ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ...

18
ﺎ، ﻓﺼﻠﻴﺔ ﳏ ﹼﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺁﺩﺍ ﳎﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻠ ﻤﺔ، ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، ﺧﺮﻳﻒ١٣٩٣ . / ٢٠١٤ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳉﺎﻫﻠﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺪﻧﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺃﲪﺪ* ١ - ﻣﺎﺯﻥ ﺃﲪﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ** ٢ ﺍﳌﻠﺨ، ﻭﺍﻟﻜﺸـﻒ ﻋـﻦ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫـﺎ ﻊ ﺑﻌﺾ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻘﻬـﺮ ﰲ ﺍﻟﺸـﻌﺮ ﺍﳉـﺎﻫﻠﻲ ﹲ ﻟﺘﺘﺒ ﹸ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺩﻻﻻ ﹼـﺮ ﺍﻹﺣﺴـﺎﺱ ﺑـﺎﻟﻘﻬﺮ ﺻـﻔﻮﺔ، ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﻋﻜ ﰲ ﻧﻔﻮﺱ ﻣﺒﺪﻋﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴ ﹰ ﺑﺎﳊﺰﻥ ﻭﺍﻷﺳـﻰ ﻭﺍﻹﺷـﻔﺎﻕ ﻋﻠـﻰ ﺿـﻌﻒﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﻋﻴﺸﻬﻢ، ﻓﻌﺒ ﻝ ﳊﻴـﺎﺓ ﺓ ﺍﻟﺸـﺮﻁ ﺍﻷﻭ ﺗﻐـﺪﻭ ﻣﻌـﻪ ﺍﻟﻘـﻮ ﺓ ﻭﺍﻷﻗﻮﻳﺎﺀ، ﺇﱃ ﺣﺪ ﻌﻠﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﻭﺍﻗﻊ ﻳ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻴ ﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ. ﺎ ﻭﻣﺸـﺎﻋﻥ ﺑـﺄﻟﻮﺍﻥ ﺃﺳـﺒﺎ ، ﻭﺗﺘﻠـﻮ ﺩ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳉﺎﻫﻠﻲ ﺗﺘﻌﺪﻬـﺎ ﺎ، ﻭﻟﻜﻨ ﺮ ﺃﺻـﺤﺎ ﺗﻜﺸﻒ ﳎﺘﻤﻌﺔ ﹴ ﻳﻌﺠـﺰ ﻋـﻦ ﺍﻻﻧﺘﺼـﺎﺭ ﻋﻠﻴـﻪ، ﻭﺍﻗـﻊ ﻗـﺎﺱ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﺍﻗﻊ ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺿﻌﻔﻪ، ﻓﻴﻜﺸﻒ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺯﻳﻒ ﺃﺣﻼﻣﻪ ﻭﺑﻄﻼﻥ ﺃﻣﺎﻧﻴﻪ. ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﻔﺘﺎﺣﻴ: ﺍﻟﻘﻬﺮ ، ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳉﺎﻫﻠﻲ ، ﺍﻷﺩﺏ ﺍﳉﺎﻫﻠﻲ. ﻣﺔ ﻣﻘﺪ: ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻟﻐﺔ": ﺎﺭ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ، ﻭﻗﻬﺮﻩ؛ ﺃﻱ ﻏﻠﺒﻪ، ﻓﻬﻮ ﻗﺎﻫﺮ، ﻭﻗﻬ: ﹰ، ﻣﻦ ﻏﲑ ﺭﺿﺎﻫﻢ، ﺃﺧﺬﻫﻢ ﻗﻬﺮﺍ ﻭﻓﻌﻠﻪ ﻗﻬﺮﺍ: ﺑﻐﲑ ﺭﺿﺎ، ﻭﺃﻗﻬﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺻﺎﺭ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻬﺮ، ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﹸﻬﺮﺓ ﹰ ﻗ ﺃﺧﺬﺕ ﻓﻼﻧﺎ: ﹰ، ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﺍ ﹸﻬﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘ: ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ، ﲨ ﻌﻬﺎ: ﺎﺭ ﹸﻬﺮﺍﺕ، ﻭﺍﻟﻘﻬ: ﺎﺭ ، ﻭﺍﻟﻘﻬ ﻏﻠﺒﺘﻪ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ، ﻻ ﳛﺪ: ﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﳊﺴﲎ." ) ٣ ( ﻳﻌﻮﻕ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﻛﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﳌﺎﺩﻳ ﺃﻭ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﹴ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﹼ ﺗﺄﺛﲑ ﹼﻰ ﰲ ﻛﻞ ﹰ ﻳﺘﺠﻠ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﺍﺻﻄﻼﺣﺎﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻮﻕ ﺣ ﻭﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ، ﻭﰲ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺴﺘﻤﻊ، ﺳﻮﺍﺀ ﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﺍ ﹰ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪﺩﺍ ﹼ ﻣﺒﺪ ﹰ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺃﻡ ﻗﻬﺮﺍ ﹼﻤﺎ ﹰ ﻣﻨﻈ ﺃﻛﺎﻥ ﻗﻬﺮﺍ ﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﳌﺎﺩﻳ) ٤ ( . * ﺃﺳﺘﺎﺫ ﰲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﺸﺮﻳﻦ، ﺍﻟﻼﺫﻗﻴﺔ، ﺳﻮﺭﻳﺔ. ﻫـ٤٣٧٥٧٦ - ﺍﻝ ﺟﻮ٠٩٣٣٨٩١١٠٠ ) ٠٠٩٦٣ ( ** ﻃﺎﻟﺐ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﰲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﺸﺮﻳﻦ، ﺍﻟﻼﺫﻗﻴﺔ، ﺳﻮﺭﻳﺔ. ﺍﻝ ﺟﻮ٠٩٣٣٩٦٨٠٦٢ ) ٠٠٩٦٣ ( ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ: ٠٢ / ٠٤ / ١٣٩٣ . = ٢٣ / ٠٦ / ٢٠١٣ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ: ٠٦ / ٠٩ / ١٣٩٣ . = ٢٧ / ١١ / ٢٠١٣ ) ٣ ( - ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻜﺮﻡ ﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﳌﺼﺮﻱ، ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ، " ﻣﺎﺩﺓ" ﻗﻬﺮ." ٤) ( ﺟﻮﺭﺝ ﺻﻠﻴﺒﺎ، ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺑﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ، ﺝ٢ ، ﺹ٢٠٠ .

Upload: others

Post on 14-Feb-2020

7 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

م٢٠١٤/ش.ه١٣٩٣ خريف، عشر التاسع مة، العددكجملة دراسات يف اللغة العربية وآداا، فصلية حم

القهر يف الشعر اجلاهلي ٢**مازن أمحد عثمان -١*الدكتور عدنان حممد أمحد

امللخصهذه الدراسة حماولة لتتبع بعض صور القهـر يف الشـعر اجلـاهلي، والكشـف عـن أبعادهـا

يف نفوس مبدعيها من شعراء اجلاهلية، أولئك الـذين عكـر اإلحسـاس بـالقهر صـفو ودالالاعيشهم، فعبروا عن ذلك بأشعارهم اليت جاءت مثقلة باحلزن واألسـى واإلشـفاق علـى ضـعف ل حليـاةة الشـرط األوتغـدو معـه القـو ة واألقوياء، إىل حدعلي من شأن القواإلنسان يف واقع ي

ة اإلنسانتليق بإنساني. ر أصـحاا، ولكنهـا تتعدد صور القهر يف الشعر اجلاهلي، وتتلـون بـألوان أسـباا ومشـاع

عن معاناة اإلنسان يف مواجهة واقع يعجـز عـن االنتصـار عليـه، واقـع قـاس تكشف جمتمعة .يكشف لإلنسان ضعفه، فيكشف له بذلك زيف أحالمه وبطالن أمانيه

.، األدب اجلاهلي، الشعر اجلاهليالقهر: كلمات مفتاحية

:مقدمة أخذهم قهرا، من غري رضاهم، : هو الغلبة، وقهره؛ أي غلبه، فهو قاهر، وقهار، ويقال:"القهر لغة

اضطرارا، : أخذت فالنا قهرة: صار أمره إىل القهر، ويقال: بغري رضا، وأقهر الرجل: وفعله قهرااسم من : الغالب، ال حيد غلبته شيء، والقهار: قهرات، والقهار: عها الشريرة، مج: والقهرة من النساء

