arts 2012 journal

164

Upload: independent

Post on 07-Feb-2023

2 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

1

اإلصدار: العدد الثالث 2012محقوق الطبع 2012 – محفوظة لجامعة السلطان قابوس - مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية

االشتراكات السنوية 15 رياال داخل عمان و50 دوالرا أمريكيا للمشتركين من خارج عمان .العنوان:مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية – كلية اآلداب والعلوم االجتماعية – جامعة السلطان قابوس

ص.ب 42، الخوض 123سلطنة عمان [email protected] :العنوان االلكتروني

[email protected]

الفاكس:24143212) 968+(

طبعت بمطبعة جامعة السلطان قابوس

مجلس النشر العلميعامر بن علي الرواس

رئيسا

ريجنالد فيكتورلمك بن محمد اللمكيمحمد نجيب الصرايرةماهر محمد أبو هالل

خالد داييوجين جونسون

صباح بنت أحمد السليمانجمال بن خالد الغيالني

رئيس هيئة التحريرمحمد نجيب الصرايرة

المحررونعبد الرحمن صوفي عثمان

الحواس مسعوديسالمة النعيمات

سالم بن مبارك الحتروشي

المحررون المشاركون:عبدالجبار محمد الشرفي محمد بن ناصر الصقري

محمد العمراوي ناصر بن سعيد الجهوري

علي بن سالم الزفيتي

هيئة المستشارين العلميةاحمد كشك

كلية دار العلوم - جامعة القاهرة - مصر

احمد عمر الزويلعيالعربية المملكة – سعود الملك –جامعة اآلداب كلية

السعودية

أدريان روسكوقسم اللغة اإلنجليزية – كلية اآلداب والعلوم االجتماعية –

جامعة السلطان قابوس

صالح أبو أصبعكلية اآلداب والفنون – األردن

فؤاد إبراهيمقسم الجغرافيا جامعة بايرويت – ألمانيا

وحيد قدورهالمعهد األعلى للتوثيق – تونس

االشراف الفني والتصميم:محمد بن عبداهلل الزيدي

المنسقة االدارية:أميرة حسن أحمد

2

مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية

3

قواعد النشرتطوير في تساهم التي والجادة األصيلة البحوث المجلة تقبل

المعرفة في مجاالت العلوم اإلنسانية واالجتماعية باللغتين العربية واإلنجليزية، وكذلك تقبل عروض الكتب العلمية الحديثة. ويشترط أال يكون البحث المقدم قد نشر سابقا أو مقدما للنشر في أي مكان البحوث وتخضع بذلك. كتابيا إقرارا الباحث يقدم أن على آخر، للتحكيم العلمي، ويبلغ الباحث بقرار هيئة التحرير وبنتيجة التحكيم.

وال تلتزم المجلة بإعادة البحوث غير المنشورة إلى أصحابها.

ملف شكل على أو مضغوط قرص على مطبوعة، البحوث تقدم أو صفحة 40 عن الصفحات عدد يزيد ال أن ويجب إلكتروني. )8000( كلمة، بما في ذلك الخرائط واألشكال التوضيحية، وتكون

المسافة مزدوجة في النصوص.

بما واإلنجليزية العربية باللغتين لبحثه مستخلصا الباحث يرفق ال يتجاوز صفحة واحدة من )200( كلمة، ويذيل هذا المستخلص التي المواضيع أهم تبرز مفتاحية، كلمات يزيد عن خمس ال بما يتطرق إليها البحث. ويراعى أن تحتوي الصفحة األولى من البحث على عنوان البحث واسم الباحث، والجامعة أو المؤسسة األكاديمية،

وعنوان البريد والبريد اإللكتروني، وأرقام الفاكس والتلفون.

ينبغي أن تكون الصور واألشكال التوضيحية ذات جوده عالية.

يشار إلى جميع المراجع في متن البحث على النحو التالي: )الزين، مثال: الصفحات(، أو الصفحة النشر: سنة العائلة، )اسم

)95-94 :2002

قائمة تحتوى ال أن على هجائيا البحث نهاية في المراجع ترتب المراجع إال على تلك التي تمت اإلشارة إليها في متن البحث ووفقا

للنظام اآلتي:

الكتب: اسم العائلة، االسم األول، سنة النشر، عنوان الكتاب، دار النشر، مكان النشر.

وبالد عمان بين الحضاري التواصل ،2000 إبراهيم، بوتشيش، المغرب، جامعة السلطان قابوس، مسقط.

الكتب المحررة: اسم العائلة، االسم األول، سنة النشر، اسم المحرر، اسم الكتاب، صفحات المقال أو البحث، ،« البحث، مكان النشر.

نصير، يسن، 2005، نحو وعي الواقع، المحرر: حسن ناجى، سليمان األذرعي، الصفحات 54-59، دار اليازوري، األردن.

فصل أو دراسة مضمنة في كتاب محرر: اسم العائلة، االسم األول، سنة النشر،« عنوان البحث » اسم المحرر، عنوان الكتاب، صفحات

الفصل، مكان النشر.بين والتواصل االتصال رسائل ،2001 القاسم، أبو اهلل، سعد

المسلمين، المحرر فاروق عمر فوزي، المدخل إلى التاريخ اإلسالمي، 633 – 687، المملكة األردنية الهاشمية.

الدوريات: اسم العائلة، االسم األول، سنة النشر، »عنوان المقال«، اسم الدورية، العدد، الصفحات.

السودان، في العثمانية اآلثار ،2002 صغيرون، انتصار الزين، أدوماتو، العدد الثامن، الصفحات 89 – 102.

السنة،« عنوان األول، االسم العائلة، اسم المنشورة: غبر األعمال الرسالة»، نوع الرسالة، الجامعة أو المؤسسة، البلد.

العبري، خالد عبد اهلل، 2002، الظواهر الصوتية في لهجة الحمراء، دراسة وصفية تحليلية، رسالة ماجستير في اآلداب، جامعة السلطان

قابوس، سلطنة عمان.

الكتب المترجمة: اسم العائلة )المؤلف(، االسم األول، سنة النشر، العنوان، اسم المترجم )سنة نشر الترجمة( دار النشر، مكان النشر.

دوستال، والتر، 1981، مالمح من الثقافة التقليدية، ترجمة: يوسف المملكة التراث، الراشد، 2002، العزيز مختار األمين ومحمد عبد

العربية السعودية.

تحديث أو النشر )تاريخ التاريخ المؤلف، اسم اإلنترنت: مصادر الموقع أو تاريخ استرجاع الموقع(، العنوان أو وصف الوثيقة، العنوان الكامل للعمل )يكتب بخطوط مائلة(، معلومات أخرى )رقم المجلد،

أرقام الصفحات(، تاريخ االسترجاع، عنوان الموقع اإللكتروني.

جميع الحقوق محفوظة للناشر. كما يحق للمجلة إعادة نشر البحث كامال أو جزءا منه وترجمته ألي لغة دون استئذان الباحث.

عن بالضرورة تعبر وال أصحابها رأي عن المنشورة البحوث تعبر وجهة نظر المجلة.

تضمن الذي المجلة عدد من نسخ خمس للباحث المجلة ترسل بحثه.

المراسالت:مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية

رئيس التحريركلية اآلداب والعلوم االجتماعية

جامعة السلطان قابوس123 الخوض ص ب 42

سلطنة عمان[email protected] :بريد إليكتروني

[email protected]فاكس: 0096824143258

4

5

بين النظرية والتطبيق

راشد بن حمد البلوشي خالد بن أحمد الشعيبي

أستاذ مساعدجامعة السلطان قابوس

كلية الحقوق[email protected]

باحثشرطة عمان السلطانية

جامعة السلطان قابوسمجلة اآلداب والعلوم االجتماعية

Sultan Qaboos University Journal of Arts & Social Science

6

راشد بن حمد البلوشي خالد بن احمد الشعيبي

Rashid Hamed Al Balushi Khalid Ahmed Al Shoaibi

PRECAUTIONARY MEASURES IN OMANI PENAL LEGISLATION – THEORY AND PRACTICE

Abstract:Punishment is considered a very old penal procedure and it is implemented widely across the globe. The modern theory in the studies of criminal penalty has changed due to the implementation of precautionary measures which plays an important part in the present criminal legislations, whether it is for the replacement of punishment or its implementation in case of loss of responsibility due to mental disease or minor age. This research discusses and explains the precautionary measures in the Omani legislation – theory and implementation through the identification of precautionary measures, its characteristics or features and conditions of implementation are discussed in the first part and in its second part, the situation of the Omani penal legislation towards the precautionary measures is discussed. Moreover, the research adobts the analysis methods by referring to the legal expression, analyzing it and finding its origin and legal content.

Keywords: Sultanate of Oman, Precautionary Measures, Punishment, Penal Law

مستخلص:تعتبر العقوبة من أقدم صور الجزاء الجنائي وأكثرها انتشارا وتطبيقا، إال أن النظرة الحديثة في مجال الدراسات الجنائية للعقوبة قد تغيرت إذ ظهرت التدابير االحترازية واحتلت مكانة بارزة في التشريعات الجنائية المعاصرة، سواء من حيث حلولها محل العقوبة أو تطبيقها في حالة امتناع المسؤولية الجنائية بسبب الجنون أو صغر السن. يتعرض هذا البحث في شقه األول إلى موضوع” التدابير االحترازية في التشريع العماني بين النظرية والتطبيق” من خالل التعريف بالتدابير االحترازية وخصائصها وشروط إنزالها. أما الشق الثاني فيتعرض إلى موقف التشريع الجزائي العماني من نظام التدابير االحترازية. اعتمد البحث المنهج التحليلي المتمثل في الرجوع

إلى النصوص القانونية وتحليلها وتأصيلها واستخالص مضمونها القانوني.

الكلمات الدالة: سلطنة عمان، التدابير االحترازية، العقوبة، القانون الجزائي.

بين النظرية والتطبيق

7

راشد بن حمد البلوشي خالد بن احمد الشعيبي

بسم اهلل الرمحن الرحيمفأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث يف األرض كذلك

يضرب اهلل األمثال.صدق اهلل العظيم

)سورة الرعد، اآلية 17(

مقـدمـة لقد تغيرت النظرة الحديثة في مجال الدراسات الجنائية للجزاء الجنائي؛ إذ لم تعد العقوبة هي الصورة الوحيدة للجزاء الجنائي ثانية صورة أضيفت بل الزمن، من طويلة لفترة كانت كما اكتسبت أهمية بالغة في مجال الدراسات الجنائية الحديثة وفي الكفاح ضد اإلجرام. تتمثل هذه الصورة في التدابير االحترازية بكل االستعانة من غنى لها ليس العقابية السياسة إن حيث من العقوبة والتدابير االحترازية كصورتين لرد الفعل االجتماعي إزاء الجاني وذلك ألن كال منهما يكمل اآلخر كما أن لكل واحدة منهما مجالها الخاص الذي تعجز عن تحقيقه األخرى في الوقت الذي تتقارب فيه األحكام القانونية التي يخضع لها كل منهما

في مواضع وتتباعد في اخرى )بالل،1995: 75(.الجنائي الجزاء وأقدم صور أعرق العقوبة تمثل أن كانت فبعد واحتلت االحترازية التدابير ظهرت وتطبيقا، انتشارا وأكثرها مكانة بارزة في التشريعات الجنائية المعاصرة، وذلك باعتبارها سالحا مهما في مواجهة الخطورة اإلجرامية، سواء تم استخدامها تطبيق فيها يمكن ال التي الحاالت في العقوبة محل لتحل الجنائية بسبب المسؤولية امتناع األخيرة كما في حاالت هذه الجنون أو عاهة العقل أو بسبب صغر السن، أو اتخذت كصورة غير األخيرة هذه فيها تبدو التي الحاالت في العقوبة لتدعيم كافية للقضاء على ظاهرة العودـ التكرارـ إلى الجريمة ومواجهة الخطورة اإلجرامية الكامنة في شخصية بعض المجرمين، كما و الخطرين والمجرمين الشواذ للمجرمين بالنسبة األمر هو

المعتادين على اإلجرام.هذا ولقد عرفت التدابير االحترازية منذ أواخر القرون الوسطى كإجراءات متفرقة ال تخضع لنظرية عامة حيث وجدت عدة أنواع منها ذات طابع إداري كحالة إيداع المجنون في محل معد لذلك بعض من والحرمان كالمصادرة تكميلية أو تبعية عقوبات أو

الحقوق والمزايا.معالم إرساء في الوضعية المدرسة إلى يعود الفضل أن إال عامة نظرية في الجنائي بالطابع وإسباغها االحترازية التدابير وبينت عناصرها وحددت التدابير تلك أسس فيها وضعت معالمها. ويمكن القول بأن تأصيل المدرسة الوضعية لنظرية

المتمثلة في أفكارها و يتفق التدابير على أساس منهج علمي فكرة أي األخالقية والمسئولية االختيار حرية بمبدأ أخذها القائمة االجتماعية المسئولية بمبدأ و مقوماتها بكل العدالة المجرم شخص في الكامنة اإلجرامية الخطورة أساس على

)حسني، 1982: 936(.بضرورة المناداة إلى الوضعية المدرسة انصار دفع ما ولعل إحالل التدابير االحترازية محل العقوبة هو قصور هذه األخيرة عن تحقيق الدفاع االجتماعي ضد الحاالت الخطرة؛ ففي البداية قوبلت هذه األفكار وهذا النداء بنوع من االستنكار إال أن التجربة كشفت عما لهذه التدابير من دور ال يسع العقوبة بمفردها القيام التدابير على نحو به فتقبلت بعض التشريعات صورا من هذه يختلف من حيث المدى والتأصيل. وقد كان من أولى محاوالت إدخال التدابير االحترازية في التشريع الوضعي محاولة” لوكيني” ولكنها منذ1889، الصادر اإليطالي العقوبات قانون واضع لوكيني احتفظ حيث الصراحة بعض ينقصها محاولة كانت الجادة الصريحة المحاولة تعد ولذلك “العقوبة”. بمسمى العقوبات لقانون مشروعا وضع الذي “شتوس” محاولة هي مكانها االحترازية التدابير فيه اتخذت سنة1893 السويسري كنظام قانوني مستقل إلى جانب العقوبات. وهذا المشروع هو النموذج الذي نهجته أغلب التشريعات الحديثة )حسني، 1982:

.)1025هذا وبالرغم من أن العقوبة و التدابير االحترازية هما األساس يختلف منهما أن كال إال الجنائي الجزاء فكرة عليه تقوم الذي تقوم الذي األساس أن نجد حيث عدة، نقاط في اآلخر عن االختيار حرية على القائم األخالقي األساس هو العقوبة عليه وحرية اإلدراك أو بالتمييز يتمتع الجاني أن يفترض وذلك االختيار، وهو بارتكابه الجريمة يقوم بالخطأ من جانبه وبالتالي يستحق العقوبة. ما التدابير االحترازية فإن أساسها هو الخطورة إما تثبت التي الخطورة تلك للفرد، االجتماعية أو اإلجرامية باحتمال تنبي او تنذر حاله في بالتواجد وإما جريمة بارتكاب والجريمة التشرد حاالت مثل المستقبل في جريمة ارتكاب

المستحيلة )الجوهري، 1997: 537(.أما من حيث سبب توقيع كل منها نجد أن سبب توقيع العقوبة قاعدة مخالفا الجريمة بارتكابه الجاني ارتكبه الذي الخطأ هو القانون لهذا تأكيدا هنا العقوبة توقيع يعتبر وبذلك قانونية الذي يحظر الجرائم، أما التدابير االحترازية فإن سبب تطبيقها الجاني وإنما توافر الخطورة اإلجرامية لديه، ليس خطأ ارتكبه :2003 خطوة، )أبو الخطورة على القضاء هو منها والهدف

.)828في يتمثل العقوبة جوهر فان منها، كل مضمون حيث من و

8

حق وسلب تقييد طريق عن بالجاني إنزاله المقصود اإليالم يجب العقوبة فأن ولذلك جزئيا، أو كليا الجوهرية حقوقه من أن تتصف بالتناسب مع جسامة األضرار التي ترتبت عن الجريمة فهي االحترازية التدابير أما الجاني. خطورة مدى مع وكذلك نوعا تضمنت وإن عالجية تأهيلية إصالحية تهذيبية إجراءات من تقييد الحرية إال أن ذلك ليس مقصودا لذاته كما هو الحال مع االحترازية التدابير تتناسب أن يجب ولذلك العقوبة، في

.)Robinson, 1993:693( الخطورة اإلجرامية فقطوفيما يتعلق باألغراض منها كلها نجد أن الهدف من العقوبة وتحقيق المجتمع أفراد باقي بتخويف العام الردع تحقيق هو إجراء محاكمة قانونية ونزيهة يصدر خاللها العدالة من خالل حكم جزائي، وأيضا تحقيق الردع الخاص من خالل إعادة تأهيله اجتماعيا حتى ال يعود الرتكاب الجريمة. أما التدابير االحترازية الخطورة واستئصال الشخص عالج هو الوحيد غرضها فإن المستقبل في جرائم ارتكاب على يقدم ال حتى اإلجرامية

)حسني، 1982: 137(.أما من حيث حجية الشيء المحكوم به، فإن الحكم يحدد العقوبة نوعا ومقدارا وبالتالي متى أصبح هذا الحكم نهائيا أو باتا فال أو تشديد تخفيفه أو عنه العدول ذلك بعد المحكمة تستطيع العقوبة كما أن السلطة التنفيذية تلتزم به وال تستطيع التغيير الشرطي. باإلفراج اإلخالل تنفيذه مع عدم االمتناع عن أو فيه أما التدابير االحترازية فيجوز تعديلها أو تغييرها بعد الحكم بها وذلك الرتباطها بالخطورة اإلجرامية وبالتالي يجوز تعديلها او )سالمة، اإلجرامية والخطورة تناسبها عدم ثبت متى إلغائها

.)335 :1979حيث من العقوبة عن يختلف التدبير فإن ذلك الى باإلضافة تحديد مدة كل منها، ذلك أن العقوبة يتم تحديدها في الحكم ماديا الجريمة مع متناسبة معه تكون نحو على ومقدارا نوعا وشخصيا أي أن العقوبة تكون محددة المدة سلفا في الحكم، أما التدبير االحترازي على عكس العقوبة فال يمكن تحديد مدتها مقدما أي لحظة الحكم به وذلك ألن طبيعة التدابير االحترازية تحول دون إمكانية تحديد مدتها إذ إن التدبير االحترازي يهدف إلى عالج الخطورة اإلجرامية وبالتالي مدتها قد تزيد وقد تنقص احترازية عالجية وذلك الجاني كما أن هناك تدابير وفقا لحالة األمر عقلية، أو أو عصبية نفسية بأمراض للمصابين بالنسبة مدة المشرع سلفا لها يحدد أن المعقول غير يجعل من الذي

محددة )سالمة، 1979: 235(.عدم خضوعه حيث من يختلف االحترازي التدبير فإن اخيرا و لبعض األحكام التي تخضع لها العقوبة، والمتمثلة في إمكانية إال تنفيذها إمكانية وعدم عدمه، من رجعي بأثر التطبيق

منهما، كل انقضاء وإلى باتا، أو نهائيا الحكم يصبح أن بعد ومدى خضوع كل منهما للظروف المخففة و المشددة واألعذار )عارف،1976 منهما كل تنفيذ وقف إمكانية ومدى المعفية،

.)186:

صعوبات البحث: ويمكن إجمال الصعوبات التي واجهت الباحثين في إعداد هذا

البحث في اآلتي:الموضوع . 1 هذا في تبحث التي المتخصصة المراجع ندرة

بصفة مستقلة وبصورة مباشرة وصريحة؛ فقد وجدت هذا الموضوع متناثرا في المراجع التي تناولته بشكل عام شأنه

شأن أي موضوع آخر احتوته هذه المراجع.عدم وجود كتابات قانونية تتناول بالشرح والتفصيل قانون . 2

القانونية له؛ فالمكتبة المكملة العماني والقوانين الجزاء الكتابات من النوع هذا فيها ويندر تخلو تكاد العمانية

المتخصصة.ندرة األحكام والقرارات القضائية العمانية التي من شأنها . 3

أن تثري موضوع البحث.حداثة الموضوع النسبية وأهميته، والصعوبات التي تثيرها . 4

المعالجة القانونية لمشاكل التدابير االحترازية، السيما ما في والتدابير العقوبة بين الفاصلة الحدود برسم يتعلق

كثير من األحيان.

تحديد المشكلة:تباينت التشريعات الجنائية واختلفت فيما بينها في األخذ بنظام جانب إلى النظام هذا اعتمد من فمنها االحترازية، التدابير بها أخذ من ومنها فيه، لبس ال بشكل صريح وذلك العقوبة في صورة اكتنفها الغموض واإلبهام وتحت مسميات مختلفة، كما أن بعضها - ممن أخذ بالنظام - أجاز الجمع بين العقوبة والتدبير ومنها من لم يجزه، فإلى أي الفريقين ينتمي تشريعنا ؟

أهمية البحث:الذي السالح بوصفه االحترازية التدابير دراسة أهمية تتجلى مواجهة في اعتماده بضرورة الحديث العقابي االتجاه ينادي العقوبة وحصره في الجريمة، مما يعني تضييق نطاق تطبيق

مجاالت تحقيق بعض أغراض الجزاء الجنائي.بحثها ومحاولة االحترازية التدابير لدراسة يدفعنا الذي األمر في أطار الجزاء الجنائي كما تحدده النصوص القانونية الواردة في الموضوع هذا معالجة إلى وسنعمد العماني، التشريع في

إطار طرح المشكلة من وجهة نظر الفقه والتشريع والقضاء.

9

راشد بن حمد البلوشي خالد بن احمد الشعيبي

الغرض من البحث :أهمية إلى الموضوع، هذا لدراسة الواقع في اختيارنا يرجع وعدم وغموض جانب، من االحترازية التدابير نظام وحداثة النظام األخذ بهذا العماني في الجزائي المشرع وضوح موقف العمانية القانونية المكتبة الى حاجة آخر، باإلضافة من جانب لهذا النوع من الكتابات المتخصصة، األمر الذي شجع الباحثين

على السعي إلى إضافة شيء ولو يسير إلى هذه المكتبـة.

منهج البحث:الجزائي التشريع في االحترازية )التدابير البحث حرص لقد فكانت علميا، نهجا ينهج أن والتطبيق( النظرية بين العماني غاية البحث هي الرجوع إلى النصوص القانونية التي تعين على البحث، ثم تحليلها وتأصيلها واستخالص مضمونها، اداء هذا المنهج جانب إلى الوصفي األسلوب البحث اعتمد فقد لذلك التحليلي، وقد حرص الباحثان على التدرج في تبويب هذا البحث

وتصنيفه بحيث يكون مترابطا ومتسلسال في فكرته.

خطـة البحـث:انطالقا من العنوان الذي تم اختياره كموضوع للبحث، واتساقا مع كل ما تقدم فان خطة البحث تشتمل على مبحثين، يتلوهما

خاتمة تتضمن النتائج والتوصيات، وذلك على النحو التالي: االحترازية بالتدابير للتعريف سنخصصه األول: المبحث االحترازية التدابير أنواع خالله من نستعرض ثم وخصائصها

وشروط إنزالها. أما المبحث الثاني: سنتناول فيه موقف التشريع الجزائي العماني

من نظام التدابير االحترازية.

1. التعريف بالتدابير االحترازية وخصائصها وشروط إنزالها

يقتضي التعريف بالتدابير االحترازية إيضاح ماهيتها أوال كصورة أساسية من صور الجزاء الجنائي إلى جانب العقوبة وثانيا معرفة أنواعها إلى باإلضافة ذاتيتها تبرز التي وخصائصها سماتها

وشروط إنزالها.

1:1 تعريف التدابير االحترازية تعددت وتشابهت التعريفات التي أوردها فقهاء القانون بهدف اشتراك لوحظ وقد االحترازية، التدابير مضمون استجالء جميع التعريفات في إبراز السمات العامة لهذه التدابير، إال أن ما ذهب تعبيرا هو وأدقها المعنى في التعريفات أبسط هذه

اإلجراءات من “مجموعة بأنها االحترازية التدابير تعريف إلى القضاء؛ ويوقعها القانون، يقررها التي القسرية الفردية مرتكب شخصية في الكامنة اإلجرامية الخطورة لمواجهة )قرني، الخطورة” هذه من المجتمع حماية بهدف الجريمة،

.)273 :2006من “مجموعة أنها كذلك االحترازية التدابير تعريفات ومن شخص في الكامنة اإلجرامية الخطورة تواجه التي اإلجراءات مرتكب الجريمة، والهادفة إلى تخليص الشخص منها وحماية المجتمع عن طريق منع المجرم من العودة إلى ارتكاب جرائم

جديدة” )عبدالمنعم،2005: 504(.اإلجراءات من مجموعة عن عبارة بأنها تعريفها يمكن كما خطورتهم تثبت الذين األشخاص مواجهة في تتخذ التي دفاعا المستقبل؛ في الجرائم ارتكاب من لمنعهم اإلجرامية عن المجتمع من الظاهرة اإلجرامية )الجوهري،1997 : 533(.

بين األساسي الفارق جلي وبشكل التعريفات هذه لنا تبرز الوثيق االرتباط يتجلى فبينما والعقوبة، االحترازية التدابير إجراء كونه اإلجرامية؛ والخطورة االحترازي التدبير بين وحلت، كانت أينما الخطورة هذه وصد مواجهة على يعمل وبالتالي خطيئة، يواجه جزاء تكون أن تعدو ال العقوبة فإن لديه توافرت إذا إال اإلجرامي الفعل بمرتكب تلحق ال فهي إليه الخطيئة نسبة يمكن بتوافرها إذ الجزائية، األهلية يواجه إجراء االحترازي فهو التدبير أما العقوبة بحقه، وتوقيع انتفت شخص في كامنة كانت ولو حتى اإلجرامية، الخطورة المجنون(. أو المميز غير )كالصغير الجزائية المسؤولية عنه فأمثال هؤالء ال يجوز توقيع العقوبة بحقهم النتفاء أحد أركان توقيعها، وهو ركن المسؤولية الجزائية، أو بمعنى آخر النعدام التمييز أو اإلدراك أو االختيار لديهم، وإن كانت المصلحة العامة فكرة هنا جاءت المجتمع من خطورتهم، ومن تقتضي حماية العقوبة العقوبة ولتحل محل لتعالج قصور االحترازية التدابير في المجال والنطاق الذي ال يجوز أن تمتد إليه أو تسري عليه

)عبدالستار،1985 : 252(.العقوبة جوار إلى التدابير تطبيق الحاالت بعض في ويمكن الشواذ للمجرمين بالنسبة الحال هو كما ـ جنب إلى جنبا ـ الجزائية، للمسؤولية أهال يكونون فهؤالء اإلجرام. ومعتادي مواجهة في تقصر أنها إال المقررة، العقوبة عليهم وتوقع عندها االحترازية التدابير فتتدخل اإلجرامية، خطورتهم وتقوم عندئذ بتولي أمر هذه الخطورة بالقضاء عليها وحماية

المجتمع من تهديدها له )عقيدة، 1999 : 172(.تؤديه أن يمكن الذي الفاعل الدور لنا يتضح تقدم مما التدابير االحترازية، حيث ال يجوز توقيع العقوبة، وحيثما تبدو

10

أمن تهدد إجرامية خطورة لمواجهة كافية غير األخيرة هذه المجتمع واستقراره وطمأنينته.

1 : 2 خصائص التدابير االحترازية تتميز التدابير االحترازية بوصفها الصورة الثانية للجزاء الجنائي العقوبة من مقابل في ذاتيتها وتبرز تميزها بعدة خصائص من الجريمة من الوقائية اإلجراءات بعض مقابل وفي جهة،

جهة أخرى1، ويمكن إجمال هذه الخصائص في النقاط التالية:

1 :2 :1 خضوع التدابير االحترازية لمبدأ الشرعية:فال تدابير احترازية بغير نص2، وذلك باعتبارها مساسا بالحرية الفردية، لذلك فإنه ينبغي تحديد أنواعها، وبيان الحاالت التي وحماية لصيانة مهمة كضمانة المشرع بمعرفة فيها تطبق الحريات الفردية، وقد ورد النص بشكل ضمني على هذا المبدأ في المادة )14( من قانون مساءلة األحداث رقم 30 /2008م على “تطبق في شأن األحداث الخاضعين لهذا القانون، التدابير ألحكامه” وفقا الفصل هذا في عليها المنصوص والعقوبات )قانون مساءلة األحداث رقم 30 لسنة 2008(، كما نص عليه منه الثانية عشرة المادة في اللبناني العقوبات قانون صراحة إال في أو تدبير إصالحي احترازي بأي تدبير بالقول “ال يقضي العقوبات )قانون القانون” عليها نص التي واألحوال الشروط

اللبناني، 1943(.وإن الخاصية، العقوبة في هذه مع االحترازية التدابير وتلتقي كانت أغلب التشريعات الجزائية قد دأبت على إعطاء القاضي في حالة التدبير سلطة تقديرية أكبر وأوسع منها في حالة العقوبة، بشكل شخصيته ودراسة المجرم حالة تحديد العتبارات وفقا متكامل ومن ثم اختيار التدبير المالئم وفق قائمة التدابير التي بينها من األنجع اختيار حرية للقاضي وترك المشرع حددها

)قرني، 2006 : 237(.

1 :2 :2 صدور التدابير االحترازية بحكم قضائي:فال االحترازية، للتدابير والتهذيبي العالجي المضمون فبرغم واختصاص، والية ذات قضائية جهة من إال توقيعها يجوز فالقضاء وحده هو الذي يتفرد بإنزال هذه التدابير متى ما توافرت شروطها، وبذلك فال يجوز ألي سلطة إدارية أو تنفيذية أن تحكم على شخص بتدبير احترازي مهما كشفت شخصيته عن خطورة الفردية للحريات الخصيصة ضمانة مهمة وتمثل هذه كامنة،

التنفيذية وحقوق األفراد في مواجهة احتمالية تعسف السلطة )عبدالمنعم، 2005 : 506(.

إال أن هذا ال يعني عدم صدور تدابير من خالل الجهات اإلدارية، حيث إن الواقع العملي يعترف ببعض التطبيقات لتدابير احترازية تصدر من خالل قنوات إدارية دون إشراف القضاء )بالل، 1995 : 67(، وخير مثال لذلك ما جرى عليه العمل من إبعاد األجانب للشرطة العام المفتش من بقرار وذلك السلطنة، أراضي عن إدارية قرارات بموجب وذلك القيادة رخص وسحب والجمارك

صادرة عن الشرطة.

1 :2 :3 عدم تحديد مدة التدابير االحترازية:إذ إن المراد بها هو مواجهة الخطورة اإلجرامية، وهذه الخطورة لعالجها الكافية المدة تحديد الحكم- صدور -وقت يتعذر يفترض االحترازي التدبير مدة فإن ثم ومن عليها. والقضاء أن ترتبط بالخطورة اإلجرامية، التي يتقرر التدبير لمواجهتها، التدبير أال ينقضي قبل زوالها بالقضاء عليها، ويختلف وينبغي وأغراضها طبيعتها تقتضي التي العقوبة، عن الشأن هذا في : 1993 )أبوشادي، دقيق نحو على مدتها تحديد األساسية

.)140

1 :2 :4 الطابع القسري للتدابير االحترازية:مكافحة في المجتمع يستعمله سالحا باعتباره وذلك العديد من صور أن فبالرغم من .)53 : اإلجرام)بالل، 1995 فإن إصالحية، أساليب أو عالجية تدابير في تتمثل التدابير توقيعها ال يكون رهن رضا الشخص وقبوله أو خاضعا لمشيئته، بمعنى أنها تطبق في مواجهته بصرف النظر عن قبوله أو رفضه جاز اإلجرامية الخطورة توافرت فمتى بيده، ليس فالخيار لها، رغبات على التوقف دون ويجتثها يواجهها أن للمجتمع حينها

وأهواء من تطبق عليه هذه التدابير.

1 :2 :5 تجرد التدابير االحترازية من البعد األخالقي:في المجتمع عن للدفاع أسلوبا تمثل االحترازية فالتدابير مواجهة األشخاص الذين يشكلون خطورة إجرامية بصرف النظر عن مدى اعتبارهم مسؤولين مسؤولية خلقية و جزائية – تبعا لذلك - فإن التدابير االحترازية يمكن توقيعها على أشخاص ال يتصور قيام مسؤوليتهم القانونية كالمجانين والمختلين نفسيا

وهي إجراءات وتدابير تتخذ للوقاية االجتماعية العامة من الجريمة تتم من خالل تقديم مساعدات ورعاية خاصة، يطلبها الشخص ويرغب في االستفادة . 1منها.

لقد أكدت المادة الثانية عشرة من قانون العقوبات اللبناني على مبدأ شرعية التدابير االحترازية، إذ قضت بأن “ال يقضي بأي تدبير احترازي أو تدبير . 2إصالحي إال في الشروط واألحوال التي نص عليها القانون”.

11

راشد بن حمد البلوشي خالد بن احمد الشعيبي

التمييز القدرة على لديهم أو تقل تنعدم والصغار، فهؤالء قد أو ملكة اإلدراك، ورغم ذلك توقع عليهم التدابير التي ال تكافئ ولمنع حماية، وسيلة هي ما بقدر لوم، عن تعبر وال خطيئة،

.)Walker, 1966 : 25( ارتكاب جرائم في المستقبل

1 :2 :6 ضرورة إجراء فحص شامل ودقيق لشخصية المحكوم عليه:

إجراء بالتدبير، يجب الحكم الجريمة وقبل صدور ارتكاب بعد هذا ويشمل عليه، المحكوم لشخص ودقيق شامل فحص والنفسية، الطبية والعوامل الشخصية، الجوانب كافة الفحص القاضي يتمكن حتى عليه، للمحكوم االجتماعية والظروف قانون أوكل وقد ومداها. اإلجرامية خطورته نوع تقدير من الفقرة للمادة )5( المهمة وفقا العماني هذه مساءلة األحداث )ج( للمراقب االجتماعي، بحيث يقوم بما يلزم لتنفيذ متطلبات

البحث االجتماعي.

1 :3 أنواع التدابير االحترازيةإلى بالنظر سواء أنواع، عدة إلى التدابير تقسيمات تتعدد موضوعها أو محلها، أو من حيث الهدف منها، أو من حيث سلطة

القاضي إزاءها أو صلتها بالعقوبة، وذلك على النحو التالي:

1 :3 :1 ـ بالنظر لموضوعها:وأهم تقسيم للتدابير االحترازية هو الذي يعتمد على موضوعها فبعض التدابير سالب للحرية وبعضها مقيد لها وبعض التدابير

سالب للحقوق وبعضها عيني.تنقسم التدابير االحترازية إلى شخصية وعينية أو موضوعية:

نفسه، . 1 الجاني على تنصب التي وهي الشخصية: التدابير مثل إيداع المجنون أو مدمن المخدرات إحدى المؤسسات التدابير وهذه .)145: 1993 )أبوشادي، العالجية

الشخصية تنقسم بدورها إلى:تدابير احترازية سالبة للحرية: وهي التي تقتضي إيداع أ.

المجنون أو المختل نفسيا أو عصبيا أو مدمن المخدرات والمشروبات الكحولية إحدى دور العالج أو المستشفيات المتخصصة، أو عزل المجرمين المعتادين أو الخطرين

في مواقع مهنية أو زراعية أو أماكن تشغيل.وضع ب. في وتتمثل للحرية: مقيدة احترازية تدابير

المحكوم عليه تحت رقابة جهات مختصة أو تحت رقابة الشرطة، بما يترتب عليه من قيود تتعلق بمحل إقامته واألماكن التي يرتادها واألشخاص الذين يختلط بهم، ووجوب تقديم نفسه لجهة المراقبة في أوقات معينة، ومنع ارتياد بعض األماكن كمحال اللهو وأماكن تقديم الخمور، ومنع اإلقامة في بعض األماكن كمكان ارتكاب الجريمة أو المنطقة التي تقيم فيها أسرة المجني عليه عن األجنبي وإبعاد المجرمون، فيها يتركز التي أو

البالد )قرني، 2006 : 290 (.الحقوق: وهي تفرض على ج. مانعة من احترازية تدابير

المحكوم عليهم الحرمان من بعض الحقوق، كاإلسقاط من الوالية أو الوصاية1، أو الحرمان من مزاولة أعمال أو سحب رخصة السالح، الحرمان من حمل أو معينة،

قيادة السيارة.التدابير العينية أو الموضوعية: وهي التي تقع على األشياء، . 2

وال تمس األشخاص أنفسهم، وتنقسم هذه التدابير بدورها إلى ثالثة أنواع:

أو أ. يعد صنعها التي األشياء وهي مصادرة المصادرة: اقتناؤها أو بيعها أو استعمالها غير مشروع كالمخدرات، واألسلحة غير المرخصة، والمتفجرات، والكتب واألفالم والصور الخليعة وما إلى ذلك من األدوات التي قد تضر

باألمن العام )حسن، 1973 :356(.إغالق المحل: الذي ارتكبت فيه جريمة معينة، كإغالق ب.

الفندق الذي يدار للدعارة أو المحل الذي يروج األفالم أو الصور الالأخالقية.

إيقاف أو حل المؤسسات أو الهيئات االعتبارية الخاصة: ج. كالشركات والجمعيات والنقابات، إذا ارتكب مديروها أو أعضاء مجالس إداراتها أو ممثلوها أو عمالها، باسمها أو بإحدى وسائلها جريمة ما، وتبين أن استمرارها في

عملها يمثل خطورة على المجتمع2.

1 :3 :2 ـ بالنظر للهدف منها: ومن حيث وسائلها في مواجهة الخطورة اإلجرامية فإن بعض الخطورة، على للقضاء التهذيب أو بالعالج يتذرع التدابير فيكتفي أمال، منه يرى ال أو محال لذلك يجد ال اآلخر والبعض بمجرد وضع من ينزل به ظروف مادية تحول بينه وبين اإلقدام

نصت على هذا التدبير المادة )90( من قانون العقوبات اللبناني، ويقصد به إنهاء سلطة الولي أو الوصي على نفس الصغير وماله، إذا ما تبين أن الولي . 1أو الوصي غير جدير بالثقة في رعاية شؤون الصغير وأنه يحتمل أن يستغل سلطاته عليه في ارتكاب جريمة ضده.

وهنالك نوع رابع يندرج تحت هذا النوع من التدابير وهو الكفالة االحتياطية بحيث يتم إيداع مبلغ من المال أو سندات عمومية أو ربط كفيل ذي مالءة . 2أو عقد تأمين ضمانا لحسن سلوك المحكوم عليه أو تالفيا لجريمة أخرى، المادة )99 ( عقوبات لبناني..

12

األحداث تخص التي التهذيب تدابير وتعد تالية، جرائم على المجرمين والمشردين من أهم أنواع التدابير االحترازية.

إصالحية، أو تهذيبية تدابير إلى االحترازية التدابير تنقسم وتدابير عالجية، وتدابير دفاعية:

التدابير التهذيبية أو اإلصالحية: ويقصد بها تلك التدابير . 1بصفة المنحرفين أو الجانحين األحداث على توقع التي

خاصة، مثال ذلك:أو الوالية له من أو والديه أحد إلى الحدث تسليم

بتربيته يتعهد مؤتمن شخص إلى أو عليه الوصاية واإلشراف عليه، أو أسرة موثوق بها، أو إلى مؤسسة أو

جمعية لتربية األحداث.معهد أو كمدرسة األحداث، دور إحدى الحدث إيداع

لإلصالح، وذلك إلعادة تأهيل الحدث.للتدريب المهني، التدريب مراكز بأحد الحدث إلحاق

أو الصناعية األعمال أو المهن أو الحرف إحدى على الزراعية أو التجارية، لمساعدته على االندماج في عمل

مفيد.إلى كاالنتساب معينة، بواجبات بالقيام الحدث إلزام

تأهيلي برنامج متابعة أو تعليمية، أو فنية مدرسة أماكن ارتياد أو ما، بعمل القيام من منعه أو معين،

معينة.أحد . 2 المجرم إيداع إلى وتهدف العالجية: التدابير

المستشفيات أو األماكن المخصصة لعالج األمراض العقلية بحسب والمسكرات المخدرات على اإلدمان أو النفسية أو

األحوال )قرني، 2006 : 291(.المحكوم . 3 )االستبعادية(: وتستهدف عزل الدفاعية التدابير

جرائم ارتكاب وبين بينه الحيلولة أو المجتمع عن عليه أخرى والعمل على تأهيله اجتماعيا، مثال ذلك عزل معتادي نائية أماكن أو زراعية مستعمرات في الخطرين اإلجرام

للتشغيل )السراج، 1990 : 562(.

1 :3 :3 ـ بالنظر لسلطة القاضي إزاءها:فالتدابير وجوازية: وجوبية احترازية تدابير إلى وتنقسم فال بتوقيعها، القاضي يلتزم التي هي الوجوبية االحترازية مناص من إيقاعها متى توافرت الخطورة اإلجرامية، فال يملك

القاضي إال الحكم بها. أما التدابير االحترازية الجوازية فهي التي يترك للقاضي بشأنها توقيعها عدم أو لتوقيعها مالئما يراه تقديرية حسبما سلطة

حسب ما يتراءى له من ظروف ومالبسات الواقعة وحالة الشخص وتاريخه اإلجرامي وما إذا كان معتادا على اإلجرام أو غير معتاد

)أبوشادي، 1993 : 155(.

1 :3 :4 ـ بالنظر لصلتها بالعقوبة:تنقسم التدابير االحترازية إلى تدابير يمكن توقيعها إلى جوار

العقوبة وأخرى توقع بمفردها.فالتدابير التي يمكن توقيعها إلى جوار العقوبة هي تلك التي للمسؤولية األهلية لديه توافرت إذا عليه المحكوم توقع على والمجرمين اإلجرام لمعتادي بالنسبة كالعزل العقابية،

الخطرين.أما التدابير التي توقع بمفردها فهي تلك التي توقع على من ال تتوافر لديه المسؤولية العقابية ويرتكب فعال إجراميا كاإليواء في مكان عالجي بالنسبة للمجرم المجنون )مصطفى، 1983

.)557 :

1 :4 الشروط العامة إلنزال التدابير االحترازيةينفرد كل نوع من أنواع التدابير االحترازية بشروطه الخاصة به، وبنوع الخطورة اإلجرامية التي يهدف إلى مواجهتها وسدها، إال توافر شرطين وجوب في تشترك االحترازية التدابير أن جميع بصفة االحترازية التدابير إلنزال توافرهما يتعين أساسيين الخطورة وتوافر السابقة، الجريمة وهما: نوعها كان أيا عامة اإلجرامية لدى الجاني )بالل، 1995 :63 وعبدالمنعم، 2005

.)514 :

1 :4 :1- ارتكاب جريمة سابقة: ال يكفي في هذا الصدد احتمال ارتكاب الفرد لجريمة مستقبال، وإنما نبين الحقا(، )كما سوف أي كونه مهيئا الرتكاب جريمة تدبير بإنزال القول يمكن حتى إجراميا فعال يرتكب أن يجب الفردية الحريات ضمان إلى الشرط هذا ويستند احترازي. توقيع يكون أن المعقول غير فمن عليها، االفتئات وعدم اإلجرامية1 الخطورة بتوافر فحسب منوطا االحترازية التدابير بل إن شرط سبق ارتكاب جريمة يعتبر تأكيدا لخضوع التدابير غالبية إليه اتجهت ما هو وهذا الشرعية، لمبدأ االحترازية المرونة، كما هو إبداء بعض مع مالحظة الحديثة التشريعات الجنون، ومتى كانت أو حاالت التشرد مثال الحال بشأن حاالت اإلجرامية، خطورته عن كاشفة الشخص عن الصادرة األفعال لم جريمة ارتكاب على والتحريض المستحيلة، الجريمة مثل

يذهب رأي في الفقه إلى أن هذا الشرط يتناقض وطبيعة التدابير االحترازية، حيث يكفي توافر الخطورة دون داع لالنتظار حتى ترتكب الجريمة فعال، . 1فالوقاية خير من العالج. للمزيد حول هذا الرأي انظر د. أحمد عوض بالل، النظرية العامة للجزاء الجنائي، المرجع السابق ص 63.

13

راشد بن حمد البلوشي خالد بن احمد الشعيبي

تنفذ، وحالة التشرد. العلة من اشتراط ارتكاب جريمة سابقة:

الشخص جريمة ارتكاب أن إلى الفقه السائد في الرأي يذهب بالفعل يعد شرطا ضروريا إلنزال التدبير االحترازي به، فال يجوز اتخاذ أي تدبير إال في مواجهة من ثبت ارتكابه جريمة حتى ولو التدابير االحترازية ال تأكدت خطورته اإلجرامية وهذا يعني أن تعترف بفكرة المجرم “بالطبيعة أو الميالد” كما نادى بها الفقيه

اإليطالي لومبروزو.لمجرد خطورته الشخص االحترازي على التدبير إنزال أن ذلك ولو لم يرتكب جريمة يعد اعتداء صارخا على الحريات الفردية، يلزم فإنه الجنائي الجزاء صفة التدابير لهذه بأن سلمنا فإذا خضوعها لمبدأ الشرعية الذي يقضي بأنه ال تدبير بال جريمة، توافر على قرينة أهم يعد جريمة الشخص ارتكاب فسبق الخطورة اإلجرامية لديه بما يحتمل معه أن يرتكب جريمة أخرى

في المستقبل )ابراهيم، 2007 : 272(.في واسع تفسير السابقة الجريمة لمدلول أن بالذكر والجدير الفعل يكون أن يكفي حيث االحترازية؛ التدابير إعمال مجال المرتكب خاضعا لوصف التجريم من الناحية الموضوعية بصرف النظر عن مدى أهلية فاعله للمسؤولية الجنائية )عقيدة، 1999

.)170 :يخضع جريمة يرتكب الذي المجنون فإن األساس هذا وعلى الركن تخلف من بالرغم وذلك حالته، يناسب احترازي لتدبير المعنوي بسبب عدم مسؤوليته من الناحية الجنائية. ويجد هذا التفسير أساسه وسنده في العلة التي تتخذ من أجلها التدابير معين شخص لدى إجرامية خطورة مواجهة وهي االحترازية،

حماية للمجتمع عن طريق القضاء على هذه الخطورة1.

1 :4 :2- الخطورة اإلجرامية:فال المستقبل في جريمة وقوع احتمال هو الخطورة فمعيار )إبراهيم، وقوعها حتمية يشترط وال ارتكابها إمكان يكفى

.)276: 2007الحتمية ال االحتمال على تقوم اإلجرامية فالخطورة أساسه على تقوم الذي فاالحتمال ،)150 : )أبوشادي،1993 الخطورة اإلجرامية يعني تصور عالقة سببية بين مجموعة من شخص لدى بيئية( أم فردية كانت )سواء اإلجرامية العوامل

معين، وبين جريمة يتوقع أن تحدث نتيجة لهذه العوامل.دراسة على يقوم اإلجرامية للخطورة كمعيار االحتمال أن كما

ما لمعرفة ما بشخص المحيطة والمادية الشخصية العوامل في جريمة ارتكاب إلى الشخص تدفع أن شأنها من كان إذا على الشخص تدفع التي العوامل طغت ما فإذا المستقبل، ارتكاب الجريمة على العوامل التي من شأنها أن تصرفه عنها،

كان هذا الشخص على خطورة إجرامية.المجرم لجريمة في ارتكاب يقصد بالخطورة اإلجرامية احتمال على المجرم إقدام احتمال فيها يغلب حالة فهي المستقبل، ارتكاب جريمة الحقة، فالخطورة اإلجرامية هي نوع من التوقع منصرف للمستقبل، وموضوع هذا التوقع هو جريمة تصدر عن : 1982 )حسني، سابقة جريمة ارتكب الذي الشخص نفس

.)939مجرد على يعتمد ال فهو العلمي، بالطابع االحتمال ويتسم التحكم أو الظن المحض أو التقدير الجزافي، وإنما يتبع القاضي أسلوبا علميا في استنباط هذا االحتمال، وذلك عن طريق بعض وكيفية ونوعها، المرتكبة، الجريمة كطبيعة المادية الوقائع وحالته المجرم وظروف عليها، تترتب التي واألضرار تنفيذها الشخصية واالجتماعية وما إلى ذلك من عوامل ومعطيات، وبناء وسيلتين: بإحدى اإلجرامية الخطورة إثبات يمكن ذلك على افتراض والثانية هي القاضي سلطة تقديرية، األولى هي منح يشترط وال )278 : 2007 )إبراهيم، اإلجرامية الخطورة على أو معين نوع من تكون بأن االحتمال محل الجريمة في درجة من الخطورة والجسامة، فيكفي أن يكون الفعل المحتمل وقوعه جريمة ينص عليها القانون أيا كانت، فالمقصود إذن هو جميع الجرائم على قدم المساواة في تقدير توافر هذا العنصر

)عبدالمنعم، 2005 : 516(.المتعلقة، والخصائص الصفات أهم لنا يتضح تقدم مما كونهما العقوبة مع بعضها يتفق التي االحترازية بالتدابير يشكالن صورتي الجزاء الجنائي، كما تبين االختالف بينهما في بعض الصفات وذلك نظرا للهدف الذي وجدت كل منهما ألجله، االحترازية التدابير أما المجرم خطيئة لتقابل وجدت فالعقوبة هذا في الكامنة اإلجرامية الخطورة معالجة أجل من فوجدت المجرم وحماية المجتمع من شروره )بالل، 1995: 46(. حيث يشترط توافر الخطورة اإلجرامية أي احتمال إقدام المجرم على من ليس إذ الجريمة، هذه كانت أيا مستقبلة جريمة ارتكاب عناصر الخطورة اإلجرامية احتمال ارتكاب المجرم لجريمة معينة بالذات، كما ال يشترط أن تكون هذه الجريمة على درجة معينة من الجسامة أو أن يكون ارتكاب المجرم لها محتمال في وقت

وهذا بخالف وضع العقوبة التي توقع كجزاء جنائي مقابل اقتراف الجاني لفعل إجرامي، عليه كان من الالزم توافر الركن المعنوي في الجريمة لتوقيع . 1والتدابير االحترازية للعقوبة العامة النظرية العام القسم العقوبات، قانون ابراهيم – راجع في ذلك د. مدحت محمد عبدالعزيز الفاعل، العقاب على

“دراسة مقارنة”، المرجع السابق، ص 274.

14

األولى، ذلك كله ألن طبيعة الجريمة ارتكابه تاريخ معين من الخطورة من المجتمع وقاية هو االحترازي التدبير ووظيفة اإلجرامية الكامنة في شخص المجرم، ال من الجريمة أو جرائم

محددة.التي السابقة الجريمة بين التمييز يمكن تقدم ما على وبناء ارتكابها، يحتمل التي المستقبلة والجريمة المجرم وقعت من يهدف والتي اإلجرامية الخطورة على أمارة تعتبر فاألولى المجتمع إلى مواجهتها أو تالفيها باتخاذ التدابير االحترازية كما ال يلزم أن يكون هذا االحتمال متوجها إلى جريمة معينة بالذات.

2- موقف التشريع الجزائي العماني من نظام التدابير االحترازية

األخذ إلى الحاضر وقتنا في العقابية التشريعات أغلب اتجهت باالتجاهات الحديثة في المجال الجنائي، فلم تعد العقوبة كما نظام تقنين تم بل الوحيد، الجنائية السياسة سالح كانت ليكونا وجهين لعملة العقوبة التدابير االحترازية بجانب نظام امتالك المسلمات من بات حيث الجنائي، الجزاء هي واحدة، Floud( السياسة الجنائية لوسيلتي كفاح ضد اإلجرام والجريمYoung, 1981: 67 &(، إال أن قلة من التشريعات آثرت واكتفت

بنظام العقوبة كصورة تقليدية وحيدة للجزاء الجنائي )سليمان، .)265 :1982

االتجاهين من العماني الجزائي مشرعنا موقف هو فما مدى وما االحترازية؟ التدابير بنظام األخذ ومن السابقين، إمكانية الجمع بين العقوبة والتدابير االحترازية؟ وما هي أنواع التدابير االحترازية المقررة في التشريع الجزائي العماني ؟هذا ما

سوف نتناوله في المطلبين التاليين:

2 :1 التدابير االحترازية في التشريع الجزائي العمانيالعماني من الواقع لم يكن تحديد موقف مشرعنا الجزائي في أخذه بنظام التدابير االحترازية باألمر الهين اليسير مطلقا، فهو واضح بشكل االحترازية التدابير نظام اعتناق إلى يذهب لم صريح ال لبس فيه كما فعلت أغلب التشريعات، وإنما تبنى هذا لنا تكشف ما فهذا العقوبة، ستار وتحت خفي بشكل النظام الجزاء قانون إلى فبالرجوع والتمحيص، والبحث الدراسة بعد العماني رقم 74/7 نجد أن القانون اقتصر على معالجة الصورة التقليدية للجزاء الجنائي، وهي العقوبات، ولم يفرد بين نصوصه الثاني من الفصل االحترازية: فقد جاء للتدابير موضعا صريحا الباب الثاني من الكتاب األول تحت عنوان “العقوبات األصلية” ولم واإلضافية الفرعية العقوبات تناول فقد الثالث الفصل أما

يرد أي ذكر صريح للتدابير االحترازية في أي من نصوص قانون الجزاء.

التدابير االحترازية: ولكن هذا ال يعني نفور المشرع من نظام )105( المادة في وذلك مباشرة غير بصورة بها يعترف فهو كذلك فإنه ذلك إلى باإلضافة )األحداث(، بالقصر والمتعلقة واإلضافية الفرعية العقوبات قناع تحت التدابير بهذه يعترف

التي تستجمع ذات خصائص التدبير االحترازي.عليها المنصوص واإلضافية الفرعية العقوبات ناحية فمن في المواد 46 وما بعدها، عندما يكون مقصودا بها مواجهة كتدابير األمر حقيقة في تعمل للجاني اإلجرامية الخطورة احترازية، كالحرمان من الحقوق المدنية، ومنع اإلقامة في أمكنة معينة، والمصادرة في بعض صورها. الخ، حيث تعتبر المصادرة الوجوبية في الفقه المقارن من بين اإلجراءات االحترازية )وهو المصرية(، النقض أيضا، ومن ذلك محكمة القضاء به أخذ ما التدبير االحترازي حيث خلعت محكمة النقض المصرية تكييف الثانية الفقرة في عليها المنصوص الوجوبية المصادرة على إلى أشارت كما المصري، العقوبات قانون من المادة30 من أن مصادرة ما ال يجوز إحرازه أو حيازته من األشياء التي تخرج وقائي، ينصب تدبير عيني إنما هي التعامل دائرة بذاتها عن أساسها ألن الدائرة، تلك من إلخراجه ذاته في الشيء على أو يحوزها من يد في بقائها من الخطر دفع أو الضرر رفع يحرزها)مجموعة أحكام محكمة النقض المصرية، 1966: 12(.

بعض في إال صريحة بصورة االحترازية التدابير ترد ولم التشريعات الجنائية الخاصة لفئة معينة من المجرمين أو بأنماط معينة من الجرائم مثل قانون مساءلة األحداث رقم 2008/30 المخدرات وقانون 2008/30م( رقم األحداث مساءلة )قانون العقلية والمؤثرات المخدرات مكافحة )قانون 1999/17 رقم التطبيقات بين من أن إلى اإلشارة ويمكن رقم 17/ 1999( لفكرة التدبير االحترازي ما تنص عليه المادة )105( من قانون الجزاء بشأن القاصر الذي أتم التاسعة من عمره ولم يتم الثالثة عشرة عند ارتكابه الجريمة بحيث ال يحكم عليه بعقوبة السجن أو الغرامة بل يوضع بحكم قضائي في مؤسسة لإلصالح يعينها يأتي سوف كما عشرة، الثامنة إتمامه تتجاوز ال مدة القاضي يوبخ أن للقاضي القانون هذا في المشرع أجاز حيث الحقا، الحدث في جلسة المحاكمة ويسلمه بعد ذلك إلى ولي أمره لقاء جريمة ارتكابه دون والحيلولة القاصر بتربية منه تعهد سند تنص ما أيضا ذلك ومن بالحكم. المحددة المدة خالل أخرى عليه المادة228 مكررا من قانون الجزاء والمضافة بالمرسوم رقم12 لسنة 11997والمتعلقة بجلب الخمور أو المتاجرة فيها

أضيفت المادة )288 مكرر( بالمرسوم السلطاني رقم )97/12( منشورة في الجريدة الرسمية رقم 594 - وزارة الشؤون القانونية- سلطنة عمان.. 1

15

راشد بن حمد البلوشي خالد بن احمد الشعيبي

أو ممارسة أي نشاط متعلق بها، من غير ترخيص من الجهات المختصة.

الجزائي المشرع اعتناق لنا أنه مما تقدم يتضح القول خالصة العماني لنظام التدابير ولكن تحت ما سماها بالعقوبات الفرعية أو اإلضافية، حيث إن هذه العقوبات- وأن اسبغ عليها المشرع باعتبار وذلك تدابير، فأنها تظل في حقيقتها العقوبة- وصف أي بتالفي للعقوبة إن دورها مكمل إيقاعها حيث الغرض من قصور في مواجهة بعض الحاالت التي تعجز العقوبة عن القضاء

على خطورتها اإلجرامية. ولعل ما يعضد استنتاجنا هذا ويؤكده هو ما ذهب إليه القضاء في السلطنة متمثال في السلطة القضائية العليا وهي المحكمة القواعد بعض وأرست المبادئ بعض أقرت إنها حيث العليا، وصف تحت وذلك االحترازية بالتدابير األخذ على تدلل التي العقوبات الفرعية أو اإلضافية وان هذه األخيرة هي في حقيقتها إبعاد بعقوبة يتعلق فيما العليا المحكمة ذهبت حيث تدابير. األجنبي إلى أن “مفاد نص المادة )2/48( من قانون الجزاء أن جنحة أو جناية أجل تأديبية من بعقوبة عليه أجنبي حكم كل يمكن الحكم بطرده إذا كان جرمه شائنا أو مخال بأمن البالد، أو باألخالق العامة، أو إذا ثبت اعتياده على اإلجرام، وهذا التدبير أو لمدة تتراوح بين ثالث سنوات وخمس عشرة سنة، مؤبد، كتدبير به يحكم كان إذا ما تقرير للقاضي المشرع ترك وقد بين مدته يحدد أن فعليه مؤقتا جعله فإذا مؤقت، أو مؤبد أنه جعله المدة فمعنى ذلك لم يحدد وإذا السابقين، الحدين مؤبدا لما كان ذلك وكان الطاعن قد أدين بجريمة التزوير في من )5/33( المادة وفق شائنة جريمة وهي الخاصة األوراق القانون، لصحيح موافقا جاء بالطرد الحكم فإن الجزاء قانون ومن ثم فإن النعي بما سلف يكون بال أساس” )مجموعة األحكام :2005 المستخلصة والمبادئ الجزائية الدائرة عن الصادرة إسباغ المبدأ هذا خالل من لنا يتضح حيث ،)393 ص387- القضاء وصف التدبير على عقوبة طرد األجنبي وذلك لمواجهة

خطورته اإلجرامية باعتياده على اإلجرام.يتعلق آخر بمبدأ السابق مبدأها العليا المحكمة أكدت كما إجراء »المصادرة أن إلى فيه خلصت حيث المصادرة، بعقوبة الغرض منه تمليك الدولة أشياء مضبوطة ذات صلة بالجريمة قهرا عن صاحبها وبغير مقابل، وهي عقوبة اختيارية تكميلية في الجنايات والجنح، إال إذا نص القانون على غير ذلك، فال يجوز بعقوبة عليه وقضي إدانته ثبتت شخص على إال بها الحكم

العام النظام يقتضيها وجوبية المصادرة تكون وقد أصلية، على وهي التعامل، دائرة عن بطبيعته خارج بشيء لتعلقها هذا االعتبار تدبير وقائي ال مفر من اتخاذه في مواجهة الكافة، القوانين الخاصة من قبيل كما قد تكون المصادرة في بعض المصادرة أن تؤول األشياء إذا نص على المدنية، التعويضات إلى المجني عليه، أو خزانة الدولة كتعويض عما سببته الجريمة من أضرار وهي بوصفها األول تكون تدبيرا وقائيا على المحكمة دائرة عن بطبيعته خارج بشيء تتعلق دامت ما به تحكم أن التعامل، وهي بوصفها الثاني توفر للمجني عليه صفة المطالبة القضاء درجات أمام ذلك في حقه يتتبع أن و كتعويض، بها األحكام )مجموعة بالبراءة...« الحكم حالة في حتى المختلفة منها، المستخلصة والمبادئ الجزائية الدائرة عن الصادرة

.)26 :2004مما تقدم يتبين لنا موقف مشرعنا الذي لم يكن مخالفا ألغلب السابق والئها على حافظت التي الحديثة الجنائية التشريعات بالعقوبة، باعتبارها السالح األقوى في الكفاح ضد اإلجرام، مع الدفاع خط وتقوية لتعزيز كوسيلة االحترازية للتدابير تبنيها أما فيما يتعلق بالجمع الجريمة) سليمان، 1982: 266(. ضد المشرع أن الحظنا كما فإنه االحترازي والتدبير العقوبة بين العماني لم يتبع سياسة ثابته تجاه التدابير االحترازية كصورة يأخذ أحيانا فهو الخاصة، الطبيعة ذي الجنائي للجزاء ثانية وقانون األحداث، بشأن الحال كما هو بها في صورة صريحة، مسمى تحت مقنعة صورة في يتبناها غالبا ولكنه المخدرات الفصل مواد في الحال هو كما واإلضافية، الفرعية العقوبات الثالث من الباب الثاني من الكتاب األول من قانون الجزاء، وهي المواد من 46 وحتى 55 كما أنه أحيانا يطبقها على معدومي أو ناقصي األهلية الجنائية )المجانين واألحداث( ولكنه يطبقها في حاالت أخرى عديدة على أشخاص مكتملي األهلية الجنائية ويطلق عليها رغم ذلك تعبير التدابير وهو أحيانا يسمح بتطبيقها لألحداث، المقررة التدابير كبعض المقررة، للعقوبة كبديل وإيداع مدمني المخدرات مصحات للعالج، وفي سبيل ذلك نجده يسمح في حاالت أخرى كثيرة بالجمع بين العقوبة والتدبير على شخص، واحد وهذه القاعدة واضحة في المادة)28( من قانون مساءلة األحداث1 وذلك فيما يتعلق بالحدث الذي بلغ السادسة السجن أو اإلعدام عقوبتها جريمة وارتكب عمره من عشرة المطلق فإنه يحكم عليه بعقوبة السجن التي ال تقل عن ثالث سنوات وال تزيد على عشر سنوات واذا ارتكب جريمة عقوبتها

نصت المادة )28( من قانون مساءلة األحداث على “إذا ارتكب الحدث الذي بلغ السادسة عشرة جريمة عقوبتها اإلعدام أو السجن المطلق حكم عليه . 1بالسجن مدة ال تقل عن ثالث سنوات وال تزيد على عشر سنوات وإذا ارتكب جريمة عقوبتها السجن المؤقت أو السجن حكم عليه بالسجن مدة ال تجاوز نصف الحد األقصى المقرر قانونا للجريمة المرتكبة وبما ال يقل عن ثالث سنوات في الجنايات وللمحكمة كذلك توقيع أحد التدابير المنصوص عليها في

المادة )20( وذلك دون إخالل بالعقوبات الفرعية المقررة في قانون الجزاء العماني”.

16

السجن المؤقت أو السجن يعاقب بالسجن مدة ال تتجاوز نصف الحد األقصى المقرر قانونا للجريمة المرتكبة، وبما ال يقل عن ثالث سنوات في الجنايات، وللمحكمة كذلك توقيع أحد التدابير المنصوص عليها في المادة )20( )تدابير اإلصالح( وذلك دون

االخالل بالعقوبات الفرعية الواردة في قانون الجزاء.اإلجراءات قانون في المشرع أورد فقد ذلك إلى باإلضافة الجزائي القانون بحسبانه /1999م(، 97( رقم الجزائية التدابير مصطلح العقوبات بتنفيذ المعني والقانون الشكلي، تنفذ »ال أنه على )311( المادة نصت حيث صريح، بشكل التدابير المحكوم بها إال بعد تنفيذ العقوبات المقيدة للحرية، واستثناء من ذلك ينفذ تدبير اإليداع في مكان للعالج قبل تنفيذ الحكم ينص لم ما فورا المادية التدابير تنفذ كما عقوبة، أي

على خالف ذلك«. لهذا يمكننا القول بتبني المشرع الجزائي العماني نظام الجمع من خرج قد بذلك ويكون االحترازي، والتدبير العقوبة بين من والتدابير العقوبة بين الجمع جواز حول الفقهي الخالف

عدمه1. المحكوم بها، المقيدة للحرية العقوبات أوال من تنفيذ فال بد ومن ثم يجري تنفيذ ما تم الحكم به من تدابير فالقاعدة العامة في تنفيذ التدابير االحترازية هو البدء بتنفيذ العقوبة ثم يصار التدابير أن اعتبار على التوالي على وذلك التدابير تنفيذ إلى المادة)311( من في الثابت وفق وذلك العقوبة تكمل قصور

قانون اإلجراءات المشار إليها أعاله.المادة نفس من الثانية الفقرة في ونص عاد المشرع أن إال على استثناءين وهما:1- تنفيذ تدبير اإليداع في مكان العالج قبل تنفيذ أية عقوبة.2 -تنفذ التدابير المادية فورا ما لم ينص الحكم على خالف ذلك فهذين التدبيرين من الممكن تنفيذهما

قبل تنفيذ العقوبة استثناء.كما أن المشرع نص على تطبيق التدابير االحترازية بحق بعض

األشخاص مميزا بين حالتين:الجزائية أ. اإلجراءات قانون )13( من المادة بينت المتهم:

وضع المتهم إذا ما أصيب بعاهة عقلية2 سواء في مرحلة بناء ثبت »إذا إنه حيث النهائي، أو االبتدائي التحقيق غير المتهم أن المختصة الطبية الجهة من تقرير على وجب عقله في عاهة بسبب نفسه عن الدفاع على قادر وعلى االبتدائي التحقيق في العام االدعاء عضو على

إجراءات في السير وقف الدعوى نظر مرحلة في المحكمة رشده. إلى المتهم يعود حتى المحاكمة أو التحقيق

ويجوز األمر بحجز المتهم في المكان المخصص لألمراض العقلية أو تسليمه ألحد أقاربه للمحافظة عليه والعناية به أو وضعه تحت التحفظ بالطريقة التي يحددها االدعاء العام أو المحكمة، بحسب األحوال. وتخصم المدة التي يمضيها المتهم تحت الحجز أو التحفظ من مدة العقوبة التي يحكم

عليه بها«.قانون ب. من )303( المادة أوضحت لقد عليه: المحكوم

اإلجراءات الجزائية وضع المحكوم عليه بالقول »إذا أصيب أو اختالل أو بجنون للحرية بعقوبة مقيدة عليه المحكوم ضعف عقلي أو مرض نفسي جسيم أفقده القدرة على التحكم في تصرفاته بصفة مطلقة وجب تأجيل تنفيذ العقوبة حتى يبرأ، ويودع في مكان للعالج بقرار من المدعي العام، على أن تخصم المدة التي يقضيها فيه من مدة العقوبة المحكوم بها. وعلى الرغم من االنتقادات التي وجهت لنظام الجمع بتنفيذ البدء وكذلك االحترازية، والتدابير العقوبة بين العقوبة قبل التدبير االحترازي كقاعدة عامة، فإننا نؤيد ما العماني، فحسنا فعل عندما اعتنق هذا إليه مشرعنا ذهب االتجاه، فال يقدح هذا النظام وال يضيره ما قيل بشأنه من فإرضاء رغم وجاهة بعضها، منه تنل لم إنها عيوب حيث الشعور العام بالعدالة واالقتصاص من الجاني والرغبة في االنتصار للحق والعدالة أولى من المصلحة الخاصة للجاني. أضف إلى ذلك أن العقوبة بطبيعتها محددة المدة في حين أن التدابير االحترازية غير محددة المدة، لذلك يكون من اليقين العقوبة حتى نعلم على وجه البدء بتنفيذ المنطق التدبير، وهذا األمر لن يتاح إذا ما بدأنا بتنفيذ متى ينفذ

التدبير )حسني، 1982 :151(.ولعل ذلك كله يرجع في تقديرنا إلى الرغبة في التوسع في نطاق لعملها الطبيعي اإلطار يجاوز ما إلى ومده االحترازية التدابير وهو مجال منعدمي وناقصي األهلية الجنائية الذين ال محل في أما العقوبة، وهو التقليدي، الجنائي الجزاء إلنزال مواجهتهم في مواجهة مكتملي األهلية الجنائية فإنه ال محل في تقديرنا وإذا التعبير، لذلك الضيق بالمعنى احترازية تدابير لتقرير توافرت الخطورة اإلجرامية لدى هؤالء فإن ما يفرض من تدابير إضافية لمواجهتها هو في حقيقته عقاب أو تدابير عقابية، وإن

للمزيد حول الخالف الفقهي بشأن النظامين راجع د. أحمد عوض بالل، النظرية العامة للجزاء الجنائي، المرجع السابق، ص70 وما بعدها.. 1

أما إذا أصيب الشخص العادي بأحد األمراض العقلية فإنه يجب على ذويه اصطحابه إلى أحد المستشفيات المتخصصة لعالجه، وبعد انتهاء العالج يلزم . 2ولي األمر بالمحافظة عليه والعناية به وإال فإنه يقع تحت طائلة التجريم وفقا للمادة )217( من قانون الجزاء العماني ويعاقب بجريمة تسييب القاصر

أو العاجز.

17

راشد بن حمد البلوشي خالد بن احمد الشعيبي

روعي فيه أن يتالءم في طبيعته وفي طريقة تنفيذه مع تغليب االجرام، إلى العودة من الجاني تمكين بعدم المنعي الغرض وهكذا سيكون من اليسير خلق عقوبات أو تدابير عقابية بحته تخضع لقواعد العقوبات في مواجهة مكتملي األهلية ما دامت مثل تلك التدابير تتضمن إيالما عقابيا، يبرز فيه الغرض المنعى القانون يصفه ما كافة على يصدق هذا ولعل أوضح، بصورة مواجهة في العقوبات جانب إلى يقررها تدابير بأنها العماني مكتملي األهلية، حيث إن فيها من الناحية الفنية كافة خصائص عليها المخلوع التكييف يغير أن ينبغي وال الحقيقة العقوبات من حقيقتها ويمكن في مثل هذا االطار رسم حدود منضبطة على الصحيح التكييف ووضع الجنائي، الجزاء لكل من صورتي كل منهما، وتطبيق القواعد التي تتالءم مع طبيعة كل منهما، والتغلب على المشكالت التي تثور بشأن التمييز بينهما، واآلثار

القانونية التي ترتب على ذلك )بالل، 1995 :77(.

2 :2 - أنواع التدابير االحترازية في التشريع الجزائي العمانياالحترازية التدابير مواضع إبراز المطلب هذا في نحاول سوف في قانون الجزاء والقوانين المكملة له، وذلك في فرعين على التوالي: نخصص األول للتدابير المقررة للبالغين، ونفرد الثاني لتلك المقررة لألحداث الجانحين. مع مالحظة أن حديثنا سوف ينحصر في التدابير االحترازية ذات الصبغة الجزائية البحتة، دون إجرامية، التي تتخذ لمواجهة ظواهر وحاالت غير التدابير تلك

وإن كانت ذات خطورة كبيرة على المجتمع1.

2 : 2 :1 - التدابير المقررة للبالغينالتدابير تطبيقات خالل من الموضوع هذا نتناول سوف االحترازية في قانون الجزاء بوصفه القانون الجزائي العام، ومن ثم سوف نتناول هذه التطبيقات في القوانين الجزائية المكملة.

2 : 2 :1 :1 - تطبيقات التدابير االحترازية في قانون الجزاء العماني:

الثاني من الفصل رقم )74/7( الجزاء قانون المشرع في أفرد الباب الثاني للعقوبات ولم يخصص بابا مستقال للتدابير، إال أنه

نص بشكل غير مباشر- على مجموعة ال بأس بها من التدابير االحترازية يجري تطبيقها بحق المجرمين البالغين، وذلك تحت والتي والتكميلية( )التبعية واإلضافية الفرعية العقوبات وصف كما أشرنا في المطلب السابق اعتبرتها المحكمة العليا بمثابة تدابير احترازية يتخذها القاضي في مواجهة الخطورة اإلجرامية

للمجرم.حيث نصت المادة )46( من قانون الجزاء العماني على عدد من التدابير االحترازية بشكل غير مباشر، وذلك تحت ستار العقوبات حيث التدابير، خصائص ذات لها التي اإلضافية أو الفرعية جاء النص على أن العقوبات الفرعية أو اإلضافية هي: 1- منع المدنية. الحقوق من الحرمان -3 األجنبي. طرد -2 اإلقامة. وتفصيل األعمال، أحد مزاولة ومنع اإلقفال -5 4-المصادرة.

ذلك على النحو التالي:

منع اإلقامة في مكان معين: أ. منع اإلقامة في مكان معين هو حرمان المحكوم عليه من األمكنة أو المكان اإلفراج عنه هذا يرتاد بعد أو يقيم أن المبينة في الحكم )المادة )47( من قانون الجزاء العماني(، تكرار الحيلولة دون أو المباعدة إلى التدبير ويهدف هذا الجاني لجريمته، وذلك بفصل العوامل الدافعة إلى تكرار مكان عن إبعاده أو عليه، الطريق وقطع عنه جريمته الجريمة خشية أن يفتك به أهل المجني عليه أو الجمهور.

ويتم توقيع هذا التدبير في حالتين: األولى: إذا حكم على عقوبته من وأعفي المطلق السجن أو باإلعدام شخص بعفو عام أو سقطت عقوبته بأحد األسباب القانونية، فإنه الفقرة يخضع حكما لمنع اإلقامة مدة خمس عشرة سنة،

الرابعة من المادة )49( من قانون الجزاء العماني. إرهابية بعقوبة المتهم على الحكم عند الثانية: الحالة مؤقتة )والتي حددتها المادة 39 من قانون الجزاء العماني بالسجن المؤقت من ثالث الى خمس عشرة سنة(، فعلى المحكمة أن تحكم بمنع إقامة المحكوم عليه في المكان العقوبة لمدة تساوي مدة الحكم يعينها التي األمكنة أو المحكوم بها، الفقرة الثانية من المادة )47( من قانون

ومثال ذلك مجموعة كبيرة من التدابير االحترازية أو الوقائية التي تضمنتها نصوص بعض القوانين في السلطنة، قانون حماية البيئة ومكافحة التلوث . 1رقم 2001/114م، وقانون مكافحة األمراض المعدية رقم 1992/73م، والقانون الموحد لمكافحة اإلغراق والتدابير التعويضية والوقائية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية رقم 2006/39م، وقانون المراعي وإدارة الثروة الحيوانية رقم 2003/8م، وقانون حماية الثروة المائية رقم 2000/29 م، وقانون الجمارك الموحد لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية رقم 2003/67م، وقانون الحجر البيطــري45 /2004 م، وقانون الحجر الزراعي رقم 2004/47م، وقانون حماية المستهلك رقم2002/81م، وقانون الدفاع المدني رقم 91/76م، و قانون الصيد البحري وحماية الثروة المائية

الحية رقم 81/53.لقد أضافت المادة )113( من قانون العقوبات االتحادي اإلماراتي حالة ثالثة من حاالت منع اإلقامة، اذا أعملت المحكمة سلطتها التقديرية طبقا للمادة . 2

98 من هذا القانون في تخفيف العقوبة المقررة لجناية مقرر لها اصال عقوبة السجن المؤبد او المؤقت، حيث يجوز لها ان تطبق تدبير المنع من اإلقامة مدة تزيد على سنتين.

18

الجزاء العماني2. اقترفت التي األمكنة في القانون بحكم اإلقامة وتمنع فيها الجناية أو التي يسكنها المجني عليه أو أنسباؤه حتى الدرجة الرابعة، إال إذا قرر القاضي خالف ذلك. وكل مخالفة إلى أشهر ثالثة من بالسجن عليها يعاقب اإلقامة لمنع

ثالث سنوات.

طرد أو إبعاد األجنبي عن السلطنة:ب. فإن العماني، الجزاء قانون من )48( المادة لنص وفقا يكون أن إما السلطنة، أراضي من األجنبي بطرد الحكم )أ( التالية: الحاالت في وذلك للمحكمة جوازيا أو إلزاميا جناية، أجل من إرهابية بعقوبة األجنبي على حكم إذا فإنه يحكم بطرده من األراضي العمانية بفقرة خاصة في الحكم. )ب( إذا حكم على األجنبي بعقوبة تأديبية من أجل جناية أو جنحة فيمكن الحكم بطرده، إذا كان جرمه شائنا أو مخال بأمن البالد أو باألخالق العامة، أو إذا ثبت اعتياده

على اإلجرام.ويقضي القاضي بالطرد مؤبدا أو لمدة تتراوح بين ثالث حكم الذي األجنبي وعلى سنة. عشرة وخمس سنوات في الخاصة بوسائله العمانية األراضي يغادر أن بطرده لتـدبير مهلة خمسة عشر يوما. ويعاقب على كل مخالفة الطرد المتخذ قضائيا أو إداريا بالسجن من شهر إلى ستة

أشهر )المادة )49( من قـانون الجزاء العماني(1.الحرمان من الحقوق المدنية:.

منها يحرم التي المدنية الحقوق )51( المادة حصرت الحكومية. الوظائف تولى في الحق بـ:1- عليه المحكوم حق والنقابية.3- الطائفية الوظائف تولي في الحق -2االنتخاب. 4- حقوق ملكية ونشر وتحرير الجرائد.5- الحق في إدارة المدارس الرسمية أو الخاصة، وفي التعليم فيها.

6- الحق في حمل األوسمة واأللقاب الفخرية.على إذا حكم )أ( التالية: الحاالت في التدبير ويطبق هذا ممارسة من يحرم فإنه المطلق السجن بعقوبة المتهم بعقوبة المتهم على حكم إذا )ب( الحياة. مدى حقوقه إرهابية أو تأديبية فإنه يحرم من ممارسة حقوقه المدنية طوال تنفيذ مدة عقوبته ومن ثم طوال فترة موازية لمدة

إذا إال سنوات، ثالث عن تقل أال على المنفذة العقوبة استعاد اعتباره بعد التنفيذ وفقا ألحكام القانون، وال يحرم المحكوم عليه بعقوبة تكديرية من حقوقه المدنية المادة

)50( من قانون الجزاء العماني.المصادرة العينية:د.

»يجب أنه: العماني الجزاء قانون من )53( المادة قررت أو التي كان صنعها في كل حال الحكم بمصادرة األشياء اقتناؤها أو استعمالها غير مشروع بحد ذاته، وإن لم تكن المحكوم عليه، حتى وإن لم تفض أو للمدعى عليه ملكا ملكية نقل أي المصادرة، وتهدف حكم« إلى المالحقة المال إلى الدولة، إلى تجنب خطورة إجرامية معينة تكمن في احتمال استخدام المال في ارتكاب جريمة. ويعتبر هذا التدبير وجوبيا على القاضي )عبدالستار، 1985 :264(.

اإلقفال ومنع مزاولة أحد األعمال:. إقفال أو إغالق المحل هو تدبير وقائي يهدف إلى المباعدة على تساعده أو تغريه قد وسيلة أي وبين الجاني بين بالنشاط عالقة لها أخرى جريمة ارتكاب إلى العودة التجاري الذي يمارسه في المحل، بحيث يتم إقفال المحل الذي اقترفت فيه جريمة من نوع الجناية أو الجنحة أو أعد خصيصا الرتكاب مثل هذه الجريمة سواء كان ذلك بفعل

صاحبه أو برضاه. ويمكن أن يترتب على اإلقفال في نفس الوقت منع المحكوم معلق عمل أي أو حرفة أو فن أو مهنة مزاولة من عليه على قبول السلطة، أو على نيل شهادة إذا أدين بجناية، أو بجنحة اقترفت خرقا لواجبات المهنة، أو للفروض الالزمة أو عليه المحكوم بواسطة ذلك أكان سواء العمل، لذلك عليه المحكوم يكون آخر شخص أي أو أسرته أفراد أحد قد أجر له المحل أو تنازل عنه بعد وقوع الجريمة، ويكون اإلقفال أو المنع لمدة ال تقل عن أسبوع وال تزيد على السنة لمدى تكون أو التكرار حال في المدة وتضاعف الواحدة، الحياة في حال ورود نص خاص على ذلك، )الفقرة األخيرة

من المادة )55( من قانون الجزاء العماني(2.في االحترازي التدبير لفكرة السابقة التطبيقات ومن من )105( المادة عليه تنص ما العماني الجزاء قانون عمره من التاسعة أتم الذي القاصر بشأن الجزاء قانون

يندرج التدبيران السابقان تحت مسمى التدابير المقيدة للحرية. ويذكر الدكتور عبود السراج في مرجعه السابق في الصفحة 528 أن تدبير اإلبعاد أو . 1اإلخراج من البالد كان يطبق في الماضي على المواطنين وعلى األجانب، إال أن المنظمات الدولية ومؤتمرات حقوق اإلنسان قادت حمالت ضد إبعاد

المواطنين، إلى أن الغي هذا اإلبعاد من جميع التشريعات في العالم تقريبا.وتوجد صور أخرى للتدابير االحترازية تضمنتها قوانين عقوبات بعض الدول، كحظر ارتياد بعض المحال العامة، والمراقبة، واإللزام بالعمل، كما ورد . 2

بقانون العقوبات االتحادي لدولة اإلمارات. والحجز في مأوى احترازي، والعزلة، والحجز في دار للتشغيل، ومنع ارتياد الخمارات، واإلسقاط من الوالية أو الوصاية، و الحرمان من حق حمل السالح، كما هو منصوص عليه في المواد )70،71، 72( قانون العقوبات اللبناني.

19

راشد بن حمد البلوشي خالد بن احمد الشعيبي

ولم يتم الثالثة عشر عند ارتكابه الجريمة، بحيث ال يحكم أو الغرامة، بل يوضع بحكم قضائي عليه بعقوبة السجن في مؤسسة لإلصالح يعينها القاضي مدة ال تتجاوز إتمامه

الثامنة عشرة.في يوبخه أن للقاضي القانون المشرع في هذا أجاز كما جلسة المحاكمة ويسلمه بعد ذلك إلى ولي أمره لقاء سند جريمة ارتكابه دون والحيلولة القاصر بتربية منه تعهد المادة هذه أن إال بالحكم، المحددة المدة خالل أخرى ما أيضا ذلك ومن األحداث. قانون مسألة ألغيت بصدور تنص عليه المادة228 مكررا من قانون الجزاء والمضافة بمصادرة والمتعلقة 1997 لسنة 12 رقم بالمرسوم الخمور واآلالت والمواد والوسائل المستخدمة في إنتاجها

أو نقلها، وبغلق المحل الذي وقعت فيه الجريمة.

