5¯0006_001_كتاب بدء... · web viewيقول -رحمه الله-: فظن بعض...

6
ب التجريد الصريح شرح كتايحمع الصحاديث احا ة الشيخ الدكتور فضيل ر ي ض خ ل له ا ل د ا ب ع ن ب م ي ر لك د ا ب ع اء ت ف والإ ه ي م ل ع ل ا( وث ح ب ل ل مه/ ئ الدا2 ة4 ي ج ل ل و ا ض ع ماء و ل ع لر ا ا ب ك ة/ ي ي ه و ض ع)لسابعةحلقة اال( / / 14

Upload: others

Post on 20-Feb-2020

2 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: 5¯0006_001_كتاب بدء... · Web viewيقول -رحمه الله-: فظن بعض الغالطين أنه أراد التكلم بالنية، وإنما أراد التكبير

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوثالعلمية واإلفتاء

)الحلقة السابعة(

/ / 14

Page 2: 5¯0006_001_كتاب بدء... · Web viewيقول -رحمه الله-: فظن بعض الغالطين أنه أراد التكلم بالنية، وإنما أراد التكبير

التجريد الصريح– الحلقة2السابعة

»إن هللا تج��اوز لي عن أم�تي م��ا ح��دثت ب��هالمقدم: أحسن هللا إليكم، أيضا في قول النبي -عليه الصالة والس��الم-: ونحن نق��ول: إن القلب ل��ه عم��ل، ه��ل المقص��ود به��ذا قص��ر ه��ذا األم��ر على عم��لأنفس��ها م��ا لم تعم��ل أو تتكلم«

الجوارح وما ينتج من القول، وبالتالي ال يدخل فيه عمل القلب؟ القص���د ل���ه م���راتب، ومن ه���ذه الم���راتب: الخ���اطر، واله���اجس، وح���ديث النفس، والهم، والع���زم، ه���ذه م���راتب متفاوت���ة،ا، ومثل��ه الخ��اطر وح��ديث النفس ال��ذي يرت��دد م��ا لم ي��ترتب علي��ه أث��ر وعم��ل، اله��اجس فاله��اجس ال مؤاخ��ذة في��ه إجماع�� الذي يطرأ على اإلنسان ويزول، والخاطر الذي يرتدد ثم يزول، وحديث النفس ال��ذي يرت��دد في القلب أك��ثر، ه��ذا كل��ه ال أثر له إال إذا ترتب عليه عمل من كالم أو فعل بالجوارح، إذا ترتب عليه أFخذ به، وأما بالنسبة للهم والعزم ففيهما األخذ والمؤاخذة؛ ألن المراتب هذه متفاوتة، فكون النبي -عليه الصالة والسالم- يهم ب��التحريق، اس��تدل ب��ه أه��ل العلم على تح��ريم التخل��ف عن ص��الة الجماع��ة؛ ألن الن��بي -علي��ه الص��الة والس��الم- هم ب��التحريق، والهم من أعم��ال القلب،

ومثله العزم، بل هو أقوى منه، ولذا يقول القائل:مراتب القصد خمس هاجس ذكروا

يليه هم فعزم كلها رفعتفخاطر فحديثF النفس فاستمعاإال األخير ففيه األخذ قد وقعا

قي��ل: ه��ذا»إذا التقى المس��لمان بس��يفيهما فالقات��ل والمقت��ول في الن��ار«ويس��تدل بعض��هم على المؤاخ��ذة ب��العزم بح��ديث: عازم على قتل صاحبه.»ألنه كان حريصا على قتل صاحبه«القاتل فما بال المقتول؟ قال:

ا، المقدم: بالتالي هناك بعض األعمال تأتي على هذه المرتب�ة كم��ا تفض��لتم، يع��ني بعض األعم��ال القلبي��ة خط�يرة ج��دربما تنقل اإلنسان من اإلسالم إلى الكفر، فهي تدخل في هذا؟