)٣(".أمساء اهللا احلسىنوالقهر اصطالحا يتجلى يف كل تأثري خارجي أو داخلي يعوق حرية الفرد، كتأثري القوى املادية

رية الفرد يف اتمع، سواء وتأثري الغرائز والشهوات، ويف القهر االجتماعي الذي جيسد كل ما يعوق حأكان قهرا منظما كما يف القوانني والنظم االجتماعية، أم قهرا مبددا كما يف العادات والتقاليد

.) ٤(واألحوال املادية واألدبية

)٠٠٩٦٣(٠٩٣٣٨٩١١٠٠جوال - ٤٣٧٥٧٦هـ .سورية ،الالذقية ،جامعة تشرين ،أستاذ يف قسم اللغة العربية* )٠٠٩٦٣( ٠٩٣٣٩٦٨٠٦٢جوال .سورية ،الالذقية ،جامعة تشرين ،قسم اللغة العربيةطالب دكتوراه يف **

م٢٧/١١/٢٠١٣= ش.ه ٠٦/٠٩/١٣٩٣: م تاريخ القبول٢٣/٠٦/٢٠١٣= ش.ه٠٢/٠٤/١٣٩٣: تاريخ الوصول ".قهر"مادة" ،لسان العرب أبو الفضل مجال الدين حممد بن مكرم بن منظور اإلفريقي املصري، -) ٣(

.٢٠٠، ص ٢، جاملعجم الفلسفي باأللفاظ العربية واإلنكليزية والالتينية جورج صليبا، –) (٤

Page 2: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٤٤ ومازن أمحد عثمان دنان حممد أمحدع .....القهر يف الشعر اجلاهلي

وقد تجسد النظرة املريبة للجاهلي إزاء الزمان أوضح صورة للقهر الذي كان يسـيطر عليـه؛ ألن

متسلط على وجوده، يترصده يف كل حركة، ويدمر خططه ويفرض عليه القهر، ويشـعره الزمن عنده بالصغار والضآلة و الضعف، وينتهي به إىل مواقف تشكل مزجيا من التألم والتربم والتشـاؤم، الـذي

.)١(يؤدي إليه الشعور بالقهر إزاء الزمان الذي حيتل حيزا واسعا من الرؤية اجلاهلية هكذا يفرض الزمان على اإلنسان اجلاهلي أن يعيش حياة قاسية، ويعاين ظروف البيئة الصـحراوية اليت جعلت استقراره يف مكان واحد غري ممكن يف أكثر األحيان؛ ألن تلك البيئة القاحلة محلت إليه ما

فهو ما يكاد حيـط الرحـال يف يروق له حينا، وما يعكر صفو عيشه من آالم وأوجاع أحيانا أخرى، مكان حىت تدفعه ظروف البيئة املتقلبة إىل الرحيل إىل مكان آخر حبثا عن مقومات عيشه، مدفوعا إىل ذلك مبؤثرات خمتلفة، تتعلق بظروف قوته اجلسدية والنفسية، وموارد مائه، وحالة األمان اليت قد يوفرها

جة الـيت تلك احلا. جيدها يف مكانه اجلديد بعد أن فقدها يف سابقهله مكان آخر، وتلبية للحاجة اليت .حدة، ممادفعهم إىل الرحيلمنهم علىكل واحدوتركت آثارها السلبية يف نفسالقوم،ألقت بظالهلا على

عت صوره، كانت نتائجـهوتنو ،دت دوافع ذلك الرحيل يف حياة اإلنسان اجلاهليومبقدار ما تعدبالنسبة إىل اإلنسان اجلاهلي، وأشكاله متلونة؛ ألن لكل إنسان ما يربر رحيلـه،ويفرض سـببه متباينة

اخلاص الذي دفعه إليه، فمن اجلاهليني من كان يرحل هربا من خطر حيدق به حبثا عن إحساس باألمان له فرصة أخرى تلبي حاجته يصونه، وحيفظ أفراد قبيلته، وحيقق هلم السالمة ولو إىل حني، إىل أن تتاح

.بشكل أفضلوعلى الرغم من أن اجلاهلي عاىن بسبب ظروفه القاسية أعلى درجات القهر، فإنه مل يستسلم هلـا، واختار الرحيل سبيال الحتواء تلك الظروف القاسية، وخالصا من قيودها القاهرة اليت ال ميلك سـبل

سيطر يف أغلب األحيان، فما كان أمام اإلنسـان اجلـاهلي، إال التغلب عليها؛ ألن الفقر كان هو املالدخول يف دوامة التفكري يف إجياد مكان جديد يوفر له، ولو جزءا يسريا من تلك احلاجة البسيطة اليت

.تبعث يف نفسه احلياة من جديدرمسهـا الشـعراء من كونه حماولة لتسليط الضوء على بعض صور القهر الـيت أمهية البحثتأيت

اجلاهليون، واليت عبروا من خالهلا عن مشكلة من أعقد املشكالت اليت واجهها ويواجهها اإلنسـان يف كل زمان ومكان، وهي مشكلة احلياة واملوت، وما يرتبط ا أو يتفرع عنها من خوف مـن املـوت

.وحبث عن اخللود

.٥٢– ٥١، صظاهرة القلق يف الشعر اجلاهليأمحد اخلليل، –) (١

Page 3: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٤٥ عشر التاسع، العدد اخلامسة، السنة جملة دراسات يف اللغة العربية وآداا

متعـددة يف مناهجنية، اعتمادا يف ذلك على يعتمد البحث على دراسة النصوص الشعرية دراسة ف

قراءة النصوص، كاملنهج النفسي واملنهج االجتماعي وغريمها، وما ميكن أن يوفره حتليل النصوص مـن ومضات فكرية وعاطفية، جتعل النص اجلاهلي قابال لقراءات متعددة وتأويالت متباينة، تـربط أصـل

. ان احلياة من جديدالداللة حباضرها، ومتنحها إمك :العرض واملناقشة

ملا كان اإلحساس بالقهر دافعا رئيسا من دوافع ارحتال اجلاهلي من جهة، وسـببا مـن أسـباب -ها هنـا -صموده يف وجه الظروف القاسية، وامللمات اليت أثقلت كاهله من جهة ثانية،فإننا سنقف

:الشعر اجلاهلي، وهي كما يأيت على أهم العتبات اليت جتلى فيها القهر يف :والعاذلة القهر -١ربما كانت العاذلة متثل موقف الشاعر اجلاهلي الضعيف نتيجة األرق الذي حل بـه يف سـكون

الليل وهدأته،حني عاش سواد ليله وحيدا يعاين ضعفا ومها وأسى،ما فرض عليه إطاعة عاذلته،وجعلـه ألحالم السعيدة وغلبة األيام حني تدور عليه،عندئذ يغدو التسليم بـاملوت يعبر عن فقد شبابه وضياع ا

.أمرا واقعا البد منه مون صورة للعاذلة اليت تبدو كداللـةونرى بعض الشعراء الذين تاهوا يف ظلمات الليل، وهم يقد

املعاناة الـيت يقض مضاجعهم نتيجة واضحة على الصراع الذي جيول يف دواخلهم من ناحية، وملمحتعصف م من ناحية أخرى، خاصة عندما ينفرد أولئك الشعراء بذوام، ويبقون وحيـدين يف أثنـاء حلول الليل بظالمه الدامس، فيخلو اجلو عندئذ للعاذلة كي تراقبهم، وتكيل اللوم هلم، وتكثـر مـن

لتمثل الضـمري اجلمعـي إزاء خمالفـة وكأننا بالشاعر اجلاهلي جينح إىل خلق العاذلة من ذاته،. عتاماجتماعية ميارسها حني يسعى إىل لقاء احملبوبة، فهو حينئذ بصدد مواجهة األنا األعلـى الـيت تضـبط

.نزواته، وحتد من شهواته، يف سبيل حتقيق التوازن النفسي الذي يتوق الشاعر اجلاهلي إىل السكون إليهعن إحساسه بسيطرة ليل احلياة الداكن يف نفسـه، ذلـك )١(يعبر الشاعر األسود بن يعفر النهشلي

ل األيام وتتاليها –الليل الذي يلفهاجس األحوال املتقلبـة –مع تبد بالقهر الدائم، وجيعله مسكونا

