relation entre fousha et aamia

63
ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ1 اﻟ اﻷﻓﻜﺎر ﺤﻮار ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻣﻨﱪ: - ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﳍﺎﺩﻑ ﺍﳊﺮ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ: ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓﺘﻤﻊ، ﻭﺍ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ. ﻣﻮﺍﺋــﺪﻩ: ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﲨﻬﻮﺭ ﻣﻊ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ. ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮﺓ ﻣﻮﺍﺋﺪ: ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﺗﻔﺎﻕ. ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺗﺸﻐﻞ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺣﻮﻝ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ. ﻫﺪﻓ ـــﻪ: ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻭﲡﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻭﺃﺻﺎﻟﺔ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﲢﺪﻳﺚ ﻭﺍﳌﺄﻣﻮﻝ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺣﻮﻝ.

Upload: amesius

Post on 16-Oct-2014

46 views

Category:

Documents


4 download

TRANSCRIPT

العالقة بني الفصحى والعامية

1

حوار األفكارال

:منرب مفتوحاللسان : التفكري احلر اهلادف وتبادل الرأي حول قضايا-

.والثقافة واتمع، املعاصرة والتارخيية

:موائــده .أطروحات للمناقشة مع مجهور املثقفني .اتفاق واختالف: موائد مستديرة لتبادل الرأي .أيام دراسية حول مسائل تشغل الرأي العام

:ـــههدف

حتديث األصالة وأصالة التحديث وجتديد اخلطاب .حول الواقع واملأمول

العالقة بني الفصحى والعامية

2

بني الفصحى والعاميةبني الفصحى والعامية فعاليات املائدة املستديرة اليت أقيمت

قر السمب 24/04/02 يف

:املشاركوناألستاذ الدكتور خمتار نويوات، عضو الس األعلى - 1

.للغة العربية، وأستاذ يف جامعة عنابة

طاهر ميلة، عضو الس األعلى للغة الدكتور األستاذ - 2 .العربية، وأستاذ يف جامعة اجلزائر

األستاذ الدكتور عبد اجلليل مرتاض، عضو الس - 3 .األعلى للغة العربية، وأستاذ يف جامعة تلمسان

األستاذ الدكتور صاحل بلعيد، عضو الس األعلى - 4 .معة تيزي وزوللغة العربية، وأستاذ يف جا

"ط األستاذ خمتار نويواتينشومن ت"

العالقة بني الفصحى والعامية

3

بني الفصحى والعامية-1 خمتار نويوات. د.أ

:دــــــمتهي

.تطور العربية عرب القرون السحيقة -وهذا . النصوص املكتشفة يف احلفريات غري مفهومة -

ة يف القرن السادس عشر النصوص(طبيعيالفرنسيميالدي.(

لقريبة من اإلسالم هلجات خمتلفة عربية اجلاهلية ا - .متقاربة

أثر األسواق واألدب يف تكوين لغة مثالية نزل ا - .القرآن ودعمها

الفنون . ثراؤها وإثراء احلضارة العربية اإلسالمية هلا - .والعلوم وحركة النقل وامتزاج األجناس والثقافات

تطورت يف ظل اإلسالم والقرآن طوال مخسة عشر -معايريها يف شىت ااالت وعلى خمتلف افظة علىقرنا حم

الصويت منها والصريف واملعجمي والتركييب :املستويات احلضاري التارخيي ما اقتضاه التطور ومل تتغير إال مبقدار

.وما تطلبه امتزاجها مبختلف الثقافات

العالقة بني الفصحى والعامية

4

- ة األوىل ملا فهمتأجيال القرون اإلسالمي ثتعلو ب –األستاذ –اجلامعة – الكلية –املدرسة ( نا إال القليل من لغت

–الدراجة – القطار – السيارة – الدميوقراطية –اجلمهورية ).األحزاب السياسية

تطورت اللهجات الدارجة خارج اال الديين تطورا - .حرا فقدت فيه الكثري من مساا

ارجة اليت نتج عن ذلك التطور الطبيعي اللهجات الد - .نلحظها اليوم يف بالدنا ويف مجيع األقطار العربية

بل خيضع لقوانني . هذا التطور ليس عشوائيا فوضويا - .عامة ثابتة يف مجيع اللغات البشرية

أمهية دراسة هلجاتنا العامية ملعرفة هذه الثوابت وملعرفة - .الصلة الوثيقة بينها وبني الفصحى

تتطلب طول الزمن وتضافر صعوبة هذه الدراسة - .اجلهود وتتابعها والتنسيق احملكم

من العسري تتبع هذا التطور ألنه مل يدرس عرب القرون - .واألجيال وألن معظم اإلنتاج األديب وغري األديب ضاع

عدم وجود النصوص املكتوبة باللهجات العامية -جالني أزجال ابن قزمان وأضرابه من الز. وصعوبة كتابتها

.غري مشكولة وال ميكن أن تقرأ كما كانت تؤدى يف وقتها

العالقة بني الفصحى والعامية

5

ومن أمثلة ما يظن . من هلجاتنا فصيح األصل% 90 - .غري عريب

:أمثلة من العامية اجلزائرية اليت أصلها فصيح- من أىن:اسنت ،يا- استأنياين أن :ة. تثبتومن املاد :

ن أصل واحد يدل على أني وأنى وتأنى وآىن وكلها ممتكث : واستنىن يف العامية. األناة والتثبت واالنتظار والترفق

.انتظره ومل يعجل": استأىن به"وانتظر، من الفصحى- وحبحح الواسع :بميدل يف منطقة سطيف على الس

ومنه مبحبح إذا كان يف صحة جيدة؛ . البال الذي يسركم مبا جيعله يف سعة من أمرهيت: ويتبحبحويقال يف . نعوحببح الرجل . يف سعة وخصب: هم يف ابتحاح:الفصحىتوسطها : وتبحبح الدار. متكن يف املقام واحللول: وتبحبح

فالكلمة جبميع : تبحبحت العرب يف لغاا-ومتكن منها؛ و .وجوهها تدل يف الدارجة ويف الفصحى على السعة

- حويقوهلا بتف! ب خيم الباء واحلاء، كلمة تقال للصيبوهي بال شك .نفذ الشيء أو ال يوجد أصال: هو وتعين

الدالة على نفاد-بالبناء على الكسر -"بحباح"من العربية .الشيء وفنائه تقال للسمني املفرط يف: ، بتفخيم الباءينبابا عجينه

العالقة بني الفصحى والعامية

6

لغالم السمني املمتلئ ا: وهي من البب والببة. السمنوبه لقب عبد اهللا بن احلارث لكثرة حلمه يف . البدن نعمة

):طويل(صغره، وفيه يقول الفرزدق .ببة بايعته غري نادم ووبايعت أقواما وفيت بعهدهم

وساخت أقدامه غاصت يف األرض؛ من هبط؛: ساخ -ألقدام يف ا- اخنسفت؛ و-ساخت األرض: العربية .فالداللتان إما متوافقتان وإما متقاربتان: األرض

- فيه: من الفصيح دخل،:خش ه وخشدخل : خشومنه قول زهير بن أيب سلمى . فيه وغاب، ونفذ ومضى

):كامل( ورأى العيون وقد ونى تقريبها

قدربها خالل الغ شظمأ فخ. - يشة و اخليششمن اخل: اخلوهو يف الفصحى: ي :

ثياب يف نسجها رقة وخيوطها غالظ من مشاقة الكتان .مستعملة يف العامية" املشاقة"ومازالت . وأردئه

نظر؛ من الفصيح: ، يف بعض املناطق اجلزائريةدنق -قنيف معامالته ونفقاته؛ ونظر يف : د ق النظراستقصى وأد

.نظرأدام ال: الشيء احلقري، وإليه أضاع: وهو يف العربية مطاوع ودر. ضاع: تودر -

العالقة بني الفصحى والعامية

7

.وودره أوقعه يف اهلالك. ماله يف اإلسرافمن . أهلكه أو أفسده أو ما أشبه ذلك: هرد الشيء -

مزقه؛ شققه؛ خرقه؛ وهردت اللحم : هرد الثوب: الفصيح ):سريع(أنضجته حىت رأ وتفسخ؛ ويف لزوميات املعري

يصبه منها غصن هارد ابهمن يدن للشاكة أثومن العفر وهو التراب . تشاجروا؛ تصارعوا:تعافروا -

ألن املتصارعني حياول كل منهم أن يسقط صاحبه على .األرض وميرغه يف العفر

يبحث عنه؛ من دارالفصيحة ضعفت عينها :يدور عليه -للمبالغة ألن الباحث عن الشيء ييمم جهة فإن مل جيد ما

.يفعل ذلك مرارا، فكأنه يدور. عاد على أدراجهيطلبجعله طاقني مث : من أبرم احلبل. فتله:برم اخليط - .ومنه الربمي، والربمية، والربمية يف الدارجة ويف الفصحى .فتله الضريبة اليت تدفع يف األسواق؛ وهي:املكس -

ضريبة كانت تؤخذ من" املكس: "ويف اللسان. فصيحة .سواق يف اجلاهليةبائع السلع يف األ

من احللس يف الفصحى، وهو كساء رقيق :احلالس - .على ظهر الدابة حتت الربذعة وشبهها

وهي. ينطق بقافها كما ينطق باجليم املصرية:الوقاية -

العالقة بني الفصحى والعامية

8

ة ليقي ظهر الدابة املصابة عما جيعل حتت احللس أو الربد .بالدبر

فالقرشة صوت حنو . من قرش أو جرش: قرمش -والقراشم اخلشن املس؛ . لشن إذا حركاصوت اجلوز واواجلرش حك الشيء اخلشن مبثله كما . والصلب الشديد .جترش األفعى أنياا

والقاف ( كسرة، ومنهم من يقول جدق كسرة شتق -؛ من الشدق ويراد به ما ميأل الشدق من )كاجليم القاهرية .كسرة اخلبز

يقصد باخلطرة املرة، وهو تعبري :شفته خطرة واحدة -ما لقيته إال خطرة، وما :"ويف أساس البالغة.جمازي فصيح

وشاف من ". ذكرته إال خطرة بعد خطرة، تريد أحيانرأيت نساء يتشوفن من السطوح أي : أصل عريب، يقالنصب عنقه : واشتاف الفرس وتشوف. ينظرن ويتطلعن املرآة الصغرية": الشواف"ومن هذه الداللة . وجعل ينظر

. وجههاتنظر فيها املرأة القاف كاجليم القاهرية، ويقصد به الصدر؛ :قاشوش -

.وهو الصدر أو حيزومه: من اجلؤشوش الكتاب والصفحة والكتابة وغري ذلكخربش -

العالقة بني الفصحى والعامية

9

ويف الفصحى . أفسدها خبطوط أو مل يجد العمل فيهاشبرخخربش الكتاب والعمل أفسدمها؛ والكتاب م.

