1

إشكالية التنمية في البلدان العربية والتخطيط لها

حسن محمد شعبان

آلية اآلداب–جامعة دمشق

قسم الجغرافية

:مدخل

نعيش اليوم في عالم سريع التغير و التطور في وسائل االنتشار الحضاري و لذا آان من ...األمر الذي جعل تباعد المسافات أمر نسبي . االتصال اإلنساني

وري أن نعرف أبعاد المسرح الجغرافي الذي نعيش عليه بكافة عناصره الضروإمكانية استغاللها و تطويرها وتهيئة فرص , الطبيعية والبشرية و االقتصادية

وتلبية حاجاتهم األساسية , أفضل و امثل لالرتقاء بمستوى معيشة أبناء هذا المجتمعبما آان بقاؤهم على قيد الحياة أمر و الذين ر,إن الذين ال تلبى حاجاتهم األساسية

فليس هناك ما , مشكوك فيه يصعب إن نتصور أنهم سيهتمون بمستقبل األرضو هم يستزيدون من األطفال , يدعوهم لتقدير مدى صالحية تصرفاتهم لالستدامة

مثلهم مثل الذين .آمحاولة لزيادة اليد العاملة لألسرة و لتوفير األمن لشيخوختهم ات بالدهم و يستنفذون طاقاتها و مقدراتها على أمور آمالية تافهة يهدرون ثرو

ال يضع أي أساس متين , متأثرين و مقلدين البعض في مجتمع استهالآي محضلعملية التنمية و مما يزيد الطين بله أن هذه األوضاع دائمًا تكون مرتبطة بالظروف

و التي أنتجت تنمية ,بي الخارجية السياسية و التاريخية المحيطة بالوطن العر .آسيحة تفتقد إلى االستمرارية و التطور

و الدراسات التنموية في المنطقة العربية قد عانت و لكن بدرجة متفاوتة من جراء فصل المسألة السكانية عن المسألة التنموية، ففي منهجيات المخططين وراسمي

ال تتفاعل عناصرهما إال , السياسات اعتبرت هاتين المسالتين آميدانين منفصلين

2

و بالتالي آانت التناول المنفرد , للمختصين المدققين لطبيعة العالقة المتشابكة بينهمالكل ميدان على حده و مازال يرتكز على المواقف الفكرية و األيدلوجية المتغايرة

ية فالنظريات االقتصاد, و التي تأثر بها المفكرون والباحثون و المخططون العرب الكالسيكية تعكس أن مفهوم التنمية لم يكن يتجاوز في مغزاه مفهوم النمو

آذلك لم يكن دمج موضوع أبعاد المسالة السكانية في اطر التنمية إال , االقتصادي ترفا فكريا و منهجيا يتداول به في قاعات المحاضرات و أروقة المؤتمرات و

ت حديثًا تبني في سياستها و برامجها و لكن بعض الجهات العربية بدأ. المنتديات .التنموية و السكانية منهجا للتنمية يضم البعدين االقتصادي و االجتماعي معا

و قد يعزى هذا التغير إلى التردي االقتصادي و االجتماعي خالل العقد األخير من باإلضافة إلى تعاظم األزمات االقتصادية . القرن الماضي وبدايات القرن الحالي

عالميا و إقليميا و قد ترافق هذا التردي مع إيمان بضرورة اخذ العالقة العضوية وعلى آل المستويات األآاديمية و التطبيقية و ترجمتها إلى .بين التنمية و السكان

مضامين ذات مغزى إنساني في سياسات و استراتجيات سكانية و تنموية و ضرورة .و التنمية المحيط الجغرافيفهم العالقة المتبادلة بين السكان

:عناصر تحقيق التنمية المستقلة

:يمكن تحديد الكيفية التي يمكن من خاللها تحقيق التنمية المستقلة من العناصر التالية

:تحديد نموذج التنمية المنشودة و اتجاه المجتمع -1

و يشكل دائرة تستقطب طاقاته و , لكل مجتمع بشري اتجاه يختاره و يسير عليهآفكرة , جهوده و آثيرا ما يظهر هذا االتجاه في صورة مشروع قوي حضاري

و فكرة االستقالل و التحرر , القومية في الخمسينات و الستينات من القرن الماضيو هذه األفكار تجسيد واقعي لروح مطلقة هي اتجاه هذا المجتمع و يتم تحقيق هذه

هناك أمر مطلق في النجاح لهذه و ليس , األفكار من خالل المشاريع التي تطرح) الليبرالية,الشيوعية, الديمقراطية(المشاريع و لكن تبقى األمور نسبية مثل مشاريعو التحديد الدقيق لهذا النموذج , فهناك نماذج و لكن لم تبلغ المطلق في تحقيقها

ذا يستلزم تحديد الصورة التي ينبغي أن يكون عليها المجتمع إذا ما تحقق شيء من هفال يجب أن تكون تنمية اقتصادية على حساب التنمية االجتماعية و , النموذج

البد من النظر إلى المجتمع و اإلنسان بشكل متكامل غير قابل للتجزئة و ال , غيرها بحيث يتم البدء بجانب و يؤجل األخر فالتنمية الحقيقية البد من أن تتحرك , للتأجيل

وآذلك ال يمكن أن تكون قيمة شاملة و , مستوياتبصورة متوازنة على جميع ال .مستقلة إذا رآزت على إحدى القطاعات دون األخرى

3

:إعادة التوازن بين الدولة و المجتمع -2

إذا آانت فكرة االستقاللية في التنمية تقوم على تحقيق استقالل الدولة و المجتمع عن ستقاللية انقطاع العالقة أو بحيث ال يعني مفهوم اال, الدول و المجتمعات األخرى

ألنها تقوم بين أطراف مستقلة , إنهائها وإنما يعني في جوهره توازن هذه العالقةإضافة إلى التوازن في . تدخل في عالقة طوعيه وتستمر فيها بمحض إرادتها

العالقة بين الدولة و المجتمع وبين قوى المجتمع نفسه بحيث ال يطغى أحدا على . تمثيل مصلحة المجتمع و احتكار التعبير عنهااألخر و يدعى

االستقاللية في تحديد الحاجات -3

خلق النموذج الغربي ما سمي ثورة التوقعات فاألحالم تم تصميمها على النمط و التنمية هي تحديد الحاجات فكيف تنهض أمة تحدد احتياجاتها بمعيار ما , الغربي

تستنزف , عندنا سلعا و أنماط معيشية انتهت إليه أمم أخرى تسعى اآلن لتسويقهالقوة الشرائية و تحرم االقتصاد من المدخرات الالزمة لالستثمارات التي تسعى

و قد تم طرح العديد من األفكار بخصوص التنمية مثل إحالل الواردات , للتطويرو لكن تطور المنظومة , أي التصنيع المحلي للسلع التي آان يتم استيرادها