هو األسود بن يعفر ويقال بن يعفر ابن عبد األسود بن شل بن دارم من بين متيم ويطلق عليه اسم أعشى بـين « -)(١

. ٣٣٠،ص١، جاألعالمخري الدين الزركلي،: انظر".بن سالم يف الطبقة اخلامسة من أشعار اجلاهلينيشل، عده ا

Page 4: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٤٦ ومازن أمحد عثمان دنان حممد أمحدع .....القهر يف الشعر اجلاهلي

والرحيل الدائم، ذلك الرحيل املسكون بليل احلزن على حالوة عيش انقضت، واخلوف مـن فقـدان

: )١(ول ليل العجز بتوقف زمن تلك اللحظات السعيدة قائالاللحظات اجلميلة وحلــادي ــس رق ــا أح ــي وم اخلل ــام ن

ــني وغاض ــت ــد بلي ــي ق ــا ترين إم ــبا ة والصــباب الص ــحاب أص تــي وعص

ــرجال ـــار م جــى الت ـــد أروح عل فلق

ــاد ــدي وس ــر ل ضتحم ــم يواهل )٢(ما نيل من بصري ومـن أجـالدي

ــتي وأطعيــادالن قي ولتــاذع

ــالال بمـــذيميــاد٣(ي لينـــا أج(

يشري الشاعر إىل أن أمر العاذلة قد الزمه، وأىب أن ينصرف عنه ويتركه وشأنه، وهذا ما يندرج أمله ويأسه، حني يرسم صورة لضعفه جتاه حميطه وعجـزه عـن ضمن إطار تعبري الشاعر اجلاهلي عن

.إدراك األمل الذي ينشدهونرى إفصاح الشاعر عن حجم القهر الذي سيطر عليه من خالل نفيه اإلحساس بالنعاس، وهذا ما

يتدفق عليه، جراء يزيده إحساسا باألرق واهلم، جراء إلقاء العاذلة عليه سيال من اللوم والعتاب، سيالما فعله مباله الذي جعله يعيش حالة من التصاحل مع الذات، حىت هان عليه ذلك املال، فشرع ينفقه يف

.غري طريقه، ليثبت وجوده وقدرته، يف مقابل ما يعتريه من الوهن والعجزلليل عصيبة عليه، ففي وهنا يأيت دور العاذلة اليت جتعله يعاين مهوم لومها وقهر عتاا يف أوقات من ا

الوقت الذي يقاسي فيه اهلموم خيلد اخلالن إىل النوم وينعمون براحة البال، وقد قام اخللي مقام العاذل، وناب عنه بالوظيفة والتأثري والفاعلية، فهو القلق املواكب على مراقبة العاشق الشاب، وهو اآلمن القرير

.واهليام والتصايبإزاء الشيخ املفارق إلرهاصات العشق ، وما يف هذه الصيغة من فاعلية اهلم الذي تغلب عليه، ومعىن /اهلم حمتضر/ولعل صيغة اسم الفاعل

اإلحساس باالزامية واالستالب الوجودي، بسبب الكرب،ذلك اإلحساسالذي يؤكده إيراده األلفـاظ حس القهر عليه مسحوقا برد فعل سـليب ، واليت تظهر إعمال ...)بليت، غاضين، الن(الدالة على القهر

كما نالحظ توظيـف . إزاء مصدرها، تظهره مسلوب اإلرادة، منفعال مع احلدث، منقادا إىل مصدرهاليت تصب من ناحية الداللة يف جمرى العجـز، ويف هـذه / أطعت –عصيت /عالمة احملسن البديعي

بني الشيب والشباب، وإمعان يف إظهار صورة القهر الـيت الصورة الكثري من الدالالت إلبراز املفارقة

.٢٩-٢٨و٢٥، صالديواناألسود بن يعفر، -)(١ .خلقه وشخصه: أجالد –) (٢ .أي مل أكرب: لينا أجيادي. القلق و يقال الضجر: املذل –) (٣

Page 5: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٤٧ عشر التاسع، العدد اخلامسة، السنة جملة دراسات يف اللغة العربية وآداا

ومل يكن الشاعر وحيدا يف معاناته مرارة ذلك الشعور، بل شاركه كل من كان هدفا لسـهام . يعانيها

عاذلته، وضحية حلالة االستعالء اليت كانت العاذلة تشعر الشاعر ا، فتدفعـه للـهروب إىل املاضـي . املؤملةلتعويض احلالة احلاضرة

من هنا نرى سعي الشاعر واضحا، وجهده املبذول كبريا الستعادة أيام الشباب وزهوه، وتعـويض .حالة القهر اليت أملت به جراء احلالة النفسية اليت سببتها له العاذلة

ى وال سبيل للشاعر أمام العاذلة إال إطاعتها يف حلظات الضعف والعجز اليت استبدت به، فجعلته عل . هذه الصورة من فقدان عناصر اإلحساس بالقوة، والقدرة على الوقوف يف وجهها

ونرى يف استسالم الشاعر، وركونه لواقعه، إقرارا واضحا بعدم القدرة علـى مقارعـة الـزمن، وظروف احلياة اليت استجدت عليه، بعد أن أصبح شيخا ضعف بصره وهزل جسمه، وذلـت قيادتـه

األمر الذي سوغ له عقـد . ريه، وما هذا إال تعبري واضح عن ضعف الشاعر وتقهقرهحني استسلم لغ لديه، يف حني شرع الشاعر النهشلي يف إظهار ما يكابده من هـم الذي ال هم مقارنة بينه وبني اخللي

ة، يدفعـه وغم، فضال عما يعانيه من سقم ومرض حال جبسده املنهك اهلزيل، لكن األمر من جهة ثانيللعودة إىل املاضي اجلميل الذي يرى فيه التعويض عما حل به يف حاضره القحل، كما لو أن الشـاعر حيافظ على حلظة القوة هذه، أو حياول محاية العاذلة، واإلبقاء عليها يف دائرة وجوده، بوصـف هـذا

.ريد فكاكا منه، وال يتمنى انتهاء لهالوجود تعبريا مباشرا عن وجوده وكينونته يف هذا اإلطار الذي اليمن هنا كان الصراع بني الشاعر والعاذلة حمتدما ال تراجع عنه بوصفه شـعورا بـالتعويض عـن استسالمه وازامه أمام الشيب، والسيما بعد حال العجز اليت أصبح عليها، والـنقص الـذي خيفيـه

عاذل، وأقام على ما هو عليه دافعا تلك اللجاجة إىل داخله، بعد أن كان ال يلتفت إىل لوم الئم وعذل أيام شيبه، لكن بعد ذلك ينصاع إىل أمر عاذلته ويطاوعها، األمر الذي يعلل كثـرة ظهـور الشـاعر

.بوصفه متكلما، بصيغة الضمري املتصل الدال على االزامية، بعد مطاوعته العاذلة :القهر واخلوف-٢

ورة لسواد نفسيتهم املتساوق مع سواد الليل الطبيعي، أو عامل الغيب الـذي يقدم بعض الشعراء صال يدركه الشاعر إال بالرؤيا واخليال املعبر عنهما بالشعر، صورة تعكس طول الليل، من خالل تـراكم اهلموم وسدمييتها يف نفوسالشعراء، تلك اهلموم اليت تكشف عن حس القهر املسيطر علـيهم، نتيجـة

ألن معانام تبدو واضحة، واستعانتهم بالليل يف تصوير ; ول الليل النفسي الذي ال ينجلي من حوهلمط

Page 6: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٤٨ ومازن أمحد عثمان دنان حممد أمحدع .....القهر يف الشعر اجلاهلي

مؤكدا أن الليل الذي جيثم على صـدره )١(يقول الشاعر املثقب العبدي.هذه املعاناة تبدو أكثر وضوحا

: )٢(هو مبعث القهر الذي يبسط جناحيه مكدسا اهلموم عليهدهـا ظللت أرراتبعـن ع ـنيالع

ـربةـوابق عي أقاسي مـن سكأن

ــا ــأن نجومه ــاء ك ــرد بأثن ت

.فبت أضم الـركبتني إىل احلشـا

ــا ــراعا جمومه ــت س ــت كان إذا نزف

ومن ليلـة قـد ضـاف صـدري همومهـا

)٣(حيــارى إذا مــا قلــت غــاب نجومهــا

ــأني .)٤(راقــي حيــة أو ســليمها ك

تتزاحم اهلموم يف أعماق الشاعر حتى تبلغ الذروة، فتجعل ليلته طويلة، مل يعرف مثيال هلا من قبل، -هنـا -هذه الليلة اليت يترقب زواهلا؛ ألنه ينتظر أمرا مهما يشغل باله، وميأل نفسه، وقد يكون الشاعر