أمهها أنه غري متزن له معان كثرية يف العامية:خيرط -. وقد يقال خيرط. يف كالمه، وأنه غري صادق فيما يقول

واللفظ موجود يف الفصحى بدالالت قريبة من دالالته يف .العامية

هي يف الدارجة ويف الفصحى ما لزق :قرارة الربمة - .بأسفل القدر من مرق أو حطام تابل حمترق

ثفل النب بعد يغلب اللفظ على:التلوة والتالوة - .البقية : والتال والتالوة يف الفصحى. تغليته

كلمة فصيحة هلا عدة دالالت أغلبها يف :جممج - خطه -مل يبينه؛ و: يقال جممج يف خربه. اللهجة العامية

ذهب يف الكالم معه : بفالن-خلطه وأفسده بالقلم؛ وفاملعىن يف . مذهبا غري مستقيم ورده من حال إىل حال

. جيمع بني اخللط واالضطراب والغموض والفساداللغتني هي يف العامية ثالثة أعواد تشد رؤوسها :محارة -

من . جمتمعة وختالف أرجلها؛ تستعمل ملخض اللنبوالظاهر أا على . الفصيحة، باملعىن نفسه" احلمارة"

للوطاب، التشبيه باألتان املسماة أيضا محارة، وكأا مطية

العالقة بني الفصحى والعامية

10

. األن سقاء اللنب يناط، "تغنانت ختسارت: " يقول املثل العامي:تغنانت -

واللفظ األول من الغون . وكال اللفظني بصيغة أمازيغيةوهو يف الفصحى اإلصرار على املعصية ويف اللهجة . الدارجة العناد الشديد واإلنكار رغم احلجج الدامغة

. ومعىن املثل أن اإلفراط يف العناد يورث اخلسارةوهو من العربية . كثريا: يف العامية يعين:بالزاف -

بدليل أن اجليم مازالت تلفظ يف " باجلزاف"الفصيحةوبيع اجلزاف معروف يف الفقه . اجلنوب التونسي

.اإلسالمي غرارة كبرية خياط وسطها جلعلها جزءين :التليس -

. متساويني؛ تتخذ حلمل احلبوب من قمح وشعري وغريمها الفصحى، وعاء يسوى تليسة، يف. ومنه بو تليس، وتلس

من اخلوص شبه القفعة، وهي العيبة اليت تكون عند .القصارين

:بني الفصحى والعامية :فقدت العامية

.)…أمثلة:( اإلعراب باحلركات ومبعظم احلروف - ال باس، املومنني، وتؤدي: تصحيح اهلمز إال يف النادر -

العالقة بني الفصحى والعامية

11

ماكل شارب : اللهجات اجلزائرية املهموز بوسائل شىت .) الشرقيف(ماجي ) يف الشرق(جاي ) يف الغرب(كايل شارب - .خوك اخلاوة وخر ساخر النيف الودنني) يف الغرب(صيغة (نعجتني مرتني : التثنية إال قليال ويف البوادي -

العينني الوذنني : املثىن تدل على اجلمع يف أعضاء اجلسماحلواجب، الشوارب، : الرجلني اليدين؛ وقد جيمع املثىن

). الشفتنيمبعىنخدعت (البناء ملا مل يسم فاعله إال نادرا ويف البوادي -

....)العود سرق شاو ليل. باالمانكتب مشى : تبدأ اللهجات العامية غالبا بالساكن -

.إال يف بعض مناطق اجلنوب... شربيغلب عليها الفتح يف احلرف الثاين مما هو مكسور أو -

.مسع كرب سبع منر بقى شهد :مضموماوحة بني احلركة والسكون هي القاعدة العامة، املر -

كتبت قدرك :تقدمت احلركة أم تأخرت، مطلت أم مل متطل .لكن هذا ال يصدق دائما...خرجوا سامع وطنك ترجم

اتق اهللا (اتل فيه : احلذف كثري يف املفرد ويف املركب -) ال إفراط وال تفريط-الضرر وال ضرار( ال وال عليه) فيه

العالقة بني الفصحى والعامية

12

الش) وأي شيء؟(واش ) ئ وقيل جاءمل جي(وقيل جا بأي ( باش) على أي شيء؟(عالش) ألي شيء؟(

…)شيء؟سدري ) جبذ(جبد ) خنزه(التعاقب واإلبدال نغزة - …)صدم(زدم ) صدري() بشر األدمي(برش ) يراقبه(القلب املكاين يقابره -

)...من قرطم(قرمط ) من البلة(لول، ايل، لي ختتلف يف . ة لكنها متقاربةاللهجات يف اجلزائر كثري -

األداء ويف النطق باحلروف العربية ويف داللة بعض كثري من أمساء النبات واألرض يغلب عليه الطابع . األلفاظ

...).أمثلة(األصلي :العامية والفصحى يف املدرسة

العامية عربية األصل ختدم الفصحى خدمة كربى - .بشرط أن حيسن املعلم االستفادة منها

ميذ زاد وافر من املفردات والتراكيب اليت مارسهاللتل -

. زل والشارعـيف املنعلى املعلم أن يلجـأ إىل الطريقة الطبيعية اليت أدرك -

ا التلميذ اللغة األم أي االستعمال الصحيح للغة واالقتصار .على الفصحى وجرب التلميذ على استعماهلا طوال الدرس

العالقة بني الفصحى والعامية

13

ما كان اختصاصه كل معلم وكل أستاذ معلم لغة مه - .واملادة اليت يدرسها

.الولد يتعلم الدارجة باملمارسة ال بالنحو والصرف -مييز الفعل واملفعول والظرف والتمييز والصفة واملفرد واجلمع واملاضي واحلاضر واملستقبل واجلملة الناقصة

التعريفات النحوية ناقصة يف معظمها . واجلملة التامة بطبعه .تمامنا باإلعرابأو غري صحيحة اله

الولد ال يقلد، بل يسمع ويستنتج القواعد يف العامية - .ويف الفصحى

نعلمه . ما زلنا نعتقد أن النحو وسيلة لتعلم العربية -نرهق التلميذ مبا ال . انطالقا مما ألف منذ اثين عشر قرنا

ال تعطي القاعدة إال بعد ...) أمثلة(يستطيع إدراكه .التمرين الشفوي

لذي نعلمه يف مدارسنا شكلي بعيد عن النحو ا - ).وصلت إىل املدرسة وصوال(العربية الروح

قصة (أمهية التمرين الشفوي الدائم على التصريف - ).تصريف وجل ويسر

البحث يف املعاجم وإعطاء (أمهية العمل املوجه - ).…إبة، مقة، ملة، فئة(القواعد الالزمة لذلك

العالقة بني الفصحى والعامية

14

وسائل وال… وحفظ النصوص…أمهية املطالعة - . السمعية البصرية، واملستحدث من املنتجات

االبتعاد عن الوسائل غري ادية وإضاعة الوقت يف - .اإلعراب والتمارين الكتابية غري املفيدة

.كان الشعراء يعرفون العروض من غري تعليم -حتسيس املعلمني باالقتصار على األهم مما يصلح -

.اللسان، وبتحسني مستواهمأن العامية اجلزائرية قريبة جدا من وصفوة القول -

الفصحى وأنه ميكن اإلفادة منها يف املدرسة السيما يف متارس طريقة تعلمها أي يف ممارسة الفصحى كما

الدارجة، ويف إشعار التلميذ بأن اللغة اليت يتعلمها يف املدرسة هي نفسها اليت يستعملها يف الشارع مع تقوميها

: النداء مثال(قائيا جيده يف الفصيح وأن الكثري مما يعرفه تلحذفها؛ الفرق بني اجلموع يف العاطفة، أحرفه ومواضع ).…معاين التصغري

العالقة بني الفصحى والعامية

15

عوامل تقريب العامية من الفصحى-2 ) اجتماعيةنظرة لغوية ( طاهر ميلة. د.أ

:دــــــمتهيال ميكن احلديث عن موضوع العوامل اليت سامهت

من الفصحى، قبل تقدمي وصف وتساهم يف تقريب العاميةموجز للعالقة املوجودة بني هذين املستويني من التأدية يف اللغة العربية، كما هي عليه اآلن يف اتمعات العربية، إذ أن هناك عددا كبريا من الكتابات حول هذا املوضوع، ميكن

.تصنيفه إىل ثالثة جمموعات كربى متمايزةلكتابات يف املعاجلة اللغوية تتمثل اموعة األوىل من ا

وهذه الكتابات غالبا ما يصل فيها . التارخيية هلذه العالقةأصحاا إىل نتائج واحدة، هي كون هذين املستويني اللغويني، أي الفصيح والعامي، من أصل واحد، فهما

بل هناك، من بني هؤالء الدارسني، من حاول. متقاربان املئوية هلذه القرابة يف مستوى ازال حياول، أن حيدد النسبةوم

العالقة بني الفصحى والعامية

16

.1 باملئة90و 80بني ويقدرها األقل، على املفردات على أمهيته من - يف رأيي –غري أن مثل هذا الطرح

الناحية النظرية والعملية يف متابعة تطور اللغة العربية يف كل مستوياا، يفتقر أحيانا إىل الضبط املنهجي التارخيي، ألن

هذه الكلمات الفصيحة حدث فيها تطور عددا كبريا منداليل عرب العصور، وخيتلف هذا التطور باختالف البيئات العربية، مما جعل هذه الكلمات تعد عناصر لغوية أخرى، كما أن مثل هذا الطرح، ال يساعد كثريا على فهم مشكالتنا

بل يومهنا يف - كما سنرى -اللغوية الناجتة عن هذه العالقة حيان بعدم وجود مثل هذه املشكالت، وهو األمر غالب األ

.الذي يدحضه الواقع اللغوي احلايلأما اموعة الثانية من الكتابات اليت صدرت يف العقود اخلمسة األخرية حول هذا املوضوع، فقد ركز فيها أصحاا

للغوي االجتماعي، باعتبار اللغة ظاهرة اعلى املظهر ظم هذه الدراسات هي وجود وكانت نتائج مع. اجتماعية

: يرجع على سبيل املثال إىل- 1

ال تستعمل إال مبدينة اجلزائر، حماضر أمحد توفيق املدين، كلمات من صميم اللغة - .247، ص 3جللسات، الدورة األربعون مع اللغة العربية بالقاهرة، اجلزء

عبد العزيز بنعبد اهللا، بعض خصائص لغة املخاطبة بني اللغة الفصحى واللهجات يف - .207، 1984، سنة 53العريب، جملة جممع اللغة العربية بالقاهرة، اجلزء الثالث عاملال

العالقة بني الفصحى والعامية

17

مستويات لغوية خمتلفة، بعضها فصيح وبعضها عامي والبعض اآلخر مزيج بني هذا وذاك، وغالبا ما يقف هؤالء الباحثون عند تعداد هذه املستويات ووصف كل واحد منها على

