1

بسم الله الرحمن الرحيم

�مـــــراض القــــلـوب أ

أ. أناهيد السميري

(اللقاء الثالث)

السبت : يوم هـ1434\8\23ألقي

2

بسم الله الرحمن الرحيم سلسلة تفــاريغ من دروس أخواتنا الفاضالت، إليكم

أســتاذتنا الفاضــلة أناهيــد الســميري حفظهــا اللــه، وفــق اللــه بعض األخــوات لتفريغهــا، وســمحت لهن األستاذة بنشرها، ونســأل اللــه أن ينفــع بهــا، وهي

(عـلـم يـنـتـفــع بــهتنشر في مدونة )http://tafaregdroos.blogspot.com/!#/

تنبيهات هامة:- منهجنا الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح.

- هذه التفاريغ من اجتهاد الطالبات ولم تطلع عليه األستاذة حفظهــا اللــه، أمــا الــدروس المعتمــدة من األستاذة فهي موجــودة في شــبكة مســلمات قســم

)شذرات من دروس األستاذة أناهيد(http://www.muslimat.net/

- الكمال لله عــز وجــل، فكتابــه هــو الكتــاب الوحيــد الكامل السالم من الخطأ، فما ظهر لكم من صواب فمن الله وحده، وما ظهــر لكم فيــه من خطــأ فمن

أنفسنا والشيطان، ونستغفر الله..والله الموفق لما يحب ويرضا.

3

من عناصر اللقاء :

.الجهاد و أنه أحب األعمال إلى اللهالنفس األمارة بالسوء و أنها اعظم عدو

لإلنسان.اقتباسات من كتاب : الجواب الكافي

لمن سأل عن الدواء الشافي البنالقيم:

o.جند القلبo.ثغر العينo.ثغر األذنo.ثغر اللسان

.الحل من أجل أن ال نخسر المعركةتعريف الهوى

الحمد للــه رب العــالمين, والصــالة والســالم على ســيدنا محمـد وعلى آلــهوصحبه أجمعين.

هذا هو لقاؤنا الثالث من سلسلة لقاءات أمــراض القلــوب. نكمــل في هــذا اللقاء ما توقفنا عنده من ذكر الجهاد وكيف أن اللــه عــز وجــل أخبرنــا كمــا

ــوافي أواخر آل عمران بكيفية الحرب والجهاد, فقال لنا: ذين� آم�ن ه�ا ال �ي �ا أ }يكم تفلحون�{ �ع�ل ه� ل ـ قوا الل 1اصبر وا و�ص�ابر وا و�ر� ابطوا و�ات

اصبروا.فكان أول األمر .1: بمعنى قاوموا العدو و نازلوه.صابرواو .2ــا أن نلزمهــا ورابطواو .3 ــاك ثغــرات علين ــاه أن هن : و هــذا معن

نحرسها. : و التقوى جماع هذه الثالثة وعامودها, فالتقي هواتقوا اللهو .4

الذي صبر وصابر ورابط.د على هذا المعنى بأن الله عز وجل لمــا ســلط هــذا العــدو ونحن الزلنا نؤك على المؤمن, لم يسلطه إال ألنه يحب من المؤمن أن يجاهد, فالجهاد أحب شــيء إلى اللــه, أحب األعمــال إليــه, والمجاهــدين أرفــع الخلــق عنــد اللــهــدو, ــرة بين القلب وبين الع ــذه الحــرب دائ ــه وســيلة، فه ــربهم إلى الل وأق والقلب هو محل معرفــة اللـه ومحبــة اللــه وعبوديـة اللــه, ومحــل اإلخالصــد, د القلب بجن والتوكل واإلنابة، فالله عز وجل ولى القلب هذه الحرب, وأي

فهؤالء الجند عليك بمعرفتهم لالنتفاع منهم.

وقد ذكر ابن القيم في (الجــواب الكــافي) كالم جميــل حــول هــؤالء الجنــد,ننقله كما هو , يقول :

ــه �ي ل� إل �رس� مه، ف�أ �ال� �ه بجند آخ�ر� من و�حيه و�ك ان �م�ده سبح� �ه" ثم أ ول ســ لىر� -صــ��يه ل� إل �نز� - و�أ م� ل �يه و�س� ه ع�ل �هالل �اب ــد�ده،كت �ى م� �ى قوته، و�م�د�دا إل ، ف�ازد�اد� قوة إل

�م�ده م�ع� ذ�لك� �ى عدته، و�أ را، بالع�قلو�عدة إل �ه و�مد�ب ةو�بالم�عرف�ة و�زيرا ل مشير��ه، ة ل �اصح� �يه ن �اصرا، و�باإليم�انع�ل دا و�ن �ه و�مؤ�ي تا ل �ب �قين مث ــالي ـه ع�نو�ب ـ� فا ل �اشــ ك

ــه ع�ل�ى جه�ــاد � ـاء�ه و�حزب � �ولي �ى أ �ع�ال ه ت ه يع�اين م�ا و�ع�د� الل �ن �أ ى ك �مر، ح�ت ح�قيق�ة األ�ه�ا �اب ب �ســ �ه أمــور� الح�ــرب و�أ �ع ل �صن �مر� ج�يشه، و�الم�عرف�ة ت ر أ �ب �عد�ائه، ف�الع�قل يد أــه �قين يقــدم ب ره، و�الي ب ــه و�يق�ويــه و�يصــ� ت �ب ئق�ــة� به�ــا، و�اإليم�ــان يث و�م�و�اضع�ه�ا الال

ت الصادق�ة�". �حمل به الح�م�ال� و�يالنبي : نموذج يسير على هديه.

الكتاب : منهج يستقي منه.العقل : ينظر ويتدبر ويفكر.

المعرفة : التي ستأتيه من الرسول والكتاب, تشير إليه وتنصحه.اإليمان : مما يثبت اإلنسان و يؤيد.

