال أجد في ما أوحي إلي محرما (: يقول تعاىل أو لحم خرتير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير اهللا به فمن اضطر غير بـاغ وال مسفوحا دما

حيمر غفور كباد فإن رويف املشروبات حرمت الشريعة اخلمـور ، والـدماء ، . )١( ) ع .ان احليوانات احملرم اكلها وألبواالعيان النجسة واملتنجسة ،

وأحلت اكل البهائم االهلية كالغنم والبقر ، والبهائم الربية كالغزالن ، والطيور غري املخالبية ذات الدفيف اليت هلا حواصل وقوانص وصيص ،

__________________ .١٤٥: االنعام )١(

Page 91: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٩١ .............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

وقد حث القرآن الكرمي .واالمساك ذات القشور ، والطيبات من الثمار واحلبوب واخلضار يا أيها الناس كلوا مما في األرض (: على االكل من الطيبات ، كما ورد يف قوله تعاىل

.)١( ) حلاال طيبا. وللطهارة املائية من وضوء واغسال وتطهري للفم جوانب وقائية عظيمـة ايـضا

.آدابهووكذلك الصيام واحكامه ، والنوم

: ـ ما يؤكل من األطعمة ١

:أ ـ احليوانات احملرم أكلها بالذات وقد افرد الفقهاء حتت باب االطعمة واالشربة امساء العديد من احليوانات اليت حرم

فقد وردت حرمة اكل احليوانات البحرية ، واالمساك اليت ال متتلك قشورا ، . الشرع اكلها ، والكالب ، والـسباع ، واملـسوخ ، اهللا اهل لغري واخلنازير ، والدماء ، وامليتة ، وما

واحلشرات السامة ، والطيور اليت هلا خمالب واليت يكوي صفيفها اكثر من دفيفها وتنعـدم ، ) وهي شوكة خلف رجل الطري خارجة عن الكف ( فيها القانصة واحلوصلة والصيصة

ب والبيضتني والفـرث القضيوبيض الطيور احلرام ، وبعض حمتويات الذبيحة كالطحال و .وغريها

حىت لـو ) ما عدا السمك ( وقد اتفق الفقهاء على حرمة اكل كل حيوان حبري ان الربي الذي حيلاكتسى جلده قشورا ، اوكان على صورة احليو

__________________ .٢٨: البقرة )١(

Page 92: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٩٢

مد بن مـسلم فلس له بدليل رواية حم وذهب اكثرهم اىل حترمي السمك الذي ال . )١(أكله ل ما له قشر ك: ( فقال ؟ قشر له عن السمك الذي ال ) : ع(الذي سأل االمام الصادق

بن سنان عن االمـام عبد اهللا ورواية. )٢() من السمك ، وما كان ليس له قشر فال تأكله مث مير بـسوق ) : ص( اهللا بالكوفة يركب بغلة رسول ) : ع(كان علي ) : ( ع(الصادق والبيض الـذي . )٣() تأكلوا وال تبيعوا ما مل يكن له قشر من السمك ال: قول احليتان في

حرم اكلها فالذي يف جوفهـا لترحيم ، فان وا يستقر يف جوف السمكة يتبعها يف التحليل .حرام

. ام ، وحرم اكل الكلب ايضا لنجاسـته )٤(وورد حترمي اكل حلم اخلرتير يف القرآن سبع ، وهو احليوان الذي له ظفر ، او ناب يفترس به ، قويا كان وحرم من البهائم الربية ال

االمجاع على ذلك مـضافا « و .كاالسد والفهد والذئب والنمر ، او ضعيفا كأبن آوى ) لب من الطري ، حرام وخم من السباع ال تأكل ) :ع(اىل السرية املستمرة ، وقول االمام

.سبع يف نصوص اخرى ، فيحرم للنص عليه خبصوصه ، والنه )٦( الفيل ، والدب ،: وحرمت حلوم املسوخ ، وهي ثالثة عشر صنفا

__________________ . املسالك ـ كتاب االطعمة واالشربة)١( .٢ ص ٩ج : التهذيب )٢( .٢٢٠ ص ٦ج : الكايف )٣( .١٤٥: االنعام )٤( .١٩٩ ص ٣٦ج : اجلواهر )٥( .٢٤٥ ص ٦ج : الكايف )٦(

Page 93: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٩٣ .............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

، والضب ، والوطواط ، والدعموص ، ) نوع من السمك ( ر ، والقرد ، واجلريت واخلرتيسهيل والزهرة : قال الصدوق ....والعقرب ، والعنكبوت ، واالرنب ، وسهيل والزهرة

.)١(دابتان من دواب البحر ومل يرد نص على حترمي اكل احلشرات ، اال ان السام منها حـرام اكلـه ملكـان

.الضرراملخلبيـة ، واكثريـة الـصفيف ، : لطيور اليت عالمات هلا ثالث وهي وحرمت ا

فالطري املفترس ذو املخالب حيرم اكله النه يقتـات . وانتفاء القانصة واحلوصلة والصيصة وهو على انواع منها البازي ، والصقر ، والعقاب ، والـشاهني ، . على غريه من الطيور

والصفيف بسط اجلناحني . فيفه اكثر من دفيفه وحيرم اكل كل طري ص . والباشق ، والنسر ولو تساوى الصفيف . من غري حتريك عند الطريان ، ويقابله الدفيف وهو حتريك اجلناحني

االمجاع على ذلك مـضافا « و .والدفيف ، او كان الدفيف اكثر من الصفيف حل أكله مـا لك: فقال ؟ عما يؤكل من الطري) ع(سألت ابا جعفر : ( قال زرارة . اىل النصوص ما صف وهو ذو خملب فهو حرام لك: ( ويف موثق مساعة ). صف تأكل ما دف ، وال

، والصفيف كما يطري البازي واحلدأة والصقر وما اشبه ذلك ، وكل ما دف فهو حـالل كـل ، ايدف ، فكان دفيفه اكثر من صفيفه ان كان الطري يصف و : آخر ويف حديث ).

وحيرم اكل الطري الربي او البحري الذي . )٢(» كثر من دفيفه فال يؤكل وان كان صفيفه ا اما الوطواط فهو من . ليس له قانصة ، او ليس له حوصلة ، او ليس له صيصة كالطاووس

اللبائن__________________

.٨٨ ص ٢ج : اخلصال للشيخ الصدوق )١( .٣٠٤ ص ٣٦ج : اجلواهر )٢(

Page 94: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٩٤

قد توافق النص والفتوى على عدم الفرق بني طري الرب « و وخ ، وحيرم اكله النه من املس واملاء يف العالمات املذكورة ، فيؤكل من طري املاء ما وجدت عالمة من عالمات احلـل ،

سألت ( حىت ولو كان يأكل السمك ، الطالق االدلة ، وخصوص خرب جنية بن احلارث . )١(» بأس به ، كلـه ال: قال ؟ حيلعن طري املاء ما يأكل السمك منه ) ع(ابا احلسن

بال خالف ، ملا ورد يف « وبيض الطري يتبعه يف التحرمي ، فبيض الطري احلرام حرام اكله ، فيجد ) الشجر الكثري ( عن رجل يدخل االمجة ) ع( عبد اهللا سألت ابا ( خرب ايب اخلطاب فقال ؟ الطري ، او يستحب يكره من أبيض ما ؟ بيض ما هو ال يدري فيها بيضا خمتلفا ،

، انظر اىل كل بيضة تعرض رأسها من أسفلها فكل ، ومـا ىخيف ان فيه علما ال ) : ع(ما كان مثل بيض الدجاج ، وعلـى خلقتـه ، : ( ويف رواية ثانية ). سوى ذلك فدعه .)٢(» العريض : ، واملفرطح ) ، واال فال تأكل حاحدى رأسيه مفرط

، ولكـن )٣( ) حرمت عليكم امليتـة (: امجاعا ، ومنه قوله تعاىل وحرمت امليتة نصا و ذهب الشيخ واكثر املتقدمني « ف ؟ الفقهاء اختلفوا يف لنب الشاة امليتة هل هو طاهر ام ال

على انه طاهر ، للنص على طهارته يف الروايات الصحيحة ، ومنها املتأخرين ومجاعة من ؟ اللنب يكون يف ضرع الشاة ، وقد ماتـت ) : ع(ق صحيحة زرارة ، قلت لالمام الصاد

.)٤(» البأس به : قال __________________

.٣٠٩ ص ٣٦ج : اجلواهر )١( .٣٣٥ ص ٣٦ج : اجلواهر )٢( .٣: املائدة )٣( .املسالك ـ باب االطعمة واالشربة )٤(

Page 95: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٩٥ .............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

والقضيب وامجع الفقهاء على حترمي اكل بعض حمتويات الذبيحة مثل الدم والطحال وقال الشهيد االول حبرمة اكل املثانة واملرارة واملـشيمة . والفرث) البيضتني ( واالنثيني

والنخاع والغـدد ) ومها عرقان عريضان ممدودان من الرقبة اىل الذنب ( والفرج والعلباء وخرزة الـدماغ ) وهي اصول االصابع اليت تتصل بعصب ظاهر الكف ( وذات االشاجع

ومـستند اجلميـع غـري « : ولكن الشهيد الثاين علق على ذلك بقوله . )١(ني وحدقة الع بعض رجاهلا ضعيف وبعـضها جمهـول . واضحة ، النه روايات يتلفق من مجيعها ذلك

ويف معناه الطحال وحترميهما ظاهر من . واملتيقن منها حترمي ما دل عليه دليل خارج كالدم والفرج ، والقضيب ، واالنثـيني ، واملثانـة ، ، وكذا ما استخبث منها كالفرث ، اآلية

وحترمي الباقي حيتاج اىل دليل ، واالصل يقتضي عدمه ، والروايـات . واملرارة ، واملشيمة .)٢(» ميكن االستدالل ل على الكراهة لسهولة خطبها

:ب ـ االشربة واحلبوب والثمار احملرمة بالذات ال) : ( ص(عقله ، وكفى قولـه ان أو يضر ببدن االنس وحرمت الشريعة أكل ما

ويؤيد ذلك ايضا . دليال حاكما على ادلة التكاليف الشرعية ) ضرار يف االسالم ضرر وال ان يف بدنـه كل شيء يكون فيه املضرة على االنـس ) : ( ع(ما ورد عن االمام الصادق

يف وقوته فحرام أكله اال__________________

.٣١٠ ص ٧ج : لشهيد االول اللمعة الدمشقية ل)١( .٣١٠ ص ٧ج : الثاين شرح اللمعة الدمشقية للشهيد)٢(

Page 96: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٩٦

.الصحراء واالمثار السامة وحنوهاومنها فطائر . )١() الضرورة : االسالمية فهي على مخسة انواع اما االشربة اليت حرمتها الشريعة

ـ الدم ، واملراد به مطلق الدم ، ان كان من احليوانات :االول شرع اليت احـل ال .أكلها او من اليت حرم أكلها

ن مخر يف كل سائل يتنجس مبماسته للنجاسة حيرم شربه فاذا وقعت قطرة م :الثاين .قدح ماء حرم شرب املاء

.ا االعيان النجسة كاالبوال وحنوه:الثالث والدبـة لنب احليوان الذي حيرم اكله حيرم شربه ايضا ، فلنب الذئبة واللبوة :الرابع

.)٢(» بال خالف اجد فيه « حرام ، . اخلمر ، وندرسه من الناحيتني الشرعية والتجريبية:اخلامس

:الناحية الشرعية : اوال ـ اخلمر واملراد به مطلق املسكرات ، وتناوله من الكبائر النه يعد احنرافا كاحنرافات السرقة

كل مسكر حرام وما اسكر ) : ( ص (فقد جاء يف حديث رسول اهللا . ، والزنا ، وحنوها من مجيـع من االشربة وما جيوز ...) : (ع( عبد اهللا ، وعن ايب )٣() كثريه فقليله حرام

صنوفها فمامل يغري العقل كثريه فال بأس بشربه وكل شيء منها يغري العقل كثريه فالقليـل : قال ؟ اخلمرمل حرم اهللا) ع(سئل االمام الرضا آخر ويف حديث. )٤() منه حرام

__________________ .٣٣٧ص : حتف العقول )١( .ب االطعمة واالشربةا ـ ب٣٦ج : اجلواهر )٢( .١١١ ص ٩ج : التهذيب )٣( .٣٣٧ص : حتف العقول )٤(

Page 97: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٩٧ .............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

هب ومدمن اخلمر كعابد وثن يورثه االرتعـاش ويـذ . حرم اهللا اخلمر لفعلها وفسادها ( بنوره ، ويهدم مروءته ، وحيمله على أن جيسر على احملارم من سفك الدماء ، وركـوب

يسألونك عـن اخلمـر (: وقد ورد النهي عن تناول اخلمر يف قوله تعاىل . )١( ) ...الزنا كبري ا إثمسر قل فيهماملي(: ، وقوله )٢( ) و امليو را اخلممإن سرج الماألزو اباألنصو سر وهنبتطان فاجيل الشمع ا (: ، وقوله )٣( ) منما وهمن را ظهم احشالفو بير مرا حمقل إن

حتـرمي « و .واالمث ، يف عرف املفسرين ، هو اخلمر . )٤( ) بطن واإلثم والبغي بغير احلق انه اكرب الكبائر ، وانه لو صب يف اصل شجرة مـا اخلمر من ضروريات الدين حىت ورد

أكل من مثرها ، ولو وقع يف بئر قد بنيت علنه منارة ما اذن عليها ، وحنو ذلك من االخبار .)٥(» الدالة على املبالغة يف حترميها لكثرة مفاسدها

:ة الناحية التجريبي: ثانيا ـ اخلمر ويعترب االدمان على تناول اثيل الكحول او االيثانول من املواد العشر اليت تساهم يف

وال ينحصر ضرر الكحول النهائي باملوت . رفع نسبة املوت يف اجملتمع الصناعي النصراين فقط ، بل له تأثريات اجتماعية واسعة منها ارتباط االدمـان علـى الكحـول بـالعنف

افراد العائلة الواحدة ، واالعمال االجرامية ، واالمراض العقلية ، الشخصي ، والصراع مع واملصاعب

__________________ .١٦٩ ص ٢ج : علل الشرائع )١( .٢١٠: البقرة )٢( .٩١: املائدة )٣( .٣٢: االعراف )٤( .٣٠٠الثر للشيخ امحد اجلزائري ص قالئد الدرر يف بيان ايات االحكام با)٥(

Page 98: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم.......................................................... ٩٨

فااليثانول تعترب املادة الكيميائية االساسية يف اخلمـرة . اليت خيتربها املدمن مع عائلته املالية ولكي نفهم تأثري الكحول على جسم وعقل الفرد البد من معرفة . لبرية والعرق وحنوها وا

:ريقة تصنيعه وطاقسامه علـى البرية او الفقاع ، وهو عصري ناتج من اخضاع حبوب خمتلفة للحرارة :اوال

مـن % ٦ــ ٣وحتتوي على نـسبة . طريقة التهدير والتخمري ، متاما كتهدير الشاي .االيثانول

٩ اخلمرة ، وهي تصنع بتخمري عصري العنب او فاكهة اخرى ، وحتتوي على :ثانيا . من االيثانول%١٢ـ

مرة ، املشروبات الروحية ، وهي تصنع عن طريق تقطري املواد الكحولية املخ :ثالثا ولذلك ، فان هذا النوع من الكحـول . %٥٠ ـ ٣٥مما يرفع نسبته االيثانول فيها اىل

.لى صحة الفرد من االنواع االخرى ع تأثريااشد خطرا واعظمكالفيتامينات ، واالمالح ، والربوتينات ( وال حيتوي الكحول على اي مادة غذائية

.رية فقط حتترق بسرعة يف اجلسمرا، بل انه حيتوي على سعرات ح) ، والدهون وعندما يدخل اخلمر فم االنسان املنحرف فانه ينتقل اىل املعدة واالمعاء الدقيقـة ،

وعندما جيري الدم املثقل باخلمر يف احناء اجلسم . حيث ميتص هناك بسرعة اىل جمرى الدم ت الكميـة وكلمـا ازداد . ، فان ذلك الكحول ينتشر بني مجيع خالياه وانسجته احليوية

وملا كان الكبد اجلهاز . املتناولة من الكحول ازداد تشبع اخلاليا اجلسمية باملادة الكحولية ن اجلسم عن طريق اجلهاز البويل ،املسؤول عن تصفية املواد السامة اليت جيب طردها م

Page 99: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

٩٩ .............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

ولكن هنـا . فان املادة الكحولية ينبغي ان تذهب اىل الكبد للتصفية مث اخلروج من اجلسم تربز مشكلة جديدة وهي انه ملا كـان الكحـول حمتويـا علـى ذرات االوكـسجني واهليدروجني والكاربون ، فان هذه الذرات تتفاعل مع املواد الكيميائية املوجودة يف الكبد

ـ الـيت تب ) ثاين اوكسيد الكاربون ( ، وتتحول بعدها اىل ماء ، وسكريات ، ومادة ى قوبعد هذه العمليات يصل الكحول اىل الـدماغ . ري حمدود مستقرة يف الكبد ، اىل اجل غ

من خالل الدورة الدموية ، ويبقى هناك حىت ينتهي الكبد من حتليلـة للمـواد الـثالث .قااملذكورة ساب

در بثالثة اجزاء من ويبدأ الفرد ـ بعد ان يصل مستوى الكحول اىل دمه اىل حد ق وسبب هذا السلوك هـو . التصرف الغريب ـ ب الكحول لكل عشرة آالف جزء من الدم

واذا اسـتمر . الشعور خبفة العقل ، وتغري املزاج ، والبطء يف االستجابة لالشياء اخلارجية ؤ الفرد يف تناوله ذلك الشراب ، فانه سيؤدي به اىل فقدان الوعي وهتييج املعدة مسببا التقي

.، ورمبا املوت يف بعض احلاالتثريه على اجلهاز العصيب املركزي للجـسم ، خـصوصا واهم ضرر للكحول هو تأ

الدماغ ، الن كثرة تناوله تسبب فقدانا للتناسق املوجود بني احلواس اخلمـس يف احلالـة على جهاز الدورة الدمويـة ، آخر ويسبب الكحول ضررا . الطبيعية ، وخصوصا البصر

ية قرب اجللد ، مما يـسبب فيزيد من سرعة دقات القلب ويساهم يف توسيع االوعية الدمو ويسبب الكحـول . فقدانا حلرارة اجلسم ، فيشعر عندها الفرد حبرارة تنبعث من جسده

ل يؤدي اىل التخلف العقلي للجننيايضا ضررا باحلامل وجنينها ، فالكحو

Page 100: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٠٠

وللكحول ايضا تأثريات نفـسية علـى . بعد الوالدة باالضافة اىل تشوهات جسدية قبلها ث يفقد ذلك الفرد السرعة الطبيعية يف التحرك ، ومن تأثرياته فقدان اللمس ، الفرد ، حي

وملا كان الكحول مادة كيميائية تؤدي اىل . وغشاوة البصر ، وقلة السمع ، وانعدام النباهة ايقاع الكآبة النفسية يف الفرد ، فان تناوهلا يؤدي اىل نشوة سرعان ما تنتهي بضيق نفسي

يؤدي يف النهاية اىل شعور الفرد بالسعادة ، بل يـؤدي اىل شـعوره ا ال مبعىن ان تناوهل ؛واخطر نتيجة للمواد الكيميائية اليت . باالنقباض ، والعجز عن تأدية املهام امللقاة على عاتقه

. تسبب الكآبة النفسية ان تناوهلا يؤدي بالفرد اىل ممارسة سلوك عدواين عنفـي خطـري ذين ارتكبوا جرائم عنف متنوعة يعترفون بـاهنم ارتكبوهـا فنصف السجناء يف امريكا ال

ونصف حوادث السيارات املؤدية اىل املوت ناجتة مـن تـأثري . حتت تأثري تناول الكحول .)١(الكحول ايضا

اعـضاء ويرتبط تناول الكحول بصورة مستمرة بامراض وتأثريات خطرية تـدمر :ومنها. اجلسم املهمة املعدية املخصصة هلضم الطعام عد على حتفيز افراز احلوامض ان الكحول يسا :اوال

ة املعدة واالمعاء ، مما يؤدي اىل قرحة شـديدة يف املعـدة او ن بطا، فتمزق هذه احلوامض وقد تؤدي اىل منع البنكرياس من انتاج االنزميات اخلاصة ضم املواد الغذائيـة ، . االمعاء

.فتكون النتيجة التهاب البنكرياس ايضا__________________

وزارة العدل االمريكية ، : واشنطن دي سي . الكحول واجلرمية : املعهد القومي للشرطة والعدالة القضائية )١( . م١٩٧٦

Page 101: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٠١ ............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

بل اهنا يف الواقع مادة حترم اجلسم ؛ ان الكحول ليس مادة غذائية تبين اجلسم :ثانيا الطاقة فقـط ، جنتاال سعرات حرارية ى عل فالكحول حيتوي . من املواد الغذائية االساسية

ويـساهم ؛فيؤدي تناوله اىل نقص كمية الفيتامينات اليت ينبغي تناوهلا يف احلالة الطبيعية يف اضطراب اجلهاز اهلضمي ، الن اجلسم يصبح عاجزا اىل درجة ما يف هضم املواد ايضازن الطبيعي بـني الغـذاء املتنـاول يف االخالل يف التوا لغذائية املتناولة ، ويساهم ايضا ا

.واملهضوم بسبب التقيؤ واالسهال وفقدان الشهية الن الكبد جهاز خـاص ؛ ويعترب الكبد هدفا رئيسيا لتأثري املادة الكحولية :ثالثـا

مصمم لطرد السموم من اجلسم االنساين ، فاذا تعطل عمل هذا اجلهاز بسبب االدمـان ) تـشمع الكبـد ( ولذلك فان . ية وقابلية على طرد السموم حتطمت مناعة اجلسم الطبيع