نعم إذا سعى، إذا سعى لتحقيقه.المقدم: لو لم يصدر منه فعل، كالبغض مثال؟

م��ا في��ه ش��ك أن ه��ذا عم��ل قل��بي، ول��ذا منهم من ي��رى أن الحس��د ال أث��ر ل��ه وال مؤاخ��ذة في��ه؛ ألن��ه من عم��ل القلب من ح�ديث النفس، ي��رى أن��ه من ح�ديث النفس، وه�ذا م�ا يق�رره ابن الج��وزي، لكن جمه�ور العلم��اء على المؤاخ��ذة بالحس��د؛ ألن��ه عم��ل قل��بي، والس��عي في إي��ذاء المحس��ود ق��در زائ��د على ذل��ك، فالنص��وص إنم��ا ج��اءت ورتبت على الحس��د نفس��ه، النص��وص ال��واردة في ذم الحس��د وتش��نيعه إنم��ا ج��اءت في الحس��د نفس��ه، وأم��ا العم��ل ال��ذي يورث��ه ه��ذا الحس��د من إي��ذاء

المحسود فقدر زائد على ذلك يؤاخذ عليه أيضا.ا، حتى قال بعض أهل العلم فيما تقدم نقله: أنه الكالم عن حديث عمر في األعمال بالنيات، وأهمية الحديث يطول جد ثلث العلم، أو قال بعضهم: ربعه، وقال بعضهم يدخل في ثالثين بابا، وقال بعضهم: ي��دخل في س��بعين باب�ا من أب��واب العلم، ك���ل ه���ذا ألهمي���ة ه���ذا الح���ديث، وق���د أFف���رد بالتص���نيف، ش���رحه ش���يخ اإلس���الم ابن تيمي���ة -رحم���ه هللا تع���الى- فيرسالة، وشرحه الجالل السيوطي في رسالة أيضا، وهناك مباحث وكتب ألفت في النية وفي المقاصد وفي غيرها.

والنية شرط لصحة األعمال كلها، ومحلها، كما ه�و مع��روف القلب باتف��اق العلم�اء، كم�ا يقول��ه ش��يخ اإلس��الم ابن تيمي��ة رحمه هللا تعالى، فإن ن��وى بقلب��ه ولم يتكلم بلس��انه أجزأت��ه الني�ة باتف�اقهم، يق��ول ش��يخ اإلس�الم -رحم��ه هللا تع��الى-: وق��د

Page 3: 5¯0006_001_كتاب بدء... · Web viewيقول -رحمه الله-: فظن بعض الغالطين أنه أراد التكلم بالنية، وإنما أراد التكبير

3 فضيلة الشيخ عبد الكريم

الخضير 3

ا من كالم الش���افعي غل��ط في��ه على الش���افعي، ف���إن الش���افعي إنم���ا ذك��ر الف���رق بين خ��رج بعض أص���حاب الش���افعي وجه��� الصالة واإلحرام بأن الصالة في أولها كالم، فظن بعض الغالطين أنه أراد التكلم بالنية، اإلمام الشافعي يق��ول: الف��رق بين الصالة واإلحرام أن الصالة في أولها كالم، هذا الغالط الذي حمل كالم الش��افعي على أن م��راده ب�ه الني��ة والنط��ق به��ا غل��ط على اإلم��ام -رحم��ه هللا تع��الى-، م��ا الم��انع أن يك��ون م��راد اإلم��ام الش��افعي تكب��يرة اإلح��رام؟ يق��ول -رحم��ه هللا-: فظن بعض الغ��الطين أن��ه أراد التكلم بالني��ة، وإنم��ا أراد التكب��ير والني��ة تتب��ع العلم، فمن علم م��ا يري��د فعل��ه فال ب��د أن ينويه ضرورة، من علم ما يريد فعله فال ب��د أن ينوي�ه ض��رورة كمن ق��دم بين يدي��ه طع�ام ليأكل�ه، ف��إذا علم أن�ه يري��د األك��ل فال ب��د أن ينوي��ه، ب��ل ل��و كل��ف العب��اد أن يعمل��وا عمال بغ��ير ني��ة كلف��وا م��ا ال يطيق�ون، ال يمكن أن يعم��ل اإلنس��انر ع�دم الني�ة عمال يقصده ويري�ده ويعلم�ه أن يعمل�ه بغ�ير ني�ة، وإنم�ا يق�ول ش�يخ اإلس��الم رحم�ه هللا تع�الى: وإنم�ا يFتص��و إذا لم يعلم ما يريد، إذا لم يعلم العامل ما يريد، مثل من نسي الجنابة واغتسل للنظافة أو للتبرد مثل هذا نس��ي ال يعلم م��ا يري��د، أو من يري��د أن يعلم غ��يره الوض��وء ولم ي��رد أن يتوض��أ لنفس��ه، أو من ال يعلم أن غ��دا من رمض��ان فيص��بح

غير ناو للصوم. ومن عرف هذا تبين له أن النية مع العلم في غاية اليسر، النية مع العلم بالعمل في غاية اليسر ال تحتاج إلى وسوسة وآص��ار وأغالل، وله��ذا ق��ال بعض العلم��اء: الوسوس��ة إنم��ا تحص��ل للعب��د من جه��ل بالش��رع أو خب��ل في العق��ل، يع��ني ش��خص يمكث الس��اعات يتوض��أ ثم يش��ك ه��ل ن��وى أو لم ين��و؟! نس��أل هللا الس��المة والعافي��ة، يك��بر لإلح��رام ثم يق��رأ ثميقطع صالته يشك هل نوى أو لم ينو؟! كل هذا ال يحتاج إليه، إذا قصد الصالة وذهب إليها علم بها هذه هي النية.

من مصائب بعض الموسوسين أن شخصا بعد طل�وع الش�مس وانتش�ارها في أي�ام الش��تاء ط��رق علي الب�اب، يع�ني بع�د صالة الفج��ر بح�والي س�اعتين، ط��رق علي الب�اب فق��ال: أن�ا لم أس��تطع أن أص��ل العش��اء، كم لص��الة العش��اء اآلن؟ أك��ثر من اثنا عشر ساعة، لم يستطع أن يصلي العشاء، وه�و من ذل�ك ال�وقت يكب��ر ثم يقط��ع الص��الة، يك��بر ثم يقطعه�ا، ه��ذه بل���وى، وأش���به م���ا تك���ون ب���الجنون، ول���ذا يق��ول الش���يخ -رحم���ه هللا تع���الى- ينق���ل عن بعض العلم���اء: أن الوسوس���ة إنم���ا

تحصل للعبد من جهل بالشرع أو خبل في العقل. -: وق��د تن��ازع الن��اس ه��ل يس��تحب التلف��ظ بالني��ة؟ فق��ال طائف��ة من أص��حاب أبي الحنيف��ةيق��ول الش��يخ -رحم��ه هللا تع��الى

والش��افعي وأحم��د: يس��تحب ليك��ون أبل��غ، قال��ه بعض المت��أخرين من أتب��اع الم��ذاهب، وق��الت طائف��ة من أص��حاب مال��ك وأحمد: ال يس�تحب ذل�ك، ب�ل التلف�ظ به�ا بدع�ة، ف�إن الن�بي -ص��لى هللا علي�ه وس�لم- وأص�حابه والت�ابعين لهم بإحس�ان لم ينق����ل عن واح����د منهم أن����ه تكلم بلف���ظ الني����ة ال في ص����الة وال في طه����ارة وال ص����يام، يع����ني م����ا ثبت عن الن����بي -علي����ها، ق��الوا: ألنه��ا تحص��ل م��ع الص��الة والس��الم- وال نق��ل عن��ه وال عن ص��حابته الك��رام ال بس��ند ص��حيح وال ض��عيف أيض��

بدينكم{ العلم بالفع��ل ض��رورة، ف��التكلم به��ا ن��وع ه��وس، وعبث وه��ذيان إذا أراد [16]س��ورة الحج��رات }أتعلمون هللا]ا به��ا غ��ير ن��اس له��ا، ويق��ول: ن��ويت أن أص��لي الظه��ر، ن��ويت أن أص��لي ك��ذا، الش��خص أن يص��لي وقص��د الص��الة عالم�� أتعلم هللا ب��دينك؟! يق��ول الش��يخ -رحم��ه هللا تع��الى-: ق��الوا: ألنه��ا تحص��ل م��ع العلم بالفع��ل ض��رورة، ف��التكلم به��ا ن��وع ه��وس وعبث وه���ذيان، والني��ة تك���ون في قلب اإلنس���ان، ويعتق��د أنه��ا ليس���ت في قلب���ه فيري��د تحص���يلها بلس���انه وتحص���يل الحاصل محال. ولذا مما يشترط للعمل المكلف به أن يكون معدوما، من شروط العمل المكل�ف ب��ه أن يك��ون مع��دوما؛

Page 4: 5¯0006_001_كتاب بدء... · Web viewيقول -رحمه الله-: فظن بعض الغالطين أنه أراد التكلم بالنية، وإنما أراد التكبير

التجريد الصريح– الحلقة4السابعة

ألن تحص���يل الحاص���ل وإيج���اد الموج���ود مح���ال، يق���ول: فل���ذلك يق���ع كث���ير من الن���اس في أن���واع من الوس���واس، واتف���ق العلماء على أنه ال يسوغ الجهر بالنية ال إلم�ام وال لم��أموم وال لمنف�رد، وال يس��تحب تكريره�ا، وإنم��ا ال�نزاع بينهم فيا هل يكره أو يستحب. الكالم هل يحرك بها لسانه؟ أم�ا النط��ق به��ا والجه��ر به�ا ه�ذا بدع��ة، ال يق�ول أح��د التكلم بها سر باس��تحبابه، لكن تحري��ك اللس��ان به��ا لي��واطئ اللس��ان القلب ه��ذا اس��تحبه بعض المت��أخرين من المتمذهب��ة عن��د الش��افعيةا وال جه���را لم يثبت عن���ه -علي���ه الص���الة والس���الم- ال بس���ند والحنابل���ة وبعض الحنفي���ة، وعرفن���ا أن التلف���ظ به���ا ال س���ر

صحيح وال ضعيف وال عن صحابته وال التابعين لهم بإحسان.ره بالقواعد الكلية المتفق عليها من القاع�دة األولى: )األم��ور بمقاص��دها( ذك��ر في األشباه والنظائر للسيوطي الذي صد

من مباحث هذه القاعدة المبحث الخامس في محل النية... المقدم: فضيلة الدكتور إذا أذنتم قبل أن ندخل في ه��ذه القض��ية، القض��ية ال��تي تح��دثتم عنه��ا قب��ل قلي��ل، وهي التلف��ظ بالنية، ربما يشكل على بعض الناس أثناء هذا الموضوع ما يحصل عند التلف��ظ بالني��ة عن��د النس��ك، ويعت��بر أن ه��ذا مماثل لغيره، فبالتالي يقول: كيف تمنع التلف��ظ بالني�ة عن�د بعض العب�ادات وال تمنعه�ا عن�د عب�ادات أخ�رى كال�دخول

في النسك؟ا مث��ل الص��الة إن كان المراد التلفظ بالنية في النسك نويت النس��ك الفالني، ن��ويت الحج، ن�ويت العم��رة، ه�ذا بدع�ة أيض��ا وعم��ر، ه��ذا مش��روع، ه��ذه ا، أو لبي��ك عم��رة، أو لبي��ك حج وغيره��ا، لكن إن ك��ان الم��راد بالتلف��ظ أن يق��ول: لبي��ك حج

استجابة لنداء هللا -سبحانه وتعالى-، وليس هذا تلفظ بالنية. أقول: في األش��باه والنظ��ائر للس�يوطي في القاع�دة الك�برى األولى من قواع�ده الكلي�ة )األم�ور بمقاص�دها( ق�ال: المبحثا، وقي��ل: المق��ارن للفع��ل، وذل��ك الخ��امس في مح��ل الني��ة، ق��ال: محله��ا القلب في ك��ل موض��ع؛ ألن حقيقته��ا القص��د مطلق��ا من جلب نف�ع أو دف��ع ض��ر عبارة عن فع��ل القلب، ق��ال البيض��اوي: الني�ة عب��ارة عن انبع��اث القلب نح��و م��ا ي��راه موافق�� حاال أو مآال، والشرع خصصه باإلرادة المتوجهة نحو الفعل البتغاء -رضاء هللا تع��الى-، وامتث�ال حكم��ه، والحاص��ل -ه����ذا كالم الس����يوطي- أن هن����ا أص����لين: األول: أن����ه ال يكفي التلف����ظ باللس����ان دون����ه، دون القلب، أن����ه ال يكفي التلف����ظ باللسان دونه، والث�اني: أن�ه ال يش��ترط م�ع القلب التلف�ظ، أم�ا األول، فمن فروع�ه ل�و اختل�ف اللس��ان والقلب ف��العبرة بم�ا في القلب، فل��و ن��وى بقلب��ه الوض��وء وبلس��انه الت��برد، ل��و ن��وى بقلب��ه الوض��وء وبلس��انه الت��برد ص��ح الوض��وء، أو عكس��ه فال، يع���ني ل���و ن���وى عكس ذل���ك ن���وى بقلب���ه الت���برد وبلس���انه الوض���وء ال يص���ح الوض���وء، وك���ذا ل���و ن���وى بقلب���ه الظه���ر وبلسانه العصر أو بقلبه الحج وبلسانه العمرة أو العكس صح ل�ه م�ا في القلب دون م��ا في اللس��ان؛ ألن الع�برة بم�ا في

القلب. يق��ول: ومنه��ا: إن س���بق لس��انه إلى لف��ظ اليمين بال قص���د فال تنعق��د، وال يتعل��ق ب��ه كف��ارة، أو قص���د الحل��ف على ش��يء فيسبق لسانه إلى غيره، حلف أال يفعل كذا ومراده غيره، س�بق لس�انه إلى ش��يء وال�ذي في قلب��ه غ�يره ف�العبرة بم�ا في القلب، هذا في الحلف باهلل -سبحانه وتعالى-، فلو جرى مثل ذلك في اإليالء أو الطالق أو العت�اق لم يتعل�ق ب��ه ش�يء

باطنا، ويدين وال يFقبل في الظاهر لتعلق حق الغير به إلى غير ذلك.

Page 5: 5¯0006_001_كتاب بدء... · Web viewيقول -رحمه الله-: فظن بعض الغالطين أنه أراد التكلم بالنية، وإنما أراد التكبير

5 فضيلة الشيخ عبد الكريم

الخضير 5

ما معنى هذا الكالم؟ معناه أنه لو أراد أن يقول لزوجته: أنت طاهر فقال لها: أنت طالق مثال، ال يريد بذلك الطالق،ذ، لكن ل��و تق��دمت ب��ه إلى القض��اء، تعل��ق ب��ه ح��ق الغ��ير، وحص��ل الطالق؛ ألن ه��ذا يتعل��ق ب��ه ال تح��رم علي��ه، وال يؤاخ�� حق الغير فيؤاخذ بنطقه، لكن الديانة أمام هللا -سبحانه وتعالى- لو لم تتقدم به إلى محاكمة أو غيرها ما يؤاخذ، يدين

هذا أمر بينه وبين ربه. فأما ما يتعلق به حق الغير فيؤاخذ به؛ ألنه من ربط األسباب بالمسببات وهذا معروف. عندنا المسألة التي وعدنا به��ا وهي ت�راجم اإلم��ام على الح��ديث، ت��راجم اإلم��ام البخ�اري على الح��ديث، اإلم��ام البخ��اري خ�رج الح�ديث في س�بعة مواض�ع، وك�انت الني�ة أن نق�ارن بين ت�راجم اإلم�ام وت�راجم غ�يره من األئم�ة، لكن رأيت ذل�كا، وكل إمام يستنبط من الحديث حكما بفهمه يترجم علي��ه ب��ذلك الحكم، ا؛ ألن المؤلفات في الحديث كثيرة جد يطول جدا، فك�ل إم�ام من األئم�ة يس��تنبط وبين تراجم اإلم�ام -رحم�ه هللا تع�الى- وبين ت��راجم غ�يره من األئم��ة اختالف كث�ير ج�دا، وإال فوائ�د الح��ديث يمكن أن تجم��ع من ت��راجم األئم�ة على من هذا الحديث حكم يترجم عليه به، لكن ذلك يط��ول ج�د الح��ديث؛ ألنه��ا عب��ارة عن أحك��ام ي��ترجمون به��ا، ويعنون��ون به��ا على الح��ديث، فاإلم��ام البخ��اري -رحم��ه هللا تع��الى-

خرج الحديث في سبعة مواضع من صحيحه.ج الحديث في باب يختلف عن تخ��ريج المقدم: أحسن هللا إليكم فضيلة الدكتور هل تقصدون أن اإلمام مسلم مثال خر]

اإلمام البخاري له والترمذي كذلك، وكل تراجم لها معنى؟ نعم، ك��ل إم��ام يس��تنبط من الح��ديث فائ��دة، وق��د يك��ون في الكت��اب نفس��ه، يع��ني في كت��اب الص��الة في كت��اب الزك��اة في غ����يره من الكتب يتف����ق كث����ير من األئم����ة على تخ����ريج الح����ديث في ه����ذه الكتب، لكن اس����تنباط األحك����ام والتب����ويب على الح��ديث ك��ل إم��ام ل��ه م��ا يخص��ه، ف��أبو داود ل��ه ت��راجم والترم��ذي ل��ه ت��راجم على الح��ديث، ال��بيهقي، الح��اكم، ابن حب��ان،

ا. وهو أيضا دقيق في تراجمه ابن حبان -رحمه هللا تعالى-، لكن ذلك يطول جدالمقدم: لو أن أحدا عني بهذا األمر -أحسن هللا إليكم- في التأليف، تتبع تراجم المحدثين.

المقارن��ة بينه��ا ال أع��رف أح��دا، لكن ت��راجم البخ��اري على وج��ه الخص��وص اعت��نى به��ا األئم��ة، اعت��نى به��ا أه��ل العلم قديما وحديثا، وألفت فيها المصنفات المفردة، وهناك كتب أخرجت الكنوز من صحيح البخ�اري، أم�ا مس�لم -فكم�ا ه�و معروف- مسلم لم يترجم كتابه، مسلم لم يترجم الكتاب، كت�اب ص��حيح مس��لم خ�ال عن ال�تراجم، ليس في��ه بع��د الخطب��ةح ب��ه مس��لم على البخ�اري على م��ا تق��دم في المقدم��ة األولى أن��ه ليس في�ه بع�د الخطب��ة ج Fإال الحديث السرد، وه�ذا مم��ا ر م البخ���اري من جه���ات، من دق���ة االس���تنباط من األح���اديث، وه���ذا مطلب إال الح���ديث الس���رد كم���ا ه���و مع���روف، وإن ق���Fد

