السعودية. العربية المملكةالعالي. التعليم وزارةبالمدينة. طيبة جامعة

اإلنسانية. والعلوم كلية: التربيةاإلسالمية. قسم: الدراسات

الكتاب في الداعية حياة في األسرية العالقات أثروالسنة

واالحتساب الدعوة في الماجستير درجة لنيل مقدمة رسالةالكحيلي سعد بن سعود بنت إعداد: فاطمة

الحنطور محمد إشراف: أ.د. محمود اإلنسانية والعلوم التربية بكلية التدريس هيئة عضو

م2006/ هـ1427

والتقدير الشكر

ــة، والتيســير، الحمد لله الكريم، على ما من به علي من اإلعان ال أحصي ثناء عليه، سبحانه هو،والتوفيق، إلتمام هذه الرسالة

ــاء والمجــد، أســأله - جــل وعال - بأســمائه الحســنى أهــل الثنــا، وعمال صــالحا متقبال، وأن وصفاته العال أن يجعلــه علمــا نافع

وال يجعل ألحد فيه شيئا.،يجعله خالصا لوجهه تعالى

ثم الشكر موصول إلى: - أســرتي وخاصــة أهلي، الــذين يســعدهم نجــاحي وتقــدمي،1

ــة، وزوجي الفاضل ــدتي الطيب ــالي،وهم: وال وأخي الحليم، وخالناصح، فجزاهم الله عني خير الجزاء.

- سعادة عميد كلية الــدعوة أ. د. معيض العــوفي- جــزاه اللــه2 خيرا، الــذي هــو بحــق مفتــاح للخــير، مغالق للشــر،على حســن

تعامله، وطيب أخالقه معي، خاصة فيما يتعلق بالرسالة. - ســـعادة أ.د. عبـــدالرحمن الجويـــبر - جـــزاه اللـــه خـــيرا -3

المشــرف على خطـــة البحث، على تقـــديره العظيم لي، مــعالتشجيع على الجد والمثابرة.

- ســعادة أ.د. سـعيد الصــاوي - جــزاه اللــه خــيرا - المشـرف4 األول على البحث، على توجيهاته وتصــويباته للبحث في فصــله

التمهيدي. - ســعادة أ.د. محمــود محمــد الحنطــور - جــزاه اللــه خــيرا -5

المشـــرف الثـــاني على البحث على مواقفـــه العظيمـــة معي،لة في مواقف الصبر والرحمة، مع توجيه سديد. المتمث

ــه خــيرا -6 - سعادة أ.د. عبدالله ضيف الله الرحيلي - جزاه اللم بقبــول عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة، والذي تفضل وتكــر

الرسالة وتصحيحها ومناقشتها. - ســعادة د. مســلم عليــوة - جــزاه اللــه خــيرا - عضــو هيئــة7

م بقبــول الرســالة التدريس بجامعة طيبة، والـذي تفضــل وتكــروتصحيحها ومناقشتها.

لقد بذلت مــا في وســعي، واجتهــدت على قــدر مــا تيســر لي،ــني، فــإن أصــبت فــذاك مــا رغم صعوبات متعددة وقوية واجهت أصبوا إليه - والفضل لله أوال وآخرا - وإن كانت األخــرى فمــني ومن الشيطان، والله تعالى بــريء منــه ورســوله - صــلى اللــه

هزلي وجــدي،؛عليه وسلم - وأستغفر الله تعالى من ذنبي كلهوخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي.

وحسبي أني بذلت طاقتي، ووضعت لبنــة في طريــق من يريــد إتمام البناء، وأقــول كمــا قــال ســلفنا الصــالح: رحم اللــه امــرأ

أهدى إلي عيوبي.

المقدمة شـرور من بالله ونعـوذ ونسـتغفره، ونسـتعينه نحمده لله، الحمد يضــلل ومن له، مضل فال الله يهده من أعمالنا، وسيئات ،أنفسنا

وأشــهد لــه، شريك ال وحده ،الله إال إله ال أن وأشهد له، هادي فالورسوله. عبده محمدا أن

ها يا }تعــالى: قــال ذين أي ــوا ال ــوا آمن ق ه ات ــه حــق الل وال تقات.1{مسلمون وأنتم إال تموتن

ها ياوقـــال تعـــالى: } اس أي قـــوا الن كم ات ذي رب من خلقكم الــدة نفس ــاال منهما وبث زوجها منها وخلـــق واحـ ـيرا رجـ ــ كث

قوا ونساء ه وات ذي الل ه إن واألرحــام به تساءلون ال ــان الل ك.2{رقيبا عليكم

ها ياوقــال تعــالى: } ذين أي ــوا ال ــوا آمن ق ه ات ــوا الل ــوال وقول قــوبكم لكم ويغفــر أعمالكم لكم يصلح* سديدا يطــع ومن ذن

ه .3{عظيما فوزا فاز فقد ورسوله اللأما بعد:

فإن األسرة هي لبنة المجتمع األولى، والركيزة األساسية الــتيــدمها يقوم عليها صرحه المتين، ويتأثر تقدمه أو تأخره بمدى تق أو تأخرها، وذلــك بمــا تضــمه بين جنباتهــا من أفــراد، هم صــناعــاس ــأخر تق الحضــارة أو معــاول هــدمها، وحقيقــة التقــدم والت

وســنة،بمستوى القرب أو البعد من تطــبيق كتــاب اللــه تعــالى تــركت فيكم أمــرين لن)) :نبيه - صلى الله عليه وسلم- لحديث

.4(( وسنة نبيه، كتاب الله:تضلوا ما تمسكتم بهما فاألسرة - بمــا يخيم على عالقــة الــزوجين من ســكن وتفــاهم، وبمــا يحكم عالقــة األصــول والفــروع، من ود وتــراحم وتعــاون، وبما تقدمه من ثمرات صالحة خيرة - هي المسؤولة عن صالح

األمة، وقدرتها على حمل رسالة الدعوة لإلنسانية كافة.ــدا أن تتنــاول أكــثر فــروع المعرفــة "األســرة" فال يســتغرب أب دراسة وتحليال، فعلمــاء االجتمــاع من جهــة تخصصــهم، وعلمــاء التربيــة من جهتهم، وعلمــاء النفس والمؤرخــون وغــيرهم، بــل حتى إن السياسيين اليوم يخططون للوصول إلى أهــدافهم عن

،م في الصــين1995طريق دراسة األســرة، ومــا مــؤتمر بكين

.1.2: عمران آل 1.1: النساء 2 األلبــاني، الـدين ناصر محمد ،"ماجه ابن سنن صحيح" ،71 ،70: األحزاب 3

خطبة بــاب النكــاح كتــاب للنشر، المعارف مكتبة هـ،1417 (،1) ط الرياض،(.1547الحديث: ) رقم ،2/133 النكاح،

4" هـ،1404 النفــائس، دار (،8) ط بــيروت، أنس، بن مالك اإلمــام ،"الموطأ .648ص بالقدر"، القول عن "النهي باب

تحت مظلــة األمم المتحــدة،5وما تبعه من مؤتمرات حتى بكين ا ببعيد.بأهدافه وخططه عن

ت بمعاهــد وكليــات ومؤسســات والدعوة اإلسالمية اليوم استقل دعويــة خاصــة بهــا، فمن األهميــة بمكــان أن تــدرس العالقــات

هــدفها بيــان أهميــة األســرة من؛لةاألسرية دراسة دعوية مؤص باعتبارهــا بيت الداعيــة والمــدعو، وباعتبــار أن؛الناحية الدعوية

لألسرة دورا في تقدم سير الدعوة اإلسالمية أو تأخره، كمــا أنــه ــدة ووثيقــة بين وظيفــة األســرة وبين قول ــاك عالقــة وطي هن

ــالى ـالمعروف }:تع ـ ـأمرون ب ـ اس ت ــرجت للن ـر أمة أخ ـ كنتم خيــان ــاب لك ــل الكت ــو آمن أه ه ول وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالل

.6{خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون@@@

الموضوع أهمية ، رجال كان أو امرأة - قــد يكــون عزبا-- الداعية إلى الله تعالى

لم يسبق له الزواج، وقد يقدر اللــه تعــالى لـه أن يقضــي فـترةــه من الزمن ليست يسيرة وهو على هذه الحال، وقد يقبض الل روحــه وهــو عــزب، وال شــك أن هــذا الوصــف لــه تــأثيره على صاحبه، ما نوع هذا التأثير؟ وما حجمــه إذا كــان الموصــوف بــه

داعية يحمل بين جنبيه هم الدعوة؟ - وقد يتزوج ويسعد في دنياه، وقــد تعصــف الخالفــات الزوجيــة

وتقضي عليه مضجعه، وقد يكتب اللــه لــه الطالق، ومــا،بحياته أدراك ما الطالق؟ كسر للمرأة، ومعاناة نفسية للرجــل، ال يعلم

بها إال الله تعالى، خاصة إذا أنتج هذا الزواج أوالدا. - وقد يكون الداعية رجال يقوم على عدد من الزوجــات، ويعــول

وتتنــوع المســؤوليات،،عددا كبيرا من األوالد، فــتزداد التكــاليف وقد يصاب الداعيــة بفقــد شــريك حياتــه، ورفيــق دربــه، فتتــأثر

نفسه أيما تأثر.ــافر أو فاسق-- وقد يبتلى الداعية ، رجال كان أو امرأة - بأب ك

ة مريضة، وقد يكون الداعية موفقا فيكون ابن عالم؛أو أم مسنمشهور، وداعية مجاهد محتسب، فيختلف الحال والتأثير.

بين المســاواة2000 ســنة "المــرأة:وعنوانه المــؤتمر السم اختصــار هــذا 5".21للقرن والسالم والتنمية الجنسين

.[110: ]آل عمران 6

ــون ــد تك ــلحين، وق ــالحين مص ــة أوالدا ص ـرزق الداعي ـ ــد ي - وق األخرى، فيكون الداعية من اآلحاد الذين يعــز اللــه بهم اإلســالم

أو كــانوا، أو ألحــدوا،وأهله، ولكن أوالده إما قوم كفــروا بــربهم مســلمين فســاقا، ويتنــوع البالء، فيصــاب الداعيــة بــابن أو ابنــة

ولكل حال تأثيرها المباشر على،معاقة، أو يحرم الذرية بالكليةالداعية.

- وقد يكون للداعية إخوة، يعينونه على أمر دعوته، فيساعدونه في كثير من مسؤولياته، وقد يحســدونه على مــا آتــاه اللــه من

فضله، فيكيدون له ويتآمرون عليه. - وقد يكــون للداعيــة عم أو خــال أو قــريب، يكونــون من أهــلــه في ـا ل ـ ــون عون ــب، فيكون ــاه والمنص ل، أو الج ــ العلم والفض

ا مستطيرا، يحولون بينه وبين الدعوة. دعوته، أو شر كل ما سبق، وغيره كثير، وكثير جدا، ممــا يكــون حــال الداعيــة

أحدها.ــاحبها، ــا على صـ ــوال تأثيرهـ ــل أن لتلـــك األحـ ــك عاقـ وال يشـ

ــتوالموصوف بها، فهل ممكن أن ت ر الــدعوة أو المــدعوون أوأ ثالداعية نفسه بتلك األحوال؟

ر آلياتــه، يجــد أن الــدعاة إن القارئ لكتاب الله تعــالى، والمتــدب األوائل من األنبياء والمرسلين - عليهم الصالة والسالم - الــذين

ير على نهجهم، قــد نــالهمرأم نا الله تعالى باالقتــداء بهم، والســ الشــيء العظيم من تلــك األحــوال في عالقــاتهم األســرية، مــعــيح أهليهم وذوي قرابتهم، األمر الذي يسعى البحث لبيانه وتوض آثاره في حياة الداعية، مع بيان األسلوب والوسيلة التي تساعد

ة التعامل معها. الداعية في كيفييلي: ما الموضوع أهمية يؤكد ومما

والمــدعوين والــدعاة الــدعوة عن بيانه في الكريم القرآن - أن1ن األصـــول وشـــرع وأثرهـــا، األســـرية العالقـــات شـــافيا بيانا بي

ــالى الله إلى الدعوة في الحكمة من التي والقواعد يعرفها أن تعالمدعوون. ويتعلمها ،الدعاة

ا، تطبيقا جــاءت المطهرة النبوية السنة - أن2 الــدعاة يوجه عملي العالقــات إقامة في األمثل والمنهج المثلى، الطريقة ســلوك إلى

األسرية.ــه - قضى3 ــالى اللـ ــذا أن تعـ ــوم ال ينالد هـ ،إليه عوةبالد إال يقـ

قبل من فة مســتهد- ســبق كما- واألســرة سبيله، في والتضحية العالقــات بإعــادة الــدعوي، األســرة دور فإحيــاء اإلســالم، أعــداء

بقيام األمة، هذه من األول الصدر في عليه كانت ما إلى األسرية - يعــد المنكر عن والنهي بــالمعروف األمر بــواجب أفرادها جميع

بيــوت إلى اإلســالم أعــداء مخططــات لــدخول الحقيقي الحــاجزالمسلمين.

االختيار: أسبابة - الحاجة1 ــ ــذا لمثل الماس ــوع ه ــاطب ألنه ؛الموض بيت كل يخ

مدعوون. أو دعاة إما فالناس األسرة، في فرد وكل من دعـــوة تخلو تكـــاد فال وغزارتهـــا، العلمية المـــادة - وفـــرة2

القــرآن - في والســالم الصــالة - عليهم والرسل األنبيــاء دعوات وكـذلك قـرابتهم، وذوي أهليهم مع مـواقفهم وذكـرت إال الكـريمالنبوية. السنة

،7دعوية علمية رســـالة توجـــد لم أنه:الرئيسة األســـباب - من3الباحثة. اطالع حسب وذلك

:البحث أهدافلة الدعوية الكتابة في - اإلســـهام1 المنهج على المبنية المؤصـــ

النظــري سواء ؛الدعوة علوم في البحث زال "فما ،الجاد العلمي النوع هذا تخدم التي العلمية البحوث من الكثير يحتاج العلمي أم

.8العلم" من العالقة الزوجيــة، )العالقة األســرية العالقــات أثر مــدى - بيــان2

عامة مع العالقة اإلخوة، مع العالقة األوالد، مع العالقة بالوالدين، والحكم ودعوتــه، الدعية حيــاة في السلبية أو اإليجابية ،األقارب(ذلك. في الشرعي

:البحث تساؤالت الله اختارهم الخلق، - صفوة والسالم الصالة - عليهم - الرسل1

ــالى ــدعوة تعـ ــداء نارموأ ،دينه إلى للـ ير بهم، باالقتـ ــ على والســـريقتهم، ــ ــنرخبوأ ط ــ ــواقفهم عن ا ــ وذوي ،أهليهم مع الدعوية م

من الحكمة وما الخــبر؟ ذلك من تعــالى الله مــراد فما ،قــرابتهمذلك؟

ــاك 7 ــوان" روابط تكميلي بحث هن ــدعوة في وأثرها القرابة بعن ــوء في ال ض الــدعوة، كلية ســعود، بن محمد اإلمام جامعة ، البراك، " محمد الكريم القرآن

السابقة. الدراسات في ذكره سيأتي هـ،14.6 عام الرياض،الدعوية. الناحية من األسرية العالقات تناولت- الباحثة

العســـيري، عيسى خالد اإلســـالمية"؛ الـــدعوة في العلمية الرســـائل "دليل8ــاض، ــدعوة واألوقــاف اإلســالمية ونؤالشــ وزارة (،1) ط الري واإلرشــاد، وال

(.2) العدد ،1/11 هـ،1419

ــير- وســلم عليه الله - صلى الرسول سيرة تو- ح2 من الكث هكلســ الــذي الســلوك فما بيته، أهل مع له حصلت التي األحداث

األسرية؟ واألحداث ،المواقف تلك في الداعية حياة في رثوالسلبية( أ )اإليجابية الزوجية للعالقة - هل3

فيه؟ الشارع حكم وما األثر؟ هذا نوع ما ودعوته؟ــدين للعالقة - هل4 ــ ــلبية( أثر )اإليجابية بالوال ــ ــاة في والس ــ حي

فيه؟ الشارع حكم وما األثر؟ هذا نوع ما ودعوته؟ الداعية الداعية حيــاة في والســلبية( أثر )اإليجابية باألوالد للعالقة - هل5

فيه؟ الشارع حكم وما األثر؟ هذا نوع ما ودعوته؟ــاة في والسلبية( أثر )اإليجابية باإلخوة للعالقة - هل6 الداعية حي

فيه؟ الشارع حكم وما األثر؟ هذا نوع ما ودعوته؟ حيــاة في والســلبية( أثر )اإليجابية األقــارب بعامة للعالقة - هل7

فيه؟ الشارع حكم وما األثر؟ هذا نوع ما ودعوته؟ الداعية:البحث منهج

المنهج االســتقرائي واالســتنباطي، ويتم ذلــك عن طريــق جمــع وحصر كافة النصــوص من الكتــاب الكــريم، والسـنة المطهــرة،ــات قة بموضوع البحث، ثم تحليل عناصرها، وإيجاد العالق المتعل

بهــدف الوصــول إلى حقــائق ونتــائج؛بينهــا، ثم إعطــاء حكم لها تكــون بمثابــة قواعــد وركــائز، يســتفاد،مستنبطة من النصوص

منها في علم الدعوة، وفي حياة الداعية.:البحث حدود

أهم من ركن وفي الدعوة، علم في خاص وهو- الموضوع:1ةاألس العالقات أثر البحث ويتناول الدعية، وهو األركان عليه ري

الدعوي. المجال في :وهما ؛مادته البحث منها يأخذ التي الجهة وهو- المصدر: 2

رة.المطه والسنة ،الكريم الكتاب:السابقة الدراسات

والمجتمــع، الفرد حياة في دورها وأهمية العظيمة األسرة لمكانةــروع أولتها فقد ــثرت فقد وتحليال، دراسة المعرفة ف ــائل ك الرس

من جــانب كل المتعــددة األســرة جــوانب درســت التي والبحوثــير تخصصــه، جهة ــدعوي الجــانب أن غ ــاج ال من المزيد إلى يحت

الســابقة راســاتالد تقســيم ويمكن ،األسرة مجال في الدراسةقسمين: إلى

مباشرة. - دراسات1مباشرة. غير - دراسات2

المباشرة: الدراسات الق<<<<رآن في ال<<<<دعوة في وأثرها القرابة - "روابط1

:9الكريم"وفصلين. ،وتمهيد ، مقدمة:من الدراسة تتكون

ويحتــوي ،اإلســالم" نظر في "األقارب:بعنوان األول الفصل :مباحث ثالثة على

ــواعاألول: لمبحث ــ ــرآن في ذكرها ورد - كما القرابة أنـ ــ القـ ،واإلخــوة والبنــوة والوالــدين الزوجيــة، وهي: رابطة ،الكــريم

الرضــــــــاعة طريق عن القرابة رابطة ثم ،والخؤولة ،والعمومةوالمصاهرة.ــلوبالث<<اني: والمبحث ــوة أس ــارب دع إليه أرشد - كما األق

األقارب. لدعوة أسلوبا17 الباحث وذكر الكريم، القرآنــه، من الداعية موقفالثالث: والمبحث ــان أقارب ــديث وك الح

فقط. صفحة14 في ذلك عنــدعوة في القرابة "أثر:بعن<<وان الثاني الفصل ويتكــون ،" ال

مباحث: ثالثة منــلبية اآلثار في:األول ــفحة،12 في الس :الثاني والمبحث ص

كيف في:الثالث والمبحث صفحات،9 في اإليجابية اآلثار في 6 في ذلك وكــان إيجابيــة؟ إلى الســلبية اآلثــار الداعية يحــول

صفحات.ــة..." وثيق "روابط بحث إن ــلة القراب ــالة الص "أثر:الباحثة برس

ــات الروابط أثر في يبحث فكالهما ؛األسرية..." العالقات والعالقــدعوة، مجال في األسرية "روابط بحث أن بينهما الفــارق لكن ال

تحــدث - الــذي الثاني الفصل أن كما جدا، مختصرا القرابة" كان - كــانت القرابة لروابط والســلبية اإليجابية اآلثار عن الباحث فيه

عن يتحــدث لم أنه كما الرابطة، لنوع تصنيف وبدون ،عام بشكلمطلقا. الدعوية الوسائل

ومس<<ؤوليتها ، إعدادها:المعاصرة المسلمة - "المرأة2:10الدعوة" في

أبواب: أربعة من الرسالة وتتكونالدعوة. في ومسؤوليتها المرأة مكانةاألول:للدعوة. المرأة إعداد طرقالثاني:

ذكره. سبق 9 كلية سعود، بن محمد اإلمام جامعة أبابطين، محمد بن أحمد ؛دكتوراه رسالة 10

هـ.1410 الرياض، الدعوة،

اإلعداد. في والمؤثرة المحيطة الظروفوالثالث: ة فيوالرابع: للدعوة. المرأة ممارسة كيفي

البــاب أن إال ؛للــدعوة المــرأة إعــداد في الرسالة أصل أن ورغم اآلثــار فيه وذكــرت ، "المعوقــات":بعنوان مطلب فيه جاء الثالث

إلى376ص من الداعية المــرأة على األســرية للعالقات السلبيةل وهــذا ،380 والرســالة الباحثة رســالة بين مشــتركا قــدرا يمث

المذكورة.:11فصلت" سورة ضوء في الداعية - "إعداد3

الداعية على يجب الــتي واألخالق الصــفات عن الرسالة وتتحدثفصلت. سورة في وردت كما بها، يالتحل

ودرجاته مش<<روعيته الوال<<دين، على - " االحتس<<اب4وآدابه".

". األطفال على - "االحتساب5- أبا". السالم - عليه - " إبراهيم6تعالى". الله إلى الدعوة في وأثره - "السلوك7

مجــــال في إلهي، أ.د/ فضل كتبها الســــابقة األربعة البحــــوثمنها. البحث واستفاد الدعوة،

مباشرة: غير دراسات أ.د/ ؛"والس<<نة الكت<<اب ض<<وء في المثلى - "األس<<رة1

نجيب. عمارة أ.د/ وهبة ؛المعاص<<ر" الع<<الم في المسلمة - "األسرة2

الزحيلي. ناصح د. عبدالله ؛اإلس<<<<<<<<<<الم" في األوالد - "تربية3

علوان.الخولي. د. سناء ؛األسرية" - "العالقات4 الفقه في والمادية المعنوية الطالق - " آث<<<<<<<<<<<<<ار5

معتوق. د. وفاء ؛اإلسالمي"الدراسات. هذه من البحث استفاد وقد

البحث: تقسيماتــدي فصل:إلى البحث تقسيم تم كما هي فصــول، وخمسة ،تمهي

يلي:-

كلية ســعود، بن محمد اإلمام جامعة العمار، ناصر بن حمد ؛ماجستير رسالة 11هـ.1408 الرياض، الدعوة،

ومكانتها األســرة أهمية:عن التمهي<<دي الفصل ث- يتحد1األفراد. حياة في يهاتؤد التي ووظائفها

حي<<<<<<<<<<<اة في الزوجية العالقة األول: أثر - الفصل2الداعية.الداعية. حياة في الزواج أثراألول: المبحثالداعية. حياة في والخلع الطالق أثرالثاني: المبحثــاة الوفــاة أثرالث<<الث: المبحث ــزوجين" في أحد "وف ــاة ال حيالداعية.

حي<<<<اة في الوال<<<<دين عالقة الث<<<<اني: أثر - الفصل3الداعية.الداعية. حياة في األب عالقة أثراألول: المبحثالداعية. حياة في األم عالقة أثرالثاني: المبحث

الداعية. حياة في األوالد عالقة الثالث: أثر - الفصل4الداعية. حياة في األبناء عالقة أثراألول: المبحثالداعية. حياة في البنات عالقة أثرالثاني: المبحث

الداعية. حياة في اإلخوة عالقة الرابع: أثر - الفصل5الداعية. حياة في اإلخوة عالقة أثراألول: المبحثالداعية. حياة في األخوات عالقة أثرالثاني: المبحث

في األق<<ارب عامة مع العالقة الخامس: أثر - الفصل6الداعية. حياة

الداعية. حياة في العمومة عالقة أثراألول: المبحثالداعية. حياة في الخؤولة عالقة أثرالثاني: المبحثالداعية. حياة في األقارب باقي عالقة أثرالثالث: المبحث

والخاتمة. والتوصيات، البحث، نتائجللبحث. األساسية الفهارس ثم

@@@

التمهيدي الفصلين:مبحث على ويشتمل.األسرة األول: أهمية المبحث.األسرة الثاني: وظائف المبحث

األسرة: األول: أهمية المبحثاألسرة: تعريف- 1اللغوي. - التعريف1االصطالحي. - التعريف2االصطالحي. والمعنى اللغوي، المعنى بين - العالقة3 والسنة الكريم، القرآن )األسرة( في مصطلح ورد - هل4

المطهرة؟ القرآن )األسرة( في مصطلح ورود عدم من - الحكمة5

المطهرة. والسنة الكريم،األسر: - أنواع2"الضيقة". الصغرى - األسرة1الوسطى. - األسرة2الممتدة. - األسرة3األسرة: أهمية من - جوانب3الفطري. - الجانب1النفسي. - الجانب2االجتماعي. - الجانب3

األسرة: الثاني: وظائف المبحثالخاصة. - الوظيفة1العامة. - الوظيفة2

األول المبحثاألسرة أهمية

اختالفا يختلف اإلسالمي العالم في األسرة معنى إنا، واختالف ،12الغربي العالم في األسرة معنى عن جوهري

(،1) ط بيروت، حسنة، عبيد عمر االقتداء"؛ منهجية انظر: "في 12 المسلمة و"األسرة ،146- 143 ص هـ،1417 اإلسالمي، المكتب الفكر دار (،1) ط القاهرة، عبود، د. عبدالغني المعاصرة"؛ واألسرة

أو عدم أو لوجود بالنسبة األهمية، اختالف إلى أدى المعنىأجمع. العالم في األسرة مكانة ضعف

في االختالف، هذا أثر يالحظ الفطن الكيس المسلم إن األسرة، بشؤون تعنى التي المشبوهة، الدولية مراتالمؤتجه والتي المجتمع على لألسرة الغربي المعنى فرض إلى تت

ولذلك ؛13العولمة نتائج من حتمية كنتيجة كله، اإلنساني الدعوي الشرعي والواجب عامة، اإلنساني الواجب فإن

اإلسالمي، المفهوم في األسرة معنى نشر يستلزم خاصة، األسرة وجود إلى الدعوة، أهمية من جوانب وبيان وتبليغه،

يتم األهمية هذه وإلبراز تعالى، الله بأمر القائمة المسلمةخالل: من األسرة عن الحديث

األسرة: - تعريف1:اللغوي - التعريف1

وأسرة ،14مشترك" أمر يربطها الجماعة، لغة: "هي األسرة ولذلك بهم، يتقوى ألنه األقربون؛ ورهطه الرجل: عشيرته،

ومنعة قوة مصدر فهي ،15الحصينة الدرع:بـ األسرة تسمىلإلنسان،

والراء والسين الهمزة "أسر"، من األسرة: مأخوذة فكلمة ولذلك ؛16واإلمساك الحبس وهو مطرد، وقياس واحد، أصلدا أصبح:أي ؛17استأسر قد طليق تزوج: إنه لمن يقال مقي

والتكاليف. الواجبات من عليه ما يؤدي بها، ملتزما باألسرة.17- 16 ص م،1979 العربي،

) ط بيروت، العظم، ود. صادق حنفي، د. حسن العولمة؟"؛ انظر: "ما 13 التحول هي: "حقبة العولمة ،125 - 79ص هـ،1420 الفكر، دار (،1

المركز، دول هيمنة ظل في جمعاء، لإلنسانية العميق الرأسمالي ظل وفي سيطرتها، وتحت وبقيادتها، غير للتبادل عالمي؛ نظام

على أمريكي هو ما كل سيطرة وباختصار: "هي ،125 المتكافئ" ص.79 الحياة" ص مجاالت شتى في العالم،

المكتبة )د.ط(، تركيا، وآخرون، مصطفى، إبراهيم الوسيط"؛ "المعجم 14"أسر". مادة ،1/17 )د.ت(، اإلسالمية،

م بن محمد الدين جمال العرب"؛ "لسان 15 )د. بيروت، منظور، بن مكر على المحيط، القاموس و"ترتيب "أسر"، مادة ،4/9 صادر، دار ط(،

القاهرة، زاوي، أحمد الطاهر البالغة"؛ وأساس المنير المصباح طريقة.1/149 )د. ت(، الحلبي، البابي عيسى (،2) ط

هارون، تحقيق: عبدالسالم فارس، بن أحمد اللغة"؛ مقاييس "معجم 16"أسر". مادة ،1/107 ) د.ت(، صادر دار )د.ط(، بيروت،

دار ) د.ط(، بيروت، الزمخشري، محمد بن الله جار البالغة"؛ "أساس 17"أسر". مادة ،16 ص )د.ت(، صادر،

االصطالحي: - التعريف2 ما ذلك أمثلة ومن األسرة، تعريف في المصطلحات تعددت

يلي:ة جماعة األسرةهي: - األسرة1 ة اجتماعي ودائمة، أساسي

وجود أساس األسرة وليست رئيسي، اجتماعي ونظام األولى والدعامة األخالق، مصدر هي بل فحسب، المجتمع

أول اإلنسان فيه يتلقى الذي واإلطار السلوك، لضبط.18االجتماعية الحياة دروس

والتي المجتمع، نواة رةالمعتب "الجماعةهي: - األسرة2ع ثم وامرأة، رجل بين زوجية، برابطة تنشأ عنها يتفر

أجداد من الزوجين، بأصول وثيقة صلة ذات وتظل األوالد، من وبالقرابة وأخوات، إخوة من وبالحواشي وجدات، - البنات - أوالد األسباط - ومن األوالد - أوالد األحفاد

.19وأوالدهم" والخاالت، واألخوال والعمات، واألعمام وأولى للمجتمع، األولى "الوحدةهي: - األسرة3

مباشرة، الغالب في فيها العالقات تكون التي مؤسساتها، الفرد تنشئة داخلها يتم من الكثير منها ويكتسب اجتماعي

الحياة، في واتجاهاته وعواطفه، وميوله، ومهارته، معارفه،.20وسكنه" أمنه فيها ويجد

الثالثة: المصطلحات بين واالختالف االتفاق أوجه المجتمع، وجود أساس األسرة أن على جميعها - اتفقت1

اجتماعي بقوله: "نظام ذلك عن األول التعريف رفعب فحسب، المجتمع وجود أساس األسرة وليست أساسي"، المجتمع"، نواة المعتبرة الثاني: "الجماعة والتعريف

مؤسساته". وأولى للمجتمع، األولى الوحدة والثالث: "هي مصدر األسرة أن على والثالث األول، التعريف - اتفق2

التنشئة مكان أنها كما جهات،والتو والقيم األخالق،ة للفرد. االجتماعي

وهو: عقد األسرة؛ نشوء ببيان الثاني التعريف - انفرد3وحواش. وفروع أصول له يكون الذي الزوجية

دار )د.ط(، اإلسكندرية، ،الحولي د. سناء األسرية"؛ والعالقات "الزواج 18.49 )د.ت( ص الجامعية، المعرفة

ط بيروت، الزحيلي، د. وهبة المعاصر"؛ العالم في المسلمة "األسرة 19.2ص هـ،1420 المعاصر، الفكر دار (،1) (،1) ط ليبيا، الشيباني، التومي د. عمر اإلسالمية"؛ التربية أسس "من 20

.497 ص م،1979 العامة، المنشأة

فيها تتم التي الطريقة ببيان الثالث التعريف - انفرد4مباشرة. بأنها األسرة، داخل العالقات

بين يجمع لألسرة تعريف إنشاء يمكن سبق مماوهو: الثالثة، المصطلحات

بين زوجية برابطة تنشأ المجتمع، نواة "األسرة تكون وحواش، وفروع أصول لها وامرأة، رجل

مصدر األسرة تعتبر كما مباشرة، بينهم العالقات المنتمين لألفراد والضبط، والتوجيه، التربية،إليها".

-: "كلمة الله - رحمه 21زهرة أبو محمد الشيخ يقول القوانين في األسرة من مدى أوسع اإلسالم، في األسرة

واألوالد الزوجين، تشمل اإلسالم في األسرة فإن األخرى، من األصول تشمل كما وفروعهم، الزواج ثمرة هم الذين وتشمل والجدات، األجداد، هذا في فيدخل واألمهات، اآلباء، وأوالدهم، واألخوات، اإلخوة، وهم ؛األبوين فروع أيضا

والعمة، العم، فيشمل ؛والجدات األجداد فروع أيضا وتشمل األسرة كلمة وهكذا وفروعهما، والخالة، والخال، وفروعهما،

منهم سواء ؛جميعا األقارب وتشمل الزوجين، تشمل حقوقا، أوجدت سارت حيثما وهي األدنين، وغير األدنون، قربها بمقدار الحقوق، هذه مراتب وتتفاوت واجبات، وأثبتت

األقربين، لألقارب التي فالحقوق منه، وبعدها الشخص من.22وهكذا..." ،منهم أبعد لمن التي الحقوق من أقوى

والمعنى اللغوي، المعنى بين - العالقة3االصطالحي:

لألسرة واالصطالحي اللغوي، المعنى بين وثيقة عالقة هناك سبب أن في العالقة، هذه - وتظهر بيانهما سبق - وقد له الذي الزوجية، عقد هو األفراد بين المشترك األمر

المصاهرة معنى يتضمن وهو وحواش، وفروع أصولسب، لألفراد والحماية، والمنعة، القوة، مصدر هي التي والن

،عصره في اإلسالمية الشريعة علماء زهرة: من أبو محمد الشيخ 21 بجامعة الحقوق لكلية وكيال عمل العلمية، للبحوث األعلى المجلس عضو

القاهرة، من أكثر تأليفه من وأصدر اإلسالمية، الدراسات لمعهد ووكيال الزركلي، الدين لخير بالقاهرة. انظر: "األعالم"؛ وفاته وكانت ( كتابا،40)

.26 - 6/25 م،1980 للماليين، العلم دار (،5) ط بيروت، دار )د. ط(، القاهرة، زهرة، أبو محمد للمجتمع"؛ اإلسالم "تنظيم 22

.62 )د. ت( ص العربي، الفكر

تربيتهم، على األسرة قامت الذين إليها، المنتمينوتوجيههم.

الكريم، القرآن )األسرة( في مصطلح ورد - هل4رة؟المطه والسنة

لفظ المطهرة والسنة الكريم، القرآن في الباحث يجد ال "األهل"، مصطلح استعمال نستطيع ولكن "األسرة" صريحا،

األسرة، يعني أنه على فيهما المستعمل القربى"، و"ذوي أو بلدة، أو مسكن، أو بيت، سكان:األسرة كلمة وتعني في معه الساكنين الرجل أسرة تعني كما قطرا، أو قرية،

كلمة معاني من وهو ،23واحد مكان أو واحد، مسكن.24"أهل" من مشترك قدر بينهما القربى"، و"ذوي "األهل"، فلفظ

المعاني. )األسرة( في مصطلح إيراد عدم من - الحكمة5

المطهرة: والسنة الكريم، القرآن اللغوي معناها في األسرة - أن أعلم تعالى - والله الحكمة

اللفظتين وكلتا والقيد، األسر، من - مشتقة سبق - كما إيحاءات، تحمل ة، وظالال على الملقى بالعبء توحي نفسي

قل بمدى توحي كما اإلنسان، تدل فهي عليه، الملقى الثم، يق،الض على الكريم القرآن يترك لم مث ومن والتبر القربى وذوي األهل، لفظ مكانها ويستخدم األسرة، لفظ اإلسالم في األسرة أن وهي الله، أرادها لحكمة وإنما عبثا،

ة، راحة هي وإنما قيدا، ليست وطمأنينة، وسكينة نفسية حياة يحيا أن اإلنسان يستطيع ال بدونها ،25حقة إنساني المطهرة والسنة الكريم القرآن في المختار - اللفظ فاألهل

أي: استراح، ؛26بمعنى: "أنس" "أهل"؛ الفعل من - مشتق

مرجع ،21 ص عبود، د. عبدالغني المعاصرة"؛ واألسرة المسلمة "األسرة 23سابق.

بالراغب المعروف فهد بن للحسين القرآن"؛ غريب في "المفردات 24 )د. المعرفة، دار (،1) ط بيروت، كيالني، سيد تحقيق:محمد األصفهاني،

"أهل". مادة ،29 ص ت(، ، مرجع21"األسرة المسلمة، واألسرة المعاصرة"؛ د. عبدالغني عبود، ص 25

سابق. ، مادة "أهل"، مرجع1/31"المعجم الوسيط"؛ إبراهيم مصطفى، وآخرون، 26

سابق.

، وهدأ، وإزالة بالمالطفة إال تكون ال والمؤانسة واطمأنالوحشة.

األسر: - أنواع2أنواع: ثالثة األسر

غرى: األسرة -1 الزوجين على المقصورة وهيالص خلق أن آياته ومنتعالى: } قوله من يفهم كما واألوالد؛

مودة بينكم وجعل إليها لتسكنوا أزواجا أنفسكم من لكم آليات ذلك في إن ورحمة رون لقوم .27{يتفك

وهي التي تضم كل ذي رحم، ومنهماألسرة الوسطى: -2 اآلباء، واألجداد، واإلخوة، واألخوات، واألعمام والعمات،

واألخوال والخاالت، وهي المقصودة بصلة الرحم؛ كما يفهمه جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعلمن قوله تعالى: } والل

بات أفبالباطل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيه هم يكفرون ، فهذا الجزء من اآلية جاء28{يؤمنون وبنعمت الل

بعد بيان الله - عز وجل - أن أصل الناس من أب واحد، وأم واحدة، قامت بينهما عالقة زوجية، أنتجت رجاال كثيرا ونساء؛

ذي خلقكم من نفسقال تعالى: } كم ال قوا رب اس ات ها الن يا أيقوا واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجاال كثيرا ونساء وات

ه كان عليكم رقيبا ه الذي تساءلون به واألرحام إن الل ،29{اللن الله تعالى في عقب اآلية، نوعية العالقة التي قامت ثم بي

حم، وفي ذلك يقول اإلمام بين الرجال والنساء، وهي عالقة الرحم: "األرحام:30القرطبي - رحمه الله تعالى - في تفسير الر

.31اسم لكافة األقارب من غير فرق بين المحرم، وغيره" - األسرة الكبرى "أو الممتدة"، وتشمل:3

أ - المجتمع المسلم، بما فيه من جيران وأصدقاء، تقوم العالقة بينهم على أساس األخوة في الدين؛ كما يفهم من قوله تعالى:

(.21سورة الروم، آية ) 27(.72سورة النحل، آية ) 28(.1سورة النساء، آية ) 29 اإلمام القرطبي هو: محمد بن أحمد، األنصاري، الخزرجي، األندلسي، أبو 30

د ورع، رحل إلى مصر عبدالله، القرطبي، من كبار المفسرين، صالح متعب واستقر بأسيوط، ومات بها، من كتبه: "الجامع ألحكام القرآن" في التفسير،

، مرجع سابق.6/218وله مؤلفات عديدة. انظر: "األعالم"؛ للزركلي، العربي، الكتاب دار (،1) ط بيروت، للقرطبي، القرآن"؛ ألحكام "الجامع 31

.5/11 هـ،1418

كم} ه لعل قوا الل ما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم وات إن.32{ترحمون

اإلنساني بالمجتمع يعرف الذي المسلم غير - المجتمع ب األسرة:بـ المعاصر العرف وفي جمعاء، البشرية أو كله،

ا }تعالى: الله يقول ذلك وفي الدولية؛ اس إن ها الن يا أي خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن

ه عليم خبير ه أتقاكم إن الل .33{أكرمكم عند اللاألسرة: أهمية من - جوانب3الفطري: - الجانب1

د التي الجوانب، أعظم من الفطري الجانب يعد أهمية تؤك لتأسيسه، أولى كنواة اإلنساني، المجتمع في األسرة وجود

من عنها، البدائل وإيجاد إلغاؤها، األحوال من بحال يمكن ال الناس ألن وذلك مقامها؛ تقوم أخرى اجتماعية مؤسسات

الفطرة على همرط- ف وجل - عز الله خلق من خلق تدخل أو تأثير، أي بدون وشأنها، تركت لو التي السليمة،

األسرة، ظالل في العيش إال اختارت لما أخرى، جهات من رغبات تلبي التي المستقيمة للحياة الطبيعية الصورة فهي

ارتضاه الذي الفطري الوضع وهي بحاجاته، وتفي اإلنسان، من واتخذ لهم، وفضله الخليقة، فجر منذ الناس لحياة الله

من رسال أرسلنا ولقدتعالى: } فقال مثال؛ والرسل األنبياءة أزواجا لهم وجعلنا قبلك ي يأتي أن لرسول كان وما وذره بإذن إال بآية فاطرتعالى: } وقوله ؛34{كتاب أجل لكل الل

ماوات ومن أزواجا أنفسكم من لكم جعل واألرض الس ميع وهو شيء كمثله ليس فيه يذرؤكم أزواجا األنعام الس من لكم خلق أن آياته ومنتعالى: } وقوله ؛35{البصير

إن ورحمة مودة بينكم وجعل إليها لتسكنوا أزواجا أنفسكم(.10سورة الحجرات، آية ) 32(.13سورة الحجرات، آية ) 33

(،1بتصرف من: "نظام األسرة في اإلسالم"؛ د. محمد عقلة، عمان، ط ) ، و"األسرة المسلمة في العالم1/7م، 1983مكتبة الرسالة الحديثة،

مشارف على و"األسرة سابق، مرجع ،20ص الزحيلي، أ.د. وهبة المعاصر"؛ منصور، أ.د. عبدالمجيد - المسؤوليات"؛ النفسي - المرض األدوار21 القرن

20 ص هـ،1420 العربي، الفكر دار (،1) ط القاهرة، الشربيني، وأ.د/ زكريا -26.(.38) آية الرعد، سورة 34(.11) آية الشورى، سورة 35

آليات ذلك في رون لقوم آيات من آية فهذه ،36{يتفكاإللهية. الفطرة

جميع تترك بأن وترضى الزوجية، على تقدم ال المرأة "إن ألجل وأحبائها؛ أنصارها كل من أقوى به صلتها تكون بأن واثقة وهي إال زوجها، ميثاق وهذا عيشة، كل من أهنأ معه وعيشتها صلة،

.37إحكاما" وأشدها المواثيق، أغلظ من فطري، تأخذونه وكيفتعالى: } قال بعض إلى بعضكم أفضى وقد

الله فطر التي الفطرة إن ،38{غليظا ميثاقا منكم وأخذن ولكنها تتغير، أو تتبدل أن يمكن ال الناس، عليها تعالى أن ولكن الغشاوة، تعلوها أن تضعف، أن تفسد، أن يمكن في ماضية إلهية سنة ألنها ؛يقع أن يمكن ال هذا تتبدل،

فطرت حنيفا للدين وجهك فأقمتعالى: } قال البشر؛ حياةه تي الل اس فطر ال ه لخلق تبديل ال عليها الن الدين ذلك الل

م اس أكثر ولكن القي - الرسول ويقول ؛39{يعلمون ال الن الفطرة، على يولد مولود كل))-: وسلم عليه الله صلى

تنتج البهيمة كمثل يمجسانه، أو ينصرانه، أو يهودانه، فأبواه.40((جدعاء فيها ترى هل البهيمة،

وبيان معرفتها، يمكن خاللها من كثيرة، زوايا لها والفطرةيلي: ما منها األسرة يخص والذي مزاياها،

الزوجي. التجاذب - فطرة1 عن واستمراره اإلنساني، النوع "بقاء البقاء حب - فطرة2

والذرية". النسل طريقالكون. عمارة - فطرة3الزوجي: التجاذب - فطرة1 الزوجية، نظام هي كونية سنة مع يتجاوب الزواج إن

نجد م،العال هذا في األشياء تركيب "أصل إلى فبالعودة كيفيتها، تختلف أنه ريب وال شيء، كل في الزوجية

(.21) آية الروم، سورة 36 صالح، إبراهيم د. سعاد اإلسالم"؛ في األسرة نظام على "أضواء 37

.16 ص هـ،1403 تهامة، مكتبة (،1) ط الرياض،(.21) آية النساء، سورة 38(.30) آية الروم، سورة 39 وراجعه: وأبوابه كتبه رقم الباري"، "فتح مع البخاري" المطبوع "صحيح 40

كتاب للطباعة، الفكر دار )د. ط(، بيروت، عبدالباقي، فؤاد محمد.1385الحديث: رقم ،3/246المشركين: أوالد في قيل ما باب الجنائز،

في جميعها اتفقت وإن المخلوقات، طبقات باختالف التوافق تحقيق هي الغاية هذه واحدة، غاية لتحقيق القصد؛

منهما واحد كل يكون بحيث ؛الشخصي واالنسجام الزوجي، .41إليه" منجذبا باآلخر منفعال

كم زوجين خلقنا شيء كل ومنتعالى: } قال لعلرون ها مماوقوله تعالى: } ؛42{تذك ذي خلق األزواج كل سبحان ال

.43{تنبت األرض ومن أنفسهم ومما ال يعلمون والمقصود بفطرة التجاذب الزوجي هو: "حاجة الرجل إلى

المرأة، وحاجة المرأة إلى الرجل، تلك الحاجة الدفينة الموجودة في كيان كل منهما، أن يجد نصفه اآلخر، ليس حاجة

الطعام والشراب وسائر مطالب الجسد، بل هي الحاجة الفطرية إلى التكامل، وهي من أعمق الحاجات، وفي ذلك رد

على زعم القائلين: إن المرأة بخوضها ميدان العمل، وتحصيلها لألجر الذي يلبي حاجاتها، ومطالبها المادية، تستطيع أن

.44تستغني عن الرجل والزواج" وهو - أي التوافق الزوجي - من أقوى األدلة لنسف الفكرة

د أشكال األسرة، بما يعرف بالجنسيةالعالمية، الداعية إلى تعد تكون األسرة مكونة من رجل ورجل، مما تنادي به: أي؛المثلية

المؤتمرات التدميرية الرامية إلى هالك البشرية، والسير بهاإلى الشذوذ.

- فطرة حب البقاء "بقاء النوع اإلنساني،2واستمراره، عن طريق النسل والذرية":

وهي: "الميل الغريزي لدى اإلنسان بأن يكون له نسل وذرية، ففي جبلة اإلنسان حب االمتداد، واستمرار األثر في عقبه،

ة عين، والنفرة من االنفراد، وانقطاع النسل والولد، فالولد قر وبهجة حياة وريحانتها، وهو كذلك ذخر لآلخرة، وكنز يدخر ليومرا، واألسرة هي الصورة الطبيعية الحساب، متى كان صالحا خي المشروعة التي تلبي هذه الرغبة، ولهذا امتن الحق - سبحانه

ه جعل لكموتعالى - على عباده بهذه النعمة؛ حيث يقول: } والل من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة

الرياض، نجيب، أ.د. عمارة والسنة"؛ القرآن ضوء في المثلى "األسرة 41.29 ص هـ،1406 المعارف، ( مكتبة2ط)

(.49) آية الذاريات، سورة 42(.36) آية يس، سورة 43سابق. مرجع ،20- 19/ 1 عقلة، د. محمد اإلسالم"؛ في األسرة "نظام 44

ه هم بات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الل ورزقكم من الطي.45{يكفرون

الكون: عمارة - فطرة3 النفس في غريزة المجهول، ومعرفة االكتشاف، حب إن

ير تدفعها اإلنسانية، على والعمل األرض، مناكب في للس المسلم اإلنسان يجعل بأن الله، ألمر تحقيقا ؛عمارتها

عن عجزت الذي األمانة بعهد ووفاء األرض، في خليفةاتعالى: } قال والجبال؛ واألرض السموات حمله عرضنا إن

ماوات على األمانة يحملنها أن فأبين والجبال واألرض السه اإلنسان وحملها منها وأشفقن ،46{جهوال ظلوما كان إن

جانبين: تشمل األمانة هذه - عز الله بطاعة الكون عمارة المعنوي: وهو - الجانب1

الصالح، ونشر نواهيه، واجتناب أوامره، - بامتثال وجلأجمعين. الناس بين والخير

باالكتشافات الكون عمارة المادي: وهو - الجانب2 وتقرب العسير، وتذلل الصعب، تسهل التي واالختراعات

الحياة رغد إلى العيش، شظف من الناس وتنقل البعيد،ونعيمها.

النفسي: - الجانب2د التي الجوانب ومن أي استغناء وعدم األسرة، أهمية تؤك

في أولى بناء كوحدة فيه، وجودها عن بشري مجتمعوحي، النفسي الجانب تأسيسه، مخلوق اإلنسان فإن والر

من فيه ونفخت سويته فإذاتعالى: } قال وروح؛ جسد من.47{ساجدين له فقعوا روحي لها الروح فكذلك بدونها، يحيا ال احتياجات للجسد أن فكما

منها: بدونها؛ تحيا ال احتياجات صلة - وعقد وجل - عز الله عبودية إلى - الحاجة1

به: دائمة وانكسار وخضوع، ل،تذل - مع وتعالى - سبحانه حبه قوامها

بما اإلسالم في األسرة نظام في والمتأمل يديه، بين دائم يجد األسرة، تكوين بدء منذ وواجبات، حقوق من فيه

التكيف تحقيق وجوب - في وجل - عز الشارع حكمة(.72) آية النحل، سورة 45(.72) آية األحزاب، سورة 46(.29) آية الحجر، سورة 47

زواج تحريم خالل من واآلخرين، نفسه، مع للفرد النفسيلحدوث: منعا والمشركة الكافرة من المسلم

هذا من تنشأ التي الذرية لدى النفسي - االضطراب أالزواج.

التي الواحد، المسكن في العقدية االتجاهات - تعدد ب يقول ؛األفراد بين والتكيف التوافق، تحقق تمنع بطبيعتها

ذينتعالى: } الله إيمانهم يلبسوا ولم آمنوا ال أولئك بظلم.48{مهتدون وهم األمن لهم

ة الشعائر فجميع دي اإليمان وأصول اإلسالم، أركان من التعب وسيلة عليها، أوالدهما لتربية ؛49الوالدين بها الله ألزم التي

وحي والتوافق النفسي، األمن لتحقيق لهم. الر التربية أهمية إلى اآلن واألخالق التربية علماء فطن "ولقد اعوجاج وتقويم األفراد، سلوك في وأثرها الروحية، الدينية

بالتربية إال لإلصالح سبيل من ما أنه النفوس... وعلمواوحي؛ بالجانب واالهتمام اإليمانية، الفضائل، تعيش حتى الر واألخالق بالقيم المجتمع وينعم الشر، من الخير ويعرف

في الحنيف اإلسالمي الدين به وصى قد ذلك كل الحميدة،.50بخالقه" وربطه ،الصحيحة العقيدة على األوالد تربية

والطمأنينة، والود، الحب، مشاعر إلى - الحاجة2واأللفة: والرحمة،

من ينقطع ال الذي المتواصل والعطاء والرحمة، الحب، إن يجدهما اللتين والطمأنينة والسكينة، ألوالدهما، الوالدين

ر معنوية، حاجات والديهما، ظل في األبناء النفس تتأثمنها. والحرمان بفقدانها اإلنسانية

ال األسرة، ظل في تنمو التي والعواطف فالمشاعر الحق يسميها بأن جديرة يجعلها مما النفس؛ عنها تستغني

هتعالى: } قال - "نعمة"؛ وتعالى - سبحانه لكم جعل والل وحفدة بنين أزواجكم من لكم وجعل أزواجا أنفسكم من

(.82) آية األنعام، سورة 48) ط حلب، سوريا، علوان، ناصح عبدالله اإلسالم"؛ في األوالد انظر: "تربية 49 تربية في المسلم األب و"مسؤولية ،2و1ج هـ،1401 للطباعة، السالم دار (،3

المجتمع دار (،6) ط جدة، باحارث، حسن عدنان الطفولة"؛ مرحلة في الولد.85 ص هـ،1418 والتوزيع، للنشر

بيروت، العك، خالد والسنة"؛ القرآن ضوء في المسلمة األسرة "بناء 50.192 ص هـ،1418 المعرفة، دار (،1) ط

بات من ورزقكم ه وبنعمت يؤمنون أفبالباطل الطي هم الل.51{يكفرون

االجتماعي: - الجانب3 أهمية خاللها من تبرز التي المهمة الجوانب من وهو

بحيث ؛للفرد االجتماعية التنشئة في الكبير ودورها األسرة، عن الناجحة االجتماعية للحياة صالحا مناخا البيت يصبح

طريق: بتنمية السليم، االجتماعي النمو على األوالد - تربية أ

عالقات وبناء االجتماع، نحو الفطرية وقابليتهم استعداداتهمحولهم. من مع ناجحة اجتماعية

تعاليم إطار في االجتماعي األوالد سلوك - توجيه ب اإليمان شأن من ترفع التي وأخالقه، وأحكامه، اإلسالم،

العمل على والحث ومراقبته، ومخافته، وتقواه، تعالى بالله والعدل، واإلخالص، واألمانة، الوقت وتقدير ،واإلنتاج

من ذلك وغير والتضامن، والتعاون، واإليثار، والرحمة،االجتماعية. القيمة ذات والعواطف األخالق

الذي المرن االجتماعي السلوك على األوالد - تدريب جف مع تتعارض ال التي تقدمه ومتطلبات المجتمع، مع يتكياإلسالم. تعاليم

خالل من والنبيلة السامية، االجتماعية المعاني - تحقيق د من تعتبر التي القربى، ذوي إلى واإلحسان الرحم، صلة

.52وجل - عز لله بها يتعبد التي القربات أعظم

حياة في األسرة وجود يتبين: أهمية سبق مما تأثيرها لها أساسية، حاجات من تحققه لما الفرد؛

النفسية، جوانبها جميع من شخصيته، بناء فيواالجتماعية. والفكرية،

الثاني المبحث(.72) آية النحل، سورة 51 مرجع ،1/24عقلة: د. محمد اإلسالم"؛ في األسرة انظر: "نظام 52

مرجع ،524 ص التومي، د. عمر اإلسالمية"؛ التربية أسس و"من سابق،سابق.

األسرة وظائفاألسرة: وظائف

هما: قسمين إلى األسرة وظائف تقسيم يمكنالخاصة. - الوظيفة1العامة. - الوظيفة2الخاصة: - الوظيفة1

غيرها دون األسرة بها تختص التي بها: الوظائف ويقصد عن البحث شرعا يجوز ال بل األخرى، المؤسسات من

بها: تختص التي األمور من بأمرين القيام في لألسرة بديل في ويمكن الذرية، وإنجاب الجسدية، الحاجة إشباع وهي وظائفها من الثالث باألمر القيام عن األسرة عجز حالة

البدائل - استخدام األسرية العواطف إشباع - وهو الخاصةأخرى. تربوية مؤسسات من

أمور: ثالثة في تتمثل باألسرة الخاصة والوظائفالجسدية. الحاجة األول: إشباع األمراألنساب. على والحفاظ الذرية الثاني: إنجاب األمراألسرية. العواطف الثالث: إشباع األمر

الجسدية: الحاجة األول: إشباع األمربا ،واألنثى( )الذكر ؛بنوعيه اإلنسان خلق تعالى الله إن مركفقة األهمية، درجة في متفاوتة وغرائز، ميول عدة من ومت وبقاء جنسه، لحفظ عليها؛ اإلنسان حصول ضرورة في

والميول: الغريزة الغرائز هذه ومن سلوكه، واستقامة نوعه، والمرأة، الرجل بين المتبادل الفطري والميل الجنسية،

الشرعية والوسيلة الطبيعي، المنفذ هي األسرة وتعد تالؤم بكل الفطري، الميل وتحقيق الغريزة، إلشباع الوحيدةساق، وتجاوب ليكون واألسرة؛ الزواج شرع "وإنما واتا وعاء األسرة وتكون أداة؛ الزواج ودائما نظيفا شرعي

ا؛ المحل في وتوظيفها الطاقة، هذه الستقبال ومستقر.53السليمة" الوجهة وتوجيهها الصحيح،

بأنها الجسدية للعالقة وصفه في القرآني النص أروع وما لباس هنتعالى: } قال والمرأة؛ الرجل بين متبادل لباس!54{لهن لباس وأنتم لكم

،18- 17 ص صالح، د. سعاد اإلسالم"؛ في األسرة نظام على أضواء" 53سابق. مرجع

(.187) آية البقرة، سورة 54

التقاء في - جعل وسلم عليه الله - صلى النبي إن بل أن:الحديث في جاء فقد الصدقة؛ كثواب ثوابا الزوجين

- قالوا وسلم عليه الله - صلى النبي أصحاب من أناسا أهل ذهب الله، رسول -: يا وسلم عليه الله - صلى للنبي نصوم، كما ويصومون نصلي، كما يصلون باألجور، الدثور

الله جعل قد قال: ))أوليس أموالهم، بفضول ويتصدقون تكبيرة وكل صدقة، تسبيحة بكل إن تصدقون؟ ما لكم

وأمر صدقة، تهليلة وكل صدقة، تحميدة وكل صدقة، بضع وفي صدقة، المنكر عن ونهي صدقة، بالمعروف

شهوته، أحدنا أيأتي ،الله رسول قالوا: يا صدقة((، أحدكم حرام، في وضعها لو قال: ))أرأيتم أجر؟ فيها له ويكون

له كان الحالل في وضعها إذا فكذلك وزر؟ عليه أكان.55أجر(( على والحفاظ الذرية، الثاني: إنجاب األمر

األنساب: جانب، من ذاته حد في ومقصد غاية الزوجين لقاء إن

هو آخر ومقصد أخرى لغاية وسيلة هو آخر جانب ومن واستمرار األرض، إلعمار ؛صالحة ذرية وإنجاب التناسل،

قال الدنيا؛ - بفناء وجل - عز الله يأذن حتى عليها، الحياةها ياتعالى: } اس أي قوا الن كم ات ذي رب نفس من خلقكم ال

ونساء كثيرا رجاال منهما وبث زوجها منها وخلق واحدةقوا ه وات ذي الل ه إن واألرحام به تساءلون ال عليكم كان الل.56{رقيبا د هذه الوظيفة، كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يؤكوقد

بتشجيع الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم - واألمة من بعدهم، بتزوج الودود الولود؛ فقد جاء رجل إلى النبي - صلى

الله عليه وسلم - فقال: إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال، وإنها ال تلد، أفأتزوجها؟ قال: ))ال((، ثم أتاه الثانية، فنهاه، ثم

أتاه الثالثة، فقال: ))تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم.57األمم((

دار (،1ط) بيروت، عبدالباقي، فؤاد تحقيق: محمد مسلم"، "صحيح 55 يقع الصدقة اسم أن بيان باب الزكاة، كتاب هـ،1413 العلمية، الكتب

.53الحديث: رقم2/697 المعروف، من نوع كل على(.1) آية النساء، سورة 56 "صحيح سنن أبي داود"؛ محمد ناصر الدين األلباني، كتاب النكاح، باب 57

(،2050، رقم الحديث: )1/54النهي عن تزويج من لم يلد من النساء،

ويرتبط باألمر الثاني - إنجاب الذرية - أمر في غاية األهمية قال النبي - صلى؛والخطورة، أال وهو: الحفاظ على األنساب

الله عليه وسلم -: ))تعلموا من أنسابكم ما تصلون بهة في األهل، مثراة في المال، أرحامكم، فإن صلة الرحم محب

، ومعنى قوله: ))منسأة في األثر((؛ أي:58منسأة في األثر((زيادة في العمر.

فال يمكن بأي حال من األحوال أن تزيد نسبة المواليد في المجتمع خارج نطاق األسرة، وإن حصل فهو أمر غير مشروع

ع اإلنسانيمساالت السماوية كلها، ومرفوض في المجتفي الر.59أجمع

األمر الثالث: إشباع العواطف األسرية: المقصود بـ)إشباع العواطف األسرية(: "التفاعل العميق بين

؛ مما يخلق الزوجين، وبين اآلباء واألبناء، في منزل مستقل وحدة أولية صغيرة، تكون المصدر الرئيسي لإلشباع العاطفي

.60لجميع أعضاء األسرة" إن المشاعر والعواطف التي تنمو في جو األسرة غذاء ال

تستغني عنه النفس، وال يكفيها سواه، مما يجعل األسرة نعمة ورحمة، تقي من التعاسة والشقاء، فضال من الله تعالى،

كالطيبات من الماء والغذاء، واإلنسان مفتقر إلى تلك النعمة في مراحل عمره جميعا: فالطفل ال بد له من النشأة في

أسرة، وإال نما مبتور العواطف، شاذ السلوك، وبفضل الحياة في األسرة يتكون لدى الفرد الروح العائلية، والعواطف

جاهات األولى للحياة االجتماعيةاألسرية المختلفة، وتنشأ االت.61المنتظمة

ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاقال تعالى: } لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك آليات

مرجع سابق. (،1"صحيح سنن الترمذي"؛ محمد ناصر الدين األلباني، الرياض، ط ) 58

هـ، كتاب البر والصلة، باب ما جاء1420مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، (.49، رقم الحديث: )2/370في تعليم النسب،

انظر: "بناء البيت السعيد في ضوء اإلسالم"؛ مقداد يالجن، الرياض، ط ) 59.73هـ، ص 1408(، دار المريخ للنشر، 1

سابق. مرجع ،78 ص الخولي، د. سناء األسرية"؛ والعالقات "الزواج 60 ليبيا دار (،4) ط جدة، عبدالواحد، د. مصطفى اإلسالم"؛ في "األسرة 61

.15 - 14 ص هـ،1404 العربي،

رون على قاصرة ليست والرحمة المودة هذه ،62{لقوم يتفك الزوجين، أسرة وإلى األبناء، إلى تمتد بل فقط، الزوجين

وفروعهما.العامة: - الوظيفة2

القيام األسرة على يجب التي الوظائف بها: مجموع ويقصدها أفرادها، تجاه بها عامة، هي بل بها، خاصة ليست لكن

- والمسجد - كالمدرسة، األخرى التربوية للمؤسسات يمكنيلي: فيما لوتتمث ،فيها األسرة مشاركة

الشرعية. التربوية - الوظيفة أاالقتصادية. - الوظيفة بالشرعية: التربوية - الوظيفة أ

اإلنسانية، النفس تعني: "إصالح الشرعي بالمفهوم التربية بنائها وإحكام والجسمية، والعقلية، جوانبها: الروحية، وتنمية

النفس تزكية في الشرعي المنهج وفق ،63الكمال" حد إلىوإصالحها. غايتها ألن سهلة؛ وليست دة،معق وظيفة التربوية والوظيفة

األسرة ودور لآلخرين، والمصلح لنفسه، الصالح الفرد إيجادأمرين: خالل من إبرازه يمكن المجال هذا في

الشرعي. األول: الدور األمرالتربوي. الثاني: الدور األمر

الشرعي: األول: الدور األمر أفرادها، تعليم من األسرة به تقوم ما الدور بهذا ويقصد

هي الوظيفة وهذه العبادية، الدينية األمور على وتربيتهمن التي تها، وسلم عليه الله - صلى الرسول بي وقوة - أهمي

الصحيح: ))كل الحديث في كما األسرة؛ أفراد على تأثيرها أو ينصرانه، أو يهودانه، فأبواه الفطرة، على يولد مولود

من فيها ترى هل البهيمة، تنتج البهيمة كمثل يمجسانه،.64جدعاء؟(( يكبر، حتى وشأنه المولود ترك ولو األصل، هو فاإلسالم

رات أي بدون الحنيفية، الفطرة على لبقي خارجية؛ مؤث - ولذلك وجل - عز لله واالستسالم التوحيد فطرة هذا يعد

(.21) آية الروم، سورة 62 عبدالله خالد - ألصحابه"؛ وسلم عليه الله - صلى النبي "تربية 63

.11ص هـ،1421 والتراث، التربية ( دار1) ط مكة، القرشي،.10ص تخريجه سبق 64

فالطفل األسرة، بها تقوم التي األدوار أخطر من الدور هذه يكتسب لم المجوسي، أو النصراني، أو اليهودي،

ل التي األسرة من إال األولى، بالدرجة العقائد البيئة تمثالطفل. حياة في التأثير في األولى

ن وقد الباطلة، يناألبو بعقيدة رالتأث أن الكريم القرآن بي قال التوحيد؛ فطرة إلى الرجوع لقبول الموانع أقوى من

ا قالوا بلتعالى: } ا أمة على آباءنا وجدنا إن آثارهم على وإن نذير من قرية في قبلك من أرسلنا ما وكذلك* مهتدون

ا مترفوها قال إال ا أمة على آباءنا وجدنا إن آثارهم على وإن.65{مقتدون

ل فيها الشرعي الدور فإن المسلمة، األسرة أما في يتمث إظهار طريق عن اإلسالم، تحقيق إلى األفراد توجيه

واإليمان، اإلسالم، مثل: أركان ؛والباطنة الظاهرة شعائره التوحيد عقيدة على والثبات البقاء إلى إضافة واإلحسان،

وجل. - عز لله واالستسالمالتربوي: الثاني: الدور األمر

نحو بأيديهم تأخذ صحيحة، إسالمية تربية األبناء تربية إنقي الكمال معارج من ة،والعز القوة بأسباب وتزودهم ،والر

على المفروض التربوي "الدور إن بل األسرة، واجبات أهم دور هو عامة، بصورة وأفرادها أطفالها تجاه األسرة

مؤسسة ألية يمكن وال الرئيسة، أدوارها من أساسي قد نعم به، القيام في محلها تحل أن أخرى، تربوية

العمل في األسرة دور تدعيم األخرى المؤسسات تستطيع الذي األساس على والبناء خطاها، ومواصلة التربوي،

تكون أن تستطيع ال ولكنها التربوي، المجال في وضعته منها: موت التي االستثنائية األحوال في إال عنها، بديال

األبوين خلق فساد أو انفصالهما، أو أحدهما، أو األبوين، الصحيحة باألساليب وجهلهما إهمالهما أو وانحرافهما،

. 66للتربية"ن وقد الدور هذا أهمية آياته من كثير في الكريم القرآن بي

ذينتعالى: } قال التربية؛ من جوانب بذكر لألسرة، والنا يقولون اتنا أزواجنا من لنا هب رب ي ة وذر واجعلنا أعين قر

(.23- 22) آية الزخرف، سورة 65سابق. مرجع ،510ص التومي، د. عمر اإلسالمية"؛ التربية أسس "من 66

قين بوالديه اإلنسان ووصيناتعالى: } وقوله ؛67{إماما للمت وفصاله وحمله كرها ووضعته كرها أمه حملته إحسانا رب قال سنة أربعين وبلغ أشده بلغ إذا حتى شهرا ثالثون

تي نعمتك أشكر أن أوزعني والدي وعلى علي أنعمت التي في لي وأصلح ترضاه صالحا أعمل وأن ي ي ذر تبت إني إليك اجعلني ربتعالى: } وقوله ؛68{المسلمين من وإنتي ومن الصالة مقيم ي نا ذر ل رب تعالى: وقوله ؛69{دعاء وتقب

ها يا} ذين أي وقودها نارا وأهليكم أنفسكم قوا آمنوا الاس ه يعصون ال شداد غالظ مالئكة عليها والحجارة الن ما الل.70{يؤمرون ما ويفعلون أمرهم

ولآلخرين، لنفسه صالحا إنسانا يصبح حتى الطفل تربية إن ومن الشخصية، وأبعاد جوانب مختلف تتناول شاملة، عملية

يلي: ما المهمة التربية جوانب كي الطفل؛ بتهيئة يعنى اإلسالم الجسمية: "إن - التربية1

ا يكون من خاليا الصحية، بنيته في سليما بدنه، في قوي بقوة الحياة مواجهة على قادرا يكون وبهذا األمراض،

وحيوية. سليم ليكون الطفل إعداد العقلية: بمعنى - التربية2

، التفكير على القدرة لديه التفكير، البيئة ويفهم المستقل على ويقدر األشياء، على الحكم ويحسن به، المحيطةاآلخرين. وخبرات خبراته، من االستفادة

نعومة منذ الولد تنشئة االجتماعية: بمعنى - التربية3 نفسية وأصول فاضلة، اجتماعية آداب التزام على أظفاره

على الولد يظهر كي اإلسالمية؛ العقيدة من عثةمنب نبيلة، وحسن الحكيم، والتصرف واالتزان، األدب، من حال، أفضل

التعامل. القيم غرس واألخالقية: إن والروحية، اإليمانية، - التربية4

الفضائل على والتربية الدينية العواطف وإذكاء اإليمانية، الطفل، تربية مجاالت وأسمى أهم من لهي األخالقية،

.71ر"تصو كل بها اإلسالم عناية فاقت ولهذا(.74) آية الفرقان، سورة 67(.15) آية األحقاف، سورة 68(.40) آية إبراهيم، سورة 69(.6) آية التحريم، سورة 70 مرجع ،36- 32/ 1 عقلة، د. محمد اإلسالم"؛ في األسرة انظر: "نظام 71

سابق.

ب - الوظيفة االقتصادية:ر تأثيرا بالغا في،ويقصد بها األمور المالية لألسرة والتي تؤث

رة في نمط الحياة األسرية، ويمكن تصنيف العوامل المؤثين:الوظيفة االقتصادية لألسرة إلى قسم

:األول: الميراث ال يمكن تصور انتقال الثروة من جيل إلى جيل، دون أن يكون

حم، هذا الوعاء هوهناك وعاء حافظ للنس ب، والقربى والر وقد فصل القرآن الكريم قواعد الميراث بين ذوي،األسرة وبدون هذه القواعد المثلى كانت تضيع الثروة بوفاة،القربى ويثور الصراع بين من يقولون بانتمائهم إلى الموروث،مالكها

.72بالحق، أو الباطل بعد ذلك"ة المتعلقة باألسرة، ال يجوز وهذا القسم من األمور المالي شرعا التصرف فيه وفق األهواء؛ ألن الشارع - عز وجل -

وقد ختم الله - عز وجل - آيات الميراث بذكر مآل،تكفل ببيانه اها؛ قال تعالى:دعن يتمن يلتزم حدود الله تعالى في ذلك وم

ات تجري من} ه ورسوله يدخله جن ه ومن يطع الل تلك حدود الله*تحتها األنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الل

ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب المعيشة مستوى يحدد عدمه أو الميراث فوجود ،73{مهين

لهذا وتبعا بينهما، أو فقيرة، أو غنية، تكون قد لألسرة، من به تقوم وما األسرية، الحياة نمط ددحيت المستوىوظائف.

االجتماعية: راتالثاني: التغي إنتاجية وحدة من األسرة نقلت التي راتالتغي ومعناها: تلك

األسرة كانت ببعيد، ليس عهد فمنذ استهالكية، وحدة إلى جميع وكان فأكثر، جيلين يشمل الذي الممتد النوع من

في سواء اليومية، احتياجاتهم لسد يعملون األعضاء وبمرور البسيطة، اليدوية الحرف أو الصناعة، أو الزراعة،

الزوجين من المكونة البسيطة األسرة أصبحت الزمن الصناعية المؤسسات ألن استهالكية؛ وحدة فقط واألبناء

مرجع ،15- 14 ص عبدالواحد، د. مصطفى اإلسالم"؛ في انظر: "األسرة 72سابق.

(.14- 13) آية النساء، سورة 73

مستوى ارتفاع إلى أدى مما األسرة، احتياجات بكل تكفلتفاهية .74األسرية" الحياة في الر

خاصة أساسية وظائف لألسرة سبق: أن مما يتبين

بها، القيام مؤسسة أو جهة ألية يمكن ال بها، الجسدية، الحاجة في: إشباع الوظائف هذه وتتمثل ووظائف األنساب، على والحفاظ الذرية، وإنجاب

األخرى التربوية المؤسسات تستطيع عامة، أخرىبها. القيام

األول الفصلالداعية حياة في الزوجية العالقة أثر

مباحث: ثالثة على ويشتملالداعية. حياة في الزواج األول: أثر المبحث حي<<<<<<اة في والخلع الطالق الث<<<<<<اني: أثر المبحثالداعية. - ال<<زوجين أحد - وف<<اة الوف<<اة الث<<الث: أثر المبحث

الداعية. حياة في

توطئة ال الداعية، حياة في األسرية العالقات أثر عن الحديث قبل

وهي: األهمية غاية في أمور، ثالثة بيان من بداألثر. - تعريف1العالقة. - تعريف2الداعية. - تعريف3

األثر: األول: تعريف األمراللغوي: : التعريف1 - 1

ــاء، الهمــزة، ــراء، والث الشــيء، هي: تقــديم أصــول ثالثة والالشـــــــــــــــــــــــيء ورسم الشـــــــــــــــــــــــيء، وذكر

سابق. مرجع ،73 ص الخولي، د. سناء األسرية"؛ والعالقات "الزواج 74

- صــلى النــبي وسنن ،76العالمة بمعنى األثر ويأتي ،75الباقي آثاره.:- وسلم عليه الله

االصطالحي: : التعريف2 - 2.77وجوده على يدل ما الشيء: حصول أثر

ا، حسنا األثر يكون وقد ا؛ ســيئا يكــون وقد إيجابي قــال ســلبيــالى: } اتع ــوتى نحيي نحن إن ــدموا ما ونكتب الم ـارهم ق ـ وآث

في أحصيناه شيء وكل .78{مبين إمامــذكر تبقى المــرء: الــتي فآثــار أو خــير، اإلنســان: من بعد وت كتــاب أو علمــه، كعلم ؛حسن أثــر من عليهــا، يجــازى شــر،

فه، ــاه بنــاء أو صــن أو قنطــرة، أو ربــاط، أو مســجد، من ؛بنم بعض وظفها كوظيفة:ســـــيئ أو ذلـــــك، نحو على الظال

أحدثه شــيء أو تخسيرهم، فيها أحدثها، سكة أو المسلمين، سنة كل وكذلك ومسالة، ألحان، من الله ذكر عن صد فيه

.79بها يستن سيئة أو حسنة،األثر: : أنواع3 - 1

فهنــاك: األثر أنــواع، - عدة سيئا أم حسنا أكان - سواء األثر والتـــاريخي، واالجتمـــاعي، االقتصـــادي، واألثر السياســـي،

فما يعــرف، مما كثير وغيره والدعوي، والتعليمي، والفقهي،ــيء من ــار وله إال ش ــر، آث ــنة، إما تظه ــيئة، أو حس كما س

والحــدث الواحد الشــيء من اآلثار من عدد استخراج يمكنالواحد. ظــر هو الدراســة، هــذه يخص والــذي الدعوية اآلثــار في الن

والسنة. الكتاب نصوص مناألثر: : درجات4 - 1هي: درجات، ثالث على يكون حدث أي من الناتج األثر إنال.وفع قوي - أثر1متوسط. - أثر2ضعيف. - أثر3 "معجم سابق، مرجع "أثر"، مادة6 ـ- 4/4 منظور ابن العرب"؛ "لسان 75

.سابق مرجع "أثر"، مادة ،54- 1/53 فارس، ابن اللغة"؛ مقاييس مرجع "أثر"، مادة5ـ/ 1 وآخرون مصطفى إبراهيم الوسيط"؛ "المعجم 76

سابق.ــردات 77 ــريب في "المف ــرآن"؛ غ ــراغب الق مرجع ،9ص األصــفهاني، ال

سابق.(.12) آية يس، سورة 78سابق. مرجع ،15/15القرطبي: اإلمام القرآن"؛ ألحكام "الجامع 79

باألثر، المحيطة والعوامل والمكان، الزمان، ظروف أن كما ذلــك: فتح على مثــال درجتــه، مستوى في الكبير دورها لها

الله - صــلى الرســول قــاده الــذي المــبين، الفتح ذلك مكة، األثر من أقــوى فيه الــدعوي األثر أن شــك ال- وسلم عليه

عن إعالنا تعتبر بــدر فغــزوة بــدر، غــزوة من الناتج الدعوي وهــذه وجودهــا، وإثبــات الــدعوة، دولة اإلســالم، دولة قيــام الناس دخول وهو مكة، فتح في تحقق عظيم، لمقصد غايةــراد الــتي العظمى، الغاية هي وهــذه أفواجا، الله دين في ي

ــدعوة من تحقيقها ــالى، الله إلى ال ــراج تع ــاس وإخ من الن.80الهداية إلى الغواية من النور، إلى الظلمات

الدعوي؟ األثر قياس يمكن : هل5 - 1هما: ،نوعان والسلبية ةاإليجابي اآلثار

ها يمكن - آثـــار1 ــ ــار، طريـــق: التجربـــة، عن قياسـ واالختبـ علــوم: في يحــدث ما مثل ؛راتالمتغي ضــبط مع والمعمــل،

التطبيقية. العلوم من وغيرها والكيمياء، الفيزياء،ها يمكن ال - آثار2 واالختبــار، أي: بالتجربــة، ؛بــالتقنين قياســ

وذلك ؛والمعمل ر هاألن والمكــان، الزمان، بظروف بشدة تتأثة، ظــروف من األفــراد بهؤالء يتعلق ما كل مع واألفراد، بيئي

ــة، قيم أو ــنيف ويمكن أخالقي ــر تص ــدعوي األث ــوع من ال الن لكن والمعمــل، للتجربــة، إخضاعه يمكن ال : الذيأي ؛الثانيهما: طريقين عن آثاره قياس يمكن

-ــ 1 ن الــتي الشــرعية النصوص الطاعة كــأثر الشــيء، أثــر تــبيب أمتعــالى: } قوله مثل اإلنســان؛ حياة في والمعصية حســ

ذين ئات اجترحــوا ال ي ذين نجعلهم أن الســ ــوا كال وعملــوا آمن.81{يحكمون ما ساء ومماتهم محياهم سواء الصالحات

ــر الوالــدين، وأثــر2 ــذكر أثــر ب نة: األحــاديث الــتي ت - ومن السحم، وغيرهــا من عقوق الوالدين، وأثر صلة الرحم، وقطيعة الــرــترهيب من عمــل ــترغيب في عمــل الطاعــات، وال أســاليب ال

السيئات. - االعتماد في القياس على ما رواه شهود العيان ألثــر حــدث3

ن. معي "فتح مكة دراسة دعوية"؛ هند مصــطفى شــريفي، رســالة ماجســتير غــير 80

منشورة، كلية الدعوة، جامعة اإلمــام محمــد بن ســعود اإلســالمية، الريــاض،.176- 99هـ: الفصل األول ص 1420عام

(.21سورة الجاثية، آية ) 81

األمر الثاني: تعريف العالقة: ،"علق" العالقات، وأصل العالقة: الفعل :العالقة مفرد، وجمعها

ــع إلى معنى ــير وصــحيح يرج ــاف، أصــل كب العين، والالم، والقع الكالم فيه ــ س ــالي، ويت ــيء الع ـاط الش ـ ــو أن ين ــد، وه ؛82واح

ق أمر بأمر آخــر ويلزمــه، وهـذا التعلق أبــرز مــابمعنى: أن يتعلر فيها. يكون في العالقات األسرية ويؤث

والــذي المعــاني، من الكثير يفيد العالقات، أو العالقة ولفظمنها: الدراسة يخص

للقلب. المالزم الحب، وعالقة داقة،والص المودة، - عالقة1 والغاليـــة النفيســـة، األشـــياء من اإلنســـان به يتعلق - ما2

.83والولد... والزواج، كالمال، ؛لديهاالصطالحي: : التعريف2 - 2

ــات ــط"هي: العالق واب ــار الر ــراد بين المتبادلة واآلث في األف وهي المجتمــــع، وتبــــادل اجتمــــاعهم، طبيعة من تنشــــأ

ــاعرهم، ــ ــهم، مش ــ ــاك وأحاسيس ــ ــهم واحتك ــ ــالبعض بعض ــ ب.84"اآلخر...

ــمل وهي ــدين، العالقة الزوجيـــة، العالقة تشـ العالقة بالوالـ العالقة األقــارب، عامة مع العالقة بــاإلخوة، العالقة بــاألوالد،

الناس. عامة معالعالقات: : أنواع3 - 2

ـا: فمنها اختالفا طبيعتها في العالقـــات تختلف ــ ن يـــؤدي ما بيــآلف، التجمع إلى ــافر، التفكك إلى يــؤدي ما ومنها والت والتن

نوعان: فالعالقات هذا؛ على وبناءاءة، أو المجمعــة، أو اإليجابيــة، - العالقــات1 عالقة:مثل البن

الناس. بين الحسن والتعارف التعاون عالقة السعيد، الزواج عالقة:مثل ؛الهدامة أو قــة،المفر أو الســلبية، - العالقــات2

.85الطبقية الفوارق الحرب، الكراهية، عالقة والخلع، الطالقالداعية: الثالث: تعريف األمر

، مــادة "عالقــة"، مرجــع ســابق،433"أساس البالغــة"؛ الزمخشــري"، ص 82 مرجع سابق."، مادة "عالقة268- 10/261"لسان العرب"؛ ابن منظور:

مرجع ،"عالقة" مــادة ،4/125فــارس: ابن اللغــة"؛ مقــاييس "معجم 83سابق.

ــوم "معجم 84 ــراهيم "؛االجتماعية العل ــدكور د. إب ــاتذة من ونخبة م األس العامة المصــرية الهيئة ط(،0)د مصــر، المتخصصــين، والعــرب المصريين

.403ص ) د.ت(، للكتاب،نفسه. السابق المرجع 85

اللغوي: : التعريف1 - 3ــة: اسم الداعية ــل لغ ــا"، الثالثي من فاع ــاه "دع ــول: دع تق

للمبالغة. آخره في والهاء ،86له داع فهو يدعوه، كما الباطل؛ وداعية الحق، داعية يشمل ،عام لفظ والداعية

فرعــون: آل مــؤمن لســان على تعــالى الله قــول في جــاء ويا} ــوم ــ ــوكم لي ما ق ــ ــاة إلى أدع ــ ج ـدعونني الن ــ ـ إلى وت

ار .87{الن بن - لعمــار وســلم عليه الله - صــلى الرسول حديث وأيضا ار! تقتلهـــعم قـــال: ))...ويح - حين عنه الله - رضي 88ياسر

ــة ــة، الفئـ ــار الباغيـ ــدعوهم عمـ ــه، إلى يـ إلى ويدعونه اللـ.89النار(( :أي ؛مطلقا بها ونــادى إليهــا، ودعا فكــرة، حمــل من فكــلا الفكــرة هــذه أكــانت سواء ا، شــر الفكــرة كــانت أم محضــ أو شــرعا، عليها يحمد مما الفكرة هذه أكانت وسواء خيرا،

.90لغة داعية فهو ،شرعا عليها يذم ممااالصطالحي: : التعريف2 - 3

للداعيـــة، تعريفـــات عـــدة وغيرها الـــدعوة كتب في وردتيلي: ما منها المختار

اعي لــه، المعلم لإلســالم، هــو: المبلغ - الداعيــة1 إلى الســها، الدعوة بأعمال قام نم التعريف هذا فيشمل تطبيقه، كل

سابق. مرجع ،""دعا مادة ،4/474الفيروزآبادي: المحيط"؛ "القاموس 86(.41) آية غافر، سورة 87ــار الجليل الصــحابي 88 ــديما، - أســلم عنهما الله - رضي ياسر بن عم ق

دينهم، عن لــيرجعوا بمكة يعــذبون كــانوا الــذين المستضــعفين من وكانمي أمه بنت ةسـ مالك بن ياسر وأبـوه اإلسـالم، في شـهيدة أول اط،ـخي

ــذب ممن ــه، في ع رهم الل - وســلم عليه الله - صــلى الله رســول بشــ مات كلها، والمشاهد بدرا شهد بالجنة، ــوال فين يــوم مقت الله - رضي صــ

أجمعين. عنهم فــاخوري، تحقيــق: محمــود الجــوزي، الفــرج أبو الصــفوة"؛ انظــر: "صــفة

بن محمد الكــبرى"؛ و"الطبقــات ،1/442المعرفــة: دار )د. ط(، بيروت،ــة، الكتب دار (،2) ط بيروت، عطا، تحقيق: محمد البصري، سعد العلمي

.3/186 ،هـ1418 في الــرأس عن الغبــار مسح بــاب الجهــاد، كتــاب البخــاري"، "صــحيح 89

سابق. ( مرجع2812) الحديث رقم ،6/309الله: سبيل المعرفة، دار (،1ط) بيروت، الخطيب، نمر د. محمد الدعاة"؛ "مرشد 90

د. حمد فصــلت"؛ ســورة ضوء في الداعية و"إعداد ،105 ص هـ،1401.45هـ: ص1419 والتوزيع، للنشر إشبيلية دار (،1ط) الرياض، العمار،

ــل أو ــا، من بعم ــذي أن إال أعماله ــوم ال ــذه يق ــال به األعم.91الكامل الداعية هو جميعها،

ــاد إلى الشرع إليصال يسعى هو: الذي - الداعية2 ــه، عب الل.92أخرى تارة وبالترهيب ،تارة بالترغيب إليه، ويدعوهم

لو الله إلى - الـدعاة3 وهم األنبيـاء، وورثـة الرسل هم: ممثاس إلى المؤمنة األمة سفراء ــا، يحملون ،الن غــون أمانته ويبل

.93تبع لهم والناس رسالتها،الدعاة: : مراتب3 - 3

على - ليســوا إناثا أم كــانوا - ذكــورا تعالى الله إلى الدعاةــة ــدة، مرتب ــراتب هم بل واح ــات م ــاء أن كما ،وطبق الفقه

قــدرتهم بحسب طبقــاتهم، زتتمي فهــؤالء وطبقــات، مــراتبــاد على ــتنباط، االجتهـ ــدعاة - أي وأولئك واالسـ - بحسب الـ

واألثر يحملونــه، الــذي والعلم يبذلونــه، الــذي الدعوي الجهدهي: مراتب، إلى ينقسمون وهم يتركونه، الذي

الدعاة: من الخاصة األولى: الفئة المرتبةلمتوت بــذل من وهو بالدعوة، الملتزم القدوة، اعيةالد في ث

ــدعوة لخدمة وقته وكل وجهــده حياته بحيث ؛ومصــالحها الالشاغل. شغله الدعوة أصبحت

صنفان: القدوة والداعيةــول: وهو - الداعية أ س ــذي الر ال ــالى الله فهكل ــدعوة تع بال

رع وأرســله ،بــالمعجزات وأمــده إليــه، بــالوحي شــرعا بالشــــبين، ــؤالء الم ــاء هم وه ــلون األنبي ــالة - عليهم والمرس الصوالسالم.

