files.zadapps.info · web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية...

52
م ي ح ر ل ا ن م ح ر ل له ا ل م اس ب ن را لق وم ا ل ع ي ف مات ه م ل ا ه ه ومكان غ ي ص ول ز لن ا ب ب س. ب ب س ل ا مان8 ث ع ن ب الد / خ خ ي8 س ل ا ي علد، وD م ح م ا D نH ي ن ن، ن ليD س ر م لء وا ا D نQ ي نT الأ زف8 D شT ي ا عل لأم س ل وا لأة ص ل ، وا ن مي ل عا ل ا له رت ل مد ح ل ا عد: ب ماT ، ا ن عي م حT ه ا ب ح ص له، و ا ول: D قT ا نT ا ي ق ب ول، و ز نD ل ا ات نD سT ا ه D رف مع دT D وائ ق ن ع ا ق باD ه س D ب ع ا نr ندD ح تاD ر م D خ ا ي ف ا نr ي ندD خ انD ك ف م هT ا ه D رف مع ل ة ا دD ه ض ع ي ف، ه D ب م هT الأ8 ب ب ح ن م دD واخ ان ي ور عل س لي دT D وائ ف ل ة ا دD ه ه D رف مع نT ا D ئ م ه ف ب لأ ف ه، D ب ل ع وف D ق و ل ي ا عل ول, و ز نD ل ا ب بD س ه D رف مع ي عل ي نD ع م ل ا ف D ق و ت ن اD ً ائ ن حT ا ، ف ض ع ب ن م ه D ان ع ي ف ه D ب ف ول ز نD ل ا ب بD س ه رف مع ون ك ئ حال ل ة ا هد ي ف ا ول، وهد ز لن ا ب ب س رف ع ب ي حن ه ن الأ دة دD ع ي م هD ل8 ن مT ه اD ا ل دD، وه ه D ب ل ع ف D ق و ت ن ي نD ع م ل م ا ه ف نT ه؛ ولأ D ب ل ع ف D ق و ت ن ز نD س ف ي ل ا نT ؛ لأ ه D ب م هT الأ ها: من ال: D ف- ل D خ و رD ع- هD ل ل ا نT ا} اً نُ ّ D صَ حَ تَ نْ دَ رَ T اْ ن ا اءD َ ع يْ ل ي اَ لَ عْ مُ ك ئ اD َ نَ تَ £ ف وا ه رْ كُ § ئ أَ لَ و{ ور: D ت لا[ 33 ،] ه D ن ة الأ دD ه ف، رة خT ا D ئ رت D ج ف ا د : ا ي نD ع ب، ي غ ب: ي ه ف اء، D ع ب ه D ارن ح ل ا ب ع ا Dدر ئD ص م: روف مع اء ع ي ل وا1

Upload: others

Post on 30-Dec-2019

4 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

بسم الله الرحمن الرحيمالمهمات في علوم القرآنسبب النزول صيغه ومكانه

الشيخ/ خالد بن عثمان السبت.

الحم��د لل��ه رب الع��المين، والص���الة والس���الم على أش���رف األنبي���اءوالمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين، أما بعد:

فكان حديثنا في آخر م��ا تح��دثنا عن��ه س��ابقا عن فوائ��د معرف��ة أس��باب النزول، وبقي أن أقول: بأن معرفة هذه الفوائ��د ليس على وزان واح��د��ا يتوق��ف من حيث األهمية، فبعض ه��ذه المعرف��ة أهم من بعض، فأحيان المعنى على معرفة سبب النزول, وعلى الوقوف علي��ه، فال تفهم اآلي��ة حتى تعرف سبب ال��نزول، وه��ذا في ه��ذه الح��ال يك��ون معرف��ة س��بب ال��نزول في��ه في غاي��ة األهمي��ة؛ ألن التفس��ير يتوق��ف علي��ه؛ وألن فهم

المعنى يتوقف عليه، وهذا له أمثلة متعددة منها: }وال تكر&هوا فتي((ات&كم على الب&غ((اء& إ&نأن الل��ه -ع��ز وج��ل- ق��ال:

نا{ [، والبغاء معروف: مصدر باغت الجارية بغاء،33 ]النور:أردن تحص فهي: بغي، يعني: إذا فجرت بأجرة، فه��ذه اآلي��ة ل��و بقين��ا م��ع ظاهره��ا:

نا{ &ن أردن تحص [،33 ]الن��ور:}وال تكر&هوا فتيات&كم على الب&غاء& إ فمفهوم المخالفة: أنها إذا ما أرادت التحصن فال مانع من إكراهها، ف��إذا ك��انت ال تري��د العف��اف، وليس��ت بعفيف��ة، فال م��انع من إكراهه��ا، وإنم��ا

}وال تكر&هوا فتي((ات&كم على الب&غ((اء& إ&نالممن��وع في ظ��اهر اآلي��ة: نا{ [، ف��التي ال تري�د تحص��نا ال م�انع من إكراهه�ا33 ]النور:أردن تحص

على هذا العمل، أي: غير الشريفة، وهل هذا هو المعنى؟ الجواب: أبدا، فإذا عرفت سبب النزول اتضح لك وجه هذا الش��رط في

نا{اآلية: &ن أردن تحص ، وهو: أن عبد الله بن أبي بن سلول، رئيس}إ المنافقين، كان له جاريتان، فأسلمتا، فك��ان يك��رههن على البغ��اء، وهن بعد اإلسالم عرفن أن ذلك أمر محرم، وتباعدن عن��ه، فك��ان يض��ربوهن من أجل أن يتكسب -قبحه الله- بهذا العمل الش��نيع، فالل��ه -ع��ز وج��ل-

كم�ا ص�ح في الرواي�ة؛ ليع�الج واقع�ة، (1)أن�زل ه�ذه اآلي�ة به�ذا الس�بب حاص��لة، وقعت من بعض الن��اس، وإن ك��ان المع��نى أعم من ذل��ك، فال يجوز لها أن تفعل هذا الفعل، وال يجوز لوليها أو لسيدها أن يس��مح له��ا،

}إ&نسواء ك��انت تري��د التحص��ن أو ال تري��د التحص��ن، لكن لم��اذا ق��ال: }وال تكر&هوا فتي((ات&كم - أخرجه مسلم، كتاب التفسير، باب: في قوله تعالى: 1

(.3029[، برقم )33]النور: على الب&غاء&{1

Page 2: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

نا{ ؟ ألن ه��ذا يتناس��ب م��ع الواقع��ة ال��تي ن��زل الق��رآنأردن تحص((ليعالجها، فسبب النزول يبين المعنى هنا.

}وليس الب&رخذ مثاال آخر: الله -عز وجل- يق��ول في س��ورة البق��رة: ب&((أن ت((أتوا البي((وت م&ن ظهور&ه((ا ولك&ن الب&((ر من& اتقى وأت((وا

ن أبواب&ها{ [، ما معنى هذا الكالم؟ ه��ل هن��اك189 ]البقرة:البيوت م& }وليسأحد يأتي البيت من ظهره؟ م��ا مع��نى ه��ذا التوجي��ه الرب��اني؟

الب&ر ب&أن تأتوا البيوت م&ن ظهور&ها ولك&ن الب&ر من& اتقى وأت((وان أبواب&ها{ [، ما معنى هذا الكالم؟ فهذا قد ال189 ]البقرة:البيوت م&

يفهم اإلنس��ان الم��راد من��ه إال إذا ع��رف س��بب ال��نزول، وه��و: أن بعض األحياء من أحياء العرب، أو من أهل المدينة، كان الواحد منهم إذا أحرم��ا بالحج أو العمرة يرى ديانة أن من محظورات اإلحرام: أنه ال ي��دخل بيت من بابه، فما كانوا يس��تظلون أص��ال بس��قف، وإنم��ا إن ك��انت ل��ه حاج��ة عرضت، فيتسور من وراء الجدار، حتى يأخذ حاجت��ه، فالل��ه -ع��ز وج��ل- يقول: هذا ليس ه��و ال��بر ال��ذي يتق��رب ب��ه إلى الل��ه -ع��ز وج��ل-، أنكمتتسورون البيوت من ظهورها، وال تدخلون من األبواب تقربا إلى الل��ه -

}ولك&ن الب&رعز وجل، فالله ال يتقرب إلي��ه به��ذا، وإنم��ا ال��بر التق��وى، ن أبواب&ها{ فهذا ال��ذي،�� (2)[189 ]البقرة:من& اتقى وأتوا البيوت م&

يقرأ اآلية قد ال يفهم المعنى إال إذا عرف سبب النزول.عائ&ر&وهكذا ما ذكرنا سابقا في قوله: فا والم((روة م&ن ش(( }إ&ن الص((

الله& فمن حج البيت أو& اعتم((((ر فال جن((((اح علي((((ه& أن يطوفما{ [، فظاهرها أن الطواف، يعني: السعي بين الص��فا158 ]البقرة:ب&ه&

والمروة أمر مرفوع فيه الحرج، إذن هو: ليس بالزم، كما فهم عروة بن ، فهذا ه�و القسم األول الذي(3)الزبير، فبينت له عائشة سبب نزول اآلية

يتوقف عليه التفسير.ب ذلك تشريعات قرره��ا القسم الثاني هو: حوادث ووقائع حصلت، فسب الل��ه -ع��ز وج��ل- في كتاب��ه واض��حة بين��ة، فهي بح��د ذاته��ا في الق��رآن واضحة مشروحة، سبب النزول إذا عرفته ال ي��ؤثر في الحكم ش��يئا، وال يزيدك وضوحا على ما في كتاب الله -عز وجل، األمر واضح في القرآن

}وأتوا البي((وت م&ن - أخرجه البخاري، أبواب العمرة، باب: قول الل��ه تع��الى: 2 (، ومسلم، في أوائل كتاب التفسير، برقم1803[، برقم )189 ]البقرة:أبواب&ها{

(3026.) - أخرجه البخاري، كتاب الحج، باب: وج�وب الص�فا والم�روة، وجع�ل من ش�عائر3

(، ومس��لم، كت��اب الحج، ب��اب: بي��ان أن الس��عي بين الص��فا1643الل��ه، ب��رقم )(.1277والمروة ركن ال يصح الحج إال به، برقم )2

Page 3: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

مشروح، فلو لم نعرف سبب النزول لم يقع لنا أي إشكال، ف��إذا عرفن��اسبب النزول، فيكون هذا من باب زيادة العلم فقط، مثاله:

، وك��ذلك هالل بن أمي��ة لم��ا(4)قص��ة ع��ويمر العجالني لم��ا ق��ذف امرأته ، ولع��ل الواقع��تين بينهم��ا تق��ارب، ف��نزلت اآلي��ة بع��د(5)ق��ذف أمرأته

الواقعتين، وذلك حينما جاء ورمى امرأت�ه، فق��ال ل��ه الن��بي -ص��لى الل��ه يحض��ر أربع��ة ش��هود، يع��ني: (6)))البينة أو حد في ظهرك((عليه وسلم:

بالشهادة المعروفة، أو حد، وهو: ثمانون جلدة، فأنزل الل��ه -ع��ز وج��ل:هم هداء إ&ال أنفس(( }والذ&ين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم ش((اد&ق&ين{ ن الص(( &نه لم& هادات ب&الله& إ م أرب((ع ش(( هادة أح((د&ه& فش((

[، اآليات في اللعان، فهذه لو وقفنا مع اآليات فقط، وما عرفن��ا6]النور:سبب النزول، هل يقع فيه إشكال في معنى اآليات؟

الجواب: ال، فسبب ال��نزول إذا عرفت��ه فه��و من ب��اب زي��ادة العلم، لكن المعنى ال يتوقف عليه، وال يحصل لك إشكال في المعنى بسبب جهل��ك فيه بمعرفة سبب النزول، فهذا الن��وع معرفت��ه ليس��ت أص��لية، وليس��ت

ضرورية. ومن أمثلته: أن كعب بن عجرة لما كان القمل يتساقط على وجه��ه منكثرته، وكان محرما مع النبي -صلى الله عليه وسلم، فلما رأى الن��بي -

}فمن كانصلى الله عليه وس��لم- م��ا ب��ه، ن��زلت في��ه ه��ذه اآلي��ات: دقة يام أو ص(( دية م&ن ص((& ه& فف& ن رأس& نكم مر&يضا أو ب&ه& أذى م& م&

[، يقول: كعب بن عجرة -رضي الله عن��ه: هي196 ]البقرة:أو نسك{ فل�و أنن�ا لم نع�رف قصة كعب بن عج�رة -رض�ي،(7)خاصة لي، ولكم عامة

}والذ&ين - أخرج��ه البخ��اري، كت��اب تفس��ير الق��رآن، ب��اب: قول��ه -ع��ز وج��ل: 4م هادة أح((د&ه& هم فش(( هداء إ&ال أنفس(( يرمون أزواجهم ولم يكن لهم ش((

اد&ق&ين{ ن الص &نه لم& (، ومسلم،4745[، برقم )6 ]النور:أربع شهادات ب&الله& إ كتاب الطالق، باب: انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها، وغيرها بوضع الحمل، برقم

(1492.) }ويدرأ عنها العذاب أن تشهد - أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب: 5

ن الكاذ&ب&ين{ &نه لم& (، ومس��لم،4747[، ب��رقم )8 ]النور:أربع شهادات ب&الله& إ كتاب الطالق، باب: انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها، وغيرها بوضع الحمل، برقم

(1496.) }ويدرأ عنها العذاب أن تشهد - أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب: 6

ن الكاذ&ب&ين{ &نه لم& (، ومس��لم،4747[، ب��رقم )8 ]النور:أربع شهادات ب&الله& إ كتاب الطالق، باب: انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها، وغيرها بوضع الحمل، برقم

(1496.)نكم مر&يضا - أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب: قوله: 7 }فمن كان م&

