(1925 : ةمدقم - tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا...

272
مقدمة) ي الفترة الحديث ف الشعر الجزائري الغتراب في1980 - 1925 ( مقدمة :د الميمدنا م ،سيرسليى أشرف الم علسلة و الصلن الرحيم و ال الرح بسم الم الدين و بعد :ه إل يوه وصحبه، ومن ولى آل و علات22 ف الدراسسعا والت حيزالت نامة الاغتراب من الواضيع ا موضوع ال @عد يان22وجود النسال22 لصيقة بهرة الغترابء ؛ فظاربية على حد سوادبية الغربية والع الا يملهشعر تديدا ؛ ل و ف ال الدبيةعمال ف النعكاسهاك نلحظ ازمة له ، ولذل ومل رحبانار، وميدالفكااطف واالعواس ولحس ترجانا ل إجاله يظل وصية ؛ إذ أن من خص من قدرةه يبقى أكثر كما أنت النفوس ، عن خلجاا أصيلسان ، وتعبي الن لواجسة بشكل صاف .زينة والؤلعر اللشارب انثر على عكس تا الد22عال ، فقة لرؤية التجابة إنسانييدا لسيبقى تسيزال وسشعر كان ول الo ولندارس22. والأدق ف تصويرهابي عنها وصح ف التعهرة الغتراب وأف كان أكثر صلة بظا فيضا من مشاعرة يصادف لديث باص الزائري اة ، والشعر لديث عامشعر العرب ال للشعراءج الشعري للنتا على ا السريعطلعحه ال هو ما يوض بختلف أناطه، و الغتراب) الفترةي ف الزائري1980 1925 ة لماطةلبحث كمحاول هذا ا ؛ وعليه قام( ت ف هذاسالدراع ل ديث ، إذ إن التتبزائري ال الب ف شعرناهرة الغترا عن ظالثام الالب22حثي ف الغلباعظم ا مام ، حيث انصب اهتم نقل ندرتاتها إن لo حظ قلدان يل اليشعرية ف الزائر.ركة الر ال تطو وشعر الزائريت التاها على دراسة ااؤلت22وعة من التسمورت حول ملبحث من إشكالية رئيسية تحد انطلق ا وقليمايلت فيo تث: هل كانة22يo ملعواملث نتيجة لظروف و الديشعر الزائريغتراب ف ال ظهور الج الشعريره بالنتاo نتيجة لتأثلديث ؟ أم كان ازائري ف العصرعر اللشا ا عايشهاشرق العرب ؟ ف ال زائرية الديثة ؟قصيدة ال برزت ف الراب التط الغت ما هي أنا1

Upload: others

Post on 13-Jul-2020

23 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة ( مقدمة1925 (

مقدمة :

بسم ال الرحن الرحيم و الصلة و السلم على أشرف الرسلي ،سي�دنا ممد المي و على آله وصحبه، ومن وله إل يوم الدين و بعد :

ي@عد� موضوع الغتراب من الواضيع الامة الت نالت حيزا واسعا ف الدراس22ات الدبية الغربية والعربية على حد سواء ؛ فظاهرة الغتراب لصيقة ب22الوجود النس22ان وملزمة له ، ولذلك نلحظ انعكاسها ف العمال الدبية و ف الشعر تديدا ؛ لا يمله من خصوصية ؛ إذ أن�ه يظل إجال ترجانا للحساس والعواطف والفكار، وميدانا رحبا لواجس النسان ، وتعبيا أصيل عن خلجات النفوس ، كما أن�ه يبقى أكثر قدرة من

النثر على عكس تارب الشاعر الزينة والؤلة بشكل صاف . ولنo الشعر كان وليزال وسيبقى تسيدا لستجابة إنسانية لرؤية العال ، فق22د كان أكثر صلة بظاهرة الغتراب وأفصح ف التعبي عنها وأدق ف تصويرها. وال22دارس للشعر العرب الديث عام�ة ، والشعر الزائري الديث باص�ة يصادف فيضا من مشاعر الغتراب بختلف أناطه، وهو ما يوض�حه الطلع السريع على النتاج الشعري للشعراء

؛ وعليه قام هذا البحث كمحاولة لماطة1925 – 1980الزائريي ف الفترة ( ( اللثام عن ظاهرة الغتراب ف شعرنا الزائري الديث ، إذ إن التتب�ع للدراسات ف هذا اليدان يلحظ قلoتها إن ل نقل ندرتا ، حيث انصب اهتمام معظم الباحثي ف الغ22الب

على دراسة اتاهات الشعر الزائري و تطو�ر الركة الشعرية ف الزائر. وقد انطلق البحث من إشكالية رئيسية تحورت حول مموعة من التس22اؤلت

: تثoلت فيمايليي22ة هل كانoظهور الغتراب ف الشعر الزائري الديث نتيجة لظروف وعوامل مل

عايشها الشاعر الزائري ف العصر الديث ؟ أم كان نتيجة لتأثoره بالنتاج الشعريف الشرق العرب ؟

ما هي أناط الغتراب الت برزت ف القصيدة الزائرية الديثة ؟

1

Page 2: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة ( مقدمة1925 (

ت ظاهرة الغتراب ف القصيدة الزائرية الديث22ة م22ن خلل ش22كلهاoكيف تل الفن ؟.

وقد اقتضت طبيعة الوضوع أن أدرسه ف أربعة فص2ول؛ حي22ث خص�ص22ت : للتعريف باهية الغتراب و مفهومه ف اللoغة العربية،و اللoغات الجنبية ثo الفصل الو�ل

تطoرقت إل مفهومه الصطلحي وذلك ف الفكر الغرب والعرب، وف علم22ي النف22سوالجتماع بالضافة إل علقته بالدب وذلك ف الرواية والشعر.

:تلoيات الغتراب ف الشعر العرب القدي و ال22ديث أم�ا الفصل الثان الوسوم فقد حاولت من خلله تتب�ع جذور الظاهرة ف الشعر العرب ،قديه و حديثه فتناولت فيه أناط الغتراب الت برزت ف القصيدة العربية ،من خلل استنطاق بع22ض النص22وص الشعرية بداية من العصر الاهلي مرورا بالعصر السلمي و العصر الموي و العص22ر العباسي ، وانتهاء بالعصر الديث ؛ أين وقفت على الظاهرة ف الشعر الهجري و

شعر جاعت الديوان و أبولو ، و الشعر الر مقتصرة على شعراء رو�اد. ث تطر�قت ف الفصل الثالث للقضايا الوضوعية لشعر الغتراب ف الزائر و ذلك من خلل الكشف عن أهم� أناط الغتراب الت ظهرت ف القصيدة الديثة والت تثoلت ف : الغتراب السياسي، و الغتراب الفكري والنفسي ، والغ22تراب الك22ان؛ م22ع

الكشف عن السباب و الظروف الت أد�ت إل ظهور هذه الناط . ف حي خص�صت الفصل الرابع و الخي للقضايا الفنية ف ش22عر الغ22تراب؛ حيث حاولت أن أبي�ن كيفية توظيف الشاعر الزائري لدواته الفن�ية ف خل22ق الن22ص وتسيد الرؤية وذلك من خلل العجم الشعري و الصورة الشعرية و الوسيقى الشعرية. وقد اعتمدت ف اناز هذا البحث على النهج الوصفي واستعنت بالنه22ج النفسي ؛ حيث كان هذان النهجان وسيلت ف اس22تقراء النص22وص الش22عرية و

الوقوف عند مضامينها و خصائصها الفن�ية . وقد اعتمدت ف الدراسة مموعة من الصادر و الراجع تنو�عت بي الدبية و السياسية ، و النفسية و الجتماعية على اعتبار أنo الغتراب موض22وع مت22داخل بي

2

Page 3: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة ( مقدمة1925 (

علوم شت�ى ، فكانت هذه الراجع خي معي ل و زو�دتن بالادة اللoزمة للبحث وأذكر لعبد الق22ادر"التمرد و الغربة ف الشعر الاهلي": الدواوين الشعرية ، كتاب منها

لفاطمة حيد السويدي ، و"الغتراب ف الشعر الموي"عبد الميد زيدان ، و كتاب الش22عر"لكاميليا عبد الفتاح ، بالض22افة إل كت22اب " الشعر العرب القدي "كتاب

الغربة و الني ف الش22عر" لمد ناصر، وكتاب ")192521975الزائري الديث ( لصال خرف . "ح�ود رمضان" لعمر بوقرورة ،وكتاب ")194521964(الزائري

أم�ا عن صعوبات البحث فترجع أساسا إل طبيعة ظاهرة الغتراب العقدة ،علوةعلى تعذoر الطلع على الت الشعري كلoه للفترة الددة للدراسة.

و ختاما أ§قر� بالفضل لصحابه فأسج�ل شكري و امتن22ان لس22تاذي الش22رف الستاذ الدكتور ممد مهداوي على تفض�له بالشراف ، وإكباري لساتذت الكرام على تش�مهم عناء القراءة و التقوي و التوجيه ، كما أتن أن أكون قد و@فقت ولو إل ح22د�

ما ف تقدي إضافة للموروث الدب الزائري . و ال أرجو التوفيق و السداد

أمينة بوعلمات

ه1432 رجب 06: الربعاء تلمسان ف م2011 جوان 08: الوافق ل

3

Page 4: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

.ماهية الغتراب: الفصل الول

ي@عد® الغتراب سة بارزة ف حياتنا العاصرة، وهو من أكثر الواضيع ال22ت يط22رح تناولا إشكالت عدة،أبرزها الغموض الذي يكتنف هذا الصطلح، فعلى الرغم م22ن أن ظهوره ليس حديثا، فجذوره ضاربة ف الق±دم؛ حيث تعرضت لدراسته متلف العل22وم كالفلسفة وعلمي النفس والجتماع ،ومؤخرا كان له حضورا ف الفن22ون والداب، إل أننا ل نكاد نعثر على تعريف موحد له، يتفق الباحثون عليه ما يدل على تعدد مع22انيه واتساعها والتباين الكبي ف توظيفها، ولذا خ@́صص الفصل الول م22ن ه22ذا البح22ث للوقوف على هذه العان ف هذه العلوم الشار إليها أعله،بالض22افة إل الع22ان ال22ت يأخذها ف اللغة العربية وف بعض اللغات الجنبية حت يتسن ل لحقا إدراك معانيه ف

الشعر الزائري الديث.الغتراب لغة:أول :

ف اللغة العربية:أ – يرد لفظ الغتراب ف العاجم العربية بعن الغربة الكانية أي البعد عن الوطن فتجد

: الغ@ربة: الن«وى والب@عد، والتغريب@: النفي عن1ف لسان العرب لبن منظور ف مادة غ¹ر@̧ب البلد، والغ@ربة والغ@روب الن�زوح عن الوطن ومنه الفعل اغترب، يغترب@ أي ن22زح ع22ن

الوطن ونأى عنه، قال زهي بن أب سلمى: 2ومن ل يظلم الناس ي!ظلمومن يغترب& ي&س$ب! عد!و ا صديقه

ه2):204 ه2 - 150ويقول المام الشافعي ( 3من راحة/ فدع7 الوطان8 واغترب7ما ف الـم!قام لذي عقل/ وذي أدب/

ويقول أيضا:.638، ص: 1994 ،2 - اللد الول ،بيوت، لبنان، ط1.70 ، ، ص: 2005 ،2 دار العرفة، بيوت، لبنان، طاعتن به وشرحه حدو طماس ، - الديوان،2.27، ص: 2، ط2005 - الديوان، اعتن به و شرحه عبد الرحن الصطاوي، دار العرفة، بيوت، لبنان، 3

1

Page 5: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

1وسافر& ف8في السفار7 خس! فوائد7ن الوطان7 ف طلب7 العل8عتغر@ب

والعن نفسه يتكر�ر ف العجم اليط: الغربة بالضم: النوح عن ال22وطن وأيض22ا الغتراب والتغر�ب، وند أيضا غر«̧ب: غاب، كغر«ب و̧بع@22̧د واغ22ترب ت22زو�ج ف غي

.3، وف الديث النبوي الشريف: "اغتربوا ل ت@ضÁو@وا"2القارب . وف العجم الوسيط: غ22ر«ب فأي ل يتزوج الرجل القرابة فيجيء ولده ضاويا

الرض أمعن فيها فسافر سفرا بعيدا واغترب ف§لنÂ نزح عن الوطن وفلن§ تزوج ف غي .4القارب والغريب الرجل ليس من القوم ول من البلد (ج) غراء وال̧غرÁ̧بة§: الن�وى والب@عد

ويرد هذا العن ف كتاب مقاييس اللغة لبن فارس، الغ@ر̧بة: الب@عد عن ال22وطن وي@ق22الÃمغر«ب Ãغ¹̧ر̧بت± الد«ار@ ومن هذا الباب غ§ر@وب الشمس، كأنه ب@عدها عن وجه الرض وشأو

Äبة± خب ي@ريدون خبا أتى من ب@عد�ع22ي5أي بعيد ويقولون هل م±ن م@̧غر�وم22ن خلل تتب ، للمصطلح ف العاجم العربية لحظت@ تعد�د العان الت يت�سع لا لفظ الغ22تراب،ولكن اخترت منها ماكان له صلة مباشرة ببحثي وهو البعد عن الوطن والنفصال عن الخرين جسد�يا سواء أكان ذلك عن اختياره ورضا أم عن طريق الجب22ار ب22النفي والبع22اد القسري،وهذا ما ي@مثل الانب الاد�ي من الغتراب؛ حيث اقتصرت أغل22ب الع22اجم عليه ،ول يرد ف أي� منها جانبه العنوي وهو الغتراب النفسي سواء عن الذات أو عن

.49 - الديوان ، ص: 1 دار إحياء التراثمادة (غ ر ب )، - مد الدين الفيوزآبادي، "العجم اليط"، إعداد وتقدي: ممد عبد الرحن الركشيلي، 2

.207 و 206، ص: 1،1997العرب، الزء الول، بيوت، ط.191، ص: 1956 - الوهري، "الصحاح"، اللد الول، دار الكتاب العرب، القاهرة، 3.الزيل والضعيف -

و647، ص: 1989 - إبراهيم مصطفى وأحد حسن الزيات وحامد عبد القادر، "العجم الوسيط"، دار العودة، اسطنبول، 4648.

.421، ص: 1،1991 - تقيق عبد السلم هارون، اللد الرابع، دار اليل، بيوت، ط5

2

Page 6: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

الخرين ف التمع بعن "الغتراب عن البادئ والقيم والفكار والتقاليد والعراف الت. 1يتمسك با الناس ف التمع"

وهو أيضا جانب من جوانب دراست للنصوص الشعرية وند الغتراب بذا العن ،كما نده ف ق22ول أب حي22ان2عند الصبهان ف قوله "فقد الحبة ف الوطن غربة"

وم22ن خلل ه22ذين3التوحيدي حيث يقول: "أغرب@ الغرباء ̧من صار غريبا ف وطنه" القولتي ندرك أن البعد عن الوطن ليس شرطا للغتراب، فقد يكون النس22ان داخ22ل وطنه وبي أهله وخلoنه ولكن�ه يشعر بالغتراب عنهم ؛وذلك نتيجة لموعة من العوامل النفسية التعلoقة بالتركيب الاص� لشخصيته، م�ا يعله غي قادر على التواؤم مع ما يسود ف متمعه من قيم؛ فالغتراب النفسي هو أكب اغتراب يعيشه النسان؛ لن�ه قد يصل إل درجة إحساسه بغربته عن نفسه وذاته، وتدر الشارة إل أن�ي ضم�نت تت مص22طلح الغتراب النفسي جيع أنواع الغتراب الخ22رى ال22ت ل تتعل22oق بالغرب22ة الكاني22ة

(الجتماعي، الروحي، الوجودي) باعتبار أنo مصدرها الساس هو النفس البشرية.ف اللغات الجنبية:ب –

سأتطoرق إل مفهوم الغتراب ف كلo من اللoغتي الفرنسية والنليزية بالضافة إل اللoغة اللانية على اعتبار أنo أهم� الدراسات الت اهتم�ت بذه الظ22اهرة ج22اءت ب22ذه

اللoغات.الفرنسية وكلمة (Aliénationتعود أصول كلمة ( (Alienationالنليزية اللتان (

)، وهي اسم يست́مد معناه من الفعلAlenatioتدلoان على الغتراب إل الكلمة اللتينية ( ) بعن ينقل أو يو�ل أو يسلoم أو يبتعد، وهذا الفعل بدوره مأخوذ منAlienareاللتين (

)"، رسالة دكتوراه، جامعة اليلل اليابس، سيدي1945-1920 - بنعلي قريش، "الغتراب ف الشعر العرب الديث (1.15، ص: 2007-2006بلعباس،

ص:1972، 1 - أبو الفتح الصبهان، "أدب الغرباء"، تقيق: صلح الدين النجد، دار الكتاب الديد، بيوت، لبنان، ط232

،1981 ، 1، بيوت، لبنان ، ط1 -. أبو حيان التوحيدي، "الشارات اللية"، تقيق: عبد الرحن بدوي، دار العلم ، ط3.81ص:

3

Page 7: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

) الت تعن النتماء إل الخر، وهي مش22تقoة م22ن (Alienusكلمة لتينية أخرى هي (Alius1) بعن الخر.

كما أنo أحد استخدامات هذه الكلمة ف اللoغات الشار إليها يرتبط ب22ا يتعل22oقباللكية ؛أي نقل ملكية شيء ما إل شخص آخر، فهذا العن اللoغوي يرد ف معج22م (

Quillet"غة الفرنسية: "اغترب واستلب بعن التنازل عن ملكيةoا الغتراب بذا2) للÐإذ. العن ي@قصد به "نقل ملكية شيء ما إل شخص آخ22ر أو التخل22oي (مان22ا أو ب22البيع أوالقايضة) عن ملكية شيء ما وتويله لخر "غيي"، كأن أتلoى لغيي ع22ن منل أو

. وورد العن ذاته ف اللغة النليزي22ة التداول22ة ف3سيارة أو قطعة أرض،أو غي ذلك" العصور الوسطى، "حيث كانت تفيد قيام شخص ما باغتبار أو تغريب أو تيي ش22يء

، ومن هنا اكتسبت الكلمة بعد النفصال أو الغربة4يتلكه، كالراضي والنازل إل الغي" والضمحلل ف الخر، أي ف غي الذات،فاللكية جزء من الذات النس22انية وعن22دما

تنسلخ عنها تفقد الذات شيئا من كيانا وتتلف عما كانت عليه من قبل. " يعن الش22خصAlieneكما أن�ها تأخذ معن الضطراب العقلي حيث إنo لفظ "

الخت�ل أو العتوه الذي فقد القدرة على إدراك ماهيته "فما دام الشخص متلo عقليا فهو.5مغترب عن ذاته وعن العال الارجي"

)Alienareو يكن استخدام لفظ الغتراب بعن الغربة بي البشر، حيث إنo فعل ( 6يفيد معن "التسبب ف فتور علقة ود�ية مع شخص آخ22ر أو ف ح22دوث انفص22ال"

وبالتال يصبح كل منهما غريبا عن الخر ،أي إن�ه يعيش حالة اغتراب.ويوجد تعريف آخر للغتراب ف معجم لروس وهو: "الالة الت تنتج عن الترك

.21، ص: 2003 - ي@نظر: سهي عبد السلم، "مفهوم الغتراب عند هاربرت ماركيوز"، دار العرفة الامعية، الزايطة، 12- Dictionnaire Quillet de la langue française, Tome1, libraire Aristide, Quillet, Paris, 1975, p: 171.

.26، ص: 2003 - سال بيطار، "اغتراب النسان وحريته"، الؤسسة الديثة للكتاب، طرابلس، لبنان، 3.27 - نفسه، ص: 4.80، ص: 1984، 02، عدد 15 - إبراهيم ممود، "حول الغتراب الكافكاوي ورواية السخ نوذجا"، عال الفكر، ملد 5.79 - نفسه، ص: 6

4

Page 8: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

؛ أي إنo الشخص يص22بح1أو النع من حق طبيعي: قبول استلب حرية النسان" وبفعل ظروف اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية عبدا للشياء فاقدا لريته، وبالتال يعامل نفسه كشيء، وعليه ، فإنo النسان الغترب يعان من نقص معي�ن ف شخصيته، إم22ا ف

عقله أو ف حقوقه ما يعله م@ستل¹با. وف اللoغة اللانية ل ترد لفظة الغتراب بالعن السابق أي: النقل القانون للملكي22ة

كم22ا أنo كلم22ة2ولكن وردت بعن: "النقل بواسطة الس�طو والسلب والخذ عنوة")،وه22ذا الص22طلح يعن التغري22ب (entFremungالغ22تراب ترتب22ط بالغرب22ة (

Vertremdung) أو السطو أو السلب،وهو يضع اللفظ اللان (Fremdم@قاب±ل¹ اللف22ظ ( ) ؛حيث يعن النتماء إل آخر أو التعل22قalien) واللفظ النليزي (Alienusاللتين (

.3به بعن أن أنتمي لغيي وأتعلق به وأ§صبح رهن إرادته، فالصطلح الل22ان ي22د�ل ف معناه الباشر قبل توظيفه ف مال الفلسفة على العملية الت يصبح فيها الشخص غريب22ا، والعن ف اللoغة اللانية قريب من العن ف اللغة العربية، كما ند مفاهيم ودللت متلفة

القواميس السبانية، وهي غالبا تص22ب� ف معن "النتق22ال الك22انفللفظة اغتراب والنوح عن الوطن، وكذا الت تدل على معن عدم التوافق والنسجام مع اللحظة النية،

)" ورد لفظ الغربةDictionario de la real accademioففي قاموس الكاديية اللكية ()escilio) الغريب oبعن البعد عن الوطن،وأن (esciliodoهو ال§بعد عن وطنه لسباب (

سياسية بشكل عام،وكذلك من معانيها النفي عن الوطن والنفصال عن الرض ال22ت ، وبالتال فإن القواميس الجنبية تكاد تمع عل22ى ثلث22ة ̧مع22ان4يعيش فيها النسان

1 -Grand Larousse de la langue française, volume1, libraire Larousse, paris, 1971, p: 118.

، ص:1980 - ريتشارد شاخت، "الغتراب"، ترجة: كامل يوسف حسي، الؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيوت، 264.

.63 - ي@نظر: الرجع نفسه، ص: 3-19، ص: 2002 - ي@نظر: أشرف علي دعدو، "الغربة ف الشعر الندلسي عقب سقوط اللفة"، دار نضة الشرق، القاهرة، 4

20.

5

Page 9: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

للغتراب: الول: بعن نقل اللكية،والثان: الضطراب العقل22ي، والخي: الغرب22ة بي البشر، فإذا قارنا بي العن اللغوي ف اللoغة العربية والعن اللغوي ف اللoغات الجنبية ند أنo العربية اقتصرت على الانب الاد�ي له (الغربة الكانية) إلoا إذا لحظنا ف لسان العرب (الذهاب والتنحي عن الناس)، ولكنها ل تعب�ر مباشرة عن معن الغ22تراب النفس22ي ف حي إنo لفظ الغتراب ف العاجم الجنبية ينطوي على هذا العن إض22افة إل مع22ان

أخرى. وبعد هذه الوقفة مع العن اللغوي للغتراب سأتطoرق لعناه الصطلحي.:: الغتراب اصطلحا ثانيا

ي@عد� الفكر الغرب سب«اقا إل بث ظاهرة الغتراب وتتب�ع أص22ولا ومنابعه22ا الول، و لذلك ارتأيت أن تكون النطلقة منه ،لكن� ذلك ل ينفي اهتم22ام الفك22ر العرب هو الخر بذه الظاهرة ؛حيث ند صداها ف كتابات العدي22د م22ن الفكري22ن

للغتراب هو الصل؛ حيث نده على علقة مع بقي�ة1والفلسفة العرب، والعن الدين العان الت يت�خذها الغتراب ف البيئات الخرى للعلوم النسانية الختلفة وحت يتس22ن�ى ل إدراك هذه العان سأحاول تتب�ع تطور الدللت الت تقمص�ها الصطلح عند متل22ف الفكoرين والفلسفة سواء ف الفكر الغرب أو الفكر العرب،كما سأقف عن22د آرائه22م

وإسهاماتم وكتاباتم عن الغتراب.أ – ف الفكر الغرب:

الغتراب ظاهرة إنسانية و@جدت بوجود النس2ان، وكلoم2ا تعق2oدت العوام22ل والظروف الباعثة عليها كلoما زادت تشاب@كا واستعصت على الفهم،فه22ي تتل22ف ف درجاتا باختلف العصور وبرور الزمن، والنسان كلoما أدرك أنه عاجز على النسجام

- الغتراب ف البيئة الدينية هو انفصام النسان عن نفسه إثر توله إل الكون أو إل النظام والؤسسات وسائر الاديات الخرى1 ،2008الداخلي. ينظر: كاميليا عبد الفتاح، "الشعر العرب القدي"، دار الطبوعات الامعية، السكندرية، الت تلفته عن عاله

.05ص: وبدأ اغتراب النسان بنول النسان إل الرض واغترابه عن وطنه الصلي الفردوسي ولذلك ارتبط معناه بالطيئة وقد استخدم

ف العصور الوسطى لتعريف العلقة بي النسان وال واستعمله كالفن ليشي للموت الروحي الذي يعن اغتراب روح النسان عن.20، ص: 1997ال، ي@نظر: شتا السيد علي، "الغتراب ف التنظيمات الجتماعية"، مكتبة الشعاع الفنية، السكندرية،

6

Page 10: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

مع ميطه والتأقلم مع ما يسود فيه من قيم وأفكار اغترب عنه وتناقض م22ع مف22اهيمه ومتطلoباته، وهذا ي@دخله ف حالة صراع مع الخرين فيترس�خ ش22عوره بع22دم النتم22اء

إليهم،فما هي جذور هذا الغتراب ف الفكر الغرب؟ تشي بعض الدراسات إل أن الذور الول للغتراب هي جذور يونانية وي22رد�ه الكثي من مؤرخي الفلسفة لكتابات أفلطون فهو أو�ل من أس«س لفكرة الغتراب بوعي؛ حيث يعد� "فكره بذاته أو�ل اغتراب واع، عندما قس�م العال إل مطلق ووجود، والطلق هو عال الث§ل، والوجود هو عال الظلل والصور الشوش�ة، ث كانت جهوريته تس22يدا

. 1لذه الفكرة الغترابية" والثال هو ما كان أفلطون يطمح إل تقيقه، أو هو الصورة الت كان ي@ريد لتمعه أن يكون عليها؛ لن�ه ل يكن يشعر بالرضا عليه، "فقد كان أفلطون مغترب22ا بالنس22بة لخلقيات عصره ومتمعه [ ] وما اعتبار الواقع ظلo لفكرة كانت تتمح22ور ف ذهن22ه

.2طوال حياته س@م±ي�ت بالثال إل تأكيدا على وجود الغتراب" وعبارة سقراط الشهية "اعرف نفسك" نوذج حقيقي لغتراب النس22ان ع22ن ذاته، فهو بعدم إدراكه لاهيته ومعرفته لنفسه ينفصل عنها ويصبح غريبا ضائعا، ولحقا ̧و̧جدت فكرة الغتراب صداها ف أوروبا خلل القرني الثامن عشرة والتاسعة عش22رة لدى م@نظÚري فكرة العقد الجتماعي، ولعل جون جاك روسو هو أو�ل م22ن اس22تخدم كلمة الغربة بعناها السياسي "عندما تد�ث عن اغتراب حقوق الفرد الطبيعي22ة لص22ال

، فالفرد عندما يتخلى لفراد آخرين عن حقوقه ودوره ف مارس22ته للس22يادة3التمع" 4الاصة به، فإنه بذلك يأخذ طريقه إل العزلة داخل وطنه، ومن هنا يأت الشعور بالعزلة

؛الت هي مظهر أساسي من مظاهر الغتراب، ولكن ف نظر روسو فإنo هذا النوع م22ن

.12 ، ص: 2003 ، 1 - عادل اللوسي، "الغتراب والعبقرية"، دار الفكر العرب، القاهرة، مصر ،ط1.82 - إبراهيم ممود، "حول الغتراب الكافكاوي"، ملة عال الفكر، ص: 2.32 - شتا السيد علي، "الغتراب ف التنظيمات الجتماعية"، ص: 3.105، ص: 1971 - ي@نظر: إرنست فيتشر، "ضرورة الفن"، ترجة: أسعد حليم، اليئة العامة، القاهرة، 4

7

Page 11: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

الغتراب إياب؛ لن�ه يشتمل على تضحية الفرد ف سبيل تقيق هدف نبيل يتمثoل ف قيام الدولة والتمع؛ولن يتأت�ى ذلك إلo عن طريق تلoيه عن مارسة السيادة الاصة به (كم22ا كان عليه المر ف حالة الفطرة)؛ حيث كان كل فرد مس22ئول ع22ن حك22م نفس22ه بنفسه،ولكن "بوجب هذه النظرية تغترب القوق الطبيعية للفرد عنه وتنتقل إل الدولة،

.1ويغدو النسان الذي كان حر�ا مستقل تابعا للدولة، بل وعبدا لا" أما النوع الخر من الغتراب فهو سلب ومتلف تاما ع22ن الفه22وم السياس22ي للغتراب،وهو يتعلoق بكتابات روسو ف "سياق نقده للحضارة والتمع الغربيي، فه22و يرى أن الضارة الغربية سلبت النسان ذاته، وجعلته عبدا للمؤسس22ات الجتماعي22ة

.2والنماذج السلوكية الت أنشأتا" فالضارة ف اعتقاده عامل من عوامل إفساد النسان وفصله عن الطبيعة الت كانت ت@وفÚر له النسجام بي عاله الداخلي والارجي، وبلحاقه بذا التطور ف¹ق¹̧د انس22جامه و توافقه مع الطبيعة،المر الذي أد�ى إل تفاقم غربته، ف2"التطور الذي يصحب النس22ان ف حالة التمدين والتحضي، وهو يسي به نو اكتمال التمع، يسي به ف الوقت ذاته نو إفساده. بعن أن هذا التطور يتمي�ز بالتناقض الاد الذي يوح�ده بي التم22ع ف حال22ة

.3اكتماله وبي النوع النسان ف حالة اغترابه" ويكون قهر الغتراب بالنسبة له عن طريق العودة إل الب�ة والتع22اطف النس22ان اللذين كانت تتسم بما حياة الفطرة (الطبيعة)،فروسو إذا ينظ22ر إل الغ22تراب م22ن وجهتي: سياسية، وهي الانب الياب منه، مضافا إليها الوجه22ة الثاني22ة التمثoل22ة ف الشقاق الذي ي@حدثه التمدين بي النسان وبي التمع، وهو الوجه السلب للغ22تراب، ولعلo "الذور الجتماعية لذا الفهوم إنا تنتمي إل طبيعة حياة روسو، فمن العروف أن

.24، ص: 2000، 1 ه2"، دار الينابيع، دمشق، ط4 - سية سلمي، "الغتراب ف الشعر العباسي القرن 1.17)"، ص: 1945-1920 - بنعلي قريش، "الغتراب ف الشعر العرب الديث (2 - عبد القادر عبد الميد زيدان، "التمرد والغربة ف الشعر الاهلي"، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، السكندرية، د.ت،3

.11ص:

8

Page 12: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

روسو عاش غريبا بي البشر، وكان يشعر بأنه غريب ف العال؛ إذ أن معارضته للمجتمع وعدم رضوخه لسلماته الفكرية والجتماعية والسياسية جعلته يتمر�د وينعزل عن الناس

.1وينطوي على نفسه" ومن خلل سية حياته يتبي�ن لنا كيف أن�ه كان ماربا من الميع، ث أخذ الفه22وم مسارا آخر مع هيغل، "فقد كان العصر الذي عاشه هيغل ل يلو من ت22أز�م وت22ز�ق، ودائما ما تكون الزمات التاريية وليدة توت�ر وتناقض يرتبط بالعلقة بي الفرد والتمع

. ويرى إيريك فروم أن هيغل هو أو�ل من صاغ مفه22وم الغ22تراب؛2الذي يعيش فيه"حيث يد�ده هذا الخي الغتراب بأن�ه:

- غربة النسان عن نفسه، أي الفرد مغتربا عن ذاته، وذلك الغتراب ناجم عن1فقدان الكلي�ة وتكون النتيجة تفريق النفس عن الطبيعة الوهرية.

. ف22الغتراب3- غربة البنية الجتماعية: وهي الوجه الثان لغربة الفرد وانفصاله2 الول مرد®ه إل التصادم بي الطبيعة الوهرية للنسان وبي وضعه العام ،أم�ا الثان فناجم عن صلة الفرد بالتمع أو بالبنية الجتماعية اليطة به (الدولة أو التمع ككل) وي22رى هيغل أن النسان حت يقهر الغتراب عليه أن يندمج ف هذه البنية الجتماعية، وذل22ك باغترابه عن ذاته والنفصال عنها، وبالتال يتسن له أن ينسجم مع الكلoية ويتوافق معها،

؛ أي إن�ه يقه22ر4وعليه "يدث اتاد الفرد بالوهر الجتماعي نتيجة لتنازله عن فرديته" الغتراب بالغتراب "وقد وصل الغتراب إل ازدواجية دللة الصطلح ، فهو يرى في22ه

.23، ص: 2003 - زامل صال، "تول الثال"، الؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيوت، 1.12 - عبد القادر عبد الميد زيدان، "التمرد والغربة ف الشعر الاهلي"، ص: 2 ، ص:1987، 1 - عزيز السيد جاسم، "تأملت ف الضارة والغتراب"، دار الندلس للطباعة والنشر، بيوت، لبنان، ط3

43..50، ص: 1979، سنة 1 - قيس النوري، "الغتراب اصطلحا"، ملة عال الفكر، عدد خاص عن الغتراب، العدد 4

9

Page 13: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

؛و يتمثoل العن الو�ل ف تارج الروح وتلoيها على"1معنيي: معن إياب، ومعن سلب نو إبداعي، أم�ا الثان فيتمثoل ف عدم قدرة الذات على التعرف على ذاتا ف ملوقاتا من

.2الشياء والوضوعات وبعد هيغل ح@صر مفهوم الغتراب ف جانبه السلب فماركس الذي ̧يعد� الغتراب القتصادي أصل لميع أنواع الغتراب الخرى،ويتخ�ذ الفهوم عنده معن أعمق وه22و "الكثر شيوعا وتأثيا ف الفكر العاصر من أي مفهوم آخر، وربا يعود ذلك إل بساطة ما يطرحه، و إل ارتباطه بالواقع الاد�ي الباشر، خاص�22ة وأن�22ه ي22وظoفه ف الن22واحي

، فقد تد�ث عن اغتراب واقعي ملموس، وجاءت أفكاره مستخلصه م22ن3القتصادية"oة بي الفرد وذاته، وبي الفرد وعمله ،وبي الفرد ومتمعه، وهو يرى بأن�التناقضات الاد الرأسالي�ة جر�دت الفرد من إنسانيته وحو�لته إل مر�د سلعة حي أكد� بأنo العامل م@ستغ«ل،

.4وأن�ه مغترب ف عمله ف النظام الرأسال؛ حيث يصبح منتوجه غريبا عنه" فالغتراب إذن نتيجة طبيعية لعملية النتاج ؛حيث يغترب النسان عم�22ا يق22وم بصنعه، ويغترب عن كيانه وذاته ، ويفسر ذلك بأنo العامل يفقد جوهره كإنسان ح22ر� واعي، فهو ينتج من أجل رب� العمل بأجر زهيد، وعلى الرغم من أنo النس22ان ه22و صاحب العمل الذي ي@نتجه فهو يرتبط به إلo أن�ه يصبح غريبا عنه لن�ه يذهب لش22خص آخر يستفيد منه "فالنتاج يصبح موضوعا غريبا بالنسبة لنتجه ول يشعر منتج22ه ب22أي

) استخدم هيغل مصطلحي ف اللغة اللانية للدللة على مفهوم الغتراب فكلمة - entaeusserungهي الاصة بالعن ( ) هي الاصة بالعن السلب.entfremdungالياب و (

- ي@نظر: صبار نور الدين، "الغتراب بي القيمة العرفية والقيمة المالية"، ملة الوقف الدب، موقع اتاد الكتاب العرب.1www.awu-dam.org

.04، ص: 1997 - ي@نظر: فاطمة حيد السويدي، "الغتراب ف الشعر الموي"، مكتبة مدبول، القاهرة، 2www.kotobarabia.com - سي بركات، "الغتراب بي ابن باجة وأبو حيان التوحيدي"، ف: 3 ،1 - قيس هادي أحد، "النسان العاصر عند هاربرت ماركيوز"، الؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيوت، لبنان، ط4

.97، ص: 1980

10

Page 14: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

رابطة به، هذه العملية ت@ولÚد اغترابا شامل بسبب آلية الستغلل الت يتحك22م ب22ا رب.1العمل"

ويعتقد ماركس أنo قهر الغتراب مرهون بزوال اللكية الاصة، كما أن�ه ي@رج22ع ظهوره إل الوانب الاد�ية ف الياة (القتصاد) وي@همل بواعثه العنوي�ة (الثقافية والفكرية والدينية) الت هي روابط يتصل الفرد من خللا مع الخرين ومن تتبعنا لا قاله ماركس

وحلله ند أن�ه يؤكoد على أمرين: الو�ل: عندما يكون النسان ف حالة العمل، وباص�ة عندما يارس هذا العم22ل ف

نطاق رأسال، فإن�ه يكون دائما ف حالة اغتراب عن قواه البداعية. والخر: شعوره بالغربة نتيجة لحساسه بأنo وجوده هو من أجل النتاج بدل من

.2أن يكون النتاج موجودا من أجلهومن خلل ما سبق تتوض�ح أطروحة ماركس عن العامل الغترب على النحو التال: "كلما زاد نتاج العامل قلo ما يستهلكه، وكلoما ازدادت القيم الت يلقها، ت22دن�ت قيمته، وكلoما ازداد كمال شكل ما ينتج زاد تشو�هه (العامل)، وكلoم22ا ازداد الط22ابع الضاري لا ينتج ازدادت هجيته، وكلما ازدادت القوة الكامنة ف العمل أصبح العامل عاجزا، وكلoما توهجت الروح الت يودعها ف العمل تقلoص22ت روح22ه وغ22دا عب22دا

.3للطبيعة" ي@عد� كل من ماركس وهيغل من أبرز الفكرين الغربيي الذين ع22الوا موض22وع الغتراب ففي حي كانت معالة هيغل له مردة؛ أي إن�ه ربطه بالعقل جاءت معال22ة ماركس ملموسة حر�رت الفهوم من تريدات هيغل، كما أنo ماركس يعتقد عكس م22ا يعتقد هيغل بأنo قهر الغتراب يكون عن طريق الثورة وماربة الستغ±لÚي، ل عن طري22ق

التخلoي عن الذات والتسليم والتاد بالبنية الجتماعية.