تعــالى، الله إلى بالــدعوة المكلف العــالم: وهو - الداعية بــان، الحجة بإقامة ــ ــنة، وبالكلمة والبرهـ ــ المجهز فهو الحسـا، إعــدادا والمعد شــاملة، بمهمة ليقـوم خاصــة؛ وتربية خاصــ

ــتي كتلك ــاء إليها دعا ال ــلون األنبي ــالة - عليهم والمرس الصلهم - وهؤالء والسالم الله - رضوان الصحابة من العلماء يمث

ــابعين عليهم ــاعهم - والت ــتى وأتب ــذا، يومنا ح ــاء من ه العلمالمخلصين. ،الصادقين العاملين،

) ط بيروت، البيانوني، الفتح أبو د. محمد الدعوة"؛ علم إلى "المدخل 91.40ص هـ،1412 الرسالة، مؤسسة (،1 العــثيمين، صــالح بن محمد وتوجيهــات"؛ ضــوابط اإلســالمية "الصــحوة 92

.100هـ: ص1416 القاسم، دار (،3) ط الرياض، دار (،4ط) جــدة الوكيــل، الســيد د. محمد الــدعاة"؛ وآداب الدعوة "أسس 93

.93ص هـ،1414 والتوزيع، للنشر المجتمع

الدعاة: من العامة الثانية: الفئة المرتبةل ووقتــه؛ وجهــده، حياتــه، من جــزءا بذل الذي الداعية في وتتمث وإن الشــاغل، شــغله الدعوة تكن ولم ومصالحها، الدعوة لخدمةصنفان: الدعاة من الفئة وهذه وقته، من طيبا حظا أخذت

دون تجاههــا، عليه يجب ما فيــؤدي غالبا، بالدعوة يلتزم - داعية ألهم وهؤالء تركها، محظور في الوقوع ن على العلم، طلبة يمث تباي

صاتهم.وتخص درجاتهم، غير - داعية ب ــزم عليه يجب بما يلــتزم ال من بالــدعوة: وهو ملت

ر حســبما تعالى الله إلى يدعو أنه إال الدعوة، تجاه ذلــك، له تيســلهم وهؤالء أولوياته، في مصالحها دون المسلمين. عامة يمث

ر لهم كلهم والثانيـــة، األولى المرتبة في والـــدعاة رون أســـ يـــؤثرون فيهم، ــأث ــا، بهم، ويت الكــريم القــرآن حكى وقد وســلبا، إيجاب

من األوائل للــدعاة حصــلت الــتي ة،األســري المواقف من الكثــير الدراســة - وهــذه والســالم الصــالة - عليهم والمرســلين األنبياء،

فيهم، األســرية العالقــات أثر بيــان في الــدعاة فئــات كــل تخص.94األسرية العالقة طريق عن أسرهم في وأثرهم

سبق: مما يتضح

، أو إيجابي إما أثر، له حدث كل - أن1 درجة وأن سلبي أو هي: الق<<وة، مس<<تويات ثالث<<ة بين تتف<<اوت وقوعه

ط، الزم<<ان ظ<<روف فيه ت<<ؤثر كما الض<<عف، أو التوس<<باألثر. المحيطة والعوامل والمكان،

ه يمكن ال<<<<<<<دعوي األثر - وأن2 طريق عن قياس<<<<<<<والسنة. الكتاب، من الشرعية النصوص

هي: العالقة خمس، األس<<<<<<<رية العالق<<<<<<<ات - أن3 واألخ<<<وة، واألبن<<<اء بالوال<<<دين، والعالقة الزوجي<<<ة، ه<<<ذه وأن األق<<<ارب، وب<<<اقي واألخ<<<وال، واألعم<<<ام

وسلبية. قسمان: إيجابية، العالقات أسر لهم مراتبهم، بجميع تعالى الله إلى الدعاة - أن4

عليهم. أثرا ألسرهم أن كما فيهم، يؤثرون مكتبة (،1) ط الكويت، عيد، خالد مفيد والدعوة"؛ الفقه بين انظر: "العالقة 94

وفقه الله إلى الــدعوة و"فقه ،59ص هـ،1416 والنشــر، للطباعة البيــان دار حسن د. عبــدالرحمن المنكر"؛ عن والنهي بالمعروف واألمر واإلرشاد، النصح الداعية و"إعــداد ،1/72هـ،1417 البشير، دار (،1) ط جدة، الميداني، حنبكة

سابق. مرجع ،47 - 46ص العمار، د. حمد ؛فصلت" سورة ضوء في

األول المبحثالداعية حياة في الزواج أثر

مطالب: أربعة على ويشتمل حي<<<<اة في لل<<<<زواج اإليجابية األول: اآلث<<<<ار المطلبالداعية. حي<<<اة في لل<<<زواج الس<<<لبية الث<<<اني: اآلث<<<ار المطلبالداعية. اآلث<<ار لتغي<<ير واألس<<اليب؛ الث<<الث: الوس<<ائل المطلبإيجابية. إلى السلبيةربانية. الرابع: توجيهات المطلب

األول المطلبالداعية حياة في للزواج اإليجابية اآلثار

:تمهيد الصــالة - عليهم الرسل حيــاة من المشــرقة الجــوانب إيــراد إن

ة والتفصـــيلية العملية النـــواحي - في والســـالم العالقة - خاصـــــاد خــرط دونه الصــعوبة، غاية في - أمــر الزوجية ألن وذلك ؛القت لصــحته، ونطمئن إليــه، نعــود ما حيــاتهم من لنا يحفظ لم التاريخ

- محمد المصــطفى سيرة عدا اإلسرائيليات، من بكثير الختالطهــلى ــلم عليه الله ص ــة - فإنها وس ما محفوظ ــظ، أي ــاقي أما حف بعب من فإنه الرسل نحصل - أن المتعـــذر من يكن لم - إن الصـــ

الكــريم، القــرآن في جــاء ما ســوى حياتهم، سير من شيء علىة ن الشك أو حقهم، من االنتقــاص يعــني ال وهــذا الصــحيحة، والس

جــاؤوا بما العمل في قمة كانوا فقد المطهرة، سيرتهم سمو في وحســـبهم وجليلـــه، - دقيقه وتعـــالى - ســـبحانه الله عند من به

محاولة وأي عليهم، وثنــاؤه لهم، واصــطفاؤه تعــالى، الله شهادةع منها القصــد فإنما حيــاتهم، في والتفصيلية الجزئية الجوانب لتتب

.95بسيرتهم واالقتداء بهديهم االهتداءــالم 95 ــر: "مع ــدعوة انظ ــرآن قصص في ال ــريم"؛ الق ــدالوهاب الك د. عب

.1/566هـ: 1419 اإلرشاد، مكتبة (،1) ط صنعاء، اليمن، الديلمي،

ذين أولئكتعالى: } قال ه هدى ال أسألكم ال قل اقتده فبهداهم اللعــرف وكــذلك ،96{للعــالمين ذكرى إال هو إن أجرا عليه على الت

كان وكيف تعالى، الله إلى الدعوة في ووسائلهم أساليبهم،ــاك دون ،حياتهم في معا والعمل القول يسير تخلف وال فك

اآلخر. عن ألحدهما الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في-: والسالم

بالذرية. نسبه وبقاء فرجه، وحفظ الداعية، بصر - غض1فسي، - السكن2 الوحشة. وإزالة العاطفي، واالنسجام النماله. أو نفسه، في االبتالء عند الداعية مع - الصبر3 وتبعاتهــا، الــدعوة، تكــاليف تحمل في الداعية مع - الصبر4

فيها. والمشاركة وبق<<اء فرج<<ه، وحفظ الداعي<<ة، بصر األول: غض األثرية: نسبه بالذرــاج وجل - عز الله إلى الداعية يحت ــان - رجال ــرأة أو ك ــام ام للقي

ــدعوة، ــا، وتحمل بال ــبر تبعاته ــدائدها على والص ــزواج؛ إلى ش الواج ألن وذلك يلي: ما للداعية يحقق الز

:الحرام عن البصر : غض1 - 1رة وال يمنة يلتفت فال ه تقذفه ما إلى يســــــ المجتمعــــــات وتبث

ى من المعاصــرة، ت ور شــ ــركت ما الــتي والمغريــات، الفتن صــ ت النســاء صــور فيه أدخلت إال المحسوســات، من كبــيرا وال صغيرا

واج الداعية - أي فهو الفاتنات، حقه بصره أعطى قد يكون - بالزع من مت ــالحالل، الت ــواء بـ ــه، واالرتـ ل منـ ــ كن من له وحصـ ــ السـ

الفتنة بــاب وأغلق عليــه، تعــالى الله حرم عما يغنيه ما النفسي،ــتي األعمال أفضل لفعل وامتثل نفسه، عن رســول عليها حث ال - صــلى الله رســول أن ثبت - فقد وســلم عليه الله - صــلى الله وقد خــرج، ثم فدخل، أصحابه، في جالسا - كان وسلم عليه الله

ــرت قال: ))أجل، شيء؛ كان قد ،الله رسول فقلنا: يا اغتسل، م أزواجي، بعض فـــأتيت النســـاء، شـــهوة قلـــبي في فوقع فالنـــة

ــبتها ــذلك فأصـ ــافعلوا؛ فكـ ــل من فإنه فـ ـ ــالكم أماث ــان أعمـ إتيـ الله - رضي 98عبدالله بن جابر عن أخرى رواية وفي ،97الحالل((

ــالى ــبي أن:- عنه تع ــرأة، - رأى وســلم عليه الله - صــلى الن ام(.90) آية األنعام، سورة 96 مصــر، )د. ط(، مؤسســة قرطبــة، )د. ت(،حنبل"، بن أحمد اإلمام "مسند 97

(.18057الحديث: ) رقم ،4/231

- فقضى عنها الله - رضي 99جحش بنت زينب على فـــــــــدخل تقبل المــرأة لهم: ))إن فقــال أصحابه؛ إلى خرج ثم منها، حاجته

ر فإذا شيطان، صورة في وتدبر شيطان، صورة في أحــدكم أبصــ.100نفسه(( في ما يرد ذلك فإن أهله، فليأت امرأة،

الحرام: عن فرجه : حفظ2 - 1ــاف ه وإعف ــاح، بالوصــال نفســ ر من جســده وســكون المب وت الت

ــه، ويشــتت تفكــيره، يضــعف الــذي ،101واالضــطراب ر ذهن فتتــأثفق الحــديث ففي الــدعوي؛ جهــده ويقل دعوته، قــال عليــه؛ المت نم ،الشــباب معشــر -: ))يا وســلم عليه الله - صلى الله رسول

للفــرج، وأحفــظ للبصر أغض فإنه فليتزوج؛ الباءة منكم استطاع.102وجاء(( له فإنه بالصوم؛ فعليه يستطع لم ومن

1 >>>- ية الداعية نسب : بق<<<اء3 من تنشأ ال<<<تي بالذرالزواج:

بين بها يعيش التي االجتماعية، المكانة له وتحقق اسمه، فتحمل المؤمــنين أم حــدثت فقد الكرامــة؛ موفور الجانب، عزيز الناس، - صــلى الله رسول - عن عنهما الله - رضي 103عمر بنت حفصة

ــابر 98 ــرو بن عبدالله بن ج ــرام بن عم ــزرجي ح ــاري الخ لمي، األنص ــ أبو الس - صــلى الله رسول عن روى الحديث، رواية من المكثرين الستة أحد عبدالله،

النبــوي المســجد في علمية حلقة له كــانت ( حــديثا،1540- ) وسلم عليه الله عليه الله - صــلى الله رســول مع غزا التابعين، أئمة عنه روى العلم، عنه يؤخذ

ــزوة،19- ) وســلم ــوه هو ( غ ــة، أصــحاب من وخاله وأب ــات العقب ــام م 78 ع.2/45الصحابة": تمييز في وأرضاه. انظر: "اإلصابة عنه الله - رضي للهجرة

رســول عمة عبــدالمطلب، بنت أميمة أمها المؤمــنين، أم جحش بنت زينب 99ــد وســلم عليه الله - صلى الله رسول - زوجها والسالم الصالة - عليه الله - زيــة، المهاجرات، من وكانت للهجرة،5 سنة تزوجها طلقها، فلما حارثة، بن ورع

مــاتت بــه، - لحوقا والســالم الصــالة - عليه زوجاته وأول الصدقة، كثيرة تقية، مرجع ،2/49الصــفوة": عنهــا. انظــر: "صــفة الله - رضي للهجــرة20 ســنة

سابق. نفسه في فــوقعت امــرأة رأى من ندب باب النكاح، كتاب مسلم"، "صحيح 100

(.1403الحديث: ) رقم2/1021امرأته: يأتي أن إلى األرنــاؤوط، وعبــدالقادر تحقيق: شــعيب الجوزية، قيم ابن النبوي"؛ "الطب 101

.250 - 249ص هـ،1407 الرسالة، مؤسسة (،16) ط بيروت، إليــه: نفسه تــاقت لمن النكــاح اســتحباب بــاب النكاح، كتاب مسلم، صحيح 102

(.1400) الحديث رقم ،2/1018 الصالة - عليه الله رسول تزوجها المؤمنين، أم الخطاب بن عمر بنت حفصة 103

إلى معه وهـــاجرت الســـهمي، حذافة بن خنيس زوجها وفـــاة - بعد والســـالمقها الكريم، القرآن عندها حفظ امة،قو صوامة كانت المدينة، - الله رســول طل

ــوفيت اللــه، بــأمر راجعها - ثم وســلم عليه الله صــلى خالفة في هـــ45 ســنة ت

فــإن الولــد، طلب أحــدكم يــدع قــال: ))ال - أنه وســلم عليه الله.104اسمه(( انقطع ولد له وليس مات، إذا الرجل

حين األثــر، هــذا على الكــريم القرآن نص وقد أن تعــالى الله نبي تعــالى الله - أمتن والســالم الصــالة - عليهم وأنبيائه رسله جميع

ية؛ بالزواج عليهم قبلك من رسال أرسلنا ولقدتعالى: } قال والذرة أزواجا لهم وجعلنا ي ــأتي أن لرسول كان وما وذر ــة ي ــإذن إال بآي ب

ه ــالم -:؛105{كتاب أجل لكل الل وقال تعالى في نوح - عليه السـاقين} ـ ـه هم الب ـ ت ي ـا ذر ـ ــماعيل -106{وجعلن ــراهيم وإس ؛ وفي إب

ــك ومنعليهما السالم - قال تعالى: } لمين ل ــا مســ ــا واجعلن ن ربواب ك أنت الت تنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إن ي ذر

حيم .107{الر وجعل خاتم األنبياء والمرسلين - عليه الصالة والسالم - الزواجته، ومن رغب عن سنته فليس منه؛ ودليل ذلــك حــديث من سن

جاء ثالثــة" - رضي الله عنه - الذي يقول فيه: 108بن مالك أنس رهط إلى بيوت أزواج النبي - عليه الصــالة والســالم - يســألون

ا أخــبروا كــأنهمــعن عبادة النبي - صلى الله عليه وســلم - فلموها، فقالوا: وأين نحن من النــبي - عليـه الصــالة والسـالم؟ تقال

ــاقد غفر الله له ما تقد م من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أن فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنــا أصــوم الــدهر وال أفطــر،ــه وقال آخر: وأنا أعتزل النساء؛ فال أتزوج أبدا، فجاء رسول الل - صلى الله عليه وسلم - فقال: ))أنتم الذين قلتم: كــذا وكــذا؟

لكــني أصــوم وأفطــر،،أما والله إني ألخشاكم لله، وأتقــاكم له

ــا. انظـــر: "طبقـــات الله - رضي معاوية "صـــفة ،8/65ســـعد": ابن عنهمـ.2/38الصفوة":

عبدالمجيد تحقيــق: حمــدي الطــبراني، أحمد بن سليمان الكبير"؛ "المعجم 104.23/210 هـ،1404 الزهراء مكتبة (،2ط) الموصل، السلفي،

(.38سورة الرعد، آية ) 105(.77سورة الصافات، آية ) 106(.128سورة البقرة، آية ) 107 أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم النجــار، المفــتي المقــرئ، المحــدث، 108

صلى الله عليه وســلم --راوية اإلسالم، خزرجي أنصاري، خادم رسول الله وتلميذه ، وآخر من مات من الصحابة بالبصــرة، أمــه أم ســليم بنت ملحــان،

صلى اللــه عليــه وســلم - بكــثرة المــال والولــد، وطــول-دعا له رسول الله هـــ -91( حــديثا، تــوفي عــام 1286العمر، من المكثرين في الروايــة، روى )

.1/710، "صفة الصفوة": 7/12رضي الله عنه. انظر : "الطبقات":

ــد، وأتــزوج النســاء، فمن رغب عن ســنتي فليس وأصــلي وأرق.109مني((

: استكمال نصف الدين:4 - 1 من أبــرز الصــفات الــتي يجب على الداعيــة للــه - عــز وجــل - التحلي بها، الحرص على تطبيق سنة الرسول - صلى الله عليه

ــاوســلم - في كــل شــؤون حياتــه، ومنهــا اســتكمال دينــه، طل ب ه؛ فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وســلم - أنــهلمرضاة رب

ق اللــه فين تــزوج فقــد اســتكمل نصــف الــدين، فليتقال: ))م.110النصف اآلخر((

األثر الثاني للزواج في حياة األنبياء والرسل - عليهمالصالة والسالم -:

كن النفس<<ي، واالنس<<جام الع<<اطفي، وإزال<<ة2 - الس<<الوحشة:

ــاطفي ــجام الع ــي، واالنس كن النفس ــ ــور روح111إن الس ، وظه الدعابة والمرح في بيت الداعية، له أكبر األثــر في حياتــه، فهــو

يحقق له ما يلي:: االستقرار األسري: 1 - 2

ــد من الجهــد والــوقت ــذل المزي ــة على ب ــذي يســاعد الداعي الغ لها، ويعطيه قدرا أكبر من الطاقــة والطمــوح، لدعوته، والتفر

لتوسيع نطاق دعوته؛ كي تشمل مجاالت أكبر وأوسع.كن النفســي من غايــات وقد نص القــرآن الكــريم على أن الســ

هــوين؛ قــال تعــالى: }الزواج التي ال بد من تحقيقها بين الــزوجــا كن إليه ــا ليســ ذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجه اله ت به فلما أثقلت دعوا الل اها حملت حمال خفيفا فمر فلما تغش

اكرين هما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الش .112{ربمــة الشــيخ محمــد األمين الشــنقيطي - رحمــه اللــه يقــول العال

ــو"تعالى - تعليقا على هذه اآلية: اءإن الله - عز وجل - خلق حــا - أي كن إليهـ ــ ن في:من آدم ليسـ ــا - وبي ــا ويطمئن بهـ يألفهـ

"صحيح البخاري" المطبوع مع "فتح الباري"، كتاب النكاح، بــاب الــترغيب 109(.5063، رقم الحديث: )9/104في النكاح:

ــاني: 110 ــه"؛ األلب رقم الحــديث: )2/1059"صــحيح الجــامع الصــغير وزيادت6148.)

م، ملــف1998( عــام 26 "مجلــة الفرحــة"، عــدد ):لالســتزادة، انظر 111 ، ومنها انسجام الرسول - صلى49 ـ- 21، ص"االنسجام بين الزوجين"العدد

الله عليه وسلم - مع طباع زوجاته ومعاملته لهن.(.189سورة األعراف، آية ) 112

ومنه جعل أزواج ذريته كذلك؛ وهو قوله تعالى: }موضع آخر أنكنوا إليهــا وجعــل كم أزواجــا لتســ ــق لكم من أنفســ ــه أن خل آيات

رون .114 113{بينكم مودة ورحمة إن في ذلك آليات لقوم يتفككن النفســـي، واالنســـجام العـــاطفي، ومن األمثلـــة على الســـ

- رضــي اللــه تعــالى عنهــا - مــع115مواقف أم المؤمنين خديجة الرسول - صلى الله عليه وسلم - منذ بدء الوحي، حتى وفاتها، مواقف تتجلى فيها عبر وصور رائدة في االنسجام بكــل معانيــه ومســتوياته، انعكس ذلــك على حياتهــا بالهــدوء واالســتقرار،ـل الرسـول - صـلى اللـه عليـه وسـلم - بزواجـه د من قب والتفر بواحدة مألت حياته حتى قــال: ))مــا أبــدلني اللــه - عــز وجــل - خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصــدقتني إذ كــذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمــني النــاس، ورزقــني اللــه - عــز

ــد116وجل - ولدها إذ حرمني أوالد النساء(( ا لها بع ، واستمر وفيمماتها.

د،2 -< 2 : إزالة الوحشة التي تنشأ من الوحدة والتفر وصرف الهموم، وتجديد النش<<اط والبعث على الهم<<ة في العمل، وقط<<ع الطري<<ق على الي<<أس، والتراخي،

والفتور:رور، والبهجة والحبــور حــظ وفي البيت النبوي كان لألنس والس

زت أم المؤمنين سودة بنت زمعة - رضي الله117وفير، فقد تمي عنها - بمباسطة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومضاحكته،

(.21سورة الروم، آية ) 113 "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن"؛ محمد األمين الشنقيطي، جدة، 114

وانظر: "في ظالل،338هـ، ص 1423الخضراء، (، دار األندلس 1ط ).2763/ 5هـ: 1406(، دار الشروق، 22القرآن"؛ سيد قطب، بيروت، ط )

خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كالب، أم المؤمنين 115 - رضي الله تعالى عنها - تزوجها رسول الله - صلى الله عليــه وســلم - وهـو ابن خمس وعشـــرين ســـنة، وهي أم أوالده كلهم إال إبـــراهيم، فمن ماريـــة القبطية، أقامت معه أربعـا وعشـرين ســنة وسـتة أشــهر، ولم يــتزوج غيرهـا

رضي الله عنها - انظر:-قبلها وال عليها حتى ماتت قبل الهجرة بثالث سنين .2/109"سير أعالم النبالء"؛ للذهبي:

.6/117"مسند اإلمام أحمد بن حنبل"؛ 116كران 117 سودة بنت زمعة بن قيس بن عبدشمس أم المؤمنين، تزوجهــا الســ

بن عمرو، وأسلمت قــديما، وبــايعت، وهــاجرت إلى الحبشــة مــع زوجهــا، ثم ترملت، فتزوجها رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - ومكث معهــا ثالث سنوات ثم بني بعائشة، ووهبت ليلتها لهــا، كــانت ألوالد رســول اللــه - صــلى

رضي الله عنهــا.-هـ بالمدينة 54الله عليه وسلم - األم الحنون، توفيت سنة .8/46انظر: "طبقات ابن سعد":

يت خلفــك البارحــة، وفي مرة: قالت سودة لرســول اللــه: صــلــدم، ــر ال ــة أن يقط ــأنفي مخاف ــتى أمســكت ب ــركعت بي، ح ف فضحك رسول الله - صلى الله عليــه وســلم - وكــانت تضــحكه

.118األحيان بالشيء األث<<ر الث<<الث لل<<زواج في حي<<اة األنبي<<اء والرس<<ل -

عليهم الصالة والسالم -:بر مع الداعية عند االبتالء في نفسه، أو ماله:3 - الص

قضــى اللــه تعــالى أن يكــون طريــق الــدعوة إليــه شــائكا مليئاة رباني ن ــ ــاالبتالءات، والمحن، وهي س ــة،ةب ــك لحكم عظيم وذل

ــبيث من الطيب، ــيز الخ ــا: تمي ــل - منه ــز وج ــه - ع ــا الل أرادهــيز وتمحيص الــدعاة والمجاهــدين في ســبيل اللــه تعــالى، لتميه من المنــافقين ف اإلســالمي، وتحقيــق تصــفيته، وتخليصــ الصــين، ورفع الدرجات، وتكفير الســيئات، وتطهــير النفس والمندس

،119وتزكيتها، كما أن االبتالء ضــروري لتمكين الحــق في األرضنف من الــدعاة يقــع البالء عليــه في نفسـه، والبالء متنــوع، فصــ وآخــر في مالــه، وثــالث في أوالده وزوجــه، ورابــع في أقاربــه،ــوع البالء؛ ــل - حيث ن ــز وج ــه - ع ــة الل ــذا من عظيم حكم وه

ل والصبر، واألنبياء - عليهمالختالف البشر، وقدراتهم في التحم الصالة والسالم - نالهم كل أنواع البالء التي ذكرهــا اللــه تعــالى

لتنبيه الدعاة إليه، أن لكل واحــد منهم نصــيبا؛في كتابه الكريم من هذا البالء، فما عليه إذا وقع عليه االمتحان واالختبــار، إال أن ينظــر في ســيرة النــبي - عليــه الصــالة والســالم - الــذي ابتلي بمثل ما ابتلي به، ويقتــدي بســلوكه، وكيفيــة تعاملــه مــع البالء؛ــز كي يحفظ نفسه، ودعوته، من السقوط وترك العمل لله - ع وجل - ومن األنبياء الـذين ابتلـوا بأنفسـهم وأمـوالهم، وذكـرهم

الله تعالى قدوة لنا ما يلي:1 >>- : ص<<بر زوج<<ة إس<<ماعيل الثاني<<ة على عيش<<ته3

المتواضعة وقلة ذات يده: من حكمة الله تعالى العظيمــة أن جعــل رزق أنبيائــه ورســله -ــه الصــالة عليهم الصالة والسالم - متفاوتا، فهذا ســليمان - علي

ــعد، 118 ــات"؛ ابن س ــر: "الطبق ــذهبي،8/44انظ ــير أعالم النبالء"؛ ال ، و"ســل8/118، و"اإلصابة في تمييز الصحابة"؛ ابن حجر، 2/268 ، و"نساء في ظ

.61النبي"؛ العشا حسونة، ص انظر: "االبتالءات، أساليب الكفرة في محاربة الدعوة في عصــر النبــوة"؛ 119

.9هـ، ص 1416(، دار طويق للنشر، 1حمود عبدالله المطر، الرياض، ط )

والسالم - نبي ملك، سخر الله - عز وجــل - لــه الطــير والــريح والجن، وأعطاه ملكا ال ينبغي ألحد من بعده، وذاك إســماعيل - عليــه الصــالة والســالم - رســول ذو عيشــة متواضــعة، وخــاتمــا، األنبياء والرسل - عليــه الصــالة والســالم - جعــل رزقــه كفاف وفي هذا دليل على أن الدعوة إلى الله - عز وجــل - وشــرعه،ــا اختلفت ظـــروف الـــدعاة ــل يجب أن يعيش ويبقى مهمـ أصـ

وأحوالهم، أو اضطربت. أخــرج اإلمــام البخــاري - رحمــه اللــه تعــالى - في "صــحيحه":

ــه، فلم يجــد)) ...فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركت إسماعيل، فسأل امرأته عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألهايق عن عيشـــتهم وهـــيئتهم، فقـــالت: نحن بشـــر، نحن في ضــكت إليــه، قــال: فــإذا جــاء زوجــك فــاقرئي عليــه دة، فشــ وشــ

هر عتبــة بابــه، فلمالسالم، وقــولي لــه: يغي ا جــاء إســماعيل كأن آنس شيئا، فقال: هل جاءكم من أحــد؟ قــالت: نعم، شــيخ كــذاــه أن نا؟ فأخبرت اوكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني: كيف عيشــ في جهد وشدة، قال: فهل أوصاك بشيء؟ قــالت: نعم، أمــرني

ر عتبــة بابك قــال: ذاك أبي،،أن أقرأ عليك السالم، ويقــول: غيقهــا، وتــزوج منهم وقد أمــرني أن أفارقــك، الحقي بأهلــك، فطل أخرى، فلبث عنهم إبــراهيم مــا شــاء اللــه، ثم أتــاهم بعــد، فلم يجده فدخل على امرأته، فسألها عنه، فقالت: خــرج يبتغي لنــا، قال: كيــف أنتم؟ وســألها عن عيشــهم، وهــيئتهم، فقــالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله تعالى، فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم، قال: ما شرابكم؟ قــالت: المــاء، قــال: اللهم بــارك لهم في اللحم والماء، قال إبراهيم - عليه الصــالة والســالم -: فــإذات عتبــة بابــه، جاء زوجك، فاقرئي عليــه الســالم، ومريــه أن يثب فلما جاء إسماعيل قال: هــل أتــاكم من أحــد؟ قلت: نعم، أتانــاــه، ــك فأخبرت ــألني عن ــه، فس ــة، وأثنت علي ــن الهيئ ــيخ حس شــاك ــال: فأوص ــير، ق ا بخ ــه: أن ــف عيشــنا؟ فأخبرت فســألني: كيت بشيء؟ قالت: نعم، هو يقــرأ عليــك الســالم، ويــأمرك أن تثب عتبـــة بابـــك، قـــال: ذاك أبي، وأنت العتبـــة الـــتي أمـــرني أن

، إن حديث رسول الله - صلى الله عليه وســلم120((أمسكك... - السابق واضح وصريح، في أن الزوجة الشاكرة الصابرة على عيش زوجهــا القليــل، الراضــية بمــا قســم اللــه تعــالى لهــا من

"صحيح البخاري" المطبوع مع "فتح الباري"، كتاب األنبيــاء، بــاب يزفــون: 120(.3364 رقم الحديث: )6/397النسالن في المشي،

الــرزق، صــاحبة القناعــة، والخلــق الحســن، خــير معين للــزوجزق المكتوب لها، توفر على الداعية، فهي بقناعتها، ورضاها بالر زوجها وقته، فال يصرفه في جمــع المزيــد من متــاع الــدنيا، بــل

تتركه ليعمل آلخرته، وهذا مم ه له زوجات الدعاةا ينبغي أن تتنبكــالب على الــدنيا، لجلب إلى الله تعالى، فال يطالبن الــزوج بالتهم، اس في مســتوى معاشــ المزيد من المال؛ ألجل مسايرة النــا، وفي ــدي به ــدوة لهن يقت ــة ق ــماعيل الثاني ــة إس ولتكن زوج الحــديث تنبيــه إلى خطــورة االقــتران بزوجــة من صــنف زوجــة إســماعيل - عليــه الســالم - األولى، الــتي أمــر إبــراهيم - عليــه

، ومفارقتهــا، لعلــة الطمــع، وجحــود121الســالم - ابنــه بتطليقهافضل الزوج وإن كان قليال.

: صبر زوجات الرسول محمد - صلى الله عليه3 -< 3 وس<<لم - على عيش<<ة الكف<<اف ال<<تي اختاره<<ا لنفس<<ه

ولهن: عرض الله - عز وجل - على خاتم أنبيائه ورسله، أن يجعــل لــهــه - عليــه الصــالة والســالم - أبى ذلك ــا، ولكن ؛بطحــاء مكــة ذهب

زهدا في الدنيا ومتاعها الفاني؛ قــال رســول اللــه - صــلى اللــهــا، عليه وسلم -: ))عرض علي ربي ليجعل لي بطحــاء مكــة ذهبــا أو نحــو قلت: ال يارب، ولكن أشبع يوما وأجوع يوما، قال: ثالثبعت شــكرتك ــك، وإذا شــ عت إليــك وذكرت هذا، فإذا جعت تضــر

.122وحمدتك(( "... لقد اختار النبي - صلى الله عليــه وســلم - لنفســه، وألهــلــاع، فقــد عــاش حــتى ــه معيشــة الكفــاف، ال عجــزا عن المت بيت فتحت لــه األرض، وكــثرت غنائمهــا وعم فيئهــا، واغتــنى من لم يكن له من قبل مال وال زاد، ومع هذا فقد كان يمضــي الشــهر وال توقد في بيوته نار، مع جوده بالصدقات والهبات، ولكن ذلك كان اختيارا لالستعالء على متــاع الحيــاة الــدنيا، ورغبــة خالصــة، ــه يعــف ــك، ولكن فيما عنــد اللــه - عــز وجــل - رغبــة الــذي يملويستعلي، ويختار... ولكن نساء النبي، كن نساء من البشر لهن مشاعر البشر، وعلى فضــلهن، وكــرامتهن، وقــربهن من ينــابيع

قد يكون إبراهيم - عليه السالم - تفرس فيها، فعرف فيها الشؤم، ولذلك 121أمر ابنه بطالقها.

"الترغيب والترهيب"؛ عبدالعظيم بن عبدالقوي المنذري، تحقيق: إبراهيم 122 ، رقم4/93هـــ، 1417(، دار الكتب العلميــة، 1شــمس الــدين، بــيروت، ط )

(.4944الحديث: )

بوة الكريمة، فــإن الرغبــة الطبيعيــة في متــاع الحيــاة الــدنيا، النعة والرخاء بعدما أفاض ظلت حية في نفوسهن، فلما رأين الس الله تعالى على رسوله - صلى الله عليــه وســلم - والمؤمــنين،فقــة، فلم راجعن النبي - صلى اللــه عليــه وســلم - في أمــر النــدم يستقبل هذه المراجعة بالترحيب، إنما استقبلها باألسى، وع الرضى... ولقد بلغ األسى برسول الله - صلى الله عليه وســلمــامال، - من مطالبة نسائه له بالنفقة، أن احتجب عنهن شــهرا ك

بي قل ألزواجكحتى نزلت آيات التخيير؛ قال تعالى: } ها الن يا أيحكن ر عكن وأســ ــالين أمت إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتع

ه ورسوله والدار اآلخرة فإن*سراحا جميال وإن كنتن تردن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما .123{الل

فقلن - رضوان الله تعالى عليهن - بعد اختيارهن اللــه ورســوله والدار اآلخرة: والله ال نسأل رسول الله بعــد هــذا المجلس مــا ليس عنده، فنزل القرآن الكريم ليقرر أصل القضــية، فليســت المسألة أن يكون عنــده، أو ال يكــون عنــده، إنمــا المســالة هي اختيــار اللــه تعــالى ورســوله - عليــه الصــالة والســالم - والــدار

.124"اآلخرة كليةــل وبهذا يعطي زوجات الرسول - صلى الله عليه وســلم - المث

وج الداعية،لغيرهن من نساء الدعاة، في ضرورة الصبر مع الز عندما يختــار لنفســه طريقــا يــرى فيــه اســتقامة قلبــه، وهدايــةــه على اســتمرار دعوتــه، وزيــادة نمائهــا، كــل روحه، وسببا يعين

ا في حيــاةذلك تخففا من متاع الدنيا الثقيــل، وهــذا يــؤث ر إيجابيالداعية في عدة أمور:

ون عن1 - سهولة الحساب يــوم القيامــة، فــإن األغنيــاء يحبســــه ى يتم حسابهم على مــا رزقهم الل الجنة أكثر من الفقراء، حت

تعالى، وآتاهم من فضله. - اغتنام الوقت لعمل الصالحات من األعمــال الدعويــة، بــدال2

من تبديده في االستكثار من حطام الــدنيا، الــذي ال يشــبع منــه أحد؛ لقوله - عليه الصالة والسالم -: ))لو كان البن آدم واد منــا، وال مال البتغى إليه ثانيا، ولو كان له واديــان البتغى لهمــا ثالث

.125يمأل جوف ابن آدم إال التراب، ويتوب الله على من تاب(((.29- 27سورة األحزاب، آية ) 123، مرجع سابق.5/2854انظر: "في ظالل القرآن"؛ سيد قطب: 124ــاني: 125 ــه"؛ األلب ــغير وزيادت ــامع الص ــحيح الج ــديث: )2/936"ص ، رقم الح

5288.)

ــراض الغنى:3 ــيبها أمـ ــوارح من أن تصـ ــظ القلب والجـ - حفـــظ ــة ح ــرور، ورؤي ــالكبر، والعجب، والغ ره: ك ــ ــالبطر، والش ك

النفس. األثر الرابع للزواج في حياة األنبياء والرسل - عليهم

الصالة والسالم -: - الص<<بر م<<ع الداعي<<ة في تحمل تك<<اليف ال<<دعوة4

وتبعاتها والمشاركة فيها:ــه في ــرأة - يواج ــان أو ام ــالى - رجال ك ــه تع ــة إلى الل الداعي الطريــق الــدعوي همومــا وعقبــات، كثــيرة ومتنوعــة، وتكــاليفقط البعض اآلخـر ومسؤوليات، يعجـز البعض عن تحملهــا، ويسـامد الــذي يــدعو بين الهمــوم والتكــاليف، أمامها، والداعيــة الصــ وبين العقبات والمسؤوليات، يحتاج حاجة شديدة إلى من يصبرــيره معه وعليه: معه في إنجاز أعماله الدعوية، وعليه عند تقص في شؤون الحياة الزوجيــة واألســرية، ومن رحمــة اللــه تعــالى

ر ألوليائه وأصفيائه من األنبيــاء والرســل - عليهمبعباده أن سخ خــير معينالصالة والسالم - زوجات صبرن مــع أزواجهن، وكن

لهم في تحمل تكــاليف الــدعوة وتبعاتهــا، بــل المشــاركة فيهــا، وهم - عليهم الصالة والسالم - القدوة لمن بعــدهم من الــدعاة

ومن ذلك ما يلي:،إلى الله تعالىفر مع الداعية في رحالته الدعوية،4 -< 1 : تحمل الس

ومساندته في ذلك: أ - موقف سارة - رضي الله تعالى عنها - مع زوجه<<ا إب<<راهيم - علي<<ه الص<<الة والس<<الم - في رحلت<<ه إلى

:مصر إن إبــراهيم - عليــه الصــالة والســالم - هــو أول من هــاجر في سبيل الله تعالى، وأول من انتقل بالدعوة من أرض إلى أرض، وســبب هجرتــه - عليــه الصــالة والســالم - هــو البحث عن بيئــةأ إبراهيم ل أفرادها الدعوة، بعدما رفضها قومه، فتبر جديدة يتقب والذين آمنوا معه منهم، وأعرضوا عنهم وامتــدحهم اللــه تعــالى

قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيمعلى ذلك؛ قال تعالى: }ــدون من ــرآء منكم ومما تعب ا ب ذين معــه إذ قــالوا لقــومهم إن والــدا اء أب ــداوة والبغضــ ــا وبينكم الع ــدا بينن ــا بكم وب ه كفرن دون الله وحده إال قول إبراهيم ألبيه ألستغفرن لك وما ى تؤمنوا بالل حت

ــك ــا وإلي لنا وإليك أنبن نا عليك توك ه من شيء رب أملك لك من الل.126ر{المصي

ــل ــلي باب ــه األص ــالم - في موطن ــه الس ــراهيم - علي ــان إب فك ، ثم انتقل إلى األرض المباركة فلسطين، ثم منها إلى"العراق"

ــارة، مصر، وفي كل رحالته الدعوية هذه كانت ترافقه زوجه س فكانت خير مرافق وخير مساند؛ فعن أبي هريرة - رضــي اللــه

أن رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - قــال: ))لم:عنه - يكذب إبراهيم النبي - عليه السالم - قط إال ثالث كذبات، ثنتين

بــل فعلــه كبــيرهم" :، وقوله"إني ســقيم" :في ذات اللــه، قوله ، وواحد في شأن سارة، فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة،"هذا

وكانت أحسن النــاس، فقــال لهــا: إن هـذا الجبــار إن يعلم أنــكــك أخــتي في ــه أن ــك، فــإن ســألك فأخبري ــني علي امــرأتي يغلب اإلسالم، فإني ال أعلم في األرض مســلما غــيري وغــيرك، فلمــا دخل أرضه رآهــا بعض أهــل الجبــار، أتــاه فقــال لــه: لقــد قــدم أرضك امرأة ال ينبغي لها أن تكون إال لــك، فأرســل إليهــا فــأتي بها، فقام إبراهيم - عليه السالم - إلى الصالة، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها، فقبضت يده قبضة شديدة، فقال

ــا: ــاد،"له ــرك، ففعلت، فع ــدي وال أض ــق ي ــه أن يطل ادعي اللــك، ففعلت، ــل ذل فقبضت أشد من القبضة األولى، فقال لها مث فعاد، فقبضت أشد من القبضتين األوليين، فقال: ادعي الله أن يطلق يدي، فلــك اللــه ال أضــرك، ففعلت، وأطلقت يــده، ودعــا الذي جاء بها، فقال لـه: إنــك إنمـا أتيتــني بشـيطان، ولم تــأتني بإنســان، فأخرجهــا من أرضــي وأعطهــا هــاجر، قــال: فــأقبلتــا: ــال له تمشي، فلما رآها إبراهيم - عليه السالم - انصرف، فقــف اللــه يــد الفــاجر، وأخــدم مهيم - أي مــا شــأنك؟ - قــالت: ك

.127"خادما، قال أبو هريرة: فتلك أمكم يا بني ماء السماء...هذا الحديث فيه عدة فوائد منها:

- دعــوة للنســاء المؤمنــات الصــادقات أن يــرافقن أزواجهن1ة - الدعاة في رحالتهم الدعوية، أســوة بــالمرأة الصــالحة ســار رضي الله عنها - زوج سيدنا إبراهيم - عليــه الصــالة والســالم -

وذلك إذا طلب زوجها منها ذلك.

(.4سورة الممتحنة، آية ) 126 "صحيح مسلم"، كتاب الفضائل، باب فضائل إبراهيم الخليل - صــلى اللــه 127

(.2371، رقم الحديث )4/1840عليه وسلم -

- أن تكـون هـذه المرافقـة إيجابيــة وفعالـة، شـاهد ذلـك في2ــاجر، ثم الحديث موافقة سارة لزوجها بالدخول على الملك الف بالقول له بأنها أخته إذا سألها، وأخــيرا بالــدعاء على الملــك لما

حاول االقتراب منها. ب - موق<<ف زوج<<ة س<<يدنا موس<<ى - علي<<ه الص<<الة

والسالم - من رحلته إلى مصر:ــه الصــالة والســالم - أكمــل األجلين لمــا قضــى موســى - علي وأفضلهما؛ لما ثبت عن رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم - أنــه قــال: ))ســألت جبريــل: أي األجلين قضــى موســى؟ فقــال

.128جبريل: أكملهما وأتمهما((ــالى: } ىسار موسى بأهله متوجها إلى مصر؛ قال تع ــ فلما قض

موسى األجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال ألهلهار ــر أو جــذوة من الن ي آتيكم منها بخب ي آنست نارا لعل امكثوا إن

كم تصطلون .129{لعلــه في دلت اآلية على أن زوجة موســى - عليــه الســالم - رافقت سفره من مدين إلى مصر، حيث وقعت أحداث الدعوة الكبرى في قصة موسى - عليه السالم - مع فرعون مصر وقومه بــني

إسرائيل. ج - سفر أم المؤمنين سودة بنت زمعة - رض<<ي الل<<ه عنها - إلى رسول الله - صلى الله عليه وس<<لم - في

دار هجرته طيبة:ــا، فلملم ا وصــلا أذن الله تعالى لرسوله بالهجرة، هاجر متخفي

ــه؛ فعن إلى المدينة أرسل بعثا إلى مكة؛ ليأتوا لــه بزوجــه وبنات أنس - رضي الله تعالى عنه - قــال: بعث رســول اللــه - صــلى

بن حارثــةالله عليه وسلم - من منزل أبي أيوب األنصــاري زيد وأبا رافع، وأعطاهما بعيرين، وخمسمائة درهم إلى مكة، فقدما عليه بفاطمة، وأم كلثوم، ابنتي رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه

.130وسلم - وزجته سودة بنت زمعة إن أم المؤمنين ســودة بنت زمعــة - رضــي اللــه تعــالى عنهــا - تعلم يقينا ما سيواجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دار هجرته، وما هو الهــدف والغايــة من هــذه الهجــرة، فــرحلت

ــاني: 128 ــه"؛ األلب ــغير وزيادت ــامع الص ــحيح الج ــديث: )2/672"ص ، رقم الح3591.)

(.29سورة القصص، آية ) 129 مرجع سابق.1/237انظر: "الطبقات"؛ ابن سعد، 130

لزوجها مطيعة مستجيبة، كيــف ال؟ وهي المهــاجرة المحتســبة،.131واألرملة الصابرة، واألم الحنون

2 >>- : تثبيت الداعية، وتأيي<<ده، ومش<<اركته في أم<<ر4 الدعوة:

ن األثــر الكبــير لزوجــات ــرت الشــواهد والنصــوص الــتي تــبي كث األنبيــاء - عليهم الصــالة والســالم - على أزواجهن في مجــال

الدعوة، ومن تلك الشواهد ما يلي: أ - موقف هاجر أم إسماعيل - رضي الله عنها - زوج س<<يدنا إب<<راهيم - علي<<ه الس<<الم - عن<<د ترك<<ه له<<ا في

مكة: أمر الله تعالى خليله ورسوله إبراهيم - عليه الصالة والســالم - بترك زوجه هاجر، وابنها الرضيع إســماعيل في واد بمكــة ليس

ال أنيس، وال طعــام، وال شــراب، ألمــر يريــده اللــه ،فيــه أحــد وجل.- عز

ــالى - في "صــحيحه" عن،أخرج اإلمام البخاري - رحمه الله تع - رضــي اللــه عنهمــا - مــا يلي: "... ثم جــاء بهــا132ابن عبــاس

عها عنــد عه، حــتى وضــ إبــراهيم، وبابنهــا إســماعيل، وهي ترضــ البيت، عند دوحة فوق زمــزم في أعلى المســجد، وليس بمكــةــا يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعها هنــاك، ووضــع عنــدها جراب

ى إبــراهيم منطلقـا، فتبعتــه أمفيه تمر، وسقاء فيه مـاء، ثم قف إسماعيل، فقالت: يا إبــراهيم أين تــذهب وتتركنــا بهــذا الــواديــل ال الذي ليس فيه إنس وال شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وجع

فقالت: آللــه أمــر بهــذا؟ قــال: نعم، قــالت: إذن ال،يلتفت إليها.133 ثم رجعت"،يضيعنا

المهاجرة: ألنها هــاجرت إلى الحبشــة؛ فــرارا من أذى قــريش، واألرملــة: 131 لوفاة زوجها السكران، واألم الحنـون: ألنهـا دخلت بيت رســول اللـه - صـلىا لبناته بعد وفاة أم المؤمنين خديجة - رضي اللــه الله عليه وسلم - لتكون أم

عنهن. عبدالله بن عباس ابن عم رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم - خالتــه 132

ميمونــة بنت الحــارث أم المؤمــنين، ولــد قبــل الهجــرة بثالث ســنين، تــوفي عامــا، حــبر هــذه األمــة13رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم - وهــو ابن

وعالمها، كان يقال له: البحر؛ لغزارة علمه، دعا له رسول اللــه - صــلى اللــه عليه وسلم - بالحكمة والفقه والتأويل، وهو أحد السـتة المكــثرين من روايـة

هـ بالطائف - رضي الله عنه.68الحديث، مات سنة .3/331، و"سير أعالم النبالء": 6/131انظر: "اإلصابة":

"صــحيح البخــاري"، كتــاب األنبيــاء، بــاب يزفــون: النســالن في المشــي، 133(.3364، رقم الحديث: )6/396

لم يلتفت إبراهيم - عليه الصالة والسالم - لزوجه هاجر؛ مخافة أن تصده عن تنفيذ أمر الله تعالى، ولم يناقشها في هذا الفعل

ــريب ــا؛الغ ــر إلهي، فلم ــو أم ــغ من الكالم، فه ألن الصــمت أبلــه تت فطنت - رضي الله عنهــا - إلى حقيقــة األمــر من صــمته، ثب

ــه، بأننــا لن نهلــك بعــدك؛ ألن دته، بل طمأنت اللــه تعــالى هــووأي ، اذهب فــإن اللــه"إذن ال يضــيعنا" ،الذي يرعانــا، ويتــولى أمرنا

معك، كما هو معنا.لــة العارفــة بحقــائق ــة المتوك ال شك في أن هذه المرأة المؤمن اإليمــان، صــنعت بكلماتهــا هــذه من التثــبيت والتأييــد في نفس

زوجها الداعية ما لم تصنعه األفعال العظام. ب - موقف أم المؤمنين خديجة - رض<<ي الل<<ه عنه<<ا - مع رسول الله - صلى الله علي<<ه وس<<لم - عن<<د ن<<زول

الوحي عليه:ــه تعــالى عنهــا ــد - رضــي الل -أم المؤمــنين خديجــة بنت خويل

مدرسة يتعلم فيها الرجال والنساء، على مدى التــاريخ أســاليب التأثير في حياة اآلخرين، بكل صدق ووفاء يصف رسول اللــه -

ــه: مــا))صلى الله عليه وسلم - أثرها عليه، وعلى الدعوة بقول أبدلني الله خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقــني اللــه

ــا134((أوالدها، وحرمني أوالد النساء ، ومواقفها - رضي الله عنه - مع رسول الله - صلى الله عليــه وســلم - في مجــال الــدعوة

ومنها:،كثيرة جدا جاء الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وســلم - وهــو فيث، فارتجف فؤاده - عليــه الصــالة والســالم - ثم غار حراء يتحن

ــول ــ ــو يق ــ ــدخل عليهم، وه ــ ــه، ف ــ ــوني،)) :ذهب إلى أهل ــ زمل ، فزملته زوجته خديجـة - رضــي اللــه عنهـا - حـتى135((زملوني

يت وع عنه، وأخبرهــا الخــبر، ثم قــال لهــا: ))لقــد خشــ ذهب الرلعلى نفسي((، فقالت: كال ك لتصــ ، والله ال يخزيك الله أبدا، إن

يف، وتعين ، وتكسب المعدوم، وتقري الضــ حم، وتحمل الكل الر.136على نوائب الحق

.38سبق تخريجه ص 134 معنى التزميل: التزميل والتدثير معناهما واحد، وهو التغطية والتلفــف في 135

الثوب.ــرأ 136 "صحيح البخاري" المطبوع مع "الفتح"، كتاب التفسير، باب سورة }اق

(.4953، رقم الحديث: )8/715باسم ربك الذي خلق{،

ــا جــرى ــادر إلى االستفســار عم ــة لم تب ــنين خديج ــأم المؤم ف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغــار، وهــو الحــبيب الغالي، بل ســلكت مســلكا، يــدل على عظيم قــدرها، ورجاحــة عقلها، حيث الحالة النفسية التي هو فيها، وعمدت إلى إزالتهــا،ــه، ثم بعــد ذلــك عــرفت منــه الخــبر، وتهــدئتها؛ بتزميلــه، وتدفئتــه، وتبشــيره بــالخير، فت معــه بالحكمــة، فبــادرت بطمأنت وتصرد له، أن الله تعـالى لن رته بقسم يؤك وامتدحته بما هو فيه، وذك

رته بما هو خير،يخزي من هو مثله في أخالقه، وأعماله، ثم بش.137وذلك عندما قالت له: أرجو أن تكون نبي هذه األمة

- رض<<ي الل<<ه138ج - موق<<ف أم المؤم<<نين أم س<<لمةتعالى عنها - في غزوة الحديبية:

يواجه الداعية إلى الله الكثير من المواقــف، الــتي يحتــاج فيهــا ألن المــرء مهمــا؛إلى استشــارة اآلخــرين، واالســتنارة بــرأيهم

ما هو قليــل بنفســه، كثــير عظمت مكانته في الفقه والعلم، فإن بإخوانه، والرسول - عليه الصالة والسالم - قدوة الدعاة األول،ق وخير من ضرب لنــا المثــل األعلى في االستشــارة، ولم يفــرــد ه يعلم أن هناك نســاء تع في استشارته بين رجل، وامرأة، ألن الواحدة منهم بألف رجل، فها هي أم سلمة زوج النــبي - صــلى الله عليه وسلم - الصحابية الفقيهة، التي قال عنها رسول اللــه

ــك(( ،139- صلى الله عليه وسلم -: ))إن الله يجلي عن الناس ب لما عرفت به من رأي سديد، وعقل راجح، ففي غزوة الحديبيةلح بين المســلمين وكفــار - بعد أن تم االتفاق على شروط الصــــلمين مكة، وكان ظاهر هذه الشروط فيه إجحاف، وظلم للمس - أمر رسول الله أصحابه أن يقوموا وينحروا هديهم ثم يحلقوا،ــا فلم يســتجب أحــد، فــدخل - رهــا ثالث فلم يقم منهم أحــد، وكر عليه الصالة والســالم - على أم ســلمة، فــذكر لهــا مــا لقي من

، مرجــع1/77انظر: "فقه الدعوة في صحيح البخاري"؛ خالــد القريشــي، 137سابق.

أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، أم 138 المؤمنين، بنت عم خالد بن الوليد - رضي الله عنهمــا - كــانت قبــل زواجهــا برسول الله - صلى الله عليــه وســلم - عنــد أخيــه بالرضــاعة أبــو ســلمة بن

4جها رسول الله - صلى الله عليــه وســلم - ســنة عبداألسد المخزومي، تزو من الهجرة، وهي من فقيهات الصحابة، آخر من مات من أمهات المؤمــنين.

.2/40انظر: "صفة الصفوة": "صحيح البخاري" المطبوع مع "الفتح"، كتاب الشروط، باب الشروط في 139

(.2732، رقم الحديث: )5/347الجهاد :

اس، فقالت أم ســلمة: يــا نــبي اللــه أتحب ذلــك؟ اخــرج، وال الن تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقــك،ــه، ودعــا فخــرج لم يكلم أحــدا منهم حــتى فعــل ذلــك، نحــر بدنهم حالقه، فحلقه، فلما رأوا ذلــك، قــاموا فنحــروا، وجعــل بعضــ

.140يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضايستفاد من هذه القصة عدة أمور منها:

- أن أم سلمة - رضي الله تعــالى عنهــا - كــانت تتعامــل مــع1 زوجها الداعيــة بأســلوب جعلتــه يطمئن إليهــا، فيستشــيرها في أموره، حتى العظيم منها، فيما يخص أمور الدعوة، فهو - عليــهــا كفء ــو يعلم أنه الصالة والسالم - ما استشار أم سلمة إال وه لهذه االستشارة، بل جديرة بأن يجلي الله تعالى عن الناس بهاـه من األفضــل في مثل هذا الموقف العصيب، وهذا تنبيه إلى أن

كــان أو امــرأة - أن يعطي لرفيــق دربــهللــزوج الداعيــة - رجالـــه على وشـــريك حياتـــه صـــورة حســـنة عن نفســـه في قدرت المشاركة في األمور الدعوية، بل المساهمة العملية فيها، وهذاــة مما يساعد على توطيد العالقة الزوجية، وتقوية أواصر المحب

بينهما. مكن أن الشاقة يإن الرأي الالمع في هذه األجواء الصعبة" ـ- 2

يدفع بمسيرة الدعوة إلى األمام، وهذا الرأي الالمــع قــد تنفــرد به امرأة ذات خــبرة عريضــة في مشــكالت الــدعوة وقضــاياها، كموقف أم سلمة - رضي الله عنها - في مشاركتها للرســول - صلى اللــه عليــه وســلم - في أمــر دعوتــه في صــلح الحديبيــة، وبعض الدعاة اليوم يجزمون في واقعهم الحركي، أنه ال مجــالضــج الــدعوي في الستشارة المرأة، مهما بلغت في مستوى الن الرأي، فال يسألونها، وال يحاورونها، وال يطلبون منهــا المشـورة،ــه أســوة حســنة في ــف وجــور، ولهم في رســول الل وهــذا حي

. 141"استشارته لزوجه، أم سلمة - رضي الله عنها ج - خروج زوجات الرسول - صلى الله علي<<ه وس<<لم - مع<<<ه في الغ<<<زوات؛ إلس<<<عاف الج<<<رحى، وم<<<داواة

المرضى:

.5/332المرجع السابق نفسه: 140 أم سلمة، العاقلة، العالمة، أم المؤمنين - رضــي اللــه عنهــا - أمينــة عمــر 141

، وانظــر: "ســيرة أم46هـــ، ص1415(، دار القلم، 1الخــراط، دمشــق، ط )ــاض، ط ) ــد، الري ــة العبيكــان،1المؤمــنين أم ســلمة"؛ د. حصــة الزي (، مكتب

.107هـ، ص 1421

كان رسول الله - صلى الله عليــه وســلم - إذا أراد الغــزو أخــذــان"معه إحدى نسائه، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ك

تهن يخــرج ســهمها النبي إذا أراد أن يخرج أقرع بين نسائه، فــأي خــرج بهــا النــبي، فــأقرع بيننــا في غــزوة غزاهــا، فخــرج فيهــا

، وكــان لهن -142سهمي، فخرجت مع النبي بعدما أنزل الحجابــا رضوان الله عليهن - دور بارز في تلك الغزوات، فقد تركوا لن أروع األمثال وأعظمها في مشاركة الزوجة لزوجها الداعية في عمله الدعوي، بل تحمل تبعات هذه الدعوة، فقد كن - رضوان الله عليهن - يخرجن مـع رســول اللــه؛ للجهــاد لمهمــة إســعافــي الجرحى، ومداواة المرضى، وسقاية القوم؛ فعن أنس - رض

،ــحلما كــان يــوم أ"الله عنه - قال: د، انهــزم النــاس عن النــبي قال: رأيت عائشة بنت أبي بكر، وأم سليم وإنهمـا لمشـمرتان،غانـه أرى خدم سـوقهما، تنقـزان القـرب على متونهمــا، ثم تفرــا في غانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتمآلنها، ثم تجيئان فتفر

.143أفواه القوم" د - مشاركة أمه<<ات المؤم<<نين الرس<<ول - ص<<لى الل<<ه

عليه وسلم - في نشر العلم الشرعي، بين الناس: كن - رضــوان اللــه تعــالى عليهن - ســفيرات الرســول - عليــه

ينشــرن؛الصالة والسالم - الزوج الداعيــة، إلى مجتمــع النســاءكل ما يعلمهن إياه رسول الله.

، وأم ســلمة، وحفصــة، وأمهــات المؤمــنين144فكم روت عائشة الباقيات - رضوان الله تعالى عليهن - من أحــاديث في حياتــه -ــا وإرشــادا، عليه الصالة والســالم - نشــرنها بين النســاء، توجيه ومشاركة منهن للنبي في حمل رســالة التبليــغ، وإيصــال الحــقــر، ــالمعروف والنهي عن المنك ــر ب ــاس، وأداء لفريضــة األم للن

"صحيح البخاري" المطبوع مع "الفتح"، كتاب الجهاد والســير، بــاب حمــل 142(.2879، رقم الحديث: )6/77الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه:

، كتاب الجهــاد والســير، بــاب غــزو"الفتح""صحيح البخاري" المطبوع مع 143ــال: ــع الرج ــالهن م ــاء وقت ــديث: )4/1055النس ــر:2724، رقم الح (، وانظ

، مرجع سابق.113"المرأة الداعية في العهد النبوي"؛ أحمد العطاوي، ص عائشة بنت أبي بكر الصديق، القرشية، المكية، أم المؤمنين، أفقه نســاء 144

صلى اللــه-األمة على اإلطالق، وهي البكر الوحيدة التي تزوجها رسول الله ( حديثا وفضائلها2210عليه وسلم - من المكثرين في رواية الحديث؛ روت )

هـ بالمدينة.57ومناقبها مشهورة معروفة، توفيت سنة .2/15، و"صفة الصفوة": 8/46انظر: "الطبقات":

ـــه - عليـــه الصـــالة وهـــذه هي إحـــدى الحكم من تعـــدد زوجاتوالسالم.

- رضوان الله تعالى عليهم145ثانيا: في حياة الصحابة - رحمهم الله تعالى -:146- والتابعين

وج ودعوته للدخول في اإلسالم.1 - التأثير على الزــه2 ــاق في ســبيل الل ــزوج وتشــجيعه على اإلنف - مشــاركة ال

تعالى. - تعــاون الــزوجين فيمــا بينهمــا على تقــوى اللــه تعــالى،3

واإلخالص في عبادته.وج، ودعوت<<ه للد خول فياألثر األول: التأثير على ال<<ز

اإلسالم: األصل في العالقة الزوجية أنها قائمــة على المــودة، والرحمــة،

ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاوالسكن النفسي: }ــات ــك آلي كنوا إليهــا وجعــل بينكم مــودة ورحمــة إن في ذل لتســ

رون ، وبناء على هذا األصل يكون تأثير الــزوجين147{لقوم يتفك على بعضهما في الغالب تــأثيرا كبــيرا وظــاهرا، والــداعيات من الصحابيات - رضي الله تعــالى عنهن - اســتفدن كثــيرا من هــذا األصل في التأثير على أزواجهن، فعندما بدأ ينتشر اإلســالم في مكة، سبقت بعض الزوجات أزواجهن في الدخول في اإلسالم،

ك الدعوي، والبــدءفدعت حرارة اإليمان في قلوبهن إلى التحرــا كتب بدعوة أقرب الناس إليهن محبة، وهو الزوج، فحفظت لنــدخول في ير الكثير من قصص دعوة الزوجات ألزواجهن لل الس

اإلسالم، ونجحن في ذلك ومنها:

الصحابي هو: من رأى رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - في حــال 145 إسالم الراوي، وإن لم تطل صحبته وإن لم يرو عنه شيئا، وقيل: هو من لقي

النبي مؤمنا به ومات على اإلسالم. انظر: "البــاعث الحــثيث شــرح اختصــار علــوم الحــديث للحافــظ ابن كثــير"؛

هـ ، ص1403(، دار الكتب العلمية، 1الشيخ أحمد محمد شاكر، بيروت، ط )174.

التابعي هو: من صحب الصحابي، وقيل: من لقي الصحابي وروى عنه وإن 146.186لم يصحبه. المرجع السابق نفسه، ص

(.21سورة الروم، آية ) 147

1 >>- - رض<<ي الل<<ه تع<<الى عنه<<ا - بنت148: أث<<ر زينب1 رس<<ول الل<<ه - ص<<لى الل<<ه علي<<ه وس<<لم - في إس<<الم

زوجها: ، حاولت معــه عــدة149أسلمت قبل زوجها أبي العاص بن الربيع

ــدر ــة ب محاوالت، منها محاولة القالدة وفشلت، وذلك في معرك الكبرى، والتي انتصر فيها المسلمون على المشركين، وأســروا

ر أبــو العــاص زوج زينب - رضــي اللــه،بعضهم وكــان ممن أســرائهم، وبعثت زينب تعالى عنها - فبعث أهل مكـة في فـداء أسـ بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فداء أبي العــاص بمال، وبعثت بقالدة لها، كانت خديجة - رضي الله تعالى عنها - أدخلتها بهــا على أبي العــاص، حين تزوجهــا، فلمــا رآهــا رســول

ة شــديدة؛ وقــال: ))إنـ لها رقالله - عليه الصالة والسالم - رق رأيتم أن تطلقوا لهــا أســيرها، وتــردوا عليهــا مالهــا، فــافعلوا((، فقالوا: نعم يا رســول اللــه، فــأطلقوه، وردوا عليهــا الــذي لهــا،ــه ــول الل ــد رس ــامت زينب عن ــة، وأق ــاص بمك ــو الع ــام أب وأق

.150"بالمدينةر على أبي العاص، فلم يظهر منــه أي فعــل هذا الموقف لم يؤثــك ة المســلمة الــتي أرســلت مــا تمل إيجابي تجاه الزوجــة الوفيبــوة، وهــذا يكفيهــا، ت في بيت الن ــرب لفدائه، لكن زينب داعيــة ت

ــد ــالى، ثمفق ــه تع ــل من الل ــة، ونجحت بفض ــة ثاني مت محاول بتطــبيق المنهج الــدعوي القــائم على تكــرار المحاولــة؛ للتــأثير

على المدعو، حرصا على هدايته.أما المحاولة الثانية فهي:

خرج أبو العاص بن الربيــع إلى الشــام في عــير لقــريش، وعلمة ري رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم - بــذلك، فأرســل ســ

ورضي اللــه عنهــا - ولــدت،زينب بنت رسول الله - عليه الصالة والسالم 148 قبل البعثة بعشر سنوات، تزوجها أبو العاص بن الربيــع ابن خالتهــا هالــة بنتا، وأمامة التي حملها رسول اللــه في صــالته، تــوفيت خويلد - فولدت له: علي

هـ.8سنة.2/304 "سير أعالم النبالء"، و4/306انظر: "اإلصابة":

أبو العــاص بن الربيــع، أمه هالــة بنت خويلــد، أخت أم المؤمــنين خديجــة، 149ــه بقالدة، تزوج ابنة خالته زينب، أسلم بعد الهجرة، وكان قد أسر ففدته زوج

ــابة":وهو من أهل مكة المعدودين ماال وأمانة - رضي الله عنه. انظر: "اإلص4/101.

انظر: "تهذيب سيرة ابن هشام"؛ أ.د. عبدالسالم محمـد هـارون، بـيروت، 150.170)د. ط(، المجمع العلمي العربي اإلسالمي، )د. ت( ص

لقيت العير، فأصابتهم، وأخذت ما معهم، وأسرت بعضهم، وفــر أبو العــاص بن الربيــع، وقــدم المدينــة ليال، ودخــل على زوجتــه زينب، فاســتجارها، فلما صــلى الرســول الفجــر، قــامت زينب

ــاص بن"على بابها، فنادت بأعلى صوتها: ــا الع إني قد أجرت أب الربيع"؛ فقال رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم -: ))أيهــا

اس هل سمعتم ما سمعت؟((، قالوا: نعم، قــال: ))فوالــذي،الن نفسي بيده، ما علمت مما كــان حــتى ســمعت الــذي ســمعتم، المؤمنون يد على من سواهم، يجير عليهم أدنــاهم، وقــد أجرنــا من أجرت((، ثم ذهب رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم -

ــه، ففعــل،،إلى زينب فطلبت منه أن يــرد على أبي العــاص مال فأمرها أال يقربها، فإنها ال تحــل لــه مــا دام مشــركا، فرجــع أبــو العاص إلى مكة ورد األموال إلى أهلها، ثم أعلن إســالمه ألهــل

فــرد عليــه151"مكــة، ورجــع إلى رســول اللــه مســلما مهــاجرا ، فجــوار زينب - رضــي152رســول اللــه زينب على النكــاح األول

الله تعالى عنها - لزوجها وما تبعه من أفعــال قــدمتها، كــان لــهأثر كبير في إسالم زوجها أبي العاص - رضي الله عنهما.

في إسالم زوجها153: أثر أم حكيم بنت الحارث1 -< 2: - رضي الله عنهما -154عكرمة بن أبي جهل

ا زوجهــاــأســلمت أم حكيم - رضــي اللــه عنهــا - يــوم الفتح، أم في نفس إلى اليمن، وبقي على شــركه، فحــزعكرمة فقد فــر

ــذهأم حكيم بعد أن تذوقت حالوة اإليمان، أال يشاركها زوجها ه الحالوة، فــذهبت إلى رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - وطلبت منه األمان لزوجها؛ حــتى تــأتي بــه، ويســلم على يديــه، فأمنه رسول الله - صلى الله عليــه وســلم - فتــوجهت - رضــيــول الله تعالى عنها - إلى اليمن، فلما وجدته، أخبرته بأمان رس

بتصرف.171المرجع السابق، ص 151 (، مكتبة المعارف للنشر،1"صحيح سنن الترمذي"؛ األلباني، الرياض، ط ) 152

.1/581هـ، 1420 أم حكيم بنت الحارث، أمها فاطمة بنت الوليد بن المغـيرة، أســلمت يـوم 153

الفتح، وشاركت في معركة اليرموك التي استشهد زوجها فيها، وقتلت يومها ، و"أســد4/426سبعة من الروم - رضي الله تعالى عنها. انظـر: "اإلصـابة":

.5/557الغابة": ــردة، 154 ــروب ال ــارك في ح ــد الفتح، وش ــلم بع ــل، أس ــة بن أبي جه عكرم

ــع ــوت م ــايع على الم ــد أن ب ــيرموك، بع ــة ال ــهد في معرك من400واستش هـ في خالفة الفاروق - رضي اللــه15المسلمين فقتلوا جميعا إال واحدا عام .2/489تعالى عنهم أجمعين. انظر: "اإلصابة":

ــه وأســلم، وقــد ــه وســلم - إذا جــاء إلي ــه علي ــه - صــلى الل اللــه - استطاعت أن تقنعه فرجع معها، وأسلم على يد رســول الل صلى الله عليه وسلم - وحسن إسالمه، بل أصبح قائدا للفرقــة التي بايعت على المــوت في معركــة الــيرموك، الــتي استشــهد

- رضي اللــه تعــالى عنــه - وقــد جــاءت بعض الروايــات155فيها بت بــه أم حكيم زوجهــا عكرمــة،ل في األســلوب الــذي رغتفص

جئتك من عنــد أوصــل النــاس، وأبــر،يا ابن عم"فقد قالت له: ــة: "الناس، وخير الناس، ال تهلك نفسك ــا بن عم،"، وفي رواي ي

هذا أمان معي من رسول الله، فإن تسلم وتقبل أمــان رســول.156"الله، فأنا زوجتك، وإال انقطعت العصمة بيني وبينك

يرجع الفضل في إسالم كثــير من أمــراء"يقول توماس أرنولد: المغول إلى تأثير زوجــة مســلمة، وال يبعــد أن يكــون مثــل هــذا التأثير سببا في إسالم كثير من األتــراك الوثنــيين، عنــدما كــانوا

.157"قد أغاروا على األقطار اإلسالميةين ما يلي:تالدروس الدعوية المستفادة من القص

ــان ال ينفكــان1 ــدعوة قرين ، وأن األقــربين158 - أن اإلســالم وال أولى بالمعروف، وأن هذه القاعدة كانت واضــحة، ال لبس فيهــا عند الدعاة األوائل من الصحابة والصحابيات، فمنذ أن أســلمت زينب، وأم حكيم - رضي الله تعــالى عنهمــا - انطلقتــا للــدعوة،

هذه القاعدة اختلت اختالالوابتدأتا بزوجيهما، ومن المؤسف أنكبيرا جدا في حياة المسلمين المعاصرين.

- حب الخير والحرص على إيصاله للناس، خلق فاضل، ظهر2في حرص الزوجتين على إسالم زوجيهما.

ــذل والعطــاء،3 ــالى قائمــة على الب ــه تع ــدعوة إلى الل - أن الــزينب والجهد والتخطيط، الذي يتنوع بحسب حالة المدعوين، ف

وهبت وأجارت، وأم حكيم ضمنت األمان، وسافرت إلبالغه. األثر الثاني: مشاركة الزوج، وتش<<جيعه على اإلنف<<اق

في سبيل الله تعالى:

.8/261"الطبقات الكبرى"؛ ابن سعد ، 155 انظر: "تاريخ مدينة دمشق"؛ علي بن الحسن الشافعي، تحقيق: عمــر بن 156

.41/61م، 1995غرامة العمري، بيروت، )د. ط(، دار الفكر، ؛ توماس وآرنولد، ترجمة د. حسن إبراهيم وآخرون،""الدعوة إلى اإلسالم 157

.451م، ص 1970(، مكتبة النهضة المصرية، 3القاهرة، ط ) "الحسبة تعريفها ومشروعيتها ووجوبها"؛ د. فضل إلهي ظهير، الرياض، ط 158هـ: مبحث وجوب الحسبة.1417(، مكتبة المعارف، 6)

إن الله تعالى خلق النــاس مختلفين، تختلـف وسـائل وأســاليبــاق ــه باإلنف التأثير فيهم، فمن الناس من يكون الطريق إلى قلب عليــه، وتقــديم الــدعم المــادي لــه، ومن هنــا جــاءت الشــريعةفة قلوبهم، ويعد اإلنفاق في ســبيل اللــه اإلسالمية بأحكام المؤلــر ــذلك كث ــاس، ول ــأثير على الن ــوى الوســائل للت ــالى من أق تعلف الصــالح، وكــان لألزواج أثــر اإلنفاق والتصدق في حياة الســ

كبير على بعضهما في هذا المجال، ومن ذلك:1 >>- :تشجيع أم الدحداح ألبي الدحداح - رضي الل<<ه2

تعالى عنهما - إنفاقه في سبيل الله تعالى: حدث أنس بن مالك - رضي اللــه تعــالى عنــه - فقــال: إن رجال

إن لفالن نخلــة، وأنــا أقيم حــائطي بهــا ،،قــال: يــا رســول الله فمره أن يعطيني أقيم حائطي بها، فقال له النبي - صــلى اللــه عليه وسلم -: ))أعطها إياه بنخلة في الجنة((، فأبى، وأتــاه أبــو الدحداح، فقال: بعني نخلك بحائطي، قال: ففعــل، قــال: فــأتى

إني قــد،النبي - صلى الله عليه وسلم - فقــال: يــا رســول الله ابتعت النخلة بحائطي، فجعلها له، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ))كم من عذق رداح ألبي الدحداح في الجنــة((، قالهــا مرارا، فأتى أبو الدحداح امرأته، فقال: يــا أم الدحــداح اخــرجيــد ربح ــالت: ق ــة، فق ــة في الجن ــه بنخل ــإني بعت ــط، ف من الحائ

.159البيع ويقــدم للــه أحب مــا عنــده،،زوج ينفق في ســبيل اللــه تعــالى

وزوجة تشجع وتبارك، ال تذمر، وال تســخط، وال اعــتراض، كلــه يصدر من قلوب مؤمنة، واثقة بوعد الله تعالى، ووعد رسوله -

عليه الصالة والسالم.

رهثابت بن الدحداح، ممن ثبت يوم أحد، أنفق ماله في ســبيل اللــه، وبش 159 رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة لتصدقه ببستانه، وربح بيعــه للــه

.1/616تعالى - رضي الله عنه. انظر "صفة الصفوة":

2 >>- -160: ت<<رغيب ص<<فية بنت أبي عبي<<د الثقفي2 بن161رحمه<<ا الل<<ه تع<<الى - زوجه<<ا عبدالل<<ه بن عمر

الخطاب - رضي الله عنهما - في عتق مواله: على ابن عمــر - رضــي اللــه تعــالى162عرض عبدالله بن جعفر

ــافع163عنهما - أن يشتري منه مواله نافعا بعشرة آالف، وكان ن مقدما عند ابن عمر، فــدخل على زوجــه صــفية بنت أبي عبيــد، فحــدثها بــاألمر، فقــالت: فمــا تنتظــر؟ تشــير على أنهــا فرصــةب إلى الله تعالى، فقــال ابن عمــر: فهال مــا هــو خــير من للتقر

لن بــذلك قولــه تعــالى: }ذلك، هو حر لوجه الله تعــالى، متــأوالــإن يء ف ــوا من شــ ون ومــا تنفق ــوا مما تحب ى تنفق تنالوا البر حت

ه به عليم .164{الل فصفية - رحمها الله تعالى - وهي المشهورة بالصالح والعبــادة،ره بربح اغتنمت فرصة حديث زوجها لها عن عقد بيع رابح، لتذك أكبر وهو البيع لله تعالى، فاستجاب - رضــي اللــه تعــالى عنــه -

ا في الخير، وحرصا على بلوغ مرضاة الله تعالى. لها، حب األثر الثالث: تعاون الزوجين فيما بينهما على تق<<وى

الله تعالى واإلخالص في عبادته:ــا على ــاة الــزوجين، أن يتعاون ة في حي ــار اإليجابي من أعظم اآلث طاعــة اللــه تعــالى، وأن يحــرص كــل واحــد منهمــا على اآلخــر حرصه على نفسه، خاصة فيمـا يتعلق بــأمور العبـادة والصـالح، وقد امتــدح رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - الــزوجين

صفية بنت عبيداللـه الثقفي تزوجهـا عبداللــه بن عمـر بن الخطـاب، وهي 160 أخت المختار بن عبيدالله، روت عن الفاروق وعن أم المؤمنين حفصة، وهي

.8/345تابعية جليلة صاحبة علم - رحمها الله تعالى. انظر: الطبقات عبدالله بن عمــر بن الخطــاب بن نفيــل بن عبــدالعزى بن عــدي بن كعب 161

القرشي العدوي، شيخ اإلســالم، أســلم وهــو صــغير، وهــاجر مــع أبيــه، وأول غزواته الخندق، وهو ممن بايع تحت الشجرة، وهو أحد الســتة المكــثرين من

ــات،( حديثا1036رواية الحديث؛ روى ) ــابعين، م روى عنه جمع غفير من الت ،3/203هـــ بمكــة - رضــي اللــه عنــه. انظــر: "ســير أعالم النبالء": 74عــام

.6/167و"اإلصابة": عبدالله بن جعفر بن أبي طالب العــالم الجــواد، أمه أســماء بنت عميس، 162

ولد بالحبشة، وهو أول مولود في اإلســالم في الحبشــة، هــاجر مــع أبيــه إلى هـ بالمدينــة. انظــر:80( حديثا، توفي سنة 25المدينة، روى عن رسول الله )

.2/289، و"اإلصابة": 3/456"سير أعالم النبالء": وروي،نافع مولى ابن عمر، كــان ثقــة، كثــير الحــديث، روى عن ابن عمر 163

هـــ - رحمــه اللــه تعــالى. انظــر: "الطبقــات":117عنه، مات بالمدينــة ســنة 5/342.

(.92سورة آل عمران، آية ) 164

ــل المتعاونين على الطاعة؛ فقال: ))رحم الله رجال قام من اللي فصلى، وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجههــا المــاء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجهــا، فــإن

.165أبى نضحت في وجهه الماء(( : أمثلة من واقع حياة الصحابة والصحابيات -3 - 1

رضوان الله تعالى عليهم -: ات - رضوان اللــه تعــالى عليهم أجمعين -إن الصحابة والصحابي

هم صفوة الخلق، وخــيرتهم - بعــد األنبيــاء والمرســلين - عليهمه - عليه الصالة الصالة والسالم - اختارهم الله تعالى لصحبة نبي والسالم - وقــد تركــوا لنــا ســيرتهم العطــرة في جميــع ميــادين

ــاة ــادة، والجهــاد، والعلم، وكــل المعــامالت، ومن؛الحي في العب ، أخت عمــر الفــاروق الخليفــة166ذلــك: فاطمــة بنت الخطــاب

ــد167الراشد الثاني ، وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحرين، قبــل دخــول168العشــرة المبشــرين بالجنة ، أســلما مبك

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار األرقم بن األرقم، كانااب بن األرت ــان من الصــحابي خب ــا في169يطلب ــأتي إليهم أن ي

بيتهما؛ ليعلمهما القرآن الكريم، وكل ما ينزل من الــوحي، وقــد للنشر المعارف مكتبة (،1) ط الرياض، األلباني، داود"؛ أبي سنن "صحيح 165

رقم ،1/399الليــل: قيــام على الحث بــاب الصالة، كتاب هـ،1419 والتوزيع،(.1450الحديث: )

فاطمــة بنت الخطــاب بن نفيــل بن عبــدالعزى، أخت عمــر بن الخطــاب، 166 أسلمت هي وزوجها قبـل دخـول رسـول اللـه - عليــه الصـالة والسـالم - دار األرقم، كــانت ســببا في إســالم أخيهــا الفــاروق - رضــي اللــه عنهمــا. انظــر:

.8/209"الطبقات": عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى القرشي، من بني عدي أبو حفص 167

مي بــأمير أسلم بمكة قــديما وشــهد بــدرا والمشــاهد كلهــا، وهــو أول من ســ المؤمنين، ثاني الخلفاء الراشدين، ولي الخالفة عشر سنين وخمســة عشــر،ــه أبــو لؤلــؤة المجوســي، ومــات ســنة وأحد العشرة المبشرين بالجنــة، طعن

هـ، وعمره ثالث وستون سنة، ودفن بجوار رسول الله - صلى اللــه عليــه24.7/74وسلم - وأبي بكر - رضي الله عنهم أجمعين. انظر: "اإلصابة":

سعيد بن زيد بن عمــرو بن نفيــل، أحــد العشــرة المبشـرين بالجنــة شــهد 168ــي المشاهد كلها عدا بدر، وإسالمه قديم، كان سببا في إسالم الفاروق - رض

.1/362الله عنهما. انظر: "صفة الصفوة": اب بن األرت بن جندلة بن أسعد التميمي، سبي في الجاهلية، وبيع في 169 خب

مكة، فكــان عنــد أم أنمــار الخزاعيــة، حليــف بــني زهــرة، من الســابقين فيــنة اإلسالم، عذب عذابا شديدا، شهد المشاهد كلها، نزل الكوفة ومات بها س

،2/323هــــ - رضـــي اللـــه تعـــالى عنـــه. انظـــر: "ســـير أعالم النبالء": 37.1/416: "اإلصابة"و

ــه تعــالى عنهمــا - ســببا في إســالم عمــر بن ــا - رضــي الل كانالخطاب - رضي الله تعالى عنه - في قصة مشهورة.

، وزوجهــا عمــرو بن170وفاطمة بنت صــفوان بن أميــة بن خلفــا في الحصــار في171سعيد بن العاص ، أسلما مبكرين ودخال مع

ــا هجــرة الحبشــة الثانيــة، ومثلهم شعب أبي طالب، وهاجرا مع ، وزوجهــا جهم بن قيس بن عبــد172أيضا حرملة بنت عبداألسود

ــد173شرحبيل ــا، وهن ، أسلما معا، ودخال الحصار معا، وهاجرا معــرام ــرو بن ح ــتي اســتطاعت174بنت عم ــة ال ــة الحكيم ، الداعي

ــوح ــا عمــرو بن الجم ر على زوجه ــؤث فها أن ت ر ــ ن تص ،175بحســ فيسلم، بل يتعاهــدا على االســتقامة؛ حــتى قــال رســول اللــه -

يا عمرو، فــإنصلى الله عليه وسلم - في زوجها عمرو: ))مهاله، منهم عمــرو بن الجمــوح، منهم من لو أقســم على اللــه ألبــر

.176رأيته يخوض في الجنة بعرجته(( ، وأم ذر الغفـاري - رضــي اللـه177والزوجـان الزاهـدان، أبـو ذر

عنهما - كانا قد اختارا الكفاف لحياتهما، بعدما رافقت أم ذر أبا فاطمة بنت صفوان بن أمية بن خلف، أسلمت قديما، وعـذبت في سـبيل 170

عب أبي طــالب، جــدها الله، وهاجرت إلى الحبشــة، ودخلت الحصــار في شــ من صناديد قريش الذين حاربوا رسول الله - صلى الله عليه وســلم - مــاتت

.8/322في الحبشة - رضي الله عنها. انظر: "الطبقات": عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية أخو خالد بن ســعيد بن العــاص، هــاجر 171

إلى الحبشــة الهجــرة الثانيــة مــع امرأتــه، وقــدم على النــبي - عليــه الصــالةــل والسالم - وهو بخيبر، ثم شهد معه: الفتح، وحنين، والطــائف، وتبــوك، وقت

هـ - رضــي اللــه عنــه. انظــر:13يوم أجنادين شهيدا في خالفة الصديق سنة .4/75"الطبقات":

ــة، أســلمت قــديما 172 حرملــة بنت عبداألســود بن خزيمــة بن قيس الخزاعيــة، ــديها إلى الحبشــة الهجــرة الثاني ــا جهم بن قيس وول وهــاجرت مــع زوجه

.4/91وتوفيت هناك - رضي الله عنها. انظر: "الطبقات": جهم بن قيس بن عبــد شــرحبيل، أخــوه جهيم بن الصــلت، أســلم قــديما، 173

وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية مع امرأتــه وولديــه عمـر وخزيمــة - رضــي.4/91الله عنهم. انظر: "الطبقات":

هند بنت عمرو بن حرام، أخوها النقيب عبدالله بن عمرو بن حــرام، وهي 174 عمة جابر بن عبدالله، أسلمت على يد مصــعب بن عمــير وزوجهــا عمــرو بنــه ــد الل الجموح، لها دور كبير في إسالمه، احتسبت زوجها وأوالدها شهداء عن

صلى الله عليه وسلم - وكـانت صـوامة-تعالى، شهدت خيبر مع رسول الله .8/293 رضي الله عنها. انظر: "الطبقات":-قوامة، ماتت بالمدينة

لمي كان أعــرج، وأقســم أن يطــأ 175 عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام، السه الجنة بعرجته، فقتل شهيدا يوم أحد، وهو من الذين لو أقسم على الله ألبر

.1/643- رضي الله عنه. انظر: "صفة الصفوة": (.7024 )، رقم الحديث:15/494"صحيح ابن حبان"، 176

بذة، فلما حضرت الوفاة أبا ذر: بكت أم"ذر في هجرته إلى الر، فقال لهــا: مــا يبكيــك؟ قــالت: مــالي ال أبكي، وأنت تمــوت ذرــال: فال ـا، ق ـ ــعك كفن ــوب يس ــدي ث بفالة من األرض، وليس عن تبكي، وأبشري، فإني ســمعت رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وسلم - يقــول لنفــر أنــا فيهم: ))ليمــوتن رجــل منكم بفالة من األرض، يشهده عصابة من المؤمنين((، وليس من أولئك النفــر أحد إال هلك في قرية جماعة، وأنا الذي أمــوت بفالة، واللــه مــا

.178"كذبت وال كذبت - رضــي اللــه عنــه -179فلقيه في الطريق عبداللــه بن مســعود

فبكى ثم قال: صــدق رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم -ــدك)) -180، ثم دفنه((تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وح

رضي الله عنهم أجمعين.2 >>- لزوجه<<ا181ن<<ة فاطم<<ة بنت عب<<دالملكعاو: م3

- رحمهم<<ا الل<<ه182الخليفة الزاهد عمر بن عب<<دالعزيزتعالى -:

أبو ذر الغفاري، عرف بالتعبد قبل البعثة، أسلم قديما، وقدم على رســول 177 بمكة، فأسلم، ثم عاد إلى قومه، كــان شــجاعا-الله - صلى الله عليه وسلم

ــلى زاهدا، صادق اللهجة، قدم المدينة بعد الخندق، روى عن رسول الله - صبذة - رضي اللــه عنــه. انظــر: "صــفة الله عليه وسلم - وروي عنه، مات بالر

.1/584الصفوة": .5/155"مسند اإلمام أحمد بن حنبل"، 178

عبدالله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي المكي المهــاجري البــدري، 179 فقيه األمة، أحد السابقين لإلسالم، هاجر الهجــرتين، وشــهد بــدرا والمشــاهد كلها، والزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكــان صــاحب نعليــه، وأول من جهر بالقرآن بمكة المكرمة، مناقبه كثيرة، وروى عن رسول الله - صلى

( حــديثا، وروى عنــه جمــع من التــابعين، مــات عــام848الله عليه وســلم - ).12/215: "اإلصابة"هـ بمكة - رضي الله عنه. انظر: 32

.4/177انظر: "الطبقات الكبرى"؛ ابن سعد، 180ــاء، وزوجــة 181 ــة، وأخت خلف ــدالملك بن مــروان، بنت خليف فاطمــة بنت عب

خليفة، كانت صالحة تقية، وافقت زوجها عمر بن عبدالعزيز في كل ما يريــدا وإحسـانا - رحمهمـا اللـه تعـالى. انظـر: "الطبقـات الكـبرى"؛ ابن سـعد، بر

4/177. عمر بن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم، وأمه أم عاصم ليلى بنت عاصــم 182

بن عمــر بن الخطــاب، أرســله والــده إلى المدينــة ليتفقه في الــدين، تــولى هـ، فأصلح الله تعالى به العبــاد والبالد، مــات مســموما عــام99الخالفة سنة

هـ، يرى كثــير من العلمــاء أنــه من المجــددين الــذين يبعثــون على رأس101 المائة األولى، فهو أول المجــددين - رحمــه اللــه تعــالى. انظــر: "ســير أعالم

.5/122النبالء":

عندما تولى عمر بن عبدالعزيز - رحمــه اللــه تعــالى - الخالفــة،ــل خيرهــا ئه، فلم يقابلها بالفرح، ب أقبلت عليه زوجه فاطمة تهن بين أن تقــوم معــه على أنــه ال فــراغ لــه إليهــا، وبين أن تلحــق بأهلها، وقال لها: "إن أردت صــحبتي فــردي مــا معــك من مــال وحلي وجوهر، إلى بيت المسلمين، فإنه لهم، فإني ال أجتمع أنا وأنت وهو في بيت واحــد"، فاختــارت زوجهــا، وردت مــا عنــدهاــد ــا زه لبيت مال المسلمين راضية غير معترضة، بل زهدت كم

.183زوجها

المطلب الثانياآلثار السلبية للزواج في حياة الداعية

تمهيد:ــة ال ــذه العالق ة للعالقة الزوجية أن ه المقصود من اآلثار السلبي تخلـــو من منغصـــات، ففيهـــا الخالفـــات الزوجيـــة والمشـــاكلــا قصــيرا وينتهي، ومنهــا مــا هــو الزوجيــة، ومنهــا مــا يأخــذ وقتة، ومن مســتمر ال نهايــة لــه، ومــع ذلــك تســتمر العالقــة الزوجي المحال أن نطلب الصفاء الــدائم، والهــدوء المســتمر في أمــورــي بات، فالحكمة تقتض الدنيا المطبوعة على الكدر، وكثرة التقل

نطلب من الشيء غير طبعه، بل نحاول ونجتهد للتكيف معهأالــدائم، ــا النعيم ال قدر المستطاع؛ حتى نبلغ الدار التي من طبعه

ر، والداعيــةواإلنسان في حياته الدنيا يكابد ويكدح، ويــؤثر ويتــأث إلى الله تعالى يعــرض لــه مــا يعــرض لغــيره، وهــو في عالقتــه

الزوجية ال يخرج حاله عن اثنين، إما:ــه، ال - درج<<ة الكم<<ال1 ا في دعوت ــو أن يظــل مســتمر : وه

ــير، بــل يجتهــد في ينقطــع عنهــا طرفــة عين، وال يبــدل، وال يغ اإلصــالح رغم مــا بــه من األلم، ويكــون ذلــك ابتالء لــه من اللــه تعالى، ليرفع به درجته، ويحط عنه خطيئته، وهذه درجة الدعاةــدعاة ــاء والمرســلين - عليهم الصــالة والســالم - وال من األنبي الصادقين المخلصين من غيرهم، وهذا هــو األصــل الــذي ينبغي

بات عليه. الث

انظر: "سيرة عمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء الراشدين"؛ عفت وصال 183.83هـ، ص 1418(، دار ابن حزم، 1حمزة، بيروت، ط )

: وهــو أن الداعيــة عنــدما تقــع المشــاكل، - درجة التذبذب2 والخالفات الزوجيــة في حياتــه يتذبــذب، فتــارة يقــوى، ويــدعو،ر، ويــترك الــدعوة، وهــذه ر، وتــارة يضــعف، ويتــأث ويصلح، ويــؤث درجــة فئــة من الــدعاة فقهــوا حقيقــة الــدعوة، وطبيعتهــا، لكن

لديهم قصورا في التربية والعزيمة. أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الة

والسالم -: - الخيانة في الدين والدعوة.1ب الضيق واأل2 م.ل - إثارة المشكالت الزوجية مما يسب ر - مطالبــة الــزوج الداعيــة بمــا ال يحب، وال يريــد، وممــا يــؤث3

عليه، وعلى مجتمع الدعوة. األثر األول: الخيانة في الدين، والدعوة )امرأت<<ا ن<<وح

ولوط - عليهما السالم -:ــل األعلى األنبيــاء والرســل - عليهم الصــالة والســالم - هم المث في الدعوة إلى اللــه تعــالى، وهم أشــد النــاس بالء، وكــان من

ين كريمين من أنبيائه، همــاالبالء الذي قد ره الله تعالى على نبي ر عليهمــا أن يواجهــا زوجتيننوح ولــوط - عليهمــا الســالم - قد

كــون إلى الــدنيا عن أن يســلما، كافرتين، أعماهمــا العنــاد، والرــواويتبعــا أزواجهمــا؛ قــال تعــالى: } ذين آمن ه مثال لل رب الل وضــ

ة ونجني امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجن.184 {من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين

رون - رحمهم اللــه تعــالى - على أن الخيانــة هنــا أجمــع المفسـه مــا بغت امــرأة نــبي قــط، ومــا كــان اللــه ة، فإن ليســت زوجي

ا قال ابن عبــاس - رضــي اللــه؛ليجعل امرأة أحد من أنبيائه بغيهــا خيانـة دينيـة، بعـدم عنهما -: نسـاء األنبيـاء معصــومات، ولكن

.185إسالمهن، وإخبار أقوامهن بمن يؤمن مع أزواجهنــدم إســالمهن، وإصــرارهن علىينيةفالخيان<<ة الد ــانت ع : ك

الكفر، رغم المحاوالت العديدة من أزواجهن؛ لدعوتهن للدخولفي اإلسالم.

: وهـذه كـانت أشــد، النتقالهمــا من مرحلــةوالخيانة الدعوية اإلصــرار على الكفــر، إلى مرحلــة محاربــة اإلســالم، والــداعين

(.11سورة التحريم، آية: ) 184 ، مرجع سابق،1965انظر:"أضواء البيان"؛ محمد األمين الشنقيطي، ص 185

و"تيسير الكــريم الــرحمن في تفســير كالم المنــان"؛ عبــدالرحمن الســعدي،.2/896هـ، 1415(، مؤسسة الرسالة، 1تحقيق: محمد النجار، بيروت، ط )

اخرين، وامرأة إليه، فامرأة نوح كانت تسخر منه مع قومها الســع،لوط كانت تدل قومها على ضيوفه ــه م وهي تعلم شأن قوم

الضيوف.يستفاد مما سبق عدة أمور منها:

ــاس بالء، ومن أعظم البالء أن يبتلى1 ــد النـ ــاء أشـ - أن األنبيـ المــرء في أقــرب النــاس إليــه، وال شــك أن لكفــر زوجتي نــوحه الوالء لله - عز وجل - والبراءة ولوط أثرا على نفسيهما، ولكن

من أعداء دينه. ــه ال كرامــة، وال شــفاعة في أمــر الكفــر واإليمــان، وأن2 - أن

اتصال الكــافر بــالمؤمن ال ينفعــه، واتصــال المــؤمن بالكــافر ال.186ه مع قيامه بالواجب عليهيضر

- أن أثر الشيء قد يكون متعــديا، فكفــر امــرأة نــوح - عليــه3ــا يعظم السالم - لم يقتصر عليها فقط، بل تعداه إلى ابنها، وهن

البالء على النبي الكريم - عليه الصالة والسالم. األثر الث<<اني: إث<<ارة المش<<كالت الزوجي<<ة مم<<ا يس<<بب

الضيق واأللم: ســـبق بيـــان أن الحيـــاة مطبوعـــة على الكـــدر، وال تخلـــو من منغصات، بعضها يحتمله اإلنســان، ويصــبر عليــه، وبعض آخــر الــاء ــاتم األنبي ــه، وخ ــبر علي ــده على الص ــة عن ــه، وال طاق يحتمل والمرســلين - عليــه الصــالة والســالم - من أولي العــزم من

، ومــع ذلــك كــانتالرسل، فهو من أعظم النــاس صــبرا وتحمال تحدث في حياتــه الزوجيــة أمــور يحتمــل بعضــها ويصــبر عليهــا، ومن ذلك إثارة المشــكالت من بعض الزوجــات - رضــوان اللــه تعالى عليهن - والتي تحدث بدافع الغيرة، ومن المواقــف الــتير بها رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه حدثت فيها المشكالت وتأث

وسلم - وصبر عليها ما يلي: الموقف األول: عائشة وحفصة - رضي الل<<ه عنهم<<ا - المتظاهرت<<ان على رس<<ول الل<<ه - ص<<لى الل<<ه علي<<ه

وسلم -:ــك تبتغيقــال تعــالى: } ه ل م مــا أحــل الل بي لم تحــر هــا الن ــا أي ي

ــور رحيم ه غف ة*مرضات أزواجك والل ه لكم تحل ــرض الل ــد ف قــو العليم الحكيم ه موالكم وه بي إلى*أيمانكم والل ر الن وإذ أســ

ف بعضه ه عليه عر أت به وأظهره الل بعض أزواجه حديثا فلما نبأني أها به قالت من أنبأك هــذا قــال نب وأعرض عن بعض فلما نب

، مرجع سابق.6/3621"في ظالل القرآن"؛ سيد قطب، 186

ـير ـ ــا وإن*العليم الخب غت قلوبكم ــ ــد ص ه فق ـا إلى الل ـ إن تتوبالح المــؤمنين ه هــو مــواله وجبريــل وصــ ــه فــإن الل تظــاهرا علي

ــك ظهي ــد ذل رون -رحمهم اللــه187ر{والمالئكة بع ، ذكــر المفســ ن على أنتعالى - أن لنزول هذه اآليات واقعتين، وكالهمــا تــدال

أمرا حدث من كلتــا الزوجــتين: عائشــة، وحفصــة - رضــي اللــه تعالى عنهما - كان له أثره على رسول الله - صــلى اللــه عليــهــان الحكم ــزول الــوحي لبي وســلم - فأغضــبه، ممــا اســتدعى ن

الشرعي فيما حدث. : ما حــدثت بــه أم المؤمــنين عائشــة - رضــيالواقعة األولى

عنــد زينب بنتاللــه عنهــا - فقــالت: كــان النــبي يشــرب عسال جحش، ويمكث عندها، فتواطأت أنا وحفصة - أي اتفقتــا - على

نا دخل عليها، فتقل لــه: أكلت مغــافير ، إني أجــد منــك ريح188أيي مغافير، فدخل على إحداهما، فقــالت ذلــك، فقــال: ))ال، ولكن كنت أشــرب عســال عنــد زينب بنت جحش، فلن أعــود لـه وقــد حلفت، ال تخبري بذلك أحدا((، فأخبرت، فــنزلت اآليــات معاتبــة لرسول الله - صلى الله عليــه وســلم - في تحريمــه أمــرا أحله

فه لمــا تواطــأت عليــه الزوجتــان رضــي اللــه-اللــه لــه، وكاشــعنهما.