200 آل عمران 14

اليقين : وهو اإليمان القوي تــأتي منــه لحظــات تكشــف الحقــائق فكأنــهــه يعاين ما وعد الله، عندما يكون عنده يقين فتهجم عليه الشهوات وتأتي

األمراض يهجم على عدوه وعلى مرضه فيمنعه.ــاج�م من قبــل يا؛ أن هــذا القلب يه ابن القيم صــور المســألة تصــويرا حســ العدو, والله عز وجل مد القلب بجنود (الرســول, والــوحي الــذي نـزل في

الكتاب, والعقل, والمعرفة, واإليمان, واليقين).

ثم يقول :ــة، ف�ج�ع�ــل� � �اطن ة و�الب ــالقو�ى الظاهر� رب ب ذه الحـ� ائم� بهـ� �ه القـ� ان بح� �م�ــد سـ "ثم أ�ين جل ـد�ين و�الــر ـ� ـه، و�الي ـ� ان� ترجم�ان �ره، و�اللس� ب �ه، و�األذن� ص�احب� خ� الع�ين� ط�ليع�تـه ـ� �قي �ن ي ـه أ ـ� �لون� ل أ �ســ ـه و�ي ـ� �غفرون� ل ت �ســ �ة� ع�رشه ي �ه و�ح�م�ل �ت ئك �ق�ام� م�ال� �ه، و�أ �عو�ان أ: ه و�ق�ــال� �فســ ــه بن �ه الدفع� و�الدف�اع� ع�ن ان �و�لى سبح� ات، و�ت ن �ه الج� �ات و�يدخل ئ ي الس

�ع�ال�ى: ه ت ، ق�ال� الل ه هم المفلحون� ء حزبي، و�حزب الل هه�ؤال� �ئك� حزب الل }أوله هم المفلحون�{ �ال� إن حزب� الل �ة: أ اد�ل [.22]المج�

فهذا سمعه وبصره ويديه ورجليه كلهــا من جنــوده إن اســتخدمها كمــاينبغي.

�ســلم -ســبحان �ة� ع�رشه, هذه كلها أعوان له لكي ي �ه و�ح�م�ل �ت ئك �ق�ام� م�ال� و�أالله- حتى أن المالئكة تستغفر له وتسأل الله أن يقيه السيئات.

إذا تبين هذا؛ عرفنا وأكدنا على معنا أننا نجاهد، وأننــا حقــا في معركــة وأن قلوبنا يهجم عليها العدو فيقاتلها وتقاتله، والقلب عدوه آفاته, هو

يملك جند وهناك آفات تصيبه, ورأس آفاته عدوه الشيطان.

ا من كالم ابن القيم أيضــا يصــف لنــا شــيء من وسأنقل بعضــهذه المعركة, يقول :

ــد�ال ــف� ت �ي ين و�ك �ر� ك ين، و�اصطد�ام الع�ســ �ى التق�اء الج�يش� " ف�انظر اآلن� فيك� إلاكره، ف�و�ج�ــد� ــوده و�ع�ســ� ة بجن �ف�ــر� ــك الك �ــل� م�ل �قب ى ؟ أ �يك� أخــر� ة، و�يد�ال ع�ل م�ر�عو�انه، و�جنده �افذ في أ �مره ن �ته، أ �ك السا ع�ل�ى كرسي م�مل الق�لب� في حصنه ج�ــه �ي �م يمكنهم الهجــوم ع�ل ــه، ف�ل ت ق�د ح�فوا به، يق�اتلون� ع�نه و�يد�افعون� ع�ن ح�وز�بهم ــر� �ق ــه و�أ ــد ب �خ�ص الجن �ل� ع�ن أ أ �يه، ف�س� ائه و�جنده ع�ل �عض أم�ر� ة ب إال بمخ�ام�ر�اده�ا، �يه�ا من مر� �عو�انه : ادخلوا ع�ل فس، ف�ق�ال� أل �ه : هي� الن �ة، ف�قيل� ل منه م�نزلوا اه و�انقشــ وه�ــا إي ــه و�م�ن ته�ا و�م�ــا هــو� م�حبوبه�ــا ف�عــدوه�ا ب ب و�انظروا م�و�اقع� م�ح�ـد�ه ـ �ت عن �ن ك �يه و�س� ت إل �ن �ا اطم�أ �امه�ا، ف�إذ �ق�ظ�ته�ا و�م�ن ة� الم�حبوب فيه�ا في ي صور�ــإذ�ا �يكم، ف� ــا إل ــا به� وه� ــا، ثم جر هو�ة و�خ�ط�اطيف�ه� ليب� الشــ �ال� ــا ك �يه� حوا ع�ل ف�ــاطر�ان ــر� الع�ين و�األذن و�اللســ� �غ �كتم ث �يه م�ل ت م�ع�كم ع�ل ت ع�ل�ى الق�لب و�ص�ار� خ�ام�ر�

جل، �د و�الر �ى فرابطوا على هذا الثغور كل المرابطــةو�الف�م و�الي ، ف�م�تــات، و�ال� اح� ــريح مثخ�ن بالجر� �و ج� ير، أ �ســ �و أ �ى الق�لب ف�هو� ق�تيل أ لتم منه�ا إل د�خ�ــا، ــرج�كم منه� �ى الق�لب ف�تخ �دخل فيه�ا إل ة ت ري نوا س� ، و�ال� تم�ك غور� تخلوا ه�ذه الث

5

�ى الق�لب، ل� إل �صــ ى ال� ت ــا، ح�ت ة و�و�ه�نه� ري �هدوا في إضع�اف الس و�إن غلبتم ف�اجتيئا". �ت ض�عيف�ة ال� تغني ع�نه ش� �يه و�ص�ل �ت إل ف�إن و�ص�ل

تدال مرة, و يدال عليك : أي تنتصر مرة و ينتصر عليك.بمخامرة : بغش و مخادعة.