2 : 2 :1 :2 - تطبيقات التدابير االحترازية في القوانين الجزائية المكملة:

بعض في االحترازية التدابير بنظام الجزائي المشرع أخذ لقد صريح بشكل وذلك الخاصة، أو المكملة الجزائية التشريعات

ومباشر، أهمها ما يلي:قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية: . 1

ورد النص وبشكل صريح على التدابير االحترازية في قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية رقم )1999/17م(، حيث جاء الفصل التاسع تحت مسمى العقوبات والتدابير، »للمحكمة أنه على القانون من )66( المادة ونصت المختصة أن تحكم باتخاذ واحد أو أكثر من التدابير التالية على من سبق الحكم عليه أكثر من مرة، أو اتهم ألسباب جدية أكثر من مرة في إحدى الجرائم« المنصوص عليها دالئل وجود مع برئ ألسباب شكلية أو القانون، هذا في تشير إلى تورطه في إحدى تلك الجرائم«، وتتمثل التدابير

في اآلتي:اإليداع في إحدى مؤسسات العمل أو التدريب المهني . 1

أو في مصحة تخصص لهذا الغرض. تحديد اإلقامة في جهة معينة.. 2منع اإلقامة في جهة معينة. . 3منع سفر العماني للخارج لمدة مساوية لمدة العقوبة . 4

المقيدة للحرية المحكوم بها. إبعاد األجنبي وعدم السماح له بالعودة إلى البالد.. 5حظر التردد على أماكن أو محال معينة.. 6الحرمان من ممارسة مهنة أو حرفة معينة.. 7

وال سنة عن به المحكوم التدبير مدة تقل أن يجوز وال

تزيد على خمس سنوات. وفي حالة مخالفة المحكوم عليه التدبير المحكوم به يعاقب بالسجن مدة ال تقل عن ثالثة أشهر، وال تزيد على سنتين، وبغرامة ال تتجاوز خمسة آالف

ريال.وفي هذا الصدد أيضا تقضى المادة63 من نفس القانون اذا وقعت بالمخدرات باإلتجار له المرخص المحل بإغالق التاسع الفصل في عليها المنصوص الجرائم إحدى فيه من هذا القانون، وهي جرائم التهريب والزراعة والتمويل )المواد: 45،44،43( حيث نصت المادة 63 من القانون في باإلتجار له مرخص محل كل بإغالق »يحكم أن على المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية أو حيازتها أو أي محل آخر غير معد للسكن أو غير مسكون إذا وقعت فيه إحدى الجرائم المنصوص عليها في المواد )45،44،4( من هذا

القانون وفي حاله العودة يحكم بإغالقه نهائيا«.مكافحة قانون في عليها المنصوص التدابير ومن المادتان عليه نصت ما العقلية والمؤثرات المخدرات 48،66، فالمادة )48( نصت على أنه ال يجوز أن تقل مدة

التدبير المحكوم به عن ستة أشهر، وال تزيد على سنة.وال سنة عن به المحكوم التدبير مدة تقل أن يجوز وال تزيد على خمس سنوات وفي حالة مخالفة المحكوم عليه التدبير المحكوم به يعاقب بالسجن مدة ال تقل عن ثالثة أشهر، وال تزيد على سنتين، وبغرامة ال تتجاوز خمسة آالف

ريال.وفي حالة مخالفة المحكوم عليه التدبير المحكوم به يحكم على المخالف بالسجن مدة ال تقل من ثالثة أشهر وال تزيد وذلك ريال، أالف خمسة تتجاوز ال وبغرامة سنتين، على

حسب نص المادة 66 المشار اليها أعاله.قرت المحكمة العليا أحد المبادئ المهمة في شأن تطبيق المخدرات، مكافحة قانون في الواردة االحترازية التدابير شروط من لها اتضح بحيث تطبيقها، في توسعت فقد والمؤثرات المخدرات مكافحة قانون من )66( المادة العقلية أنه يمكن تطبيق التدابير االحترازية في غير حاالت العود أو التكرار وفي غير حالة الحكم بإدانة المتهم )األحكام الصادرة عن الدائرة الجزائية والمبادئ المستخلصة منها

لعام 2004 )ص463(

قانون األسلحة والذخائر:. 2نص قانون األسلحة والذخائر الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 1990/36م، في المادة )8( منه على أنه »للمفتش العام رفض الترخيص، أو تقصير مدته، أو قصره على أنواع

20

سحبه أو يراه شرط بأي تقييده أو األسلحة، من معينة تقتضيها أو العام باألمن تتعلق إلغائه، ألسباب أو مؤقتا المصلحة العامة«. فتدبير سحب ترخيص حمل السالح أو إلغائه قد يوقع بالطريق اإلداري أو بواسطة حكم قضائي، وذلك إلغائه، أو السالح حمل ترخيص سحب في يتمثل ألسباب تتعلق باألمن العام أو لضرورات تقتضيها المصلحة أو جنحة بحق جناية توقع عقوبة جزائية في العامة، كأن حامل الترخيص من أجل جريمة اقترفت بواسطة السالح. الترخيص مفعول انتهاء التدبير هذا توقيع على ويترتب ترخيص على الحصول جواز وعدم السالح، بحمل القائم

خالل مدة التدبير.

قانون المرور:. 3رقم السلطاني بالمرسوم الصادر المرور قانون نص ص504(، :93/28 رقم المرور )قانون 1993/28م بحق تتخذ التدابير من مجموعة على صريح وبشكل )سحب التدابير هذه أهم ومن والمخالفين، السائقين أنه على منه )35( المادة نصت حيث القيادة(، رخصة »يحظر قيادة أي مركبة على الطريق بدون ترو أو بسرعة أو خطورة تشكل بطريقة أو مخدر أو خمر تأثير تحت أو تعرض حياة األشخاص أو أموالهم للخطر. وتسحب رخصة القيادة في حالة مخالفة حكم الفقرة السابقة، وذلك دون

إخالل بالعقوبة المقررة«.من عليه المحكوم حرمان بهدف التدبير بهذا ويحكم الترخيص، وذلك توقيا الحتمال القيادة طوال مدة سحب بواسطة جديدة جريمة ارتكاب إلى أخرى مرة عودته من )54( للمادة وفقا التدبير بهذا والحكم المركبة. بعقوبة الحكم عند للمحكمة جوازي هو المرور قانون سالبة للحرية في جريمة ارتكبت عن طريق وسيلة نقل آلية القانوني واألثر القانون. يفرضها التي بااللتزامات إخالال المترتب على سحب رخصة القيادة يتمثل في إيقاف مفعول الترخيص الصادر للمحكوم عليه خالل المدة التي تحددها على تزيد وال أشهر، ثالثة عن تقل ال بحيث المحكمة،

سنتين المادة )54( من قانون المرور.

قانون مكافحة اإلرهاب:. 4السلطاني بالمرسوم الصادر اإلرهاب مكافحة قانون أقر رقم اإلرهاب مكافحة المادة)قانون في 2007/8م، رقم 2007/8 : 832( )46( منه وبشكل صريح على مجموعة إخالل دون وذلك بها، الحكم للقاضي يجوز التدابير من

في التدابير هذه وتتمثل عليها، المنصوص بالعقوبات اآلتي:

المنع من السفر.. 1حظر اإلقامة في مكان معين أو منطقة محددة.. 2تحديد اإلقامة في مكان معين.. 3حظر التردد على أماكن، أو محال معينة.. 4على خمس . 5 التدبير مدة تزيد ال األحوال جميع وفي

سنوات، ويعاقب كل من يخالف التدبير المحكوم به بالحبس مدة ال تجاوز سنة.

2 : 2 :2 - التدابير المقررة لألحداثطويال، السلطنة في باألحداث خاص قانون صدور تأخر لقد السلطنة في باألحداث خاصة وتدابير قواعد وضع يتم ولم رقم 2008/30 األحداث قانون مساءلة إال مؤخرا حيث حسم تكييف الجزاءات المقررة في مواجهتهم، ووصفها صراحه بأنها أحكامها في المحكمة كانت القانون هذا صدور وقبل تدابير عام الصادر الجزاء قانون في الواردة النصوص على تعتمد في وذلك باألحداث، خاصة مواد القانون أورد حيث ،1974القاصرين وذلك الكتاب األول تحت مسمى الثالث من الفصل

في المواد من )104( والى المادة )107(.وذلك لألحداث، الجزائية المالحقة المواد هذه تناولت ولقد المالحقة إلمكانية التاسعة، تمام سن بلوغ تحديد خالل من الجزائية كما أوردت المادة 105 العقوبات التي يمكن توقيعها على الحدث الذي أتم التاسعة ولم يتم الثالثة عشرة عند ارتكابه الوضع في أو إلى ولي األمر )التوبيخ والتسليم الجريمة، وهي

مؤسسة إصالح يصنفها القاضي(.عشرة الخامسة يتم ولم عمره من عشرة الثالثة أتم من أما للنفس من بالسجن إصالحا يعاقب فإنه الجريمة ارتكابه عند ثالث حتى خمس سنوات، إذا كانت الجريمة جناية معاقبا عليها قانونا باإلعدام أو السجن المطلق، ومن سنة واحدة حتى ثالث سنوات في الجنايات األخرى، أما إذا كانت الجريمة جنحة فيعاقب من عشرة أيام حتى ستة أشهر )المادة 106 من قانون الجزاء(.

أتموا قد للجريمة ارتكابهم عند الذين األحداث أولئك أما بالسجن فيعاقبون عشرة الثامنة يتموا ولم عشرة الخامسة معاقبا جناية الجريمة كانت إذا من خمس سنوات حتى عشر، إلى سبع ثالث ومن المطلق السجن أو باإلعدام قانونا عليها سنوات في الجنايات األخرى أما إذا كانت الجريمة جنحة فيعاقب قانون من 107 )المادة سنة حتى أيام عشرة من بالسجن

الجزاء(.صفة من ذكرها السابق المواد تحمله ما يخفى وال هذا

21

راشد بن حمد البلوشي خالد بن احمد الشعيبي

التدابير بعض تحمل كانت وإن األحداث، على العقوبات على الغالبة الصفة أن إال اإلصالحية، إلى واإلرسال كالتوبيخ تلك المواد هي فرض عقوبات على األحداث مما حدى بالمشرع القضائية واإلجرائية الموضوعية األحكام في النظر إعادة في وذلك لالنحراف، والمعرضين األحداث بالمجرمين الخاصة

بموجب قانون مساءلة األحداث رقم 2008/30.رقم العماني األحداث مساءلة قانون أن بالذكر الجدير الحدث هو »كل أن 2008/30م في مادته األولى نص على حدثا ويعد العمر«. من عشرة الثامنة يكمل لم أنثى أو ذكر يكمل ولم التاسعة بلغ من »كل المادة لنفس وفقا جانحا

الثامنة عشرة وارتكب فعال يعاقب عليه القانون«.للتدابير القانون من الثاني الفصل المشرع خصص كما نوعين: إلى لألحداث المقررة التدابير قسم حيث والعقوبات،

وهما تدابير الرعاية، وتدابير اإلصالح.

2 : 2 :2 : 1 - تدابير الرعاية:تهدف هذه التدابير إلى جعل الحدث تحت يد من له حق الرقابة واإلشراف عليه، وذلك بهدف تقويم سلوكه وجعله عنصرا بناء في المجتمع، وإبعاده عن المجتمعات اإلجرامية، وهذا يعني أن دور هذه التدابير يأتي في مرحلة سابقة على ارتكاب الحدث ألي جريمة، أي المرحلة التي يكون فيها الحدث عرضة للجنوح وقد حدد المشرع هذه المرحلة وبين معالمها في نص المادة

»3« من القانون وهي: إذا لم يكن له محل إقامة معروف، أو كان يقيم أو يبيت . 1

عادة في أماكن غير معدة لإلقامة أو المبيت.وليه . 2 أو أبيه سلطة من مارقا أو السلوك، سيء كان إذا

كان متى أمه سلطة من أو عليه المؤتمن أو وصيه أو مشموال برعايته.

إذا اعتاد مخالطة الجانحين أو المعرضين للجنوح أو الذين . 3عرف عنهم سوء السيرة.

معاهد . 4 من أو المدرسة أو البيت من الهروب اعتاد إذا التعليم أو التدريب، إذا لم تكن له وسيلة مشروعة للعيش

أو لم يكن له عائل مؤتمن.أو . 5 النفسية أو إذا وجد في بيئة تعرض سالمته األخالقية

الجسدية أو التربوية للخطر.إذا ارتكب فعال يشكل جناية أو جنحة وكان دون التاسعة . 6

من عمره.الحدث . 7 فيها يعد التي الحاالت هذه إحدى توافرت فإذا

رعاية تدابير أحد تطبيق من بد ال فإنه للجنوح عرضة األحداث المنصوص عليها في المادة )15( وهذه التدابير

هي:تسليم الحدث:. 1

بحيث يتم تسليم الحدث إلى أحد األشخاص ممن تتوافر برعايته القيام ويستطيعون األخالقية الضمانات فيهم كأبويه أو أحدهما، أو من له وصاية أو والية عليه، أو أحد أفراد أسرته أو أقاربه، أو أسرة بديلة تتعهد برعايته، أو دار

توجيه األحداث أو أي جهة معتمدة لرعاية األحداث.توبيخ الحدث وتحذير: . 2

الجلسة في الحدث إلى والتأنيب اللوم توجيه وهو إلى يعود بأال وتحذيره القويم، السلوك على وحثه وتوبيخ )م16(، توبيخه استوجب الذي السلوك والتأنيب اللوم بتوجيه يكون وتحذيره الحدث القويم. السلوك على وحثه منه صدر ما على إليه

التي الجهة لم يحدد العماني المشرع أن بالذكر الجدير اإلماراتي المشرع فعل كما صراحة التدبير بهذا تقوم الذي نص على أن التوبيخ هو توجيه اللوم والتأنيب إلى الحدث في الجلسة، وحثه على السلوك القويم )المادة16( األحداث )قانون اإلماراتي األحداث مسألة قانون من 1976/9م(. رقم اإلماراتي، والمشردين الجانحين

التوبيخ والتحذير أن المادة الذي يفهم من سياق إال أن هو الجلسة ألعمال المسير أن وبما الجلسة، في يكون القاضي فإن واقع الحال يشير إلى أن هذا التوبيخ والتحذير العمل يجري ما وهذا القاضي، طريق عن يتم أن بد ال

عليه فعال.منع الحدث من ارتياد أماكن معينة: . 3

بحيث يمنع الحدث من ارتياد بعض األماكن التي يثبت أن تردده عليها له تأثير في جنوحه أو تشرده، وذلك بهدف حمايته والمباعدة بينه وبين العوامل التي قد تدفعه إلى

معاودة جنوحه أو التشرد.منع الحدث من مزاولة عمل معين:. 4

لقد أجاز القانون للقاضي أن يمنع الحدث من ارتياد أماكن معينة، كما أجاز له القانون أيضا أن يحظر عليه ممارسة في الحال هو -كما يثبت أن بشرط وذلك معين، عمل التدبير السابق -أن جناحه أو تشرده راجع إلى مزاولة هذه أن للقاضي ويجوز 190(.هذا :1999 )عقيدة، األعمال يحكم بتدبير أو أكثر من تدابير الرعاية المذكورة سابقا على أال تجاوز مدة التدبير بلوغ الحدث المعرض للجنوح الثامنة عشرة من عمره، وفي جميع األحوال ال يطبق في شأن الحدث الذي لم يبلغ التاسعة إال أحد تدبيري التسليم

أو التوبيخ )م18(.

22

2 : 2 :2 : 2 - تدابير اإلصالح:إن حيث الرعاية( )تدبير األول النوع عن التدابير هذه تختلف أي للجريمة، الحقة مرحله في يأتي التدابير من النوع هذا هذه تطبق الحال وبطبيعة ما، جريمة الحدث يرتكب أن بعد للمادة )20( جدير وفقا بناء على حكم قضائي وذلك التدابير بالذكر أن تدابير اإلصالح المقررة لألحداث في القانون خمسة

هي:

اإليداع في دار إصالح األحداث:. 1الحكم رخصة للمحكمة )21( المادة في القانون أعطى تأهيله بهدف اإلصالح1، دور إحدى في الحدث بإيداع على بناء الحدث عن اإلفراج المحكمة وتقرر وتقويمه، انتهاء ويجب إليها. الجهات هذه تقدمها التي التقارير إال عشرة، الثامنة سن الحدث بلوغ بمجرد التدبير هذا أنه إذا بلغ الحدث هذه السن وكانت المدة المتبقية من التدابير أكثر من سنة، نقل - إذا لم يكن ذا عاهة - إلى أحد السجون، إن لم تقرر المحكمة إبقاءه في الدار )م21(.

االختبار القضائي:. 2توجيه تحت الطبيعية بيئته في الحدث بوضع ويكون التي الواجبات مراعاة مع االجتماعي2 المراقب وإشراف تحددها المحكمة، ويحدد الحكم متطلبات الحكم ومدته، بمتطلبات الحدث يلتزم لم فإذا سنتين، تجاوز أال على مناسبا تراه ما لتتخذ المحكمة على األمر عرض االختبار

من تدابير اإلصالح األخرى )م22(.

اإللحاق بالتدريب المهني:. 3مضمون األحداث مساءلة قانون من )23( المادة بينت المهني التدريب في قولها “يكون اإللحاق بالتدريب هذا المتخصصة المراكز أحد إلى الجانح بالحدث يعهد بأن التي أو للدولة المملوكة المزارع أو المصانع أحد إلى أو تخضع إلشرافها والتي يصدر بتحديدها قرار من الوزير”. تأهيل إلى يهدف حيث واضح، التدبير هذا من والهدف الحدث وتدريبه على حرفة أو عمل معين يباعد بينه وبين طريق اإلجرام مستقبال وقد وضع نص المادة )23( حدا

أقصى لمدة التدريب وهو ثالث سنوات.

اإللزام بواجبات معينة:. 4وذلك بتكليف الحدث الجانح بالمواظبة في أوقات محددة على بعض الواجبات االجتماعية أو الدينية أو غيرها، كأن يقوم بواجب العناية بمسجد معين، ويحدد القاضي الفترة ولم أشهر ستة عن تقل أال على التدبير، لهذا الزمنية يحدد المشرع الحد األعلى لهذا التدبير كما فعل في نص التقرير يستطيع القاضي فإن االرجح وعلى )21( المادة

بإنهاء التدبير متى تحقق الهدف المرجو منه )م24(.

اإليداع في مؤسسة صحية: . 5يكون اإليداع في مؤسسة صحية )عالجية( - مستشفيات مساءلة قانون من )25( المادة لنص وفقا - متخصصة تشرده أو الحدث جنوح أن للمحكمة تبين إذا األحداث راجع إلى مرض عقلي، ففي هذه الحالة للمحكمة أن تأمر يتم أن إلى المتخصصة المستشفيات أحد في بوضعه

شفاؤه.التي المحكمة قبل من الرقابة إلى الحدث ويخضع للعالج، الحدث استجابة مدى من للتأكد قرارها أصدرت وقد المجتمع، في صالح كعنصر للعودة القابلية ومدى المحكمة، فيها تلتزم التي الزمنية الفترة المشرع حدد عن تقارير بإعداد الصحية المؤسسة أو الجهة وتلزم الحدث تطور مدى فيها لتحدد للحدث، الصحية الحالة من الناحية الصحية، ومدى إمكانية إخراجه منها، وتقديم تزيد بأال المشرع حددها زمنية فترة خالل التقارير هذه

عن السنة، المادة )25( من قانون األحداث.من النوع لهذا خاضعا الحدث يبقى أال األصل كان وإن الثامنة بلوغه سن بعد للحرية( السالبة التدابير)التدابير عشرة من العمر، إال أن المشرع أجاز ذلك متى كانت حالته

تستوجب االستمرار في ذلك ويكون بأمر من القاضي.االحترازية، والتدابير للعقوبات تقدم الذي العرض من لم الجزاء قانون أن المبحث هذا من نخلص أن يمكن وصريح، واضح بشكل االحترازية التدابير نظام يقنن العقابي، الجنائي المجال في الحديثة االتجاهات بخالف حيث خلت نصوص قانون الجزاء من اإلشارة الصريحة ألي نوع من أنواع التدابير االحترازية، واقتصرت نصوصه على تنظيم الصورة التقليدية للجزاء الجنائي )العقوبة(، وكان

دار اإلصالح هي الدار التي تنشأ بالوزارة وتخصص إليواء ورعاية وتقويم وتأهيل األحداث الجانحين الذين تحكم أو تأمر المحكمة بإيداعهم فيها، ويصدر . 1بتنظيمها قرار من الوزير، وتتولى وحدة شرطة األحداث حفظ األمن والنظام بها.

المراقب االجتماعي هو موظف عام يتم تعيينه بقرار من الوزير.. 2

23

راشد بن حمد البلوشي خالد بن احمد الشعيبي

من الثاني الباب من والثالث الثاني الفصلين في ذلك أخذ لنا اتضح )العقوبات(، كما عنوان األول تحت الكتاب مشرعنا الجزائي العماني بنظام التدابير االحترازية بصورة مباشرة في بعض القوانين الجزائية الخاصة بفئات خاصة قانون مثل الجرائم من معينة بأنواع أو المجرمين من

مسألة األحداث وقانون المخدرات.

3- خالصةلقد سلط هذا البحث، الضوء على نظام التدابير االحترازية في القانون الجزائي العماني والقوانين الجزائية المكملة له، حيث بالحديث وذلك للموضوع، التمهيد البحث هذا بداية في تم عن التدابير االحترازية كصورة ثانية للجزاء الجنائي إلى جانب العقوبة، حيث أفردنا المطلب األول لتعريف التدابير االحترازية مستعرضين ما ورد من تعاريف في كتب فقهاء القانون الجنائي فيه تناولنا فقد الثاني المطلب أما أحدها، تأييد إلى وانتهينا

الخصائص التي تميز التدابير وتبرز ذاتيتها تجاه العقوبة. االحترازية التدابير )أنواع الثاني المبحث في تطرقنا ثم والشروط العامة إلنزالها( حيث عرض البحث األنواع المختلفة والمتعددة للتدابير االحترازية وذلك وفقا لألساس الذي يستند يؤتي وال يكتمل ال الموضوع هذا كان ولما إليه، تقسيم كل ثماره إال بالرجوع للشروط الالزمة إلنزال التدابير، فقد خصصنا الالزمين األساسيين الشرطين عن للحديث الثاني المطلب السابقة، والجريمة اإلجرامية، الخطورة وهما: التدابير إليقاع

وذلك بالقدر الذي يخدم موضوع البحث.خصصنا فقد البحث هذا كتب أجلها من التي للغاية ووصوال من العماني الجزائي التشريع موقف لمناقشة الثالث المبحث إذا كان لهذه التساؤل عما االحترازية، طارحين التدابير نظام التدابير وجود وتطبيق في القانون الجزائي العماني والقوانين العقوبة بين الجمع يجوز كان إذا وعما له؟ المكملة الجزائية والتدبير؟ وبعد أن خلصنا إلى ذهاب المشرع إلى اعتناق التدابير االحترازية بشكل عام مع إمكان الجمع بينها وبين العقوبة على الضوء سلطنا عامة، كقاعدة أوال األخيرة هذه تنفيذ يتم أن بعد ذلك على التدابير المقررة للبالغين من خالل عرض بعض الجزائية(، اإلجراءات وقانون الجزاء )قانون الجزائية القوانين المخدرات، مكافحة )قانون المكملة الجزائية والقوانيين العقلية، وقانون األسلحة والذخائر، وقانون المرور، والمؤثرات التفصيل من وبشيء تعرضنا ثم اإلرهاب(، مكافحة وقانون مساءلة لقانون وفقا لألحداث المقررة االحترازية للتدابير األحداث رقم 2008/30 م، والذي قسمها بدوره إلى نوعين:

تدابير رعاية وتدابير إصالح.

4- الـنتائـج والـتوصيـات4 : 1- الـنتائـج:

من العرض الذي تقدم للتدابير االحترازية في التشريع الجزائي العماني، اتضح لنا أن قانون الجزاء العماني لم يتعرض لنظام نصوص خلت حيث وصريح مباشر بشكل االحترازية التدابير االحترازية، للتدابير الصريحة اإلشارة من الجزاء قانون واقتصرت نصوصه على تنظيم الصورة التقليدية للجزاء الجنائي غير بصورة االحترازية بالتدابير أخذ المشرع أن إال )العقوبة(، مباشرة، تحت ستار العقوبات الفرعية أو اإلضافية التي تستجمع الجزائية القوانين في أما االحترازية، التدابير خصائص ذات التدابير بهذه أخذ المشرع أن اتضح فقد الخاصة أو المكملة الخاصة الجزائية القوانين بعض في وذلك مباشرة، بصورة بفئات من المجرمين، أو بأنواع معينة من الجرائم، كما اتضح أنه منذ صدور قانون مساءلة األحداث بموجب المرسوم السلطاني رقم 2008/30م، فقد أصبح لألحداث تدابير خاصة يتم إنزالها

وإعمالها في حقهم.هذا ويمكن إجمال النتائج التي توصل إليها البحث في اآلتي:

االحترازية . 1 والتدابير العقوبة بين وثيقة عالقة هناك كونهما صورتين للجزاء الجنائي إال أن لكل منهما صفاته

وخصائصه التي يتميز بها.أن قانون الجزاء العماني لم يأخذ بفكرة التدابير االحترازية . 2

في مستقال بابا لها يفرد لم إنه حيث مباشرة، بصورة قانون الجزاء كما فعل بالنسبة للعقوبة، وكما نصت بعض ـ كالمشرع اإلماراتي في قانون التشريعات الجنائية الحديثةـ التدابير هذه على بالنص مكتفيا ــ االتحادي العقوبات الفرعية العقوبات بصورة غير مباشرة وذلك تحت مسمى من والحرمان األجنبي، وطرد اإلقامة، كمنع اإلضافية، أو أحد مزاولة ومنـع واإلقفـال والمصادرة، المدنية، الحقوق األعمال )المواد من 46 إلى 55 من قانون الجزاء العماني(.

قانون قدم لتقديرنا( )وفقا ذلك أسباب أهم من ولعل الجزاء العماني بالنسبة للنهضة التشريعية بالسلطنة حيث فيها لم تكن التي الفترة إنه صدر في عام 1974، وهي التدابير االحترازية قد راجت وانتشرت واتسع نطاق تطبيقها آنذاك، كبير بشكل العربية المنطقة في التشريعات في العماني المشرع أن واالستنتاج التعليل هذا يؤكد ومما التشريعات التدابير بصورة مباشرة في بعض بنظام أخذ المجرمين، من معينة بفئات والخاصة الحديثة الجزائية بأنماط أو 2008/30م، رقم األحداث مساءلة كقانون قانون نظمها التي المخدرات كجرائم الجرائم من معينة

24

مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 1999/17م.الجنائي . 3 للجزاء ثانية كصورة االحترازية التدابير ظهرت

بشكل واضح وصريح في قانون مساءلة األحداث والقوانين الجزائية المكملة األخرى.

والتدبير . 4 العقوبة بين الجمع نظام العماني المشرع تبنى االحترازي.

التدابير . 5 العماني في تنفيذ القانون العامة في القاعدة أن تنفيذ إلى يصار ثم العقوبة بتنفيذ البدء هي االحترازية

التدابير االحترازية وذلك على التوالي.

4 : 2- الـتوصيـات:الحديثة باالتجاهات وأخذا البحث موضوع دراسة خالل ومن

للسياسة الجنائية ومن خالل ما تم التوصل إليه من نتائج والتي االحترازية للتدابير العماني المشرع اعتماد على ضرورة تؤكد أوال: وذلك العقوبة، جانب إلى الجنائي للجزاء ثانية كصورة شرعية مبدأ يؤكد العماني الجزاء قانون في تعديل بإدخال توقيع شرعية على صراحة النص إن حيث االحترازية التدابير التدابير االحترازية يخرج )العقوبات الفرعية أو اإلضافية( من حيز

العقوبة ليجعلها تدابير احترازية بالمعنى الدقيق.االحترازية للتدابير مستقل باب يفرد أن البحث يرى كذلك وأكثرها التدابير بأحدث األخذ فيه يراعي الجزاء قانون في تطورا كتلك المنصوص عليها في قانون مساءلة األحداث رقم 2008/30 أو تلك التي نصت عليها بعض التشريعات الجزائية

المكملة األخرى.

25

راشد بن حمد البلوشي خالد بن احمد الشعيبي

قائمة المراجعالمراجع العربية:

ابراهيم، مدحت، 2007، قانون العقوبات القسم العام النظرية العامة للعقوبة والتدابير االحترازية – دراسة مقارنه، دار النهضة العربية، جمهورية مصر العربية.

أبو خطوة، أحمد، 2003، شرح األحكام العامة لقانون العقوبات، دار النهضة العربية، جمهورية مصر العربية.

أبو شادي، محمد، 1993، مبادئ علم العقاب، كلية الطلبة للضباط، الكويت.

الجوهري، مصطفى، 1997، أصول علمي اإلجرام والعقاب، أكاديمية شرطة دبي، اإلمارات العربية المتحدة.

السراج، عبود، 1990، علم اإلجرام وعلم العقاب، ذات السالسل للنشر والتوزيع، سوريا.

بالل، أحمد، 1995، النظرية العامة للجزاء الجنائي، دار النهضة العربية، جمهورية مصر العربية.

حسن، علي، 1973، نظرية المصادرة في القانون الجنائي المقارن، رسالة دكتوراه في القانون، كلية الحقوق، جامعة القاهرة، جمهورية مصر العربية.

حسني، محمود، 1982، شرح قانون العقوبات القسم العام، دار النهضة العربية، جمهورية مصر العربية.

عارف، حسين، 1976، النظرية العامة للتدابير االحترازية، رسالة دكتوراه في القانون، كلية الحقوق، جامعة القاهرة، جمهورية مصر العربية.

عبد الستار، فوزية، 1985، مبادئ علم اإلجرام والعقاب، دار النهضة العربية، جمهورية مصر العربية.

عبد المنعم، سليمان، 2005، علم اإلجرام والجزاء، منشورات الحلبي الحقوقية، لبنان.

عقيدة، محمد،1999، أصول علم العقاب، مطبوعات جامعة اإلمارات، دولة االمارات العربية المتحدة.

قانون األحداث الجانحين والمشردين اإلماراتي، رقم 1976/9م، شبكة المعلومات القانونية لدول مجلس التعاون الخليجي، على الرابط االلكتروني:. http://www.gcc-legal.org/MojPortalPublic/Home.aspx

القانونية، للشئون الوزراء رئيس نائب السلطانية، مكتب و شرطة عمان الجزائية »التشريعات الرسمية الجريدة دائرة رقم 74/7، العماني الجزاء قانون .www.mola.gov.om/legals.htm :1980، ص1- 44، سلطنة عمان،و على الرابط االلكتروني

قانون العقوبات اللبناني، الصادر في مارس 1943.

قانون المرور رقم 93/28 الصادر في المرسوم السلطاني رقم 28 لسنة1993 – منشور في الجريدة الرسمية رقم 504- وزارة الشؤون القانونية – سلطنة عمان.

القانونية- وزارة رقم859، العدد الرسمية الجريدة رقم 2008/30- منشورة في السلطاني بالمرسوم الصادر رقم 2008/30م األحداث قانون مساءلة سلطنة عمان.

قانون مكافحة اإلرهاب رقم 2007/8 الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 8 لسنة 2007 – منشور في الجريدة الرسمية رقم - 832 - وزارة الشؤون القانونية – سلطنة عمان.

قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 1999/17- الصادر بالمرسوم السلطاني رقم19999/17- منشورة في الجريدة الرسمية رقم 643- وزارة الشؤون القانونية- سلطنة عمان

قرني، عادل، 2006، مبادئ علمي اإلجرام والعقاب، أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة، سلطنة عمان.

سالمه، مأمون، 1979، أصول علم اإلجرام و العقاب، دار الفكر العربي، جمهورية مصر العربية.

سليمان، عبداهلل،1982، النظرية العامة للتدابير االحترازية، رسالة دكتوراه في القانون، جامعة القاهرة، كلية الحقوق، جمهورية مصر العربية.

26

مجموعة أحكام محكمة النقض المصرية، نقض مصري بتاريخ 1966/2/14 ،س17،رقم23، ص 1

مجموعة األحكام الصادرة عن الدائرة الجزائية والمبادئ المستخلصة منها لعام 2004م، جلسة الثالثاء الموافق2004/6/22م، الطعن رقم 2004/122م ص261.

مجموعة األحكام الصادرة عن الدائرة الجزائية والمبادئ المستخلصة منها لعام 2004 م، المحكمة العليا، قرار رقم 255 في الطعن رقم 210و 211 /2004 م ص463، سلطنة عمان.

مجموعة األحكام الصادرة عن الدائرة الجزائية والمبادئ المستخلصة منها لعام 2005م، جلسة الثالثاء الموافق 2005/12/6م، المبدأ 82 في الطعن رقم 2005/424م ص387- 393.

مصطفى، محمود، 1983، أصول قانون العقوبات في الدول العربية، دار النهضة العربية، جمهورية مصر العربية.

المراجع االجنبية

Floud J, & Young W. 1981, Dangerousness and Criminal Justice, Heinemann, London.

Walker, N. 1966, The Aims of a Penal System, Edinburgh University press, Edinburgh.

Robinson P. 1993, The Criminal-Civil Distinction and Dangerous Blameless Offenders, Journal of Criminal Law and Criminology, Vol. 83. 693-717.

27

فخرية بنت خلفان اليحيائية

أستاذ مساعدقسم التربية الفنية

جامعة السلطان قابوس - كلية التربية[email protected]

النقد الفني الواقع واإلشكاليات: سلطنة عمان أنموذجا

جامعة السلطان قابوسمجلة اآلداب والعلوم االجتماعية

Sultan Qaboos University Journal of Arts & Social Science

28

النقد الفني الواقع واإلشكاليات: سلطنة عمان أنموذجا

Fakhriya Khalafan Al yahyai

Art Criticism, the Reality and DifficultiesSultanate of Oman as a Model

Abstract:This research aims to address the context of Art Criticism in the Sultanate of Oman by investigating and analyzing written criticism. The significance of the current research is that it summarizes the reasons behind the absence of a critical movement in the area of Fine Arts in Oman. This research tries to gather and review the writings in art criticism in order to propose improvement and project a future vision of the field. This research uses historical methods to trace the writings on art criticism, and descriptive analytical methods to describe and analyze the forms and contents of the critical writings that guided the fine art movement in Oman. This research proposes some recommendations such as the importance of promoting the culture of art criticism in Oman. Particularly, the study suggests that a group be formed to promote and disseminate the culture of the Visual Arts. It is also recommended that general and impressionistic writings on fine arts be avoided and replaced by more systematic and academically rigorous writings. The study recommended that both the researcher and the critic should be given more attention and that the media should play a role in promoting fine arts criticism by broadcasting specialized programs in this area. These programs should be presented by expert art critics. The study also recommends that fine art criticism be emphasized in fine art classes in schools in order to create a generation that is capable of appreciating and critiquing art.

Keywords: Art Criticism, Fine Arts Movement, Written Criticism, Art Criticism Difficulties, Sultanate of Oman.

مستخلص:تهدف هذه الدراسة إلى عرض واقع التجربة النقدية في مجال الفن التشكيلي في سلطنة عمان، من خالل استقصاء الكتابات النقدية التي تطرقت بالنقد أو بالتحليل للتجربة العمانية التشكيلية. وتتلخص أهمية البحث الحالي في دراسة أسباب غياب الحركة النقدية في الفن التشكيلي ومعوقاتها في سلطنة عمان، وحاول البحث الحالي حصر واستعراض الكتابات النقدية التي كتبت عن الحركة التشكيلية العمانية بهدف تحليلها من أجل الرقي بالحركة التشكيلية ورسم الرؤى المستقبلية. واتبع البحث المنهج التاريخي في الكتابات ومضمون نوعية ووصف لتحليل التحليلي الوصفي والمنهج العمانية، التشكيلية للحركة النقدية الكتابات وحصر تتبع النقدية التي وجهت للحركة التشكيلية العمانية. وقد خرج البحث بعدد من التوصيات كضرورة تعميم ثقافة النقد الفني ونشرها من أجل االرتقاء في فهم األعمال الفنية، و اقتراح جماعة »التثقيف بالفن«، وضرورة االبتعاد عن الكتابات االنطباعية أو المقاالت الصحفية من أجل كتابات أكثر منهجية، وضرورة االهتمام بالباحث والناقد في هذا المجال وتفعيل الدور اإلعالمي المتخصص في تقديم البرامج التليفزيونية أو اإلذاعية في مجاالت النقد الفني التشكيلي، ويكون مسؤوال عن مادته احد النقاد التشكيليين، وضرورة التركيز على مجال النقد الفني في حصص الفنون التشكيلية بمدارس التعليم العام من أجل تنشئة جيل قادر على الحديث والتحاور

الفني.

الكلمات الدالة: النقد الفني، الحركة التشكيلية، الكتابات النقدية، مشكالت النقد الفني، سلطنة عمان

النقد الفني الواقع واإلشكاليات: سلطنة عمان أنموذجا

فخرية بنت خلفان اليحيائية

29

فخرية بنت خلفان اليحيائية

المقدمة:تحظ لم التشكيلية الفنون مجال في الفني النقد حركة إن جعل الذي األمر الكتاب، أو النقاد قبل من الكافى باالهتمام وإلى والثقافي اإلبداعي اإلنتاج إلى تفتقر العربية المكتبات التوثيق المنهجي أو األكاديمي لفترة طويلة، لذلك ظلت الكتابات بالموضوع عالقة لها تكون أو معرفية أسس دون من تكتب الفنية لألعمال نقدهم في النقاد من الكثير اعتمد بل الفني، الرغم انطباعات خاصة، ومقاييس جاهزة. وعلى وتحليلها على التاسع عشر القرن الفني منذ النقد كتاب التوسع في عدد من األدوار في التضاعف بسبب )محسن عطية، 2002( كما صرح االجتماعية المتعلقة بالفن، إال أن ذلك ساهم في انضمام أناس عن خارجة اجتماعية مجاالت إلى أصال ينتمون الفن عالم إلى نطاق الفن، فهم لم يقدموا نقدا متخصصا، وهذا ما أكده )طالل اإلعالمي النواح سماع اعتدنا »بأننا بقوله: )15 معال،2006، هنا معرض على بأحكامهم المتسرعين بعض انطباعات في المبدع حينا، والتهكم على تيار وتظاهرة هناك، بالهجوم على أو جماعة أوجمعية حينا آخر، وشيوع مبدأ التفاضل في التنكيل لغياب المتداعي المسار يؤكد بما العام، التشكيلي بالمشهد إالبداع تفاصيل يهندس أن له يحق كان الذي الجاد النقد الكتابة وفوضى التلفيق عن بعيدا تكاملي مسار عبر العربي والتشكيلي البصري، الموقف بعبثية االلتهاء إال المسؤولة غير

وفاضح للخصائص الفكرية للفنان«. وقد ترتب على هذا الوضع أن المكتبات العربية ظلت فقيرة- للفنانين تقدم التي المؤلفات من اليوم حتى كبير- حد إلى ولم ندر- ما مدروس-إال منهجي بأسلوب الفن دارسي أو لتتم الغربيون ألفها التي والنقد الجمال يتم تعريب كتب علم في البحث أن وهو شائعا؛ كان العتقاد ربما منها، االستفادة وبعيدا عن مطالبنا زائدا عن حاجتنا، تعليميا ترفا الفنون كان

الذهنية والحسية، وبالتالي فال ضرورة له. ولكن مع انتعاش حركة الفنون التشكيلية في القرن العشرين، والثقافة المعرفة إلى وقت أي من أكثر ملحة الحاجة أصبحت التشكيلية الفنون فهم في المتخصصة الفنية المؤلفات وإلى )الناقد، والمشاهد الفنان، إلى بالنسبة وتذوقها المختلفة

والعابر( والعمل الفني على حد سواء.

مشكلة البحث: يعد النقد التشكيلي في سلطنة عمان متأخرا بالنسبة إلى تطور الممارسة التشكيلية وإلى تطور أدوات الفنان العماني ومفرداته،

ويمكن أن تتلخص أهمية البحث الحالي فيما يأتي:التعرف على اشكاليات النقد الفنى بصفة عامة.

التشكيلية الحركة عن كتبت التي النقدية الكتابات استعراض العمانية.

أسئلة البحث:ما اإلشكاليات التي تواجه الحركة النقدية في الفن التشكيلي

على وجه العموم وفي سلطنة عمان على وجه الخصوص؟الحركة نقد في متخصصة نقدية كتابات هناك هل

التشكيلية في سلطنة عمان؟

أهداف البحث:على التشكيلي الفن في النقدية الحركة إشكاليات دراسة

وجه العموم. حصر الكتابات النقدية في الفن التشكيلي العماني بشكل

خاص.

منهجية البحث:يتبع البحث المنهج الوصفى التحليلي في تحليل ووصف نوعية تلك أو ذاته النقد في حد ركزت على التي الكتابات ومضمون المنهج يتبع كما السردية؛ بالعملية اكتفت التي الكتابات التشكيلية للحركة النقدية الكتابات وحصر تتبع في التاريخي العمانية، وما للفنانين العمانيين من الكتب والمجالت والصحف من ممكن قدر أكبر إلى الوصول أجل من وهذا والجرائد، الدراسات أو الكتابات النقدية في الفن التشكيلي، قصد تحليل

الواقع النقدي على الساحة العمانية.

حدود البحث: اقتصر هذا البحث على تجميع جميع الكتابات التي تمس الواقع النقدي للفن التشكيلي العماني، سواء تلك الكتابات التي كتبت في نقد الحركة الفنية العمانية بشكل عام، أو تلك التي تطرقت إلى تجارب فنانين على وجه الخصوص، من قبل الكتاب العرب،

األجانب، والعمانيين.

أوال: إشكاليات النقد الفني قبل البدء في الحديث عن الكتابات النقدية التي سجلت الحركة التشكيلية العمانية على وجه الخصوص، نجد أنه من الضروري عند ورد فقد التاريخ. عبر الفني النقد إشكاليات إلى التطرق ألحداث تسجيل مجرد ليست النقد عملية أن )عطية،2002( افتتاح قاعات العرض، أو إحصاء عدد اللوحات المعروضة بها، أو سرد حكاية أو طرفة، صادفت عملية العرض، وإنما هى عملية واستيعاب الفن، قضايا دراسة في التعمق ممارستها تتطلب

30

النقد الفني الواقع واإلشكاليات: سلطنة عمان أنموذجا

الفن ماهية وإدراك المختلفة، ومدارسها النقدية االتجاهات وماهية النشاط اإلبداعى، والتمرس على قراءة األعمال الفنية، واالطالع على المستجدات في مجال المعرفة الفنية إضافة إلى تاريخ المنجزات الفنية، التي قدمتها الحضارات على مر التاريخ. ويستعرض )قزاز،2002( أسباب غياب الجانب النقدي في الفن لم الغرب في الحديث بمفهومه نشأته ألن وذلك التشكيلي؛ كانت بل الفن، تاريخ نشأ كما الفنون، أكاديميات في تكن

بدايته في الصحافة ووسائل اإلعالم. وفي محاولة لحصر الكتابات النقدية المتخصصة في نقد الحركة سوى يكن لم معظمها أن الباحثة تجد العمانية التشكيلية مقاالت صحفية متناثرة وال تعتمد على أسلوب علمي ومدروس، إنما كانت في أغلبها تسجيال ألحداث افتتاح –كما ذكرها محسن والمهتمين النقاد بعض قدمها والتي منها القليل إال عطية- بالفن في شكل قراءات ألعمال فنان أو تجربة أو معرض. كما البعض، مجامالت على المواضيع طرح في يعتمد بعضها أن )اليحيائي من كل يؤكد حيث اآلخر، البعض على والهجوم التشكيلية الحركة في الكتابات معظم أن )2006 والعامري، العمانية ال تخلو من الكتابات الصحفية التي هي كتابات خبرية وأخرى شاعرية تتغنى باألعمال الفنية العمانية وبالفنان نفسه. الناجح الفني النقد مقومات يملكون ال ممن شريحة وتوجد على الساحة الفنية تتصدى لمحاولة إصدار أحكام مطلقة. وقد النقد مفاهيم من مفهومين بين التفريق ضرورة إلى أشارا الفني وهما مفهوم التفضيل الجمالي ومفهوم الحكم الجمالي اللذان يغيبان أحيانا حتى عن مخيلة الناقد أثناء التصدى لعملية إلى )عطية،2002( ذكر كما السبب يرجع وربما الفني. النقد انضمام أناس إلى عالم الفن ينتمون أصال إلى مجاالت اجتماعية خارجة عن نطاق الفن، وقد ظهر أيضا كتاب مهتمون بالترويج للفن الذي نشأ خارج نطاق المؤسسات األكاديمية. وهناك نقاد الفني النقد مجال في يعملون صحفيون األصل في هم للفن وهم اجتماعية، أحداث أنها على الفن أحداث تغطية أجل من الفن. وهناك نقاد ينتمون الغالب بعيدون عن فهم قضايا في فلسفة، من اإلنسانية العلوم في متخصصة مجاالت إلى أصال وعلم اجتماع، وعلم نفس، يحكمون على أعمال الفن من وجهة اعتبار تصنيفات عطية هى محور لذا يمكن نظر تخصصاتهم. إشكاليات النقد في الفن التشكيلي التي يمكن اعتبارها مقياسا تتعرف من خالله على أزمة النقد الفني. ويمكن إجمال تصنيف

إشكاليات النقد الفني في النقاط اآلتية:

القصور في الثقافة الفنية والوعي بماهية الفن ومفرداته: تتحول الفنون تذوق عملية أن الحميد،2001( )عبد يرى

بتدريج لتصبح قدرة روحية وعملية انفعالية -يتم تشكيلها أثناء عملية تربية اإلنسان وتكوينه- ببذل الجهد والوقت في المطالعة وزيارة المسارح والسينما والمعارض الفنية، ألن الذوق - كما يرى الفيلسوف كانت هو )القدرة على محاكمة الجمال( مع األخذ بعين االعتبار أن الذوق خاضع للتغير من آخر. إلى زمن ومن آخر، إلى إنسان ومن أخرى، الى بيئة وبالتالى فكما للغة المنطوقة والمكتوبة مفرداتها، فللفن عليه الفن لغة يتعلم أن يريد والذي مفرداته، التشكيلي أوال أن يتعرف على هذه المفردات، وتكمن تلك المفردات النقطة، مثل اللغة لتلك المشكلة البصرية الثقافة في لتشكل جميعا تلتقى التي والفراغ.... والمساحة والخط، أعماال ثنائية األبعاد كما في األعمال التصويرية والتصميم، أو أشكاال ثالثية األبعاد كما في النحت والتشكليل المجسم البصرية باللغة األولى األبجدية لمعرفة ونتيجة والخزف. يتمكن القارئ من معرفة معاني تلك اللغة وغاياتها. ومن ثم يتعرف على فكرة العمل والهدف منه وهو بالتالي يقترب من تفاصيل دقيقة في تلك اللغة مثل األلوان والمالمس تكون التي المفردات من وغيرها والمنظور واألسطح العمل الفني، ومن هنا ندرك أن الذي يريد التحدث بهذه اللغة أو قراءتها عليه أن يتعود مشاهدتها وممارستها حتى

تصبح تلك المفردات البصرية مألوفة لديه.الفني العمل الفن وتحديدا بمكونات بماهية المعرفة إن البصرية، القراءة معرفة خطوات أولى هي التشكيلي وتنقسم تلك المعرفة إلى معرفة بالفن ومعرفة عن الفن؛ حيث تعنى األولى المعرفة بفعل الفن وكيفية األداء والخلق اإلبداعي بينما تعنى المعرفة الثانية بالمعلومات والثقافة المختلفة ومجاالته بالفن المتعلقة والمعارف البصرية والتي بدورها تشكل الخبرة الفنية والجمالية لدى المتلقي بشكل عام والفنان بشكل خاص. وعلى حسب رأى )هربرت هو الفنية الثقافة ضعف فإن ،)Read، H.، 1963( ريد، ما يجعل البعض يجهل حتى ما هو متعلق بعناصر العمل وأسسه البنائية. وهذا كثيرا ما نصادفه في بعض الكتابات الصحفية؛ حيث يخلط الكاتب في المصطلحات والمسميات فيطلق لوحة على قطعة نحتية، ويطلق رسما على ما هو تشكيل مجسم، ويطلق أشكاال فراغية على أعمال الريليف.

الجهل أي البعض، لدى الفن بلغة الجهل يغلق وبذلك الفنية األعمال فهم إلى الطريق فيه، األداء بمظاهر األفراد لدى الوعي في القصور وهذا الحاالت. بعض في والفنانين والمتلقين ومن ثم المجتمع بأسره، يمكن التغلب عليه بسهوله في الفن التقليدي - المألوف للكثير منا- أكثر

31

فخرية بنت خلفان اليحيائية

وجهات المشكلة تشبع حيث المعاصرة األشكال في منه قد أخرى حديثة نظر ووجهات وفهمها، التجريدية النظر مصاعب المعاصر المشاهد يجد حيث كثيرا؛ نألفها ال معينة في فهم اعمال الفن ألن تلك التعبيرات غير مألوفة لديه، وال تتفق دائما مع ما نتوقع منه من آراء. وبذلك يجد البعض نفسه متجها إلى رفض تلك التعبيرات الفنية كما من ليس فأنه لذا جادة. إياها معتبرا المعاصر الفن في الفنان ينتجه الذي الفني العمل رؤية الرائي على السهل أو -غير المثقف ثقافة فنية- رؤية العمل الفني الذي ينتجه الفنان، أو االستمتاع به، أو فك رموزه، حتى ولو بدا للوهلة األولى أن مسألة التذوق هي مسألة نسبية تختلف باختالف األمزجة الفردية، واألذواق متفاوتة من حيث وجهات النظر. وعلى أي حال فكلما ازدادت األلفة بالفن، وجدنا أن عامل المعرفة هو أقوى البواعث على االنفعال الفني أو الجمالي. أسلوب الصحيحة عن المعلومات إلى الفقر وبذلك يصبح نفذ من خاللها التي الظروف أو خلفية ما أو مدرسة فني نحرص أن علينا لذلك الفنية. األعمال إلدراك عاقا العمل الفنانين أعمال ورؤية للمعارض المستمرة الزيارة على وقراءة سير حياتهم لكى ال نصاب بداء فقر المعلومات في الدور النقاد يلعب أن البد هنا ومن الحيوي. المجال هذا اآلخر في التعريف بالجماليات البصرية ونشر الثقافة الفنية التي تسهم في التعريف بأهمية الفن ومن ثم أهمية النقد.

قلة المتخصصين في النقد الفني: متصال علما الفني العمل نقد )2007( الغامدي يعتبر بنظرية الفن، وبعلم الجمال والفلسفة، إلى جانب التحليل للفن، وهذا يجعله بال شك والتربوي واالجتماعي الثقافي فنحن اإلبداع؛ لعمليات المكمل الوجه بل ثقافية ضرورة اإلعداد ذوى المتخصصين من عدد إلى بحاجة مازلنا إذ إن إعداد البصرية، الفني والثقافة النقد األكاديمي في الناقد عملية أصعب من إعداد الفنان. وفيما يخص الحركة التي النقدية الكتابات معظم فإن العمانية التشكيلية مارسها الفنانون والكتاب في الحركة النقدية العمانية-اال القليل منها- ليست إال أحكاما شخصية وانطباعات خاصة، في تأويلية محاوالت لتقديم واجتهد البعض فيها تشجع متخصصة كتابات كونها من أكثر الفنية، األعمال قراءة بعلم النقد الفني. لذلك نحن بحاجة إلى متخصصين إلمداد يتخبطون تركهم من بدال الصحيحة بالمعلومات الناس وراء بعض القراءات العابرة التي يقدمها غير المتخصصين أو القارئ والفنان مغزى واضحا والتي قد ال يلتمس منها

مفهوما، بل تشعرهم بعجزهم المستمر في فهم حقيقية األعمال أن )2006 )معال، عند سيف هدى وترى الفن. ناقدا، بل تتطلب المعاصرة ال تسمح ألي أديب أن يكون أن إال الفن وتقنياته. والعالم بأسرار المثقف الناقد وجود ما يحدث في بعض األحيان أن يطلق كثير من نقاد األدب األحكام الدقيقة والسريعة على األعمال اإلبداعية في لحظة وليس تفضيال يمارسون هنا وهم لها، الجمالي اإلدراك تحليل دون من وبسرعة آليا يصدر الذي والتذوق نقدا. دقيق ال يمكن اعتباره ظاهرة تخضع للمنطق، ألن الوتيرة على عدة تعتمد كانت سريعة الذوق مهما بها يتم التي

أشياء لتدخل حيز العمل.

قصور الوعي لدى الفنانين بمفهوم النقد وأهمية: وعدم المجتمع، في الفن بأهمية الوعي في القصور إن يهمان أمران الفنى النقد علم في المتخصصين تواجد يتعلق حينما ذلك من األدهى ولكن بأكمله، المجتمع زريق أبو والتشكيلي الناقد يرى و نفسه. بالفنان األمر )2008( أن هناك نوعين من الفنانين؛ األول واع يعرف ما يفعل والثاني يمتلك يدا بدون وعي ورؤية للعملية الفنية، ولذلك ال يتقبل النقد التحليلي الذي يصل إلى كشف رؤيته وتجربته، حيث يصر النوع األول على ضرورة تواجد حركة نقدية من أجل التطوير، في حين يبقى النوع الثاني رافضا أي نوع من أنواع النقد متخيال أن النقد في جميع أشكاله هدما. وهذا يدل على قلة الوعي بعلم النقد الفني وبأسسه الخاطئ الفهم إن حيث ونظرياته. ومجاالته وأساليبه وتتبع ذم بأنه واالعتقاد الفني والتحليل النقد لمفهوم لمثالب العمل من أهم أسباب تأخر جميع الحركات النقدية، لتحليل الحثيث السعي ذلك إال هو ما النقد أن حين في أثره وتحقيق معانيه وإبراز وتقديره وتفسيره العمل، ليتمكن مجموع المتذوقين والمهتمين من أفراد المجتمع من رؤيته والتأثر واالنفعال به وفهم معانيه وصفا وتفسيرا

وتحليال.

النقاد بين الموضوعية والذاتية: الفني النقد مشاكل أهم )1997( البهنسي يستعرض الخاصة بالنقاد أنفسهم والمتمثلة في الذاتية والموضوعية الناقد حكما جماليا على الجمالي. فحين يصدر الحكم في عمل فني، فإنه يكون في أحد وضعين: إما أنه يبحث عن بحسب قبحا أو جماال فيه فيبين نفسه الشئ خصائص المفهوم العام الخارجي للجمال والقبح، وهو هنا ناقد يتجه

32

النقد الفني الواقع واإلشكاليات: سلطنة عمان أنموذجا

للموضوعية... وإما يتحدث عن إحساسه الخاص نحو العمل ذاتي. ناقد هنا وهو النفور، أو بالرضا إحساسا فيكون في خاصة صفات النقاد من النوع هذا يفرض وبالتالي عقله أو نفسه على األشياء التي يصفها فيما بعد بالجمال الحكم في موضوعية أسسا هناك أن حين في القبح. أو ذاتية أسسا هناك أن كما بالعمل، تتصل وهي الجمالي تتصل بالموضوع. واألسس الموضوعية صفات مستودعة في العمل الفني ذاته والزمة لجماله، وتلك األسس الذاتية هي حاالت في نفس المتذوق أو اعتبارات خاصة خارجة عن أن الناس هي تصادف التي العامة والقضية ذاته. العمل األحكام الجمالية تختلف؛ ألن أذواق الناس مختلفة؛ وليس يختلفوا، ال أن الغريب بل الناس يختلف أن الغريب من واذا كان اختالف األذواق ال جدال فيه فإن اختالف األحكام

الجمالية يجب أال يكون فيها مجال للبحث والجدل.أن يجب خصائص ليستعرض )3-2 )قزاز،2002: ويأتي عال بقدر يتحلى أن ينبغي »إذ الفني، الناقد بها يتحلى وتاريخ الفن، تاريخ مثل: عدة، مجاالت في المعرفة من ومتواصال يكون مطلعا وأن الجمال، وعلـم الفـني، النقـد مع المنجزات الفنية المعاصرة محليـا وعالميـا، وأن يتعرف على كل جديد في الخامات والممارسات الفنية والتطورات في والمستجدات والعالمي المحلي الفن في الحاصلة على قادرا كذلك يكون وأن األخرى، الفكرية المجاالت صياغة أفكاره بلغة أدبية رفيعة، هذا باإلضافة إلى درايته وأصوله، ومناهجه، وقواعـده، مفهومـه، الفـني، بالنقد يؤكد كما المجتمع. في ودوره ووظائفه، وخطواته، ضرورة امتالك الناقد لكل تلك المقومات من خالل مواظبة األمر والمتاحف، التشكيلية المعارض زيارة على الناقد ووصفها الفنية األعمال تحليل مـن بال شك يمكنه الذي وتفسيرها ومن ثم إصدار أحكام على قيمتها، األمر الـذي العمل فهم على قدرة أكثر النقدي المقال قارىء يجعل الفني الناقد مهمة أن معتبرا لقيمته. إدراكا وأكثر الفني هي تفسير العمل الفني، وتوضيحه؛ فقد يفسر معاني الرمز داللته عن ويكشف للعمل التشكيلي البناء يتتبع قد أو التعبيرية وقد يصف من خالل ما تذوقه في العمل، التأثير وهنا المشاهد«. على العمل لهذا يكون أن ينبغي الذي ليفهمه الفني العمل إيضاح محاولة الناقد مهمة تصبح تقريب )2006( العزيز عبد ابتسام تراه كما أو اآلخرون، والناقد »المتلقي«، للجمهور الفنان يقدمها التي الرسالة التي تصيبه، الفنان نفسه ألنه أدرى بالعوارض قد يكون وهو القادر على تشخيص الحالة، وخبرته في المالحظة أو

الرؤية هى سبب االختالف بين النقاد في تقديرهم لألعمال الفنية، والذي مرجعه األساسي اختالف الخبرات الماضية.

الدور النقدي الغائب في اإلعالم معظم النقد الذي وجه للحركة التشكيلية في سلطنة عمان حيث عام بشكل التحليل، ال التوصيف عليه يغلب كان انشغل اإلعالم باألحداث و األخبار أكثر من تقصي المحتوى والمضمون للعمل الفني. ومن المالحظ أن ما يكتب عن الفن التشكيلي في غالبيته ليس نقدا تشكيليا فنيا بالمعنى األكاديمي للنقد ولكن في الغالب هو انطباعات ومجامالت، أو باألحرى هي وصف لمظهر العمل الفني وتعداد لمميزاته الكتابة انتقال يؤكد وهذا المشاهد. قبل من المرئية الكتابة الصحفية إلى النقدية من مجال وعلم قائم بذاته التي غالبا ما تهول الموضوعات وتحول الحدث الفني إلى إبداع قام به فنان حتى ولو كان في بداية مشواره الفني. فني ليس كل عمل ولكن إبداع هو الفن فعل أن صحيح هو إبداع أو يصل إلى مرتبة اإلبداع واالبتكار التي يتعارف عملية بين كبير فرق فهناك التشكيلي. الفن نقاد عليها العمل لمجرد اإلنتاج الفني وبين عملية اإلبداع، التي تحتاج واألصالة الجدة منها معينة فنية ومعايير مواصفات إلى

والمعاصرة. اإلعالمي بالدور يتعلق فيما )2002( عطية يصرح كما األيام بصفحات الصحف في هذه “تطالعنا بقوله الغائب تتحسر على انعدام النقد، أو على ضعف مستواه، أو غموض إليها يستند التي المعايير غموض أو ووظائفه، مهامه النقاد، والفنانون يعرضون شكواهم من عدم وجود النقد”.

ويمكن إجمال الغياب اإلعالمي في ما يلي: فوضى الكتابة التثقيفية البرامج غياب المتخصصة، أو الدقيقة غير اإلعالمى االهتمام قصور اإلعالم، وسائل في والنقدية االهتمام الحدث دون بثقافة والمرئى والمقروء المسموع التوعية عملية في القصور للفنان، الفكري بالمضمون

بأهمية الفن، التضخيم اإلعالمي.

للفن الراعية للمؤسسات الفعلي الدور تفعيل عدم التشكيلي

بإمكانيات والفنية الثقافية المؤسسات لقد حظيت بعض ورعاية وتمويل ولكن أدورها الحقيقية مازالت غير مفعلة

بشكل حقيقي، فعلى سبيل المثال هي مطالبة باآلتي:تفعيل مهمة النقاد: فعلى الرغم من كثرة المعارض

للفنون العمانية الجمعية تقيمها التي والفعاليات

33

فخرية بنت خلفان اليحيائية

المحكمين زيارات يصاحبها والتي التشكيلية هؤالء به يساهم حقيقي تفعيل يوجد فال للسلطنة، وهنا النقدية، بالحركة الرقى أجل من المحكمون أؤكد على ضرورة مرافقة المعارض الفنية بجلسات أو أمسيات لقراءة األعمال الفائزة على األقل حتى يتعرف الفنانون على جوانب القوة في تلك األعمال، وتطوير

أعمالهم الفنية في المناسبات القادمة.إيجاد اإلصدارات المتخصصة في مجال النقد والتحليل

وتحاول مؤخرا الجمعية اليه تنبهت ما وهذا الفني تالفيه في فكرة اإلصدار القادم.

بأماكن واالكتفاء والمحاضرات الندوات مركزية محددة.

ثانيا: الكتابات النقدية في الحركة التشكيلية العمانيةالنقد من وافر بحظ عمان في التشكيلية الحركة تحظ لم عن عبارة العمانية الصحف تناقلته مما فالكثير األكاديمي، أخبار تهتم بالحدث، والفعاليات الفنية مركزة جل اهتمامها على الفنانين أنفسهم، وعن انطباعات المشاركين، تاركة الفراغ للنقد هذا ورغم والفرص. الواقع لمصادفات الفنية األعمال وتحليل الوضع ظهر عدد قليل من تلك الدراسات والمقاالت األكاديمية التي يمكننا اعتبارها نوعا من النقد الفني الذي يمكن االعتداد به، حيث شكلت بدايات ظهور الكتابات النقدية في عمان. وقد أمكن في هذا البحث حصر بعض منها -على حد علم الباحثة-

كما هو موضح في الجدول رقم )1( أدناه.في تزايدا هناك أن السابق الجدول من نستخلص أن ويمكن بالحركة الخاص الفني النقد في المتخصصة الدراسات عدد بسبب وذلك 2011م العام في خصوصا العمانية التشكيلية العماني التشكيلي والفن النقد في متخصصة ندوات وجود المجال، هذا في متخصصة أوراق إلعداد أكاديميين ودعوة كما أن عدد الكتب لم يتجاوز الكتابين، والدراسات التي نشرت لم أيضا عمان، سلطنة في المتخصصة الثقافية المجالت في يتجاوز عددها ثالث دراسات. أما المقاالت النقدية التي تكتب في الصحف اليومية ومواقع اإلنترنت فهي في تزايد، على الرغم من أنها قليلة من ناحية اإلحصائية، وهي أيضا محددوة مقارنة بعمر حركة الفن التشكيلي في سلطنة عمان. لذا سوف يتم التطرق إلى تلك المقاالت والقراءات بشكل من التحليل والوصف سواء كانت تنقد وضع الحركة التشكيلية العمانية بشكل عام أو تنقد القراءات لتلك تفصيل استعراض يلي وفيما ما. فنان أسلوب

حسب التسلسل الزمني:

دراسة نقدية بعنوان: المشهد التشكيلي العماني، )حميدة، )2011

الحراك النقدية على عدد من ظواهر ركزت دراسة حميدة تاريخيا توثيقا تقدم أن دون المعاصر العماني التشكيلي بها، القيام المتخصصة سبق والدراسات الكتب من لعدد وقد سعت هذه الورقة الستشراف البنية الجمالية والبصرية العماني التشكيل من متخيرة منجزات بها تمتاز التي عمانيين فنانين ألعمال صور من للباحث توفر ما بحسب التشكيلي في المشهد يشكلون مساحة معتبرة في نسيج سلطنة عمان. وتعرضت هذه القراءات لمحاور بعينها وهي: ما وتيار المعاصر، العماني التشكيل في النسائي »اإلبداع بعد الحداثة، ومنجزات في التشكيل العماني، النحت العماني الدراسة بأن هذه ذاته الوقت في االعتراف مع المعاصر«، النقدية ال تغطي عموم ما تزخر به ساحة التشكيل العمانية أن والموضوعية الجادة الدراسات بعض استطاعت التي التاريخي تتناولها في إصدارات تخصصية اتسمت بالطابع األحكام وإصدار الفني التحليل مناحي على الوقوف مع

النقدية.

لوحات في ودالالتها الهوية »رموز بعنوان: نقدية دراسة الفنان التشكيلي العماني«، )اليحيائي، 2011(

في ودالالتها الهوية رموز على اليحيائي دراسة ركزت أعمال الفنان التشكيلي العماني من خالل التعرض لمفهوم واستعراض عليها، العولمة مخاطر عن والكشف الهوية، المحافظة في العماني التشكيلي الفنان لعبه الذي الدور لوحات في الرموز لبعض تحليل خالل من الهوية على أن دراستها في )2011( اليحيائي وتؤكد منهم. عدد كان وحضاريا ثقافيا إرثا يمتلك العماني التشكيلي الفنان تشكيلية أعمال انتاج في عليه استند معين خير يزال وال ذات هوية عمانية متفردة، واقتصرت عملية االستفادة من الموروث لدى البعض من معطيات التراث العماني المادي الذي يتمثل في )األزياء والعمارة والمواقع األثرية، والمدن القديمة ومناظر طبيعية( بالتركيز على الرموز نسخا وتكرارا لها بعيدا عن الفلسفات واألفكار التي تكمن وراءها، والخوف ذلك. في الفنان استمر لو المعين هذا ينضب أن من من االستفادة في قصور يوجد انه إلى اليحيائي وأشارت التراث الالمادي المتمثل في )السلوك واألفكار والمعتقدات الذي المأثورات الشعبية(، األمر واألمثال الشعبية مع كافة

يستلزم تعميق البحث في شقي التراث المادي والالمادي.

34

النقد الفني الواقع واإلشكاليات: سلطنة عمان أنموذجا

السنةالمؤلف المصدر نوعهاعنوان الدراسة

دراسة نقديةالمشهد التشكيلي العمانيندوة الفن التشكيلي العماني واقع

الممارسات ومداخل التجريب2011محمد مهدي حميدة

الهوية ودالالتها في لوحات الفنان التشكيلي العماني

دراسة نقديةندوة الفن التشكيلي العماني واقع

الممارسات ومداخل التجريب2011 فخرية اليحيائي

فن التجهيز والفيديو في الفن العماني المعاصر، بين الحداثة وما بعد الحداثة

دراسة نقديةندوة الفن التشكيلي العماني واقع

الممارسات ومداخل التجريب2011 عماد أبوزيد

دراسة نقديةتجربة النحت في سلطنة عمانندوة الفن التشكيلي العماني واقع

الممارسات ومداخل التجريب2011 محمد العامري

قراءة نقدية في نتائج لجنة تحكيم أعمال مهرجان الفنون التشكيلية مسقط 2010

2011 محمد العامريملق شرفات، جريدة عمانمقال نقدي

2008 عبدالكريم الميمنيملحق أشرعة، جريدة الوطنمقال نقدي الثقافة التشكيلية في السلطنة

الخصصية الغرافيكية في التجربة الحروفية للتشكيلي محمد فاضل

مجلة نزوىدراسة نقدية محمـــود

شــــاهين2008

2007شوكت الربيعيموقع المثقف اإللكترونيمقال نقديفنانون متميزون: الفنان العماني محمد الصائغ

فنانون متميزون: رشيد عبد الرحمن2007شوكت الربيعيموقع المثقف اإللكترونيمقال نقدي

قراءة في منحوتات عمانية معاصرة: “خطاب تشكيلي يؤسس لقيم جمالية سامية”

2007محمد مهدي حميدة موقع ألف ياء اإللكترونيمقال نقدي

2007شوكت الربيعيدار الرؤيا سلطنة عمانكتابالفن التشكيلي المعاصر في عمان

المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلومكتابالفن التشكيلي في عمان فخرية اليحيائي، ومحمد

العامري،2006

قراءة نقدية في معايير التحكيم الخاصة بالمعرض السنوي الرابع عشر للفنون التشكيلية

2006محمد العامريجريدة عمانمقال نقدي

2005عبدالمنعم الحسنيمجلة نزوىحوار وترجمة المصور يوجين جونسن

التشكيلي العماني موسى عمر:يعتمد الموروث كثيمات أساسية في لوحاته

2003 املي بورتر،مجلة نزوىدراسة نقدية

التشكيل العماني: “احتفاء بالتراث والحياة اإلنسانية في نصوص حداثية

2002 امنة النصيريمجلة نزوىدراسة نقدية

»مستقبل الحركة التشكيلية العمانية في ظل غياب متاحف الفنون

2001محمد العامريجريدة الشبيبةمقال نقدي

»ملتقى مسقط للنحاتين العرب: درسة نقدية في أعمال النحاتين العرب”

2001محمد العامريالملحق الثقافي- جريدة عمانمقال نقدي

ملتقى مسقط للفن التشكيلي العربي في دورته األولى

1999عبدالرحمن السليمانالملحق الثقافي، جريدة عمانمقال نقدي

»باتريشيا ميلنز: عازفة الترانيم الطلسمية العمانية”

1999أشرف أبواليزيدمجلة نزوىحوار صحفي

1997 رفيعة الطالعيمجلة نزوىحوار صحفيالفنان التشكيلي العماني

1997رفيعة الطالعيمجلة نزوى حوار صحفيالفنانة التشكيلية العمانية

جدول رقم )1(: حصر لبعض الكتابات التي أختصت بالنقد الفني عن الحركة التشكيلية العمانية.

35

فخرية بنت خلفان اليحيائية

العماني الفن في والفيديو التجهيز »فن بعنوان: دراسة المعاصر، بين الحداثة وما بعد الحداثة«، )أبوزيد، 2011(

استخدام الضوء على أبوزيد ألقى النقدية الورقة في هذه تلك الوسائط المتعددة في األعمال الفنية التي تقوم على والتي المعاصر، العماني الفن في والفيديو التجهيز فنون التحديث نحو التقدم انطالق على األولى بداياته شهدت والبحث عن صياغات جديدة، وتعاظم دور التجريب في الفن كقيمة، فرضت تغيرات في مفاهيم الفن وتقنياته المختلفة الوسائط قدمته وما اإلبداع، ميادين تنوعها في كل على المتعددة من إمكانيات مختلفة للتجريب وإعادة المحاولة، من بداية الفن، مجاالت مختلف بين المزج على والقدرة فنون االحتفاء بالشيء الجاهز المستمد من الحياة اليومية كمادة ووسيلة غير تقليدية في التعبير والبحث عن جمالية تميز أعمالهم، اعتمادا على مبادئ الصدفة، مقدمين حلوال تفيض التي بالطبيعة المتفاعل اإلنساني االتصال في بالبيئات الصناعية. وقد ناقشت الورقة فن التجهيز والفيديو في الفن العماني المعاصر في ضوء أعمال فن الحداثة وما

بعد الحداثة في الفن التشكيلي.

دراسة بعنوان: » تجربة النحت في سلطنة عمان«، )العامري، )2011

حققت السلطنة في التشكيلية التجربة أن العامري وأكد الفنون قطاعات في العربية الخليج دول بين بارزا حضورا من العماني الفنان مارسه لما وذلك كافة؛ التشكيلية من جعلت مختلفة فنية وأساليب عديدة تجريبية مداخل التعبير مجال في بارزة ثقافية عالمة البصري المشهد الفن لهذا الداعمة المؤسسات أن العامري ويشير الفني. ضمنت استمراريته وحسن تقدمه في جميع مجاالت الفنون في األضعف الحلقة يبدو النحت أن إلى وأشار التشكيلية، هذه الحركة إذا ما قورنت باإلنجازات الفنية وعدد الفنانين والتصميم، والتصوير، الرسم مجاالت في الممارسين فنون مثل الحداثة بعد ما فنون ذلك في بما والجرافيك. )العامري، ركز وقد الفراغ. في المجهزة واألعمال الفيديو، عمان سلطنة في النحت تجربة على ورقته في )2011التي الفنية األعمال بعض استعراض خالل من تحديدا، المجسم، وتحليلها من النحت والتشكيل إلى مجال تنتمي التجارب ببعض ومقارنتها والمضمون، المحتوى حيث للنهوض التوصيات بعض تقديم إلى وصوال الناجحة،

باإلبداع الفني والتجربة النحتية خصوصا في عمان.

أعمال تحكيم لجنة نتائج في نقدية قراءة بعنوان: مقال )العامري، 2010م مسقط التشكيلية الفنون مهرجان

)2011حمل اللهجة شديد نقديا مقاال )2011( العامري قدم لفنانين الفنية األعمال لبعض علميا تحليال ثناياه بين وعلى العمانية التشكيلية الساحة في عالية شهرة حازوا الرغم من تلك الشهرة تم تقديم أعمال فيها من النقص حيث والجمهور. الجمالية بالتذوق واإلستهزاء الجمالي المقنع غير التحكيم عن الناتجة للمثالب العامري تعرض المتمثلة التشكيلية، الفنون التحكيم لقطاع من قبل لجنة والفيديو الميديا، وفنون والنحت، والتصوير، الرسم، في آرت. وقد انحصرت قراءته في أحكام لجنة التحكيم في تلك مجال في والتقدم اإلصالح بهدف التشكيلية القطاعات الفنون التشكيلية بالسلطنة، وقد تتناول تلك األعمال الفنية بشيء من الشرح والتحليل النقدي، إلجاد مقاربة ومقارنات قد تغيب عن الكثيرين ممن ال يدركون كنه المجاالت الفنية وأصلها. وبشكل عام، هدف المقال وبقوة إلى وضع النقاط التي الفنية األعمال بعض تحليل خالل من الحروف، على رغم كهذا، كبير مهرجان في متقدمة مستويات تصدرت وجود أعمال فنية قوية وهادفة لها معنى وشكل يتماشيان

مع قضايا المجتمع والعالم بأسره.

)الميمني، السلطنة، في التشكيلية الثقافة بعنوان: مقال )2008

الثقافة التشكيلية في يثير الميمني في هذا المقال أهمية حيث الفنية؛ األعمال فهم في وإشكالياتها عمان سلطنة مطلبا المجتمعات في تعتبر التشكيلية الثقافة بأن يشير غاية في األهمية وعندما تظهر آثارها السلبية على النتاجات الفنية لدى ممارسي الفن التشكيلي وعلى الجمهور المتلقي وجوهم على ظاهرا يبدو اإلندهاش فإن الفنية لألعمال وذلك بسبب نقص المعرفة الفنية التي تمثل ثقافة تشكيلية ضرورية يجب أن يمتلكها الفنان أوال والجمهور ثانيا. ويؤكد هذه عن مسؤولة أطرافا هناك أن )2008( الميمني لنا الجهات الممارس، التشكيلي الفنان أمثال: من المشكلة والناقد. وهو بالسلطنة، التشكيلية الفنون المعنية بقطاع يعتقد بأن األطراف المذكورة أعاله كلها مسؤولة عن نشر الثقافة التشكيلية في المجتمع العماني من أجل أن يكون بالثقافة المستقبل جيل مثقف تشكيليا ومتسلح هناك في

البصرية في مجال الفن التشكيلي.الحروفية التجربة في الغرافيكية الخصية : بعنوان دراسة

36

النقد الفني الواقع واإلشكاليات: سلطنة عمان أنموذجا

للتشكيلي محمد فاضل، دراسة )شــــاهين،2008(عن متحدثا فاضل، محمد الفنان بتجربة هنا الناقد يشيد المتأمل “إن يقول: حيث به، الخاصة والتقنيات األساليب والمتمعن في تجربة الفنان محمد فاضل، يجد أنها تعيش حالة بحث و تجريب، سواء على صعيد األسلوب أم التقانة” كما تحدث الناقد عن آلية البناء المتبعة في األعمال الفنية بعضها جانب إلى تتجمع التي الحروفية الكتل خالل من في إنسانا لتشكل مختلفة، وإيقاعات بثخانات البعض حالة ابتهال، أو سجود، أو مناجاة، أو ترسم كرة أرضية، أو الفنان أن الناقد أو أشكاال حيوانية. ويرى بيوتا، أو غيوما، التشكيلية الناحية من مقيدا يبدو كان المرحلة تلك في لخلق العمل عناصر كافة بتسخير يقوم ألنه الغرافيكية، المعنى هو معينا فعال تمارس التي المشخصة الهيئة الداللة أن وجد وألنه عنها. التعبير أراد التي الفكرة أو المباشرة التي تقدمها هذه المشخصات الحروفية ال تكفي إلى لجأ لها، العميق بالمعنى والوافية الكاملة لإلحاطة الكلمات المنسوجة من حشد هائل من األرضية استخدام لعالقة المدروس والتوزيع المركزة، واإلضاءة والحروف، والغامق. والفاتح واألضواء، والظالل واألسود، األبيض أن استطاع الفني العمل بصعوبة أحس لما هنا والناقد الشكل قضية لتالفي الفنان قدمها التي الحلول يتخيل والمضمون. كما تحدث الناقد عن تجربة أخرى للفنان محمد فاضل، واعتبرها تجربة الفتة للنظر؛ ألن الفنان لجأ فيها إلى ومن معا، آن في وعفوية بعناية مرصوفة مساحات خلق )أزرق، الباردة الفصائل تتدرج من لونية منسجمة، درجات خفيفة لطشات وتؤكدها تبرزها بني( بنفسجي، أخضر، وقليلة، من األحمر الحار. وهذه المساحات المشكلة لمعمار فوقها يرصف شفافة ريشة سحبات من منفذة اللوحة، تأليفاته الخطية المتجمعة إلى جانب يعضها البعض، تارة بكثافة، وتارة أخرى، بإيقاع متباعد وممطوط للحرف المكرر في أكثر من اتجاه، وبحركات مختلفة. وبإعتبار أن الناقد هنا متخصص في هذا المجال، فإن تقييمه لتجربة الفنان كان فيها قراءة متعمقة يستطيع القارئ والفنان من خاللها فهم

األعمال وتخيلها حتى من دون رؤيتها.

)الربيعي، الصائغ، العماني محمد الفنان فنانون متميزون: )2007

يشيد الناقد بتجربة الفنان محمد الصايغ التي بلغت حدود والصياغة التصويرية السطوح معالجة حيث من اإلتقان بها. المتعلقة اإليجابية األفكار واستنتاج العامة والتقنية

كما يشير إلى أسلوب الفنان في اختيار موضوعاته المرتبطة ببيئته عند رسم العمائر والقباب والمآذن وصناعة السفن، وأشاد والتاريخي. الشعبي الموروث قيم على واعتماده البنائية الفني العمل مكونات عناصر بين بالتكامل أيضا الجوهرية و الشكلية. واعتبر الربيعي أن أسلوب الصائغ قد بلور سمات فنه التي جعلته متميزا بارعا في الخط والزخرفة

والرسم.

فنانون متميزون: رشيد عبد الرحمن: بمناسبة افتتاح بينالي القاهرة، )الربيعي، 2007(

عبد رشيد الفنان تجربة الربيعي شوكت الناقد يستقرى المعتمدة القاهرة، بينالي جوائز بإحدى الفائز الرحمن من أكثر والتلميح اإلشارة وعلى التعبيري األسلوب على والبراقة القاتمة الخامات بين الصراع أن ويرى التصريح. الصراع يوازي الفنان عند الخشب( وملصقات )باألكريليك في الشكل العضوي ذي المسطح الهندسي. كما يحاول أن يتطرق الناقد إلى الجانب الوجداني وغير المرئي من حياة الفنان، معتبرا أن ثمة أفكارا مشتتة مبعثرة تقدح في ذهنه بين فترة اليقظة والحلم؛ ألن الفنان من وجهة نظر الناقد اليعنيه إن رسم أو نحت أو أنشأ على مسطح لوحته وسائل مختلفة وبتقنيات متناقضة في معمار واحد. المهم أنه وجد متنفسا للتعبير عن حالة وموقف وحلم ويقظة، وبأية وسيلة تعبير متاحة أمامه. فهو مستعد للعمل متى انبثقت رغبة

الرسم عنده ومندفع وراءها حتى النهاية.

تشكيلي “خطاب معاصرة: عمانية منحوتات في قراءة يؤسس لقيم جمالية سامية” )حميدة،2007(

العمانيين النحاتين أعمال في قراءات حميدة الناقد قدم الخامة مع التعامل على القدرة حيث من متعمق بشكل ومعالجة السطوح، وانتقد البعض اآلخر. لكنه أشار إلى أن الحركة التشكيلية النحتية في عمان على الرغم من حداثة تجاربها وخصوبة نضارتها مالحظة يمكن أنه إال عهدها التشكيلية الحركات بين متفردة تقف ألنها وتميزها السبب في ذلك من ولعل األخرى، الخليج األقدم في دول وجهة نظره هو تغلغل روح الممارسات الفطرية والتجريب الطازج بين أفراد المجتمع التشكيلي في عمان. كما يعد في ببكارتها تمتاز مازالت العماني التشكيل حركة الناقد الحداثية التوجهات أمام صمودها ويتمنى األحيان بعض الحداثة أن يرى ألنه ومناحيها، طروحاتها من الكثير في وال الخارج من استيرادهما يمكن ال الحقيقيين والتطوير

37

فخرية بنت خلفان اليحيائية

يمكن تحقيقها بالتخلي عن الموروث العميق المتجذر، وهو التقليد أن إلى مشيرا العمانيون، التشكيليون له ينبه ما كبرى آفة الشكالنية النزعات وراء جريا والتزييف األعمى سقطت خاللها حركات تشكيلية عربية كبرى لم تعد تقدم إال نسخا باهتة للمنتج الغربي الذي ال يعبر عنا ولم يصدر عن حضاراتنا، ويتمنى أن تظل ساحة التشكيل العماني كما هي محتفظة بخطاب تشكيلي متنوع وثري وخاص ال يقلد،

ويتطور وفقا لقوانينه الخاصة. التي العمانية المنحوتات قراءته في الكاتب وأستعرض أكاديمية وتوجهات وتجريدية، تعبيرية توجهات اعتبرها النحاتين أن إلى وأشار نفسه، الوقت في وكالسيكية العالقات المعاصرين يصيغون خطابا يبحث في العمانيين المأمولة التي يمكن إبداعها من خالل الكتل الراسخة الصماء من مجموعة يقودها تشكيلية اشتغال لعمليات الخاضعة أيوب العمانية، التشكيلية الساحة إلى المنتمين النحاتين ملنج البلوشي وخميس الحنيني ورشيد عبد الرحمن وسالم عبداهلل وبدور سخي وسليم الناصري ومحمد المرهون نحاتين هناك بأن يعتقد كما السيابي، وافتخار الريامي قادمين بقوة إلى ساحة التشكيل العماني التي تشهد في والثقافة التراث وزارة ترعاه ملحوظا حراكا األخيرة اآلونة الشباب ومرسم التشكيلية للفنون العمانية الجمعية و السلطان بجامعة الفنية التربية وقسم الثقافي والنادي النحتية، التجارب من عددا الكاتب واستعرض قابوس. التجارب من اعتبرها التي ملنج« »أيوب النحات كتجربة والتقنية المواد وتحدث عن السلطنة. في والرائدة األولى التي اشتغل بها النحات ملنج بقوله: »القطع الخشبية التي النحتية أشكاله ليبدع الحذف بتقنية ملنج معها تعامل األولي تلك التي ذهبت في أغلبها لتجسد طيور اللقلق في وضعيات حركية وتشكيلية كثيرة ومباشرة جاءت من خالل الوقت ذات في ولكنها فطرية وممارسات عمل أساليب تحمل دالالت تعبيرية موحية«. وأشاد بتجربة الفنان محمد المجسم التشكيلي بحثه في يعتمد »إنه بقوله: العامري الحروف بداخل المخبوءة الطاقات علي رئيسي بشكل العربية فينتج عن طريق التشابكات والترددات خطابا نحتيا النحتي والمسطح العمانيين... النحاتين عن كلية يختلف وتداخالتها الحروف أما حركات العامري يصير مشرعا لدى تمايزه في تصنع خطابا الشك المتنوعة العذبة بأشكالها

عن كثير من الخطابات النحتية السائدة«.ويتطرق إلى أعمال رشيد عبد الرحمن النحتية التي استلهم الصريحة والخطوط الهندسية األشكال من الكثير فيها

التنغيم تعتمد على بنائية بينها منظومة تشكيلية ليؤلف أو البسيطة سواء كانت غائرة والترديد وتوالدات األشكال منحوتات واعتبر تكعيبيا. حسا تحمل وجوها ليقدم بارزة رشيد هادئة بسبب انسياب الخطوط والمساحات بيسر كما تتناقل األنغام الموسيقية لتصنع سيمفونية بليغة. وأشاد النحات تجربة وهى وأصيلة مهمة اعتبرها أخرى بتجربة التعبيرية بقدرتها تمتاز التي الحنيني خميس العماني وبالغتها الداللية واعتبرها خطابات كالسيكية ألنها تعتمد وأشار التشريح، وقواعد كالنسب االكاديمية القواعد على الذي جعل الرمزي بالبناء النحات خميس اهتمام إلى أيضا معها التفاعل يمكن عامة إنسانية تجربة تجربتة من وطاقاتها التعبيرية دالالتها ألن مكان، أي في وتلقيها الطبيعة يتوحد مع إنساني عام تنحو نحو خطاب البصرية البشرية وطموحاتها العامة المأمولة والمشتركة حتى وإن كانت تنبع في األساس من البيئة العمانية. وهو يتوق في أو كمونها داخل جسد أسرها الروح من إلى تحرير أعماله الدوام، على والمهيمنة الرابضة والقيود باألغالل مكبل البشرية الحواس توظيف يجيد النحتي خطابه في وهو الحواس تلك فقد خالل من الدال خطابه إيصال ويجيد

والمعاناة المتولدة عن ذلك الفقد..الذي الناصري لمحمد النحتي الخطاب الناقد ويستعرض شعورية حاالت عن يعبر ان خالله من الفنان يحاول وتفكيرية عديدة بواسطة صياغة الكتلة النحتية في سياق لفنان يريد التي للفكرة الشيء بعض تفسيريا يأتي ربما الحال ال يمكن عده خطابا عفويا معالجتها،وهو على هذا بل هو خطاب تفكري ينتج عبر قصدية لتأكيد فكرة أو شعور إلى أن هناك اشتغاال عقليا يبدو ظاهرا بوضوح ما. مشيرا إلى الكتلة النحتي ألن محاوالته تحويل الناصري في منتج المتشابكة المنحنية والمسطحات الخطوط من مجموعة حتى الكتلة لتهذيب محاولة هي بعضها حول والملتفة تقترب من الفكرة أو المعني المقصود. وأقترح الناقد على التزم التي الفكرية القيود من التخلص ضرورة الناصري بها، وضرورة السماح ليديه بحرية العمل لكي ينتج تجربة تؤكد المنجزة أعماله وأن خصوصا ومتميزة كبيرة نحتية

على تمكنه من السيطرة على المسطح النحتي.هيمنة النحتية سخي سليم محاوالت في الحظ كما الفنان؛ هذا ويد فكر على البعدين ذات المسطحات فمعالجاته للكتلة النحتية تتمثل في إنتاج عالقات تشكيلية الكتلة محيط في متجاورة مسطحات بين وخفيفة مجردة بين القوية الفوارق تتأكد ال حيث النحتي للعمل المكونة

38

النقد الفني الواقع واإلشكاليات: سلطنة عمان أنموذجا

المستويات، من بروزات وغوائر تأتي في مجملها في سياق هندسي مجرد، تفصل بين شكل وآخر خطوط صريحة حادة نوعا ما. ويشيد بالفكرة األصيلة في أعمال سخي لكنه يرى في الوقت ذاته أنه يحتاج إلى مزيد من الجرأة في التعامل مع المسطح النحتي والكتلة التي ال ينبغي التوقف عند حدود فقط،فالكتلة تشكيلية مسطحات إلى وتحويلها تهذيبها يجب أن تتخلخل وتخرج كلية من شكلها القديم لتتحول إلي مع يتوازى تعبيري تقديم طرح علي قادر بليغ نحتي عمل المعطى الجمالي. وحتى ال يبقى المسطح النحتي بريئا فهو يحتاج على الدوام إلى جروح وخدوش قوية تحقق نزفا يؤكد الصخرية الكتل إخضاع إن إحداث فعل ووجود حياة.. على لالشتغال النحتي ال تتقبله نفسي فهو يسير بطيئا وهادئا قويا هذا االشتغال يكون أن بد ال أنه حين في ومحسوبا جميل ومزج وأعمال تشققات إحداث على وقادرا وجارحا بين كل ما هو متكتل وما هو فراغي ومتنفس. وفي تقيمه فنانينا أن حميدة الناقد يرى النحتية التشكيلية للحركة وهي التشكيل من أكثر أو نوعين بين بمزاوجة يقومون

سمة أساسية لدى التشكيليين والتشكيليات في عمان.