وهو من االمراض املزمنة يعترب من اخطر تأثريات تناول الكحول على ذلك اجلهاز ، حيث ورمبا يؤدي تأثري الكحـول اىل تـورم . تتبدل خاليا الكبد الطبيعية خباليا اخرى متقرحة

.يف النهاية اىل املوتمراض تؤدي وكل هذه اال. خاليا الكبد والتهااونتيجة لتناولـه فانـه . تاثري الكحول على القلب والدورة الدموية واضح :رابعا

.تاجية ، والسكتة القلبية وحنوهايسبب امراضا يصعب الشفاء منها كامراض الشرايني ال للكحول على نظام الغدد اجلسمية اليت تنظم حاالت املزاج ان هناك تأثريا :خامسا

فاالدمان على الكحول يؤدي اىل العنن وهو عدم القدرة علـى . لنشاط اجلنسي للفرد واواىل تبكري سـن اجلماع ، ويقلل من افراز كمية اهلورمونات اجلنسية يف جسم الرجل ،

.اليأس عند املرأة

Page 102: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٠٢

وللكحول تأثري خطري على اجلهاز العصيب املركزي ، وخـصوصا علـى :سادسا وعلى تناسق عمل احلواس اخلمس ، وعلـى االسـتجابة للحـوافز الذاكرة الشخصية ،

ويولد تناوله ايضا اضطرابات شديدة يف اجلانب العاطفي لالنسان ، مما يـؤدي . اخلارجيةبل ان نسبة االنتحار بني املـدمنني علـى . النفسية اليت ذكرناها سابقا والكآبة اىل الضيق

يقربون املادة الكحولية االفراد االصحاء الذين ال اخلمر ، اكثر ثالثني مرة من نسبتها بني .اصال

واذا ادمـن . وباالمجاع ، فان تناول قطرة من الكحول يفتح فرصا واسعة لالدمان الفرد على تناوهلا ، فقد اوقع نفسه يف وضع تترتب عليه نتائج خطرية على صعيد العمـل

حيتاج اىل ان يصبح فالفرد ال . بشكل عام االنتاجي ، واحلياة العائلية ، واحلياة االجتماعية مدمنا اال اىل كمية قليلة من الكحول يف البداية ، واىل ظروف واجواء مناسبة تشجعه على

وليس غريبا ان نالحظ ردع الشريعة القطعي علـى . التناول دون رادع قانوين او شرعي واالجتماعي الـسليب الروحيتناول القليل منه ، النه يؤدي اىل االدمان الذي الحظنا اثره

.على االفرادولذلك ، كان لتحرمي االسالم للخمر باالضـافة اىل جانبـه التعبـدي ، ابعـاده االجتماعية اخلطرية جتاه استقرار النظام االجتماعي على االصعدة الشخـصية والعائليـة

.واالقتصاية واالخالقية

:ج ـ احليوانات احملرم اكلها بالواسطة ئانات اليت كانت حالال باالصل ولكن طرأ عليها طاروهي احليو

Page 103: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٠٣ ............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

ومنها احليوان اجلالل ، وهو الذي يتغذى على عذرة االنسان خاصة دون أن . حرم اكلها . وقد ورد حترمي اكلها . يشرك معهما غريها من العلف لفترة كافية حىت ينبت عليها حلمه

كل النجاسة واعالفه علفا طـاهرا لفتـرة زال اجللل باالسترباء وذلك مبنع احليوان عن ا ويواحلكم يف هذه احلالة ، جلد . وطء انسان منحرف دابة : ومنها . حىت ينبت اللحم الطاهر

. الفاعل دون احلد ، وتغرميه قيمتها لصاحبها ، النه افسدها عليه ، وتذبح الدابة وحتـرق ـ شرب احليوان من لنب اخلرتيرة ، حىت نبت حلمه وقوى : ومنها ل عظمه ، فيحرم هنا اك

.حلم احليوان الشارب وحلم نسله) املتـنجس ( واملدار يف كل هذه احلاالت ان النجس باالصل والنجس بالواسطة

.حرام اكله وهو من القطعيات باالمجاع ، ان مل يكن من الضرورات

:د ـ احليوانات احملرم اكلها بالذات احمللل اكلها بالواسطة فقد اعلن . ت االضطرار ، لقاعدة ان الضرورات تبيح احملظورات وهو اكل امليتة وق

االسالم ان االصل يف احكام الشريعة ، اليسر والسعة وعدم الضرر ونفي احلرج ، لقولـه يريد اهللا بكم اليسر وال (: وقوله . )١( ) وما جعل عليكم في الدين من حرج (: تعاىل فمن اضطر غير باغ وال عاد فإن اهللا غفور (: وقوله . )٢( ) كم العسريريد ب

__________________ .٧٨: احلج )١( .١٨٥ : البقرة)٢(

Page 104: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٠٤

حيمومـا . )٢() ضرار يف االسالم ضرر وال ال) : ( ص(واملروي عن رسول اهللا . )١( ) ر وكلما غلـب ...) : (ع(عن االمام ايب احلسن العسكري ورد يف رواية علي بن مهزيار

.)٣() اهللا عليه فهو اوىل بالعذر الذي خياف التلف على نفسه لو مل يتنـاول « واملضطر ، حسب تعبري الفقهاء هو

احملرم او خيشى حدوث املرض او زيادته ، او انه يؤدي اىل الضعف واالهنيار ، او خيـاف خرى حمترمة ، كاحلامل ختاف على محلها ، واملرضـعة علـى الضرر واالذى على نفس ا

اكرهه قوي على أكل او شرب احملرم ، حبيث اذا مل يفعل آذاه يف نفسه ، او رضيعها ، او الضرورة تقدر بقدرها « وقد اشتهر بني الفقهاء بان . )٤(» يف ماله ، او يف عرضه وشرفه

وورد ايضا . )٥( ) غير باغ وال عاد فال إثم عليه فمن اضطر (: ويدل عليه قوله تعاىل » يقوم بدنه اال بان اهللا اباح للمضطر من احلرام يف الوقت الذي ال ) ع(يف خرب املفضل عنه

، فان املضطر يستطيع آخر وعلى صعيد . )٦() غري فأمره ان ينال منه بقدر البلغة ال ( به ، فع اهلالك ، الن االضطرار يسقط اخلطاب التكليفي ال اخلطـاب التناول من مال غريه لد

لو اضطر اىل طعام الغري وليس له الثمن ، وجب على صاحبه احلاضر غـري « و .الوضعيمـن اعـان ) : ( ع(املضطر اليه بذله ، الن يف االمتناع اعانة على قتل املسلم ، وقد قال

على__________________

.٣: املائدة )١( .٢٤٣ ص ٤ج : حيضره الفقيه من ال)٢( .١٢٠ ص ١ج : حيضره الفقيه من ال)٣( . املسالك ـ باب االطعمة واالشربة)٤( .١٧٣: البقرة )٥( .١اب االطعمة احملرمة حديث من ابو١ الوسائل ـ باب )٦(

Page 105: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٠٥ ............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

نـه وال) قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بني عينه آيس من رمحة اهللا .)١(» جيب عليه حفظ النفس احملترمة ولو لغريه

ـ التدخني واملخدرات٢ .وندرسها على الصعيدين الشرعي والتجرييب

:الناحية الشرعية : اوال ـ التدخني واملخدرات نص دليل على حترمي التدخني بوجه عام ، ولكن القواعد تبني بـان لوال يوجد يف ا

ن الضرر ، وما عداه يندرج حتت القاعدة الفقهيـة الـيت اما فهو حرام ملكاسكان كل ما واملعتد به عند العقـالء ان التـدخني . »كل شيء لك حالل حىت تعلم حرمته « تقول

.الشديد بكل انواعه مضر باجلسم ، وعليه فان احلرمة مرتبطة بالضرر ، اما املخدرات فان العلوم احلديثة قد قطعت باضرارها على عقل وجسم االنسان

وال شك ان حترميها واضح ملكان الضرر . بل ال يستبعد درجها علميا حتت عنوان السموم ضرر وال ال) : ( ص(وقد بينا سابقا ان قول الرسول . احلتمي على الفرد جسميا وعقليا

على حرمة تناول اي شيء يـضر باالنـسان ، يعترب دليال قاطعا )٢() ضرار يف االسالم كل شيء يكون فيه املضرة على االنـسان يف ) : ( ع( االمام الصادق ويعضد ذلك قول

بدنه وقوته__________________

.٤٣٣ ص ٣٦ج : اجلواهر )١( .٢٤٣ ص ٤ج : حيضر الفقيه من ال)٢(

Page 106: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٠٦

وال تلقـوا (: وبطبيعة احلال ، فان قوله تعـاىل . )١() فحرام اكله اال يف حال الضرورة به علـى هو الفصل يف حترمي تناول كل ما يسبب ضررا معتدا )٢( ) لى التهلكة بأيديكم إ

فاالصل اذن ، ان كل ما يعد فعله ضررا وهتلكة يف نظر العرف فهو حرام . جسم االنسان .عند العقالء لو كان الضرر حمتمال، حىت

:الناحية التجريبية : ثانيا ـ التدخني ني عادة غربية جاءت من اوروبا يف هناية القـرن التاسـع يشك احد ان التدخ وال

فمع . نشرها يف العامل الرأمسالية مهم من العادات الغربية اليت حاولت ءعشر امليالدي كجز بداية التصنيع احلديث الذي انتشر يف اوروبا يف القرن التاسع عشر ، اصـبحت صـناعة

ففـي . هائلة على املؤسسات الرأمساليـة السجائر من الصناعات الرئيسية اليت تدر ارباحا املتوسطة من رجال النظام االجتماعي ةبداية القرن العشرين كان التدخني منحصرا بالطبق

، مث انتشر يف العشرينات من نفس القرن بني املثقفني ورجال االعمال ، واصبح التـدخني مبعىن ان شركات التـدخني ؛يف االربعينيات جزاءا مهما من الشخصية احلضارية الغربية

جنحت يف خلق انطباع عام لدى االفراد يعكس فكرة تقول بان الذي يـشعل سـيجارة . ، ومن طبقة معتربة يف النظام االجتماعيبيديه ويدخنها يعترب فردا متحضرا ، مثقفا

ومن اجل استدرار اكرب كمية من املال ، بدأت الشركات الصناعية الـيت تنـتج المعة وبراقة على التدخني ، فاصبحت الصحافة ووسـائل ةوغ باضفاء صور وتصنع التب

االعالم املطية اليت تنفذ اهداف هذه الشركات__________________

.٣٣٧ص : حتف العقول )١( .١٩٥: البقرة )٢(

Page 107: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٠٧ ............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

فاصبح املدخن الرجل املثايل او املـرأة املثاليـة يف . الرأمسالية يف تسويق التبوغ والسجائر ملمرضة ذات الوجه احلسن ، وسـائق وا النظام االجتماعي ، كقائد الطائرة ، والطبيب ،

وامام هذا التشويق االعالمي حنو التدخني جنح اكثر مـن . الدبابة ، ورجل الفن وحنوهم . نصف افراد النظام الرأمسايل يف منتصف الستينيات من القرن العشرين حنو ممارسة التدخني

ض اخلطرية اليت احدثتها هذه العادة اخلطرية ، وتأثري ذلك على الطاقة ولكن بسبب االمرا بالتلويح مبخاطر هذه العادة السيئة فاعتربهتا الرأمسالية االنتاجية لالفراد ، بدأت احلكومات

.ة اىل املوت يف اجملتمع الصناعيمن اكثر االسباب املؤديفعندما يبتلـع . نيكوتنيلعى ا والسبب يف ذلك ، ان التبغ حيتوي على مادة سامة تد

. املدخن دخان سيجارته ، ينتقل النيكوتني خالل االغشية الرقيقة للرئة اىل جمـرى الـدم وبواسطة جريان الدم يف شرايني اجلسم ، تنتقل حوايل ربع كمية النيكوتني املوجـودة يف

وعنـدها . كوتنيالدم اىل الدماغ ، فتتحفز خالياه لالستجابة هلذه الكمية الواردة من الني . يفرز الدماغ موادا كيميائية جديدة تساهم يف ازدياد دقات القلب وزيادة ضـغط الـدم

وتذهب بقية املادة النيكوتينية اىل بقية خاليا اجلسم ، ومنها اجلهاز اهلـضمي واالمعـاء .ية اخرى مضرة باخلاليا اجلسميةوالغدة االدرينالية ، مسببة افراز مواد كيميائ

سبب االدمان على التدخني ، اىل ان خاليا الدماغ تتعود على استالم كمية ويرجع فاذا توقف الفرد عن ممارستها ، اخنفضت نـسبة . النيكوتني املخصصة يف عملية التدخني

خرى حـىت الكيميائيات احملفزة يف الدماغ ، وهذا حيفر الدافع الذايت للفرد للتدخني مرة ا يستطيع الدماغ رفع كمية

Page 108: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٠٨

.ة اىل مستواها اجلديد مرة اخرىادة الكيميائياملان االصل يف ضرر التبغ هو املواد السامة فيه ، واليت تدخل جسم االنسان وال شك

واهم هذه . عن طريق االغشية املوصلة اىل جهاز الدورة الدموية ، كما ذكرنا ذلك سابقا الذى يـزاحم الكريـات ) ون اول اوكسيد الكارب ( املواد السامة بعد النيكوتني هو غاز

الدموية ، عند ابتالع الدخان ، على محل االوكسجني ، مما يسبب ضررا علـى الـدورة يساعد على ) اول اوكسيد الكاربون ( وقيل ايضا ان . الدموية وما فيها من قلب وشرايني

ي املـادة واملادة السامة االخرية ه . احتمال تعرض الفرد للسكتة القلبية والشلل يف الدماغ املسؤولة عن تسبيب الصلبة اليت حتوي على كمية قليلة من مادة القطران والبيرتبرين وهي

.سرطان الرئةوميكن تلخيص ضرر التدخني الشديد على الفرد بعبارة تقول ان التـدخني يـربط

فهو احد اهم املسببات العشرة للموت الذي جلبته احلضارة الـصناعية . االنسان باملوت ؛فهو يؤثر على املرأة احلامل وعلى جنينها يف االسقاط ويف تشويه خلقة اجلـنني . ثةاحلدي

يقلل من فرص وصول االوكـسجني اىل اجلـنني ، ) اول اوكسيد الكاربون ( ذلك ان ـ زن ذلك الكائن الصغري مما يسبب تأثريا فيزيائيا وو وبالتايل يقلل من حجم و علـى النم

.االعقلي والسلوكي للطفل الحقومع ان ضرر التدخني واستخدام السجائر واضح طبيا خصوصا منذ اختراع ماكنة

م ، ومع ان احلملة االعالمية ضد التدخني يف االنظمة االجتماعية ١٨٨١تصنيع التبغ سنة بليـون ٦٠٠ان شركات التبغ العمالقة التزال تنتج اصبحت اكثر شراسة ، اال الرأمسالية

ثرهاسيجارة يف السنة ، اك

Page 109: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٠٩ ............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

الن النظام الرأمسايل ، عن طريق تشجيع التدخني بني دول ؛يصدر اىل دول العامل الثالث ان االموال الـواردة :االوىل. : العامل االسالمي ، حياول جاهدا قطف ثالث مثار لصاحله

. الغربيـة الرأمساليـة من بيع هذه الكمية الضخمة من التبوغ املصنعة تدخل جيب الطبقة تقليل انتاجية افراد العامل الثالث عموما ، وافراد العامل االسالمي باخلصوص عـن : ية الثان

ختريـب : الثالثـة . طريق نشر االمراض الناجتة عن التدخني ، كامراض السرطان وحنوها املستوى الصحي العام فيها حىت تكون تلك اجملتمعات مسرحا السترياد االدوية املصنعة يف

.الغربية نفسهاية الرأمسالالدول

ـ السواك وتطهري الفم٣ا الشرع ولكن مل يوجبـها خـشية ان والسواك من املستحبات االكيدة اليت امر

وقد وردت فيه احاديث كثرية حتبيبا لتلك العمليـة وتـشجيعا علـى . يشق على االمة ه مـن قـضبان غـري وكيفية ان يستاك خبشب االراك او . ممارستها مرارا يف اليوم والليلة

االشجار مما خيشن ، ووقته عند كل صالة وعند كل وضوء وعند تغري نكهة الفم بالنوم ، ان ) : ( ص(ومن االحاديث الواردة فيه ، حديث رسـول اهللا . او أكل ما يكره رائحته

لوال ان اشق علـى امـيت المـرهتم ( و ، )١() افواهكم طرق القرآن فطيبوها بالسواك ،)٣() قلحا استاكوا يمايل اراكم تدخلون عل( و ،)٢() ضوء كل صالة بالسواك عند و

__________________ .٥٥٨ص : احملاسن للربقي )١( .٢٢ ص ٣ج : الكايف )٢( .٤٩٦ ص ٦ج : الكايف )٣(

Page 110: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١١٠

)١() لكل شيء طهور وطهور الفم السواك ( ) :ص(وقوله . والقلح صفرة تعلو االسنان عليه ليال وهنـارا وقـام ) ص (تهان السواك سنة مؤكدة ملواظب « : نة سومن طرق اهل ال

وقد جـاءت احاديـث . االمجاع على كونه مندوبا حىت قال االوزاعي هو شطر الوضوء عليه ولكن اكثرها فيه كالم ، واقوى ما يدل على املواظبة ) ص (تهكثرية تدل على مواظب

بـت : ( قال « ويف الرواية عن ابن عباس . )٢(» له حىت عند وفاته ) ص(وأصحه حمافظة وقوله فاسنت من االستنان وهو االستياك وهو دلـك االسـنان ). فاسنت ) ص(عند النيب

آخـر كها مبا جيلوها مأخوذة من السن وهو امرار الشيء الذي فيه خشونة على شيء وح .)٣(» ومنه املسن الذي يشحذ به احلديد وحنوه

اهلدف من السواك واضح ، وهو تطهـري الفـم عمومـا ، وبطبيعة احلال ، فان بالفرشـاة وال ريب ان تأكيد العلم احلديث على تنظيف االسـنان . واالسنان باخلصوص

ولكن الطريقة احلديثـة يف تنظيـف االسـنان . ذ باالصل من التعليمات االسالمية مأخوان : االول . ة لـسببني باستخدام الفرشاة تعجز عن مواكبة نظام املسواك االسالمي الطبي

مادة الفرشاة غالبا ما تصنع من املواد البالستيكية وهي مادة صناعية ختدش طالء االسنان ان معاجني السنان احلديثة ال تستطيع قتل البكتريا : والثاين . وتضر خباليا اللثة املتصلة ا

احيان كثرية تبـديل تستطيع يف املرضية املتراكمة على االسنان ، بل ان هذه املعاجني ال لون االسنان من القلح او الصفرة حنو

__________________ .٢٢٧ ص ١ج : علل الشرائع للصدوق )١( .٩٥٤ ص ١ج : عمدة القاري يف شرح صحيح البخاري للعيين احلنفي )٢( .٩٥٣ ص ١ج : عمدة القاري )٣(

Page 111: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١١١ ............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

على اجلانـب . ا حمببا للنفس ولكن من املؤكد اهنا تعطي الفم رائحة عطرة وطعم . البياض، فان اخشاب السواك مادة طبيعية تتعامل معها خاليا اجلسم االنساين تعامال رقيقا اآلخر

اما من الناحية العملية فهي اقـدر . كما تتعامل مع االغذية الطبيعية يف اهلضم واالمتصاص لى املشاكل الصحية اليت يبت على تبييض االسنان وتطهري الفم تطهريا طبيعيا ، فتجنب الفرد

.ا الحقا يف حياته العمليةولو كانت الفرشاة احلديثة قادرة على قتل اجلراثيم كليا يف الفم ، ملا خصص العلم احلديث جهودا جبارة لتطوير علم طب االسنان الذي يتعامل بالدرجة االوىل مع االسنان

يت يتركها تناول الطعام والبقايـا الـيت من خالل التنظيف وامالء الفجوات والتجاويف ال .تعلق باالسنان ، ويقوم ايضا بقلع االسنان املنخورة وعمل اجلسور الصناعية

ومل يتوقف االسالم يف احلث على تنظيف االسنان على السواك ، بل حبب التخلل فعن . بعد تناول الطعام والتخلل غري السواك فقد وردت احاديث عديدة يف التخلل . ايضا

) ص(فقد جاء يف احلديث عنه . يزيل الفرد بقايا الطعام العالقة بني االسنان طريق التخلل . االضراس آخر ، والنواجذ هي )١() ختللوا على اثر الطعام فانه مصحة للفم والنواجذ : (

وال شك . ولعل مثرة هذا احلديث تظهر عمليا باجتناب الفرد امراض اللثة وتنخر االسنان باه العلم احلديث للتخلل جاء متأخرا ، حيث نشط احلث الطـيب علـى اسـتعمال ان انت

.اخليوط املشمعة لتنظيف االسنان يف النصف االخري من القرن العشرين__________________

.١٧٥ص : كارم االخالق م)١(

Page 112: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١١٢

واخلالصة ان استعمال السواك والتخلل من الناحية الوقائية يـوفر علـى النظـام فلو مت تدريب االطفال علـى . جهودا جبارة يف اجتناب امراض الفم عند االفراد الصحي

استعمال املسواك والتخليل منذ الصغر جلنب ذلك ، العلم الطيب ، العديد من االمـراض ولكن النظـام . يعاجلها استعمال الفرشاة البالستيكية واملعاجني الكيميائية املذكورة اليت ال

ليوم ، خصوصا فيما يتعلق بصحة االسنان ، يـدر علـى املؤسـسة الصحي املعمول به ا عاجني وم فيها من اطباء وادوية الصناعية الكثري من الثروات الن جتارة طب االسنان مع ما .كيميائية تعد من اجنح الصناعات يف النظام الصناعي احلديث

