رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

117
ة ئ ي ر ج ة رواي ح ي ك ا ن س ل و ا ن ي ر ئ ا ج ل ا و ن جي ل صا ل ا و ن طي ا ن& س ل ى ا عل رف ع ت- لت ها .. را ق ا روق س م ل ا ان ج ل و لص ر ا سل و و ه ج م ل ا وت لص ر ا س ف& ش كت ن ل ها .. را ق ا س لت بI ر ا ا& ش شت م و وف خ لر ا ا& ش شت م ر و ج ا ف لر ا ا& ش شت م ل م و ا ك جا ل ا رف ع ت ل ها .. را ق ا رادةI ر و الإ ك ف ل ا ة ئ ي ا نV ي م وW ظ ن م ل ا ب ه لن ى ا عل رف ع ت- لت ها .. را ق ا ة ئ] ي لإ ف ن الإ رة م ا و م ل و ا ة ئ] ب ع& ش ل ا ورة& ث ل ا ة ئ ي ا نV ي و ر صي م ل ا ها ب ى ه نl ي ا ف ت ك و.. ان ورج ن ى ه ن م رف ع ت ل ها .. را ق ا م ل ل عا ج دا ن م ها .. را ق ا.... ى وار م ل م ا ل عا ل اt لك د كان لإ م ب مان ر ل ى ا ف ن ي كا ال } ة رواي ة ي ر لع ا

Upload: -

Post on 27-Jul-2015

999 views

Category:

Documents


2 download

TRANSCRIPT

Page 1: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

جريئة روايةو .. الجائرين و الصالحين و الشياطين لتتعرفعلى اقرأها

السناكيحالصولجان .. سر و المجهول الصوت لتكتشفسر اقرأها

المسروقالخوفو .. مستشار و الفاجر المستشار و الحاكم لتعرف اقرأها

إبليس مستشاراإلرادة .. و الفكر ثنائية و المنظم النهب لتتعرفعلى اقرأها

االنقالبية المؤامرة و الشعبية الثورة ثنائية والمصير .. .. بها انتهى وكيف نورجان هى لتعرفمن اقرأها

عالم .. داخل من ....اقرأهاالموازى العالم ذلك

مكان بال الزمان فى الكائن

رواية

العزبةتأليفدكتور

مـحـفــــوظ مـحمـــــد

إلى ....) بعضهم يوحى اإلنسوالجن شياطين(.... بعض

اآلية( ــ األنعام سورة112(

للقراءة حبى إال ، الالمرئى العالم هذا إلى يدفعنى لم.

Page 2: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

هذا قراءة فى الجامحة رغبتى راوغت ولطالماعلى Xدائما تطالعنى كانت والتى ، الكتب من النوع

األرصفة . الصحفعلى بائعى وعند ، المكتبات أرففبأعداد .. منتشرة كانت الكتب هذه أن والمدهش

. X دائما يدفعنى هذا وكان معقولة وأسعار ضخمةبعضالمفكرين . كتابات مصادرة تتم فكيف للتعجب

هذه ت_ترك بينما ؟ الدينية بعضالمؤسسات بواسطةوالحقيقة ، بالخرافة اليقين فيها يختلط التى الكتب

والشعوذة . بالدجل والدين ، بالخيالالكتب . هذه عناوين بقراءة أهتم Xدائما وكنت

الفاقعة بألوانها ، أغلفتها على الرسومات وأتأملاألنياب ذات الممسوخة رسوماتها ومالمح ، الصارخة

بالتقاط . هممت كلما وكنت الحمراء والعيون والقرون ، فهرسه على ألطلع أو الكتبألتصفحه تلك أحد

ما عقلىسرعان وخجل يتملكنىخوفغريزىلنفسى . فكيفأسمح الرغبة تلك عن أحيد يجعالنى

الدركمن هذا إلى أنحدر أن العقل بثقافة أؤمن وأنامجهول . بعالم باالتصال وكيفأخاطر الخرافة ثقافة

رغم هذا عالمنا أعانىفىوسط أنا بينما ، Xتماما كيفأطمئن . ودقائقه تفاصيله عن بالكثير علمى

المعلوم . الظاهر فى القلق يأكلنى بينما ، بالمجهولاليمنع .. " الحذر الدارج المثل يقول كما ولكنأمر" . لقضاء للقاهرة إحدىسفرياتى ففى قدر

اضطرارى . إلى الحكومى الروتين أدى شخصيوفى . التالى اليوم حتى اللوكاندات بإحدى لإلقامة

، بالدوالب حقيبتى وضع أثناء باللوكاندة حجرتىكان .. بالغرفة السابق النزيل بأن فيبدو أمامى وجدته

. ، المتوسط الحجم من Xكتابا كان Xسهوا تركه قداأللوان الكتبمن تلك مواصفات كافة عليه تنطبق

وكان . الشيطانية والمالمح ، الغالف على الصارخة. " الجن .... " واحدة كلمة من عنوانه

* * * *

2

Page 3: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

وكانت إال ، مكان وكتابفى أنا اجتمعت ما. . X تماما لذلك مهيأ الجو كان ولقد القراءة ثالثتنا

وإدمانى ، الشتاء ليل وطول ، الغرفة فى فوحدتىوخوفى حذرى التخلىعن إلى دفعتنى ، للقراءة

قراءته . . انتهيتمن قد وكنت إال أنم ولم وخجلى* * * *

إلى . فباإلضافة Xجديدا Xرفا مكتبتى إلى أضفتوالقصص للروايات ورف ، األدبى النقد رفلمؤلفات

للكتابات وآخر ، السياسية للمؤلفات ورف ، واألشعارفقد . اإلعالم و االتصال لمؤلفات وآخر ، الفكرية

. " كنت " ولطالما الجن عالم لكتب Xجديدا Xرفا أفردتو المكتبات إحدى من أخرج وأنا الشديد بالخجل أشعر

" عن " آخر وكتاب المعلومات عصر عن كتاب يدى فى . " على" Xدائما ينتصر كان للقراءة إدمانى ولكن الجن

يمنعنىمن . لم ذلك أن ولو والخجل بالخزى إحساسىالتفريط عدم نفسى آليتعلى صارم بقيد االلتزام

إلىساحة . أنزلق أال األول الكتاب منذ حيثقررت فيه. " التحضير " الكتب تلك لمصطلحات Xوفقا أو ، التجريب

واستدعائه الجن تحضير عن Xكثيرا قرأت فلقدالممسوس جسد من إخراجه أو ، واستخدامه

أننى . إال بالقراءة شغفى ورغم والمسكون والمربوطإلى القراءة تجاوز فى رغبه أى داخلى أجد لم

من . أبعد إلى ينزلق أن يأبى عقلى كان فلقد التجربةبالعلم . إيمانى أستبدل أرفضأن نفسى أنا وكنت ذلك

بالخرافة . بشغفى* * *

بتلك أشعر بدأت متى بدقة أحدد أن أستطيع الكنتفى . ولكننى ، Xمبكرا بدأت أنها شك وال األشياء

وأفكارى وتتغلبمشاغلى ، اهتمامى أوليها ال البدايةمراقب . . بأننى أشعر بدأت الوقت بمرور ولكن عليها

كأن أشعر كنت المنزل داخل سرت أو جلست فأينماوتترصد ترقبنى متلصصة Xعيونا أن أو يتبعنى Xأحدا

. X ليال أشعر كنت فلقد تتطور األمور بدأت ثم ، خطواتى

3

Page 4: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

كنت . البداية وفى تتحسسنى Xيدا ثمة أن النوم أثناءإلى . وتطوره األمر تكرار ولكن أحلم بأننى أعتقد

بأن أدرك جعلنى ، Xعاريا نفسى استيقاظىألجد درجةاعتقاد . دهمنى ولقد لى يحدث عادى غير Xشيئا هناك

جعلنى نفسى على إشفاقى ولكن ، جننت بأننى جازماالقتناع إلى دفعتنى ، سيكولوجية بطريقة األمر أفسر

أثناء السير بداء أو الشخصية فى بانفصام أصبت بأننىالسيكولوجى . التفسير هذا sعلى سيطر ولقد النوم

نفسىألعرض طبيب البحثعن فى شروعى إلىحدحالتى . عليه

إلى .. الطريق هذا فى أسير تجعلنى لم ولكنهاظهرتلى . فلقد ، النهاية

* * * *نورجان .... .. أنا ــ

لظهورها . لحظة أول لىفى قالت هكذاانفصام وأن ، Xتماما جننت بأننى أدركت ووقتها

بالقياس غالية أمنيات النوم أثناء والسير الشخصيةوسرت . ، فراشى الرعبفى سمرنى ولقد فيه أنا بما

يقف أن معنى وقتها وعرفت ، كله بجسدى رعشةالرأس . شعر

نورجان .... .. أنا ــبدأت قد كنت أننى إال ، ثانية قالتمرة هكذا

بأننىفىطريقىألن وأيقنت ، شديد بدوار أشعرالوعى . أفقد

* * * *األمر . بدأ معاناة وبعد تكررتمراتظهورها

البداية . فى أصدقها ولم بعضالشىء لى Xمألوفا يصبحقد كنت ألننى ، الجن من بأنها لى صرحت عندما

ولكن . الجنون بئر فى سقوطى بفكرة Xتماما سلمتومع أسرتى مع تعامالتى بأن الوقتالحظت بمرور

أن إلى باإلضافه ، اختالف أى عليها يطرأ لم اآلخرينأو اهتزاز يتعرضألى لم العمل فى أدائى مستوى

أنه . على األمر مع أتعامل بدأت ولذلك اضطراب

4

Page 5: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

ولكن ، فهمها العقل على يصعب قد ، خارقة ظاهرة. معها التعامل يمكنه

أنها .. هى إنكارها اليمكن التى الحقيقة ولعلأنها ذلك بعد أدركت أننى ولو ، فاتنة بل ، جميلةبمقاييسنا . أنها إال بمقاييسعالمها الجمال متوسطة

معظم . بأن لها رؤيتى عند أيقنت ولقد الجمال رائعةالحرق إال التستحق جنسها أبناء عن قرأتها التى الكتب

الحقيقة. . ألن أكاذيبوخزعبالت إال التحوى وأنهاوكافة لغاتنا أن هى ، إغفالها اليمكن التى األساسية

المغاير . الخلق تصفهذا أن اليمكنها البشرية رموزناإلى ونختزلها والمعانى االنطباعات ننقل أن يمكن قدفى . لها نجد أن حال بأى األوصافاليمكن لكن كلمات

أو مالمح أو فات مراد أو كلمات أية رسوماتنا أو لغاتناعالمنا . فى شبيه أوصافليسلها إنها ألوان

البشر ... . عالم المعروف* * * *

، فىعالقتنا الهامة المعالم الجنسأحد كانحضورنا . مجرد كان فقد فيها كلشىء يكن لم ولكنه

هو . هل واألمان بالدفء Xمفعما Xإحساسا كلينا يمنح Xمعا بال الدهشة عمر يجعل الذى بيننا فيما التام االختالف

يقضى الذى باالنبهار الشعور Xدائما فيتجدد ؟ نهاية , .. X الجنسأيضا ولكن أدرى ال بالملل مشاعر أى علىيختلف . فعل فهو الوصف، اليمكننى Xمغايرا Xشيئا كان

يتمثلفى . كان ولكنه البشر يمارسه عما Xتماما تمنح ، طاغية لذة باالنغماسفى إحساسجارف

والخمول . الوهن تجلب مما أكثر والحيوية النشاطبلهى ، أفضل بشكل الحياة ممارسة من نوع كأنها

الصمتتطول . فترات كانت ولذلك األشكال أفضلأقول . ولعلنى االتصال فترات من Xكثيرا أكثر ، بيننا

منا . فكل غريب نوع من Xتخاطبا كان ألنه ، االتصاليجلس مترجما كأن ، يفهمه اآلخر ولكن لغته يتحدث

رغم . ولكن لى لغتها ويترجم لغتى لها فيترجم بينناالتقاط أحاول Xدائما كنت أننى إال ، حديثنا جلسات ندرة

5

Page 6: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

وأحداثه عالمها عن المعرفة من المزيد يمنحنى ما كلتحت . اليوجد عالمهم بأن منها فهمت ولقد وأحواله

وال ، علىسطحها وال ، بعضالبشر يعتقد األرضكماعنها Xبعيدا أو بجوارها حتى أو ، أسفلها أو أعالها

الزمان . فى يوجد ، uمواز عالم ولكنه آخر كوكب علىبين . الفصل أثارتمسألة ولقد المكان فى يوجد وال

. X مناحقا فكل Xسفسطائيا Xجدال بيننا والمكان الزمانخلفياتها . وال رموزها اليفهم ولكنه اآلخر لغة يفهمالطبيعية قوانينها حتى أو ، والفلسفية االجتماعية

بأنه . يدرك كالنا بدأ الوقت بمرور ولكن والوضعيةنكتفى , وبدأنا الفهم فوق هو ما فهم إلى السبيل

والالمعقول . الجديد مواجهة بروعةهذا رؤية إلى أتوق بدأت ، آخر بعد Xيوما ولكن

بعين إال أراه وال ، فقط منها عنه أسمع الذى العالمبرغبتى . أصارحها أن قبل Xكثيرا ترددت ولقد خيالى

، Xأصال ذلك حدوث لشكىفىجواز وذلك ، هذهبنيتى على حدوثه حال ذلك تأثير من ولخوفى

بذلك . , وصارحتها ترددى غلبت رغبتى ولكن اإلنسانيةانكشاف من لخوفها ، بعضالشيء ترددها فعبvرتعن

لها . تعهدت ولكننى جنسها أبناء بىوسط عالقتها أمر . ، Xأوال عليها لخوفى محاذيرها بكافة بأننىسألتزم

. X ثانيا عالقتنا استمرار فى الصادقة ولرغبتى* * * *

، بها قيامى ينبغى سفر رحلة عن رواية اختلقتعلى . للحصول بطلب وتقدمت غيابىألسرتى ألبرر

الذى . الموعد اقترب كلما وكنت العمل من إجازةإحساس ينتابنى ، هناك إلى معها النتقالى حددناه

لهذه إلغائى ضرورة أقرر يجعلنى ما سرعان ، بالهلع . ولكننى بحياتى فيها أقامر التى المجهولة المغامرة

خوفى إظهار من أخجل أجدنى بنورجان التقيت كلماقبل . من عليه عزمت ما Xتماما وأتجاهل أمامها

لوجه . Xوجها ووجدتنى Xسريعا األيام مرت ولقديعد فلم ، يدى وأسقطفى الموعود اليوم ذلك مع

6

Page 7: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

المتماسك بمظهر الظهور إال لى يبق ولم ، مفر هناكالمجهول . مواجهة بأن لنفسى أبرر وأخذت المقدامالمغامرة من Xكثيرا تستحق وأسراره لكشفغموضه

التراجع، . خيوط انقطعتكل قد ومادامت والمقامرةذلك غيب الستكناه االرتحال إال إذن فليسأمامى

... الجن . عالم إلى االرتحال مكان بال الزمان فى الكائن .

* * * *العالم هذا واقع نفسى صافحت إن ما

. اإلنسانى الخيال قصور أدركتمدى حتى ، المحجوبالهروبمن على قدرته فى البشرى العقل ومحدودية

وانغماس . الخيال عالم فى للتحليق المحيط الواقعفال األرضوترابها ألوان فى اإلنسانية الرؤية فرشاة

األصل من تكراراتممسوخة إال خطوطها تبتكرالسينما . منجزات أعظم بمخيلتى مرت ولقد الخالب

المالحم وأخلد ، العلمى الخيال مجال فى العالميةالعالم . بهذا وحاولتمقارنتها األسطورية األدبيةتخترقه باهت شاحب بخيال أشبه فكانت ، العجيب

األوصاف حقيقيصارخ تكوين وسط ، األنظاراأللوان فاقع ، والقسمات الجوانب حاد ، والمالمحوالجالل . والروعة نابضبالقوة ، والظالل

، أقدامنا تحت من أبعد نرى فال األرضتجذبنا إنصورتنا إال النرى صابون كفقاعة يحاصرنا والواقع

من الكون بينما ، الالمعة جوانبها على المنعكسةوالالموصوف . بالالمعقول يموج خارجها

المعنى , , نقل يمكننى االنطباع نقل يمكننىنعرفه، لما وعاء فاللغة ، الوصف عن أعجز ولكننى

المعروف . لغير مواجهته عند يتفتت وعاءمعقولية بال المحجوب العالم هذا غمرنى ولقد

إحساس أغوصفى فوجدتنى ، ودقائقه تفاصيلهالعقل وتحوyل تفكير كل تختزل دهشة ، بالدهشة دافق

تمتلك وال ، والمرئيات الصور تختزن هالمية كتلة إلىوالتحليل والمقارنة االستدالل على قدرة أية

7

Page 8: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

أىشىء . أتذكر أعد لم أننى اكتشفت كما واالستنباطإال أدرك أعد ولم ، Xتماما انمحت فذاكرتى ، عالمى عن

لعالم ابن ولكننى ، الجديد العالم هذا أننىغريبعن . X شيئا عنه أتذكر ال ومألوفأصبحت قديم

، ذهولى بانتشالىمن نورجان سارعت ولقديستوعبكل أن اليمكنه البشرى عقلى بأن بإفهامى

أن بدون ، واحدة المألوفدفعة وغير الجديد هذايطفو . ولن المعهود القديم كل من Xيتخلصتماما

بعد إال ، ثانية ذاكرتى علىسطح البشرى عالمىبمجرد . ولكن الجديد العالم هذا لتفاصيل استيعابىمرة فإننىسأنتقل ، البشرية لذاكرتى استردادىوقتقصير . البشرىخالل عالمى إلى أخرى

أبواب . لفتح فتأهبت التفسير هذا أراحنى ولقدهذا لتستوعب علىمصراعيها الفارغة ذاكرتى

حياة أوصاله كافة تدبفى لعالم الهادر الفيضان. X شيئا كنهها عن ــ اآلن حتى ــ أدرى ال حياة ، مجهولة

* * * *

األحوال وقد إال ، أقطاره وجبت ، البلد بهذا حللت إن ما

ثقيل . جو فثمة التفاصيل دون أحواله بمجمل أحطتالزوايا فى ذيوله وينشر األنحاء على يخيم خانق

كأحجار . المذلة وتظهر االنكسار يبدو بينما واألركانويقفز . والغادين الرائحين أعناق فى معلقة ثقيلة

الشرود فينطلق الوجوه كل تضرب كمطرقة الذهولمقيم . وكل عابر يلفكل العيون من طويل كحبل

معنى . فال بكلشيء الفوضى أحاطت ولقدلقواعد . Xوفقا تسير فاألمور االلتزام أو للنظام

واإلهمال . التسيب إال يحكمها ال عشوائيةالنفس تخطئها ال مالمح للفقر بأن أدركت ولقد

أقام . فلقد واألحوال العوالم اختالف رغم الذكيةالفاقة وسيطرت ، البقاع هذه فى دولته الفقر

8

Page 9: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

يتقاتلمن الكل حتىصار النفوس، على والحاجةهذا ... وسطكل ولكن Xالموتجوعا من النجاة أجل

، العقول تصدم وفخفخة أبهة وهناك هنا تتناثر الشقاءأصحابها فكأن ، والمتاح الممكن حدود كل وتتجاوز

والمزيد بالمزيد إال يقنعون ال وهم ، الدنيا لهم زهزهت.

فىوسط يقع البلد هذا بأن نورجان وعلمتمنالشمالية الزمانية أطرافه تمتاز الذى ، العالم هذا

والتقدم بالقوة والشرقية وبعضالجنوبية والغربيةالتخلفوالضعفوالفقر . يسيطر بينما والرفاهية

ويبرر . والشرق والجنوب الوسط أزمان بلدان علىاستعمارها لسابق البلدان تلك أحوال تردى الشياطين

خيرات . بأن الصالحون يقرر بينما األطراف دول منبالعدل توزيعها تم لو ــ البلدان بتلك ــ ونعمه الله

ونعيم . بهجة فى لعاشالكل ، البلد لهذا المعاصر التاريخ نورجان لى وسردت

إلى . الملكى النظام تحتحكم السابق فى كان الذىأطاح تمرد تدبير من الثائرين من مجموعة تمكن أن

وأصبح . الجمهورى الحكم إلى البالد وتحولت ، بالملكمحزن رمز بمثابة الوقت بمرور التمرد هذا قائد

فانقلبعلى . السلطة أفسدته الذى الطاهر للثورىللصالحين الحكم ورفضتسليم ، ومعاونيه رفاقه كافة

عدة فى بالبالد وزج يديه، بين السلطات كل وركز ، ، األرواح أزهقت ، وعداوات ومغامرات حروب

عليه يطلقون الصالحون حتىصار ، األرزاق والتهمت. " إبليس " مستشار مماته وبعد حياته أعوام أواخر فى

البلد فحولوا ، وعصبته تالميذه بعده من الحكم وورثالعباد على ويوزعون ، خيراتها ينهبون تركة إلى

األمور . مقاليد تسلم حتى األحوال واستمرت شرورها ، وطرقه اختلفتوسائله وإن والذى ، الحالى الحاكم

واحد لسلسال Xامتدادا إال كانت ما حكمه محصلة فإن ، والسلطة الحكم مؤسسات كافة فى بخفاء تشعب

سقطت قد بالكامل البلد كانت ، الصالحون تنبه وحين

9

Page 10: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

المناصب حول تحلقوا الذين الشياطين قبضة فى X أحيانا األمور سارت وإن ، غيرهم أحد{ إليها الينفذ حتى

، الصالحين ألحد األمور ودانت ، يشتهون ما غير على ، والمؤامرات المكائد له يدبرون كانوا ما فسرعانآخر إلى تالحقه تظل بفضيحة منصبه من يخرج حتى

الزمان .بلدان كيفتوصلت نورجان لى وشرحت

لنظام فريدة نظرية إلى المتقدمة الزمانية األطرافالوصول إمكانية المجتمعية القوى لكافة تتيح الحكم،

أو االختيار أو االنتقاء أسلوب خالل من ، للسلطة . كامل إطار االنتخابفى ذلك يتم ولكى الحر االنتخاب

ما إلى النظرية تلك توصلت ، واالستقاللية الحرية منالمؤسسات تلك وتمثل ، المؤسسات بدولة يسمى

، دولة أية بناء منها ينتظم التى الرئيسية األفرع كافةومؤسسة ، التشريعية الشعبية المؤسسة فهناك

X وأخيرا ، واإلدارة الحكم ومؤسة ، والعدل القضاءنتيجة األخيرة العقود أفرزتها التى اإلعالم مؤسسة

تلك . من وتمارسكل االتصال وسائل تقدمالمؤسسات على الرقابة فى دورها المؤسسات

، للشعب الرفاهية تحقيق هو النهائى وهدفها األخرى،هدف . أو قرار فأى الدولة لتوجد كانت ما بدونه والذى