: أصاب رسول الله - صلى الله عليه وســلم -الواقعة الثانية جاريته القبطية مارية أم إبراهيم، في بيت حفصــة وفي نوبتهــا،

لقــد جئت إلى شــيء مــا،فوجدت حفصة، فقالت: يــا نــبي الله جئت إلى أحد أزواجك، في يومي، وفي دوري، وعلى فراشي؟مهــا، مهــا فال أقربهــا((، قــالت: بلى، فحر قال: ))أال ترضين، أحر

فذكرتــه لعائشــة، فــنزلت،وقال لهــا: ))ال تــذكري ذلــك ألحــد((.189اآليات

ــال: "لم أزل ــا - ق ــالى عنهم ــه تع ــي الل ــاس - رض عن ابن عب حريصا على أن أسأل عمر - رضي الله عنه - عن المرأتين من أزواج النبي - صلى الله عليــه وســلم - اللــتين قــال اللــه لهمــا:

(.4 - 1سورة التحريم، من آية ) 187 المغافير: شيء ينضحه شجر العرفط، طعمه حلو، انظر: "لسان العرب"؛ 188

مغافير"." مادة 5/29ابن منظور، انظــر: "أســباب الــنزول"؛ علي بن أحمــد النيســابوري، تحقيــق د. الســيد 189

، و"تيســير367هـــ، ص 1414(، دار الكتاب العربي، 6الجميلي، بيروت، ط )ــاض، ط العلي القدير الختصار تفسير ابن كثير"؛ محمد نسيب الرفاعي، الري

، مرجع1963، و"أضواء البيان"، ص 4/390هـ، 1410(، مكتبة المعارف، 1)سابق.

غت قلوبكما} ــ ــد ص ه فق ـا إلى الل ـ ــه،190{إن تتوب ، فحججت معــه ز، حتى جاء فسكبت على يدي فعدل وعدلت، معه اإلداوة فتبر

ــنين، م ــان منمن اإلداوة فتوضأ، فقلت: يا أمير المؤم ن المرأت أزواج النبي - صلى الله عليــه وســلم - اللتــان قــال اللــه لهمــا:

ه فقد صغت قلوبكما} ــا لــك يــاإن تتوبا إلى الل {؟ فقال: واعجب.191ابن عباس، عائشة وحفصة

الدروس الدعوية المستفادة مما سبق، ما يلي: - إثبات بشرية الرسول - صلى الل<<ه علي<<ه وس<<لم -1

وذلك في ثالثة مواطن: أ - الرسول - عليه الصالة والسالم - بشــر ال يعلم الغيب، حــتى يطلعه الله عليه عن طريق الوحي، فقد أخبره اللــه تعــالى عن

ه؛ قــالتآم ر عائشة وحفصة - رضي الله عنهمــا - وإفشــاء ســرأني العليمتعالى: } ــأك هــذا قــال نب ــه قــالت من أنب أهــا ب فلما نب

.192{الخبير بشر، يعتريــه مــا يعــتري-ب - الرسول - عليه الصالة والسالم

ر بكالم اآلخــرين، وإن لم يكن البشــر من الميــل والحب، والتــأثر - عليه الصــالة والســالم - بكالم زوجتيــه - رضــي حقا، فقد تأث

الله عنهما - ونجحت مؤامرتهما عليه.م - ج - أن األمر تجاوز حد التــأثير إلى حــد إصــدار الحكم، فحــره اللــه تعــالى لــه، من عليه الصالة والسالم - على نفسه ما أحل أكل العسل، أو االستمتاع بأم إبــراهيم ماريــة القبطيــة - رضــيــذلك - ــد ب الله تعالى عنها - وفي هذا ظلم لنفسه ولجاريته، يري

ــا قال تعــالى: }؛عليه الصالة والسالم - مرضاة الزوجتين ه ــا أي يه ات أزواجــك والل ــك تبتغي مرضــ ه ل م ما أحــل الل بي لم تحر الن

.193{غفور رحيم - أن الله تعالى عذر رسوله - عليــه الصــالة والســالم - فيمــا2

صدر منه من تحريم ما أحل الله تعالى له؛ ففـرض اللـه تعـالىــآمرتين، ــزوجتين المت ــدعوة إلى ال ــارة اليمين، ثم جــاءت ال كفوبة إلى الله تعالى، والتحــذير من فعــل مــا يكرهــه - بوجوب الت

عليه الصالة والسالم - والتعاون عليه بما يسوءه.

(.4سورة التحريم، جزء من آية ) 190 "صحيح البخاري" المطبوع مع "الفتح"،كتاب التفسير، بــاب تفســير قولــه 191

.4913، رقم الحديث:8/657تعالى: }تبتغي مرضات أزواجك{ (.3سورة التحريم من آية ) 192(.1سورة التحريم، آية ) 193

ر بكالم زوجتيــه، وهــو3 - الرسول - عليه الصالة والسالم - تــأثــده نبي يوحى إليه، فمن باب أولى أن الدعاة إلى الله تعالى بعرا منه، وأكثر عرضة إلصــدار األحكــام، الــتي قــد يكــون أشد تأث فيها ظلم وتعسف ألحد األطراف في الحياة الزوجية، خاصة إذا كان الداعية متزوجا من عــدد من الزوجــات، أو كــانت الداعيــة إحـــدى هــؤالء الزوجــات، فالتصـــرف الحكيم يقتضـــي تقـــدير

للطعنالمواقف بقدرها فال نحملها ما ال تحتمل، ونجعلها مدخالــاس، ن الداعية أو التأثير على سمعته وتشــويهها بين الن في تدي بل ال بد من التماس األعـذار، والتسـامح، والـدعوة إلى التوبــة،

واإلنابة إلى الله تعالى. -194الموق<<ف الث<<اني: م<<ا ك<<ان بين ص<<فية بنت حيي

رضي الله تعالى عنها - وب<<اقي زوجات<<ه - ص<<لى الل<<هعليه وسلم -:

صفية بنت حيي بن أخطب اليهودي، من ذرية نبي الله هارون - عليه الســالم - كــان أبوهــا من أشــد النــاس عــداوة للرســول - صلى اللــه عليــه وســلم - وقــد ألب عليــه العــرب، وأكــرم اللــه تعالى صفية باإلسالم، وبزواجهــا من رســول اللــه - صــلى اللــه

ها كانت تجد مضــايقات كثــيرة من ضــرائرها؛عليه وسلم - لكنبسبب نسبها إلى اليهود، ومن ذلك:

أ - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فاعتل بعير صــفية، وفي إبــل زينب بنت جحش فضــل، فقــال لــزينب:، فلو أعطيتها بعيرا من إبلك((، فقــالت: ))إن بعيرا لصفية اعتل

أنا أفقــر يهوديتــك! تعــني"أنا أعطي تلك اليهودية؟ وفي رواية: ، فغضب رسول الله - صلى الله عليه195"أعير زوجتك اليهودية

منهــا، وعاقبهــا فهجرهــا ذا الحجــة ومحــرم وصــفر، ال-وســلم .196يأتيها، ثم عاد إليها بعد ذلك"

ب - بلــغ صــفية أن حفصــة قــالت: بنت يهــودي، فبكت، فــدخل عليها النبي - صلى الله عليه وســلم - وهي تبكي، فقــال: ))مــا يبكيــك؟((، فقــالت: قــالت لي حفصــة: إني بنت يهــودي، فقــال النبي - عليه الصالة والسالم -: ))إنك البنة نبي، وإن عمك نبي،

موءل، كــانت 194 صفية بنت حيي بن أخطب، أم المؤمنين، أمها برة بنت الســبى، فأخذها دحية عند كنانة بن أبي الحقيق، فقتل يوم خيبر، وصارت في الس

هـــ في خالفــة52الكلبي، ثم استعادها النبي فأعتقها، وتزوجها، وتوفيت سنة .8/120، و"الطبقات": 4/338: "اإلصابة"معاوية - رضي الله عنها. انظر

(.26908، رقم الحديث: )6/337"مسند اإلمام أحمد بن حنبل"، 195، مرجع سابق.8/126"الطبقات"؛ ابن سعد، 196

وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟!((، ثم قال: ))اتــق اللــه يــا.197حفصة((

وفي رواية أخرى: دخل رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم - على صفية وهي تبكي، فسألها، فذكرت له أن كالمــا بلغهــا عن عائشة وحفصة، فقال لها رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم -: ))إنك البنة نبي، وإن عمك نبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخرــول عليك؟!((، وكان الذي بلغها أنهم قالوا: نحن أكرم على رس الله - صلى الله عليه وسلم - وقــالوا: نحن أزواج رســول اللــه،

.198وبنات عمهــه - ج - قالت عائشة - رضي الله تعالى عنها - قلت لرسول الل صلى الله عليه وســلم -: حســبك من صــفية كــذا وكــذا - تعــني قصيرة - فقال رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم -: ))لقــد

أي: أفسدته.؛199قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته(( د - عندما مرض رسول الله - صلى الله عليه وســلم - المــرض الذي توفي فيه، اجتمع إليه نساؤه، فقالت صفية بنت حيي: أما والله يا نبي الله، لوددت أن الذي بك بي، فغمزنها أزواج النبي،ــال: ))مضمضــن((، فقلن: من أي ــه، فق وأبصــرهن رســول اللــه الصــالة والســالم -: ))من ــال - علي ــه؟ ق ــبي الل ــا ن شــيء ي

.200تغامزكن بصاحبتكن، والله إنها لصادقة(( زوجات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التقي ــات النقي ات،

أمهات المؤمنين، اللــواتي رضــي اللــه تعــالى عنهن وأرضــاهن، وجعلهن زوجات رسوله - عليه الصالة والســالم - في الــدارين، صدر من بعضهن ما صدر في حق أم المؤمنين صفية بنت حيي

ر على نفســها تــأثيرا كبــيرا،ــ- رضي اللــه تعــالى عنهــا - ممــا أث وأغضب رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم - غضــبا شــديدا فانتصر لهــا، بمعاقبــة المعتــديات عليهــا بــالهجر الطويــل تــارة، وبالزجر تارة أخرى، وبتعليمها كيفية الرد عليهن مرة ثالثة، كــل ما سبق يقدم دالالت قوية في العالقة الزوجية للدعاة إلى الله

- عز وجل - على ما يلي:

"صحيح سنن الترمذي"؛ األلباني، كتاب المناقب، باب فضل أزواج النبي - 197(.3894، رقم الحديث: )3/579عليه الصالة والسالم -:

"تخــريج األحــاديث واآلثــار"؛ جمــال الــدين الــزيلعي، تحقيــق: عبدالســعد، 198.3/314هـ: 1414(، دار ابن خزيمة، 1الرياض، ط )

(.4080، رقم الحديث: )3/923"صحيح سنن أبي داود"؛ األلباني: 199، مرجع سابق.8/128"الطبقات"؛ ابن سعد، 200

ــه1 - أن حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما يصــدر من.201من أفعال، في حياته الخاصة والعامة هو تشريع لألمة

ة الزائدة في العالقــة الزوجيــة في مســائل الحقــوق2 - المثالي والواجبات، ال مكان لهــا على أرض الواقــع، وإن كــان الزوجــان من أتقى الناس وأورعهم، فلن يبلــغ أحـد في التقـوى والصــالح مبلغ أمهات المؤمنين، مع خاتم األنبياء والمرسلين - صلى اللــه

عليه وسلم - وقد صدر منهن ما صدر.ــة3 ــاة الزوجي ــيق، واأللم، في الحي ــزن، والض - أن الهم، والح

موجود، وليس هو القضية األولى، بل األســلوب ووســيلة العالج هــو األهم، لمــا يــترتب عليــه من إمكانيــة إغالق أبــواب الهمــومرات، بصـــورة تتـــوفر فيهـــا وت واآلالم، والتخفيـــف من حـــدة الت إمكانية االستمرار في الحياة الزوجية، بهدوء واستقرار، يساعد

الداعية على مواصلة دعوته. األثر الثالث: مطالبة ال<<زوج الداعي<<ة بم<<ا ال يحب، وال

ر عليه، وعلى مجتمع الدعوة:يريد، ومما يؤثــاةقال تعالى: } ــردن الحي بي قــل ألزواجــك إن كنتن ت هــا الن يا أي

راحا جميال حكن ســ ر عكن وأســ وإن*الدنيا وزينتهــا فتعــالين أمته أعد للمحسنات ه ورسوله والدار اآلخرة فإن الل كنتن تردن الل

.202{منكن أجرا عظيما سبب نزول آيات التخيير السابقة هو مطالبة زوجات الرسول -

فقة، والتوسعة عليهن ممــاصلى الله عليه وسلم - له بزيادة الن ، جعله يقول: ))ما أنا بــداخل203أغضب رسول الله غضبا شديدا

ــو بكــر - ــل أب ــه عليهن، فأقب عليهن شــهرا((، من شــدة موجدت رضي الله عنه - يســتأذن على رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه

ــلم ،وسلم - والناس ببابه جلوس - والنبي - صلى الله عليه وس جالس، فلم يؤذن له، ثم أقبل عمر - رضي الله عنه - فاستأذن فلم يؤذن له، ثم أذن ألبي بكــر وعمــر فــدخال، والنــبي جــالس،ــال: وحوله نساؤه، وهو - عليه الصالة والسالم - ساكت... ثم ق ))هن حــولي يســألنني النفقــة((، فقــام أبــو بكــر إلى عائشــة؛

ــه 201 لالستزادة من مسألة: هل كل ما يصدر عن رسول الله - صلى الله علي وسلم - مصدر للتشريع؟ انظر: "أفعال الرسول - صــلى اللــه عليــه وســلم -

(،4وداللتها على األحكام الشرعية"؛ د. محمد ســليمان األشــقر، بــيروت ط ).1/213هـ: الفصل الرابع 1416مؤسسة الرسالة،

(.29 - 28سورة األحزاب، آية ) 202 ، مرجـع ســابق، و"تيســير العلي296"أسباب الـنزول"؛ النيســابوري، ص 203

، مرجع سابق.3/489القدير"؛ الرفاعي،

ليضربها، وقام عمر إلى حفصة، كالهما يقوالن: تسأالن رســول الله ما ليس عنده؟ فنهاهما الرسول - صلى الله عليه وســلم -ــد فقلن: والله ال نسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعــه - عــز وجــل - لهن ــزل الل ــده، وأن هــذا المجلس مــا ليس عن

، وهو تخيير أمهات المؤمــنين بين اختيــار اللــه تعــالى،204الخيار ورسوله، والدار اآلخرة، وبين اختيار الحياة الــدنيا، وزينتهــا، مــع

ــه، ورســوله،-طالقهن، فاخترن - رضوان الله تعالى عليهن اللوالدار اآلخرة.

أخرج اإلمــام البخــاري في "صــحيحه" عن عمــر بن الخطــاب -رضـــــــــي اللـــــــــه تعـــــــــالى عنـــــــــه - قـــــــــال: "... كنا تحدثنا أن غسان تنعــل النعــال لغزونــا، فــنزل صــاحبي يــومــو؟ نوبته فرجع عشاء، فضرب بابي ضربا شديدا، وقال: أنائم ه ففزعت فخرجت إليه، وقال: حدث أمــر عظيم، قلت: مــا هــو؟ أجاءت غسان، قال: ال، بــل أعظم منــه، وأطــول، طلق رســول

. 205"الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه...ه عيشــة لقد اختار رسول الله - صلى الله عليه وســلم - لنفســهــد في الــدنيا ومــا ه إلى الز الكفاف ورضي بها، وســكنت نفســــه أن يشــاركنه ــه الصــالة والســالم - لزوجات فيهــا، وأحب - عليعة االختيار نفسه، لكنهن - رضوان اللــه عليهن - لمــا رأين الســ والخـــير عم المســـلمين، أحببن أن ينـــالهن شـــيء من ذلـــك،عة ــ وس ــة والت ــادة النفق ــة بزي ــول الداعي ــالبن زوجهن الرس فط

ا ا وســلبي د على هذه المطالبــة قوي ر على206عليهن، فجاء الر ، أثجهتين:

ــه - جهة الداعية نفسه1 ــه - صــلى الل : غضــب رســول الل عليه وســلم - لهــذه المطالبــة؛ لمخالفتهــا لمــا اختــاره لنفســه،ــه واجتمع هذا األمر مع أمر آخر، وهو ما حــدث من بعض زوجات

(.14555، رقم الحديث: )3/324"مسند اإلمام أحمد بن حنبل"، 204 ، كتــاب المظــالم، بــاب الغرفــة"الفتح""صــحيح البخــاري" المطبــوع مــع 205

والعليــــــــة المشــــــــرفة وغــــــــير المشــــــــرفة في الســــــــطوح: فقــه الــدعوة"(، وانظر: روايــات الحــديث في 2468، رقم الحديث )5/114

، مرجع سابق.484 - 1/480، "في صحيح البخاري في مطلب41سبق ذكـر طــرف من قصــة تخيـير الرســول لزوجاتــه ص 206

؛ باعتبـار مـا آل إليـه األمـر من صـبر اآلثار االيجابية، وكان هنـاك أثـر ايجـابي زوجات الرسول - صلى الله عليه وسلم - على عيشة الكفاف الــتي اختارهــاا على الداعيــة وعلى مجتمــع لنفسه، وهنا بداية القصــة الــتي تعــد أثــرا ســلبي

الدعوة شهرا كامال.

من مؤامرة في قصة تحريم العســل، أو تحــريم جاريتــه ماريــة القبطية على نفسه، وكانت سببا لنزول صــدر ســورة التحــريم، فاجتمع األمـران على رسـول اللــه - صــلى اللـه عليـه وســلم - فوجد على نسائه موجدة شديدة، فهجرهن شــهرا، عقوبــة لهن

على ما صدر منهن.ةعوة: - جه<<ة مجتم<<ع الد2 ــادي الخاصــ ــة الع ــاة الداعي حي

رون بــه، فكيــف حين والعامة، كتاب مفتوح، يقرؤه الناس، ويتأثــا أن كــل مــا يكون الداعية رسوال يوحى إليه؟ يعلم النــاس يقينــاتهم كلهــا، يحــدث لــه هــو مصــدر تشــريعي لهم في أمــور حيح الصحابي األنصاري - باعه واالهتداء بهديه، وقد صر يلزمون بات رضي الله تعالى عنه - صاحب عمر الفاروق - رضي الله تعالىــه عنه - والذي كان يتناوب معه في الحضور لمجلس رسول الل - صلى الله عليه وسلم - لطلب العلم، بأن أمرا عظيما، أعظم من غزو قبيلة غسان للمسلمين قــد حــدث، وهــو هجــر رســوله المسلمون أنــه الله - صلى الله عليه وسلم - لنسائه الذي ظنــول طالق لهن - رضوان الله تعالى عليهن - ولذلك لما أذن رس الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر بالدخول عليــه، قــال عمــر:

ــر207"أطلقت نساءك؟ قال: ))ال((، قــال عمــر: اللــه أكــبر" ، كب بأن أمرا خطيرا مثل الطالق لم يقع.؛الفاروق فرحا

ثاني<<<ا: في حي<<<اة الص<<<حابة - رض<<<وان الل<<<ه عليهم -والتابعين - رحمهم الله تعالى -:

- الضرب كوسيلة للتفاهم بين الزوجين:1ــان لقــد }قال تعــالى: ول في لكم ك ه رســ وة الل نة أســ حســ

ه يرجو كان لمن ه وذكر اآلخر واليوم الل .208{كثيرا الل إن هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هـو خـير الهـدي،ــه - وأكمله، وأعظمه أجرا عند الله - عز وجــل - وكــان من هدي عليه الصالة والسالم - مع زوجاته عدم الضرب، تقول عائشة -

مــا ضــرب رســول اللــه - صــلى اللــه"رضي الله تعالى عنها -: ،209"عليه وسلم - خادمــا لــه، وال امــرأة، وال ضــرب بيــده شــيئا

وكان ما ارتضاه لزوجاته - رضوان الله عليهن - ارتضاه لغيرهن - رضي اللــه تعــالى210من الصحابيات، فهذه فاطمة بنت قيس

قها زوجها، ذهبت لرسول الله - صلى الله عليه عنها - بعدما طلسبق تخريجه. 207(.21سورة األحزاب، آية ) 208(.2015، رقم الحديث: )2/159"صحيح سنن ابن ماجه"؛ األلباني، 209

ــلم ــدتها --وس ــا: ))إذا حللت - أي انتهت ع ــال له ــبره؛ فق تخــة بن ســفيان،فآذنيني((، قالت: فلم ا حللت ذكرت له أن معاوي

وأبا جهم خطباني؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :ــة: ــا معاوي ــه، وأم ــاه عن عاتق ــع عص ــو جهم: فال يض ــا أب ))أمــال: فصعلوك ال مال له، انكحي أسامة بن زيد((، فكرهته، ثم قـه فجعــل اللــه فيــه خــيرا كثــيرا، ـ ))انكحي أســامة((، فنكحت

. 211فاغتبطت بهر عليهــا بــأبي جهم، سول - صلى الله عليه وسلم - لم يشــ فالر

.212ألنه كثير الضرب للنساءــائعهم، وفي قــدراتهم في التحمل، لكن الناس يختلفون في طب فمنهم الهادئ، ومنهم الشديد، ومنهم من يســتطيع ملــك زمــام

ة مشكلة، أو تقصــير، بينمــانفسه، والتحدث بهدوء وروية عند أي صنف آخر يستعمل يديه قبل لسانه، وكال الصنفين كان موجودا في الصـــحابة - رضـــوان اللـــه تعـــالى عليهم - منهم أبـــو جهم السابق ذكره، ومنهم الفاروق - رضي الله تعــالى عنــه - تقــول

"زوجه صفية: ما ضربني عمــر حــتى يتشــبك وشــاحي، ولقــدربجب ة بالمشــ ، وكــذلك الزبــير بن العــوام - رضــي213ضربني مر

،الله تعــالى عنــه - فعن جعفــر بن غيــاث، عن هشــام، عن أبيه قال: كان الزبير شديدا على النساء، وكان يكسر عليهن عيدان

طاقين أســماء بنت أبي بكــر -214المساحب ، وقد عانت ذات الن ه الرسول - صلى الله، وقد وج215رضي الله عنهما - منه الكثير

عليه وسلم - الرجال إلى ترك ضرب النساء فقال: ))إالم يجلدــر ــاجعها من آخـ ــة؟ ولعله أن يضـ ـد األمـ ــ ـه جل ــ ــدكم امرأت أحـ

.216يومه((

ــة، روت عن 210 ة جليل ــحابي ــحاك بن قيس، ص ــة بنت قيس، أخت الض فاطم رضــي اللــه عنهــا. انظــر:-رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وروي عنهــا

.8/213"الطبقات": ،2/1114"صحيح مسلم"، كتاب الطالق، باب المطلقة ثالثا ال نفقــة لهــا: 211

(.1480رقم الحديث: ) (، مؤسســة الجريســي،1"ماذا وراء األبــواب"؛ أم ســفيان، الريــاض، ط ) 212

.9 - 7هـ، ص 1414، مرجع سابق.8/473"الطبقات"؛ ابن سعد، 213ف ابن أبي شــيبة"؛ عبداللــه بن أبي شــيبة، تحقيــق:كمــال الحــوت، 214 "مصن

.5/223هـ، 1409(، مكتبة الرشد، 1الرياض، ط )سيأتي بيانه بمشيئة الله في مبحث الطالق. 215(.2014، رقم الحديث: )2/159"صحيح سنن ابن ماجه"؛ األلباني، 216

المجامعة والمضاجعة إنما تستحســن مــع ميــل"قال ابن حجر: ــر ممن جالــده، النفس والرغبة في العشرة، والمجلود غالبا ينفـد، فليكن ـ ه وإن كــان ال ب فــوقعت اإلشــارة إلى ذم ذلــك، وأن، فال فـور التــام التأديب بالضرب اليسير، بحيث ال يحصل معه الن

ط في التأديب .217"يفرط في الضرب، وال يفرــل كــل معــاني االنســجام العــاطفي وال شك في أن الضرب يقتـــــــــــــــذلك وصــــــــــــــــفهم ـــــــــــــــزوجين، وـل بين اـلــال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنهم ليسوا أخيارا؛ ق ))لقد طاف الليلة بآل محمد سبعون امرأة، كل امــرأة تشــتكي

، وفي مجــال الــدعوة إلى218زوجها، فال تجدون أولئك خياركم((ــاة الصــحابة ــه - عــز وجــل - يوجــد شــيء من ذلــك في حي الل والتــابعين، ممــا نتج عنــه آثــار ســلبية لهــا تأثيرهــا على نفســية

الداعية ومن ذلك:1 >>- رب أبي رافع1 ألم راف<<ع - رض<<ي الل<<ه219: ض<<

عنهم<<ا - عن<<د دعوت<<ه إلع<<ادة الوض<<وء لم<<ا أح<<دث فيالصالة:

تقول عائشة - رضي الله عنها -: جاءت سلمى امرأة أبي رافــع مولى رسول الله - صلى الله عليه وســلم - تســتعديه على أبي

إنه يضربني، فقال النــبي: ))مالـك، وقالت: يا رسول الله،رافع ومالها((، فقال أبو رافع: إنها تؤذيني يا رسول الله، قال رسولــه الله: ))بم آذيتيه يا سلمى؟((، قــالت: مــا آذيتــه بشــيء، ولكن

إن رســول اللــه قــد،أحدث بريح وهو يصلي، فقلت: يا أبا رافعــام أ، فق ــ ــدهم ريح أن يتوض ــرج من أح ــلمين إذا خ ــر المس أم

، مرجع سابق.9/213"صحيح البخاري" المطبوع مع "فتح الباري"، 217(.2016، رقم الحديث: )2/159"صحيح سنن ابن ماجه"؛ األلباني، 218 أبو رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واســمه أســلم، كــان 219

ر رســول اللــه صــلى اللــه عليــه-عبدا للعباس فوهبه لرسول الله، فلما بشــ وسلم - بإسالم العباس أعتقه، كمــا زوجــه موالتــه ســلمى، روى عن رســولهــا غــير بــدر - رضــي اللــه عنــه. انظــر: هد المشــاهد كل اللــه وروي عنــه، شــ

.4/54الطبقات: سلمى مــوالة رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - وزوج أبي رافــع وأم أوالده، كانت تقبل خديجة - رضي الله عنهــا - في والدتهــا من رســول اللــه - صلى الله عليه وسلم - وهي التي قبلت مارية القبطيـة - رضـي اللـه عنهـا - في والدتها بإبراهيم، وبشر زوجها أبــو رافــع رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وسلم - به، فوهبه غالما، شــهدت خيــبر مــع رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه

.8/181وسلم - رضي الله عنها. انظر: "الطبقات":

فقال رسول الله: ))يا أبا رافع لم تــأمرك إال بخــير((،،فضربني.220وفي رواية: ))ال تضربها يا أبا رافع((

ـه بالحسـنى، فمـا زوجة داعيـة، رأت من زوجهـا تقصــيرا، فدعت كان منه إال أن ضربها، وهو ظالم لها، فلم تحتمل نفسها ضرب زوجها لها، فشكته إلى رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم -ن لـه أن الحـق معهـا، وأنهـا لم تـأمره إال بخـير، ونهـاه عن فـبي

ضربها. 221: شكوى زوجة الصحابي صفوان بن المعطل1 -< 2

- رضي الله عنهما - لرس<<ول الل<<ه - ص<<لى الل<<ه علي<<هوسلم - :

جاءت امرأة"حدث أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - فقال: إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رســول اللــه، إنــرني إذا صــمت، وال يت، ويفط زوجي صــفوان يضــربني إذا صــل يصلي صالة الفجر حتى تطلع الشــمس - وصــفوان رضــي اللــه عنه عنده - فسأله عما قالت، فقال: يا رسول الله، أمــا قولهــا: يضربني إذا صليت، فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها، قال: فقال: ))لو كانت سورة واحدة، لكفت الناس((، وأما قولها: يفطرني،، فال أصبر، فقــال رســول فإنها تنطلق، فتصوم، وأنا رجل شاب الله يومئذ: ))ال تصوم امرأة إال بإذن زوجها((، وأمــا قولهــا: إنيــك، ال أصلي حتى تطلع الشمس، فإنا أهل بيت قد عرف عنا ذل ال نكاد نستيقظ حتى تطلــع الشــمس، قــال: ))فــإذا اســتيقظت

)) .222"فصلد للــه تعــالى، تطلب القــربى ة، تتعب وهذا مثــال لزوجــة، صــحابيها تلتبس عليها األمور في فقــه الــدين، والــدعوة إليــه، منه، لكننن على الواجبات في أمرين، والثالث معها ال عليها، فتقدم الس وهي في ذلك كله ترى الحق معها، وتنكــر على زوجهــا ضــربه، وهو أمر منكر، إال لضرورة التــأديب الشــرعي، فيوجه الرســول الكريم - صلى الله عليه وسلم - الزوجة الصالحة للصــواب في أمر الصالة، والصــيام، ويــأمر الــزوج بالصــالة إذا اســتيقظ، في مجلس حوار، يجمع بين زوجين: شاك ومشتكى منه، أما قوله:

.6/272 حنبل"، بن أحمد اإلمام "مسند 220 صفوان بن المعطل، صحابي جليل كان يثق به رســول اللــه - صــلى اللــه 221

عليه وسلم - وهو المذكور في قصة اإلفك. "صحيح سنن أبي داود"؛ األلباني، كتاب الصوم، بــاب المــرأة تصــوم بغــير 222

(.2459، رقم الحديث )2/83إذن زوجها:

ــا ذلــك، وال نكـاد نســتيقظ حــتى تطلــع" أهل بيت قــد عــرف عن ، مقصود بها أنهم كانوا يسقون الماء طول الليــل، وال"الشمس

ينــامون إال في آخــر الليــل؛ وذلــك ألن الليــل بــارد ال حــر فيــه، ، فعــذره رســول اللــه -223"وبالتالي يسهل هــذا العمــل الشــاق

صلى الله عليه وسلم - لوجود سبب غير دائم.ة الضــرب عــامال ـا في مشــكلةوتبقى قضــي ـ ا، ال إيجابي ســلبي

هـا، والوصـول بهـا إلى يستطيع الحوار الهــادئ بين الـزوجين حل، كما حدث في مجلسه - عليه الصالة والسالم. وفاق تام

المطلب الثالث الوسائل واألساليب الدعوية لتغيير اآلثار السلبية

للزواج إلى إيجابيةتمهيد:

إن الداعيــة الصــادق في دعوتــه، هــو الــذي يبــذل كــل مــا فياس، وإخــراجهم من ظلمــات الجهــل، وسعه؛ لتحقيق هدايــة النه القريب والبعيد من الناس، إلى نور اإليمان، ويستوي في حســار ــر إلى اآلث ــه: أن ينظ ــة في دعوت ــدق الداعي ــل ص ومن دالئ الســلبية على أنهــا منحــة ال محنــة، قــادرا على تغييرهــا لتكــون إيجابية، ال سلبية، بيد أن هذا التغيير يكون على ثالثة مســتويات

هي: - أن يزول األثر السلبي تماما، وينقلب إلى إيجــابي، مثــل أن1

يكون اإلنسان ضاال فيهتدي.ــذكر، رغم2 - أن يخف ويضعف األثر السلبي، ويصير شــيئا ال ي

أنه موجود، لكن أثره ضعيف، مثل معارضــة الداعيــة في أمــورالدعوة، وواجباتها، فتخف المعارضة وتضعف.

- أن يظــل األثــر الســلبي موجــودا، بــل يقــوى، لكن الداعيــة3ــون يقطع كل الوشائج، والصالت بينه وبين األثر السلبي، فال يك

له أي أثر في حياته، أو على دعوته.ــة أن ــتي بإمكــان الداعي ــل عــرض الوســائل واألســاليب ال وقب يستخدمها؛ لتغيير اآلثار السلبية إلى إيجابيــة، ال بــد من تعريــف

للوسائل واألساليب. "عــون المعبــود شــرح ســنن أبي داود"؛ ألبي الطيب، المكتبــة الســلفية، 223

.7/129هـ، 1388

مفردهــا وســيلة، مــأخوذة من الفعــل، جمــعالوس<<ائل لغ<<ة: ، ومعناهـــا: الرغبـــة، والطلب، والمنزلـــة، والدرجـــة،"وسل"

هم؛ قال تعالى: }224والقربى ذين يدعون يبتغون إلى رب أولئك الــذاب ــه إن ع هم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذاب الوسيلة أي

ــذورا ـان محـ ــ ك ك ــدا ؛225{رب ــديث: ))اللهم آت محمـ وفي الحـ. 226الوسيلة((

ل بــه إلى دعــوة النـاس بطريــق" وفي االصطالح: مـا يتوصــ ما يستعين به الداعية على تبليــغ الــدعوة"، و227"شرعي صحيح

.228"من أشياء وأموروتنقسم الوسائل إلى قسمين:

- بحسب مصدريتها:1 : وهي الموجـــودة في القـــرآن الكـــريموس<<ائل أص<<لية أ -

ة النبويــة، ومــا اســتخدمه الســلف الصــالح في دعــوتهم: ن والسكالقول، والفعل.

: وهي الوسائل الحديثــة المعاصــرة، الــتيوسائل تبعيةب - ــاس ــيرها للن ــا، وتيس ــة على إنتاجه ــاعدت التقني ــائل؛س كوس

االتصـــال، والطباعـــة، والكتب، والمنظمـــات، والمـــؤتمرات،.229والمراكز، وغيرها

- بحسب ماهيتها:2 معنوية: كالصالة، والدعاء، والتخطيط، والتنظيم.-أ

وحسية: كالمنبر، ومكبر الصوت، واللباس، والنظر للمدعو-ب .230أثناء الحديث

، و"القــاموس"، مــادة "وسل11/724"لســان العــرب"؛ ابن منظــور، 224، مادة "وسل".5/64المحيط"؛ للفيروز آبادي،

(.57سورة اإلسراء، آية ) 225 ، كتــاب اآلذان، بــاب الــدعاء عنــد"الفتح""صحيح البخاري" المطبــوع مــع 226

(.614، رقم الحديث: )2/94النداء، (، دار إشــبيلية،1"وسائل الدعوة"؛ د. عبدالرحيم المغذوي، الريــاض، ط ) 227

، وقد وردت عدة تعريفات للوسائل الدعوية، انظر: "أصول16هـ، ص 1420ــ، ص1411(، مؤسسة الرسالة 4الدعوة"؛ عبدالكريم زيدان، بيروت، ط ) هـ

ــدوم،685 ــطفى مخ ــالمية"؛ د. مص ــريعة اإلس ــائل في الش ــد الوس ، "قواع ، و"فقــه الــدعوة في صــحيح41هـ، ص 1420(، دار إشبيلية، 1الرياض، ط )

.2/931البخاري"؛ د. خالد القريشي ، (،2"الحكمة في الدعوة إلى الله"؛ د. سعيد علي القحطاني، الرياض، ط ) 228

.126هـ، ص 1413مطبعة سفير، ، مرجع سابق.17"وسائل الدعوة"؛ د. المغذوي، ص 229

أسلوب، وهــو الطريــق، يقــال:: جمع، مفردهااألساليب لغة:.231 أي: طريقته ومذهبه؛سلكت أسلوب فالنــداعي في": وفي االص<<<طالح ــ ــلكها ال ــ ــتي يس ــ الطرق ال

الطريقة الــتي يســلكها المتكلم في تــأليف" :، أو هي232"دعوته.233"كالمه، واختيار ألفاظه

واألساليب الدعوية كثيرة ومتنوعة، ويمكن تقس<<يمهابحسب المناهج الدعوية، إلى ثالثة أقسام:

ل المنهج1 ــدان، وهي تمث ــعور والوجـ ك الشـ ــر ــاليب تحـ - أســـاطفي ــترغيب،؛العـ ــذكير، والـ ــظ، والتـ ــلوب الوعـ ــل: أسـ مثـوالترهيب.

ل2 ــار، وهي تمث ر، واالعتب ــدب ر، والت ــدعو إلى التفك - أســاليب تــرد على؛المنهج العقلي ــاظرة، وال مثل: أسلوب التشبيه، والمن

الشبهات.ل3 ، والتجارب اإلنسانية، وهي تمث - أساليب تعتمد على الحس

مثـــل: أســـلوب القـــدوة الحســـنة، وأســـلوب؛المنهج الحسي.234اإلحسان للمدعوين، ومساعدتهم وأسلوب تحفيز المدعو

الوسائل الدعوي<<ة لتغي<<ير اآلث<<ار الس<<لبية في ال<<زواجإلى آثار إيجابية ما يلي:

- وسيلة الدعاء للمدعو:1 كان أو امرأة - إذا وجد معوقــات فيعلى الزوج الداعية - رجال

حياته الزوجية من شريك حياته، ورفيق دربه، في أمور الــدعوة وغيرهــا، أن يبــدأ بالــدعاء واإللحــاح على اللــه - عــز وجــل - أن يهدي زوجه، ويشرح صدره، ويبصره بعواقب األمور، وأن يـدعو الله تعالى وهو موقن باإلجابــة، وينتظــر الفــرج من اللــه تعــالى في إصالح زوجه، كدعاء رسول الله - صلى الله عليــه وســلم -ــك ــا، وذل لزوجه أم سلمة بأن يذهب الله تعالى الغيرة من قلبه

ــه تعــالى"؛ د. خالــد 230 انظــر: "منهج أمهــات المؤمــنين في الــدعوة إلى الل ، و"فقــه653هـــ، ص 1423(، دار الزمــان، 1العلمي، المدينة المنــورة، ط )

، مرجع سابق.2/936الدعوة"؛ القريشي، ، مرجع سابق."، مادة "سلب 1/473"لسان العرب"؛ البن منظور: 231، مرجع سابق.242"المدخل إلى علم الدعوة"؛ البيانوني، ص 232ــيروت، 233 "مناهل العرفان في علوم القرآن"؛ محمد عبدالعظيم الزرقاني، ب

.2/303ت(، 0)د. ط(، دار الفكر، )د (، دار1"أساليب الدعوة اإلسالمية"؛ د. حمد ناصــر العمــار، الريــاض، ط ) 234

-ــ 27هـ، ص 1416إشبيلية، ،2/944، و"فقه الدعوة"؛ خالد القريشــي، 37 مرجع سابق.

عندما خطبها - عليه الصالة والسالم - فقال: ))فما يمنعك يا أم سلمة؟((، قالت: في خصال ثالث: أما أنا فكبيرة، وأنا مطفــل، وأنا غيور، فقال: ))أما الغيرة: فنــدعو اللــه حــتى يــذهبها عنــك، وأما ما ذكرت من الكبر: فأنا أكبر منك، والطفل إلى الله وإلى

، فتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم.235رسوله(( - وسيلة الهجر:2 وقــد نص القــرآن الكــريم على هــذه الوســيلة، إذا كــان الخطــأ

اءصادرا من الزوجة؛ قال تعالى: } ســ جــال قوامــون على الن الرــوالهم ــوا من أم ــا أنفق هم على بعض وبم ــ ه بعض ل الل ــ ــا فض بمتي ه والال ــظ الل ــا حف ـات للغيب بم ـات حافظـ ـ الحات قانت ــ فالصاجع ــ ــ ــروهن في المض ــ ـوهن واهج ــ وزهن فعظـ ــ ــ ــافون نش ــ تخا ه كان علي واضربوهن فإن أطعنكم فال تبغوا عليهن سبيال إن الل

.236{كبيرا وكما حصل من الرسول - عليه الصالة والســالم - عنــدما هجــر زوجه زينب بنت جحش ثالثة أشهر، لما صدر منهــا مــا يغضــبه،ــة إذا وهجره لزوجاته جميعا شهرا كامال، وكذلك الزوجــة الداعي كان الخطــأ صــادرا من زوجهــا، يحــق لهــا أن تهجــره رغبــة في

إصالحه. - وسيلة التهادي:3

ـول الهديـة، ة المصـطفى - عليـه الصـالة والسـالم - قب ن من ســ والحث عليهــا؛ لقولــه - عليــه الصــالة والســالم -: ))تهــادوا،

وا(( ، إن التهادي بين الزوجين المختلفين، له أثره الكبــير237تحابـا ـ ــه، وتقريب ــف في ــر المختل ــة لألم ــا اإلزال ــف، وربم في التخفي للنفــوس بعــد تنافرهــا، ومن عوامــل نجــاح وســيلة التهــادي أن

تكون مما يحبه الطرف اآلخر، ويتعلق به. - وسيلة االستعانة باألعوان:4

يستطيع الزوج الداعيــة أن يســتعين بقــريب، أو صــديق مقبــول عند زوجه المخالف له، وله تأثير عليه لتقـريب وجهـات النظــر، وإقناعه باألمور الدعوية واألسرية، الــتي يريــد الداعيــة إيصــالها

مثلما حصل من زوجات الرسول - صلى الله؛إلى شريك حياته عليه وسلم - عندما استعانوا بابنته فاطمــة - رضــي اللــه عنهن

، مرجع سابق.8/90"الطبقات"؛ ابن سعد، 235(.34سورة النساء، آية ) 236ــاني، 237 ــه"؛ األلب ــغير وزيادت ــامع الص ــحيح الج ــديث: )1/577"ص ، رقم الح

3004.)

أجمعين - لتطلب باســمهن العــدل في المعاملــة مــع عائشــة - رضي الله تعالى عنهــا - ولما لم تــأت فاطمــة بشــيء، أرســلنــل اســتعانة ــا - ومث ــه تعــالى عنه زينب بنت جحش - رضــي الل صفية - رضي الله عنها - بعائشة، لكي يصفح عنها رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - عنــدما أكــثرت البكــاء فاسترضــاها

ـرض ـ ، وإذا اشــتد الــنزاع والخالف بين238رســول اللــه، فلم ت الزوجين، فمن وسائل اإلصالح المشــروعة اختيــار الحكم؛ قــال

وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكمــاتعالى: }ـان عليمــا ه ك ه بينهمـا إن الل من أهلها إن يريدا إصالحا يوفق الل

.239{خبيرا - وسيلة التأليف بالمال:5

رة في النفــوس، وســيلة ــدعوة النافعــة، والمــؤث من وســائل ال التأليف بالمال، وقد استخدمها رســول اللــه - صــلى اللــه عليــهــه؛ فقــد قــال البنتــه فاطمــة يتآلفهــا: ــيرا في دعوت وســلم - كث

ــل،240))سليني ما شئت من مالي(( ؛ وقال: ))إني ألعطي الرجه الله في النــار((وغيره أحب إلي ؛ ولهــذا241 منه؛ مخافة أن يكب

أعطى النبي الكريم بني عبدالمطلب مع بني هاشم من خمســه من قــريش، وذلــك ذوي القربى، ولم يعــط غــيرهم من قرابت جـبرا لنفوســهم واسـتمالة لقلـوبهم، فالداعيــة كـالطبيب الـذي

ــرض أوال ــ خص الم ــ ــ ــوعيش ــ ــب ن ــ ، ثم يعطي العالج على حس ، فــإذا كــان الــزوج المخــالف ممن يتــأثر كثــيرا بهــذه242المرض

ا على الوسيلة، فليعطه الزوج الداعية من ماله ما يشــاء حرصــــا، والفــرق ــا ال معادي هدايته، ورغبة في أن يكــون شــريكا معاونــا ــة يغلب عليه ــادي، أن الهدي بين هــذه الوســيلة، ووســيلة الته

زة أي: أن هناك حــدث؛التوقيت ا في وقت معين، لــه مكانــة ممي لدى المدعو، يغتنمها الداعية؛ لتقديم هديته، أما التــآلف بالمــال، قد يصل إلى درجة قناعة المدعو بأن الداعية ال يمنع ه أعم فإن

عنه شيئا. (.26908، رقم الحديث: )6/337"مسند اإلمام أحمد بن حنبل"، 238(.35سورة النساء، آية ) 239 ، كتــاب الوصــايا، بــاب هــل يــدخل"الفتح""صحيح البخاري" المطبوع مــع 240

(.2753، رقم الحديث: )5/383النساء والولد في األقارب؟ "صحيح مسلم"، كتاب اإليمــان، بــاب تــألف قلب من يخــاف على إيمانــه؛ 241

(.150، رقم الحديث: )1/132لضعفه: انظــر: "فقــه الــدعوة في صــحيح البخــاري"؛ د. ســعيد وهــف القحطــاني، 242

.1/85هـ،1420(، مكتبة الملك فهد الوطنية، 1الرياض، ط )

األساليب الدعوية لتغي<<ير اآلث<<ار الس<<لبية في ال<<زواجإلى إيجابية:

- أسلوب تكرار الدعوة:1ــة ــوع في طريق ــه، وين ــة دعوت ــزوج الداعي ر ال ــأن يكــر ــك ب وذلا، ويــدعوه عرضها، على شريك حياته المخالف له، فيدعوه ســر جهرا، أمام أهله، وأحبابه، ويدعوه بالليــل، والنهــار، مــع تركـيزه

كمــا في قصــة؛على موضوع دعوي واحد، قد يكون الكفــر مثالين الكريمين نوح، ولوط - عليهمــا الســالم - أو الكبــائر، أو؛النبي

المعاصــي، فــإن نجحت الــدعوة فيــه، انتقــل إلى مــا دونــه من المخالفات، مثل حب الدنيا، والتكــالب عليهــا، وضــياع األوقــات

فيما فيه مضرة ال منفعة. - أسلوب التخيير:2

ر الـزوج الداعيـة زوجـه بين أمـرين: أحـدهما مـا وذلك بـأن يخي يريده الزوج الداعية، ويرى فيه سببا الستمرار دعوتــه، وقوتهــا، واآلخر ما يرفضه، ويرى أنــه عقبــة في طريــق الـدعوة، ومثـال

ما حصل من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنــدما:ذلك خير نساءه بين اختيار الله ورسوله والدار اآلخرة، وبين الطالق والتمتع بالحياة الدنيا وزينتها، وكل داعيــة بعــده - عليــه الصــالةــه في والسالم - يستطيع استخدام هذا األسلوب، فيما يستجد ل حياتــه الزوجيــة من أمــور، يــرى بعضــها من معوقــات الــدعوة،ــرف يغشـــى الكبـــائر كزوجـــة داعيـــة تحت زوج مســـلم منحـــلوب والمحرمات، ولها مكانة عظيمة في نفسه، فاستخدام أس

التخيير معه قد يجدي نفعا. - أسلوب الصبر:3

أس من إن الصبر في الدعوة إلى الله - عز وجــل - بمثابــة الــر الجسد، فال دعوة لمن ال صبر له، كما أنه ال جســد لمن ال رأس له، وألهمية الصبر في الحياة عامة والدعوة خاصة، ذكــره اللــه تعالى في تســعين موضــعا، وهــو في الحيــاة الزوجيــة عمودهــاــزوجين وأساسها، فال تستمر الحياة الزوجية، وتدوم لوال صبر ال على بعضهما، وإن مصابرة الزوج الداعيــة على زوجــه المــدعو لفترة زمنية قد تطول، كفيلة بتغييره إلى األحسن، إذا أراد اللهــه ــه علي تعالى له خيرا، وقد كثرت وصايا رسول الله - صلى الل

فقال: ))ال يفــرك مــؤمن،وسلم - لكال الزوجين بضرورة الصبر.243مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر((

- أسلوب الحوار:4 ، وال بد له من244الحوار هو مراجعة الكالم، وتداوله بين طرفين

نتيجة سلبا أو إيجابا، وقد سمع الله - عز وجــل - حــوار الزوجــة المشتكية زوجها لرسول الله - صلى الله عليه وســلم - وأنــزل

ه سمع قد }فيه قرآنا يتلى؛ قال تعالى: تي قول الل ــك ال تجادله إلى وتشتكي زوجها في ه الل مع والل ــ ه إن تحاوركما يس الل

وما حــديث أم زرع ألبي زرع إال نمــوذج رائــع،245ر{بصي سميع للحوار بين الزوجين، اســتفاد منــه الرســول - صــلى اللــه عليــه

- رضــي اللــه246وسلم - لتوطيد عالقته بزوجــه الحبيبــة عائشة تعالى عنها - فيستطيع الداعية - بعد أن يتعلم فن الحوار وآدابه وضــوابطه أن يســتخدم هــذا األســلوب؛ للتــأثير على زوجــه المدعو، حتى يصل معــه بعــد عــدة حــوارات إلى اتفــاق كامــل،

وانسجام تام على األمور المختلف فيها بينهما. - أسلوب الترهيب:5

هو تخويف المدعو بالله تعــالى وتحــذيره، من نــزول"الترهيب: ــره، أو ــة على كف ب ــك المترت ــاده عن المهال ــرض إبع ــه، بغ عذابمة؛ تحقيقا للسعادة في الــدنيا، والفــوز نفاقه، أو شهواته المحر

ــا مــا تــؤتي247"في اآلخرة ، وهو من األساليب القوية الــتي غالب ثمارهــا مــع المــدعو، إذا أحســن اســتخدامه، وذلــك بــأن يجتهــدــه ــا زوج ــتي يخــاف منه ــور ال ــة األم ــة في معرف ــزوج الداعي ال المدعو، ويحذرها، فيستخدمها كأسلوب للتأثير عليه عن طريق

، أما القول؛ مثل قوله - صــلى اللـه وفعالتخويفه، وإرهابه، قوال عليه وسلم - لعائشة: ))لقد قلت كلمة لــو مــزجت بمــاء البحــر

؛ وقولــه - عليــه الصــالة والســالم -248 أفســدته: أي؛لمزجتــه((ضــين؟((، وذلــك،لسودة: ))يــا ســودة أعلى اللــه ورســوله تحر

، رقم2/1091"صــحيح مســلم"، كتــاب الرضــاع، بــاب الوصــية بالنســاء: 243(.1469الحديث: )

، مرجع سابق.262"المفردات في غريب القرآن"؛ األصفهاني، ص 244(.1سورة المجادلة، آية ) 245ــديث أم زرع: 246 ــر ح ــاب ذك ــاب فضــائل الصــحابة، ب "صــحيح مســلم"، كت

(.2448، رقم الحديث )4/1896 (، دار1"الــترهيب في الــدعوة"؛ د. رقيــة نصــر اللــه نيــاز، الريــاض، ط ) 247

.33هـ، ص 1420إشبيلية، .66سبق تخريج الحديث ص 248

عندما رأت سهيل بن عمرو أسيرا في بيتها، مجموعة يــداه إلى ،249عنقه، فقــالت: أي أبــا يزيــد أعطيتم بأيــديكم، أال متم كراما

وتقصد - رضي الله تعالى عنها - بذلك، أنها أتيحت لكم الفرص لكي تكونوا كراما، لكنكم اخترتم األسر، وأمــا الــترهيب الفعلي فيكون بعـدة أمـور منهــا: الضـرب غـير المـبرح؛ لقولـه تعـالى:

تي} ــافون والال ــ وزهن تخ ــ ــ ـوهن نش ــ ــروهن فعظـ ــ في واهج إن سبيال عليهن تبغوا فال أطعنكم فإن واضربوهن المضاجع

ه ا كان الل . 250{كبيرا علي

المطلب الرابعتوجيهات ربانية

تمهيد: المقصود من هذا المطلب، تنبيه الدعاة إلى اللــه - عــز وجــل -مه، هــو رجاال ونساء، إلى أن الله تعالى الذي خلق اإلنسان وكر الذي يعلم كنهه وحقيقته، فأي توجيه، أو نــداء، أو أمــر، أو بيــانة التعامــل مــع هــذه النفس البشــرية، جــدير رباني، يتعلق بكيفي بالــدعاة أن يأخــذوا بــه، كأصــول وقواعــد يعتمــدون عليهــا في دعوتهم إلى اللــه تعـالى؛ ألنهـا طريـق مختصــر لهدايــة النـاس،

ــوفهي صــادرة من لــدن لطيــف خبــير: } ــق وه أال يعلم من خلــير ــف الخب ة251{اللطي ــة الخاصــ ــك التوجيهــات الرباني ، ومن ذل

بالعالقة الزوجية - وهي كثيرة - منها:- األصل في العالقة الزوجية السكن، واالستقرار.1ة األزواج2 ــل محب ــالى لمن جع ــه تع ص من الل ــالترب ــد ب - الوعي

ــهمقد ــه علي مة على محبة الله - عز وجل - ورسوله - صلى اللوسلم - والجهاد في سبيله.

ــالى على أن3 ــه تع ــان من الل ــداء- بي ــوا أع بعض األزواج يكونيجب الحذر منهم.

التوجيه الرب<اني األول: األص<ل في العالق<<ة الزوجي<ة:السكن واالستقرار

ــق لنــا من سبق بيان أن من آيات اللــه تعــالى العظيمــة، أن خلــقأنفسنا أزواجا لنسكن إليها؛ قــال تعــالى: } ــه أن خل ومن آيات

، مرجع سابق.2/287"السيرة النبوية"؛ ابن هشام، 249(.34سورة النساء، آية ) 250(.14) آية تبارك، سورة 251

ــودة ــل بينكم م ــا وجع كنوا إليه ــ ــا لتس كم أزواج ــ لكم من أنفسرون .252{ورحمة إن في ذلك آليات لقوم يتفك

شرع الله تعالى الزواج، وجعله رسوله - صلى الله عليه وســلمن اللــه تعــالى أن األصــل في العالقــة الزوجيــة ته، وبي - من ســنــل السكن واالستقرار، وفيــه داللــة على حاجــة اإلنســان إلى مث

هذا النوع من السكن واالستقرار، وهذا يفيد عدة أمور:سليم والتطبيق1 - أن الله تعالى أعلم بما يحتاجه اإلنسان، فالت

عه اللــه تعــالى من اإليمــان، فـالقول بــأن البعض من لمـا يشـرــا رات؛ للعزوف عم الدعاة ال يحتاج إلى الزواج، أو أن يقدم مبرة بالنفس الــتي يعلم عه الله، فيه مخالفة للمشروع، ومضر شر

.253الله تعالى ما يصلحهاــد أن تكـون في حس2 - أن الخالفــات والمشــاكل الزوجيــة ال ب

الزوج الداعية - رجال كان أو امرأة - بأنها حالــة طارئــة ووقتيــة،ــر ويصــير الســكن ــق، ال أن ينقلب األم ــذا المنطل ــالج من ه تع واالستقرار هــو الحالــة الطارئــة، فاالســتمرار في حيــاة زوجيــة منقلبـــة األصـــول، لـــه أضـــراره الخطـــيرة على الداعيـــة، منر على ــؤث ة، ت ر مســتمر أبسطها: أن يعيش الداعية في حالة توت عطائــه الـدعوي، قــد توصـله في النهايــة إلى السـقوط، وتــرك

الدعوة والحماس لها. التوجي<<ه الرب<<اني الث<<اني: الوعي<<د ب<<التربص من الل<<ه تعالى، لمن جع<<ل محب<<ة األزواج، مقدم<<ة على محب<<ة

الله ورسوله والجهاد في سبيله:ــاؤكم وإخــوانكميقــول اللــه تعــالى: } ــاؤكم وأبن ــان آب ــل إن ك ق

ون ــ ــارة تخش ــا وتج ــوال اقترفتموه يرتكم وأم ــ وأزواجكم وعشوله وجهــاد ه ورســ كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من اللــوم ــدي الق ه ال يه ــأمره والل ه ب ى يأتي الل صوا حت في سبيله فترب

.254{الفاسقينتفيد هذه اآلية الكريمة عدة أمور:

- بيان من الله تعالى إلى عبــاده المؤمــنين، وتوجيــه لهم بأنــه1ــيرة، ــوان، واألزواج، والعشـ ــاء، واإلخـ ــاء، واألبنـ ــان: اآلبـ إذا كـ واألموال، والتجارات، والمساكن - أحب إليكم، وأفضل عنــدكم

(.21سورة الروم، آية ) 252ــالم، ط) 253 ــور، دار الس ــو الن ــد أب ــزواج"؛ د. محم ــنة في ال (،5"منهج الس

.85- 33 ص ،هـ، مبحث موقف القرآن والسنة من التبتل1417.(24سورة التوبة، آية ) 254

ــذ - في من الله تعالى ورسوله، والجهاد في سبيله، فــأنتم حينئص اللــه،255حكم الله تعالى - فسقة وظلمة ــترب تستحقون أن ي

ــديمكم ــات؛ لتق ــاء من العقوب ــا ش ـنزل بكم م ـ ــالى بكم، في تعوتفضيلكم األمر األدنى، على األمر األعلى.

- في اآلية داللة على وجوب تقديم محبة الله تعالى ورسوله،2ــة، وأن ــة الدنيوي ــواع المحب ــع أن ــاد في ســبيله، على جمي والجه

وقـال،المخالف لهذا الوجوب يستحق العقوبـة من اللـه تعـالىــده ال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ))فوالذي نفسي بي

حــتى أكــون أحب إليــه من والــده وولــده((، وفي،يؤمن أحدكم وقوله - عليه الصالة ،256رواية أخرى زيادة: ))والناس أجمعين((

يتم والسالم -: ))إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم بأذناب البقــر، ورضــ، ال ينزعــه حــتى بالزرع، وتــركتم الجهــاد، ســلط اللــه عليكم ذال

.257ترجعوا إلى دينكم((ــدنيا وواقع المسلمين اليوم خير شاهد على ذلك، فلما قدموا ال ومتاعها وما فيها، وتركوا الجهاد في ســبيل اللــه تعــالى، ســلط

عه صباح مساء. ، نتجر الله تعالى علينا ذالا إال3 - أن التكليف على قدر الطاقة، فال يكلف الله تعالى نفســ

وسعها، وأن التكليف السابق بوجوب تقــديم محبــة اللــه تعــالى ورسوله، والجهاد بكل معانيه، على محبـة مـا ســبق ذكـره، في طاقة وقــدرة العبــد المكلف، فال عــذر لمن يحتج بعــدم القــدرة على مواجهــة اآلبــاء، واألبنــاء، واإلخــوان، واألزواج، والعشــيرة،

.258والتجارات، والمساكن التوجيه الرباني الثالث: بيان من الله تع<<الى على أن

بعض األزواج يكونون أعداء يجب الحذر منهم:ذين آمنوا إن من أزواجكم وأوالدكم عدواقال تعالى: } ها ال يا أي

ــور ه غف ــإن الل ــروا ف فحوا وتغف لكم فاحذروهم وإن تعفــوا وتصــ.259{رحيم

،681"تيسير الكريم الرحمن في تفســير كالم المنــان"؛ ابن ســعدي، ص 255مرجع سابق.

"صحيح البخاري" المطبــوع مــع "فتح البــاري"، كتــاب اإليمــان، بــاب حب 256 (14، رقم الحــديث: )1/58الرسول - صلى الله عليه وســلم - من اإليمــان:

(.15و)(.423، رقم الحديث: )1/136"صحيح الجامع الصغير وزيادته"؛ األلباني، 257 ،2/324"تيسير العلي القدير الختصار تفسير ابن كثير"؛ محمد الرفاعي، 258

، مرجع سابق.3/1616مرجع سابق، "في ظالل القرآن"؛ سيد قطب: (.14سورة التغابن، آية ) 259

:سبب نزول اآلية ما أخــبر بــه ترجمــان القــرآن عبداللــه بن عبــاس - رضــي اللــه

هؤالء رجــال أســلموا من مكــة فــأرادوا أن يــأتوا"عنهما - قال: رسول الله - صلى الله عليــه وســلم - فــأبى أزواجهم وأوالدهم أن يدعوهم، فلما أتوا رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم -

ــاقبوهم ــنزل260رأوا الناس قد فقهوا في الدين، فهموا أن يع ، فــه تعــالى: } ه غفــورقول فحوا وتغفــروا فــإن الل وإن تعفــوا وتصــ

{.رحيموفي اآلية عدة فوائد:

- وصف الله تعالى لبعض األزواج - رجال كـان أو امـرأة - بأنــه1 معنــاه لغــة: الخــوف"عــدو يجب الحــذر منــه، ومعــنى الحــذر:

أهب لما يخــاف أن يفاجــأ بــه ز، والتيقظ واالستعداد، والت والتحر ، فهو "يقوم على أساس المعرفة وأخذ261اإلنسان من مكروه"

فالحذر يعرف مــدى ضــرر المكــروه المتوقع حصــوله،؛الحيطةز، ــة والتحــر ــا يدفعــه إلى أخــذ الحيط فيخــاف من وقوعــه خوف ومباشرة األسباب لمنــع وقوعــه، أو لدفعــه إذا وقــع، أو لتقليــلــود، ــالم وقع ــوبا باستس ــا مش ــو ليس خوف ــراره وأذاه، فه أض وانخالع الفؤاد، واضطراب الفكر، وتشوش البــال، واليــأس من الخالص، واالستسالم له قبل الوقوع، ولهذا فالحذر بهذا المعنى محمود، وليس مذموما، وهو من صفات أهــل اإليمــان، والعقــل

.262"السليم، والفهم الدقيق لسنن الله تعالى في الكون- أن العداوة المحذر منها مراتب:2

أ- أن يبخــل اإلنســان ويجبن عن الطاعــة والعمــل للــه تعــالى؛ النشــغاله بتوفــير األمن والقــرار، والمتــاع والمــال ألهلــه، فهم بذلك صدوه عن الخير، واألمــر مســتو في حــق الرجــل الــزوج،

والمرأة الزوجة، كل بحسب دوره في الحياة الزوجية. ب- الوقوف له في طريــق الطاعــة، يمنعونــه من أدائهــا، اتقــاءائه، وهذا واضــح وجلي في بــاب الجهــاد في لما يصيبهم من جر

سبيل الله تعالى والدعوة إليه.

، مرجـع ســابق، و"تيســير العلي363"أسباب الـنزول"؛ النيســابوري، ص 260، مرجع سابق.4/367القدير"؛ الرفاعي،

مادة: "حذر".،"لسان العرب"؛ ابن منظور 261، مرجع سابق.448"أصول الدعوة"؛ د. عبدالكريم زيدان، ص 262

ــزوج ــريقهم - أي ال ــير ط ــق غ ــة في طري ــون الداعي ج- أن يكــه د لل واألوالد - ويعجز عن المفاصلة بينه وبينهم، وتحقيق التجر

تعالى. د- هذه العداوة متفاوتة، فاقتضى األمر التحذير من الله تعالى؛

والحــذر من تســلل هــذه،إلثارة اليقظة في قلوب الذين آمنــوا.263المشاعر

ـل هـذه العـداوة: بـالعفو، والصــفح، والغفـران ؛و- يجب أن تقاب فهو خير من المشاحنة والمخاصمة.؛ألمر الله تعالى بذلك

* * *أن: سبق مما يتضح

ة - العالقة1 ــلبية اإليجابية آثارها لها الزوجي ــاة في والسـ حيـالزوجة. أم الزوج الداعية أكان سواء ،الداعية

ــان اآلثار؛ هذه أثبتت والسنة الكتاب - نصوص2 ــوة لبي أثر قالصواب. إلى وإرشاده ولتوجيهه الداعية؛ على العالقة هذه

- واألنبيــاء الرسل حيــاة في الســلبية اآلثار من - المقصود3فيه. تعالى الله اختبرهم الذي االبتالء - هو السالم عليهم

* * *المبحث الثاني

أثر الطالق والخلع في حياة الداعيةويشتمل على أربعة مطالب:

المطلب األول: اآلث<<ار اإليجابي<<ة للطالق والخل<<ع فيحياة الداعية.

المطلب الث<<اني: اآلث<<ار الس<<لبية للطالق والخل<<ع فيحياة الداعية.

المطلب الث<<الث: الوس<<ائل واألس<<اليب لتغي<<ير اآلث<<ارالسلبية إلى إيجابية.

.المطلب الرابع: توجيهات ربانية* * *

المطلب األول في حياة الداعية264اآلثار اإليجابية للطالق والخلع

، مرجع سابق، "المتســاقطون6/3590"في ظالل القرآن"؛ لسيد قطب: 263 (، مؤسســة7على طريق الــدعوة،كيــف ولمــاذا؟"؛ فتحي يكن، بــيروت، ط )

.117هـ، ص 1408الرسالة، الطالق لغة: اإلرسال والترك، وشرعا: حل قيــد النكــاح أو بعضــه، والخلــع 264

لغة: هو خلع الثوب، فأخذ منه انخالع المرأة من لباس زوجها، الذي قال اللهـاس لهنتعالى فيه: } فيقـال: خلع،ـ [187 ]البقـرة: {هن لباس لكم وأنتم لب

:تمهيد ابتدأ الله تبارك وتعالى وجود البشرية بذكر وأنثى، وبث الناس"

وشرع لتحقيق هذه الغاية النكاح،،منهما؛ لغرض عمارة األرض وذلك الشــتماله على مصــالح؛وجعله ميثاقا غليظا بين الزوجين

ــا، وفوائد عظيمة، تعود على الزوجين باســتقرارهما في حياتهم فبالنكــاح تنتظم مصــالح العبــاد الدينيــة؛وعلى المجتمع بعمارته

ــؤدي ــد يتخلف فال يتحقق، فال ي ــل ق ــذا األص ــة، لكن ه والدنيويــق تلــك المصــالح، ال على المجتمــع، وال على الــزواج إلى تحقي الزوجين، فتنقلب مصــالح النكــاح إلى مفاســد؛ وذلــك ألنــه قــد يتنافر الزوجــان في الطبــاع واألخالق، وقــد تختلــف نظــرة كــلــاة، وقــد ينقلب مــا كــان بينهمــا من ود وحب، إلى منهمــا للحي بغضاء وحقد، ويتحول التوافق بينهما إلى تنافر، فينقلب الهــدوءد بغيوم المشاحنات، وتمحي آيات المعروف العائلي إلى جو ملب بين الــزوجين، ويصــل الشــقاق بينهمــا إلى حــد يســتحيل عنــده الصلح، وتصبح الحياة جحيمــا ال يطــاق، وتصــير األســرة مهــددة

ــار لــذلك شــرع اللــه تعــالى الطالق؛بالضــياع والتفكــك واالنهي ألن البقاء على عقد النكاح؛والخلع، كعالج وحل للحالة السابقة

على مثل تلك الحاالت، يشتمل على مفاسد ال مصالح، والشرع.265إنما جاء لتحقيق المصالح ودرء المفاسد"

أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الةوالسالم -:

- الخالص من الشؤم األسري.1 - االستجابة ألمــر اللــه تعــالى في تحقيــق االســتعاذة بــه دون2

غيره. - الحـــرص على الســـالمة من األمـــراض، وخلـــو الـــزوج من3

العيوب.- الخالص من الشؤم األسري:1

ــه ــه الصــالة والســالم - زوجت ــه إســماعيل - علي ــبي الل طلق ن األولى، بأمر من والده، خليل الــرحمن إبــراهيم - عليــه الصــالة

وفائدتــه: بمالهــا، منه افتــدت إذا زوجهــا، المــرأة وخالعت أي: نزعه، ؛ملبوسهــد برضــاها، إال عليها له رجعة ال وجــه على الزوجة تخليص ــد، وبعق انظــر: جدي مؤسسة (،2) ط لبنــان، البســام، عبدالله المــرام"؛ بلوغ من األحكام "توضيح

المعنوية وآثـــاره "الطالق ،5/5 و4/530 هـ،1414 الطباعيـــة، الخـــدماتــاهرة مكتبة (،1) ط مصر، معتوق، د. وفاء اإلسالمي"؛ الفقه في والمادية الق.33- 25 األربعة" ص المذاهب في الطالق "تعريف ، م2000 للكتاب،

بتصرف. ،40 ص ،معتوق د. وفاء والمادية"؛ المعنوية وآثاره انظر: "الطالق 265

والسالم - وذلك بعد الحــوار الــذي دار بينهمــا، فتفــرس - عليــه الصالة والسالم - فيها الشــؤم؛ فــأمره بطالقهــا؛ ففي الحــديث الصحيح: ))فجاء إبراهيم بعدما تزوج إســماعيل؛ يطــالع تركتــه،ــا، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه، فقالت: خرج يبتغي لن، نحن في ثم سألها عن عيشــتهم وهــيئتهم، فقــالت: نحن بشــر

فــاقرئي عليــه،ضيق وشدة، فشكت إليه، قال: فإذا جاء زوجكر عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس السالم، وقولي له يغي ،شيئا، فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم، شــيخ كــذا وكــذا

ا في نا، فأخبرتــه أن ــه، وســألني كيــف عيشــ فسألنا عنــك فأخبرت جهد وشدة، قال: فهل أوصاك بشــيء؟ قــالت: نعم، أمــرني أنر عتبة بابك، قــال: ذاك أبي، وقــد أقرأ عليك السالم، ويقول: غي

.266 فطلقها((،أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك الشؤم ضد اليمن والبركة، والذي صــدر من زوجــة إســماعيل -ــا لجميــل عليــه الصــالة والســالم - كــان شــؤما وجحــودا ونكرانــو زوجها، فهي لم تثبت له خيرا، أو تعترف له بحسن صنعه، وه الذي خرج يبتغي لها رزقا، عنــدما ســألها أبــوه إبــراهيم - عليــه الصالة والسالم - عنه، ولعلم إبراهيم - عليه الصــالة والســالم - بــأن هــذه الصــفة تختص ببعض النســاء ال كلهن، وأنهــا في هــذا

ألنــه خــير لــه ولذريتــه،؛البعض مالزمة لهن، أمر ولــده بفراقها ،وقد أبدله الله - عز وجل - خــيرا منهــا، امــرأة شــاكرة صــابرة

.267أنجبت له عشرة من الذكور، كانت البركة فيهم وهذا الشؤم هو الذي ذكره المصطفى - عليه الصالة والسالم -

، وفي روايــة:268فقال: ))الشؤم في الدار والمــرأة والفــرس(())ســعادة البن آدم ثالث، وشــقاوة البن آدم ثالث، فمن ســعادة ابن آدم: الزوجـــة الصـــالحة، والمـــركب الصـــالح، والمســـكنــرأة ــوء، والم ــكن الس ــقاوة البن آدم ثالث: المس ــع، وش الواس

ر هذا الشــؤم في روايــة269السوء، والمركب السوء(( ، وقد فسأخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرى: ))ثالثــة من الشــقاء: المــرأة تراهــا فتســوءك، وتحمــل لســانها

.40سبق تخريجه، ص 266.9/138 ،انظر: "فتح الباري شرح صحيح البخاري" 267 الطيرة والفأل، ومــا يكــون فيــه من""صحيح مسلم"، كتاب السالم، باب 268

(.2225، رقم الحديث )4/1747، "الشؤمــاني، 269 ــه"؛ األلب ــغير وزيادت ــامع الص ــحيح الج ــديث: )1/678"ص ، رقم الح

3629.)

ا270عليك(( ، وذكر الحافظ ابن حجر - رحمه اللــه تعــالى - بعضــ وهي كاآلتي:،من معاني الشؤم التي تكون في بعض النساء

- سوء خلق المرأة.1- عقم رحمها.2- سالطة لسانها.3.271- عداوتها لزوجها وفتنتها له4

ــير ــؤم، ال بيت خ ــة إلى بيت ش ــول بيت الداعي ك أن تح ــ وال ش وبركة، له عواقب مذمومة، تظهــر آثارهــا على نفســية الداعيــة وذريتــه، فكــان الخــير كله في وقــوع الطالق، ال االســتمرار في

حياة مفاسدها أكثر من مصالحها. - االستجابة ألمر الله تع<<الى في تحقي<<ق االس<<تعاذة2

به دون غيره: إن سرعة االستجابة ألوامر الله تعالى، وأوامــر رســوله - عليــه الصالة والســالم - من صــفات أهــل اإليمــان، وتــدل على تمــام اإليمان وكماله، وهو مطلب العابدين المخبتين، ورســول اللــه -ــل صلى الله عليه وسلم - من أعظم الناس عبادة لله - عز وج - فهو خاتم األنبياء والمرسلين، وهو خليل الرحمن وحبيبه، وقد جاء الخبر عنه - عليه الصالة والسالم - أنه قــال: ))من اســتعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعـاكم فــأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكــافئوه، فــإن لم تجــدوا مــا تكافئونــه

ــه272فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه(( ، وتزوج رسول الل - صــلى اللــه عليــه وســلم - امــرأة تــدعى الجونيــة، ولمــا أرادقهــا؛ الدخول عليها، اســتعاذت باللـه تعـالى منــه، فأعاذهـا، فطل

استجابة ألمر ربه بإعاذة المستعيذ بالله تعالى. حدث أبو أسيد - رضي الله تعالى عنه - قال: "خرجنا مع النــبي - صلى الله عليــه وســلم - حــتى انطلقنــا إلى حائــط يقــال لــه: الشوط، حتى انتهينا إلى حائطين، جلسنا بينهمــا؛ فقــال النــبي: ))اجلسوا ها هنا((، ودخل، وقد أتي بالجونية، فــأنزلت في بيت، في نخل في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل، ومعها دايتهاك لي((، حاضنة لها، فلما دخل عليها النــبي، قــال: ))هــبي نفســ

(.1047، رقم الحديث: )3/39"السلسلة الصحيحة"؛ األلباني، 270 مرجع سابق.9/138"فتح الباري شرح صحيح البخاري": 271 ،"صحيح سنن أبي داود"؛ األلباني، كتاب الزكاة، باب عطية من سأل بالله 272

(.1672، رقم الحديث: )1/464

؟ قال: فأهوى بيده -273قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة يضع يده عليها لتسكن - فقالت: أعوذ بالله منــك، فقــال: ))قــد

ها،عــذت بمعــاذ((، ثم خــرج علينــا، فقــال: ))يــا أبــا أســيد اكســين ؛ وفي رواية أخرى قال لها: ))لقــد274 وألحقها بأهلها((،رازقي

عذت بعظيم، الحقي بأهلك((. استعاذت الجونية بالله تعالى، من رسول الله - صلى الله عليهين، فيهمــا زرقــة، عها بثوبين أبيضــ وسلم - فأعاذها، فطلقها ومت

ــد275وسبب طالقها هو هذه االستعاذة على القول الصحيح ، ويعا للطالق، باعتبار أن رسول الله - صلى الله عليه هذا أثرا إيجابي وســلم - لم يــدخل على امــرأة ال تريــده، وهــو - عليــه الصــالةه بعظيم أخالقه مع الناس؛ قال تعــالى: والسالم - قد امتدحه رب

ك} ــق لعلى وإن خل ــه لم؛276{عظيم ــل من عظيم أخالقــه أن بيواجهها بالطالق.

- الحرص على السالمة من األم<<راض، وخل<<و ال<<زوج3من العيوب:

ه الله - عز وجل - لعباده، هــو حصــول: مقصود النكاح الذي أحل المودة، والرحمــة، والســكن بين الــزوجين، فــإن كــان في أحــد الزوجين عيب ينفر منه الزوج اآلخــر، يحــق للــزوج فســخ عقــد

النكاح بطالق أو غيره، وعيوب النكاح ثالثة أنواع: السوقة هو الفرد من الرعية، وجمعها سوقة؛ وذلك ألن الملك يسوقهم 273

ــك ــدة، قــالت ذل ــك كن ــة كــانت بنت مل ويصــرفهم على مــراده؛ وألن الجوني لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت ال تعرفه، ولم يؤاخــذها رســول الله - صلى الله عليه وســلم - على كالمهــا لقــرب عهــدها بالجاهليــة. انظــر:

.9/358 ،"فتح الباري" ،كتاب الطالق، باب من طلق وهــل"الفتح""صحيح البخاري" المطبوع مع 274

( ، والروايــة5255، رقم الحــديث: ) 9/356يواجه الرجل امرأتــه بــالطالق؟ .5254األخرى رقم الحديث:

ة روايــات 275 ورد في قصــة طالق النــبي - صــلى اللــه عليــه وســلم - للجوني أي:؛ منها: أن الذي حدث لها كــان مــؤامرة دبــرت لهــا من ضــرائرها،عديدة

زوجات النــبي - صــلى اللــه عليــه وســلم - وقيــل غــير ذلـك، انظــر: "دالئــلــيروت، ط ) ــدالمعطي قلعجي، ب (،1النبوة"؛ ألبي بكر البيهقي، تحقيق: د. عب

، و"زاد المعـاد في هـدي خـير العبــاد"؛7/287هــ، 1405 ،دار الكتب العلمية ، مرجع سابق، "السيرة النبوية في ضــوء المصــادر1/104ابن قيم الجوزية،

(، مطبعــة الملــك فيصــل للبحــوث1األصلية"؛ د. مهـدي أحمــد الريــاض، ط ) ، "السيرة النبوية في ضوء القــرآن697هـ، ص 1412والدراسات اإلسالمية،

.2/620هـ، 1418(، دار البشير، 4والسنة"؛ د. محمد أبو شهبة، جدة، ط )(.4سورة القلم، آية ) 276

- خاص بالرجل مثل: الجب، والعنة، والخصاء.1- خاص بالمرأة مثل: الرتق، والقرن.2 - مشــترك بين الــزوجين مثــل: الجنــون، والــبرص، والجــذام،3

.277وسائر األمراض المعدية وقد تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة، فلما خالا، فنفــر منهــا - عليــه بها ووضعت ثيابها، رأى في جســدها برصــ

فطلقهــا؛ ففي الحــديث أنــه - عليــه الصــالة-الصــالة والســالم ــه ــا دخلت علي ــار، فلم ــني غف ــة من ب ــزوج العالي ــالم - ت والس

فقال النبي - صــلى اللــه، بياضا278ووضعت ثيابها، رأى بكشحها عليــه وســلم - : ))البســي ثيابــك، والحقي بأهلــك((، وأمــر لهــا

.279بالصداقا في إن إباحة الطالق في مثل الحالة الســابقة، يعــد أثــرا إيجابي

ــر منــه وال؛حــق الــزوج المطلق ألنــه تم تخليصــه من أمــر ينف يحتمله، كما أن فيـه وقايـة من اإلصـابة بـالمرض في نفسـه أو ذريته، فما فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شأن

العالية من بني غفار يعد من الحكمة الممدوحة شرعا. ثاني<<<ا: في حي<<<اة الص<<<حابة - رض<<<وان الل<<<ه عليهم -

والتابعين - رحمهم الله تعالى -:- الطالق قد يكون سببا يعين على إقامة حدود الله تعالى.1 - الطالق قـــد يكـــون ســـببا لنهايـــة االبتالء، وحيـــاة النصـــب2

والمشقة. - الطالق قد يكون سببا يعين على إقامة حدود الل<<ه1

تعالى: الطالق أبغض الحالل إلى الله تعالى؛ لما رواه ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صــلى اللـه عليــه وســلم -:

(،1"العدة شرح العمدة"؛ بهاء الدين عبدالرحمن المقدسي، بـيروت، ط ) 277 ، ومعــنى الجب: هــو الرجــل مقطــوع330هـــ، ص 1411دار الكتب العلمية،

ة: عجــز يصــيب الرجــل فال يقــدر على الجمــاع، ومعــنى الــذكر، ومعــنى العنــرن ــرج، والق تق في المرأة معناه: انسداد الف الخصاء: مقطوع الخصية، والر معناه: ورم يخرج من رحم المرأة فيكون بين مسلكيها يمنع الجمــاع. انظــر:

، مرجع سابق.433/ 4"توضيح األحكام من بلوغ المرام"؛ البسام، رة والضــلوع، وهي موضــع الــبرص في 278 ح: هي المنطقــة بين الخاصــ الكشــ

المرأة التي تزوجها رسـول اللــه - صـلى اللــه عليـه وسـلم - انظـر: "مختــار، مادة "كشح".1/238الصحاح"؛ محمد الرازي،

، رقم الحديث: )4/36"المستدرك على الصحيحين"؛ الحاكم النيسابوري، 2796808.)

ه الطالق280))أبغض الحالل إلى الله الطالق(( ؛ وذلــك لمــا يجــربه من المصاعب كبات، ولما يسب من الويالت، ولما يعقبه من الن والمفاسد، وتبرز حكمة الشرع في حله، عندما تســوء العشــرةــقاق والخالف، بين الزوجين، وتفقد المحبة والمودة، ويكثر الشــذ يكــون ويصــعب التفــاهم والتالؤم، وال يمكن االجتمــاع، فحينئ

الطالق رحمة.

الثاني الفصلالداعية حياة في ينالوالد عالقة أثر

مبحثين: من ويتكونالداعية. حياة في األب األول: أثر المبحثالداعية. حياة في األم الثاني: أثر المبحث

األول المبحث

الداعية حياة في األب أثر

مطالب: أربعة على ويشتمل حي<<اة في األب لعالقة اإليجابية األول: اآلث<<ار المطلبالداعية. حي<<اة في األب لعالقة الس<<لبية الثاني: اآلث<<ار المطلبالداعية. اآلث<<ار لتغي<<ير واألس<<اليب الث<<الث: الوس<<ائل المطلبإيجابية. إلى السلبيةربانية. الرابع: توجيهات المطلب

األول المطلبالداعية حياة في األب لعالقة اإليجابية اآلثار

:تمهيد"غاية المرام في تخريج أحاديث الحالل والحرام"؛ األلبــاني، بــيروت، ط ) 280.128(، ص 253هـ، رقم الحديث: )1414(، المكتب اإلسالمي، 4

ــريعة في لألب إن ــة اإلســالمية الش ــؤولية عظيمــة، مكان ومس الله أمــام والمســؤول عليهــا، والقــائم ،األســرة بر ألنه ؛كبــيرةها ياتعــالى: } الله يقول ؛عنها تعالى ذين أي ــوا ال كم قــوا آمن أنفســ

اس وقودها نارا وأهليكم شداد غالظ مالئكة عليها والحجارة الن الون ــ ه يعص ــرهم ما الل ــون أم ــؤمرون ما ويفعل ،[6]التحــريم: { ي

وكلكم،أال كلكم راع))وقولـــه - عليـــه الصـــالة والســـالم -: والرجل راع على أهــل بيتــه وهــو مســؤول،مسؤول عن رعيته

ى األب رعاية أبنائه، وبناء على هذه المسؤولية، يتول،281عنهم((والحفاظ عليهم.

أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الةوالسالم:

- حــرص إبــراهيم - عليــه الصــالة والســالم - على المصــلحة1الدينية البنيه وذريتهما من بعده.

ــف2 - توجيه وتحذير يعقوب - عليه الصالة والسالم - ابنه يوس عليه الرؤيا التي رأى.- عليه السالم - لما قص

- ح<<رص إب<<راهيم - علي<<ه الص<<الة والس<<الم - على1المصلحة الدينية والدنيوية البنيه وذريتهما من بعده:

أعطى إبراهيم الخليل - عليه الصالة والســالم - لمن بعــده منــق ــاء، والحــرص على تحقي ــة األبن ــة لتربي ــاء القــدوة العملي اآلب مصــالحهم الدينيــة والدنيويــة، وظهــر ذلــك فيمــا حكــاه القــرآن

إسماعيل وإسحاق - عليهما الســالم-؛الكريم عن حاله مع ابنيهوذريتهما من بعده، وهي كاآلتي:

- سأل إبراهيم - عليه الصالة والسالم - ربه أن يحفظه وبنيه1 من عبادة األصنام، ومن كــل ســوء، وأن يجعلهم ذريــة مســلمة

ن يعلمهم الكتــاب والحكمــةمقيمــة للصــالة، وأن يبعث فيهم م ويزكيهم، وسأله الرزق ألبنائه والبركة فيه، وأن يكونوا أئمة من

نا واجعلنا} وذلك في قوله تعالى: ،بعده، محبوبين بين الناس ربكنا وتب ــا مناســ ــك وأرن لمة ل ــا أمة مســ تن ي مسلمين لك ومن ذر

حيم واب الــر ك أنت الت وال منهم*علينا إن ــا وابعث فيهم رســ ن ربك أنت يهم إن ــزك ــاب والحكمــة وي مهم الكت ــك ويعل يتلو عليهم آيات

ــلوقوله تعالى: } ،282{العزيز الحكيم وإذ قال إبراهيم رب اجع

،3/1459صحيح مسلم"، كتاب اإلمارة، بــاب فضــيلة اإلمــام العــادل، " 281(.1829رقم الحديث: )

(.129 - 128سورة البقرة، آية ) 282

هن أضللن*هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد األصنام رب إنــور ك غف ي ومن عصاني فإن ه من اس فمن تبعني فإن كثيرا من الن

ــك*رحيم تي بواد غير ذي زرع عند بيت ي ي أسكنت من ذر نا إن ربــوي اس ته ــل أفئدة من الن الة فاجع ــا ليقيمــوا الصــ ن م رب المحــر

هم يشكرون مرات لعل .283{إليهم وارزقهم من الث وأخرج اإلمام البخـاري - رحمــه اللــه تعــالى - عن ابن عبــاس - رضي الله عنهما - قال: " كان النبي - صلى الله عليه وســلم - يعوذ الحسن والحسين - رضي الله عنهما - ويقول: ))إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات اللــه التامــة من

؛ وقولــه - عليــه285 ومن كل عين المــة((،284كل شيطان وهامة ،الصالة والسالم -: ))اللهم بارك لهم في طعــامهم وشــرابهم((

وذلك عندما تفقد حال ابنه إسماعيل - عليه الصــالة والســالم - ويقول خليل الرحمن محمد - عليه الصــالة والســالم -،في بيته

.286في ذلك ))بركة، بدعوة إبراهيم - عليه السالم(( - ائتمار األب إبراهيم - عليــه الصـالة والسـالم - بمـا أمـر بـه2

بنيه، ووصيته لهم بالثبات على الدين حتى الموت؛ قــال تعــالى:ه له قال إذ} لمت قال أسلم رب ــرب أســ ى* العــالمين ل بها ووصــ

ـراهيم ـ ــه إب ــوب بني ه إن بني يا ويعق طفى الل ــ ــدين لكم اص فال ال.287{مسلمون وأنتم إال تموتن

- توجيه وتح<ذير يعق<<وب - علي<<ه الص<الة والس<الم -2 عليه الرؤيا التيابنه يوسف - عليه السالم - لما قص

رأى:ــرص من اآلثار اإليجابية لعالقة األب بابنه الداعية، ما كان من ح واهتمام من نــبي اللــه يعقــوب - عليــه الســالم - البنــه الداعيــة يوسف - عليه السالم - ألنه تفرس فيه الخير، وقد رأى يوســفــأن ،- عليه السالم - في صغره رؤيا تدل على أنه سيكون له شــده ها على وال ــ ــاس، فقص ــه والن ــه وإخوت ــيظهر على والدي وس ففهمها، وفي هذه داللة على أن يعقوب - عليــه الســالم - كــان

.(37 - 34سورة إبراهيم، آية ) 283.معنى هامة: الهوام ذات السموم، والعين الالمة: هي التي تصيب بسوء 284 ،6/408صحيح البخاري" المطبوع مــع "الفتح"، كتــاب أحــاديث األنبيــاء، " 285

(.3371رقم الحديث: ) ، كتــاب األنبيــاء، بــاب }يزفون{،"الفتح" المطبــوع مــع "صحيح البخــاري" 286

سالن في المشي: (.3365 رقم الحديث )6/405الن(.132 - 131سورة البقرة، آية ) 287

عنده علم بتأويل الرؤى، فلما سمعها األب من ابنــه، حــذره منن لــه أنهم ســيكيدون لــه لــو علمــوا بالرؤيــا، وأمــره إخوتــه، وبي

يبكتمانها عنهم؛ قــال تعــالى: } ــا أبت إن ف ألبيــه ي إذ قــال يوســاجدين ــر رأيتهم لي ســ مس والقم *رأيت أحد عشر كوكبا والش

ــدا إن ــك كي ــك فيكيــدوا ل قال يا بني ال تقصص رؤياك على إخوتيطان لإلنسان عدو مبين مــك من*الش ك ويعل وكذلك يجتبيك رب

ــك وعلى آل يعقــوب كمــا أتمهــا ــه علي تأويل األحاديث ويتم نعمتك عليم حكيم .288على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن رب

وفي هذا دليل على أن االبن الداعية ال يستغني عن نصح والــدهــوحى إليــه، لخبرتــه وكــبر سن؛ومشورته ا ي ه، خاصــة إذا كــان نبي

.289وداعيا إلى الله - عز وجل ثاني<<<ا: في حي<<<اة الص<<<حابة - رض<<<وان الل<<<ه عليهم -

والتابعين - رحمهم الله تعالى: - تربية األب أبناءه على حب الدعوة والتخطيط لها.1ــه على ط2 ــ ــة األب ابن ــ ــه، والتبحر فيه،ب العلمل - تربي ــ وبذل

للناس. - تربي<<ة األب أبن<<اءه على حب ال<<دعوة والتخطي<<ط1

لها: من فضل الله - عز وجل - على أمتنا، أن اختــار لنبيــه الكــريم

أصـحابا، تركـوا لنـا نمــاذج عمليـة تطبيقيـة لكيفيــة تربيــة اآلبـاء أبناءهم على حب الدعوة إلى الله تعالى، والمشاركة فيهــا، بــل

ديق أبي بكــر -:التخطيط لها، ومن األمثلــة الكثــيرة تربيــة الصــ وعبداللـــه، على، وعائشة، أســـماء؛رضـــي اللـــه عنـــه - ألبنائه

ــبرى، وهــو المشاركة في حــدث عظيم من أحــداث اإلســالم الك هجرة رسول الله - صلى الله عليه وســلم - إلى المدينــة، فلمــا أذن اللـه لرسـوله بـالهجرة، تم التخطيـط على كيفيـة تنفيــذها، وألن الصديق - رضي الله عنه - كان رفيق رســول اللــه - عليــه

ــاء ــك،الصالة والسالم - في هجرته، أحب أن يشرك أبن ه في ذل وهي كاآلتي:،م األعمال الدعوية بينهمفقس

ف ابنته أســماء - وكــانت شــابة صــغيرة - بــأن تــأتي لهم - كل1 بالزاد كل مساء، وهم في غار ثور، تقــول أســماء - رضــي اللــه عنها -: "صنعت سفرة رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم -

قــالت: فلم،في بيت أبي بكــر حين أراد أن يهــاجر إلى المدينة(.6: 4سورة يوسف، آية ) 288، مرجع سابق.9/110 للقرطبي، ؛"الجامع ألحكام القرآن"انظر: 289

نجد لسفرته وال لسقائه ما نربطهما به، فقلت ألبي بكــر: واللــهقيه ما أجد شيئا أربــط بــه إال نطــاقي - أي حــزامي - قــال: فشــ

ففعلت، فلذلك، وباآلخر السفرة،قاءباثنين فاربطيه، بواحد الس.290سميت - رضي الله عنها - "ذات النطاقين"

ا صــغيرا - أن يتســمع لهمــا مــا2 - أمر ابنه عبدالله - وكان شابــل في الغــار، يقوله الناس عنهما في النهار، فيأتيهما به في اللي

حر ليصبح مع قريش. ثم يرجع إلى مكة في الس - أمــا عائشــة فكــانت يومهــا طفلــة لم تتجــاوز الســابعة من3

أهــا لتكــون زوجــة لخــاتم األنبيــاء عمرها، ولكن أباها الصديق هي والمرسلين - عليه الصالة والسالم - وذلك عنــدما دخــل رســول الله - صلى الله عليه وسلم - على الصديق ليخبره بأمر الهجرة

فقــال الصــديق -،ن عنــدك؟(( قال لــه: ))أخــرج م،إلى المدينة رضي الله عنــه -: إنمــا هم أهلــك يــا رســول اللــه - يريــد بــذلك عائشة - وكان رسول الله - صلى اللـه عليــه وسـلم - قـد عقـد

.291 ولكن لم يبن بها،عليها ، والتبح<<ر فيه، - تربي<<ة األب ابن<<ه على طلب العلم2

وبذله للناس: ومن النمــاذج العمليــة التطبيقيــة لحســن تربيــة األب ابنــه على

والتبحر فيه، وبذلـه للنـاس، مـا كـان من، وطلب العلم،الدعوة ر أبي الحســن عثمــان بن إبــراهيمتربية اإلمام الحافــظ المفســ

المعروف بابن أبي شيبة البنه الحافظ اإلمام المحــدث المســند صاحب "كتاب العــرش"، وقــد تــأثر محمــد،محمد بن أبي شيبة

بأبيه كثيرا، فقد كان مالزما لــه ال يفارقــه منــذ أن كــان صــغيرا،ــا في مســجد الكوفة ــتي يلقيه ــده ال ــان يحضــر دروس وال ،فك

، و"التفســير"، "المســند": ومنها،ف كتبهويجلس معــه حين يؤلــا بخــط وذكر أهل التاريخ أن "مسند ابن أبي شيبة" كــان مكتوب

و، و "التاريخ"، "العرش":ابنه محمد، ومن أشهر مؤلفات االبن.292 و"فضائل القرآن"،"السنن في الفقه"

"صحيح البخاري" المطبوع مع "الفتح"، كتاب الجهاد والســير، بــاب حمــل 290

(.2979، رقم الحديث )6/129الزاد في الغزو، ، مرجــع131 عبدالســالم هــارون، ص ؛انظر: "تهذيب ســيرة ابن هشــام" 291

د. مهــدي رزق، ص؛سابق، و"الســيرة النبويــة في ضــوء المصــادر األصــلية" ، مرجع سابق، و"تربية األوالد في اإلســالم"، د. عبداللــه ناصــح علــوان،266

، مرجع سابق.2/1093

الثاني المطلبالداعية حياة في األب لعالقة السلبية اآلثار

الص<<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<<اء حي<<<<اة أوال: في-: والسالم

رجما والقتل الطويــــــل، بــــــالهجر الداعية ابنه األب - تهديد1بالحجارة.

