١

"ثنائية النور والظلام في سورة النور" دراسة أسلوبية دلالية

الباحثان

خضر الكيلاني" محمد أمين" إيمان . د

اللسانيات الحديثة والأسلوبية ةأستاذ

)أ(مشارك أستاذ

قسم اللغة العربية

سعدطارق أسعد الأ. د

أستاذ الفكر الإسلامي وعلوم الفلسفة

مساعد أستاذ

والاجتماعيةقسم العلوم الإنسانية

كلية الآداب/ الجامعة الهاشمية

م٢٠١١

٢

الملخص

ـ ، تمثل بؤرة٤٠-٣٥من آيات من سورة النورست هذا البحث يستقرئ ز فيهـا السورة التي يتمركوترصد علاقة التقابل بينهما فـي ضـوء السـياق وتتمحور حولها كل السورة، ،النور مقابل الظلام

،والسياق الخارجي المتمثل بمناسبته وأجوائه وحال المخاطبين الداخلي المتمثل في لغة النص وبنيته، الدرس علـى أنهـا وهو ينظر إلى الآيات موضع كما تسعى إلى ربطه بالسياق الأوسع السورة كلها،

، وتنتظمها من أولها إلـى آخرهـا، وتكشـف عـن سورةفي كل ال إشعاعاتهاالتي تمتد شمس النص الهياكل اللغوية وتربطالانسجام في نسيج النص من خلال تحليل مكوناته في ضوء الأسلوبية الأدبية،

سعى إلى تلمس أدق التفاصيل ، وتالتي تتفاوت في ظهورها وخفائها مضامينها الدلالية والجماليةبفيها .متخذة من الإحصاء مؤشراً إلى دلالة خاصة يوحي بها في النص المبدع

ينبني على وإن كان ،منظور لساني علمي صارم ي منالقرآنالنسيج إنها محاولة للكشف عن إعجاز القراء "اقد بـ مستصفى من ذاتية النمنضبط ، غير أنه رسبيتشالذي دعا إليه ليو الدربالعلمي الحدس

كل حسـب ، وهم ههنا المفسرون الذين يلتقون حول نقاط محورية في النص لدى ريفاتير" النموذجيين، والبحث في مكونات الم يتنبهوا إليه، ويبقى على الناقد الالتفات إلى مخبرته وذكائه ومذهبه وعصره

بـين الشـكل والمضـمون النص عن سمات تؤازر بعض ما ذهبوا إليه أو تنفيه، من خلال الـربط فهمهم لبنية من ، ويكشف البحث عملياً عن إشراقات أسلوبية إبداعية طبقها المفسرون منطلقين والسياق . ومكوناته فهماً علمياً دقيقاً النص

الرسالة نص مقـدس تشـريعي، وأن رب العالمين، وأن وويأخذ البحث بعين الاعتبار أن المرسل هالة، وهذا أمر يقتضيه النظر العلمي الذي يهتم بخصوصية سـياق أي نـص المتلقي هو المبلغ بالرس

مات ثابتة مسبقة يفرضها علـى مفاهيم ومسلأدبي، بل يراعي فرادة كل مبدع، غير أنه لا ينطلق من .شريحة من نسيج أكمل وأشمل وأوسع منها ما يفرضه النص باعتباره ، وإنما يستحضرالنص

٣

Abstract

Binary light and darkness in Surat Al-Nur

This research shows the six verses of Surat Al-Nur of 35-40, the epicenter of which is stationed in the light versus dark, centered around each sura, and monitor the relationship between concordance in light of the context of the internal language of the text and structure, and is caused by the external context representative , And airspace and the state of the target audience, is also seeking to link it to broader of Sura context are all looking at the verses into the lesson as the sun of text that extends radiations in each sura, and organized from beginning to end, and reveal the harmony in the fabric of the text by analyzing its components in light of the stylistic, literary, and linking the linguistic structures in which semantic and aesthetic terms of their content, which vary in appearance and invisibility, and seeks to touch the smallest details in the text creator of the census taken in an indication of the special significance is revealed to them. It is an attempt to reveal the miracle of Qur'anic content from appearance to San strong scientific, but based on a sense of Scientific, who called him Leo Spitzer, but it is set selected from the same critic as "readers model" has Rifatyr, they are here commentators who meet on the focal points in the text, each according to his experience and his intelligence and his doctrine and his era, and remains critical to pay attention to unless they heed it, and research in text components on the characteristics of some help charity or denies, through the link between form and content and context, and research reveals scientifically stylistic creativity applied commentators building on their understanding of the structure of the text and scientifically accurate understanding of its components.

It takes search into account that the sender is the Lord of the Worlds, and that the message text of the sacred legislative, and that the recipient is the amount of the letter, and this was necessary to consider the scientific, who cares about the privacy of the context of a literary text, but takes into account the uniqueness of each creative, but it's not based on the concepts and the axioms of a fixed pre-Imposed on the text, but which evokes the dictates of the text as a slice of the fabric of more complete and more comprehensive and broader.

٤

منهج البحث

محدوديته لاته، ولا تنفد لآلئه؛ يستمد لايظل النص القرآني إبداعاً خاصاً، لا تفنى ديباجته، ولا تبلى دلامن أن مبدعه بديع السموات والأرض الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له خلودهوعظمته و

،اختار له ه بلسان عربي مبين إلى يوم الدينالمتعبد بتلاوت -سبحانه -كفواً أحد، وأن القرآن هو كلامهأبدعه بياناً وأنصعه لفظاً وأدقه تركيباً وأوفاه حرفاً وأجمله لحناً، أودع فيه شـريعته لتكـون منهجـاً

لكل زمان ومكان؛ وأودعه من أسـرار ،لة الإنسان من الدنيا إلى الآخرةونبراساً يستضاء بها في رح ـيجد فـي حيـاتهم، ، ومامان بما ترتقي إليه عقولهمأهل ز العربية ما يكشف عنه لكل لا تنقضـي ف

.، ولا تمضي فرائده عجائبهلقد أثبت النص القرآني جدارته بصفة الربط بين المتلقي والنص بوشائج متينـة، وهكـذا ينبغـي أن "

ـ ..... تدرس المادة اللغوية في القرآن، فيسكت عن المبدع عز وجل، ن وقد تبين أن تمكن القـرآن مالواقـع : بالواقع ديمومة العلاقة بين الرسالة والمرسل إليه، يكمن في استحقاقه في ديمومة ربط المرء

خلق، وكذلك الواقع المحسوس في تصوير جزئياته في الطبيعـة وههنا مخاطبة الخالق لما .... النفسيوالبصيرة، واسـتدامة تة والمتحركة والمشاهد المألوفة، وتقريب ما ليس بمألوف بإثارة الحواسصامال

ربط الصورة بالحواس، وهكذا لم يرفض القرآن صورته الفنية هي نتيجة ثبات الحواس وتركيزه علىالواقع، بل نهض به ولونه، كما نهض بوساطة هذا الفن بالمستوى البشري إلـى مصـاف التكليـف

١."والسمو . بالملاحظة الخارجية) الاستبطانية(خلية اما واقع اللغة فإنما يظهر حين يقرن الباحث الملاحظة الدا"

والعناصـر ) التي نتوصل إليها بالملاحظة الخارجية(في اللغة مثل هذه المقارنة بين العناصر الفكريةهي موضوع علم الأسلوب، في حين أن الملاحظـة ) التي نتوصل إليها بالملاحظة الداخلية(الوجدانية

٢" ام آجلاً مع النحو الخارجية المحضة سوف تتداخل عاجلاًبقاء علم الأسلوب علماً وضعياً من حيث إنه جعل موضوعه دراسـة إحرص بالي على " من هنا كان

، لا نفس الانفعال الحـادث لـدى تتوسل بها اللغة لإحداث الانفعالالمسالك أو العلامات اللغوية التي ٣."المتكلم أو السامع

الذي هو لغوي في الأصل، ولم تكن القيم الدلالية " بالي"هب إليه غير أن شبيتسر لم يقف عند حد ما ذأو الجمالية بغيته حين انصرف إلى تحليل الأشكال التعبيرية البنيوية، في حين أن شبيتسر كانت الدلالة

شبتسر مفكر مثالي راسخ الجذور في تربة " الكامنة في النص هي غايته؛ ذلك أن -وخاصة النفسية –" روح الأمة"و" روح العصر"لمانية، ولذلك نجده مهتماً بالبحث عما يسميه المفكرون الألمان الثقافة الأ

وهكذا يصبح البحث الأسلوبي عنده مغامرة .......يرى أنهما يتجليان في الأدب أكثر من أي شيء آخرإلـى لاكتشاف الأسرار الكامنة وراء التركيبات اللغوية في أعمال بعينها، وصولاً مـن المحسـوس

٥

فإذا كان بالي قد أوصى بـأن . عن منهج بالي-تبعاً لذلك –ويختلف . المجرد، ومن الجزئي إلى الكلينقرن الملاحظة الخارجية بالملاحظة الداخلية للوقائع اللغوية، فإن شبتسر لا يكتفي بالملاحظة الداخلية

وراء الألفاظ هو أساساً نوع مـن أو الاستبطان العادي، بل يذهب إلى اكتشاف القيمة الإنسانية الكامنةحـث الحدس الذي يوشك أن يكون صوفياً، وإن توسل إليه الدارس الأسلوبي بما لا نهاية له مـن الب

٤" .الدقيق في الجزئيات الخارجيةجوهر التعبير، أو مصدر الإبـداع " فعلى خلاف بالي يجعل شبتسر الغرض من منهجه هو اكتشاف "

ويدفع شبتسر تهمة الذاتية عـن منهجـه هـذا . بتسر بالشمس في نظام شمسياللغوي، الذي يشبهه شفالباحث الأسلوبي يبدأ تحليله للعمل الأدبي من ...."دائرة الفهم" أو" دائرة اللعويةال" معتمداً على فكرة

ملاحظة تبدهه ويشعر بأهميتها، ثم يتتبع السمات اللغوية المشابهة، وبناء على ذلك يفتـرض تفسـيراً لتلك الظواهر الخارجية ، ثم يعود إلى النص ليرى إن كان هذا التفسير مستقيماً مع سائر " نفسياً"داخلياً

يستقيم له التفسير، أو جزئياته، ويمكن أن يكرر هذه الحركة بين ظاهر النص وباطنه عدة مرات حتى ٥."الخاصة بالعمل الأدبي " الشمس المركزية"يصل إلى

تكـون إلـى يعد نفسه امتداداً لشبيتسر فقد سعى إلى أن تكون مقاربة الناقد أقرب ما وإذا كان ريفاتيروهو أن يعرض النص موضع التحليل على مجموعة من " القارىء النموذجي"العلمية بأن اقترح فكرة

ى القراء ويطلب إليهم أن يسجلوا ملاحظاتهم العامة عليه، والتي تجمع غالباً على نقاط محورية؛ ليتسنلـنص لـم للناقد أن يتخلص من ذاتيته التي ربما يوقعه بها حدسه، كما إنها تنبهه إلى سمات في بنية ا

ويزيد ريفاتير على ذلك أن المرسل يكرر بنية واحدة فـي صـور متعـددة " .يكن قد تنبه إليها سابقاً ـ" تناصـر " كما يستعين بما يسميه ) وخصوصاً إذا كان العمل طويلاً نسبياً ( الك الأسـلوبية أي المس

، وهذا الكسر ٧"كل كسر متعمد للسياق هو مسلك أسلوبي" إذ ٦."اجتماعها على تأثير واحد في المتلقي يلتقطه الناقد بما تسعفه به خبرته ابتداء من بنى النص الصغرى المتمثلة في البنى الصوتية الصرفية،

.والكبرى المتمثلة في الجملة فالنص أو بؤرة النص التي تبـرز " الشمس المركزية"إلى الآيات موضع الدرس على أنها إن هذا البحث ينظر

.فيها الفكرة الأم التي تكون أوضح ما تكون فيها، وفيها ومنها وإليها تعود كل مكوناته كما إن البحث يهتم بالإحصائية الأسلوبية، ولا يقف عند حد العمليات الحسابية وإنما يستنتج الدلالة

٨.ة على ذلك، ودورها في مؤازرة السمات الأسلوبية الأخر في النص موضع الدرس المترتبومن هنا كان اهتمام البحث بالمفسرين من طبقات وعصور ومذاهب متنوعة أساساً يرتكز عليه فـي

. الكشف عن دلالات النص القائمة على تحليل بناه، ومحاورتهمهذه الأمة، كان القرآن الكريم باعتباره مصدر التشريع ولما كان النص الأدبي هو أهم معبر عن روح

الإلهي هو أنصع نص يعبر عن روح الأمة ، ويكشف عن أحوالها ورؤاها ومنطلقاتهـا ومعتقـداتها، ومن هنا كانت العناية بسياقات النص المتعددة ومن زوايا مختلفة، كل سياق يسلم إلى سـياق أكبـر،

٦

حادثة الإفك يـأتي بالإيضاح والإبانة،وقبل أن تبرأ السيدة عائشة من فالآية الأولى في السورة تنبىء مجاملة من االله لأحد، ويأتي تحـريم الخطايـا ي ذلك إرهاص إلى أن لاهوادة ولا؛ وفالحكم في الزنا

ووضع الحدود وهي تحولات بمجملها من ظلام معنوي إلى نور معنوي حتى يجتمع الاثنـان النـور ثـم الحـديث بعـدهما عـن آداب البيـوت ،، وما يقابلهما في بؤرة السورةسيالمعنوي ونظيره الح

والاستئذان على أهلها وفيها، في دوائر كبيرة تأخذ بالتضيق شيئاً فشيئاً لتلج في داخل النـواة الأولـى إنه البيت وما فيه من أدبيات تقرب بين البيت المسجد والمسجد البيت بمـا يضـمن للنور أو الظلام،

غير أن فهم دلالات النـور هو ما اقتضى أن تسمى بهذا الاسم،، وعلى الظلاموانتصار النور لطهارةاوإيحاءاته المتعددة يرتبط بالسياق الأكبر وهو القرآن كاملاً وهو أمر شكل منهجية واضحة واعية لدى

منه في مكـان من أراد تفسير الكتاب العزيز طلبه أولاً من القرآن؛ فما أجمل:قال العلماء". المفسرينوقد ألَّف ابـن الجـوزي ،فقد فسر في موضع آخر،وما اختصر في مكان فقد بسط في مكان آخر منه

فإن أعياه ذلك طلبه في السنة فإنها ....كتاباً فيما أجمل في القرآن في موضع، وفسر في موضع آخر صلى االله –رسول االله كل ما حكم به : رضي االله عنه -وقد قال الشافعي شارحة للقرآن وموضحة له،

لسنة رجع إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى افإن لم يجده في ....فهو مما فهمه من القرآن -عليه وسلمولما اختصوا به من الفهم التام والعلـم الصـحيح بذلك،لما شاهدوه من القرآن والأحوال عند نزوله،

٩."والعمل الصالح بمجردها معجزة وآية من آيات االله والإشارة تحقيق كون السورة الحكمة في تسوير القرآن سوراً: قيل"

١٠."إلى ان كل سورة نمط مستقل صـلى –صحة الاعتقاد أولاً، ولزوم سنة الدين،واعتماده على النقل عن النبي : واشترطوا في المفسر

مقصد فيمـا وعن أصحابه مرجحاً بعض آرائهم إن اختلفوا، واشترطوا أيضاً صحة ال -االله عليه وسلمأن يكون ممتلئاً من عدة الإعراب، لا يلتبس :وتمام هذه الشرائط" ١١يقول ويتم له ذلك زهد في الدنيا،

عليه اختلاف وجوه الكلام، فإنه إذا خرج بالبيان عن وضع اللسان، إما حقيقـة أو مجـازاً، فتأويلـه لطب والحساب، ولا يستشرحونه، فكيف فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتاباً في فن من العلم، كا!....تعطيله

١٢." بكلام االله الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم

ذات تركيز خاص على العناصر التركيبية بما تحويه من " ومن أوليات الأمور أن تكون معاودة التأمل لته الخفية ويجليها للمتلقين،ذلـك أن تقابلات أو تفاعلات، إذ إن مثل ذلك يعين على أن يفرز النص دلا

الكلمات عناصر غير موضوعية في ارتباطها بمبدعها، بل هي تكتسب منه كثيراً من هـذه الأشـكال المتعارضة أو المتقابلة، فالمبدع بإمكاناته الخاصة قد يستطيع أن يخلق أشكالاً في الأداء لا تقدمها لـه

أشكاله اعتماداً على السياق والموقف، فاللغة تقدم للمتعامـل اللغة في مواضعتها، وإنما هو يحقق فنية

٧

بها المادة الأساسية لتعارضات المفردات كالأبيض والأسود والطويل والقصير، لكن المسـتَعملَ هـو ١٣..." الذي يخلق تعارضاته بين الطويل والصغير، وبين العظيم والضئيل،

اختيارات المبدع ضمن ما تتيحه اللغة بمـا فيهـا مـن إن لغة النص الأدبي ليست قسرية، وإنما هيإمكانات متعددة ووسائل متنوعة، وإذا كان هذا من المتاح لذي الملكة الخلاقة من البشر، فكيف إذا كان

المبدع متفرداً لا محدوداً، هو خالق اللغة ومبدعها؟أحـدهما : ين متقـابلين تجربة خاصة ذات اتجاه" إن وظيفة المتلقي للنص تنصرف إلى الكشف عن

يذهب من الذهن إلى الأشياء الواقعية، والآخر من الأشياء الواقعية على الذهن، وفهم الـنص يتوقـف ـ الشـكل "على الإدراك الجيد لهذه الحركة المزدوجة التي تئول في النهاية أيضاً إلـى مانسـميه بـ

١٤"."والمحتوىي ذاتها فمن ذلك مثلاً في سورة النور ،ما نجـده مـن إن البنية اللغوية في النَّص القرآني مقصودة ف

، IIII¼�»�º�¹�¸�¶�µ�´�³�²HHHH١٥مجيء الشهادة الخامسة من الرجل الملاعن لزوجه بـ

ب ، فلم يوحد بينهما في العقا، ��������١٦ IIIIÓ�Ò�Ñ�Ð�Ï�Î�Í�Ì�Ë�ÊHHHH :ومجيئها من الدارئةإلى هذا بعض المفسرين وعللوه الغضب وحده، فباين بينهما فقط في هذه، وقد تنبهفلم يأت باللعن أو

لأنكن تكثرن اللعـن :"صلى االله عليه وسلم –النساء يستعملن اللعن كثيرأ كما قال لهن النبي " بـأن فربما يجترئن على الإقدام لكثرة جري اللعن على ألسنتهن، وسـقوط وقوعـه فـي " وتكفرن العشير

١٧."قلوبهن، فذكر الغضب في جانبهن؛ ليكون رادعاً لهن إذا وصف االله به "، والغضب ١٨"اللعن هو الطرد من الرحمة، والغضب هو إنزال العذاب مع المقت"و

، فلا شك بأن الغضب عقاب أشد من اللعن، فإن كان اللعن حرمان للعبد من ١٩."فهو الانتقام دون غيره ـ _ آنفـاً _رينرحمة االله، فإن الغضب يزيد عليه بإنزال السخط، ولسنا نرى ما ذهب إليه بعض المفس

وأحسب أن السبب الذي يرشحه السياق هو أنه في حال ادعاء الرجل على زوجه كاذبـاً يكـون قـد ـ ه صـادقاً تكـون قـد ارتكبـت ارتكب خطيئة واحدة هي اليمين الكاذبـة، أمـا فـي حـال كون

، ولعل الغضب أيضاً يفسر من هـذا ذبة، فاستحق اللعن واستحقت الغضبالزنا،واليمين الكا:خطيئتين . السياق على أنه ضعف اللعن

ولا شك أن مباحث النحو قد أمدت الدراسة النقدية بقيم موضوعية في قياس ضغوط الدلالة ساعدت " الناقد على تخطي ذاتيته، وإقامة أساس نقدي يحاول فهم بناء النص من خلال لغته، بحيث تبدأ العملية

مالية التي تتصل بالتعبير وتكشف عنها، وتقيم علاقة النقدية من النص وتنتهي به، فترصد الخواص الجوهو أمر نبه إليه علماء التفسـير ٢٠."وثيقة بين الدوال والمدلولات في صور الكلام بمستوياته المختلفة

العرب، وهم المعنيون بالدلالة النصية فرأوا أن على الناقد العناية بالإعراب عندما يكون اختلافه محيلاً قال ابن أبي " ق بعضهم شبيتزر في الربط بين الذوق والدربة والموهبة في نقد الأدب،بل سب ،٢١للمعنى

٨

اعلم أن معرفة الفصيح والأفصح، والرشيق والأرشق من الكلام أمرقد يـدرك بالـذوق، ولا : الحديد نقيـة بيضاء مشربة بحمرة، دقيقة الشـفتين، : إحداهما: يمكن إقامة الدلالة عليه وهو بمنزلة جاريتين

الثغر، كحلاء العينين، أسيلة الخد، دقيقة الأنف،معتدلة القامة،والأخرى دونهـا فـي هـذه الصـفات والمحاسن، لكنها أحلى في العيون والقلوب منها، لا يدرى سبب ذلك؛ولكنه يعرف بالذوق والمشـاهدة

هـا، وتفضـيل أن حسن الوجوه وملاحت:ولا يمكن تعليله، وهكذا الكلام؛ نعم،يبقى الفرق بين الوصفينبعضها على بعض، يدركه كل من له عين صحيحة، وأما الكلام فلا يدرك إلا بالذوق، وليس كل مـن

وإنما أهل الذوق هم الذين لذوق وممن يصلح لانتقاد الكلام، اشتغل بالنحو واللغة والفقه يكون من أهل ا، وصارت لهم بـذلك دربـةً عربالرسائل والخطب والكتابة والش اشتغلوا بعلم البيان، وراضوا أنفسهم

٢٢."وملكةً تامة؛ فإلى أولئك ينبغي أن يرجع في معرفة الكلام، وفضل بعضه على بعضويجمع السيوطي العلوم التي يحتاج إليها المفسر، وينبغي أن يتمكن منها ،وعددها خمسة عشر وهـي

:٢٣على الترتيب الآخر أن يتكلم في كتاب االله إذا لم يكـن عالمـاً لا يحل لأحد يؤمن باالله واليوم: قال مجاهد:اللغة-١

.بلغات العرب .لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب النحو؛ -٢ .ومن فاته علمه فاته المعظم :التصريف؛ لأن به تعرف الأبنية والصيغ، قال ابن فارس-٣ .باختلافهما الاشتقاق؛ لأن الاسم إذا إذا كان اشتقاقه من مادتين اختلف المعنى -٤المعاني، والبيان والبديع؛ لأنه يعرف بالأول خواص تركيب الكلام من جهة إفادتها المعنـى، ٧و٦و٥

وبالثاني خواصها من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها، وبالثالث وجوه تحسين الكـلام، .اة ما يقتضيه الإعجازوهذه هي علوم البلاغة؛ وهي أعظم أركان المفسر ؛لأنه لابد له من مراع

.علم القراءات؛ لأنه به يترجح بعض الوجوه على بعض -٨أصول الدين، بما في القرآن من الآيات بظاهرها على مالا يجوز على االله تعالى، فالأصولي يؤول -٩

.ذلك، ويستدل على ما يستحيل وما يجب وما يجوز .حكام والاستنباطأصول الفقه، إذ به يعرف وجه الاستدلال على الأ- ١٠ .أسباب النزول والقصص، إذ بسب النزول يعرف معنى الآية المنزلة فيه بحسب ما أنزلت فيه -١١ .الناسخ والمنسوخ، ليعلم المحكم من غيره -١٢ الفقه -١٣ .الأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم-١٤ .علم علم الموهبة، وهو علم يورثه االله تعالى لمن عمل بما -١٥

٩

هذا شيء ليس فـي قـدرة :ولعلك تستشكل علم الموهبة، وتقول" :ويعلق السيوطي على الأخير بقولهالإنسان، وليس كما ظننت في الإشكال، والطريق في تحصيله ارتكاب الأسباب الموجبة له من العمل

٢٤."والزهدبأن النقد الأسـلوبي هـو ومن الطريف أن يلتفت إلى الموهبة، وكأني بشبيتزر ينظر إليه عندما قال

كمـا لا .بين الطرفين" روح الأمة" ، ناهيك عن التقارب في فكرة ٢٥حصيلة الدربة والإيمان والموهبة يخفى ما جمعه السيوطي عن وعي بين جوانب تحليل النص القرآني وهي نفسها المستويات التي تهتم

مناط الحديث عند السيوطي هو الـنص بها الأسلوبية مجتمعة بوجود فرق في إضافة علوم الدين؛ لأن . القرآني

إن الربط بين اللغة وأدب قوم بعينهم عبر أزمان متلاحقة ليس خصيصة عربيـة فحسـب؛ بـل إن الثقافة الغربيـة ) أوارباخ(فيرى "الدراسات الأسلوبية الحديثة في أوربا انطلقت من دراسة العهد القديم

إن : لعصور الحديثة موضوعاً واحداً للتأمل، ويقـول شبيتسـر جمعاء من العهد القديم، إلى مشارف اإن الشيء المذهل هو الإحساس بثقافة .....فقهاء اللغة هم في الأساس فقهاء دين يدرسون حقيقة أبدية

٢٦."كاملة ذات مصدر واحد لا يقبل الجدل رين العرب القـدماء منطلقاته وأهدافه من جهة، والمفس ثمة التقاء واضح وتشابه بين روح شبيتسر و

يربط سبيتزر العملية الاحتكاكية للخبرة النقدية بالنور الإشراقي الساري في "..ومنطلقاتهم وأهدافهم فـ لا يستطيع ولا يملك القدرة على معرفـة -ذاته -لهي خاص، فالناقدإنفس الناقد، وهذا النور هو نور

، ع المرء أن يتنبأ متى يتحقـق وأيـن ث لا يستطيحي: تدفق المعرفة النقدية إلا من خلال النور الإلهيفالخبرة النقدية لابد أن تلتحم مع النور الإلهي الإشراقي الـذي يضـيء ذات .فإنما هو تيسير من االله

٢٧."الناقد، فيعطيه القدرة والكشف عن الرؤى الدفينة

. اب التي تـؤدي إلـى ذلـك وأبرز ما يعنى به التفكير الأسلوبي الدلالات المتعددة لدال واحد، والأسبويذهب علماء اللغة إلى أن لكل دال مدلولاً واحداً في أصل الوضع، لكن عبقرية الأداء الجمالي هـي التي تزحزح ذلك الوضع، كما أنها تعمل على تفريغ الطاقات الانفعاليـة والشـحنات الدلاليـة التـي

ديدة عن طريق استعمالها في مواضع غيـر اكتسبتها الكلمة من استعمالاتها العديدة لتملأها بشحنات جمألوفة فتنحرف عن أصل الوضع، وقد كان المجاز تحولاً عن المواضعة وانتهاكاً للمألوف؛ فتعـددت

وهذا ما تكشف عنه الـدلالات ٢٨."معه الدلالات، حتى في الدال الواحد تبعاً لتعدد واختلاف تكوينهم ني، فقد اجتهد المفسرون في استكناه كل الدلالات الممكنة المتنوعة التي أفرزها النظر في النص القرآ

.التي تكتسبها اللفظة في سياقها مـن أعظـم إن اكتشاف أسرار التراكيب اللغوية والوقوف على دلالتها من خلال صلتها ببعضـها "