ه&{ ن رأس((& (، ومس��لم، كت��اب الحج،4517[، ب��رقم )196 ]البق��رة:أو ب&ه& أذى م& باب: جواز حلق الرأس للمحرم إذا ك��ان ب��ه أذى، ووج��وب الفدي��ة لحلق��ه، وبي��ان

3

Page 4: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

ا أو ب&((ه&الله عنه، والله -ع��ز وج��ل- ق��ال: نكم مر&يض(( }فمن كان م&ك{ دقة أو نس(( يام أو ص(( ن ص& دية م& ه& فف& ن رأس& ]البق��رة:أذى م&

[، اف��ترض أنن��ا م��ا س��معنا س��بب ن��زول اآلي��ة، م��اذا نفس��ر اآلي��ة؟196 سنقول: من ك��ان ب�ه أذى من رأس��ه من ق��روح يحت��اج معه��ا إلى إزال�ة الشعر، إلى حلقه، مثل: تنف��ط الجل��د بس��بب إح��راق الش��مس، أو غ��ير ذلك، أو هوام في الش��عر، كه��ذا ال��ذي وق��ع لكعب بن عج��رة، ألن الل��ه

ه&{قال: ن رأس& ، فيصدق على كل أذى، ول��و لم نع��رف}أو ب&ه& أذى م& سبب النزول، فهذا النوع إذن: ليس من الضروري أن يعرف��ه المفس��ر، أو ط��الب العلم؛ لكن��ه يفي��د في الجمل��ة بي��ان رحم��ة الل��ه -ع��ز وج��ل،

وتوسعته على المكلفين، وما شابه ذلك. ويلحق به أيضا: حوادث كث��يرة ج��دا، أن��زل الل��ه -ع��ز وج��ل- به��ا آي��ات، حكمها عام، جاء الله -ع��ز وج��ل- به��ا في س��ياق ع��ام، فق��د يت��وهم من نزلت فيه اآلية: أن هذا الموضوع يخصه، بينما يؤخذ عم��وم اآلي��ة، وه��و: واضح المعنى، وإن لم نعرف الس�بب، مث��ل: الرج�ل ال�ذي لقي ام��رأة، وقارف معها بعض ما ال يليق، مما ال يوجب الحد، فندم، وجاء إلى النبي

الة-صلى الله عليه وسلم- وأخبره، فأنزل الله -عز وجل: }وأق&م& الصبن نات& ي(((ذه& ن اللي(((ل& إ&ن الحس((( ا م& ط(((رفي& النه(((ار& وزلف(((

} يئات& فلو لم نع��رف س��بب ال��نزول؛ لبقي الحكم،�� (8)[114 ]هود:الس واضحا، فمن قارف شيئا من السيئات، فعلي��ه أن يتبع��ه بالحس��نات م��ع

ن اللي((ل& إ&نالتوب��ة، ا م& الة ط((رفي& النه((ار& وزلف(( }وأق&م& الص((يئات& ذل&ك ذ&كرى ل&ل((ذاك&ر&ين{ بن الس [،114 ]ه��ود:الحسنات& يذه&

وأمثلة ذلك كثيرة. ومنها: ما أخرجه البخاري -رحم��ه الل��ه- في ص��حيحه، في قول��ه -تب��ارك

م ثمن((ا قل&يال{وتعالى: }إ&ن الذ&ين يشترون ب&عه((د& الله& وأيم((ان&ه& [ اآلية، قال ابن مسعود -رضي الل��ه عن��ه-: ق��ال رس��ول77]آل عمران:

))من حل��ف على يمين ص��بر، يقتط��ع به��االله -صلى الله عليه وس��لم-: ، ف��أنزل الل��ه تص��ديق(9)مال امرئ مسلم، لقي الله وهو عليه غضبان((

(.1201قدرها، برقم ) (،526 - أخرجه البخاري، كت��اب م��واقيت الص��الة، ب��اب: الص��الة كف��ارة، ب��رقم )8

{ومسلم، كتاب التوبة، باب: قول��ه تع��الى: يئات& بن الس(( }إ&ن الحسنات& ي((ذه&(.2763[، برقم )114]هود:

}إ&ن الذ&ين يشترون ب&عهد& الله& - أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب: 9م ثمنا قل&يال أولئ&ك ال خالق لهم{ (،4549[، ب��رقم )77 ]آل عمران:وأيمان&ه&

ومسلم، كتاب اإليمان، ب��اب: وعي��د من اقتط��ع ح��ق مس��لم بيمين ف��اجرة بالن��ار،(.138برقم )

4

Page 5: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

م ثمن((ا قل&يال{ذلك: ]آل}إ&ن الذ&ين يشترون ب&عهد& الله& وأيم((ان&ه& [ اآلية، فدخل األشعث بن قيس -رض��ي الل��ه عن�ه- في ه��ذه77عمران:

األثناء، وابن مسعود قد حدث أصحابه بهذا الح��ديث، فق��ال: م��ا ح��دثكم أبو عبد الرحمن؟! ماذا قال لكم؟! فقالوا: كذا وكذا، ق��ال: في أن��زلت،

.(10)لي بئر في أرض ابن عم لي...، إلى آخر ما ذكر }إ&ن الذ&ين يشترون ب&عه((د& الله&فابن مسعود حمله��ا على العم��وم:

م ثمنا قل&يال{ ))من، والنبي -صلى الله علي��ه وس��لم- يق��ول: وأيمان&ه& ، فالحديث مط��ابقحلف على يمين صبر، يقتطع بها مال امرئ مسلم((

لآلية، وكون األشعث بن القيس -رضي الله عنه- وقعت له قصة مع ابن عمه، فحلف ذاك، فنزلت اآلي��ة... إلى آخ��ره، فه��ذا ال ي��ؤثر في معرف��ة المع��نى، وال يغ��ير من الحكم ش��يئا، ال بتخص��يص، وال بتقيي��د، وال برف��ع

إشكال بوجه من الوجوه. وقسم آخر وهو: ما يذكره الس��لف ويع��برون عن��ه بق��ولهم: ن��زلت ه��ذه اآلية في كذا، وال يقصدون به سبب النزول في الغ�الب، وس�يأتي الكالم عليه عند الكالم صيغة سبب النزول، يقولون: نزلت ه��ذه اآلي��ة في ك��ذا وكذا...، نزلت في الرجل يعمل كذا وكذا...، وال يقصدون سبب النزول، يعني: نزلت في هذا المعنى، أن هذا مما يدخل في عموم اآلية، وإن لم تكن نزلت فيه، يعني: مثال ذلك: ابن عمر -رضي الله عنه- م��ر بس��وق المدينة، فأذن المؤذن، فرأى الناس يغلقون حوانيتهم، فقال: في ه��ؤالء

م ت&ج((ارة وال بي((ع عن ذ&ك((ر& الله& وإ&ق((ام&ن��زلت: يه& }ر&جال ال تله&كاة&{ &يتاء& الز الة& وإ ، واآلية نازل��ة قب��ل ذل��ك بكث��ير،(11)[37 ]النور:الص

ولم تنزل في هؤالء، ليسوا هم سبب النزول، وإنما يقصدون: أنهم مم��ا يدخل في عمومها، فالس��لف كث��يرا م��ا يع��برون به��ذا التعب��ير، يقول��ون: نزلت هذه اآلية في كذا، وال يقصدون سبب ال��نزول، وه��ذا كث��ير، ومث��ل

هذا أيضا ال يتوقف عليه فهم المعنى، وال يرتفع به اإلشكال. ومن أمثلته أيضا: ما أخرجه البخاري في صحيحه، في الرواية التي ذك��ر فيها نزاع الزبير بن العوام -رضي الل��ه عن��ه- م��ع الرج��ل األنص��اري في شراج الحرة، مسيل الماء، فكان ي�أتي الم�اء، الس�يل، المط��ر من ه��ذا المس��يل، ي��أتي إلى مزرع��ة الزب��ير بن الع��وام أوال، ومزرع��ة األنص��اري خلفه، فاألنصاري منزعج، يريد أن الماء يمر مرورا على مزرعة الزب��ير،

- أخرجه البخاري، كتاب المساقاة، باب: الخصومة في البئر والقضاء فيها، برقم10 (، ومسلم، كتاب اإليمان، باب: وعيد من اقتطع ح�ق مس�لم بيمين ف�اجرة2356)

(.138بالنار، برقم )(.14647(، برقم )8/2607 - أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره )11

5

Page 6: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

ثم ال يحبسه حابس، فينطلق مباشرة إلى مزرعته، ف��النبي -ص��لى الل��ه عليه وسلم- أرش��د الزب��ير إلى أن يس��قي، ثم يرس��ل الم��اء إلى ج��اره، فغضب األنصاري، وقال: أن كان ابن عمتك يا رسول الل��ه، يع��ني: ألن��ه ابن عمتك حابيته، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رفق باألنصاري، وإال فمن حق الزبير أن يحبس الماء حتى يكتفي تمام��ا، ف��النبي -ص��لى

))ال، أي: ))اسق، ثم أرسل الماء إلى جارك((الله عليه وسلم- قال له: ، فغضب النبي -صلى الله علي�ه وسلم، وقال للزبير:(12)ضرر وال ضرار((

، أي: أن هذا من حق��ك، لكن��ه م��ا))اسق يا زبير حتى يبلغ الماء الجدر(( ذكره للزبير أوال رفقا باألنصاري، فلما أساء األدب األنصاري، ذكر الن��بي -صلى الله عليه وسلم- الحق الثابت للزبير، فم�اذا حص��ل؟ يق��ول: فم�ا

نون حتىأحسب ه��ذه اآلي��ة إال ن��زلت في ذل��ك: }فال وربك ال يؤم&ا م حرج( ه& جر بينهم ثم ال يج&((دوا ف&ي أنفس((& يحكموك ف&يم(ا ش((

ا قضيت ويسلموا تسل&يما{ م ن��زلت في ذل��ك،،�� (13)[65 ]النس��اء:م&يعني: هذا مما يدخل في معناها، وليس هذا هو سبب النزول.

القسم الرابع وهو: مما يحت��اج إلي��ه، وإن ك��ان ال يتوق��ف المع��نى تمام��ا عليه، يعني: هو دون األول، لكن يبقى بعض الغموض، وبعض اإلش��كال، ف��إذا ع��رف س��بب ال��نزول انجلى ه��ذا اإلش��كال، فه��ذا مم��ا نحت��اج إلى

معرفته. }ن&ساؤكم ح((رث لكم ف((أتوا ح((رثكممثاله: الله -عز وجل- يق��ول:

ئتم{ [، ما معناها؟ قد يفهم منها ف��اهم مع��نى لم223 ]البقرة:أنى ش& يرده الله -عز وجل، ويحتج به��ا على فع��ل ال يج��وز، والمقص��ود واض��ح،

ئتم{فالله -عز وجل- يقول: ، لكن إذا عرفت}فأتوا حرثكم أنى ش& سبب ال��نزول، وه��و: أن اليه��ود ك��انوا يقول��ون: إذا أتى امرأت��ه م��دبرة، يعني: في موضوع الول��د، ج��اء الول��د أح��ول، فك��ذبهم الل��ه -ع��ز وج��ل،

ئتم{فقال: ]البق��رة:}ن&ساؤكم حرث لكم فأتوا ح((رثكم أنى ش((& ، يعني: كل ذلك في محل الحرث، وأم�ا غ�يره فال يج�وز، فه�ذا(14)[223

- أخرجه ابن ماجه، أبواب األحكام، باب: من بنى في حقه ما يضر بجاره، ب��رقم12(، ب��رقم )1/498(، وص��ححه األلب��اني في سلس��لة األح��اديث الص��حيحة )2340)

250.) - أخرجه البخاري، كت��اب المس��اقاة، ب��اب: ش��رب األعلى إلى الكع�بين، ب��رقم )13

(، ومسلم، كتاب الفضائل، باب: وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم، برقم2362(2357.) }ن&ساؤكم ح((رث لكم ف((أتوا - أخرجه البخاري، كتاب تفسير الق��رآن، ب��اب: 14

كم{ نفس& ئتم وقدموا أل& (،4528[ اآلي��ة، ب��رقم )223 ]البقرة:حرثكم أنى ش& ومسلم، كت��اب النك��اح، ب��اب: ج��واز جماع��ه امرأت��ه في قبله��ا، من ق��دامها، ومن

6

Page 7: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

يزول به اإلشكال، لكن ال يتوقف فهم المعنى عليه، وبهذا نك��ون انتهين��امن هذه القضية.