.83 - إبراهيم ممود، "حول الغتراب الكافكاوي ورواية السخ نوذجا"، عال الفكر ، ص: 1.21 - عبد القادر زيدان، "الغربة والتمرد ف الشعر الاهلي"، ص: 2.146 - عزيز السيد جاسم، "تأملت ف الضارة والغتراب"، ص: 3

11

Page 15: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

وشهد الصطلح فيما بعد رواجا واستخداما كبيين ف الفلسفة الوجودي22ة ال22ت يشكoل موضوع الغتراب فيها موضوعا خصبا تناوله أعلمها بالدراسة، وقد بدأت هذه الفلسفة بالنمو مع (كيكجارد) الذي كان يرى بأنo النسان "مغترب عن ذاته وعم22ا حوله واليأس صفة داخل نسيج وجوده، وقد رأى أنo تاوز الغتراب يتم� ع22ن طري22ق الدين ث تطورت هذه الفلسفة، وتفر�عت إل شقoي، الشق الذي يثoل الفلسفة الوجودية

."1 والشق الذي يثoل الفلسفة الوجودية اللحدةالتد�ينةoالوجودية التدينة تعتقد ب22أن oوتتلف نظرة الفريقي لظاهرة الغتراب؛ حيث إن تاوز الغتراب يكمن ف التسليم بالدين السيحي، ف حي إن الوجودية اللحدة ت22رى بأنo الغتراب ميتافيزيقي الصل، وأنo النسان مهما حاول التخلoص منه وقهره فإن�ه ل22ن ي@فل±ح ف ذلك ومن هذا النطلق اختلفت الوجودية مع غيها من العل22وم والفلس22فات الخرى "ولعلo الختلف الساسي [ ] يكمن ف أنo الفلسفات والعلوم السابقة عل22ى الوجودية ترى إمكانية علج الغتراب؛ حيث رأى ماركس وعلماء النفس أن الغتراب

،2ظاهرة عرضية تنشأ ف ظروف نفسية واجتماعية وف أوضاع اقتصادية يكن تاوزها"oبتغيي هذه الظروف وباختلف هذه الوضاع، ف حي ترى الوجودية عكس ذلك؛ لن الغتراب مرتبط بطبيعة خلق الياة ل بوهر الوجود العين. والبدأ الذي تقوم عليه هذه

Jeanالفلسفة يتمثل ف أسبقية الوجود للماهية، حيث يرى جون بول س22ارتر ( Paul

Sartreل وقبل كل شيء، ويواجه نفسه، وينخرط ف الع22ال، ث�النسان يوجد أو áأن" ( .3يعرف نفسه فيما بعد"

.أهم أعلمها: برديائيف وغبيال مارسيل وكاريسبز وبوبر - ∗.أهم روادها: هيدجر، سارتر، سيمون دي بوفوار، كامو -

.84 - إبراهيم ممود، "حول الغتراب الكافكاوي ورواية السخ نوذجا"، ملة عال الفكر، ص: 1 - ي@نظر : كاميليا عبد الفتاح، "الشعر العرب القدي: دراسة نقدية تليلية لظاهرة الغتراب: أبو العلء العري"، دار الطبوعات2

.11-10، ص: 2008الامعية، السكندرية، - جون ماكوري، "الوجودية"، ترجة: إمام عبد الفتاح إمام، مراجعة: فؤاد زكريا، اللس الوطن للفنون والداب والثقافة،3

.78، ص: 1982الكويت،

12

Page 16: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

وكان هذا القانون متحكoما ف طريقة نظرتم للكون والياة يقول سارتر : "ك22ل ح́ي يولد بل م́بر، ويستمر عن ضعف، ويوت مصادفة، وهكذا يكون النسان شهوة

.نستشف من هذه القولة النظرة العدمية للفيلسوف الوجودي ف فهمه1ل جدوى منها" لوجود النسان الضائع ف هذه الياة. وقد تتلمذ ساتر على يدي (هاي22دجر) وت22أثoر بأفكاره؛ فهو ينظر إل الوجود على أنه "ينبثق من العدم، والنسان كائن م@لقى ف العال،

، وي@فس�ر س22ارتر الغ22تراب بانع22دام الري22ة2ولشيء أكيد ف مصيه سوى الوت" النسانية؛ حيث أن الفرد ي@حرم من ذاته القيقية ويغترب عنه22ا بض22وعه لس22يطرة الخرين، بعن أنo الفرد يكون مستل¹با ومبا على تقب®ل العايي والقيم السائدة ف التمع، وإن كان غي مقتنع با رافضا لا، ف2"النسان يعيش منذ صغره هذا الصراع مع الذات؛ لنo النسان يفرض عليه نوذج النسان الجتماعي الذي سيكون عليه ف الستقبل،

، والرفض بعناه الواسع الثورة والتمرد على الواقع.3وهذا الوضع قد يتقب�له أو يرفضه" فالوجودي إذا يفهم الغتراب على أنه "اغتراب الوجود البش22ري ع22ن وج22ود العميق، بيث ل يكون ذاته وإنا مر�د ص22فر عل22ى الش22مال ف الوج22ود المع22ي

.4للجماهي" ومن هذا النطلق كان الوجود بي الخرين وجودا م@زي�فا والعلقات الجتماعي22ة مشوهة، فالخر إذن مصدر اغتراب بالنسبة للوجوديي؛ فبالنسبة (لايدجر) "يعن الغي، السقوط ف معترك الياة العامة الت يعيشها بقي�ة الناس، ومن هنا يصعب عليها أن تارس حياتا الذاتية الت تص�ها، فضل عن خضوعها للمقاييس الت يض22ع ل22ا الن22اس ف

. 5مموعهم"

1- Jean Paul Sartre," la nausée", édition Gallimard, Paris ,1938. .79، ص: " اغتراب النسان و حريته" - سال بيطار،2.238 - فريدة غيوة حيش، "من الوجود الزائف إل الوجود الصيل"، مطبوعات جامعة منتوري، قسنطينة، د.ت، ص: 3.225 - جون ماكوري، "الوجودية"، ص: 4.22 - عبد القادر عبد الميد زيدان، "التمرد والغربة ف الشعر الاهلي"، ص: 5

13

Page 17: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

.6وتؤكÚد هذه النظرة مقولة سارتر بأن الغي هو الحيم فنظرته إل الخر تشاؤمية يقول: "الغي هو الوت الستور لمكانات" و"س22قوطي

، فهذا الوجود بي الغي؛ أي التواجد مع الخر ف التم22ع بالنس22بة2هو وجود الغي" للوجودي هو وجود زائف وم@شو�ه،أما الوجود الصيل فهو "ذاك الوجود الذي ل تق́رره

.3علقات الرء بالخرين، وإنا تد�ده قرارات الرء وخياراته" وهذه دعوة لقهر الغتراب عن طريق مقاومة نظرة الغي إل هذه النظرة الت تعل النسان يستسلم للغي ويفقد حريته، فاللص يكون بعرفته لذاته عن طري22ق البح22ث

ف نظره.4عنها، إذن "الوحدة مع الغي غي قابلة للتحقيق"ومن خلل ما سبق يكن أن نمل الغتراب عند الوجوديي ف ثلثة أنواع:

: الغتراب عن العال وعن الخرين.أوTل: الغتراب عن الذات.ثانيا

الغتراب عن ال عند الوجودية الؤمنة، علما أنo أن22واع الغ22تراب ه22ذهثالثا: ، وم22ن النت22ائج5متداخلة فيما بينها ف كتابات الوجوديي ومبثوتة ف ممل مؤلفاتم"

الشعورية لذه الفلسفة الت تقوم على اللعقلنية العبث وهو "الشعور باستقصاء ظ22اهر. 6الكون على منطق العقل النسان أو تصادمه مع قواني هذا العقل الدود معرفيا"

بالضافة إل مشاعر الل واليأس والقلق والتمرد الوجودي، وهو "أحد وس22ائل . وهو تر�د إياب يلج22أ إلي22ه الغ22ترب7مقاومة الوجود الزائف أو الوجود الغترب"

، وي@نظر: جون بول سارتر، "الحيم"، ترجة: طارق فودة، دار الثقافة، د.ت،152 - ي@نظر: جون ماكوري، "الوجودية"، ص: 6. 98ص:

.23 - نقل عن: عبد القادر عبد الميد زيدان، "التمرد والغربة ف الشعر الاهلي"، ص: 2.263 - شاخت، "الغتراب"، ص: 3.590، ص: 1،1966 - جون بول سارتر ، "الوجود والعدم"، ترجة: عبد الرحن بدوي، منشورات دا الداب، بيوت، ط4.50 - سية سلمي، "الغتراب ف الشعر العباسي ف القرن الرابع الجري"، ص: 5.15 ، ص: " - كاميليا عبد الفتاح، "الشعر العرب القدي6.16 - نفسه، ص: 7

14

Page 18: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

كمحاولة لقهر اغترابه عن طريق عملية البداع واللق الفن؛ حيث يلق عال22ا آخ22ر يطمح إليه يستعيض به عن واقعه الرير، وقد لص� الوجوديون مصادر العبث ف أرب22ع

طرائق متلفة: أو�ل: الطبيعة اللية لياة العديد من الفراد، ويستمد� العبث مصدره الث22ان م22ن الحساس الاد� برور الزمن، ثالثا: من الحساس بالنعزال ف عال الغتراب الذي يشعر به الناس بدرجات متفاوتة، وأخيا يكننا معاناة العبث عن طري22ق الحس22اس ال22اد

.1بانعزالنا جوهريا عن غينا من بن النسان كان البحث السابق تتب�عا لتطور مفهوم مصطلح الغتراب ف الفكر الغرب وفيما

يلي من صفحات سنتعرف على معناه ف الفكر العرب.ب – ف الفكر العرب:

إنo موضوع الغتراب من الواضع الت عب�ر عنها القرآن الكري، إذ حلت آيات من الذكر الكيم معن اغتراب النسان؛ اغتراب النسان عن ال، واغتراب النسان ع22ن النسان، فخروج آدم من النة وهبوطه إل الرض كان أو�ل اغتراب له، ومنة النسان

.2من الشيطان كان اغترابãا آخر" فالنسان إذن اغترب عن رب�ه عندما عصاه فخرج من نعيم الن�ة واغترب ف أرض موحشة ومن كرم ال عز وجل أنä كان هذا الغتراب ف حدود الكان؛ حيث أنه قب22ل توبة آدم عليه السلم بعدما عصاه، وبعد أن كادت مشاعر اليأس وال22زن وال22وف

ف�ت�ل�ق�ى آ�د�م� م�ن ر�ب�ه� ك�ل�م�ات� ف�ت�اب� ع�ل�ي��ه� إ�ن���ه�والقلق والل تستول عليه،

) وبذلك خفoت مش22اعر الغرب22ة؛ لن37 (سورة البقرة: ه�و� الت�و�اب� الر�ح�يم�

ال������ذ�ين�النسان كلoما اقترب من ال ازداد إيانه واطمئن قلبه مصداقا لقوله تعال:

آ�م�ن�وا و�ت�طم�ئ�ن* ق�ل�وب�ه�م ب�ذ�كر� الل�ه� أ�ل� ب���ذ�كر� الل���ه� ت�طم�ئ�ن* الق�ل���وب�.88، ص: 1986 - ي@نظر: جون كرونشانك، "ألبي كامي وأدب التمرد"، ترجة: جلل العشي، اليئة الصرية العامة للكتاب، 1.3 - عادل اللوسي، "الغتراب والعبقرية"، ص: 2

15

Page 19: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

) وكان النبياء سلم ال عليهم من أدركتهم الغربة وه2م يمل2ون28(سورة الرعد: الرسالة الت كلoفهم ال تعال بنشرها، فقد خرج سيدنا موسى "من مصر هاربا من ظلم

قائل: "يا رب إن وحيد مريض غريب..."فناداه ربه: ي22ا1فرعون وقومه، وناجى ربه" موسى الوحيد من ليس له مثلي أنيس والريض من ليس له مثلي طبيب، والغريب م22ن

.2ليس بين وبينه معاملة" وهذا ما يؤكoد العن السابق من أنá قهر الغتراب ومشاعر الي22أس والقل22ق والل والتشاؤم لن يكون إل بقرب النسان من ال والرسول صلى ال عليه وسلم ذاق الغربة ف وطنه مكoة ؛حيث تعرض لستنكار أهل وطنه وماربتهم ؛لن�ه جاء بالداية الصحيحة الت تالف معتقداتم وشركهم وكفرهم بال، فخرج من مك22oة إل الط22ائف متنب22ا اضطهادهم، وعندما اشتد� به الل توج�ه إل رب�ه بدعائه الذي يفي22ض بش2اعر الغرب22ة واللم والزن واليان: "اللهم إليك أشكو ضعف قوت وقلة حيلت وهوان على الناس يا ارحم الراحي، أنت رب الستضعفي وأنت رب، إل من تكلن؟ إل بعيد يتجهمن أم

.3إل عدو� ملoكته أمري؟" كما أن مصطلح الغتراب ورد ف عدد من الحاديث النبوية الشريفة الت فيه22ا امتداح لغربة أهل السلم، قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف وص22ف اغ22تراب

.4»بدأ السلم غريبا وسيعود غريبا، فطوب للغرباء«السلم والسلمي: لقد كان السلم غريبا لنه ل يلق القبال والنصرة ف أول عهده؛ حيث وق22ف الهل والقارب ضد� السلمي الذين اعتنقوه وكان عددهم قليل، فعانوا من الض22طهاد والتنكر ولكنهم كانوا صابرين متسبي وأخرجوا من ديارهم فازدادوا غربة على غرب22ة

.04 - عادل اللوسي، "الغتراب والعبقرية"، ص: 1 ،2001مؤسسة الختار للنشر و التوزيع ،القاهرة ،،: رضوان جامع رضوان - ابن القيم الوزية، "مدارج السالكي"، تقيق2

2/371.54 / 8 ، مركز نور السلم لباث القران و السنة ، السكندرية، مصر، " ضعيف الامع " - ممد ناصر الدين اللبان،3. 90/ 1 ، دار اليل ، بيوت ، لبنان ، "الصحيح " - أبو السن مسلم بن الجاج القشيي النيسابوري ، 4

16

Page 20: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

ال�ذ�ين� أ�خر�ج�وا م�ن د�ي�ار�ه�م ب�غ�ي��ر� ح���ق5 إ�ل� أ�ن،فصدق قول ال تعال:

) وسيعود السلم كذلك ف آخر الزمان حيث40(سورة الج: ي�ق�ول�وا ر�ب*ن�ا الل�ه� يصبح الناس الذين يتمسكون بتعاليم السلم قلoة غرباء داخل متمع22اتم، وف وص22فه

هم ال22ذين يزي22دون إذا نق22ص«لولئك الغرباء يقول الرسول صلى ال عليه وسلم: ، ويفس�ر ابن قيم الوزية معن الزيادة ف الديث النبوي الشريف: "بالزيادة ف1»الناس

.2الي و اليان والت@قى إذا نقص الناس من ذلك فوجه الغربة منطلقه من أفعالم الي�رة الت تعد غريبة ف متمع تالكت قيمه وابتعد الناس فيه عن سواء السبيل إل القلة منهم. كما أن الدين السلمي ي22دعو الن22اس إل الغربة بعناها الياب؛ حيث أنه يض�هم على اعتبار الدنيا مطة عبور إل دار البقاء الدار

ق����وم� إ�ن�م����ا ي����االخرة وأن ل يتشبثوا بالدنيا ويعلوها وطنا لم قال ال تعال:

�خ�ر�ة� ه�ي� د�ار� الق�ر�ار� (سورة غافر: ه�ذ�ه� الح�ي�اة� الد*ني�ا م�ت�اع= و�إ�ن� ال كن ف الدنيا كأنك غريب: أو«)، وف الديث النبوي الشريف تأكيد لذا العن: 39

، وهكذا فإن النسان الذي يتمس�ك بتعاليم الدين الصحيح ويبتع22د ع22ن3»عابر سبيل شهوات الدنيا ول تغره بزينتها يشعر بأنه غريب فيها ين� دائما إل وطنه الصلي (الدار الخرة) ف حي أن الذين يغتر�ون با ويتمسكون بلذاتا "ل يش22عرون ب22الغتراب ف

، وقد كان الفكرون والفلسفة العرب4الدنيا بل يستوحشون من تركها وترك ملذoاتا" أيضا من أشد الناس معاناة لختلف ضروب الغتراب والعزلة ف حياتم، فالفاراب مثل كان "منفردا بنفسه، ل يالس الناس،(...) وكان أزهد الناس ف الدنيا، ل يتفل ب22أمر

369 /2 - ابن القيم الوزية، "مدارج السالكي"، 1. 369/ 2 - نفسه ، 2 :شعيب الرنؤوط ، مؤسسة الرسالة ، بيوت، "صحيح ابن حبان"، تقيق، - ممد بن احد أبو حات التميمي البست3

741/ 2 ،2، ط1993.24، ص: 2000، 1 ه2"، دار الينابيع، دمشق، ط4 - سية سلمي، "الغتراب ف الشعر العباسي القرن 4

17

Page 21: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

مكسب ول مسكن، وأجرى عليه سيف الدولة كل يوم من بيت الال أربعة دراه22م، ، فاجتناب الناس واعتزال الياة ه22و أح22د النت22ائج1وهو الذي اقتصر عليها لقناعته"

الشعورية لظاهرة الغتراب "وهذه الصورة الت ت@نقل لنا عن الفاراب تعلل لن22ا الس22بب الكامن وراء تأليفه الدينة الفاضلة، فهي لون من الرب من الواقع ،ملئم جدا لعزلت22ه، فمدينته حلم طوباوي بدينة حكماء مستقبلية، طالا ̧راود الفلسفة من22ذ أفلط22ون ف

. 2جهوريته إل عصور قريبة" إذا نستشف من خلل ذلك أنه ل يكن راضيا عن واقعه العاش، واغترابه نابع من تربته الياتية، والمر كذلك بالنسبة لب حيان التوحيدي الذي ورد عنده العن الشامل للغربة ببعديها الادي والعنوي؛ حيث يقول: "فأين أنت من غريب قد طالت غربت22ه ف وطنه وقل حظه ونصيبه من جيبه وسكنه؟ وأين أنت من غريب ل سبيل له إل الوطان

.3ول طاقة به على الستيطان" وأبو حيان التوحيدي كان مثال للمثقف الغترب ف متمعه؛ الذي خ22اب أمل22ه ورجاؤه فيه: فهو"ل يظ بالكانة الرموقة الت تليق بنلته، ولذلك استوحشت حي22اته،

. فأحرق كتبه ،فهذه النهاية الأساوية احتجاج منه على وطن22ه4وعاش غريبا ف متمعه" الذي ل ي@وفoر له الياة الكرية، بل ذاق فيه ألوان الفقر والاجة والعوز الذي زاده م22ن مشاعر الغربة لديه فكان أغرب الغرباء: "وأغرب الغرباء من صار غريبا ف وطنه، وأبعد

، فالتوحيدي ل يعرف ف وطنه إل الوف والشقاء.5البعداء من كان بعيدا ف مل قربه" وابن باجة الفيلسوف الذي عاش ف عصر ابرز ساته الضعف والنقسام ،اللذين أثرا على حرية البحث؛ حيث ا§ضط§ه±د الفلسفة وأ§حر±ق¹ت كتبهم، و ابن باجة عرف الغ22تراب بختلف ضروبه ف2"اقتفى أثر فيلسوف الشرق الفاراب، فأحب العزلة، وأراد أن يعيش

.5/156، 1972 دار صادر، بيوت ،، :إحسان عباس - ابن خلكان، "وفيات العيان"، تقيق1. 18- 17 - زامل صال ، "تول الثال"، ص: 2.79 - أبو حيان التوحيدي، "الشارات اللية"، ص: 3.11)"، ص: 1945-1920 - بنعلي قريش، "الغتراب ف الشعر العرب الديث (4.81 ، 80 - أبو حيان التوحيدي، "الشارات اللية"، ص : 5

18

Page 22: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

مغتربا عن الناس، فقد ضاق ذرعا بالياة، كانت غربته روحية، فلسفية وعقلية، وأك22ثر.1ظن أن اغترابه كان بالنسبة إليه مصدر إمتاع ومؤانسة"

حيث كان اعتزال الناس والتمع هو سبيل الرء الوحيد للعيش المثل وسيلته حت وه22م"الثوابت"يي كما ينبغي وي@سم�ي ابن باجة ف كتابه تدبي التوحد الغتربي ب

أولئك الذين حلوا معتقدا مالفا ل يكن معروفا بي الناس أو خالفوا الموع ف الراء يقول ابن باجة: "إن الثوابت هم من ل يتمع على رأيهم أمة أو مدينة، وهؤلء هم

.2الغراب الذين غادروا أوطانم، وظلوا هناك غرباء ف عاداتم وف آرائهم وأفكارهم" فاختلف هؤلء الشخاص ف رؤيتهم وإيانم بأفكارÄ وعادات غي تلك السائدة ف متمعاتم جعلهم مغتربي معنويا وبالتال ماديا، وذلك عن22دما اض22طروا لغ22ادرة أوطانم، فهم ل يعودوا يشعروا فيها بالنسجام والتوافق ،وف مؤلفه رسائل ابن باج22ة اللية تتوض�ح آراؤه ف الغتراب من الوجهة الفلسفية؛ حيث يقول عن الثوابت: "هؤلء هم الذين يعنيهم الصوفية بقولم الغرباء؛ لنم وإن ك22انوا ف أوط22انم وبي أتراب22م وجيانم غرباء ف آرائهم، وقد سافروا بأفك22ارهم إل مرات22ب آخ22رى ه22ي ل22م

. فهؤلء الغتربي اتذوا من أفكارهم وطنا لم عوضا من وطنهم الصلي أو3كالوطان"القيقي.

كما ند ابن طفيل يس«د اغتراب النسان ف قصته حي بن بقظان وذوبان ه22ذه الغربة بالطبيعة فيصو�ر "تطيه هذه الغربة ليلتحم بالطبيعة؛ فتكون الطبيعة وما فيها م22ن حيوان ونبات أهل له، حت يتطور وتنمو مداركه ويصل إل الكلم، ومن ث¹م« يسمو إل

، وبذلك يبلغ ما يبلغه أهل التصوف من مراتب الش22اهدة4القيقة الت أو�لا معرفة ال"والفناء بب ال.

.59 - عادل اللوسي، "العبقرية والغتراب"، ص: 1.88، ص: 1968 - ابن باجة، "تدبي التوحد"، تقيق: ماجد فخري، بيوت، لبنان، 2» تول الثال «. نقل عن زامل صال ،90 - ابن باجة، "رسائل ابن باجة اللية"، بيوت، لبنان، د.ت، ص: 3.63 - عادل اللوسي، "العبقرية والغتراب"، ص: 4

19

Page 23: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

وقد استخدم متصوفة السلم مصطلح الغتراب وهو عندهم "ظ22اهرة إيابي22ة، لن�هم وجدوا فيه الطمأنينة والسكينة وراحة القلب. ولذلك كانوا حريصي على التقرب

.والصوفية مغتربون عن ذواتم1إل ال، فلم ينو�ا إل سواه ،ول يطلبوا حاجة عند غيه" وعن متمعاتم. فغربتهم روحية وهم يفنون ذواتم للوصول إل الذات اللية، ومن هنا اختلف اغتراب الصوفية عن اغتراب غيهم؛ لنم على العكس من الغتربي الخرين ل يعانون من العذاب والل واليأس والقلق الت هي من أهم النتائج الشعورية لذه الظاهرة، فهم مستأنسي بوحدتم وهي سبيلهم للوصول إل ال. فهم يدون فيها راحة من ال22م

وسكون أنفسهم وطمأنينتها ويتجن�بون با الياة ودناءتا ودناستها وزينتها وغرورها. ومن هؤلء التصوفة ابن عرب الذي يغلب عليه "الشعور بالغربة الكونية لدرج22ة تعلنا نستشف معها نزعة عدمية، قوامها الرب من هذا الوجود السي الرضي بوصفه غريبا، وغي أصيل، وذلك بالرجوع إل ال والفناء فيه بوصفه الوجود الق، أو على حد�

.2تعبي الصوفية الوطن الصلي" فالصوف يبلغ قمة السعادة ف وحدته، ويعب�ر عن هذا الشعور إبراهيم اب22ن أده22م

الزاهد التصوف بقوله:

وأيت$م&ت! العيال8 كي أراك$هجرت اللق$ طرTا ف هواك$

3لـما حن@ الفؤاد! إل سواك8افلو ق8طaعت$ن ف ال̂د إرب\ا

تقول رابعة العدوية :ــوت7ي و ح$بيب دائم\ا ف ح$ض&رت7ي ر$احت يا إخوت7ي ف خ$ل

.13)" ، ص: 1945- 1920 - بنعلي قريش، "الغتراب ف الشعر العرب الديث (1.21 - صال زامل، "تول الثال"، ص: 2.27 ه2، ص: 1332، 1 - نقل عن: ابن رجب النبلي، "كشف الكربة ف وصف أهل الغربة "، مطبعة النهضة الدبية، ط3

20

Page 24: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

قد هجرت! اللق$ جع\ا أرت7ي

1 منك$ وصلm فهو أقص$ى م!ني$ت7ي

فهي ل تد النس والراحة إلo ف اعتزال الناس والنصراف إل مناجاة ال، والعزلةإحدى مظاهر اغتراب الصوف.

وعندما تقارن علقتها مع الناس ببها اللي الرفيع تقول :

و أبت! ج7س&م7ي من& أراد$ ج!لpوس7يإنTي ج$علت!ك$ ف الفؤاد7 م!ح̂دث7ي

2وح$بيب! قلب7ي ف الفpؤاد7 أ8ن7يس7يال7سم! م7نTي للج$ل7يس7 م!ؤان7س! فهي حاضرة بالسم مع من يالسها من الناس، ومشغولة الفكر شاردة العق22ل

والقلب لن�هما منصرفي إل ذكر ال. وقد انتشر الغتراب الصوف بكثرة ف العصر العباسي، حي22ث فس22دت الخلق وضعف اليان، فانتشرت الرذائل وأحس� أولئك التصوفون باغترابم ف هذا الزم22ان، وطلبوا العزلة اتقاء أن يصابوا بأمراض ذلك العصر، ماولي الفاظ على جوهر النف22س

ووجدوا هذا المر ف قربم من ال. ج- الغتراب ف علمي النفس والجتماع:

تتعد�د الدراسات ف علم النفس وعلم الجتماع وتتسع بيث يتخ22ذ الغ22تراب دللت نفسية واجتماعية عد�ة ،فهو "حالة سيكواجتماعية ناتة ع22ن ت22أثي الماع22ة

.3والوضاع الجتماعية ف الفرد، وصراع هذا الخي مع ميطه"163: ، ص1962 ، 2، مكتبة النهضة الصرية ، القاهرة ، ط" رابعة العدوية شهيدة العشق اللي" - عبد الرحن بدوي ،1182: ص نفسه ، -2-1996 - شريف بوسى عبد القادر، "الغتراب ف حكايات ألف ليلة وليلة"، رسالة ماجستي، جامعة تلمسان، 3

.05، ص: 1997

21

Page 25: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

وعليه سأتطرق إل دراسة الظاهرة من وجهة نظر علم النف22س وم22ن ث عل22مالجتماع مقتصرة على الدراسات الهمة والبارزة ف هذين اليداني.

: علم النفس.1 إنo أول ملحظة تواجه الباحث عن مفهوم الغتراب ف علم النفس هو اختلفه من باحث إل آخر، ولكن اقتصرت على أهم التعاريف التقاربة؛ حيث ند بعض الباحثي يعرف الغتراب بأنه "شعور بالوحدة أو الغربة، وانعدام علقات البة أو الصداقة م22ع

. بعن أن1oالخرين من الناس،وهو حالة كون الشخاص والواقف الألوفة تبدو غريب22ة" أساس نو هذه الشاعر الغتربة وتفاقمها لدى الشخاص نابع أصل نتيجة عدم ق22درتم

تعريف22ادعلى خلق علقات مع الغي بسبب نظرتم أو تصوراتم عن الخر، ولذلك ن آخر قريبا من الول يعرف الغتراب على أنه:"اضطراب ف العلقة مع الخر، وهو تغي®ر

.2وتبدل ف وظيفة التواصل" لذلك يعتب التواصل اليد مع الغي عملية مهمة ف بناء شخصية ذات نفسية سوية

قادرة على تنب مثل هذه الشاعر السلبية (الغتراب والعزلة نتيجة له).

وي@عد� سيغموند فرويد من أبرز علماء النفس الذين ناقشوا هذه الظاهرة باستخدام. 5 وال2هو4 والنا العلى3مصطلحات علمية دقيقة: النا

.77/ 1، 1988 - كمال الدسوقي، "ذخية علوم النفس"، الدار الدولية للنشر والتوزيع، القاهرة، 12-Dictionnaire de psychologie, édition Bordas, paris, 1980, p: 50.

3" - Le moiيضع من وجهة النظر الوقعية لطالب "ال2هو" ولوامر "النا العلى" ولتطلبات الواقع ف آن واحد. أما من" " وجهة النظر الدينامية، فيمثل النا القطب الدفاعي للشخصية". ي@نظر: جان لبلنش وج.ب بونتاليس، "معجم مصطلحات

. 97، ص: 1985، الزائر، 1التحليل النفسي"، ترجة: مصطفى حجازي، ديوان الطبوعات الامعية، ط4" - Le sur-moiهو بثابة الضمي للنا الواعية والو ويتكون من "تارب مبكرة تعود بشكل رئيسي إل علقة الولد "

بالبوين، وهو الذي يزن الخلق الجتماعية وينتقد أفكار "النا وأفعالا""، ي@نظر: أسعد رزوق، "موسوعة علم النفس"،.46 ، ص: 1987، 3الؤسسة العربية للدراسات والنشر،، بيورت، لبنان، ط

5" - Le caوتتكون متوياته الت تشكل التعبي النفسي للنوات اللواعية، وهي وراثية فطريةي-" يكون قطب الشخصية النو .570ف جزء منها، ومكبوتة مكتسبة ف الزء الخر، ي@نظر: "معجم مصطلحات التحليل النفسي"، ص:

22

Page 26: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

فهو يرى بأن الغتراب ينشأ أساسا إذا ما فشل النا ف أراء وظيفت22ه التمثل22ة ف العمل على التوفيق بي مطالب "ال2هو" والنا العلى بالض22افة إل مط22الب الع22ال الارجي. وتكمن ضريبة هذا الفشل ف الشعور بأن أجزاء من بدننا، بل وعناصر م22ن حياتنا النفسية، من إدراكات وأفكار ومشاعر، قد تبدو لنا ف بعض الح22وال وكأن22ا

.1غريبة و أجنبية ول تؤلoف جزءا من النا وذلك جر�اء الكبت والقمع الذي يوجه النا لبعض الدوافع الغريزية الت يطم22ح ال2هو إل إشباعها وتكون غي متناسبة مع العال الارجي فتأت ردة الفعل سلبية تاهه، لن�ه يشكل مصدر الل والحباط ويكون الحتماء من هذه الشاعر عن طريق النفصال عنه وقطع الصلت به (الغتراب) وف هذه الالة يصبح النا خاضعا للهو النفصل عن

الواقع، وهذا هو الغتراب حسب الفاهيم الفرويدية. ف حي ند كارين هورن تتم أكثر بالانب الثق22اف والظ22روف الجتماعي22ة كبواعث للغتراب مبتعدة بذلك عن التحليل الفرويدي الذي يصره ف الانب الغريزي الكبوت للفرد، حيث ترى كارين هورن أن حياة الفرد داخل إطار حض22اري م22ادي تسوده قيم الستغلل والفردية ،والتنافس يعله يس بالوحدة والعزلة والوف وع22دم

.2الشعور بالمن تاه بعضهم بعض وكمحاولة للتخلص من هذا النوع يتجه الفرد إل "البتعاد عن ذاته بلق ص22ورة

. وهي الصورة الت يتوقع الفرد أنه عليها، وهي ف حقيقة المر م22رد خدع22ة3مثالية" للهروب من الواقع وهذا كله "يؤدي إل فقدان الشخصية أو الغتراب الذات للشخصية، بعن آخر، يكننا القول إن فشل الفرد وعدم وعيه لذاته القيقية يؤدي به إل الغتراب

.فالغتراب إذن مرد�ه إل الفجوة الت تنشأ عن الختلف بي الصورة4عن هذه الذات"

.08، ص: 2، بيوت، لبنان، ط1979 - سيجموند فرويد، "قلق الضارة"، ترجة: جورج طرابيشي، دار الطليعة، مارس 12-Karen Horney, La personnalité névrotique de notre temps, traduit par: Jean Paris, l'Arche

éditeur, paris, 1953, p: 118..241، ص: 1962 - ي@نظر: باتريك ملهي، "عقدة أوديب ف السطورة وعلم النفس"، ترجة: جيل سعيد، مكتبة العارف، بيوت، لبنان، 3.34، ص: " الغتراب ف حكايات ألف ليلة و ليلة " - شريف بن موسى عبد القادر ،4

23

Page 27: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

القيقية والصورة الثالية الت ينسبها الشخص الغترب لذاته. كرد�ة فعل على شخص22يته القيقية الت ل تستطع أن تلب حاجاته خوفا من قمع التمع، المر الذي يزيد ف تزق2ه وضياعه، كذلك يقوم هذا الفرد بكبت كل رغبات ذاته القيقية سعيا منه لن ي@جاري أو يكو�ن هذه الصورة الثالية متجاهل رغبات ذاته القيقية، فاغتراب الذات إذن "ينشأ عن التناقض بي النسان وبي العال الارجي، بي الواقع واليال، بي ما هو عليه وبي ما يلم به، بي ما يلكه وبي ما يطمح إليه ، بي نظام العال ونظام تفكيه ، بي ع22ال الخرين وعاله الاص ، فينفصل الرء عن ذاته النسانية القoة أو عن طبيعته الوهري22ة،

. 1وبذا العن يمل ذلك التعبي فكرة الفقد الكلي لنسانية النسان" وند إريك فروم يعر�ف النسان الغترب على أنه "ذلك الفرد الذي فشل فش22ل

.2كامل ف خلق تواصل مع الخر، إنه مسجون مع أن22ه غي موج22ود وراء قض22بان" فالغتراب بذا العن هو كما يراه أنلش وأنلش حيث إنo الف22رد يع22د� الش22خاص والواقف الشائعة غريبة عنه بيث "يعيش ف متمعه وبي أهله ف دائرة الغربة، يعيش ف

.3عال مرد من القيم، يسوده جو� كريه لدرجة أنه ل يرفض الياة فقط بل يعاديها" كما أنه يرى بأن "النسان ف التمع العاصر ي@عد� مغتربا عندما ل تكون خ22بته

.4النفسية مركزا لذا العال، إذ أن أعماله الاصة تصي مسيطرة عليه وبالتال يضع لا" أما عن أسبابه ودواعيه فنجد كينسون ي@حددها عنها ؛ حيث يق22ول: "أن هن22اك أسبابا ذاتية وأسبابا موضوعية تؤدي إل الغتراب ويرد الذاتي22ة إل عوام22ل نفس22ية

،352 - غسان السيد، "الغتراب ف أدب زكريا تامر"، ملة الوقف ألدب، اتاد الكتاب العرب، دمشق، سوريا، العدد 1www.aw.sa.gov. ف: 2003سبتمب

2 -Erich Fromm, Société Aliénée et société saine, du capitalisme au socialisme rumaniste, traduit par: Janine Claude, le courrier du livre, paris, 1956, p: 43.

.01، ص: 2001 - مدي أحد ممد، "الغتراب عن الذات والتمع وعلقته بالسمات الشخصية"، السكندرية، 3.31 - عبد العزيز شتا السيد علي، "الغتراب ف التنظيمات الجتماعية" ، ص: 4

24

Page 28: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

ديناميكية تدث ف نو الفرد، أما السباب الوضوعية فهي الظروف اليطة بالفرد وم22ا.1يكونا من عوامل حضارية وثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية"

فالسباب الذاتية ترجع أساسا إل أسلوب التنشئة الجتماعية،السائدة ف بع22ض التمعات النسانية ، أما السباب الوضوعي�ة فيحصرها كينسون ف العوامل و الظروف

السائدة ف البيئة اليطة بالنسان الغترب. للباحثي : مدحت عبد الميد ورشا الدمنهوري تفصيل2 ويوض�ح الخطط التال

للظاهرة:

.03 - فاطمة حيد السويدي، "الغتراب ف الشعر الموي"، ص: 1.10 - مدي أحد ممد ، "الغتراب عن الذات و التمع وعلقته بالسمات الشخصية "، ص: 2

الوجدان عن الخرين

النا القربفاقد الشباع

زيف الواقعوتنب الخرين

الشعور بالغتراب

الغتراب عن الخرينالغتراب عن الذات

الغتراب الفكريعن الخرين

النا القربفاقد الضبط

25

Page 29: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

: ف علم الجتماع 2 2

ي@عد® الغتراب من أهم� الفاهيم السوسيولوجية إلo أن�ه ل يزال أقلo الفاهيم تعريفا فعلم الجتماع الديث؛ حيث "يقوم مفهوم عال الجتم22اع الفرنس22ي دورك22اي (

Durkaimك القيم والعايي الجتماعية؛ بيث ل تتمكن من الس22يطرةoعلى فكرة تفك ( .1على السلوك النسان وضبطه"

) للت�عبي عن الغتراب، فعندما يتساوى ك22لAnomioويستعمل مصطلح أنوميا ( شيء من حيث الوهر والقيمة يفقد معناه، وكنتيجة طبيعية لذلك تظهر مشاعر العبث والقلق واليأس، ويعب�ر جرودزن عن الغتراب بكونه الالة الت "يش22عر فيه22ا الف22راد

.2باللáنتماء إل التمع أو المة حيث العلقات الشخصية غي ثابتة وغي م@رضية" بعن أن غياب العلقات اليابية مع الخرين يؤدي إل الغتراب، وق22د يك22ون سبب غياب هذه العلقات نابعا أساسا من الحساس بالختلف عنهم لدرجة "تبع22ث

.3على التوتر ف وجود الخرين بسبب وجهة نظر الرء أو اهتماماته أو ذوقه الشخصي"وبالتال يتعمق الحساس بعدم النتماء إليهم.

كما يي�ز ميلفن سيمن بي خسة أناط من الغتراب من بينها الغتراب الن22اجم عن شعور الفرد بالعجز عن "التأثي على نو يعت�د به ف الحداث والياك22ل السياس22ية

وعادة ما تكون هذه الحداث والظروف مترس�خة ومتجذoرة؛ بي22ث ل4والجتماعية يكن للفرد مهما حاول أن يؤثر فيها ليحصل على النتائج الت يبغيها، كما أن أي متمع عادة تسيطر عليه قيم ومعايي ومقاييس خاصة وعلى الفرد المتثال لا حت يكون عل22ى

.209ص: ، 1983 - بسام خليل خرية، "الغتراب ف أدب حليم بركات" ، ملة فصول ، اللد الرابع ، العدد الو�ل ، 1 209: - نفسه، ص2.217 - شاخت، "الغتراب"، ص: 3.225 - نفسه، ص: 4

26

Page 30: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

وفاق تام مع الياة داخل هذا التمع ،فإذا رفضها ول يقبلها "فإن نطا من النفص22ال. 1الجتماعي والثقاف ينشأ"

وهكذا يغترب النسان عن القيم السائدة فيه ويعر�ف "ميلفن سيمان" هذا الن22وع من الغتراب كونه: "شعور بالغموض أو نوع من الرفض للقواعد والتعليم22ات ال22ت يفرضها التمع. ويكن أن نربط بذا التوقع القول بأن أناط سلوك غي اجتماعي22ة (ل

.2يوافق عليها التمع) يكن أن تكون ضرورية لتحقيق غايات هامة ف حياة الفرد" وبالتال يصبح لذا الفرد داخل التمع قيمه الاصة به الت يشرعها لنفسه، وتكون ضرورية بالنسبة له ف بناء كيانه كشخص على الرغم من رفض اليط لا وم22ن هن22ا يدث النفصال بي الزء والكل؛ أي: الفرد والتمع وتدث القطيعة عل22ى الص22عيد الفكري والنفسي، وعب�ر جرودزن عن ذلك بأن�ها حالة "يشعر فيها الفراد باللáانتماء

.3إل التمع أو المة؛ حيث العلقات الشخصية غي ثابتة وغي مرضية" ف:4أما عن نتائجه السلوكية فيحصرها حليم بركات

لنسحاب من التمع (العزلة). 1-الرضوخ له ظاهريا والنفور منه ضمنا.2--1الثورة عليه والتمرد.3--2

وبعد تعر�ضي لفهوم الغتراب ف علم الجتماع س22أتطoرق إل دراس22ة علقت22هبالدب الذي ،يعد شكل من أشكال التعبي عن التمع.

د- الغتراب والدب: ي@عد� التمييز والتفر®د اغترابا ف حد ذاته وهو من أهم سات الب22دعي، فالنس22ان البدع ذو تكوين نفسي مي�ز، وهو أكثر الناس عرضة لشاعر الغتراب بكم تركيبت22ه

.239 - شاخت، "الغتراب"، ص: 1.180، ص: 1984 - خي ال عص�ار، "مبادئ علم النفس الجتماعي"، ديوان الطبوعات الامعية، الزائر، 2.209 - بسام خليل فرنية، "الغتراب ف أدب حليم بركات ، ملة فصول، ص: 3.210 - نفسه، ص: 4

27

Page 31: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

النفسية الاصة ،وعليه، فإن "كل عمل أدب أو فن ل بد أن نعثر في22ه عل22ى ج22ذور الغتراب منذ أقدم العصور حت الن، مع التأكيد على أن الغتراب ييل نو التض22خم

.نتيجة لتطور وتعقد العوامل الساهة ف ن22و ه22ذه1والتشع®ب كلما تقدمنا إل المام" الظاهرة، وقد انتقل مفهوم الغتراب من مال الفلسفة إل الدب كما تثله الوجوديون ف أعمالم الروائية والسرحية ،حت أننا يكن أن نص22ف الدب الوج22ودي ب22أدب الغتراب والعبث واليأس، وذلك استنادا إل غناه بوضوعات نو: "التناهي، والغتراب،

وهي موضوعات ذات صلة مباشرة باغتراب النسان الكون، فمعظم العمال2والوت" تصور العال على أنه زنزانة أو سجن ك22بي، ورواي22ةالدبية الت كتبها الوجوديون

Albert) للبي كامي (L'étrangerالغريب ( Camusواحدة من أهم الروايات ال22ت ( طرحت أزمة الوجود النسان، و"حادثة الوت هذه هي مور فلسفة الرواي22ة ومرك22ز

، فالبطل ف هذه الرواية يكم عليه بالع22دام، وه22و حي3السؤال الوجودي الصعب" يصف حالته يوم تنفيذ الكم يعب�ر عنها ب2: "الحساس باللáفرق ف هذا الك22ون، ف

.4اغتراب النسان عن نفسه، وعن متمعه، اللáفرق بي الوت والياة" وتطرح الرواية العديد من التساؤلت الت لا علقة مباشرة باغتراب النسان الذي ل يعد قادرا على فهم هذه الياة، وقد ينتج عن اغتراب البدع عزلت22ه ع22ن متمع22ه، فاللoانتماء سة بارزة ت@عرف با نفسيات الكثي من الكتاب والفكرين، فهم يعيشون حالة غربة ف ظل حاجز كبي هو التمع الذي يكب�لهم ويرمهم من حريتهم وتقيق تطلعاتم، فيلجأون إل الثورة والتمرد على قيمه إبداعيا، وهم بذلك يسعون إل إياد بديل لواقعهم

ف تاريخ الدب العالي ابتداء م22نمعظم الروايات لعظم الكتاب"فيما يكتبون، ف القرن التاسع عشرة (قرن ولدة البجوازية) مرورا بالقرن العش22رين ،حي22ث ت22و�لت

.85 - إبراهيم ممود ، "حول الغتراب الكفكاوي، رواية السخ نوذجا" ، ملة عال الفكر، ص: 1.284، ص: "الوجودية" - جون ماكوري، 2.كولن ولسن، ألبي كامي (الغريب)، سارت، سيمون دي بوفوار، جبائيل مارسيل -

.151 - عادل اللوسي، "الغتراب والعبقرية"، ص: 34-Albert Camus, L'étranger, enag edition, Alger, 2001, p: 127.