آلماله خيانة فىمضمونه الشعبهو يرعىمصلحة الوبذلك . صانعيه مصالح لخدمة إال يسعى وال ، وتطلعاته

غير Xمقيدا Xحكما المتقدمة الدول فى الحكم أصبحأو معينة طبقه أو معينة فئة على اليقتصر ، مطلق

الشعب . يختاره من حكم فهو معين سياسى اتجاهالشعب . بواسطة الشعب يريده ما ليحقق

الوسط أزمان بعضدول استعارت وقدطبقته . ولكنها الفريد النظام هذا والشرق والجنوب

فى . تحول الحر فاالنتخاب مضمون أجوفبال كشكلالتالعب خالل من يتم موجه انتخاب إلى الدول تلكبعضها . تراقب التى والمؤسسات الناخبين بإرادة

البعض بعضها مع تتواطأ إلىمؤسسات البعضتحولت

10

Page 11: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

. الشعب وتوارتمصلحة الحاكمة الفئة مصالح لخدمةحتى ، ورغباتهم السلطة رموز مصلحة أمام وآماله

من معدلة صورة الدول تلك فى الحكم نظام أصبحوال ، معينة فئة على يقتصر الذى المطلق الحكم صور

مجتمعية قوة أية إلى منها الحكم انتقال إلى سبيلالبلدان . بتلك بزغت ولذلك السلمية بالوسائل أخرى

تدبر ، مسلحة كتنظيماتسياسية الجائرين جماعاتوتمارسالعنفبهدفاإلطاحة السياسية االغتياالت

بالسلطة .منها.... سمعته ما كل بعد نورجان اتهمت_

بمثل . تكون أن يمكن ال بلدها فى فاألوضاع بالتشاؤمالحظته . ما بأن شك وال البشاعة وتلك السوء هذاأسبابوظروف إلى يرجع ، وفقر فاقة بنفسىمن

، السلطة فساد وليسإلىمجرد ، متعددة و متداخلةتحليلى لى يؤكده بما إال أقتنع لن بأننى وصارحتها

باستقاللى أعتز ألننى ، الشخصية وتجربتى الذاتىالخاصلألمور . تحليلها لمجرد أستسلم ولن الفكرى

أظهر لكى ، فقط بلسانى ذلك قلت أننى والحقولكننى . الرؤية صاحب الحر المفكر بمظهر أمامها

لم أننى رغم قالته ما كل بصحة Xمقتنعا كنت بداخلىبين . يطفو كان دفين شعور فثمة بنفسى أعاينه

بأننىعشت لى ليؤكد ، عقلى إلىسطح واآلخر الحينكنت وإننى ، قبل من الظروفواألحوال هذه ما Xيوما

ولكننىال ، واألفكار األراء نفستلك ما Xيوما أردد X غريبا أصبحت فلقد ؟ أين وال ، ذلك كان متى أتذكر

، Xشيئا عنه ــ الوقت مر كلما ــ أعرف ، جديد عالم فىأذكر ال أصبحت منه، جئت الذى القديم عالمى بينما

. X شيئا منه* * * *

الحاكموعن ، والعملية الذاتية سيرته عن يتردد ما

واإلدارية القيادية وكفاءته ، والجسدية الذهنية قدراته

11

Page 12: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

محضأكاذيب , كلها ، والشعبية األسرية وعالقاته ، . والتى الحكم لجهاز التابعة اإلعالم كتائب تروجها

إلى للوصول الشيطانية األساليب أحط تستخدمالسيرة , بناء فى القذرة سياستها وتقوم مآربها

وخلطها Xجدا صغيرة حقائق علىجمع للحاكم الذاتيةالصغيرة الحقائق تصبح بحيث ، Xجدا كبيرة بأكاذيب

أساليب . وباستخدام الكبيرة األكاذيب علىصدق Xدليال اليومية والمالحقة والمطاردة والتذكير التكرار

األفعال المواقفوالقصصوردود واصطناع ، للعقول ، المصطنعة للسيرة السيادة الوقت بمرور تتحقق ،

الحقيقية . السيرة الخفاء فى تتوارى بينماالمعلومة . وألن قوة المعرفة ألن ولكن

صانعى . فإن Xوجالال مهابة ناقلها على تضفى الخطيرةذلك . تم ولئن الحقائق مسربو هم أنفسهم األكاذيب

علىصدور النوم حجرات داخل ، نطاق أضيق فىالشواذ علىظهور أو ، والغوانى المومسات

تظل . أن للحقيقة Xدائما يتيح ذلك أن إال والمراقيعبعد إال االنتشار لها يكتب ال ولكن ، الحياة قيد على

وسلطانه . عصره وزوال الحاكم رحيلالمتواضعة أصوله بأن نورجان علمتمن ولقد

مدعاة باعتبارها إعالمه كتائب دائما تصورها والتىعلى والقدرة والعزيمة للكفاح كرمز ، والزهو للفخر

تلك ، السلطة قمة حتى القاع من المجد سلم ارتقاءفىسيرته الخطيرة الضعف نقاط أحد تمثل األصول

العباد . بحقوق يتاجر Xمرتشيا والده كان فلقد الذاتيةفىجهاز كموظفصغير عمله بحكم يديه بين التى

لبعض . الشرعية غير خدماته بفضل وتمكن للدولة تابعيضع أن من ، الملكية زمن فى والمنتفعين المقربين

لطبقة االنتقال له يتيح الذى الطريق أول على ابنهفىزمن . هذه صالحياته Xأيضا استثمر كما أخرى

تمكنمن حتى ، ولده مستقبل لتدعيم الجمهوريةكان . ولقد عمله مجال فى له قيادى منصب أول إسناد

أهمية لمدى إلدراكه ، والده يفعله ما دائما يبارك هو

12

Page 13: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

منه . يستفسر فكان السريع لالرتقاء كوسيلة ذلكحتى فىعهدته، مصالح لهم من أسماء عن Xدائما

أن يمكن التى المناسبة الشخصية بينهم ينتقىمنهذا , أصبح حتى األعلى إلى دفعة ورائها يجنىمن

أقرانه . بين والتساؤل للدهشة مدعاة السريع االرتقاءأعلى إلى البرق بسرعة وسطهم من صعد فقد

موهبة أو نادرة ميزة بأية تمتعه عدم رغم ، المناصبتولى . إن ما فإنه عنه يتردد ما بكل وإلدراكه فذةتوليه نفسيوم فى أرسل حتى ، الحاكم منصب

ونبه ، Xشخصيا يمثلونه مندوبون يحملها برسائلسريةبصفة الرسائلألصحابها تلك تسليم بضرورة عليهممن االنتهاء بعد أخرى مرة واستردادها ، شخصية

إلىكلمن . موجهة الرسائل وكانتهذه قراءتها ، والسلطة القيادة لسلم ارتقائه فى يد لهم كانت

علىمدى استثناء دون زمالئه كافة إلى باإلضافةقرابة صلة به تجمعهم من وكافة ، الوظيفى تاريخه

مختصرة . الرسالة وكانت بالمصاهرة أو بالدم سواءفقطهما .... " كلمتين على وتحتوى توقيع وبدون Xجدا

حياتك .. " . لسانك ، الجم ألدبه إعالمه كتائب روجت ولطالما

كافة مع التعامل عن وتعففه ، لمستشاريه واحترامهولكن . للحياء خادشة أو بألفاظجارحة به المحيطين

وجدتهى أن لبثت ما والخطيرة المؤسفة الحقيقةوخوفأشد شديد بحذر ولكن للتسرب األخرىطريقها

لم. بأسلوبشيطانى مستشاريه مع يتعامل كان فلقدقد . الحكام من منسبقوه كان ولئن سواه يتبعهمع بعضتعامالتهم فى والعظمة الجاللة أخذتهم

الجارحة باأللفاظ عليهم فتطاولوا ، مستشاريهمصغار أمام الحيانى بالصوت والصياح والردح

بمدى فقط Xمرتبطا كان ذلك فألن ، والخدم الموظفينثابتة . سياسة ابتدع هو ولكنه تكدره أو مزاجهم صفاء

المستشار تعيين منذ تبدأ ، مستشاريه مع للتعاملبعد . المستشار ي_فاجأ حيث لليمين أدائه بعد وبالتحديد

13

Page 14: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

الرجال من بعدد ، توجيهاته لتلقى بالحاكم انفراده X وتجريسا Xوشتما Xضربا ويوسعونه به يحيطون الملثمين

والتسبيح الحاكم أمام بالسجود يأمرونه ثم ،Xوتهزيئا بأنهم ساجد وهو المستشار يفاجأ ثم ، ومجده بحمده

أحدهم وأن ، ثيابه ومزقوا Xتماما حركته قيدوا قدبالحاكم ويستنجد يصيح ويظل ، Xجنسيا عليه يعتدى

بعد إال يتركونه ال ولكنهم ، والرحمة العفو منه ويطلبوبعد . عليه االعتداء Xجميعا يتبادلوا أو عليه يغشى أن

لم Xشيئا وكأن ، أخرى مرة الحاكم أمام يجلسونه ذلكوتكليفاته توجيهاته إصدار فى الحاكم ويبدأ ، يكن

ليس . المستشارية بمنصب تشريفه بأن فيخبره إليهوعلى ، الدولة قطاعات أحد فى له Xعينا ليكون إال

إجراء أى فإن وبالتالى ، اآلخرين المستشارين باقىكما ، العرضعليه بعد إال اتخاذه اليمكنه شأنه قل مهما

X رهنا المنصب هذا من اإلعفاء أو االستمرار إن ، أخرى عوامل أليه اعتبار دون فقط هو بمشيئتهوعدم السلطة عالم لدخول السحرى الباب هو فرضاه

منذئذ . بأنه يفاجئه المقابلة نهاية وفى مغادرتهفإن ، زوجته باسم المنفردة مقابالتهما فى سيناديه

منصب . كان وإن أمه فباسم Xمتزوجا يكن لمأو زوجها باسم يناديها فإنه ، المرأة المستشارية

أبيها .ابتكار عن Xأبدا يتوان لم الشيطانى تفكيره وألن

X خاصا Xأسلوبا أفرد فإنه ، ومريع فاجر ماهو كلالنوادر . من ولعلها مستشاريه من الشواذ مع للتعاملهو وبطلها ، والمحيطون المقربون يتناقلها التى

أدائه وبعد تعيينه يوم فوجىء الذى الفاجر المستشاريقيدونه بهم إذا ثم ، بنفسالطقوسالمهينة لليمين

ممارسة على Xخصيصا دربوه Xحيوانا عليه ويطلقونأسعد . كانتمن الواقعة هذه ولعل الجن الجنسمع

المستشار لهذا ليحقق كان فما ، الحاكم لحظاترجاله . عليه يطلق بأن مراده

14

Page 15: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

يدرك كان الشيطانى عقله ألن Xونظرا إلى تتسرب أن يمكن الطقوسالمهينة هذه بأن

كلف فإنه ، عليها القائمين ألسنة خالل من العامةمرددى تتهم ، لشائعاتمضادة تروج بأن إعالمه كتائب

لبعضالطامعينفى عمالء الطقوسبأنهم تلك وقائعالشائعات هذه يثيرون وأنهم ، المستشارية منصب

فيخلو ، عنه المنصب لهذا المؤهلون يعزف لكى . X راضيا كان ولعله الطامعين لهؤالء بذلك الطريق

مستشاريه . مع التعامل فى األسلوب هذا عن Xتماما كإله معه وتعاملهم ، له التام والءهم بذلك ضمن فقد

الشك زرع أنه كما ، ويرحم ويعذب ، ويمنح يمنععليه . اتفاقهم عدم فضمن ، بينهم

وفضول تساؤل مثار الزوجية حياته كانت ولقدتكن . لم زوجته ألن إليه والمقربين به المحيطين

الشحوب أن عن Xفضال ، الجمال من قدر بأى تتميزولذلك . لها المميزتان الصفتان هما كانتا والضعف

يقصيها حتى أو ، يطلقها أن Xدائما منه ينتظرون كانوايفعل . لم ولكنه الشعب ينساها حتى العامة الحياة عن

كافة يستثمر أن زمن منذ تعو�د فقد ، ذاك وال ذلكيطلقها . فلم للقوة نقاط إلى ويحولها نقاطضعفه

يخشى كان ألنه ، بمكانته تليق جميلة بامرأة ويتزوج ، به المحيطين عقول جميلة امرأة أية تخلب أن من

X مركزا الوقت بمرور وتصبح ، الشعب أفراد وعقولكما . أحد فيه يشاركه ال الذى نفوذه ينتقصمن للنفوذ

يظلشحوبها حتى ، العامة الحياة عن يقصها لم أنه ، عمره برفيقة تمسكه وشدة وإخالصه لوفائه Xرمزا

ومكانته . هيلمانه مثل فى لمن المغريات كافة رغمالوصيفات .. مصدرها أقوال ترددت Xأيضا

بأنها مفادها الخاص، أمنها وجهاز بزوجته المحيطات X يوما معه تشعر لم فهى ، Xيوما تعشقه لم األخرى هى

المنزل عن Xبعيدا Xدائما كان ألنه ، جنسى إشباع بأى ماكانتسريعة رغبته إن كما ، عمله مسئوليات بحكم

إال االشتعال فى لتبدأ رغبتها كانت فما ، الخمود

15

Page 16: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

يدفعها هذا كان ولقد ، انطفأت قد هو رغبته وتكونحياتهما أوائل فى نفسها وبين بينها فيما للتبرم

تتغاضى يجعلها كان الفطرى ذكاءها ولكن ، الزوجيةلن جمالها تواضع بأن لتسليمها ، له ذلك إظهار عن

المنصب هذا بمثل آخر برجل االرتباط لها يتيحبدأتشهوتها . الوقت وبمرور الالمع والمستقبل

الحاكم . منصب توليه بعد وبالــــذات ، تأفل و تذوىوالقوة والنفوذ الحكم حياة بان ذلك تفسر كانت ولقد

تكن . لم ولكنها أخرى لذة تدانيها ال لذة تمنحها صارتأمنه جهاز أمر حتى ، الحكم تولى إن ما بأنه تعلموشرابها فىطعامها للشهوة مثبطات الخاصبوضع

، منها االقتراب يطيق يعد لم ألنه ، الطبية وعقاقيرهابأفكاره أنه كما ، فيها الزهد أورثه فشحوبها

السلطة صولة تفعله أن يمكن بما يعلم كان الشيطانيةما ، القترافأىشيء المرأة يدفع مما بالنفوس،

. X أبدا استعداد على يكن لم وهو ت_طاع vف تأمر دامتالذى المغفل الخاصبمظهر أمنه جهاز أمام للظهور

قذر . خادم أو شاذة وصيفة مع زوجته تخونهحكمه لدعائم تثبيته من تأكد بعدما بدأ ولقد

الجسدية رغباته إلى االلتفات فى ، نفوذه ودوائر . X كثيرا راودته رغبته ولعل األخرى هى دعائمها ليثبت

ليتخذها الجميالت أجمل أحد إليه يقرب أن فىلم . ولكنه الشوق به استبد كلما فيأتيها ، محظية

بدأت ما فسرعان ، الساذج الخاطر لهذا يستسلمإلى انتهى حتى ، التوارد فى الشيطانية أفكاره

، فقط واحدة امرأة على رغبته اقتصار عدم ضرورةوأسراره أمنه على خطورة بعدها ما خطورة هذا ففى

وأىصعلوك . بينه الفارق ما ثم حكمه استقرار وعلىوإن حتى ، بعينها واحدة امرأة على رغبته اقتصرت إذا

يحتقر . كان داخله من إنه كما الجميالت أجمل كانتيأتيها ال نتنة فروج إنهن إال يرى وال ، النساء كافة

الجامحة . الرغبة تلك تحتوطأة إال الرجال

16

Page 17: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

فريد نظام عن الشيطانية أفكاره أسفرت لذلكله يضمن كما ، بعينها بامرأة التعلق عدم له يضمن X جهازا كون حيث ، عليه النساء تلك من تعرفأى عدم

الوحيدة كانتمهمته الخاص، أمنه بجهاز ألحقه Xخاصا أجمل . برصد ذلك ويتم الجسدية رغباته إشباع هى

حتى عليه وعرضصورهن دورية، بصفة الجميالتبمعرفة . اختطافهن فيتم فقط Xأربعا منهن يختار

خلوهن من للتأكد الخاصوالكشفعليهن أمنه جهازــ تقييدهن الخاصيتم وفىمخدعه األمراض، من

ابتدعها التى الدوارة الطبلية على ــ عيونهن وتعصيبفىنفس النساء من أربع الجنسمع لممارسة هو

تنطفىء حتى Xتباعا األربع يأتى يظل بحيث ؛ الوقتعقاقير باستخدام أمدها فى يطيل كان والتى ، رغبته

بلدان من Xخصيصا استوردها ، الثمن وباهظة نادرةالمتقدمة . األطراف

ولكن ، Xزمنا المنوال هذا على استمر ولقدما فسرعان العقاقير تلك استخدام فى إلفراطهقدرته الوقتمن بمرور أضعفت عكسية بآثار أصابته

إال . لحالته العالج بأنه األطباء له أكد وقد الجنسيةمن تمكنه تعويضية أجهزة لتركيب الجراحى بالتدخل

العملياتال من النوع هذا كان ولما ، قدراته استعادة. المتقدمة األطراف بلدان أحد فى إال تام بنجاح يجرى

أولئك فى ثقته لعدم ، Xتماما ذلك استبعد فإنهوابتزازه له أمنهم أجهزة تتبع من وخشيته ، األجانب

إلى باإلضافة ، الفضيحة تلك نشر عدم لقاء Xسياسيا وإمكانية ، السلطة عن إعالمهم أجهزة باستقالل علمه

أمره فينفضح ، العالم أقطار فى ونشره للخبر توصلهاإصالح أجل من حكمه ويزول ، البلدان كافة فى

رجولته . اتسمت أساليبجديدة ابتدع ما سرعان لهذا

األوامر . فأصدر الجنسى والجنون باالنحرافوالشذوذوالشاذات الشواذ برصد الجسدية رغباته لجهاز

وفىمخدعه ، اختياره عليهم يقع واختطافمن

17

Page 18: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

فىحضوره الشذوذ ممارسة على إجبارهم الخاصيتممتابعته . فى يجد وكان شخصيته يخفى Xقناعا Xمرتديا

عليها تتفوق ال ، طاغية لذة الشاذة الممارسات لتلكأو أمه يأتى ابن او ابنته يأتى ألب مشاهدته لذة إال

الجسديه رغباته فكلفجهاز ، يأتىشقيقته شقيقثم ، للحكم المعارضين من يحدده باختطافمنتلثيمهما يتم وفىمخدعه ، أسرته أفراد أحد اختطاف

أثناء اآلخر على يتعرفأحدهما فال وتكميمهما . ، ابنه او ابنته الوالد فيأتى Xللجنسمعا ممارستهما

بأحد يجلسهو بينما ، والدها أو ابنها المرأة ويأتىطاغية . بلذة يحدث ما يراقب Xملثما المخدع أركان

جنونه- أخبار وصلنىمن ما آخر هذا ولعلالتىالحظت .. ، نورجان لى قالت هكذا الجنسىفحاولت ، وجهى على ترتسم والذعر الذهول عالماتولكننى . الحديث مجرى تغير بأن روعى التخفيفمن

بقولى : بادرتهايكون أن إال اليمكن ذلك كل يفعل من إن

: فأضافت . Xرجيما Xشيطاناالبلد . هذا فى الشياطين عميد هو بلوقوعها دهشتىمن إخفاء أستطع لم ولكننى

يحرص شيطان عن الدقيقة المعلومات تلك كافة علىوالمتاريس . خلفاألسوار كلشروره مزاولة على

صديقة منخالل إليها وصل هذا كل بأن فصارحتنىالخاص . أمنه جهاز أفراد بأحد علىعالقة لهافاستوضحتنىعنسبب ، Xقليال شردت_ ولقد

تحكى أن منها أنتظر كنت بأننى فصارحتها ، شرودىأن يبدو ولكن ، البالد فى للحكم إدارته كيفية لىعن

يقتصر حديثها معظم جعل الفضائح بأخبار غرامهاوصاحتفى , Xفاشتعلتغضبا الجنسية حياته على

وجهى : منىعنشيطان سمعته ما كل بعد تظن وهل

لقد ، والرحمة بالعدل البالد حكم سيدير أنه ، كهذامكثتفىهذه مهما به اإلحاطة يمكنك ال عما حدثتك

18

Page 19: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

بنفسكمن فستعاينه ، للبالد إدارته أمر أما ، البقاعواألحوال . الوقائع فى تبصرك

داخل .. Xبعيدا ، Xبعيدا ولكن أخرى مرة وشردت_ينقذنى ما بداخلها أجد لعلى ، الفارغة ذاكرتى أعماقكانتمظلمة , ولكنها وأهوال فظائع من سمعته مما

المظالم , علىحفظ أمد منذ اعتادت كأنما باردةواألحالم . األمانى ونسيان و واآلالم

* * * *

األحوال وغضب ، سخطمكتوم البالد فى يسرى

تحصن التى الشاهقة الصبر جبال يزلزالن ، مكبوتالنسيان . ونعمة االحتمال قوة بفيضمن العباد حياة

إلى : كالم بال تساؤل فى منكسرة العيون وتتالقىبغل الصدور وتضطرم ؟ الهوان وذاك الذل هذا متى

تمكن . الذى ــ وكالوباء فيها ريب ال آتية قيامته مدفونإال االحتضار انتفاضات تزيده فال عليل منجسد

، وأرجائها البقاع ثنايا فى األمن رجال انتشر ــ شراهةاألنفاسوالهمسات برصد الحاكم أوامر لتنفيذ

تزدهم لم الذين السناكيح ألولئك Xتأديبا ، والخلجاتوليل طيشه نهار إذن فليذقهم ، Xخسارا إال حكمته

بطشه . يسرده . لم بنفسى لذلك أدى ما عاينتكل ولقد

أحداث , قلب ففى نورجان لى تروه ولم ، أحد على ، العباد وسط يومها ووجدتنى ، Xقائما كنت اليوم ذلك

ويطحننىخوفهم ، ويبلعنىضعفهم ، ذلهم يذلنىوذعرهم .

