مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

www.qasantina2015.org 2015 جوان- 03 دم العد مجلة مقاlemqam 2015 فة العربيةلثقاصمة ا قسنطينة عا وردة دروب الحبض القصريحلة ريا الرا نجلغني وردة يلرباعيبر التونسي صا ا أحن إلى وردةانة..أشتاق الفنم أكثر إلى ا و أفتقد الصديقةلي معاشي جائزة عالمبدعين تحلق ب..اب الشب

Upload: raaseth

Post on 22-Jul-2016

232 views

Category:

Documents


2 download

DESCRIPTION

مجلة مقام الثقافية لعاصمة الثقافة العربية قسنطينة 2015

TRANSCRIPT

Page 1: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

www.qasantina2015.org

مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

lemqam قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015

وردة دروب الحب

نجل الراحلة رياض القصري

التونسي صابر الرباعي يغني وردة

أحن إلى وردة الفنانة..أشتاق

أكثر إلى األمو أفتقد الصديقة

جائزة علي معاشي تحلق بالمبدعين

الشباب..

Page 2: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

» وردة إنسانة عظيمة «

حالقة وردة السيدة فاطمة بكري تفتح قلبها لـ مقام:

هذه األخيرة قدمت من مصر الشقيقة، وفضلت أن تروي تفاصيل ما عايشته مع الفنانة »وردة

الجزائرية«، التي عرفتها سنة 1973، وقضت معها أسعد سنوات عمرها، وتتمنى لو تعود األيام لتكون

بقربها، حيث استهلت حديثها ودموعها منهمرة حزنا على وردة التي كانت تعاملها كأخت لها، قائلة:

» إن وردة تركت فراغا كبيرا بحياتي، و لحد الساعة ال تزال حية بقلبي الذي يحمل لها الكثير من الحب

واالحترام، ألنها حقا كانت تتمتع بالصفات اإلنسانية التي جعلت كل من عرفها يحبها بدليل أن لها 35

عمرة هي هدية كل محبيها بما فيهم ابنتي » رشا«، كانت حنونة على اإلنسان والحيوان كذلك، إذ كانت

تحب كثيرا » القطط«، وكانت لها قطة اسمها » سنوي« ذات اللون األبيض، وكذلك » نوشكة الفارسية األصل«، وهذه األخيرة أتذكر جيدا أنها كانت تناديها » حبيبتي بنتي«، وكبرت في السن، ومع ذلك احتفظت

بها وردة حيث كانت تقول لي: » دي حيوان ودي عشرة«، والعشرة ما تهونش«، ويوم وفاتها أذكر

جيدا أن القطة أحست وحزنت لذلك، إذ أنها جلست طوال اليوم بجانب الكرسي الذي كانت وردة تجلس

عليه، وفي كل مرة تنظر إلى الكرسي، وهذا ما الحظه جميع من حضر، أما أنا فكانت تدلعني وتناديني بـ

» بطوطتي«، إن وردة كانت تحب بلدها الجزائر كثيرا، وشعبها وتقول لي: » أهلي هناك«، أحبت مصر من خالل الفن، وكانت تقطن بـ« المنيل«، هي كانت حقا المرأة الحنونة، الكريمة مع الفقراء والبسطاء،

الخلوقة ، البسيطة عكس ما كان البعض يظن بها ويقول أنها مغرورة، الصريحة جدا، المحترمة،

المؤمنة باهلل، والدليل أنها كانت عندما تصعد لتغني تقرأ القرآن« وقل رب أدخلني مدخل صدق،

وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا«، ال تحب الغيبة وال النميمة، هذا إلى جانب

أنها كانت حبيبتي الغالية امرأة عظيمة وقوية رغم المرض الذي أتعبها في آخر أيامها، هذا إلى جانب

أنها كانت تحب الطبخ كثيرا » خاصة طبق الكسكسي والحريرة، وهي كانت دون منازع »امرأة بيتوتية«، أحبت بيتها وأسرتها كثيرا، وأيضا عملها حتى آخر

دقيقة في عمرها، لقد قالت لي في يوم ذهابها إلى باريس إلجراء آخر عملية جراحية : » هذه آخر سنة

ليا في الحياة يا فاطمة«، وبالفعل فارقتني الغالية بجسدها، لكن طيفها لم يبرح خيالي ولو للحظة،

ووردة » لن تموت أبدا طول ما صوتها في الدنيا، اهلل يرحمها ويجعل مثواها الفردوس إن شاء اهلل«.

إيمان زيتوني

على هامش إحياء اليوم الوطني للفنان الموافق للـ 08 جوان، وتكريم الفنانة الراحلة وردة الجزائرية بقاعة أحمد باي بقسنطينة

في إطار الحدث الثقافي قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015، التقت » مجلة مقام«، بحالقة الفنانة وردة الجزائرية السيدة

فاطمة بكري.

Page 3: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

االفتتاحية

مجلة صادرة عن المحافظة المكلفة بتنظيم

تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافةالعربية 2015

مبدعونبال حدود

عبــد اللــه، مســعودة، آســيا، جهــاد، ســلمى، رحمــة، منــر و نجــاة أســاء مل

تخــرج عــن املألــوف إطالقــا، ميكــن ألي منــا أن »يتقــاذف« يف أي لحظــة،

ــات فرضــت عليهــم ــن و جزائري ــة لجزائري بأحــد هــذه التعريفــات املدني

البســاطة فانتفضــوا و أعــادوا صنعهــا مــن جديــد مبواصفــات تحافــظ

ــس ــكان. لي ــدون يف كل م ــم متواج ــر و ه ــم كث ــانيتهم. عدده ــى إنس ع

ــدا ــباح بعي ــارد األش ــالم تط ــون اإلع ــة. و عي ــود يف الصحاف ــائهم وج ألس

عنهــم. يتنفســون الحيــاة يف كل يــوم و يخلقــون األمــل يف كل لحظــة،

ــون. ــاة فيبدع ــون الحي ــون. ميارس ــون و يتصالح ــون، يغضب ــون، يحزن ميرح

هــم الجزائــر بــكل معانيهــا ملــن رغــب يف اإلقبــال و الوصــال. هــم الوجــدان

الــذي يؤمــن للبلــد عنفوانــه الصــا. أغلبهــم شــباب لهــم عقــول يفقهــون

ــوق ــاؤل ف ــود و التف ــة بالوج ــي و دراي ــم وع ــرون و يف تدبره ــا، يتدب به

مســتوى مــا يتصــوره املتشــدقون و املغيبــون. يفكــرون و ميحصــون،

يكتبــون و ينشــدون بأرواحهــم و أفئدتهــم للحيــاة يف أســمى صورهــا

الثائــرة. عشــقوا الحــرف العــريب فبادلهــم نفــس الشــعور. ســارت أقدارهــم

ــي ــذات أكبادهــم يف حــب لغــة املتنب ــذوب فل مــن اليمــن إىل اليســار لت

ــم ــت له ــاين، قرئ ــزار قب ــع ن ــرام م ــفن الغ ــوا س ــش. ركب ــود دروي و محم

الفناجــن و رســمت لهــم صــورا ســبحان املعبــود. داهمــوا »أوكار« الفكــر

مــع ابــن العــريب فلــم تفــض أرواحهــم، خيفــة و ال توجســا، بــل تحــررت

مــن كل القيــود املرئيــة و الوهميــة التــي كانــت تحارصهــم. مارســوا

ــوا بأســاعهم و أبصارهــم عــر ــة، جال ــا املفضل ــادة الســان لعبته ــع غ م

صفحــات الطاهــر وطــار و فهمــوا مقاصــد الرجــل الــذي رحــل عنــا و نحــن

يف غفلــة مــن أمرنــا، بادلــوا أحــالم مســتغامني أحالمهــا البنفســجية و تفننــوا

ــعودة، ــه، مس ــد الل ــا. عب ــق به ــا و أح ــوا له ــاد فكان ــة الض ــض لغ يف تروي

آســيا، جهــاد، ســلمى، رحمــة، منــر و نجــاة ميثلــون منوذجــا لإلبــداع

ــون و ــوا. جزائري ــوا فأفصح ــات تكلم ــون و جزائري ــره. جزائري ــكل معاي ب

ــة ــة جزائري ــل حل ــريب األصي ــرف الع ــوا الح ــتطاعوا أن يلبس ــات اس جزائري

ــاهم. ــائهم و س ــم بأس ــودون، أعرفه ــم موج ــاال. ه ــا و ج ــه رونق زادت

قــرأت لهــم و أعجبــت مبقاالتهــم املنشــورة عــر الشــبكة اإللكرتونيــة

املعتمــدة مــن طــرف »جمهوريــة« الفيســبوك. حبهــم للجزائــر عجيــب و

ــب. ــس بالغري لي

محمد مباركي

مدير النشر سامي بن الشيخ الحسين

رئيس التحرير محمد مباركي

التحرير سلمى قويدر

سامية خليلردينة عبد الجليل

إيمان زيتونيوهيبة زيموش

االدارة الفنية

وليد حميدة

رسم و كاريكاتري توفيق دردور

فوتوغرافيا محمد لمين حميدة

عبد القادر عبد النوري

مجلة مقامالعنوان : المركز الدولي للصحاف

شارع زيغود يوسف قسنطينةالهاتف و الفاكس : 80 22 87 031

www.qasantina2015.org

الربيد اإللكرتوني[email protected]

طبع بالمؤسسة الوطنية للفنون ENAG - المطبعية

www.advercorp.dz

031.97.26.54

[email protected]

119 أ تحصيص الرياض عين سمارة. قسنطينة

الجزائر.

مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

lemqam

Page 4: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

نوستالجيا رمضانية

4

المحتويات

ص.6

وردة دروب الحب

نوستالجيا رمضانية

ص.10 ص.11

ص.13

ص .8

تكريم

الشغفحد االحتراق

وضعت وطنها في قلبها.. فأصبحت قلب

وطنها

أحن إلى وردة الفنانة.. أشتاق أكثر إلى األم

آو ضربو أفتقد الصديقةيا لعرب ..

Page 5: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

حين يسترجع الشعراء5سوق عكاظ ببغداد

مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

Palestine

ص.27-17

ص .29

شاشةالحوار

تقاليد

ص.14

ص.28ص.30ص.26

الشغفحد االحتراق

رمضان قسنطينةبين عبق األصالة

ونسمات التراث…

السفري العراقي عدي خري اهللحصريا لمجلة مقام

قسنطينة علقت جسورها وفي نفس الوقت علقت قلوبنا

السينما العراقية..حينما يصنع الدمار جمالية

التعبير عن الواقع

صناعة ونقشالنحاس

ذاكرة تحمل مواصفات الفن العالمي

ص.25

آو ضربيا لعرب ..

فنــدق

Page 6: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

6

تكريم

سامية خليل

لم تكن وردة فتوكي تعلم وهي تداعب النغمات في

نادي والدها بباريس، أن حياتها ستحدو حدوا

تصاعديا نحو المجد، وأن ميالد مطربة جزائرية عربية

سيكون من ذلك المكان، فالصغيرة وردة التي ولدت

بفرنسا في الثاني و العشرين من يوليو من عام 1940 ..

من أب جزائري وأم لبنانية تنحدر من عائلة بيروتية عريقة،

كانت من أشد المعجبين بكوكب الشرق أم كلثوم

واألميرة أسمهان، ما جعلها تردد أغانيها في نادي والدها..

وردة دروب الحب

رسم لويزيان.أ

Page 7: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

7

مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

قدمــت وردة يف بداياتهــا أغــان للفنانــن املعروفــن آنــذاك عــى غــرار أم كلثــوم وأســمهان وعبــد ــن ــت م ــا متكن ــر أنه ــم، غ ــظ وغره ــم حاف الحليأداء أغانيهــا الخاصــة بعدمــا ســافرت إىل لبنــان ــي الراحــل التونــي ــا حيــث كان املغن مــع والدتهالصــادق ثريــا يــرف عــى تعليمهــا. و كانــت ــوة يف ــارضة وبق ــون ح ــى أن تك ــة ع وردة حريصــرة ــت يف كل م ــة لتثب ــة الجزائري ــالت الوطني الحفالوطــن بعدهــا عــن الجزائريــة رغــم هويتهــا ــي كانــت تواجههــا ــل الت ورغــم الصعــاب والعراقي

يف كل مــرة ..

اعتزلــت وردة الغنــاء ســنوات بعــد زواجهــا، حتــى طلبهــا الرئيــس الجزائــري هــواري بومديــن يك تغني يف عيــد االســتقالل العــارش لبلدهــا عــام 1972، بعدهــا عــادت للغنــاء، فانفصــل عنهــا زوجهــا

ــري ــاد الجزائ ــل وزارة االقتص ــري وكي ــال قص جآنــذاك. و تزوجــت فيــا بعــد املوســيقار بليــغ ــد ــى الصعي ــه ع ــا مع ــتمر يف تعامله ــدي لتس حم

الفنــي رغــم طالقهــا ســنة 1979. ــالم ــن األف ــد م ــة يف العدي ــاركت وردة الجزائري شــر. ــن الجزائ ــا م ــد عودته ــة بع الســينائية املرصي

ــن ــار الفنان ــا بكب ــد احتكاكه ــا بع ــرزت فني ــد ب وقوامللحنــن يف مــرص، وكان ميالدهــا الفنــي الحقيقــي عقــب أغنيــة »أوقــايت بتحلــو« التــي غنتهــا يف عــام 1979 يف حفــل فنــي مبــارش مــن ألحــان ســيد ــل ألم ــن قب ــة م ــة موجه ــت األغني ــكاوي. و كان مكلثــوم يف عــام 1975 لكنهــا ماتــت قبــل ذلــك،

ــب وردة .. ــن نصي ــة م ــون يف النهاي لتك

ــل ــن فطاح ــدد م ــع ع ــة م ــت وردة الجزائري عملامللحنــن يف املــرق عــى غــرار امللحــن محمــد عبــد الوهــاب، كــا لحــن لهــا ريــاض الســنباطي، محمــد القصبــي، فريــد األطــرش، محمــد املوجــي، صــالح ومؤخــرا الطويــل مكاوي،كــال ســيد

ــر. ــي بك ــويب وحلم الرن

اعتــرت وردة أن الغنــاء بالنســبة لهــا هــو الحيــاة، وأن الجمهــور بالنســبة لهــا هــو الهــواء الــذي جاهــدة فســعت بفضلــه«، وتعيــش تتنفســه لتقديــم الجديــد وإمتــاع الجمهــور حتــى آخــر أيامهــا، إذ أوضحــت يف عــدة لقــاءات صحفيــة ــا ــا وصوته ــتمتع بغنائه ــا زال يس ــا م أن »جمهورهالــذي طاملــا أســعدت بــه املاليــن يف الوطــن العريب، وأنهــا تكــون يف قمــة ســعادتها عندمــا تشــعر بقدرهــا عنــد محبيهــا ومــدى متســك جمهورهــا بهــا ــة االحتفــاالت ــا أيقون وبصوتهــا«.، وهــو مــا جعله

ــر. الوطنيــة يف الجزائ

ــر ــا بالجزائ ــدى جمهوره ــارز ل ــل ب ــر عم وكان آختأديتهــا لألغنيــة الدعائيــة »مــازال واقفــن«، وهــي

التــي تــم بثهــا قبيــل االنتخابــات الرملانيــة.قبــل ذلــك، أعلــن ابنهــا ريــاض أنهــا تســتعد الجزائــر، يف جديــد كليــب« »فيديــو لتســجيل أنحــاء لجمهورهــا يف جميــع مفاجــأة ســيكون

املقاييــس. بــكل العــرب الوطــن

س. خ.

Page 8: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

8

تكريم

وردة الجزائرية.. بليغ حمدي

سلمى قويدر

وردة .. عبــق الطــرب الجميــل، ســليلة الجزائــر التــي جابــت العــامل لــي تبلــغ معــايل اإلبــداع، تلــك األنثــى التــي منحــت شــبابها و حريتهــا لقيــود املغنــى الناعمــة، تخلــت عــن الحيــاة الكالســيكية العاديــة ، لتجــاري حلمهــا الجميــل ، حلــم كان يحتــل منامهــا و صحوهــا، و ينغــص صفــو االبتعــاد ــا، لرتجــع بشــوق إىل ــال رفقته ــذي مل يعمــر طوي الــة ــا، و الكلم ــو صوته ــارب نح ــن اله ــان اللح أحضالتــي ال تلــج معناهــا ســوى بصــوت وردة الجزائــر،

وردة كل العــرب ...املراهقــة املتحمســة جــدا ، بعينيهــا اللتــن تقفــزان الواثقــة الفتــاة حلــوة، نغمــة كل مــع فرحــا التــي تســحر الحضــور بــكل عنفوانهــا املمكــن، ــاج مزهــر حــر ، روح ــة، نت ــة املغرتب ــك الجزائري تلجزائريــة لبنانيــة جعلــت منهــا فنانــة متذوقــة لــكل منابــع الفــن و اللحــن، ســهلة التلقــي، و ــردد، ــوف و ال ت ــد دون خ ــداع جدي ــع كل إب منبصــوت مل يتــذوق العجــز و مل يعــرف املســتحيل يف ــا ــالل حياته ــن خ ــا م ــة بنته ــخصية قوي األداء، بشالفنيــة الفريــدة التــي بــدأت يف ســن مبكــرة ، مــن ــى ــده أرق ــذي كان يقص ــا ال ــى والده ــالل مله خأثريــاء العــرب و األجانــب، و فنانيهــم، كامللــك

أيعقل أن تذبل أو تموت وردة أحيتها سواقي الفن و الطرب بكل السخاء الممكن؟!.

هل يفنى الشغف الذي زرعته فينا »العيون السود« و ترجمت لنا كل معاني المحبة في هذا الكون؟!

ــرش، ــد األط ــي، و فري ــك وهب ــف بي ــاروق، يوس فو غرهــم الكثــرون ممــن كانــوا ينتظــرون بلهفــة ــراءة ــكل ب ــرأت ب ــي تج ــة الت ــك الطفل ــاع تل ، ســات ــهر مطرب ــوم و أش ــات ألم كلث ــى آداء أغني عــت اإلعجــاب، و وصــل ســيطها ــك العــرص، فنال ذلإىل مــرص املحروســة التــي كانــت بلــد الفــن العــريب،

ــن... ــن و املبدع ــد الفنان و مقصــل ــي مل يط ــبات فن ــد س ــد بع ــن جدي ــدت م ولأمــده، و ابتعــاد قــرصي عــن الفــن بســبب زواجهــا ــى ــة ع ــرة مفتوح ــة كب ــن بواب ــادت م ــا ع ، لكنه ، الجزائــر اســتقالل عيــد هــي و مرصعيهــا، ــكل ــت ب ــرص، ذهب ــة إىل م ــا بلهف ــت بعده رجعــة ــع، نحــو انطالق ــا الضائ ــة تجــد بيته ــرح كطفل ففنيــة جديــدة، فداعبــت عــود بليــغ حمــدي الــذي مــل مــن اليتــم، فوجــد فيهــا توأمــا ســياميا أللحانــه و لروحــه، و صوتــا ينطــق خــرس الوتــر الــذي ــا، كان ــوت وردة، و قلبه ــه ص ــا، فروض كان جامحدائــم البحــث عــن ذلــك الصــوت الــذي ال يتكــرر، ــة، و ــك اللحظ ــذ تل ــر من ــغف الكب ــا الش فاحتله

ــرتاق.. ــا االح امتهنمارســا الذوبــان الجميــل يف قالــب فنــي مل يحــدث

لــه مثيــل بعــد.