28

Page 32: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

الضارة إل آلة تقoق الرأسالية من خللا مآربا ؛ومع الربي العاليتي ،حي22ث ازداد تزق النسان الداخلي لا يتلقاه من تأثي ووحشية الرأسالية الت ضاعفت أزمة اغ22تراب النسان العاصر".ت@ناقش موضوع الغتراب الشامل الناتج عن تعقد العلقات الجتماعية داخل التمعات الرأسالية وقوانينها اللإنسانية، حيث كانت هذه العمال الروائية بثابة

. فللوضع القتصادي إذا أثر ك22بي ف1رد فعل على الواقع وهروب منه إل واقع خيال"بروز الظاهرة و تشعبها، وهو ما يتطابق مع ما يراه ماركس.

والدب العرب ل يلو من ظاهرة الغتراب، والروائيون الع22رب أيض22ا ع22الوا الظاهرة ف روايتهم من خلل أبطال رواياتم؛ والذين يكونون عادة من الثقفي، ولو أن "موضوع الغتراب ف الدب العرب جديد نسبيا، ول تشرع القلم لعط22ائه أبع22اده

.2الدية" إلo أن الهتمام بذه الظاهرة بدأ يأخذ مكانه ف الرواية العربية الت أصبحت تع22ب عن الواقع السياسي والجتماعي التدهور، فالديب "يتأثر با يدث ف الواقع السياسي والجتماعي بالعديد من التجارب الت يكتسب من جر�ائها كثيا من البات، على مدار سنوات طويلة، تتراكم ف ذاكرته مؤثرة ف تنامي وعيه، وبضي� الوقت يستوعب الديب الواقع اليط به، ويتفه�م أبعاد حركة، والتيارات الفاعلة فيه، حت تتبلور لديه -تدرييا-

. تنعكس جلي�ا ف نتاجه الدب، ويرجع اختي22ار البط22ل3رؤية داخلية للحياة والكون" الغترب مثقفا لكونه مؤه�ل وقادرا على إدراك الواقع الشامل الذي تعيشه المة العربية؛ الت "ل تشكل الياة الجتماعية فيها استثناء يتجاوز حدود هذه الظاهرة الت تس22جل حضورها الشامل ف الثقافة العربية العاصرة،فالنسان العرب يولد اليوم ف أجواء التسلoط

،أمثال: سرفانتس، بلزاك، زول، ستندال، ديكن، بوتشكي، غوغوغل، تشيكوف، دويستوسفكي، تولوستوي، هنغواي - وغيهم.

.87 و86 - إبراهيم ممود ، "حول الغتراب الكفكاوي، رواية السخ نوذجا" عال الفكر، بتصرف، ص: 1.207 - بسام خليل فرنية، "الغتراب ف أدب حليم بركات"، ملة فصول، ، ص: 2.283، ص: 199، سبتمب 1، العدد 26 - حسي عيد، "الثقف العرب الغترب ف الرواية الديثة"، عال الفكر، اللد 3

29

Page 33: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

.فظاهرة الغتراب1والكراه، وينمو ف مؤسسات التغريب، وينتهي إل زنزانات الوف" تد�ده من كل صوب وحدب، وتضرب بذورها ف حياته اليومية، والديب العرب أخذ

على عاتقه تصوير آثارها على التمع والناس. والغتراب ف الرواية العربية نوقش ف جانبيه الكان والنفسي؛وكأمثلة على بعض هذه الروايات ند رواية "عصفور من الشرق" لتوفيق الكيم، وهي تمل الوجهي من

الغتراب: الكان والنفسي. فالبطل مسن، مهاجر مصري إل باريس يصطدم باد�ية الغ22رب، وقي22م النفع22ة والنانية السائدة فيه؛ والت تقوم عليها الضارة الغربية؛ م�ا يعله يعان الغتراب النفسي "فتنقله من شرقه وأهله وحاميته السيدة زينب؛ حيث كان يعيش المن والطمأنينة، إل البيئة الغربي�ة ليجد نفسه مقمحا ف علقات اجتماعية (سوزي وأندري) نفعي�ة وسطحية، كل هذا جعله يس بانعدام المن والضياع، فأصبح يعيش وكأنه عن هذه البنية آت من

.2عال آخر" فكانت رد�ة فعله للحتماء من اللم الت سببها له العال الارجي ه22ي الختلء والنزواء الرادي، والبتعاد عن الخرين منطويا على ذاته، ووجد عزاءه ف عال الث22ل والوسيقى وروحانيات الشرق، ويقول ف هذا الصدد : "قليل من الناس من يلك نفسا

، فاغترابه ك22ان3رحبة غنية، يستطيع أن يعيش فيها وأن يستغن با عن العال الارجي" ناجا عن انفصاله عن متمعه الذي يوفoر له العزاء عكس الذي وجد ف رواي22ة ني22ب مفوظ "ثرثرة فوق النيل"؛ حيث "اختارت شخصياتا العزلة عن التمع إنا دون هجرة

.4خارج الوطن، إنا هجرة ف الداخل وغربة عن الذات والوطن"

.241، ص: 1983، ديسمب، 2، العدد 27 - علي وطفة، "الظاهر الغترابية ف الشخصية العربية"، عال الفكر، اللد 1 - شريف بوسى عبد القادر، "الغتراب ف رواية عصفور من الشرق"، ملة كلية الداب والعلوم النسانية والعلوم الجتماعية،2

.23، ص: 2005، جوان 7العدد .62 ، ص : 1980 ، 1 - عبد العزيز القال ، "أصوات من الزمن الديد" ، دار العودة ، بيوت ، ط3.42، ص: 1988، 1، العدد 17 - حليم بركات، "رواية الغربة والنفى"، ملة فصول، اللد 4

30

Page 34: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

؛ الت يعيش فيها البطل مص22طفى"موسم الجرة إل الشمال"ورواية الطيب صال سعيد ف بريطانيا "فظن أن�ه يكن التغلب على عربته بالعودة إل دفء الياة ف العشية،

.لكن�ه اصطدم بعد عودته بالطابع التقليدي1ففي الغرب أحس أنه ريشة ف مهب� الريح"لتمعه فأحس� بالغتراب عنه ،وكانت نايته الت اختارها النتحار.

كما تطالعنا أيضا رواية حليم بركات "ستة أيام" بشخصياتا الغتربة؛ حيث يعال فيها الكاتب "طبيعة اغترابم وعلقاتم بالتمع والدولة، وردود فعلهم إزاء هذا الشعور

.2الاد، وتطور سلوكهم ف ماولة لوضع حد لغترابم" و"الرحيل بي النهر والوتر"1969وف روايتي أخريي "عودة الطائر إل البحر"

يسد الروائي العراقي غائب طعم22ة فرم22ان1967. ورواية "خسة أصوات" 1979 اضطرار الثقف العرب إل الغتراب عن وطنه لنه بثابة سجن ل22ه ول ي22د في22ه غي الضياع والتشرد والعوز وعندما ل يستطيع النصهار ف الكان البديل ياول يفك22ر ف الرجوع إل وطنه ولكنه يدرك ف قرارة نفسه أن العودة مستحيلة، فحت لو قدر ل22ه أن

.3يعود جسديا فإن�ه لن يعود فعليا، لن�ه هو نفسه تغي�ر تغي�را عميقا ف هجرته ) يق22رر1923وف عمل قصصي آخر عراقي لمود أحد السيد جلل خال22د (

البطل الرحيل عن بلده؛ لنه كان يشعر باستلب حريته وضياع حقوقه، و"لكن ه22ذا البطل يعود إل العراق بعد حي، فيجد نفسه مضطرا إل العتكاف عن الدنيا، مفك22oرا

.فاغتراب البطل عن وطنه كان نتيجة لصدام الثقف مع السلطة .4مرة أخرى بالرحيل" وف رواية لمود حنفي حاول البطل الجرة من بلده ولكنه ل يفلح ف ذلك، ومع ذلك فإن الرواية حلت عنوان"الهاجر"، وت@ستهلo بسد� أبواب الجرة "الكانية" ف وجهه ف الوقت الذي تتعمق فيه أبواب الجرة الروحية، واستخدام الروحية هنا ليس ل22رد

.44 - حليم بركات، "رواية الغربة والنفى"، ملة فصول ، ص: 1.207، ملة فصول ،ص: " الغتراب ف أدب حليم بركات" - بسام فرنية،2.56، ص: 98، 1، العدد 17 - فاطمة السن، "الرواية العراقية الغربية"، ملة فصول، اللد 3.55 - نفسه"، ص: 4

31

Page 35: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

القابلة بي الاد�ة والروح، وإنoا لنo للزمة ب@عدا روحيا أو فلنقل صوفيا أو دينيا من نط.1خاص تتطه�ر فيه الروح، وهي تتقلب ف بوتقة الل"

كانت هذه بعض الروايات العربية الت جسدت الغتراب الكان والنفسي ال22ذي عان منه الديب العرب نفسه وأسقطه ف رواياته، فمعظم الروائيي العرب ك22انوا م22ن الثقفي الذين قاسوا من تسلoط الؤسسة السياسية وأدركتهم الن الشديدة الت يعان منها الواطن العرب من (تلف، فقر، قهر، دكتاتورية، واستبداد) عم�ق22ت الش22عور ل22ديه بالضياع واليأس والتشاؤم، على أنo كل واحد منهم عال الظ22اهرة بأس22لوبه ال22اص وحسب الطريقة الت يفهمها، لكنها جيعا كانت شاهدا على "اغتراب النس22ان العرب

؛ نتيجة للظروف السياس22ية2الذي هد�ته الكوارث ونال منه القهر بأنواعه منال عظيما"والجتماعية التلزمة الت يعيش ف ظلها.

والشعر أيضا من الجناس الدبية الت تمل قدرا وافرا من مش22اعر الغ22تراب؛ ، وهو صاحب خي22ال3فالشاعر على حد تعبي ابن رشيق: "يشعر با ل يشعر به غيه"

oق، وذو حساسية عالية للحزن والفرح على حد سواء، وقد قيل ف هذا الصدد: "إنoخل .4أعصاب البشر تت جلودهم أما الشعراء فأعصابم فوق جلودهم"

المر الذي يعل الشاعر دائم القلق والتوتر، فهو إذن "ملوق متميز عن عامة الناس ف التمع الواحد سواء بواهبه أو بفكره، أو بنظرته إل الياة، فهو دائم الركة، رافض للسكون والذل والسكنة، مب� للتعبي، ومن هنا يكون إبداعه الشعري مت�سما ب22القلق

للوضاع السائدة ف متمعه خلف22ا لب22اقي5والسخط والنفعال، ث بالثورة والرفض"

.327، ص: 1993، 02، العدد 12 - ممد زكريا عنان، "الغتراب ف رواية ممود حنفي"، ملة فصول، اللد 1.204، ص: 2005، ماي 4 - متقدم الابري، "تليات الغتراب ف شعر صلح عبد الصبور"، ملة ألثر، العدد 2 - ابن رشيق أبو العلي السن القيوان ، "العمدة ف ماسن الشعر وادابه و نقده"، تقيق : ممد مي الدين عبد الميد ، دار3

.116/ 1، 1981، 5اليل، بيوت، لبنان، ط 1971 ، 1 - عبد العزيز القال ، "الشعر بي الرؤيا والتشكيل" ، دار طلس للدراسات و الترجة و النشر ، دمشق ، ط4

.55 ص : .56، ص: 2001-2000 - ممد سعيدي، "ملمح الرفض ف شعر مصطفى الغماري"، رسالة ماجستي، تلمسان، 5

32

Page 36: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

،1الناس، ولعلo هذا ما جعل عزيز السيد جاسم يقول بأن: "الغتراب حقيقة كل شاعر" فطبيعة الشاعر إذا طبيعة مغتربة ، وهو "مغترب لنه نتيجة قدرته على الرابط بي الشياء واستكناه مدلولتا، هو أكثر الناس سعيا إل تكوين واقع آخر غي مرئي، وهو طامع ف

.كما أن�ه ليرضى بالنقائص و يب رؤية الكمال ف2هذا الديد ما عاش، غي قانع أبدا"كل شيء من حوله ،ولذلك كان أكثر إحساسا بتناقضات الياة.

والشعر الرومانسي على وجه الصوص أكثر أنواع الشعر ارتباطا بالغتراب، فهو بالنسبة للشاعر الرومانسي ميتافيزيقي، كما أن الرومانسية استشعرت آلم الغربة الكانية

؛ حيث أنo الشاعر الرومانسي يشعر بعدم القدرة على النسجام م22ع الرض،3للنسان لن�ه اغترب عن وطنه السماوي على حد تعبي أبو القاسم الشاب مقتربا ف ذل22ك م22ن

العن الدين للغتراب ؛ الذي يكمن ف النفصال عن الفردوس:

ــذ7ي aــم$او̂ي ال Tش!̂رد&ت! ع$ن& و$طن7ي الس

ــا ــا م$غ&م!وم$ ــا و$اج\ ــا كــان8 يوم\ م$

أن$ا الش@ق7ي ،، ش!̂ردت! عن& و$طن7ي ال8ميل7

ــا ــؤاد7 ، ب$ي&نم$ pور$ الفpــط ف8ع7شت! م$ش

ــة/ ــة/ ، م$لع!ون ــة/ ، ر!وح7ي ف غpرب

ــا ــا ه7يم$ ــي ع7طاش\ أش&واقpها تقxض7

ــه! ــر ان@ yف8كpــر|وح7 ال ــة8 ال ــا غpرب ي

ــئpوم$ا ــائم\ا م$س& ــا س$ ــاس7 يي$ ف الن$

.09 - عزيز السيد جاسم، "الغتراب ف شعر وحياة الشريف الرضي"، دار الندلس، بيوت، لبنان، ص: 1.18 - كاميليا عبد الفتاح، "الشعر العرب القدي" ، ص: 2. 56، ص: 1973 - ينظر :ممد غنيمي هلل، "الرومانسية"، دار العودة، بيوت، 3

33

Page 37: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

ــائه/ ــل~ ت ــد!ني$ا وك ــ̂رد&ت! ل7ل ش!

ـــا ـــر$و@ع! ر$اح7لm وم!ق7يم$ ـــه ي! ف7ي

ــر@د$ى ي$د&ع!و الياة8 فل8 ي!ج7يب! س7و$ى ال

ــا ــر$اب7 ر$م7يم$ ــت$ الت! xــه! ت ل7ي$د!س@

ــد$ها ــأن� ف8ق7ي ــائ7ر$ةm ك8 ــل~ س$ وت$ظ8

1م$ــا كــان8 يوم\ــا ص$ــاحب\ا وح$م7يم$ــا

فالرومانسي ل يبصر على الرض إل الشرور، فيكثر من الشكوى باث22oا مش22اعر السأم واليأس، متخو�فا من الوت الذي ينتظره ليدس�ه تت التراب وكأنه ل يكن ش22يئا، وهو ف هذه الدنيا غريب يشقى بغربة وسط متمعه، غي قادر على النس22جام مع22ه؛

2لذلك فإن�ه يتار العزلة حلò لغترابه:

ــد!ني$ا ــا ف ال يا ص$ميم$ الياة7 ك8م أن$

ــي ــة7 ن$فس7 ــق8ى بغ!رب ــب أش غري

ــيد$ غريب� بي$ قــوم/ ل ي$فهم!ــون8 أ8ناش7

فpــــؤاد7ي ول8 مع$ــــان7يب!ؤس7ي

ـــود/ ـــل/ ب7قpي ـــود/ م!ك8ب@ ـــس7ف و!ج! xـــك� و$ن ـــائه/ ف ظ8ل8م7 ش$ ت

ويقول أيضا:

ــد!ني$ا ــذ7ه ال ــش$ ف ه ــت$ ل أنx أ8ع7ي لي&

3س$ــعيد\ا ب7وح&ــد$ت7ي وان&ف7ــر$اد7ي

120، ص: ،1970 ، الدار التونسية للنشر، تونس " اغان الياة" - أبو القاسم الشاب، 1169: - نفسه ، ص2171 - نفسه، ص: 3

34

Page 38: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الول ماهية الغتراب

ب$عيد\ا عن أpم$̂تي و ب7ل8اد7ي ع7يش$ةm ل7لج$مال7 و الف8̂ن أ8ب&غ7يه$ا ع7

ب$عيد\ا عن ل8غ&و7 تلك$ الن@واد7ي و ب$عيد\ا عن ال8دين$ة 7 و النTاس7

فالرومانسي ينشد العزلة، لن�ه منشغل بذاته متمركز حولا حس�اس ت22اه الع22الالارجي وهروب منه، يبحث لنفسه عن يوتوبيا خاص�ة به بعيدة عن الواقع الليء بالشر.

وبعد هذه الوقفة عند معان الغتراب اللغوي والصطلحي ف كل م22ن الفك22ر العرب والفكر الغرب، وعلم النفس وعلم الجتماع يت�ضح لنا أنo الغتراب ظاهرة إنسانية ملزمة لوجود النسان استطاع أن يعكسها ف الدب والعلم، والغ22تراب يتش22عب ويتعقد ويتقمص دللت أكثر عمقا واختلفا كلما تطورت الياة البش22رية وتن22وعت الظروف والعوامل الؤثرة فيها ،على أنo العامل الشترك بي هذه العان الختلفة يكمن ف عجز النسان عن التأقلم مع الخرين داخل التمع الواحد، مع فارق تفسي كل فري22ق

لبواعثه وطرق قهره وماربته. وسأحاول ف الفصل القبل الكشف عن الغتراب ف الشعر العرب القدي و الشعر

العرب الديث ، من خلل تليل بعض النصوص الشعرية .

35

Page 39: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

الفصل الثان : تليات الغتراب ف الشعر العرب القدي والديث

سنحاول ف هذا الفصل تتبع جذور ظاهرة الغتراب ف الش22عر العرب الق22دي والديث، وذلك من خلل تليل بعض النصوص الشعرية القدية بداية م22ن العص22ر الاهلي وصول إل العصر الديث أين اتذت هذه الظاهرة أبعادا أكثر عمقا وتش22عبا؛ نظرا لتعقد الياة آنذاك ،وسنقتصر ف دراستنا على ناذج شعرية لهم الشعراء ال22ذين كابدوا مشاعر الغتراب الكان والنفسي على حد سواء، فجعلوا من إب22داعهم م22رآة

لنفوسهم الضائعة والمز�قة ف متاهات الغربة. :الغتراب ف الشعر القدي : أول

لقد خص�صت هذا البحث للشارة إل بواعث الغتراب عن22د أه22م الش22عراء الاهليي وإل كيفية قهرهم لذه الظاهرة الoت بدت مستفحلة ف قصائدهم ،وهو ما تنبئ عنه مطالع معلقاتم، بالضافة إل ما يكن أن نستشفoه من خلل مواقف بعضهم م22ن النظام الجتماعي القبلي الذي كان سائدا آنذاك، وشج�ع نو مشاعر الغتراب والتمر�د

."الصعاليك"عند مموعة منهم أ§طلق عليهم تسمية : الشعر الاهلي1-

:مشاعر الغتراب ف القدمة الطللية 11- إنo التأمل لظاهرة الطلل ف الشعر العرب القدي يدرك أن�ها ليست مرد لبنة م22ن اللبنات الساس ف البناء الفن للقصيدة الاهلية؛ كما أن�ها ليست كما يق22ال عنه22ا ف النقد العرب القدي تقليد ت اعتماده لبتداءات الشعار ، ولكنها تعدو ذلك لتكون بثابة النفذ الذي يعب�ر الشاعر من خلله عن مواقفه من الوجود والشياء ورؤيته الاصة للعال، فهي بذلك ل تلو من الصور والدللت النفسية الoت تنبئ عن الالت الشعورية ال22oت

فمع22اودة الطلل والوق22وف«تعتري الشاعر، ومن بينها إحساسه العميق بالغتراب،

36

Page 40: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

الشعورية الoت)1(عليها والبكاء عندها ما هو إلo صورة من صور التعبي عن هذه الالة »تنتابه وبختلف أبعادها، فالطلل يكشف عن اغتراب مكان واغتراب وجودي.

:الغتراب الكان 1.1.1. يبدو أنo الغتراب ق¹̧در@ الشاعر العرب القدي ، فقد فرضته عليه ظ22روف بيئت22ه

. حيث أنo حياة الب22داوة)2(القاسية « الoت ظلت تواجه حياته بتحدي الرحيل البدي » والتمي�زة بعدم استقرارها أجبته على التغرب والنتقال من مكان إل مكان آخر ؛ « بثا

.)3(عن الكل والاء وتتبع مساقط الغيث » فحياة العرب تضرب ف التاهات بل انقطاع ،ورحيله ل يهدأ سعيا وراء الط22ر والصول على الكل، وهكذا كانت مطالع القصائد الاهلية حديثا عن الطلل بقاي22ا الوطن الهجور؛ لن�ه « يكن القول إن الوطن بالنسبة إل القبيلة ما هو إلo ذلك الك22ان

وعند انتقالا إل مكان آخ22ر)4(الدد الذي توجد فيه ف هذه اللحظة التاريية العينة » يصبح هذا الخي موطنا جديدا، وعلقة النسان بوطنه علقة مي�زة « فالنسان يرتب22ط

. ولذلك كان من الطبيعي)5(بوطنه ارتباطا وثيقا ، وتأثي الوطن ف النسان أمر متوم » أن تنجم علقة مبة ووشائج النتماء بي الفرد والوطن؛ أي: الكان الذي و@ل22د في22ه ،

تشد�ه إليه دوما ، وتعله يس بالل والزن والضياع كلما ابتعد عنه و فارقة. وف غربته هذه تنتابه مشاعر الني إل دياره وأهله وباص�ة إل لرأة البيبة ، الoت

تلoت عن الكان بغي رجعة.

.13 عادل اللوسي ، « الغتراب والعبقرية » ، ص : )(1 ،1 سعد حسون العنبكي ، « الشعر العرب القدي ، دراسة ف تأويلته النفسية والفنية » ، دار عجلة ، الردن ط )(2

273 ، ص :2007 ، ص :1966 ينظر ابن قتيبة ، « الشعر والشعراء » ، تقيق ممد أحد شاكر ، دار العارف ، مصر ، القاهرة ، )(3

10 – 15..326 ، ص : 1979 وهيب طنوس ، « الوطن ف الشعر العرب » ، منشورات جامعة حلب ، د.ب ، )(4 ، ملة الداب والعلوم النسانية ، جامعة بلعباس ، دار الغرب ،"ظاهرة الغتراب ف الشعر العرب" ناصر صبار ، )(5

.171، العدد الول ، ص : 2001 – 2000وهران ،

37

Page 41: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

واستجابةÐ لذه الحاسيس ل يد الشاعر ب@دöا من التعبي عن « حزنه واك22تئابه ف القدمة الطللية ، وهو يرى عوال الذبول والفناء والسكون ف الكان الذي ه22اجر من22ه

. فولoدت هذه)1(أهله، وهو يعيش تداعي الذكريات وغياب الرأة ف هذا العال القاسي » الغربة وم@فارقة الكان غربة اجتماعية ووحشة بعد النس ف قرب اله22ل والحب22اب

والديار. وفيما يلي عرض لبعض القدمات الطللية مع تليلها والكش22ف ع22ن مش22اعر الغتراب الكان والجتماعي الoت اجتاحت نفوس قائليها من الشعراء الق22دامى عل22ى

.)2(اعتبار أنo «الاهلي امرؤ شديد الحساس بالكان ، مرهف الشعور به »:)3(ي@عد� امرؤ القيس أو�ل من بكى الطلل. ويقول ف مطلع معلقته

ب7س7قxط7 اللyو$ى ب$ي&ن$ الد|خ!ول7 ف8ح$و&م$ل7ق7ف8ا ن$ب&ك7 م7ن& ذ7كxر$ى ح$ب7يب/ و$م$ن&ز7ل7ل7ل8م$ا ن$س$ج$ت&ه$ا م7ن& ج$ن!وب7 و$ش$م$ـأ8ف8ت!و&ض7ح$ ف8ال7قxر$اة7 ل8م& ي$ع&ـف! ر$س&م!ه$ا

لقد نفذ الاء والكل إذن، وجاء وقت الرحيل عن الوطن والبحث عن مكان آخر تتوفر فيه أسباب العيش،ورحلت البيبة مع قبيلتها فبدأت غربة الشاعر الذي كان يعزي نفسه بالوقوف على الطلل واصفا ما تبقى من تفاصيل حزينة ف الكان ويربطها بغياب الحب�ة؛ الذين ملوا تلك الديار،واليوم أصبحت موحشةخالية من قاطنيها، فأض22حت نفسه مثقلة باللم و الحزان و التحس�ر على ما مضى من ساعات النس والق22رب و

الني إل اليام الوال.

، رسالة ماجس22تي ، جامع22ة"الكان ف القصيدة الاهلية ، دراسة لوضوع الصحراء" شهيناز بسمة بن زرقة ، )(1.89، ص : 2001 – 2000تلمسان ،

،1989 إبراهيم خليل ، « ظاهرة القلق ف الشعر الاهلي » ، دار طلس للدراسات والترجة والنشر ، دمشق ، )(2.117ص :

و21، ص : 2004 ، 4الديوان ، اعتن به و شرحه عبد الرحن الصطاوي ،دار العرفة ، بيوت ، لبنان، ط) (322.

38

Page 42: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

:1 يقول الارث ابن حلزة ق! ف7ت$اق/ ف8ع$اذ7ب!ف8الpح$ي@ـاةp ف8ال̂صف8ـاح! ف8ـأ8ع&ن$ـا

ف8الو$ف8ـــاء� بب7 ، ف8الش|ع&ب$ت$ان7 ف8ر7ي$ـاض! الق8ط8ـا ف8أ8د&و7يـةp الش|ـر

ف8ال�ب&ــل8ء� ي$ـو&م$ د$لxهاm و$ م$ا ي!ع7ي! ل8 أ8ر$ى م$ن& ع$ه7د&ت! ف7يه$ا ف8أ8ب&ك7ي الـ

الب!كpــاء� 2ويقول النابغة الذبيان

أ8قxو$ت& و$ط8ال8 ع$ل8ي&ه$ا س$ال7ف!ي$ا د$ار$ م$ي@ـة8 ب7الع$لxي$ـاء7 ف8الس@ن$ـد7ال�ب$د7

ع$ي@ت& ج$و$اباm و$م$ا ب7الر@ب&ع7 م7ن& أ8ح$د7و$ق8فxت! ف7يه$ا أ8ص7يلm ك8ي& أpس$ائ7لpه$ـا ول يفت الشاعر تسيد موقف الرحيل وهو اللحظة الت تبدأ فيها غربته الكاني22ة بانتقاله للبحث عن مكان خصبÄ آخر، وغربته العاطفية عندما يد نفسه بعي22دا ع22ن مبوبته الت رحلت مع قبيلتها، وهكذا يتداخل موقف الرحيل مع موقف الطلل، مول22دا

اغترابا قاسيا يكابده الشاعر.:3يقول امرؤ القيس مصورا أثر مشهد الرحيل ف نفسه

ل8د$ى س$م!ر$ات7 ال8̂ي ن$اق7ف! ح$ن&ظ8ل7ك8أ8̂ني غ8د$اة7 الب$ي&ن7 ي$و&م$ ت$ح$م@لpـوا ي$قpولpون8 ل8 ت$ه&ل7ك& أ8س$ى و$ت$ج$م@ل7و!قpوفاm ب7ه$ا ص$ح&ب7ي ع$ل8ى م$ط7̂يه7م!

: 4ويكب حزن الارث ابن حلزة عندما أخبته أساء بأنا راحلة مع قبيلتها فيقول ر!ب@ ث8او/ ي!م$ل~ م7ن&ه! الث�و$اء� آذ8ن$ت&ن$ا ب7ب$ي&ن7ـه$ا أ8س&م$ـاء� ف8أ8د&ن$ى د7ي$ار7ه$ا ال8لxص$اء� ب$ع7د$ ع$ه&د/ ل8ن$ا ب7ب$ر&ق8ة8 ش$م@ا

21:. م، ص1991، 1 الديوان، جع وتقيق وشرح: إميل بديع يعقوب ، دار الكتاب العرب ، بيوت ، ط1. 32: ، ص 2005، 2 الديوان، حدو طماس، دار العرفة ، بيوت ، لبنان ، ط224- 23 الديوان، ص :3.19: الديوان، ص4

39

Page 43: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

:1ويقول لبيد معبا عن موقف الرحيل القاسي م7ن&ه$ا و$غpود7ر$ ن!ؤ&ي!ه$ا ، و$ث8ام!ه$ا ع$ر7ي$ت& و$ك8ان8 ب7ه$ا ال8م7يع! ف8أ8ب&ك8ر!وا

ف8ت$ك8ن@س!وا قpطxناm ت$ص7ر| خ7ي$ام!ه$اش$اق8ت&ك$ ظ8ع&ن! ال8̂ي ح7ي$ ت$ح$م@لpوا:2"هريرة" و يقول العشى واصفا الل الذي اعتراه عند رحيل مبوبته،

pأ8ي|ه$ا الر@ج!ل mت!ط7يق! و$د$اعا xف8ه$ل pب$ م!ر&ت$ح7لxو$̂دع& ه!ر$ي&ر$ة8 إ7ن� الر@ك عن أزمته العميقة الoت سببها الرحيل :)3(وتفصح أبيات عنترة

ز!م@ت& ر7ك8اب!ه!م& ب7ل8ي&ل/إ7نx كpن&ت7 أ8ز&م$ع&ت7 الف7ر$اق$ ف8إ7ن@م$ام!ظxل7ـــم7

و$س&ط8 ال̂دير7 ت$سف ح$ب@ما راعن إلa ح$م!ولة أه&ل7هــاال7م&خ7م7

mوب$ـةpن$ت$ان7 و$ أ8ر&ب$ع!ون8 ح$لxك8خ$اف7ي$ة7 الغ!ر$اب7ف7يها اث mس!ودا ال�س&ح$م7

وقد وظoف لفظة الغراب السحم لا لا من دللت نفسي�ة توحي بالغربة وفجيعةالفقد.

والنابغة الذبيان يرفض ذلك الغد الذي يرمه من أحبته الذين سيحلون إذا ما هو:)4(أقبل، فيقول

ل8م@ا ت$ز!لx ب7ر7ح$ال7ن$ا ، و$ك8أ8نx ق8د7أ8ف7د$ا الت@ر$ح|لp، غ8ي&ر$ أ8ن� ر7ك8اب$ن$ـا

.108: ، ص2004 ، 1 دار العرفة ، بيوت ، لبنان ، ط، الديوان ، اعتن به حدو طماس 1 أبو عبد ال السي بن احد الزوزن، "شرح العلoقات الس�بع"، منشورات دار مكتبة الياة ، بيوت ، لبنان ،2

.314: د.ت ، ص. 80: ، ص1893 ، 4 الديوان ، مطبعة الداب ، بيوت ، ط )(3.38 الديوان ، ص : )(4

40

Page 44: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

mو$ب7ذ8اك$ خ$ب@ر$ن$ا الغ!د$اف! ال�س&و$د ز$ع$م$ الغ!ر$اب! أ8ن� ر7ح&ل8ت$ن$ا غ8داإ7نx ك8ان8 ت$فxر7يق! ال�ح7ب@ة7 ف7ي غ8د7 ل8 م$ر&ح$باm ب7غ$د/ و$ل8 أ8ه&لm ب7ـه7

وبعد هذه الوقفة على هذه النماذج الشعرية يكننا أن نستخلص أنo الغ22تراب الكان ف شعر الطلل كامن ف ظاهرة الغياب والحساس الانق بالفق22د والرم22ان الذي يطو�ق الشاعر: فقدان وطنه( أعز� ما يلك العرب)، فهو كرامته ال22oت ل يس22تغن عنها،إضافة إل فقدان منازل القبيلة والهل والبيبة ، كل ذلك يولoد مشاعر الش22وق والني ، كما أنo ضياع هذه الشياء يعن فقدان الاضي السعيد والياة الصبة المتع22ة

م�ا يبعث على الكآبة والل والزن والسى. :الغتراب الوجودي (الزمان) 2.1.1

إنo القدمة الطللية ف الكثي من جوانبها ، تعبي عن إشكالية وجودي22ة مؤل22ة ، إشكالية تضرب بوجودها ف صميم الواقع النفسي للنسان الاهلي ال22ذي يرب22ط بي الزمان والكان ؛حيث نلحظ كيف « يصبح الكان والنسان مو̧ريÁ نب22ض الش22اعر الاهلي بالياة وبؤرة فيضه ، الكان يس�د عبور الزمن عليه، والنسان يس�22د عب22ور الزمن عليه . ولن النسان ب@عد من أبعاد الزمان فقط فإنن22ا ل نراه22ا إلo بوص22فهما، Ðف لظة التغيي أو عملية الكان حي يكون ط¹ل¹ل oموضوعا للتغيي، فهما ل يتجليان إل

، وعليه،)1(أو لظة رحيل الماعة عنه، ويبز النسان حي يسجل التغيي ساته عليه » فقد كان إحساس النسان الاهلي بفعل الزمن ف الكان قويا ذلك الزمن الذي ب22دايته اللoامعرفة، ونايته اللتصور ، إذ هو بثابة « حركة دائمة واندفاع ل يعرف ال22تراجع ،

، يهد�ده بفقدان وطنه ومكانه الذي)2(وتدفoق ل ينضب ، وتشابك ل ينقطع أو ينفصم » ألفه؛فيجعله يواجه حس التلشي والفناء والزوال ويتبه،وهو ما عب�ر عن22ه الستش22رق

كمال أبو ديب ، « الرؤى القنعة ، نو منهج نبي لدراسة الشعر الاهلي » ، اليئة الصرية العامة للكت22اب ، )(1.324 ، ص : 1986 ، 1القاهرة، مصر ، ط

،1987 مفيد قميحة ، « التاه النسان ف الشعر العرب العاصر » ، منشورات دار الفاق الديدة ، بيوت ، )(2.334ص :

41

Page 45: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

اللان فالتر براونة حي فس�ر النعة الوجودية ف بناء غرض النسيب ، م@بي�نا أنo غ22رض الشاعر الاهلي هو الشكلة الوجودية الكبى، وه22ي « اختب22ار القض22اء والفن22اء

، فبكاء الطلل ال̧دار±سة وخ@ل§و�̧ها يظهر من خلل القدمة الطللية الoت تعد�«)1(والتناهي» بق تعبيا صميميا عن لظة الوعي بالع@ري� الضاري ، أو لنقل لظة ال22وعي بغري22زةoف أوصال الياة بصمت ، ففيها تتجلى معاينة التخريب ال22ذي ح22ل �ت تدبoالوت ال بالكون والنسان ، فأباد عمرانه وأدÁ̧رس ما شي�ده، وهنا يتحو�ل الوقوف عل22ى الطلل إل وقوف على غريزة الياة؛ الoت يتمثلها الشاعر ف وجه غريزة الوت؛ ال22oت يثله22ا

، فيقف النسان عاجزا أمام هذا الزمن الذي هزمه ودم�22ر)2(الذب والقحط الطبيعي » ̧مواطنه وأجبه على الرحيل؛ فحو�ل الياة إل موت، والصب إل جذب، والن22س إل وحشة ،فحلo اليوان ملo النسان بعدما أصبح هذا الخي عاجزا عن صيانة وج22وده الضاري الذي كان للزمن دور أساسي ف قهره، فيتملoكه السى والزن وه22و يق22ف على الطلل بعد أن أدرك تام الدراك أن وجوده مدود، وسائر إل الضمحلل، شأنه

:3شأن الكان ،فهو ل يوجد إلoا ليموت، يقول بشر ابن أب خازم السدي

ث8و$ى ف7ي م!لxح$د/ ل8ب!د@ م7ن&ه! ك8ف8ى ب7ال8و&ت7 ن$ـأxياm و$اغxت7ر$اب$ا ر$ه7ي$ ب7ل8ى و$كpل~ ف8ت$ى س$ي$ب&ل8ى ف8أ8ذxر7ي الد@م&ع$ و$أ8ن&ت$ح7ب! ا7ن&ت7ح$اب$ا

ولذلك وجدنا الشاعر الاهلي يتمن لو كان حجرا حت يتجنب تأثي الزمن فيه،:4يقول تيم ابن مقبل

م$ا أ8طxي$ب$ الع$ي&ش$ ل8و& أ8ن� الف8ت$ى ح$ج$ر! ت$ن&ب!و ال8و$اد7ثp ع$ن&ه! و$ ه!و$ م$لxم!وم!.

فالتربراونة ، « الوجودية ف الشعر الاهلي » ، ملة العرفة السورية ، العدد الرابع ، السنة الثاني22ة ، حزي22ران ، )(1.161، ص : 1963

.30 ، ص : 2001 قادة عقاق ، "دللة الكان ف الشعر العرب" ، اتاد كتاب العرب ، دمشق ، )(2 .27، ص :1960 الديوان ، تقيق : عزة حسن ، مطبوعات مديرية إحياء التراث القدي ، دمشق ، 3 .198 م، ص :1995: عزة حسن ، دار الشروق العرب ، بيوت ، الديوان، تقيق4

42

Page 46: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

فتحو�له إل شيء (الجر) كفيل بأن ين�به حوادث الزمن الفجعة، فهو ي22اول الرتكاز على أشياء الكان الت توحي بالصلبة والديومة ،كرد� فعل لواجه22ة ح22س�

التلشي والفناء. :)1 ( و لبيد بن ربيعة يصو�ر أثر الزمن ف الديار فيقول

ب7م7ن\ى ت$أ8ب@د$ غ8و&لpه$ا ف8ر7ج$ام!ه$ــاع$ف8ت7 ال̂دي$ار! م$ح$ل�ه$ا ف8م!ق8ام!ه$ا خ$ل8قاm ك8م$ا ض$م7ن$ الو!ح$يT سل8م!ه$اف8م$د$اف7ع! الر@ي@ان7 ع!̂ري$ ر$س&م!ه$ا ع!وذاm ت$أ8ج@لp ب7الف8ض$اء7 ب7ه$ام!ه$ــاو$الع$ي&ن� س$اك7ن$ة¦ ع$ل8ى أ8طxل8ل7ه$ا

وقد أطل̧عنا بقوله « عفت الديار على ما أصاب ديار الي بش22كل ع22ام م22ن)2(اضطراب وبلى بسب ارتالم عنها »

:)3( و يقول النابغة الذبيان واصفا خ@لو� الديار أ8خ&ن$ى ع$ل8ي&ه$ا الaذ7ي أ8خ&ن$ى ع$ل8ى لpب$د7أ8م&س$ت& خ$ل8ء§ و$أ8م&س$ى أ8ه&لpه$ا اح&ت$ملpوا

وت@شكoل قضية عدم التعرف على الديار مظهرا آخر من مظاهر اغتراب الش22اعر؛نتيجة للستلب العرف الذي يسيطر على الوقف.