ية الرأسمالية أعاق ذلك حيث لجأت الدول الرأسمالية إلى بناء مصانعها في االقتصادو إن آان هذا األمر , تنتج نفس السلع التي آان يجري استيرادها, دول العالم الثالث

.فيه شيء من اإليجابية و لكن يبقى بصورة جزئية مؤقتة

ك أن التنمية المستقلة ذل, و بعيدا آل البعد عن التنمية المستقلة و منهجية تحقيقها و أهم تلك األبعاد ليس هو بعد اإلنتاج و ,يجب أن تكون مستقلة في جميع أبعادها

ذلك انه البعد الذي يحدد ماذا يتم إنتاجه بأي آمية و بأي , إنما هو بعد االستهالك فالطلب هو المتغير األساسي و المنتج ليس دائما للربح و يضع نصب عينيه , سعر

المستهلكين و حاجاتهم من خالل عملية معقدة من اإلعالن و اإلعالم و أذواق ومن هنا فإن تحقيق االستقالل في الذوق و المطالب و الحاجات , الدعاية

االستهالآية هو أساس عملية التنمية المستقلة و جوهرها ألنه يحقق تطوير و فلو فرضنا , و المحلية استمرار المنتجات التقليدية و الحرف و الصناعات الوطنية

أن ذوق اإلنسان العربي وحاجاته االستهالآية لم يحدث لها نوع من التغيير الشديد . فان نصف السلع المعلن عنها في وسائل األعالم لن تجد من يشتريها, و التبعية

:استقاللية اإلنتاج..... االستقاللية في توظيف الموارد و اإلمكانات -4

ن الخطأ فهم التنمية المستقلة على أنها االعتماد على الموارد المتاحة وهنا نجد انه ممحليا قياسا على تجارب سابقة آتجربة االتحاد السوفيتي أو اليابان في بداية عملية

4

وذلك إن هناك العديد من الدول بما فيها اليابان ذاتها ال تمتلك من , التنمية فيهما وهناك من الدول ال تملك من ,قيق تنمية حقيقية الموارد المحلية ما يمكنها من تحومن ثم ال تستطيع إشباع حتى حاجاتها األساسية , الموارد إال موردا واحدا أو اثنين

ومن هنا فان التنمية المستقلة ليست مرادفا لالنغالق و التقوقع على الذات بل على والمقصود هنا , نفعال العكس هي حالة من الفعالية و التفاعل من موقع الفعل ال اال

إن االستقاللية في توظيف الموارد و اإلمكانيات هي بداية تحقيق االستقالل بالخروج من االستعمار الهيكلي الذي فرض على مجتمعات العالم الثالث الحقيقي

و هو ذلك النوع من االستعمار الذي قام بعملية فك و , خالل القرون الثالثة األخيرة العالم الثالث بالصورة التي تحقق مصالح الدول األوربية ففرض ترآيب لمجتمعات

على بعضها زراعة أصناف معينة ال ألنها تريدها و إنما الن المستعمر يحتاجها فالجزائر الدولة اإلسالمية ال تحتاج الكروم لصناعة النبيذ بمقدار ما تحتاج القمح

.و هكذا ...........إلطعام شعبها

ا نية هي إعادة اآتشاف الموارد الوطنية التي لم يتم الترآيز إال على مالخطوة الثافالدول التي صنفت على إنها نفطية لديها من الموارد , يحتاجه االستعمار منها

هناك حاجة , األخرى ما يجعل إنسانها فاعال قادرا و ليس إنسانا ريعيا مستهلكا مع باقي دول و مجتمعات العالم بصورة للنظر في تبادل الموارد الطبيعية و البشرية

في فضاء إنساني يقوم على االعتماد المتبادل و ليس التبعية . حرة تلقائية و متوازنةوعلى االستفادة المتبادلة و ليس االستغالل و على التوازن و العدل و ليس التدليس

. و الظلم و الجور

5

التنمية البشرية في الوطن العربي

و يبلغ عدد بلدانه / 2005/مليون نسمة عام / 290/عدد سكان الوطن العربي يبلغ دولة و هذا العدد يعادل تقريبا عدد سكان الواليات المتحدة األمريكية و / 22/

حيث يزيد عدد . يتفاوت عدد السكان في البلدان العربية من بلد إلى أخر تفاوتا آبيراعربية فقط يصل مجموع سكانها أآثر مليون نسمة في ستة بلدان 20السكان عن

مليون نسمة و تعتبر مصر اآبر الدول العربية من حيث عدد السكان / 200/من . مليون نسمة / 32/مليون نسمة ثم الجزائر / 34/السودان , مليون نسمة تليها/ 73/

/ 619/أما اصغر البلدان العربية من حيث السكان فهي قطر حيث يبلغ عدد سكانها / 459/ إلى 2020سمة و يتوقع أن يصل عدد سكان الوطن العربي عام ألف ن

.مليون نسمة

و تمثل هذه الخصائص آما ضخما من القدرات البشرية بالنسبة لألقطار العربية و فالكم ليس مفيدا إذا لم , لكن هناك فروقات متمايزة في بناء هذا الكم للقدرات البشرية

المحور األول هو ماو . سية لمفهوم التنمية البشريةفهناك محاور أسا, يقترن بالكيفو نقصد بالقدرات البشرية اإلمكانات التي ,يسمى بناء أو تكوين القدرات البشرية

و على المشارآة بفعالية في , تساعد اإلنسان على تحقيق مستوى معيشي مرتفع هي القدرة جميع أشكال نشاط المجتمع و أهم القدرات في مفهوم التنمية البشرية

فإذا بقي العرب على حالهم من ,على المعرفة و القدرة على الحياة في صحة جيدة فهناك , ضعف في القدرات البشرية فان هذا الكم الهائل يمكن أن يبقى آما مهمال

و محور توظيف القدرات في النشاط االقتصاديوهناك أيضا , محور بناء القدرات ريق التوظيف الفعال للقدرات البشرية التي يتم االجتماعي و السياسي و عن ط

. بناؤها في البداية يمكن الوصول إلى مستوى رفاه انساني مرتفع

ولكن ما هو واقع حال هذه القدرات و خصائصها في األقطار العربية وما هو واقع التنمية في هذه البلدان

خصائص التنمية البشرية في البلدان العربية

:قتصاديةالخصائص اال -1 :الناتج المحلي اإلجمالي - أ

بليون دوالر / 640/بلغ مجموع الناتج المحلي اإلجمالي للبلدان العربية و تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة األولى في حجم / 2002/العام

بليون دوالر تليها/ 188.5/الناتج المحلي اإلجمالي بالنسبة للبلدان العربية بليون دوالر أما ادني ناتج محلي فهو جزر القمر / 90/لثانية مصر بالمرتبة ا

6

بليون / 1/بليون دوالر ثم موريتانيا / 0.6/بليون دوالر ثم جيبوتي / 0.3/أن مصر تحتل المرآز الثاني في الناتج المحلي اإلجمالي و دوالر يالحظ