ماهو محبوبها : انظروا إلى النفس ما تحب. فإذا اطمأنت إليه : أي إذا اطمأنت النفس إلى هذا المحبوب وســكنت عنــده فــاطرحوا عليهــا كالليب الشــهوة وخطاطيفهــا, ثم جروهــا بهــاــتي إليكم فتصبح شديدة التعلق، ما تريد أن تترك شيئا من األعمال ال

تعلقت بها.الثغور : العين و األذن و اللسان و الفم و اليد و الرجل.ال تمكنوا سرية : سرية من العلم أو سرية من الجهاد.*سيتبين لنا هذا أكثر في النظر إلى كل ثغرة ماذا يفعل بها

اآلن بعد ما يستولي الشيطان على النفس تصبح هنــاك معركــة بين النفســتي اســتولى عليهــا العــدو الشــيطان- و بين القلب من جهــة من جهــة –ال

أخرى. والنفس تستولي على الثغور (العين و األذن..).

ــه الســالمة فالقلبتبدأ المعركة مع الجوارح اآلن، ماذا يفعــل؟ الذي بيبذل جهوده مع كل جارحة من الجوارح أن يجعلها على سالمة.

- الشيطان ركب النفس –عدوه الشيطان والنفس، لكن فاســتفاد من صـفات النفس و نقصـها و طمعهـا و من حبهـا للـدنيا فأصـبح

يهاجم الثغرات.

سنرى اآلن من كالم ابن القيم ماذا يحصل :ثغر العين

ـارا، ـ� �ظ�ره اعتب �كون� ن �ن ي �غر� الع�ين أ �عوا ث غور ف�امن �يتم ع�ل�ى ه�ذه الث �ول �ا است "ف�إذة ــر� ـره عب �ظـ� ق� ن �ر� ت ــإن اســ ــا، ف� �هي �ل انا و�ت جــا و�استحســ� �ف�ر ه ت ـر� �ظـ� ــوا ن ــل اجع�ل � بــق � �عل �يه و�أ ب إل �قر� ه أ هو�ة، ف�إن ان و�الش �ة و�االستحس� �ظ�ر الغ�فل �يهبن �فسدوه�ا ع�ل ف�أي م�ــا �كم، ف�ــإن �ت ــالون� بغي � �ن ــه ت �غر� الع�ين، ف�ــإن من �كم ث �يه، و�دون �خ�ف ع�ل �فسه و�أ بنهو�ة، ـذر� الشــ ـ� �بذر به في الق�لب ب ي أ ظ�ر، ف�إن يء مثل الن �ني آد�م� بش� دت ب �فس� أ�قــود�ه ـه و�أ ـ� ى أق�ــوي� ع�زيم�ت يه ح�ت �عده و�أم�ن ال أ �ز� ة، ثم ال� أ �سقيه بم�اء األمني ثم أ�فسدوه غر و�أ �مر� ه�ذ�ا الث ع من� العصم�ة، ف�ال� تهملوا أ �ى االنخال� هو�ة إل بزم�ام الشـدعوك� � ة ت ـر� �ظ ـه : مقـد�ار ن � ه، و�قولوا ل �مر� �يه أ �اع�تكم، و�ه�ونوا ع�ل ب استط بح�س�م�ــا تي إن ة ال ور� ن ه�ــذه الصــ نيعه، و�حســ ــديع صــ� � �مل لب أ الق و�الت �سبيح الخ� �ى ت إلــق� � ل ــا خ� �ين سدى، و�م� �ك� الع�ين ه ل �ق� الل ل �يه، و�م�ا خ� اظر ع�ل �دل به�ا الن �ست خلق�ت لي

ظ�ر". �ه�ا ع�ن الن �حجب ة� لي ه ه�ذه الصور� الل اجعلوا العين ال تنظر نظر اعتبار, بل اجعلوا نظــره تفرجــا واستحسـانا

وتلهيا, وهذا أول تالعب من الشيطان بالنفس وبثغرة العين.6

إذا في الوسط استيقظ بصره و مــد قلبــه بنظــر جيــد, فكــانت نظــرة عبرة, أنتم ماذا تفعلون؟ أفسدوها عليه بنظرة الغفلة! فإنه مائل إلى

نظرة الشهوة واالستحسان. النظر أخطر شيء تملكه, والشيطان أكثر ما يســتعمل عليــك النظــر,ــة، ثم فهو بالنظر يبذر بذر الشهوة في اإلنسان ثم يسقيه بمــاء األمني ال يزال يعده ويمنيه حتى يقوي عزيمته –على الباطل– ويقوده بزمــام

الشهوة إلى االنخالع من االستقامة. فالشيطان يقـول لجنــده ال تهملـوا أمـر هــذا الثغـر وأفسـدوه بحسـب

استطاعتكم. وهونوا عليه أمره: أي اجعلوه ينظــر وال يــرى بــأس في النظــر، ينظــر

إلى األشياء المحرمة وال يشعر بأن هذا أمر خطير!. وما خلق الله لك العينين سدى، وما خلق اللــه هــذه الصــورة ليحجبهــا عن النظر: بذلك هــو يغــري الرجــل بــالنظر للمــرأة, و يغــري المــرأة

بالنظر للرجل. إذن أول ثغرة نصاب منهــا والنفس تكــون بمثابــة العــدو وتــأمرــدخل بين ــليم وبين العين, تت ــدخل بين القلب الس ــوء, تت بالس

فماذا تفعل هــذهالقلب السليم وبين السمع. فالعين اآلن جند تبذر في القلب بذرة الشهوة.الجند؟

و سنرى اآلن ثغر األذن أيضا, فيقول ابن القيم :ثغر األذن

�ن ال� " �هدوا أ ، ف�اجت �مر� �يكم األ �يه م�ا يفسد ع�ل �ن يدخل� ع�ل �غر� األذن أ �عوا ث ثم امننه، �حســ �ست �حليه و�ت ت �ســ فس ت ــف ع�ل�ى الن ه خ�في ، ف�إن ــل� �اط ــه إال الب ــدخلوا من تفس �هــو�ى الن ــاب، و�امزجــوه بم�ــا ت � �لب ه�ا لأل ح�ر� �ســ �لف�ــاظ و�أ �عــذ�ب� األ �ه أ روا ل ي �خ� ت