كتاب الفن التشكيلي المعاصر في عمان، )الربيعي، 2007( تجربة بميالد االحتفاء محاوالت كتابه في المؤلف يعرض وقد عمان. وسلطنة العربي الخليج في التشكيلية الحركة شمل الكتاب بين فصوله نماذج عديدة من أعمال الفنانين التشكيلية في عمان. العمانين في محاولة لتقديم الحركة وما يهمنا التطرق إليه في هذا الكتاب هو جزء من القسم وحوارا، اختيارا التشكيلي: الفني »النقد بعنوان: السادس فقر إلى الكاتب يشير حيث ومتعتة«، وموقفا ورؤية المحاوالت في النقد الفني التشكيلي الموضوعي، لذلك ظل تاريخ الحركة التشكيلية العمانية مدونا ألكثر من ربع قرن في الصحف في شكل انطباعات ومقاالت وصفية. وقد ساهم هذا األمر على حد قوله في جعل الفنان العماني يعتمد على مستواه رفع في الشخصية لتجربته وإخالصه بنفسه ثقته تبقى تجربته ألن الفنان( على خطوره هذا في يرى )وهو في مجرى غبار الوهم تستنشق فساد الرأي وعمى الموقف، وتظل تجربته تشعر بوحدة وعزلة في ميدان اإلنجاز، األمر الذي يجعل الفنان دائم االعتداد بنفسه وبطموحه الفردي ومقال من فرص استشارته لآلخر، وهذا من شأنه أن يضعف

النمو في الحركة التشكيلية والنقدية على حد سواء. والعامري، )اليحيائي، عمان، في التشكيلي الفن كتاب:

)2006

يمكن عد كتاب »الفن التشكيلي في عمان« دراسة شاملة للفنانين المتنوعة الفنية واألساليب للمذاهب ومعمقة والخط والنحت والتصوير الرسم مجاالت في العمانين العربي. يتناول الكتاب في فصوله الخمسة الخلفية الثقافية للبدايات األولى للحركة التشكيلية في عمان، وتحليال ألعمال خمسة وثالثين فنانا وفنانه، كما يقدم قراءة نقدية لحركة الجمالية لألبعاد ودراسة السلطنة، في التشكيلي الفن من مجموعة الكتاب اقترح كما المستشرقين، لوحات في التوصيات للنهوض باإلبداع الفني التي تعبر عن التطلعات أهمية وترجع عمان. في التشكيلية للحركة المستقبلية والثقافة للتربية العربية المنظمة الصادر من الكتاب هذا مجاله في األول بصفته مقدمته في ورد كما والعلوم المخصص كليا للفن التشكيلي العماني، والمؤلف من قبل أمر ذو أهمية فنانين باحثين عمانيين. وهذا في حد ذاته كبيرة، فهو يضع الفن التشكيلي العماني في المكانة التي سواء وتناوله دراسته عن، يقال نفسه والشيء يستحقها،

كان تحليال أو نقدا، أو تأريخا أو توثيقا.

قراءة نقدية في معايير التحكيم الخاصة بالمعرض السنوي الرابع عشر للفنون التشكيلية، )العامري، 2006(

قدم العامري في هذه القراءة نقدا متخصصا لألعمال الفائزة في المعرض السنوي إذ سلط في هذه القراءة الضوء على التحكيم وباألعمال لجنة بنتائج الخاصة المالحظات بعض ومقارنتها بالفوز األعمال تلك جدارة ومدى الفائزة الفنية على الحكم في الذاتية والمعايير الموضوعية بالمعايير الفائز الفنان لدى الفني التطور ومدى الفنية، األعمال كان فقد السابقة؛ المعارض في الفنية بأعماله مقارنة النقد إطار يتعدى للنقد. وهو هنا نقدا القراءة يقدم تلك وبهذا أنفسهم، )المحكمين( النقاد أراء فوق ليحلق ذاته يخلق نوعا من النقد، وهو ما يسمى بنقد النقد الذي يهدف من خالله إلى تبصير الجمهور وبعض الفنانين إلشكاليات التحكيم والمحكمين خصوصا عندما يؤتى بهم من الخارج التشكيلية الحركة خصائص على وعلم اطالع دون من التحكيم يكون بأن يقترح هنا وهو وأسرارها، العمانية بالمحكم الخارجي المحكم فيها يختلط بوتقة عن عبارة مستوى عن موضوعية بأحكام الخروج بهدف الداخلي الحركة التشكيلية وعن أعمال الفنانين المشاركين في تلك

المعارض السنوية. وترجمة حوار جونسن”، يوجين المصور بعنوان دراسة

)الحسني، 2005(

39

فخرية بنت خلفان اليحيائية

مع )2005 )الحسني، أجرته الذي الحوار الباحثة تعد التقييم من جزءا جونسن إتش يوجين والفنان المصور التصوير عالم أن أساس على العمانية الفنية للحركة رأي شدني وقد الفن. عالم عن ينفصل ال الفوتوغرافي المصور في تقييمه، ونقده للمصورين العمانيين من خالل السؤال الذي وجهته إليه: »كيف ترى التصوير في عمان قبل إجابته: »في عمان أن عشت فيها؟« كانت تأتي وبعد أن الصور نسخ يحاولون ممن المصورين من العديد هناك فقط. البداية في جيد والتقليد المحاكاة غيرهم. وتقليد لوحاته يرى كيف هو العماني للمصور التحدي أن ويقترح يوجين المصور ويستعرض يقدم. أن يريد وماذا كفنان، الكثير أن وهي بالمصورين الخاصة المالحظات من عددا فنانين. تقدم المسابقات ال أن يعتقد يقرأ، كما منهم ال مصور لكل ليصبح التقليد عن البعد ضرورة على ويؤكد صوره ورسالته وهذا ما يجعل كل شخص مختلفا عن اآلخر، التعبير على القدرة هو العماني للمصور الموجه والتحدي باتريشا الفنانة والمالحظ إشتراك يوجين مع النفس. عن في نقدهم للحركة الفنية من ناحية تركيزهم على عمليات التقليد التي يتبعها كل من الفنانين والمصورين على حد

سواء.

يعتمد عمر: العماني موسى التشكيلي بعنوان: دراسة الموروث كثيمات أساسية في لوحاته، دراسة )بورتر،2003(:

استعرضت الناقدة في دراستها المتخصصة أسلوب موسى عمر في اختياره لعالمه الدقيق والممتلئ بالتفاصيل التي اعتمدت الموروث في مدنه، كما تطرقت إلى التقنية الفنية وعن والمادة، اللون تطويع في موسى يستلهمها التي قتامة األلوان في أعماله التي نجح في توظيفها لتنقل لنا حسا فيه فرح وسحر غامض )كما تصفه الناقدة(. كما حللت عملية خالل من األسطح مع التعامل في الفنان أسلوب التسطيح في األعمال الفنية الذي أصبح ميزة الفن الحديث في يوهمنا عمر »وموسى الحداثة،بقولها: بعد ما وفنون كثير من أعماله بالتسطيح إذ إنه يستعمل الرسم والتلوين اللون بهذه استعماله عند الرليف وكذلك بما يشبه البارز ثالث ببعد لنا يوحي فإنه المفرطة الخاصة الحساسية وكأنه بداخله وتعيش الوهم هذا حواسنا تتقبل موهوم، حقيقة. وتتحدث عن دور الفنان موسى في خلق حوار خيالي والمشاهد، المتلقي ولدى أعماله في المعطيات تلك بين وهى هنا تقدم نقدا منهجيا في التعامل مع أسلوب الفنان

رغم تخلل الذاتية بعض أحكامها.

دراسة بعنوان: »التشكيل العماني: احتفاء بالتراث والحياة

اإلنسانية في نصوص حداثية«، دراسة )النصيري،2002( استعرضت الناقدة في دراستها نماذج من أعمال الفنانين فقد متخصص؛ فني بأسلوب والنقد بالتحليل العمانيين إياه معتبرة سونيا خميس أنور الفنان تجربة إلى تطرقت فيها حس العماني ألن تجربته التشكيل عالمة مهمة في فهو والسائد; العادي على دائم وتمرد واضح، تجريبي تفرضها التي القواعد من يتحرر مبدع نظرها وجهة من االتجاهات بين باستمرار يتنقل وهو التقليدية، المدارس بين نفسه ويجد التعبير، على أكبر مقدرات تمنحه التي التجريديين والتعبيريين الحداثيين، وكثيرا ما يمزج تعبيرية األشكال- التي ال تمثل تشخيصية بالمعنى المحدد ولكنها التفاصيل، كل يلف الذي اللوني، بالتجريد منها- تقترب كما كلية. واحدة بمالمح وصبغها اختزالها، في ويساهم عدت إقبال الميمني من الفنانين الذين يضعون تصاميم يصل الرموز من منظومات على تعتمد للصورة، مدروسة فيه تصوره، يتحقق الذي الوجود تعبر عن نماذج إلى بها منظورية رؤية عن يعبر وال الحسي يقصد ال وجود وهو وتشير والمكانية. الزمانية بأبعادها التاريخية للمالبسات إلى المساحات اللونية المزخرفة المتجاورة مع األشكال التي تكونها الحروف، في حركة اللون، وتبادل العالقات الهندسية، التي تمنح األعمال ما تحتاجه من حركة وهارمونيا ودرامية،

وهى روابط ال غنى عنها للتكوين التقليدي. كما أشادت بتجربة الفنان رشيد عبدالرحمن الذي يحاول أن يغير من تركيب مساحة اللوحة التقليدية متجها نحو التقنية عمله على ليصبغ أخرى، وخامات مواد فيضيف المبتكرة، السطوح بين تجمع أعماله أن إلى مشيرا الفراغية. صفة والمواد المختلفة واألجسام النحتية، واألشكال المصورة، المستخدمة في حياة الناس العادية. وهو في أعماله يعتمد على التوليف بين الخامات ويستثمر تقنيات متعددة ويجمع بين األضداد التشكيلية؛ كالغائر والبارز، المضيء والمعتم، متشابهة صالت أعماله تعقد حيث والمنحوت، المرسوم المادي الواقع في القائم الفعلي بين االلتباس حد تصل

وبين الفني في فضاءات العمل. وبالتالي يحاول الفنان رشيد إيجاد الدالالت المتعددة، من الدمج عملية عليه تيسر التي التعبيرية المفردات خالل النصيري آمنة أشارت كما واألضداد. المتناقضات بين الذي تتعدد عنده الحنيني الفنان عبداهلل ناصر إلى تجربة التقنية إلى حلول بصرية تعتمد التجريب للوصول تقنيات

40

النقد الفني الواقع واإلشكاليات: سلطنة عمان أنموذجا

تعدها التي الفنان تكوينات إلى الناقدة تشير المختلطة. أجزاء أن حتى انفعالية، متوترة حركة في ضبابية أشكاال التكوينات، محيط في تبقى التي الكائنات من بسيطة حركة في دائما واقعة كأنها تفاصيلها، بقية تغيب بينما وتساعدها النصوص، إطارات داخل االتزان تفقدها دائمة أن إلى الناقدة وتشير التكوين. نمطية من الفكاك على من يجعل بحيث غريب دائما الفنان أعمال في المنظور له يتيح ما قاعدته، وهذا العمل عن أفق تحديد الصعوبة االلتفات دون كافة العمل أنحاء على األشكال ثقل توزيع الى التقسيمات المعتادة لقاعدة النص البصري وقمته، فما تغلفها مموهة أشكال عن عبارة هو األسطح على يشاهد

ألوان ضبابية تتحرك في شتى االتجاهات.غصن الفنان تجربة مثل التجارب من بعدد أشادت كما الريامي، و موسى بن صديق المسافر، و محمد بن عبداهلل الهوتي، ابراهيم بن وإدريس عمر، وموسى الفارسي، وحسين عبيد. وأشادت أيضا بتجربة التشكيليات العمانيات التشكيل حركة مجمل في إيجابية ظاهرة تعدها التي

العماني.مقال بعنوان: مستقبل الحركة التشكيلية العمانية في ظل

غياب متاحف الفنون، دراسة )العامري،2001( هدف الكاتب في هذه المقالة إلى تسليط الضوء على أهمية كما القادمة، لألجيال الفنية األعمال حفظ في المتاحف هدف أيضا إلى لفت االنتباه إلى أهمية المتحف بالنسبة إلى الحركة التشكيلية العمانية بشكل خاص وإلى البالد بشكل عام؛ فقد أشار إلى إشكالية غياب مثل هذه المتاحف وأثرها الفنان أمثال العمانيين الفنانين إنتاجات روائع، ضياع في بجدارة فرضوا الذين الفنانين من وغيرهم سونيا أنور وجودهم في الساحة التشكيلية. وبشكل عام، عكس المقال وتساءل والتحليل بالنقد التشكيلية للحركة الحالي الوضع أن الكاتب أوضح إذ المتاحف، غياب في مستقبلها عن مستقبل الرقي بالحركة التشكيلية والنقدية على حد سواء مرهون بإنشاء متاحف للفنون باإلضافة إلى الدور التقليدي

للمتاحف في حفظ التراث الفني والحضاري لألمم.

مقال بعنوان: ملتقى مسقط للنحاتين العرب: درسة نقدية في أعمال النحاتين العرب: دراسة )العامري،2001(

في هذه القراءة قدم العامري دراسة تحليلية للقطع النحتية ومن العربية الدول مختلف من عرب فنانون نفذها التي بينهم أربعة فنانين عمانيين شارحا لألساليب المستخدمة النحات إليه وصل الذي والمستوى الفنية، والمعالجات

دور هذه ومثمنا العرب، النحاتين بزمالئه مقارنة العماني الممارسة واقع في العملية الخبرات تبادل في الملتقيات

الفعلية.

في العربي التشكيلي للفن مسقط ملتقى بعنوان: مقال دورته األولى، )السليمان، 1999(

الحركة فن لندوة تغطية عن عبارة السليمان مقال كان التي صاحبت ملتقى مسقط العربي الوطن التشكيلية في نظمته الذي األولى دورته في العربي التشكيلي للفن واحدا إياه معتبرا التشكيلية للفنون العمانية الجمعية الرقي في المهمة العربية التشكيلية اللقاءات أشكال من بالحركة النقدية، آلن الملتقى تضمن ندوة بعنوان: »الحركة التشكيلية في الوطن العربي« صاحبها معرض فني، أشيد فيه بالمستوى الجيد للفنانين المشاركين وحصول بعضهم عن بعمق التحدث الندوة أهداف من وكان جوائز، على ومناقشة العربي، الوطن في التشكيلية الحركة وضع لها، الحلول بعض وطرح الحركة هذه تعيق التي القضايا لدى الفنية الثقافة دائرة توسيع إلى الندوة هدفت كما من عدد شارك وقد العربي. والمتذوق التشكيلي الفنان أسعد أمثال: الفني النقد مجال في المتخصصين األسماء الصلحي وإبراهيم نجيب، الدين وعز رزوق، نبيل عرابي، والناقد نزيه خاطر. وقد خرجت الندوة بعدد من التوصيات التشكيلي الفن بقضايا يهتم دوري مطبوع إصدار منها الساحة على الفنية األعمال ومستجدات وهمومه، العربي وتكثيف العرب الفنانين اتحاد وإحياء العربية؛ التشكيلية فناني بين المشتركة العمل وحلقات المعارض تبادل الدول العربية؛ تشجيع الفنانين عبر اقتناء أعمالهم الفنية، والدعوة إلى مزيد من العناية بالمتاحف الفنية في العواصم والمدن العربية لما في ذلك من مزايا جمالية وتربوية. وقد طالب السليمان بضرورة استمرارية هذا النوع من األنشطة الندوة لتاريخ والمتتبع النقدية. الحركات لتطوير وتفعيله وما مدى االستفادة التي تمت من توصياتها نجد أن ما فعل منها إال القليل، في حين أن مثل هذه الفعاليات لو استمرت بالحركة الرقي في لساهمت متخصصين نقاد بحضور

النقدية وأثرت تجارب التشكيلي العماني.

الطلسمية الترانيم عازفة ميلنز: »باتريشيا بعنوان دراسة العمانية«: حوار )أبو اليزيد، 1999(

في المقيمة األصل البريطانية الفنانة بين الحوار كان سلطنة عمان منذ فترة طويلة والصحفي أشرف أبو اليزيد

41

فخرية بنت خلفان اليحيائية

أسلوب على التعرف لمحاولة صحفية تغطية عن عبارة الفنانة باتريشيا ميلنز ومدى استفادتها من رموز الطالسم العمانية، وعن تقييمها للوضع التشكيلي، صرحت باتريشا بأنه ال توجد »حركة« فنية عمانية، لكن هناك »فنانون«، يعملون بشكل فردي، وينقص الحركة التشكيلية العمانية الكثير لتكوين مدرسة فنية كتلك المدارس الموجودة في مصر وسوريا وتونس على سبيل المثال. وحتى اآلن يوجد وبشكل بعضهم، عن منفصل بشكل يرسمون فنانون فرداني تماما، وهي تعتقد بأن عملية التقليد التي بدأها المتواجدين )األجانب( للفنانين العمانيين الفنانين بعض تعليما يتلقوا لم للذين بالنسبة مأساة هي بالسلطنة أكاديميا على حد قولها، وهى تؤكد بقولها أنها ال تتحدث فرصة لهم أتيحت الذين القالئل العمانيين الفنانين عن التزموا الذين أولئك عن ولكن بالخارج، والدراسة السفر بالتقليد والمحاكاة لفترة طويلة، وترى أن تدريس الفن في الجامعة أيضا يتم بمستوى ممتاز لكن مازال الوضع بحاجة في الفنون بشأن للرقي الجميلة للفنون كلية وجود إلى

سلطنة عمان.

التشكيلي العمانية«)1997( و »الفنان التشكيلية »الفنانة العماني« تحقيق )الطالعي،1997(

لم يكن تحقيقا سوى استعراضا لتجارب عدد من الفنانين والفنانات التشكيليين العمانيين وآرائهم حول قضية الفن تقرب أن التحقيقين في الكاتبة واستطاعت التشكيلي، الفنانين من القراء فكرا وإحساسا حول ممارسة الفن. ولكن التشكيلي الفن األهم من ذلك استعراضها آلراء خبراء في حول التجربة التشكيلية في عمان حيث أكد الدكتور محمود العمانية التشكيلية التجربة أن تحقيقها في العاطي عبد هي تجربة في حالة االبتداء، وفي مثل هذه الحاالت يكون هنا فالساحة الفنانين، وأنصاف للفنانين مفتوحا الميدان مختلطة. وإن عدم وجود حركة نقدية واضحة يجعل عملية

الفرز بطيئة اإليقاع.

التـوصيــات: سوف أنها ترى مقترحات البحث هذا نهاية في الباحثة تقترح

ترقى بحركة النقد الفني في سلطنة عمان:

الثقافي الهدف الفني ونشرها لتفعيل النقد تعميم ثقافة والمعرفي للنقد الفني ومساعدة الفنانين والمهتمين على ودالالته، رموزه عن والكشف الفني للعمل أشمل فهم جديدة، بصورة الفنية األعمال فهم في االرتقاء أجل من منظور وفق والمجتمع الفن بين النظر وجهات وتقريب حالة من عموما واألفراد بالمتذوق يتنقل مدروس علمي الوعي من أعمق حاالت إلى المظهري الجمالي اإلرضاء بثقافة الصورة ودالالتها، من خالل اقتراح جماعة »التثقيف

بالفن«.والمقالية االنطباعية الكتابات مجرد من االنتقال ضرورة

الفنية االتجاهات معرفة في بحثية منهجية إلى الصحفية واتجاهات مدارس من به ترتبط وما والحديثة القديمة ونظريات وفلسفة وقواعد وأسس وغير ذلك مما يمكن رده إلى الثقافة الفنية في المجتمع المحلي على وجه الخصوص

واإلنساني بشكل عام.المجال بصفته ضرورة االهتمام بالباحث والناقد في هذا

يفسر فهو والجمهور؛ الفنان بين االتصال حلقة يشكل الفن والجمال الناشئة مفاهيم ليغرس عند الفنية العملية بمكونات ذلك كل رابطا الجمهور، لدى الفنية واألساليب الثقافة االجتماعية من علوم وفنون وآداب، ومحاولة اإلفادة في السلطنة يزورون اللذين المتخصصين من القصوى مجال تحديد آليات النقد وعمليات الحكم الفني، أو بتوفير

منح دراسية موجهة في هذا المجال. برنامجا نرى ال اليوم فحتى مهم، دور اإلعالم على

تشكيليا،بحيث فنيا نقدا يقدم واحدا إذاعيا أو تليفزيونيا التشكيليين، فالنقد النقاد يكون المسؤول عن مادته أحد له توفر إعالمية مساحة إلى حاجة في زال ما التشكيلي سواء في الصحف أو اإلذاعة أو التليفزيون؛ ألنها تهتم كلها فارغ التشكيلية الفنون فرصيد فقط؛ اإلخبارية بالناحية

مقارنة برصيد كرة القدم ونجوم التمثيل والغناء مثال. التعليم بمدارس التشكيلية الفنون حصص في التركيز

من التي الفنية والمصطلحات المفردات غرس على العام وعدم الطلبة لدى والنقد التذوق لغة تقوى أن شأنها االكتفاء بجانب الممارسة العملية فقط من أجل تنشئة جيل

قادر على الحديث والتحاور الفني.

42

النقد الفني الواقع واإلشكاليات: سلطنة عمان أنموذجا

قائمة المراجع

أبوزيد، عماد،2011، “فن التجهيز والفيديو في الفن العماني المعاصر، بين الحداثة وما بعد الحداثة”، ورقة عمل مقدمة لندوة الفن التشكيلي العماني واقع الممارسات ومداخل التجريب، 13 فبراير، تنظيم المنتدى األدبي، سلطنة عمان.

أبو اليزيد، أشرف، 1999، “باتريشيا ميلنز: عازفة الترانيم الطلسمية العمانية”، حوار مع الفنانة -العدد 20، مجلة نروى، سلطنة عمان.

أبو زريق، محمد، 2008، ندوة نقدية حول واقع الفن التشكيلي في األردن، األردن، يمكن الحصول عليه

إلكترونيا من موقع شبكة الجزيرة لألخبار، نشر بتاريخ الثالثاء 1429/10/12 هـ - الموقع2008/10/14 مhttp://www.aljazeera.net/News/archive/archive?ArchiveId=1101168(

تاريخ االسترجاع: 2010/11/1م

برنارد، مايرز، 1958، الفنون التشكيلية وكيف نتذوقها، ترجمة سعيد المنصوري، مسعد القاضي، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة.

البهنسي، عفيف، 1997، النقد الفني وقراءة الصورة، دار الكتاب العربي، الطبعة األولى، ص23،14.

بورتر، املي، 2003، “التشكيلي العماني موسى عمر:يعتمد الموروث كثيمات أساسية في لوحاته”، العدد الخامس والثالثون، مجلة نزوى- سلطنة عمان.

الحسني، عبدالمنعم، 2005، “المصور يوجين جونسن”، حوار وترجمة، مجلة نزوى، العدد 42، سلطنة عمان.

حميدة، محمد مهدي، 2011، “المشهد التشكيلي العماني”، ورقة عمل مقدمة لندوة الفن التشكيلي العماني

واقع الممارسات ومداخل التجريب، 13 فبراير، تنظيم المنتدى األدبي، سلطنة عمان.

حميدة، محمد مهدي، 2007، قراءة في منحوتات عمانية معاصرة خطاب تشكيلي يؤسس لقيم جمالية سامية، الف ياء، يمكن الحصول عليه من الموقع اإللكتروني التالي:

=http://www.alefyaa.com/index.asp?fname=news%5C2007%5C08%5C01%5C0608%5C603.htm&storytitle

الربيعي، شوكت، 2007، فنانون متميزون: رشيد عبدالرحمن، يمكن الحصول عليه من الموقع اإللكتروني التالي:http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&task=view&id=7493&Itemid=445

تاريخ االسترجاع: 2010/5/25م

الربيعي، شوكت، 2007، فنانون متميزون: محمد الصائغ، يمكن الحصول عليه من الموقع اإللكتروني التالي: http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&task=view&id=14720&Itemid=445

تاريخ االسترجاع: 2010/5/25م

الربيعي، شوكت، 2007، الفن التشكيلي المعاصر في عمان، دار الرؤيا، سلطنة عمان.

السليمان، عبد الرحمن، 1999، “ملتقى مسقط للفن التشكيلي العربي في دورته األولى”، الملحق الثقافي، بجريدة عمان، العدد 9378، 17 فبراير، سلطنة عمان.

سيف، هدى، 2006، “من هو الناقد؟” المحرر: معال طالل، النقد واإلبداع: رؤى في التشكيل –وقائع الندوة

الفكرية التشكيلية، 287-295، دائرة الثقافة واإلعالم-إدارة الفنون- المركز العربي للفنون، دولة اإلمارات العربية المتحدة.

شــــاهين، محمـــود، 2008، “الخصصية الغرافيكية في التجربة الحروفية للتشكيلي محمد فاضل”، دراسة،)28( العدد 56، مجلة نزوى. سلطنة عمان

الطالعي، رفيعة، 1997، “الفنانة التشكيلية العمانية” العدد الحادي عشر - مجلة نزوى-سلطنة عمان

الطالعي، رفيعة، 1997، “الفنان التشكيلي العماني” العدد الثاني عشر- مجلة نزوى-سلطنة عمان

العامري، محمد حمود، 2011، “تجربة النحت في سلطنة عمان”، ورقة عمل مقدمة لندوة الفن التشكيلي

العماني واقع الممارسات ومداخل التجريب، 13 فبراير، تنظيم المنتدى األدبي، سلطنة عمان.

العامري، محمد حمود، 2011، قراءة نقدية في نتائج لجنة تحكيم أعمال مهرجان الفنون التشكيلية، مسقط 2010، ملحق شرفات، جريدة عمان، االثنين

43

فخرية بنت خلفان اليحيائية

http://main.omandaily.om/node/41669 :17 يناير 2011م. يمكن الحصول عليه إلكترونياتاريخ االسترجاع: 2011/1/26م

العدد 9314، التشكيلية”، جريدة عمان، للفنون الرابع عشر السنوي الخاصة بالمعرض التحكيم “قراءة نقدية في معايير العامري، محمد حمود، 2006، السبت الموافق 2 ديسمبر، سلطنة عمان.

العامري، محمد حمود، 2001، “ملتقى مسقط للنحاتين العرب: دارسة نقدية في أعمال النحاتين العرب”، الملحق الثقافي جريدة عمان، سلطنة عمان.

العامري، محمد حمود، 2001، “مستقبل الحركة التشكيلية العمانية في ظل غياب متاحف الفنون”، مسقط، جريدة الشبيبة، العدد 2088، سلطنة عمان.

عبد الحميد، شاكر، 2001، التفضيل الجمالي: دراسة في سيكولوجية التذوق الفني. عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب، الكويت.

عبد العزيز، ابتسام، 2006، “النقد بين الفن الحديث ومتغيراته، المحرر: معال طالل، النقد واإلبداع: رؤى في التشكيل”، وقائع الندوة الفكرية التشكيلية، 209-225، دائرة الثقافة واألعالم-إدارة الفنون- المركز العربي للفنون، الشارقة، دولة اإلمارات العربية المتحدة.

عطية، محسن، 2002، نقد الفنون: من الكالسيكية إلى عصر ما بعد الحداثة، منشاة المعارف باألسكندرية، جمهورية مصر العربية.

الغامدي، أحمد، 2007، ثقافة الصورة، بحث مقدم إلى مؤتمر فيالدلفيا الدولي الثاني عشر، من الفترة 24-26 أبريل، االردن. ويمكن الحصول عليه إلكترونيا: www.fotomaster.com/index.php?option=com_content&section&id=7&layou=blog&ltemid=29&limitstart=72

تاريخ اإلسترجاع: 2010/8/3م

العربية المملكة النشر، أثناء الوطنية الملك فهد التشكيلية، فهرسة مكتبة الفنون المعاصر: دراسة في نقد الفني النقد قزاز، طارق بكر عثمان، 2002، السعودية.

معال، طالل، 2006، صراع في األفكار والرؤية النقدية، المحرر: معال طالل، النقد واإلبداع: رؤى في التشكيل –وقائع الندوة الفكرية التشكيلية، 13-29، دائرة الثقافة واألعالم-إدارة الفنون- المركز العربي للفنون، الشارقة، دولة اإلمارات العربية المتحدة.

الميمني، عبدالكريم، 2008، الثقافة التشكيلية في السلطنة، مقال نقدي منشور في ملحق أشرعة، جريدة الوطن، يمكن الحصول عليه من الموقع اإللكتروني http://www.alwatan.com/graphics/2008/10oct/19.10/dailyhtml/ashreea.html#13 :التالي

تاريخ االسترجاع: 2010/6/11م

النصيري، امنة، 2002، “التشكيل العماني: احتفاء بالتراث والحياة اإلنسانية في نصوص حداثية”، العدد 29، مجلة نزوى، سلطنة عمان

اليحيائي، فخرية، 2011، “الهوية ودالالتها في لوحات الفنان التشكيلي العماني”، ورقة عمل مقدمة لندوة الفن التشكيلي العماني واقع الممارسات ومداخل التجريب، 13 فبراير، تنظيم المنتدى األدبي، سلطنة عمان.

اليحيائي، فخرية، العامري، محمد،2006، الفن التشكيلي في عمان، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس.

Read, H, 1963, The meaning of Art, penguin Books, London p.37

44

45

نايفة بنت عيد آل سليم

أستاذ مساعدجامعة السلطان قابوس

كلية اآلدابقسم دراسات المعلومات

[email protected]

الطفل العماني وسبل حمايتـه على اإلنترنت دراســة حـالـــة علــى مـدرسـة السلطـان الخاصة بمحافظة مسقط بسلطنة عمان

جامعة السلطان قابوسمجلة اآلداب والعلوم االجتماعية

Sultan Qaboos University Journal of Arts & Social Science

46

الطفل العماني وسبل حمايته على اإلنترنت

Naifa Eid AL-Saleem

Ways of Protecting Omani Children from the Internet: A Case Study of the Sultan School in Muscat, Oman

Abstract:The Internet is an evolving medium that continuously presents new functionalities. Children’s Internet usage is also continuously changing. This requires vigilance with regard to Internet risk behavior and safe Internet use. The present article presents a structured overview of Internet risks and summarizes approaches to foster safe Internet behavior. Based on a cross-sectional study, internet usage of year six of the young children at Sultan School in Oman has been researched. The focus is to identify the risks that the children in year six at Sultan School face. Examples of this risk include content and contact risks. The study aims to explore the role that parents play in guiding their children when they use the Internet. Based on the analysis of survey data from 88 children, trends in their (un(safe Internet usage are studied in the year 2011. The results of this study show that 32.2% of the participants in this study use the Internet three hours, and 42.2% of them use chat rooms. With regard to parents’ role, the study found that 66.7% of the parents did not play a role in controlling or guiding their children when they use the Internet. Finally the study found that 66.7% of the informants are exposed to risk through the use of the Internet.

Keywords: Internet, Internet Protection Law, Monitoring Programs, Omani Child & the Internet.

مستخلص:تعد اإلنترنت الوسيط المعلوماتي والمعرفي المتغير باستمرار، ونظرا ألن األطفال من مستخدمي هذا الوسيط فإن استخداماتهم لإلنترنت تغيرت تبعا لتغير الوسيط نفسه. ونظرا القتناعنا كأولياء أمور وكمعلمين بأهمية هذا الوسيط في حياة أطفالنا، فالبد أن تبقى أعيننا يقظة لمخاطر هذا الوسيط على أطفالنا سواء المتعلق منها بالسلوك أو بالمعرفة التي يتلقونها. أجريت هذه الدراسة، التي تعد جرس تنبيه ألولياء األمور تنبههم لمخاطر اإلنترنت، على طلبة السنة السادسة بمدرسة “السلطان” بسلطنة عمان في عام 2011، وهدفت إلى التعرف على المخاطر التي يتعرض لها الطفل بالسنة السادسة بالمدرسة سواء المخاطر المتعلقة بالمحتوى أو المتعلقة باالتصال عبر اإلنترنت. تكون مجتمع الدراسة من ثمانية وثمانين طفال بالسنة السادسة. وقد توصلت إلى جملة من النتائج، منها أن 32.2% من مجتمع الدراسة يستخدم اإلنترنت ثالث ساعات يوميا، وأن 42.2% من المجتمع يستخدم غرف الحوار وبرامج الدردشة “chat room” .وفيما يتعلق بدور اآلباء وجدت الدراسة أن 66.7% ال يقومون بدور في توجيه أطفالهم ومراقبتهم عند استخدامهم لإلنترنت. وأخيرا توصلت الدراسة إلى أن 66.7% من مجتمع الدراسة تعرض فعليا لخطر خالل استخدامه لإلنترنت.

الكلمات الدالة: اإلنترنت، قوانين الحماية على اإلنترنت، البرامج الرقابية، الطفل العماني واالنترنت

نايفة بنت عيد آل سليم

الطفل العماني وسبل حمايتـه على اإلنترنت دراســة حـالـــة علــى مـدرسـة السلطـان الخاصة بمحافظة مسقط بسلطنة عمان

47

نايفة بنت عيد آل سليم

مقدمة الدراسة:الدور وهذا المجتمعات. في ومهما كبيرا دورا اإلنترنت تلعب لدى سيما وال األسر، حياة في واضح بشكل يظهر أن يمكن أداة اإلنترنت أن هفاكير يرى المثال سبيل فعلى األطفال، سهلت وشجعت االتصال بين المجتمع عامة واألطفال على وجه اإلنترنت األطفال اعتمد كما .)Huffaker, 2004( الخصوص أن ليفينجستون ذكر فقد والترفيه. والتعلم للتعليم مصدرا استخدامات األطفال أو الطلبة الصغار عموما لإلنترنت ال يخرج الترفية الثالثة اآلتية: استخدامهم لها في عن نطاق المجاالت والترفية التعليم أو education التعليم أو entertainment

edutainmentة )Livingstone, 2003(. كذلك لم يعد الطفل

للتعلم أداة أنها على التقليدي دورها في اإلنترنت إلى ينظر واللعب واالتصال بل أصبحت من وجهة نظره تمثل أداة للتسوق اإللكتروني؛ إذ ذكرت دراسة أن 15% من األطفال ممن هم في سن 11، و 20% ممن هم في سن 12 في مقابل 40% من األطفال في سن 13 يستخدمون اإلنترنت للتسوق اإللكتروني

.)OIVO, 2008(اإلنترنت في لعبته الذي والكبير المهم الدور الرغم من وعلى أن الممكن من أنه نسينا بها فرحتنا غمرة وفي أطفالنا حياة إذ الخطر؛ مصادر من ومصدرا عليهم سلبي تأثير ذات تكون للخطر عرضة نفسه يجعل ما كثيرا الطفل أن روشيل ال يرى الكثيرة المواقع في وإبحاره اندماجه غمرة ففي اإلنترنت، في المواقع الكثير من يراها محببة وشائقة، يصادف التي المتاحة التي تطلب منه اإلفصاح الصريح عن هويته وبياناته الشخصية، فينسى نفسه وال يدرك أبعاد ما يفصح عنه والعواقب المترتبة على ذلك )LaRochell, 2001(. ومن المحتمل أيضا أن يتعرض الطفل خالل استخدامه اإلنترنت للكثير من الرسائل اإلعالمية، ديننا والثقافي مع الفكري يتعارض محتواها قد التي والثقافية اإلسالمي الحنيف أو ثقافتنا العربية األصيلة مما يؤثر سلبا في هوية الطفل يتبنى أن من خاللها يمكن كما وهويته، الطفل إنيتا على هذه الرسائل غريبة عن دينه ومجتمعه، وقد أطلقت .)Iannotta, 2001( المناسبة” غير “المواد اسم المصادر أو يعرف أن منه يتوقع ال المبكرة سنه في الطفل أن والحقيقة إستراتيجيات البحث في اإلنترنت، فهو يستخدم اللغة الطبيعية في بحثه، وكنتيجة طبيعية لعدم معرفته باإلستراتيجيات فبمجرد اإلجابة في له أو كلمات معينة ستظهر أن يكتب كلمة واحدة شكل غير متوقع. كذلك توصل دي مور وآخرون إلى أن الطفل اآلتية الثالثة األخطار ألحد يتعرض اإلنترنت استخدامه عند

:)De Moor et al, 2008(االستفزازي . 1 المحتوى ذات )الرسائل المحتوى خطر

المعلومات الخاطئة(خطر االتصال )االتصال المباشر،االتصال غير المباشر(. 2األخطار التجارية )اإلعالنات االستغاللية(. 3

مشكلة الدراسة و تساؤالتها:تتمثل مشكلة الدراسة في أن األطفال في العصر الحالي، تعودوا و تعلموا، كما طلب منهم، أن يتعرفوا ويجمعوا المعلومات من مصادر مختلفة، وأن يطوروا مهاراتهم التقنية بمستوى متوسط وعلى اإلنترنت. من المعلومات جمع من ليتمكنوا األقل على الرغم من إيجابيات اإلنترنت -التي تم ذكرها سابقا- إال أن لها الكثيرة المخاطر عن األطفال فضال على كثيرة تأثيرات سلبية التي من المحتمل أن يتعرضوا لها، كخطر اإلفصاح عن البيانات

الشخصية الخاصة وخطر االتصال بالغرباء. من األمهات– من عدد مع الحديث خالل الباحثة الحظت وقد زيارة إلى باإلضافة والعمرية- التعليمية المستويات مختلف اإلبحار مجال لهم يترك األطفال أن األصدقاء، بعض منازل بحرية دون رقيب، كما أن معظم أجهزة الحاسوب التي يمتلكها األطفال في هذه المنازل هي األجهزة المحمولة، التي يستطيع الطفل أن يستخدمها بحرية و خصوصية في أي مكان والسيما

في غرفته الخاصة مما يزيد في المشكلة تعقيدا. ومما سبق، تبلورت التساؤالت اآلتية:

فيم يستخدم الطفل العماني بمدرسة “السلطان الخاصة” . 1اإلنترنت؟

عند . 2 أبنائهم على للرقابة دور بأي األمور أولياء يقوم هل استخدامهم لإلنترنت؟

ما المخاطر التي يتعرض لها الطفل العماني عند استخدامه . 3لإلنترنت؟

هل األطفال في السنة السادسة بمدرسة “السلطان الخاصة” . 4على علم بالقوانين المعنية بحمايتهم على اإلنترنت؟

أهداف الدراسة: هدفت الدراسة إلى التعرف على:

الخاصة” “السلطان بمدرسة األطفال استخدام واقع بمحافظة مسقط بسلطنة عمان لإلنترنت.

الدور الذي يلعبه أولياء األمور في الرقابة على أطفالهم. المخاطر التي يتعرض لها الطفل بالسنة السادسة بمدرسة

السلطان الخاصة عند استخدامه اإلنترنت.بمدرسة السادسة بالسنة األطفال وعي مدى معرفة

على بحمايتهم الخاصة بالقوانين الخاصة السلطان “حماية قانون المسمى األمريكي كالقانون اإلنترنت

48

الطفل العماني وسبل حمايته على اإلنترنت

األطفال على اإلنترنت” وقانون “حماية خصوصية األطفال على اإلنترنت”.

إرشادية ألولياء بقائمة الخروج إلى الدراسة وأخيرا هدفت األمور ينبغي مراعاتها عند استخدام أطفالهم لإلنترنت في

المنزل.

أهمية الدراسة:العربي، الوطن في القليلة الدراسات من الدراسة هذه تعد ومن أوائل الدراسات في سلطنة عمان على حد علم الباحثة في موضوع الطفل وحمايته على اإلنترنت. تستمد الدراسة أهميتها اإلنترنت بهرته العربي فالعالم نفسه، الموضوع أهمية من وإيجابياتها وصرفت نظره عن االنتباه إلى لسلبياتها. وألهمية العربية الدراسات كبقية ليست إنها إذ آخر، سبب الدراسة على األطفال حماية قوانين واستعرضت أجريت، التي القليلة األطفال استخدام على التعرف إلى ذلك تجاوزت بل اإلنترنت، لإلنترنت، إلى جانب التعرف على الدور الحقيقي ألولياء األمور في الرقابة على أطفالهم عند استخدامهم لإلنترنت. كما أنها ستنبه الذي يجب أن يوضع فيه جهاز المكان إلى أهمية أولياء األمور خاصة قوانين وضع لضرورة تنبيههم إلى باإلضافة الحاسوب باستخدام اإلنترنت في المنزل. وتؤمل الباحثة أن تفتح الدراسة

الباب لدراسات أخرى في الموضوع ذاته.

خلفية الدراسة: أسست مدرسة السلطان في عام 1977 تحت الرعاية السامية ورعاه. اهلل قابوس بن سعيد حفظه السلطان الجاللة لصاحب وهي مدرسة دولية ثنائية اللغة وتقدم برنامج البكالوريا الدولية والشهادة الدولية العامة Baccalaureate Diploma )IB( International General Certificate of الثانوي للتعليم Secondary Education )IGCSE. والبكالوريا الدولية عبارة

تتراوح الذين للطلبة يقدم برنامج مدته سنتان دراسيتان عن أعمارهم بين 16 و 18 سنة، وهو برنامج معترف به من كل جامعات العالم. طور البرنامج في النصف األول من الستينيات في جنيف على يد مجموعة من الخبراء في التعليم. أما فيما يتعلق فهي شهادة الثانوي للتعليم العامة الدولية الشهادة ببرنامج تمنح للتالميذ من سن 14- 16 وقد كانت جامعة كامبردج هي المسؤولة عن تطوير هذا البرنامج، وبالنسبة لهذا البرنامج فإن كشهادة وليس مستقلة كوحدات المواد على تمنح الشهادة عامة دولية شهادة يمنح أن يمكن الطالب أن بمعنى واحدة http:// وغيرها. العلوم في أو الرياضيات في الثانوي للتعليم

en.wikipedia.org/wiki/The_Sultan%27s_School

توفير إلى تهدف فالمدرسة الدولية المدارس من وكغيرها إلى المدرسة خريجي تقود التي الدولية المعايير ذي التعليم بالمناهج يتعلق وفيما العريقة. واألجنبية العربية الجامعات فهي تقدم باللغتين العربية واالنجليزية، إذ تدرس مادة اللغة العربية، والدين، والدراسات االجتماعية باللغة العربية، في حين تدرس مادة الرياضيات والعلوم باللغة االنجليزية. وفي المرحلة الوطني المنهج على اإلنجليزية اللغة مواد تعتمد االبتدائية اإلنجليزي في حين تتبع مواد اللغة العربية منهج وزارة التربية الطالب إعداد إلى تهدف فإنها الثانوية المرحلة أما والتعليم، ومن )IGCSE( و )IB( وهما سابقا المذكورتين للشهادتين المواد من متنوعة جرعة المرحلة هذه في الطالب يتلقى ثم المختلفة كتكنولوجيا المعلومات، والدراما، والتجارة و االقتصاد النجاح على تساعده التي بالمعرفة الطالب تزود التي وغيرها http://en.wikipedia.org/wiki/The_ اإلبداعي. والتفكير

Sultan%27s_School

الدراسات السابقة:على الموضوع، على أجريت التي الدراسات الجزء هذا يتناول على ننبه أن البد وبداية األجنبي. و العربي المستويين لم إذ الموضوع، هذا في وقلتها العربية الدراسات وقلة ندرة العمران إلى ثالث دراسات فقط. فقد أجرى إال الباحثة تتوصل )2009( دراسة عن حماية األطفال على اإلنترنت ركز فيها على القوانين الخاصة بحماية الطفل على اإلنترنت وتناولها بالشرح األطفال “حماية خصوصية األمريكي القانون ومنها والتفصيل Children ‘s Online Privacy Protection( اإلنترنت” على و عناصره على وركز القانون بتعريف الباحث وقام ،)COPPAعلى األطفال “حماية قانون الدراسة تناولت كذلك مكوناته. الذي )Child Online Protection Act. )COPA( اإلنترنت” لألطفال بثها يتم التي المواد ومراقبة تنظيم إلى يهدف استخدام من خالل األطفال حماية على ويعمل اإلنترنت، على الحكومة العازلة، وألزمت برمجيات يطلق عليها اسم الشاشات على باستخدامه والعامة المدرسية المكتبات كافة األمريكية ترفض التي الجهات بل هددت لألطفال، المخصصة األجهزة تخصص التي المالية والمخصصات اإلعانات بقطع استخدامه

لها من قبل الحكومة.قوانين دراسة إلى فهدفت )2009( منصور دراسة أما القانون على الضوء وسلطت اإلنترنت على األطفال حماية )COPPA( ”األمريكي “حماية خصوصية األطفال على اإلنترنتواستعرضت الدراسة القانون من حيث النشأة وأسباب اإلصدار والبنود األساسية التي يتكون منها، وهو أول قانون إتحادي في

49

نايفة بنت عيد آل سليم

األطفال خصوصية بحماية يهتم األمريكية المتحدة الواليات دون سن الثالثة عشرة عاما على اإلنترنت، ويركز القانون على تنبيه األطفال وأولياء األمور ألهمية البيانات الشخصية لألطفال يتعرف أن خاللها من يمكن إذ للغرباء إعطائها عدم وضرورة الطرف المقابل على اإلنترنت على الطفل ويقوم باالتصال به، الحق األمر لولي يكون أن ضرورة على القانون يؤكد كذلك في معرفة ما يتم جمعه من معلومات عن طفله، وأخذ موافقة صريحة قابلة للتحقق من ولي األمر، وذلك لضمان عدم الوقوع وأخيرا وخصوصيتهم، األطفال أمن انتهاك شأنه من فيما

تناولت الدراسة الموقف العربي من هذه القوانين. المؤتمر باليمن والطفولة لألمومة األعلى المجلس نظم وقد واإلهمال واإلساءة العنف من األطفال لوقاية الثاني اإلقليمي تحت شعار “لنعمل معا لحماية األطفال في المنطقة العربية” في المدة من 18-20 يونيو لعام 2007 بمشاركة أكثر من 400 شخصية يمثلون مؤسسات حكومية وغير حكومية وأكاديميين وباحثين مهتمين بقضايا الطفولة محليا وعربيا وإقليميا ودوليا. وأصدر المؤتمر 23 توصية، وجاء ما يتعلق منها بالطفل وحقوقه التي المهمة التوصيات المثال من فعلى سبيل ومهما منصفا

عنيت بحقوق الطفل ما يأتي: االنتهاك . 1 من للوقاية الالزمة المهارات الطفل إكساب

واإلساءة وكيفية اإلبالغ عنها.الحفاظ على سرية وخصوصية المعلومات المتعلقة بالطفل . 2

بما ال يتعارض مع مصلحته.من الطفل بحماية المعنية االلكترونية المواقع من االستفادة المدني المجتمع منتدى عبر ببعض بعضها وربط اإلساءة حماية بقضايا تهتم التي الفعاليات لتغطية للطفولة العربي http://www.emro.who.int/vip/pdf/violence_ األطفال.

yem_6_07.pdf

أما فيما يتعلق بالدراسات األجنبية، على سبيل المثال قام فالكي أبنائهم توجيه في وأسلوبهم اآلباء دور عن بدراسة وآخرون، عند استخدام اإلنترنت وكذلك تأثيرهم على أبنائهم الستخدام اإلنترنت. ووفقا لهذه الدراسة تبين وجود فئتين من اآلباء عند أبنائهم الستخدام اإلنترنت: المسيطرون والمتفهمون. توجيه تكون مجتمع الدراسة من )1192( ولي أمر، أما العينة فكانت الخامسة السنة في الطلبة أمور أولياء من وأما أبا )533(والسادسة من المرحلة االبتدائية بفنلندا وتم اختيارهم بطريقة لجمع أداة اإلستبانة واستخدمت مدارس. عشر من عشوائية المعلومات. توصلت الدراسة إلى أن )91.9%( من عينة الدراسة مشترك غير )%8.1( ب مقارنة اإلنترنت في اشتراك لديه باإلنترنت. كذلك كشفت الدراسة عن أن األسلوب المتبع ألغلبية

عينة الدراسة عند توجيه ومراقبة أبنائهم هو أسلوب ولي األمر .)Valcke, etal, 2010( المتفهم

وطلبة الثانوية المدارس طلبة بين مقارنة بدراسة يان قام الكليات والجامعات للتعرف على مدى وعيهم ومعرفتهم بقانون CIPA) Children’s Internet اإلنترنت على األطفال حماية فيما بينهم الفردية الفروق دراسة وكذلك )Protection Act

الخاصة والحماية السالمة بإستراتيجيات بمعرفتهم يتعلق باستخدام اإلنترنت ومدى أفادتهم فعليا من القانون. وجاء هذا -حتى سن األطفال بتعامل المتعلقة القضايا لمعالجة القانون التعامل من تعرضهم وما يصحب هذا اإلنترنت 17 سنة- مع تنقية على لينص القانون جاء كما مناسبة غير المواد لبعض وأجريت القانون. مع تتعارض التي المواقع بعض وحجب بمدينة الحكومية والجامعات المدارس طلبة على الدراسة نيويورك. واشتملت عينة الدراسة على عينة عشوائية من 407 كانوا الثانوية المدارس توزعوا كاآلتي: 216 طالبا من طالب مرحلة في طالب مقابل 191 الدراسية 12-10، الفصول في

.)Yan, 2009( البكالوريوس وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق فردية بين مجموعتي الطلبة المدارس طلبة إن إذ المدرسة، من اإلنترنت استخدامهم في ثم ومن للتنقية تخضع التي المواقع من الكثير لديهم توجد فأن المقابل وفي المدرسة من إليها الدخول يستطيعون ال أي لديهم توجد ال سنهم بحكم والكليات الجامعات طلبة وتوصلت لديهم. مشكلة فال ثم ومن للتنقية خاضعة مواقع الدراسة أيضا إلى أن الطلبة في المجموعتين تلقوا المعرفة عن معرفتهم بحكم اإلنترنت استخدام في والسالمة األمان طرق لبعض وتعرضهم للشبكة استخدامهم خالل من الشخصية المواقف. وقد توصلت الدراسة إلى أن الطلبة في المجموعتين

وخصوصا طلبة المدارس ال يستفيدون من القانون. وفي عام )2007( قام فالكي وآخرون بدراسة على عينة مكونة 78 من ومديريهم االبتدائية بالمرحلة طالب 1700 من مدرسة ابتدائية من مجموع 2147 مدرسة بفنلندا. أما المراحل الدراسية للطلبة فكانت السنة الرابعة والخامسة والسادسة. وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على المكان الذي يخضع فيه الطفل لمراقبة أكثر خالل استخدامه اإلنترنت أهو المنزل أم المدرسة؟ المكان سيكون للمراقبة فيه سيخضع الذي فالمكان ثم ومن اآلمن لإلبحار. تم االعتماد على أداة االستبيانة لتجميع البيانات، للطلبة قسم قسمين من مكونة واحدة استبانة توجيه وتم واآلخر لمدراء المدارس. وتوصلت الدراسة إلى أن المنزل ليس المكان اآلمن الستخدام اإلنترنت ذلك أن الطفل ال يخضع هو بسبب األطفال أن في يكمن والخطر األمر، ولي لمراقبة فيه

50

الطفل العماني وسبل حمايته على اإلنترنت

مع والدردشة الحوار في وقتهم معظم يقضون الرقابة غياب .)Valcke, etal, 2007( )%59.30( غرباء ال يعرفونهم بنسبةوتختلف الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة التي تم ذكرها الدراسات عالجتها التي الموضوعات بين جمعت أنها في الدراسة تناولت إذ واحدة، دراسة في ذكرها تم التي السابقة اإلنترنت، في إبحاره خالل الطفل بحماية الخاصة القوانين وذلك من خالل التعرف على وعي طلبة السنة السادسة بمدرسة تلك على تعرفهم ومصادر القوانين بتلك الخاصة” “السلطان القوانين. وتختلف أيضا في أنها تعرفت على مجاالت استخدامات لإلنترنت. الخاصة” “السلطان بمدرسة السادسة السنة طالب المخاطر على تعرفها في السابقة الدراسات عن تختلف كما التي تعرض لها طلبة السنة السادسة بمدرسة السلطان خالل العربيتين الدراستين استخدامهم لإلنترنت. وأخيرا تختلف عن العمران الدراستين تركيز حيث من إليهما التطرق تم اللتين على األطفال حماية قوانين على )2009( ومنصور )2009(أن حين في القوانين لتلك بالتفصيل تعرضتا حيث اإلنترنت الخطر على ركزت ولكن للقوانين، تطرقت الحالية الدراسة

الحقيقي الذي يتعرض له الطفل خالل إبحاره على اإلنترنت.

حدود الدراسة: اشتملت الدراسة على الحدود اآلتية:

“السلطان مدرسة على الدراسة اقتصرت المكانية: الحدود الخاصة” بوالية السيب بمحافظة مسقط بسلطنة عمان.

الحدود الموضوعية: عالجت الدراسة موضوع الطفل واإلنترنت وحمايته في أثناء االستخدام من المخاطر التي قد تواجه.

الحدود الزمنية: أجريت الدراسة في نهاية فصل الربيع 2011.

منهج الدراسة:هدفت إذ الحالة، دراسة منهج اعتمدت وصفية دراسة هذه في األطفال استخدام واقع على التعرف خاللها من الباحثة السنة السادسة بمدرسة السلطان الخاصة لإلنترنت، واكتشاف الدور الذي يلعبه أولياء األمور في مراقبة أبنائهم عند استخدام

اإلنترنت.

مجتمع الدراسة:بمدرسة السادسة السنة طلبة من الدراسة مجتمع تكون مجموع وكان دراسية، صفوف 4 وعددها الخاصة السلطان الدراسة الفصول 88 طالبا. ولصغر حجم مجتمع الطلبة بهذه المجتمع فكما ذكر اختيار هذا أما عن سبب تم دراسته كامال. فالكي وآخرون أن األطفال في هذه المرحلة الدراسية يستخدمون

اإلنترنت ساعات طويلة وبكثافة )Valcke, etal, 2010(. ولو المبكرة الدراسية المرحلة هذه في وتوجيههم تعليمهم تم على كيفيه حماية أنفسهم على اإلنترنت وتعريفهم بالقوانين التصدي في مشكلة يواجهوا فلن حمايتهم على تنص التي لمخاطر اإلنترنت عند بلوغهم مرحلة دراسية متقدمة. أما سبب اختيار مدرسة السلطان الخاصة فألنها من المدارس الدولية في السلطنة ويفترض أن القائمين عليها يتبعون القوانين الخاصة

بحماية األطفال على اإلنترنت.

أداوت الدراسة:تتكون وهي البيانات. لجمع كأداة االستبانة استخدام تم العامة البيانات تناول األول الجزء أجزاء، أربعة من االستبيان للطلبة كالنوع والسن. في هذا الجزء حاولت الباحثة التعرف على عدد خالل من اإلنترنت نحو وسلوكه وقيمه الدراسة مجتمع ساعات وعدد المنزل في اإلنترنت في كاالشتراك العناصر من استخدامها في اليوم. أما الجزء الثاني من االستبيانة فخصصت تطرق حين في لإلنترنت، الطلبة استخدامات مجاالت عن المنزل في الطفل لها يتعرض التي الرقابة إلى الثالث الجزء فتكونت واألخيرة الرابعة الجزئية أما اإلنترنت. استخدامه عند على الطفل لها يتعرض التي المخاطر األولى عن فقرتين من اإلنترنت، والثانية تناولت قوانين الحماية على اإلنترنت ومدى

معرفة الطفل بها.و لقد تنوعت أسئلة االستبيانة بين األسئلة المغلقة التي تحتم اشتراك عن الطالب كسؤال واحدة، إجابة اختيار الطالب على في اإلنترنت استخدامه عن سؤاله أو اإلنترنت، في األسرة المغلقة واألسئلة لإلنترنت، اليومي استخدامه ومعدل المنزل، وكمثال إجابة، من أكثر يختار أن للطالب يمكن ولكن أيضا على ذلك سؤال الطلبة غير المشتركة أسرهم في اإلنترنت عن أماكن استخدامهم لها. كذلك ضمت االستبيانة أسئلة مفتوحة السنة طالب لها تعرض التي بالمخاطر الخاصة الجزئية وهي لإلنترنت استخدامه الخاصة خالل السلطان السادسة بمدرسة تلك على إطالعهم ومصدر اإلنترنت بقوانين الخاصة والفقرة بن “محمود الفاضل مع مقابلة هناك كانت كذلك القوانين. والفاضل بالمدرسة اإلنترنت أخصائي شبكة البوسعيدي” على بالمدرسة النظام مدير Alpesh Tacker تاكير” “ألبيش للتعرف على البرمجيات التي يتم استخدامها في المدرسة لحجب المواقع وتنقيتها، وسياسة المدرسة تجاه استخدام اإلنترنت من

قبل الطلبة.

51

نايفة بنت عيد آل سليم

أخالقيات البحث المتبعة مع مجتمع الدراسة: زود المقابلة وإجراء الطلبة على االستبيانة بتوزيع البدء قبل الدكتور مساعد العميد للبحث العلمي والدراسات العليا الباحثة المعلومات. تجميع في مهمتها لتسهيل للمدرسة بخطاب إدارة إلى الباحثة توجهت الرسالة هذه على الحصول بعد المدرسة التي قامت مشكورة بتسهيل مهمة الباحثة في تجميع المعلومات. وكان ذلك في منتصف شهر مايو2011 بالتحديد لمساعدة األمور أولياء إلى رسالة توجيه وتم .2011/5/15أطفالهم على تعبئة االستبيان و تم إعالم أولياء األمور أنه في حالة عدم رغبتهم في اشتراك أطفالهم في الدراسة فعليهم عدم إرجاع االستبيانة إلى معلمة الصف إذ تم تحديد 2011/5/20 المحدد اليوم في الصفوف. معلمات من االستبيانات لتجميع قامت الباحثة بتجميع االستبانات من معلمات الصفوف. وتوقعت يقوموا لن األمور أولياء أن عددا من الدراسة بدء الباحثة عند بإرجاع االستبيان األمر الذي سيعكس عدم رغبتهم في اشتراك أطفالهم في الدراسة، لكن بحمد اهلل أرجعت االستبانات كاملة من األهالي ربما ألهمية الموضوع لديهم ولرغبتهم في التعرف على كيفية حماية أطفالهم من البحر الذي البد لهم من السباحة

فيه لخدماته الجليلة ومعلوماته الغزيرة.

نتائج الدراسة ومناقشتها:المالمح العامة لمجتمع الدراسة:

الجدول )1( يبين المالمح العامة لمجتمع الدراسة، ويتضح منه )%43.3( اإلناث نسبة بلغت حيث النوع في تقاربا هناك أن السادسة السنة فصول في )%54.4( الذكور الطلبة ونسبة النوع في التقارب إرجاع ويمكن الخاصة. السلطان بمدرسة إلى أن مدرسة السلطان الخاصة من المدارس الدولية العريقة الماضي، وكحال القرن أنشئت في سبعينيات والتي الدولة في المدارس الدولية تتبع المدرسة الكثير من المعايير الدولية عند اختيار الطلبة، فهي تركز على أعداد الطلبة ومهاراتهم بغض الطالب في كل فصل يتراوح عدد ما فغالبا النظر عن نوعهم، حيث يان دراسة مع اتفقت النسبة وهذه طالب. 24-20 من قام بدراسة عن الفروق الفردية بين األطفال في اتجاههم نحو

.)Yan 2009) اإلنترنت وكانت نسبة اإلناث والذكور متقاربة

فيما يتعلق بالسن، كانت نسبة )77.8%( من األطفال في سن العاشرة مقارنة ب )20.0%( طفال يبلغون من العمر 11 سنة، وهؤالء الطلبة الذين هم في سن 11 سنة يفترض أن يكونوا في السنة السابعة ولكن ربما التحقوا بالمدرسة متأخرين سنة عن األطفال في مثل سنهم.وقد أظهرت الدراسة أن )%88.9(

من األسر لديها اشتراك في اإلنترنت في المنزل مقابل )%8.9( من أسر األطفال التي ال يوجد لديها خط اشتراك في اإلنترنت التي تشترك النتيجة تظهر وجود فرق شاسع بين األسر وهذه في اإلنترنت واألسر التي ال تشترك، إن هذه النتيجة اتفقت مع الدراسة المسحية التي أجريت في إيطاليا عام 2008 إذ توصلت إلى أن )60.9%( من األسر لديها خط اشتراك في اإلنترنت. ولقد الخدمات الكثير من اإلنترنت تقدم إن وآخرون وجد هاسبرنك اإلبداع االتصال، التعليم، المعلومات، الترفيه، مثل لألطفال وجود ورغم .)Hasebrink, et al, 2008( واللعب االستمتاع )%18.9( هناك أن أثبتت الدراسة أن إال المنزل في اإلنترنت طالبا ال يستخدمون اإلنترنت – ربما - ألن أسرهم تؤمن بعدم وربما عليهم، االعتقاد هذا انعكس ثم ومن اإلنترنت أهمية استخدام مهارات واألطفال األسرة امتالك لعدم ذلك يكون الحاسب واإلنترنت، هذه النتيجة اتفقت مع كهليمير و هيمكير

التكرار/النسبةالمتغيرم

النوع1أنثى

39

%43.3

ذكر49

%54.4

السن210

70

%77.8

1118

%20.0

اشتراك األسرة في 3

اإلنترنت

نعم80

%88.9

ال8

%8.9

4

استخدام الطالب

اإلنترنت في

المنزل

نعم71

%78.9

ال17

%18.9

5معدل االستخدام

اليومي) بالساعة(

27ساعة

%30.0

ساعتان13

%14.4

ثالث ساعات29

%32.2أكثر من ثالث

ساعات

19

%21.1

جدول )1( البيانات العامة لمجتمع الدراسة

52

الطفل العماني وسبل حمايته على اإلنترنت

اللذين توصال إلى أن اشتراك األسرة في اإلنترنت أو حتى وجود الحاسوب األسرة في المنزل مرتبط بمهارات جهاز حاسب في وتضيف .)Kuhlemeier & Hemker, 2007( واإلنترنت و كهليمير ذكرهما اللتين السابقتين المهارتين إلى الباحثة التي المواقع معظم أن ذلك اإلنجليزية اللغة مستوى هيمكير تنشر والجيد الراقي المحتوى وذات األسرة أو الطفل تخدم

باللغة اإلنجليزية. أن الدراسة وجدت لإلنترنت، اليومي باالستخدام تعلق فيما معدل وهو ساعات لثالث يستخدمونها الطلبة من )%32.2(ال الدراسية المرحلة وهذه السن في هذه ولكن مرتفعا يعتبر يعد األمر غريبا، ألن معظم استخدامهم لإلنترنت لن يخرج عن إطار استخدام غرفة الحوار والدردشة وإرسال الرسائل البريدية واستخدام مواقع األلعاب. وهذه النتيجة تتفق مع فالكي وآخرون الدراسية السنوات الطلبة في أن )62.9%( من عينة إذ وجدوا من الرابعة إلى السادسة تستخدم اإلنترنت أكثر من ثالثة أيام

.)Valcke, etal, 2007( في األسبوعالسنة قيم وسلوك طلبة تتعرف على أن الدراسة أرادت كذلك اإلنترنت من خالل سعيهم وحرصهم السادسة حول الدراسية على استخدامها حتى لو لم تكن األسرة مشتركة في اإلنترنت، أو األصدقاء بيوت لإلنترنت من استخدامهم وذلك من خالل األقارب أو حتى المقاهي المتوافرة بالمجمعات السكنية. في هذا الصدد، ذكر بعض الطلبة الذين ال تشترك أسرهم في اإلنترنت أماكن بعينها يستخدمون منها اإلنترنت وهو ما يبين اهتمامهم

وحرصهم على استخدامها:

الجدول )2( أن الطلبة غير مشتركة أسرهم في اإلنترنت يبين يقومون باستخدامها أكثر من منازل أصدقائهم )3.3%( وهذه

النتيجة اتفقت مع دراسة فالكي وآخرون حيث وجدوا أن )%31.7( يستخدمون اإلنترنت في أسرهم تشترك ال الذين الطلبة من Valcke, etal,( اإلنترنت أكثر عندما يزورون منازل أصدقائهماإلنترنت يستخدمون الذين الطلبة أن الباحثة وترى .)2007

األمور أولياء لرقابة يخضعون ال أصدقائهم منازل في أكثر هذه للتنقية، الخاضعة غير المواقع إلى الدخول ويستطيعون أن إلى توصال اللذين أسالندوي و مينيكس مع تتفق النتيجة األهالي مراقبة تقل عندما يزيد لإلنترنت الطلبة استخدام وإشرافهم. ولم يقم أحد من الطلبة الذين ليس لديهم اشتراك المقاهي بالمجمعات المنزل باستخدامها من في اإلنترنت من ألن ربما مثال Starbucks “ستارباركس” كمقهى التجارية األطفال في هذه السن ال يذهبون إلى تلك المقاهي إال بصحبة األهالي، فإذا لم يسمح األهل باالشتراك في اإلنترنت من المنزل فمن الطبيعي أال يسمحوا ألطفالهم باستخدامها من أي مكان

.)Menexes & Aslanidou, 2008( آخر

مجاالت استخدام الطفل لإلنترنت:ومراحلهم لسنهم وفقا لإلنترنت األطفال استخدامات تختلف الدراسية، كما أنها تختلف وفقا لمستوياتهم ومهاراتهم التقنية هدفت الجزئية هذه في األمور. ألولياء التعليمي والمستوى من لإلنترنت األطفال استخدامات على التعرف إلى الدراسة المنزل. وبينت النتيجة )جدول 3( أنه بحكم سن الطالب في هذه مع واالتصال األلعاب إليه يميلون ما فأكثر الدراسية المرحلة زمالئهم، فقد كان أكثر استخدامهم لإلنترنت من أجل التواصل وبرامج الحوار غرف خالل من الدراسة وزمالء األصدقاء مع بنسبة وذلك وغيرها، كالمسنجر باإلنترنت المتوفرة الدردشة اللذين ميسسينا و تابون مع تتفق النتيجة وهذه )%42.2(توصال إلى أنه توجد عالقة بين السنة الدراسية وقيم الطالب االبتدائية المرحلة طلبة المثال سبيل فعلى اإلنترنت، تجاه يعدون اإلنترنت مجرد أداة للعب في حين يعدها طلبة المرحلة الثانوية بما أنهم أكبر سنا وأكثر وعيا أداة للبحث عن المعلومات .)Tabone & Messina, 2010( والقيام بالواجبات المدرسيةثم انصب اهتمام مجموعة أخرى من طلبة السنة السادسة على استخدام عن طريق وذلك الترفيه أجل من اإلنترنت استخدام أو تعليمية ألعابا كونها عن النظر بغض االلكترونية األلعاب الحوار أن غرف الباحثة ترفيهية وبلغت نسبتهم )20%(. وترى ألن األطفال، استخدامات في األولى المرتبة احتلت والدردشة الطفل في هذه المرحلة أكثر ما يستمتع به هو مرافقة األصدقاء وتمني قضاء أطول وقت ممكن معهم، وقد حققت له اإلنترنت )Rivoltella, 2009( هذه الرغبة. هذه النتيجة تتفق مع رفولتيال

التكرار /النسبة المئويةالمكانم

المدرسة11

%1.1

منزل األقارب21

%1.1

منزل األصدقاء33

%3.3

-مقاهي المجمعات التجارية4

المجموع5

%100

جدول )2( أماكن استخدام الطلبة غير المشتركين في اإلنترنت

53

نايفة بنت عيد آل سليم

إذ وجد أن األطفال يجدون اإلنترنت وسيلة تبقيهم متصلين مع أصدقائهم كما أنها وسيلة تجنبهم الملل. أما أقل استخدامات الطلبة لإلنترنت فكانت في التعليم اإللكتروني من خالل برنامج الموسيقى تحميل إلى باإلضافة بالمدرسة الخاص الموديل

واألغاني وقد بلغت النسبة)%5.6(.

الرقابة على الطفل في استخدامه لإلنترنت:الذي الحقيقي الدور على التعرف إلى أيضا الدراسة هدفت عند ومراقبتهم أطفالهم توجيه في الطلبة أمور أولياء يلعبه استخدامهم لإلنترنت. ويتوقف الدور الذي يلعبه ولي األمر في توجيه طفله عند استخدامه اإلنترنت على قيم واتجاهات الولي نفسه، فعلى سبيل المثال فأولياء األمور الذين تكون اتجاهاتهم سلبية تجاه اإلنترنت يكونون متشددين في الرقابة على الطفل، فيجلس ولي األمر بقرب طفله طوال مدة استخدامه، ويمكن أن يتطور األمر إلى درجة أن يسأله الولي في كل ثانية عماذا يفعل؟ وما محتوى المواقع التي يدخل عليها؟ في المقابل يمكن أن نجد ولي األمر غير مبال باستخدام طفله اإلنترنت. وفي هذا اإلطار ال المغاالة في فرض طوق أمني بد من اإلشارة إلى ضرورة عدم على األطفال عند استخدامهم لإلنترنت فاالعتدال هو ما يوصى

به في مثل هذه الحاالت.

فيما يتعلق بالدور الذي لعبه أولياء أمور الطلبة في الرقابة على الدراسة مجتمع من )%31.1( أن )4( جدول يوضح أطفالهم

من )%66.7( مقابل أمورهم أولياء قبل من للرقابة يخضعون يحرك ال الحالة هذه في للرقابة. يخضعون ال الذين األطفال يرى ربما لإلنترنت. أطفالهم استخدام عند ساكنا األولياء قد أطفالهم أن أطفالهم، بتوجيه يقومون ال الذين األهالي يرون ألنهم أو والسمين الغث بين يفرقون وهم جيدا تربوا للخطر تعرضه لن الطفل وأن سن باألمان تتسم اإلنترنت أن حيث أنه لن يكون عرضة للغرباء ولن يقوم الطفل بالدخول إلى المواقع التي تفتح عينه على ما ال ينبغي له أن يتعرف عليه في Livingstone )2007( ليفينجستون توصل وقد السن. هذه ينظرون الدخل متوسطي وخاصة األمور أولياء من )%95( أن Odabası( أداباسي وجد كما اإلنترنت، إلى مطلقة بإيجابية 2005( أن أولياء األمور حصروا اإلنترنت في االستخدام التعليمي

ومن ثم نظروا إليها من باب أنها تحسن وتزيد من التحصيل Amarach( االيرلندي التقرير وكان ألبنائهم، األكاديمي من اآلباء من هناك أن إلى توصل قد )Consulting, 2001

يعتمد على المدرسة في تشكيل عادات جيدة لدى أبنائهم عند التعامل مع اإلنترنت. وأشارت بعض الدراسات كدراسة فالكي و ديكرايني )Valcke & Decraene )2007 إلى أن درجة وثوق األطفال إلى )16.6%( من باإلنترنت وصل األمور أولياء بعض في باإلنترنت موصولة حاسوب أجهزة اآلباء لهم وفر اللذين مع هيلسبر و ليفينجستون دراسة واتفقت الخاصة، غرفهم نفس النتيجة وأضافت أن )41%( فقط من الحاالت قامت بوضع الجهاز المتصل باإلنترنت في غرفة المعيشة وهو ما يقلل نسبة حيث الصغيرة السن هذه في األطفال على والخوف الخطورة في إبحارهم عند رقابة أو توجيه بدون يتركوا أن يفترض ال

.)Livingstone & Helsper, 2008( اإلنترنت

في األمر ولي أسلوب على التعرف إلى أيضا الدراسة هدفت الرقابة عند استخدام أطفاله لإلنترنت، فهل يوجههم من خالل الحوار على سبيل المثال أو من خالل تفتيش وفتح المواقع التي دخل عليها الطفل. جدول )5( يبين أسلوب ولي األمر في مراقبة

جدول )3( مجاالت استخدام الطلبة اإلنترنت

التكرار/النسبةالمجالم

جمع المعلومات16

%6.7

صفحة الموديل الخاص بالمدرسة25

%5.6

غرف الحوار والدردشة338

%42.2

البريد اإللكتروني416

%17.8

األلعاب اإللكترونية518

%20

الموسيقى65

%5.6

المجموع88

%100

التكرار/النسبةرقابة ولي األمرم

1نعم

28

%31.1

ال60

%66.7

المجموع88

%100

جدول )4( خضوع الطفل للرقابة من ولي أمره عند استخدامه لإلنترنت

54

الطفل العماني وسبل حمايته على اإلنترنت

طفله.ألغلبية المتبع األسلوب هو الحوار أن )5( الجدول من يتضح أولياء أمور الطلبة )53.5%( في حين يقوم )17.8%( بالرجوع إلى المواقع التي دخل عليها الطفل لمعرفة محتويات هذه المواقع، وأتخذ بعض أولياء األمور أسلوب مرافقة الطفل في أثناء اإلبحار واعتمدت التصفح، على ومساعدته بقربه الجلوس خالل من ربما .)%10.7( الرقابية البرامج على األهالي من قليلة نسبة تكون األسر التي اتخذت أسلوب الحوار هي أسرا متعلمة وتعرف إدخال عدم من بدال لذا اإلنترنت، عن االستغناء يمكن ال أنه جهاز الحاسب وربطه باإلنترنت يتم توجيه الطفل بطريقة سلسة في اإلنترنت تصفحه من وبدال الطفل عناد لتجنب وعقالنية، منزله وأمام أعين والديه سيجد أكثر من مكان ليرى ما ال نريده أن يطلع عليه. فهناك بيوت األصدقاء والهواتف النقالة وغيرها. أهميتها وتعرف اإلنترنت تستخدم نفسها هي األسر فهذه وقيمتها وبناء عليه يتأثر أطفالهم. أكد يون )Youn )2008 على ضرورة أن تحرص األسر على وجود مناخ جيد متمثل في الحوار الهادئ مع األطفال للحديث عن السالمة على اإلنترنت. والحظ دميل و دي هان في دراسته أن أقل من )67%( من األسر هي Duimel & de Haan,( التي تتحدث مع أطفالها عن اإلنترنت

.)2007

الذي يحاول أن الدراسة ولي األمر المسيطر برز أيضا في هذه يعرف ما الذي يفعله الطفل في اإلنترنت، وبدال من سؤال طفله يقوم بالرجوع إلى تاريخ المواقع التي دخل عليها الطفل ويقوم بتصفحها.هؤالء األولياء في العادة يكونون أقل تعليما من الفئة األولى من أولياء األمور التي تتجاذب أطراف الحديث مع أطفالها الفئة هذه تعرضت وربما وسلبياته. إيجابياته اإلنترنت عن

Duimel( لتجربه سيئة مع اإلنترنت. فقد ذكر دميل و دي هانde Haan, 2007 &( أن )30%( من األسر هي أسر مسيطرة

كشفت كذلك لإلنترنت. الطفل استخدام عند دائما وتتواجد على االعتماد فضلوا الذين األولياء بعض هناك أن الدراسة البرامج الرقابية، ويمكن تفسير قلة اعتماد أولياء األمور على تلك البرامج أن المجتمع العماني يعد حديث العهد بهذه البرامج ولم يتعود وضع أجهزة مراقبة على األطفال، فهذه البرامج بالنسبة لهم مثل التصنت والتلصص على حركات الطفل، وربما يمكن

تفسير ذلك أيضا بأنها الثقة الزائدة باإلنترنت. في الواقع هناك عدة عوامل تتحكم وتشكل دور ولي األمر في Aunola et( الرقابة على طفله كنوع ولي األمر، أينوال وآخرونal, 2000( يؤمن أن األمهات بطبعهن يملن إلى أسلوب الحوار

والوثوق بالطفل في حين يغلب على اآلباء دور الولي المتسلط التي الرقابة أسلوب في أيضا دور له العمر كذلك والمسيطر، )Wang, et al, 2005( يتخذها الولي، إذ يعتقد وانج وآخرونأكثر السيطرة إلى يميلون السن مقارنة بصغار السن كبار أن

من التوجيه والحوار.

جدول )6( يوضح مجموعة من العالقات بين متغير النوع، معدل االستخدام، مجاالت االستخدام، مكان االستخدام وخضوع الطفل

للرقابة األسرة.

المخاطر التي يتعرض لها الطفل عند استخدامه اإلنترنت:إنكارها، نستطيع ال التي اإلنترنت ايجابيات من الرغم على ولكن هل هي األداة اآلمنة ألطفالنا ليستخدموها في هذه السن اتفقت وأجمعت البحوث أو توجيه؟ جميع رقابة الصغيرة بدون على الرفض القاطع لهذا التساؤل من بينها على سبيل المثال وفالكي )De Moor, et al, 2008( وآخرون مور دي دراسة

.)Valcke, et al, 2011( وآخرونقد يتعرض الطفل عند استخدامه اإلنترنت للكثير من المخاطر، Bullen &( هاري و بللين ذكرها ما المثال سبيل على منها

:)Harre, 2000

يتلقاها التي المعلومات ومصداقية دقة تقييم صعوبة المعلومة مصدر معرفة عدم بسبب اإلنترنت من الطفل ومستوياتهم اإلنترنت مستخدمي سن اختالف وبسبب

الثقافية والتعليمية.يمكن أن يدلي الطفل بمعلومات شخصية خاصة به ويمكن

أن يتطور األمر إلى حد االلتقاء مع األشخاص الذين تعرف عليهم عبر اإلنترنت.

مخاطر المواقع التي تحض على العدائية والكراهية وتشجع

التكرار/النسبةأسلوب ولي األمر في الرقابةم

الحوار115

%53.5

مراقبة تاريخ المواقع25

%17.8

مساعدة الطفل على التصفح35

%17.8

االعتماد على البرامج الرقابية43

%10.7

المجموع28

%100

جدول )5( أسلوب الرقابة التي يقوم بها ولي األمر على الطفل عند استخدام اإلنترنت

55

نايفة بنت عيد آل سليم

على العنصرية، أو المواقع التي تعلم الطفل كيفية تهديد اآلخرين.

هدفت الدراسة في هذا المحور إلى التعرف على عنصرين األول الخاصة السلطان الطفل في مدرسة لها التي تعرض المخاطر في السنة الدراسية السادسة. الجدول )7( يبين نسبة األطفال وكل اإلنترنت. استخدام أثناء في لمخاطر تعرضوا الذين األطفال تجارب من هي الفقرة هذه في أدرجت التي المخاطر في السنة السادسة حيث كان هذا السؤال مفتوحا وترك للطفل التي مر بها، وتم بعد ذلك تصنيفها على حسب التجارب سرد

ترددها وتكرارها.السادسة السنة في األطفال ونسب تكرارات )7( جدول استخدام إثناء في لمخاطر تعرضوا الذين السلطان بمدرسة

اإلنترنت قد السادسة السنة طلبة من )%66.7( أن )7( الجدول يبين تعرضوا لخطر في أثناء استخدامهم اإلنترنت. وذكر بعض هؤالء التي تعرضوا لها كاآلتي:الجدول المخاطر الطلبة مجموعة من

)8( يبين أن هناك فروقا فردية بين اإلناث والذكور في المخاطر من أكثر للخطر تعرضن قد الطالبات وأن لها، تعرضوا التي )%0.7( مقابل للذكور (%20.8( اللقاء طلب عدا فيما الذكور للذكور الدين )%16.6( العدائية ضد الرسائل لإلناث واستالم للخطر الطالبات تعرض تفسير يمكن لإلناث. )%3.8( مقابل أكثر ربما ألن الملف الشخصي الذي يقمن بوضعه يظهر سنهن

جدول )6( العالقات بين متغير النوع،معدل االستخدام،مجاالت االستخدام،مكان االستخدام وقيام األسرة بالرقابه

)2-tailed( 0.05 العالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى أقل *)2-tailed( 0.01 العالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى **

الجدول )6( يوضح وجود عالقة إيجابية ذات داللة إحصائية بين متغير النوع ومعدل االستخدام عند مستوى.003)tailed( )0-2(. هذا يعني أن أحد النوعين .)2-tailed( )0(02.يستخدم اإلنترنت أكثر من اآلخر. كما وجدت عالقة سلبية ذات داللة إحصائية بين النوع ومجاالت االستخدام عند مستوى أقل

الرقابةمكان االستخداممجاالت االستخداممعدل االستخدامالنوع

-.a(.020(-.240)*(.316)**(1النوع معامل ارتباط بيرسون

)tailed-2( 003.024.0.853 مستوى الداللة اإلحصائية.

888888588ع

-.306)**(.919)*(-.447)**(316.1)**(معدل االستخدام معامل ارتباط بيرسون

)tailed-2( 0.028.004 .003مستوى الداللة اإلحصائية.

888888588ع

.a(.131(1-.447)**(-.240)*(مجاالت االستخدام معامل ارتباط بيرسون

)tailed-2( 0.222 .024.0مستوى الداللة اإلحصائية.

888888588ع

.)a(.)*(919.)a(.1)a(مكان االستخدام معامل ارتباط بيرسون

)tailed-2( 000 .0.028.0مستوى الداللة اإلحصائية.

55555ع

a(.1(.131-.306)**(-.020الرقابة معامل ارتباط بيرسون

)tailed-2( 853.004.222.0مستوى الداللة اإلحصائية.

888888588ع

التكرار/النسبةتعرض الطفل لخطر سابقم

1نعم

60

%66.7

ال28

%31.1

المجموع88

%100

جدول )7( تكرارات ونسب األطفال في السنة السادسة بمدرسة السلطان الذين تعرضوا لمخاطر في إثناء استخدام اإلنترنت

56

الطفل العماني وسبل حمايته على اإلنترنت

التي تكشف الصور يقمن بوضع بعض وربما ألنهن الحقيقي، لمستخدمي سهال صيدا يكن ثم ومن صغيرات أنهن عن

اإلنترنت.