الشغفحد االحتراق

Page 9: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

9

مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

الشــغف حــد االحــرتاق، ذلــك مــا جمــع وردة و بليــغ حمــدي، الرغبــة يف اكتشــاف الــذات يف ــه ــتدال ب ــا اس ــح م ــى األرج ــك ع ــر، ذل ــرآة اآلخ مــى ــي ع ــايئ فن ــهر ثن ــاء كأش ــا و غن ــا تلحين ليبدعاإلطــالق. كل منهــا كان يبحــث عــن نفســه، يف وســط كبــر يعــج بــاألذواق املختلفــة و التوجهــات الفنيــة ، وســط شــائك تغلــب عليــه األنانيــة و حــب الــذات... يخــرج كل مبــدع مــن والدة روح ــة، أو يرمــي بنفســه ــكاد تكــون قيرصي معطــاءة تيف أغلــب األحيــان إىل محرقــة تتغــذى عــى حياتــه، كلــا اشــتعل و احرتقــت روحــه، خلدتــه الســنوات و العطــاءات التــي يخلفهــا، هكــذا كان بليــغ و ــى ــن حت ــارت الف ــتعلة أن ــة مش ــة فني وردة، خلط

ــا... ــد انخاده بع

..وردة ، الســنديانة الكبــرة املعطــاءة، منــت برفــق و شــموخ يف عــامل الطــرب، مــدت فروعهــا كــا ــو ــي تعل ــة، ل ــاة املمكن ــوى الحي ــكل ق جذورهــا بشــامخة يف ســاء املــرق و املغــرب. بنــت لنفســها رصحــا وســط كل ذلــك الجمــع الغفــر مــن عظــاء ــتطاعت يف ــريب، و اس ــامل الع ــرص و الع ــن يف م الففــرتة وجيــزة أن تلــج إىل قلــب ذلــك امللحن الشــاب

الشــارد، الــذي كان يف أوج العطــاء، وجدتــه يف حالــة مــن الحــرة، يصبــو إىل روح جديــدة تحــرق ســياجا يحــوم بلحنــه، حتــى يتحــرر، و يحلــق عاليــا ــوت وردة ــو ص ــد ، ه ــوت جدي ــة ص ــى أجنح عالجزائريــة، مــن هنــاك حلقــا معــا، و أنجبــا أجمــل ــا ــن طياته ــل ب ــي تحم ــريب الت ــرب الع ــاين الط أغــن ــة، ب ــيس املتضارب ــن األحاس ــة م ــة عجيب خلطــرة، الحــب و القــوة و الضعــف، الشــوق و املكاب

ــرتاب... ــن و االغ ــال.. الوط الوص

اتــكأ بليــغ عــى عــوده ، و اتــكأت وردة عــى لحنــه ، فلــم يفــك طالســمه ســواها ،و مل يداعــب صوتهــا ــا ، ــا مزركش ــا فرح ــا لن ــه، صنع ــوى لحن ــب س بحــدى ــا يف إح ــرة غرقن ــع كل م ــكنتنا م ــة س و غبط

ــا... روائعه

س. ق.

وردة الكلمة المتمردة.. و بليغ لحن الهوى الشارد

Page 10: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

10

تكريم

الوطن و االغرتاب

ظل الوطن جزءا من كيانها، دعت أملها فيه و أنشدته من بعيد، فكان عيدا لكرامتها و فداء لكل شعبها ، بعد أن غدت

جزائرها ، بثورة مجيدة و فجر جديد، صدح صوتها بجميلة و باألمير عبد القادر و هامت بالمليون شهيد ،أحبت وطنها

فوق كل الظنون و عشقت من أجله كل جميل، فأصبحت كل أعياد وطنها ال تحلو بدونها، صالت و جالت في كل اإلقطار

العربية بمشرقها و مغربها إال أن وطنها كان معها في كل يوم و ليلة.

مل تســتثني أمــرة الطــرب العــريب وطنهــا يف كل مــا قدمتــه طيلــة مشــوارها الفنــي، وســط الشــهرة التــي كســبتها بكدهــا و اجتهادهــا، وحبهــا للكلمــة الراقيــة واملوســيقى التــي ال متــوت، وزاحمــت كبــار

الفنانــن رغــم أنهــا خريجــة املــدارس الفرنســية. اقــرتن اســم وردة »بالجزائريــة« ألنهــا أبــت يف ــر و ــا األس ــي لوطنه ــوارها إال أن تغن ــة مش بدايــة ــت وردة القضي ــت، و خدم ــي اندلع ــا الت لثورتهالجزائريــة ، فناضلــت بفنهــا ، حيــث كانــت تقيــم ــر ــة التحري ــوار جبه ــا لث ــدم مداخيله ــالت وتق حفالوطنــي، و التحريــر الوطنــي، ســاندت جبهــة الفريــق الوطنــي لكــرة القــدم بــن ســنتي 57 و58. ــل ــرص لتصق ــتينات إىل م ــة الس ــت بداي ــم توجه ثموهبتهــا و تغنــي لوطنهــا إىل آخــر أيامهــا ، كانــت تشــارك التــي الحفــالت كل تطلــب مســبقا يف يف إحيائهــا ســواء بالجزائــر أو بباريــس، العلــم الجزائــري لــي يفهــم الجميــع أن مــن يــيء

ــا. ــيء له ــا ي لوطنه بدايــات وردة الجزائريــة الفنيــة، كانــت كلهــا اســتقالل إىل ســنة 1952 مــن بــدءا وطنيــة الجزائــر فاســتهلت مشــوارها بـــ« يا مــروح لبالدي« ــالدي« ، ــة »ب ــنة أغني ــا بس ــاج، لتليه ــف حج ليوســا ــة أن ــا حري ــة »ي ــنة 1957 بأغني ــا س ــم أتبعته ثبندهلــك« التــي لحنهــا الســنباطي، وبعدهــا أغنيــة ــام 1958 ــة « ، ويف ع ــا عربي ــر أن ــا مــن الجزائ » أنــة« ــا أغني ــة «، لتليه ــا جميل ــة كلن ــت » جميل غن

ــر«. ــوار الجزائ ــل« لث ــدون إىل الجب صاع نجــم وردة ظهــر وبــزغ مــن شــدة حبهــا لوطنهــا ــة يف ــادة املرصي ــن طــرف القي ــرت م ــث اخت ، حيــر ــا الثائ ــل وطنه ــارص لتمث ــد الن ــال عب ــد ج عهيف أوبــرات« الوطــن العــريب«، فــزادت شــهرتها بعدهــا، وغنــت لكبــار امللحنــن و الشــعراء، و قــد كان للرئيــس الراحــل هــواري بومديــن دور كبــر يف تحديــد مســارها الفنــي بالجزائــر و مــرص معــا حــن ــن املوســيقار ــا و ب ــة بينه ــة الفني ســاهم يف العالقمحمــد عبــد الوهــاب مبســاعدة الرئيــس املــرصي

وضعت وطنها في قلبها.. فأصبحت قلب وطنها

جــال عبــد النــارص، و لقيــت كامــل الدعــم منــه و قــد قــدم لهــا محمــد عبــد الوهــاب، أغــاين »يف يــوم وليلــة « » لــوال املالمــة« ، » بعمــري كلــه حبيتــك«.احتفاليــة يف للجزائــر لتغنــي وردة اختــرت و ــن ــادت م ــد أن ع ــرى العــارشة لالســتقالل بع الذكــعر ــوت وش ــة بص ــا الوطني ــاءت أغانيه ــرص، فج مجزائــري، ولحــن مــرصي مشــتق مــن تــراث وهراين، فــكان االحتفــال جزائريــا بعيــدا عــن األصــوات

ــتقدم. ــت تس ــي كان ــة الت العربيــري ــا الجزائ ــدى زوجه ــن ل ــواري بومدي ــل ه تدخأحــد مجاهــدي الثــورة التحريريــة و أحــد مقربيــه، للعــودة مجــددا للغنــاء بعــد أن مكثــت يف املنــزل ــود إىل ــل أن تع ــاض ووداد، قب ــه بري ــت من و رزقمــرص وتتــزوج بليــغ حمــدي الــذي ظــل يلحــن لهــا

و منحهــا أغــان خالــدة لوطنهــا.توقفــت وردة عــن الغنــاء لوطنهــا ملــدة ،قبــل ــدي ــام 1972، و ته ــنة ع ــا س ــود إىل أرضه أن تعوطنهــا »مــن بعيــد« و بعــد ســنوات أخــرى مــن الغيــاب قدمــت رائعــة »عيــد الكرامــة« ســنة 1983، وأدت أغنيــة »ميــا ڤورايــا« التــي كتبهــا ــي ، و ــف قرطب ــا رشي ــا مصطفــى تومــي ولحنه لهــت ــر و ظل ــة ســنوات الجم ــا طيل مل تقاطــع وطنهــاده بألحــان ــي يف أعي ــوايس شــعبها و تغن ــأيت لت تــات ــة و كل ــد بوليف ــا محم ــا له ــة قدمه جزائريشــاعر الثــورة الجزائريــة مفــدي زكريــا ، كــا غنــت أعــاال قدمــت و الجزائريــة باللهجــة الراحلــة ملحميــة أدت إىل نيلهــا وســام االســتحقاق مــن الرئيــس الجزائــري عبــد العزيــز بوتفليقــة ،و مل ترفــض دعــوات أبنــاء جلدتهــا رغــم إصابتهــا بــداء ــة ــا لعملي ــوي ، و خضوعه ــب و الضغــط الدم القل

زرع الكبــد .

لقــد كانــت أمنيتهــا األخــرة أن تدفــن يف أرضهــا و تحــت رايــة وطنهــا. وتحققــت أمنيتهــا...

ردينة عبد الجليل

Page 11: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

11

مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015 تكريم

نجل الراحلة رياض القصري

ردينة عبد الجليل

لم تجف جفونه بعد ، و لم يفارق حبها روضة قلبه،هذا ما قاله نجل الراحلة» وردة الجزائرية« عن والدته بعد مرور ثالث سنوات من رحيلها.

»رياض القصري« االبن الذكر الوحيد لوردة ، قالت دائما أنه االبن و الزوج و الوالد و الصديق بالنسبة إليها .

تحدث عن محبوبة العرب في يوم تكريمها في قسنطينة، وهو يذكر خصالها و أخالقها و تواضعها ، تمسكها بفنها و حبها للحياة رغم المرض الذي أنهك

جسدها.

أحن إلى وردة الفنانة..أشتاق أكثر إلى األم

و أفتقد الصديقة

كيف ترى تكريم الغائبة عنا أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية في قسنطينة ؟

شــخصيا أرفــض كلمــة تكريــم، ألن وردة الجزائريــة ــا ــل لجمهوره ــد كان الفض ــك، وق ــاج إىل ذل ال تحتــر و الحــب، ــذ املــايض كل التقدي ــا من ــذي منحه الــا إىل حــد الســاعة باالســتاع جمهــور الزال يكرمهإىل أغانيهــا و احرتامهــا وهــو بالنســبة إيل أكــر

ــوردة. ــم ل تكري

مــن حيــث املبــدأ فــإن وردة هــي مــن تكرمنــا و ميكــن اعتبــار الحفــل إحيــاء لذكراهــا، وملــا قدمتــه طيلــة مشــوارها الفنــي مــن قبــل نجــوم الفــن العــريب، جميلــة جــدا كفكــرة و مبــادرة مــن وطنهــا و مــن قســنطينة عــروس العــرب، ال أنــى شــكري الكبــر و الالمتناهــي لــكل مــن ســاهم يف كل هــذا الحفــل و أشــكر الجمهــور الــذي صنــع وردة ، و كل

الفنانــن العــرب الحارضيــن.

لو كانت السيدة وردة موجودة بيننا ماذا كانت

لتقول في حفل تكريمها ؟ ال ميكننــي أن أكــون مكانهــا رصاحــة، أن أنقــل

عنهــا شــيئا مل تذكــره، و مل تتحــدث فيــه طيلــة حياتهــا معــي أو مــع شــخص آخــر، مل أكــن ناطقــا رســميا لهــا يف حياتهــا، ألنهــا كانــت تقــول مــا تحــب هــي، و مــا تشــعره. ال يحــق ألحــد أن يأخــذ

ــا. ــي تريده ــة الت ــا الكلم منه مضمــون رســائلها املوجهــة لجمهورهــا موجــود يف ــت ــا، تعلم ــن أغانيه ــي و يف مضام ــوارها الفن مشــي الشــخيص ــا رأي ــرة، أعطــي فيه ــا أشــياء كث منهفقــط، لكنهــا إن وجــدت بيننــا فســتكون ســعيدة.

حدثنا عن العالقة الموجودة بينك و بين وردة األم ؟

كانــت متغــرة مــع مــرور الزمــن، لكــن خــويف عليها ــة أم و ــن عالق ــا م ــرة حوله ــنوات األخ ــالل الس خــه، كانــت تقــاوم مرضهــا ــن إىل عالقــة أب بابنت ابــدة ــة املعق ــا الصحي ــم حالته ــا رغ ــل فنه ــن أج مــن ــت م ــد وعان ــزرع الكب ــث خضعــت ل جــدا، حيمــرض الســكري و الضغــط الريــاين إال أنهــا مل

ــاة. ــة للحي ــت محب ــدا و ظل تستســلم أب كنــت أحــاول جاهــدا إبعادهــا عــن املشــاكل بحكــم قــريب الشــديد منهــا، اآلن أحــس بفــراغ كبــر، أخــذت معهــا االبتســامة التــي كانــت تحيــط حيــايت، أحــن إليهــا و أشــتاق إىل وردة كأم، أتذكرهــا

ــة. ــا الصديق ــد فيه ــا أفتق ــا، ك دامئ

تصوير لمين حميدة

Page 12: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

12

ماذا تعلمت من السيدة وردة و ما هي الوصايا التي تركتها لك ؟

كانــت إنســانة خلوقــة جــدا، تعلمــت منهــا احــرتام الغــرو اإلرصار عــى تحقيــق األحــالم، كانــت تقــول ــن ــن م ــى صح ــا ع ــدم لن ــالم ال تق ــا أن األح دامئذهــب ، ال ننتظــر أن يطــرق احدهــم البــاب و ــا، كانــت امــرأة مثابــرة جــدا و تحــاول يعطيهــا لنجاهــدة نيــل اهدافهــا ، تعبــت لتحقيــق جــزء ــا ــة عــدا دفنه ــرتك وصي ــة مل ت ــا، و هــي حقيق منهــرا ،مل ــا كث ــا يف حياته ــت إرضائه ــر، حاول يف الجزائــا ــا، ك ــا الوصاي ــق له ــي أحق ــوت ل ــر أن مت أنتظأنهــا مل تأتنــي يومــا لتقــول يل حقــق يل هــذا األمــر.

حسب علمنا.. حققت رغبة لوردة كانت تتمناها قبل

رحيلها.. فيديو كليب« األيام«؟بالنســبة إىل فيديــو كليــب« األيــام« الــدي كانــت ــت ــا، عرف ــل رحيله ــره قب ــارشة تصوي ــدد مب يف صعمليــة تحويلــه إىل كليــب مصــور إشــكاال بســبب خــالف وقــع بــن رشكــة »روتانــا« و ملحــن األغنية، ــوم و بقيــت ــة مــن إطــار األلب ــم إخــراج األغني فتــعيدة ، ــا س ــذي مل يجعله ــر ال ــو األم ــة، و ه معلقألنهــا كانــت متعلقــة جــدا باألغنيــة و تحبهــا كثــرا، طلبــت منــي إيجــاد وســيلة لتصويرهــا، فوعدتهــا ــث ــرا، حي ــال أخ ــا ح ــور، ووجدن ــا للجمه بطرحه

بدأنــا التصويــر. قبــل املوافقــة عــى ســيناريو الكليــب لتصويــره، ــومات ــب رس ــون يف الكلي ــب يف أن يك ــت ترغ كانوفــق املخــرج مــع تحدثــت وقــد متحركــة، ــا ــا، إال أن هــذا األخــر رفــض و قــال يل« أن رغباتهأصــور ألول مــرة مــع وردة و تريــد أن أصورهــا

رســوما؟ » ، أرادت مــا تــم و ، رحلــت اللــه.. ســبحان ــن لالســتعانة بالرســومات ــا أنفســنا مضطري وجدنوفــق رغبتهــا و هــي األمانــة التــي كانــت لــدي، و

حققتهــا يف الجزائــر.

اين وصل مشروع المسلسل الذي سيحكي السيرة الذاتية

للراحلة؟ــة ــي قص ــل يح ــروع ملسلس ــد أي م أوال، ال يوج

حيــاة وردة الجزائريــة، ألن حياتهــا كانــت واضحــة ــدأ مفــاده أن أي مسلســل يقــرتح و كان لديهــا مبحولهــا يجــب أن ميــر عليهــا شــخصيا، لهاذا أتســاءل

: ملــاذا مل يتــم استشــارتها يف األمــر قبــل وفاتهــا؟ــض ــرأت يف بع ــاس و ق ــض الن ــن بع ــمعت م سالجرائــد عــن مــروع إنجــاز مسلســل ، لكــن مل يتصــل يب أحــد و مل أســتر حتــى يف بعــض املحطــات، أســمع مــن حــن إىل آخــر أن بعــض الفنانــات تــم اقرتاحهــن ألداء الــدور، لكــن تجســيد ــا ــو م ــع ، وه ــى أرض الواق ــد ع ــروع ال يوج املــا ــا املــروع، و أضيــف ، أن جعلنــي أشــك يف نواي

لســت ضــد مبــدأ املسلســل لكنــي مــع أن يكــون يف مســتوى وردة ، مبقاييــس عامليــة انتاجــا، كتابــة

ــة. ــة فني ــا و رؤي ــك اقتباس ــيناريو، و كذل للس إن كانــت وردة شــخصية عامــة فهنــاك جانــب قانــوين مينــع نــر حياتهــا الخاصــة التــي فيهــا حــدود ليســت ملــكا للجميــع عكــس أعالهــا

الفنيــة.