م�زجا .اد�فتم ــا صــ� م� ــا، و�كل �خ�و�اته� ــا ف�زجوه بأ �يه� �يتم منه إصغ�اء إل أ �لم�ة� ف�إن ر� �لقوا الك و�أغــر ـدخل� من ه�ــذ�ا الث ـ� �ن ي اكم أ ــذكره، و�إي ـه ب ـ� ــاله�جوا ل يء ف� ان� ش� منه استحس� م �ال� �و ك م� - أ ل ـه و�ســ� ـ �ي ه ع�ل لى الل وله - صــ� ســ م ر� �ال� �و ك ه أ م الل �ال� يء من ك شــ��ين� ــه و�ب � �ين ــوا ب يء، ف�حول ــك� شــ� ــك� و�د�خ�ــل� من ذ�ل اء، ف�ــإن غلبتم ع�ل�ى ذ�ل ص�ح� الن�هويــل ــه، و�إما بت �ي ده ع�ل ر فيه و�العظ�ة به، إما بإدخ�ــال ضــ ف�ك ره و�الت �د�ب ف�همه و�تـه، �ي ا إل �هـ� بيل� ل ـه ف�ال� سـ� � �ين فوس و�ب �ين� الن �مر ق�د حيل� ب �ن ه�ذ�ا أ �عظيمه و�أ ذ�لك� و�تفوس، ، و�إما بإرخ�اصه ع�ل�ى الن �حو ذ�لك� �قل به، و�ن �ست �يه�ا ال� ت �ثقل ع�ل و�هو� حمل ي�يهم، ــز ع�ل �ع� اس، و�أ ـد� الن ـ �ى عن �عل ــو� أ ــا ه ـون� بم� ـ �ك �ن ي �غي أ �نب تغ�ال� ي ــ �ن االش و�أــه ــو� م�هجــور، و�ق�ائل �ما الح�ــق ف�ه ـر، و�أ ـ� �كث �ه أ ب عند�هم، و�زبونه الق�ابلون� ل �غر� و�أ، �حــو ذ�لــك� ـار و�ن ـ� �ى باإليث �ول اس أ �ين� الن ابح ب ــر ــد�او�ة، و�ال ه للع� ــ� �فس ض ن ــر مع�ــق �ه الح� �يه، و�تخرجون� ل �خف ع�ل �له و�ي �قب �ب ي �يه في كل ق�ال �اطل� ع�ل ف�تدخلون� الب

�يه. �ثقل ع�ل هه و�ي �كر� �ب ي في كل ق�ال7

ــف� �ي �اطين اإلنس، ك ي �ى إخــو�انهم من شــ� ــك� ف�ــانظر إل �عرف� ذ�ل �ن ت �ا شئت� أ و�إذول، ة الفضــ ــر� �ث �ب ك ــر في ق�ــال � هي� ع�ن المنك ــالم�عروف و�الن �مــر� ب يخرجــون� األ�ين� �ن ب ــاء الفت ــق، و�إلق� ــا ال� يطي ء لم� �ال� ض من� الب ــر ع� اس، و�الت ات الن ـر� ـ� ع ع�ث �ب �ت و�ت�ع�ال�ى بم�ا و�ص�ف� به ب ت ة و�و�صف� الر ن �اع� الس ب ، و�يخرجون� ات �حو ذ�لك� اس، و�ن الن يم جســ �ب الت ــال م� - في ق� ل ــه و�ســ� �ي ه ع�ل لى الل وله - صــ� ســ ــه ر� ه و�و�ص�ف�ه ب �فس� ن

كييف. شبيه و�الت و�الت والمقصود : أن الشيطان قد لزم ثغر األذن، أن يدخل فيهــا مــا يضــر العبــد وال ينفعه، ويمنع أن يدخل إليها ما ينفعــه، وإن دخــل بغــير اختيــاره أفســده

عليه . ما يفسد عليكم األمر : أي ما يفسد عليكم فسادكم, بمعــنى مــا

يصلح هذا اإلنسان. خفيف على النفس : هذه النفس التي أصبحت مركبا للشيطان,ــليم ــا س ــاء من ربن ــذي ج ــد القلب ال ــا على القلب ويفس يركبه

وصافي.النفس التي فسدت تستحلي الباطل.

الهجوا له بذكره : أي يبقى هذا الشي يتكرر, يقوله ويجري علىلسانه يتذكر به من الشيطان.

وإما بتهويل ذلك و تعظيمــه: أي يحسســوه كيــف تريــد أن تتــدبر القرآن؟ وكيف تتجرأ وتقول أنك تريد أن تفهم كالم اللــه؟ يعــني إذا أراد ان يتدبر كالم الله وكالم رســوله كونــوا حائــل بينــه وبين الفهم والتدبر والتفكر, وذلك بإدخال ضده عليــه أو تعظيم األمــر

و أنه ال سبيل لك. و إما بإرخاصه على النفــوس: أي أنــه ليس شــيئا مهمــا أن تفهم

القرآن! وقائله معرض نفسه للعــداوة، والــرابح بين النــاس أولى باإليثــار

يكلم النــاس بالشــي الــذي يقبلونــهفماذا يفعل؟ ونحو ذلك , الناس, فيقول: أنا أريـد أن يرضـى عــني النــاس, أريـد أن أكـون محبوبــا, تريــدني أن أكلمهم عن كالم اللــه وكالم رســوله؟ فهــذا�م ينشغل عنه. اشتغالي به لن يجعل لي مكانا عند الخلق! من ث

يجعلون أن األمر بالمعروف و النهي عن المنكر وصــفه فضــول, فال تتدخل فيما ال يعنيــك, و أنــك حين تــأمره كأنــك تتبــع عــثرات

الناس. المقصود أن الشيطان قد لزم ثغرة األذن أن يدخل فيها ما يضر العبد و ال ينفعه, و يمنع أن يدخل إليها ما ينفع,

و إذا دخل بغير اختياره أفسده عليه.