شاعر الوظائف التي يضطلع بها التحليل الأسلوبي، الذي يعمل في اتجاه كشف التحولات التي يحدثها ال

١٠

في تلك التراكيب، وتحديد الخصائص الفنية التي ترفعها فوق مستوى الكلام العادي ،كما يكشف عـن ٢٩...."القوانين الجمالية التي ولدتها،

دراسة القيم المهيمنة في الأثر اللفظي تستند أساساً إلى معطيات اللسانيات وعلـم ".. ولا شك في أن ٣٠."البنيات اللغوية الشامل

الأسلوبي ينطلق من ملاحظة العوامل المهيمنة،وفرزها من العوامل العادية وهي التي جعلت إن عملالنص نصاً أدبياً،ورأى تنبيانوف ان مناط اهتمام الناقد هي العوامل المهيمنة، في حين رأى شكلوفسكي

مـل المهيمنـة أن الشكل هو في حد ذاته عمل تغريبي، وأن الأهمية تتأتى من العلاقة المتبادلـة العوا ٣١) . الثانوية(والعوامل العادية ) المصدرة(

إن منطلق هذا البحث العوامل المهيمنة، وإن كان لا يهمل العوامل الثانوية، فلا شك في أنها مهمة في .تشكيل النص على نحو يساعد على إظهار المهيمنة، ويقارن ويقارب بين الظاهرة وأختها

:النور والظلام في السورة الكريمةالدلالة العددية لثنائية

فيها فهي تقع في قلب المصحف الشـريف،و عجب أن يكون هذا اسمها بالتعريف،، ولا "النور"اسم السورة �IIIIzفة في كل السورة إلا في اسمها، وهذا ينسـجم مـع كـون لا ترد معرتي يتنامى فيها النور، والكوة ال{�|�}HHHH اسماً من أسماء االله الحسنى، وإفراده " ورالن"مع كون ينسجمخبراً أسند إلى لفظ الجلالة، و

.وتعريفه في اسم السورة ينسجم مع كونه يعود على الواحد الأحد ويخصه وحده مطلقاً كاملاً شاملاً

.معنوي تدركه البصائرحسي تدركه الأبصار، و: إلى نوعينينقسم النور في السورة و لا أقول آياتهـا ولا . النور شائعاً في كل أعطافها تجد" النور"ـنعوت بإذا استقرأنا موضوع السورة الم "فـ

٣٢"لكن النور شائع في كل حروفهاأقول كلماتها، ولكن ما نفـع هـذا النـور و. "المعنوي، فالمرء لا يستغني عن أي منهمابنوعيه الحسي والنور فيها يرد و

عامل معها تعاملاً يعطيك خيرها ويكف عنـك ء تتالحسي للإنسان الخليفة في الأرض؟ أنت حين ترى الأشياإلا فكيف تسير في مكان مظلم فيه ما يؤذيك مثل الثعابين لأشياء ما أمكنك التعامل معها، ولو لم تر اشرها، و

أو زجاج متكسر؟ قدمك، وتأخذ خير الأشياء، وتتجنب شرها إلا بالنور الحسي، كذلك إنتهتدي إلى مواضع نلا تستطيع أ: إذن

.ى منك فيحطمك، أو بأضعف منك فتحطمهبأقوعلى غير هدى، فلا بد أن تصطدم سرت في ظلمة و .المنهج الذي يهديك في دروب الحياة نوراً -تعالىتبارك و -لذلك سمي الحق ـوتهم الناس حين لا يوجد النور الرباني الإلهي يصنعون لأنفسهم أنواراً على قدر إمكاناو ن بيئاتهم بداية م

خلافه ت والنيون والفلوروسنحتى عصر الكهرباء و-كان الناس يتفاوتون حتى في هذه، ولمبة الجازالسرجة و

١١

رقت الشمس أطفأ الجميـع من وسائل الإضاءة التي يتفاوت فيها الناس تفاوتاً كبيراً، هذا في الليل، فإذا ما أش .ه الجميع لا يتميز فيه أحد عن أحداستوى فيلأن مصباح االله قد ظهر و مصابيحهم، لماذا؟أنوارهم و

ه البشـر لا ، فأطفىء مصابيح توجياًكذلك النور المعنوي نور المنهج الذي يهديك إن كان الله فيه توجيهو تأخذ ما تقدر عليه من نور ربك، فكما أخذت ر ربك موجود، بل عليك أن تبادر ونويصح أن تستضيء بنور و

فـي في المعاملات ونوار، فخذ نور االله في القيم، خذ نور االله في الأخلاق ونور االله الحسي فألغيت به كل الأ ٣٣"السلوك يغنيك هذا عن أي نور من أنوار البشر ومناهجهم

مـرات، ١٠صريحة فيهـا " نور"فظة فحواها، فقد وردت لماً واضحاً بين اسم السورة، وثمة انسجاإن

:كالتاليمرة ١١متعلقاته ووردت أدواته ومصادره و ).١(برقه، نهار ، سنا)١(، يضيء)١(، زيتها )١(، يوقد )١(، كوكب)٢(، زجاجة)٢(، مصباح)١(مشكاة

لألفـاظ عليه فإن عدد اصباح والزيت يضيء قبل أن تمسه وجعل المالنار ههنا؛ لأنه تعالى نفاها، و لم نذكرو ٢١= ١١+١٠=الكريمة تعزيزه في السورة الدالة على النور الحسي ومصادره وعناصر قوته و

مرة ، وهو نفسـه عـدد ١١ومن المؤشرات الدلالية المعجزة في هذه السورة أن لفظ الجلالة ورد في بؤرتها .أدوات النور ومصادره ومتعلقاته

تكررت في ثلاث مواضـع التي " الأبصار"يميز الظلام فهي متمثلة بلفظة ما الحاسة التي يدرك بها النور وأ- :هي في السورة و

١������������������������������������IIIIè�é�ê�ë�ì�íHHHH

٢��������������������������������IIIIL�K�J�I�H�G�F���H���H���H���H

٣ IIIIT�S�R�Q�P�OHHHH������������ ٢٤=٣+١١+١٠: في النتيجةاسة إدراكه يصبح كاملاً مكتملاً مصادره، وحوإذا جمعنا النور الحسي بألفاظه و

٣٤.في المصحف الشريف ترتيبهادد نفسه هو رقم السورة الكريمة وهذا العو ،مرةمكوناته مع اسم السورة مع ترتيبها في المصـحف لق حين يتساوى عدد النور الحسي وهذا إعجاز قرآني مفو

.الشريف ٧ورد ما يدل عليه فقـد أدواته ومتعلقاته وأما و، "ظلمات"وهو هلظلام الحسي فتكرر مرتين بلفظأما ا-

:مرات فيتمثل في ما يلي )١(، الليل)١(من فوقه سحاب ) ١(من فوقه موج) ١(، يغشاه موج) ١(يبحر لج) ٢(ظلمات

:ليه فإن نسبة النور بلفظه إلى نسبة الظلام بلفظه تكونعو ٣٥ ١: ٥ =٢: ١٠

١٢

ما نسـبة النـور أ. أضعاف الظلام الحسي في هذه السورة الكريمة ٥النور الحسي المدرك بالبصر هو إذاً ١: ٣ =٧: ٢١متعلقاته فهي لقاته ومصادره إلى الظلام الحسي والحسي بمتع

.أضعاف الظلام الحسي المتراكم ٣أي النور الحسي المتكامل هو أمـر ، والحدود فقد توزع على النحو التاليل في الأحكام والآيات الإلهية والمتمثأما النور المعنوي و-

ؤرة ب، ومجمل السورة من أولها إلى آخرها نبي هاإدراكو يدركه من يعمل ببصيرته في محاولة لتفهم العلاقةما يترتـب علـى تلـك يحدد كون النور فيها معنوياً، والظلام معنوياً هو الذيالنور المتمركزة في قلبها، و

سواء بلفظه -إن وجد ما يقابله من نوريم الظلام ويمكن تقسو. المجتمعالأحكام من خير يعود على الفرد و :ويغني عنه المذكور في ما يلي ذفأو مما يح

ورـــن العدد لامــظ العدد

آيات بينات ١ ٣٦------------

و تحريمه) الحد(العقاب ٢ الزنى ١

الحد و تحريمه ٣ رمي المحصنات ٢

الغفران و الرحمةقبول التوبة و ٤ -----------

اللعان ٥ رمي الأزواج ٣

أنه تواب رحيمفضل االله ورحمته و ٦ ---- -------

تبرئته السيدة عائشة رضوان االله عليهاكشفه لإفك و ٧ فكحديث الإ ٤

التفصيل فيهتحديد عقابه و ٨ -----------

الآخرةفضل االله ورحمته في الدنيا و ٩ -----------

يبين االله لكم الآياتو ١٠ -----------

الآخرةتعذيبهم في الدنيا و ١١ لفاحشة في اللذين آمنوا الذين يحبون أن تشيع ا ٥

رحمتهفضل االله و ١٢ -----------

تزكيتهفضل االله ورحمته و ١٣ اتباع خطوات الشيطان ٦

لي الفضالصفح من أولالعفو و ١٤ -----------

الطيبون للطيبات ١٥ الخبيثون للخبيثات ٧

٨ Ø الاستئذان عند دخول بيوت غير بيوتكم ١٦ ٣٧ غير بيوتكم لىعدم الاستئذان ع

٩ Ø حفظ الفرجغض البصر و ١٧ حفظ الفرج عدم غض البصر و

عدم إظهار النساء زينتهن ١٨ إبداء الزينة ١٠

١١ Ø الصالحين من العباد و ح الأيامىعدم إنكا اء ملإوا

الإباءاح الأيامى الصالحين من العباد وإنك ١٩

١٢ Ø الاستعفاف ٢٠ فاف عدم الاستع

١٣ Ø مكاتبة الصالحين من العباد ٢١ رفض مكاتبة العباد الصالحين

١٣

التوبة عليهمتحريمه و ٢٢ اء غإكراه الفتيات على الب ١٤

آيات مبينات ٢٣ -----------

١٥ Ø تطهيرهاعمارة بيوت االله و ٢٤ عدم توقير المساجد و تطهيرها و عمارتها

رزقهم بغير حسابمجازاة عمار المساجد و ٢٥ -----------

المخلوقاتتسبيح الطيور و ٢٦ أعمال الذين كفروا ١٦

١٧ Ø إنزال الودق في أماكن بعينها ٢٧ صرف الودق عن بعض الأماكن

خلق الدواب ٢٨ -----------

يهدي االله من يشاءآيات مبينات و ٢٩ -----------

الإيمان ٣٠ النفاق ١٨

طاعتهم تؤدي إلى فوزهمإذعان المؤمنين و ٣١ عراض المنافقين و عدم طاعتهم لرسول االله إ ١٩

٢٠ Ø تمكينهماستخلاف المؤمنين و ٣٢ المنافقينا ستخلاف الكافرين و

٢١ Ø إيتاء الزكاةة وإقامة الصلا ٣٣ إيتاء الزكاةعدم إقامة الصلاة و

٢٢ Ø تئذان الذين ملكت أيمانهماس ٣٤ عدم استئذان ما ملكت أيمانهم

يبين االله الآيات ٣٥ -----------

٢٣ Ø وا الحلمغاستئذان الأطفال الذين بل ٣٦ مهعدم استئذان الأطفال علي

القواعد في زيهن لىالتخفيف ع ٣٧ -----------

رفع الحرج عن الآكلين في بيوت أقاربهم ٣٨ -----------

أهل البيوت السلام على ٣٩ -----------

استئذان الرسول ٤٠ تسلل المنافقين لواذاً

استغفار الرسول للمؤمنين المستئذنين ٤١ -----------

٢٤-٤١عليه فإن نسبة النور المعنوي إلى الظلام المعنوي هي و ٦٢=٤١+٢١لو جمعنا النور الحسي إلى المعنوي لكان المجموع هو و

٣١=٢٤+٧معنوي لكان المجموع هو ولو جمعنا الظلام الحسي إلى الهذا يتناسب تماماً مع مة هو الضعف، وفي السورة الكريبمجمله أي أن نسبة النور بمجمله إلى الظلام

اسم السـورة دقته ينسجم تماماً مع ، وهذا الإشراق النوراني بعدده و"على نورنور"وله تعالىمنطوق قب آخر تدركه البصـائر حـين جانر والأسماع، وورها تدركه الأبصاسبب تسميتها، إذ جانب من نو

. نظيراتها في السورةو" آيات بينات"تتمعن وتدقق وتفهم فحوى تكرار

١٤

النور باعتبار أن تحديد العقوبة لرمي المحصـنات مـرتبط قائمةمن ) ٨(و ) ٧(ولو دمجنا رقم هو مقابل الآيـة و)(٤٠(ي يساوي عدد النور المعنو انلك -إن كان حكماً عاماًو -رئة السيدة عائشةبتب) ٢٤(هو نفسه يقابل عدد )٢٤(بالمقابل فإن عدد الظلام المعنوي التي تتحدث عن الظلام، و) ٤٠(رقم

، وهو مـن قبيـل هذا الاتفاق في العدد هو للمقابلة لا للمساواةو .حواسهوهو النور الحسي بمتعلقاته و .توازي التضاد والتقابل

:لدال على الظلام المعنوي من العدد الدال على النور المعنوي لكان الناتجو إذا طرحنا العدد ا وهو عدد الآيات التي برأت السيدة عائشة، وما ترتب على ذلـك ١٦= ٢٤-٤٠

على ظلام الإفـك ) معنوي(من أحكام، حيث يظهر في هذا غلبة نور الإبانة للحق، وغلبة نور التبرئة ). معنوي( لدليلمع غيبة ا

:لجاءت النتيجة" آيات"وكلمة" يبين، ومبين" في السورة المتمثلة في صيغتي" بين"ولو أحصينا مادة ١٤= ٧+٧

استرشاداً ٢بعد ضربها في ١٣ولو أضفنا إليها عدد تكرارات لفظ الجلالة والضمائر العائدة عليه وهو :ان الناتج هولك" نور على نور:"بقوله تعالى

١٣+( ١٤X وهذا هو رقم الآية التي تختم مشد الظلمات، وتنتهـي ٤٠) = ٢ . IIIIv�w�x�y�z�{�|�}�~���¡�¢HHHHبالفاصلةوهو عدد آيـات سـورة ٦٤=٤٠+٢٤ع عدد النور المعنوي إلى عدد النور الحسي هو وجممكما أن

.مع إبقاء ترتيب المعنوي) سورةاسم ال(النور، ولو استثنينا لفظة النور ٦٤=٤٠+٢٤على ما هو عليه لكان الناتج أيضاً

٣٨، ٣٧، ٣٥،٣٦لو رصدنا الآيات التي تتمركز فيها ألفاظ النور الحسي في السورة لوجدناها و .٣٩،٤٠لو رصدنا الآيات التي تتمركز فيها الظلمات لوجدناها في آيتين و

ينسجم ، وهذاأي النور هو ضعف الظلام، ٤:٢ : هي عن الظلماتلمتحدثة اإذن نسبة المنيرة فيها إلى .����������������IIIIÃ�Â�Á�À�¿HHHH:مع معنى المضاعفة في قوله تعالى

أضعاف الظلام بلفظه ٥إذا كان النور بلفظه و أدواتهالظلام وأضعاف ٣مصادره والنور بأدواته و

المعنويسي والمعنوي ضعف الظلام الحسي والنور الحورب ضلاقتضى الأمر ال" نور على نور"عتبار منطوق قوله تعالى إذا أخذنا بعين الا، و٩=المجموع فإن . ، و هذا هو رقم الجزء الذي وردت فيه السورة الكريمة١٨= ٩X٢ =ليكون الناتج ٢في ، باعتبارهمـا عنصـرين الناروأضفنا إليه الشجرة المباركة و ١٠مكوناته وإذا كان النور الحسي و

)١( ١٢=٢+١٠= لأصبح الناتج ثانويين،

١٥

:هي الدالة على المقابلة بين النور والظلام وإذا جمعنا الآيات التي تمثل بؤرة السورة و ٢( ٦= ٢+ ٤(

هو أيضاً رقم الجزء التـي وردت و ١٨ =٦+١٢ :لكان الناتج) ٢(و) ١(لو جمعنا الناتجين السابقينو .يه السورةف :كـان النـاتج ل" نور على نور"حسب منطوق الآية ٢ضربنا في الرقم أخذنا المعادلة الأولى و لوو

١٢ X رقم السورة( ٢٤= ٢ ( فهل من قبيل الصدفة أن يتولد رقم السورة، و رقم الجزء من المعادلة الأولى؟

: الآيـات ٧مرات فـي ٧عي الهادي ، وردت وعلى اعتبار أن تبيين الآيات وتوضيحها هو النور التشريمرات وبجمعها تكون ٧، وكلمة آيات وردت فيها أيضاً )٦١، ٥٩، ٥١، ٤٦، ٣٤، ١٨، ١:(ذوات الأرقام .وهو عدد آيات النور الحسي وأدواته ٢١= ٣ X ٧:النتيجة هي

اللـذان أضـيف وهما اللفظان. من إشارة إلى عدد السموات والأرضين ٧ولا يخفى ما في تكرار الرقم .إليهما النور صراحة في بداية بؤرة النور

:و بجمع عدد تكرارات لفظ الجلالة إلى نتيجة المعادلة الأخيرة لأصبح الناتج هو IIII�k�j:وهي" ، وهذا هو رقم الآية التي توطىء لبؤرة السورة النورانية٣٤= ٢١+ ١٣

w�v�u�t�s�r�q�p�o�n�m�lHHHHلآية الإشارة الصـريحة إلـى ، وفي هذه ا��������الدلالة على الهداية، وتمهد للتمثيل على نور االله سبحانه، وهي رابط أيضاً بين جلالـة النـور المعنـوي

.وعلاقته بلفظ الجلالة الذي جاء مبتداً، ونور السموات والأرض الذي جاء خبراً فيما بعد ولـو كتبنـا ) ٤(لكان العدد ن اليمين إلى اليسار لو رتبنا عدد آيات بؤرة السورة الدالة على النور مو

هو رقـم سـورة و) ٢٤(بجانبها لكان الترتيب ٢م مع سياق قراءة الآيات عدد آيات الظلابالاتجاه نفسه و .النورالصدفة أنه كيف قلبت الأمر في الأرقام وجدت علاقة منطقية تربط بعضها ببعض دون خلل حضهل مو

أو تكلف؟ أو زلل أو خروج أو تضاربإن التأمل في هذه العلاقات العددية المتبادلة المنتظمة الدقيقة والتي تفضي إلى نتائج من داخـل الآيـات

، ومن السورة إليها لهو دليل واضح موضوعي صريح يثبت إعجاز موضع الدرس إلى نص السورة كاملاًنسجام النص والالتحام العجيب بـين القرآن الكريم في النسيج والتشريع، ويكشف عن العلاقة المتينة في ا

.المحتوى والشكل

١٦

IIII}�|�{�z�y�x}�|�{�z�y�x}�|�{�z�y�x}�|�{�z�y�x���H���H���H���Hتركيبها ودلالتها:

كل له مـا منهم من تأول فيها، وواختلف المفسرون في تفسير هذه الآية، فمنهم من فهمها وفق ظاهرها، .يدعم وجهة نظره في الاستعمال اللغوي

.هية النور في كونه مدركاً بالحواسما: أولهما، قد يأتي التباين في تفسيرهم لها من أمرينو .إلى لفظ الجلالة" نور"إسناد : ثانيهما

عز وجل الذي لا تدركه الأبصـار فقد تحرج بعض المفسرين من أن ينسب شيئاً مدركاً بالبصر إلى االله " نـور "في رد على بعضها مرجحاً رأيه، فمن الذين تأولوا ، وساق بعضهم الآراء المختلفة وهو يدركهاو

ن الزمخشري أبو حيان الأندلسـي، والقرطبـي، المحدثيو المعنى المجازي مجموعة من المفسرين القدماء : البيضاوي، يقول أبو حيانوالفخر الرازي، و

زيد كرم وجـوده : مجاز كما تقول النور في كلام العرب الضوء المدرك بالبصر، فإسناده إلى االله تعالى"يؤيد هذا التأويـل ى اسم الفاعل أي منور السموات والأرض، وإما على أنه بمعن إسناده على اعتبارين،و

قراءة علي بن أبي طالب وأبي جعفر وعبد العزيز المكي وزيد بن علي وثابت بن أبي حفصة والقورصي فعـلاً ماضـياً " نور"عبد االله بن عياش بن أبي ربيعة الملك وأبي عبد الرحمن السلمي ومسلمة بن عبد وويحتمل أن يجعل نوراً على " مثل نوره"يؤيده قوله ، و٣٨إما على حذف أي ذو نورو. بالنصب" الأرض"و

. أشعارهادح، كما قالوا فلان شمس البلاد ونور القبائل وقمرها، وهذا مستفيض في كلام العرب وسبيل الم :قال الشاعر الملو كأنك شمسوك كواكب

:قالو قمر القبائل خالد بن زيد

:قالو ليلةً االله من مروٍ إذا سار عبد فقد سار منها بدرهامالُها وج

حتـى إضـاءته وفشودلالة على سعة إشراقه لل" السموات والأرض"، وأضاف النور إلى "نورها" ويروى: قال ابن عبـاس و. ، أو يراد أهل السموات والأرض وأنهم يستضيئون بهيضيء له السموات و الأرض

منـور : وقـال الحسـن .مدبر أمور السـموات : و قال مجاهد. أي هادي أهل السموات" نور السموات". ياء والعلمـاء مزين الأرض بالأنبالنجوم، وس والقمر ومزين السموات بالشم: قال أبو العاليةو. السموات

.المنزه من كل عيب امرأة نوار بريئة من الريبة و الفحشاء: قيلورى بسبب مخلوقاته لأنه خلقها ي؛ لأنه يرى وبه مجاز وصف االله ،رى بهيهو الذي يرى و: وقال الكرماني

٣٩"أوجدهاو . ٤٠"إسناد الفعل أو معناه إلى ملابس له غير ما هو له بتأويل " والمجاز هو

:إن الإشكالية تتأتى من إضافة نور السموات، فالجملة لم تأت مثلاً

١٧

االله النور -٢ االله نور أو -١

إنمـا جـاء ، ومظنة الوقوع في المحظـور، و لو جاءت على أحد النمطين السابقين لما كانت مثار جدلومجيئها في آن مضـافة إلـى و" فيه زبدة الكلامحط الفائدة وم"هو لاختلاف من كون نور جاءت خبراً وا

وعمدة الغرض منه أن ليس المراد بالنور النور المستعار القائم بها، وهـو الوجـود "موات والأرض، الس . ٤١" تعالى االله عن ذلك وتقدس -الذي يحمل عليها

الدلالية فيما لـو من هنا نشأ الخلاف بين المفسرين فمنهم من نظر بدقة إلى تركيب الجملة ومحصلتهاو جل،الأرض إلى ما هية االله عز ووفهمت على الظاهر لأدى ذلك إلى إثبات النور الذي نراه في السموات

ترجحـان هـذا، " منور"و" نور"ور، والقراءتان لذلك كان المعنى هنا مجازياً بلا شك، بمعنى واهب النو ذاك عندما يريد المتكلم أن يشير إلـى ل العربي وفاعل وارد في الاستعمااستعمال المصدر بمعنى اسم الو

عندما يريد أن يشير إلى معنـى الفاعليـة و مصدر هذا النور هو االله،دلالتين هما المصدرية أي مبعث وأسماء االله الحسـنى مـن هو اسم منمن رأى أن االله نور، وأن النور أما . الكامن في حركة إسباغ النورمحمد بن الحسن و عبد الرحمن فارس أبو علية في تفسيرهما لسـورة الي، والقدماء والمحدثين مثل الغز

أنه هل يجوز أن يظهر على أنـه نـور، عند كلمة نور مسندة إلى االله، و النور فقد كان مبعثه أنهم وقفوا .الأرضزل عن كونها مضافة إلى السموات وبمع :ا المعنى المباشر فتركيب الجملةرفضوين بضراوة عن المعنى المجازي ومن هنا دافع بعض المفسرو

تلازم إضافة تلازم عطف

الأرض و السموات االله نور خبر + م في نور السموات والأرض، وأن يكون هو نور السموات والأرض فـي -جلعز و-يقتضي أن يحد االله

لذلك ارتكز الفخر الرازي في رفضه للمعنى المباشر على تنفيذ كون هذا النور المدرك بحاسـة ماهيته، و :الأرض إليها يقولالبصر في السموات و

والنـار علـى الأرض القمـر لهذه الكيفية الفائضة من الشـمس و لغة اعلم أن لفظ النور موضوع في ال" نلخصها في أن هذه الكيفية تصـدر ٤٢..."هذه الكيفية يستحيل أن تكون إلهاً لوجوهوالجدران وغيرهما، و

قر إلى كل مفتالحال منقسمان، وكل منقسم يفتقر إلى أجزائه، وو عن أجسام وأنها حادثة عارضة، والجسمر إلى غيره، والمفتقر إلى غيره محدث، والنور محدث فلا يكون إلهاً، وهو زائـل ومتغيـر أجزائه مفتق ٤٣قد يقتبس من غيره فهو ليس إلهاًومتحول و

١٨

لأرض ليس لجملة يسلِّم بأن نور السموات واد الدقة في اشينرف العربية وأساليبها، ولا شك في أن من يعو :المجسمة، يقولور جاء رداً على المانوية ما استدل به عليه الفخو -سبحانه –هو االله وأمـا ��������االله سبحانه هو النـور الأعظـم بمجموع هذه الدلائل يبطل قول المانوية الذين يعتقدون أن و"

IIII�T�S�R�Q�Pقوله) الأول: (المجسمة المعترفون بصحة القرآن فيحتج على فساد قولهم بوجهين�V�UHHHH����.أن قوله تعالى) الثاني(كلها متماثلة لو كان نوراً لبطل ذلك؛ لأن الأنوار ٤٤IIIIÃ���~�}�H�H�H�H

فـإن IIIIÉ�È�Ç�Æ�Å�Ä�Ã�}���H���H���H���Hو كذا قوله . ليس ذاته نفس النور بل النور مضاف إليه���صريح في أنهالتنـوير، نور بمعنـى العماديـة، و ويذكر الوجوه المتعددة لتأويل ال ٤٥."قيل قوله نه لابد لكم التأويل

ا سابقاً في ما ذكره أبو حيان الأندلسي، ويرجح المعنى الأول وهو رأي إلخ والتي أوردناه...والتدبير�.ابن عباس بمعنى هادي السموات والأرض �

وإننا وإن كنا نسلم بالتأويل ونتفق مع الفخر في أن االله ليس كمثله شيء إلا أننا لا نوافقه في أن كـل كونه سبحانه متصفاً بالنور في ماهيته، وهو الأنوار متماثلة، وكون االله واهباً للنور وخالقاً له لا ينفي

ليس مقيداً بالسموات والأرض، وإذا كان بعض النور الذي هو من خلق االله لا تقوى الأبصـار علـى ����IIII}�|�{�z�y�x���H���H���H���Hالنظر إليه قابلاً لأن يخطف الأبصار لشدته وقوته كما في قوله تعـالى

يقتضي أن لا يكون هو في ذاته نـوراً وبينهمـا ) مثل نوره(وقوله . يقتضي ظاهره أنه في ذاته نورزيد كرم وجود، ثم تقول ينعش الناس بكرمه وجوده، وعلى هـذا : تناقض، قلنا نظير هذه الآية قولك