الداعية. ابنه على السلبي وأثره ،الداعية األب - ابتالء2 والقتل ،الطويل ب<<<<<الهجر الداعية ابنه األب - تهديد1

بالحجارة: رجماــالة - عليه إبراهيم خليله أن الكريم كتابه في تعالى الله ذكر الص

كافة معه واســتخدم الكــافر، آزر أبيه مع دعوته - ابتــدأ والســالم في تــؤثر ولم األصــم، الحجر في تــؤثر الــتي واألساليب الوسائل

فصار الشرك، غلظة وقسته الكفر، ظلمة غلفته الذي أبيه، قلب ينته لم إن أبــوه دهفهد الحــق، لــدعوة منه استجابة أسرع الحجر

فســوف األصــنام؛ شــتم وتــرك وحده، الله عبادة إلى دعوته عن - فأجابه طــويال، هجــرا يهجــره ذلك وقبل بالحجــارة، رجما يقتله تعــالى: قــال الكــريم؛ القــرآن حكــاه - بما والســالم الصالة عليه

ي لك سأستغفر عليك سالم قال} ه رب ا بي كان إن .293{حفي الفوائ<<د الدعوي<<ة من قص<<ة إب<<راهيم - علي<<ه الص<<الة

والسالم - مع أبيه:- أن الهداية بيد الله - عز وجل - يهدي من يشاء من عباده.1 - أن مهمة الرسل والــدعاة من بعــدهم هي البالغ ال الهدايــة؛2

فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليكقال تعالى: }بهم ا رحمــة فــرح بهــا وإن تصــ ا إذا أذقنا اإلنسان من إال البالغ وإن

ئة بما قدمت أيديهم فإن اإلنسان كفور .294{سيــزر وازرة وزر - ال يضر الداعية كفر أبيــه؛ قــال تعــالى: }3 أال ت

.295{أخرى

292" ؛بغــداد" و"تــاريخ ســابق، مرجع ،14/21 للــذهبي، ؛"النبالء أعالم ســير .3/43 (، ) د.ت العلمية، الكتب ط( دار0بيروت،)د البغدادي، للخطيب

(.47سورة مريم، آية ) 293(.48) آية الشورى، سورة 294(.38) آية النجم، سورة 295

وكــذلك أبــو خــاتم،فــأبو إبــراهيم - عليــه الســالم - كــان كــافرا األنبياء والمرسلين - عليه الصالة والســالم - فعن أنس - رضــي

أين أبي؟ قــال: ))أبــوك،الله عنه - أن رجال قال: يا رسول الله.296(()إن أبي وأباك في النار) فلما قفى قال: ،في النار((

ــر بــه، وال4 - كما أنــه ال يضــر الداعيــة كفــر أبيــه كــذلك، ال يعي.297ينتقص من قدره بسببه، وال يطعن في دعوته

- الكفر يقطع عالقة الــوالء والمحبــة بين األب الكــافر واالبن5ــة ــذه العالق ــعف ه ــذنوب تض ــي وال ــذلك المعاص ــلم، وك المس

اإليمانية بين األب العاصي واالبن الداعية. والتأكيد عليه في حالتي الكفر واإلسالم.، - بقاء بر الوالدين6ــه واســتغفاره7 - دعوة إبراهيم - عليه السالم - المستمرة ألبي

لــه؛ حــتى تــبين لــه أنــه من أصــحاب الجحيم فتــبرأ منــه - تــدل دالالت قوية على عمق األثر النفسي األليم الذي تركه كفــر آزر في قلب ابنه الداعية الخليل إبراهيم - عليه السالم - حــتى إنــه يوم القيامة يسأل الله - عز وجل - أال يخزيه في أبيــه، فيســبق القضاء كما أخبر رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم - قــال: ))يلقى إبراهيم أباه يوم القيامة، وعلى وجــه آزر قــترة وغــيرة،

م أقــل لــك ال تعصــني؟ فيقــول لــه أبــوه:لفيقول له إبــراهيم: أ تخــزنياليوم ال أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أال

ــه ــون، وأي خــزي أخــزى من أبي األبعــد؟ فيقــول الل ــوم يبعث ي ، فيقــال: يــا إبــراهيم،تعالى: إني حــرمت الجنــة على الكـافرين

ــا بين رجليك ــذيخ متلطخ،انظــر م ــو ب ــإذا ه ــذ، فينظــر ف فيؤخ.298بقوائمه فيلقى في النار((

"يطمئن اللــه تعــالى إبــراهيم - عليــه الســالم - بأنــه لن يصــيبه الخزي بسبب كفر أبيه، ولذلك ال يدخل أبوه النــار على صــورته

حتى ال يقال: انظروا ها هو آزر والد؛اآلدمية البشرية المعروفة إبراهيم، يؤخذ به ليلقى في النــار، وإنمــا يمســخه اللــه ويحولــه

بــذيخ هو فينظــر فــإذا،من صورته البشــرية إلى صــورة حيوانية يمسخ الــذي والــذيخ ،ذيخــا متلطخا أمامهم الناس ويرى متلطخ،

بع، ذكر هو - عليــه، الســالم - عليه إبــراهيم والد الله كــثيف الضــ صحيح مسلم"، كتاب اإليمان، باب دعاء النبي - صلى الله عليه وســلم -" 296

(.347، رقم الحديث )1/191ألمه وبكائه شفقة عليهم، ه-،1419 البشير، ( دار1ط) جدة، الخالدي، د. صالح القرآني"، "القصص 297

1/325..127، و"السلسلة الصحيحة" رقم 335صحيح البخاري" رقم " 298

ــعر، ــون الش ــه، برجيعه متلطخا يك ــورة وهي وأوحال ــرة ص منف.299مقززة"

ابنه على الس<<<<<<لبي وأث<<<<<<ره ،الداعية األب - ابتالء2الداعية:

ــنة ــالى الله سـ ــله - وخاصة أنبيائه في تعـ ــدة رسـ االبتالء، - شـــب- اخت والســالم الصــالة - عليه فإبراهيم - في وجل - عز الله هر

ذلك: أمثلة ومن ،أبنائهــرزق فلم - الولــد، وجل - عز الله - حرمه1 صــار عنــدما إال به ي

- عز الله دعا وعشيرته، قومه أخرجه وبعدما عاما، ثمانين عمرهــال وجل ــالى: } - ق الحين من لي هب ربتع ــ ــني؛300{الص "يع

،301 عوضا من قومه وعشــيرته الــذين فــارقهم"،أوالدا مطيعين وال يخفى كيف تكون شدة التعلق بالولد بعد الحرمــان الطويــل

منه. - أمره الله - عز وجل - بترك ابنه البكر الرضــيع إســماعيل -2

عليه الصالة والسالم - مع أمه في واد غير ذي زرع. بعــدما شــب، - أمره الله - عــز وجــل - بــذبح ابنــه إســماعيل3

وصار عونا ألبيــه، يقــول اإلمــام القرطــبي - رحمــه اللــه،وقوييتعالى - في قوله تعالى: } عي قال يا بني إن فلما بلغ معه الس

ـا أبت افعـل ـرى قـال ي ي أذبحك فانظر ماذا ت أرى في المنام أنه من الصابرين فلما بلغ معه،302{ما تؤمر ستجدني إن شاء الل

ــا لــه على المبلــغ الــذي يســعى مــع أبيــه في أمــور دنيــاه معين أدرك: ويقول الشــيخ الســعدي - رحمــه اللــه -: "أي،303أعماله

ا يكــون في الغــالب أحب مــا يكــون أن يســعى معــه وبلــغ ســنــقته ذهبت قد ،لوالديه ــ ــه" وأقبلت ،مش ــ ــتجاب ،304منفعت ــ فاس ابنه ذبح يريد فأقبل ،ربه - ألمر والســـالم الصـــالة - عليه الخليل

- ألمر والســالم الصــالة - عليه استجابته في يقدح وال إسماعيل، (3 د. محمد سعيد القحطــاني، الريــاض، ط )؛"الوالء والبراء في اإلسالم" 299

.145- 87هـ، ص 1409دار طيبة، (.100) آية الصافات، سورة 300سابق. مرجع ،4/13الرفاعي: ؛القدير" العلي "تيسير 301(.102) آية الصافات، سورة 302سابق. مرجع ،15/99القرطبي، ؛القرآن" ألحكام "الجامع 303

، مرجع سابق.2/484 ابن سعدي،؛تيسير الكريم الرحمن"" 304

ــان ما ،ربه ــاورة من منه كـ ــاذا ،ذبحه يريد أنه في البنه مشـ فمـالحين من لي هب ربتعالى: } قال يرى؟ رناه* الصــ فبشــ بغالم عي معه بلغ فلما* حليم ي بني يا قال الس في أرى إن ـام ـ ي المن أن

ــال ترى ماذا فانظر أذبحك ــل أبت يا ق ــؤمر ما افع تجدني ت إن ســاء ه شــ ابرين من الل يقــول العالمــة الزمخشــري: "لم،305{الصــ

يشاوره ليرجع إلى رأيه ومشــورته، ولكن ليعلم مــا عنــده فيمــا نزل بــه من بالء اللــه، فيثبت قدمــه، ويصــبره إن جــزع، ويــأمنــا عليه الزلل إن صبر وسلم، وليعلمه حتى يراجع نفسه فيوطنهــب ــه، ويكتس ــتأنس ب ــو كالمس ــا، ويلقى البالء وه ــون عليه ويه

.306المثوبة باالنقياد ألمر الله تعالى قبل نزوله "ــه االبن ــه الصــالة والســالم - فإن ــف إســماعيل - علي ــا موق أم الداعية الذي يعلم تكاليف النبوة والرســالة، ومــا يصــحب هــذه التكاليف من شدائد ومحن، لذلك استســلم ألمــر والــده بتنفيــذــا ا مرســال، وداعي أمر الله فيه وهو الــذبح، فلــو لم يكن أبــوه نبي إلى الله لما وقع عليه مثــل هــذا البالء، وهــذا األمــر مطــرد في أسر كــل الــدعاة إلى اللــه تعــالى، فالغــالب أن أفــراد أســرهم يالقون شيئا من البالء المبتلى بــه الداعيــة، يقــول ابن عبــاس - رضي الله عنهما - في وصــف الحالــة الــتي بــدأ فيهــا الخليــل -

ه للجــبينعليه الصالة والسالم - بذبح ابنه عند الجمرات: "ثم تل وعلى إسماعيل - عليــه الســالم - قميص أبيض، وقــال: يــا أبت

ــه،إنه ليس لي ثوب تكف نني فيه غيره، فاخلعه حتى تكفنــني فيه للجبين فعالجه ليخلعــه فنــودي من خلفــه: } لما وتل *فلما أســ

ــراهيم ــا إب ــاه أن ي ــذلك نجــزي*ونادين ا ك ــا إن ؤي دقت الر قــد صــنين ــ ــ ــو البالء المبين *المحس ــ ــذا له ــ ـذبح* إن ه ــ ـ ــديناه ب ــ وف

.307{عظيم فالتفت إبــراهيم - عليــه الســالم - فــإذا هــو بكبش أبيض أقــرن

.309 فداء البنه إسماعيل - عليهما الصالة والسالم،308أعين" ثاني<<<ا: في حي<<<اة الص<<<حابة - رض<<<وان الل<<<ه عليهم -

والتابعين - رحمهم الله تعالى -: وفتنته في دينه:،محاربة األب ابنه الداعية

(.102 - 100سورة الصافات، آية ) 305.3/348 الزمخشري، ؛"الكشاف" 306(.107 - 103سورة الصافات، آية ) 307(.2707، رقم الحديث )4/248"مسند اإلمام أحمد": 308 د. فضل إلهي ظهير، الرياض، ط )؛"إبراهيم - عليه الصالة والسالم - أبا" 309.51 - 50هـ، ص 1421(، مؤسسة الجريسي، 1

ــل غــزوة بــدر الكــبرى مواقــف فاصــلة حاســمة بين اآلبــاء تمث ففيها حدثت المواقف التالية:؛واألبناء

ــامر بن1 ــدة ع ــو عبي ــل أب ــة الصــحابي الجلي ــذه األم - أمين هــوه310الجراح - رضي الله تعالى عنه - قتل أباه الكافر، وكان أب

ألنه ترك دينــه الــذي هــو عليــه،؛ى له يريد قتله غيظا منهيتصد وكان - رضي اللــه عنــه - يحيــد عنــه رعايــة لحــق األبــوة، فلمــا واجهه كان حق الله تعــالى أحب إلى نفســه منــه فقتلــه، وفيــه

ــوم اآلخــر قوله تعــالى:}311نزل ه والي ــون بالل ال تجــد قومــا يؤمنــاءهم أو ــاءهم أو أبن ــانوا آب ــو ك وله ول ه ورســ يوادون من حــاد اللدهم ــوبهم اإليمــان وأي يرتهم أولئك كتب في قل إخــوانهم أو عشــــا ــدين فيه ــار خال ات تجري من تحتها األنه بروح منه ويدخلهم جنه ه أال إن حــزب الل ه عنهم ورضوا عنه أولئك حــزب الل رضي الل

.312{هم المفلحون - الصحابي الجليل عبدالله بن سهيل بن عمــرو - رضــي اللــه2

أسلم عبداللــه وهــاجر إلى الحبشــة الهجــرة الثانيــة،313عنهما - فأوثقــه عنــده وفتنــه في،فلما رجع إلى مكة أخذه أبوه ســهيل

دينه، حتى ظن أنــه عــاد إلى الكفــر، ثم خــرج ســهيل مــع نفــير قريش لمالقاة المســلمين في بــدر، وأخــذ ابنــه معــه يريــده أنــراءى ــا ت ــه، فلم ــه على دين ــد من بقائ ــلمين ليتأك ــل المس يقات الجمعان، انحــاز عبداللــه إلى المســلمين وشــهد بــدرا مســلما، فغاظ ذلك أبــاه أشــد الغيــظ، لكن اللــه - عــز وجــل - من على

ــل باليمامــة شــهيدا في خالفــة الصــديق،،عبدالله بالشهادة فقت

وهـاجر إلى،أبو عبيــدة عـامر بن الجــراح أمين هـذه األمـة، أســلم قـديما 310 وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، شــهد المشــاهد كلهــا، روى عن،الحبشة

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مات بطاعون عمواس باألردن - رضــيالله عنه.

.1/365انظر: "صفة الصفوة"، ، مرجــع ســابق،17/260 للقرطــبي، ؛انظــر: "الجــامع ألحكــام القــرآن" 311

،2/149و"السيرة النبوية في ضوء القــرآن والســنة"، د. محمــد أبــو شــهبة، مرجع سابق.

(.22سورة المجادلة، آية ) 312 ، أســلم قــديما،الصــحابي الجليــل عبداللــه بن ســهيل بن عمــرو القرشي 313

وهاجر إلى الحبشة، عذب في الله تعالى، شهد مع رسول اللــه - صــلى اللــهــل يــوم اليمامــة شــهيدا - رضــي اللــه عنــه عليه وسلم - المشــاهد كلهــا، وقت

وأرضاه..1/454، "صفة الصفوة": 3/310 البن سعد: ؛انظر: "الطبقات الكبرى"

وأسلم األب وكان يقول: "يشفع الشهيد لسبعين من أهله، فأنا.314أرجو أال يبدأ ابني بأحد قبلي"

المطلب الثالثالوسائل واألساليب لتغيير اآلثار السلبية إلى إيجابية

: تمهيد "إن األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ال يســقط بحــق األبــوة

ــوص مطلقة؛واألمومة ــالمعروف، ألن النصـ ــر بـ وألن في األمـ والنهي عن المنكــر المنفعــة للمــأمور والمنهي، واألب أحــق أن

ن لنــا اللــه - عــز وجــل -،315يوصل الولد إليهما المنفعة" وقد بي افي كتابه الكريم أن خليله إبراهيم - عليه الصالة والسالم - لم

ــوة رأى أباه وقومه يعبدون األصنام، أنكر عليهم، ولم تمنعه األب من ذلك اإلنكار، ليرينا أنــه لم يكن من األدب مــع اآلبــاء تــركهم وما هم فيه من باطل تأدبا معهم، ولئن كان ذلك اإلنكار مغضبا

،316 وحق اللــه تعــالى فــوق حــق اآلبــاء، فهو مرض للرب،لآلباء ومما ينبغي فعله من االبن الداعية بذل كل الوسائل واألساليب

لهداية الوالدين إذا كانا عاصيين.الوسائل الدعوية:

"المبالغ<<ة في خدم<<ة، - وس<<يلة الخدم<<ة والنفقة1الوالدين واإلنفاق عليهما":

يبدأ الداعية مع والديه الذي يرى عليهمـا شـيئا من المخالفـات، يخــدمهما إن لم يكن:بوسيلة الخدمة - وهي واجبــة عليــه - أي

ر لهمــا من يقــوم بــذلك، وعنــد عندهما من يقوم بذلك، أو ييســ ليكون قريبا منهما؛ظهور المعصية يستحسن أن يتولى هو ذلك

ــة ــهما وكاف ــربهما وملبس ــا ومش ــدمهما في مأكلهم ــثر، فيخ أكــا،احتياجاتهما ا بهمــا، وتقرب وإن كانا سليمين قــادرين، ولكن بــر

ف ا معهمــا في الن قــةلهما، ورغبة في استجابتهما، بل يكون سخيا في هـدايتهما، وال؛عليهما، ويغــدق عليهمــا الهــدايا والهبــات حب

، مرجــع ســابق، "صــفة3/310 البن ســعد، ؛انظــر: "الطبقــات الكــبرى" 314، مرجع سابق.1/454 البن الجوزي، ؛الصفوة"

عمــر الســنامي، تحقيــق: د. موئــل يوســف،؛انظــر: "نصــاب االحتســاب" 315.89هـ ص 1402(، دار العلوم، 1الرياض، ط )

ط0 محمد أحمد العدوي، بيروت، )د؛انظر: "دعوة الرسل إلى الله تعالى" 316.43هـ، ص 1415( دار المعرفة للنشر،

،شيء يستعبد الناس مثــل اإلحســان إليهمــا، فكيــف بالوالــدينوهما أهل اإلحسان لولدهما.

" ك<<ثرة زي<<ارة الوال<<دين وال<<تردد، - وسيلة الزي<<ارة2عليهما ":

عن والديه بمنزل يخصــه هــو وأســرته، إذا كان الداعية مستقال فإن كثرة الزيارة والتردد على الوالــدين من الوســائل المــؤثرةــارات في قلب ــذه الزي ــه ه ــا توحي ــه، لم ــتجابة لدعوت في االس

وحبه الكبير لهما.،الوالدين من شرف مكانتهما عند ابنهما - وسيلة السفر بهما والترويح عنهما:3

ــه العاصــيين - أن على الداعية - إن كان صادقا في هداية والديــافر هما واإلحسان إليهما، ومن ذلك أن يس يسابق إخوته في بر بهما إلى المكان الذي يرغبان فيه، ويروح عنهما بالطريقة التي يحبانها، ال بطريقته هو، حتى يستطيع أن يكــون كالمــه ودعوتــه

ر في اختيــارلهما بعد ذلك مقبولة عنــدهما، ويكــون شــديد الحذألفاظه عند عرض دعوته عليهما.

األساليب الدعوية:فق واللين: - أسلوب الر1

واألخــذ، وهــو: لين الجــانب بــالقول والفعل،الرفق ضــد العنف وثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه،317باألسهل

وال ينزع من شيء،قال: ))إن الرفق ال يكون في شيء إال زانه ،319 وقــال: ))من يحــرم الرفــق يحــرم الخــير((،318إال شــانه((

لمــا لهــذا؛وأحــق النــاس وأولى النــاس برفــق الداعيــة والــداه األسلوب من تأثير إيجابي في تغيــير مواقــف اإلصــرار والعنــاد،ــه الصــالة والســالم - في وقد استخدم أبو األنبياء إبراهيم - علي بــدء دعوتــه ألبيــه أســلوب الرفــق واللين، فحين أراد أن ينصــح أباه، فيما كان متورطا فيــه من الظلم العظيم والجــرم الشــنيع الذي ال يفعله من عنده قــدر من التميــيز، رتب الكالم معــه فيــف واللين، فلم يزجــره أو أحسن أسلوب، واستعمل معــه اللط يؤنبه مراعيا بذلك حق األبوة، وما يجب لهــا من التقــدير، حــتى

، مرجـــع ســـابق، و"موســـوعة نضـــرة النعيم"،10/449"فتح البـــاري"، 317 ، مرجع سابق، "من صفات الداعيــة اللين والرفــق"، د. فضــل إلهي6/2157

.11 - 7 ص ،هـ1412(، مؤسسة الجريسي، 2ظهير، الرياض، ط ) ، رقم4/2004"صحيح مسلم"، كتــاب الــبر والصــلة بــاب فضــل الرفــق، 318

(.2594الحديث: ) ، رقم4/2003"صحيح مسلم"، كتاب الــبر والصــلة، بــاب فضــل الرفــق، 319

(.2592الحديث: )

عندما أراد أن يخوفه من العذاب، لم يخرج عن أسلوب الرفــقــه،واللين فخوفه من العذاب بأسلوب مؤدب، مظهرا ألبيه خوف

عليه وشفقته به، وعندما هدده بالرجم وأمره بهجره، لم يخــرجــل الســيئة بالســيئة، وإنمــا ودعــه،من األدب واللطف ولم يقاب

ــك وقال له:}،320بأسلوب رفيق تغفر ل ــك سأســ الم علي ــال ســ قا ه كان بي حفي ي إن .321{رب

- أسلوب الترغيب بالخير:2ــققإذا وجد الداعية من أبيه مواقف سلبية، تكون ع بة في طري

دعوته، فليحاول معه بعد أسلوب الرفق واللين ترغيبــه بــالخير، وبيان عظيم أجر فاعله، وأثر فعــل الخــير والــدعوة إليــه، عليــه في حياته ومماته وعند لقاء ربه، كل ذلــك يكــون بلغــة خطــابــالم نة، وليكن له في إبراهيم الخليل - عليه الصالة والس هينة لي

فقد استخدم هذا األسلوب مع والــده حين قــال؛- أسوة حسنةــدك ياله: } بعني أه ي قد جاءني من العلم ما لم يأتك فات أبت إن

ا .322{صراطا سوي - أسلوب النهي:3

إذا لم تنفــع األســاليب الســابقة، يبــدأ الداعيــة االبن باســتخدام وباطنهــا الرحمــة في معاملــة والــده،،أساليب، ظاهرها الشدة

عندما يكون األب عقبة كؤودا في طريق الدعوة، أو يكــون فيــد أن أمر يغضب الله - عز وجل - ويعرضه لشديد انتقامه، فال بــزيين الشــيطان لــه ســوء ينهاه عما هو فيه، ويحول بينه وبين ت

ويحرص أشـد الحـرص على نجـاة أبيــه من عاقبـة ســوء،عمله إبراهيم - عليه الصالة والسالم - قال تعــالى:لعالخاتمة، كما ف

ر وال يغني} مع وال يبصــ ــد مــا ال يســ ــا أبت لم تعب إذ قال ألبيــه يبعني*عنك شيئا ي قد جاءني من العلم ما لم يأتك فات يا أبت إن

ا يطان كان*أهدك صراطا سوي يطان إن الش يا أبت ال تعبد الشا ي ــ حمن عص ــر ــذاب من*لل ك ع ــ ــاف أن يمس ي أخ ـا أبت إن ـ ي

ا يطان ولي حمن فتكون للش .323{الر

انظر: "روابط القرابة وأثرها في الدعوة في ضوء القرآن"، محمد البراك، 320 ، و"تفســر الكشــاف"،3/585 مرجع سابق، و"تفسير أبــو الســعود"، 52ص

مرجع سابق.2/509الزمخشري، (.47سورة مريم، آية ) 321

(.43سورة مريم، آية ) 322(.45- 42سورة مريم، آية ) 323

ــف العلمــاء حــول جــواز اســتخدام أســاليب الشــدة ــد اختل وق والتعنيف والغلظة مــع الوالــدين، وتغيــير المنكــر الــواقعين فيــهــراجح: أن باليد، إلى قولين: فريق يجيز، وفريق يمنع، والقول الــــــــــــــــــــــــــــــــــــه األـصــــــــــــــــــــــــــــــــــــل أـن

ع عنهــا من أســاليب،ال يجوز استخدام أساليب الشدة وما يتفــرلهما على؛مــع الوالــدين لعظيم مكانتهمــا شــرعا، ولعظيم فضــ

الولد، ويستثنى من ذلك الحاالت التي ال ينفع معها إال هذا النوع من األساليب، مع التأكد التام من االبن الداعية أنها تجدي نفعــا

.324مع والديه

المطلب الرابعتوجيهات ربانية

- الوصية بوجوب بر الوالدين واإلحسان إليهما.1 - تحريم عقوق الوالدين واإلساءة إليهما.2 - إن أبر البر صلة االبن الداعية أهل ود أبيه.3 - الوصية بوجوب بر الوالدين واإلحسان إليهما:1

ــدين ــر الوال ــوب ب ــنة في وج ــاب والس ــوص الكت ــواترت نص تاه قــال تعــالى:}؛واإلحســان إليهما ــدوا إال إي ك أال تعب ى رب وقضــ

ــا فال وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحــدهما أو كالهم وقولــه ،325{تقل لهمــا أف وال تنهرهمــا وقــل لهمــا قــوال كريما

ــا على وهنتعــالى:} ــه أمه وهن ــه حملت ان بوالدي ينا اإلنســ ــ ووص.326{وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير

يقــول ابن عبــاس - رضــي اللــه عنهمــا -: "ثالث آيــات مقرونــة:بثالث، ال تقبل منها واحدة بغير قرينتها

"االحتســاب على الوالــدين مشــروعيته ودرجاتــه وآدابــه"، د. فضــل إلهي 324 ، "القــول54-ــ 17ه-، ص 1418( مؤسسة الجريســي، 1ظهير، الرياض، ط)

البين األظهر في الــدعوة إلى اللــه واألمــر بــالمعروف والنهي عن المنكــر"، هــ، ص1412(، مكتبـة دار السـالم، 1د. عبد العزيز الـراجحي، الريـاض، ط)

79.(.23سورة اإلسراء، آية ) 325(.14سورة لقمان، آية ) 326

ــواأحدهما قوله تعالى: } ه وأطيع ــوا الل ــوا أطيع ذين آمن ها ال يا أيسول ــه،،327{الر ــل من فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقب

كاةوقوله تعالى:} ذين يقيمون الصالة ويؤتون الز .328{ال أنفمن صلى ولم يــزك لم يقبــل منــه، والثالثــة قولــه تعــالى:}

ير ــ ـديك إلي المص ـ كر لي ولوال ــ ــه ولم329{اش ــكر الل ، فمن ش ، وعنه - عليه الصــالة والســالم -330يشكر لوالديه لم يقبل منه"

.331((قال: ))رضا الرب في رضا الوالد الوالــدين ســبب قــوي فيومما ينبغي أن يفقهه الداعيــة أن بر

هما نور يستضــيء بــه،نجاح دعوته واستجابة المدعوين له، فبر الداعية إذا اشــتدت ظلمــة اآلراء، واحتــارت العقــول في دروب

وقتها يكرم الله -،الدعوة الطويلة، فلم تعد تدرك أين الصواب يقول رسول؛عز وجل - الداعية البار بوالديه فيسترشد ويرشد

الله - صــلى اللــه عليــه وســلم -: ))أحفــظ ود أبيــك ال تقطعــه،.333 332فيطفئ الله نورك((

- تحريم عقوق الوالدين واإلساءة إليهما:2 وكمــا تــواترت النصــوص في وجــوب الــبر، تــواترت في حرمــة عقوقهما واإلساءة إليهما، بل اعتبره رســول اللــه - صــلى اللــه

)أال أنــبئكم بــأكبر الكبــائر:) قال: ؛عليه وسلم - من أكبر الكبائر وعقوق الوالدين - وكــان متكئا فجلس - فقــال:،اإلشراك بالله

ــال، وشهادة الزور((،))أال وقول الزور فما زال يكررها حــتى ق.334من عنده: ليته سكت

(.59سورة النساء، آية ) 327(.4سورة لقمان، آية ) 328(.14سورة لقمان، آية ) 329.40 للذهبي، بيروت ) د.ط(، دار الندوة، ص ؛الكبائر"" 330(.516، رقم الحديث: )2/26 األلباني، ؛سلسلة األحاديث الصحيحة"" 331 (، مكتبة المعارف1 األلباني، الرياض، ط )؛سلسلة األحاديث الضعيفة"" 332

(.2089، رقم الحديث: )5/107للنشر، ، مرجع سابق، و"قرة العينين3/768انظر: "موسوعة نضرة النعيم"، 333

(، دار النفائس،2في فضائل بر الوالدين"، نظام محمد يعقوبي، بيروت، ط ).58 - 7هـ، ص 1407

، رقم1/91"صحيح مسلم"، كتــاب اإليمــان، بــاب بيــان الكبــائر وأكبرهــا، 334(.143الحديث: )

خط خط الـرب في ســ وقوله - عليــه الصــالة والسـالم -: ))وســا: ))بابــان معجالن عقوبتهمـا في الـدنيا:،335الوالد(( وقـال أيضـ

.336 والعقوق((،البغي فليحذر الداعية أشد الحذر من عقــوق الوالــدين، بــل حــتى منــه، مضايقتهما بقول أو فعل، فهذا مما يقدح في إخالصــه لدعوت

وصدقه مع ربه تعالى. - إن أبر البر صلة االبن الداعية أهل ود أبيه:3

أوجب الله تعالى بــر الوالــدين كمــا ســبق، ثم خص الرســول - األب واألم - بــبر:صلى الله عليه وسلم - كل واحد منهمــا - أي

نصت عليه األحاديث الشريفة، ومما يخص األب ما يلي: - قوله - عليه الصــالة والســالم -: ))إن أبــر الــبر صــلة الولــد1

ــه(( ــل ود أبي ــل،337أه ــل الصــحابي الجلي ــديث فع ر الح ويفســ عبداللــه بن عمــر - رضــي اللــه عنهمــا - قــال: إن رجال من

وحملــه على،األعراب لقيه بطريق مكــة، فســلم عليــه عبداللهــه، وأعطــاه عمامــة كــانت على رأسه فقــال،حمــار كــان يركبون باليســير لحك اللــه إنهم األعــراب يرضــ فقــال،أصــحابه: أصــ

ــا لعمر: أي؛عبداللــه: إن أبــا هــذا كــان ودا وإني ســمعت، مقربرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر الحديث.

ــالم 2 ــالة والس ــه الص ــه - علي ــاءكم– - قول وا آب ـر ـ كم، ))ب ـر ـ تب ، ويفيــد الحــديث أن العالقــة وثيقــة بين بــر اآلبــاء338أبنــاؤكم((

واألبناء، فإذا طلب الداعية أن يكون له أبناء بررة، فليقدم بــرهبوالده يحصل له بر أبناءه أبنائه، وهذا خاص باألب دون األم.

يتبين مما سبق: أن لألب أث<<<ره اإليج<<<ابي والس<<<لبي في حي<<<اة ابن<<<ه الداعي<<ة، وذك<<رت نص<<وص الكت<<اب والس<<نة ش<<يئا من ذل<<ك، م<<ع ال<<دعوة الص<<ريحة إلى وج<<وب ب<<ر الوال<<د واإلحس<<ان إلي<<ه، في ك<<ل الظ<<روف واألح<<وال م<<ع

(.516، رقم الحديث: )2/26 األلباني، ؛سلسلة األحاديث الصحيحة"" 335ــه" 336 ــغير وزيادت ــامع الص ــحيح الج ــاني، ؛"ص ــديث: )1/543 األلب ، رقم الح

2810.) فضل صــلة أصــدقاء األب واألم،: باب،"صحيح مسلم"، كتاب البر والصلة 337

(.11، رقم الحديث: )4/1979(.2039، رقم الحديث: ) 5/75 األلباني، ؛"سلسلة األحاديث الضعيفة" 338

ف<<ق التأكيد على وجوب استخدام وسائل وأساليب الرفي التعامل معه، ألمر الله - عز وجل - بذلك.

المبحث الثانيأثر األم في حياة الداعية

ويشتمل على أربعة مطالب: المطلب األول: اآلثار اإليجابية لعالق<<ة األم في حي<<اة

الداعية. المطلب الثاني: اآلثار السلبية لعالق<<ة األم في حي<<اة

الداعية. المطلب الث<<الث: الوس<<ائل واألس<<اليب لتغي<<ير اآلث<<ار

السلبية إلى إيجابية.المطلب الرابع: توجيهات ربانية.

المطلب األولاآلثار اإليجابية لعالقة األم في حياة الداعية

أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الةوالسالم -:

- تأثر الطفل الرضيع - سيدنا موسى - عليه الصالة والســالم1- بصالح أمه وتقواها وهدايتها.

ك األم وعبادتهــا، واصــطفاء أســرتها - ســبب لحصــول2 - تنســالكرامات، وتكليف االبن الداعية بالرسالة.

- ت<<أثر الطف<<ل الرض<<يع - موس<<ى - علي<<ه الص<<الة1والسالم - بصالح أمه وتقواها وهدايتها:

رضع موســى - عليــه الصــالة والســالم - من ثــدي أمــه الصــالحــة الجســدية ــد الرضــاعة على التغذي ــة، فال تقتصــر فوائ والهداي الكاملــة فقــط، بــل تنتقــل معهــا المشــاعر واألخالق والطبــائع، يقول الخليفة الراشد الرابــع علي بن أبي طــالب - رضــي اللــه عنــــــــه -: "توقوا على أوالدكم من لبن البغي من النســــــــاء

-340، ويقــول اإلمــام الغــزالي339والمجنونــة، فــإن اللبن يعــدي" رحمه الله -: "إن اللبن الحاصل من الحرام ال بركــة فيــه، فــإذاــه من الخــبيث، فيميــل وقــع عليــه نشــوء الصــبي انعجنت طينت

، وقص اللــه تعــالى علينــا في341طبعه إلى ما يناسب الخبائث" كتابه الكريم قصة أم موسى - رحمها الله تعالى - عنــد والدتهــا لموسى - عليــه الســالم - مــا يثبت إيمانهــا وصــالحها، وهــدايتها

ــهللحق وثقتها بالله - عز وجل - وكيف أن الله تعالى حــر م علي المراضع كلها إال رضاعته من أمه المؤمنة الصابرة، ومن األدلة

على هذه الهداية والصالح ما يلي:ــد1 - اإللهام الفطري الذي يدل على طهر النفس وصــفائها عن

أم موسى - رحمها الله تعــالى - والــذي قــال اللــه تعــالى فيــه: وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيــه في}

ــاعلوه من ــ ــك وج ــ ا رادوه إلي ــزني إن ــ ــافي وال تح ــ اليم وال تخ ألن اللــه تعــالى؛، وال يراد بــالوحي وحي األنبيــاء342ن{المرسلي

ــالى: } ومااختار رسله وأنبياءه من جنس الرجال فقط؛ قال تعألوا إليهم نوحي رجاال إال قبلك من أرسلنا الــذكر أهــل فاســ

،، إنما الــوحي هنــا المــراد بــه: اإللهــام343{تعلمون ال كنتم إنم وهو مرتبة من مراتب هدايــة اللـه تعـالى لإلنسـان، وقـد قسـ ،العالمــة ابن قيم الجوزيــة مــراتب الهدايــة إلى عشــر مــراتب

مرتبة التحديث واإللهام، وكالهمــا حصــلت ألم موســى -:ومنهاعليه السالم:

ــه بالشــيء ه وقلب ،أ - أما المحدث: فهــو الــذي يحــدث في ســر فيكون كما يحدث بــه، كمــا حصــل ألم موســى - رحمهــا اللــه -

فلمــا خــافت عليــه،وبينته اآلية السابقة، فهي أرضــعت وليــدهاــه في اليم، وهي على ثقــة ويقين باللــه تعــالى أنــه ســيعود ألقت

(، دار2 على محمــد الــديب، بــيروت، ط)؛"منهج التربية عند اإلمــام علي" 339.162هـ، ص 1399الكتاب العربي،

هو محمد بن محمد الغزالي الطوسي، أبو حامد حجــة اإلســالم فيلســوف 340 ( مصنف، مات ببلده200متصوف، رحل كثيرا في طلب العلم، له أكثر من )

هـ - رحمه الله تعالى.505خراسان عام .19/322انظر: "سير أعالم النبالء":

.3/69"إحياء علوم الدين"، الغزالي، بيروت ) د.ط(، دار القلم، 341(.7سورة القصص، آية ) 342(.43سورة النحل، آية ) 343

إليهــا، والتحــديث: إلهــام خــاص للصــالحين، وهــو على درجــات.344ثالث

زه من الباطــل بأدلتــه:ب - مرتبة البيــان ن الحــق وتمي وهي تبيات،؛وشواهده بحيث يصير مشهودا للقلب كشهود العين للمرئي

نــة وحصل ذلك ألم موسى - عليه الســالم - فقــد كــانت على بيمشهودة أمام عينها وقلبها بأن وليدها عائد إليها.

وأصبح فؤاد أم موسى فارغــا - ربط الله تعالى على قلبها: }2ـون من ـ ــا لتك ـا على قلبه ـ ـوال أن ربطن ـ ـه ل ـ ـدي ب ـ ـادت لتب ـ إن ك

يقــول ابن عبــاس - رضــي اللــه عنهمــا -: "كــان،345{المؤمنين ،فؤادهــا فارغــا من كــل شــيء من أمــور الــدنيا، إال من موسى

فكادت من شدة وجدها وحزنها وأسفها أن تظهر أنــه ذهب لهــا وهذا يدل على،346ولد، وتخبر بحالها لوال أن الله صبرها وثبتها"

،عنايــة اللــه تعــالى بــأم موســى - عليــه الســالم - لقــوة إيمانها وتعلقها بالله - عز وجل.

فبعد إلهام اللـه تعـالى لهـا وبيانـه وربطـه: - أخذها باألسباب3 فاتخــذت األســباب الــتي ترجــع،على قلبها، صــدق توكلهــا عليه

يه إليها؛ قال تعالى:}–موسى - عليه السالم ــه قصــ وقالت ألختع*فبصرت به عن جنب وهم ال يشعرون ــ منا عليه المراض وحر

ــه ــه لكم وهم ل كم على أهل بيت يكفلون من قبل فقالت هل أدلــزن ولتعلم أن*ناصحون فرددناه إلى أمه كي تقر عينها وال تح

ه حق ولكن أكثرهم ال يعلمون . 347{وعد الل كل ما ســبق من حــديث القــرآن الكــريم عن إيمــان وصــالح أم موسى - عليه السالم - يفيد حقيقة أن الرسول الكريم موسىــة - عليه السالم - كليم الرحمن - عز وجل - كانت له أم عظيم في إيمانها، وهدايتها وصالحها، وشدة تعلقها باللــه، ممــا جعلهــاأة الختبار الله تعالى لها في وليــدها وثباتهــا في االختبــار مــا مهي استحقت به أن يذكر الله لنا خبرها، وموســى - عليــه الســالم -

ر بصالح أمه، فرضع الهداية وليدا.هو أول من تأثك األم وعبادته<<ا واص<<طفاء أس<<رتها س<<بب2 - تنس<<

وتكليف االبن الداعية بالرسالة:،لحصول الكرامات

، مرجع سابق.1/47 ابن القيم الجوزية، ؛انظر: "مدارج السالكين" 344(.10سورة القصص، آية ) 345"تيسير العلي القدير"، الرفاعي، مرجع سابق. 346(.13- 11سورة القصص، آية ) 347

قص اللــه تعــالى علينــا في كتابــه الكــريم قصــة مــريم - عليهــا وهي من القصــص،348السالم - وابنها عيسى - عليــه الســالم -

التي ذكـر اللــه تعــالى فيهـا أم رســول من رســله أولي العـزم،ــى - ــريم أم عيس ــادة، فم ــك والعب ــذه األم في التنس ــال ه وح

منها:؛عليهما السالم - أكرمها الله - عز وجل - بعدة أمور ، وأخيهــا هــارون، وأمها،- أسرتها المكونــة من: أبيهــا عمــران1

وأختها زوجة زكريا - عليه السالم - وأم يحيى - عليــه الســالم -هلة عنــد اللــه تعــالى: } ومفضــ،أسرة مصــطفاة مختــارة إن الل

ـراهيم وآل عمـــــران على ــــ طفى آدم ونوحـــــا وآل إب اصـــــ.349{العالمين

ــرد في القــرآن2 ــا، فلم ي ــاره له ــالى واختي ــه تع - اصــطفاء الل ــالالكريم التصريح باسم أي ة امرأة إال مريم - عليها السالم - ق

طفاك وطهركتعالى: } ه اصــ ــريم إن الل وإذ قالت المالئكة يا م ، وكانت قانتة ساجدة راكعة350{واصطفاك على نساء العالمين

عابدة لله تعالى.ــل من النســاء3 ــا الســالم - ممن كم وهي من،- مــريم - عليه

قــال رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه؛أفضل نســاء أهــل الجنة وســلم -: ))كمــل من الرجــال كثــير، ولم يكمــل من النســاء إال

ومريم ابنة عمران، وإن فضل عائشة على،آسيا امرأة فرعونــام((،النســاء ــد على ســائر الطع ل الثري ــ :، وفي رواية351 كفض

وفاطمــة بنت،))أفضــل نســاء أهــل الجنــة: خديجــة بنت خويلدــد ــران،محمـ ــريم بنت عمـ ــرأة، ومـ ــزاحم امـ ــيا بنت مـ وآسـ

.352فرعون((ثمرات االصطفاء واالختيار لمريم - عليها السالم:

زق الذي كان يأتيهــا من عنــد1 - جريان الكرامات لها، ومنها الرــاالله تعالى؛ قال تعالى: } ــا نبات ها بقبول حسن وأنبته لها رب فتقب

ــدها ا المحراب وجد عن ما دخل عليها زكري ا كل حسنا وكفلها زكريه ه إن الل ــد الل ــو من عن ــالت ه ــذا ق ى لك ه رزقا قال يا مريم أن

.353{يرزق من يشاء بغير حساب، مرجع سابق.4/167 د. صالح الخالدي، ؛"القصص القرآني" 348(.33سورة آل عمران، آية ) 349(.43 - 42سورة آل عمران، آية ) 350 األلباني، كتاب األطعمة، باب فضل الثريــد على بــاقي؛صحيح ابن ماجه"" 351

(.3343 رقم الحديث )3/121الطعام، (.1508، رقم الحديث: )4/13 األلباني، ؛"السلسلة الصحيحة" 352(.37سورة آل عمران، آية ) 353

- جعلهــا اللــه تعــالى وابنهــا آيــة معجــزة من آياتــه تعــالى في2ـا فيهـا منالكـون؛ قــال تعـالى: } نت فرجهـا فنفخن تي أحصــ وال

.354ن{روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمي - أعاذها الله تعالى وابنها عيســى - عليهمــا الســالم - بفضــل3

عتهادعاء أمهــا من الشــيطان الــرجيم؛ قــال تعــالى: } فلما وضــه أعلم بما وضعت وليس الذكر ي وضعتها أنثى والل قالت رب إنتهــا من ي ــك وذر ي أعيــذها ب ميتها مــريم وإن ي ســ ـاألنثى وإن ـ ك

جيم يطان الــر وقــال رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه،355{الشــ وسلم -: ))كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين

ــريم ــ ــى بن مـ ــ ــير عيسـ ــ ــد، غـ ــ ذهب يطعن فطعن في،يولـ مالبس عيسى- عليه السـالم -: والمراد بالحجاب،356الحجاب((

التي حجبت عنه طعنة الشيطان. فوائد وصف القرآن الكريم ألم رسول من رسل الله

تعالى الداعين إليه: - صالح األم وتقواها له أثره اإليجابي في حياة ابنها.1ــه ابتالء، - ابتالء األم الصالحة وجعلها فتنة واختبارا لقومها2 تبع

ابنها وجعله فتنة واختبارا لقومه. - العظة واالعتبار والقدوة للدعاة من بعدهم.3

ثاني<<<ا: في حي<<<اة الص<<<حابة - رض<<<وان الل<<<ه عليهم -والتابعين - رحمهم الله تعالى -:

ى؛ - مشروعية إرسال األم ابنها الصغير إلى بيت داعية1 ــرب ليتفي كنفه.

- تشــجيع األم ابنهــا الداعيــة واســتجابتها لدعوتــه لهــا إلى2الخير.

- مش<<<روعية إرس<<<ال األم ابنه<<<ا الص<<<غير إلى بيت1ى في كنفه:برت لي؛داعية

(.91سورة األنبياء، آية ) 354(.36سورة آل عمران، آية ) 355 ،4/1838"صحيح مسلم"، كتاب الفضائل، باب فضائل عيسى بن مــريم، 356

، رقم6/457(، و"السلســـلة الصـــحيحة"، األلبـــاني، 2366رقم الحـــديث: )(.2711الحديث: )

- رضــي اللــه357حرصت الصحابية الجليلة أم سليم بنت ملحان عنها - على تربيــة ابنهــا الصــغير أنس بن مالــك تربيــة إيمانيــة، فكانت تلقنه الشهادة واألذان وهو صــغير، ويرددهــا هــو بعــدها،ــا - على ــه عنه ــبر أنس قليال ازداد حرصــها - رضــي الل ولمــا كزة، فهداها إيمانها إلى أن تطلب من رســول تنشئته تنشئة متميا الله - صلى الله عليـه وسـلم - وتلح عليـه أن يقبـل ابنهـا أنســـراد ــه ألف ــوة ومخالطت ــاء أنس في بيت النب ــده، فبق ــا عن خادم

ر عليه كثيرا؛ فينشأ كما أرادت أمــه لــه،البيت، ال شك أنه سيؤثــا له ،وقد قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنس خادم

وكــانت النتيجــة كمــا رواهــا،وكــان عمــره وقتهــا تســع ســنينالصحابة التالية أسماؤهم:

: "ما رأيت أحــدا أشــبه358 - قال أبو هريرة - رضي الله عنه -1سليم". أم ابن من- وسلم عليه الله - صلى صالة برسول الله

ــال2 ــة - ق ــان بن عبدالله بن ثمام فيطيل يصــلي أنس أنس: "ك - صلى الله رسول يفعل كان وكما دما، قدماه تقطر حتى القيام

وسلم". عليه الله رســول عن الرواية في المكــثرين - من عنه الله - رضي - هو3

- له الدائمة مرافقته ببركة - وهــذا وســلم عليه الله - صــلى اللهوالسالم. الصالة عليه

- فقــال: ))اللهم وســلم عليه الله - صلى الله رسول له - دعا4 ودفن مالــه، فكثر ؛ذنبــه(( واغفر عمــره، وأطل وولده، ماله أكثر فمــات ولــه ،عمره الله وأطال اثنين، إال مائة صلبه من ولده من

عليه النعمة يتم أن تعالى الله من يرجو كان:والرابعة ،مائة عام.359بها

أم سليم بنت ملحان النجارية األنصارية وهي الغميصاء التي بشرها رسول 357 بن مالك خادم رسـول اللـه - الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، وأم أنس

وزوجــة أبي طلحــة الــذي نــزل،صلى الله عليه وسلم - شهدت أحدا وحــنين فيها وفي زوجها قــرآن يتلى في الــذين يــؤثرون على أنفســهم - رضــي اللــه

.8/312عنها. انظر: "الطبقات الكبرى": إمــام اليمــاني، الدوسي صــخر بن عبدالرحمن هريرة، أبو الجليل الصحابي 358

اه حافظ، مجتهد فقيه هريــرة، - بــأبي وســلم عليه الله - صــلى الله رســول كن عليه الله - صــلى الله رسول عن رواية الصحابة أكثر وشهدها، خيبر عام أسلم عنه. انظــر: "ســير الله - رضي هـ95 سنة توفي ( حديثا،5374) - روى وسلم.2/578النبالء": أعالم

من األوائل و"المائة ســابق، مرجع ،1/710 الجــوزي، ابن الصفوة"، "صفة 359سابق. مرجع95 ص حلبي، لمحمد الرسول"، صحابيات

بحسن ؛أنس الجليل للصحابي حصل ذكره، سبق الذي الخير كلعنهما. الله - رضي تربيته طريقة في أمه تصرف

لها لدعوته واس<<<تجابتها الداعية ابنها األم - تش<<<جيع2الخير: إلى

دار في 360القرشـــي عمـــير بن طليب الجليل الصـــحابي أســـلم أروى أمه إلى توجه أن إسالمه بعد عمله عمل أول وكان األرقم،

- وســلم عليه الله - صــلى الله رســول عمة 361عبدالمطلب بنتــال ،قومها دين على زالت ما وهي ــ ــا: تبعت فقـ ــ ــدا لهـ ــ ،محمـ

خالــك، ابن وعضــدت وازرت من أحق فقــالت: إن ،لله وأسلمت ،عنه وذببنا لمنعنــاه الرجــال عليه يقــدر ما على نقدر كنا لو والله أخوك أسلم فقد وتتبعيه؟ تسلمي أن يمنعك وما أمه لها: يا فقال فقــال ،إحــداهن أكــون ثم أخــواتي يصنع ما فقالت: انظر ،حمزة

ال أن وشــهدت ،وصــدقته عليه فسلمت أتيته إال بالله لها: أسألك أن وأشـــهد ،الله إال إله ال أن أشـــهد فقـــالت: فـــإني ،الله إال إله

وأســلمت اســتجابت لها ابنها دعــوة فبمجــرد الله، رسول محمدا - وســلم عليه الله - صــلى الرســول نصرة على ابنها شجعت بل

.362ذلك بعد وابنها هي تعاضده واستمرت

الداعية حياة في األم لعالقة السلبية اآلثار الص<<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<<اء حي<<<<اة أوال: في-: والسالم

على - الش<<ديد والس<<الم الص<<الة - عليه الرس<<ول بك<<اءكافرة: لموتها ؛أمه

ــير بن طليب 360 ــير بن وهب بن عم ــمي، قرشي قصي بن عبد بن كث أمه هاشــدالمطلب بنت أروى ابن - وهو وســلم عليه الله - صــلى الله رســول عمة ،عب

إلى - هــاجر وســلم عليه الله - صــلى الله رســول وناصر قــديما أســلم خالــه، الله - رضي للهجــرة13 ســنة أجنــادين يــوم شــهيدا وقتل بــدرا شهد الحبشة،

.3/91الكبرى": عنه. انظر: "الطبقات الله - صـلى الله رســول عمة ،الهاشـمية القرشــية عبــدالمطلب بنت أروى 361

ابن مناصــرة على تشــجعه وكــانت ،طليب ابنها يد على - أســلمت وسلم عليه عنهــا. انظــر: "الطبقــات الله - رضي وسلم عليه الله - صلى الله رسول خاله

.8/35 سعد، ابن ؛الكبرى".3/91 السابق، انظر: المصدر 362

أما كــافرين؛ ماتا - وأمه وســلم عليه الله - صــلى الرسول أبا إن - لألعــرابي: وســلم عليه الله - صــلى الله رســول قال فقد األب - والســالم الصــالة - عليه أمه أما ،363النــار(( في وأباك أبي ))إن

أمه قــبر النــبي - قــال: "زار عنه الله - رضي هريــرة أبو فحــدث اســتغفر أن في ربي فقــال: ))اســتأذنت حوله، من وأبكى فبكى

فزوروا لي، فأذن قبرها أزور أن في واستأذنته لي، يأذن فلم لها،ر فإنها القبور .364الموت(( تذك

ــربى ذوي كــانوا ولو ،والكافرين للمشركين االستغفار - إن1 - قــمح م ــرعا ر ــالى: } لقوله ؛ش ـان ماتع ـ بي ك ذين للن ـوا وال ـ أن آمن

ــربى أولي كانوا ولو للمشركين يستغفروا ــد من ق ن ما بع لهم تبيهم قــال كثــير من العلمــاء: "ال بــأس أن،365{الجحيم أصحاب أن

ين، فأمــا يدعو الرجل ألبويه الكافرين ويستغفر لهما ما داما حيــاس،من مات فقد انقطع عنه الرجاء فال يدعى له، قال ابن عب

ما}- رضي الله عنهما -: "كانوا يســتغفرون لموتــاهم فــنزلت: بي كان ذين للن ــو للمشركين يستغفروا أن آمنوا وال ــانوا ول أولي ك

ن ما بعد من قربى هم لهم تبي فأمسكوا عن ،{الجحيم أصحاب أنــوا" ــاء حــتى يموت ،366االســتغفار ولم ينههم أن يســتغفروا لألحي

االســتغفار - عن وســلم عليه الله - صلى الله رسول نهي ولذلكالكفر. على ماتت ألنها ؛ألمه

فيه من القــبر كــان إن يضر وال شــرعا، جــائزة القبــور - زيارة2 الصــالة - عليه لرســوله تعــالى الله أجــاز وقد مســلما، أو كــافرا

الحكم. لذلك أمه قبر - زيارة والسالم وعطفا ورقة رحمة أكــثر أحــد تعــالى الله خلق في يوجد - هل3

عليه الله - صــلى محمد نبينا ،واآلخــرين األولين ســيد من وحنانا الــذي العميق والحــزن النفســي، األلم تصور يمكن ال لذا وسلم؟ أمه أن يتــذكر - حين وســلم عليه الله - صــلى الله رسول يغشى فال ل،مرســ نــبي وهو شــيئا عنهما يغــني ولن كــافرين، ماتا وأباه

أمــه، قــبر - على والســالم الصــالة - عليه يبكي أن أبدا يستغربفيه. تعالى الله اختبره الذي البالء من وهذا حوله، من ويبكي

.142سبق تخريجه ص 363 "صحيح مسلم"، كتاب الجنائز، باب استئذان النبي ربه في زيارة قبر أمه، 364

(.976، رقم الحديث: )2/671(.113سورة التوبة، آية ) 365، مرجع سابق.8/249"الجامع ألحكام القرآن"، القرطبي، 366

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في-: تعالى الله - رحمهم والتابعين

الداعية. قلب في الموجع وأثره إليه والدعاة الدين - سب1دعوته. بسبب ؛الداعية ولدها على اإلنفاق عن األم - امتناع2 قلب في الموجع وأث<<<ره إليه وال<<<دعاة ال<<<دين - سب1

الداعية: إلى والداعية وصـــفها، يمكن ال اإلنســـان قلب في األم مكانة إن

الحب عظيم الحساســية، شــديد قلبا جنبيه بين يمتلك تعالى الله يحبهم ممن يســـمع أن الداعية يحتمل ال ولـــذلك ولدينـــه، ألمه

لدينه هــــموج ســــوء - أي المعتقد في خــــالفوه - وإن ويجلهمــه؟ يحدث ماذا بعدها تسأل فال إليه، والدعاة مع حصل ما وهــذا ل

ــحابي ــرة أبو الجليل الص ــه- فقد الله - رضي هري ــانت عن أمه ك فأســمعته يوما ودعاها عليــه، فتأبى اإلسالم إلى ويدعوها ،كافرة

يكــره، ما دعوته - وفي وســلم عليه الله - صــلى الله رسول فيــذهب ــرة أبو ف مما يبكي الله رســول - إلى عنه الله - رضي هريي ،الله رســــول فقــــال: يا ،أمه قــــالت إلى أمي أدعو كنت إن ما فيك فأسمعتني اليوم دعوتها وإني علي، تأبى فكانت اإلسالم،ــره، ــادع أك ــدي - أن وجل - عز الله ف ــرة أبي أم يه ــال ،هري فق

ــول ــلى الله رسـ ــلم عليه الله - صـ ــد -: ))اللهم وسـ أبي أم اهـرها - مســرعا عنه الله - رضي فخــرج ،هريــرة(( بــدعاء ليبشــ

أنت، كما هريــرة أبا قالت: يا بابها عند وقف فلما لها، الله رسول فقالت: ،خمارها عن وعجلت درعها لبست وقد الباب، فتحت ثم

ــهد ــدا وأن الله إال إله ال أن أش ــده محم ــوله، عب إلى فرجع ورس وقــال: يا الحزن، من يبكي جاءه كما الفرح من يبكي الله رسولر، الله رسول أبي أم هــدى وقد ،دعــاءك الله اســتجاب فقد أبشــ. 367هريرة

بس<<بب ؛الداعية ول<<دها على اإلنفاق عن األم - امتناع2دعوته: - كــان عنه الله - رضي 368األول اإلســالم سفير عمير بن مصعب

انــه، أبــواه وكــان با،ســون وجماال شبابا مكة، فتى أمه وكــانت يحبسابق. مرجع ،1/685 الجوزي، ابن الصفوة"، انظر: "صفة 367 من البــدري القرشي العبــدري منــاف عبد بن هاشم بن عمــير بن مصــعب 368

وكــان ،المدينة إلى هــاجر من أول وهو ،الحبشة إلى هــاجر لإلسالم، السابقين أعالم عنه. انظر: "سير الله - رضي أحد يوم شهيدا قتل أهلها، إسالم في سببا

.3/421و"اإلصابة": ،1/145النبالء":

وأرقــه، الثيــاب من يكــون ما أحسن تكســوه المــال، كثيرة مليئة رسول فكان ،النعال من الحضرمي يلبس مكة، أهل أعطر وكانــذكره وســلم عليه الله - صــلى الله بمكة رأيت ويقــول: ))ما - ي

ــدا ــ ة، أرق وال لمة، أحسن أح ــعب من نعمة أنعم وال حل ــ بن مص - يــدعو وســلم عليه الله - صــلى الله رســول أن فبلغه عمــير((،

ــالم إلى ــدخل ،األرقم أبي بن أرقم دار في اإلس ــلم، عليه ف فأســه، وصــدق فكــان وقومــه، أمه من خوفا إســالمه فكتم وخــرج با، وســلم عليه الله - صلى الله رسول إلى يختلف به فبصر - ســر فلم فحبسوه فأخذوه وقومه، أمه فأخبر يصلي، طلحة بن عثمان

ثم األولى، الهجرة في الحبشة أرض إلى خرج حتى محبوسا يزل - حــرج قد الحــال، متغــير فرجع رجعــوا حين المســلمين مع رجعة ودخل العـــذل، من عنه أمه - فكفت غلظ:أي المســـجد مـــر

فلما ،أصــحابه مع - جــالس وســلم عليه الله - صلى الله ورسول - نكســـوا وســـلم عليه الله - صـــلى الله رســـول أصـــحاب رآه

أمه ألن وذلك عنــه، يغــيرون ما عنــدهم ليس له، رحمة رؤوسهم رســول فقــال كـان، كما حاله يعد فلم عليــه؛ اإلنفاق عن امتنعت

ــدنيا ليقلب لله -: ))الحمد وسلم عليه الله - صلى الله ــا، ال بأهله أنعم قــريش من فــتى بمكة - وما مصــعبا - يعــني هــذا رأيت لقد في الخـــير في الرغبة ذلك من أخرجه ثم منـــه، نعيما أبويه عند.369((ورسوله الله حب

للــدعاة يقع ما - كثــيرا عنه تعــالى الله - رضي مصــعب أم وفعل قد الشــديدة والحاجة الفقر حياة أن منهم راتصو تعالى، الله إلى

وتصديق. قناعة عن دخله الذي دينه من اإلنسان تخرج

المطلب الثالث الوسائل واألساليب الدعوية لتغيير اآلثار السلبية

إلى إيجابية

أوال: الوسائل الدعوية:ل بدعاء الصالحين: - وسيلة التوس1

وهو أن يذهب الداعية إلى أحد العلمــاء المشــهود لهم بالصــالحــو والتقوى، ويطلب منه أن يدعو ألمه طلبا لهدايتها، كما فعل أب

سابق. مرجع ،3/86 سعد، ابن ؛انظر: "الطبقات" 369

عنــدما طلب الــدعاء من،هريــرة - رضــي اللــه عنــه - مــع أمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكمــا فعــل الصــحابة مــع العباس عم رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - فالتوســل

.370 وله آثاره اإليجابية المشهودة،بدعاء الصالحين مشروع - وسيلة الصمت:2

ة كلمة أمــام أمــه،ه بأي ال يتفو،صامتاومعناها: أن يظل الداعية مهما صــدر منهــا من أذى قــولي أو فعلي، ممــا يــوحي إلى األم بضعف ابنها وعجزه عن الرد عليها، فيدفعها صمته إلى التفكــير

ضــح لهــا الحــق من خاللفيما يقوله، وفيما تفعله هي، فلعله يت صمته، كما أنه بصمته يستجلب رحمتها وشــفقتها، فقــد تطيعــه

ا بما يدعوها إليه.اقتناعا له، ال حب - وسيلة الهبة:3

وذلك بأن يقدم االبن الداعية لوالديه هبــة عينيــة أو نقديــة ذات فــإن اإلحســان، لتليين قلب الوالــدين واســتعباده؛قيمة واعتبار

فكيــف بالوالـدين؟ ويقصــد،إلى عامـة النـاس يسـتعبد قلــوبهم كي يزول؛االبن من وراء ذلك سرعة استجابة الوالدين لدعوته

ر السلبي عنه فيما يقومان به من عمل يؤثر على دعوته.ثاأل

ثاني<<ا: األس<<اليب الدعوي<<ة لتغي<<ير اآلث<<ار الس<<لبية إلىإيجابية:

- أسلوب الحكمة:1 ر الله تعالى الدعاة إليــه أن يســتخدموها،ممن األساليب التي أ

ــالى:}؛أســلوب الحكمة ــال تع ــة ق ك بالحكم بيل رب ــ ادع إلى ســو أعلم ك ه تي هي أحسن إن رب والموعظة الحسنة وجادلهم بال

.371{بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين وتعرف الحكمة بأنها: "معرفة الحق والعمــل بــه، واإلصــابة في القول والعمل، وهذا ال يكون إال بفهم القرآن والفقه في شرائع

، ويستطيع الداعية أن يكون حكيمــا372اإلسالم وحقائق اإليمان"في جميع أقواله وأعماله عن طريقين:

األول: سؤال الله تعالى من فضله. والثاني: التعمق في فهم القرآن والسنة، وكيف طبق الرســول - صلى الله عليه وسلم - اإلســالم على نفسـه وأهلـه وأصـحابه

.33 األلباني، ص ؛"التوسل أنواعه وأحكامه" 370(.125سورة النحل آية ) 371، مرجع سابق.2/498 ابن قيم الجوزية، ؛"مدارج السالكين" 372

ــة أن يكــون ومجتمعه، فالدعاء والعلم والعمل معا يكفل للداعيــحيح ــلوب الص ــرف األس ــه، ويع ــع والدي ــه م ــا في تعامل حكيم للوصــول إلى قلبيهمــا، والتــأثير عليــه فيســتجيبان لدعوتــه عن

.373قناعة وإيمان - أسلوب الموعظة الحسنة:2

ر الله تعالى الدعاة إليه أن يســتخدموهامومن األساليب التي أك قــال تعــالى: }؛أسلوب الموعظة الحســنة بيل رب ادع إلى ســ

ك ن إن رب تي هي أحســ بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالــدين بيله وهــو أعلم بالمهت ل عن ســ : ]النحل{هــو أعلم بمن ضــ

ــه القلب،:والوعظ ،[125 ــرق ل ــا ي ــالخير فيم ــذكير ب ــو الت هــدمع:والموعظــة الحســنة هي الــتي تلين القلــوب القاســية، وت

ــلح األعمــال الفاســدة ــون الجامــدة، وتص ــرت374العي ــد كث ، وقرة في القرآن الكريم والسنة المطهرة، المواعظ البليغة والمؤث روحفظ لنا التاريخ دررا من مواعظ الســلف الصــالح الــتي تــؤث

في النفوس، فتجني من ورائهــا الهدايــة، والموعظــة إذا كــانت حسنة فإنها "تدخل إلى القلــوب برفــق وأنــاة وهــدوء، فتلطــف

وتنعش الوجــدان،من حرارة الصــدر، وتعمــق المشــاعر بلطف في تؤدة، وتدفع إلى استشعار روحانيــة الــدعوة، فهي تــرطيب

وحــل لعقــد التقاليــد الصــعبة، وإنقــاذ من حــيرة ال،لفكر الثــائر وكثــيرا مــا،شعورية موهومة، وطمأنينــة تســكن ثــورة الجمــوح

ــوب الشــاردة بالموعظــة الحســنة" ــديت القل ــإذا أتقن،375ه فتــه للــه تعــالى، ثم الداعية فن الوعظ واإلحسان فيــه وأخلص نيــة في ــه ال محال ــلوب، فإن ــذا األس ــدعوتهما به ــه ب توجه لوالدي

ــتجابتهما لدعوته ــوالن على؛اس ــا مجب ــا أنهم ــل فيهم ألن األصالرحمة والشفقة لولدهما.

- أسلوب االعتراف بالفضل واإلحسان للوالدين:3

ــاض، ط ) 373 انظر: "الحكمة في الدعوة إلى الله"، د. سعيد القحطاني، الري المغــذويعبــدالرحيمهـ، "وسائل الدعوة"، د. 1421( مؤسسة الجريسي، 1

، مرجع سابق.50 - 25ص هـ، ص1403(، دار الكتب العلمية، 1 الجرجاني، بيروت، ط )؛"التعريفات" 374

237.ــدعوة"، د. رؤوف شــلبي، الكــويت، ط ) 375 ــرأي وال (، دار2"ســيكولوجية ال

، و"الدعوة اإلســالمية الوســائل واألســاليب"، محمــد226م، ص 198القلم، .103هـ، ص 1414(، دار طويق، 2خير يوسف، الرياض، ط )

هلإن ــ اآلثار السلبية لعالقة الوالدين في حياة االبن الداعية تس إزالتها، إذا أكثر الداعيــة من االعــتراف لوالديــه بفضــلهما عليــه وعظيم إحسانهما إليــه، وأنــه مهمــا قــدم لهمــا فإنــه يعجــز عن الوفاء بحقهما، ويثني عليهما في حضــورهما وغيابهمــا، على مــا

فــإن أســلوب؛هم عليه من تقصــير ومخالفــة تــؤثر في الداعية يرضيالشكر واالعتراف بالفضل واإلحسان مما أمــر اللــه بــه،

الوالـدين ويشـعرهما بــأن جهــدهما في تربيــة ابنهمـا لم يــذهبــة، لدعوتهما إلى ترك التقصيرتمهيد وفي ذلك ،سدى والمخالف

التي هما عليها.

المطلب الرابعتوجيهات ربانية

- تعظيم النهي عن عقوق الوالدين.1ــية2 - استمرار وجوب البر بالوالدين في حاالت الكفر والمعص

والظلم. - البر باألم مقدم شرعا على البر باألب.3 - تعظيم النهي عن عقوق الوالدين:1

لمــا لهمــا؛جعل الله تعالى للوالدين مكانة عظيمة في اإلســالم ا وعظم الله - عز وجــل - هــذه،من فضل وإحسان على ولدهم

ــق ــدارين لمن يع ــات مغلظــة في ال ــأن شــرع عقوب ــة ب المكان ومن أمثلة العقوبات المغلظة ما يلي:،والديه

وجعلــه من، - قرن الله تعالى عقــوق الوالــدين باإلشــراك به1 قال رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم -: ))أال؛أكبر الكبائر

ــا: بلى يــا رســول اللــه، قــال: ــا قلن ــائر؟ ثالث أنــبئكم بــأكبر الكب.376اإلشراك بالله وعقوق الوالدين((

- سخط الله - عــز وجــل - على العــاق لوالديــه، ومــا يــترتب2 على هذا السخط من تعاسة وشقاء في الحيــاة الــدنيا؛ لحــديث

.377))سخط الله في سخط الوالدين((

.152سبق تخريجه ص 376 .152سبق تخريجه ص377

لقولــه - عليــه؛ - عقوق الوالدين سبب للطرد من رحمة الله3 الصالة والسالم -: ))ثالثة ال ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق

وث، والمرأة المترجلة،لوالديه .378(( والدي لقوله - صلى الله عليه وســلم -؛ - الحرمان من دخول الجنة4

ــر ــدمن الخم ــه، والم ــاق لوالدي ــة: الع ــدخلون الجن ــة ال ي ،))ثالث.379((والمنان بما أعطى

لقولــه - عليــه الصــالة؛ - ال يقبل اللــه منــه عمال حــتى يتــوب5 ، عــاق:والســالم -: ))ثالثــة ال يقبــل اللــه منهم صــرفا وال عــدال

.380(( ومكذب بالقدر،ومنان لهــا،مخلص ، لدعوتهمحبفال يتصــور مطلقــا وجــود داعيــة

عليهم، ويعلم تغليـــظومشـــفق ، على هدايـــة النـــاسحـــريصــوق، الشارع - عز وجل - من عقوق الوالدين ويعرف نتائج العق

ثم يقدم عليه متهاونا فيه. - استمرار وجوب البر بالوالدين في ح<<االت الكف<<ر2

والمعصية والظلم:ا ال ينقطــع في جميــع ــر الوالــدين مســتمر جعــل اللــه تعــالى ب

وهي ثالث،الحاالت التي ممكن أن يكــون حــال الوالــدين عليهاحاالت:

وذلــك بــأن يكــون الوالــدان كــافرين أو مشــركين، - الكفر:1هما وحسن معاملتهما كما حصل للصحابي الجليــل،فالواجب بر

وكــان ســببا،سعد بن أبي وقــاص - رضــي اللــه عنــه - مــع أمهــا }:لنزول قوله تعالى ــه أمه وهن ــه حملت ان بوالدي ووصينا اإلنســ

ـديك إلي ــ كر لي ولوال اله في عـــامين أن اشـــ على وهن وفصــــه علم*المصير ـ وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك ب

ــاب بيل من أن ــع ســ ب فال تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتئكم بما كنتم تعملون ، وكــذلك مــا381{إلي ثم إلي مرجعكم فأنب

حصل مع أسـماء بنت أبي بكـر الصــديق - رضــي اللـه عنهمـا - قــالت: قــدمت علي أمي وهي مشــركة في عهــد قــريش إذ عاهــدهم، فاســتفتيت رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم -

.(674، رقم الحديث: )2/231 األلباني، ؛"السلسلة الصحيحة" 378(.674، رقم الحديث: )2/231 األلباني، ؛"السلسلة الصحيحة" 379(.1785، رقم الحديث: )4/390 األلباني، ؛"السلسلة الصحيحة" 380-ــ 14سورة لقمان، آية ) 381 الرفــاعي،؛ وانظر: "تيسير العلي القدير"،(15

، مرجع سابق.4/444

ــدمت علي أمي وهي راغبة ــه ق ــا رســول الل لأف أ،فقلت: ي صــ.382 صلي أمك((،أمي؟ قال: ))نعم

ــديهما - المعصية:2 وذلك أن يكون الوالدان مسلمين، لكن لــتمر فإن وجوب برهما ،من الكبائر والمعاصي ما لديهما ال،مس

ينقطع بسبب تقصــيرهما في حــق اللــه تعــالى، وهــو ممــا دلتــر الوالــدين فقــد جــاءت مطلقــة في وجــوب؛عليــه نصــوص ب

اإلحسان واإلكرام لهما دون التعرض لما هم عليه من الخطايا.ــوع من - الظلم3 ــأي ن ــدهما ب ــدان ول ــك أن يظلم الوال : وذل

أنواع الظلم الحسي والمعنوي، ومــع ذلــك فــإن وجــوب برهمــا ألمر الشارع - عز وجل - بذلك.؛مستمر ال ينقطع

- البر باألم مقدم شرعا على البر باألب:3 وذلك لما تالقيه األم من الجهــد والمعانــاة في الحمــل والــوالدة

فعن أبي هريرة - رضــي اللــه عنــه - قــال:؛والرضاعة والتربية جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وســلم - فقــال: من

، قــال: ثم من؟((أمك))أحــق النــاس بحســن صــحابتي؟ قــال: ــال: ــال: ((أمك))ق ــال: ثم من؟ ق ــال: ثم من؟،((أمك))، ق ق.383أبوك(())قال:

وفي رواية قــال - عليــه الصــالة والســالم-: ))إن اللــه يوصــيكمـا - إن اللــه يوصـيكم بآبـائكم، إن اللــه يوصـيكم بأمهـاتكم - ثالث

، ومســألة: من مقــدم في الــبر، األم أم384بــاألقرب فــاألقرب((األب؟ على قولين:

.385 - أنهما متساويان في وجوب البر لهما1 - أن بر األم مقــدم على بــر األب، وهــو الــراجح لثبــوت ذلــك2

بالنص، أما القرآن الكريم فقد ذكــر اللــه تعــالى وجــوب برهمــا وخص األم بالــذكر في وصــف معاناتهــا في الحمــل،معا مطلقا

د المطلــق، فتقــدم األم والوالدة والرضاعة، وجاءت الســنة لتقيت، وليس على األب ثالث مــرات كمــا في األحــاديث الــتي مــر

ــربين،" 382 صحيح مسلم"، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على األق(.1003، رقم الحديث: )2/696

"صحيح البخاري" المطبوع مع "الفتح"، كتاب األدب، باب من أحق الناس 383(.5971، رقم الحديث )10/401بحسن الصحبة،

، رقم3/214 األلباني، كتاب األدب، باب بر الوالــدين، ؛"صحيح ابن ماجه" 384(.2969الحديث: )

، مرجع سابق، و"شخصية المسلم3/771انظر: "موسوعة نضرة النعيم"، 385ــيروت، كما يصوغها اإلسالم في الكتاب والسنة"، د. محمد علي الهاشــمي، ب

.55هـ، ص 1417(، دار البشائر، 6ط )

ه واإلحسان إليــه، معنى التقديم التقصير في حق األب وترك بر لشدة معاناتهــا ومراعــاة؛لكن المقصود زيادة إكرام األم وبرها

ذلك في األحكام الشـرعية، وهـو مـا فقهـه الصــحابة - رضــوان الله عليهم - من تقديم رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم -

فقد جــاء رجــل إلى ابن عبــاس - رضــي،لبر األم على بر األبــني ــأبت أن تنكح ــرأة ف ــال: إني خطبت ام ــا - فق ــه عنهم ،الل

فهــل لي،ت أن تنكحه، فغرت عليها فقتلتهاوخطبها غيري فأحب قـال: ال، قــال: تب إلى اللــه - عـز،من توبة؟ قال: أمـك حيـة؟

ب إليه راوي386، قال عطــاء بن يســاراستطعت ماوجل - وتقر الحديث عن ابن عباس، فذهبت فسألت ابن عبــاس: لم ســألته عن حياة أمــه؟ فقــال: إني ال أعلم عمال أقــرب إلى اللــه - عــز

.387وجل - من بر الوالدة

يتبين مما سبق أن: لألم أثرها اإليجابي والسلبي في عالقتها بابنهــا الداعيــة، وأثبتت نصوص الكتاب والسنة ذلك، مع الــدعوة الصــريحة إلى وجــوب

وتقـــديمها على كـــل أحـــد في كـــل،بـــر األم واإلحســـان إليهاالظروف واألحوال.

الثالث الفصلالداعية حياة في األوالد عالقة أثر

مبحثين: على ويشتملالداعية. حياة في األبناء األول: أثر المبحثالداعية. حياة في البنات الثاني: أثر المبحث

التابعي الجليل عطـاء بن يسـار، ســمع من الصــحابي الجليـل عبداللـه بن 386 وكان من ألزم الناس لمسجد رسول الله - صلى الله عليه وســلم -،مسعود

ث عن أبي أيوب األنصاري وزيد وعائشة وأبــو هريــرة - رضــي اللــه عنهمحد هــ.103 وعمــرو بن دينـار، مــات ســنة ، أســلمبنأجمعين - وروى عنــه زيــد .4/449انظر: "سير أعالم النبالء"،

.13/4متفق عليه شرح السنة: 387

األول المبحثالداعية حياة في األبناء أثر

مطالب: أربعة على ويشتمل حياة في األبناء لعالقة اإليجابية األول: اآلثار المطلبالداعية. حياة في األبناء لعالقة السلبية الثاني: اآلثار المطلبالداعية. اآلثار لتغيير واألساليب الثالث: الوسائل المطلبإيجابية. إلى السلبيةربانية. الرابع: توجيهات المطلب

األول المطلبالداعية حياة في األبناء لعالقة اإليجابية اآلثار

: تمهيد

ــرة األوالد أن في مشاحة "ال ســعادته، ومصــدر اإلنســان، عين ق الرزق، ويستجلب العيش ويطيب الحياة، تحلو بهم حياته، وبهجة أوالده في يــرى األب كــان وإذا النفــوس، وتطمئن اآلمال، وتعقد تـرى األم فـإن الجـانب، وقـوة واالمتـداد والتكاثر ،والرفد العون العيش، وبهجة القلب، وفرحة النفس، وســلوة الحياة، أمل فيهم

وســالمة األوالد، تربية بحسن منــوط كله وهذا المستقبل، وأمان عناصر يكونــون بحيث ؛للحيــاة وإعدادهم تكوينهم، الــة،فع اءةــبن

ــود ــيرهم يعـ ــديهم على خـ ــاس وعلى ،مجتمعهم وعلى ،والـ النـــة والبنون }المالتعالى: قال كما 388يكونون وبذلك ،أجمعين زينــاة ــدنيا الحي ــات ال الحات والباقي ــر الصــ خي ــد ك عن ــر ثوابا رب وخي

.389{أمال أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الة

والسالم -:

د. محمــد؛انظر: "شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الكتاب والســنة" 388.210هـ، صـ1416(، دار البشائر، 3علي الهاشمي، بيروت، ط )

(.46سورة الكهف، آية ) 389

: - اصــطفاء األبنــاء وتكليفهم بــالنبوة تكريمــا لألب الداعية1"ذرية إبراهيم - عليه السالم".

ــا: وأثره على أبيه الداعية، - بر االبن الداعية2 "يحيى بن زكري- عليهما السالم".

: - وراثــة االبن الداعيــة النبــوة والملــك بعــد أبيــه الداعية3"سليمان بن داود - عليهما السالم".

- اص<<طفاء األبن<<اء وتكليفهم ب<<النبوة تكريم<<ا لألب1 "ذرية إبراهيم - عليه السالم": :الداعية

إبراهيم - عليه الصالة والسالم - له منزلة عظيمة عنــد معتنقيــذكر، والمســيحية،األديان الثالثة: اليهودية واإلســالم، فاســمه ي

فهــو من أولي العــزم؛دائما مقرونا بــاإلكرام والــدعاء واإلجالل كتاب "فكل ،جميعا األنبياء وأبو ،الرحمن خليل وهومن الرسل،

ذريته فمن إبــراهيم بعد األنبيــاء من نــبي على الســماء من أنزل أحــد؛ عليها يعلو - ال الســالم - عليه له مرتبة وهــذه ،390وشيعته"

بوة}تعالى: قال ته الن ي ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذرــرة لمن ــ ه في اآلخ ــدنيا وإن ــ ــره في ال ــ ـاه أج ــ ـ ـاب وآتين ــ ـ والكت

.391{الصالحين ، اللــه تعــالى إلبــراهيم ولــدين همــا: إســماعيل وإســحاقبهو

واصطفاهما اللـه تعـالى بـالنبوة، أمـا إســماعيل فهــو جـد نبينــا وحبيبنا محمــد - صــلى اللــه عليــه وســلم - وقــد أشــار القــرآن

للعــرب؛ قــال تعــالى:-الكريم إلى أبوة إبراهيم - عليه السالم ــل عليكم في} ه حق جهاده هو اجتباكم وما جع وجاهدوا في الل

لمين من ماكم المســ ــراهيم هــو ســ ة أبيكم إب الدين من حرج ملهداء ـوا شــ هيدا عليكم وتكون ول شــ ســ ـون الر قبل وفي هـذا ليكــو ه ه موا بالل ــاة واعتصــ ك ــوا الز الة وآت اس فأقيموا الصــ على الن

صير .392{موالكم فنعم المولى ونعم الن ه الله تعالى يعقوب - عليــه الســالم - وهـوقزأما إسحاق فقد ر

وإليه ينتسب أسباط بني إسرائيل، وكان،الذي يلقب بإسرائيل في هــؤالء األســباط كثــير من األنبيــاء، ختمــوا بعيســى - عليــه

ــوحالســالم - قــال تعــالى: } ــا إلى ن ــك كمــا أوحين ــا إلي ا أوحين إنحاق ــ ماعيل وإس ــ ــراهيم وإس ــا إلى إب ــده وأوحين ين من بع بي والن

(.1/192 )"والنهاية البداية "390(.27) آية العنكبوت، سورة 391(.78) آية الحج، سورة 392

ليمان ــارون وســ ــونس وه وب وي ويعقوب واألسباط وعيسى وأي ووهبنا له إسحاق ويعقوب وقال تعالى: }،393{وآتينا داود زبورا

وب ته داود وسليمان وأي ي كال هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذرنين ــذلك نجــزي المحســ ا*ويوسف وموسى وهــارون وك وزكري

وإسماعيل واليسع*ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين ، فــإبراهيم - عليــه394{ويونس ولوطا وكال فضلنا على العالمين

ــة السالم - جد اليهود والنصارى والمسلمين، وهذه مسألة مهمــة أن يفقهها ــدا على الداعيـ تها،جـ ــها وأدل ن من نصوصـ ؛ ويتمك

فهي مدخل لدعوة أهل الكتــاب إلى اإلســالم، ولمحاربــة دعــاة وحدة األديان المغرضين، قال اإلمام القرطبي في قوله تعالى:

ــز} ــو العزي ه ه ي إن ــاجر إلى رب ي مه ــال إن ــه لــوط وق ــآمن ل فــه" الملل أهل اجتمــاع : "يعــني395{الحكيم فرســول ،396عليبــور القــرآن، ورســول اإلنجيل ورســول التــوراة ورســول الز

الله فضل من - وهذا السالم - عليه إبراهيم أبناء من كلهموالسالم. الصالة - عليه عليه تعالى

الداعية أبيه على وأث<<<<<ره ،الداعية االبن - ب<<<<<ر2السالم": - عليهما زكريا بن "يحيى

ــاه بقــوة الكتاب خذ يحيى ياتعالى: } قال ا الحكم وآتين بي صــا من وحنانا* ا وكان وزكاة لدن ا* تقي ــر ــه وب يكن ولم بوالدي

ارا ا جب يوم عليه وسالم* عصي ــوم يموت ويوم ولد يبعث ويا الله - عز وجل - على نبيــه الكــريم زكريــا - عليــه، من397{حي

ا به وبأمه، وسماه الله تعالى السالم - في كبره، فرزقه ابنا بار ره من جميع الذنوب والخطايا، وأقر عيني والديــهبنفسه، وطه

ا يحكم بــالتوراة، إنــه يحــيى - عليــه به، حين اصطفاه وجعله نبيــر بــره بوالديــه مقصــود هنا ألن والديــه كبــيران؛السالم - "وذك

ــا، لتقدعجـــوزان بحاجـــة إلى بر ــا بهمـ ــر ابنهمـ مهما في العمـ ما أنهمــا رزقــاوحاجتهما إلى المساعدة وحسن المعاملة، ال سي

(.163) آية النساء، سورة 393(.86- 84) آية األنعام، سورة 394(.26) آية العنكبوت، سورة 395396 سابق. مرجع ،13/302 القرطبي، ؛"القرآن ألحكام الجامع"?

(.15- 12) آية مريم، سورة 397

ــر، ونعمــة عظمى ينعم اللــه بهــا على الوالــدين بابنهما على كب.398ق ابنهما إلى البر بهما"الكبيرين عندما يوف

أبيه بعد والملك النب<<<<<<<<وة الداعية االبن - وراثة3السالم": - عليهما داود بن "سليمان الداعية

- الســــالم - عليه داود ورســــوله نبيه تعــــالى الله وصف - وجل - عز له وباألوبة تعـــالى لله الكاملة الحقة بالعبودية

برتعــالى: } قــال ــر يقولــون ما على اصــ ــدنا واذك عب ذا داوده األيد .399{أواب إن تعــالى، لله عابد مثلــه، صالح بابن فرزقه عمةالن عليه وأتم - الســالم - عليه ســليمان إنه إليه، والرجوع االستغفار كثيرــاه بقــوة الكتاب خذ يحيى ياتعالى: } قال ا الحكم وآتين بي صــ

ا من وحنانا* ا وكان وزكاة لدن ا* تقي ــر ــه وب يكن ولم بوالديارا ا جب يوم عليه وسالم* عصي ــوم يموت ويوم ولد يبعث وي

ا ــرزق اللـه، ويثلج بـه الصــدر،، ومما تقــر بـه العين400{حي أن ي هم، والقضــاءاألب وابنــه معــا الصــالح واالســتقامة، والعلم والف

والملك، والنبوة والرسالة، فيكونــان ســواء في كــل مــا ســبق،ــالى ويفرح األب بزيادة ابنه عليه في أي شيء، فقد زاد الله تع

ليمان؛ قــال تعــالى: }401سليمان في الفهم والقضاء وداود وســا لحكمهم ــوم وكن إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيــه غنم الق

رنا مع*شاهدين ففهمناها سليمان وكال آتينا حكما وعلما وسخــاعلين ا ف ــر وكن حن والطي ب ــال يســ ، وكــان داود -402{داوود الجب

ا ملكا - وقــل ــا - فلم أن يكــونعليه السالم - نبي اـ األنبيـاء ملوكبــوة فقــط؛ قــال ــك والن مات ورثه ابنه سليمان، ورث منــه المل

ــقتعالى: } ــا منط من اس عل ها الن وورث سليمان داود وقال يا أي ، أمــا403ن{الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبي

نة اللــه األمــوال والممتلكــات فــإن األنبيــاء ال يورثــون، وهي ســ

سابق. مرجع ،4/151 الخالدي، د. صالح القرآني"، "القصص 398(.17) آية ص، سورة 399(.15- 12) آية مريم، سورة 400 انظر: قصة داود - عليه السالم - مع قضية الخصمان والمائة نعجة والتوبة 401

-3/439وقضية الغنم والحرث في: "القصص القــرآني"، د. صــالح الخالــدي، -283، مرجع سابق، و"مــع األنبيــاء في القــرآن"، عفيــف طبــارة، صـ 451 285.