:نأتي للمعركة عند8

ثغر اللسانــك، ـة الم�ل ـ� �ال ــو� قب �م، و�ه �عظ غر األ ه الث ان، ف�إن �غر اللس� �قول : قوموا ع�ل�ى ث ثم ييء ــه شــ� �ي �جــري� ع�ل �ن ي �عوه أ �نف�عه، و�امن ه و�ال� ي �ضر م م�ا ي �ال� �يه من� الك �جروا ع�ل ف�أــاده، � يح�ة عب �صــ ــه، و�ن �اب و�ة كت تغف�اره، و�تال� �ع�ال�ى و�اســ ه ت �نف�عه : من ذكر الل مما يـالون� ـ� ــان، ال� تب ان ع�ظيم� �مر� غر أ �كم في ه�ذ�ا الث �كون ل افع، و�ي م بالعلم الن �ل ك و�الت

هم�ا ظ�فرتم : �ي بأ�ر �كب �خ من إخو�انكم، و�من أ �اطل أ م بالب �ل �ك م�ا المت �اطل، ف�إن م بالب �ل ك �ح�دهم�ا : الت أ

�عو�انكم . جندكم و�أــا �م� س، ك �خــر� �كم أ �خ ل ــق أ اكت� ع�ن الح� كوت ع�ن الح�ق، ف�إن الس اني : الس الثمعتم �م�ــا ســ� �كم، أ �خ�ــو�يكم ل �نف�ــع� أ اني أ �خ الث ــان� األ � م�ا ك �اطق، و�رب �خ ن �ول� أ �ن األ أ�ان يط اكت ع�ن الح�ق ش� �اطق، و�الس �ان ن يط �اطل ش� م بالب �ل �ك اصح : المت ق�ول� الن

س ؟ �خر� أــوا ن ي ــل، و�ز� �اط �و يمسك� ع�ن ب م� بح�ق أ �ل �ك �ت �ن ي غر أ �اط� ع�ل�ى ه�ذ�ا الث ب �اط� الر ب ف�الر

م بالح�ق بكل ط�ريق . �ل ك �اطل بكل ط�ريق، و�خ�وفوه من� الت م� بالب �ل ك �ه الت لــه هم من �كب ، و�أ �ني آد�م� ــه ب ــك من ذي أهل ان هــو� ال �غــر� اللســ� �ن ث �ني أ �ا ب �موا ي و�اعلــذ�ا ــه من ه� �خ�ذت ــريح أ ير و�ج� �ســ ــل و�أ �م لي منق�تي ار، ف�ك ـاخرهم في الن ـ� ع�ل�ى م�ن

غر ؟ الث�خيـه من� اإلنس ان أ دكم ع�ل�ى لسـ� �حـ� �نطـق أ ا : لي ة ف�احف�ظوهـ� و�أوصيكم بو�صيا �عظيمهـ� انه�ا و�ت ــق باستحسـ� �نط امع ف�ي ان السـ �كون اآلخ�ر ع�ل�ى لسـ� �لم�ة، و�ي بالكــل ــا ع�ل�ى اإلنس بك �عو�ان ــوا أ �ه�ــا، و�كون �خيــه إع�اد�ت �طلب من أ ع�جب منه�ــا و�ي و�التمعتم �م�ــا ســ� د، أ ــل م�رصــ� �هم ك �اب، و�اقعدوا ل �يهم من كل ب ط�ريق، و�ادخلوا ع�ل

هم ح�يث قلت : ب ــر� ــه ل مت ب �قس� ذي أ مي ال �همق�س� ــد�ن ل �قع �ني أل� ــو�يت �غ ــا أ }ف�بم�ــانهم �يم� لفهم و�ع�ن أ ــديهم و�من خ� �ي �ين أ هم من ب �ن تي �قيم� ثم آل� ت اط�ك� المســ ر� صــ

اكرين�{ هم ش� �ر� �كث �جد أ م�ائلهم و�ال� ت اف و�ع�ن ش� �عر� ة األ [ .17 - 16] سور��فــوتني من ط�ريــق إال ه�ــا، ف�ال� ي وني ق�ــد ق�ع�ــدت البن آد�م� بطرقــه كل ـر� ـ� �و�م�ــا ت أهم ه�ا ؟ و�ق�ــد ح�ــذر� �عضــ� �و ب يب� منهح�ــاج�تي أ ى أصــ ــره، ح�ت �ه بط�ريق غ�ي ق�ع�دت ل�ان� ق�ــد ق�ع�ــد� يط �هم : إن الشــ م� - و�ق�ــال� ل ل �يه و�س� ه ع�ل سولهم - ص�لى الل ذ�لك� ر��ر ــذ � لم و�ت �تســ ـه : أ ـ� م، ف�ق�ــال� ل ال� ـه بط�ريــق اإلســ ـ� ه�ا، و�ق�ع�د� ل البن آد�م� بطرقه كل�ته�ــاجر ة، ف�ق�ال� : أ �ريق الهجر� �ه بط ، ف�ق�ع�د� ل �م� �سل �ف�ه و�أ ال �ائك� ؟ ف�خ� �ك� و�دين� آب دينــاد، ف�ق�ــال� : ـه بط�ريــق الجه� ـ� ، ف�ق�ع�ــد� ل �ف�ه و�ه�اج�ر� ال م�اء�ك� ؟ ف�خ� �رض�ك� و�س� �ذ�ر أ و�ت