وذلك صريح في أن ماهيـة IIIIJ�I�H�GHHHH��������٤٦قوله سبحانه وتعالى) الثالث(الطريق لا تناقض ـاً، فثبت النور مجعولة الله تعالى فيستحيل أن يكون الإله نور IIII�ë�ê�é�è�çورة نفسـها في الس

í�ì���H���H���H���Hلا تقـوى وهـو نـور ،فإن الله نوراً يليق بجماله وجلاله وكماله دون تمثيل أو تعطيل��¡�¢�£�¤�¥�¦�§�¨�©�IIII�²�±�°�¯�®�¬�«�ªالأبصار وعن إدراكه،

�Ç�Æ�Å�Ä�Ã�Â�Á�À�¿�¾�½�¼�»�º�¹�¸�¶�µ´�³

Î�Í�Ì�Ë�Ê�É�ÈHHHHجماد صار دكاً من عظمة مـا فإذا كان الجبل العظيم ال������������٤٧في حادثة الإسراء والمعـراج -صلى االله عليه وسلم -كما قال رأى فأنى لأحد من البشر أن يراه؟ و

ثم ألم يرد النور مضافاً إلى وجه االله سبحانه " نور، أنى أراه؟"حين سألته عائشة هل رأيت ربك؟ فقال " عند خروجه من الطائف -ى االله عليه وسلمصل –ملازماً له وهو محجوب عنا في دعاء رسول االله

وهو نـور لا .... أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات وصلح عليه نور الدنيا والآخرةكأي نور، ولا تدركه الأبصار، وهو النور المطلق اللامدرك واللامحدود، وهو الذي أعطـى النـور

ض بالنور الحسي، وبالنور المعنوي التشريعي، ومن المدرك والمحدود ليضيء ما بين السموات والأرهنا نجد الفخر يسوق رأي الغزالي في أن االله نور، والغزالي إذ يتحدث في هذا إنما ينطلق من فكـرة

١٩

ماهية النور المطلق لا المقيد في سموات وأرض، أو غير ذلك، وبعد أن يعرض رأي الغزالي وأدلته لاف فيما يقوله الغزالي وبين ما يراه من تأويل النور فـي الآيـة نجده يصل إلى نتيجة هي أن لا اخت

المعنـى العقلـي و بين المعنى الحسـي للنـور فبعد أن أفاض الغزالي في التفريق . موضع الخلافيخلص إلى أن الأنوار الحسـية مـن ،الحسي لى، رابطاً بينهما مؤثراً الإدراك العقلي عهل) المعنوي(

العدم هو الظلمة الحاصـلة والوجـود هـو ".. ـلأن االله هو موجدها ف ،عدمالممكنات وهي في ذاتها كذا جميع معارفها بعد وجودها حاصل اته مستنير بإنارة االله تعالى، والنور، فكل ما سوى االله مظلم لذ

أفاض و من وجود االله تعالى، فالحق سبحانه هو الذي أظهرها بالوجود بعد أن كانت في ظلمات العدم،النـور ةخاصو نوار المعارف بعد أن كانت في ظلمات الجهالة، فلا ظهور لشيء إلا بإظهاره،عليها أ

أن إطـلاق نه والانكشاف، وعند هذا يظهران النور المطلق هو االله سـبحا إعطاء الإظهار والتجلي و؛ لأنه من حيث إنه هو عدم النور على غيره مجاز إذ كل ما سوى االله فإنه من حيث هو ظلمة محضة

كنـات، ، بل الأنوار إذا نظرنا إليها من حيث هي هي فهي ظلمات؛ لأنها من حيث هي هي مممحضفالنور إذا نظر إليه من حيث هو هو ظلمة، فأما إذا . المعدوم مظلموالممكن من حيث هو هو معدوم، و

اً فثبـت رالتفت إليها من حيث أنه الحق سبحانه أفاض عليها نور الوجود فبهذا الاعتبار صارت أنـوا �٤٨"كل ما سواه فليس بنور إلا على سبيل المجازهو النور و -سبحانه-أنه �

أن الأنـوار محلـلاً و ذكر مفصلاIIII}�|�{�z�yHHHH������������ًإلى " نور"ي عن إضافة لما سئل الغزالو

ن العالم فإذا عرفت هذا عرفت أ: "يقول -تعالىسبحانه و -مصدرها االله ) سفلية وعلوية(الحسية والعقلية الباطنية الفعلية، ثم عرفت أن السفلية فائضة بعضـها مـن سره مشحون بالأنوار والظاهرة البصرية وبأ

بعض فيضان النور من السراج، فإن السراج هو الروح النبوي، ثم إن الأنوار النبوية القدسية مقتبسة من أن بينها ترتيب فـي و بعض أن العلويات مقتبسة بعضها منعلوية اقتباس السراج من النور، والأرواح ال

أن ذلك هو االله وحده لا شريك له، فإذن الكل ، ومعدنها الأولترتقي جملتها إلى نور الأنوار و المقامات، ثمهو أن النور الظاهر يتصور ولكن بقي ههنا تفاوت و ....IIII}�|�{�z�y�x��H��H��H��Hنوره فلهذا قال

أما النور الإلهي الذي به يظهر كل شيء جب فحينئذ يظهر أنه غير اللون، ويح، وأن يغيب بغروب الشمسلشدة ظهوره فسبحان من اختفى عن الخلق ... دائماً ءلا يتصور غيبته بل يستحيل تغيره، فيبقى مع الأشيا

٤٩. "احتجب عنهم بإشراق نورهوIIII��{�zفـاالله تعـالى " رى به الأشياءرى، ولكن نَالنور لا ي"لا نتفق مع الشعراوي هنا في أن و

}�|HHHHرهما، لكن لا نراه سبحانه، ذاك أنه لا بعني ي������������حـديث د من تحديد أي نور هـو المقصـود، و نو في حاسة بصرك حين حقيقة الأمر أنه يرى في ذاته بدليل أنك تدركهالشعراوي كان عن النور الحسي، و

قائق الحسـية ى به الأشياء والحررى و تُبيد أن نور االله في ذاته لا ي. هو أيضاً يرى بهتحدد مصدره، و

٢٠

بواسطتها سائر المبصرات كالكيفية الفائضـة صل كيفية تدركها الباصرة أولاً والنور في الأ"ـالمعنوية فوهو بهذا المعنى لا يصح إطلاقه على االله تعالى إلا بتقـدير الأجرام الكثيفة المحاذية لها و من النيرين على

كما أن أصـل أصل الظهور هو الوجود،لغيره و ن النور ظاهر بذاته مظهرفإ....مضاف كقولك زيد كرم ٥٠..."موجود في ذاته موجد لما عداه -تعالىسبحانه و-الخفاء هو العدم، واالله

لعـرب ه به ساق صفاته الحسنى من لسـان ا ليس في هذا الكلام تناقض ذاك أن االله سبحانه ليعرف عبادوالخ ، وكلهـا صـفات ....لبصير والغني والحكيم،حيم والسميع وامشتقاً منه، يعرفون معناه التام، فهو الر

، فهو تكون مطلقة -سبحانه-معانيها العامة يفهمها العرب، غير أن هذه الصفات حين تطلق عليهبمباينها وهو أيضاً نور لا كـأنوارهم التـي حكيم لا كحكمة غيره، وسميع لا كسمع خلقه، وبصير لا كبصرهم، و

ات خارج لغات البشر جميعاً لتكون لائقـة بجلالـه صفكن أن يبتدع كان يم -جلعز و-يعرفون، إن االله الدال على ذاته المتفردة، وهو علم عليه وحده سبحانه في " االله"كما هي حال لفظ الجلالة -منفرداً بها لفظاً م لكـان المسـل ي، ولا أن يدرك معناها الأولإذ ذاك أن يفهمها وغير أنه ما كان للمرء -العربية وأخواتها

لعدم ارتباط الدال بمدلول مختزن فـي ؛تعبد ربه دون أن يفهم ما يقول، ودون أن يستشعر معنى ما يقولصفاته التي وصف بها نفسه إنما جاءت على ما يعرفه العرب للمقاربـة ممـا ، فكل أسماء االله و الذاكرة

مظاهر الجنة يقاربها مما حين يصف بعض -جلز وع-مثل ذلك النور، بل إن االله للمطابقة، ويعرفونه لا IIII�J�I�H�G�F�E�D�C�B�Aالدنيا من ماء وشجر وقصور وثمار يقول هو في

^�]�\�[�Z�Y�X�W�V�U�T�S�R�Q�P�O�N�M�L�KHHHH ــذوقوه ��������٥١ ــإذا ت فر على لا أذن سمعت ولا خط؛ لأن في الجنة ما لا عين رأت وأدركوا أنه يشبه ما عرفوا و ليس هو نفسه

.العنب إشارة إلى ما يشبه ما في الدنيا وليس هو نفسهو النخيلان وقلب بشر، لكن ذكر الرم الملكوت؟يكون شأن ما اتصل بمالك الملك و ، فكيففإذا كان هذا شأن الملكوت العلوي

، فلا يسمع ما فوقهـا الإنسان من جعل حداً للذبذبات الصوتية التي يلتقطها سمع-جل عز و-إذا كان االله وذا كان قد وضع له حـداً عل حداً لعقله فلا يدرك فوقه، وإج، وداً لشمه فلا يتجاوزهجعل حلا ما دونها، وو

دونه؟اً لبصره من النور لا يرى فوقه ولا من الأفق لبصره، فلماذا لا يكون قد وضع حدتناميه في السورة الكريمة ما هو إلا لتقريب اللامحدود إلـى المحـدود، إن ضرب المثل الحسي للنور و

يؤيـد مـا .تعاظمه مقابل فكرة تراكم الظلامدود أن يتصور فكرة تنامي النور والإنسان بعقله المحليتمكن بخمـس -صلى االله عليه وسـلم -قام فينا رسول االله: " ذهبنا إليه ما جاء في حديث موسى الأشعري، قال

ليه عمل الليل قبل عمل إن االله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، ويرفع إ: كلمات فقالليه بصـره إالنهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى

٥٢."من خلقه

٢١

ذلك الأفق طويلاً تلقي ذلك الفيض الغامر دائماً، ولا يستشرفلكن الكيان البشري لا يقوى طويلاً على و"يقربـه إلـى الإدراك البشـري ، عاد يقارب مـداه، و ا الأفق المتراميهذا النص هذفبعد أن جلا . البعيد

هـو مثـل يقـرب و ...."المصـباح . مثل نوره كمشكاة فيها مصباح"المحدود، في مثل قريب محسوس، الحس حين يقصر عن تملي يرسم النموذج المصغر الذي يتأملهراك المحدود صورة غير المحدود، وللإد

دراك طبيعة النور حين يعجز عن تتبع مداه وآفاقه المتراميـة وراء الإدراك هو مثل يقرب للإالأصل، و ٥٣ ."البشري الحسي

فجسمها إذ نقلها من حيـز المجـرد على عباده فهم كثير من المعاني الدينية، -عز وجل-وقد سهل االله" هـدى بالضـياء، الذهني إلى حيز المادي المحسوس بوساطة الاستعارة، ومن هذا القبيل التعبير عـن ال

والضلال بالظلام؛ ذلك لأن النفس أول ما تستقبل المعارف عن طريق الحواس وعلـى رأسـها الحاسـة فالوعي الأول يكون للبصر، وعلى هذا يكون النص الناجح ما يـري .... البصرية إحدى نوافذ المعرفة

ست سهلة،لما فيهـا مـن إنشـاء المتلقي بدلاً من استخدام ألفاظ باردة لا تتصل بالحواس، وهي عملية ليعلاقات تشابه بين المرئي وغير المرئي، والمرئي من أقوى الموجودات حضوراً،لأنه يتخذ حيزاً مكانيـاً

٥٤. " مقنعاً فالإشارة ظاهرة به، وهو ظـاهر النور معروف وهو الذي يظهر به الأجسام الكثيفة لأبصارنا،"

وهذا أول ما وضع . ذاته المظهر لغيره من المحسوسات للبصرمكشوف لنا بنفس ذاته، فهو الظاهر بعليه لفظ النور ثم عمم لكل ما ينكشف به شيء من المحسوسات على نحـو الاسـتعارة أو الحقيقـة الثانية، فعد كل من الحواس نوراً، أو ذا نور يظهر به محسوساته كالسمع والشم والذوق واللمس، ثـم

نوراً يظهر بها المعقولات، كل ذلك بتحليل معنى النور المبصر إلـى عمم لغير المحسوس فعد العقل هو النور المطلق الذي يفوق قـدرة حـواس -سبحانه –غير أن االله ٥٥."الظاهر بذاته المظهر لغيره

. المخلوقات وعقولها، فيأتي المثال مقرباً :عليه فإن النور نورانو

النور ���� )محجوب في ماهيته( غير مدرك )ظاهرفي مادته( مدرك مرئي

���� ���� لا بالبصيرةبصيرة بالبصر وبال أوبالبصر

هعظمتأزلي لا محدود يليق بجلال االله وكماله و من خلق االله و إيجاده ����� �� �� �� �

� �� �� �� �

٢٢

IIII¤�£�¢�¡���~�}¤�£�¢�¡���~�}¤�£�¢�¡���~�}¤�£�¢�¡���~�}HHHH� �� �� �� �

بي غير أن العقل قادر بمدركاته على تخيل عام لما هو غي. عقله محدوداًلما كان بصر الإنسان محدوداً وتعالى مثلاً لنوره الهادي المتنامي المتزايد، سواء كـان القـرآن أو بما هو حسي مرئي ضرب سبحانه و

.ذي يدركه كل ذي عينإلخ بالنور الحسي ال...الهداية، أو محمد أو وحيه طبيعة الإدراك العقلي متأخر عن الإدراك الحسي في الزمان، ولذا كان من المـألوف فـي دلالـة "..إن

التشبيه نقلها من مستوى المعقول إلى المحسوس، فذكر المعنى العقلي ثم تعقيبه بالتمثيل الحسـي يـؤدي وحتى عندما يكون المعنى معلوماً يقيناً فـإن ) النفس من المعنى الغريب إلى القريب(بالضرورة إلى نقل

٥٦....."التمثيل بالمحسوس يفيده زيادة قوة يوضع فيهـا هي الكوة الصغيرة في الجدار غير النافذة، ومن عرض السموات والأرض إلى المشكاة، و"

تقيه الـريح، IIII¤�£�¢�¡¤�£�¢�¡¤�£�¢�¡¤�£�¢�¡HHHH���� IIII§�¦�¥§�¦�¥§�¦�¥§�¦�¥�¨HHHH: تجمعه، فيبدو قوياً متألقاًالمصباح، فتحصر نوره وسنية منيرة هنا يصل فهي بذاتها شفافة رائعة" الزجاجة كأنها كوكب دري"في نوره، فيتألق و يزداد تصو

الأصل، حين يرتقي من الزجاجة الصغيرة إلى الكوكب الكبير، كـي لا بين المثل والحقيقة بين النموذج و�٥٧."ينحصر التأمل في النموذج الصغير، الذي ما جعل إلا لتقريب الأصل الكبير �� �� �� �

إن المسألة أشبه ما تكون بتقريب النسبة الكبيرة الضخمة جداً إلى أصغر نسبة ممكنة يسـتطيع العقـل .حسابها وإدراكها~~~~��������: أي مثل -عز و جل-أحدهما أنه عائد إلى االله: في ذلك قولانو" نور"ي الضمير الذي أضيف إليه اختلف ف

مير عائد إلى المؤمن الذي دل عليه سـياق الكـلام أن الض: هذه في قلب المؤمن قاله ابن عباس و الثانيما يتلقاه فشبه قلب المؤمن وما هو مفطور عليه من الهدى و تقديره مثل نور المؤمن الذي في قلبه كمشكاة

" يتلوه شـاهد منـه أفمن كان على بينة من ربه و"الى من القرآن المطابق لما هو مفطور عليه كما قال تعما يسـتمد مـن القـرآن ئه في نفسه بالقنديل من الزجاج الشفاف الجوهري وفشبه قلب المؤمن في صفا

٥٨"لا انحراف فقوله كمشكاةلمشرق المعتدل الذي لا كدر فيه والشرع بالزيت الجيد الصافي اودليل على أن المراد ليس هو –وظاهره الإضافة اللامية -وإضافة النور على الضمير الراجع إليه تعالى"

ذي هو االله، بل النور المستعار الذي يفيضه، وليس هو النور العام المستعار الذي يظهر به وصف النور الIIII�Ä�Ã: وهو الوجود الذي يستفيض من الأشياء وتتصف به، والدليل عليه قوله بعد تتميم المثل كل شيء،

É�È�Ç�Æ�ÅHHHH مؤمن ، إذ لو كان هو النور العام لم يختص شيئاً دون شيء، بل هو نوره الخـاص بـال "٥٩.بحقيقة الإيمان على ما يفيده الكلام

إن النظر إلى معنى المعنى الكامن في المستعار العقلي من المستعار الحسي يجد أنه يتضمن الاثنين معاً، .باعتبار أن الحسي المرئي يراد له أن يكون معبراً وسبيلاً إلى العقلي

٢٣

يشير إلى إمكانية أن يكون التشبيه تمثيلياً على يكون الضمير عائداً على المؤمن والقرطبي أن واختار نرجحه ونختـاره، هو ماي فسرها التفصيل في المشبه به، وتقدير تفصيلات المشبه بها المحذوفة الت

عـز -أحسب أن االله ن أن يقابله؛ مما يقوم بالذهن، وهو ما جعل المفسرين يفسرون المذكور بما يمكودون تفصيل في المشبه ليبقي الصورة مفتوحة على كـل مـا " همثل نور"ـاختيار أن يكتفي ب -جلو

{�~�IIII: يقـول . المعنـوي سي ويمكن أن يكون مقابلاً للمذكورعلى تأويلاته المختلفة، ليشمل بذلك الح�HHHHىو. لائله التي يقدمها في قلب المؤمن، والدلائل تسمى نوراًأي صفة داالله تعالى كتابـه قد سم

:نوراً فقال����IIII�¹�º�»�¼�½HHHHفقال" نوراً"االله تعالى كتابه ىوقد سم. وسمى نبيه نوراً، ����٦٠ :IIIIl�m�n�

o�p�q�r�s�tHHHHوجه الإضـافة و. وهذا لأن الكتاب يهدي ويبين، وكذلك الرسول ،������������٦١تحتمل الآية معنى آخر ليس منه مقابلة جزء من و. ومبينها وواضعها أنه مثبت الدلالة: إلى االله تعالى

�٦٢."ل به، بل وقع التشبيه فيه جملة بجملةالمثال بجزء من الممث �

اتقائه صنعة كل مخلوق وبراهينه الساطعة على الجملة، كهذه مثل نور االله الذي هو هداه و"يد ذلك أن يروالجملة من النور الذي تتخذونه أنتم على هذه الصفة التي هي أبلغ صفات النور الذي بن أيدي الناس؛ فمثل

٦٣."الذي هو منتهاكم أيها البشرنور االله في الوضوح كهذا £�¢�¡£�¢�¡£�¢�¡£�¢�¡:

غيرهـا ، والنبي، والهدى، والإيمان وإن تلون دلالة كلمة نور في القرآن الكريم من الدلالة على القرآن أما إضافته إلى ضمير المفرد ، لو أراد االله معنى دون الآخر لحدده و" مثل نوره: "ه في قولهكل ذلك جماع

تنزيهاً، الحاضر بوحدانيته مع كونه نوراً واحداً مفرداً بصيغة المصـدر وتشريفاً وتعظيماً فقد جاء الغائب شموله لكل ما يليق أن ينسب إليه من نور سواء كـان انبثاق كل نور متصل به سبحانه، وعي معنى ديست

مـن هنـا كـان و، مرئياً أو محجوباً،قليلاً أو كثيراً متى كان وأين كان، علوياًحسياً أو معنوياً، سفلياً أو قرروه على تلك يه المفصل المقابل جزءاً بجزء، وهو من التشب: قيل " ـاستحضار المحذوف من المشبه ف

ـ" كمشـكاة "الإيمان حمد أو في المؤمن أو في القرآن وفي م" مثل نوره"الأقوال الثلاثة أي اة هـو كفالمشالشـجرة و. قلبـه " الزجاجـة "هداه وهو النبوة وما يتصل بها من علمه و" والمصباح" الرسول أو صدره

ين والآيـات التـي البراهبه بالزيت وهو الحجج و للفصابه شالمباركة الوحي والملائكة رسل االله إليه، وقلبه والشجرة " الزجاجة"و. العلمالإيمان و" المصباح"تضمنها الوحي وعلى قول المؤمن فالمشكاة صدره و

فهو على أحسن الحال يمشي في الناس كالرجل : قال أبي. منهاالحكمة التي تضالقرآن وزيتها هو الحجج وي صدر المؤمن في القرآن ف، وعلى قول الإيمان والقرآن أي مثل الإيمان والحي يمشي في قبور الأموات

.لأن المشكاة ليست تقابل الإيمان؛ هذا القول ليس في مقابلة التشبيه كالأولينو" كمشكاة"قلبه

٢٤

. أي كصفة مشكاة انتهى" كمشكاة"لعجبية الشأن في الإضاءة ا" نوره"أي صفة : الزمخشريقال و تقدم في المفـردات مثل نور مشكاة و" مثل نوره"ف أي هو على حذف مضا" كمشكاة"يظهر لي أن قوله و

:سـى وقال أبـو مو . سعيد بن عياض والجمهورو يرجبهو قول ابن لمشكاة هي الكوة غير النافذة، وأن اد الذي المشكاة العمو: قال مجاهدو. ن فيها الفتيل في جوف الزجاجةالرصاصة التي تكوالمشكاة الحديدة و

٦٤."قال أيضاً الحدائد التي تعلق بها القناديليكون المصباح على رأسه، و ٦٥".الأصحوالأول هو "

مما هو ماثل في البيـوت هي ، و ٦٦"هذا هو القول المشهور"ويرجح أن تكون المشكاة الكوة غير النافذة لو كانت المشـكاة الحديـدة داخـل بنى خصيصاً لتوضع فيها السرج، والعربية إلى ما قبل سبعين سنة تكمشـكاة فيهـا :"إنما قـال سـبحانه و" كمشكاة في مصباح"لكانت الآية المصباح التي يخرج منها الفتيل

.الظرفية" في"ل عليه لا يحتويها، هذا ما تدمشكاة تحتوي المصباح و، فال"مصباحالتقدير مثل نوره كمصباح في مشكاة، لأن المشبه به هـو الـذي هذه الآية من المقلوب، و"بعضهم، قال

إنما فيها تقـديم للمكـان ولا نرى فيها قلباً و" و ذلك هو المصباح لا المشكاةيكون معدناً للنور منبعاً له، .الجهة من المصباحو

نها المكان الذي يحتوي المصباح ويحفظه من الهواء والريح فيكـون ة فلأهميتها، لأأما تقديم المشكا - IIII�u�t: ، وهو أجدر بأن لا يطفأ، وهو ما يذكرنا بقوله تعالىأنظف لا يخالطه دخانالنور أنصع و

_�~�}�|�{�z�y�x�w�vHHHH الحفـظ الإلهـي، شارة إلى العناية واختيار المشكاة إ إن�������� ٦٧جهة هذا النور فكما أنه واحد فإن مصدره واحد، و هو وحده قادر علـى أن يهـزم بالإضافة إلى تحديد

اختلافاتها و تنوعها و كثرتهـا، و تعددهاعلى " ظلمات"الظلمات، إن النور بتناميه في هذه الصورة يقابل لقـوة الـذي يمثـل ا IIII Ã�Â�Á�À�¿HHHHتقوى على الصمود أماممات المتراكمة بعضها فوق بعض، لاتلك الظل

الذي يبدأ صغيراً ثم ينتهي إلى كوكب دري، فأي ظلمات يمكن أن تقف في لمتضاعفة الممتدة من النور ا ؟وجههلذلك كانت الأداة التـي و" يريدون أن يطفئوا"في الآية المشكاة ماثلة أيضاًنقول إن صورة المصباح و الأفـواه اشرة على الفتيلة المشتعلة، ومب عادة يطفأ المصباح بنفخة هواءل إطفاء النور هي الأفواه، وتحاو

ما يرتبط به مـن نـور و النبوةالها الكفار في محاولة إطفاء نورهي نفسها أداة الإطفاء التي يحاول استعمل أن يبطل كلام االله العضو المستعمل في الكلام البشري المظلم الذي يحاو ي جمع لاسمالأفواه هالقرآن، و

ناية االله له في مشكاة حفظه، فهو ليس بالشعلة الضعيفة التي سرعان مـا ع لشمول ؛يطفألا الذي هو نور .تنطفىء

٢٥

IIII¤�£�¢�}¤�£�¢�}¤�£�¢�}¤�£�¢�}HHHH��������"٦٨"المصباح في زجاجة: الظاهر أن الزجاجة ظرف للمصباح لقولهأي فيها سراج ضخم و � �� �� �� �

إلى معنى الإشـراق التي تشير " صبح"إن المصباح لا تطلق على أي قنديل أو سراج، إنه مشتق من مادة ويحدده البروسوي لظهوره ووضوحه، ٦٩"منه الصباحفأصله الضوء و"بته، غلسطوع، و قوة الضوء ووال

اختيار أن يكون هذا المصـباح ووهذا ينسجم مع تشبيهه بالكوكب الدري، ٧٠"سراج ضخم ثابت" أكثر بأنهوهنا يولـد هذه الزجاجة ليست بالعاديةصراً ثالثاً من عناصر قوة ضوئه وصفائه، وفي زجاجة لتكون عن

هو الزهـرة : ال القرآني من التشبيه تشبيهاً ثانوياً، حيث الزجاجة كأنها كوكب دري قال الضحاكمالاستعي من الكواكب المشاهير، وهي المشـتري، والزهـرة والمـريخ، شبه الزجاجة في زهرتها بأحد الدرار

م الدال وتشديد ضب" دري"كثيرابن وقرأ الجمهور من السبعة نافع وابن عامر وحفص و. وسهيل ونحو ذلكحتمل أن يكون أصـله الهمـز فأبـدل ير نسبة الكوكب إلى الدر لبياضه وصفائه، والظاهالراء والياء، و

روى ذلك عن نصر بن عاصـم و. الضحاك كذلك إلا أنهما فتحا الدالو قرأ قتادة وزيد بن علي و. وأدغمقرأ حمزة كذلك إلا أنه همز من الدرء و. سر الدالكقرأ الزهري كذلك إلا أنه و. وأبي رجاء وابن المسيب

.٧١"وزنها فعيل، أو يدفع ضوؤها خفاءها وبمعنى الدفع، أي يدفع بعضها بعضاً

:تنكير الزجاجة والمصباح وتعريفهما

ا جيء بهمـا ما و كررهمحين فصل فيهيلحظ أن كلمة مصباح الأولى، وزجاجة الأولى جاءتا نكرتين، وبالمألوفين العاديين المتعاهد عليهما، فلما أعاد لفظهما عرفهما اليس" زجاجة"و" مصباح" أنمعرفتين، ذاك

. و قد التفت إلى القيمة الدلالية لتنكيرهما ثم تعريفهما بعض المفسرين ؛ ٧٢ما أصبحتا معروفتين للسامعلأنههما بما بعدهما مع انتظام الإخبار عنجاجة معرفين إثر سبقهما منكرين، والزوفي إعادة المصباح و:" فقال