علم مدى على التعرف إلى هدف المحور هذا من الثاني الجزء الطلبة بالقوانين الخاصة بحماية األطفال على اإلنترنت، و جاءت

النتيجة كاآلتي:وعي لديهم الدراسة مجتمع من )88.9( أن )9( جدول يبين مقابل في اإلنترنت على األطفال بحماية الخاصة بالقوانين معرفة لديهم الذين الطلبة وذكر علم. لديهم ليس )%8.9(هذه على بإطالعهم قامت المدرسة أن بالقوانين ووعي الذي )2009( Yan يان مع اختلفت النتيجة وهذه القوانين. وجد أن المدرسة لم تلعب دورا في تعريف الطلبة بقانون حماية

تجاربهم من معرفتهم تلقوا إنهم بل اإلنترنت على األطفال الخاصة من خالل استخدامهم لإلنترنت و من خالل أصدقائهم.

نتائج المقابلة:أوال :تعليمات السالمة على اإلنترنت:

أخصائي البوسعيدي علي بن محمود الفاضل مقابلة تمت Alpesh تاكير” “ألبيش والفاضل بالمدرسة اإلنترنت شبكة على بالسالمة يتعلق وفيما بالمدرسة. النظام مدير Tackerاإلنترنت ذكر الفاضل “محمود بن على البوسعيدي” أن سياسة المدرسة واضحة في هذا الصدد، فقد نصت على منع الطلبة من الكشف عن بياناتهم الشخصية أو عناوينهم بما في ذلك أرقام هواتفهم في أثناء استخدام اإلنترنت. كذلك ال يسمح للطالب أو لهيئة التدريس بالحديث أو الكشف عن بيانات أي شخص خالل استخدام أي وسيط إلكتروني. كما أن الطالب غير مسموح لهم

باستخدام اإلنترنت في غرفة الصف.

ثانيا:الرقابة على اإلنترنت:المدرسة أن Tacker تاكير الفاضل أوضح بالرقابة تعلق فيما Microsoft قامت باستخدام مجموعة من البرامج الملحقة ببرنامجمواقع بدخول للطلبة يسمح ال أنه كما المواقع، بتنقية تقوم بعينها، فعلى سبيل المثال تقوم هذه البرامج بإغالق كل مواقع الطلبة تمنع أنها كما األلعاب، ومواقع الدردشة وغرف الحوار المنع برامج باستخدام المدرسة وقامت برامج. أي تحميل من والتنقية التي تمنع الطلبة من الوصول إلى المواقع غير األخالقية، بالقانون األمريكي “حماية المحتوى اإلباحي، وذلك عمال وذات األطفال على اإلنترنت” )CIPA(. وأوضح الفاضل تاكير Tacker أن Microsoft( المدرسة تستخدم نوعين من البرامج الرقابية وهي )Internet Security Acceleration )ISA) version 26

Forefront threat management gateway باإلضافة إلىلمستخدمي الحماية بتوفير يقومان البرنامجان وهذان 2010

اإلنترنت حيث يؤمنان االتصال فعلى سبيل المثال يقوم برنامج Forefront threat management gateway 2010

بإصالح الملفات التي بها عطل كما أنه يقوم بإغالق ومنع استالم الملفات التي بها احتمالية متدنية أو متوسطة من الخطورة كما أنه برنامج مرن لحجب المواقع غير المرغوب في زيارتها بناء على

مصدر العناوين الموحدة وبروتوكوالت اإلنترنت.كما القوانين وضعت قد المدرسة أن النتائج هذه من يتضح تأل جهدا في ولم الطلبة التي تحمي البرامج باستخدام قامت

حماية األطفال في بيئتهم التعليمية.الخالصة:

الخطرالنوع

الذكوراإلناث

121.دعوات من غرباء لإلضافة في قائمة األصدقاء.20%

1020.8%

230.طلب الحصول على معلومات شخصية.28.5%

98.5%

38.طلب اللقاء.0.7%

1020.8%

440.استالم رسائل ذات محتوى غير أخالقي.38.0%

1122.9%

52.صور ألشخاص غرباء.1.9%-

64.رسائل عدائية ضد الدين.3.8%

816.6%

105المجموع100%

48100%

جدول )8( أمثلة على المخاطر التي تعرض لها طلبة السنة السادسة بمدرسة السلطان الخاصة

التكرار/النسبةالوعي بقوانين حماية األطفال على اإلنترنتم

1نعم

80

%88.9

ال8

%8.9

المجموع88

%100

جدول )9( الوعي بالقوانين الخاصة بحماية األطفال على اإلنترنت

57

نايفة بنت عيد آل سليم

أطفالنا، حياة في وأهميتها اإلنترنت دور ننكر أن نستطيع ال حمايتهم على الحرص علينا يجب ومربين أمور كأولياء ولكن خالل استخدامهم لإلنترنت. الطفل في مدرسة السلطان الخاصة تكونت لديه ثقافة عن اإلنترنت وكيفية استخدامها بغض النظر أن والمعرفة يجب الثقافة التي يدخل عليها، هذه المواقع عن توجه وتقنن وتنظم من خالل أولياء األمور، كما نظمت من خالل المدرسة. وأتضح جليا من كل ما سبق أن الخطر يكمن ويترصد األطفال الصغار في المنزل إذ يمكن أن تغيب الرقابة، لذلك نشدد القول أنه بغض النظر عن أسلوب الرقابة الذي يتخذه ولي األمر ال دوره به، ألن والقيام الدور إبقاء هذا على يحرص أن فالبد ينتهي بمجرد شراء الجهاز واشتراكه في اإلنترنت بل يبدأ الدور من هذه النقطة فيجب على ولي األمر أن يحدد أوال المكان الذي حين والديه نظر تحت الطفل يظل بحيث الجهاز، فيه سيضع يعمل كذلك البد أن تكون هناك مجموعة من القواعد األخالقية ال لإلنترنت الطفل استخدام بداية ففي وساعاته. لالستخدام يجب أن يترك الطفل ساعات طويلة أمام الجهاز ألسباب صحية فانالنديت أشار كما اإلنترنت تسبب حيث واجتماعية؛ ورقابية و كلين عدم التركيز واآلما في عضالت الجسم، وذكر كيربس المشاكل إحدى يعد الوقت تنظيم عدم أن )Kerbs, 2005( Vanlanduyt & De( التي تواجه مستخدمي اإلنترنت الصغار

.)Cleyn, 2007

ليس حال أن نبعد أطفالنا عن اإلنترنت ونمنعهم من استخدامها؛ ألننا نستطيع أن نلزم أنفسنا بعدم شراء جهاز حاسوب ووصله باإلنترنت، ولكننا ال نستطيع أن نمنع المدرسة من شراء األجهزة كما أننا لن نلزم أصدقاء أطفالنا عدم السماح ألبنائنا باستخدام اإلنترنت عندما يكونون في رفقتهم. إذن البد من اإلنترنت في عنهم الخطر إبعاد أمور كأولياء نحاول أن يجب ولكن المنزل قدر المستطاع، ويمكن أن نبعد الخطر من خالل أن تحذيرهم إعطاء أن نحذرهم من خطورة اإلنترنت، ونستطيع من مخاطر على نحثهم أن نستطيع كما للغرباء، الشخصية المعلومات إخبارنا بكل خطر تعرضوا له، وبكل دعوة غريبة تلقوها. البرامج اإلنترنت، أخطار من للحماية القاطع الحل هي ليست الرقابية ذلك ألنه ربما يذهب طفل إلى منزل صديق له ال يعتمد على في ويقع الممنوع الطفل هذا سينسى هنا الرقابية. البرامج المحظور، إذن التنقية والبرامج الرقابية ليسا هما الحل، إن الحل

يكمن في الحوار الهادئ والمفتوح والتنبيه على المخاطر.

التوصيات:توجيه األطفال في استخدامهم لإلنترنت بحيث ال يقضون . 1

ساعات طويلة في استخدام غرف الحوار والدردشة وحثهم

على استخدام اإلنترنت لجمع المعلومات إلى جانب األلعاب التعليمية.

يفضل أن تشترك كل أسرة -إن استطاعت- في اإلنترنت، . 2ولكن يجب أن يرافق االشتراك سن قوانين عند االستخدام

ومراقبة الطفل وتوجيهه.يجب أال يقتصر دور اآلباء على توفير جهاز الحاسوب للطفل، . 3

عند وأخالقية صحية عادات بتشكيل يقوموا أن يجب بل استخدام أطفالهم لإلنترنت.

البد من الرقابة المنزلية على الطفل وعدم الوثوق بقدرته . 4في بأنه في إدارة دفة القيادة واإلبحار بأمان في اإلنترنت.

من . 5 المبكرة السنوات في الطفل يستخدم أن يفضل ال أن هناك مخاطر إذ اليوم واحدة في أكثر من ساعة عمره صحية وأخالقية واجتماعية يسببها االستخدام غير المحدود

لإلنترنت.اإلنترنت . 6 لمخاطر أطفالهم بتنبيه األمور أولياء قيام

للغرباء الشخصية المعلومات إعطاء خطر من وتحذيرهم الذين يلتقون معهم في غرف الحوار والدردشة.

يفضل أن يتخذ أولياء األمور أسلوب الحوار الهادئ المتفهم . 7مع أطفالهم ويسمحوا لهم بطرح ما أردوا من أسئلة حول

اإلنترنت.القوانين . 8 على االطالع على األمور أولياء يحرص أن يجب

الخاصة بحماية أطفالهم على اإلنترنت والتعرف على بنود هذه القوانين.

البرامج . 9 من مجموعة على األمور أولياء يعتمد لو يفضل على الطفل يقضيه الذي بالوقت تتحكم التي الرقابية والدردشة الحوار غرف في الدخول من ويمنعه اإلنترنت والمواقع اإلباحية وغيرها من المواقع غير األخالقية أو التي

تضيع وقتهم وصحتهم.

المقترحات:اإلنترنت . 1 على الطفل حماية قوانين عن دراسة تجرى أن

المدارس في تطبيقها ومدى منها األسر استفادة ومدى العمانية.

تقديم ورش عمل ألولياء األمور عن كيفية حماية األطفال . 2بالحماية الخاصة بالبرامج كتعريفهم اإلنترنت على

وإيجابيات اإلنترنت، والمواقع المفيدة للطفل.إجراء دراسة عن األسلوب الذي يتخذه ولي األمر في توجيه . 3

التوجيه هذا وتأثير اإلنترنت استخدامهم عند أطفاله األطفال من أكبر عينة الدراسة تضم أن على عليهم،

وأولياء األمور من مختلف المحافظات في السلطنة.

58

الطفل العماني وسبل حمايته على اإلنترنت

تقوم لو يفضل )COPPA( األمريكي القانون من انطالقا في اإلنترنت عن شبكة المسؤولة الشركة باعتبارها “عمانتل” السلطنة بتوفير برامج اختيارية رقابية ألولياء األمور؛ إذ تسمح التي الشخصية البيانات على االطالع البرمجيات من تلك لهم

يقوم أطفالهم بوضعها في اإلنترنت وتعطيهم الحق في حذفها. سن قانون عربي لحماية األطفال على اإلنترنت.. 4

البندم

تثقيف األطفال بأهمية اإلنترنت والتنبيه لمخاطرها.1

2

وضع مجموعة من القواعد تتعلق باستخدام اإلنترنت.منها:هناك بعض المواقع التي ال يجب زيارتها.. 1تحديد عدد الساعات التي يسمح للطفل باستخدام الحاسب خاللها ويفضل أن تكون لمدة ساعة في سنوات عمره . 2

األولى من 6 - 10.يمنع منعا باتا إعطاء المعلومات الشخصية للغرباء الذين نتحدث معهم في اإلنترنت.. 3يجب إخبار ولي األمر إذا واجه الطفل أي مخاطر في اإلنترنت.. 4ال يسمح بالتحاور مع الغرباء في غرف الدردشة.. 5الحوار مع األصدقاء في . 6 األهل خالل رقابة أنه بعيد عن لمجرد باستخدام كلمات غير الئقة للطفل غير مسموح

اإلنترنت.

3وضع جهاز الحاسوب في مكان يمكن من خالله مالحظة الطفل ومراقبته كغرفة المعيشة مثال. وفي حالة شراء حاسوب

محمول للطفل يمنع الطفل كليا من إدخال الحاسوب إلى غرفته.

استخدام أولياء األمور مجموعة من البرامج الرقابية التي تنقي المواقع وتحجب بعضها.4

القائمة االسترشادية ألولياء أمور الطلبة التي يمكن لهم اتباعها عند استخدام أطفالهم لإلنترنت:

59

نايفة بنت عيد آل سليم

قائمة المراجعالمصادر العربية:

البوسعيدي، محمود بن علي، 2011، مايو 25، مقابلة شخصية.

http://informatics.gov.sa/details.php?id=330 .29 ،العمران، حمد بن إبراهيم، 2010، حماية األطفال على شبكة اإلنترنت. المعلوماتية

منصور، عصام، 2009، قوانين حماية خصوصية األطفال على اإلنترنت: قراءة في القانون األمريكي COPPA مع استعراض للموقف العربي من مثل هذ http://informationstudies.net/images/pdf/76.pdf .6 ،القوانين.دراسات المعلومات

http://www. .المؤتمر اإلقليمي الثاني لحماية األطفال من العنف وسوء المعاملة واإلهمال، 2007، لنعمل معا من أجل حماية األطفال في المنطقة العربيةemro.who.int/vip/pdf/violence_yem_6_07.pdf

المراجع األجنبية

Amarach Consulting, 2001, Irish parents fear for children online, Report 5، October 2001, www.nua.ie/surveys/index.cgi?f1/4VS&art_id1/4905357266&rel1/4true

Aslanidou, S. & Menexes, G. 2008, Youth and the Internet: Uses and practices in the home. Computers & Education، 51)3)، 1375-1391. http://www.sciencedirect.com/science?_ob=MImg&_imagekey=B6VCJ-4RV1JM0-1-1&_cdi=5956&_user=912155&_pii=S0360131508000183&_origin=search&_zone=rslt_list_item&_coverDate=11%2F30%2F2008&_sk=999489996&wchp=dGLzVlb-zSkWb&md5=ca0ed069e09c57de3dee5eb799f8da05&ie=/sdarticle.pdf

Aunola, K., Stattin, H. K., & Nurmi, J. 2000, Parenting styles and adolescents’ achievement strategies. Journal of Adolescence, 23, 205-222. http://www.sciencedirect.com/science?_ob=MImg&_imagekey=B6WH0-45F4RGN1C1&_cdi=6836&_user=912155&_pii=S0140197100903087&_origin=search&_zone=rslt_list_item&_coverDate=04%2F30%2F2000&_sk=999769997&wchp=dGLzVzb-zSkWl&md5=028e3f2321e33f8224de7ac1f5440f8d&ie=/sdarticle.pdf

Bullen, P. & Harre, N. 2000, The internet: Its effects on safety and behaviour – implications for adolescents. Auckland: University of Auckland, Department of Psychology.

De Moor, S. Dock, M. Gallez, S. Lenaerts, S. Scholler, C. & Vleugels، C, 2008, Teens and ICT: Risks and opportunities. http://www.belspo.be/belspo/fedra/TA/synTA08_nl.pdf.

Duimel, M., & de Haan. J. 2007, Nieuwe links in het gezin.http://www.scp.nl/publicaties/boeken/9789037702873/Nieuwe_links_in_het_gezin.pdf.

Huffaker, D. 2004. Spinning yarns around the digital fire: Storytelling and dialogue among youth on the Internet. Information Technology in Childhood Annual، 63–75.

Hasebrink, U., Livingstone، S., & Haddon, L. 2008. Comparing Children’s Online Opportunities and Risks Across Europe: Cross-national Comparisons for EU Kids Online. London: EU Kids Online )Deliverable D3.2).

Iannotta, J. 2001.Nontechnical strategies to reduce children’s exposure to inappropriate material on the internet. Washington, DC: CSTB & National Research Council.

Istat, 2008. Le tecnologie dell’informazione e della comunicazione: disponibilità nelle famiglie e utilizzo degli individui. http://futurodellarete.forumpa.it/sites/default/files/ISTAT_famiglie_e_ICT_07.pdf

Kerbs, R, 2005, Social and ethical considerations in virtual worlds. www.emeraldinsight.com/0264-0473.htm

60

الطفل العماني وسبل حمايته على اإلنترنت

Kuhlemeier, H., & Hemker, B. 2007. The Impact of computer use at home on students’ Internet skills. Computers & Education, 49)2), 460–480. http://ezproxy.squ.edu.om:2051/science?_ob=MImg&_imagekey=B6VCJ4HMNFWJ1&_cdi=5956&_user=912155&_pii=S0360131505001399&_origin=search&_zone=rslt_list_item&_coverDate=09%2F30%2F2007&_sk=999509997&wchp=dGLzVzb-zSkWW&md5=ff6fa72631be64c04f10a70e3faa0ded&ie=/sdarticle.pdf

LaRochell, M. 2001. Online Privacy Update: Enforcing COPPA.Consumers’ Research Magazine, 84 )9), 43.

Livingstone, S. 2003. ’Children’s use of the Internet: Reflections on the Emerging Research Agenda. New Media & Society, 5)2), 147–166.

Livingstone, S. 2007. Strategies of Parental Regulation in the Media-rich Home. Computers in Human Behavior, 23)2), 920-941.h t t p : / / e zp r o x y. s q u . e d u. o m : 2 0 5 1 / s c i e n c e ? _ o b = M I m g &_ i m a g e ke y = B 6 V D C -4 H C 0 R 0 P 1 &_cdi=5979&_user=912155&_pi i=S0747563205000543&_or igin=search&_zone=rsl t_ l is t_ i tem&_coverDate=03%2F31%2F2007&_sk=999769997&wchp=dGLbVlz-zSkWl&md5=70427f013d5b8799ffbbc82110ababcc&ie=/sdarticle.pdf

Livingstone, S., & Helsper, E. 2008. Parental mediation of ’children’s Internet use. Journal of Broadcasting and Electronic Media, 52)4), 581–599.

Odabası, F. 2005. Parent’s Views on Internet Use. The Turkish Online Journal of Educational Technology, 3(1), 38-45.

OIVO, 2008. Jongeren en Internet. Brussels: OIVO. [Youngsters and the Internet]. Available online via. http://www.oivo-crioc.org/files/nl/3906nl.pdf.

Rivoltella, P.C. 2009. IL senso del fare mediale. Un’indagine della SIREM per una ricerca nazionale sulle pratiche mediali di ragazzi, genitori e insegnanti. REM Reserach on Educatin and Media، 1 )1), 25-36.

Tabone, S. & Messina, L. 2010. Personal uses of internet and perceptions of parental mediation: a research with children 10 and 11 years old. Procedia - Social and Behavioral Sciences, 2) 2), 2077-2082. http://www.sciencedirect.com/science?_ob=MImg&_imagekey=B9853-5016P5K-CK1&_cdi=59087&_user=912155&_pii=S1877042810003241&_origin=search&_zone=rslt_list_item&_coverDate=12%2F31%2F2010&_sk=999979997&wchp=dGLbVtz-zSkWb&md5=d00aa8d5c07d5013a42e59d0158b239f&ie=/sdarticle.pdf

Tacker, A. 2011, May 25, Personal interview.

Valcke, M., De Wever, B., Van Keer ،H.,& Schellens, T. 2011. Long-term study of safe Internet use of young children. Computers & Education، 57)1), 1292-1305. http://ezproxy.squ.edu.om:2051/science?_ob=MImg&_imagekey=B6VCJ-521M68H1&_cdi=5956&_user=912155&_pii=S0360131511000273&_origin=search&_zone=rslt_list_item&_coverDate=08%2F31%2F2011&_sk=999429998&wchp=dGLbVtz-zSkzk&md5=f48b2c6506e42688e7deac9ad61a252e&ie=/sdarticle.pdf

Valcke, M., Bonte، S., De Wever, B.& Rots, I. 2010. Internet parenting styles and the impact on Internet use of primary school children. Computers & Education،55)2)،454-464.h t t p : / / e z p r o x y. s q u . e d u . o m : 2 0 5 1 / s c i e n c e ? _ o b = M I m g & _ i m g e ke y = B 6 V C J - 4 Y F C F 5 1 9 & _cdi=5956&_user=912155&_pi i=S0360131510000436&_or igin=search&_zone=rsl t_ l is t_ i tem&_coverDate=09%2F30%2F2010&_sk=999449997&wchp=dGLbVlz-zSkWA&md5=c8419a4d8612b06b96402d6fdb09f9a9&ie=/sdarticle.pdf

Valcke, M., Schellens, T., Van Keer، H.& Gerarts, M, 2007, Primary school children’s safe and unsafe use of the Internet at home and at school: An exploratory stud. Computers in Human Behavior, 23 )6), 2838-2850.

Valcke, M., & Decraene, B. 2007. Kinderen en internet, EHBO-kit bij ’hyperactief’ internetgebruik van kinderen en jongeren [Children and the Internet: Help kit to tackle Internet usage by children and adolescents]. Tielt: Lannoo NV.

61

نايفة بنت عيد آل سليم

Vanlanduyt, L., & De Cleyn, I. 2007. Invloed van internet bij jongeren: een uitdaging op school en thuis. http://www.uvv.be/uvv5/pub/cinfo/jo/pdf/03.pdf.

Wang, R., Bianchi, S., & Raley, S. 2005. Teenagers’ Internet use and family rules: a research note. Journal of Marriage and Family, 67, 1249-1258.

Wikipedia. October 2010. The Sultan’s School. In undefined. Retrieved June 2011, from http://en.wikipedia.org/wiki/The_Sultan%27s_School.

Yan, H. )2009). Differences in high school and college students’ basic knowledge and perceived education of Internet safety: Do high school students really benefit from the Children’s Internet Protection Act? Journal of Applied Developmental Psychology, 30،209–217. http://ezproxy.squ.edu.om:2051/science?_ob=MImg&_imagekey=B6W52-4TX153G21&_cdi=6558&_user=912155&_pii=S0193397308001287&_origin=search&_zone=rslt_list_item&_coverDate=06%2F30%2F2009&_sk=999699996&wchp=dGLzVlbzSkWb&md5=382bbffac6b9d17292ca289b30ad13b9&ie=/sdarticle.pdf

Youn, S. 2008. Parental influence and teens’ attitude toward online privacy protection. The Journal of Consumer Affairs, 42)3), 362-388.

المالحقملحق )1( أمثلة على البرامج الرقابية التي يستطيع أولياء األمور استخدامها في الرقابة على أطفالهم

هنا أمثلة على البرامج الرقابية التي يمكن ألولياء األمور استخدامها لمساعدتهم في حماية أطفالهم، وقد تتشابه هذ البرامج فيما بينها ذلك أن هدفها

إما إغالق مواقع غير أخالقية وإما تنقية مواقع باإلضافة إلى إمكانية تحديد الوقت الذي يمكن للطفل قضاؤ في اإلنترنت:

الوصفاسم البرنامجم

1Screenshot Keylogge

التي يرسلها الطفل. ويمكن لولي البيانات أنواع يقوم بتسجيل جميع األمر التحكم بالبرنامج من خالل وضع كلمة سرية للبرنامج.

يمكن لولي األمر وضع قائمة يحدد فيها المواقع التي ال يرغب لطفله في تصفحها.

2Anti-Porn 16.0.6.1

برنامج لحماية األطفال من الدخول على المواقع اإلباحية.لغة األطفال استخدام عند والدردشة المحادثات بتنقية أيضا يقوم و

جارحة أو مخلة باآلداب.كما يمكن من خالله التحكم بالزمن الذي يرغب ولي األمر ألطفاله في

استخدامه.يحتفظ بسجل كامل لكل المواقع التي تمت زيارتها سواء تم تنقيتها أو ال، ويحتفظ أيضا بمسار كل المواد التي تم عرضها على الحاسب بما في

ذلك الملفات والصور والموسيقى وغير ذلك.

62

3CyberPatrol

يمنع مواقع المواد اإلباحية وغيرها من المواقع غير األخالقية.يغلق برامج األلعاب غير التعليمية و برامج الحوار.

في الطفل بها يقوم حركة وكل نشاط كل رصد يمكن خالله من اإلنترنت.

4KidsWatch

الحوار غرف و لأللعاب الطفل استخدام وقت تحديد خالله من يمكن وكذلك الشبكات االجتماعية كاليوتيوب والفيس بوك.

ذات الخطرة المواقع إلى الطفل وصول يمنع المواقع من كغيره المحتويات غير األخالقية.

ينبه ولي األمر في حالة خروج الطفل عن المواقع المسموحة عن طريق إرسال رسالة فورية إلى الولي.

5 Net Nanny Parental Controls

6.5

كالبرنامج السابق يرسل لولي األمر تقرير عن كل نشاط قام به الطفل في الشبكات االجتماعية كالفيس بوك وماي سبيس.

يغلق ويمنع وصول الطفل إلى مجموعات األخبار.ينقي البريد اإللكتروني الذي يتلقاه الطفل.

يمنع الطفل من إرسال بيانات شخصية خاصة به أو بغيره.

63

عايدة فؤاد النبالوي

أستاذ مساعدجامعة السلطان قابوس

كلية اآلداب والعلوم االجتماعيةقسم االجتماع

[email protected]

قراءة سوسيولوجية في اتفاقية حقوق الطفلمحاولة لالقتراب من واقع الطفل العماني

جامعة السلطان قابوسمجلة اآلداب والعلوم االجتماعية

Sultan Qaboos University Journal of Arts & Social Science

64

قراءة سوسيولوجية في اتفاقية حقوق الطفل

Aida Fouad Elnabalawi

A Sociological Reading of Child’s Rights Act: An Attempt to Approach the Reality of Omani Children

Abstract:In this study, we try to look at the Child’s Rights Act from a sociological angle by discussing the social and organizational infrastructure and the challenges faced and how to provide a suitable environment to fulfill/ implement the articles of the Child’s Rights Act taking into consideration the characteristics of the Omani society. The study covered the five following aspects:The regulatory frameworks to protect children by conducting a historical constructive analysis, classifying the contents of the Child’s Rights Act and explaining the articles meant to protect and take care of children in Omani Laws and Legislations either in the regulatory frameworks or in the implementation procedures, the observation of the real life of Omani children, the main challenges and how to address them, and finally the real life of handicapped children.

The study concluded that the Omani Laws Legislations paved the way to implement some changes to grant and ensure child’s rights, whereas we – in Oman – are faced with challenges related to the implementation of the legislations concerning children and their parents. In addition, some families are faced with challenges that prevent them from playing their role as effective social institutions to protect their children. Also, some social institutions such as Education and Media face other challenges related to child’s rights. Keywords: Key Words: Child’s Rights Act, Legislations of Child Rights, Implementing Procedures, and Social Organizations

مستخلص:تقدم هذه الدراسة قراءة سوسيولوجية لمحتوى وثيقة حقوق الطفل في إطار خصوصية المجتمع العماني. وذلك من خالل مناقشة قضية تتعلق بدور البنى المؤسسية والمجتمعية في توفير بيئة مواتية لتحقيق بنود اتفاقية حقوق الطفل والتحديات التي تواجهها. وشملت الدراسة خمس محاور هي: األطر المنظمة لحماية الطفل من خالل تحليل بنائي تاريخي، وتصنيف محتوى اتفاقية حقوق الطفل وبيان ما تحويه من مضامين تستهدف حماية الطفل ورعايته، والطفل في القوانين والتشريعات العمانية؛ سواء من حيث األطر المنظمة، أو اإلجراءات المنفذة في كافة األصعدة ذات ارتباط بمصلحة الطفل، ورصد الواقع المعاش للطفل العماني وأهم التحديات وآليات التعامل معها، وفي النهاية نعرج إلى واقع الطفل من ذوي اإلعاقة. خلصت الدراسة إلى أن التشريعات والقوانين العمانية مهدت لبعض التغييرات تستهدف توفير ضمانات لحقوق الطفل، بينما يشهد الواقع بعض التحديات منها ما يرتبط بآليات تنفيذ التشريعات الخاصة باألطفال وذويهم، فضال عن التحديات التي قد تواجه بعض األسر وتعوق دورها كمؤسسة اجتماعية فاعلة في حماية أبنائها. وهناك تحديات أخرى تواجه الدور االجتماعي لبعض المؤسسات االجتماعية )التعليم – اإلعالم( في مجال حقوق

الطفل

الكلمات الدالة: اتفاقية حقوق الطفل، تشريعات حقوق الطفل، اإلجراءات المنفذة، المؤسسات االجتماعية

قراءة سوسيولوجية في اتفاقية حقوق الطفلمحاولة لالقتراب من واقع الطفل العماني

عايدة فؤاد النبالوي

65

عايدة فؤاد النبالوي

مقدمة:نظرا لعدم نضج الطفل بدنيا وعقليا، والعتبار هذه الفئة مجتمعا وقاية إجراءات إلى يحتاج األمر فإن الحساسية، وشديد ضعيفا ورعاية وحماية خاصة، بما في ذلك الحماية القانونية المناسبة وفقا وذلك الطفل، نمو مراحل وخالل وبعدها، الوالدة قبل إذ ترى ضرورة حماية اتفاقية حقوق الطفل؛ لما جاء في إعالن الطفل وإعداده، وتربيته وفقا للمبادئ المعلنة في ميثاق األمم

المتحدة؛ ليحيا حياة كريمة في المجتمع. لذا تعد احتياجات الطفل حقوقا إنسانية خاصة، وجزءا ال يتجزأ من حقوق اإلنسان عامة. هذا األمر دفع بالجمعية العامة لألمم الطفل، حقوق اتفاقية اعتماد إلى الدولي والمجتمع المتحدة، لمجموعة الضمانات تتبنى دولية قانونية وثيقة أول لتصبح حقوق حماية لنطاق توسيعا ذلك ويعد بالطفل، خاصة حقوق وهو أال المجتمع في ضعفا الفئات أكثر أحد لتشمل اإلنسان،

الطفل )عبد الوهاب، 2001: 186-185(.الثمانينيات عقدا العماني، شهد المجتمع إطار خصوصية وفي والتسعينيات من القرن الماضي )بداية عصر النهضة( اهتماما ملحوظا بالطفل وحقوقه بشكل مؤسسي؛ إذ جاءت متضمنة في المكفولة لألطفال الحماية التشريعية، بداية من مختلف األطر والنظام السامية، والتوجيهات اإلسالمية، الشريعة أحكام عبر التي السلطنة، في الفاعلة القوانين وجميع للدولة، األساسي تتماشى مع الصكوك العامة لحقوق اإلنسان والقانون اإلنساني اعتمدت حين ففي الطفل. حقوق اتفاقية عن فضال الدوليين الجمعية العامة بقرارها 26/44 في 20 نوفمبر 1989، اتفاقية بموجب 1990 سبتمبر 2 في تنفيذها وبدأ الطفل- حقوق المادة )49(- جاء انضمام السلطنة إلى هذه االتفاقية بموجب وضعت هنا ومن ،1996 لعام )54( رقم السلطاني المرسوم محط اهتمام من قبل المؤسسات الرسمية والمجتمعية )سلطنة

عمان، 2004(.

مشكلة الدراسة:يمكن صياغتها في قضية مهمة الدراسة تتحدد مشكلة هذه التي والتحديات والمجتمعية المؤسسية البنى دور ما كاآلتي: وثيقة بنود لتحقيق مناسبة بيئة توفير إطار في تواجهها،

اتفاقية حقوق الطفل، وتفعيل موادها؟.وفي إطار مناقشة هذه القضية، نحاول تقديم قراءة سوسيولوجية ما ضوء في ومناقشتها الطفل، حقوق اتفاقية وثيقة لمحتوى يكشف عنه التراث العلمي االجتماعي المتوافر. هذا، مع محاولة التنفيذية، واإلجراءات الوطنية، التشريعية األطر على التعرف التعرف العماني؛ بهدف للطفل المعايش الواقع لرصد تمهيدا

على مالمح البيئة االجتماعية الحاضنة للطفل بداية من األسرة، لنمو الطبيعية والبيئة للمجتمع األساسية الوحدة باعتبارها جميع أفرادها ورفاهيتهم، وخصوصا األطفال، وما التحديات التي تواجهها في إطار االضطالع بمسؤولياتها داخل المجتمع؟. ثم إلقاء الضوء على دور مؤسسات المجتمع األخرى في دعم حقوق

الطفل العماني. وبناء على ما تقدم تتبلور مشكلة هذه الدراسة عبر التساؤالت

اآلتية:بنائي . 1 تحليل خالل من الطفل لحماية المنظمة األطر ما

تاريخي؟تصنيف . 2 خالل من الطفل حقوق اتفاقية وثيقة محتوى ما

مضامينها؟ما القوانين والتشريعات العمانية المرتبطة بمصلحة الطفل . 3

)أطر منظمة وإجراءات منفذة(؟االجتماعية . 4 المؤسسات خالل من العماني الطفل واقع ما

التي التحديات وما اإلعالم(؟ – التعليم – )األسرة الفاعلة تواجهه؟

ما واقع الطفل العماني من ذوي اإلعاقة من منظور اتفاقية . 5حقوق الطفل؟

منهجية الدراسة: تنتمي هذه الدراسة إلى نوعية البحوث االستطالعية، إذ إنها منظور من العماني للطفل المعايش الواقع استطالع تحاول التي التحديات أهم عن والكشف الطفل، حقوق اتفاقية وثيقة تواجه مصلحة الطفل الفضلى وآليات التعامل في إطار خصوصية

المجتمع العماني. ولتحقيق أهداف هذه الدراسة تم االستفادة مما يأتي:

المخزون العلمي االجتماعي المتوافر من دراسات وبحوث، تم توظيفه في سياق عرض الدراسة.

اإلطالع على المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بالطفل. تحليل الطفل من خالل وثيقة حقوق استخالص مضامين

مضمون كيفي.للدولة، األساسي النظام نصوص بعض على اإلطالع

في الطفل لحقوق المنظمة والتشريعات والقوانين السلطنة.

من والسيما المنشورة، الرسمية التقارير على اإلطالع التربية والتعليم، ووزارة التنمية االجتماعية، واللجنة وزارة

الوطنية للسكان بوزارة االقتصاد الوطني.المجتمع دراسة طريقة إطار في ميدانية زيارات إجراء

المحلي.

66

قراءة سوسيولوجية في اتفاقية حقوق الطفل

مسقط، محافظة في االستطالعية الدراسة أجريت حيث اختيار تم وقد والسيب، وبوشر مسقط واليات وخصوصا

تلك الواليات وفقا للمعايير اآلتية:القرب المكاني، مما يتيح إجراء الزيارات الميدانية. اختالف المستوى االجتماعي.

وقد تم اختيار األسر بمساعدة طالب قسم االجتماع والعمل السلطان جامعة االجتماعية والعلوم اآلداب بكلية االجتماعي قابوس، في إطار التدريب الميداني في بعض المدارس بالواليات أبدت التي لعدد من األسر الميدانية الزيارات المختارة، وتمت موافقتها على إجراء المقابالت، وشملت )16( أسرة موزعة على

الواليات الثالث لمحافظة مسقط، وقد تم اختيار األسر وفق:اختالف المستوى االجتماعي )تعليم – مهنة(. اختالف المراحل العمرية لألطفال. تعايش بعض من األسر ألحد مظاهر التفكك األسري.

تقنيات استخدام بعض في بخبرة سابقة الباحثة لتمتع ونظرا المشاهدة إطار في خاصة - وأدواته األنثروبولوجي المنهج ”R.A.P” والمالحظة والمقابلة- مما أتاح إمكانية استخدام مدخل ،Rapid Assessment Procedures السريع التقييم طرق

ومن خالل هذا المدخل تم إجراء ما يأتي:زيارات ميدانية للواليات المختارة بمحافظة مسقط. التي تنتمي إلى مستويات زيارات ميدانية لعدد من األسر

اجتماعية مختلفة. أعضاء مع والجماعية األسر، أرباب مع الفردية المقابالت

النسائية القيادات بعض مع مقابالت عن فضال األسرة، المحلية، وموظفي وزارة التنمية االجتماعية.

ويقصد بقراءة سوسيولوجية في اتفاقية حقوق الطفل في هذه في وطرحها ودالالتها، مضامينها استخالص محاولة الدراسة االجتماعية البيئة دراسة خالل من العماني الطفل واقع ضوء المحيطة بالطفل العماني، لمعرفة مدى انعكاس مضمون مواد الضوء وإلقاء العماني، الطفل أوضاع الطفل في اتفاقية حقوق

على أهم التحديات وآليات التعامل معها.

محاور الدراسةبإلقاء تبدأ محاور، خمس الدراسة شملت تقدم، ما ضوء وفي تحليل خالل من الطفل، لحماية المنظمة األطر على الضوء بنائي تاريخي للمخزون العلمي المتوافر من دراسات وبحوث، ثم التطرق إلى تصنيف محتوى اتفاقية حقوق الطفل وبيان ما تحويه المحور وفي ورعايته. الطفل حماية تستهدف مضامين من الثالث نعرج إلى الطفل في القوانين والتشريعات العمانية؛ سواء

من حيث األطر المنظمة، أو اإلجراءات المنفذة في كافة األصعدة ذات االرتباط بمصلحة الطفل. أما المحور الرابع فيتعرض لواقع معها، التعامل وآليات التحديات أهم ويطرح العماني، الطفل وفي النهاية يأتي المحور الخامس الذي يلقي الضوء على واقع الطفل من ذوي اإلعاقة من منظور وثيقة اتفاقية حقوق الطفل.

أوال: حماية الطفل: )تحليل بنائي تاريخي( وفي محاولة لرصد تطور تشريعات حقوق الطفل في العالم، نجد ففي نسبيا، تطور حديث هو لألطفال حقوق مستقلة أن وضع العادة لم تقبل بعض الدول مسؤولية حماية الطفل من سلطة األبوين، واالستقالل االقتصادي، أو اإلهمال االجتماعي، إال بعد ظهور حركات اإلصالح في القرن التاسع عشر. أما في مرحلة ما الطفل إلى حقوق ينظر كان فقد المتحدة، األمم تأسيس قبل وتشغيل الرق، ضد اتخاذها الواجب التدابير سياق في أساسا وفي الدعارة. في واستغاللهم بالقاصرين واالتجار األطفال خاصة حقوق تحديد ضرورة جيب إجالنتين تبنت 1923 عام دول في الالجئين األطفال مساعدة في عملها إثر باألطفال، عصبة اعتمدت عام وبعد األولى، العالمية الحرب بعد البلقان أصبح ثم ومن الطفل؛ لحقوق جنيف إعالن 1924 عام األمم هذا اإلعالن منارة للعمل على الصعيدين الخاص والعام؛ نظرا :2001 الوهاب، )عبد للطفل خاصة رعاية توفير إلى للحاجة

.)185وعندما تبنت عصبة األمم نص إعالن جنيف، كان نواة إلعالن األمم لهيئة العمومية الجمعية اعتمدته الذي الطفل، حقوق المتحدة عام 1959، والمعترف به في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان، وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الخاص الدولي العهد المادتين 23 و 24(، وفى )والسيما في بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية )وال سيما في المادة للوكاالت الصلة ذات والصكوك األساسية النظم وفى ،)10

المتخصصة والمنظمات الدولية المعنية بمصلحة الطفل. إلعالن أساسا لتصبح توسعة جنيف إعالن على طرأت ثم الحقوق هذه وتتعلق نقاط، عشر من المؤلف الطفل، حقوق اإلنسانية للطفل بأن يتمتع بالحقوق الممنوحة لإلنسان بغض النظر عن سنه، ومنها الحماية من التعرض للعنف، والحق بأن االجتماعي، الضمان في وحقه وجنسية، اسم طفل لكل يكون وتحسين مستواه المعيشي، ومن خالل تطبيق شروط مناسبة لقراءة وتطبيق العدالة على األحداث، إلى جانب حقه في الحرية والتعبير، وقضايا التعليم األساسي )عبد الوهاب،2001: 186-

.)187حقوق اتفاقية جاءت الطفل، بحماية االهتمام لمسار وتتويجا

67

عايدة فؤاد النبالوي

الطفل، التي أقرتها الجمعية العامة لألمم المتحدة باإلجماع في بذلت جهود كثمار ،1989 نوفمبر 20 في المنعقدة دورتها منظمة خمسين من وأكثر المتحدة، األمم وكاالت قبل من تطوعية )غير حكومية( مع حكومات بلدان العالم المختلفة. ثم أصدرت الجمعية العامة لهيئة األمم المتحدة في قرارها المرقم الطفل، دعمت خاللها حقوق اتفاقية )52/106( لسنة 1990 الطفل بوجه عام، والطفل من ذوي اإلعاقة، وحق الطفلة، مثل الحق في الحياة، وفي عدم التمييز ضدها في التعليم والسالمة

البدنية والحماية من االعتداءات )نص اتفاقية حقوق الطفل(.من األطفال لحماية دولية معايير وضع إلى االتفاقية وتهدف االتفاقية شملت وقد االستخدام، وسوء واالستغالل اإلهمال، الدولية واالتفاقيات اإلعالنات احتوتها التي القضايا مجمل الحقوق وهذه لألطفال، القانونية الحقوق وحددت السابقة، الهيئة قبل من إقرارها بعد الملزمة بالصبغة تتسم أصبحت األعضاء عليها. ومن ثم البلدان المتحدة وتوقيع العامة لألمم أصبحت الحقوق اإلنسانية للطفل تكتسب صفة الحقوق العالمية. وفي مطلع األلفية الثالثة، تم إقرار ثمانية أهداف من قبل جميع هذا وفي دولة. 191 وهي المتحدة األمم في األعضاء الدول البشرية التنمية أن على العربية الدول جميع اتفقت اإلطار، التنموية األهداف بنود التزام ضرورة وأكدت أساسي، مطمح الثمانية لأللفية الثالثة وهي: القضاء على الفقر المدقع والجوع، وتحقيق تعميم التعليم االبتدائي، وتعزيز المساواة بين الجنسين وتحسين األطفال، وفيات معدل وتخفيض المرأة، وتمكين / البشرية المناعة نقص فيروس مكافحة و النفسية، الصحة

اإليدز والمالريا وغيرهما من األمراض، وكفالة االستدامة البيئية، وإقامة شراكة عالمية من أجل التنمية )البرنامج اإلنمائي لألمم

المتحدة، 2003: 5(. وفي سبيل تحقيق أهداف األلفية الثالثة، بدأ رصد أهم التحديات الملتحقين األطفال نسبة تزال ما ومنها: العربية الدول في التعليم خالل هذه الفترة 80 بالمائة، بالمرحلة االبتدائية من وارتفعت بمقدار قليل نسبة الفتيات إلى الفتيان في المرحلتين االبتدائية والثانوية، وبقيت أعداد الوفيات بين األمهات مرتفعة بحدود 500 وفاة لكل 100.000 والدة حية، كما تواجه الدول العربية تحديات تنموية مهمة، فما يزال حوالي عشرة ماليين

طفل خارج المدارس )أبو غزالة،2009: 3(.عصرا البشرية عايشت والعشرين، الحادي القرن دخول ومع التكنولوجية المجاالت من المذهلة، بالتطورات يتسم جديدا إلى الجينية، الخريطة واكتشاف والمعلومات، االتصال وثورة الجانب على ذلك وتداعيات واقتصاديا، سياسيا العالم عولمة والصحية، هذا البيئية والكوارث الفقر انتشار في متمثلة اآلخر

فضال عما يشوب الحياة اليوم من نزعات مختلفة على مستوى العالم ومنها وطننا العربي، وفي النزعات الحديثة يندر أن تكون وأخطارها تأثيراتها في تتسع إذ مقررة، حدود القتال لساحات

دون أن تقتصر على المقاتلين من حملة السالح. بشكل سواء الناس في النزاعات هذه تأثير يتزايد هنا ومن إذ األطفال. في تأثيره له وكالهما الفضائيات، عبر أو مباشر كشفت إحدى الدراسات أن األطفال هم الضحايا األكثر هشاشة واألسرع سقوطا حين يسلبون اإلحساس باألمن والثقة بالنفس )مرسي، 2004: 304-306(. كل هذا الحياة إلى واالطمئنان يحدث في ظل توقيع المجتمع الدولي على اتفاقية حقوق الطفل. وفي هذه الظروف نادت دراسة )الحوارني،2001: 103( بأهمية مشاركة األطفال في التعبير عن احتياجاتهم، إذ كشفت الدراسة الميدانية على عينة من أطفال فلسطين أن لهم احتياجات خاصة

ال يستطيع أن يعبر عنها الكبار. وفي سلطنة عمان هدفت دراسة المحروقي )2004( إلى الكشف من للصفوف االجتماعية الدراسات كتب تضمين مدى عن بالسلطنة األساسي التعليم مرحلة في السادس حتى الثالث حقوق الطفل. فقد أعد الباحث قائمة بحقوق الطفل مشتقة من محكمين، على وعرضت االجتماعية، الدراسات مادة مضمون المجال هي: مجاالت ستة على موزعة حقا، )369( وشملت االقتصادي و االجتماعي والثقافي والمدني واألسري والسياسي. الحقوق جميع غطت الدراسية الكتب أن إلى الدراسة وانتهت الواردة في القائمة، ولكن بدرجات متفاوتة؛ أي لم تتوزع حقوق الطفل توزيعا متوازنا في كتب الصفوف األربعة، إذ تزايدت في في وانخفضت الرابع، الصف يليها الثالث الصف كتاب محتوى بالحقوق أكبر اهتمام هناك فكان والخامس؛ السادس الصف لم حين في والمدنية، والثقافية واالجتماعية االقتصادية من المناسب بالقدر للطفل والسياسية األسرية الحقوق تحظ االهتمام، سواء من حيث مجموع التكرارات، أو نسبة التضمين

في جميع كتب الصفوف الدراسية. ونادت الدراسة بضرورة إعادة النظر في محتوى كتب الدراسات التعليم األساسي، والثانية من األولى الحلقتين االجتماعية في والمدنية واالجتماعية األسرية الحقوق تتضمن بحيث فضال هذا التلميذ، مستوى وحسب واالقتصادية، والسياسية عن تضمين الكتب الدراسية أنشطة للتعريف بالحقوق والتدريب الطفل بحقوق خاصة مادة طرح ضرورة مع ممارستها، على ضمن برنامج إعداد معلمي الدراسات االجتماعية؛ وذلك لضمان

اهتمام المعلم بتطبيق حقوق الطفل في المناهج الدراسية.ليست الطفل حقوق اتفاقية إن القول، نستطيع سبق ومما صيغة قانونية فحسب بل تشكل تصورا لرؤى إنسانية جديدة؛

68

قراءة سوسيولوجية في اتفاقية حقوق الطفل

إذ تتضمن مبادئها أبعادا سياسية وثقافية وأخالقية، من شأنها العربي الصعيد أما على السلوك. المفاهيم و إحداث تغيير في في طرح اإلسهام الطفل من خالل مع حقوق تفاعل فقد جرى فيما أساسي وبشكل االتفاقية بنود مشروع على مالحظات يتعلق بقضية حقوق الطفل والشريعة اإلسالمية، التي أكد عليها بعد االتفاقية على العربية الدول ووقعت اإلسكندرية، مؤتمر صدورها )عبد الوهاب، 2001: 186(. وسوف نعرج في المحور

الثاني على تصنيف محتوى مواد اتفاقية حقوق الطفل.

ثانيا: تصنيف محتوى اتفاقية حقوق الطفلبدأ نص اتفاقية حقوق الطفل بتعريف من هو الطفل، والمبادئ وقعت التي أي األطراف؛ الدول على االتفاقية بنص الملزمة مواد لتنفيذ الالزمة واإلجراءات األساسية، والمنطلقات عليها،

االتفاقية. يتجاوز لم إنسان كل بأنه: االتفاقية إطار في الطفل ويعرف الثامنة عشرة من العمر، باستثناء الشخص الذي يبلغ الرشد قبل هذا السن، بموجب القوانين النافذة في كل بلد، كما وردت في المادة )1(. في حين نصت المادة )2( على ضرورة احترام الدول تضمنها بحيث االتفاقية؛ هذه في الموضحة الحقوق األطراف لكل طفل يخضع لواليتها دون أي نوع من أنواع التمييز، بغض النظر عن عنصر الطفل أو والديه، أو الوصي القانوني عليه، أو أو السياسي رأيهم أو دينهم، أو لغتهم أو أو جنسهم، لونهم ثروتهم، أو االجتماعي، أو اإلثني أو القومي أصلهم أو غيره، اتخاذ آخر. هذا مع ضرورة أي وضع أو أو مولدهم، أو عجزهم، الحماية للطفل لتكفل المناسبة التدابير جميع األطراف الدول مركز أساس على القائمة العقاب أو التمييز، أشكال من جميع أو أو أعضاء األسرة، القانونيين عليه أو األوصياء والدي الطفل

أنشطتهم أو آرائهم المعبر عنها أو معتقداتهم.كما تأخذ اتفاقية حقوق الطفل في االعتبار جملة منطلقات منها: أن الطفل بسبب عدم نضجه البدني والعقلي، يحتاج إلى إجراءات وقاية ورعاية خاصة، بما في ذلك حماية قانونية مناسبة، قبل الوالدة وبعدها، وذلك كما جاء في إعالن حقوق الطفل. ويشير أيضا إلى أحكام اإلعالن المتعلق بالمبادئ االجتماعية والقانونية الخاص االهتمام مع ورعايتهم، األطفال بحماية المتصلة بالحضانة والتبني أو الكفالة على الصعيدين الوطني والدولي، واإلشارة أيضا إلى قواعد األمم المتحدة الدنيا النموذجية إلدارة شؤون قضاء األحداث )قواعد بكين(، وإلى اإلعالن بشأن حماية

النساء واألطفال في أثناء الطوارئ والمنازعات المسلحة.وتؤكد االتفاقية أن هناك في جميع بلدان العالم أطفاال يعيشون إلى يحتاجون األطفال هؤالء وبأن للغاية، صعبة ظروف في

مراعاة خاصة، وتأخذ في االعتبار أهمية تقاليد كل شعب، وقيمه الطفل ونموه نموا متناسقا، كما تدرك أهمية الثقافية لحماية بلد، كل في األطفال معيشة ظروف لتحسين الدولي التعاون

والسيما في البلدان النامية. هذا فضال عن إدراك تام أن األمم المتحدة قد أعلنت في اإلعالن الخاصين الدوليين العهدين وفى اإلنسان لحقوق العالمي الحقوق بجميع التمتع حق إنسان لكل أن اإلنسان، بحقوق أنواع من نوع أي دون الصكوك، تلك في الواردة والحريات التمييز؛ إذ تشير هذه الصكوك إلى أن األمم المتحدة قد أعلنت في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان أن للطفولة الحق في الرعاية

والمساعدة بشكل خاص. وتعد وثيقة حقوق الطفل أن األسرة الوحدة األساسية للمجتمع، وخصوصا ورفاهيتهم أفرادها جميع لنمو الطبيعية والبيئة والمساعدة الحماية األسرة تولى أن ينبغي لذا األطفال. داخل مسؤولياتها بكامل االضطالع من لتتمكن الالزمتين المجتمع؛ إذ تقر الوثيقة بأن الطفل كي تترعرع شخصيته ترعرعا كامال ومتناسقا، ينبغي أن ينشأ في بيئة عائلية يسودها جو من المحبة والتفاهم. كما ترى أنه ينبغي إعداد الطفل إعدادا كامال ليحيا حياة فردية في المجتمع وتربيته بروح المثل العليا المعلنة والكرامة السلم بروح وخصوصا المتحدة، األمم ميثاق في

والتسامح والحرية والمساواة واإلخاء.كما تم تحديد جملة إجراءات الزمة في المواد )3-4-5(، لتحقيق الرعاية مؤسسات مستوى على سواء الفضلى الطفل مصلحة اإلدارية السلطات أو المحاكم أو الخاصة، أو العامة االجتماعية األطراف الدول بتعهد مصحوب وهذا التشريعية. الهيئات أو وواجبات حقوق ومراعاة للطفل، والرعاية الحماية بضمان قانونيا المسؤولين األفراد من غيرهم أو أوصيائه، أو والديه،

عنه. واإلدارية التشريعية التدابير جميع تتخذ الصدد، هذا في المؤسسات تتقيد أن األطراف الدول تتكفل بحيث المالئمة؛ وحمايتهم األطفال رعاية عن المسؤولة والمرافق واإلدارات بالمعايير التي وضعتها السلطات المختصة، والسيما في مجالي للعمل، وصالحيتهم موظفيها عدد وفى والصحة، السالمة بالحقوق يتعلق وفيما أيضا. اإلشراف كفاءة ناحية من وكذلك هذه األطراف الدول تتخذ والثقافية، واالجتماعية االقتصادية التعاون إطار في المتاحة، مواردها حدود أقصى إلى التدابير

الدولي. ومبادئ مفاهيم من الطفل حقوق وثيقة أفردته عما فضال وثيقة لتنفيذها، شملت الالزمة اإلجراءات ثم ومنطلقات، ومن مهمة قضايا بمثابة تعد اجتماعية، أبعاد جملة الطفل حقوق

69

عايدة فؤاد النبالوي

يمكن المجتمع، ومؤسسات أسرته إلى وتمتد الطفل تخص تصنيف محتواها في السطور اآلتية:

1- حماية حقوق الطفل المدنية:وملزمة واضحة حقوق جملة للطفل المدنية الحماية تشمل وصريحة في وثيقة اتفاقية حقوق الطفل، بدأت بضرورة أن يكون للطفل اسم وجنسية، وحماية أساسية من التعسف واالضطهاد، إلى جانب حقه القانوني في القربى، وتمكنه من ممارسة الحرية دون مصادرة، وحق التعبير عن النفس، وأن يؤخذ برأي الطفل النمو في حقه كفالة جانب إلى بحاجاته المتعلقة األمور في

والبقاء وعدم التمييز، ويمكن ترتيبها كاآلتي:حق الطفل في الحياة والبقاء والنمو )المادة 6(. منها: حقوق جملة ويشمل الهوية، إثبات في الطفل حق

اسم، في والحق فورا، الوالدة بعد التسجيل في الحق والحق في اكتساب جنسية، والحق في معرفة والديه وتلقي رعايتهما، مع تكفل الدول بإعمال هذه الحقوق )المادة 7(.

حق الطفل في الحفاظ على هويته، بما تشمله من جنسيته، حالة وفي والشرع. للقانون وفقا العائلية واسمه، وصالته حرمان الطفل من هويته تتدخل الدول األطراف للمساعدة والحماية، من أجل اإلسراع بإعادة إثبات هويته )المادة 8(.

حق الطفل في عدم فصله عن والديه كرها، إال عندما تقرر السلطات المختصة - ووفقا للقوانين واإلجراءات المعمول حق مع وهذا الطفل. لمصلحة ضرورة الفصل أن بها- شخصية بعالقات منتظمة بصورة االحتفاظ في الطفل واتصاالت مباشرة بوالديه، إال إذا تعارض ذلك مع مصلحة

الطفل )المادة 9 و10 و11(. القانونية، فال يجوز تعرض الطفل الحماية حق الطفل في

أسرته أو الخاصة حياته قانوني في غير أو إلجراء تعسفي يمس شرفه أو سمعته )المادة 16(.

حق أطفال األقليات، في الدول التي توجد فيها أقليات إثنية أو دينية أو لغوية أو أشخاص من السكان األصليين، ال يجوز حرمان الطفل المنتمي إلى تلك األقليات أو أولئك السكان بثقافته، المجموعة أفراد بقية يتمتع مع أن الحق في من أو اإلجهار بدينه وممارسة شعائره أو استعمال لغته )مادة

.)30بأن الدول تتعهد المسلحة، النزاعات من الطفل حماية

عليها المنطبقة الدولي اإلنساني القانون قواعد تحترم الصلة بالطفل، وأن تضمن المسلحة وذات المنازعات في التدابير جميع الدول تتخذ وأن القواعد، هذه احترام الممكنة عمليا لكي تضمن أال يشترك األشخاص الذين لم

الحرب. يبلغ سنهم خمس عشرة سنة اشتراكا مباشرا في الممكنة التدابير جميع تتخذ أن أيضا الدول هذه وعلى بنزاع المتأثرين األطفال ورعاية عمليا لكي تضمن حماية مسلح وفقا اللتزاماتها بمقتضى القانون اإلنساني الدولي )مادة المسلحة المنازعات في المدنيين السكان بحماية

.)38يسعى الذي للطفل لتكفل المالئمة التدابير الدول وتتخذ للحصول على حق اللجوء، أو الذي يعد الجئا وفقا للقوانين- سواء كان بصحبة والديه، أو أي شخص آخر، أو بمفرده- تلقي الحماية والمساعدة اإلنسانية والتمتع بالحقوق الواردة في اتفاقية حقوق الطفل، التي تكون الدولة طرفا فيها، وعلى الدول األطراف أن تتعاون مع األمم المتحدة وغيرها من المنظمات لحماية الطفل

ومساعدته )مادة 22(.

2- حماية حقوق الطفل االقتصادية: وتتمثل الحماية االقتصادية للطفل في جملة حقوق هي: العيش الكريم، وتأمين نموه السليم، وحق العمل، واالنتفاع بالضمان االجتماعي، والحماية من االستغالل والمتاجرة. وتتلخص وثيقة

اتفاقية حقوق الطفل في:حق الطفل في مستوى معيشي مالئم، تعترف الدول األطراف

البدني لنموه مالئم معيشي مستوى في طفل كل بحق بداية المسؤولية ويتحمل واالجتماعي، والروحي والعقلي الوالدان أو أشخاص آخرون مسؤولون عن الطفل، في حدود معيشة ظروف تأمين في وقدراتهم المادية إمكانياتهم التدابير اتخاذ األطراف الدول وعلى الطفل. لنمو الزمة المالئمة لمساعدة الوالدين أو األشخاص المسؤولين عن المساعدة تقديم في سواء الحق، هذا تفعيل في الطفل المادية عند الضرورة، وخاصة في الغذاء والكساء واإلسكان، ماليا المسؤولين أو الوالدين الطفل من نفقة أو تحصيل

عن الطفل )مادة 27(.لكل الدول تعترف االجتماعي، الضمان في الطفل حق

في بما االجتماعي، الضمان من االنتفاع في بالحق طفل لتحقيق الالزمة التدابير وتتخذ االجتماعي، التأمين ذلك عند اإلعانات منح ومنها الوطني، للقانون وفقا الحق هذا األشخاص و وظروفه الطفل موارد مراعاة مع االقتضاء، ذي آخر اعتبار أي عن فضال الطفل، عول عن المسؤولين أو نيابة عنه للحصول صلة بطلب يقدم من جانب الطفل

على إعانات )مادة 26(.تعترف االقتصادي، االستغالل الحماية من في الطفل حق

االقتصادي، الحماية من االستغالل الطفل في الدول بحق

70

قراءة سوسيولوجية في اتفاقية حقوق الطفل

إعاقة يمثل أو خطيرا، يكون أن يرجح عمل أي أداء ومن لتعليم الطفل، أو يكون ضارا بصحة الطفل أو بنموه البدني أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو االجتماعي. وعلى الدول واالجتماعية واإلدارية التشريعية التدابير اتخاذ األطراف تنفيذا االستغالل من الطفل حماية تكفل التي والتربوية

لمحتوى مادة )32(، منها: تحديد عمر أدنى لاللتحاق بعمل. وضع نظام مناسب لساعات العمل وظروفه. فرض عقوبات أو جزاءات مناسبة لضمان تنفيذ هذه

المادة.من الطفل الدول تحمي استغالل، أي من الطفل حماية

سائر أشكال االستغالل الضارة بأي جانب من جوانب رفاهية المواد من الطفل وقاية منها: )36( المادة في الطفل التشريعية التدابير جميع األطراف الدول باتخاذ المخدرة، من األطفال لوقاية والتربوية، واالجتماعية واإلدارية المؤثرة والمواد المخدرة للمواد المشروع غير االستخدام ذات الدولية المعاهدات في تحددت وحسبما العقل، في الصلة، ولمنع استخدام األطفال في إنتاج مثل هذه المواد

بطريقة غير مشروعة واالتجار بها )مادة 33(.

حماية الطفل من االستغالل الجنسي، تتعهد الدول بحماية واالنتهاك الجنسي االستغالل أشكال جميع من الطفل الجنسي، واتخاذ جميع التدابير المالئمة الوطنية والثنائية

والمتعددة األطراف لمنع:حمل أو إكراه الطفل على تعاطي أي نشاط جنسي غير

مشروع.االستخدام االستغاللي لألطفال في الدعارة أو غيرها من الممارسات الجنسية غير المشروعة. االستخدام االستغاللي لألطفال في العروض والمواد

الداعرة )مادة 34(.جميع األطراف الدول باتخاذ األطفال، وبيع اختطاف منع

األطراف والمتعددة والثنائية الوطنية المالئمة التدابير لمنع اختطاف األطفال، أو بيعهم أو االتجار بهم، ألي غرض

من األغراض أو بأي شكل من األشكال )مادة 35(.

3- الحماية األسرية واالجتماعية للطفل:األسرة تتحمل بأن بداية للطفل االجتماعية الحماية تتبلور مسؤوليتها تجاه طفلها، وأن يحصل الطفل على الرعاية الصحية العناية في وجسديا عقليا المعوقين األطفال وحق المطلوبة، وتنظيم عنهم آباؤهم يتخلى الذين األيتام ورعاية الخاصة،

قضايا الكفالة والرعاية. لذا يمكن تصنيفها كاآلتي:تجاه الجهد بذل خالل من المسؤولية، الوالدين تحمل

يتحمالن األوصياء- أو الوالدين- كال »أن بمبدأ االعتراف تقديم الطفل ونموه«. مع تربية مسؤوليات مشتركة عن القانونيين واألوصياء للوالدين المالئمة المساعدات تطوير تشمل األطفال، تربية بمسؤوليات لالضطالع اتخاذ مع هذا األطفال. رعاية وخدمات ومرافق مؤسسات كل التدابير لتضمن لألطفال العاملين حق االنتفاع بخدمات

ومرافق رعاية الطفل )المادة 18(. بأعلى الطفل بحق الدول تعترف الصحية، الرعاية حق

التأهيل وإعادة األمراض، عالج مرافق في صحي مستوى الصحي، وبذل قصارى الجهد لتضمن أال يحرم أي طفل من اتخاذ مع الصحية، الرعاية خدمات على الحصول في حقه

التدابير المناسبة من أجل: خفض وفيات الرضع واألطفال. الصحية والرعاية الطبية المساعدة توفير كفالة

تطوير على التشديد مع األطفال، لجميع الالزمة الرعاية الصحية األولية.

مكافحة األمراض وسوء التغذية حتى في إطار الرعاية الصحية األولية، عن طريق أمور منها:

طريق عن بسهولة؛ المتاحة التكنولوجيا تطبيق توفير الغذاء المفيد والكافي، ومياه الشرب النقية،

مع األخذ في االعتبار أخطار تلوث البيئة ومخاطره.قبل لألمهات المناسبة الصحية الرعاية كفالة

الوالدة وبعدها.والسيما المجتمع، قطاعات جميع تزويد كفالة

المتعلقة األساسية بالمعلومات والطفل، الوالدين الطبيعية، الرضاعة الطفل وتغذيته، ومزايا بصحة والوقاية البيئي، واإلصحاح الصحة حفظ ومبادئ تعليم على القطاعات هذه وحصول الحوادث، من من االستفادة في ومساعدتها المجاالت هذه في

هذه المعلومات.المقدم واإلرشاد الوقائية الصحية الرعاية تطوير

بتنظيم المتعلقة والخدمات والتعليم للوالدين، األسرة.

التدابير جميع األطراف الدول تتخذ أن مع ضرورة هذا الفعالة والمالئمة بغية إلغاء الممارسات التقليدية التي تضر بصحة األطفال. كما تتعهد الدول بتعزيز التعاون الدولي وتشجيعه لتفعيل مضمون هذا الحق، مع مراعاة

71

عايدة فؤاد النبالوي

احتياجات البلدان النامية بصفة خاصة )مادة 24(. حق األطفال من ذوي اإلعاقة، تعترف الدول األطراف بوجوب

تمتع الطفل المعوق عقليا أو جسديا بحياة كاملة وكريمة، النفس، على اعتماده وتعزز كرامته له تكفل ظروف في وتيسر مشاركته الفعلية في المجتمع. في هذا اإلطار أكدت

االتفاقية اآلتي:في المعوق الطفل بحق الدول تعترف أن ضرورة

التمتع برعاية خاصة، وتشجع وتكفل للطفل المؤهل المساعدة تقديم رعايته عن وللمسؤولين ذلك، وظروف الطفل حالة مع متالئمة الطلب، بحسب والديه أو غيرهما ممن يرعونه. مع التأكيد على توفير المساعدة مجانا كلما أمكن ذلك، مع مراعاة الموارد

المالية لذويه.على فعال المعوق الطفل حصول إمكانية ضمان

التعليم والتدريب، وخدمات الرعاية الصحية، وخدمات والفرص ما، عمل لممارسة واإلعداد التأهيل، إعادة تحقيق إلى تؤدي بصورة ذلك وتلقيه الترفيهية، في بما الفردي، ونموه للطفل االجتماعي االندماج

ذلك نموه الثقافي والروحي على أكمل وجه ممكن.على الدول األطراف أن تشجع على تبادل المعلومات

المناسبة في ميدان الرعاية الصحية الوقائية والعالج الطبي والنفسي والوظيفي لألطفال المعوقين، بما في ذلك نشر المعلومات المتعلقة بمناهج إعادة التأهيل وذلك إليها، الوصول وإمكانية المهنية والخدمات قدراتها تحسين من األطراف الدول تمكين بغية ومهاراتها وتوسيع خبرتها في هذه المجاالت. هذا مع )مادة النامية بصفة خاصة البلدان احتياجات مراعاة

.)23حماية الطفل من كافة أشكال العنف، من خالل اتخاذ الدول

واالجتماعية واإلدارية التشريعية التدابير جميع األطراف أشكال كافة من الطفل لحماية المالئمة والتعليمية العنف، أو الضرر، أو اإلساءة البدنية، أو العقلية، أو المعاملة المنطوية على إهمال وإساءة المعاملة، أو االستغالل بما في أو )الوالدين( الوالد الجنسية، وهو في رعاية ذلك اإلساءة الوصي القانوني )األوصياء القانونيين( عليه، أو أي شخص آخر يتعهد الطفل برعايته. كما ينبغي أن تشمل هذه التدابير الوقائية إجراءات فعالة لوضع برامج اجتماعية لتوفير الدعم بالرعاية، الطفل يتعهدون الذين وألولئك للطفل، الالزم ولتحديد حاالت إساءة معاملة الطفل المذكورة حتى اآلن، ومعالجتها فيها والتحقيق بشأنها، واإلحالة عنها واإلبالغ

)المادة االقتضاء القضاء حسب لتدخل ومتابعتها، وكذلك .)19

بيئته من دائمة أو مؤقتة بصفة المحروم الطفل حماية توفرهما والمساعدة الحماية في الحق له يكون العائلية؛ للطفل؛ بديلة رعاية - الوطنية لقوانينها وفقا - الدولة الشريعة في الكفالة أو الحضانة تتضمنه ما بحسب اإلسالمية، أو اإلقامة في مؤسسات مناسبة لرعاية األطفال، والثقافية والدينية اإلثنية الطفل خلفية مراعاة مع هذا

واللغوية )المادة 20(.للعالج دورية مراجعة في الرعاية مؤسسات أطفال حق

المقدم للطفل، ولجميع الظروف األخرى ذات الصلة بإيداعه )مادة 25(.

األطراف الدول تكفل لألحداث، إنسانية معاملة كفالة لألحداث ما يأتي:

أو المعاملة ضروب أو للتعذيب، أي طفل يعرض أال وال اإلنسانية. غير أو المهينة أو القاسية، العقوبة تفرض عقوبة اإلعدام أو السجن مدى الحياة، بسبب ثماني عن أعمارهم تقل أشخاص يرتكبها جرائم

عشرة سنة، دون وجود إمكانية لإلفراج عنهم.أو قانونية غير بصورة حريته من أي طفل يحرم أال

تعسفية، ويجب أن يجرى اعتقال الطفل أو احتجازه أو سجنه وفقا للقانون، وال يجوز ممارسته إال كملجأ أخير

وألقصر مدة زمنية مناسبة.يعامل كل طفل محروم من حريته بإنسانية واحترام

للكرامة، وبطريقة تراعي احتياجات األشخاص الذين بلغوا سنه. هذا مع مراعاة أن يفصل كل طفل محروم الطفل تكن مصلحة لم ما البالغين، عن حريته من على البقاء في الحق له ويكون ذلك، خالف تقتضي اتصال مع أسرته عن طريق المراسالت والزيارات، إال

في الظروف االستثنائية.يكون لكل طفل محروم من حريته الحق في الحصول

المساعدة وغيرها من قانونية بسرعة على مساعدة شرعية في الطعن في الحق عن فضال المناسبة، مختصة سلطة أو محكمة أمام الحرية من حرمانه مستقلة ومحايدة أخرى، مع سرعة البت في أي إجراء

من هذا القبيل )مادة 37(.كل األطراف الدول تتخذ تأهيل، إعادة في الطفل حق

التدابير المناسبة لتشجيع التأهيل البدني والنفسي وإعادة أي شكل من يقع ضحية الذي للطفل االجتماعي االندماج أو التعذيب، أو اإلساءة، أو االستغالل أو اإلهمال أشكال

72

قراءة سوسيولوجية في اتفاقية حقوق الطفل

أو القاسية العقوبة أو المعاملة أشكال من آخر شكل أي ويجرى المسلحة. المنازعات أو المهينة، أو اإلنسانية غير الطفل صحة تعزز بيئة في االندماج وإعادة التأهيل هذا

واحترامه لذاته، وكرامته )مادة 39(.حق األحداث المنحرفين في معاملة إنسانية، تعترف الدول

األطراف بحق كل طفل، يدعي أنه انتهك قانون العقوبات، بطريقة يعامل أن في ذلك، عليه يثبت أو بذلك يتهم أو تتفق مع درجة إحساس الطفل بكرامته، وتعزز لدى الطفل احترام لما لآلخرين من حقوق اإلنسان والحريات األساسية، وقيامه الطفل اندماج إعادة و تشجع الطفل، وتراعي سن بدور بناء في المجتمع. ويكون لكل طفل يدعي بأنه انتهك قانون العقوبات أو يتهم بذلك الضمانات اآلتية على األقل:

افتراض براءته إلى أن تثبت إدانته وفقا للقانون. عن إليه، الموجهة بالتهم ومباشرة فورا إشعاره

عند عليه القانونيين األوصياء أو والديه طريق غيرها أو قانونية مساعدة على والحصول االقتضاء،

من المساعدات المالئمة لإلعداد والتقديم لدفاعه.قيام سلطة أو هيئة قضائية مختصة ومستقلة ونزيهة

بالفصل في دعواه دون تأخير في محاكمة عادلة وفقا للقانون، بحضور مستشار قانوني أو بمساعدة مناسبة أخرى وبحضور والديه أو األوصياء القانونيين عليه، ما لم يكن في غير مصلحة الطفل، والسيما إذا أخذ في

الحسبان سنه أو حالته.عدم إكراهه على اإلدالء بشهادة أو االعتراف بالذنب،

وكفالة اشتراك الشهود واستجوابهم لصالحه في ظل ظروف من المساواة.

إذا عد أنه انتهك قانون العقوبات، فيؤمن قيام سلطة وفقا عليا ونزيهة مستقلة قضائية هيئة أو مختصة القرار، وفى أي تدابير النظر في هذا للقانون بإعادة

مفروضة تبعا لذلك.إذا تعذر الحصول على مساعدة مترجم شفوي مجانا

على الطفل فهم اللغة المستعملة أو النطق بها.تأمين احترام حياته الخاصة، في جميع مراحل الدعوى.

وإجراءات قوانين إقامة لتعزيز األطراف الدول وتسعى أنهم يدعى الذين لألطفال ومؤسسات مالئمة وسلطات انتهكوا قانون العقوبات أو يتهمون بذلك أو يثبت عليهم

ذلك، وخصوصا القيام بما يأتي:ليس األطفال أن دونها يفترض دنيا سن تحديد

لديهم األهلية النتهاك قانون العقوبات.األطفال لمعاملة هؤالء االقتضاء تدابير عند اتخاذ

دون اللجوء إلى إجراءات قضائية، شريطة أن تحترم حقوق اإلنسان، والضمانات القانونية احتراما كامال.

واإلرشاد الرعاية أوامر مثل مختلفة، ترتيبات وتتاح وبرامج والحضانة، واالختبار، والمشورة، واإلشراف، الرعاية بدائل من وغيرها المهني والتدريب التعليم تالءم بطريقة األطفال معاملة لضمان المؤسسية، رفاهيتهم، وتتناسب مع ظروفهم وجرمهم على السواء

)مادة 40(.

4- حماية حقوق الطفل الثقافية:التعليم الحق في الثقافية للطفل في الحقوق تتجسد حماية واالستغالل المطلوبة، المعلومات على الحصول وفي والراحة األمثل لوقت الفراغ، واالشتراك في األنشطة الثقافية والرياضية، واحترام التعبير في حقهم وكذا السليم، النمو من لتمكنهم

آرائهم من قبل الكبار، ويمكن ترتيبها كاآلتي: الطفل الدول األطراف بحق اعتراف التعليم، من خالل حق

تقوم أن لذا يجب الفرص، تكافؤ أساس التعليم على في بما يأتي:

جعل التعليم االبتدائي إلزاميا ومتاحا مجانا للجميع. سواء الثانوي، التعليم أشكال شتى تطوير تشجيع

المهني، وتوفيرها وإتاحتها لجميع األطفال، أو العام التعليم إدخال مجانية مثل المناسبة التدابير واتخاذ

وتقديم المساعدة المالية عند الحاجة إليها.جعل التعليم العالي متاحا للجميع على أساس القدرات. التربوية اإلرشادية والمبادئ المعلومات جعل

والمهنية متوافرة في متناول الجميع. اتخاذ تدابير لتشجيع الحضور المنتظم في المدارس

والتقليل من معدالت ترك الدراسة.المناسبة لضمان التدابير األطراف كافة الدول تتخذ كما كرامة مع يتماشى نحو على المدارس في النظام إدارة الطفل اإلنسانية، ويتوافق مع اتفاقية حقوق الطفل، هذا بالتعليم، المتعلقة األمور في الدولي التعاون تشجيع مع في واألمية الجهل على القضاء في اإلسهام بهدف العلمية المعرفة إلى الوصول العالم، وتيسير أنحاء جميع والتقنية، وإلى وسائل التعليم الحديثة مع مراعاة احتياجات

البلدان النامية بصفة خاصة )مادة 28(. وأن يكون هدف التعليم كحق موجها نحو:

العقلية وقدراته ومواهبه الطفل شخصية تنمية والبدنية إلى أقصى إمكاناتها.

األساسية والحريات اإلنسان حقوق احترام تنمية

73

عايدة فؤاد النبالوي

والمبادئ المكرسة في ميثاق األمم المتحدة.تنمية احترام الطفل وذويه لهويتهم الثقافية ولغتهم

يعيش الذي للبلد الوطنية والقيم الخاصة، وقيمهم فيه الطفل، والبلد الذي نشأ فيه في األصل والحضارات

المختلفة عن حضارته.إعداد الطفل لحياة تستشعر المسؤولية في مجتمع حر،

بين والمساواة والتسامح والسلم التفاهم من بروح الجنسين، والصداقة بين جميع الشعوب، والجماعات اإلثنية والوطنية والدينية، واألشخاص الذين ينتمون

إلى السكان األصليين.تنمية احترام البيئة الطبيعية )مادة 29(.

حق الطفل في مزاولة أنشطته، تعترف الدول بحق الطفل في االستجمام وأنشطة األلعاب ومزاولة الفراغ، ووقت الراحة المناسبة لسنه والمشاركة بحرية في الحياة الثقافية. وعلى هذه الدول توفير فرص مالئمة ومتساوية في ذلك )مادة

.)31الدول تعترف المعلومات، على الحصول في الطفل حق

من الطفل تمكن التي اإلعالم وسائط بوظيفة األطراف االجتماعية رفاهيته تعزز التي المعلومات على الحصول الدول تقوم لذا والعقلية، الجسدية وصحته والروحية

األطراف باآلتي: ذات المعلومات نشر على اإلعالم وسائط تشجيع

المنفعة االجتماعية والثقافية للطفل.المعلومات إنتاج الدولي في التعاون هذا مع تشجيع

وتبادلها ونشرها من شتى المصادر الثقافية والوطنية والدولية.

تشجيع إنتاج كتب األطفال ونشرها، وتشجيع وسائط اإلعالم على تلبية االحتياجات اللغوية ألطفال األقليات توجيهية مبادئ مع وضع األصليين. هذا السكان أو بصالحه تضر التي المعلومات من الطفل لوقاية

)المادة 17(.

5- حماية حقوق الطفل السياسية: نص في وردت كما السياسية الطفل حقوق حماية وتتمثل

االتفاقية في: حق الطفل - القادر على تكوين آرائه الخاصة- في التعبير

عن الرأي في أمور تخصه، وهنا تتاح للطفل فرصة االستماع إليه في أي إجراءات قضائية وإدارية تمسه، مباشرة أو من الوطني للقانون اإلجرائية للقواعد وفقا له، ممثل خالل

)المادة 12(.

حق الطفل في حرية التعبير، ويشمل هذا الحق حرية طلب جميع أنواع المعلومات واألفكار وتلقيها ونشرها بأي وسيلة القيود لبعض الحق هذا إخضاع مع هذا الطفل، يختارها القانون، وأن تكون الزمة بشرط أن يكون قد نص عليها لتأمين احترام حقوق الغير، وحماية األمن الوطني أو الصحة

العامة أو اآلداب العامة )المادة 13(.احترام الدول األطراف حق الطفل في حرية الفكر والوجدان

األوصياء أو الوالدين وواجبات حقوق تحترم كما والدين، بطريقة حقه ممارسة في الطفل توجيه في القانونيين

تنسجم مع نمو قدرات الطفل )المادة 14(. تكوين حرية في الطفل بحقوق األطراف الدول تعترف

تقييد يجوز وال السلمي، االجتماع حرية وفي الجمعيات مجتمع في القانونية القيود غير الحق هذا ممارسة الوطني، لألمن الضرورة تقتضيه ما وفق إال ديمقراطي، الغير حقوق لحماية أو العامة واآلداب العامة، والصحة

وحرياتهم )المادة 15(.حقوق اتفاقية وثيقة مواد محتوى تصنيف مستوى على هذا الطفل، أما على مستوى التنفيذ )التشريعات واإلجراءات الوطنية(، فكل المواثيق اإلنسانية الدولية، أعطت التشريعات الوطنية حيزا كبيرا من الحرية للعمل؛ بحيث يجب على الدول القيام به لحماية حقوق الطفل، باعتبار أن التشريعات الوطنية األساس الذي تقوم عليه األدوات واإلجراءات األخرى، وهو ما نصت عليه المادة )4( من اتفاقية حقوق الطفل، الذي يشمل اتخاذ التدابير التشريعية االقتصادية بالحقوق يتعلق فيما التدابير واإلدارية وغيرها من

واالجتماعية والثقافية.

ثالثا: الطفل في القوانين والتشريعات العمانيةأحكام عبر السلطنة في لألطفال المكفولة الحماية تتحدد الجاللة، لصاحب السامية والتوجيهات اإلسالمية الشريعة والنظام األساسي للدولة، وجميع القوانين الفاعلة في السلطنة، والقانون اإلنسان لحقوق العامة الصكوك مع تتماشى التي اإلنساني الدوليين، فضال عن اتفاقية حقوق الطفل؛ ففي حين اعتمدت الجمعية العامة بقرارها 26/44 في 20 نوفمبر 1989، اتفاقية حقوق الطفل- وبدأ نفاذها في 2 سبتمبر 1990 بموجب الطفل حقوق اتفاقية إلى السلطنة انضمام جاء -)49( المادة )سلطنة 1996 لعام )54( رقم السلطاني المرسوم بموجب

عمان، 2004(. اإلنسان بشكل عام السلطنة حماية حقوق القوانين في تكفل الطفل حق القوانين هذه كفلت حيث الطفل؛ حقوق ومنها كاملة، كما كفلت رعاية صحية على الحصول وفي التعليم في

74

قراءة سوسيولوجية في اتفاقية حقوق الطفل

ألهم نعرض اآلتية السطور وفي رأيه، عن التعبير حرية له التشريعات الوطنية المنظمة لحقوق الطفل العماني.

1- األطر المنظمة: فقد أكد النظام األساسي للدولة في المواد )72 و76 و80( على أال يخل تطبيق هذا النظام بما ارتبطت به السلطنة مع الدول والهيئات والمنظمات الدولية من معاهدات واتفاقيات، وتصبح العماني عند التشريع الدولية جزءا من واالتفاقيات المعاهدات المبادئ الثاني الباب تصديقها. كما حدد النظام األساسي في الموجهة لسياسة الدولة، ومن تلك المبادئ ما يتعلق باتفاقية

حقوق الطفل، منها على سبيل المثال:حمايتها وسائل القانون وينظم المجتمع أساس »األسرة والحفاظ على كيانها الشرعي وتقوية أواصرها وقيمها، ورعاية

أفرادها وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم«.وقواعد واإلقليمية الدولية والمعاهدات المواثيق »مراعاة القانون الدولي المعترف بها بصورة عامة وبما يؤدي إلى إشاعة

السالم واألمن بين الدول والشعوب«وتسعى الدولة ترعاه المجتمع لتقدم أساسي ركن »التعليم لنشره وتعميمه، ومن أهدافه إيجاد جيل قوي في بنيته، وتوفر العام، وتعمل على مكافحة األمية، وتشجع على التعليم الدولة ووفقا الدولة من بإشراف الخاصة والمعاهد المدارس إنشاء

ألحكام القانون« )النظام األساسي للدولة، 1996(. الطفل عالقة مجال الشخصية األحوال قانون نظم قد كما الشريعة أحكام وفق وذلك األسري، والمحيط بالوالدين العمانية األسرة مسؤوليات تطور مع يتالءم وبما اإلسالمية، أوضحت كما حاجاتهم. وتلبية األطفال تربية في المعاصرة وآثاره وشروطه بالزواج الخاص - اإلجراءات قانون نصوص بين الزوجين واألوالد، وأحكام الطالق وآثاره، والميراث وانتقال الحقوق- تحديد سن الزواج )18( سنة للجنسين )المادة7( وسن الرشد واكتمال األهلية )18( سنة للجنسين أيضا )المادة 139( :1999 المهني، والتدريب والعمل االجتماعية الشؤون )وزارة

.)3أما بالنسبة لقانون تنظيم الجنسية العمانية، نصت المادة )1( من قانون تنظيم الجنسية العمانية على عدم منح أبناء العمانية مصلحة مراعاة دون األم، جنسية عماني غير من المتزوجة الطفل، وبما يتفق مع أحكام اتفاقية حقوق الطفل. وهذا األمر إجراءات بتيسير العمل بدأ حيث للحل، طريقه يأخذ أخيرا بدأ حصول األبناء على الجنسية. من خالل دراسة كل حالة على حدة.