وج�ة ؟ �ح� الز م� الم�ال و�تنك �ل� ف�يق�س �تج�اهد ف�تقت أدق� ف�اقعــدوا �صــ� �ت �ن ي �ح�ــدهم أ اد� أ �ر� �ا أ ير، ف�إذ �هم بكل طرق الخ� �ه�ذ�ا ف�اقعدوا ل ف�كــل� �بق�ى مث �تخــرج الم�ــال� ف�ت ه : أ �فســ ـه في ن ـ� �ه ع�ل�ى ط�ريق الصد�ق�ة، و�قولوا ل ل�لق�يت ع�ل�ى معتم م�ــا أ �و�م�ــا ســ� و�اء ؟ أ �نت� و�هو� ســ� �ته أ �صير� بم�نزل ائل و�ت ه�ذ�ا الســا �اكموه� �ين �عط �ا أ ـا إذ ـ� �مو�الن �يه، ق�ال� : هي� أ �ص�دق� ع�ل �ت �ن ي ر أ �ه آخ� �ل أ جل س� ان ر� لس�

�كم . �ا مثل صرن

9

الكه�ا ض ســ� �ع�ــر �ت قة، ي ، ف�قولوا : ط�ريقه م�خوف�ة مشــ �ريق الح�ج �ه بط و�اقعدوا لنفير ــالت ــر ب ي ائر طــرق الخ� ـه ع�ل�ى ســ� ـ� �ذ�ا ف�اقعــدوا ل فس و�الم�ال، و�ه�ك �ف الن �ل لتنوه�ا ي ف�ح�ســ �هم ع�ل�ى طرق الم�ع�اصــ �ته�ا و�آف�اته�ا، ثم اقعدوا ل ع�نه�ا و�ذكر صعوبــك� �عــو�انكم ع�ل�ى ذ�ل ــر� أ � �كث ــوا أ ــوبهم، و�اجع�ل نوه�ا في قل ي ، و�ز� �ني آد�م� �عين ب في أ

�كم . �يهم، ف�نعم� الع�ون هن ل �بو�ابهن ف�ادخلوا ع�ل اء�، ف�من أ س� الني �مشـ كم و�ت ر �ضــ �بطش� بم�ــا ي �ن ت �عوه�ــا أ �ين، ف�امن جل �د�ين و�الر �غر� الي موا ث ثم الز�

فيه .وهو قبالة الملك: أي وجها لوجه أمام الملك.

امنعوه من هذا كله : أي (من ذكــر اللــه تعــالى واســتغفاره،وتالوة كتابه، ونصيحة عباده، والتكلم بالعلم النافع).

أخ من أخوانكم : أي أخ من أخـوان الشـياطين الـذين يتكلمبالباطل.

ــذه المســألة :يقــول كالم عجيب في التفاعــل له "وأوصيكم بوصية فاحفظوهــا : لينطــق أحــدكم على لســان أخيه من اإلنس بالكلمة" ينطــق : أي يجــري هــذا الشــيطان

على لسان اإلنسان كلمة باطل. و يكــون اآلخــر على لســان الســامع" : يعــني االثــنين اآلن"

يجلسون مــع بعض و كــل واحــد لديــه شــيطان, فالشــيطاناألول عند الناطق, و الشيطان الثاني عند السامع.

ماذا يفعل؟ "فينطق باستحسانها وتعظيمهــا والتعجب منهــا"أي األول يقول الباطل , فيتعجب الثاني منه و يسعد به.

"ويطلب من أخيه إعادتهــا": يأتيــك مثال الضــحك باالســتهزاء بالدين أو بأهله أو ببعض شعائره, وتستغرب أنهم يضــحكون هذا الضحك, فيكون المتكلم معه شيطانه والسامعين معهم

شياطينهم. "و ادخلوا عليهم من كل باب و اقعدوا لهم كل مرصد": هذا من أخطر ما نواجه, أن متى اشتهى اإلنسان أن يتكلم تكلم

دون أن يفكر فيما يتكلمه. "واجعلوا أكثر أعوانكم على النســاء": المقصــود أن النســاءــبيح و إن ــين والتق ــالهم في التحس ــر عظيم على رج لهم أث

كانوا ال يشعروا بذلك. النفسعلى كـــل حـــال أول معونــة بــدأت من أول نقاشـــه كــانت

, هــذه النفس أعظم عــدو, مــاذا يفعــل الشــيطان؟األمارة بالسوء10

يركبها ثم يحارب القلب بها, فكأن القلب الذي هو ملك األعضاء, مــاذاــه ــا في يحصل له؟ تأتي النفس األمارة بالسوء وتعزله عن أن يحكم بم من صفاء وإيمان, وتنطلــق هي في الجــوارح. والشــيطان يصــب لهــان, فهــذه كلهـا أمـور ــزي وهي تسير. و هناك الغفلـة والشـهوات الـتي ت يصــبح القلب بســببها مــريض و ال يســتطيع الحركــة ويمــوت, وتصــبح

النفس األمارة بالسوء هي المسيطرة.

أتــاه الغضبو فانظروا إلى قلب مثل هذا القلب المريض! مثال – الغضب هذا أحــد الشــهوات- وينطفيء بالمــاء والصــالة والــذكر والتكبير، فلما يكون القلب مريض و يأتي النفس الغضــب, ال يســتطيع

القلب أن يرشد الجوارح فتقوم فتستعيذ و تكبر و تتوضأ. ~ و الحقيقة : كفى بالمرء جهال أن يكون مع عدوه على

نفسه ~ من هذا النقاش و هذا النقل الذي انتفعنا به من كتاب الــداء و الــدواء البن القيم, تبين لنا أن هذه المعركة فيها جنــود و هــؤالء الجنــود يمكن أن يكونوا منقلبين على اإلنسان, فبدال من أن يكون الســمع و البصــرله اإلنســان و اليد و القدم من الجنود التي تزيد القلب قــوة بمــا يحصــــتي من أسباب زيادة اإليمان, بسبب لسانه الذي يقرأ القرآن و أذنه الر فيه و يده التي تنفذ مــا أمــر بــه في القــرآن و تعيه و قلبه الذي يتفكــرات قدمه التي تسعى في طاعة الرحمن, بدال من أن تكون هذه الثغ للقلب أصــبحت عليــه ومـع الشــيطان! والشــيطان قــد ركب المـركب

الخطير و هي نفسه األمارة بالسوء. اآلن من أجل أن نعرف كيف نعالج قلبنا من أن يكون ضعيف, فالحل