بقي أن نع��رف مس��ألة أخ��رى، وهي: كي��ف نع��رف س��بب ال��نزول بال مبالغة؟ فإذا نظرت في كتب التفسير، وقد استغرب هذا بعض اإلخوان، تجد أنهم يذكرون أشياء من غير روايات، يقولون: سبب نزول اآلية ك��ذا وكذا وكذا، أشياء ي��أتون به��ا، ال أدري من أين ج��اؤوا به��ا، ال يوج��د فيه��ا رواي��ة، وق��د رأيت ابن عاش��ور -رحم��ه الل��ه- في أول تفس��يره يب��دي امتعاضه من ذلك، من كثرة ما يذكره بعض المفسرين، ويقولون: سبب نزول هذه اآلية كذا، من غير أن يكون هناك رواي�ة أص�ال في الموض��وع،

فهذه مشكلة. هل نعرف أسباب النزول عن طريق الحدس، أو االجته��اد، أو النظ��ر، أو

االستنباط؟ الجواب: ال، ال يمكن أن نعرف سبب النزول إال بش�يء واح�د فق�ط، م�ا هو هذا الطريق؟ هو: النقل، النق��ل عن من؟ عن من ش��اهدوا التنزي��ل، وهم الصحابة، هم الذين يحكون لنا، ويقولون: حصل ك��ذا، س��أل رج��ل، فعل فالن كذا، فنزلت اآلية، فه��ذا ه��و الطري��ق الوحي��د لمعرف��ة س��بب

النزول. إذا نقل لنا من لم يشاهدوا التنزيل رواي��ة، مث��ل: الت��ابعين، فه��ل يك��ون

ذلك مقبوال؟ الجواب: أن هذا من قبيل المرسل، وهو: ن��وع من أن��واع الض��عيف؛ ألن الواسطة غير معلومة، فقد يكون روى عن صحابي، وقد يكون روى من

تابعي آخر، المقصود: أن حكم هذا هو حكم المرسل. كيف يحصل هذا للصحابة -رضي الله عنهم-؟ يحصل لهم بقرائن وبأمور

في معايشتهم للنبي -صلى الله عليه وسلم-. ومما ينبغي أن يعلم أيضا في هذا الباب: باب أس��باب ال��نزول، مس��ألة: وهي سبب النزول هل هو من قبيل، أو يأخذ حكم الحديث المرف��وع، أو أنه يأخذ حكم الح��ديث الموق��وف، أو األث�ر الموق��وف، يع�ني: من ق��ول الصحابي؟ فالذي يحدثنا بأسباب ال��نزول ليس الن��بي -ص��لى الل��ه علي��ه وسلم-، وإنما الص��حابة ع��ادة، فه��ل نحكم على ه��ذه الرواي��ة: أنه��ا من ق��ول الص��حابي فتك��ون موقوف��ة؟ -وموقوف��ة يع��ني: ق��ول ص��حابي، أو نقول: إنها من قبيل المرفوع؟ يعني: لها حكم ما يسند إلى النبي -صلى

الله عليه وسلم-؟ فما حكم سبب النزول؟

(.1435ورائها من غير تعرض للدبر، برقم )7

Page 8: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

الجواب: ننظر إلى الصيغة، فإن كانت ص��ريحة حكمن��ا ل��ه بحكم الرف��ع، وسيأتي معنا الصيغة الصريحة بع��د قلي��ل إن ش��اء الل��ه تع��الى، فس��بب النزول الذي جاء بصيغة صريحة ل��ه حكم الرف��ع، وم��ا ج��اء بص��يغة غ��ير ص��ريحة، فليس ل��ه حكم الرف��ع، على خالف في ه��ذا الن��وع، فبعض��هم

يجعله في قسم المرفوع أيضا، وبعضهم ال يجعله.صيغة سبب النزول:

ما هي الصيغ التي ترد فيها أسباب النزول في الروايات ال��تي يع��بر به��االراوي؟ نقول: هي: على قسمين:

قسم صريح، وهو: أن يقول الراوي، الصحابي يعني مثال، يذكر قص��ة، أو واقعة، أو سؤال، أو حادثة، أو نحو ذلك، ثم يقول: فأنزل الله كذا وك��ذا، أو يقول: ف��نزلت ه��ذه اآلي��ة، يع��ني: يعقب الواقع��ة أو الس��ؤال بقول��ه: فنزلت، أو فأنزل الله، أو يقول: س��بب ن��زول اآلي��ة الفالني��ة ك��ذا وك��ذا، فهذا يكون من قبيل الصريح، وله حكم الرفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم؛ ألنه ال يحتم��ل أن يك��ون من قبي��ل التفس��ير من الص��حابي ح��تى نحكم له أنه من ق��ول الص��حابي، ال، فنق��ول: ه��ذا س��بب ن��زول لقض��ية تتعلق بنزول ال��وحي على الن��بي -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- إلى آخ��ره، فهذه لها شأن، فنلحقها بأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وس��لم، أو

باألحاديث المرفوعة، فلها حكمها. القسم الثاني وهو: غير الصريح، وهو: م��ا يع��برون عن��ه بق��ولهم: ن��زلت ه��ذه اآلي�ة في الرج�ل يفع�ل ك��ذا وك��ذا، ن�زلت ه��ذه اآلي�ة فين��ا معش�ر

ماألنصار، نزلت هذه اآلية مثال، أو في هؤالء ن��زلت: يه& ال ال تله& }ر&ج( ، مع أن اآلية نازلة قب��ل(15)[37 ]النور:ت&جارة وال بيع عن ذ&كر& الله&{

بسنين طويل�ة، يع��ني: أن ه�ذا مم�ا ي�دخل في عمومه�ا ومعناه�ا، فغ�يرالصريح ليس له حكم الرفع، وأما الصريح فهو: في حكم المرفوع.

نعطيكم مثاال على غير الص��ريح: أخ��رج البخ��اري من ح��ديث حذيف��ة بنب&يل& الله&اليمان -رضي الله عنه- في قوله تعالى: قوا ف&ي س(( }وأنف&

[، ق��ال: ن��زلت في195 ]البق��رة:وال تلقوا ب&أيد&يكم إ&لى التهلك((ة&{ هل هذا صريح أو غير صريح؟ هذا غير صريح، قال: نزلت في، (16)النفقة

ق((وا ف&يالنفق��ة، يع��ني: أن مم��ا ي��دخل في معناه��ا: النفق��ة، }وأنف&

(.14647(، برقم )8/2607 - أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره )15ب&يل& - أخرجه البخاري، كتاب تفسير الق��رآن، ب��اب: قول��ه: 16 قوا ف&ي س(( }وأنف&

ن&ين{ نوا إ&ن الله يح&ب المحس& الله& وال تلقوا ب&أيد&يكم إ&لى التهلكة& وأحس&(.4516[، برقم )195]البقرة:

8

Page 9: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

[، ق��ال:195 ]البقرة:سب&يل& الله& وال تلقوا ب&أيد&يكم إ&لى التهلكة&{نزلت في النفقة.

ا من ح�ديث ن�افع، عن ابن عم�ر -رض�ي مثال آخر: أخرج البخ�اري أيض� الله عنهما-: أنه كان إذا ق��رأ الق�رآن لم يتكلم ح�تى يف�رغ من�ه، يق�ول: فأخذت علي��ه يوم��ا، فق��رأ س��ورة البق�رة ح��تى انتهى إلى مك��ان؛ ق��ال:

،(17)ت��دري فيم أن��زلت؟ قلت: ال، ق��ال: أن��زلت في ك��ذا وك��ذا، ثم مضىيعني: ليس بسبب النزول، وإنما مما يدخل في معناها.

وهنا تنبيه البد منه: وهو أن هذه الرواية التي نق��ول: إنه��ا وردت بص��يغة�ا في بعض المواض�ع غ�ير صريحة؛ قد نجدها إذا استقرأنا الروايات أحيان صريحة، فل��و جمعن��ا الرواي��ات أحيان��ا نكتش��ف أنه��ا في بعض الرواي��ات جاءت بطريقة غير صريحة، بل أحيانا قد تأتي في أول الرواية ص��ريحة، وفي آخرها بصيغة غير ص��ريحة، أو العكس، وله��ذا نحن نق��ول: إن ه��ذا هو الغالب، أنه إذا قال: سبب نزول هذه اآلية كذا، أو ي��ذكر الحادث��ة، ثم يق��ول: ف��نزلت ه��ذه اآلي��ة، الغ��الب أن ه��ذا ه��و: س��بب ال��نزول، وليس مقصوده التفسير، هذا الغ�الب، لكن ق�د يك��ون األم�ر على خالف ذل�ك، ونحن نعرف أن كل قاعدة لها شواذ، فالقواعد أغلبية، هذا غاية ما يقال

في هذا األمر. نعطيكم مثاال على ما ورد فيه األمران، يأتي��ك في بعض الرواي��ة بص��يغة صريحة، في نفس الرواي�ة، وفي الموض�ع الث�اني بص�يغة غ�ير ص�ريحة، مثاله: أثر ابن عمر السابق، الذي قال فيه: نزلت في كذا وك��ذا، يقص��د

، فه��ذا األث��ر ج��اء في(18)[223 ]البق��رة:}ن&ساؤكم حرث لكم{اآلية: موضع آخر بصيغة صريحة، وهي: قضية واحدة، فهذا في روايتين.

أما في نفس الرواية، فخذ ه��ذا المث��ال، وه��و: م��ا أخرج��ه البخ��اري في }وأت((واصحيحة، عن البراء -رضي الله عنه- في قوله -تبارك وتع��الى:

ن أبواب&ها{ [، قال: نزلت هذه اآلي��ة فين��ا، ه��ل189 ]البقرة:البيوت م&هذا صريح أو غير صريح؟

غير صريح، لو بقينا معه؛ لقلنا هذا من قبي��ل التفس��ير، وليس من قبي��ل سبب النزول، قال: نزلت هذه اآلية فينا، ثم قال: كان األنصار إذا حج��وا فجاؤوا لم يدخلوا من قبل أبواب بيوتهم، ولكن من ظهورها، فجاء رجل

��ر ب��ذلك، ف��نزلت: }وليسمن األنصار فدخل من قب��ل باب��ه، فكأن��ه عي }ن&ساؤكم ح((رث لكم ف((أتوا - أخرجه البخاري، كتاب تفسير الق��رآن، ب��اب: 17

كم{ نفس& ئتم وقدموا أل& (.4526[ اآلية، برقم )223 ]البقرة:حرثكم أنى ش& }ن&ساؤكم ح((رث لكم ف((أتوا - أخرجه البخاري، كتاب تفسير الق��رآن، ب��اب: 18

كم{ نفس& ئتم وقدموا أل& (.4526[ اآلية، برقم )223 ]البقرة:حرثكم أنى ش&9

Page 10: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

قول��ه:،(19)[189 ]البق��رة:الب&ر ب&((أن ت((أتوا البي((وت م&ن ظهور&ه((ا{ فنزلت، بعد ذكر الواقعة، هذا يك��ون من قبي��ل الص��ريح، وأن��ه في نفس

الرواية، في أولها غير صريح، وفي آخرها صريح. نعطيكم مث��اال على الص��ريح فق��ط، وق��د أعطين��اكم أمثل��ة على غ��ير الص��ريح، وعلى م��ا اجتم��ع في��ه األم��ران في رواي��ة واح��د، أو ج��اء في روايتين لنفس الحديث، فالمثال على الصريح: ما أخرج��ه البخ��اري، من حديث البراء -رضي الل��ه عن��ه- ق��ال: لم��ا ن��زل ص��وم رمض��ان ك��انوا ال يقربون النساء رمضان كله، وكان رجال يخونون أنفسهم، ف��أنزل الل��ه:

كم{ ،(20)[187 ]البق���رة:}عل&م الله أنكم كنتم تخت(((انون أنفس(((فقوله: فأنزل الله، هذا من قبيل الصريح.

مسألة أخرى في ال��نزول وأس��باب ال��نزول، وهي: فائ�دة مليح��ة، وهي: أحيان��ا ت��نزل اآلي��ة أو اآلي��ات قب��ل الحكم، وال أقص��د ب��الحكم الحالل والحرام، وإنما أقص��د: المع��نى، أو القض��ية، أو الواقع��ة، أو األم��ر ال��ذي��ا، فأحيان��ا ت��نزل ترتبط به اآلية، وتتحدث عنه، حتى لو ك��ان ح��دثا تاريخي قبله اآليات، ويحصل ه��و بع��د م��دة، وأحيان��ا ت��نزل مع��ه، وأحيان��ا يش��رع

الحكم، أو تحصل واقعة، فتنزل اآليات بعد ذلك. نعطيكم مثاال على ذلك، ما ن��زل م��ع تش��ريع الحكم، وه��ذا كث��ير، مث��ل:

اب واألزالم ر&جستحريم الخمر، ر واألنص( &نما الخمر والميس((& }إيطان& فاجتن&بوه{ ن عمل& الش [، لما نزلت ه��ذه اآلي��ة90 ]المائدة:م&

نزل معها مباشرة تحريم الخمر، بل كانت هذه اآلية تحمل حكما، وه��و: تحريم الخمر، فما حرم الخمر قبل ذلك، وال حرم بعد ن��زول ه��ذه اآلي��ة بف��ترة، وإنم��ا ن��زل الحكم به��ذه اآلي��ة، فاآلي��ة ك��انت تحم��ل ه��ذا الحكم

الشرعي. }شهر رمضان الذ&ي أن((ز&لومثل أيضا: فرض الصيام، يقول تعالى:

يه& القرآن{ }كت&ب عليكم[، وقول��ه -تب��ارك وتع��الى: 185 ]البقرة:ف&ن قبل&كم{ يام كم((ا كت&ب على الذ&ين م& [، م��تى183 ]البق��رة:الص((

فرض الصوم؟ لما نزلت هذه اآليات، فهذا مع تقرير الحكم، اآلي��ة ت��نزلتحمل حكما يطبق مباشرة.