نظمت لألبناء، مالئمة بيئة وتوفير العشرة حسن مجال وفي أحكام النفقة في )المادة60-62( من قانون األحوال الشخصية؛

للفتاة، بالنسبة الزواج حتى أبيه على الطفل نفقة جعلت فقد وإلى أن يتسنى له الكسب بالنسبة للفتى، ما لم يكن طالب علم التطليق القانون رتب األسرة الستقرار وسعيا دراسته، يواصل أحكاما القانون أدخل كما ،)102-101 )المادة في القضائي )المادة في الطفل مصلحة في األوالد حضانة بشأن مفصلة

.)127-126سلطانيان مرسومان صدر الشرعية النفقة ولتأمين )115و94/116(، إلى جانب نصوص قانون األحوال الشخصية، )المادة 47(. الديون على سائر امتيازا النفقة على أضفى مما كما يقر القانون العماني بنظام األسرة الحاضنة، وهو احتضان طفل مجهول األبويين لمن لديه الرغبة والقدرة، دون أن يلحق الطفل بنسبه أو اسمه، وبالتالي تتحقق مصلحة الطفل ذكرا كان

أو أنثى )قانون األحوال الشخصية )96/32(.تضمن األحداث، قضاء شؤون إدارة نظام تحسين مجال وفي قانون الجزاء العماني الصادر بالمرسوم السلطاني رقم )74/7(، رقم السلطاني بالمرسوم الصادر األحداث مساءلة وقانون )2008/30( عدة أحكام خاصة باألطفال، وهي تستجيب بقدر كبير لمقتضيات المادة )40( من اتفاقية حقوق الطفل، إذ يتمتع األحداث األقل من 18 سنة بضمانات تؤمن حقهم في معاملة تتفق مع المرحلة العمرية، وتحفظ لهم كرامتهم، وتشجع على رعاية األحداث تحت المجتمع. وهنا أصبح اندماجهم في إعادة التنمية االجتماعية معا؛ بحيث ومسؤولية شرطة عمان، ووزارة

جمعت بين المساءلة والرعاية والتأهيل.بالمرسوم الصادر السجون قانون على تحسينات أدخلت كما السلطاني رقم)98/48( بما يتالءم مع المادة )40( من اتفاقية ال السجن في طفل ولد إذا المثال سبيل فعلى الطفل؛ حقوق

يجوز ذكر ذلك في شهادة الميالد. مبكرة سن في األطفال استخدام حظر لمجال بالنسبة أما أنها ظاهرة الرغم فعلى االقتصادي، االستغالل وحمايتهم من أنها بدأت تتنامى مؤخرا إال العماني، المجتمع غير واضحة في الباب في العمل قانون نص إذ الحضرية؛ المناطق في خاصة من سواء األحداث تشغيل أسس على األول، الفصل الخامس حيث سن العمل )مادة 76(، وساعات العمل )مادة 77(، وظروف االتفاقية )المادة 78(. وهي تتماشى مع بنود المالئمة العمل رقم )138( لمنظمة العمل الدولية واتفاقية حقوق الطفل أيضا. حيث نصت المادة )75( من قانون العمل العماني، بحظر تشغيل األحداث من الجنسين أو السماح لهم بالدخول في أماكن العمل قبل بلوغ سن الخامسة عشرة، ويجوز بقرار من الوزير رفع هذه السن )15 سنة(. أما المادة )76( فقد ألزمت بعدم جواز تشغيل األحداث الذين تقل أعمارهم عن ثماني عشرة سنة فيما بين

75

عايدة فؤاد النبالوي

تشغيلهم الساعة السادسة مساء والسادسة صباحا، وعدم تشغيال فعليا مدة تزيد على ست ساعات في اليوم الواحد، كما ال يجوز إبقاؤهم في مكان العمل أكثر من سبع ساعات متصلة، ويجب أن يتخلل ساعات العمل أوقات للراحة وتناول الطعام، ال تقل في مجموعها عن ساعة. وهنا يالحظ أن القانون لم يمنع

عمل األطفال بل نظمه. أال يجوز في جميع األحوال تكليف على )77( المادة ونصت األحداث بالعمل ساعات إضافية، أو إبقاؤهم في مكان العمل بعد المواعيد المقررة لهم، كما ال يجوز تشغيلهم في أيام الراحة أو العمل في حالة تشغيله ألزمت صاحب العطالت الرسمية، كما

لحدث أو أكثر في المادة )78( توفير ما يأتي:يضع في محل العمل نسخة من األحكام الخاصة بتشغيل

األحداث المنصوص عليها في هذا الفصل، التي يصدر بها قرار من الوزير.

يحرر أوال بأول كشف مبين فيه أسماء األحداث وسنهم وتاريخ تشغيلهم.

يضع في مكان العمل وبشكل ظاهر كشفا موضحا به ساعات العمل، وفترات الراحة ومواعيد الراحة األسبوعية.

الدائرة المختصة بأسماء األحداث قبل العمل يبلغ صاحب تشغيلهم، واألشخاص الذين يستخدمهم لمراقبة عملهم

)قانون العمل العماني، 2003(.العمانية والقوانين التشريعات إن القول، نستطيع وبذلك مهدت لبعض التغييرات التي تستهدف توفير الضمانات لحقوق االتفاقية، هذه في الواردة األهداف مع تتوافق والتي الطفل، الطفل. لحقوق الدولية اللجنة اعتمدتها التي العامة والمبادئ حقوق حماية السلطنة في النافذة القوانين تكفل ثم ومن اإلنسان ومنها حقوق الطفل، وفي التقارير الوطنية حول اتفاقية الطفل حقوق باتفاقية التزامها السلطنة أكدت الطفل، حقوق ووضعها موضع التنفيذ )مع مراعاة تحفظاتها(، وأفردت التقارير الوطنية األطر المنظمة لتنفيذ بنود االتفاقية. وفيما يلي عرض الوطني التقرير واقع االتفاقية من تنفيذ التدابير بشأن لجملة

األول )1999( والتقرير الوطني الثاني )2004(.

2- اإلجراءات المنفذة:منذ بداية النهضة العمانية كان االهتمام بالطفل وحقوقه في المرسوم صدر 1985 ديسمبر 9 ففي القانون، فروع مختلف السلطاني رقم 85/92، بإنشاء اللجنة الوطنية لرعاية الطفولة، التي كان من أبرز مهامها اقتراح السياسات والخطط المناسبة الحكومية والجهات الوزارات بين والتنسيق الطفولة، لرعاية المتعلقة والمشروعات التنفيذية البرامج وضع في المعنية

في تعرض التي بالطفولة المتعلقة الموضوعات ودراسة بها، االتفاق يتم ما ومتابعة والعربية، الدولية واللجان المؤتمرات

عليه بشأنها. وفي 29 أكتوبر 1997 صدر المرسوم السلطاني رقم )97/71( لتباشر الطفولة؛ لرعاية الوطنية اللجنة تشكيل إعادة بشأن إجراء ومهمتها الطفل، حقوق اتفاقية بنود تنفيذ في عملها الدراسات والبحوث وإعداد البرامج ومتابعة الخطط والسياسات، إستراتيجية إطار في المعنية الجهات مختلف بين والتنسيق وطنية تمكن من رصد الجهود المبذولة؛ من أجل تنفيذ أحكام اتفاقية حقوق الطفل، التي أصبحت منذ انضمام السلطنة إليها دائرة إنشاء عن فضال البالد، في القانوني النسق من جزءا التنمية بوزارة 2001 عام منذ األسرية واالستشارات اإلرشاد االجتماعية، التي من شأنها تدعيم األسرة كمؤسسة اجتماعية، العلمية األساليب باستخدام مشكالتها، حل في ومساعدتها

التي تحافظ على خصوصية المستفيدين من هذه الخدمة.األول الوطني التقرير خالل من السلطنة أن باإلشارة، وجدير حقوق التفاقية العامة المبادئ من ما حد إلى اقتربت والثاني الطفل؛ فهناك جهود متواصلة بشأن عدم التمييز بين الذكور التعليم في الفضلى الطفل مصلحة لتحقيق والسعي واإلناث، والصحة والخدمات االجتماعية وسن الزواج وسن األهلية، فضال عن التدابير المحددة لتقليل التباينات االقتصادية واالجتماعية والجغرافية، بما فيها التباينات بين المناطق الريفية والحضرية

أو بين المحافظات )وزارة التنمية االجتماعية، 2004: 18(.السلطنة اتخذت والنمو، والبقاء الحياة في الحق إطار وفي الطفل بقاء كفالة إلى تفضي بيئة تهيئة منها، تدابير عدة وتقديم وأسبابها األطفال، وفيات تسجيل وضمان ونموه، التقارير بشأنها، ومنع انتحار األطفال ورصد حدوثه وضمان بقاء األطفال على قيد الحياة، واحترام آراء الطفل سواء داخل األسرة التنمية )وزارة األطفال ورياض التعليمية المؤسسات في أو

االجتماعية،2004 :22-19(.الرعاية السلطنة بتوفير خدمات مجال الصحة، تقوم أما في

الصحية لألطفال ونورد فيما يأتي بعضا منها:تطوير مؤشرات الخدمات الصحية؛ فقد استطاعت السلطنة

الرضع وفيات معدل في وسريع ملحوظ خفض تحقيق واألطفال دون الخامسة في مدة زمنية تعد قصيرة نسبيا؛ ونوعا، كما الصحية الخدمات في التوسع إلى ذلك ويعود ودعم ذلك االرتفاع المتواتر في مستويات التعليم والوعي الصحي، والنجاح الذي حققته البرامج النوعية المختلفة، مما انعكس كل ذلك إيجابا على زيادة العمر المتوقع وانخفاض

معدالت الوفيات.

76

قراءة سوسيولوجية في اتفاقية حقوق الطفل

لألطفال الصديقة المستشفيات مبادرة تطبيق يجري كما في كل مستشفيات السلطنة منذ 1993 حتى اآلن، هادفة االهتمام على يدل وهذا الطبيعية، الرضاعة دعم إلى

بالطفل منذ والدته حتى ينشأ معافى.تغذية لتحسين المتكاملة الرعاية إستراتيجية تبني تم

األطفال نمو مراقبة تشمل التي ،2002 عام منذ الطفل دون خمس سنوات في المجتمع.

وطباعة وتطوير تصميم يتم الصحية، التوعية مجال في وغيرها من والملصقات والكتيبات المنشورات العديد من متعددة صحية مواضيع تغطي التي التثقيفية الوسائل كصحة األم والطفل، والوقاية من األمراض وحماية البيئة، والمباعدة بين الوالدات والتغذية السليمة. كما يتم تنظيم المجاالت مختلف في مستمرة وتثقيفية إعالمية فعاليات الصحية. وتستعين الوزارة المعنية بتقديم الرعاية الصحية في البالد، وهي وزارة الصحة، لنشر رسالتها في هذا الشأن في المباشر االتصال ووسائل اإلعالم وسائل بمختلف وباستخدام والجمعيات، والمدارس الصحية المؤسسات كالمثقفات بالمجتمع المباشر االتصال ذات الكوادر

الصحيات )وزارة الصحة،2008(.توفرها التي - التعليم برامج تعتمد للتعليم، بالنسبة أما السلطنة للطفل - على عدد من الركائز التي تعمل على تنمية شخصية الطفل ومواهبه؛ فمن أولويات السلطنة توفير التعليم لجميع األطفال الذين هم في سن الدراسة الممتدة من 6- 18 بين تمييز دون للجميع البالد في التعليم حق كفل إذ سنة، الذكور واإلناث، وتبين اإلحصاءات ارتفاع نسبة التحاق األطفال 2004/2003 الدراسي للعام بلغت حيث سنوات، 6 في سن حوالي 100% للذكور و99.7% لإلناث، وذلك في نتائج التعداد العام للسكان عام 2003، وبيانات وزارة التربية والتعليم للعام

.2004/2003االحتياجات ذوي لألطفال التعليم بتوفير السلطنة تقوم كما ومعاهد مدارس في للتعليم القابلين )المعوقين( الخاصة تخصصية بالسلطنة، وإيفاد بعضهم لاللتحاق بمدارس ومعاهد الذين األطفال أما المجاورة. الدول من عدد في متخصصة يعانون من عجز بدني، فيتم قبولهم في المدارس العادية إن لم تكن هناك إعاقة بالغة )عقلية أو بدنية( تستدعى تحويلهم إلى مدارس ذوي االحتياجات الخاصة. ويقوم القطاع الخاص بتغطية إشراف تحت األطفال ورياض مدارس بإقامة المتعلق الجانب

وتوجيه ودعم فني من وزارة التربية والتعليم.وتعتمد برامج التعليم التي توفرها السلطنة للطفل على مستوى النص عددا من الركائز التي تعمل على تنمية شخصية الطفل

ومواهبه، ويتم ذلك عن طريق ما يأتي:في آرائه وإبداء أفكاره عن للتعبير للطالب الفرصة إتاحة

التقارير طريق عن وذلك تهمه، التي المواضيع جميع ومجالس الندوات في والمشاركة يعدها، التي والبحوث الصحافة بالكتابة في أو حتى والجماعات، الفصول إدارات المدرسية، أو التعبير عن طريق األداء المسرحي أو اإلذاعة

المدرسية.اعتماد أسلوب التعلم الذاتي الذي يعود الطالب التوجه إلى

مصادر التعلم المختلفة للبحث واالستقصاء.بعقالنية معها والتعامل المشكالت عرض أسلوب اعتماد

وتوفير عوامل التغلب عليها بصورة واقعية.الكتب في الطفل حقوق اتفاقية مواد تضمين إطار وفي وزارة قيام على المقابالت خالل من الدراسة دلت الدراسية، التربية والتعليم بالتعاون مع اليونيسيف في إعداد وثيقة تحمل عنوان »وثيقة دمج حقوق الطفل في المناهج الدراسية«؛ وذلك من خالل برامج تكسب األطفال المعلومات والخبرات والمهارات

في ممارسة حقوقهم من خالل األنشطة المختلفة.تخصهم التي القضايا في األطفال إشراك مبدأ إطار وفي النظام كفل فقد احتياجاتهم. أولويات وتحديد ومناقشتها، األساسي في المواد )28،29،30( ذلك، إذ ال يوجد في القانون في وذلك رأيه عن يعبر أن كان أي على يحظر ما العماني للطفل واسعة تسهيالت السلطنة توفر كما القانون. حدود الحصول على شتى أنواع المعلومات واألفكار، ومن صورها إقامة ملتقي منها عام 2006 في بدأت لألطفال الثقافية الملتقيات لعام ثقافية عاصمة بمسقط االحتفال إطار في المبدع الطفل

2006، ومهرجان ثقافة الطفل أيضا. فضال عن ذلك، أسهمت مسابقة المحافظة على النظافة والصحة أسهمت حيث الطفل؛ حقوق دعم في المدرسية البيئة في المسابقة في تدريب الطلبة على قيم الشورى ومبادئه من خالل التعامل على والقدرة لإلنسان األساسية الحقوق على التعرف مجالس انتخابات في الشورى ممارسة وتجسدت اآلخرين. مع الفصول وجماعات األنشطة واإلدارة الطالبية، وهذا ما يتوافق للطفل يتيح الذي المشاركة حق وهو الطفل حقوق بنود مع إبداء الرأي من خالل االستماع آلرائهم. كما دعمت بندا آخر من اتفاقية حقوق الطفل وهو حق النماء من خالل االهتمام بتزويد الطالب بالمهارات الالزمة للبقاء والنماء من خالل حرصها على متابعة توفير الغذاء الصحي والمياه الصالحة للشرب واالهتمام

بتوفير المبنى الصحي المالئم للتعليم.ومما سبق يتضح، أن هناك العديد من األطر التشريعية مقترنة بحقوقهم، العمانيين األطفال تمتع تضمن تنفيذية بإجراءات

77

عايدة فؤاد النبالوي

ولكن يحتاج األمر إلى طرحها في ضوء واقع الطفل العماني في الوقت الراهن، وما يواجهه من تحديات، وآليات التعامل معها.

وهذا ما يعرض في السطور اآلتية.

رابعا: واقع الطفل العماني )التحديات وآليات التعامل(الثامنة وفق بيانات تعداد عام 2003، يبلغ عدد األطفال دون واستمرت الجنسين، نسب تقارب مع هذا ،)%49.12( عشرة الفئة حتى عام 2008 مع النسبي في معدل هذه الثبات حالة تفوق الذكور إلى حد ما )وزارة االقتصاد الوطني، 2009: 65(.

من االقتراب سنحاول العماني، الطفل واقع على وللتعرف المؤسسات دور عن فضال االجتماعية، والتنشئة األسرة دور االجتماعية األخرى كالتعليم ووسائل اإلعالم في دعم منظومة

حقوق الطفل وتعزيزها، والتحديات التي تواجهها.

1- األسرة والتنشئة االجتماعية:أبنائها بداية يتحدد دور األسرة كمؤسسة اجتماعية في رعاية من خالل عملية التنشئة االجتماعية المنوط بها اكتساب الفرد التي المعارف والمهارات واالتجاهات والقيم والدوافع واألنماط واالجتماعية الطبيعية، بيئته مع تكيفه سبيل في ينتهجها، الثقافية. وبمعنى آخر تعد التنشئة االجتماعية عملية يتعلم من

خاللها الفرد أساليب الحياة في مجتمعه.هذا، مع األخذ في االعتبار أن التنشئة االجتماعية ليست نوعا من البرمجة الثقافية يتشرب فيها األبناء ما يقع عليهم من مؤثرات بصورة سلبية. فاالبن كائن نشط له احتياجات ومتطلبات تؤثر من غير شك في سلوك من يتولون رعايته والعناية به. واألسرة هي الوسط األول الذي يجري فيها نقل الثقافة عبر األجيال، هذا العمر، تستمر طول عملية االجتماعية التنشئة أن التسليم مع تشكيلها؛ إعادة االجتماعية التفاعالت تشكيل نتاجها من فإن بحيث تتيح المجال لألفراد بأن ينموا أنفسهم ويطوروا طاقاتهم

ويتعلموا ويتكيفوا مع ظروف الحياة المستجدة حولهم.مرحلة أهمها مراحل عدة إلى االجتماعية التنشئة وتنقسم الطفولة المبكرة ومرحلة المراهقة، ففي المرحلة األولى تتصدر األسرة التأثير األكبر، بينما تتدخل عوامل فاعلة أخرى مع األسرة الخاصة بالمراهقين؛ بحيث تتولى بعض الثانية المرحلة خالل األدوار والمسؤوليات مثل المدرسة جماعات األقران والمؤسسات االجتماعية ووسائل االتصال واإلعالم إلى إن تنتهي بمؤسسات العمل. وفي هذه السياقات المختلفة تسهم التفاعالت االجتماعية في تعلم الفرد منظومات القيم والمعايير والمعتقدات التي تشكل األفراد خاللها الثقافة. ويتعلم العناصر واألنماط األساسية في األدوار االجتماعية، وهي توقعات معرفة اجتماعيا يمارسها الفرد

في أوضاع اجتماعية محددة )جدنجز،2005: 89(.وفي إطار تحمل األسرة مسؤوليتها تجاه األبناء، فقد رصد الواقع تعاني إذ الوالدة، حديث من بداية العماني للطفل المعايش العمل، أماكن في حضانة دور توفر عدم األمهات من العديد مما يدفع باألمهات إلى االعتماد على مربيات أجنبيات. وهذا من المخاطر، قد تودي بحياته للعديد من الطفل شأنه أن يعرض في بعض األحيان. وتبدو بوضوح ظاهرة المربيات األجنبيات، الشهور وفي الوالدة حديثي األطفال رعاية على مستوى سواء إلى تمتد المدرسة، سن قبل األبناء وتربية متابعة أو األولى، -16 )النبالوي،2008: والشباب المراهقين مع التعامل طرق

.)17إلى األجنبيات المربيات على االعتماد يؤدي شك، غير ومن اللغة انتشار أو غربية، لغة وتعليمه للطفل، المغتربة التنشئة الثالثة )وهي لغة متكسرة تجمع مفردات اللغة العربية ومفردات بعيدة وتقاليد عادات وإكسابه مشوه( بشكل الوافد لغة عن الناجمة الضارة النفسية اآلثار عن فضال هذا ثقافته، عن األطفال، استخدام وآبائهم، وسوء أمهاتهم األطفال عن إبعاد وتوجيه صور من العنف عبر عمليات العقاب المستمرة من جانب المربيات، ويزداد الخطر في إطار المراهقين والشباب، واألخطر الخليجية بشكل العربية التأثير في خصائص األسرة من ذلك، )النبالوي، ومالمحها هويتها األسرة هذه تفقد بحيث عام،

.)27 :2008تندرج المفضلة، فهي االجتماعية التنشئة بالنسبة ألنماط أما المجتمعات في انتشارا أكثر التنشئة من أنماط ثالثة تحت والنمط المتساهل، والنمط المتسلط، النمط هي: العربية كنف في تربوا الذين األطفال أن البحوث أشارت وهنا الحازم. من أكبر تكيفا أظهروا الحازم، األسلوب يستخدمان والدين الناحية النفسية واالجتماعية، وكانت درجاتهم أعلى في التحصيل العلمي، وتقدير الذات )تقرير التنمية اإلنسانية العربية،2003:

.)51أشارت العماني، المجتمع سياق في األبناء تنشئة إطار وفي انتشارا التنشئة أساليب أكثر أن إلى )النبالوي، 2009( دراسة في األسرة العمانية هي: التسلط، والتذبذب بين أكثر من نمط، نمو في سلبية بصورة يؤثر األخير والنمط الزائدة. والحماية يؤدي وهذا االجتماعية. والكفاءة بالنفس، والثقة االستقاللية، إلى ضعف مهارات اتخاذ القرار، ليس فقط في السلوك، وإنما في طريقة التفكير، حيث يتعود الطفل من الصغر كبح التساؤل، ثم

كبح االكتشاف والمبادرة. كما يشهد الواقع بعض مظاهر عدم االستقرار األسري في بعض األسرة« رب »أحادية مكتملة غير أسر مثل: األسر من أنماط

78

قراءة سوسيولوجية في اتفاقية حقوق الطفل

تتزوج، ولم أبنائها مع تعيش التي المطلقة أو األرملة مثال وأسر حدث لها انحالل عن طريق الطالق وتخلت عن وظيفتها األسرية، وأسر فارغة المضمون »القوقعة الفارغة«، على الرغم أحداث بسبب أزمة تعيش وأسر شكال، مكتملة تبدو قد أنها بسبب سواء داخلية، وكوارث نكبات في تعيش وأسر خارجية، الفشل العاطفي أو األمراض العقلية أو الجسمية ألحد أفرادها،

وأحيانا مشكالت سلوكية من جانب بعض أعضائها. أو الهجر بفضل األسرة تأنيث عمليات فإن آخر، جانب وعلى ترأسها التي األسر إطار في خاصة وغيرها- الترمل أو الطالق نساء- تعد أحد المصادر األساسية لتفكيك األسرة؛ إذ أن غياب عدم ثم ومن واألبناء، الزوجة على مسؤوليات يفرض األب، األبناء توافق عدم أو األسرة، داخل األدوار ضبط على القدرة دائرة إلى التعليم من أحيانا وخروجهم التعليمية أدوارهم مع العمل مبكرا، فضال عن الضغوط النفسية واالجتماعية المحيطة

باألسرة التي تمتد إلى األبناء بطبيعة الحال.ومن مظاهر عدم االستقرار األسري أيضا، تزايد ظاهرة العنف، يمتد وقد األسرة، داخل العنف يولد العنف أن الطبيعي ومن نتيجة سوءا األمر ويزداد األبناء، إلى األبوين بين العنف من التساهل والتسامح أحيانا من جانب األسرة تجاه العنف، مستمدا مجتمعاتنا في السائدة القيم ومنظومة الشعبية، الثقافة من مبررا لطمس معالم هذه الظاهرة، هذا، مع مالحظة تدرجها من حيث القوة والضعف من منطقة إلى أخرى، إذ يأخذ في االعتبار، إلى هذا المجتمع، نظرة من خوفا ومكانتها، األسرة، سمعة جانب الخوف على أبنائها من أن يقعوا تحت المساءلة القانونية

واالجتماعية أيضا.مشكالت من تعاني األسرالتي بعض هناك تقدم، عما فضال مادية ذات عالقة بمؤسسات المجتمع سواء في شروط استحقاق في سواء األبناء، نفقة على الحصول أو االجتماعي، الضمان من أغلبهن الحاالت من فالعديد الطالق؛ بعد أو الزواج إطار سواء نفقة على الحصول صعوبة أو تأخر يعاني المطلقات، النصوص وتوفر شرعيتها من الرغم على ألوالدهن، أو لهن للشرع فوفقا النفقة. في المرأة حق تؤكد التي القانونية والقانون تجب للزوجة أو المطلقة نفقة على زوجها أو مطلقها، وتكون الطالق، حالة في األوالد نفقة على الحصول لها كما المادة ففي القانون، بحكم المعجل بالنفاذ مشمولة النفقة )47( للنفقة المستمرة امتيـاز على سائـر الديون، وتذكر المادة )51( أن للقاضي أن يقرر بناء على طلب الزوجة نفقة مؤقتة لها،

ويكون قراره مشموال بالنفاذ المعجل بقوة القانون.وتسجل الشواهد الميدانية معاناة بعض النساء من جراء عدم حين إجراءات، من بها يرتبط وما القانونية، باألطر الدراية

زمنية مدة وتستمر نفقة، دعوى لرفع المحكمة إلى يلجأن ليست بالقصيرة، ثم تؤجل ألسباب عدة منها إعالم األب، مما المحاولة مرة أخرى، ومن ثم فترة زمنية يضطرها إلى معاودة ويستمر معيشي، أمان بغير وأوالدها هي تبقى وهكذا أخرى، لإلدعاء للجوء الحق لها أعطى القانون أن تعلم ال وهي الحال العام، باعتباره جهة تنفيذية تختصر عليها وعلى أوالدها الطريق

للحصول على النفقة.من أوراق بإحضار الرجال بعض يقوم أيضا، السياق هذا وفي البنوك تثبت بأن عليهم ديونا بنكية- قد أخذوها قصدا وبغير يقوم لذلك ووفقا النفقة، بتخفيض القاضي ويطالب حاجة- القاضي بتخفيض النفقة إلى أدنى حد ممكن، ويتضرر األطفال اجتماعيين أخصائيين وجود الضروري من ولهذا بالغا. ضررا

لدراسة هذا النوع من حاالت التحايل على القانون.ومما سبق يتضح أن هناك أنماطا متباينة من أساليب التنشئة المختلفة تعكس مدى تحمل الطفولة االجتماعية خالل مراحل األسرة مسؤولية أبنائها، وما يشوبها من بعض المخاطر. فضال السلبي التأثير ذات األسري االستقرار عدم مظاهر بعض عن في األبناء. ومن هنا تبدو بعض التحديات التي قد تواجه بعض حماية في فاعلة اجتماعية كمؤسسة دورها وتعوق األسر، أبنائها. وهذه التحديات تحتاج إلى مواجهة صريحة حتى يعيش األبناء في أسر آمنة؛ حيث توفر لهم الحماية المادية واالجتماعية االستماع على بالقدرة تتمتع متوازنة، وأسر أيضا، والثقافية

واإلدراك والتفاوض والتصرف اإلبداعي المبتكر مع أبنائها.

2- المؤسسات االجتماعية )التعليم- اإلعالم(: تقديم إلى المعلمون يسعى التعليمية، المؤسسات إطار ففي أربعة تؤدي متعددة. فالمدرسة وتربوية تعليمية خدمات واجبات أساسية هي: تقديم الرعاية التأديبية- توزيع الناس وفق أدوار مهنية محددة- تعليم القيم السائدة- اكتساب المهارات والمعارف المقبولة اجتماعيا، هذا فضال عن المنهج المستتر أو وتحت ويلزموه. مكانهم يعرفوا أن األطفال يعلم الذي الخفي عنوان دور التربية في إعادة إنتاج الثقافة استخدم بيير بورديو Cultural Re- الثقافي اإلنتاج إعادة مفهوم P. Bourdie

القضايا من كبير عدد لربط فضلى كوسيلة ،productionعمليات إطار في والسيما المعاصرة المنظورات تناولتها التي السياق يشير األسرة. وفي هذا والتعلم خارج مؤسسة التنشئة مفهوم إعادة اإلنتاج الثقافي إلى الوسائل والطرق التي تنتهجها المؤسسات التعليمية، بمشاركة المؤسسات االجتماعية األخرى إلدامة نواحي عدم المساواة االجتماعية واالقتصادية جيال بعد جيل )جدنجز،2005: 736(. وهذا يعد إشارة إلى ضرورة تأكيد

79

عايدة فؤاد النبالوي

دور المدرسة في إكساب الطالب منظومة قيم تدعم المساواة والعدالة بين البشر، ومن ثم تحفز على الترقي واإلبداع.

وفي محاولة للتعرف على واقع الخدمات التعليمية في السلطنة، تكون البداية برصد الخدمات المتوافرة لرعاية الطفولة المبكرة في السلطنة؛ إذ يالحظ أن هناك خمسة أنواع هي: الحضانات، وأركان الطفل وبيت نمو الطفل، ومراكز رعاية الطفولة المبكرة، اإلشراف جهات وتتعدد األطفال، ورياض القرآنية، والمدارس على هذه الخدمات، وهذا األمر قد يعوق سير العمل نحو االهتمام

ورعاية األطفال من صغار السن. سلطنة في التعليم إستراتيجية خطة مشروع مقترح ويوصي عمان )2006-2020( أن تتولى وزارة التربية والتعليم مسؤولية اإلشراف على جميع الخدمات التعليمية لمرحلة الطفولة المبكرة

)اللجنة الوطنية للسكان، 2007: 5(.وبقراءة نسب القيد برياض األطفال يالحظ أنها تأتي باألعداد حسب تفصيلية بيانات وجود لعدم وذلك فقط؛ اإلجمالية إذ المحافظات. بحسب أو الملتحقين، لألطفال والعمر النوع توضح بيانات اللجنة الوطنية للسكان )2007( أن عدد األطفال الطفولة مرحلة في والتعليم الرعاية برامج في الملتحقين -3( العمرية للفئة ،2007/2006 الدراسي للعام المبكرة

من الفئة هذه إجمالي من فقط )%28.4( حوالي سنوات )5الجنسين )وزارة التربية والتعليم، 2007/2006(.

وفي العام الدراسي 2009/2008 سجلت بيانات وزارة التربية والتعليم أعداد الملتحقين برياض األطفال في المدارس الخاصة الخاصة المدارس في األطفال رياض أعداد تزايدت إذ فقط، وتسجل ،2007/2006 الدراسي العام عن )%24( بحوالي اإلناث نسبة )47.90%( )وزارة التربية والتعليم، 2009/2008:

.)135الدراسي العام منذ والتعليم التربية وزارة اهتمت وقد 2006/2005 بالعمل على نشر صفوف تعرف بفصول »تهيئة األطفال قبل سن المدرسة«؛ بهدف التغلب على الصعوبات التي ويعنى األساسي. األول بالصف التحاقهم عند األطفال تواجه والقراءة الكتابة أساليب النشء بتعليم التهيئة صف برنامج وتدريبهم المهارات، من وغيرها والفهم، والحفظ والعد العقلية الجوانب لديهم تنمي التي الحديثة؛ التعلم على طرق

والعلمية والمعرفية، تمهيدا إللحاقهم بالصف األول األساسي.باستخدام التهيئة صفوف في المتطوعات المعلمات وتقوم المنهج الدراسي المعد من قبل قسم رياض األطفال بالمديرية العامة للمدارس الخاصة، كما توضح البيانات أن صفوف التهيئة بدأت من خالل )14( مدرسة في العام الدراسي )2006/2005(، ووصلت في العام الدراسي )2009/2008( إلى )58( مدرسة.

وقد تزايد أعداد األطفال من )277( طفال إلى )1173( بنسبة قدرها )76.38%( )وزارة التربية والتعليم، 2010(.

وعلى جانب آخر، تكشف الشواهد الميدانية عن تزايد االنقطاع األساسي- التعليم من األولى الحلقة في - خاصة التعليم عن على الرغم من جهود وزارة التربية والتعليم. أما بالنسبة لنسب التعليم إشكاليات دراسة أوضحت فقد الدراسة، عن االنقطاع وقضاياه نسب االنقطاع في الصفوف بين عامي 2003 و2005 نسب البيانات تسجل حيث والخاصة، الحكومية للمدارس االنقطاع اإلجمالية بحوالي )2%( وتشكل نسب االنقطاع للذكور ضعف مثيالتها لإلناث تقريبا )اللجنة الوطنية للسكان، 2007:

.)13فقد ،)12-10( الصفوف في االنقطاع لنسب بالنسبة أما انخفضت إلى حوالي النصف في العام الدراسي 2005/2004، ثم ارتفعت بعد ذلك في العام الدراسي 2006/2005، وتتأثر عن المنقطعين بالطلبة الصفوف هذه في االنقطاع نسب الدراسة في الصف الثاني عشر، وهو الصف األخير للدراسة في هذه المرحلة. ولكن رغم ارتفاع نسب االنقطاع في هذا الصف إتمامهم يعني عدم أن ذلك قد ال إال الذكور- لدى – والسيما الصف بنجاح، فبعض الطلبة المعيدين يلجؤون إلى إتمام هذا بمراكز المنتظمة أو المنزلية الحرة الدراسة خالل من الصف مرتبطة العادية مدارسهم في قيدهم فإعادة الكبار، تعليم

بتوافر الكثافة الصفية التي تسمح بقبولهم. مرحلة في يكونون )12-10( الصفوف في الطالب أن كما بهم المحيطة واالقتصادية االجتماعية بالظروف تتأثر عمرية مبكرة سن في العمل عن البحث بعضهم فيفضل وبأسرهم، األمر ولي يلزم قانون وجود عدم في ظل الذكور- – خصوصا باستمرارية الطالب بالمدرسة حتى سن معين )المرجع السابق: لفئة إال المجاني الجامعي التعليم توافر لعدم ونظرا 14(؛ المتفوقين، ال يتشجع الكثير من الذكور على االستمرار للحصول اإلناث معدالت في زيادة هناك أن كما العامة، الشهادة على مؤخرا، الالتي توقفن عند الشهادة العامة، أو لم يكملن الدراسة

الثانوية ونزلن للبحث عن العمل.لمؤسسات اإلعالم واالتصال الحديثة، فقد تزايدت أما بالنسبة بمثابة تعد التي المختلفة، ووسائطه االتصال أدوات كثافة قنوات جديدة لالتصال والتفاعل، ومن ثم بدأت تحدث تحوالت جذرية في مالمح حياتنا اليومية التي تهاوت فيها الحدود بين ما هو عالمي ومحلي، وقد تولد عن ذلك تشكيالت جديدة من وتعزيز اإلنساني، التفاعل في تأثير ذات اإلليكترونية العالقات جانب وعلى االجتماعية. الشبكات وتوسيع الشخصية العالقات آخر، قد تؤدي إلى تزايد العزلة االجتماعية، والتجزئة، والتفكك

80

قراءة سوسيولوجية في اتفاقية حقوق الطفل

في نسيج الحياة االجتماعية.وتحوي وسائل اإلعالم على اختالفها العديد من الرسائل تتضمن دعوات كامنة وراءها سواء سياسية أو إيديولوجية أو تجارية ذات تأثير كبير في فئات المراهقين خاصة )النبالوي، :2005 202(، تولدت عنها مشكالت، منها اإلدمان على االنترنت والكمبيوتر المراهقين بين حدة تزداد األطفال، لدى التلفاز ومسلسالت

)الزراد، 2004: 140- 141(.الفن شعار تحت اللهو ببرامج العربية الفضائيات وتزخر والمسابقات والتسلية فضال عن الهواتف النقالة، التي تضاءلت ثم الواحدة، ومن األسرة والتواصل داخل التفاعل معها فرص ساعدت على انحصار أشكال التعلم في الثقافة التقليدية. وهنا، اإلنترنت استخدام في اإلفراط أن الدراسات العديد من أكدت والنفسية الجسمية اإلنسان صحة في سلبا يؤثر والكمبيوتر األسرة على سلبا ينعكس بدوره وهذا واالجتماعية، والعقلية لما المراهقة؛ مرحلة في األمر سوءا السيما ويزداد والمجتمع، تتمتع به من خصائص تدعم لديها حب االكتشاف والمغامرة، والعالقات واألنشطة الدراسية الواجبات أداء يعوق ثم ومن االجتماعية. ومن أبرز السلبيات أيضا توحد الفرد مع اآللة وزيادة عزلته عن باقي األفراد وهدر الوقت ونسيان الواجبات اليومية، األصدقاء، مع العالقة مثل االجتماعية األنشطة عن واالبتعاد أعراض ضعف والهويات، كما تظهر بعض الرياضة و ممارسة

الحواس كالبصر بين األطفال.من الوقاية في هنا والمجتمع والمدرسة األسرة دور ويظهر أعراض إدمان اإلنترنت للحفاظ على طاقة األطفال والمراهقين خاصة، وتوجيهها بشكل صحيح لالستفادة منها، بحيث تتضمن عمليات التنشئة مفردات تكرس خصائص عصر مجتمع المعرفة، في سياق الخصوصية الثقافية للمجتمع، التي تتمتع بدورها بأطر معرفية مهمة، تحتاج إلى إعادة إنتاج جديدة، قابلة أن تستخدم

في إطار خبرات الحياة اليومية، وتنشئة وتعليم أبنائنا.

خامسا: واقع الطفل من ذوي اإلعاقةتطور خالل من اإلعاقة ذوي من العماني الطفل واقع يتجسد البيئة عن فضال ورعايته، بحقوقه تعنى التي التشريعات

االجتماعية التي يعيش في كنفها.

1- تطور تشريعات رعاية األشخاص من ذوي اإلعاقة:شهدت السلطنة بداية من عام 1981 محاولة لتنسيق الجهود التي تبذل في مجال خدمات ذوي اإلعاقة. الرسمية والتطوعية فقد تم تشكيل لجنة وطنية لخدمات ذوي اإلعاقة، ثم تم إعادة تشكليها مرة ثانية عام 2000، بهدف تنسيق الخطط والبرامج

يؤدي بما اإلعاقة، أنواع لمختلف وتعزيزها بالوقاية المتصلة إلى اكتشاف اإلعاقة مبكرا للحد من آثارها، وكذلك إعداد برامج المجتمع، في وإدماجهم تأهيلهم وإعادة اإلعاقة ذوي لتأهيل االجتماعية الحياة في أقرانهم مع الكاملة المشاركة لتحقيق

)وزارة التنمية االجتماعية،2004(.الخاصة المواد من العديد الطفل حقوق اتفاقية وتضمنت هذا لتكريس مهمة خطوة وفي اإلعاقة، ذوي من باألطفال بإصدار )2008 / 63 )رقم سلطاني مرسوم صدر االهتمام، وزارة ويكلف المعوقين، وتأهيل ورعاية حقوق ينظم قانون لتنفيذ الالزمة والقرارات اللوائح بإعداد االجتماعية التنمية

أحكام القانون )قانون رعاية وتأهيل المعوقين، 2008(.التحتية البني من لديها بما السلطنة إن األمر، حقيقة وفي واإلجراءات المرتبطة بالسياسات االجتماعية، تمكن ذوي اإلعاقة من االستفادة من إنجازاتها، إال أن غياب المعطيات الحديثة ال االقتراب لذا سنحاول ونوعيتها، االستفادة بقياس هذه يسمح من الواقع المعايش للطفل من ذوي اإلعاقة في السطور اآلتية.

2- البيئة االجتماعية للطفل من ذوي اإلعاقة:اإلعاقة في كل أن نسبة حاالت إلى البيانات اإلحصائية وتشير .)%10.6( بين تتراوح النامية، المجتمعات خصوصا مجتمع، البيانات ودقة اإلعاقة مفهوم باختالف النسبة هذه وتختلف المتوافرة. فقد بين المسح الشامل لحاالت اإلعاقة في السلطنة الذي أجري منذ 1995، أن إجمالي حاالت اإلعاقة )37. 239(، إجمالي بين 2003 عام في للسكان العام التعداد وفي )%2( تتجاوز ال كلها النسب )41. 303(، وهذه اإلعاقة حاالت مع توافقت النسبة هذه بأن علما السكان. عدد إجمالي من الخليجي. التعاون المتوافرة في بعض دول مجلس اإلحصاءات وعلى الرغم من أن البيانات المتاحة حاليا ال تقدم رقما محددا إال أنها أعطت معلومات مهمة متعلقة بخصائص وأسباب اإلعاقة الجغرافي، وهذه مؤشرات مهمة في عملية وأنواعها وتوزيعها إلى الدولة تسعى التي والخدمات، والبرامج السياسات بناء

تقديمها لألشخاص من ذوي اإلعاقة.أما على مستوى استفادة األشخاص من ذوي اإلعاقة من البرامج والخدمات التي يقدمها مركز رعاية وتأهيل المعوقين بالخوض نسب وتتقارب فردا(، 96( إلى وصل فقد المثال، سبيل على أما مراكز أنثى و )51( ذكرا. البيانات )45( الجنسين، فسجلت الوفاء االجتماعي التطوعية لألطفال من ذوي اإلعاقة، فقد بلغت )2089( فردا )وزارة التنمية االجتماعية، 2007: 67-85(، أي السلطنة وفق اإلعاقة في إجمالي عدد حاالت حوالي )5%( من بيانات تعداد 2003، وبلغت نسبة اإلناث منهم حوالي )%42(

81

عايدة فؤاد النبالوي

:2008 الوطني، االقتصاد )وزارة للذكور )%55( مقابل في .)442

هذا ما نصت عليه التقارير الرسمية من وزارة التنمية االجتماعية، أما على المستوى الواقع المعايش، فال تتوافر بيانات تفصيلية واالنتشار اإلعاقة، ذوي من لألشخاص الفعلي العدد حول حصر على االقتصار وعدم السلطنة، محافظات في الجغرافي أن الرسمية البيانات أشارت إذ فقط؛ الرعاية بدور المسجلين نسبة ذوي اإلعاقة في مراكز الرعاية والتأهيل، والمستفيدين من برامجها ال يتعدى )5%( من إجمالي الحاالت كما سبقت اإلشارة، في تنتشر التي الحاالت المزيد من أن هناك على وهذا مؤشر االجتماعية الرعاية ببرامج تحظى وال السلطنة محافظات المنظمة، وتترك ألسرتها دون اهتمام بهذه األسر التي تفتقر إلى حد كبير لطرق وأساليب التعامل مع اإلعاقة باختالف أنواعها.

وحرصا من وزارة التنمية االجتماعية على توفير الخدمات والبرامج لرعاية إنشاء مركز تم فقد اإلعاقة، التأهيلية لألطفال شديدي األطفال شديدي اإلعاقة، يهدف إلى االرتقاء بالخدمات التأهيلية والرعاية المقدمة لألطفال ذوي اإلعاقة الجسدية الشديدة الذين تتراوح أعمارهم بين سن )3 و 14( سنة من الجنسين، والذين الرعاية االجتماعية والعناية الطبية لتأهيلهم حركيا تقدم لهم ووظيفيا؛ لمساعدتهم في التغلب على الصعوبات التي يعانون منها بسبب اإلعاقة من خالل وجود متخصصين مثل أخصائيي

العالج الطبيعي والوظيفي.المقدمة الرعاية صور من صورة الرياضية البرامج وتعد في شهدت إذ السلطنة، في اإلعاقة ذوي من لألشخاص الرياضية األنشطة مختلف في مميزا حضورا األخيرة السنوات الوزاري القرار المحلي. فقد تم بموجب والسيما على المستوى لرياضة العمانية اللجنة تشكيل إعادة )2004/73( رقم المعوقين لتكون برئاسة وكيل وزارة التنمية االجتماعية، وتضم في بالرياضة المهتمين المسؤولين من عددا عضويتها في والخاصة واألهلية؛ وذلك العامة الجهات السلطنة، من مختلف لتتوافق والعمل اإلعاقة ذوي رياضة بمستوى النهوض بهدف وتعزيز وتفعيلها الرياضة هذه لنشر المنشودة، األهداف مع

تفوقها )وزارة التنمية االجتماعية، 2006: 87-83(.توفير إلى والتعليم التربية وزارة تسعى آخر، جانب وعلى الخدمات التعليمية لألشخاص من ذوي اإلعاقة؛ إذ تشرف الوزارة ذوي من األطفال لتعليم متخصصة مؤسسات ثالث على اآلن اإلعاقة الذين لديهم إعاقات بصرية وسمعية وعقلية. المؤسسة العام منذ أنشئت التي الفكرية التربية مدرسة هي األولى إلى تقديم خدمات تعليمية، الدراسي 1984-1985، وتهدف وتأهيلية خاصة لألطفال الذين يعانون من تخلف عقلي بسيط.

إطار توسيع مجال أيضا في والتعليم التربية وزارة ومن جهود لجنة تشكيلها اإلعاقة، ذوي من لألطفال التعليم خدمات لمعالجة صعوبات التعلم، ودمج ذوي اإلعاقة في مدارس التعليم تنفيذ اآلن يتم الشأن البالد. وفي هذا الحكومي في األساسي الذي يستهدف طلبة التعلم برنامج صعوبات األول برنامجين، التعليم األساسي الذين يجدون صعوبات في مسارهم التعليمي، واستمر ،2001/2000 الدراسي العام منذ فيه البدء وتم أما التعليمية. المناطق جميع شمل حتى التوسع في البرنامج من برنامجا يعد و اإلعاقة، ذوي بدمج فيهتم الثاني البرنامج المعوقين في مدارس خاصة، التي تجنب عزل األطفال البرامج إلى ويحتاج العالم، دول من كثير تنتهجه حديث توجه وهذا دعم واعتماد مالي، وتأهيل كوادر متخصصة )المعولي، 2009:

215-218(، وهذا البرنامج ما يزال قيد التجربة.وأوضحت الشواهد الميدانية أن الجمعيات األهلية المعنية برعاية والمساعدات العون بتقديم تهتم السلطنة في اإلعاقة ذوي بتقديم يقوم ما ومنها الخاصة، االحتياجات ذوي من للفئات الرعاية لجميع أنماط االحتياجات الخاصة وذوي اإلعاقة، وأخرى األطفال رعاية جمعية هما: محددة فئة رعاية في تتخصص

المعاقين، وجمعية التدخل المبكر لألطفال من ذوي اإلعاقة.وفي هذا السياق، بينت دراسة )النبالوي، 2010: 16-17( أن هناك بعض المشكالت التي تواجه الطفل المعوق في السلطنة، وطأتها، تخفيف أجل من الرسمية وغير الرسمية الجهود رغم الخدمات إلى الوصول على القدرة في التفاوتات أهمها: ومن جهد معظم أن كون المعوقون، األطفال إليها يحتاج التي الجمعيات يتركز على حواضر المدن الرئيسة في البالد. كما أن نسبة الفئة التي تحصل على الخدمات المتوافرة مقارنة بالحجم اإلجمالي لألشخاص من ذوي اإلعاقة غير معروفة نظرا لالفتقار

إلى بيانات من الجهات المعنية. كما دلت الدراسة، إلى أنه على الرغم من االهتمام الواضح على أن إال اإلعاقة، ذوي من باألطفال والمدني الرسمي المستوى المجتمع على مستوى فئاته المختلفة ليس بمستوى المنظمات الرسمية والمدنية، فما يزال هناك إحجام بعض الشيء عن العمل التطوعي. هذا فضال عن ضمان حقوقهم عبر مؤسسات المجتمع األشخاص تمكين من لمزيد وذلك الحكومية؛ وغير الحكومية البيئة وإيجاد التعليم في ممارسة حقهم اإلعاقة من ذوي من ومزيد التعليم، مراحل مختلف في لهم المؤهلة االجتماعية الضمان مؤسسات في التأمينية للتغطية الدعوة تفعيل من التمكين من مزيد وأيضا اإلعاقة. ذوي لألشخاص االجتماعي االقتصادي واالجتماعي لهم ضمانا لحقوقهم التي كفلتها القيم

الدينية والمواثيق الدولية والوطنية.

82

قراءة سوسيولوجية في اتفاقية حقوق الطفل

االجتماعية المؤسسة باعتبارها مهما هنا األسرة دور ويعد األولى في حياة األبناء المعوقين، إذ تحتاج إلى مزيد من اإلرشاد أنواع اإلعاقة، وطرق االكتشاف التعرف على والتوجيه سواء في المبكر لإلعاقة، وطرق العالج المبكر لها، وأيضا أساليب مواجهة اإلعاقة، وأهمية تقديم المشورة والتوجيه بشكل مستمر لألسرة التي تحتضن طفال معوقا، وهذا من غير شك يسهم في الحصول على العديد من المكاسب للطفل المعوق وأسرته التي تمتد إلى

مجتمعه.ومن الفئات ذات االحتياجات الخاصة أيضا، األطفال الموهوبون، لتنمية خاصة رعاية إلى تحتاج المجتمع، في مهمة فئة وهي التربية وزارة سعي من الرغم وعلى لديهم. اإلبداع مالمح إطار في والسيما الموهوبين، باألطفال لالهتمام والتعليم إجراء دراسات تسهم في دعم موهبتهم، إال أنه ما يزال ال يوجد لهم خاصة مدارس أو الفئة، لهذه برامج مخصصة بالسلطنة كما ال توجد جمعيات أهلية ذات اهتمام بهذه الفئة من األطفال

الموهوبين.

النتائج المستخلصة:انتهت الدراسة إلى العديد من النتائج التي كشفت في مجملها ضرورة تفعيل آليات تنفيذ التشريعات الخاصة باألطفال وذويهم، األسر، بعض تواجه قد التي المشكالت بعض عن فضال هذا وتعوق دورها كمؤسسة اجتماعية فاعلة في حماية أبنائها، منها تزايد االعتماد على المربيات األجنبيات، وما يترتب على ذلك من

آثار مدمرة لألطفال، كما سبقت اإلشارة. االجتماعية، التنشئة أساليب منها أخرى، مشكالت وهناك ومعايشة األطفال لبعض مظاهر عدم االستقرار األسري، أو العنف المشكالت هذه كل المادية، المشكالت أو األسرة، داخل من آمنة أسر في األطفال يعيش حتى صريحة مواجهة إلى تحتاج والتفاوض واإلدراك االستماع على بالقدرة تتمتع ومتوازنة

والتصرف اإلبداعي المبتكر مع أبنائها. ومن أجل إعادة بناء األسرة، كأحد مقومات البنية االجتماعية المحيطة ذات التأثير المهم على أبنائنا، من الضروري أن تكون

أن من بدال الراهنة، األسرة لمشكالت صريحة مواجهة هناك اليوم األسر بعض لمعايشة ونظرا مستمر. بشكل تتفاقم األطفال يتلقاها االجتماعية للتنشئة جديدة وطرق أساليب رقابة األسرة، يتطلب األمر طرقا والمراهقون بعيدة تماما عن يصاحبها االجتماعية، للتنشئة ابتكارا أكثر جديدة وأساليب التي تحتاج في الوقت استحداث طرق وأساليب جديدة للتعلم، نفسه إلى ابتكار أساليب جديدة للضبط االجتماعي، والسيما مع انتشار تقنيات جديدة لالتصال والتواصل تبدو خطيرة إذا تركت

بغير رقابة األسرة.فبالنسبة األخرى، االجتماعية المؤسسات مستوى على أما للتعليم برزت مشكالت الطفل ما قبل المدرسة فضال عن ظاهرة التسرب أو االنقطاع عن الدراسة كما سبقت اإلشارة، وخاصة في ،)12-10( من والصفوف األساسي(، )التعليم األولى المراحل السيما بين الذكور. إذ إن الطلبة في هذه الصفوف يكونون في مرحلة عمرية تتأثر بالظروف االجتماعية واالقتصادية المحيطة، خصوصا مبكرة سن في العمل عن البحث بعضهم فيفضل المجال توفير إلى التعليمية المؤسسات تحتاج كما الذكور. لتوسيع دورها االجتماعي وعدم التركيز على مهامها التخصصية فقط، لتعمل بالتوازي مع مؤسسة األسرة لحماية األطفال، ومن تتمكن لكي والبشرية المالية الموارد توفير أيضا الضروري العديد مواجهة في واالجتماعية التربوية مهامها أداء من عن فضال هذا أغراضها، عن بالكشف السلبية المضامين من في االجتماعية التنشئة وأساليب طرق واتساق تكامل ضرورة المؤسسات االجتماعية المعنية برعاية فئة األطفال والمراهقين

مع ظروف تغير المجتمع وخصوصيته الثقافية.السلطنة ففي اإلعاقة، ذوي من الطفل لمشكالت بالنسبة أما وطأتها تخفيف أجل من الرسمية وغير الرسمية الجهود رغم اإلمكانيات التفاوت في أهمها: أن هناك مشكالت عدة من إال المعوقون، األطفال إليها يحتاج التي الخدمات إلى للوصول وتدعيم إمكانيات األسرة في رعاية أبنائها من ذوي اإلعاقة كما بيانات تحقق قاعدة إلى جانب عدم توافر سبقت اإلشارة. هذا

نجاح عملية االستهداف.

83

عايدة فؤاد النبالوي

المراجع

أبو غزالة، هيفاء، 2009، العنف ضد المرأة)مصر، األردن، سوريا، لبنان، فلسطين(، المجلس الوطني لشؤون األسرة، غير مبين البلد.

الزراد، فيصل محمد، 2004، مشكالت المراهقة والشباب في الوطن العربي، دار النفائس بيروت، لبنان.

الحوراني وآخرون، 2001، اآلثار النفسية للعنف اإلسرائيلي على األطفال الفلسطينيين، مجلة الطفولة والتنمية، العدد 4، المجلد 1.

المحروقي، ماجد ناصر، 2004، حقوق الطفل في كتب الدراسات االجتماعية بمرحلة التعليم األساسي بسلطنة عمان: دراسة تحليلية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة السلطان قابوس.

المعولي، يحي بن بدر،2009، نماذج لبعض مجاالت الرعاية االجتماعية في المجتمع العماني، في عبد الرحمن صوفي )محرر(، المجتمع العماني المعاصر، الطبعة األولى، جامعة السلطان قابوس، سلطنة عمان.

والمجتمع االتصال ثورة األول، الدولي لمؤتمر مجلد سوسيولوجية،. رؤية المعاصر: العماني المجتمع وقضايا اإلعالم ،2005 فؤاد، عايدة النبالوي، الخليجي:الواقع والطموح، جامعة السلطان قابوس، سلطنة عمان.

النبالوي، عايدة فؤاد، 2008، قراءة سوسيولوجية لتقرير التنمية اإلنسانية العربية )2003(: محاولة لالقتراب من واقع المجتمع العربي في عصر مجتمع المعرفة، مجلة فكر وإبداع، رابطة األدب الحديث، الجزء السابع واألربعون، مصر.

النبالوي، عايدة فؤاد، 2009، المؤسسات االجتماعية ورعاية النشء. مقال منشور في مجلة رسالة التربية، العدد الرابع والعشرون، يونيو 2009، وزارة التربية والتعليم، سلطنة عمان.

النبالوي، عايدة فؤاد، 2010، صورة الطفل المعاق في الموروث الثقافي للمجتمع العماني:الحكايات الشعبية نموذجا، المجلس العربي للطفولة والتنمية، القاهرة.

جدنجز، أنتوني، 2005، علم االجتماع، ترجمة فايز الصياغ، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، لبنان.

عبد الوهاب، عبد الرحمن، 2001، التشريعات الوطنية والدولية وحقوق الطفل، مجلة الطفولة والتنمية، العدد 2 مجلد 1.

مرسي، محمد، 2004، تأثيرات النزاعات المسلحة على األطفال عبر الفضائيات، مجلة التربية.

التقارير

البرنامج األمم المتحدة اإلنمائي، تقرير التنمية اإلنسانية العربية، 2003، نحو إقامة مجتمع المعرفة، الصندوق العربي لإلنماء االقتصادي واالجتماعي.

المتحدة الواليات نيويورك، والتطلعات، اإلنجازات نحو2015: العربية البلدان في لأللفية التنموية األهداف المتحدة، 2003، لألمم اإلنمائي البرنامج -األمريكية.

الجمعية العامة لألمم المتحدة، 1989، اتفاقية حقوق الطفل، نيويورك، الواليات المتحدة األمريكية.

اللجنة الوطنية للسكان، 2007، بحث قضايا التعليم اشكالياته، المكتب الفني، وزارة االقتصاد الوطني.

الجريدة الرسمية، قانون العمل )2003/35( وتعديالته بالمرسوم )2009/63(، سلطنة عمان.

الجريدة الرسمية، األحوال الشخصية )1997/32(، سلطنة عمان.

الجريدة الرسمية، قانون رعاية وتأهيل المعوقين )2008/63(، سلطنة عمان.

الجريدة الرسمية، قانون جواز السفر العماني )1997/69(، سلطنة عمان.

الجريدة الرسمية، قانون مساءلة األحداث)2008/30(، سلطنة عمان.

المكتب الفني للدراسات والتطوير، 2010، بيانات العددية لمشروع صف التهيئة، وزارة التربية والتعليم، سلطنة عمان.

84

قراءة سوسيولوجية في اتفاقية حقوق الطفل

دائرة اإلحصاء والمؤشرات، 2009/2008، الكتاب السنوي لإلحصاءات التعليمية، 2009، وزارة التربية والتعليم، سلطنة عمان.

سلطنة عمان، 2004، التقرير الوطني الثاني حول اتفاقية حقوق الطفل بموجب الفقرة 1/ب من المادة )44( من االتفاقية.

وزارة االقتصاد الوطني، 2007،الكتاب اإلحصائي السنوي، سلطنة عمان.

وزارة االقتصاد الوطني، 2008،الكتاب اإلحصائي السنوي، سلطنة عمان.

وزارة االقتصاد الوطني، 2009،الكتاب اإلحصائي السنوي، سلطنة عمان.

وزارة التربية والتعليم، الكتاب السنوي لإلحصائيات التعليمية للعام الدراسي 2007/2006، سلطنة عمان.

وزارة التربية والتعليم، الكتاب السنوي لإلحصائيات التعليمية للعام الدراسي 2009/2008، سلطنة عمان.

وزارة التنمية االجتماعية، 2004، الكتاب السنوي، سلطنة عمان.

وزارة التنمية االجتماعية، 2006، الكتاب السنوي، سلطنة عمان.

وزارة التنمية االجتماعية، 2008، الكتاب السنوي، سلطنة عمان.

وزارة الشؤون االجتماعية والعمل والتدريب المهني، 1999، سلطنة عمان.

وزارة الصحة، 2008، التقرير الصحي السنوي. سلطنة عمان.

85

عايدة فؤاد النبالوي

فاطمـة محمد السـويدي

استاذ مشاركجامعة قطر

كلية اآلداب والعلومقسم اللغة العربية

[email protected]

جدلية الفكر والسياسة في العصر األموي:الحسن البصري أنموذجا

جامعة السلطان قابوسمجلة اآلداب والعلوم االجتماعية

Sultan Qaboos University Journal of Arts & Social Science

86

Fatima Mohammed Al Suadi

The Dialectic of Political Thought in the Umayyad PeriodAl Hassan Al Basri as a Case Study

Abstract:This research paper examines the relationship between intellectual movement and the dynamics of context in terms of it being influenced or influential. The intellectual and cultural movement in the Umayyad Period was associated in one way or another with the then prevalent political schools of thought. Most of these intellectual movements were forms of reaction to political movements and they manifested the conflicts, intricacies and entanglements of such political views. This paper specifically addresses three issues:

1. The general features of the theological debate and its political, social and economic constraints.2. The common epistemological paradigm 3. Al Hassan Al Basri as one of the prominent leaders of the intellectual movement of the time and

as a witness to the profound transformations that took place in the Islamic history particularly in the era of the Guided Caliphs and the Umayyad era.

Keywords: Intellectnal Movment, Umayyah Period, Al Hassan Al Basri.

مستخلص:األموي العصر في وبخاصة الثقافية الفكرية الحركة إن إذ استباقا، أو اتباعا الواقع بحركة وارتباطها الفكر حركة البحث يتناول ارتبطت بصورة أو بأخري بالتيارات السياسية إذ كانت في جلها ردود فعل للحركة السياسية بكل تصادماتها العنيفة وتداخالتها

وتشابكاتها، ولهذا سيتمحور الحديث في هذا البحث حول قضايا ثالث رئيسية وهي:

الخصائص العامة للسجال العقائدي ومحدداته السياسية واالجتماعية واالقتصادية.. 1المنظومة المعرفية المشتركة.. 2الحسن البصري بوصفه أحد رواد الحركة الفكرية، وكونه شاهدا على التحوالت العميقة التي جرت في التاريخ اإلسالمي وبخاصة . 3

العصرين الراشدي واألموي.

الكلمات الدالة: الحركة الفكرية، العصر األموي، الحسن البصري.

فاطمـة محمد السـويدي

جدلية الفكر والسياسة في العصر األموي:

الحسن البصري أنموذجا

87

مدخـل:أو اتباعا الواقع، بحركة ترتبط الفكر حركة أن المعلوم من الفكرية والحركة األخرى. عن إحداهما تنفك ال بحيث استباقا، أو بصورة ارتبطت األموي- العصر في عام بشكل - الثقافية ما يكون التي تجعلها مرتبطة أشد السياسية بالتيارات بأخرى في كانت إذ االجتماعية، / السياسية بالصراعات االرتباط العنيفة السياسية بكل تصادماتها للحركة معظمها ردود فعل

وتداخالتها وتشابكاتها.في الصراع تجليات بكل االهتمام إلى دفعنا الذي هو هذا وموقف الرسمية، الثقافة موقف يمثلهما، اللذين طرفيه الثقافة المضادة أو ثقافة المعارضة، فمن خالل هذين التيارين نفكك أن نستطيع العملة، وجهي يشكالن اللذين المتالزمين بنية السجال: ثوابته ومتغيراته والسياقات التي نشأ فيها ومن علىبعض إجابات تقديم النهاية من في نتمكن لكي خاللها، النحو على عرضها يمكن التي المحورية األهمية ذات األسئلة

اآلتي:كيف جرى التعبير عن هذا التوتر فكريا؟.. وما آليات النظر التي

صيغت في مواجهة هذا التوتر السياسي / الفكري؟.هذه األسئلة تتعامل مع صراع الماضي، فما داللتها لنا في عالمنا المعاصر؟ وما موقفنا اليوم منها؟ هل نحن سجناء ذلك الماضي برؤاه ومفاهيمه؟ كيف يمكن أن نجدد فكرنا ما دمنا محكومين

بسلطة التاريخ وقدسية رموزه؟.قد يكون من المتعذر علينا أن نرتاد مجاال كثيفا ومعقدا، كهذا المجال، ونحن مطمئنو البال، فهناك عدد من المحاذير ينبغي أن

نضعها في الحسبان من أهمها:من الهائل الكم هذا على الوقوف وصعوبة الدراسات، كثرة المسلمون األوائل، فهي المفكرون الذي تركه الكالمي التراث تحتاج إلى بحث موسوعي في كل صنوف المعارف، ونحن الذين الدقيق، التخصص دائرة في وحصرناها أنفسنا على ضيقنا إلى ذلك فالتصدي لمعالجة القضايا الفكرية في العصر األموي المتأزم، السياسي بالواقع وعرضا طوال تتقاطع وهي خاصة، يشوبها الغموض وعدم اتضاح الرؤية والمفاهيم عند أصحابها سمة واالضطراب والتشويش مختلطة، فالبدايات ومتبنيها.. التي األوضاع لهذه المفكرون يخطط فلم االتباعي، للفكر

اتسمت في الغالب بأنها ردود أفعال.عرضت القضايا هذه من كثيرا أن ذلك، عن فضال يقلق، ما وعولجت في حقب زمنية متأخرة، ومن خالل بنى سياسية معادية العباسي، العصر في تكون ما )غالبا محايدة غير األقل على أو وهو عصر التدوين(، مما يعرضها للتأويل والتفسير المتحيز، أي األساسية لبنياتها حقيقية غير أو مخالفة ثقافية ظروف ضمن

– ووفق رؤية متبنيها، وهذا ما يولد في أنفسنا الحذر من مغبة مغايرة تكون قد معطيات وفق والتحليل التفسير في االنزالق

للواقع.ومن هذا المنطلق سيتمحور الحديث حول القضايا الثالث اآلتية:

الخصائص العامة للسجال العقائدي ومحدداته: السياسية، . 1واالجتماعية، واالقتصادية.

المنظومة المعرفية المشتركة.. 2وأبرز . 3 الفكرية، الحركة رواد أحد البصري: بوصفه الحسن

المقاومين لها !.

2 - الخصائص العامة للسجال العقائدي ومحدداته:اإلسالم يقوم على كتاب، وهو النص المرجعي الذي ينظم العالقة بين أفراده، فهو مولد للنظام المعرفي، والرسول )صلىاهلل عليه وسلم( اجتمعت لديه الدعوة والسلطة .. بمعنى آخر )ال نزال نلح الراشدة والبداية عليه( الدين والدولة، مع نهاية فترة الخالفة اهلل )رضي معاوية تقلدها التي العضوض« »للملك الحقيقية

عنه( يبدأ االنفصال بين السلطتين الدينية والسياسية.اإلسالمية الذاكرة في شكل السلطتين بين االنفصال هذا تهديدا لوحدة النظام اإلسالمي )أومليل، 1966: 10(. ولذا ظل المسلمون - طوال التاريخ - يحنون إلى عهد اإلسالم األول الذي رأوا فيه تطابق الذي النظام إذ تحققت وحدة بالمثالية، اتسم

)النص( مع الواقع.المجتمع في الصراع التطابق وعدم االختالل هذا أفرز وقد اإلسالمي العربي.. أفرز صراعا فكريا وسياسيا، وكان لب الصراع وجوهره المصالح السياسية، وأضحت الدولة اإلسالمية الناشئة حلبة للتصادم بين التيارات السياسية / الفكرية، وبطريقة غير الفشل وكان والتنفيذ.. التفكير في عشوائية تمثل مدروسة الممثلة في الرسمية السلطة المتصارعين: والخيبة مصير كل الدولة األموية.. واألحزاب السياسية المعارضة.. في حين ظلت بعد سوقها على استوت حتى وجزر مد بين الفكرية الحركة

حين.بالتفكر جدير السؤال المفكرون؟! ونجح السياسيون فشل لم

والتدبر..لم لم تحقق الدولة األموية - موضوع اهتمامنا في هذا الحديث - االستمرارية؟.. لم لم تستطع الصمود إال أقل من مئة عام؟.

وهذا عمر األفراد، ال عمر الدول.. ؟!لماذا لم تستطع األحزاب المعارضة تكوين دولة خاصة بها، بعد أن ضحت بأفرادها ودفعت الثمن غاليا مقابل االنشقاق والتمرد الذي استطاع المعارض الوحيد الكيان على السلطة الرسمية.. الكيان هذا الزبيريون، هم األم الدولة داخل دولة تشكيل

88

جدلية الفكر والسياسة في العصر األموي

القصير العمر الذي مات واندثر سريعا بمقتل صاحبه عبداهلل بن الزبير )سنة73هـ( دون أن يترك أثرا فكريا يدل عليه.

إعداد من تاريخية حركة لكل البد أنه على المؤرخون يجمع مجرى في الكاملين ومكانها معناها تأخذ حتى حضاري فكري

التاريخ )مؤنس، 1998: 115(. الدولة اإلسالمية بعد العهد الراشدي كانت تفتقد هذا اإلعداد الفكري الحضاري.. ومع أن التململ والتذمر في أحسن األحوال لعملية األولى اللحظات منذ واإلمامة الخالفة فكرة صاحب االختيار )انظر: ابن تيمية، 1967:)25/1(، الطبري: تاريخه – جـ 6،التميمي،1983 : 4 (. وقد كان الجميع يكظم مشاعره لتسير األمور إلى التفاقم العنيف في السنوات األخيرة من خالفة عثمان الوضع بمقتله وتظهر حجج بن عفان )رضي اهلل عنه(، ويتفجر التياران ليبرز ساعدة بني سقيفة في ظمت ك التي المحتجين القرآني بالنص المحتجين تيار : الخالفة قضية في الرئيسان العلم حفظة القراء تيار الشورى.. في بحقهم والمتمسكين الديني والكتاب المنزل.. يحتجون بقوله تعالى: )وشاورهم يف األمر( )ال عمران، اآلية 159( )وأمرهم شورى بينهم( )الشورى، االية38( في حين يقوم الطرف اآلخر على أساس عشائري قبلي.. الشيعة، يتمسكون العباسيون، ذلك بعد ثم .. والزبيريون واألمويون، بنص الحديث الصحيح الخالفة في قريش و” الناس تبع لقريش”. المختارة صفوتها واعية، إنسانية جماعة لكل البد كان وإذا التي تقود، وتوجه وتنظر إلى آفاق المستقبل، نجد أن التشتت بين مشتركة عوامل هي والحسرة والتطلع والطموح والضياع أنها ونجد العصر.. ذلك في ظهرت التي القيادية الشخصيات تشترك أيضا في المصير نفسه ما بين التعذيب والسجن والقتل.

ثورات قاد الذي الثقفي” “المختار السياسية النخبة تلك من متتالية تارة باسمه، وأخرى باسم الشيعة– المختار يمثل الواقع النفسي للقيادة التي تتحرك من غير هدف فكري واضح – يقول: “إنما أنا رجل من العرب، رأيت أن الزبير انتزى على الحجاز، ومروان على الشام ونجد – على اليمامة، فلم أكن دون أحدهم..“ )اإلمام بعدها، وما ج11،10،ص520 اإلمارة، كتاب :1999 النووي،

البالذري، ) د.ت (: 261/5(. شخصية قيادية متميزة.. وذكاء سياسي يغذيه الطموح الشديد، وخاصة السلطة من الغاضبة الجماهير استقطاب على وقدرة

الوالي. ومع ذلك كان الفشل مصير حركته.الذي عفان، بن عثمان حفيد “العرجي” أيضا هؤالء ومن وأوجد مسوغا على قميص جده. األموية الدولة أسس شرعية العمل في فشارك موقفا، لنفسه يجد أن وحاول إلنشائها، السياسي التطوعي بنفسه غازيا في أرض الروم، سخي بماله في أشد السنين جدبا، وكان التوفيق والنجاح ينساب بين يديه، حتى

لقي مصيره في سجون بني أمية.أما عبداهلل بن الحر فهو نموذج آخر لهذه النخبة المتميزة في ذاتها، وفي قدراتها الشخصية القيادية من غير أن تكون هذه المزايا في مستوى اإلعداد والتخطيط.. فتقاذفته األهواء واآلراء، إذ نجده تارة يدافع عن الشيعة، وأخرى في صفوف الزبيريين..

وثالثة في جند بني أمية.واألمثلة متعددة في التاريخ اإلسالمي من غير أن نجد لها حظا والتوزع التشتت مبادئها. إلى أو فكرة تستند واضحا.. سياسيا والدوران من غير بوصلة هو عامل مشترك بين النخبة القيادية

في السياسة، فهل يجوز أن نعمم ذلك على الفكر؟..الواقع أن هذا المشروع الحضاري الفكري الضخم قد تصدى له إن - والممتعة الضخمة مؤلفاته في الجابري عابد محمد د. اتفقنا أو اختلفنا معه - التي يؤكد من خاللها أن التداخل الوثيق فللمحيط فيه، جدال ال أمر كمحتوى والفكر كأداة الفكر بين االجتماعي / الثقافي أهمية في تكوين خصوصية الفكر.. مع أنه السائدة منذ زمن طويل.. المعيارية النظرية يحاول أن يتجنب إليها الجاحظ في نظريته التي ساقها في إطار تلك التي يشير اإلشادة بالعرب في مواجهة الشعوبية أو أفكار الشهرستاني.. أو في رؤية المستشرقين مثل )جيب( و)ماكدونالد( وغيرهما ممن يرون أن العقل العربي هو عقل ذري تجزيئي غيبي ال عقالني ..

هناك وليست تتجزأ، ال وحدة الفكر بأن الجابري قناعة ورغم قوة مدركة معزولة عن مدركاتها، فإنه يشق له طريقا يتخذ من أو األدوات، منتجات هذه ال له، الفكري موضوعا اإلنتاج أدوات بمعنى آخر ينتقل من مجال التحليل األيدولوجي إلى مجال البحث األبيستيمولوجي بالمنحى إعجابي أخفي األبيستيمولوجي.وال في البحث، وإصراري على التحقق من أداة الجدل كإحدى أدوات جهد الليل، كحاطب أقفلت أني إال المعرفة.. إنتاج أو المعرفة مضن في تتبع الكتب التي تؤرخ وتضع مناهج أدبيات الجدل.. في بعض عن بعضها ينقل معظمها، في ومعادة متشابهة إجالل وإكبار دون إضافة، وكلما تأخر زمن مؤلفيها، زاد اجترارها

الثقافي )الجابري، 1997: 11(. ولعل أبرز العقبات التي تواجه دراسة الجدل كإنتاج معرفي لتلك أو طرفين بين مواجهة فهو ارتجالي، شفهي نتاج أنه الحقبة بقي ما أو الجدلية المشافهة أن وذاك هذا وأهم من فئتين.. ورؤية سمات تحمل الالحقة العصور في دونت حين منها المعارف فإن السلطة كتاب يكتبه التاريخ كان فإذا مدونها.. النقلية والعقلية تحظى بالظهور والتكريم بما تقدمه من مبادئ ونتائج تتفق مع مبادئ التنزيل وتتوافق مع رؤية السنة النبوية

الكريمة، ونتائجها.من تنطلق التي المعرفية الرؤية تلك في المعيارية والنظرية

89

فاطمة محمد السويدي

أحد هو والجدل العقائدية. والمعايير والقيم األخالق مرجعية تثبيت في تساهم التي المناهج أحد أو النظرية هذه أدوات العقيدة ودحض اآلراء المضادة للرأي السائد، الذي هو رأي أهل

السنة، وتتبناه الجماعة، السلطة السياسية.يزعم أركون أنه من الصعب تحديد فترة تاريخية دقيقة لمرحلة تشكل الفكر العربي، ولكن يمكننا أن نؤرخ له بحركة الخوارج، حين فكرية بمقومات انطلقت سياسيا، األعنف الحركة فهي استشعرت خطر االنفصال الذي بين السلطة السياسية والسلطة الدينية.. ونصبت من نفسها حاملة لواء المعارضة، فقد تشكلت الدين، وعدوا المعارضين باسم الحركة من مجموعة من هذه أنفسهم حملة القرآن، العارفين بآياته، المتقدين بنماذجه التي

ما تزال ماثلة أمام أعينهم. يؤكد هذا العزم، زعيم الخوارج األول عبداهلل بن وهب الراسبي

)معروف، 1983: 87(: نقاتلكم كي تلزموا الحـق وحده

ونضربكـم حتى يكون لنا الحكـمفإن تبتغوا حكم اإلله نكن لكم

إذا ما اصطلحنا الحق واألمن والسـلموإال فـإن المشـرفية محـذم

بأيدي رجـال فيهم الدين والعلـم

هم حملة الدين والعلم الديني.. فئة دينية تقوم بتأويل الدين وتنخرط في مواجهة السلطة السياسية تحت راية ابن األشعث معركة هذه حركته اعتبار يمكن – الحجاج بخلع طالب الذي الطبري- يقول كما فبايعه- ،- الخالفة ضد موجهة انفصالية شجاعتهم توصف الذين وكهولها.. قراؤها البصرة، أهل يكادون فال - القراء كتيبة - عليهم “يحمل المواجهة: في في جبير بن سعيد ويقول يكذبون”.. فال ويحملون يبرحون، تحريضهم: “قاتلوهم وال تأثموا من قتالهم، بنية ويقين، وعلى آثامهم قاتلوهم، على جورهم في الحكم، وتجبرهم في الدين، واستذاللهم الضعفاء، وإماتتهم الصالة” )الطبري: أحداث سنة

82هـ : 343 - 357(. فالعلماء أو الفقهاء - حملة الدين - يرون أن شهادتهم على أي ابتعاده أو الكفيلة ببيان مطابقته الشريعة، نظام سياسي هي عنها .. دور الرقابة هذا لم يستسغه الحاكم ولم يسلم لهم به..

ولذلك لم تتورع الدولة في البطش بالمعارضين سياسيا وفكريا أو رحمة.. وهو ما جعل ابن حنبل يقول فيما بعد: دون هوادة “قتل الحجاج سعيد بن جبير، وما على وجه األرض أحد إال وهو مفتقر إلى علمه”، وكان ذلك سببا في التشهير بحملة العلم من

الخوارج واتهامهم “بالمحاربة ألجل الدنيا”1.ترتبط الحقبة تلك في المعرفة منظومة أن سنجد هنا من سلبا أو إيجابا بالسلطة السياسية، كما يمكن القول إن العامل السياسي كان مدار الحركة الفكرية سواء من حيث نشوء تياراتها

أو تصارعها وتصادمها.

3 – المنظومة المعرفية المشتركة :تكوين إعادة هي إنما واحدا، تكوينا ليست الحية الحضارة مستمرة.. والعالم اإلسالمي مجتمع متعدد الطوائف فيه تنوع

عرقي ومذهبي وفكري.حدد اإلسالم فيه إمكانية التعامل مع االختالف الديني / الثقافي والمجتمعات التي تحكمها القيم الدينية، يكون الدين هو مناط المعيارية، التي تسود فيها قيم التدين والعبادة وتحكمها قواعد الفقه.. وكل العلوم تتمحور في “نظرية التكليف” التي تربط بين الغيب والشهادة واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ومن ثم شهدت العلوم الدينية النقلية تضخما هائال من البحث والتقنين خالل القرون األولى، وامتصت من الطاقات الفكرية ما يكفي أن نعرف أنه منذ نحو منتصف القرن األول إلى أوائل القرن الرابع الهجري ظهر ما ال يقل عن تسع عشرة مدرسة فقهية )يحيى:

.)144 ،1997األرقام نجد فسوف اإلسالمية الفرق تاريخ إلى نظرنا وإذا تتضاعف2 إلى ثالث وسبعين فرقة، تدعي كل منها أنها الفرقة الموعودة بالنجاة من النار.. لكن هذا التنازع وحالة التوتر هما

اللذان يساهمان في تثقيف العقول وثراء الثقافة.آثار – واعية غير أو واعية الفكر يحمل في طياته - بصورة إن مكونات الواقع وبصماته الحضارية التي تتشكل فيه، ومن خالله تنتقي الدولة من األفكار ما توطد به ملكها، تهادن من تشاء في أمر وقت تشاء، وتزعزع من تشاء بالسجن والتعذيب وتأليب

العموم.مدة حكم بني أمية لم تمثل نموذجا سياسيا مقبوال في عموم والنهضة والفتوحات، اإلسالم نشر في إسهاماتها رغم األمة،

بالبصرة، . 1 القراء يدعون كانوا الذين ووثب بمكة، الزبير وابن بالشام، مروان وثب زمن كان لما يذكر: األسلمي؛ برزة أبو ترجمة انظر الدنيا. على إال يقاتلوا لن واهلل قراءكم تدعونهم الذين حولكم الذي وإن الدنيا، على إال يقاتل إن واهلل بالشام الذي ذاك وإن

اإلمام أبي نعيم، 1997: جـ2 ص40.

قال رسول اهلل )صلى اهلل عليه وسلم( : ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل، تفرق بنو إسرائيل على اثنتين وسبعين ملة وستفترق أمتي على ثالث . 2وسبعين ملة تزيد عليهم ملة، كلهم في النار إال ملة واحدة، قالوا يا رسول اهلل من الملة الواحدة التي تنقلب، قال: ما أنا عليه وأصحابي.

90

جدلية الفكر والسياسة في العصر األموي

نهاية في ألنها وذلك والتعريب، واالقتصادية، العمرانية المطاف كانت بداية تحويل النظام اإلسالمي للحكم من الشورى

والخالفة إلى الوراثة والملك العضوض. قد التاريخية المدة هذه أن نجد الفكري المستوى على ولكن العرض في وجريئة قوية، دفقات ذات فكرية تيارات أفرزت شابت حتى الحر، التفكير مراحل من نادرة مرحلة والتفسير.. او والمقاطعة، والرفض التوتر من حالة الفكرية التيارات هذه

كما يسميها محمد أركون عالقة كفاحية ضد حركات التجديد.البصرة مركز ثنائي غني بالتيارات الفكرية، متصدع بالطبقية، حال- أي -على العربي المجتمع داخل للتمييز تتعرض التي واألعمال والضرائب بالجزية المادي الصعيد على تساهم ويؤثرون معتقداتهم أفرادها يمارس عنها، العرب ترفع التي بثقافاتهم وسلوكياتهم.. بين التسامح والتشدد، بين االعتراف بهم وحاالت الحذر منهم.. عاش الموالي دون عناء تحت مظلة اإلسالم التي راعت وضعية الذمي بكثير من الرعاية واالهتمام.

بانتمائهم االعتراف ضمن متميزة، وضعية منحهم التسامح للمجتمع المسلم من غير أن يسلبهم حريتهم الدينية وممارسة معتقداتهم وطقوسهم وهو ما سيبني لبنة في البنية الفكرية، عن الدفاع في العقلية ومناظراتهم مجادالتهم وستسهم أيضا، الشديد الفكري التوتر من حالة خلق وعن هويتهم، الوثنية الذود عن وحدانية اهلل وإدانة الفرق اإلسالمية وتتبنى والمانوية وكل الفرق الالدينية أو الفرق الكتابية.. ويتحمل تيار

أهل السنة المحافظة على الدين والتوحيد.القيم الالدينية لن تتوقف تحت ضغوط الفرق أفكار هذه لكن العربية/ اإلسالمية، بل تتسرب بشكل ما إلى فرق إسالمية تتخذ الحر.. التأملي الفكر تأسيس إلى سبيال وأدواتها منهجها من والشرعية، السلطة الذي سيكون في مواجهة حقيقية مع وهو يصفه أركون: بأنه فكر غير مجزأ، غزير، متحرر من الضغوط التي سيفرضها فيما بعد المنهجية والعناية األدبية )أركون، 1985:

.)58الدولة، برعاية تحظى فرقا اإلسالمية الفكرية الفرق تنقسم التيار السائد.. لكن هناك وأولها وأهمها تيار أهل السنة، فهو أهمها ومن بها، القائلين السلطة تشجع فكرية تيارات أيضا المجتمع مهادنة يمكن التيار هذا خالل فمن )الجبر(، فكرة الشورى من الحكم نظام في الحادثة التغيرات تبرير ويمكن المظالم االجتماعية الوراثية، وبالجبر يمكن تبرير الملكية إلى والسياسية التي قامت بها الدولة أو نتجت في ساستها ووالتها

وعمالها.الفرقة تلك أيضا اإلسالمي العربي الفكر كما تظهر في ساحة التي فصلت بين اإليمان واالعتقاد المتسامحة وهي “المرجئة”

يوم في سبحانه إليه واحتسابها األمور وإرجاء العمل، وبين الدين.

الفرقة هوى في نفوس بني أمية، فليس هناك من لقيت هذه ما دام المجتمع يرتكبون من جرائر في حق ما ينكر لألمويين

هناك إرجاء للمحاسبة والعقاب.تبرير رفضوا الذي “الوعيدية” الخوارج لتطرف فعل رد وهو المرجئة، وحكموا على مرتكب الكبيرة بالكفر والخلود في النار، وعلى رأس هؤالء جميعا الطغمة الحاكمة من بني أمية الظالمين

الجائرين.في اإلسالم انتشار بفضل اتسعت قد الفكر آفاق أن والحق مجاالت إلى الديني الفكر تعدت حدود مختلفة حتى مجتمعات علمية وعرفانية ال صلة بينها وبين اإلسالم كدين غال باستثناء ما يدعو للبحث العقلي، فإنها تعالجه في ضوء تراثها ومعتقداتها تلك – البصرة في وجدت لقد اإلسالم.. على السابقة الدينية المنطقة السبخة – أرضا خصبة لتوليد األفكار العقلية المناهضة القرآن، بخلق القول األفكار هذه ومن التقليدي، الديني للتيار وهو نتيجة لنظرية القول بنفي الصفات أو التعطيل.. وكان الجعد بن درهم أول من أعلن هذا الرأي.. ثم تبعه جهم بن صفوان وأفرط في نفي التشبيه حتى قال إنه تعالى ليس بشيء، وال يقع عليه صفة، أي أنه ينزه اهلل تعالى عن أي تمثيل أو تشبيه حتى الفتنة إن المقريزي: زرع شرا عظيما.. وقال ابن حجر: قال عنه عظمت به.. وأورد على أصل اإلسالم شكوكا.. وتولد عنها بالء

كبير )أدونيس، 1983 : 194(.متواصلة.. ديناميكية حركة الفترة تلك في العقلي النشاط التي تبطش السلطة القضايا في مواجهة األفكار وتطرح تولد تؤيدها فكريا الناشطين مع تتهاون وال سياسيا، بالمعارضين تلك السلطة العلمية المتمثلة في التيار النقلي، تحاول أن تكبح هل ولكن السلف.. ألحكام مخالفتهم بدعوى عقولهم جموح

يرتدع المفكرون تحت ضغوط السلطة السياسية / الدينية..؟وهو حر، مختار اإلنسان بأن القائلون أي القدري التيار يظهر الذي يفعل أفعاله بإرادته.. ويبرز معبد الجهني )أدونيس،1983 للتوحيد االعتقاد “أن يرى: الذي الدمشقي غيالن ثم ،)194:من وليست فطرية معرفة فهو إيمانا”، يكون ال نظر بغير ذلك بعد األشعري يسميه بما يحصل اإليمان وأن اإليمان.. “المعرفة الثانية”، أي : المعرفة التي تنشأ عن النظر واالستدالل، وقد أوجد من خالل القول بالقدر مدخال محظورا سياسيا، وأنحى في نادى ولذلك السياسي، النظام على والمسؤولية بالالئمة الساحة العامة: تعالوا إلى متاع الخونة، متاع من خلف الرسول

في أمته بغير سنته وسيرته )صفوت، 1971: 2، 336 (غيالن المؤمنين أمير عبدالعزيز بن عمر أناط لماذا والسؤال:

91

فاطمة محمد السويدي

في نادرة المصادر ؟ المغتصبة.. واألموال المظالم رد بمهمة مشوهة ترد كثيرة وأحيانا القدرية، موضوع الموضوع، هذا دراسة غير من المسبقة األحكام الهتزازات تتعرض وناقصة،

حقيقية، فكتب الفرق تؤدي بالباحث إلى رؤية معادية وسلبية.لكن الفكر ال يموت وال يفنى، إنه يتحول إلى مدرسة أقوى وأكثر حركة إنها للنظر جديدة عناصر خالل من ستتشكل تجذرا، والفكرية الثقافية البنية على الحقيقية الثورة “وهي االعتزال: لها أن مهدت المعرفة بعد ثورة على مادة بشكل خاص، هي الحركات السابقة السبيل لتستوي على سوقها.. هي حركة فكرية فقد الثقافي، للموروث جديد فهم تثبيت إلى تهدف تحويلية كان الدين قبل االعتزالية تعليما ال تعليال، قبوال ال تساؤال، نقال العقل محورها” المعرفة، بل صار النقل محور ال عقال، فلم يعد

)أدونيس، 1983: 85(.وعلى أي حال فاالعتزال ال يرى أن العقل مناقض للدين، بل يرى

أن الدين هو العقل نفسه. النقل والعقل نمطان من المعرفة يسود بينهما توتر في مراحل ال وقد تليها التي والعصور الحقبة تلك العربي في الفكر واقع

نتجاوز الواقع إذا قلنا إلى اليوم.الفقهاء، السنة من العالقة بين حماة األصالة، أهل كما تتوتر

والمجددين أصحاب المنهج الحر المستقل..أصحاب المنهج العقلي )المعتزلة( وعلى رأسهم واصل بن عطاء يحرصون على البرهان بأن مبادئهم ونتائجهم تتفق مع مبادئ االتجاه: توحيد الخمسة تؤكد هذا القرآن ونتائجه.. فمبادئهم اهلل، العدل اإللهي، منزلة مرتكب الكبيرة بين منزلتين، تنفيذ عن والنهي بالمعروف األمر واجب اآلخرة، في والوعيد الوعد

المنكر.مهم أمر إلى المعتزلة عن حديثه في أركون محمد ويخلص والمنفعة. العقلي االستدالل متجه شطر واقعي، فكر ذيوع هو وحدانية فالذود عن مباشر؛ عملي اتجاه في تتجلى فمبادئهم اهلل كان يرمي إلى إدانة الوثنية المانوية قبل أن يهدف في بعد ذلك إلى تعريف الصفات اإللهية، وتأكيد عدل اهلل كان وسيلة لفضح ظلم الحكام، األمر الذي ينطوي على رباط يتصل بالقدرية

وبالخوارج )أركون، 1985: 72(.ولكن سنجد البغدادي يوزع الفرق الضالة وفق الحديث الشريف، ولعله يتعسف في توليد هذه الفرق لتصل إلى الرقم المطلوب، عليها يحكم ثم مستزيد.. لزيادة فرصة لزمننا يترك فلم أهل اهلل عصمة بيان إلى ليصل مؤلفاته جميع في بالضاللة السنة، وفضائل أهل السنة وأعالم علومهم )البغدادي، 1973:

المقدمة (. لذلك يسوق التهم للمناوئين للخط السني يقول : ظهرت فتنة األزارقة بالبصرة.. وخرج واصل.. فلما سمع الحسن البصري من واصل بدعته التي خالف بها أقوال الفرق قبله طرده عن مجلسه.. الناس وقال عبيد.. بن عمرو الضاللة في قرينه إليه وانضم في والضالالت البدع ظهرت وما قدري.. كفره مع أنه لواصل األديان إال من أبناء السبايا كما روي في الخبر وهكذا )البغدادي،

1973: 97 ( هو رفض للتغيير وازدراء لكل جديد.نزاع يدل على فهمين مختلفين وممارستين متنافستين للتراث منذ القرن األول الهجري.. هذا الخالف بين تياري أهل الحديث التي الفكرية / النفسية الحالة تلك لبيان يهمنا الرأي وأهل صالحا جوا ستخلق طويل، زمن إلى ومستمرة مؤثرة ستظل التأمل فالمناظرة من واإلبداع.. ولالجتهاد العلمية للمناظرات والتفكير تتخذ من النظر وسيلة وآلية إلعمال العقل والمحاججة النظر بأهل الكالم علماء نعت السبب ولهذا والمجادلة،

)طه،1987: 63(.ومع أن علم الكالم لم يقم فقط لنصرة العقيدة، بل كان يرمي العقيدة، فإن عددا إلى فهم مضمون اإليمان وإدراك مضمون من المفكرين المسلمين شاركوا في هذا الجدل حتى أصبح جنسا أدبيا له شروطه وآلياته ومقاييسه، ونظرة في المعاجم اللغوية

ندرك من خاللها كثرة ألفاظها ومترادفاتها بشكل الفت1.ظرف وفي األموي، العصر في المكتوبة المناظرات شح ومع حضارات بين مختلفة فكرية روافد فيه تتالقح مميز تاريخي تلتقي وتمتزج وتتفاعل، وقدرة الفرد في تلك الحقبة التي برهنت على مستوى رفيع من أجل إرادة المعرفة ال حدود لها، وتنامي نهضة فكرية عقلية / نقلية، تسيران كفرسي رهان: أقول مع شح المناظرات يجد الباحث نفسه مقيدا بتلك النصوص النادرة التي

قد ال تفي لتفسير ذلك الوضع الفكري الباهر..

4 – الحسن البصري :دامت ما بخير تزال الجماعات ال الجماعة من إن تويني: يقول صفوتها بخير، بل يذهب بعض المؤرخين إلى أن وجود الصفوة يعني انعدامها ألن إطالقا، الصفوة انعدام من خير الزائفة

الفوضى )مؤنس، 1998: 117(.السياسي، وتبينا أن الوضع إلى حد ما - وبعد أن استعرضنا - هناك قناعة عند أهل العلم واإلدراك لطبيعة الجماعة اإلسالمية الجماعة الزمة السليم الحل هو ليس األموي الملك قيام بأن من األخيرة السنوات في أثرها ويظهر تستشري بدأت التي

أنظر األلفاظ : كلها تبحث عن الحقيقة : المناظرة، المحاورة، المخاطبة، المجادلة، المحاججة، المناقشة، المساجلة، المعارضة وغيرها كثير. 1

92

جدلية الفكر والسياسة في العصر األموي

خالفة عثمان.. وتحول االقتناع إلى غضب يضاعف منه اإلجراءات الصارمة للسلطة السياسية وخاصة بعد مأساة كربالء في العراق

ومعركة الحرة في المدينة، وحريق الكعبة.في ثقتها تفقد األمة جعل السياسية القيادة في التصدع هذا قادتها السياسيين وتضعها في أيدي قادتها الدينيين )الفقهاء(، في قوة ذاته في والفكر الخاص، الفكري المنحى إلى تنزع أو

مواجهة بطش الدولة.التاريخ العميقة في مسار التحوالت البصري شهد هذه الحسن اإلسالمي.. شهد عصر الخالفة الراشدية1. وشهد التحول الذي قلقه و العربي وعي شهد األموية الحقبة في مسارها أصاب الواقعي واالختالف الفارق وبين اإلسالمية المثالية بين الحاد

المعيش فيه.فهو المتخيل، من تقترب مبهرة، شخصية البصري: الحسن والفقه، والحديث والتفسير العقيدة في إمام واألتقى، األجمل المجاهدين، صفوف في تجده والمرشدين.. الوعاظ مع تجده وعلى منابر الخطباء المفوضين.. ال يخاف في دينه لومة الئم.. مذاهبهم وفق تنازعه إلى بمريديه دفعت أسطورية شخصية القصاص.. الفقهاء، المتصوفة، والمتكلمون، الزهاد، وفرقهم، والتخيل والوعي، اإلدراك، وأبعاد المستويات كل في يتكثف

بإسهاماته الفكرية..وفي هذا السياق سوف نهتم ببيان بعدين أساسيين في حياته.. مؤثرة قوة بوصفه بالفكر وعالقته السياسية بالسلطة عالقته

في الواقع االجتماعي.لقد سيطرت على الحسن البصري فكرة مركزية حين رأى انحراف ينخر المجتمع من فساد تخليص على قادر أنه المجتمع، وهي االلتفات للماضي الموازنة ديدنا بين صلبه.. واتخذ من منهج والزمن الحاضر كقوله: »رأيت سبعين بدريا لو رأيتموهم لقلتم رأوا ولو خالق، من لهؤالء ما لقالوا خياركم رأوا ولو مجانين، رحمة، )ابو الحساب« بيوم يؤمنون ال هؤالء لقالوا شراركم

.)24 :1997المعيش الواقع على مستمر سخط في تجعله الموازنة حالة فيه، فكل ابتعاد عن النماذج أو الينابيع ]النبي )صلى اهلل عليه الخطاب كان ولهذا األمة.. يغيب انحطاط الصحابة[ - وسلم( إلى األمة.. إلى موجها خاص بشكل البصري الحسن لدى العامة.. وكانت أداة هذا الخطاب هي الوعظ والتذكر.. هو نمط العبارة، السهولة في الديني من حيث / الخطاب األخالقي من والمضمون المثالي المؤثر، واللغة اإليحائية، والجمال التعبيري..

ووسيلته في تبليغ رسالته هي أقرب وسائل التواصل مع العامة.. المثل يضرب كان كله هذا وفوق الديني.. والقصص الوعظ تتنازعه ولهذا المحتذى2، النموذج ذلك الشخصي.. بنموذجه

كتب الطبقات بين طرائقها المختلفة.تلك من يقترب الذي الديني الخلقي النمط من النموذج هذا الحق، المسلم اإلسالم لشخصية التي رسمها المثالية الصورة ودعوته ونداءاته وسيلة لتجسيد االنفصال الذي يتسع يوما بعد

يوم بين الدين والدنيا..الرسمية السلطة تعالت كما العامة، على متعاليا يكن لم واعيا بكل وكان فيه.. وذابوا فيهم ذاب بل الفكرية والسلطة

ذلك.فإذا نظرنا إلى موقفه الفكري، سوف نجد أنه يجسد الهوة بين اآلراء.. بين مدرسة النقل المتسيدة، و مدرسة العقل التي تفرض مذهب بين الفجوة ردم إلى سيسعى ووضوح.. بقوة وجودها الجبر واالختيار، سيسعى بفكره التأملي إلى استخدام مبدأ عدم أفكارهم، احتواء يستطيع حتى المفكرة النخبة مع التناقض المتعارضين.. في مرحلة الرأيين الجفوة بين ويخفف من حدة قطعي، واضح بشكل المفاهيم تتبلور ال إذ األولى التشكيل المتخاصمتين: للفرقتين رائد هو البصري الحسن أن ونالحظ التحديد أنصار السنة وأهل اإلرادة، حرية أنصار المعتزلة العادل اهلل مفهوم على واحدة نظرة في يحافظ هو اإللهي.. والمطلق العلم، واإلنسان المسؤول عن أعماله في منظور اليوم

اآلخر )أركون، 1985: 64(.

التي المسجدية، المناقشات المجال ذلك في وسيلته وكانت كانت تدور في حلقات الدروس التي ال تنقطع.. وقد كان الجدل تالقي من تتولد فالحقيقة المعرفة، وسائل أهم من والحوار العقول أكثر من انعزالها واالقتناع هو المطلب األساسي في كل انفرط فقد الراقع.. على اتسع قد الخرق أن يبدو ولكن جدل، العقد من بين يدي الحسن البصري حين اعتزل واصل بن عطاء مجلسه، وأسس حلقة جديدة لفكر متطور من تلك السارية التي

يجلس حولها أستاذه الحسن البصري.الحسن عند العقدي السجال ببنية اإللمام نستطيع ولكي

البصري، سوف نتوقف مع رسالته المثيرة للجدل وإشكالياتها..ولكن قبل أن نتناول هذه الرسالة المشكلة سننظر في الجو العام الذي أفرزها.. يمكن القول أن قضيتي القدر وحرية اإلرادة في اإلسالم، من أهم اإلشكاالت التي بدأت بها المباحث الكالمية،

ولد بالمدينة سنة )21هـ( – “ولد لسنتين بقيتا من خالفة عمر” ) 12هـ - 23هـ( – انظر : الذهبي، سير أعالم النبالء، جـ4، ص564.. 1

انظر : حلية األولياء وطبقات األصفياء عباس: الحسن البصري، الخن: الحسن البصري، البيومي : الحسن البصري. 2

93

فاطمة محمد السويدي

النبي )صلى المسلمين في عهد القضيتان حيث شغلت هاتان اهلل عليه وسلم(، وكانت مثار جدل بين المسلمين والمعارضين من أهل الكتاب، ولكن ال يمكن استخالص موقف صريح وقاطع للقرآن في هذه المسألة، هناك ست عشرة آية تدل على أن أفعال لنفسي أملك ال )قل اإلنسان مقدرة عليه من ذلك قوله تعالى:

( )يونس، اآلية 49(. ا وال نفعا إال ما شاء اهلله ضراإلنسان تقرر حرية – آية آيات – ست عشرة ترد المقابل وفي ا كسبت نفس ب

في أفعاله وأنه فاعلها من ذلك قوله تعالى:)كل

الحظ )جرم( أن بدوي، ويشير .)38 اآلية )المدثر، رهينة( اإلنسان حرية تقرير إلى أميل المكية السور أن دراسته في واختياره، بينما السور المدنية أميل على تقرير الجبرية )بدوي،

.)1979:97النخبة بين الدائم الجدل من حالة الوضعية هذه أفرزت وقد والعامة، وبين النخبة والسلطة السياسية، ولكن ينبغي أن نؤكد دائما بان المناظرات كانت شفاهية فلم يكتب لها البقاء.. وظل بين أيدينا أربع رسائل في القدر أقدمها تنسب إلى الحسن بن علي بن أبي طالب ويرسلها إلى البصرة.. لكن لمن في البصرة؟

المصادر تصمت عن ذلك.يقول فيها: “من لم يؤمن باهلل وقضائه وقدره فقد كفر، ومن حمل ذنبه على ربه فقد فجر.. ولو أجبرهم على المعاصي ألسقط عنهم العقاب، لو أهملهم لكان عجزا في القدرة، ولكن له فيهم

المشيئة التي غيبها عنهم..“ )صفوت، 1971: 27(.الرسالة توجه همها إلى إقامة الدليل العقلي على حرية اإلرادة إلى تلتفت أن دون وقدره، اهلل بقضاء اإليمان مع البشرية السمات فيها ولذلك تختفي تفنيده، أو محاولة المخالفين رأي في التجويد فيها ويظهر الوعظية السمات لتظهر الجدلية،

انتقاء اللفظ )نصار،1983: 40(.الرسالة الثانية تنسب إلى عبداهلل بن عباس أرسلها إلى مجبرة

الشام )صفوت، 1971:28( وفيها كتب:المتقون، ضل وبكم بالتقوى الناس أتأمرون بعد: “أما أبناء يا العاصون؟ ظهر وبكم المعاصي عن الناس وتنهون الفاسقين.. وخزان مساجد الظالمين، وأعوان المقاتلين، سلف

إال منارا وال أخذه، إال ماال هلل يدع لم من مواالة إلى عمدتم هدمه.. فأثيبوا إلى اهلل وتوبوا، تاب اهلل على من تاب، وقبل من أناب« وهي رسالة تظهر نسبتها إلى ابن عباس واضحة مقارنة كما األمويين، تهاجم عقائدية سياسية رسالة فهي بأسلوبه، تظهر فيها الصنعة يغلب عليها السجع )نصار، 1983: 43(.. أما

الجدل فهي خالية منه، فهي ليست إال نقدا وتقبيح أعمال.وقبل أن نتوقف مع الحسن البصري، سننظر في رسالة عمر بن العزيز التي يفرد لها أبوالنعيم في حليته مكانا خاصا )ابو نعيم،

1997: 38( ألهميتها إذ يقول:“كتاب عمر بن عبدالعزيز إلى النفر الذين كتبوا إليه بما لم يكن لهم بحق في رد كتاب اهلل تعالى، وتكذيبهم بأقداره النافذة في علمه السابق .. وطعنهم في دين اهلل وسنة رسوله القائمة في

أمته”اليوم قبل من تستترون كنتم بما إلي كتبتم فإنكم بعد: أما مبتعدا مناقشتهم في يأخذ ثم منه.. والخروج اهلل علم رد في عن الذم مستعينا باألدلة القرآنية واألدلة العقلية، يؤكد وجهة الرسل بقصص واآلثار األخبار من المستنبطة باألدلة نظره واألنبياء، وهي رسالة طويلة تستغرق ثماني صفحات تدل على في جرأتهم مدى تبين أيضا ولكنها والعلم.. الحلم في سعة المؤمنين )99-101( وفتحه )رضي اهلل عنه( أمير إلى الكتابة الدولة لرأي والمعادين المخالفين مع والحوار المناقشة أبواب أو السلطة السياسية، نجده مرة أخرى يأمر بأن يحمل إليه رجاال من الحرورية فيكتب إلى واليه بالموصل )أن أرسل رجاال من أهل مراكب على واحملهم رهنا، منهم وخذ رهنا، وأعطهم الجدل كانت لقد .)38 :1997 نعيم، )ابو ففعل( إلي.. البريد من خالفة عمر استثنائية لجميع الفرق الفكرية، تطور خاللها الجدل والمناظرات تطورا ملموسا وحبذا لو استطعنا الحصول على ما الحريات واحترام السياسي فاألمن المناظرات.. تلك من بقي

مناخ جيد الستمرار الحركة الفكرية دون طمس أو إقصاء.نذكر دائما بأن اإلسالم يقوم على كتاب، وهذا يعني أن للعلماء دورا في المجتمع اإلسالمي.. وإذا سلمنا بأن الدولة في العصر األموي - على األقل – لها منطقها السياسي المستقل قليال أو أن هناك يعني فإن ذلك الحقيقية، الشريعة كثيرا عن معيارية الحالة هذه وفي والسلطة.. العلماء بين ومستمرا قائما توترا تضمن لكي العلماء مع الفجوة تلك تقليل إلى الدولة تعمد الرفض حالة وفي العامة.. القضايا في صمتهم أو تغاضيهم الدين.. وهو نفسه بسالحهم تحاربهم أن يمكن والتصادم الدولة كتاب حدوده ويرسم له يخطط الجديد المنهج وهذا الذين خدموا السلطة بترجمة عهد أردشير1 من النظام الفارسي القديم وتقديمه إلى أصحاب الدولة اإلسالمية في شكل نصائح وحكم حملوها من إرثهم الثقافي لتقدم خالصة الفكر السياسي الفارسي، ولتضفي صبغة من الرفعة والجاللة للقائمين بالسلطة

يذكر إحسان عباس محقق عهد أردشير أنه قد تمت ترجمته إلى اللغة العربية في دور مبكر، وقد يكون في زمن هشام بن عبدالملك خالفته 105هـ.. 1ولكن يمكن أن تكون روح العهد سائدة بين الموالي وهم الذين روجوا للتقاليد الملكية الساسانية قبل ترجمته الفعلية. انظر: الزمخشري : ) د. ت (

جـ4، ص218... تابع

94

جدلية الفكر والسياسة في العصر األموي

خصوم أقوى هو )الفكري( الديني والداعي خصومهم، ضد الملك - كما يقول العهد- وهو القادر على انتزاع السلطة من السابقون الملوك يتخذها كان حيلة العهد ويقدم يديه، بين فيخربونها، الدين باسم الثائرين عقول إلى يعمدون حين ويطلقون على أصحابها اسم “المبتدعين”، فيكون الدين سالحا

ضد الداعية الديني نفسه.وهنا يكون من الضروري إثارة السؤال اآلتي:

الحقبة تلك في أيضا والساسة المفكرون استفاد أي مدى إلى من هذا التيار الجدلي المتنامي في دعم رؤيتهم وتوجهاتهم ؟.

بين أيدينا رسالة طويلة للحسن البصري في القدر، تظهر، بقدر فيها يتضح والتحبير.. كما التأني فيها يتضح رسالة تخفي، ما

الحماسة والغضب أيضا.بن عبدالملك من موجهة األولى رسالتان: الحقيقة في إنها أخرى.. )27 :1971 )صفوت، تارة الحجاج ومن تارة، مروان1 الرسالة؟ كتب الذي من التساؤل، وإثارة الشك إلى تدفعنا نجدها مروان بن عبدالملك بها بعث التي الرسائل وبمراجعة في المباشرة وتفتقد والمضمون.. الشكل حيث من تختلف مضمونها ويحمل عبدالملك، رسائل بها تتميز التي الطلب

اإلنكار والتهمة والتساؤل..األمر اآلخر أن تيار القدرية لم يقو بشكل جدلي إال في فترة متأخرة، وهذا ما دفع الشهرستاني )وهو األقرب زمنيا( إلى التشكيك في واصل تلميذه إلى ينسبها ثم ومن الحسن إلى الرسالة نسبة بن عطاء.. »ورأيت رسالة نسبت إلى الحسن البصري يوافق فيها مذهب القدرية، ولعلها لواصل بن عطاء، فما كان الحسن ممن يخالف السلف في أن القدر خيره وشره من اهلل تعالى، فإن هذه

الكلمات كالمجمع عليها عندهم« )الشهرستاني، 47(.للهجرة، ثمانين سنة بالمدينة ولد واصال أن عرفنا وإذا نجد للهجرة، وثمانين توفي سنة ست مروان بن وعبدالملك لقضية المتقدم الفكر الصعب ومن ذلك.. قبول الصعب من الرسالة إن نقول لعلنا الحسن2. رسالة تعرضها التي القدر، للحسن البصري لكنها قد تكون لخليفة آخر في زمن متأخر قد يكون هشاما وهو الذي ناصب القدرية العداء وطاردهم بعد أن وقربهم، الدولة في مؤسسات العزيز عبد بن عمر لهم مكن

األموي، العصر في مثيل لها يسبق لم بدرجة معهم وتسامح وهم الذين سعوا إلى تقديم أطروحات فكرية تؤدي إلى تقويض الحكم عملية تجعل إذ األموي السياسي النظام شرعية أسس يوم إلى مؤجلة وليست الدنيوية، للمحاسبة خاضعة برمتها

القيامة.بن عبدالملك إلى وجهت الرسالة أن في شكنا يتضاعف كما مروان بواسطة الحجاج، إذ ذكرنا أن الحسن البصري اشترك في ثورة ابن األشعث )برغبته أو مرغما( وهي ثورة إلزاحة الحجاج في

ظاهرها واإلطاحة باألمويين في جوهرها.وتضيف المصادر أن العالقة بين الحسن البصري ممثل الشعب، جعلت حتى التوتر شديدة كانت السلطة ممثل والحجاج و )1983:173 )التميمي، سنوات تسع لمدة متواريا الحسن

)االزدي،1975: 11(.القضية هذه تناول في البصري الحسن منهج في نظرنا وإذا المحفوفة بالمخاطر دينيا وسياسيا، وال سيما أنه الداعية الشعبي، يستخدم لغة خطابية فريدة، فهو يوقع مناظره في شرك حقيقي، ذهنية مهارة عن ومحاورته بجدله يعبر يصرح.. وال يصرح وفكرية متقدمة، ينطلق بثقة في تفنيد آرائه ليس كمتهم يدافع توحي محاوراته عنها، يدافع لقضية كمتبني لكن نفسه، عن بقدرته الفائقة على التمييز والمقارنة بين األحكام، يناقش من زاويتي العقل والنقل، يتملك مهارة المزاوجة بين أشكال السجال والمناقضة، والمحاورة المناظرة مهارات تقتضيه بما الفكري وأحكامه القرآن بآيات مستعينا تارة التفسيري المنهج يعتمد كما يراها هو، وحين يصطدم برأي مخالفيه باستخدامهم آيات قرآنية أيضا تؤيد نظرتهم، يستخدم منهجا آخر يدحض آراءهم،

وهو المنهج التشكيكي ويتهمهم بمخالفة كتاب اهلل وتحريفه.جداله يثبت أن يريد حين التحاوري العقلي المنهج ويستخدم بأدلة من تجارب الرسل عليهم السالم.. فيبين أن آدم عصى ربه اسرين﴾ )االعراف، نا لنكونن من ال تغفر لنا وترمح

﴿ظلمنا أنفسنا وإن ل

عليه موسى وهذا وقدرك.. قضاؤك هذا يقل ولم ،)23 اآلية بني. م

ضل ه عدو م يطان إن السالم حين قتل النفس ﴿هذا من عمل الش

»ولم اآلية 16-15(.. )القصص، نفسي﴾ ظلمت إني رب قال

النبيين إال ونسب الخطأ إلى نفسه ولم ينسبه يخطئ أحد من

..تابع: عن أردشير بن بابك: كان إذا وضع التاج على رأسه لم يضع أحد على رأسه قضيب ريحان، وإذا ركب في لبسة لم ير على أحد مثلها، وإذا تختم بخاتم كان حراما على أهل الملة أن يتختموا بمثله.

وكان أبوأحيحة سعيد بن العاص بمكة إذا اعتم لم يعتم أحد بمثل عمامته مادامت على رأسه.وكان الحجاج إذا وضع على رأسه طويلة لم يجترئ أحد من خلق اهلل أن يدخل عليه في مثلها.

وعبدالملك إذا لبس الخف األصفر لم يلبس أحد مثله حتى ينزعه.

قراءة في رسالة الحسن البصري: خليل أبورحمة ينقلها عن ريتر والمنشورة في مجلة )Der Islam( مجلد 21، سنة 1933. . 1

قراءة في رسالة الحسن البصري: خليل أبو رحمة ينقلها عن ريتر والمنشورة في مجلة )قراءة في رسالة الحسن البصري: خليل أبو رحمة ينقلها عن . 2ريتر والمنشورة في مجلة ))Der Islam مجلد 21، 1933.

95

فاطمة محمد السويدي

إلي ربه.. فأقرت األنبياء صلوات اهلل عليهم، باإلساءة والتقصير فيما أغفلت وقصرت، وأضافت ذلك إلى نفسها وإلى الشيطان، معرفة منهم باهلل أنهم لم يؤتوا في ذلك من ربهم، وخالفت الجبرية والقدرية كتاب اهلل ووافقت الشيطان، قلة معرفة منهم

بعدل اهلل في خلقه ورحمة لهم وانتفائه من ظلمهم«.هذا هو المنهج التركيبي الذي اعتمده بعقليته الناضجة، متمثال والعقلي والتشكيكي التفسيري الثالثة المناهج بين الجمع في ليصل من خالل العقل إلى دحض دعواهم وتضييق الخناق على خصومه الفكريين، وهو المتصدي لهم دائما، مؤكدا أن مهمته النموذج هو عنقه.. في األمانة بثقل فيها يستشعر إصالحية، المؤمنين أصلحه اهلل أصبح في قليل من أمير المحتذى: »فإن كثير مضوا، والقليل من أهل الخير منظور إليهم ومعول عليهم، »إنما لهم تصديه في السبب ويضيف بأعمالهم.. ومقتدى أحدثنا الكالم فيه حيث أحدث الناس النكرة له.. ودليله المطلق في كل ذلك كتاب اهلل : »فكل قول ليس عليه برهان من كتاب اهلل فهو ضاللة« فالبرهان هو الحجة القاطعة في الجدال، وهذه الحقيقة إلى األمور، جالء إلى تهدف والمناظرات المجادالت وتحت شروط المنطق الديني العقائدي، غير أنها لم تشيد بنية

كشف تتوخى التنقيب العلمي المفتوح« )اركون، 1985: 86(.إلى يوصله أن البصري الحسن يريد الذي ما السؤال: يبقى لدفع رسالة مجرد هي هل عنه؟.. المسكوت وما السلطة.. شبهة التهمة والتواطؤ مع القدرية التي تحمل الدولة مسؤولية جرائرها، وما أكثرها في العصر األموي..والدولة في حاجة ماسة مصادر ومحاصرة الفكري النظام ضبط لها يدعم من إلى وتتصدى تصدت أن بعد المفكرين، عند والتبرم االحتجاج

للمناوئين السياسيين.أال يظهر الحسن البصري في هذه الرسالة بأنه المثقف المؤيد إلى بالكلية ينتمي أو سلكها، في ينخرط لم وإن للسلطة،

خطابها الفكري؟.لماذا يقدم من خاللها مدونة اتهام للحركات الفكرية الحديثة التي استجدت بأفكارها وتطور بناها الثقافية من آراء ومعتقدات والتمازج التداخل معطيات من جديدة هوية أفرزت ورموز

والتبادل بين الجماعات والثقافات والديانات؟

هذا الوعي، وهذا االحتراس من الموجة الجديدة المندفعة، يبرز الحسن شأنه شأن كل رجل يقف في حقبة مفصلية في التاريخ إذ يفصل بين عصرين، فينتمي بشكل كامل إلى العصر القديم، االتجاهات لمحاربة قواه كل ويستخدم ويتبناه، عنه يدافع الجديدة في الفكر بعد أن تبلورت وأصبحت خطرا حقيقيا يخشى به أطاح الذي الثبات أجل من المتواصلة دعواته وبعد أثره، الفكر المتقدم.. فكر المعتزلة بعد ذلك. وبسبب تخوفه من تيار الشباب المتطوراعتزل واصل بن عطاء حلقته العلمية ولم يقض

بذلك على أفكاره.. لكن واصال تابع مسيرته في تيار أقوى.أهذا هو السبب الذي دفعه إلى أن ينشئ هذه الرسالة ويستند الكفيلة الوحيدة كانت فلعلها ضدها، كان التي السلطة إلى بمحاربة هذا التيار الصاعد من غير توقف. فالخليفة يرحب بها – أيا كان هذا الخليفة – لكونها صادرة عن شخصية لها ثقلها وبين المفكرة النخب بين األوساط جميع في العلمي الديني »وليست حساب كل السلطة لها تحسب التي الغوغاء العامة للخاصة قوة على العامة، وال للعلية قوة على األراذل، فقد قالت

األوائل فيهم، وفي االستعاذة باهلل منهم :لم اجتمعوا إذا قوم من باهلل نعوذ طالب: أبي بن علي قال يملكوا، وإذا تفرقوا لم يعرفوا، وقال واصل بن عطاء: ما اجتمعوا

إال ضروا، وال تفرقوا إال نفعوا«1.إذن، السلطة والحسن يستخدم بعضهما اآلخر.. كل وفق رؤيته وأهدافه، ولكن السلطة تستطيع استخدام هذه الوثيقة في كل زمان ومكان مادامت صادرة عن شخصية رمزية مؤثرة ونافذة

كشخصية الحسن البصري.كان هل وفاته؟ قبيل كتبه الحسن أحرق لماذا السؤال: يبقى المجتمع قيم وبين وقيمه، بذاته وعيه بين اختالال يعيش المحافظة سبيل في نفسه بذل التي اإلسالم لقيم المتنكرة عليها وإشاعتها.. أم هل أصبح العلم ال يطلب لذاته، بل يطلب

لألهواء واألطماع والسلطة؟!قد ال نجد تفسيرا مقنعا، ولكن الرأي األخير سنجده يظهر مرة أخرى عند التوحيدي الذي لم يتورع عن حرق كتبه.. وعند الغزالي

الذي يتحدث عن )فضيلة الصمت(...إن الفكر يظل حيا طالما ظل متصال بالواقع.

رسائل الجاحظ:، ص 283 جـ1. 1

96

جدلية الفكر والسياسة في العصر األموي

المراجع

أدونيس،1983، الثابت والمتحول، بحث في االتباع واالبتداع عند العرب – األصول، دار العودة: بيروت.

أركون، محمد، 1985، الفكر العربي، ترجمة : عادل العوا – منشورات عويدات، بيروت – باريس.

األسدي، سيف بن عمر التميمي، 1997، كتاب الردة والفتوح وكتاب الجمل ومسير عائشة وعلي – تحقيق : د. قاسم السامرائي – الطبعة الثانية – دار أمية للنشر والتوزيع – الرياض .

أومليل، علي، 1996، السلطة الثقافية والسلطة السياسية – مركز دراسات الوحدة العربية: بيروت.

بدوي، عبدالرحمن، 1979،مذاهب اإلسالميين : المعتزلة واألشاعرة جـ1، دار العلم للماليين: بيروت.

البشري، الشيخ سليم: 1316 هـ تحفة الطالب لشرح رسالة اآلداب مصر، وتتضمن : شرح رسالة اآلداب للشيخ الكلبنوري،و شرح الرشيدية للشيخ الجونفوري.

البغدادي، عبد القاهر: 1983، الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم – منشورات دار اآلفاق الجديدة – بيروت.

البالذري، اإلمام أبو العباس احمد بن يحيى بن جابر) د.ت (، أنساب األشراف، منشورات مكتبة المتنبي – بغداد

بيومي، مصلح سيد، 1980،الحسن البصري من عمالقة الفكر والزهد، مكتبة النهضة المصرية- القاهرة.

التميمي، أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم، 1983، كتاب المحن، تحقيق: د. يحيى الجبوري – دار الغرب اإلسالمي – بيروت.

ابن تيمية، 1967، اإلمامة والسياسة – تحقيق : طه محمد الزيني – 25/1، مؤسسة الحلبي – مصر .

الجابري، محمد عابد: 1997، تكوين العقل العربي )نقد العقل(، مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت.

الجاحظ، 1979، الرسائل : رسالة في نفي التشبيه – تحقيق : عبدالسالم هارون، مكتبة الخانجي – مصر.

الجرجاني، الشريف: ) د. ت ( كتاب التعريفات – تحقيق : د.عبدالمنعم المغني، دار الرشاد، القاهرة.

الجرجاني، الشريف علي حمد، 1949، الرسالة الشريفية في آداب البحث والمناظرة، تحقيق: على مصطفى الغزالي – مطبعة حجازي- القاهرة.

ابن خلكان، 1977، وفيات األعيان وأنباء ابناء الزمان، تحقيق : د. إحسان عباس، دار صادر بيروت.

الخن، مصطفى سعيد، 1995، الحسن بن يسار البصري – الحكيم الواعظ الزاهد العالم، دار القلم، دمشق.

الذهبي، اإلمام شمس الدين محمد بن أحمد، 1994، سير أعالم النبالء، تحقيق : محمد نعيم العرقسوسي، مأمون صاغرجي - مؤسسة الرسالة، بيروت.

الزمخشري، اإلمام محمود بن عمر : ) د. ت (. ربيع األبرار ونصوص األخيار، تحقيق :د.سليم النعيمي – العراق.

أبو زهرة، اإلمام محمد، 1980، تاريخ الجدل – دار الفكر العربي : القاهرة .

الشهرستاني، ) د.ت (، الملل والنحل – تحقيق محمد سيد كيالني – دار المعرفة، بيروت.

صفوت، أحمد زكي، 1971، جمهرة رسائل العرب في عصورها الزاهرة – الجزء الثاني، العصر األموي، مطبعة البابي الحلبي- مصر.

الطبري: ) د. ت ( تاريخ األمم والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- بيروت.

عباس، إحسان )محقق(، ) د، ت (، عهد أردشير، دار صادر بيروت.

عباس، إحسان، ) د.ت (، الحسن البصري؛ سيرته – شخصيته، تعاليمه، آراؤه – دار الفكر العربي بيروت.

عبدالرحمن، طه، 1987، في أصول الحوار وتجديد علم الكالم – المؤسسة الحديثة للنشر والتوزيع، المغرب.

غنام، طلعت، 1997، أصول البحث والمناظرة،– القاهرة.

97

فاطمة محمد السويدي

معروف، نايف محمود ) محقق(، 1983، ديوان الخوارج – دار المسيرة – بيروت.

الميداني، عبدالرحمن حسين الميداني،1988، ضوابط المعرفة وأصول االستدالل والمناظرة. دار القلم، دمشق.

أبو نعيم، اإلمام، 1997، حلية األولياء وطبقات األصفياء – تحقيق: مصطفى عبدالقادر، عطا، دار الكتب العلمية، بيروت.

النووي= اإلمام :1999،،المنهاج في شرح صحيح مسلم، تقديم د. وهبة الزحيلي، دار الخير-دمشق.

الدوريــات :

األزدي، 1975، كتاب المتوارين،تحقيق :محمد حسن آل ياسين، مجلة مجمع اللغة العربية،ج3، مجلد 50، دمشق.

أبو رحمة، خليل، 1997، قراءة في رسالة الحسن البصري إلى الخليفة عبدالملك، دراسات العلوم اإلنسانية واالجتماعية المجلد 24 – العدد األول،األردن.

نصار، حسين، 1983، أدب المراسالت في العصر األموي، عالم الفكر، المجلد14 –العدد3.

مؤنس، حسين: 1998، الحضارة: دراسة في أصول وعوامل قياسها وتطورها – عالم المعرفة العدد 237 – الكويت.

محمد، يحيى، 1997، الحضارة العربية بين الحضارة اليونانية والحضارة الغربية، الوحدة 101، 102-. المجلس القومي للثقافة العربية، الرباط.

98

99

استاذ مساعدقسم الصحافة- كلية اإلعالم

جامعة القاهرة[email protected]

سناء جالل عبد الرحمن

واقع صحافة األطفال ودورها المعــــرفي في العـــالم العـربي

دراسة تحليلية تقويمية

جامعة السلطان قابوسمجلة اآلداب والعلوم االجتماعية

Sultan Qaboos University Journal of Arts & Social Science

100

واقع صحافة األطفال ودورها المعرفي في العالم العربي

سناء جالل عبد الرحمن

واقع صحافة األطفال ودورها المعــــرفي في العـــالم العـربي

دراسة تحليلية تقويمية

Sanaa Galal Abdulrahman

Children Journalism and its Informational Role in the Arab World: An Analytical and Evaluation study

Abstract:This research deals with the status of children’s journalism in the Arab world in the light of the information revolution, the obstacles they face, and the factors affecting its knowledge role. The research aims to describe and analyze the knowledge role of Arabic children’s magazines through the analysis of knowledge content provided by a sample of these magazines.The research revealed the lack of a clear concept of children journalism in the Arab literature. It also stressed the need to extend the concept of the children journalism to include all new types of media dealing with children. It also revealed a number of features that distinguish children journalism in the Arab world and affect its knowledge role. These features include the governmental nature of the children journalism, the limited market in which they operate seasonality of the market, and the fierce competition it faces from other media.

Keywords: Children Journalism, Specialized Journalism, Journalistic Content.

مستخلص:يتبلور موضوع هذا البحث حول تساؤل رئيس يدور حول الدور المعرفي لصحافة األطفال في العالم العربي في ظل التطور الذى الدول التي تشهدها التحوالت االجتماعية واالقتصادية المعلومات بوجه عام، وكذلك في ظل الصحافة وصناعة تشهده صناعة العربية في األلفية الجديدة. وتحقيقا لذلك فإن البحث يتناول واقع صحافة األطفال في العالم العربي في ظل الثورة المعلوماتية والمعوقات التي تواجهها، والعوامل المؤثرة في الدور المعرفي الذي تقوم به. ويهدف البحث إلى وصف وتحليل الدور المعرفي البحث عن عدد من المجالت. كشف التي تقدمها عينة من هذه المعرفية المضامين العربية من خالل تحليل األطفال لمجالت السمات التي تميز صحافة األطفال في العالم العربي، وهي تؤثر في دورها المعرفي وتحد منه، وأهمها الطبيعة الحكومية لصحافة األطفال، وارتباطها التاريخي بالحكومات في العالم العربي، مما أثر فيها وفي تطورها سلبا وإيجابا بشكل كبير، ومحدودية السوق الذي تعمل فيه بالنظر إلى توجهها إلي الفئة غير القادرة على الكسب بوجه عام، وموسمية السوق واقتصاره في الغالب على فترة

اإلجازة الصيفية، باإلضافة إلى المنافسة الشرسة التي تلقاها من الوسائل اإلعالمية ووسائل التسلية األخرى.

الكلمات الدالة: صحافة األطفال، الصحافة المتخصصة، المضامين الصحفية.

101

سناء جالل عبد الرحمن

مقدمةالمتخصصة الصحافة أنواع أهم أحد األطفال صحافة تمثل المتخصصة« الصحافة يعيش »عصر الذي المعاصر العالم في باعتبارها الصحافة هذه إلى وينظر .)3 :1986 زيد، )أبو مثل مثلها األطفال، في المؤثرة االجتماعية المؤسسات إحدى Hofstetter, et al( والرفاق واألسرة التعليمية المؤسسات المتقدمة الدول 273 :2000.(،. وتحتفظ صحافة األطفال في

تواجهه مما الرغم على والترفيه للتعليم كوسيلة بمكانتها %25 فإن المثال سبيل وعلي األخرى. الوسائل منافسة من من األطفال في الفئة العمرية من 10 إلى 14 عاما في إنجلترا يقرءون بانتظام خمس مجالت فأكثر، فيما يحرص 66% منهم على قراءة مجلة إلى خمس مجالت بصفة منتظمة. وبوجه عام صحافة يقرءون المتحدة المملكة في األطفال من %83 فإن األطفال بانتظام، في مقابل 79% يقرءون الكتب غير المدرسية المعلمين فإن آخر )Coles and Hall, 1997:50(.من جانب في المدارس األمريكية يقدرون بشدة الدور الذي تلعبه صحافة الدراسات في وتشير والتربوية. التعليمية العملية في األطفال المتحدة الواليات في المعلمين من %76 أن إلى المجال هذا كوسيلة الدراسية فصولهم في األطفال مجالت يستخدمون كل حصول ضرورة منهم %81 ويعتقد مساعدة، تعليمية األطفال على مجالت بانتظام خالل سنوات دراستهم بالمدارس

.)Morrow& Lesnick, 2001: 7(من األول النصف إلي العالم في األطفال صحافة تاريخ ويعود القرن التاسع عشر، إذ صدرت أول مجلة لألطفال في فرنسا في العام 1830، إال أنها كانت مرتفعة الثمن ولذلك كانت مقصورة شهدته الذى الكبير التطور ومع الغنية. الطبقات أبناء على الصحافة نتيجة التحوالت التكنولوجية واالقتصادية واالجتماعية التي شهدتها أوروبا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، باإلضافة إلى زيادة عدد األطفال القادرين على القراءة، شهدت اإلصدارات مستوى على سواء كبيرا ازدهارا األطفال صحافة الجديدة أو على مستوى اإلنتاج الذى جعل منها مطبوعات أنيقة وملونة وسهلة االقتناء من غالبية األطفال على اختالف طبقاتهم

االجتماعية. وتشهد صحافة األطفال باختالف أنواعها الورقية واإلليكترونية على للداللة ويكفي المتقدمة. الدول غالبية في كبيرا ازدهارا ألمانيا ذلك اإلشارة إلى أن عدد مجالت األطفال في دولة مثل نسخة مليون 144 نحو سنويا توزع مجلة 1570 نحو يبلغ )الغباشي، 2002: 84(. أما في العالم العربي فعلى الرغم من البداية التاريخية المبكرة لصحافة األطفال والتي تعود إلى العام 1870، فإن هذه الصحافة تعاني باستثناءات قليلة من مشكالت

عديدة، إنتاجية واقتصادية باإلضافة إلى انخفاض توزيعها تأثرا الدول غالبية في المتدنية واالجتماعية االقتصادية باألوضاع العربية، وهو األمر الذى ينعكس سلبا على دورها في المجتمع.

الدراسات السابقة: العربي العالم في األطفال بصحافة البحثي االهتمام يتوزع المتصلة التاريخية الجوانب تغطي رئيسية محاور عدة علي ودور العربية، األقطار بعض في الصحافة هذه وتطور بنشأة القيم وترسيخ بالمعلومات األطفال إمداد في الصحافة هذه لديهم، والجوانب اإلنتاجية الخاصة بها )التحريرية واإلخراجية(، والتلفزيونية االذاعية األطفال برامج تقييم إلى باإلضافة باعتبارها شكال من أشكال صحافة األطفال المسموعة والمرئية

الموجهة لألطفال. الهيتي نعمان هادي دراسة تبرز )التاريخي( األول المحور وفي عن نشأة وتطور صحافة األطفال في العراق، التي ركز فيها على التأريخ لهذه الصحافة في العراق من بدايتها حتى عام 1976 )الهيتي، 1978(، ودراسة أحمد محمد فضل اهلل حول صحافة األطفال في السودان )فضل اهلل، 1985(، وقد أرخ فيها لنشأة وتطور الصحافة الموجهة لألطفال في السودان في الفترة من 1947 إلى عام 1981. كما تبرز دراسة سالمة علي عبود، حول الطفل، ثقافة تنمية في ودورها األطفال مجالت وتطور نشأة العربي المغرب دول في لألطفال الصادرة المجالت وتناولت المجالت هذه نجاح تأكيد إلى وانتهت موريتانيا، باستثناء والدينية والصحية والرياضية الثقافية المعلومات تقديم في وفنية تحريرية صفحات شكل في للقارئ والفنية والترفيهية العديد ابتكار إلى باإلضافة صحفي، وتوزيع فني إخراج ذات جوانب شملت التي والمصورة، المرسومة الشخصيات من المغامرات والفكاهة واأللغاز وتلبية الحاجات اإلعالمية لألطفال

)عبود، 2009(.دور وتحليل برصد أخرى دراسات اهتمت الثاني المحور وفي مجالت األطفال، أشار بيلسيشز إلى أن استخدام مجالت األطفال لألطفال الثقافي الوعي رفع في يسهم العامة المكتبات في مستخدمي هذه المجالت )Belsches, 1978(. وأكدت دراسات السندوبي إيمان دراسة منها الدور، هذا على عديدة عربية االجتماعية القيم تنمية في األطفال مجالت دور تناولت التي قدمت وقد .)1983 )السندوبي، المصريين األطفال لدي الدراسة تحليال لمضمون مجلتي “سمير” و”ميكي” خالل الفترة القصصي الطابع غلبة إلى وخلصت ،1979 إلى 1974 من المصور على مضمون المجلتين. وفي نفس اإلطار قدمت دراسة المصري الطفل إمداد في األطفال مجالت “دور فهمي نجوي

102

واقع صحافة األطفال ودورها المعرفي في العالم العربي

بالمعلومات” )فهمي، 1988( تحليال لمضمون مجلتي “سمير” تناولت كما اإلماراتية، »ماجد« ومجلة المصريتين، “ميكي” و في لتؤكد الثالثة، المجالت قراء عينة من ومعلومات اتجاهات الثالثة تسهم بشكل كبير في إمداد نتائجها على أن المجالت األطفال بالمعلومات عن واقعهم والعالم المحيط بهم. وخلصت الدراسة إلى أن مجالت األطفال أسهمت بنسبة 22% في زيادة إدراك الطفل المصري للعالم المحيط، وبنسبة 52% في تقديم الموضوعات التي تحتوى على القيم اإليجابية. كما تناولت لمياء رشدي البحيري دور مجالت األطفال المصرية في تنمية االنتماء للوطن لدى األطفال المصريين« )البحيري، 1990(، وذلك من خالل دراسة تحليلية مقارنة لمجلتي “سمير” و “صندوق الدنيا”

في الفترة من 1979- 1989. وتنطلق دراسة أسامة عبد الرحيم علي حول تأثير الواقع الثقافي التربوية في صحافة األطفال)علي، 1997( من القيم علي بناء فكرة أن صحافة األطفال إحدى وسائل اإلعالم وإحدي طرق نقل لألطفال، وجذابة األسلوب سهلة وسيلة وهي والقيم، الثقافة عملية أنها علي األطفال صحافة إلي تنظر فإنها ولذلك أن الدراسة وتؤكد وثقافته. المجتمع بأهداف تتأثر اجتماعية صحافة األطفال إحدى وسائل اإلعالم التي يستخدمها المجتمع لنقل ثقافته وقيمه لألجيال القادمة. ولذلك فإنها تمثل وسيطا

من وسائط مخاطبة الطفولة لها طابعها الخاص.ميرفت دراسة السياق هذا في المهمة الدراسات ومن الطرابيشي حول دور مجالت األطفال في دعم الحقوق االتصالية الدراسة حللت 2001(.فقد )الطرابيشي، المصري للطفل مضمون مجلة عالء الدين المصرية كما تضمنت دراسة ميدانية المعلومات تقديم إلى ضرورة وانتهت األطفال. عينة من علي من معارفه وزيادة تنمية في لمساعدته الطفل يحتاجها التي المتنوعة العلمية والحقائق الجديدة بالمعلومات إمداده خالل ومواقفهم آرائهم وتكوين مدركاتهم توسيع في يسهم بما واتجاهاتهم. وكشفت الدراسة حرص مجلة »عالء الدين« على الطفل وتوعية تثقيف التي تسهم في المعلومات كافة تقديم المصري، مع تدني اهتمامها بالدعوة إلى انفتاح الطفل المصري

على العالم. أثر حول أخرى دراسة في أيضا الطرابيشي ميرفت وتوصلت التعرض لصحافة األطفال على إدراك القيم الدينية لدي الطفل المصري، إلى أن نسبة التعرض لصحافة األطفال بلغت %70.8 الطقوسية. الدوافع مقابل النفعية بالدوافع التعرض وارتبط وتمثلت الموضوعات المفضلة في الموضوعات الجمالية والفنية )الطرابيشي، واالقتصادية والسياسية واالجتماعية الدينية ثم

.)1999

وتحليل برصد السابقة الدراسات اهتمت الثالث، المحور في وعلي األطفال. صحافة في المتخصصة الفنية الجوانب بعض »صحافة حول دراسته في الغباشي شعيب قدم المثال سبيل لماهية تصورا )2002 )الغباشي، العربي« العالم في األطفال صحافة األطفال وأهميتها والدور المنوط بها في عملية التنشئة االجتماعية في عدد من الدول العربية، وذلك من خالل استعراض نشأتها وتطورها في هذه الدول، وتحليل مضمون بعض مجالت المستخدمة اإلخراجية واألساليب الصحفية والقوالب األطفال، فيها. وركز ثروت فتحي كامل في دراسته حول »فنون الكتابة في صحافة األطفال« )كامل، 1989(، علي تحليل الفنون الصحفية المستخدمة في مجالت األطفال، علي أساس أن صحافة األطفال تتطلب استخدام فنون صحفية مناسبة لهم. وخلص الباحث إلى القصة المصورة هو األنسب لمخاطبة األطفال خاصة أن نمط في السنوات األولي من أعمارهم. وانتهت دراسة فاتن الطنباري األطفال” صحف تحرير في الحديثة العالمية “االتجاهات حول )الطنباري، 2006( إلي ظهور قوالب صحفية في صحف األطفال والحديث الصحفي، التحقيق كفن قبل، من موجودة تكن لم القوالب تطور إلى باإلضافة والكارتون، والكاريكاتير والمقال، األدبية، وزيادة المساحة المخصصة للقصة السردية في بعض المجالت، وتطور األشكال التحريرية األخرى من مسابقات وألغاز الطباعة مجال في التكنولوجي للتطور ونتيجة قراء. وبريد في الصحفية المؤسسات توسعت فقد االتصال، وتكنولوجيا إفراد صفحات للمسابقات التي تجذب انتباه القراء الصغار، إلى جانب بريد القراء بكافة أشكاله بهدف ربط األطفال بصحيفتهم من خالل هذا الباب، كما استحدثت األلغاز وأفردت لها صفحات المادي الوسيط تطور إلى الدراسة وأشارت كاملة. مالحق أو التكنولوجيا في التطور تأثير امتد حيث األطفال، صحافة في إلى الوسيلة االتصالية نفسها، فتطورت صناعة صحف األطفال ذلك يتبع وما إلكترونية، بعضها صحفا يصبح لكي المطبوعة الصحف من حيث دخول تحرير هذه في وتطورات تغيرات من الموجهة الصحيفة أو المجلة نشر مراحل في اآللي الحاسب للطفل، وظهور أساليب حديثة لمعالجة الفنون التحريرية بكافة من ذلك يتبع وما الكمبيوتر، شاشة على لعرضها أشكالها لمضمون صحافة اإلخبارية للتغطية متعددة استحداث مصادر

األطفال.وجاء المحور الرابع ليغطي صحافة األطفال المسموعة والمرئية واإلليكترونية. وفي هذا المحور تناولت سامية سليمان رزق في المسموعة” اإلذاعة في األطفال برامج “ترشيد حول دراستها في ودورها المصرية اإلذاعة في األطفال برامج )رزق، 1984( تثقيف الطفل المصري، وذلك من خالل دراسة تطبيقية تحليلية

103

سناء جالل عبد الرحمن

لعينة من هذه البرامج. وعالج عاطف عدلي العبد دور التليفزيون في إمداد الطفل المصري بالمعلومات من خالل برامج األطفال” برامج بالتحليل المشمشي ممدوح 1984(.وتناول )العبد، باعتبارها السعودية العربية المملكة تليفزيون في األطفال شكال من أشكال صحافة األطفال المسموعة والمرئية، ودورها والمعلومات بالمعارف وإمداده السعودي الطفل تثقيف في )المشمشي، 1993(. وعلي نفس المنوال حلل على عبد السالم الربيعي برامج األطفال في التلفزيون الليبي )الربيعي، 1994(.

استخدامات ببحث المحور هذا في الدراسات بعض واهتمت التي واإلشباعات والمرئية المسموعة لصحافتهم األطفال عامر بحث االطار هذا وفي االستخدامات. هذه لهم تحققها لبرامج العماني الطفل »استخدامات غواص مسعد سعيد األطفال التليفزيونية« )غواص، 2001(، وذلك من خالل دراسة األطفال في سلطنة عمان. وحللت سحر مسحية على عينة من فاروق الصادق قيم العنف في صحافة األطفال العربية، من خالل حللت كما ،)2000 )الصادق، الطفل يقرأه ما على التطبيق Space العزيز المضمون الذى تقدمه قناة نسرين محمد عبد العزيز، )عبد المصري الطفل على أثره قياس بهدف ،Toon

.)2007ويتضح من العرض السابق أن هناك اهتماما بحثي عربي واضحا على أساسي بشكل يركز كان وإن األطفال، صحافة بدراسة األول. المقام في لألطفال الموجهة اإلعالمية الوسائل دراسة صحافة ووظائف أدوار تتناول دراسات وجود من الرغم على و تناولت التي بالدراسات بالمقارنة قليلة تبدو فإنها األطفال الوسائل. وفي عصر تتدفق فيه المعلومات على األطفال العرب الدراسات تتجه أن الضروري من يصبح وصوب حدب كل من المقدمة المضامين في البحث إلى األطفال بصحافة المتعلقة لهم بشكل أساسي وتقييم األدوار المعرفية التي تقدمها هذه العالم، القائم في المعرفي الواقع الصحافة ومدي تعبيرها عن في الباحثين يشغل الذي السؤال عن لإلجابة توطئة وذلك الثورة العربية األطفال صحافة تواكب هل وهو: المجال، هذا

المعرفية التي يشهدها العالم في األلفية الجديدة ؟

موضوع البحث:في ضوء ما سبق، واستنادا إلى مراجعة التراث العلمي المتصل بصحافة األطفال في العالم العربي، يتبلور موضوع هذا البحث األطفال لصحافة المعرفي الدور حول يدور رئيس تساؤل في في العالم العربي في ظل التطور الذى تشهده صناعة الصحافة التحوالت ضوء في وكذلك عام، بوجه المعلومات وصناعة االجتماعية واالقتصادية التي تشهدها الدول العربية في األلفية

الجديدة. وتحقيقا لذلك فإن البحث يتناول واقع صحافة األطفال التي والمعوقات المعلوماتية الثورة العربي في ظل العالم في تواجهها والعوامل المؤثرة في الدور المعرفي الذي تقوم به من جانب، وواقع المضامين المعرفية التي تقدمها عينة من مجالت األطفال من جانب آخر. وعلي هذا األساس فإن البحث يتضمن صحافة وسمات وأنواع لمفهوم تقويمية األولي دراستين، األطفال في ضوء المتغيرات المعلوماتية والتكنولوجية، والثانية مجالت من عينة تقدمها التي المعرفية للمضامين تحليلية

األطفال العربية.

أهداف البحث:اإلعالمية التحوالت أثر وتوصيف كشف إلى البحث يهدف الحالية على مفهوم وأنواع وسمات صحافة األطفال والمعرفية المعرفي الدور وتحليل وصف جانب إلي العربي، العالم في المعرفية المضامين تحليل العربية من خالل األطفال لمجالت

التي تقدمها عينة من هذه المجالت.

أسئلة البحث:لتحقيق هذا الهدف يطرح البحث عددا من األسئلة التي يسعي

لإلجابة عنها، وهي:اإلعالمية . 1 بالتحوالت األطفال تأثر مفهوم صحافة ما مدي

والمعرفية التي يشهدها العالم بوجه عام، والعالم العربي علي وجه الخصوص؟

صناعة . 2 تشهده بما األطفال صحافة أنواع تأثر مدي ما الصحافة من تطورات؟

العربي، . 3 العالم في األطفال لصحافة األساسية السمات ما وما مدي تأثير هذه السمات على الدور المعرفي لها؟

تقدمها . 4 التي المعرفية للمضامين الرئيسية السمات ما صحافة األطفال في العالم العربي، كما يكشف عنها تحليل

مضمون عينة من المجالت؟

منهج البحث وأدواته:يهتم الذى التحليلي الوصفي المنهج على البحث يعتمد وتحليل العربي، العالم في األطفال صحافة واقع بتوصيف سماتها الرئيسية، وصوال إلى تقويمها وتحديد العوامل المؤثرة فيها وفي دورها المعرفي في المجتمع. كما يعتمد البحث على التي والكتابات والدراسات للبحوث الثاني المستوى تحليل تناولت صحافة األطفال في العالم العربي، كمدخل لتحليل الدور المعرفي لهذه الصحافة والعوامل المؤثرة فيه. كما يحلل البحث أعداد عينة من في المنشورة المعرفي الطابع ذات المضامين

104

واقع صحافة األطفال ودورها المعرفي في العالم العربي

،2011 عام خالل السعودية وباسم اإلماراتية ماجد مجلتي للخروج بدالالت حول الدور المعرفي الذي تقدمه المجلتان بما يسهم في بلورة معالم الدور المعرفي الذي يمكن أن تقوم به صحافة األطفال في العالم العربي. باإلضافة إلى ذلك يستخدم البحث التحليل الكيفي النقدي لألدوار المعرفية لصحافة األطفال المعاني باكتشاف يعني وصفيا »تحليال باعتباره العربية، النقدية القراءة خالل من )Creswell,1994( والدالالت«

لمحتوى المجلتين عينة الدراسة.المادة اتخذ من وحدة الذى الكمي المضمون ركز تحليل وقد وحدة المجلة في المنشورة المعرفي الطابع ذات اإلعالمية كوحدة المادة داخل المعرفي المضمون ونوعية للتحليل، للعد والقياس، على عدد من فئات التحليل ذات الصلة باألدوار

المعرفية لمجالت األطفال، وهي:الدراسة المجلتين عينة المنشورة في المضامين فئة نوع

)تاريخية- علمية- سياسية- جغرافية. الخ(.فئة نوع المعلومات التفصيلية المطروحة في كل نوع من

أنواع المضامين. وعلي سبيل المثال فإن هذه الفئة تشمل في فرعية كفئات والمعامالت والعبادات والعقائد األخالق فئة الموضوعات الدينية، فيما تشمل الحرية والديمقراطية

والسالم واالنتماء في فئة الموضوعات السياسية، وهكذا. فئة أهداف المضامين المنشورة في المجلتين وتندرج تحتها

وتنمية المعارف تنمية مثل الفرعية الفئات من مجموعة المهارات وغرس القيم وترسيخ السلوكيات وتعديلها.

المعرفي المضمون يغطيه الذى الجغرافي المجال فئة المنشور.

التي خضعت للتحليل، والتي ينطبق وقد بلغ عدد الموضوعات عليها مفهوم المضمون المعرفي في المجلتين 1546 موضوعا،

موضوعا و828 ماجد، مجلة في موضوعا 718 بواقع موزعة فنية قوالب الموضوعات في وقد قدمت هذه باسم. في مجلة

متعددة كالخبر والحوار والمقال والتقرير وبريد القراء.والثبات الصدق الختباري التحليل فئات الباحثة أخضعت وقد من خالل عرضها على عدد من المحكمين1 من جانب، وتنفيذ التحليل األولي في فترتين مختلفتين، وتم إدخال التعديالت وفقا

لتوجيهات المحكمين ونتائج تحليل العينة األولية.

عينة البحث:مجالت من عددا يضم الذى الدراسة مجتمع مسح ضوء في األطفال التي تصدر في العالم العربي، وفي ضوء حقيقة تشابه من أكثر عنها كشف التي العربية األطفال مجالت مضامين "باسم"3 ومجلة “ماجد”2 مجلة اختيار تم فقد سابقة، دراسة كعينة للتحليل، وذلك بطريقة عمدية ألسباب تتعلق بصدورهما مشابه تاريخي عمق وتوافر خليجيتين، عربيتين دولتين من لكل منهما، باإلضافة إلى اعتمادهما على هيئتي تحرير عربيتين تضمان صحفيين ورسامين من أكثر من قطر عربي، إلى جانب توافر أعدادهما وقت إجراء الدراسة، إلى جانب السبب المنهجي كأداة المجلتين محتوى بتحليل باالستعانة المتعلق الرئيس أن يمكن الذي المعرفي للدور بمحددات للخروج مساعدة استبعاد تم وقد العربي. العالم في األطفال صحافة تقدمه التحليل من والمسابقات التسلية ومواد المصورة القصص الختالف أهدافها عما يهدف إليه التحليل. أما العينة الزمنية فقد شملت عام 2011، وتضمنت عينة األعداد 24 عددا موزعة بين األعداد جميع تغطي مجلة كل من عددا 12 بواقع المجلتين الصناعية السنة وعينة العام، طوال باسم مجلة من الصادرة تم وبالتالي أسبوعية، مجلة أنها أساس على ماجد مجلة من

شملت قائمة المحكمين: أ.د. سليمان صالح أستاذ الصحافة بكلية اإلعالم بجامعة القاهرة- أ.د. حسني نصر أستاذ الصحافة بجامعة السلطان قابوس- . 1أ.د. طه عبد العاطي نجم أستاذ االتصال بجامعة اإلسكندرية.

صدر مجلة )ماجد( عن شركة أبوظبي لإلعالم بدولة اإلمارات العربية المتحدة، وهي مجلة أسبوعية لألطفال ما بين سن السابعة والرابعة عشرة. وقد . 2صدر العدد األول منها في 28 فبراير 1979 بهدف تنمية انتماء الطفل العربي إلى دينه ووطنه وأمته، واإلسهام في غرس القيم النبيلة في نفوس الصبيان والبنات، وحثهم على اللحاق بركب التقدم والعلم. واقتصر توزيع العدد األول على دولة اإلمارات العربية المتحدة، ووزع بالمجان مع جريدة االتحاد، ثم امتد توزيعها ليشمل دول مجلس التعاون الخليجي، ثم بقية الدول العربية وبعض الدول األجنبية. وقد سجل توزيع المجلة رقما قياسيا في األعوام األخيرة بلغ 176 ألفا و500 نسخة في األسبوع وفقا لتقرير مؤسسة التحقق من االنتشار الدولية. و أشارت آخر استبانة للمجلة أن متوسط عدد قراء النسخة الواحدة أربعة أشخاص، أي أن عدد قراء المجلة أسبوعيا يصل إلى 600 ألف قارئ. ويشارك في إعداد المجلة نخبة من ألمع الكتاب

والرسامين. عدد منهم يعمل في مقر المجلة بأبوظبي، والباقون منتشرون في أرجاء الوطن العربي، وبعض الدول األوروبية.

مجلة )باسم( مجلة أطفال سعودية شهرية. كانت تصدر بشكل أسبوعي حتى العدد 1117 الصادر في ربيع الثاني 1430 هـ، ثم تحولت إلى اإلصدار . 3الشهري. وقد صدرت في البداية عن الشركة السعودية للصحافة والنشر في 22 محرم 1408 هـ الموافق 15 سبتمبر1987، وتعتبر من أولى المجالت السعودية الموجهة لألطفال. وتصدر “باسم” حاليا عن الشركة السعودية لألبحاث والنشر. وتعد المجلة األكثر مبيعا في السعودية، وتميزت بتكوينها ألكبر فريق متميز من كتاب ورسامي األطفال في العالم العربي، حيث تعتمد بشكل كامل على اإلنتاج العربي المحلي في المواد التي تقدمها لقرائها األطفال، وهي من المجالت القليلة التي حصلت على موافقة وزارة التربية والتعليم بالسعودية لدخول المدارس لمحتواها التربوي. ولالستفادة من خبرة مجلة “باسم” لألطفال وخبرة العاملين وقعت مجموعة MBC التلفزيونية عقدا في عام 2009 مع المجلة لتطوير موقع MBC3 لألطفال، من حيث تزويده

بمحتوى مميز ومدروس، واالستفادة من تجارب طاقم مجلة “باسم” في هذا المجال.

105

سناء جالل عبد الرحمن

تكوين العينة منها باختيار عدد األسبوع األول من شهر يناير، ثم عدد األسبوع الثاني من شهر فبراير، ثم عدد األسبوع الثالث

من شهر مارس وهكذا.ويتكون البحث من أربعة مباحث وخاتمة. يتناول المبحث األول مفهوم صحافة األطفال، ويركز المبحث الثاني على أنواع صحافة لصحافة الخاصة السمات الثالث المبحث يحلل فيما األطفال، األطفال في العالم العربي. ويتناول المبحث الرابع الدور المعرفي نتائج فيه من خالل عرض المؤثرة والعوامل األطفال لصحافة تحليل المضمون المعرفي في مجلتي ماجد وباسم. أما الخاتمة الدور محددات وتناقش األساسية، التساؤالت عن فتجيب

المعرفي لصحافة األطفال في العالم العربي.

المبحث األولمفهوم صحافة األطفال

بأنها األطفال صحافة تعريف على الصحافة في الباحثون درج وكذلك العامة الصحف في المتخصصة والصفحات المجالت على اهتمامها تقصر التي المتخصصة والمجالت الصحف تقديم مادة صحفية لألطفال. وعلى الرغم من تعدد التعريفات الخاصة بصحافة األطفال، فإنها لم تعد تناسب الواقع اإلعالمي الحالي. الوقت في اإلعالم وسائل تعيشه الذي والتكنولوجي باعتبارها األطفال صحافة إلى النظر فإن المثال سبيل وعلي ويحررها لألطفال أساسا توجه التي الدورية »المطبوعات صحافة أنواع منها يخرج )17 :1990 المجيد، )عبد الكبار« األطفال األخرى كصحافة األطفال اإلذاعية والتلفزيونية وصحافة األطفال على الويب. كما أن قصر المفهوم على »الدوريات التي ويكتبها المختلفة نموهم مراحل في لألطفال خصيصا توجه النفس« وعلم والتربية األطفال في صحافة متخصصون كتاب التي تحتلها هذه المساحة )الغباشي، 2002: 32( يضيق من

الصحافة في فضاءات اإلعالم الجديد. الوقت في الجماهيرية االتصال وسائل وتنوع تعدد ظل ففي هذا نوسع أن يمكن اإلليكترونية، الصحافة وبروز الحالي، في لألطفال الموجهة الصفحات فقط ليس ليشمل المفهوم الصحف العامة والمجالت الموجهة لألطفال، وإنما أيضا البرامج التليفزيونية والقنوات المتخصصة والتليفزيونية اإلذاعية تحمل التي اإلنترنت مواقع إلى باإلضافة لألطفال، الموجهة مضمونا متخصصا وموجها للطفل كمجالت األطفال اإلليكترونية والمنتديات ومدونات األطفال وصفحاتهم على مواقع التواصل االجتماعي أيضا. ويتسق هذا المفهوم الواسع لصحافة األطفال مع المفهوم األشمل للصحافة الذى لم يعد ينظر إلى الصحافة أشكال »كل أيضا وإنما فقط، المطبوعة الصحافة بوصفها

اإلذاعية الصحافة فيها بما الجماهيري اإلنساني االتصال المنشورة الرقمية اإلليكترونية والصحافة والمرئية المسموعة

.)Dominick, 1993: 18( »على شبكة اإلنترنتمفهوم يحمل العرب الباحثين بعض فإن أخرى ناحية من وذلك المفهوم، مكانها ليس قيمية بأحكام األطفال صحافة وترفيهية وإعالمية وتربوية ثقافية »أداة اعتبارها خالل من تقوم بمهمة غرس ونقل القيم والفضائل وتتميز بقدرتها على )راشد، الطفل والمساهمة في تكوين شخصيته« تشكيل ذوق في بالنص ذلك في الباحثين بعض ويبالغ .)152 :1990تعريفه لصحافة األطفال على التزامها »بتعاليم الدين اإلسالمي الحنيف ونظرته السامية لألطفال« )الغباشي، 2002: 32(. ومع تسليمنا بأهمية ذلك فإن مكانه ليس المفهوم، الذى يجب أن وليس األطفال ظاهرة صحافة عن فقط ومعبرا مجردا يكون

عن هويتها العقيدية.األطفال صحافة مفهوم تصحيح أهمية إلى سبق مما نخلص ومجالت في صحافة المفهوم عدم حصر األولي: زاويتين، من األطفال الورقية فقط، ومده إلى كل أشكال االتصال الجماهيري وتركز المختلفة، العمرية المراحل في الطفل تستهدف التي والترفيهية. المعرفية حاجاته يشبع ما تقديم على اهتمامها والثانية: تنقية المفهوم من األحكام القيمية وجعله مجردا حتى يمكن التعامل معه بشكل موضوعي من جانب مختلف األطياف

العقيدية واالجتماعية.

المبحث الثانيأنواع صحافة األطفال

من فقط الورقي الجانب إلى ينظرون الذين الباحثون يقسم الشكل، ناحية من نوعين إلى الصحافة هذه األطفال، صحافة فإنهم المضمون ناحية من أما والمجالت. الصحف هما: تلك وهي الجامعة، الصحف هي: أنواع عدة إلى يقسمونها وتنشر كبيرا، تنوعا مضامينها تتنوع التي والمجالت الصحف واألخبار والمسابقات والطرائف والمغامرات المصورة القصص الصحف مثل: المتخصصة والصحف العامة، والمعلومات والصحف الرياضية، والصحف اإلخبارية، والصحف الفكاهية، إلى األطفال صحافة تقسيم يتم الملكية ناحية ومن الدينية. التي تستهدف تحقيق التجارية المؤسسات نوعين هما: صحف

الربح، وصحف الجمعيات والمؤسسات العامة والحكومية.إذا خاصة كبير، حد إلى قاصرا يبدو التقسيم هذا أن والواقع لألطفال الموجهة اإلعالمية الوسائل تنوع االعتبار في وضعنا األطفال إلى تتوجه جديدة إعالمية وسائل وظهور ناحية، من في قدمناه الذي الواسع المفهوم ضوء وفي أخرى. ناحية من

106

واقع صحافة األطفال ودورها المعرفي في العالم العربي

صحافة من متعددة أنواع عن الحديث يمكن األول، المبحث يمكن الوسائل مستوى فعلي مستوى. من أكثر على األطفال وتشمل الورقية األطفال صحافة إلى: األطفال صحافة تقسيم المسموعة األطفال وصحافة الورقية، والمجالت الصحف والتلفزيونية اإلذاعية والبرامج القنوات وتشمل والمرئية، الموجهة لألطفال، وصحافة األطفال اإلليكترونية وتشمل مواقع المنتديات إلى باإلضافة لألطفال الموجهة الويب وصفحات والمدونات وصفحات األطفال على شبكات التواصل االجتماعي. وعلي مستوى ثان يمكن الحديث عن الوسائل اإلعالمية الكاملة والقنوات األطفال ومجالت صحف مثل لألطفال، المخصصة وتتميز اإلنترنت. ومواقع المتخصصة والتليفزيونية اإلذاعية اهتمامها وكامل مساحتها كامل تخصص بأنها الوسائل تلك للطفل. الموجهة والترفيهية والمعلوماتية اإلعالمية للمواد وفي المقابل هناك الصفحات المتخصصة الموجهة لألطفال في األطفال برامج والمتخصصة، وكذلك العامة والمجالت الصحف في القنوات اإلذاعية والتليفزيونية العامة والمتخصصة، إضافة إلى مواقع الويب الموجهة لألطفال، واألبواب المخصصة للطفل في الصحف اإلليكترونية ومواقع اإلنترنت وصفحات ومجموعات األطفال على شبكات التواصل االجتماعي والمنتديات بوجه عام.

في ضوء ما سبق يمكن الحديث عن نوعين من التخصص في الشامل التخصص وهما: الواسع، بمفهومها الطفل صحافة وتعبر عنه مجالت األطفال وقنوات األطفال اإلذاعية والتليفزيونية والتخصص أساسي، لألطفال بشكل المخصصة الويب ومواقع الجزئي ويتضح في أبواب وبرامج األطفال في الصحافة المطبوعة

والمسموعة والمرئية واإلليكترونية.من األطفال صحافة من السابقة األنواع تفصيل أهمية وتنبع حقيقة أن لكل وسيلة من هذه الوسائل إمكانات اتصالية تختلف لألطفال الموجهة الرسالة فإن وبالتالي األخرى، الوسائل عن وتستفيد اإلمكانات تلك مع تتواءم أن يجب وسيلة كل في منها أقصي استفادة. وعلي سبيل المثال فإن االهتمام بصحافة انتشار ظل في األهمية شديد أمرا أصبح الويب على األطفال العربية، المدارس وفي العرب األطفال بين اإلنترنت استخدام النشر يتيحها التي اإلمكانات كل استغالل يجب وبالتالي الصحفي على الويب في فتح حوار مباشر مع األطفال من خالل المتعددة الوسائط إمكانات كل واستخدام التفاعلية، خاصية التي ال تتيحها وسائل االتصال األخرى، إلى جانب االستفادة من

خصائص اإلنترنت األخرى كالتحديث المستمر والتزامنية. وسائل من يستقونها التي األطفال معارف إن القول ويمكن الوسائل، هذه من واحد مصدر إلى نسبتها يمكن ال اإلعالم وبالتالي فإن الحديث عن الدور المعرفي لمجالت األطفال يبقي

األخرى الطفل إعالم وسائل بها تقوم مماثلة بأدوار مرهونا لألطفال الموجهة التليفزيونية والقنوات الويب، مواقع خاصة

وأبواب األطفال في الصحف وبرامج التليفزيون العامة.في األطفال بين والواضح الكبير االرتباط هو المؤكد واألمر تراجع مقابل في التليفزيون، وبين المختلفة السنية المراحل مثل هذا االرتباط بين األطفال وبين وسائل االتصال المطبوعة، ومنها مجالت األطفال. ويمكننا أن نالحظ ذلك في منازلنا حيث يجلس األطفال أمام شاشات التليفزيون ساعات طويلة لمشاهدة برامجهم المتخصصة في القنوات المخصصة لألطفال أو برامج الكبار في المحطات العامة. وقد خلصت دراسات عديدة في هذا المجال إلى تأكيد تفوق التليفزيون على الوسائل المطبوعة في مخاطبة األطفال. وقد ثبت أن األطفال يعتمدون على التليفزيون الصفوف في األطفال إن معظم إذ للمعلومات، رئيس كمصدر اإلخبارية البرامج يشاهدون االبتدائية المدارس في المتقدمة فإن المقابل في )Children Now, 1994( التليفزيون. في غالبية األطفال نادرا ما يقرأون الصحف أو يستمعون لألخبار في Comstock &( الراديو، ونادرا ما يناقشون األخبار مع اآلخرين

..)Paik, 1991

وعلي صعيد آخر كشفت بعض الدراسات التجريبية أن األطفال يتذكرون أكثر القصص اإلخبارية التي يشاهدونها على شاشات التليفزيون أكثر من نظيرتها التي يقرؤونها في الصحف والمجالت .)Walma, Molen and Voort, 1998: 40( المطبوعة المعلوماتية اإلعالمية الرسائل أن إلى حديثة دراسة وخلصت verbal اللفظية العناصر تتضمن التي لألطفال الموجهة والمرئية visual تكون أفضل، ويتم تذكرها واستيعابها بصورة أفضل من تلك الرسائل التي تقتصر على العناصر اللفظية فقط، Walma,( ولعل هذا ما يميز التليفزيون عن الصحف والمجالت

.)Molen and Voort, 2000: 6

الفضائيات المقبول في عصر في ضوء ما سبق يصبح من غير الدور عن الحديث عند االهتمام قصر واإلنترنت المتخصصة والصحافة الورقية الصحافة على األطفال لصحافة المعرفي الدور عن الحديث فإن وبالتالي فقط. والمرئية المسموعة المعرفي لصحافة األطفال يجب أال يتركز فقط على دور الصحافة الورقية، كما يجب أال يعزل هذا الدور عن األدوار التي تقوم بها

األنواع األخرى من صحافة األطفال.

المبحث الثالثالسمات الخاصة بصحافة األطفال في العالم العربي

ال يمكن الحديث عن السمات الخاصة بصحافة األطفال الورقية الصحافة في التاريخية لهذه إلى األصول العودة تحديدا دون

107

سناء جالل عبد الرحمن

يبدو الصحافة لهذه الحالي الواقع وأن خاصة العربي، العالم الربع إلى تعود التي التاريخية بالتجربة كبير حد إلى متأثرا األخير من القرن التاسع عشر. وعلي سبيل المثال فإن قلة عدد بعضها وخروج العربية، الدول في لألطفال الموجهة المجالت عربيا تراثا يبدو توزيعها وانخفاض النشر، سوق من بسرعة العربي وحتى العالم أول مجلة لألطفال في متوارثا منذ صدور وتحليل التاريخية للتجربة النقدية القراءة إلى واستنادا اليوم. الواقع الراهن لصحافة األطفال الورقية في العالم العربي يمكن

استخالص السمات التالية لهذه الصحافة:

الطبيعة الحكومية لصحافة األطفال:في بدأت األطفال صحافة إن العربية التاريخية التجربة تقول المباشرة، الحكومية الرعاية ظل في وتطورت العربي العالم الوقت حتى التالية تطورها مراحل في السمة هذه وامتدت الحاضر. والدليل على ذلك أن كل مجالت األطفال التي استمرت المقام في حكومية مجالت كانت طويلة لفترات الصدور في األول. فصحيفة األطفال األولى في العالم العربي وهي صحيفة من عشر الثامن في التي صدرت المصرية المدارس« »روضة أبريل 1870كانت صحيفة حكومية، أصدرها رفاعة الطهطاوي رفاعة فهمي علي ابنه وعين بنفسه، عليها اإلشراف وتولي رئيسا لتحريرها، وكانت تصدر مرتين كل شهر وتوزع على طالب المدارس. واستمر نجاح صحف ومجالت األطفال في مصر مرتبطا والجماعية الفردية المحاوالت إذ تعثرت كل الرسمي، بطابعها »السمير مجلة صدور منذ لألطفال مجالت إلصدار والتجارية توقفت التي العلمية التأليف جمعية 1897عن في الصغير« التي أقل من ثالث سنوات، وحتى صدور مجلة »سندباد« بعد صدرت في عام 1951 وتوقفت بعد العدد الثالث، مرورا بمجالت “األوالد مثل جدا قليلة سنوات أو شهورا إال تعمر لم كثيرة 1923” التي أصدرها إسكندر مكاريوس صاحب جريدة اللطائف عوض حافظ احمد أصدرها التي ”1924 “النونو و المصورة، و المصورة 1925”، “األطفال و الشرق، صاحب جريدة كوكب “بابا صادق 1943”، و “ولدي 1937”،و “البلبل 1951”، و “بابا شارو 1948”، و “علي بابا 1951”. في المقابل لم تستمر في الصدور سوي مجالت األطفال التي صدرت عن مؤسسات صحفية حكومية بعد قيام ثورة يوليو 1952، مثل مجلة »سمير« التي أصدرتها دار الهالل في عام 1956، ومجلة »ميكي« التي صدرت عن نفس الدار في 1961، ومجلة »عالء الدين« التي أصدرتها أصدرتها التي »بلبل« ومجلة ،1991 في األهرام مؤسسة

مؤسسة أخبار اليوم في 1998.وقد تكرر النموذج المصري في صحافة األطفال في غالبية الدول

مجلة نموذج يبرز المثال سبيل علي السودان ففي العربية. حتى تصدر زالت وما 1947 عام في صدرت التي »الصبيان« اليوم، فيما توقفت تقريبا كل المحاوالت غير الحكومية إلصدار »العربي لمجلة الحياة كتبت الكويت وفي لألطفال. مجالت الصغير« التي تصدر عن وزارة اإلعالم كملحق مع مجلة العربي، مثلما استمرت في دولة اإلمارات مجلة »ماجد« التي صدرت عن مؤسسة االتحاد للصحافة والنشر التابعة لحكومة أبو ظبي، وما

زالت تصدر حتى اليوم عن مؤسسة اإلمارات لإلعالم.لصحافة التاريخي االرتباط إن القول يمكن سبق ما ضوء في تطورها وفي فيها أثر العربي، العالم في بالحكومات األطفال لهذه الحكومي الدعم وفر فقد كبير. بشكل وإيجابا سلبا ظل في رسالتها وأداء الصدور في االستمرار فرص المجالت جانب من إنتاجها كلفة وزيادة جانب، من عائداتها انخفاض المجالت تلك مضمون صبغ الدعم هذا فإن المقابل في آخر. تلون الذى المعرفي دورها على بالتالي وأثر الرسمي، بالطابع بتوجهات الحكومات وأهدافها، األمر الذى أدي في النهاية إلى انصراف قطاع كبير من القراء عنها، وتراجع فاعليتها في تشكيل

ثقافة الطفل العربي والتأثير فيه.

محدودية السوق: مجالت توزيع انخفاض إلى والعربية الدولية اإلحصاءات تشير األطفال بوجه عام تماشيا مع االنخفاض العام في توزيع الصحافة المطبوعة. ويزيد من أزمة مجالت األطفال عوامل ذاتية تتصل

بجمهور هذه المجالت، وعوامل تتصل بالمجالت نفسها. فمن المعلوم أن األطفال الذين يمثلون الجمهور األساس لهذه المستقلة وغير ماليا، القادرة غير الفئات إلى ينتمون المجالت اقتصاديا. وبالتالي – وعلي عكس غيرها من المجالت المتخصصة مثل المجالت النسائية- فإن جمهور مجالت األطفال تقع غالبيته العظمي في الفئة غير القادرة على الكسب بوجه عام. فقرار شراء برغبة وإنما فقط، الطفل برغبة مرهونا ليس األطفال مجالت أبويه أو القائمين على شأنه أيضا، وقدرتهم المادية على الوفاء أن يمكن ال فإننا لذلك المجالت، هذه من الطفل باحتياجات العربي، العالم في األطفال لمجالت مزدهر سوق عن نتحدث أن تردي الشراء، كما قرار خاصة وأن جمهورها ال يملك وحده األوضاع المعيشية في عدد كبير من الدول العربية وما ينتج عنه من ضعف القدرة الشرائية لغالبية األسر العربية يقف حجر عثرة أمام ازدهار هذه السوق، ويؤدى ضمن أسباب أخرى إلى العزوف القسري للطفل والقائمين عليه عن شراء المجالت الموجهة إليه. ويضاف إلى ما سبق حقيقة ارتفاع نسب األمية بين األطفال في التي التعليم، التسرب من نتيجة ظاهرة العربية، الدول غالبية

108

واقع صحافة األطفال ودورها المعرفي في العالم العربي

تحرم مجالت األطفال من جمهور كبير يتجه معظمه إلى سوق العمل في سن مبكرة.

موسمية السوق:يتميز سوق المجالت في الوطن العربي أيضا بأنه سوق موسمي. األنظمة وأسرهم من األطفال يواجهها التي للضغوط فنتيجة أن الطبيعي من يصبح العربي، العالم في القائمة التعليمية تتوقف نسبة كبيرة من األطفال عن قراءة المجالت المخصصة نحو تسعة أشهر كل عام تقريبا تمثل العام الدراسي الذي يبدأ في الغالب في بداية سبتمبر وينتهي في نهاية يونيو من كل المتنفس هي تبقي الصيفية اإلجازة فإن شهور وبالتالي عام. الزمني الوحيد الذى يمكن أن تسمح فيه األسر العربية الميسورة

ألطفالها بشراء وقراءة المجالت. قراءة في تستثمر أن يمكن التي األوقات هذه في وحتى المجالت، فإن الشواغل األخرى المحيطة بالطفل قد تدفعه إلى على عام، بوجه القراءة بينها من ليس أخرى أنشطة ممارسة العربية، األسرة داخل بعد ترسخ لم القراءة عادة أن أساس ويستعاض عنها إما بمشاهدة التليفزيون، أو استخدام اإلنترنت، أو بممارسة الرياضة، أو القيام بأنشطة أخرى ال تمثل عبئا على

ميزانية األسرة.

منافسة الوسائل األخرى:من وسيلة استهالك أن المختلفة االتصالية النظريات تؤكد على سواء األخرى الوسائل حساب على يتم االتصال وسائل المنفق في الوقت أو مستوى مستوى تمويل هذا االستهالك، االستهالك. بمعنى أن مشاهدة الطفل للتلفزيون أو استخدامه على تكون الكمبيوتر ألعاب ممارسته أو اإلنترنت، لشبكة حساب قراءة المجالت الموجهة إليه. والمؤكد أن نسبة كبيرة من األطفال العرب الذين تتمتع أسرهم بدخول جيدة تمكنها المختلفة، والترفيه اإلعالم وسائل من احتياجاتهم تلبية من مع خاصة طويلة، لساعات التليفزيون شاشات أمام يجلسون بديال تعد والتي إليهم الموجهة الفضائية المحطات تزايد ألطفال خاصة وبصفة األطفال، لمجالت ومجانيا مصورا والحكايات القصص تستهويهم الذين االبتدائية المدارس في سنا األكبر األطفال أما البسيطة. التعليمية والبرامج تستحوذ اإلنترنت شبكة فإن والثانوية اإلعدادية المدارس على متاحة أصبحت أن بعد منهم عريض قطاع اهتمام على نطاق واسع وبتكلفة معقولة داخل المنازل العربية. أما األطفال لهم مجلة شراء فإن الدخل محدودة أسر إلى ينتمون الذين يبقي ترفا ال يمكن الوفاء به في ظل زيادة األعباء االقتصادية،

فراغهم أوقات في العمل إلى إما األطفال ينصرف ولذلك الدراسية لمساعدة أسرهم، أو مشاهدة التليفزيون، أو ممارسة وفي الفقيرة، الطبقات ألطفال بالنسبة الشوارع في الرياضة

النوادي ألبناء الطبقات الميسورة. نمطية المنتج الصحفي:

مجالت انتشار من تحد التي السابقة العوامل إلى باإلضافة األطفال في العالم العربي، وهي عوامل تتعلق بالطفل واألسرة في المقام األول، فإن النمطية التي تميز سوق المجالت العربية األطفال عن فاعل في عزوف عائقا إضافيا يسهم بشكل تبقي على متأنية نظرة أن والواقع لهم. الموجهة المجالت شراء لنا تكشف العربية الدول في الورقية األطفال مجالت خريطة

عما يلي:انخفاض نصيب الطفل العربي من المجالت الموجهة إليه

المعرفية والترفيهية عما كان عليه احتياجاته والتي تلبي من قبل. فهناك عدد قليل من مجالت األطفال تصدر في العرب معرفة أن رغم الراهن، الوقت في العربي الوطن من الثاني النصف إلي يعود المجالت من النوع بهذا القرن التاسع عشر. وقد أشارت دراسات حديثة إلى أن عدد مجالت األطفال في الوطن العربي هو 13 مجلة فقط طبقا بواقع أي )األحمد، د.ت(، األحمد إبراهيم أورده مالك لما عن تزيد وال تقريبا، عربيتين دولتين لكل واحدة مجلة عشر مجالت طبقا لما نشر في جريدة الشرق األوسط في عام 2003. وبالتالي فإن »عدد مجالت األطفال في الوطن العربي غير كاف بالفعل، وال توجد أي نسبة بين هذا العدد مطلع في األطفال مجالت عدد أن كما األطفال«. وعدد القرن العشرين كان أكبر مما هو عليه اآلن رغم أن تعداد األطفال العرب قد أصبح أكبر بكثير، وعلى الرغم من تطور صناعة الصحافة بشكل مذهل. ففي بداية القرن العشرين مجلة. »21« من أكثر هناك كان منه األربعينيات وحتى الطفولة بقضايا االهتمام نغمة ارتفاع رغم أنه والغريب في للطفل القومية المجالس وتأسيس الطفل وثقافة أكثر من قطر عربي، نجد أن عدد مجالت األطفال في كل الواحدة، وبعضها توقف عن المجلة يتعدى قطر عربي ال لألطفال، مجلة من العربية الدول بعض وتخلو الصدور. زيد، )أبو بالبنات خاصة مجالت غياب إلى باإلضافة

.)2003في والمستمرة الناجحة األطفال مجالت غالبية تتركز

من يصدر إذ العربية. الدول من قليل عدد في الصدور الوطن في األطفال مجالت من %25 نحو وحدها مصر وتحريريا ماديا المستقرة المجالت بها ونعني العربي،

109

سناء جالل عبد الرحمن

والمستمرة في الصدور لوقوف مؤسسات صحفية حكومية وتصدران و”ميكي” “سمير” مجلتي مثل خلفها، كبيرة عن دار الهالل، ومجلة “عالء الدين” وتصدر عن مؤسسة اليوم، أخبار مؤسسة عن وتصدر “بلبل” ومجلة األهرام، المجالت وتتوزع الصدور. في منتظمة مجالت وكلها مثل العربية، الدول من محدود عدد في الناجحة القليلة السعودية لألبحاث الشركة التي تصدر عن “باسم” مجلة والتسويق، ومجلة “ماجد” التي تصدر عن مؤسسة اإلمارات في األولي األطفال مجلة وتعتبر اإلمارات، بدولة لإلعالم التي الشهرية الصغير” “العربي ومجلة الخليج، منطقة التي “أحمد” ومجلة الكويتية، اإلعالم وزارة عن تصدر أمل لحركة التابعة الحدائق دار عن لبنان في تصدر الراسخة في السوق الشيعية. وباستثناء المجالت السابقة الوطن في أطفال مجالت عن الحديث يمكن ال الصحفي غالبية التي صدرت في المجالت إذ توقف معظم العربي. المالي الدعم توافر بعدم تتصل ألسباب العربية الدول عنها، المعلنين وانصراف التوزيع، وضعف لها، الكافي

باإلضافة إلى محدودية االنتشار.التشابه الكبير في مضامين المجالت، إذ ال يخرج تبويبها

عن نمط واحد يقوم على القصص المصورة والمرسومة، المشابهة. وهو المجالت األجنبية النقل من وتعتمد على إذ المجالت، هذه انتشار من الحد في يسهم الذى األمر من أكثر الطفل شراء إمكانية من التشابه هذا يضعف على المصورة القصص طابع غلبة المالحظ فمن مجلة. ترجمة على منها الكثير واعتماد األطفال، مجالت كافة

القصص األجنبية )األحمد، د.ت(.األمر العربية، األطفال مجالت على المحلي الطابع غلبة

الذى يعوق توزيعها في البلدان العربية األخرى. إذ يحرص باستثناء مجلة ماجد- على المجالت- القائمون على هذه صبغ مواد المجلة بالصبغة الوطنية حتى في اختيار أسماء يعوق مما المرسومة، القصص في الرئيسية الشخصيات الذين يصعب العربية األخرى الدول انتشارها بين أطفال منها تصدر التي للدولة الدارجة اللهجة فهم عليهم

المجلة.تعاني إذ للطفل. الكتابة مجال في العرب الكتاب ندرة

في المتخصصين المحررين قلة من العربية المجالت الرسامين والكتاب. وبالتالي تبرز المجال، خاصة من هذا يشارك حيث العربية المجالت في الكتاب تكرار ظاهرة بعض الكتاب بالكتابة في أكثر من مجلة للطفل في دول

متعددة، األمر الذى يفقد هذه المجالت إمكانية التميز.

المبحث الرابعالدور المعرفي لمجالت األطفال

)نتائج الدراسة التحليلية(وتشكيل الطفل تثقيف في مهما دورا األطفال صحافة تلعب والتربوية الثقافية المؤثرات من تعتبر إنها حيث شخصيته، األطفال توجيه في تسهم ألنها المجال هذا في الكبرى عاداتهم وتكوين أذواقهم وتنمية وإمتاعهم وتعليمهم وتقاليدهم ومثلهم. كما تلعب هذه الصحافة دورا مهما في نقل األفكار والمعلومات الجديدة لألطفال وتنمية خيالهم وميولهم أن والواقع .)7-6 :1978 )الهيتي، لغتهم وإثراء القراءة نحو مجالت األطفال- من الجانب النظري- ما زالت تحتفظ إلى حد كبير بأدوارها المعرفية المهمة، والتي تتمثل فيما يأتي )األحمد،

د.ت(:بمهمة المجالت تقوم إذ للطفل، المعرفي الجانب تنمية

التعليم سواء أكان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، وتكون مواد تقدم وأحيانا المدرسة خالل يقدم بما مرتبطة

تعليمية لطفل ما قبل المدرسة. تلك بالمهارات نعني وال الطفل، مهارات وصقل تنمية

ذلك يتعدى األمر بل فحسب، اليدوي بالعمل المتعلقة المهارات هذه تكون وقد والعقلية، الذهنية القدرات إلى إيجابية ضمن أهدافها مثل التجارب العلمية أو سلبية مثل سلوكيات المجرمين وحيلهم التي تعرض في القصص على

سبيل المثال. بمحيطه الطفل يربط اإلعالم إن إذ بالمجتمع، االرتباط

وفعال، التواصل معه بشكل سهل له سبل وييسر وبيئته بقيم ارتباطه له ويؤكد العمل في الجماعية له ويحبب وشريعته دينه ذلك وقبل وسلوكه وأخالقه المجتمع بهذه تعتني اإلعالمية الوسيلة كانت إذا اإلسالمية، المواضيع وتجعلها ضمن أهدافها. وقد يكون األثر عكس ذلك تماما إذا كانت الوسائل اإلعالمية ال تقيم اعتبارا للقيم

واألخالق والدين. الترويح، وهذا األمر ليس ترفا أو رفاهية بل واقع ويسد حاجة

لدى الطفل، لكن البد أن يتناسب مع سن الطفل وقدراته وبيئته وال يتعارض مع واجباته األخرى ومسؤولياته.

اإلرشاد والتوجيه: والمعروف أن األطفال- في جانب التوجيه بالتكرار بالك فما توجيههم، يسهل طيعون واإلرشاد- واألطر المتباينة وبالصيغ المختلفة بالوسائل والتأكيد

الفنية المتنوعة.الشخصيات تقديم خالل من وذلك والمثل، القيم تعزيز

التي يمكن أن تمثل قدوة للطفل في المجاالت المختلفة.

110

واقع صحافة األطفال ودورها المعرفي في العالم العربي

ويحدد الغباشي )2002: 37-38( ما يمكن أن تقدمه صحافة األطفال في العالم العربي، فيما يأتي:

كشف األفكار والقيم الخاطئة وتقديم البديل الصحيح. إرساء القيم واألفكار التي تتفق مع الدين والحضارة. العربي وتاريخنا وأخالقنا يتفق خاص وفن أدب خلق

واإلسالمي.واحترام الغير حب مثل الحميدة العادات األطفال إكساب

الكبير وضبط النفس وحب النظام.إمداد األطفال بالمعلومات عن جميع نواحي الحياة. الترفيه والترويح وقضاء وقت الفراغ. تقديم القدوة والمثل األعلى

ضمن األطفال لصحافة المعرفي الدور نجيب أحمد ويدمج والذي الصحافة، لهذه التربوي الدور أسماه ما هو أوسع إطار يشمل تنمية معلومات األطفال وزيادة معارفهم، وتنمية القيم المرغوب فيها، وتنمية روح المشاركة لدي األطفال، وتنمية روح وتنمية واالجتماعية، النفسية الطفل حاجات وإشباع االبتكار، إلى تسلية المجتمع، باإلضافة المقبول في السلوك االجتماعي

الطفل وتدريبه على التذوق الفني والجمالي )نجيب، 1992(.

نتائج تحليل المضامين المعرفية لمجلتي ماجد وباسم1.نوعية المعارف المنشورة في مجلتي ماجد وباسم:

يشير الجدول رقم )1( إلى تنوع المضمون المعرفي الذي تقدمه المجلتان بشكل كبير. وهي مضامين تسهم في تثقيف األطفال الثقافي مخزونهم لتشكيل الضرورية بالمعلومات وإمدادهم العلمية المضامين أن الجدول من ويتضح المستقبل. في والتكنولوجية كان لها النصيب األكبر من المضامين المعرفية إيمان إلى يشير الذي األمر الدراسة، فترة خالل المجلتين في إدارة تحرير المجلتين بأهمية المعلومات العلمية والتكنولوجية خاصة في عصر انفجار المعلومات. وقد جاءت المضامين الصحية بنسبة المجلتين اهتمامات في الثاني المركز في والطبية الثالث المركز في الدينية المضامين جاءت حين في ،%19.8دراسات نتائج مع متعارضة تبدو نتيجة وهي .%16.8 بنسبة التي ،)1997( الرحيم عبد أسامة دراسة مثل مماثلة سابقة أكدت اهتمام مجالت األطفال العربية بالموضوعات الدينية في المقام األول، تليها الموضوعات الفنية واألدبية، وإن كانت تتفق مع دراسة ميرفت الطرابيشي )2003( التي أشارت إلى احتالل المضامين الدينية المركز الثالث في اهتمامات مجلة عالء الدين المصرية. ويمكن القول إن التوجه إلى منح المضامين المعرفية هو األطفال مجالت في أكبر اهتماما والتكنولوجية العلمية توجه يتفق مع المطالبات المستمرة من جانب الباحثين بأهمية

التثقيف العلمي والتكنولوجي للطفل العربي.في المجلتين بين اختالفات وجود إلى أيضا الجدول ويشير االهتمامات هذه جاءت فقد المعرفية. بالموضوعات االهتمام العلمية الموضوعات التالي: النحو على ماجد مجلة في والتكنولوجية )29.9%(، الموضوعات الصحية والطبية )%25(، الموضوعات الدينية )11.9%(، الموضوعات الجغرافية )%9.9(، الموضوعات المقابل جاءت التاريخية )7.1%(. في الموضوعات الدينية في المرتبة األولي في مجلة باسم بنسبة 21.1%، تلتها الموضوعات ثم ،)%18.4( والتكنولوجية العلمية الموضوعات .)%15.3( الطبية الصحية والموضوعات )%15.9( التاريخية التاريخية الموضوعات سبقت فقد ماجد مجلة عكس وعلي مثيالتها الجغرافية في مجلة باسم. وتتفق المجلتان في تراجع المضامين السياسية واالقتصادية فيهما، إذ بلغت نسبتها في االقتصادية، للمضامين %3.8 بواقع فقط %5.5 المجلتين

و1.7% للمضامين السياسية.

2. المعارف العلمية والتكنولوجية في المجلتين:مجلتي توليه الذى الكبير االهتمام إلى )2( رقم الجدول يشير ماجد وباسم للتكنولوجيا الحديثة، وقد بلغت نسبة الموضوعات التي والتكنولوجيا العلوم معارف من %24.4 تناولتها التي النسبة هذه توزعت وقد البحث. فترة خالل المجلتين نشرتها بين 24.1% في مجلة ماجد، و20.9% في مجلة باسم. ويؤكد الحديثة التكنولوجيا أهمية المجلتين إدراك االهتمام هذا جاءت الثانية المرتبة وفي العصر. هذا في األطفال حياة في بنسبة الجديدة واالختراعات باالكتشافات المتصلة المعارف 16.5%،موزعة بين 14.8% في مجلة ماجد و18.9% في مجلة بوسائل المتصلة المعارف بتقديم المجلتان واهتمت باسم. وأجهزة واإلنترنت الفيديو ألعاب مثل الجديدة، االتصال الهاتف المحمول والتي جاءت في المركز الثالث بنسبة %14.9، أما باسم. مجلة في و%13 ماجد مجلة في %19 بين توزعت العلمية بالمعارف المجلتين اهتمامات قائمة في الرابع المركز والتكنولوجية فقد شغلته المعارف المتصلة بالظواهر الطبيعية، بنسبة المختلفة الفلك وظواهر والبراكين واألعاصير كالزالزل مجلة في و%13 ماجد مجلة في %13.9 بين توزعت ،% 13بالنباتات المتصلة المعارف جاءت الخامس المركز وفي باسم. االتصال بوسائل المتصلة المعارف تلتها ،%8.9 بنسبة بالحيوانات المتصلة المعارف ثم ،%8.1 بنسبة التقليدية والطيور بنسبة 7.6%. وعلي صعيد المقارنة يشير الجدول نفسه ووسائل الحديثة بالتكنولوجيا المتصلة المعارف تفوق إلي مقابل ماجد، مجلة في والطيور والحيوانات الجديدة االتصال

111

سناء جالل عبد الرحمن

تفوق المعارف المتصلة باالكتشافات واالختراعات والتكنولوجيا القديمة والنباتات في مجلة باسم.

3. المعارف الصحية والطبية في المجلتين:يشير الجدول رقم )3( إلى تنوع المعارف الصحية والطبية التي تقدمها المجلتان تنوعا كبيرا. ويأتي في مقدمة هذه المعارف الجوانب المتصلة بالغذاء الصحي التي احتلت المركز األول بين هذه المعارف بنسبة 18.5%، موزعة بين 18.3% في مجلة ماجد و18.8% في مجلة باسم. وجاءت المعارف المتصلة بالحفاظ على البيئة في المركز الثاني بنسبة 17.5%، ثم المعارف المتصلة المعارف ثم بنسبة %15.6، الثالث المركز الحديث في بالطب وتتقارب .%15.3 بنسبة الرابع المركز في بالتلوث المتصلة بالطب المتصلة للمعارف المجلتان أولته الذي االهتمام نسب والنظافة ،)%7.4( منها والوقاية واألمراض ،)%8.4( الشعبي الشخصية )7.1%(، والصحة النفسية )6.5%(، ثم جسم اإلنسان

.)%3.2(وعلي صعيد المقارنة بين المجلتين، يوضح الجدول نفسه تفوق الشخصية بالنظافة المتصلة المعارف تقديم في ماجد مجلة في باسم مجلة تفوق مقابل في النفسية، والصحة والتلوث

تقديم المعارف المتصلة بالحفاظ على البيئة والطب الشعبي.

4. المعارف الدينية في المجلتين:احتالل إلى انتهت التي السابقة الدراسات بعض خالف على الموضوعات الدينية المركز األول في اهتمامات مجالت األطفال المعارف احتلت ،)1997 أسامة الرحيم، )عبد حللتها التي الدينية المركز الثالث في قائمة االهتمامات المعرفية في مجلتي ماجد وباسم خالل فترة الدراسة. ويمثل هذا األمر تحوال مهما المدروسة، الفترة خالل العربية األطفال مجالت اهتمامات في

وتفوق المعارف العلمية والصحية علي المعارف الدينية. المجلتان خالل فترة التي قدمتها الدينية المعارف وقد توزعت الدراسة بين أربعة أنواع من المعارف، هي: المعامالت، والقيم واألخالق، والعقائد، والعبادات على الترتيب. ويمثل هذا الترتيب وقت حتى كانت التي العربية األطفال في مجالت مهما تحوال قريب تعلي من أهمية المعارف المتصلة بالعبادات والعقائد على

المعارف المتصلة بالمعامالت والقيم واألخالق.ويشير الجدول رقم )4( إلى احتالل المعارف المتصلة بالمعامالت موزعة ،%31.8 بنسبة المجلتين اهتمامات في األول المركز وفي باسم. مجلة في و%29.1 ماجد، مجلة في %37.2 بين بنسبة واألخالق بالقيم المتصلة المعارف جاءت الثاني المركز 24.6%،موزعة بين 32.5% في مجلة ماجد، و22.2% في مجلة

الثالث المركز في بالعقائد المتصلة المعارف وجاءت باسم. بنسبة 21.8%،موزعة بين 22.9% في مجلة ماجد، و21.7% في مجلة باسم. وفي المركز الرابع واألخير تأتي المعارف المتصلة بالعبادات بنسبة 21.4%، موزعة بين 10.4% في مجلة ماجد،

و26.8% في مجلة باسم.المعارف في باسم مجلة تفوق السابق العرض من ويتضح المعارف في تقريبا المجلتين وتساوى بالعبادات، المتصلة المتصلة المعارف في ماجد مجلة وتفوق بالعقائد، المتصلة

بالمعامالت والقيم واألخالق.

5. المعارف التاريخية في المجلتين:اهتمامات قائمة في الرابع المركز التاريخية المعارف تحتل الجدول يوضح كما المعارف هذه وتتوزع المعرفية. المجلتين رقم )5( بين تاريخ الدول والشعوب، والسير الشخصية، والحروب والشعوب الدول بتاريخ المتصلة المعارف وتأتي والمعارك. العربية واإلسالمية في المركز األول بنسبة 26.2%،موزعة بين 27.4 في مجلة ماجد و25.7% في مجلة باسم، تليها في المركز البارزين للعلماء الشخصية بالسير المتصلة المعارف الثاني العرب واألجانب بنسبة 23.4%، موزعة بين 21.5% في مجلة ماجد، و24.2% في مجلة باسم. وجاءت المعارف المتصلة بسير المركز في %17.4 بنسبة اإلسالمي الدين ورجال الصحابة الثالث، وتوزعت بين 9.8% في مجلة ماجد، و20.4% في مجلة فقد الشهيرة والمعارك بالحروب المتصلة المعارف أما باسم. جاءت في المركز الرابع بنسبة 14.7%،موزعة بين 17.9% في مجلة ماجد و13.6% في مجلة باسم. وتراجعت المعارف المتصلة بسير الحكام إلى المركز الخامس بنسبة 10.3%، وتوزعت بين والمعارف باسم، مجلة في و%12.1 ماجد، مجلة في %5.8المتصلة بتاريخ دول وشعوب أجنبية في المركز السادس واألخير بنسبة 7.1% توزعت بين 15.6% في مجلة ماجد، و3.7% في

مجلة باسم.األطفال تثقيف على المجلتين حرص إلى النتائج وتشير على أما كبير. بشكل واإلسالمي العربي بالتاريخ وتعريفهم مستوى المقارنة فقد تفوقت مجلة ماجد في المعارف المتصلة التاريخية، الدول والشعوب األجنبية، والحروب والمعارك بتاريخ في حين تفوقت مجلة باسم في المعارف المتصلة بسير الحكام،

وسير العلماء، وسير الصحابة ورجال الدين.

6. نوعية المعارف الجغرافية في المجلتين:يشير الجدول رقم )6( إلى تنوع المعارف الجغرافية التي تقدمها المجلتان تنوعا كبيرا. وتركز المجلتان بشكل كبير على المعارف

112

واقع صحافة األطفال ودورها المعرفي في العالم العربي

بين األول المركز في جاءت عربية، دول جغرافية تشرح التي المعارف الجغرافية بنسبة 25.7% توزعت بين 29.5% في مجلة ماجد و22.7% في مجلة باسم، تلتها المعارف المتصلة بجغرافية دول إسالمية بنسبة 16.9% توزعت بين 15.4% في مجلة ماجد و18.1% في مجلة باسم، وبنفس النسبة تأتي المعارف المتصلة بالطقس والمناخ وتوزعت بين 18.3% في مجلة ماجد و%15.9 الجغرافية المعارف جاءت الرابع المركز وفي باسم. مجلة في المتصلة بالسكان والجغرافيا البشرية بوجه عام بنسبة %15.7 وتوزعت بين 14% في مجلة ماجد، و17% في مجلة باسم، ثم توزعت %8.8 بنسبة الطبيعية بالجغرافيا المتصلة المعارف والمعارف باسم، مجلة في و%10.2 ماجد مجلة في %7 بين المتصلة بجغرافية دول أجنبية بنسبة 8.1% توزعت بين %9.8 في مجلة ماجد و6.8% في مجلة باسم، وأخيرا المعارف المتصلة بنسبة 7.5% توزعت الطبيعية والموارد االقتصادية بالجغرافيا

بين 5.6% في مجلة ماجد، و9.1% في مجلة باسم.ويوضح الجدول تفوق مجلة ماجد في تقديم المعارف المتصلة والمناخ، المتصلة بالطقس العربية، والمعارف الدول بجغرافية في مقابل تفوق مجلة باسم في المعارف المتصلة بجغرافية دول

إسالمية، والجغرافيا الطبيعية والبشرية واالقتصادية.

7. المعارف األخرى في المجلتين:في األولوية لها كان التي السابقة المعارف إلى باإلضافة اهتمامات مجلتي ماجد وباسم المعرفية خالل فترة البحث، نالت معارف أخرى قدرا البأس به من االهتمام وكانت على الترتيب: االقتصادية، والمعارف األدبية، والمعارف الرياضية، المعارف

والمعارف الفنية، والمعارف السياسية. تقدمها التي الرياضية المعارف أن )7( رقم الجدول ويوضح المجلتان تتوزع بين معارف خاصة بممارسة الرياضة والتشجيع نجوم من ناجحة نماذج تقديم ثم ،%45.2 بنسبة ذلك علي الرياضية باأللعاب والتعريف ،%16.6 بنسبة الرياضة وأبطال المختلفة بنسبة 19%، فيما تراجع االهتمام إلى 10.7% بالنسبة للتعريف بالنوادي الرياضية العربية والعالمية، و8.3% للتعريف المضامين في ماجد مجلة تفوقت وقد الرياضية. بالبطوالت مجلة تفوقت فيما الرياضية، والنوادي بالبطوالت تعرف التي

باسم في التعريف بممارسة الرياضة وأبطال الرياضة.بأعالم المتصلة المعارف بين توزعت فقد األدبية المعارف أما القصة ثم ،%33.3 بنسبة واألجانب العرب والشعراء األدباء ويوضح .%14.2 بنسبة الشعر ثم ،%20.6 بنسبة والرواية الجدول رقم )7( تفوق مجلة باسم في تقديم المعارف المتصلة بأعالم األدباء والشعراء بوجه عام، في مقابل تفوق مجلة ماجد

األدبي والنقد والرواية بالقصة المتصلة المعارف تقديم في والندوات األدبية.

وتتوزع المعارف االقتصادية في المجلتين بين االدخار والتشجيع ،)%18.6( االقتصادية والمفاهيم الفكر ثم ،)%25.4( عليه واالقتصاد اإلسالمي )16.9%(، والبنوك واالستثمارات )%13.5(، المتصلة المعارف وتراجعت .)%10.1( واإلدارة والتخطيط اإلنتاجية والقطاعات ،)%6.7( العالمية االقتصادية بالنظم في باسم مجلة تقوفت وقد منهما(. لكل %5.1( والخدمية واالقتصاد واالستثمارات، بالبنوك المتصلة المعارف تقديم في ماجد مجلة تفوقت فيما واإلدارة، والتخطيط اإلسالمي، والفكر العالمية االقتصادية بالنظم المتصلة المعارف تقديم

والمفاهيم االقتصادية واالدخار.ويشير الجدول رقم )7( أيضا إلى تركيز المجلتين فيما تقدماه من معارف فنية على الفنون التراثية الشعبية بنسبة 40%، ثم بينما ،%31.4 بنسبة التشكيلية بالفنون المتصلة المعارف بنسبة الثالث المركز في بالسينما المتصلة المعارف جاءت 20%، وتراجعت المعارف الخاصة بالموسيقي إلى 11.4%،وأخيرا تقديم في باسم مجلة تفوقت وقد .%8.6 بنسبة المسرح المعارف المتصلة بالفنون التراثية الشعبية والفنون التشكيلية، المتصلة المعارف تقديم في ماجد مجلة تفوقت حين في

بالموسيقي والمسرح.اهتمامات في األخيرة المرتبة في السياسية المعارف وجاءت بالفكر متصلة معارف على المعارف هذه وتوزعت المجلتين. السياسية القضايا ثم ،%40.7 بنسبة السياسية والمفاهيم بنسبة العالمية السياسية والنظم ،%29.6 بنسبة المعاصرة المتصلة المعارف المجلتين من تماما اختفت فيما ،%25.9تفوقت وقد السياسية. والمشاركة العربية السياسية بالنظم السياسية بالنظم المتصلة المعارف تقديم في ماجد مجلة العالمية، والفكر والمفاهيم السياسية، فيما تفوقت مجلة باسم

في التعريف بالقضايا السياسية المعاصرة.

8. أهداف المعارف المنشورة في المجلتين:يشير الجدول رقم )8( إلى أهداف المعارف المنشورة في مجلتي الهدف ان الجدول ويوضح الدراسة. فترة خالل وباسم ماجد المعرفي يتفوق بشكل كبير في هذه المضامين وبنسبة تصل إلى 62.2%، وهو األمر الذى يؤكد أن الوظيفة اإلعالمية المعرفية الوظائف بقية على تتفوق العربي الوطن في األطفال لمجالت األخرى وبفارق كبير. وتتقارب المجلتان في تحقيق هدف تنمية المعارف تقاربا كبيرا، إذ تبلغ نسبة تحقيق هذا الهدف %62.1 الهدف جانب وإلي باسم. مجلة في و%62.3 ماجد، مجلة في

113

سناء جالل عبد الرحمن

وظائف المجلتين في المعرفية المضامين تحقق المعرفي، أخرى مهمة يأتي على رأسها غرس القيم اإليجابية في نفوس بنسبة الصحيحة السلوكيات وترسيخ ،%9.6 بنسبة قرائها 9.3%، وتنمية المهارات بنسبة 6%. ونظرا لتركيز التحليل على المضامين المعرفية في المجلتين كان من الطبيعي أن تتراجع أهداف: التسلية )1.1%(، وتنمية الحس النقدي )0.5%(، وتنمية وتنمية ،)%1.7( الخاطئة السلوكيات وتغيير ،)%2.8( الخيال حب وتنمية ،)%2.2( اإلبداع وتنمية ،)%1.5( الفني الذوق

االستطالع )%2.7(.أهداف تحقيق في باسم مجلة تفوق نفسه الجدول ويوضح الصحيحة، السلوكيات وترسيخ القيم غرس في تتمثل إضافية فيما تتفوق مجلة باسم في تحقيق أهداف إضافية أخرى تتمثل

في تنمية المهارات وتنمية الخيال وتنمية حب االستطالع.

9. المجال الجغرافي للمعارف المنشورة بالمجلتين:التي تقدمها العالمي على المضامين المعرفية يسيطر المجال المجال هذا أن )9( رقم الجدول ويوضح وباسم. ماجد مجلتي الثاني المركز في العربي المجال وجاء .%40.1 نسبته تبلغ المجال ثم ،%20.2 بنسبة الوطني المجال ثم ،%21 بنسبة المضامين في ماجد مجلة وتتفوق .%15.1 بنسبة اإلسالمي المعرفية ذات الطابع العالمي والعربي، فيما تتفوق مجلة باسم

في المضامين المعرفية ذات الطابع الوطني واإلسالمي.

خاتمة:اإلجابة عن أسئلة البحث:

خلص البحث في ضوء العرض السابق إلى اإلجابة عن األسئلة الرئيسية األربعة التي طرحها على النحو التالي:

السؤال األول: ما مفهوم صحافة األطفال، وما مدي تأثر هذا المفهوم بالتحوالت اإلعالمية واالجتماعية واالقتصادية في

العالم العربي؟كشف البحث عن قصور واضح في مفهوم صحافة األطفال لدي الجديدة، االتصال وسائل إغفال نتيجة العرب الباحثين بعض يؤكد البحث فإن هنا ومن قيمية. بأحكام المفهوم وتحميل أهمية تصحيح مفهوم صحافة األطفال من زاويتين، األول عدم حصر المفهوم في صحافة ومجالت األطفال الورقية فقط، ومده في الطفل تستهدف التي الجماهيري االتصال أشكال كل إلى المراحل العمرية المختلفة، والثانية تنقية المفهوم من األحكام القيمية وجعله مجردا حتى يمكن التعامل معه بشكل موضوعي من جانب مختلف األطياف العقيدية واالجتماعية. ويقدم البحث

الصحفي النشر منافذ “كل باعتبارها األطفال لصحافة مفهوما الورقي والمسموع والمرئي واإلليكتروني الموجه لألطفال”.

السؤال الثاني: ما أنواع صحافة األطفال في ظل ما تشهده صناعة الصحافة من تطورات؟

إلى األطفال لصحافة المتسع المفهوم مد ضرورة البحث أكد التقسيمات الخاصة بأنواعها، لكي تشمل األنواع الجديدة على مستوى الوسائل بوجه عام وكل وسيلة على حدة. وتنبع أهمية المسموعة الصحافة مثل األطفال صحافة من األنواع إدماج والمرئية والصحافة اإلليكترونية من حقيقة أن لكل وسيلة من األخرى، الوسائل عن تختلف اتصالية إمكانات الوسائل هذه وبالتالي فإن الرسالة الموجهة لألطفال في كل وسيلة يجب أن تتواءم مع تلك اإلمكانات، وتستفيد منها أقصي استفادة ممكنة. ويتطلب األمر سواء من المسئولين عن التربية أو الباحثين في اإلعالم توجيه االهتمام إلى األشكال الفضائية واإلليكترونية من صحافة األطفال التي تمثل المستقبل، وعدم قصر االهتمام على

صحافة األطفال الورقية.

األطفال لصحافة األساسية السمات ما الثالث: السؤال في العالم العربي، وما مدي تأثير هذه السمات على الدور

المعرفي لها؟األطفال تميز صحافة التي السمات من عدد عن البحث كشف الورقية في العالم العربي، وتؤثر في دورها المعرفي وتحد منه، وأهمها الطبيعة الحكومية لصحافة األطفال، وارتباطها التاريخي أثر فيها وفي تطورها سلبا العربي، مما العالم بالحكومات في وإيجابا بشكل كبير، ومحدودية السوق الذي تعمل فيه بالنظر إلى توجهها إلي الفئة غير القادرة على الكسب بوجه عام، وموسمية السوق واقتصاره في الغالب على فترة اإلجازة الصيفية، باإلضافة اإلعالمية الوسائل من تلقاها التي الشرسة المنافسة إلى ووسائل التسلية األخرى، ونمطية المنتج الصحفي، وتركز غالبية النماذج الناجحة منها في عدد قليل من الدول العربية، والتشابه الكتابة مجال في العرب الكتاب ندرة و مضامينها، في الكبير للطفل. وتؤثر هذه السمات بالسلب على مكانة مجالت األطفال في العالم العربي وتحد من تأثيرها ومن قيامها بالدور المعرفي

المنوط بها.

المعرفية للمضامين الرئيسية السمات ما الرابع: السؤال التي تقدمها صحافة األطفال في العالم العربي، كما يكشف

عنها تحليل مضمون عينة من المجالت؟انتهي البحث إلى تحديد عدد من السمات الرئيسية للمضامين

114

واقع صحافة األطفال ودورها المعرفي في العالم العربي

هذه وتصب وباسم. ماجد مجلتي في المنشورة المعرفية وتنمية للطفل، المعرفي الجانب وتنمية تعزيز السمات في وتيسير وبيئته، بمحيطه الطفل وربط الطفل، مهارات وصقل واإلرشاد والترويح، وفعال، سهل بشكل معه التواصل سبل

والتوجيه، وتعزيز القيم. وأكد البحث من خالل تحليل المضمون المعرفي لمجلتي ماجد وباسم خالل عام 2011، أن صحافة األطفال في العالم العربي التي المعرفية الثورة لتواكب وأهدافها منطلقاتها من غيرت تحليل نتائج واقع من أصبحت، فإنها ولذلك العالم يشهدها

المضمون:أكثر تركيزا على تنمية معارف األطفال في مجاالت المعرفة

المختلفةأكثر تركيزا على المعارف العلمية والتكنولوجية التي يقبل

األطفال على قراءتها والتي يمكن ان تنمي لديهم الملكات التكنولوجيا واستخدام تبني على وتساعدهم العلمية

الجديدة بصورة نشطة وفعالة.تقدمها التي المعرفية المضامين تنويع على حرصا أكثر

والتاريخية والدينية والطبية الصحية المضامين لتشمل والجغرافية.

أكثر حرصا على عدم تجاهل المضامين المعرفية التي كانت المعرفية المضامين مثل السابق في كثيرا بها تهتم ال

الرياضية واألدبية والفنية واالقتصادية والسياسية.في األطفال معارف تنمية هدف تحقيق على حرصا أكثر

مجاالت الحياة المختلفة.البحث، يمكن بلورة السابقة عن تساؤالت وفي ضوء اإلجابات مفهوم في ملموس تغير حدوث تؤكد للبحث، عامة نتيجة وأنواع وسمات صحافة األطفال في العالم العربي، وتغير مماثل في الدور المعرفي الذى تقوم به، يعبر عنه التزايد الواضح في الدور المعرفي الذى تقوم به في العالم العربي على الرغم من الجديدة اإلعالم وسائل من تلقاها التي الشديدة المنافسة

والتقليدية، باإلضافة إلى وسائل الترفيه األخرى.

مناقشة النتائج:قلتها على العربية األطفال مجالت أن البحث أوضح لقد العالم زالت »تمثل نوافذ مفتوحة على انتشارها ما ومحدودية تربط الطفولة والحداثة برؤى اجتماعية لألطفال وذويهم، كما تقدم نماذج مشرقة للطفل العربي العصري باإلضافة إلى قصص )Peterson، 2005.p.178(. ومع األبطال العرب والمسلمين« ذلك فإن تراجع مجالت األطفال في العالم العربي المستمر كما

الفيديو وشبكة اإلنترنت التليفزيون وألعاب وكيفا أمام سطوة يمثل تحديا لكل الجهات المسئولة عن التربية والتعليم والثقافة الكبير التطور يعقل في ظل العربي. فال الوطن والصحافة في في التعليم مستويات وتقدم الصحافة صناعة شهدته الذى في تصدر التي األطفال مجالت عدد يكون أن العربية الدول العشرية األولي من األلفية الثالثة أقل مما كان يصدر في النصف

األول من القرن الماضي. وقد كشف البحث أن المجلتين المدروستين تلعبان دروا مهما في المعارف، تقديم هذه للمعارف، وإشراكهم في األطفال إكساب المسابقات خالل من واختبارها المعارف تأكيد إلى باإلضافة األدوار بأهمية تسليمنا ومع منهما. كل تقدمها التي الكثيرة وظائف في إيجازها إلى نميل فإننا األطفال لصحافة السابقة وأدوار الصحافة بوجه عام، وهي اإلعالم )إمداد الطفل باألخبار مواد )تقديم والتسلية له(، المناسبة والمعارف والمعلومات واإلرشاد جيدة(، عرض بطريقة للطفل المناسبة التسلية والتنشئة الحسنة(، والعادات القيم تعزيز خالل )من والتوجيه

االجتماعية والسياسية ونقل التراث الحضاري لألجيال الجديدة.ففي األطفال. تتركه مجالت الذي المهم األثر إنكار يمكن وال مجالت إن القول يمكن اإلعالم، لوسائل المتوقع التأثير إطار العقلية الطفل قدرات تنمية في مؤثرا دورا تلعب األطفال التي والمعلومات بالمعارف إمداده في وتسهم والعاطفية، زيادة في تسهم كما وبيئته، محيطه مع التفاعل من تمكنه بالعالم من حوله وإكسابه والثقافية وتعريفه اللغوية حصيلته الجمالي. بتذوقه وترتقي الفني حسه وتنمي جديدة، مهارات وإجماال فإن لمجلة الطفل آثار متعددة وواسعة منها أنها وسيلة

مناسبة لزيادة حصيلة اللغة لدي الطفل.وختاما فإن النظرة العلمية المتأنية لواقع ودور مجالت األطفال في العالم العربي تدفعنا إلى المطالبة بتدخل الدول في صناعة هذه إصدار خالل من وذلك مباشرا، تدخال األطفال مجالت التنشئة أدوات من أداة باعتبارها وإدارتها وتمويلها المجالت االجتماعية والسياسية والتنشئة الوطنية بوجه عام، مع الحفاظ على استقاللية سياستها التحريرية. ورغم ما تتعرض له صحافة األطفال الورقية من منافسة شرسة تؤدي -ضمن أسباب أخرى- أنه إال العربي، العالم في المعرفي ودورها مكانتها تراجع إلى يمكن استعادة هذه المكانة وذلك الدور من خالل إصدار المزيد على بالمجان توزيعها أو بيعها أسعار وخفض المجالت، من أطفال المدارس في إطار دعم الثقافة الوطنية، شريطة أن تكون نسخا وليست العربية ثقافتنا عن بحق معبرة المجالت هذه

مترجمة من المجالت األجنبية المشابهة.

115

سناء جالل عبد الرحمن

مالحق البحث

نوعية المعارفمجلة باسممجلة ماجد

النسبةالمجموع%ك%ك

517.113215.918311.8تاريخية719.98810.615910.2جغرافية

21529.915318.436823.8علوم وتكنولوجيا1802512715.330719.8صحية طبية

8611.917521.126116.8دينية243.3394.7634.7أدبية202.7151.8352.2فنية

456.2394.7845.4رياضية162.2111.3271.7سياسية

101.3495.9593.8اقتصادية7181008281001546100المجموع

نوعية المعارف الصحية والطبيةمجلة باسممجلة ماجد

النسبةالمجموع%ك%ك

3318.32418.8575.81الغذاء الصحي181053.9234.7األمراض والوقاية منها

147.786.2221.7النظافة الشخصية2513.82922.8545.71الحفاظ على البيئة

2916.11814.1473.51التلوث168.843.1205.6الصحة النفسية73.832.3102.3جسم اإلنسان116.11511.8264.8الطب الشعبي27152116.5486.51الطب الحديث

18058.612741.3307100المجموع

نوعية المعارف العلمية والتكنولوجية

مجلة باسممجلة ماجدالنسبةالمجموع

%ك%ك3214.82918.9615.61االكتشافات واالختراعات

3013.918134831الظواهر الطبيعية188.3106.5286.7الحيوانات والطيور

156.91810.4339.8النباتات94.1149.12372.0التكنولوجيا القديمة5224.13820.9904.42التكنولوجيا الحديثة

188.3127.8301.8وسائل االتصال التقليدية41191413559.41وسائل االتصال الجديدة

215100153100368100المجموع

جدول رقم )1(نوعية الموضوعات ذات الطابع المعرفي المنشورة بمجلتي »ماجد« و«باسم« خالل عام 2011.

جدول رقم )3(نوعية الموضوعات ذات الطابع المعرفي المنشورة بمجلتي »ماجد« و«باسم« خالل عام 2011.

جدول رقم )2( نوعية المعارف العلمية والتكنولوجية في بمجلتي “ماجد” و”باسم” خالل عام 2011.

116

واقع صحافة األطفال ودورها المعرفي في العالم العربي

نوعية الموضوعات الدينيةمجلة باسممجلة ماجد

النسبةالمجموع%ك%ك

1922.93821.7578.12عقائد910.44726.8564.12عبادات

3237.25129.1838.13معامالت2632.53922.2656.42قيم وأخالق86100175100261100المجموع

جدول رقم )4( نوعية المعارف الدينية المنشورة بمجلتي “ماجد” و”باسم” خالل عام 2011.

نوعية المعارف التاريخيةمجلة باسممجلة ماجد

النسبةالمجموع%ك%ك

1427.43425.7482.62تاريخ الدول والشعوب العربية واإلسالمية815.653.7131.7تاريخ دول وشعوب أجنبية

35.81612.1193.01سير حكام1121.53224.2434.32سير علماء

59.82720.4324.71سير الصحابة ورجال دين917.61813.6277.41حروب ومعارك تاريخية

51100132100183100المجموع

جدول رقم )5( نوعية المعارف التاريخية المنشورة في مجلتي “ماجد” و”باسم” خالل عام 2011

نوعية المعارف الجغرافية مجلة باسممجلة ماجد

النسبةالمجموع%ك%ك

2129.52022.7417.52جغرافية دول عربية1115.41618.1279.61جغرافية دول إسالمية79.866.8131.8جغرافية دول أجنبية57910.2148.8الجغرافيا الطبيعية10141517257.51الجغرافية البشرية

45.689.1125.7الجغرافيا االقتصادية1318.31415.9279.61الطقس والمناخ

7110088100159001المجموع27152116.5486.51الطب الحديث

18058.612741.3307100المجموع

جدول رقم )6(نوعية المعارف الجغرافية المنشورة في مجلتي “ماجد” و”باسم” خالل عام 2011

117

سناء جالل عبد الرحمن

جدول رقم )7(نوعية المعارف األخرى المنشورة في مجلتي “ماجد” و”باسم” خالل عام 2011

الفئات الفرعيةنوعية المعارفالمجموعمجلة باسممجلة ماجد

%ك%ك %ك

المعارف الرياضية

1737.72153.83845.2ممارسة الرياضة48.837.778.3بطوالت رياضية613.3820.51416.6أبطال الرياضة1022.2615.31619ألعاب رياضية817.712.5910.7نوادي رياضية

451003910084100المجموع

المعارف األدبية

729.1615.31320.6القصة والرواية937.51435.92314.2الشعر

416.61743.62133.3أعالم األدباء والشعراء28.325.146.3ندوات أدبية

28.30023.2نقد أدبي241003910063100المجموع

المعارف االقتصادية

3301246.7نظم اقتصادية عالمية001020.41016.9اقتصاد إسالمي

440714.21118.6فكر ومفاهيم اقتصادية00612.2610.1التخطيط واإلدارة0036.135.1قطاعات إنتاجية11024.135.1قطاعات خدمية

3301224.41525.4االدخار00816.3813.5بنوك واستثمارات

101004910059100المجموع

المعارف الفنية

15213.3720سينما21016.638.6مسرح

42000411.4موسيقي630533.31131.4فنون تشكيلية

735746.61440فنون تراثية شعبية201001510035100المجموع

المعارف السياسية

637.519725.9نظم سياسية عالمية000000النظم السياسية العربية743.7436.31140.7فكر ومفاهيم سياسية

318.8545.4829.6قضايا سياسية معاصرة000000المشاركة السياسية

161001110027100المجموع

118

واقع صحافة األطفال ودورها المعرفي في العالم العربي

الهدف الرئيسمجلة باسممجلة ماجد

النسبةالمجموع%ك%ك

44662.151662.39622.26تنمية معارف628.6313.7936تنمية مهارات

405.610913.11496.9غرس قيم273.7161.9438.2تنمية الخيال

577.98710.51443.9ترسيخ سلوكيات صحيحة121.6151.8277.1تغيير سلوكيات خاطئة60.830.495.0تنمية الحس النقدي141.991.1235.1تنمية الذوق الفني

212.9141.7352.2تنمية اإلبداع233.2202.4432.7تنمية حب االستطالع

101.481181.1التسلية7181008281001546100المجموع

المجال الرئيسمجلة باسممجلة ماجد

النسبةالمجموع%ك%ك

33446.528634.56201.04عالمي8812.222427.13122.02وطني21930.510512.732412عربي

557.617921.62341.51إسالمي223.1344.1566.3أكثر من مجال

7181008281001546100المجموع

جدول رقم )8( أهداف المعارف المنشورة في مجلتي “ماجد” و”باسم” خالل عام 2011

جدول رقم )9( المجال الجغرافي للمعارف المنشورة في مجلتي “ماجد” و”باسم” خالل عام 2011

119

سناء جالل عبد الرحمن

قائمة المراجع

المراجع العربية:

أبو زيد، فاروق، 1986، الصحافة المتخصصة، القاهرة: عالم الكتب.

أبو زيد، محمد، 2003، عدد مجالت األطفال العربية في بداية القرن العشرين أكثر مما هو موجود اآلن. كتاب ورؤساء تحرير يتحدثون عن النقص الخطير في ثقافة الطفل وآخرون يروون أن األطفال يتجاوزون كتابهم. الشرق األوسط 2003/8/31

http://www.islamweb.net/ver2/ :األحمد، مالك إبراهيم )د.ت(، نحو مشروع مجلة رائدة لألطفال، قطر: كتاب األمة، العدد 59. متاح علي شبكة اإلنترنت=library/ummah_ShowChapter.php?lang=A&BabId=8&ChapterId=8&BookId=259&CatId=201&startno

البحيري، لمياء رشدي، 1990، مجالت األطفال المصرية ودورها في تنمية االنتماء للوطن لدى األطفال المصريين: دراسة تطبيقية لمجلتي »سمير« و«صندوق الدنيا« في الفترة من 1979م- 1989م، رسالة ماجستير، قسم الصحافة، 1990.

الربيعي، على عبد السالم، 1994، برامج األطفال في اإلذاعة المرئية الليبية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية اإلعالم- جامعة القاهرة.

السندوبي، إيمان السعيد، 1983، دور مجالت األطفال في تنمية القيم االجتماعية لدي األطفال المصريين، دراسة مقارنة وتطبيقية لمجلتي سمير ومكي في الفترة ما بين عامي 1974 إلى 1979. رسالة ماجستير غير منشورة، كلية اإلعالم جامعة القاهرة.

الصادق، سحر فاروق، 2000، قيم العنف في صحافة األطفال العربية من خالل التطبيق على ما يقرأه الطفل، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية اإلعالم، جامعة القاهرة.

الطرابيشي، ميرفت، 1999، أثر التعرض لصحافة األطفال على إدراك القيم الدينية لدي الطفل المصري: دراسة ميدانية وفقا لنظرية الغرس الثقافي. في: مجلة كلية اآلداب، جامعة الزقازيق. العدد 25، يوليو 1999. ص79-33.

الطرابيشي، ميرفت، 2001، دور مجالت األطفال في دعم الحقوق االتصالية للطفل المصري دراسة تحليلية وميدانية بالتطبيق على مجلة عالء الدين. بحث مقدم إلى المؤتمر العلمي السابع »اإلعالم وحقوق اإلنسان العربي«، كلية اإلعالم، جامعة القاهرة 2-3 مايو 2001.

الطنباري، فاتن عبد الرحمن، 2006، االتجاهات العالمية الحديثة في تحرير صحف األطفال، في: االتجاهات الحديثة في إعالم الطفل وذوي االحتياجات الخاصة. القاهرة: دار الكتاب الحديث.

العبد، عاطف عدلي، 1984، دور التليفزيون في إمداد الطفل المصري بالمعلومات من خالل برامج األطفال: دراسة تحليلية وميدانية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية اإلعالم، جامعة القاهرة.

الغباشي، شعيب، 2002، صحافة األطفال في الوطن العربي، القاهرة: عالم الكتب.

المشمشي،ممدوح محمد السيد، 1993، برامج األطفال في تليفزيون المملكة العربية السعودية: دراسة نظرية وتطبيقية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية اإلعالم- جامعة القاهرة.

الهيتي، هادي نعمان، 1978، صحافة األطفال في العراق: نشأتها وتطورها«. رسالة ماجستير غير منشورة، كلية اإلعالم جامعة القاهرة.

راشد، نتيلة، 1990، مجالت األطفال. الحلقة الدراسية لعام 1990. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب.

رزق، سامية سليمان، 1984، ترشيد برامج األطفال في اإلذاعة المسموعة كأداة لتثقيف الطفل المصري: دراسة تطبيقية تحليلية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية اإلعالم، جامعة القاهرة.

عبد العزيز، نسرين محمد، 2007، المضمون الذى تقدمه قناة Space Toon وأثره على الطفل المصري، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية اإلعالم جامعة القاهرة.

عبد المجيد، ليلي، 1990، مجالت األطفال في مصر والعالم العربي، الحلقة الدراسية لعام 1990 حول مجالت األطفال. القاهرة 24-26 نوفمبر 1990، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

عبود، سالمة علي، 2009، صحافة الطفل في الوطن العربي: نشأة وتطور مجالت األطفال ودورها في تنمية ثقافة الطفل. القاهرة: دار الفجر للنشر والتوزيع.

مصر في األطفال مجالت من لعينة تحليلية دراسة األطفال: صحافة في التربوية القيم بناء علي الثقافي الواقع تأثير ،1997 الرحيم، عبد أسامة علي،

120

والسعودية، رسالة ماجستير، كلية اللغة العربية، جامعة األزهر.

التليفزيونية: دراسة مسحية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية اإلعالم- لبرامج األطفال العماني غواص، عامر سعيد مسعد، 2001، استخدامات الطفل جامعة القاهرة.

فضل اهلل، أحمد محمد، 1985، صحافة األطفال في السودان: نشأتها وتطورها، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية اإلعالم جامعة القاهرة.

فهمي، نجوى عبد السالم عبد العزيز، 1988، دور مجالت األطفال في إمداد الطفل المصري بالمعلومات، رسالة ماجستير، كلية اإلعالم- جامعة القاهرة.

كامل، ثروت فتحي، 1989، فنون الكتابة في مجالت األطفال: دراسة تطبيقية لمجلتي سمير وميكي، رسالة ماجستير، جامعة عين شمس: معهد الدراسات العليا للطفولة، قسم اإلعالم وثقافة الطفل.

نجيب، احمد، 1992، نظرات في مسيرة مجالت الطفل العربي. بحث مقدمة في الحلقة الدراسية اإلقليمية لعام 1990 حول مجالت األطفال، القاهرة: الهيئة العامة للكتاب.

المراجع األجنبية:

Belsches, J. F, 1978, The Use of Children›s Magazines in a Public Library. Master Thesis. University of North Carolina، Chapel Hill.

Children Now, 1994, Tuned in or tuned out? America›s Children speaks out on the news media. Oakland، CA: Author.

Coles, Martin and Christine Hall, 1997, «Taking Comics Seriously: Children’s Periodicals Reading in England in the 1990s», in Reading, November 1997. 50-54.

Comstock، G and Paik، H,1991, Television and the American Child. New York: Academic Press.

Creswell, John W, 1994, Research Design: Qualitative & Quantitative Approaches, Thousand Oaks, California: Sage Publications.

Dominick، Joseph. R, 1993, The Dynamics of Mass Communication. New York: McGRAW-Hills, INC.

Hofstetter, Carolyn Huie, C. Richard Hofstetter، Diane Lapp and James Flood, 2000, «The Effect of the Weekly Reader on Children›s Knowledge of Current Events», In Evaluation Review, 2000 .272-294.

Morrow, L. and Lesnick, J. 2001. Examining the educational value of children’s magazines. In The California Reader, 34(2(, pp. 7-14.

Peterson، Mark Allen, 2005, The Jinn and the Computer Consumption and identity in Arabic children’s magazines. Childhood، Vol. 12، No. 2: 177-200.

Walma van der Molen, J. h., & van der Voort، T. H. A. 2000, The impact of Television، Print، and Audio on Children Recall of the News .A study of three alternative explanations for dual-coding hypothesis. Human Communication Research, Vol. 26 No. 1.pp.3-26.

Walma van der Molen, J. h., and van der Voort، T. H. A, 1998, Children›s recall of the news: TV news stories compared with three print versions. Educational Technology research and Development، 46 (1( .39-52.

121

مدرسقسم اللغة العربية

كلية اآلداب والعلوم االجتماعيةجامعة السلطان قابوس

[email protected]

زاهر بن بدر الغسيني

دالالت الرمز اللوني في شعر فيديريكو لوركا

)1936 – 1898(

جامعة السلطان قابوسمجلة اآلداب والعلوم االجتماعية

Sultan Qaboos University Journal of Arts & Social Science

122

دالالت الرمز اللوني في شعر فيديريكو لوركا

زاهر بن بدر الغسيني

دالالت الرمز اللوني في شعر فيديريكو لوركا

)1936 – 1898(

Abstract: The current study addresses color symbolism in the poetry of Federico Garcia Lorca, a 20th century poet. He lived in the period between 1898 and 1936 in which Spain, and particularly Granada, had a significant impact on his poetry. It lived in his verses and added a unique charisma to his poetry, emerging from its ongoing transformation from tangible visualization to artistic glances. The mention of color appeared in every poem, with some colors being more dominant than others. It added an artistic value with a pure psychological perspective, almost like a painting portraying Granada. This led critic and Spanish civilization researcher Luis Parrot to call him “a poet enchanted by colors” in his study of Lorca’s poetry, as he found him totally possessed by colors (Telisy, 1992(. This addresses color symbolism that is prominent in Lorca’s poetry. Has this symbolism reflected Lorca’s character that it appeared in an unorthodox manner? Or was this symbolism traditional in its form and meaning? The study concluded that Lorca did not describe color by color, color by name, or name by color. Rather, his poetry took many forms and tastes, giving it a certain uniqueness and individuality to Lorca. Analysing Lorca’s poetry reveals its richness in color expressions. It also shows how Lorca’s awareness of color exemplified his suffering explicitly and implicitly, to maintain a certain level in his poetry on one hand, and to avoid being overt on the other

Keywords: Lorca, color symbolism: Green, White, Yellow, Blue, Red, and Black.

مستخلص:يتبحث الدراسة الحالية في دالالت الرمز اللوني في شعر فيديريكو غارثيا لوركا الذي ينتمي إلى شعراء القرن العشرين، إذ عاش خالل الفترة 1898-1936، شكلت فيها إسبانيا -خاصة مدينة غرناطة- حضورا نابضا في شعره، ففاحت رائحتها من بين كلماته، وأضفت على شعره جاذبية خاصة نشأت عن ذلك التحول الدائم داخل قصائده من التصوير الحسي إلى اللمحة الفنية، ولم تخل ل قيمة فنية ذات بعد نفسي خالص، تكاد تكون لوحة قصيدة من قصائده من ذكر األلوان، وطغيان بعضها على اآلخر، وهو ما شكتشكيلية يرسم من خاللها مناظر أندلسية غرناطية؛ مما حدا بالناقد الفرنسي والباحث في الحضارة االسبانية )لويس باروت( إلى وصفه بعبارة )شاعر هائم باأللوان( في معرض دراسته لشعر لوركا؛ إذ وجد فيه شاعرا مفتونا باأللوان إلى درجة الجنون. )التليسي،

1992: ص108(. ويكمن إشكال البحث في أن الرمز اللوني بدا سمة بارزة في أعمال لوركا الشعرية، فهل هذا الرمز اللوني عكس نفسية الشاعر فجاء بصورة لم تألفها العين؟ أم كان الرمز اللوني عند لوركا تقليديا في صورته ومعناه؟. وتوصلت الدراسة إلى أن لوركا لم يكن يصف اللون باللون أو يصف اللون بالكلمة، أو الكلمة باللون، بل اتخذ اللون في شعره أكثر من شكل وأكثر من مذاق وأكثر من رائحة، منطبعا بذلك بخصوصية وذاتية لوركا. وقراءتنا لنصوصه الشعرية كشفت لنا بصورة واضحة عما تحفل به من ألفاظ تتصل األدائي في المستوى أخرى، حفاظا على تارة والتشفير تارة، بالتصريح اختزل معاناته، باللون أن وعيه لنا باأللوان، كما كشفت

قصائده من جهة، وإبعادا للنص عن المباشرة من جهة أخرى.

الكلمات الدالة: لوركا، دالالت الرمز اللوني: اللون األخضر، اللون األبيض، اللون األصفر، اللون األزرق، اللون األحمر، واللون األسود.

123

زاهر بن بدر الغسيني

مقدمةظهرت إذ األندلس، شعراء عند الفتا حضورا األلوان شكلت )الحدائق( كتاب منها: األندلسي اإلبداع هذا عكست مؤلفات أشعار من )التشبيهات وكتاب )ت366هـ(، الجياني فرج البن الطبيب بن الكتاني بن محمد عبداهلل ألبي األندلس( أهل )420هـ(، وكتاب )البديع في وصف الربيع( ألبي الوليد إسماعيل التي األندلسية المؤلفات من وغيرها )ت440هـ(، الحميري ضمت ما فاضت به قرائح شعراء األندلس، ظهرت فيها األلوان اللون طاقات الشعراء فيها استغل الخيال، بمطارف متشحة استيعاب مكنوناته، قادرة على التي تكون وإيحاءاته ومقدراته يستوعب فنيا ووعاء إبداعهما، عملية في مؤثرا محورا فمثلت

الدفقات الشعورية التي تنفجر داخل نفوسهم. منظومة في امتد األندلس بالد في اللوني الحضور هذا إن اإلسباني شعر في لنجده الحديث؛ العصر إلى لونية ثقافية مشفرة وغير مشفرة رموزا حمل الذي لوركا غارثيا فيديريكو خليق الجانب، هذا في الخوض وقبل قصائده. في يستثمرها العناوين الوقوف على بالشاعر تعريفا يسهم في أن نعرف بنا الزمته التي والمواقف الظروف ومعرفة لحياته، العريضة واألحداث البيئة أثر تجاوز يمكن ال إذ شعره، في فانعكست المحيطة بحياة الشاعر، ألن اإلنسان ال يمكنه العيش خارج نطاق الزمان والمكان، وتوظيف اللون في أي شعر يأتي نتيجة عكسية

للتجربة والمعاناة النفسية.النقاد وأجمع القصيدة، الحرب وخلدته اغتالته لوركا شاعر إن تصوير مع يقف فلم أحاسيسه، وصدق الشعري نبوغه على والحياتي الواقعي بعالمه مزجه بل فحسب؛ الذهني عالمه كذلك، فبدت في شعره االزدواجية النادرة بين واقعية ال مغاالة فيها وال عنت، -تتصل ببيئته اتصاال وثيقا مباشرا-؛ وبين خيال سمح مجنح يسمو به الشاعر إلى عالم المثل، تتجلى فيه صور حب في منه رغبة كتاباته جاءت إذ مؤثرة، إنسانية ومالمح الناس ترجمها في قوله: “إني أكتب من أجل أن يحبني الناس، ومن أجل هذا الحب فقط كتبت مسرحياتي وقصائدي، وسأواصل كتابتي لها ألنني في حاجة إلى حب الناس” )التليسي، 1992: الفنية على تحويل كل ما ص58(، فجاء إبداعه األدبي وقدرته يحيط به إلى شعر ذي رؤيا شمولية - “يتحول فيها الخاص إلى عام والعام إلى خاص” - )شياع، 1995: ص54(؛ كفيال أن يخلده في ذاكرة النقاد واألدباء. ولد لوركا في الخامس من يونيو عام 1898م في قرية )فونتيه باكيروس(1، وبدأ إنتاجه األدبي عام 1918 عندما ألف كتاب )انطباعات ومناظر طبيعية(، وهو كتاب

حضورا اإلسالمي العربي والماضي غرناطة فيه لت شك نثري قويا، ولم يقتصر إبداعه األدبي على الشعر؛ إذ كتب عام 1920 التي المسرحية وهي اللعين(؛ الفراشة )سحر مسرحياته أولى لم تحقق نجاحا، ألنها لم تتماش مع أهداف المجتمع اإلسباني )كتاب الشعرية دواوينه ألول كبير نجاح قابلها لكن وقتها-؛ شعرية مختارات ويمثل ،1921 عام له صدر الذي القصائد( من األعمال المتراكمة حتى ذلك التاريخ، وضم بين دفتيه 68

قصيدة. ومثلت الفترة الزمنية )1929–1930( مرحلة حرجة للوركا؛ إذ إلى نيويورك باحثا عن دماء جديدة تسقي براعم شعره؛ سافر وسطو اآللة ضحية اإلنسان فيه يقع بمجتمع اصطدم لكنه فيه تجسدت نيويورك(، في )شاعر بديوانه منها فعاد المادة، مدينة نيويورك في نظر لوركا رمزا للزيف الذي تخلفه الحضارة التي الطبيعة تبثه الذي الصدق مقابل المادة، على القائمة يحلم بها الشاعر، والتي وجدها وعاشها وسط الفالحين والغجر، فأصبح هذا الديوان أشبه بمعادل موضوعي، وخلقا فنيا للمشاعر المتضاربة التي أثارتها الحياة والمدن األمريكية في نفس الشاعر وخصوصا نيويورك، فيعكس هذا الديوان زلزاال عاشه لوركا في نيويورك، ومواجهته لحقيقة الحضارة الصناعية الرأسمالية التي حولت اإلنسان إلى آلة مفرغة من اإلحساس والمشاعر. ثم صدر ،1935 عام الغجرية( )األغاني وديوان )التماريت(، ديوان له

وهي قصائد حب لألندلس.إن سبر أغوار حياة لوركا يشي لنا أن طبيعة )غرناطة( بفتونها ورياضها أسهمت في بناء الرؤيا الجمالية لخياله، فهيمنت على قلبه، ألن الفن انعكاس للبيئة التي نشأ فيها الشاعر، ومن ثم كان من البدهي أن نتوقع حضور اللون في دواوينه، وهو حضور فكان نفسيته، إلى أقرب خاصة تجارب عن للتعبير به استعان المنطلق من المكان بما هو محدد جغرافي وطبيعي؛ يرتبط به

الشاعر، وينتمي إليه إحساسا وهوية. عند حديثنا عن دالالت األلوان ال بد من اإلشارة إلى أن اللون فيرتبط اللونية، تنويعاتها الطبيعة فيه تجسد لوني معطى بالمكان والزمان ارتباط الثابت بالمتحول، فنصير أمام هويتين: مكانية طبيعية، وزمانية طبيعية. كما أنه معطى حسي له حضور هذه تداخل يعني مما التشكيلية، والفنون والرسم الشعر في نجده مثال- - فالشاعر مشتركة؛ قواسم تمتلك التي الفنون يستغل درجات السلم الداللي كلها أو بعضها للتعبير عن الحالة النفسية التي تالزمه، وهو أشبه بالرسام التشكيلي في انتقائه لأللوان التي تعكس حالته النفسية، وهذا طبيعي من زاوية أن

قرية صغيرة تبعد عن مدينة غرناطة بمسافة عشرين كيلومترا.. 1

124

دالالت الرمز اللوني في شعر فيديريكو لوركا

انفعالي كائن هو فاإلنسان البشرية، النفس في يؤثر اللون التي النفسية، الزمانية والتحوالت المكانية هويته بين يجمع تطرأ على المكان الطبيعة، أي: على هويته ونفسيته، مما يعني أن المسألة ال تتوقف في تسميات األلوان فحسب، بل تتعداها إلى إشكال يتعلق بمدلوالت هذه التسميات، إذ هي في العصر عند واالختالط التداخل من نوع فيها بينما واضحة، الحديث فاتح لون لكل والبياض البياض، تعني فالحمرة العرب، قدماء السواد، العرب عند والخضرة داكن، لكل واألسود اللون، من :1976 )النميري، خضرته لكثرة سوادا العراق سواد وسمي ص102(، وهذا التداخل في األلوان ال يمكننا نسبه إلى قصور عوامل إلى بل اللون، عن المعبر المناسب اللفظ إيجاد في ثقافية ونفسية من جهة، وإلى تطور ألفاظ األلوان في العربية من جهة أخرى، أضف إلى ذلك وجود أسباب علمية - كما يرى د.أحمد مختار عمر- تقوم على وجود تقارب بين اللونين األخضر

واألزرق )عمر، 1982: ص40(. وعندما يكون الشعر قادرا على تحويل اللون المرئي إلى لفظة قابلة لتفجير اإلحساس به، فإنه يصبح قادرا على تسخير مفرداته وفضاءات موحية، وألوانا صورا يحمل شعري فضاء خلق في كبيرة تحمل بعدا دالليا، ينطلق من الالوعي المعرفي للشاعر، الذي يمثل “بنية أساسية مهمة في تشكيل القصيدة الشعرية، من جوانبها بكل الشعرية الصورة عليها تقوم هامة وركيزة العناصر من كبيرا قدرا يحمل فاللون المضمون؛ إلى الشكل األدبي العمل في فنية أبعادا تعطي دالة وإضاءات الجمالية، على وجه الخصوص” )الزواهرة، 2008: ص13(، ومن ثم فإن في األلوان فنجد الشعرية، الصورة على سطوته بسط اللون منها واحد كل محافظة مع بينها، فيما صراع »على القصيدة

على خصوصيته واستقالله« )قاروط، 2008: ص34(. ندرك تجعلنا لوركا قصائد في اللوني الرمز دالالت قراءة إن التلوين؛ وظهور التبدالت التدريجية والتغيير المتتالي في تلك ما يمكننا تسميته لوينات تضيء طبيعة عالمه الشعري، تتولد في لأللوان الجديدة الظالل وهذه وتزول؛ تختفي ثم وتنمو أعمال لوركا الشعرية يمكن أن تلقي ضوءا على طبيعة مقاصده، وهو ما نحاول أن نثبته في هذه الدراسة، وسوف يكون تركيزنا الشعرية، لوركا أعمال في كبيرة بشكل برزت ألوان ستة على كما أن ترتيبنا لها جاء مرتبطا بمراحل حياة الشاعر وما صاحبها

من أحداث.

1- داللة اللون األخضر: عندما نجوب فضاء قصائد لوركا يلفت نظرنا ذلك الحضور المرحلة قصائد في خاصة شعره؛ في األخضر للون المكثف

األولى من حياته، يحكمه في ذلك بساطة وسط الحياة الغجرية، فبدا غرناطة، باخضرار الوجود في جميل هو ما كل يربط إذ لون الحقول الخضراء مسيطرا على كل مشاعره، منها قصيدته وجمالها بهدوئها الريف حياة تظهر التي )خضراء( المشهورة

)علي، والبطوطي، 1988: ص79-77(: خضراء ، أحبك خضراء

ريح خضراء ، أغصان خضراءالزورق في البحر

والجواد في الجبلظالم على خصرهاتحلم في شرفتها

جسد أخضر ، غدائر خضراءحتى يختمها بقوله:

رفيقي ، أين ؟ خبرني ؟أين صبيتك المرة ؟

كم انتظرتك !كم عليها أن تنتظرك ! وجه بض ، غدائر سوداء

في شرفة خضراء !

يمثل مصطلح االنزياح احتجاجا على النمطية في توظيف اللون؛ عن والبعد ترميزا، أو تلميحا، أو تصريحا، للثابت وإخضاعه مطابقة الدال لمدلوله، فالدوال اللونية استنادا إلى هذا األسلوب “ال ينبغي أن تكون تعبيرا أمينا أو صادقا لمدلوالت غير عادية، بل هي غير العادي لكون عادي” )ذياب، 1985: مج5(، فالشاعر حين يجيد استخدام اللون في السياق الشعري ينتقل اللون من اللون يعطي الذي الداللي اإلطار إلى اللغوي المعجمي إطاره قيمته الحقيقية في التشكيل الشعري، كما أن داللة وجود لون ل محورا رمزيا يدور حوله النص، واحد في قصيدة شعرية » يشكوفي قصيدة أخرى قد يكون أسلوبا فنيا من األساليب الكثيرة الرمزية والتعبيرية كلها، الطاقات ثالثة يفتقد في النص، وفي ليحاكي اللون الموجود في الواقع ذاته؛ إذ إن “وصف العشب أنه أخضر في قصيدة ما ال يضيف رؤيا جديدة إلى ذلك العشب كونه الدال لسانية نظر وجهة من فيتطابق الواقع، في حقا أخضر

والمدلول في الشعر والطبيعة معا”. )قاروط، 2008: ص32(. عن األخضر اللون انزياح القصيدة هذه في نالحظ ثم ومن األخضر اللون رؤية في لوركا رغبة مه تحك الحقيقية، لونيته ظاهرا على كل شيء، حتى التي ليست بطبيعتها خضراء يريدها أن تكون خضراء، وتكرار لفظ اللون )أخضر أخضر( يؤكد ذلك، إذ يرد في )22( موضعا في كامل القصيدة، بدءا من العنوان،

125

زاهر بن بدر الغسيني

وهذا ينم عما يحمله الشاعر في وعيه لهذا اللون من قيمة ال يفي غيره بها، فجاء إلحاح لوركا على تثبيت صورة اللون األخضر تجول التي واألحاسيس االعتقادات من بجملة ليوحي المكثف دون المكثفة األخضر بصورته يريد هذا فهو وقلبه، عقله في ورموز معان من تحمله لما بل فحسب، لجمالها ال سواها، ودالالت تدل على األمل والحياة، فينجح في توظيف اللون األخضر باألمل، في مليئة حياة إلى يومئ من خاللها قصدية لدالئل محورا األخضر اللون فكان بالمشاكل؛ المليء وطنه متناقضة تزال وال فكانت الدائمة، الحياة هي الخضرة ألن األمل، لهذا اإلمكانات لوركا فأطلق والخصب، والتجدد والحب لألمل رمزا الذهنية التي يحققها هذا اللون إلى أقصاها محققا بذلك توظيفا العمق، مثل: له الشعرية، فأراد اللون في صورته متمكنا لهذا الجسد، خضراء )خضراء يقول: والشعر، بالجسد االخضرار ربط غيره، من عمقا أكثر اللون تجعل ربما الطريقة وهذه الشعر(. فتبدو قيمة الصفة اللونية – هنا- في خلق دالالت متشعبة غير البهجة يجلبان األخضر والشعر األخضر الجسد وكأن مباشرة، إلى يرمز أنموذجا اللون األخضر لوركا والبركة، فيتخذ والراحة تأكيدا الحياتية المدلوالت فربط بين االخضرار وبعض األمل، بالرضى، الممزوج الدنيوي الهدوء الدالة على االخضرار لصفة وكأنه يسعى إلى إزاحة صفة السلبية من اللون األخضر-المتمثلة بداللته على االنهيار األخالقي والجنون والتحريض على الغواية تصويرهم في والمسيحيين الرسامين بعض اعتمدها التي -

إبليس بجلد أخضر اللون، وعيون خضراء ضخمة . :1983 )شعبان، دائما أخضر بلون آخر موضع في ويقول

ص90(:ويبني غجر الماء

حتى يتسلقاميادين من صدف

ومن أغصان صنوبر أخضر

في هذه األبيات يعمد لوركا إلى أشد حاالت التعبير حدة، فاتحا ميادين الماء غجر يبني كيف لنا فيصف أشدها، على الحواس والمعنى هنا حقيقي، الخضراء. الصنوبر من األصداف وأغصان في يعيشون هوية، بال قوم هم البحر(1 الماء/ )غجر إن إذ يعيشون أناس إنهم وطن، لهم ليس العالم، عن تامة عزلة التزود بالوقود البر إال من أجل في قوارب تقليدية وال يطأون

وموتهم ووالدتهم البحر، وفي البحر من حياتهم والمؤن، سواحل على وجزء آسيا شرق في منهم جزء يعيش البحر، في المحيط الهادي جهة أمريكا الشمالية.)الشرق األوسط، 2007:

ع10433(.)علي، الرهيب( )الحضور قصيدة في األخضر اللون ويظهر

والبطوطي، 1988: ص10-9(:أرى الليل الجريح في حزنيتلوى ، يصارع الظهيرةأقاوم غروب سموم خضر

وأقواس يئن منها مكسورة الزمان

الليل بين األبدي التعاقب ذلك تجسد أضواء هنا األلوان والنهار، بين السواد والبياض. والالفت للنظر في هذه المقطوعة الشعرية أن الليل انطبع بلونين مختلفين في كنايتيهما، الليل الجريح: والمقصود به لون الدم األحمر القاني، والغروب األخضر: شوهد الذي المكان حتى بل فقط؛ اللون يحدد ال ربما الذي فيه الغروب، فانطبع في ذاكرة لوركا على ما صوره في قصيدته

الشعرية؛ إذ قد يكون بستانا أو غابة أو حقال، أو ما شابه ذلك. :1954 )سعد، الحلم( في السارية )األغنية قصيدة وفي

ص287( نجده يقول: على وجه البشر

كانت تتأرجح الغجريةبشرة خضراء ، وشعرا أخضر

وعينين من لجين بارد

فتخرج لوركا؛ عند األخضر اللون داللة تتطور كيف نالحظ البشرة خضراء، والشعر إلى داللة رمزية: الحقيقية من داللتها لوركا مشاهد على لونية سيادة األخضر اللون ليظهر أخضر،

الشعرية، وبفاعلية تشكيلية بارزة. إن حضور اللون األخضر في قصائد لوركا األولى راجع إلى تلك الطبيعة الخضراء التي حباها اهلل لمدينة غرناطة، أضف إلى ذلك التغيير إلى يطمح لشاعر طبيعي األخضر للون العشق هذا أن والتجديد في الحياة التي لم يكتب له أن ينعم بها حتى يغادرها متى شاء، ليرتبط هذه اللون باألمل والتفاؤل والعطاء والجمال والبهجة، وبالتالي ال غرابة أن نجد اللون األخضر يحتل مساحة الناقد جان كامب في قصائد ما الحظه كبيرة من شعره، وهو

شعب بدوي يولد ويعيش ويموت في البحار، الكثير منهم لم يمش على اليابسة في حياته ولم يعرف المال، وإنما يتجولون في البحار، إذ ولدوا فيه . 1ويعيشون فيه ويموتون فيه. عددهم يتراوح بين 4 آالف إلى 5 آالف شخص يعيشون أمام سواحل تايالند وبورما وماليزيا، كما يوجدون في منطقة تمتد ما بين الفلبين إلى بورنيو، وأصولهم غير معروفة. بعض علماء األنثروبولوجيا يرجحون أن غجر البحر هاجروا من جنوب الصين قبل 4 آالف سنة، وبالرغم من أصولهم الغامضة وتحركهم عبر ماليزيا فإنهم انشقوا عن جماعات مهاجرة أخرى في أواخر القرن السابع عشر، إال أن التاريخ الدقيق لوجودهم غير

معروف، ويقال إن أطفالهم يتعلمون السباحة قبل تعلمهم السير.

126

دالالت الرمز اللوني في شعر فيديريكو لوركا

اللون هو اليوم إلى يزال ما األخضر ليس »أو فيقول: لوركا يبرز أن الوسيلة بهذه لوركا يشأ لم أو اإلسالم، في المقدس )غزوان، األندلس« أرض على اإلسالمي والقدر القضاء طابع والخليلي،1980: ص99(، وبالتالي فإن مفردات اللون األخضر المادية والمعنوية تشكل جزءا كبيرا؛ فمن الماديات التعامل مع ومن والرياض، واألشجار النبات مثل النضرة، طبيعتها عناصر المعنويات ما جاء نتيجة إدراك الشاعر وإحساسه بالعالم الخارجي أو الحزن على يدل قد اإلحساس نتيجة هذا فاللون والداخلي، الفرح، وبالتالي يستخدم لوركا األلوان ليعبر عن الحالة النفسية المراد إيصالها للمتلقي ورسم صورة شعرية باأللوان التي تجعل »وتأثيرها التصويري، المشهد في عمقا أكثر الشعري النص اللون مع لغوية عالقات شبكة إيجاده عبر ذاته على الداخلي والخليلي،1980: )غزوان، سيميائية«. دالالت من يحمله وما

ص99(

2-داللة اللون األبيض:يذكر فنجده مقاصده، وأشرقت لوركا، قصائد كلمات طهرت إذ )االستخالص(، طريقة تسميته يمكننا بما األبيض اللون يكون فيها الرمز قويا، ونقصد بهذه الطريقة أن لوركا ال يذكر إلى تحيل للطبيعة عناصر يذكر بل لون؛ هو حيث من اللون

ألوان معينة، مثل قوله في قصيدة)خوان رامون خيمينث(: )مكي، 1998: ص156(

في البياض الالنهائيمن الجليد والفل والمالحات

تاه خيالهاللون األبيض يسيرعلى بساط صامت

البيت األول –هنا- ال يملك قيمته في نفسه بل نستخلصها من البيت الثاني؛ إذ إن صيغة التفسير واضحة، مضطردة متتابعة؛ حات هي ما تكسبه ال نهائيته، فقوة بياض الجليد والفل والمالوبقدر نهائية البياض تنعكس في األذهان ال نهائية المسافة؛ وبالتالي فإن لوركا وفق في توظيف لفظة )تاه خياله( في البيت بساط على )يسير جملة أن كما محلها. في جاءت إذ الثالث، صامت( جاءت بمثابة تأكيد على األفق الشاسع الذي يضيع فيه إننا نجد أنفسنا في األبيات السابقة أمام صورة بيضاء الخيال. ال يمكن حصرها خياليا مهما حاولنا، إذ هي صورة تنعدم فيها الجهات؛ فال غرب، وال شرق، وال شمال، وال جنوب؛ سوى األبيض

الالنهائي المسيطر على الصورة الشعرية. وفي موضع آخر ينشد قائال)مكي، 1998: ص64(:

جلستفي بياض الزمنكان بركة راكدة

للصمتلصمت أبيض

إن كل ما هو هادئ مطمئن مطبق في الصمت يقرنه لوركا بالبياض والسكينة، مما يعني أن حالة لوركا الشعرية تكون أكثر عمقا وروية عندما يصف باللون األبيض كل شيء حزين يدعو تضطرب السوداء فرشاته يستعمل وحين والتألم. التأمل إلى بذلك فيعكس وتتوتر، المعاني وتعصف الشعرية، الصور :1998 قوله)مكي، في حاضرا األبيض اللون فنجد هيجانه،

ص120(:من الذي يشك في القدرة

الرهيبة لتلك القرون؟خبئي بياضكأيتها الطبيعة!

هر؛ إن البياض في األبيات -إضافة - إلى كونه عالمة على الطهو نقطة البداية التي ترجع إليها الطبيعة كلما سودت القدرة الرهيبة للقرون وجهها. فيرتبط اللون األبيض عند لوركا بكل في تتحقق الطموحات تلك رؤية في خاطره من يجول كان ما الحرجة السياسية أوضاعه في انصهر الذي اإلسباني المجتمع في وقته؛ إذ بعد بياض الزمن المصحوب بصمت أبيض؛ يظهر اللون األبيض – هنا- في الطبيعة التي يريدها لوركا أن تكون قصيدته في يقول والنقاء، للصفاء رمزا أبياته فكانت بيضاء؛ القصائد( كتاب ( ديوان من الصغيرة( للساحة راقصة )أغنية

)سعد، 1954: ص14(:أنا :

ملء قلبي الحريريأنغام وأضواء

ودقات أجراس ضائعةونحل ورؤى بيضاء

إن اللون األبيض للرؤى يضفي عليها صفة النقاء، إذ تحمل داللة األمان والسالم، وهو الحلم الذي يسعى لوركا إلى رؤيته، اللون يكون وقد الرؤى. هذه صفاء األبيض اللون فيعكس واألضواء واألنغام األشكال لتعايش مناسبة قفلة هنا األبيض ودقات األجراس وطنين النحل، إنها صورة هجينة؛ لكن ممتعة المعنى البياض يصير حتى شيء، كل في شيء كل لفوضى

127

زاهر بن بدر الغسيني

الوحيد الذي يدل على الالشيء. )مكي، )أرجوحة هوائية( في قصيدة األبيض اللون يظهر كما

1998: ص112(:في أيام األعياد

يمضون فوق عجالتوأرجوحة الهواء تأتي بهم

وبهم تذهبقربان أزرق

عيد ميالد أبيضاأليام تنخلع عن جلودها

كما لو كانت حيات

ثلجية أعياد هي لوركا قصيدة في البيضاء األعياد أيام إن باألخص، حيث المهرجان الممتد على أرجاء الشوارع، واحتفاالت

»البوضة« والمثلجات، كلها مدعاة لتقديس األعياد البيضاء.

3-داللة اللون األصفر:بقصد المناسبات، من العديد في األصفر اللون لوركا يوظف أمثلة اللون، ومن الترويح عن شيء في نفسه بطبيعة صفراء

ذلك مقطع من قصيدة )إمبارو( )شعبان، 1983: ص64(:اسمعي

لنافورات المياه في فنائكوالزغردة السرية الصفراء

للكناري

هنا لوركا فنجد المألوف، للسياق خرقا أحيانا يمثل اللون إن إذ يعتبر الصوت، إلى جماليات اللون فجأة من جماليات ينتقل اللون مولدا للصوت، فيطبعه ويسميه بذلك اللون الذي أنتجه،

فيصير »الكناري« األصفر ذو زغردة صفراء مماثلة للونه.وفي قصيدة )ضجة( )علي والبطوطي، 1998: ص65( يقول:

في األبراجالصفراء

تدق األجراسعبر الرياحالصفراء

تتفتح دقات األجراس

األصفر هنا أصفر براق؛ إال أنه مرتبط بالصوت أكثر من اللون، إذ هو صفرة النحاس الذي تصنع منه األجراس لتتفتح في النهاية بدقات مدوية تجعل اللون األصفر يبدو ثانويا. فهو عند التطلع إليه يكون صامتا متأللئا، لكن حين يطرق يصبح لونا ثانويا، إذ

تنشغل األذن بالصوت دون رؤية العين للون.والبطوطي، )علي الحب( من )ميت قصيدة في لوركا ويقول

1998: ص68(:يضع القمر المتناقضشعرا مستعارا أصفرعلى األبراج الصفراء

أذهاننا؛ في نتخيلها ليست صورا صريحة كما هنا الصور إن األشكال بين نؤلفها قد التي واالستعارات التناقضات هي بل واألبراج األصفر، بشعره المستدير القمر بين أي: واأللوان، »موضاوي«، اصطناعي أصفر هنا فاألصفر الصفراء. المربعة األبراج سطوح على ما لحفلة مستعار كشعر القمر يلبسه الصفراء، وهو منظر شاذ للتصوير الشعري عند لوركا، ومع ذلك

يبقى طريفا وجديدا. كما يظهر اللون األصفر في قصيدة غزلية عن )الحضور الرهيب(

)مكي، 1998: ص103(:أحب أن يظل الماء بال مجرى

أحب أن تصير الرياح بال وديانأحب أن يظل الليل بال عينين

وقلبي بال زهرة الذهب أن يتسامر كبير األوراق والثيرانأن تبرق في الجمجمة األسنان

وتغرق الصفرة الحرائر

إن القصيدة السابقة لزومية كشفها تكرار لفظة )أحب(، إذ أعطاها صفة اللزومية في المعنى وفي بعض األلفاظ ، وهي تنساب بذلك وهي الدرامي. بنائها في حتى أيضا- – لزومية الصفرة )وتغرق القصيدة قفلة هو واضح؛ هدف نحو وتتدفق

الحرائر(1. ونجد اللون األصفر في قصيدة )مدينة ال تنام( )علي والبطوطي،

1998: ص173(:

في اعتقادي أن هذه الصفرة ذات بعد ديني محض، إذ ذكرت في القرآن الكريم في الجدال حول البقرة الصفراء في اآلية 69 من سورة البقرة في . 1قوله تعالى:}قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين{. كما أن اللون األصفر هو اللون المفضل عند رجال الدين البوذيين، إذ يرتدي الكهنة البوذيون الثياب ذات اللون األصفر داللة على إشراقة نفوسهم وتواضعهم وخشوعهم،

وأحسب أن هناك امتدادا ما لهذه المعطيات في تصوير لوركا الشعري.