و أن يعزل عن حكمه على الجوارح, وتستولي النفس األمارة بالســوءــا نبحثعلى نفوسنا فال نجد إال الهوى الذي يعمي و يصم, هــذا يجعلن

الذي وصــفه اللــه في كتابــه بوصــوفات عــدة كلهــا تــدورفي الهوى حول الذم, وأخبر في سورة النازعــات عن هــذا المســتقيم الــذي نهى النفس عن الهـــوى, فكـــأن اآلن العـــدو تمثـــل لنـــا في النفس, أيل في النفس ــذي تمث ــدو ال ــذا الع الشــيطان ركب مــركب النفس, فه

استطاع أن يسيطر على النفس من جهة الهوى. 11

فالتفكير اآلن في الهوى الخطير, البد أن نناقشه و نرى أثره في هــذه المعركة من أجل إصالح هذا القلب, ألنه لما تأتي لحظة االعتصــار بين الخير و الشر في نفوسنا و ال نجــد نفســنا قويــة على رد الشــر, تــأتي لحظــة الشــهوة ونستســلم, تــأتي لحظــة الــتي تأمرنــا النفس األمــارة بالسوء أن ننظر إلى المحرم فننظــر, هنــاك معركــة و صــوت ضــعيف يقول ال تنظر و صوت أقوى يقول انظر و إنما هي نظرة و لن تخســر

شيئا, نريد أن نعرف الحل من أجل أن ال نخسر المعركة!!

نعرف الهوى و نرى كيف يحكمنا في المعركــة هــوى نفوســنا, و كيــفنرده بأمر الله.

ناقشــنا في اللقــاء الماضــي إشــارات عن الهــوى, لكن نزيــد بيانــا أننعرف كيف تضعف هذه الثغرات بسبب هوانا.

ــا يحب الهوى ــه إلى م ك .عبارة عن دافع داخل اإلنسان يحر وفيه غالبا ميل الطبــع إلى أمــور خلقت في اإلنســان لضــرورة بقائــه, فهذه األمور أصال خلقت لضرورة البقاء, هو عليه أن يستخدم من هذه

.لكن الزيادة تفسدهالشهوات والهوى ما يبقى معه. نرى مثال :

لوال ميل اإلنسان إلى الطعام ما أكل , فال يقوم بدنه.و لوال ميله للشراب ما شرب.

و لوال النكاح ما استمر نسل الخلق. و لو لم يكن عنــده شــيء من الغضــب, مــا دافــع عن نفســه ممــا

يؤذيه. , و لمــا تســمع ذمفإذن نحن نقصد بالهوى الذي يزيــد فيفسد

ــأتي في ــه ال ي الهوى و الشهوات فهذا المقصود به كيد ماهو زيادة, ألن الذهن ما هو أساس!. و لذلك ال يأتي أحــد فيقــول : لمــاذا ركب اللــه فينا الهوى مادام مطلوب منا أن نجاهد أنفسنا؟ نقــول : أصــل الهــوى نافع لك, تأتي من ورائه مصلحة, لكن الزيادة و تجاوز الحــد هــو الــذي

يأتي بالفساد. اإلنسان إذا زاد و اتبع هواه, سيكون أثر ذلك أنه يعمى وال يرى الحــق, يتحول فيرى القبيح حسن و الحسن قــبيح, و يتــأذى من كــل حســن و يقبل كل قبيح, يلتبس عليــه الحــق بالباطــل فال يتــذكر و ال يتفكــر و ال

يتعظ إنما يأتي الهوى فيضعف نور اإليمان في القلب.

12

اعلم أن مطلق الهــوى يــدعو إلى اللــذة الحاضــرةيقول ابن الجوزي : من غير فكر في عاقبة, و يحث على نيل الشهوات عاجال و إن كـانت سـببا لآلالم و األذى في العاجل و منع لذات في اآلجــل - و مــع ذلــك النفس تتبــع

هواها – قال : فأما العاقــل فإنـه ينهى نفسـه عن لـذة تعقب ألمـا, و شـهوة تـورث ندما, و كفى بهذا القدر مدحا للعقل و ذما للهوى – من لديه عقـل ال يأخـذ

شهوة يلحقها ألم و تورث ندم –. فلما يأتي أحد يقول : لو استسلمت لنفسك و مارست كبرك كان هذاــه بســبب سببا لذلك, والله عز وجل يجعلك في موقف البد أن تذل في ممارستك الكبر في موقف من المواقف. و هذا يجعلك أول مــا يطــرأــا و ــك لحظــة الكــبر أو استحســان النفس أو العجب تطرده على قلب تجاهدها, ألن هذه لحظة يجب أن يعقبهــا نــدم. مشــاعر النشــوة الــتي تأتي عند اإلنسان في أن أحدا يراه و يرى عمله - يحصل فيها الرياء – هذه لذة لو فكر اإلنسان فيها جيدا ســيرى مصــيبة عظيمــة, فــإن هــذاــل العمل سيحبط و لن يكون له أجر بل يصبح وزرا رغم أنه عمــل عم� ظاهره أنه موافق للشريعة. فإذن العاقل ال يؤثر هواه, ال يــؤثر اللــذة

الحاضرة على العاقبة التي تسبب له الندم.ل اآلدمي على البهــائم, أعــنيو اسمع ماذا يقـول : و بهــذا القــدر فضــ

ــر �ظر لها إلى عاقبة وال فك ملكة اإلرادة , ألن البهائم واقفة مع طباعها, ال ن في مآل, فهي تتناول ما يدعوها إليه الطبع من الغذاء إذا حضر, و تفعل مـا تحتاج إليه من الروث و البول أي وقت اتفق, و اآلدمي يمتنع عن ذلك بقهر عقله لطبعه, و إذا عرف العاقل أن الهوى يصير غالبا وجب عليــه أن يرفــع كل حادثة إلى حاكم العقل, فإنه سيشير عليه بالنظر في المصــالح اآلجلــة,ــتيقن و يأمره عند وقوع الشبهة باستعمال األحوط في كف الهوى إلى أن ي