لذلك مليون نسمة / 73/لكنها تحتل المرتبة األولى بعدد السكان أآثر من نرى أن الحجم الكبير للسكان يستهلك معظم الناتج المحلي و لكن الناتج المحلي اإلجمالي لمجموع البلدان العربية اقل من الناتج اإلجمالي لمعظم

فهو اقل من الناتج المحلي اإلجمالي السبانيا الذي يبلغ البلدان األوربية مليون نسمة بينما 40 بليون دوالر علما أن عدد سكانها ال يتجاوز/ 653/

بليون دوالر/ 1566/بليون دوالر و بريطانيا / 1431.3/في فرنسا . بليون دوالر10383المتحدة والواليات

:نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي - ب

هناك تفاوت آبير وواضح في معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي في هذا المعدل في البلدان التي تتمتع بناتج إجمالي آبير و يرتفع , مختلف البالد العربيةو ينخفض هذا المعدل آلما ارتفع عدد سكان البلد و تحتل ,و عدد سكان قليل

اإلمارات العربية المتحدة المرتبة األولى في هذا المؤشر إذ بلغ نصيب الفرد / 19848/دوالر تليها قطر / 22420/اإلماراتي من الناتج المحلي اإلجمالي

دوالر علما أن مجموع سكان هذه الدول ال يتجاوز / 17170/دوالر ثم البحرين دوالر تليها / 870/مليون نسمة بينما يبلغ متوسط نصيب الفرد في اليمن / 4.5/

.دوالر/ 1960/دوالر ثم جيبوتي / 1690/جزر القمر

: معدل البطالة- ج

, دالت البطالة بين صفوف قوة العمل تعاني جميع البلدان العربية من ارتفاع مع وطبيعي أن ارتفاع هذه المعدالت ناتج بالدرجة األولى عن عدم توفر فرص العمل

ومعدل نمو فرص العمل المتاحة اقل بكثير من معدل النمو السكاني لهذه , الالزمةوتنخفض معدالت البطالة بشكل واضح , إضافة إلى ضعف االستثمار فيها. البلدانو السبب في ذلك توفر فرص العمل بشكل آبير في هذه , دان الخليج العربيفي بل

والطفرة , البلدان نتيجة ارتفاع حجم الناتج المحلي اإلجمالي بسبب استثمار البترول التي تعرفها أسعار البترول في هذه الفترة ساهم في مضاعفة رؤوس األموال

فر فرص عمل آبيرة وتضطر هذه الموجودة والمستثمرة مما أدى بالتالي إلى توالبلدان إلى السماح بهجرة العمالة إليها بشكل آبير حتى تغطي النقص الذي تعاني

% 15وبشكل عام فان البلدان العربية تعاني من معدالت بطالة عالية تتجاوز ,منه من قوة العمل واخفض هذه المعدالت تتواجد في بلدان الخليج العربي في دولة

7

بينما أعلى هذه المعدالت موجودة في األراضي % 2.3واإلمارات % 0.8الكويت %.29.8ثم الجزائر % 31.3الفلسطينية المحتلة

هذه المفارقات في معدالت البطالة بين أقطار الوطن العربي توضح لنا حقائق عديدة ل فمعدالت البطالة ترتفع في البلدان التي تفتقر إلى الثروات الطبيعية ونستطيع القو

أنها تترآز في البلدان العربية التي ال تحوي ثروات نفطية ولكن هذه المعدالت مرتفعة في الجزائر علمًا أن هناك استثمار آبير للبترول والغاز فيها ويصيب الفرد

دوالر وهذا معدل جيد / 6190/الجزائري من الناتج المحلي اإلجمالي قد بلغ لكن عدم االستقرار السياسي و االجتماعي مقارنة مع نسبة أقطار الوطن العربي و

الذي تمر به الجزائر يشكل سببًا رئيسيًا وهامًا في ارتفاع هذه المعدالت على الرغم .من توفر الفرص المناسبة النخفاضها فعامل االستقرار له دور أساسي وآبير

:الدين الخارجي: د

ية وبالتالي ينعكس ذلك تعاني معظم الدول العربية من ارتفاع حجم الديون الخارجاألمر على الوضع االقتصادي سلبًا في هذه البلدان إذ يتحول جزء آبير من النمو االقتصادي لخدمة الدين العام وفوائد لهذه الديون ويبلغ مجموع الديون الخارجية

مليار دوالر وهذا يشكل معضلة أساسية وحقيقية لهذه 162.5للبلدان العربية شكل سلبي آبير على فرص تحقيق التنمية فيها وتأتي في مقدمة البلدان ويؤثر ب

مليون دوالر ثم / 30750/البلدان العربية التي يترتب عليها ديون خارجية مصر .مليون دوالر/ 22800/الجزائر

وال شك أن هذا الوضع يشكل عقبة أساسية على مسارات التنمية وتطورها في هذه .البلدان

:قتصادية للتنمية في البلدان العربيةحقيقة المؤشرات اال

تشير المؤشرات االقتصادية المتوفرة في المنطقة العربية أن هذه المنطقة أغنى مما من احتياطي % 61هي نامية حسب مقاييس التنمية البشرية فالوطن العربي يمتلك

من احتياطي الغاز وال تستغل فيه أآثر من ثلث األراضي %25.5النفط العالمي و ولديه أرصدة من البنوك واألسواق العالمية قدرت مؤخرًا بين , الصالحة للزراعة

وهذا يعني أن مواردنا الطبيعية وإمكاناتنا الذاتية , مليار دوالر 1800-2400/ مشارآة العالم/المختلفة ال تحظى باالهتمام الكافي الستثمارها ويقول تقرير

العربية في استغالل نصف إمكاناتها أن نجاح الدول: الصادر عن البنك الدولي

8

التجارية واالستثمارية فقط سيتيح لها زيادة ناتجها المحلي المقوم بنصيب الفرد .بمقدار أربعة أضعاف في نهاية العقد الجاري

ولكن ما يعيق هذا التطور والنمو فالسبب ليس دائمًا مؤثرات األعداء وأنظمة الحكم بدرجة أساسية إلى ال مباالة المواطن العربي نتيجة وإنما يعود, آما يرد الكثيرون

الثقافات الحاآمة على عقول أبناء هذا الشعب والتي ال تولي هذه القضايا أي وزنًا وفي ظل وضع آهذا ينبغي على هذه الشعوب أن توجه المالمة إلى ذاتها عندما

مهدورة أو يحاول طامع غريب أن يمد يده لالستفادة من الموارد واإلمكانات ال .المهملة

في قراءة أولية لتطور بعض المؤشرات االقتصادية العربية يمكن أن نالحظ التراجع الكبير الذي حصل في الفترة الحالية فالعالم يسير بخطى حثيثة وآبيرة إلى األمام ونحن واقفين نراوح في أماآننا مثقلي الخطى في حرآتنا نحو التطور فالبلدان