المبارك اليوم هذا فى تحتفل البلد كانتجالل . المناسبة لهذه وكان سنوية دينية بمناسبة

والنفوس . البقاع على بظاللهما يلقيان وسحرالمناسبة بهذه يحتفل الحاكم بأن نورجان وعلمتمن

الصالة فى العباد يؤم حيث ، بالبلد للعبادة دار أكبر فىإعالمه كتائب تصفها خطبة فيهم يخطب ثم ،

19

Page 20: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

الشيطان . ذلك لرؤية الفضول بى واستبد بالتاريخيةوهيلمانه . جاهه ومعاينة ، بيانه إلى واالستماع ، جهرة

أبعدتمجلسى االحتفال يوم فى الزحام لكنشدةالصالة أقصىساحة فى ، الخلفية الصفوف إلى

أثناء حوله واللتفافحراسه ، المتسعة الفخمةأذن . قدومه وفور مطالعته Xأبدا أستطع لم ، وصولهكان . الصالة ليؤم الصفوف الحاكم فتقدم ، المؤذن

، للتقوى أثر أى من Xخاليا ، Xجافا Xباردا التالوة فى صوتهولكنه . أقدساألذكار من تردده ما تعى ال صماء كآلة

بالدعاء .... ويتهدج يلهج كان كأنما Xطويال يسجد كانذلك يتصنع كان إنه بعد فيما أفهمتنى نورجان لكن

بترقيقصوته أوصوه الذين ، خلصائه بنصيحة Xعمال والخشوع . للورع كمظهر للسجود وإطالته التالوة أثناء

من واحد لقول تصديقه عدم Xمعلنا حينئذ فيهم فصاح ، األولين أساطير إال هى فما ، المقدسة األذكار هذه

بإطالة فقط علىمضضسيكتفى وأنهثم ...... ، Xيمينا سلم األخيرة الركعة نهاية وفى السجود

: X صائحا يزأر بصوته وإذا ، Xيسارا ليسلم استدارمنى سرقوا ، منىصولجانى سرقوا

صولجانى . على كالبرق األمن رجال وانتشر ، الجو وتكهرب

لحظات وفى ، واألبواب والفتحات المداخل كافةالمصلين . جمع يأمر صوته وارتفع العبادة دار حاصروا

للسجود العباد يدفعون األمن رجال فاندفع ، بالسجود : X هائجا وصاح ، المنبر هو واعتلى ، ألوامره Xامتثاال

تسرقوننى بكم فإذا بكم أصلى ، السناكيح أيها . ، رحمتى فىظل تعيشون لى تصلوا بأن الجدير وأنا

اآلن . فلتسجدوا فتسرقوننى لغيرى للصالة وأتقدمكم ، رحمتى اآلن منذ ولتودعوا ، عذابى ولتذوقوا ، لى

أيها . المقيم الشقاء إال اليوم بعد فليسأمامكمالمنحوتمن صولجانى فليظهر ، األجالف السناكيح

األبصار . يخطفوهجه والذى ، النارية الصخور

20

Page 21: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

، حاكمه سرقة القذرة نفسه له منسولت وليتقدمغضبى . بنيران أحرقه لكى

ونشيج نحيب الساجد الغفير الجمع وأعترىوإذا النفوس، على الموت ورفرفتظالل ، ورعشة

: X صائحا يتابع به ، بنفسى فسأخرجه إذن ، أحد منكم يتقدم لم

لشديد . عذابى وإناألخر بعد Xرجال الحاضرين باقتياد رجاله وأمروتجريده ، الدم منه يتفصد حتى وتقريعه وضربه ، إليه

الطريق إلى طرده ثم ، الصولجان عن Xبحثا مالبسه منوالركالت . اللكمات تالحقه بينما ، أسماله يحمل Xعاريا

يندفعون بالمصلين العابرون المارة وفوجىءيتعثرون بينما ، إلىعرضالطريق عراة وهم فارين

فتجمع . والشتائم اللعنات وتشيعهم ، أسمالهم فى ، فاآلالف المئات ثم منهم العشرات واحتشد ، العباد

دار إلى المؤدية والمداخل الطرق كافة حتىسدتتلقفه . ،Xعاريا الرجال أحد خرج كلما وكان العبادة

الجموع . أعين عن عريه لستر الواقفوندار داخل رجاله على Xقائما الحاكم استمر ولقد

يظهر لم ولما ، العباد تفتيشكافة تم حتى ، العبادةورجال إلىمستشاريه استدار ، أثر من للصولجان

X جميعا وأمرهم ، الشك يملؤها نحوهم ونظراته أمنهعلى يعثر لم لكنه ، بنفسه بتفتيشهم وقام ، بالسجود

وجس . العبادة الحراسبتفتيشدار فأمر شىءوبعد . ومخازنها حجراتها واقتحام وحوائطها أرضياتهاحولوا بعدما ، خطواتهم تسبق والخيبة إليه عادوا فترة

، حوائطها وتقشرت أرضياتها ن_بشت خرابة إلى الداركل فيها خربت حربية معركة بداخلها دارت كأنما وبدت . ، هياجه وتعاظم غضبه وانفجر مقدسوجليل ماهو

صوته بح حتى ومستشاريه رجاله يسبفى وظل ، للمغادرة موكبه بإعداد أمرهم ثم ، وانقلبتسحنته ، ألمره امتثالهم عدم فبهتمن ، يتحركوا لم لكنهم

فتقدم ، الخارج إلى فأشاروا ، أخرى مرة فيهم فصاح

21

Page 22: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

الميدان غطت قد الحاشدة بالجموع وإذا Xناظرا فالتفت . عاجزة أمامها تقف األمن وجحافل ، الشاسع

: وتمتم مالمحه يعلو والقلق رجاله إلى؟ .. الخروج إذن كيف الخروج إذن وكيفالذهول يعثsرها وخطواته Xوذهابا جيئة يروح وأخذ

األنحاء. كافة من ينطلق هادر بصوت فجأة وإذا : X راعدا ويتجلجل ، واألركان

أبوك.... .... كانتعزبة هىفسرتفى ، يتردد الهادر الصوت صدى واستمر

تدور والعيون الرؤوستتلفت وأخذت ، رهبة الجموعفى . تندلع بدأت ثم الصوت هذا مصدر عن Xبحثا

ذعر العباد تملك فقد ، واضطراب فوضى الحشوداألمن لجحافل الهجوم إشارة هذه بأن لظنهم وهلع

، فارين األنحاء كافة فى فانطلقوا ، حولهم المرابطةالعباد وأخذ ، الكبير الميدان والمرج الهرج وساد

للنجاة . Xالبعضطلبا يدوسبعضهمسماعه عند مكانه فى الحاكم تسمر ولقد

يهذى : اندفع ثم ، الهادر للصوتهذا .. . ما هذا ماهلع : فى يصيح أخذ ثم

أخرجونىمن .. هنا أخرجونىمنهنا .

: X مستنجدا رجاله إلى التفت ثملقصرى . ينقلنى أيكم

رجاله : من ُ عفريت_ له فقاليصلوا أن قبل إليه أنقلك أنا

إليك . الشياطين : علم عنده الذى له وقال

يرتد أن قبل إليه أنقلك أنا .. X غاضبا ارتعد ، بقصره نفسه وجد فلما إليكطرفك

: X زاعقا وصاح

22

Page 23: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

علىكلشىء إننىقدير .

* * * *أبوك " " . كانتعزبة هى ــ

الذىسمعته الهادر الصياح لنورجان رددت_ هكذانالنى . فلقد لىجراحى تضمد هى بينما ، العباد كباقى

X عاريا الصالة ساحة من Xفارا وخرجت ، الجميع نال مالتستر الجموع وتلقفتنى ، ودمائى ذعرى أتخبطفى

يتجلجل . الهادر بالصوت وإذا ، عورتىقالت : ثم نورجان أطرقت ولقد

الصوت هذا وما ؟ الصولجان اختفى أين ولكنفأجبتها : ؟ انطلق أين ومن

االتجاهات . كل من انطلق لقدفتساءلت :

النداء . بهذا المقصود ومن كيف؟ ولكن : X مدهوشا لها فنظرت

وال الحاكم إنه ، النداء بهذا المقصود من تقولينأدرك ولو ، جدال دون هو يخاطبه كان الصوت إن ، شك

بخوفهم فضوا كانوا ما ، األولى الوهلة من هذا العبادوالشك الذى ، الغفير هذا حشدهم قلب مأل

والهلع . بالرعب الشيطاننفسها : تحدث كأنها و قالت ثم لوهلة نورجان وشردت

كهذا شيطان مواجهة على يجرؤ الذى من لكن؟ النداء هذا بمثل

بقلبواجف : بعدها فرددت_شيطان .. علىسرقة يجرؤ الذى من Xحقا

كانتعزبة ( هى ؟ النداء هذا بمثل ومواجهته ، كهذاأبوك ) .

* * * *

الخوف مستشار

23

Page 24: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

أفعاله . عن نواياه تختلف أن على Xدائما اعتادفى . تدرجه بحكم فهو يبطن ما غير ي_ظهر أن وعلى

بين الفاصل بأن Xتماما يعلم ، الجهاز هذا مناصبيتوقفعلى ، والنعيم الشقاء بين أو والحياة الموت

ليكشف ... .. المحيطين أحد يكتبه تقرير نعم تقرير. عارضة نقد كلمة عن أو ، ضعفواحدة نقطة عن فيه

يمليه ما بغير يتحدث أن على لسانه درب فقد ولذلكما بغير تشى أن على ودربمالمحه ، عقله عليه

فهو . . Xتماما ذلك كل أتقن ولقد نفسه بداخل يضطرم X دائما تعود ، الوضيعة وأصوله المنحطة نشأته بحكم

الزائد . طموحه علمه فلقد المتعددة األوجه لعبة علىوإنما ، السفح عند من يبدأ ال القمة إلى الطريق بأن

حقيقته . فإن ولذلك مباشرة القمة على بالقفزأحد إطالع أو إليه التطلع ينبغى ال Xكانتسفحا البائسة

ولعل . . المحجوب وكهفه الدفين فهىسره عليهوالتعايشفقطمع الماضى تناسى على تلك قدرته

أوساط إلى Xسريعا الوصول من مكنته قد ، الحاضر . X وسيدا ، األثرياء وسط Xثريا ينقلب فكان البارزين

X شاذا ، والمفكرين العلماء وسط Xمثقفا ، األعيان وسط X حشاشا ، المخمورين وسط Xسكيرا ، الشواذ وسط

ما . فسرعان ولذلك األنفاس وسطأصحاب Xوشماما وسط Xشيطانا أصبح حتى Xسريعا غايته إلى وصل

اختصه . حتى الشيطنة أتقن ولقد الشياطين طائفةاألمن . بمنصبمستشار الحاكم

الحاكم ينشده الذى األمن أن البداية منذ أيقنعزمه . وطد لذا الشعب وليسأمن هو أمنه ليسإالهاجس خالل من الجبار ذلك ناصية امتالك على Xتماما ويجول . يصول أن يمكنه األمن فتحتمسمى األمن

، العباد فى فيتحكم ، Xوعرضا Xطوال البلد هذا فىولكنه . األمان يمنح أو الخوف وينشر ، الرقاب ويمتلك

المنصب هذا فى الذينسبقوه أولئك مثل يكن لمفكان للحاكم وأخلصوا ، بسذاجة الشيطنة ومارسوا

اللحظة . منذ أيقن لقد بل عليهم Xوباال إخالصهم

24

Page 25: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

البد . كان ولذلك غدر اطمأن إذا الجبار هذا بأن األولىاليستطيع وخوفمزمن دائم قلق فى إعاشته من

تحول . لو القلق هذا بأن يدرك كان ولكنه Xفكاكا منهماتوليه . بداية منذ فشرع نهايته فيه فإن هلع أو ذعر إلى

الجائرين، تنظيمات كافة رصد إعادة المنصبفى لهذايبادر يكن لم ولكنه ، وتحركاتها أحوالها ومراقبة

فى العكسيضطلع على كان بل ، عنها اللثام بإماطةما . فإذا محسوب بقدر وتسليحها بتمويلها الخفاء

غير القوة بعضمظاهر إحداها على تظهر بدأتببعضعمالئه يدفع ما سرعان فإنه ، المأمونة

تدبير أو ، التنظيم هذا داخل uانشقاق إلحداث السريينصمد . فإن أعضائه بين القيادية المناصب على uصراع

أو قائده لقتل يدبر ما فسرعان ، ذلك كل أمام التنظيمتهمة إلصاق أو ، إليه الحاجة لحين وحبسه خطفه

بقاء . يضمن وبذلك وشرفه عرضه من تنال به مشينةأمن تهدد خطورة دون ولكن ، التنظيمات كافة

لديه . منحظوته يهدد أن يمكن بما ، الحاكمالشيطانية . فعقليته بذلك يكتفى يكن لم ولكنه

التىال الوهمية التنظيمات وإنشاء إلنتاج Xكانتمصنعا يدفع , لكى المناسب التوقيت يتحين والتى لها وجود

الدسائس . إليه فينسب أرضالواقع إلى بأحدهابلسرعان . بالحاكم اإلطاحة ومحاوالت والمؤامرات

هذا أفكار تحمل منشورات البلد أنحاء فى ينشر مايكلفبعضرجاله ثم ، الحكم لرموز وتهديداته التنظيمالعداء Xشخصيا هو له يضمر الذى المقربين أحد باغتيالإلى اغتياله أمر ينسب ثم ، منصبه فى بطمعه لعلمه

الحاكم . هلع يزداد وآنذاك الوهمى التنظيم ذلكما سرعان ولكنه ، غضبه جام عليه ليصب فيستدعيه

ويرجوه السيطرة، تحت األمور كافة بأن يكاشفهوهم الخونة هؤالء له ليقدم قصيرة مهلة بمنحه التكرم

تكليفرجاله . فى يبدأ المهلة هذه وخالل صاغرون ، بعناية أشخاصيختارهم عدة القبضعلى بإلقاءالذى ، الوحشى التعذيب من أللوان بتعريضهم ويأمر

25

Page 26: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

وتدريب ، التنظيم هذا ألفكار تلقين عملية ترافقهوالمتناسقة . الكاملة االعترافات من علىمجموعة

، التنظيم هذا أركان كافة اكتمال إلى يطمأن إن وماالقبضعلى إلقاء فى نجاحه عن للحاكم يعلن حتى

واحدة . بضربة هدفين يصطاد كان وبذلك أعضائه كافةومن. ، الحاكم لدى والمكانة بالحظوة يفوز جهة فمن

الجائرين تنظيمات بقاء استمرار يضمن أخرى جهةلدى القلق نار تذكى التى بتهديداتها الحقيقية

وتقلبه . غدره فيأمن ، الحاكمقد الشيطانية عقليته بأن يشعر اليوم ولكنه

. ، واحد يوم فى مصيبتان دهمته فقد الشلل أصابهاحركة ترصد وآذان عيون ليسله فكأنما ، بهما بوغت

علىسرقة . جرؤ الذى هذا فمن البلد هذا فى الذرةالصياح هذا أطلق الذى ذلك ومن ؟ الصولجان ذلكيشعر .. إنه Xحقا ؟ الفسيح الميدان فزلزل الهادر

تلك مع دامية مواجهة جنبه ألنه الصوت لذلك باالمتنانمطالب نفسه الوقت فى ولكنه ، لتفريقها الحشود

ذلك وإعادة ، الصوت ذلك كنه بمعرفة الحاكم أمام . X أيضا األمر هذا يمارسمع فهل اللعين الصولجان

انطلق لو ماذا ولكن ؟ الوهمية التنظيمات خدعةووقع الصولجان ظهر أو ، أخرى مرة ذلك بعد الصوت

لو . .. ماذا Xمهال ولكن الخدعة واكتشف الحاكم يد فىولكن ، نفسه الحاكم تدبير من خدعة األمر هذا كان ، اآلن منذ يهدأ لن إنه ؟ ذلك معرفة كيفيمكنكافة . سيراقب فىكلشبر وآذانه عيونه سيطلق

والشياطين والمنتفعين والمقربين المستشارينسيراقبحتى . والسناكيح والجائرين والصالحين

استمرار . أصبح فلقد أعوانه وأصدق أخلصرجالهبعد فيه Xمشكوكا Xأمرا الشياطين إلىطائفة انتمائه

لن . . وهو بالزوال Xمهددا منصبه وأصبح الكارثة هذهتصبح لم فحياته ، أخرى مرة السناكيح درك إلى ينحدر

قد بذلك أنه يعلم وهو ، الشياطين وسط إال قيمة لها

26

Page 27: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

ــ السناكيح يدعى كما وجود لها كان إذا ــ اآلخرة خسرالدنيا . هذه من ذرة ولو يخسر بأن Xأبدا يسمح لن ولكنه

* * * *

الفاجر المستشاربالعار يشعره Xمشينا Xأمرا يكنشذوذه لمشذوذه . رغم بأنه يفخر كان بل والهوان والخزى

مع يتعامل بلد فى ، السامى المنصب هذا إلى ارتقىالقتل توجبان وانحطاط نقيصة باعتباره الشذوذ

هذا . على يتشفىفىسره كان ولقد والتشهيرالشذوذ بينما ، األخالق بمكارم يتشدق الذى المجتمع

يصر ذلك ورغم ، أهله فى تفشوا واالنحالل والرذيلةباقى يرتع بينما ، الفضيلة رمال فى رأسه دفن على

بحكم . اط�لع فلقد الفساد فىمستنقعات جسدهبل . بنفسه فعاين خيال كل تفوق علىحقائق شذوذه ، والطاهرين والورعين األتقياء بشذوذ وابتلظهره

من هم بينما المالئكة مسوح يرتدون والذينالسحاقياتعن . كبار من بنفسه وسمع الشياطين

تترغرغ الالتى ، الغافالت العفيفات الفاضالت شذوذبلعاب ملوثة فروجهن بينما اإليمان بدموع عيونهن

العاشقات .أولئك على Xدفينا Xحقدا بداخله يضمر كان ولقد

النفسعلى تمرد عناء يكابدوا لم الذين ، األسوياءولم ، ونهم بساطة بكل رغباتهم فأشبعوا ، الجسد

والعزلة والخفاء السرية من أستار تحت يكبتوهافيعلن . التفلسف، إلى يدفعه حقده وكان واالضطهاد

تفوق على عالمة الشذوذ بأن ، يغالط بأنه يعلم وهونضج إلى الفطرة حيوانية من وارتقائه الجان عالم

عاقلة . حيوانات إال ليسوا بذلك األسوياء وأن االختيارمسئولية تحمل على القدرة الفطرة تضخم أفقدها

ال . عالم ألنه الشذوذ يعرف ال الحيوان فعالم االختياراالختيار . فيه فينعدم الغريزة تحكمه بل العقل يحكمه

27

Page 28: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

حيوانات أو غرائزيين جان إال ماهم فاألسوياء وبذلكعاقلة .

وذلك . علىشذوذه uمظهر أكبر كان فنه ولعلالفنية، الساحات أروقة فى يتردد اسمه بدأ أن منذ

لم . فهو المعارضالعالمية فىصاالت لوحاته وتنتشرأعماله كافة فى الذكرى بالعضو وولعه بل يخفغرامه

لرؤيته . Xومميزا Xأساسيا Xعنصرا أصبح بحيث الفنيةأو . صداح كبلبل Xسرياليا يصوره تارة فهو اإلبداعية

. X تجريديا يصوره وتارة بيضتين على ترقد كحمامةأو . الصخور تشق كشجرة أو السماء تحضنه كجبل

تخيط كإبرة أو الخشب فى ي_دق كمسمار Xانطباعيا كنحلة . أو الندى منها يقطر كزهرة Xجماليا أو األقمشةبأن . التصريح من يخجل ال وكان العسل وتمنح تلدغ

انتصاب فى المعلنة البارزة الواضحة الذكورة أعضاءمن Xوجماال وفتنة روعة أكثر ، المتوهجة رغبتها عن

ال فىخمول القابعة المنزوية المخفية األنوثة أعضاءعندما . دليلهم وتاه العباد احتار ولذلك رغبة بأى يشى

الفكر فىمنصبمستشار يعينه بالحاكم فوجئوابكفويتساءلون . : Xكفا يضربون وأخذوا والفنون

وأخذوا بل ؟ منا الشواذ وفنوننا فكرنا أمر أيحكمبأمر : الحاكم اليعلم هل بخوفقائلين يتهامسون

العباد كافة يحسبعلى الذى كيفوهو ولكن ؟ شذوذهوارتضاه . يعلم كان إذا ولكن وخلجاتهم أنفاسهم

ما ... سرعان ولكنهم اآلخر هو بأنه شك فال ، Xمستشارا الذى . الوحيد هو كان لكنه و يكملون وال يفيقون كانوا

. ، تعيينه يوم الحاكم له قرر حيث اختياره سبب يعلم ، المهينة طقوسالتعيين رجاله مارسمعه أن وبعد

المثقفين أولئك Xجدا يخشى ألنه لشذوذه، اختاره بأنهبصفاء . العباد يأسرون فهم والمبدعين والمفكرين

عليهم . واله لذا فنونهم وسحر أفكارهم وجرأةفتسود ، منهم الشواذ حوله ويتحلق إليه لينجذباألسوياء . عنه ينأى بينما فنونهم وتزدهر أفكارهم

يأمن . وبذلك فنونهم وتأفل أفكارهم فتذوى ، منهم

28

Page 29: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

سائغة لقمة سيصبحون منهم الشواذ ألن ، شرورهملو ، العباد أمام التعريضبانحاللها بسهولة يمكن

وإدارته حكمه نظام معارضة أنفسهم لهم سولتسيسحبهم . انزواءهم فإن منهم األسوياء أما للبالد

منهم الناشطين مالحقة فتسهل ، النسيان دائرة إلىالعباد . تذمر إثارة دون

ذلك بالط فى صغير تلميذ بأنه وقتها أدرك ولقدأو . لخداعه مجال ال بأنه وأيقن العتيد الشيطان

. X كشفا له يقدم بأن تعيينه بداية منذ فالتزم استغفالهأو ، والفنون الفكر أهل من الشواذ أسماء يحوى Xدوريا

ولكن للشذوذ Xكامنا Xاستعدادا بخبرته فيهم يلمح منوكان . لرغباتهم العنان إطالق على الجرأة تنقصهم

يرغبفى من بأسماء Xشفويا Xأمرا منه يتلقى بالمقابلأفكارهم ذيوع على مباشرة فيعمل ، منهم لمعانه

وبذلك . وإبداعاتهم فنونهم وانتشار ومؤلفاتهمالرضا ونال ، والمكانة الحظوة الجبار ذلك لدى اكتسب

والتقدير .إلى فىطريقه ذلك كل بأن أدرك اليوم ولكنه

وحطم . ، أنيابه عن الشيطان ذلك كشر فلقد الضياع ، رأسه وداسعلى أرضا طرحه عندما آماله كافة له

بالقيمة يعلم أحد من ما بأن Xمتوعدا Xهائجا له وقالعلى اطsلع منصبه بحكم ألنه ، سواه للصولجان األثرية

فى و_جد الصولجان هذا بأن تزعم التى السرية الوثائقكانت بأنها األجداد يدعى التى ، التاريخية األطالل

. تفسير من ما وأنه الجنة من طرده إلبليسبعد Xمنازال السر منه فانسرب ، غلبحذره قد شذوذه يكون أن إال