هل وجدت قسنطينة كما كنت تراها في الصور؟

املســتخرجة والدهــا ميــالد شــهادة يف وردة ــاع ــم قط ــل اس ــراس تحم ــوق أه ــة س ــن منطق مقســنطينة و هــو مــا يجعلنــا مرتبطــن بهــا روحيــا، هــي تعشــق مناطــق الــرق الجزائــري الــذي

ــه. تنتمــي إليــنطينة ــوا إىل قس ــن قدم ــب الذي ــرب و األجان العانبهــروا جــدا بجالهــا و بالســكان و القاطنــن الذيــن رحبــوا بالجميــع وســط ابتســامة و اســتقبال رائعــن ، لقــد أضحــت عروســا بهياكلهــا الجديــدة.

هل أعطيت وردة حقها في الجزائر و الوطن العربي ؟

الفنــان يف الوطــن العــريب بصفــة عامــة يكــرم بعــد وفاتــه، حيــث تكتــب حولــه القصائــد و ينــال ــب ــذي يج ــق ال ــكان، و الح ــات يف كل م التكرميأن يقــال هــو أن الجزائــر كرمــت وردة يف حياتهــا و قبــل رحيلهــا و أنــا شــاهد عــى ذلــك ، و أفتخــر بــه

كلــا زرت قطــرا عربيــا . يف الجزائــر وردة كرمــت و هــي حيــة حتــى مــن رئيــس الجمهوريــة الــذي كان يســأل عنهــا كل مــرة، أمــا بالنســبة إىل تأبينيــه وردة الجزائريــة يف ــب الظــن ــا ، فأغل ــي مل تكــن يف مقامه مــرص والتــخاص ــأ أش ــا خط ــة و إمن ــأ دول ــن خط ــا مل تك أنهــي كان ــا الحقيق ــة .. تكرميه ــن ، و يف النهاي معينمــن جمهورهــا و الــكل يحبهــا ، لهــذا أحــاول نســيان األشــياء الســلبية يف حياتهــا وتذكــر النواحــي

ــط . ــة فق اإليجابي

هل تأثرت وردة باالنتقادات التي وجهها لها بعض

الفنانين بعد عودتها للفن ؟ــى ــا يغن ــرى رصيده ــأن ت ــورة ب ــت فخ ــي كان أمــل أداء ــت تفض ــن، و كان ــن آخري ــرف فنان ــن ط مبعــض املغنيــن عــى آخريــن، بنــاء عــى رأيهــا ــا بأصــوات ــادة أغانيه ــت تحــب إع الشــخيص، كانمعينــة، و كنــت ألعــب دور املحــارص.. مل أنقــل ــت ــلبية فكن ــا الس ــة، أم ــار اإليجابي ــا إال األخب لهأتحاشــاها و أمنعهــا مــن الوصــول إليهــا ألين مل أرد ــدم ــا مل يق ــن انتقده ــا. و أرى أن م ــر غضبه أن أثلهــا شــيئا، مــن انتقدوهــا هــم مــن أعــادوا أغانيهــا

ــا. ــن صداقته ــون اآلن ع و يتحدث

ر. ع-ج.

Page 13: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

نوستالجيا رمضانية

ــه ــك املــؤذن ذو الصــوت الشــجي يطــرق آذان ــازال ذل مــل لنــرتك ــدة اإلفطــار، ب ــل، ليــس للدخــول إىل مائ الجمياملجــال للكبــار، للصــالة و األكل، فنخــرج مرسعــن إىل أعــى تلــة يف حينــا الشــعبي، حيــث تخلــو الشــوارع مــن ــق ــا للتزحل ــل، فنغتنمه ــاعة أو أق ــف س ــيارات لنص السعــى »الروملــة« ، تلــك الزالجــة الخشــبية العجيبــة التــي كان يصنعهــا لنــا إخوتنــا الكبــار، فيســكننا إحســاس ــاس ــروج الن ــل خ ــارع قب ــالك الش ــة و امت ــريف بالحري ظإىل ســهراتهم و صــالة الرتاويــح، إحســاس طفــويل بامتــالك

ــو للحظــات... ــار و ل ــاة الكب حيكنــا ندخــل بلهفــة بعدهــا إىل البيــت، فنجــد نصيبنــا مــن اإلفطــار الشــهي، نفطــر يف عجالــة، لنلتحــق كل بنشــاطه اليومــي ، و كثــرا مــا كنــت أتشــبث بثــوب أمــي و هــي ــا ــا طمع ــح، أترجاه ــالة الرتاوي ــاب إىل ص ــتعد للذه تســدي ــن تب ــة ح ــعاديت بالغ ــت س ــم كان ــا، و ك يف مرافقهاملوافقــة، فأقــف أمــام املــرآة ألضــع »خــارا« ، و أهــرول ــة املســجد، تفتننــي األضــواء الكبــرة، و ألســبقها إىل بوابصــوت تســبيح اإلمــام، كنــت أرقــب خلســة وجــوه البــر و هــم خاشــعون يف منظــر قــل مثيلــه يف كل العــامل، بــر يجتمعــون تحــت قبــة واحــدة ، ليرتجمــوا حبهــم للخالــق

يف صلــوات إنســانية للــه وحــده. .إن الليــايل الرمضانيــة طبعــت إحساســا غريبــا يف ذاكرتنــا الطفوليــة، زرعــت فينــا حبــا غريبــا للتــزاور، و عشــقا ال متناهيــا أللعــاب ال تحلــو لنــا ســوى يف رمضــان، كان هــذا الشــهر فرصــة للكبــار و الصغــار ليختــرصوا فيهــا حياتهــم ــخ و ــاة يف الطب ــداع الفت ــة، فرصــة إلب ــة و الدنيوي الدينيالحلويــات، فرصــة لــألم ملرافقــة الوالــد إىل الصــالة ســوية، ــات ال ــال، يف جلس ــاع لي ــل لالجت ــران و األه ــة للج فرصتخلــو مــن أطبــاق » الزالبيــة« و» الهريســة«، الحلويــات ــت، و مناســبة ــرون خل ــذ ق املقدســة يف هــذا الشــهر منــن ــد ب يف العــر األواخــر مــن رمضــان، للتســابق الحمي

لعلها أكثر أغنية شعبية علقت بذاكرتنا نحن القسنطينيون كلما استعدنا ذكرياتنا

الطفولية في رمضان، لم ندرك وقتها حجم البعد الروحي الذي يتخلل تلك الليالي المقدسة

و الملئى بالصفاء و عبق االبتهال ، لكننا كنا نعيش كل لحظة بعنفوان طفولي ينبض زخما

إبداعيا و طقوسا جميلة.

اإلخــوة و األخــوات إىل املصاحــف و *زربيــة* الصــالة .هــي رمضــان يف املســلم تســكن التــي الروحانيــة ــل ــزل رداء اللي ــا ين ــه، ك ــزل علي ــدة، تن ــة فري روحانيبــكل جالياتــه، فيتــألأل قلبــه كالبــدر الكامــل، و جوارحــه ــام الســنة ــع لوحــة إنســانية ال تتكــرر يف أي كنجــوم تصن

ــة. املتبقيــة، لكــن ــا منلــك قنــوات تلفزيونيــة قليل ــة ، كن يف الطفولبرامجهــا بقيــت راســخة يف فكــر كل منــا، مسلســالت تاريخيــة و دينيــة تعلمنــا منهــا قيــا ال تتكــرر، و برامــج ــة ــاك وجــوه فني ــرا، و رمبــا هن ــا كث ــا له ــة ضحكن ترفيهيــة ــة رمضاني ــا بتوأم ــم يف قلوبن ــت ذكراه ــدة ارتبط عديمحضــة، لدرجــة أننــا نســرتجعهم يف أيــام الصيــام هــذه ،

ــا.. رغــم رحيلهــم عــن الدني لعــل أكــر ليــايل التلفزيــون و الواقــع رســوخا، هــي ــبها ــي يحس ــان، الت ــن رمض ــن م ــابع و العري ــة الس ليلاالبتهــاالت فتطلــق للقــدر، ليلــة دومــا الجزائريــون ــاوة ــرق العيس ــى ف ــوب، و تتغن ــن كل ص ــبيح م و التسبالنبــي محمــد صــى اللــه عليــه و ســلم، و تســتغل العائــالت هــذه املناســبة لختــان أطفالهــم، فتصــدح ــاء ــرى ليلــة الحن ــن الدينيــة، و تج الجــدات بأهاجيزهــون ــا، يحمل ــا إليه ــورا و إناث ــال ذك ــابق األطف ــي يتس التالشــموع، و يدخلــون يف عــامل مــن الخشــوع الــريء

الجميــل.ــايل، ــا الح ــن رمضانن ــا ع ــف جذري ــايض، اختل رمضــان امليغلبنــا حنــن فظيــع يف خضــم كل هــذا التســارع الزمنــي، ــوي إىل ــي ته ــعبية الت ــد الش ــادات و التقالي ــر الع و تغاالندثــار، و لعــل اســتذكارنا لــكل مــا ســبق، هــو نــوع مــن ــى ــا تبق ــر أن نتشــبث مب ــة لنحــاول أك ــة الفطري املقاوم

مــن عبــق نوســتالجي ، و روحانيــة منقطعــة النظــر.

سلمى قويدر

آو ضربيا لعرب ..

13

مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

Page 14: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

14

تقاليد

سامية خليل

شعبانية، أواني جديدة وتأهب الحتضان الشهر

الفضيلــنطينة، ــة بقس ــع األواين املنزلي ــالت بي ــم مح تزدحقبيــل رمضــان ، بالنســوة الــاليئ يتهافــن عــى رشاء أطقــم الصحــون واملالعــق واألكــواب وغرهــا مــن مســتلزمات املطبــخ تحســبا للشــهر الفضيــل، كــا أن محــالت بيــع العقاقــر تكــون هــي األخــرى قبلــة

للنســوة الــاليئ جمعــن كل التوابــل والبهــارات.فمنــذ حلــول شــعبان يف قســنطينة يبــدأ العــد التنــازيل لشــهر رمضــان لتبــدأ معــه النســوة يف ــدأت األســواق ــا ب ــا، وك ــازل وتنظيفه ــب املن ترتيصغــرة، مخــازن إىل البيــوت تتحــول تزدحــم، ــذه ــبقا، ه ــتلزمات مس ــم رشاء كل املس ــث يت حيــا ــون نظيف ــد أن يك ــادات، كل يشء ال ب ــي الع هبــدءا مــن األفرشــة إىل الجــدران واألرضيــات، كــا ــه كل ــر ب ــد أن يتوف ــخ حصــة األســد الب أن للمطب›‹راس يشء مــن فلفــل أســود، أحمــر، كمــون،

الحانــوت‹‹ وغرهــا.

ــواد ــض امل ــاظ ببع ــنطينيات باالحتف ــوم القس تقالغذائيــة يف الثالجــة عــى غــرار البــازالء –الجلبانــة- )الحميــس( لصنــع املشــوي الحلــو الفلفــل ،وكذلــك موســمها يكــن مل إن و)القناويــة( الطاطــم‹‹، التــي يتــم ســحقها بعــد طهيهــا فــوق

عادات قسنطينة للشهر الفضيل مميزة واستثنائية فيها نكهة األصالة تعبقها نغمات المالوف في األزقة القديمة

ونسمات األطباق تنبعث من تحت أيدي »لحراير« وألوان من الحلوى يرفع عنها الستار في رمضان.

البخــار واالحتفــاظ بهــا يف الثالجــة الســتعالها يســمى يف كــا أو »الفريــك« يف طهــي رشبــة ــرص ــم عن ــر أه ــي يح ــاري«، الت ــنطينة »الج قسفيهــا )الفريــك( مــن قبــل، حيــث يتــم رشاء القمــح األخــر اللــون املعــروف بالفريــك، ينقــى، يغســل جيــدا، ميلــح، يجفــف ثــم يتــم طحنــه ليكــون عــى ــم ــل ويت ــات سمســمية الشــكل، يغرب شــكل حبيبــه لحــن اســتعاله. و يف هــذا ــاظ ب ــرزه واالحتف فــا ــة القدميــة ازدحام الشــأن تشــهد مطاحــن املدينكبــرا وأشــهرها مطحنــة »الشــط« التــي ألــف نــاس

ــا. ــل معه ــان التعام زمــيدات ــول الس ــاء األواين، تق ــادة اقتن ــبة لع وبالنسالقســنطينيات الــاليئ صادفناهــن يف عــدد مــن الصحــون بعــض تقتنــن أنهــن األواين محــالت والقــدور الجديــدة، الســتعالها يف رمضــان، وأنهــن تفعلــن ذات الــيء كل ســنة، حيــث تشــرتين ولــو ــل ــهر الفضي ــتقبال الش ــدا الس ــدا جدي ــا واح غرض

ــرح. ــن الف ــرا ع تعب

أكالت ال يطهوها سوى القسنطينييون

ككل املناطــق الجزائريــة . لقســنطينة خصوصياتهــا هــو العــن فطاجــن الرمضانيــة املوائــد عــى ــف ــرتا مبختل ــكان س ــبة لس ــز بالنس ــق املمي الطبطبقاتهــم االجتاعيــة، فــال تخلــو الطاولــة مــن

رمضان قسنطينةبين عبق األصالة

ونسمات التراث…

Page 15: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

15

مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

هــذا الطاجــن الحلــو يف اليــوم األول مــن رمضــان، ــنطينة ــهرة يف قس ــر ش ــوة األك ــاق الحل ــا األطب كــباح ــرار ) شـ ــى غ ــات ع ــي الوالي ــد يف باق ال توجفــراء، املشلـــوش، و الطـبـــيخ ( و هــي األطبــاق الصالتــي تقــدم يف األعــراس و حفــالت الزفــاف و عــادة مــا تكــون هــذه األطبــاق مكلفــة بســبب مكوناتهــا

ــن. ــة الثم الباهظ

إفطار لدى عائلة قسنطينية في أول أيام الشهر الفضيل

ــوم ــة الي ــت أوىل التحضــرات لوليم ــخ كان يف املطباألول مــن هــذا الشــهر وكانــت رائحــة البصــل وهــو »يتقــى‹‹ تعبــق املــكان، حيــث جمــع املوقــد بــن قــدر لـ»الجــاري فريــك‹‹، قــدر لـ»طاجــن لحلــو‹‹ ــدو ــا كان يب ــى م ــاس‹‹ وع ــق »التغ ــث لطب وثالــروم ــم املف ــب اللح ــة« تلول ــت »ال زليخ ــد كان فق

ــة‹‹. ــع لطهــو طبــق »الكفت عــى شــكل أصابهنــاك كانــت املطبــخ بزاويــة الطاولــة وعــى جفنــة تحــوي نوعــن مــن العجــن أحدهــا لطهــو ــع »الكــرسة ــرن وأخــرى لصن ــدار‹‹ يف الف ــز ال »خبرخســيس‹‹ التــي انبعثــت منهــا رائحــة الزهــر حاملــا

ــن. ــا يف الطاج ــا مضيفتن وضعته

صاحبــة املنــزل كانــت قــد حــرت لــوازم الســلطة و»البــوراك‹‹ وهمــت يف التحضــرات النهائيــة لهــا ــل ــاعة. قبي ــف س ــوايل نص ــرب، بح ــل أذان املغ قب

ــراد تصوير وليد حميدة ــع أف ــع ســاعة حــر جمي ــار بحــوايل رب اإلفطــدى ــزرايب يف إح ــرش ال ــم بف ــام بعضه ــة، فق العائلــض ــام البع ــرب، وق ــالة املغ ــل ص ــن أج ــرف م الغاآلخــر بتزيــن الطاولــة ووضــع املالعــق والصحــون عليهــا، فيــا هنــاك مــن قــام بتقطيــع الخبــز والكــرسة ووضعهــا يف الســلة الخاصــة. أمــا »ال زليخــة«، فقــد كانــت تضــع األطبــاق الجديــدة التي اشــرتتها خصيصــا لرمضــان بعنايــة وفخــر، وتزينــت ــلطة ــن للس ــق بصح ــرب بدقائ ــل املغ ــة قب الطاولوباقــي و»الحميــس‹‹ البــوراك، بجانبــه صحــن األطبــاق فارغــة ومــا هــي إال لحظــات حتــى ســمع األذان فقــام أحــد أبنائهــا بتوزيــع التمــر والحليــب عــى الصامئــن، حيــث كان يحــاول وضــع كل حبــة

ــال. ــال الحســنة كــا ق يف فــم أحدهــم لين

جميــع أهــل البيــت اصطفــوا يف غرفــة الصــالة ــالة ــراد األرسة لص ــا أف ــا متقدم ــف األب إمام ووقســكب إلكــال بعدهــا هرعــوا ثــم املغــرب، باقــي األطبــاق يف صحونهــا، حيــث ظهــرت حمــرة »الجــاري فريــك‹‹ بــارزة وهــي مزينــة بخــرة ــا ــة شــهية وفوقه ــات الكفت ــدت حب »الدبشــة‹‹ وببعنايــة املقطــع والبقدونــس الليمــون قطــع وأمامــه صحــن البــوراك املمــدد الــذي كان أول مــا ــة ــت رائح ــا ارتفع ــه، ك ــم إلي ــباب يده ــد الش مــه »ال ــذي قالــت عن ــو ال القرفــة مــن طاجــن لحلزليخــة« إنــه رضوري يف اليــوم األول لتكــون كل

ــوة. ــان حل ــام رمض أي

Page 16: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

16

نكهات ترسخت وعادات انقضت

الرتاويــح صــالة فهــو الســهرة يطبــع مــا أمــا واملســاجد املمتلئــة باملصلــن، لتبــدأ بعدهــا رحلــة زيــارة االهــل واألقــارب وجلســات الســمر مــع ــل ــيئا بفع ــيئا فش ــل ش ــدأت تأف ــي ب ــران والت الج

والتكنولوجيــات. التغــرات ــنطينية ــالت القس ــاد العائ ــكار افتق ــن إن إذ ال ميككانــت التــي والتقاليــد العــادات مــن للكثــر تصاحــب يوميــات رمضــان، كلعــب »البوقالــة« الزوايــا واملســاجد اليوميــة يف املديــح حلقــات ــة ــة« الليلي ــوالت »بوطبيل ــرار ج ــى غ ــا ع وغرهلينبــئ الصامئــن بقــدوم وقــت الســحور شــأنه العــريب. وقــد كان املــرق املســحرايت يف شــأن بوطبيلــة يجــول األزقــة القدميــة مناديــا أهــل الحــي الواحــد تلــو اآلخــر، كل باســمه »نــوض تتســحر يــا فــالن« مســتعينا بالنقــر عــى الطبــل لهــذا ســمي مــن الســن كبــار »بوطبيلــة« حيــث وحســب النــاس يقدمــون القدميــة كان أهــل قســنطينة الحلويــات، غــر أن هــذه أنــواع لــه مختلــف الشــخصية قــد أصبحــت مــن املــايض والــرتاث

املعنــوي املفقــود.أمــا وجبــة الســحور التــي فقــدت معناهــا أيضــا يف هــذه األيــام، فالعائلــة القســنطينية تعتمــد يف كثــر مــن األوقــات عــى طبــق »املســفوف« املكــون مــن ــدة ــغ بالزب ــذي يصم ــدا، ال ــم ج ــكي الناع الكسوبخلــط بالزبيــب و يقــدم مــع اللــن، أو الحليــب

الرائــب.