عام % 8فيها معدالت البطالة بشكل آبير فبعد أن آان هذا المعدل العربية ترتفع في الوقت الحاضر ومتوقع أن يرتفع أآثر خالل السنوات % 20 وصل إلى 1980 .القادمة

بينما يمثل سكانها . من دخل العالم% 2إضافة إلى ذلك فان المنطقة العربية تجني نضيع ضعف دخلنا ونصف من سكان العالم بمعنى إننا في الوقت الحاضر% 5

.هدرًا

مليار دوالر نتيجة استمرار 20 بلغت الفجوة الغذائية العربية 2001في عام وتعتبر المنطقة العربية من أآثر , الزيادة السكانية بوتائر أعلى من زيادة اإلنتاج

مناطق العالم فقرًا بالموارد المائية إذ ال يتجاوز المعدل السنوي لنصيب الفرد في والعرب مرتهنون للخارج . 3م7700بينما المتوسط العالمي 3م1000مياه ال

بحاجاتهم المائية والغذائية الن أآثر من ثلث الموارد المائية العربية تأتي من خارج .حدودهم

من حجم االستثمارات % 1أن حجم االستثمار األجنبي في البالد العربية ال يتجاوز . األقل على مستوى العالماألجنبية عالميًا وعائديتها هي

تدعو تقارير األمم المتحدة للتنمية البشرية إلى انفتاح المنطقة العربية االقتصادي وبتبني االقتصاد الحر حيث أن األداء التجاري للمنطقة دون المستوى المطلوب وان آانت قد شهدت انفتاحًا مطردًا ، يتمثل في إنشاء منطقة التجارة العربية الحرة

واتفاقيات شراآه مع االتحاد األوربي ,ضمامًا متزايدًا إلى منظمة التجارة العالمية وان .فيما ال يزال تحقيق التكامل ما بين األسواق العربية مكبوحًا

9

حيث أن معظم األسواق العربية اصغر من أن توفر قواعد صلبة لنمو حيوي ة وعليه يتعين على ومتنوع ومستدام يقوم على صناعات وخدمات نابضة بالحيا

.األقطار العربية تحقيق اندماج أعمق فيما بينها قبل أن تحقق ذلك مع الدول األخرى

: خط الفقر-هـ

من سكان الوطن العربي على معدل دوالر واحد يوميا أو اقل وهؤالء % 22يعيش و تختلف تقديراتهم بين دولة وأخرى وفي واقع , يمثلون السكان تحت خط الفقر

ل تتكتم آل الدول العربية عن اإلفصاح عن مستوى حجم من هم تحت خط الفقر الحاو ال تعترف هذه البلدان بوجود فقراء لديها فكل دولة لديها معايير مختلفة عن الدول المجاورة في تحديد مستوى خط الفقر وآل هذه المعايير ال تتفق مع المعايير الدولية

يعيش حوالي ربع سكان / 2002/قتصادية العربية ووفقا لتقديرات مجلس الوحدة االمليون نسمة و / 62/و يساوي تعدادهم , الوطن العربي على دوالر واحد يوميا

من الشعب % 60تتفاوت نسبهم بين دولة و أخرى فينعم بهذا الدوالر يوميا و ربع الشعبين المصري و ,و ما يزيد عن ربع الشعب اليمني , الموريتاني مليون عربي على دخل يومي 145 خمس الشعب المغربي آما يعيش و, الجزائري

من العرب % 75و إذا جمعنا النسبتين أي أن . دوالر في اليوم5-2يتراوح بين . دوالرات أمريكية5-1يعيشون يوميا على مابين

يتضح مما سبق من خالل واقع المؤشرات االقتصادية للتنمية البشرية العربية أن و أن هذا الوضع مع مرور الزمن لم يعرف أي تحسن , بي جداهذا الوضع سل

فاإلمكانيات البشرية و االقتصادية متوفرة و آبيرة ولكن و ليس هناك ,ملحوظ و هناك تبديد و تبذير . توظيف مقبول على أدنى حد لهذه القدرات و اإلمكانيات

ان للبلدان العربية آبير لها و هدر لتلك الطاقات التي لو استغلت استغالال جيدا لكشان قوي بين دول العالم و دول مؤثرة في السياسيات الدولية و ليست خاضعة و

.متأثرة بها آما هو الحال

و , تلك المؤشرات السابقة تعبر عن واقع حال التنمية البشرية في البلدان العربيةتنمية فأهداف ال,المؤشرات االقتصادية تعبر عن مستوى معيشة المواطن العربي

تطمح إلى مستوى معاشي جيد للسكان و لكن من خالل عرض واقع المؤشرات تبين لنا أن الغالبية المطلقة من سكان المنطقة , االقتصادية في المنطقة العربية

.العربية ال يستطيعون تامين دخل اقتصادي يؤمن لهم مستوى معيشي الئق

10

:المؤشرات المعبرة عن حياة صحية و مديدة -2 تختلف تقديرات متوسط العمر عند الميالد بين :ر المتوقع عند الوالدةالعم - أ

البلدان العربية بدرجة آبيرة و قد يصل هذا االختالف بين أفضل دولة التي سنة إلى أآثر من ثالثين عاما و 54.8وجيبوتي , سنة76.5هي الكويت

قي لتفسيره و لكن ال يوجد سبب منط, هذا التفاوت الكبير بين األشقاء موجودعلى هذه الدرجة العالية فكل شعوب العالم ال توجد بينهم هذه االختالفات الكبيرة في هذا المؤشر و أن وجدت ال تتجاوز على اآبر حد خمس سنوات ضمن نطاق المجموعة البشرية الواحدة و لكن هذا التفاوت الكبير بين البلدان

فة المجاالت بين أبناء الشعب العربية و هو دليل على الهوة الكبيرة في آاالعربي في مختلف أقطاره و في هذا المجال تجدر اإلشارة إلى التحسن الذي طرا على هذا المعدل خالل الفترة الماضية على الرغم من هذا التفاوت فهذا المعدل لم يتحسن بشكل جيد في جيبوتي و الصومال و موريتانيا و السودان

70حة في بقية البلدان العربية حيث يزيد عن ولكن درجة تحسنه آانت واضعاما في خمسة عشر بلدا عربيا و هذا مؤشر إيجابي وواضح في هذا

.المجال شهد معدل وفيات األطفال الرضع في البلدان :معدل وفيات األطفال الرضع - ب

العربية تطورا ملحوظا على درجة جيدة في مختلف األقطار و لكن بقيت و بقيت هذه المعدالت , م تشهد مثل هذه القفزة النوعيةى لبالمقابل أقطار أخر

وفاة لكل ألف والدة في 133مرتفعة بشكل واضح و آبير حيث بلغت و هذا المعدل يزيد عن المائة في الصومال و العراق وجيبوتي , الصومال% 8وأدنى هذه المعدالت وأآثرها تحسنا في اإلمارات , وموريتانيا % .11ان و في قطر وعم% 9الكويت