}وأت((وا البي((وت م&ن - أخرجه البخاري، أبواب العمرة، باب: قول الله تع��الى: 19(.3026(، ومسلم، كتاب التفسير، برقم )1803[، برقم )189 ]البقرة:أبواب&ها{

يام& - أخرج��ه البخ��اري، كت��اب تفس��ير الق��رآن، ب��اب: 20 }أح&((ل لكم ليل((ة الص((ائ&كم هن ل&ب((اس لكم وأنتم ل&ب((اس لهن عل&م الله أنكم فث إ&لى ن&س(( ال((رروهن ا عنكم ف((اآلن باش((& كم فت((اب عليكم وعف(( كنتم تخت((انون أنفس((

(.4508[، برقم )187 ]البقرة:وابتغوا ما كتب الله لكم{10

Page 11: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

وأما الصورة الثانية، وهي: ما نزل قب��ل تقري��ر الحكم، فه��ذا ل��ه أمثل��ة، وإن ك��انت ه��ذه األمثل��ة بعض��ها يحت��اج إلى مناقش��ة، ونحن في األمثل��ة نوسع المجال، فال نضيق في المثال؛ من أجل أن يتض��ح المع��نى فق��ط؛ فهي معتبرة على قول بعض العلماء، فمن ذلك: الله -عز وجل- يق��ول:

ل ب&ه((ذا البل((د&{ م ب&هذا البلد& * وأنت ح& [، م��ا2-1 ]البل��د:}ال أقس&المعنى؟

ملها أكثر من معنى عند المفسرين، لكن المعنى المش���هور: }ال أقس&ل ب&هذا البلد&{، يعني: مكة، ب&هذا البلد&{ ، حل: ليس ح��ال،}وأنت ح&

أي: ن��ازل، وإنم��ا من اإلحالل، أي: الح��ل ض��د الحرم��ة، أي: أن��ك حالل، وهذه اآلية من سورة البلد متى نازلة؟ نزلت والن��بي -ص��لى الل��ه علي��ه وسلم- مستضعف في مكة، فاآلي��ة تش��ير إلى ق��ول الن��بي -ص��لى الل��ه

قال�ه -ص�لى الل�ه علي�ه،(21)))أحلت لي س�اعة من نه�ار((عليه وس�لم: }الوسلم- في أواخر حياته، في عام الفتح، مع أن س��ورة البل��د مكي��ة،

م ب&هذا البل((د& * وأنت ح&((ل ب&ه((ذا البل((د&{ ، يع��ني: مك��ة، وح��لأقس& يعني: حالل، أي: أنه��ا س��تحل ل��ك في ي��وم من ال��دهر، ف��أحلت ل��ه في أواخر حياته ساعة من نهار، فاآلية نازلة قبل الحكم الذي يتعلق بها، م��ا

حصل بعد. ]القم��ر:}سيهزم الجم((ع ويولون ال((دبر{وكذلك في قوله تعالى:

[، عمر -رضي الله عنه- يقول: في مكة نزلت هذه اآلية، وأنا أق��ول:45 أين جمع؟ وأين الدبر الذي يولون��ه؟ ألنهم في مك��ة ك��انوا مستض��عفين، فمن الذين سيولون الدبر؟ ومن الجم��ع؟ فالمس��ألة فيه��ا جي��وش، وهم

يهزمكانوا أفراد في مكة، فسيكون هناك لق��اء، وس��يكون ف��رار، }س( [، يق��ول: فم�ا فهمته��ا ح��تى رأيت45 ]القم�ر:الجمع ويولون الدبر{

النبي -صلى الله عليه وسلم- يثب يوم بدر بال��درع، علي��ه ال��درع، وه��و:سربال من حدي��د، ث��وب من حدي��د مع��روف ذو حل��ق، يثب في درع��ه -

يهزم الجم((عص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- وه��و ي��ردد ه��ذه اآلي��ة: }س(( ، فاآلي��ة ن��زلت في مك��ة، وك��انوا(22)، يق��ول: ففهمتهاويولون ال((دبر{

أفرادا مستضعفين، فهذا مما نزل قب��ل تقري��ر حكم��ه، والحكم ال نقص��دبه: الحالل والحرام، واألمر والنهي، ال، وإنما متعلق ذلك.

- أخرجه البخاري، كتاب في اللقطة، باب: كيف تعرف لقطة أهل مكة، ب��رقم )21 (، ومسلم، كتاب الحج، باب: تحريم مكة وصيدها وخالها وشجرها ولقطتها،2434

(.1355إال لمنشد على الدوام، برقم )(.22/602 - أخرجه الطبري في تفسير )22

11

Page 12: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

وله أمثلة أخرى، ال بأس أن أذكر لكم منها على سبيل الفائدة، الله -عزلى{وجل- يق��ول: م ربه& فص(( }قد أفلح من ت((زكى * وذك((ر اس((

}قد أفلح من[، فهذه السورة مكي��ة قطع��ا، فقول��ه: 15-14]األعلى: ، المع��نى األق��رب في ت��زكى: زكى نفس��ه باإليم��ان والتق��وىت((زكى{

وطاع��ة الل��ه -ع��ز وج��ل، ومتابع��ة الرس��ول -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم،لى{ م ربه& فص(( ، أي: ذك��ر اس��م رب��ه وص��لى الص��لوات}وذكر اس((

المفروضة، وغير المفروض��ة، فه��ذا ال��ذي يفلح، لكن هن��اك مع��نى آخ��ر ذكره بعض أهل العلم، وكأن شيخ اإلسالم بنى عليه بعض االس��تنباطات في بعض المواضع، وإن كان هذا المعنى فيما أظن معنى مرجوحا، لكن للفائدة أذكره، وق��د ذك��ره جماع��ة كب�يرة من الس�لف، وه��و: أن مع��نى

، أي: أخرج زكاة الفطر، صدقة الفط��ر،}قد أفلح من تزكى{قوله: ، قالوا: إشارة}وذكر اسم ربه& فصلى{أي: في عيد الفطر، وقوله:

أي: ص��الة العي��د، م��ع أن}فصلى{إلى التكبير وهو خارج إلى العي��د، ذلك لم يشرع في مكة، ففي مك��ة ليس هن��اك ص��دقة فط��ر، وال ص��الة عيد، وال تكبير في الخروج إليها، وال ش��يء من ه�ذا، فق�الوا: ه��ذه اآلي�ة تشير إليه، ولم يشرع إال في المدينة، وه��ذا ق��ال ب��ه كث��ير من الس��لف، ولوال كثرة من قال به م��ا ذكرت��ه، وإن ك��ان المع��نى ال��راجح ه��و األول،

لكن هذا يوضح لك هذه القضية التي ذكرتها. مثال أوضح من هذا كل��ه، الل��ه -ع��ز وج��ل- يق��ول في س��ورة المزم��ل:

ب&يل& الله&{ [، فه��ذه اآلي��ة20 ]المزم��ل:}وآخرون يقات&لون ف&ي س(( نزلت في أول ما نزل، وما آمن إال أفراد قد ال يزيدون على أص��ابع الي��د الواحدة، فأين الذين يقاتلون في س��بيل الل��ه؟ ب��ل ف��رض في المدين��ة،

فهذه اآلية تشير إلى أمر وقع بعد ذلك بمدة طويلة. وهذا مثال على ما نزل بعد تقري��ر الحكم: م��ا أخرج��ه البخ��اري -رحم��ه الله- في صحيحه، من حديث عائشة -رضي الل��ه عنه��ا- ق��الت: "خرجن��ا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، ح��تى إذا كن��ا بالبيداء، أو بذات الجيش، وهو: مك��ان، انقط��ع عق��د لي، فأق��ام رس��ول الل��ه -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- على التماس��ه، يع��ني: بقي يبحث عن��ه، وأقام الناس معه، وليسوا على م��اء..."، إلى أن ق��الت: "فق��ام رس��ول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أصبح على غير م��اء، ف��أنزل الل��ه آي��ة

[، اآلي��ة ال��تي في المائ��دة"، إلى آخ��ر6 ]المائ��دة:}فتيمموا{التيمم: .(23)الحديث

موا - أخرجه البخاري، كتاب التيمم، وقول الله تعالى: 23 دوا ماء فتيم }فلم تج&نه{ (،334[، برقم )6 ]المائدة:صع&يدا طيبا فامسحوا ب&وجوه&كم وأيد&يكم م&

12

Page 13: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

الة&{فهذه اآلية ذكر فيها الوض��وء، &ذا قمتم إ&لى الص ، ف��ذكر فيه��ا}إ الوضوء، وهي نزلت متأخرة، في س��ورة المائ��دة، وس��ورة المائ��دة من أواخر السور نزوال، فهل معنى ذلك: أنهم كانوا يص��لون من غ��ير وض��وء

طوال تلك المدة في مكة وفي المدينة؟ الج��واب: ال، ب��ل الوض��وء ف��رض قب��ل ذل��ك بكث��ير، ولكن��ه لم ي��رد في

القرآن، فجاءت اآلية التي تبين الوضوء وتشير إليه متأخرة بعد ذلك.يقول ابن عبد البر -رحمه الله: "معلوم عند جمي��ع أه��ل المغ��ازي أن��ه - صلى الله عليه وسلم- لم يصل منذ افترضت الص��الة علي��ه إال بوض��وء،

فأنزله��ا الل��ه -ع��ز وج��ل- ليك��ون، (24)وال يدفع ذلك إال جاه��ل أو معان��د" حكمها متلوا مع كونه مفروضا، والمقص��ود: أن اآلي��ة ن��زلت بع��د تقري��ر

الحكم بمدة طويلة.&ذاوخذ مث��اال آخ��ر: الل��ه -ع��ز وج��ل- يق��ول: }يا أيه((ا الذ&ين آمن(وا إ

عوا إ&لى ذ&ك((ر& الله& وذروا ن ي((وم& الجمع((ة& فاس(( الة& م& نود&ي ل&لص(( [، فهل هذه السورة مكي��ة أو مدني��ة؟ ه��ذه الس��ورة9 ]الجمعة:البيع{

مدنية، ومتى فرضت صالة الجمعة؟ فرضت بمك��ة، ولم يص��لها الن��بي - صلى الله عليه وسلم- بمكة، لكنه أم��ر مص��عب بن عم��ير -رض��ي الل��ه

، ثم ص��الها الن��بي -ص��لى الل��ه علي��ه(25)عنه، فأقامها للناس في المدينة وسلم- بعدما هاجر، لكنه لم يس��تطع في مك�ة أن يص�لي الجمع�ة؛ ألن�ه كان مستضعفا، فإذن: آية الجمعة نزلت في سورة مدني��ة؛ م��ع أن حكم

الجمعة قد شرع وفرض قبل ذلك في مكة.ا في ه��ذا الموض��وع أس��باب ومن المسائل ال��تي يحس��ن معرفته��ا أيض��تغرب من ه��ذا، لكن ال��نزول: أن ال��نزول أحيان��ا ق��د يتك��رر، وق��د يس�� سأعطيكم شيئا ال يكابر فيه أحد: أن القرآن كان ينزل على حرف واحد في مكة، وهو: حرف قريش، واستمر على ذلك عشر س��نين، ثم ن��زلت باقي األحرف الستة في المدينة، وهذه األحرف الستة، ووجوه المغايرة

فيها، موجودة في ضمن اآليات المكية أيضا، فما معنى هذا الكالم؟ معناه: أن جبريل -عليه السالم- صار ينزل م��رة ثاني��ة باآلي��ة ال��تي تق��رأ بأكثر من وجه، أو جاءت بحروف متنوعة، صار ينزل بها مرة ثانية، وهذا قطعا ال يس�تطيع أح�د أن يع�ترض على ه��ذا، وإن اع��ترض من اع��ترض

(.367ومسلم، كتاب الحيض، باب: التيمم، برقم )(.19/279 - انظر: التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد )24 (، والط�براني في6964(، ب�رقم )4/358 - أخرج�ه أب�و عوان�ة في مس�تخرجه )25

(،3/278(، وال��بيهقي الس��نن الك��برى )6294(، ب��رقم )6/241المعجم األوسط )(.5702برقم )

13

Page 14: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

على بعض األمثلة األخرى، فاآلية قد تنزل مرة ثاني��ة تأكي��دا لمض��مونها، أو لي��بين لهم أن الحكم ال��ذي أش��كل عليهم، أو ال��ذي هم بص��دد اتخ��اذ موقف في هذه القضية، هو: نفس حكم ما س��بق في القض��ية الفالني��ة، أو مما نزل في اآلية الفالنية، وهذا ل��ه أمثل��ة كث��يرة ج��دا، نعطيكم منه��ا

مثالين:وم{الله -عز وجل- يقول: [، وصح عند2-1 ]الروم:}الم * غل&بت& الر

الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عن��ه- أن��ه ق��ال: لم��ا ك��ان ي��وم ب��در ظه��رت ال��روم على ف��ارس، ف��أعجب ذل��ك المؤم��نين،

ن((ون{[، إلى قوله: 1 ]الروم:}الم{فنزلت: }ويومئ&ذ يفرح المؤم& ، ه��ذا بإس��ناد(26)[، ففرح المؤمنون بظهور ال��روم على ف��ارس4]الروم:

صحيح عند الترم��ذي وغ��يره، ه��ذا في ي��وم ب��در، لم��ا تغلب ال��روم علىالفرس.

وهناك رواية أخ��رى مش�هورة ج��دا، أش��هر من ه��ذه الرواي��ة، وهي: من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما، في قصة الرهان المش��هورة ال��تي وقعت بين أبي بكر الصديق -رضي الله عنه، وبين بعض المشركين؛ لما تغلبت الفرس على الروم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة قبل الهجرة، ففرح المشركون بذلك؛ ألن الف��رس من الوث��نين، وال��روم من أهل الكتاب، فتفاءلوا بهذا، وقالوا: نحن سنغلبكم كم��ا غلب إخوانن��ا من

}الم * غل&بت&الوثنيين، كما غلبوا أهل الكتاب، فأنزل الله -ع��ز وج��ل: يغل&بون * م س(( ن بع((د& غلب&ه& وم * ف&ي أدنى األرض& وهم م& ال((ر

ن&ين{ ع& س(((& ع&[، فق���الوا: تق���ول: 4-1 ]ال���روم:ف&ي ب&ض(( }ف&ي ب&ض((ن&ين{ ، فتراهنوا مع أبي بكر -رضي الله عنه، فقالوا: ننظر أتصدقونس&

،(27)أو م��ا تص��دقون؟ ف��تراهن معهم أب��و بك��ر في القص��ة المش��هورة فحصلت هذه الغلبة في يوم ب��در، ف��أنزل الل��ه -ع��ز وج��ل- م��رة ثاني��ه:

وم{ ، فكم مره نزلت هذه اآلية؟ نزلت مرتين، مرة}الم * غل&بت& الر

- أخرجه الترمذي، أبواب الق�راءات عن رس�ول الل�ه -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم،26 (، وقال: "هذا حديث حسن غ��ريب من ه��ذا2935باب: ومن سورة الروم، برقم )

(، وأحمد في المسند، ب��رقم11325الوجه"، والنسائي في السنن الكبرى، برقم )(، وقال محققوه: "إسناده صحيح على شرط الشيخين".2495) - أخرجه الترمذي، أبواب تفسير القرآن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم،27

(، وقال: "هذا حديث حس��ن ص��حيح غ��ريب3194باب: ومن سورة الروم، برقم ) من حديث نيار بن مك��رم، ال نعرف��ه إال من ح��ديث عب��د ال��رحمن بن أبي الزن��اد"،

، بترقيم الشاملة آلي��ا(7/194وحسنه األلباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي )(.3194برقم )

14

Page 15: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

لما افتخر المشركون في مكة، ومرة لما تحق��ق الوع��د بانتص��ار ال��رومعلى الفرس.