(.79- 78سورة األنبياء، آية ) 402 (.16سورة النمل، آية ) 403

تعالى في أنبيائه جميعــا؛ قــال رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه.404 ما تركناه صدقة((،وسلم -: ))ال نورث

ثاني<<ا: في حي<<اة الص<<حابة - رض<<وان الل<<ه عليهم -والتابعين - رحمهم الله تعالى:

- كثرة بيوت الدعوة في جيل الصحابة - رضوان الله عليهم.1 - استمرارية الدعوة في بيوت التابعين - رحمهم الله تعالى.2 - كثرة بيوت ال<<دعوة في جي<<ل الص<<حابة - رض<<وان1

الله عليهم -:ــر الرســول - عليــه الصــالة والســالم - عن أفضــل القــرون أخبئل ة، وذلــــــــــك عنــــــــــدما ســــــــــ وأكثرهــــــــــا خيري

ثم،405- عليه الصالة والسالم - أي الناس خــير؟ قــال: ))قــرنيــونهم ــونهم، ثم يجيء قــوم تبــدر شــهادة،الــذين يل ثم الــذين يل

ــير من406أحدهم يمينه ويمينه شهادته(( ، فحفظ لنا التاريخ الكث بيوت الدعوة في جيل الصحابة - رضــوان اللــه عليهم - فــاألبــات كلهم دعــاة، كــان الواحــد منهم ناصــحا ــاء والبن واألم واألبن

ــا، اســتحقومنصوحا، ال يغفل أحد عن أحد، حتى كو نــوا مجتمعر بالجنــة، ويحــل عليــه رضــوان اللــه كثــير من أفــراده أن يبشــــة ــة التالي ــدعاة، العبادل ــاء ال ــاء واآلب ــاذج األبن ــالى، ومن نم تع أسماؤهم: عبدالله بن عباس، وعبداللــه بن عمــر بن الخطــاب،

بن عمــــرو بن وعبداللــــه بن الزبــــير بن العــــوام، وعبدالله ، وعبدالله بن سهيل بن عمرو، وعبدالله بن عمرو بن407العاصي408حرام ر هـؤالء الصـحابة - رضــي اللـه عنهم -، والمتتبــع لسـ

واألحداث المشرقة في سمو العالقة،،يجد المواقف المشرفة "صحيح البخاري" المطبوع مع "الفتح"، كتاب الفرائض، باب قول النبي: ال 404

(.6726، رقم الحديث: )12/5نورث ما تركناه صدقة، األصــفهاني،؛القرن: يقصد به مائة سنة، "المفردات في غــريب القــرآن" 405

، مرجع سابق.401ص (.1912، رقم الحديث: )2/42"صحيح ابن ماجه"، األلباني، 406 عبدالله بن عمرو بن العاص بن وائل اإلمام الحبر العــالم صــاحب رســول 407

روى عن رسول الله - صلى الله،الله - صلى الله عليه وسلم - وابن صاحبه ، عــرف بكــثرة العبــادة700عليه وسلم - أحاديث كثيرة المسند منهــا عــدده

هـــ - رضــي اللــه عنــه. انظــر:63من صالة وصيام سكن مصر، ومــات ســنة .2/351، و"اإلصابة": 95 - 3/79"سير أعالم النبالء":

وهــو،عبدالله بن عمرو بن حرام صحابي جليل، شهد العقبة مع الســبعين 408 وابنــه جــابر بن،أحد النقبــاء االثــني عشــر، شــهد بــدر وقتــل شــهيدا في أحد لته بأجنحتها حتىعبدالله ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن المالئكة ظل

.3/423: "الطبقات"رفعوه - رضي الله عنه، انظر:

ــن التربية ــاء،وحسـ ــل األدب بين األبنـ ــبر، وجميـ ــان الـ وإحسـ.409واآلباء

- استمرارية ال<<دعوة في بي<<وت الت<<ابعين - رحمهم2الله تعالى -:

استمر حسن التربية، والحرص على الدين والدعوة إليه، ينتقلــوت ــتمرت بي ــاد، فاس ــاء إلى األحف ــداد إلى اآلب ــل األج من جيرة مثمــرة، من ــا خي ــا فروع الــدعوة في العطــاء، فــأخرجت لن

أصول قويـة ،410ثابتــة من أمثــال: ســالم بن عبداللــه بن عمــر بن الخطــاب

بن محمد بن أبي بكر  والقاسم،411وعلي بن عبدالله بن عباس -413، وعبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصــديق412الصديق

رحمهم الله تعالى جميعا - واستمر وجــود بيــوت الــدعوة حــتىــأثرت بعض ــد ت ــثرة ق ــانت الك لة، وإن ك ــرون المفضــ ــد الق بع

.414الشيء

المطلب الثانياآلثار السلبية لعالقة األبناء في حياة الداعية

، مرجع سابق، و"صفة285ـ- 284 ـ- 2/278 ابن سعد، ؛انظر: "الطبقات" 409، مرجع سابق.764 - 746- 486- 1/454 ابن الجوزي، ؛الصفوة"

سالم بن عببدالله بن عمر بن الخطــاب كــان شــبيها بأبيــه عبداللــه عالمــا 410 هـــ - رضــي اللــه106 روى عن الصحابة وروي عنه، مات ســنة ،فقيها صالحا

.155- 5/149عنه. انظر "الطبقات": علي بن عبدالله بن عبــاس القرشــي الهاشــمي روى عن الصــحابة وروي 411

هـ - رحمه الله تعالى، انظر:118ي بالشام سنة توف، وكان عابدا صالحا،عنه.5/240"الطبقات":

عمته أم المؤمنين عائشة - رضي،القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق 412 الله عنها - روى الحديث عنها وعن أبي هريرة وابن عبــاس، كـان عالمــا ثقــة

ــا كثــير الحــديث هـــ - رحمــه اللــه تعــالى، انظــر:63 مــات ســنة ،فقيهــا ورع.5/148"الطبقات":

، عمتـه عائشــة أم المؤمــنين،عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق 413ــه عنهما ــنين - رضــي الل ــه أم ســلمة أم المؤم ــه. انظــر:،وخالت ــه الل ورحم

.5/149"الطبقات": ؛هـ"14هـــ إلى القــرن 7"استمرارية الدعوة نماذج من الدعاة من القرن 414

-9هـ، ص 1414(، دار المجتمع للنشر، 1د. محمد السيد الوكيل، جدة، ط )-ــ 37 -ــ 109 و"تقنين الدعوة مراحلهــا ومناهجهــا واســتمراريتها من،179

ــرن ــرن 1الق ــ إلى الق ــل، جــدة، ط )؛ هـ"6 هـ (، دار1 محمــد الســيد الوكي.395 - 209هـ، ص 1414المجتمع للنشر،

:تمهيد مــا، وتختفي في ظلمــةلينفطر القلب كمــدا، وتحــترق النفس أ

األحداث الطموحات واآلمــال الــتي تبــنى لألبنــاء، عنــدما يفجــع األب الداعيــة واألم الداعيــة بــأن أحــد أبنائهمــا خــالف الطريــقر لدينه وأهل ملته، وجعل شــريعة اإلســالم الذي هم عليه، وتنكــافرا عدوه الذي يحاربه، فال يحتمل قلب الداعية أن يرى ابنه كــا أو غارقــا في الموبقــات والمهلكــات، إال إذا كــان يمتلــك إيمان راســخا في قلبــه، رســوخ الجبــال الراســيات على األرض منــذ

مئات السنين. أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الة

والسالم -: "قصــة نــوح -، - كفــر ابن الداعيــة وأثــره الســلبي على أبيه1

عليه السالم - مع ابنه". "قصة يعقوب -، - ضياع ابن الداعية وأثره السلبي على أبيه2

عليه السالم - مع ابنه يوسف".ــاء - ســوء تصر3 ــا قصــة، وغضــب األب الداعية،فات األبن منه

"إخوة يوسف - عليه السالم". "مــوت، وأثــره الســلبي عليه، - موت أبناء الداعية في حياته4

أبناء الرسول - عليه الصالة والسالم". "قصة، وأثره السلبي على أبيه، - كفر ابن الداعية1

نوح - عليه السالم - مع ابنه": ر الله تعالى في كتابه الكريم قصة نوح - عليه السالم - مــعكذ

اللــه تعــالىة في سورة هود أنابنه الذي كفر، وجاء في القصـركب فيــه، نوحــا - عليــه الســالم - أن يصــنع الفلكرــمأ ـ وي

ــه،المؤمــنين ومن كــل شــيء زوجين وأهلــه إال من ســبق عليــه وأحــد أبنائــه ألنهمــا ــه إال امرأت القول بأنــه كــافر، فــأركب أهلــر النفســي المــؤلم كافرين، فحدث موقف يــدل بقــوة على األث الــذي تركــه كفــر االبن على قلب أبيــه، وهــو أن نوحــا - عليــهــك الســالم - رأى ابنــه في معــزل عن القــوم الكــافرين، والفل

ــرن فظ،تجــري في الطوفــان - عليــه الســالم - أن ابنــه قــد غي أمـــره وأراد أن يســـلم، فنـــاداه بلفـــظ يثـــير العاطفـــة ويهيج

فقــال:،المشاعر، ناداه بالعالقة التي تربط بينهما عالقة البنــوةــا، وال يكــون يا بني، ودعاه أن يركب في الســفينة ويصــير مؤمن

ــالمع الكافرين؛ قال تعالى: } وهي تجــري بهم في مــوج كالجبــا بني اركب م ــا وال تكن مونادى نوح ابنه وكان في معزل ي ععن

فحال الموج بين االثنين، وغرق ابن نــوح - عليــه ،415{الكافرينــاذا،السالم - فبعد أن انتهت األحداث ه عن ابنه لم سأل نوح رب

غرق؟ قد يكون انعزاله رغبة في اإليمان، وإال فإن نوح أصال لم يركبه السفينة ألنه كافر، ويعلم وعد الله لــه بنجــاة أهلــه وابنــه لكفره ليس من أهله، لكن موقف االنعزال أظهر عاطفة األبوة وشفقتها، فظن انعزاله ألجل إرادته اإلسالم ولــذلك ســأل ربــه

416عنه ن لــه حقيقــة، فعاتبه الله تعــالى على ســؤاله بعــد أن بي ؛417ابنه وهو الكفر، وأنه أراد بانعزالــه النجــاة من الغــرق فقط

ه عمل غير صالحقال تعالى: } ه ليس من أهلك إن قال يا نوح إنـون من ـ ــك أن تك ي أعظ ـه علم إن ـ ــك ب ــا ليس ل ألن م ــ فال تس

ــه*الجاهلين ألك مــا ليس لي ب ــك أن أســ ي أعــوذ ب قال رب إنــوح*علم وإال تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ــا ن ــل ي قي

ــك وأمم ــك وعلى أمم ممن مع ــات علي ا وبرك الم من ــط بســ اهبا عذاب أليم هم من عهم ثم يمس .418[48 - 46: ]هود{سنمت

فترك لنا نوح - عليــه الســالم - في قصــته مــع ابنــه أبلــغ درس وأعمقه في الوالء لله تعــالى، والــبراءة من أعدائـه، ولـو كـانوا من صلب اإلنســان نفســه، والــدعاة اليــوم يواجهــون مــع بعض أبنائهم مواقف مشابهة، فالقدوة ماثلة أمامهم، واالســتعالء عن كل الوشائج والعالئــق، إال وشــيجة وعالقــة الــدين - أمــر واجب

شرعا. ،أبيه على الس<<لبي وأث<<ره ،الداعية ابن - ض<<ياع2

السالم": - عليهما يوسف ابنه مع يعقوب "قصةــالى الله ذكر ،ابنه يضــيع أب قصة الكــريم كتابه في لنا تع

بل والحــزن، األلم من يحترق وهو ،الطوال السنين فيعيشــه، على البكــاء كثرة من يفقده أن وكاد بصره، ويضعف ابن

ابنه له يعــود بــأن عظيمــا؛ تعــالى بالله رجــاؤه يظل ولكن في وذلك ،له الثــاني االبن بفقد بالؤه فــيزداد فقــده، الــذيب إليــه- يعقوب قصة عليه السالم - لما ضاع منه ابنــه المقــر

قــال؛ قال تعــالى: }419يوسف - عليه السالم - ثم أخوه بنيامين(.42سورة هود، آية ) 415 مرجع سابق.205- 1/169انظر: "القصص القرآني"، د. صالح الخالدي، 416

سابق. مرجع ،71 ص طبارة، عفيف القرآن"، في األنبياء انظر: "مع 417(.48- 46سورة هود، آية ) 418ــارة، ص ? 419 ــف طب ــاء في القــرآن"، عفي ــ 158 انظــر: "مــع األنبي - 182،

، مرجع سابق.203 - 75و"القصص القرآني"، د. صالح الخالدي، ص

بر أمرا أنفسكم لكم سولت بل ــ ــل فص ى جمي ه عســ أن اللـأتيني ــ ه جميعا بهم ي ى* الحكيم العليم هـــو إن ـول ــ عنهم وت

ــو الحزن من عيناه وابيضت يوسف على أسفى يا وقال فهه قالوا* كظيم تالل ف تذكر تفتأ ــون حتى يوســ ا تك أو حرضــما قال* الهالكين من تكون كو إن ــ ي أش ه إلى وحــزني بث الله من وأعلم سوا اذهبوا بني يا* تعلمون ال ما الل من فتحس

ف وا وال وأخيـــه يوســـ ه روح من تيئســـ ه الل من ييئس ال إنه روح .420[87: ]يوسف{الكافرون القوم إال الل

ــد األبنــاء ــدركون معــنى فق إن اآلباء واألمهات هم فقط الذين يــف وضياعهم، ويفهمون جيدا حالة يعقوب - عليه الســالم - وكي تردى بصره حتى فقده من كثرة الحزن والبكاء، ومطلوب منــهــه تعــالى، ــدعوة قومــه إلى دين الل ــوة ب ــواجب النب أن يقــوم ب فيجمع بين هم الفقــد الــذي بــرح بــه، وبين مســؤولية الــدعوة،ة في وجــوب اســتمرارية ــدوة عملي فيعطي للدعاة من بعــده ق

ا.،الدعوة إلى الله تعالى ر بأي حدث، مهما كان قوي وأال تتأثفات األبناء3 ، وغضب األب الداعي<<ة منها، - سوء تصر

"قصة إخوة يوسف - عليه السالم": ــه كان ليعقوب - عليه السالم - عدد من األوالد، وكان يقرب إلي

ــامين، وال،ابنه يوسف الذي أكرمه الله تعالى بالنبوة وأخــاه بنيــر ــاء اآلخــرين لم يعجبهم األم ــاءه اآلخــرين، لكن األبن يظلم أبن

ن الشيطان من نفوسهم، فأغراهموأساؤوا الظن بأبيهم، فتمك بالوقوع في عدد من المعاصي، كان تأثيرها السلبي كبــيرا جــدا

على أبيهم، وهي - أي المعاصي -: هم بأبيهم، وتصورهم أنهم أكـثر خــيرا ونفعـا ألبيهم1 - سوء ظن

من أخويهما يوسف وبنيامين. - تآمرهم على قتل يوسف.2 - التخطيط لفعل ذلك، وانتهاء أمرهم إلى إلقائه في البئر.3 - الكذب الصريح على أبيهم، ومعرفة أبيهم بذلك.4ــيرة في نفــوس5 - مرور السنين الطوال وبقاء الكراهيــة والغ

هامه بالسرقة. اإلخوة ألخيهم يوسف، بدليل ات مــرة في حفــظ يوســف،؛تين - تفريطهم بوعدهم ألبيهم مــر6

واألخرى في حفظ بنيامين. كل تلك التصــرفات الســيئة كــانت لهــا آثــار بالغــة على نفســية

أبيهم يعقوب - عليه السالم - ومن هذه اآلثار: (.87 - 83سورة يوسف، آية ) 420

وهو يوسف - عليه الســالم - قــال، - الفجيعة بفقد أعز أبنائه1ولت لكمؤوجاتعالى: } ــل ســ ــذب قــال ب ــدم ك وا على قميصه ب

فون تعان على مــا تصــ ه المســ *أنفسكم أمرا فصبر جميل واللرى هـذا ارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشـ وجاءت سي

ه عليم بما يعملون وه بضاعة والل .421{غالم وأسرـر حــتى ضــعف بصــره ففقــده؛ قــال تعــالى:2 - البكاء الذي كثــاه من} ت عين ف وابيضــ ى عنهم وقال يا أسفى على يوســ وتول

.422{الحزن فهو كظيم - عاقبة الفجيعة بفقد االبنين يوســف وأخيــه، والحــزن الــذي3

طــال لطــول الفــراق، حــتى بــرح بــه فأوشــك يعقــوب - عليــه وهو صابر محتسب، يرجو من الله تعالى،السالم - على الهالك

ــالف ــون }؛ج وينتظــرهر ى تك ف حت ــذكر يوســ ــأ ت ه تفت ــالوا تالل ق.423ن{حرضا أو تكون من الهالكي

- زيــادة الهمــوم واألحــزان بفقــد االبن الثــاني؛ قــال تعــالى:4ــا ال} ه م ه وأعلم من الل ــزني إلى الل ي وح كو بث ــ ــا أش م ــال إن ق

.424{تعلمون فات أبنــائهم، حــتى إنويعاني بعض دعاة اليــوم من ســوء تصر

جهم يرخي رأسه خبعض ــازي، ويتمن ىال مما يصنع ابنه من المخ لو أن األرض ابتلعته قبل أن يسمع عن ابنه ما يســمع، فلهــؤالء الــدعاة جــاءت ســورة يوســف - عليــه الســالم - ألخــذ العظــة

ر مواقــف األب المبتلى بأبنائه،والعـبرة وكيــف تصــرف،، ولتــدبوهو النبي الموحى إليه من الله تعالى.

وأث<<ره الس<<لبي، - م<<وت أبن<<اء الداعي<<ة في حياته4 "موت أبناء الرسول - عليه الصالة والسالم":؛عليه

ــاء والمرســلين - كتب الله تعالى على رسوله محمد خاتم األنبي رــكصلى اللــه عليــه وســلم - الحرمــان من أن يبقى لــه ولــد ذ

دا له بعد الله تعالى، فلقــدنيفرح به حين يكبر، ويكون عونا وس رزق رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم - من أم المؤمــنينــة من الــذكور، األول :خديجــة - رضــي اللــه تعــالى عنهــا - ثالث

وبعــد النبــوة رزق بعبداللــه،ى ولد قبــل النبــوةالقاسم وبه يكنــرة، رزق ــان للهج ــنة ثم ــاهر، وفي س ــالطيب، ثم الط ولقب ب

(.18سورة يوسف، آية ) 421(.84سورة يوسف، آية ) 422(.85سورة يوسف، آية )423

(.86سورة يوسف، آية ) 424

بإبراهيم من جاريته مارية القبطية - رضــي اللــه عنهــا - وكلهمــره العــاص ماتوا دون السنتين، ولما مات القاسم وعبداللــه عي

فــأنزل اللــه؛ فقال: قد انقطع ولده فهو أبتر،بن وائل السهمي.425{إن شانئك هو األبترتعالى قوله: }

ــد األبنــاء الــذكور ليس بــاألمر الســهل الهين على إن تحمل فق في بيئة كانت تئد البنات وتســود وجــوه آبــائهن عنــدما،النفس

يبشرون بهن، وتفاخر بعدد األبناء الذكور، لــذلك اســتغل أعــداء الدين من كفار قريش وغــيرهم هــذا األمــر في تعيــير الرســول الكــريم - صــلى اللــه عليــه وســلم - بــه، واإلعالن لقــومهم أن

وانتهاء ذكره، وكان هذا في بداية اإلسالم،،ارتقبوا انقطاع أثره وهو من األذى المعنوي الذي تعرض لــه الرســول - صــلى اللــه

ــل مــا تعــرض لــهعليــه وســلم - وكــل داعيــة بعــده معر ض لمث بعض النــاس فيرسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم - فــإن

رون بعض الدعاة - الذين جعل الله تعالى رزقهم من زماننا يعيــ ــات فقــط - بـ ــة في البن ــات)الذري ــو البن ، تقليال من شــأنه(؛أب

واستخفافا به حتى ال يلتفت لدعوتــه، وينقص من قــدره، ثم إن الله - عز وجل - ضاعف البالء لخليلــه ورســوله محمــد - صــلى الله عليه وسلم - قبل موته وبعــد الهجــرة، بمــوت جميــع بناتــه

إال السيدة فاطمة - رضــي اللــه تعــالى عنهــا - فإنــه،في حياته. 426أخبرها أنها ستموت بعده بستة أشهر

األسى كان يغــزو قلب الوالــديقول الشيخ محمد الغزالي: "إنــرى، فيجــدد الثكــل مــا رســب في،الجليل وهو يودع أبنــاءه الث

أعماقه من آالم اليتم، إن غصنه تشبث بالحياة فاستطاع البقاءقة عنــه والنماء برغم فقد أبويه، وها هــو يــرى أغصــانه المنبســ تذوي، مع رغبتــه العميقـة ورغبــة شــريكة حياتــه في أن يرياهــاقــة الحزينــة جــزءا مزهرة مثمرة، وكأن اللــه أراد أن يجعــل الر من كيانه، فإن الرجــال الــذين يسوســون الشــعوب ال يجنحــون إلى الجبروت، إال إذا كــانت نفوســهم قــد طبعت على القســوةــدر، أمــا الرجــل الــذي واألثرة، وعاشت في أفراح ال يخامرها ك

ومــداواة،خبر اآلالم فهو أسرع الناس إلى مواساة المحــزونين.427المجروحين"

(.3سورة الكوثر، آية ) 425 ، "والسيرة النبوية في ضوء المصادر1/106 ابن سعد ؛انظر: "الطبقات" 426

.2/582 - 1/232 د. محمد أبو شهبة، ؛األصلية".، مرجع سابق78 محمد الغزالي، ص ؛"فقه السيرة" 427

ثالث<<ا: في حي<<اة الص<<حابة - رض<<وان الل<<ه عليهم -والتابعين - رحمهم الله تعالى -:

انش<<غال االبن الداعي<<ة ب<<أمور ال<<دنيا، وتقص<<يره في وأثر ذلك على األب الداعية:،أمور دينه

الصــحابي الجليــل عبداللــه بن أبي بكــر الصــديق - رضــي اللــهرقة في خدمــة الــدين منــذ عنهما وأرضاهما - له مواقفه المشــ

بدءا بموقفه مع رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه،فجر الرسالة وانتهــاء باستشــهاده في غــزوة الطــائف،،وسلم - عند الهجــرة

ــا،،تزوج عبدالله بعاتكة بنت زيد زوجة الشهداء ــه به فتعلق قلبر في عباداته ــ ــتى قص ــأخ،ح ــار يت ــالة فص ــواقيت الص ،ر عن م

ــوه ــك أب ــظ ذل ــاهد، فلح ــزوات والمش ــف عن بعض الغ ويتخلر، وخـاف على ابنــه من ســوء،الصديق فتــأثر لـذلك أشــد التــأث

ــرأى أن العاقبة، فبحث عن السبب فوجده في زوجته عاتكة، فرها، ويخلصــه من ذلــك الحب الطــاغي، فــأمره ينقــذه من أســ بطالقها حتى يثــوب إلى دينــه ويعــود إلى المغــازي، فاســتجابقها، وراجع نفســه ومــا حصــل لــه من ا به، فطل عبدالله ألبيه بره ودينــه، فلمــا رأى الصــديق تعقل ابنــه تقصــير في حــق ربــره ــة، أم ــه عاتك ــه لزوجت ــاء حب ــع بق ــوابه م ــه إلى ص ورجوع

، وتدل القصة على عدة أمور: 428بمراجعتها ين، ومتــابعتهم في - حرص اآلباء على ثبــات أبنــائهم على الد1

ذلك حتى وهم كبار في السن. - تأثر األب الداعية بتقصير ابنه ووقوعه في الخطــأ، وخوفــه2

عليه من سوء العاقبة. - الضعف البشري الذي يتعرض له كل إنســان عنــدما يواجــه3

مغريات الحياة الدنيا المحببة إلى نفســه، فيضــعف عن تحقيــقالتوازن بين الحقوق والواجبات، فتقع المعصية.

المطلب الثالث الوسائل واألساليب الدعوية لتغيير اآلثار السلبية

إلى إيجابيةة لتغيير اآلثار السلبية إلى إيجابية:الوسائل الدعوي

، و"المائــة األوائــل من صــحابيات8/208 ابن ســعد، ؛انظــر: "الطبقــات" 428.71 محمود حلبي، ص ؛الرسول"

- وسيلة القدوة الحسنة: 1ــوة ــاء ودع ــة األبن ــأثيرا في تربي ــا ت ــائل وأكثره من أنجح الوس

"فــإن الداعيــة يكســب لدعوتــه؛الناس، وسيلة القدوة الحسنةــه ومواعظه ذلــك ألن النــاس؛بسلوكه أكــثر ممــا يكسـبه بخطب

ــدعون إليه ــا ي ــة لم ــاذج حي ــدعاة كنم ــا إلى ال ــرون دائم ،ينظــوة،لي، أعظم مما يتأثمرون بسلوكهم العويتأث رون بكلمات حل

ــيب من،رة، وندوات مثيرةوخطب مؤث فإن القدوة العملية تص مهما كانت طيبــة وجيــدة،قلوب الناس أكثر مما تصيب الكلمة

، وواقــع دعــوات األنبيــاء والــدعاة من بعــدهم خــير429رة"ومــؤث؛شاهد خذ رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم - خاتمــا فقد ات

من ذهب، فاتخذ الناس خواتيم من ذهب، فقـال النـبي - صــلى ، ثم نبــذه،خــذت خاتمــا من ذهب((الله عليه وســلم -: ))إني ات

، وقصته430 فنبذ الناس خواتيمهم،وقال: ))إني لن ألبسه أبدا(( - عليه الصالة والسالم - في صلح الحديبية شاهد آخر على أثــر

؛القدوة ــ قــال ابن بط ذلــك على أن: "دل431ال - رحمــه اللــه - ، "وأبنــاء الداعيــة والمــدعوون الــذين432الفعل أبلغ من القول"

يربيهم ويدعوهم الداعية، ينظــرون إليــه نظــرة دقيقــة دون أن يعلم أنــه تحت رقابــة مجهريــة، فــرب عمــل يقــوم بــه من

ألنهم؛فات ال يلقى له باال، يكون في نظرهم من الكبــائرالمخال.433يعدونه قدوة لهم"

وقد يراه الجاهل على عمل غير مشــروع أو محــرم فيظن أنــه النــاس في اختيـار قــدواتهم، رحمهم، وحتى ال يتيه434على حق

، مرجــع95 د. محمــد الســيد الوكيــل ص ؛"أسس الدعوة وآداب الــدعاة" 429 د. فضــل الهي ظهــير،؛سابق، و"السلوك وأثره في الدعوة إلى الله تعــالى"

.57 - 47هـ، ص 1419( مؤسسة الجريسي، 1جدة. ط ) "صحيح البخاري" المطبوع مع "الفتح"، كتاب االعتصام بالكتــاب والســنة، 430

(.7298، رقم الحديث: )13/274باب االقتداء بأفعال النبي: مة أبو الحسن علي بن خلف بن بطال البكري القرطبي من أهــلهو العال 431

هـــ -449العلم والمعرفة، شرح صحيح البخاري، مالكي المذهب، مات ســنة .18/47رحمه الله. انظر: "سير أعالم النبالء":

"صحيح البخاري" المطبوع مع "الفتح"، كتاب االعتصام بالكتــاب والســنة، 432.13/275باب االقتداء بأفعال النبي:

( دار4 عبدالحميــد الباللي، الكــويت، ط)؛"المصــفى من صــفات الــدعاة" 433.1/210هـ، 1405الدعوة،

؛"مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة مفهوم ونظر وتطبيق" 434 هـ،1419( مؤسسة الجريسي، 1د. سعيد بن رهف القحطاني، الرياض، ط )

.323ص

الله تعالى ببيانه لهم، إن رسول الله - صلى الله عليه وســلم -ــان لكمنة لكل المسلمين؛ قال تعالى: }سهو القدوة الح لقد ك

ــوم اآلخــر ه والي ه أسوة حسنة لمن كان يرجو الل في رسول الله كثيرا ، وأخبر تعالى أن من دعاء عباده المؤمــنين435{وذكر الل

ذينالصادقين أن يجعلهم الله تعالى قدوة حسنة لغــيرهم: } والــا ة أعين واجعلن ــا قــر اتن ي ــا وذر ــا من أزواجن ــا هب لن ن ــون رب يقول

قين إماما .436{للمت - وسيلة القصة: 2

"القدرة على مخاطبــة:تعرف القصة في مصطلح الدعاة بأنهاير النــــاس وتــــذكيرهم، باالعتمــــاد على األحــــاديث والســــ

ا ال يســتطيع أغلب437الماضــية" حري ــرا ســ ــك القصــة أث ، وتمتلــدع ــاص مب ــادرة من ق ــانت ص ــة إذا ك ــه، خاص ــاس مقاومت الن

ــه وســلم - علىمتمك ــه علي ــه - صــلى الل ن، وقص رســول الل صحابته وزوجاته الكثير من القصص، وورد في القــرآن الكــريم الكثير من القصص، وهي وسيلة مفيدة في التــأثير على األبنــاء

ئها إلى حســنها،وتــربيتهم على جميــل األخالق ونقلهم من سي رون بها، أكثرواألبناء غالبا يحفظون القصة وما تهدف إليه ويتأث

.438من التوجيه التربوي العامفقة الصالحة: 3 - وسيلة الر

ومعناها: أن األب الداعيــة إذا رأى من أبنائــه ســلوكيات ســلبية :غير مرضية، يتخذ عــدة وســائل لعالج تلــك الســلوكيات، ومنها

وا في بيئــة إســالمية، أن يختار ألبنائــه بــذكاء رفقــة صــالحة ترب فيعرفهم بأبنائه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ويكــون بــذلك أحاط أبناءه بمحيــط يضــمن من خاللــه ســالمة أخالقهم ودينهم

لهم.األساليب الدعوية لتغيير اآلثار السلبية إلى إيجابية:

- أسلوب النداء إلثارة العاطفة: 1 م للمخــاطب، لإلقبــالالنداء أسلوب يفيد طلب استدعاء المتكل

عليه والتنبيه إلى ما يلقى إليه من الكالم بعــد هــذا االســتدعاء،ــداء ويتم بأداة نداء تكون حرفا أو مما وضع للنداء، وأسلوب الن

(.21سورة األحزاب، آية ) 435(.74سورة الفرقان، آية ) 436 انظر: "الدعوة والداعية في ضوء سورة الفرقان"؛ محمد سعيد البارودي، 437

.267هـ،1407(، دار الوفاء للنشر، 1جدة، ط)، مرجع سابق.116"وسائل الدعوة"؛ د. عبدالرحيم المغذوي، ص 438

من األســـاليب القرآنيـــة الـــتي اســـتخدمت للتـــأثير على قلب المدعو، باستمالته وإدخال السرور عليه بعد تنبيهه إلى ما يراد دعوتــه إليــه، وكــثرة اســتخدام أســلوب النــداء في دعــوة األب

ومن أمثلة ذلك ما يلي: ،البنه وهي - قصة نــوح - عليــه الســالم - مــع ابنــه؛ قــال تعــالى: }1

ــا تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل ي.439{ تكن مع الكافرينابني اركب معنا ول

- قصة إبراهيم مع إسماعيل - عليهما الســالم - قــال تعــالى:2ي} ــام أن ي أرى في المن ــا بني إن ــال ي عي ق ــه الســ ــغ مع فلما بل

تجدني إن ــ أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر سه من الصابرين .440{شاء الل

وقال - قصة يعقوب - عليه السالم - مع أبنائه؛ قال تعالى: }3ــا ــة وم ق يا بني ال تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرلت ــوك ــه ت ه علي يء إن الحكم إال لل ــ ه من ش أغني عنكم من الل

لون ل المتوك .441{وعليه فليتوكــال لقمــان - قصة لقمان الحكيم مع ابنه؛ قال تعالى: }4 وإذ ق

رك لظلم ه إن الشـــ رك بالل ـــا بني ال تشـــ ـه ي ــ ـــه وهـــو يعظ البن.442{عظيم

يقول ابن أبي جمرة - رحمه الله تعالى -: - إن النـــداء إذا وقـــع من الفاضـــل - وهـــو األب هنـــا - إلى1

ــدخل الســرور والبهجــة على ــه ي ــو االبن - فإن المفضــول - وهالمنادى.

- إن األذهان قد يطرقها فكرة فتكون بهــا مشــغولة، فال تعي2 كل ما يلقى إليها، فاستخدام أسلوب النداء يساعد في إحضــار

.443ذهن المدعو إلى الداعي، ليعي المدعو ما يلقى إليه النداء بعالقةهن وتنبيه له، فإنفإذا كان النداء فيه استدعاء للذ

البنوة فيه إثارة للعاطفة القلبية الفطرية الــتي تكــون بين األبل واالســتجابة بين األب الداعيــة وابنــه، فتفتح الطريــق للتواصــ

واالبن المدعو. - أسلوب الوصية: 2

(.42) اآلية هود، سورة 439(.102سورة الصافات، آية ) 440(.67سورة يوسف، آية ) 441(.13سورة لقمان، آية ) 442 "بهجة النفوس وتحليتها بمعرفة ما لها وما عليها"؛ عبدالله بن أبي حمزة، 443

.4/134( دار الجيل، ) د.ت(، 3بيروت، ط )

ــا بوعظ قدم إلى الغــير بمــا يعمــل بــه مقترن ،444الوصية هي التـرت الوصــايا في القــرآن الكــريم والســنة النبويــة، ـ وقــد كثــل اآلبــاء ؛واستخدمت كأسلوب دعوي للتأثير على األبناء من قب

اتها نصحا وموعظة من الوالد لولــده، ألن الوصية تحمل في طي الذي يخاف عليه ويحــرص على مصــلحته، ومن أشــهر الوصــايا وصية لقمان الحكيم البنه في سورة لقمان، ووصــية إبــراهيم -

ــراهيم بنيــهعليــه الســالم - لبنيــه قــال تعــالى: } ى بهــا إب ووصــــوتن إال وأنتم ه اصطفى لكم الدين فال تم ويعقوب يا بني إن الل

أوصاهم بالثبات على كلمة التوحيد والموت: أي؛445{مسلمون عليها، وتعتبر الوصية أســلوبا مــؤثرا ونــاقال لآلثــار الســلبية إلى

إيجابية في عالقة األب الداعية بابنه المدعو. - أسلوب األمر: 3

ــورات ـا للمحظ ـ ــا ترك ــا، إم ــر م ــل أم ــف االبن بفع ــو تكلي وهــال ــ ــوال واألفع ــ ــات من األق ــ ــات، أو فعال للمحبوب ــ والمخالف المشروعة، وأمر األبناء وإلزامهم بالتكليف من صــالحيات األبــرعا - واألم، ويعد االبن الرافض لتنفيذ أمر الوالدين - الجائز ش

إذا لم، ومتوعدا من قبل الله - عــز وجــل - بالعقوبة،عاقا لهما يبر والديه ويترك عقوقهما، وأمر نوح - عليه السالم - ابنــه لمــا

وهي تجـــري بهم في مـــوج }:رآه في معـــزل؛ فقـــال تعـــالىــا بني اركب م ــا والكالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل ي عن

ــ متكن ــافرين ، لكن االبن أضــاف إلى عقوقــه لوالــده446{ع الك وعصيانه ألمره، كفره باللــه - عــز وجــل - فاســتحق أال ينســبــه عقيدة ودينا إلى أهل نوح - عليه السالم - وأمر يعقوب - علي

ــا؛ إذا قــدموا مصر،السالم - بنيه بأال يدخلوا من باب واحد خوف وقال يا بنيمن اإلصابة بالعين، فاستجابوا ألمره؛ قال تعالى: }

قــة ومــا أغنيال ــواب متفر تدخلوا من باب واحد وادخلــوا من أبــه لت وعلي ــوك ــه ت ه علي ه من شيء إن الحكم إال لل عنكم من الل

لــون ل المتوك ــوهم مــا*فليتوك ولما دخلــوا من حيث أمــرهم أبــوب ه من شيء إال حاجــة في نفس يعق كان يغني عنهم من الل

سابق مرجع ،525 ص األصفهاني، القرآن"؛ غريب في "المفردات 444(.132) آية البقرة، سورة 445

(.46سورة هود، آية ) 446

اس ال ـر الن ــ ـ ـاه ولكن أكث ــ ـ من ــا عل ــ ـذو علم لم ــ ه لـ اها وإن ــ ــ قض.447{يعلمون

ا ويخشى العقوق، أمــا إذا وأسلوب األمر مفيد إذا كان االبن بار بــل يحتــاج إلى،كــان االبن عاقا، فلن ينفــع أســلوب األمــر معه

أساليب أخرى.

المطلب الرابعتوجيهات ربانية

- األبناء هم زينة الحياة الدنيا.1 - بيان من الله تعالى بــأن األبنــاء فتنــة وملهــاة لإلنســان عن2

دينه.ص لمن قــدم محبــة األوالد على محبــة اللــه3 - الوعيــد بــالترب

تعالى ورسوله - عليه الصالة والسالم - والجهاد في سبيله. - األبناء هم زينة الحياة الدنيا: 1

المــال والبنــون هم زينــةأخبر الله تعالى في كتابــه الكــريم أنــالى: } ــال تع ــدنيا؛ ق ــاة ال هوات منالحي ــ اس حب الش ن للن زي

ساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل النــده ه عن ــاة الــدنيا والل المسومة واألنعام والحرث ذلك متاع الحي

.448{حسن المآب يقول اإلمام القرطبي: "وإنما كان المـال والبنـون زينــة الحيـاة

ــا،؛الــدنيا ــا، وفي البــنين قــوة ودفع ألن في المــال جمــاال ونفع ؛فصارا زينة الحياة الدنيا، لكن معه قرينة الصفة للمال والبنين

فال،ألن المعــنى: المــال والبنــون زينــة هــذه الحيــاة المحتقــرةــة يحبهــا اإلنســان449تتبعوهــا نفوســكم" ــون زين ، فالمــال والبن

ــالى ــه تع ويتعلق بها، ولكنهما زينة للدنيا الفانية التي وصفها اللــابط ــا دار الغـــرور فجمعت اآليـــة بين ذكـــر النعمـــة وضـ بأنهـ

ا جعلنا ما علىاستعمالها، وفي آية أخرى يقول الله تعالى: } إنهم أحسن عمال ــالىي، يب450{األرض زينة لها لنبلوهم أي ن الله تع

ن لعبــاده حب المـال والبــنين، ففي لعباده في هذه اآلية أنــه زي

(.68- 67) آية يوسف، سورة 447(.14سورة آل عمران، آية ) 448، مرجع سابق.10/358"الجامع ألحكام القرآن"؛ القرطبي، 449(.7سورة الكهف، آية ) 450

اآلية السابقة إخبار بأنهما زينــة، وفي اآليــة الثانيــة على القــول الراجح: أن الله تعالى هو الذي زين للعباد حب المـال والبـنين؛

ــدهبدليل قوله تعــالى: } ه عن ــة والل مــا أمــوالكم وأوالدكم فتن إن.451{أجر عظيم

ــرهم في النفس، روىوجاءت السنة أيضا تؤك د قيمة األبناء وأث أنــه قــال لرســول اللــه - صــلى اللــه عليــه:األشــعث بن قيس

وسلم -: ولد لي من بنت جمد بن وليعة الكندي، وددت لو كانــا لنا به قصعة ثريد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ))أم

ــة(( ليم -452إن األوالد مبخلة، مجبنة، محزن ، ولمــا طلبت أم ســ رضي الله عنها - من رسول الله - صلى الله عليه وســلم - أن

يدعو لخويدمه أنس - ابنها - دعا له بكثرة المال والبنين.الفوائد الدعوية من التوجيه الرباني السابق:

ب الولــد بــالزواج ســبب للحصــولل ط - أن يعلم الداعيــة أن1اعلى زينة الحيــاة الــدنيا وقوتهــا، فم ن كــان لــه أوالد صــار قوي

ــة ألنهم سند له - بعد الله تعالى - وال تخف؛بهم ــار اإليجابي ى اآلث على نفسية الداعية حين يكــون لــه ولــد، واآلثــار الســلبية حين

يحرم الولد، وأثر ذلك على دعوته قوة وضعفا.ــة أشــد الحــذر من التعل2 ــاء - أن يحــذر الداعي ــد باألبن ق الزائ

كون إليهم، فم ن تعلق بشيء وكل إليه.والر - بي<<ان من الل<<ه تع<<الى ب<<أن األبن<<اء فتن<<ة ومله<<اة2

لإلنسان عن دينه: ــوا ال تلهكم أمــوالكم وال أوالدكمقال تعالى: } ذين آمن ــا ال ه يا أي

ه ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ، ومن453{ عن ذكر الل توجيه الله تعالى لعباده عامة ودعاته خاصة، بيانه بــأن األمــوال واألوالد يكونان لإلنسان فتنة لدينه وملهاة لــه عنــه، أمــا الفتنــة

فتحتمل معنيين: ــنى1 ــاألموال واألوالد، بمعـ ــاده بـ ــالى يفتن عبـ ــه تعـ - أن اللـ

فيجب االنتباه لذلك والحــذر واليقظــة، لكي ننجح في،يختبرهم د للــه تعــالى وحــده، كمــا يفتن الصــائغ ونتخلص ونتجر،االختبار

الذهب بالنار ليخلصه من الشوائب.

[.15]التغابن: 451 "المعجم الكبير"؛ سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيــق: حمــدي الســلفي، 452

(.647، رقم الحديث: )1/236هـ 1404(، مكتبة الزهراء، 2الموصل، ط)(.9سورة المنافقون، آية ) 453

- أن األموال واألوالد فتنــة لنــا، توقعنــا بفتنتهــا في المعصــية2 كي ال تجرفنــا وتبعــدنا؛والمخالفة، فيجب الحذر من هذه الفتنة

، فقد ثبت أن رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه454عن الله تعالى وسلم - كان يخطب فجاء الحسن والحسين - رضي الله عنهماــه - عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الل - صلى الله عليـه وســلم - من المنــبر فحملهمــا فوضـعهما بين

ثم قــال: ))صــدق اللــه ورســوله، إنمــا أمــوالكم وأوالدكم،يديه فتنة نظرت إلى هــذين الصــبيين يمشــيان ويعــثران، فلم أصــبر

فهــذا رســول اللــه - صــلى ،455حتى قطعت حديثي ورفعتهمــا(( الله عليه وسلم - وهذان ابنــا ابنتــه، وإنـه ألمـر إذا خطـير، وإن التحذير والتنبيه فيــه لضــرورة يقــدرها من خلــق قلــوب النــاس وأودعها هذه المشاعر، لتكفكف نفسها عن التمادي واإلفــراط، وهي تعلم أن هــذه الوشــائج الحبيبــة قــد تفعــل بهــا مــا يفعلــه

، ومن456ي إليــه مكائــد األعــداءي بهــا إلى مــا تــؤد وتــؤد،العدو أســباب ســقوط بعض الــدعاة وتــركهم للــدعوة هــو فتنتهم بأوالدهم، وضعفهم أمام احتياجاتهم التي ال منتهى لهــا، ويكــون

أغلبها من الزائد الذي يمكن االستغناء عنه. - الوعيد بالتربص لمن قدم محبة األوالد على محبة3

الله تعالى ورسوله - عليه الصالة والسالم - والجه<<ادفي سبيله: ــاؤكم وإخــوانكم وأزواجكمقال تعالى: } قل إن كان آباؤكم وأبن

ادها ــ ون كس ــ ــارة تخش ــا وتج ــوال اقترفتموه يرتكم وأم ــ وعشــاد في وله وجه ــ ه ورس ونها أحب إليكم من الل اكن ترضــ ــ ومســوم ــدي الق ه ال يه ــأمره والل ه ب ــأتي الل ى ي وا حت صــ بيله فترب ســ

.457{الفاسقين ة محبــة، والتحــذير من وجــود أي458وقد ســبق بيــان معــنى اآلية

مة على محبة الله تعالى ورسوله - عليه الصالة والسالم.متقد يت<<بين مم<<ا س<<بق: أن األبن<<اء لهم آث<<ارهم اإليجابي<<ة والس<<<لبية على حي<<<اة أبيهم الداعي<<<ة وعلى دعوت<<<ه

، مرجع سابق، "في ظالل4/448انظر: "تيسير العلي القدير"؛ الرفاعي، 454.6/3590القرآن"؛ سيد قطب،

ــاني، 455 ــه"؛ األلب ــغير وزيادت ــامع الص ــحيح الج ــديث: )2/702"ص ، رقم الح3757.)

، مرجع سابق.6/3590انظر: "في ظالل القرآن"؛ سيد قطب، 456(.24سورة التوبة، آية ) 457التوجيه الرباني الثاني في المبحث األول الفصل األول. 458

وأثبتت نصوص الكتاب والسنة ذل<<ك، م<<ع التنبي<<ه إلىأهمية التوازن في محبتهم والحرص عليهم.

المبحث الثانيأثر البنات في حياة الداعية

ويشتمل على أربعة مطالب: المطلب األول: اآلث<<ار اإليجابي<<ة لعالق<<ة البن<<ات في

حياة الداعية. المطلب الث<<اني: اآلث<<ار الس<<لبية لعالق<<ة البن<<ات في

حياة الداعية. المطلب الث<<الث: الوس<<ائل واألس<<اليب لتغي<<ير اآلث<<ار

السلبية إلى إيجابية.المطلب الرابع: توجيهات ربانية.

المطلب األولاآلثار اإليجابية لعالقة البنات في حياة الداعية

: تمهيدضــات البنات زينة البيت وبهجته، مؤنســات عنــد الوحشــة، ممر

ــإكرامهنلعند األ وائب، ف م، رحيمات عند الكبر، معينات عند الن ،والعناية بهن، والقرب منهن والتأديب والرعايــة والشــفقة لهن

عمــل عظيم يــدل على كــرم فاعلــه، يحســن اللــه تعــالى لمنيحسن إليهن، ويكرم الله تعالى من يكرمهن.

أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الةوالسالم -:

ــا1 - تكريم بنت الداعية ورفع منزلتها في الدنيا واآلخرة تكريموإرضاء لوالدها.

- انقطاع نسب الداعية إال من طريق ابنته. 2ــداءات، - تطييب بنت الداعية والدها3 ــار االعت ومعالجته من آث

الدعوية. - تك<<ريم بنت الداعي<<ة ورف<<ع منزلته<<ا في ال<<دنيا1

تكريما وإرضاء لوالدها: ؛واآلخرة

فرح رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم - واستبشــر عنــدما - رضي الله459أخبره ملك نزل من السماء بمكانة ابنته فاطمة

عنها - وأن الله تعالى رفع قــدرها ومنزلتهــا في الـدنيا واآلخــرة هي وأبناءها؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ))نــزل

ــا،،ملك من السماء فاستأذن الله أن يسلم علي، لم ينزل قبله ، وفي روايــة460فبشرني أن فاطمة ســيدة نســاء أهــل الجنــة((

قال رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم -: ))فاطمــة ســيدة ، وروت461((نساء أهل الجنة، إال ما كان من مريم بنت عمــران

أن رسـول اللـه - صـلى اللـه عليـه:فاطمة - رضي الله عنها - وسلم - قال لها: ))أال ترضين أن تكوني سيدة نسـاء المؤمـنين

، أمــا أبناؤهـا فقــد كــانوا463 462 فضــحكت((،أو سيدة هذه األمة سلوى رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم - في هــذه الــدنيا

، وقــال - عليــه464 فقال: ))هما ريحانتاي من الــدنيا((،وريحانتاه الصالة والسالم - في حــديث آخــر: ))الحســن والحســين ســيدا

.465شباب أهل الجنة(( - انقطاع نسب الداعية إال من طريق ابنته: 2

صــلى اللــه عليــه وســلم - أصــغر بناتــه فاطمة الزهراء بنت رسول الله - 459 سيدة نســاء هــذه األمــة انقطــع نســله - عليــه الســالم - إال من،وأحبهن إليه

ــيدا، ورزقت بالحسن والحسين،جها علي بن أبي طالب تزو،طريقها وهما س توفيت بعد رسول الله - صلى الله عليه وســلم - بخمســة،شباب أهل الجنة

ــا وأرضــاها. انظــر: "ســير أعالم النبالء": ــه عنه ،2/118أشــهر - رضــي الل.4/378و"اإلصابة":

"المســتدرك على الصــحيحين"؛ الحــاكم النيســابوري، تحقيــق: مصــطفى 460، رقم الحــديث: )3/164هــ، 1411(، دار الكتب العلمية،1عطا، بيروت، ط )

4721.)ــاني، 461 ــه"؛ األلب ــغير وزيادت ــامع الص ــحيح الج ــديث: )2/771"ص ، رقم الح

4190.) "صحيح مسلم"، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة - عليها الصالة 462

(.2450، رقم الحديث )4/1906والسالم -، ــه 463 انظر: تعليق ابن حجر العسقالني على سبب تفضيل فاطمة - رضي الل

.7/477تعالى عنها - على نساء العالمين، انظر: "فتح الباري": ــاني، 464 ، رقم الحــديث: )2/1148"صــحيح الجــامع الصــغير وزيادتــه"، األلب

7045.)(.796 رقم الحديث: )2/353"السلسلة الصحيحة"، األلباني، 465

سبق ذكر أن أوالد الرسول - عليه الصالة والسالم - الذكور قد رضــي -467، وأم كلثــوم466ماتوا وهم صــغار، وبناتــه زينب ورقية

ا في حياته أمــا ذريتهن،الله تعــالى عنهن أجمعين - مــاتوا أيضــفهي كالتالي:

ــتي وردت، - زينب - رضي الله تعالى عنهــا - أنجبت أمامة1 ال وهي -،األحاديث أنه كان يحملهــا في صــالته، ولم تنجب غيرها

أمامة - التي تزوجها علي بن أبي طالب بعد وفــاة خالتهــا،:أيــه - ــه عن ــي الل ــهيدا - رض ــا ش ــات عنه ــه، ثم م ولم تنجب من فـــتزوجت بـــالمغيرة بن نوفـــل بن الحـــارث بن عبـــدالمطلب

ثم انقــرض عقب زينب بنت، فأنجبت منه عدة أوالد،الهاشمي.468رسول الله - صلى الله عليه وسلم

469 - رقية - رضي الله تعالى عنها - تزوجت عثمان بن عفــان2

،- رضي الله عنه - وماتت عنده ــه يكن ى، وأنجبت له عبدالله وب.470 لها ولدلكنه مات وهو ابن ست سنين، فلم يبق

جهــا عثمــان بن عفــان - - أم كلثوم - رضــي اللــه عنهــا - تزو3 ولم تلد له شيئا.،رضي الله تعالى عنه - وماتت عنده

- فاطمــة - رضــي اللــه تعــالى عنهــا - تــزوجت علي بن أبي4طـــــــــالب، وأنجبت لـــــــــه الحســـــــــن والحســـــــــين

ر نسلها بعد ذلك، فنسب رسول اللهوأم كلثوم وزينب، ثم تكاث - صلى اللــه عليــه وســلم - بــاق من طريــق ابنتــه فاطمــة إلى يومنا هذا، وهم أهل البيت المبجلين - رضــي اللــه تعــالى عنهم

ثم، صلى الله عليه وسلم - تزوجهــا ابن أبي لهب–رقية بنت رسول الله 466 فولدت له عبدالله وبه يكنى، هــاجرت معــه،طلقها فتزوجها عثمان بن عفان

مرضــت ثم تــوفيت بــذلك المــرض، وكــان،الهجرتين ثم لمــا قــدمت المدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بدر - رضي الله عنها. انظــر:

.8/30"الطبقات": ،أم كلثوم بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوجها عتبة بن لهب 467

،فلم يدخل عليها قها فتزوجها عثمان بن عفان - رضي الله عنــه - بعــد ثم طل ولم تلــد لــه - رضــي اللــه عنهــا. انظــر:،هـــ9موت أختها رقية وتوفيت سنة

.4/489، و"اإلصابة": 2/252"سير أعالم النبالء": ، مرجع سابق، و"اإلصــابة في تميــيز2/122"سير أعالم النبالء"؛ الذهبي، 468

، مرجع سابق.8/157الصحابة"، ابن حجر، ،عثمان بن عفـان بن أبي العـاص بن أميـة القرشـي األمـوي ذي النـورين 469

أول من هــاجر إلى، أسلم على يد أبي بكر الصــديق،ثالث الخلفاء الراشدينــل شــهيدا ســنة، كان كثير اإلنفــاق في ســبيل الله،الحبشة مع زوجه رقية قت

.3/462هـ - رضي الله عنه - وانفتح بموته باب الفتنة. انظر "اإلصابة": 35، مرجع سابق.2/251انظر: "سير أعالم النبالء"؛ الذهبي، 470

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ))فاطمةوأرضاهم- بضعة مني، يقبضني مــا يقبضــها، ويبســطني مــا يبســطها، وإن

.471األنساب تنقطع يوم القيامة، غير نسبي وسببي وصهري(( آث<<<ار من ومعالجته وال<<<دها الداعية بنت - تط<<<ييب3

الدعوية: االعتداءات عنــدما له تطييبها الداعية بأبيها البنت لعالقة اإليجابية اآلثـار ومن الله لرسول حصل ما وهو الدين، أعداء من جسدي ألذى ضيتعر

- الله رســول جرح فقد أحد، غزوة - في وسلم عليه الله - صلىــه - في وسلم عليه الله صلى رت ،وجه مت ،رباعيته وكســ وهشــ

تغسل - بنته عنه الله - رضي فاطمة فكــانت رأسه، على البيضة فلما المـــاء، عليها - يســـكب عنه الله - رضي وعلي ،الـــدم عنه حصــير قطعة أخــذت كثرة، إال الدم يزيد ال الماء أن فاطمة رأت

ــا، ــتى فأحرقته ــار ح ــادا ص ــقته ثم رم ــالجرح ألص فاستمسك بــن، صغيرة فاطمة كانت عندما الهجرة وقبل ،472الدم جاءها الســلوا قـــريش كفـــار أن يخبرها من ال وضع من أرسـ ــ الجـــزور سـ

يصلي - وهو وسلم عليه الله صلى- أبيها رأس على والقاذورات وطرحتــه، أبيهــا، عن السال فــألقت مسرعة، فذهبت الكعبة، إلى

تين ذلك فعلت تشــتمهم، قــريش كفــار إلى والتفتت نصــرة مــر ،- صالته وسلم عليه الله - صلى الله رسول قضى فلما لوالدها،

.473ثالثا عليهم دعا ثاني<<ا: في حي<<اة الص<<حابة - رض<<وان الل<<ه عليهم -

والتابعين - رحمهم الله تعالى -: ف في - بنت الداعي<<<<<<ة: نعم الخل<<<<<<ف لنعم السل1

الدعوة لله تعالى:

ــاني، 471 ــه"؛ األلب ــغير وزيادت ــامع الص ــحيح الج ــديث: )2/771"ص ، رقم الح4189.)

رقم3/1416 أحــد، غــزوة بــاب والســير، الجهــاد كتاب مسلم"، "صحيح 472(.1790الحديث: )

ــبي من أذى 473 ــا لقي الن ــاب م ــاد والســير ب ــاب الجه "صــحيح مســلم"، كت(.1974 رقم الحديث )3/1418المشركين والمنافقين،

ــرين474الصحابي الجليل طلحة بن عبيدالله أحد العشرة المبش ومن الثمانية السابقين لإلسالم لقبه رسول الله - صلى،بالجنة

ــه وســلم - بطلحــة الجــود ــه علي وطلحــة، وطلحــة الخــير،الل الفياض، ترك بعده بنتا من خــيرة نســاء التــابعين هي عائشــة -

- رحمه الله -: "لم يكن في475رحمها الله - قال عنها ابن كثير النساء أعلم من تلميذات عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها -: عمرة بنت عبدالرحمن، وحفصة بنت ســيرين، وعائشــة بنت

ــديل وعلم476طلحــة " ــام الجــرح والتع ــا إم ــنى عليه ، وممن أثــه الله -477الحديث والمحدثين في زمانه يحيى بن معين - رحم

قال: "الثقات من النساء عائشة بنت طلحة ثقة حجــة"، وأثــنى قــال: "عائشــة بنت478عليها أبو زرعة الدمشقي - رحمه الله -

وتحـدث،طلحة امـرأة جليلــة تحـدث عن عائشـة أم المؤمـنينالناس عنها بقدرها وأدبها".

وال يستغرب ذلــك الثنــاء ممن نشــأت في أســرة زكيــة عريقــة عرفت بالدين واإلمامة فيه، فأبوها صاحب رسول الله - صــلى اللـه عليـه وسـلم - كمـا سـبق، وأمهــا أم كلثــوم بنت أبي بكـر

يمي 474 أحــد العشــرة المبشــرين،طلحة بن عبيدالله بن عثمــان القرشــي الت وأحــد الســتة أصــحاب الشــورى،بالجنة، وأحد الثمانية السابقين إلى اإلسالم

لم يشهد، صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض–الذين توفي رسول الله ــك ــد ذل بدرا وشهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بع

ــل يــوم الجمــل88روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حــديثا، قت.2/229هـ - رضي الله عنه. انظر: "اإلصابة": 36سنة

ــير القرشــي البصــري 475 ــير هــو إســماعيل بن عمــر بن كث الحافــظ ابن كثــؤرخ فقيه،الدمشــقي ــدريس، رحــل في طلب العلم، حافــظ م اشــتغل بالت

هـــ -774ي بدمشق ســنة توف"،تفسير القرآن العظيم" : ومن كتبه،والتأليف.1/320رحمه الله تعالى. انظر: "األعالم":

.8/100"البداية والنهاية"؛ البن كثير: 476 ،يحــيى بن معين بن عـون الغطفـاني مـوالهم البغـدادي، شــيخ المحــدثين 477

وســفيان، أحد األعالم الكبــار، ســمع من ابن المبــارك،اإلمام الحافظ الجهبذ ، وخلــق كثــير بــالعراق والحجــاز والشــام ومصر، وحفص بن غيــاث،بن عيينة

وروى عنه أحمد بن حنبل، والبخاري، ومســلم، وأبــو داود، والــدارمي، كــان - رحمه الله - ينفي الكذب عن رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم. انظــر:

.11/71"سير أعالم النبالء": موالهم الثقفي زرعة بن عثمان بن محمد زرعة أبو القاضي الكبير اإلمام 478

ا ،متثبتا عفيفا ،المـــذهب حسن كـــان الدمشـــقي، مصر قضـــاء ولي ،شـــافعي - ســنة الله - رحمه مــات األحكــام، إنفــاذ في التوقف شــديد وكــان والشــام،

.14/231النبالء": أعالم هـ. انظر: "سير132

- رضي الله عنه - خليفة رســول اللــه - صــلى اللــه479الصديق عليه وسلم - وخالتها عائشة أم المؤمنين - رضــي اللــه عنهــا -

صلى الله عليه وسلم - وخالتها األخرى ذات-زوج رسول الله النطاقين أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - وزوجها األول عبداللــه بن عبــدالرحمن بن أبي بكــر الصــديق، ثم مصــعب بن الزبير - رضي الله عنهم أجمعين - وعائشة بنت طلحة - رضي

وروى،الله عنها- راويــة حــديث، روت عن أم المؤمــنين عائشةــاح ــاء بن أبي رب ــا عط ــة في480عنه ــا مخرج ــيره، وأحاديثه وغ

.481الصحاح ، - وراث<<<<ة البن<<<<ات العلم عن اآلب<<<<اء واألمه<<<<ات2

وروايتهن للحديث ونشره: تمي ات في القرون المفضلة بأنهن أخذن عن اآلباءز جيل التابعي

واألمهات من الصــحابة - رضــوان اللــه عليهم - روايــة الحــديث ف رؤية المصطفى - عليهروالعلم الشرعي، فهن لم يفزن بش

الصالة والسالم- ولكن فزن بالسند العالي في الرواية، فتتلقىــا ــل روايته ــاديث، ثم تتحم ــحابيين األح ــديها الص البنت عن والــات ــذلك خــير وريث ــا ودعــوة، فكن ب ــاس علم ونشــرها بين الن

آلبائهن لخير ميراث ومنهن: - فاطمة بنت علي بن أبي طالب - رضي اللــه عنــه ورحمهــا1

.482الله - عز وجل - روت عن أبيها - حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر الصــديق - رضــي اللــه2

ــه - روت عن أبيها،عنهما ــا الل ــا عائشــة أم، ورحمه وعن عمته.483المؤمنين - رضي الله عنها

ــديق 479 ــر الص ــوم بنت أبي بك ــة بنت خارجة،أم كلث ــا حبيب ــا أم، أمه وأخته المؤمنين عائشة، تزوجها طلحة بن عبيدالله فقتل عنها يــوم الجمــل، فخلــفــا عليها عبدالرحمن بن عبدالله بن أبي ربيعة ثم مرضت عنده وماتت - رحمه

.8/338الله تعالى. انظر: "الطبقات": عطاء بن أبي رباح من كبــار التــابعين واســم أبيــه أســلم، وهــو من اليمن 480

ونشأ بمكة، وهو مولى آل أبي ميسرة الفهري، ثقة فقيه عالم كثير الحديث،.6/20هـ - رحمه الله تعالى. انظر: "الطبقات": 114توفي سنة

، مرجع سابق.4/361انظر: "سير أعالم النبالء"؛ الذهبي، 481ــددا من 482 ــمية، روت ع ــية الهاش ــالب القرش ــة بنت علي بن أبي ط فاطم

ــر: ــالى. انظ ــه تع ــا الل ــات - رحمه ــا، وهي من التابعي ــاديث، وروي عنه األح.8/340"الطبقات":

حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق، عمتها أم المؤمنين عائشة - 483 رضي الله عنها - وروت عنها وروت حفصة عن أبيهـا وعمتهـا وعن خالتهـا أم

.8/342سلمة أم المؤمنين - رضي الله عنها. انظر: "الطبقات":

- - زينب بنت أبي سلمة وأمها أم سلمة زوجــة رســول اللــه 3 صلى الله عليه وسلم - روت عن أمهــا، وروى عنهــا أخوهـا في

.484الرضاع عروة بن الزبير - رحمهم الله تعالىــا4 ــه ورحمه - عائشة بنت سعد بن أبي وقاص - رضي الله عن

.485الله - روت عن أبيها - عائشة بنت قدامة بن مظعون - رضــي اللــه عنــه ورحمهــا5

.486الله - روت عن أبيها.487وغيرهن كثير من التابعيات ممن روين بالسند العالي

المطلب الثانياآلثار السلبية لعالقة البنات في حياة الداعية

تمهيد: ــة حين يبتلى ــاها على نفس الداعيـ ــد االبتالءات وأقسـ من أشـــبر في عرضــه: زوجــه وبناتــه، فال يمكن وصــف المشــاعر ويخت واألحاسيس التي تنتابه حين تؤذى إحــدى بناتــه بســبب دعوتــه،

ويحرص أعداء الدعوة على إيصال كل أنواع األذى إليه. أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الة

والسالم -: إلشغاله بهمهن عن الدعوة.؛ - تطليق بنات الداعية1، لترويعهــا وإخافتها؛ - مالحقــة بنت الداعية2 ثم إصــابتها تنكيال

بوالدها. - مرض بنت الداعية وضعفها سببا لحزنه وشدة وجده عليها.3 - تطليق بنات الداعية إلشغاله بهمهن عن الدعوة:1

الله - رضي المؤمــنين أم سلمة أم أمها المخزومية سلمة أبي بنت زينب 484ة اسمها كان الصديق، بكر أبي بنت أسماء بالرضاع - وخالتها عنها فســماها ،بر

أخوها عنها وروى أمهــا، عن روت - زينب، وســلم عليه الله صلى – الله رسول.8/337"الطبقات": عنهم. انظر الله - رضي العوام بن الزبير بن عروة

عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، روت عائشة عن أبيها وعن أزواج رسول 485.8/342الله - صلى الله عليه وسلم - رحمها الله تعالى. انظر: "الطبقات":

عائشة بنت قدامة بن مظعون، روت عن أبيها وروي عنها، من التابعيات - 486.8/342رحمها الله تعالى. انظر: "الطبقات":

-ـ 8/337انظر: "الطبقات الكــبرى"، ابن ســعد، 487 -ـ 340 -ـ 341 342، (، دار ابن1و"نســاء من عصــر التــابعين"، أحمــد خليــل جمعـة، دمشـق، ط )

.190: 179هـ، ص 1412كثير،

ن أعداء الدعوة في إيذاء الــدعاة منــذ فجــر الرســالة حــتى تفنــيوفهم يومنا هذا، ما بين أذى معنوي أو أذى حسي، يوجهون س وســهامهم إلى الــدعاة، رغبــة في وقــف دعــوتهم أو ثــنيهم عن

ض أو شغلهم بأمور أسرتهم عنها، وقــد تعــر،المضي فيها قدماد ولد آدم - عليه الصالة والسالم - لكال النوعين: فمن األذىسي

المعنوي الذي تعرض له، تطليق بناته: رقية وأم كلثوم؛ لشــغله بهن، قال الطبري - رحمـه اللـه تعـالى -: "كــان رسـول اللــه - صلى الله عليه وسلم - قد زوج عتبة بن أبي لهب إحدى ابنتيه:ا بــأمر اللــه - عــز وجــل - رقية أو أم كلثوم، فلمــا واجــه قريشــ باعدوه قــالوا: إنكم قــد فــرغتم محمــدا من همه، فــردوا عليــه

، وفي رواية "أنه كانت رقيــة تحت عتبــة488بناته فاشغلوه بهن"ــة بن أبي لهب،بن أبي لهب ــوم تحت عتيب ، وكانت أختها أم كلث

ت يدا أبي لهب وتبفلما نزل قوله تعالى: } ــه *تب مــا أغنى عنب ــه ومــا كســ ــارا ذات لهب *مال لى ن ــه حمالــة* سيصــ وامرأت

، قال لهمــا أبوهمــا أبــو489{ في جيدها حبل من مسد*الحطب لهب وأمهما حمالة الحطب: فارقا ابنتا محمد.

ــا ابنتي يكما حــرام إن لم تفارق وقال أبو لهب: رأسي من رأســ.490محمد ففارقاهما"

يتحمل الداعية في سبيل دعوته على نفسه كل شيء، لكنه قد ةال يتحمل ويضعف عنــدما يصــل األذى إلى أفــراد أســرته خاص

ــرد إليــهلبناته، وأي شيء أشد أ مــا على قلب الداعيــة من أن ي بناته مطلقات مكسورات بسبب دعوتــه؟ وقــد تحملهــا رســولالله - صلى الله عليه وسلم - فهو من أولي العزم من الرسل.

لترويعه<<<ا وإخافته<<<ا ثم؛ق<<<ة بنت الداعية - مالح2إصابتها تنكيال بوالدها:

ــه:ومثال ذلك ما حصل لزينب بنت رسول الله - صلى الله علي وكــانت تحت أبي،وســلم - عنــدما هــاجر أبوهــا إلى المدينة

العاص بن الربيع، هي مســلمة وزوجهــا كــافر، فأرســل رســول ، ورجال من491اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - زيــد بن حارثة

انظر: "تخريج األحاديث واآلثار"؛ جمال الــدين الــزيلعي، تحقيــق: عبداللــه 488.2/147هـ، 1414(، دار ابن خزيمة 1السعد، الرياض، ط )

[.5- 1 :المسد] 489 انظر: "االستيعاب في معرفة األصحاب"؛ يوسف بن عبدالبر، تحقيق: علي 490

.4/1840هـ، 1412(، دار الجيل، 1البجاوي، بيروت، ط ) زيد بن حارثة بن شراحيل الكعبي، سيد المــوالي وأســبقهم إلى اإلســالم، 491

ا–حب رسول الله م اللــه صــحابي ه، لم يســ صلى الله عليه وســلم - وابن حب

األنصار ليأتوا بها إليه، فلما وصال مكة اصــطحباها وســاروا بهــا، فعلمت قريش بخروجها فأرسلوا من يالحقهــا ليعــودوا بهــا إلى

ا وأذلهــا،مكة؛ حتى ال تقول العرب: إن محمدا قــد غلب قريشــار بن فأرسل يطلب بنته عالنية - على زعمهم - ووصل إليها هب

ــا، ولم492األســود ــا وأفزعه ــالرمح وهي في هودجه ــا ب ، فروعه يظل يطعن في بعيرها برمحه حتى أسقطها، فأسقطت ما في

ــزينب بنت رســول:، وروى الطــبري493بطنها ــل ب "أن رجال أقب الله - صلى الله عليه وسلم - فلحقه رجالن من قــريش، همــا:

فقاتاله حتى غلبــاه عليهــا،،بن عبدقيس  ونافع،هبار بن األسود فدفعاها فوقعت على صخرة فأسقطت وأهريقت دما، فــذهبوا

فجاءته نساء بني هاشم فــدفعها إليهن، ثم،بها إلى أبي سفيان جاءت بعد ذلك مهاجرة، فلم تزل وجعــة حــتى مــاتت من ذلــك

.494الوجع فكانوا - أي المسلمين - يرون أنها شهيدة"ــه ل البنت وغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما حصــار بن األســود وصــاحبه، فبعث ــأمر بحــرق هب غضــبا شــديدا، فــار بن األســود، فــاجعلوه بين سرية وقــال لهم: ))إن وجــدتم هب

ثم بعث إليهم فقـــال: ))ال،حزمـــتي حطب واحرقـــوه النـــار((ــار(( ــار إال رب الن ــذب بالن ــار، ال يع ــذبوا بالن ــال: ))إن،تع ثم ق

ثم اقطعــوا يــده ثم،وجدتموه فــاقطعوا يــده ثم اقطعــوا رجلهــا في البالد اقطعوا رجله، فلم تصــبه الســرية، وظــل هبــار هارب خوفا من رسول الله - صلى الله عليــه وســلم - ثم قــدم عليــه

.495بعد ذلك مسلما فعفا عنه إن غضب رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم - الشــديد على هبار، دليــل على تخوفــه على بنتــه وأال يمســها ســوء، وحرصــه

يؤذى أحد من أهل بيته بسبب دعوته.على أالــر: باسمه في القرآن إال هو، استشهد في معركة مؤتة - رضي الله عنه. انظ

.1/563، و"اإلصابة": 1/220"سير أعالم النبالء": هبار بن األســود بن المطلب القرشــي األسـدي، بعث النــبي - صــلى اللــه 492

عليه وسلم - سرية وأمرهم أن يقتلوه لترويعه بنت رسول الله - صــلى اللــهن إســالمه واستشــهد، قــدم المدينة،عليــه وســلم - أســلم بعــد الفتح وحســ

، و"اإلصــابة":1/315بأجنادين - رضي الله عنه. انظر: "ســير أعالم النبالء": 4/597.

انظر: "نساء في ظل رسول الله - صلى الله عليه وسلم"؛ عرفان العشا 493، مرجع سابق.392حسونة، ص

.1053، رقم الحديث: 22/432"المعجم الكبير"؛ الطبراني، 494 "ناسخ الحـديث ومنسـوخه"؛ عمــر بن شــاهين، تحقيــق: سـمير الزهـري، 495

.1/415هـ 1408(، مكتبة المنار، 1الزرقاء، ط )

- مرض بنت الداعية وض<<عفها س<<بب لحزن<<ه وش<<دة3وجده عليها:

،سبق بيان أن زينب بنت رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم ورضي الله تعــالى عنهــا - ظلت وجعــة بعــد إصــابتها بالصــخرة

فلما، "فنزل رسول الله في قبرها مهموما محزونا،حتى ماتت وقال: ))كنت أذكر ضيق القبر وغمــه وضــعف،خرج سري عنه

ق علي، فــدعوت اللـه عــز وجـل - أن-زينب، فكـان ذلــك يشـ ، أما رقيــة - رضــي اللــه تعــالى عنهــا -496 ففعل((، عنهايخفف

فــأمر رســول اللــه -،فأصيبت بالحصبة فمرضت مرضا شــديدا صلى الله عليه وسلم - زوجهــا عثمــان بن عفــان - رضــي اللــه تعـالى عنـه - أن يبقى معهــا، وال يخـرج للجهـاد في غـزوة بــدر

ثم ماتت بســببها، أمــا أم كلثــوم - رضــي اللــه تعــالى،لتطييبهاــيرة عنها - فقد ماتت بعدما انتهى رزقها في الدنيا، ولم تكن كب السن، ولم تلــد لزوجهــا عثمــان بن عفــان - رضــي اللــه عنــه -ــا شيئا، وجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قبره

ــا؛وعيناه تدمعان روى أنس - رضي الله عنه - قــال: شــهدنا بنت لرســول اللــه قــال: ورســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم -

إن مثل هــذا،497 قال: فرأيت عينيه تدمعان"،جالس على القبرــاألب ينفطــر قلبــه كم ــد بناتــه ى على فق ــا، وهما وأســ دا وحزن

الواحدة تلو األخرى، بعد معانــاتهن الطويلـة مـع المــرض، ومـع ذلك يحمل دعوته ويجتهد في تبليغها، ومــا ذاك إال ألنــه القــدوة

وليعلمــوا أن الــدعوة ال تنجح وتبلــغ واألسوة للدعاة من بعــده، اآلفاق حتى يكــون حاملوهــا من أعظم النــاس صــبرا واحتسـابا وتحمال، وقدرة على حمل الهمــوم واألحــزان الخاصــة، والســير

بها على طريق الدعوة. ثاني<<ا: في حي<<اة الص<<حابة - رض<<وان الل<<ه عليهم -

والتابعين - رحمهم الله تعالى -: ــات1 - اقتصار تعليم البنت وتثقيفها على األسر األصيلة والبيوت

الكبيرة. - عــودة النظــرة الجاهليــة للمــرأة وبــدء ضــياع حقوقهــا2

الشرعية.

(.745، رقم الحديث: )1/257"المعجم الكبير"؛ الطبراني، 496 "صحيح البخاري" المطبوع مــع "الفتح"، كتــاب الجنــائز، بــاب قولــه عليــه 497

(.1285، رقم الحديث: )3/151السالم، يعذب الميت ببعض بكاء أهله

- اقتص<<<<ار تعليم البنت وتثقيفه<<<<ا على األس<<<<ر1: األصيلة والبيوتات الكبيرة

ل رغم أن القرون المفضلة وما بعــدها من عصــور التــابعين تمثــرة في الخالفــة اإلســالمية إال أن تعليم البنت،العصــور المزده

ــل ــات المجتمــع، ب ــا لم يكن بصــورة شــاملة لكــل فتي وتثقيفه ،محصورا في األسر األصيلة المنحدرة من البيت النبوي الكريم

وفي،ومن أحفــاد الصــحابة - رضــوان اللــه عليهم - وســاللتهم بيوتات الخالفة وأصحاب الــوزارات األخــرى، وال شــك أن لهــذا

وعالقته بوالدها الداعيــة،، منها: دور البنت الدعوي؛آثارا كثيرة وهو غلبة الجانب الســلبي في الســلوك على الجــانب اإليجــابي

.498في العالقة من الزاوية الدعوية وب<<دء ض<<ياع، - ع<<ودة النظ<<رة الجاهلي<<ة للم<<رأة2

حقوقها الشرعية: عدم شمولية التعليم لكل بنــات المجتمــع، وعــدم حــرص بعض

عاة على أهمية التعليم المنظم لبناتهم، وطول الفــترةاآلباء الدــعف ــه الض ــاة، نتج عن ــع العلمي للفت ــير الوض ــة دون تغ الزمنيــدأت النظــرة ــا، فب ــة المــرأة وتثقيفه العلمي والمعــرفي بأهمي

وتهميش دورهــا في،الجاهليــة القديمــة في احتقــار المــرأةــدأت تعــود إلى األذهــان وإلى ــاة، وعــدم اعتبارهــا شــيئا ب الحي الواقع االجتماعي، الذي تاله بدء ضياع حقوقها الشرعية بسبب

.499الجهل

المطلب الثالث الوسائل واألساليب الدعوية لتغيير اآلثار السلبية

إلى إيجابيةأوال: الوسائل الدعوية:

- وسيلة الهجرة إلى بلد مسلم آمن: 1 من الوسائل التي تساعد في تغيير اآلثار الســلبية إلى إيجابيــة،

ــد مســلم آمن ــدعوة من،وســيلة الهجــرة إلى بل واالنتقــال بال مجتمع غير مستجيب إلى مجتمــع مســتجيب، كمــا فعــل خليلي

ــدة، ط ) 498 ــد قطب، ج ــر"؛ د. محم ــا المعاص ــة2"واقعن ــة المدين (، مؤسس، قضية تحرير المرأة.250هـ ص 1408للصحافة والنشر،

.235- 173 ص قطب، د. محمد المعاصر"؛ "واقعنا 499

الرحمن - عليهما الصالة والسالم - فــإبراهيم - عليــه الســالم - ه إلى وتوج، فــترك العــراق،أول من هــاجر بدعوتــه للــه تعــالى

ي؛ قــال تعــالى: }500سةاألرض المقد ــال إن ــه لــوط وق ــآمن ل فــز الحكيم ــو العزي ه ه ي إن ــاجر إلى رب ــالى:501{مه ــه تع ، وقول

تي باركنا فيها للعالمين} يناه ولوطا إلى األرض ال .502{ونج وهـاجر رســول اللـه - صـلى اللــه عليــه وسـلم - من مكـة إلى

ــاالمدينة هجرة دعوية، أس س فيها دولة اإلســالم األولى، وقبله ألن؛أمر الصحابة - رضوان اللــه عليهم - بــالهجرة إلى الحبشة

.503 ال يظلم أحد عنده،ملكها عادل فإذا وجد الداعية أنــه محــارب في بلــده من الطغــاة، ويخشــى على نفسه وأهله - خاصة بناته - فإنه من التفريط الذي يؤاخــذ عليــه، وعــدم األخــذ باألســباب أن يظــل مقيمـا في بلــده، وقــد أحاط به وببناته كيد الظــالمين ومكــرهم، فــاألولى لــه االقتــداء

بالدعاة األول من األنبياء والرسل - عليهم الصالة والسالم. - وسيلة االتصال بالصالحين من ذوي النفوذ لطلب2

حمايتهم: يوجد من ذوي النفوذ والمكانة في المجتمع من هو صالح يكره الظلم، ويحب مساعدة الناس، ولــه كلمــة مســموعة ومطاعــةصــاف بهــا، في بلده، فمن الحكمة التي ينــدب الداعيــة إلى االت

ن التعامــل معهم ألن؛االتصــال بهــؤالء النــاس ودعــوتهم وحســ الداعيــة إذا خشــي على نفســه وأهــل بيتــه من جــبروت أعــداء الدعوة، وتسلطهم عليه، يستعين بهم - بعد الله تعالى - لطلبــة رذمة الباغيــة المعتدي حمايتهم، فيكونون سدا منيعا أمام الشــــال ســابق في حكمــة ــك مث ــه في ذل ــا، ول ــدعوة وأهله على الــل ــدما ذهب إلى أه ــه وســلم - عن ــه علي الرســول - صــلى الل

فلم يستجيبوا لدعوته، فأراد العودة إلى مكة،،الطائف ودعاهم فعلم أن قريشا لن تتركه يــدخل مكــة ســالما، فطلب الــدخول

ــع ســابق،120"مــع األنبيــاء في القــرآن"؛ عفيــف طبــارة، ص 500 ، مرج مرجع سابق.1/373و"القصص القرآني"، صالح الخالدي،

(.26سورة العنكبوت، آية ) 501(.71سورة األنبياء، آية ) 502

،284-ــ 196"السيرة النبوية في ضوء المصــادر األصــلية"؛ د. مهــدي ص 503مرجع سابق.

ــه منهم، وكــانت لــه كلمــة504بن عدي في جوار المطعم ليحمي مسموعة فيهم، وهو الذي نقض الصــحيفة الــتي كتبتهــا قــريش ضد بني هاشم ومن معهم من المسلمين، فبات رســول اللــه -

فلما أصبح خرج،صلى الله عليه وسلم - عند المطعم بن عدي هو وبنوه - ســتة أو ســبعة - متقلدي الســيوف جميعــا، فــدخلوا المسجد وقال لرسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم -: طــف، واحتبوا بحمائل سيوفهم في المطــاف، فأقبــل أبــو ســفيان بن

، فقــال: أمجــير أم تــابع؟ قــال: بــل مجــير،حــرب إلى المطعم فقال: إذا ال نخفــر ذمتــك - أي عهــدك وجــوارك - فجلس معــه حتى قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طوافــه، فلمـاــالم انصرف انصرفوا معه، وقد حفظ النبي - عليه الصالة والس - للمطعم بن عدي هذه اليد؛ ولذلك لما جاءه ابنه جبير ليكلمه

ا،في أساري بدر ثم، قال لــه: ))لــو كــان المطعم بن عــدي حي.505كلمني في هؤالء النتنى لتركتهم له((

- وسيلة القول: 3 القول أعظم وسائل الدعوة التي استعملها أنبياء الله ورسله -

وتبرز أهمية وســيلة،عليهم الصالة والسالم - في تبليغ دعوتهم هي: ،القول من عدة أوجه

فقد ورد لفظ "قل" في القــرآن: - اهتمام القرآن الكريم بها1 وجـــاءت مشـــتقاته،الكـــريم في أكـــثر من ثالثمائـــة موضع

.506وتصريفاته في آيات كثيرةــل2 - استخدام جميع الرسل لها - عليهم الصالة والسالم - فك

ـهالرسل قالوا ألقــوامهم: } ه مـا لكم من إل ــدوا الل ــا قـوم اعب يــون ق ــره أفال تت ــه507{غي ، كمــا كــثرت أحــاديث الرســول - علي

الصالة والسالم - القولية في كتب الحديث.

المطعم بن عدي بن نوفل بن عبدمناف القرشــي، مــات قبــل غــزوة بــدر 504 أجار النبي - عليه الصالة والسالم - عنــد عودتــه من الطــائف، لــه مكانــة في

.7/252قومه وكان قائدهم في حرب الفجار. انظر: "األعالم"، ،1/405 شـهبة، أبو د. محمد والسـنة"؛ القرآن ضوء في النبوية "السيرة 505

سابق. مرجع "المعجم المفهرس أللفاظ القرآن الكريم"؛ محمــد فــؤاد عبــدالباقي، ص 506

570.(.65سورة األعراف، آية ) 507

روعا،؛ - وسيلة القول لها ضوابط3 منها: أن يكون القــول مشــ ولينا حسنا، وأن يطابق القول العمل، ويكون بينا واضحا وبعيدا

.508عن التكلف والغرابةثانيا: األساليب الدعوية:

- أسلوب المداراة ال المداهنة: 1ن للداعيــة أن يســتخدمها، من األساليب الدعوية التي يستحســ أسلوب مداراة الناس، يقول أبــو الــدرداء - رضــي اللــه عنــه -:

ر في وجـــوه أقـــوام ونضـــحك إليهم، وإن قلوبنـــا" إنـــا لنكشـــن بذلك أهمية مداراة النـاس، ومعـنى المــداراة:،509"تلعنهم يبي

رحمــه اللــه -: "المــداراة:-المالينة والمالطفة، قال ابن بطال ــاس ولين الكالم ــ ــاح للن ــ ــرك اإلغالظ لهم في،خفض الجن ــ وت

ــدفع ــه -: "المــداراة: ال ــال ابن حجــر - رحمــه الل القــول"، وق فالداعية يداري النــاس مــداراة الرجــل الســابح في،510برفق"

ألن ودادهم ال يستجلب إال بمســاعدتهم على مــا؛الماء الجاري قـاء شــر األشــرار، ودوام معاشــرةهم فيه، وهي مهمة جــدا الت

األخيار، يحتاج إليها مع األصدقاء واألعداء، وتجــوز المــداراة في ق العلمــاء ألنهــا حينئــذ تنقلب إلى مداهنــة، وفــر؛األمور الدينية

بين المداراة والمداهنــة، بــأن األولى: هي الرفــق بالجاهــل في التعليم، وبالفاســق في النهي عن فعلــه، وتــرك اإلغالظ عليــه، واإلنكار عليه بلطف في القول والفعــل، الســيما إذا كــان ممن يحتاج إلى تألفــه، أمــا المداهنــة: فهي إظهــار الشــيء وإبطــان غيره، وهي معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير

ــه -: "من االبتالء511إنكار عليه" ــه الل ، يقول ابن الجوزي - رحم العظيم إقامة الرجــل في غــير مقامــه، مثــل أن يحتــاج الرجــل

د إليـه، وإلى مخالطــة من الالصالح إلى مداراة الظـالم والـترد

، مرجــع1/55"فقه الــدعوة في صــحيح البخــاري"؛ د. ســعيد القحطــاني، 508سابق.

"كنز العمال في سنن األقوال واألفعال"؛ عالء الدين علي الهندي، تحقيق: 509 ،3/315هـــ، 1419(، دار الكتب العلميــة، 1محمود الــدمياطي، بــيروت، ط )

(.8754رقم الحديث: )، مرجع سابق.10/528"فتح الباري شرح صحيح البخاري"، 510 مرجــع ســابق، و"فتح البــاري"،8/3358انظر: "موسوعة نضرة النعيم"، 511

، مرجع سابق، "وروضة العقالء ونزهة الفضالء"؛ ابن حبان البستي،10/545.70هـ، ص 1397بيروت )د. ط(، دار الكتب العلمية، عام

يصلح، وإلى أعمال ال تليق بــه، وإلى أمــور تقطــع عليــه مــراده.512الذي يؤثره"

وكالمه - رحمه الله تعــالى - ينطبــق تمامــا على الداعيــة الــذي لدفع شرهم عن نفسه وأهله.؛ابتلي بمداراة الظالمين

ظ واالنتباه: 2 - أسلوب التيقه والتحر:قال الكفوي - رحمه الله -: "التيقظ ــا كمال التنب ز عم

، فمن الصــفات المهمــة الــتي يجب أن يتصــف بهــا513ال ينبغي" واالنتباه لكل ما يحدث للدعوة والــدعاة،،الداعية، صفة التيقظ

ن الداعيــة نفســه على هــذه الصــفة حــتى تكــون أســلوبه ويمر ومنهجـــه الـــدعوي، فهـــو دائمـــا يقـــظ منتبـــه، ذو هم عميـــق

، غير سطحي في فهمه لألحــداث ومجريــات األمــور،514ودقيق ومعنى الفكر السطحي: هو فهم األمــور بظواهرهــا الخارجيــة، دون النفاذ إلى دواخلها ودالالتها ومكوناتها وأبعادهــا األساســية، ،الــتي تعين على التصــور الكامــل والمعرفــة الحقيقيــة لألمــور

، وتكــون أهدافــه الدعويــة مشــهودة515والحكم الصحيح عليها " أمام عقله وقلبه، ال تغيب عنه، وهو بكل ما ســبق يســتطيع أن يحفظ نفسه ودعوته وأهله، فال يتعرض الجميع إلى األذى الذي يكون أحيانا أحد أسبابه غفلة الداعية، وعــدم انتباهــه، وضــحالة

فه. فكره، وسوء تصر - أسلوب كظم الغيظ: 3

صــف بهــا الداعيــة، ويمر نمن الصفات المهمة التي يجب أن يت نفسه عليها؛ حتى تكون أسلوبه الــدعوي الــذي يعــرف بــه، هــو كظم الغيظ، وقد أثنى الله تعالى على عباده الكــاظمين الغيــظ

هابقولــه تعــالى: } ة عرضــ كم وجن ــرة من رب ارعوا إلى مغف وســقين ماوات واألرض أعدت للمت اء*الس ر ذين ينفقون في الســ ال

ه يحب اس والل ــافين عن الن ــظ والع ــاظمين الغي اء والك ر ــ والض ، قال اإلمام الطــبري - رحمــه اللــه تعــالى - في516{المحسنين

(، دار5"صيد الخاطر"؛ ابن الجوزي، تحقيــق: محمــد عــوض، بــيروت، ط) 512.290هـ، ص 1414الكتاب العربي،

"الكليــات معجم المصــطلحات والفــروق اللغويــة"؛ أبــو البقــاء الكفــوي، 513 تحقيق: عدنان درويش ومحمد المصري، بيروت، )د. ط(، مؤسسة الرســالة،

.314م، ص 1993، مرجع سابق.527"أصول الدعوة"؛ عبدالكريم زيدان، 514"السطحية وغياب الهدف"؛ د. سارة عبدالمحسن آل سعود، الرياض، ط ) 515.61هـ، ص 1419(، 1(.134- 133سورة آل عمران، آية ) 516

شرحه لهذه اآلية: "الكــاظمين الغيــظ يعــني: الجــارعين الغيــظعــه،عنــد امتالء نفوســهم منه يقــال: كظم فالن غيظــه: إذا تجر

فحفظ نفسه أن تمضي ما هي قادرة على إمضائه، باستمكانها ، وقال اإلمــام القرطــبي517ممن غاظها وانتصارها ممن ظلمها"

شــرحا على اآليــة "كظم الغيــظ: رده في الجــوف، والســكوت.518عليه، وعدم إظهاره مع قدرة الكاظم على اإليقاع بعدوه" ألنــه؛والداعية أشد الناس حاجــة إلى اســتخدام هــذا األســلوب

ا مختلفين في الطبــائع واألخالق ، فمنهم الهــادئ؛يــدعو أناســــاكر ــ ــق، ومنهم الم ــ ــوب األحم ــ ــنيف، ومنهم الغض ــ ومنهم الع المخــادع، ومنهم االســتفزازي الســاخر، وكــل هــؤالء لهم عنــد الداعية حق دعوتهم ونصحهم، والتأثير عليهم لنقلهم من رديء األخالق إلى أحاسنها، ويحتاج في ذلك إلى الحلم، وكظم الغيظ ليصل إلى مبتغاه؛ قال رسول الله - صلى اللـه عليــه وسـلم -: ))ما من جرعة أعظم أجرا عند اللــه، من جرعــة غيــظ كظمهــا

ـا ))م:، وفي رواية أخرى519عبد، ابتغاء وجه الله(( ن كظم غيظـ وهو قادر على أن ينفذه، دعاه اللــه - عــز وجــل - على رؤوس

.520الخالئق حتى يخيره في أي الحور ما شاء((

المطلب الرابعتوجيهات ربانية

- الوصف القرآني لجنس النساء وأثره الدعوي.1 - إثبات حقيقة أن الذكر ليس كاألنثى وأثره الدعوي.2 - تعظيم أجر تربية البنات واإلحسان إليهن وأثره الدعوي.3- الوصف القرآني لجنس النساء وأثره الدعوي: 1

أ في الحلية وهويقول الله تعالى في كتابه الكريم: } أومن ينشـر مبين ـ ام غي ــ ــه521{في الخص ــرون - رحمهم الل ــر المفس ، ذك

.4/93هـ،1405ط(، دار الفكر،0"تفسير الطبري"؛ بيروت، )د 517، مرجع سابق.4/133"الجامع ألحكام القرآن"؛ القرطبي، 518(.3396، رقم الحديث: )3/368"صحيح ابن ماجه"؛ األلباني، باب الحلم، 519(.3394، رقم الحديث: )3/367"صحيح ابن ماجه"؛ األلباني، باب الحلم، 520(.18سورة الزخرف، آية ) 521

أن جنس النساء عامة يتصــف: - في تفسير هذه اآلية522تعالىبصفتين أساسيتين وهي:

ــة1 ــه الدع ــغر يغلب علي ــذ الص ــئة البنت من ــة وتنش - أن تربي والنعومة، والتقلب في ألــوان الزينــة من ذهب وحريــر - وهمــا من المحرمـات على الـذكر شـريعة وحكمـا - وحـتى لـو كـانت البنت فقيرة وأسرتها عاجزة، فإن فطــرة األنــثى تميــل للبحث

بحسب ظروفه وقدرته. عن الزينة والجمال، كال - أن المــــرأة مهمــــا تعلمت وتثقفت، فإنهــــا في مجــــال2

الخصومات والجدال أضعف وأعجــز من الرجــل، بــل قــد تقلب ألن الله تعالى خلقهــا؛حجتها على نفسها، وال يعد هذا عيبا فيها

وأحسن خلقها، ولكن من أجل أن تتكافأ المسؤوليات، وتتوازن في الحياة بين الرجل والمرأة، والناس في عصرنا في موضوع

، وعلــة523صــفة المــرأة، على طــرفي نقيض بين تفريــط وغلــو وجود الخلل، عدم الرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبويــة - المصــدران األساســيان لبيــان حقــائق المخلوقــات ووظائفهــا -ــوعي واإلدراك ويعاتب الداعية إذا لم يكن على قدر كبير من الب عليــه بحقيقة طبيعة المرأة ووظيفتها في الحياة، الــذي يــترت

كيفية تربيتها بنتا، ومعاملتها زوجة، وبرها أما. - إثب<<ات حقيق<<ة أن ال<<ذكر ليس ك<<األنثى وأث<<ره2

الدعوي: هقال تعــالى: } عتها أنثى والل ي وضــ ــالت رب إن عتها ق فلما وضــ

ي ــريم وإن ي سميتها م أعلم بما وضعت وليس الذكر كاألنثى وإنجيم يطان الــر تها من الشــ ي ، من توجيــه اللــه524{أعيذها بك وذر

تعالى وتعليمه لعباده في كتابه الكريم، بيانه لحقيقــة أن الــذكر ليس كاألنثى في كل شيء بلفظ مــوجز معجــز، ومــع أن هــذه

ــمس ــة كالشـ ــحة وجليـ ــة واضـ ــين525الحقيقـ ، إال أن المغرضـ ، و"تيســير العلي64-ــ 16/63انظر: "الجامع ألحكام القرآن"؛ القرطــبي، 522

،5/3181، "في ظالل القــرآن"؛ ســيد قطب، 4/130القــدير"؛ الرفــاعي، مراجع سابقة.