.2حدة، وإظهار مقامات استعماهلا -لذا أصبح من الضروري البحث عن مقاربة أخرى

، تستفيد مما توصل 3 حاول أن يقوم به بعض الدارسنيوهو ماإليه الباحثون يف اموعتني السابقتني من الكتابات، وكذا من الدراسات احلديثة يف جمال التهيئة اللغوية، أي النظر إىل اللغة العربية يف كل مستوياا الفصيحة والعامية وما بينهما، من

اله، بغرض إجياد حيث وظيفة كل مستوى وجماالت استعمالسبل والوسائل اليت متكننا من التقريب بني هذه املستويات، أو التقليل من اهلوة اليت تفصل بينها، ألن عالقة العامية

: هناك عدد من الكتابات منها-2

- Fergusson ©, Diglossia, Word, 15, 1959. - Khaoula Taleb Ibrahimi, Les Algeriens et leurs langues, - Les éditions El-hikma,1995, p 87 ..سعيد حممد بدوي، مستويات اللغة العربية يف مصر، دار املعارف مبصر -

: مثل-3حبث يف اإلطار العام للموضوع، : شكري فيصل، قضايا اللغة العربية -

.24، ص 1986، سنة 26اللسان العريب، العدد قضية التحول إىل الفصحى يف العامل العريب احلديث، دار اد املوسى، -

.الفكر للنشر والتوزيع

العالقة بني الفصحى والعامية

18

بالفصحى، كما هي عليه اآلن يف اتمعات العربية، متثل عنها معظم املشكالت اللغوية اليت ت، اجنر4إشكالية مركبة

.العربيةيعاين منها الناطقون ب ما هو الوضع اللغوي احلايل لتفاعل العامية والفصحى؟ -1

فموضوع العالقة بني الفصحى والعامية هو إذا مسألة لغوية اجتماعية، نتجت عن تقسيم ااالت والوظائف

مظاهرها، إذ اكتفت بينهما يف التعبري عن احلياة يف خمتلفآلداب والعلوم الفصحى بالتعبري عن جماالت معينة، كالدين وا

واألمور السياسية واإلدارية وبعض املظاهر الثقافية والفنية، واقتصرت العامية على التعبري عن جوانب احلياة اليومية؛ يف البيت والشارع والسوق واملصنع وبعض األماكن الترفيهية

. 5وما إىل ذلكوقد أدى هذا التقسيم يف األدوار، مبرور الزمن، إىل

سعة بني هذين املستويني اللغويني اللذين كانا ظهور هوة شاميثالن أصال واحدا دون أي جمال للشك، كما بينت ذلك

وتتضح هذه اهلوة يف عدم قدرة أي . خمتلف الدراساتشخص أن يتكلم بالفصحى بطالقة ودون أخطاء عن أمور احلياة اليومية، كما ال يستطيع هذا الشخص أن يعرب عن

. 8اد املوسى، املرجع نفسه، ص - 4 5- Fergusson املرجع نفسه ،.

العالقة بني الفصحى والعامية

19

لفكرية بالعامية، وهو ما جعل حممود القضايا العلمية وا وهو من كبار األدباء، وأحد أبرز امعيني يف -تيمور

يصف الصراع الدائر بني -جممع اللغة العربية بالقاهرة املدافعني عن الفصحى وبني أنصار العامية، بكون الفئة األوىل تستعمل العامية للدفاع عن الفصحى يف املواقف

.6الفئة الثانية عن العامية بالفصحىاخلطابية، وتدافع ويعين ما سبق أن الفصحى لغة مكتوبة، وليس هلا تقاليد اللغة املنطوقة يف هذا العصر على األقل، وأن ما نسمعه يف وسائل اإلعالم املسموعة واملرئية، من هذا املستوى ما هو إال فصحى مقروءة، و حيوي هذا املستوى

كبريا، يشترك فيه كل العرب، اللغوي كذلك تراثا حضاريا أما العامية فهي عكس . بل جل املسلمني يف بعض جوانبه

الفصحى، لكوا لغة منطوقة، ومل يسبق هلا أن كتبت بكيفية منمطة، كما أن هذه العامية يف حقيقة األمر عاميات، لكل ناحية أو بلد أو إقليم يف العامل العريب عامية

ها مصطلح اللهجة، وتتميز كل ، غالبا ما يطلق عليهخاصة بإلفرادية اواحدة منها مبجموعة من اخلصائص الصوتية و

.7والنحوية واألسلوبية

.178، ص 1956، املطبعة النموذجية، 1 حممود تيمور، ، مشكالت اللغة العربية، الطبعة - 6 .23 شكري فيصل، املرجع السابق، ص - 7

العالقة بني الفصحى والعامية

20

وقد حدث بعض التطور على هذه الوضعية، خالل القرنني املاضيني، إذ استطاعت الفصحى أن تقتحم بعض جماالت العامية، ويظهر ذلك يف دخول عدد من الكلمات

لغة املعامالت اليومية، نتيجة انتشار والتراكيب الفصيحة يف، 8…التعليم ورواج وسائل اإلعالم وغري ذلك من العوامل

كما حاولت العامية أن تلج كليا أو جزئيا بعض امليادين املخصصة للفصحى، ويتضح ذلك جليا يف لغة املسرح ولغة

نتيجة التفاعل بني –وظهر أيضا . 9بعض أقسام القصة والروايةستويني اللغويني من العربية مستوى ثالث، يؤدي هذين امل

وظائف اللغة املنطوقة املشتركة بني كل العرب، أطلقت عليه مصطلحات عدة، منها اللغة الوسطى واللغة املهذبة ولغة

غري أن عدد . 10 وهو مزيج بني الفصحى والعامية …املتعلمنيغوية مستعمليه مازال حمدودا لتفشي األمية، كما أن بنيته الل .11هي أقرب إىل العامية من الفصحى يف نظر بعض الدارسني

.10، ص 1961، املطبعة النموذجية، 1 حممود تيمور، معجم احلضارة، الطبعة - 8 يظهر ذلك جليا يف لغة املسرح ويف احلوار يف اإلنتاج القصصي والروائي مثل روايات - 9

.الطيب صاحل وجنيب حمفوظ وغريمها . 13اد املوسى، املرجع السابق، ص - 10 .81اد املوسى، املرجع نفسه، ص - 11

العالقة بني الفصحى والعامية

21

وميكن أن نستنتج من خالل هذا الوصف املوجز ألنواع الدراسات حول العالقة بني الفصحى والعامية، أنه ال ميكن االستغناء عن أحد هذين املستويني من التعبري، وبالتايل

الدعوة فاالنتصار للفصحى وحدها، كما هي عليه اآلن، أوإىل العامية مبفردها موضوع فيه نظر، ألن للفصحى كثريا من املزايا، تفتقر إليها العامية، وال يتسع املقام لذكرها هنا، لذلك ، 12تبناها العرب احملدثون بعد صراع كبري مع دعاة العامية

ولكن للعامية أيضا عدد من املزايا غري موجودة يف الفصحى، ذا السبب مازال املوضوع مطروحا جيب أال نتجاهلها، وهل

ويف مثل هذه املناسبة السعيدة 13للنقاش يف األوساط العلمية .اليت أتاحها لنا الس األعلى للغة العربية

زكريا سعيد نفوسة، تاريخ الدعوة إىل العامية وآثارها يف مصر، دار املعارف، القاهرة، -12

.1980طبعة ثانية، : يرجع يف هذا املوضوع إىل- 13

والنشر، جممع اللغة العربية بالقاهرة، التراث امعي يف مخسني عاما، مسريكو للطباعة - . فما فوق99أمباية، ص

. فما فوق235رجع السابق، اد املوسى، امل -

العالقة بني الفصحى والعامية

22

ماذا نتج عن هذا الوضع اللغوي من مشكالت؟ -2 اللغوي الذي نطمح إىل حتقيقه؟ هل ميكن جتاوزه؟ ما هو الوضع

د كبري من املشكالت لقد نتج عن هذا الوضع عداللغوية، جند يف مقدمتها املدة الزمانية الطويلة اليت يستغرقها متعلمو اللغة العربية الفصحى، دون احلصول على نتائج

، وما تفرع عن هذه الوضعية 14مرضية يف كثري من األحيانمن مشكالت خمتلفة، كالتخلف يف حتصيل املعارف العلمية،

رف إىل الشكل الذي كتبت به هذه ألن أذهان املتعلمني تنصاملعارف، أكثر من التفكري يف حمتويات هذا الشكل، وعدم وجود لغة منطوقة مشتركة بني كل الناطقني بالعربية، تكتسب بكيفية طبيعية وعفوية، كما هو احلال يف اللهجات العربية املختلفة، وهو األمر الذي يكون قد ساهم يف عدم

واإلعالمي والثقايف بالصورة املرضية، بلوغ اخلطاب السياسي .إىل كافة الطبقات االجتماعية، مهما كانت درجة تعلمها

ولعل من بني األسباب األساسية يف ضعف تعليم باإلضافة إىل األسباب الداخلية املرتبطة بعملية التعليم –العربيةهو أن مكتسبات الطفل اللغوية اليت متت بكيفية سليقية -ذاا

وغه سن التمدرس، ال تستثمر يف املدرسة بصفةقبل بل

.26 شكري فيصل، املرجع السابق، -14

العالقة بني الفصحى والعامية

23

، بل حتارب هذه املكتسبات أحيانا، حبجة أا غري 15عقالنيةفصيحة، وأن ما تعلمه هذا التلميذ يف املدرسة من فصحى، يضيع كثري منه، وهو خارج هذه املؤسسة، أو عند خترجه

.منهاوالرهان املطروح اليوم أمامنا، هو كيفية اخلروج من

ه الوضعية، أو جتاوز أهم عقباا على األقل؟ وكيف هذنستفيد من مزايا الفصحى يف قواعدها ومتنها وأساليبها، ومن مزايا العامية يف املفاهيم احلضارية املتداولة بني الناس ويف قواعد االقتصاد اللغوي املشتركة اليت تتميز ا، من أجل

البداية الوصول إىل مستوى لغوي، كحد أدىن مشترك يفبني كل اجلزائريني يف املرحلة األوىل، وبني كل العرب يف املرحلة الثانية، يؤدي وظائف اللغة املنطوقة واللغة املكتوبة يف آن واحد، ويكتسب بكيفية عفوية قبل الدخول إىل املدرسة، ويصلح للتعبري عن خمتلف مظاهر احلياة الروحية

كثري من اللغات احلية والفكرية واملادية، كما هو احلال يف يف زماننا اليت متتلك قدرا مشتركا من القواعد واملفردات،

ألجنيب اكتسبه كل الناطقني ا، بكيفية سليقية، وباستطاعة حاجاته له بقضاء ، يسمح أن يتعلم جزءا منه يف مدة قصرية

نظرا لوجود العامية يف املعامالت اليومية واللغات األجنبية يف بعض املصاحل اإلدارية - 15

.واملؤسسات االقتصادية

العالقة بني الفصحى والعامية

24

.دون عناء األساسيةاهلدف ممكن على املديني املتوسط هذا إن حتقيق مثل

تبعا ملدى جناح عملية التهيئة اللغوية وازدهار -أو البعيد ألن تاريخ كثري -احلركة الثقافية والفكرية يف العامل العريب

من اللغات املعاصرة وتطور الدراسات يف جمال التهيئة ، وتنوع وسائل التعليم واالتصال، يؤكد إمكانية 16اللغوية

.بلوغ مثل هذه الغاية كوين هذا الوضع اجلديد؟من يساهم يف ت -3

إن كل أفراد اتمع معنيون ذه العملية، غري أن املرحلة األوىل، تشرع فيها بعض املؤسسات والفئات االجتماعية اليت هلا تأثري كبري يف اتمع ، حبكم وظائفها أو

: ومن أهم هذه املؤسسات والفئات. مكانتها االجتماعيةحمليط اخلارجي واملسجد واحلركة التعليم واإلعالم واإلدارة وا .األدبية والثقافية واتمع املدين

:وفيما يأيت وصف موجز لكل عامل من هذه العوامل :التكوين والتعليم -

إن التعليم هو من أهم العوامل يف احملافظة على اللغة

16 - Hagège ©, Voies et moyens de l’action humaine sur les langues, in La réforme des langues : histoire et avenire, volume 1, Printed in Belgium, by Orientalist, Louvain, 1983, p 65.