الشكوى من القهر الواقع عليه، وقد سكنه كل من احلرية واخلوف، حتت تأثري حس الفقد القائم علىبعدما أسبغ على نفسه صفة النجوم، وبات خائفا متوجعا مما أمل به وهو يواجه احلية، وقد كنى ا عن

.الليل، كما لو أنه استحضر جتربةمتوقعة تتساوق مع شعورهبتجربة مل تقع بعد،أو هي يف طور الوقوعيبدو أن ليلة الشاعر تقف منه موقف املعاداة؛ ألنها مألت صدره ذه اهلموم الثقال، فلم يقـف و

.الشاعر عند اإلملاح ملعاداة الليل له، بل جسد لنا بوضوح عداء الليل وقهره الدائم له :القهر ورحيل األحبة – ٣

عبر عن قهره، وتظهر ضعفه أمام مـا يعم احلزن الشاعر جراء رحيل األحبة؛ فتكون نربته خافتة، تجيول يف نفسه، لذلك نراه يسمعنا نربة خمتلفة عن نربات كثري من الشعراء الـذين صـوروا مواكـب الراحلني، ومن بينهم الشاعر امرؤ القيس الذي ينطق بنربة ضعيفة، ونغمة حزينة تبين شعوره بالقهر،

يقـول . ليل اهلموم القابعة يف نفسه، بسبب رحيل األحبة وتعكس سواد الليل داخل ليل نفسه املظلم، :)٥(امرؤ القيس

بن أمضى بن عبد القـيس ...شأس بن عائذ بن حمصن بن ثعلبة بن وائلة :وقيل امسه. هو عائذ بن حمصن بن ثعلبة -)١(

: باملثقب لقوله يف بيت من الشعر وعائذ شاعر من أهل البحرين، اتصل بامللك عمرو بن هند ومدحه، ولقب. بن أمضى . ظهرت بكلة وسدلنا أخرى وثقبنا الدهاوص للعيون

.١٨١،صتاريخ األدب العريب جرجي زيدان،: انظر .٢٣٦، ص الديواناملثقب العبدي،-)٢( .أطراف احلبال: األثناء –) ٣( .اللديغ الذي لدغته حية أو عقرب: السليم. املتعوذ: الراقي –) ٤( .١٦٩ -١٦٨، ص الديوانامرؤ القيس، -)٥(

Page 7: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٤٩ عشر التاسع، العدد اخلامسة، السنة جملة دراسات يف اللغة العربية وآداا

أالأنعم صباحا أيهـا الربـع وانطـق

ممـولهـل حبلي الـتث بـأن زحدوــدا ائــدن قع عاقتــا و ايوح ــن جعل

ــة و ــا غزل احلواي ــوق ــآذر وف ج فأتبعتهم طريف و قد حال دونهم على إثـر

ــة ــدين لنيــ ــي عامــ حــ.

)١(وحدث حديث الركب إن شئت واصدق )٢(قكنخـــل مـــن األعراضـــغري منبـــ

ــق ماق املنــر الع كــو ح ــن م ــن )٣(وحفف

ــق بنوز ــي ذك ــك ــن مس ــمخن م ض٤(ت( ــربق ــل ذي أالء وشـ ــوارب رمـ )٥(غـ

.)٦(فحلــوا العقيــق أو ثنيــة مطــرق

باخلري، وهو ينظر بأسى إىل آثار الـراحلني، فـال يستغرق الشاعر بالدعاء للربع وأهله، أن ينعموارياح ب عليه من الصحراء يف تلك اللحظة غري ريح الصبا اليت تغير طعمها الندي كلحظـة عشـق

قياسا على الريح الساخنة ذات الدميومة. ظليلة وعابرة هادئة وريح الصبا ذات طبيعة. قف الشاعر على الربع بعد رحيلهم، ويسأله أن حيدثـه وعندما يهيب صوت الراحلني باألحباب، ي

حديث القوم الذين حتملوا، وال ينتظر الشاعر من الربع جوابه، بل يقص على مسامعه أخبـار هـؤالء القوم الذين انقطع أمل عودم عند الشاعر بزوال محولتهم اليت تنبئ بعدم عـودم إىل الربـع األول؛

.ميالت املترفات وما حففن من حوك العراق املنمقفينعت نساءهم الراحالت اجلبذلك حتولت حياة الشاعر إىل ليل يم، تاه يف غياهبه، وأصبح غري قادر علـى اإلفصـاح عـن و

مشاعره نتيجة ما أصابه من ذهول، وما اعتراه من حزن، إزاء ما حدث أمامه من أمور ال تروق لـه، شح بالسواد القامت والليل البهيم الذي يعكر صفو عيشه ونقاء نفسـه، تلك األمور اليت جعلت حياته تت

لكنه على الرغم مما سلف، حياول أن يستعيض عن األحبة بالذكرى وعن الليل بالصباح، فيعيش بذلك واقعا غري واقعه املفروض، ويبدع لنفسه زمنا متعارضا مع زمن االرحتال الليلي، سعيا منـه إىل إعـادة

، قبل أن يقابل بني "التنبيه، النداء، األمر:"ياة من جديد، وقد بثها يف منت القصيدة من خالل أساليباحلحياته وحياة الراحلني مقابلة معنوية أوحى ا البيت الثالث، فما ينطبق عليه ال ينطبق على من ديدنـه

الدعاء للربع واملعىن أهله، –) ١( .الفاسد السمر :املنبق . األودية: األعراض -)٢(نسجه باحلوف وهو خشبة عريضة يسـتخدمها : حفف الثقوب. مركب من مراكب النساء: مجع احلوية: احلوايا -)٣(

.مما يحاك بالعراق: احلائك ومن حوك العراق .تطينب: تضمخن . أوالد البقر: مجع جؤذر: مجع غزال، اجلآذر: غزلة -)٤( .ر، أكثر ما يكون يف الرملشج: األالء. أوائله: غوارب رمل-)٥( .موضعان: العقيق و ثنية مطرق-)٦(

Page 8: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٥٠ ومازن أمحد عثمان دنان حممد أمحدع .....القهر يف الشعر اجلاهلي

صوير حلظات االرحتال، والوقـوف االرحتال والبني واهلجر، لذلك انصرف الشاعر إىل خماطبة الربع، وت

.عند أفعال املرحتلني والنظر يف هيئامحزن ال حيول عنه، حزن صبغ حياته يفمنغمساآلخرهوألنهالقيس؛امرئحاال منعنترة أفضلومل يكن

سواد لونه، ونرى حديثه يقترب من حديث امرئ القيس، حني شعر بالرحيل بالسواد الذي يتماهى معل زم اإلبل اليت استسفت حب اخلمخم وسط الديار، وهذا ما أنذره بارحتاهلا، ذلك الرحيـل من خال

:)١(يقول عنترة. الذي فاجأه به القوم، ومل يكن ليعلم به من قبل، فكان ذلك أشد عليه وأبعث جلزعهإن كنت أزمعت الفراق فإنما

أهلها ما راعين إلا حمولة فيها اثنتان وأربعون حلوبة

ــم ظلــل م بلي كمــاب ــت رك مزوسط الديار تسف حـب اخلمخـم

ـحـراب األسالغ ـةيودا كخافم س

العاشق، وجعله يقف عـاجزا ال إذن، زمت ركائب القوم وآذنوا بالفراق، وراع الشاعر ما يروع ومبا أن نفس الشاعر تفيض باخلوف، نتيجة حتمله ما حـل .حول له وال قوة جتاه ما حدث من حوله

عن، مبا ينسجم مع حال اخلشـية به، فإنه مير مرورا خاطفا على األشياء احمليطة به، واملتعلقة بأمور الظالفراق، (اليت متلكته، وأحاطت به، وومسته بسماا، فانعكس عنده اخلوف على مفردات النص ودواله

، وهذا املرور السريع يتناسب طردا مـع )زمت، ليل، مظلم، تسف، سودا، خافية، الغراب، األسحمكما يتناسب طردا مع الركاب اليت جهزت ليال ،)أزمعت تعين أسرعت(سرعة األحبة يف الرحيل، فـ

.للرحيل، وقد جهل الفاعل الذي قام بفعل الزم، إشارة إىل وترية العمل اخلاطفةوقد يكون رحيل األحبة يف وضح النهار، لكن إحساس الشاعر احلزين هو الذي يضفي عليه غاللة

حالكا بكل ما قد حيمله الليل من ظالل القلق والرهبـة الليل القامتة الكئيبة، فيبدو له زمن الرحلة ليالإن نفس الشاعر املقهورة جراء رحيل األحبة صبغت املشهد بالسواد، حىت : والغموض، بل ميكن القول

وقد يكون . غدت النوق سودا، يستحضر سوادها ذكر الغراب، بوصفه رمزا للشؤم والفراق والتشتتبصيصا من أمل، غري أن سوادها، وعدم اكتراثها مبا جيري، أو لنقـل حامال"حلوبة"وصف النوق بـ

عدم قدرا على فهم ما جيري، وانشغاهلا بسف حب اخلمخم وسط الديار، يطفئ ذلـك البصـيص، .وجيعل املفارقة أكثر وضوحا، إذ يف رحيلها رحيل مادة احلياة وهي الطعام

:القهر وآالم االغتراب – ٤عن إجياد ما حيلو هلم بني أحبام، ما جعلهم يطلقون العنان خلياهلم؛ للبحـث عـن عجز الشعراء

. مكان أخر لعلهم جيدون فيه قبوال ملا حيسون يف دواخلهم من حاالت وجدانية، حتتاج ملن يتالءم معها

.٥١، صالديوانعنترة العبسي،-)١(

Page 9: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٥١ عشر التاسع، العدد اخلامسة، السنة جملة دراسات يف اللغة العربية وآداا

أحاسيسـه، الذي مل يبادله عمرو بن هند الودالذي تفيض به )١(وهذا ما فعله الشاعر املتلمس الضبعي

ومل جيد فيه الصديق الذي كان يرجوه، فما كان منه إال أن هم بالرحيل، ولكن رحيله كان ليال أيضا، ولذلك كان من الطبيعي أن يأخذ الليل عندمهعىن آخر، معىن يفيض حزنا وإحساسا بالغربة، فال يقر له

عي معبرا عن عمق ليله ومبلغ تأثري ذلك الليل يقول املتلمس الضب. قرار، وال يهنأ له املكوث يف موضع :)٢(فيه

ــوى ــانوا اهل ــه ك ــراق وأهل إن العــاقيت ــل نـ ــركنهم بليـ فلتتـ

ــدفها ــر ب املم ــع ــدو إذا وق تعوإذا الركاب تواكلت بعـد السـرى

هـا مـن أخفافم واملـر وطاح ترح مهيــد ه ــرام ــوم ال ي ــبالد ق ل.

ــدعبفلي ــمهدــأى يب وفــإذا نــد ــدي بالفرق تهوت ــماك الس ــذر ٣(ت(

)٤(رصـد عدو النحوص تخاف ضـيق امل ـدجاجلد تـونعلـى م رابرى السوج

دــر ــاء األج ــة للنج ــذب القرين ٥(ج( ..وهدي قـوم آخـرين هـو الـردي

نرى أن هوى هو عند أهل العراق، بينما أهله مل حيفظوا له هذا الود، ومل يرعوا له هـذا اهلـوى، ر الرحيل عنهم إلحساسـه فصوة، الذين قرر ضيق نفسه اليت آملها انفصام عرى اهلوى بينه وبني األحب

الشديد بالغربة، فيقصد قوما أعزاء ال يضام جارهم، حني ينال السوء جريان قوم آخرين، وما أولئـك يد الشاعر من اإلبل أن القوم سوى الغساسنة األعداء التقليديني يف الشام للمناذرة يف احلرية، فلذلك ير

تنطلق مسرعة فكلما تراخت يف مسريا، وفترت مهتها يف السري ليال، وملع السراب فـوق األراضـي ها مربوطة بقرينـةاملرتفعة، جرى هلا ما ذكر آنفا، فعاد إليها نشاطها، وقذفت احلجارة مبيامسها، وكأن

هب الشاعر يف تصويرها، ورصد حركاا، إال حاله وما حال الناقة اليت أس.سريعة ترجو اخلالص منهاالنفسية املتأزمة، والنازعة إىل اخلالص من القهر، والباحثة عن واقع بديل حيقق هلا صريورا، ما يسوغ

هو املتلمس بن عبد املسيح بن عبد اهللا بن أمحـس . من بين ضبيعة –أو عبد املسيح –هو جرير بن عبد العزى -)١(

: يإلن تسميته املتلمس سببها قولهوق. مات ببصرى. بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار وهو خال طرفة بن العبد .فهذا أوان العرض حتى ذبابة زنابريه واألزرق املتلمس

. ٣٧٥، ص١، جالبيان والتبينياجلاحظ، : انظر .١٤٣-١٤٢-١٤١و١٣٦ -١٣٥، ص الديواناملتلمس الضبعي،-)٢( . ا ميانيانكوكبان نيران ومه: السماك -٣)( . األتان يف بطنها ولد: النحوص -٤)()(٥- ا مروة: املروحجارة بيض واحد .

Page 10: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٥٢ ومازن أمحد عثمان دنان حممد أمحدع .....القهر يف الشعر اجلاهلي

له إيراد أفعال العدو، واخلوف، والتواكل، واجلري، والطوح، مسقطا على ذاته حال القلق اليت يعـاين

.ا، وهو مسكون يف دوامة من االضطراب، جيسدها الليل الطويل، وحيتوي أبعادهامن تبعاا وآثارهولعل الرحيل ليال تعبري عن ضيق شديد ونفاذ صرب، ال ميكن معه االنتظار إىل زمن الفجـر الـذي

وبناء عليه، يأيت االغتراب نتيجة اإلحساس . الواضحاجللييرمز إىل األمل والضياء واإلحساس بالوجود بالغموض، وعدم القدرة على الفهم، لذلك فإن الليل حبسب ما سبق، وبالنظر إىل امتـداده وسـطوته ومته أكثر مالءمة حلدوث هذا االغتراب، فصورة ناقة املتلمس فيها من اخلوف والقلق أكثر مما فيهـا

، وعدوها عدو األتان املذعورة اليت يف بطنها ولد، وحركـة احلجـارة بأخفافهـا من القوة والصالبةكحركة القرينة اليت تريد اخلالص، على الرغم من أن الشاعر خيربنا بوجهة يرضاها، ويصبو إليها، ولو

.مل يلمح إىل إمكان الوصول إليهالليايل اليت حتل بالشعراء احملرومني، كما لعل ليل التمام من الليايل البطيئة غري املنصرمة، ومن أقسى ا

أنه أطول ليايل الشتاء، متر م ثقيلة، مبا حتمل من اهلموم واألحزان واملعاناة اليت جتعلهم ال يرون مشـس ارهم، بل يصلون الليل بالليل؛ ألن مهوم الفقد واحلرمان اليت تعصف م تصبغ حيام بالقتامـة، و

.ة ذلك احلرمانجتعلهم يعانون مرارحىت لقد غدا رمـزا "ليل التمام"ولقد أفصح بعض الشعراء عن معانام من ذلك الليل املوسوم بـ

ألشد ما يعانون من ضيق وبرم، يصلون به حد اخلوف والفزع من سواد ما يسيطر على دواخلهم، وما .حييط م من ظلمة تتسق مع ما يعانون منه جراء تلك الليلة القاسية

وال ختتلف أجواء ليل التمام يف جانب تصوير اجلو الرهيب عن بقية الليايل، إال مبا تلقيه يف الـنفس من سرعة استشعار الطول والتباطؤ، وقد يستشعر السامع شدة ما يلقيه الليل يف أعماق النفـوس مـن

يل التمام يلقي يف النفس ظالل ثقيلة بتوافر عناصر أخرى، هي اليت تعمق اإلحساس برهبة الليل، لكن ل .هذا الشعور الطاغي بصورة مباشرة دون تضافر العناصر األخرى

ورمبا توافرت يف البيت، أو املقطع، عناصر أخرى، لكن مع ذلك يظل ليل التمام مؤديـا املهمـة "ء القامتة علـى يقول امرؤ القيس يف هذا املعىن داال على تلك الليلة السودا.)١("الفنية أو الشعورية بذاته

:)٢(النفس مومها اتالـذكرـام ومهني علـى التأع اتـركتعم علـى ذي اهلـم نبتي

.٥٤٤جملة آداب الرافدين، ،الليل يف الشعر اجلاهلي،انظرخليل رشيد فاحل-)١( .٧٩ - ٧٨،ص الديوانامرؤ القيس، -)٢(

Page 11: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٥٣ عشر التاسع، العدد اخلامسة، السنة جملة دراسات يف اللغة العربية وآداا

ــهثلبم ــلنصو ــام أومــل التبلي

اتــركــا نهامــة أيسقايم

ة اخلوف اليت اعترته، وعكرت عليه صفو تلك الليلة اليت تفـيض إن للشاعر لغته يف اإلبانة عن شدعليه بالذكريات، ويفصح عن حجم اهلم القابع داخله، اهلم الذي أتعبه وهو يقاسيه بطيئا ثقيال يف ليل التمام الطويل بذاته، والطويل مبعاناة الشاعر املنتظر، ولذلك يطلب الشاعر اإلعانة على القهـر الـذي

.له الليل يسببهإا اإلعانة من أي أحد، ومن غري اهتمام ممن تكون، وال نسرف إذا ذهبنا إىل أنه يدعو اتمع كله

التـهمام، (إىل اإلعانة أو إىل التعاون على هذا الليل، ملا لقي منه من قهر جتلى واضحا يف الدوال اآلتيةلتأكيد حلول القهر حبلـول الليـل، ) يبنت(فعل ، هذا فضال عن استخدامه ال)اهلم، معتكرات، نكرات

.ودميومته بدميومة هذا الليل : القهروالشباب الراحل -٥

رمبا كان من أكثر اهلموم اليت تتركها الشيخوخة على كاهل اجلاهلي، وخياف من وقعهـا، أعبـاء يهجرنـه، ألـن ال النساء على الشيخ الذي فقد رواءه وبشاشته، فتقل حظوته عند صاحباته اللوايت

ويف هذا السياق يستشعر القهر؛ إذ يتحسر أعشى قيس على شبابه الذي فقـده، .)١(يوافني إال األمردفيشري إىل جانب مهم من جوانب معاناته، أو لذة من اللذات اليت افتقدها بعد أن غزاه الشيب وعـال

تعلقه مبرحلة الشباب شديدا ال يسـتطيع رأسه، فأوقعه يف مطب العجز وقلة احليلة، األمر الذي جعل : )٢(يقول أعشى قيس. نسيان لذا وحدا أو االنفالت منها

ــزودا يــة ل ــر ليل قصى، وــو أثومضى حلاجته، وأصـبح حبلهـا

تبش نياين حوى الغأرين ونـرجهــرأ ام ــلن اصواين ال يــو إن الغ

يلونين ديـين النهـار، وأجتـزي

)٣(فمضت وأخلف من قتيلـة موعـدا )٤(خلقا، وكان يظـن أن لـن ينكـدا

ــردا أم ــي ــن مثل ــون له أن ال أكفقد الشـباب وقـد يصـلن األمـردا

ــدا ــاس الرق عــذ الن ــين إذا وق ي٥(د(.

.١٧٥،ص اخلوف يف الشعر العريب قبل اإلسالمجليل حسن حممد، : انظر -١)( .٢٦٣ص ،الديوان ،الكبري األعشى - ٢)( .اسم امرأة: قتيلة -) ٣(

.مهمال قابال لالنقطاع، كناية عن القطيعة وفتور العاطفة: خلقا -) (٤ .غلب: وقذ -) ٥(

Page 12: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٥٤ ومازن أمحد عثمان دنان حممد أمحدع .....القهر يف الشعر اجلاهلي

والشعور هنـا –يبدو األعشى مهزوما أمام الشيب الذي أشعره بالقهر، وال يستطيع التخلص منه

بينما كان الشباب عنده حرية وإرادة، ولذلك نـراه –اء الزمن العمري الذي انصرم ومل يتحقق بانقضيعلي صوته باحلسرات على أيام خلت تشكل فيه املرأة معيارا لقيمة احلياة، فإقبال املرأة يثري احليـاة

طرف اآلخر، فتصبح حياة ويضفي عليها مجاال، وهجرها جيعل حياة الشاعر باردة تشعره بالعجز أمام الالشاعر ظالما دامسا يتسق مع ظالم الليل احمليط به، ليل يتناقض مع ليايل الشباب اليت كانـت جتعـل

بشـكل -وميكن القول إن ذكر املرأة "الشاعر حيقق ذاته فيها، بوجود املرأة لباي جتعل لوجوده معىنا السياق، ففي ابتعاد املرأة عنه يبتعـد الوجـود؛ إذ يبدو شيئا جوهريا يف هذ –مباشر أو غري مباشر

إناملرأةتثري إحساس الشاعر بضعفه، وهي اليت تعمق مأساته، وتبدو وكأا اليت تلفت نظره إىل أنه جتاوز ).ال يواصلن امرأ فقد الشباب( بإعراضها عنه وانصرافها إىل األمرد. )١("مرحلة الشباب

يب يتساوق مع الزمن الذي امتلكه الشاعر، ذلك االمتالك املـوحي ونرى يف سياق النص أن الشالشيخوخة، وهذا ما جعله / خبسارة الشاعر مراحل عمرية مضت من حياته، ووصوله إىل مرحلة العجز

من هنا أصبح ملشكلة الزمن صفة اإلشكالية، "يرى يف الزمن عدوا يعطيه عمرا، ليأخذ منه قوة ونشاطاثل لإلنسان زيادة، ما عدا امتالك الزمن الذي ميثل فقدا، فالكسب هنا قرين اخلسـارة، فكل امتالك مي

.)٢("ألن كل يوم مير بنا ال سبيل السترجاعهعلى -أيضا -مل يكن الشاعر يتحسر على أيام شبابه بوصفها زمن اللذة فحسب، بل كان يتحسر

قق فيها ذاته، ومن غري أن متنحه ما كان يأمله منـها مـن احلياة برمتها؛ إذ تكاد تنتهي من غري أن حي .لقد كانت األيام تسلبه ما يسره شيئا فشيئا، فإذا به يرى نفسه يف غربة باردة. سعادة وهناء

يقول عنترة معبرا عن حالة القهر اليت حالت دون احلصول على مبتغاه، وهو الضعيف العاجز ال دا ال نصري له، وال جميب من حوله إال سكون الليل الذي يزيده أملا، وإغراقا سالح له، يعاين حبه وحي

:)٣(يف معاناته اليت سلبت قوته واستهلكت صربهــيل ــا مس ــدود هل ــوع يف اخل دم

ارقــر لــه قــرال ي ــبصوــم أبلــى بإبعــاد وبــني فك

ــل ــدا قلي ــا أب همون ــني عوــل ــال الرحي ــو ط ــلو ول سال يو

ــاز ــجيين املن شتــول و ل و الطل

.٤٥، ص مقاالت يف شعر اجلاهلية وصدر اإلسالمعدنان أمحد، –) ١( .٥، ص العصر اجلاهلياإلنسان والزمان يف حسين عبد اجلليل يوسف، –) ٢( .٢٣١، صالديوانعنترة العبسي،- ٣)(

Page 13: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٥٥ عشر التاسع، العدد اخلامسة، السنة جملة دراسات يف اللغة العربية وآداا

اين وـجش لـى إلـفكـي عأب كم

طلبت مـن الزمـان صـفاء عـيش ــي نعي ــم ــت إن ل يــا م ــا أن هو

ــل ــاء وال العوي ــين البك غــا ي وموحسبك قدر مـا يعطـي البخيـل

ميـل على أسـر اهلـوى الصـرب اجل

بثية الزمـان الواردة بصيغة التنكري، ما هو إال تعبري عن ع) دموع( لعل افتتاح الشاعر أبياته مبفردة اليت تتحكم بأمور الشاعر، وهذا دليل إمعان يف إظهار حال القهر اليت تسيطر عليه، ومع ذلك حـاول الشاعر املقهور أن يلتمس من الزمان فرج القهر الذي حلبه، نتيجة ذهاب النوم من عينيـه، وسـيطرة

خله، ولكن هيهات أن يلبى طلبه؛ الليل عليه، سواء أكان ذلك الليل امللم به، من حوله، أم كان يف دا -ها هنـا –ألن الزمان هو القاهر الذي يضن على الشاعر بالنوال، وحتقيق ما يرغب به، فالدموع

ليست دموع الشاعر وحده، وال العني اليت ال تنام عينه وحده، بلهي دموع الناس وعيـوم مجيعـا، هم، لذلك هو حزين، يبكي، ويسهر، ويتأمل نفسه البائسة بالنظر إىل أن الشاعر ميثلهم، ويتحدث بامس

واحملزن أن الشاعر مل يطلب . الضعيفة بسبب الدهر املتجبر الذي يباعد بني األحبة، فيبكيهم بال جدوىسوى صفاء العيش، وبذل حياته يف سبيل ذلك، ولكن حياته انقضت من غري أن ينال ما كان يشـقى

.من أجلهر إىل القوة الرهيبة اليت ميتلك ا الزمن خاصية األشياء، فهـو جـار ال يتوقـف، كما يشري الشاع

فاملوت عندئذ . ومتواصل ال ينقطع، ومتجدد ال يهرم، وال صرب لإلنسان املتأمل على الوقوف يف وجههالظلمـاء إنها الليـايل ... سبيله الوحيد للخالص من مأزق وضع فيه، فال البكاء ينفع وال الزمن يليب

.القاسية اليت تفعل فعلها يف نفسه وذاته ووجودهلقد ضاق اجلاهلي بالدهر ذرعا وامتألت نفسه منه رعبا،فشغل تفكريه، وأرق ليله،ونال من صـربه وجتلده؛ مما يسوغ له استخدام أسلوب التكثري واملبالغة يف وصف ما آلت إليه أحواله مع احلبيب املباين

عن التواصل أو االتصال به، فال الدموع أجدت نفعا معه، وال التهيام به، وال العويل على له، واملتمنعفقده، مث يأيت الزمان بغية تعميق هذه األحاسيس، فيدفع بالشاعر إىل استجداء املوت، لعله يـرى فيـه

ى إىل حتصيلها، عسـاه خالصا مما أمل به، إال أنه من ناحية ما، مبرتلة حياة أخرى يتمناها الشاعر ويسع .يلتقي، من خالهلا، احملبوبة وقد تنازلت عن صدودها ومتنعها

تصبح مهوم الشاعر األخرى صغريةأمام مهه الكبري، يسهل عليه احتماهلـا، وـون عليـه حينما لكن ما أبعد األمن عن املكبل بأغالل دهر حائر مطلق اليد يف املصائر، موفـور األسـباب " مالقاا،

Page 14: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٥٦ ومازن أمحد عثمان دنان حممد أمحدع .....القهر يف الشعر اجلاهلي

إلحداث التغيري واإلفساد والقهر الذي يشل اإلنسان وجيعله يف حالة عجز وضعف واستسـالم ألمـر

.)١("واقع ال حمالة :القهر واإلحساس بالفناء - ٦

مبا أن األيام تكر، والليايل متضي باإلنسان إىل النهاية، فقد عصفت ليايل الفناء بأقوام عاد ومثود ها على مسرح احلياة، وزالوا عن الوجود،بعد أن تغلب الزمن عليهم، وطسم، بعد أن لعبت أدوار

فلحقوا بآبائهم األولني، وبقيت الليايل، وكلما مشى عليها النهار عادت لتبسط ظالمها على امتداد . التراب، لكن ظالمها كان مرآة لقتامة نفس الشاعر، الذي كان يرى كل شيء من حوله أسود قامتا

لعريب يرى أن كل شيء من عامل املرئيات يزول ويفىن، إال الليل والنهار والشمس والقمر وقد كان اوالدهر والفلك، فكل أولئك على حالة واحدة غري متغيرة منذ األزل، وال تزال مستمرة على ذلك إىل

: )٤(مؤكدا اندماج نفسه القامتة بظالم الليل)٣(يقول مسجاج بن سباع )٢(اآلن ــى لقــدتيف اآلفــاق ح فــتطو

وأفنـــاني وال يفنـــى نهـــار ــهر ــد ش ــتهل بع ــهر مس وش

ــأيت ــد ت ــز الفق ــود عزي ومفق

أبيــد لــو ــيــى لأن قــدو يــتلب ــودعــي ي ضمــا ي ــل كلم ليو

ــول ب ــد وح ــول جدي ــده ح ع ــد ــأمول و ليـ ــه و مـ ..منيتـ

إذا نرى إصرار الشاعر يف أحيان كثرية على ربط الزمان يف تكامله وتناقضاته بالصيغة االجتماعيـة للوجود اإلنساين عرب تعاقب الليل والنهار، وتتابع الليايل وتتاليها، ونرى أن احلديث عن مضي الليـايل

، ما هو إال إفناء لإلنسان وقهر له، بينما الليايل متجددة باقية حتيط بالشاعر وهـي متتابعـة وانقضائهامتتالية، فتقتل األمل يف نفسه، ألنه ال يكاد يزيح ستائر الليل من نفسه املظلمة حىت تتجدد من حولـه

.عىن التغير واخللودحاملة يف جوهرها معىن التغيري واخللود يف آن واحد، مثلما حتمل يف جوهرها مومبا أن اإلنسان يعيش جتربة وجودية يف مواجهة الزمان، فإننا نرى أن إحساس الشـاعر بالزمـان يقترن مع إحساسه بالفناء الذي يصيب الوجود اإلنساين واحليواين، بينما يبقى العامل مبا فيه من مظاهر

جيعل الشاعر يعيش القهر، بسبب اإلحساس بالفنـاء األمر الذي . الطبيعة حمافظا على كينونته املتغرية

. ٥١ – ٥٠ص،اخلوف يف الشعر العريب قبل اإلسالمجليل حسن حممد،: انظر-)١(

.٤٧-٤٦، صاألساطري واخلرافات عند العربحممد عبد املعيد خان، : انظر - )(٢بن ضـبة، مـن ... د بن قيس بن نصرهو مسجاح بن خال –ويقال املسجاج بن سباع –مسجاج بن سباع -) (٣

.٢١٥،ص٧خري الدين الزركلي، األعالم،ج: شعراء ضبة يف اجلاهلية انظر .٦٣٤، ص ١، مشرح ديوان احلماسةالتربيزي، –) (٤

Page 15: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٥٧ عشر التاسع، العدد اخلامسة، السنة جملة دراسات يف اللغة العربية وآداا

والتالشي أمام سرعة الزمن يف حياته، ليصبح هدفا تتقاذفه األيام والليايل إىل أن حتني ساعته، ويفىن عن هذا الوجود املستمر من بعده على مسرح احلياة املتعاقبة اليت تؤمله، وتقض مضجعه، جراء اإلحسـاس

، مايولد ارتباط جدل اإلنسان مع السكون بالقلق من اهول، واخلوف مما خيبئه له باقتراب حلظة الفناءوالذي يزيد من قسوة . إحساسنا بالزمن يرتبط بإحساسنا بالفناء"هذا اهول خلف عتباته الزمانية،ألن

وسـائل الـيت ومهما اختذنا من ال. هذا اإلحساس وحدته، هو أننا منوت ويبقى بعدنا الوجود مستمرا . )١("ختلدنا رمزا، فإن الفناء هو مصرينا

:ةالنتيجأن الزمن : وهكذا يرى البحث أنه ال بد للباحث يف الشعر اجلاهلي من الوصول إىل نتيجة مفادها

وجتلياته مبعث كبري لإلحساس بالقهر، فقد رأى اجلاهليون يف الزمن قوة فاعلة ومؤثرة يف جمرى حيـاة وهو مصـدر أسـاس ...سان، وشعروا أنهم يف سباق مع حلظات الزمن اليت تقمع اإلنسان وتقهرهاإلن

.للشعور بالغلبة والقهر واإلحباط واخليبة، خاصة إذا اقترن بالليلوإذا كانت احلياة العربية حمفوفة باهول، حافلة بكل ما يبعث يف جنبات النفس مـن هـواجس

خلص إىل أن الليل يعمق من إحساس العريب عليه حتركاته، فإن البحث وخماوف تقهر اإلنسان وتفرض بالقهر، وجيعله على جانب كبري من احلذر واحليطة، ويبقى الليل أحد املشاهد الـيت عكـس عربهـا