من خالل تحليل المؤشرين السابقين تبين لنا أن البلدان التي تحظى بعمر متوقع و ترتفع معدالت , قصير نفسها التي ترتفع فيها معدالت وفيات األطفال الرضع

الوفيات بها بشكل واضح آما أن هذه البلدان نفسها من حيث معدالت السكان الذين ياه آمنة إضافة إلى معدالت السكان الذين ال يستطيعون الحصول على مصادر م

يستفيدون من الصرف الصحي تكون منخفضة وتتميز معدالت اإلنفاق على الصحة في جميع البلدان العربية بانخفاضها وأعلى هذه المعدالت موجودة في تونس وقد

وفي % 4.5وفي األردن / 2001/من الناتج المحلي اإلجمالي لعام % 4.9بلغت وبالنسبة لعدد األطباء للسكان فيتراوح هذا المعدل , %1.5و اليمن% 0.6السودان

طبيب و السودان 22و اليمن , طبيب لكل مائة ألف من السكان14في موريتانيا

11

وفي مصر , طبيب لكل مائة ألف من السكان274 طبيب بينما في لبنان هناك 16 . طبيب 220 طبيب و قطر 218

:درجة اآتساب المعرفة -3

الرغم مما قطعته البلدان العربية من خطوات واسعة في مجال التعليم في علىالنصف الثاني من القرن العشرين فما زالت معدالت األمية منتشرة بشكل آبير فيها

من مجموع السكان وهي أعلى من المتوسط الدولي حيث % 40و تبلغ أآثر من و في البلدان المصنعة % 30وفي البلدان النامية % 20تصل على الصعيد العالمي

2. %

تنتشر بشكل آبير بين صفوف المواطنين العرب وهناك :معدالت األمية - أو القضاء ,محاوالت حثيثة من جميع الدول العربية للحد من هذه الظاهرة

عليها ولكن هناك اختالفات آبيرة بين هذه البلدان في الحد من هذه الظاهرة دية و البشرية لذلك فهناك أقطار قد قطعت وذلك حسب توفر اإلمكانيات الما

أشواطا بعيدة في القضاء على األمية بينما هناك بلدان ال حول لها وال قوة في التعامل مع ظاهرة األمية وتنخفض معدالتها في األردن و قطر ولبنان بينما تكون هذه المعدالت مرتفعة بشكل ملفت للنظر في موريتانيا و اليمن و

.المغرب

عام في 15 بلغت معدالت معرفة القراءة و الكتابة بين السكان فوق وقدفي % 88.5و% 90.2و في األراضي الفلسطينية المحتلة %90.9األردن

% 49وفي اليمن %41.2البحرين بينما تكون هذه المعدالت في موريتانيا وهناك ارتباط وثيق مابين درجة التطور االقتصادي % 50.7و المغرب

إضافة إلى ذلك يدخل . المحاوالت في القضاء على هذه الظاهرةومدى نجاح عامل حجم السكان بشكل مؤثر هام في هذه الظاهرة فنالحظ أن مصر بحجم سكانها الكبير وناتجها المحلي اإلجمالي فقد بلغ المعدل السابق

وهذا . عامًا من يعرفون القراءة والكتابة 15من السكان فوق % 55.6على المغرب آما ورد إضافة إلى الجزائر الذي يبلغ فيها هذا األمر ينطبق

.من السكان% 68.9المعدل

تبذل جميع الدول العربية جهودًا استثنائية : صافي القيد في التعليم االبتدائي - بمن اجل توفير الفرص الالزمة إللحاق جميع األطفال في مقاعد الدراسة وال

عض هذه البلدان مراسيم بهذا وأصدرت ب. سيما المرحلة االبتدائية الخصوص وقوانين تتضمن عقوبات زاجرة لمن ال يقدم على تسجيل أوالده

12

ولكن هناك بالمقابل بلدان لن تستطيع حتى اآلن تأمين الحد , في هذه المرحلةاألدنى من الفرص إليجاد مقاعد دراسية ألطفالها فقد بلغ صافي القيد من

من أطفال هذه المرحلة وفي جيبوتي % 46 التعليم االبتدائي في السودان %.59والسعودية % 55وجزر القمر % 34

واألراضي % 97وفي تونس % 98بينما بلغ هذا المعدل في سوريا وفي هذا المجال تتدخل عوامل اجتماعية مؤثرة % 95الفلسطينية والجزائر

ر إضافة إلى العوامل االقتصادية فانخفاض هذه المعدالت في جيبوتي وجزالقمر يعود إلى سبب نقص اإلمكانات المادية االقتصادية التي تلعب دورًا فعاًال في هذا المجال بينما هناك إمكانات اقتصادية متاحة وآبيرة في السعودية ولكن هذه المعدالت آانت آبيرة بسبب عدم تخديم الريف السعودي

.وعوامل أخرى متعلقة بمستوى التطور االجتماعي تعلق األمر بنسبة القيد اإلجمالي في التعليم االبتدائي والثانوي أما حين ي

والعالي بالنسبة لمجموع السكان ضمن الفئات العمرية الموافقة فان األمر .يختلف بين البلدان العربية

يتميز اإلنفاق العربي على البحث العلمي بضآلته بشكل آبير : البحث العلمي -جفي اليابان % 3مالي الناتج اإلجمالي مقابل من إج% 0.5بحيث ال يتجاوز

آما تفتقر البلدان العربية إلى العاملين في مجال البحث العلمي ويبلغ هذا وفي اليابان , باحث لكل مليون من السكان384المتوسط في البلدان النامية

باحث علمي لكل مليون من السكان بينما يبلغ هذا الرقم في 5321يبلغ .591 وقطر 336تونس و212الكويت

: االستفادة من تقانة المعلومات واالتصاالت-د

أن ما بلغته المنطقة العربية في هذا المجال ضعيف إذ تحتل البلدان العربية المرتبة األخيرة مقارنة بمناطق نامية أخرى من حيث الموقع على شبكة

دمي انترنيت االنترنت العالمية وعدد مستخدمي االنترنت وأعلى نسبة مستخ لكل ألف شخص ثم في 313في األقطار العربية في اإلمارات المتحدة

أشخاص لكل ألف 3 شخص بينما في السودان وموريتانيا 246البحرين إضافة إلى ضعف محتوى شبكة االنترنت العربية بالمواقع العلمية .ساآن

ربية على شبكة والمفيدة باللغة العربية فالغالبية المطلقة من المواقع العودينية بينما المواقع العلمية والتي تساعد في إعطاء , االنترنت مواقع ترفيهية