رفـع مكانهمـا كأنها كوكب دري من تفخـيم شـأنها، و الكلام بأن يقال كمشكاة فيها مصباح في زجاجة الإخبار المنبىء عن القصـد بإثبات ما بعدهما لهما بطريق إثر الإبهام والتفصيل بعد الإجمال، وبالتفسير ولـى محل الجملـة الأ ا لا يخفي، وم في الجملة المبني على الإشارة إلى الثبوتدون الوصف الأصلي،

اللام مغنية عن الرابط كأنـه على أنها صفة لزجاجة ،و محل الثانية الجرالرفع على أنها صفة لمصباح، ومصباح هو في :كأنه قيل فيها ،اللام مغنية عن الرابطو ،على أنها صفة لزجاجة ر، الجلمصباح :قيل فيها ٧٣."يوقد من شجرةهي كأنها كوكب دري ،زجاجة

دونه، سواء كانـت بهمز أو ب ٧٥"عظامها"و دراري النجوم " ٧٤"مضيء مبين ضخم"فكوكب دري تعني دفع بعضه بعضـاً، ى دفع التي تشير إلى تدفق نوره وبمعن" درأ"هو كبار اللؤلؤ، أو من نسبة إلى الدر و

.صفائهوه وظهوره ونقائه امينتؤدي إلى معنى الإفاضة في النور وفكلاهما يضوؤها ، على الرغم من أن قوة النجوم ودون النجم مثلاً اًدري اًأما اختيار أن يكون المشبه به كوكب -

ه، ذاك أن النجم في المشبه به بأقرب المشبهات إليفي اختيار التقارب بين المشبه وأشد، فذاك من الدقة

٢٦

احتراق وغازات، أما الكوكب تعال ووهج، ومبعث إضاءته اشاً، بل يتضهو ليس نوراً محذاته ملتهب ولمنبعث من النجوم، فهو في ذاته وجوهره لا يصدر الضوء في ذاته ليس بمتوهج بل مختزن للضوء ا

التي تعكس الضوء وتستصـفيه مـن إنما يعكسه، فنوره خالص بارد هذا ينسجم مع طبيعة الزجاجةومـن الصـورة ن المراد النور الخالص أ تعكسه، كماالضوء المتوهج والحرارة لتجعله نوراً خالصاً و

التي هي مزيج للضوء والدخان ����IIII¿�¾�½�¼�»HHHH: لذلك قال بعده الحسي وسواء بمعناه المادي أوزيته يضيء قبل و ،كوكب دري امصباح تضيء حتى لكأنهال زجاجة -سبحانه –فجعل االله والحرارة،

.أن تشعل فيه الفتيلةIIII¶�µ�´�³�²�±�°�¯�®¶�µ�´�³�²�±�°�¯�®¶�µ�´�³�²�±�°�¯�®¶�µ�´�³�²�±�°�¯�®HHHH��������:

ا الزيت الذي يكاد يضـيء يفصل في مشهد الشجرة التي استمد منه -سبحانه وتعالى -الله يلحظ أن افبدأ بلفظ شجرة نكرة ليرتقب السامع مـا يـدل عليهـا فتـأتي ،IIII¿�¾�½�¼�»HHHHلصفائه ونقائه

IIII±±±±HHHHيقرب له الصورة أكثر، فتأتي زيتونة لتحدد صنفاً معيناً ما صفة لها مما يومض في فكره و��������س من الشرق ثم الأشجار ذات الزيوت، ثم يصفها بأنها شرقية وغربية تكسب ضوء الشممن داًوحدم

أنقى الزيت مـا كـان لمي يشير إلى أن أفضل الزيتون، وفي هذه الآية إعجاز عتكسبه من الغرب، والطاقة الشمسية التي تتحول إلى غذاء زيت مقتبس أيضاً من مصدر النور ومضرب شمس، فإشراق ال

زيتها، لذا نراه سبحانه يقدم شجرة وصفاتها على الزيت، مع أن الجملة فـي ور في ثمرها للشجرة يؤث .أبسط صورها هي توقد بزيت شجرة زيتون مباركة

تنتهـي ذاك أن العناية تبدأ من الشجرة والبدلية، ثم عمد إلى الزيت، ب، ثم عرفها فقدم الشجرة وصفتهاظروف المثالية للشجرة سينعكس على الزيت الذي هو المادة بالثمرة فالزيت، كما أن هذا الحشد لكل ال

٧٦."وصفها بالبركة ثم إبدال الزيتونة عنها تفخيم لشأنهاشجرة وفي إبهام الو" .الأساسية في إيقاد النورورجح آخرها، وهو واحداً واحداً قد ساقها الفخر الرازي و فندها و��������IIII¶�µ�´�³¶�µ�´�³¶�µ�´�³¶�µ�´�³HHHHواختلفوا في دلالة : ربية على وجوه أحـدهما لا غعنى وصف الشجرة بأنها لا شرقية واختلفوا في مو: "ما اخترناه، يقول

هـذا غربيـة و من شجر لدينا لكانت إما شرقية أوإن شجرة الزيت من الجنة إذ لو كانت : قال الحسن .هو ما شاهدوا شجرة الجنةبما شاهدوه و ضعيف؛ لأنه تعالى إنما ضرب المثل

ف شجرها بأنها شـرقية أو تون في الشام لأن الشام وسط الدنيا فلا يوصثانيها أن المراد شجرة الزيووضعين معينين؛ المغرب في مقال الأرض كرة لم يثبت المشرق و هذا أيضاً ضعيف؛لأن منغربية، و

قد يوجد في غير و مغرب على حدة ، لأن المثل مضروب لكل من يعرف الزيت،بل لكل بلد مشرق وشـرق ولا غـرب، ف بها الأشجار فلا تصيبها شمس منأنها شجرة تلت) ثهاوثال(ه فيها الشام لوجود

منهم من قال هي شجرة يلتف بها ورقها التفافاً شديداً فلا تصل الشمس إليها سواء كانـت الشـمس وهـذا إلى آخره مثل الزيتون والرمان، و ليس في الجر ما يورق غصنه من أوله، وشرقية أو غربية

٢٧

ذلك إنما يحصل لا يحصل إلا بكمال نضج الزيتون، وذلك رض صفاء الزيت، وضاً ضعيف؛ لأن الغأيقال ابن عباس المراد الشجرة التي تبرز ) رابعهاو(أثر الشمس إليه لا بعدم وصوله في العادة بوصول

، وهذا قول ابن عباس لغروبتطلع الشمس عليها حالتي الطلوع واصحراء واسعة فجبل عال أو على ومعناه لا شرقية وحـدها ولا غربيـة ولكنهـا : قالا الزجاج،وقتادة واختيار الفراء و وسعيد بن جبير ؛هذا القول هو المختار، وقيمفلان لا مسافر ولا مقيم إذا كان يسافر وي: هو كما يقالشرقية وغربية و

ـ حينئذ يذلك كان زيتها في نهاية الصفاء ولأن الشجرة متى كانت ك م كون مقصود التمثيل أكمـل وأتصلى -المصباح ما في قلبه والزجاجة قلبه و -سلمصلى االله عليه و -كاة صدر محمدشالم) خامسهاو(

صـلوات االله -أبيكم إبـراهيم اتبعوا ملةو :توقد من شجرة مباركة، يعنيمن الدين، -سلماالله عليه وة أي لـم يكـن يلا غربلا شرقية و:فالشجرة هي إبراهيم عليه السلام، ثم وصف إبراهيم فقال -عليه

لا قبل المغرب كاليهود والنصارى بل كان عليه الصلاة السـلام يصـلي إلـى يصلي قبل المشرق و ٧٧."الكعبة

مع عقل إن كان لا يتعارضخامس آخراً لبعده في التأويل وأحسب أن الفخر الرازي ساق التأويل الوك لأهل النظر أن يفهموا منـه بالقـدر إنما ترمعنى محدداً لأشار إليه، و لو أراد رب العزةأو نقل، و

هذا كله عدول عن و: قال القاضي. " الذي تتعمق فيه عقولهم، كلٌّ يرى فيه بالقدر الذي يفتح عليه فيه ٧٨."الظاهر، ليس يمتنع في التمثيل أن يتوسع المرء فيه

IIII¿�¾�½�¼�»�º�¹�¸¿�¾�½�¼�»�º�¹�¸¿�¾�½�¼�»�º�¹�¸¿�¾�½�¼�»�º�¹�¸HHHH��������� �� �� �� �

ه المعظم مثلاً تنبيهاً لخلقـه إلا بـبعض لا يمكن أن يضرب لنورذا مثل ضربه االله تعالى لنوره، وه"������������لأن الخلق لقصورهم لا يفهمون إلا بأنفسهم، ولولا ذلك ما عرف االله إلا االله وحده، قالـه ابـن ؛خلقه

هداه في قلب المؤمن كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل ال ابن عباس، هذا مثل نور االله والعربي، قوءه، كذلك قلب المؤمن، يكاد يعمل بالهدى قبل أن يأتيه العلـم، أن تمسه النار، فإن مسته النار زاد ض

من قال إن هذا مثل للقرآن في قلب المـؤمن ، ونوراً على نورن جاءه العلم زاده هدى على هدى وفإكما أن هذا المصباح يستضاء به ولا ينقص فكذلك القرآن يهتدى بـه ولا يـنقص، فالمصـباح :قال

¸�IIII�¹الـوفي، من، والمشكاة لسانه وفهمه والشجرة المباركة شـجرة القرآن، والزجاجة قلب المؤ¿�¾�½�¼�»�º���H���H���H���H تكاد حجج القرآن تتضح ولو لم تقرأIIIIÃ�Â�Á�À�¿�x���H���H���H���H يعني أن القرآن نور

راً علـى الإعلام قبل نزول القرآن، فازدادوا بذلك نوقه، مع ما أقام لهم من الدلائل ومن االله تعالى لخلIIII��Æ�Å�Ä�à :اله إلا من أراد االله هداه، فقالنأنه لا يهذا النور المذكور عزيز، وبر أن ، ثم أخنور

Î�Í�Ì�Ë�Ê�É�È�Ç���H���H���H���Hأي يبين الأشياء تقريباً للأفهام .IIIIÒ�Ñ�Ð�ÏHHHHأي������������: بالمهـدي

٢٨

، يا محمد، كيف يخلص نور االله مـن دون السـماء، وروي عن ابن عباس أن اليهود قالوا. والضال ٧٩"ك مثلاً لنورهفضرب االله تعالى ذل

أي هذا الذي : "فيقول ����IIII Ã�Â�Á�À�¿HHHH:التنامي في قوله تعالىير الزمخشري إلى معنى المضاعفة ويشو

د تناثر فيه المشكاة و الزجاجة والمصباح والزيت حتى لم يبق ممـا شبهت به الحق نور متضاعف قمتضايق كالمشكاة ا كان في مكانذلك أن المصباح إذبقية، ويمده بإضاعة يقوي النور ويزيده إشراقاً و

ل أعون شـيء القنديفيه وينتشر و أجمع لنوره بخلاف المكان الواسع فإن الضوء ينبثكان أضواً له وأي يوفق : همن عباد" من يشاء"اقب ثلهذا النور ال" يهدي االله"صفاؤه على زيادة الإنارة، وكذلك الزيت و

ه يميناً يإل لم يذهب عن الجادة الموصلةاف من نفسه والإنصر بعين عقله وتدبلإصابة الحق من نظر وعـن ر الشامس، والنها ةضحوجنح الليل الدامس و لم يتدبر فهو كالأعمى الذي سواء عليهمالاً، وشو

بثه فأضاءت بنـوره أو نـور أي نشر فيها الحق و -االله نور السموات والأرض-رضي االله عنهعلي ٨٠"قلوب أهلها به

يلأن الزيت إذا كان خالصاً صافياً ثم رؤ ؛لو لم تمسه نارزيتها بأنه يكاد يضيء و تعالىوصف االله"

من بعيد يرى كأن له شعاعاً، فإذا مسه النار ازداد ضوءاً على ضوء، كذلك يكاد قلب المؤمن يعمـل سلام بالهدى قبل أن يأتيه العلم، فإذا جاءه العلم ازداد نوراً على نور و هدى على هدى، قال يحيى بن

-السـلام عليه الصلاة و-هو المراد من قوله قلب المؤمن يعرف الحق قبل أن يبين له لموافقته له، و صلى االله -قال كعب الأحبار المراد من الزيت نور محمدو٨١ "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور االله"

صـلى االله عليـه -محمـد قال الضحاك يكادو أي يكاد نوره يبين للناس قبل أن يتكلم، -سلمعليه و :قال عبد االله بن رواحةي، ويتكلم بالحكمة قبل الوح -سلمو

تنبيك بالخبر هكانت بديهتُ مبينةٌ لو لم تكن فيك آياتٌ المؤمن بين أربـع : اجتماعها، قال أبي بن كعبالمراد ترادف هذه الأنوار و������������IIIIÃ�Â�Á�À�¿HHHHتعالى قوله فهو في سائر الناس كالرجل إن حكم عدل،إن ابتلى صبر، وإن قال صدق، وو ،رن أعطى شكإخلال

لب في خمس من النور، كلامه نور وعملـه نـور ومدخلـه نـور الحي الذي يمشي بين الأموات يتقبيع سألت أبا العالية عن مدخله ومخرجه فقـال مصيره إلى النور يوم القيامة، قال الرومخرجه نور و

٨٢."علانيتهسره ويكاد يضـيء "دته جوفي صفاء الزيت وأنه لإشراقه و مبالغة"������������IIII¿�¾�½�¼�»�º�¹�¸HHHHفـ

يكاد "ي حالية معطوفة على حال محذوفة أ������������IIII¿�¾�½�¼�»HHHHوالجملة من قوله تعالى . من غير نارتقـدم لا يضيء لانتفاء مس النار له، و لو في هذه الحال التي تقتضي أنهفي كل حال و" زيتها يضيء

٢٩

للاستقصاء حتى يقع لامتناع الترتيب في العادة وهذا العطف إنما يأتي مرتباً لما كاد لا ينبغي أن لنا أنبظلـف لو و جاء على فرس، ردوا السائل ولأعطوا السائل و: "فيما قبله نحو يدخل ما لا يقدر دخوله

٨٣."محرقأي : "يقول������������IIII¿�¾�½�¼�»HHHHالواو فيخفي ويلتفت أبو السعود إلى القيمة الدلالة لأسلوب الشرط الو

كلمة في أمثـال هـذه و ،ضيء بنفسه من غير مساس نار أصلاًالإنارة بحيث يكاد يهو في الصفاء ويلاحظ فيه جواب قد حـذف فلا هغيره فيالمواقع ليست لبيان انتفاء شيء في الزمان الماضي لانتفاء

بل ،ان الإعراب على القواعد الصناعيةظة قصدية إلا عند القصد إلى بيحثقة بدلالة ما قبلها عليه ملاهي لبيان تحقق ما يفيده الكلام السابق من الحكم الموجب أو المنفي كما كل حال مفروض من الأحوال

�¬�®�¯IIIIالمقارنة له إجمالاً بإدخالها على أبعدها منه إما لوجود المانع كما في قوله تعالى

°�¶�µ�´�³�²�±HHHH انتفاؤه مـع ه الآية الكريمة ليظهر بثبوته أو وإما لعدم الشرط كما في هذ��������٨٤عـدم مع ما ينافيه من وجود المـانع أو لما أن الشيء متى تحقق ،عداه من الأحوال بطريقة الأولوية

عنـه ىيكتفر معه شيء آخر من سائر الأحوال، ولذلك لا يذكلشرط فلأن يتحقق بدون ذلك أولى؛ واحوال المغايرة لها عند تعددها، المقابلة لها المتناولة لجميع الأ بذكر الواو العاطفة للجملة على نظيرتها

في الخبـر الموجـب هذا أمر مطرد ، وهذا معنى قولهم إنها لاستقصاء الأحوال على سبيل الإجمالولو كان غنياً تريد بيـان فلان جواد يعطي ولو كان فقيراً، أو بخيل لا يعطي و: المنفي فإنك إذا قلتو

ثاني في جميع الأحوال المفروضة، والتقدير يعطي لو لم عدم تحققه في ال، وي الأولتحقق الإعطاء فلو كان غنياً فالجملة مع ما عطفت هي عليه في يكن فقيراً ولو كان فقيراً ولا يعطي لو لم يكن غنياً، و

على يعطي كائناًأي يعطي أو لا ،حيز النصب على الحالية من المستكن في الفعل الموجب أو المنفيئناً أي يضيء كا ،لو لم تمسه ناريكاد زيتها يضيء لو مسته نار و: تقدير الآية الكريمةجميع الأحوال و

قد حذفت الجملة الأولى حسبما هو المطرد في الباب لدلالة ، وعدمهعلى كل حال من وجود الشرط و�٨٥"الثانية عليها دلالة واضحة

لتصـرح لتقرر الحكمة من ضرب المثـل، و ������������IIIIÃ�Â�Á�À�¿HHHH تأتي الجملة الخاتمة في الفاصلة القرآنيةوالمتلقي، فجاءت جملة اسمية، حيث نـور الأولـى خبـر للمبتـدأ ابالنتيجة التي ينبغي أن يصل إليه

علـى "بل ،في تفصيلات المشبه به، و كل ذلك نور لا واحد اًذهنلمحذوف تركيباً الحاضر تفصيلاً وا .وضوحاً، ليكون أكثر إشراقاً وبياناً وضه فوق بعضيمتد بعيتبع بعضه بعضاً، و" نور

ولا شك في أن اجتماع نورين نكرتين في هذا السياق يفيد أنهما اثنان لا واحد ، وأن ثانيهمـا غيـر .أولهما وهو متمم له لاحق عليه

هداية االله الأولـى ومن المعلوم أنIIII�Î�É�È�Ç�Æ�Å�Ä�ÃHHHH"أعقب هذه الجملة جملة تقريرية أخرى وحصاده، حصاده، والكفر ودله على الإيمان وبأن هدى الإنسان النجدين، فعرفه الحق والباطل، وبدأت

٣٠

مشـيئة االله ههنـا لا تنفـي إرادة ، وبأن يشرح صدر عبده لاختيار سبيل الرشادفأما الهداية الثانية -د إلى التقوى فيهديه االله أن يسعى العب: إذ إن للهداية سبيلين، الأول، وهو الأصل، الاختيار لدى العبدسبق الهداية التي تـأتي تأييـداً فالتقوى ت، IIII�C��L�K�J�I�H�G�F�E�DHHHH��������٨٦: ويؤيده كقوله تعالى

�.تثبيتاً من االله سبحانهو �يـا، رؤبويكون سادراً في غيه، فيأتي به االله إما بـابتلاء أو هو ألا يسعى المرء إلى الهداية، : الثانين الإرادة ما هـذا إلا ليـدرك الخلـق أ و. لهداية سابقة عنده على التقوىا فتكون أو غير ذلككلمة،وب

�IIIIg�f�e�d�c�b�a�`�_�~�}�|�{�z�y�x�w��H��H��H��H٨٧المطلقة الله تعالى �

نور خبر : السعود يقول أبو ،ظل يشرئب إليه فإنه يزداد نوراً على نورا من اهتدى إلى النور وأم -لما أفاده التنكير من الفخامة، حذوف هو صفة له مؤكدةعلى نور متعلق بم:قوله تعالىمبتدأ محذوف، وك النور الذي عبر بـه عـن أي ذل ،لما يعقبه للتمثيل وتصريح بما حصل منه وتمهيد والجملة فذلكةكـذلك لا ،عظيم كائن على نورلشأن بما فصل من صفة المشكاة نورمثلت صفته العجيبة االقرآن، و

بل على ، لا على مجموع نورين اثنين فقطوق نور آخر مثله، ور واحد معين فعلى أنه عبارة عن نوما مثل بـه مـن نـور لتضاعفه بحد معين وتحديد مراتب تضاعف؛ نور متضاعف من غير تحديد

فإن المصباح إذا كـان فـي مكـان متضـايق ؛لكونه أقصى مراتب تضاعفه عادة ؛المشكاة بما ذكربخـلاف ،مام الشعاع المنعكس منه إلى أصل الشعاعأجمع لنوره بسبب انضأ له وكالمشكاة كان أضو

زيادة في الإنـارة، وكـذلك عون شيء على الأالقنديل و، كان المتسع فإن الضوء ينبث فيه وينتشرالمة أخرى عـادة يمده بإضاءة مرتبو مما يزيد نورها إشراقاً ،ليس وراء هذه المراتبؤه، واالزيت وصف

أي IIII�Æ�Å�Ä�ÃHHHHشبه به مما لا يليق بشأن التنزيـل الجليـل جعل النور عبارة عن النور المهذا وفي مقام إظهاره النور المتضاعف العظيم الشأن و يهدي هداية خاصة موصلة إلى المطلوب حتماً لذلك

عـز -لناشئة من إضافته إلى ضميره تأكيد فخامته الذاتية بفخامته الإضافية االإضمار لزيادة تقريره ومن عند االله تعالى كونهم لفهم ما فيه من دلائل حقيقته، وعباده بأن يوفقه من يشاء هدايته من -جل و

يه إيذان بأن مناط هذه الهداية فمن الإعجاز والإخبار عن الغيب، وغير ذلك من موجبات الإيمان به، وبمعزل مـن الإفضـاء إلـى المطالـب أن تظاهر الأسباب بدونهاوملاكها ليس إلا بمشيئته تعالى و

IIIIÍ�Ì�Ë�ÊHHHH عظيماً في بـاب فإن له دخلاً ،في تضاعيف الهداية حسبما يقتضي حالهملذلك مثل لأوابد المعاني بصورة المأنوس؛ و تصويرإبراز للمعقول في هيئة المحسوس، والإرشاد لأنه اره الاسم الجليل في مقام الإضـمار للإيـذان هإظعن القرآن المبين بنور المشكاة، وبه رنوره المعب

ضرب الأمثال الذي هو مـن قبيـل الهدايـة إليه تعالى من الهداية الخاصة، وحال ما أسند اختلاف ب ٨٨."الثانية بالناس كافةو" من يشاء"فصح عنه تعليق الأولى بـكما ي ،العامة

٣١

يهدي لنـوره مـن ،نور القرآنة نور وقال السدي نور الإيمان والزجاجوقال الكلبي المصباح نور و"راد بالهداية هنا مجـرد الدلالـة، ليس الملى المطلوب، وهداية خاصة موصلة إ :أي ،يشاء من عباده

تسـهيلاً ائرها تقريباً لهـا إلـى الأفهـام و نظبأشباهها و يضرب االله الأمثال للناس أي يبين الأشياءوIIII�Ïإبراز المعقول في هيئة المحسوس، وتصويره بصورته يزيده وضوحاً وبيانـاً، لأن ؛لإدراكها

Ò�Ñ�ÐHHHH ٨٩."يغيب عنه شيء من الأشياء معقولاً كان أو محسوساً ظاهراً أو باطناًلا بمـا بأنه أيضاً تعالى يضرب الأمثال " نور على نور"أشار بعض المفسرين إلى دلالة المضاعفة في و

٩٠.نظائرهايقابلها إضافة إلى أشباهها واعلم أن االله ذكـر : "خر الرازيالكفر مقابل النور يقول الفما استدعى أن يضرب مثال الظلام وهذا و

أديان الكفرة في نهاية الظلمة الثاني في أنلائل الإيمان في غاية الظهور ومثلين أحدهما في بيان أن د ٩١."الخفاءو

وصورة النور هذه بين المشبه والمشبه به تقوم على أساس التقارب والتوافق بين النـورين المعنـوي محدود وغير مرئي، والثاني مرئياً محدوداً فقط بين كون الأول غير والحسي ، وإنما افتراقهما يرتكز

.يتجاوز إلى اللا محدود تؤكد ازدواجية إدراك مفهوم الصور التشبيهية، حيث ) البيان(طبيعة التحرك البلاغي في مباحث " إذ

هذه الثنائية يرى تقوم على التعدد، بمعنى وجود طرفين يعقد بينهما مشابهة على نحو ما، وإيغالاً في المفارقـة (البلاغيون قيام علاقة جدلية بين هذين الطرفين تعتمد علـى ازدواجيـة تصـورية هـي

٩٢)."والموافقة����IIIIÜ�Û�Ú�Ù�Ø�×�Ö�Õ�ÔÜ�Û�Ú�Ù�Ø�×�Ö�Õ�ÔÜ�Û�Ú�Ù�Ø�×�Ö�Õ�ÔÜ�Û�Ú�Ù�Ø�×�Ö�Õ�Ô�H�H�H�H:

واختار رب جاء متمماً تركيباً للجملة السابقة، " في بيوت"لا شك في أن القيد المخصص المكاني تكثيراً لعددها، وجعلها تعظيماً من شأنها، ووثرة تفخيماً جمع كو" نكرة"بيوت لة أن تكون الجلاالعزة و

مـدى لتخصـيص هـذه البيـوت ؛ ليعطي فسحة و����IIIIÙ�Ø�×�Ö�Õ�ÔÙ�Ø�×�Ö�Õ�ÔÙ�Ø�×�Ö�Õ�ÔÙ�Ø�×�Ö�Õ�Ô�H�H�H�Hموصوفة بالجملة الفعلية واتجهت الأوصاف إلى الصيغ .."يسبح له فيها" " هويذكر فيها اسم" " ترفع" أن ،ووصفها بغير صفة

زيد من مإعلاء من شأن الأفعال التي يعول عليها في استقطاب فاعل، والتالحركة وعلى لتدل ؛الفعليةك الجوارح لما تنامى في الصدور والبصائر من نـور الهدايـة، النور الرباني، كما أنها في ذاتها سلو

ك لا شالمراد بها المساجد، و على الرغم من أن الجمل الفعلية الواقعة صفات لبيوت ترشح أن يكونولو أراد -جل عز و-، غير أن االله IIIIÕ�ÔÕ�ÔÕ�ÔÕ�Ô�H�H�H�Hالنور المعنوي يبدأ من أن الالتقاء بين النور الحسي و

قد استعمل سبحانه هذا اللفظ في موطن آخر فـي لاستعمل هذه اللفظة خاصة، و المساجد في حد ذاتهاإلا رات الرأسية وبيوت االله، وهو أحد الخيا: ههنا إلى بيوت، ولم يقلالقرآن الكريم، غير أنه عدل عنه

٣٢

التكثيـر دون قيـد بـالتنكير و " بيوت"لعله سبحانه أورد لمعنى ينصرف إلى المساجد خاصة، ولكان اأراد أن يقرب بين المساجد البيـوت، من جهة أخرى -سبحانه –لأنه و ٩٣"م من جهةبإضافة للتعظي

الـذكر، طهير والعناية وطبق عليها صفة الرفعة بالتلذلك هي تشتمل أي بيوت تناجد؛ والبيوت المسومن هنا جـاءت تـأويلات و IIIIL�K�J�I�H�G�F�E�D�C�BHHHHيسبحون الله " رجال"وفيها

الحسنوقال ابن عباس و. صلى االله عليه وسلم بيوت الرسول: مجاهد: قال".. ـالمفسرين لها متعددة فالكعبـة وبيـت : لوقي. من المصابيح هي المساجد التي من عادتها أن تنور بذلك النوع:مجاهدأيضاً و

يقوي أنها المساجد و. بيوت الأنبياء: وقيل. المقدس ومسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ومسجد قباء ٩٤" IIIIÝ�Þ�ß�à�á�âHHHHقوله المساجد والبيوت التي تقع فيها الصـلاة لىإبيوت، مطلق فيصرف "هو ما أشار إليه أبو حيان بقوله و ٩٦" .قاله عكرمةإنها سائر البيوت، "، وقيل ٩٥."العلموإشارة إلى أن البيوت عموماً سواء كانت المساجد، أو بيوت الناس لا تتساوى في " أن ترفع"في قوله و

إحيـاء بعض، سواء بتطهيرها أوعمارتها والإكثار من الذكر فيهـا و رفعتها، فبعض البيوت أرفع منمن الدلالة على المداومة للذكر في الوقـت الـذي يبيـت فيـه " تبي"لياليها، إذ لا تخفى ما في مادة

تي يرفعها أصحابها بـإذن لذلك تحتمل اللفظة الدلالة على بيوت الناس ال؛ والآخرون إلى مضاجعهم ـالروح، و شرف عنها بما يتنامى فيها من نورتربهم ورضاه فتعلو على غيرها و ور، إن سلوكيات الن

إرهاص إلى ما ينبغي أن تكون عليه بيوت المسلمين، بحيث تكون المساجد وفي هذا الاستعمال إشارة ـأقال "معمورة حتى لكأنها بيوت، وحتى تكون بيوت الناس مساجد لكثرة ما يتعبد أهلها، الـدرداء و ب

إن المساجد بيـوت ": يقول -سلمصلى االله عليه و –ليكن المسجد بيتك فإني سمعت رسول االله : لابنه ٩٧"الجواز على الصراطوح، والراحة، ون كانت المساجد بيته ضمن االله تعالى له الرم، والمتقين

هذه السـورة الكريمـة عـن هذا المعنى الذي ذهبنا إليه ينسجم تماماً مع الحديث المفصل في آياتومن داخلها، لا لشيء إلا لأن حفظ هذه البيـوت ها، والاستئذان من خارجالبيوت وآداب الدخول إليها و

هـا، معمتداخلاً للمساجد عفة النفس، فتكون مكاناً معاضداً في حفظ الأعراض، وسلامة النظر وب سبع في كل أركانه، وفي ييتنامى نوره من زاوية منه حتى يش..." ة، فيها مصباح،مشكا" فيه كانمكلاهما عـن - .فل تنور بيتهالرجل في بيته في النوا بر، وأن صلاةيذكر االله فيها مقا أن البيوت التي لاالأثر

حـديث ٩٨)المسجد بيت كل مؤمن : ( قال -صلى االله عليه وسلم -سلمان رضي االله عنه أن النبي .حسنإعلام بإجازتـه والرخصـة " وهو، ٩٩."إعلام ارتفاع المانع عن فعله " بأنه الإذن في الشيء عرف و ١٠٠"فيه

٣٣

رضاه سبحانه وتعالى عن عباده، ومفاتيح رضى، فهي من دواعيإنما الالإذن هنا لا يعني الإباحة ووإيـراد إلى قيمة جمع بيـوت و وقد التفت الشوكاني ،ه برضاهينة بإذن االله وكلالبيوت رهتلك القلوب و

اختلف في قوله و: "في متعلق القيد المكاني، يقولأشار إلى اختلافهم ح بما يعضد ما ذهبنا إليه، ومصباهي المساجد كأنه قيل مثل ا قبله أي كمشكاة في بيوت االله ومتعلق بمفي بيوت أذن االله أن ترفع بما هو

متعلق : لقيفي بيوت، وهي و: كما ترى في المسجد نور للمصباح والزجاجة والكوكب كأنه قيلنوره على هذا له رجال في بيوت، و أي يسبح ،هو يسبحيتوقد أي توقد في بيوت، وقد قيل متعلق بما بعده و

في : كأنه قال االلهقيل إنه منفصل عما قبله ، وزيد في الدار جالس فيها :كريراً كقولكفيها ت:ون قولهكيجلس في المسـجد فإنمـا بذلك جاءت الأخبار أنه من و :قال الحكيم الترمذي .بيوت أذن االله أن ترفعوقد ما الوجه فـي توحيـد المصـباح على تقدير تعلقه بمشكاة أو بمصباح أو بتيجالس ربه، وقد قيل

أجيب بأن ، ولا المصباح الواحد إلا في بيت واحدوالمشكاة وجمع البيوت ولا تكون المشكاة الواحدة و������������١٠١ IIIIE�D�C�B�AHHHH:كقولـه سـبحانه ،هذا الخطاب الذي يفتح أوله بالتوحيد يختم بالجمع

في كل واحد من البيوت فكأنه قال في كل بيت أو في كل واحد مـن :في بيوت"معنى :قيلونحوه، وأنها المساجد وهـو قـول مجاهـد والحسـن : واختلف الناس في البيوت على أقوال، الأول، البيوت

-أنها بيوت النبي : الثالث .روى ذلك عن الحسن، أن المراد بها بيوت بيت المقدس: الثاني .وغيرهماها المساجد أن: الخامس. هي البيوت كلها، قاله عكرمة: الرابع.روي عن مجاهد -صلى االله عليه وسلم

والقـول الأول أظهـر ،ة ومسجد بيت المقدس قاله ابن زيدالأربعة الكعبة ومسجد قباء ومسجد المديننـى معم و تكسر كل ذلك ثابت في اللغـة و الباء من بيوت تضو "يسبح له فيها بالغدو والآصال" لقوله: ما، ومنه قوله سـبحانه ترفع تبنى قاله مجاهد وعكرمة وغيره معنىأمر وقضى و" أذن االله أن ترفع"IIIIG�F�E�D�C�B�AHHHH قال الحسن البصري وغيره معنى ترفع تعظم ويرفـع و������������١٠٢

معنى مراد بالرفع هنا مجموع الأمرين، وقيل الالأنجاس والأقذار ورجحه الزجاج و تطهر منشأنها وول الأحيـد وقيـل المـراد تـلاوة القـرآن، و قيل هو التو، وجليذكر فيها اسمه كل ذكر االله عز و

�١٠٣".أولى �

ضعيف لأنه تخصيص "....ضعف الفخر الرازي الآراء التي خصصت بيوتاً أو مساجد بعينها فقال وض فهي تضيء لأهل السـماء رالمساجد بيوت االله في الأ: "بلا دليل، قال ابن عباس رضي االله عنهما

١٠٤."كما تضيء النجوم لأهل الأرضنغرس فيه الكلمات غير مقصودة لذاتها، فـي قيمـة والمعروف أن الأدب هو الحقل الفكري الذي ت"

لأنه ؛ي، فالكلمة في الأدب توصيل وتأثيرتوصيلية، بل يسعى صاحبها طامعاً في ثمرة التأثير الوجدانيتخذ من الكلمة الوسيلة الجمالية، فلا يقتصر على الإفهام والتعبير المباشر، بل يتعدى هذا إلى مستوى

٣٤

وجد تعامل خاص مع الكلمات يختلف عن المجالات الأخرى، بعد أن يسـتيقن فاعلية في الملتقى، إذ ي ١٠٥."انقلاب الكلمة من وسيلة إلى غاية

ة فـي دصوأحسب أنها مقا هو واضح أنه يقبل عدة دلالات، وكم) في بيوت (هذا التفسير القرآني إن ، النور المعنوي الروحيويه النور الحسي حاضر في ذهن المتلقي، يتكامل فذاتها، فكل ذلك مشمول و

أي زاوية المعنوي يتعاضدان في هذه البيوت حيث المشكاة فيهاالإشارة إلى أن النور الحسي و تجدرومركز الطاقة في الكرة الأرضية هيتأتى من القبلة التي هي واحدة، ولعلها تالنور المضيء الواحدة و

كال العبادة المختلفة من تسبيح وتحميد عة لأشهي لفظة جامو" ون االلهيذكر"و" رجال"وحيث يجتمع فيها هي من يختص رب العزة المساجد بالصلاة ولم وتهليل وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وصلاة، و

لأن المساجد ليست للصلاة فحسب بل هي منابر للنور الروحـاني " يسبح و يذكر" ـالبدائل الرأسية ل .أنواعهو بكل أشكاله

أفإنها تشير إلى جهة واحدة منها نور واحـد يـدر ،المشكاة ب إذا كانت متعلقة" بيوت"إن :نقول فإن الفعل ههنا يشير إلى وسيلة الإيقاد المعنـوي المتمثـل " يوقد"ـمتعلقة ب" بيوت"وإذا كانت ،الظلام

الإيقاد بالذكر ليجتمع في التأويلين الذين يقبلهما تركيب الجملة على سواء جهة النور من القبلة، وفعلالمنسجم مع منظومة الأفعال التي جاءت صفات ملازمة لهذه البيوت، فيجتمع النوران نور البصـر،

البصيرة، وينعكس النور الروحي المستمد من تلك البيوت المساجد، والمساجد البيوت على وجوه ونورــؤمنين IIII�a�`�_�^�]�\�[�Z�Y�X�W�V�U، ����١٠٦ IIIIâ�á�à�ßHHHH المــ

�k�j�i�h�g�f�e�d�c�bp�o�n�m�l���H���H���H���Hوقد يحسب الناس أن هذه ، ��������١٠٧وتكـون تزداد بالوضـوء والصـلاة فللإنسان هالة نورانية، و نميل إلى أنها حقيقةالصورة مجازية،

وجود النـور فـي وكذلك ، وهذا النور تدركه أبصار ذوي البصائر، أنصع ما تكون أثناء السجود اللهصلى -سمعت رسول االله ": قال -ي االله تعالى عنهرض -عن أبي هريرة فالأيمان، وخاصة الشاهد،

إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء، فمن استطاع منكم أن : يقول -االله عليه وسلم ١٠٨"يطيل غرته فليفعل

ذه من أكثر المنـاطق وه الوجه،اء الشعر بيضاء ما عند الأطراف والغرة والخيول المحجلة هي سودويترتب عليه من وضاءة مع لما" وضأ"ليس من العبث أصلاً أن تكون كلمة ضوء مشتقة من و إضاءة،

هو كثير في اللغات في العبرية بإبدال الضاد صاداً واللفظة ذاتها الدرن، لا يعرفها إلا ذوو البصائر، و، النـور برية مرتبط بالخروج من الظـلام إلـى عتعني الخروج،و لعل معناها في ال )vi`( العروبية

.ران إلى الطهارةدالأوكأن في السورة إشارة إلى أنه كما ينبغي للناس أن يجتهدوا في إضاءة بيوتهم حماية لأبصارهم مـن و

ثمة إعجاز ماثل فـي و.بالنور المعنوي الروحيلوبهم وحشية الظلام الحسي، أي يجتهدوا في إضاءة ق

٣٥

إنها ازر النور في المشكاة وتتناغم مع الذكر،فلا بد أن ثمة خصوصية في رفع المآذن تؤ" ترفع"كلمة خصوصية يترتب عليها استقطاب قوة النور بنزول الملائكة من السماء، ومضاعفة الطمأنينـة التـي

من هنا فسر الزمخشـري أن و .م وتدحرهالاتهيء لمضاعفة النور في قلوب المؤمنين وتطرد قوة الظ ١١٠ .معنويفع مادي وفالر ١٠٩"رفعها بناؤهاو: "يرفع بالبناء فقال

IIII�k�j�i�h�g:في قوله تعـالى ً ومن هنا نفهم طلب فرعون إلى هامان بأن يبني له صرحا

x�w�v�u�t�s�r�q�p�o�n�m�l��z�y

{}HHHHالتي )الجن(قوة الظلامفالأهرامات وأشكالها المثلثية مع رفعها هو بناء يرفع ليستقطب ،١١١النورانية الفعليـة فع المآذن مع إنارتها بالنور ور من هنا كانممارسة السحر، ولفراعنة على تساعد ا

و بعض هذا المعنى ما ورد في الحديث النبوي . مخلوقات نورانيةأسباباً لاستقطاب الملائكة التي هي بيوت االله ، يتلون كتـاب االله ، ما اجتمع قوم في بيت من ":رضي االله عنه -عن أبي هريرة الشريف

ذكرهم االله فـيمن وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة، و: هم السكينةعلي نزلت ويتدارسونه بينهم ، إلاــده ١١٢" عنـــــــــــــــــــــــــــــــ

يقوم على أساس الصراع الأزلي بينه وبين قوة الظـلام على الأرض الإنسان شك أن جوهر حياة لا وتحفظ الإنسان من أن تتخطفه لعلى الأرض رسلاًملائكة الجعل االله من المتمثلة في إبليس وجنوده، و

والإنسان هو الذي يقرر بأن يستحضر الملائكة، أو يستحضر الشياطين، وأن يبني صروحاًً .ياطينالش .للنور، أو صروحاً للظلام

، وهـو ١١٣جوزه الزمخشريذا الرأي الثالث حكاه أبو حاتم وهو" يسبح"ـمتعلقة ب" ل في بيوتقيو العامل منـه جديدة و أي جملة " في بيوت كلام مستأنف"ذلك تكون لىع، و ١١٤الزجاجرأي الفراء و

ها تكرار كقولك زيد في الدار جالس فيهـا، أو بمحـذوف رجال في بيوت، وفي" يسبح له"أي "يسبح"التقـدير أو مستأنف لا تعلق له بما تقـدم و " ١١٦"أي سبحوا في بيوت ١١٥"تسع آيات"في : كقوله

� ١١٧"صلوات في بيوت أذن االله أن ترفع �

" خلـوا "مفعول للفعل " بيوت"أن من التعسف في ما ذهب إليه أبو مسلم من بل بلغ التقدير حداً مسرفاًأي من الذين ����������������IIIIw�v�u�t�s�r�q�p�o�n�m�l�k�jHHHH:في قوله تعالى

ص أنزلنا أقاصيولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات و"أو على تقدير لكم في بيوت أذن االله أن ترفعقب ا خلونين في بيوت أذن االله أن ترفع، قد رد الفخر هذه الآراء بالحجة مالمؤمن بعث من قبلكم من الأنبياء و

IIII�p�oأن قوله ) الأول(لقاضي من وجهينأما قول أبي مسلم فقد اعترض عليه او:" فقال البرهانوt�s�r�qHHHH������������ المراد منه خلا من المكذبين للرسل لتعلقه بما تقدم من الإكراه على الزنـا ابتغـاء

أن هـذه الآيـة ) الثاني(لأنها بيوت أذن أن يذكر فيها اسمه ؛ صف هذه البيوتفلا يليق ذلك بو ،للدنياأما قول و) الأرضاالله نور السموات و(قوله تعالى صارت منقطعة عن تلك الآية بما تخلل بينهما من

٣٦

وعلى التأويل الذي ذكـره الفـراء إليه إلا عند الضرورة المصيرلا يجوز الاضمار و: الجبائي فقيللأن اً؛ًإليه فإن قيل على قول الزجاج يتوجه عليه إشكال أيض المصيرلا حاجة إليه فلا يجوز الزجاجو

فيكون قوله فيها تكراراً من غير فائـدة، ، في بيوت أذن االله أن يسبح له فيها :على قوله يصير المعنىل التأكيد كثيرة فكـان م إن تحمل مثل هذه الزيادة أولى من تحمل ذلك النقصان؟ قلنا الزيادة لأجتفلم قل

١١٨."المصير إليها أولىإذ لا ،لا يقبله تركيب الجملة "خلوا"أو التقدير " يسبح"على " بيوت"الاستئناف مع تقديم فالقول بالحذف و

لـو مقطوعاً عما سـبقه، و لو كان استئنافاً لجاءبين الآية السابقة، واللاحقة، وتخفى الصلة الواضحة ن أشكال الجملة التي تمثل أدنى حد من الكلمات التي تعطـي معنـى يحسـن نظرنا إلى أبسط شكل م

:السكوت عليه لكانت الجملة ويذكر فيها اسمهأن ترفع في بيوت أذن االله... يسبح رجال لا تلهيهم تجارة

لجـاء بهـا، و رت عند ذلك إلى ما يربطها لافتق، ولكانت الجملة عند ذلك منفصلة تماماً عن سابقتهاو ت تربط كما أن صورة الظلام جاء، وما يعقبها من صورة الظلامبين صورة النور، و -مقحماً-كلام ال

مثلت للترابط ، فإن صورة النور أيضاً)الذين كفروا(بين الحسي منه والمعنوي المتمثل بسلوك الإنسانا إنه لا يعول على مجيء كلمة ، كم)رجال(النور المعنوي المتمثل بسلوك الإنسان بين النور الحسي و

في صدر آية جديدة للنظر إليها على أنها مستأنفة، فلو دققنا النظر في آيات النور الأربـع " في بيوت"تنتهـي و" في بيـوت " بـ لوجدناها تنهي الآية مع بقاء الجملة اللاحقة متممة لها، فالآية مثلاً التي تبدأ

، ثم تـأتي "يسبح"وهي فاعل لـ" رجال"ـلآية اللاحقة مبتدأة بثم تأتي ا. الآصاليسبح له بالغدو و"ـب .الجزاء في صدر الآية الأخيرةالتي تشير إلى المآل و..." جزيهملي" إن ارتباط هذه بما قبلها هو أنه تعالى لما ذكر أنـه و" يسبح"بقوله " في بيوت"يتعلق ختاره أنأالذي و"

، ثـم ذكـر أشـرف هم المؤمنونهداية لذلك النور ومن حصلت له اليهدي لنوره من يشاء ذكر حال إظهار ذلك بالتلفظ به في مساجد الجماعات، ثم ذكـر و صهو تنزيههم االله عن النقائعبادتهم القلبية و

ولذلك جاء . وخوفهم ما يكون في البعث إيتاء الزكاةئر أوصافهم من التزام ذكر االله وإقام الصلاة وساكأنه لما ذكرت الهداية للنور جاء في التقسيم لقابل و "الذين كفرواو"ي قوله هم الكفار فمقابل المؤمنين و

الظاهر أن قولـه و. من أنواع الهدى ثم ذكر الكافرما تأثر به و عدم قابلها، فبدىء بالمؤمنينة والهداي ١١٩."الجمعيةأريد به مدلوله من " في بيوت"

ثم الجملة الثانية ������������IIII}�|�{�z�yHHHH: نواةحقيقة الأمر أن آيات النور الأربع تبدأ من الجملة الهي جملة طويلة تفصيلية، تمثل وحدة دلالية متناميـة و. ٣٨، وتمتد إلى آخر الآية مثل نوره كمشكاة

لآيات لتبـدأ اللاحقـة لسـابقتها، مركبة متماسكة غير أن الوقوف جاء عند أربع نقاط تشكل نهايات ا

٣٧

فـي "ـتبدأ ب ٣٦ليصب اهتماماً على المتمم فمثلاً الآية -االله أعلمو -مقصودوأحسب أن ذاك مراد وفعلى الرغم من أن المعنى متصل ..." ليجزيهم " ـتبدأ ب ٣٨الآية ، و"رجال"تبدأ بـ ٣٧الآية و" بيوت

كانت وقيمتها، و إلا أن استقلال هذه الجزئيات كل في آية يهدف إلى توجيه الأنظار إلى تلك الجزئيةوهـذه الوقفـات . التركيز عليها، خاصة أن الجملة طالت كثيراًلتدبرها و ةى حدالصورة الكلية علمن : ةهي توازي منابع النور الحسي الأربع، وعامل من عواملهع كل منها مبعث من مباعث النور والأرب

هاديه فنورانية المكان، فنورانيـة أولاً منبع النور و فهي تذكر. المشكاة، المصباح، الزجاجة، الزيت .نسان فنورانية الجزاءالإ

مترابطة عناصرها، هداية االله ونوره المسبغ علـى الأمـة، وهـذه ة ذات وشائج قوية ووهذه الأربع .الأربعة المعنوية تقابل منابع النور الأربعة الحسية في تقابل تكامل و تعاضد و تآزر

النور الحسي بينهما الرابط النور المعنوي هيئة النور مشكاة التشبيه كاف نور السموات والأرض مصدر النور المصباح ـــــــ في بيوت نور مكاني الزجاجة ـــــــ رجالٌ نور إنساني الـزيت ـــــــالجزاء بالزيادة نور رباني ــدنيوي ي ختام الـــرزق الـ

والآخــروي بغبــر )حساب

ــه ـــــــ ــرج من ــذي يس الالـذي يكـاد المصباح

يضىء بلا ناروهو شكل من أشـكال

الخاتمة النورانيةــذاء ـــــــ ــوراني غ رزق ن

ــم للجســـــــالتقاءالحسـي (وللسراج

فــي والمعنــوي معــاً )الدنيا

I�R�Q�P�O�N�M�L�K�J�I�H�G�F�E�D�C�B�AU�T�SH : ل بعضهموقا باعة أصلاً،كونهم تجاراً و ىنف :همفقال بعض����IIIID�C�BHHHHاختلفوا في قوله تعالى "

ا هـذ شاغل من ضروب منافع التجارات، و بين أنهم مع ذلك لا يشغلهم عنهاوبل أثبتهم تجاراً وباعة

٣٨

يلههـم عنهـا لم لكن إذا جاءت فرائض االلهقول الأكثرين، قال الحسن أما واالله إن كانوا ليتجرون، وذهبـوا إلـى م من أهل السوق تركوا بياعاتهم والم نظر إلى قووعن س. الزكاةشيء فقاموا بالصلاة و

أعلم أن هذا القـول ن ابن مسعود مثله، وعو. "لا تلهيهم تجارة"فقال هم الذين قال تعالى فيهم ،الصلاةإن احتمـل كيت وكيت إلا وهو تـاجر، و لهيه التجارة عنلأنه لا يقال إن فلاناً لا ت ؛أولى من الأول . ١٢٠"الوجه الأول

ذلك يؤثرون الآخرة معكونهم من ذوي التجارات المربحة، ورجح الرأي الأول إذ الابتلاء يكمن في ون .من ليس له تجارةكل من انشغل بذكر االله وأداء حقه ممن له تجارة، وتتضمن الآية على الدنيا،

مشهد البيوت هنا، على طريقة التناسق القرآنيـة مشهد المشكاة هناك و تصويرية بينهناك صلة .."ـفبالنور هناك صلة مثلها بين المصباح المشرقو. ت الشكل المتشابه أو المتقاربفي عرض المشاهد ذا

.القلوب المشرقة بالنور في بيوت االلهفي المشكاة، وهي مطهـرة رفيعـة مرفوعة قائمة، وفهي -أمر للنفاذإذن االله هو و ����IIII�Ù�Ø�×�ÖHHHH "وت يتلك الب

تتناسق طبيعتها الرفيعة مع طبيعة و. ع مع النور المتألق في السموات والأرضيتناسق مشهدها المرفوتتسـق و". ويذكر فيها اسمه: "تفاع لأن يذكر فيها اسم اهللالاريأ بالرفعة وتتهو. السني الوضيء النور

IIII��C�Bقلوب الرجـال الـذين . اهبةرجفة، المصلية المعها القلوب الوضيئة الطاهرة، المسبحة الواN�M�L�K�J�I�H�G�F�E�DHHHH..ولكنهم مع شغلهم . الثراءالبيع لتحصيل الكسب والتجارة وو

IIII�S�R�Q�P�O�N:أداء حق العباد في الزكاةون عن أداء حق االله في الصلاة، وبهما لا يغفلU�THHHH. .ون ذلك اليوم هم يخافو. طرابلكرب والاضالب فلا تثبت على شيء من الهول وتتق

١٢١."لا بيع عن ذكر االلهفلا تلهيهم تجارة و

البيوت الرفيعة جمع كثرة كما جاء بيوت جمع كثرة نكرة وصفت بأفعال، جاء الفاعل الذي يحيي تلك أولئك ت سمةلذلك كانلى النور أصلاً مرتبط بالسلوك؛ وكذلك وصفت بالأفعال، إن التعويل عنكرة، و

: هي المنبه على نفي صفة التلهي بالتجارة الدنيوية عن التجارة الأخرويـة الرجال بالصفات السلبية، واختار الإيتاء للزكاة، لأن الزكاة وحدها مصطلح قرآني تشريعي يعني اكتمال ، وإيتاء الزكاة، وذكر االله

ة؛ لأن الهدف ليس التأديـة قام للصلااختار الإوالنصاب مع مرور حول عليه فيجب إخراجها إذ ذاك، من هنا سمي الشروع في الصـلاة بعـد و ١٢٢"تها لمواقيتها من غير تأخيرمإقا: "إنما المرادفحسب و

الصلاة "من هنا كان من أحب الأعمال إلى االله و. بأذان الإقامة، لأن ذاك وقتهاأذان الدخول في الوقت .و ينشغل عنهافيخرج من ذلك من يؤخر الصلاة، أ" على وقتها

ارة المربحة يحرصون على الربح الدنيوي إلا أن ذلك لا يشغلهم عن التجفعلى الرغم من أنهم تجار والذي يمنعهم من الالتهاء التسمية ليكونوا من الرابحين، و يكفي أن تنفي عنهم هذهالمضمونة المؤجلة، و

الخوف من فعلهم وحيث العلاقة سببية بين IIIIT�S�R�Q�P�O�NHHHHبتجارة الدنيا أنهم

٣٩

كناية عـن يـوم IIIIT�S�R�Q�NHHHHملة الفعلية الجبالذي جاء نكرة أيضاً وصف " اليوم"ين العضـوين الأبصار، هـذ ه العذاب والأهوال على القلوب والعقاب، ويظهر في فيه القيامة الذي يقع

موطن البصـيرة، نوعيهما فالقلوبالظلام بالمسؤولين عن الفهم والذكر والعاطفة والتمييز بين النور و .الظلاملأبصار هي التي تميز بين النور واو

انتصابه على أنه مفعول للفعل لا ظرف له ثم وصـف أي يوم القيامة و" يخافون يوماً" الشوكانييقول تتحول قيل المراد بتقلب القلوب انتزاعها أي تضطرب وIIIIT�S�R�Q�NHHHHهذا اليوم بقوله تصير عمياء المراد بتقلب الأبصار هو أنو لا تخرجى أماكنها والحناجر فلا ترجع إل من أماكنها إلى

الخوف من تقلبة بين الطمع في النجاة، والمراد بتقلب القلوب أنها تكون م :قيلبعد أن كانت مبصرة، والمراد : قيل، وإلى أي ناحية يصيرونفهو نظرها من أي ناحية يؤخذون و الهلاك و أما تقلب الأبصار

{�~�_�`�IIII�b�aمثلـه قولـه ، وصارهم عما كانت عليه من الشك إلى اليقينأبتحول قلوبهم و

i�h�g�f�e�d�cHHHHقيـل و. يراه في الآخـرة رشـداً فما كان يراه في الدنيا غيا١٢٣������������ً ١٢٤".وقيل غير ذلك.التقلب على جمر جهنم :المراد

IIII�aنى قوله تعالىويؤيد هذا المع ١٢٥."هم أنهم ما عبدوا االله حق عبادتهمذلك الخوف إنما كان لعلو"

k�j�i�h�g�f�e�d�c�bHHHH تلف في دلالة اخو��������١٢٦"IIII�N�F�E�D�C�BHHHH���� فهي علـى حب لا يهتدي بمنارهلي لا :لا بيع فيلهيهم عن ذكر االله كقولهأنهم لا تجارة لهم و: أحدهما : "وجهين

وعمـا ولكن لا يشغلهم ذلك عـن ذكـر االله بيع أنهم ذوو تجارة و: الثانيو. به أي لا منار له فيهتديطلاق العـام لذلك عطف فاحتمل أن تكون تجارة من إيرة التجارة والبيع، ومغا رالظاهفرض عليهم، و

تجر فلان في : قاليه بالبيع، أو يراد تجارة الجلب ولذلك قابلالخاص، فأراد بالتجارة الشراء و يراد بهو، لأن التجارة ن ذكر خاص بعد عامم" لا بيعو"يع بالأسواق، ويحتمل أن يكون بالبيع البكذا إذا جلبه و

لأنه في الإلهاء أدخل من قبـل أن التـاجر إذا ؛نبه على هذا الخاصو. هي البيع والشراء طلباً للربحيتوقع فيه الربح؛ لأن هذا هي طلبته الكلية من صناعته ألهته ما لا يلهيه شيء، واتجهت له بيعة رابحة

١٢٧."نونظذاك ميقين ورزق فلان تجارة رابحة، إذا :شراء تجارة إطلاقاً لاسم الجنس على النوع كما تقولإما أن يسمى ال و "

١٢٨."اتجه له بيع صالح أو شراءلأنـه فـي ؛البيع إلا أنه سبحانه خص البيع بالذكرالشراء و مع أن التجارة جنس يدخل تحته أنواعو

في الشـراء شـك مسـتقبل، الربح الحاصلبح الحاصل في البيع يقين ناجز، والإلهاء أدخل؛ لأن الرالرغبة في تحصيل النقد أكثـر مـن عكس،والشراء بالبيع يقتضي تبديل العرض بالنقد، وأن ال: الثاني

البيع و اتجر فلان في كذا إذا جلبه من غير بلده،: التجارة لأهل الجلب يقال: العكس، الثالث، قال الفراء ١٢٩."ما باعه على يديه

٤٠

التجار هم الجلاب : يقداقال الو.... ينشغل به الإنسان عن الذكر أعظم ماخص التجارة بالذكر لأنها و ١٣٠.."الباعة هم المقيمونو المسافرون،

وفي هذا تتخذ العلاقة بين التجارة إضافة إلى العلاقة بين جنس الكل والجزء، الذي هو نـوع معنـى ، ويختلفان بل يتقابلان في السفر التضاد في حال التاجر والبائع، من كونهما يشتركان في الأخذ والدفع

الصلاة في السفر والحضر، زام بالذكر وبإيتاء الزكاة وإقاموالإقامة، وفي ذلك إشارة إلى ضرورة الالت .وفي حركة الإنسان الدائمة في عيشه

والإقام هو الإقامة بحـذف :" ويلتفت الطباطبائي إلى مقابلة خفية لا تستشف إلا بنور الكشف إذ يقولاء تخفيفاً، والمراد بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة الإتيان بجميع الأعمال الصالحة التي كلف االله تعالى الت

عباده بإتيانها في حياتهم الدنيا، وإقامة الصلاة ممثلة لإتيان ما للعبد من وظـائف العبوديـة مـع االله والمقابلة بين ذكر . ركناً في بابهسبحانه، وإيتاء الزكاة ممثل لوظائفه مع الخلق، وذلك لكون كل منها

من ذكر االله يقضي أن يكون المراد بذكر االله -خاصة الصلاة–االله وبين إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وهما .الذكر القلبي الذي يقابل النسيان والغفلة، وهو ذكر علمي كما أن الصلاة والزكاة ذكر عملي

أنهم لا يشتغلون بشيء عـن ����IIIIN�M�L�K�J�I�HHHHH:فالمقابلة المذكورة تعطي أن المراد بقولهذكرهم المستمر بقلوبهم لربهم، وذكرهم المؤقت بأعمالهم من الصلاة والزكاة، وعند ذلك يظهر حسن

لرجوع المعنى إلى أنهم لا يلهيهم ملـه ،الخ...بين ذكر االله وإقام الصلاةو التقابل بين التجارة والبيع،�١٣١."مر والموقت مستمر ولا موقت عن الذكر المست

ولا نرى أن الهدف من حذف التاء من إقـام هـو . كما لا تخفى المقابلة بين ذكر اللسان وذكر القلبالتخفيف فحسب، وإنما التخفيف إشارة دلالية إلى حالة استخفاف أولئـك الرجـال لإقامـة الصـلاة،

م تجاراً ومن أصحاب المال ومسارعتهم إليها، فهي عيهم هينة،وقدم الزكاة على الصلاة مناسبة لكونهيتعبون في تحصيله، واعتمادهم على رأس مالهم، والقرش يلد لهم قرشاً، ومع ذلك لا يـرون الزكـاة

.منقصة له، بل مربية له، فيؤدون حق االله في أموالهم بأريحية ـ على إيتاء الزكاة و" ذكر االله"ولا شك في أن تقديم ك الرجـال، إقام الصلاة فيه إشارة إلى تقوى أولئ

وهم التجار أمر ينبغي أن يلزموه أولاً، والذكر هنا قلبي و لساني، إذ يبدأ من القلـب وينتهـي إلـى اللسان، وذلك يعني أنه ينبغي أن تكون الأمانة والصدق سلوكين يحكمان أولئك التجار فـي تجـارتهم

ذلك إشارة إلى أن ذكر االله وقد الدنيوية؛ لأن ذكر االله يدفعهم إلى العمل بما يرضيه عنهم، كما إن في .جاء بعد التسبيح هو سلوك ملازم لهم ويثابون عليه، حتى أن الزكاة والصلاة أخرتا عليه

يريد أن يشـير -عز وجل-كما أن تقديم الزكاة على الصلاة جاء مناسباً لعملهم وهو المال، فكأن االله وربما فهمت دلالة لمعنـى . ق االله في الصلاةإلى أن هؤلاء تأدية حق االله في مالهم أوجب من تأدية ح

.المعنى من أن التسبيح وذكر االله قلباً ولساناً، مع تأدية الزكاة، إقام الصلاة أركان أربعة

٤١

ليؤكد أهمية البيع من بين أعمال التجارة فعليه التعويل، وهو الذي به " لا"غير أنه سبحانه أتبع الواو

لجعل التجارة عموماً شراء وبيعاً بمكانة واحدة، ولما كان من " لا"طف بدون تتم الفائدة المادية، ولو عالإشارة إلى الدلالة التي فهمها المفسرون، " لا"قيمة للمجيء بالبيع الذي هو جزء من التجارة، فأفادت

لنـا إذ في البيع تحقق ربح التجارة، وضمان عوائدها، شبيه ذلك ما نتداوله في لغتنا المعاصرة من قو .فلان لا تشغله عائلةٌ ولا ولد عن الإبداع وإتقان العمل: مثلاً

بعد واو العطف التي عطفت لاحقاً هو جزء متضمن أصلاً في المعطوف عليه، ليولي عناية " لا"فتأتي نصـيباً له يجعلل" لا"فيكرر ،ووقتلما يحتاج إليه من رعاية وعناية ؛وأهمية خاصة للولد من العائلة

ـمرهصيغة ، فيعطيه رتبة و)المعطوف عليه( المتقدم رتبة يصبح نداً للأصلل ته؛من عناي إلـى ةصالمتلقي بمنزلة المعطوف من المعطوف عليه لا اشتراكاً وتبعية فحسب، بل تجعله نداً يساويه ويوازيه،

.بل يفوقه ويغلب عليهم حسية ومعنوية، فقد عبر القـرآن وكما كان النور حسياً ومعنوياً، كذلك التجارة في القرآن الكري

في غير ما موضع عن العقد الإيماني بين االله سـبحانه والمـؤمنين بالتجـارة، والقـرض، والـربح والخسارة، ومن هنا كان ذكر التجارة الحسية الدنيوية ههنا يقتضي استحضار المحذوف المقابل الـذي

الغاية من التجارة والبيع خاصة الربح، ربح ولما كانت. دل عليه المذكور، وهو ماثل في ذهن المتلقيالمال التي تصرف به شؤون الدنيا ويرفه الإنسان ويكفيه مؤونة سؤال الناس، ويغنيه عنهم، ويحفظ به كرامته وماء وجهه؛ جعل االله ثواب التجارة بالآخرة يتحصل في الدنيا والآخرة معاً لهؤلاء فكانت الآية

قريب وبعيد، حاضر، : لى السببية والمآل في آن معاً، وهو جزاء استقبالينحيث اللام دالة ع" ليجزيهم" .ومؤجل

من فضـله، و خلـو الآيـة ، وفوق ذلك يزيدهم "أحسن ما عملوا"وأما مادة التجارة فهي العمل، بل اب ، أوالقيامة، وغيرها لهو إشارة إلى أن الثوالجنةفاصلتها من مقيد بقيد زماني كالآخرة، أو الكريمة و

أي ����IIII�Z�Y�XHHHH": يقول الزمخشـري . "يزيدهم من فضله"دنيا والآخرة فـهنا مفتوح لهؤلاء في اليسبحون ويخافون ليجزيهم ثواباً :والمعنى١٣٢ -������������IIIIE�D�C�BHHHHأحسن جزاء أعمالهم كقوله

الحسنى وزيادة، المثوبـة الحسـنى : ثواباً مضاعفاً ويزيدهم على الثواب تفضيلاً، وكذلك معنى قولهIIII�cما يتفضـل بـه ����IIII`�_�^HHHHها من التفضل، وعطاء االله إما تفضل وإما ثواب وإما وزيادة عليe�d�H�H�H�H ليجـزيهم " لام"الظـاهر أن "و١٣٣."فأما الثواب فله حساب لكونه على حسب الاسـتحقاق

الـذكر ا يفعلون من التسـبيح و متعلق بمحذوف أي يفعلون م����IIIIZ�Y�X�W�VHHHHـف ١٣٤."للغايةيهم االله أحسن ما عملوا أي أحسن جزاء أعمالهم حسبما وعدهم مـن وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ليجز

قيل المراد بما في هذه الآية ما يتفضل سـبحانه عشرة أمثاله وإلى سبعمائة ضعف و تضعيف ذلك إلى

٤٢

فإن المراد به التفضل عليهم " ويزيدهم من فضله"به عليهم زيادة على ما يستحقونه والأول أولى لقوله أو ،يحاسبه على ما أعطاه نأي من غير أ ����IIIId�c�b�a�`�_�^HHHHالموعود به بما فوق الجزاء

الأرجـح أن يكـون "و ١٣٥"والجملة مقررة لما سبقها من الوعد بالزيادة، أن عطاءه سبحانه لا نهاية لهالأبعد عن ، والأقرب إلى الوصف و١٣٦وهذا هو الظاهر..." أي يسبحون ليجزيهم" يسبح"متعلقاً بالفعل

����IIIId�c�b�a�`�_�^HHHH"ؤكد الفاصلة القرآنية هذه الدلالة ، وت.التأويل :أصل هذه الآية التوليدي البسيطو

إضافة. تجر .ت صلة.ت ابـير حســغـب اء ـيرزق االله من يش

)قيد مخصص(+مف + فا+ ف توسيع

ذهان إلى أن الـذي انشـغلوا هذه الحقيقة، وإنما أراد أن ينبه الأر أنه سبحانه لم يرد فقط أن يقررغي

لثواب بالرزق الذي لا يقيده قيـد ولا فقدموه على تجارتهم الدنيوية، هو المتعهد الضامن ل) االله(بذكرهيحده حد فهو بغير حساب، فيقدم الفاعل الذي هو محور الإيمان، وهو الذي إليه يكون التوصية بالذكر والعبادات التي ترضيه، إيثاراً لما يرضيه على ما تشتهي أنفسهم، لا يريد لهؤلاء أن يدركوا كما أنهم

ي الاقتناع والإيمان بأنه وحده الذي يرزق، وأن ما قد يبدو لهم أخلصوا في عباده وحده، أن يخلصوا فمن أن ثمة أناساً لهم نفوذ مادي في رزق الدنيا، وأنهم يملكون أن يرزقوهم أو يحجبوا عنهم الـرزق

.خاطىء، وأن الرزق كله بيد االله، ووحده الذي يملكه ظاهراعتقاد

إضافة. جر ت.ت صلة.ت ١٣٧ االله يرزق من يشـاء بـغــير حسـاب �

)قيد مخصص+(مف + ف + فا v توسيع

كما في هذه الفاصلة يجد أنها رسالة تشكل مبـدأ ومعتقـداً إن الناظر في كثير من الفواصل القرآنية

.ينبغي أن يمثل قاعدة إيمانية وأخلاقية ثابتة ينطلق منها المسلم في حياتهلا يعني مطلقاً الاستغناء عن العمل في الدنيا وطلب الربح، وإنما " لا تلهيهم: "وسبحانه وتعالى إذ يقول

رى، فالعمل جزء أساسي في العبادة، لكن بشرط ألا يصبح هو كل المقصود ألا تشغله عن التجارة الأخوإذا كانت التجارة تدر المال وهو نوع واحد من أنواع الرزق، إذ قد يرزق . العبادة ، ومشغلاً له عنها

المرء المال، ولا يرزق الصحة، وقد يرزق الصحة ولا يرزق السعادة، وقـد يـرزق السـعادة ، ولا

٤٣

إلخ، فجاء الرزق بمعناه الشامل مناسباً لفضل االله، وهـو العطـاء لا ...الرفيع، يرزق الإيمان والخلقالرزق كـل مـا "..فـ" بغير حساب"على قدر العمل بل أوسع من ذلك وأشمل، كماً ونوعاً، دل عليه

١٣٨"إلخ....ينتفع به، وكل معنى فيه فوقية لك هو رزق، فالصحة رزق، والحلم رزق، والشجاعة رزق"IIII�`�_�^d�c�b�aHHHH���� ،نبه به على كمال قدرته وكمال جوده ونفاذ مشيئته وسـعة إحسـانه

فكان سبحانه لما وصفهم بالجد والاجتهاد في الطاعة، ومع ذلك يكونون في نهاية الخـوف، فـالحق ١٣٩."سبحانه يعطيهم الثواب العظيم على طاعاتهم، ويزيدهم الفضل الذي لا حد له مقابلة خوفهم

فيرزقهم أمراً هو " ١٤٠."أشياء لم يعدهم بها على أعمالهم ولم تخطر ببالهم"تعني " لهيزيدهم من فض"ف ١٤١."أعلى وأرفع من أن تتعلق به مشيئتهم

IIII¶�µ�´�³�²�±�°HHHHإنه التوازن بين تجارة الدنيا وتجارة الآخرة؛ مع إيثار ،������������١٤٢�.الآخرة على الدنيا �

ستدعاء لصورة محذوفة لفظاً حاضرة معنى، وهي وجود أناس من ا" لا تلهيهم"ولا يخفى أيضاً ما في تجارتهم وبيعهم عن ذكر االله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وأولئك متضمنون في صورة الظلام " تلهيهم"

لتشمل الكفر بدلالته الصغيرة وهي عـدم الامتثـال الله، " الذين كفروا"التي ستأتي والتي لخصت في سعة الكبيرة بمعنى الإنكار الكامل للربوبية والألوهية، ولذلك أولئك المتلهون عن االله والكفر بدلالته الوا

IIIIj�i�hHHHH����� ولذلك هذه الآية توطىء لما سيأتي من صورة الظلام وأهله، وإنما التعويل فـي�.الصورتين على الفعل الإنساني

االله، المشرق في قلوب أهل مقابل ذلك النور المتجلي في السموات والأرض، المتبلور في بيوت "ففي الإيمان، يعرض السياق مجالاً آخر، مجالاً مظلماً لا نور فيه، مخيفاً لا أمن فيه، ضائعاً لا خير فيـه،

١٤٣"وذلك هو مجال الكفر الذي يعيش فيه الكفارسبباً في أمنهم في الآخرة، في حين كان اطمئنان الكفار فـي ..." رجال لا تلهيهم"ومن هنا كان خوف

لدنيا سبباً في خوفهم وفزعهم في الآخرة، وكان تعطيل قلوبهم عن التفكر والذكر سبباً في عماهم في االآخرة فكانوا أشد أهل الآخرة تقلباً للقلوب والأبصار، وهو تقلب من خاب أمله وساء عمله، وإن كان

.التقلب سمة جامعة شاملة غير أن أسبابه تختلف بين المؤمن والكافر IIII�h�g�f�y�x�w�v�u�t�s�r�q�p�o�n�m�l�k�j�i

}�|�{�zHHHH�الآية فـي بدايـة IIIIg�fHHHHبداية آية في الصورة الإيجابية، تصدر " رجال"كما تصدر الفاعل

؛ ليصب الاهتمام عن الفئة "��h"الصورة السلبية لسعي الإنسان، وبعد أن ذكرهم جاء ببدل منه وهو

٤٤

ي صلته فعل ماضٍ؛ ليدل على أنهم الفئة التي كانـت التي وسمها بفعلها، فاستعمل الاسم الموصول الذحقيقة الكفر فيهم ثابتة حاصلة مترسخة مضت واستقرت فيهم، فهم بها يوصمون، وأعطى كناية أيضاً

�.لأعمالهم بالضمير الذي أعاده على محور الاهتمام :فأصل الجملة البسيط هو

جر .تجر .ت صلة.ت إضافة.ت

..بقيعة أعمال الذين كفروا كسراب )قيد مخصص+( )شبه الجملة( خ + م

مكاني

) المضاف إليـه ههنـا (ولما كان محور الكلام الذي يمثل الإرادة الفاعلة، وما يؤول إليه سعيها الاسم قدمه على المضاف،

جر .ت جر .ت إضافة.ت

قيعةـب أعمالــهم كسراب) الذين كفروا( � ١٤٤)قيد مخصص+( )شبه جملة(خ) + ض+ ( م+ موقع الاهتمام

V مكاني

مؤمنين وتنويره قلوبهم ووصفهم بما وصفهم من الأعمال النافعة في لما ذكر تعالى حالة الإيمان وال"والآخرة أعقب ذلك بذكر مقابلهم الكفرة وأعمالهم، فمثل لهم ولأعمالهم مثلين أحدهما يقتضـي بطـلان

والثاني يقتضي حالها في الدنيا من ارتباكها فـي الضـلال . أعمالهم في الآخرة وأنهم لا ينتفعون بهاولاً أعمالهم في اضمحلالها وفقدان ثمرها بسراب في مكان منخفض ظنه العطشان ماء والظلمة شبه أ

�������������IIIIs�r�qHHHHفيه. أي جاء موضعه الذي تخيله������������IIIIp�o�nHHHHفقصده وأتعب نفسه في الوصول إليهكذلك الكافر يظن أن عمله في الدنيا نافعه حتى إذا أفضـى إلـى . أي فقده لأنه مع الدنو لا يرى شيئاً

�١٤٥."م ينفعه عمله بل صار وبالاً عليهالآخرة ل IIIIc�d�e�f�g�ih�j�k�l�m�n�o�p�q�r�s�tHHHH��������١٤٦: يلخص حالهم قوله تعالى

ويلحظ بأن صورة النور جاءت واحدة متنامية كما بينا آنفـاً، أمـا صـورة الظـلام فجـاءت فـي همـا فيـه مشهدين؛أحدهما يحصل في وضح النهار، في البر وثانيهما يحدث في قاع بحر مظلم، وكلا

ماء، وفيه إشكالية تعيق حاسة البصر عن أداء مهمتها، والنتيجة واحدة هي عدم الانتفـاع بالبصـر، .والتخبط والخيبة، وكلاهما يشير إلى حالة من الضياع والضلال في ظل انعدام الرؤيا أو توهمها

٤٥

السراببفأعمالهم مشبه الظمآن يطرد السراب يحسبه ماء) الذين كفروا(هم

ما يظهر في الصحراء وقـت الظهيـرة، : أي يظنونها خيراً، وينتظرون ثوابها، والسراب.." أعمالهم"

جمع قاع وهي الأرض المستوية ": قيعة"وهذه الظاهرة نتيجة انكسار الضوء، و. كأنه ماء وليس كذلك .جاز وجيزةمثل

لأنه في حاجة للماء،وربما لو لم يكن ظمآناً لما التفـت إلـى هـذه : إلى الظمآن" يحسبه"وأسند الفعل الظاهرة، فلظمئه يجري خلف الماء، لكنه لا يجد شيئاً، وليت الأمر ينتهي عند خيبـة المسـعى إنمـا

IIIIt�u�v�w�x�yHHHH������������ لم يؤمن به، والآن فقط فوجىء بإله لم يكن على باله حينما فعل الخير، إله�.ينتبه، ويصحو من غفلته، ويفاجأ بضياع عمله

١٤٧."مصيبة الظمأ الذي لم يجد له رياً، ومصيبة العذاب الذي ينتظره: إذن تجتمع عليه مصيبتانأما اختيار هذه الصورة في النهار فذاك إشارة إلى أن النور الحسي الذي ترى به الأشياء حاصل فعلاً

ر في واقع الحياة الدنيا، غير أن ثمة خللاً في من ينظر أدى إلى التوهم، فالمشبه بـه كما يجري الأموليس إنساناً عادياً في كامل قواه العقلية والصحية، إنه إنسان أفقده الظمأ صوابه، وصار على " الظمآن"

، IIIIn�o�p�q�r�s�tHHHH������������١٤٨شفا الموت، لا يلح على ذهنه شيء إلا الماء الذي هو رمـز الحيـاة، أرض مستوية واسعة، وتخصيص الحسبان بالظمآن مع شموله لكـل " قيعة"والمكان هو الصحراء بل

من يراه كائناً من كان من العطشان والريان لتكميل التشبيه بتحقيق شركة طرفيه في وجه الشبه الذي خـدع ، وهو ظمآن إلى درجة جعلته يهلوس فيرى بصره السراب، فتن١٤٩."هو المطلع المطمع الموئس

بصيرته التي تحت وطأة الهذيان تجعله يطارد السراب حتى يدرك آخراً أنـه خدعـة بصـرية، وأن السراب لا يمكن أن يكون ماء، وأنه محض لمعانٍ كاذب، ولا ماء، والموت آت لا محالة، ليس هـذا

وجد االله "وهي فحسب بل في آخر هذا السعي تقفز الخاتمة تتبع تقسيماً المشبه به لتكون خاتمة للمشبه لأنه واقع، بل خاتمة مشتركة المآل للمشبه والمشبه به طارد السراب، وإنما يجد المـوت فـي " عنده

انتظاره، وحين يجد الموت يعرف الحقيقة فلكأنه إذ ذاك يرى االله؛ لأنه يدرك ويسلم بوجوده، وكـذلك ا هي الحياة، فإذا بالدنيا ومـا فيهـا حال الكافر بعد سعيه في الدنيا مطارداً زينة الدنيا ومتعها يحسبه

سراب يخدع عيني من فقد رشده، يبحث عن سعادة لم تحصل أبداً، ومتعة لن تدوم أبداً، وعندما يموت يجد االله، فيدرك أن سعيه كان فاشلاً، والماء حيث جنان الخلد، وسيبقى يعاني ظمأه، نتيجـة صـرف

قل مدرك، وقلب يفقه قادر على التفريق بين الحقيقة بصره إلى الأشياء دون ربطها ببصيرة نافذة، وعواضح، بل في وقت الهجيرة إن لم تذكر بلفظها مستو برحإن هذه الصورة تحدث في مكان . والتوهم

فهي حاضرة عقلاً؛ لأن السراب لا يظهر إلا عند اشتداد الحرارة على أرض صحراء منبسطة ومـن والضوء على قوتهما لم يفلحا في إرشاد هذا الضال لخلل فيـه هنا كان الاختيار لقيعة، بل إن الحرارة

٤٦

لتدل على المشاركة في زمن اكتشافه ووجدانه للاشيء، ووجدانـه الله عنـده، " ووجد"فتأتي الواو في فإن أعمالهم التي كسبوها صالحة نافعة عند االله يجدونها لاغية مخيبة في العاقبـة "لتكون الخيبة أشد،

�١٥٠.."كالسراب �

ينسجم مع مناسبة هذه الآية فقد قيل أنها أنزلت في عتبة بن ربيعة بن أمية كان قد تعبد ولـبس وهذا ١٥١".المسوح، والتمس الدين في الجاهلية ثم كفر في الإسلام

ـ IIII�wا وتأتي فاء العطف التي تتكرر في آخر المشهد لتسرع وتلخص النتيجة النهائيـة وفجاءتهy�x���H���H���H���H بالغة مناسبة تماماً لمعنى التعاقب والتسريع في الفاء وهيتأتي الفاصلة لتقرر حكمة :IIIIy�z�{�|�}HHHH�������� إن مسيرة الإنسان في الحياة سريعة قصيرة وإن بدت طويلة، وما جاءت هذه الحكمة

إلا لتذكير الإنسان بأن عليه أن يغتنم حياته قبل مماته، وأن يسابق الزمن سعياً إلى الخيرات، فسرعان �. عز وجلما يأتي حساب االله

فهذا السائر وراء السراب، الظامىء الذي يتوقع الشراب، الغافـل .وفجأة يتحرك المشهد حركة عنيفة"يصل فلا يجد ماء يرويه، إنما يجد المفاجأة المذهلة التي لم تخطر له ببال، المرعبة ..عما ينتظره هناك

. وجحده، وخاصمه وعاداه االله الذي كفر به! ��������IIIIv�u�tHHHH: التي تقطع الأوصال، وتورث الخبالولو وجد في هذه المفاجأة خصماً له من بني البشر لروعه، وهو ذاهل غافل على ! وجده هنالك ينتظره

هكذا في سرعة عاجلـة .. IIIIy�x�wHHHHفكيف وهو يجد االله القوي المنتقم الجبار؟ . غير استعداد ١٥٢!"المشهد الخاطف المرتاعتعقيب يتناسق مع .. ��������IIIIy�z�{�|�}HHHHتتناسق مع البغتة و الفجاءة،

ويلتفت أبو حيان الأندلسي إلى دلالة الضمائر المفردة في هذا المشهد مشيراً إلى أنها تعود إلى شخص دقيـق راءقاسـت واحد راداً على من رأى أنها تعود على متعدد، ونوافقه في ما ذهب إليه لما فيه من

:وتحليل رفيع يقوللشخص " فوفاه"و " عنده"و " ووجد" "لم يجده"و" جاءه"طرد الضمائر في هو الكافر حتى ت" ظمآن"فجعل "

للكـافر الـذي " ووجد"وفي . للظمآن" لم يجده"و" جاءه"واحد، وغيره غاير بين الضمائر فالضمير في " فوفـاه حسـابه "ضرب له مثلاً بالظمآن، أي ووجد هذا الكافر وعد االله بالجزاء على عمله بالمرصاد

وهذا معنى قول أبي وابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة وأفرد الضمير فـي . اه عليهعمله الذي جاز .بعد تقدم الجمع حملاً على كل واحد من الكفار" ووجد"

ثم في الكلام متروك كثير يدل عليه . على السراب" جاءه"يحتمل أن يعود الضمير في : وقال ابن عطيةويحتمل الضمير ����������������IIIIs�r�q�p�o�nHHHHظن عمله نافعاً الظاهر تقديره وكذلك الكافر يوم القيامة يويستغني الكـلام " ماء"ويكون تمام المثل في قوله " أعمالهم"أن يعود على العمل الذي يدل عليه قوله

.عن متروك على هذا التأويل، لكن يكون في المثل إيجاز واقتضاب لوضوح المعنى المراد به

٤٧

IIIIv�u�tHHHH������������ والذي يظهر لـي أنـه . عائد على العمل انتهى" عنده"أي بالمجازاة، والضمير في. لـه " الظمـآن "تعالى شبه أعمالهم في عدم انتفاعهم بها بسراب صفته كذا، وأن الضمائر فيما بعـد

أي عنـد موضـع " عنده"عليه من هلاك بالظمأ " االله"مقدور " ووجد"أي " ووجد االله عنده"والمعنى في وهو المحسوب له، واالله معجل حسابه لايؤخره عنه فيكون الكلام . ما كتب له من ذلك" فوفاه"السراب

وذلك باتصال الضمائر لشيء واحد، ويكون هـذا التشـبيه مطابقـاً . متناسقاً آخذاً بعضه بعنق بعضوأما في قول . لأعمالهم من حيث أنهم اعتقدوها نافعة، فلم تنفعهم وحصل لهم الهلاك بأثر ما حوسبوا

هو الكافر وهو تشبيه الشيء بنفسـه " الظمآن"ن جعل الضمائر للظمآن لكنه جعل فإنه وإ: الزمخشريففيه تفكيك الكلام إذ غاير بين الضـمائر : وأما في قول غيره. وشبه الماء بعد الجهد بالماء. كما قال

�١٥٣."وانقطع ترصيف الكلام بجعل بعضه ملفتاً من بعضيقابله أمن الذين كفروا لمكر االله وغيابه عن ألسنتهم وذكرهم االله..." رجال لا تلهيهم تجارة"إن خوف

،والرزق بغير حساب " فوفاه حسابه"وأفئدتهم، ومضاعفة االله لرزقه لأولئك الرجال بغير حساب يقابله حيث الحساب كائن للاثنين والفئتين، غير أنه للرجال المـؤمنين ، ����IIIIy�z�{�|�}HHHHلأولئك، يقابله

.ورضا، وللذين كفروا مدعاة خوف وشقاء وعذابالذاكرين مدعاة أمن وبهجة هو الأمل كله وهو الملجأ الوحيد للنجـاة، -عز وجل -ويجمع دلالة الفاصلتين فإننا نصل إلى أن االله

.وهو أيضاً المخوف المهاب لا مهرب منه ولا ملجأ إلى غيره .خروعلى المرء أن يعيش بين ثنائيتي الأمل والخوف فلا يطغى أحدهما على الآ

قـال "التي تفيد معنـى الإباحـة لا التخييـر " أو"أما المشهد الثاني من صورة الظلام فتربطه بسابقه هنا؛ لأنه قصد التنويـع " أو"العطف بـ"فـ: إن شئت مثِّل بالسراب وإن شئت مثِّل بالظلمات: الزجاج

١٥٤."للشك) أو(والتفصيل لا أن

على الرغم " الظلمات"عطوف بعد ممفتتحة بها بالة جديدة ة على السابق متصدرة، آيالعاطف" أو"وجعلت تجمعها "أو"وإن كانت ،المشهد الثانيفي لأنها تريد أن تدخل المتلقي ؛من أنها جملة واحدة مع سابقتها

ل؛ فالأجواء ظلمات بالجمع والتنكير لتعددها وكثرتها وتنوعهـا وإحاطتهـا، آفي الحكمة والعبرة والمكلامه ظلمة، وعمله : الكافر من يتقلب في خمس من الظلمات: "لة قول أبي بن كعبويعاضد هذه الدلا

١٥٥."ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات في النار وبئس المصيروقد تنبه السيوطي إلى إفراد نور مقابل جمع ظلمات وأشار إلى أن ذلك يرتبط بدلالات خاصة ،غيـر

١٥٦يبين علة ذلكأنه لم أعلم أن االله ) أحدها: (وفي لفظة أو ههنا وجوه) أو كظلمات في بحر لجي(وأما المثل الثاني فهو قوله "

تقدير ) وثانيها(تعالى بين أعمال الكفار إن كانت حسنة فمثلها السراب وإن كانت قبيحة فهي الظلمات

٤٨

) وثالثها(ما كظلمات في بحر وذلك في الدنيا وإ. الكلام أن أعمالهم إما كسراب بقيعة وذلك في الآخرةالآية الأولى في ذكر أعمالهم وأنهم لا يتحصلون منها على شيء، والآية الثانية في ذكر عقائدهم فإنها

أي من الكفر إلى الإيمان يدل عليـه قولـه IIIIJ�I�H�G�F�E��H��H��H��H١٥٧تشبه الظلمات كما قال لجي فهو ذو اللجة التي هي معظم المـاء الغمـر وأما البحر ال������������IIII¡���~�}�|�{�z�y�x�wHHHH:تعالى

البعيد القعر، وفي اللجي لغتان كسر اللام وضمها، وأما تقرير المثل فهو أن البحر اللجي يكون قعـره ، فإذا ترادفت عليه الأمواج ازدادت الظلمة فإذا كـان فـوق الأمـواج مظلماً جداً بسبب غمورة الماء

، فالواقع في قعر هذا البحر اللجي يكون في نهاية شدة الظلمـة، سحاب بلغت الظلمة النهاية القصوىIIII�t�sولما كانت العادة في اليد أنها من أقرب ما يراها ومن أبعد ما يظن أنه لا يراها، فقال تعـالى

v�uHHHH�������� وبين سبحانه بهذا بلوغ تلك الظلمة إلى أقصى النهايات ثم شبه به الكافر في اعتقاده وهو ضـدولهذا قال أبي بن كعب ������������١٥٨ IIIII�H�G�F�EHHHHوفي قولهIIIIÃ�Â�Á�À�¿�H�H�H�H له تعالىالمؤمن في قو

يتقلب في خمس من الظلم كلامه وعمله ومدخله ومخرجه ومصيره إلى النار، وفي كيفية هذا : الكافرظلمة البحر وظلمة الأمـواج : أن االله تعالى ذكر ثلاثة أنواع من الظلمات) أحدها: (التشبيه وجوه أخر

ظلمة الاعتقاد وظلمة القول وظلمة العمل، عن الحسن، : حاب، وكذا الكافر له ظلمات ثلاثوظلمة السأن الكـافر لا ) وثالثهـا (عن ابن عبـاس . شبهوا قلبه وبصره وسمعه بهذه الظلمات الثلاث) وثانيها(

) ابعهاور(يدري، ولا يدري أنه لا يدري ، ويعتقد أنه يدري، فهذه المراتب الثلاث تشبه تلك الظلمات أن هذه الظلمات متراكمة فكذا الكافر لشدة إصراره على كفره، فقد تراكمت عليه الضلالات حتـى أن

�١٥٩."قلب مظلم في صدر مظلم) وخامسها(أظهر الدلائل إذا ذكرت عنده لا يفهمها �

بة هل تشير إلى أنه قارب من الرؤية غير أنه لم يراها أم أنه رآها بصـعو " لم يكد"واختلف في دلالة IIII�t�s�r�q�pثم بالغ سبحانه وتعالى في هذه الظلمات المـذكورة بقولـه :"بالغة يقول الشوكاني

u��H��H��H��H ضمير يعود على مقدر دل عليه المقام أي إذا أخرج الحاضر في هذه الظلمـات " أخرج"وفاعلائدة والمعنى ز" كاد"إن :أو من ابتلي بها قال الزجاج وأبو عبيدة المعنى لم يرها ولم يكد ، وقال الفراء

إذا أخرج يده لم يرها كما تقول ما كدت أعرفه وقال المبرد يعني لم يرها إلا من بعـد الجهـد قـال . ١٦٠"النحاس أصح الأقوال في هذا أن المعنى لم يقارب رؤيتها فإذن لم يرها رؤية بعيدة ولا قريبة

اء الظاهرة اللغوية اسـتقراء ونختار ما ذهب إليه أبو حيان الأندلسي فهو أقرب إلى ما يفرضه استقروالمعنى هنا انتفاء مقاربة الرؤية، ويلزم مـن ذلـك انتفـاء : "وصفياً موافقاً لواقعها الاستعمالي يقول

الرؤية ضرورة وقول من اعتقد زيادة يكد أو أنه يراها بعد عسر ليس بصحيح، والزيادة قـول ابـن �.والفراءالأنباري وأنه لم يرها إلا بعد الجهد قول المبرد

٤٩

إذا كان الفعل بعد كاد منفياً دل على ثبوته نحو كاد زيد لا يقوم، أو مثبتاً دل : وقال ابن عطية ما معناهالمفلوج لا يكاد يسـكن : على نفيه كاد زيد يقوم، وإذا تقدم النفي على كاد احتمل أن يكون منفياً تقول

فهذا تضمن إيجـاب السـكون بعـد رجل منصرف لا يكاد يسكن : وتقول. فهذا تضمن نفي السكون .١٦١"جهد

لتعددها وكثرتها وتنوعها وإحاطتها، وأما المكان فليس بـراً بـل ) بالجمع والتنكير(فالأجواء ظلمات بحراً، وليس أي بحر يوصف بأنه لجي حيث المكان عمق البحر حين يجد المرء نفسه عالقاً وحده في

لا يستطيع أن يتنفس، إذ لا يقوى على أن يحتمل وسط محيط مظلم يترقب خطر البحر من وحوشه، واحتباس أنفاسه إلا قدراً يسيراً، هذا القدر اليسير هو رحلة حياته، ومحاولته أن يخرج فلا يدرك إلـى

لا يدري إن كان فوقه مرجان أو حوت، فالظلام مطبق، فهذه الظلمات فوقها ظلمات حتى ون يذهب يأة على أن تصل إلى أقرب نقطة من ناظريه لو رفعها لما كاد يراها؛ إن يده التي هي جزء منه، والقادر

IIII���~�}�|�{�z�y�x�w�vولم ينته المشهد بالمآل، واكتفى بقوله مقرراً حكمة ينبغي أن تصبح نبراساً ¢�¡�H�H�H�H���� لا ١٦٢"متراكمة متراكبة"؛ إن نهاية هذا الذي يصارع الغرق مرتعباً مفرداً وحده تحت ظلمات

ر، ولا انتفاع له ببصره، وقد حيل بينه وبين بصيص نور يهديه إلـى الطريـق لعلـه أمل له ولا نويستطيع فقط أن يخرج من قاع هذا البحر، ولو خرج لما وجد فوقه سوى سحب سوداء حالـت بينـه وبين نجوم االله، وتركت النهاية مفتوحة؛ لأنه أيضاً عندما سينازع الغرق والمخاطر واليـأس، حيـث

و مادة الحياة يصبح مادة الموت سيجد االله وسيوفيه حسابه، وسيجده ويدرك أنه مفتقر إليه الماء الذي هلينير بصيرته، وليهديه سبيله، ولن يجد أحداً غيره، وعندها يدرك عظمة الخالق غير أنه يكون الأوان

ان علـى قد فات، فيوفى حسابه كذلك الظمآن، وكلاهما الظمآن في قيعة والغريق في بحر لجي يعتمدحاسة البصر أحدهما يخدعه بصره، والثاني تحتجب عنه رؤية النور تماماً، وكلاهما في النتيجة أعمى

�.بصيرة، فلا ينتفع ببصرهمـوج . وفي المشهد الثاني تطبق الظلمة بعد الالتماع الكاذب؛ ويتمثل الهول في ظلمات البحر اللجي"

بعضها فوق بعض، حتى ليخرج يده أمام بصره فلا وتتراكم الظلمات . من فوقه سحاب. من فوقه موج !يراها لشدة الرعب والظلام

وضلال لا يرى فيه القلب أقـرب علامـات . إنه الكفر ظلمة منقطعة عن نور االله الفائض في الكونونور االله هدى في القلب، وتفتح ����������������IIII¡���~�}�|�{�z�y�x�w�vHHHH..ومخافة لا أمن فيها ولا قرار. الهدى

رة، واتصال في الفطرة بنواميس االله في السموات والأرض، والتقاء بهـا علـى االله نـور في البصية لا أمن فيهـا، فمن لم يصل بهذا النور فهو في ظلمة لا انكشاف لها، وفي مخالف. السموات والأرض

٥٠

ونهاية العمل سراب ضائع يقود إلى الهلاك والعذاب؛ لأنه لا عمـل بغيـر . رجعة منهوفي ضلال لا�١٦٣."إن هدى االله هو الهدى، وإن نور االله هو النور. دة، ولا صلاح بغير إيمانعقي .١٦٤"إنه يعقل ولا يبصر :أي ،الكافر لبقمثل "فهو

محالة أن من يجد نفسه يسبح في هذا البحر اللجي أن يرفـع لأن واقع الحال لا" إن"دون " إذا"واختار وهي حركة من يسبح من القاع إلى أعلى وتكون عنـد يده، وتكون يده جنساً لا عدداً ممتدة إلى أعلى

ي جارحة العمل الأولى، فبها مرمى بصره، كما أن اختيار اليد إشارة إلى دورها في مسيرة الكافر فهإن العلاقة مبنية بين البصـر الـذي . إلخ...، وبها يبطش، وبها يتجر، وبها يحسن، وبها يسيءيعطي

إنه التخبط بسبب الانقطاع بين الرؤية الثاقبة التي توجه اليد إلى العقل، . يهتدي به إلى النور، وبين اليد .وبين ما يصدر منها وعنها من سلوك

إن صورتي الظلام تنبنيان على الموافقة بين حال المشبه والمشبه به، وكذلك تنبنيان على المفارقة ففي ة والظامىء مبصر ومع ذلك لا يـدرك المشهد الأول تكمن المفارقة في أن الزمان النهار والمكان قيع

غير أنه يكون وسيلة ، بل في عمقهني الظامي في الماءعقله الحقيقة لتعطل البصيرة، وفي المشهد الثاظلمات متراكمة كأشد مـا يكـون ولا نـور هنـاك ."للموت لا الحياة لفقدان البصر واجتماع الظلام

١٦٥."يستضيء به إلى ساحل النجاةا النور والظلام بالنور اختتمتا بالنور، فقد تسلسل تنسيقها فـي الآيـات موضـع وكما افتتحت صورت

:الدرس كالتالي

من لم يجعل االله له نوراً فما له مـن نـور -الظلام-أعمال أهل الظلام-أعمال أهل النور-االله نور السموات والأرض

مآلهم مآلهم

)دون مضاعفة)(من السوء(يوفيهم حسابهم لجزاء المضاعف رزق بغير حساب ا :أما حركة النور والظلام في السورة كاملة فتأتي كالتالي

توسطها نور معنوي –الظلام المعنوي - - النور المعنوي -الظلام المعنوي

)الأحكام التشريعية) (الظلام بلفظه( و )النور بلفظه آيات( )الحد) (الزنا( معنوي حسي نور معنوي نور حسي ) التشبيه) (الضلال والكفر( ) التشبيه) (الهداية(

٥١

لمعنـوي، ونـور ي، والنـور ا تشير إضافة إلى معنى المضاعفة معنى النور الحس" نور على نور"و .تنكيرهماوهذه علة البصر ونور البصيرة،

IIII�B�Aفالسورة تتجه في حركنها من الظلام باتجاه النور إلى أن تنتهي إلى النور تفتتح السورة بـ

J�I�H�G�F�E�D�C���H���H���H���Hوتختم بـIIII�u�t�s�r�q�p�o�n�m�l�k�j£�¢�¡���~�}�|�{�z�y�x�w�vHHHHلسورة وهدفها من فبعد أن بين علة إنزال ا������������

الإبانة والإيضاح لشريعة االله والتذكير بها ختمت بما يضمن متابعة تطبيق هذه التشريعات وتطبيقها في مسيرة الحياة، ولذلك الخطاب جاء في الناس جميعاً مؤمنين وكافرين، ومآلهم رهـين بـأن يتـذكروا

، وهي صفته سـبحانه دومـاً هـي فيأخذوا بها أو يضلوا عنها، وعلم االله ضمن كونه بكل شيء عليم�.ضمان تطبيق ما وضح ومثل له به من نور وظلام �

�إن الانسجام والانتظام والتكامل بين بداية بؤرة النور والظلام ونهايتها واضح تماماً، فالافتتاحية تقرر �ما له نور السموات والأرض، والأخيرة تقرر أن من لم يجعل االله له نوراً ف -سبحانه وتعالى-أن االله �.من نور �

� �وهذا الكلام مجراه مجرى الكنايات لأن الألطاف إنما تردف الإيمان، والعمل الصـالح أو كونهمـا "

١٦٦"مرتقبيناعتراض تذييلي جيء به لتقدير ما أفاده التمثيل من كون أعمال الكفرة كما فصل، وتحقيـق أن "وهو

شارة بما في حيز الصلة إلى علـة الحكـم، ذلك لعدم هدايته تعالى إياهم لنوره، وإيراد الموصول للإوأنهم ممن لم يشأ االله هدايتهم، أي من لم يشأ االله أن يهديه لنوره الذي هو القرآن هداية خاصة متشبعة

١٦٧."للاهتداء حتماً، ولم يوفقه للإيمان به فما له من نور، فما له هداية ما من أحد أصلاًوليس له من بديل، وما عد بديلاً له مـا هـو إلا سـراب إذن النور واحد، مصدره واحد، لا يتعدد،

.خادع، نور كاذب، وماء كاذب، والنور نور ظاهر لا يلتبس بغيرهومن هنا كان تعطيل البصر المتمثل في الأبصار، والبصائر المتمثلة في القلوب جاء سبباً في وقـوع

.������������IIIIU�T�S�R�QHHHHالعذاب أول ما يقع عليها يوم القيامة أو مفعول به نجدها توزعت فـي ) فاعل(النظر إلى الأفعال وربطها بما تعود عليه من مسند إليه وب

:بؤرة النور على النحو التالي

٥٢

:طة بما تعود عليه من فاعل أو مفعول به حسبما يليأما الأفعال في بؤرة الظلام فتوزعت مرتب - )غائب فرد( االله ) غائب مفرد(الظمآن ضمير الغائب للجمع

لم يجعل فاعل يحسبه فاعل فاعل ) أعمالهم(الذين كفروا فوفّاه فاعل فاعل جاءه

لم يجده فاعل به وجد االله مفعول وجد االله فاعل فوفاه مفعول به يغشاه موج مفعول به إذا أخرج فاعل لم يـكد فاعل عل يراهـا فا

٣ ٩ ١

ــود ــا يع ــور وم الن )غائب مفرد(عليه

)ضمير لغائب الجمع(رجال) الغائب الجمع(المساجد )فردغائب (االله

) مبني للمجهول(توقد

يسبح فاعل أن ترفع فاعل يهدي

) فاعل(يكاد

به لا تلهيهم مفعولويذكر مبني للمجهول فاعل يضرب

) فاعل(يضيء

يخافون فاعل فاعل أذن

ليجزيهم مفعول به فاعل يرزق ) مفعول(لو لم تمسه ما عملوا فاعل م فاعل يجزيه ويزيدهم مفعول به يزيدهم فاعل فاعل يشاء ٦ ٢ ٨ ٤

٥٣

:ضمير الغائب الجمع

" كفـروا : "يلحظ أن هذا النمط من الضمائر ورد فقط في بؤرة الظلام في كلمة واحدة في قوله تعـالى ل، منها اسـندت إلـى رجـا ٤" رجال"ضمائر في بؤرة النور تعود على ٦وأبدل منه أعمالهم مقابل

" ليجـزيهم "واثنان منها أسندا إلى الضمير العائد على االله سبحانه وتعالى، وذلك في موقـف الجـزاء وهم المؤمنون ليوضح أعمالهم التي انبثقت " رجال لا تلهيهم"، ذلك أنه تعالى فصل في أفعال "يزيدهم"و

رهم، فيكفي أن يوصفوا عن النور الإلهي في قلوبهم مقابل اختزال سعي الكافرين في شيء واحد هو كف .بالكفر ويوصموا به؛ لتكون كل أعمالهم بلا جدوى ولا فائدة

جاء فيها الرجال فاعلين لها مختارين مواظبين عليها "" رجال"إن الأفعال التي عاد فيها الضمير على :في موضعين دائمين دلت عليها صيغ المضارعة، وجاء فيها الضمير العائد عليهم مفعولاً به

صلة.ت

)أحسن ما عملوا( هم ـــزيــيجــل ٢مف+ ١مف)+ض (فا+ ف (سببية للمستقبل.ع )االله(

كلاهمـا والجزاء ومن يقع عليه الجـزاء فالفاعل هو االله عز وجل، والفعل الواقع عليهم مشرق خير،الموقف موقف الجزاء، وهنا يظهـر الفعـل و مملوكان الله سبحانه، فعله واقع عليهما على حد سواء،

صلة الموصول دالاً على أن الثواب لهم على ماضٍ فعلوه، أما وقد انتهـى زمـن الامتحـان " عملوا" .، فقد توقف العمل منهم وتلقوا الجزاء والجائزة)الدار الدنيا(ومكانه

كان "فوفاه حسابه"الكافر في فعلين لم يجعل له، و نه كما كان الفعل الإلهي في الجزاء بحقوالطريف أ،ويلحظ أن الأفعال العائـدة مـن ) يخرجهم ،ويزيدهم(الفعل الإلهي في الجزاء بحق المؤمنين بفعلين

عليه فـي الفاعل وعليه في صورتي أعمال الكافرين مفردة ، في حين أن الأفعال العائدة من الفاعل وحال المؤمن فقد جاءت كلها بضمير الجمع الغائب؛ لأن العبادة عموماً وعمارة المساجد خاصة عبادات

IIII�Ôجماعية تبدأ بنور الهداية في قلب المؤمن الفرد، ثم يلتقي هؤلاء يجمعهم ذاك النور الواحد فـي Ù�Ø�×�Ö�ÕHHHH يهـا الصـلوات؛ فهـم ،فيؤدون العبادة بأشكالها المختلفة في المكان نفسه، بمـا ف

أمـا . في اقتباس النور وإيقاده في قلوبهم وسلوكهم؛ فيكون ثوابهم جماعياً أيضاً يتآزرونيتعاضدون الكافر، فهو وحيد ذليل كسير ضعيف مفرد وإن كان له جماعة يقاسمونه ما يقترف؛ لأنه حقيقة الأمر

فمن لا يملك لنفسه نفعاً وخلاصـاً يعاني من ظلمات، والظلمات متنوعة كثيرة تتعاوره من كل جانب،

٥٤

كيف له أن يخلص غيره؟ وحقيقة الأمر أنه في النهاية سيلاقي ربه وحده، وهو مفرد في قبـره بـلا .مؤنس أو معين

مـرات، ٨تتردد في مشهد النور -عز وجل-ويلحظ أن الضمائر المقترنة بالأفعال العائدة على االله ، الرزق، والمجازاة ذنالإوالهداية والمشيئة، وضرب الأمثال تنصب على نسبة الأفعال المنصية على

والزيادة، وكلها قضايا أساسية تمثل الفارق بين عالمي النور والظلام؛ ولذلك لا تجد مـا يماثلهـا أو يقابلها في مشهدي الظلام، فهي أسس عامة للعالمين لا لأحدهما، ومكانها المناسب بعد التمثيل للنـور

.ر الحسيالمعنوي بالنو، وهما الفعلان الوحيدان الواردان فـي "أن"ـ أما الفعل المبني للمجهول فظهر في فعلين متصدرين ب

وربما حذف الفاعل لتعدده، وتنوع أشـكال " بيوت"نوره بؤرة النور والظلام، وذلك في سياق وصف :الرفع والذكر، فالرفع مثلاً، يشمل

االله رافعها الأول ومالكها المطلق-١ من يبني تلك البيوت - أو لعمارة بيوت الناس -من ينفق على بيوت االله - من ينظفها - من يؤم المسلمين فيها - من يدعو إلى االله فيها - من ينيرها - من يحث على عمارتها - وغيرها -

:والذكر مثلاً يشمل التسبيح-١ حضور القلب-٢ الحوقلة -٣ قراءة القرآن -٤ النهي عن المنكرالأمر بالمعروف و -٥ التهليل والتكبير -٦ تدبر القرآن -٧ وغيرها -٨

٥٥

: الضمائر المفردة: منها في مشهد الظمأ والسراب وهي ٤. أفعال ٦، "الظمآن"يلحظ أن العائدة على ما يعادل الكافر وهو

" يحسب"ولها يحسبه، جاءه، لم يجده، ووجد االله عنده، ويلحظ أن حركة الأفعال التي يقترفها تبنى على أالذي يشير إلى الظن والتوهم، فتكون بناء على الخطأ كل أفعاله السابقة سعياً ينبني على الوهم وينتهي المشهد بأن يتحول الضمير الفاعل، إلى مفعول به يتلقى فعلاً واحداً دالاً على كفايته سـواء بدلالتـه

يث الفاعل هو االله عز وجل؛ والمفعول بـه أو بعدم الإتيان بفعل آخر يترتب عليه ح" وفي"المعجمية جملة تلخص كل IIIIx�w�HHHHالذي يتلقى الجزاء على كل تلك الأفعال التي تلخص مسيرة حياته

ما يمكن أن يتصور من عقاب في ضوء ما جاء به القرآن الكريم من توضيح لمآل من خاب سـعيه، .واختار الضلال في الدنيا

مفردة فجاءت في المشهد الثاني من أعمال الكافرين، حيث بدأ بضمير أما الأفعال الأربعة الأخرى ال - .تهويلاً وتكثيراً وإحاطة) نكرة" (موج"،وأسند الفعل إلى"يغشاه موج" هو"المفعول به عائداً على الكافر

مثل فكلها ردود أفعال ت" لم يكد يراها" "إذا أخرج"أما الأفعال الباقية والتي كان فيها الكافر الفاعل هي محاولات يائسة، لا تملك أقل فعل وأقربه وهو إدراك بصيص نور يرشده إلى طريق الخـروج إلـى

.السطح والفوز بالحياةإن المقارنة بين المشهدين وحركة الضمائر المقترنة بالأفعال فيها تفضي إلى أن الكافر هو أحد اثنـين

ومع أن السراب ظاهرة طبيعية مألوفـة إما باحث عن النور غير أنه يتوهم مع أنه في وضح النهار،معروفة في الصحراء، ولا يمكن أن تلتبس بالماء لدى من يعمل حواسه، وخاصة البصر في إدراك ما

.حوله، إنه خداع الذات في ظل غياب البصيرةفي والمشهد الثاني الكافر فعلاً في ماء لكنه ماء البحر المالح، وهو يسبح في عمق هذا البحر اللجي أي

عمق البحر الذي كلما تعمق فيه الإنسان ازداد ظلاماً وعتمة دون استبصار، والسبب أنه استسلم لهـذا الظلام الدامس فكيف ينفعه بصره، وكيف ليده أن تشق طريقها إلى سطحه، وقد غابت البصيرة، حين

ارة إلى ضعفه وعجزه دون تثنيتها إمعان في الإش" يد"غاب نور االله عنها بما جنت يداه؛ بل إن إفراد .انعدام توازنه ووعزلته ووحشته

والماء في المشهد الأول كان هو المبتغى لأن فيه الحياة، حياة الجسد، وقد غاب وفني الجسـد جريـاً .وراءه وانتهى إلى الخيبة

والماء في المشهد الثاني هو نفسه صار أداة عذاب وصراع ووحشية، هو فـي المـاء ولا يملـك أن نه مالح، ولا يملك أن يخرج منه بسلام في خضم الظلمات المتراكمةيشرب لأ

.إن المشهد الأول يمثل إرادة الاختيار في السعي

٥٦

المشهد الثاني ينصب على نتيجة السعي الباطل، فهي تبدأ من وجوده في عمق الظلمات وقد أحاطـت به لا يملك من أمره شـيئاً، نتيجة السعي الباطل، فهي تبدأ من وجوده في عمق الظلمات وقد أحاطت

.عالق فيها ليدع للمتلقي التفكير في ما آل إليه أمره متسائلاً باحثاً عما أدى به إلى هذه النتيجة أما الدلالة الزمنية للأفعال في بؤرة النور والظلام في السورة الكريمة فقد توزعت في هذين الحقلين -

:على النحو التالي

٥٧

دلالتها الزمنية )النور(أفعال العدد حال توقد ١ حال يكاد ٢ حال يضيء ٣ ماضٍ لم تمسسه ٤ حال يهدي ٥ حال يشاء ٦ حال يضرب ٧ ماضٍ مستمر أذن ٨ استقبالوحال أن ترفع ٩ استقبالوحال يذكر ١٠ استقبالوحال يسبح ١١ ستقبالواحال تلهيهم ١٢ لاقبستواحال يخافون ١٣ لاستقبواحال تتقلب ١٤ مستقبل ليجزيهم ١٥ ماضٍ ما عملوا ١٦

مستقبل ويزيدهم ١٧ استقبالو حال يرزق ١٨ استقبالوحال يشاء ١٩

دلالتها الزمنية )الظلام(أفعال العدد استقبالوماضٍ وحال الذين كفروا ١ حال يحسبه ٢ مستقبل إذا جاءه ٣ مستقبل لم يجده ٤ مستقبل ووجد ٥ مستقبل فوفاه ٦ حال يغشاه موج ٧ مستقبل إذا أخرج ٨ مستقبل لم يكد ٩ مستقبل يراها ١٠ ماضٍ وحال مستقبل ومن لم يجعل ١١

٥٨

من سياق الظلام وهـذه النتيجـة ٢مقابل ٦ويلحظ أن الأفعال الدالة على الحال منها في سياق النور ل النور متعددة، متنامية ومتنوعة في حين الدالة على الحال في حقـل الظـلام منطقية حتمية إذ أحوا

).يغشاه موج(دلت على حال الكافر في مشهد السراب، والثاني في مشهد ظلمات البحر اللجي فهي حال واحدة على أي حال جاءت في تصورين للتوضيح بضرب مثلين، وهـذا مناسـب لكـون

.وذاك فعل ينتظم كل ما يمكن أن يرتبط به من أحوال الظلم والظلام" واالذين كفر"إليهم بـ"الإشارة " مـا عملـوا "لم تمسسه ، و"ض من حقل النور فهي اثنتان في المحأما الأفعال الدالة على الماضي -

.حقل الظلاممقابل صفر من وتدل علـى ) يدهمليز ليجزيهم، تتقلب،(في النور ٣أما الأفعال الدالة على الاستقبال المحض فهي -

دالة عليه من سياق الظلام أربع منها في المشهد الأول وثلاثة منها في مشـهد ٧، مقابل مآل المؤمن .ثاني وكلها تنصب على المآل المؤلم والمخيب لآمال الكافر

منها في رفع البيوت، ٢كلها يتمركز ٧أما الأفعال الدالة على الحال والاستقبال في سياق النور فهي -الذكر، والخمسة الباقية تتمحور حول أعمالهم الحالية والتي تستمر مستقبلاً من تسبيح وعـدم تلـه، و

وخوف من يوم البعث، وجزء مما يثابون يمتد من الحال والحاضر في الدنيا ويسـتمر ويمتـد إلـى لتـين علـى ولا نجد ما يقابل هذه الأفعال في سياق الظلام، وإنما نجد مقابل ذلك صيغتين دا. الآخرة

IIII�|�{�z�y�x�w، "الذين كفروا"الماضي، والحال والاستقبال تتلخص في : استغراق الأزمنة الثلاثة¡���~�}HHHH������������ ،ذلك أن حالهم ومستقبلهم رهين ماضيهم الذي صار مستمراً وممتداً على الوتيرة نفسـها

خـط حياتـه إلـى وهذا ينسجم مع صورة الظمآن اللاهث وراء الوهم واستمراره في ذلك من بدايةالتي تعنـي الأمـر " أذن"نهايتها،في حين نجد فعلاً واحداً مستغرقاً الأزمنة في صيغة الماضي وهي

.والإيذان ابتداء لايتوقـف ولاينتهـي وإنمـا يسـتمر حاضـراً ومسـتقبلاً وحتـى قيـام السـاعة

هوامش البحث

.٢٤م، ص٢٠٠٦-هـ١،١٤٢٧ط ،دار المكتبي، دمشق،ات فنية في القرآن الكريمدراسياسوف، أحمد، ١ .١٢ص ،١٩٨٥- هـ ،١٤٠٥، ١دار العلوم للطباعة والنشر،ط ،الرياض،اتجاهات البحث الأسلوبي ،شكري عياد، ٢ . ١٣، صالمرجع السابق ٣ .، الصفحة نفسها المرجع السابق ٤، ليو شبيتسر "علم اللغة وتاريخ الأدب " لكتاب نفسه في ترجمة ، وتفصيل الرأي في ا١٤السابق، ص المرجع ٥

.١١١- ١١٠ص ١٦السابق، ص المرجع ٦

٥٩

.١٧السابق، صالمرجع ٧كاظم سعد الدين، سلسلة كتب :،ترجمةالأسلوب والأسلوبية ،هوف، غراهام :انظر الطرق الإحصائية وأصولها في ٨

.٦٥-٦١م ، ص١٩٨٥شهرية تصدر عن دار الآفاق، بغداد، الإيداع ،اعتنى به مصطفى الشيخ مصطفى،وشـعيب أرنـؤوط، مؤسسـة الإتقان في علوم القرآنالسيوطي، جلال الدين ، ٩

.٧٦٣ص م،٢٠٠٨-هـ١٤٢٩ ،١ط وبيروت، دمشق، الرسالة، ١٤٤السابق ،ص المصدر ١٠ .٧٦٤-٧٦٣، ،الإتقان في علوم القرآن: انظر تفصيلها في ١١، فصل السيوطي الحديث في منهجية المفسرين، وجوانـب الاخـتلاف بيـنهم ٧٦٣ص ، الإتقان في علوم القرآن ١٢

.٧٨١-٧٦٥ومسوغاتها من ص .١٤ ص ،م، دار المعارف١٩٩٥، ٢، طبناء الأسلوب في شعر الحداثة، التكوين البديعي ،عبد المطلب، محمد ١٣ .١٥، ص بناء الأسلوب في شعر الحداثة ١٤ ]٧:النور[ ١٥ ]٩:النور[ ١٦عبد المجيد طعمة الحلبي، دار المعرفة، :، اعتنى بهمدارك التنزيل وحقائف التأويل ،ي، عبد االله بن أحمدالنسف ١٧

دار ،تفسيرالقرآن الكريم وإعرابه وبيانه محمد علي ،، ، والدرة ٧١١، ص١٨م،ج٢٠٠٠-هـ١،١٤٢١بيروت،ط .٤٢٢، ص ١٧،ج٩الحكمة، دمشق، بيروت، مجلد

.٦٥٦، ص٢هـ ، م١٤١٢-م١٩٩٩، ١٠، دار التفسير، الزقازيق، ط الواضح التفسيرمحمد محمود حجازي، ١٨،دار إحياء التراث العربي، بيروت، ١أحمد عبيدو عناية، ط: ، تعليق وتصحيحروح البيان ،إسماعيل البرسوي، ١٩

. ١٥٩، ص٦م ، مجلد٢٠٠١ -هـ١٤١١ .١٥، ص بناء الأسلوب في شعر الحداثة، التكوين البديعي ٢٠ .٧٧٣، صالإتقان في علوم القرآن: انظر ٢١ .٧٧٢، صالإتقان في علوم القرآن ٢٢ .٧٧٣-٧٧١، صالإتقان في علوم القرآن :انظر ٢٣ .٧٧٣ص الإتقان في علوم القرآن، ٢٤، ليو "علم اللغة وتاريخ الأدب " ، وتفصيل الرأي في الكتاب نفسه في ترجمة ١٤ص اتجاهات البحث الأسلوبي ٢٥

.٧٩شبيتسر ص .٨٦، صوالأسلوبية الأسلوب ٢٦ .٤٩ص ، مكتبة الآداب، القاهرة،جذور الأسلوبية من الزوايا إلى الدوائر ،الزهرة، شوقي علي ٢٧مؤسسة علوم القرآن، عجمان، ودار ،١ط، الاتجاه الأسلوبي البنيوي في نقد الشعر العربي ،قاسم، عدنان حسين ٢٨

.١٦٨ م،١٩٩٢-هـ١٤١٢كثير،دمشق وبيروت، .١٧٣- ١٧٢ص ،سلوبي البنيوي في نقد الشعر العربيالاتجاه الأ ٢٩ .٤٥دار الحوار، اللاذقية، ص ،١، طرومان ياكبسون نموذجاً اللسانيات ونظرية التواصل،، عبد القادرالغزالي، ٣٠ .٢٨م، ص٢٠٠٠، مطبعة اتحاد الكتاب العرب، دمشق،النص والأسلوبية بين النظرية والتطبيق ،،عدنانبن ذريل ٣١ .١٠١٨٣، أخبار اليوم، قطاع الثقافة، مصر، ص٣، متفسير الشعراويوي، محمد متولي، الشعرا ٣٢

٦٠

.١٠١٨٥-١٠١٨٤/ ١٦الشعراوي، ٣٣الإتقان : انظر.ما يؤكد أن ترتيبها توقيفي في مصحف أبي كما في مصحف عثمان م) ٢٤(إن ترتيب هذه السورة ٣٤

.١٥٢-١٤٥ص ،في علوم القرآن .تعني رياضياً إلى: ٣٥�آ� �� ������� : ���� ٣٦� ��. ٣٧ Ø !����� �� آ#ر� .���� أن �� ������� �-�وف �89ً� �6�7 �53اً، �3# �2 01/. ا�$-�وف ا��ي �()'&� ا�$الكشاف عن حقائق الزمخشري، أبو قاسم الجاراالله ،:لا يورد غيره، انظريختار الزمخشري هذا الرأي وحده و ٣٨

، ٣محمد صادق فحماوي، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر،ج: ت، التأويل عيون الأقاويل في وجوهو التنزيل .٦٧صصدقي محمد جميل، دار الفكر، :ناية الشيخ عرفات العشا حسونة، ومراجعة، بعالبحر المحيط الأندلسي، أبو حيان، ٣٩

.٤٢،٤٣، ص٨م، ج١٩٩٢-ـه١٤١٢بيروت، .١٦ت، ص.ط، د.د الجيل، بيروت، ، دارالإيضاح في علوم البلاغة ،القزويني، الخطيب ٤٠ ،٥م، مجلد١٩٧٣- هـ ١٣٩٣، ٢، طمؤسسة الأعلمي، بيروت الميزان في تفسير القرآن،محمد حسين الطباطبائي، ٤١ .١٢٢صخليـل محيـي الـدين المـيس، دار :قـدم لـه ومفـاتيح الغيـب، التفسير الكبيـر الدين محمد، الرازي، فخر ٤٢

عبـد القـادر :ت، تقسير البيضاوي، البيضاوي: وانظر. ٢٢٤،ص٢٤ ج ط،.م، د١٩٩٤٥ -هـ١٤١٥الفكر،بيروت، .١٨٧، ٤م، ج ١٩٩٦-هـ١٤١٥عرفات العشا حسونة،دار الفكر بيروت،

.٢٤/٢٢٤ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير: انظر ٤٣ ]١١:الشورى[ ٤٤ ٢٢٠، ٢٤/٢٢٤ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ٤٥ ] [١:الأنعام[ ٤٦ ]١٤٣:الأعراف ٤٧ ٢٤/٢٣٠ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ٤٨ ١٦/١٠١٨٦الشعراوي ٤٩ .٥/١٢٢ الميزان في تفسير القرآن: وانظر٤/١٨٧ تفسير البيضاوي ٥٠ ]٢٥:البقرة[ ٥١م، رقم الحديث ٢٠٠١-هـ١،١٤٢١، دار الكتب العلمية، بيروت، ط، صحيح مسلمأبو الحسين، مسلم: الحديث في ٥٢، )١٣(ت، باب.ط،د.، المكتبة العلمية، بيروت، د١محمد فؤاد عبد الباقي،ج:همحمد،ت، أبو عبد اللوابن ماجة) ١٧٩(

) .١٩٦(و) ١٩٥(رقم الحديث

.٢٥١٩، ص١٨،ج ٤م، م١٩٩٦- ـه١٤١٧ط ، دار الشريف، القاهرة، .، دفي ظلال القرآن ،قطب، سيد ٥٣ .١١٩، ١١٨، صدراسات فنية في القرآن الكريم ٥٤ .٥/١٢٢ الميزان في تفسير القرآن ٥٥ .٢٩، ص بناء الأسلوب في شعر الحداثة، التكوين البديعي ٥٦ ١٨/٢٠١٩، ٤م في ظلال القرآن ٥٧

٦١

.٣،٢٩١جهـ ، ١٤٠١دار الفكر، بيروت،القرآن العظيم، تفسير ،ابن كثير، أبو الفداءإسماعيل ٥٨ .٥/١٢٣ الميزان في تفسير القرآن ٥٩ )١٧٤النساء ( ٦٠ )١٥: المائدة( ٦١ .٢٥٧، ١٢ ت، ج.ط، د.، دالجامع لأحكام القرآن، القرطبي، أبو عبد االله ٦٢ ١٢/٢٥٧الجامع لأحكام القرآن ، و ٨/٤٤ البحر المحيط ٦٣ و، أب ٢٤/٢٣٦ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير، و٣/٢٩١ القرآن العظيم تفسير :انظر، و٨/٤٤ البحر المحيط ٦٤

دار إحياء التراث العربي، بيروت، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم،دي، ، محمد بن محمد العماالسعود .١٢/٢٦١ نآالجامع لأحكام القرو. ١٧٦، ٦ت، ج.ط، د.د ٢٤/٢٣٦ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ٦٥ ٢٤/٢٣٦ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ٦٦ ]٨:الصف[ ٦٧ ٨/٤٤ البحر المحيط ٦٨ ٢٤/٢٣٦ تيح الغيبومفا التفسير الكبير ٦٩

٦/٢٠٢ روح البيان ٧٠ .٣/٢٩١ القرآن العظيم تفسير، و٢٤/٢٣٧ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير: انظرو ٨/٤٥ البحر المحيط ٧١أحوال اجتماع النكرة والمعرفة في اللفظ نفسه من خلال استقرائه لنماذج من القرآن في -عموماً–حدد السيوطي ٧٢

.٤٠٩ -٤٠٧، الإتقان في علوم القرآن:عية انظرسلوبية إبداالتفاتات أ ٦/١٧٦ إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ٧٣ ٢٤/٢٣٧ ومفاتيح الغيب التفسير الكبيرو ٣/٢٩١ القرآن العظيم تفسير ٧٤ ٢٤/٢٣٧ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ٧٥ ٤/١٨٨ تفسير البيضاوي ٧٦ إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريمو ٣/٣/٦٨ الكشاف: انظرو. ٢٤/٢٣٨ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ٧٧١٧٦/ ٦ ١٢/٢٦٣ الجامع لأحكام القرآن ٧٨ ١٢/٢٦٤ الجامع لأحكام القرآن ٧٩ ٣/٦٨ الكشاف ٨٠ ،جامع الترمذيالترمذي، أبو عيسى، :للمتفرسين، انظر: أي)٧٥:الحجر" (إن في ذلك لآيات للمتوسمين: " ثم قرأ ٨١م، كتاب تفسير القرآن، رقم الحديث ٢٠٠٤- هـ١٤٢٤’١يوسف الحاج أحمد، مكتبة ابن حجر، ط: وتخريج: تحسبما خرجه حديثهم، لأن رواته ممن أنكروإسناده ضعيف -رضي االله عنه -من حديث أبي سعيد الخدري) ٣١٢٧(

، فهرسة ضعيف سنن الترمذين، الألباني، محمد ناصر الدي: انظر–الشيخ الألباني بالضعف وصمه والمحقق، أبواب فضائل : م، كتاب ١٩٩١ -هـ١٤١١، ١زهير الشاويش،المكتب الإسلامي، بيروت ، دمشق،عمان،ط:وإخراج

.الآية الكريمة هيغني عن غير أن معنى الحديث العام صحيح، ) ١٨٢١( القرآن، سورة الحجر، رقم الحديث

٦٢

٢٤/٢٢٤ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ٨٢ . ٨/٤٦،٤٧ البحر المحيط ٨٣ ]٧٨:النساء[ ٨٤ .٦/١٧٧ إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ٨٥ ]٢:البقرة[ ٨٦ ]٣١:الرعد[ ٨٧

١٧٧،١٧٨/ ٦ إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم٨٨ دار الفكر، بيروت، د ،من علم التفسير اية والدرايةالجامع بين فني الرو فتح القديرالشوكاني، محمد بن علي، ٨٩ .٣٤/ ٤ج ت،.ط، د. .٤/١٨٩ تفسير البيضاوي، و٨/٤٧البحر المحيط ، و٣/٦٨ الكشاف :انظر ٩٠ ٢٤/٢٢٣ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ٩١ .١٨، ص بناء الأسلوب في شعر الحداثة ٩٢ ٤/١٩١ تفسير البيضاوي ٩٣ ٨/٤٨ البحر المحيط ٩٤ ٨/٤٨ ر السابقالمصد ٩٥مؤسسة ،١ط السيد عبد المقصود بن عبد الرحيم،: ، راجعه وعلق عليهالنكت والعيون ،الماوردي، أبو الحسن علي ٩٦

.١٠٦، ص٤م، م١٩٩٢ - هـ١٤١٢الكتب الثقافية، بيروت، . لم نجد الحديث في الصحيحين سنن أبي داود، ومسند ابن حنبل، ولا الترمذي ولا ابن ماجة ٩٧ ٦٧٠٢الجامع صحيح ٩٨

.٥/١٢٦ الميزان في تفسير القرآن ٩٩ ٦/٢٠٧روح المعاني ١٠٠

]١:الطلاق[ ١٠١ ]١٢٧:البقرة [١٠٢ ٢٣/٤ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير:انظرو ٤/٣٤فتح القدير ١٠٣ ٢٣/٤ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ١٠٤ . ١٥، صدراسات فنية في القرآن الكريم ١٠٥ ]٣٨:عبس[ ١٠٦ ]٨:التحريم[ ١٠٧، صحيح أبو عبد االله إسماعيل،،والبخاري)٢٤٦(الطهارة رقم الحديث: صحيح مسلم: عليه واللفظ لمسلم،انظر متفق ١٠٨

ضبطه واعتنى به مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، واليمامة، دمشق، ،البخاري ) .١٣٦(م، الوضوء ، رقم الحديث ١٩٩٣- هـ ٥،١٤١٤بيروت،ط

٣/٦٨ الزمخشري ١٠٩ ٨/٤٧ البحر المحيطو رأي الرماني، انظر وه ١١٠ ]٣٨:القصص[ ١١١

٦٣

5509 الرقم -صحيح الجامع ،الألباني ١١٢

٣/٦٨ الكشاف ١١٣ ٢٣/٤ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير :انظر ١١٤ ]١٢:سورة النمل [ ١١٥ ٨/٤٧ البحر المحيط ١١٦ ٢٣/٤ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ١١٧ ٢٣/٤ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ١١٨ ٢٣/٤ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ١١٩ ٢٣/٥ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ١٢٠ ٢٥٢٠ / ١٨ في ظلال القرآن ١٢١ ٢٣/٦ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ٤/٣٥ من علم التفسير الجامع بين فني الرواية والدراية فتح القدير ١٢٢�]٢٢:ق[ ١٢٣ ٤/٣٥ من علم التفسير الجامع بين فني الرواية والدراية فتح القدير١٢٤ ٢٣/٦ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ١٢٥ ]٧٤:الحج[ ١٢٦ ٣/٦٨،٦٩ الكشاف، و٨/٤٩ البحر المحيط ١٢٧ ٣/٦٩ الكشاف ١٢٨ ٢٣/٦ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ١٢٩ ٤/٣٥ السابق المصدر ١٣٠ .٥/١٢٨ الميزان في تفسير القرآن ١٣١ ]٢٦:يونس[ ١٣٢ ٨/٥٠ البحر المحيط: انظر؛ و٣/٦٩ الكشاف ١٣٣ .٥/١٢٩ الميزان ١٣٤ ٤/٣٥ فتح القدير ١٣٥ ٨/٥٠ البحر المحيط: انظر ١٣٦ �)-#ل إ�> � ١٣٧ ١٧/١٠٢٨٣ لشعراويا ١٣٨ ٢٣/٧ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ١٣٩ ٤/١٩٢البيضاوي تفسير ١٤٠ .٥/١٣٠ الميزان ١٤١ ]١٠٥:التوبة[ ١٤٢ ٤،١٨/٢٥٢١م في ظلال القرآن ١٤٣١٤٤ v '/آ#� �?�&.

/٨البحر المحيط ٥١ 145

٦٤

)١٠٣،١٠٤: الكهف (١٤٦ ١٧/١٠٢٨٥الشعراوي ١٤٧ ]٣٠:الأنبياء[ ١٤٨ ٦/١٨١ إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ١٤٩

٤/١٩٢ البيضاوي تفسير١٥٠ ٨/٥٢ البحر المحيط ١٥١ ١٨/٢٥٢١ في ظلال القرآن ١٥٢ ٨/٥٢ البحر المحيط ١٥٣ ٨/٥٣ البحر المحيط ١٥٤ .٨/٥٣ البحر المحيط:ضاً رأي الكرماني انظروهو أي ١٢/٢٨٣ الجامع لأحكام القرآن ١٥٥ ٤١٠الإتقان في علوم القرآن، ص ١٥٦ ]٢٥٧:البقرة[ ١٥٧ ]١٢:الحديد[ ١٥٨ ١٠- ٢٣/٩ ومفاتيح الغيب التفسير الكبير ١٥٩ ٤/٤٠ من علم التفسير الجامع بين فني الرواية والدراية فتح القدير ١٦٠ ٨/٥٤ البحر المحيط ١٦١ ١٨١ /٦ القرآن الكريم إرشاد العقل السليم إلى مزايا ١٦٢ ١٨/٢٥٢١ في ظلال القرآن ١٦٣ ٨/٥٤ البحر المحيط ١٦٤ .٥/١١٣ الميزان ١٦٥ .٨/٥٥ البحر المحيط ١٦٦من الجامع بين فني الرواية والدراية فتح القدير ، وانظر٦/١٨٢ إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ١٦٧

٤/٤٠: علم التفسير

٦٥

در والمراجعأهم المصا

.القرآن الكريم -دار إحيـاء إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم،أبو السعود، محمد بن محمد العمادي، -

. ت.ط، د.التراث العربي، بيروت، دزهير الشاويش،المكتب :الألباني، محمد ناصر الدين، ضعيف سنن الترمذي، فهرسة وإخراج -

.م١٩٩١ - هـ١٤١١، ١شق،عمان، طالإسلامي، بيروت ، دمصدقي محمـد :، بعناية الشيخ عرفات العشا حسونة، ومراجعةالبحر المحيط الأندلسي، أبو حيان، -

. م١٩٩٢-هـ١٤١٢جميل، دار الفكر، بيروت، دار إحياء التـراث ،١أحمد عبيدو عناية، ط: ، تعليق وتصحيحروح البيان البرسوي، إسماعيل، -

. م٢٠٠١ -هـ١٤١١العربي، بيروت، ، مطبعـة اتحـاد الكتـاب العـرب، النص والأسلوبية بين النظرية والتطبيق ابن ذريل،عدنان، -

. م٢٠٠٠دمشق، . هـ١٤٠١دار الفكر، بيروت،تفسير القرآن العظيم، ،إسماعيل ابن كثير، أبو الفداء - ـ عبد القادر عرفـات العشـا حسـونة، :ت، تقسير البيضاوي، البيضاوي - ر بيـروت، دار الفك

. م١٩٩٦-هـ١٤١٥ .ت.ط،د.، المكتبة العلمية، بيروت، د١محمد فؤاد عبد الباقي،ج:ابن ماجة، أبو عبد اللهمحمد،ت - .هـ ١٤١٢-م١٩٩٩، ١٠، دار التفسير، الزقازيق، ط التفسير الواضححجازي، محمد محمود - .كمة، دمشق، بيروت، دار الحتفسيرالقرآن الكريم وإعرابه وبيانه، محمد علي ، الدرة -خليل محيي الدين المـيس، دار :قدم لهالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب، الرازي، فخر الدين محمد، -

ط.م، د١٩٩٤٥ -هـ١٤١٥الفكر،بيروت،، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويـل ، الزمخشري، أبو قاسم الجاراالله - .صطفى البابي الحلبي، مصرمحمد صادق فحماوي، مطبعة م: ت

٦٦

.، مكتبة الآداب، القاهرةجذور الأسلوبية من الزوايا إلى الدوائرالزهرة، شوقي علي، -مصطفى الشيخ مصطفى،وشـعيب :اعتنى به ،الإتقان في علوم القرآنالسيوطي، جلال الدين، -

.م٢٠٠٨-هـ١٤٢٩، ١أرنؤوط، مؤسسة الرسالة، دمشق، وبيروت، ط .، أخبار اليوم، قطاع الثقافة، مصر٣، متفسير الشعراويمحمد متولي، الشعراوي،- ، دار الجامع بين فني الرواية والدراية من علـم التفسـير فتح القديرالشوكاني، محمد بن علي، -

. ت.ط، د.الفكر، بيروت، د هـ ١٣٩٣، ٢مؤسسة الأعلمي، بيروت، ط الميزان في تفسير القرآن،الطباطبائي، محمد حسين - . م١٩٧٣-م، دار ١٩٩٥، ٢، طبناء الأسلوب في شعر الحداثـة، التكـوين البـديعي عبد المطلب، محمد، -

.المعارف، ١٤٠٥، ١،الرياض، دار العلوم للطباعـة والنشـر،ط اتجاهات البحث الأسلوبيعياد، شكري، - .م١٩٨٥-هـ، دار الحـوار، ١، طون نموذجاًرومان ياكبس اللسانيات ونظرية التواصل،الغزالي، عبد القادر، -

. اللاذقية، مؤسسـة علـوم ١، طالاتجاه الأسلوبي البنيوي في نقد الشعر العربـي قاسم، عدنان حسين، -

.م١٩٩٢-هـ١٤١٢دمشق وبيروت، القرآن، عجمان، ودار كثير، . ت.ط، د.، الجامع لأحكام القرآن، دالقرطبي، أبو عبد االله - . ت.ط، د.، دار الجيل، بيروت، دالإيضاح في علوم البلاغة القزويني، الخطيب، -السيد عبد المقصود بـن عبـد : ، راجعه وعلق عليهالنكت والعيونالماوردي، أبو الحسن علي، -

.م١٩٩٢ -هـ١٤١٢،مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ١الرحيم، ط .م٢٠٠١- هـ١،١٤٢١مسلم ، أبو الحسين، صحيح مسلم، دار الكتب العلمية، بيروت، ط -عبد المجيد طعمة الحلبـي، :، اعتنى بهمدارك التنزيل وحقائف التأويلالنسفي، عبد االله بن أحمد، -

.م٢٠٠٠-هـ١،١٤٢١يروت،طدار المعرفة، بكاظم سعد الدين، سلسلة كتب شهرية تصدر عـن :،ترجمةالأسلوب والأسلوبيةهوف، غراهام، -

. م١٩٨٥دار الآفاق، بغداد، الإيداع .م٢٠٠٦-هـ١،١٤٢٧،دار المكتبي، دمشق، طدراسات فنية في القرآن الكريمياسوف، أحمد، -

٦٧