شواذ أحد وفوقظهره بطنه على منبطح وهو . ، الحاكم قدمى تحت ونهنه بكى ولقد الجائرين

ينبس لم بأنه وهيلمانه وجبروته وجالله بعزته وأقسمصحوه . أو منامه فى لنفسه حتى يردده ولم السر بهذا

بأن Xزاعقا فيه وصاح ، عنده له يشفع لم هذا كل ولكنإلى يصل حتى وناكحيه خارقيه قائمة يراجع أن عليه

لشديد . عذابه فإن وإال ، منهم استغفله من

29

Page 30: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

الذى . شذوذه يصبح فهل المفاجأة أذهلته ولقدنهايته فى Xسببا ، وانتصاره لقوته Xمصدرا Xدائما كان

نجاح . وبكل دائما كيفاستثمر Xأبدا ينسى ال إنه وذلهاستخدامهما فى يتردد لم إنه حتى ، وشذوذه رقاعته

الناعسة بنظراته يالحقه ظل فقد ، أمه بزوج لإليقاعوانفرد الرجل انذهل حتى ، المتأود المتلوى وجسده

أمه فى الرجل زهد يومها ومن ، وناله يوم ذات بهبأن مراده هو له وتحقق ، حتىطلقها اليقربها وأصبح . X حقا فهل دونشريك ورعايتها بعطفها وحده يستأثر

الينبغى بما فصرح رغبته أوج فى وهو لسانه خانهويهذى ، ساعتها عقله يفقد بأنه يعلم إنه ؟ به التصريح

غير Xكالما يكون ما غالبا ولكنه ، وكلشيء بأىشيءإنه . ؟ يشعر أن دون منه السر خرج فهل مفهوموذله مهانته فى Xكانتسببا لو سيسدها بأنه يقسم

سيشحذ . السناكيح بؤسوشقاء إلى Xمدحورا وعودته ، كثرتهم رغم األخر بعد Xواحدا عشاقه ليتذكر ذاكرته

ذلك إلى يصل أن بعد إال أحد_ُ بطشه من ينجو ولن . ، Xأبدا Xالعيشأبدا له يطيب لن فهو منهم الخائن

هى . فالشيطنة الشياطين وسلطان جاه من Xمطرودا . X بديال عنها يرضى ولن ، ومجونه ولذته وبنوه ماله

* * * *

األحوال وكانت . بمجلسالمستشارين الحاكم اجتمع

المجلسكله فيها يدعو التى األولى المرة هى هذه . X دائما ترى كانتسياسته فقد رئاسته تحت لالجتماعله Xأمرا دورية بصفة Xمعا المستشارين اجتماع فى

المودة . جسور بمد يسمح هذا ألن الكبرى خطورتهيؤدى مما ، بينهم فيما التنسيق إمكانية ويتيح ، بينهم

وثقل تجمعهم بقوة اعتدادهم إلى الوقت بمروركان . ولذلك وسلطانه نفوذه مواجهة فى مراكزهم

بااللتقاء Xأبدا لهم يسمح وال ، فرادى بهم يجتمع Xدائما

30

Page 31: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

دورية بتقارير أمنه جهاز ويوافيه البعض، ببعضهماألمر . بهذا االلتزام مدى توضح

وأن . جلل األمر بأن المستشارون أدرك ولقدهذا سيصبها عارمة وثورة غضب نذير تحمل األجواء

ولذلك ، واحدة دفعة Xجميعا رؤوسهم فوق الشيطانتخيل . لهم يتح لم الوقت ضيق ولعل مجتمعين دعاهم

االجتماعات . قاعة دخلوا إن فما لهم د_بر قد مالهم تتح لم بينما فقط عنها والتىسمعوا ، الفسيحة

أو أثاث أى من Xتماما بخلوها فوجئوا حتى ، مشاهدتهااألبوابخلفهم، أغلقت ما وسرعان ، تجهيزات

الملثمين الرجال جيشمن الحوائطعن وانشقتعليهم وانهال ، والعصى بالهراوات والمدججين

من يصوتون الرجال حتىصار ، جانب كل الضربمناأللم من يجأرن النساء بينما ، كالنساء الرعب

إلى. تحولت التى القاعة فى الحاكم ظهر ثم كالرجال ، بالتوقف رجاله Xآمرا ذراعه ورفع الجحيم من قطعة

أرضالقاعة بهم تغطت الذين مستشاريه يتفقد وأخذثم . انتهى حتى اآلخر بعد Xواحدا عليهم يبصق بينما

: X مجلجال والنشيج النحيب أصوات وسط صياحه ارتفعخمر أسكرتكم لقد ، األنجاسالعفنون أيها

وما ، Xفسادا فيها يعيثون للعباد البالد فتركتم ، نعمتىقصرى sعلى اقتحموا السناكيح أجد حتى أيام إال هى

X وأعدمونىشنقا ، حكمى وقوضوا أموالى ونهبواإننى . ؟ فاعلون أنتم فماذا الفسيح الميدان وسط

مناصبكم زالت ملكى زال وإن ، األعلى إلهكم؟ . فاعلون أنتم فماذا وأبناؤكم ونساؤكم وأموالكم

تخرجون فال حنقى جام عليكم أفرغت وإال أجيبونىممزقة . أشالء إال هنا من

اآلخر بعد Xواحدا إليه يحملوا بأن رجاله وأمرمستشار . إليه فحملوا قدميه تحت ويلقونه ، منهم

X : البناء غاضبا فيه فصاح ، والتشييد

31

Page 32: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

هل ؟ البنائين منسر ياشيخ بمنصبك فعلت ماذاتدعيم عن تغفل بينما ، وتنهبفقط لتسرق وليتك

الحال . . فى قتلتك وإال أجبنى حكمىوسلطانىيضع وهو ويستعطفه يسترحمه الرجل فأخذ

X مرعوبا وأجاب ، متوقعة لضربات اتقاء رأسه فوق يديه :

لقد . فرطت وال قصرت ما وجاللك وعزتكيخرجون . ورجالى تكليفاتك وأتممت توجيهاتك نفذت

الطرق فى المطبات ليحفروا الليل جنح تحت ليلة كلجرائها من ولتتصادم العباد فيها ليتعثر الرئيسية

ازدياد فى الحوادث وإحصاءات ، المواصالت وسائلالمصائب هول من العباد ذهول وتوضح ، دائم

وشئون أمور عن فتشغلهم عليهم تحل التى والكوارثوأمرت . إال Xطريقا أترك ال أننى كما والدولة الحكم

، بعضاإلصالحات إجراء بحجة فترة كل ونقبه بحفرهمصالح وتتعطل المواصالت حركة تتعطل حتى وذلك

واحدة لحظة فيه يجدوا فال منهم الوقت ويفر ، العبادولقد . والتأمل الفكر إلعمال تدعوهم فراغ من

، الفاسدة البناء مواد استيراد على بنفسى أشرفتارتفاع فى والمتساقطة المنهارة المبانى وإحصاءات

، الموت عليه ك_تب من أنقاضها تحت فيموت ، مستمربنصفعقل حياته من له بقى ما يحيا فإنه ينجو من أما

اإلسكان . قوانين أن كما الشجب أو النقد على يعينه الأشعلت قد ، سابقة عهود من ورثناها التى االستثنائيةيحتاج مأوى على الحصول وأصبح ، المساكن أسعارالغنيه البلدان إلى يهاجرون العباد فصار ، ثروة إلى

يدخروا حتى نصفأعمارهم فيكدحون ، المجاورةفقدوا قد يكونوا أن بعد إال يعودون وال ، المأوى قيمةلهم . قدرنا كما فيعيشون ، وحماسهم شبابهم

إال هى إن ، أمرى عن ذلك فعلتكل ومافما ، بتنفيذها شرفتنى قد تكليفاتك و توجيهاتك

أفرطتفى . كنت وإن تهاونت وال قصرت

32

Page 33: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

أسألك و ، دورى إلتقان اجتهادى فهذا والنهب السرقةأخطأت إذا غفرانك

الصحة... . مستشار له يحملوا بأن رجاله أمر ثمفى األمراضالوبائية نشر فى دوره الرجل عليه فتال

وبرامج لخطط Xطبقا بدقة اختيارها يتم ومناطق مدناألدوية . تصنيع اإلشرافعلى فى ودوره موسميةباآلثار والغنية ، الطبية الفاعلية عديمة والعقاقيرالعالجية . للمؤسسات تحويله إلى باإلضافة الجانبية

وإهانتهم المرضى لتعذيب أماكن إلى الحكوميةتقضعليهم لم إن Xكمدا فيموتون ، بهم والتنكيل

حياتهم . وتمضى العباد صحة تنهار وبذلك أمراضهمفيأمن ، يفترسالمرضأجسادهم بينما ذهول فى

فى الصحة تزرعه قد وما ، بذلكشرورهم الحكمأسيادهم . على والتمرد التجبر فى رغبة من نفوسهم

بعد Xواحدا قدميه تحت يلقون رجاله ظل ولقدإلىمستشار . فاستمع المستشارين من اآلخر

األجنبية العالقات ومستشار العمل ومستشار التموينالدفاع ومستشار الخزانة ومستشار الطاقة ومستشار

العلوم ومستشارة اإلنسانية الشئون ومستشارةفى . دوره عن منهم واحد كل فأفصح العدل ومستشار

، أموالهم ونهب واستغفالهم ، بالعباد التنكيلالبعض بعضهم مع مزمنة فىصراعات وتوريطهم

. X جميعا انتهوا إن وما والدولة الحكم أمور عن تلهيهمفيهم : حتىصاح

أدائكم فى Xجميعا اإلخالصديدنكم كان إذاذهب أين ؟ حدث لما تفسيركم فما ، ألدواركم

فيكم أن البد ؟ اللعين الصوت هذا وماسر ؟ صولجانىأن . عليكم اآلن ومنذ أعرفه حتى أهدأ ولن ، Xخائنا

لتستعيدوا مهلة وأمامكم ، حرب حالة فى البلد تعتبرواوإال . الصوت هذا لىسر وتكشفوا الصولجان فيها

أموالكم ومصادرة ، الخيانة جزاء إال عندى فليسلكموالتعذيب ، أوالدكم وقتل نسائكم وسبى ، وأمالككم

الموت .. . حتى التعذيب ثم التعذيب ثم

33

Page 34: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

* * * *فى بمستشاريه الحاكم اجتماع أبناء ترددت

الشائعات . بترويج إعالمه كتائب أمر فلقد البلد أرجاء ، العباد بين والفزع الذعر إلثارة االجتماع هذا حولإلى طواعية لتقديمها معلومة لديه من منهم فيتقدممنه فتستخرجها إليه هى تصل أن قبل ، األمن أجهزة

والتعذيب . التنكيل تحتوطأةفالتزم ، البقاع كافة بالفعل الفزع عم ولقد

وحوطوا أعمالهم وأهملوا ، منازلهم العباد من الكثيرنصحتنى . ولقد عقباه التحمد لما اتقاء أسرهم على

األمور، تهدأ ريثما أغادره وال مقرى ألزم بأن نورجانبعار . اكتويت أن منذ ولكننى الغموض هذا وينجلى

فى أتعثر Xعاريا الجماهير وتلقفتنى والمهانة الذلأشعر وجدتنى ، الفسيح الميدان بذلك وهوانى ضعفى

أفراحهم تسعدنى ، العباد هؤالء من واحد بأننىالرغبة بداخلى تعاظمت ولذلك ، أحزانهم وترهقنىألستكشفأعماق ، وأكثر أكثر منهم أقترب أن فى

لم السائح العابر المشاهد فدور ، وشئونهم أحوالهمتعد لم الالمبالى الغريب ومشاعر ، يكفينى يعد

هذا . لب الخوضفى على عزمت ولذلك ترضينىوتعدد خطواتى بمسار حقيقية صورة له ألرسم ، البلد

غمرنىشعور . ولقد مشاهداتى ودقة محاوراتىأن أيقنت ألننى ، القرار لهذا توصلى بعد فياضبالرضا

يدورا لم ، ومغزى معنى رحلتى على ذلكسيضفىالعالم هذا إلى االنتقال انتويت عندما بخلدى

أعيشها . أن فينبغى المغامرة قبلت فمادمت الالمرئىفما . وليسكمغامرة ورسالة كمهمة ولكن ،

معه أتعامل أن من ، بكثير أكبر اآلن لى يبدو هنا عاينتهالمغامرة . بمنطق ــ فقط ــ

* * * *

الشياطين

34

Page 35: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

شفوية . مبادىء أو مكتوب ميثاق يجمعهم الوال . سرية حتىجماعة أو معلن تنظيم يحتويهم وال

ينتمون . وال متماثلة أزياء أو متشابهة مالمح تميزهماتجاهات إلى حتى أو واحدة اجتماعية أصول إلى

األنحاء . فى مبعثر وباء هم بل متقاربة سياسيةيؤكد . ال وباء واألحشاء الثنايا فى ومتغلغل ، واألرجاء

القلب قسوة ، النية وفساد القصد سوء إال ترابطه ، المشاعر وتحجر الضمير غياب ، العقل وسوداوية

فهم . ولذلك الشخصية وانحطاط األخالق انعداموال . الشيطانية بغريزتهم بعضهم إلى ينجذبون

صفحتهم . فسواد إليهم ينفذ أن غيرهم يستطيعإلى تحولت لو حتى تندسبينهم نقطة بياضأية يفضح

الرمادية . كان . فمنهم القدم منذ البالد بهم ابتلت ولقد

العباد بحمدهم يسبح آلهة أنفسهم نصبوا الذين الحكامكان . ومنهم الصلوات لهم وتقام المعابد لهم وت_شيsد

الخزعبالت بينهم وأشاعوا العباد أضلوا الذين الكهنةألنفسهم وأسرارها العلوم احتكروا بينما ، والخرافات

أمجاد لخدمة فقط وجندوها ، فىصدورهم ودفنوهاالغزاة . عاونوا الذين العمالء كان ومنهم اآللهة الحكام

الموائد كل على وأكلوا ، التاريخ مدى على والمحتلينولم . كؤوسالدماء وتجرعوا العظام فمصمصواالعقيدة . زيفوا الذين ومنهم أسير أىشعب يرحموا

إلى الديانات فحولوا ، نماءها وعطلوا بنيانها ونخروااألذكار وأوsلوا ، وروايات وأساطير وألغاز أحاجى

والسالطين والخلفاء القياصرة لصالح المقدسةوعلىمر . الدين وضيعوا الدنيا فأفسدوا والحكام

جيل من السوداء الراية يسلم ركبهم استمر العصورأصيل . كل اغتيال فى Xأبدا يتهاونوا ولم إلىجيل

والمؤامرات . الحروب هىسيرة فسيرتهم جميل وكلواالستبداد . األطماع تاريخ هو وتاريخهم والدسائس

فى . الشر وكالء ــ وباقتدار ــ أصبحوا حتى والمظالموبدونشريك . منازع بدون العالم هذا

35

Page 36: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

على السيطرة فى وسائلهم تطورت ولقدفجر . فمنذ والعصور األزمان بتطور العباد مقدرات

، األصقاع فى مشتتة الجن كانتجماعات حيث التاريخظهر " " ، الصيد عصور باسم تاريخيا يعرف فيما

الجن . مارستجماعات ففىحين المروع نشاطهمالبحرية والكائنات والطيور الحيوانات األولىصيد

جلودها من ولالستفادة لحومها على لتتغذىوالكسل الراحة إلى منهم جنحتطائفة ، وعظامها

، بشعة فكرة عن الشيطانية أفرادها أذهان وتفتقتوكانت . الحيوانات اصطياد ومشاق مخاطر تجنبهم

لحومهم . وتناول اختطافاألطفال هى الفكرة هذهالجن لحوم أكل جريمة ابتداع فى الرواد كانوا وبذلك

ومصدمائهم . الجن واستقرتجماعات ، التاريخ عجلة ودارت

وتربية الزراعة ومارست ، وأوديتها األنهار حولولكن . والنجوع القرى وإقامة ، والطيور الحيوانات

الشيطانية، بأفكارهم أخرى مرة الشياطين برزمحاصيلها لسرقة القرى على اإلغارة فاستسهلوا

إلى . جرائمهم تطورت ثم حيواناتها وقطعانلهم . لزراعتها أهلها وتسخير األراضى على االستيالء

األراضى على فأغاروا ، اتسعت أن أراضيهم لبثت ومالزراعة واستعبادهم أهلها لخطف المجاورة

الرق . نظام ابتدعوا وبذلك الشاسعة المساحاتاإلقطاع . لعصر التاريخ أبواب وفتحوا والسخرة،

العبيد يسكنها متناثرة إقطاعيات إلى العالم فحولوا . الشياطينفى إال السادة يكن ولم السادة ويحكمها

باقى إال العبيد يكن ولم ، الالمعة الموشاة أثوابهمالكالحة . الممزقة أسمالهم فى الجن

فى الحضارة ركب ذلك كل رغم استمر ولقدالعلم . فبدأ الشياطين وحصون قالع Xمخترقا ، التقدم

عن األولوية تأخذ والصناعة ، الخرافة محل يحلمن . النجاة طوق بمثابة للجن الصناعة وبدت الزراعة

فبدأت . الشياطين احتكرها التى الزراعة عبودية

36

Page 37: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

إلى المزارع من العمال وتسحب ، العالم تغزو الصناعةيروجون . الصالحين من المفكرون وظهر المصانع

والتى ، والمساواة والعدالة الحرية حول ألفكارهمأرجاء من كثير الثوراتفى لتفجير شرارة بمثابة كانت

وممالك دول أثرها على نشأت ما سرعان ، الجن عالمسلطات تقيد بينما لألفراد الحرية قيمة تعلىمن

ما . العالم فىجسد العفنة الصديد بؤرة ولكن الحكامعوائد . يستثمرون الشياطين فبدأ سمومها تنثر فتأت

العمال تجذب التى المصانع إنشاء فى إقطاعياتهماألجور يخفضون ما سرعان ثم ، أجورها بارتفاع

إلى المصانع تحولت حتى العمل، بظروف وينحدرونسانحة . الفرصة كانت وعندئذ العبيد لمزارع كئيب ظل

نظرية لصياغة الشياطين من المفكرون ليتدخلجديدة . ألفكار يروجون فبدأوا الحرية لنظرية مضادة

االجتماعية والعدالة اإلنتاج لوسائل الدولة ملكية حولعقول افكارهم وغزت ، العاملة الطبقات وحكم

فى العمالية الثورات فاشتعلت ، الكادحة الجن طبقاتدول أثرها على وظهرت ، البلدان من كثير

وتصادر ، الشياطين لسلطان تخضع وجمهوريات ، إدارتها أساليب ترشد أن من Xبدال الخاصة الملكيات

فىمصاف الحكام وتضع ، الدولة لخدمة العباد وتسحقإلىقسمين . .. الجن عالم انقسم وهكذا اآللهة

لهم وتؤمن األفراد الدولة فيه ترعى أحدهماوتراقب الدولة األفراد فيه يخدم وآخر ، حرياتهمكنظام . القهر فشل األيام أثبتت ولئن حرياتهم

ما واجتماعى سياسى كنظام القهر فإن ، اقتصادىالشياطين . من ماليين رعاية تحت Xقائما زال

* * * *التجارب تلك كل بنيران البلد هذا اكتوى ولقد

. ، والغزو االحتالل موجات عليه زادت ولكن والعصوريضعف . إن فما البحر كأمواج عليه تتالحق كانت التى

غزاة عليهم للقضاء لهم يتصدى حتى القابعون الغزاة

37

Page 38: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

البلد . هذا وبذلكضم مستعمراتهم يرثون جددعلى . Xمقرا فكان الخارج وشياطين الداخل شياطين

ما . أوضح هذا وكان رجيم شيطان لكل العصور مدىدول فيها اعترفت التى ، الحديثة العصور فى يكون

ومارستها الحرية بنظرية المتقدمة الشمالية األزمانأبنائها من الشياطين أرسلت ،بينما مواطنيها علىلكى ، المتخلفة والجنوب الوسط أزمان دول إلى

فى بذلكشرورهم فتتقى ، هناك شيطنتهم يمارسوافى شرورهم عوائد من تستفيد بينما ، الداخل

الخارج . المختلفة البلدان لشياطين االجتماع ذلك ولعل

جعل األرض، علىهذه المتمايزة والحضاراتبلد فى يتكرر ال ربما Xخاصا Xطابعا البلد هذا لشياطين

التقطخيوط . من أول ولعل المحيطة البلدان من آخرالزعيم ذلك ، باقتدار معه وتعامل الفريد الطابع هذا

حيث " ". إبليس مستشار الصالحون عليه يطلق الذىالغزو موجات بعد البلد هذا يحكم وطنى زعيم أول كان

لخداع . خاصة جاذبية امتلك ولقد المتالحقة واالحتاللالوهم بيع خالل من ذقونها على والضحك الجماهير

والتعذيبعلى . التنكيل ألوان مارسأشد بينما لهاحتى بطشه من ينج ولم ، الطوائفوالفئات مختلف

الجماهير . ذلكظلت ورغم الشياطين من رفاقهحتى ، فىعسلسحره مستغرقة المخدوعة

واحتالل جيشالبالد تدمير نبأ على يوم ذات استيقظوا . ، خداعه بسحر عليهم خرج ولكنه أراضيها من جزء

عثرة إلىمجرد الكبيرة العسكرية الهزيمة فحوsلمثلما المحتلة األراضى بأن وأقنعهم ، صغيرة حربية

فى لهم مقابر إلى سيحولها ، Xقديما لألعداء Xتيها كانتفشل . ولكنه العباد خداع فى نجح ولعله الزمان هذا

X مدحورا Xكمدا مات ما وسرعان ، نفسه خداع فىالمسحورة الغفيرة الجماهير وراءه وخرجت ، بهزيمته

جالدها . رحيل تبكى

38

Page 39: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

تأسيس فى نجح قد رحيله رغم كان ولكنهالسياسى . الخداع أساليب فى رائدة سياسية مدرسة

لطوائف إلىسجون المعلنة الحرية حولت مدرسةللدعاية كتائب إلى المستقل واإلعالم ، المعارضة

لألموال زكيبة إلى الوطنى واالقتصاد ، المغرضةالتغادر إلىشعارات الفاضلة واألخالق ، السائبة

تلك . فى وجدوا قد الوارثين الشياطين ولعل الالفتاتتردد التى ، الجاهزة للسياسات Xفريدا Xنموذجا المدرسة

ما إال تطبق ال بينما ، يريدون ما العباد أسماع علىوسلطان . حكم تأسسوترسخ وبذلك يكرهون

البلد . هذا فى الشياطين*****

األحوالكتائب روجته الذى التفسير العباد يصدق لم

فقد . وطبيعته وكنهه الصوت لمصدر الحاكم إعالموحاصرت ، إمكانياتها كافة اإلعالم كتائب حشدت

الحوار وحلقات الطبيعة علماء بتقارير نهار ليل العبادبأن جميعها تؤكد والتى ، الفلكية والتنبؤات العلمية