.المعلومة الدقيقة والتي تساهم في التطور الثقافي والعلمي فهي محدودة جدًا

13

أما بالنسبة لوسائل االتصال األخرى من الهواتف الثابتة فتتباين أعدادها خط 291 فيبلغ عدد خطوط الهاتف الرئيسة وحجم مستخدميها من بلد ألخر

في قطر بينما يكون 286لكل ألف ساآن في اإلمارات العربية المتحدة و . في اليمن28 في السودان و 21 في موريتانيا و 12هذا العدد

أما بالنسبة للخطوط الخلوية فأعلى نسبة مستخدمي هذه الخدمة في منطقة ارات العربية المتحدة حيث من آل ألف الخليج العربي والسيما في اإلم

579 مشترك في خدمة الهاتف الخلوي وفي البحرين 647شخص هناك مشترآين في الهاتف الخلوي لكل 6 بينما في السودان يوجد 519والكويت

. مشترك21ألف ساآن واليمن

ما يؤخذ على المنطقة العربية إنها منطقة مستهلكة للتقانة وليست صانعة لها هذا األمر يلعب دورا بالغا في السلبية في مدى تطور عناصر التنمية و

.المنتجة ويكرس بشكل آبير النمط االستهالآي للتقنية

حقيقة مؤشرات التعليم والمعرفة في الوطن العربي

يواجه العرب في مطلع األلفية الثالثة ألفية التطور المذهل لمجتمع المعرفة •تكنولوجيا المعلومات معضلة انتشار األمية في نتيجة الطفرات الحاصلة في

المجتمعات العربية ذات الكثافة السكانية المرتفعة حيث من المتوقع أن يصل مليون في المرتبة األولى ثم يليها السودان ثم 17عدد األميين في مصر إلى

في حين احتلت المراتب األولى في باب نقص األمية آل .الجزائر والمغرب ومن المعلوم هنا انه ال سبيل . ارات وقطر والبحرين والكويت من اإلم

للمقارنة بين النتائج بحكم عدم تناسب الكثافة السكانية وعدم تناسب الموارد االقتصادية بين مجموعتي الدول األولى والثانية ولكن تشير التقديرات إلى

.2005 مليون أمي عام 70أن عدد األميين العرب يبلغ قام السابقة تشير إلى فشل سياسيات التعليم في الكثير من البلدان هذه األر •

العربية األمر الذي يؤآد مطلب اإلصالح في مجاالت التربية والتعليم وهناك إضافة إلى .فجوة آبيرة بين مخرجات النظم التعليمية ومتطلبات سوق العمل

المراآز أن المنطقة العربية تعاني من نقص إعداد ونشر المعلومات وانالمختصة ال تعطي معلومات موثوقة ودقيقة بسبب الهشاشة النسبية لقاعدة

.البيانات والمعلومات العربية إضافة إلى ما تقدم هناك عشرة ماليين طفل أعمارهم بين السادسة والخامسة •

وهؤالء سيزيدون من معدالت األمية , عشرة غير ملتحقين بمقاعد الدراسةقة العربية وفي بعض بلدانها بمعدالت أعلى من معدالت التي تنمو في المنط

14

والغريب في األمر أن معدالت األمية في جميع مناطق . نموها االقتصادي .العالم تتراجع وتتناقص إال في المنطقة العربية فهذه المعدالت تنمو وتتزايد

ذ ال ارتفاع معدالت األمية يؤدي إلى زيادة رقعة الجهل في المنطقة العربية إ •من % 5من اإلنتاج العالمي للكتب مع إنهم يشكلون %/ 1.1/يطبع العرب

سكان العلم وأآثر الكتب العربية رواجًا ال يتعدى توزيعه بضعة آالف وفي مجال الترجمة يترجم العرب آتابًا واحدًا في السنة لكل مليون مواطن عربي

كل مليون من السكان آتابًا ل519بينما يترجم في دولة غير متقدمة آالمجر .وعلى ما يبدو فان امة اقرأ لم تعد تقرأ

في قراءة لمؤشرات دليل التنمية البشرية الذي تصدره سنويًا األمم المتحدة •الذي (نالحظ آيف تراجعت معظم الدول العربية في مقياس التنمية البشرية لعمر يعيش االنجازات من حيث التحصيل العلمي والدخل الحقيقي المعدل وا

إذ تراجعت الكويت من 2003-1998مبين أعوام ) المتوقع عند الوالدة إلى 68 والجزائر من 83 إلى 54 ولبنان من 46 إلى المرتبة 29المرتبة

والمغرب من 120 إلى 75 ومصر من 111 إلى 70 وسورية من 107 .154 إلى 94 وموريتانيا من 138 إلى 90 والسودان من 126 إلى 79

عض القيم التي استخدمها دليل التنمية غير معبرة عن الحالة الفعلية قد تكون ب •أو متأثرة بأي اتجاه أخر ولكن هذا ال يغفل مرحلة الخطر التي تمر بها

.عملية التنمية البشرية في المنطقة العربية

15

2005دليل التنمية البشرية ألقاليم العالم لعام

ليل د قيمة الدليل البلدانمتوسط العمر المتوقع

دليل الناتج دليل التعليمالمحلي اإلجمالي

0.70 1.52 0.67 0.694 البلدان النامية

0.60 0.5 0.45 0.518 البلدان األقل نموا

0.72 0.61 0.70 0.679 الدول العربية

0.71 0.83 0.76 0.768 شرق آسيا و الهادي

أمريكا الالتينية و الكاريبي

0.797 0.78 0.87 0.74

0.67 0.58 0.64 0.628 جنوب آسيا

أفريقيا جنوب الصحراء

0.515 0.35 0.56 0.63

0.75 0.94 0.72 0.802 شرق ووسط أوربا

منظمة التعاون واإلنماء االقتصادي

0.892 0.88 0.95 0.85

بلدان المنظمة ذوي الدخل المرتفع

0.911 0.9 0.98 0.86

16

2005شرية للدول العربية لعام دليل التنمية البقيمة البلدالترتيب

الدليل العام

دليل متوسط العمر المتوقع

دليل التعليم

دليل الناتج المحلي

عدد السكان

0.7 0.870.88 0.08 0.849 قطر 40 4 0.760.9 0.88 0.849اإلمارات 41 0.7 0.860.86 0.82 0.846البحرين 43

ء ألدان الداب

فعرتالم

2.5 0.800.87 0.87 0.844 الكويت 44 5.6 0.860.72 0.81 0.799 ليبيا 58 2.5 0.710.82 0.82 0.781 عمان 71 23.3 0.720.82 0.78 0.712السعودية 77 3.5 0.840.66 0.78 0.759 لبنان 81 9.9 0.740.71 0.8 0.753 تونس 89 5.4 0.860.63 0.77 0.753 األردن 90األراضي 102

الفلسطي نية

0.729 0.79 0.880.52 3.5

32 0.710.69 0.77 0.722 الجزائر 103 18.1 0.760.6 0.81 0.721 سورية 106 71.3 0.620.61 0.75 0.659 مصر 119 30.6 0.530.62 0.75 0.631 المغرب 124جزر 132