العالقة بني الفصحى والعامية

25

، 17العربية ونشرها، كما تؤكد ذلك كل الدراسات األكادميية التعليم إجباريا، كما هو احلال عندنا، والسيما إذا كان هذاوإذا نظرنا إىل واقع تعليم العربية . وكانت نوعيته جيدة

احلايل، من منظور املوضوع املعاجل يف هذه اجللسة العلمية، جنده مقبوال على العموم يف أهدافه وبراجمه، ألنه يطمح إىل . إكساب التلميذ اللغة العربية يف شقيها املكتوب واملنطوق

ويظهر ذلك فيما أقرته نصوصه الرمسية من أهداف، وما إال أن هناك نقائص واضحة . 18تضمنته براجمه من موضوعات

يف طرق التدريس وتطبيقاا اليومية بسبب ضعف التأطري .وقلة اإلمكانات

غري أن تعليم أي لغة ال يكون ناجحا، إن مل تثمن رج املؤسسات نتائجه، ومل جيد صدى يف احلياة العملية، خا

وهو األمر الذي ساهم يف تأخر تعليم العربية يف . التعليميةالبلدان العربية عامة، ويف اجلزائر على وجه اخلصوص، لوجود العامية واللغات األجنبية اليت تقوم ببعض الوظائف التبليغية

.األساسية يف اتمع

17- Mackey (W.F), Bilinguisme et contact des langues, Coll :Initiation à

la linguistique, Klincksieck, Paris, 1976, P 45/ أصدرا وزارة التربية الوطنية فيما يتصل بأهداف يرجع إىل خمتلف النصوص الرمسية اليت-18

.تعليم اللغة العربية وبرباجمها

العالقة بني الفصحى والعامية

26

وميكن أن نضيف إىل هذا العامل األساسي يف التقريب العامية والفصحى أو يف تكوين املعيار املشترك ما يكتسبه بني

الشاب من لغة مشتركة أثناء اخلدمة الوطنية أو اخلدمة .العسكرية كما يسميها أهل املشرق

:وسائل اإلعالم -جيمع الدارسون أن اإلعالم ، مبختلف أنواعه ووسائله،

. 19ترقيتهاال يقل أمهية عن التعليم يف نشر اللغة، واملسامهة يف ولقد أدى اإلعالم العريب هذه املهمة، منذ القرن التاسع عشر

فإذا كان دور الصحافة جليا، منذ . إىل اليوم أحسن تأديةالبداية، يف إحياء منت اللغة الفصحى وإثراء معجمها وصقل أساليبها، فإن دور وسائل اإلعالم املسموعة واملرئية، كان

وخاصة ما يسمى اللغة أوضح يف نشر اللغة املنطوقة،الوسطى، من خالل نشرات األخبار واحلصص العلمية

.والثقافية املختلفة اليت تبثهاوهناك صعوبات تعترض وسائل اإلعالم، بعضها

إلعطاء – فيما أرى -موضوعي وبعضها اآلخر غري ذلك تكمن الصعوبات األوىل يف عدم . مزيد من الدفع للعربيةلغة املستعملة وبني مقتضيات إبالغ التوفيق بني نوعية ال

19 - Mackey 50، املرجع السابق، ص.

العالقة بني الفصحى والعامية

27

الرسالة اإلعالمية اليت تتطلب التبسيط حىت تصل هذه الرسالة إىل كل الطبقات االجتماعية، ومثل هذا األمر واضح يف لغة

ويتمثل النوع الثاين من الصعوبات يف املبالغة يف . 20اإلشهار .21احلصص املذاعة أو املتلفزة بالعامية

:اإلدارة -ثري اإلدارة واضحا يف اللغة املكتوبة على وجه يظهر تأ

اخلصوص يف املرحلة األوىل، والسيما تلك اليت هلا امتداد واسع يف اتمع، كوزاريت الداخلية والربيد وبعض املؤسسات الكبرية مثل شركيت الكهرباء واملياه، من خالل الوثائق

يتعدى وقد . اإلدارية اليت تسلمها أو تستلمها من املواطننيويف مثل هذا . هذا التأثري إىل اللغة الوسطى يف املرحلة الثانية

الصنيع دعم وتعزيز ملا يقوم به املعلمون ورجال اإلعالم …وغريهم

ولقد خطت اإلدارة اجلزائرية خطوات كبرية، يف السنوات األخرية، فيما يتعلق بالوثائق ذات االنتشار الواسع

أعماال كثرية مل تنجز يف ااالت بني املواطنني، إال أن هناك

الطاهر ميلة، األلفاظ احلضارية احلديثة يف العربية بني الوضع واالستعمال، أطروحة - 20 .270، ص 2002كتوراه الدولة، جامعة اجلزائر، د

الشرف، األطفال وحمتوى اإلعالنات يف التلفزيون السعودي، الدارة، سامي حممد ربيع-21 .207، ص 1414شعبان -، رجب4العدد

العالقة بني الفصحى والعامية

28

ذات الطابع التقين واالقتصادي، ليس بسبب قلة املصطلحات وقلة التجارب يف العامل العريب، وإمنا بسبب توخي الدقة يف التعبري عن املفاهيم املالية والتقنية اليت ال تقبل اخلطأ يف رأي

.22العاملني يف هذه امليادين :احمليط اخلارجي -

صطلح احمليط اخلارجي، يف هذا السياق، ما نعين مبيظهر لإلنسان يف الشارع ويف الساحات العمومية وعلى

وال خيفى على ما هلذه الكتابات . املباين واجلدران من كتابات .من تأثري يف تعزيز املكتسبات اللغوية ويف إثرائها

وعلى الرغم من اجلهود اليت بذلتها الدولة يف تعريب الت هناك نقائص كثرية، منها وجود الفتات فوق احمليط، ماز

احملالت التجارية ولوحات إشهارية بلغات أجنبية فرنسية ومنها األخطاء وإجنليزية، ومنها عدم توحيد التسميات،

على الرغم من النداءات الكثرية إىل… اللغوية ورداءة اخلط إخل .تصحيحها :املسجد -

ذ السنوات األوىللقد لزمت اللغة العربية املسجد من

مني الدراسيني اللذين نظمهما الس األعلى للغة العربية يف و وقد تبني ذلك من خالل الي- 22

. زائرية حول واقع تعميم استعمال اللغة العربية يف اإلدارة اجل1999 مارس 22 و 21يومي

العالقة بني الفصحى والعامية

29

من نزول القرآن إىل اليوم، فيه اختبأت أثناء احملن، يف مثل عهد االستعمار عندنا ويف عدد من البلدان العربية، ومنه . انتشرت إىل غريه من األماكن والبلدان يف الظروف األخرى

يوجد يف اجلزائر يف الوقت احلايل ما يربو عن عشرة عدد أن يكون له تأثري عظيم آالف مسجد، ومن شأن هذا ال

يف العربية املنطوقة، والسيما، إذ علمنا أن كل مسجد يؤومه عشرات األشخاص كل يوم، وخاصة أيام اجلمعة واألعياد

.الدينية :احلركة األدبية والثقافية -

يشهد التاريخ احلضاري لكثري من األمم أن األدباء هم ، 23 نطاق واسعالذين طوروا لغات هذه األمم ونشروها على

بل إن بعض هذه اللغات تعرف بأمساء هؤالء األدباء، مثل .اإلجنليزية والفرنسية

إن نشاط احلركة األدبية والثقافية يثري حمتوى اللغة فقيمة اللغات تقاس مبا كتب . ويقرا من الفئات االجتماعية

.ويكتب ا من مضامني وحمتويات

شوقي ضيف، توحيد املصطلح العلمي يف النقل والتعريب، جملة جممع اللغة العربية - 23

.95، ص 45القاهرة، جزء

العالقة بني الفصحى والعامية

30

:اتمع املدين وكثافة أنشطتها الثقافية والعلمية، إن كثرة اجلمعيات

وتساعد على خلق 24تساهم يف ترقية اللغة العربية وتطويرهااالنسجام الفكري بني امللتفني حول كل واحدة منها، وبالتايل التقريب بني اللهجات املختلفة الذي من شأنه أن

.يؤدي إىل نشر اللغة املنطوقة املشتركة Bain) ق محام لغوي إن أمهية هذه العوامل يف خل

linguistique) تكمن يف تكاملها ويف التغلب على النقائصوالدليل على أمهية تكامل هذه العوامل، نتائج . املشار إليها

عدد من الدراسات، منها دراسيت اخلاصة باأللفاظ احلضارية اليت أظهرت فيها أن الكلمات الشائعة اليت وصلت إىل

أللفاظ اليت وردت يف معظم هذه املواطن العادي هي تلك ا، مثل 25الوسائط اإلعالمية يف مستوى الفهم على األقل

السيارة والطائرة واملذياع واهلاتف واملدير ومئات من .الكلمات الوظيفية احلية األخرى املتداولة اليوم

دراسة يف منو وتطور اللغة العربية يف العصر احلديث، اهليئة املصرية : حلمي خليل، املولد- 24

.32 ص 1979العامة للكتاب، فرع اإلسكنرية، .ة، املرجع السابق، يرجع إىل الفصل األول من الباب الثاين الطاهر ميل- 25

العالقة بني الفصحى والعامية

31

:املراجع سعيد حممد بدوي، مستويات اللغة العربية يف مصر، دار -

.املعارف مبصرعبد اهللا، بعض خصائص لغة املخاطبة بني بد العزيز بنع -

اللغة الفصحى واللهجات يف العامل العريب، جملة جممع اللغة العربية .1984، سنة 53بالقاهرة، اجلزء الثالث