:4يقول عنترةه$لx غ8اد$ر$ الش|ع$ر$اء� م7ن& م!ت$ر$د@م7 أ8م& ه$لx ع$ر$فxت$ الد@ار$ ب$ع&د$ ت$و$ه|م7

لقد طمس الزمن ملمح الوطن، م�ا جعل التعرف عليه أمرا صعبا، يقول زهي ابن :5أب سلمى

و$د$ار� ل8ه$ـا ب7الر@قxم$ت$ي&ـن7 ك8أ8ن@ه$ـا م$ر$اج7ع! و$ش&م/ ف7ي ن$و$اش7ر7م7ع&ص$م7

.107 الديوان ، ص : )(1 1985 زكريا عبد الرحن صيام، "شعر بيد بن ربيعة بي جاهليته وإسلمه" ، ديوان الطبوعات الامعية ، الزائر ، )(2

.157، ص : .32 الديوان ، ، ص : )(3.80: الديوان، ص 4 .65م ، ص :2005، 2 الديوان، اعتن وشرحه حدو طماس ، دار العرفة ، بيوت ، لبنان ، ط 5

43

Page 47: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

ــد$ ــد@ار$ ب$ع& و$ق8فxت! ب7ه$ا م7ن& ب$ع&د7 ع7ش&ر7ين$ ح7ج@ة/ ف8ل�ي$ـا ع$ر$فxت! الت$و$ه|م7

وقد غدا وطن الشاعر مقفرا فاتذته اليوانات مسكنا لا، فخاب أمله ف عودة:1ماضيه الميل الذي اندثر مع اندثار هذه الطلل. يقول عبيد ابن البرص

غ8ي&ر$ ن!ؤ&ي7 ، و$د7م&ن$ة/ ك8الك7ت$اب7 ل7م$ن& الد@ار! أ8قxف8ر$ت& ب7ال8ن$ـاب7 و$ش$م$ال/ ت$ذxر!و د!ق8اق$ الت|ر$اب7غ8ي@ر$ت&ه$ا الص@ب$ـا و$ن$فxح! ج$ن!وب$ م7ن& ب$ن$ات7 الو$ج7يه7 أ8و& ح$ل8ب7أ8و&ح$ش$ت& ب$ع&د$ ض!م@ر/ ك8الس@ع$ال7ي

:2ويقول امرؤ القيس مصو�را حياة اليوان بتلك الطللت$ر$ى ب$ع$ر$ ال�ر$ام7 ف7ي ع$ر$ص$ات7ه$ا و$ق7ي&ع$ان7ه$ا ك8أ8ن@ه! ح$ب| فpلxفpل7

الديار الوحشة الoت قد خلت من أهلها واتذت الرام من مرتعا« وهو تعبي عن .)3(لا ، تبعر ف عرصاتا »

كخلصة لا سبق ،نقول إنo الغتراب الوجودي ف القد�م22ة الطللي22ة مرتب22ط بإحساس الشاعر الاهلي بسطوة الزمن الذي طالا واجهه بتحد�ي الوت، و جعله يتب

حس� التلشي و الفناء ،الذي يهد�د النسان و الكان, :الغتراب النفسي 2.1

لقد أدركنا فيما سبق كيف أنo الواقع الطبيعي (البيئي) ح22رم ال22اهلي نعم22ة الستقرار، وجابه بالقهر الستمر ف حلÚه وترحاله، فأسهم بقدر وفي ف اغترابه ؛ فه22ل كان الواقع الجتماعي يا ترى مهيأ لن يشيع الطمأنينة ف وجدان وحياة الاهلي ليجن�به

الغتراب ؟

.36-35 م ، ص : 1994 ، 1 الديوان، شرح أشرف أحد ̧ع̧درة، دار الكتاب العرب ، بيوت ، ط1.22 الديوان ، ص: 2 ،1 علي إبراهيم أبو زيد ، "امرؤ القيس أمي الشعر العرب الاهلية "، مؤسسة عز الدين ، بيوت ، لبنان ، ط )(3

.73 ص : 1993

44

Page 48: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

يعود الغتراب النفسي ف أساسه إل العلقة التوت�رة الoت تربط الفرد بجتمع22ه، والت تعله يفقد توازنه النفسي وعلoة وجوده وجوهره ، وبذلك يدخل عال الغتراب؛ الذي يشلo مقدرته على الفعل والتحكم ف مرى حياته، ويؤدي به إل النفصال ع22ن الخرين والتخلoي عن الياة الجتماعية كآخر مرحلة له، وهذا يوحي لنا ب22أنo أغل22ب الغتربي نفسيا كانوا مغتربي اجتماعيا، بعن أن اغترابم كان ف جانب كبي منه أثرا

من آثار نبذ التمع أو تاهله أو مطاردته لم، ومن ثø¹ أصبحوا غرباء عن الخرين . فعنترة بن شد�اد واحد من الشعراء الذين استشعروا غربتهم وهم ف أوطانم وبي•

أهليهم وذلك نتيجة جفاء القرباء. لقد كان اغتراب عنترة النفسي ف أساسه أمرا طبيعيا ناجا عن التميي2ز الع±رق22ي الذي عان منه ؛ فقد تنكoرت له القبيلة والب وأ§هي لسواد لونه ، فعاش غريبا بي ناسه الذين ل يقد�روه حق� قدره ،على الرغم م�ا قد�مه لم من انتصارات وبطولت، ول22ذلك

جاء شعره طافحا برارة الغربة م@عب�را عنها بأصدق الحاسيس.:)1(يقول عنترة العبسي واصفا غربته بي ذويه

ط8ف8ا ب$ر&د!ه$ا ح$ر@ الص@ب$اب$ة7 و$إ7ذ8ا ال̂ريح! ه$ب@ت& م7ن& ر!ب$ى الع7لxم7الو$ج&ــد7

ف8م$ا ع$ر$فpوا ق8د&ر7ي و$ل8 ح$ف7ظpوا ع$ه&د7يو$ذ8ك�ر$ن7ي ق8و&ماm ح$ف7ظxت! ع!ه!ود$ه!م&:)2(ويقول أيضا معبا عن نفس العن

و$ج$اذ8ب$ن7ي ش$و&ق7ي إ7ل8ى الع$ل8م7إ7ذ8ا ف8اض$ د$م&ع7ي و$اس&ت$ه$ل� ع$ل8ى خ$̂ديالس@ع&د7ي

و$ق7ل�ة8 إ7ن&ص$اف7ي ع$ل8ى القpر&ب7أ8ذxكpر! ق8و&م7ي ظpلxم$ه!ـم! و$ب$غ&ي$ه!ــم!و$الب!ع&ـد7

23 الديوان ، ص : )(1 31 الديوان ، ص : )(2

45

Page 49: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

mمشيـدا mف8ل8م@ا ت$ن$اه$ى م$ج&د!ه!م& ه$د$م!واب$ن$ي&ت! ل8ه!م& ب7الس@ي&ف7 م$ج&دا م$ج&ـد7ي

إنo هذا الظلم والحتقار الذي ي@كن�ه قوم الشاعر له جعل دموعه تفيض م22ن اللوالسرة على نفسه.

و تزداد غربة الشاعر عندما يلتفت حوله فل يد صديقا يواسيه ويشاركه أفراحه:)1(وأتراحه ،يقول

و$كpل~ ص$د7يق/ ب$ي&ن$ أ8ض&لpع7ه7 ح7قxد!و$كpل~ ق8ر7يب/ ل7ي ب$ع7يد! م$و$د@ة/:)2(وامرؤ القيس كعنترة عان غربة الصدقاء، يقول معب�را عن ذلك

و$ق8ر@ت& ب7ه7 الع$ي&ن$ان7 ب!̂دلxت! آخ$راإ7ذ8ا قpلxت! ه$ذ8ا ص$اح7ب� ق8د& ر$ض7يت!ه!mص$اح7ب! و$اح7داpم7ن$ الن@اس7 إ8ل� خ$ان$ن7ي و$ت$غ$ي@ـر$اك8ذ8ل7ك$ ج$̂دي م$ا أ

لقي إنسانا و رجى من22ه«فالشاعر ل يعرف معن الصداقة القيقية؛ لن�ه كلoما حسن الصحبة، وأمل فيه خيا، وجد منه عند الختبار مال يرضاه ول تقر� ب22ه عين22ه، فاستبدل به آخر لكن� التال ليس بأفضل من السابق، ذلك حظه من الناس ل يتخذ منهم

ولذلك حدث النفصال عنهم، فهم يعكسون لونا قاتا م22ن،3»صاخبا إل خانه وتغي�رنفاق التمع وزيفه.

29 الديوان ، ص : )(1.97 الديوان ، ص : )(2 ،1970، 2 الطاهر أحد مكي ، "امرؤ القيس ، أمي شعراء الاهلية ، حياته وشعره"، دار العرفة، القاهرة ، ط 3

. 251: ص

46

Page 50: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

طرفة بن العبد ظلم الهل وذوي القرب، فبعد وفاة والده اغتراب مصدر وكان وهو حدث « كفله أعمامه ، إلo أن�هم أساءوا تربيته ، وضيقوا عليه ، فهضموا حق22وق

:)2( مستغلoي يتمه وصغر سنه، فعب�ر عن مأساته شعرا قائل) 1(أم�ه البعيدة عن قومها » mر&ب$ى أ8ش$د| م$ض$اض$ةpم! ذ8و7ي القxلpه$ن@د7و$ظpس$ام7 الpع7 الxع$ل8ى ال8ر&ء7 م7ن& و$ق

إن الظلم ي@ولoد إحساسا قاهرا لدى الفرد، فكيف إن كان مصدره أقرب الن22اس، فمن الؤكoد أن�ه سيكون « أشد� تأثيا على النفس من ضرب السيوف القاطعة ، وه22ذا

؛ لن�ه ح@رم من) 3(الوقف الشعري يؤكoد إحساس طرفة بالظلم وإحساسه أيضا باليأس » حقوقه، فما كان منه إل أن سلك طريقا رأى فيه خلصه ،فانكب� على شرب الم22ر لعلoه يقهر يأسه وينسى الور السلoط عليه، ولكن رد� فعل القبيلة جاء قاس22يا ؛حي22ث

طردته لن�ه خرج عن قيمها.:)4(يقول طرفة

و$ب$ي$ع7ي و$إ7ن&ف8اق7ي ط8ر7يف7ي و$م!ت&ل8د7يو$م$از$ال8 ت$ش&ر$اب7ي الpم!ور! و$ل8ذ�ت7يو$أpفxر7د&ت! إ7فxـر$اد$ الب$ع7يـر7 الpع$ب@د7إ7ل8ى أ8نx ت$ح$ام$ت&ن7ي الع$ش7ي$ةp كpل~ه$ا

وعندما وجد طرفة نفسه وحيدا آخر الطاف راح يطوف بطول البلد و عرضها وعاش غريبا مروما من الهل و العصبية الت هي ركيزة الياة القبلية فضاق ذرعا بياة الغربة وتن لو أن�ه عاش حياته بي أقاربه، و"لكن�ه ل يستطيع أن يقق هذا التوازن فأهله

5اتفقوا على ظلمه و احتقاره و قطع حبال الود� الت يريد لا أن تقوى و تشتد�"

.320 فتحي أحد عامر ، "ف مرآة الشعر الاهلي" ، دار العارف ، السكندرية ، د.ت ، ص : )(1.36 ، ص : 2003 ، 1 الديوان ، اعتن به حدو طماس ، دار العرفة ، بيوت ، لبنان ، ط )(2 علي إبراهيم أبو زيد ، « طرفة بن العبد شاعر البحرين ف الاهلية ، دراسة أدبية لشعره وشرح ديوانه » ، مؤسسة )(3

.59 ، ص : دار الندلس للطباعة و النشر ، بيوت ، لبنان، 1983، 1عز الدين للطباعة والنشر ، بيوت ، ط.33 الديوان ، ص : )(4.288: م، ص2004 عبد العزيز نبوي، "دراسات ف الدب الاهلي"، مؤسسة الختار للنشر و التوزيع، القاهرة، 5

47

Page 51: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

إنo التأمل ف شعر طرفة يستشف� مرارةÐ وألا وإحساسا قوي�ا بالضياع والغتراب النفسي ، كما ̧يلمح من خلل تربته بواكي فلسفية ، ت@ذكÚر بالفلسفة الادية ، وتلك

الوجودية ، لهة انسياق الشاعر وراء إرضاء غرائزه وانغماسه ف اللذة الت تشوبا الرارةوالسى وطعم السرة الداخلي الذي يتاح نفسه العذبة.

: الشعراء الصعاليك• تعد ظاهرة الصعلكة من أهم مظاهر الغتراب النفسي ف العصر الاهلي، وه22ي ثرة من ثار انعدام الشعور بالتوافق مع قيم الماعة ،واحتجاجا على غياب العدل ولتخلoف أهم الشروط الضرورية الت يعتمدها مبدأ التكافؤ، و هو أ§ول ضرورات التكافل الجتماعي بي أفراد القبيلة،كما تعد� و تردا على النظرة العرقي22ة ال22ت

كانت تولoد أزمات نفسية عند من رفضت القبيلة أن تنسبهم إليها. كل هذه العوامل دفعت الصعاليك إل الثورة على الؤس�سة القبلي�ة الت س22لoطت

على أفرادها قيما ماد�ية و معنوي�ة أرهقتهم و زعزعت استقرارهم النفسي. لقد « كانت الروح القبلية هي الساس ف الرؤية الاهلية على الغ22الب . وإن هذه الروح كانت توفoر إمكانية الساواة النظرية بي كل الفراد على الصعيد النظ22ري ،

؛ لنo الياة القبلية مؤس�سة عل22ى)1(لكن الفوارق ف الواقع العملي كانت كبية جدا » مبدأ القوة أو�ل ،و عليه، فإن تقيق الساواة كان ضربا من الستحيل، وق22د أد�ى ه22ذا الواقع الظال بجموعة من الفراد (ل§ق±øبوا بالصعاليك) إل رفضه والتمرد على قيم القبيل22ة والروج عنها، فهي قيم أساسها القهر واللoعدالة ، فالقبيلة ل ت@ق́در هؤلء ول تع22ترف بكفاءاتم (معظمهم كان يتلك صفات الشجاعة والقوة) واحتقرتم لفقرهم ،فكره22وا الفقر؛ لن�ه سبب ف هوان منلتهم الجتماعية و« التأمل ف أخبار الصعاليك وأشعارهم يلفت نظره إحساس مريب بوقع الفقر على نفوسهم، وشكوى ص22ارخة م22ن ه22وان منلتهم الجتماعية وعدم تقدير التمع لم، وعجزهم عن الخذ بنصيبهم م22ن

.265 خليل إبراهيم ، « القلق ف الشعر الاهلي » ، ص : )(1

48

Page 52: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

الياة كما يأخذ سائر أفراد متمعهم ، أو الوقوف معهم على قدم الساواة ف مع22ترك الياة ، ل لن�هم عاجزون وإنoا لنo متمعهم ظلمهم وحرمه22م م22ن تل22ك العدال22ة الجتماعية الت يطمح إليها كل فرد ف متمعه ، وجر�دهم من كل الوسائل الشروعة الت

. فلم يكونوا ليقبلوا باته القاييس ال22ائرة)1(يواجهون با الياة كما يواجهها غيهم » الoت فرضتها القبيلة، فثاروا عليها وأشهروا السلح ف وجه متمع ظال سحقهم ول يبال

بم. صعلوك من أشرف الصعاليك يعيش لغيه«وعروة ابن الورد من أشهرهم، وهو

أكثر ما يعيش لنفسه، ويبذل كل شيء ف سبيل الغي، أم�ا صعلكته فعن حاج22ة وفق22ر فقد كان يدرك جي�دا أثر الفقر ف غربة النس22ان، 2»وعن رغبة ف إغاثة ذوي الاجة

بي أهله وذويه، ولذلك اتذ من الغارة وسيلة لكسب الال حرصا منه على النتم22اء، :3يقول معب�را عن هذا العن

ر$أ8ي&ت! الن@اس$ ش$ر|ه!م الف8ق7ي!د$ع7ين7ي ل7لxغ7ن$ى أ8س&ع$ى، ف8إ7̂ني و$إ7نx أ8م&س$ى ل8ه! ح$س$ب� و$خ$ي&ر�و$أ8ب&ع$د!ه!م& و$أ8ه&و$ن!ه!م& ع$ل8ي&ه7م& ح$ل8يل8ت!ه! ، و$ي$ن&ه$ر!ه! الص@غ7يـر!و!ي!قxص7يه7 الن@د7ي| و$ت$ز&د$ر7يه7

ف̧توفúر الال يصل عروة بذوي القرب و الناس، وبذلك ل يعيش على هامش الياة:)4 (غريبا بينهم ،ومن هنا كان يسعى جاهدا للحصول عليه، يقول

ش$ك8ا الف8قxر، أ8و& ل8م$ الص@د7يق! ف8أ8كxث8ر$اإ7ذ8ا ال8ر&ء� ل8م& ي$طxلpب& م$ع$اشاm ل7ن$فxس7ـه7 ص7ل8ت! ذ8و7ي القpر&ب$ى ل8ه! أ8نx تنك8ـر$او$ص$ار$ ع$ل8ى ال�ذxن$ي&ن ك8ل© ، و$أ8و&ش$ك8ت& م7ن$ الن@اس7 ، إ7ل� م$ن& أ8ج$̂د و$ش$م@ـر$او$م$ا ط8ال7ب! ال8اج$ات7 ، م7ن& كpلy و7ج&ه$ة/

.33 ، د.ت.ن ، ص : 3 ، دار العارف ، القاهرة ، ط"الشعراء الصعاليك ف العصر الاهلي" يوسف خليف ، )(1. 1/129، 3 حنا الفاخوري، "موجز ف الدب العرب وتاريه، الدب العرب القدي"، دار اليل ، بيوت، ط2.58م ، ص:1998 الديوان، دراسة وشرح وتقيق: أساء بوبكر، دار الكتب العلمية ، لبنان ، 377الديوان، ص :) (4

49

Page 53: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

ت$ع7ش& ذ8ا ي$س$ار/ أ8و& ت$م!وتو$ ا7لxت$م7ــس& الغ7ن$ى ال7 ف8س7ر& ف7ي ب7ل8د7ف8ت!ع&ــذ8ر$ا

إضافة إل العامل القتصادي التمثل ف عدم الساواة والعدالة الجتماعية ،هن22اك عامل آخر ساهم ف وجود ظاهرة الصعلكة وهو عامل الهتمام بالنقاء الس@لل ، الذي كان سببا ف اضطهاد النسان ، حيث تر�ع أبناء الماء والبش22يات م22رارة ذل22ك الضطهاد، إذ « نبذهم آباؤهم ول يلحقوهم بم لعار ولدتم مثل السليك بن السلكة وتأبط شر�ا والشنفرى، وكانوا يتشاركون وأمهاتم ف سوادهم فسموهم وأضرابم باسم

والتسمية لوحدها تمل ما تمل من دللت الغربة.)1(أغäربة العرب » لقد فرض العرف العام على الباء عدم العتراف بأبنائهم الذين ي@ولدون لم من غي النساء العربيات ما نم عنه معاناة نفسية شديدة لدى هؤلء الشعراء ، فحرمانم من النسب دفعهم إل النقمة على الزمن والتمرد على بيئتهم . وكان من بينهم م22ن هج22ر القبيلة وتلoى عن جنسيته القبلية مثل الشنفرى الذي خ22رج إل ال22باري واس22تأنس بالوحش، وات�خذه رفيقا له بدل الناس ،وهو ما عب�ر عنه ف لمية العرب؛ وهي القصيدة الoت تضعنا « أمام ذات أرهقها التمع النسان بظلمه وأذاه وبغضه ، فإذا ه22ي تل22ع

إذن، لقد اختار)2(انتمائها إل هذا التمع وتؤسس انتماء جديدا لا إل التمع اليوان » الشنفرى الفارقة مستغنيا عن النتماء لقبيلته معلنا الرب عليها ، وبانسحابه من الماعة القبلية كان مضطرا لن يهجر القبيلة، فكان اغترابه الكان نتيج22ة مباش22رة لغ22ترابه

النفسي وعدم تواؤمه مع القبيلة.:)3(يقول الشنفرى

ف8إ7̂ني ل7ق8و&م/ س7و$اكpم& ل�ميــلpأ8ق7يم!وا ب$ن7ي ق8و&م7ي ص!د!ور م$ط7̂يكpـم!

.375 ، د.ت. ، ص : 8 شوقي ضيف ، « العصر الاهلي » ، دار العارف ، القاهرة ، ط )(1.265، ص : "شعرنا القدي والنقد الديد " وهبة أحد رومية ، )(2-58، ص :1996 ، 2: إميل بديع يعقوب ،دار الكتاب العرب ، بيوت ، ط الديوان ، جع و تقيق و شرح )(3

59

50

Page 54: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

و$أ8ر&ق8طp ز!ه&لpولp و$ع$ر&ف8اء� جي&ئ8لpو$ل7ي د!ون$كpم& أ8ه&لpون8 س7يد! ع$م$ل�ـس! ل8د$ي&ه7م و$ل8 ال8ان7ي ب7م$ا ج$ر@ ي!خ&ذ8لpه!م& ال�ه&ـلp ل8 م!س&ت$و&د$ع! ال̂سر7 ذ8ائ7ع!

فالشنفرى وجد عند اليوانات ما ل يده عند البشر على الرغم م22ن ض22راوتا وشراستها، فاختار الفارقة لoا « رأى الناس وحوشا ، ورأى الوحوش أجدر بالعاشرة ، صار الضور عنده اختيارا يسنده الغتراب عن الناس والص22غاء للك22ون ، الك22ون أرحب : ذئابه ، ضباعه ، نوره ، قطاه ، أفاعيه ، ج±ن�ه ، صحراؤه وليله : كلها أه22ل

)1(للشنفرى ل يضيقون به ول يضيق بم » والوضع نفسه قائم عند تأبط شرا، فقد ألف الوحوش وألفته حت�ى أن�22ه تن�22ب

صيدها)2 (:يقول

و$ي!ص&ب7ح! ل8 ي$ح&م7ي ل8ه$ا الد@ه&ر! م$ر&ت$عاmي$ب7يت! ب7م$غ&ن$ى الو$ح&ش7 ح$ت@ى أ8ل7فxن$ه! ف8ل8و& ص$اف8ح$ت& إ7ن&ساm ل8ص$اف8ح&ن$ه! م$عـاmر$أ8ي&ن$ ف8ت$ى ل8 ص$ي&د$ و$ح&ش/ ي!هم|ه!

:)3(ويقول أيضا ف8ي$ا ج$ار$ت$ا أ8ن&ت7 م$ا أ8ه&و$ل8ف8أ8ص&ب$ح&ت! و$الغ!ولp ل7ي ج$ار$ة¦

فهل أغن اليوان الشاعر عن النسان والياة الجتماعية ف كنف القبيلة؟ ،وهلساعده على قهر اغترابه كما يؤكد الشاعر القدي ذلك ف قصائده ؟

إنo التفحص لذه القصائد الت يد�عي فيها الشاعر أ§نسه باليوان،يستشعر أن�ه22ا م@بطنة بالل والرارة والزن الذي يي�م على هؤلء الصعاليك ، فهم وإن كانوا يرفضون قيم متمعهم والقبيلة ، ويستغنون عنها ظاهرا إلo أن�هم ي@خفون شوقا عارم22ا للنتم22اء إليهما، فهم أصبحوا غرباء تد�دهم حياة التيه والتشرد والضياع، فحن�وا إل العيش وسط

عبد الفيظ بوردي ، « النص الشعري العرب العاصر ، من حضور الوهم إل بلغة الشهود » ، دار البشائر للنشر )(1.18 ، ص : 2002 ، 1والتصال ، الزائر ، ط

.35-34 ، ص : 2003، 1 الديوان ، اعتن به عبد الرحن الصطاوي ، دار العرفة ، بيوت ، لبنان ، ط )(248 نفسه ، ص : )(3

51

Page 55: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

قبائلهم حياة الماعة بدل أن يقاسوا الوحدة؛ لنo الجتماع بالنسبة للنسان ض22رورةوجودية.

وإذا كان الشنفرى تلoى عن النسية القبلية بكامل إرادته ،فإنo هن22اك مموع22ة أخرى من الصعاليك أ§جبت على فعل ذلك، وقد ل§قÚبوا بال§لعاء ؛لن�هم ج@22́ردوا م22ن النسية القبلية وط§ردوا من القبيلة؛ وذلك لروجهم عن إرادتا ورفضهم الذعان لا، أو لا ارتكبوه من ̧جرائر فتب�أت من نسبتهم إليها ،حت�ى ل تتحم�ل حايتهم، ومن بي هؤلء

:)1(ند قيس بن الدادية الذي أشار إل عمق الرارة الت ولoدتا أزمة اللع ف نفسه قائل و$كpل~ه!م& ب$ع&د$ الص@ف8ا ق8ـال7يه7أ8ن$ا ال�ذ7ي ت$خ&ل8ع!ه! م$و$ال7يه7 أ8ن$ا إ7ذ8ا ال8و&ت! ي$ن!وب! غ8ال7يهو$ك8ه&لpه!م& ي!قxس7م! ل8 ي!ب$ال7يه7

فالليع وضيع ف متمعه ، يدفع به عنف الياة ف الصحراء لي@واجه مصيه الهول وحيدا دون حاية حت�ى تتبخ�ر الطمأنينة والمن اللذان ي@وفÚرها النتماء والق22رب م22ن الهل، ويصو�ر العشى الالة الأساوية الت يعيشها الغريب بدق22ة ويعرض22ها بك22ل

:)2(تفاصيلها، قائل ع$ل8ى م$ن& ل8ه! ر$ه&طp ح$و$ال7يه7م$ت$ى ي$غ&ت$ر7ب& ع$ن& ق8و&م7ه7 ل8 ي$ج7د& ل8ــه!

م!غ&ض$ب$ا م$ص$ار7ع$ م$ظxلpوم/ م$ب$ج@ر$او$ي$ح&طم! ب7ظpلxم/ ل8 ي$ز$الp ي$ر$ى ل8ــه!

و$م$س&ح$ب$اي$كpن& م$ا أ8س$اء� الن@ار$ ف7ي ر$أxس7 ك8ب&ك8ب$او$ت!د&ف8ن! م7ن&ه! الص@ال7ح$ات!، و$إ7نx ي!س7يء»

فالعشى ي@و́ضح من خلل هذه البيات « الرادة التلفة عند النسان الغريب ، فل يوز له أن يغضب ، ول يق له أن يعترض ، فل مال له ف الالتي بعد أن ح@22رم

2: إحسان عباس و إبراهي22م الس22عاف ، دار ص22ادر ، بيوت، ط ، تقيق"الغان" أبو الفرج الصفهان ، )(12004،14 / 102 ،

أب العباس ثعلب ، مطبعة أدولف هلز هوسن، فيانة ، كتاب الصبح الني ف شعر أب بصي، شرح )(2 :1927، 88ص :

52

Page 56: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

م�ن يشد� أزره إذا خاصم ، وليس هنالك من ينتصف له ف لظات الحتك22ام ، عل22ى ؛ لنo هذا الصم ينتمي إل القبيلة الت طلب إليها الليع الوار،)1(العكس من الصم »

وأهل الشاعر بعيدون عنه وهو غريب ف هذه القبيلة.:)2(يقول

و$ن$اد$ي&ت! ق8و&م$ـا ب7ال8ن@س$ـات7د$ع$ا ق8و&م$ه! ح$و&ل7ي ف8ج$اء�وا ل7ن$ص&ر7ه7 غpي@ب$ـا

وكخلصة لا سبق، نستطيع أن نقول بأنo الواقع الاهلي ببعديه: الطبيعي (البيئي) م@ثل ف هجرة العرب بثا عن مواطن الاء و الكل، و الجتماعي مثل ف نظام الؤسسة القبلية القائمة على الطبقية الجتماعية و النقاء السلل فرض عليه الغ22تراب الك22ان

والنفسي، وحرمه من الستقرار و الطمأنينة.

: الغتراب ف الشعر السلمي . 2 كان ليء السلم أثرا واضحا ف الياة العربية ، فقد أس22هم ف تغيي الفك22ر الاهلي، والقضاء على العادات السيئة ،وكان لذه التغيات الاصلة دورها ف إش22اعة المن والمان ف النفوس الضائعة الضطربة. لقد أخرج السلم العرب من « ظلم22ات

وكان لتعاليمه السمحة)3(حياتم الاهلية الوثني�ة الاد�ية إل أضواء حياة روحية ساوية » الفضل ف التخفيف من حدة القلق والغتراب النفسي ال2ذي ك2ان يأس2ر أنفس22هم ويؤرقهم، حيث احتوت تعاليمه نبذ كل ما يزعزع العلقات السوية والقوية بي الناس، فقضى على العصبية، وآخى بي القبائل ،وحر�م العادات الاهلية كالخذ بالثأر ، وأصبح الناس سواسية،لنo معيار التفرقة بينهم هو التقوى (العايي الروحية) وليس العايي الاد�ية الاهلية الت تثلت ف الطبقية كأساس ف تقييم النسان ، فالال إما أن يرفع صاحبه إل

.69 عبد القادر عبد الميد زيدان ، « الغربة والتمرد ف الشعر الاهلي » ، ص : )(188 الديوان ، ص : )(2.11 ، د.ت. ، ص : 6 ، دار العارف ، السكندرية ، ط" التطور والتجديد ف الشعر الموي" شوقي ضيف ، )(3

53

Page 57: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

طبقة السادة وإما أن ي@نله إل درجة العبد الذي ت@هضم حقوقه، إضافة إل النقاء الع±رق22ي أو الس@لل كأساس ثان والذي رأينا كيف أثoر ف الكثي من س@م®وا بأغäر̧بة العرب وقضى على إنسانيتهم؛ إذ ح@رموا نعمة النتماء فقط لنo لون بشرتم ك22ان أس22ودا، فك22ان السلم واضحا بذا الشأن؛ حيث جاء ف الديث النبوي الشريف قوله الرسول ص22لى ال عليه و سلoم : « أل ل فضل لعرب على عجمي، ول لعجمي على عرب ول لحر

، كم22ا)1(على أسود و ل لسود على أحر إلo بالتقوى إنo أكرمكم عند ال أتقاكم » أنo العدالة الجتماعية والساواة الت كانت مفقودة ف العهد الاهلي أصبحت الس22مة الساسية للمجتمع السلمي الذي فرض الزكاة وجعلها ر@كنا من أركانه المسة ال22ت يقوم عليها السلم . وكان نتيجة ذلك كله انتشار المن والستقرار، وهدوء النف22وس الت شاعت فيها الطمأنينة والسلم؛ م�ا أد�ى إل اختفاء ظاهرة الصعلكة الت ل ̧يع@د ل22ا داع ي@برها . كما تبد�دت جيع الظاهر الoت كانت أساسا لظهور الغتراب النفس22ي ف العصر الاهلي . إلo أنo الغتراب الكان ظل حاضرا وبقوة ف هذه الفترة ؛وذلك نتيجة طبيعية للفتوحات السلمية؛ حيث كان « الفتح السلمي بداية التغرب القيقي ع22ن أرض الزيرة العربية بشكل كبي وم@نظoم ، وقد كانت هناك دوافع عدي22دة للش22تراك ضمن قوافل الاهدين أهها الدافع الدين، فقد لب�ى داعي اله22اد ف س22بيل ال آلف

. فوجد هؤلء السلمون أنفسهم بعيدين ع22ن)2(السلمي ، طاعة ل وابتغاء رضوانه » أوطانم مغتربي عن أهلهم وخلoنم؛ فاستبد� بم الشوق والني؛ وعصف بنفوس22هم، لقد فتحت هذه الغربة قرائح الشعراء فجاءت أشعارهم طافحة بشاعر الني إل الهل والوطن الذي فارقوه ، وزاد من هذه الشاعر صعوبة تأقلم الفاتي واندماجهم ف تلك البلدان الت فتحوها بداية المر بسبب اختلف مظاهر الياة هناك ، فبدا كل شيء غريبا عنهم، وهو ما نلمسه ف قصائدهم الت جاءت صادقة ومؤثرة تبعث السى وال22زن ف

نفوس م@تلقيها.5/102، 5 ، مكتبة العارف ، الرياض ،ط"صحيح الترغيب و الترهيب" ممد بن ناصر الدين اللبان ، )(1.21 فاطمة حيد السويدي ، « الغتراب ف الشعر الموي » ، ص : )(2

54

Page 58: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

وف هذه البيات يعب أعراب مهول عن غربته الت ضاق با بي قوم ليسوا قومه،:)1(ول من عشيته ، ول حت�ى من لسانه ، فغلبه الشوق إل أهله قائل

د$ع7 ال8ط8اي$ا ت$ن&س7م! ال8ن!وب$ إ7ن� ل8ه$ا ن$ب$ــأm ع$ج7يبـاح$ن7ين!ه$ا و$م$ا اش&ت$ك8ت& لpغ!وب$ا ي$ش&ه$د! أ8نx ف8ار$ق8ت& ح$ب7يبا

م$ا ح$م$ل8ت& إ7ل� ف8ت\ى ك8ئ7يبـاm ي!س7ر| م7م@ا أ8ع&ل8ن$ت& ن$ص7يبال8و& ت$ر$ك$ الش@و&ق! ل8ن$ا قpلpوب$ا إ7ذاm ل�ث8ر&ن$ا ب7ه$ا الن@ي7يب$ــا

إ7ن� الغ$ر7يب$ ي!س&ع7د! الغ$ر7يب$ا فقارئ هذه البيات ل يفى عنه غناها بلمح نفسية وإنسانية متوهجة ، ملمح الني والشكوى وأسى النفس الذي سببه الفراق والبعد . وقد استخدم الشاعر الطاي22اoكوسيلة للتعبي عن هذه الحاسيس الت تعتلج بي جوانه وإن كان الظاهر يوحي ب22أن الشاعر يكشف عن نفوس البل . فالطايا إذن تثل العادل الوضوعي لالة الش22اعر . و«لعل عدول الشاعر عن ضمي الفرد إل ضمي الماعة يصلح دليل على أنo هذا النص ل يعب عن حالة فردية ، بل يعب عن الناخ الروحي والنفسي العام لولئك الغ22تربي ف

وف البيت الخي يصور الشاعر العلقة)2(تلك الرحلة القلقة من حياة النسان العرب » الت تربط الغريب بالغريب (الشاعر والبل).وسعادة كل منهما بالخر ، فهما يواسيان

بعضهما، ويشعر كل واحد منهما بأساة الخر وحزنه ، فيخفف من غربته. لقد أسقط الشاعر تربته الوجدانية على هذه الطايا ماول قهر غربته والتخفيف

من وقعها القاسي على النفس ،أو ربا كسر بعض من ح±د�تا. وهذا شاعر آخر جعل من القمرية الزينة أنيسا له يستعي با ويفف عنه غربته

:)3(على اعتبار أن�ها غريبة مثله، يقول

5-4: ه ، ص1313 ، 1 ، د.ب.ن ، ط" أراجيز العرب"توفيق البكري الصديقي ، )(1.167 أحد وهبة رومية ، « شعرنا القدي والنقد العاصر » ، ص : )(2 شهاب الدين ياقوت الموي ، « معجم البلدان » ، إشراف فريد الرفاعي ، مطبوعات دار الليي ، مصر ، )(3

.114/ 5د.ت ،

55

Page 59: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

م7ن$ الد@ه&ر7 أ8ح&د$اثاm أ8ت$ت& و$خ!طpوب!أ8قpم$ر7ي@ة الو$اد7ي الaت7ي خ$ان8 إ7لxفpه$ا ك7ل8ن$ا ب7م!ر!و ر7 الش@اه7ج$ان غ8ر7يب!ت$ع$ال7ي أpط8ار7ح!ك7 الب!ك8اء� ف8إ7ن@ن$ـا

لقد انسجم الشاعر مع صوت هذه القمرية الزين؛ حيث أن�ه لم22س دواخل22هالغتربة وعب�ر عن حزنه أحسن تعبي.

وتزداد وطأة الغتراب شد�ة على النفس الشاعرة عندما ياف صاحبها ال22وت بعيدا عن أهله وخلنه،وعن وطنه الذي يتل مكانه سامية وعزيزة ف وجدانه، وهو م22ا يتجلoى ف قصيدة مالك بن الريب؛ حيث « ييش النغم الشجي منذ البداية ، ويتفجر نرoمن لوعة الني بل شلل من عذابات الفراق . وقد بلغ هذا النغم اللتاع ال22ذروة؛ لن ذلك الفراق هو الفراق البدي ، فالشاعر كان يكتب قصيدته وهو على فراش ال22وت

والقصيدة طويلة بلغ عدد أبياتا)1(طريا ف الطريق ، مغتربا عن الرض الم� والحباء »حوال ثانية وخسي بيتا، وت@عد� أطول مارثى به شاعر نفسه.

:)2(يقول مالك بن الريب م@عب�را عن غربتهmأ8ب7يت$ن@ ل8ي&ل8ـــة xز&ج7ي الق8ل8صأ8ل8 ل8ي&ت$ ش7ع&ر7ي ه$لpب7ج$ن&ب7 الغ$ض$ى أ

الن@و$اج7ي$او$ل8ي&ت الغ$ض$ى م$ا ش$ى ال̂رك8اب$ ل8ي$ال7ي$اف8ل8ي&ت$ الغ$ض$ى ل8م& ي$قxط8ع الر@كxب$ ع$ر&ض$ه! م$ـز$ار� و$ل8ك7ن@ الغ$ض$ى ل8ي&س$ل8ق8د& ك8ان8 ف7ي أ8ه&ل7 الغ$ض$ى ، لودنا الغ$ض$ى

د$ان7ي$ــا و$أ8ص&ب$ح&ت! ف7ي ج$ي&ش7أ8ل8م& ت$ر$ن7ي ب7ع&ت! الض@ل8ل8ة8 ب7الpــــد$ى

اب&ن7 ع$ف�ا ن8 غ8از7ي$ا أ8ر$ان7ـي ع$ن& أ8ر&ض7 ال�ع$اد7يو$أ8ص&ب$ح&ت! ف7ي أ8ر&ض7 ال�ع$اد7ي ب$ع&د$م$ــا

ق8اص7ي$ــا

،1 حسن فتح الباب ، « رؤية جديدة لشعرنا القدي » ، دار الداثة للطباعة والتوزيع والنشر ، بيوت ، لبنان ، ط )(1.59 ، ص : 1984

91-88/ 1 ،15:نوري حودي القيسي، ملة معهد الخطوطات العربية ،اللد ديوانه حياته و شعره ، تقيق) (2

56

Page 60: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

س7ف8ار!ك7 ه$ذ8ا ت$ـار7ك7ي ل�8تقpولp اب&ن$ت7ي ل8م@ا ر$أ8ت& طpــول8 ر7ح&ل8ت7يأب$ا ل7ي$ـــا

mب$ن بأ8ع&ل8ـىف8ل7ل�ه7 د$̂ري ي$و&م$ أ8ت&ر!ك! ط8ائ7عـــــا الر@قxم$ت$ي&ن7 و$م$ال7ي@ـــا

mم$ن&و$د$ر| ال̂ضب$اء7 الس@ان7ح$ات7 ع7ي&ش$ــــة � ي!خ&ب7ر&ن8 أ8̂ني ه$ال7ـكو$ر$ائ7ي$ـــا

س7و$ى الس@ي&ف7 و$الر|م&ح7ت$ذ8ك�ر&ت! م$ن& ي$ب&ك7ي ع$ل8ي@ ف8ل8م& أ8ج7ــد&الر|د$ي&ن7ي ب$اك7ي$ا

إ7ل8ى ال8اء7 ل8م& ي$ت&ر!ك& ل8ه!و$أ8 ش&ق8ر$ م$ح&ز!ون¦ ي$ج!ر| ع7ن$ان$ـــــه!ال8و&ت! س$اق7ي$ـا

وف البيتي الخيين يبدع الشاعر ف التعبي عن غربته ووحشته، فهو ل يد منيبكيه إلo سيفه فبقى وحيدا منكسر النفس.

ثo يقول وهو يصو�ر وحدته وغربته ف لظة الوت، وف غيابة ف القب النائي عن:)1(الهل والوطن

و$أ8ي&ن$ م$ك8انp الب!ع&د7 إ7ل�ي$قpولpون8 ل8 ت$ب&ع!ــد& و$ه!م& ي$د&فpون$ن7يم$ك8ان7ي$ــا!

إ7ذ8ا أ8د&ل8ج!وا ع$̂ني و$أ8ص&ب$ح&ت! ثاو7ي$اغ8د$اة8 غ8د/ ، ي$ال8ه&ف$ ن$فxس7ي ع$ل8ى غ8د/ ي$د$ الد@ه&ر7 ،غ8ر7يب! الد@ار7 ثاو/ ب7ق8فxــــر$ة/

م$ع&ر!وفاm ب7أ8نx ل8 ت$د$ان7ي$ا لقد تلoت ف هذه القصيدة عاطفة النتماء إل الوطن ف أروع صورها وأعمقها، وهذا ما يتبد�ى من خلل تعبي مالك بن الريب عن حب�ه لتلك الال الصحراوية الت و@لد با وترعرع ف أعناقها ثo قضى نبه بعيدا عنها، وعلى العموم ،ف22إنo اللح±22ظ لش22عر الغتراب ف عهد الفتوحات السلمية يرى تي�زه بسمات مشتركة، فهو شعر وج22دان

95-93 نفسه ، ص )(1

57

Page 61: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

عذäب ، رقيق يتوهج بالشوق ويفيض بالشاعر النسانية الصيلة ، وتطغى عليه العاطفة الصادقة،كما أن�ه معب�ر عن الغربة القاسية و م@فعم بزن إنسان تالطه مرارة إنس22انية ، وهو شعر يستبطن الذات ويصو�ر أحاسيسها وانفعالتا وانكساراتا وخيباتا ، فتبز فيه

لظة الضعف النسان.