أساس بالنسبة لالستنباط من النصوص، وبهذا يتميز صحيح البخاري. الموض��ع األول من المواض��ع ال��تي أخ��رج البخ��اري الح��ديث في��ه أول الكت��اب، وتح��دثنا س��ابقا أن اإلم��ام البخ��اري ه��ل وض��ع الح��ديث قب��ل الترجم��ة أو بع��دها؟ ه��ل اإلم��ام البخ��اري وض��ع الح��ديث قب��ل الترجم��ة ليك��ون كالخطب��ة للكت��اب كم��ا يقوله الخطابي واإلس��ماعيلي؟ أو ت��رجم ب�اب كي�ف ك�ان ب�دء ال�وحي إلى رس��ول هللا -ص��لى هللا علي�ه وس�لم-؟ أو ب�دون باب كما في رواية أبي ذر واألصيلي، ثم س��اق الح��ديث؟ على ك�ل ح�ال الموض��ع األول ه�و أول ح��ديث في الص��حيح،ا، فتح��دثنا س��ابقا عن ذل��ك كل��ه، ورأين��ا أو س��معنا أو ذكرن��ا م��ا قال��ه أه��ل العلم في وس��واء ك��ان س��ابقا للترجم��ة أو الحق��

Page 6: 5¯0006_001_كتاب بدء... · Web viewيقول -رحمه الله-: فظن بعض الغالطين أنه أراد التكلم بالنية، وإنما أراد التكبير

التجريد الصريح– الحلقة6السابعة

المناس��بة والراب��ط بين الح��ديث وب��دء ال��وحي، ذكرن��ا ذل��ك وأن��ه ال يحس��ن أن يق��ال: ليس هن��اك م��ا يرب��ط الح��ديث بب��دءالوحي، وإن زعمه بعضهم.

بة، ولك��ل ام��رئ الموضع الثاني: ذكره اإلمام البخاري في كتاب اإليمان، وقال: باب ما جاء أن األعمال بالني��ة والحس�� م����ا ن����وى ف����دخل في����ه اإليم����ان والوض����وء والص����الة والزك����اة والحج والص����وم واألحك����ام، دخ����ل في����ه اإليم����ان والوض����وء والص���الة والزك���اة والحج والص���وم واألحك���ام، ه���ذا ف���رع مم���ا ذك���ره أه���ل العلم س���ابقا أن���ه ينبغي أن ي���Fدخل ه���ذا الح���ديث ويFذكر في جميع األبواب، وال شك أنه داخل في اإليمان، وداخل أيضا في الطهارة، وقبل ذل��ك داخ��ل في العلم دخ��وال مباشرا، فال علم شرعي إال بنية، فالذي ال يقصد بعلمه الشرعي وجه هللا والدار اآلخرة ال يثاب على طلب��ه العلم، ب��ل ي�أثم على ذل��ك؛ ألن ه��ذا العلم -أقص��د العلم الش��رعي- من عل�وم اآلخ�رة المحض��ة، فتجب في��ه الني��ة، ولم ي��ذكره اإلم��ام -رحم��ه هللا تع��الى- ب��ل أجم��ل، ف��دخل في��ه اإليم��ان والوض���وء والص��الة والزك���اة والحج والص��وم واألحك���ام، وق��ال هللا

أي على نيته، ثم قال اإلمام -رحمه هللا تعالى-: نفقة الرجل [84 ]سورة اإلسراء }قل كل يعمل على شاكلته{تعالى: ثم ذك��ر الح��ديث عن عب��د هللا بن مس��لمة القعن��بي ق��ال: أخبرن��ا»ولكن جه��اد وني��ة«على أهل��ه يحتس��بها ص��دقة، وق��ال:

»إنم��امال��ك عن يح��يى بن س��عيد، فس��اقه اإلم��ام -رحم��ه هللا تع��الى- ببقي��ة اإلس��ناد الم��ذكور س��ابقا ب��إفراد الني��ة، وق��ال: وذكر الوجه األول من وجهي التقسيم المح�ذوف في الموض��ع األول، عرفن��ا س�ابقا أن اإلم��ام البخ��ارياألعمال بالنية«

وهن���ا أثبت»فمن ك���انت هجرت���ه إلى هللا ورس���وله فهجرت���ه إلى هللا ورس���وله«ح���ذف الوج���ه األول من وجهي التقس���يم، الوجه األول من وجهي التقسيم، وعرفنا سابقا سبب الحذف، فال حاجة إلى إعادته.