وح&نعطيكم مثاال آخر، في قوله -تبارك وتعالى: }ويسألونك عن& ال((ر& إ&ال قل&يال{ ن الع&لم ن أم(((ر& ربي وم(((ا أوت&يتم م& وح م& ق(((ل& ال(((ر

[، اآلية التي في اإلسراء، أخرج الشيخان البخاري ومسلم،85]اإلسراء:من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "كنت أمشي م��ع الن��بي - صلى الله عليه وسلم- في حرث بالمدينة، في مزرعة، وهو: يتوكأ على عسيب، فمر بنفر من اليهود، فق��ال بعض��هم: س��لوه، وق��ال بعض��هم: ال تسألوه، فإنه يسمعكم ما تكره��ون، فق��الوا: ي��ا أب��ا القاس��م! ح��دثنا عن الروح، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم، ورفع رأسه إلى السماء، قام النبي -صلى الله عليه وسلم- ساعة، وجلس ينتظر ف��ترة، ورف��ع رأس��ه إلى السماء، يق��ول ابن مس��عود: فع��رفت أن��ه ي��وحى إلي��ه، ح��تى ص��عد

، هذا كان في المدينة.(28)))الروح من أمر ربي((الوحي"، ثم قال: وعندنا رواية ثانية صحيحة: عند الترمذي، من حديث ابن عب��اس -رض��ي الله عنهما- قال: "قالت ق��ريش لليه��ود، وه��ذا في مك��ة: اعطون��ا ش��يئا نسأل هذا الرجل، فقالوا: سلوه عن الروح، فسألوه عن ال��روح، ف��أنزل

ن أم((ر&الل���ه تع���الى: وح م& وح& ق((ل& ال((ر ألونك عن& ال((ر }ويس((، فهذه في مكة، وتلك في المدينة، فماذا نقول؟ (29)"ربي{

نقول: اآلية ن��زلت م��رتين، بس��ببين، م��رة س��أله في مك��ة المش��ركون،فنزلت اآلية، ومرة سأله بعض اليهود في المدينة، فنزلت اآلية.

وهنا مسألة أخرى تتعلق بهذا الباب: أس��باب ال��نزول، وهي: أن الس��بب قد يكون واحدا، وتنزل أكثر من آية، وليست آية واح��دة ت��نزل، وليس��ت أكثر من آية تنزل سردا في موضع واح��د من الق��رآن، ال، ب��ل آي��ات من سور، بسبب واقعة واحدة، فهي: واقعة واح��دة ت��نزل بس��ببها آي��ات في

سور شتى. مثاله: ما أخ��رج الترم��ذي، وج��اء في رواي��ات كث��يرة ج��دا ص��حيحة، من ح��ديث أم س��لمة -رض��ي الل��ه عنه��ا- ق��الت: "يغ��زو الرج��ال، وال تغ��زو

& - أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب: قول الله تعالى: 28 ن الع&لم }وما أوت&يتم م& (، ومس��لم، كت��اب ص��فة القيام��ة والجن��ة125[، ب��رقم )85 ]اإلس��راء:إ&ال قل&يال{

والنار، باب: سؤال اليهود النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الروح وقول��ه تع��الى:} وح& (.2794[ اآلية، برقم )85 ]اإلسراء:}ويسألونك عن& الر

- أخرج��ه الترم��ذي، أب��واب تفس��ير الق��رآن عن رس��ول الل��ه -ص��لى الل��ه علي��ه29 (، وقال: ه��ذا ح��ديث حس��ن3140وسلم-، باب: ومن سورة بني إسرائيل، برقم )

صحيح غريب من هذا الوجه، وقال األلباني: حسن صحيح، في التعليقات الحس��ان(.99(، برقم )1/209على صحيح ابن حبان )

15

Page 16: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

النساء، وإنما لنا نصف الميراث"، فأنزل الله -تبارك وتعالى، وه��ذا ي��رد به على الذين يثيرون هذه القضايا، لم��اذا الم��رأة له��ا نص��ف الم��يراث؟

}واللماذا البد من المحرم؟ لماذا البد من الولي؟ وهكذا، فأنزل الل��ه: ل الله ب&ه& بعضكم على بعض{ ["، يقول32 ]النساء:تتمنوا ما فض

{الترمذي: قال مجاهد: "فأنزل فيها: ل&مات& ين والمس(( }إ&ن المسل&م&ل الله ب&((ه&، فاآلي��ة األولى: (30)["35]األح��زاب: }وال تتمنوا م((ا فض((

كم على بعض{ }إ&ن[، من س����ورة النس���اء، و32 ]النس����اء:بعض(((} ين والمسل&مات& [، من سورة األحزاب.35 ]األحزاب:المسل&م&

وأيضا: أخرج الترمذي -رحمه الله تعالى- عنها قالت: "يا رسول الله! ال }أني الأسمع الله ذكر النساء في الهجرة، فأنزل الله -تبارك وتعالى:

ن ذك((ر أو أنثى{ نكم م& يع عم((ل عام&((ل م& [195 ]آل عم��ران:أض((&.(31)اآلية من سورة آل عمران"

وعند الحاكم عنها قالت: "قلت: يا رس��ول الل��ه! الل��ه ي��ذكر الرج��ال وال{يذكر النساء، فأنزل الله: ين والمسل&مات& ]األح��زاب:}إ&ن المسل&م&

ن[، في األحزاب، وأن��زل: 35 نكم م& يع عم((ل عام&((ل م& }أني ال أض&.(32)[، في آل عمران"195 ]آل عمران:ذكر أو أنثى{

وعندنا صورة ثانية عكس هذه، وهي: أن يحصل أك��ثر من س��بب، وه��ذامهم، أن يحصل أكثر من سبب وتنزل آية واحدة.

مثاله: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ورد عنه في عدد من الرواي��ات الص��حيحة، في قص��ة التح��ريم، في س��ورة التح��ريم، في س��بب ن��زول

م م(ا أح(ل الله ل(ك{صدرها، في قول��ه: ر ا النب&ي ل&م تح( }يا أيه( [، صح في بعض الروايات: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-1]التحريم:

حرم على نفسه العسل، في القصة المشهورة، وهي: أنه ك��ان يط��وف على نس��ائه بع��د ص��الة العص��ر، وك��ان يم��ر على زينب فتس��قيه عس��ال، فغ��ارت من��ه بعض أزواج��ه، ف��اتفق ه��ؤالء األزواج، أو بعض األزواج، أن

- أخرجه الترمذي، أبواب تفسير القرآن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم،30 (، وق��ال: "ه��ذا ح��ديث مرس��ل، ورواه3022ب��اب: ومن س��ورة النس��اء، ب��رقم )

بعضهم عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مرسال، أن أم س��لمة، ق��الت: ك��ذا وك��ذا"، ، ب��ترقيم الش��املة آلي��ا(:7/22وقال األلباني في صحيح وضعيف س��نن الترم��ذي )

(.3022"صحيح اإلسناد" برقم ) - أخرجه الترمذي، أبواب تفسير القرآن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم،31

(، وقال األلباني في صحيح وض��عيف س��نن3023باب: ومن سورة النساء، برقم )(.3022، بترقيم الشاملة آليا(: "صحيح بما قبله" برقم )7/22الترمذي )

- أخرجه الحاكم، كت��اب التفس��ير، تفس��ير س��ورة األح��زاب بس��م الل��ه ال��رحمن32 (، وق��ال: "ه��ذا ح��ديث ص��حيح على ش��رط الش��يخين ولم3560ال��رحيم، ب��رقم )

يخرجاه".16

Page 17: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

يقلن له كلما دخل على واحدة، أن تقول له: إني أجد منك ريح مغ��افير، وهو: طعام له رائحة معين��ة غ��ير مستس��اغة، والن��بي -ص��لى الل��ه علي��ه وسلم- كان يشق عليه أن يوجد من��ه ال��ريح، يع��ني: ريح طع��ام، أو نح��و ذل��ك، فك��ان يش��ق علي��ه ذل��ك، ورائحت��ه أطيب الرائح��ة -علي��ه الص��الة والسالم، فقال: إنما ه��و عس�ل ش��ربته عن��د زينب، فق�الت: لع��ل نحل�ه جرست العرف��ط، وه��و: نبت ل��ه رائح��ة، ومع��روف أن النح��ل إذا امتص رحيق بعض األزهار، أو نحو ذلك، يظهر في العسل رائح��ة ه��ذه األزه��ار التي امتصها، ثم ذهب إلى الثانية، فق��الت: إني أج��د من��ك ريح مغ��افير، فقال: هو عسل شربته عند زينب، فقالت: لعل نحله جرس��ت العرف��ط، فحرمه النبي -صلى الله عليه وسلم- على نفسه، وهن ال يريدن منه أن ي��ذهب يش��رب عن��دها العس��ل، فهن ال ي��ردن ذل��ك، أن يش��رب عن��دهاالعسل، فحرمه النبي -صلى الله عليه وسلم- على نفسه، فأنزل الل��ه -

م م((ا أح((ل الله ل((ك تبتغ&يع��ز وج��ل: }ي((ا أيه((ا النب&ي ل&م تح((رك{ .(33)[1 ]التحريم:مرضات أزواج&

وصح أيضا في بعض الروايات، وهو: أشهر، أن ذلك بسبب جارية الن��بي -صلى الله عليه وسلم-، لما جاءت عائش�ة -رض��ي الل��ه عنه�ا، واحتجت على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقالت: في يومي، وفي بي��تي، لم��ا وقع على جاريته، فحرمها النبي -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- على نفس��ه،

.(34)فأنزل الله -عز وجل- هذه اآلية ومن أمثلته المشهورة المعروفة، ما ذكرته سابقا، عن عويمر العجالني، لما جاء وأخبر النبي -صلى الل��ه علي��ه وس��لم- بم��ا وق��ع ل��ه، لم��ا ق��ذف

.(35)امرأته

م م((ا أح((ل الله ل((ك{ - أخرج��ه البخ��اري، كت��اب الطالق، ب��اب: 33 }ل&م تح((ر (، ومسلم، كت��اب الطالق، ب��اب: وج��وب الكف��ارة على5267[، برقم )1]التحريم:

(.1474من حرم امرأته، ولم ينو الطالق، برقم ) (، والط���براني في المعجم479-23/475 - أخرج���ه الط���بري في تفس���يره )34

(،4013(، ب��رقم )5/75(، والدارقطني في سننه )2316(، برقم )3/13األوسط )(.15077(، برقم )7/578والبيهقي في السنن الكبرى )

}والذ&ين - أخرج��ه البخ��اري، كت��اب تفس��ير الق��رآن، ب��اب: قول��ه -ع��ز وج��ل: 35م هادة أح((د&ه& هم فش(( هداء إ&ال أنفس(( يرمون أزواجهم ولم يكن لهم ش((

اد&ق&ين{ ن الص &نه لم& (، ومسلم،4745[، برقم )6 ]النور:أربع شهادات ب&الله& إ كتاب الطالق، باب: انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها، وغيرها بوضع الحمل، برقم

(1492.)17

Page 18: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

، كل واحد منهم جاء(36)وكذلك هالل بن أمية لما جاء وقذف امرأته أيضا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- على حدة، وإذا نظرن��ا إلى الرواي��ات الواردة في هذا نجد أن بعد كل واحدة منها: فنزلت اآلية، أو فأنزل الله

[، فم��اذا6 ]النور:}والذ&ين يرمون أزواجهم{فيه، وذكر آية اللعان: نقول؟ نقول: هذه القصص متقاربة، نزلت هذه اآلية بعدها جميعا، فك��ل

ذلك سبب لنزولها. وهن��ا مس��ألة، وهي: أهم ه��ذه المس��ائل، وأنفعه��ا، وهي: في كث��ير من الكتب التي تذكر اآلثار والروايات، سواء في أس��باب ال��نزول خاص��ة، أو في كتب التفس��ير، نج��د ع��ددا من الرواي��ات واألخب��ار في س��بب ن��زول اآلية، وهي: أخبار متنوعة، في قصص مختلفة، فما هو سبب ال��نزول ي��ا ترى؟ بعض الناس قد يقول: وقد ورد فيها خمس��ة أس��باب في ال��نزول، األول: كذا، والثاني: كذا، والثالث: كذا، وهذا في الواقع ن��وع من العبث، وليس هذا درسا في التفسير، فإذا وجدنا رواي��ات كث��يرة متع��ددة، أك��ثر