(، دار3"بصائر للمسلم المعاصر"؛ د. عبدالرحمن حسن حبنكة، جدة، ط ) 523 هـ، الباب الثــالث، "الــدين الحــق منهج متوســط بين التفريــط1420البشير،

، و"معالم في منهج الدعوة"؛ د. صالح بن حميد، جــدة، ط )281والغلو" ص .327- 302هـ، ص 1420(، دار األندلس، 1(.36سورة آل عمران، آية ) 524 (، دار2انظــر: "حراســة الفضــيلة"؛ بكــر عبداللــه أبــو زيــد، الريــاض، ط ) 525

، األصــل األول من أصــول الفضــيلة، وجــوب25-ــ 15هـ ص 1421العاصمة،

ــارى ــود والنص ــدين من اليه ــأث وم،الحاق ــا،ن ت ر بهم في زمانن اســتطاعوا بأســاليبهم ووســائلهم الشــيطانية أن يعمــوا بصــائر

كواأغلب الناس وأبصارهم عن إدراك هــذه الحقيقــة، وأن يشك فيها باسم المساواة بين الجنسين، ال فــرق بين الــذكر واألنــثى

، فالجنــدرة، رفعت أعالمهــا ونفــذت برامجهــا526في أي شــيء على كل األرض، شعر الناس أم لم يشعروا أن هناك من يسير بهم بقوة، بقوى إبليسية خارقة إلى الهاوية، حيث الجحيم بكــل معانيـــه: جحيم فكــري، جحيم نفســي، جحيم جســدي، جحيم

ــذكر ليس:انتكاسة الفطرة وتشوهها، لذلك يعد موضــوع أن ال ، من موضوعات الــدعوة الكــبرى في527كاألنثى وحقوق المرأة

ــا عصــرنا، والــتي يجب على الداعيــة أن يكــون ملما بهــا، عارفـا إلى المنهج الحق،بجميع تفاصــيلها بكــل الوســائل، فيها وداعي

رواألساليب الممكنة والمؤثرة، وأن يحذر أشد الحــذر من التــأث بالتيارات الفكرية الضاغطة والمعادية لحقائق القــرآن الكــريم، والتي من الممكن أن تجعله داعية من بني جلدتنا ويتكلم بلغتنا

علم أم لم يعلم.،ويدعو إلى أبواب جهنم واإلحسان إليهن وأث<<ره، - تعظيم أجر تربية البنات3

الدعوي: م الله تعالى وأد البنات بقوله تعالى: } وإذا الموءودة سئلتحر

.528{ بأي ذنب قتلت* م أجر تربية البنات، وتخصهن بمثوبةوجاءت السنة النبوية لتعظ

وهي: ،عظيمة لوالديهما إذا أحسنا إليهن لم تخص الذكور بها لقوله - عليه الصالة والســالم -:؛ - الستر والحجاب من النار1

))من كان له ثالث بنات فصبر عليهن، وأطعمهن، وكساهن منــا من النــار يــوم القيامــة(( ــه، كن لــه حجاب : وفي رواية،529جدت

اإليمان بالفوارق بين الرجل والمرأة. "حقيقة العالقة بين اليهود والنصارى وأثرها على العالم اإلسالمي"؛ أحمد 526

ــ، ص 1420 دار المعالي، ،(1محمد زايد، األردن، ط ) ــار تحــالف،430هـ )آث..اليهود والنصارى على المرأة المسلمة واألمة المسلمة(

لحقــوق العالمية والشــرعة اإلســالمي الشــرع بين المرأة انظر: "حقوق 527 ص هـ1413 المعارف، ( مؤسسة1ط) بيروت، بر، مسيكة د. فتنت اإلنسان"؛

9 -187.(.9- 8سورة التكوير، آية ) 528 ،3/215"صحيح ابن ماجه"؛ األلباني، باب بر الوالد واإلحسان إلى البنات، 529

(.3736رقم الحديث: )

))من ابتلي من هذه البنات بشيء، فأحسن إليهن كن له ســترا.530من النار((

- دخول الجنة ووجوبها؛ قال - عليه الصالة والســالم -: ))من2ــه كان له ثالث بنات يؤويهن، ويكفيهن، ويرحمهن، فقد وجبت ل

فقال رجل من بعض القوم: وثنتين يا رسول الله،الجنة ألبتة((ــتين(( ــال: ))وثن ــات531ق ـا من بن ـ ــال ثالث ــة ))من ع ، وفي رواي

.532يكفيهن، ويرحمهن، ويرفق بهن فهو في الجنة((ــه الصــالة والســالم3 ــه؛ - صــحبة الرســول - علي ــه - علي لقول

الصــالة والســالم -: ))من عــال جــاريتين حــتى تبلغــا جــاء يــوم.533القيامة أنا وهو، وضم أصابعه((

وبذلك تنفرد األنــثى عن الــذكر بــأجر تربيتهــا واإلحســان إليهــا، هما: ؛وعلة تعظيم األجر والمثوبة في تربية البنات أمران

ــاده؛ وذلــك ألن1 - أن التربية اختبار وابتالء من الله تعــالى لعب اإلسالم جاء والناس يكرهون البنات ويدفنونهن أحياء، فزجرهم عن قتلهن ورغبهم في تربيتهن، واإلحسان إليهن بتعظيم األجــر

ولــذلك جــاءت ألفــاظ األحــاديث مناســبة،والمثوبة يوم القيامة "فصبر عليهن".: ولفظ، "ابتلي": وهي،لمعنى االختبار

ر، فهــو في الجملــة - أن تربيــة األنــثى أثقــل من تربيــة الــذك2 أقوى، وأقدر، وأعقل، يدبر أمره ويصرف حاله، أما األنثى فهي

ــتيم ))إني أحــرج حــق الضــعيف:ضــعيفة؛ وفي الحــديث ين: الي فهي تحتاج إلى غيرها في كل شيء، ومن رحمة،534والمرأة((

فال يجوز شريعة أن،الله تعالى بها أن جعل عليها الوالية دائمةتكون بال ولي.

مــا ســبق ينبغي أن يكــون حاضــرا دائمــا في ذهن الداعيــة في تعامله مع بناتــه وتربيتــه لهن، حــتى أعمالــه الدعويــة ال بــد من

الحرص فيها على إبعاد البنات مما يؤذيهن.

"صحيح مسـلم"؛ كتـاب الـبر والصـلة، بـاب فضــل اإلحسـان إلى البنـات، 530(.2629، رقم الحديث: )4/2027

ــؤاد 531 ــد ف ــق: محم ــاري، تحقي ــد بن إســماعيل البخ ــرد"؛ محم "األدب المف.1/41هـ،1409(، دار البشائر اإلسالمية 3عبدالباقي، بيروت، ط)

(.2492، رقم الحديث: )5/649"السلسلة الصحيحة"؛ األلباني، 532 "صــحيح مسـلم"، كتــاب الــبر والصــلة بــاب فضــل اإلحســان إلى البنــات، 533

(.2630، رقم الحديث: )4/2028(.1015، رقم الحديث: )3/12السلسلة الصحيحة"؛ األلباني، " 534

يتضح مما سبق: أن لبن<<ات الداعي<<ة أث<<رهن اإليج<<ابي والسلبي على أبيهم ودعوته، وأثبتت نص<<وص الس<<نة ذلك، كما أن نسبه - صلى الله عليه وسلم - ب<<اق إلى ي<وم القيام<<ة عن طري<<ق ابنت<ه فاطم<ة - رض<<ي الل<<ه

عنها.

الرابع الفصلالداعية حياة في األخوة عالقة أثر

مبحثين: على ويشتملالداعية. حياة في األخوة عالقة األول: أثر المبحثالداعية. حياة في األخوات عالقة الثاني: أثر المبحث

المبحث األولأثر عالقة األخوة في حياة الداعية

ويشتمل على أربعة مطالب: المطلب األول: اآلث<<ار اإليجابي<<ة لعالق<<ة األخ<<وة في

حياة الداعية. المطلب الث<<اني: اآلث<<ار الس<<لبية لعالق<<ة األخ<<وة في

حياة الداعية. المطلب الث<<الث: الوس<<ائل واألس<<اليب لتغي<<ير اآلث<<ار

السلبية إلى إيجابية.المطلب الرابع: توجيهات ربانية.

المطلب األولاآلثار اإليجابية لعالقة األخوة في حياة الداعية

:تمهيد

أخوة النسب أخوة ال تعوض إن فقدت، وهي أخــوة قــوة وســندــة إذا اتحدت، وأخوة عزة وشرف إذا كثرت، وأخوة حماية ومنعــروه ــه فنص ــه إذا التفوا حول ــان بإخوت ــعد اإلنس إذا اتفقت، يس وأيدوه، وحملوا عنــه إذا عجــز، وخففــوا عنــه إذا ثقــل، ال يغــني

عنهم شيئا إذا فقدوا. أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الة

والسالم -:األخ شريك في النبوة ووزير في الرسالة:

أرسل الله تعالى موسى - عليه الصالة والسـالم - إلى فرعـون وملئه؛ ليدعوهم إلى عبادة اللــه تعــالى، فطلب موســى - عليــه السالم - من الله تعالى أن يجعل أخــاه هــارون شــريكا لــه في

ن - عليــه الصــالة والســالم -النبوة، ووزيرا له في الرسالة، وبي لربه لماذا يريد أخاه هارون معه في تبليــغ الــدعوة، كمــا حكــاه

القرآن الكريم في اآليات التالية:ــري*قال رب اشرح لي صدري - قال تعالى: }1 ر لي أم ويس واجعــل لي وزيــرا* يفقهوا قــولي * واحلل عقدة من لساني *

ركه في أمــري* اشدد به أزري * هارون أخي *من أهلي وأشــحك كثيرا * ك كنت بنا بصيرا* ونذكرك كثيرا * كي نسب .535{ إنــه أخــاه - قال تعالى: }2 ــا مع ــاب وجعلن ى الكت ولقد آتينا موســ

.536{هارون وزيرا ب موســى - عليــه الســالم - بــأنلت اآليات الســابقة على طدل

يكون أخوه هــارون وزيــرا لــه، ولفــظ الــوزير ليس مشــتقا منــو األزر الذي هو: الشدة، والقوة، والمؤازرة، والمساعدة، بل ه

الحمل الثقيل، فالوزير هو المتحمل ثقل: أي؛مشتق من الوزرــرد في القــرآن الكــريم إال537أميره وشغله ، ولفظــة وزيــر لم ت

تين، وكالهما كانت وصفا لعمــل هــارون مــع أخيــه موســى -مرعليهما السالم.

ــذبون - قــال تعــالى: }3 ي أخــاف أن يك ــال رب إن يق*ق ويضــ. 538{صدري وال ينطلق لساني فأرسل إلى هارون

(.35- 25سورة طه، آية ) 535(.35سورة الفرقان، آية ) 536، مرجع سابق.867"المفردات"؛ األصفهاني، ص 537(.13- 12سورة الشعراء، آية ) 538

ا فأخــاف أن - قــال تعــالى: }4 ي قتلت منهم نفســ ــال رب إن قله معي ردءا*يقتلون ي لسانا فأرســ وأخي هارون هو أفصح من

ي أخاف أن يكذبون .539{يصدقني إنــأن أخــاه ح موسى - عليه السالم - ب في اآليتين السابقتين يصر

،540هارون أفصح منه لسانا؛ لذلك يريده معه في تبليــغ الــدعوةــده ردءا معــه541 جــادت لغته:ومعــنى فصــح الرجــل: أي ، ويري

ــا له ، وكال542يصدقه، ومعــنى الــردء: أي: الــذي يتبــع غــيره معين اللفظتين: الفصح والـردء، لم تـرد في القـرآن الكـريم إال مـرة واحدة، وكانت وصفا لهارون - عليه السالم - فخالصــة أوصــاف هارون - عليه السالم - الذي طلب موسى - عليه السـالم - من اللــه تعــالى أن يكــون معــه في تبليــغ الــدعوة ثالثــة: الــوزارة، والفصــاحة، والمتابعــة، فهــذه هي مهمــة هــارون مــع موســى -

عليهما السالم. روت أم المؤمنين عائشة - رضي الله تعالى عنها - أنها خرجت

فسمعت رجال يسأل آخر:،ألداء العمرة، فنزلت ببعض األعراب أي أخ كان في الدنيا أنفع ألخيه؟ فقال: ال أدري، فقال السائل: أنــا واللــه أدري، إنــه موســى حين ســأل النبــوة ألخيــه هــارون،

.543وعلقت عائشة - رضي الله عنها - قائلة: صدق والله ثاني<<<ا: في حي<<<اة الص<<<حابة - رض<<<وان الل<<<ه عليهم -

والتابعين - رحمهم الله تعالى -:ا في: مش<<اركة اإلخ<<وة وتع<<اونهم م<<ع بعض<<هم بعض<<

العلم، والدعوة، والجهاد، واالستشهاد:ــرت األمثلــة في جيــل الصــحابة - رضــوان اللــه عليهم - في كث اإلخوة الذين أسلموا معا، وتعلموا من رسول الله - صــلى اللــه عليه وسلم - العلم مباشرة، ثم دعوا إلى الله تعالى، وشــاركوا في الغزوات معه - صلى الله عليه وسلم - ورزق اللــه بعضــهم

الشهادة في سبيله، ومن هؤالء: ، أبنــاء مظعــون - رضــي546، وعبدالله545، وقدامة544 - عثمــان1

الله عنهم.(.34- 33) آية القصص، سورة 539

ما قيل في موضوع فصاحة هارون ولثغة موسى - عليهما السالم - انظره 540.2/381ال باألدلة في: "القصص القرآني"؛ د.صالح الخالدي،مفص

، مرجع سابق.637"المفردات"؛ األصفهاني ص 541.350المرجع السابق، ص 542.3/143"تفسير القرآن العظيم"؛ ابن كثير، 543

، أبنــاء أبي بكــير -550 وعــامر،549 وإياس،548 وخالد،547 - عاقل2رضي الله عنهم.

ــا في دار األرقم بن أبي األرقم، وكــانوا أول هــؤالء أســلموا مع من بايع رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم - في دار األرقم،ــة إلى ــاجرين من مك ــا مه ــة مع ــؤالء اإلخــوة األربع ثم خــرج ه المدينة، فحملــوا معهم رجــالهم، ونسـائهم، وأوالدهم، فلم يبــق

، وهـــذه هي القـــوة،551في دورهم أحـــد حـــتى غلقت أبـــوابهم قــه اإلخــوة إذا كــثرتوالمنعــة، والعــزة، والســؤدد، الــذي تحق

واتحدت.

عثمان بن مظعون أسلم قديما قبل دخول رسول الله - صــلى اللــه عليــه 544 وسلم - دار األرقم، وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أبويهان، وشهد بدرا، ومات في شعبان بعــد الهجــرة بعــام ونصــف، الهيثم بن الت وقبله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهــو ميت، وصــلى عليــه، وجعــل عند قــبره عالمــة يــدفن إليــه من مــات من بعــده - رضــي اللــه عنــه. انظــر:

.3/300"الطبقات"، قدامة بن مظعون أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانيــة، وشــهد 545

هـــ -36ي ســنة تــوف،مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشاهد كلها.3/306رضي الله عنه. انظر: "الطبقات"،

عبدالله بن مظعون أسلم قديما، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وآخى 546 رسول الله - صلى الله عليــه وســلم - بينــه وبين ســهل بن عبيداللــه، وشــهد

هـ30ي ســنة المشاهد كلها مع رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم - وتــوف.3/306في خالفة عثمان بن عفان - رضي الله عنهما. انظر: "الطبقات":

كان اسمه غافل، فلمــا أســلم ســماه رســول اللــه -،عاقل بن أبي البكير 547 عــاقال، وآخى رســول اللــه بينــه وبين مبشــر بن:صــلى اللــه عليــه وســلم -

عامــا - رضــي اللــه عنــه. انظــر:34عبدالمنذر، وقتال جميعا في بدر وعمــره .3/297"الطبقات"،

خالد بن أبي البكير آخى رسول الله - صلى الله عليــه وســلم - بينــه وبين 548 عاما34هـ وعمره 4 وقتل يوم الرجيع سنة ،زيد بن الدثنة، وشهد بدرا وأحدا

.3/298- رضي الله عنه. انظر: "الطبقات"، إياس بن أبي البكير آخى رسول الله - صلى الله عليه وســلم - بينــه وبين 549

ــه الحارث بن خزمة، وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الل.3/298- صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنه. انظر: "الطبقات"،

عامر ابن أبي البكير آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينــه وبين 550 ثابت بن قيس بن شماس، وشهد عامر المشاهد كلها مع رسول الله - صلى

.3/298الله عليه وسلم - انظر: "الطبقات"، ، مرجع سابق.3/297"الطبقات"؛ ابن سعد، 551

، ابني معاذ - رضي الله عنهما.553 وعمرو،552 - سعد3 لقد كان أولئك اإلخوة دعاة، ومجاهدين، ومهــاجرين للــه تعــالى ولرسوله - صلى اللــه عليــه وســلم - كمــا عــرف عنهم العبــادة

والتواصي عليها فيما بينهم.

المطلب الثانياآلثار السلبية لعالقة األخوة في حياة الداعية

:تمهيد يشــتد البالء على الداعيــة إذا كــان المخــالفون لــه والمحــاربونــيرتهم، ــيرته عش ــه دمهم، وعش ــذين دم ــه ال ــه هم إخوت لدعوت

وقــوف إخوتــه ضــده بــدافعهوكلمتهم فيه محل صدق، فيســوء الغيرة والحســد، وكراهيــة أن يتفــوق األخ على أخيــه، فيــبيعوندينهم بعرض من الدنيا زائل، فيغضبون ربهم ويخسرون أخيهم. أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الة

والسالم -: وأثر ذل<<ك،حسد اإلخوة وتآمرهم على أخيهم الداعية

عليه: الله تعالى علينا في كتابه الكريم أن إخوة يوســف - عليــهقص

ــه الســالم - ــوب - علي ــة أبيهم يعق ــه لمحب ــاروا من الســالم - غ لالظاهرة له، فتطورت الغيرة عندهم إلى حسد، تاله حقد تأص

روا لـــه المـــؤامرات، في نفوســـهم على أخيهم يوســـف، فـــدب ومكروا بــه، حــتى بعــد فــراقهم الطويــل لــه، بقيت مشــاعرهم نحوه كما هي، عندما قالوا عن سرقة أخيهم بنيامين: إن له أخا ســرق مثلــه، وهم يعلمــون بــراءة يوســف من ذلــك، فحرمــان يوسف من العيش بين أبويه، ثم تعرضه للفتن في بيت العزيز،

سعد بن معــاذ بن النعمــان بن امــرئ القيس، أســلم على يــد مصــعب بن 552 عمير، وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أبي عبيدة عامرــه ــدرت ب بن الجراح، وكان لواء األوس يوم بدر معه، وشهد أحدا والخندق، غ قريظة فحكم فيهم بحكم الله - عز وجل - ثم مات، وهـو الـذي اهـتز عـرشــر: ــه. انظ ــه عن ــي الل ــة - رض ــل في الجن ر بمنادي ــ ــه - وبش ــرحمن لموت ال

.332- 3/320"الطبقات"؛ وهو أخو سعد بن معــاذ آخى،عمرو بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس 553

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينــه وبين عمــير بن أبي وقــاص، شــهد عامــا - رضــي اللــه عنــه. انظــر:32بــدرا، وقتــل يــوم أحــد شــهيدا وعمــره

.3/333"الطبقات"،

ثم سجنه، كان المتســبب األول فيهــا، هم إخوتــه الــذين جعلــوا حياة أخيهم صعوبات وشدائد، ومن المهم التنبيه على أن غــيرةــد من إخوة يوسف لم تكن وليدة ذاتها، بل الحب الظاهر والزائ األب ألحد أبنائه دون غيرهم، كــان هــو الــدافع القــوي لكــل مــا فعلوه، فقد حكى القرآن الكريم قول إخوة يوسف؛ قال تعالى:

ائلين } إذ قالوا ليوسف*لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسالل مبين ا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضــ وأخوه أحب إلى أبينا من

ــوا* اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجــه أبيكم وتكونالحين ــا صــ ــده قوم ف*من بع ــوا يوســ ــال قائل منهم ال تقتل ق

ارة إن كنتم ي ـه بعض الســـ ـابت الجب يلتقطــ ــ وألقـــوه في غي.554{فاعلين

فرغبتهم في أن ينالوا مكانة ومحبة في قلب أبيهم مثــل مكانــةــة يوســف وبنيــامين ال غضاضــة فيهــا، لكن الوصــول إلى ومحب تحقيق تلك الرغبة بوسائل وأســاليب غــير مشــروعة، هــو اإلثم الذي وقعوا فيــه، وطلبــوا بعــد ذلــك من أخيهم وأبيهم أن يغفــر

ــالهم ذلك، ففعلوا - عليهما السالم - قال تعالى: } ــا أبان ــالوا ي قا خاطئين ا كن ي*استغفر لنا ذنوبنا إن قال سوف أستغفر لكم رب

حيم ه هو الغفور الر .555{إن

المطلب الثالثالوسائل واألساليب لتغيير اآلثار السلبية إلى إيجابية

أوال: الوسائل الدعوية: - وسيلة كتابة الرسائل:1

من الوســائل الدعويــة الــتي تســاعد في تغيــير اآلثــار الســلبية لعالقة األخوة إلى آثار إيجابية، وسيلة كتابة الرسالة، والرسائل أنواع فهناك: رسائل عاطفية وجدانية، ورسائل تحذيرية تنبيهية، ورسائل تقدير وإجالل، فعنــدما يــرى الداعيــة من أخيــه صــدودا وإعراضا قد يصل إلى الهجوم والمحاربــة لدعوتــه، فيستحســن أن يبدأ معه قبل المواجهــة بكتابــة رســائل وجدانيــة، يثــير فيهــاــة عاطفة األخوة بينهما، ويذكره بما كان بينهما في عهد الطفول

(.10- 7سورة يوسف، آية ) 554(.98- 97سورة يوسف، آية ) 555

والصبا، وحياة عمرها ســنين كانــا يعيشــانها في ظــل والــديهما، ر فيــه، فيصــلح مــا في نفسـهفلعل أســلوب اللين والرفــق يــؤث

تجاه أخيه الداعية.ــه وكتابة الرسائل وسيلة استخدمها رسول الله - صلى الله علي وســلم - فكتب إلى الملــوك والجبــابرة يــدعوهم إلى اإلســالم؛ فعن أنس بن مالك - رضــي اللــه عنــه - أن نــبي اللــه كتب إلى

ــار يــدعوهم558، والنجاشي557، وقيصر5561كسرى ، والى كــل جب.559إلى الله تعالى

ص للنصح والتوجيه: - وسلة اغتنام الفر2 ال يخلو إنسان من وجود مواقــف صــعبة في حياتــه، فقــد يفجــع في ابن له، أو في مرض نزل به، أو بأحد أفــراد أســرته، أو في

عليــه بفعـل اآلخــرين، وعلى الجـانب اآلخــر توجـدهم وغم حلــوعين من ــان، كال الن ــاة اإلنس ــارزة في حي ــعيدة ب ــف س مواق المواقــف، تعتــبر فرصــة ذهبيــة ينبغي على الداعيــة الفطن أن

مــا فعلــه:هــا في التوجيــه والتــذكير والنصــح، ومثــال ذلكيغتنم الصديق - رضي الله عنه - عند وفاة الرسول - صلى الله عليــه وسلم - فهذا حدث جلل كبير أصــاب المسـلمين فقـام - رضــي

ول وتال قوله تعالى: }،الله عنه - فيهم خطيبا وما محمد إال رســــل انقلبتم على ــات أو قت ــإن م ل أف ــ س ـه الر ـ ــد خلت من قبل قيجزي يئا وســ ه شــ أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الل

اكرين ه الشــ ــا560{الل ، فكــأنهم ســمعوها أول مــرة فتســلوا به وقوي بها إيمانهم ويقينهم، فما ســمع أحــد بشــرا منهم إال وهــو يتلوها، مــع أن العلم كــان لهم بهــا قبــل ذلــك، وهــذا يــدل على

. 561أهمية اغتنام المواقف واألحداث للتذكير والنصح - وسيلة العفو عند المقدرة:3

ما حصل من نبي الله يوسف - عليه الصالة والســالم -:ومثاله من عفو عن إخوته بعد كل ما فعلوه في حقه، فعفــا عنهم بعــد

ر على نفوســهم فأصــلحها؛ قــال تعــالى:قدرتــه عليهم، ممــا أث كسرى: لقب لكل ملــك من ملــوك الفــرس. انظــر: "شــرح النــووي على 556

.3/1397صحيح مسلم": قيصر: لقب لكل من ملك الروم، المرجع السابق. 557النجاشي: لقب لكل من ملك الحبشة، المرجع السابق. 558 "صحيح مسلم"، كتاب الجهاد والسير، باب كتب النـبي إلى ملـوك الكفـار 559

(.1774، رقم الحديث: )3/1397يدعوهم إلى الله، (.144سورة آل عمران، آية ) 560، مرجع سابق.3/135"بهجة النفوس"؛ ابن أبي جمرة، 561

ا لخــاطئين } ــا وإن كن ه علين ــرك الل ــد آث ه لق ــالوا تالل *ق ــال ال قاحمين ه لكم وهو أرحم الر .562{تثريب عليكم اليوم يغفر الل

ثانيا: األساليب الدعوية: - أسلوب العدل:1

ــدا ــة المهمــة ج ــات:من األســاليب الدعوي ــاء واألمه ــة اآلب تربي وال،ألبنائهم تربية عادلة، فال يفضل أحــدا من األبنــاء على اآلخر

ألن تفضيل الوالدين وتمييزهــا ألحــد اإلخــوة؛يميز ابن عن أخيهــيرة والحســد ــدا في نشــوء الغ ــوي ج ــل ق دون اآلخــرين، عام والحقد، الذي يؤدي مع مــرور الــوقت إلى الكيــد والمكــر بــاألخ

ز، والفر ل والممي ــ ــيبةالمفض ــيب بمص ــه إذا أص ــماتة ب ح والش قت به كارثة، ويتحمل الوالدان اإلثم في دفع أبنائهم للتخلأوحل

باألخالق الرديئة، فانتهاج أسلوب العدل في التعامل مع اإلخوة،مبدأ أساسي في التربية.

ويعرف العدل بعدة تعريفات منها: - العدل: هو األمر المتوسط بين اإلفراط والتفريط، والعدالة1

هي االستقامة على طريق الحــق باالجتنــاب ممــا:في الشريعة.563هو محظور دينا

- حد العدل: هو أن تعطي من نفسك الواجب وتأخــذه، وحــد2 ،ي واجبك ومعــنى ذلــك أن تــؤد،564 أن تأخــذه وال تعطيه:الجور

وتأخذ حقك وليس العكس. - العدل هو: بذل الحقوق الواجبـة، وتسـوية المسـتحقين في3

.565حقوقهم وهـو على،وخطب النعمان بن بشير - رضي اللــه عنــه - فقـال

فقالت: عمرة بنت رواحــة - رضــي،المنبر: أعطاني أبي عطية فــأتى رســول، -: ال أرضى حتى يشــهد رســول الله566الله عنها

اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - فقــال: إني أعطيت ابــني من

(.92- 91سورة يوسف، آية ) 562سابق. مرجع ،173 ص الجرجاني، "التعريفات"؛ 563

دار (،2ط) بــيروت، حــزم، بن علي النفوس"؛ مداواة في والسير "األخالق 564.32 ص هـ،1405 العلمية، الكتب

.1/480 الشوكاني، القدير"؛ "فتح 565 أخت القيس، امـــرئ بن ثعلبة بن رواحة بنت عمـــرة الجليلة الصـــحابية 566

أســلمت النعمــان، فولدت سعد بن بشير تزوجت رواحة، بن عبدالله الصحابي عنهـــا. انظـــر: الله - ورضي وســـلم عليه الله - صـــلى الله رســـول وبـــايعت

.8/269"الطبقات":

،عمرة بنت رواحة عطية، فــأمرتني أن أشــهدك يــا رســول الله قـال: ))فــاتقوا ،قـال:ال ،هذا؟(( مثل ولدك سائر قال: ))أعطيت

.567العطية فرد فرجع ،أوالدكم(( بين واعدلوا اللهالكتمان: - أسلوب2

وقــال ؛568عنه وســتره الغــير عن الحــديث هــو: إخفــاء الكتمــان إنجــاح على -: ))اســتعينوا وســلم عليه الله - صــلى الله رســول يخالف من إن ،569محسود(( نعمة ذي كل فإن بالكتمان، الحوائج

ــدا أو - ســهوا وســلم عليه الله - صــلى الله رســول نصح أو عم إال تــذكر ال النصــيحة فإن المخالفة، ضرر يناله أن بد ال فإنه جهال،

تعــالى الله إلى الــدعوة وطريق نفعــه، وتحقيق المنصوح لحماية النـاس، عن الـدعاة يكتمها الـتي باألسـرار ومليء ،وشاق طويلــدعوة حفظا ــدعاة، لل ــإذا وال ــر وأفشى الداعية رقص ف لمن هس وأبيــه، أمه من أخاه كان ولو ،وطريقه منهجه غير على أنه يعرف

ــاتم أبو قال وتضرر، مكروه له وقع إذا ذلك بعد أحدا يلومن فال ح كتمه وما عجــز، باألســرار االسترســال في البســتي: "اإلفــراط

ــرء ــدوه من المـ ــره أن يجب فال عـ ــديقه" يظهـ أمر وقد ،570لصـ قص - لما الســالم - عليه يوسف - ابنه الســالم - عليه يعقــوب

ــلحة تحقيقا ؛إخوته عن يكتمها أن الرؤيا عليه ــ ــدا للمص ــ عن وبعــالتعالى: } قال الضرر؛ ص ال بني يا ق ــاك تقصــ ــك على رؤي إخوتيطان إن كيدا لك فيكيدوا .571{مبين عدو لإلنسان الش

< أسلوب التحذير:3 رة في خصــوم الــدعوة، اســتخدام أســلوبمن األساليب المــؤث

التحــذير القــولي، الــذي يتبعــه التطــبيق الفعلي للتحــذير إذا لم ض لــهيستجب أخو الداعية لتحذير أخيه لــه، بــأمره بعــدم التعر

ــةولدعوته، فإن لم يفعل تكون العقوبة الحسي ة والمعنوية واقعة العقوبــة بنــاء على معرفتــه بــاألمور عليه، ويحدد الداعية ماهي

ر كثــيرا قبــل إيــذاء أخيــه،ر على أخيه تأثيرا يجعلــه يفكالتي تؤثــل - عليهم ــاء والرس ــل من األنبي ــدعاة األوائ ــتخدم ال ــد اس وق

الهبة، في اإلشهاد باب الهبة، كتاب "الفتح"، مع البخاري" المطبوع "صحيح 567(.2587) الحديث رقم ،5/211

.436 ص األصفهاني، "المفردات"؛ 568(.943الحديث: ) رقم ،1/223 األلباني، وزيادته"؛ الصغير الجامع "صحيح 569سابق. مرجع ،190 ص البستي، حاتم أبو الفضالء"؛ ونزهة العقالء "روضة 570(.5سورة يوسف، آية ) 571

ــذا ــالحين، ه ــاع الص ــدهم من األتب ــالم - ومن بع ــالة والس الص .572ر فيهماألسلوب مع أقاربهم وأهليهم وأث

المطلب الرابعتوجيهات ربانية

:تمهيد يوجه الله تعالى عباده في عالقــاتهم بــإخوتهم من النســب إلىها القلب وســلوكها على أهمية تحقيق ثالث عبادات إيمانية مقر

وهي:،الجوارح - تحريم اتخاذ اإلخوة أولياء من دون الله تعــالى إن اســتحبوا1

الكفر على اإليمان.ص من اللــه تعــالى لمن جعــل محبــة اإلخــوة2 - الوعيــد بــالترب

مقدمة على محبــة اللــه - عــز وجــل - ورســوله - عليــه الصــالةوالسالم - والجهاد في سبيله.

- تحــريم مــودة اإلخــوة المحــادين للــه تعــالى ولرســوله3والمحاربين لهما.

- تحريم اتخاذ اإلخوة أولياء من دون الله تع<<الى إن1استحبوا الكفر على اإليمان:

ــاءكم وإخــوانكمقال تعــالى: } خــذوا آب ــوا ال تت ذين آمن هــا ال ــا أي يهم منكم فأولئك وا الكفر على اإليمان ومن يتول أولياء إن استحب

ــة573{هم الظالمون ــالى - في اآليـ ــبحانه وتعـ ــه - سـ ، نهى اللـ آبــاؤهم: وهم،خاذ أقــرب النــاس إليهمالكريمة المؤمنين من ات

وإخوانهم أوليــاء من دون اللــه تعــالى إن اســتحبوا الكفــر على تــذكيرا لهم؛ عز وجــل - بصــفة اإليمــان–اإليمان، وناداهم الله

بمقتضيات هذا اإليمان، وهي المــواالة في اللــه، والمعــاداة في الله، والحب في الله، والبغض في اللــه، وســأل رســول اللــه -

فقال لــه: ))أي،صلى الله عليه وسلم - الصحابي الجليل أبا ذرــق؟(( ــان أوث ــرى اإليم ــوله أعلم،ع ــه ورس ــال: الل ــال:، فق ق

))المـــواالة في اللـــه، والمعـــاداة في اللـــه، والحب في اللـــه،

انظر:"الترهيب في الدعوة"؛ د. رقية نصر الله، المبحث الثاني، "مجاالت 572 ، والمبحث الثالث ، "مجاالت الــترهيب مــع235الترهيب مع المنافقين"، ص

، مرجع سابق.273عصاة المؤمنين"، ص (.23سورة التوبة، آية ) 573

ب إليهم، ومعنى مواالة الكفار: "هو التقر574والبغض في الله(( ، ومن يخــالف575وإظهار الــود لهم بــاألقوال واألفعــال والنوايــا"

نهي الله - عــز وجــل - ويتــولى الكفــار من األقــارب فقــد ظلم.576نفسه، بتعريضها لعذاب الله تعالى وعقوبته

الل<<ه تع<<الى لمن جع<<ل محب<<ةص من - الوعيد بالترب2 اإلخوة مقدمة على محبة الله - عز وجل - ورس<<وله -

عليه الصالة والسالم - والجهاد في سبيله:ــاؤكم وإخــوانكم وأزواجكمقال تعالى: } قل إن كان آباؤكم وأبن

ادها ون كســ ــ ــا وتجــارة تخش يرتكم وأمــوال اقترفتموه ــ وعشوله وجهــاد في ه ورســ ونها أحب إليكم من الل اكن ترضــ ومســــوم ــدي الق ه ال يه ـأمره والل ـ ه ب ـأتي الل ـ ى ي وا حت صــ بيله فترب ــ س

.577{الفاسقين وقد سبق بيان معنى اآلية وفوائدها في التوجيه الرباني الثــاني

في المبحث األول الفصل األول. - تحريم مودة اإلخوة المحادين لله تعالى ولرسوله3

والمحاربين لهما:ه يؤمنون قوما تجد ال}قال تعالى: بالل ــوادون اآلخر واليوم ي

ــاد من ه ح وله الل ــ ـو ورس ـ ـانوا ول ـ ـاءهم ك ـ ـاءهم أو آب ـ أو أبنيرتهم أو إخـــوانهم ــ ـوبهم في كتب أولئك عشـ ــ ــان قل اإليمـ

دهم ــروح وأي ــه ب ــدخلهم من ات وي األنهـار تحتها من تجـري جنه رضي فيها خالدين ــه ورضوا عنهم الل ه حــزب أولئك عن الل

ه حــزب إن أال المحــادون للــه تعــالى،578{المفلحــون هم الل هم: المجــانبون للحــق، المشــاقون فيــه، والــذين هم في حــد،

.579والشرع في حد آخر لقــد نهى اللــه تعــالى عن مــودة ومحبــة ونصــرة كــل محــاد لــه ولرسوله - عليه الصالة والسالم - معاد لهما ومحارب، ولو كان

ال}أباه، أو ابنه، أو أخاه، أو عشيرته، وهو معــنى قولــه تعــالى: خــذ ــون يت ــافرين المؤمن ــاء الك ــؤمنين دون من أولي ومن الم

ــاني، 574 ــه"؛ األلب ــغير وزيادت ــامع الص ــحيح الج ــديث: )1/497"ص ، رقم الح2539.)

"اإليمان أركانه حقيقته ونواقضه"؛ محمد ياسين، القاهرة، )د. ط(، مكتبــة 575.62م، ص 1987التراث اإلسالمي،

، مرجع سابق.1/683"تيسير الكريم الرحمن"؛ عبدالرحمن بن سعدي، 576(.24سورة التوبة، آية ) 577(.22سورة المجادلة، آية ) 578، مرجع سابق.4/328"تيسير العلي القدير"؛ الرفاعي، 579

ــل ــك يفع ه من فليس ذل يء في الل ــ ــوا أن إال ش ق منهم تته ويحذركم تقاة ه وإلى نفسه الل .580ر{المصي الل

يتضح مما سبق:

أن إخوة الداعية لهم آثارهم اإليجابية والس<<لبية على أخيهم ودعوته، وأثبتت نصوص الكتاب والس<<نة ذل<<ك، م<<ع تنبي<<ه الوال<<دين إلى ض<<رورة مراع<<اة الع<<دل في

التعامل بين األبناء منذ الصغر.

المبحث الثانيأثر عالقة األخوات في حياة الداعية

ويشتمل على أربعة مطالب: المطلب األول: اآلثار اإليجابي<<ة لعالق<<ة األخ<<وات في

حياة الداعية. المطلب الثاني: اآلث<<ار الس<<لبية لعالق<<ة األخ<<وات في

حياة الداعية. المطلب الث<<الث: الوس<<ائل واألس<<اليب لتغي<<ير اآلث<<ار

السلبية إلى إيجابية.المطلب الرابع: توجيهات ربانية.

المطلب األولاآلثار اإليجابية لعالقة األخوات في حياة الداعية

:تمهيد أكرم اإلسالم المرأة عامة، فجعل لها حقوقا وواجبــات في كــل

وزوجــة، وحث، وأختا، وبنتا،مرحلــة من مراحــل عمرهــا: أماــاألخت؛ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على وجوب البر ب فقد جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقــال:

(.28سورة آل عمران، آية ) 580

؟ قــال: ))أمــك وأبــاك، وأختــك وأخــاك،،يا رســول الله ــر من أب.581وموالك الذي يلي ذلك، حقا واجبا ورحما موصولة((

أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الةوالسالم -:

رعاية األخت وحمايتها ألخيها الداعية: ذكر الله تعــالى في كتابــه الكــريم قصــة أخت ســيدنا موســى -ــه من رعايــة وحمايــة ألخيهــا عليه الصــالة والســالم - ومــا فعلت

األخت الصــالحةموســى وهــو في طفولتــه، ممــا يــدل على أن الذكية الفطنة لها دور كبير في حياة أخيها الداعية؛ قال تعــالى:

يشعرون ال وهم جنب عن به فبصرت قصيه ألخته وقالت}منا* ــه وحر ع علي ــل من المراضــ كم هــل فقــالت قب على أدل

. 582{ناصحون له وهم لكم يكفلونه بيت أهل أفعال أخت سيدنا موســى - عليــه الصــالة والســالم - اإليجابيــة

التي ذكرتها اآليتين السابقتين:ــك فتقــول - مراقبة تابوت أخيها؛ قال تعالى: }1 ي أخت إذ تمشــ

ــا وال كم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينه هل أدلاك فتونا فلبثت سنين يناك من الغم وفتن تحزن وقتلت نفسا فنج

عباس ابن قال ،583{في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسىــانب، عن جنب: أي -: عن عنهما الله - رضي ــال جـ ــذه وقـ تلميـ وعن جانب، فعن ،584بعد عن أي جنب -: عن الله - رحمه مجاهد

ــيين كال بعد ــ ــ موسى أخت أن ومعناها جنب، لفظة تحتمله المعن تنظر كــانت بعــدها وعلى قرب، عن وليس بعد عن تابوته راقبت

بها يشـــــعر لكيال ؛العين طـــــرف:أي ؛عينها جـــــانب من إليهإسرائيلي. طفل وأنه أمره فيكشفون ،الراصدون

ــتمرار2 ــ ــيع، أخيها أمر ومراقبة عةمتاب في األخت - اسـ ــ الرضـ فرعــون قــوم لتــدل المراضــع، جميع عن امتناعه من واستفادتها

ــعة على ــ ــل، عليها يقبل مرض ــ الطف ــدل ــ فرجع ،أمها على تهمف موسىــا، توقر أمه - إلى والسالم الصالة - عليه ــا، وســكن عينه فؤادهــاهتعــالى: } قــال لهــا؛ تعالى الله وعد وصدق كي أمه إلى فرددن

"سنن البيهقي الكبرى"؛ أحمد بن حسين الــبيهقي، تحقيــق: محمــد عطــا، 581، رقم الحــديث: )4/179هـــ، 1414مكة المكرمة، )د. ط(، مكتبة دار البــاز،

7554.)(.12- 11سورة القصص، آية ) 582(.40سورة طه، آية ) 583سابق. مرجع ،3/368 كثير، ابن العظيم"؛ القرآن "تفسير 584

ــر عينها تق ــزن وال ــد أن ولتعلم تح ه وع ــق الل ــرهم ولكن ح أكث ال.585{يعلمون

وربما تكون الحكمة في ذكر أفعال أخت موسى - عليه السالمــالحة لبيان أن،- معه وهو رضيع في اآليات السابقة األخت الص

ة بأمها، لها أثرها الفعال واإليجــابي في حيــاة أخيهــا الذكية البار الداعية، وهي إشارة لطيفــة إلى أن األمــر مطرد لكــل الــدعاةــات، ــات، فاطن ــالحات، تقي ــوات ص ــان لهم أخ ــده، إذا ك من بع

نبيهات. ثاني<<<ا: في حي<<<اة الص<<<حابة - رض<<<وان الل<<<ه عليهم -

والتابعين - رحمهم الله تعالى -: - أثر األخت اإليجابي في إسالم أخيها الداعية.1 - إرسال األخ الداعية السائلين في علوم القرآن الكــريم إلى2

أخته الداعية. - أثر األخت اإليجابي في إسالم أخيها الداعية:1

ــر بن ــاروق عم ــاني الف ــة الراشــد الث في قصــة إســالم الخليفــة ــه فاطم الخطاب - رضي الله تعالى عنه - ثبت الخبر بأن أخت بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيــل - رضــي الله عنهما - أسلما قبل عمر، وكان لهما دور مهم في إسالمه - رضي الله عنه - فعن أنس بن مالك - رضــي اللــه عنــه - قــال:

دا السيف، فلقيه رجل من بني زهرة قــال: أين،خرج عمر متقل في تأمن قال: وكيف ،تعمد يا عمر؟ فقال: أريد أن أقتل محمدا

عمــر: ما قــال: فقــال محمدا؟ قتلت وقد ،زهرة وبني هاشم بني أدلك قــال: أفال عليــه، أنت الذي دينك وتركت صبوت قد إال أراك أنت الذي وتركا صبؤوا، قد وأختك ختنك إن عمر؟ يا العجب على

من رجـل وعنــدهما أتاهما حـتى ذامـرا، عمر فمشى قــال عليــه،ـا،:له يقـال ،المهاجرين اب ،عمر حس خبـاب سـمع قـال: فلما خب

الــتي الهينمة هــذه فقــال: ما عليهمــا، فــدخل الــبيت في تــوارى حــديثا عــدا فقــاال: ما ،طه يقــرؤون قال: وكانوا عندكم؟ سمعتها ختنــه: له قــال: فقــال صــبوتما؟ قد قــال: فلعلكما بيننــا، تحدثناه على عمر قال: فوثب دينك؟ غير في الحق كان إن عمر يا أرأيت زوجهـــا، عن فدفعته أخته فجـــاءت شـــديدا، وطئا فوطئه ختنه

إن ،عمر غضبى: يا وهي فقالت وجهها، فدمى نفحة بيده فنفحهاــان ــير في الحق ك ــك، غ ــهد دين ــهد ،الله إال إله ال أن أش أن وأش

الكتــاب هــذا قــال: أعطــوني عمر يئس فلما الله، رسول محمدا(.13) آية القصص، سورة 585

ــه: فقالت الكتب، يقرأ عمر قال: وكان فأقرؤه، عندكم الذي أختــل، فقم، رون،المطه إال يمسه وال رجس، إنك ــأ، أو فاغتسـ توضـ

إلى انتهى حتى طه فقرأ الكتاب، أخذ ثم فتوضأ، عمر قال: فقامــالى: } قوله نيتع ه أنا إن ـه ال الل ـ ـدني أنا إال إل ـ فاعب الة وأقم ــ الص

بــدعوة أختــه587، فأسلم - رضي اللــه تعــالى عنــه -586{لذكريفاطمة له وتأثيرها عليه.

- إرسال األخ الداعية الس<<ائلين في عل<<وم الق<<رآن2الكريم إلى أخته الداعية:

، من كبار التابعين وفضالئهم - رحمه الله -588محمد بن سيرينــكلت،ه أحد يسأل في علوم القرآن الكريمكان إذا جاء واستش

ــه حفصــة بنت ســيرين، ــة، يحيــل الســائل إلى أخت ــه اإلجاب علي فيقــول: اذهبــوا فســلوا حفصــة كيــف تقــرأ؟ وفي هــذا القــول

داللتان:ــابعي جليل عالم من - شهادة1 ـو ت ـ في الداعية ألخته الكعب بعل

الكريم. القرآن علوم الدعاة - تعاون2 ر على وأخــوات إخــوة ونســاء، رجاال العلم نشــ

الشرعي.ــالى الله - رحمها ســيرين بنت حفصة أما ــال فقد ،589- تع عنها ق

بنت -: "حفصة الله - رحمه معين بن يحــــيى الحــــديث إمــــام القاضي معاويــة، بن إيــاس عنها وقــال حجــة"، ثقــة ســيرين،

- عليها أفضــله أحــدا أدركت : "ما590الكبــير والتــابعي المشــهور،ــابعين من:أي ــيرين"، بن محمد أخوها - حـــتى زمانه في التـ سـ

- عنها الله - رضي عائشة المؤمـــنين أم على حفصة وتتلمـــذتــارية عطية أم الجليلة والصــحابية ــدد عنها وروى ،591األنص من ع

(.14) آية طه، سورة 586سابق. مرجع ،3/203 سعد، ابن الطبقات"؛"انظر: 587 عددا سمع مالك، بن أنس مولى األنصاري، بكر أبو اإلمام سيرين بن محمد 588

بتفســير اشــتهر بالحكمة ينطق وكــان عباس، وابن ،هريرة الصحابة: كأبي منؤى، تعــالى. الله - رحمه هـــ110 ســنة تــوفي إلهي، تأييــد ذلك في له وكان الر

.622- 4/606النبالء": أعالم انظر: "سير عن: أم روت التابعيات، كبار من سيرين، بن محمد أخت سيرين بنت حفصة 589

ــة، أبي وعن األنصــارية عطية ــالعلم عــرفت العالي بق ب الله - رحمها فيه والســ.8/352": "الطبقات"تعالى. انظر: "

ــة، بن إيــاس 590 والــدهاء، الــذكاء، في المثل به يضــرب البصــرة قاضي معاوي والعقل، ــروي معين، ابن قهوث ــر، وابن المســيب، وابن وأنس، عن: أبيــه، ي جبي

.5/155 النبالء"، أعالم تعالى. انظر: "سير الله - رحمه هـ121 سنة مات

في مــذكور وحــديثها وقتــادة، ســيرين، بن منهم: محمد التــابعين.592والمسانيد والسنن الصحاح

الثاني المطلبالداعية حياة في األخوات لعالقة السلبية اآلثار

:تمهيد ويحميها، أخته على يغار فهو أخيها، قلب في خاصة منزلة لألخت كرامتها بــأن يشــعر ألنه مســاعدة؛ من يستطيع ما كل لها ويقدم الــدعوة تجمعهما حين بها ويســعد لــه، مهانة ومهانتها لــه، كرامة

بينهمــا، المــودة وشــائج الشيطان يقطع حين لها ويتألم الله، إلىن فيوسوس أخيها. مع عملها سوء لها ويزي الص<<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<<اء حي<<<<اة أوال: في-: والسالم

- السالم - عليه موسى هو واحد رسول أخت الكريم القرآن ذكر معرفة بــذلك فيتعذر السابقين، والرسل األنبياء أخوات يذكر ولم

الصـــالة - عليهم حيـــاتهم في األخـــوات لعالقة الســـلبية اآلثـــاروالسالم.

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في-: تعالى الله - رحمهم والتابعين

وف<<اة بعد ألخواته والرعاية المس<<ؤولية، الداعية تحملالحياة: في حظه بعض من وحرمانه األب،

صــعوبتها وتشــتد ســهلة، ليست مهمــة وتربيتهن البنات رعاية إن على والرعاية التربية مســؤولية فتقع والدهن، بوفاة تيتمهن عند

كــان ولو حــتى بهن، الــبر من يســتطيع ما قصارى فيبذل أخيهن،ــاب على ذلك ــ ــعادته حس ــ ــبابه؛ وراحته س ــ عالقة ألن وذلك وش

والصـــحابي العالقـــات، بـــاقي عن المختلفة معانيها لها األخـــوة للتضحية رائع مثال593- عنه الله - رضي عبدالله بن جابر الجليل

ــالبكر الزواج في حقه عن وتنازل رغب فقد األخوات، أجل من ،ب عــدة لها الصــحابة، فقهــاء من الحــارث، بنت نسيبة هي األنصارية عطية أم 591

من وعــدد وأختــه، سيرين، عنها: ابن وروى وعمر، بكر، عن: أبي روت أحاديث اإلصــابة":"و ،2/318 النبالء"، أعالم عنها. انظــر: "ســير الله - رضي التابعين3/253.

ــات"انظــر: 592 عصر من "نســاء ســابق، مرجع ،8/352 ســعد، ابن ؛"الطبقسابق. مرجع ،119 ص جمعة، خليل أحمد التابعين"؛

ــا؛ امــرأة وتــزوج ب ، في وتعينه أخواته أمــر على لتقــوم ثي تــربيتهن عليه الله - صــلى النبي مع - قال: "غزوت عنه الله - رضي فعنه

ــا، ناضح - على وســلم فــوكزه علي فتخلف الجمــل، فــأزحف لنــبي ــه، خلفه - من وســلم عليه الله - صــلى الن ولك قــال: ))بعني ،الله رســول قلت: يا اســتأذنت، دنونا فلما المدينة((، إلى ظهره

-: ))فما وســلم عليه الله - صــلى قــال بعــرس؛ عهد حــديث يإن جــواري وترك عبدالله أصيب قلت: ثيبا؛ با؟((،ثي أم بكرا تزوجت،

أهلــك((، قــال: ))ائت ثم وتــؤدبهن، تعلمهن ثيبا فتزوجت ،صغاراــدمت ــبرت فق ــالي وأخ ــبيع خ ــني، الجمل ب ــاء فأخبرته فالم بإعي - ووكــزه وســلم عليه الله - صــلى النبي من كان وبالذي الجمل،

ــاه، ــدم فلما إي ــبي ق ــلى الن ــلم عليه الله - ص ــدوت وس إليه - غ ،594القــوم مع وســهمي والجمــل، الجمل، ثمن فأعطاني بالجمل

ــال: ،قلت: ثيبا ثيبا؟ أم الله: أبكرا رسول رواية: "... قال وفي قــــــــــك((، تالعبها جارية ))فهال )... مالك) آخر لفظ وفي وتالعـب

ــازل ،595ولعابهــا(( وللعــذارى في هحق - عن عنه الله - رضي فتنــزواج ــر، ال ــوم لمن أخواته لحاجة ببك ــثيب عليهن، يق ــلح وال أص

لذلك.

الثالث المطلب إلى ةالسلبي اآلثار لتغيير عويةالد واألساليب الوسائل

إيجابيةالدعوية: أوال: الوسائل

:الكتاب - وسيلة1ــاب }تعالى: قال ــا معهم الكت ــات وأنزلن ن لنا بالبي لقد أرسلنا رســ

ديد ــأس شــ اس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه ب والميزان ليقوم النه ــالغيب إن الل له ب ره ورســ ه من ينصــ اس وليعلم الل ــافع للن ومن

ــحابي 593 ــابر الجليل الص ــرو بن عبدالله بن ج ــرام، بن عم ــهد ح مع العقبة شــان الســبعين، ــوه خلفه أصــغرهم، وك ــدر في إخوته على أب ــد، ب شــهد ثم وأح الصــفوة": وأرضاه. انظر: "صــفة عنه الله - رضي هـ78 سنة يتوف المشاهد،

1/648.ــوع"البخــاري صــحيح" 594 ــاري"، فتح" مع المطب ــاب الب ــاب االســتقراض كت ب

(.2406الحديث: ) رقم ،5/67 الدين، وضع في الشفاعة تــزويج بــاب النكــاح كتــاب ،"البــاري فتح" مع المطبــوع"البخــاري صــحيح" 595

(.5080 و5079) الحديث رقم ،9/121 الثيبات،

ــدعوة، وهــو596{قوي عزيز ، الكتاب وسيلة مهمة من وسائل ال نوع من الجهاد بالكلمة واللســان، ولــه أثــره البــارز في اإلقنــاعــا، ودولــة، وعقيــدة، وشــريعة، واألمــة اإلســالمية باإلســالم: دين

أول ما نــزل على رســولها - عليــهعرفت بأنها أمة "اقرأ"؛ ألنــقالصالة والسالم - هو قوله تعالى: } ك الذي خل م رب اقرأ باســ

ــق * ان من عل ــ ــق اإلنس ـرم * خل ـ ك األك ــرأ ورب م* اق ذي عل الــالقلم ان مــا لم يعلم*ب م اإلنســ إن الداعيــة الحــريص،597{ عل

على تبليغ رسالة اإلسالم لكــل النــاس، يســتخدم كــل الوســائل المتاحة والممكنة والــتي منهــا الكتــاب، فربمــا تكــون اســتجابة المدعو وهدايته من قراءة كتاب أهــداه لــه داعيــة ذكي يحســن

.598اختيار الكتب، ويحسن تصنيف توزيعها على المدعوين - وسيلة الشريط:2

الــة، ذات انتشــار عــريضالشريط اإلســالمي وســيلة حديثــة فعــاله لكاف ــع يمكن إيص ــول أوس ــع، وقب ــعوواس ــاس ولجمي ة الن

مع القــرآن الكــريم المســتويات وبكــل اللغــات: عن طريقــه ســ متلوا، وسمعت دروسه وتفاســيره، ودروس الســنة وشــروحها،ــة، وعن ــدوات الدعوي ــؤتمرات، والن والخطب والمواعــظ، والمــو ــات الخاصــة، فه ــدعوة إلى ذوي االحتياج ــه وصــلت ال طريق وسيلة قوية يستطيع الداعية من خاللها دعوة أكــبر عــدد ممكن

.599 المدعوين والتأثير فيهممن - وسيلة المحاضرة:3

عرفت المحاضرة بعدة تعريفات منها: "القصد إلى حقيقــة علميــة أو نظريــة، تلم بأطرافهــا،: - هي1

وتظهر غوامضها، وتزيل لبسها، وعليــه: فهي تعتمــد الحقــائق ال الخيــاالت، وتخــاطب العقــول ال العواطــف، وتســتهدف العلم ال

فين".اإلثارة، وتخص غالبا المثق "وسيلة قوليــة دعويــة من وســائل: - المحاضرة الدعوية هي2

تبليغ الدعوة، مرتبطة ومقيدة بالكتاب والسنة، يلقيها المحاضر(.25سورة الحديد، آية ) 596 (.5- 1سورة العلق، آية ) 597 "فقه الدعوة إلى الله وفقه النصح واإلرشاد واألمر بالمعروف والنهي عن 598

، مرجع سابق، و"فقه الدعوة76 - 2/63المنكر"؛ لعبدالرحمن حسن حبنكة، ،هـــ1413(، دار الوفــاء، 4 د. علي عبدالحليم محمــود، مصــر، ط )؛إلى الله"

1/196 - 201. ،65 - 45 محمد خير يوسف، ص ؛""الدعوة اإلسالمية الوسائل واألساليب 599

مرجع سابق.

الداعية على مدعويه، بعد اإلعــداد والتحضــير من جانبــه، وبعــد التنظيم والتنســـيق من جـــانب المشـــرفين عليهـــا، ويقـــوم

.600موضوعها على أساس العلم بأصول المحاضرة الدعوية"رة وســيلة مفيــدة ح أن المحاضــ ضــ من التعــريفين الســابقين يت

الة في صنفين من المدعوين هما:وفع - المدعوون الذين لــديهم رغبــة قويــة في فهم الــدين بأدلتــه1

الشرعية. ل، يمكن إزالتــهدــ - المدعوون الذين لديهم شــبهات وفيهم ج2

لة.عة الحجة بالحجة، عن طريق محاضرة علمية مؤصبمقاراألساليب الدعوية:

- أسلوب التشبيه:1 والــتي تســاعد في تغيــير اآلثــار،من األساليب الدعوية المؤثرة

لوب التشـبيه الــذي يهــدف إلى تقـريب السلبية إلى إيجابية أســــورة ــول في صـ ــر المعقـ ــبه األمـ ــيحها، فيشـ ــاني وتوضـ المعـ المحسوس، ويســتخدم لغــرض الــترغيب والتحــبيب في جميــل

، وقـد601الصفات، أو لغرض التنفير والتحذير من قبيح الصــفات استخدم رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم - هــذا األســلوب

كثيرا في دعوته، فمن التشبيه اإليجابي ما يلي: - تشبيه المسلم المتوضئ بالفرس التي لهــا غــرة ومحجلــة،1

ــتي:حتى تكون مميزة وسط الجموع؛ وذلك في حديث ))إن أما محج لين من آثــار الوضــوء، فمنيــدعون يــوم القيامــة غــر

.602 فليفعل((،استطاع منكم أن يطيل غرته : - تشبيه الدين ببنيان له أركان يقوم عليها؛ وذلك في حــديث2

ــه إال الله ــهادة أن ال إلـ ــالم على خمس: شـ ــني اإلسـ وأن،))بـــوم محمدا رسول الله، وإقام الصالة، وإيتاء الزكاة، والحج، وص

.603رمضان(( "المنهج الدعوي في أصول المحاضرة الدعوية"؛ هشام يوسف بنان، جدة، 600

، "كيــف نــدعو النــاس"؛38هـــ، ص 1413(، دار المجتمــع للنشــر، 1ط ).72هـ، ص 1405(، المكتب اإلسالمي، 3عبدالبديع صقر، بيروت، ط )

،423"أساليب الدعوة والتربية في الســنة النبويــة"؛ د. زيــاد العــاني، ص 601ــي، "مرجع سابق، و"فقه الدعوة في صحيح البخاري 2/646؛ د. خالد القرش

، مرجع سابق.870- ، كتاب الوضوء، باب فضل الوضوء"الفتح" المطبوع مع "صحيح البخاري" 602

(.136، رقم الحديث: )1/235والغر المحجلون من آثار الوضوء، دعــاؤكم:، كتــاب اإليمــان، بــاب"الفتح" المطبــوع مــع "صــحيح البخــاري" 603

(.8، رقم الحديث: )1/49إيمانكم،

ومن أمثلة التشبيه السلبي ما يلي: ي الذي يترك االعتــدال في الســجود، ويبســط - تشبيه المصل1

))اعتــدلوا في:ذراعيــه، بانبســاط الكلب؛ وذلــك في حــديث.604السجود، وال يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب((

لقولــه؛ن يأكــل لحم الميت - تشــبيه المغتــاب والنمــام بم2ـيرا من الظن إن بعضتعـالى: } ـوا كث ـوا اجتنب ذين آمن هـا ال ـا أي ي

سوا وال يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن الظن إثم وال تجسـواب ـ ه ت ه إن الل ــوا الل ق ــوه وات ـا فكرهتم ـ ـل لحم أخيــه ميت ـ يأك

.605{رحيمالنصيحة: - أسلوب2

بوجــوه له للمنصــوح الناصح قيــام تتضمن جامعة، كلمة النصيحة : للــه، ولرســوله، ولكتابــه،النصــيحة وتكــون وفعال، إرادة الخــير

؛ لما ورد في حديث رســول اللـه606وألئمة المسلمين، وعامتهمــا: لمن؟ - صلى الله عليه وسلم - قال: ))الدين النصيحة((، قلنــلمين، ــ ــة المس ــ ــه، وألئم ــ ــوله، ولكتاب ــ ــه، ولرس ــ ــال: ))لل ــ ق

، فجعل الدين كله محصــورا في النصــيحة للداللــة607وعامتهم((ــه -: "النصــيحة608على أهميتها ــير - رحمــه الل ، ويقــول ابن األث

،609 إرادة الخير للمنصوح له":هي: كلمة يعبر بها عن جملة هي ها فقلمــا ينصــحن غشوأول النصح أن ينصح اإلنسان نفسه، فم

غــيره، وتــزداد اســتجابة المــدعوين للداعيــة إذا وجــدوه ناصــحا لنفسه قبل أن ينصحهم، مســتقيما في ذاتــه قبــل أن يقــومهم، والدافع للنصيحة: هــو الحــرص على هدايــة النــاس، وصــالحهم، وإقامة شرع الله فيهم، وإحياء ســنة رســول اللــه - صــلى اللــه

ــلم - في كل ــه وس ــروطعلي ــام وش ــيحة أحك ــورهم، وللنص أم

، كتــاب األذان، بــاب ال يفــترش ذراعيــه في الســجود،"صــحيح البخــاري" 604(822): ، رقم الحديث2/301

(.12سورة الحجرات، آية ) 605ــيروت، )د. ط(، دار 606 ــوم والحكم"؛ ابن رجب الحنبلي، ب انظــر:"جــامع العل

.76الفكر، )د. ت(، ص ، رقم1/74"صحيح مسلم"، كتاب اإليمان، باب بيان أن الــدين النصــيحة، 607

(.95الحديث: ) مرجــع1/167، "فتح البــاري"انظر: كيفية النصح لله ولرسوله... إلخ في 608

سابق. ، و"لســان العــرب"؛ ابن منظــور،494"المفــردات"؛ األصــفهاني، ص 609

7/4438.

د بها؛ حتى يكون لها أثرهــا وآداب ينبغي للناصح مراعاتها والتقيالمرجو في نفس المنصوح.

ة بالقول م<<ع األق<<ارب عن<<د الحاج<<ةد - أسلوب الش3والمصلحة الراجحة:

ــة إلى ــاج الداعي فق، لكن قد يحت األصل في أساليب الدعوة الر قــوة الكلمــة الــتي تجعــل لــه مهابــة ومنزلــة في وســط أهلــهــه، خاصــة جنس النسـاء؛ حــتى يحســب لــه حســاب عنــد وأقاربــد القيام بأي فعل أو قول، يعلم األقارب أنه يغضب الداعية، وق استخدم الصحابة - رضوان الله عليهم - أسلوب الشدة بالقول مع األقارب - عند الحاجة والمصلحة الراجحة - لتحقيق المنفعة السابقة، ومن ذلك فعــل الصــحابي الجليــل عبداللــه بن عمــر - رضي الله عنهما - عندما جمــع أهلــه وخدمــه في شــأن الــوالي

صــلى– فقال لهم: "إني ســمعت رســول اللــه ،يزيد بن معاويةــوم ــواء ي ــادر ل ــل غ ــب لك ــول: ))ينص ــلم - يق ــه وس ــه علي الل

، وإنا قد بايعنا هذا الرجــل على بيــع اللــه ورســوله،610القيامة((ــه ــع اللـ ــايع رجال على بيـ ــدرا أعظم من أن يبـ وإني ال أعلم غـ ورسوله، ثم ينصب لــه القتــال، وإني ال أعلم أحــدا منكم خلعــه

وال بايع في هذا األمر إال كانت الفيصل بيني وبينه".ــةفقد حذ ر - رضي الله عنه - أهل بيته ومن تحته بالكلمة القوي

ــاروق -،عن الخروج على اإلمام ــه الف وقد فعل ذلك اقتداء بأبيــا ــاس موجه ــل أن يخطب في الن ــه - فكــان قب ــه عن رضــي الل ،وناصحا يجمع أهل بيته فيقول: إني نهيت الناس عن كذا وكــذا

وإن الناس ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم، وأقسم باللــه ، وكال611ال أجـــد أحـــدا منكم فعلـــه إال أضـــعفت عليـــه العقوبة

ــارب من المثالين يعطيان الداعية المنهج في حماية األهل واألق ر عليــه وعلىالوقوع في منكــرات األقــوال واألفعــال الــتي تــؤث

دعوته.

المطلب الرابع ، كتاب الجزية والموادعة، بــاب إثم"الفتح" المطبوع مع "صحيح البخاري" 610

(.3187 رقم الحديث )6/283الغادر للبر والفاجر، ــادر، 611 ــيروت، )د. ط(، دار ص ــير، ب ــاريخ"؛ ابن األث ــل في الت ــر: "الكام انظ

؛ ســعيد القحطــاني ،"، و"فقــه الــدعوة في صــحيح البخــاري3/31هـ، 13992/1079.

توجيهات ربانية رة بين الرجــللقد ساوى القرآن الكريم والسنة النبويــة المطه بحيث ال يوجــد؛والمــرأة في أصــل الخلقــة والقيمــة اإلنســانية

بينهما تمايز أو تنافر، بل إنهمــا يرجعــان إلى أصــل واحــد؛ قــالذي خلقكم من ن ياتعالى: } كم ال قوا رب اس ات ها الن فس واحدةأي

ه قــوا الل اء وات ــيرا ونســ وخلق منها زوجهــا وبث منهمــا رجــاال كثه كان عليكم رقيبا ذي تساءلون به واألرحام إن الل .612{ال

ــرأة، ــل والم ــة اإلنســانية بين الرج ــدة القيم وعلى أســاس وح ب على ذلــكساوى بينهما في أصــول التكــاليف الشــرعية، ورت

جزاء واحدا، يتساوى فيه الرجــل والمــرأة، ســواء كــان الجــزاءــا؛ قــال تعــالى: الحات من يعمــل ومن}ثوابا أو عقاب من الصــ

ــدخلون فأولئك مؤمن وهو أنثى أو ذكر ة ي يظلمــون وال الجنــيرا ــواب،613{نق ــل الث ــذا دلي ــالى:، فه ــال تع ــاب فق ــا العق أم

ــاال} ارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نك ارق والس منوالســز حكيم ه عزي ه والل ــالى: }614{الل ــه تع اني، وقول ــز ــة وال اني الز

ــدة وال تأخــذكم بهمــا رأفــة في فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلهد عــذابهما ــوم اآلخــر وليشــ ه والي ه إن كنتم تؤمنون بالل دين الل

.615{طائفة من المؤمنينب واتفــق أهــل اللغــة على أن الــذكور واإلنــاث إذا اجتمعــوا، غل

أن األحكــام: في عــرف الشــارعالــذكور على اإلنــاث، واســتقرــا،المذكورة بصيغة المذكر إذا أطلقت ولم تقترن بالمؤنث فإنه

؛616تتناول الرجــال والنســاء؛ ألنــه يغلب المــذكر عنــد االجتمــاعــالى: } ــه تع ــظكقول ــل ح ــذكر مث ه في أوالدكم لل يكم الل ــ يوص

.617{األنثيينــد ب التذكير، ولذلك لو قال أح ومتى اجتمع المذكر والمؤنث غلــاول لمن بحضــرته من الرجــال والنســاء: قومــوا، واقعــدوا، تن

ذلــك ولو قال: قوموا، وقمن، واقعــدوا، واقعــدن، عــد،جميعهم تطويل ولكنة، وإذا أراد اإلنسان أن يخبر عن فعل رجل وامرأة في جملة واحدة، لكان من الضرورة اللغويــة اســتخدام الفعــل

(.1سورة النساء، آية ) 612(.124سورة النساء، آية ) 613(.38سورة المائدة، آية ) 614(.2سورة النور، آية ) 615 "المرأة المسلمة المعاصرة إعــدادها ومســؤوليتها في الــدعوة"؛ د.أحمــد 616

.99هـ، ص 1413(، دار عالم الكتب، 3أبابطين، الرياض، ط )(.11سورة النساء: جزء من آية ) 617

كقولــك:،الواقع في الجملة الخبرية مع ضــمير المثــنى المــذكر هذا رجل وامرأة يأكالن أو يتحدثان، وال يجوز أن تقــول: تــأكالنــدخل ــؤنث، وت أو تتحدثان، وذلك لتغليب ضمير المذكر على الم

ن فيــه لفــظيالنساء في الجمع المضاف إلى النــاس، ومــا ال يتب التذكير والتأنيث كأدوات الشرط، ويضاف إلى ذلــك مــا يضــافر، والمفــرد الــذي ليس لــه جمــع من إلى ألفاظ: األمــة، والبشــ

.618جنسه مثل اإلنسانمما سبق نستنتج ما يلي:

انيــة الــتي وجــه اللــه تعــالى بهــا عبــاده،1 - أن التوجيهــات الرب والمذكورة في مبحث األخوة، والتي تتضمن ثالث قضايا مهمــة

وهي: المحبــة،جدا في حيــاة عامــة المســلمين والــدعاة خاصةلله، والمواالة لله، والمعاداة لله، تشمل األخوات أيضا.

- أن التوجيهــات الربانيــة الــتي وجــه اللــه تعــالى بهــا عبــاده،2 والمذكورة في مبحث البنات، والتي تتضمن ثالث قضــايا مهمــة

ــاألنثى، وأن أصــل نشــأة جنس النســاء:هي ــذكر ليس ك أن الــتي وردت بتعظيم يكون في الحلية والنعيم، كما أن األحاديث الــظ ــافة لف ــرى بإض ــات أخ ــات وردت في رواي ــة البن ــر رعاي أج

األخوات.

يتبين مما سبق: أن ألخوات الداعية أث<<رهن اإليج<<ابي والس<<لبي على أخيهم ودعوت<<ه، وق<<د أثبتت نص<<وص

الكتاب والسنة ذلك.

الفصل الخامسر العالقة مع عامة األقارب في حياة الداعيةثأ

ويتضمن ثالثة مباحث:المبحث األول: أثر عالقة العمومة في حياة الداعية.المبحث الثاني: أثر عالقة الخؤولة في حياة الداعية.

المبحث الثالث: أث<ر عالق<<ة ب<<اقي األق<<ارب في حي<<اةالداعية.

، مرجع سابق، و"روضة1/92انظر: "إعالم الموقعين"؛ ابن قيم الجوزية، 618

.2/149الناظر في أصول الفقه"؛ موفق الدين ابن قدامة،

المبحث األولر عالقة العمومة في حياة الداعيةثأ

ويشتمل على أربعة مطالب: المطلب األول: اآلثار اإليجابي<<ة لعالق<<ة العموم<<ة في

حياة الداعية. المطلب الثاني: اآلث<<ار الس<<لبية لعالق<<ة العموم<<ة في

حياة الداعية. المطلب الث<<الث: الوس<<ائل واألس<<اليب لتغي<<ير اآلث<<ار

السلبية إلى إيجابية.المطلب الرابع: توجيهات ربانية.

المطلب األولاآلثار اإليجابية لعالقة العمومة في حياة الداعية

تمهيد:حم حفاوة فريدة، ما عرفتها اإلنســانية "لقد احتفي اإلسالم بالرظم والفلسفات، فأوصى بها في غيره من األديان والشرائع والنر لهــا وقطعهــا... ورغب في صلتها، وشــدد النكــير على من تنك وتدرج التوجيـه القـرآني الحكيم في الـبر، بـدءا من األعلى إلى

م العالقات اإلنسانية، محددا مراتبهــا: بــدءا مناألدنى، مبي نا سل الوالدين، فذوي القربى، فاليتامى، والمســاكين، وابن الســبيل،

إذ يمتد الــبر، ويتســع نطاقــه، وينســحب خــيره، على؛والجيران األقرب، حتى يصل إلى المحتاجين جميعا، في األسرة اإلنسانية

.619الكبيرة" أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الة

والسالم -: - إسالم عم الداعية كان سببا لظهور اإلسالم، وقوته، ومنعــة1

أتباعه. - ثقة الداعية بعمه، واعتماده عليه في أمره كله.2 - إس<<الم عم الداعي<<ة ك<<ان س<<ببا لظه<<ور اإلس<<الم،1

وقوته، ومنعة أتباعه: "شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها اإلســالم في الكتــاب والســنة"؛ د. 619

، مرجع سابق.240 و238محمد علي الهاشمي ص

أســد اللــه تعــالى،620حمزة بن عبدالمطلب - رضي الله عنــه -ــل وأسد رسوله، وعمه، وأخوه من الرضاعة، أعز الله - عز وج - بإسالمه المسلمين، وقـويت شـوكتهم، وأعلنـوا عن إســالمهم

ا، وأظهروه ألن حمــزة صــار لهم قــوة ومنعــة،؛بعد أن كان سر ، عقد له621فهو - رضي الله عنه - كان واحدا من أشداء قريش

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول لواء في اإلسالم، من أول من بارز في غزوة بدر، قاتل بين يدي رسول اللــه - صــلى الله عليه وسلم - في أحد بسيفين، وكان يقول: أنــا أســد اللــه،ــهد وجعل يقبل ويدبر دونه - عليه الصالة والسالم - حتى استش - رضي اللــه عنــه - في أحــد، فقــال - عليــه الصــالة والســالم -

م: ))إن اللــه قــد حر622عندما رأى عمه حمزة قد مثل بجســده.623على النار أن تذوق من لحم حمزة شيئا أبدا((

واعتماده عليه في أمره كله:، - ثقة الداعية بعمه2 ، عم رسول الله -624العباس بن عبدالمطلب - رضي الله عنه -

صلى الله عليه وسلم - كــان ذا رأي وحكمــة، حــرص على أمــر ابن أخيه رسول الله منذ بدايته، رغم أنه كــان على دين قومــه،

في625فأخذ له وأعطى في بيعة العقبة الثانية ووردت الروايات وصف ذلك؛ بأن رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم -: "كــان

حمزة بن عبدالمطلب بن هاشم القرشـي الهاشـمي، ســيد الشـهداء، عم 620 رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخوه من الرضاعة، أســلم في الســنة الثانية من البعثة، ونصر رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - ومنعــه من قريش، عقد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول لــواء في اإلســالم،

، و"ســير1/353: "اإلصــابة"قتل شهيدا يوم أحــد - رضــي اللــه عنــه. انظــر: .1/171أعالم النبالء":

، مرجع212"السيرة النبوية في ضوء المصادر األصلية"؛ مهدي رزق، ص 621.1/372سابق، "صفة الصفوة"؛ ابن الجوزي:

انظر: "غزوة أحد دراسة دعوية"؛ محمد بن عيظة بامدحج، الريــاض، ط ) 622، وصف مقتل حمزة - رضي الله عنه.104هـ، ص 1420(، دار إشبيلية، 1، مرجع سابق.3/8 ابن سعد، ؛"الطبقات"انظر: 623 العباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبــدمناف القرشــي الهاشــمي، عم 624

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان شـريفا عـاقال حكيمـا، يبـذل مالـه، ويعين على النوائب، له السقاية والعمارة في الجاهليــة، أســلم قبــل الهجــرة وكتم إسالمه، وهاجر قبــل الفتح، وشــهد الفتح وثبت يــوم حــنين تــوفي ســنة

، و"ســير أعالم النبالء":2/271: "اإلصـابة"هــ - رضـي اللــه عنـه. انظـر: 322/78.

،249انظر: "السيرة النبوية في ضوء المصادر األصلية"؛ مهدي رزق، ص 625مرجع سابق.

، وكان - رضي اللــه تعــالى عنــه - أول626يثق به في أمره كله" فقال: "يا،من تكلم في لقاء العقبة الثاني، مع األوس والخزرج

معشر الخزرج - وكانت األوس والخزرج تــدعى الخــزرج - إنكمــاس قد دعوتم محمدا إلى ما دعوتموه إليه، ومحمد من أعز الن

ــه، ومن لم يكنفي عشيرته، يمنعه والله من كان من ا على قول على قوله، منعــة للحســب والشــرف، وقــد أبى محمــدا النــاســالحرب، ــر ب ـد، وبص ــوة، وجلـ ــل ق ــإن كنتم أه ــيركم، ف كلهم غ واســتقالل بعـداوة العـرب قاطبـة، فإنهــا سـترميكم عن قــوســترقوا إال على مأل واحدة، فارتؤوا رأيكم، وأتمروا أمركم، وال تفــفوا لي منكم واجتماع، فإن أحسن الحديث أصدقه، وأخرى: ص الحرب كيف تقاتلون عــدوكم؟ فأجابــه من األنصــار عبداللــه بن عمرو بن حرام - رضي الله عنهما - ثم قال لهم: أنتم أصــحاب حرب فهل فيكم دروع؟ فأجابه الــبراء بن معــرور - رضــي اللــه

، ثم بــايعوا رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم -627عنــه -ــه والعباس آخذ بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤكد ل

.628البيعة" الدروس الدعوية من خطبة العباس - رضي الل<<ه عن<<ه

- عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: - ثقة رسول الله - صلى الله عليـه وســلم - بعمـه العبــاس -1

ــاريخ رضي الله عنه - واعتماده عليه في أمر خطير ومهم في ت اإلسالم، وهو عقد البيعــة بين رســول اللــه واألنصــار، والعبــاس على دين قومه، دليــل على عظم مكانــة العبــاس - رضــي اللــه عنه - في نفس رسول الله - صــلى اللـه عليــه وســلم - ودليــل

على أمانته وحرصه على ابن أخيه من أن يصيبه سوء. - فيه داللة على سمو ورفعة أخالق عم رســول اللــه - صــلى2

الله عليه وسلم - في حمايته ونصرته لقرابته.

، مرجع ســابق، و"صــفة الصــفوة"؛ ابن4/5 ابن سعد، ؛"الطبقات"انظر: 626، مرجع سابق.1/508الجوزي،

البراء بن معرور بن صخر بن خنساء األوسي األنصاري، أمــه الربــاب بنت 627قبــاء االثــنى عشــر من النعمان بن امرئ القيس، شــهد العقبــة، وهــو أحــد الن

م ليلة العقبة حين لقي رسول اللــه - صــلى اللــه عليــهاألنصار، وأول من تكل وسلم - السبعون من األنصار، فبايعوه وأول من اســتقبل القبلــة، مــات قبــل أن يهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فلما قدم صــلى

.3/464: "الطبقات"عليه - رضي الله تعالى عنه. انظر: ، مرجع سابق.4/5 ابن سعد، ؛"الطبقات"انظر: 628

- فيه داللة على عمــق معرفــة العبــاس - رضــي اللــه عنــه -3 بحقيقة دعوة رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم - ولوازمهــا

ومقتضياتها. ولذلك وردت األحاديث عنه - عليه الصالة والســالم - في النهيــه؛ فقــال: ))من آذى ــه عن ــاس - رضــي الل ــذاء عمه العب عن إي

.629العباس فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه(( ثاني<<<ا: في حي<<<اة الص<<<حابة - رض<<<وان الل<<<ه عليهم -

والتابعين - رحمهم الله تعالى -: - نصح العم البن أخيه لما فيه خيره وفالحه:1

لما خــرج العبــاس بن عبــدالمطلب - رضــي اللــه تعــالى عنــه -ومعــــــــــه ابن أخيــــــــــه نوفــــــــــل بن الحــــــــــارث بن

- رضي الله عنه - مسلمين مهــاجرين قاصــدين630عبدالمطلب رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - أيــام غــزوة الخنــدق،

ــدالمطلب ، في631شــيعهما من مكــة ربيعــة بن الحــارث بن عبــه عمــه مخرجهما إلى األبواء، ثم أراد الرجوع إلى مكة، فقال ل العباس - رضي اللــه عنــه - وأخــوه نوفــل: أين ترجــع؟ إلى دار الشرك، يقاتلون رسول اللــه ويكذبونــه، وقــد عــز رســول اللــه وكثف أصــحابه، ارجـع، فرجــع ربيعـة اســتجابة لنصــحهما وسـار معهما، حتى قدموا جميعا على رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه ،وسلم - في المدينة مسلمين مهــاجرين، وحســن إســالم ربيعة

وروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشهد معه فتح مكة، والطائف، وحنين، وكان ممن ثبت يومها مع رسول اللــه -

، رقم الحــديث: )2/1029"صــحيح الجــامع الصــغير وزيادتــه"؛ األلبــاني، 6295922.)

نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب بن هاشــم القرشــي الهاشــمي، ابن عم 630 رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسر يوم بدر، ففــدى نفســه ثم أســلم، وهو أسن من عمه حمزة والعبــاس، ثم رجــع إلى مكــة، وهــاجر إلى المدينــة

ــه ــدق، وآخى رســول الل ــوم الخن عمه وبين - بينه وســلم عليه الله - صــلىي متصــافيين، المــال في متفاوضــين شــريكين الجاهلية في كانا ألنهما العبــاس؛

- رضي بــالبقيع ودفن عمر خالفة في مــات والطــائف، وحــنين، وشــهد: الفتح،.3/34: "الطبقات"عنهما. انظر: الله

ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب بن هاشــم القرشــي الهاشــمي، ابن عم 631 رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعاه عمه العباس إلى اإلسالم فأسلم، وقدم معهما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيام الخنــدق، فشــهد: الفتح، وحنين، والطائف، وروى عن رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم -

مات في خالفة الفاروق - رضي الله عنهم..3/35: "الطبقات"انظر:

ــه وســلم - فهــو في مــيزان عمــه العبــاس بن ــه علي صــلى الل.632عبدالمطلب - رضي الله عنهما

المطلب الثانياآلثار السلبية لعالقة العمومة في حياة الداعية

:تمهيد سوء العالقة بين العم وابن أخيه الداعية، لها آثارها الســلبيةإن

النــاس ينظــرون إلىعلى الداعيــة ودعوتــه، أمــا دعوتــه: فــإن رهم بــه، واســتجابتهم لــه، فــإن وجــدواقرابة الداعية، ومدى تأث

خيرا، كــانت اســتجابتهم ســريعة، وإن كــان ال، تــرددوا وتوقفــوا كثيرا، أما الداعية فإنــه ممــا يعــز ويصــعب على نفســه تحملــه،ــه ــل محاربت وقوف أعمامه في طريق دعوته، وصدودهم عنه، ب

وتسفيه رأيه. أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الة

والسالم -: - إصرار عم الداعية على محاربة ابن أخيه في دعوته وإيذائه1

فيها.ا على الكفر.2 - حزن الداعية على عمه الذي مات مصر - إص<<رار عم الداعي<<ة على محارب<<ة ابن أخي<<ه في1

دعوته وإيذائه فيها: من أعمام رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم - الــذين مــاتواــار المحــاربين لدعوتــه - على الكفر عمه أبو لهب، وكان من كبــه عليه الصالة والسالم - وأشدهم إيذاء له، ويمكن حصر مواقف

مع ابن أخيه - صلى الله عليه وسلم - فيما يلي: - حرص أبو لهب على شغل رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه1

، وذلـك بــأمر ابنيــه بتطليـق بنــات رسـول اللـه - وسلم - بـالهم.633صلى الله عليه وسلم

ــه2 - استهزاؤه برسول الله أمام الناس، وذلك في قصة وقوف - عليه الصالة والسالم - على الصفا إلنــذار عشــيرته األقــربين،

قــال: لمــا نــزلت:634فقد روى ابن عباس - رضي الله عنهمــا -

، مرجع سابق.4/36 ابن سعد، ؛"الطبقات"انظر: 632انظر: الفصل الثالث، مبحث البنات. 633

خرج رسول اللــه - صــلى اللــه،635{األقربين عشيرتك وأنذر}ــا صــباحاه((، فقــالوا: عليه وسلم - حتى صعد الصفا فهتف: ))ي من هــذا؟ فــاجتمعوا إليــه؛ فقــال: ))أرأيتم إن أخــبرتكم أن خيالــا بن تخرج من سفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي؟((، قالوا: مــا جر

ي نــذير لكم بين يــدي عــذاب عظيم((،،عليك كذبا، قال: ))فــإنا لك، ما جمعتنـا إال لهــذا، ثم قــام، فـنزل قولـه قال أبو لهب: تب

ت يدا أبي لهب وتب تعالى: } ب*تب ــ ما أغنى عنه ماله وما كس في جيدها* وامرأته حمالة الحطب * سيصلى نارا ذات لهب *

.636{حبل من مسد - كان يشوش على الناس قبول دعــوة رســول اللــه - صــلى3

الله عليه وسلم - والتفكــير فيهــا، بتشــكيكهم في قولــه، وذلــك عندما كان رسول الله يدعو القبائل، فيقــف فيهم محــدثا، فــإذا

فعن عبداللــه بن؛فرغ تبعه عمــه أبــو لهب، بتكذيبــه فيمــا قــالــديلي عباس - رضي الله عنهما - قال: سمعت ربيعة بن عباد ال يقول: إني لمــع أبي، رجــل شــاب أنظــر إلى رســول اللــه يتبــع القبائــل، ووراءه رجــل أحــول، وضــيء الوجــه ذو جمــة، يقــف

إني رسول اللــه،رسول الله على القبيلة فيقول: ))يا بني فالنــيئا، وأن إليكم، آمـــركم أن تعبـــدوا اللـــه وال تشـــركوا بـــه شـ تصدقوني وتمنعوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به((، وإذا فرغ

هــذا يريــد منكم،من مقالته، قال اآلخر من خلفه: يا بــني فالن أن تسلخوا الالت والعــزى وحلفــاءكم من الجن من بــني مالــك بن أقمس، إلى ما جاء به من البدعة والضاللة، فال تســمعوا لــه

.637وال تتبعوه، فقلت ألبي: من هذا؟ قال: عمه أبو لهبــه4 ــه علي - مساعدة زوجته له في إيذاء رسول الله - صلى الل

وسلم - فكانت أم جميــل بنت حــرب تلقي األذى في طريقــه - عليه الصالة والســالم - وحملت يومــا حجــرا؛ لتقذفــه في وجــه

.638 فأخذ الله بصرها عنه،رسول اللهــه5 - مخالفته إلخوته من بني هاشم، عندما اجتمعوا بقيادة عم

أبي طالب؛ لحماية رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم - فلم ، كتاب التفسير، بــاب ســورة تبت،"الفتح" المطبوع مع "صحيح البخاري" 634

(.4971، رقم الحديث: )8/737(.214) آية الشعراء، سورة 635

(.5 - 1سورة المسد، آية ) 636(.4589، رقم الحديث: )5/63"المعجم الكبير"؛ الطبراني، 637، مرجع سابق.2/196"دالئل النبوة"؛ البيهقي، 638

يكن معهم وكان مع قريش، ووافقها على كتابة الصــحيفة الــتي كتبوها على بني هاشم، ثم حاصروهم ثالث ســنوات في شــعب

.639أبي طالب كل ما سبق كان له آثاره السلبية على رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم - وعلى دعوتــه، فاســتحق أبــو لهب أن يكــون في

الدرك األسفل من النار.ا على2 ر - ح<<زن الداعي<<ة على عم<<ه ال<<ذي م<<ات مص<<

الكفر: مواقف أبو طالب عم رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - معه منذ بداية الدعوة حماية ونصرة ومنعة، تثــير العجب، حــتى إن قريشا لم تنل من رسول الله - صلى الله عليه وســلم - مــا

، يقول ابن كثــير - رحمــه اللــه -: "إن640نالت إال بعد وفاة عمهــك غالب ما وقع للرسول من اعتداء جسدي وما يشبه، كــان ذل

، ومــع هــذه المواقــف الكبــيرة641بعــد وفــاة عمــه أبي طــالب"ا على الكفــر، مــات،والجليلة من عم الداعية ر إال أنه مات مصــ

ر؛على عقيدة اآلبــاء واألجــداد مــات على ذلك خوفــا من أن يعي بمخالفة القبيلة والعشيرة، وقد حاول معه رسول اللــه - صــلى

ــالة؛الله عليه وسلم - كثيرا فسبقه القدر إليه فقال - عليه الصــه عنــك، فــنزل والسالم -: ))أما والله الستغفرن لــك، مــا لم أن

ــالى: ــه تع ـان ما }قول ـ بي ك ذين للن ـوا وال ـ تغفروا أن آمن ــ يســد من قربى أولي كانوا ولو للمشركين ن ما بع هم لهم تبي أن

حاب أصــ ــدي من أحببت، وقولــه تعــالى:}642{الجحيم ك ال ته إنه يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ــذلك644 643{ولكن الل ، ول

حزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عمه أبو طالب لسوء الخاتمة التي ختم له بها، وقد قال العبــاس - رضــي اللــه عنه - للنبي - صلى اللــه عليــه وســلم -: مــا أغــنيت عن عمــك،

سابق. مرجع ،217 ص رزق، مهدي النبوية"؛ "السيرة 639انظر: الفصل األول، مبحث الوفاة، أثر فقد الزوج المعين والناصر. 640، مرجع سابق.3/148"البداية والنهاية"؛ ابن كثير، 641(.113سورة التوبة، آية ) 642(.56سورة القصص، آية ) 643 انظــر: تفســير اآليــة في "زاد المســير في علم التفســير"؛ ابن الجــوزي، 644

.6/231هـ، 1384(، المكتب اإلسالمي، 1بيروت، ط )

فإنه كان يحوطك ويغضــب لــك؟ قــال: ))هــو في ضحضــاح من.645نار، ولوال أنا لكان في الدرك األسفل من النار((

ثاني<<<ا: في حي<<<اة الص<<<حابة - رض<<<وان الل<<<ه عليهم -والتابعين - رحمهم الله تعالى -:

بس<<بب إس<<المه؛ - تع<<ذيب العم البن أخي<<ه الداعية1ودعوته:

ـا من البالء من لقد واجه الصـحابة - رضــوان اللـه عليهم - ألوان قرابتهم، بسبب إسالمهم ودعــوتهم إلى مــا يــدعو إليــه رســول اللــه - عليــه الصــالة والســالم - ومن أوائــل من عذبــه أعمامــه إلسالمه، الخليفة الراشد الثالث ذو النورين عثمــان بن عفــان - رضي الله عنه - فلما أســلم أخــذه عمــه الحكم بن أبي العــاصة آبائــك إلى دين محــدث، ــا، وقــال: أتــرغب عن مل فأوثقه رباطــال ــدين، فق والله ال أحلك أبدا حتى تدع ما أنت عليه من هذا ال عثمان: والله ال أدعه أبدا وال أفارقــه، فلمــا رأى الحكم صــالبته

ير بنـــ، وكـــذلك عم الصـــحابي الجليـــل الزب646في دينـــه تركهــه العوام، حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عم

قه في حصير، ويدخن عليه النار، ويقــول: ارجــع إلى الكفــر،يعل.647ير: ال أكفر أبدافيقول الزب

المطلب الثالثالوسائل واألساليب لتغيير اآلثار السلبية إلى إيجابية

أوال: الوسائل الدعوية: - وسيلة الدرس:1

وهي:،من أهم وسائل الدعوة إلى الله تعــالى وســيلة الــدرس "دعوة إلى الله - عز وجل - بالكلمة، عن طريق حلقة تعقد مع

، وحيــاة648عــدد من النــاس حضــروا إلى من يدرســهم قصــدا" الرسول محمد والنبيين من قبله - عليهم الصالة والسالم - في معظمها دروس تعليمية، وتوجيهية، إرشــادية، تربويــة، باســتثناء

،كتاب منــاقب األنصــار، بــاب قصــة"الفتح" المطبوع مع "صحيح البخاري" 6450(3883، رقم الحديث )7/193أبي طالب،

، مرجع سابق.3/40، ابن سعد، "الطبقات"انظر: 646 ، رقم الحديث:3/406"المستدرك على الصحيحين"؛ الحاكم النيسابوري، 647(5547.)