128

دالالت الرمز اللوني في شعر فيديريكو لوركا

يوما ماستعيش الجياد في الحاناتوستهاجم النمالت الثائرات

السماوات الصفراواتالتي تلوذ بعيون البقرات

انتباه ! انتباه ! انتباه !

إن الصفرة في األبيات إيماء إلى حالة الطوارئ التي عاشت فيها الحانات في تعيش الدوريات جياد تكاد إذ لوركا، زمن إسبانيا لتتردد على الشوارع ثملة متوحشة، فتنتفض لها القلوب الحانقة

الثائرة.الصبية ( قصيدة في تلميحا يظهر األصفر اللون نجد كما

الذهبية( )علي والبطوطي، 1998: ص42(:الصبية الذهبية

اغتسلت في الماءفصار أصهب1

لونه الفضية المياه على يخلع المتأللئ الجسد أن هنا نجد لالستعارات له بديل ال تناغم في أصهب، ليصير الملوكي

اللونية.

4-داللة اللون األزرق:ظهر اللون األزرق عند لوركا في مواضيع بسيطة، منها قصيدة

)حلم في الهواء الطلق( )علي والبطوطي، 1998: ص39(:زهرة ياسمين وثور ذبيح

خريطة ، قاعة ، »هارب« ، فجر ، باح أبدىتحلم الطفلة بثور من ياسمين

لو كان السماء طفال صغيرالكان للياسمين نصف ليل أسودالثور حلبة زرقاء بال مصارعين

وقلب تحت أقدام عمود

لعل لوركا يستحضر لون الياسمين األبيض ودم الثور الذبيح في مزيج من الغبار الداكن لحلبة مصارعة الثيران الزرقاء، إذ يلونها المحزنة، وكأنه طقس مؤلم لمصارعة ثور بمزيج هذه األلوان

من طرف قلب تحت أقدام عمود. ويظهر اللون األزرق – أيضا- في قصيدة )أرجوحة هوائية( )مكي،

1998: ص112(:في أيام األعياد

يمضون فوق عجالتوأرجوحة الهواء تأتي بهم

وبهم تذهبقربان أزرق

عيد ميالد أبيض

)قربان لوركا قول عند األزرق اللون في الموت فرضية تتأكد في والقربان حزين، ياسميني أبيض ميالد عيد في أزرق( الثقافة اإلسبانية كان وال يزال »ثورا« في احتفالية البياض؛ إذ كل قربان في حلبات المصارعة هو بمثابة يوم عيد من األعياد البيضاء عند اإلسبان: إنهم يحتفلون بالدم، ويحتفلون بالبياض

ليحصلوا على قرابينهم الزرقاء.وفي قصيدة )أغنية إشبيلية( )مكي، 1998: ص133( يقول:

أين يكون العسل ؟هو في الزهرة الزرقاء

يا إيزابيلفي تلك الزهرة

من زهور إكليل الجبل

في لوركا به يحتفل انفعالي؛ طبيعي أزرق األبيات في األزرق تأمل بعيد عن زرقة القرابين، فتصير المعادلة هنا معادلة حياة – المؤلمة الصورة مقابل في الزرقاء، الزهرة في ونقاء وطهر

سابقا- زرقة القرابين.

5-داللة اللون األحمر:يستحضر لوركا اللون األحمر طالما استحضر الموت في كل زمان والصور المعنى نقل على الشعر وظيفة تقتصر ال إذ ومكان. المحددة؛ وإنما تتطور لتنقل وقعها النفسي، فتلتقي عند الشاعر مالحظة العالم الخارجي بالشعور، »ويجتمع كشفه لما في نفسه بكشفه لما في عالم المظاهر الخارجية، وتصبح الكلمة عندئذ :1979 سيكولوجي«)يوسف، ومضمون منطقي هدف ذات ص39(، فيربط لوركا اللون األحمر بكل ما هو مأساوي حزين لوركا ذات ونزيف غرناطة أنهار نزيف والنزيف، والبكاء الموت الغرناطي دما أحمر، يقول في قصيدة بعنوان )حي من قرطبة(

الصهب: جاء في مادة )ص، هـ، ب( في كتاب العين: الصهب والصهبة: لون حمرة في شعر الرأس واللحية إذا كان في الظاهر حمرة وفي الباطن . 1سواد. كما جاءت نفس المادة في معجم القاموس المحيط: الصهب )محركة( حمرة أو شقرة في الشعر، واألصهب بعير ليس بشديد البياض. انظر السامرائي، إبراهيم المخزومي والدكتور الدكتور.مهدي الفراهيدي، تحقيق الخليل بن أحمد الرحمن العين، ألبي عبد مادة ) ص،هـ،ب( في: )كتاب منشورات األعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، ط1، 1988(. و)القاموس المحيط، الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، دار إحياء

التراث العربي، بيروت، لبنان، ط1، 1991(.

129

زاهر بن بدر الغسيني

)مكي، 1998: ص166(:في الداخل، هناك طفلة ميتة

ووردة حمراء، مخبأة في شعرهايبكيها ست بالبل

في الشباك الحديدي

وحسبنا قوله )في الداخل( وقرنها بوردة حمراء، حتى نتخيل البهيم، وهنا نزيفا داخليا لطفلة ميتة، تغرق في سواد شعرها لعبة تلوين األحمر باألسود واألسود باألحمر؛ وهي لعبة قديمة ترجع إلى أهمية هذين اللونين، إذ عرفهما األدب األوروبي عامة أي: األحمر واألسود، ،)le rouge et le noire( رواية من خالل للروائي الفرنسي ستاندال1، وتعبر عن الصراع بين روح الثورة الدينية التقوى األحمر( وروح اللون إليها يرمز )التي العسكرية

)التي يرمز إليها اللون األسود(. )الشهري، 2009(. ويقول في مقطع آخر)شعبان، 1983: ص47(:

نهر وادي الكبيرمنابعه حمراءنهرا غرناطة

واحد يبكي وآخر ينزف

اللون في األبيات هو لون الطين األحمر.. لون غرناطة الحمراء.. مما لغرناطة، دموي تاريخ لون بل بأكملها.. ثقافة لون العصور، مر على غرناطة عرفتها التي المآسي تلك إلى يشير دموع بلون ممتلئا منها نهرا جعلت التي السياسية والتقلبات الفرسان دماء بلون مصطبغا اآلخر ونهرها واليتامى، األرامل

والمقاتلين.إلى ملك هارلم( أنشودة ( اللون األحمر في قصيدة ويظهر

)علي والبطوطي، 1998: ص181(:الدم الذي يتطلع في بطء بذيل عينيه

مصوغا من حشائش الحلفاء المعتصرة ورحيق األنفاقالدم الذي يغطي الرياح الغافلة بالصدأ

ويحيلها إلى مجرد أثرإنه الدم الذي يأتيالدم الذي سيأتي

من قمم السقوف واألسطحمن كل جانب

العالمية الحرب دم عن لوركا يتحدث الحرب لغة نطاق في األولى، وهو ما كشفته عبارة )حشائش الحلفاء(، هذا الدم الذي استثار بين مطرقة الحلفاء وسندان بلدان المحور؛ إنه الدم الذي يأتي من السقوف واألسطح من كل جانب يمكن أن تصله قنابل األنفاق تعبق حيث الثقيلة، والمدفعيات والمدرعات الطائرات

برحيق الغبار ورائحة البارود.

6- داللة اللون األسود:من الثانية المرحلة قصائد في لوركا عند األسود اللون ظهر تغلف السوداوية ظهرت إذ نيويورك، من عودته بعد حياته عشق الذي الشاعر فهذا نيويورك(. في )شاعر ديوانه قصائد عذوبة الحياة الغجرية ترسخت في مخيلته سوداوية الرؤية مما بين بالعالقات يعبث جعلته إذ نيويورك، مجتمع في شاهده لما انعكاسا األسود اللون فجاء جديدة، بنى ويقيم األشياء، لذلك، نماذج نأخذ وألم، وسوف يعتمل في نفسيته من حزن

منها قصيدته )أغنية فارس( )مكي، 1998: ص139(:في القمر األسود

قمر قاطعي الطريقتغني المهاميز

أيها الحصان األسودإلى أين تذهب بفارسك الميت ؟

في القمر األسودكان الدم يسيل

من سفوح الجبل األسود

إن حضور اللون األسود بقوة في النص يجعل منه بؤرة رمزية ربط هذه ويمكننا النص، كافة صور فلكها في تدور محورية، البؤرة الرمزية بالكثافة اللونية التي تكشف هاجس الشاعر، إذ ال حضورا الفتا فيها؛ وهذا التكثف ظهر يتكثف اللون األسود مشكوالحصان األسود، القمر األسود، الجبل منها: عدة مواضع في الميت؛ والدم إلى الموت؛ إذ يذهب بفارسه الذي يرمز األسود يسيل من سفوح الجبل، والعطر ينبعث من زهرة الخنجر؛ والليل الحقيقة ال وجود لقمر أسود، بل الجبل نجومه. وفي يغمد في إنه ال وجود للقمر أصال في المعنى الذي يقصده لوركا. إنه قمر الجريمة عالم حيث المطبق، والليل السواد أي: الطرق، قطاع ذكره ويعز القمر فيعز القمر، ضوء ملمع غياب في ينتشر وسفوح األحصنة ظهور على ويتفشى الموت ويظهر وتذكره.

روائي فرنسي ولد عام 1783، وتوفي عام 1842. يعد من أهم األدباء الواقعيين في القرن التاسع عشر. نشرت روايته )األحمر واألسود( سنة 1830، . 1واستقى أحداثها من وقائع لمحاكمات شهيرة شهدتها فرنسا، إذ يرمز لونا األحمر واألسود إلى الصراع بين روح الثورة العسكرية )اللون األحمر) وروح

التقوى الدينية )اللون األسود(.

130

دالالت الرمز اللوني في شعر فيديريكو لوركا

الجبال السوداء ليال والبيضاء نهارا. إن الليل يجعل من كل شيء المسيطر تماما، وهو يستدعي كل شيء يشاكله إذ هو أسود،

في السواد.

أغاني ديوان من )شجار( قصيدته في األسود اللون ويظهر غجرية)مكي، 1998: ص176(:

على أفخاذ الفرسان الكلمىهبط ، في شبه إغماء

مساء مجنون من أشجار التينومن الغمغمات الدافئة

ومالئكة سود كانت تطيرفي ريح المغيب

مالئكة ذوو غدائر طويلة

ولعل هذه القصيدة الموسومة بعنوان )شجار( تعكس-إلى حد مهبط في الفرسان إذ لوركا، يقصده الذي الشجار نوعية ما- المساء المجنون في أشجار التين، صورة تعكس مجلس الفرسان ذات والمالئكة الدافئة الغمغمات حيث ما، خمارة)حانة( في -التي المرأة تواجد تعكس أخرى صورة هي الطويلة، الغدائر )الخمرة(، التين تواجد بالمقارنة مع بـ)المالك(-، عادة توصف

فيعم الصخب والفوضى والشجار.إن مستوى توظيف األلوان في شعر لوركا يختلف من تركيب إلى يشاء، كيفما باأللوان يتالعب فنجده آخر، إلى سياق ومن آخر فيشير لنا بما يكنه بداخله لهذه األلوان المتزاحمة في الفضاء ، فتظهر لنا في نبرة حزينة في قصيدته )الحزن األسود(: )مكي،

1998: ص178( ال تذكرني بالبحر

إن الحزن األسود ينبتفي أراضي الزيتون

وسط صفيف األوراقسوليداد أي حزن تحملين

)...(في ظل القمر األسود

لقطاع الطرقتغني المهامريا مهرا أسود

إلى أين تحمل فارسك الميت

إن هذه النبرة المأساوية التي نصغي الهتزازاتها على مدى الشعب حياة في عميق انغراس وليدة »تأتي لوركا، قصائد

أساطير في األليفة، وتقاليده العريق تراثه في اإلسباني، قديسية وأخبار أبطاله« )داغر، 1975: ص98(، فتكشف لنا هذه األلوان وتحوالتها في تجربة القصيدة عن وعي عميق ألهمية فالمزاوجات اليومي، والواقع المخيلة بطاقة المحكومة لوركا، اللفظية في هذه األبيات تتجلى قيمتها في جعل لغته الشعرية لغة رامزة موحية، سيما إذا وضعت الصفة اللونية مع اسم غير الصفة ضم يعنى هنا التوقع وعدم واحدة، مزاوجة في متوقع )القمر قوله في كما بها، وصفه اللغة تألف لم موصوف إلى األسود( وهما شيئان متنافران، إذ إن وصف القمر بالسواد فيه التناسب وانعدام والبريق، اللمعان من عنه يعرف ما مع تنافر بين لون القمر بجماله ليلة اكتماله، واللون األسود الدال على الحزن واليأس، فخلق لوركا حالة من عدم التوافق بين الصفة تنافرية( )استعارة نسميه أن يمكن ما صورة في والموصوف، عالقة بينهما تجمع ال متنافرين شيئين بين وهي«الجمع فها الشعراء من منطقية، وهي ليست خطأ بل تكنيك فني، يوظواقعيا«. أو خارجيا يفتقدونه الذي الداخلي التوازن خلق أجل

)قطوس، 2005:ص47(الذي نيويورك فجر فيها يصف -التي )الفجر( قصيدة وفي في لوركا يخدم األسود اللون نجد والزنوج- الفقراء يضطهد الهم عن للحديث فه وظ إذ إليها، رمى التي الصورة تقريب واقع إليه آل ما نتيجة وضياع قلق من يعتريه وما اإلنساني، اإلنسان في نيويورك، فينجح اللون األسود في رسم نظرة الشاعر تجاه المجتمع الجديد الذي يسوده صراع عنيف)علي والبطوطي،

1998: ص222(:الفجر في نيويورك

تظلله أعمدة أربعة من الوحلوعاصفة من الحمائم السوداء

الحمائم لونا أسود، وهي صفة متشائمة إلى حد يعطي لوركا قسوة نتيجة لوركا ينتاب الذي الشديد التذمر داللة تحمل ما هو ولربما البسطاء. بحياة يعبث الذي نيويورك في المجتمع رمز للزنوج باألخص؛ إذ عرفوا قرونا من التهميش واالضطهاد واالستعباد، فكانت الحمائم المسالمة في لونها األسود أقصى وصف قد يحظى به الزنوج، وأقرب وصف إلى حالتهم التاريخية

في أمريكا باألخص. ويظهر اللون األسود بقوة في قصيدة ) أنشودة إلى ملك هارلم(

)علي والبطوطي، 1998: ص182(:سود ! سود ! سود ! سود !

ليس للدماء من منافذ في ليلك المدلهموليس هناك من حياء في وجهك

131

زاهر بن بدر الغسيني

الدم يهدر غاضبا من تحت الجلد

إن حضور السواد مكررا في مطلع القصيدة يكشف لنا كثافة السواد يبدو إذ الخارجي؛ قبل الشاعر لنفس الداخلي السواد لوركا، منظور من سلبيتها على وباعثا الموجودات، كل مغلفا فتتحول الرؤية والرؤى عنده إلى آفاق كثيفة السواد، مما يجعل نفسه متنازعة بين البكاء واليأس من جهة، واأللم والحزن من )سود.. اللونية اللفظة في هنا- – األسود فاللون أخرى. جهة سود.. سود( مظهر متكشف للسواد النفسي الذي يباطن هذه األبيات، إذ هو أكثر من الزمة مفرقة في القصيدة، بل هو توكيد تظهر صورة والرابع الثالث التكرار ومع تكرار، ثاني مع لفظي تجسده ال ألم وكأنه األسود، اللون على اإللحاح في التالزم الجملة المفيدة أو حتى األلفاظ الداللية المشابهة له، إنه بقعة من الدم األسود القديم المتخثر، الذي يصبح لونه أسود، وهو واقع من اإلحباط درجة إلى لوركا نفس أوصل نفسي سواد المجتمع الذي آل إليه. ومن خالل األمثلة السابقة لحضور اللون األسود عند لوركا؛ نجد أنه ظهر بقوة في قصائد المرحلة الثانية األسود اللون فجاء نيويورك، في عاشها التي تلك حياته، من التغلغل في قلب طامسا معالم األمكنة، فامتلك قدرات تخوله المجتمع إزاء الشاعر نفس في نظرة سوداوية مرسخا األشياء، المدني المتحضر، وما شاهده في نيويورك، فكان طبيعيا لهذا اللون -الذي ورد في المتن اللوركاوي بأشكال صرفية مختلفة منها: معرفا بأل)األسود(، ونكرة )أسود(- أن تسيطر عليه دالالت الحزن والموت واالكتئاب والتشاؤم، فجاءت لغته التعبيرية واقعة األلفاظ والمتداخل في عالقات المتشابك لها حضورها شعرية

النصية.

خاتمةيكون اللون إزاء الشاعر وعمل وإحساس، انطباع اللون يمثل يظنه والذي له، المناسب اللون واستدعاء إحساسه، بمقاربة أرادها له. فالشاعر قبل كل شيء التي الداللية مؤديا للوظيفة لون بأسباب األخذ إلى انفعاالته تقوده وقد انفعالي، كائن التساؤل مثار يجعله قد مما وإفراط، بكثرة واستعماله معين واالستفسار لدينا؛ كما قد يقوده انفعاله إلى استعمال الكثير من عليها تغلب مشكلة قصيدة أمام فنصير واحدة، دفعة األلوان

الرمزية.بعد قراءة دالالت الرمز اللوني في شعر لوركا وجدنا أن األلوان التي وظفها في شعره غالبا ما تحيل إلى تلك الطبيعة األندلسية التي عاش فيها، والتي تشبه لوحة طبيعية تتجدد فيها األلوان بتقلب الفصول، وبالتالي يكون تفسير األحاسيس فصليا يدور

مع دورة الحياة المعروفة والطبيعية. فوجدنا في قصائد المرحلة المتوشحة البسيطة الغجرية الحياة وسط - حياته من األولى باخضرار غرناطة - أن اللون األخضر أظهر مساحات كبيرة في اللوني عند المورد أن إلى الشعرية، وهذا يعطي إشارة أعماله وديمومتها، الحياة استمرارية لخدمة مستثمر مورد هو لوركا مما يؤدي إلى الكشف عن مدى ارتباط الشاعر بالحياة والتواصل معها فتحول اللون األخضر عند لوركا من وعي بصري إلى وعي المرحلة قصائد في الشعرية مشاهده كل على سيطر ذهني

األولى من حياته. بعد عودته من كانت التي أشعاره الثانية من المرحلة في أما نيويورك؛ فإن اللون األسود ظهر جليا في قصائد ديوانه )شاعر في نيويورك(، نظير سوداوية الرؤية التي ترسخت في مخيلته، ألم من نفسيته في يعتمل لما انعكاسا األسود اللون فجاء

شاهده في المجتمع األمريكي العنصري. ويمكننا هنا القول: إن لوركا نقل لنا من خالل وعيه باأللوان أحاسيسه ورؤاه، التي تكشف عن خواصه الذاتية ومعاناته الداخلية، وتجلى هذا الوعي

في اتجاهين: االتجاه الحسي: إذ بحث فيه لوركا عن الجمال، وعمل على

إمتاع حواسه وإغراقها في نشوة جمالية. فعلى سبيل المثال نجده يستعين باأللوان في وصفه لحياة الغجر التي ترعرع فيها، وما كان يحدث فيها من مشاهد البراءة التي تسيطر

على حياة اإلنسان الغجري.الحزينة، نفسه يرضي أن حاول وفيه الوجداني: االتجاه

اللغة تستطيع ال مبهمة وأحاسيس برغبات المملوءة المباشرة أن تعرضها، واستكشاف أعماق النفس اإلنسانية في التأمل وإعادة والنفسية البصرية الترابطات من خالل

الواقع. اللون يصف أو باللون اللون يصف لوركا يكن لم ثم ومن أكثر من اللون في شعره اتخذ بل باللون، الكلمة أو بالكلمة، شكل وأكثر من مذاق وأكثر من رائحة، منطبعا بذلك بخصوصية بصورة لنا كشفت الشعرية لنصوصه وقراءتنا لوركا. وذاتية كما كشفت باأللوان، تتصل ألفاظ به من تحفل عما واضحة والتشفير تارة، بالتصريح معاناته، اختزل باللون وعيه أن لنا تارة أخرى، حفاظا على المستوى األدائي في قصائده من جهة، وإبعادا للنص عن المباشرة من جهة أخرى، وظهر الرمز اللوني لديه بصورة أكثر في مشاهد الضعف واالنكسار والحسرة، حتى ن -من خالل طاقته التعبيرية المفتوحة ورمزيته المتحركة- تمكمن تمثل جوانب مهمة من التجربة الشعرية عند لوركا؛ إذ كان النفسية. الشعرية ورسم صوره فاعلة في صوغ تجربته وسيلة ولم تأت األلوان عند لوركا أحادية الداللة، بل كان عالم األلوان

132

دالالت الرمز اللوني في شعر فيديريكو لوركا

عنده ينتشر في صور تتلون بألوان النفس، فكان اللون الواحد يعطي أكثر من داللة حسب وروده في السياق، جاءت انعكاسا لعالمه ألفاظه ومعانيه، إلى تأويالت نستقريها من الغموض، فنلجأ في تفسيرها - باجتهاد شخصي- إلى أحيانا الذي يحيلها الداخلي، فكانت قصائد لوركا بصورها الشعرية الجميلة هي أشبه بلوحات يمكن أن تنشر في الدواوين، كما يمكن أن تعلق على جدران

معارض الرسم.

133

زاهر بن بدر الغسيني

المصادر:

األعلمي منشورات السامرائي، إبراهيم والدكتور المخزومي مهدي الدكتور )تحقيق( )صهـب(، مادة العين، كتاب الفراهيدي،1988، أحمد بن الخليل للمطبوعات،بيروت، لبنان، ط1.

الفيروز آبادي، 1991، القاموس المحيط، مادة )صهب(، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، ط1.

النميري، أبو عبد اهلل الحسين 1976، الـملمع، )تحقيق( وجيه السطل، مطبوعات مجمع اللغة العربية، مطبعة زيد بن ثابت، دمشق، ج1.

المراجع:

التليسي، خليفة 1992، لوركا: دراسات نقدية حول شعره ومسرحه، الدار العربية للكتاب، طرابلس، ط1.

جريدة الشرق األوسط 2007، غجر البحر، المملكة العربية السعودية، الجمعة، 22 يونيو2007، ع10433.

جماليات اللون في القصيدة العربية، دراسة، د. محمد حافظ ذياب، مجلة فصول، مج5 )يناير.فبراير، مارس(، 1985م.

دوران، مانويل، لوركا: مقاالت نقدية،)ترجمة(.عدنان غزوان وجعفر الخليلي )1980(، وزارة الثقافة واإلعالم، بغداد،ط1.

سعد، علي 1954، لوركا شاعر إسبانية الشهيد: عرض وتحليل آلثاره وحياته، دار المعجم العربي، بيروت،

شعبان، نادية 1983، مختارات من شعر لوركا، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت،ط2.

ksa.daralhayat.com/ :2009 ،الشهري، ثريا 2009، وما فتئ يراوح بين األحمر واألسود، جريدة الحياة، المملكة العربية السعودية، الثالثاء، 7 يوليو 35505/ksaarticle

شياع، محمد 1995، فيديريكو غارثيا لوركا وعبدالوهاب البياتي: دراسة في التناص، رسالة دبلوم الدراسات العليا في األدب العربي، جامعة محمد الخامس، الرباط، المملكة المغربية.

علي والبطوطي 1998، األعمال الشعرية الكاملة، فيديريكو غرسية لوركا، المجلس األعلى للثقافة، المشروع القومي للترجمة،مج2، ط1.

عمر، أحمد مختار 1982، اللغة واللون، دار البحوث العلمية، الكويت، ط1.

قاروط، ماجد 2008، تجليات اللون في الشعر العربي الحديث، وزارة الثقافة والفنون والتراث، دولة قطر، ط1.

اللون ودالالته في الشعر:الشعر األردني نموذجا، ظاهر محمد هزاع الزواهرة، دار الحامد للنشر والتوزيع، عمان، األردن، ط1، 2008م، ص13 .

مكي، محمود 1998، األعمال الشعرية الكاملة، فيديريكو غرسية لوركا، المجلس األعلى للثقافة، المشروع القومي للترجمة، مج1، ط1.

يوسف، عبد الحميد 1979، األسس الفنية للنقد األدبي، دار المعارف، القاهرة، ط3.

134

مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية

1

Abdul Rahman Soufi OthmanHawas Al- Masoudi Salameh AlenaimatSalem bin Mubarak Alatroshi

Abdul Jabbar Mohammed Al – SharafiMohammed bin Nasser Al - Saqri Mohammed ElamrawiNasser bin Saeed Al- jahwari Ali bin Salem Alzfety

Issue 3, 2012Copyright – 2012 by Sultan Qaboos University Journal for Arts and Social Sciences. All rights reserved.

Annual subscriptions are payable in advance in Omani rials or US Dollars. Oman R.O. 15/-. Outside Oman US $50Address: Journal of Arts and Social Sciences, College of Arts and Social Sciences, Sultan Qaboos University, P.O. Box 42, Muscat 123, Sultanate of OmanEmail: [email protected]

[email protected]: 00968 - 24143212

Printed at Sultan Qaboos University

Associated Editors

Editors

Academic Publications Board

ChairmanAmer Ali Al-Rawas

Reginald VictorLamk Mohamed Al-LamkiMohamed Najib SarayrahMaher Mohammed Abu HilalKhaled DayEugene H, JohnsonSabah Ahmed Abdul-Wahab Al-SulaimanJamal K. AlGhilani

Saleh Abu Asba Jordan

Fouad N. Ibrahim Germany

Wahid Gadoura TunisiaMohamed Najib Sarayrah

Mohammed Abdullah AlZidi

Amira Hassan Ahmed

Ahmed Kishik Egypt

Ahmed Al-Zaylai Saudi Arabia

Adrian Rosco Sultanate of Oman

Advisory Board

Editor-in-Chief

Designer

Coordinator

2

Contents . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

Guidelines . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

Domination of English and Its Impact on the Arabic System of Scholarly CommunicationAli Al-Aufi . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

British Action over the Slave Trade with Oman:1871-1903Yusuf Abdullah Al-Ghailani Al-Maani . . . . . . . . . . . . . .

2

3

5

29

Journal of Arts & Social Science

3

Publication Guidelines•The journal welcomes original papers, written either

in Arabic or English, in the broad field of humanities and social sciences. The journal also accepts book reviews. Contributors must confirm in writing that their submissions are original and have not been previously published or are under consideration by other journals.

•All papers are refereed and the authors are notified

of the assessment results. Unaccepted papers are not returned to the author.

•Two copies of the manuscript should be submitted

to the editor-in-chief. It is required that one of the copies is on a compact disc or e-mailed in the form of an attachment. The other copy is printed. They should be typed double-spaced, on one side of A4 paper, in 12-point type and with 3.5 cm margins all round. Papers should not exceed 8,000 words (or 40 pages), including tables, maps, appendices, etc.

•Papers must include an Arabic and an English abstract, each one not exceeding one page (or 200 words), typed double-spaced and on a separate sheet. Up to five keywords should be listed at the end of the abstract.

•The cover page of the manuscript should have the

title of the paper, the name(s) and affiliation(s) of the author(s), along with contact addresses, (the e-mail, fax and telephone).

•Figures and diagrams should be of high quality. •The reference system is the Harvard. The reference

section, listed in an alphabetical order, should have all the works cited in the paper and no others.

•References should be presented as in the following examples:

•BookSmyth, K. 1983. Seashells of the Sultan Qaboos Nature Reserve at Qurm. International Press, Singapore.

•Edited BookGiles, H. and Ellen B. Ryan (eds.). 1982. Attitudes towards language Variations: Social and Applied

Contexts. Edward Arnold.

•Chapter/article from a book Alderson, J. C. and M. Scott. 1992. Insiders, outsiders and participatory. evaluation. In J. C. Alderson and A. Beretta (Eds.). Evaluating Second Language Education. pp. 78-139. Cambridge University Press. Cambridge.

•Journal Whitcomb, D. 1975. The archaeology of Oman: a preliminary discussion of the Islamic periods. Journal of Oman Studies 1, pp. 123-157.

•Unpublished work Howell, R. W. 1967. Linguistic choice as an index of social change. Unpublished PhD dissertation. University of California. Berkeley.

•Translated work Laplace, P. S. 1814. A Philosophical Essay on Probabilities. F. W. Truscott and F. L. Emory (Trans.) 1951. Dover. New York.

•Internet sources Name. Date. Title. Web address. Accessed on (date)

•The journal retains full copyright of any published material. It also reserves the right to publish any submission in edited or translated form.

•The views and opinions expressed in published papers represent their authors and not the journal. Upon publication, the corresponding author will receive two copies of the issue and fifteen off-prints.

•All correspondences are addressed to the Editor-in-Chief at the following address: Editor-in-Chief Journal of Arts and Social Sciences College of Arts and Social Sciences Sultan Qaboos University 123 Al Khoud, P.O. Box 42 Sultanate of Oman E-mail address [email protected] Fax: +968 2441 3258

4

5

Assistant Professor Sultan Qaboos University

College of Arts & Social SciencesDepartment of Information Studies

[email protected]

Ali Saif Al-Aufi

Domination of English and Its Impact on the Arabic System of Scholarly Communication

جامعة السلطان قابوسمجلة اآلداب والعلوم االجتماعية

Sultan Qaboos University Journal of Arts & Social Science

6

Domination of English and its impact on the Arabic System of Scholarly Communication

Ali Saif Al-Aufi

Domination of English and its impact on the Arabic System of Scholarly Communication

Abstract:

While English, supported by technological development and the advent of networked information,

has overwhelmingly played a dominating force in the world–wide system of scholarly communication,

it has created a deficiency in local scholarly communication systems; the Arabic scholarly

communication system is no exception. This paper investigates the impact of English language on

the Arab academics’ practices in and attitudes towards research and scholarly communication. It

also assesses the challenges facing the future of Arabic scholarship, in particular the crisis regarding

the use of the Arabic language in the academic networked environment. A qualitative approach

containing semi-structured interviews was utilized to collect rich data about the academics’ practices

and attitudes on their choice of language for research and scholarly communication and whether the

dominant use of English, especially in science disciplines, hinders the potential of Arabic scholarship to

contribute in the development of Arabic as a scholarly language.

Key Words: Scholarly communication, Networked Information, linguistic divide, Arabic language,

Arab World, Sultan Qaboos University, Oman

علي بن سيف العوفي

هيمنة اللغة االنجليزية وتأثيرهاعلى نظام االتصال العلمي العربي

مستخلص:في حين أن اللغة اإلنجليزية، مدعومة بواسطة التطورات التقنية وانتشار مصادر المعلومات الرقمية وخدماتها، لعبت بجدارة دور العربي لم يكن حالة العلمي تأثيرها على نظام االتصال العلمي، فإن العالمية لالتصال المهيمنة والمؤثرة على األنظمة القوة منفردة. تبحث هذه الدراسة في تأثير اللغة اإلنجليزية في سلوكيات ومواقف األكاديميين العرب من البحث واالتصال العلمي في بيئة أكاديمية عربية. كما تتطرق الدراسة أيضا إلى مناقشة التحديات التي تواجه مستقبل نظام االتصال العلمي العربي بشكل عام،

سيما األزمة المرتبطة بضعف استخدام اللغة العربية في البيئة االكاديمية الرقمية. عينة مستهدفة ألكاديميين من البيانات من لجمع كأداة المقيدة بالمقابلة شبه النوعي ممثال بالمنهج الدراسة استعانت لقد كليات متنوعة بجامعة السلطان قابوس. تعلقت هذه البيانات حول خياراتهم اللغوية في البحث واالتصال العلمي، وآرائهم حيال الممارسات والمواقف المرتبطة بالبحث واالتصال العلمي، ومدى تأثير اللغة اإلنجليزية على سلوك وأنماط البحث لديهم خصوصا

في الكليات العلمية، ودورها في إعاقة نظام االتصال العلمي العربي من التقدم واالزدهار

الكلمات الدالة: االتصال العلمي، المعلومات الرقمية، الفجوة اللغوية، اللغة العربية، العالم العربي، جامعة السلطان قابوس، سلطنة عمان

Ali Al-Aufi

7

Introduction:For most computer users, and recently mobile

computing users, networking technology was first

made available with the advent of the Internet

and the associated technology of the World

Wide Web. As a result of the Internet, the public

gained access to numerous types of networked

information resources and services, including

e-mail, mailing lists, bulletin boards, Internet chat,

social networking applications, and different

multimedia formats, both audio and visual.

Academic users were quick to take advantage

of these developments and others that

were delivered to their desktop or hand-held

gadgets as the internet became established

as the common delivery platform for digital

information services. In particular the rapid

implementation and acceptance of ‘networked

information’ in the form of web-based delivery

of academic content such as e-journals, library

catalogues, and bibliographic databases,

transformed the processes of research and

scholarly communication in the academic

environment. Networked information has

fundamentally changed the manner in which

academics correspond and work, and has had

a far-reaching impact on many aspects of the

research environment, including the accessibility

of information; collaborative research, and the

dissemination of research outputs.

Academic institutions are at the forefront in

harvesting the benefits of the Internet and

networked information, which have become

integral components of contemporary higher

education and research environments (Wang

& Cohen, 2000). Academics have generally

embraced a paradigm shift in their patterns

of use of information research and scholarly

communication purposes, and this change has

been felt in many aspects of higher education.

Academic libraries in particular have been

required to transform their collections and

services due to the emergence of the Internet

and networked information (Kebede, 2002;

Tam & Robertson, 2002), and as a result, the

relationships between libraries and their users

have been profoundly changed.

The Internet and networked communication

have not, however, impacted equally on higher

education, universities, and individual academics

in all countries. Differences between countries

in their rates of technology adoption, social

conditions, educational systems, and methods

of information exchange, have resulted in

differences in the extent to which transformation

has occurred. Inevitably the change has

been more rapid in those countries which

enjoy a more fully implemented technology

and communication infrastructure; a more

highly developed system of higher education

and research, and established networks and

standards of scholarly communication. Many of

these countries use English as a first language,

particularly for the purposes of academic

exchange.

The research reported here is an attempt to

trace the impact of English language on patterns

of research and scholarly communication in

an Arabic context and assess the challenges it

may pose for the future of the Arabic scholarly

communication, using Sultan Qaboos University

as an academic setting of one such developing

country, Oman. Not all developing countries

are equal in this regard. There are for example,

substantial differences in the financial capacity,

social circumstances and political ambition of

8

Domination of English and its impact on the Arabic System of Scholarly Communication

developing countries in Africa, Asia and the Middle

East. The situation in Oman is therefore used as a

study relevant to one group of countries—those

of the rapidly developing Arab Middle East.

Statement of the ProblemResearch on scholarly communication practices

conducted in the developed countries has

significantly exceeded the amount of research

conducted in developing countries. Studies

of academic adoption of the Internet and

networked information therefore need to be

conducted in developing Arab countries in order

to; assess the information and technology gaps

that exist between developing Arab countries

and developed countries and also between

developing Arab countries and other groups

of developing countries, identify if patterns of

research related uses of networking technologies

in developing Arab countries have been

influenced by local factors, such as the existing

social, educational, and linguistic factors, and

assess the impact that networking technologies

have had on the research productivity of

academics in developing Arab countries.

An important element of the Arab Human

Development Report is that it concluded that

Arabic is a “language in crisis”. The Report identified

a number of aspects to this crisis, including the

“challenges raised by information technology,

which relate to the computerized automation

of the language” (United Nations Development

Programme, 2003, p.7), and emphasized the

central role of language in the maintenance

and well-being of any socio-cultural system. In

addition the Report called for the “arabicization”

of university education in relevant countries, noting

that the “failure to arabicize science creates

obstacles to communication between scientific

disciplines and slows knowledge exchange”

(United Nations Development Programme,

2003, p.7). In other words, the current policy of

some Arab governments—including Oman—

of promoting the use of English for teaching

and research at the expense of Arabic, is held

to be detrimental to not only the productivity

and relevance of their academic sector, but

also to the long-term development and well-

being of Arab societies. The challenge set for

Arab governments is therefore to develop the

policies and infrastructure capable of producing

adequate digital content in Arabic. This is held

to be important for both preserving and making

available the best of existing Arabic scholarship,

and for supporting the ongoing research of

current and future Arabic-speaking scholars.

Since the Internet was introduced to Sultan

Qaboos University (SQU) in late 1997, the use of the

Internet by the University’s academics for purposes

of research and scholarly communication has

remained largely unexamined. However SQU, like

most of the Arab universities and particularly those

in the Gulf States, is characterized by the use

of the English language for both teaching and

research. As a result, the use of Arabic language

has diminished to the extent where it is now the

preferred language for teaching and research

in a few discrete areas of humanities and social

sciences disciplines only. This is a process that is

driven not only by government policy, but also

by the domination of English of the globalized

scholarly communication made available via the

Internet and other networked information services.

Crucially, there have been no significant attempts

to examine Arab scholars’ attitudes towards the

decline of Arabic for scholarly purposes.

This study, therefore, aims to assess the state

Ali Al-Aufi

9

of the transition in a developing Arab country

to the new forms of scholarly communication

that are dependent on networked information

facilitated extensively by English language. With

such issues in mind an important component

of the current research is the examination of

attitudes of academics at an Arab university to

the comparative use of English and Arabic for

scholarly purposes.

Research Objectives The primary objectives of the proposed study are

to:

1. Investigate the impact of English as a

scholarly dominating language on the Arab

academic patterns and attitudes in research

and scholarly communication in an Arabic

context, using Sultan Qaboos University as an

example.

2. Assess the challenges facing the future

of Arabic scholarly communication in the

networked environment.

Research QuestionsIn meeting these objectives, the study intends to

address the following research questions:

1. To what extent has the domination of the

English language impacted on the Arabic

scholarly communication system?

2. Are there any constraints on the use of Arabic

networked information for research and

scholarly communication?

3. What are the challenges facing the future of

Arabic scholarship?

Literature ReviewCarefully reviewing both English and Arabic

literature to find research on the use of English

and/or Arabic language in the Arabic networked

academic environments revealed no studies

that directly deal with this matter. However,

some studies were found to be partially relevant

and therefore helpful in establishing the larger

picture. These studies generally look at the

attitudes of using English as opposed to Arabic

for educational purposes, and the wider issue

of the spread of English within Arabic-speaking

societies.

Warschauer, El-Said, & Zohry (2002) conducted a

study, using both questionnaire (43 respondents)

and interview (4 participants), to investigate

how English and Arabic are used online by a

group of young professionals in Egypt. Although

the study was not intended to examine the

use of English in an academic environment

or for the purpose of research and scholarly

communication, it helps by revealing attitudes

regarding language preference in an Arab

community. The result indicates that for e-mail,

English was used much more frequently (83%)

for the purpose of formal communication, while,

on the other hand, Arabic or a combination

of Arabic and English is more favored for the

purpose of informal communication. The

majority of participants (71%) reported preferring

English for the purpose of online chat. The

positive attitudes toward English were reported

as being the result of the domination of English

in the networked environment; lack of Arabic

software and standardization; inappropriateness

of teaching and learning computer and Internet

technologies by means of Arabic, and good

English language skills among youth adopters.

Al-Jurf (2004) conducted a study to investigate

the attitudes of university students towards using

Arabic or English for learning and instruction.

10

Domination of English and its impact on the Arabic System of Scholarly Communication

She distributed a questionnaire to a sample of

students from science disciplines at the University

of Jordan and to a sample of students in the

College of Languages and Literature at King

Saud University in Saudi Arabia. The author also

conducted interviews with students’ parents. The

overall findings of the study indicated positive

attitudes toward using English in preference to

Arabic for educational purposes. Almost half of

the interviewees indicated that they will enrol

their children in pure English teaching schools or

colleges in the future. Also, the majority of the

respondents from the University of Jordan (96%)

and King Saud University (82%) reported that

they no longer consider Arabic to be suitable

for teaching science disciplines. Respondents

asserted that Arabic might only be useful to

teach certain disciplines within the humanities

and social sciences. The study also revealed

that there is a language divide between English

and Arabic in terms of the scientific terminology

available in English that has no counterpart in

Arabic. The majority of the parents interviewed

encourage their children to access educational

knowledge by means of English. A range of

factors, including scientific, technological,

professional, educational, and social, were used

to explain this preference for English. Lack of

translation and ‘Arabization’ and lack of research

and authoring in Arabic are also major influences

that are identified as impacting negatively on

the use of Arabic as a medium for teaching and

learning.

Findlow (2006) examined the increase in the use

of English as a medium of higher education in the

Arab World, particularly the Arab Gulf countries.

She intended to explore the relationship between

higher education, language shift and cultural

reproduction in a bilingual educational system.

As part of her research, she conducted interviews

(in Arabic when necessary) with 65 students,

teachers and educational administrators in

higher education institutions in the United Arab

Emirates. She also distributed 500 questionnaires

in both Arabic and English to university students,

of which she chose 340 questionnaires for the

purpose of analysis. Findings revealed a positive

preference for English over Arabic. When

students were asked whether they prefer to be

taught in Arabic or English, only 22% indicated

Arabic, while in contrast, 50% indicated English.

The remainder of the participants (28%) ignored

the only given two choices and inserted both

Arabic and English. Academics also indicated

positive attitudes toward English. They expressed

a preference for English because it is the

international language, or the language of the

world educational market. It would appear from

the result of this study that the major determining

factor that impacts on students’ preference for

English is societal. Students feel that learning in

English is appropriate, both to helping them get

a satisfactory employment outcome and also

as a service to the development of their country

of origin in a way that would not be achieved if

Arabic was the only choice.

In reading the results of the above studies, it

can be concluded that the attitudes of native

Arabic speakers toward using English is largely

determined by the domination of English in

the networked environment as it constitutes

almost 80% of the content on the Internet

(Warschauer, El-Said, & Zohry, 2002). By contrast,

careful strategic planning and active support by

governments will be essential to help the Arabic

language play an effective role in transmitting

the results of Arab scholarship.

Ali Al-Aufi

11

MethodologyThis study is primarily concerned with investigating

the impact of English as a scholarly dominating

language on the Arab academics’ patterns and

attitudes in an Arabic academic environment.

The methodology that has been selected is

qualitative in nature combining literature analysis

and semi-structured interviews. A small purposive

sample size was undertaken in order to expand

and enrich the qualitative findings. The methods

were mutually supportive, in that findings from the

relevant literature revealed issues that needed

additional investigation in the interviews, and

the outcomes from the interviews assisted in

interpreting and discussing the overall finding of

the literature.

In particular, emphasis was given to the

participants’ perspectives about Arabic as a

scholarly language in the networked academic

environment, including the comparative

efficacy of English and Arabic languages for

scholarly communication. The interview proved

to be an effective means of discovering

detailed information from the participants

about their practices, opinions, and attitudes.

A semi-structured interview was used so that all

interviewees would be asked the same general

set of questions, but also be given the opportunity

to guide the discussion and provide opinions and

views on related aspects of interest to them as

they arose in the course of the interview.

After the interview was designed and the

questions were determined, the researcher

pre-tested the format with two Arabic speaking

academics. Both of these pre-test interviews

were tape-recorded. This process of pre-testing

the interview allowed the researcher to reflect on

the interview questions; determine the average

time needed to complete the interview, and also

rehearse and conduct the process beforehand.

As a result several minor changes to particular

questions were made in order to achieve greater

clarity. The final number of conducted interviews

was thirteen, which included participants from all

colleges at SQU

Once the interviewees were identified, they were

contacted by phone and/or personal visits to

their offices and thanked for their willingness to

participate. The researcher also reminded them

about the topic of the study and that they had

been chosen—based on their self-nomination—

to participate in the interviews. They were also

asked if they would agree to the tape-recording

of the interview. All of the potential interviewees

contacted in this way responded positively and

expressed their willingness to participate further

in the study. Appointments were confirmed at

least two days before conducting the interview.

Interviewees also received by e-mail copies of

the interview schedule and additional details

about the topic of the study and the process

of conducting the interview. This included an

estimate of the amount of time required for the

interview.

All interviews took place in the interviewees’ offices

or at some other quiet place that would not be

susceptible to disturbance. General conversation

and discussion between the researcher and

the interviewee was carried out first in order to

establish a sense of rapport. This established

a friendly atmosphere for the interview and

encouraged participants to feel at ease. The

researcher re-described the aim of the project

and emphasized the expected significance of

the findings for enhancing research and scholarly

communication at SQU. Prior to commencing the

12

Domination of English and its impact on the Arabic System of Scholarly Communication

formal part of the interview, the interviewees were

given the consent form to read and sign.

As mentioned previously, the same questions

were asked in sequence to all of the interviewees.

However, the semi-structured format enabled

some flexibility and allowed for new and relevant

issues to be discussed whenever they seemed to

be appropriate and important. Such a process

improved and enhanced the richness of the

interview findings.

The average time taken to complete the

interviews was approximately 30 minutes. All of

the interviews were conducted face-to-face and

all of them were tape-recorded. Of the interviews,

ten were conducted in English, while three were

conducted in Arabic upon the request of the

participants. Although these three interviewees

claimed that they speak English to some extent,

they found it easier and more comfortable to

express their opinions and thoughts in Arabic. At

the transcription phase the interviewer translated

the Arabic interviews into English.

Tape-recording the interviews allowed the

researcher to pay additional close attention to

the discussion and to later enrich the analysis of

the interviews by drawing upon direct quotations

from the transcribed text. The researcher

transcribed the tapes and once full transcriptions

were completed, the researcher checked the

accuracy of the completed transcripts against

the tape-recordings. The texts of the interviews

were then sent to the interviewees for a final

check on the content and the accuracy of the

transcription. Interviewees were also asked if

they had further comments that they wished to

make on the subject of the interviews. Of the

interviewees, nine replied while four did not. Of

those who replied, one interviewee requested

minor changes to some details about the area

of his research, and all others found that the

transcripts were accurate and they had no wish

for amendments.

The qualitative data resulting from the interviews

required the imposition of a conceptual

framework which necessitated coding,

generating themes, weighting, contrasting,

comparing data, and interpreting the data. After

full transcripts of the interviews were prepared, the

investigator examined these transcripts to identify

and elaborate concepts and themes, and then

coded the interview data according to these

themes. Additional themes were also derived from

the literature review and the research objectives

and questions. The process of labeling or coding

the interview data based on the categorized

themes was undertaken manually on separate

sheets, in which labels or codes were placed next

to each data unit matching a particular theme.

These were then typed and organized using

Microsoft Word. This process of coding allowed

the researcher to quickly locate relevant excerpts

and direct quotes from the interview transcripts.

FindingsThe interviews investigated the impact of

networked scholarly communication on the use or

non-use of Arabic for the purpose of undertaking

and publishing research. The interview explored

the extent to which Arab academics are

concerned about the future use of Arabic for

the purpose of scholarly communication. It also

investigated the extent to which the domination

of English in the networked environment has

negatively affected the use of Arabic for research

and scholarly communication, and the extent to

which Arab universities and their libraries could

Ali Al-Aufi

13

enhance and encourage the use of Arabic in the

networked information environment.

English Domination and impactParticipants were asked to reflect on the extent

to which English has dominated networked

information and even come to substitute for

Arabic networked information for research and

scholarly communication purposes. Generally, the

interview results in this regard demonstrated that

the participants are motivated to value English

as a “must” for scholarly purposes, and that they

understand that they function in a communication

environment which privileges and rewards the use

of English. English is considered by participants

to be the most important language for effective

and professional use by scholars and for users of

the Internet more generally.

Participants indicated that the majority of scholarly

publishing is in English. They were very conscious

that English is the dominant language for scholarly

communication, and that the domination of

English is similarly evident in both scholarly and

general forums on the Internet. In this way English

has become the dominant language for both

formal and informal scholarly communication.

English is very important because most of

the resources and references are in English

(2: 3-17).

Most of the information available in the

Internet is in English (7: 4-15).

Most of the scholarly work on the Internet is

in English (9: 3-13).

I believe that the majority of information in

my discipline is available in English (9: 3-16).

Participants also stressed that the use of English

is critically important for the use of computers

and Internet technologies, noting that lack of

English proficiency is a major barrier to productive

use of networked information and associated

technologies. This is partly due to the current

situation whereby much of the software used for

the delivery of networked information in the Arab

World is still not “Arabized”.

If your English is not good, you will have a

hard time adapting with these technologies

(1: 3-18).

English language and IT in general are

very important to help you use networked

information in an efficient way . . . I can not

imagine at all how a person who does not

know any English at all can cope with this

technology (4: 4-6).

Use of networked information requires two

primary skills, which are knowing English

and how to deal with computers and its

technology (7: 4-17).

A number of participants thereby expressed the

belief that English has become indispensable to

the transfer and reproduction of knowledge in the

Arab World, and is the major language for the

carriage of scholarly communication in the Arab

World.

It makes it easy for you to find resources if you

know English . . . English is an international

language (2: 3-17)

If I do not know English, I would not be

able to communicate in the academic

14

Domination of English and its impact on the Arabic System of Scholarly Communication

environment (6: 3-10).

Any researcher or academic who lacks

English will not be able to achieve well in

his/her academic research (7: 4-15).

Interviewees consider English to be critical for

research and scholarly communication in the

Arab World in that English has become, as the

result of its domination of traditional scholarly

publishing and more recently the global networks,

a de facto universal scholarly language by which

research-related information and publishing is

made internationally accessible. Participants also

noted that producing knowledge in English is far

from exclusive to the English speaking countries,

with non-English speaking countries having

become considerable producers of knowledge

in English.

The good thing about English is that it

is universal. So, you are not limited to

access information in English from English

speaking countries, but also from non-

English speaking countries including Arabic

countries (8: 3-22).

English language is important to be able to

globalize your research (12: 3-17).

Role of translation (Arabicization)Another issue the interview addressed was

the ways in which academics at SQU can

commence a partnership with the University’s

libraries and information centers to help increase

the accessibility of networked information,

particularly access to Arabic content to support

the research and scholarly communication of

the Arabic teaching colleges. This was important

to determine whether there are potential

developments that might improve the services

provided by libraries in supporting the delivery

of networked information in Arabic, which could

in turn increase the amount of information in

Arabic on the network and thereby reduce the

dependence on English.

The need for additional translation was expressed

by a number of interviewees as being an

important factor necessary to increasing and

supporting the amount and quality of networked

information in Arabic on both the Internet and the

SQU Intranet. Some participants suggested that

the libraries should be responsible for the work of

translation through the creation of specialized

translation units. However, it is more widely

believed that translating scholarly resources is

a task for independent organizations, but that

academic libraries can assist by collaborating

with these organizations to determine the most

valuable resources in need of translation.

The following interviewee, for example, considered

translation to be very important because a

substantial number of academics in the Arabic

teaching colleges are unable to use English for

their teaching and researching. Therefore, it is

seen as important to have translations available

in order to increase the amount of information

available in Arabic.

The best role the library can play is to

translate most of the important resources

of information and put them online. Arabic

here [at an Arabic teaching college] is very

important. As far as I know, about 40% of

academics in the Arabic teaching colleges

and maybe more do not know English (6:

4-5).

Translating the most important resources in

Ali Al-Aufi

15

specific disciplines in collaboration with regional

universities was suggested as a possible solution

to the problem.

Translation is also important, especially to

translate the most important information

in a specific field. This could be done in

collaboration with different universities and

libraries in the Arab World (8: 4-20).

As was often the case interviewees were keen

to point out when their situation compared

unfavorably to that of other countries.

Emphasis should be given to translation.

Let us take Japan, for example, they give

much attention to translation (12: 4-4).

Another suggestion recommended translating

into Arabic the abstracts of articles that are

published originally in English. It is considered

to be a minimum response in situations where

translation of the full article is not possible.

At least, I suggest that the library can

translate into Arabic the abstracts of the

articles published in the international journals

by means of English language. Also, the

library should provide an Arabic abstract

for the articles and research published at

Sultan Qaboos University and provide them

on the library website (7: 5-11).

The Arab countries currently work separately and

without agreed standards on the translation work

that is done, which often results in the use of

different terminology or non-standard Arabic. This

lack of an agreed unified scholarly terminology

might also result in problems when designing

information retrieval systems. Some participants

indicated such problems and called for increased

collaboration.

Right now, you find that the translation is not

unified. You find a lot of counterparts for

certain words in Arabic. For example, the

word “mobile phone” has many different

names in Arabic which are simply not

standardized to one word. Therefore . . . we

have to start with unifying the Arabic terms

to come up with a standardized language

in the Internet (1: 4-8).

One more thing is the translation which is not

standardized especially when translating

English words into Arabic. For example,

the term ‘corrosion’, you find at least three

acceptable terms in Arabic for the same

word. So, we face difficulty in deciding

which term is more suitable scientifically (1:

4-26).

DigitizationTranslation from English into Arabic is viewed as

being only part of the solution. Interviewees also

noted the need for Arabic language journals to

be digitized and made widely available.

One more thing the library can do is to

adopt the Arabic academic journals

related to humanities and social sciences

disciplines and make them available on

the Internet for free (7: 5-17).

Also, they should put the journals of Sultan

Qaboos University in the library website (9:

4-5).

“They can also digitize the important

resources of information that are of benefit

16

Domination of English and its impact on the Arabic System of Scholarly Communication

to the Arabic teaching colleges (9: 4-6)

It is [also] important to pay attention to the

digitization and start transferring the Arabic

heritage, culture, and scientific knowledge

to digital forms (13: 4-23).

The need for access to teaching or research

material in Arabic is not, however, felt equally

across all disciplines. Respondents from the

English teaching colleges did not generally

observe a need to have networked information

available in Arabic language in their disciplines.

The reason is very likely that these respondents

exclusively depend on English for their research

and teaching. Therefore, they indicated that while

Arabic would be helpful for academics in the

Arabic teaching colleges, it is not necessary for

academics in those colleges teaching in English.

Using Arabic language in the scientific

colleges is impossible unless you have

everything available for the user in Arabic

(5: 5-16).

I have not gone through an Arabic article

in my field since I started my academic

career . . . There are no Arabic journals on

the Internet (10: 4-13).

In science disciplines, to be honest, I do

not see that there is a need to have Arabic

language (3: 4-21).

Disciplinary differencesThe domination of English as the preferred

language for international scholarly publishing

has substantially impacted on the attitudes

of the academics at SQU in conducting and

disseminating their research. The interviews

reveal a marked preference for English over

Arabic for the purpose of research and scholarly

communication. The preference for writing

and publishing in English has not just affected

science disciplines, but the interviews also

indicate that some scholars from the humanities

and social disciplines also prefer to use English

for communicating their research outcomes.

The interviews investigated this issue in order to

understand more fully the precise reasons why

Arab academics prefer to write and publish their

research outcomes in English.

All of the participants indicated that writing

and publishing in English is more personally

advantageous than writing and publishing in

Arabic. The interviewees indicated a variety of

factors that drive themselves and other Arab

academics to write and publish in English.

Some science-based participants indicated

that in their discipline Arabic scholarly journals

are either not available at all, or available in a

very small number only. Science disciplines in

most of the Arab academic institutions are now

taught in English, and as academics are writing

in English this will have a detrimental impact on

the amount of material written in Arabic and

therefore decrease the demand for those few

Arabic journals that are published. These few

journals therefore face great difficulty in acquiring

the quality of research-related material that

might attract a large readership, and therefore in

remaining viable.

I am not aware about any Arabic journal in

my discipline if there are some (1: 4-20)

We do not have Arabic journals, even those

published by Sultan Qaboos University, are

Ali Al-Aufi

17

published in English. To be honest, I do

not see a journal or a medium published

in Arabic if I wanted to write and publish in

Arabic (3: 5-10).

I believe that the most important reason

is the lack of Arabic journals in science

disciplines in particular. Most of the journals

available are in English (9: 4-20).

Interviewees also indicated that Arabic journals,

if available, have an inferior quality or reputation.

This opinion is applied to all disciplines whether

they are sciences or humanities and social

sciences. It seems that academics have little

respect for Arabic journals due to their perceived

inferior quality and limited distribution.

Arabic journals have bad reputation and

can not be as valuable as the international

journals published by means of English (1:

4-24)

Moreover, most of the specialized journals

in the Arab World are not good in quality (7:

6-7).

Peer reviewed Arabic journals are very

limited and considered of lower quality (8:

5-6).

Moreover, some participants also noted that

the process of publishing in Arabic journals is still

very traditional. Arabic publishing, as regionally

perceived, suffers from the lack of advanced

publishing systems; weakness in bibliographic

control as evidenced by a lack of indexing and

abstracting services, and absence of unified

standards for editing and production. One

participant verified:

Most of the Arabic journals impose very

traditional conditions for publication and

do not allow flexibility in documentation

and researching (7: 6-14).

Participants also indicated that publishing in Arabic

is detrimental to the author’s chance for winning

a job or achieving promotion. Although this is not

made evident in the SQU policies for staffing and

promotion, the academic interviewees strongly

believe it to be the case.

They get more chances to have a job.

I give you an example of a scholar that I

know who publishes mostly in French. He

found it difficult to be accepted to work in

an institution that mainly teaches in English

and this is because of his publications (11:

4-6).

If there are some Arabic journals, I can not

publish in them, because that will affect my

promotion as they will not be counted for

my promotion (1: 4-22).

The university might not count it for

promotion, so, why do I need to spend time

and effort to write in Arabic which will not be

recognized by the University for promotion

(4: 5-15).

Unfortunately, I can say that even in

promotion, the weight of English publications

is higher and more valued by the University

(6: 4-18).

I will tell you the truth that most of the

academics in humanities and social

sciences disciplines prefer to write and

18

Domination of English and its impact on the Arabic System of Scholarly Communication

publish in English for the purpose of

promotion more than for the purpose of

reputation (7: 6-5).

For the interview participants, the use of English

for scholarly publishing means more readers,

more citation, and more recognition. The

chance of having one’s research papers read

and cited adds considerably to the prospects for

international peer recognition in a way that that

is almost impossible to achieve if publishing in

Arabic.

I agree with you that this impacts negatively

on Arabic, but you still need to write in

English because you will find a lot who can

read for you and cite your papers (2: 4-18).

If you look at the publicity of your work,

Arabic journals are very limited. So, there is

no chance or the chance is very low that

you become known if you publish in Arabic

(5: 6-18).

Also, to get more international recognition

in your field and more readers to read for

you is to publish in English (6: 4-19).

The recognition of the research work, if

done in Arabic, will be little, unfortunately .

. . If you want to be widely recognized and

popular in your discipline, you have to write

and publish in English (4: 5-14).

You have to think about your readers before

you publish. If you write in English you will

certainly find more readers to read your

papers than if you consider publishing in

Arabic (9: 4-22).

Participants from the sciences also pointed to

the increased difficulty of writing scientific papers

in Arabic once they had commenced writing in

English. It seems that when academics become

accustomed to and familiar with English, it makes

it difficult to change to writing in Arabic because

the scientific terminology has not been developed

to the same extent. In turn, to continue writing

in English at the expense of Arabic means that

authors are not in a position to contribute to the

ongoing development and refinement of Arabic

as a medium for science communication.

It is also uneasy to write in Arabic because of

the scientific terminology that you get used

to write in English but find it difficult to search

for the counterparts in Arabic (2: 4-20).

The problem is that we get used to writing in

English and our English has improved over

time. We have not improved our writing in

Arabic because of the English. But, if we are

forced to write in Arabic, our Arabic will be

improved (5: 7-3).

Frankly, I find it much easier for me to write

a paper in English than writing it in Arabic

(6: 4-22).

Some participants also pointed out that the

lack of encouragement from governments and

universities for the use of Arabic to enhance

writing and publishing in Arabic may have an

impact on the amount of Arabic information

available in the networked environment. However,

participants are aware that the current policies

promote and reward the use of English for formal

communication

The university also does not encourage

Ali Al-Aufi

19

writing research works in Arabic (4: 5-21).

Organizations and governments in the

Arab World encourage publishing in English

more than Arabic which affects negatively

the impact of Arabic language on the

academic environment and I think this is the

most important factor that makes Arabic

speaking academics publish in English (7:

6-9).

The future of Arabic system of scholarly communicationInterviewees were asked to anticipate and discuss

the future of Arabic as a scholarly language in

the networked environment. The responses of the

interviewees were divided considerably between

those who—despite the issues outlined above—

still retain some degree of optimism regarding

the scholarly uses of Arabic, and those who were

pessimistic about its future.

Those who were optimistic believe that with

the advent of more advanced technologies,

widespread digital literacy, enhanced ICT

infrastructure, and increasing use of electronic

publishing, that Arabic will inevitably come to be

more widely represented on networks.

I am really optimistic about the roles

that Arabic can play in the networked

environment. I think it will be more available

in the future, but we need to work hard (2:

5-1).

We will be progressing better in the

networked environment. A lot of translation

efforts will be made . . . I am optimistic about

the influence of the Arabic language in the

near future in the networked environment

(4: 5-26).

In my opinion, I think the future of Arabic

in the networked environment is more

determined now than ever before because

Arabic has been technically supported in

the Internet and it is easy to create and

manage Arabic websites . . . Most people

are becoming Internet literate and deal

with the Internet on a daily basis. Methods

of communication are now available and

have become easier online (7: 6-21).

The future of the Arabic language in the

scholarly communication will be better

to some extent . . . Globalization and

domination of English will create a sense

of responsibility towards our identity. It is a

reverse reaction I think and that what will

happen (12: 5-14).

In contrast, the other group of participants

anticipates a bleak outlook for Arabic in the

networked environment because the domination

of English will only become more apparent as

networked information increasingly replaces

printed material for both general and scholarly

purposes. Moreover, Arab academics will be

increasingly driven to write and publish in English,

if not in the interests of their own careers, then as

an inevitable consequence of globalization.

I am not optimistic about the future of

Arabic as an academic language. People

believe that one day English will become

the language of the World and if you do

not speak it, it will be hard to communicate

internationally. There are some fears that

so many other languages are going

to be endangered because of English

20

Domination of English and its impact on the Arabic System of Scholarly Communication

domination. It is part of the globalization (5:

7-17).

Unfortunately, I see the future of Arabic in

the networked environment as dark in the

near future especially if things remain still as

they are now. Governments and universities

overall do not support it and students in

public schools are going to be taught

scientific disciplines like math in English.

Therefore, in this case the future does not

look great (6: 5-3).

I think there would be not much difference

than it is now. I tell you, it is difficult to

communicate in Arabic . . . there is a fast

growing trend to use and compete with

English especially in the business sector (10:

6-6).

Nearly all participants to the interview indicated

the importance of English for their research and

scholarly communication. It was asserted that

English is unavoidably the language of first choice

for the purpose of scholarly communication. It

has also been claimed by some interviewees

that a lack of English proficiency is a major barrier

to the productive use of networked information.

English is also seen as the major driver of the

transformation of scholarly communication in the

Arab World, through its potential to communicate

the contributions of Arab scholars to the rest of

the world.

The interview results also show participants’ belief

that Arab universities are at a disadvantage

when compared with their counterparts in more

developed countries in relation to the effective

use of ICTs. Among the problems identified were

lack of training, lack of technical support and the

absence of institutional encouragement. However,

the results indicate that SQU is developing well in

terms of supporting and enhancing the provision

of networked information for academic purposes

when compared to universities in other Arab

countries.

In terms of increasing and enhancing the

amount of Arabic networked information, the

interviewees offered several suggestions that are

likely to enhance the delivery of Arabic networked

information at SQU and other Arabic academic

institutions. In particular, they emphasized the

importance of translation, and in this regard

raised the prospect of collaboration with other

academic institutions in the Arab World.

The results of the interviews supported the argument

that the domination of English has substantially

impacted on the attitudes of academics at

SQU in conducting research and disseminating

their findings. The results of the interviews further

indicated the widespread preference for English

over Arabic for the purpose of research and

scholarly communication. All of the participants

indicated that writing and publishing in English is

more personally advantageous than writing and

publishing in Arabic. The interviewees indicated

a variety of factors that drive Arab academics to

write and publish in English, pointing particularly to

the difficulty of writing and publishing in Arabic in

the science disciplines.

Despite these considerable challenges, some

participants foresee the future of Arabic as a

scholarly language as potentially brighter, due

to the development of appropriate software

that might transform the availability of Arabic in

the networked environment. In contrast, other

participants argue that Arab academics will be

Ali Al-Aufi

21

increasingly driven to write and publish in English,

as it extends its reach and influence as the

global language of choice for both scholarly and

general uses.

Interviewees pointed to a number of reasons

as to why English usage has become vital for

Arab academics. Examples of these reasons

include that English is: viewed as the international

language of scholarship; easier to use for scholarly

writing purposes than Arabic; the language used

for the majority of scientific productivity; important

for efficient use of technology, and; important for

academic promotion.

DiscussionAlthough the Arabic literature reports no empirical

studies that directly investigate the trend of

language choice for the specific purpose of

research and scholarly communication in the

networked environment, there are several studies

that report on the trend towards using English in

preference to Arabic for both academic and

public uses. Some of these studies discuss the

technical requirements of Arabic as being a

barrier toward developing and improving the

presence of Arabic-based knowledge in the

networked environment in general (Al-Khatib,

2000; Ali, 2003; Diab, 2003; Laroussi, 2003;

Qasim, 2005), while other studies investigated the

attitudes towards using the two languages in the

Arabic educational environment (Al-Jurf, 2004;

Findlow, 2006; Warschauer, El-Said, & Zohry, 2002).

Generally, these studies indicate that the trend

towards using English in preference to Arabic is

growing rapidly.

Several of these studies particularly refer to the

issue of Arabic being under-represented on the

Internet. For example, Ali (2003) argues that the

current low-level of Arabic presence on the Internet

does not accurately represent its importance as

a language of scholarship, and Laroussi (2003)

noted that Internet sites in languages other than

Arabic are used much more than Arabic websites

in various Arab countries. Qassim (2005) outlined

the major factors that have negatively affected

the use of Arabic in the networked environment.

These factors include the concern of authors in

achieving an international reputation and the

need to make their research productivity more

accessible and more widely recognized. In other

words, it is the existing domination of English that

further entrenches its position as the preferred

language of international communication.

Other studies have reported the extent of the

domination of English in some Arab universities

and the impact this has on perceptions regarding

the suitability of Arabic as a scholarly language.

For example, Al-Jurf (2004) reported that the

majority of the students (+80%) from the University

of Jordan and King Saud University, in responding

to questionnaires, believed that Arabic is no

longer suitable for teaching science disciplines.

Nevertheless, the literature lacks empirical studies

investigating the attitudes of academics towards

their preference for using Arabic or English at a

university level in Arab countries.

In addition to the technical problems associated

with establishing Arabic as a language of high

impact in the networked environment, there

are many other difficulties that have negatively

affected the use and spread of Arabic. While

academics’ attitudes in this regard have never

previously been thoroughly investigated, part of

the results of the current study indicate important

factors that result in Arabic speaking academics

being less likely to use Arabic for research and

22

Domination of English and its impact on the Arabic System of Scholarly Communication

scholarly communication purposes in the

networked environment.

In particular the English language preference

demonstrated by Arab academics is mainly

determined by the extensive international use of

English for scholarly purposes. The results of this

study suggest that the more that Arabic speaking

academics adapt to writing and publishing in

English, the less Arabic is considered to be an

alternative language for research and scholarly

communication. There is a confluence of global

and local factors at play in this situation. On the

one hand academics in Oman and other Arab

countries are increasingly drawn into a network of

communication that entices them to participate

in international communities of scholars. In this

environment English is the most widely used

and influential language, to the extent that it

threatens to dominate knowledge production

throughout the world. As interviewees also noted,

this international domination by English is given

expression through local systems of incentive and

reward. Important amongst these is the positive

influence using English has for prospects of career

advancement at SQU. In particular, several

participants from science disciplines asserted

that writing and publishing scholarly works in

Arabic would negatively affect their chances for

winning promotion at SQU.

The research literature includes no previous

studies that have investigated this proposition in

detail, but based on this perception indicated in

this study, academics will clearly be discouraged

from publishing in Arabic if English language

alternatives are available. There is also evidence

to suggest that perceptions linking the use of

English to career prospects are generally held

in the wider Arab World. A series of studies have

reported the preferences of both Arab parents

and students for learning in English because of

its positive influence on career prospects (Al-Jurf,

2004; Findlow, 2006; Malallah, 2000).

Other problems seem to be systemic in that

they reflect the lack of maturity of existing

forums for scholarly communication in Arabic. As

interviewees noted, Arabic speaking researchers

are discouraged from publishing in Arabic due

to the lack of suitable Arabic scholarly journals.

Participants indicated that if Arabic scholarly

journals do exist in their particular discipline,

they often suffer from deficiencies in regard to

quality, reputation, and international distribution

when compared to similar journals published

in English. Nasser & Abouchedid (2001) have

previously reported on this problem, noting that

Arabic scholarly journals are comparatively very

few and many have had a short lifespan. Those

Arabic journals that do exist also tend to be

‘general’ in their nature and lacking the degree of

specialization that characterizes English journals.

Nasser & Abouchedid (2001) indicated that Arabic

journals have become the publishing choice of

only untrained or early-career researchers. Nasser

& Abouchedid (2001) and Qasim (2005) have

also asserted that although Arabic journals might

exist in some disciplines, they suffer from the lack

of efficient and systematic indexing, abstracting,

and archiving services, and as a result academics

and researchers are hesitant to use them as

outlets for significant research publication.

The interview indicate that scholars from both

disciplines of sciences, and humanities and social

sciences, prefer to use English for communicating

their research findings for a number of reasons

including, but not exclusively, the difficulty of

writing in Arabic in the science disciplines and

Ali Al-Aufi

23

also the lack of governmental and institutional

support.

As a result of the above factors, it is to be

expected that there will be an ongoing decline

in the importance and recognition of Arabic as

an effective scholarly language, especially for

science disciplines. The currently held negative

attitudes toward Arabic will hasten the decline of

the language for scholarly uses, as researchers

and their students seek to publish in English. As

academics and researchers get increasingly

familiar with reading and writing in English, it will

become ever more difficult for them to write in

Arabic. Not only are they likely to become less

familiar with the scientific terminology used

in Arabic, but that terminology itself may not

develop at the rate required for current and

accurate expression of scientific concepts. This

will, in turn, negatively impact upon the use of

Arabic as a language for scholarly exchange in

the wider networked environment, as the future

use of Arabic for networked communication is

strongly tied to the capacity of the language to

evolve as an effective vehicle for communicating

the results of recent research.

Although the future of Arabic in the networked

academic environment looks uncertain at best,

it is significant that a number of interviewees in

the current study remain optimistic in this regard.

Almost half of the interviewees expressed some

degree of optimism and even described a bright

future for Arabic in the networked academic

environment, in the Arab World at least. Those

participants who expressed more negative

attitudes, however, believe that English will

maintain and increase its domination of scholarly

communication, and as a result Arab academics

will find it increasingly necessary to write and

publish in English.

As reported above, there is a growing trend

toward teaching and researching in English at

many Arab universities and colleges, especially

in the Arab Gulf countries (Al-Jurf, 2004; Al-Khatib,

2000; Findlow, 2006; United Nations Development

Programme, 2003). Although Arabic has

remained the language of teaching in some of

the humanities and social sciences disciplines,

almost all science disciplines including applied

sciences, engineering, medicine, commerce

and agriculture are now being taught exclusively

in English. As indicated earlier, teaching sciences

in English is strongly associated with acquiring

the requisite information, knowledge and skills,

and Arab academics—especially in science

disciplines—are progressively and increasingly

driven and motivated to conduct and publish

research by means of English or other non-Arabic

languages.

While the Internet and advanced ICTs have brought

new challenges for Arabic as an academic

language (United Nations Development

Programme, 2003), and while Arabic has not

responded quickly and adequately to meeting

these challenges, Arab universities have found it

easier to adapt to English as a readily available

and effective substitute. Laroussi (2003) indicates

that once users’ needs for information are met by

languages other than Arabic, users do not make

further efforts to ascertain whether this information

is also available in Arabic. Therefore, while

Arabic speaking academics or individuals find

themselves not being sufficiently and technically

well supported to use Arabic networked

information, English and other languages based

on Latin alphabets are increasingly both more

accessible and more comfortable to use. The

24

Domination of English and its impact on the Arabic System of Scholarly Communication

results of the current study, however, strongly

support the conclusion that the use of networked

information in English in Arab countries is being

driven by a lack of scholarly Arabic literature on

the networked environment.

While it is expected that the Arab academic

institutions should be at the center of research

aimed at enhancing the provision and use of

Arabic networked information, any advances in

this regard will only be achieved by the availability

of adequate funding. Indications are, however,

that a lack of funding has negatively impacted

on the productivity of research-based publication

in the Arab World (United Nations Development

Programme, 2003). Moreover, a lack of

governmental and local support in publishing

networked scholarly works in Arabic is apparent in

many Arab countries. Lack of financial resources

and lack of governmental and institutional

encouragement and support to enhance the

level of Arabic information on networks have

resulted in “research projects [that] often lack

clear objectives, [lack] a firm results orientation

and a sense of urgency linked to producing

high-impact developmental outcomes within a

time-bound plan” (United Nations Development

Programme, 2003, p.74).

Although there is no straightforward explanation

as to why Arab universities do not make greater

efforts to encourage and support the publishing

of scholarly works in Arabic, it is apparent that

Arab governments and academic institutions

perceive that they benefit more from publishing

their research outcomes in English rather

than Arabic because publishing in English

allows a wider distribution of their contributions

to knowledge production and human

development. Despite the mounting awareness

of a crisis in the scholarly use of Arabic (Qasim,

2005; United Nations Development Programme,

2003), governmental or institutional efforts or

responses to address the situation have not been

forthcoming. Therefore, Arabic has continued

to suffer from the challenges associated with

the rise of ICT, and particularly due to the lack

of a unified linguistic policy or professional

and financial support at regional, national, or

institutional levels.

Again, the results of the interviews strongly

indicate a considerable deficiency in efforts

by Arab academic institutions to enhance the

use of networked information, and particularly

the use of networked information in Arabic.

Similar to related research outcomes (Diab,

2003; Laroussi, 2003; Qasim, 2005), the shift

toward using foreign languages in the Arabic

academic environments can be seen as the

result of a lack of important infrastructure (both

software and hardware), insufficient translation

facilities, the absence of regional collaboration,

and a shortage of adequate financial support.

The gap between developed and developing

countries still exists in terms of facilitating access

to ICTs. While there are still Arab universities that

have not yet been sufficiently equipped and

facilitated with advanced ICTs (Abdulaziz, 2005),

there are indications from the interviews in the

current study, that even in those Arab academic

institutions which are sufficiently equipped and

provided with adequate access to networked

information, the academics might not take full

advantage of such services because of the lack

of relevant training, or their own reluctance to

adapt.

While there have been many claims made

in the Arab World regarding the importance

Ali Al-Aufi

25

of translation services in boosting the use of

information in Arabic, and the success of other

countries—for example Japan—in increasing

research and business productivity based on

efficient translation, this solution has not received

the close attention of governments that would

seem to be warranted. According to the United

Nations Development Report, translation in

the Arab World is at alarmingly low levels. For

example, the total amount of text translated in

all Arab countries for a 5-year period was less

than 0.5% of that which was translated in Spain

in the same period (United Nations Development

Programme, 2003). Participants in this current

study vigorously support and encourage the

idea of paying increased attention to translation

as a key driver for improvements in research in

Arab universities.

Scholarly journals have long been established

as the key vehicle for the transfer of scholarly

information. In recent years the developed

countries have led the reinvention of the process

of formal scholarly communication based

on electronic availability of scholarly journals

(e-journals), as a result of which most major

international journals in English are now available

in this format. This provides these journals with

the significant advantage of being accessible

anytime and (almost) anywhere.

As indicated in the previous discussion of the

results of this study, the current system of scholarly

communication at SQU is heavily influenced by

the academics’ increasing concern for, and

use of, the English language. The results of this

study indicate that language is a determinant

factor which influences the future of scholarly

communication in the Arabic academic

environment, especially when language is

considered to be the most distinctive and

essential trait of any society (United Nations

Development Programme, 2003).

Arab countries, however, are not more

idiosyncratic on their extensive adoption of

English for scholarly communication than other

regions like Western Europe or East and Southeast

Asia. The literature indicates a growing trend

to the use of English as a scholarly language

in countries like Netherlands, Italy, Germany,

France, Spain, and Russia (Trady, 2004 &

Research Trends, 2008). Empirical evidence

of growing trends toward the use of English for

research and scholarly communication has also

been reported, for example, in China, Japan,

Korea, Singapore, Malaysia, and India (Xia,

2008). But, there is no evidence on whether

English has imposed a reversing impact on the

local systems of scholarly communication in

these countries.

The results of this study strongly suggest that

English will increasingly be used for research

and scholarly communication purposes at SQU,

and that this is likely to be the case for similar

Arab academic environments. The system

of scholarly communication in Oman and

other Arab countries is likely to develop slowly,

however, unless strenuous efforts are made

to implement and maintain a robust system

of scholarly communication based upon the

culture and language of the Arabic societies.

The question must be asked whether any

society can be said to have a healthy research

environment, capable of invigorating relevant

debate and public policy, if it depends upon a

system of scholarship that employs a language

for research and communication that is foreign

to the population it serves.

26

Domination of English and its impact on the Arabic System of Scholarly Communication

Currently Arab governments and universities

are addressing the desire for increased

international research presence and credibility

by embracing the use of English. This may prove

to be expedient in the short term, and indeed

in the long term for some disciplines, but it may

result in a permanently impoverished research

environment and culture for those disciplines to

which the use of Arabic remains intrinsic.

This is not a problem peculiar to SQU or Oman,

and it is likely that it can only be addressed by

collaborative action across a number of Arab

nations. This may involve long term action, such

as cooperation in developing and promoting

the use of a standardized form of academic

Arabic which is adapted to both the demands

of scholarly interchange and the requirements

of the ICT environment on which it will depend.

Diab (2003) indicates that delays in standardizing

Arabic will lead to an increased failure in

the communication system within the Arab

countries; a fragmentation of the information

and communication technology marketplace

in these countries, and reduced technological

representation of the Arabic language. Laroussi

(2003) notes that, as yet, there have not been

any unified agreements, strategies, or visions to

support Arabic with technologies that are suited

to its presentation in the networked environment.

A regional collaborative and strategic plan to

boost the system of scholarly communication

with particular emphasis on increasing the level

of Arabic available in networked environments

is necessary in order to bring positive benefits to

the current system of scholarly communication

as experienced in Oman. In light of the results of

this current study, and based on the interviewees’

responses, it does not appear that such an

outcome is likely in the short term.

ConclusionThe results of the research indicates that English

has been widely used for the purposes of

teaching and research at SQU, particularly in the

science disciplines where English is mandated

as the teaching language and, subsequently,

the language used for research. The study has

provided evidence of the detrimental impact the

international domination of English for scholarly

communication has had on the use of Arabic for

scholarly purposes. The domination of English as

a global scholarly language has been replicated

in the networked environment where it is widely

used for both scholarly and general uses. This has

severely hampered the potential for Arabic to

establish a similar networked presence.

The study indicates that academics’ use of

networked information for research and scholarly

communication at SQU has been substantially

influenced by linguistic issues. Many academic

institutions in the Arab region have recently

extended the use of English language for both

teaching and research purposes. The research

reported in this study indicates that this has resulted

in a period of uncertainty for some researchers,

who are unsure of the extent of the threat to the

types of knowledge that have traditionally been

imparted in Arabic. The advent of ICTs, particularly

the Internet and related networked information

sources, have bifurcated the system of Arab

scholarly communication in a way that threatens

to produce separate spheres of knowledge.

The interview results indicate, however, that while

understanding the threat English poses to Arabic,

many participants also value the use of English

Ali Al-Aufi

27

for scholarly purposes. They understand that

they function in an academic environment that

privileges and rewards the use of English. They are

therefore acutely conscious of the pre-eminent

position enjoyed by English, and the importance

this has for enhancing the learning of their

students, and their prospects for internationalizing

their research outcomes. They also stressed that

the use of English is important for the efficient use

of computers and Internet technologies.

It is therefore not surprising that the study reveals

a substantial ambivalence regarding the use of

English and its impact on Arab scholarship. On

the one hand it is seen as an important element

in the development of the Arab higher education

sector, but on the other hand it threatens

established traditions of scholarship that are

integral to Arab societies.

It should be acknowledged that these attitudes

have been shaped by a policy environment

that is characterized by a lack of institutional or

governmental support for the continued use

of Arabic for educational purposes, and the

absence of associated strategic planning or

cooperation in the Arab World. For example,

while the surge of availability of English language

e-journals has radically altered the availability

of scholarly communication in the developed

world, there has been no corresponding

implementation of Arabic e-journals, particularly

in science disciplines. As a result, the domination

of English is further entrenched.

28

References

Abdulaziz, T. O. 2005. Benefits of the Internet for Egyptians Academics in Social Sciences Disciplines. Majallat Maktabat Almalik Fahad Alwataniyya (Journal of King Fahad National Library), 11(1), 179-222. (Source in Arabic).

Ali, N. 2003. The Challenges of the Information Era. Cairo: Maktabat Alausra (Source in Arabic).Al-Jurf, R. S. a. 2004. Youth Attitudes Toward Using English or Arabic Languages in Education. Diwan AlArab, March. (Source in Arabic).

Al-Khatib, M. A. 2000. The Arab World: Language and Cultural Issues. Language, Culture, and Curriculum, 13(2), 121-125.

Diab, H. (2003). Standardization Related to Arabic Language Use in ICT. Paper Presented at the Western Asia Preparatory Conference for the World Summit on the Information Society (WSIS), Beirut, 4-6 February 2003.

Findlow, S. 2006. Higher Education and Linguistic Dualism in the Arab Gulf. British Journal of Sociology of Education, 27(1), 19-36.

Kebede, G. 2002. The Changing Information Needs of Users in Electronic Information Environment. The Electronic Library, 20(1), 14-21.

Laroussi, F. 2003. Arabic and the New Technologies. In J. Maurais & M. A. Morris (Eds.), Languages in a Globalising World (pp. 250-259). Cambridge: Cambridge University Press.

Malallah, S. 2000. English in an Arabic Environment: Current Attitudes to English among Kuwait University Students. International Journal of Bilingual Education and Bilingualism, 3(1), 19-43.

Nasser, R., & Abouchedid, K. 2001. Problems and the Epistemology of Electronic Publishing in the Arab World: The Case of Lebanon. First Monday, 6(9).

Qasim, H. 2005. Scholarly Communication in the Electronic Environment. Cairo: Dar Gharib. (Source in Arabic).

Research Tends. 2008. English as the international language of Science. Research Trends, 6, 1-9.

SQU. 2006. Sultan Qaboos University. Retrieved September 6, 2010, from http://www.squ.edu.om

Tam, L. W. H., & Robertson, A. C. 2002. Managing Change: Libraries and Information Services in the Digital Age. Library Management, 23(9), 369-377.

Trady, C. 2004. The role of English in scientific communication: Lingua Franca or Tyrannosaurus rex?. Journal of English for Academic Purposes, 3(3), 247-269

United Nations Development Programme. 2003. Arab Human Development Report 2003: Building a Knowledge Society. Retrieved November 11, 2010, from http://www.undp.org.sa/Reports/AHDR%202003%20-%20English.pdf

Wang, Y.-M., & Cohen, A. 2000. Communicating and Sharing in Cyberspace: University Faculty Use of Internet Resources. International Journal of Educational Telecommunications, 6(4), 303-315.

Warschauer, M., El-Said, G. R., & Zohry, A. 2002. Language Choice Online: Globalization and Identity in Egypt. Journal of Computer Mediated Communication, 4(July).

Xia, J. 2006. Scholarly Communication in East and Southeast Asia: Traditions and Challenges. IFLA Journal, 32(2), 104-112.