من رواية، فماذا نصنع؟ نقول: نتبع الخطوات اآلتية: أوال: أول ما ننظر إلى الثبوت، فالروايات الضعيفة نس��تبعدها، ثم ننظ��ر بعد ذلك إلى الصيغة، وعرفنا أن أسباب النزول من��ه: م��ا يك��ون بص��يغة صريحة، ومنه: ما ليس بص��يغة ص��رية، فم��ا ك��ان بص��يغة غ�ير ص��حيحة، كالذي يقولون فيه: نزلت هذه اآلي��ة في ك��ذا، يس��تبعد، فه��ذا من قبي��ل التفسير، فما الذي يبقى عندنا اآلن؟ الصحيح الصريح، فإذا اجتمع عن��دنا هذا الصريح الصحيح، فماذا نصنع؟ ننظ�ر: ه�ل الح�وادث ه�ذه متقارب�ة، فإن كانت متقاربة حكمنا بأن اآلية نزلت بعد هذه الح��وادث، كم��ا ذكرن��ا في قصة اللعان قبل قليل، وإذا كانت الحوادث متباع��دة حكمن��ا بتك��رار النزول، وانحلت المشكلة، وبهذا ال نحتاج أن نق��ول: وق��د ورد فيه��ا ك��ذا رواي��ة، في س��بب ال��نزول، ونس��ردها ونمش��ي، ال، وإنم��ا نفص��ل فيه��ا، ونجريها على هذا الترتيب، ثم بع��د ذل��ك يتلخص لن��ا في النهاي��ة تحري��را

يحسن أن يقال عند الكالم عن سبب نزول اآلية. نعطيكم أمثلة وتطبيقات على هذا، نعطيكم مثاال على ما كان فيه بعض الروايات صحيحا، وبعضها غير صحيح، ما اجتمع فيه الضعيف والص��حيح،

وكله صريح في الصيغة، كيف نستخرج سبب النزول؟

}ويدرأ عنه((ا الع((ذاب أن - أخرج��ه البخ��اري، كت��اب تفس��ير الق��رآن، ب��اب: 36ن الك((اذ&ب&ين{ &نه لم& (،4747[، ب��رقم )8 ]الن��ور:تشهد أربع شهادات ب&الله& إ

ومسلم، كتاب الطالق، باب: انقض��اء ع��دة المت��وفى عنه��ا زوجه��ا، وغيره��ا بوض��ع(.1496الحمل، برقم )

18

Page 19: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

حى * والليل& إ&ذا سجى * ما ودع((كالله -عز وجل- يقول: }والض [، اض��بطوا لي ه��ذه الرواي��ات، أو على3-1 ]الضحى:ربك وما قلى{

األقل: الراوي وموضع الش��اهد، أخ��رج الش��يخان من ح��ديث جن��دب بن سفيان -رضي الله عنه- قال: "اش��تكى رس��ول الل��ه -ص��لى الل��ه علي��ه وسلم، فلم يقوم ليلتين أو ثالثا، فجاءت امرأه، فق��الت: ي��ا محم��د! إني ألرجو أن يكون شيطانك ق��د ترك��ك، لم أره قرب��ك من��ذ ليل��تين أو ثالث��ا،

حى * والليل& إ&ذا سجى{فأنزل الله -عز وجل: -1 ]الضحى:}والض ، ما تقولون في صحة هذه الرواي��ة؟ ه��ذه في الص��حيحين، وه��ل(37)["2

هي صريحة أو غير صريحة؟ صريحة، فهذه ال نستطيع أن نستبعدها، بلنبقيها.

وعندنا روايات أخرى غير هذه: فعند الطبراني بإسناد ضعيف، في سبب نزولها: أن الوحي أبطأ، فجبريل وعد النبي -صلى الله عليه وسلم- وم��ا

))م��ا ح��دث في بيت رس��ولجاء، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- ق��ال: ، وأمر الجارية أن تخم الدار، أي: تكنسه،الله -صلى الله عليه وسلم-((

فأدخلت المكنسة تحت السرير، فوجدت جروا ق��د م��ات، -والج��رو ه��و: الكلب الصغير، فأخرجته وألقته، فجاء جبريل، فسأله النبي -ص��لى الل��ه عليه وسلم- عن سبب التأخر، فأخبره أن السبب هو: هذا الجرو، وقال:

))إن، وح��ديث: (38)))إن المالئك��ة ال ت��دخل بيت��ا في��ه كلب أو ص��ورة(( ، حديث ص��حيح ث��ابت، لكن(39)المالئكة ال تدخل بيتا فيه كلب أو صورة((

في قصة سبب النزول، لما أخبره أنه لم يدخل بسبب هذا الج��رو، ه��ذه القصة ضعيفة، فهذه الرواية ال تصح، وهي: عن��د الط��براني، فالحاص��ل:

أن الصيغة صريحة، ولكن الرواية غير صحيحة، فهذه تستبعد. وس��بب ث��الث: عن��د ابن جري��ر الط��بري، من طري��ق ض��عيف، عن ابن عباس: "لما نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن، أبطأ

}ما ودع((ك ربك وم((ا قلى{ - أخرجه البخاري، كتاب تفسير الق��رآن، ب��اب: 37(، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب: م��ا لقي الن��بي -4950[، برقم )3]الضحى:

(.1797صلى الله عليه وسلم- من أذى المشركين والمنافقين، برقم ) (، وانظ���ر:636(، ب���رقم )24/249 - أخرج���ه الط���براني في المعجم الكب���ير )38

(، وليس في��ه6136(، ب��رقم )13/316سلسلة األح��اديث الض��عيفة والموض��وعة ) فسأله النبي -صلى الله عليه وس��لم- عن س��بب الت��أخر، ف��أخبره أنهذه الزيادة:

.))إن المالئكة ال تدخل بيتا فيه كلب أو صورة((السبب هو: هذا الجرو، وقال: - أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، ب��اب: إذا ق��ال أح��دكم: آمين والمالئك��ة في39

(،3225السماء، آمين فوافقت إحداهما األخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه، برقم ) ومسلم، كتاب اللباس والزينة، ب�اب: ال ت�دخل المالئك�ة بيت��ا في�ه كلب وال ص�ورة،

(.2106برقم )19

Page 20: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

عنه جبريل أيام��ا، فتغ��ير ب��ذلك، فق��الوا: ودع��ه رب��ه وقاله، ف��أنزل الل��ه، فهذه ضعيفة.(40)["3 ]الضحى:}ما ودعك ربك وما قلى{تعالى:

وعندنا رواية أخرى: فتر الوحي حتى شق ذل��ك على الن��بي -ص��لى الل��ه ،))لقد خش��يت أن يك��ون ص��احبي قالني((عليه وسلم-، وأحزنه، فقال:

حى{يعني: جبري��ل جف��اني، فج��اء جبري��ل بس��ورة: ، وه��ذه(41)}والضرواية ضعيفة.

ورواية أخرى، وهي: "فتر الوحي، فقالوا: لو ك��ان من عن��د الل��ه لتت��ابع،حى{ولكن الله قاله، فأنزل الله: رح[،�� 1 ]الضحى:}والض }ألم نش((

.(42)[، إلى آخر السورة"1 ]الشرح:لك صدرك{ فه��ذه الرواي��ات كث��يرة، م��ا ه��و س��بب ال��نزول الحقيقي منه��ا؟ الرواي��ة األولى، وهي: عندما جاءت المرأة وقالت: إني ألرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لما فتر الوحي عن النبي -صلى الل��ه علي��ه وس��لم- ليل��تين أو ثالثا، فهذا هو سبب النزول، والباقي ال يحت��اج أن نس��رده ونع��دده أب��دا،

بل نذكر هذا السبب الوحيد فقط، وال نلتفت إلى الباقي. نعطيكم مثاال على ما صحت في��ه بعض الرواي��ات دون بعض، والص��حيح منه صريح ومنه غير ص��ريح، أم��ا في الحال��ة األولى، فالرواي��ات بعض��ها صحيح وبعضها غير صحيح، لكنها كلها صريحة، لكن في ه��ذا الن��وع من��ه صحيح ومنه غير صحيح، ومنه صريح ومن��ه غ��ير ص��ريح، فلنطب��ق علي��ه، ولننظ��ر م��ا ه��و س��بب ال��نزول الحقيقي ال��ذي ينبغي أن يق��ال ويعتم��د، ف��التطبيق ال�ذي س��أذكره يتعل�ق بص�ورة اجتم�ع فيه��ا رواي�ات ص��حيحة وضعيفة، واجتمع فيها أيضا صيغ صريحة وغير صريحة، وهذه أبلغ صورة تحم��ل أل��وان التف��اوت في الرواي��ات، ثم ننظ��ر كي��ف نس��تخلص س��بب

النزول منها. }ول&له& المشر&ق والمغ((ر&ب فأينم((ا تولواالل��ه -ع��ز وج��ل- يق��ول:

[، انظر إلى الروايات الموج��ودة! أخ��رج115 ]البقرة:فثم وجه الله&{ ابن جري��ر بإس��ناد جي��د، عن ابن عب��اس ق��ال: "ك��ان أول م��ا نس��خ من القرآن: القبلة، وذلك أن رسول -صلى الله عليه وسلم- لم��ا ه��اجر إلى المدينة، وكان أكثر أهلها اليهود، أمره الله -ع��ز وج��ل- أن يس��تقبل بيت المق��دس، فف��رحت اليه��ود، فاس��تقبلها رس��ول الل��ه -ص��لى الل��ه علي��ه وسلم- بضعة عشر شهرا، فكان رسول الل��ه -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- يحب قبل��ة إب��راهيم -علي��ه الس��الم، الحاص��ل: إلى أن ح��ولت القبل��ة،

(.487- 24/486 - أخرجه الطبري في تفسيره )40(.8/710 - انظر: فتح الباري البن حجر )41 - انظر: المصدر السابق.42

20

Page 21: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

م الت&ي كانوافارتاب من ذلك اليهود، وقالوا: بلت&ه& هم عن ق& }ما والر&ق[، فأنزل الل��ه -ع��ز وج��ل: 142 ]البقرة:عليها{ }قل ل&له& المش((

}فأينم((ا تولوا فثم وج((ه الله&{[، وقال: 142 ]البقرة:والمغر&ب{ ، اض�بطوا ه�ذه الرواي�ة: عن ابن عب�اس، عن�د ابن جري�ر(43)["115]البقرة:

بإس��ناد جي��د، وه��ل هي ص��ريحة أو غ��ير ص��ريحة؟ هي: ص��ريحة، ق��ال:"فأنزل الله"، إذن هي: بسبب تحويل القبلة ردا على اليهود.

ورواية ثانية: عند الترمذي وابن ماجه، عن حديث عامر بن ربيعة -رضي الله عنه- قال: "كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر في ليلة مظلمة، فلم ندري أين القبلة، فص��لى ك��ل رج��ل من��ا على حيال��ه، على الجهة التي اجتهد فيها، يعتقد أن القبلة منها، واحد صلى من هنا، وواحد من هنا، وواحد من هن��ا، وواح��د من هن��ا، بحس��ب اجته��اداتهم، ووض��عوا خطوطا في الليل، فلما أصبحوا وج��دوا أنفس��هم بين مش��رق ومغ��رب، فلما أصبحوا ذكروا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذل��ك، ف��نزلت:

، وه��ذه رواي��ة(44)["115 ]البق��رة:}فأينم((ا تولوا فثم وج((ه الله&{ ص��حيحة، وه��ل هي ص��ريحة أو غ��ير ص��ريحة؟ هي: ص��ريحة، فق��د ذك��ر واقعة ثم قال: "فنزلت"، فهذه ص��ريحة، فهي: ص��حيحة ص��ريحة، فه��ذا ح��ديث ع��امر بن ربيع��ة، في أنه��ا في من اجته��د في القبل��ة فأخط��أ،

واألولى في احتجاج اليهود على تحويل القبلة.والرواية الثالثة: عند الترمذي، من حديث ابن عمر ق��ال: "ك��ان الن��بي - صلى الله عليه وس��لم- يص��لى على راحلت��ه تطوع��ا حيثم�ا ت�وجهت ب�ه، يع��ني: الراحل��ة، وه��و: ج��اء من مك�ة، يع��ني: وه��و: ق��ادم من مك��ة إلى

ر&ق والمغ((ر&بالمدين��ة، ثم ق��رأ ابن عم��ر ه��ذه اآلي��ة: }ول&له& المش(( [، قال ابن عمر: في هذا115 ]البقرة:فأينما تولوا فثم وجه الله&{

هذه رواية صحيحة، وهل هي صريحة؟ و، (45)أنزلت هذه اآلية" (، وأخرجه البخاري، كتاب اإليمان، باب:2/527 - أخرجه الطبري في تفسيره، )43

(.40الصالة من اإليمان، برقم ) - أخرجه الترمذي، أبواب الصالة عن رسول الله -صلى الله علي�ه وس�لم، ب�اب:44

(، وق��ال: ه��ذا ح��ديث345ما جاء في الرجل يصلي لغير القبلة في الغيم، ب��رقم ) ليس إسناده بذاك، ال نعرفه إال من حديث أشعث السمان، وأشعث بن س��عيد أب��و الربيع السمان يضعف في الحديث، وابن ماج��ه، أب��واب إقام��ة الص��لوات والس��نة

(، وحسنه األلباني في1020فيها، باب: من يصلي لغير القبلة وهو ال يعلم، برقم )(.291(، برقم )1/323إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل )

- أخرجه مسلم، كتاب صالة المسافرين وقصرها، باب: جواز صالة النافل��ة على45 (، والترم��ذي، أب��واب تفس��ير الق��رآن700الدابة في السفر حيث توجهت، ب��رقم )

(،2958عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، باب: ومن سورة البقرة، برقم )وقال: هذا حديث حسن صحيح.