، مرجع سابق.1/176"فقه الدعوة إلى الله"؛ د. علي عبدالحليم، 648

، فمعظم أحــاديث الرســول - مواقــف خطب اإلثــارة ألمــر مهم زســة من دروســه، وتتميصلى الله عليــه وســلم - القوليــة مقتب

الدروس النبوية بأنهــا دروس تعليم وتوجيــه، وإرشــاد وموعظــةــدوام،حسنة، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وكانت على ال

مصحوبة بتربية فكرية، ونفسية، وخلقية، وســلوكية، مــع حركــة ، وهو األمــر المفقــود649حياة الرسول وحياة أصحابه من حوله"

في بعض دروس عصرنا، وتتمــيز وســيلة الــدرس بأنهــا وســيلةــامستمر ة مع عــدد معين من الدارســين، وال يشــترط لهــا مكان

معينا، فقد تكون: في المســجد، أو المدرســة، أو الجامعــة، في وممــا ينبغي على الداعيــة تعلمــه، معرفــة فن،أي مكــان مالئم

ول التدريس، وطرقه، ووسائله، التي يستطيع من خاللهــا الوصــــدعو ــوب الم ــامال،إلى قل ــاء متك ــائهم بن ــأثير فيهم، وبن ين والت

.650يستطيعون بعده حمل رسالة الدعوة وتبليغها للناس - وسيلة الخطابة:2

بة الجماهير ذات المستويات المختلفة،الخطبة: "هي فن مخاطــذاكرة ــزون الـ ــاد على مخـ ــا االعتمـ ــن فيهـ ــة يستحسـ بطريقـ ومبتكرات الفكر، أو مع مساعدة مذكرات مكتوبة تذكر بعناصر

، والخطب المتعبد بهــا للــه تعــالى كثــيرة، والــتي هي651مهمة"ــدين، وعرفــة، ــة الجمعــة، والعي ــل: خطب جــزء من فريضــة، مث وصالة الكسوف، والخسوف، واالستسقاء، وهنــاك خطب تقــام لمناسبات مختلفة: كعقد الزواج، وقبــل الحــرب، وعنــد حــدوث

ــر مهم ــية652أم ــبرز شخص ــتي: "ت ــل ال ــة من العوام ، والخطاب الداعية في األمــة، وتجعلــه محــل ثقــة ومحبــة، وتجعــل كلماتــها ،مسموعة وتوجيهاته مطاعــة، خاصــة إذا كــان الداعيــة مخلصــ

صادق اللهجة، يتقن فنون القول، ويحسن تصريف الكالم، ويهزرها، ويحمــل كــل المنابر إذا عالها، ويثير مشاعر النفوس إذا ذك

،2/36"فقه الدعوة إلى الله وفقه النصح واإلرشاد"؛ عبدالرحمن حبنكة ، 649مرجع سابق.

انظر: "المرأة المسلمة المعاصرة إعــدادها ومســؤوليتها في الــدعوة إلى 650ــدعاة"؛260الله"؛ د. أحمد أبابطين، ص ، مرجع سابق، و"سلسلة مدرسة ال

.1/483هـ 1418(، دار السالم، 1عبدالله علوان، القاهرة، ط ) ،2/8"فقه الدعوة إلى الله وفقه النصح واإلرشــاد"؛ عبــدالرحمن حبنكــة، 651

مرجع سابق. (، دار2انظر: "الخطابة وإعداد الخطيب"؛ د. توفيـق الـواعي، مصــر، ط ) 652

.68- 41هـ، ص 1417العين،

ـــا، ويســـلم بـــه من يســـتمع إليـــه إلى أن يـــذعن للحـــق إذعان.653تسليما"

- وسيلة إطعام الطعام:3ــوبهم، دعــوتهممن الوسائل التي تجمع األقارب، وتؤل ف بين قل

ــة ــرامهم والمبالغ المستمرة إلى الحضور إلى بيت الداعية، وإك في ضـــيافتهم، وإطعـــامهم الطعـــام، وعن طريـــق ذلـــك، تتم دعوتهم برفق ولين، مع حكمة وخبرة بنفسياتهم، وطرق التأثير

عليهم.ثانيا: األساليب الدعوية:

- أسلوب االستدالل باألدلة الشرعية:1ــاج في بعض المواقــف المقصود بهذا األسلوب: أن الداعية يحت

دةالدعوية إلى عرض وتفصيل لألدلة الشرعية الداعمــة والمؤي الوقــوع في النــاس بــه، ويســلم هــو منألفعاله وأقوالــه، ليثق

ويقتنع المدعوون بدعوته ويكونون على بصيرة من أمــر،الخطأ.654دينهم

- أسلوب ضرب األمثال:2رونقال تعالى:} ــذك هم يت اس لعل ــال للن ه األمث رب الل ؛655{ويضــ

ــالى:} ــال تع ــا إالوق ــا يعقله اس وم ربها للن ــ ـال نض ـ ــك األمث وتل ، ويعرف المثل بأنه: "عبــارة عن قــول في شــيء656{العالمون

يشبه قوال في شيء آخر، بينهما مشــابهة ليــبين أحــدهما اآلخــرــوره" ــه657ويص ــبر الل ــة: "أخ ــة ابن قيم الجوزي م ــول العال ، ويق

رب األمثــال لعبــاده في غــير موضــع من كتابــه، سبحانه أنــه ضــ وأمر باســتماع أمثالــه، ودعــا عبــاده إلى تعقلهــا والتفكــير فيهــا

فت كتب في أمثال القــرآن الكــريم658واالعتبار بها" ،659، وقد أل.660وورد في السنة النبوية الكثير من األمثال

، مرجع سابق.1/486"مدرسة الدعاة"؛ عبدالله علوان، 653 -2/914؛ د. ســعيد القحطــاني، "انظر: "فقه الدعوة في صــحيح البخــاري 654

، مرجع سابق.1063- 1053(.25سورة إبراهيم، جزء من اآلية ) 655(.43سورة العنكبوت، آية ) 656، مرجع سابق.462"المفردات في غريب القرآن"؛ األصفهاني، ص 657، مرجع سابق.1/195"إعالم الموقعين"؛ ابن قيم الجوزية، 658

القرآن"؛ في و"األمثال ،2/131 القرآن"، علوم في كتاب: "اإلتقان مثل 659 أحمد ووســائلها"؛ أصــولها اإلسالمية و"الدعوة ،240 ص الفياض، جابر محمد

.355 ص هـ،1407 المصري، الكتاب دار (،2) ط مصر، غلوش،

"والداعية الحصيف هو الذي يعرف كيف يســتثمر تلــك األمثــالهم على أصــول اإلسـالم، ومنـابع الخـير، في دعوته للنــاس، بحث وطيب األخالق، وإصـــالح العقائـــد، وتزكيتهـــا، وتثـــبيت أركـــان

.661التوحيد وتنميتها" - أسلوب السؤال والجواب:3

ــدعو، السؤال والجواب من أساليب الدعوة التي تشد انتباه المصح، وكل ســؤال ينبغي ئه لقبول التوجيه والن وتشحذ همته، وتهي

ى الحال والمقام لدى المدعو، وقد كثرض مناسبا لمقتأن يكون.662استخدام هذا األسلوب في دعوته - عليه الصالة والسالم

المطلب الرابعتوجيهات ربانية

- وجوب صلة الرحم.1 - تحريم قطيعة الرحم.2 - األمر بالبدء بدعوة العشيرة األقربين.3 - وجوب صلة الرحم:1

ــالى :أمر الله تعالى بصلة األرحام، ووص ى عباده بذلك؛ قال تعــربى وينهى عن} ــاء ذي الق ان وإيت ه يأمر بالعدل واإلحســ إن الل

رون ــذك كم ت ــر والبغي يعظكم لعل اء والمنك م، وعظ663{الفحشــ عليهــا،الرسول - صلى الله عليــه وســلم - صــلة الــرحم، وحث

وجعل لها أجرا عظيما في الدنيا واآلخرة في كثير من أحاديثه -عليه الصالة والسالم - ومنها:

- عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -1لوا أرحــامكم، ــ صلى الله عليه وسلم -: ))احفظوا أنســابكم تص فإنه ال بعد بالرحم إذا قربت، وإن كانت بعيدة، وال قرب بهــا إذا بعــدت، وإن كــانت قريبــة، وكــل رحم آتيــة يــوم القيامــة أمــام

انظر: "أساليب الدعوة والتربيــة في الســنة النبويــة"؛ د. زيــاد العــاني ص 660، مرجع سابق.423

، مرجع سابق.173"وسائل الدعوة"؛ د. عبدالرحيم المغذوي، ص 661-2/630؛ د. خالــد القريشــي، "انظر: "فقه الدعوة في صــحيح البخــاري 662

، مرجع سابق.874 - 735(.90سورة النحل، آية ) 663

صاحبها، تشهد له بصلة إن كان وصلها، وعليه بقطيعــة إن كــان.664((قطعها

- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قــال رســول اللــه -2 صلى الله عليه وسلم -: ))إن الله خلـق الخلــق، حـتى إذا فــرغــذ بــك من من خلقــه قــامت الــرحم، فقــالت: هــذا مقــام العائين أن أصــل من وصــلك، وأقطــع القطيعة، قال: نعم، أمــا ترضــ من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فذاك لك، ثم قــرأ رســول

يتم فهــل}الله - صلى الله عليه وســلم -: يتم إن عســ ــول أن تــامكم وتقطعوا األرض في تفسدوا ذين أولئك* أرح لعنهم ال

ه مهم الل ــ ارهم وأعمى فأص ــ رون أفال* أبص ــدب ــرآن يت أم الق.666 665{أقفالها قلوب على

- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قــال رســول اللــه -3 صلى الله عليه وســلم -: ))ليس شــيء أطيــع اللــه فيــه أعجــلــا من البغي ــرحم، وليس شــيء أعجــل عقاب ــا من صــلة ال ثواب

.667((وقطيعة الرحم... بحيث لو؛ هو: "كل رحم محرم،وحد الرحم الذي له حق الصلة

كان أحدهما أنثى واآلخــر ذكــر، حــرمت مناكحتهمــا، وقيــل: هــو عام في كل رحم من ذوي األرحـام في المــيراث، يسـتوي فيــه

لقوله - عليه الصالة والسالم؛المحرم وغيره، وهذا هو الصحيح.668-: ))إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه((

ــرك وصــلة الــرحم درجــات، بعضــها أرفــع من بعض، وأدناهــا ت رة بالكالم ولو بالسـالم، ويختلــف ذلـك بــاختالف القــدرةالمهاج

والحاجة، فمنها واجب ومنها مستحب، ولــو وصــل بعض الصــلة ر عمــا يقــدر عليــهولم يصل غايتها، ال يســمى قاطعــا، ولــو قص

.669وينبغي له، ال يسمى واصال" - تحريم قطيعة الرحم:2

(.73، رقم الحديث: )1/39"األدب المفرد"؛ البخاري، 664(.24- 22سورة محمد، آية ) 665 ، كتاب األدب، باب من وصل وصله"الفتح" المطبوع مع "صحيح البخاري" 666

(.5987، رقم الحديث: )10/417الله، (.978، رقم الحديث: )2/578"سلسلة األحاديث الصحيح"؛ األلباني، 667.153سبق تخريجه ص 668 ، مرجع سابق، و"بهجة الناظرين7/2614انظر:"موسوعة نضرة النعيم"، 669

ــليم عيــد الهاللي، الريــاض، ط ) (، دار ابن3شــرح ريــاض الصــالحين"؛ س.1/389هـ ، 1418الجوزي،

ر الله تعالى من قطيعة الرحم، وجعل القطيعة سببا لدخولذح النار، مع تعجيل العقوبـة للقـاطع في الـدنيا قبـل اآلخـرة؛ قـال

ــاتعالى: } ه من بعد ميثاقه ويقطعون م ذين ينقضون عهد الل والـة عن دون في األرض أولئك لهم الل ل ويفسـ ـه أن يوصــ ه ب أمر الل

.670{ولهم سوء الدار ومع تحذير الله تعالى جاء بيان رسول اللــه - صــلى اللــه عليــهــل وال وسلم - بأن قاطع الرحم ال يدخل الجنة، وأن عمله ال يقب

ومن األحــاديث،يرفع، وأن الله تعالى يقطعــه كمــا قطــع رحمهالواردة في ذلك ما يلي:

- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ))ال يدخل الجنة1.671قاطع((

- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ))إن أعمال بني2ــاطع ــل ق ــل عم ــة، فال يقب ــة جمع ــل خميس ليل ــرض ك آدم تع

.672رحم(( - قال رسول الله - صلى الله عليــه وســلم -: ))مــا من ذنب3

أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يــدخر في.673اآلخرة، من البغي، وقطيعة الرحم((

- األمر بالبدء بدعوة العشيرة األقربين:3 ، لما نزلت هذه اآلية،674{وأنذر عشيرتك األقربينقال تعالى: }

دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قريشا فاجتمعوا، فعم فقال: ))يا بني كعب بن لؤي، أنقذوا أنفسكم من النــار،،وخص

ــني ــا ب ــار، ي ــكم من الن ــذوا أنفس ــرة بن كعب، أنق ــني م ــا ب ي عبدشمس، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بــني عبــدمناف، أنقــذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشــم أنقــذوا أنفســكم من النــار، يــا بني عبدالمطلب، أنقذوا أنفسكم من النــار، يــا فاطمــة، أنقــذي

(.25سورة الرعد، آية ) 670 ، رقم232"غاية المرام في تخريج أحاديث الحالل والحرام"؛ األلباني، ص 671

(.407الحديث: )(.10227، رقم حديث: )2/484"مسند اإلمام أحمد بن حنبل"، 672ــاني، 673 ــه"؛ األلب ــغير وزيادت ــامع الص ــحيح الج ــديث: )2/994"ص ، رقم الح

5704.)(.214سورة الشعراء، آية ) 674

نفسك من النار، فإني ال أملك لكم من الله شــيئا، غــير أن لكم.676 675((رحما سأبلها بباللها

تدل اآليــة الكريمــة على منهج األولويــات في الــدعوة إلى اللــه تعــالى، ومنهــا أولويــة البــدء بــدعوة األهــل واألقــارب قبــل أي

، ويدل الحديث الشريف على تعظيم رسول الله - صلى677أحد الله عليه وسلم - ألمر ربه بســرعة تنفيــذه ألمــر اإلنــذار ألهلــهــع وعشيرته، كما فيه: "داللة على أن القرب في األنساب ال ينف مــع البعــد في األســباب، ودليــل جــواز صــلة المــؤمن والكــافر

؛ لقولــه - عليــه الصــالة والسـالم -: ))إن678وإرشــاده ونصــيحته لكم رحما سأبلها بباللها((، ومعــنى ســأبلها: أي من البلــل وهــوا، وفي الحديث تشبيه الماء القليل الذي يبل الشيء فيجعله ندي الرحم باألرض، تنــدى بالصــلة والــبر، فتثمــر الحب والتعــاطف، وتجــف بالقطيعــة والهجــران، فتنبت البغضــاء والتجــافي، وفي

، فمن الحكمــة679 ))بلــوا أرحــامكم ولـو بالسـالم((:حـديث آخر التي ينبغي أن يتصف بها الداعية هو البدء بدعوة أهــل بيتــه، ثم أقاربه األقرب فاألقرب، ويبــذل قصــارى جهــده لتحقيــق هدايــة

منهم.لن ضم

ن مما سبق: أن عمومة الداعية لهم أثرهميبتي اإليجابي والسلبي على الداعية ودعوته، وقد أثبتت نصوص الكتاب والسنة ذلك، مع التأكيد على وجوب

صلة الرحم، وتحريم قطعها.

، كتــاب الوصــايا بــاب هــل يــدخل"الفتح" المطبــوع مــع "صحيح البخاري" 675(.2753، رقم الحديث: )5/382النساء والولد في األقارب؟

ــير"؛ 676 انظر: روايات أخرى في: "تيسير العلي القدير اختصار تفسير ابن كث، مرجع سابق.3/351الرفاعي،

، فقرة "منطقيــة البــدء1/355"سلسلة مدرسة الدعاة"؛ عبدالله علوان، 677 بهداية األهل والعشيرة" مرجع سابق، و"فقه الســيرة"؛ محمــد الغــزالي، ص

، مرجع سابق.96، مرجع سابق.13/1300"الجامع ألحكام القرآن"؛ القرطبي، 678(.1777، رقم الحديث: )4/378"سلسلة األحاديث الصحيحة"؛ األلباني، 679

المبحث الثانيأثر عالقة الخؤولة في حياة الداعية

ويشتمل على أربعة مطالب: المطلب األول: اآلث<<ار اإليجابي<<ة لعالق<<ة الخؤول<<ة في

حياة الداعية. المطلب الثاني: اآلث<<ار الس<<لبية لعالق<<ة الخؤول<<ة في

حياة الداعية. المطلب الث<<الث: الوس<<ائل واألس<<اليب لتغي<<ير اآلث<<ار

السلبية إلى إيجابية.المطلب الرابع: توجيهات ربانية.

المطلب األولاآلثار اإليجابية لعالقة الخؤولة في حياة الداعية

:تمهيد يتمتع خال اإلنسان بمكانة مميزة، ومحبة خاصــة عن غــيره من األقارب، فهو أخ أحب الناس وأعز الناس أال وهي األم، فله من

هم رســول فقــد جعل،الود واإلحسان ما لألم، وال غرابة في ذلك اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - في المرتبــة الثانيــة في الــبرــا - أن واإلحسان بعد الوالدين؛ فعن ابن عمر - رضي الله عنهمـا رجال أتى النبي - صــلى اللــه عليــه وســلم - فقـال: أصــبت ذنب عظيما، فهل لي من توبة؟ قال: ))هل لــك من أم؟((، قــال: ال،

.680 قال: ))فبرها((،قال: ))هل لك من خالة؟((، قال: نعم أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الة

والسالم -: ،حسن العالقة ومتانتها بين الخال وابن أخت<<ه الداعية

وأثر ذلك عليهما: أقبل الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص - رضــي اللــه عنــه -

ــرني :فقال النبي - صلى اللــه عليــه وســلم - ))هــذا خــالي، فلي امرؤ خاله((، وكان سعد من بني زهرة، وكانت أم النبي - عليه الصــالة والســالم - من بــني زهــرة؛ فلــذلك قــال النــبي: ))هــذا

، رقم الحديث:4/171"المستدرك على الصحيحين"؛ الحاكم النيسابوري، 680(7261.)

، وعند استقراء سيرة خال رسول الله - عليه الصالة681خالي(( والســالم - ومواقــف رســول اللــه معــه، يظهــر بوضــوح حســن العالقة بينهما ومتانتها، مما كان له األثر اإليجــابي عليهمــا، فمن –الـدالالت على تقـدير رســول اللـه - صـلى اللـه عليـه وسـلم

لخاله، وتمييزه عن غيره ما يلي: - أن رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - قــال: ))اللهم1

.682استجب لسعد إذا دعاك(( - عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: ما ســمعت2

النبي يفدي أحدا بأبويه إال لسعد، فإني سمعته يقول يــوم أحــد:.683))ارم سعد، فداك أبي وأمي((

ــ - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم3 ــال:،ر رجال فق.684 فال تدفنه بها((،))إن مات سعد بمكة

ومن الدالالت على عظيم حب سعد لرسول اللــه - صــلى اللــه عليه وسلم - كنبي مرســل، وابن أخت ذي رحم، أنــه كثــيرا مــا يستشــيره، ويستنصــحه، وإن كــان هــذا غــالب أمــر الصــحابة -

ومن ذلك:،رضوان الله عليهم - لكن سعدا له شأن آخر - قال سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنــه - للنــبي - صــلى1

الله عليــه وســلم -: أتكــره أن يمــوت الرجــل في األرض الــتي.685هاجر منها؟ قال: ))نعم((

ولذلك كلف رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - رجال بــأنــد يدفن سعدا بالمدينة، ففعل، فمات - رضي الله عنه - في عه

هجريــة بــالعقيق، فنقــل على أكتــاف55الخالفة األمويــة ســنة الرجال، ودفن بالمدينة، بعد أن صلى أزواج رسول الله - صلى

.686الله عليه وسلم ورضوان الله عليهن - عليه - عن عائشة - رضي الله عنها - قــالت: ســهر رســول اللــه -2

صلى الله عليه وسلم - مقدمــة المدينــة ليال؛ قــال: ))ليت رجال صالحا يحرسني الليلة((، قــالت: فبينمــا نحن كــذلك، إذ ســمعنا

"صحيح سنن الترمذي"؛ األلباني، كتاب المناقب، باب مناقب سعد بن أبي 681.3752، رقم الحديث:3/532وقاص،

"صحيح سنن الترمذي"؛ األلباني، كتاب المناقب، باب مناقب سعد بن أبي 682.3751، رقم الحديث:3/531وقاص،

"صحيح سنن الترمذي"؛ األلباني، كتاب المناقب، باب مناقب سعد بن أبي 683.3755، رقم الحديث: 3/532وقاص،

، مرجع سابق.3/108، ابن سعد، "الطبقات"انظر: 684المصدر السابق. 685المصدر السابق. 686

فقــال: ))من هــذا؟(( فقــال: ســعد بن أبي،خشخشــة الســالح وقاص، فقال رسول الله - صلى الله عليه وســلم -: ))مــا جــاء بك؟((، فقال سعد: وقــع في نفســي خــوف على رســول اللــه؛

، وقــد كــان687فجئت أحرســه، فــدعا لــه رســول اللــه، ثم نــام الصحابة - رضوان اللــه عليهم - يعرفــون تلــك الصــلة الحميمــة بين الخال وابن أخته، فقد قال عمر بن الخطــاب - رضــي اللــه عنه - البنــه عبداللــه - رضــي اللــه عنــه -: إذا حــدثك ســعد عن

.688رسول الله، فال تسأل عنه غيره ثاني<<<ا: في حي<<<اة الص<<<حابة - رض<<<وان الل<<<ه عليهم -

والتابعين - رحمهم الله تعالى -: احتس<<اب أم المؤم<<نين ميمون<<ة - رض<<ي الل<<ه عنه<<ا - على ابن أختها عبدالله بن عباس - رضي الله عنهم<<ا

- اعتزاله فراش زوجه الحائض: أرسلت أم المؤمنين ميمونة - رضي الله عنها - جاريــة لهــا إلى امرأة عبدالله بن عبــاس - رضــي اللــه عنهمــا - وكــانت بينهمــاــا، قرابة، فرأت فراشها معــتزال فراشــه، فظنت أن ذلــك هجران فسألت الجارية امرأة ابن عبــاس، فقــالت: ال، ولكــني حــائض، فإذا حضــت لم يقــرب فراشــي، فــذكرت الجاريــة ذلــك لخالتــه ميمونة، فأرسلتها إلى ابن عباس - رضي الله عنهمــا - فقــالت: أرغبة عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وســلم؟ لقــد كــان رسول الله ينام مع المرأة من نســائه، ومــا بينهمــا إال ثــوب مــا

.689يجاوز الركبتين"ومن الفوائد من هذه القصة:

- مبادرة أم المؤمنين - رضي الله عنها - إلى تصــحيح الخطــأ1ا منهــا على إبعــاده عن الوقــوع الذي وقع فيه ابن أختهــا؛ حرصــ

في األخطاء. - استخدمت - رضي اللــه عنهــا - أســلوب التــوبيخ والتعــنيف2

البن أختها الداعية، والذي حملها على ذلك استنكار وقــوع مثــلهذا الخطأ من مثل ابن عباس - رضي الله عنهما.

"صحيح سنن الترمذي"؛ األلباني، كتاب المناقب، باب مناقب سعد بن أبي 687.3756، رقم الحديث:3/533وقاص،

، مرجع سابق.1/359"صفة الصفوة"؛ ابن الجوزي ، 688(.26862، رقم الحديث: )6/332"مسند اإلمام أحمد"، 689

- اســتنادها - رضــي اللــه عنهـا - في احتسـابها إلى ســنة من3 جعل الله تعالى فيه أسوة حسنة لمن كــان يرجــو اللــه واليــوم

.690 وذكر الله كثيرا،اآلخر

المطلب الثانياآلثار السلبية لعالقة الخؤولة في حياة الداعية

:تمهيد إن ظلم ذوي القربى موت قبل الموت، يرتفع اإلنســان بالصــبر عليه، واالحتساب في ميزان الله تعالى كثــيرا، كمــا يشــق علىــا طــويال، حــتى يــأذن اللــه النفس تحملــه، فتظــل مكابدتــه زمن

بالفرج، وقد يكون بالموت الذي يغادر به الدنيا إلى اآلخرة. أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الة

والسالم -:ــاء ــوال األنبي ــلبية ألخ ــار الس ــذكر اآلث ــوص ت ــثر على نص لم أع

والرسل - عليهم الصالة والسالم. ثاني<<<ا: في حي<<<اة الص<<<حابة - رض<<<وان الل<<<ه عليهم -

والتابعين - رحمهم الله تعالى -: شفاعة الشفعاء إلصالح العالق<<ة بين الداعي<<ة وخالت<ه

الداعية لتعديه عليها:ــه بن ت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - تربية عبدالل تول الزبير، ابن أختها أســماء - رضــي اللــه عنهم أجمعين - ألنهــا لم ترزق الولد، وقالت لرسول الله - صلى الله عليــه وســلم -: يــا

كنيت نساءك فــاكنني؟ قــال: ))اكتــني بــابن أختــك،رسول الله عبداللـــه((؛ وفي روايـــة أخـــرى: ))اكتـــني بابنـــك عبداللـــه بن

ــه في بيت691ى بأم عبداللهالزبير((، فكانت تكن ــربى عبدالل ، وت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كنف زوجــه عائشــة - رضي الله عنها - وامتازت عائشة - رضــي اللــه عنهــا - من بين

فعن؛العديد من المزايا الخاصة بها: بالبــذل، والجــود، واإلنفــاقــير أحب البشــر إلى عروة بن الزبير قال: "كان عبدالله بن الزب

"مسؤولية النساء في األمــر بــالمعروف والنهي عن المنكــر"؛ د. فضــل 690.37 و36إلهي، ص

، مرجع سابق.8/52، ابن سعد، "الطبقات"انظر: 691

عائشة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وكــان أبــر الناس بها، وكانت ال تمسك شــيئا ممــا جاءهــا من رزق اللــه إال

ــديها، فقــالت:تصد قت، فقال ابن الزبير: ينبغي أن يؤخذ على ي نــذر إن كلمتــه، فاستشــفع إليهــا برجــالأيؤخذ على يدي؟ علي

من قــريش وبــأخوال رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم -هريون أخــوال النــبي - صــلى اللــه خاصة فامتنعت، فقال له الز

،692عليــه وســلم - منهم عبــدالرحمن بن األســود بن عبــديغوث : إذا استأذنا، فــاقتحم الحجــاب، ففعــل،693والمسور بن مخرمة

فأرسل إليها بعشر رقــاب فــأعتقتهم، ثم لم تــزل تعتقهم حــتى ــالت: وددت أني جعلت - حين حلفت - عمال ــ بلغت أربعين، فقـ

.694أعمله فأفرغ منه" ى عبدالله بن الزبــير - رضــي اللــه عنهمــا - في القــوللقد تعد

العقاب منها - رضــي اللــهته، فاستحقعلى خالته وأمه التي ربــه، عنها - فظلت زمنا ال تكلمه، وبذل السبل إلرضائها فأبت علي –حتى استشفع بأصحاب رسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم

ا، فــدلوه على طريقــة يحتــال بهــا وبأخوالــه، فــأبت عليــه أيضــللدخول عليها، وطلب مرضاتها، ففعل ورضيت عنه.

المطلب الثالثالوسائل واألساليب لتغيير اآلثار السلبية إلى إيجابية

أوال: الوسائل الدعوية: - وسيلة تسلية المدعو ومباسطته:1

من الوسائل الدعوية المفيدة والمؤثرة في نفــوس المــدعوين، مثــل:؛وســائل التسـلية المباحـة من مسـابقات متنوعــة ثقافية

إنشــاد الشــعر، وحــل األلغــاز، وإجابــة األســئلة، وحركيــة مثــل: عبدالرحمن بن األسود بن عبديغوث بن وهب بن عبــدمناف بن زهــرة من 692

أخوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - روى عن: الصــديق، والفــاروق -.5/4، "الطبقات"رضي الله عنهم أجمعين. انظر:

المسور بن مخرمة بن نوفل القرشي الزهري، أمه عاتكة بنت عوف أخت 693 عبدالرحمن بن عوف، قدم المدينة بعد الفتح، لزم عمر بن الخطاب، وحفــظ عنه، كـان مــع ابن الزبـير فأصـابه حجــر من أحجــار المنجنيــق وقت الحصــار

هـ - رضي الله عنه.64فمات سنة .3/390، و"سير أعالم النبالء": 3/419: "اإلصابة"انظر:

، كتــاب المنــاقب، بــاب منــاقب"الفتح" المطبــوع مــع "صــحيح البخــاري" 694(.3505، رقم الحديث: )6/533قريش،

ــدام، السباحة، والمصارعة، وسباق الخيل، والمسابقة على األقــدخل على وأيضا مباسطة المدعو وممازحتــه بمــا هــو صــدق، يــا، وينهج ــل أســباب الكــدر الحاصــل فيه نفســه الســرور، ويزي

ــه -؛الداعية منهج الدعوة بالوسائل الترفيهية يا برســول الل تأس.695صلى الله عليه وسلم

وعدم التشهير به:، - وسيلة الستر على المخطئ2 يقف الداعية على معاص وكبائر ألحد أفراد قرابته، فيجب عليهــيه شرعا ستره وعدم التشهير به، إذا لم يجاهر العاصي بمعاص

، ويتعامل مــع المخطئ كأنــه ال يعلم شــيئا، فالســتر،696وكبائره وغض الطرف يــؤثران في المــدعو العاصــي تــأثيرا بالغــا، فقــد

ــو عليه ــذي ه ــذنب ال ــرك ال ــه إلى ت ــة،يدفع ــة الطيب "فبالكلمــق على ــرض الح ــأتي في ع ــن الت ــنة، وحس ــة الحس والموعظــوس الجامحــة، ــاد النف ــوب، وتنق ــاليق القل األســماع، تنفتح مغ

س وال تتبــع عــورات، وال تشــهيروتخشــع الجــوارح بــدون تجســ بعزيــز وال وضــيع، وبــدون حــط من كرامــة ألحــد، وال جــرح

.697لمشاعره، خاصة إذا كان ذا مكانة، أو وجاهة في الناس - وسيلة التأليف بالجاه والنسب:3

ومثــال هــذه الوســيلة فعلــه - عليــه الصــالة والســالم - عنــدمافــة قلــوبهم من المــال، والغنيمــة، مــا يتــألفهم بــه أعطى المؤل

هم،،للدخول في اإلسالم ولم يعط األنصار شيئا، فحزنت نفوســ فجمعهم رســول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم - فقــال لهم:ون أن يــذهب ))إني ألعطي رجاال حديثي عهــد بكفــر، أمـا ترضــ

وترجعون إلى رحالكم برسول الله؟ فوالله مــا،الناس باألموال قد،تنقلبون به خيرا مما ينقلبون به((، قالوا: بلى يا رسول الله

عبا لســلكت ــا أو شــ رضينا، فقــال لهم: ))لــو ســلك النــاس وادي ، فتــألفهم بجاهــه ونســبه - عليــه698وادي األنصــار أو شــعبهم((

الصالة والسالم - دون ماله، فإذا كــان للداعيــة وجاهــة ومنزلــة

"قضايا اللهو والترفيه بين الحاجة النفسية والضــوابط الشــرعية"؛ مــادون 695.109هـ، الفصل الثالث ص 1420(، دار طيبة، 2رشيد، الرياض، ط )

"الستر على أهل المعاصي عوارضه وضوابطه في ضوء نصــوص الكتــاب 696ــاض، ط ) والسنة ومنهج السلف الصالح"؛ خالد بن عبدالرحمن الشــايع، الري

.58- 17هـ، ص 1422(، دار بلنسية، 1.94المرجع السابق ص 697 ، مرجــع2/955؛ د. ســعيد القحطــاني، ""فقه الدعوة في صحيح البخــاري 698

سابق.

في قرابته، فيحسن أن يستفيد من ذلك كوسيلة يدعو بها أهلــهوعشيرته.

ثانيا: األساليب الدعوية: - أسلوب المعاتبة:1

الــتي تــدل على األمــر فيــه،المعاتبة مأخوذة من مادة: "عتب" صعوبة من كالم أو غيره، ومن ذلك العتبة: وهي أسكفة الباب،

،699وإنما سميت بذلك؛ الرتفاعها عن المكان المطمئن الســهلــه والمعاتبة هي: لوم المعاتب المسيء إليه على إساءته لمكانتــة اإلدالل ــو: مخاطب ــاب ه ــاوي: "العت ــا المن في نفســه، وعرفه

ــدة" ــذاكرة الموج ــاتب700وم ــاتب يع ــة أن المع ــنى الجمل ، ومع صديقه، أو قريبه، أو خاصته، معاتبة إدالل، ويــذكره بمــا بينهمــا، وأن إساءة المعاتب كانت سببا للموجدة، وهي الغضب والزعل

( آيــة من14المشحون به صدره، وأســلوب المعاتبــة ورد في ) منها:؛آيات القرآن الكريم

ــؤذن - قوله تعــالى: }1 هيدا ثم ال ي ــل أمة شــ ــوم نبعث من ك ويذين كفروا وال هم يستعتبون . 701{لل

تكم - قوله تعالى: }2 ه هــزوا وغــر ــات الل خذتم آي كم ات ذلكم بأن : أي؛702{الحياة الدنيا فاليوم ال يخرجون منها وال هم يستعتبون

.703ال يقبل منهم العتب بل يعذبون ة على مشروعية أسلوب المعاتبة النص<<وص األدلومن

التالية: سمعت رسول الله: - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال1

ــدا عملــه ــدخل أح ــول: ))لن ي ــه وســلم - يق ــه علي - صــلى الل الجنة((، قــالوا: وال أنت يــا رســول اللــه؛ قــال: ))وال أنــا، إال أن يتغمــدني اللــه بفضــل ورحمــة، فســددوا، وقــاربوا، وال يتمــنينــه أحدكم الموت: إما محسنا فلعله يزداد خيرا، وإما مسيئا فلعل

أي يرجــع عن مــوجب العتب:أن يســتعتب((، ومعــنى يســتعتب.704عليه

ــرة النعيم" 699 ــوعة نض ــابق،8/3418"موس ــع س ــة"، مرج ــفة المعاتب ، "ص.4/17، و"بصائر ذوي التمييز"، 321"المفردات"؛ األصبهاني، ص

"التوقيف على مهمات التعاريف"؛ محمــد عبــدالرؤوف المنــاوي، تحقيــق: 700.236هـ، ص 1410عبدالحميد حمدان، القاهرة، ط عام

(.84سورة النحل، آية ) 701(.35سورة الجاثية، آية ) 702، مرجع سابق.4/163"تيسير العلي القدير"؛ الرفاعي، 703

ــبي -2 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: لم يكن النابا وال فح ا وال لعصلى الله عليه وسلم - سب ــا، كــان يقــولاشــ ان.706 705ألحدنا عند المعتبة: ماله ترب جبينه

ــهويستطيع الداعية أن يستخدم أسلوب المعاتبة لمن أســاء إلي من أهله وقرابتــه، برفــق وإدالل، وال يكــثر؛ "ألن كــثرة العتــاب تكون سببا للقطيعة، واطراح جميعه دليل على قلة االكتراث...ــه، فيســامح ــاب وترك والمفــروض أن تتوســط الحــال بين العت بالمتاركة، ويستصلح بالمعاتبة؛ ألن المســامحة واالستصــالح إذا

.707 ولم يبق معهما وجد"،اجتمعا لم يلبث معهما نفور

- أسلوب االستشارة:2 رة أصــحابه - وهــو عنر اللــه تعــالى رســوله الكــريم بمشــاومأ

مشورتهم غني - ولكن للخير العظيم الــذي تحققــه االستشــارة فمنها: تأليف القلــوب، وتطــبيب النفــوس،؛في حياة المسلمين

ــع ــه، وتشــريع المشــورة، وجم ــير طاقات ــل، وتفج ــة العق وتنميه لنتالكلمة، وحسن االقتداء؛ قال تعالى: } فبما رحمــة من الل

ا غليظ القلب النفضوا من حولك فاعف عنهم لهم ولو كنت فظه ل على الل ــزمت فتوك واستغفر لهم وشاورهم في األمر فإذا ع

لي ه يحب المتوك .708ن{إن الل ولعـل أبــرز صــفات الداعيـة، أن يكـون كثــير االستشـارة ألهـل

ــبرم أمــرا؛الرأي والمشورة ، أال ي "فإن من الحزم لكــل ذي لب وال يمضي عزما، إال بمشورة ذي الــرأي الناصــح، ومطالعــة ذي

، وأن يحذر الداعية من اإلعجاب برأيه، وداللة709العقل الراجح"ــة ذلك تركه للمشورة، فإن من أعجب برأيه لم يشــاور، وحقيق

، كتاب المرضى باب تمني المريض"الفتح" المطبوع مع "صحيح البخاري" 704( .5673، رقم الحديث )10/127الموت،

، كتاب األدب باب لم يكن النــبي"الفتح" المطبوع مع "صحيح البخاري" 705(.6031، رقم الحديث: )10/452فاحشا وال متفحشا،

ومعنى تــرب جبينــه: كلمـة تقولهـا العـرب جـرت على ألســنتهم وهي من 706 ، ســقط جبينــه على األرض، كقــولهم: رغم أنفــه وتــربت يمينك: أي؛الــتراب

وهي ليست مرادة على حقيقتها.، مرجع سابق.8/3429انظر: "موسوعة نضرة النعيم"،

"أدب الدنيا والدين"؛ أبو الحسن علي الماوردي، تحقيق: مصطفى السقا، 707.179هـ، ص 1398(، دار الكتب العلمية، 4بيروت، ط )

(.159سورة آل عمران، آية ) 708، مرجع سابق.289"أدب الدنيا والدين"؛ أبو الحسن علي الماوردي، ص 709

المشورة: "تقليب اآلراء المختلفة، ووجهات النظــر المطروحــة في قضية من القضايا، واختيارها من أصحاب العقول واألفهام،ــل حتى يتوصل إلى الصواب منها، أو إلى أصوبها وأحسنها للعم

.710ق أحسن النتائج"به، حتى تتحقهة: - أسلوب المواج3

والمقصود به أمران: هة الصعوبات والعقبات الموجــودة في قرابــة الداعيــة - مواج1

ــ ألن بعض الــدعاة يتغاف؛وأهلــه، مواجهــة إزالــة وإصــالح ل عن وجــود المشــاكل األســرية، ويقــوم بالــدعوة في محيــط أســريقه الخصومات، فلكي يكون لدعوته أثر، ال بد أن يواجه تلك تمز المشــاكل مــع الجهــات المعنيــة، ويســعى إلزالتهــا، ففعلــه هــذا دعوة؛ ألن أسمى مقاصد الشريعة هو تحقيق مصالح العباد في

معاشهم.ــة2 ــة مواجه دين من القراب ــ ــة المفس ــاني: مواجه ــوع الث - الن

؛حازمة رادعة، تحول بينهم وبين االستمرار في اإلفساد العائليــل ــوب األه ــا إلى قل ــذ طريقه ــدعوة أن تأخ ــتطيع ال ــتى تس ح

والعشيرة.

المطلب الرابعتوجيهات ربانية

- وجــوب تعظيم أمــر اللــه تعــالى في حرماتــه، ومنهــا صــلة1الرحم.

ر الذنوب. - بر الخالة يكف2 - الترغيب في صلة األرحام بتكثير فضائل الصلة.3 - وجوب تعظيم أمر الله تعالى في حرماته، ومنه<<ا1

صلة الرحم: وهو العظيم - في كتابه الكريم أمر صــلة،م الله - عز وجلعظ

األرحام، واإلحســان إليهم، فقــد كــثرت اآليــات الــتي ثلثت الــبر بهم، فـــذكرت أوال: وجـــوب إفـــراد اللـــه تعـــالى بالعبـــادة، ثم

اإلحسان للوالدين، ثم ذوي القربى ومنها: "حكم الشورى في اإلسالم ونتيجتها"؛ د. محمد عبدالقادر أبو فــارس، دار 710

و"أســاليب الــدعوة والتربيــة في الســنة10م، ص 1988(ــ 1الفرقــان، ط )، فقرة التربية بالمشورة، مرجع سابق.293النبوية"؛ د. زياد العاني، ص

ــدون إال - قال تعــالى: }1 رائيل ال تعب ــاق بني إســ وإذ أخــذنا ميثاكين ـامى والمســ ـ انا وذي القــربى واليت ـدين إحســ ـ ه وبالوال الليتم إال ــول ــاة ثم ت ك ــوا الز اس حسنا وأقيموا الصالة وآت وقولوا للن

.711{قليال منكم وأنتم معرضونــدين - قال تعالى: }2 يئا وبالوال ــه شــ ه وال تشركوا ب واعبدوا الل

ــربى اكين والجــار ذي الق إحسانا وبذي القربى واليتامى والمســبيل ومــا ملكت ـالجنب وابن الســ ـ احب ب والجــار الجنب والصــ

ه ال يحب من كان مختاال فخورا .712{أيمانكم إن اللــالى: }3 ــال تع ـدين - ق ـ اه وبالوال ـدوا إال إي ـ ك أال تعب ى رب ــ وقض

همــاإحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحــدهما أو كالهمــا فال تقــل ل واخفض لهما جناح الذل*هما قوال كريما أف وال تنهرهما وقل ل

غيرا ـاني صـ ي حمة وقل رب ارحمهما كما رب كم أعلم*من الر ربــورا ه كان لألوابين غف *بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإن

ـذر ـــ بيل وال تب كين وابن الســــ وآت ذا القــــربى حقه والمســــ.713{تبذيرا

تــدعو إلى اإلنفــاق على ذي القــربى،؛714كمــا وردت آيــات أخر د إليهم بذلك، وجعــل اللــه - عــز وجــل - تلــك الصــلة منوالتود

م انتهاكها، وجعل تعظيمها داللة على إيمان، التي حر715حرماتههصاحبها: } ــد رب ــه عن ــر ل ه فهــو خي م حرمــات الل ذلك ومن يعظ

جس من ــر ــاجتنبوا ال ــا يتلى عليكم ف ــام إال م ت لكم األنع وأحلور ــوا قــول الــز ــان واجتنب ــك ومن وقولــه تعــالى:}، 716{األوث ذل

ــوب ها من تقــوى القل ه فإن م شعائر الل ، ومن األحــاديث717{يعظــة ــالى وحرم ــه تع ــات الل ــدعو إلى تعظيم حرم ــتي ت ــة ال النبوي

انتهاكها ما يلي:

(.83) آية البقرة، سورة 711.(36) آية النساء، سورة 712(.26- 23سورة اإلسراء، آية ) 713(.215 وآية 177مثل: سورة البقرة، آية ) 714 ما ال يحــل انتهاكــه، وهي مــأخوذة من مــادة: وهي،الحرمات: جمع حرمة 715

"حرم" التي تدور حول المنع والتشديد. ، وعــرفت17/252انظر: "تفســير التحريــر والتنــوير"؛ الطــاهر بن عاشــور،

أيضا بأنها: "ما يجب احترامه وحفظــه: من الحقــوق، واألشــخاص، واألزمنــة،ــاعة" ــا عن اإلض ــا، وحفظه ــا حقه ــا: أي توفيته ــاكن، وتعظيمه ــدارج؛واألم م

، مرجع سابق.2/77السالكين، ابن قيم الجوزية، (.30سورة الحج، آية ) 716(.32سورة الحج، آية ) 717

الله لم يحرم حرمة إال - قوله - عليه الصالة والسالم -: ))إن1ــيطلعها منكم مطلع ــ ــه سـ ــ ــد علم أنـ ــ ــذ718وقـ ــ ، أال وإني آخـ

ــزكم ــ ــراش أو719بحج ــ ــافت الف ــ ــار كته ــ ــافتوا في الن ــ ، أن ته.720الذباب((

ن والحــرام - قوله - عليــه الصــالة والســالم -: ))إن الحالل بي2 ن، وبينهمــا مشــتبهات ال يعلمهن كثــير من النــاس، فمن اتقىبي

الشبهات، استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقــع في الشــبهات، وقــع في الحرام؛ كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتــع فيــه، أال وإن لكل ملك حمى، أال وإن حمى الله محارمــه، أال وإن في

إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فســدت فســد،الجسد مضغة.721الجسد كله، أال وهي القلب((ومعنى تعظيم الحرمات:

.722 - "العلم بوجوبها والقيام بحقوقها"1.723 - "العلم بأنها واجبة المراعاة والحفظ والقيام بمراعتها"2

كل ما سبق - وغيره كثير - من النصوص المؤكدة على وجــوبحم وعــدم قطعهــا، تعظيم أمر الله تعالى في وجــوب صــلة الــر وأنــه ال بــد أن يتيقنــه الداعيــة، ويكــون حاضــرا في ذهنــه على الدوام، ويكون شديد الحـذر من ســلوك أي أســلوب أو طريقــة

ر على صــلته بأقاربــه، ويكــون على مســتوى من الف همقــد تــؤث العميــق الــدقيق لفقــه إنكــار المنكــر، وتقــديم المصــلحة على

ألن خدش العالقات األسرية والتجــريح فيهــا، صــعب؛المفسدةــي ــأتها معاص ــوس، أنش ــعوبة في النف ــا؛ لص ــه في زمانن عالج

الغفالت ومالهي الملذات. - بر الخالة يكفر الذنوب:2

جعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - الخالة بمنزلة األم؛ فيهــا724 فــإن الخالــة أم((،قوله: ))... ادفعوهــا لخالتها ، وجعــل بر

سببا لتكفير الذنوب، وطريقا للتوبة في صريح الحديث التالي: ومنها قطع األرحام.،سيطلعها منكم مطلع: أي سيرتكبها بعضكم 718ــل لإلزار حجــزة للمجــاورة 719 واســتعير،الحجــز: موضــع شــد اإلزار، ثم قي

ق به.ك بالشيء والتعلللتمس(.3704، رقم الحديث: )1/390"مسند اإلمام أحمد بن حنبل"، 720 "صــحيح مســلم"، كتــاب المســاقاة، بــاب أخــذ الحالل وتــرك الشــبهات، 721

(.1599، رقم الحديث: )3/105.17/75"غريب القرآن" بهامش الطبري، النيسابوري ، 722، مرجع سابق.3/31"الكشاف"؛ الزمخشري، 723(.1182 رقم الحديث: )3/178"سلسلة األحاديث الصحيحة"؛ األلباني، 724

عن ابن عمر - رضي اللــه عنهمــا - أن رجال أتى النــبي - صــلى الله عليه وسلم - فقال: أصبت ذنبا عظيما، فهل لي من توبــة؟ قال: ))هل لك من أم؟((، قال: ال، قال: ))هل لك من خالة؟((،

ها(( .725قال: نعم، قال: ))فبر - الترغيب في صلة األرحام بتكثير فضائل الصلة:3

من التوجيهات الربانيــة الداعيــة إلى تأكيــد صــلة الــرحم وعــدم ومن ذلك:،قطعها، تكثير األجور الحاصلة من الصلة لفاعلها

عن، - سبب لصلة اللــه للواصــل؛ في الحــديث المتفــق عليه1ــق، حــتى إذا فــرغ من خلقــه، أبي هريرة: ))إن اللــه خلــق الخلــا ــال: نعم، أم قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قــا ــالت: بلى ي ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، ق

.726رب، قال: فهو لك((: - ســبب لــدخول الجنــة؛ في الحــديث المتفــق عليه2 أن رجال

سأل رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم - عن عمــل يدخلــه ويباعــده من النــار؟ فقــال - صــلى اللــه عليــه وســلم -:،الجنة

))تعبد اللــه ال تشـرك بــه شــيئا، وتقيم الصــالة، وتــؤتي الزكـاة،.727وتصل الرحم((

ه به - امتثال ألمر الله قال تعالى: }3 ذين يصلون ما أمر الل والهم ويخافون سوء الحساب .728{أن يوصل ويخشون رب

- تدل على اإليمان بالله واليوم اآلخـر؛ عن أبي هريـرة قـال:4 ن كــان يــؤمن باللــه واليـومقال - صلى الله عليه وســلم -: ))م

.729 فليصل رحمه((،اآلخرــل من خثعم5 ــأل رج ــد س ــه؛ فق ــال إلى الل - من أحب األعم

رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم -: أي األعمــال أحب إلى الله؟ قال: ))اإليمــان باللــه((، قــال: ثم مــه؟ قــال: ))ثم، صــلة الرحم((، قــال: ثم مــه؟ قــال: ))األمــر بــالمعروف، والنهي عن المنكــر((، قــال: قلت: يــا رســول اللــه، أي األعمــال أبغض إلى الله؟ قال: ))اإلشراك بالله، قال: قلت: يا رسول الله، ثم مــه؟

.261سبق تخريجه ص 725 ، كتاب األدب، باب من وصل وصله"الفتح" المطبوع مع "صحيح البخاري" 726

(.5987، رقم الحديث: ) 10/417الله، ، كتاب الزكاة، باب وجوب الزكــاة،"الفتح" المطبوع مع "صحيح البخاري" 727

(.1396 رقم الحديث: )3/261(.21سورة الرعد، آية ) 728 ، كتــاب األدب، بــاب حــق الضــيف،"الفتح" المطبوع مع "صحيح البخاري" 729

(.6138، رقم الحديث: )10/532

قال: ))ثم قطيعة الرحم((، قال: قلت: يا رسول اللــه، ثم مــه؟.730قال: ))األمر بالمنكر، والنهي عن المعروف((

- تنفيذ لوصية النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي6 أوصــاني خليلي أال تأخــذني في اللــه لومــة الئم،))ذر؛ أنه قال:

.731((وأوصاني بصلة الرحم، وإن أدبرت - سبب لزيــادة العمــر، وبســط الــرزق؛ عن أنس بن مالــك -7

ــلم رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وســره،- ))من ســر ــه في أث أ ل ــه، وينســ ــه في رزق ط ل ه أن يبســ

.732فليصل رحمه(( ومعنى زيــادة العمــر، وبســط الــرزق أن يبــارك اللــه في عمــرــه، وقيــل: اإلنسان ورزقه، فيعمل في وقته ما ال يعمله غيره في "إن معنى زيادة العمر، وبسط الرزق على حقيقتها، فيزيد اللــهــد في رزقــه، وال يشــكل على هــذا أن األجــل في عمــره، ويزيــرزق محدود، والرزق مكتوب، فكيف يزاد؟ وذلك ألن األجل وال

د، ورزق مطلــقعلى نوعين: أجل مطلق يعلمه الله، وأجل مقي يعلمه الله، ورزق مقيد، فالمطلق هو ما علمه اللــه أنــه يؤجلــه

ر، والثاني يكون مــاإليه، أو ما علمه الله أنه يرزقه، فهذا ال يتغي فهـــذا يزيـــد وينقص بحســـب،كتبـــه اللـــه وأعلم بـــه المالئكة

.733األسباب" ل العقــاب؛ قــالل الثــواب، وقطيعتهــا تعج - صلة الــرحم تعج8

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ))ليس شيء أطيــع اللــهــا من فيه أعجل ثوابا من صلة الرحم، وليس شيء أعجــل عقاب

.734البغي وقطيعة الرحم((ــلم9 - تدفع ميتة السوء؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وس

ــد لــه في عمــره، ويوســع لــه في رزقــه، ه أن يم ر -: ))من ســق الله، وليصل رحمه(( .735ويدفع عنه ميتة السوء، فليت

ــليم، 730 ــين س ــق:حس ــلي، تحقي ــد بن علي الموص ــند أبي يعلى"؛ أحم "مس(.8639، رقم الحديث: )12/229(، دار المأمون للتراث، 1دمشق، ط)

(.449، رقم الحديث: )2/194"صحيح ابن حبان"؛ محمد البستي، 731 "صحيح البخاري" المطبوع مع "الفتح"، كتــاب األدب، بــاب حــق الضــيف، 732

(.6138، رقم الحديث: )10/532.517 ، 8/540"مجموع فتاوى ابن تيمية"، 733(.978، رقم الحديث: )2/578"سلسلة األحاديث الصحيحة"؛ األلباني، 734 ، رقم الحديث:4/177"المستدرك على الصحيحين"؛ الحاكم النيسابوري، 735(7280.)

- سبب لمحبة األهل للواصل؛ قال رسول الله - صلى اللــه10 عليه وسلم -: ))تعلموا من أنسابكم مــا تصــلون بــه أرحــامكم، فإن صلة الرحم، محبة في األهل، مثراة في المال، منسأة في

.736األثر((

يت<<بين مم<<ا س<<بق: أن أخ<<وال الداعي<<ة لهم أث<<رهم اإليجابي والسلبي على الداعي<<ة ودعوت<<ه، وق<<د أثبتت

نصوص السنة ذلك.

المبحث الثالثأثر عالقة باقي األقارب في حياة الداعية

ويشتمل على أربعة مطالب: المطلب األول: اآلثار اإليجابية لعالقة باقي األق<<ارب

في حياة الداعية. المطلب الثاني: اآلثار السلبية لعالقة ب<<اقي األق<<ارب

في حياة الداعية. المطلب الث<<الث: الوس<<ائل واألس<<اليب لتغي<<ير اآلث<<ار

السلبية إلى إيجابية.المطلب الرابع: توجيهات ربانية.

المطلب األولاآلثار اإليجابية لعالقة باقي األقارب في حياة الداعية أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الة

والسالم -: وتميزها بين قومــه، ســبب لحمايتــه، - مكانة عشيرة الداعية1

من اعتداءاتهم الحسية والمعنوية.بوة وتعاونهما في الدعوة.2 - اشتراك ابني الخالة في الن - استعانة الداعية بابن عمه في أموره الدعوية.3ــاني، 736 ــه"؛ األلب ــغير وزيادت ــامع الص ــحيح الج ــديث: )1/570"ص ، رقم الح

2965.)

- مكانة عشيرة الداعية وتميزه<<ا بين قوم<<ه، س<<بب1لحمايته من اعتداءاتهم الحسية والمعنوية:

ه شعيبا - عليه الســالم - إلى قومــه مــدين أرسل الله تعالى نبي ؛ وممــا حكــاه القــرآن الكــريم في قصــته -737بشيرا ونذيرا لهم

ــهعليه السالم - مع قومه قوله تعالى: } ــا نفق قالوا يا شعيب مــوال عيفا ول ا لنراك فينا ضــ ــاككثيرا مما تقول وإن ــك لرجمن رهط

ــز ــا بعزي ــا أنت علين ــة الكريمــة: أن رهــط738{وم ، ومعــنى اآلي شعيب - عليه السالم - كان لهم قيمــة اجتماعيــة كبــيرة، ووزنــان ينتســب إلى عشــيرة ذات نســب ــه ك ــل، وأن اجتمــاعي ثقي شـريف وعزيـز في قومـه مـدين، وذات قـوة وتــأثير فيهم، هي

"فهم ال يحســبون،التي منعت المأل الكافر من قومه من رجمهــا لــه، ألنــه ليس عزيــزا عليهم وال،حســابا لــه، وال يجعلــون وزن

ــارا لعشــيرته مكرما عندهم، إنما امتنعوا عن إيذائه ورجمه اعتبــا قــوم أرهطي أعــز عليكم، وقد قــال لهم: }739ورهطه" قــال ي

ـون ــ ــ ــا تعمل ــ ي بمـ ا إن رب ــذتموه وراءكم ظهري ــ خـ ه وات من الل ، وفي هذا داللة على األثر اإليجابي للقرابــة الكــافرة740{محيط

في حماية الداعية والتمكين لدعوته، وأنهــا أحــد األســباب الــتي قد يؤيد الله بهــا الــدعاة إليــه، ويمكن لــدعوتهم، وذلــك بســبب

.741عصبية النسب، التي تدفع األقارب الكفار لحماية الداعية - اش<<تراك اب<<ني الخال<<ة في النب<<وة وتعاونهم<<ا في2

الدعوة:ا لبــني أرسل الله تعالى يحيى بن زكريــا - عليهمــا الســالم - نبيإســـــــــــرائيل، وكـــــــــــان ابن خالتـــــــــــه عيســـــــــــى

ــ- عليــه الســالم - معاصــرا لــه، بعث ا رســوال إلى بــني ه اللــه نبيــذلك إسرائيل، فالغاية والمنهج لهما - عليهما السالم - واحدة، ل

ــتركا وتعاو ــنياش ــالح ب ــالى؛ إلص ــه تع ــدعوة إلى الل ــا في ال نــلم - عن إسرائيل، وقد أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وس موقف من مواقف النبيين الكـريمين، اشـتركا فيـه في الـدعوة إلى الله تعالى؛ وذلك عندما قال رسول الله - صلى اللــه عليــه

انظر: قصة سيدنا شعيب - عليه الصالة والسالم - في: "دعــوة الرســل"؛ 737، مرجع سابق.175- 151محمد العدوي، ص

(.91سورة هود، آية ) 738، مرجع سابق.2/23"القصص القرآني"؛ د. صالح الخالدي، 739(.92سورة هود، آية ) 740 "روابط القرابة وأثرها في الدعوة في ضوء القـرآن"؛ محمـد الـبراك، ص 741

، مرجع سابق.89

وسلم -: ))إن الله أمر يحــيى بن زكريــا بخمس كلمــات: يعمــل بهن، ويأمر بــني إســرائيل يعملــون بهن، وإن عيســى بن مــريم قال له: إن الله أمرك بخمس كلمــات: تعمــل بهن، وتــأمر بــني إسرائيل بهن، فإما أن تأمرهم، وإمـا أن آمـرهم، قـال: إنـك إنف بي، فجمــع يحــيى يت أن أعــذب أو يخســ تســبقني بهن خشــــاس على ــد النـ ــتى امتأل، وقعـ ــدس حـ ــاس في بيت المقـ النـرفات فوعظهم قائال: إن الله أمرني بخمس كلمات: أعمــل الش بهن، وآمـــركم أن تعملـــوا بهن، أوالهن: أن تعبـــدوا اللـــه وال تشركوا به شيئا، وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجــل اشــترى عبدا من خالص مالــه بــذهب أو ورق، وقــال: هــذه داري، وهــذا مالي، فاعمل وأد إلي، فجعــل يعمــل، ويــؤدي إلى غــير ســيده،ــه خلقكم، ورزقكم، ه أن يكون عبده كذلك؟ وإن الل كم يسر فأي

يتم فال تلتفتــوا،،فال تشركوا به شيئا وآمــركم بالصــالة فــإذا صـل وآمركم بالصيام، وإن مثــل ذلــك كمثــل رجــل معــه صــرة فيهــا مسك ومعه عصــابة، كلهم يعجبــه أن يجــد ريحهــا، وإن الصــيام أطيب عند اللــه من ريح المســك، وآمــركم بالصــدقة وإن مثــل ذلك كمثل رجـل أســره العــدو، وقــاموا عليـه فـأوثقوا يـده إلى عنقــه فقــال: هــل لكم أن أفــدي نفســي منكم؟ فجعــل يعطي نفسه القليل، والكثير؛ ليفــك نفســه منهم، وآمــركم بــذكر اللــهــره، كثيرا، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العــدو ســراعا في إث حتى أتى على حصن حصين، فأحرز نفسه فيــه، كــذلك العبــد ال يحرز نفسه من الشــيطان إال بــذكر اللــه، وقــال رســول اللــه -ــه بهن: صلى الله عليه وسلم -: ))وأنا آمركم بخمس أمرني اللــه، الجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الل فمن فارق الجماعة قيد شــبر، خلــع اإلســالم من رأســه، إال أنــل: يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية، فإنه من جــثي جهنم((، قي وإن صام وصلى؟ قال: ))وإن صام وصلى، فادعوا بدعوى اللــه

.742الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله ...(( قــدم لنــا رســولنا - عليــه الصــالة والسـالم - من خالل الحــديثــني ــرا ب ــه، آم ــا إلى الل ــه الســالم - داعي الســابق، يحــيى - عليــاهدا على إسرائيل بالمعروف، وكان عيسى - عليه السالم - ش يحيى، وهو يبلغ قومه تلك األوامر، بــل لعلــه كــان معــه، عنــدما ؛دعاهم إلى ذلــك االجتمــاع الكبــير الحاشــد، في بيت المقــدس

هم بما أمره الله به، واللطيف أن رسولنا أضاف علىحيث أمر(.796، رقم الحديث: )2/353"سلسلة األحاديث الصحيحة"؛ األلباني، 742

األوامــر الخمس الصــادرة عن يحــيى - عليــه الســالم - خمســةها، فصرنا مــأمورين بــاألوامر العشر وهي:،أخرى، وأمرنا بها كل

عبادة الله، الصــالة، الصــدقة، الصــيام، وذكــر اللــه، والجماعــة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، وقد أشار رسول الله - صلى الله عليه وســلم - إلى فضــل ومنزلــة ابــنيــال: ))الحســن ــا الســالم - فق ــة عيســى ويحــيى - عليهم الخال والحسين سيدا شباب أهل الجنــة، إال ابــني الخالــة عيســى ابن

فكــل مــا ســبق دليــل على األثــر،مــريم ويحــيى بن زكريــا...((ــا ــداعيين حين يكون اإليجابي الممتد من الدنيا إلى اآلخرة بين ال

ذوي قربى. - استعانة الداعية بابن عمه في أموره الدعوية:3

استعان الرسول - صلى الله عليه وســلم - بــابن عمــه علي بن ،أبي طــالب - رضــي اللــه عنــه - في كثــير من أمــوره الدعوية

فمن ذلك:ا أن يمكث1 - أمر رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم - علي

بمكة؛ ليؤدي الودائع التي كانت للناس عند رسول الله - صــلى اللــه عليــه وســلم - وذلــك عنــدما هــاجر - عليــه الســالم - إلى

.743المدينة فأداها كما أمرــه2 ا - رضي الل - أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي

عنــه - أن ينــام على فراشــه، ويســتجي بلحافــه؛ للتمويــه على ن معهم من باقي القبائل، عنــدما وقفــوا على بابــه -قريش وم

، فخــرج - عليــه الصــالة744عليه الصالة والسالم - يريــدون قتلهدا ومن خلفهموالسالم - وهو يتلو: } ــديهم ســ وجعلنا من بين أي

رون يناهم فهم ال يبصــ دا فأغشــ ، إن مــا قــام بــه علي -745{ســا رضي اللــه عنــه - مثــال للتضــحية بــالنفس، إلبقــاء الداعيــة حي

يواصل دعوته. - في غزوة تبوك جعل رسول الله - صلى الله عليه وســلم -3

ا - رضي الله عنه - على المدينة؛ حتى يقوم برعاية شــؤون علي.746 ويرعى مصالح أهله،بيته

،268 ص رزق، د. مهــدي األصــلية"؛ المصــادر ضوء في النبوية "السيرة 743سابق. مرجع

، مرجع سابق.3/116"البداية والنهاية"؛ ابن كثير، 744(.9سورة يس، آية ) 745.5/7"البداية والنهاية"؛ ابن كثير ، 746

المطلب الثاني

اآلثار السلبية لعالقة باقي األقارب في حياة الداعية أوال: في حي<<<اة األنبي<<<اء والرس<<<ل - عليهم الص<<<الة

والسالم -: ط المأل الكــافر على - فقــدان العشــيرة واألهــل ســبب لتسل1

الداعية. - استهزاء ابن خال الداعية منه، وسخريته به، وبدعوته.2 ط المأل - فق<<<دان العش<<<يرة واأله<<<ل س<<<بب لتسل1

الكافر على الداعية: أرســل اللــه تعــالى لوطــا - عليــه الســالم - إلى قومــه بشــيرا

، فـدعاهم إلى مـا أمـره اللـه - عـز وجـل - بــه، ولكن747ونذيراــل، لوطا كان وحيدا بين قومه، ليس له في قريته أقارب، أو أه

ــراد من الب ــه أف ــار يخصــونه، ليس مع رشــأو عشــيرة، أو أنصيقفون معه، وينصرونه ضد قومه المجرمين.

ولماوهذا ممــا حكــاه القــرآن الكــريم عنــه في قولــه تعــالى: }ــوم ــذا ي ــال ه ــا وق جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرع

ــانوا يعملــون*عصيب ــل ك ــه ومن قب وجاءه قومــه يهرعــون إليه وال قوا الل ــات ئات قال يا قوم هؤالء بناتي هن أطهــر لكم ف ي الس

يد قــالوا لقــد علمت*تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشــك لتعلم مــا نريــد ــو أن لي*ما لنا في بناتك من حق وإن ــال ل ق

ك*بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ل رب ا رســ ــا لــوط إن قالوا يــل وال يلتفت منكم ي ــك بقطــع من الل ر بأهل لن يصلوا إليك فأســبح أليس ه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصــ أحد إال امرأتك إن

.748{الصبح بقريب مع - تحــاور السالم - عليه لوطا أن السابقة اآليات في جاء

إرادة ضــيوفه يريــدون إليــه، مســرعين جــاءوه الذين قومه، قال لو أن لي بكم قـوة أو آويقال: } منهم، عجز ولما سوء،

ــوى ال أنه:بذلك ويقصد ،{إلى ركن شديد لديه وليس عليهم، يق عليه الله - صــلى الله رســول قــال ولذلك إليه، يأوي شديد ركن

انظر: قصة لوط - عليه السالم - في:"دعوة الرسل"؛ محمد العــدوي، ص 747 ، و"القصــص143، و"مع األنبيــاء في القــرآن"؛ عفيــف طبــارة، ص 72-ــ 64

، مراجع سابقة.1/507القرآني"؛ صالح الخالدي، (.81- 77سورة هود، آية ) 748

ــلم ــوط، على الله -: ))ورحمة وسـ ــان إن لـ ــأوي كـ ركن إلى ليـ.749شديد...((

"إن يقين لوط أنه كان يــأوي إلى ركن اللــه أمــر مفــروغ منــه،ــة، وإنما كان كالم لوط لقومه، بحثا عن قوة بشرية ومنعة مادي

ــعدي -750وركن واقعي من عالم الواقع البشري" ، يقول ابن س رحمه الله تعالى - شارحا على قول لوط - عليه السالم - قال:ــة ــة مانع ــديد، كقبيل ــوة أو آوي إلى ركن ش ــو أن لي بكم ق "ل لمنعتكم، وهذا بحسب األسباب المحسوسة، وإال فإنه يأوي إلى أقوى األركان، وهو الله الذي ال يقوم لقوته أحد، ولهذا لمــا بلــغ األمر منتهاه واشتد الكرب، طمأنته المالئكة بــأنهم رســل اللــه،

، ونتيجة لمــا ســبق لم يبعث اللــه تعــالى بعــد751لن يصلوا إليه"ا، إال كان في منعة من قومه؛ فقــد قــال رســول اللــه - لوط نبي صلى الله عليه وسلم -: ))ورحمة الله على لوط إن كان ليأوي

ــوة أو آويإلى ركن شــديد، إذ قــال لقومــه: } ــو أن لي بكم ق ل {، وما بعث الله من بعده من نــبي إال في ثــروةإلى ركن شديد

.752من قومه(( - اس<<تهزاء ابن خ<<ال الداعي<<ة من<<ه، وس<<خريته ب<<ه،2

وبدعوته: من الذين كانوا يؤذون رسول اللــه - صــلى اللــه عليــه وســلم -ــود بن ــه األس ــتهزئين ابن خال ــار المس ــل من كب ــه، ب من أقارب عبديغوث بن وهب بن عبدمناف، كان يستهزئ بالرسول - عليه الصالة والسالم - ويقول له عنــدما يــراه: أمــا كلمت اليــوم من الســماء يــا محمــد، ومــا أشــبه ذلــك من الكالم الــذي يتضــمن

753السخرية والتكذيب ــه -ه مر، ومن أفعاله أيضا، أن برسول اللــه صلى الله عليه وسلم - فأشار إلى بطنه مستهزئا، فعاقبه الل

ق لرسول الله - عليه، وتحق754تعالى فاستسقى بطنه فمات بهــه؛ قــال تعــالى: } ــة اللــه ل ــاكالصــالة والســالم - كفاي ا كفين إن

.755ن{المستهزئي

(.1617، رقم الحديث: )4/152"سلسلة األحاديث الصحيحة"؛ األلباني، 749، مرجع سابق.1/507"القصص القرآني"؛ د. صالح الخالدي، 750، مرجع سابق.1/811"تيسير الكريم الرحمن"؛ ابن سعدي، 751(.1867، رقم الحديث: )4/482"سلسلة األحاديث الصحيحة"؛ األلباني، 752.2/71"الكامل في التاريخ"؛ ابن األثير، 753.1/268"دالئل النبوة"؛ أبو نعيم األصفهاني، 754(.95سورة الحجر، آية ) 755

المطلب الثالثالوسائل واألساليب لتغيير اآلثار السلبية إلى إيجابية

أوال: الوسائل الدعوية: - وسيلة قضاء الدين:1

ــامن الوسائل الــتي تقر ب الداعيــة إلى قرابتــه، وتجعلــه محبوبور اإلحســان بينهم، ســعيه الــدائم إلى اإلحســان إليهم، ومن صــــه عن المــدينين منهم لقضــاء دينهم مــا اســتطاع إلى ذلــك بحث سبيال، إن لم يكن كله فبعضه، ويحـرص على أن يكــون قضــاؤها، وال يتبعه بالمن أو التحديث، فيكون حاله كمن بنى بيتا ثم سرا لوجــه اللــه تعــالى، يبتغي بــذلك هدمه، بل يجعل عملــه خالصــ

مرضاته. - وسيلة الوقف الخيري:2

إذا كان الداعية صاحب مــال، أو يســتطيع التــأثير على أصــحابــابت، المال من قرابته، فيتفق معهم على القيام بعمل خــيري ث يعود نفعه على قرابتهم جميعا، ويمتــد في عمــر الــزمن، وذلــكا كــان عن طريق الوقف الخيري األسري، بوقف أصــل ثــابت أيــده ــا، ثم اســتثمار نتاجــه وفوائ نوعــه، بشــرط أن يكــون مباح

وأرباحه فيهم. - استضافة عالم داعية، أو داعية مؤثر:3

يكتسب بعض العلماء والــدعاة مكانــة ممــيزة في قلــوب عامــة الناس، يتأثرون بهم ويحبونهم ويستجيبون لــدعوتهم، فــإذا قــامــه ــه أهل ــؤثر، ممن يحب ــة م ــالم أو داعي ــافة ع ــة باستض الداعي وقرابته، واتفق معه على موضوع اللقاء الذي يرى الداعيــة أنــه يصلح أمرا ما في أهلــه وعشــيرته، يكــون بــذلك قــد ســعى في

دعوتهم إلى الخير وترغيبهم فيه.ثانيا: األساليب الدعوية:

- أسلوب المناظرة:1 المناظرة هي: "حوار يقوم بين اثنين أو أكــثر، حــول قضــية من القضايا، يبدي كل طرف من أطـراف الحـوار وجهـة نظـره في

ف إحقاق الحق والدفاع عنهالموضوع المطروح للمناظرة، بهد.756بالحجة والبرهان"

، مرجع سابق.1/181"فقه الدعوة إلى الله"؛ د. علي عبدالحليم محمود، 756

وشرعت المناظرة إلحقــاق الحــق وتبيانــه، ولم تشــرع للجــدال العقيم، وشهوة التغلب على الخصــم، فــذلك باطــل منهي عنــه شرعا؛ لقوله - صلى الله عليــه وســلم -: ))مــا ضــل قــوم بعــد

ــوا الجــدل(( ، ثم تال - عليــه الصــالة757هــدى كــانوا عليــه إال أوت وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لكوالسالم - قوله تعالى: }

.758{إال جدال بل هم قوم خصمون وإذا استخدم الداعية أسلوب المناظرة مع خصومه من قرابته،ــد أن يتحكم في الحضــور منهم، فليس كــل قــريب قــادرا فال ب على الفهم واالستيعاب لما يطرح بين المتناظرين، فيخشى أن تكون المناظرة فتنة وتشكيكا له في الثوابت لديه؛ لقلة علمــه،ــور وضعف خبرته، فيحرص الداعية على االنتقاء واالختيار لجمه

المناظرة، وذلك من الحكمة في الدعوة إلى الله. - أسلوب الثبات على الحق:2

الثبات مأخوذ من مــادة: "ثبت" الــتي تــدل على دوام الشــيء، وهو ضد الزوال، ويقال فالن ثبت الغدر: إذا كان ال يــزل لســانه

ــنى759 أي: متثبت في األمور؛عند الخصومات، ورجل ثبت ، ومعــزوال بتشــكيك ــال ال ــدم احتم ــو ع ــات في االصــطالح: "ه الثبك، والثـــابت هـــو الموجـــود الـــذي ال يـــزول بتشـــكيك المشـــك

ك" قى،760المشك ، وهو: "االستقامة على الهــدى والتمســك بــالت وإلجــام النفس، وقســرها على ســلوك طريــق الحــق والخــير، وعدم االلتفات إلى صوارف الهوى والشــيطان، ونــوازع النفســة حــال مالبســة اإلثم، أو وب ــة والت ــان، مــع ســرعة األوب والطغي

ــدنيا" ــون إلى الـ ــد761الركـ ــق عنـ ــة على الحـ ــات الداعيـ ، وثبـــاق المدلهمات من تنازع وخصومات، سبب النتشار الحق، وإزه

يه برسول الله - صلى اللــه عليــه وســلم - أعظمالباطل، وتأس الثابتين على دين الله تعالى؛ والذي قــال: ))ومــا شــيء أفضــل

ــه -762من كلمة عدل، تقال عند سلطان جائر(( ، وكان من دعائ رقم1/35"صحيح سنن ابن ماجه"؛ األلباني، باب اجتناب البدع والجــدل، 757

(.45الحديث: )(.58سورة الزخرف، آية ) 7580، مادة"ثبت"78"المفردات"؛ األصفهاني، ص 759 ط(، دار الصــحابة0"كشاف اصطالحات الفنــون"؛ التهــانوني، القــاهرة، )د 760

.1/264للتراث، ) د.ت(، "الثبات أهميته، عوامل بقائه وهدمه، وصور على الثبات وعدمه"؛ د. محمد 761

.12هـ ، ص 1417(، دار األندلس الخضراء، 1حسن موسى، جدة، ط)(.11604، رقم الحديث: )3/61"المسند"؛ اإلمام أحمد بن حنبل، 762

اتـي أسـألك الثبعليه الصالة والسـالم - في صـالته: ))اللهم إن.763في األمر، والعزيمة على الرشد((

- أسلوب عدم االلتفات إلى المستهزئين:3 وهو أسلوب إغاظة لهم، وتحقير من شأنهم، وتصغير لقدرهم -

المستهزئ ال يريد الحق، وال يبحثإن كان لهم قدر - وذلك ألنبع لهــواه، ففي عــدم االلتفــات لــه،عنه، بل هو صاحب هوى مت

ــه - دعوة صامتة؛ كي يراجع نفسه، وكل ذلك اقتداء برسول اللــد صلى الله عليه وسلم - الذي لم يكن يلتفت للمستهزئين، وق

- كفايتهم عنــه - عليــه الصــالة والســالم - وجلى الله - عزتولا كفيناك المستهزئينفي قوله تعالى: } .764{إن

عاة الدوفضـــل اللـــه عظيم في أن تكـــون تلـــك الكفايـــة لكلالمتبعين هديه - عليه الصالة والسالم.

المطلب الرابعتوجيهات ربانية

ــه وســلم - في - وجوب التأس1 ي برسول الله - صلى الله عليكل شيء.

- وجوب الدعوة إلى الله على بصيرة.2 - وجوب التحلي بحسن الخلق والتقوى.3 ي برس<<ول الل<<ه - ص<<لى الل<<ه علي<<ه - وج<<وب التأس<<1

وسلم - في كل شيء: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هــو المثــل األعلى فيإن

في أخالقــه، وأفعالــه، وأقوالــه،؛األسوة الحسنة في كل شــيء ن كــان يرجــونة لمسـوسائر صفاته، وجعله الله تعالى أســوة حالله تعالى واليوم اآلخر وذكر الله كثيرا.

وة قال القرطبي - رحمه الله تعالى -: "واختلف في هــذه األســ بالرسول - صلى الله عليه وســلم - هــل هي على اإليجــاب؟ أو على االستحباب؟ على قولين: أحدهما على اإليجاب حتى يقوم

على االستحباب حتى يقوم دليــل:دليل على االستحباب، الثاني

ــدالفتاح 763 "سنن النسائي )المجتبى("؛ أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق: عب، رقم الحديث: )3/54هـ، 1406(، مكتب المطبوعات، 2أبو غدة، حلب، ط )

1304.)(.95سورة الحجر، آية ) 764

على اإليجاب، ويحتمل أن يحمل على اإليجاب في أمور الــدين،.765وعلى االستحباب في أمور الدنيا"

البد للناس من مثل واقعية، ونماذج قوية:ــل، ورؤيــة نمــاذج من البشــر، "ال يتم كسر القيــود إال برؤيــة مثــرهب اإلنســان القــوة ويحــترم ــة، ي ــة واقعي تقــدم للنــاس أمثل البطولــة، وتأخــذ المعــاني الرائعــة بجمــاع قلبــه، وتســري إلى فؤاده، فتوقظ مشاعره، وتتفتح أمامــه معــاني الحــق، ويســهل

باعــه، وأعلى درجــات القــوة قــوة الحــق والــدعوة إليــه،عليه ات والصبر في سبيله، ولوال رسول الله - صلى الله عليــه وســلم -ــان لما كان أصحاب رسول الله القريبين منه، ولوال هؤالء لما ك من بعدهم من الناس، ولوال الفتح لما دخل الناس في دين اللهــة تخضــع ا، ولكن القوة المادي أفواجا، وليس شيء من هذا مادي

ببعثــة محمــد -ة الحق، لقد تم اإلصالح الــذي تمفي النهاية لقو ذلــكمر صفحة التــاريخ، لقــد تصلى الله عليه وسلم - الذي غي

بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحاب محمــد - صــلى اللــه عليه وســلم - وكــانوا العنصــر العملي التنفيــذي، وكــان الــوحي

ــالم -العنصر األول، الذي كان يتلق اه محمد - عليه الصالة والســا من خالق األرض والسماء، ويبلغه أصــحابه، كــان الــوحي داعي إلى كسر أغالل الجاهلية، وكان الوسيلة القوية إلى ذلك محمــد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، الــذين كــانوا نمــاذج الحــق، والقـــوة الـــتي حطمت األغالل، وأهـــابت بالنـــاس أن يخرجـــوا أنفسهم من القيود الجائرة، وليس للمسلمين من سبيل إال هذا السبيل، طليعة تتأسى خطوات محمد - صلى الله عليــه وســلم - وأصحابه، شبرا بشبر، وذراعا بذراع، في كل ظــاهرة وخفيــة، وفي كل دقيقة وجليلة، في العبادة والتفكير، والحرب والتدبير،

ــذاوالسياسة والدعوة، والجرأة والحكمة؛ قــال تعــالى: } وأن هق بكم عن بل فتفــر بعــوا الســ بعوه وال تت ــات تقيما ف صراطي مســ

قــون كم تت ، وال يصــلح آخــر هــذه766{سبيله ذلكم وصاكم به لعل األمة إال بما صلح به أولها، إن محمدا - صلى الله عليه وســلم -ــحي، أو ــ ــادي، أو أخالقي، أو ص ــ ــالح اقتص ــ ــد إلى إص ــ لم يعمه عمــد إلى إصــالح اإليمــان، سياســي، أو إداري، أو علمي، ولكن ودعا بدعوة التوحيد، فكان من بعد ذلك كــل إصــالح وكــل قــوةــواع ــد لعالج أن ــدة هــو الســبيل الوحي وكــل خــير، فرجــل العقي

، مرجع سابق.165- 155/ 14"الجامع ألحكام القرآن"؛ القرطبي، 765(.153سورة األنعام، آية ) 766

ــبراالنحرافات، ورجل العقيدة أعظم ذخرا نقد ــدة، وأك مه للعقي.767رصيد نعده في سبيل نصرتها"

< وجوب الدعوة إلى الله على بصيرة:2ــاقال تعالى: } يرة أن ه على بصــ بيلي أدعــو إلى الل قــل هــذه ســ

ركين ــ ـا من المشـ ــ ــا أن ه ومـ بحان الل ــ بعني وسـ ، إن768{ومن ات الــدعوة إلى اللــه تعــالى على بصــيرة من أهم األولويــات الــتي يتوجب على الدعاة مراعاتها، واالهتمام بها، ففي اآلية السابقةه محمدا - صلى الله عليه وسلم - أن يقول "يأمر الله تعالى نبي للناس هذه طريقي التي أدعو إليها، وهي السبيل الموصلة إلى الله تعالى، والى دار كرامته المتضمنة للعلم بالحق، والعمل به وإيثاره، وإخالص الدين لله، وحده ال شريك لــه، أدعــو إلى اللــهــول إلى ربهم، وأرغبهم في ــاد على الوصـ وأحث الخلـــق والعبـ ذلك، وأرغبهم مما يبعدهم عنه، ومع هــذا فأنــا على بصــيرة منــة، ــتراء وال مري ــك وال ام ــير ش ــني، وعلى علم ويقين من غ دي وكذلك من اتبعــني يــدعو إلى اللــه كمــا أدعــو على بصــيرة منــافي أمره، وسبحان الله عما ينسب إليه مما ال يليق بجالله، وين كماله، وما أنا من المشركين في جميع أمــوري، بــل أعبــد اللــه

.769ين"مخلصا له الد - وجوب التحلي بحسن الخلق والتقوى:3

را؛لقد انتشــر اإلســالم، ودخــل النــاس في دين اللــه أفواجا تــأثــك ألن يف، وذل ــ ــاره بالس ــثر من انتش ـه، أك ن أخالق أهلـ ــ بحس الدعاة إلى الله تعالى حين يكونــون قــدوة حســنة في أخالقهم،ا مع أنفسهم، ومع الناس، يعطون لإلنســانية كافــة تطبيقــا عملي

.770لإلسالم وأخالقهــق وأول خلـــق ينبغي على الداعيـــة التحلي بـــه والتخلق، خلـ التقوى، وهي وصــية اللــه تعــالى لألولين واآلخــرين من عبــاده؛

، و"القدوة مبادئ40ـ- 37انظر: "المسؤولية"؛ محمد أمين المصري، ص 767 هــ ،1420(، دار األندلس الخضراء، 1ونماذج"؛ د. صالح بن حميد، جدة، ط )

.6و5ص (.108سورة يوسف، آية ) 768، مرجع سابق.1/856"تيسير الكريم الرحمن"؛ ابن سعدي، 769 -155انظر: "الســلوك وأثــره في الــدعوة إلى اللــه"؛ د. فضــل إلهي، ص 770

، مرجــع ســابق، "مقومــات الداعيــة النــاجح"؛ د. ســعيد القحطــاني، ص164 ، مرجــع ســابق، و"سلســلة مدرســة الــدعاة"؛ عبداللــه علــوان،352-ــ 319

، مرجع سابق، و"هذه أخالقنا حين نكون مؤمنين حقا"؛ محمود270- 1/233.147 - 93هـ، ص 1418(، دار طيبة للنشر، 3محمد الخزندار، الرياض، ط )

ماوات وما في األرض ولقد وصيناقال تعالى: } ه ما في الس ولله وإن تكفــروا قــوا الل اكم أن ات ذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإي الا ه غني ـان الل ـ ماوات ومــا في األرض وك ه مــا في الســ فــإن لل

، وهي من أوائل األصول الــتي دعــا األنبيــاء أقـوامهم771{حميداــوح أخــوهم لهم قــال إذ}إليها؛ قــال تعــالى: قــون أال ن ؛772{تت

قونوقال تعالى: } ــالتقوى773{إذ قال لهم أخوهم هود أال تت ، فب ــاس الجن ــدخل الن ــق ي ــوحســن الخل ــه الصــالة؛ة ــه - علي لقول

والسالم - لمن سأله عن أكــثر مــا يــدخل النــاس الجنــة؟ قــال:.774))تقوى الله وحسن الخلق((

وغاية دعــوة الرســل - عليهم الصــالة والســالم - وأتبــاعهم منعاة من بعدهم، هداية الناس وإرشادهم إلى جنة الرحمن.الد

ة أقارب<<ه لهم<<يتبين مما سبق: أن قبيلة الداعية وعام

آث<<ارهم اإليجابي<<ة والس<<لبية على الداعي<<ة ودعوت<<ه، وأثبتت نصوص الكتاب والس<<نة ذل<<ك، كم<<ا أن مكانت<<ه

فيهم تؤثر عليه.

(.131سورة النساء، آية ) 771(.106سورة الشعراء، آية ) 772.(124سورة الشعراء، آية ) 773 ،3/382"صحيح سنن ابن ماجه"؛ األلباني، كتاب الزهد، باب ذكر الذنوب، 774

(.3424رقم الحديث: )

البحث نتائج

يلي:- ما الدراسة هذه لها توصلت التي النتائج أهم من من تحققه لما الفرد، حياة في األسرة وجود أهمية - بيان1

جميع من شخصــيته، بنــاء في تأثيرها لها أساســية، حاجــاتواالجتماعية. والفكرية النفسية جوانبها

ة أساســية وظــائف لألســرة - أن2 ــا، خاصــ ألية يمكن ال به في: الوظــائف هــذه لوتتمث بهــا، القيــام مؤسسة أو جهة

ــباع ــدية، الحاجة إش ــاب الجس ــة، وإنج ــاظ الذري على والحفــاب، ــتطيع عامــة، أخــرى ووظــائف األنس المؤسســات تس

.بها القيام األخرى التربوية وقوعه درجة وأن ســلبي، أو إيجــابي إما أثــر، له حدث كل أن-3

ــتويات ثالثة بين تتفــــاوت ــ ــوة:هي مس ــ أو ،طالتوســــ أو ، القــ ــؤثر عف،كماالضـ ــروف فيه تـ ــان ظـ ــان الزمـ والعوامل والمكـ

طريق عن قياسه يمكن الـــــدعوي األثر وأن بـــــاألثر، المحيطةة. الكتاب من الشرعية النصوص والسن

ــات أن-4 ــ ــرية العالق ــ ــة، خمس: العالقة األس ــ والعالقة الزوجي األقــارب، وبــاقي واألخــوال واألعمــام واإلخوة واألبناء بالوالدين،

وسلبية. قسمان: إيجابية العالقات هذه وأن يـؤثرون أسر لهم مـراتبهم، بجميع تعـالى الله إلى الـدعاة - أن5

عليهم. أثرا ألسرهم أن كما فيهم،ــلبية اإليجابية آثارها لها الزوجية - العالقة6 ــاة في والسـ حيـ

الزوجة. أم الزوج الداعية أكان - سواء الداعية

ــان اآلثار، هذه أثبتت والسنة الكتاب - نصوص7 أثر قــوة لبيالصواب. إلى وإرشاده ولتوجيهه الداعية، على العالقة هذه

واألنبياء الرسل حياة في السلبية اآلثار من المقصود - أن8به. تعالى الله اختبرهم الذي االبتالء هو - أن الطالق والخلــع لهمــا آثارهمــا، اإليجابيــة والســلبية، على9

حياة الداعية وعلى دعوته، وقد أثبتت نصــوص الكتــاب والســنة تلك اآلثــار، مــع ذكــر بعض الوســائل واألســاليب لمعالجــة األثــر

السلبي منها. - أن موت أحد الزوجين، له أثره اإليجابي والسلبي في حياة10

الداعية الزوج, ويستطيع الداعيــة االســتعانة بوســائل وأســاليبتساعده على تجاوز األثر السلبي لوفاة زوجه.

- أن لألب أثــره اإليجــابي والســلبي في حيــاة ابنــه الداعيــة،11 وذكــرت نصــوص الكتــاب والســنة شــيئا من ذلــك، مــع الــدعوة الصريحة إلى وجوب بر الوالد واإلحسان إليه، في كل الظروف واألحوال، مع التأكيــد على وجــوب اســتخدام وســائل وأســاليب

فق في التعامل معه ألمر الله - عز وجل - بذلك.؛الر لألم أثرها اإليجــابي والســلبي في عالقتهــا بابنهــا الداعيــة،-12

وأثبتت نصوص الكتاب والسنة ذلك، مــع الــدعوة الصــريحة إلى وجوب بر األم واإلحسان إليها وتقديمها على كل أحــد، في كــل

الظروف واألحوال. أن األبناء لهم آثــارهم اإليجابيــة والســلبية على حيــاة أبيهم-13

الداعية وعلى دعوته، وأثبتت نصوص الكتاب والسنة ذلــك، مــعالتنبيه إلى أهمية التوازن في محبتهم والحرص عليهم.

ــرهن اإليجــابي والســلبي على أبيهم-14 ــة أث ــات الداعي أن لبن ودعوته، وأثبتت نصوص السنة ذلك كما أن نســبه - صــلى اللــه عليه وسلم - باق إلى يــوم القيامــة عن طريــق ابنتــه فاطمــة -

.رضي الله عنها أن إخوة الداعية لهم آثارهم اإليجابية والسلبية على أخيهم-15

ودعوته، وأثبتت نصوص الكتاب والسنة ذلك، مع تنبيه الوالــدينإلى ضرورة مراعاة العدل في التعامل بين األبناء منذ الصغر.

- أن ألخوات الداعية أثــرهن اإليجــابي والســلبي على أخيهم16ودعوته، وقد أثبتت نصوص الكتاب والسنة ذلك.