عادات لترسيخ رمضان في قلوب الصغار

كانــت العائــالت القســنطينة تعمــد إىل ترســيخ تعتــزم عندمــا صغارهــا لــدى الصــوم ثقافــة ــوم ــذا الي ــل ه ــأن تجع ــرة األوىل ب ــم للم تصوميهمميــزا يف حيــاة ابنائهــا، عــى أن يتذكــره طيلــة

حياتــه. ففــي الصبــاح، كان الصغــار يفاجــؤون ــوم. وألن ــك الي ــوها يف ذل ــدة ليلبس ــوة جدي بكســى ــدان ع ــب الوال ــق، يواظ ــل ومره ــار طوي النهتذكــر ابنهــا بأنــه صائــم، وعليــه أن ال يقــع يف أي خطــأ، وأن ينتبــه يك ال يدخــل شــيئا فمــه. وعندمــا ميــي الوقــت ويصــل التعــب بالصغــار ذروتــه ــرا ــة وذكاء، ليخ ــددا بحكم ــدان مج ــل الوال يتدخــار ــد اإلفط ــأة بع ــاك مفاج ــم أن هن ــل الصائ الطفأتــم صومــه إىل املغــرب، تنتظــره إذا مــا هــو ليتشــجع ويكمــل صومــه. ويفطــر الصغــار بثــالث حبــات متــر، رافعــن أيديهــم إىل الســاء بالدعــاء: أفطــرت‹‹، رزقــك وعــى صمــت لــك »اللهــم مردفــن بالدعــاء التقليــدي: »حطيتــك عــى طــرف لســاين العــام الجــاي تجــي وتلقــاين‹‹. وينالــون ــى. ــزا وال ين ــم األول ممي ــون صيامه ــا ليك الهداي

»نفقة« منتصف رمضان والسابع والعشرين منه ليال

مقدسةيف قســنطينة تعكــف ربــات البيــوت عــى التحضــر لليلــة الســابع والعريــن مــن رمضــان أو كــا ــن ــة م ــواع مختلف ــر أن ــة « بتحض ــمى » النفق تسالعجائــن مثــل » تريــدة الطاجــن « أو كــا يســميها البعــض »الشــواط« ويحــر مرقهــا بـ»جــاج عــرب« كــا تصطلــح عليــه العجائــز. و«تريــدة الطاجــن« أكلــة عربيــة أصيلــة وهــي عبــارة عــن عجــن طــري جــدا يطهــى عــى »طاجــن النحــاس« مــع الحــرص عــى إضافــة الزيــت يف كل مــرة، ثــم تنــزع حوافــه ــع ــبيا، يوض ــرة نس ــع كب ــت إىل قط ــنة ويفت الخشعــى البخــار مــدة مــن الزمــن ويضــاف لــه املــرق والدجــاج عــى غــرار أغلــب أطبــاق العجائــن التقليديــة، كــا تفضــل بعــض العائــالت أكلــة »الشخشــوخة« ..»تريــدة الكســكاس« أو»الرشــتة«

ــه. ــه ورغبت ــب مقدرت ــكي«، كل حس أو»الكسوميــر رمضــان بنكهاتــه ضيفــا عزيــزا ومميــزا يف

مدينــة الجســور املعلقــة.

س. خ.

تصوير وليد حميدة

Page 17: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

17

ــح كل عــام محجــا للصامئــن ، كعــن ــة تصب ــع الطبيعي تزخــر قســنطينة بعــدد مــن املنابــة، ــة الغاب ــان، عــن تشــاقر مبنطق ــن ســبع بحامــة بوزي ــة، عــن ب ــل بوســط املدين بوطنبمنبــع ســيدي جليــس وغرهــا مــن املنابــع الشــهرة التــي ارتبــط بهــا ســكان ســرتا منــذ ــا ــتغناء عنه ــن االس ــة ال ميك ــنة موثق ــا س ــروب منه ــاء ال ــلء امل ــار م ــدم ،إىل أن ص القبالنســبة للكثريــن الذيــن يفضلونهــا عــى امليــاه املعدنيــة املســوقة . ورغــم تواجــد البعــض منهــا يف أماكــن وعــرة غــر أن الصامئــن يجــدون متعــة ولــذة يف التنقــل إليهــا مــن أجــل رشــفة مــاء. خاصــة وأن أهــايل املدينــة يجمعــون أن ميــاه هــذه العيــون الطبيعيــة التــي تنتــر يف املدينــة و ضواحيهــا ال تقــاوم بســبب طعمهــا وخفتهــا، حيــث يســعى العديــد ــة. ــدا عــن ضوضــاء املدين ــت و االســرتخاء بعي ــة الوق ــاه، متضي ــب املي ــن الصامئــن لجل مــع ــن الينابي ــد م ــد العدي ــة، توج ــة القدمي ــة املدين ــط يف أزق ــنطينة، وبالضب ــب قس يف قلوالعيــون املتصلــة مبــارشة بالصخــر العتيــق بــن مختلــف الحــارات، والتــي بنيــت يف الحقبة العثانيــة وحتــى منهــا مــا بنــي يف الفــرتة الرومانيــة بالنظــر إىل الهندســة، الزخرفــة واملــواد ــي ال ــا، الت ــدا البعــض منه ــد مســتغال ع ــا جــف ومل يع ــر أن أغلبه املســتعملة يف ذلك،غيــزال الســكان املجــاورون لهــا يقومــون بصيانتهــا والحفــاظ عليهــا، عــى غــرار عــن ســيدي جليــس والتــي ال تــزال تســتقطب عشــاقها رغــم قلــة تدفــق مائهــا. وقــد كتــب يف حقهــا

الشــيخ »مولــود التوهامــي« رئيــس فرقــة الوصفــان لــدار حوصــة« قائــال:

فنــدقأغنية زمان وحكاية مكان

الصوم ال يحلو في قسنطينةإال بمياه جنانها

منابع أسرت روادهاوأساطير توارثها

الشاربون

على اللي مبنية على الحجرتخرج منها مادة فيها منفعة للبشر

ساكنة في مدينة لهوا وبالد الرياسمدينة سيدي عبد الحميد بن باديس

ال ما تعرفوهاش هي عين سيدي لجليسسامية خليل

تصوير وليد حميدة

Page 18: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

18

Page 19: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

»يــا نــاس أمــا هــو حبــي األكــر... يــا نــاس أمــا هــو عــزي ــالدي ــول ب ــر و نق ــرح و نب ــألوين نف ــو تس ــر... ل األكالجزائــر«. مــن منــا مل يســمع بهــذه األغنيــة )القصيــدة( دون أن تتحــرك يف داخلــه مشــاعر و أحاســيس نابعــة من ــره ــه شــبح النســيان و تذك أعــاق الوجــدان، تبعــد عنببطــوالت و أمجــاد صنعهــا شــباب يف مقتبــل العمــر دوخــوا االحتــالل و جــاءوه مــن حيــث ال يحتســب. تلــك الكلــات التــي أصبــح يرددهــا جيــل بعــد جيــل، الصغــر و الكبــر، ترســم لنــا صــورة البطــل و الشــهيد عــي ــايش يف 12 ــي مع ــد ع ــارت. ول ــة تي ــن مدين ــايش اب معأوت 1927 يف وســط شــعبي أنهكتــه األوضــاع املزريــة و املنكوبــة التــي كان يعيشــها الشــعب الجزائــري. كباقــي ــى ــر ع ــه أج ــدايئ و لكن ــه االبت ــل تعليم ــال، أكم األطفااللتحــاق بالعمــل يف الفالحــة و مســاعدة والــده. و يف ســن 18 تــم تجنيــده يف البحريــة الفرنســية ببنــزرت )تونــس( و هــو األمــر الــذي مــن التعــرف عــى العديــد مــن العواصــم العربيــة. شــغفه باملوســيقى و ولعــه ــن ــان و امللح ــخص الفن ــاه إىل ش ــادوا خط ــدة ق بالقصيالتونــي قــدور رساريف و قــد مكــن لــه هــذا اللقــاء مــن األخــذ مببــادئ الغنــاء و التلحــن. بعــد عودتــه إىل أرض الوطــن، أنضــم إىل الحركــة الوطنيــة و بــدأت كلاتــه و ــر و التضحيــة يف ســبيلها و ألحانــه تتغنــى بحــب الجزائــاص. ــة كالرص ــه قاتل ــت كلات ــة، فكان ــك بالحري التمسفقــد كان أللحانــه تأثــر عميــق يف تحريــك الهمــم و انتشــار الوعــي يف أوســاط الشــعب، الــيء الــذي أحــس بــه االســتعار و قابلــه بوحشــية ليــس لهــا مثيــل. لقــد عذبــت فرنســا عــي معــايش ثــم أعدمتــه رميــا بالرصــاص ــه ــل بجثت ــو التنكي ــال و ه ــنع األفع ــوم بأش ــل أن تق قبــاهدتها ــى مش ــكان ع ــار الس ــه، و إجب ــث أصحاب و جثلقــد مــن عزامئهــم. النيــل و فيهــم الرعــب لــزرع أســكتت فرنســا صــوت عــى معــايش و لكنهــا مل تســتطع ــا ــور، الولــف صعيــب ي ــا باب ــر، ي ــع أنغــام الجزائ أن متنــوص يف ــن الغ ــر م ــاء الجزائ ــت س ــران و تح ــارك وه تالجزائريــات و تغذيتهــا بحــب الجزائريــن و قلــوب الجزائــر. »يــا نــاس أمــا هــو حبــي األكــر... يــا نــاس أمــا هــو عــزي األكــر... لــو تســألوين نفــرح و نبــر و نقــول

ــر«. ــالدي الجزائ بحسام الدين طه مباركي

علي معاشي رمز اإلخالص و التضحية

19

مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

تصوير وليد حميدة

Page 20: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

20

الشــباب للمبدعــن معــايش عــي جائــزة التــي أقرهــا فخامــة رئيــس الجمهوريــة عبــد العزيــز بوتفليقــة هــي فرصــة يقتصهــا بعــض املجــاالت شــتى يف الجزائريــن املبدعــن اإلبداعيــة، ليســتعرضوا إبداعاتهــم و قدراتهم التــي ركنــت لوقــت طويــل يف زوايــا مظلمــة، مــا يكســب هــذه املناســبة متيــزا أكــر ، هــو أنهــا تصــادف اليــوم الوطنــي للفنــان الــذي ــن كل ــن جــوان م ــن م ــه يف الثام ــى ب يحتف

ســنة . ــة ــر الثقاف ــور وزي ــة حض ــذه الطبع ــز ه ميأبــدى دعمــه الــذي الديــن ميهــويب عــز الكبــر ملثــل هــذه املبــادرات التــي متنــح لهــؤالء الشــباب دفعــة قويــة نحــو التميــز و الرقــي، كل يف مجالــه، لهــذا فقــد قــرر الوزيــر املمنوحــة للجوائــز املاديــة القيــم زيــادة

»إن جائــزة عــي معــايش تعتــر املمــر األول نحــو النجــاح يف عــامل الفــن. حيــث تحفــز الشــباب الطمــوح عــى املواصلــة واالســتمرارية يف العطــاء, فــال ميكــن ــة ــالف خاص ــز واالخت ــة التمي ــا يف صناع ــال دوره إغفالوســائل إىل هــذه كثــرا تفتقــر التــي الجزائــر يف

التشــجيعية املهمــة.ــه ــا لوج ــي وجه ــدت نف ــوزي وج ــت بف ــن عرف .. حمــع الفــرح والخــوف يف نفــس الوقــت, ألين خــالل الســنوات الفارطــة حــن كنــت متابعــا للمســابقة دون التفكــر يف املشــاركة الحظــت أفــول النجوميــة املؤقتــة وغيابهــا متامــا عنــد معظــم الذيــن تحصلــوا عليهــا وجلهــم مل يكتــب أي عمــل آخــر بعــد الــذي فــاز بــه, ــي ــر أال وه ــؤولية أك ــة مس ــا اآلن يف مواجه ــك أن لذلكتابــة نــص مختلــف يتيــح يل املواصلــة تحــت الشــمس واقنــاع القــارئ العميــق مبــا أنتجــه .إضافــة إىل تعزيــز ــزة. ــذه الجائ ــوين ه ــوا يب ومنح ــن وثق ــة الذي مصداقيــايل ــرار مع ــو ق ــه ه ــعدنا ب ــذي س ــل ال ــيء الجمي الــداء ــزة ابت ــة للجائ ــة املادي ــع القيم ــة رف ــر الثقاف وزيمــن العــام املقبــل ونحــن نــدرك أن رفــع قيمتهــا املاليــة ســيكون إضافــة أيضــا لقيمتهــا املعنويــة ويفتــح البــاب

األوســع لهــا لالنتشــار.

للمواهــب تكرميــا و املشــاركن لتشــجيع الشــابة املبدعــة.

ــددت ــابقة، تع ــة يف املس ــاالت املفتوح املجاملوســيقى ، الجســدي التعبــر فــن بــن املــرسح الروايــة، املرسحــي، التأليــف ،، الســينا والشــعر،و والفنــون التشــكيلية اغتنــم الوزيــر عــز الديــن ميهــويب هــذه املناســبة للحديــث عــن الفنــان عــي معــايش الــذي تحمــل الجائــزة اســمه، حيــث تحــدث عــن مناقبــه و أعالــه الخالــدة يف خدمــة الديــن عــز الجزائــر، يف الثــورة و الفــن ميهــويب دعــا أيضــا شــباب الجزائــر املبــدع إىل العمــل و االجتهــاد لخدمــة الثقافــة الجزائريــة ــامل ــات الع ــى ثقاف ــن أرق ــن ب ــد م ــي تع التــي ــة الت ــده االحتفالي ــالل ه ــن خ ــريب م الع

أضحــت تقليــدا مشــجعا يف كل عــام.

جائزة علي معاشي تحلق بالمبدعين

الشباب..

في اليوم الوطني للفنان..

محمد رفيق طيبي الحاصل على الجائزة األولى

في فئة الرواية :

..مشــاركتي مل تكــن إال مصادفــة ورمبــا مغامــرة,مل أكــن أتوقــع الفــوز, وهذامــا يجــب أن يتوفــر يف كل مبدع .أال يكــرتث بالنتائــج وال ينتظرها,حــن يكتــب أويشــارك يف أي مســابقة حيــث يجعــل نبــل الكتابــة ورشف املشــاركة فــوق كل إعتبار.أحــر حاليــا ومنــذ أشــهر لعمــل ــر ــن أغ ــة ل ــنة الجاري ــة الس ــه نهاي ــد أكمل ــد ق جديجنــس الكتابــة رغــم أين كتبــت الشــعر كثــرا ومل أنــره ألســباب كثــرة سأســتمر يف الروايــة ألن مســاحتها أكــر. ــه ــا صنعت ــا عاملي ــق نجاح ــتثنايئ يحق ــن االس ــذا الف هظــروف خاصــة كان الراحــل نجيــب محفــوظ هــو أول

مــن تنبــأ بهــا يف الجزائــر. حينــا نتحــدث عــن الروايــة البــد أن نقــول بــأن جيــل الشــباب يحــاول تكريــس ذاتــه ويعمــل برصامــة وبــأدوات مختلفــة أمــا الجيــل الــذي ســبقه فهــو الــذي فتــح اآلفــاق الكــرى يف هــذا امليــدان وخــر ممثــل ــات ــن نجاح ــه م ــرج مباحقق ــيني األع ــروايئ واس ــه ال لمتتاليــة إضافــة إىل أحــالم مســتغامني التــي أفلحــت يف التموقــع يف قلــوب القــراء خاصــة الشــباب, أعتقــد أن القــادم ســيكون مختلفــا وأن للروايــة فتوحــات أخــرى

ســتظهر مــع تقــدم الزمــن..«

سلمى قويدر

تصوير لمين حميدة

Page 21: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

21

مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

ــن ــايش للمبدع ــي مع ــة ع ــس الجمهوري ــزة رئي »جائالشــباب تعتــر مــن أبــرز الجوائــز يف الســاحة الجزائريــة ــوم ويل الــرف أن أكــون ممــن يحصدهــا يف هــذه اليالطبعــة التــي تنافــس عــى نيــل لقبهــا يف مجــال الشــعر ــن ــم املتوج ــة وأن تكري ــال ، خاص ــن 150 عم ــر م أكيف هــذه الــدورة كان يف قســنطينة مدينــة الجســور و عاصمــة الثقافــة العربيــة ، مــع هــذا أمتنــى أن ــن ــواء م ــر س ــزة أك ــذه الجائ ــر به ــام أك ــم االهت يتــا ــل عليه ــن يتحص ــة م ــا أو مبرافق ــادي له ــب امل الجانــس ــزة تحمــل اســم رئي ــن املبدعــن الشــباب . فجائ مالجمهوريــة و اســم شــخصية بحجــم الشــهيد عــي معــايش تســتحق أن تكــون أكــر وقــد وعــد وزيــر الثقافــة يف حفــل التكريــم بــأن ينتــرص للجائــزة ويهتــم

ــا أكــر . بهــرف ــع الح ــل م ــوار جمي ــة مش ــون بداي ــى أن تك أمتنوأن أســتطيع إثبــات اســتحقاقي للقــب الشــاعر يف

الســنوات املقبلــة.«

الرابعــة يل يف املشــاركة كانــت هــذه الحقيقــة »يف ــن ــر ومرت ــن بالن ــاركت مرت ــث ش ــابقة حي ــذه املس هالعــام مفاجئــا عــن التتويــج هــذا باملــوزون وكان

ديــوان مــن الشــعر املــوزون.. ترفــت و ســعدت جــدا بالتتويــج بجائــزة كبــرة اســا ومعنــى. و هــو دعــم معنــوي كبــر يحتاجــه املبدعــون االحباطــات عــن بعيــدا إبداعهــم ملواصلــة دامئــا ــز ــري.. املمي ــدع الجزائ ــا املب ــاين منه ــي يع ــة الت اليومييف جائــزة هــذا العــام والــرف املضاعــف هــو اســتالمها ــر ــايل وزي ــر و مع ــري الكب ــب الجزائ ــن طــرف الكات م

طارق خلف الله المتوج بالمرتبة األولى في فئة

الشعر:

مريم ماو صاحبة المرتبة الثانية في فئة

الشعر:

الثقافــة يف نفــس الوقــت الســيد عــز الديــن ميهــويب و ــة قســنطية . مــن طــرف ســيادة وايل والي

ــج ــذا التتوي ــون ه ــى أن يك ــايت فأمتن ــن طموح ــا ع أمبدايــة مباركــة لتتويجــات قادمــة و مســتحقة عــى ــم ــه و أن تهت ــي والعــريب إن شــاء الل املســتوين الوطنبنــا بالدنــا أكــر وأال نــرتك بعــده للتهميــش والنســيان. كــا أتطلــع قدما ألســعد بحمــل مولــودي األديب األول.«

تصوير وليد حميدة

تصوير لمين حميدة

Page 22: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

22

ــان الفلســطيني الصاعــد محمــد عســاف قــال الفنآن وردة هــي قامــة فنيــة لــن تتكــرر ابــدا ، و ــي ــا فه ــؤدي أغانيه ــب ان ي ــدئ يج ــان مبت كل فنــا ، و املشــاركة يف ــدة مــن نوعه ــة فري مدرســة فنيحفــل تكرميهــا يعــد رشفــا كبــرا لــه كفنــان عــريب.