سالمة الشر في العاقبة. و ياتي اآلن كالم مهم جدا من كالمه – أرجو أن تكونــوا في

غاية التركيز – و ينبغي للعاقــل أن يتمــرن على دفــع الهــوى, المــأمون العــواقبيقول :

ــدمني ــل أن م ــه. و ليعلم العاق ــؤذي غايت ــا ت ــرك م ــذلك على ت ــتمر ب ليس الشهوات يصيرون إلى حالة ال يلتذونها و هم مع ذلــك ال يســتطيعون تركهــا ألنها قد صارت عندهم كالعيش االضـطراري, و لهـذا تـرى مـدمن الخمـر و الجماع ال يلتذ بذلك عشــر التلــذذ ممن لم يــدمن , غــير أن العــادة تقتضــيه

ذلك. فيلقي نفسه في المهالك لنيل ما يقتضيه تعوده!

ــق للشــريعة و لواقــع كالم عجيب إنمــا صــدر من فهم دقيالناس.

13

"وينبغي للعاقل أن يتمرن على دفع الهوى المــأمون العــواقب" يعــني فيه هوى أنت تستسلم له و تفعله و هــو مــأمون العــواقب , يعــني مــا تشعر أنه يأتي بمهالـك, مـا تشـعر أنـه سيصـيب منـك مقتـل, مـأمون العواقب, تأكل أكثر, تنام أكثر, فوقت ما تشتهي تقول أنــا أشــتهي أن

أكل كذا, فهذا مأمون العواقب , ماهي مصيبة كبيرة.ن نفســك "ليستمر بذلك على ترك ما تؤذي غايته" يعني يجب أن تمــر أنه ليس كل ما أمرتك ائتمرت. مثال تفتح عينيك في الســاعة التاســعة صباحا من يوم إجازة, فتقول لك نفسك (نم قليال, خذ غفــوة) فتطيــع, و أنت ترى أنه ليس شهوة عظيمة التي فعلتها, فنقول أن هذا الشيء المأمون العواقب معناه أنك تعايش نفسك بأسلوب تأمر و أنت تقــولسمعا و طاعة! كل ما أمرتك قلت لها سمعا و طاعة فأفسدتك والبد. ثم يبين حقيقة البــد من فهمهــا, فيقــول:" و ليعلم العاقــل أن مــدمنيــا الشهوات يصيرون إلى حالة ال يلتذونها و مع ذلك ال يستطيعون تركه " مثل اإلدمان, فــأنت عنــدما تــترك نفســك و ال تمســكها من البدايــة,

ستجد نفسك قد أدمنت.oفالذي يدمن النظر للتلفاز, ممكن أن يــأتي شــيء ليس لــه قيمــة

لكنه يفتح عينيه و أذنيه ألنه أصــبح مــدمن ال يســتطيع أن يقضـيالوقت إال بهذه الطريقة.

oالذي أدمن أن يذهب لألسواق فحتى لو ليس لديه حاجة, أو حــتى لو كان يشعر بالتعب من الــدوران في األســواق يشــعر أن هــذه

حاجة ال يمكنه أـن يعيش إال بها.oمثال الناس الذين يمسكون جواالتهم, و جــواالتهم فيهــا مصــائب و

فيها أشياء تحــزنهم و أشــياء تقهــرهم من زميالتهم , ليس لــديها قدرة أن تغلق جهازها, أو تترك جهازها و تخرج من الــبيت, ليس عندها قــدرة أن تحــذف أي برنــامج تواصــل يؤذيهـا, تشــعر بأنهــا رهينة ال تستطيع. و هذا من ســيطرة الهــوى, حــتى أن اإلنسـان يصبح يرى هــذه األشــياء من العيش االضــطراري ال يســتطيع أن

يعيش من دونه.oمدمنة على أن تكلم زميالتها أو زيــارة جاراتهــا, تكــون مثــل اآللــة

تتصرف, تذهب لهم يؤذوها و تؤذيهم, يملوا منها و تمل منهم ثمــذلك يأتي اليوم الثاني تفعل نفس الفعل كالمدمن!! و اإلنسان ب

يلقي نفسه في المهالك.ــد ــه ق يقول : "ولو زال رين الهوى عن بصر بصيرته لرأى ان شــقي من حيث قــدر الســعادة و اغتم من حيث ظن الفــرح, و ألم من حيث أراد اللذة, فهو كالحيوان المخــدوع بحب الفخ ال هــو نــال ما خدع به و ال أطاق التخلص مما وقع فيـه" و لـذلك إمـا تختـار أن تكون مع الهدى الذي من الله, أو مع الهوى الذي ابتلي بــه الخلــق.14

ـه{واللـه يقـول : ـ بيل الل لك� ع�ن سـ� و�ى ف�يضـ ـع الهـ� ب �ت ال تتبـع2}و�ال� تــه. و لهــذا قالالهوى فأكيد أن النتيجة هي الضــالل عن ســبيل الل

:" أال إن الصبر من اإليمان بمنزلــة الــرأسعلي رضي الله عنه من الجسد, فإذا انقطع الرأس بان الجسد, ثم رفع صــوته و قــال :

أال ال إيمان لمن ال صبر له". ألن الذي ليس لــه صــبر مــا يطيــق أن يتوقــف عنما العالقة ؟!

تها. قــال تعــالى: عاداته و شهواته, ما يطيق أن يؤدب نفسه ويســكفس� ع�ن اله�و�ى{ �ه�ى الن ه و�ن �ما م�ن خ�اف� م�ق�ام� ر� ب , فاتباع الهــوى3}و�أ

مما يضر بعبادة الله.ــف و إن شاءالله يكون نقاشنا غدا حول أثر الهوى على القلب و كي

يفسده.

~ نسأل الله أن يسلم قلوبنا من الهوى و من كل مرض ~

26 سورة ص 240 سورة النازعات 3

15