قوله ) ع(ادق وخري خامتة خنتم ا احلديث حول املسواك ، ما روي عن االمام الص ان املسواك نبات لطيف نظيف وغصن شجر عذب مبارك ، واالسنان خلق اهللا تعاىل : (

يف الفم ، آلة لالكل واداة للمضغ وسببا الشتهاء الطعام واصالح املعدة ، وهي جـوهرة صافية تتلوث بصحبة متضيغ الطعام وتتغري ا رائحة الفم ويتولد منها الفساد يف الدماغ ،

استاك املؤمن الفطن بالنبات اللطيف ومسحها على اجلوهرة الصافية ازال عنها الفساد فاذاوالبد من التأكيد مرة اخرى على ان الدولـة االسـالمية )١() والتغري وعادت اىل اصلها

مكلفة بان تقدم للعامل منوذجا رائعا من مناذج الطب الوقائي االسالمي اخلاص باالسـنان .بشىت الوسائل احلديثةوحتاول تطويره

__________________ .١٢٣ ـ الباب الثامن واخلمسني ص مصباح الشريعة) ١(

Page 113: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١١٣ ............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

ـ النوم وآدابه٤نظام الصحي الرأمسايل ، مـشكلة ل ان االرق والقلق النفسي يعتربان يف ا ذكرنا آنفا

بنيـة علـى وملا كانت احلياة امل . طبية تستدعي عالجا يقوم على اساس الدواء الكيميائي التنافس االقتصادي مصحوبة دائما بالصراع النفسي والصخب والكدح املـستند علـى حيازة اكرب قدر ممكن من املادة ، فان االرق يصبح داء الفرد الرأمسايل الن االثـارة الـيت

واذا ادخلنا عملية تطبيـب . جتلبها احلياة الصناعية لبعض االفراد تسلب عن اعينهم النوم ي فرضها على اجملتمع ، اصبح واضحا لدينا ان حالجتماعي اليت يسعى نظامه الص النظام ا

اهتمامـا واسـعا ، الرأمسالية االرق يف احلضارة احلديثة يعترب اليوم مرضا توليه املؤسسة .يتم اال عن الطريق الكيميائي وتزعم ان عالجه ال

. ديث عن القضايا التعبديـة اما يف االسالم ، فان النوم وآدابه جاء ضمن اطار احل فقد حببت الشريعة للمكلفني السكن واخللود من ضجيج النهار واتعابه ، كما جـاء يف

، وخصصت جزءا مـن )١( ) لباسا وجعلنا الليل ، وجعلنا نومكم سباتا (: النص اجمليد ت النوم عبـادة جيـازى للنوم كي يسترد اجلسم عافية ، واعترب آخر الليل للعبادة وجزءا

ان يكون الفرد على طهارة قبل اخللـود : عليها املكلف ايضا ، ولكن بشرطني ، االول .ان يذكر اهللا تعاىل يف كل موضع يتقلب فيه يف خمدعه: والثاين . للنوم

.ننتخب منها ما يناسب هذا الكتابوقد ذكر الفقهاء آدابا للنوم من تطهر مث) : ( ع( عبد اهللا ورد عن ايب الطهارة والسواك ، فقد :اوال

__________________ .١٠ ـ ٩: النبأ )١(

Page 114: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١١٤

راشه كمسجده فان ذكر انه على غري وضوء فليتيمم مـن دثـاره وف اوى اىل فراشه بات اذا ) ص(كان رسـول اهللا « وقد . )١( ) تعاىل وكائنا ما كان مل يزل يف صالة ما ذكر اهللا

. الشوص دلك االسنان عرضا بالسواك : قال اخلطايب . ه بالسواك قام من الليل يشوص فا سواكه وطهوره فيبعثـه ) ص(كنا نعد لرسول اهللا : زوجاته ىعن احد آخر ويف حديث

.)٢(» اهللا ما يشاء ان يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ مث يصلي تغالبوا اي ال » الليل ال تكابدوا « : ينام ما مل يغلبه النوم ، ويف اخلرب ان ال :ثانيا

.انفسكم على النوميف ) ع( التعود على عدم االطالة يف النوم ، كما ورد يف خطبة أمري املـؤمنني :ثالثا

.وصف املتقني اهنم كانوا قليال من الليل ما يهجعونقـال يل : الدعاء عند النوم ، كما يستفاد من صحيحة حممد بن مسلم قال :رابعا

بسم اهللا الرمحن الـرحيم ، اللـهم اين : اذا توسد الرجل بيمينه فليقل : ( )ع(ابو جعفر اسلمت نفسي اليك ، ووجهت وجهي اليك ، وفوضت امري اليك ، وأجلأت ظهـري

اليك ، آمنت ملجأ وال منجا منك اال اليك ، وتوكلت عليك رهبة منك ورغبة اليك ، ال من الرواية ما كان يقوله وما يستفاد . )٣() بكتابك الذي انزلت وبرسولك الذي ارسلت

ال اله اال اهللا الواحد القهار رب السموات واالرض ومـا : ( عند النوم ) ص(رسول اهللا ).بينهما العزيز الغفار

__________________ .١٢٣ ص ١ج : الفقيه ه من ال حيضر)١( .٣٨ ص ١ج : السنن الكربى للبيهقي )٢( .١٢٣ ص ١ج : ه من ال حيضره الفقي )٣(

Page 115: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١١٥ ............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

ان ال يبيت اال ووصيته مكتوبة عنده ، كما هو املنقول عن االمام الصادق :خامسا .)١() الوصية حق على كل مسلم ) : ( ع(

.ائبا من كل ذنب ان ينام ت:سادسا وال ريب ان هذا العالج النفسي الذي تفتر اليه النظرية الغربية يشجع الفرد علـى

قـا لوعند الصباح ، يقوم هذا الفرد منط . تغنيا عن كل االدوية الكيميائية اخللود للنوم مس ا على تفجري طاقاته اجلسدية والفكريـة ماىل عمله الدنيوي وهو اشد نشاطا واقوى تصمي

.مة والدين والنظام االجتماعيخلدمة اال وقت صاله الليل) ع(لي بن احلسني دعاء االمام ع: ملحق

يل خبشوع واطمئنان اضافة اىل شكلها التعبدي ، تـساعد علـى وتأدية صالة الل يف جوف ) ع(واليك جزءا من دعائه . اطمئنان الفرد ، نفسيا ، وتساهم يف خلوده للنوم

:الليل اذا هدأت العيون هلي غارت جنوم مسائك ، ونامت عيون انامك ، وهـدأت اصـوات عبـادك إ«

ابواا ، وطاف عليها حراسها ، واحتجبوا عمن مية عليها وانعامك ، وغلقت ملوك بين ا تأخذك سنة وال نـوم ، يسأهلم حاجة ، او ينتجع منهم فائدة ، وانت اهلي حي قيوم ، ال

مغلقات وال يشغلك شيء عن شيء ، ابواب مسائك ملن دعاك مفتحات ، وخزائنك غري . بل هي مبذوالت حمظورات ، وابواب رمحتك غري حمجوبات ، وفوائدك ملن سألكها غري

وانت__________________

.٣ ص ٧ج : الكايف )١(

Page 116: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١١٦

ي الكرمي الذي ال ترد سائال من املؤمنني سألك ، وال حتتجب عن احد منهم ارادك ، ال هلاهم وقد ترى وعزتك وجاللك ، ال ختتزل حوائجهم دونك ، وال يقضيها احد غريك ، الل

يت وتطلع على ما يف قليب ، وما يصلح به أمـر وقويف وذل مقامي بني يديك وتعلم سرير . » ...آخريت ودنياياسـألك « : يسجد بعد هذا الدعاء ويلصق خده بالتراب وهو يقول ) ع(وكان .)١(» حة عند املوت والعفو عين حني القاك االروح والر

رة املائيةها ـ الط٥ى الصعيد الفردي تعتـرب وال ريب ان الطهارة املائية اليت امرت الشريعة بتأديتها عل

اضافة اىل صورهتا التعبدية ، وسيلة من وسائل الوقاية الصحية ، فقد ورد عن رسـول اهللا فطهارة اخلبث وما . )٢() الطهور شطر االميان ( ، وان ) بين الدين على النظافة ) : ( ص(

. الناحيـة الوقائيـة يتعلق ا من ازالة البول والغائط والدم واملين باملاء املطلق ، مهمة من وتفصيلها ان النجاسة اذا كانت حكيمة ، وهي اليت ليس هلا جرم حمسوس ، يكفي اجراء

.وان كانت عينية فالبد من ازالة العني. املاء على مجيع مواردهافموجبـات . التيمموويف طهارة احلدث ، ثالثة اعمال واجبة هي الوضوء والغسل

ل اوموجبات الغسل انز . ح ، والنوم ، واالستحاضة القليلة الوضوء البول ، والغائط ، والري املين ، وايالج احلشفة ، واحليض ، والنفاس ،

__________________ .١١٤ص : مصباح املتهجد للشيخ الطوسي )١( .٤٢ ص ١ج : لسنن الكربى للبيهقي ا) ٢(

Page 117: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١١٧ ............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

وموجبات التـيمم . واالستحاضة املتوسطة والكثرية ، ومس امليت بعد الربد وقبل الغسل . او يف ضيق من الوقت الداء واجبفقدان املاء بعد طلبه ملانع ، او كونه مريضا ،

ويف الشريعة تفاصيل آداب قضاء احلاجة ، وكيفية االستنجاء وآدابـه ، وكيفيـة ان وال شك .الوضوء وآدابه وسننه ، وكيفية الغسل والتيمم ، كيفية دخول احلمام وآدابه

بين يدي ياح بشراوهو الذي أرسل الر (: م على الطهارة املائية كقوله تعاىل تأكيد االسال والثانية . الصورة التعبدية : ، هلا صورتان االوىل )١( ) رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا

الطـرق ومبختلـف ة بـشىت يعصورة من صور الطب الوقائي الذي اكدت عليه الـشر .االساليب

ـ الطهارة العامة٦واالرض تطهر باطن النعل . وامجع الفقهاء على ان الشمس تطهر االرض وما عليها

، وذلـك )٢() االرض يطهر بعـضها بعـضا ) : ( ع(بدليل ما ورد عن االمام الصادق يـان النجـسة تطهر االع ) االستحالة ( وعملية . الستحالة النجاسة بالوطء مرات عديدة

تطهر االعيان النجسة ايضا ومثاهلـا ) االنقالب ( وعملية . ومثاهلا استحالة امليتة اىل تراب .انقالب اخلمر اىل خل

__________________ .٥٧: االعراف )١( .٣٨ ص ٣ج : الكايف )٢(

Page 118: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١١٨

ومل يقتصر تأكيد االسالم على التطهري من اخلبث بل تعـدى اىل النظافـة عـن الطاهرة مثل االوساخ والرطوبة املترشحة من جسم االنسان كتنظيـف شـعر الفضالت

الرأس ودهنه ، وتنظيف االذنني ، وما جيتمع يف داخل االنف ، وما يتجمع على االسنان ، . وتنظيف اللحية واالستحداد بالنسبة للرجل ، واخلتان بقطع غلفة احلشفة للمولود الذكر

.ظفار بالنسبة للرجل واملرأةوالتمشيط واالختضاب ، وتقليم اال

ـ الصيام واحكامه٧ئ والصيام شرعا هو االمساك عن االكل والشرب والوطء يف زمن خمصوص ، يبتد

وليس . بطلوع الفجر وينتهي بالغروب ، مشروطا بنية التقرب اىل اهللا وطاعة وامتثال امره ـ ة بالـصورة الـصحية هناك ادىن شك من ان الصورة التعبدية للصيام االسالمي مرتبط

الن الصيام الطيب املشابه للصيام االسالمي ، يعاجل معاجلة وقائية العديد مـن ؛والعالجية ومـا احكـام . وجهاز العصيب وجهاز الدورة الدموية االمراض املختصة باجلهاز اهلضمي

اول بكل الصيام الشرعية اليت سنتناوهلا بشيء من التفصيل ، اال اطار قانوين لنظام حمكم حن .جهد فهم ابعاده الطبية

واجب ، كصوم شهر رمضان وقضائه ، وحمـرم : وينقسم الصوم اىل اربعة اقسام كصوم العيدين وايام التشريق ملن كان يف مىن وهي احلادي عشر والثاين عشر والثالث من

لث عـشر وحـىت ذي احلجة ، ومندوب كصوم االيام البيض من كل شهر وهي من الثا شر ، ومكروهاخلامس ع

Page 119: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١١٩ ............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

.كصوم ثالثة ايام بعد العيدوالنية ، وهي االستعداد النفسي للقيام بالعمل ، شرط يف صحة الصوم ووقتها من

) : ص(اول الفجر او قبله ، وحىت هنية الصيام وقت املغرب الشرعي ، الشتهار قول النيب ـ صـحة ايات اخرى ـ لرو واستثى الفقهاء ). صيام ملن مل يبيت الصيام من الليل ال(

ى ، اخلارجة عن نطاق خرـ يف بعض املوارد اال ـ مع تأخر النية فيها عن الفجر الصوم .هذا الكتاب

وكلـوا (: وحددت الشريعة وقت الصوم من الفجر حىت الليل لقولـه تعـاىل من الفجر ثم أتموا الصيام إلـى واشربوا حتى يتبين لكم اخليط األبيض من اخليط األسود

.)١( ) الليلووضعت شروطا لصحة الصوم من املكلف وهي العقل ، واخللود مـن احلـيض

واستثنت املسافر اذا كان سفره ملعصية ، او كانت . والنفاس ، وعدم املرض وعدم السفر ان تردد ثالثني يوما يف مكان واحد او مهنته السفر ، او نوى االقامة عشرة ايام ، او بعد

.فعلية الصوم يف كل هذه االحوال. غري ذلكاالكل ، والشرب ، والـوطء ، : وجيب على الصائم االمساك عن املفطرات وهي

واالستمناء ، وغمس الرأس يف املاء ، وايصال الغبار الغليظ اىل احللق ، واالحتقان باملائع ، .لى اجلنابة حىت يطلع الفجرقاء عوتعمد القيء ، والب

واذا تناول الصائم شيئأ من املفطرات يف شهر رمضان ، ينظر فاذا كان سـهوا او الن وجوب االمساك عن املفطرات امنا هو؛اكراها فال شيء عليه

__________________ .١٨٧: البقرة )١(

Page 120: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٢٠

اما الناسي فال شيء عليه . ر واملكره مسلوب االرادة واالختيا ؛االمساك عن ارادة واختيار الكفارة املخرية بـني عتـق هواذا تناول املفطر عمدا وبدون اكراه فعلي . النه غري مسؤول

واذا افطر . رقبة ، أو صيام شهرين متتابعني ، أو اطعام ستني مسكينا ، وقضاء ذلك اليوم .ام يف النهار فعليه كفارة اجلمععلى احلر :يف موارد ب الكفارة دون القضاء وجتـ اذا كان الصوم مشقة للشيخ والشيخة الطاعنني يف السن ، فلـهما االفطـار ١

. فقط ، وهو اطعام مسكني لكل يوموعليهما الكفارةـ اذا مرض املكلف يف شهر رمضان ، واستمر به املرض اىل شـهر رمـضان ٢

ش وهـو احـد ومن به داء العطـا . القادم فال قضاء عليه ، ولكن يكفر مبد عن كل يوم .السكري ، فانه يفطر ويكفر مبداعراض مرض

:وجيب القضاء دون الكفارة بامور ـ اذا نسي غسل اجلنابة بعض ايام شهر رمضان ، مث تذكر فعليه قضاء الصالة ١واذا اجنب يف ليلة من رمضان ، ونام على نية الغسل ، مث انتبه قبل الفجر ، ونام . والصوم .علية القضاء دون الكفارةنية ، فللمرة الثا . ومل يتناول شيئا من املفطراتاذا بطل صومه بنية االفطار ، حىت ـ ٢ ـ اذا تناول املفطر ليلة الصيام دون البحث والنظر بطلوع الفجـر ، مث تـبني ٣

) ع(من القضاء دون الكفارة ، ويدل عليه ان سائال سأل االمام الصادق « الطلوع فالبد ان كان قد قام فنظر : ( قال ؟ شرب بعدما طلع الفجر يف شهر رمضان عن رجل اكل و

الفجر ، فأكل مث عاد فرأى الفجر فليتم صومه ، وال اعادة عليه ، وان قام فاكـل رفلم ي وشرب ، مث نظر اىل الفجر

Page 121: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٢١ ............................................................................لوقائي النظام ا : اوال

، النه بدأ باالكل قبل النظر فعليـه آخر فرأى انه قد طلع ، فليتم صومه ، ويقضي يوما .)١(» ) ء القضا

. رل يف جوفه ، فانه يقضي وال يكف ـ اذا متضمض لغري الوضوء فسبقه املاء ودخ ٤ .واذا سبقه قهرا فال شيء عليه. واذا تعمد الصائم القيء فانه يوجب القضاء دون الكفارة

.لنفساء تقضيان الصوم دون الصالة ـ احلائض وا٥وان كنتم مرضـى (: وله تعاىل وال يصوم املريض للنصوص واالمجاع والعقل ، لق

وما ورد عن علي بن جعفر يف كتابه عـن اخيـه . )٢( ) رخا او على سفر فعدة من ايام : ( سألته عن حد ما جيب على املريض ترك الصوم ، قـال : قال ) ع(موسى بن جعفر

صام املريض معتقدا واذا. )٣() كل شيء من املرض اضر به الصوم فهو يسعه ترك الصوم وإن كنتم مرضـى (: عدم الضرر فبان العكس فسد صومه ، وعليه القضاء لقوله تعاىل

فان صام يف حال السفر او يف حال املـرض فعليـه ( ) :ع(ويف الرواية عنه . )٤( ). .. ر فعدة من أيام أخـر فمن كان منكم مريضا أو على سف ( :القضاء فان اهللا عزوجل يقول

( )٦( ) )٥(. .)٧() ليس من الرب الصوم يف السفر ) : ( ع( امري املؤمنني واشتهر عن

__________________ . اجلواهر ـ كتاب الصوم)١( .٤٢: النساء )٢( .٤٤٤ ص ١ج : التهذيب )٣( .٤٢: النساء )٤( .١٨٤: البقرة )٥( .١٨٥ ص ١ج : الكايف )٦( .٤١٣ ص ١ج : التهذيب )٧(

Page 122: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٢٢

واذا قصرت افطرت ومن مل يفطر مل جيز عنـه : ( يف كتابه اىل املأمون ) ع(وعن الرضا ان كل سفر يوجب قصر الـصالة « وذكر الفقهاء . )١() صومه يف السفر وعليه القضاء

ـ من سافر بقـصد الـصيد ١: فانه يوجب االفطار وبالعكس ، باستثناء اربعة موارد ـ اـ من خرج من بيته مسافرا بعد الـزو ٢. للتجارة ، فانه يتم الصالة ، ويصوم ىل يبق

ـ من دخل بيته بعـد ٣. ، وان مل يؤدها قبل سفره دي الصالة قصرا ؤ وي الصيام ، ىعلـ من ٤. الزوال ، فانه يتم الصالة ، ان مل يكن قد اداها يف سفره ، مع العلم بانه مفطر

، او مسجد الكوفة ، او احلائر احلسيين ، فانـه ) ص( او حرم الرسول كان يف حرم اهللا ، .)٢(» خمري بني القصر والتمام ، ويتعني عليه االفطار

لنا حتليال للمعـىن ال يقدم ان جمرد عرض هذه االحكام الشرعية للصيام وال شك هلـا اربعـة اشـكال الطيب الوقائي ولكنه يقدم لنا نظاما شرعيا هلذه العبادة الواجبة اليت

الثاين . الشكل العبادي ، وهو ارتباط الفرد الصائم باهللا سبحانه وتعاىل : االول . متضافرة االمراض اخلاصة بالدورة الدمويـة واجلهـاز اهلـضمي نالشكل الطيب وهو الوقاية م :

ىب الشكل االجتماعي ، وهو التعاون على االطعام وصلة االرحام والقر : الثالث . والعصيبالشكل الفردي او الشخصي ، وهو تقوية االرادة الداخلية : الرابع . ، والعبادات اجلماعية

.لدى الفرد يف مواجهة املشاق احملتمل مواجهتها الحقا يف حياته العملية__________________

.٢٤٦ص : عيون اخبار الرضا للشيخ الصدوق )١( . املسالك ـ كتاب الصوم)٢(

Page 123: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٢٣ .......................................................................................االستنتاج

االستنتاجراض البد يف ختام احلديث عن النظام الوقائي يف االسالم ودوره يف منع نشوء االم و

:، من ترتيب النقاط التالية ملا كان الفم الطريق الرئيسي لدخول الطعام اىل جسم االنسان حيث جترى :اوال

متصاص ومتثيل وبناء خاليا ، فـان نوعيـة وا عليه خمتلف العمليات الكيميائية من هضم وال شـك ان بعـض . طعام الداخل البد وان تؤثر على سري عمليات اجلسم البيولوجية ال

املأكوالت قد تسبب بشكل مباشر او غري مباشر ، امراضا ختتلف شدهتا وقوة تأثريها على ظـم نوعلى ضوء ذلك ، فقـد . االجهزة املختلفة اليت تتحد يف تسيري دفة حركة اجلسم

ئية املأكولة فحرم تناول حلوم اخلنازير ، والدماء ، وامليتة ، مـا االسالم نوعية املواد الغذا هل لغري اهللا ، والكالب ، والسباع ، واملسوخ ، واحلشرات السامة ، والطيور املخلبيـة ا

. وغريها يف التفصيل املذكور سابقا واحليوانات البحرية ، واالمساك اليت ليس هلـا قـشور يسكر ، واالعيان النجسة كاالبوال ، والسوائل املتنجـسة ، وحرم اخلمر ، وهو مطلق ما

واملـدار يف . وحرم ايضا كل احليوانات احملرم اكلها بالواسـطة . وألبان احليوانات احملرمة ان اي طعام يرتل ضررا معتدا به ، مبعىن ) ال ضرر وال ضرار يف االسالم ( التحرمي قاعدة .لة االضطراررم تناوله اال يف حاعلى الفرد حي ومل يتوقف االسالم على حتديد االطعمة احملرمة ، بل اشار اىل حلية االطعمة :ثانيا

املباحة كلحوم البهائم االهلية مثل البقر والغنم واملاعز واالبل ، وحلـوم البـهائم الربيـة بقار واملاعز واحلمري املتوحشة ،كالغزالن واال

Page 124: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٢٤

لطيور مبختلف انواعها شرط ان ال تكون خملبية وان واالمساك ذات القشور وبيوضها ، وا يكون دفيفها اكثر من صفيفها وان تكون هلا حواصـل وقـوانص وصـيص كاحلمـام

وملا كانت اللحوم من اهم مصادر . والدجاج والدراج والبط والكروان والعصافري وحنوها ا قضية حتمية ، الن الفرد الربوتينات اليت هلا عالقة مهمة ببناء اخلاليا اجلسمية ، فان حليته

يصعب عليه ان حييا على النباتات فقط دون مصدر بروتيين غين كاللحوم بنوعيها احلمراء وال شك ان حلية تناول اخلضار والثمار وكل ما ينفع اجلسم االنساين من مواد . والبيضاء

. وال حتتاج اىل مزيد من التفصيلغذائية ، واضحة ول االطعمة احملللة ، وضرورة التركيز على نوعية الطعـام ال االعتدال يف تنا :ثالثا

فقد اوصى االسالم بتقليل كمية االطعمة الداخلة اىل جسم االنسان ، واالقتـصار . كميةوأوصى باالعتدال يف تناول اللحوم ، وضرورة طبخها . منها على ما يقيم صلب االنسان

على املواد الكاربوهيدراتية الـيت متـنح واهتم بضرورة تناول اخلبز بسبب احتوائه . جيدااجلسم الطاقة ، واخلضار املطبوخة ، والفاكهة وخصوصا التمور ، ومنتوجـات االلبـان

وكل هذه املواد الغذائية ، اذا تناوهلا الفرد باعتدال ، فاهنا تساعد . بكافة انواعها واشكاهلا هاز اهلضمي وتنـشيط الـدورة جسمه على القيام بوظائفه الطبيعية وتساهم يف تنظيم اجل

وامراض الكليـة واجلهـاز الدموية وجتنب الفرد امراض املعدة واالمعاء وتصلب الشرايني .البويل

ان االصل يف القاعدة الوقائية االسالمية ، ان كل ما يعد فعلـه يف العـرف :رابعا ضـررا جـسيما فاملخدرات الطبيعية والصناعية اليت تسبب . فهو حرام االجتماعي ضررا لسموم الطبيعية ، وما يقطع العلمبعقل االنسان ، وا

Page 125: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٢٥ .......................................................................................االستنتاج

ا حيرم تناوله باي شكل بكونه سمن االشكال اال يف حالة الضرورةم. ان قاعدة االضطرار ، وهي ان الضرورات تبيح احملظورات ، هـي مـن :خامسا

في احلرج على الفرد اكمل القواعد الصحية اليت استهدفت التيسري والسعة وعدم الضرر ون ان اخلوف على تلف نفس االنسان او زيادة املرض او اخلشية عليه من وال شك .املضطر

ولذلك ، فان الشريعة . الضعف واالهنيار ، هو الذي دعا اىل تشريع هذه القاعدة العظمية ان على الفرد وقت االضطرار تناول ضرورة جيب ان تقدر بقدرها ، مبعىن قد اقرت بان ال

. املواد الغذائية احملرمة بشكل يؤدي اىل اجتناب الضرر فقط وال يتعدى اىل ما دون ذلـك الن االصل يف االضطرار هو اصالح الضرر او الفساد احملتمل حدوثه على جسم الفـرد ،

.الغذائية الفاسدة احملرمة شرعاوليس بناء اجلسم على املادة ى السواك والتخلل ينسجم منطقيا مـع ومن الواضح ان تأكيد االسالم عل :سادسا

دعوته الصحية يف الوقاية من االمراض ، خصوصا ما يتعلق بالفم كامراض اللثة وتـسوس وميتاز خشب االراك ، املنصوص باستحبابه يف السواك ، على احتوائـه علـى . االسنان

السواك والتخلل وال شك ان . رائحة طيبة تطهر الفم من النكهة املتغرية بالنوم او بالطعام عـدامها وما ؛وتأثريمها على االسنان واللثة يعتربان اساس طب االسنان الوقائي االسالمي

.اساس طب االسنان العالجيان النوم وآدابه يف االسالم ، يعتربان شكال من اشكال التكامـل وال شك :سابعا

لى حياتـه اىل اطمئنان الفرد ع فباالضافة . النفسي الذي ينعم به الفرد يف اجملتمع االسالمي وعرضه وماله بسبب قانون

Page 126: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٢٦

. العقوبات االسالمي ، فان االسالم يتحدث عن النوم باعتباره قضية من القضايا التعبديـة فالطهارة الشخصية وذكر اهللا والطمأنينة اليت تصحب االميان باخلالق عزوجل تعترب مـن

املواد الكيميائية اليت يتناوهلـا الفـرد يف اهم ميزات خلود الفرد للنوم ، دون احلاجة اىل .م الرأمسايل ملساعدته على النومالنظا

وتعترب الطهارة املائية والطهارة العامة ـ باالضافة اىل صورهتما التعبديـة ـ :ثامنا الـة البـول ز حيث تأمر الشريعة يف الطهارة من اخلبـث كا ؛من وسائل الوقاية الصحية

ويف الطهـارة مـن . باملاء املطلق ، حكمية كانت النجاسة او عينية والغائط والدم واملين وتعترب الـشمس مـن . احلدث جيب الوضوء او الغسل او التيمم بالتفصيل املذكور سابقا

وال شك ان تأكيد االسالم على نظافة الشعر واالذنني . املطهرات ايضا لألرض وما عليها ل احلمام وحنوه ، والكـثري مـن املـستحبات واالنف واالسنان واالظفار ، وآداب دخو

اخلاصة بالتنظيف تعترب من أهم اشكال الطلب الوقائي اليت جتنب الفرد الكثري من االمراض .ليت تفتقد اىل النظافة والتطهرياملنقولة يف االوسط ا

وبطبيعة احلال ، فان صيام شهر كامل من اشهر السنة القمرية من طلـوع :تاسعا الغروب يوميا ، يعترب باالضافة اىل صورته التعبدية شكال من اشكال الطـب الفجر حىت

الوقائي يف معاجلة االمراض املختصة باجلهاز اهلضمي والدورة الدمويـة ، وشـكال مـن ويتضافر الشكل الطـيب للـصيام . اشكال الطب النفسي يف الصرب وتقوية العزمية واالرادة

فراد على التآزر واملؤاخاة والتعـاون علـى اطعـام بالشكل االجتماعي الذي يشجع اال .ني االفراد يف اجملتمع االسالمي، فيضيف بعدا آخرا لالطمئنان االجتماعي باآلخرين

Page 127: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٢٧ ............................................................................النظام الغذائي : ثانيا

النظام الغذائي: ثانيا ميكن املواظبة على العمل واالنتاج وطلب العلم ما مل يقم الفرد باتباع نظـام وال

(: ة والنشاط والتفكري ، وعليه نبه رب العـزة بقولـه غذائي يبعث فيه كل الوان الطاق كلوا من طيبات ما رزقنـاكم (: ، وقوله ايضا )١( ) بات واعملوا صالحا كلوا من الطي

ضروريا ، م يف نفسه يعد امرا اومع ان تناول الطع . )٢( ) واشكروا هللا إن كنتم إياه تعبدون اال ان االحاديث الواردة يف امهية تناوله ، اكدت مجيعا على ضرورة تقليل كمية املتنـاول منه ، واشارت اىل امهية اقتصاره على االساسيات اليت تقوي صلب الفرد ومتنحه النشاط

قلة االكل حممودة يف كـل : ( قوله ) ع(املطلوب ، فقد ورد عن االمام جعفر بن حممد .)٣() وعند كل قوم ألن فيه مصلحة للظاهر والباطن حال

وبطبيعة احلال ، فان االسالم اهتم باخالقية تناول الطعام ، واعترب االسلوب اجلمعي فقـد ورد يف . يف االكل افضل من الناحية الصحية واالجتماعية من االسلوب الفـردي

) ص(ضيوف ، فعن رسول اهللا الروايات استحباب تكثري االيدي على الطعام عائليا او مع اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم : ( » ؟ نشبع انا نأكل وال « ورد قوله عندما سألوه : الطعام اذا مجع اربع خصال فقد مت : ( ايضا ) ص( ، وقوله )٤() اهللا عليه يبارك لكم فيه

اذا كان__________________

.٥١: املؤمنون )١( .١٧٢: البقرة )٢( .٧٧ص : مصباح الشريعة ـ الباب الرابع والثالثني )٣( .٣٢٨٦رقم : سنن ابن ماجة )٤(

Page 128: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٢٨

ان وال شـك .)١() من حالل ، وكثرت االيدي ، ومسي يف اوله ، ومحد اهللا يف اخـره ـ سن هـضمه واالسـتفادة العامل اجلماعي يف تناول الطعام يساعد الفرد نفسيا على ح

.الصحيحة منهيف قوله ) ع( امري املؤمنني حباب الدعاء قبل األكل ، كما جاء عن وورد ايضا است

بين ال تطعمن لقمة من حار وال بارد ، وال تشربن شربة وجرعـة اال يا: ( البنه احلسن اللهم اين اسألك يف اكلي وشريب الـسالمة « : وانت تقول قبل ان تأكله وقبل ان تشربه

ين حسن التحرز من معصيتك فانك ان فعلت من وعكه والقوة به على طاعتك وان تلهم .)٢(» ذلك أمنت وعكه وغائله

. باليمني ويبدأ بامللح وخيتم بهوان يأكلكما ( ويشربه مصا ) بسم اهللا ( ومن آداب الشرب أن يأخذ القدح بيمينه ويقول

شـرب طبية من ومص املاء بالقصبة انفع من الناحية ال . ال عبا للروايات ) يفعل بالقصبة .املاء بالقدح عبا

ال : ( قولـه ما يلخص امهية االلتزام بالنظام الغـذائي ) ع( امري املؤمنني وورد عن وانت تشتهيه ، وجود املضغ ، نت جائع ، وال تقم عن الطعام اال وا جتلس على الطعام اال

.)٣() واذا منت فاعرض نفسك على اخلالء فاذا استعملت هذا استغنيت عن الطب ما مأل آدمي: ( قول يف تنظيم كمية الطعام ) ص(عن رسول اهللا و

__________________ .٢٧٣ ص ٦ج : الكايف )١( .١٦٤ص : مكارم االخالق )٢( .١٠٩ ص ١ج : اخلصال )٣(

Page 129: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٢٩ ............................................................................النظام الغذائي : ثانيا

وعاء شرا من بطن ، حسب اآلدمي لقيمات يقمن صلبه فان غلبت اآلدمي نفسه ، فثلث .)١() للنفس للطعام ، وثلث للشراب ، وثلث

جمتمعا واألكل اذن فان قلة الطعام ، ودرجة حرارته ، وتقدمي امللح ، ومص املاء ، ، واطالة اجللوس ، كلها تساهم يف تنظيم اجلهاز اهلضمي ، وتنشيط القلب ، اآلخرين مع

وامـراض وجتنب امراض املعدة واالمعاء وما يتعلق باجلهاز اهلضمي والقلب والـشرايني .واجلهاز البويلالكلية

ومن أجل فهم مقاصد الشريعة يف رسم صورة النظام الغذائي االسالمي ، البد لنا من دراسة آداب املائدة ، واستحباب تناول احلبوب والفاكهة واخلضار ، واالعتـدال يف

.تناول اللحوم احمللل أكلها ، والتذكية الشرعية ، والنظام الشفائي يف العسل

ـ اداب املائدة١فقد ورد اىل ما يشري تنظيم االسالم للمائدة الغذائية والتأكيد على آداا ، كما يف

يف املائدة اثنتا عشرة خصلة جيب علـى ) : ( ع(الرواية املنقولة عن االمام احلسن بن علي اربع منها فرض واربع منها سنة واربع تأديـب ، فامـا الفـرض ؛كل مسلم ان يعرفها

التسمية والشكر ، واما السنة فالوضوء قبل الطعام واجللوس على اجلانب فاملعرفة والرضا و بثالث اصابع ولعق االصابع ، واما التأديب فاالكل مما يليك وتصغري واألكل االيسر

__________________ .٣٣٤٩رقم : سنن ابن ماجة القزويين )١(

Page 130: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٣٠

.)١() اللقمة ، واملضغ الشديد وقلة النظر يف وجوه الناس يف اجتناب املرض ، فـورد اسـتحباب آخر ان نظافة اليدين عنصر مهم وال شك

من غسل يده قبل الطعـام ) : ( ع(غسل اليدين قبل تناول الطعام ، فعن االمام الصادق . )٢() وبعده بورك له يف اوله وآخره ، وعاش ما عاش يف سعة وعويف من بلوى يف جسده

على سفرة موضوعة على االرض فهو اقرب اىل فعل ومما يستحب ايضا ان يوضع الطعام وان ينوي بأكلـه التقويـة . وان حيسن اجللوس على السفرة ويستدميها ). ص(رسول اهللا

وهو جائع ، وان يرفـع يده اىل الطعام اال وان ال ميد . على طاعة اهللا وليس التلذذ والتنعم . ، كما يف الرواياتىن عن الطبيبيده قبل الشبع ، ومن يفعل ذلك فقد استغ

ذكرها ، اطالة اجللوس على املائدة ، كمـا جـاء يف ومن اآلداب االخرى اليت مر .)٣() اطيلوا اجللوس على املوائد فاهنا ساعة ال حتسب من اعماركم ) : ( ع(قوله

ـ استحباب تناول احلبوب والفاكهة واخلضار٢ بعد اقتطافها ، دون تعليـب ، انفـع وبطبيعة احلالل ، فان املواد الغذائية املأكولة

شاكل الـيت ملوال شك ان املواد الغذائية املعلبة تعترب احدى اهم ا . للجسم من املواد املعلبة يواجهها اجملتمع الصناعي على الصعيدين الغذائي والصحي على عكس النظرية االسالمية

اليت اوردت مجلة من__________________

.٤٥٩ص : احملاسن للربقي )١( .٢٩٠ ص ٦ج : الكايف )٢( .١٦١ص : مكارم االخالق )٣(

Page 131: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٣١ ............................................................................النظام الغذائي : ثانيا

) : ( ص(االحاديث والروايات يف الترغيب على تناول الفاكهة الطازجة ، فعن الرسـول ووردت روايات عديدة يف احلث على ). عليكم بالفواكه يف اقباهلا ، فاهنا مصحة لالبدان

مخس من فاكهة اجلنـة يف ) : ( ع(مام الصادق تناول خمتلف اخلضار والفواكه ، فعن اال اهلندباء سـيدة : ( وعنه ايضا . )١() الرمان والتفاح والسفرجل والعنب والرطب : الدنيا

السلق شفاء من االدواء ، وهو يغلـظ العظـم ) : ( ع(وعن االمام الرضا . )٢() البقول )زيتون ، فانه شجرة مباركـة ل الكان فيما اوصى به آدم ان ك ( و ، )٣( )وينبت اللحم

مل يؤت بطبق اال وعليه ) ع( امري املؤمنني اما علمت ان ) : ( ع( ، وعن االمام الصادق )٤( .)٥() بقل

ومادته الكاربوهيدراتية هـي ؛ووردت امهية اخلبز باعتباره اساس الوجبة الغذائية اللهم بارك لنا : ( ورد قوله )ص(اليت متنح اجلسم الطاقة اليت يتحرك ا ، فعن رسول اهللا

)يف اخلبز ، وال تفرق بيننا وبينه ، فلوال اخلبز ما صلينا وال صمنا وال ادينا فرائض ربنـا )٦(.

واحل االسالم االكل مما مير به الفرد عادة من فاكهة او خضار يف البساتني ، وهو كـل ، وان ال يعبـث على شرط ان ال ينوي املرور من اجل أن يأ ؛ما يعرف حبق املارة

بشيء حني مروره باحلقل او البستان ، وان ال حيمل__________________

.١٣٩ص : اخلصال )١( .٣٦٣ ص ٦ج : الكايف )٢( .٥١٩ص : احملاسن )٣( .٣٣١ ص ٦ج : الكايف )٤( .٥٠٧ص : احملاسن )٥( .٢٨٧ ص ٦ج : الكايف )٦(

Page 132: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٣٢

.ملالك ، واال فانه مأثوم وضامنعدم رضا اب ال يعلم معه شيئا من ذلك الثمر ، وانفاخلل وهـو . وامجع الفقهاء على حلية عصري الفاكهة اليت يشم منها رائحة املسكر

حامض االستيك ال يعترب مخرا الن حالته الكيميائية استحالت من الكحـول اىل الـسائل االمجاع علـى وقد ورد . احلامضي ، فتناوله مع الطعام حالل ، حسب تعليمات الشريعة

ال خالف معتد به يف انه ال حيرم شيء من االشربة اليت يشم اليت منـها رائحـة « و ذلك .)١(» املسكر كرب الرمان والتفاح والسفرجل والتوت وغريها ، الن كثريه ال يسكر

ـ االعتدال يف تناول اللحوم احمللل اكلها٣شروبة مباحة كتابا وسنة ، عقـال وامجع الفقهاء على أن كل االشياء املاكولة او امل

يا أيها الناس كلوا مما فـي (: لقوله تعاىل . ما ورد النص بتحرميه باخلصوص وامجاعا اال قل من حرم زينة اهللا التي أخرج لعباده والطيبات من (: وقوله . )٢( ) األرض حلاال طيبا

.)٣( ) الرزقوقد احلت الشريعة أكل البهائم االهلية مثل البقر واجلاموس والغنم واملعز واالبل ،

وأحلت اكل البـهائم الربيـة ايـضا . ومحلت اكل اخليل والبغال واحلمري على الكراهية . واحلت السمك الذي له قـشر فقـط . كالغزالن والبقر والغنم واملعز واحلمري املتوحشة

لت ما يف جوفها من بيضواح__________________

. ـ باب االطعمة واالشربة٣٦ج : اجلواهر )١( .٢٨: البقرة )٢( .٣٢: االعراف )٣(

Page 133: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٣٣ ............................................................................النظام الغذائي : ثانيا

واحلت أكل الطيور مبختلف انواعها شرط ان ال يكون هلا خمالب ، وان يكون . كالكفيارومن ذلـك احلمـام . دفيفها اكثر من صفيفها ، وان تكون هلا حواصل وقوانص وصيص

والدجاج بشىت اصنافهما ، والدراج واحلجل والقبج والقطا والبط والكروان واحلبـاري وعالمة احلل ان يكون احد . وبيض الطري احلالل حالل اكله . والكركي والعصافري مجيعا

وقد تعرضنا لـذلك مفـصال يف النظـام . طريف البيضة عريضا مفرطحا كبيض الدجاج .الوقائي

ويف ذلـك جمموعـة . اىل االعتدال يف اكل اللحوم املطبوخة جيدا ريد ما يش وور ال ) : (ع(، منها الرواية الواردة عن امري املومنني ) ع(روايات واردة عن اهل بيت النبوة

ألبان البقر دواء ، ( و ، )١() حلوم البقر داء : ( ومنها ). بطونكم قبورا للحيوانات جتعلوا من اكل لقمـة شـحم ( و ، )٢() ، وحلومها داء ] والسمن هو الزبدة [ ومسوهنا شفاء

ان لـه : يكره ادمان اللحم ويقـول ) ع(كان علي ( و ، )٣() اخرجت مثلها من الداء عـن ) ع( عبد اهللا سألت ابا : ، ورواية عمار الساباطي قال )٤() ضراوة كضراوة اخلمر

لنا اضياف وقوم يرتلون بنا وليس يقع : قلت . ] ايام [يف كل ثالث : شراء اللحم فقال احضر منـه ولـو شيئا ال جند : يف كل ثالث ، قلت :منهم موقع اللحم شيء ، فقال

اللحم: ( ومنها . )٥() يف كل ثالث : ايتدموا بغريه مل يعدوه شيئا ، فقال __________________

.٤٦٣ص : احملاسن )١( .٣١١ ص ٦ج : الكايف )٢( .٤٦٥ص : احملاسن )٣( .٤٦٩ص : احملاسن )٤( .٤٧٠ص : احملاسن )٥(

Page 134: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٣٤

يف الروايـة ) ع(ويدل قول االمام . )١() ينبت اللحم ، ومن تركه اربعني يوما ساء خلقه اوصاه بعدم ترك ) ع(االخرية بان السائل رمبا كان ينوي ترك تناول اللحم ، ولذلك فانه

وقد . فهم من مقتضى احلديث ، االعتدال يف تناول اللحوم وي. من اربعني يوما اكله اكثر ويدل على ذلك ، . اشارت الروايات اىل استحباب اكرام الضيف بتقدمي اللحم املطبوخ له

، اي حمنـوذ وهـو )٢( ) فما لبث أن جاء بعجل حنيذ (: قوله تعاىل يف ضيف ابراهيم وأنزلنـا علـيكم املـن (: يف وصف الطيبات الذي اجيد طبخه ونضجه ، وقال تعاىل

، واملن هو العسل ، والسلوى يعين اللحم ، مسي سلوى النه يـسلى بـه )٣( ) والسلوىسـيد االدام ) : ( ص(على مجيع االدام وال يقوم غريه مقامه ، واىل ذلك اشار رسول اهللا

)٥( ) بات ما رزقنـاكم كلوا من طي (: سلوى مث قال تعاىل بعد ذكر املن وال . )٤() اللحم .فاعترب اللحم والعسل من طيبات ما رزقهم

: ـ التذكية الشرعية ٤ ؛وهو قتل احليوان الذي احل اكله مبراعاة الشروط اليت وضعتها الشريعة االسالمية

ــ االبـل ـ عدا فتذكية احليوان الربي املتوحش يتحقق بآلة الصيد ، واحليوان االهلي بالذبح ، واالبل بالنحر ، والسمك باالخراج

__________________ .٣٠٩ ص ٦ج : الكايف )١( .٦٩: هود )٢( .٥٧: البقرة )٣( .٣٠٨ ص ٦ج : الكايف )٤( .٥٧: البقرة )٥(

Page 135: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٣٥ ............................................................................النظام الغذائي : ثانيا

.قرحيا من املاء ، واجلنني بتذكية امه ، وما يتعذر ذحبه باجلرح والعقسم قابل للتذكية فيؤكـل حلمـه ، او : احليوانات اىل قسمني فيقسم الفقهاء ،

وينـدرج حتـت القـسم االول كـل . غري قابل للتذكية آخر وقسم. يستفاد من جلده احليوانات اليت حلل الشرع اكلها كاالغنام واالبقار والدواجن واالمساك والطيور بالشروط

ت اليت ال تقبل التذكية الشرعية ، وهي ويندرج حتت القسم الثاين احليوانا . املذكورة سابقا اليت ال تطهر بالذبح ، كاحليوانات جنسه العني مثل الكالب واخلنازير ، واحليوانات الـيت

اما سباع احليوانات كاالسود والنمور والذئاب . تسكن باطن االرض كالفئران واجلرذان ـ وت ، والطيور اليت تفترس االضعف وز اكلـها ولكـن تغذي باللحم كالصقور ، فال جي

وحلوم املسوخ حمرمـة . املشهور اهنا تقبل التذكية ويطهر حلمها وجلدها بالذبح او بالصيد ان شك يف حيوان مـن جهـة « و .ايضا ولكنها طاهرة ، وقد اختلف يف قبوهلا التذكية

ل عدم التذكية ، الن من شرائطها قابلية احمل لةالشك يف قبوله للتذكية فاحلكم احلرمة الصا .)١(» ، وهي مشكوك فيحكم بعدمها ، وان احليوان ميتة

:أ ـ الصيد وملا كانت عملية الصيد من الوسائل اليت يتم عن طريقها توفري لون من الوان املواد

وإذا (: ومنه قولـه تعـاىل . الغذائية لالفراد ، فقد ورد جوازه يف االسالم امجاعا ونصا وطريقتـه زهـق روح . وهو سبب للتملك باحليازة واالستيالء . )٢( ) حللتم فاصطادوا

احليوان بآلة الصيد ، وهي على__________________

. الرسائل للشيخ االنصاري باب الرباءة)١( .٣: املائدة )٢(

Page 136: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٣٦

ما كان مـن : والثاين . ما كان من احليوانات كالكالب اخلاصة بالصيد : االول . نوعني .والسهام ، بل مطلق السالحلرماح كااآلالت

وامجع الفقهاء على حتقق التذكية الشرعية بصيد الكلب املعلم املدرب على ذلك ، يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم (: نص الشريف لكما ورد يف ا

ونلمعت كلبنيارح ماجلو اهللا من موا اساذكرو كمليع كنسا أماهللا فكلوا مم كملما عمم نه واملراد مبكلبني ، الكالب املعلمة املدربة على عملية الصيد ، فاذا قتل الكالب . )١( ) عليهحليوانـات ، اما يف صيد غري الكلب من ا . ملدرب صيدا حل اكله متاما كاملذكى بالذبح وا

روى علي بن ابراهيم « فقد . اكله ال حيل كالفهود والصقور ، فاملشهور ان صيدها ميتة سألته عن صـيد : قال ) ع( عبد اهللا يف تفسريه ، باسناده عن ايب بكر احلضرمي عن ايب

ال تأكل اال ما ذكيـت ، اال الكـالب ، : البزاة ، والصقور والفهود ، والكلب ، فقال ، اآلية ). ..وما علمتم من اجلـوارح (: ، فان اهللا يقول كل: قال ؟ ان قتله ف: فقلت كل شيء من السباع متسك الصيد على نفسها اال الكالب املعلمـة فاهنـا ) : ع(مث قال

اذا ارسلت الكلب املعلم فاذكر اسم اهللا عليه فهو ذكاته ، : متسك على صاحبها ، وقال .)٢(» بسم اهللا ، واهللا اكرب : تقول وهو ان

:رط االسالم امورا ، منها تومن اجل يكون صيد الكلب حالال ، فقد اش ان يكون الكلب معلما ، ويتحقق ذلك بانصياع الكلب ألوامر:اوال

__________________ .٤: املائدة )١( .٣٢٤ ص ٣ج : مع البيان للطربسي جم )٢(

Page 137: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٣٧ ............................................................................النظام الغذائي : ثانيا

.د على اكل ما ميسك من الصيدلزجر ، وبعدم االعتياسيده باالرسال واسئل االمام الصادق « ان يرسله صاحبه بقصد الصيد بامجاع الفقهاء ، فقد :ثانيا

عن كلب افلت ، وان يرسله صاحبه فصاد ، فادركه صاحبه ، وقد قتله ، أيأكل منه ) ع( .)١(» ال : قال ؟

من التذكية الكلب مسلما ، الن االرسال نوع أن يكون الصائد الذي ارسل :ثالثا .ومن شروطها االسالم

بسم اهللا الـرمحن الـرحيم ، او : ان يسمي الصائد عند االرسال ، فيقول :رابعا من ارسل كلبـه ، ومل ) : ( ع( جعفر بن حممد مفقد ورد عن االما . على اسم اهللا اذهب .)٢() يأكله اليسم ف

ستناد املوت اىل جرح الكلـب ب الصيد حيا ، وان يكون ا ان يدرك الكل :خامسا .نفسه

ادركه حيا فعليه القيام ان ال يدرك الصائد الصيد حيا مع الكلب ، اما اذا :سادسا .بالذبح

.والبد من غسل ما عضه الكلب تطهريا للنجاسة ينطلق منها لة اليت لة الذاحبة كالسكني والسيف ، وباآل فيحل باآل باآلالت اما الصيد

حيل مقتوله ، سواء أمات جبرحه ام ال ، كما لو اصاب معترضا عند فقهائنا ، « و سهم ، عن الصيد يضربه بالسيف ، او يطعنه ) ع(سألت االمام الصادق : لصحيحة احلليب ، قال

فان كـان : قال ؟ له ، قد مسى حني رماه ، ومل تصبه احلديدة تبرمح ، او يرميه بسهم فيق هم الذيالس

__________________ .٢٨ ص ٣٦ج : اجلواهر )١( .٢٧ ص ٩ج : التهذيب )٢(

Page 138: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٣٨

وكـذلك العـصا . )١(» رماه هو قتله ، فلن اراد فليأكله ، وغريها من االخبار الكـثرية اذا . احملددة الرأس ، او السهم الذي مل ينطلق من آلة فان خرقا اللحم جاز اكل املقتول به

واحل الفقهاء املتـأخرون . جر والعامود ، فان مقتوله ميتة ال حيل اكلها قتل بالثقل كاحل .النارية كبنادق الصيد احلديثة باآلالت الصيد

املـذكور اآللة شرط: فهناك شروط ايضا ، ومنها ، اوال اآلالت حلية صيد يف امالصيد ، فاذا اصاب طائرا قصد ا : رابعا . العقل والتمييز : ثالثا . اسالم الصائد : ثانيا . آنفا

.من دون قصد الصيد فقتل فال حيل اكلهوبطبيعة احلال ، فان احليوان الذي حيل صيده البد وان تتوفر فيه الشروط الشرعية

. ان يقبل التذكية الشرعية ، فال يتحقق الصيد باملسوخ ، واجناس العني : وهي اوال . ايضااحليوانات االهلية كاالبقار واالغنام تـذبح وال تعتـرب ان يكون بريا متوحشا ، ف : ثانيا

ان يكون احليوان قادرا على االمتناع ، فيحـرم صـيد اطفـال : ثالثا . موضوعا للصيد ال تأتوا الفراخ يف : ( قوله ) ص(وقد ورد عن رسول اهللا . احليوانات اليت تعجز عن العدو

الليـل : قـال ؟ ما منامه يا رسول اهللا :اعشاشها وال الطري يف منامه حىت يصبح ، فقيل منامه ، فال تطرقه يف منامه حىت يصبح وال تأتوا الفراخ يف عشه حىت يريش ويطري فـاذا

لو ) : ( ع(وورد يف احاديث اهل البيت . )٢() طار فاوتر له قوسك ، وانصب له فخك كل الطري ، وال يأكل ان رجال رمى صيدا يف وكره ، فاصاب الطري والفراخ مجيعا فانه يأ

الفراخ ، وذلك ان الفراخ ليس بصيد ما مل يطر ،__________________

. ـ باب الصيد٢ج : املسالك )١( .٢١٦ ص ٦ج : الكايف )٢(

Page 139: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٣٩ ............................................................................النظام الغذائي : ثانيا

.)١() وامنا تؤخذ باليد ، وامنا يكون صيدا اذا طار

:ب ـ الذباحة . ته ، وآلة الذبح وطريق الذابح: ويف تفصيل حكمها البد من مالحظة ثالثة عناصر

جتـوز « فيشترط يف الذابح ، ذكرا كان ام انثى ، ان يكون مسلما قاصدا اىل الذبح فال ذبيحة الصيب غري املميز واجملنون حني الذبح وان اجتمعت صورة الشرائط فيهمـا لعـدم

عـضهم رمبا اختلف صنف اجلنون ، اذ رمبا كـان لب « ولكن . )٢(» العربة بفعلهما شرعا .)٣(» متييز ، فال مانع حينئذ من حل ذبيحته

واستدل الفقهاء على ذلك باحلـديث . ويشترط ان يكون الذبح بسكني من حديد ال يـصلح اال : ( التذكية الـشرعية خبصوص هذا اللون من ) ع(املؤمنني الوارد عن أمري

لذبح مبا يفري اعضاءها واذا مل يوجد احلديد ، وخيف فوت الذبيحة جاز ا . )٤() باحلديدة فقد روي يف الصحيح عـن . او حنوها )٦( او خشبة حمددة ، او مروة )٥(، ولو كان ليطة

قال سألته عن رجل مل يكن حبضرته سكني ، أيذبح ) ع(زيد الشحام عن االمام الصادق عاذا قط. بة وبالعود اذا مل تصب احلديدةصاذبح باحلجر وبالعظم وبالق: ( فقال ؟ بقصبة

__________________ .٢٠ ص ٩ج : التهذيب )١( .٩٧ ص ٣٦ج : اجلواهر )٢( . املسالك ـ كتاب الصيد والذباحة)٣( .٨٠ ص ٤ج : االستبصار )٤( .قشر القصبة: الليطة )٥( .احلجر: املروة )٦(

Page 140: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٤٠

ويف احلسن عن عبد الرمحن بن احلجـاج عـن . )١() احللقوم ، وخرج الدم فال بأس به اذا : ( قال سألته عن املروة والقصبة والعود يذبح ا اذا مل جيد سكينا ، قال ) ع(ظم الكا

.)٢() فرى االوداج فال بأس بذلك : شرعية ، وهي على النمط التايل ويشترط يف حتقيق الذبح ان تكون الطريقة

) ع ( القبلة مع االمكان نصا وامجاعا ، ومنه حديث عن أهل البيت استقبال : اوال الذبيحـة مبقـادمي وجيب استقبال . )٣() اذا اردت ان تذبح فاستقبل بذبيحتك القبلة : (

.البدن بكاملهاقـان جيب قطع االوداج االربعة دفعة واحدة ، وهي احللقوم واملـريء والعر :ثانيا

.الغليظان احمليطان بالبلعوماهللا اكرب ، وال اله : قول التسمية بقصد ان تكون على الذبيحة ويكفي فيها :ثالثا

. اهللا ، واحلمد هللا ، وبسم اهللاال .يحة حترك بعض اطرافها بعد الذبحوقال بعض الفقهاء يكفي يف حلية الذب

ويستحب يف الذبح التقليل من عذاب املذبوح ، كتحديد الشفرة ، وتعجيل الذبح .، وسقي املذبوح باملاء قبل الذبح

:ج ـ النحر حتل بالذبح ، للرواية املروية عن االمام بل فقط ، فالوهو خمتص باال

__________________ .٢٢٨ ص ٦ج : الكايف )١( .٢٠٨ ص ٣ج : من ال حيضره الفقيه )٢( .٢٣٣ ص ٦ج : ـ الكايف )٣(

Page 141: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٤١ ............................................................................النظام الغذائي : ثانيا

.)١() كل منحور مذبوح حرام ، وكل مذبوح منحور حرام ) : ( ع(الصادق وهي املكان املنخفض الكائن بني ( يف اللبة وصورة النحر ان يدخل الناحر سكينا

وجيوز حنر البعري قائما ، وباركا ، ومضطجعا على جنبه بشرط ان ). اصل العنق والصدر .يكون متجها بنحره ومجيع مقادمي بدنه ، اىل القبلة

وجيب توفر مجيع الشروط املذكورة يف الذبح بالنسبة للناحر وآلة النحر وطريقـة .النحر

:ـ االخراج من املاء د وقـد . وهو تذكية السمك شرعا شرط ان خيرج من املاء حيا ، وميوت يف خارجه

، )٢( ) ا طري وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما (: احل اهللا صيد البحر بقوله تعاىل رات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كـل وما يستوي البحران هذا عذب ف (: وقوله

وال يشترط يف صيد السمك التسمية ، وال ان يكون الـصائد . )٣( ) ا طري تأكلون لحما واخراجها بأخذها من املاء حية وموهتـا خـارج اآللة املعترب اصابتها باليد او « و .مسلما عند بعضهم خروج من املاء حيا وموته خارج املاء واحملرم امنـا ومن حيث ان املعترب . املاء

هو موته يف املاء واختاره جنم الدين بن سعيد يف نكت النهاية ملا رواه سلمة ابو حفص عن كان يقول يف السمك والصيد اذا ادركها وهي تـضطرب ) ع(ان عليا ) ع( عبد اهللا ايب

، فعلى هذا القول يكفي النظر اليها تضطرب وتضرب بذنبها وتطرف بعينها فهي ذكاهتا ويكون النظر كاشفا ال

__________________ .٢١٠ ص ٣ج : من ال حيضره الفقيه )١( .١٤: النحل )٢( .١٢: فاطر )٣(

Page 142: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٤٢

اثبات اليد عليه على ان ال ميوت يف املاء فهـو « فاملدار اذن ، ان تذكيته هو . )١(» سببا .)٢(» و مبعىن الصيد املوافق له كحيازة املباح الذي ه

* * * وال يستطيع الفرد ، مهما اويت من قوة على التحليل ، ادراك حجم املنافع الصحية للتذكية الشرعية والزعم بانه وصل الكمال يف فهم ابعادها ، الن االصل يف التكليف هـو

ـ التعبد بالنصوص اوال ام الـشرعية دون ، والن مهمة الفقهاء يف االصل استنباط االحكولكن العقل حيكم بان دقة هذه االحكام يف الـصيد والذباحـة والنحـر . حتليلها ، ثانيا

ومن نافلة القول ان . واالخراج من املاء هلا نتائج على املستوى الصحي العام لكل االفراد نذكر ، ان اخطر ما يواجه النظام الطيب اليوم من مشاكل صحية هي مشكلة اللحوم وما

فهي مصدر الكثري من االمـراض املنتـشرة يف العـامل . تبعها من تذكية وحفظ وطهي يوال شك ان استبدال . والبويل املتحضر كامراض القلب والدورة الدموية واجلهاز اهلضمي

جهزة احلديثة يف التربيد حلفظ اللحوم عن الطريقة القدمية السابقة اليت كانت تـستعمل اال تقليل عدد االمراض اليت تنتشر عادة عن طريق تناول اللحـوم ، التوابل ، مل يساعد على

فبدل تعرض الفرد للتسمم بتناوله حلما متفسخا ، بالطريقـة . بل غير نوعها وشدهتا فقط القدمية ، اصبح نفس الفرد يتعرض المراض القلب وتصلب الشرايني جراء تناولـه حلمـا

.حمفوظا يف االجهزة احلديثةادىن شك من ان مشكلة اللحوم ستبقى اخطر املشاكل اليت يواجههـا وليس لدينا

النظام الطيب يف تعامله مع اسباب نشوء املرض ، الن__________________

.١٤٠ ص ٤ج : ايضاح الفوائد )١( .١٦٥ ص ٣٦ج : اجلواهر )٢(

Page 143: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٤٣ ............................................................................النظام الغذائي : ثانيا

يا اجلـسم احليوانات بكافة اشكاهلا وانواعها تعترب من اهم عناصر نقل االمراض اىل خال ولعل الطريقة االسالمية يف التذكية الشرعية ، تعترب من انشط العوامل الوقائية يف . البشري

.جتنب االمراض الناشئة عن تناول اللحوم

ـ النظام الشفائي يف العسل٥وهو من اهم االنظمة الشفائية للمؤمنني بالرسالة االسالمية ، الن فيه ضمانا اهليـا

وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من اجلبال بيوتا (: رد يف النص اجمليد بالشفاء ، كما و ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذلال يخرج من *ومن الشجر ومما يعرشون انألو لفتخم ابرا شطونهون بفكـرتم ية لقوآلي اس إن في ذلكفيه شفاء للن و .)١( ) ه »

داللة على اباحة العسل واباحة التداوي به اما بنفسه واما مـع اآلية هنا فوائد منها ان يف ما استشفى مـريض « : وورد يف األثر انه . )٢(» التركيب مع غريه كاحلمضيات وحنوها

قـال اهللا . وأكله حكمة) ص(وكان يعجب رسول اهللا . لعسل فان لعقة منه كل داء مبثل ا .)٤( » )٣( ) فيه شفاء للناس (: تعاىل

آخـر وبسبب احتوائه على نسبة كبرية من الكلوكوز والفركتوز ، ومهـا نتـاج من افضل بيامراحل هضم املواد النشوية والسكرية اليت متتص يف الدم ، فان العسل يعترب ط

. املواد الغذائية اليت تساهم يف شفاء االمراض اخلاصة باالمعاء واملفاصل والعضالت وحنوها وملا كان سكر الفاكهة

__________________ .٦٩ ـ ٦٨: النحل )١( .٣١٤ص : قالئد الدرر )٢( .٦٩: النحل )٣( .٥٠٣ ص ٣٦ج : اجلواهر )٤(

Page 144: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٤٤

اد السكرية يف العسل ، اصبح تناول الفـرد الـسليم او احد اهم نسب املو ) الفركتوز ( . املريض معا للعسل امرا شفائيا ، النه ال يزيد من نسبة السكر يف الدورة الدموية لالنسان

اما على الصعيد التعبدي ، فان الضمان االهلي بالشفاء يـضع ؛ يبيهذا على الصعيد التجر .م يف شفاء املؤمنني من خمتلف االمراضالعسل على قمة املواد الغذائية اليت تساه

ملحق بعض الروايات الواردة يف

االسالمي) الغذائي ( النظام الصحي و ان الناس قـصدوا يف الطعـم ل: ( قوله ) ع( امري املؤمنني ـ ورد عن االمام ١ .)١() لت ابداهنم العتد

.)٢() ان اهللا يبغض كثرة االكل ) : ( ع(ـ وعن االمام الصادق ٢وكـان ) : ( ع(علـي امري املؤمنني يف حديث عن ) ع(ـ وعن االمام الرضا ٣

.)٣() خفيف االكل ، خفيف الطعم قط ) شعري ( خبز بر ) ص(ما أكل رسول اهللا ) : ( ع(ـ وعن االمام الصادق ٤

.)٤() وال من خبز شعري قط االثـنني طعام الواحد يكفي االثنني ، وطعام ) : ( ص(ـ وورد عن رسول اهللا ٥

.)٥() يكفي الثالثة ، وطعام الثالثة يكفي االربعة :بطعام حار فقال ) ص(أيت النيب : ( قال ) ع( عبد اهللا ـ وورد عن ايب ٦

__________________ .٤٣٩ ص: احملاسن )١( .٤٣٩ص : احملاسن )٢( .١٣٧ ص ٢ج : عيون االخبار )٣( .١٩٢ص : امايل االمام الصادق )٤( .٢٧٣ ص ٦ج : كايف ال)٥(

Page 145: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٤٥ ............................................................................النظام الغذائي : ثانيا

.)١() ان اهللا مل يطعمنا النار ، حنوه حىت يربد .)٢(انه هنى عن ان ينفخ يف طعام او شراب ) ص(ـ وورد عن رسول اهللا ٧يا علي افتتح بامللح واختـتم : ( انه قال ) : ع(لعلي ) ص(ـ ويف وصية النيب ٨

.)٣() بامللح فان فيه شفاء ) : ( ع( امري املؤمنني قال نقال عن ) ع( عبد اهللا عن ايب ـ ويف رواية ايب بصري ٩

)مرض املوت احدى وعشرون زبيبة محراء يف كل يوم على الريق تدفع مجيع االمراض اال)٤(.

من اراد ان ال يضره طعام فـال يأكـل : ( قال ) ع(رد عن ايب جعفر وو ـ ١٠وليجد املضغ وليكف عـن الطعـام طعاما حىت جيوع وتنقي معدته ، فاذا أكل فليسم اهللا

.)٥() وهو يشتهيه وحيتاج اليه _________________

.٤٠٦ص : احملاسن )١( .٥ ص ٤ج : من ال حيضره الفقيه )٢( .٢٦٦ ص ٤ج : من ال حيضره الفقيه )٣( .٣٥١ ص ٦ج : الكايف )٤( .٦٤٩ ص ١٦ج : الوسائل )٥(

Page 146: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٤٦

االستنتاجـ يف معـرض عرضـه ئي االسالمي ، ان االسالم وخالصة القول يف النظام الغذا

ـ مل يتطرق للنظام الوقائي بالتفصيل فحسب ، بل شـجع االفـراد يف للنظرية الصحية ئ شـاط املعامل يؤدي م يف النهاية اىل اجملتمع االسالمي على ممارسة منهج غذائي واضح

البد مي يف التغذية ، ومن اجل توضيح هذا املنهج االسال . السعادة الصحية واالمن النفسي :من ترتيب النقاط التالية

مبعىن ان الشريعة حببت للمكلفني تقليل ؛ التأكيد على آداب الشيء املأكول :اوال كمية الطعام الذي يتناوله الفرد ، واعتدال درجة حرارته وقت التناول ، وتقدمي امللح على

لحوم املطبوخة جيدا ، واالهتمام بتنـاول ، واالعتدال يف أكل ال الطعام ، ومص املاء مصا .نواعهاالفاكهة واخلضروات واخلبز ، ومنتوجات االلبان بكافة ا

التأكيد على آداب املائدة ، وهو تأكيد الشريعة على استحباب غسل اليدين :ثانيا بثالث اصابع واطالة اجللوس على املائدة ، والتأكيـد واألكل قبل تناول الطعام وبعده ،

. واألكل جمتمعا مع اآلخرينعلى املضغ الشديد ، وتصغري اللقمة املأكولة ،كل ، وهو تأكيد الشريعة على استحباب تناول الطعام التأكيد على آداب اآل :ثالثا

.ريغ البدن من الفضالت قبل النوموقت االحساس باجلوع ، واكماله قبل الشبع ، وتفوهو دليل قوي على ارتباط حليـة املـأكوالت وجوب التذكية الشرعية ، :رابعا

ة اخرى ،اللحمية بالقضايا التعبدية من جهة ، والصحية من جه

Page 147: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٤٧ .......................................................................................االستنتاج

فال يؤكل من احليوانات اال ما كـان . لثبوت املصلحة الشرعية للفرد والنظام االجتماعي والنحر للتذكية الشرعية بالذبح للحيوانات االهلية ، والصيد للحيوانات املتوحشة ، قابال

.لالمساك ، كما ذكرنا ذلك سابقالالبل ، واالخراج حيا من املاء لوهذا التأكيد الشديد على ضرورة التدقيق يف نوعية املادة الغذائية اليت يتناوهلا الفرد وآداب تناوهلا ، يؤدي دون شك اىل تقليل عدد االمراض اليت تصيب افراد اجملتمع ، واىل

ومن اجل تفصيل ذلك ، نورد هذه االشارات . ؤسسة الصحية تبديل شكل وتوجهات امل :نظام الغذائي االسالمي ليف فوائد اـ ان تطبيق النظام الغذائي االسالمي يساهم يف تقليل عدد وشدة االمراض اليت ١

تصيب االفراد ، وهي االمراض الناجتة من سوء العادات الغذائية ، خصوصا فيما يتعلـق .او كمية الطعام املتناول وحنوهامة والسرعة يف تناول الوجبة الغذائية باملضغ وحجم اللق

وعية الغذاء الذي يتناوله االفراد انفـع للنظـام نـ ان اهتمام املؤسسة الطبية ب ٢فراد عن طريق االدويـة االجتماعي على الصعيد االنتاجي ، واكثر اقتصادا من عالج اال

.املصنعة الغذائية يشجع االقتصاد الزراعي على النمو والتطور ممـا ـ ان االهتمام باملواد ٣

فبدال من تطبيب النظام االجتماعي ؛يفتح فرصا اخرى ال شباع حاجات االفراد الغذائية كما هو احلاصل اليوم يف النظام الغريب ، حياول النظام االسالمي تقوية صحة االفراد مـن

يتناوهلا االفراد من جبات غذائية معتدلة كاملة خالل اتباع اسلوب غذائي سليم يتمثل يف و سن الطفولة

Page 148: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٤٨

.وحىت الشيخوخة واهلرمطعاما اآلخرين ـ ان تقليل كمية الطعام املستهلك من قبل الفرد سيوفر لالفراد ٤

، حياول النظـام الغـذائي اآلخر فبدال من ختمة البعض وجوع . يشبع حاجاهتم االساسية النتـاج ، وا فراد بكمية معقولة من الطعام تساعدهم على العمل االسالمي اشباع مجيع اال

.امهم ونشاطها االساسيويف الوقت نفسه حتافظ على حيوية اجسـ ان ارتباط العادات الغذائية باجلانب العبادي ، يهذب الفرد وجيعلـه اكثـر ٥ غذائي متكامل الحترام النظام الصحي ، والتعاون مع املؤسسة الطبية الجياد نظام ااستعداد

والدفع االساسي يف هذا التوجه هو الدافع التعبدي املتجـسد باالمتثـال . جلميع االفراد اعي العـادل لالوامر الشرعية ، هادفا مرضاة اهللا سبحانه وتعاىل ، ومساندة النظام االجتم

.الذي جاء به االسالم

Page 149: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٤٩ .................................................................................النظام العالجي

النظام العالجي: ثالثا يف عالج االمراض يرجع فضله اىل تراكم اخلربة ان جناح النظرية التجريبية وال شك

فقد حاول االنسان معرفة فسلجة اجلـسم البـشري باعـضائه . االنسانية آلالف السنني الدقيقة ، وملعت يف افق الطب التجرييب امساء جديرة باالحترام من خمتلف شعوب العامل ،

ت ( وابن سينا ) م ٩٢٣ت ( االغريقيني ، والرازي ) كيلن( و )وكراتيس په( امثال ( و م ، ١٥٣٨ـ ) اندرياس فيساليوس ( ثال االسالميني ، واطباء اوروبا ام ) م ١٠٣٧

وقد . م ١٨٧٦ـ ) روبرت كخ ( و )لويس باستور ( و م ، ١٦٠٢ـ ) وليم هاريف تطور الطب احلديث بعد اكتشاف النظرية اجلرثومية ، وما اتبعها من اكتشاف اسـباب

وقـد . عدوى ، واستخدم اساليب التعقيم ، والتخدير يف العمليات اجلراحية املرض ، وال ن العشرين تطورين مهمني على صعيد الطب العالجـي ، ومهـا اسـتخدام رجلب الق

ان اكتشاف البنـسلني وال شك .املضادات احليوية ، وفن نقل االعضاء كالكلية والقلب الحقـا وكل االدوية اليت اكتشفت. اليت حصلت يف هذا القرناتكان من اهم االكتشاف

وساعدت اما على شفاء االمراض او على اجراء العمليات اجلراحية ، سامهت يف تطـوير ان االسالم شجع الطب احلديث على معاجلـة وال شك .النظام الطيب العالجي لالمراض

ترام القرآن اح: والثاين . االرتكاز العقالئي الذي امضاه الشرع : االول . االمراض لسببني ومن أحياها فكأنما أحيا الناس (: للحياة االنسانية ، كما ورد اطالق قوله تعاىل

Page 150: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٥٠

ولذلك ، فان النظام العالجي سيكون البديل الطبيعي ملعاجلة االمراض الـيت )١( ) جميعاناجتة من احلـوادث يعجز عن معاجلتها النظام الوقائي او الغذائي ، كالكسور واجلروح ال

.الطارئة اليت تصيب االنسان__________________

.٣٢: املائدة )١(

Page 151: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٥١ ................................................................................تصرفات املريض

تصرفات املريضواملراد بتصرفاته ، قيامه بعمل من . واملقصود باملريض هنا ، من اتصل مرضه مبوته

.االموال اليت ميتلكها وقت املرضاالعمال اليت تؤثر بشكل ما على كمية الفرد الصحيح بامواله ، تنفذ من االصـل ، سـواء اكـان وال شك ان تصرفات

التصرف واجبا كوفاء الدين ، او حماباة كاهلبة والوقف ، وسواء كان التصرف مطلقـا او فاته على املوت كان التـصرف واذا علق الصحيح تصر . منجزا اي غري معلق على املوت

.وصية فهي وصية ، وحكمها حكـم اما تصرفات املريض ، فان كانت معلقة على املوت

ولكن اذا تصرف املريض تصرفا منجزا غري معلق على املوت ، وكان فيه . وصية الصحيح حماباة تستدعي ضررا ماليا بالوارث ، كما لو تصدق ، او باع باقل من قيمة املثـل ، او

ان الشريعة مبعىن. وهب ماال فانه خيرج من الثلث فقط ، والزائد على الثلث ال يعد نافذا اما اذا مات يف مرضه ، واستوعبت . االسالمية توقف تنفيذ عمل املريض اىل ما بعد املوت

وان ضـاق . االموال املنجزة الثلث ، تكون تلك االموال اليت تصرف ا نافذة من البداية .االثلث عنها تبني فساد التصرف مبقدار الزائد عن الثلث ، هذا اذا امتنع الورثة عن اجازهت

يف رجل حـضره املـوت ، ) ع(قد ورد يف رواية علي بن عقبة عن االمام الصادق « فما يعتق : ل قا ؟ فاعتق مملوكا ليس له غريه ، فاىب الورثة ان جييزوا ذلك كيف القضاء فيه

وهلم. منه اال ثلثه

Page 152: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٥٢

الثلث قال الشيخ يف املبسوط واخلالف وابن اجلنيد والصدوق هي من « و .)١(» ما بقي :ختاره املصنف والعالمة ، لوجوه وا

ـ ان حكمة حصر الوصية يف الثلث موجودة هنا وهو االضرار بالورثة فوجب ١ .اد احلكم فيها لئال ختتل احلكمةاحت

تفـوت كل من يريد اضرار ورثته اىل املنجزات يف مرضه ف لتجأـ لوال ذلك ال ٢ .فائدة حصر الوصية يف الثلث

عن الرجل يكـون ) ع(سألت الصادق : منها عن ايب والد قال و. ـ الروايات ٣بل هتبه له فيجوز هبتها له وحيتسب ذلـك : قال . المرأته عليه الدين فتربئة منه يف مرضها

.)٢(» من ثلثها كانت تركت شيئا :ت مع الوصية يف االمور التالية وتشترك املنجزا

.لثلث ، او اجازة الورثةـ ان كال منها يقف نفوذها على اخلروج من ا ١ .ان املنجزات تصح للوارث ـ ٢ .ان كال منهما اقل ثوابا عند اهللا من الصدقة يف حال الصحة ـ ٣ .ان املنجزات يزاحم ا الوصايا يف الثلث ـ ٤ .)٣(» ان خروجها من الثلث معترب حال املوت ال قبله ، وال بعده ـ ٥

وصية ايضا خترج عن اطاروهناك فروق مفصلة بني املنجزات وال__________________

.١٩٤ ص ٩ج : التهذيب )١( .٤٢٤ ص ٢ج : التنقيح الرائع )٢( .٦٦ ص ٢ج : ختلف للعالمة احللي امل)٣(

Page 153: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٥٣ ................................................................................تصرفات املريض

.هذا الكتابواذا اقر املريض ، وهو يف مرض املوت لوارث او الجنيب بدين او عني ، فينظر اىل

وهو شرط لنفاذ اقراره من اصل التركة ، والبد مـن . قرارهامانة املقر ، وعدم حتيزه يف ا . من الثلثتعني االخراج اثبات الشرط بطريق من طرق االثبات ، واال

وبطبيعة احلال ، فان تصرفات املريض وما يقوم به من اعمال ، مرتبطـة ارتباطـا تصل بـاملوت ، الن النظام الصحي هو الذي يقرر نوعية املرض امل ؛وثيقا بالنظام الصحي

ولـذلك ، . كاحلاالت املتأخرة من السرطان ، وفقدان املناعة املكتسبة للجسم ، وحنوها فان النظام الصحي ، ومن ميثله من اهل اخلربة من االطباء ، هو الذي يـشخص ويعـني نوعية املرض املتصل باملوت ، مقدما بذلك للفقيه اكرب اخلدمات يف احلكم علـى صـحة

. املريض وقت مرضه املتصل باملوتجب واملستحب مبالالتصرف الوا

Page 154: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٥٤

امليت واحكامه الرأمساليـة ، هو ان املؤسسة الطبيـة ت على النظام الطيب الغريب اخذاومن اهم املؤ

حصرت املوت يف املستشفيات وابعدته عن البيوت واحلياة العامة ، حىت تبعد اجملتمع عـن مة املستشفى غري مقصورة على عالج املرضى فاصبحت مه . التأثريات النفسية لالحتضار

وابعـاد املـوت . فحسب ، بل اصبح من واجباهتا هتيئة امليؤوس من حاالهتم لالحتضار فحصر املوت يف املستشفيات . واالحتضار عن احلياة العامة له فوائد على املستوى الرأمسايل بشكل مـستمر يـؤدي اىل يساهم يف احملافظة على انتاجية االفراد ، الن التذكري باملوت

تقليل حجم التنافس االقتصادي بني االفراد ، وهو يؤدي يف النهاية اىل تقليـل انتاجيـة تناقض بشكل اساسـي نظـرة الرأمسالية ولكن هذه النظرة . العمال يف النظام االجتماعي

. النظرية االجتماعية االسالميةالدين للموت واالحتضار ، خصوصا يفم بتكرمي الفرد قبيل موته وخالل احتضارة ، فوضع آدابا لالحتضار فقد اهتم االسال

تسمح لرجل الدين الرأمسالية ومع ان املؤسسة الصحية . والغسل والتكفني والصالة والدفن اهنا تتحمـل مـسؤولية باقامة الصالة على امليت ودفنه على الطريقة املتبعة يف ديانته ، اال

الف للنظرة االسالمية اليت حتبب احتضار امليت بـني اهلـه وهذا خم . احتضاره حلد املوت وذويه ، كي يعترب الناس باملوت ، وبه تتهذب اخالقهم ويستقيم سلوكهم ، ويكون ادعى

.م لالفراد يف النظام االجتماعيلتعاوهنم وتآزرهم ومساعدهت الكفن واحلنوط والصالة والدفن منويعترب االحتضار والغسل و

Page 155: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٥٥ .................................................................................امليت واحكامه

كانوا كفائية يف االسالم ، فاذا قام ا البعض سقطت عن الكل ، واذا تركوها الواجبات ال .حماسبني على تركها مجيعا

وطريقة االحتضار ، هو ان يلقى امليت على ظهره حني الرتع وبـاطن قدميـه اىل ويستحب اغماض عينيه ، وشد حلييه ، ومد ساقيه ، ويديه اىل جنبيـه ، وتلـيني . القبلة

والتعجيل بتجهيزه كما . جتريده من ثيابه ، ووضعه على سرير ، وتغطيته بثوب مفاصله ، و يا معشر الناس ال الفني رجال مات له ميت ليال ) : ( ص(ورد يف احلديث عن رسول اهللا

فانتظر به الصبح وال رجال مات له ميت هنارا فانتظر به الليل ، ال تنتظروا مبوتاكم طلوع .)١() ، عجلوا م اىل مضاجعهم يرمحكم اهللا الشمس ، وال غروا

والثانية باملاء يطـرح . االوىل باملاء مع قليل من السدر . ويغسل امليت ثالث مرات والثالثة باملاء القراح وهو املاء اخلـالص دون . فيه الكافور ، ويستثىن من ذلك امليت احملرم

ة ، كما ينبغي الترتيب بني االعـضاء وينبغي الترتيب بني االغسال الثالث . اضافة شيء اليه فيبدأ بالرأس مع الرقبة ، مث اجلانب االمين ، مث اجلانب االيسر كمـا يف غـسل اجلنابـة

ويشترط يف التغسيل نية القرىب اىل اهللا . واحليض واالستحاضة املتوسطة والكثرية والنفاس وطهارته واباحته ، وازالة كما هو احلال يف سائر االعمال التعبدية االخرى ، واطالق املاء

والواجب يف . النجاسة عن بدن امليت ، مث ازالة احلاجب املانع من وصول املاء اىل البشرة كان امليت قـد هذا كله اذا . التغسيل وجود املماثل املسلم ، ومع عدمه فاملماثل الكتايب

.مات موتا طبيعيا ان يصلى عليه دوناما الشهيد يف املعركة فيدفن بثيابه ودمائه بعد

__________________ .١٢١ ص ١ج : التهذيب )١(

Page 156: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٥٦

واذا مـات بعـد . تغسيل ، بشرط ان خترج روحه يف املعركة او خارجها واحلرب قائمة .حينئذ ، كمن مات موتا طبيعياانتهاء القاتل وجب تغسيله

يـسجد وجيب التحنيط بعد الغسل ، وهو مسح الكافور على االعضاء السبعة اليت . ، والركبتان ، وااما الرجلنيعليها املصلي ، وهي اجلبهة ، والكفان

املئزر يلفه مـن الـسرة اىل الركبـة ، : االوىل . ويكفن امليت وجوبا بثالث قطع ويـشترط يف . االزار وينبغي ان يغطي كل البدن : والثالثة . واالفضل من الصدر اىل القدم . الصالة من كونه طاهرا ومباحااجب يفالكفن ما يشترط يف الساتر الو

وجتب الصالة على مسلم ، عادال كان او فاسقا ، للحديث املروي عن الرسـول صلوا على املرجوم من اميت ، وعلى القاتل نفسه من اميت ، ال تدعوا احدا مـن ) : ( ص(

من اهل القبلة صل على من مات ) : ( ع(واملروي عن االمام الباقر . )١() صالة اميت بال .وتقام الصالة وجوبا قبل الدفن. )٢() وحسابه على اهللا

الم نجعل االرض كفاتـا (: والواجبات ايضا دفن امليت يف االرض ، للنص اجمليد واحاديث أئمة أهل البيـت . )٤( ) يها نعيـدكم وفمنها خلقناكم ( ، )٣( ) احياء وامواتا

امر بدفن امليت لئال يظهر الناس علىامنا ) : ( ع(__________________

.٣٤٥ ص ١ج : التهذيب )١( .١٣١ص : اجملالس )٢( .٢٥: املرسالت )٣( .٥٥: طه )٤(

Page 157: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٥٧ .................................................................................امليت واحكامه

فساد جسده ، وقبح منظره ، وتغري رائحته ، وال يتأذى االحياء برحيه ، وما يدخل عليـه ء واالعداء ، فال يشمت عدوه وال حيـزن فة والفساد ، وليكن مستورا عن االوليا من اآل

ن يوضع امليت على جنبه االمين مستقبل القبلة ، ورأسه اىل املغـرب وا جيب. )١() صديقه ) ع(واالئمة االطهار ) ص( الن االصل يف هذا احلكم التأسي بالنيب ؛ورجليه اىل املشرق

.، كما قال الكثري من الفقهاءعا على من مس ميتا ـ بعد أن برد جسده وقبل ، فانه ينبغي شر آخر وعلى صعيد

ويف حالة مسه بعد موته مباشرة قبل ان يربد اجلسد . ان يغسل ـ االغتسال من مس امليت وصورة الغسل ، مـن . وكذلك اذا مسه بعد انتهاء غسل امليت الشرعي ، فال غسل عليه

.ثرية والنفاسمس امليت كصورة غسل اجلنابة واحليض واالستحاضة املتوسطة والكوال شك ان مسؤولية املؤسسة الطبية تنتهي عند موت الفرد ، فتتكفل املؤسـسة الدينية واالجتماعية القيام باحكام امليت من الغسل والتكفني واحلنـوط والـصالة عليـه

وبطبيعة احلال ، فان اهتمام االفراد يف النظام االجتماعي االسالمي باكرام امليـت . ودفنه يتناسب مع مضمون االسالم يف احترام االنسان ، باعتباره اكـرم املخلوقـات اجتماعيا

املذهب الفردي « واجلها عند اخلالق عزوجل ، خبالف النظرية الغربية ، اليت تؤمن باحقية يف احلياة االجتماعية ، وما يترتب على ذلك من مسؤولية الفرد جتاه حياته الشخـصية »

.فراد له ، حىت يف الشيخوخة والعجز واملوتدون توقع مساعدة بقية اال__________________

.٢٥٩ص : يون اخبار الرضا للصدوق ع)١(

Page 158: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام
Page 159: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٥٩ ................................................................................املصادر املقترحة

املصادر املقترحة اليت هلا عالقة مبواضيع الكتابهذه مجلة من املصادر العلمية للطلبة االعزاء على صعيدي احلوزة واجلامعة الذين يرغبـون يف

:ذا الباب من العلوم االجتماعية والبحث العلمي يف همواصلة الكتابة والنقد .القرآن الكرمي ـ ١ . خمطوطالنهاية يف غريب احلديث واالثر. ) ه٦٠٦ت ( ابن االثري ، جمد الدين اجلزري ـ ٢العوايل اللئايل العزيزية ). ه٩٠١ت ( ابن مجهور ، حممد بن علي بن ابراهيم االحسائي ـ ٣

. م١٩٨٣سيد الشهداء ، : قم . ينيةيف االحاديث الددار : القاهرة . بداية اجملتهد وهناية املقتصد . ـ ابن رشد ، حممد بن امحد بن حممد القرطيب ٤

. م١٩٢٨االستقامة ، طبعة حجرية ، : طهران . املناقب. ـ ابن شهر آشوب ، عز الدين ايب جعفر حممد بن علي ٥ . ه١٣١٧

دار :القـاهرة . عيون االخبار ). ه ٢٧٦ت ( بن مسلم بد اهللا ع ـ ابن قتيبة ، ابو حممد ٦ . م١٩٢٨، الكتب دار احيـاء : بـريوت . الطب النبوي . ـ ابن قيم اجلوزية ، مشس الدين حممد بن ايب بكر ٧

. م١٩٨٥التراث العريب ، دار : مصر. سنن ابن ماجة). ه٢٧٥ت ( حممد يزيد القزويين عبد اهللا ـ ابن ماجة ، ابو٨

Page 160: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم ........................................................ ١٦٠

.احياء الكتب العربية ـ بدون تاريخــ شـعثيات اال). القرن الرابع اهلجري ( ـ االشعث الكويف ، ابو علي حممد بن حممد ٩ . م١٣٦٩االسالمية ، : طهران . اجلعفرياتالفصول الغرويـة يف االصـول ). ه ١٢٥٠ت ( ـ االصفهاين الغروي ، حممد حسني ١٠

. ه١٢٨٦جرية ، طبعة ح: الفقهية طهران طبعـة . الرسائل او فرائد االصـول ). ه ١٢٨١ت ( االنصاري ، الشيخ املرتضى ـ ١١ .زمان الطبع غري مذكور. مطبعة وجداين: قم . حجرية

: قم . احلدائق الناضرة يف احكام العترة الطاهرة ). ه ١١٨٦ت ( البحراين ، يوسف ـ ١٢ . ه١٤١٠مجاعة املدرسني ،

.خمطوط. صحيح البخاري). ه٢٥٦ت ( اري ، حممد بن امساعيل ـ البخ ١٣: النجف االشرف . احملاسن). ه ٢٨٠ت ( ـ الربقي ، ابو جعفر امحد بن حممد خالد ١٤ . ه١٣٨٤النعمان ، . االربعـني ). ه١٠٣١ت ( البهائي ، اء الدين حممد بن احلسني بن عبد الـصمد ـ ١٥ .خمطوط

حيدرآباد . السنن الكربى ). ه ٤٥٨ت ( ابوبكر امحد بن احلسني بن علي البيهقي ، ـ ١٦ . ه١٣٤٤ ، دائرة املعارف النظامية:

. الصحاح ـ تاج اللغة وصحاح العربية). ه٤٠٠ت ( ـ اجلواهري ، امساعيل بن محاد ١٧ . م١٩٧٩دار العلم للماليني ، : بريوت

النعمان : النجف االشرف . يان آيات االحكام باالثر قالئد الدر يف ب . ـ اجلزائري ، امحد ١٨ . م١٩٥٤،

املكتبة التجارية ، بـدون : مصر . الفقه على املذهب االربعة . ـ اجلزيري ، عبدالرمحن ١٩ .تاريخ

وسائل الشيعة اىل حتصيل مسائل). ه١١٠٤ت ( ـ احلر العاملي ، حممد بن احلسن ٢٠

Page 161: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٦١ ................................................................................املصادر املقترحة

.راث العريب ـ بدون تاريخدار احياء الت: بريوت . الشريعةحتف العقول ). ه ٣٨١ت ( ـ احلراين ، ابو حممد احلسن بن علي بن احلسن بن شعبة ٢١

. ه١٣٨٥احليدرية ، : النجف االشرف . عن آل الرسولالنجـف . مستمسك العروة الـوثقى ). ه ١٣٩٠ت ( ـ احلكيم ، حمسن الطباطبائي ٢٢

. ه١٣٨٩االداب ، : االشرف : اصفهان . حتقيق رضا استادي). ه٤٤٧ت ( الكايف يف الفقه . ـ احلليب ، ابو الصالح ٢٣

. ه١٤٠٠العامة ، امري املؤمنني مكتبةخمتلـف ). ه ٧٢٦ت ( ـ العالمة احللي ، مجال الدين ابو منصور احلسن بن يوسف ٢٤

. ه١٤١٢مجاعة املدرسني ، : قم . الشيعة .بدون مكان وتاريخ الطبع. طبعة حجرية. منتهى الطلب.ـــ ـ ـ٢٥. قرب االسناد). القرن الرابع اهلجري ( بن جعفر عبد اهللا ـ احلمريي القمي ، ابو العباس ٢٦ .بدون تاريخ: طهران . طبعة حجرية. معجم رجال احلديث وتفصيل طبقات الرواة ). ه ١٤١٢ت ( ـ اخلوئي ، ابو القاسم ٢٧

. ه١٤٠٣دار الزهراء ، : بريوت الرسالة الذهبية اىل اخلليفة املأمون ). ه٢٠٣ت ( ، علي بن موسى ) ع(ـ االمام الرضا ٢٨ . ه١٣٨٥احليدرية ، : النجف االشرف . العباسي

بريوت . تاج العروس من جواهر القاموس). ه١١٩٤ت ( ـ الزبيدي ، حممد مرتضى ٢٩ .مكتبة احلياة ، بدون تاريخ:

سنن ). ه ٢٧٥ت ( ، ابو داود سليمان بن االشعث بن اسحاق االزدي ـ السجستاين ٣٠ . م١٩٥٢مكتبة احلليب ، : مصر . ايب داود

تصرالتنقيح الرائع ملخ). ه٨٢٦ت ( عبد اهللا ـ السيوري احللي ، مجال الدين مقداد بن٣١

Page 162: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم ........................................................ ١٦٢

. ه١٤٠٤آية اهللا املرعشي ، : قم املقدسة . الشرائع: بريوت . سنن النسائي بشرح احلافظ جالل الدين السيوطي . الل الدين ـ السيوطي ، ج ٣٢

.دار احياء التراث العريب ـ بدون تاريخ. اللمعة الدمشقية ). ه ٧٨٦ت ( ـ الشهيد االول ، حممد بن مجال الدين مكي العاملي ٣٣ . ه١٤٠٦دار الناصر ، : قم املقدسة الروضة البهية يف شـرح ). ه ٩٦٥ ت( العاملي ـ الشهيد الثاين ، زين الدين اجلبعي ٣٤

. ه١٤٠٣داراهلادي ، : قم . اللمعة الدمشقيةـ دار اهلدى: قم . طبعة حجرية. مسالك االفهام يف شرح شرائع االسالم.ـــ ــ ٣٥ .بدون تاريخ. اخلـصال ). ه ٣٨١ت ( بن علي بن احلسني بن بابويه القمـي ـ الصدوق ، حممد ٣٦

. ه١٣٧٦دار الكتب االسالمية ، : طهران . ه١٣٨٥النعمان ، : النجف االشرف . علل الشرائع.ـــ ـ ـ٣٧ . ه١٣٧٧االسالمية ، دار الكتب :طهران . عيون اخبار الرضا.ـــ ــ ٣٨ . ه١٣٩٧االسالمية ، دار الكتب :طهران . معاين االخبار.ـــ ــ ٣٩ . ه١٣٧٧: قم . طبعة حجرية. املقنع .ـــ ــ ٤٠ . ه١٤٠٨االعلمي ، : بريوت . من ال حيضره الفقيه.ـــ ــ ٤١النجف االشرف . اعالم الورى). ه٥٤٨ت ( ـ الطربسي ، ابو علي الفضل بن احلسن ٤٢

. ه١٣٩٠االداب ، : . ه ١٣٣٣مطبعة العرفان ، : صيدا . جممع البيان.ـــ ــ ٤٣ . م١٩٨٢االعلمي ، : بريوت . السادسةالطبعة . مكارم االخالق.ــــ ـ ٤٤دار : طهـران . االستبـصار ). ه ٤٦٠ت ( ـ الطوسي ، ابو جعفر حممد بن احلسن ٤٥

تبالك

Page 163: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٦٣ ................................................................................املصادر املقترحة

. ه١٣٩٠االسالمية ، . ه١٣٠٠: طهران . طبعة حجرية. االمايل.ـــ ــ ٤٦ـ ـ ٤٧ المية ، االس دار الكتب :طهران . هتذيب االحكام يف شرح املقنعة للمفيد .ـــ . ه١٣٩٠

طبعة حجرية عن نسخة خطية بتـاريخ . مصباح املتهجد وسالح املتعبد .ــــ ـ ٤٨ . ه١٠٨٢

ايضاح الفوائد ). ه ٧٧١ت ( ـ فخر احملققني ، ابو طالب حممد بن احلسن بن يوسف ٤٩ . ه١٣٨٧املطبعة العلمية ، : قم . يف شرح القواعد

مصر . عباستنوير املقابس من تفسري ابن . مد بن يعقوب ـ الفريوز آبادى ، ابو طاهر حم ٥٠ . ه١٣٨٠التجارية ، :

ارشاد الساري ). ه ٩٢٣ت ( ـ القسطالين ، ابو العباس شهاب الدين امحد بن حممد ٥١ .احياء التراث العريب دار: بريوت . لشرح صحيح البخاري

دار : طهـران . روع الكايف ف). ه ٣٢٩ت ( ـ الكليين ، ابو جعفر حممد بن يعقوب ٥٢ .١٣٧٩الكتب االسالمية ،

املطبعـة : ن طهرا. حبار االنوار ). ه ١١١١ت ( ـ اجمللسي ، حممد باقر بن حممد تقي ٥٣ . ه١٣٧٦الكمبانية ، شرائع االسالم يف ). ه ٦٧٦ت ( ـ احملقق احللي ، جنم الدين جعفر بن احلسن بن حيىي ٥٤

. ه١٢٨٤: تربيز . طبعة حجرية. مسائل احلالل واحلرام. كرت العمال من سنن االقوال واالفعـال ). ه ٩٧٥ت ( ـ املتقي اهلندي ، عالء الدين ٥٥ . ه١٣٦٩مجعية دائرة املعارف العثمانية ، : حيدر آباد . الطبعة الثانية: ن طهـرا . االختصاص). ه ٤١٣ت ( حممد بن حممد النعمان عبد اهللا ـ املفيد ، ابو ٥٦

تبةمك

Page 164: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم ........................................................ ١٦٤

. ه١٣٧٩الصدوق ، . ه١٣٩٩االعلمي ، : بريوت . االرشاد.ـــ ــ ٥٧ . ه١٣٨٠الكتب االسالمية ، : طهران . اجملالس او العيون واحملاسن.ـــ ــ ٥٨. جواهر الكالم يف شرح شـرائع االسـالم ). ه ١٢٦٦ت ( ـ النجفي ، حممد حسن ٥٩

. الكتب االسالميةدار: طهران . اينچحتقيق حممود القوخلة خالل عمليـة نـشر الطـب االضغوط املتد : ـ ادلر ، ادرائيل وجوديث شوفال ٦٠ص . م١٩٧٨ ، سنة ٤٣جملد ). النشرة االجتماعية االمريكية النقدية ( مقالة علمية ىف جملة . اجتماعيا .٧٠٤ ـ ٦٩٣

مقالة علمية . تقييم جترييب : اعادة النظر يف فكرة دور املرض . ـ ارلوك ، ارنولد واخرون ٦١ .٤٣٩ـ ٤٣٢ص . م١٩٧٩ ، سنة ٢٠جملد ). الصحة والسلوك االجتماعي ( ىف جملة

. ةيعملية مفاوضة حقيق: العالقة بني الطبيب واملريض . ـ اندرسون ، تومثي وديفيد هيلم ٦٢املطبعة احلرة ، : ورك نيوي. حترير كارتلي جيكو). املرضى ، االطباء ، واملرض ( مقالة علمية يف كتاب

. م١٩٧٩ . م١٩٧٦بانثيون ، : نيويورك . مصادرة الصحة: اللعنة الطبية . ، ايفانچـ الي ٦٣الكتـب التجاريـة ، : نيوجرسي . دراسة قومية حول االنظمة الصحية. ـ الينك ، ري ٦٤ . م١٩٨٠

١٩٧٨ا ، كتب نادي سري : سان فرانسسكو . سياسة السرطان . ـ ايبشتاين ، صموئيل ٦٥ .م

( مقالة علمية ىف جملـة . اعادة النظر يف دور املريض ودور الطبيب . ـ بارسن ، تالكوت ٦٦ .٢٧٨ ـ ٢٥٧ص . م١٩٧٥االمريكية ، صيف ) الصحة واجملتمع

. م١٩٥٤املطبعة احلرة ، : نيويورك . حبوث يف النظرية االجتماعية.ـــ ــ ٦٧ .عيى ضوء القيم االمريكية والتركيب االجتما تعريفات الصحة واملرض عل.ـــ ــ ٦٨

Page 165: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٦٥ ................................................................................املصادر املقترحة

املطبعة احلرة ، : نيويورك . حترير كارتلي جيكو). املرضى ، االطباء ، واملرض ( مقالة علمية يف كتاب . م١٩٥٨

.١٩٧٣املطبعة احلرة ، : نيويورك . القوة واملعارضة يف املدرسة الطبية. ـ بلوم ، صموئيل ٦٩. ثقافة الطلبة يف املدرس الطبيـة : االوالد يف املالبس البيضاء . ونـ بيكر ، هارود واخر ٧٠

. م١٩٦١مطبعة جامعة شيكاغو ، : شيكاغو . م١٩٧٤نينكوين ، : نيويورك . موت الطب النفسي ..اف. ـ توري ، اي ٧١مطبعـة : كامربدج ، ماساشوسـت . السلوك املرضي ودور املرض . ـ تويدل ، اندريو ٧٢ . م١٩٧٩شينكمان ، ) العلوم االجتماعيـة والطـب ( مقالة علمية يف جملة . املرض واالحنراف .ــــ ـ ٧٣ .٧٦٢ ـ ٧٥١ص . م١٩٧٣ ، ٧اجمللد . االمريكيةمـا : نيويورك . الطبعة الثانية . علم اجتماع الصحة . ـ تويدل ، اندريو ورجيارد هسلر ٧٤ . م١٩٨٦كميالن ، . م١٩٧٤و ، ورهاربر: نيويورك . لعقليخرافة االضطراب ا. ، توماسچاچ ـ ٧٥ . م١٩٧٠دل ، : نيويورك . صناعة اجلنون.ــــ ـ ٧٦ . م١٩٧٠انكر ، : نيويورك . الفكر واجلنون.ـــ ــ ٧٧: تدريب االطباء يف الواليات املتحدة ، نيـويرك : الغموض الطيب . ـ جوناس ، ستيفن ٧٨

. م١٩٧٨نورتن ، سـان . االبعاد الطبية للحرب النوويـة : املساعدة االخرية . نيفيان ، اريك وآخرو چـ ٧٩ . م١٩٨٢فرميان ، : فرانسسكو . م١٩٧٩املطبعة احلرة ، : نيويرك . املرض ، االطباء ، واالمرض. ـ جيكو ، كارتلي٨٠ :سانت لويس . قدمة تعليمية فعالةم. الكحول والسلوك. ـ دنيسون ، دارون وآخرون٨١

Page 166: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم ........................................................ ١٦٦

. م١٩٨٠موزيب ، . م١٩٥٩دبل دي ، : نيويورك ! سراب ما الصحة اال. ـ دوبس ، رينيه ٨٢ .١٩٦٩مونتور ، : نيويورك . االنسان ، الطب والبيئة.ـــ ــ ٨٣ـ هيل ، ماكرو: نيويورك . بروز املؤسسة الطبية: الذين بيدهم الشفاء . ـ دويف ، جون ٨٤ .م ١٩٧٦

. م١٩٦٦وايلي ، : رك نيويو. مهنة التمريض. ـ ديفس ، فراد٨٥معهـد بـروكنكس ، : واشنطن دي سي . التأمني الصحي القومي . ـ ديفس ، كارين ٨٦ . م١٩٧٥

: نيويـورك . دراسة مقارنة بني السياسات القومية للعناية الـصحية . ـ رومري ، ميلتون ٨٧ . م١٩٧٧مارسيل ديكر ،

نيوانكالنـد ( لة علمية يف جملـة مقا. جممع الصناعة الطبية احلديث . ـ ريلمان ، ارنولد ٨٨ .٩٧٠ ـ ٩٦٣ص . م١٩٨٠ ، سنة ٣٠٣، جملد ) الطبية

. م١٩٦٩جوسي ـ باس ، : سان فرانسسكو . ـ زبوروسكي ، مارك الناس يف أمل٨٩نـشرة ( مقالة علمية يف جملة . الطب كمؤسسة للسيطرة االجتماعية . ـ زوال ، ارفينك ٩٠

.٥٠٤ ـ ٤٨٠ص . م١٩٧٢سنة . ٢٠، جملد ) النقد االجتماعي ١٩٨٢الكتب االساسية ، : نيويورك . التغري االجتماعي للطب االمريكي. ـ ستار ، بول ٩١

.مفحص الطروحـة الطـب : االستعمار االجتماعي ومهنة الطب . ـ سترونك ، يب أم ٩٢ أ ، اجلزء الثاين ، ١٣ االمريكية ، جملد) العلوم االجتماعية والطب ( مقالة علمية يف جملة . االستعماري

.٢١٥ ـ ١٩٩ص . م١٩٧٩سنة ١٩٨٥ورنرر ، : نيويورك . مرض االيدز املعدي . سالف ، جيمس وجون بروبيكر ـ ٩٣

.م( مقالة علميـة ىف جملـة . فهم للسلوك املرضي : فكرة التمارض . ـ سيغال ، الكسندر ٩٤

.١٦٩ ـ ١٦٢ص . م١٩٧٦ ، سنة ١٧د ، جمل) الصحة والسلوك االجتماعي

Page 167: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٦٧ ................................................................................املصادر املقترحة

نيويورك . التاريخ املضطرب لالطباء واملرضى : اخالقية فراش املرض . ـ شورتر ، ادوارد ٩٥ . م١٩٨٦ساميون وشوستر ، :

الكوارث الطبيعية والبشرية يف اوروبا القـرون : املوت االسود . ـ غوتفرايد ، روبرت ٩٦ . م١٩٨٣املطبعة احلرة ، : نيويورك . الوسطى

. تطور املرض املعـدي : احلقيقة حول مرض االيدز . كچليام وو كوديسي ـ فتنر ، ان ٩٧ . م١٩٨٤هولت ، راينهارت ، وونسنت ، : نيويورك

. م١٩٧٠الداين ، : شيكاغو . السيطرة املهنية. ـ فريدسون ، اليوت٩٨ .١٩٧٠دود وميد ، : نيويورك . املهنة الطبية. ـــــ ٩٩ . م١٩٧٥السفاير ، : نيويورك . نطبب معا. ـــــ ١٠٠ـ ـ ١٠١ مطبعة جامعـة : شيكاغو . دراسة يف السيطرة االجتماعية : نطبب معا . ـــ

. م١٩٨٠شيكاغو ، الطبعة . الطيب علم االجتماع : كتاب اجليب ). ون حمرر( ـ فرميان ، هاورد وآخرون ١٠٢

. م١٩٧٢برنتس ـ هول ، : اجنلوود كلفس ، نيوجرسي . الثانية . م١٩٧٠باالنتاين ، : نيويورك . طب اهلنود احلمر االمريكان. ل ، فريجيلـ فوجي ١٠٣) الطبيب الطالـب ( فصل علمي يف كتاب . التدريب حنو اجملهول . ـ فوكس ، رينيه ١٠٤

. م١٩٥٧مطبعة جامعة هارفرد ، : كامربدج ، ماساشوست . حترير روبرت مريتون وآخرونـ ـ ١٠٥ ) ديدالس ( مقالة علمية يف جملة . مع االمريكي تطبيب وعدم تطبيب اجملت . ـــ

. م١٩٧٧االمريكية ، شتاء ) اجملتمع ( مقالة علمية يف جملة . يتمشاكل النظام الصحي السوفي . ـ فيشباك ، ميوري ١٠٦ .٨٩ ـ ٨٠ص . م١٩٨٤مارس ـ ابريل ، . االمريكية

سبابه ، اشكاله ، وطرقا: الكحول التاريخ الطبيعي لالدمان على . ـ فيالنت ، جورج ١٠٧

Page 168: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم ........................................................ ١٦٨

. م١٩٨٣مطبعة جامعة هارفرد ، : كامربدج ، ماساشوست . معاجلتهمطبعة جامعة : كامربدج ، ماساشوست . اقتصاد النظام الصحي . ـ فيوكس ، فيكتور ١٠٨

. م١٩٨٦هارفرد ، ـ ـ ١٠٩ بعد اقتصادي حول حياة االمريكان من الوالدة وحـىت : كيف نعيش . ـــ

. م١٩٨٣مطبعة جامعة هارفرد ، : دج ، ماساشوست كامرب. املوت، مطبعة جامعة شـيكاغو : شيكاغو. العامل الصامب للطبيب واملريض . ـ كاتز ، جي ١١٠

. م١٩٨٦ . م١٩٧٦وايلي ، : نيويورك . هناية الطب. ـ كارلسن ، ريك١١١ هـاوس ، رانـدم : نيويورك . ثورة النظام الصحي يف امريكا . ـ كاليفانو ، جوزيف ١١٢

. م١٩٨٥. علم االجتماع السياسي للصحة والعناية الطبية : السلطة واملرض . كراس ، اليوت ـ ١١٣

. م١٩٧٧السفاير ، : نيويورك نيويورك . الطبعة الثانية. علم الصيدلةئ مباد. جي وجي ديل كايدس ـ كالرك ، دبليو ١١٤

. م١٩٨٢املطبعة االكادميية ، : التـدخل ( مقالة علمية يف كتاب . املرض والسيطرة االجتماعية . ـ كالرك ، كانداس ١١٥. عـة الثانيـة الطب. حترير هاورد رويب وكانداس كـالرك ). قراءات يف علم االجتماع : االجتماعي

. م١٩٨٣ ، نسانت مارت: نيويورك . م١٩٤٢مطبوعات دوفر ، : نيويورك . مصادر التاريخ الطيب. ـ كلندنج ، لوكان١١٦ــ هيـل ، ماكرو: نيويورك . الطبعة الثانية . علم اجتماع الطب . كو ، رودين ـ ١١٧