ــت ــة ، تحدث ــال االحمدي ــة نض ــة اللبناني اإلعالميبــأمل عــن الراحلــة وردة و هــي التــي عرفتهــا عــن قــرب ، فوصفتهــا باإلنســانة الرقيقــة التــي تراعــي مشــاعر األخريــن يف ابســط التفاصيــل ، لكنهــا باملقابــل كانــت امــرأة قويــة و مناضلــة اســتطاعت ــا . ــاب لتصــل اىل مبتغاه ــب عــى كل الصع التغل

نضــال االحمديــة قالــت ان وردة الجزائريــة ظلمــت كثــرا يف حياتهــا خاصــة مبــرص و لبنــان لكــن الجزائر أنصفتهــا يف حياتهــا و ماتهــا و كان لهــا الفضــل يف

عــودة وردة اىل عــامل الفــن..

الفنــان الجزائريــة نــدى الريحــان التــي غنــت يف حفــل تكريــم الراحلــة وردة اعتــرت الحفــل ــن ــي الفنان مناســبة لجمــع الشــمل العــريب و تالقمــن املــرق و املغــرب لتكريــم قامــت فنيــة كبــرة هــي وردة التــي جمعــت العــرب يف حياتهــا و بعــد

ــا. ماته

الفنــان املغــريب الــدوكايل و يف كلــات مقتضبــة قــال عــن وردة الجزائريــة بانهــا رشفــت الجزائــر و املغــرب العــريب و كل العــامل العــريب ، افنــت حياتهــا

ــم. ــل و تســتحق كل التكري يف الفــن األصي

وردة الجزائرية مدرسة لن تتكرر

محمد عساف

وردة تعرضت للظلم، و الجزائر انصفتها

االعالمية اللبنانية نضال االحمدية

وردة جمعت كل العرب في حفل تكريمها

ندى الريحان

وردة شرفت العالم العربي و المغرب العربي

الفنان المغربيالدوكالي

Page 23: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

23

مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

ــذي ارشف ــي ال ــال معط ــري ك ــيقار الجزائ املوسعــى تدريبــات الحفــل التكرميــي لــوردة الجزائريــة ، قــال بــان الراحلــة تعــد رمــزا حقيقيــا يف التحدي و النضــال عــى كل املســتويات فاســتطاعت ان تقــف ــا ، ــورة الجزائريــة يف احلــك اوقاته ــب الث اىل جانكــا انهــا تخطــت كل العراقيــل لتحجــز مكانــا بــن عمالقــة الفــن الجميــل يف ام الدنيــا مــرص لتكتــب

اســمها عاليــا باحــرف مــن ذهــب.

زوجــة ريــاض الســيدة مليــاء قالــت ان وردة كانــت إنســانة بيتوتيــة جــدا تحــب العائلــة و الدفــئ ــب ــت تح ــرا فكان ــر كث ــقت الجزائ ــي ، عش العائــا يف ــا متكــث مبنزله ــا م ــرا و غالب ــا كث الســفر إليهالعاصمــة و ال تخــرج منــه أليــام و اســابيع طويلــة، و عــن غيابهــا قالــت مليــاء أنهــا شــخصيا مل تســتطع لحــد الســاعة ان تســتوعب رحيــل أمــرة الطــرب و هــي التــي كانــت الصديقــة و االم قبــل ان تكــون

الحــاة

ــن ــه ع ــار و يف حديث ــل جس ــاين وائ ــرب اللبن املطأمــرة الطــرب العــريب تحــرس كثــرا كونــه مل يتمكــن ــا ــر ، ك ــا كث ــذي أحبه ــو ال ــاء وردة و ه ــن لق مأحبتــه هــي خاصــة عنــد أداءه ألغانيهــا التــي

ــن. ــهادة الكثري ــه بش ــرا بصوت ــا وردة كث أحبته

وردة رمز الكفاح و النضال، فرضت نفسها على الكبار

الموسيقار كمال معطي

وردة عشقت الجزائر،و غيابها ال يمكن استيعابه

كنت أحلم بلقائها و أديت أغانيها بصوتي

لمياء زوجة ابنها

وائل جسار

وهيبة زيموش

تصوير لمين حميدة

Page 24: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

الحوار اإلفتراضي

انا خلقت ألغني... روحي و حياتي وهبتهما

لفني و وطني

مقام : بعد قرابة 50 سنة من العطاء ، فيما ترغب أميرة

الطرب العربي اليوم أظــن آن الرغبــة الوحيــدة التــي مل و لــن تفارقنــي ــا طيلــة حيــايت هــو الغنــاء ثــم الغنــاء ثــم الغنــاء، فانعاشــقة لفنــي ال أجــد راحتــي إال عــى خشــبة املــرسح

ــوري. ــن جمه بصحيــح إين غنيــت يف أغلبيــة املســارح و املهرجانــات ، ــر ، لكــن شــعور غريــب ينتابنــي ــد فنــي كب و يل رصيكل مــرة اعتــي فيهــا املــرسح ، أو ادخــل إىل أســتوديو التســجيل ، هنــاك أجــد راحتــي و نفــي و أطلــق ــا ــوة » أن ــكل ق ــان ملشــاعري و صــويت ليصــدح ب العن

ــايت...« ــوم يف حي ــي آلخــر ي ــوزة اغن ع

مقام : من يقول أميرة الطرب ، فهو يقول الجزائر و ثورة التحرير ...

هل أنت سعيدة بهذا االرتباطــاد ــم االبتع ــي ، فرغ ــدي يف قلب ــرح بل ــت ج ــا حمل أنــت بداخــي ــة كان ــة الجزائري ــن األرض إال أن القضي عــة ــن داخــل و خــارج الوطــن ، و كبقي ــة الجزائري كبقيالجزائريــن كان همــي الدائــم كيــف أســاهم مــع إخــويت يف جبهــة التحريــر الوطنــي يف كــرس حاجــز االســتعار و تحريــر الوطــن ، و مل يكــن أمامــي ســوى صــويت إلعــالء رايــة القضيــة الوطنيــة يف كل البــالد

العربيــة ، فغنيــت باعتــزاز و افتخــار لحبيبتــي الجزائــر يف اوبريــت الوطــن األكــر مبــرص رفقــة كبــار الفــن يف مــرص يف مســتوى عبــد الحليــم حافــظ ، نجــاة الصغــرة ــيقار ــن موس ــل و تلح ــدة كام ــاح ، فاي ــادية ، صب ، شالعــرص محمــد عبــد الوهــاب ، و ال زالــت أغنــي لحــد ــر و هــو ــرى ســنوية الســتقالل الجزائ ــوم يف كل ذك اليــف ــه ، كي ــز ب ــر يل ووســام عــى صــدري اعت فخــر كبــر ، ــة الجزائ ــط اســمها باســم الغالي ــي ارتب ــا الت ال وأن

ــة. ــوردة الجزائري ــكان ب ــب يف كل م ــت ألق فأصبح

مقام :هل كان من السهل أن تحجزي لنفسك مكانا بين كبار

الفن بمصر و العالم العربي طريقــي مل يكــن ســهال أبــدا ، و غالبــا مــا كان محفوفــا باألشــواك و العراقيــل ، و هــو مــا جعلنــي اعتــزل الغناء ــق ــدأت اش ــث ب ــرص حي ــافرت مل ــا س ــرة بعدم أول مطريقــي نحــو النجــاح ، لكــن أظــن أن ذلــك مل يعجــب الكثريــن و الكثــرات خاصــة مــن كبــار املطربــن مبــرص ــل و أحسســت ــدات و العراقي ــى التهدي ــدأت أتلق ، فببالظلــم يف مــرص ، مــا جعلنــي أقــرر االبتعــاد و العــودة إىل الجزائــر ، أيــن تحولــت حيــايت بشــكل كبــر ، وبــن ــزل ــة من ــة ، رب ــت وردة املطرب ــا أصبح ــة و ضحاه ليلــاس ــاض، إحس ــا وداد و ري ــن ه ــة و أم لطفل متزوجاألمومــة الــذي ملــئ حيــايت و الســعادة التــي عشــتها مل يكــن كافيــا ، فحبــي للفــن و لهفتــي للغنــاء مل يبارحــا

بشخصيتها مرحة و حضور اسر، تحدثت إلينا أميرة الطرب العربي في حوار جميل أخذتنا من خالله

إلى سنوات الزمن الجميل و قامات الفن الراقي، حينما كان النغم الموزون يزاوج الكلمة الراقية

ليعطي لوحات موسيقية لم تزل خالدة تعيش في وجدانا إلى األبد ، باختصار هي صاحبة الحنجرة

الذهبية ، الحاضرة الغائبة التي تربعت على عرش الطرب العربي لتكون و إلى األبد أميرة الطرب

العربي ، وردة الجزائرية كما يعرفها الجميع ، و وردة محمد فتوكي اسمها الحقيقي.

فكــري يومــا و كنــت احــن و ارغــب يف العــودة لعاملــي الــذي عشــت فيــه منــذ نعومــة أظافــري.

مقام :بعيدا عن األضواء و الشهرة ، هناك رياض و وداد ،

ماذا يعني لكي ذلكــي ــايت هــي ابن ــا يف حي ــة تلقيته أظــن أن أجمــل هديريــاض و ابنتــي وداد ، و حاليــا هــذه العائلــة قــد توســعت مــع أحفــادي ، أنــا اقــي معظــم وقتــي ــي ــا اقــي معظــم وقت ــن أن ــدا عــن الف ــم ، فبعي معهداخــل بيتــي ســواء مبــرص أو الجزائــر ، فانــا احــي املنــزل إىل أقــى الحــدود ، كــا أحــب البقــاء مــع عائلتــي ، و

ــم . ــوس معه ــم و الجل ــداد األكل له ــتمتع بإع اسبالنســبة لريــاض فهــو ليــس مجــرد ابــن يل فقــط ، ــم ، و ــق حمي ــام إىل صدي ــرور األي ــع م ــد تحــول م فقــذي ــدي ال ــه وال ــان ان ــن األحي ــر م ــه يف كث ــا أحس أنــد اخــذ ــن ، و ق ــه و اهتامــه الكبري ــي بحنان يحتضننمنــي الكثــر مــن الصفــات و العــادات ، و كثــرون

ــدا. ــر ج ــا كب ــبه بينن ــه ، فالش ــن ام ــه باب يصفون

مقام : ما ذا تتمنى وردة الجزائريةــتمرار يف ــي ، و االس ــع عائلت ــالم م ــش بس ــى العي أمتن

ــس يل. ــر نف ــاء اىل آخ الغن

وهيبة زيموش

Page 25: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

تكون بداياتها دائما مداعبة بين المطرقة والنحاس في سن الشباب، و كلما زادت دقات المطرقة

كلما كان اإلتقان أكبر، عصرها الذهبي كان مقتصرا على األزقة و الزوايا الضيقة لسيدي الجليس، رحبة

الصوف، الرصيف ، حيث أحبها و تبناها ›‹اليهود‹‹ و‹‹العرب‹‹ معا في المدينة القديمة، لتتحول

»صناعة النحاس« مع مرور السنين من هواية إلى مهنة إبداع تنطلق من حسابات رياضية تعتمد على

العقل و الروح، و تنتهي عند أشكال هندسية بنقش متوازي الخطوط تبدعه األيادي.

عرفــت قســنطينة منــذ عــرص البايــات، اهتامــا بهــذه ــد ــن تع ــعبية، أي ــى بالش ــت تحظ ــي كان ــة الت الحرفاألواين النحاســية مفخــرة للنســوة اللــوايت يقصدن هذه ــن ــاردو«، م ــا يف شــارع« ب ــي جمعــت كله ــاء الت األحيكل صــوب وحــدب، القتنــاء ›‹الكروانــة‹‹، ›‹القصعــة‹‹، ــار ــدي‹‹« قط ــطل البل ــرا‹‹، ›‹الس ــة‹‹، ›‹الكفت ›‹الوضايالــورد و الزهــر«، املصنوعــة مــن النحــاس األحمــر الــذي

ال يحــد الزمــان عمــره إذا كان زاد االهتــام . ميكــن القــول أن القيمــة االجتاعيــة لهــده األواين النحاســية ضاعــت خــالل الســنوات األخــرة يف التــداول ــاردو ــن بب ــة النحاس ــة« أو أروق ــا، إال أن » زنيق عليهأضحــت مركــزا للتســوق و مخزنــا للنــوادر، حيــث ميكــن الحصــول عــى أواين مصنوعــة يدويــا و فريــدة للديكــور املنــزيل تتهافــت عليهــا العرائــس ومؤسســات

ــوت. البيضمــن نحاســيها إدراج مــن قســنطينة متكنــت و ــن ــة م ــة خاص ــت ميزاني ــي، وقدم ــاج املح ــام اإلنت نظمــن إىل جانــب تســهيالت مقدمــة ترقيتهــا، أجــل ــات ــق الصناع ــغل يف ش ــم الش ــات تدعي ــل مؤسس قبــرر ــد تق ــراض، و ق ــا مــن االنق ــة ملنعه ــة الفني التقليديإنشــاء الصنــدوق الوطنــي للدعــم املبــارش للمنتســبن لنظــام اإلنتــاج املحــي، يســتفيد عــن طريقــه الحرفيــون الذيــن يوقــع لهــم رئيــس الجمعيــة مــن وســائل عمــل

ــون ســنتيم، يخضعــون ــة 35 ملي ــا، تصــل إىل غاي مجانبعدهــا ملتابعــة مــن قبــل مفتــي الصناعــات التقليديــة ملــدة 3 ســنوات، يف انتظــار إنشــاء مدينــة حرفيــة

ــم. تجمعهــنطينة ــون قس ــوا يقطن ــن كان ــب و م ــق األجان و يعشإبــان الحقبــة االســتعارية هــده األواين النحاســية، ــد أن ــا بع ــم لرائه ــن دوله ــا م ــون خصيص ــث يأت حيأخذهــم الحنــن إليهــا ،و يتجهــون نحــو محــالت بيــع ــزال قامئــة عــى ــي ال ت النحــاس الضيقــة والصغــرة التطبيعتهــا األوىل، و هــذا للظفــر بقطعــة مــن النحــاس الجميــل املنقــوش بطريقــة يدويــة تعتمــد عــى وســائل ــا ــن خالله ــون م ــينيات، يقرتح ــذ الخمس ــتخدم من تسمبالــغ معتــرة مــن أجــل الحصــول عــى مــا يصفونــه بالكنــوز واألواين النــادرة التــي تعيــش لقــرون، ثــم الذهــاب بهــا إىل مــا وراء البحــار وهــي تحمــل يف

ــة. ــرة األم ــا ذاك طياتهو تصــارع حرفــة النحــاس مــن أجــل البقــاء، يف املهــد الــذي ولــدت بــه يف قســنطينة، بعــد أن عرفــت الكثــر ــار ــع واختي ــش الرسي ــرة العي ــل وت ــات بفع ــن املطب مــة ــن األواين التقليدي ــال ع ــز واآلين، بدي ــرتي للجاه املشــي ــاين، والت ــد العث ــذ العه ــتعمل من ــت تس ــي كان التتأخــذ وقتــا يف اإلنجــاز، وإن اختــارت فئــة مــن الحرفين ــة أو ــق الوراث ــن طري ــة ع ــم الصنع ــت له ــن انتقل مم

صناعة ونقشالنحاس

ذاكرة تحمل مواصفات الفن العالمي

»زنيقة« النحاسين في« باردو« تبدع ...