: الغتراب ف الشعر الموي ـ 3 بعدما تعر�فنا على بواعث الغتراب الكان ف عص22ر الفتوح22ات الس22لمية سنحاول ف هذا البحث التعرف على السباب والظروف الت أد�ت إل اغتراب الشاعر الموي، وعلى أنواع الغتراب الديدة الت ظهرت؛ وذلك من خلل مموع22ة م22ن

القصائد. إنo التأمل ف الشعر الموي يدرك غناه بالقصائد العب�رة عن ظ22اهرة الغ22تراب سواء الكان أو النفسي ، مع ظهور نط جديد يكن إدراجه ضمن هذا الخي ، وذلك بسبب مموعة من العوامل والظروف الت تي«ز با العصر الموي عن غيه من العص22ور

السابقة. :الغتراب الكان 1-

تعود بواعث هذا النمط من الغتراب ف العصر الموي إل ظروف اجتماعي22ةوأخرى اقتصادية.

: الظروف الجتماعية 1.1 لقد كان الزواج خارج القبيلة من أهم السباب الت اضطرت الرأة إل التغر�ب عن البادية و السكن مع زوجها ف الدينة، وهو ما جعل الكثيات منهن� ي@قمن فيها وق§لوبن معلoقة بواطنهن، يشتقن إل عيش البادية و قساوته على الرغم من ببوحة العيش ال22ت توفرها لن� حياة الدنية، وذلك راجع إل طبيعة العرب، فهو شديد التمس22ك ب22وطنه،

58

Page 62: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

، ومن بي ه22ؤلء1عميق النتماء إليه، و« ويرى ف البتعاد عن البادية كربا ومذلoة » النسوة "ميسون بنت بدل الكلبية" الت انتقلت إل الشام مع زوجها معاوي22ة اب22ن أب

)2(سفيان فظلoت تن إل البادية ،تقول معب�ة عن ذلك:

أ8ح$ب| إ7ل8ي@ م7ن& ق8ص&ر/ م!ن7يــف7و$ل8ب$ي&ت� ت$خ&فpق! ال�ر&و$اح! ف7يــه7 أ8ح$ب| إ7ل8ي@ م7ن& ن$قxر7و$ل7ب&س! ع$ب$اء�ة/ و$ت$ق8ر| ع$ي&ن7ـــي

الد|فpــوف7 إ7ل8ى ن$فxس7ي م7ن& الع$ي&ش7 الظ�ر7يف7خ!ش!ون$ةp ب$د$و7ي� ف7ي الع$ي&ش7 أ8ش&ه$ىmف8ح$س&ب! ذ8اك$ م7ن& و$ط8ن/ ش$ر7يف7ف8م$ا أ8ب&غ7ي س7و$ى و$ط8ن7ي ب$د7يـل

ومن خلل هذه البيات ندرك كيف أن رابطة الزواج على متانتها، علوة على ببوحة العيش ل تستطع أن ت@ن@سي البدوية ذكرى قبيلتها وحنينها لهلها، ب22ل ك22انت

أصل لغربتها. وكان ثان أهم سبب أد�ى إل الغتراب الكان السعي وراء الال وبلوغ الكانة الجتماعية السامية، لكن ل هذا الال و ل هذه الكانة استطاعتا أن تقه22را حني العرب

: 3لوطنه وشوقه لهله، يقول الارث ابن خالد الخزومي م$ن& ك8ان8 ي$س&أ8لp ع$ن@ا أ8ي&ن$ م$ن&ز7لpن$ا ف8ال�قxح!و$ان$ـةp م7ن@ـا م$ن&ز7ل¦ ق8م$ن!

م$ن& ك8ان8 ذ8ا س$ك8ن/ ب7الش@ام7 ي$أxل8فpه! ف8إ7ن� ف غ8ي&ر$ه! أ8م&س$ى ل7ي الس@ك8ـن!.و$إ7ن� ذ8ا الق8ص&ر7 ح$ي± م$اب7ه7 و$ط8ن7ي ل8ك7ن& ب7م$ك�ة8 أ8م&س$ى ال�ه&لp و$الو$ط8ن!

وهكذا كان الزواج بالضافة إل طلب الال والكانة الجتماعية السامية من أهم� العوامل الباعثة على الغتراب الكان ، فما كانت البواعث ال22ت أد�ت إل الغ22تراب

القتصادي ؟ ه ، ص1333" ، تحقيق الطاهر الجزائري ، مطبعة المنار ، الني إل الوطان "ينظر الاحظ عمرو عثمان بن بر ، 1

10 ; ألبت يونس كنع22ان، الطبع22ة ، تقيق" خزانة الدب ولب لباب العرب " البغدادي عبد القادر بن عمر ، )(2

.13 / 4، 1968 ،2الكاثوليكية ، ط. 101م، ص:1972 شعر الارث ابن الخزومي، تقيق: ييا البوري، منشورات مكتبة الندلس، بغداد، 3

59

Page 63: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

: الظروف القتصادية . 2.1 كانت رحلة الشعراء إل الليفة وتغر�بم عن موطنهم سبيلهم ف إطلع أول المر با تقاسيه الرعية من عوز وحرمان، وطريقة إيابية كي يلفتوا انتباههم إل أوض22اعهم الزرية الت نتجت عن "اختلل اليزان القتصادي والجتماعي بي طبقات السلمي حي تناسى أسس السلم الت أرساها الرسول (ص) ف نفوس السلمي وأعادها جاهلية أول

.1بتغدية الطبقية الجتماعية " فقد كان هؤلء الشعراء بثابة لسان حال قبائلهم وأهليهم، فتجربة جرير وه22و يشكو قلoة حيلته وعجزه أمام الوضع القتصادي الزري خي بيان لا عان22اه الف22راد ف

: 2العصر الموي من فاقة وحرمان، يقولpـولpلpث8ر!ه!م& كxل7لخ$ل7يف8ة7 ف7ي ن7ز$ار/ ف8ق8د& أ8م&س$و&ا و$ أ8ك xأ8ل8 ه$ل

pو$ الي$ت$ام$ى و$م$ن& أ8م&س$ى و$ل8ي&س$ ب7ه7 ح$و7يل pو$تد&ع!وك$ ال�ر$ام7ـل pولpل8ه!ـن@ و$ل8 ذ8ل �و$ت$ش&كpو ال8اش7ي$ات! إ7ل8ي&ك$ ج$ه&داm و$ل8 ص$ع&ب

pد7 و$ الع$ص$ب! ال8ل7ي&لxح!ط8ام! ال7ل �و$أ8كxث8ر! ز$اد7ه7ن@ و$ ه!ن@ س!فxـعوتارب الشعراء الذين رحلوا إل الليفة كثية يضيق القام لذكرها جيعا.

الغتراب القتصادي: 2. ت@عد� ظاهرة الصعلكة من أهم الظواهر العب�ة عن اغتراب الفرد ف هذا العص22ر، فقد عادت للظهور بعد أن اختفت مع ميء السلم ،وقد كانت رد�ة فعل طبيعية على سياسة اللفاء الذين أهلوا الرعية و استنفوا أموالم، مهملي الزكاة، ج22اعلي منه22ا مصدرا لغناهم وترقيتهم على حساب فقر الفراد، وبذلك ازدادت الفوارق وكبت الوة

واتسعت بي أصحاب النفوذ وطبقات الشعب.

98فاطمة السويدي ، « الغتراب ف الشعر الموي » ، ص : 1347 ، ص: 1986 الديوان ، دار بيوت للطباعة و النشر، بيوت ، 2

60

Page 64: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

فجاء رد� الفعل سلبيا مثل ف ظهور التمر�د والرك22ات النفص22الية الفردي22ة والماعية، مت�خذة من العنف والعدوان والنهب أسلوبا للتعبي عن اغترابا وحرمانا من

حقوقها، وهي أساليب غي مقبولة اجتماعيا . فما كان من القبيلة إلo أن خلعتهم وتب�أت من جرائمهم وساعدت السلطات ف

« ف أعماقهم شرخا عميق الثر ، سجلته أشعارهم الشحونةو̧ترك ذلكالقبض عليهم، oبأشجان الغربة ووطأة الوحدة النفسية وقسوة الرمان من أنسي الهل والدار، ب22ل إن سلوكهم نفسه كان يف22ي وراءه الفردي22ة وش22عورا عميق22ا ب22التمز�ق والتش22ر�د

.فلم يكن وضعهم أحسن من وضع صعاليك الاهلية ، فقد اش22تركوا ف)1(والضياع»نفس العاناة .

يقول مالك بن الريب مصو�را هواجس الوحدة والوف وحالة الترقب ال22دائم:)2(الoت يعيشها الصعلوك

ج$ز$عاm و$ن!̂به$ كpل~ أ8ر&وع/ي$ق7ظ7 الفpؤ$اد7 إ7ذ8ا القpلpوب! ت$أ8ن@س$ت&ب$اس7ــل7

ك8الذyئxب7 ف7ي غ8ل8س7 الظ�ل8م7ح$ي&ثp الد|ج$ى م!ت$ط8لyعاm ل7غ!فpول7ــه7ال8ات7ل7

:)3(ويعب�ر عبيد بن أيوب العنبي عن خوفه قائل� إ7ل8ى أ8ح$د/ غ8ي&ر7ي ف8ك7د&ت!ل8ق8د& خ7فxت! ح$ت@ى خ7لxت! أ8نx ل8ي&س$ ن$اظ7ر

أ8ط7يـر! و$ل8ي&س$ ي$ـد� إ7لa � إ7لmي و$ل8ي&س$ ف8ـم� إ7ل� ب7س7ـ̂ري م!ح$ــ̂دث¦

ت!ش7يــر!

.43 ، ص : 1970 بنت الشاطئ ، « قيم جديد للدب العرب » ، دار العارف ، مصر ، )(1.83 ديوان مالك بن الريب ، ص : )(2 ، ص :1976 شعراء أمويون : تقيق نوري القيس ، القسم الول ، مطبعة مؤسسة دار الكتب ، جامعة الوصل ، )(3

.109 ص : "الغتراب ف الشعر الموي" ،نقل عن فاطمة حيد السويدي ،141

61

Page 65: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

:)1(فقد خلعته قبيلته وكان مطاردا لرية ارتكبها فأهدر دمه ويقول أيضاع$د!و± أ8و& ط8ل7يع$ةpل8و& ت$م!ر| ح$م$ام$ــة¦ل8ق8د& خ7فxت! ح$ت@ى ل8قpلxت!:

م$ع&ش$ر7 و$ي$ت&ر!ك! م$أxن!وس$ الب7ل8د7 الpد$ع&ث8ر7ف8أ8ص&ب$ح&ت! ك8الو$ح&ش7ي ي$ت&ب$ع! م$اخ$ل8

وقد عب�ر القتال الكلب عن ما يتلج ف نفسه من مش22اعر إزاء ه22ذا الوق22ف:)2(قائل

ع$ل8ى ال8ائ7ف7 ال8طxلpوب7 كف�ةpك8أ8ن� ب7ل8د$ ال7 و$ه7ي$ ع$ر7يض$ـة¦ح$اب7ل7

ت$ي$م@م$ه$ا ت!وح7ـيي!ؤ$د@ى إ7ل8ي&ه7، أ8ن� كpـل� ث8ن7ي@ـة/إ7ل8ي&ـه7 ب7ق8ات7ــل7

فمن خلل هذه النصوص الشعرية ،يت�ضح لنا الضطراب النفسي الذي ي@س22يطر على اللعاء ، فالواحد منهم يعيش ف قلق و ترقoب دائمي، ويتملoكه خوف شديد حت�ى

أصبح يعتقد أنo الكل يراقبه ويتعقبه . لقد كان الصعاليك م@طاردين من قبل الدولة ومن قبل الفراد الذين تضر�روا م22ن جرائرهم؛ م�ا كان يبعث فيهم الوف والقلق ؛ وبعد أن تقطعت الس@22بل بينه22م وبي قبائلهم؛ طو�قهم الضطراب ودفعهم الوف والترقب إل فقدان الثقة ف كل ما ح22ولم كما أن�هم فقدوا العلقات السوية مع متمعهم، فانصرفوا إل الوحش يصادقونه وي@ؤنسون

.به وحدتم كما حصل مع الصعلوك الاهلي :الغتراب العاطفي -3

تعود بواعث الغتراب العاطفي إل النفصال الذي كان يفرضه التم22ع عل22ى التحاب�ي ، فاللقاء بينهما مر�م، والب� الذي يتعد�ى هذه الد@ود يهدر دمه . فهو معر�ض

102: شعراء أمويون : تقيق نوري القيس ، ص )(1.99 ، ص : 1961 :إحسان عباس ، دار الثقافة ، بيوت ، ديوان القتال الكلب ، تقيق )(2

62

Page 66: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

للموت ف أي لظة ، وانطلقا من ذلك الواقع حدث شرخ كبي بي الفرد (الش22اعر) ومتمعه، فظهرت مشاعر الغربة والفقد ف الشعر الموي وباص�ة الشعر العذري من22ه ، حيث انصرف الشعراء العذريون انصرافا يكاد يكون تاما عم�ا ك22ان التم22ع العرب يضطرب به من الحداث ، وعما درج الشعراء أن يلتفوا إليه م22ن ت22ارب ف

الوصف أو الرحلة أو الجاء أو الرثاء أو الدح ، وداروا جيعا ف فلك تربة واحدة هي ترب22ة الب القرون باللوعة والفشل والرمان ،لقد كان الب بالنسبة للشاعر العذري ضرورة وحاجة ملحة ولكنها تتناف مع قيم العال الارجي ؛أي مع تقاليد التم22ع العرب ال22oت كانت حذرة ف علقة الرجل بالرأة، وبالتال أثoر حرمانم من الب ومن ال22رأة عل22ى وجدانم، وجعلهم يتخب�طون ف عال من الضيق واليأس والل والقهر الفروض والفق22د الدائم ؛ فكان طبيعيا « أن يكون الشعور بالغربة أو الني أو الفقد من الرموز الصالة

.)1(للتعبي عن ذلك الصراع من خلل تربة الب العذري » وهكذا اتذ الشاعر العذري من الرمان ف الب وسيلة للتع22بي ع22ن الي22أس

:)2(والغربة، يقول و$ل8ك7ن@ه! م7م@ن& ي$ـود|ب7م!س&ت$و&ح7ش/ ل8م& يس@ ف7ي د$ار7 غpر&ب$ة/

غ8ر7يـب! و$ل8ك7ن@ م$ن& ت$ن&أ8ي&ن$ ع$ن&ه! غ8ر7يـب!ف8ل8 ت$ح&س$ب7ي أ8ن� الغ$ر7يب$ ال�ذ7ي ن$أ8ى

فغربة الشاعر تكمن ف بعده عن مبوبته ل ف بعده عن وطنه وهو بذلك يعط22ي للغربة مفهوما جديدا يرتبط بالبعد العاطفي ، ويقول شاعر آخر تع22بيا ع22ن نفس22ي

:)3(العن

.107 ، ص : 1987عبد القادر القط ، « ف الشعر السلمي والموي » ،دار النهضة العربية ،بيوت، ) (1 1999، 1: يسري عبد الغن ،دار الكتب العلمية ، بيوت ، ط الديوان ، رواية أب بكر الوالب ، دراسة و تعليق )(2

78ص : 78: نفسه ، ص )(3

63

Page 67: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

ي!ن$اد7ي م$ن& ي!ح7ب|فpؤ$اد7ي ب$ي&ن$ أ8ض&ل8ع7ي غ8ر7يـب!ف8ل8 ي!ج7يب!

لقد وجد الشاعر العذري ف الشعر والغزل وسيلة للثورة على القيود الفروض22ة عليه من قبل ميطه الارجي والنتقام من متمعه الذي حرمه من حقه ف الب والزواج وهي أمور ضرورية بالنسبة لي شخص طبيعي لنا تقق توازنه ، فتمرد عليه بالبداع

:)1((الشعر) واستكثر من الغزل يقول توبة بن المي و$ل8و& ك8ان8 أ8ع&د$ى الن@اس7 ل7ي ك8ان8و$ب7ي م7ن& ه$و$ى ل8ي&ل8ى ه$و$ى ل8و& أ8ب!ث~ه!

ي$ن&ص$ح!xر!وب! و!ل8م& ي$ز$لpع$ل8ى ع$ه&ـد7 ل8ي&ل8ى أ8و& ي$ز7يد!ه$و$ى ل8م& ت!غ$̂ير&ه! ال

ف8ي$ر&ب$ــح! فهو باق على عهده وحبه، ل تغي�ه الظروف ول الضغوط مهما اشتدت ومهما

طال الزمن.:)2(ويقول متحد�يا التمع بإعلنه عن حب�ه

ح$ت@ى ن$ط8قxـت! ب7ه7 ب7غ$ي&ـر7 ت$ك8ل~ف7م$ل� ال8و$ى ق8لxب7ي ف8ض7قxت! ب7ح$م&ل7ه7

ولكن التمع ينتقم منه شر� انتقام ، فيحجب عنه مبوبته ، ليزداد بذلك حزن22ه:)3وتكب غربته عندما ل يقوى على الوصال ، يقول جيل بن معمر

م$ق8ال8ةp و$اش/ أ8و& و$ع7يد!ف8إ7نx ي$ح&ج!ب!وه$ا أ8و& ي!ح$لx د!ون8 و$ص&ل7ه$اأ8م7يـــر7

و$ل8ن& ي$م&ل7كpوا م$ا ق8د& ي!ج$ن@ف8ل8م& ي$م&ن$ع!وا ع$ي&ن7ي ع$ن& د$ائ7م7 الب!ك8ـاض$م7ي7ي

.55 ، ص : 1998، 1 ديوان توبة بن حي الفاجي ، تقيق : خليل إبراهيم العطية ، دار صادر ، بيوت ، ط )(1.83 الديوان ، ص : )(261: ، ص1982 الديوان ،.دار صادر ، بيوت ، )(3

64

Page 68: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

:)1(ث يعب�ر عن حسرته عندما ح@جبت بثينة عنه بقوله ف8و$ا ح$س&ر$ت$ا أن ح7يل8 ب$ي&ن7ي و$ب$ي&ن$ه$ا و$ي$ا ح$ي&ن$ ن$فxس7ي ك8ي&ف$ ف7يك7 ت$ح7ي!

و$أ8ن&ش$ز&ن8 ن$فxس7ي ف8و&ق$ ح$ي&ثp ت$كpونpف8ش$ي@ب$ ر$و&ع$ات! الف7ر$اق7 م!ف8ار7ق7ت فالشاعر العذري تر�د على التمع الذي حرمه من أمر ضروري ف نظره، فالب «هو غاية الوجود، وتلك الغاية القصوى ̧حر�ية أن يوت النسان من دونا ، وإذا تعفى الب من الياة ، فإنo الوحشة تعروها وكذلك الغربة ، ويضي النسان وهو يعدو على

.)2(صدر الياة فاقدا العزاء والرغبة ف العيش » وييء رد الشاعر على متمعه متحديا قرار الجب ، رد�ا مبدعا، فهو وإن ل يلق

)3(مبوبته ف عال الواقع فإنه يلقيها ف عال اليال، يقول قيس بن ذريح:

ح7ج$اب� م$ن7يع� م$ا إ7ل8ي&ه7 س$ب7يـلpإ7نx ت$ك! لpب&ن$ي ق8د& أ8ت$ى د!ون8 قpر&ب7ه$او$ن!ب&ص7ر! ق8ر&ن8 الش@م&س7 ح7يـن$ ت$ز!ولpف8إ7ن� ن$س7يم$ ال8̂و ي$ج&م$ع! ب$ي&ن$ن$ــا

و$ن$ع&ل8م! أ8ن� الن@ه$ار$و$أ8ر&و$اح!ن$ا ب7الل�ي&ل7 ف7ي ال8̂ي ت$لxت$ق7يpن$ق7يــــل

س$م$اءµ ن$ر$ى ف7يه$ا الن|ج!وم$و$ت$ج&م$ع!ن$ا ال�ر&ض! الق8ر$ار! و$ف8و&ق8ن$ـاpت$ح!ـول

:)4(ويقول جيل بن معمر معبا عن لقائه اليال بحبوبتهم$ع$ الل�ي&ل7 ر!وح7ي ف7ي ال8ن$ام7 و$ر!وح!ه$اأ8ظ8ل� ن$ه$ار7ي ل8 أ8ر$اه$ا ول8و& ن$لxت$ق7ي

45: نفسه، ص )(1 إيليا الاوي ، « ف النقد الدب ، مقطوعات من العصر السلمي والموي ، الزء الثان » ، دار الكتاب اللبنان ، )(2

.310، ص : 5 ، ط1986بيوت ، -107 ، ص : 2006 ، 2 الديوان ، اعتن به وشرحه عبد الرحن الصطاوي ، دار العرفة ، بيوت ، لبنان ، ط )(3

108. 67 الديوان ، ص : )(4

65

Page 69: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

ولكن هذا اللقاء وإن كان يفف من الحساس بالفقد إلo أن�ه ل يقهر غربته؛ لن�ه مرد لقاء خيال ، ويستبد� به اليأس حي يدرك بأن اللقاء ف الدنيا أمر مستحيل، فيتحو�ل

:)1(إل تنيه بعد الوت ، يقول قيس بن ذريح ن$ص7ي! إ7ذ8ا م7ت&ن$ا ض$ج7يع$ي&ن7و$ي$ا ل8ي&ت$ن$ا ن$ح&ي$ا ج$م7يعاm و$ل8ي&ت$ن$ـــا

ف7ي ق8ب&ـر7 و$ن!قxر$نp ي$و&م$ الب$ع&ث7 و$ال8ش&ر7 و$الن@ش&ر7ض$ج7يع$ي&ن7 ف7ي ق8ب&ر/ ع$ن7 الن@اس7 م!ع&ز$ل/

:)2(ويقول منون ليلى و$م7ن& د!ون7 ر$م&س$ي&ن$ا م7ن$ ال�ر&ض7ف8ل8و& ت$لxت$ق7ي أ8ر&و$اح!ن$ا ب$ع&د$ م$و&ت7ن$ــا

م$ن&ك7ب!mن&ت! ر!م@ةpك xل7ص$و&ت7 ص$د$ى ل8ي&ل8ـى ي$ه7ش|ل8ظ8ل� ص$د$ى ر$م&س7ي و$إ7ن

و$ي$طxرب! لقد تن�ى غالبية العذريي اللقاء بعد الوت ومن هنا نلمس التاه الس22لمي ف

هذه الر�غبة ، فقد وعد ال الصابرين الزاء المثل ف الخرة. وما سبق نلص إل أن�ه وبالرغم من صرامة التمع وتشب�ثه بتقاليده الoت ك22انتoسببا ف غربة الشاعر العذري ؛حيث حجب عنه حبيبته وحال دون الوصل بينهم22ا، إل أن�نا نرى قدرته على قهر اغترابه بطريقة إيابية عن طريق خلق عال خاص ي2دث في22ه

الوصال بالبوبة ، فيكسر بذلك تلك القيود والواجز.

:- الغتراب ف العصر العباسي4 تي�ز العصر العباسي باضطراب الياة وانتشار الفوضى المر الذي جعل ظ22اهرة الغترب تتفشى وتأخذ أبعادا أكثر عمقا ف شعر هذه الرحلة القلقة، فكان مرآة تعكس

90 الديوان ، ص : )(124 الديوان ، ص : )(2

66

Page 70: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

ذلك الصراع و التصد�ع. ولعلo الغتراب الذي كان السمة البارزة ف هذا العصر ه22والساس الذي غذoى التجربة الشعرية الميزة لعظم شعراء الرحلة العباسية.

لقد øوجد الشعراء العباسيون أدواتم اللئمة للتعبي عن اغترابم وانطلقوا جيع22ا من فلسفة مؤد�اها « ازدراء الياة ورفضها والسخرية منها ، والبحث ع22ن خلص أو عزاء للمرء من وطأتا ، إم�ا ف لو عابث ومون صاخب وجن22وح إل الل22ذة والتع22ة واستغراق فيها ، وإم�ا ف النصراف عن هذا كلoه ، والت22وجه إل الكم22ة والزه22د ، والبتعاد عن زهو الدنيا وم@̧تعها والنصراف إل العبادة، أو البحث عن عال من الطه22ر

ينجو فيه النسان من زهو الدنيا وغرورها .)1(» لقد كان أبو نواس و بشار بن برد من أصحاب الفريق الو�ل؛ الذي جن22ح إل اللذة و استغرق ف اللهو معب�را عن اغتراب نفسي، وكان ما بدر منهما من تتك خلقي وانغماس ف الشهوات رد�ة فعل قوي�ة على التمع من ناحية، و على الزمن أو الوجود من

ناحية أخرى. فقد ع@رف عن بشار أن�ه كان قبيحا و ضيع الصل أعجميا، فلم يسلم من الم22ز

)2(واللمز، يقول معب�را عن ذلك :

أ8ح&س$ب! الع$ي&ش$ أنم!ول8عاm ب7اللو م7م@ا أpل8ق7ــــــيأ8كpونp الو$ح7يـــد$ا

كل هذه الظروف جعلت الشاعر يس� بالنفصال عن متمعه فتمر�د عليه ورفض التقاليد السائدة فيه ، متحد�يا بسلوكه الاجن جيع النظمة و القواني، غي مبال بنظ22رة

الناس .:)3(يقول

و$ف8از$ ب7الط�̂يب$ات7 الف8ات7ك! الل�هج!م$ن& ر$اق8ب$ الن@اس$ ل8م& ي$فpز& ب7ح$اج$ت7ه7

.14 ممد زكي العشماوي ، « موقف الشعر من الفكر والياة ف العصر العباسي » ، ص : )(1135/ 2، 1976:ممد الطاهر بن عاشور، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ،الزائر، الديوان ، تقيق )(2 66: الديوان ، ص )(3

67

Page 71: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

فقد كان الشاعر وجودي النعة يغتنم الفرصة ف الياة لينهل من ل22ذاتا قب22ل فوات الوان ، وم�ا ي@روى عن بشار أن�ه مرة شهد ملسا فقال لن فيه « ل تصيوا ملسنا هذا شعرا كلoه ، ول حديثا كلoه ، ول غناء كلoه فإن العيش فرص ، ولكن غن�وا وتناشدوا

.)1(وتعالوا نتناهب العيش تناهبا » وإذا تأملنا ف شعر أب النواس وجدنا فيه تعبيا حادا عن مرارة الغتراب ف متمع ي@ظهر ناسه غي ما ي@سر�ون، ف زمن اختلoت فيه القاييس، فقد كان الشاعر يرى الن22اس يقترفون الطيئة ويتظاهرون بالورع والتقوى، ف « وقف على عمق السافات بي م22ا يقال وبي ما يفعل سر�ا، بي ظاهر القول وبي المارسات السر�ية من جيع هذه العوامل تكو�ن نسيج الغربة ف نفس أب النواس ومن تلك العاناة تعمق شعوره بالغتراب والتعال فأعلن ثورته ، ليس على مفاهيم متمعه وأعراضه وتقاليده فحسب ، وإن�ما على موروثه

.)2(الدين والفن أيضا »وقد وجد الشاعر ف المر وماهرته با وسيلة جي�دة لعلن تر�ده و انفصاله عن

:)3(متمعه الزيف العاصي الذي ي@بدي الفضيلة،يقول و$ل8 ت$س&ق7ن7ي س7ر ا إ7ذ8ا أ8م&ك8ن$ ال8ه&ر!أ8ل8 ف8اس&ق7ن7ي خ$م&راm و$قpلx ل7ي ه7ي$ ال8م&ر!

ـ§ا و$م$ا الغ!ن&م! إ7ل� أ8نx ي!ت$ع&ت7ع$ن7يف8م$ا الغ!ب&ن! إ8ل� أ8نx ت$ر$ان7ي ص$اح7يـال8م&ر!

وقد عان أبو النواس من غربة الصدقاء ف عصر ا§فتقد فيه الوفاء و الخلص

:)4(يقول

162 /3 ،"الغان"أبو الفرج الصفهان ، )(120: ، ص1981،دار العودة ، بيوت، "أبو النواس بي العبث والغتراب" أحلم الزعب ، )(2242: الديوان ،.دار صادر ، بيوت ، دت ، ص )(3585 الديوان ، ص : )(4

68

Page 72: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

و$خ$ان8 ال7ل~ و$افxت!ق7د$أ8ر$ى ال7خ&و$ان8 ف7ي ه$ج&ر/ أ8ق8ام!واالذyم$ـام!

ت$ضم$ن!ه! اع$و&ج$اج� و$ان&ه7ــد$ام!ف8ص7ر&ت! م!ل8ز7ماm ل7ذئ8اب7 ع$ي&ش/ ولذلك اتذ من المر أ§م�ا واستعاض با عن التمع كك22ل، وع22ن الوف22اء و.

:)1(الصداقة الت فقدها ، يقولـ§ا ف8ل8ي&س$ ب$ي&ن7ي و$ب$ي&ن$ه!ك8ذ8اك$ إ7ذ8ا ر!ز7ئxت! أ8خــ

ن$س$ـب! الك8ر&ح! ن$ص7يب!ق8طxر� ب$لx م$ر&ب$ع7ي ، و$ل7ي ب$قxر7ي

و$أp̂مي الع7ن$ب! ب7ظ7لyه$ا و$ال8ج7ي!ت!ر&ض7ع!ن7ي د$ر@ه$ا ، و$ت!لxح7فpن7ـي

ي$لxت7ه7ــب! والشاعر مغترب شديد الحساس بقصر عمره؛ ولذلك توج�ه إل الن�يل من ملذات

:)2(يقول،الياة ثأرا لعمره القصي ف8ب$اد$ر&ت! ل8ذ�ات7ي م!ب$اد$ر$ة8 الد@ه&ر7ر$أ8ي&ت! الل�ي$ال7ي م!ر&ص7د$ات/ ل7م!د@ت7ي

من الفريق الثان الذي اختار الزهد طريقا للتع22بي ع22ن وقد كان أبو العتاهية اغترابه ف متمع انلoت فيه الخلق، وأقبل الناس فيه على الرم2ات دون رادع، فم2ا

:)3(كان منه إلo أنä هرب من هذا الواقع و اهتم بالياة الخرة، يقول ل8ه! ع$ـار7ض� ف7يه7 ال8ن7ي@ةp أ8ل8م& ت$ر$ ر$ي&ب$ الد@ه&ر7 ف7ي كpلy س$اع$ة/

ت$لxم$ـع!

.33نفسه، ص : )(1257نفسه ، ص : )(2.247: ، ص1986 الديوان ، دار بيوت للطباعة و النشر، بيوت، )(3

69

Page 73: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

أ8ي$ا ب$ان7ي الد|ن&ي$ا ل7غ$ي&ـر7ك$ ت$ب&ت$ن7ــي و$ي$ا ج$ام7ع$ الد|ن&ي$ا ل7غ$ي&ر7ك$تxم$ع!

و$ل7لxم$ر&ء7 ي$و&ماm ل8 م$ح$ـال8ة8أ8ر$ى ال8ر&ء� و$ث�اباm ع$ل8ى كpلy فpر&ص$ة/م$ص&ر$ع!

:)1(ويقول داعيا الناس إل الزهد ف الياة وترك اللذات ك8ف8اك$ م7ن$ الل�ه&و7 الpض7̂ر ك8ف8اك$ب$لي&ت و$م$ا ت$ب&ل8ى ث7ي$اب! ص7ب$ـاك$

mم@ ن$ع$اك$أ8ل8م& ت$ر$ى أ8ن� الش@ي&ب$ ق8د& ق8ام$ ن$اع7ياpم$ق8ام$ الش@ب$اب7 الغ$ض7̂ي ث أ8ر$اه!م& ف7ي الغ7̂ي ق8د& ر$ت$ع!ــواوأ8خ&د$ع$ الل�ي&لp و$ الن@ه$ار! ل�قxـو$ام/

ل7كpلy ح$ي� م7ن& ك8أxس7ه$اأ8م@ا ال8ن$اي$ا ف8غ$ي&ر! ع$اد7ل8ــــة/ج!ـر$ع!

و ابن عرب وغيهم م�ن ات22ذوا م22ن وكذلك كانت رابعة العدوية و اللج التصوف و النفراد و العزلة وسيلة للتعبي عن اغترابم بي الناس وعن مظ22اهر ذل22ك

العصر، وقد وجدوا ف القرب من ال راحة وسكينة وسعادة . وقد كانت الغربة الجتماعية لدى أبو العلء العري و التنب، وأبوفراس المدان

إحدى مظاهر الغتراب النفسي، الناجم عن علقتهم التوترة بالتمع. وقد فقد أبو العلء اتصاله السوي بالياة والناس؛ إذ التزم بيته و انعزل عن الياة

:)2( الجتماعية، يقول و$قpر&ب!ه!ـم& ل7لxح7ج$ا و$ال̂دين7 أ8د&و$اء�ب!ع&د7ي ع$ن7 الن@اس7 ب!ر&ءµ م7ن& س7ق8ام7ه7م&

:)3(يقول، والشاعر وجودي ف نظرته للخر، فهو مصدر جيع الشرور ت$ج7د& م$ا ش7ئxت$ م7ن& ظpلxم/ و$م$ن& ح$ر$ج7م$ت$ى ك8ش$فxت$ أ8خ&ل8ق$ الب$ر$اي$ـا

.308الديوان ، ص : ) (148/ 1، 1961 دار صادر، بيوت، "، لزوم ما ل يلزم " أبو العلء العري )(2272/ 1 لزوم ما ل يلزم "أبو العلء العري) (3

70

Page 74: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

فالخر بالنسبة لب العلء هو الحيم ،ونظرته وجودية له؛ إذ أن�ه يعتب النس22ان:)1(أساس كل الشرور،يقول

ف8لxي$ن&ت$س7ب& ف7ي س7و$ى الن$ـام7م$ن7 اد@ع$ــى أ8ن@ه! و$ف7ي±:ولذلك ل يد الشاعر ف النسان ما يشج�عه على التواصل معه، يقول

و$ص$و@ت$ إ7ن&س$ان¦ ف8ك7د&ت! أ8ط7ي!ع$و$ى الذyئxب! ف8اس&ت$أxن$س&ت! ب7الذyئxب7 إ7نx ع$و$ى2ويقول أيضا:

إ7ذ8ا ح$ض$ر$ت& ع7ن&د7ي ال8م$اع$ةp أ8و&ح$ش&ت! ف8م$ا و7ح&د$ت7ي إ8ل� ص$ح7يف8ةp إ7ين$اس7يط8ه$ار$ةp م7ثxل7ي ف7ي الت@ب$اع!د7 ع$ن&كpم! و$قpر&ب!كpم& ي$ج&ن7ي ه!م!وم7ي و$أ8د&ن$اس7ي

:)3(يرى أبو العلء أنo مصدر غربته هو علمه و جهل الناس، يقولأpولpو الف8ض&ل7 ف7ي أ8و&ط8ان7ه7م& غpر$ب$اء� ت$ش!ذ~ و$ت$ن&أ8ى ع$ن&ه!م القpر$ب$اء�

:)4( ويقول كذلكق8د& ك8ثpر$ت& ف7ي ال�ر&ض7 ج!ه@الpن$ا و$الع$اق7لp الاز7م! ف7ين$ا غ8ر7يب!

5 : والعن ذاته عب عنه التنب حي قال

إ7ن� الن@ف7يس$ غ8ر7يب� ح$ي&ثp م$او$ه$ك8ذ8ا كpن&ت! ف7ي أ8ه&ل7ي و$ف7ي و$ط8ن7يك8ان8

:)6يقول( غ8ر7يب� ك8ص$ال7ح/أ8ن$ا ف7ي أpم@ة/ ت$د$ار$ك8ه$ـا ال�

ف7ي ث8م!ـود7

460/ 2 ، " لزوم ما ل يلزم "أبو العلء العري) (12/41 ،نفسه 2

41 /1، " لزوم ما ل يلزم "أبو العلء العري) (3189 نفسه ، ص : )(4

182، ص 1983الديوان ، دار بيوت للطباعة و النشر ، بيوت 5 22: نفسه ، ص )(6

71

Page 75: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

وأبوفراس المدان عرف غربة اجتماعية قاسية لا لقاه من جفاء الهل و خيان22ة:)1 (الصدقاء، يقول

ي!س7يئpون8 ل7ي ف7ي الق8و&ل7 غ8ي&باm و$م$ش&ه$د$اإ7ل8ى ال7 أ8ش&كpو ع!ص&ب$ةm م7ن& ع$ش7ي$ت7ـي :)2 (ويقول أيضا

و$ح7يد� و$ح$و&ل7ي ر7ج$ال¦ ع$ص$ائ7ــب!ن$اظ7ر7ي كر غ8ر7يب� و$أ8ه&ل7ي ح$ي&ثp م$ا:)3(فأهله أشد� قسوة من العداء عليه

ل8ق7يت! م7ن$ ال�ح&ب$اب7 أ8د&م$ىإ7نx أ8و&ج$ع$ت&ن7ي م7ن& أ8ع$اد7ي@ ش7يم$ـة¦و$أ8و&ج$ع$ا

:)4(وعندما يصو�ر غربة الصدقاء ، الذين قلo وفاؤهم ، يقول ص$ب!وراm ع$ل8ى ح7فxظ7 ال8و$د@ة7و$ل8م@ا ت$خ$ي@ر&ت! ال�خ7ل�ء� ل8م& أ8ج7ـد&

و$الع$ه&ـد7:)5(ويقول عندما تأخ�ر سيف الدولة ف فدائه

و$م7ن& أ8ي&ن$ ل7لxح!̂ر الك8ر7ي7 ص7ح$اب!ال7ن&س$انp ف7يم$ا ي$ن!وب!ــه!ب7م$ن& ي$ث7ق! ذ7ئ8اب� ع$ل8ى أ8ج&س$اد7ه7ن@و$ق8د& ص$ـار$ الن@ـاس! إ7ل� أ8ق8لaه!ـم&

ث7ي$ـاب! كانت هذه وقفة سريعة مع الغتراب النفسي، أم�ا الغربة الكانية ف العصر العباس22ي

فيمكن أن نقول أن�ها نوعان : غربة اختيارية، و أخرى إجبارية قسرية. فأم�ا النوع الو�ل فقد مثoله التنب حي اختار غربته بكامل إرادته؛ سعيا وراء طموحه الكبي، لكن� أحلمه تبد�دت و آماله ضاعت هباء فعب�ر "عم�ا كان يس�ه من أل الغرب22ة عن22د

: 118 ،ص 1910 الديوان ، شرح نلة قلفاط ، مكتبة الشروق ،بيوت، )(1152 الديوان ، ص : )(243: نفسه ، ص )(380 نفسه ، ص : )(439 نفسه ، ص : )(5

72

Page 76: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

، فاستبد� به اليأس ف مصر و أح22س� بالوح22دة،1كافور وخاص�ة بعدما تبي�ن له أن�ه يراوغه":2يقول

ب7م$ الت@ع$ل~لp ل8 أ8ه&ل¦ و$ل8 و$ط8ن� و$ل8 ن$د7ي� و$ل8 ك8أxس� و$ل8 س$ك8ن! أما الغربة القسرية فقد عرفها أبو فراس المدان الذي ل§قÚب بالفارس السي وشاعر

أبو فراس، و نقل إل القسطنطنية منبج فأ§س±ر ه هاجم الروم531الروميات،ذلك أن�ه "ف عام وهي من أرق� القصائد الت تفيض بشاعر .3حيث بقي أربع سنوات، نظم خللا رومياته"

جي�اشة ، وتعب عن الل و الزن الذي عرفه الشاعر وهو أسي غريب .:4 يقول

ه!و$ ف7ي الر|وم7 م!ق7يم� و$ل8ه! ف7ي الش@ام7 ق8لxب! وأيضا عرف أمراء بنو أمية الغتراب الكان؛ حيث كانوا مطاردين م22ن قب22ل أب السفاح الذي عمل على إبادتم بعد أن ظفرت الثورة العباسية بالكم وأس22قطت الدول22ة الموية، وكان عبد الرحان ابن معاوية ابن هشام ابن عبد اللك اللقب بالداخل من أشهرهم الذي فر� هاربا من بطش بن العباس "إل الندلس حيث أسس با دولة أموية جديدة ظل22oت

، ولكن�ه ظلo ين� إل وطنه وأهله بالشام، وظلoت الغربة ت22ز�ق نفس22ه ،5نو ثلث مئة عام":)6(يقول

أ8قxر7ئ& م7ن& ب$ع&ض7 الس@ل8م$أ8ي|ه$ا الر@اك7ب! الpي$م@م! أ8ر&ض7ـيل7ب$ع&ض7

.68: م، ص2003-2002 إبراهيم بوشرية ،" اللمح النفسية ف شعر التنب"، مذكرة ماجستي، جامعة تلمسان، 1 471: الديوان ، ص2. 23: م، ص1975، 1 جورج غريب،" دراسة ف الشعر و التاريخ"، دار الثقافة، بيوت، لبنان، ط 3 47: الديوان ص4

14، د.ت، ص6شوقي ضيف ،" تاريخ الدب العرب- العصر العباسي الول"، دار العارف، القاهرة، ط 5 . 1،1963:حسي مؤنس،الشركة العربية للطباعة و النشر،ط ، حققه و علق حواشيه" اللة السراء." ابن البار )(6

1/36

73

Page 77: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

و$فpؤ$اد7ي و$ م$ال7ك7يه7إ7ن� ج7س&م7ي ك8م$ا ت$ر$اه! ب7أ8ر&ض7ب7ـــأ8ر&ض7

و$ط8و$ى الب$ي&ن! ع$ن& ج!فpون7ي غ8م&ض7ق8د& ق8ض$ى الب$ي&ن! ب$ي&ن$ن$ا ف8افxت$ر$قxن$ــا

:)1(ويقال ان�ه أو�ل ما نزل إل الرصافة وقع بصره على نلة مفردة، فقال ت$ن$اء�ت& ب7أ8ر&ض7 الغ$ر&ب7 ع$ن& ب$ل8د7ت$ب$د@ت& ل8ن$ا و$س$ط8 الر|ص$اف8ة7 ن$خ&ل8ــة¦

الن@خ&ل7 و$طpول7 الت@ن$ادي ع$ن& ب$ن7ي@ و$ع$ن&ف8قpلxت! ش$ب7يه$ت7ي ف7ي الت@غ$ر|ب7 و$الن@و$ى

أ8ه&ل7ـي ف8م7ثxلpك7 ف7ي ال7قxص$اء7ن$ش$أxت7 ب7أ8ر&ض/ أ8ن&ت7 غ8ر7يب$ــــة¦

و$الpن&ت$أ8ى م7ثxل7ـي

وكخلصة نقول بأنo الشعر العباسي عب�ر عن الغربة ببعديها: النفسي و الك22ان، وذلك لا شهده هذا العصر من فوضى واضطراب وتغي�22ر ف الوض22اع الجتماعي22ة

والسياسية.