ــرهم اإليجــابي والســلبي على17 ــة لهم أث ــة الداعي - أن عموم الداعية ودعوته، وقد أثبتت نصــوص الكتــاب والســنة ذلــك، مــع

التأكيد على وجوب صلة الرحم، وتحريم قطعها.

ــلبي على-18 ــابي والس ــرهم اإليج ــة لهم أث ــوال الداعي أن أخالداعية ودعوته، وقد أثبتت نصوص السنة ذلك.

ــة19 ــارهم اإليجابي ــه لهم آث ــة أقارب ــة وعام ــة الداعي - أن قبيل والسلبية على الداعية ودعوته، وأثبتت نصوص الكتــاب والســنة

ر عليه. ذلك، كما أن مكانته فيهم تؤث ودعوتــه، الداعية حيــاة في األسرية العالقات تأثير قوة ن- بيا20ل ذلك، في كبيرا دورا لها وأن هي: أدوار ثالثة في يتمث

دعوته. في مستمر وبقاؤه الداعية األول: تثبيت - الدور أالهداية. بعد وانتكاسته الثاني: سقوطه ب- الدورحاله. واضطراب والضعف القوة بين الثالث: تذبذبه ج- الدور

إال الكريم القرآن في دعوته تعالى الله فصل نبي من ما - أنه21 أولو وكــذلك وســلبا، إيجابا عليــه، األســرية العالقات أثر لنا وذكر اآليــات كــثرت - فقد والســالم الصالة - عليهم الرسل من العزم

ل األنبيــاء خاتم حياة وجاءت ذلك، تناولت التي واألحاديث ســ والرــار لكل جامعة - شــاملة والســالم الصــالة - عليه التنبيه مع- اآلث

الصــالة - عليهم الرسل حياة في السلبية اآلثار من المقصود إلىوالسالم.

ا منهجا هناك - أن22 ووســائل، وقواعــد، أصول، على قائما رباني وقد عليهم، التــأثير وكيفية القــربى ذوي بــدعوة خاصة وأساليب،

ــاع فوجب للدعاة، ذلك - ببيان وجل - عز الله تكفل وحسن ،االتبواالهتداء. االقتداء

التوصي<اتــدرس - أن1 منفــردة، الخمس العالقــات من أســرية عالقة كل ت

وميدانية. تأصيلية دراسة حدة على عالقة كلــتوعب تأصــيلية - دراسة2 الكتــاب من النصــوص كافة فيها تس

تسـتوعب ولم وشـاملة، عامة كـانت الدراسة هـذه ألن ؛والسـنةلكثرتها. النصوص كافة فيها

ــرين الدعاة على تطبيقها يتم ميدانية - دراسة3 لمعرفة ؛المعاصأسرهم. على أثرهم ومدى عليهم، األسرية العالقات أثر مدى

؛- ببعضـــهما والميدانية - التأصـــيلية الدراســـتين نتـــائج - ربط4ــانب لمعرفة ــال، جـ ــانب الكمـ ــدعوي العمل في النقص، وجـ الـ

وأساليب. ووسائله منهجه في األقارب، بدعوة الخاص المعاصر، ذكـره سـبق كما- المـرأة خاصة ؛مستهدفة المسلمة - األسرة5

ــالة مقدمة في ــذلك- الرسـ ــادة الباحثة توصي لـ ــوث بزيـ البحـ األســرة، في الــدعوي المرأة مثل: دور بالمرأة، الخاصة الدعوية والسالم الصالة - عليه الرسول دعوة األقارب، دعوة في ودورها

والوسيلة. واألسلوب المنهج - للمرأة،

الخ<اتم<ة ســبحانه أحمــده الصــالحات، بنعمته تتم الــذي تعــالى لله الحمــد وأصــلي الدراســة، هذه بإتمام علي تفضله على وأشكره وتعالىم على وأسلم الصــالة - عليه محمد نبينا إليه والهــادي الخــير معل

والسالم.ة العالقات أثر إن - موضــوع عليها وأثره الداعية حياة في األسري

ــدا، مهم ــبي من فما جـ ــله نـ ــالى الله أرسـ موقفا له وذكر إال تعـا، ــبي - على المــذموم أو - المحمود أثره له كان أسري ودعوته الن

ذلــك، في النبوية الســنة نصــوص كثرت وكذلك الدعوة، ومجتمعــوة يؤكد مما ــرية، العالقـــات أثر قـ ألن ذلـــك، في شك وال األسـ

السواء. على والمدعو الداعية بيت هي األسرةــداء أن كما ــدي االهت ــوي باله ــوة في النب ــربى ذوي دع يحقق الق

وجل. - عز لله وتعبيدهم الناس هداية وهو الدعوة، من الغايةــثر ماسة حاجة في اليوم والناس كيفية ليتعلمــوا ؛قبل ذي من أك

ــداء ــنة، االهتـ ــاتهم في وتطبيقها بالسـ ــرية عالقـ ــثرة ؛األسـ لكـ أصــحابها، على وأثرت البيوت، دخلت التي والمؤثرات المتغيرات

المسلمين. واقع في يكون أن ينبغي كان ما تشويشا وأحدثت أســـتغفرك أنت، إال إله ال أن أشـــهد وبحمـــدك، اللهم ســـبحانك

إليك. وأتوب المرســلين، على وســالم يصــفون، عما العــزة رب ربك ســبحانالعالمين. رب لله والحمد

الفه<ارس

القرآنية. اآليات - فهرس1النبوية. األحاديث - فهرس2األعالم. تراجم - فهرس3والمراجع. المصادر - فهرس4الموضوعات. - فهرس5

ألفاظها أوائل بحسب القرآنية اآليات فهرس

)اآليات( الصفحة( )رقم

. . . . . . . . . . . . . . . . . الخبير اللطيف وهو خلق من يعلم الأ.. . . . . . . . . . . . .81

أخرى وزر وازرة تزر أال. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .14

ذين حسب أم ئات اجترحوا ال ي . . . . . . . . . . . نجعلهم أن الس . . . . . . . . . .26 - 130

. . . . . . . . . . . . . . . . . .المصير إلي ولوالديك لي اشكر أن . . . . . . . . . . . . .150

ذين أولئك هم إلى يبتغون يدعون ال الوسيلة رب . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .73

ذين أولئك ه هدى ال . . . . . . . . . . . . .اقتده فبهداهم الل. . . . . . . . . . . . . . . . . .33

أومن أ في وهو الحلية في ينش . . . . . . . . . مبين غير الخصام . . . . . . . . . . . . . . .209

هل فتقول أختك تمشي إذ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .229

قون أال نوح أخوهم لهم قال إذ . . .. . . . . . . . . . . . . . . . تت . . . . . . . . . . . .286

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . هود أخوهم لهم قال إذ . . . . . . . . . . .286

ه له قال إذ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أسلمت قال أسلم رب . . . . . . . . . . . . .136

ي أبت يا ألبيه يوسف قال إذ . . . . . . . . . . . . . . . . رأيت إن . . . . . . . . . . . . .137

. . . . . . . . . .يبصر وال يسمع ال ما تعبد لم أبت يا ألبيه قال إذ . . . . . . . . . . . . . .148

ه إلى تتوبا إن .. . . . . . . . . . . . . . . . قلوبكما صغت فقد الل . . . . . . . . . . . . . .63

ه إن واإلحسان بالعدل يأمر الل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .255

ه إن ونوحا آدم اصطفى الل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .156

األبتر هو شانئك إن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

183ا ين نوح إلى أوحينا كما إليك أوحينا إن بي . . . . . . . . . . . . . والن

. . . . . . . . . . . . .174ا لها زينة األرض على ما جعلنا إن

191. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . لنبلوهما ماوات على األمانة عرضنا إن . . . . . . . . . . . . . .واألرض الس

. .. . . . . . . . . . . . . 12ا . . . . . . . . . . . . . . . .المستهزئين كفيناك إن

. . . . . . . . . . . . . . . . . 280 - 183ا قدموا ما ونكتب الموتى نحيي نحن إن

24. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وآثارهمك . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . ولكن أحببت من تهدي ال إن

. . . . . . . . . . .250ما . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . فتنة وأوالدكم أموالكم إن

. . . . . . . . . . . .191ما أخويكم بين فأصلحوا إخوة المؤمنون إن

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .8ني ه أنا إن . . . .. . . . . . . . . . . . . . . فاعبدني أنا إال إله ال الل

. . . . . . . . . . . . .231اس أحسب * الم . . . . . . . . . . . . . . يقولوا أن يتركوا أن الن

. . . . . . . . . . . . . .131ك سبيل إلى ادع . . . . . . . . . . الحسنة والموعظة بالحكمة رب

. . . . . . . . . . . . . .165 . . . . . . . . . . . . . عبدنا واذكر يقولون ما على اصبر

. . . . . . . . . . . . . . . . . .175 اقرأ ك باسم ذي رب . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . خلق ال . . . . . . . . . . . .235

. . . . . . . . . . . . . . . .ليبلوكم والحياة الموت خلق الذي . . . . . . . . . . . . . . .117

ذين إيمانهم يلبسوا ولم آمنوا ال . . . . . . . . . . . . . . . . بظلم . . . . . . . . . . . . . . .13

ذين كاة ويؤتون الصالة يقيمون ال .. . . . . . . . . . . . . . . . الز. . . . . . . . . . . . . 150

جال ساء على قوامون الر ه فضل بما الن . . . . . . . . بعضهم الل. . . . . . . . . . . . . . . . .76

انية اني الز . . . . . . . . . . . . . . .منهما واحد كل فاجلدوا والز . . . . . . . . . . . . .240

تان الطالق . . . . . . . . . . . . . . . . . . . بمعروف فإمساك مر . . . . . . . . . . . . .108

والباقيات الدنيا الحياة زينة والبنون المال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .173 - 190

ا قالوا بل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أمة على آباءنا وجدنا إن . . . . . . . . . . . . .19

ت لهب أبي يدا تب -200 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .وتب

249ها بإذن حين كل أكلها تؤتي . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . رب

. . . . . . . . . . .253سل تلك . . . . . . . . . . . . . . . . بعض على بعضهم فضلنا الر

. . . . . . . . . . . . .118ه حدود تلك ه يطع ومن الل ورسوله الل

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .21ه حدود تلك فال الل

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .تعتدوها109

الوسطى والصالة الصلوات على حافظوا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .114

نا تنا ومن لك مسلمين واجعلنا رب ي . . . . . . . . . . . . . . . . .ذر. . . . . . . . . 36 - 136

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الصالة مقيم اجعلني رب . . . . . . . . . . . . .20

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الصالحين من لي هب رب . . . . . . .142 - 143

ن اس زي هوات حب للن ساء من الش الن190. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . والبنين

كم ذلكم خذتم بأن ه آيات ات . . . . . . . . . . . . . . . . . . هزوا الل . . . . . . . . . . . .267

م ومن ذلك ه حرمات يعظ . . . . . . . . . . . . . . له خير فهو الل . . . . . . . . . . . . . .270

م ومن ذلك شعائر يعظه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الل

270ه يؤمن كان من به يوعظ ذلكم بالل

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .105ذي سبحان ها األزواج خلق ال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . كل

. . . . . . . . . . . .11ه فطرت حنيفا للدين وجهك فأقم تي الل اس فطر ال الن

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .10ي وقال لوط له فآمن . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مهاجر إن

. . . . . . . . . . . . .204 فقعوا روحي من فيه ونفخت سويته فإذا

12. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . له بمعروف فأمسكوهن أجلهن بلغن فإذا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 114 عليهم أرسلناك فما أعرضوا فإن

140. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . حفيظاقها فإن . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . بعد من له تحل فال طل

. . . . . . . . . . . . . .93 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . السدس فألمه إخوة له كان فإن

. . . . . . . . . . . . .240ماوات فاطر لكم جعل واألرض الس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .9ه من رحمة فبما لهم لنت الل

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .268لها ها فتقب وأنبتها حسن بقبول رب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .157 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . عينها تقر كي أمك إلى فرجعناك

. . . . . . . . . . . .230 ه أسلما فلما . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .للجبين وتل

. . . . . . . . . . . .144عي معه بلغ فلما بني يا قال الس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .142 – 182

. . . . . . . . . . . . . . . . . بأهله وسار األجل موسى قضى فلما . . . . . . . . . . . . . .45

ي رب قالت وضعتها فلما إن210 - 158. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وضعتها

يتم إن عسيتم فهل . . . . . . . . . . . . . . . . . . تفسدوا أن تول . . . . . . . . . . . . .256

ما قال ي أشكو إن ه إلى وحزني بث . . . . . . . . . . . . . . . . . الل . . . . . . . . . . . . .182

جميل فصبر أمرا أنفسكم لكم سولت بل قال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .181

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . صدري لي اشرح رب قال . . . . . . . . . . .215

ي رب قال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . يكذبون أن أخاف إن . . . . . . . . . . . .216

ي رب قال نفسا منهم قتلت إن . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .216

ي لك سأستغفر عليك سالم قال رب . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .140 - 148

شديد ركن إلى آوي أو قوة بكم لي أن لو قال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .278

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . رؤياك تقصص ال بني يا قال . . . . . . . . . . . .224

يا قال أعز أرهطي قوم. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .عليكم275ه قالوا تالل . . . . . . . . . . . . . . . تكون حتى يوسف تذكر تفتأ

. . . . . . . . . . . . .182ه قالوا ه آثرك لقد تالل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .علينا الل

. . . . . . . . . . . . .222 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ذنوبنا لنا استغفر أبانا يا قالوا

. . . . . . . . . . . .220 . . . . . . . . . . . . . . . تقول مما كثيرا نفقه ما شعيب يا قالوا

. . . . . . . . . . . . . .275ه سمع قد تي قول الل . . . . . . . . . . . . . زوجها في تجادلك ال

. . . . . . . . . . . . . . .79

ذين إبراهيم في حسنة أسوة لكم كانت قد معه وال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .43

. . . . . . . . . .وأزواجكم وإخوانكم وأبناؤكم آباؤكم كان إن قل . . . . .82 - 192 - 226

ه إلى أدعو سبيلي هذه قل الل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .285

اس أخرجت أمة خير كنتم بالمعروف تأمرون للن ب. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ه يؤمنون قوما تجد ال بالل اآلخر واليوم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .114 - 226

قتم إن عليكم جناح ال ساء طل الن . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .108

خذ ال . . . . . . . . . . . . . . . . . . .أولياء الكافرين المؤمنون يت . . . . . . . . . . . . .226

نات رسلنا أرسلنا لقد معهم وأنزلنا بالبي235. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الكتاب

في اإلنسان خلقنا لقد . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .كبد

117 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . آيات وإخوته يوسف في كان لقد

. . . . . . . . . . . .219ه رسول في لكم كان لقد حسنة أسوة الل

. . . . . . . . . . . . . . . . . . .69 - 120 - 186ى البر تنالوا لن ون مما تنفقوا حت تحب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .56 في وال األرض في مصيبة من أصاب ما

132. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أنفسكمبي كان ما ذين للن . . . . . . . . . . . . . . .يستغفروا أن آمنوا وال

. . . . . . . . .161 - 250ذي هو منها وجعل واحدة نفس من خلقكم ال

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .37 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . لهن لباس وأنتم لكم لباس هن

. . . . . . . . . . . . . .16

الدنيا في أجره وآتيناه. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

175 فارغا موسى أم فؤاد وأصبح

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .155تي في لي وأصلح ي . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ذر

. . . . . . . . . . . .20 أن موسى أم إلى وأوحينا155. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أرضعيه

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .األقربين عشيرتك وأنذر . . . . . . .248 - 257

بعوهمستقيما صراطي هذا وأن . . . . . . . . . . . . . . . . . . فات . . . . . . . . . . . . . .285

بي أسر وإذ . . . . . . . . . . . . . . . .حديثا أزواجه بعض إلى الن . . . . . . . . . . . . . .64

قتم وإذا ساء طل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أجلهن فبلغن الن . . . . . . . . . . . . .110

قتم وإذا ساء طل . . . . . . . . . . .تعضلوهن فال أجلهن فبلغن الن . . . . . . . . . . . . . . .113

سئلت ودةؤالمو وإذا. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

211 ال إسرائيل بني ميثاق أخذنا وإذ

269. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تعبدون . . . . . . . . . . . . . . . . . البلد هذا اجعل رب إبراهيم قال وإذ

. . . . . . . . . . . . .136 . . . . . . . . . . . . . . . . بني يا يعظه وهو البنه لقمان قال وإذ

. . . . . . . . . . . . .188 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مريم يا المالئكة قالت وإذ

. . . . . . . . . . . .157 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فابعثوا بينهما شقاق خفتم وإن

. . . . . . . . . . . . .77قتموهن وإن . . . . . . . . . . . . . . . . تمسوهن أن قبل من طل

. . . . . . . . .112 - 114

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال هودا أخاهم عاد وإلى . . . . . . . . . . .206

ك خلق لعلى وإن . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . عظيم . . . . . . . . . . . .90

ما واعلموا ه فأن شيء من غنمتم أن . . . . . . . . . . . خمسه لل . . . . . . . . . . . . . .126

ه واعبدوا شيئا به تشركوا وال الل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .269

ئي . . . . . . . . . . . . . . . نسائكم من المحيض من يئسن والال . . . . . . . . . . . . .114

تي فعظوهن نشوزهن تخافون والال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .80

تي . . . . . . . . . . . . روحنا من فيها فنفخنا فرجها أحصنت وال . . . . . . . . . . . . . .157

ذين نا يقولون وال اتنا أزواجنا من لنا هب رب ي . . . . . . . . . . وذر. . . . . . . . . . 20 - 186

ذين ه عهد ينقضون ال من الل256. . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . .بعد

ارق ارقة والس فاقطعوا والس240. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .أيديهما

قات صن والمطل . . . . . . . . . . . . . . قروء ثالثة بأنفسهن يترب. . . . . . . . . . . . . .113

ه أنفسكم من لكم جعل والل14 - 11 - 7. . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . أزواجا نضربها األمثال وتلك

اس . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .للن253

ى أسفى يا وقال عنهم وتول182. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .على قميصه على واؤوجا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .كذب بدم

. . . . . . . . . . . .182ته وجعلنا ي هم ذر . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الباقين

. .36

. . . . . . . . . . . . . . .خلفهم ومن سدا أيديهم بين من وجعلنا. . . . . . . . . . . . . .277

ه في وجاهدوا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .جهاده حق الل. . . . . . . . . . . .174

في يحكمان إذ وسليمان وداود176. . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . .الحرث

كم من مغفرة إلى وسارعوا ة رب . . . . . . . . . . . . . . . . .وجن. . . . . . . . . . . . . .208

ه وضرب ذين مثال الل امرأت آمنوا لل61. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .فرعون

ك قضىو اه إال تعبدوا أال رب إي269 - 150. . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . وبالوالدين

ألخته وقالت . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .قصيه156 - 229

ضربوه ما هو أم خير أآلهتنا وقالوا282. . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .لك

.. . . . . . . . . . . . . . . .واحد باب من تدخلوا ال بني يا وقال. . . . . . . .187 - 189

. . . . . . . . . . . .بعض إلى بعضكم أفضى وقد تأخذونه وكيف. . . . . . . . . . . . . ..10

فهاء تؤتوا وال . . . . . . .. .. . . .. .. . . . . . . . . . أموالكم الس. . . . . . . . . . . .104

. . .. . . . . . . . . . .شيئا آتيتموهن مما تأخذوا أن لكم يحل وال. . . . . . . . . . . . .108

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الكتاب موسى آتينا ولقد. . . . . . . . . . . .215

ة أزواجا لهم وجعلنا قبلك من رسال أرسلناولقد ي وذر . . . . . . . . . . . . . . . . . . .9 - 36

ه ماوات في ما ولل في وما الس286. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . األرض

قات . . . . . . . . . . . . . . . . . . . حقا بالمعروف متاع وللمطل. . . . . . . . . . . .114

. . . . .. . . . . . .بهم وضاق بهم سيء لوطا رسلنا جاءت ولما . . . . . . . . . . . . .278

كم ى ولنبلون المجاهدين نعلم حت131 - 95. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . منكم

قوا . . . . . . . . . . . . . . . . لفتحنا ولو أن أهل القرى آمنوا وات. . . . . . . . . . . . .103

نوحي رجاال إال قبلك من أرسلنا وما155. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .إليهم

. . . . . . . . . . . . .. . .. . . . . .خلت قد رسول إال محمد وما. . . . . . . . . . . .222

أنفسكم من لكم خلق أن آياته ومن51 - 37 - 18 - 9 - 7. . . . . . . . . . . . . . .أزواجا

كم زوجين خلقنا شيء كل ومن لعلرون 11. . . . . . . . . . . . . . .. .. . . . . . . . . . .تذك

. . . . . . . . . . .. . .أنثى أو ذكر من الصالحات من يعمل ومن. . . . . . . . . . . . . .240

يناه باركنا التي األرض إلى ولوطا ونج. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .204

ه نوح ونادى إن رب فقال رب180. . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .ابني موج في بهم تجري وهي

189 - 187 - 180. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . كالجبال . . . . . . . . . . . .. . . .وهنا أمه حملته بوالديه اإلنسان ووصينا

. . . . . . . .150 - 168ته في وجعلنا ويعقوب إسحاق له ووهبنا ي . . . . . . . .. . . . .ذر

. . . . . . . . . . . . . .174 كال ويعقوب إسحاق له ووهبنا174. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .هدينا

لداود ووهبنا. . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . سليمان

. . .176 سليمان وورث داود

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . 176

يا ويعقوب بنيه إبراهيم بها ووصى188. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .بني

ه ويجعلون البنات لل. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .سبحانه

211 ويا إلى أدعوكم لي ما قوم

جاة 28. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الن . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . .شهيدا أمة كل من نبعث ويوم

. . . . . . . . . . . . .266ي أبت يا من جاءني قد إن لم ما العلم

148. . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . .يأتكها يا ذين أي ه أطيعوا آمنوا ال . . . . . . . . . . . . . . . .وأطيعوا الل

. . . . . . . . . . . . . .150ها يا ذين أي قوا آمنوا ال ه ات وال تموتنتقاته حق الل

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أها يا ذين أي قوا آمنوا ال ه ات . . . . . . . . . ..سديدا قوال وقولوا الل

. . . . . . . . . . . . . . . . . أها يا ذين أي من كثيرا اجتنبوا آمنوا ال

237. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الظنها يا ذين أي تداينتم إذا آمنوا ال

104. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .بدينها يا ذين أي . . . . . . . . . . . .وأوالدكم أزواجكم من إن آمنوا ال

. . . . . . . . . . . . . . .83ها يا ذين أي . . . . . . . . . . . .نارا وأهليكم أنفسكم قوا آمنوا ال

. . . . . . . . . .20 - 135ها يا ذين أي . . . . . . .أموالكم تلهكم ال آمنوا ال

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .191ها يا ذين أي خذوا ال آمنوا ال . . . . . . . . . . . .وإخوانكم آباءكم تت

. . . . . . . . . . . . .225ها يا اس أي ا الن ذكر من خلقناكم إن

8. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .وأنثىها يا اس أي قوا الن كم ات ذي رب . . . . . .واحدة نفس من خلقكم ال

240 - 16 - 8- . . . . . . أها يا بي أي الحياة تردن كنتن إن ألزواجك قل الن

67 - 41. . . . . . . . . . .. . . . . . . . . الدنياها يا بي أي م لم الن ه أحل ما تحر . .أزواجك مرضات تبتغي لك الل

. . . . . . . . . . . . .62 - 64

ها يا بي أي قتم إذا الن ساء طل النقوهن 114 - 108. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فطل

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .وآتيناه بقوة الكتاب خذ يحيى يا. . . . . . . . . . . .175

النبوية األحاديث فهرس

الحديث( )طرفالصفحة( )رقم

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الطالق الله إلى الحالل أبغض. . . . . . . . . . . . .92

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . حديقته عليه أتردين . . . . . . . . . . .92

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . البيت وربة العيال أم كانت أجل . . . . . . . . . . . .124

النساء شهوة قلبي في فوقع فالنة مرت أجل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .34

أن أخبرتكم إن أرأيتم سفح من تخرج خيال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .248

هذا مثل ولدك سائر أعطيت . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .223

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الجنة في بنخلة إياه أعطها . . . . . . . . . . . . .55

خويلد بنت الجنة: خديجة أهل نساء أفضل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .157

أال ترضين أن تكوني سيدة نساء . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .195

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أقربها فال أحرمها ترضين أال . . . . . . . . . . . . .63

. . . . . . . . . . . . والصالة الصيام درجة من بأفضل أخبركم أال . . . . . . . . . . . . . .11

الوالدين وعقوق بالله، الكبائر: اإلشراك بأكبر أنبئكم أال . . . . . . . . . . . . . . . .151 - 167

أال كلكم راع، وكلكم مسؤول . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .135

أما إن األوالد مبخلة، مجبنة،191محزنة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أما والله ألستغفرن لك . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .250

عنك يذهبها حتى الله فندعو الغيرة أما . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .75

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . وموالك وأخاك وأختك وأباك أمك . . . . . . . . . . .229

. . . . . . . . . . . . عالة تذرهم أن من خير أغنياء، ورثتك تذر أن . . . . . . . . . . . . .120

أن نبي الله كتب إلى كسرى . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

221 ألخشاكم إني والله أما وكذا، كذا قلتم الذين أنتم

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .36 أوصاني خليلي أال تأخذني في الله لومة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .272 تصدقون؟ ما لكم الله جعل قد أوليس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .16 بأس ما غير في طالقا زوجها سألت امرأة أيما

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .109 سمعت ما سمعتم هل الناس، أيها

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .52 ابتالهم قوما الله أحب إذا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .129 . . . . . . . . . . . . . . . . البقر أذناب وأخذتم بالعينة، تبايعتم إذا

. . . . . . . . . . . . .83 فآذينني حللت إذا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .69

. . . . . . . . . . . . . . وإسحاق إسماعيل بها يعوذ كان أباكما إن . . . . . . . . . . . . .136

أبيه ود أهل الولد صلة البر أبر إن . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .152 - 256

جمعة ليلة خميس كل تعرض آدم بني أعمال إن . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .257

النار في وأباك أبي إن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

141

ا القيامة يوم يدعون أمتي إن . . . . . . . . . آثار من محجلين غر . . . . . . . . . . . . . . .237

. . . . . . . . . أبلك من بعيرا أعطيتها فلو اعتل، لصفية بعيرا إن . . . . . . . . . . . . . . . .65

أسيرها لها تطلقوا أن رأيتم إن . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .52

إنكم قد فرغتم محمدا من52همه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . . لتحت وإنك نبي، عمك وإن نبي، البنة إنك . . . . . . . . . . . . .65

إن لكم رحما سأبلها بباللها . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

258 بها تدفنه فال بمكة سعد مات إن

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .261 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . بك وأبتلي ألبتليك بعثتك إنما

. . . . . . . . . . .119 إن وجدتم هبار بن األسود

119فاجعلوه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ن الحالل إن ن، والحرام بي . . . . . . . . . . . مشتبهات وبينهما بي

. . . . . . . . . . . . . .119 زانه إال شيء في يكون ال الرفق إن

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .147 . . . . . . . . . . . . . . كلمات بخمس زكريا بن يحي أمر الله إن

. . . . . . . . . . . . . .276 الرحم قامت خلقه من فرغ إذا حتى الخلق، خلق الله إن

. . . . . . . . . . . . . . . . .55 - 272 تضيعوها فال فرائض فرض الله إن

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .109 تذوق أن النار على حرم قد الله إن

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .245 سيطلعها أنه علم وقد إال حرمة يحرم لم الله إن

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .245 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .إن الله يوصيكم بأمهاتكم

. . . . . . . . . . . .169

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . بك الناس عن يجلي الله إن . . . . . . . . . . . . .48

. . . . . . . . . . . . . . . . . . شيطان صورة في تقبل المرأة إن . . . . . . . . . . . . . . .35

األمة جلد امرأته أحدكم يجلد إالم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .7

. . . . . . . . . . . . . نورك الله فيطفئ تقطعه ال أبيك ود احفظ . . . . . . . . . . . . . .151

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . أرحامكم تصلوا أنسابكم احفظوا . . . . . . . . . . . .255

عندك من اخرج . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

.138 أم الخالة فإن لخالتها، ادفعوها

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .201 - 271 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . خديجة صديقات إلى أرسلوا

. . . . . . . . .. . .125 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وأمي أبي فداك سعد، ارم

. . . . . . . . . . . .260 . . . . . . . . . . لي يؤذن فلم لها، أستغفر أن في ربي استأذنت

. . . . . . . . . . . . . . . .161 . . . . . . . . . . . . . . . . بالكتمان الحوائج إنجاح على استعينوا

. . . . . . . . . . . . .223 ذراعيه أحدكم يبسط وال السجود في اعتدلوا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .237 عبدالله بابنك اكتني

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 263

بأهلك والحقي ثيابك البسي . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .91

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فاألمثل األمثل ثم األنبياء . . . . . . . . . . . . . . . . بالله اإليمان119. . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .272 . . . . . . . . . . . . . . الجنة أهل شباب سيدا والحسين الحسن

. . . . . . . . . .195 - 277

ليقلب لله، الحمدالدنيا. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

.163 النصيحة الدين

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .238

الله سبيل في كالمجاهد والمسكين، األرملة على الساعي . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .127

والفرس والمرأة الدار في الشؤم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .88

ذنبه واغفر عمره، وأطل وولده، ماله أكثر اللهم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .159

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . هريرة أبي أم اهد اللهم . . . . . . . . . . .162

الرشد. . . . . على والعزيمة األمر، في الثبات أسألك إني اللهم . . . . . . . . . . . . . . . . .283

اللهم بارك لهم في طعامهم136وشرابهم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اللهم آت محمداالوسيلة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. .73 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . دعاك إذا لسعد استجب اللهم

. . . . . . . . . . .260 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . هن: المنافقات المختلعات

. . . . . . . . . . .109 . . . . . . . . والعقوق الدنيا: البغي، في عقوبتهما معجالن بابان

. . . . . . . . . . . . . . .151 . . . . . . . . . . . . . . . . . . السالم - عليه إبراهيم بدعوة بركة

. . . . . . . . . . . . .136 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أبناءكم تبركم آباءكم، بروا

. . . . . . . . . . .152 . . . . . . . . . . . . . . . . . أيوب أبي منزل من الله رسول بعث

. . . . . . . . . . . . . .45 المدينة إلى ظهره ولك بعنيه

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .233

بالسالم ولو أرحامكم بلوا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .258

الله. . . . . . . . . . إال إله ال أن خمس: شهادة على اإلسالم بني . . . . . . . . . . . . . . .237

تركت فيكم أمرين لن تضلوا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أ الولود الودود تزوجوا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .7

الصالة وتقيم شيئا، به تشرك ال الله تعبد . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .272

أرحامكم به تصلون ما أنسابكم من تعلموا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .17 - 273

تقوى الله وحسن الخلق . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .287

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أصحابي يغشاها المرأة تلك . . . . . . . . . . . . .97

. . . . . . . . . . . . وحدك وتبعث وحدك، وتموت وحدك، تمشي . . . . . . . . . . . . . .95

تحابوا تهادوا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . .76 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . جد وهزلهن جد، جدهن ثالث

. . . . . . . . . .101 وال صرفا منهم الله يقبل ال ثالثة عدال

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .168 . . . . . . . . . لوالديه القيامة: العاق يوم إليهم الله ينظر ال ثالثة

. . . . . . . . . . . . . . .167 ثالثة من الشقاء: المرأة تراها

89فتسوءك . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . لهم يستجاب فال يدعون ثالثة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .89 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وبابنها إبراهيم بها جاء ثم

. . . . . . . . . . . .46

ا بالله رضي من اإليمان طعم ذاق . . . . . . . . . . . . . . . . . رب . . . . . . . . . . . . .129

. . . . . . . . . . . . . . . . . سليم وأم بكر أبي بنت عائشة رأيت . . . . . . . . . . . . .50

الله رحم . . . . . . . . . امرأته وأيقظ فصلى الليل من قام رجال . . . . . . . . . . . . . . . .56

الوالد رضا في الرب رضا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .151

. . . . . . . . . . . . . . . . خديجة زوجه فزملته زملوني، زملوني . . . . . . . . . . . . . .47

سألت جبريل أي األجلين قضى موسى . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .45

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . سخط الله في سخط الوالدين . . . . . . . . . . . . .167

ثالث. . . . . . . . . . . . آدم البن وشقاوة ثالث، آدم البن سعادة . . . . . . . . . . . . . .88

سليني ما شئت من مالي . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

77 وأوالدكم أموالكم إنما ورسوله، الله صدق

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .192 ذهبا مكة بطحاء لي ليجعل ربي علي عرض

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .41 . . . . . . . . . . . . . . . . يقبضها ما يقبضني مني، بضعة فاطمة

. . . . . . . . . . . . . .196 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الجنة أهل نساء سيدة فاطمة

. . . . . . . . . . . . .194 . . . . . . . . . . . . . . . . . . إسماعيل تزوج بعدما إبراهيم فجاء

. . . . . . . . . . .4 - 88 فرأيت عينيه

تدمعان . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 202

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وتالعبك تالعبها جارية فهال . . . . . . . . .234

. . . . . . . . . . . . . . . . . . قال: أمك من؟ قال: ثم قال: أمك . . . . . . . . . . . . .169 قد أعتق بضعك معك

فاختاري . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .99 بمعاذ عذت قد

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .9

المسلمين. . . . . . . . . طالق هذا راجعت! ليس قد طلقت، قد . . . . . . . . . . . . . .110

. . . . . . . . . . . . . . يلونهم الذين ثم يلونهم، الذين ثم قرني، . . . . . . . . . . . . . . .177

كان يثق به في أمره كله . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

245 كنت أذكر ضيق القبر وغمه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . .202 . . . . . . . . . . . بإصبعه جنبيه في الشيطان يطعن آدم بني كل

. . . . . . . . . . . . . . .158 الفطرة على يولد مولود كل

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .11 - 19 . . . . . . . . . . . . النساء من يكمل ولم كثير، الرجال من كمل

. . . . . . . . . . . . .157 له أشفع إنما ال،

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .157 أباك مانع الله فإن بنية؛ يا تبكي ال

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .123 سكنى وال لك نفقة ال

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .98 صدقة تركناه ما نورث، ال

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .176 أشرب كنت ولكني ال، . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . عسال

. . . . . . . . . . . .63

ال يدخل الجنةعاق . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

.167 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قاطع الجنة يدخل ال

. . . . . . . . . .257 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الولد طلب أحدكم يدع ال

. . . . . . . . . .35 خلقا منها كره إن مؤمنة، مؤمن يفرك ال

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .78 محمد بآل الليلة طاف لقد

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .70 لقد كان رسول الله ينام مع المرأة من

262نسائه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . لمزجته. . . . . . . . . . . . . البحر بماء مزجت لو كلمة قلت لقد

. . . . . . . . . . . . . . .66 لم يكن النبي سبابا وال

فحاشا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .267

ثالث إال - قط السالم - عليه النبي إبراهيم يكذب لم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .44

الجنة عمله أحدا يدخل لن . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .267

األنصار وادي لسلكت شعبا، أو واديا الناس سلك لو . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .266

ثانيا إليه البتغى مال، من واد آدم البن كان لو . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .42

ا، عدي بن المطعم كان لو . . . . النتنى هؤالء في كلمني ثم حي . . . . . . . . . . . . . . . . .32

الناس لكفت واحدة سورة كانت لو . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .71

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . عضوض زمان الناس على ليأتين . . . . . . . . . . . . .112

ليت الليلة يحرسني صالحا رجال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .261

صلة من ثوابا أعجل فيه الله أطيع شيء ليس256الرحم. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

األرض من بفالة منكم رجل ليموتن 58يشهده. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

شهرا عليهن بداخل أنا ما ما 67. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أبدلني الله - عز وجل - خيرا منها. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .38 - 47

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الله بحدود يلعبون أقوام بال ما . . . . . . . . . . . . .38

ما رأيت أحدا أشبه صالة برسول الله . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .159

حلة أرق وال لمة، أحسن أحدا بمكة رأيت ما . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .163

ما غرت على أحد من نساء124النبي . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . له - خادما وسلم عليه الله - صلى الله رسول ضرب ما . . . . . . . . . . . . . . . .69

. . . . . . . . . . الجدل أوتوا إال عليه كانوا هدى بعد قوم ضل ما . . . . . . . . . . . . . .282

ولعابها وللعذارى مالك . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .234

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ومالها مالك . . . . . . . . . . .71

. . . . . . . . . غيظ جرعة من الله عند أجرا أعظم جرعة من ما . . . . . . . . . . . . . . .208

. . . . . . . . . . العقوبة لصاحبه الله يعجل أن أجدر ذنب من ما . . . . . . . . . . . . . .257

حزن وال سقم وال نصب، وال وصب من المؤمن يصيب ما . . . . . . . . . . . . . . . . . . .129

. . . . . . . . . . . . . . عنكم أدخره فلن خير من عندي يكون ما . . . . . . . . . . . . .128

بشيء البنات هذه من ابتلي من . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .211

. . . . . . . . فأعطوه بالله سأل ومن فأعيذوه، بالله استعاذ من . . . . . . . . . . . . . . . . .89

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . آذاني فقد العباس آذى من . . . . . . . . . . . .246

الدين نصف استكمل فقد تزوج من . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .37

لصادقة إنها والله بصاحبتكن تغامزكن من . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .66

رزقه في له يبسط أن سره من . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .273

. . . . . . . . رزقه في له ويوسع عمره، في له يمد أن سره من . . . . . . . . . . . . . . . . .273

يكفيهن بنات من ثالثا عال من . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .211

يوم جاء تبلغا حتى جاريتين عال من . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .211

. . . . . . . . . . . . . . . . . . عليهن فصبر بنات ثالث له كان من . . . . . . . . . . . .211

ويكفيهن يؤويهن بنات ثالث له كان من . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .211

رحمه فليصل اآلخر، واليوم بالله يؤمن كان من . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .272

. . . . . . . . . . . . . . . ينفذه أن على قادر وهو غيظا كظم من . . . . . . . . . . . . .208

فق يحرم من الخير يحرم الر . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .147

ألبره الله على أقسم لو من منهم فإن عمر، يا مهال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .58

يسلم أن الله فاستأذن السماء، من ملك نزل 194علي. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خاله امرؤ فليرني خالي، هذا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .260

. . . . . . . . . . . خالة من لك قال: هل قال: ال، أم؟ من لك هل . . . . . . . . .260 - 271

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الدنيا من ريحانتاي هما . . . . . . . . . . . .195

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . النار من ضحضاح في هو . . . . . . . . . . . .25

. . . . . . . شديد ركن إلى ليأوي كان إن لوط، على الله ورحمة . . . . . . . . . . . . . . .279

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الوالد سخط في الرب وسخط . . . . . . . . . . . . .151

وما شيء أفضل من كلمة 283عدل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الباغية الفئة تقتله عمار ويح . . . . . . . . . . . .280

جوار أي عبدمناف، بني يا123هذا؟. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . . آمركم إليكم الله رسول إني فالن، بني يا . . . . . . . . . . . . .249

النار من أنفسكم أنقذوا لؤي، بن كعب بني يا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .257

. . . . . . . . . . . . . . . . تحرضين ورسوله الله أعلى سودة، يا . . . . . . . . . . . . . . .79

فليتزوج الباءة منكم استطاع من الشباب، معشر يا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .35

. . . . . . . . قترة آزر وجه وعلى القيامة، يوم أباه إبراهيم يلقى . . . . . . . . . . . . . . .141

القيامة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . يوم لواء غادر لكل ينصب . . . . . . . . . . . .238

@@@

األعالم تراجم فهرس

( العلم )اسمالصفحة( )رقم

الله )رضي الربيع بن الـعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاص أبو51عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاري ذر أبو الله )رضي الغـف 58عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله )رضي الله رســــــــــــــــــول مــــــــــــــــــولى رافع أبو71عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

)رحمه شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقيمالد زرعة أبو197الله( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي الخدري سعيد أبو . . . . . . . . . . . . .128

عنه(. . . . . . . . . . . . . الله )رضي الجراح بن عامر عبيدة أبو . . . . . . . . . . . . . . .144

الله )رضي صــــــــــخر بن عبــــــــــدالرحمن هريــــــــــرة أبو 159عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله )رضي األشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعري موسى أبو 11عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله( . . . . . . . . . . )رحمه بطال بن خلف بن علي الحسن أبو . . . . . . . . . . . . . . .185

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدالمطلب بنت أروى الله )رضي عـب 16عنه(. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله )رضي الصـــــــــــــــــديق بكر أبي بنت أســـــــــــــــــماء 94عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي عميس بنت أسماء . . . . . . . . . . . . . .121

الله )رضي الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارث بنت حكيم أم 53عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عنه( . . . . . . . . . . . . الله )رضي أمية أبي بنت هند سلمة أم . . . . . . . . . . . . . . . .48

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي ملحان بنت سليم أم . . . . . . . . . . . . . .158

الله )رضي األنصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاري عطية أم 232عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله( . . . . . . . . . . . . )رحمها الصديق بكر أبي بنت كلثوم أم . . . . . . . . . . . . . .198

عنــه( . . . . . . . . . . . . . الله )رضي الله رسول بنت كلثوم أم . . . . . . . . . . . . . .195

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي مالك بن أنس . . . . . . . . . . . . . .36 كثـــــــــــــــــــير( )رحمه )ابن عمر بن إســـــــــــــــــــماعيل

197الله( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .ـــــــــــــــــــــــاس الله )رضي بكــــــــــــــــــــــــير أبي بن إـي

217عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . )رحمه معاوية بن إـيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاس

ــه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ الل232 عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي معرور بن البراء

. . . . . . . . . . . . .246 الله )رضي طـــــــــــــــالب أبي بن علي بن الحســـــــــــــــين

122عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .ــــــــــــــــــــــــير ــــــــــــــــــــــــوام بن الزـب الله )رضي الـع

94عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . عنــه( . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي عبدالمطلب بن العباس

. . . . . . . . . . . . . . .245 الله( . . . . . . . . )رحمه الصديق بكر أبي بن محمد بن القاسم

. . . . . . . . . . . . . . . .178 عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي مخرمة بن المسور

. . . . . . . . . . . . . . .264 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . عدي بن المطعم

. . . . . . . . . . . .25 عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي عائشة موالة بريرة

. . . . . . . . . . . . . . .99 ــــــــــــــــــــــــابت ــــــــــــــــــــــــداح بن ـث الله )رضي الدـح

54عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . عنه( . . . . . . . الله )رضي حرام بن عمرو بن عبدالله بن جابر

. . . . . . . . . . . . . . .233

الله )رضي طـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالب أبي بن جعفر 121عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله )رضي قيس بن جهم 58عنه(. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عنه(. . . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي اليمان بن حذيفة . . . . . . . . . . . . .111

عنه( . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي األسود عبد بنت حريملة . . . . . . . . . . . . . . .58

الله المؤمــــــنين( )رضي )أم الخطــــــاب بن عمر بنت حفصة 35عنه(. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

)رحمها ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيرين بنت حفصة 232الله( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــــــــــــــــــــــــــــدالرحمن بنت حفصة )رحمها بكر أبي بن عـب198الله(. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي عبدالمطلب بن حمزة . . . . . . . . . . . . . . .244

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي األرت بن خباب . . . . . . . . . . .. . .57

الله )رضي بكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير أبي بن خالد217عنه(. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــــــــــــــــــــــــــنين( )رضي )أم خويلد بنت خديجة الله المؤـم38عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله )رضي المطلــــــــــــــــــبي الحــــــــــــــــــارث بن ربيعة247عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي الله رسول بنت رقية . . . . . . . . . . . . . .195

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي حارثة بن زيد . . . . . . . . . . . .102

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي سلمة أبي بنت زينب . . . . . . . . . . . . .199

الله )رضي الله رســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول بنت زينب 51عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عنه( . . . . . . . . . الله المؤمنين( )رضي )أم جحش بنت زينب . . . . . . . . . . . . . . . .34

الله( . . . . . . . . )رحمه الخطاب بن عمر بن عبدالله بن سالم . . . . . . . . . . . . . . . .178

ــــــــــــــــــــــــــعد ــــــــــــــــــــــــــاذ بن ـس الله )رضي مـع 218عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله )رضي وقـــــــــــــــــــــــاص أبي بن ســـــــــــــــــــــــعد 119عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي عمرو بن زيد بن سعيد . . . . . . . . . . . . . .57

الله )رضي الله رســـــــــــــول مـــــــــــــوالة ســـــــــــــلمى71عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله المؤمـــــــــــــــنين( )رضي )أم زمعة بنت ســـــــــــــــودة38عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عنه( . . . . . . . . . . الله المؤمنين( )رضي )أم حيي بنت صفية . . . . . . . . . . . . . . . .65

)رحمها الثقفي عبيدالله بنت صــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفية55الله( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله )رضي عبيدالله بن طلحة197( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . عنه

الله عـمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير)رضي بن طليب159عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عنه( . . الله المؤمنين( )رضي )أم الصديق بكر أبي بنت عائشة . . . . . . . . . . . . . . . . . .50

الله(. . . . . . . . . . . . . . )رحمها مظعون بن قدامة بن عائشة . . . . . . . . . . . . . . .199

ــــــــــــــــاص أبي بن ســـــــــــــــــعد بنت عائشة )رحمها وـق199الله( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي زيد بنت عاتكة . . . . . . . . . . . .121

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير أبي بن عاقل الله )رضي البـك217عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله )رضي البكـــــــــــــــــــــــير أبي بن عـــــــــــــــــــــــامر 217عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــدالرحمن ـــــــــــــــــــــوف بن عـب الله )رضي ـع12عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــــــــــــــــــــــــــــالب أبي بن جعفر بن عبدالله الله )رضي ـط55عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عنه( . . . . . . . . . . . . الله )رضي عمرو بن سهيل بن عبدالله . . . . . . . . . . . . . . .145

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي عباس بن عبدالله . . . . . . . . . . . . . . .46

الله( . . . . )رحمه الصديق بكر أبي بن عبدالرحمن بن عبدالله . . . . . . . . . . . . . . . . .178

عنــه( . . . . . . . . . . . الله )رضي الخطاب بن عمر بن عبدالله . . . . . . . . . . . . . . . .55

ــــــــــــــــاص بن عمـــــــــــــــــرو بن عبدالله الله )رضي الـع177عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . .(عنه الله )رضي حرام بن عمرو بن عبدالله . . . . . . . . . . . . . .177

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي مسعود بن عبدالله . . . . . . . . . . . . . . .59

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي مظعون بن عبدالله . . . . . . . . . . . . . .217

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي عفان بن عثمان . . . . . . . . . . . . .195

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي مظعون بن عثمان. . . . . . . . . . . . . .217

ــــــــــــــــــــــــــاح أبي بن عطـــــــــــــــــــــــــــاء )رحمه رـب اللـــــــه(. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

198 ــــــــــــــــــــــــــــاء ــــــــــــــــــــــــــــار بن عـط )رحمه يـس

اللــه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .17

عنه(. . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي جهل أبي بن عكرمة . . . . . . . . . . . . . .53

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي طالب أبي بن علي . . . . . . . . . . . . . .121

الله( . . . . . . . . . . . . . . . )رحمه عباس بن عبدالله بن علي . . . . . . . . . . . . . . .178

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي ياسر بن عمار . . . . . . . . . . . . . .28

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي الخطاب بن عمر . . . . . . . . . . . . . .57

الله( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . )رحمه عبدالعزيز بن عمر . . . . . . . . . . . . . .59

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة الله )رضي رواحة بنت عـم223عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي الجموح بن عمرو . . . . . . . . . . . . . .58

عنه( . . . . . . . . . . . . . الله )رضي العاص بن سعيد بن عمرو . . . . . . . . . . . . . . .57

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي معاذ بن عمرو . . . . . . . . . . . .218

الله )رضي الله رســـــــــــــــول بنت الزهـــــــــــــــراء فاطمة 194عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي الخطاب بنت فاطمة . . . . . . . . . . . . . . .57

الله )رضي أمية بن صــــــــــــــــــــــــــــــــــفوان بنت فاطمة57عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله )رضي طـــــــــــــــــــــــــــــالب أبي بن علي بنت فاطمة198عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله )رضي قيس بنت فاطمة69عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون بن قدامة الله )رضي مظـع217عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أحمد بن محمد)القرطبي( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . .8 الله( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . )رحمه زهرة أبو محمد

. . . . . . . . . . . . . . .5 الله( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . )رحمه سيرين بن محمد

. . . . . . . . . . . . .231 )رحمه الغـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزالي محمد بن محمد

154الله( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله )رضي عمـــــــــــــــــــــــــير بن مصـــــــــــــــــــــــــعب163عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله )رضي مغــــــــــــــيرة بــــــــــــــني مــــــــــــــولى مغيث99عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــــــــــــــــــــــافع الله )رضي عمر ابن مـــــــــــــــــــــــولى ـن55عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــبي الحــــــــــــــــــارث بن نوفل الله )رضي المطـل 246عنه( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله )رضي األســــــــــــــــــــــــــود بن هبــــــــــــــــــــــــــار102 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . (عنه عنه( . . . . . . . . . . . . . . . الله )رضي حرام بن عمرو بن هند

. . . . . . . . . . . . . .58 الله( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . )رحمه معين بن يحي

. . . . . . . . . . . . .197

الموضوعات فهرس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . المقدمة . . . . . . . . . . . أ- د

التمهي<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<دي لفصل ا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

.1 . . . . . . . . . . . . . . . . األسرة األول: أهمية المبحث

. . . . . . . . . . . . . . . .2 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . اللغوي التعريف1- 1

. . . . . . . . . . .3 االـصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــطالحي التعريف1-2

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .4 . . . . . . االصطالحي والمعنى اللغوي المعنى بين - العالقة2

. . . . . . . . . . . . . .5 - 6 والســنة الكــريم القــرآن "األســرة" في مصــطلح ورد - هل3

6. . . . . . . . . . . . . . . المطهرة؟ــدم من - الحكمة4 ــطلح ورود ع ــرة مص ــرآن "في "األس الق

7المطهرة. . . . . . . . . والسنة الكريم األسر. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . -أنواع5

. . . . . . . . . .7 الصغرى. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . : األسرة1 - 5

. . . . . . . . . . . .7ــــــــــــــــــــ 5 ـ- : األســـــــــــــــــــــرة2

الوسطى. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .7

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الممتدة : األسرة3 - 5 . . . . . . . . . . . .8

األســــــــــــــــــــــرة أهمية من - جــــــــــــــــــــــوانب6 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .9

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانب6-1 الـجالفطري. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . .9

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . النفسي : الجانب2 - 6 . . . . . . . . . . .12

-ــــــــــــ 6 االجتمــــــــــــاعي : الجــــــــــــانب3 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .14

الث<<<<<<<<<<<<<<<<<<<اني: وظ<<<<<<<<<<<<<<<<<<<ائف المبحث . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .األس<<<رة

15 الخاصة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . : الوظيفة1-1

. . . . . . . . . . .15 : الوظيفة2-1

العامة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .18

حياة في الزوجية العالقة األول: أثر الفصل23. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الداعية . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .توطئة

. . . . . . . . . .24 األثر: لغة تعريف

24واصطالحا. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . -25

األثر: اإليجابي أنواع والسلبي. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

25 . . . . . . . . . . . . . . - ضعيف متوسط- األثر: قوي درجات

. . . . . . . . . . .25 األثر قياس يمكن هل

الدعوي؟. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .26

واصطالحا. . . . . . . . . . . . . . . . . . . لغة:العالقة تعريف . . . . . . . . . . . .27

والسلبية. . . . . . . . . . . . . . . . . العالقات: اإليجابية أنواع . . . . . . . . . . . . .27

ــــــــــــــــــــة: لغة تعريف واصـــــــــــــــــــــطالحا الداعـي . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .28

. . . . . . . . . . . العامة والفئة الخاصة الدعاة: الفئة مراتب . . . . . . . . . . . .29- 30

. . . . . . الداعية حياة في الزواج األول: أثر المبحث . . . . . . . . . . . . . . . . . .32

حي<<<اة في لل<<<زواج اإليجابية األول: اآلث<<ار المطلب 33 . . . . . . . . . . . . . . . . . . الداعية . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .تمهيد

. . . . . . . . . . . 33 الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في33. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

بالذرية نســبه وبقــاء فرجــه، وحفظ اعيــة،الد بصر - غض1 . . . . . . . . . . . . . . . . . .34

وإزالــة الوحشــة،السكن النفسي، واالنسجام العاطفي-ــ 2 . . . . . . . . . . . . . . . . . .37

ه أو مالـــه-3 الصـــبر مـــع الداعيـــة عنـــد االبتالء في نفســـ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .39

ل تكــاليف الــدعوة وتبعاتهــاالصبر مــع الداعيــة في تحم-ــ 443. . . . . . . . . . . والمشاركة فيها

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في50. . . . . . . . تعالى الله - رحمهم والتابعين

. . . . .- التأثير على الزوج ودعوته للدخول في اإلسالم 1 . . . . . . . . . . . . . . .51

- مشاركة الزوج وتشجيعه على اإلنفــاق في ســبيل اللــه2 54 . . . . . . . . . . . . . . . تعالى.

،- تعــاون الــزوجين فيمــا بينهمــا على تقــوى اللــه تعــالى3 56. . . . . . . . . واإلخالص في عبادته

حي<<اة في لل<<زواج الس<<لبية الث<<اني: اآلث<<ار المطلب60. . . . . . . . . . . . . . . . . . . الداعية . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .تمهيد.

. . . . . . . . . . . 60 الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في60. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . عوةين والد- الخيانة في الد1 . . . . . . . . . . . . .61

ة2 ب الضيق واأللم،- إثارة المشكالت الزوجي . . . . مما يسب . . . . . . . . . . . . . . . .62

ر،- مطالبة الزوج الداعيــة بمــا ال يحب وال يريد3 وممــا يــؤث67. . . . . . عليه وعلى مجتمع الدعوة

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في69. . . . . . . . تعالى الله - رحمهم والتابعين

الضــــــــرب كوســــــــيلة للتفــــــــاهم بين الــــــــزوجين . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .69

الدعوية واألس<<<اليب الث<<<الث: الوس<<<ائل المطلب73 . . . . إيجابية إلى للزواج السلبية اآلثار لتغيير

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تمهيد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .73

لغــــــــــة واصــــــــــطالحا:تعريــــــــــف الوســــــــــائل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .73 - 74

أقســـــــــــــــــــــــــام الوســـــــــــــــــــــــــائل . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 74

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .- بحسب مصدريتها 1 . . . . . . . . . . .74

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .- بحسب ماهيتها2. . . . . . . . . . . 74

لغة:األســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاليب تعريفــطالحا. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ واص

74ــــــــــــــــــــــــاهج بحسب أقســـــــــــــــــــــــــامها المـن

ــة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ الدعويـ75

ال<<زواج في الس<<لبية اآلث<<ار لتغيير الدعوية الوسائل75. . . . . . . . . . . . . . إيجابية آثار إلى

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . للمدعو الدعاء - وسيلة1 . . . . . . . . . . .75

- وســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيلة2 الهجر. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . .75 - وســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيلة3

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .التهادي. . . . 76

باألعوان. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . االستعانة وسيلة-4 . . . . . . . . . . . .76

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . بالمال التأليف وسيلة- 5. . . . . . . . . . . . . 77

ال<<زواج في الس<<لبية اآلثار لتغيير الدعوية األساليب78. . . . . . . . . . . . . . . . إيجابية إلى

الدعوة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تكرار -أسلوب1 . . . . . . . . . . .78

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .- أسلوب التخيير2. . . . . . . . . . . 78

- أســــــــــــــــــــــــــــــلوب الصــــــــــــــــــــــــــــــبر3. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . .

78 - أـســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلوب4

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الحوار. . . . 79

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .- أسلوب الــترهيب5. . . . . . . . . . . 80

. . . . . . . . . . . . . . ربانية الرابع: توجيهات المطلب . . . . . . . . . . . . . . . .81

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .تمهيد. . . . . . . . . . . 81

- األصـــل في العالقـــة الزوجيـــة الســـكن واالســـتقرار1 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .81

ــالى لمن جعــل محب2 ص من الله تع ة األزواج- الوعيد بالترب مة على محبة الله - عز وجل - ورسوله - عليــه الصــالةمقد

. . . . . . . . . . . . . . . . . . .والسالم - والجهاد في سبيله . 82

- بيان من الله تعالى على أن بعض األزواج يكونون أعــداء383 . . . . . . . .ر منهمذيجب الح الداعية حياة في والخلع الطالق الثاني: أثر المبحث

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .86 في والخلع للطالق ةاإليجابي األول: اآلث<<ار المطلب

87. . . . . . . . . . . . . . . الداعية حياة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تمهيد

. . . . . . . . . . .87 الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في87. . . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

ري. . . . . . . . . . . . . . . . . .1 ؤم األســ - الخالص من الش . . . . . . . . . . . . .88

- االستجابة ألمر الله تعالى في تحقيق االســتعاذة بــه دون289غيره. . . . . . . . . . . . . . . .

وج من،- الحــرص على الســالمة من األمــراض3 وخلــو الــز90. . . . . . . . . . . . . . العيوب

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في 91. . . . . . . . تعالى الله - رحمهم والتابعين

تعــالى الله حــدود إقامة على يعين ســببا يكون قد - الطالق1 . . . . . . . . . . . . . . . . .91

ــ 2 ــاة النصــب- ــة االبتالء وحي ــد يكــون ســببا لنهاي الطالق ق94. . . . . . . . . . . . . . . والمشقة في والخلع للطالق الس<<لبية الثاني: اآلث<<ار المطلب

96. . . . . . . . . . . . . . . . الداعية حياة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .تمهيد

. . . . . . . . . . .96 أوال: في حي<<اة األنبي<<اء والرس<<ل - عليهم الص<<الة

97. . . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم ثاني<<ا: في حي<<اة الص<<حابة - رض<<وان الل<<ه عليهم -

97. . . . . . . . والتابعين - رحمهم الله تعالى

ــدان العائل1 ــة إلى النف،- فق ــور الحاج ــكنى وظه ــة والس ق97للمطلقة. . . . . . . . . . . . . . . .

- المعاناة النفسية للمطلق الظــاهرة في الحــزن الشــديد299م العميق على الفراق . . . . . . . لواأل

المطلب الث<<الث: الوس<<ائل واألس<<اليب الدعوي<<ة101. . . . . . . لتغيير اآلثار السلبية إلى إيجابية

أوال: الوسائل الدعوي<<ة لتغي<<ير اآلث<<ار الس<<لبية إلى101 . . . . . . . . . . . . . . . . . . إيجابية

- وســــــــــــــــــــــــــــــيلة وســــــــــــــــــــــــــــــيط1الخير . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

.101 - وسيلة الرفع إلى القضاء. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .2

. . . . . . . . . . . .101 جــــــــــــه "التوجيــــــــــــه- وســــــــــــيلة التعليم المو3

102التعليمي". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . - وسيلة الزيادة في أعمال البر واإلحسان لدفع المصــائب4

103والباليا . . . . . . . . . . . . . ري5 - وســــــــــــــــيلة الهــــــــــــــــاتف األســــــــــــــــ

103 االستشاري . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .إيجابية إلى السلبية اآلثار لتغيير ويةالدع األساليب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . .103 - أسلوب الحزم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .1

. . . . . . . . . .103 - أـســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلوب2

االحتساب . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .105 - أسلوب السؤال والبحث عن األحكام الشــرعية . . . . . .3

. . . . . . . . . . . . . .106 - أـســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلوب4

التفاهم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .106

- أســــــــــــــــــــــلوب التنــــــــــــــــــــــازل عن بعض5107الحقوق. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . .ربانية الرابع: توجيهات المطلب . . . . . . . . . . . . . . .108

وتعظيم أمـــــر التهـــــاون،- مشـــــروعية الطالق والخلع1108فيهما. . . . . . . . . . . . . . . . . .

- عدم نسيان الفضل بين الزوجين بعد الطالق. . . . . . . .2 . . . . . . . . . . . . .112

- ربط أحكــام الطالق الـواردة في القـرآن الكــريم بتقـوى3113الله - عز وجل. . . . . . . . . .

المبحث الثالث: أثر الوف<<اة )وف<<اة أح<<د ال<<زوجين(116 . . . . . . . . . . . . . في حياة الداعية

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تمهيد . . . . . . . . . .117

المطلب األول: اآلث<<ار اإليجابي<<ة للوف<<اة في حي<<اة117. . . . . . . . . . . . . . . . . . . الداعية

أوال: في حي<<اة األنبي<<اء والرس<<ل - عليهم الص<<الة117. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

- تحقيق االصطفاء واالختيار عن طريق البالء . . . . . . . .1 . . . . . . . . . . . . . .118

ــــــــــــــــادة2 ــــــــــــــــدرجات وزـي -رفـــــــــــــــــع اـل119األجور . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- األسوة الحسنة والقدوة العملية للناس . . . . . . . . . . .3 . . . . . . . . . . . . . .119

ثاني<<ا: في حي<<اة الص<<حابة - رض<<وان الل<<ه عليهم -120. . . . . . . والتابعين - رحمهم الله تعالى

زق عن طريق الميراث. . . . . . . . . . . . . . . .-زيادة الر1 . . . . . . . . . . . . .120

-التوسع في القرابة وزيادة األرحــام . . . . . . . . . . . . . .2 . . . . . . . . . . . . .121

المطلب الث<<اني: اآلث<ار الس<لبية للوف<اة في حي<اة123. . . . . . . . . . . . . . . . . . . الداعية

أوال: في حي<<اة األنبي<<اء والرس<<ل - عليهم الص<<الة123 . . . . . . . . . . . . . . . . .والسالم

ط األعداء وتتابع المصــائب على الداعيــة عنــد مــوت- تسل1123الزوج المعين والناصر . . . . . .

- الحزن الشديد على فراق أم العيال وربة البيت. . . . . .2 . . . . . . . . . . . . . . .124

ثاني<<ا: في حي<<اة الص<<حابة - رض<<وان الل<<ه عليهم -125 . . . . . . . والتابعين - رحمهم الله تعالى

- كثرة األرامــل من الصـحابيات والتابعيـات - رحمهن اللـه1125تعالى جميعا. . . . . . . . . . .

ـرة2 ــــ ـرة األيتـــــام في المجتمـــــع المســـــلم لكث ــــ - كث125الترمل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اآلث<<ار لتغي<<ير واألس<<اليب الثالث: الوسائل المطلب127 . . . . . . . . . . . إيجابية إلى السلبية

إيجابية إلى الس<<لبية اآلث<<ار لتغيير الدعوية الوسائل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .127

ـــــــــــــــــــــــــــــيلة1 ـــــــــــــــــــــــــــــزواج - وـس اـل. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

127تغال - وســـــيلة2 لها غوالتفر ،الدعوية باألعمـــــال االشـــــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .127 األرامل على الســـــــــــــــــــــعي - وســـــــــــــــــــــيلة3

127والمساكين. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إيجابية إلى السلبية اآلثار لتغيير الدعوية األساليب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . .128 - أـســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلوب1

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . رالتصب . . .128

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .ضاالر - أسلوب2 . . . . . . . . .129

كر. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الش - أسلوب3 . . . . . . . . .129

. . . . . . . . . . . . . . ربانية الرابع: توجيهات المطلب. . . . . . . . . . . . . . .131

- ابتالء العباد واختبارهم سنة الله الجارية في جميع عباده.1 . . . . . . . . . . . . . . . .131

- نقص األنفس من البالء المقـــــــــــــــــــــــــــــدر على2132العباد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــوازن تحقيق-3 ــان النفسي التـ ــالتي بين لإلنسـ ــزن حـ الحـ132والفرح. . . . . . . . . . . . . . . .

الفص<<ل الث<<اني: أث<<ر عالق<<ة الوال<<دين في حي<<اة133 0. . . . . . . . . . . . . . . . . . . الداعية . . . . . . . .الداعية حياة في األب األول: أثر المبحث

. . . . . . . . . . . . . . . . .134 المطلب األول: اآلث<<ار اإليجابي<<ة لعالق<<ة األب في

135. . . . . . . . . . . . . . . حياة الداعية . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .تمهيد

. . . . . . . . . .135 الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في135. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

- على والســالم الصالة - عليه إبراهيم الخليل األب - حرص1 بعده. . . . . . . من وذريتهما البنيه والدنيوية الدينية المصلحة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .135 - ابنه والســالم الصــالة - عليه يعقوب األب وتحذير - توجيه2

رأى التي الرؤيا عليه صق - لما السالم - عليه يوسف الداعية . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .137

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في137. . . . . . . تعالى الله - رحمهم والتابعين

ــــــــــــــــدعوة حب على ألبنائه األب - تربية1 والتخطيط اـل137لها. . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تربية2 وبذله ،فيه روالتبح ،العلم طلب على ابنه األب - 138. . . . . . . . . . . . . للناس

المطلب الث<<اني: اآلث<<ار الس<<لبية لعالق<<ة األب في140. . . . . . . . . . . . . . . . حياة الداعية

الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في140. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

رجما والقتل ،الطويل بــــــــالهجر الداعية ابنه األب - تهديد1140بالحجارة. . . . . . . . . . . . .

. . . . الداعية ابنه على السلبي وأثره ،الداعية األب - ابتالء2 . . . . . . . . . . . . . .142

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في144. . . . . . . تعالى الله - رحمهم والتابعين

دينه. . . . . . . . . . . . . في وفتنته الداعية ابنه األب محاربة . . . . . . . . . . . . .144

المطلب الثالث: الوسائل واألساليب لتغي<<ير اآلث<ار146. . . . . . . . . . . السلبية إلى إيجابية

. إيجابية إلى السلبية اآلثار لتغيير الدعوية األساليب . . . . . . . . . . . . . . . . . . .146

ــيلة1 ــ ــدين خدمة في "المبالغة ؛والنفقة الخدمة - وس ــ الوال 146". . . . . . . . . . عليهما واإلنفاق

ــيلة- 2 ــارة وسـ ـرة ؛الزيـ ــ ــارة "كث ــدين زيـ ــتردد الوالـ والـ147عليهما". . . . . . . . . . . . . . . . .

عنهما. . . . . . . . . . . . . . والترويح بهما السفر - وسيلة3 . . . . . . . . . . . .147

إيجابية إلى الس<<لبية اآلث<<ار لتغير الدعوية األساليب . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .147

فقالر - أـســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلوب1 واللين. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

147 بالخير. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الترغيب - أسلوب2

. . . . . . . . . . .148 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . هيالن - أسلوب3

. . . . . . . . . . 148 . . . . . . . . . . . . . ربانية الرابع: توجيهات المطلب

. . . . . . . . . . . . . . . .150 - الوصية بوجوب بر الوالدين واإلحسان إليهما . . . . . . .1

. . . . . . . . . . . . .150 - تحـــــــريم عقـــــــوق الوالـــــــدين واإلســـــــاءة2

151إليهما. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أبيه. . . . . . . . . . ود أهل الداعية االبن صلة البر أبر إن- 3 . . . . . . . . . . . . .152

. . . . . . . .الداعية حياة في األم الثاني: أثر المبحث . . . . . . . . . . . . . . . . . .153

حي<<اة في األم لعالقة اإليجابية اآلثار األول المطلب154. . . . . . . . . . . . . . . . . الداعية

الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في 154. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

ــأثر1 ــيع الطفل - ت ــالة - عليه "موسى الرض ــالم الص - والس154. . وهدايتها وتقواها أمه بصالح

لحصــول ســبب أســرتها واصــطفاء وعبادتها األم - تنسك2154بالرسالة.. االبن وتكليف الكرامات

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في158. . . . . . . تعالى الله - رحمهم والتابعين

ىرتلي داعية بيت إلى الصغير ابنها األم إرسال - مشروعية1 ب158كنفه. . . . . . . . . . . . في

إلى لها لدعوته واســـــتجابتها الداعية ابنها األم - تشـــــجيع2 159الخير. . . . . . . . . . . . . . .

حياة في األم لعالقة السلبية الثاني: اآلثار المطلب161. . . . . . . . . . . . . . . . . الداعية

الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في161. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

ــاء ــول بك ــالة - عليه الرس ــالم الص ــديد والس أمه على - الش161كافرة. . . . . . . . . . . لموتها

ثاني<<ا: في حي<<اة الص<<حابة - رض<<وان الل<<ه عليهم -162. . . . . . . والتابعين - رحمهم الله تعالى

. الداعية قلب في الموجع وأثره ،إليه والدعاة ينالد - سب1 . . . . . . . . . . . . . . .162

. دعوته بسبب ؛الداعية ولدها على اإلنفاق عن األم - امتناع2. . . . . . . . . . . . . .163

الدعوية واألس<<<اليب الث<<<الث: الوس<<<ائل المطلب164. . . . . . . إيجابية إلى السلبية اآلثار لتغيير

أوال: الوس<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<ائل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الدعوية

. .164 الصــالحين. . . . . . . . . . . . . . . . بدعاء لالتوس - وسيلة1

. . . . . . . . . . . .164 - وســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيلة2

الصــمت. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .164

- وســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيلة3الهبة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . .164 إلى الس<<لبية اآلث<<ار لتغي<<ير الدعوية ثانيا: األس<<اليب

164. . . . . . . . . . . . . . . . . إيجابيةــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلوب1 الحكمة - أـس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 164

- أســـــــــــــــــــــــــــلوب الموعظـــــــــــــــــــــــــــة2ــنة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الحسـ

165 ل االعــــــــتراف - أســــــــلوب3 واإلحســــــــان بالفضــــــــ

166للوالدين. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الراب<<<<<<<<<<<<<<<<<<ع: توجيه<<<<<<<<<<<<<<<<<<ات المطلب

167. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ربانية عقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوق عن النهي - تعظيم1

167الوالدين. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الكفر حـــاالت في بالوالـــدين الـــبر وجـــوب - اســـتمرار2

168. . . . . . . . . . . والظلم والمعصية الــــــــبر على شــــــــرعا مقــــــــدم بــــــــاألم - الــــــــبر3

169باألب. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الداعية حياة في األوالد عالقة الثالث: أثر الفصل

. . . . . . . . . . . . . . . . . . .171 . . . . . . .الداعية حياة في األبناء األول: أثر المبحث

. . . . . . . . . . . . . . . . .172

في األبن<<<اء لعالقة اإليجابية األول: اآلث<<<ار المطلب172. . . . . . . . . . . . . . . الداعية حياة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .تمهيد . . . . . . . . . .173

الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة في:أوال173. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

ــاء صـــطفاء ا-1 ــالنبوة وتكليفهم األبنـ الداعية لألب تكريما بـ173السالم". . . - عليه إبراهيم "ذرية

- زكريا بن "يحي ،الداعية أبيه على وأثره الداعية االبن - بر2175السالم" . . . . . . عليهما

ــوة الداعية االبن وراثة -3 ــ ــ ،الداعية أبيه بعد والملك النب176السالم". - عليهما داود بن "سليمان

-ثاني<<ا: في حي<<اة الص<<حابة - رض<<وان الل<<ه عليهم 176. . . . . . . والتابعين - رحمهم الله تعالى

ــرة بيــوت الــدعوة في جيــل الصــحابة - رضــوان اللــه1 - كث177عليهم. . . . . . . . . . . . . .

ــه2 ــابعين - رحمهم الل ــوت الت ــدعوة في بي ــتمرارية ال - اس177تعالى. . . . . . . . . . . . . . . .

في األبن<<اء لعالقة الس<<لبية الث<<اني: اآلث<<ار المطلب179. . . . . . . . . . . . . . . . الداعية حياة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تمهيد . . . . . . . . .179

الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في179. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

ــره الداعية ابن -كفر1 ــلبي وأثـ ــوح "قصة ،أبيه على السـ - نـ179ابنه". . . . . . - مع السالم عليه

يعقــوب "قصة ،أبيه على السلبي وأثره الداعية ابن - ضياع2 يوسف"..... . . . . . . . . . . . . . . . ابنه - مع السالم - عليه

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .180ــوء3 ــاء فاتتصر - سـ "قصة ،منها الداعية األب وغضب األبنـ

181السالم".. - عليه يوسف إخوة

"مــوت ،عليه الســلبي وأثره ،حياته في الداعية أبناء - موت4 والسالم".. . . . . . . . . . . . . . الصالة - عليه الرسول أبناء

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .183 - عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثالث<<<ا: في184. . . . . . . تعالى الله - رحمهم والتابعين

،دينه أمــور في وتقصــيره الــدنيا بــأمور الداعية االبن انشغال 184. . . الداعية األب على ذلك وأثر

الدعوية واألس<<<اليب الث<<<الث: الوس<<<ائل المطلب185. . . . . . . .إيجابية إلى السلبية اآلثار لتغيير

إلى الس<<<<لبية اآلث<<<<ار لتغي<<<<ير الدعوية الوس<<<<ائل185. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إيجابية

القــــــــــــــــــــدوة وســــــــــــــــــــيلة-<<<<<<<<<<<<<<<<< 1 الحسنة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

185 - وســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيلة2

القصة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .186

- وســــــــــــــــــــــــــــــيلة الرفقــــــــــــــــــــــــــــــة3 الصالحة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

187 .إيجابية إلى السلبية اآلثار لتغيير الدعوية األساليب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .187 العاطفة. . . . . . . . . . . . . . . . . . إلثارة النداء - أسلوب1

. . . . . . . . . . . .187 الوصـــــــــــــــــــــــــــــية - أســـــــــــــــــــــــــــــلوب2

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 187

- أـســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلوب3األمر. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . .188 الراب<<<<<<<<<<<<<<<<<<ع: توجيه<<<<<<<<<<<<<<<<<<ات المطلب

189. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ربانية

الدنيا. . . . . . . . . . . . . . . . . . . الحياة زينة هم - األبناء1 . . . . . . . . . . .190

عن لإلنســان وملهــاة فتنة األبنــاء بــأن تعالى الله من - بيان2191دينه. . . . . . . . . . . . . . .

الله محبة على األوالد محبة مقد نلم بــــــالتربص - الوعيد3 سـبيله في - والجهـاد والسـالم الصـالة - عليه ورسوله تعالى

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 192

حي<<<<<<<<اة في البن<<<<<<<<ات الث<<<<<<<<اني: أثر المبحث193. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الداعية

في البن<<<ات لعالقة اإليجابية األول: اآلث<<ار المطلب 194. . . . . . . . . . . . . . . الداعية حياة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .تمهيد . . . . . . . . . .194

الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في 194. . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

؛واآلخـــرة الـــدنيا في منزلتها ورفع الداعية بنت - تكـــريم1194لوالدها. . . . . . . وإرضاء تكريما

ابنته. . . . . . . . . . . طريق من إال الداعية نسب - انقطاع2 . . . . . . . . . . . . .195

االعتــداءات آثــار من ومعالجته والدها الداعية بنت - تطبيب3196الدعوية. . . . . . . . . . .

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في197. . . . . . 0تعالى الله - رحمهم والتابعين

لله الــدعوة في الســلف لنعم الخلف الداعيــة: نعم - بنت1197تعالى. . . . . . . . . . . . . . . .

للحــديث وروايتهن واألمهــات اآلباء عن العلم البنات - وراثة2 197ونشره. . . . . . . . . . .

في البن<<ات لعالقة الس<<لبية الث<<اني: اآلث<<ار المطلب200. . . . . . . . . . . . . . . . الداعية حياة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .تمهيد. . . . . . . . . . 200

الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في200. . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

عن بهمهن إلشـــــــــــــغاله الداعية بنـــــــــــــات - تطليق1200الدعوة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــابتها ثم ،وإخافتها لترويعها الداعية بنت - مالحقة2 ــ إص تنكيال201بوالدها. . . . . . . . . . .

وجــده وشــدة لحزنه ســبب وضــعفها الداعية بنت - مــرض3202عليها. . . . . . . . . . . . . .

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في203. . . . . . . تعالى الله - رحمهم والتابعين

ــبيوت األصــيلة األسر على وتثقيفها البنت تعليم -اقتصار1 وال203الكبيرة. . . . . . . . . . . .

حقوقها ضـــياع وبـــدء ،للمـــرأة الجاهلية النظـــرة - عـــودة2203الشرعية. . . . . . . . . . . . . . .

الدعوية واألس<<<اليب الث<<<الث: الوس<<<ائل المطلب204. . . . . . . إيجابية إلى السلبية اآلثار لتغيير

أوال: الوس<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<ائل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الدعوية

. .204 آمن. . . . . . . . . . . . . . . مسلم بلد إلى الهجرة - وسيلة1

. . . . . . . . . . . . .204 لطلب النفـــوذ ويذ من بالصـــالحين االتصـــال - وســـيلة2

204حمايتهم. . . . . . . . . . . . . . . - وســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيلة3

القول. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .205

ثاني<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<ا: األس<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<اليب. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الدعوية

. .206 ال المـــــــــــــــــــــــــــداراة - أســـــــــــــــــــــــــــلوب1

المداهنــــــة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .206

واالنتباه. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ظالتيق - أسلوب2.. . . . . . . . . . .207

كظم - أســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلوب3ــظ. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. .الغ ي

208 الراب<<<<<<<<<<<<<<<<<<ع: توجيه<<<<<<<<<<<<<<<<<<ات المطلب

209. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. ربانيةف1 وأثـــــــره ،النســـــــاء لجنس القـــــــرآني - الوصـــــــ

209الدعوي. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــذكر أن حقيقة - إثبــــــات2 ــ ــ ــاألنثى ليس ال ــ ــ ــره ،ك ــ ــ وأث

210الدعوي. . . . . . . . . . . . . . . . . . وأثـــــره ،إليهن واإلحســـــان البنـــــات تربية أجر - تعظيم3

211الدعوي. . . . . . . . . . . . . . . . . .الداعية حياة في األخوة عالقة الرابع: أثر الفصل

. . . . . . . . . . . . . . . . . . .213 . .الداعية حياة في األخوة عالقة األول: أثر المبحث

. . . . . . . . . . . . . . . . . .214 ة لعالق<<ة األخ<<وة فيالمطلب األول: اآلثار اإليجابي

215 . . . . . . . . . . . . . . .حياة الداعية. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. تمهيد

. . . . . . . . . .215 الص<<<الة - عليهم واألنبي<<<اء سلالر حي<<<اة أوال: في215. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

في ووزير النبــــــــــــــــــــوة في شــــــــــــــــــــريك األخ215الرسالة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- عليهم الله - رض<<<وان حابةالص<<< حي<<<اة ثاني<<<ا: في 217 . . . . . . . تعالى الله - رحمهم والتابعين

والدعوة العلم في بعضا بعضهم مع وتعاونهم اإلخوة مشاركة217واالستشهاد. . . . . . والجهاد

في األخ<<وة لعالقة الس<<لبية الثاني: اآلث<<ار المطلب219. . . . . . . . . . . . . . . .الداعية حياة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. تمهيد. . . . . . . . . . .219

الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في219. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

عليه. . . ذلك وأثر ،الداعية أخيهم على وتآمرهم اإلخوة حسد .. . . . . . . . . . . . .219

اآلث<<ار لتغي<<ير واألس<<اليب الثالث: الوسائل المطلب221. . . . . . . . . . . . إيجابية إلى السلبية

أوال: الوس<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<ائل. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الدعوية

. . .221 كتابة - وـســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيلة1

الرسائل. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. .221ح الفــــــــــرص اغتنــــــــــام - وســــــــــيلة2 صــــــــــ للن

221والتوجيه. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــــــــــــــــــد3 - وســـــــــــــــــــيلة العفـــــــــــــــــــو عـن

ــدرة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .المق222

ثاني<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<ا: األس<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<اليب. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الدعوية

.. .222 العدل. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . - أسلوب1

. . . . .. . . . .222 - أـســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلوب2

الكتمان. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . .223

التحذير. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . - أسلوب3 . . . .. . . . . .224

. . . . . . . . . . . . . . ربانية الرابع: توجيهات المطلب . . . . . . . . . . . . . . .225

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. تمهيد. . . . . . . . . . .225

اســتحبوا إن تعالى الله دون من أولياء اإلخوة خاذات - تحريم1225اإليمان. . . . . . . على الكفر

ة جعل لمن تعــالى الله من صبالترب الوعيد -2 اإلخــوة محب سبيله. . . . . . . في والجهاد ورسوله الله محبة على مةمقد

. . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 226

ولرسوله. . . . . تعالى لله المحاربين اإلخوة مودة - تحريم3 . . . . . . . . . . . . . . . .228

حي<<<<اة في األخ<<<<وات عالقة الث<<<<اني: أثر المبحث228. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الداعية

في األخ<<وات لعالقة اإليجابية األول: اآلثار المطلب229. . . . . . . . . . . . . . الداعية حياة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. تمهيد . . . . . . . . . . 229

الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في229. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

ألخيها وحمايتها األخت رعاية229الداعية. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في230. . . . . . . تعالى الله - رحمهم والتابعين

الداعية. . . . . . . . . أخيها إسالم في اإليجابية األخت - أثر1 . . . . . . . . . . . . .230

أخته إلى القــرآن علــوم في السائلين الداعية األخ - إرسال2231الداعية. . . . . . . . . . . . .

في األخ<<وات لعالقة السلبية الثاني: اآلثار المطلب233. . . . . . . . . . . . . . الداعية حياة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تمهيد . . . . . . . . .233

الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في233. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في233. . . . . . . تعالى الله - رحمهم والتابعين

عاية المســـؤولية الداعية تحمل ــاة بعد ألخواته والر ،األب وفـ233. الحياة في حظه بعض من وحرمانه

ويةعالد واألس<<<اليب الث<<<الث: الوس<<<ائل المطلب235. . . . . . . إيجابية إلى ةالسلبي اآلثار لتغيير

أوال: الوس<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<ائل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الدعوية

. .235 الكتــــــــــــــــــــــــــــــاب - وســــــــــــــــــــــــــــــيلة1

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 235

الشـــــــــــــــــــــــــــــريط - وســـــــــــــــــــــــــــــيلة2. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

235 - وســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيلة3

المحاضرة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .236

الدعوية األس<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<اليب. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

236 التشبيه. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . - أسلوب1

. . . . .. . . . . .236 - أـســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلوب2

النصيحة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... . .237

والمصلحة الحاجة عند األقارب مع ولبالق ةدالش - أسلوب3238الراجحة. . . . . . . . . . .

الراب<<<<<<<<<<<<<<<<<<ع: توجيه<<<<<<<<<<<<<<<<<<ات المطلب240. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . انيةرب

في األق<<ارب ةعام مع العالقة الخامس: أثر الفصل242. . . . . . . . . . . . . . الداعية حياة

.الداعية حياة في العمومة عالقة األول: أثر المبحث.. . . . . . . . . . . . . . . . . . .243

في العمومة لعالقة اإليجابية األول: اآلث<<ار المطلب244. . . . . . . . . . . . . . .الداعية حياة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. تمهيد . . . . . . . . . .244

الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في244. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

ــالم1 ــبب الداعية عم - إس ــور س ــالم لظه ومنعة وقوته اإلس244أتباعه. . . . . . . . . . . . . .

كلــه. . . . . . . أمره في عليه واعتماده ،بعمه الداعية - ثقة2. . . . . . . . . . . . . . .245

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في246. . . . . . . تعالى الله - رحمهم والتابعين

ح خـــــــــــــــــــيره فيه لما أخيه البن العم نصـــــــــــــــــــ246وفالحه. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في العمومة لعالقة الس<<لبية الثاني: اآلثار المطلب248. . . . . . . . . . . . . . . الداعية حياة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. تمهيد. . . . . . . . . . .248

الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في248. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

رار1 ،دعوته في أخيه ابن محاربة على الداعية عم - إصــــــــ248فيها. . . . . . . . . . . . . وإيذائه

ا مات الذي هعم على الداعية - حزن2 الكفر. . . . على مصر . . . . . . . . . . . . . .250

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في251. . . . . . . تعالى الله - رحمهم والتابعين

ودعوته. . . . . إسالمه بسبب ؛الداعية أخيه البن العم تعذيب . . . . . . . . . . . . . .251

اآلث<<ار لتغي<<ير واألس<<اليب الثالث: الوسائل المطلب251. . . . . . . . . . . . إيجابية إلى السلبية

أوال: الوس<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<ائل. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الدعوية

. .251

- وســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيلة1الدرس. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..

. . . .251 الخطابة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . - وسيلة2

. . . . .. . . . . .251ـــــــــــــــــــــــــــــام - وســــــــــــــــــــــــــــــيلة3 إطـع

الطعام. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. ..253

ثاني<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<ا: األس<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<اليب . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الدعوية

.253 باألدلة االســــــــــــــــــــــتدالل - أســــــــــــــــــــــلوب1

253الشرعية. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . األمثال. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ضرب - أسلوب2

. . . . . . . . . .253 والجواب. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . السؤال - أسلوب3

. . . . . . . . . . .254 الراب<<<<<<<<<<<<<<<<<<ع: توجيه<<<<<<<<<<<<<<<<<<ات المطلب

255. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. ربانية الرحم. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . صلة - وجوب1

. .. . . . . . . .255 قطيعة تحــــــــــــــــــــريم -2

الرحم. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. .256

األقربين. . . . . . . . . . . . . شيرةالع بدعوة بالبدء - األمر3 . . . . . . . . . . . . .257

حي<<<<<<اة في الخؤولة عالقة الث<<<<<<اني: أثر المبحث259. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الداعية

المطلب األول: اآلثار اإليجابية لعالقة الخؤولة في260. . . . . . . . . . . . . . . حياة الداعية

سل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في الص<<<الة - عليهم والر260. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

ذلك وأثر ،الداعية أخته وأبن الخال بين ومتانتها العالقة حسن260عليهما. . . . . . . . . . . .

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في262. . . . . . . تعالى الله - رحمهم والتابعينــاب ــنين أم احتسـ ابن - على عنها الله - رضي ميمونة المؤمـ

فــراش - اعتزاله عنهما الله - رضي عبــاس بن عبدالله أختهاــائض. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . زوجه الحـ262

المطلب الثاني: اآلثار السلبية لعالقة الخؤولة في263. . . . . . . . . . . . . . . حياة الداعية

الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في263. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

- عليهم الله - رض<<<وان الص<<<حابة حي<<<اة ثاني<<<ا: في263. . . . . . ..تعالى الله - رحمهم والتابعين

ــفاعة ــالح عاءالشف ش الداعية وخالته الداعية بين العالقة إلص263عليها. . . . . . . . . . . يهلتعد

المطلب الثالث: الوسائل واألساليب لتغي<<ير اآلث<ار265. . . . . . . . . . . . السلبية إلى إيجابية

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الدعوية أوال: الوسائل . .. . . . . . . . . . .265

المـــــــــــــــــدعو تســـــــــــــــــلية - وســـــــــــــــــيلة1 ومباســــــــطته. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

265 به. . . . . . . التشهير وعدم ،المخطئ على الستر - وسيلة2

. . . . . . . . . . . . . . .265 ب. . . . . . . . . . . . . . . . .والنس بالجاه التأليف - وسيلة3

. . . . . . . . . . . .266 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الدعوية ثانيا: األساليب

.. . . . . . . . . . . .266 المعاتبة. . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . - أسلوب1

. . . . . .. . . . .266

- أـســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلوب2 االستشارة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . ..268 - أـســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلوب3

هة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .المواج .. . .269

. . . . . . . . . . . . . .المطلب الرابع: توجيهات ربانية . . . . . . . . . . . . . . .269

صـــلة:ومنها ،حرماته في تعـــالى الله أمر تعظيم -وجـــوب1269الرحم. . . . . . . . . . . . . . .

بر2 ريكف الخالة - الـــذنوب. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

271ــترغيب3 ــ ــ ــلة في -ال ــ ــ ــام ص ــ ــ ــير األرح ــ ــ ــائل بتكث ــ ــ فض

271الصلة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . حي<<اة في األق<<ارب باقي عالقة الثالث: أثر المبحث274. . . . . . . . . . . . . . . . الداعية

ب<<<<<<اقي لعالقة اإليجابية األول: اآلث<<<<<<ار المطلب275. . . . . . . . . . . . الداعية حياة في األقارب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. تمهيد . . . . . . . . . .275

الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في275. . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

لحمايته ســـبب قومه بين وتميزها الداعية عشـــيرة - مكانة1275والمعنوية. . . الحسية اعتداءاتهم من

الــدعوة. . . . في وتعاونهما النبوة في الخالة ابني -اشتراك2 .. . . . . . . . . . . . . . . .276

الدعوية أمــــــوره في عمه بــــــابن الداعية - اســــــتعانة3 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .277

ب<<<اقي لعالقة ةالس<<<لبي الث<<<اني: اآلث<<<ار المطلب278. . . . . . . . . . . . .الداعية حياة في األقارب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. تمهيد . . . . . . . . . .278

الص<<<الة - عليهم والرسل األنبي<<<اء حي<<<اة أوال: في278. . . . . . . . . . . . . . . . . والسالم

يرة - فقدان1 على الكــافر المأل لتســلط ســبب واألهل العشــ278الداعية. . . . . . . . . . . . . .

وبدعوته. . . . به وسخريته ،منه الداعية خال ابن - استهزاء2 . . . . . . . . . . . . . .279

اآلث<<ار لتغي<<ير واألس<<اليب الثالث: الوسائل المطلب281. . . . . . . . . . .. إيجابية إلى السلبية

أوال: الوس<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<ائل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الدعوية

. .280 ين. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الد قضاء - وسيلة1

. . .. . . . . . . .281 الخيري. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الوقف - وسيلة2

. . .. . . . . . . . .281 ر. . . . . . . . . . . . . .مؤث داعية أو داعية عالم - استضافة3

. . . . . .. . . . . . .281 ثاني<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<ا: األس<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<اليب

. . . . . . . . . 0. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .الدعوية. .281 - أـســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلوب1

المنــاظرة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..281

الحق. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . على الثبات - أسلوب2 . . . . . . . . . . .282

المستهزئين. . . . . . . . . . . . إلى االلتفات عدم - أسلوب3 . .. . . . . . . . . . . .283

. . . . . . . . . . . . . .المطلب الرابع: توجيهات ربانية . . . . . . . . . . . . . . .284

- في وســلم عليه الله - صــلى الله برسول يالتأس -وجوب1284شيء. . . . . . . . . . . كل

على الله إلى الـــــــــــــدعوة - وجـــــــــــــوب2 285بصيرة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوب3 الخلق بحسن التحلي -وـج286والتقوى. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــائج نـت البحث. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. .

. . . . . .288 التوصيات. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. .. . . . . . . .291الخاتمة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..

. . . . . . . . . .292الفهارس. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . .293ـــــــــــــــــــــــات - فهــــــــــــــــــــــــرس1 القرآنية اآلـي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .294 النبوية. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . األحاديث - فهرس2

. . . . . . . . . .304 تــــــــــــــــــــــــــــــراجم - فهــــــــــــــــــــــــــــــرس3

األعالم. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .312

المصــــــــــــــــــــــــــــادر - فهــــــــــــــــــــــــــــرس4 والمراجع. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

317ـــــــــــــــــــــــــرس5 الموضــــــــــــــــــــــــــوعات - فـه

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .323