السالم خديجة أقريء

خيبش بن حميد

و الحكومية الهيئات سارعت و إال للمرأة العالمي باليوم االحتفال دنا كلماو , القوانين بترسانة و القضائي باالجتهاد اإلشادة إلى الحقوقية المنظمات

و القهر و العسف أشكال كل من المرأة لحماية عليها صودق التي التشريعاتتحيا . التي التكريم بواحات لإلشادة الدول بين محموما سباقا نشهد و بل التمييز

هذا . شمس تغرب إن ما لكن البالية األعراف و الذكورة صحراء وسط نساؤها فيهاواقعنا في التشريعات و القوانين هذه صدى حول مجددا األسئلة تثار حتى اليوم

الجنسين , بين العالقة يحكم الذي القيمي النسق على وأثرها . اليومي

المجتمع بقاء يضمن الذي األخالق من األدنى الحد تصون أن القوانين في األصل إنبمقتضاها , التي االجتماعية التنشئة عبء المدرسة و األسرة تتحمل بينما اإلنساني

قيمي , , نظام في يندمجون ثم ومن ويتمثلون اإلنساني رباطهم األفراد يعززيؤكد . ما الكريم القرآن وفي المتوازن إيقاعه و مبناه و معناه الوجود على يضفي

ففي . االجتماعي النسيج وتمتين االنحراف لتقويم األخالق و التشريع تالزم علىو , األخالقية بالتربية التشريعات مزج على اإلسالم نلمسحرص الطالق سورة

يتق " " " ومن و يسرا عسر بعد الله سيجعل مثل النفسية باآلداب العملية األحكامو " " " أجرا له يعظم و سيئاته عنه يكفر الله يتق من و يسرا أمره من له يجعل الله

و , , األخالق و الدين منطق تركت إذا الغزالي محمد الشيخ يقول للبيوت الويلالقضاء و القانون إلى ! اتجهت

متحركا حيا كيانا يستلزم اإلنسانية للعالقة المثلى اإلسالمية الرؤية بلوغ أن وبمااالقتداء , و التأسي على القرآني النص حضنا فقد الواقع أرض على مبادئها يترجم

التربية . من جعل و للعالمين رحمة المبعوث وسلم عليه الله صلى الله برسولبذوات األرواح و العقول شحذ و اإلسالمية الحقيقة لترجمة فعاال أسلوبا بالقدوةمحمد . , األستاذ برأي فالمنهج وتوجيهاته ألحكامه الصحيح التشرب من gمكنهم ت

معلقا , , يظل ورق على حبرا يظل الشمول و البراعة و باإلحاطة اتسم مهما قطباألرض واقع في تتحرك واقعة حقيقة إلى يتحول مالم الفضاء يتحول ;في لم ما

ومعانيه . المنهج مباديء وأفكاره مشاعره و تصرفاته و بسلوكه يترجم بشر إلىتاريخ , , إلى يتحول حركة إلى يتحول حقيقة إلى المنهج يتحول فقط لذا.( 1)عندئذ

و الدروس الستلهام خصبا فضاء أحداثها و بشخوصها اليوم النبوية السيرة توفرالثرة ومنابعه الدين بجوهر الصلة . تجديد

المنجزات , باستعراض و للمرأة العالمي باليوم متصال هنا الحديث وماداممسلسل في إشراكها و العامة للحياة ولوجها تحسين في تسهم التي الحقوقية

بدايات , وسم مشرق نموذج على سريعة إطاللة من بأس فال التنمية و النهضةو , الكبرى األحداث صنع في المرأة دور أن أثبت و خاص بميسم المحمدية الدعوة

بنت . خديجة إنها الرجل دور عن شيء في يقل ال العميقة اإلنسانية التحوالتالعالمين , نساء سيدة و المؤمنين أم عنها الله رضي . خويلد

؟ خويلد بنت خديجة لماذا

األمر , تعلق سواء السيرة أحداث استعراض خالله من يتم الذي اإلطار ألنمشوشة , صورة األذهان في gخلف ي المختلفة اإلعالمية أوالمنابر التعليمية بالمناهجعليه : الله صلى النبي بأخالق gعجب ت األربعين في ثرية سيدة قوامها ومفككة

دعوته , , بداية في تؤازره ثم بنات و بنين منه تنجب و به فتتزوج أمانته و وسلمبارئها تلقى فغاية , !حتى باالقتداء الرغبة تحفز أن يمكن ال االختزال بهذا صورة إن

الحياة واقع عن منعزلة صوفية كحقيقة الوجدان في تستقر أن تبلغه ! ما

عن التاريخية المصادر و السيرة كتب بها تمدنا التي األخبار و المرويات ألن ثانياالسبر عن كسلها المعاصرة اإلسالمية للكتابة تشفع ال عنها الله رضي خديجة حياةيثري , بشكل الوقائع و لألحداث المتجددة القراءة و الشخصية هذه ألغوار الجاد

الله , رضي خديجة السيدة لعبته الذي الخطير الدور في النظر يعيد و الدعوي الزادمتعددة زوايا من . عنها

شبه في المرأة وضع أن الطاهرة القرشية سيرة في االنتباه يسترعي ما أولأخبار , ففي األقالم بعض وصفه إلى انزلقت الذي بالسوء يكن لم العربية الجزيرة

الشؤون في الرأي إلبداء أهلها للمرأة كريم مقام على يحيل ما قصصهم و العربالحارث , . زوجة موقف الباب هذا في وحسبك األزمات فتيل لنزع التدخل و العامةبعضهم : يقتل العرب و للنساء أتتفرغ فقالت بها بالدخول هم لما المري عوف بن

قال - – : ذبيان بني و عبس بني حرب تقصد ؟ تشيرين بعضا قالت :وبماذا ؟ إلي ارجع ثم بينهم فأصلح القوم هؤالء إلى بن ;اخرج خارجة على األمر فعرض

ال , . الديات دgفعت و الصلح تم حتى األمر بهذا كالهما ونهض ذلك فاستحسن سنانأو الفقر خشية البنات ووأدوا النساء أهانوا ممن الحمقى بعض وجود طبعا ننكر

المgخل التعميم تجيز ال فردية حوادث لكنها . العار

أردف : و الوحي بخبر وسلم عليه الله صلى الرسول أنبأها حين موقفها الثاني األمرفقالت :" " : " نفسي على خشيت لقد إنك , قائال أبدا الله يخزيك ما والله كال

وتعين , , , , الضيف وتقري المعدوم وتكسب الكل تحمل و الرحم لتصلاألمانة , , تؤدي و الحديث وتصدق الحق نوائب ." على

وقع , من تخفف أو زوجها روع من تهديء زوجة على فحسب يحيل مشهد هو هل؟ حراء غار في كيانه هزت التي الجالل روائع

ما !ال الفكر سالمة و النظر بعد و الفطنة صفات من الله حباها سيدة أمام إننا الشكوك . , بإثارة تبادر لم و االستنكار أو الهلع تظهر فلم عظيم نبأ الستقبال هيأها

تشكل , التي محمد أخالق بين الفاصل الخط أن أعلنت إنما و االحتماالت صوغ أو . " زوج" حق في الشهادة هذه إن بخير إال يأت لن القرشي المجتمع أخالق و المثال

سيرته بين الشاسع البون على دليل وسلم عليه الله صلى الله عبد بن كمحمدمنهم , . فكثير اإلنسانية بهم احتفت الذين العظماء من غيره حياة و الشريفة

عنها , الله رضي خديجة كشهادة بشهادة الحظوة أو زوجاتهم ثقة انتزاع عن عجزوامذكرات في أخالقه وسوء طويته فضح عن زوجته تتورع لم من منهم إن بل