. حممود تيمور- .1961، سنة 1معجم احلضارة، املطبعة النموذجية، الطبعة - .1956ملطبعة النموذجية، ، ا1مشكالت اللغة العربية، الطبعة -دراسة يف منو وتطور اللغة العربية يف : حلمي خليل، املولد-

. 1 1979اهليئة املصرية العامة للكتاب، فرع اإلسكنرية، العصر احلديث سامي حممد ربيع الشرف، األطفال وحمتوى اإلعالنات يف -

.1414شعبان -، رجب4التلفزيون السعودي، الدارة، العدد شوقي ضيف، توحيد املصطلح العلمي يف النقل والتعريب، -

.45جملة جممع اللغة العربية بالقاهرة، جزء حبث يف اإلطار العام : شكري فيصل، قضايا اللغة العربية -

.1986، سنة 26للموضوع، اللسان العريب، العدد جممع اللغة العربية بالقاهرة، التراث امعي يف مخسني عاما، - .و للطباعة والنشر، أمبايةمسريك

العالقة بني الفصحى والعامية

32

أمحد توفيق املدين، كلمات من صميم اللغة ال تستعمل إال -مبدينة اجلزائر، حماضر اجللسات، الدورة األربعون مع اللغة العربية

.3بالقاهرة، اجلزء اد املوسى، قضية التحول إىل الفصحى يف العامل العريب -

. احلديث، دار الفكر للنشر والتوزيع الطاهر ميلة، األلفاظ احلضارية احلديثة يف العربية بني الوضع -

.2002واالستعمال، أطروحة دكتوراه الدولة، جامعة اجلزائر، سنة زكريا سعيد نفوسة، تاريخ الدعوة إىل العامية وآثارها يف -

.1980مصر، دار املعارف، القاهرة، طبعة ثانية، - Hagège ©, Voies et moyens de l’action humaine sur les langues, in La

réforme des langues : histoire et avenir, volume 1, Printed in Belgium, by

Orientalist, Louvain, 1983.

- Khaoula Taleb Ibrahimi, Les Algériens et leurs langues, Les éditions

El-hikma,1995.

- Mackey (W.F), Bilinguisme et contact des langues, Coll : Initiation à la

linguistique, Klincksièck, Paris, 1976.

العالقة بني الفصحى والعامية

33

العــامي والفصيح يف ضوء لــغة األم األستاذ الدكتورعبد اجلليل مرتاض

:جتربيت الدراسية مع العامي والفصيح

مما أجده ميسرا لإلفضاء به أن ممارسيت ملثل هذه اإلشكالية اللغوية املعقدة ليس على مستوى اجلزائر وحدها، ليست األوىل من نوعها، لقد قضيت أكثر من ربع قرن

قا من اللهجات العربية القدمية وفوارقها املتنوعة، وكان انطال 1آخر عمل ضت بإجنازه يدور حول توصالت عربية قدميةلغة "عادة ما كان علماء اللغة العرب القدماء يطلقون عليه

، وقل من العلماء من كان جيرؤ على "حلن العامة"أو " العامةيكن ضليعا يف تلحني عامل لغوي ورمبا رد حلنه عليه إن مل

.العربية وأسرارها وهلجااإن إجنازنا املشار إليه أدناه مل يكن أكثر من قراءة لغوية مقارنة حاولت أن ترصد تلك التكلمات اليت كان يتخاطب ا العامة من العرب يف كل من األندلس وصقلية

كل تكلم من تلك التكلمات على حدة 26وبغداد ومقارنةملتداولة بيننا، وخاصة تلك املتصلة باللغة بلغتنا اجلزائرية ا

وقد صدر أخريا يف دار الغرب " تراكيب هلجية عربية جزائرية يف ضل الفصحى" أعين 26

.بوهران

العالقة بني الفصحى والعامية

34

اجلبلية " مسريدة"الطبيعية اليت نشأت وكربت معها يف قرية الساحلية املعزولة عزال كليا عن العامل اخلارجي، وكان املقياس أو املعيار اللساين الفصيح من غري الفصيح إلعالء مرتلة لغة عامية على لغة عامية أخرى هي العربية الفصحى

.نفسهاوباختاذي مدونات لغوية معاصرة لتلك التكلمات الثالثة، تبني يل ميدانيا أن اللغة اجلزائرية كانت األقرب دائما إىل العربية الفصحى منها إىل تلك التكلمات، وأن كثريا من األلفاظ اليت قد نعدها عامية ومذمومة مطرحة ما هي إال

اجلزائرية ضاربة ألفاظ أفصح مما قد نتصور، وأن عاميتناجبذورها يف عمق الفصحى البعيد لعوامل حتتاج إىل دراسة

.ميدانية مضنية ال يستطيع فرد واحد أن يقوم ا :التواصالت اجلزائرية عربية فصيحة

وحنن إذا استثنينا أمساء النبات اهلائلة عندنا، واليت إال التزال تسمى بأمسائها اجلزائرية األصيلة واليت ال يعرفها

الفالحون والرعاة والقرويون، فإن لغة التواصل العام بيننا لغة عربية فصيحة ال يشوا إال التكسري يف حماصيلها الصوتية، بل حىت أمساء األماكن والقرى واجلبال تتنافس فيها الفصحى والعامية جنبا إىل جنب، ترجع إىل أسباب ثابتة ومتحركة،

مما هو موجود يف أرض وإىل ما هو منعدم أصال يف أرض

العالقة بني الفصحى والعامية

35

أخرى، وإىل ما يطفو يف كل عصر من أداءات وخطابات جديدة، ويف الوقت نفسه تندثر كلمات وتراكيب قدمية مل تعد من سلوك أو احتياج اتمع اخللف، وهذا قد يصدق على الفصحى أزيد مما ينطبق على العاميات العربية برمتها

وثقافية وإبداعية لكون األوىل معرضة النتهاكات لسانية .مستمرة، بينما الثانية عادة ما يغلب عليها االنغالق والثبوت

:الثروة الفصيحة لدى الطفل اجلزائريومن اخلطأ املريب أن نذهب ذلك الذهاب التقليدي بأن الطفل اجلزائري يف املدرسة يقضي وقتا طويال من أجل

الرياضية أن يتعلم الفصحى، ويفهم النصوص واحلوار واملواد والعلمية فهذا وهم ليس بعده وهم، ألن الطفل يدخل يف سن السادسة برصيد لغوي هائل، إال إذا كانت املناهج املدرسية حتاول أن جتعل منه ناشئا غريبا عن بيئته وحميطه، لكن اإلشكال أن الطفل يشعر بني عشية وضحاها بغرابة

ودورها االستعمال، والقهر اللساين، والتعسف التربوي،يكمن يف كيفية إزالة هذه العوائق الثالثة من نفسية الطفل الذي يغدو ويشعر بنفسه وكأنه منذ احلني أمام عاملني، عامل مألوف، وهو عامل بيته وأمومته وطرائق حماكاته، وعامل أجنيب، هو عامل املدرسة الذي ال يتصوره أقل من سجن

.مؤقت

العالقة بني الفصحى والعامية

36

دورها الناجح يف وبإمكان كتبنا املدرسية أن تلعب تقريب العامية من الفصحى من خالل تفصيح الرصيد اللغوي الذي اكتسبه الطفل خارج املدرسة من خالل إزالة احلواجز الثالثة املشار إليها آنفا، وتركه يفصح ويعرب عن نفسه بأي كلمة يشاء، ويكون دور املعلم اإلشراف على التصحيح

لفصحى وهو نادر جدا، الصويت، وإبدال ما هو أجنيب عن امبا هو فصيح سليم، حبيث سيصبح الطفل نفسه يشارك يف عملية تفصيح العامية إذا مل نقتل فيه روح املبادرة، وهذا دون إمهال وسائل أخرى يف إجناح هذه العملية اليت ال ميكن حتديدها بزمان وال مكان، ألن اللغة ما هي إال مستويات

.مةاجتماعية وحقلية وفنية دائوأهم قضية تراعى يف هذا املوضوع أن نأخذ بعني االعتبار املستوى الذي نتعامل معه، وكذا خصوصية املنطقة، كما أردنا أن نتطاول على تفصيح كلمات عامية، ألن االحتكاكات اللغوية خمتلفة نسبيا بني منطقة وأخرى يف بلد كاجلزائر مساحته مليونان ونصف مليون كيلومتر مربع،

طبيعتها وطبائعها، يفضال عن كون مناطق بالدنا متباينة فوحىت املناطق اليت ال ننكر أن هلا خصوصيات لغوية معينة موروثة عن أسالفنا، حتتوي خطاباا اليومية على نسبة معتربة من الكلمات العربية اليت امتزجت ا كامتزاج دمائنا بدماء

العالقة بني الفصحى والعامية

37

رة قرنا، وكذلك ال الفاحتني العرب املسلمني منذ أربعة عشيتردد غري واحد من الدارسني املختصني أن القبائلية عندنا

من % 49آلت إىل هجني لغوي عريب آمازيغي، وأا حتتوي وهذا ، %65الكلمات العربية، وذهب البعض اآلخر إىل رقم

التداخل ال يعد قصورا يف لغة أمام كمال يف لغة أخرى، ألننا تداخلة لغويا مع كلمات ثقافية ودينية ال نعرف لغة حية غري م

وعلمية مستوردة من لغات متازجت ا تارخييا وعرقيا .وحضاريا

:العامية ذخرية للفصحىوبالنسبة للغتنا اجلزائرية املتداولة شعبيا، وبصرف النظر عن تعدد مستوياا تبعا لتعدد مستويات املتكلمني ا حسب

ليست فقط قريبة من الفصحى، مراكزهم وثقافة مهنهم، فإا ز وذخرية هلا، وحسب تقديرنا أن الكم الفصيح ـبل هي كن

ي ونظيف فصاحة قفيها ال يقل عن تسعني يف املائة، وما هو نأكثر نسبة مما هو مشوه، والنقاوة جندها يف البنيات اإلفرادية للكلمات، وأما التشوه فيالحظ يف اللواحق والسوابق

والتحقيق الصويت وهي ترجع ألسباب ال والقواعد النحوية .جيهلها علماء اللسان العام

العالقة بني الفصحى والعامية

38

:لغة األم أو اللغة األمصفة " األم"وجعل " األم"إىل " لغة"شتان بني إضافة

: ، مث إن هناك أمناطا أو مستويات شىت من اللغات"اللغة"لـ اللغة املكتوبة، اللغة املنطوقة، اللغة الطبيعية، لغة مسقط

، Langue d’Unionاللغة املوحدة Langue Maternelleالرأس-Langueصدر امللغة اليتة، اللغة األخت،امللغة الية، احللغة ال

source. ومنذ البداية خامرين الشك يف الغموض الذي يصحب

Langueأي" لغة األم"هذا العنوان، ولذا فإن املقصود هنا هو de Mère وليسLangue Mère األصل للغات اليت هي اللغة

تتفرع منها كتفرع الفرنسية واإليطالية عن الالتينية، ومن مث .فإن هذه األخرية هي اللغة األم للغتني السابقتني

غري أن األمر بالنسبة للغة كالعربية فإن األمر معقد لسانيا فيها، وهذه الظاهرة من التعقيد ظلت تصحبها عرب

شار العربية واتساع تارخيها، وازدادت أكثر تعقيدا بعد انترقعتها اجلغرافية وإقبال جاليات غري عربية لسانا على تكلمها واختاذها لغة دين وإدارة وثقافة وختاطبات يومية، األمر الذي جعل تلك اللغة األصل اليت هي الظاهرة ال ختلو من فوارق لغوية قدمية بني متكلميها األصليني حىت قبل نزول القرآن مما

واحدة تتحلل إىل تكلمات وهلجات ال يعلم جعل لغة أم

العالقة بني الفصحى والعامية

39

عددها باحث خمتص يف اللهجات العربية وعلم اللهجات، وكل ما هو مؤكد لدينا أا تعد اليوم باملائات وما أشري إليه أعاله ال يدعو إىل قلق لغوي عريب متشائم، فاملسألة بكل ائية بساطة تتعلق بالثنائية اللغوية بني الفصحى والعامية، والثن

يعين الذيBilinguisme ـهنا ال تشري إىل ما يعرف باستعمال لغتني مبستوى واحد أو متفاوت قليال من اإلتقان، بل تشري إىل استعمال مستويني لغويني خالل عملية االتصال،

Langueأحدمها متعلق مبا يدعى اللغة الرفيعة أو اللغة الفصحىSoutenue وآخرها ركيك Lâché.