السماوية األجرام أحد انفجار عن نتج الهادر الصوتتصادمية موجات تولد إلى أدى الذى األمر ، البعيدة

اصطدمت االتجاهاتحتى كافة انطلقتفى متتابعةمجموعة . إال هو ما فالصوت وبالتالى الجن بعالم

ولكن ، معنى أى تحمل ال متتابعة انفجارية تردداتعليها أضفى الفراغ فى الصوتية المساحات تناغم

إرادية بال فترجمته ، اآلذان فى علق Xموسيقيا Xجرسا المشابهة ... اللغوية أو الصوتية الرموز أقرب إلى

يحلو كان العباد أن إال ، اإلعالمى الحصار شدة ورغمأو ، الخاصة الصوتفىجلساتهم هذا يرددوا أن لهم

أنفسهم . وبين بينهم فيمايحضرها كبرى رياضية مناسبة يوم حل ولقد

أجهزة . نصح ورغم والنياشين الجوائز لتوزيع الحاكم

39

Page 40: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

من الغفير الحشد هذا وسط الحضور بعدم له األمنأصر . إنه إال للبلد الراهنة الظروف فىظل ، الجماهير

رجال منه طلب إصراره وأمام ، الحضور علىضرورةالجيشلمحاصرة من إضافية بقوات االستعانة األمن

التأمين . عملية كفاءة لضمان الضخم الرياضى اإلستاد

العروض من بمجموعة تبدأ المناسبة وكانتمجموعات بها تقوم التى الرياضية االستعراضية

، الحاضرة للجماهير كلمة الحاكم يتلو بعدها ، الشبابالفرق على والنياشين الجوائز توزيع فى يشرع ثم

الفائزة . الرياضيةعرج ثم ، بالحاضرين بالترحيب كلمته الحاكم بدأالبلد يشهد لم التى وأمجاده بإنجازاته عليهم المن إلى

أثناء . وفجأة وحكمه عهده فىظل إال Xمثيال لهاهى .. .. ( Xمدمدما Xمجلجال الهادر الصوت انطلق خطابه

العباد ) .... على ورانصمتمذهول أبوك كانتعزبةلحظاتحتى . إال هى ما ولكن الصوت انقطاع بمجردما سرعان ، الحاضرة الجموع بين سرتهمهمات

الصوت : كلمات يردد تلقائى هتافجماعى إلى تحولتوالتف .. . أبوك كانتعزبة هى أبوك كانتعزبة هى

، الصوت بعودة بوغت الذى الحاكم حول األمن رجالالجماهير أعماق فى المدفون الغضب بهذا وفوجىء

الهتاف هذا وجهه فى لتردد وتجرأت تمردت التىواستمرت . عقالها عن الجماهير وخرجت المجنون

للمنصة وتلوح هتافها تردد فىحماسمحموماستولى . الذى الحاكم األمن رجال وجذب بقبضاتها

بفعل يتزلزل أخذ الذى اإلستاد خارج إلى الذهول عليهالتحرك . فى موكبه أنشرع وما المستمرة الهتافات

الموكب فأمر ، ذهوله من أفاق حتى المكان عن Xمبتعدا المحيطة الواسعة الساحة إلى ونزل ، بالتوقف

الضخم المبنى إلى مكلومة نظرات ووجه باإلســــــتادوفجأة . المدوية الهتافات مقاطع مع يرتج كان الذى

زاعقا : صاح

40

Page 41: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

الجيشهؤالء قوات فلتضربعليهم صوبوا ، الســـــناكيح

X جميعا عليهم اقضوا ، الثقيلة األســـلحةيتوقفهذا حتى

الصوت . بهدير المنطقه اهتزت حتى لحظات إال هى وما

بال تقصفاإلستاد أخذت التى الثقيلة قصفاألسلحةإلى لحظات فى تحول حتى ، انقطاع وبال هوادة

وسكت .. الحاشدة الجماهير بجثث أنقاضمختلطةوتخترقه المنطقة يغطى الغبار انبعث بينما ، الهتاف

أجساد ترعىفى متأججة الكثيفة النيران ألسنةوالمصابين . القتلى

فى الدمار إلى ينظر Xواقفا زال ما هو وكانالذى الهتاف أصداء بداخله تتردد بينما ، غضبمخيف

ولم ، لحظات منذ القتلى بحناجر األسلحة أسكتتهبداخله . تردده ت_سكت أن تستطع

***** هامشاألحوال على

التداول . من Xمحظورا Xكتابا نورجان أعارتنىعام . منذ توزيعه فور صادرته قد األمن كانتسلطات

وتم المصادرة أفلتتمن القليلة بعضالنسخ أن إالثمنها . بأضعاف فىسرية بيعها

...." " ، الكتاب عنوان هو هذا كان الدولة عبءفكرة عن Xرصينا Xعلميا Xبحثا فىمجمله كان الذىأخالقى اجتماعى اقتصادى سياسى ككيان الدولة،

كنظام . نشأت الدولة أن الكاتب الحظ وقد قانونىإلى أدى مما األفراد أحد وتسلط قوة عن نتج ، قهرى

على واستيالئهم ، حوله األقوياء من أقرانه التفافوبسط القوة باستخدام األراضى من واسعة مناطق

الدولة . نشأت وبذلك الضعفاء علىسكانها النفوذفيه وتزداد ، الضعفاء فيه األقوياء يحكم كنظامحركة . ومع واالغتصاب القتال بواسطة مواردها

النظام إلى القهرى النظام من الدولة تطورت التاريخ41

Page 42: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

كل فيه يلتزم والذى ، والشعب الحكومة بين التعاقدىمن مجموعة لقاء الواجبات من طرفبمجموعة

يفرض . الطبيعى التاريخى التطور كان ولذلك الحقوقالنظام من Xاقترابا أكثرها هى الدول أقدم تصبح أن

كانت المفارقة أن إال ، المثالية فىصورته التعاقدىالحظ . فقد أسوأها هى الدول أقدم أن فى تتمثل

التى هى التاريخ فجر منذ نشأت التى الدول أن الكاتبوقمعية . ودموية قهرية الدول أشد اآلن مازالتحتى

تاريخية أسباب إلى إما يرجع هذا أن استنتج لذاالقديمة الدول تلك معظم وقوع فى تتمثل خارجية

مما ، لفتراتطويلة االستعمارية القوى تحتقبضةتسلطية بصبغة المناطق تلك فى الدولة نظام صبغ

أن فى تتمثل داخلية أسباب إلى يرجع أو ، استبداديةعلىمر بنيانها ورسوخ الدول بتلك الدولة نظام قدم

إلى أدى ، لألفراد القومى الضمير نسيج فى التاريختغييره فى التفكير مجرد اليمكنهم كقدر معها تعاملهم

تظهر . وبهذا ليبقى القمعى الشكل بهذا و_جد قدر ، حفرى كنموذج المعاصر العالم فى القهرية الدولة

قمعيتها بكل التاريخ فجر إبان الناشئة للدولةالمؤسسات اختالففىشكل مع ولكن ، ودمويتها

التعاقدية الدولة نظام من اقتباسها تم التى التنظيميةالمعاصرة .

للدولة القهرى النظام أن الكاتب واكتشفأفرز ألنه ، التاريخى التطور وجه فى الصمود استطاع

على يقوم والذى ، الخاصبه االقتصادى نظامهالقهرية " " . الدولة فحكومة المنظم النهب أسلوب

تتكون التى الشركة بأسلوب الوطنى االقتصاد تديروتشاركفى الحكومة هو األول الشريك ، منشريكين

أصول كل من يتكون والذى برأسالمال الشركةويشارك الشعب هو الثانى والشريك ، الدولة وموارد

األكبر . الجانب توزيع يتم وبذلك بالمجهود الشركة فىويمثلها ، رأسالمال صاحبة الحكومة على األرباح من

والمقربين الحكوميين المسئولين وكبار الحاكم

42

Page 43: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

رواتب الشعبعلى أفراد يحصل بينما ، والمنتفعيناقتصاد . يصبح الرؤية وبهذه جهودهم مقابل شهرية

الدولة لنظام الموضوعى المقابل هو المنظم النهبفاألقوياء . الضعفاء فيها األقوياء يحكم التى ، القهرية

هم والضعفاء ، فيملكون فيسيطرون يحكمونالكادحون . األجراء المحكومون

ليس المنظم النهب اقتصاد أن الكاتب ويؤكدوإنما . أرضالواقع فى صداه اليجد نظري uطرح مجرد

زوال إلىعدم أدت التى المحركة القوة يمثل هونهب ليسمجرد ألنه وذلك ، العالم من القهرية الدولة

منخالل الدولة تمارسه نهبمنظم هو وإنماإلى . أدى القهرية الدولة فقدم بالحكم اضطالعها

النهب أن ووجدت ، النهب مجال فى خبرتها تراكمحافة على الدولة إلىوضع يؤدى المكشوف العشوائى

إلى Xحتما يؤدى بما ، الثورة اإلفالسأو هاويةمنخالل . المنظم النهب أسلوب كان ولذلك سقوطها

لتحقيق السبل خير هو الحكم بمسئوليات االضطالع. X معا والنهب الدولة باستمرار يسمح التوازن من uقدر

على العام اإلنفاق بمسئوليات االضطالع خالل فمن ، ومؤسساتها ومرافقها الدولة قطاعات كافة

مئات تساوى جانبية حوافز المسئولين كبار يتقاضىالحوافز . تلك توزيع أسلوب ولعل أضعافمرتباتهم

فكافة . والتضخم االستمرار لها كتب الذى هوكشوفشهرية بإعداد ملتزمون الحكوميين المسئولينالمرفق وأنشطة تتفق مختلفة تحتمسميات للحوافز

الكشوفأو . بهذه وت_درج عليه القائمين الحكومىواسم مساعديهم كبار وأسماء أسماؤهم االستماراتاسم إلى باإلضافة القطاع المشرفعلى المستشار

الكشوف فى اسمه وضع بمجرد والذى ، الحاكمأو مراجعة أى من وتنجو ، والشرعية الحصانة تكتسب

يمثل . الذى الرقم أن الكاتب ويوضح مالية رقابةبين ما يتراوح المنظم النهب من% 20إلى% 10عملية

اقتصاد . فإن وبذلك للدولة العام اإلنفاق إجمالى

43

Page 44: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

= ، صفر فيه القومى الناتج اقتصاد هو المنظم النهبإلى . العام اإلنفاق تحول وبهذا مدين اقتصاد هو أو

ويجنىمن ، القهرية للدولة Xذهبا يفجر الذى المنجمشبه بشكل ثرواتطائلة الحكوميون المسئولون ورائه

بالدولة . الرقابية المؤسسات تناهضه ال رسمىالنهب اقتصاد فى الخطورة مكمن ولعلالقيادات ثراء ظاهرة شيوع أن فى يتركز المنظم

تغاضيها إلى يؤدى ، القيادية مناصبها من الحكومية ، الوظيفى الهرم أجزاء باقى فى الفساد تفشى عن

السماء تمطر ولذلك ، القاعدة وحتى القمة بعد منلنظرية فيها السيادة تكون التى الدول فى Xفسادا

والرشاوى . العموالت وتصبح المنظم النهببكافة والحاكمة المحركة القواعد والوساطاتهى . المنظم النهب خطورة تتركز كما المجتمع قطاعات،منخالل التنمية بعملية الوثيق ارتباطه فى Xأيضا

والقطاعات المؤسسات وإقامة إنشاء فى التوسعإلى تضاف التى الحكومية والمهرجانات والمؤتمرات

حصة زيادة أجل من القهرية، للدولة اإلدارى البناءدون . وذلك المنظم النهب من الحكوميين المسئولين

الكيانات تلك إلى المجتمع حاجة إلىمدى االلتفاتحالة فى أدائها بمستوى االهتمام حتى أو ، الجديدة

. القهرية الدولة تظهر وبالتالى إليها المجتمع احتياجأجوف ولكنه المظهر راسخ ، خادع حضارى ككيان

هىمجرد . القهرية الدولة مؤسسات فكافة المضمون ، إنشائها من المرجوة األهداف تحقق ال كياناتجوفاء

العدالة . فمؤسسة عكسها تحقق بالفعل تكن لم إنللعدل إلىمؤسسة القهرية الدولة فىظل تتحول

التشريعية والمؤسسة ، الظلم إلى األقرب البطىءلتقنين القهرية للدولة قانونى إلىغطاء تتحولإلىمؤسسة تتحول التعليم ومؤسسة ، تجاوزاتها

نافذة إلى اإلعالم ومؤسسة ، األمية ثقافة لترويجالهدفمن . الدولة تفقد وبهذا الشعب لتزييفوعى

تحولت . فطالما الشعب على Xعبئا وتصبح ، وجودها

44

Page 45: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

السلطة قمعية تكفل واجبات إلىمجرد المواطvنةفإن ، الحقوق أبسط Xتماما تغيب بينما ، بها االلتزام

القبيلة وتصبح ، الفرد على Xثقيال Xعبئا تصبح الدولة X تساهال أكثر هى بينما ، لحقوقه Xضمانا أكثر البدائية

. بواجباته إلزامه فى ، القهرية الدولة لمستقبل رؤيته الكاتب قدم وقد

احتماالت : ثالثة بأحد إال زوالها اليتوقع والتىالدولة حاكم وفاة بعد السلطة على صراع إندالع ــ

عارمة شعبية ثورة تعقبها فوضى إلى يؤدى بما ، فجأةجذورها . من القهرية الدولة تزيل

إثر الحاكم وفاة بعد السلطة على صراع إندالع ــعدة إلى القهرية للدولة تفكك يعقبه ، مرضطويل

إلى يؤدى بما ، متصارعة زعامات تحكمها دويالتدولة إقامة و الصراع لوقف الدولى المجتمع تدخل

تحررية . حالة فى القهرية للدولة تحررية خارجية قوة غزو ــ

إقامة و وتقويضها ، المباشرة لمصالحها تهديدهاأنقاضها . على تابع تحررى نظام

الكاتب يقدم الكتاب من األخير الفصل وفىاقتصاد على تطبيقها خالل من لنظريته Xعمليا Xاختبارا

ونظريته . . Xكثيرا تتفق نتائج إلى فيه ويصل البلد هذاالحاكم نهب أسلوب اكتشفأن بأنه يصرح ولكنه

X بعدا يضيف Xفريدا Xأسلوبا يعد الدولة الحالىألموالالحاكم . أضاف فلقد المنظم النهب نظرية إلى Xجديدا

إنشاء على يقوم Xجديدا Xأسلوبا التقليدية الوسائل إلىأنشطة بتعدد أنشطتها تتعدد التى الوهمية الشركات

بالحصول غيرها دون الشركات هذه وتنفرد ، الدولةنظير ، بالبالد العامة المشروعات كافة تنفيذ علىحق

من بتوجيهاتسرية وذلك ، فيها تكاليفمبالغحقوق . ببيع الوهمية الشركات تلك تقوم ثم الحاكم

أخرى إلىشركات الباطن من المشروعات تلك تنفيذ ، وأبنائهم المستشارين شركات هىفىمعظمها

إلىشركات التنفيذ حقوق تبيع ما والتىسرعان

45

Page 46: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

نهاية فى يبيعونها والذين ، والمنتفعين المقربين X فعال تضطلع والتى المواطنين، إلىشركات المطاف

الحاكم . يضمن وبذلك المشروعات تلك بتنفيذمخالفات أية فى تورطه عدم األسلوب لهذا بانتهاجهالشركات . عن الناتجه األموال ألن باسمه تلحق مالية

فى بحساباتسرية إيداعها مايتم سرعان الوهميةتلك فوائد عن التنازل نظير ، أجنبية مصارفدول

أى لتغطية الستخدامها الدول تلك لحكومات األموالالسرية من للمزيد Xوذلكضمانا ، ميزانياتها فى عجز

قام . بأنه الكاتب ويؤكد المتبادلة المنفعة هذه لقاءتلك منصحة يتأكد حتى واسعة استقصاء بعملية

التى الشركات كافة أن فوجد ، يسردها التى الوقائع ، العامة المشروعات تنفيذ حقوق أصل على تحصل

تلك . تتبع إنه ثم لهم وجود ال أشخاص يملكهاحقوق بيع عملية بها تمر التى التنازلية السلسلة

بأن . فوجد المواطنين إلىشركات تصل حتى التنفيذالوهمية الشركات تلك أن هى المؤكدة الحقيقة

إال تخضع أن يمكن ال ، لهم وجود ألشخاصال المملوكهعلى يجرؤ الذى هو ، فقط شخصواحد لملكية

الحاكم .. .. . وهو القوانين بكافة االستهانةوجدتنى.... الكتابحتى هذا انتهيتمن إن ما

من أبحثعنه كنت اكتشفتشيئا وكأننى ، Xمبهورا . ، عقلى فى عميق صدى لها كان األفكار فهذه زمن

قبل وكأننىطالعتها ، قراءتها بمجرد بها أقتنع جعلنىتفسرها .... هى Xوأحواال Xعايشتظروفا أو ، ذلك

الدولة .. بعبء قبل من انحنىظهرى هل فت_رىالنهب تحتسطوة قبل أحالمىمن وانهارت

؟ .. أدرى ال متىسأظل إلى ولكن ؟ أدرى ال المنظماألفضل من أم ؟ الجواب أعرف ان األفضل من وهل

. إجابة ... بال ؟ إجابة بال السؤال يظل أن * * *

46

Page 47: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

الصالحون" ..... ..... " مناــ ( الجن سورة

)11اآلية الصالحون

والشهداء .. الفرسان منهم الصالحون هموالصديقون . . والرسل األنبياء ومنهم والقديسون

والخير الحب لينشروا الخليقة بدء منذ ركبهم انطلقولم ، هجوم لصد إال يقاتلوا فلم ، والسالم والعدل

وجه . فى إال Xثوارا كانوا وما حقوق السترداد إال يعتدوا . ولئن العادلين فىعهود إال Xأعوانا كانوا وما ، الطغاة

كان فمرجعهم واالستبداد العذاب عصور عليهم طالتوالرخاء السالم أزمان لهم دانت ولئن ، اإليمان هو

هدية .... إنهم والمساواة الحرية هو كان فمذهبهمالشياطين . كره ولو العالم هذا إلى السماء

لإلله .. الخالدة الدعوة بدأوا الذين الصالحون هم . فمنهم Xأشتاتا وتفرقوا العباد ضل بعدما ، األحد الواحد

األصنام عبد ومن ، القمر عبد الشمسومن عبد منعبد ومن والقياصرة الملوك عبد ومن ، النار عبد ومن

وأشرقوا . الهدى اختاروا هم ولكن والطيور الحيواناتعلىكل القائم ، كلشىء بخالق ليبشروا ربهم بنور

ليسكمثله والذى ، علىكلشىء القادر ، شىءأحاط . ثم ، بالتجاهل البدء فى دعوتهم قوبلت و شىء

بهم ألم� إصرارهم وأمام ، االستهزاء ذلك بعد بهمالنار فى ألقى من فمنهم والتنكيل، والتعذيب اإليذاءثم بالجنون الفجار رماه أو ، األشجار ل�بعلى ص_ أو

. انتشرت أن الدعوة لبثت ما ولكن باألحجار رجموهالواحد عقيدة وانتصرت ، إيمانهم وقوة عزمهم بصالبة

كافة لها دعت التى القاعدة وتأسست ، األحدبالعباد . السماء وتحددتعالقة ، السماوية الرساالت

مواجهة فى األحد الواحد رسل كانوا ومثلمامواجهة . فى الحرية رسل أصبحوا واإللحاد الوثنية

47

Page 48: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

إلى . الجن عالم تحول فقاوموا والعبودية الرق وباءبالسياط العباد فيه يساق لألسرى كبير معسكر

السالسل تكبلهم بينما الحيوانات بأعمال ليقومواوبأن . ، للحرية بالدعوة يجاهرون وانطلقوا واألغالليتملك أن لبعضهم يحق ال Xأحرارا كلهم العباد خلق الله

ينشرون . وأرجاءها البالد أقطار وجابوا البعضالعبيد جحافل حولهم تجمعت حتى دعوتهم

مواجهة الثوراتفى اشتعلت ما وسرعان ، المدحورةوأشرقتشمسالحرية ، الرقيق وتجار بطشالسادة Xفداء الطاهرة أرواحهم هم قدموا بعدما العالم على

الفجر . لهذاولكن ، الجن عالم تغزو الحرية قافلة وتقدمت

تساءل هكذا ؟ االستبداد فىظل الحرية فائدة مابال قيمة الحرية تصبح العدل غياب فمع الصالحون،

العدل . إلقامة يدعو منهم ُ نفر_ فانبرى معنىأسس علىوضع آخر ُ نفر_ انكب بينما ، كفضيلة

القانون نظرية فابتكروا ، وتطبيقاتها العدالة وقواعدينظم معلن تشريع إلى العباد احتكام قاعدة وأسسوا

بذلك . فوضعوا والواجبات والحقوق المعامالتكانتمجرد بعدما ، قانونى كبناء للدولة األسساألولى

أيقنوا . ، التاريخ عجلة دوران مع ولكن اجتماعى بناءالتمييز مناخ فىظل نفوذها تنشر ال العدالة بأن

العنكبوت . كخيوط القوانين تصبح حيث والطبقيةبها تعصف بينما الضعيفة الحشرات فيها تتعثر

لمبدأ . الدعوة شعلة حملوا لذلك الوحوشالكاسرةالطبقية المصالح أرباب مع وتصادموا المساواة

جهاد . طول بعد التصادم وأثمر العرقية والتمايزاتيعلو سامى كقانون الدستور فكرة ميالد وتضحياتعن

وفق ، عملها أطر منه وتستمد القوانين كافة فوقالمواطنين . كافة بين المساواة على يؤكد عام مبدأ

على الجن عالم الصالحون وضع الخطوة وبهذهبعد أمامهم كانت ولكن ، الحضارى النضج طريق أول

القفز يعنى فيها النصر كان ، فاصلة موقعة ذلك

48

Page 49: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

أعلنوا . فقد العقلى والسمو الرقى قمة إلى بالعبادسطوة وجابهوا ، وأساطيرها الخرافة على الحرب

لألديان واتخاذها والنفوس، للعقول امتالكهاوالعقل . المنطق يقبله ال ما لتبرير كغطاء السماوية

متغلغل هنا فالعدو ، معاركهم أشد كانتهذه ولقدمواجهة هى ومواجهته ، وأعماقهم نفوسالعباد فىكيانات باتت تأصلتحتى وتقاليد وموروثات لعادات

. هو الوحيد كانسالحهم لذلك الشك يداخلها ال مقدسةالملموسة ونتائجه العلم يقين أن آمنوا فلقد ، العلم

سينتصب منيع، حائط بمثابة ستكون العملية وفوائدهوكهنوتها . الخرافة أصنام وجه فى الزمان بمرور

كافة فى العلم بنور أشعت للعقل منارة أسسوا وبذلكاآللية . إلى البدائية من الحضارة فانقلبت ، األنحاء