بواســطة التعلــم، الدفــاع عنهــا ومحاولــة نقلهــا لألجيال ــاج لدعــم القادمــة، إال أن املهمــة تبقــى صعبــة، وتحتكبــر مــن أجــل املحافظــة علىهــا و إعطــاء دفــع جديــد لهــذه الحرفــة، خاصــة أن املنتجــات اآلســيوية، الســيا الصينيــة، أثــرت عــى صنعــة ›‹النحاحســية‹‹ أمــام

ــة. غــالء املــادة األوليــة ــة للثقاف ــنطينة عاصم ــرة قس ــاعدت تظاه ــد س و قــارض ــن يف مع ــن املتبق ــان الحرفي ــة، يف احتض العربيوطنيــة و دوليــة بقســنطينة، نظمــت شــهر جــوان املــايض وشــارك فيهــا العديــد مــن املبدعــن القادمــن البلــدان مــن و الوطنيــة الواليــات مختلــف مــن الرتويــج لهــذه الشــقيقة و الصديقــة، كان هدفهــا ــة ــى 70 باملائ ــنطينة ع ــتحوذ قس ــي تس ــة الت الصناعــة ــى املنافس ــا ع ــراز قدرته ــا و إب ــا وطني ــن انتاجه مــر ــت هــذا األم ــد اثب ــة، و ق ــة و خاصــة اإليراني العامليــنة ــة الس ــرر بداي ــاد األورويب املح ــدول اإلتح ــر ل تقريالجاريــة، و الــذي صنــف حرفــة النحــاس يف قســنطينة، مــن بــن املناطــق اإلبداعيــة يف املغــرب العــريب و التــي ســيدعم مســتقبال و يخضــع 300 حــريف لــدورات ــر ــى توف ــن، ليبق ــراء دولي ــرف خ ــن ط ــة م تكوينياملــادة األوليــة هــو العــرة الوحيــدة يف اســتمرارية الحرفــة رغــم توفرهــا وطنيــا بغــار جبيــالت و التــي مل

ــد . ــا بع ــتغالل احتياطيه ــم اس يتردينة عبد الجليل

تصوير وليد حميدة

Page 26: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

26

نشــأ عثــان بــايل عــى حجــر امــرأة تتنفــس موســيقى التينــدي، ترقيــة ــل ــان الرم ــض ككثب ــال غام ــراء ، ذات ج ــون الصح ــمراء بل ــة س أصيلــوع يف ــات خش ــدي بتمت ــوس التين ــت طق ــواء، مارس ــة يف الخ املرتاميــارت ــم، و أن ــق النغ ــدره حرائ ــعلت يف ص ــي، فأش ــن الرتق ــراب الف محــا ــراء و الطــوارق األحــرار ، ليســافر به ــب ســكنته روح الصح ــل قل فتيعــر العــامل، و يلقــن أجناســا مــن عشــاق الفــن الشــارد ، ماهيــة الرجــل األزرق و أصالــة الفــرد اإلفريقــي الــذي مــارس اإلبــداع لعصــور متواليــة

ــدة. ــه الخاصــة و الفري ، عــى طريقتمل متنعــه مارســة الطــب يف جانــت، مــن التوغــل يف مكنونــات الفــن ، بــل كان يف كل لحظــة، ميتــص مــا حولــه مــن طقــوس ميارســها أهــل بيتــه، ــا ــل عنه ــات، فحم ــه خديج ــن والدت ــن م ــبع املمك ــب كل التش ليكتســظ ــاس يحف ــل، و لب ــود أصي ــام يف األرض بع ــم، و ه ــك اإلرث العظي ذلهويتــه أينــا حــل، عشــقه األوروبيــون قبــل العــرب و األفارقــة،و صنــع لنفســه قاعــدة جاهريــة محرتمــة و نوعيــة.. جمهــور كان يتبعــه عــر ــة ، و ــة األصيل ــى الرتقي ــروح األنث ــة عبقــت ب ــا حــل، بفرق ــه أين حفالت

رجــال الطاســيي املفعمــن بنخــوة افريقيــة خالصــة .ــى ــرا ع ــي حك ــا بق ــذي لطامل ــدي ال ــع التين ــوي طاب ــب ق ــم بقل اقتحــرف، و ــدى الع ــد، تح ــايل جدي ــس رج ــه بنف ــوارق« ، و دخل ــاء« الت نســة، مــع الحفــاظ عــى ــه ألغــان تراثي ــة و تحديثات ــه الفني مــارس إضافاتدا و مضيفــا إىل روحهــا املتوارثــة ،و بنفــس التحــدي ، دخــل مجــدموســوعة أغــاين الطاســيي التــي تناقلتهــا بــكل قدســية، أجيــال متعاقبــة،

ــد. ــه أح ــبقه إلي ــد مل يس ــع جدي ــامل بطاب ــرج إىل الع ليخكان ثوريــا فعــال، ألنــه تحــدى أعــراف القبيلــة التــي تحــرم الغنــاء عــى الرجــل األزرق، فاقتــرص لزمــن طويــل عــى املــرأة الرتقيــة، ثورتــه قوبلــت بالــذم و الرفــض، ألن الرتقــي الــذي يتجــرأ عــى الغنــاء يجــازى ــرورة ــه ب ــن حول ــاع م ــح يف إقن ــه نج ــن، لكن ــاة و الخطاءي ــزاء الزن جــكل ــامل ، ب ــن إىل الع ــذا الف ــال ه ــد إليص ــض التقالي ــن بع ــالخ ع االنسالصــدق املمكــن ، فلــم يكــن بحاجــة إىل أكــر مــن نفســه، مل يلزمــه األمر ســوى صــدق يف اإلحســاس، و لبــاس تقليــدي بســيط و عود ويف، ليســكن القلــوب، و يلــج مــن أوســع األبــواب عــامل الفــن العاملــي و يــرتك فيــه

بصمــة خاصــة بــه وحــده.الفن الرتقي كنز هجن متمرد.....

ــع ــواء ليتاهــى م ــائه س ــش مزمــن إىل رجالــه و نس ــيكون يف عط سثقافــات العــامل يف مزيــج يغنــي اإلنســانية و الســالم..

سلمى قويدر

وقع بتميز مطرب البوب الشاب أحمد شوقي على السهرة الختامية لألسبوع الثقافي للمملكة المغربية المنظم في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافية

العربية 2015، التي أدى خاللها مجموعة من أغانيه عالوة على إعادته لعديد

األغاني المعروفة التي حققت نجاحا كبيرا لمطربين آخرين، فكانت سهرة حالمة و

شبابية مائة بالمائة.

و تحــت تصفيقــات حــارة لجمهــور كان ــة الشــباب، اســتهل مطــرب ــه مــن فئ أغلباألول مــروره شــوقي«، »أحمــد البــوب بالجزائــر و تحديــدا قســنطينة بأغنيــة » ذيــس إيــز تايــم أوف آور اليفــز«، التــي ــال 2014، ــد أداهــا اســتعدادا ملوندي كان قليعقبهــا بأغنيتــه الشــهرة »حبيبــي آي لوف ــش ــور املتعط ــت الجمه ــي أدخل ــو«، الت يلألغــاين الراقصــة يف هســتريا مــن الرقــص، ــي ــف«، للمغن ــاي الي ــس م ــة »إت ــم أغني ث»بــون جــويف«، و هــا األغنيتــان اللتــان ردداهــا معــه الجمهــور بحكــم حفظــه لهــا عــن ظهــر قلــب، وإىل جانــب ذلــك وتحــت هتافــات جمهــور ظــل طــوال عمــر الحفــل واقفــا أدى أغنيتــي »كــوم أاليــف و مجيــك

ــر«. إن ذي إيو بعــد أجــواء الرقــص و الحــاس عــرج أحمــد شــوقي عــى أجــواء الحــب و الحنــان و الحنــن، حيــث أدى بــكل إحســاس أغنيــة ــاين ــة املطــرب اللبن ــم أغني ــا بهــواك«، ث »أنــذا ــي روح«، و ك ــاكر »روح حبيب ــل ش فاضــاين ربيــع »طبيــب الهــوى«، للمطــرب اللبن

الخــويل.ــة ــاب فرص ــرب الش ــذا املط ــوت ه و مل يفلقائــه بالجمهــور الجزائــري، ليقــدم لــه ــة ــة العاطفي ــد األغني ــات فقي ــدى أغني إح

في الذكرى العاشرة لرحيله

اختتام األسبوع الثقافيالمغربي بقسنطينة

سهرة شبابية حالمةمن توقيع مطرب البوب

أحمد شوقيــي ــني و ه ــاب حس ــل الش ــة الراح الرايوي»جامــي ننــى«، و التــي غاصــت بالحضــور

يف أجــواء مــن الرومانســية الخالصــة.و تواصلــت اللحظــات املمتعــة خــالل هــذا ــد ــة أحم ــا قاع ــتظل حت ــذي س ــل ال الحفأدائــه خــالل مــن عليــه شــاهدة بــاي لعديــد األغــاين الجزائريــة كتأكيــد عــى املوســيقية الطبــوع بــن التآلــف ذلــك الجزائريــة و املغربيــة مــن خــالل أغــاين »يــا ــاي«، لفرقــة راينــا راي الزينــة ديــري ال تــا ــد ليتبعه ــغ خال ــقت«، للكين ــا عش و »أنبأحــدث أغانيــه لســنة 2015، »كاينــة و ال ماكاينــاش«، التــي حققــت 18 مليــون مشــاهدة خــالل 5 أيــام فقــط مــن طرحهــا

ــوب . ــى اليوت عو مل يغــادر املطــرب أحمــد شــوقي الخشــبة دون أي يضفــي مزيــدا مــن الحــاس عــى القاعــة مــن خــالل أدائــه ألغنيــة خالــد بهــا ألهــب التــي يف«، ال »يس العامليــة ــا. ــد أيض ــا الزغاري ــت به ــي عم ــة الت القاعــل ــة الحف ــب نهاي ــة عق ــة مقتضب و يف كلمأعــرب رئيــس الوفــد املغــريب القــادم إىل قســنطينة الســيد حســان فــايل عــن شــكره لــوزارة الثقافــة و الديــوان الوطنــي للثقافــة ــرم ــتقبال و ك ــاوة االس ــى حف ــالم ع و اإلعالضيافــة. ولإلشــارة فقــد تضمــن األســبوع ــة معــرض ــايف املغــريب بقســنطينة إقام الثقأبــواب « بعنــوان الفوتوغرافيــة للصــور ــة«، عــالوة عــى ــة املغربي ــة الجنوبي القصبــي ــع األندل ــن الطاب ــيقية م ــروض موس عالعريقــة ديب ألمــن املغربيــة للفرقــة مــن القادمــة األندلســية، للموســيقى للشــاعرين شــعرية وقــراءات الربــاط، ــل. ــرص نبي ــد ومن ــكار محم ــن بش املعروف

إيمان زيتوني

عثمان بالي

فنان يف البال

دةمي

حيد

ولير

صوت

Page 27: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

27

مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

تونس ضيفة ليالي الشعر العربي بعد

فلسطين

الثورة التونسية خلقت شاعرات جريئات أصبحن يزاحمن الشعراء

نــزل شــعراء تونــس يف ثــاين ليلــة مــن ــرسح ــى م ــا ع ــريب ضيوف ــعر الع ــايل الش ليمــاي شــهر نهايــة الجهــوي قســنطينة الفــارط، بعــد شــعراء دولــة فلســطن، يف إطــار الحــدث الثقــايف » قســنطينة عاصمــة للثقافــة العربيــة 2015«، التــي يــرف عــى تنظيمهــا قســم الكتــاب، تحــت شــعار » ليــايل الشــعر والــرتاب«، ليســافروا بالحضــور إىل عــامل الكلمــة والبــوح الجميــل، وميكنــوه مــن االطــالع عــى منــاذج مــن األصــوات الهــادي كمحمــد التونســية، الشــعرية الجزيــري، شــوقي العنيــزي، عبــر مــي، مبشــاركة اليزيــدي، أنــور عــارة، إميــان يريــر اســاعيل الجزائريــن الشــاعرين وميلــود خــراز، ومــا ميــز األمســية الشــعرية هــو انــرصاف هــؤالء عــن إلقــاء أشــعار تتنــاول ثورتهــم الشــعبية األخــرة، بــل تغنــوا ــن ــات ب ــا، وللعالق ــرأة وجاله ــب، للم للح

تونــس والجزائــر.إميــان التونســية الشــاعرة قــرأت حيــث عــارة قصيدتهــا بعنــوان » حبيبــي حديقــة معلقــة«، شــوقي العنيــزي قصيــدة بعنــوان: ــوان: ــدة بعن ــي قصي ــر م ــة« ، عب » الفاتحــه ــدي قصيدت ــور اليزي ــة«، أن » أســاء رشقيــاعر ــكاء«، والش ــى الب ــا ع ــوان: » مرغ بعنأتذكــر..، « خيــزار ميلــود الجزائــري ــدفء ــي ب ــي غربت ــر » أس ــاعيل يري واس

الرخــام«.وعــى هامــش الليلــة الشــعرية التقــت » ــان ــة » إمي ــاعرة الجريئ ــام« بالش ــة مق مجلــن ــت ع ــا وقال ــت قلبه ــي فتح ــارة«، الت عاألمســية الشــعرية هــي شــكل مــن أشــكال تعميــق وتوحيــد العالقــات مــا بــن الجزائــر وتونــس، فالشــاعر أو األديــب التونــي ال يحــس بالغربــة وهــو يف الجزائــر، هــو نــوع

ــة. ــان والثقاف ــاء اإلنس ــواع إحي ــن أن م

إيمان زيتوني

قســنطينة الثقافيــة التظاهــرة إطــار يف عاصمــة الثقافــة العربيــة2015 ، ومــن تنظيــم الديــوان الوطنــي للثقافــة واإلعــالم الجزائــري، حيــث صــدح الفنــان محمــد زيك درويــش ــق وجــال ــن رون ــل م ــا زاد الحف ــال، وم طويــود ــي يع ــة الت ــانطور البابلي ــة الس ــي » آل هــي ــت، الت ــخ وجودهــا إىل 2000ســنة خل تاريــن ــاين م ــيقية ألغ ــع موس ــا مقاط ــا عليه عزفهــل، ــدين األصي ــدادي امل ــي البغ ــرتاث العراق الوهــو والفــرات، دجلــة شــواطيء ومــن ــة ــه املدين ــص ب ــاء تخت ــوان الغن ــن أل ــون م لالعراقيــة، شــدت الجميــع كـــ » يــا أم العيــون الســود، طالعــة مــن بيــت أبوهــا، طلعــت يــا ــى ــون لي ــة، يقول ــا أم العباي ــا، ي ــى نوره محــة ــل برقص ــم الحف ــة«، وخت ــراق مريض يف العــن ــارص م ــعراء وعن ــا الش ــارك فيه ــة ش عراقيالوفــد العراقــي الــذي حــل بقســنطينة، وزينها

ــة. ــة األصيل ــألرض الطيب ــي ل ــم العراق العلوكانــت الليلــة كذلــك للشــعر الحــر الهــادف، مــن خــالل تقديــم قصائــد لثالثــة شــعراء مــن

افتتاح مميز

األسبوع الثقافي العراقي

ــر شــعراء الخــط األول وهــم : » الشــاعر نذيــان » ــاح ال عرس ــار«، نج ــذار الن ــر » ب املظفالعطــش البــارد«، ومــر األلــويس » نهــارات«، وقصيــدة أخــرى أهداهــا هــذا األخــر للجزائــر ــا- ــزل ثوبه ــالم تغ ــت واألح ــا » رأي ــال فيه قعروســا عــى أهدابهــا مــال شــاعر، فقلــت ــن ــت وم ــا- فقل ــل له ــوا فق ــوال فقال ــم ق لهاملفاجــأة أمــا الجزائــر«. فقالــوا « هــذي التــي مل يكــن ينتظرهــا الجمهــور القســنطيني الحــارض هــي تقديــم الفنــان ألغنيــة » نجمــة قطبيــة » للفنــان الجزائــري رابــح درياســة، التــي تجــاوب معهــا كثــرا الجمهــور، وتعالــت ــور ــع الحض ــد. ومتت ــى الزغاري ــج وحت األهازيــت ــي برمجــت وكان باألمســيات الشــعرية التيف املقــام العراقــي، ) أمســيات شــعرية يف املقــام العراقــي، محــارضات، فلكلــور عراقــي، أفــالم طويلــة وقصــرة، وعــروض لألزيــاء العراقيــة، نالــت إعجــاب كل مــن حرهــا

ــا.. وزارهإيمان زيتوني

الفنان محمد زكي درويش يصنع الفرجة برفقة آلة السانطور البابلية

عاش جمهور قاعة أحمد باي ليلة لن تمحى من ذاكرته، صنعت فرقة المقام

العراقية الموسيقية المشهورة في بغداد الفرجة بقاعة أحمد باي في أول

لألسبوع الثقافي العراقي بقسنطينة،تصوير لمين حميدة

تصوير وليد حميدة

Page 28: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

شاشة

كيف هو حال السينما العراقية اليوم

اســتطاعت الســينا بالعــراق اليــوم أن تصنــع لنفســها طريقــا جديــدا و مميــزا رغــم كل الدمــار الحاصــل ، فبعــد 2003 تحــررت الســينا العراقيــة بشــكل ملحــوظ و خرجــت مــن بوتقــة الدعايــة إىل ــا ، و ــع و معالجته ــار املواضي ــتقاللية يف اختي االسحتــى التمويــل ، مــا أعطاهــا صبغــة جديــدة نابعة مــن عمــق العــراق الجريــح، فأضحــت الســينا العراقيــة املســتقلة اليــوم هــي لســان حــال كل ــكاد ــي ال ت ــم الت ــن يومياته ــه م ــا تروي ــي مل عراقتخلــو مــن االنفجــارات ، الدمــار، القتــى ، و رغــم كل الصعوبــات ، متكــن اإلنتــاج الســينايئ العراقــي أن يحجــز مقعــدا يف كــرى التظاهــرات الســينائية

ــاب. ــز و األلق ــرى الجوائ ــة ، و يحصــد ك العاملي

بم تتميز السينما المستقلة العراقية

ــى ــا ع ــة أساس ــة مبني ــة الحديث ــينا العراقي السالواقــع الحقيقــي ، فأغلبيــة مواضيعهــا قاســية جــدا

، ملــا تحملــه مــن بشــاعة و عدوانيــة تحــي العــراق بــكل تفاصيلــه الســلبية و االيجابيــة ، و هــي ميــزة ــا ــاش ك ــع املع ــل الواق ــد 2003 لنق مكتســبة بعهــو دون رتوشــات أو مســاحيق تجميــل ، ألن ــع ، ــل الواق ــو نق ــة األوىل ه ــينا بالدرج دور السبالصــوت و الصــورة دون توجيــه مــن أي جهــة ــا ــة ، خالف ــتقالليتها الحق ــن اس ــا يضم ــت ، م كانملــا كان معمــوال بــه يف عهــد صــدام حســن حينهــا كانــت مواضيــع موجهــة تهــدف إىل الدعايــة للحكم و الحاكــم ، فكانــت صــوت الرئيــس ال املــرؤوس ، أمــا اليــوم فالســينا يف العــراق قــد أضحــت صــوت مــن ال صــوت لــه مــن املضطهديــن و املظلومــن و

ــا الدمــار. ضحاي

السينما تحتاج إلى تدعيم كبير ، فمن أين تحصلون

على الدعم الماليكــا ســبق و قلــت.. الســينا العراقيــة اليــوم هــي ــب النصــوص و املعالجــة ــن جان ــس م مســتقلة ليفحســب ، بــل حتــى مــن الجانــب املــايل الــذي يعــد ــن ــينا م ــة الس ــه صناع ــا تتطلب ــم مل ــة األه الحلق

ــا ــق حاولن ــذا املنطل ــن ه ــرة ، و م ــات كب إمكانيكأرسة ســينائية عراقيــة أغلبيتهــا مــن الشــباب ــكل ــا بش ــم انتاجاتن ــبيال لدع ــد س ــد أن نج الصاع ، رســمية أو حكوميــة جهــة أي عــن مســتقل فــكان املركــز العراقــي للفنــون املســتقلة املدعــوم ــن إىل ــينائين العراقي ــن الس ــر م ــل الكث ــن قب مجانــب إســهامات بعــض الــدول العربيــة عــى غــرار

ــا. ــوريا و غره ــرص ، س ــر ، م الجزائ

ما هي طموحاتك كسينمائي شاب عراقي

ــي ــر ان الرق ــان ، غ ــوح كل فن ــي طم ــة ه العامليبالســينا العراقيــة هــي مــن اولويــايت حاليــا ، يعترهــا كــا إبــداع مجــرد ليســت فالســينا ــا ــر مل ــك بكث ــن ذل ــد م ــل هــي أبع ــرون ، ب الكثلهــا مــن قــدرة خارقــة عــى نقــل الواقــع كــا هــو ، فتعكــس شــخصية كل واحــد فينــا بــأدق التفاصيــل دون توجيــه ، يكــون فيهــا الجميــع هــم الضحايــا و املذنبــون ، أمــا الحكــم يف النهايــة فهــو للمتلقــي .