أشار إليه دي سو سور بوضوح، وهو وهذا ماميكن للوحدة اللغوية أن : "يتحدث عن اللغة األدبية واحمللية

تدمر فتنقرض، وقد يتم ذلك بتأثر لغة طبيعية بلغة أدبية األمر الذي يفضي ألن يكون السواد األعظم من …أخرى،

السكان ثنائي اللغة متحدثا يف آن لغة الكل واللغة احمللية ، والواقعة عامة .. نلمحه يف مناطق من فرنسا عديدة،وهذا ما

يف أملانيا وإيطاليا إذ تستمر اللهجة اإلقليمية واللغة الرمسية يف " اللغة األدبية"، حىت وإن كان دي سوسور ال يعين بـ"آن

أنواع اللغة من لغة اآلداب وحسب، بل يعين ا كل نوع .املتقنة مبعىن عام سواء كانت رمسية أم ال

العالقة بني الفصحى والعامية

40

ولرمبا أصبح من املألوف أن تصنف لغة األم يف جمال ، و لكن هذا ***** لغة شفهية بالتعارض أو إزاء لغة خطية

*ال يتطابق مع اجلانب األسلويب املتعارض "التمييز اللساين ، و إذا كان من ** مستوى رفيع**مستوى متساهل فيه

الميا املناسب أن نستعمل يف تبليغنا اخلطي عموما سجال ك فانه من التافه أن نثبت بأن هذا ****و مهذبا *****منقحا

السجل ليس إجباريا وإن عددا من الكتاب خيتارون الكتابة ، وتكون اخلطورة أكثر حني نعارض لغة منطوقة ****بالعامية

كمعارضة عربية شفهية " منحدرة من اللغة املكتوبة نفسها ثنائية لغوية، ليست بعربية مكتوبة مما يولد أشكاال بوجود

الثنائية "هناك لغتان عربيتان خمتلفتان كل االختالف، ألن ني متام ت خمتلف)فونولوجية و حنوية( تتطلب بنيتني *****اللغوية

".االختالف :وصف ابن خلدون لفساد امللكة األوىل للغة األم

وإذا أردنا أن نتساءل عن نشوء لغة األم يف التواصالت فطامها عن الفصحى العامة، فإننا ال جند نصا أكثر العربية وان

توضيحا ووضوحا من أحد نصوص ابن خلدون الذي أشار، سطة اوهو يوضح كيفية انتقال اللغة من جيل إىل جيل بو

*الصور الصوتية السمعية وتكرار االستعماالت نفسها هكذا تصيرت األلسن واللغات من جيل إىل جيل وتعلمها "

العالقة بني الفصحى والعامية

41

فال، وهذا هو معىن ما تقوله العامة من أن اللغة العجم واألطللعرب بالطبع أي بامللكة األوىل اليت أخذت عنهم ومل يأخذوها من غريهم، مث فسدت هذه امللكة ملضر ملخالطتهم األعاجم وسبب فسادها أن الناشئ من اجليل صار يسمح كيفيات أخرى غري الكيفيات اليت كانت للعرب، فيعرب ا

ه لكثرة املخالطني للعرب من غريهم، ويسمح عن مقصودكيفيات العرب أيضا، فاختلط عليه األمر وأخذ من هذه وهذه، فاستحدث ملكة وكانت ناقصة عن األوىل، وهذا هو

".معىن فساد اللسان العريب :نشوء لغة األم الثانية

ومما يستنتج من نص ابن خلدون أعاله أن لغة األم ة رفيعة بينما لغة األم الثانية ملكة األوىل ملكة فصيحة راقي

ناقصة نشأت نتيجة للظروف اخلارجية اليت أملح إليها ابن .خلدون

ومما جيب أن ننبه إليه أن امللكة الناقصة ليست ناقصة بالنسبة للغة األم، بل ناقصة بالنسبة للغة األم األوىل املتخذة

بوصفها كلغة رمسية، وكلغة دين وتعامل رمسي، ألن لغة األم *** على الرغم مما توظفها من صيغ ملحونة***** لغة سليقية

من اللغة العامة للتعبري عن أغراضها يف جمال الشغل واحلياة اليومية، فإنك ال تشعر بنفسك أمام لغة أخرى خمتلفة متام

العالقة بني الفصحى والعامية

42

االختالف عن لغة األم األوىل إال فيما يظهر لك جليا يف .ولوجية والسانتكسيةتكسري احملاصيل الصوتية واملرف

:املستويات الرئيسية املتواصل ا، ***** وللخروج برؤية غري ضبابية من هذا املأزق

فإننا حنيل هذا اإلشكال على املستويات اللغوية، حىت وإن * كانت مل تدرس دراسة وصفية حىت اآلن

.اللغة الراقية منطوقة ومكتوبة - .اللغة العامية منطوقة ومكتوبة - **** . املبتذلةالعناصر - .اللهجات اإلقليمية -

وحنن إذ نورد هذه املستويات الرئيسية لألساليب ففي أي مستوى منها ،اللغوية املتواصل ا يف لغة من اللغات

إذا اقتصرنا على لغة األم بالنسبة للمجتمع *، ندرج لغة األمالعريب واملستويات اللغوية اليت يتواصل ا، فإنه ليمكن القول

أكثر من أن أن داخل الفصحى نفسها مستويات، وهيب .*حتصى وحتصر

.العربية الفصحى -1 .العربية الفصيحة -2

العالقة بني الفصحى والعامية

43

.****** العربية األكثر شيوعا -3 .العربية األقل استعماال -4 .****** اللغة املهجورة املسماة باللغات املذمومة -5 من *****من العربية أو املغيرة **** اللغة املولدة -6 .املولدين

كليا أو امللحونة ******* لغة العامة غري املعربةال -7 . جزئيا

.السفلى كلغة املهن والصنائع والشارع والسوق اللغة -8

:احلد بني الفصيح والعامي حد تقديري ال مطلقإن الفصيح مما هو غري فصيح يظل عملية نسبية تقديرية، ويف تقديرنا أن كل متكلم سليقي فصيح يف لغة األم

، ****** كلمها بصرف النظر عن كونه متعلما أو أميااليت يتفلغة األم لئن مل تكن لغة رفيعة شريفة معترفا ا يف دوائر اتمع الرمسية، فهي مع ذلك ظاهرة تواصلية ال يعرب عنها

إن القاعدة " *غريها، وإذا كنا لسنا من أنصار الرأي القائلبوسع الناس أن املثلى هي القضاء على القواعد كافة، وأن

، فإننا متأكدون من احتواء أية لغة أم على "يقولوا ما يشاءونقواعد حتتاج فقط إىل من يكتشفها، ألن لغة األم ال تعلم وال

العالقة بني الفصحى والعامية

44

تستوعب بطرق ووسائل بيداغوجية ووسائل مسعية بصرية حسية كما هو الشأن بالنسبة لنظريا ذات امللكة األوىل التامة

تفضل النخب ********ليت هلا حظوة أو الفصحى أو تلك ااالجتماعية على املستوى الرمسي أن تتكلم ا، والحظ متكلمون قدماء ظواهر احلظوة اللسانية هذه على حساب مستويات لغوية أخرى ذات حظوة أقل، فمنذ القرن الثاين

هلجيت خري " * عشر قال أحد الشعراء الفرنسيني مفتخرا ، بينما قال جان دومان"ريساللهجات ألين نشأت يف با

لئن " * معتذرا * صاحب اجلزء الثاين من رواية الوردة *****بدت لك هلجيت وحشية ال ذيب فيها فعذري أين مل أنشأ

، بل قال قبل هذين الفرنسيني النيب صلى اهللا عليه "يف باريسأنا أفصح العرب بيد أين من قريش، وأين نشأت يف " *وسلم

".ربين سعد بن بك

العالقة بني الفصحى والعامية

45

التداخل اللغــــوي

- العربية والقبائلية منوذجا- صالـح بلعـيداألستاذ الدكتور

مقدمـــــة

إن التداخل اللغوي ظاهرة طبيعية يف كل اللغات، سلوك لغوي عادي يمارس على أو . رثوهي سنة التأثري والتأ

مستوى احتكاك اللغات تعبريا عن التفاعل االجتماعي Interaction . ولقد عاجل العرب هذه الظاهرة بعد الفتوحات

اإلسالمية، ويف مرحلة التدوين، حيث أخضعوا العربية ويف تلك الفترة بدأ . ملقاييس صارمة حفاظا على نقائها

احلديث عن السليقة اللغوية، وعن البيئة الزمانية واملكانية يل؛الدخومع ذلك ظهر احلديث عن اللفظ . للصفاء اللغوي

وهو اللفظ األجنيب الذي حلق جسم اللغة العربية، أو اللفظ . الذي استعمله العرب دون أن خيضعوه لصيغهمغري العريب

العالقة بني الفصحى والعامية

46

وهو ما استعمله العرب املولد؛وكان عليهم أن يقروا باللفظ :املولدون على غري استعمال العرب، وهو قسمان

قسم جروا فيه على أقيسة كالم العرب من جماز- . واشتقاق وحكمه عريب فهو صحيح

قسم خرجوا فيه عن أقيسة كالم العرب؛ باستعمال -وسبب رفض . لفظ أعجمي ومل يعرب، ورفضوا استعماله

هذا القسم يعود إىل طبيعة املعايري العلمية اليت وضعت آنذاك حبكم العصبية العربية والوالء التام للدين اإلسالمي، باعتبار أن