وأصبح . عليها السيطرة إلى الطبيعة مسايرة ومنالذى العالم سادة العقل سلطان بواسطة الجن

وبدونشريك . منازع بدون فيه يعيشونالعقلسيضمن انتصار أن الصالحون ظن ولقد

، التاريخية مكتسباته كافة على الحفاظ الجن لعالم ، فالمساواة فالعدالة الحرية ثم اإليمان من Xبدءا

كان . ولكن للعباد الخالد السالم يتحقق وبذلكأسلحة إلى العلم فحولوا ، بالمرصاد Xدائما الشياطين

وال تبدأ التى الحروب فاشتعلت والدمار، للقتل فتاكةالمدن ربت وخ_ األرواح وأ_زهقت الدماء وسالت ، تنتهىالتى. العالمية المنظمات وأقاموا الصالحون ونشطولكن . استمراره وتضمن الشعوب بين السالم ترعىتتحكم العالم فمقدرات ، المنال بعيد Xأمال السالم ظل

نجح ما وكافة ، الشياطين أيادى الخفاء فى بهاالتاريخ مدى على وإقامته تأسيسه فى الصالحون

، والسالم المطافاألمن نهاية فى العالم لهذا ليوفروالدمار . الحروب عن إال األخيرة نتيجته فى يسفر لم

ك_تبعلى : هل ذهول فى Xدائما الصالحون ويتساءلوهل ؟ يدركه فال للسالم يسعى يظل أن العالم

؟ االختيار فى الجن مسئولية مع كغاية يتناقضالسالم

49

Page 50: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

للوصول ويكد السالم إلى يتوق العالم ولذلكسيظلالحياة فى إال إليه يصل لن ولكنه ، الدنيا هذه فى إليهفقد . ، إلىجواب اآلن حتى وصولهم ولعدم اآلخرة

المأساة فصول تتابع أن الطاهرة نفوسهم رفضتالقتال فىوقف فشلهم أن وآمنوا ، استسالم فى

يثبطهمتهم أن اليجب ، العباد بين والمجازر والحروب ، الجان بنى اعتداءات من والطبيعة البيئة حماية عنهذا تخرب لو المنشود السالم إلى معنىطموحهم فما

وكيفيعيش ، الربانية وطبيعته بيئته وتشوهت العالمفى حولهم من الحياة يقتلون وهم فىسالم العباد

إلى . الدعوة عبء اآلن يحملون هم لذلك مكان كلوهم . والتلوث العدوان من والطبيعة البيئة حماية

ربما البيئة مع السالم إقرار فى نجاحهم بأن موقنونالعباد . بين السالم إلقامة البداية يكون

هذا.... فىظالم الصالحين نجوم بزغت ولقدأرجائه وانطلقتفى ، ثراه وعانقتخطواتهم ، البلد

والسالم . والمساواة والعدالة الحرية حول دعوتهموتذوى نجومهم تأفل كانت ما سرعان دائما ولكن

األفكار . أحشائها فى تدفن البقاع هذه وكأن أفكارهمالضالالت علىسطحها وتزدهر تنمو بينما الصالحة

أية . وأد على زمن منذ الشياطين درج فلقد واألباطيلالمشروعات كافة مصير وكان ، إصالحية فكرية حركة

دون ، العامة المكتبات أرفف على الكمون التنويريةكما . نفوسالعباد فى وغرسها لترويجها محاولة أية

والفكر الرأى منابر كافة على الشياطين سيطرقدرية إلى اإليمان فمسخوا ، البلد هذا فى والثقافة

إلى والعدالة ، متمكن قهر إلى والحرية ، خانعةولئن . جائرة تفرقة إلى والمساواة ، طاغى استبداد

رغم الصالحين فإن ، ودولتهم ثقافتهم بذلك انتصرتما ولذلك ، جديد عهد بحلول اإليمان يفقدوا لم ذلك

وإن ، وأفكارهم ومبادئهم دعوتهم نشر يحاولون زالواالرياح . أدراج يذهب زال ما ــ اآلن حتى ــ صوتهم كان

* * *

50

Page 51: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

األحوال وأينما ذهب أينما ، الحاكم يطارد الصوت أصبح

. ، كالصاعقة يباغته الصوت صار جوالته كافة ففى حلإلى به حدا مما ، متوقعة غير تكون ما Xدائما لحظة وفى

ريثما المشيد بقصره ومكوثه ، تحركاته لكافة إلغائهبعهده . إال تلحق لم التى اللعنة هذه اكتشافسر يتم

فلقد . ُ خطير_ ُ تطور_ حدث األيام بتوالى ولكن ، متعددة وقرى متفرقة مدن فى يتردد الصوت بدأ

انطالق عن األنباء وتتواتر إال ُ يوم_ يمر ال وأصبحيمكن . ال األمر أن الحاكم وأدرك ما بقعة فى الصوت

يديه بين من األمور أفلتت وإال ، عليه السكوتحالة . بإعالن فأسرع العباد بين الثورة واشتعلتالغروبحتى من التجول وفرضحظر الطوارىء

الجيش بنزول وأمر ، البالد أنحاء كافة على الشروقوالمقاطعات المدن بين الحدود إلى تسليحاته بكافة

إلى باإلضافة ، السريعة الطرق وعلى واألحياءالحيوية . المنشآت وحول الرئيسية بالميادين التمركز

عسكرية ثكنة إلى وضحاها عشية بين البالد وتحولتحتى ، وهناك هنا تتناثر التى الثقيلة األسلحة معالمها

عدم خشية ديارهم من اليخرجون العباد باتمعظمأجهزة . توسعت حيث أخرى مرة إليها العودة ضمان

التوصل فى Xأمال القبضالعشوائى عمليات فى األمنمجموعات بشراسة تطارد وبدأت ، معلومة أية إلى

يسقط لم من حتىهج ، المدن كافة داخل الجائرينلالختباء الوعرة والجبال النائية األطراف إلى منهم

بها . يعد لم حتى فيها بمن السجون تكدست وقد فيهاعلى الشياطين أحد فأشار ، قدم لموطىء مكان

اإلنس ملك النبى سليمان تقليد إحياء بإعادة الحاكم

51

Page 52: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

القماقم فى بحبسالمقبوضعليهم ، والجنعلىمشكلة بذلك فيتغلب ، الحكم بخاتم المختومة

من نفوسالعباد فى الفزع ويثير ، تكدسالسجونبما فيقرون ، الرادعة العقوبة تلك إحياء خالل

. ، الحاكم يطارد الصوت ذلكظل رغم ولكن يكتمونأثناء تارة المشيد قصره حول ينطلق بدأ أن لبث وما

جنونه جلسات أثناء أو ، اليقظة أثناء وأخرى النومالشيطان . هذا وبات لحاجته قضائه حين أو الجنسى

كافة باستنفار Xأمرا فأصدر ، االنهيار علىشفا العتيدبإطالق Xمفتوحا Xتفويضا ومنحها ، الجوى الدفاع قواتانطالقه أثناء الصوت وقتعلىمصدر أى فى قذائفها

الصوت. بتسجيل العسكريين الفنيين كبار قام لذلكأخرى ألجهزة وتلقينه ، معينه آالت على تردده أثناء

يتردد إن فما ، الجوى الدفاع بأسلحة ربطها يتمإشارة فتوجه ، األجهزة تلك تتعرفعليه حتى الصوت

نحو قذائفها وتطلق Xآليا فتعمل لألسلحة فوريةمصدره .

وهى السماء بغليان يوم ذات العباد وفوجىءولكن . الصوت انطالق أثناء القذائف من بوابل تشتعل

وكانت ، قط Xتصيبشيئا تكن القذائفلم أن الكارثةالمناطق إحدى تسقطفى حتى انطالقها فى تستمر

وعم . بالسكان المكتظة األحياء أحد على أو النائيةأين إلى يعرفون ال وأصبحوا ، العباد بين والفزع الذعر

السماء . من كالصاعقة ينقضعليهم فالموت ، يفرون ، بينهم فيما ورديات بعمل منزل كل سكان قام لذلك

على أو المنزل خارج بالمكوث أحدهم فيها يتكفلقبل وتحذيرهم ، السماء لمراقبة أعلىسطحه

التى . المنازل كثرة ورغم انقضاضالقذائفعليهمالحاكم فإن القذائف، الذينحصدتهم والعباد انهارت

عند الصوت فىقصفمصدر باالستمرار أمرسقطت . فلقد المشهود اليوم كان حتى ، انطالقه

للحاكم األكبر االبن إقامة علىمقر الطائشة القذائفإلى . النبأ وطار وأطفالهما زوجته وعلى عليه وقضت

52

Page 53: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

فتجمدت العرش، على جلوسه أثناء تلقاه الذى الحاكمغار كأنما ، وتقوضبنيانه وتصلبتمالمحه نظراته

بضعة الحال هذه على وظل ، عرشه داخل جسدهثاب حتى ، منه االقتراب على أحد يجرؤ وال ساعاتالجوى الدفاع لقوات تفويضه بإلغاء فأمر ، إلىرشده

قوات قائد القبضعلى وبإلقاء ، الصوت بقصفمصدرأصابتمقر التى الوحدة وجنود وضباط الجوى الدفاع

الذى نفسالقبر فى Xأحياء Xجميعا ودفنهم ، ولدهوأطفالهما . وزوجته ولده جثمان سيضم

* * * *قصر من الطريق المهيبة الجنازة اخترقت

، عهده لتخليد شيده الذى الشامخ النصب إلى الحاكم . X مكبال الجنازة وتقدم موته بعد لجثمانه Xمدفنا والتخاذه

وجنوده وضباطه الجوى الدفاع قائد باألصفادعليهم وتنهال ، األغالل فى يتعثرون وهم المتهمين

تحمله . الجثمان يتلوهم األشداء حراسهم السياطمنوسط الحاكم سار وخلفه ، الهواء فى الجن عفاريت

والمقربين الشياطين جحافل ووراءهم ، مستشاريهوقفتعلى بينما ، وأوالدهم بنسائهم والمنتفعين

فى المحتشدة العباد جموع الطويل الطريق جانبىالطريق نهر عن يحجزهم ، كاألصنام ثباتوسكون

الهراوات حاملى األمن رجال من صفطويلواألسلحة .

تقدم ، النصب إلى الجنازة موكب وصول وعندكبير حجر برفع المقبرة خدم وقام ، القبر إلى الحاكم

القبر فتحة فانكشفت ، الحكم شعار عليه uمنحوت ووسطدهشة . المجهول بداخلها تأوى باردة مظلمة

على دموعه وسالت الحاكم من نهنهة أفلتت الحضوربإلقاء الدفن مراسم ببدء دموعه خالل من وأمر ، خديه

تسجية فى الشروع ثم ، القبر داخل Xأحياء المتهمينالحراس . وأحاط األخير مثواه الغالىفى ولده جثمان

واقتادوهم والرعب التشنج ركبهم الذين بالمتهمينالصوت ... .... انفجر وفجأة القبر حافة إلى عنوة

53

Page 54: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

هى ( القبر فتحة داخلظالم من Xصادرا Xراعدا Xمزمجرا . ( به المحيطين وكافة الحاكم وسقط أبوك كانتعزبة

الذعر وعم األرض، على المباغتة هول من مفجوعينوانطلق ، الحاضرين الفوضىجموع وسادت ، والهلع

على . يتلوى الحاكم وأخذ اتجاه أى إلى Xفارا منهم كل ، صرع أصابه كأنما وقدميه بيديه عليها األرضويخبط

ويركل الهواء فى بيديه يشيح وأخذ Xانتفضقائما ثميترنح : وهو ويصيح ، الفراغ بقدميه

أنا .. .. أنا عزبتى هى بل أبى ليستعزبة الأنا . .. عزبتى هى البلد هذا حكم من أملكهاأعظم

وحيوان .. . ونبات عباد من عليها ومن أراضيها بكلحجر .. .. سأقلبكل الصوت أيها منى تفلت ولن

أيها .. .. أجدك حتى جحر وأفتشكل جبل وأنسفكلتسلبمنى . .. .. ولن وحدى أنا أنا عزبتى هى الصوت

عزبتى .. . تسلبمنى لن عزبتىحتىسقط الفراغ فى ويناطح يهلل واستمر

بلون قاتمة مكفهرة سماء تعلوه ، مكانه فى Xمهدودا والمحكوم أكفانها فى الموتى جثت وبجواره ، الغضب

فاغر مظلم وقبر ، أغاللهم فى Xأحياء بالدفن عليهمالسماء . وجه فى فاه

هامشاألحوال على. X يوما ثالثين لمدة الحاكم نجل على الحداد أ_علن

الجيشفى قوات وانتشار التجول حظر استمرار معاكتفائى . بضرورة نورجان نصحتنى ولقد البلد أنحاء

إلى Xسريعا والعودة ، معها رحلتى من القدر بهذاوال ، آخر بعد Xيوما تتوتر فاألوضاع ، البشرى عالمىأن تخشى وهى ، الغد عنه سيسفر بما التنبؤ يمكن

فينكشف القبضالعشوائى عمليات إحدى تطولنىوالعذاب . التنكيل من نتخيل ماال وينالنا ، وأمرها أمرى

حتى البقاء على بتصميمى واجهتها ولكننىالعالم هذا عن معرفته أريد ما بكل اإلحاطة يمكننى

54

Page 55: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

فلن . والحذر بالحيطة التزمنا وطالما البلد وهذاعلىمضض، . نورجان فوافقت� لنا دsر ق_ ما إال يصيبنا

أحد مع لى uموعد ترتيب نجحتفى بأنها وأخبرتنى X مراسال باعتبارى وسيستقبلنى ، الصالحين كبار

هذا فى األوضاع كتابعن بإعداد أقوم Xأجنبيا Xإعالميا معه الحوار خالل يمكننىمن وبذلك ، العالم من الجزء

نظر وجهة من األحوال عن عامة فكرة تكوينالصالحين .

واستقبلنا ، Xمعا ذهبنا الموعد حان وعندما .. وصفاءه ، تواضعه مالمحه تخفجدية لم الذى الرجل

امتد . ولقد النفس مع عميق توافق من النابع الروحىرؤية فيهما لى قدم الساعتين حوالى معه حوارى

هذا مداركىحول إلى الكثير أضافت رصينة عقالنيةوشئونه . وأحواله العالم

لغرق وقلقه أسفه عن الرجل بتعبير الحوار بدأاإلغفال مع والجزئيات التفاصيل فى اآلن الجن عالم

تتهاوى أن إلى أدى مما ، الكليات و للعموميات التامطالما والتواصل، التفاهم على القدرة آخر بعد Xيوما

الجامع الفلسفى اإلدراكى اإلطار فقد العالم أنالمتعارضة . الجزئية الرؤى وسقطفىشبكةلألديان العباد إفساد من دهشته الرجل وأبدى

التفصيلية الجزئيات إلىساحة ودفعها ، السماويةاألديان أن من بالرغم ، وصراعاتها خالفاتها بكلالعالمى التراث هى النقية فىصورتها السماوية

والشمولية . والتكامل باالتساق يتميز الذى الوحيدكل أتباع أن يلحظ السماوية األديان لتاريخ فالراصدتلك حتىغطت ، عديدة Xفروعا منها استنبطوا ديانة

اإللهى األصل على الزمن بمرور الكثيفة الفروعحتىشكلتفى الفروع تلك بتجميع قاموا ثم ، النقى

فالديانة . األصلية للديانة موازية ديانة شبه مجملهاعليه أطلقوا ما عنها تفرع األولى السماوية

" الذى" الطاهر اإللهى عين vالم بذلك ففقدت ، التلمودمنغلقة ديانة إلى وتحولت ، العشر وصاياها منه نبعت

55

Page 56: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

تحضعلى بينما أتباعها على وخيرها رحمتها تقصرالعباد . باقى واستغالل احتقار

لتعالج الثانية السماوية الديانة وهبطتالديانة نفوسأصحاب بها تشبعت التى الغطرسة

لكن . ، والرحمة والتسامح المحبة إلى فدعت األولى " بذلك " ففقدت ، الالهوت عليه أطلقوا ما عنها تفرع

معقدة ديانة إلى وتحولت ، وفطرتها بساطتهاالدنيا ملكوت يتجاهلوا أن أتباعها تطلبمن ، متشددة

األحداث بذلك فتجاوزتها ، السماء ملكوت أجل منوبذلك . الحياة مطالب مع اإليمانية لتعارضأعبائها

المثال . على الواقع وانتصر ، الدنيا عن الدين انفصلبين لتوازن األخيرة السماوية الديانة وهبطت

تتميز تعاليم خالل من وذلك ، الدين وبين الدنياأذكاره فى بحفظها الله تكفل ، واليسر بالبساطة

والتعارفبين الدنيا تعمير إلى ودعت ، المقدسةترضى التى الصالحة والعالقات باألعمال شعوبها،

الفقه . " عليه أطلقوا ما عنها تفرع لكن السماء عنهاوالتأويالت" المتعارضة بالمذاهب حفل والذى ،

المقدسة اإللهية األذكار فتوارت ، المعسرة المتعسفةتكفل ما انزوى و ، والروايات الفتاوى وحلتمحلها

العباد . بحفظه تكفل خلفما بحفظه اللهبأن يجد الراهنة العالمية لألوضاع المحلل ولعل

ألوطان واستباحتهم ، بغطرستهم األولى الديانة أتباعاالقتصاد فى التحكم من تمكنوا ، اآلخرين وأموال

علىمر مالى تراكم تحقيق خالل العالمىمناالستغالل على القدرة خالل من نتج ، العصور

وتحتغطاء ، منضمير وازع أى واالستنزافدونالثانية . الديانة أن كما التلمود تعاليم تبرره دينى

حضارة وأقاموا ، أتباعها تجاهله الهوتها لتشددتؤمن حضارة ، تعاليمه كافة مع Xتتناقضتماما معاصرة

ولكنها ، والعلم والمادية والعملية والحرية بالفرديةاإليمان . دفء إلى Xكثيرا تفتقر

56

Page 57: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

البدء فى أقاموا فقد األخيرة الديانة أتباع أماحالة إلى انحدروا الزمن بمرور ولكنهم ، عارمة حضارة

دينهم قدرة مع Xتتناقضتماما مستحكمة وأزمة مزريةوالدين . الدنيا بين تجمع متوازنة حضارة إنشاء على

التطور دراسة على الرجل التناقضانكب هذا وأماماستطاع حتى ، األخيرة السماوية للديانة التاريخى

الفقر ألزمة Xتفسيرا تضع هامة نتائج إلى التوصلمن . رصد فقد وشعوبها بأتباعها تحيط التى والتخلف

األخيرة السماوية الديانة أمة لتاريخ تتبعه خالل " تشكلتمنخالل " ، متتابعة بثالثموجات مرورها

أو ، الفعل ونمط الفكر نمط بين ما االتحاد أو الصراع ." " " اإلرادة " نمط مقابل الوعى نمط أسماه كما

واإلرادة الوعى موجة األولىهى الموجة كانتلتلك األولى العهود فى وبدأت ، األمة تلك تاريخ فى

أدتظروف . فقد الراشدين الحكام عهود ، الديانةما الوثيق الربط إلى السماوية الرسالة ونشأة فتوة

تمثل . حيث الدنيوى والمسار الدينى المعتقد بينالتى المقدسة األذكار تعاليم وهج الدينىفى المعتقد

وعيهم فتشكل ، ذلك عاينوا عباد على Xتباعا هبطتتمثل بينما ، الرسول وأقوال اإللهى الوحى بتعاليمالتى العسكرية الفتوحات زخم فى الدنيوى المسار

فى االعترافبحقه من Xقدرا فيها مشارك لكل جعلتيشاركفى زال وما شارك سيفه ألن القرار، صنعالعهد . هذا ارتبطفى لقد الناشئة الدولة تلك إقامة

تميزت . وبذلك بالدنيا والدين بالفتح اإليمان النقىواإلرادة . الوعى نمطى باتحاد الموجة تلك

ــ إرادة بال الوعى موجة ــ الثانية الموجة وبدأتدولة عهد وظهور ، العسكرية الفتوحات توقف مع

االستقرار من حالة وحدوث ، والرفاهية النعمةإلىسلطة . حاجة فى األفراد أضحى حيث السياسى

اتخاذ فى المشاركة عناء عنهم تحمل متحكمة فرديةالعيشوالقدرة برغد التنعم فرصة لهم لتتاح ، القرار

التفرغ فىظل تتألق التى العقل ملكة استخدام على

57

Page 58: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

وينسحب . الفعل نجم Xتدريجيا يأفل فبدأ واالستقراراألمة فىسماء Xوحيدا يلمع وبقى ، الحكام قبضة إلى

والفنون . والعلوم االجتهاد فازدهرتحركة الفكر نجمالفرد . للحاكم إرادتها عن األمة تنازلت حين فى ،

موجة ، الثالثة الموجة ببدء Xإيذانا هذا وكانبأن . دروسالتاريخ أثبتت فلطالما والالإرادة الالوعى

تشتط ما Xسريعا يجعلها فردية سلطة بيد الفعل تركزبدأت . لذلك المتجرد المسئول بالفكر وتضيق

حتى ، ذلك بعد معلنة ثم ، Xأوال مستترة المواجهةالعلوم وتدهورت االجتهاد حركة رجعة غير إلى توقفت

الخالفة. فىخدمة والعلماء الفقهاء وأصبح والفنونالديانة . أمة صارت ومنذئذ الوراثية الفردية السلطويةوعيها ويصيغ الحاكم إرادة تحكمها األخيرة السماوية

. متفرجة مشاهدة أمة ، للسلطة الممالئين فكرالراهنة لألوضاع العلمى التحليل فإن ولذلك

أحد عن تخرج لن المتوقعة الرابعة الموجة بأن يؤكداحتماالت : ثالثة

وعيها . األمة فيها تسترد موجة ــإرادتها . األمة فيها تسترد موجة أو ــ

. X معا ووعيها إرادتها األمة فيها تسترد موجة أو ــلتحقيق التنويرية المحاوالت كافة أن والغريبفردية محاوالت كونها عن تخرج لم األول االحتمال

من تنمية أو دفع أى تلق ولم ، أصحابها بموت ماتتالقادمة لألجيال تنويرية لتأسيسقاعدة ، السلطة

العكسالقتمن على بل ، وعيها امتالك من تمكنهاداخل وتنزوى تنطفىء جعلها ما العسفوالمطاردة

لتخصيب لنشرها محاولة أية دون ، أصحابها صدورإال . التربة تتهيأ لم ولهذا القاحلة الفكرية التربة

ما وهذا ، إرادتها األمة تسترد أن وهو الثانى لالحتمالبلدان كافة فى الجائرين تنظيمات انتشار اآلن يؤكده

فىظل . تتخلق اإلرادة تلك ألن ولكن األخيرة الديانةأسهل إال تطرح ال فإنها ، ووعيها فكرها تفتقد أمة