21

Page 22: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

الجواب: ال، ابن عمر يقول: ه��ذا مم��ا ي��دخل في معناه��ا: أن في ص��الة السفر التطوع ال يلزم استقبال القبلة، فيصلي اإلنسان حيث ما توجهت به راحلته، وهذا معنى صحيح، دل عليه عموم اآلي��ة، لكن��ه ليس بص��ريح في أن��ه س��بب ال��نزول من جه��ة الص��يغة، فم��اذا نص��نع به��ذه الرواي��ة؟

نستبعدها، فكم رواية ثبتت معنا؟ اثنتان. وعندنا رواية رابعة: عند ابن جرير، عن قتادة: أن النبي -صلى الله عليه

، قالوا: نصلي))إن أخاكم النجاشي قد مات، فصلوا عليه((وسلم- قال: {على رجل ليس بمسلم، قال: فنزلت: ن أهل& الك&ت((اب& ]آل}وإ&ن م&

[ اآلية، قال قتادة: "فقالوا: إن��ه ك��ان ال يص��لي إلى القبل��ة،199عمران: }ول&له& المشر&ق والمغ((ر&ب فأينم((ا تولواف��أنزل الل��ه -ع��ز وج��ل:

ه��ذه الرواي��ة: "ف��نزلت"،ففي ،�� (46)["115 ]البق��رة:فثم وج((ه الله&{ فهي: صريحة، لكنها ال تصح؛ ألن قتادة يرويه عن النبي -صلى الله عليه وسلم، وهذا من قبيل المرس��ل، وه��و: ض��عيف، فالرواي��ة ه��ذه رديناه��ا للضعف، والتي قبلها رددناها لم��اذا؟ ألنه��ا غ��ير ص��ريحة، ف��إلى اآلن كم

بقيت عندنا رواية؟ اثنتان فقط. الرواية الخامسة: عند ابن جرير في التفس��ير، عن مجاه��د: لم��ا ن��زلت:

ب لكم{ تج& [، ق��الوا: إلى أين؟ ف��نزلت:60 ]غ��افر:}ادع((ون&ي أس(( ، فهي ص��ريحة(47)["115 ]البق��رة:}فأينم((ا تولوا فثم وج((ه الله&{

لكنها ال تصح؛ ألنها مرسلة، فمجاهد من الت��ابعين، فهي: رواي��ة ال تص��ح،إذن: هذه الرواية نستبعدها.

ا: فهذه خمسة أسباب، الصحيح منها م��ا ه��و؟ في تحوي��ل القبل��ة، وأيض�� في من اجته��د وأخط��أ في القبل��ة، فم��اذا نق��ول؟ ه��ل ه��ذه الح��وادث حصلت في وقت متقارب؟ إذا كانت حصلت في وقت متق��ارب، نق��ول: نزلت اآلية بعدها، لكن ال نعلم أنها حص��لت في وقت متق��ارب، فنق��ول: إن لم تحصل في وقت متقارب، فالنزول قد تك�رر، ن�زلت م�رة بس�بب ه��ذه الواقع��ة، وم��رة بس��بب واقع��ة أخ��رى، فاآلي��ة ن��زلت م��رتين، وال

إشكال. فأين هذا من سرد خمس روايات، منها: الصحيح، ومنها: غ��ير الص��حيح،

ثم نقول: هذا سبب نزول، ونبقى في حيرة؟! نعطيكم مثاال على ما صحت فيه الروايات، وك��انت ص��ريحة م��ع تق��ارب

}والذ&ينال��نزول، وه��و: المث��ال الس��ابق في قول��ه -تب��ارك وتع��الى: [، فالروايات فيها ص��حيحة وص��ريحة، في6 ]النور:يرمون أزواجهم{

(.8377(، برقم )7/497 - أخرجه الطبري في تفسيره )46(.1847(، برقم )2/534 - أخرجه الطبري في تفسيره )47

22

Page 23: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

، كله��ا ص��حيح، وكله��ا ص��ريح،(49)، وهالل بن أمية(48)ع��ويمر العجالني فالنزول متقارب، نزلت اآلية بعدها جميع��ا، ك��ل واح��د منه��ا ه��و: س��بب

النزول. ،(51)، والعسل(50)وكذلك تحريم الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- الجارية

نزلت بعدهما. مث��ال على م��ا ص��حت في��ه الرواي��ات، وك��انت ص��ريحة، ولكن ال��نزول

وم{متباعد، وقد سبق مثال على هذا ما هو؟ ه���و: }الم * غل&بت& الر ، ن��زلت هن��اك(53)، ثم في المدينة(52)[، فهذه ن��زلت في مكة2-1]الروم:

لما فرح المشركون في مكة، وهنا نزلت لما فرح المؤمنون.{ومثال��ه أيض��ا: وح& [، لم��ا س��أله85 ]اإلس��راء:}ويسألونك عن& ال((ر

.(55)، ولما سأله اليهود(54)المشركون

}والذ&ين - أخرج��ه البخ��اري، كت��اب تفس��ير الق��رآن، ب��اب: قول��ه -ع��ز وج��ل: 48م هادة أح((د&ه& هم فش(( هداء إ&ال أنفس(( يرمون أزواجهم ولم يكن لهم ش((

اد&ق&ين{ ن الص &نه لم& (، ومسلم،4745[، برقم )6 ]النور:أربع شهادات ب&الله& إ كتاب الطالق، باب: انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها، وغيرها بوضع الحمل، برقم

(1492.) }ويدرأ عنه((ا الع((ذاب أن - أخرج��ه البخ��اري، كت��اب تفس��ير الق��رآن، ب��اب: 49

ن الك((اذ&ب&ين{ &نه لم& (،4747[، ب��رقم )8 ]الن��ور:تشهد أربع شهادات ب&الله& إ ومسلم، كتاب الطالق، باب: انقض��اء ع��دة المت��وفى عنه��ا زوجه��ا، وغيره��ا بوض��ع

(.1496الحمل، برقم ) (، والط���براني في المعجم479-23/475 - أخرج���ه الط���بري في تفس���يره، )50

(،4013(، ب��رقم )5/75(، والدارقطني في سننه )2316(، برقم )3/13األوسط )(.15077(، برقم )7/578والبيهقي في السنن الكبرى )

م م((ا أح((ل الله ل((ك{ - أخرج��ه البخ��اري، كت��اب الطالق، ب��اب: 51 }ل&م تح((ر (، ومسلم، كت��اب الطالق، ب��اب: وج��وب الكف��ارة على5267[، برقم )1]التحريم:

(.1474من حرم امرأته، ولم ينو الطالق، برقم ) - أخرجه الترمذي، أبواب تفسير القرآن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم،52

(، وقال: ه��ذا ح��ديث حس��ن ص��حيح غ��ريب3194باب: ومن سورة الروم، برقم ) من ح�ديث ني��ار بن مك��رم، ال نعرف�ه إال من ح�ديث عب��د ال�رحمن بن أبي الزن�اد،

، بترقيم الشاملة آلي��ا(7/194وحسنه األلباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي )(.3194برقم )

- أخرجه الترمذي، أبواب الق�راءات عن رس�ول الل�ه -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم،53 (، وقال: هذا حديث حس��ن غ��ريب من ه��ذا2935باب: ومن سورة الروم، برقم )

، ب��ترقيم6/435الوج��ه، وص��ححه األلب��اني في ص��حيح وض��عيف س��نن الترم��ذي )(.2935الشاملة آليا(، برقم )

- أخرجه الترمذي، أبواب تفسير القرآن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم،54 (، وق�ال: ه�ذا ح�ديث حس�ن ص�حيح3140باب: ومن سورة بني إسرائيل، برقم )

غريب من هذا الوجه، وقال األلباني: حسن ص��حيح، في التعليق��ات الحس��ان على(.99(، برقم )1/209صحيح ابن حبان )

23

Page 24: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

بعض العلماء إذا ما علموا بأن النزول متقارب، قالوا: نلجأ إلى الترجيح، ما نقول: بأن اآلية نزلت مرتين، وما أدري لماذا م��ا يقول��ون به��ذا؟ م��ع أنني قلت لكم: إن القرآن نزل على س��بعة أح��رف، وم��ا ن��زل من��ه من األحرف المتعلقة بالس��ور الملكي��ة ن��زل في المدين��ة، فمع��نى ذل��ك: أن جبري��ل ن��زل به��ا م��رة ثاني��ة، فال غضاض��ة في ه��ذا، لكن بعض العلم��اء يقول��ون: ال، نحن نلج��أ إلى ال��ترجيح، إذا م��ا ق��درنا أن نحكم ب��أن اآلي��ة نزلت بعد هذه األس��باب وهي في وقت متق�ارب ف�نرجح، كي��ف ن�رجح؟ مثل: المثال الس��ابق: لم��ا س��ألوا الن��بي -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- عن ال��روح، فح��ديث ابن مس��عود في الص��حيحين، وح��ديث ابن عب��اس لم��ا س��أله المش��ركون عن��د الترم��ذي، ففي ه��ذه الحال��ة يرجح��ون رواي��ة

الصحيحين. وبعضهم يلجأ إلى طريق��ة أخ��رى في ال��ترجيح، فيق��ول: ن��رجح ب��أن ابن مسعود كان حاض��ر القص��ة، ك��ان م��ع الن��بي -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يتوكأ على عسيب، فهو: حاضر، أم��ا ابن عباس فلم يحضر، فهو: مرسل صحابي، ألنه كان صغيرا في مكة، فهو: أكي��د يروي��ه عن ص��احبي آخ��ر، أو س��معها من الن��بي -ص��لى الل��ه علي��ه وسلم- مرة ثاني��ة، لكن ابن مس��عود ك��ان م��ع الن��بي -ص��لى الل��ه علي��ه

وسلم-، فهذا مثاله.مكان النزول:

مكان النزول، وهو: ما يسمونه: بالمكي والمدني، وضابطه باختصار في أجود ما قيل فيه، والله أعلم، كيف نحكم أن ه��ذا مكي، أو ه��ذا م�دني؟ كل ما نزل قبل الهجرة فهو: مكي، وما نزل بع��د الهج��رة فه��و: م��دني،

}اليوم أكملت لكم د&ينكم{حتى لو نزل مك��ة، يع��ني: مث��ل قول��ه: [، متى نزلت؟ وأين نزلت؟ نزلت في مكة، في عرف��ة، وم��ع3]المائدة:

��ر: م��ا ذلك نحكم أنها آية مدنية، فهذا الضابط جيد، وه��و: أحس��ن م��ا ذكنزل قبل الهجرة فهو: مكي، وما نزل بعد الهجرة فهو: مدني.

وكيف نعرف أن هذا مكي، أو مدني؟ نقول: هذا موقوف على نق��ل من شاهدوا التنزيل فقط، أما إذا قلنا: بعالمات، فهنا ندخل في متاه��ات م��ا له��ا ح��د؛ وله��ذا أوردت ه��ذا الس��ؤال، فبعض العلم��اء يأخ��ذون ق��رائن، ويحكم لك: إن هذه اآلية نزلت في المدينة، مثال: أي آية ذكر فيها اليهود

& - أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب: قول الله تعالى: 55 ن الع&لم }وما أوت&يتم م& (، ومس��لم، كت��اب ص��فة القيام��ة والجن��ة125[، ب��رقم )85 ]اإلس��راء:إ&ال قل&يال{

والنار، باب: سؤال اليهود النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الروح وقول��ه تع��الى:} وح& (.2794[ اآلية، برقم )85 ]اإلسراء:}ويسألونك عن& الر

24

Page 25: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

يقول لك: هذه نازلة في المدينة، ومثل: سورة األنع��ام، مع��روف وص��ح أنها ن��زلت جمل��ة واح��دة، في ليل��ة واح��دة، كله�ا من أوله��ا إلى آخره��ا،

.(56)بروايات صحيحة، نزلت في مكة وبعض العلم��اء يس��تثني منه��ا بعض اآلي��ات، ويق��ول: ن��زلت ه��ذه في المدينة، لماذا؟ يقول: ألنه ذكر فيها بعض األشياء، مث��ل: قض��ية الزك��اة:

ه يوم حصاد&ه&{ [، قالوا: الزكاة م��ا فرض��ت141 ]األنعام:}وآتوا حق إال في المدينة، نق�ول لهم: أص�ال من ق��ال لكم: إن الزك�اة فرض�ت في المدين��ة؟ الزك��اة ال��راجح: أنه��ا فرض��ت في مك��ة، لكن لم يكن به��ذه األنصباء، وليس هناك شيء مقدر، إنم��ا ف��رض أص��لها في مك��ة بش��يء غ��ير مق��در، يخ��رج اإلنس��ان عن��د الحص��اد ش��يئا لم يق��در، ون��زلت ه��ذه األنص��باء والتقس��يمات واألم��وال الزكوي��ة، إلى آخ��ره، ك��ل ذل��ك في

المدينة، هذا جواب. والجواب الثاني: أن نقول بكل بس��اطة: إن اآلي�ة ق��د ت��نزل قب��ل تقري�ر

ه ي((ومالحكم، وذكرنا لكم أمثلة على هذا، فلم��اذا نخ��رج: }وآتوا حق [، من سورة جاءت أحاديث صحيحة: أنها جاءت141 ]األنعام:حصاد&ه&{

جملة واحدة، في مكة، في ليلة واح��دة، ونق��ول: إال ه��ذه اآلي��ات؛ له��ذا المعنى الذي تبادر لنا؟ فال يجوز أن نحكم على آية بأنها ن��زلت في مك��ة أو المدينة بناء على اجتهاد، فهذه تحف��ظ، وكث��ير مم��ا تجدون��ه في كتب التفسير مبني على االجتهاد، الح له في المعنى فقال ب��ه، مث��ل: س��ورة

}ق((د أفلحالبلد، أو مثل اآلية التي ذكرنا في سورة األعلى في قول��ه: لى{ م ربه& فص(( [، فه��ذه15-14 ]األعلى:من ت((زكى * وذك((ر اس((

السورة مكية، وبعضهم قال: ال، ه��ذه اآلي��ة مدني��ة، كي��ف مدني��ة؟ ق��ال: هذه تدل على زكاة الفط��ر، وزك��اة الفط��ر م��ا ع��رفت إال في المدين��ة، عجيب! أوال: المعنى الراجح ذكرته سابقا، وليس هذا، ثم ل��و فرض��نا أن