. م١٩٧٨النيكوتني واول اوكسيد الكاربون مـن حمتويـات . خرونآو ـ كوفمان ، دي دبليو ١١٨

، ) نيوانكالند الطبيـة ( مقالة علمية يف جملة . السجائر ، وخطورة االمراض القلبية للشباب املدخنني .٤١٣ ـ ٤٠٩ص . م١٩٨٣ شباط ٢٤ ، ٨ عدد ،٣٠٨جملد

Page 169: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٦٩ ................................................................................املصادر املقترحة

ــ مطبعة برنتس : نيوجرسي . علم اجتماع االضطراب العقلي . ـ كوكرهام ، وليم ١١٩ . م١٩٨١هول ،

. م١٩٨٦هول ، : نيوجرسي . علم االجتماع الطيب. ـــــ ١٢٠. بيـة املمارسة االجتماعية يف املدرسـة الط : الكفاءة يف الطب . ـ كومبس ، روبرت ١٢١

.م ١٩٧٨املطبعة احلرة ، : نيويورك . من الوضع السيء اىل املرض: االحنراف والتطبيب . ـ كونراد ، بيتر وجوزيف شنابدر ١٢٢ . م١٩٨٠موزيب ، : سانت لويس ابعـاد : علم اجتماع الصحة واملـرض ). حمررون ( لي كرين چـ كونراد ، بيتر ورو ١٢٣

. م١٩٨١سانت مارتن ، : نيويورك . حامسةألن وبيكون : بوسنت . علم اجتماع الطب واملرض. تنالفاچـ كريتز ، ريتشارد وبول ١٢٤

. م١٩٨٤، بولـدر ، . العناية الصحية يف االحتاد السوفييت واوروبـا الـشرقية . كيسر ، ميشيل ـ ١٢٥

. م١٩٧٦املطبعة الغربية ، : كولورادو مقالة علمية . بيب يف االداء وقناعة املريضدور الط. ـ الرسن ، دونالد وايفرنك رومتان ١٢٦

.٣٢ ـ ٢٩ص . م١٩٧٦ ، سنة ١٠االمريكية ، جملد ) العلوم االجتماعية والطب ( ىف جملة مقالـة . الطبقة االجتماعية ، قابلية التأثر ، واملرض . ـ المي ، ليونارد وليسا بريكمان ١٢٧

.٨ ـ ١ص . م١٩٧٦ ، ١٠٤، اجمللد ) اجمللة االمريكية لعلم االمراض املعدية( علمية يف االنسجام: املرضى ذوالسلوك اجليد واملرضى ذوالسلوك املضطرب . ـ لوربر ، جوديث ١٢٨

، ١٦االمريكية ، جملد ) الصحة والسلوك االجتماعي ( مقالة علمية يف جملة . الحنراف يف املستشفى وا .٢٢٥ ـ ٢١٣ص . م ١٩٧٥

/ موزيب: سانت لويس . تاريخ مصور:الطب . يتروسليـ ليونز ، الربت وجوزيف ب ١٢٩

Page 170: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم ........................................................ ١٧٠

. م١٩٧٨تاميز ـ مرر : واشـنطن دي سـي . الكحول واجلرمية . ـ املعهد القومي للشرطة والعدالة القضائية ١٣٠

. م١٩٧٦وزارة العدل االمريكية ، ل توسـيع االراء حـو : القاعدة الثقافية البيولوجية للصحة . مور ، لورنا وآخرون ـ ١٣١

. م١٩٨٠موزيب ، : سانت لويس . االنثروبولوجيا الطبيةنيوجرسي . الطبعة الثانية . االضطراب العقلي والسياسة االجتماعية . ميكانك ، ديفيد ـ ١٣٢

. م١٩٨٠برنتس ـ هول ، : ـ ـ ١٣٣ مطبعة : نيوجرسي . االعراض ، السلوك املرضي ، والبحث عن الصحة . ـــ

. م١٩٨٢جامعة روجترز ، . م١٩٧٨املطبعة احلرة ، : نيويورك . الطبعة الثانية. علم االجتماع الطيب.ــــ ـ ١٣٤ . م١٩٨٠املطبعة احلرة ، : نيويورك . قراءات يف علم االجتماع الطيب. ـــــ ١٣٥ . م١٩٧٦وايلي ، : نيويورك . النمو يف البريوقراطية الطبية. ـــــ ١٣٦ عدد املوتى ضاملسامهة املريبة للنظام الطيب يف اخنفا . ـ ميكنلي ، جون وسونيا ميكنلي ١٣٧

٣ ، عدد ٥٣، جملد ) الصحة واجملتمع ( مقالة علمية يف جملة . يف الواليات املتحدة يف القرن العشرين . م١٩٧٧،

. م١٩٧٦بروديست ، : نيويورك . الطب حتت ظل الرأمسالية. ـ نافارو ، فيسنت ١٣٨( مقالة علمية يف جملة . ري التدخني خالل احلمل على موت اجلنني تأث. ـ ناي ، ريتشارد ١٣٩

.٢١ ـ ١٨ص . م١٩٨١ كانون الثاين ١ ، عدد ٥٧االمريكية ، جملد ) االمراض النسائية ، شتاء ١٠٦، جملد ) ديدلس ( مقالة علمية يف جملة . املسؤولية الفردية. ـ نولز ، جون ١٤٠

.٨٠ ـ ٥٧ص . م١٩٧٧ . م١٩٨٤كتب هارموين ، : نيويورك . اجملتمع الطيب الصناعي. انليـ هول ، ست ١٤١

Page 171: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٧١ ................................................................................املصادر املقترحة

املوت غـري دور الكحول يف : تأثري الكحول على فعالية االنسان . وسنت ، جيمس ـ ١٤٢ ، نوفمرب ١٥ ، عدد ٧٤، جملد ) اجمللة االمريكية لالمراض السريرية ( مقالة علمية يف نشرة . الطبيعي .٧٥٨ ـ ٧٥٥ص . ١٩٨٠

اتالنتـك الوسـطى ، : نيوجرسي . الطب الغييب للهنود احلمر . ـ وسلجر ، سي أي ١٤٣ . م١٩٧٣

مطبعة : شيكاغو . تناقضات العناية الصحية الرأمسالية: املرض الثاين . ـ ويتكن ، هاورد ١٤٤ . م١٩٨٦جامعة شيكاغو ،

: يانبلس انـد . يلاستغالل املرض يف اجملتمع الرأمسا . ـ ويتكن ، هاورد وباربرا وترمان ١٤٥ . م١٩٧٤بوبس ـ مرييل ،

Page 172: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام
Page 173: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٧٣ ................................................................................املصادر املقترحة

وهـي . هذه القائمة االضافية باملصادر االجنبية خاصة بالطبعة اجلامعية هلذا الكتاب موجهة ملساعدة كل الذين يبذلون جهدا استثنائيا يف مالحقة حبوث الكتاب من مصادرها

نقديات علم االجتمـاع االجنبية وبنفس اللغة اليت كتبت ا ، وتطوير حبوث ونظريات و .االسالمي مبا يناسب الوضع االجتماعي املتغري للعامل االسالمي

ADLER, ITRAEL, and JUDITH T. SCHUVAL. " Cross pressures during socialization for medicine. "American Sociological Review, 43, 1978, pp. 693 – 704. ANDERSON, W. TIMOTHY, and DAVID T. HELM. " The physician - patient encounter : A process of reality negotiation." in E. Gartly Jago ( ed. ), Patients, Physicians, and Illness. New York : Free press, 1979. ARLUKE, ARNOLD, LOUANNE KENNEDY, and RONALD C. KESSLER. " Reexamining the sick role concept : An empirical assessment. " Journal of Health and Social Behavior, 20, 1979, pp. 432 – 439. BECKER, HOWARD S. , et al. Boys in the White: Student culture in Medical School. Chicago : Univrsity of Chicago press, 1961. BLOOM, SAMUEL W. POWER and Dissent in the Medical School. New York : Free Press, 1973. CARLON, RICK. THE End of Medicine. New york : wiley, 1976. CALIFANO, JOSEPH A. America's Health Care Revolution. New York Random House, 1985. CHAVIAN, ERIC, et al. LAST Aid : The Medical Dimensions of Nuclear War. San Francisco: Freeman, 1982. CLARK, CANDACE. " Sickness and Social Control, " in Howard Robby and Candace Clark ( eds. ), Social Interaction : Readings in Sociology. 2nd ed. New York : St. Martin's Press, 1983. CLENDENING, LOGAN ( ed. ) Sourcebook of Medical History. New York : Dover Publications, 1942. COCKERHAM, WILLIAM C. Sociology of Mental Disorder. Englewood Cliffs,N.J. : Prentice - Hall, 1981. ----. Medical Sociology. 3rd ed. Englewood cliffs, N. J. : Prentice – Hall,

Page 174: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٧٤

1986. COE, RODNEY M. Sociology of Medicine. 2nd ed. New York : McGraw – Hill, 1978. CONRAD, PETER, and JOSEPH W. SCHNEIDER. Deviance and Medicalization : From Badness to Sickness. St. Louis : Mosby,1980. ----. and ROCHELLE KERN ( eds. ). The Sociology of Health and Illness: critical Perspectives. New York : St. Martin's Press, 1981. COOMBS, ROBERTH. Mastering Medicin: Professional Socialization in Medical School. New York: Free Press, 1978. DAVIS, FRED ( ed. ) The Nursing Prefession. New York : Willy, 1966. DAVIS, KAREN. National Health Insurance. washington, D. C. : Brookings Institution, 1975. DENNISON. DARWIN D. et al. Alcohol and Behavior : An Aetivated Education Approach. St. louis : Mosby, 1980. DUBOS, RENE. Health as Mirage. New York : Doubleday,1959. ----. Man , Medicine, and Environment. New York : Mentor, 1969. DUFFY, JOHN. The Healers : The Rise of the Medical Establishment. New York : McGraw –Hill, 1976. ELLING, RAY H. Cross - National Study of Health Systems. New Brunswick, N. J. Transaction Books,1980. EPSTEIN, SAMUEL S. The Politics of cancer. San Francisco: Sierra Club Books Sierra,1978. FESHBACK, MURRAY. " soviet health problems, " Socity, March / April 1984, pp. 80- 89. FETTNER, ANN GUIDICI and WILLIAM A. CHECK. The Truth about AIDS: Evolution of an epidemic. New York: Holt, Rinehart and Winston, 1984. FOX, RENEE. "Trainig for uncertainty, "in Robert K. Merton, George C. Reader and Patricia Kendall ( eds. ) The Student Physician. Cambridge, Mass.: Harvard University Press, 1957. ----. The medicalization and demedicalization of American Society. " Daedalus, Winter 1977. FREEMAN , HOWARD E, SOL LEVINE, and LEO G. REEDER ( eds. ) Handbook of medical sociology. 2nd ed.Englewood Cliffs, N , J.: Prentice - hall, 1972. FREIDSON, ELIOT. Professional Dominance. Chicago: Aldine, 1970. ----. Profession of Medicine. New York: Dodd, Mead, 1970. ----. Doctoring Together. New York: Elsevier, 1975. ----. Doctoring Together : A Study of Professional Social Control. chicago: University of Chicago Press, 1980.

Page 175: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٧٥ ................................................................................املصادر املقترحة

FUCHS, VICTOR R. How We Live: An Economic Perspective on Americans from Birth to Death. Cambridge, Mass.: harvard University Press, 1983. The Health Economy. Cambridge, Mass.: Harvard Unversity Press, 1986. GOTTFIED, ROBERT S. The Black Death: Natural and Human Disaster in Medieval Europe. New York: Free Press, 1983. ILLICH, IVAAN. Medical Nemesis: The Expropriation of Health. New York: Pantheon, 1976. JACO, E. GARTLY ( ed. ). Patients, physicians, and Illness. 3rd er. New York: Free Press, 1979. JONAS, STEPHEN. Medical Mystery: The Trainig of Doctors in the United States. New York: Norton, 1978. KASER, MICHAEL. Health Care in the Soviet Union and Eastern Europe. Boulder, Col: Westview Press, 1976. KATZ, JAY. The Silent Word of Doctor and Patient. Chicago: University of Chicago Press, 1986. KAUFMAN, D. W. et al." Nicotine and Carbon Monoxide content of cigarette Smoke and the Risk of Myocardial Infarction in Young Men." New ENGLAND Journal of Medicine. 308, no. 8, Feb. 24 1983. pp. 409 - 413. KNOWLES, JOHN H. "The responsibility of the individual." Daedalus, 106, Winter 1977, pp. 57 - 80. KRAUSE, ELLIOT A. Power and Illness: The Political Sociology of Health and Medical Care. New York: Elsevier, 1977. KURTZ, RICHARD A. and, H. PAUL CHALFANT. Sociology of Medicine and Illness. Boston: Allyn and Bacon, 1984. LARSON, DONALD E., and IRVING ROOTMAN. "Physician role performance and patient satisfaction." Social Science and Medicine, 10, 1976, pp. 29 - 32. LORBERT, JUDITH. "Good patients and problem patients: Conformity and deviance in a general hospital." Journal of Health and Social Behavior,16, 1975, pp. 213 - 225. LYME, S. LEONARD, and LISA F. BERKMAN. "Social class, susceptibility, and sickness." American Jornal of Epidemiology,104, 1976, pp. 1 - 8. LYONS, ALBERT S., and R. JOSEPH PETRUCELLI. Medicine : An Illustrated History. St. loius: Mosby / Times Mirror, 1978. MCKINLAY, JOHN B., and SONIA M. MCKINLAY. "The questionable contribution of medical measures to the decline of mortality in the United States in the twentieth century." Health and Society,53:3, 1977. MECHANIC, DAVID. The Growth of Bureaucratic Medicine. New York: Willey, 1976.

Page 176: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٧٦

Medical Sociology. 2nd ed. New York: Free Press, 1978. Mental Health and Social. Policy. 2nd ed. Englewood Cliffs, N.J.: prentice - Hall, 1980. Readings in Medical Sociology. New York : Free Press, 1980. ( ed. ). Symptoms, Illness, Behavior, and Health - Seeking. New Brunswick, N. J. : Rutgers University Press, 1982. MOORE, LORNA G., et al. The Biocultural Basis of Health: Expanding views of Medical Anthropology. St, louis: Mosby,1980. NAEYE, RICHARD L. "Influence of Maternal Cigarette Smoking During Pregnancy on Fetal and Childhood Growth." Obstetrics & Gynecology.57, no. 1, Jan, 1981. pp 18 - 21. National Institute of Law Enforcement and Criminal Justice, Law Enforcement Assistance Administration. Alcohol and Crime: Reference Services Statistics. Washington, D.C.: U.S. Dept. of Justice, 1976. NAVARRO, VICENT. Medicine under Capitalism. New York, Prodist, 1976. PARSONS, TALCOTT. "The professions and social structure, "in Talcott Parsons ( ed. ), Essays in Sociological Theory. New York: Free Press,1954. " Definitions of health and illnes in the light of American values and social structure." in E. Garthy Jaco, Patientes, Physicians, and Illness. New York: Free Press, 1985. "The sick role and the role of the physician reconsidered." Health and Society, Summer 1975, pp. 257 – 278. RELMAN, ARNOLD S. "The new medical industrial complex." New England Journal, of medicine, 303, 1980, pp. 963 – 970. ROEMER, MILTON I. Comparative Natioal Policieis on Health Care. New York: Marcel Dekker, 1977. SEGAL, ALEXANDER. "The sick role concept: Understanding illness behavior." Journal of Health and Social Behavior, 17, 1976, pp. 162 - 169. SHORTER, EDWARD. Bedside Manners: The Troubled History of Doctors and Patientes. New York: Simon and Schuster, 1986. SLAFF, JAMES, and JOHAN K. BRUBAKER. The AIDS Epidemic. New York: Warner, 1985. STARR, PAUL. The Social Transformation of American Medicine. New York: Basic BooKs, 1982. STRONG, P. M. "Sociological imperialism and the profession of medicine: critical examination of the thesis of medical imperialism." Social Science and Medicine, 13A:2, 1979, pp. 199 - 215. SZASZ, THOMAS. The Manufacture of Madness. New York: Dell, 1970. Ideology and Insanity. New York: Anchor, 1970.

Page 177: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٧٧ ................................................................................املصادر املقترحة

----. The Myth of Mental Illness. Rev. ed. New York: Harper & Row,1974. TORREY, E.F. The Death of Psychiatry. New York: Penguin, 1974. TWADDLE, ANDREW. " Illness and deviance." Social Science and Medicine, 7, 1973, pp. 751 - 762. Sikness Behavior and the Sick Role. Cambridge, Mass.: Schenkman,1979. ----. and RICHARD HESSLER. A Sociology of Health.2nd ed. New York Macmillan, 1986. VAILLANT, GEORGE. The Natural History of Alcoholism: Causes, Patterns, and Paths to Recovery. Cambridge, Mass.: Harvard University Press, 1983. VOGEL, VIRGIL. American Indian Medicine Man. New York: Ballantine, 1970. WAITZKIN, HAWARD, and BARBARA WATERMAN. The Exploitation of Illness in Capitalist Society. Indianapolis : Bobbs – Merill, 1974. ----. The Second Sickness : Contradictions of Capitalist Health Care. Chicago : University of Chicago, 1986. WESLAGER, C. A. Magic Medicine of the Indians. Somerset, N. J.: Middle Atlantic Press, 1973. WESTON, JAMES T. "Alcohol's Impact on Man's Activities: Its Role in Unnatural Death." American Journal of Clinical Pathology, 74, no. 15, Nov. 1980. pp. 755 - 758. WOHL, STANLY. The Medical Industrial Complex. New York: Harmony Books, 1984. ZBOROWSKI, MARK. People in Pain. San Francisco: Jossey - Bass, 1969. ZOLA, IRVING K. "Medicine as an institution of social control." Sociological Review, 20, 1972, pp. 480 - 504.

Page 178: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام
Page 179: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٧٩ ......................................................................................الفهرست

الفهرست ٧ ........................................................................ املقدمة

١٣ .............................................................. اطروحة الكتاب

١٥ ............................... النظام الصحي يف النظرية الرأمسالية : القسم االول

١٧ ..................................................... الطب يف النظرية التوفيقية

٢١ .......................................................... نقد النظرية التوفيقية

٢٤ ................................................................. وظيفة الطب

٢٧ ............................................ الطب يف نظرية الصراع االجتماعي

٣٠ ............................................. الطب يف النظام الرأمسايل الربيطاين

٣٢ ............................................. الطب يف النظام الرأمسايل االمريكي

٣٦ ................................... م الصحي االمريكي الة النظا داسباب انعدام ع

٤٠ ................................................... املرض والنظام احليايت للفرد

٤٤ ................................................... العالقة بني الطبيب واملريض

٤٧ ........................................ اخلربة الطبية وروادها يف النظام الرأمسايل

٥٥ ............................... النظام الصحي يف النظرية االسالمية : القسم الثاين

٥٧ .......................................................... مهية النظام الصحي أ

Page 180: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

النظام الصحي والسياسة الطبية يف االسالم........................................................ ١٨٠

٦١ ....................................................... نظرية االسالم يف الطب

٧٣ ................................................... بيب واملريض العالقة بني الط

٧٧ ............................................................. اهل اخلربة الطبية

٨٠ ............................................................... ضمان الطبيب

٨٤ ..................................................... النظام الصحي يف االسالم

٩٠ .......................................................... النظام الوقائي : اوال

٩١ ................................................. ـ ما يؤكل من األطعمة ١

٩١ .......................................... أ ـ احليوانات احملرم أكلها بالذات

٩٥ ............................... ب ـ االشربة واحلبوب والثمار احملرمة بالذات

٩٦ ............................................... : الناحية الشرعية : اخلمر

٩٧ ............................................... :الناحية التجريبية : اخلمر

١٠٢ ...................................... ج ـ احليوانات احملرم اكلها بالواسطة

١٠٣ .................... د ـ احليوانات احملرم اكلها بالذات احمللل اكلها بالواسطة

١٠٥ ................................................. ـ التدخني واملخدرات ٢

١٠٥ .................................... الناحة الشرعية : التدخني واملخدرات

١٠٦ ............................................. الناحية التجريبية : التدخني

١٠٩ ................................................. وتطهري الفم ـ السواك ٣

١١٢ ......................................................... ـ النوم وآدابه ٤

١١٦ ....................................................... رة املائية ها ـ الط ٥

١١٧ ...................................................... ـ الطهارة العامة ٦

١١٨ .................................................... ـ الصيام واحكامه ٧

Page 181: النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام

١٨١ ......................................................................................الفهرست

١٢٣ ................................................................... االستنتاج

١٢٧ ......................................................... النظام الغذائي : ثانيا

١٢٩ ........................................................ داب املائدة آ ـ ١

١٣٠ ........................... ـ استحباب تناول احلبوب والفاكهة واخلضار ٢

١٣٢ ................................ اللحوم احمللل اكلها ـ االعتدال يف تناول ٣

١٣٤ ..................................................... ـ التذكية الشرعية ٤

١٣٥ ............................................................... أ ـ الصيد

١٣٩ ............................................................ ب ـ الذباحة

١٤٠ .............................................................. ج ـ النحر

١٤١ .................................................... د ـ االخراج من املاء

١٤٣ ............................................ ـ النظام الشفائي يف العسل ٥

١٤٤ ................................... النظام الغذائي بعض الروايات يف : ملحق

١٤٦ ................................................................... االستنتاج

١٤٩ ........................................................ النظام العالجي : ثالثا

١٥١ ............................................................ رفات املريضتص

١٥٤ .............................................................. امليت واحكامه

١٥٩ ............................................................. املصادر املقترحة

١٧٩ ................................................................... الفهرست