، تقيق :إحسان عباس ،دار صادر،"نفح الطيب من غصن الندلس الرطيب "القري التلمسان ، بن ممد احد )(1 3/54 ،1988بيوت ،

74

Page 78: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

تليات الغتراب ف الشعر العرب الديث : ثانيا بعد أن توقفنا عند ظاهرة الغتراب ف الشعر العرب القدي ، سنحاول ف ه22ذا البحث معالة بعض النصوص الشعرية الديثة ذات الصلة ب22ذه الظ22اهرة وتليله22ا، متتب�عي تطورها ومستقصي بواعثها، وسأسته±لها برحلة زمني22ة ح22د�دتا ف س22نوات العشرينيات والثلثينيات ،وأختمها برحلة الربعينيات إل غاية ناية الس22تينات أي22ن

أخذت الظاهرة تبز بصورة عميقة ف النصوص الشعرية لذه الفترة,.الغتراب ف الشعر الهجري: 1.

يد التتبع للقصائد الهجرية صدى قوي�ا لظاهرة الغ222تراب؛حيث أنo الش22عر ، ببعديها الادي والعنوي ، ويتجس�د ذلك عند)1(الهجري " شعر ينثo غربة ف معظمه "

شعراء الهجر الشمال والنوب على حد سواء ؛ فقد ات�خذوا من قصائدهم وسيلة للتعبي عن شعور التمز�ق والرقة، وأل البعد عن الوطن والني للهل واللoن الذين اضطر�وا لفارقتهم، مرغمي ل ميين ، وذلك لنo الظروف والحداث آنذاك كانت تش22ج�ع الناس على الجرة؛حيث أنo « الكومة زادت ف تعس�فها وظلمها للهال ، وس22اءت الحوال الدارية، وفرضت الرقابة الشديدة على الفراد والماعات ، م�ا جعل الق22وم

آنذاك تتلبنان، فقد كان )2(يعيشون وكأن�هم ف بوتقة مغلقة على وشك النفجار » الماية التركية الت ضي�قت الناق على الشعب وس22لبته حريت22ه ف التفكي والتع22بي، وأرهقته ظلما واستبدادا، وعليه« أخذ اللبنانيون يتطلoعون نو بلد تستطيع أن تظل22oل آمالم وأحلمهم وأفكارهم وآراءهم الت ح@بست زمنا ف بلدهم ، كما أخذوا يتطلoعون

)3(إل بلد تستطيع فيها أيديهم أن تنتج وعقولم أن تثمر وآراؤهم أن تنمو وتتق22دم »

.210 ، ص : 2، ط1983 إيليا الاوي ، « الرومانسية الشعر الغرب والعرب » ، دار الثقافة ، بيوت ، )(1 ، ص :1964 نادرة جيل سراج ، « شعراء الرابطة القلمية ، دراسات ف شعر الهجر » ، دار العارف ، مصر ، )(2

42..46نادرة جيل سراج ، « شعراء الرابطة القلمية ، دراسات ف شعر الهجر » ، ص : ) (3

75

Page 79: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

إذن ،كانت الغربة ف نظرهم وسيلة للهروب من واقع مشحون بالضغوط ، مليء بشت�ىصنوف القهر والتسلoط.

لقد عب�ر شعراء لبنانيون أمثال : إيليا أبو ماضي ، ورشيد سليم الوري العروفبالشاعر القروي عن اضطرارهم للتغر�ب عن بلدهم .

1يقول القروي :

ـ»ود\ا ف8ي$م&ن$ع!ن7ي م7ن$ الع$ـو&د7أ8ر!وم! إ7ل8ى ر!ب$ى لpب&ن$ان8 ع$افxت7ق8ـار!

و$ل8ك7ن& ل8ي&س$ ف7ي الع$ي&ش7 اخ&ت7ي$ار!و$ل8و& خ!̂ير&ت! ل8م& أ8ه&ج!ر& ب7ل8د7ي2ويقول إيليا أبو ماضي :

� س$ق8ى ال� أ8ن&فpس$ الب$ـاء7أ8ر&ض$ آب$ائ7ن$ـا ع$ل8ي&ك7 س$ـل8مmه$ج$ر&ن$اك7 ط8و&عا xوق$ ف7ي ال�ب&ن$اء7م$ا ه$ج$ر&ن$اك7 إ7ذp̂ني الع!قpل8 ت$ظ

هاجر الشباب اللبنان وطنه إل المريكيتي هاربا من أوضاع اجتماعية وسياسية واقتصادية ، أثقلت كاهله ، متفائل بذا العال الديد ، لعلoه يعو�ضه خيا عم22ا ف22اته ، لكنه� ل يكن أحسن حال « إذ وجدوا أنفسهم ف ميط ماد�ي يعتمد على اللة وي@حلoها مل النسان الذي أصبح عبدا لا ، فزاد إحساسهم بفرديتهم وكيانم الاص ، فتمر�دوا على ذلك العال الصناعي العقد الoذي مل نفوسهم ملل وضجرا ، ففزعوا إل أوطانم ، وطاروا إليها ف ميلتم ، وكلهم حني وشوق للرجوع إل حياة القرية الساذجة وعيش

؛وبذلك أصبحت غربتهم الكانية سببا مباشرا ف غربتهم)3(الطبيعة البسيطة الميلة. » النفسية؛ إذ كان عليهم أن يتكي�فوا مع هذا الواقع العقد الغريب عن حي22اتم البس22يطة الساذجة الت كانوا ييونا ف أوطانم ؛ والت تتلف جذري�ا عن حياتم الراهنة ف أمريكا أين تتلف القاييس الت ينظر با إل النسان، وند جورج صيدح يوض�ح أثر ال22ادة ف

197 / 1الديوان ،المهورية العربية الليبية، د.ت ، 1 102الديوان ، دار العودة ، بيوت ، د.ت ، ص 2

.61 ، ص : 1973 ، 2 عزيزة مريدن ، « الشعر القومي ف الهجر النوب » ، دار الفكر ، ط )(3

76

Page 80: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

تديد قيمة النسان ف الغرب فهي ترفع الوضيع ، وتعل من النسان الرفيع ب22أخلقه:)1(وضيعا؛ لن�ه ل يلك الال ، يقول

ي!ر&ه7ق! الpر@ ب7أ8ن&و$اع7 الن@ك8د&و$ط8ن7ي ط8و@ح&ت$ ب7ي ف7ي م$ه&ج$ر/ و$ي!ق7يم! ال8ال ف7يه7 م$ن& ق8ع$د&ي$خ&ف7ض! الع$ال7ي م7ن$ ال8ال7 خ$ل8

لقد جعل التفكي الاد�ي ،وهو سة من سات النسان الغرب ، بالضافة إل الياة الدنية الفاسدة شعراء الهجر القادمي من ثقافة شرقية تتسم بالروحانية العالية ؛ يس�ون بالوحشة والفراغ والل واليأس والني إل الوطن فامتل شعرهم بالش22كوى والني،

عن حالة الغربة والوحشة ال22ت"شكوى الغريب"وقد عب�ر الشاعر القروي ف قصيدته :)2(يكابدها قائل

ع$م@ن& أpح7ب| الب$ر| و$الب$ح&ر!ن$اء/ ع$ن& ا ل�و&ط8ـان7 ي$فxص7لpن7ي إ7ل� أ8ن$ا و$ال8و&د! و$ال̂شع&ر!ف7ي و$ح&ش$ة7 ل8 ش$ي&ء� ي!ؤ&ن7س!ه$ا

ل7لض@اد7 ع7ن&د$ ل7س$ان7ه7م& ق8د&ر!اج7م! ي$ر&طpن!ون8 ف8م$اع$ح$و&ل7ي أ8 وي@حيلنا البيت الخي إل غربة الشاعر الجتماعية ، حيث أنo اختلف لغته عن لغة القوم الذين يقيم بينهم تعيق اتصاله بم فيحس� بوحدته وحنينه ، لن يفoفها فيعب�ر عن

:)3(هذا العن بشاعر صادقة عميقة قائل ك8ب7د� كpل~ه$ـا ح$ن7ي&م!ه&ج$ة¦ كpل~ه$ـا جوى د$أxب!ه! الن|وح! و$الن7ي&ت$ائ7ه� ي$ش&ت$ك7ي الن@ـو$ى

غ8ي&ر! أp̂مـي و$إ7خ&و$ت7يقpلxت! ل8 ي$د&ف8ع! ال�س$ى

.75 عزيزة مريدن ، « الشعر القومي ف الهجر النوب » ، ص : نقل عن )(11/118 الديوان ، )(2233 نفسه ، ص : )(3

77

Page 81: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

وييأس الهاجر الرهق من الرجوع إل وطنه، ول يد مهربا من واقع22ة الثق22ل بالموم، الذي يواجهه بشت�ى أنواع الصائب والشاكل إلo قلمه وشعره ليبثo من خلله

:)1(ما يتلج ف نفسه من مشاعر السى والني ، يقول جورج صيدح ي$ا ر$̂بي ه$̂ون&ه$ا ع$ل8ىأ8ي$ع!ود! ل7لو$ط8ـن7 الغ$ر7يـب7 الن@ائ7ي

الغ!ر$ب$اء7 و$الع$ام! ي$ت&لpو الع$ام7 د!ون8 ل7ق8اء7ح$ت@ى م$ت$ى ي$ب&ر7ي ال8ن7ي! ص!د!وره!م&

ع$ه&داm ل�ن&فpس7ه7م& ب7طpول7 ب$ق8اء7و$ك8أ8ن@ه!م& أ8خ$ذpوا ع$ل8ى طpول7 الن@و$ى فبعد كل هذا النصب والوصب ل يد الشاعر ف أرض الغربة ما كان يصبو إليه،

بل لقى الل والعذاب والتشر�د والضياع، فتملoكته السرة على قضاء أيامه مغتربا،:)2( يقول نسيب عريضة

ك8ش7ه$اب/ ت$ق8اذ8ف8ت&ه! أ8م$ل¦ س$اق8ه! ف8ر$اح$ ي$ه7يـم!الن|ج!ــوم!

ش$ف�ه$ا أ8ن@ه! س7و$اه$ا و$د$ع$ت&ه! م$ع$ال7م! و$ر!س!ـومي$ـــر!وم!

و$خ$ط� الش@ي&ب! و$ الكpلpوم! د$و$ام7يل8م& ي$فpز& ب$ع&د$ س$ي&ر7ه7 ب7ال8ر$ام7 أ8ي$س7ي! الو$ر$اء� ب$ع&د$ خ$د$ع$ت&ه! غ8ر@ار$ةp ال�ح&ل8م7

ال�م$ــام7 لقد كانت الثمرة الت جناها : الرارة والل ، والضياع ف سراب ال22ري وراء

الحلم الoت ل يتحقoق منها شيء. لقد أبدع شعراء الرابطة القلمية والعصبة الندلسية ف تصوير حياة الغربة القاسية، فجاء شعرهم شعرا رقيقا يفيض ألا ويأسا وحنينا وأمل بالعودة إل الوطن بعدما أص22بح هذا الهاجر «يشتكي الغربة ف الوطن الديد ، ويشف عن لقاء بي عالي وصدام بي

.71 عزيزة مريدن ، « الشعر القومي ف الهجر النوب » ، ص : )(1121: ، ص1970 نادرة جيل سراج ، " نسيب عريضة " ، دار العارف ، مصر ، )(2

78

Page 82: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

،فهو ما لبث يتذكoر وطنه بكلo ما فيه من ماسن وخاصة الطبيعة الت ن22د)1(طبيعتي» التغن با ظاهرة عند معظم هؤلء الشعراء ،ومن بينهم الشاعر القروي الذي يقارن بي

:)2(طبيعة بلده وطبيعة البلد الت نزح إليها قائل س$اح7ل7 الب$ح&ر7 ع7ن&د$ن$ا ال�ن&س$ام7ي$ا ن$س7يم$ الpح7يط7، م$ا ه$ك8ـذ8ا ف7ي ذ8اك$ تش&ف8ى ب7ل8م&س7ه7 ال�ج&س$امذ8اك$ أ8ز&ك8ى ش$م ا ، و$أ8لxط8ف! ض$م ا

فلشك� أن�ه يفض�ل نسيم بلده الت يشتاق إليها ؛لن�ه « حي يقف على ش22اطئ اليط يتذكoر بر بلده ، ويوازن بي النسيم هنا والنسيم هن22اك ، ويس22بح ف ع22ال الذكريات سبحا طويل يد كل الاسن ف نسيم الوطن، فهو ي@شفي العلي22ل ويض22م�

.)3 (الغريب الذي تغرب� ولطالا اشتاق للعودة» وبعد أن تناولنا ف الباحث السابقة أثر الغربة الكانية ف بروز الغربة النفسية عند الشعراء الغتربي سنحاول أن نتعمق أكثر ف فهم بواعث اغتراب شعراء الرابطة القلمية النفسي، وكيفية قهرهم له باص�ة وأنo الظروف الت عاشوها تركت آثارها السلبية على حياتم ، فجاءت ردود أفعالم قوي�ة ، ظهرت ساتا ف كراهيتهم للحياة والبع22د ع22ن مالطة الناس ،واليل إل العزلة والوحدة، والدعوة إل العودة لياة الغاب ، وقد س22اعد على ذلك وجودهم ف بلد غريب عنهم ، حيث ل أهل ول خلoن ، فانصرف كلo منهم إل نفسه يبثoها شكواه وأنينه . وقد اقتصرت@ على أهم الشعراء : جبان خليل ج22بان

،وإيليا أبو ماضي، وميخائيل نعيمة.جبان خليل جبان و التمرد :

م�ا لشك� فيه أنo النسان ابن بيئته ، والشاعر أكثر الناس قدرة على التعبي ع22ن مشاكل متمعه ؛ لن�ه يتمتع بتركيب نفسي خاص ، ولن�ه يتميز برهافة ال22س ورق22áة

،1980 أنس داود ، « التجديد ف شعر الهجر » ، النشأة العامة للنشر والتوزيع والعلن ، طرابلس ، لبنان ، )(1.49ص :

199 الديوان ، ص : )(2.205 ، د.ت ، ص : 2 عمر الدسوقي ، « دراسات أدبية » ، دار نضة مصر للطبع والنشر ، القاهرة ، ط )(3

79

Page 83: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

الشاعر، فهو دائما عرضة للتأثي والتأثر بالعال الارجي بشكل أكثر عمقا ووض22وحا ؛ وجبان خي مثال على البدع الرومانسي الذي شغلته هوم متمعه وأر�قه استسلم الناس

للظلم والقهر والتقاليد البالية، فثار وتر�د ورفض القيم الزائفة الت يتمس�ك با التمع. فالتأمل ف كتابات جبان يدرك أنo أدبه مرآة تعكس اغترابه، فهو « ثورة عاصفة تقتلع النصاب الت أنبتتها الجيال ، ودعوة حار�ة إل التطور والنهوض وم@ماشاة الزمن

. والقضاء على المود والتخلف الذي كان يشد� الن22اس)1(إل الثورة على كل قدي » لظلمات العصور الغابرة ، واللحظ أنo « شخصيات حكاياته إما ض22حايا أو ث22ائرون

. فالنوع الول ضاع وقاسى؛ لن�ه ل يتلك الوعي الكاف الذي يقيه م22ن ش22رور)2(» التمع، أم�ا النوع الثان والذي يؤثره جبان فهو التسلoح بوعي كبي جعله يواجه التمع

ويتحد�اه دون خوف، ويظهر علoته للعلن. إنo تر�د جبان وثورته صورة واضحة عن اغترابه ورفضه ، وقد اس22تطاع م22ن خلل ثورته الدبية تقيق النسجام الجتماعي؛ لنo « الثورة ليست سوى اص22طداما بالنقائص الت يعان منها التمع ، وليست ماولة لتحطيمه ، وإنoا ه22ي ماول22ة

، فقد وجد جبان نفسه الطامة إل التجديد والراغبة ف)3(لتنبيهه أو إيقاظه أو تطويره»:)4(تقيق الفضل للمجتمع وتغييه غريبة ف هذا العال الامد ، فصاح

أ8ن$ا غ8ر7يب� ف7ي ه$ذ8ا الع$ال8م7.أ8ن$ا غ8ر7يب� و$ف7ي الغ!ر&ب$ة7 و7ح&د$ة¦ ق8اس7ي$ة¦ و$و$ح&ش$ة¦ م!وج7ع$ة¦.

pولpأ8ق mع$ن& أ8ه&ل7ي و$خ7ل�ن7ي ، ف8إ7ذ8ا م$ا ل8ق8ي&ت! و$اح7دا �أ8ن$ا غ8ر7يب ، رسالة ماجستي ، جامعة عي شس"القضايا الجتماعية ف أدب جبان خليل جبان" عبد الرحن زايد قيوش ، )(1

.07 ، ص : 1990القاهرة ، جان لوسيف ، « النعات الصوفية عند خليل جبان » ، ترجة : شعبان بركان ، الكتبة العصرية ، بيوت ، د.ت )(2

.20، ص : ،1978 إحسان عباس ، « اتاهات الشعر العرب العاصر » ، اللس الوطن للثقافة والفنون والداب ، الكويت ، )(3

.201ص : .161، دار العرب للبستان، القاهرة ، د.ت، ص : "العواصف " جبان خليل جبان ، )(4

80

Page 84: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

ف7ي ذ8ات7ي : م$ن& ه$ذ8ا، و$ك8ي&ف$ ع$ر$فxت!ه! ، و$أ8ي| ن$ام!وس/ ي$ج&م$ع!ن7ي ب7ه7 ، و$ل7م$اذ8ا أ8قxت$ر7ب! م7ن&ه! و$أpج$ال7س!ه! ؟

:)1(وجبان يعتقد بأنo الغتراب قدر الشاعرأ8ن$ا غ8ر7يب� ف7ي ه$ذ8ا الع$ال8م7.

�أ8ن$ا ش$اع7ر� انظaم! م$ا ت$ن&ثpر!ه! ال8ي$اةp ، و$ل7ه$ذ8ا أ8ن$ا غ8ر7يب.س$أ8ب&ق8ى غ8ر7يباm ح$ت@ى ت$خ&ط7ف8ن7ي ال8ن$اي$ا و$ت$ح&م7ل8ن7ي إ7ل8ى و$ط8ن7ي

وكانت تربة الغربة ف أدبه عامة ، وف شعره خاص�ة نتيجةÐ مباشرة لصطدامه مع العال الارجي ، فتولoد عن هذا تر�د جبان؛ حيث أن�ه ف « اللحظ22ة ال22ت يكتش22ف

، فجبان كان يشعر بالسى)2(النسان تناقضه مع العال الارجي يبدأ ف التمر�د عليه » على لبنان وعلى الوضع الترد�ي الذي وصل إليه و كان يتفج�ع على الحوال السيئة الoت غدت تكب�له وتنعه من اللحاق بصاف� الدول التقدمة، فكانت مأساته « مأساة الثق22ف الذي يشعر بنكبة أمته وض±يق حالا وعدم جدوى الياة ف ظلo ن@ظ§مÄ متهت�ك22ة بالي22ة ،

،) 3(وإرادة التغيي عنده هي الت تدفعه إل أن يرج ويثور ول يتقب�ل الياة على علoتا » فالشاعر عكس البشر جيعا ، ل يرضى بالنقائص وياول البحث عم�ا يكملها ، ف22أين سيجد هذا الكمال، وليس ف الواقع أمل لذلك ، إذن، لبد� من بديل يفoف غربت22ه ف التمع ف2 « الديب الرومانسي أديب غريب قد باعدت الوة بي ما يتوقoعه ويأمل فيه

وه22ذه)4(ويترقoبه ، وبي واقعه الرير الليم ، فهو من ثo أديب متطلع إل عال آخ22ر » الاولة ف قهر الغتراب ماولة هروبية سلبية وإن كانت رد�ة فعل طبيعية لنسان رقي22ق

163، ص : "العواصف " جبان خليل جبان ، )(1.105 عبد العزيز القال ، « الشعر بي الرؤيا والتشكيل » ، ص : )(2 ،1994 يسري ممد سلمة ، « عبد الرحن شكري ، شاعر الوجدان » ، السكندرية ، دار العرفة الامعية ، )(3

.100ص : ممد زكي العشماوي ، « فلسفة المال ف الفكر العاصر » ، دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع ، بيوت )(4

.181 ، ص : 1980،

81

Page 85: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

شفاف بلغ الغتراب من نفسه مبلغا عظيما ، فجعلها تعان قسوة الياة والتمز�ق والل، هروبيون ينسحبون من ملحمة الياة اليومية ، ويلتجئون«ولكن�ه ط¹بÁع@ الرومانسيي، فهم

،هذه النان يسميها)1(إل جنان مفقودة ، ويضخ�مون عواطفهم كبديل للواقع الادي » جبان « بالبلد الجوبة » أو بالوطن السحري الذي لطالا فكoر فيه ، وف ه22ذه البلد وجد جبان راحة نفسه العذoبة وطمأنينتها، وغن�ت روحه بالم22ان والس22لم ، ف22دعا صاحبته (أي نفسه) إل مغادرة البلد السوسة الت ح22وله (ع22ال الواق22ع) إل البلد

:)2(الجوبة (عال الروح) واليال قائله!و$ ذ8ا الف8ج&ر! ف8قpوم7ي ن$ن&ص$ر7ف ع$ن& ب7ل8د/ م$ال8ن$ا ف7يه$ا ص$د7يـق

م$ا ع$س$ى ي$ر&ج!و ن$ب$ات� ي$خ&ت$ل7ف& ز$ه&ر!ه ع$ن& كpلy و$ر&د/ و$ش$ق7يـق& و$ ج$د7يد! الق8لxب7 أ8ن@ى ي$أxت$ل7ـف& م$ع$ قpلpوب/ كpل~ م$ا ف7يه$ا ع$ت7يق&.

ل يد جبان ف بلده صديقا وفي�ا أو رفيقا مؤنسا؛ لن�ه متلف العدن عن الناس الذين يعيش بينهم، فهو يطمح إل كل جديد بينما هم متمس�كون بالقدي ، إن�ه غري22ب

:)3(بينهم، ويعلن جبان عن بلده الجوبة الت يتخيلها قائل ع$ب$د!وا ال8ق@ و$ص$لpواي$ا ب7ل8د$ الف7كxـر7 ي$ا م$ه&د$ ال�ول8ى

xج$م$ـــالxل7ل م$ت&ن7 س!فpن/ أ8و& ب$خ$ي&ل/ أوم$ا ط8ل8ب&ن$ـاك7 ب7ر$كxـب7 أ8و& ع$ل8ى

xر7ح$ـــالل8س&ت7 ف7ي الس@ه&ل7 و$ل8 الو$عر$ ال8ر7ج& ل8س&ت7 ف7ي ال8̂و و$ل8 ت$ح&ت$ الب7ح$ار7� أ8ن&ت7 ف7ي ص$د&ر7ي فpؤ$اد7يأ8ن&ت7 ف7ي ال�ر&و$اح7 أ8ن&و$ار� و$ن$ـار

ي$خ&ت$ل7ــج&

، ص :1981 رفيق خنسة ، « دراسات ف الشعر السوري الديث » ، ديوان الطبوعات الامعية ، ال2زائر ، )(1197.

147،الكتبة الثقافية ، بيوت ، لبنان ،د.ت ، ص :" ،البدائع و الطرائف"جبان خليل جبان )(2.149 نفسه، ص : )(3

82

Page 86: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

إنo البلد الجوبة ، مدينة ف±كäرÄ ينشدها أولئك الذين عبدوا الق والم22ال م@مثáل ف القائق الصافية الالية من الزيف الذي يسيطر على العال ح22وله ويعل22ه يش22عر بتفاهته ، وف البلد الجوبة يد « كل ما ينشده النسان من معان وقيم وأمان وهدوء

.)1(ومب�ة وصفاء وتد�د دائم » « يتمثoل الفرد الثائر"الواكب"وف شعر جبان دعوة لياة الغاب ، وف قصيده

على الماعة النسانية بقيمها الزائلة الفاسدة ، الفرد الذي يشعر بأن التمع يس22حقه ، ويول دون نوه؛ لا شاع ف التمع من إختلل ف التوازن ، وخضوع الناس وانقيادهم كالقطعان بل هدف أو وعي ، فوج�ه جبان مواكبه إل الغاب حيث ل قطيع ول راع ، وحيث الفت النبوذ يصبح فيلسوفا متأم�ل ، وحيث يت�حد النسان بالطبيعة ويصبح جزءا

. وهنا ند جبان)2(ل يتجزأ منها ، وهنا فقط يتحقoق خلوده ومعرفته وصدقه وخيه » ف دعوته لياة الغاب هربا من زيف الدينة، وتطه�را من شرورها ب22العودة إل الفط22رة الصافية يتوافق مع نظرة ر@وسو ف قهر الغتراب؛ حيث كان يعتقد بأنo الدني�ة الفاس22دة قضت على قيم النسان وفطرته، وجعلته يغترب عن جوهره ويصبح عبدا لظاهر الدني�ة

:)3(كالؤسسات واللت وغيها م�ا يفقد الفرد إنسانيته، يقول جبان م$ن&ز7لm د!ون8 القpص!ور&ه$لx ت$خذxت الغ$ـاب$ م7ثxل7ي

و$ت$س$ل�قxت$ف8ت$ت$ب@ع&ـت$ الس@و$اق7ــيالص|خ!ور&؟

و ت$ن$ش@فxت$ ب7ن!ور&؟ه$لx ت$ح$م@م&ت$ ب7ع7طر/ ن$اس7ياm م$ا ق8د& م$ض$ى؟ز$اه7داm ف7يم$ا س$ي$أxت7ي mف8ر$ش&ت$ الع!ش&ب$ ل8ي&ل xت$ الف8ض$ـاه$لxو ت$ل8ح@ف ب$ي&ن$ ج$فxن$ات7 الع7ن$ب&ه$لx ج$ل8س&ت$ الع$ص&ر$ م7ثxل7ي

.321 ، ص : 1995 ، 2 صابر عبد الداي ، « أدب الهجر » ، دار العارف ، القاهرة ، ط )(1.113 ، ص : 1980 ممد زكي العشماوي ، « الدب وقيم الياة العاصرة » ، دار النهضة العربية ، بيوت ، )(2.109، ص : 1،2005 ، دار نوبليس للنشر، بيوت ، لبنان ، ط"الواكب" جبان خليل جبان ، )(3

83

Page 87: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

ك8ثpر$ي@ات7و$الع$ن$اق7يــد! ت$د$ل�ــت&الذ�ه$ـب&

هي دعوة صرية من جبان لترك حياة الدنية الطافحة بظاهر الغتراب وات�خ22اذالغاب مسكنا؛ حيث الطبيعة الصافية الميلة الت تيي فطرة النسان.

والغربة الجتماعية ميخائيل نعيمة: ي@عد� ميخائيل نعيمة أحد أهم� شعراء الرابطة القلمية ، وهو من الش22عراء ال22ذين عب�وا عن غربتهم بشكل عميق من خلل شعر رومانسي رقيق ينفذ إل الوجدان . وف

:)1( نده يصف غربته الجتماعية قائل"النهر التجم�د"قصيدته ن$ب$ذ8ت&ه! ض$و&ض$اء� ال8̂ي ف8م$ال8 ع$ن&ه$ا و$ان&ف8ــر$د&

و$ل8 ي$م7يلp إ7ل8ى أ8ح$ــد&و$غ8د$ا ج$م$اداm ل8 ي$ح7ن| ك8ان8 ق8ب&لm م7ن&ه!م!ـــوو$غ8د$ا غ8ر7يباm ب$ي&ن$ ق8و&م/ لpغ&زاm ف7يه7 لpغ&ز� مبهـــم!وو$غ8د$و&ت! ب$ي&ن$ الن@اس7 ك8م$ا أ8ر$اك$ م!ك8ب@ـــل8ي$ا ن$ه&ر! ذ8ا ق8لxب7ي أ8ر$اه! ت$ن&ش!طp م7ن& ع7ق8ال7ك$ و$ه!ول8و$الف8ر&ق! أ8ن@ك$ س$و&ف$

إنo الشاعر يس� بالغربة والنفراد والوحشة والعزلة ، ومصدر ذلك كلoه اختلفه عن الناس من حوله وتنكoره لقيمهم وحياتم الت ل تتوافق كليا مع قيمه ومبادئه ، فه22و شاعر رومانسي وهم ماد�يون ، هو صادق وهم كاذبون مزي�فون ، يلهثون وراء الاد�ة ؛ فهي أقصى أمانيهم ، ومن هنا وجده هؤلء لغزا مبهما ، ل يمع بينهم وبين22ه قاس22م مشترك ، وهناك تناقض واسع ف طريقة التفكي ، وعليه عجز الشاعر ع22ن النس22جام والتواصل معهم ، فما كان منه إلo أن اختار العزلة عنهم ، ويلجأ ف آخر القص22يدة إل الوار مع النهر مقارنا نفسه به ، فحال النهر سيتغي�ر بتغي�ر الفصول ، بينما سيبقى حاله على ما هو عليه ، ومن خلل ذلك نستطيع أن نتنب�أ بدى تأثoر الشاعر بوطأة الغ22تراب

12/ 4 ، 1999 ،6، الموعة الكاملة ،دار العلم للمليي ، بيوت، ط" هس الفون " ميخائيل نعيمة ، )(1

84

Page 88: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

القاسية على نفسه ، إن�ه يشعر بأن�ه ضائع وبل جذور ، والسافة بينه وبي غيه كب@رت ؛ لنo كلo ما يربطه بالخرين هو النفعة والصال وليس البادئ و القيم النسانية العلي22ا،

الت ل يعد لا مكان ف عصر كلo ما يكمه الاد�ة.إيليا أبو ماضي والغربة الوجودية :

إنo الية والشك� والقلق حول مصي النسان و الوجود هي أبرز مظاهر الغرب22ة اليتافيزيقية عند الديب،و« النسان الغترب على الصعيد اليتافيزيقي هو النسان الذي يفتقد فهم أمرين هامي يتعلoقان بالوجود النسان، ها : معن الي22اة ، والغاي22ة م22ن

. فهو عاجز عن فهم معضلت الوجود النسان وغي قادر على إدراك مموعة)1(الياة» ليليا أب ماضي «"الطلسم"من القائق، فهذه المور تعله ي@حس� بالعجز، وف قصيدة

يصو�ر حيته أمام الكون وألغازه ، ويكشف عن شعوره العميق بقصوره عن التغلغل ف . فإيلي22ا ف ت22أملته)2(حقائق الشياء واستجلء صفاتا وعلقاتا ومصدر وجودها »

وبتساؤلته غي قادر على حل لغز الوجود، فقد استعصى ظاهر الكون على منطق عقله:)3(النسان الدود معرفيا، يقول

ج7ئxت! ل8 أ8ع&ل8م! م7ن& أ8ي&ن$ و$ل8ك7نTي أ8ت$ي&ــــت!و$ل8ق8د& أ8ب&ص$ر&ت! قpد$ام7ـي ط8ر7يقاm ف8م$ش$ي&ـــت!و$س$أ8ب&ق8ى م$اش7يــاm إ7نx ش7ئxت! ه$ذ8ا أ8م& أ8ب$ي&ــت!

؟ ل8س&ت! أ8د&ر7ي ك8ي&ف$ ج7ئxت!؟ ك8ي&ف$ أ8ب&ص$ر&ت! ط8ر7يق7يإ7̂ني ج7ئxت! و$أ8م&ض7ي و$أ8ن$ا ل8 أ8ع&ل8م! أ8ن$ا لpغ&ز� و$ذ8ه$اب7ي ك8م$ج7يئ7ي ط8لxس$م!

و$ال�ذ7ي أ8و&ج$د$ ه$ذ8ا الل~غ&ز$ لpغ&ز� م!ب&ه$م!

، ص :2008 كاميليا عبد الفتاح ، « إشكاليات الوجود النسان » ، دار الطبوعات الامعية ، السكندرية ، )(1129.

.192 ، د.ت ، ص : 3 شوقي ضيف ، « دراسات ف الشعر العاصر » ، دار العارف ، القاهرة ، ط )(2214و191 الديوان ، ص: )(3

85

Page 89: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

ل8 ت!ج$اد7لx ذ8ا ال7ج$ا م$ن& ق8ال8 إ7̂ني ل8س&ت! أ8د&ر7ي إنo اللدرية ظلoت سي�دة الوقف ، وبقي الشاعر تائها ضائعا حائرا ف سر الوجود، وهكذا وجد نفسه مبوسا ف إطار الهول والغربة؛ إذ أن�ه ل يعلم أي ش22يء ع22ن أي شيء، فهو لغز والوجود لغز، ولذلك ل جدوى من التساؤل ، فذو الجى من ق22ال ل

أعلم. لقد وقف إيليا أبو ماضي ف ميدان الوجود ، فاكتنفته الظلمة وحاول أن يبحث ف الهول لعلoه يد إجابة لذه « اللماذا الكبى » وللسئلة الت ت@لح� عليه حت�ى يري22ح وجدانه لكن دون جدوى، فقد ظلoت الأساة الوجودية تل§فúه من كل ج22انب، وبقي22ت نفس الشاعر موز�عة ف متاهات اللغاز الالدة ، ف سر� الياة والوت وظلل فك22ره ف

. )1(هذه التاهات الت يهتدي فيها إنسان بعقله »

ويظهر عجز الغترب وجوديا عن إدراك معن الياة والغاية من الوجود فيه22ا ، فالياة سلسلة من الشقاء ومأساة غي مبر�ة ، تنتهي بوت غي مب�ر يتعارض مع إقب22ال الفرد على الياة ، وهكذا مت ما « صار النسان جزءا من هذا العال الذي يغص� ب22ا يبعث القلق والضجر، وهو ياول أن يد مكانا لذاته يد نفسه ف صدام مع الع22ال ،

. يشتد إحساسه ب22العجز)2(ومع منظوماته وآلياته ، مع حقائقه الت ل تكتشف بعد » والحباط وتزداد حيته وشكوكه فتتفاقم غربته ، وهكذا ظلo الهجري�ون يض22طربون ف

عال من الشك� والية والتساؤل ف ماولة غي مدية لدراك كنه الشياء. :الغتراب ف شعر جاعة الديوان وأبولو - 2

عبد الرحن شكري :

.392 ، ص : 1982، 1 ممد غنيمي هلل ، « النقد الدب الديث » ، دار العودة ، بيوت ، ط )(1 رمضان الصباغ ، « ف نقد الشعر العرب العاصر » ، دراسة جالية » ، دار الوفاء للطباعة والنش22ر والتوزي22ع ، )(2

.103 ، ص : 1998السكندرية ،

86

Page 90: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

ل تعرف مصر شاعرا متشائما ، كثي الشكوى ، ضاق بن حوله كعبد الرح22ن شكري ، فدواوينه السبعة تطغى عليها نغمة التشاؤم الoت كانت تصبغ نفسه فتنعك22س فيما ينظمه ، فقد كان يرى الياة منة واسعة والوجود فيها غربة ما بعدها غربة . وإذا تساءلنا عن الدوافع الت كانت وراء هذا الحساس فإننا ن22د ض22التنا ف الوض22اع السياسية الصعبة الت كانت تعيشها مصر آنذاك ، فقد كان الستعمار النليزي جاث22ا على صدرها ؛حيث كانت مصر « تتاز دورة قاتة ف حياتا ، بل لعلoها أك22ثر دورات حياتا بأسا ، وبؤسا ، وكان الشباب الطامح من أمثال شكري يشعر شعورا عميقا بآلم الياة الت يياها وطنه وأثقالا ، ويرى إل أي حد� فسدت الياة فيه فسادا ل يدع أمل

.)1(ف أن ي�حقoق الشباب آمالم، لا ي@قي�دهم به الستعمر وأعوانه من قيود وأغلل » فما كان من شكري إلo أن ضاق بيئته وتب�م من العيش فيها حت�ى فكoر ف الرحيل عنها، ورحل فعل؛ لن�ه ل يستطع أن ينسجم مع متمع ينتشر فيه الشر ، وفسدت في22ه النفوس فسادا عظيما ، فكان من الطبيعي أن يكون ف شعره صورة لذه الفترة الضطربة

الزينة وما ساد فيها من تشاؤم ويأس وقلق وسخط. وعندما يتحدث عن غربته ف دنياه وإحساسه الكئيب بالوحشة يص22ف نفس22ه

:)2(بالعليل، يقول ن@فxس7 ي$ذxو7ي م7ثxل8 الر@ج$اء7 الع$ق7يم7إ7نx أ8كpن& ع$ائ7شاm ف8ع$ي&ش! ع$ل7يل7 الـ

وقد كان عبد الرحن شكري متأثرا بشعراء العصر العباسي م�22ن مل التش22اؤم حياتم نو ابن الرومي والتنب، وباص�ة أبو العلء العري؛ فنجده يقتدي به مر�ما عل22ى نفسه أن يتخذ الزوج وي@رزق الولد ، فالياة من حوله شر� ل خي فيه ، وهو ل يشعر فيه

.111 شوقي ضيف ، « دراسات ف الشعر العرب العاصر » ، ص : )(1 ،ص :2000:فاروق شوشة ، اللس العلى للثقاف22ة، الديوان ،جعه و حققه: نقول يوسف ،مراجعة و تقدي )(2

185

87

Page 91: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

كما)1(براحة نفس ول بدوء ضمي ، فحري� به أن ل ين على أبنائه ما جناه أبوه عليه نراه متأثر�ا به ف طلبه للموت كخلص من هذه الياة وشرورها ؛لنo الوت يصبح ف « نظره ناية صراع عنيف مرير ، صراع بي أطماع البشر وأحقادهم ، صراع بي الزم22ن

ويتمن لو نزل به)2(ومآسيه ومشاكله ، صراع يلقه تعقoد الياة ، واستبداد ضراوتا » الوت لعلoه يلoصه من شقاء دنياه ، وتضيق به الدنيا حت�ى لكأن�ه على قيد الي22اة دفي ، ويتزايد ضيق صدره وقلق نفسه فيص́ور خوفه وفزعه وسخطه على الصدقاء وغيهم ،

فالناس جيعا سواء ، ل يبعث التواجد معهم على الطمئنان.:)3(كما يصو�ر الراحة الت وجدها ف ظلمة القب ول يدها ف ضوء الياة، يقول

م7ن$ ال8ق8اب7ر7 م$̂يتاm ح$و&ل8ه!ر$أ8ي&ت! ف7ي الن@و&م7 أ8ن@ى ر$ه&ن$ م!ظxل7م7ـة/ر$م$ـــم!

و$ل8 طpم!وح� و$ل8 ح!لpم! و$ل8ن$اء� ع$ن7 الن@اس7 ل8 ص$و&ت� ف8ي!ز&ع7ج!ن7ـيك8ل7ـم!

mن7ي ه$م± و$ل8م!ط8ه@ر! م7ن& ع!ي!وب7 الع$ي&ش7 ق8اط7ب$ـةpر!قxف8ل8ي&س$ ي$ط أ8ل8ـــم!

و$ل8س&ت! أ8س&ع$ى ل7ع$ي&ش7 ش$أxن!ه! الع$د$م!و$ل8س&ت! أ8ش&ق8ى ل�م&ر7 ل8س&ت! أ8ع&ر7فpـه! و$ل8 ض$م7ي� و$ل8 ي$أxس�ف8ل8 ب!ك8اءµ و$ل8 ض$ح7ك� و$ل8 أ8م$ــل¦

و$ل8 ن$ــد$م!xه$ر! م7ن& خ!ب&ث7 ال8ي$اة7 و$إ7نxم!و$ال8و&ت! أ8طxر$اع$ت& م$ظ8اه7ر!ه! ال�ج&د$اث و$الظ~ل

.113ي@نظر : شوقي ضيف ، « دراسات ف الشعر العاصر » ، ص : )(1.106 ، ص : 1978 يوسف نوفل ، « ديوان الشعر ف الدب العرب الديث » ، دار النهضة العربية ، القاهرة ، )(2.276-275 الديوان ، ص : )(3

88

Page 92: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

ولoا كان الشؤم يلزمه ، والياة ف نظره شقاء ف شقاء ، ولا ك22ان إحساس22ه بالغربة ف دنياه حار�ا يطغى عليه ويؤر�قه وجد أن�ه ل مفر إلo أن يتخل22ص م22ن الي22اة

:)4(ويستقبل الوت؛ ليستريح من العناء والعذاب، يقولف8إ7̂ني ك8ر7ه&ت! الع$ي&ش$ ف7ي أ8و@ل7 ال̂صب$اح$ي$ات7ي أ8م@ا ل7لن@ح&س7 ح$د± و$ل8 م$د$ى ف8ي$ا ش$ر| م$ا ر$اع$ ي$ج!ور! إ7ذ8اك8أ8̂ني ر$ب7يب! الن@ح&س7 ل8ي&س$ يو&زن

ر$ع$ــى م$ر7يرا ك8ط8ع&م7 الع$ي&ش7 ي!ؤ&ل7م! م$ن&ف8ي$ا م$و&ت! أ8قxبلx ل8 ك8إ7قxب$ال7 ر$ائ7ـع/

ح$س$ا وكان عبد الرحن شكري كجميع الغتربي يتب�م بالعيش وسط الن22اس ، ك2ثي التصوير لرذائلهم ، ياول التخلص من واقعة الليء بالنقائص ، في@كثر من انتقاده وتكون

النتيجة الفرار من الناس وهجرهم ،

:)2(يقولو$ل8ك7ن& ي$أxسا¦ ح7ي$ ل8م& ي$ب&ق$ م$طxم$ع\اس$أ8ه&ج!ر! ه$ذ8ا ال8لxق$ ل8 ه$ج&ر$ ع$ائ7د/

لقد جعل عبد الرحن شكري من التشاؤم الرومانسي وجها من وجوه التعبي عناغترابه ف هذه الياة والضيق الذي اعترى نفسه بتواجده بي الناس.

إبراهيم ناجي : ، طلع على الناس بش2عر" أبولو" لقد كان إبراهيم ناجي أحد أهم أركان جعية

غنائي حزين ، يغص� بالشكوى الذاتية ، وقد ساهم ف ذلك ظروف نش22أته وبيئت22ه ، حيث جعلت من تربته الشعرية صادقة إل حد بعيد ، وكانت « الظروف السياس22ية

من طغيان القصر وتسلoط1939 – 1925والجتماعية الت رانت على مصر ما بي سنة الكام الشايعي له ، ومن تعطيل للدستور وما كان من عهود قات22ة ، وم22ن حك22ام

445و 444و 443 الديوان ، ص : )(4529 الديوان ، ص : )(2

89

Page 93: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

حكموا مصر بيد من حديد قد أرهقت الشعور وملت النف22وس باليب22ة والي22أس ، ، فكان أدب هذه الماعة)1(والشعراء أشد� إحساسا بالتمز�ق النفسي والضياع الذات »

هربا نفسيا وبكاء صارخا. وقد كان إبراهيم ناجي رقيق النفس والشعور، وهو ما يظهر ف أغلب قص22ائده

؛ الت صو�ر فيها حب�ه الذي تداعى وان22دم وأص22بح م22رد" الغريب"وباص�ة قصيدة ذكريات ، وف موقفه هذا يذكoرنا بالشاعر العذري الذي ات�خذ من تربته الفاش22لة ف

:)2(الب وسيلة للتعبي عن اغترابه، يقول إ7̂ني غ8ر7يب! ال̂دي$ار7 م!ن&ف8ـر7د!ي$ا ق8اس7ي$ الق8لxب7 ك8ي&ف$ ت$ب&ت$ع7ــد!

و$أ8ي&ن$ م7̂ني و$م7ن& ل7ق8اك$ غ8ـد!إ7نx خ$ان$ن7ي الي$و&م! ف7يك$ ق8لxت! إ7ذ8ا ت$ك8اد! ف7يه$ا الظ~ن!ونpإ7ن� غ8دا ه!و@ة¦ ل7ن$اظ7ر7ه$ـــــا

ت$ر&ت$ع7ـد! أ8ف7يك7 أ8خ&ف8ى خ$ي$الpه!أpط7ل~ ف7ي ع!م&ق7ه$ا أ8س$ائ7له$ــــا

ال�ب$ـد! ب7ه7 ش7ف8اه� ر$ح7يم$ةm أpل8م7س! الpر&ح$ م$ا ال�ذ7ي ص$ن$ع$ت&

و$ي$ـــد! إ7̂ني ب7ه$ذ8ا الل�ه7يب7م$لxئ ض!لpوع7ي ل8ظ8ى أ8عجب!ــه!

أ8ب&ت$ــر7د! و$ح$ي&ث8 غ8ن@اك$ ق8لxب7يي$ا ت$ار7ك7ي ح$ي&ثp ك8ان8 م$ج&ل7س!ن$ــا

الغ$ـرد! أ8ش&ق8ت&ه!م ال8اد7ث8ات! أ8م&أرن!وا إ7ل8ى الن@اس7 ف7ي ج!م!وع7ه7ــم

س$ع7د!وا

.245 ممود حامد شوكت و رجاء عيد ، « مقومات الشعر العرب الديث » ، ص : )(1 150-149: ، ص1986 الديوان ، دار العودة ، بيوت، )(2

90

Page 94: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

و$غ8و@ر!وا هاب7ط7ي& أ8م&ت$ف8ر@قpوا أ8م& ه!م!و ب7ه$ا اح&ت$ش$ــد!واص$ع$ـد!وا

ف8ل8ي&س$ ل7ي ف7يإ7̂ني غ8ر7يب� ت$ع$ال8 ي$ا س$ك8ن7ـــيز7ح$ام7ه7م& أ8ح$ـد!

إنo سبب غربة الشاعر هو فقد البيب الذي وصفه بقسوة القلب؛ متسائل كيف يفوه ويتركه غريبا متوح�شا ف الديار ل رفيق له ول أنيس ، فتكب@ر م22اوفه ويت22احه اليأس كلم�ا أتى الغد ول يدث اللقاء الذي كان يترقoبه يوما بعد يوم ، فيتخي�ل الستقبل

وقد تول إل حفرة عميقة بل قرار، ترتعد ف داخلها هواجسه وظنونه وماوفه. وتنتهي القصيدة بتصوير مشاعر الغتراب والحساس بالوحدة ف غياب البيب، فهو وحده سكن@ الشاعر ومصدر أنسه ،على عكس، ذلك فإن�ه ل يشعر بالراحة بوجوده

بي الخرين.أبو القاسم الشاب :

شاعر مرهف الحساس ، يطفح شعره بالكآبة والزن والسى عاكسا ظروف22ه الشخصية القاسية الت عاشها ف ريعان الشباب، وتثoلت ف ثلث نكبات حل22oت ب22ه: زواج غي موفق ،وحب مفق، وموت والده، بالضافة إل مرض ضخامة القلب ال22ذي

ك22أي�-أصابه فجعله يرى الدنيا عذابا جحيما ، وزيادة على هومه الذاتية كان الشاب ــونس مهتم�ا بالشأن العام، فكانت الظروف العصيبة الت مر�ت با -مثقف ف ظ22لoت

الستعمار الفرنسي تؤر�قه، وقد «أحس� إحساسا دقيقا بعلoة أمت�ه وبالرض السياسي الذي يطحنها – طحن الرحى – تت أنيابه ، إنه الستعمار البشع الغاشم ، ال22ذي ألق22ى بقلقله على صدر أمت�ه ، وإن�ها لتذوق منه ومن ظلمه وبطشه المر�ين ، فترفع نفس22ها تريد أن تيا حياة كرية؛ فينهال عليها ضربا وطعنا؛ حت�ى تر� مهيضة ، وه22ي تئ±ن أني

91

Page 95: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

، وتبعا لذه الظروف انعكس الل الاد ف قصائده وطغ22ت عليه22ا ن22بة)1(الثكلى »الشكوى والني ؛فراح يصف ف شعره سأمه من الياة واغترابه فيها.

الصباح الديد" و"العتراف" و "إل الوت"وبإلقاء نظرة سريعة على « قصائد: لب القاسم الشاب ندها جيعا تطفح بالسى ، وتبدو الياة من خللا فجاجا م22ن"

.)2(الحيم ، وجبال من الموم وضبابا من الل » يعب�ر الشاعر عن أله الشديد وغربته الناجة عن الحساس"يا موت"وف قصيدته :)3(الر� بفقد والده قائل

و$ق8ص$م&ت$ ب7ال�ر&ز$اء7 ظ8ه&ر7يي$ا م$و&ت! ق8د& م$ز@قxت$ ص$د&ر7ي و$م$ن& إ7ل8ي&ه7 أ8ب!ث~و$ف8ج$ع$ت&ن7ي ف7ي م$ن& أpح7ــب|

س7ــ̂ري و$م$ش!ور$ت7ي ف7ي كpلyو$ر$ز$أxت$ن7ي ف7ي ع!م&د$ت7ـــي

أ8م&ــر7pـوذpل8 أ8ل mت$و$ه$د$م&ت$ ص$ر&حاxب7غ$ي&ر7ه7 و$ه$ت$ك

س7ــ̂ري ت$ص!د| ع$̂ني كpل� ش$ـــ̂رو$ف8ق8د&ت! ك8ف©ا ف7ي ال8ي$ـاة7

وتبز ملمح الغتراب السياسي عند الشاب الذي كان مهموما منشغل الفك22ر بصي أمت�ه، فقد « كان يعكف على استقراء واقع شعبه وهو ي22رزح ت22ت ك22ابوس الستعمار، يستنف دماءه ويبتز خياته ، ثo هو بعد ذا وذاك ي@لجم ص22وته ب22الكبت والغلبة القاهرة ، وينظر الشاعر إليه ف ذاته فياه شعبا طو�قته قرون النط22اط؛ فكب�لت22ه

. فمبعث اغترابه إذن إحساسه)4(بقيود من الوهم والظلل قادته إل النسلخ والتفسخ »بالعجز عن التدخل وإحداث تغيي ف لياة السياسية للبلد

.150 شوقي ضيف ، « دراسات ف الشعر العاصر » ، ص : )(1. 110 ممد زكي العشماوي ، « الدب وقيم الياة العاصرة » ، ص : )(2143-140 ، ص "أغان الياة" أبو القاسم الشاب ، )(3

92

Page 96: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

:)1(يقول معب�را عن ذلك أ8و& ل7ر$ب&ع7 غ8د$ا الع$ف8اء� ج7ر$اح$ه&ل8س&ت! أ8ب&ك7ي ل7ع$س&ف7 ل8ي&ل/ ط8و7يل/

ق8د& ع$ر$ان$ا، و$ل8م& ن$ج7د&إ7ن@م$ا ع$ب&ر$ت7ي ل7خ$طxب/ ث8ق7يـــل/م$ن أ8ز$اح$ـه&

� م!وق7ظ¦ ش$عب$ه! ي$ر!د|كpل�م$ا ق8ام$ ف7ي الب7ل8د7 خ$ط7يـبص$ل8ح$ـه&

ف8ات7ك/ ش$ائ7ك/ ي!ر7يد!أ8لxب$س!وا ر!وح$ه! ق8م7يص7ي اض&ط7ه$اد/ج7م$اح$ــه&

أ8م$ات!وا ص!د$اح$ه!أ8خ&م$د!وا ص$و&ت$ه! ال7ل8ه7ي ب7الع$س&ف7و$ن!و$اح$ــه&

ه$اق7 ، ت$و ا و$م$ا ت$و$خ@و&ا س$م$اح$ه&و$ت$و$خ@و&ا ط8ر$ائ7ق$ الع$س&ف7 و$ال7ر& ر$ش$ق8ات! الر@د$ى إ7ل8ي&ه7مه$ك8ذ8ا الpخ&ل7ص!ون8 ف7ي كpلy ص$و&ب/

م!ت$ـاح$ه& كما كان الشاعر يعان من الغربة الجتماعية إذ أن�ه ل يكن قادرا على التوافق مع

:)2(متمعه ،و هو ما عب�ر عنه ف قصيدته : « الشواق التائهة» قائل غ8ر7يب� أ8ش&ق8ى ب7غ!ر&ب$ة ن$فxس7يي$ا ص$م7يم$ ال8ي$اة7 ، ك8م& أ8ن$ا ف7ي الد|ن&ي$ا

فpؤ$اد7ي و$ل8 م$ع$ان7يب$ي&ن$ ق8و&م/ ، ل8 ي$فxه$م!ون8 أ8ن$اش7يــد$ن$فxس7ـي

ت$ائ7ه/ ف7ي ظ8ل8م7ف7ي و!ج!ود7 م!ك8̂بل/ ب7قpي!ـــــود/ش$ك� و$ن$ح&س/

، ص1993، 4 عبد السلم السدي ، « قراءات مع التنب والاحظ والشاب » ، دار سعاد الصباح ، الكويت ،ط )(4 :59 – 60.

24 ، ص : "أغان الياة"أبو القاسم الشاب ، )(1.169 نفسه ، ص : )(2

93

Page 97: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

فمصدر غربته يكمن ف عدم مقدرة الناس الذين يعيش بينه22م عل22ى تفه�م22ه،: 1يقول

فpؤ$اد7ي أ8و& ي$س!ر| ض$م7يـر7يي!ر&ض7يم$ا ف7ي و!ج!ود7 الن@اس7 م7ن& ش$ي&ء/ غ8ث©ا ي$ف7يض! س$أxماm و$فpت!ـور7ف8إ7ذ8ا اس&ت$م$ع&ت! ح$د7يث8ه!م& أ8لxف8ي&ت!ه!

م$ا ب$ي&ن$ه!م& ك8الب!لxب!ل7و$إ7ذ8ا ح$ض$ر&ت! ج!م!وع!ه!م& أ8لxف8ي&ت$ن7ـيال8أxس!ور7

:)2(إنo غربة الشاب و مرضه بعثا ف نفسه كآبة شديدة، يقول�أ8ن$ا ك8ئ7يب� أ8ن$ا غ8ر7يـــبك8آب$ت7ي خ$ال8ف8ت& ن$ظ8ائ7ر$ه$ــا

غ8ر7يب$ة¦ ف7ي ع$و$ال7م الpــز&ن7ك8آب$ت7ي ذ8ات! ق8س&و$ة/ ص$ه$ر$ت& م$ش$اع7ر7ي ف7ي ج$ه$ن@م$ ال�ل8م7

ل8م& ي$س&م$ع7 الد@ه&ر! م7ثxل8 ق8س&و$ت7ه$ا والشاب مغترب ف هذه الياة ، روحه سجينة ف جسدها وأسية بي ج22دران

:)3(العال؛لن�ه بعيد عن وطنه الصلي، و هو ف حني دائم إليه، يقولش!̂رد&ت! ع$ن& و$ط8ن7ي الس@م$ـاو7ي ال�ذ7ي م$ا ك8ان8 و$اج7ماm م$ض&م!وم$ــا

ش!̂رد&ت! ع$ن& و$ط8ن7ي ال8م7يل7 أ8ن$ا الش@ق7ي| ف8ع7ش&ت! م$ش&طpور$ الفpؤ$اد$ ب$ي&ن$م$ا أ8ش&و$اقpه$ا ت!فxض7ي ع7ط8اشاmف7ي غpر&ب$ة/ ر!وح7ي@ة/ م$لxع!ون$ـــــة/

هيما ف7ي الن@اس7 ي$ح&ي$ا س$ائ7م اmي$ا غرب$ة8 الر|وح7 الpف8كyر7 إ7ن@ـــــه!

mوماpم$س&ئ109: نفسه ، ص 1.47 نفسه ، ص : "أغان الياة" أبو القاسم الشاب ، )(2.120نفسه ، ص : ) (3

94

Page 98: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

وردöا على هذه الياة الكئيبة والغربة الشاملة ، دعا أبو القاسم الشاب إل حي22اة الغاب مقلoدا جبان خليل جبان ؛الذي كان متأثoرا به ، كما نده يت�خذ من العزلة ملذا

:)1(له يقهر به غربته ، يقول ي$ا س$ع7يداm ب7و7ح&د$ت7ي و$ان&ف7ر$اد7يل8ي&ت$ ل7ي أ8نx أ8ع7يش$ ف7ي ه$ذ7ه7 الد|ن&ـ أpص&غ7ي إ7ل8ى خ$ر7يـر7أ8ص&ر7ف! الع!م&ر$ ف7ي ال7ب$ال7 و$ف7ي الغ$ـاب7

الـو$اد7ي ي@ام$ و$الد@ه&ر$ و$ال̂ضي$اء�و$أpن$اج7ي الن|ج!وم$ و$الف8ج&ــر$ و$ال�

ال8ـاد7ي ب$ع7يداm ع$ن& أpم@ت7يع7يش$ةm ل7لف8̂ن و$ال8م$ال7 أ8ب&غ7يه$ـــا

و$ب7ـــل8د7ي ب$ع7يداm ع$ن& ل8غ&و7 ت7لxك$و$ب$ع7يداm ع$ن& ال8د7ين$ة7 و$الن@ــــا س7

الن@و$اد7ي فهروبه إل الغاب كان انسحابا من حياة ل يد فيها راحة، ول م22ع قوانينه22ا انسجاما ،ول مع ناسها اتصال ، فوجد ف الغاب بديل عنهم ي@غنيه عن العي22ش بينه22م .ففي الطبيعة يد "ما يلتفت إليه حي تثقله أعباء الياة وتدهه بمومها، فتأسوا جراحه،

، كما أنo الشاب وجد ف الوت خلصا له من الغتراب وقهرا2وتكون له عزاء وسلوى"للشقاء الذي يعانيه ، فطلب النسحاب من الياة لعلoه ي@فلت من سجن الوجود.

وكخلصة لتجربة الغتراب ف شعر الشاب، نقول إن غربته بدأت م22ن وق22ائع ماد�ية لكنها انتهت إل تربة روحية ت@فصح عن عذاب الروح ورغبة ف اللص من هذا الوجود، فانعكست مظاهر ذلك ف شعره الباكي الزين الافل بالتعبي ع22ن الكآب22ة

والسأم، التشر�ب بالسوداوية.

.171، ص : نفسه )(1 رب الديث والعاصر"، دار الفكر العرب، د.ت، د.ب،ص: رجاء عيد و ممود حامد شوكت ، "مقومات الشعر الع2

239 .

95

Page 99: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

كانت هذه وقفة مع أبرز شعراء الرحلة الول من العصر الديث حاولت م22ن خللا إلقاء الضوء على اغترابم وبواعثه ، والن سأمر إل الرحلة الثانية؛ والت حد�دتا

ــاكرمن ناية الثلثينات وبداية الربعينات إل غاية السبعينات؛ وسأقتصر على بدر ش ، لنo القام يضيق إذا أردنا التعر�ضمصرمن صلح عبد الصبور ،والعراقمن السياب

لميع التجارب الشعرية. : الغتراب ف الشعر الر -3

لقد أصبح الوطن العرب بعد الرب العالية الثانية مسرحا للتغي�رات والتط22ورات على متلف الصعدة واليادين، وقد ظهرت ف الساحة الدبية العربية تي22ارات ش22عرية مستحدثة تدعو للتجديد وللتعبي بصدق عن ما يعانيه إنسان العص22ر ال22ديث م22ن

الذي ك22ان يعي22شالعراقصراعات وتأثيها على نفسيته ،وقد بدأت هذه الوجة ف مرحلة مضطربة وقلقة؛حيث تكاتفت الزمات السياسية والقتصادية والجتماعية وم22ا نتج عنها من اتاهات سياسية يينية أو يسارية؛ لتخلق غربة قاسية كابدها الشعراء، من بينهم: بدر شاكر السياب ، فانعكست ف قصائده مشاعر الثورة والرفض والحس22اس بالقلق والضياع، إذ أنo « الؤسسة السياسية القائمة آنذاك ف الع2راق دفع22ت بعجل2ة الستعمار، وصادرت الر�يات العامة والشخصي�ة، وأفقرت الشعب، كما ات�سم الوض22ع الجتماعي بسيادة القوى الافظة، وجود التقاليد، وكان على الشاعر أن يدخل معركة الر�ية ضد� القوى والؤسسات الاكمة والتنفذة ، وليقي الشاعر بأن معركته خاس22رة لنعدام تكافؤ قوى الصراع ، فقد وجد نفسه غريبا ف ميط قاس، بعد أن وعى الأساة،

وللتعر�ف على أناط هذه الغربة عند الش22اعر)1(وكافح من أجل اللص دون جدوى العراقي سأحاول أن أقف على بعض التجارب الشعرية للشعراء الر�واد مستنطقة بع22ض النصوص الشعرية على اعتبار أنo موضوع الضياع والغربة حظي باهتمام «معظم شعرائنا الدثي، حيث تد�ثوا عن هذه الظاهرة بشكل أو بآخر ف مرحلة م22ا م22ن حي22اتم

،1994 ممد جعفر راضي ، « الغتراب ف الشعر العراقي العاصر » ، منشورات اتاد كتاب العرب ، دمشق ، )(1.05ص :

96

Page 100: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

وذلك ف جيع أناء الوطن العرب دون استثناء، وي@عد�)1(الشعرية، أو ف جيع مراحها. » بدر شاكر السياب نوذج الشاعر العرب الغترب بكل القاييس ؛لن�ه عرف جيع أن22واع

الغربة.بدر شاكر السياب :

لقد كان السياب شاعرا فذoا ، مفرط الساسية، يشعر بالغربة وينظر للوجود من خلل غربته النفسية ،فاصطبغ شعره بصبغة الراحل الت تقلoبت فيها حياته ، ونده ق22د عان من أناط الغربة الختلفة: مكانية، واجتماعية، وسياسية، ففي « جيكور تبدأ غربة السياب الجتماعية ، والت ستقوده إل تارب مشبعة بالرارة والل،ومن أبرزها تاربه ف الب والثورة ، والاجة والني إل الاضي ، والرض الوبيل، وقد و@لدت هذه الغربة

. ويكن أن ن22وجز عوام22ل غربت22ه)2(من رحم ظروف، ل يكن للسياب يد فيها » الجتماعية ف إحساسه الانق بالنقص الذي كان يكد�ر عليه عيشه ؛لنá السياب كم22ا

، فالسياب إذن،كان يفتقد أحد) 3(يبدو من خلل وصف إحسان عباس له دميم الوجه عوامل التوازن النفسي ف التمع العرب الذي يكم على الفرد من مظهره ، ول يف22ى علينا أثر الشكل ف تقيق علقات اجتماعية سوي�ة باص�ة مع الرأة، وهذا الم22ر ك22ان ي@نغص� على السياب حياته؛ إذ أن�ه عان المر�ين حت�ى وجد زوج22ة تش22اركه العي22ش

وتتقاسم معه أفراحه وأحزانه. ل يستطع السياب أن يتغاضى عن هيئته ال±لقية ، وهذا المر وحده كفيل ب22أن

:)4(يشكÚل بؤرة اغتراب حاد� ، يقولذ8او7ي ال̂شف8اه7 ل7طpول7 م$ا ي$ت$ن$ه@د! و$اه7ي@ الك8ي$ان7 ك8أ8ن� خ$طxباm ه$د@ه!

.68 ، ص : 1976 جلل فاروق ، « الشعر العرب الديث » ، منشورات اتاد الكتاب العرب ، دمشق ، )(1.06 ممد جعفر راضي ، « الغتراب ف الشعر العراقي » ، ص : )(2 ، ص :1978 ، 4 إحسان عباس ، « بدر شاكر السياب دراسة ف حياته و شعره» ، دار الثقافة ، بيوت ، ط )(3

25..337 / 2 ، 1984 الديوان ، دار العودة ، بيوت ، ا)(4

97

Page 101: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

ي$س&ب7ي الع!ي!ون7 و$و$ج&ن$ة/ ت$ت$ـو$ر@د!و$ه!و$ الpع$ط�لp م7ن& ق7و$ام/ ف8ـار7ع/ ويضاف إل ذلك وفاة أم�ه وهو ل يزال طفل ، ففقد بذلك كلo مصدر للحنان ، وبدأ شعوره الرهيب بالغربة ف بيت أبيه، وأصبحت حياته بعد أم�ه خريفا طويل اللي22ال

:)1(كما يقولxو$الyف7ي ل8ي$ال7ي ال8ر7يف7 الط

آه& ل8و& ت$ع&ل8م7ي&ك8ي&ف$ ي$طxغ$ى ع$ل8ي@ ال�س$ى و$ال7ل8لx !؟ف7ي ض!لpوع7ي ظ8ل8م! القpب!ور7 الس@ج7ي&

وظلo السياب طول حياته متفظا بذكرى أم�ه ل ينساها باص�ة عندما اشتد� ب22ه:)2(الرض وساءت حالته الصحية، يقول

أpم@اه! ل8ي&ت$ك7 ت$ر&ج7ع7ي&ش$ب$حاm و$ك8ي&ف$ أ8خ$اف! م7ن&ه! و$م$ا ا7م@ح$ت& ر$غxم$ ال̂سن7ي&

ق8س$م$ات! و$ج&ه7ك7 م7ن& خ$ي$ال7ي؟ وقد توالت عليه الآسي بوفاة جد�ته؛ الت كانت سنده الوحيد بعد وفاة والدته ،

:)3(ليصبح سجي السى والوحدة ،يقولط8و$ان7ي ال�س$ى و$ق8ل� م!ع7ين7ـيج$د@ت7ي م$ن& أ8ب!ث~ ب$ع&د$ك7 ش$كxـو$اي؟

ل7ح!̂بي أ8و&ص$د&ت7 ق8ب&ر$ك7 د!ون7يأ8ن&ت7 ي$ا م$ن& ف8ت$ح&ت7 ق8لxب$ك7 ب7ال�م&س7 وبزواج أبيه من امرأة أخرى ف¹ق¹̧د كل أمل ف الصول على العط22ف والن22ان

:)4(والب الذي يتاجهما كل إنسان ،فعب�ر عن مأساته قائل أ8ب$ر| و إ7نx ك8ان8 ل8 ي!ع&ق8ــلpخ$ي$الpك7 م7ن& أ8ه&ل7ي ال�قxر$ب7ي&

.68 / 1 الديوان ، )(1.617-616/ 1 الديوان ، )(2 104 /2الديوان ، ) (3.151 نفسه،ص: )(4

98

Page 102: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

و$أp̂مي ط8و$اه$ا الر@د$ى الpع$ج@لpأ8ب7ي...م7ن&ه! ق8د& ج$ر@د$ت&ن7ي ال̂نس$اء� كما أنo الشاعر ل يسل¹م من وطأة الغتراب السياسي الذي كان سببا ف غربت22ه الكانية ، فحب� بدر لوطنه العراق والتزامه بالدفاع عن حقوق الشعب العراقي؛ ال22ذي عان من ويلت الستعمار وجبوت السلطة جعله ينتسب إل الزب الش22يوعي لعل2oه ي@سهم ف إحداث التغيي؛ الذي يراود الثقف الهتم بأمر أمته، لكن�ه « ذاق المر�ين م22ن

عندما1955السياسة، من اليسار ومن اليمي ، كان قد خرج على الشيوعيي منذ عام عرف موقفهم من قضية فلسطي ، وعندما وجد أن�ه أكب من أن ي@ستخدم لسياسة ت@ف̧رض

، 1958عليه من حيث ل يدري ، وهذا جر� عليه أنواعا من الضطهاد ب@̧عي22̧د ث22ورة فح@ورب ف رزقه، وف§صل من وظيفته ، وم@ن±ع عن العمل ف أية وظيفة أخرى، واعتق22ل

، ولنo الشاعر اكتشف زيف الياة السياسية وعدم مصداقية النظمة)1(أكثر من مرة » السياسية العربية ، ولغة السى على هذا الواقع الرهيب ،وجد كغيه من الشعراء ف رمز

:)2(" السيح بعد الصلب "السيح تعبيا عن معاناته وغربته السياسية، يقول ف قصيدته ب$ع&د$م$ا أ8ن&ز$لpون7ي ، س$م7ع&ت! ال̂ري$ــاح&xف7ي ن!و$اح/ ط8و7يل/ ت$س$ف| الن@خ7يــلو$الpط8ى و$ه7ي$ ت$ن&أ8ى ، إ7ذ8نx ف8ال7ر$اح&

والصليب الذي سTرون عليه ط7وال الصيل7 ل ي!م7تن7ي

فالقصيدة تس�د فكرة البطل النقذ والخلoص ومن هنا تنطلق العادلة الت « تقع بي تربة الشاعر ورؤيته وتربة الصلب الت تعر�ض إليها السيح ، فأش22ار إل الع22ذاب الذي س@لÚط عليه دون أن ينعه من أن يضح�ي من أجل الخري22ن ، والع22ذاب ال22اد�ي والعنوي الذي سلoطه الرهاب السياسي عليه ، ل ينعه هو كذلك من أن يتكلoم ويدافع

.70 ص : 1982 ، 2 جب إبراهيم جبا ، « النار والوهر » ، الؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيوت ، ط )(1.457/ 1 الديوان ، )(2

99

Page 103: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

ومن هنا نلمس التزام بدر بالقضايا الت تم� وطنه وشعبه، ونلمح دور)1(باسم الخرين»الثقف ف خدمة الصلحة العامة باص�ة وأن�ه يشاهد و يعيش ما يعانيه الناس ف وطنه.

:)2(" حني ف روما "يقول بدر معب�را عن مأساة شعبه ف قصيدته م7ن& ج!وع7 ص7غ$ار7ك$ ي$ا و$ط8ن7ي ، أ8ش&ب$ع&ت$ الغ$ر&ب$ و$غ7ر&ب$ان$ه

ص$ح&ر$اء� م7ن$ الد@م7 ت$ع&و7ي ، ت$ر&ت$ج7ف م$قxر!ور$ةو$م$ر$اب7طp خ$ي&ل/ م$ه&ج!ور$ة

و$م$ن$از7لp ت$لxه$ثp أ8و@اه$او$م$ق8اب7ر! ي$ن&ش$ج! م$و&ت$اه$ا

نستشف� من هذه البيات حب� بدر لشعبه الذي أنكه الذلo وقهر الظ§لم ، وبعد ي@كاب22دالكــويت ومن ثo إيرانكل ذلك النضال واللتزام انتهى به الطاف م@ط¹ا̧ردãا ف

الغربتي: نفسية ومكانية، فهو ف بلد غريبة عنه، وقلبه م@علoق بوطنه وش22عبه القه22ور، غريب عل22و اللي22ج"وهناك كتب قصي̧دته الت تعد� من روائع الشعر العرب الديث

،مصو�را غربته الاد�ة.":)3(يقول

ال̂ريح! ت$لxه$ثp ب7ال8جي$ة7 ك8الpث8ام7 ، ع$ل8ى ال�ص7يل7و$ع$ل8ى القpلpوع7 ت$ظ8ل~ ت!طxو$ى أ8و& ت!ن&ش$ر! ل7لر@ح7يل7

ز$حم$ ال8ل7يج! ب7ه7ن@ م!كxت$د7ح!ون8 ج$و@اب!و ب7ح$ار7م7ن& كpلy ح$اف/ ، ن7ص&ف7 ع$ار7يو$ع$ل8ى ال̂رم$ال7 ، ع$ل8ى ال8ل7يج7

ج$ل8س$ الغ$ر7يب! ي!س$̂رح! الب$ص$ر$ الpح$̂ير$ ف7ي ال8ل7يج7و$ي$ه!د| أ8ع&م7د$ة8 ال̂ضي$اء7 ب7م$ا ي!ص$̂عد! م7ن& ن$ش7يج7

.54 – 53 ، ص : 1995 آمنة بلعلي ، « أبدية القراءة النقدية » ، ديوان الطبوعات الامعية ، الزائر ، )(1.151 /1 الديوان ، )(2.318 /1 الديوان ، )(3

100

Page 104: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

أ8ع&ل8ى م7ن$ الع!ب$اب7 ي$ه&د!ر! ر$غxو!ه! م7ن$ الض@ج7يج7ص$و&ت� ت$ف8ج@ر$ ف7ي ق8ر$ار$ة7 ن$فxس7ي الث�كxل8ى : ع7ر$اق

ك8ال8̂د ي$ص&ع$د! ك8الس@ح$اب$ة7 ، ك8الد|م!وع7 إ7ل8ى الع!ي!ون7ال̂ريح! ت$ص&ر!خ! ب7ي : ع7ر$اق

و$ال8و&ج! ي!ع$̂ولp ب7ي : ع7ر$اق& ، ع7ر$اق& ، ل8ي&س$ س7و$ى ع7ر$اق&! لقد عاش بدر شاكر تربة النفى كغيه من الشعراء الرواد، وعرف آثاره الدم�رة للنفس، لكن تربة الفقد، وما ت@ولoده من شعور بالني والشوق كانت ح22افزا ك22بيا للبداع، حيث أنo "القتلع القسري من الكان ل ي@حدث ف الواقع موتا لفكرة الوطن، وإن�ما تظلo الفكرة قادرة على النمو ف الغربة ، فالشعراء يعيشون وطنا لغوي�ا ̧يبن22ونه ف

.1ديوان أو قصيدة شعر" إنo صرخة بدر الشتاق إل وطنه ، رغبة الشتاق ف لقاء الرض الت و@لد عليه22ا، وكلo مظاهر الطبيعة من حوله تذكoره با، وهذه الصرخة « نابعة أساس22ا م22ن رغب22ة الشباب النسحق ف اللتحام بالرض ، رمز الوية الوجودية الت يبدو أن�ه يع22ان م22ن

، ثo يعود الشاعر إل ماضيه ، فيلتقي بوجه أم�ه ويذكر كيف كان)2(فقدها ف الاضر » يشى الشباح بي النخيل كلoما حلo الغروب ، ثo يذكر استمتاعه بتلك القصص ال22ت كانت ترويها عم�ته ويتساءل كيف ياف النسان وطنه العراق وهو أج22ل م22ن غيه، فالشمس ف بلده بل حت�ى الظلم أجل من سواها ، ويزداد إحساسه بالغربة وما يقاسيه من ذلo ومن عطف الجانب عليه؛ فالوت أهون عليه من هذا المر ، وكلo ذلك لن�22ه

غريب.:)3(يقول

.8م، ص: 1998 اعتدال عثمان، "إضاءة النص قراءات ف الشعر العرب الديث"، اليئة الصرية العامة للكتاب"، 1 أمنة بلعلي ، « تليات مشروع البعث والنكسار ف الشعر العرب العاصر » ، ديوان الطبوع22ات الامعي22ة ، )(2

.53 ، ص : 1995الزائر ، .322-321/ 1 الديوان ، )(3

101

Page 105: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

م$از7لxت! أ8ض&ر7ب! ، م!ت&ر$ب$ الق8د$م$ي&ن7 أ8ش&ع$ثاm ف7ي الد|ر!وب7ت$ح&ت$ الش|م!وس7 ال�ج&ن$ب7ي@ة

mن$د7ي@ة mب7الس|ؤ$ال7 ي$دا pم$ار7 ، أ8ب&س!طxم!ت$خ$اف7ق$ ال�طص$فxر$اء� م7ن& ذpلÄ و$ح!م@ى ، ذpلa ش!ح@اذ/ غ8ر7يب

ب$ي&ن$ الع!ي!ون7 ال�ج&ن$ب7ي@ةب$ي&ن$ اح&ت7ق8ار7 و$ان&ت7ه$از/ ، و$از&و7ر$ار/...أ8و& خ$ط7ي@ة

و$ال8و&ت! أ8ه&و$نp م7ن& "خ$ط7ي@ة"م7ن& ذ8ل7ك$ ال7ش&ف8اق7 ت$ع&ص7ر!ه! الع!ي!ونp ال�ج&ن$ب7ي@ة

ق8ط8ر$ات7 م$اء/ م$ع&د$ن7ي@ة:)1(وينتهي به الطاف متسائل عن موعد العودة إل وطنه بقوله

ف8لxت$ن&ط7ق7ي ، ي$ا أ8ن&ت7، ي$ا ق8ط8ر$ات!، ي$ا د$م!، ي$ا...ن!قpود!، ي$ا ر7يح!، ي$ا إ7ب$راm ت$خ7يطp ل7ي ال̂شر$اع$ ، م$ت$ى أ8ع!ود!

إ7ل8ى الع7ر$اق7 ؟ م$ت$ى أ8ع!ود! ؟ بدأ السياب يعان من الرض ، فاستبد� به الشعور بالغربة1961ومع بداية سنة

:)2( ، يقول" سفر أيوب"والوحدة ، ونده يتحد�ث عن معاناته وأله ف قصيدته mول8ةpر$اف$ ل8 ت!ط7يع!ن7ي م$ش&لxح$̂رك! ال�طpأ

م$ات$ الد@م! الف8و@ار! ف7يه$او$أpغxض7ب$ت& ن$و$اظ7ر7ي الذ�ل7يل8ةp ، ل8ع$ل�ه$ا ت$ع&ت$اد! م7ن& د!ج$اه$ا

لقد كان شعر بدر شاهدا على « الصورة العامة للعراق ، ونض22اله ومآس22يه وخيباته الoت وعتها ذاكرته ، ووعت إل جانبها صورة من مآسيه وخيبات حياته الاص�ة بصورة عامة، وف مرحلة الطفولة والصبا منه على وجه خاص�، فكانت أزمة الغربة ت@عم�ق

322/ 1 الديوان ، )(1272: نفسه ، ص )(2

102

Page 106: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

. ولذلك جاء شعره ص22ادقا ،)1(ف نفسه إحساسا فرديا طاعنا يجب كل شيء سواه ينفذ إل وجدان القارئ دون استئذان.

صلح عبد الصبور : صلح عبد الصبور شاعر مصري من أبرز رواد حركة التجديد الشعري ف مصر منذ أواخر المسينيات ومطلع الستينيات ، كما أن�ه من أكثر الشعراء تصويرا للغتراب ف شعره، مت�خذا من نغمة الزن الت تغلب على قصائده وجها معب�را عن غربت22ه ، وإذا تساءلنا عن أسباب شيوع الزن ف القصيدة العربية الديثة فإنن22ا نص22طدم بعوام22ل وبواعث كثية ينبع منها حزن النسان ، وهي كفيلة بأن تعله يسيطر علي22ه ويس22كن كيانه، فإضافة إل التناقضات الت يواجهها النسان ف الياة بي مدودية قدراته وآماله العريضة ، وحتمي�ة الوت ، وغريزة حب� الياة معا، ند مساهة « الوضعية التاريي22ة العربية ف عملية توطي الزن ف البنية النفسية للنسان العرب عامة – وللشاعر خاص�ة – حيث تراكم على هذا التمع : عهود الظلم والستبداد ، والزائم ، وصنوف الحتلل،

،)2(والقهر الداخلي، وغي ذلك من ألوان الكابدات الت بدت أفخاخا للحزن العرب » يضاف إل ذلك حزن الشاعر الشخصي الناجم عن الحباطات الفردية والفشل ف تقيق

الذات والمال والطموحات الت لطالا صبا إل بلوغها. وصلح عبد الصبور شاعر ينتمي إل « اليل الذي عاش وسط النذهال والزن والرتابة ، خلل مرحلة التمز�ق العميق والتناقض بي معطيات التراث القد�س22ة وث22ورة

؛ الذي عايش أس22وأ الظ22روف السياس22ية والجتماعي22ة)3(اليل التمر�د الهزوم » والقتصادية، وحت�ى الثقافية الت مر�ت با الشعوب العربية،فانعكست ملمح الغ22تراب

ي@نظر :ممد حسن العرجي ، « مقالت ف الشعر العرب العاصر » ، الزء الول ، مطبعة الكاتب العرب ، دمشق )(1.131 ، ص : 1985،

.29 كاميليا عبد الفتاح ، « إشكاليات الوجود النسان » ، ص : )(2أمطانيوس خليل ، « دراسات ف الشعر العرب الديث » ، الكتبة العصرية ، بيوت ، ط )(3 ، ص :1968 ، 1

198.