. غة العربية يؤدي بالضرورة إىل املساس بالدينكل مساس باللوهو اللفظ الذي أخضع لذوق اللغة : املعربوهناك

العربية ومل يكن منها، سواء أحلق بأبنيتها أو مل يلحق وهو . مقبول

مصطلحني يف هذا اال، كما استعمل العرب قدميا أخذ كلمات من هوو Emprunt: االقتراضويتمثل األول يف

وهو ظاهرة عاملية تعرفه كل اللغات، ويشكل . ة من اللغاتلغمصدرا من مصادر الثراء اللغوي وحيدث أحيانا يف مواقف التوضيح أو املباهاة أو افتقاد املصطلح، وهنا حيدث ما يسمى

: االقتباسوأما الثاين فهو . بالتحول من لغة إىل أخرىCitationوجرت قواعد . ويكون عادة يف اقتباس األساليب

.الدخيلالعمل ما حتت قوانني

العالقة بني الفصحى والعامية

47

ومن كل هذا قد جنم االحتكاك اللغوي يف العربية بنسب متفاوتة حسب درجة على عدة مستويات، وحصل

وهذا لعدة عوامل، . التأثري اللغوي الذي حيدث بني اللغتني : ومن أمههاوهو أقوى العوامل كونه مرتبطا : العامل الديين-

ة جيعل التأثري يقع يف اتجاه واحد، وتطغى بظاهرة دينيالوحدات اللغوية احلاملة ملضامني الدين بشكل ملفت

ويف هذا اال استطاعت اللغة العربية اقتحام لغات . لالنتباهكثرية عن طريق توظيف املصطلحات ذات الصلة مبيدان الدين، وجنم عن ذلك أن أثرت بشكل كبري على البالد اليت

فبعض البلدان حافظت على الدين اإلسالمي . اوقع فتحه. ، وبذلك بقي الدين وعادت العربيةةورفضت اللغة العربي

وبعض البلدان استطاعت فيه أن تترك الدين واللغة معا، مثل وملا كان احلال كذلك . ما هو احلال يف بلدان مشال إفريقيا .البد أن ينتج تداخل لغوي متميز

هذا يف التجمعات السكانية حيدث : عامل اهلجرة-املختلطة، مما جيعل كل مهاجر حامال للغة وللثقافة األصلية، . فيحصل االندماج بينها لتشكل ميتروبوال لغويا وهجينا ثقافيا

وهذا العامل نعيشه يوميا ويف كثري من البلدان اليت ينتقل إليها املهاجرون، وعن طريق تلك التجمعات يشكلون جاليات

العالقة بني الفصحى والعامية

48

لغوية متخصصة، حبيث ميزجون بني تكلمام لتشكيل لغة وهذا ما . جديدة، بعيدة عن اللغة اليت اشتقت منها الكلمات

. باهلجني اللغوييسميه اللغويون

:التداخل اللغويمصطلح حديث ظهر مع الدراسات اللسانية احلديثة

Interférence ون به خمتلف أشكال االحتكاكاتويعن ،؛ أي كل أشكال املزج بني اللغات سواء على مستوى اللغوية

خذ آو. األلفاظ املفردة، أو على مستوى التراكيب واألساليب : املصطلحات التالية

: تبادل التأثري أو التبادل املعريف بني لغتني: التداخل -1وهنا يكون . لغة ب يف لغة أ / لغة أ يف لغة ب اتجاه الفرد إىل استعمال لفظة لغة وهو: االتجاه متبادال

وإدخاهلا يف لغة أخرى، بشرط وجود اللغتني يف عقل املتكلم وحيدث عند الثنائي اللغة، . بإنتاج أحدمها نطقا أو كتابة

حبيث يعمل على اختيار لغة دون لغة تتحكمه مواقف معينة .Le choix du codeأثناء حديثه

ه واحد فقط، وعادة هنا يكون يف اتجا: التدخل -2يكون يف تأثري لغة القوي على الضعيف ، لغة املستعمر

العالقة بني الفصحى والعامية

49

يف أ.لغة أ يف لغة ب فقط: يف لغة املستعمر، أي اتجاه أحادي .ب

وينجم عن هذين املصطلحني تأثري لغة يف لغة أخرى، على جمموعة من العوامل، ءكون الغلبة حلساب أحدمها بناتو

:وهيفاللغة اليت حتمل الدين هلا الغلبة يف : الديينالعامل •

.توظيف مصطلحاافاللغة العلمية واليت حتمل اإلبداع ال : العامل العلمي

شك أن هلا تأثريا يف اللغة اليت ال حتمل العلم، فهي تنقل .وتستقبل دون مناقشة، باعتبارها غري حاملة للعلم

ولة ابن خلدون وهنا تتبادر إىل ذهين مق: عامل القوة •حيث أن املستعمر مثال يفرض أمناطا . املغلوب مولع بلغة الغالب

وسلوكات لغوية يف ذهن املستعمر الذي هو يف موقف األضعف، فكما خيضع للمستعمر يف التحكم يف بلده، كذلك ينساق له يف

. وهذا من طبيعة املستعمر الفرنسي باخلصوص. لغتهجود على مستوى الشعوب وهذا مو: العامل الذايت •

املستعمرة يف الغالب، فقد حيصل الصراع بني الطبقة املثقفة اليت تنتصر أحيانا للغة لصاحل لغة، فبحكم النخبة أو حبكم الذهنيات

. املوروثة، فيحصل أن متيل إىل صاحل اللغات األجنبية

العالقة بني الفصحى والعامية

50

27احتكاك العربية والقبائلية لغوية معقدة، وهي إن التلميذ اجلزائري يعيش ظاهرة

اللغوية بني الفصحى اليت يتعلمها يف Déglossieظاهرة الثنائية املدرسة، والعامية اليت يستعملها بصورة أساسية يف تبليغ أغراضه اليومية، والقبائلية اليت يستعملها موظفة يف البيت والشارع، والفرنسية اليت يدرسها يف املدرسة، ويف عملية

داخل بني املستويات واألداءات وتكون الغلبة التعلم حيدث ت

: من األحباث اجلادة اليت عاجلت هذه الظاهرة نذكر- 27 . هلجة بريكة وصلتها بالعربية الفصحى: عبد الكرمي العويف • L’alternance des codes arabes dialectal/ Français:روسيفؤاد لع •

Acquisition du language en situation de:مقـران عـامر صليحة •plurilinguisme

Sur le Français des travailleurs immigrés: مرسلي دليلة • Le bilinguisme étude des interférences lexicales: كحلوش رابح •

chez les locuteurs bilingues. Le Berbère Kabyle au contact de l’arabe et du: وكـذلك •

français. Etude sociohistorique et linguistique.

العالقة بني الفصحى والعامية

51

لألقوى حيث يترك يف لغة التلميذ أثارا تشوب امللكة اللسانية، وحتدث خدوش لغوية يف لغته األوىل، وأحيانا يظهر

وهكذا يتجسد . ذلك يف اللغة الثانية اليت يتعلمها يف املدرسة :بائلية كما يليلنا هذا اخلليط اللغوي يف املناطق الناطقة بالق

.لغة البيت والشارع عند كثري من األسر: العاميةلغة البيت يف بالد القبائل ويف العاصمة عند : القبائلية .كثري من األسر .لغة املدرسة والبيت عند األسر األرستقراطية:الفرنسية .لغة املدرسة: الفصحى

وإن هذا التمازج والتداخل عمل على مناء القبائلية ملفت للنظر، وفتح هلا جماالت تعبري جديدة، وهذا بشكل

كما عمل . الذين عاجلوا هذه الظاهرة28باعتراف الباحثني على التعايش االجتماعي للغتني بتمتني الروابط اللغوية إىل حداالستئناس االجتماعي املتصاهر مع الذات، فلم حتصل اهلجرات إىل الغرب يف األزمات، بل إىل املشرق حيث

. حلضارة الشرقية اجلامعةا

... سامل شاكر/ حمند أكلي حدادو/ رابح كحلوش: أحباث ينظر - 28

العالقة بني الفصحى والعامية

52

ونعرف أن عامل الدين كان السبب املباشر للتأثري الذي حدث بني العربية واألمازيغية مع الفتح اإلسالمي وتاله خمتلف أشكال التالحم بني الشعبني من مثل التصاهر واهلجرات والرحالت وخمتلف أشكال التواصل، ولقد كان

ة بشكل كبري، باعتبارها لغة ذلك سببا يف أن تتأثر األمازيغيتستقبل وال تعطي، وهذا نتيجة العامل األساس وهو العامل

ويقر الباحث سامل شاكر بأن القبائلية باخلصوص . الديينتأثرت بشكل ملفت للنظر يف مستوى الوحدات اإلفرداية

من الدخيل العريب، وهناك من يرى أن النسبة % 49تصل إىل بالنسبة للقبائلية اليت تعيش يف عزلة عن هذا .% 65تصل إىل

التأثري، ويتمثل ذلك يف حمافظتها على أصول األمازيغية مثل .الترقية فكيف احلال بالنسبة للهجات األمازيغية األخرى

وهناك من يعزو أسباب االحتكاك اللغوي السهل، عكس ما -والتأثري بني اللغتني، وبقاء العربية يف مشال إفريقيا

يف بالد فارس والترك وكثري من املناطق اليت دخلها وجد إىل أن اللغتني من شجرة واحدة، وأن األصول -اإلسالم

األوىل لسكان مشال إفريقيا من اليمن، أو من أصول مصرية وتبقى هذه النظرية . وعربية صحيحة، فهم العرب األقحاح

أن ولكن أظهرت الدراسات اللغوية . حتتاج إىل حبوث معمقة : هناك تقاربا يف

العالقة بني الفصحى والعامية

53

. ماضي ومضارع وأمر: أزمنة األفعال- . الوحدات اللغوية اإلفرادية وعلى مستوى األساليب-قرابة النفي بني الدارجة واألمازيغية يف استعماهلما - . للشني

.استعمال اهلمزات يف األفعال - .السامي/ النسب احلامي - .القرابة اجلغرافية - .29تماعيةالقرابة االج - .القرابة النطقية - .املنت اللغوي يف اللغتني ثالثي - .عدد احلروف - .قلة احلركات يف اللغتني -

وبالتركيز على عامل التأثري بني العربية والقبائلية أشري هنا إىل استنطاقي ألعمال وأحباث أكادميية أجنزت يف هذا

الرببر هم أبناء كنعان بن حام بن نوح عليه السالم أخ سام بتقسيم : " يقول ابن خلدون -29

بتدأ واخلرب يف أيام العرب والعجم ينظر كتاب العرب وديوان امل " النوع اإلنساين أجدادهم مازيغ منشورات دار الكتاب اللبناين 1968: بريوت. والرببر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكرب

.184للطباعة والنشر، الد السادس، ص

العالقة بني الفصحى والعامية

54

متت اال، فمنها دراسات غربية، ومنها أحباث ميدانية :، وهي املدونة اليت ميكن تلخيصها يف النقاط التالية30بإشرايف

التأثري حيدث بشكل كبري يف اتجاه واحد عربية يف • . قبائلية

هناك تأثري قوالب عربية دخلت يف جسم القبائلية •ما ناكل لبصل ما / غسالة النوادر: فأصبحت منها، مثل

اضربوا / طريق العافية الشىت تدور/ سلماللي خاف ا/ حنصلكل خنفوس / جا يسعى ودر تسعة/ على التنب ينسى احلب

اكحل الراس أكويه ال / ما نعرفك ما تعرفين/ عند مياه غزالاقصد البيت لكبري إذا ما / اللي يف القدرة جييبوا املزود/ تداويه

...كليتش تدىفب إىل تتداخل جمموعة من العوامل يف ميل اخلطا •

األرضية املعرفية : توظيف لغة أكثر من األخرى، من مثلوهنا ... من يوجه إليهم اخلطاب. احلال واملقام. للمتحدث

إعـداد كرميـة . االحتكاك اللغوي يف منطقة ذراع بن خدة : مذكرة املاجستري املوسومة -30

حياة : للباحثة. التداخل اللغوي يف منطقة عني احلمام: واملعنونةورسالة املاجستري . سامليالتداخل اللغـوي يف اللغـة : ومذكرة املاجستري للطالبة أوشيش كرمية، واملوسومة . خليفايت .تدخل العامية يف الفصحى لدى تالميذ الطور األول: العربية

اخل اللغوي بني العربية والقبائليـة التد: ، وعنوانه1997وهناك حبث أكادميي أجنز بإشرايف سنة . ونشر على حلقات يف صفحات املساء-القناة الثانية منوذجا–

العالقة بني الفصحى والعامية

55

حيضرين تلك األفعال اليت يقوم ا املتحدث أثناء االنتقال اللغوي الذي حيدثه عند تدخل عناصر أجنبية عن املوضوع،

ائلية فعند إحساسه فمثال يكون املتحدث يلقي كالمه بالقببسوء التبليغ أو وجود عناصر ال تتقن تلك اللغة ينتقل فجأة إىل اللغة الثانية وهي العربية، وهذا مراعاة للمقام والظروف

. احمليطة بهوهذا ما تفرضه اللغة : املغلوب مولع بلغة الغالب •

املنتجة، وميكن أن منثل لذلك من اللغة اإلجنليزية اآلن :اليب ومفردات على كثري من اللغاتاليت فرضت أس

Week-end- How are you- Business is the business-Hallo. وهذا قليل جدا، ويتمثل يف : الغالب مولع بلغة املغلوب •

/ نانا/ أسلولو/ ذاين: بعض الوحدات اللغوية اإلفرادية من مثلوإن كان هذا األخري يظهر على مستوى ... أويد/ أسليغالستئناس أو الكالم العادي الذي ال حيمل االنقباض، كالم ا

وفيه ال يتكلف املتحدث، وهنا يوظف أمناط القبائلية توظيفا .ال شعوريا

سياقات التأثريلكل سياق له خطابه وتأثريه النسيب، كما أن لكل مقام لغته اليت يوظفها يف التواصل، وهذا توضيح يف السياقات

العالقة بني الفصحى والعامية

56

: اليت عاجلناها/ أقسم باهللا/ واهللا: تطغى عليه العربية: ام احلزنمق -

.التراويح/ اجلامع/ الركعةوباخلصوص يف . تطغى فيه القبائلية: مقام الفالحة -

مسألة األمساء، فنجد أن معظم أمساء احلشائش أمازيغية ...ثيغيغيت/ ثاغديوث/ تاملة/ مريوث: صرفة، مثل

ولكن . ءمييل إىل الصفا: مقام الفرح أو األعراس-هذا الصفاء جنده تقريبا يف الريف، ومع التداخل والتصاهر والقنوات الفضائية، مل يبق مكان للصفاء اللغوي يف القبائلية، حبيث جند تداخل العربية والفرنسية يف بعض مقامات الفرح، . وهذا ملوت األمهات الالئي يجدن فن أداء األغاين القدمية

وفطات القبائلية يف عصر آخر، وأما اآلن فقد أدخلت الس .وهو التمازج الكثري بني العربية والقبائلية

وهنا حيصل اخللط كثريا بني : سياق احلديث العام-. العربية والفرنسية والقبائلية، وهذا حسب ميل سياق اخلطاب

فإن كان يدور يف السياسة فإنه مييل إىل طغيان الفرنسية، وإن و املزح فيميل إىل القبائلية، وإن كان كان مييل إىل العادات أ

. يتجه إىل التجارة فتطغى عليه العربية .يكثر فيه الدخيل العريب: سياق السوق-

العالقة بني الفصحى والعامية

57

. تطغى فيه الفرنسية: السياق الرمسي واالجتماعات -وهذا له . وهو املقام الذي تغيب فيه العربية عن التوظيف

.مسبباته اخلاصة الفرنسية، وخاصة يف ألفاظ تطغى فيه : سياق البيت -حبيث ال تشكل . والقبائلية حمدودة) ألفاظ البيت(االرتفاق

ألفاظ القبائلية رصيدا علميا يف هذا اال، ومن هنا يلجأ إىل . توظيف الفرنسية أو العربية يف أحايني ضيقة

:العــــالج

إن هذه االحتكاكات اللغوية تشكل ظاهرة لغوية مل مفارقات يصعب التحكم فيها أو عجيبة، كما حت

التخطيط هلا؛ حبيث تنجم عنها أمناط جديدة، حبكم أن / رواية/ قصة/ مسرح/ سينما/ خط: أشكال التعبري متنوعة

وهذه األشكال يف التعبري العام ... كالم عادي / مونولوجشفاهية تتغير بسرعة، بتغير أحوال اتمع وحسب تفاعالته،

ه جيب. تمع الذي أحدثهاوتأخذ منط اومن هنا فإن: . االهتمام باللغة اليومية، وحماولة الرقي ا -1 . تكافؤ لغة اإلعالم واالتصال باللغة العادية املبسطة -2

العالقة بني الفصحى والعامية

58

.التقريب بني املكتوب واملنطوق -3 .عالج قصر طرائق تبليغ العربية -4 .االهتمام تربويا وإعالميا باللغات احمللية -5

اخلامتـــة ظاهرة االحتكاك اللغوي ظاهرة عامة، ولكنها إن

مدعاة للخوف من جهة؛ حيث تؤدي إىل حدوث هجني لغوي ال ميت بصلة إىل اللغة األم أو اللغة املقتبس منها، وبدورها تؤدي إىل القضاء على السليقة اللغوية وعلى الصفاء

ومن . اللغوي، وعلى ظهور اخلالفات اللغوية يف مدينة واحدة أخرى فهي ظاهرة طبيعية وتوجد يف كثري من اللغات جهة

العاملية، وال جيب أن يصل اخلوف من هذه الظاهرة إىل حدويل األمر، ألن األمر كان وما يزال يشكل ظاهرة الثراء للغات املتخلفة باخلصوص، ومل يصل األمر إىل إثراء اللغات

. املتقدمة

العالقة بني الفصحى والعامية

59

فهرس حمتويات العدد

الصفحـة املوضـــوع

03................................بني الفصحى والعامية خمتار نويوات. د.أ

15.…)نظرة لغوية إجتماعية(عوامل تقريب العامية من الفصحى

العالقة بني الفصحى والعامية

60

طاهر ميلة.د.أ

33.........…........العامي والفصيح يف ضوء لغة األم عبد اجلليل مرتاض.د.أ

45.......…).العربية والقبائلية منوذجا(لغوي التداخل ال

صاحل بلعيد. د.أ

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

رئاسة الجمهورية

المجلس األعلى للغة العربية

إعالن عن جائزة اللغة العربية

جائزة "يعلن الس األعلى للغة العربية عن تنظيم وهتدف اجلائزة على وجه "2005 اللغة العربية لسنة

اخلصوص إىل تشجيع أعمال الباحثني واملبدعني وتثمني

العالقة بني الفصحى والعامية

61

منجزاهتم العلمية واملعرفية ذات املردود النوعي اهلادف إىل إثراء اللغة العربية واملسامهة يف نشرها وترقيتها، سواء كانت هذه األعمال مؤلفة باللغة العربية أم مترمجة إليها،

:رشح للجائزة فيما يلي ـ تتمثل شروط الت 1 .أن يقدم العمل باللغة العربية - .أن يتوفر العمل على قواعد املنهجية العلمية -أن يكون البحث موثقا وأصيال، ومل يسبق نشره، -

.ويف جمال الترمجة ترفق صورة للنص بلغته األصليةأن يندرج البحث يف أحد ااالت احملددة يف -

.الفقرة املوالية دج، يوزع 600.000غ اجلائزة ب ـ حدد مبل2

. دج لكل جمال200.000 مبقدارعلى ثالث جماالت . جائزة اللغة العربية يف علوم اللغة العربية- جائزة اللغة العربية يف علوم الطب والصيدلة -

.والتكنولوجيا . جائزة اللغة العربية يف الترمجة إىل العربية-

ال من ااالت يتقاسم جائزة اللغة العربية يف كل جم 70السالفة الذكر فائزان، حدد نصيب الفائز األول بنسبة

. منها% 30 وحدد نصيب الفائز الثاين بـ %

العالقة بني الفصحى والعامية

62

يتكفل الس بنشر األعمال الفائزة، وتصبح ملكا ميكن للفائز باجلائزة استعادة حقوقه حسب دفتر هله، إال أن

.لالشروط وبعد انقضاء مدة ثالث سنوات من نشر العمتعرض األعمال املرشحة على جلنة حتكيم، مكونة من ذوي االختصاص، الذين ال يسمح هلم باملشاركة فيها،

. قرارات جلنة التحكيم ائية وغري قابلة للطعن- . ال ترد األعمال إىل أصحاا، سواء فازت أم مل تفز- : ـ يتكون طلب الترشح من الوثائق اآلتية 3 طلب خطي - لمية واملهنية للمترشحالسرية الع - :نسختني من البحث املقدم للترشح - . مسجلة على قرص مرنالنسخة األوىل -النسخة الثانية توجه عن طريق الربيد املسجل، -

.ويكون تاريخ اخلتم الربيدي شاهدا على ذلك ـ يفتح باب الترشح للجائزة ابتداء من نشر 4

.2005يسمرب د31هذا اإلعالن يف وسائل اإلعالم إىل غاية : ـ يوجه ملف الترشح إىل العنوان األيت 5

العالقة بني الفصحى والعامية

63

السيد رئيس المجلس األعلى للغة العربية شارع أحمد باي، األبيار، الجزائر

أو العاصمة شارع ديدوش مراد الجزائر575:ب .ص

"جائزة اللغة العربية " 2005-794 : اإليداع القانوين

9 – 7 – 9560 – 9961 : (ICBN) ردمك