. " التكفير " فكر وهو ــ لها كغطاء ــ الفكرية الخيارات

58

Page 59: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

عنيفمتفجر قوى فعل إال يسانده الضعيفال فالفكرأنفسهم . مع الفكر ذلك معتنقو يتوازن حتى متطرف،

، الجائرون يمثله الذى العنفوالتطرف تيار بزغ لذلك X فعال أو Xمريضا Xفكرا إال التنتج فكر، وبال إرادة بال فأمة

من . األخيرة الديانة أمة تنجو ولن Xمعا االثنين أو Xعنيفا ، يحكمونها الشياطين ظل طالما والتخلف، الفقر

الوارثين . أول هم الجائرون ظل وطالماالبادي .... الوجوم لمح ، حديثه الرجل أنهى وعندماالرد . Xحقا هو الوجوم بأن لنا فاعترف وجهينا على

لكن .. ولكن ، المرير الواقع هذا المناسبعلى الوحيدوربما .. . جديد متغير الساحة على ظهر فقط اآلن

االحتمال لتحقيق الباقى الوحيد السبيل هو يكونمرة Xمعا وإرادتها وعيها األمة تمتلك أن الثالثفى

نعم . .. .. الصوت هو الجديد المتغير وهذا أخرى .. X دائما تتدخل التى السماء السماء صوت إنه ، الصوت

السماء صوت إنه ، رجاء وكل أمل كل يتبدد عندماقررنا . ولقد ونثور ونواجه لنتدخل العباد نحن يدعونا

وتحريضهم، العباد فىحشد نبدأ أن ، الصالحين نحنإشارة نتبع لم وإذا مناص، منها يعد لم فالمواجهة

الحساب . يوم إلى العذاب إذن علينا حق فقد ، السماء* * *

القاسطون " ..... ومنا

سورة ( ....." *اآلية ــ ) 14الجن

من : * وهو ، جائر أى قاسط جمع القاسطونالحق . عن ويحيد يجور

الجائرون

59

Page 60: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

أن وقرروا ، شمعة يضيئوا أن القدم منذ رفضواوهذا . ، هىشريعتهم هذه الظالم يعتزلوا أو يقاتلوا

الجنفى . لمحنة مثل خير بذلك وهم منهجهم هوومسئولية ، االختبار ومعترك ، االختيار فتنة مواجهة

القرار . فى مزمنة وإشكالية خالفية ظاهرة أنهم كما

يقبلهم . حينما العاطفة ترفضهم فقد العالم تاريخيعاديهم بينما المشاعر تساندهم وقد ، العقل

كشهداء . بعضالعصور مجدتهم ولطالما المنطقوأفاقين . كسفاحين أخرى عصور ولعنتهم ، وأولياء

والنقيضاألسود .. للشياطين العادل الجزاء إنهمللسناكيح.. . المجهول والمستقبل للصالحين

أنفسهم نصبوا أنهم فى تكمن وخطورتهم . X دائما وترافعوا الضحايا هم كانوا عندما كقضاة دائما

خلط . اعتادوا فقد المتهمون هم كانوا عندما كمدعينهو . كان Xدائما العنف ألن الموائد وقلب ، األوراقكان سواء ، العتيد هىحصنهم والقسوة ، مذهبهم

. اآلخرين على أم أنفسهم على ذلكفكر . وبال وعى بال ولكن اإلرادة قبضة إنهم

ولذلك . شـفقة بال و رحمة بال ولكن وبطشالقوة X أبدا يدركون ال ولكنهم يبدأون متى يعرفون فهم

ال الذين الصالحون ذلك فى نقيضهم ، ينتهون متىمتى Xيقينا يعلمون ولكنهم ينطلقون متى يعرفون

يتوقفون . X هربا الله إلى المسافرون التصوف أهل إنهم

ــ . السالح حملة وهم وزينتها الدنيا زخرف منالحكم لمناصب Xطلبا ــ السلطة لجبروت المواجهون

فى . .. . ألنهم الجائرون هم وذاك هذا وفى وفتنتهاأحله ما عليها موا فحر� أنفسهم على جاروا تصوفهم

يطيقون . ال بما فطالبوهم العباد على وجاروا ، اللهأنفسهم على جاروا للسالح فىحملهم هم بينما

، بالحق إال قتلها الله النفسالتىحرم إزهاق فحللوا

60

Page 61: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

ــ ضحايا كونهم رغم ــ فأخذوهم العباد على وجارواالمستبدين . بجريرة

كافة من ظهورهم تتابع تاريخهم مدى وعلىمن . كمتصوفة Xقديما ففىحينظهروا الطبقاتإلى الزمن بمرور وانتقلوا ، الدنيا الطبقات وسط

فى ظهورهم اآلن اكتمل حتى ، الوسطى الطبقاتسالح . كحملة برزوا فإنهم االرستقراطيين طبقات

من تخرجوا الزمن وبمرور ، العليا الطبقات وسط منتنبت اآلن حتىصارت ، الوسطى الطبقات صفوف

وبذلك . .. والمساكين الفقراء فىطبقات جذورهمأو ، المتصوفة األثرياء إما ، الزمان هذا فى هم

المسلحون . الفقراءمن الحيرة تتملكه لمشوارهم المتتبع ولعل

الذات . فى يذوبون النفسبمن تتعلق فكيفال أمرهمالباطن ! أهل من ويصيرون الدنيا ويهجرون العليا

لقاء Xثمنا حياتهم يدفعون لمن القلب يخشع وكيفالأجل من أرواحهم ويبذلوا أنفسهم فيفجروا ، مبادئهم

بأهدافهم ! اإليمان Xسواء ، تتعاظم أمرهم فى الحيرة بأن والشك

بتمردهم يظهرون حيث االستبداد عصور فىظلعهود فىظل أو ، المناضلين ثوب فى المسلح

فىصورة الدنيا فى بزهدهم يبدون حيث الرفاهيةوتجرد . بتعمق تاريخهم قراءة ولكن الطاهرين األتقياء

ما . ألنهم خديعة إال هى ما أمرهم فى الحيرة بأن تثبتإلى ينقلبوا حتى السلطة إلى يصلون كانوا إن

من Xأجياال فىعهودهم إلبليسويفرخون مستشارينحولهم . يلتفون العباد كان إن ما أو الشياطين

ببشارات وتقوsلوا النبوة أوهام وركبتهم إال لزهدهمالمرسلين . ونذر

فى النتائج ألن البعض، على األمر اختلط ولئنال . الحقيقة فإن المعطيات تتناقضمع الجائرين تاريخ

بالعنفوالقسوة . آمنوا فالذين جلية تظهر أن تلبثفانتهاج . العباد رحمة Xأبدا غايتهم تكون لن كوسيلة

61

Page 62: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

اإليمان يورث للسلطة للوصول العنفوالدمويةوالمخالفين، المعارضين إلسكات بالبطشكوسيلة

وصلوا ممن أسوأ اليوجد بأنه التاريخ يثبت ولذلك ، شياطين كانوا إن حتى اآلخرين علىجثث للسلطة

العنف . إال Xأبدا يثمر فالعنفلمالنفس .. على القسوة اعتنقوا من فإن Xأيضا

رضى Xأبدا جائزتهم تكون لن ، الدنيا فى للزهد كوسيلة ، األوان قبل موت ، كاالنتحار الدنيا اعتزال ألن ، الله

األرضإلى وهروبمنشهوة ، استئذان بال وفراق ، أحدهما اإلفراطفى ، سواء وكالهما ، السماء فتنة

الشتات .. .. . أو الضالل إال آخره يكون لنفى .. .. الذينضلسعيهم األسف وبكل إنهم

.. X صنعا يحسنون أنهم يحسبون وهم الدنيا الحياةتضليل .. . فى كيدهم وكان Xأعماال األخسرين فكانوا

* * * *ألن ، البلد هذا فى الجائرين اشتدتشوكة ولقد

غير وبطريقة بمكر دائما تستخدمهم كانت السلطةتغضى . كانت ما فدائما أهدافها لتحقيق مباشرة

الباطنمن أهل طرق واستشراء تنامى الطرفعنواجتماعاتهم تعارضموالدهم فال المتصوفة

المزيد التفاف فى Xطمعا ، وشطحاتهم وطقوسهمعن ويذهلون الدنيا فيهجرون ، حولهم السناكيح من

الخفية األسرار عالم إلى ويسافرون ، مسئولياتهايأتى . أن فى األمل الشياطين ويراود العلوية واآليات

المريدين من زمرة إلى السناكيح كل فيه يتحول يومهم لمن وكنوزها بغنائمها للدنيا التاركين الزاهدين

يعشقونها . السلطة كانتعالقة اآلخر الجانب وعلى

بين ما تجمع المسلحة الجائرين وجماعات بفصائلدأب فقد ، المستتر والتحالف المعلنة الحرب

للقضاء بعضالفصائل التحالفمع على الشياطينالفصائل دعموا فلطالما ، األخرى الفصائل على

ساندوا أو ، الدينية الفصائل لقتال العلمانية

62

Page 63: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

، العلمانية الجماعات لمطاردة الدينية الجماعاتحتى ، قريب زمن إلى ناجحة السياسة وظلتهذهالماكرة المتاجرة وأدت ، الزمام وأفلت اآلية انقلبتالحجر ففىظل ، مستعصية أزمة إلى الدين برداء

والمالحقة ، الصالحين وأفكار دعاوى كافة علىالساحة خلت ، العلمانية الجائرين لجماعات المستميتة

وترعرعت فنمت ، الدينية الجائرين لجماعات ودانت ، الدموية الشياطين ألحالم الكابوسالمروع وأضحت

على استيالئهم الستمرار المهددة الوحيدة والقوةالدنيا . هذه وجه على بقائهم أو السلطة

فكيف ، باألسى البلد هذا فى الصالحون ويشعرخلفإال من للشياطين يكون بحيثال األحوال تنحدر

من ! شماتتهم السناكيح يخفى ال بينما الجائرونأيدى على الشياطين ينتظر الذى األسود المصير

وطغى . ، رائحته وفاحت الفساد عم فلقد الجائرينأصبحتمواجهة حتى ، قاعدته وتأصلت االستبداد

كان . إن حتى العقيم السواد هذا من أفضل المجهولالجائرون .. .. " " . هو المجهول هذا

* * * *

األحوال . ، البلد أرجاء فى وانتشروا الصالحون نشط

صوت الصوتهو بأن لدعوتهم فىسرية يروجونويحثونهم . ، حولهم العباد يجمعون وأخذوا السماء

الشياطين . لجبروت والتصدى الثورة علىضرورةفالخوفسكن ، قليلة أعداد تحولهم sإلتف ولقد

حتى الخلق امتلك والذعر النفوس، وعششفىالصالحين . يثن لم ذلك ولكن حولهم يتلفتون صاروا

، Xمحدودا كان مهما جمع بأى المواجهة بدء عنضرورةمالم Xأبدا تنطلق لن األولى الشرارة بأن آمنوا ألنهم

الوقت وبمرور ، األحداث هذه فىخضم تنطلق ، البلد أرجاء فى Xرويدا Xرويدا الغضب نيران ستسرى

63

Page 64: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

الثورة بذرة وتنمو علىخوفهم التجرؤ فى العباد فيبدأكانت بعدما للمواجهة أكبر Xدافعا الموت خشية وتصبح ،

طوفان ويندلع سيتأجج وعندئذ للنكوص، Xمصدرا ، جذورها من الشياطين دولة فيقتلع الجماهير. الباطل أنقاضليل على وتشرقشمسالحق

لكل . الحاكم عزل نبأ البالد فى سرى ذلك وأثناءوتوليه ، والفنون الفكر ومستشار األمن مستشار من

على والحكم ، المنصبين لهذين Xشخصيا هوفى Xالموتضربا بعقوبة المعزولين المستشارين

تحدد وقد ، الجسيم إلهمالهما جزاء الفسيح الميدانالحكم . لتنفيذ Xموعدا النبوى المولد يوم

سانحة الفرصة ووجدوا ، النبأ الصالحون وتلقفالحكم تنفيذ وفىساحة ، اليوم هذا فى المواجهة لبدء

األمن قوات ويصعبعلى ، العباد حيثسيحتشد ، الغفير . الحشد هذا وسط جماعتهم مالحقة

* * * *الفسيح . غصالميدان المولد يوم وفى

لتنفيذ عالية الوسطمنصة وأقيمتفى ، بالجماهيرالطرف . وفى الحاضرين كل يشهده حتى عليها الحكملتوفير األمن قوات أحاطته والذى الميدان الخالىمن

ظهر ، مغادرته أو قدومه حين الحاكم لعبور uممر المستشارين على Xضربا ينهالون الحراسوهم

منصة حتى المسافة علىقطع إلجبارهما المعزولينكال . إيهام الحراسفى تفنن وقد Xزحفا الحكم تنفيذ

X زحفا منهما يصل العذابعمن بتخفيف المستشارين . ، Xغريبا Xسباقا الميدان وشهد اآلخر قبل للمنصة

رموز من رمزان أيام منذ كانا رجالن يزحففيهلتحفيزهما السياط علىظهريهما تنهال بينما ، الدولة

لتلك . الجماهير وهللت الجهد من المزيد بذل علىوبدا . الحسبان فى تكن لم التى المثيرة المباراةعلى األقدر هو الفكر مستشار أن األولى للوهلة

وبدأ الوهن يركبه بدأ لحظات بعد ولكن الفوز،واشتعل . عليه ويتقدم بل منه يقترب األمن مستشار

64

Page 65: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

السباق لمتابعة حماسها وازداد الجماهير صياحيكثف . األمن مستشار تقدم كلما وكان الفريد

يجأر الرجل أخذ حتى ، عليه السياط الحراسضرببينما زحفه األرضأثناء وينتفضعلى كالمصروع

الفكر . مستشار وانتهز الجراح بجسده تقاطعتاقترب الزحفحتى لمواصلة عزمه من وشد الفرصة

اآلخر هو عليه الحراسيركزون فأخذ ، رفيقه من X طالبا يصيح حيثصار لوثة أصابته كمن فبدا ، الضرب

، المزيد طلب كلما Xضربا ازدادوا وكلما ، المزيدأسفل إلى Xأخيرا حتىوصل تقدمه فى واستمر

صياح . منشدة الواسع أرضالميدان واهتزت المنصةمستشار الحراسبحمل وسارع وحماسها، الجماهير

األكثر هو مادام بأنه تشفى فى وأعلنوا الفائز الفكرالعذابحتى من األكبر القدر إذن فسيناله Xعزما

تنفيذ . لبدء Xاستعدادا الرجلين تقييد وتم الموتصوت الجماهير وسطهمهمات يتردد بدأ ولكن ، الحكم

التجمعات أحد من صادر ، المقاطع واضح هتافغيراستمرار مع يتضح بدأ أن مالبث ثم ، الغفير بالحشد

صوتصياح إال يكن ولم ، الجماهير وإنصات هدوءوأخذوا . العباد من إليهم انضم ومن الصالحين، وهتاف

كانتعزبة : .. هى أبوك كانتعزبة هى يهتفونوسيطرتعلى ... ، الغفير الجمع وتقلقل أبوك

يتردد . الهتاف لكنظل و ، الوجوم من حالة الجموعالصالحين . الهتافمع إلى ينضمون بعضالعباد وبدأ

بالميدان متفرقة أنحاء من يتردد الهتاف وأصبحمضطربة استنفار حالة تسرى بدأت وهنا الفسيح،

وتحركت ، بالميدان المحيطة األمن وسطقوات ، الميدان الخالىمن الطرف وأغلقت الثقيلة الوحدات

الهتاف . ولكن الجماهير حول الحصار إحكام تم حتىيتقدم الغفير الجمع وبدأ ، ويتضخم يتعالى مالبث

القواتوضع فاتخذت ، المحاصرة القوات نحو لألمامالجموع استمرت ولكن ، للهجوم وتأهبت االستعداد

. X محتوما االشتباك وأصبح هتافها يسبقها التقدم فى

65

Page 66: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

قوات .. .. فاجأت وللغرابة ولكن ، خطوات عدة بعدفاشتعلتحماسة بالتقهقر، المتقدمة الجموع األمن

الهتاف . فى وبدأ Xصامتا منظل منها وتجرأ الجماهيرفى والجماهير تراجعها فى األمن قوات واستمرت

السريع تقهقرها فى األمن قوات وبدت ، تقدمهاهى . وما الفرار شكل يأخذ األمر بات ثم تنسحب كأنها

، جامح أزيز بصوت الميدان لحظاتحتىضج إالالمقاتالت من كبير عنسرب السماء وانشقت

لتتابع Xتلقائيا الجماهير فارتفعتوجوه ، الطائرةمن تنهمر الثقيلة بالقذائف وإذا ، الخاطفة حركتها

لماذا وقتها العباد وأدرك ، الطائرة المقاتالت تلكفىكلصوب هاربين فانطلقوا ، األمن قوات فرت

فقد ، االستمرار لهم تتح القذائفلم ولكن ، واتجاهالجثتمع مع األشالء وتطايرت انفجاراتها تتابعت

الميدان .. تقصف المقاتالت وظلت الميدان حطاموتفور تغلى مظلمة عميقة إلىحفرة تحول حتى

الجماد . وحطام العباد بأجساد وتتلظى* * * *

فى مازلنا كنا ألننا ، ونورجان أنا الحظ حالفنىولقد . القصف بدأ عندما الفسيح الميدان إلى الطريق

لنا وبدا ، االنفجارات أصوات ودهمتنا بنا الطريق اهتزتناثر إلىحطام وتحول جذوره من اقت_لع كأنه الميدان

امتداد . من Xخوفا Xسريعا األدبار فولينا السماء فىالذى الحى قاصدين ، نسلكه الذى الطريق إلى القصف

إن . ما ولكننا المدينة من الطرفاآلخر فى أقطنهمن Xكبيرا Xجمعا وشاهدنا إال الحى إلىمشارف وصلنا

، األمر لنستطلع الجمع فاخترقنا ، الطريق يسد العبادالحى . جنبات تمأل األمن رجال من بقواتحاشدة فإذا

قوات بأن الواقفين أحاديث من إلىسمعنا وتناهىالنفاذ من اإلنستمكن عالم من دخيل تبحثعن األمن

إن . وما الفتيات إحدى بمساعدة الجن عالم إلىبهدوء التملصوالتراجع فى بدأنا حتى بذلك سمعنا

الخروج من تمكنا أن إلى ، المحتشدة العباد وسط من

66

Page 67: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

واالرتباك . الذهول نورجان على وبدا الطريق إلىوعندما : .. ؟ له قالت تكون أن يمكن هل تردد وظلت

واعترفتلى انهارت ، تقصده عما منها استفسرتعالقة تجمعها التى لصديقتها عالقتنا أفشتسر بأنهاتقسم . وأخذت الخاصبالحاكم األمن جهاز رجال بأحدشكsت لو عالقتنا بسر لها لتبوح كانت ما بأنها باكية لى

السر هذا تكشفلصديقها أن يمكن بأنها واحدة للحظةالذى ! وما ذلك من عليها تعود التى المصلحة فما ، عالم اإلنسإلى من أحد نفاذ فى األمن يعنىجهازالبحث .. محاولة وبدت ، بها نظراتى وتالقت ؟ الجن

الوقت هذا فى له مجال ال Xترفا لتساؤالتها إجابات عنإلى . هدى غير على انطلقنا ما وسرعان الحرج

، Xآمنا Xمكانا يصبح لن نورجان فمنزل ، المدينة أطرافنلجأ . أخر مكان أمامنا يكن ولم إليه توصلوا أنهم فالبدكافة . ألن المدينة من الخروج نستطيع لن أننا كما إليه

توغلنا . ومنها المدينة أطراف فقصدنا مراقبة المنافذحتى المسير وواصلنا ، المحيطة الوعرة المناطق إلىوزاد ، لنستريح برهة فجلسنا ، والتعب الوهن اعترانا

، أثرنا فى Xأحدا نجد ولم الوقت مر عندما اطمئنانناسرعان ، قصيرة إغفاءة التعب منشدة واستغرقتنا

بهم وإذا ، مفاجئة علىصوتحركة منها استيقظنا مارجال . من يكونوا لم ولكنهم مكان كل فى حولنا

ولقد . الزى فى وال والهيئة المظهر فى ال ، األمنفىهذه تواجدنا عنسبب فىخشونة منا استفسروا

القصف من هربنا بأننا نورجان عليهم فأجابت ، البقعةإلىهذه وصلنا حتى نجرى الرعبفظللنا واعترانا

العتقادهم . ، التصديق عليهم يبدو لم ولكن البقعةولذلك ، األمن جهاز من عليهم مدسوسون بأننامعسكرهم داخل إلى ،واقتادونا تقييدنا فى شرعوا

... أيقنا وآنذاك الوعرة المناطق تلك ثنايا الرابضفىالجائرين ................ " " . أيدى فى إال نقع لم بأننا

67

Page 68: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

هامشاألحوال على . X أحدا يجدوا ولم يوم مر ولما الجائرون احتجزنا

أجهزة أعوان من لسنا أننا إلى اطمأنوا ، أثرنا فىيقرروا ريثما احتجازنا على داوموا ولكنهم ، األمن

رفيق . لنا كان الجائرين وفىحجز فاعلون بنا ماهممعه . وبحوارى سابقة فترة منذ ولكن اآلخر هو محتجز

عليه انقلبوا ولكنهم ، الجائرين جماعة من إنه علمتعنوان تحت أفكارهم يتناقضمع Xكتابا لتأليفه

. " انقالبية" .. مؤامرة ال شعبية ثورة بالسلطة اإلطاحةألفه الذى الكتاب بأن لى أوضح بيننا الحوار وبامتداد

التحليلية والرؤية الذاتية التجربة من Xمزيجا يمثليكتشففى بدأ كيف لى يسرد وأخذ ، المحيط للواقع

القهر وسيادة ، بالبلد األحوال تردى شبابه مقتبلبغضبمكبوت ذلك لكل ومواجهته ، الفساد وشيوعالغضب من مرحلة إلى حتىوصل ، بداخله يضطرم

من الكم هذا كل وجه فى االنفجار من فيها البد كانآنذاك . القتناعه الجائرين لجماعة انضم لذلك السواد

، بالكلمات Xأبدا تكون لن العفن الواقع هذا مواجهة بأناللكمات أسلوب انتهاج هو الوحيد السبيل وإنما

عدة . فى الجائرين مع واشترك والركالت واللطماتالسياسية بعضالشخصيات على هجماتمسلحة

من . تزلزل ولكنه الهامة الحكومية وبعضالمنشآتسقوط ، الهجمات تلك اكتشفعقب عندما داخله

فى التواجد إال لهم ذنب ال الذين ، األبرياء من ضحايامراجعة . فى بدأ لذلك تنفيذها أثناء العمليات موقع

مواجهة فى المسلح النضال أسلوب مشروعيةذلك . عن البديل أنه وجد البداية وفى الباغية السلطة