الجرائد صفحات على أو ! شخصية

عقليا , استدالال تؤلف أنها المنتقاة الوجيزة الكلمات هذه في كذلك للنظر الملفتمؤلفه . في الزهراوي الحميد عبد السيد يقول أجملها و األقيسة أبدع من قياسا و " : ) النوع ) بأن السيدة هذه حديث في المتأمل يخرج المؤمنين أم خديجة القيمإلى . يؤدي ما كل يحب لذلك و كلها األنواع رب تجليات لعظيم محل اإلنساني

أظهره ما على لتتغلب بيدها يأخذ و لذلك األسباب يخلق و النوع هذا تساميأضدادها من نعلمها ال التي . بحكمته

يحب , وأنه عليها مجاز و أعمالنا على مطلع جل و عز الله بأن كالمها من يخرج واالستقامة , هو تفكيرها حسب على منا يحبه الذي وأن أخرى يكره و أعماال منا

الضعفاء مساعدة سيما ال و لبعض بعضنا . ومساعدة

اللفظ . بهذا عنه نعبر الذي الخير و الخير إال يأتيه ال الخير يفعل من أن منه يخرج ولإلنسان , اإلنسان مساعدة باب من كلها أعمال بتفصيل السيدة عبارة في جاء قد

الخير , فاعل الله يكافيء فهل الخير هي أو خير كل نظرها في المساعدة فهذهيحدث أن يمكن ال تفكيرها حسب على هذا إن ؟ الخير .بغير

جل , و عز الله وأن الضير ال الخير فيها ربانية رسالة هذه أن قياسها نتيجة ولقوم تأديتها صعوبة و ثقلها على األمانة هذه حمل في المأمور هذا بتأييد سيتفضل

يعرفونها " ال و (2)ينكرونها

حجم : إلى بالنظر الفرد مكانة فيه تتحدد مجتمع سيدة كانت أنها الثالث األمرلم , , لكن االقتصادي للعامل االجتماعية عالقاته شبكة تحتكم و التجاري نشاطه

مع تواجه وهي الثراء لذاك أو المكانة لهذه اعتبار أي إيالئها على يدل ما عنها gؤثر ي . هم كفته فقد مراحلها أخطر في الدعوة تبعات وسلم عليه الله صلى الله رسول

تاركة , معه الشvعب حصار آثرت و حراء غار في للتحنث انصرف حين المعيشةيحكمه . ما بقدر الزوجية التبعية تحكمه لم موقف إنه المشركين يدي بين ثروتها

األكرمين صبر و البذل تستحق رسالة بأنها ! االقتناع

عنها , الله رضي خديجة لكن الخصوم رثاه حدا الحصار يبلغ هاشم بني عب vش وفيأن , بعدها ومن حولها لمن تبرهن و المgر الجهاد مغرم زوجها تشارك أن إال أبت

كالرجل يومها أخطر ;المرأة في الرسالة عبء حملت التي الصلبة النواة من جزء

. مراحلها

للمرأة الفاعل الحضور عن النبوية السيرة ثنايا في متجدد بحث إلى الدعوة إنحقوق تثبيت اليوم منها gتوخى ي التي التدافع صيغ تخليق في الشك و gسهم ي

التخليق , . هذا وبغير جائرة لذكورة تنحاز أعراف و عوائد من التخلص و هgمشترأسه , , الجنسين من كل فيركب العقاد محمود عباس يقول الطريق سنضل فإننا

و : , , , سالحك و سالحي و كفايتك و وكفايتي حقك و حقي الشحناء و اللجاجة فيغير , الحديث و القديم الغرب إليه سبقنا الذي النحو على هزيمتك و انتصاري

سبقه على (3) !محسود

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ج : اإلسالمية التربية منهج قطب محمد القاهرة . . 1ـ الشروق 180ص . 1993دار

القاهرة : . . -2 الهالل دار المؤمنين أم خديجة الزهراوي الحميد عبد 188-187ص . 1962السيد

3- . . ص : . . ت د بيروت العصرية المكتبة القرآن في المرأة العقاد محمود 137عباس