القمر0.547 0.64 0.530.47 0.8

سطتوالم

ء ألدان الداب

35 0.520.49 0.52 0.512السودان 141 0.8 0.520.51 0.46 0.495 جيبوتي 150 20 0.510.36 0.59 0.489 اليمن 151

ء ألدان الداب

ضخفلمنا

3 0.490.48 0.46 0.477موريتانيا 152

17

يد هذا هو حال التنمية العربية والذي يعد مشكلة حقيقية و معضلة أساسية على الصعوفي ظل التجزئة , القطري في غالبية الدول العربية عبر منعكس التطور التاريخي

السياسية و غياب التكامل االقتصادي القومي في عالم تتجمع وتتكتل فيه الوحدات إضافة إلى ما نشهده . السياسية التي ال تملك ما للوطن العربي من وشائج وصالت

ة الداخلية أو بين األقطار العربية نفسها من هدر للطاقات في الصراعات المدمروحتى , ومن التدخالت األجنبية التي تعمق التفتيت و التشرذم بين أبناء األمة الواحدة

القطر الواحد وعلى الرغم من أن زيادة السكان في الوطن العربي قد تخلت عن تى هذه الزيادة وتيرتها المرتفعة في العهود السابقة و لكنها ال تزال مرتفعة نسبيا وح

السكانية الراهنة ما هي إال زيادة في الضعف القتصاديات هشة تتحرك دون نظرية وبما يترافق مع استمرار نزيف , وبرمجة سليمة و استثمارات غير مجدية,واضحة

و فرض أنماط من ,الموارد و تصاعد عمليات النهب الهائل للفائض االقتصادي بعض معوقات التنمية في المنطقةع أن نحدد ومن هنا نستطي,التطور مشوهة

العربية

سيطرة الفكر التقليدي للتنمية لفترة طويلة والزال يتمتع بالتأييد في -1فالمنظور التقليدي للتنمية , سواء المحللين و الممارسين على حد صفوف

منظور ذو اتجاه واحد إذا يفترض أن هناك نموذجا وحيدا تتبعه آل الدول و النامية اللحاق باآلخرين و بالتالي فان أسرع طريق لتحقيق على الدول

التنمية هو تقليد الدول المتقدمة وان وسيلة تحقيق هذا الهدف هو نقل رأس .المال و التكنولوجيا

أن األساس في هذا الفكر هو تجارب اآلخرين فالبلدان النامية تشجع في طريق التنمية ينبغي التغلب التخلي عن تقاليدها وثقافاتها آونها عقبات في

عليها أن أزمة المديونية العربية هي تعبير عن األزمة البنيوية التي تعيشها -2

االقتصاديات العربية و بالتالي فهي أزمة هيكلية متعددة األبعاد و األسبابفهي تارة أزمة نمو و بطالة و تارة أخرى تتجلى بصورة عجز آبير و

أو على شكل ميل إلى التمويل بالتضخم الذي .مستمر في ميزان المدفوعات يشجع على تهريب األموال إلى الخارج و يضعف من جاذبية المناخ

وارتفاع األسعار وتآآل مدخرات الفئات المتوسطة , االستثماري الداخليومحدودة الدخل ومما يعقد األمور أن نهج التنمية التضخمي الذي تبنته معظم

نصائح المؤسسات المالية الدولية آانت له انعكاسات الدول العربية بناء على

18

و تراجع مستويات , اجتماعية سلبية عديدة تجلت في تراجع القوة الشرائية .المعيشة وتبدو هذه الصورة أآثر قتامه في البلدان العربية غير النفطية

تنامي ظاهرة الفساد في المجتمعات العربية بشكل آبير ونمو ظاهرة -3شجع آثيرا على نهب االقتصاديات الوطنية بما في ذلك , لترفياالستهالك ا

نهب القروض الخارجية وتهريبها إلى الخارج استنزاف الثروات العربية في الحروب و الصراعات العربية العربية أو مع -4

و تلبية متطلبات االستهالك األمني , وآذلك في الصراعات الداخليةالخارج لم تؤد خالل نصف قرن إال إلى المزيد من و خصوصا شراء األسلحة التي

.التدهور األمني و عدم االستقرار الداخلي و الخارجي و , هناك فوائض مالية عربية هائلة على أساس إنها تستثمر في الخارج -5

القسم األعظم من هذه األموال تعود ملكيتها إلى األفراد و المؤسسات الذي تعرضت له الخاصة و تشكل جزء هاما منها حصيلة النهب

و هناك قسم أخر تعود ملكيته إلى ,االقتصاديات الوطنية نتيجة الفساد و هذه االستثمارات العربية الخارجية تتعرض دائما للتقلبات و , الحكومات

عداك عن .األزمات التي تعصف باالقتصاد العالمي بين الحين و اآلخر , دال من آونها سالحا بيدهاتحويلها إلى أداة للضغط على الحكومات العربية ب

و قد تجلى ذلك بوضوح في أحداث الحادي عشر من أيلول في الواليات المتحدة األمريكية التي حملت القوى اإلمبريالية و الصهيونية الغربية

فقد آان من نتيجتها أن تمت مصادرة بعض , المسؤولية عنا مباشرة للعرب نتيجة انخفضت عائداتهاب و هذه االستثمارات تحت ذريعة تمويل اإلرها

تراجع الفائدة على الدوالرتحتاج عملية التنمية إلى وعي الجماهير التي ستتأثر بهذه العملية -6

وطبيعي أن عملية نشر الوعي هذه تتم عبر وسائل ,مالها وما عليها لتعرفوإنما يشاهد التلفاز بشكل , و الشعب العربي ال يقرأ حتى الصحف, اإلعالمفكان أن وجه إلى عقل المواطن العربي من محطات التلفزة الفضائية , آبير

التي يبلغ عددها في الوقت الحاضر أآثر من خمسمائة محطة مسخرة للتأثير فبدل أن تتوجه هذه المحطات إلى عقولهم , مليون عربي300على عقول

ببرامج علمية و ثقافية هادفة تعمل على رفع مستوى الوعي لدي المجتمعفان الغالبية المطلقة من هذه المحطات تتوجه إلى عواطف و غرائز , العربي

فبعضها دينية يشرف عليها شيوخ الدين و ليس علماءه , اإلنسان العربيتعمل على نشر أفكار هؤالء الشيوخ غير المقنعة و تضع المشاهد في حيرة ه ال يعرف أين يضع قدمه و ال ماذا يريد و يبقى مشوش الذهن عرض

أما الغالبية العظمى من هذه المحطات موجهة إلى غرائز , للسيطرة عليه

19

و متابعوا هذه المحطات ,اإلنسان عبر برامج اإلثارة و المشاهد الفاضحة ويتأثرون ويؤثرون ,آثيرون جدا و يتلقون مواد إعالمية على طرفي نقيض