من اآلثام اقترافكافة عن التتورع سلطة إلقصاءولكن . الحكم مقاعد على استمرارها ضمان أجل

النضال بأن له تالحظ ، لفكره إعماله باستمرارضد المناضلة الجماعة يحوyل ذاته حد فى المسلح

إلىجماعة متمردة مدنية جماعة من ، السلطة ، العسكرية النظم مساوىء كافة تكتسب ، عسكرية

68

Page 69: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

االعتراف وعدم الواحد تقديسالرأى فى المتمثلةوالشدة ، واإلدارة للقيادة كأسلوب والتشاور بالحوار

إما فالعسكريون ــ األعداء مع التعامل فى والقسوةقضية يحوyل مما ــ يأسرونهم أو أعداءهم يقتلون

مخيلة الوقتفى بمرور الباغية السلطة إقصاءوليس ذاته حد إلىهدففى المتعسكرة الجماعات

أن . له تبين وبالتالى والخير العدل لتحقيق وسيلةلن السلطة إلى الوصول فى مسلحة جماعة أية نجاحمما . ، المورث من Xخيرا يكون لن فالوارث بجديد يأتى

الجماعات تلك حكم فىظل الدولة إدارة إلى يؤدىالسجن . أو القتل يصبح حيث والقتال الحرب بأسلوب

المعارضين مع للتعامل المعتادة الطريقة هماالنظام هو للحاكم األوحد القرار ويصبح ، السياسين

، العزل المدنيين والربطعلى الضبط لتحقيق المثالىلفرض والقسوة القمع وسائل كافة باستعمال وذلك

عدم . له تأكد النتيجة لهذه وبوصوله القرار هذابعد الحكم مقاليد لتولى المسلحة الجماعات صالحيةعنها تتنازل أن عليها ينبغى وإنما ، للسلطة إقصائها

كافة بتحقيق أمامها تلتزم مدنية لحكومة طواعية . X نظرا ولكن واالجتماعية السياسية اإلصالحاتمن جماعة أيدى على إال ذلك تحقق الستحالة

منخالل للسلطة الوصول يصبح فبالتالى ، المالئكةمواجهة ليسفى ــ مشروع غير Xأمرا المسلح النضال

نفسه . الشعب مواجهة فى ولكن ــ الباغية السلطةالحقيقة لتلك توصله عقب بأنه لى تابع ولقد

من حوله الواقع وتقييم استبصار فى شرع ، الهامةبأن . فوجد البحتة التنظيمية المعايير نظر وجهة خالل

منخالل ، الدولة داخل دولة يشكل الجيشأصبحلكفالة الضخمة ميزانيته تدعيم فى السلطة استمرار

لضباطه والترفيهية العينية والمزايا المرتفعة األجوربين من الحكام توالىخروج خالل ومن ، وأفراده

الذى . وهو يحكم الذى الجيشهو أصبح بحيث صفوفهحتى أو انقالبية حركة أية من الحكم حماية يكفل

69

Page 70: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

ترابطعضوى . هناك أصبح وبالتالى شعبية انتفاضةكسلطة . القائم النظام وبين الجيشكمؤسسة بين

ألنها انقالبية، حركة بأيه فصمه الترابطاليمكن وهذااالستعداد أهبة وعلى لها يتصدى بجيشكامل ست_واجه

محاولة . وأية رحمة أدنى بال Xمبرما Xقضاء عليها للقضاءاستقطاببعض خالل الجيشمن الختراقصفوف

هؤالء ألن ، بالفشل عليها ُ محكوم_ ضباطه أو قوادهالذى النظام هذا يباركون أصبحوا والضباط القادة

كلمن لسحق االستعداد ولديهم ، الكثير عليهم يغدقكما . استمراره أو بقائه تهديد محاولة نفسه له تسول

المحافظات إحدى على لالستيالء محاولة أية أنإلدارة قيادة ومركز كرأسحربة واستخدامها الحدودية

الفشل . لها سيكتب محاولة هى ، المسلح النضالتلك حكم زمام تسليم على الحاكم النظام درج فلقد

علم تعلم ، مرموقة لقياداتعسكرية المحافظاتحركة أقل ووأد مواجهة هى واجباتها أولى بأن اليقين

درج . كما المحافظة على االستيالء تبغى انقالبيةحكم زمام تسليم على Xأيضا الحاكم النظام

لقيادات الجائرين تنظيمات بها تكثر التى المحافظاتهذه هىمالحقة واجباتها أولى ، بارزة أمنية

. X تاما Xقضاء عليها للقضاء التنظيماتجماعة أية الفرصأمام Xكثيرا تتضاءل وهكذا

االنحياز مواجهة فى ، بالسلطة لإلطاحة مسلحةوفىظل ، القائم الجيشللنظام من المطلق

المحافظات على الكاملة العسكرية السيطرةمسلحة . جماعة أية تفقد ذلك كل إطار وفى الحدودية

األرضالتى إلى باإلضافة للنضال المحركة القوةمن . بالسلطة اإلطاحة حينئذ وتصبح عليها تتحرك

ومحفوفة واقعية غير مغامرة المسلح التمرد خاللوالمعايير للمبادىء Xوفقا وذلك واألهوال، بالمخاطر

المجردة . التنظيميةبالسلطة .. لإلطاحة الوحيد السبيل فإن لذا

من ، الشعبية للثورة المبادرة زمام قيادة فى يتمثل

70

Page 71: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

التنظيمات بكافة والمستمر الدءوب االلتحام خاللالنقابات إلى باإلضافة ، والخيرية واألهلية الشعبية

ومداومة ، العبادة ودور والمدارسواألندية والجامعاتإلى التجمعات تلك وسطصفوف للثورة الدعوة نشر

آتية تكون ما دائما ولكنها ، الغيب رحم من تندلع أنفنائه . جرثومة بداخله يحمل uباغ نظام فكل المحالة

، وفساده طغيانه لفيضان استبصاره عدم خالل مننفوسرعاياه داخل التمرد بذور لترعرع تصديقه وعدممن القديم العهد لتزيل فجأة الثورة تنفجر أن إلى ،

آماله بكافة الجديد للعهد التربة وتهيىء جذورهبدايتها . فى شعبية ثورة أية بدت ولئن وتطلعاته

إلى بعضالشياطين يدعو مما ، فوضوية كانتفاضةأخرى مرة خاللها من للقفز االنخراطضمنصفوفها

الشعبعن . مسئولية أن إال السلطة مقاعد إلى ، حقوقه عن للدفاع الوطنية روحه ويقظة الثورة

ردة أية لمواجهة بالمرصاد يقف تجعله ما سرعانثورة . تأتىفىعقب سلطة أية تلتزم وبذلك للوراء

لم إن ، الشعبوطموحاته آمال عن بالتعبير شعبيةوثورته . غضبته من Xالشعبفخوفا فى Xحبا يكن

الجائرين .. دعا بأنه أخبرنى حوارنا نهاية وفىالمسلح االنقالب فكرة التخلىعن إلى كتابه نهاية فى

الشعبية الثورة بفكرة واإليمان ، بالسلطة لإلطاحةالباغية . السلطة إلقصاء uباق وحيد وأمل كمخرج

مع........ حوارى نهاية بعد لنفسى خلوت عندماالجائرون . احتجزه إذن لماذا لى اتضح ، الحجز رفيق

النضال فى لنظريتهم Xمريعا Xتفريغا يمثل ذلك فكتابه ، بها لإلطاحة التنظيمية أساليبهم ولكافة السلطة ضد

أشفقت . ولقد إسكاتصوته من البد كان وبالتالىيكن لم إن ، المحالة قاتلوه أنهم أيقنت ألننى عليهكتابه . .. سيرى ت_رىهل ولكن غد بعد أو Xفغدا اليوم

معنى قادمة ُ أجيال_ ستعرف وهل ؟ ما Xيوما النور .. ، إجابة بال تساؤالتىستظل أن يبدو ؟ العقلية حيرته

وأينهى ... الحالكة الظلمة هذه فى النور معنى فما

71

Page 72: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

اللحظة حتى اليملكون والعباد القادمة األجيالالقادمة ... اللحظة لنا تخبىء ماذا ونورجان وأنا الحالية

أيدى ... فى لنقع إال الشياطين من نجونا وما ؟استمرت .... لقد اليأس؟ هذا لماذا ولكن الجائرين

ولم ، العالم كلشرور رغم السنين آالف منذ الحياةظنه وما ، لحزن أو لفرح ال ، واحدة تقفللحظة

الرياح . تذروه Xهشيما الزمن بمرور أصبح Xخالدا العبادماينفع . يمكث ومتى Xجفاء الزبد يذهب إذن فمتى

؟ .. .. متى متى األرض فى العباد* * *

دون " ..... ومناذلك ....."

اآلية ( ــ الجن سورة11(

السناكيحوال سعر فال ، القفة قعر من الذينسقطوا هم

أنهم . إال ، واألكثرية األغلبية كونهم ورغم لهم وزنالمغلوبة واألكثرية ، الجاهلة المريضة الفقيرة األغلبية

التاريخ . فجر فمنذ أقدارها خلف المنقادة ، أمرها علىاألعين . معصوبو الجهنمية الساقية فى يدورون وهم

للحكام الفارهة والقصور والمعابد المقابر فشيدواوزرعوا . والجحور األكواخ فى هم عاشوا بينما ، اآللهة

الغزاة لموجات واألفدنة المحاصيل ماليين وحصدواوالقشور . الفتات على هم اقتاتوا بينما المتالحقة،

فتحوا األجانب الغزاة من تخلصوا بعدما وألنهمبأن القول عليهم حق فقد ، الوطنيين للغزاة أحضانهمالقبور . ويسكنون الحصرم يبلعون اآلن إلى يظلوا

فكما . آذانهم حتى القهر فى غارقون وهميسقونه أيضا فإنهم ، حكامهم أيدى على يتجرعونه

72

Page 73: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

ضد يحصنهم كأنما ، مر البعضكترياق لبعضهمعلى . جبابرة كلهم فتراهم البائسة حياتهم مرارات

أو الزوجية أو األسرية فىعالقاتهم سواء ، بعضهم. العاطفية حتى أو التجارية أو الوظيفية أو االجتماعية

فقدوا طالما ، بالحرية الدائم حلمهم من جدوى والحتىعلى ولو وتطبيقها ممارستها على القدرة

ذواتهم . فى Xخطيرا Xمأزقا تمثل كالحرية الفضيلة ولعل . ، وشعاراتها الفضيلة رايات يرفعون فهم حياتهم

مع أجسادهم تتلوى بينما ، وقيمها بمبادئها ويهتفونخلفاألبواب المحرمة الرغبة البعضبنيران بعضهم

أفظع وألسنتهم أياديهم وتقترف ، واألستار والحجبالتناقضيفرضنفسه . وهذا الخفاء أوكار فى اآلثام

لم بما الله يعبدون صاروا ألنهم ، إيمانهم على حتىفى به طالبهم ما يكدسون بينما ، به يطالبهم

نسوا حتى ، وعقولهم لقلوبهم الخلفية الحجراتأعمالهم . فحبطت ، به ماذ_ك�روا

الوحيدة لذتهم هو Xالجنسدائما كان ولقدانقذفتفى . إن يعنيهم وال ثمن بال لهم الموهوبة

البؤس . ضعضع ما فبقدر األدبار أو الفروج أو الكفوفالنشوة بأن اليصدقون باتوا حتى أنفسهم فى ثقتهم

صاروا ما بقدر ، أحضانهم بين تترعرع أن يمكنأو بريق بال أصبحت حتى الرغبة ثمار قطف يتعجلون

الكيفوالسطلعسى . مهاوى فى انزلقوا لذلك وهج . وصار أحالمهم من الواقع ماسلبهم الوهم يمنحهم

فى الشامخ وهيكلهم ، الوحيد إنجازهم هو التناسلوأسمائهم ذكراهم لتخليد ، العنيد الزمن وجه

مالم . بالذرية يعوضوا أن فى Xطمعا وأنسابهم ، لهم األيام أثبتت ما Xدائما ولكن ، زمانهم به يسعفهم

كانتهى الذرية فإن ، داءvهم هو كان الجنسمثلما أنعقابهم .

الشياطين . نظر فى السناكيح إنهم ، الصالحين ع_رف فى الغافلون المستضعفون

73

Page 74: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

كانوا . ولكنهم الجائرين رأى فى الجاهليون الضالونعجزهم . رغم المنتصرون دائما فهم ، كذلك أم ذلك ، أعدائهم كل فقطعلى الزمن بمرور انتصروا فقد

بالموت اإليمان فى األزلية الحكمة اعتنقوا ألنهمالرحمة . لهم كان فقد أزماتهم كافة لحل كسالح

علىكل النقمة كان بينما عذاباتهم استطالت عندماأعناقهم . وأذل استعبدهم من

مرآة فى النظر يتجاهلوا أن Xدائما تعودوا وألنهمبخضوعهم . يذكرهم من يبغضون تجدهم أحوالهم

سلبيتهم يزيفلهم من ويعشقون ، وضعفهميستوجبون . كانوا من لعنوا كم ولذلك وفشلهم

التنكيل . يستحقون كانوا من ورفعوا ، التكريمكونهم يتعجبمن فىشئونهم المتبصر ولعل

ومتهمين . أبرياء ، فرائسوصيادين ، جالدين و ضحاياالمتناقضات . كافة ومارسوا ، األضداد كل جمعوا فلقد

و تيههم بعده يودعون علىشاطئ يرسوا لم ولئنعلى . الله يعبدون الذين سيصبحون فإنهم ضياعهم

أصابتهم وإن به، اطمأنوا خير أصابهم فإن ، حرفوخسروا الدنيا فخسروا ، وجوههم على انقلبوا فتنة

الخسران . . هو وذلك واآلخرة الدنيا خسروا اآلخرةالمبين .

* * * *

األحوال آخروفىصباح . يومين الجائرين فىحجز لبثنا

الحبس . فى رفيقنا غياب اكتشفنا الثالث اليومالمناهض فكره على Xعقابا قتلوه بأنهم وعلمنا

سولت . فإذا ، ونورجان أنا الرعب وتملكنا ألفكارهم؟ بنا سيفعلون فماذا ، منهم واحد قتل أنفسهم لهملهم نقله ما إلىسمعنا تناهى عندما أكثر رعبنا وتزايد

أن من ، المدينة من بالغذاء يزودهم الذى مندوبهمهاربين وامرأة رجل عن تبحثبشراسة األمن قوات

74

Page 75: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

ثمة وأن ، الحاكم صولجان بالصوتوسرقة لعالقتهمالذلك . اإلنس من الرجل بأن تؤكد كثيرة أقاويل

X آجال لوقوعها البقعة هذه من الرحيل بضرورة نصحهملقوات التفتيشية الحمالت تحركات دائرة فى Xعاجال أم

األمن .البعض بعضهم إلى هرعوا رحيله وبمجرداقترح . من فثمة بنا سيفعلون فيما ليتشاوروا

بها الحاكم مساومة يمكن كرهينة بنا احتفاظهماقترح . ومن لجماعتهم األمنية المالحقة لتخفيف

من الصولجان ومكان الصوت إلىسر التوصل ضرورةلإلطاحة قدراتهما وتسخير ، المزعوم اإلنسى ذلك

بدأت . ففجأة ، Xطويال جدلهم يستمر لم ولكن بالحاكموسرعان ، المكان بعضاالنفجاراتحول أصوات

شبر . علىكل القذائفتنهمر وبدأت الفوضى ماعمتكافة على للقضاء إبادة حرب وكأنه األمر وبدا

توقف . لحظاتحتى إال ماهى و الوكر بهذا الهاربينوعمت . الجائرينصرعى كافة أنسقط بعد القصف

رجال من بعدد بعدها فوجئنا نشيطة حركة المكانيعثروا أن لهم وكانتمفاجأة ، الوكر يقتحمون األمن

القبض . فألقوا بالداخل مقيدين وامرأة رجل علىبدت حتى رآنا إن ما الذى قائدهم إلى واقتادونا علينافاقتربمن . التصديق وعدم الذهول عالمات عليه

بحذر منى واقترب ، أوصافها من ليتحقق نورجانصاح . ثم فىمالمحى يدقق الخوفوأخذ إلى ب يقر_

X سياجا حولنا ويضربوا أسلحتهم يشهروا بأن رجاله فىينتظره الذى الثمين الصيد وقع فقد ، بأجسادهم Xأمنيا . uبتكليفعفريت قام الفور وعلى صبر بفروغ الحاكم

إضافىمن بمدد السرعة وجه على ليأتيه بالطيران X مرورا البقعة هذه من نقلنا عملية لتأمين ، القوات

بنبأ الحاكم إلبالغ Xوأيضا ، الحكم وحتىقصر بالمدينةالدخيل . اإلنسى القبضعلى

وامتألت المدد حتىوصل دقائق إال هى وماالتحرك وبدأتمسيرة القوات من كبير بعدد البقعة

75

Page 76: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

باألصفاد . مكبلين ونورجان أنا حيثسرنا المدينة نحوأسلحتهم شاهرين الحراساألشداء من حلقة وحولنا

الحلقة بتلك لتحيط القوات باقى توزعت بينما ، نحوناالطيارون العفاريت تولى فىحين ، الجهات كافة من

الجو . الموكبمن حراسةالمأهولة . غير الوعرة المنطقة الموكب اخترق

غبرة . تعلوها شاحبة مقطبة بعيد من المدينة وبدتووجدتنى ، واإلحباط الذهول من غمامة وانتابتنى

فمالى .. والخسارة الندم من سحيقة أغوصفىهوةأولئك و المسحوقين البائسبهؤالء العالم وهذا

عالمىألتورطفىمصيدة ... تركت ولماذا الجبابرةنحو .. التفاتة منى وحانت Xثمنا لها حياتى أدفع ربما

حتى الضياع وامتلكها الوهن اعتراها التى نورجانالسكينة غادرتها بعدما ، آخر حال إلى حال تبدلتمن

حولنا . الحراسمن وراح الجمال وجهها بداخل وتحجرفقال ، للمسافة Xالحديثقطعا أطراف يتجاذبون

تسوء واألحوال ، خطير فىوضع أصبح البلد إن أحدهمالمظاهرات تندلع حتى يوم يمر وال ، آخر بعد Xيوما

السناكيح، اآلالفمن وخلفهم الصالحون يقودهاأن إال رحمة بال المتظاهرين الجيشيواجه أن ورغمإلى القتلى عدد بات حتى ، تندلع مازالت المظاهرات

بأن . Xهامسا وأضافآخر نفس المليون يقارب اآلنإال األحداث هذه مثل تشهد لم البالد بأن له صرح جده

الشعب كان حيث ، االحتالل إبان الملكية عهد فىظل X ووعيا Xعاليا Xوطنيا Xحسا يمتلك طوائفه بكافة وقتهاوالعمالية الطالبية المظاهرات وكانت ، Xعميقا Xسياسيا

نير لمواجهة البالد تجوب والنسائية والحزبية والنقابية ، الجمهورية قيام بعد األحوال تبدلت ولكن ، االحتالل

فى العباد وانذهل ، عميق الشعبفىسبات فراحالجيشتولى . إن ثالث وقال العيش لقمة وراء الجرى

إبادة مهمة نحن تولينا بينما الشعب ضرب مهمةستكون أىشكل على يدرى أحد وال ، الجائرين

النهاية ..........

76

Page 77: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

فى . وبدأنا المدينة مدخل إلى الموكب ووصل . X تماما خالية الطرق كانت وضواحيها شوارعها اختراق

وحدات ومداخلها مفارقها على وتتوزع العباد منأخرى . دتشوارع س_ بينما الثقيلة الجيشبأسلحتهاكأن . وبدا حطامها وتراكم منازلها انهيار إثر Xتماما متناثرة كانت فالجثث ، لحربوحشية تعرضت المدينةالجو اختلطتفى بينما ، والزوايا بعضاألركان فى

الغبار . برائحة الموت رائحةينتصب . Xفارها Xمهوال الحاكم قصر لنا والح

من قواتحاشدة وتحاصره ، حوله من الفراغ Xقاطعا الموكب . واخترق الثقيلة ومعداتها الجيشبأسلحتها

إلىمدخل وصلنا حتى المتتالية األمنية الخطوطالقوة . من بتسلمنا قاموا حراسأشداء وظهر القصركأنها متتالية فىممراتطويلة واقتادونا ، المرافقة

إن ما ، ضيقة فتحة إلى فجأة وصلنا حتى ، نهاية بالشاهق االتساع شاسع بهو لنا حتىظهر ، منها نفذنا

منه ينبعث uينتصبعرشعال آخره وفى ، االرتفاعيكاد ال حتى ويغشيانها األبصار يخطفان وبريق وهج

فيها , مكتوب ضخمة لوحة وتعلوه بداخله ما يظهرل�هvمون " ....... " . م_ الحكام بحروفمشعة

بصياح إذا و أرضالبهو الحراسعلى وطرحنااألركان : فى Xعجيبا صدى Xمخلفا يتجلجل

بنفسى .. . أعذبه به ائتونيبدار .. الذىسمعته نفسالصوت صوته كان

إلى طردونى يوم صاحبه رؤية لى تتح ولم ، العبادةالحراس . قام الفور وعلى Xعاريا الفسيح الميدان

ورفعتوجهى . العرش أسفل أصبحنا حتى Xجرا بجذبنا ُ خيال_ لىفىوسطه وبدا ، المبهر الوهج فغشينى

عيناى تعودت عندما لى يتضح بدأ ما سرعان ، لجسدعيناى . . وتسمرت العرش على Xجالسا كان الضوء على

وأعرف . .. .. .. الشر أعرفهذا لكننى لكن ولكن بوجههوتباينت .. السحنة اختلفت وإن أعرفه الجبروت هذا

كأنه .. .. أو هو إنه الخلق وتغير العوالم وتبدلت المالمح

77

Page 78: رواية العزبة - دكتور محمد محفوظ

فجأة .. .. عاودتنى التى البشرية بذاكرتى أعرفه هو هوفى.. .. تركته الذى هذا بكل واحدة لمحة وذكرتنىفى

الذى .. .. هذا بكل هناك وغفلتعنه هناك عالمىواآلن .. .. وكيفاآلن هناك قهرنى و هناك عاينته

هناك .. غفلتعنه ما كل أ_درك واحدة ودفعة فقط .. ، نألفه يجعلنا الشر مع تعايشنا وكأن العمر طوال

له . كراهيتنا رغمهنا .. .. هو لمن أرددها ووجدتنى Xقائما وانتصبت

أقفتحتعرشه .. لمن هناك عالمى فى هو ولمنبكل .. .. وجأرت هناك ولمنسأقفتحتعرشه هنا

هناك .. .. و هنا يتردد كأنما صوتى وبدا كيانىأبوك" .. .. .. " عزبة كانت هى

***محفوظ / محمد دكتور

78