معناها هو هذا، فماذا يقال؟ يقال: نزلت قبل تقرير الحكم. إذن: هذا موقوف على النقل والس�ماع فق�ط، وال يلتفت إلى اجته�ادات وآراء وق��رائن؛ لنحكم على اآلي��ة بأنه��ا مكي��ة أو مدني��ة، فمن ش��اهدوا

(، وفي المعجم220(، ب��رقم )1/145 - أخرجه الط��براني في المعجم الص��غير )56(، ب��رقم )6/292(، وفي المعجم األوس��ط )12930(، ب��رقم )12/215الكب��ير )

(، وال��بيهقي في3/44(، وأب��و نعيم في حلي��ة األولي��اء وطبق��ات األص��فياء )6447 (، والحاكم في المستدرك على الص��حيحين965(، برقم )1/341السنن الصغير )

(، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ف��إن إس��ماعيل ه��ذا3226برقم ) هو السدي، ولم يخرجه البخاري"، وتعقبه الذهبي بقوله: "ال، والله لم يدرك جعفر السدي وأظن هذا موضوعا"، وقال األلباني: منكر، في سلسلة األحاديث الضعيفة

(.5627(، برقم )12/272والموضوعة )25

Page 26: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

التنزيل من أص��حاب الن��بي -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- هم ال��ذين يع��ول عليهم في معرفة المكي والمدني، وكانوا غاية في ه��ذه المعرف��ة، كم��ا أخرج البخاري -رحمه الله تعالى-، عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن��ه قال: "والذي ال إله غيره م�ا ن�زلت آي�ة من كت��اب الل�ه -تع�الى- إال وأن�ا

.(57)أعلم في من نزلت، وأين نزلت" وقال أيوب: "سأل رجل عكرمة عن آية من الق��رآن، فق��ال: ن��زلت في

: الذي كان تحته الخندق.، أي(58)سفح ذلك الجبل، وأشار إلى سلع" وأيض��ا: يمكن من خالل الرواي��ات ال��تي وردت في أس��باب ال��نزول أنن��ا نعرف مكان النزول، يعني: مثال: آية التيمم السابقة في سورة المائ��دة،

، فح��ددت المك��ان،(59)عائش��ة تق��ول: "كن��ا ب��ذات الجيش، أو بالبي��داء" فنعرف أنها نزلت في ه��ذا المك��ان، وإن لم يكن قص��دها بي��ان المك��ان

الذي نزلت فيها اآلية، وإنما أرادت أن تذكر الواقعة أين حصلت.وهنا مسألة مهمة، وهي: كيف نحكم على السورة أنها مكية أو مدنية؟ ق��د تك��ون الس�ورة مكي��ة، وبعض�ها م��دني، وق��د يك�ون العكس، فكي��ف نحكم؟ بعض العلماء يقولون: العبرة بأول السورة، أين نزل؟ فإذا ن��زل

بمكة، فحتى لو نزل بعض اآليات في المدنية ما يهمنا، فهي: مكية. وبعض��هم يق��ول: ال، الع��برة ب��األغلب، وه��ذا خالف مش��كل، وليس من الع��ادة أن أذك��ر خالف��ا في ه��ذه ال��دروس، لكن أردت أن أص��ور لكم طريقة تخرجون فيها من بعض ص��ور الخالف، وهي: أن��ه إذا نظرن��ا إلى الواقع في اآليات الموجودة عندنا، نجد أن كل الس��ور ال��تي يق��ال: إنه��ا سورة مكية مثال، أن جميع آياتها مكية في الواقع، أو عامة اآليات مكية، وأما المدني فال إشكال فيه؛ ألن كل ما ن�زل بع�د الهج��رة فه�و: م�دني، وإن نزل في مك��ة، فه��ذا ال إش��كال في��ه، ف��الواقع: أن الس��ورة إم��ا أن تكون مكية بكاملها، أو الغالب على آياته��ا أن��ه مكي، ويق��ال عنه��ا: إنه��ا سورة مكية، وال يوجد سورة يقال عنها: بأنها مكية، وما فيه��ا إال كم آي��ة مكية، يعني: قليلة، والباقي كله م��دني، يع��ني: األغلب م��دني، ال يوج��د،

- أخرجه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب: القراء من أص��حاب الن��بي -ص��لى57 (، ومس��لم، كت��اب فض��ائل الص��حابة -رض��ي الل��ه5002الله عليه وس��لم، ب��رقم )

عنهم، باب: من فضائل عب��د الل��ه بن مس��عود وأم��ه -رض��ي الل��ه عنهم��ا، ب��رقم )2463.)

(.3/327 - أخرجه أبو نعيم في حلية األولياء وطبقات األصفياء )58موا - أخرجه البخاري، كتاب التيمم، وقول الله تعالى: 59 دوا ماء فتيم }فلم تج&

نه{ (،334[، برقم )6 ]المائدة:صع&يدا طيبا فامسحوا ب&وجوه&كم وأيد&يكم م&(.367ومسلم، كتاب الحيض، باب: التيمم، برقم )26

Page 27: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

فهذا الخالف إذن من الناحية الواقعية: هل ل��ه قيم��ة أو ليس ل��ه قيم��ة،يترتب عليه شيء؟

الجواب: ليس له قيمة، وال يترتب عليه شيء، وإن هالك، وصعب عليكالترجيح فيه، لكنه في الواقع، من الناحية الواقعية ما فيه إشكال.

نعطيكم أمثلة على هذا الذي يقولون فيه: ه��ذه الس��ورة مكي��ة إال اآلي��ة الفالنية، وهذا غير ص��حيح، ب��ل ه��و بن��اء على اجته��ادات، مثال��ه: س��ورة

]األعلى:}قد أفلح من تزكى{األعلى التي ذكرت قبل قليل، وفيها: [، فهذا غير مقبول؛ ألنهم بنوه على المعنى، ورأيتم الجواب.14

الين{وكذلك بعض��هم ق��ال في س��ورة الفاتح��ة: إن قول��ه: }وال الض [، قالوا: هذه مدنية، وسورة الفاتحة مكية، لماذا؟ ق��الوا: من7]الفاتحة:

الين{هم: م وال الض ؟ اليهود هم الذين كانوا}غير& المغضوب& عليه&الين{في المدينة، فهذه اآلية تكلمت عن اليهود، إذن هذه: ،}وال الض

هذه مدنية، فنقول: ال، هذا ليس بصحيح، انظروا إلى أي درجة وصلوا!. وأما ما ورد فيه النقل عن الص�حابة -رض�ي الل�ه عنهم-، فه�و: المعتم�د

[،3 ]المائ��دة:}الي((وم أكملت لكم د&ينكم{المعتبر، مثال: في قول��ه: كما عند الشيخين: "لما جاء الرجل اليه��ودي إلى عم��ر، فق��ال: آي��ة في كتابكم لو نزلت علين��ا التخ��ذنا ذل��ك الي��وم عي��دا، فق��ال: أي آي��ة: ق��ال:

[، فقال له عمر: ن��زلت ي��وم3 ]المائدة:}اليوم أكملت لكم د&ينكم{ إلى آخره، فهذا نقل لنا عمر في��ه مك��ان ن��زول اآلي��ة، فه��ذا(60)عرفة.."

هو: المعتبر المعتمد..(61)ومثال آخر: حديث عائشة: "كنا بالبيداء، أو بذات الجيش"

وأما الضوابط التي يذكرها العلماء، فيقولون: إذا رأيت سورة فيها ك��ذا، فهي: كذا، وإذا رأيت فيها كذا، فهي: ك��ذا، فيم�ا يم��يزون ب�ه بين المكي والمدني، كقولهم مثال: ك��ل س��ورة فيه��ا: "كال"، فهي: مكي��ة، ويقول��ون مثال: كل سورة فيها سجدة، فهي: مكية، وكل سورة في أوله��ا ح��روف التهجي الح��روف المقطع��ة، فهي: مكي��ة، إال البق��رة وآل عم��ران، وفي الرعد خالف، وك��ل س��ورة فيه��ا قص��ص األنبي��اء واألمم الس��ابقة، فهي: مكية، سوى البقرة، وك��ل س��ورة فيه��ا قص��ة آدم وإبليس، فهي: مكي��ة،

&ذ قلناس��وى البق��رة، وال أدري أين ذهبت س��ورة الكه��ف، وفيه��ا: }وإ

(،45 - أخرجه البخ�اري، كت�اب اإليم�ان، ب�اب: زي�ادة اإليم�ان ونقص��انه، ب�رقم )60(.3017ومسلم، كتاب التفسير، برقم )

موا - أخرجه البخاري، كتاب التيمم، وقول الله تعالى: 61 دوا ماء فتيم }فلم تج&نه{ (،334[، برقم )6 ]المائدة:صع&يدا طيبا فامسحوا ب&وجوه&كم وأيد&يكم م&

(.367ومسلم، كتاب الحيض، باب: التيمم، برقم )27

Page 28: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

دم{ }يا[ اآلية، وك��ل س��ورة فيه��ا: 50 ]الكهف:ل&لمالئ&كة& اسجدوا آل& ، فهي: مكي��ة،}ي((ا أيه((ا الذ&ين آمن((وا{، وليس فيه��ا: أيها الناس{

وهناك أشياء تشكل على هذا، وكل سورة من المفصل فهي: مكية. ويقولون في المدني: كل سورة فيها الح��دود والف��رائض، فهي: مدني��ة، وكل سورة فيها إذن بالجهاد، وبي��ان أحك��ام الجه��اد، فهي: مدني�ة، وك�ل

سورة فيها ذكر المنافقين، فهي: مدنية، ما عدى العنكبوت. أما نحن فنقول: هذه األشياء تحتاج إلى مراجعة، ونتتبعها واحدة واحدة، فإن صح االستقراء قلنا به؛ ألنها مس��ألة اس��تقرائية، مث��ل: ل��و قلن��ا هن��ا��ا، فه��و: دون العش��رين في عم��ره، ف��إذا مثال: كل واحد يلبس ثوبا ملون قلنا هذا بناء على االستقراء، فهذا صحيح، ال إش��كال في��ه، لكن إذا قلن��ا هذا هكذا، فنقول: ه��ذه قاع��دة غ�ير ص��حيحة، أن�ا أطل�ع ل�ك واح�د اآلن البس ثوب ملون، وهو: فوق العشرين، فهذا مثله، فيحتاج إلى أن نتتب��ع الجزئيات التي قالوه��ا، ه��ل هي فعال ك��ذلك أو ال، قب��ل أن نس��لم بمث��ل

هذا؟ وال شك أن المكي من القرآن له بعض السمات، وأن الم��دني ل��ه بعض السمات، فمثال: القرآن المكي يركز على قضية ال��دعوة إلى التوح��دي، ونبذ الشرك، والرد على المش��ركين في حججهم وأب��اطيلهم في قض��ايا معبوداتهم، وما يتعلق بها، ويكثر فيه ذكر اآلخرة، واليوم اآلخ��ر، واألدل��ةا: تج��د على البعث، وم��ا ش��ابه ذل��ك، وذك��ر الجن��ة ونعيمه��ا، ك��ذلك أيض� القرآن المكي فيه: وضع األساس العام��ة للتش��ريع، والقض��ايا األخالقي��ة بش��كل ع��ام، وينتق��د المش��ركين في وأد البن��ات، وفي بعض م��ا ك��انوا يفعلونه في بعض ع��اداتهم الس��يئة، ك��ذلك يغلب علي��ه، وفي��ه كث��ير من قصص األنبياء واألمم السابقة، وكيف فعل الله -عز وجل- بها، ودمره��ا،

حى * والليل& إ&ذا سجىوالغالب: أن الفواصل قصيرة، مثل: }والض [، لكن البق��رة المدني��ة:3-1 ]الض��حى:* ما ودعك ربك وم((ا قلى{

الفواصل طويلة، اآليات طويل��ة، لكن ه��ذا ليس دائم��ا، فس��ورة األنع��امآياتها طويلة، وهي: نازلة في مكة، لكن نحن نقول: الغالب.

وأم��ا الق��رآن الم��دني، فتج��د في��ه تقري��ر كث��ير من تفاص��يل العب��ادات، وتفاص��يل المع��امالت، والح��دود، والم��واريث، وقض��ايا الجه��اد، وهك��ذا: الص��لح، والعه��ود، والمواثي��ق، وم��ا إلى ذل��ك، وخط��اب أه��ل الكت��اب، ومناقش��ة أه��ل الكت��اب، وال��رد عليهم، والكالم على المن��افقين بك��ثرة،

واآليات في الغالب طويلة، فهذه عالمات للقرآن المكي أو المدني.

28

Page 29: files.zadapps.info · Web view- أخرجه الطبري في تفسير (22/602).) ، فالآية نزلت في مكة، وكانوا أفرادا مستضعفين، فهذا مما

وهن��ا س�ؤال: م��ا الفائ�دة من معرف��ة ه��ذا؟ م�اذا نس�تفيد؟ نق�ول: أوال: معرفة الناسخ والمنسوخ، فإذا عرفنا أن هذا نازل في مكة، وهذا ن��ازلا: نع��رف كي��ف ت��درج في المدين��ة، عرفن��ا المتق��دم من المت��أخر، وأيض��

التشريع، ففي مكة: ما هي األمور التي خاطبهم بها؟ وما هي األمور التي خ��اطبهم به��ا في المدين��ة؟ كي��ف نقلهم ط��ورا بع��د

طور؟ وأيضا: هذا تاريخ للقرآن، وهو يعطينا ثق��ة كب��يرة ب��ه، فالص��حابة عرف��وا أين نزلت كل آية، وضبطوا تواريخ ذلك، فأين ه��ذا من الكتب الس��ابقة؟

فهل مثل هؤالء يفرطون في آية واحدة تضيع منه؟ ! والل��هأبدا، فكيف بثلثي القرآن أو ما شابه ذلك مم��ا يقول�ه األف��اكون؟

الله على نبينا محمد، وآله، وصحبه.أعلم، وصلى

29