وهيبة زيموش

28

..المخرج العراقي مهند الحيال

السينما العراقية..حينما يصنع الدمار جمالية

التعبير عن الواقع

بكلمات تملؤها حيوية الشباب المندفع نحو األمام ، و بعبارات تحمل الكثير من االيحاءات لواقع مرير و أمل كبير

في غد أجمل و إرادة كبيرة في التغيير ، تحدث المخرج العراقي مهند الحيال خالل نزوله ضيفا بقسنطينة عاصمة

للثقافة العربية على هامش مشاركته في فعاليات األسبوع الثقافي العراقي عن السينما العراقية بين األمس و اليوم، و ما عاشته من تغيير جذري بعد 2003 ، تلك النهضة الفكرية

لدى األسرة السينمائية العراقية التي اختارت االستقاللية من اجل العطاء و التميز رغم العراقيل.

Page 29: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

شارع المتنبي

الكلمة تحارب اإلرهاب يف العراق

ــا ــة، له ــة العراقي ــى أن النخب ــان ع ــف اثن ال يختلــات ــدي يف اللحظ ــه التح ــا تواج ــر عندم ــدرة أك قــواء ــي أج ــف العراق ــق املثق ــد خل ــة، و ق العصيبالجهــد انحصــار وســط أبــدع و لــه خاصــة الثقايف،املشــهد ال يظهــر يف شــارع املتنبــي كــا يقــال و إمنــا يف كل بيــت يف بغــداد و العــراق، بعــد أن اســتهدف اإلرهــاب الحضــارة ثــم التاريــخ و اإلنســان ليمتــد إىل الديــن و الســلم األهــي، ونجــح يف تدمــر اآلثــار يف املوصــل و نينــوى وعــدد كبــر مــن األرضحــة .إضافــة العديــد مــن األماكــن الرتاثيــة عــى غــرار قــر النبــي يونــس الــذي يعــد ــجنة ــة املتش ــذه الحال ــي، إال أن ه ــر لنب ــدم ق اقولــدت املفكــر العراقــي مــن جديــد و مل تهــدم

ــارة. ــامل الحض ــم الع ــا عل تاريخ

شــارع املتنبــي و يف اختــالف الروايــات التاريخيــة، ــق ــة التدف ــي و بداي ــه الفع ــخ تأسيس ــود تاري يعالثقــايف إليــه إىل ســنة 1932 ، حيــث وقــع االختيــار أول بإنشــاء للمثقفــن ذاكــرة ليكــون عليــه ــا ــرض فيه ــي تع ــة الت ــة و األدبي ــات العلمي املكتبأقــدم املجلــدات ويبــاع الكتــاب يف املــزاد العلنــي، هازمــا بذلــك فكــر الرصاعــات الطائفيــة و العرقيــة

ــة . ــدأ األفضلي و مب

انصهــرت النخــب املتعلمــة العراقيــة يف مفــردة » املثقــف العراقــي «، وقــد تحــول إىل مهرجــان الشــعراء و املثقفــون فيــه يلتقــي أســبوعي القدميــة. « عــكاظ »ســوق صــورة ليســرتجعوا حيــث يقــرؤون الشــعر و يتدفقــون إبداعــا يف

ال تزال الحياة الثقافية في العراق حية و عصية على اإلرهاب لتتحدى الظروف الصعبة، و في رحلة بحث دائمة

عن شريان ينبض لها وسط مناخ مليء بالعنف، كان الملتقى عند ضفاف نهر دجلة في » شارع المتنبي«.

هذا المكان الصامد منذ تسعة قرون، جمع المفكرين و المبدعين في بوتقة واحدة و تخطى عقبة الطائفية

و العرقية ليكون الحزب الحاكم فيه هو » المثقف العراقي«.

شــتى املجــالت ، و ينقلــون الفعاليــات الثقافيــة مــن جنــوب العــراق املحــارص، مــن نينــوى و صــالح الديــن و االنبــار وديالــة التــي حيــدت عــن ــداد و أضحــت زخــا ال ــايف نحــو بغ املشــهد الثق

يحتويــه اإلعــالم.

ــوق ــي« و »س ــارع املتنب ــن » ش ــي ب ــاط التالق نقعــكاظ »الــذي كان أحــد األســواق الثالثــة الكــرى ــا، ــن يوم ــدة عري ــرب مل ــه الع ــة تأتي يف الجاهليهــو اجتــاع يف ســاحة واحــدة فيتعاكظــون أي يتفاخــرون ويتناشــدون، و كالهــا كانــا ســوقا لــكل البضائــع املاديــة واألدبيــة، يــأيت الشــعراء بقصائدهــم لتعــرض عــى محكمــن مــن كبــار الشــعراء، و هــو مــا يحــدث اآلن يف شــارع املتنبــي الــذي تجــاوز عمــره تســعة قــرون و الــذي أمــى ــد ــن جدي ــن ع ــن الباحث ــن العراقي رس كل املثقفــاب يف ــا للكت ــا دامئ ــات و معرض ــب واملطبوع الكتمختلــف املجــاالت، كــا أصبــح منطلقــا لتظاهــرات

ــباب. الش

ــال ــرف تبدي ــايس ع ــن العب ــوق الوراق ــر أن س يذكلعهــود اســمه مــرات عــدة و مل يســتقر عــى اســم

ــه ، ــا ب ــي تيمن ــم املتنب ــل إىل اس ــد إىل أن وص واحــد ــان العه ــايض إب ــرن امل ــات الق ــمي يف ثالثيني س

ــي. ــي بشــارع املتنب املل

ــو ــيد نح ــن الرش ــق م ــذي ينطل ــي ال ــارع املتنب شــي ــدم املقاه ــوال إىل أق ــداد وص ــط بغ ــة وس دجلللمدنيــة فضــاء هــو االشــبندر«، « األدبيــة ــاء ــة املثقفــة مــن األدب ــده النخب ــة، تقص والثقافوالشــعراء والســينائين و املتخصصــن يف الرســم و النقــش وجميــع أنــواع الفنــون، حيــث محــى صــور االقتتــال و الــدم و مالمــح العنــف ، و أضحــى مســتودعا لباعــة الكتــب الذيــن يفرتشــون األرض نهايــة كل أســبوع للشــارع وتعــدت شــهرته حدود بغــداد، أيــن يقصــده جميــع النــاس مــن كل صــوب ــة ــرون املاضي ــع يف الق ــا طب ــى كل م ــوا ع ليطلعــه اســم » شــارع ــق علي ــز مــن الشــارع أطل يف حياألرسار« وســوق الوراقــن بدكاكينــه الصغــرة التــي يعشــقها طــالب العلــم و املعرفــة و الباحثــن عــن

ــة. ــة و الصائب ــة الحــرة النقي الكلم

ردينة عبد الجليل

حين يسترجع الشعراءسوق عكاظ ببغداد

29

مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

Page 30: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

الحوار

السفري العراقي عدي خري اهللحصريا لمجلة مقام

على هامش االفتتاح الرسمي لألسبوع الثقافي العراقي بقاعة أحمد باي في إطار قسنطينة عاصمة للثقافة

العربية 2015، التقت »مجلة مقام«، بالسفير العراقي عدي خير اهلل، وكان معه لنا هذا الحوار الشيق الذي

عبر فيه ضيف قسنطينة عن حب شعب العراق للجزائر والجزائريين بحكم الروابط األخوية التي الزالت لحد الساعة

متينة وصادقة...

تشاركون كدولة عربية شقيقة في الحدث الثقافي الكبير قسنطينة عاصمة للثقافة

العربية 2015، ما هو انطباعكم عن هذه المشاركة؟

لقــد ذهلنــا اليــوم ونحــن بقســنطينة، وحقــا إنــه جــرس آخــر للتواصــل مــع دولــة الجزائــر الشــقيقة، فعندمــا نتكلــم عــن الجزائــر، نتكلــم بحــب عميــق ونحــن عليــه وتربينــا صغــارا عشــناه وقديــم كبــار، و مشــاركة العــراق يف التظاهــرة الثقافيــة ــل ــن أن تكتم ــدي، ال ميك ــر لبل ــة رشف كب العربيدون حضــور بلــدي، فالعــراق هــو مهــد الحضــارات ــع، ــر والرائ ــاوب الكب ــت بالتج ــات، فوجئ والثقافللجمهــور القســنطيني، وتجاوبــه مــع مــا قــدم مــن

ــراث عراقــي. ت

كيف تقيمون عالقة البلدين الشقيقين الجزائر والعراق قديما

و حديثا ؟

العــراق والجزائــر ليســت العالقــة مــا بــن إن ــة ــا عالق ــة األخــرى، ألنه ــات الدولي شــبيهة بالعالقبدولــة، فعالقــة شــعب بشــعب وليــس دولــة الشــعوب تكــون أمن،نحــن يف كل يــوم نتذكــر ــي ــا الت ــدة، وثورتن ــة املجي ــر الجزائري ــورة التحري ثنعيشــها كذلــك، فالثقافــة ليســت كسياســة متعلقــة بالســلطة، وال كاقتصــاد مرتبــط بالربــح، بــل دامئــا

ــذ. ــي وال تأخ تعط

البرنامج المقدم في إطار األسبوع الثقافي العراقي،

هل كان كافيا ليعكس حضارة الرافدين؟

حضــارة الرافديــن ال ميكــن أن نعكســها يف مهرجــان ــا حضــارة ــر، ألنه ــايف مهــا طــال أو ك ــاء ثق أو لقتعاقــب عليهــا التاريــخ وليســت وليــدة اليــوم، هــي حضــارة متألقــة دامئــا ، حضــارة العــراق بدأت قبــل حــوايل 4000 ســنة، هــي بــكل معنــى الكلمــة »حضــارة للحيــاة«، مل تدخــر وســعا أن تعطــي مــا

متلــك.

قسنطينة علقت جسورها وفي نفس الوقت علقت قلوبنا

30

إيمان زيتوني

تصوير لمين حميدة

Page 31: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

تعرف العراق بمهد الحضارة اإلنسانية، هل تعملون على

الحفاظ على هده المكانة؟نحــن نحــاول أن نفعــل هــذا، لكــن بحكــم أن حضــارة العــراق كبــرة، فالعمــل يكــون صعبــا ــه ــا كان علي وشــاقا، مــن الصعــب أن نصــل إىل مأســالفنا ، خاصــة أننــا نريــد أن نصلهــم ونســبقهم، ــده ــد أن أؤك ــا أري ــن م ــة عســرة، لك وهــذه مهمهــو أن الثقافــة بالعــراق لــن تتوقــف أبــدا، بالرغــم مــن الظــروف، و اآلالم والجــرح الــذي ال يــزال

ــزف. ين

الثقافة العربية، أين تصنف دولة العراق منها؟

أعتقــد أن الثقافــة العربيــة ال ميكــن لهــا أن تكتمــل ثقافــة هــي « آخــر مبعنــى أي العــراق، دون ــرب ــات الع ــراق يف أولوي ــة«، وأرى أن الع منقوصويف ثقافتهــم، ومــع كل مــا يشــهده مــن تفجــرات ــي ــارع املتنب ــد ش ــاكل، نج ــن مش ــه م ــا يعيش وميغــص كل يــوم جمعــة باملثقفــن وبــكل العراقيــن، فيــه يــوم خاص تبــاع فيــه الكتــب وتلقــى القصائد، ــايف ــوم ثق ــوم » ي ــة طــوال الي ــا تظاهــرة ثقافي إنه

ــض«. محــون، ــب أن يك ــة يج ــل يف الثقاف ــد أن التكام أعتقــع، ــان تطب ــب، لبن ــرص تكت ــابق إن م ــوا يف الس قالــيكتب، ــراق س ــه الع ــاء الل ــرأ، وإن ش ــراق يق والع

ــيقرأ... ــيطبع وس س

كيف تحافظون على التراث العراقي في ظل الظروف

الحالية الصعبة ؟ــر بخــالف األشــخاص ، ــة رمبــا مل تفعــل الكث الدولالعــراق كان فيــه اإلعــالم قبــل 2003 مســرا، إعــالم ــم أي رأي ميكــن أن يكــون مخالفــا، املــدح، وتكميــون، ــعراء، القاص ــاء، الش ــق األدب ــك، انطل ــد ذل بعوالســينائيون ، االيجــايب يف هــذا األمــر أننــا نجــد شــبابا حصــدوا الكثــر مــن الجوائــز يف األفــالم، وهــم يف األصــل يعملــون مبؤسســات غــر حكوميــة، ويدعمــون مــن طــرف وســائل أخــرى غــر الدولــة.

الشــعراء موجــودون يف كل قريــة ومدينــة بالعــراق، يف الشــعر الفصيــح، وأيضــا يف الشــعر العامــي، وهــو معــر أكــر، يخــط خطــى شــعر املتنبــي،

الجوائــري، والســياب.

هل هناك تبادل ثقافي دائم ما بين المثقفين العراقيين والجزائريين؟

الحقيقــة يبــدو يل أن هنــاك عزلــة ثقافيــة كبــرة إن صــح القــول بــن الــدول العربيــة، عــدا التالقــي يف

املهرجانــات املنظمــة هنــا وهنــاك، كمهرجــان أبــو ظبــي للســينا، نحــن هنــا حاولنــا أن نفعــل هــذه القضيــة، فبدأنــا بقضيــة الســينا بعقــد اتفــاق مــع اإلشــعاع الثقــايف، وكانــت الطبعــة األوىل بالجزائــر، وســيكون هنــاك الفيلــم العراقــي بالجزائــر، إىل جانــب تنظيــم مهرجــان الســينا الجزائريــة يف ــل، ورمبــا سنشــجع هــذه العــراق يف ســبتمر املقبــه ــي أن أوج ــعر، وال يفوتن ــان للش ــة مبهرج العالقــة ــبات الثقافي ــور كل املناس ــر لحض ــوة للجزائ دع

ــة. العراقي

هــل فكرتــم فــي مشــروع توأمــة

ثقافيــة بيــن البلديــن؟ أظــن أن القضايــا الثقافيــة تحــرك نفســها بنفســها، وال تحتــاج إىل الســفارة ، أو الخارجيــة يك تحركهــا، و نحــن نهتــم بالثقافــة ونســاعد العاملــن بهــا، وأعتقــد أن الجهــات الثقافيــة هــي األوىل واألقــدر

بالتنســيق مــع الجهــات األخــرى لدفــع عجلتهــا.

قلتم في تصريح سابق لكم، إن موقف الجزائر من العراق هو

أرقى موقف، هل من تفسير لذلك؟

مــع التنســيق دون الجزائــر موقــف الحقيقــة العــراق نجــده موقــف متطابقــا، وتفســري أن ــك ــر أيضــا، لذل ــراره والجزائ ــك إرادة ق العــراق ميلــأيت هــذا التطابــق، أمــا بالنســبة للــدول التــي ال يمتلــك قرارهــا، فيكــون القــرار مختلــف عــا لدينــا

ــم. ولديك نعمــل حاليــا عــى تنظيم أســبوع الفيلــم الجزائري ــا ــايف م ــاون الثق ــار التع ــداد، يف إط ــينايئ ببغ الس

بــن البلديــن خــالل الســنة الجاريــة 2015.

ماذا تقولون عن قسنطينة ؟قســنطينة تســحر القــادم إليهــا، ســواء بطبيعتهــا أو بأهلهــا، فهــي مدينــة عريقــة، تحتــوي عــى التاريخ والثقافــة املميزيــن، إىل جانــب أنهــا أنجبــت قامات وهامــات كالعالمــة عبــد الحميــد ابــن باديــس

رحمــه اللــه.هــي املــرة الرابعــة التــي أزور فيهــا املدينــة، هنــاك تغيــر ملحــوظ، توســعت أكــر، ازدادت جــاال حقــا، ومــا يثــر إعجــايب بهــا هــي املدينــة القدميــة » الســويقة«، ذات الطابــع املعــاري الخــاص، هــي مدينــة تجعــل املخيلــة تســبح بعيــدا لتضيــف صــورا جميلــة يف األحــالم، قلتهــا وأعيدهــا اآلن، ــت ــس الوق ــورها ويف نف ــت جس ــنطينة علق » قس

ــا«. ــت قلوبن علق

إ. ز.

31

مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

Page 32: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

Akerrem n taneɣmast tamarikanit tamdukkelt n Dzayer Hao Marvin s umaday n wesmkti wis settin n tnukri n tagrawlaDzayer - Ikerrem uneɣlaf n imujahden Ṭeyyeb zituni taneɣmast tamarikanit tamduk-kelt n Dzayer « Hao Marvin» s umaday n wesmkti wis settin n tnukri n tagrawla. Amek i d-yenn-a walɣu sɣer tneɣlaft.Massa Hao Marvin lal n wis 87 n iseggasen di laɛmer-nnes. Seg yudan yectan u yeččaten ɣef temsalt tadzirit. Mani ad t-naf deg yiseg-

gasen n alxemsinat ani tebda tagrawal-nneɣ ussan-nnes imezwura imer din texdem ṛe-buṛṭajat ɛerrmen i tkebbaneyin n tɣamsa am : The New York times ɣef tagrawla-neɣ.Taneɣmast tamarikanit tenna-d deg usarag a texdem deg tamesrit n ineɣamsen yeḍṛan deg Dzayer mayu ifaten, belli had tekteb asmekti-nnes ɣef Dzayer ad tessenɛet ik-tayen-nnes id n wudmawen n tagrawla d ye-dles yellan temlal yidsen deg yimer-dinni am umeɣṛas Muṣṭfa Ubulɛid.

Snebgin-d imezdaɣ n Teqṣebt n Tmaneɣt wid iḥemmlen aẓawan n ccaɛbi akken ad kecmen deg twennaḍt n tmeddiyin n wag-gur imqeddes n yiseggasen 1960 i lmend n tmeɣra iga ass n letniyen ucennay Kamel Ferdjallah deg teɣlust mucaɛen Malakoff. Akud n tmeddit, iman n ugellid n ccna n cceɛbi, El Hadj Mhamed El Anka yem-muten deg useggas n 1978, yella itezzi ɣef teɣlust taɣerfant iɣer yella yettruḥu aṭas i lmend n uẓawan n uggay n Kamel Ferdjal-lah yellan d yiwen seg ger waṭas n yibal-muden n umerḥum. Aɣlad ameẓyan n Bab Lwad, ideg tuɣ ta-fat i lmend n tmeɣra, usan-d ɣer-s kra n temrawin n wid iḥemmlen aẓwan d lǧiran yesɛan tamdanit d yelmeẓyen yeṭṭafa-ren cceɛbi i yuɣalen ɣer zik-nni ur nebɛid ara ideg llant teɣlusin n Teqṣebt n wadda xeddment yal tameddit timeɣriwin deg wayyur n remḍan. Heyyan timeɣriwin nniḍen n uẓawan n cceɛbi, akken alamma d ass n 17 Yulyu deg teɣlust Malakoff i d-yewwin yakan, Badreddine Bensidi Slimane, Sabri Melha rnu-d Abderrahmane Tiberranine.