ب له الرهبة والقهر اجلاهليإحساسه بالقهر من الليل، الذي حيمل له الكثري من املخاوف اليت تسب. لى ما تقدم، وجدنا أن الشاعر اجلاهلي يتحدث عن الليل، وجيعله معادال رمزيـا لنفسـه وبناء ع

املظلمة، فالنهار حييل على الشباب والقوة، والليل حييل على اهلرم والـوهن، لكـن ظـروف البيئـة سـبق، الصحراوية وصروفها وما قد تفرضه من تنقل وارحتال دفعت بالشاعر العاشق إىل العدول عما

عندما أضحى الليل والنهار لديه متساويني، وقد امتد الليل وتطاول مستوعبا يف ظالمه الدامس معانـاة هذا من جانب، ومن جانب آخر، كان الشاعر اجلاهلي . العاشق املغروم، ومصغيا لذكرياته مع احلبيب

مما يسوغ رغبته يف حتويل النـهار إىل حيتفي بالليل، ألنه زمن االتصال بعيدا عن أعني العاذلة والرقباء،ليل طويل، ولذلك كان غالبا ما ينعته بالدامس واملظلم، أما إذا تعلق األمر بالصدود، فغالبا ما كـان

.اجلاهلي يستأنس بالكواكب والنجوم، علها تغنيه عن ار يلي ليله الشاق املرهون برضا احلبيب

:ورياتاملصادر واملراجع والدقائمة ،١ط ،العرب لسان املصري، اإلفريقي منظور بن مكرم بن حممد الدين مجال الفضل أبو منظور، ابن - ١ .م١٩٥٥ صادر، دار :بريوت

.١٩، صاإلنسان والزمان يف العصر اجلاهليحسين عبد اجلليل يوسف، -) ١(

Page 16: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٥٨ ومازن أمحد عثمان دنان حممد أمحدع .....القهر يف الشعر اجلاهلي

الثقايف املركز دار منشورات: دمشق ،١ط ،اإلسالم وصدر اجلاهلية شعر يف مقاالت عدنان،.د أمحد، -٢

.م٢٠٠٧ والتوزيع، والنشر للطباعة مؤسسة:بريوت حسني، حممد حممد.د:وتعليق شرح ،٢،طالديوان قيس، بن الكبري،ميمون األعشى–٣

.م١٩٨٠الرسالة، : بريوت ،١ط الشيخ، غريد :له وقدم وضبطه ،شرحهالديوان، الكندي حجر بن القيس،جندح امرؤ - ٤

.م ٢٠٠١ ، للمطبوعات، األعلمي مؤسسة منشورات .م٢٠٠٠ العلمية، الكتب دار: لبنان – بريوت ،١ط ،١م ،اسةاحلم ديوان شرحالتربيزي،اخلطيب، - ٥ .م١٩٦٨ اخلاجني، مكتبة :القاهرة هارون، السالم عبد:،حتقيق١،جوالتبيني البيانحبر، بن اجلاحظ،عمرو - ٦ للطباعة احلداثة دار: لبنان – بريوت ،٤ط ،العرب عند واخلرافات األساطري املعيد، عبد حممد خان، - ٧

.م١٣٨٢ توزيع،وال والنشر .م ١٩٨٩طالس، دار :دمشق ،١ط ،اجلاهلي الشعر يف القلق ظاهرة أمحد، اخلليل، - ٨ . م١٩٨٠ للماليني، العلم دار:بريوت أجزاء، مثانية يف جديدة ،طبعة١ج ،األعالم الدين، خري الزركلي، - ٩

.م١٩٥٧هلالل،ا دار:مصر ،١ج ضيف، شوقي ،مراجعة العريب األدب تاريخ جرجي، زيدان، - ١٠ الكتاب دار:بريوت ،٢ج ،والالتينية واإلنكليزية العربية باأللفاظ الفلسفي املعجم جورج، صليبا، - ١١ .ت .د املدرسة، ومكتبة اللبناين

الشركة مطابع الصرييف، كامل حسن :عليه والتعليق وشرحه بتحقيقه ،عينالديوان املتلمس، الضبعي، - ١٢

.م١٩٧٠ شر،والن للطباعة املصرية ،١ط هارون، السالم وعبد شاكر، أمحد حممد : وشرح حتقيق ،املفضلياتاملفضل، العباس الضبي،أبو - ١٣

.م١٩٦٤ املعارف، دار:مصر الشرق دار:بريوت ،١ ط محامي، وحممد حاضري الدين بدر حتقيق ،ديوان شداد، بن ،عنترة العبسي - ١٤ ..م١٩٩٢ العريب، م١٩٧٨ املوصل، جامعة:،أيلول،العراق٩الرافدين،عدد ،جملةآداباجلاهليالشعريفلليلارشيد،فاحل،خليل–١٥ معهد ،منشورات١الصرييف،ط كامل حسن :وشرح حتقيق ،الديوان حمصن، بن العبدي،عائذ املثقب - ١٦

.م١٩٧١ العربية، الدول جبامعة العربية املخطوطات .م٢٠٠٩ دجلة، دار منشورات:،عمان٢ط ،اإلسالم قبل العريب الشعر يف اخلوفحسن، حممد،جليل - ١٧ .املصرية النهضة مكتبة: القاهرة ،اجلاهلي العصر يف والزمان اإلنسان اجلليل، عبد حسين يوسف، - ١٨

Page 17: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

١٦٥ آداا اللغة العربية و جملة دراسات يف

یشعر جاهل درو ستم خشم

1*دکتر عدنان محمد أحمد 2**مازن أحمد عثمان

:چکیدهي بررسی برخی از تصویرهاي خشم در شعر جاهلی و برااین پژوهش تالشی است

این معناکه احساس خشم صفاي ةآفرینندنزد شاعران جاهلی بیان ابعاد و معانی آن دراز حزن و ماتم و پس در شعرهاي خویش که گرانبار. زندگیشان را مکدر کرده بود

دلسوزي بر ضعف انسان بود این احساس را در چنان واقعیتی بیان کردند که شأن و اول زندگی قدرت شرط بدان حد باال می برد که زور و تا منزلت قدرت و قدرتمندان را

. انسانیت انسان می گشت تۀشایسهاي متنوعی گردید که به رنگ انواع داراي تصویرجاهلی خشم شعر بنابراین در

برخورد با واقعیتی رنج انسان در از شد و گرها واحساسات صاحبان خود جلوهانگیزهواقعیت بی رحمی که ضعف انسان را به .آن ناتوان بود غلبه بر از پرده برداشت که او

.می کشید و بدین وسیله پوشالی بودن وبطالن آرزوهایش رافاش می کرد رخ او .خشم، شعرجاهلی ،شعراءجاهلی،نشانه ها :کلید واژه ها

)00963( 0933891100 ):نویسنده مسؤول(. هسوری ه،الذقی استاد گروه زبان و ادبیات عربی، دانشگاه تشرین،* )00963(0933968062 :تلفن .هسوریگروه زبان وادبیات عربی، دانشگاه تشرین، دکتري شجودان**

م27/11/2013= ش.ه 06/09/1393: پذیرشتاریخ م23/06/2013= ش.ه02/04/1393: دریافتتاریخ

Page 18: ﻡ٢٠١٤ ﺵﻫ١٣٩٣ ﻒﻳﺮﺧ ،ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ …lasem.journals.semnan.ac.ir/article_1461_295a75f5a9d7ab...١٤٧ ﺮﺸﻋ ﻊﺳﺎﺘﻟﺍ ﺩﺪﻌﻟﺍ

Abstracts in English 172

Oppression in the Pre-Islamic Poetry

Adnan Muhammad Ahmad*, Mazen Othman** Abstract This study is an attempt to investigate the representation of some types of oppression in the pre-Islamic poetry and to indicate how oppression affected the pre-Islamic poets who lived a tough life of privation. They showed their feeling of resentment in many of their poems, which were full of sadness and bitterness. The images of oppression in the pre-Islamic poetry are multifarious and can be categorized according to the motives and feelings of the poets. They depict the sufferings of the human being who faces unbearable realities. These sufferings show how weak human beings are. Therefore, people find their dreams impossible to achieve and their wishes are portrayed out of reach. Keywords: resentment, oppression, pre-Islamic poets, pre-Islamic poetry, symbols

* - Professor in Arabic Language and Literature, Tishreen University, Syria. ** - Ph.D. Student of Arabic Language and Literature, Tishreen University, Syria.