يه وإنما فهذه المحطات ال تستطيع أن ترفع من مستوى ثقافة المجتمع ووعتعمل بشكل مقصود أو غير مقصود على إحباط هذا المجتمع من خالل المتناقضات التي يتلقاها المشاهد العربي ويكفي هنا أن نقول أن اإلنكليزية التي يجيدها وينطقها بحدود ملياري إنسان على سطح األرض فعدد

حطات العربية المحطات التلفزة اإلنكليزية ال يتجاوز العشرات بينما عدد الم .يفوق بكثير عدد الجامعات التي تدرس العلم في البالد العربية

وما يصرف عليها قليل ,مراآز البحث العلمي في الوطن العربي قليلة جدا -7وهنا نبين أن ما يصرف على أقدام الالعبين الرياضيين .جدا بالتأآيد

ربية و وقبضاتهم ومنشآتهم أضعاف أضعاف ما يصرف على العقول الع . العلماء العرب ومراآز بحوثهم

هذا جانب صغير من بعض معوقات التنمية العربية ويقدم لنا تصور واضح .بسيط عن حال التنمية في البالد العربية وما تعانيه من مشاآل آثيرة

ومما سبق يتضح أن التنمية العربية عمليا غير موجودة على ارض الواقع و الشعارات و األهداف و المؤتمرات و الخطط و التطبيق وإنما موجودة في

و ليست عملية مناطة , حيث تعد تنمية البالد العربية تنمية نظرية. الدراساتو طبيعي أن هذا األمر آان , بالمجتمعات المحلية لتحقيق حياة أفضل للسكان

نتيجة تشرذم و تشتت البالد العربية ، و سقطت معظم هذه الدول بعد أن قامة نظام تعاون إقليمي سياسي و اقتصادي الواحدة تلو األخرى فشلت في إ

في شبكات القوى الخارجية المهيمنة و تخلت عمليا عن استقاللها ومعظم و تحولت في معظمها إلى وآاالت سياسية لالستراتجيات ,خياراتها الوطنية

هنا العالمية و أدوات مادية تستخدمها الدول الكبرى في مقابل بعض المنافع حتى غدت البلدان . و هناك دون أن تحصل ال على التنمية وال على االزدهار

العربية رجل العالم المريض في الوقت الحاضر الذي ال يستطيع أن يتدبر و يضعون المشكلة في ذلك على تدخل القوى المختلفة في المنطقة ,أحواله

لحقيقة أن هذه التي عملت على خسارة العرب معرآتهم مع التنمية ، وفي االمعرآة التي لم يخضها العرب وطبيعي أن تكون المعارك التي نخسرها هي

المعارك التي ال نخوضهابال شك .......ولكن هل نستطيع أن نغير هذا الواقع و معالمه السلبية

نستطيع إذا ما توفرت لنا اإلرادة الكاملة في التغيير حيث القناعة موجودة و :دة أن أول العمليات الالزمة لهذه التغير تكمن في لكن اإلرادة مفقو

20

تثوير االقتصاد العربي تثويرا حقيقيا يتجاوز أساليب العمل التقليدي -1ويبدل في طبيعة العالقات اإلنتاجية القائمة في إطار تخطيط علمي

و بالتأآيد في مقدمة مستلزمات ,يتناسب مع قدراتنا ومواردنا الطبيعية أن يكون مستقال متحررا اقتصاديا يمتلك االستطاعة على هذا التثوير

وهو الفائض الضائع على , تحقيق زيادة سريعة في الفائض االقتصاديمنقولة للخارج أو في استهالك ترفي , المجتمع في شكل مواد منهوبة

.هائل لفئات محدودة صغيرةظروف و يرتبط نجاح هذه العملية ارتباطا وثيقا مع أهمية إيجاد ال

أن ثمار التنمية تعود . المناسبة لمشارآة شعبية واعية يثق بها الناسعليهم و هذا يتطلب عمال جادا على مختلف األصعدة لتحفيز مبادرات المواطنين و إطالق وجدان المسؤولية و التفاني لتعبئة آافة الطاقات

.البشرية بال استثناءة على االقتناع بالحاجة تطوير منظومة العمل العربي المشترك المبني -2

و التحديات و الفرص ، , التعاون المشترك في مواجهة المخاطر إلىفبدون اقتناع ال يمكن بلورة اإلرادة و دون اإلرادة لن يكون هناك التزام و لن تكون هناك فاعلية للعمل العربي المشترك ، وثمة حاجة ماسة اليوم

اسات الوطنية و انسجام بين إلى االنسجام بين القرار المشترك و السي الخطاب و الفعل و بين المطالب و اإلمكانات

بحيث يتم الترآيز على تنمية إعادة النظر في السياسات التنموية السابقة -3و تطوير قوى اإلنتاج والطاقات اإلنتاجية عوضا عن تنمية الميول و

النزاعات االستهالآية المدمرة و العربية بما يسمح بتطوير الزراعةتطوير و ترشيد الموارد المائية -4

و تجاوز االآتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية , تحقيق األمن الغذائيو , و العمل على خلق المناخات االستثمارية المالئمة, إلى التصدير

تطوير البنى التحتية و تنمية االتجاهات التصديرية و تحسين الصادرات السلعية المصنعةر هذه العناصر السابقة عناصر أساسية قد تساهم في حل يمكن أن نعتب

هذه المشكلة و تنبثق عنها عناصر فرعية في آافة المجاالت قد تؤدي إلى نضوج مسيرة العمل نحو تحقيق التنمية الفاعلة في المجتمع العربي و

. تتجاوز تنمية الشعارات و المقاالت و المؤتمرات

21

:مراجع البحث الصادر عن األمم المتحدة 2005لتنمية البشرية تقرير ا-

.2006نيويورك الصادر عن األمم المتحدة 2006 تقرير التنمية البشرية -

.2007نيويورك الصادر عن األمم 2004 تقرير التنمية العربية اإلنسانية -

.2006المتحدة نيويورك الصادر عن األمم2005 تقرير التنمية العربية اإلنسانية -

.2007المتحدة نيويورك .1986جغرافية السكان جامعة دمشق : األنصار،فاضل- النمو السكاني والطلب على الموارد في الوطن : شعبان،حسن -

العربي،منشورات المجلس األعلى لرعاية الفنون واألداء والعلوم .2007االجتماعية دمشق

تي ال المعارك التي نخسرها هي المعارك ال: بوعجيلة ،احمد - www.AFKAR.ORG.نخوضها ،مجلة أفكار االلكترونية

أبو شاويش،زياد احتماالت المستقبل في الوطن العربي،شبكة - WWW.AMIN.ORG.االنترنيت لإلعالم العربي

. شعبان ، حسن محاضرات في جغرافية التنمية- -األمم المتحدة–منشورات صادرة عن منظمة االسكوا -

.نيويورك