Akerrem n taneɣmast tamarikanit tamdukkelt n Dzayer Hao Marvin s umaday n wesmkti wis settin n tnukri n tagrawla

Taɣlust Malakoff terra-d assaɣ-is d cceɛbi

Semmus isental i xtaren yimsuddsen n temli-lit tagraɣlant i d-iteddun ɣef tudert d tṣekka n tmarut tazzayrit Assia Djebar (1936-2015), ad yeḍru waya deg useggas 2016 deg Wehṛan, i d-yenna ass n larebɛa umasay n tedyant, Mo-hamed Daoud. Ad tili temlilit ass n 12 ar 13 Yebrir 2016 ɣef semmus igellusen n usnezgim i umi semman « Tasiwelt d uferriɣ », « Amezruy d tmeddurt », « Tutlayt, wiyaḍ d tmuɣli tasugnant », « Imleqqem d umyeḍres », d « Tasekla d tẓuryin (Ssinima, aẓawan, taklut) », i d-yenna Mass Daoud deg yiwet n tseɣrut i tnegga seg icar tiɣri i tikkin yeldin alamma d 15 Duǧamber i d-iteddun.

« Assia Djebar : Tameṭṭut, taṣekka », d asen-tel ara yilin d amatu n temlilit i d-iteddun i d-yessahel uferdis n unadi ɣef yidles, taɣwalt, tasekla, tutlayin d tẓuryin (UCCLLA), yellan deg Wehṛan. « Timlilit-a ad aɣ-tessiweḍ ɣer tmuɣli tamaynut ɣef tṣekka n Assia Djebar, ad as-nekk segyi-berdan yemgarden n tmussniwin », i d-yenna Mass Daoud, d anemhal daɣen n UCCLLA, d aɣsur icudden s Alemmas aɣelnaw n teg-mi tussnant deg tesnemdant n tmetti d yidles (CRASC) i yellan deg Wehṛan.

Semmus isental iɣef ara d-tawi temlilit tagraɣlant ɣef wayen tura Assia Djebar

32

Page 33: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

Yiwen n wass deg wussan n rebbi, tekker tlemẓit am yal ass i wakken ad tṛuḥ ɣer lexla ad d-tjmaɛ iṣɣaṛen, cwiṭ akka ywer-ra-yas rebbi am akken twala tasenduqt tamectuḥt, dɣa tenna-yas aṛǧu akka ad ẓṛeɣ dacu i yellan deg-s !!Teldi-d tlemẓit tasenduqt, tufa-tt teččuṛ d yidrimen, dɣa tǧelleb seg tumert i d-yi-rezfen fell-as ger tegnitt d tayeḍ, tenna i yiman-is :-A lxir-iw a rrebḥ-iw a yass asaɛdi a yass-a ! tanemmirt-ik a baba rebbi ɣef rrbeḥ i d-yiḍḍallen ass-a ! idrimen-aki ad at-nffer-ɣ anda ur ad ara ten-yiẓeṛṛ yiwen, arma yuɣal gma ɛzizen d argaz !Tuɣal tlemẓit ɣer wexxam, ala affug id ur tufig ara seg lfeṛḥ i yezdeɣen ul-is.Tameddit mi id d-yekcem ‘emm-is n tezdayt, yeqqim yečča imensi, dɣa tenṭeq ɣur-s weltma-s tenna-yas :-A gma amaɛzuz iniyi-d deg leɛnaya-k ! lemmer ad tesɛuḍ aṭas n yedrimen, dacu ara txedmeḍ yes-sen ?-Ad d-aɣ-ɣ akk ayen yebɣa wul-iw, ma yella gran-iyi-d cuiṭ ad am-d-aɣ-ɣ tiqndyaṛ d lfeṭṭa !-Ad ak-yeḥrez uxellaq a gma, ɛzizeḍ ɣlayeḍ, dacu iy-id- yeǧǧan fell-ak !Tessusem tenna deg wul-is : « Gma werɛad yuɣal muqqeṛ, werɛad id d-tḥḍiṛ teswaɛt i ylaqen i wakken ad as-efk-ɣ taɛezzult-nni »Tteddun wussan d yiseggassen, ‘emmis n tezdayt akked weltma-s ttidiren ayen yuran.Yiwen n wass, tekker tmeṭṭut ɣer gma-s , tenna-yas :-A gma ɛzizen ini-yi-d di leɛnaya-k ! lem-mer ad tesɛuḍ aṭas n yedrimen dacu ara

t-weqmeḍ yes-sen ?-A weltma taɛzizt.. ad d-aɣ-ɣ akal, ad d-rnu-ɣ axxam, ad zewǧeɣ i wakken ad n-idir tudert i ygerzen, yerna tura yes-sefk-am ad testaɛfuḍ a weltma, aṭas id tɛettbeḍ i wakken ad iyi-d-terreḍ d argaz, d lawan ad am-rreɣ cuiṭ seg azal-inem !-A yalxir-inu, a yalxir-inu ! gma yuɣal d argaz ! dayen tura ssɛi-ɣ tuyat, tanemmirt i rebbi ɛzizen imi leɛtab-iw yeffeɣ ur tafat.

Tekker teddem tasnduqt n yedrimen, tefka-tt i gma-s, tenna-yas :-Ax idrimen-agi, xxdem yes-sen ayen id d-ttwaliḍ yiwulem ad yettwaxdem.Yumer Memmi-s n tezdayt, yessuden aqerru n weltma-s, yuɣal yewwi idri-men-nni , yuɣ yes-sen axxam d cwiṭ n wa-kal, yerna yceyyeɛ weltma-s ad as-d-tnadi taqcict id t-iwulmen, i wakken ad tt-yaɣ d tameṭṭut-is.Yezweǧ memmi-s n-tezdayt, yerbeḥ yu-fa-tt, yesɛa-d arrac d tullas. Maca yesseɣli-t-id ẓẓheṛ-is deg yiwet n tmeṭṭut tamcumt, ur teḥmil ara weltma-s, imi id tt-nɣan-t tismin, seg id teẓṛa amek id tt-yiḥemmel gma-s, ladɣa imi d nettat id t-id-yessekren armi i yuɣal d argaz.Yiwen n wass, tekker “Sstut mu lebtut” tafejrit n wass, truḥ ɣer lexla, tnuda ɣef wexjiḍ n yizerman, tjemeɛ-d timella-lin-nsen, dɣa tuɣal-d s axxam.Tuṛǧa armi id d-tekcem telwest-is seg tala, gma-s d warraw-is ulac-iten, tenna-yas :-Iyya-d a taɛzzult-nneɣ, ass-agi turew tyaẓiṭ, nniɣ-as ad d-ṛeẓẓ-ɣ cuiṭ n tmellalin, qim ad teččeḍ iban telluẓeḍ a taɛzizt !Teqqim tmeɣbunt tečča armi teqbeṛ, ur teẓṛi ayen id tt-yettṛaǧun meskint.

Simal ad tt-ɛeddin wussan, taɛebbuṭ n tlemẓit ad t-ttazzeg, segmi teččuṛ d tiwek-kiwin, war teẓṛi ayen id d-yiḍeṛṛun.Tekker « Sstut » ɣer wergaz-ines ten-na-yas :-A yargaz, twalaḍ tixidas n weltma-k tam-cumt ? ur twalaḍ ara taɛbbuṭ-ines amek id d-tettimɣuṛ ? d nettat ara aɣ-d-yawin lɛar !.Argaz yexṣeṛ wudem-is seg wurfan, yenna-yas:-Aha beṛka laḥduṛ-agi, ulac tameṭṭut zed-digen am weltma, d neṭṭat iyi-d-yessekren armi yuɣal-ɣ d argaz !! Sseneɣ-tt akken ilaq, ṣṣaḍḥi cuiṭ, ɣur-m ad uɣal-ɣ ad ssel-ɣ i wawal yecban wa ! ta-gi d weltma!.“Sstut” tebra i wallen-is , tuɣal tenna-yas :-Aha ihi ma yella ur t-umineḍ ara aya id ak-d-qqaṛ-ɣ, tameddit ma ad d-tuɣaleḍ s axxam, ini-as “di leɛnaya-m a welt-ma sslef-iyi-d cuiṭ iw qeṛṛu-iw .. ahat ad iyi-yekkes ɛeyyu!”, D t-serseḍ aqeṛṛu-inek deg urebbi-s dɣa ad t-sselleḍ I wayen id d-yeqqaṛ uɛebbuḍ-ines ! ma yella sker-kis-ɣ ihi ad n-mqabal !.Mi id d-yekcem “Memmi-s n tezdayt” tameddit, yuɣ awal n tmeṭṭut-ines, mi id-yeḥḍeṛ yisers aqeṛṛu-yis deg urebbi n welt-ma-s, dɣa yesla yekker wayen yekren di tɛebbuṭ n weltma-s, imi tiwekkiwin uɣalent d yizerman t-ṭṭurarent deg yiẓeṛman n tmeɣbunt n rebbi.Argaz yumen akk ayen id as-tenna “Sstut mu lebtut” n tmeṭṭut-is, dɣa yuɣal amzun d yizem seg wurfan i yezdeɣen wul-is, imi yɣil weltma-s terfed aɛbbuḍ war zzwaǧ. Yugad ad yiqabel lahḍuṛ n medden, dɣa yuɣal ad yett- xemmim amek ara yexdem. Iruḥ ɣer temcumt n tmeṭṭut-ines yenna-yas :-Aha tura a tameṭṭut.. mel-iyi amek ara xedm-ɣ ?-Ulac acu ad at-xedmeḍ a yargaz n lɛali, weltma-k ilaq ad tt-effeɣ seg-yagi, azekka mi ara terbu, dacu ar ad n-ini i yemdanen ?Yekker wergaz tafejrit n wass, imi ur yeqqin tiṭṭ-is s teɣzi n yiḍ.. yessaki-d welt-ma-s, yenna-yas :-Kker a weltma, ass-agi ad n-effeɣ ɣer lexla i wakken ad d-nessqucceḍ, imi ɣer ccetwa i n-teddu.Taqcict tewhem tenna-yas:-Yerbeḥ a gma ! .. aql-iyi-n.Teddukel tmeɣbut akked gma-s d “Sstut” n tmeṭṭut-is. Wwi-n tiqabacin, tinelli, aqjun, tafḍiṣt d teccuyt n texsayt. Leḥḥun abrid abrid armi wwḍen ɣer lxla, yenṭeq “ e‘mmis n-tezdayt “

Timucuha n settiSɣur: Lilya Nath Ouali

33

مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

Page 34: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

-Muqel a tameṭṭut! tasekkurt-agi ḥedritt, ḥader ad terwel. D tagi ara ad-d-yawin atmaten-ines tafsut i-d-iteddun.-Ekkes aɣilif i wul-inek a yargaz n lɛali, id-as-tenna tmeṭṭut-is.Iruḥ wergaz deg webrid-ines, tekker tmeṭṭut ad tesseb talqimt-is, ad tter laẓẓ akin, mi itti-d-temmuger yelli-s tagrudt. Tekker teqcict tenna i yemma-s :-A yemma! ulac uɣilif ad urar-eɣ d tsek-kurt-inna?-Ala a yelli .. lemmer ad yerfu baba-m!Tekker teqcict d imeṭṭi ad tettḥellil di yemm-as, ara mi is-teqbel.

Ad yeg rebbi ad ttyes-selhu; ad ttyer amzun d asaru .. Ur ntett ames-sas; ur neddu ḥafi !Ɣaf yiwen n wass deg wussan n rebbi, yiwen n wergaz iḥemmel mliḥ ṣyada; mkul tafejrit ad d-yekker ad yettkel ɣef rebbi w ad d-yeṭṭef abrid-is ɣer lexlawi. Yiwen n wass yewwi-d tasekkurt amzun d tawizett, isers-itt deg yiwen n-ukentu, dɣa yekker ɣer tɛeyyalt-ines, yenna-y-as :

Memmi-s n tezdaytMacahu..

Siwel-iy-id tamacahut

Yal ass, taqcict ad tteqqen tasekkurt s wemrar, ad ter tawwurt n wexxam, seg tfejrit ara ma d tameddit nettat d urar lak d wefṛux id-as-yeqqlen amzun d amdakul. Yiwen n wass, tetturar tegrudt am yal ass, sekkin teffud; dɣa truḥ ad tsew aman, teɣfel fell-as, ziɣ tawwurt teǧǧa-tt teldi ; mi id-tuɣal tufa-d tasekkurt terwel. Tuzzel teqcict ɣer yemma-s am tin i yeffeɣ le3qel, tenna-yas: -Surf-iyi a yemma ! tasekkurt nni tufeg, terwel, ulac-itt a yemma!!!-Ass-agi ad-aɣ-yneɣ baba-m ! Ah’nnaɣ a yelli texdeɛed-iyi !Tameddit n wass, yekcem wergaz ɣer wexxam-ines, dɣa tenṭaq ɣer-s tmeṭṭut-is s waṭass n tugdi id ttizedɣen tenna-yas : -A yargaz surf-iyi kan ad ak-d-iniɣ yiwet n temsalt, ẓriɣ ad ak-tesserfu.Argaz ce3lent-d wallen-is, mi id as-yenna :-Dacu yellan akka? Ini-d kan dacu n txidas id-yeḍṛan!-Tasekkurt terwel ur ẓriɣ s anda terra!! Yell-ik tella ad tetturar yid-s , teffud dɣa teffeɣ teǧǧa tawwurt teldi mi id-tuɣal tufatt-id ulac-itt !Argaz reffu-ines yɛedda I tilass, yerw-id lxaṭeṛ-ines yenna-yas :-Tura ad ttefɣemt deg snat ad d-ttidtawimt, nniɣ-am ḥader ad ttṛuḥ tinna i d aqeṛṛu n telqimt-nneɣ, akken id tṛuḥ , yessefk ad d-tuɣal, yerna ass-a.-IH.. IH a yargaz! .. Azekka tafejrit n wass ad n.…-Nniɣ-am xaṭi ! tameddit-a yessefk tasek-kurt ad ttens deg wexxam!Teddem tmeṭṭut yell-is, lexla tettak-itt i tayeḍ, tasekkurt yeddem-itt w ubdir, ad

leḥḥunt armi id-yeɣli yiḍ ur ufint ara tasek-kurt tamcumt. Ad Leḥḥunt abrid abrid, armi ɛarqen iberdan meṛṛa. Ur zrint anda seg id-kkant wala s anda ɣer i tteddunt, tugdi tezdeɣ ulawen-nsent, ladɣa imi slant laɛyaḍ n wuccanen. Muɣɣlent seg-a d seg-a, ṭlam d ṭlam dɣa tenna tmeṭṭut i yell-is :Tuli llefɛa, akken kan id teẓṛa tameṭṭut meskint, teqs-itt! tsuɣ s llqedd teɣli-d ɣer lqa3a .. imi tewwed laɛfu n rebbi.Tewhem teqcict deg ayen id yiḍeṛṛun, tessusem kan, tuɣ-itent mkemda, ad t-ttmuɣɣul amek I yekren lewḥuc ɣer lǧetta n yemma-s. Mkul wa aḥric i yebɣa, tekker tewtult tenna:-Di laɛnaya-nwen a yarrac, nekk tuɣmas ǧǧant-iyi, tufẓa ur d-as-zmireɣ ara, muɣlet kan ma yella ad d-yitefkem llufan-nni yellan deg uɛebbuḍ-is, aksum-ines d ale-qqaq, d winna kan i wumi izemer-aɣ.Ččan lewḥuc armi ṛwann, yal yiwen yṭṭef amḍiq-ines yeṭṭes. Taqcict tameɣbunt terratt kan I yimeṭṭi ur terri tiṭṭ-is I tguni seg tugdi d uɣilif, ma yella d tawtult teṭṭef llufan-nni tejmeɛ iɣsan n yemm-as tseres-iten gar yesɣaṛen tɣum-iten s yiferrawen.Yuli wass, kren lewḥuc, yal wa yeṭṭef abrid-ines gar lexlawi. Ma yella tawtult tekker tsawel-as I teqcict tenna-yas:Rres-d s yinna a tameɣbunt n wul-inu, rres-d ad trawelḍ skud ur d-uɣalen ad d-glun yess-m!Tres-d teqcict seg tezdayt, allen-is d tizegwaɣin ad as-tini-d d yidammen seg yimeṭṭawen d lqella n tguni. Tenṭeq ɣer-s tewtult tenna-as:-Atan wa-ki d gma-m, rebbit alama yuɣal d argaz, d netta ara tafeḍ azekka.-Amek ad t-rebbi-ɣ, i ma ad yellaẓ dacu ad asefk-ɣ?-Ax wi-yi d iɣessan n yemma-m ad fell-as yeɛfu rebbi, mi I yebda weqcic imeṭṭi, ddem adif n yiɣessan-a, xdem cuiṭ deg ḍaḍ-im, mi id as-t-tefkiḍ ad yessusem, ass ma ad am-yekfu wadif, efk-as ayefki n tfunast arma yeqqel d argaz. Rrwel tura!

-Tanemmirt-inem a tawtult, lxir-im d amuqran, ur zriɣ amek ad am-terreɣ, tanemmirt tamuqrant imi d kemm id iyi-d-yessukkesen gma seg ufus n lewḥuc. Aqcic-agi da-gi i d-yeldi allen-is, ad as-semmi-ɣ “Memmi-s n tezdayt”.Teddem teqcict gma-s, teṭṭef iberdan-ines t-teddu iḍ d wass, azergu yettak-itt i wayeḍ, tamurt tettak-itt I tayeḍ, armi id d-yussa yiwen n wass anda id tufa kra n yimdanen yelhan i wumi i teḥka taluft-ines, jemɛen-tt fkan-as axxam amectuḥ i wakken ad ttili deg-s wukud d “Memmi-s n tezdayt”.

34

Page 35: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

A kra ittaassan lefjerS tẓallit d ddkerAayent-i abrid a nteṛṛeɣ

Afwad iw ittuaammeṛS cceṛb d lexmeṛUr ddireɣ ur mmuteɣ

Win qesdeɣ ad iy’ isseṛIzga d iwexxerTezwar si tagmaṭ nneɣ

Aṭas aya ay nesbeṛRebaa snin akteṛNtebaa lɣerba tfels aɣ

Amalah a kra nkerreṛIṛuḥ deg-geɣzerUla d Lḥemd’ iaarq aɣ

Taluft n zzman (Si Mohand Umhand)

L’épreuve du siècle Traduction Mouloud Mammeri

Vous qui guettez l’aubeA prier et chanter DieuAimez-moi cette fois je suis au plus mal

Mon cœur est tout bouleverséDe vin et d’alcoolsJe suis entre la vie et la mort

Ceux dont j’ai sollicité l’assistanceSe sont récusésA commencer par mes frères

Il y a beau temps que je patienteQuatre ans et plusJe me suis adonné à l’exil et l’exil m’a ruiné

Las tout ce que j’ai recopiéAu torrent s’en est alléJ’ai égaré jusqu’à la première sourate

Page 36: مجلة مقام العدد 03 - جوان 2015

www.qasantina2015.org

lemqam قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015

ن حميدةصوير لمي

ت