103

Page 107: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

والضياع ف شعره م@سج�لة أحزانه، ومع́برا با عن واقع كئيب وقد ̧عدø̧ ص22لح عب22د:)1(الصبور الزن ق¹̧در الشاعر والنسان ، يقول

ه!ن$اك$ ش$ي&ءµ ف7ي ن!فpوس7ن$ا ح$ز7ين&ق8د& ي$خ&ت$ف7ي و$ل8 ي$ب7ي&

xن!ونxل8ك7ن@ه! م$كxح$ن!ون...�ش$ي&ءµ غ8ر7يب�...غ8ام7ض

:)2(ويقول أيضا ف قصيدة الشيء الزينح!ز&ن7ي غ8ر7يب! ال�ب$و$ي&ن

ل�ن@ه! ت$ك8و@ن8 اب&ن$ ل8ح&ظ8ة/ م!ف8اج7ئ8ه&م$ا م$خ$ض$ت&ه! ب$طxن&

أ8ر$اه! ف8ج&أ8ةm إ7ذx ي$م&ت$د| و$س&ط8 ض7ح&ك8ت7يxور$ الب$د$نpق8ة7 ، م$و&فxت$م7ل8 ال7لxم!ك

ك8أ8ن@ه! اس&ت$ي&ق8ظ8 م7ن& ت$ح&ت7 الر|ك8ام&ب$ع&د$ س!ب$ات/ ف7ي الد|ه!ور&

لقد نبع حزن صلح عبد الصبور من ظروف الفقر والتخلف الت تيط بش22عبه وأهله، لقد تألoم لال النسان الضائع ف زحة الزمات ، والس22حوق ت22ت وط22أة الحتلل والناخ السياسي الضاغط ونشة الفقر والهل، بينما اطoلع على حال النسان ف الغرب، فوجده قد قطع أشواطا سابقا النسان ف الوطن العرب ، فهناك تسود العدالة والر�ية وكل البادئ السامي�ة والقيم الفاضلة ، ف حي اجتمعت ف متمعه وف وطنه وف

:)3(ناسه كل الصفات الت تعله ينفر منهم ويشعر بالضياع وسطهم ،يقولالن@اس! ف7ي ب7ل8د7ي ج$ار7ح!ون8 ك8الص|قpور&

109، ص: 1972 ، 1 الديوان ، دار العودة ، بيوت ، ط )(1.207: الديوان ، ص )(2.29 نفسه، ص: )(3

104

Page 108: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

غ7ن$اؤ!ه!م ك8ر$ج&ف8ة7 ال̂شت$اء7 ف7ي ذpؤ$اب$ة7 الش@ج$ر&و$ض7ح&كpه!م& ي$ئ7ز| ك8الل�ه7يب7 ف7ي ال8ط8ب&

و$ي$قxت!لpون8 ، ي$س&ر7قpون8 ، ي$ش&ر$ب!ون8 ، ي$ج&ش$أpون8 ل8ك7ن@ه!م& ب$ش$ر

إنo الشاعر يريد أن يوض�ح أنo الفقر وسوء الوضاع الجتماعية هو الذي جعلهميسرقون ويقتلون.وليس طبعهم ؛لن�هم طي�بون بالفطرة.

:)1(يقولو$ط8̂يب!ون8 ح7ي$ ي$م&ل7كpون8 ق8ب&ض$ت$ي& ن!قpود&

و$م!ؤ&م7ن!ون8 ب7الق8د$ر& فهم إذن: متحض�رون بطبيعتهم وانتمائهم، ولكن ويل للنفس البشري�ة إذا عض�22ها

.)2(الوع والفقر لقد أصبح الشاعر يعان من الغتراب الفكري ف متمعه ، حيث أن�ه ل يعد قادرا على النسجام الفكري مع الناس ، ولذلك عجز عن التبشي با يؤمن به م22ن أفك22ار

:)3(ورؤى ووجهات نظر، يقول�أ8ن$ا ش$اع7ر

و$ل8ك7ن& ل7ي ب7ظ8ه&ر7 الس|وق7 أ8ص&ح$اب� أ8خ7ل�ء�و$أ8س&م$ر! ب$ي&ن$ه!م& ب7الل�ي&ل7 أ8س&ق7يه7م& و$ي$س&قpون7يت$طpولp ب7ن$ا أ8ح$اد7يثp الن@د$ام$ى ح7ي ي$لxقpون7ي

ع$ل8ى أ8̂ني س$أ8ر&ج7ع! ف7ي ظ8ل8م7 الل�ي&ل7 ح7ي$ ي!ف8ض| س$ام7ر!كpمو$ح7ي$ ي$غ!ور! ن$ج&م! الش@ر&ق7 ف7ي ب$ي&ت7 السTم$ا ال�ز&ر$ق&

.29: الديوان ، ص )(1 ، اليئة الصرية العامة للكتاب ، الق22اهرة ،" قيم فنية وجالية ف شعر صلح عبد الصبور" ي@نظر: مدية عامر ، )(2

.23 ، ص : 1948.184-183 الديوان ، ص : )(3

105

Page 109: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

إ7ل8ى ب$ي&ت7ي ل�ر&قpد$ ف7ي س$م$او$ات7يو$ح7يداm...ف7ي س$م$او$ات7ي

إذن أصبح مصي الشاعر العزلة داخل أفكاره والتقوقع على ذاته ، فخلق لنفس22هعالا خاصا ،يمي فيه كينونته الشاعرة التأملة الت تتلف عن طبيعتهم كليا.

من ديوانه"ذلك الساء"ويصو�ر صلح عبد الصبور اغترابه السياسي ف قصيدة الoت م@ن با العرب ، معب�را عن غضبه1967«تأملت ف زمن جريح» زمن الزية (هزية

وثورته وسخريته من السياسيي والكام ؛الذين ك22انوا س22ببا ف الزي22ة بظلمه22م واستبدادهم وتواطئهم مع العدو و بعدم حرصهم على مصال الوطن والشعب ، ولذلك

:)1(هو حزين، يقولف7ي ذ8ل7ك$ ال8س$اء»

كpن&ت! ح$ز7يناm م!ر&ه$قاm ف7ي ذ8لxك$ ال8س$اء»xر&س$انpز&ن8 ي$ا س$اد$ت7ي الفpون8 الpم& ل8 ت$ع&ر7فpل8ع$ل�ك

و$إ7نx ع$ر$فxت!م!وه! ، ف8ه!و$ ل8ي&س$ ح!ز&ن7يح!ز&ن7ي ل8 ت!طxف7ئpه! ال8م&ر! و$ل8 ال7ي$اه&

ح!ز&ن7ي ل8 ت$طxر!د!ه! الص@ل8ة وهو يقصد بالفرسان الكام ويسخر منهم؛ لن�هم باعوا الوطن وعاشوا يلهث22ون وراء لوهم ، فكيف لم أن يدركوا مقدار حزنه على فقدان الوطن؛ ولن�22ه ل يك22ن كغيه من النافقي الذين تذلoلوا لؤلء الكام خوفا من الظلم؛ فسخ�روا عل̧مهم وإبداعهم خدمة للسلطة ،وتجيدا لا ؛ وبذلك انتهى به الطاف ̧مط22رودا م22ن بلط القص22ر

:)2(يقولxب$ع&د$ ق8ل7يل/ م7ن& ز$م$ان

287: الديوان ، ص )(1290: نفسه ، ص )(2

106

Page 110: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

xر&س$انpر7د&ت! م7ن& ب7ل8ط7 الق8ص&ر7 ي$ا س$اد$ت7ي الفpطxم!ه$ان mص7ر&ت! اب&ن$ س$ب7يل/ ، ج$ائ7عا

وطرده من القصر كناية عن عدم رضا السلطة عنه،ويكشف ف آخر الطاف عن:)1(أسباب الزية وعن أثارها وعن سر� حزنه ،قائل

ح$ت@ى أ8ت$ت& خ!ي!ولp ع!ص&ب$ة7 الش@ي&ط8ان7إ7ذ8ا ب7كpم& ت$م&ض!ون8 ك8الن@ع$ام$ة7 و$ا أ8س$ف8اه! قpلpوب!كpم& م!س$اف7ح$ة

لقد كان الكام كالنعامة أمام العدو ، و استهتروا بر�ية الوطن وكرامة الشعب،.فكانت الصدمة كبية والزية مريرة بطعم العلقم

تستول على الشاعر ماوفه من الوت فيتعمق إحساسه العميق بالغربة والوحدةو ويرتف قلبه ويس� بدبيب خطوات الذبول فوق أشلئه ،ويزداد قلقه واضطرابه خشية

:)2(الوت وحيدا غريبا ل يعرفه أحد ،ول يزن على موته وفراقه أحد، يقولي!ن&ب7ئpن7ي ش7ت$اء� ه$ذ8ا الع$ام7 أ8̂ني أ8م!وت! و$ح&د7ي

ذ8ات$ " ش7ت$اء/ م7ثxل8ه! ، ذ8ات$ " ش7ت$اء»ي!ن&ب7ئpن7ي ه$ذ8ا ال8س$اء� أ8ن@ن7ي أ8م!وت! و$ح&د7ي

ذ8ات$ م$س$اء/ م7ثxل8ه! ، ذ8ات$ م$س$اء»و$أ8ن� أ8ع&و$ام7ي ال�ت7ي م$ض$ت& ك8ان$ت& ه$ب$اء»

و$أ8ن@ن7ي أpق7يم! ف7ي الع$ر$اء»و$أ8ن� كpل� خ!طxو$ة/ ف7ي و$س$ط7ه$ا م!غ$ام$ر$ة

mح$ق$ ر7ج&ل¦ ر7ج&لxت$ل xو$ق8د& أ8م!وت! ق8ب&ل8 أ8نف7ي ز$ح&م$ة7 ال8د7ين$ة7 الpن&ه$م7ر$ة7

290: الديوان ، ص )(1194-193 نفسه ، ص : )(2

107

Page 111: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

أ8م!وت! ل8 ي$ع&ر7فpن7ي أ8ح$دأ8م!وت! ل8 ي$ب&ك7ي علي@ أ8ح$د&

لقد عب صلح عبد الصبور عن اغترابه ، ومن خلل رحلة حزنه وض@حت لن22ا بواعث اغترابه الجتماعية والذاتية ، فجعلنا نس� بأله وضياعه ووحشته ورفضه للكون عامة ،با ف ذلك الياة ف مصر وما يكتنفها من شرور وقهر وجهل وظلم، وقد ك22ان الشاعر دائم اللم بالتغيي لنه كان يمل بي جوانح نفسه شهوة إصلح العال.كم22ا

يقول . وم�ا سبق نقول إن ظاهرة الغتراب ازدادت حد�تا وكث§ر التعبي عنها ف القصائد الديثة وات�خذ هذا التعبي وجوها متلفة تيل إل عمق تأثر الشاعر واغترابه ، ويتض�22ح

ذلك من خلل مشاعر الزن ،والل ،والتشاؤم ،واليأس، والرفض، واللoا انتماء. وقد صر�ح ن@قoاد عديدون بأن تربة الغتراب عند الشاعر العرب ليست تربة حقيقية م@عاشة ، فهي ل تعدو أن تكون تقليدا للشعراء الغربيي؛ حي22ث أنo الش22اعر العرب ف العصر الديث كان على صلة وثيقة بالشعر الوروب، وكان ياول ماك22اته ش22كل ومضمونا، ولكن يب علينا أن نضع ف السبان أنo « هذا العصر إنا هو العصر الديث بكل ما أتى به من تديد وابتكار ف التكنولوجيا ، وف عل22م النف22س والجتم22اع ، والقتصاد، وهو بالنسبة للشعراء العرب ي@عد� عصر صراع سياسي ، وتغي�ر ف الع22ادات والقيم واليديولوجيات ، وقد أدى هذا كله مع ما أحرزه الشاعر العرب من ثقافة واسعة رحيبة الفاق ، إل أن أصبح أرهف إحساسا ، وأشد� وعيا بالحداث الت ت22دور م22ن حوله ، وغدت رؤيته لشكلت حياته الادية والروحية أكثر عمقا وحدة، ف22تراءى ف شعوره قدر النسان ف هذه الياة ، كما تراءت نظرته للمجتمع والكون بعامة ، وصار

وعليه، فإننا ل نستطيع أن ننكر ب22أن الش22اعر)1(شعره ذو بعد ورؤية إنسانية شاملة» العرب ف العصر الديث وقع فريسة للغتراب وفقد كان ما عكسه ف قصائده ترب22ة

) » ، ترجة شفيع السيد وسعد مصلوح ، دار غريب1970 – 1800 س. مورية ، « الشعر العرب الديث ( )(1.319 ، ص : 2003للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة ،

108

Page 112: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثاني تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم والحديث

صادقة وترجانا حقيقيا لا يؤرقه من أحاسيس الغربة والتمز�ق والض22ياع والحس22اسبالوحدة والوحشة.

وبعد هذه الوقفة مع ظاهرة الغتراب ف الشعر العرب القدي و الشعر العرب الديث ؛ سنحاول ف الفصل الثالث الكشف عن الغتراب ف الشعر الزائري الديث ، والتعر�ف

على أناطه .

109

Page 113: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

الفصل الثالث: تليات الغتراب ف الشعر الزائري الديث: القضايا الوضوعية

سنحاول من خلل هذا الفصل الكشف عن أهم أنواع الغتراب الت تض22م�نتهاالقصائد الديثة ف مرحلتي: الرحلة الستعمارية، ومرحلة الستقلل.

:لغتراب السياسي: اأول لقد كان الشعر الزائري الديث مرآة صادقة تعكس مظاهر الياة الضطربة ف الزائر خلل الفترة الستعمارية؛ حيث ان�ه واكب جيع الح22داث، وعب�22ر الش22اعر الزائري ف قصائده عن انفعالته،ومكنونات نفسه القلقة والزينة، مت22أثoرا بالوض22اع السيئة الت آلت إليها البلد آنذاك، فجاء النص الشعري قاتا عاكسا ظاهرة الغ22تراب عن الواقع السياسي، الت غدت من أكثر النواع انتشارا؛ إذ ان�ه نادرا ما ن22د قص22يدة بعيدة عن الغربة بذا العن، وهو ما تس�ده مظاهر "البكاء والعويل، والش22كوى م22ن ويلت الدهر، والضجر من غفلة الشعب، بل من غطيطه ف سبات عميق، والنعي على

،)1(الستعمار الفرنسي الذي اضطهد الزائريي، فلم يأäل جهدا ف أن يسخهم مسخا،" والشاعر الزائري صاحب نفس مكب�لة بقيود واقع مظلم وثقيل، أطبق عليه الناق، فلم يعد قادرا على الحتمال، وثار ثورته الشخصية موظoفا سلحه الوحيد: الكلمة. ف وجه هذا الستعمر الذي جعل من النسان الزائري غريبا ف وطنه باقترافه لرائم وتاوزات

خطية؛ إذ أذاقه صنوف العذاب والقهر والرمان.:)2(يقول الشاعر مبارك جلواح تعبيا عن هذا العن

وأنا من بي&ن7 أبنائ7ها الم$اد7غريب\ـا يا ب7لد\ا أعيش! فيهاالعباد7 وهو يس&عى ل7ذلyها فويعيش! الغريب! فيها عزيز\ا

:)3(ويقول الشاعر بلقاسم خoار ، مارس،03، ملة دراسات جزائرية، العدد: "مقدمة منهجية ف دراسة الشعر الزائري" عبد الالك مرتاض، )(1

. 76، 75جامعة وهران، ص: 462 ،ص :1986الشاعر جلواح من التمرد النتحار"، الؤسسة الوطنية للكتاب، الزائر، " عبد ال الركيب، )(2. 15، ص : 1985، 2، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الزائر، ط"ضلل وأصداء" ممد بلقاسم خار، )(3

110

Page 114: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

لي$ر&فع عنـك7 أر&ز$اء الع$واد7يب7لد7ي لست أد&ر7ي من أpناد7يـ�وم/ وليس$ لنا س7وى شوك7ف8هذ7ي الرض! جن@ات/ لق

الق8تاد7ـ�ا ـ7عت!ش̂تت!نا الـمص$ائب! والر$زاي ك8تش&تيت7 الزواب

ـ�اد7 للر@م فمصيبة الستعمار،جعلت الشاعر ضائعا ل يعرف طريقا للخلص ، فقد ح22رم الستعمار شعبه من حقoه الطبيعي، وجعل مقامه ف البلد كالقاعد على الشوك، ف حي

استغلo هو خياتا وعاش ف النعيم. ويقول عبد ال شريط واصفا مشاعر الغربة الت تنتابه وبلده ترزح ت22ت ̧ني22Áر

:)1(الستعمار �ـ7ي و$ف عي&ن$ي@ ذpلyيغ8ريب� ح$يثpمـا أم&شي ط8ريد وانت7ح$اب

وكل~ ب$ن7يك7 م7ثxل7ي ف7يوكل~ ب$ن7يك7 م$ن&بوذون م7ثxلـياغxت7راب7ي

:)2(ويقول أيضا معب�را عن العن نفسه غ8ـريب� ف ج7بال7ك$ وظم7ئxت! إليك$ يا و$طن7ي ل̂نـي

الرواب7يغ8ريب� ف س!ه!ول7ك$ وال7ض$اب7والف8ياف7ي غ8ريب! ف ب7ـح$ار7ك

غ8ريب! الن!طxق7 ف د!ني$اغ8ريب� ف7ي الـم$قاب7ر7 والن$واد7ياض!ط7راب7ي

ومن مظاهر الغتراب السياسي ف هذه الرحلة كثرة الشكوى من الوحشيةالفرنسية والضطهاد التعس�ف للشعب الزائري.

54 و53 ، ص :1982، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،الزائر ،"الرماد" عبد ال الشريط، )(1. 53 نفسه ص : )(2

111

Page 115: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

يقول الشاعر ابن رحون شاكيا ذ§لo بلده وهوانا، وقلoة حيلتها ف مواجهة ظلم:)1(الستعمر

نp و$ص!روفpه من& ع$لxق8م7يا وي&ح$ ن$فس7ي كم& ي!ج̂رع!ها الز$م$اال�ر&ز$اء7

ـ§دا أب7يت! ـyع/ أب$ طpول8 الل�يال7ي فت± فك8ثاك7ل/ م!تفجأع&ضائ7ي

ـyلpه العداةp وض$اع$ف8ت& خ$طxب7ي ه!م!وم! أح&ر$ق8ت&و$طن7ي ي!ذ8لأح!شائ7ي

لقد أثoر ظلم الستعمر للشعب على الشاعر ،وجعل حياته بطعم العلقم،فبات ي@قاسي لول ما يتعر�ض له وطنه من ذلo و تريب ، وزاد من شعوره بالغربة عجزه عن تق22دي

الساعدة له. ويصو�ر ممد العيد آل خليفة ف قصيدته ما يعانيه الشعب م22ن ظل22م وقه22ر،

:)2(وكيف، تن�كر العال بأسره لقوقه و ل يفل بطالبه ، فيقول وحز@ت ف سواع7دناحن$ت& أعناق8نـا الغللp ظpلما

القي!ود!ـ�م والش@ك8ايا فأخ&ف8ت&ها الد@سائ7س!وأع&ل8ن@ا الـم$ظال7

والكpيود! وص!ع|ر$ت وإنكاراه!ز!و\اء لنا وأ8ن&غ7ض$ت7 الر|ؤ!وس!

الpد!ود! لقد استطاع الستعمر الفرنسي بكره أن ي@ظلoل العال عن القيقة ،ويÁر±م الش22عب الزائري من تضامن الرأي العام العالي معه ،فك22انت النتيج22ة أن ن@ك±22رت حق22وق

الشعب ،ول يؤبه لتظلoماته.. 137، ص :1980 ابن رحون ،ديوانه، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الزائر، )(1.304، ص: 1980، 3 ممد العيد أل خليفة ،ديوانه، الؤسسة الوطنية للكتاب، الزائر، ط )(2

112

Page 116: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

وقصائد أبو القاسم سعد ال حافلة بالتعبي عن اغترابه السياسي، إذ نده يص22و�ر مظاهر الستبداد والظلم والقهر الذي كان الستعمر يسلoطه على رقاب الشعب ،جاعل

:)1(منه عبدا م@سخ«را لدمته، بقولهوالش@عب! يس&بح! ف الد|م!وع.

والب!ؤس ي&ت$ط7ب! الpم!وع. والس@وطp ي$لت$ه7ب! الpس!وم.

ش$وه$اء� ط8اف7ح$ة8 الكpلpوم. إنo هذه البيات صورة ناطقة عن العذاب و الوحشية، اللذين سلoطهما الس22تعمر

الغاشم على الشعب الزائري. ينقل لنا حقيقة الستعمر البشعة، فهو قاس ل يعرف"خطى السني"وف قصيدة

:)2(الرحة، فيقول ل8يال7ي م!خ$ض@ب$ةp د$ام7ي@ة.

آك8ام! ذpلÄ وق8يد. ت!ح$طyم! أجس$ام$نا. م$عاولpها ل ت!بال7ي.

أص$خ&را ت!صيب! أم أض&ل8ع$نا. س$واءµ ل8د$يها ص!خ!ور! ال7ب$ال.

وح!̂ريةp الب$ائ7س7ي. وتزيد مأساة الشاعر عندما ي@ؤي�د العال النظا̧م الستعماري الفرنسي، ويباركه ول

:)3(يكترث§ با يقترفه من جرائم بق شعب أعزل، يقول مصو�را ذلك يا و$طنا غ8ام7را بال̂دم$اء.

.123، ص :1985، الؤسسة الوطنية للكتاب، الزائر، " الزمن الخضر" أبو القاسم سعد ال ،)(1.159، ص :" الزمن الخضر"أبو القاسم سعد ال ، )(2.132 نفسه، ص : )(3

113

Page 117: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

ت!ج$̂رع!ه الع$اد7ي@ات! الز!ؤ$ام. ي$م!وت! الش@ه7يد! ويثxغ!و الو$ل7يد.

وكلÉ ي!ب$ار7ك هذا ال7نظ8ام. وكان لنقسام الحزاب السياسية أثره السلب على الشاعر؛بيث تضاعفت غربته وكره هذا الواقع السياسي؛ وتس�ر عل ضياع وحدة الشعب ، الذي سار دون وع22ي منه خلف تلك الحزاب؛ الت زادت الوضع سواء بدل أن تسي به إل المام، فقد أثار النتسبون إليها الفت وزرعوا الفرقة ف الوقت الذي كانت فيه البلد ب22أم�س الاج22ة

للوحدة؛ وكان الستعمار يستغلo هذا النقسام لتحقيق مصاله.:)1(يقول ممد العيد آل خليفة

mك7ي من النار ف7ت&ن$ةxت!ذ mم$ةxوت!س&د7ي ش7ب$اكا لل�ذ8ى وم$ك8ائ7داأرى غ7لبكلy ج$ناح ب$ارق$ الس|حب ر$اع7داوجو ا من الغارات أغxب$ ع$اص7فا

mج$ر! أع&د$اء البلد7 خ!ص!ومـةxع7دا أقار7ب! ت$س&ت$عد7ي عليها ال�ب$اوأف كما عد« ممد العيد هؤلء الذين يزعمون بأن�هم يقودون الشعب نو السيادة والستقلل مر�د مرضى جاهلي، فهم إما صبية عاجزون وإم�ا شيوخ هرمي، يتنازعون حب�ا ف الفرقة والصام، فاشتد�ت حسرته على ضياع شعبه وسط دو�امة الحزاب ، وضياع آماله ف

: )2(الر�ية،يقول واصفا قادة الحزاب السياسية ف الزائر � ج$ـل8 الد|جى وأ8زاح$ايا ليلp ما فيك$ نـجم

ا̂تض$اح$ا ل8م ت$̂تضح ل7ي إل�ا كواك7ب$ ح$ي&ـر$ىب7ها و$ن\ى أم كpس$احـا ب$طيئ8ـة لس&ت أ8در7يص7ح$اح$ا ت$س!وس! م$ر&ض$ى تxك7ي أ8د7ل�ء� ق8وم7ـي وش7يخ$ـة/ ت$ت$ل8ح$ـىمن غ7لxم$ة/ ت$ت$م$ـار$ى

.96 ديوانه، ص : ممد العيد أل خليفة ،)(1 .47، ص :نفسه ) (2

114

Page 118: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

م7ثxل8 الك7ب$اش7 ن7ط8اح$ـا و$د|وا ال̂نز$اع$ فكانـوا لقد شب�ه الشاعر الزائريي بالكواكب التائهة ف ليل حال22ك الس�22واد ،لن�ه22م يفتقدون لدليل ي@ني لم الس�بيل ،فقادة الحزاب منشغلي عن دورهم هذا بالناع22ات و

.الصراعات، بدل اللتفات لصال الشعب لقد أهلكت الحزاب السياسية الشعب،وجعلت من الواقع السياس22ي مس22رحا للخصومات والناوشات ، وقد عب�ر ممد العيد آل خليفة عن خشيته على مصي الزائر

:)1(بقوله ي!ب7يـد!ه و اج&ت7ي$اح$ـاأخ&ش$ى على الش@عب ه$لxكا

ت$ر&وى القبيح$ فصاحاق8اذ7ف8ـات/ أ8لxس!ـن/ م7ـن الن$ى ت$هوى و أ8ن&ـفpـس/ خ$ـائ7نـات/

وال̂سفاحا غ8ـد$ا ع$ل8يـه7م!ل7ـح� شق8ـاء/ وم7ـن

و$ر$اح$ا وف إشارة إل تطاحن الحزاب وانشغالا بالصراعات وغفلته22ا ع22ن الع22دو

:)2(القيقي، يقول� ف8وق8ها د$ائ7س�خ$ص&م!ه$ا د$ائ7ـب

� ل�خ/ ب$اخ7س� وب$ـن!وهـا أ8خ ل7ه$وى ع$اك7س�و ه$و$ى م7ن&هـم

وكان الشاعر عبد الرحن ابن العقoون الذي يرى ف هذه الصراعات الزبية غربة:)3(للشعب ف بلده ،يقول

.47 ديوانه، ص :ممد العيد أل خليفة ،) (1

.292 نفسه ، ص : )(2

60 59، ص:1980 عبد الرحن ابن العقoون ،ديوانه، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الزائر، )(3

115

Page 119: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

ر$د@د&ت&ه! م7ـن م$ناياكpـماس&مع!ون7ي ما أن$ا إل� ص$ـد$ى\ـ�ر ع7ب

ـ�ال8 ال�ث8ـرهذ7ه الم&راض! ف ج$وه$ر7ها ت!ور7ثp ال�م@ـة8 ق7ت وت!ذ7يق$ الش@عب$ م$وس!وع$وت!ر7ينـا الذ~ل8 ع7ـز ا ق8̂يم\ا

الض@ر$ر وأر$ت&نا ك8يف$ ت$ن&هـار!غpرباء� ج$ع$ل8ت&ن$ا فـي ح7مانا

ال�س$ـر ويعيب ممد جريدي على الشعب تأييده للحزبية على الرغم من سلبياتا، فق22د

:)1(قادته إل حافoة الاوية ،وجعلت الستعمر يستفيد منها، يقول وض$ل� ب7نا ح7زب� ي!س7يء� إلـىفع!د&نا وم$ا غ8ي! الت@ح$ز|ب7 ر$مز!نا

ح7زب7 وأ8ود$ى ب7ن$ار7ها الو7شاي$ة8 ب$ي&ننـا وس$ار$ إل الب$لوى ب7ن$ــا خ$ــائ7نو

الش@عب7ــول8 على ص$اب7رات� ن!فpوس� ف8ل8ول8 ـ� ــر@د$ى ول ــه� ال ـ� ــس$ إل لي

pخ!ـذxبالذ�ن!ب7 يأ لص7ر&ن$ا إل م$ا ص$ار ع$اد� وم$د&ي$ن$ إليه م7ــن$ الــوي&ل8ت7 ف س$ــال7ف7

الـح7ق8ب7 وقد أسف الشاعر ممد العيد أل خليفة ، لضياع مد ال22زائر وغي22اب

:)2(القائد الكيم والسياسي الن«ك الذي يقودها نو الرية، وهو ما عب�ر عنه بقوله ح$ظ~ها ت$اع/س�ن!ح& علـى أpم@ة/

د$ار7ج� د$ار7س�أpم@ـة¦ م$جد!هـا

.05 ،ص : 1951فيفري 12، 142 البصائر، السنة الثانية، العدد )(1 .291 الديوان، ص :ممد العيد أل خليفة،) (2

116

Page 120: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

ق8ائ7د� س$ائ7س�أpم@ة¦ م$ا ل8ـهـا:)1(فكانت النتيجة أن الزائر بقيت كالريشة ف مهب� الريح، يقول

ن$ب&ت!ها م$ائ7ـس�ف مه$̂ب ال8وى وك8ب$ا الف8ار7س!ق8د ن$ب$ا س$ي&فpهـا

م!طxر7ق� ن$اك7س�كpل~ ر$أس/ ب7ـها حائ/ر� يائ7ـس�كpل~ ق8لxب/ ب7ـها

وكان ح�ود رمضان ي@وافق ممد العيد آل خليفة ف نظرته لال الزائر وحاجتهاoإل قائد حكيم ورشيد، يقول: "الزائر ف حاجة إل زعيم وطن، يدير مص22الها، وإل فأعمالا ومصالها ومساعيها ومطالبها ل تكون إل ض22ربا م22ن العب22ث، وتض22ييعا

.)2(للوقت" وممد العيد آل خليفة ل يرى حلoا لغترابه عن الواقع السياسي إلo ببزوغ ق22ائد

:)3(لذا الشعب يكون له خ̧ي دليل، يقول وج7يلpنا الي$وم ش$ر| ج7يل7ح!كم!نا الي$وم ش$ر| ح!كxم/ي!ب7ي! ع$ن ر$أي7ه الن@ب7يـل7مت$ى ن$ر$ى ق8ائدا ح$ك7يماون$حن! ر$كxب� ب7ل د$ل7يل7أ8ن$ر&ت$ج7ي ل7له!دى و!ص!ول8

oك ، ست@صب±ح البلد بي، ولكن بدونه س22تظل�إذن مت ما و@جد هذا القائد الن سائرة بل هدى.

وكان الزج بالشعراء ف السجون من أبرز العوامل السياسية ال22ت س22اهت ف اغتراب الشاعر الزائري، فالعدو� الفرنسي ل يد�خر جهدا ف التنكيل به ومضايقته؛لن�22ه صوت المة الي ؛ الذي يفضح خططه ومشاريعه الد�امة ،وند أنo معظ22م الش22عراء الزائريي عرفوا غربة السجن أمثال: حود رمضان، وإبراهيم أب اليقظ22ان، ومف22دي

.291، ص : نفسه )(1 .129 ، ص :1985 صال خرف، "حود رمضان"، الؤسسة الوطنية للكتاب ، الزائر ، )(2 .347 الديوان، ص: ممد العيد أل خليفة، ) (3

117

Page 121: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

زكريا، وممد العيد آل خليفة، وعبد الكري العقون، والربيع بوشامة، والمي العمودي،والطيب الع@بقي.

فكانت هذه التجربة قاسية زرعت الغربة ف أنفسهم ،ولكنهم تملوه22ا ف22داءللوطن، وتس�كا ببادئهم الوطنية السامية.

وند ف قصائد أحد سحنون تعبيا عن غربته وحنينه للوطن داخل السجن، فقدالغربة عن الوطن،ف¹ق¹د حريته وبات القيد رفيقه.فالشاعر ابتلي بحنتي معا:

:)1(والسجن، وقد وصف ما اعتراه هناك بقوله ي$ا لا غpرب$ة¦ عن7 ال�وطان7 ن$ب@ه$ت م$ا غ8ف8ا م7ن$ ال�ش&ج$ان

غpر&ب$ة¦ ض!وع7ف8ت& ب7ن$فxي/ و$س7ج&ن/ وت$ناه$ت& بق8س&و$ة الس@ج$ان7. ش!ل� ف7يها ف7كxر7ي وأpج&د7ب$ إلpهام7ي وأ8ود$ت& ب7ح7كpم$ت7ي وب$يان7ي

وق8ر7يض7ي ق8د& ع$ق�ن7ي ب$ي&ن ج!د&ر$ان7ها ص$د$ى ألxح$ان7ي. إذا، أصبحت الحزان م@رافقةÐ للشاعر ف السجن الذي تسب�ب ف تعطيل فك22ره وإلامه، فلم يعد قادرا على العطاء وخانه البيان، وزاد الطي بلoة قسوة السج�ان ال22ذي

: )2(كان يذيقه شت صنوف العذاب، يقولأنت$ ق8ب&ل8 ال8وت7 ق8د أpود7ع!ت$ ق8ب!ر$ك.أي|ها الpبع$د! ما أعظ8م$ ص$ب&ر$ك

أ8ف8م$ا ت$س&أم! م7ن هذا الpم!ودأي|ها الpبع$د! ف أ8قص$ى الpد!ود7أفت$ر&ض$ى الع$ي&ش$ ف ه$ذي الل~ح!ود أ8 ما ثر&ت$ على د!ن&يا ا لقpي!ود

ل8 ت$رى ف ظ7لyه إل� ه$واناأي|ها الpبع$د! هلx ت$ر&ض$ى م$ك8انا لقد أضحى السجن قبا؛ فأي حياة داخل جدران مغلقة ليس فيه22ا إل الم22ود والوان ، إن�ها حياة ل تتوافق مع شاعر طموح ثار على دنيا القيود. بعد أن ك22ان

طليقا يلؤه النشاط ويييه الفكر.

.105، ص : 1977 أحد سحنون ،ديوانه، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الزائر، )(1.154-155 أحد سحنون ،ديوانه، ص : )(2

118

Page 122: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

:)3(ويعب�ر الشاعر عن استبداد الزن بنفسه وعن حسرته على حالته بقولهنأوي لس7ج&ن/ ل ن!ط7ق& ج$و@هأوطان!نا النTات! لكن@ناإل ص$حائ7ف$ للح!ز&ن7 م$ت&لو@ةأيام!ن$ا الغTر! اس&ت$ح$ال8ت

إنo الزائر جن�ة كما يراها الشاعر ، لكنه غدا مروما من نعيمها، مقي�دا داخل سجن ، جعل أيامه كلoها أحزان .

وف ظلo حاضر كئيب مقي�د ين� الشاعر إل أيامه الت كان فيها ح22راo طليق22ا،:)2(كالطي، يقول

ك8ط8ي/ الر@وض7 ح!ب ا و غ7ن$اأي&ن$ د!ن&ي$انا الت7ي ع7ش!ن$اها ع$ز@ ف7يه ك8ل~ م$ظxلpوم/ ب7نـاأي&ن ما كان ل8ن$ا م7ن س!ؤ&د$د/

أي!ن ذ8اك$ الع$ه&د! أي@ان اخ&ت$ف8ى أي&ن غ8اب$ت كpل~ها ت7لxك$ الد|ن$ا ل يعد ف وسع الشاعر إلo أن يعود بخي�لته إل أي�امه الوال ،الت كان ييا فيه22ا

كريا عزيز النفس ،ويتحس�ر عليها . وكان عبد الرحن ابن العقoون أحد الشعراء الذين عرفوا غربة الس22جن؛ حي22ث

و̧حاك¹متÁه السلطات الفرنسية ف مكمة1955"أ§لق±ي عليه القبض ف الثان من توز عام ، وهن22اك بي)3(صورية ل±̧ت̧دعه بعد ذلك ير�ب ألوانا من العذاب بي جدران الس22جن"

:)4(جدرانه الوحشة يشتد� حنينه لقريته وأهله ، فيقولوهلx ف د$ياج7ي الب$ي&ن7 عن ق8ر&يت7ي قpر&ب!قpر&ب! ل8ن$ا ال8ز7ين7 الو$اد7ي م7ن هلx أل8

و د7ي@ـار! أ8ح&ب$اب/ فpؤاد7ي ب7ـهم ص$ب±م$راب/ع! ل8ه&وي ف ص7ب$اي ع$ش7قxت!هاـ�بففي ج$ن$ب$ات7 ال8̂ي م$ه&د! أح7ب@ـة/ ت$م$ل�ـت& ب7هم ع$ي&ن7ي ف8ض$م@ت&ه!م الش|ه!

.149 نفسه ، ص : )(3.158 نفسه ، ص : )(2 منشورات جامعة باتنة، الزائر،، ")1962-1954(الغربة والني ف الشعر الزائري الديث، " عمر بوقرورة، )(3

.110ص :،1997.75 الديوان، ص : عبد الرحن ابن العقoون ،)(4

119

Page 123: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

إنo العودة بالذاكرة إل الزمن الاضي ،زمن الرية ، والش22وق إل اله22ل و اللoن تكاد تكون سة مشتركة بي الشعراء الذين عرفوا تربة السجن

وقد وصف الشاعر بصدق غربته داخل سجن (بربروس)، وعب�ر عن شوقه لهله:)1(ودياره، كما عب�ر عن ذلك ف سجن (الك§دية) قائل

ف8ت$رات� م7ن ح$ياة/ ب$ي&ن ع!ب@ا7د الد|م$ىت$م&ل� الر@أس$ م$ش7ي&ب$ا وت$هشT ال�ع&ظpما

س7ي@م$ا أ̂ني س$ج7ير!ب@ س7ر&ب/ من ذpب$اب/ ظ8ل� ل7ي ن7ع&م$ ال�ن7يس

و زاد من غربته داخل السجن حساسيات حزبي�ة وشخصية بي الساجي،جعلتالشاعر يتجن�بهم ويأنس بغيهم

وكانت هذه السجون م@وحشة م@قفرة تبعث الرعب و الرهبة ف نفوس من ارتاداها من يصو�ر"بربروس"الشعراء سي�ما وأنo فرنسا تتفن�ن ف طرق التنكيل بالسجناء،وف قصيدة

أبو القاسم سعد ال قسوة الستعمر الذي ل يكترث لمر الشعب، ول تأخذه به الشفقة:)2(بل تزداد قسوته وتوحش�ه، يقول

أ8ج7ب& ب$ر&ب$ر!وسأ8ش$ع!ب\ا ت!ع$ذyب!ه أ8م ذ7ئ8ابأق8لpب\ا ت!ح$ط©م!ه! أ8م ح$ج$ر

وم$اذا، أ8أ8ن&ت$ ال8ح7يم! الذي ل ي!ط8اقأ(باستيل) أنت$ م$ليئmا ج!ث8ث

أع$اد$ت&ك$ أي&د7ي الط~غ$اةلت$خ&ن7ق$ أن&ف8اس$ ش$ع&ب/ ي!ر7ي!د ال8ياة

.65 نفسه، ص : )(1 .223 ، ص: " الزمن الخضر" أبو القاسم سعد ال ،)(2

120

Page 124: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

ومن صور الغتراب السياسي: تصوير مظاهر الراب والدمار الذي تسب�ب فيها الستعمر الفرنسي، فهذا صال خرف يصف أ̧حد الرائق الت أتت على مدين22ة تبس22ة

:)1(وتسب�بت ف تشريد أهاليها وتويليهم إل لجئي بقوله إذ غ8اد$ر!وك7 أيا (تبسة)ر$ف8ع!وك7 فـي ل8يل7 الك7فاح7 م$نـارا

ن$ارا ها يس&ت$فز| أوراهاف كpلy ق8لxب/ ن$اب7ض/ ق8د أض&ر$م!ـوا

الح&ـر$ارا ل أpم@ تxس$ح! د$م&ع$ه!أن@ات! ط7فـل/ م7ـن ب$ن7يك7 م!ي$ت@ـم/

الـم7د&ر$ارا لm ق8ض$ى ف ج$م&ع7ها أ8ع&مـاراع$ب$ر$ات! ش$ي!خ/ ت$أكpل ال̂ني$ان أم&ـوا

د$ة ه$ت$ك$ الب$اغ7ي ل8ها أس&تـاراكال8ريـ ب$ن$ات7ك7 من ب7ن&ت/ ص$ر$خ$ات!ح$ي$ار$ي الق7ف8ار7 ف ف8ه$ام!وا ظpلxم\از$ف8ر$ات! ق8وم/ أpب&ع7د!وا عن أ8ر&ض7ه7ـم

:)2(ويقول أبو القاسم سعد الق8ر&ي$ت7ي ق8د& ح$ر$قpوك7ح$ر$قpوك7 ... خ$رTب!وك7م$ا الذ7ي أ8لxف8وه ف7يك7غ8ي&ر$ ر$ب@ات7 ال7ج$ال7

و$ص7غ$ار7 ف الpه!ود7:)3(وي@واصل الشاعر وصف الراب الذي تعر�ضت له قريته إل أن يقول

ي$ش&ن!قpون8 الب&ر7ي$اء

.20-19، ص :1982، 2، الشركة و.ن.ت، الزائر، ط"ديوان أطلس العجزات" صال خرف ، )(1.219، ص :"الزمن الخضر "، أبو القاسم سعد ال) (2.220 ص :نفسه ، )(3

121

Page 125: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

وي$ص!ب|ون ال8ر$اب كال8ر$اد – كالت@ت$ار الز@اح7ف7ي

فمن خلل هذه البيات ،نستش�ف أثر هذه العمال الجرامية ونتائجها ال2دمرة عل22ىنفسية الشاعر،م�ا جعله يصفها بكلo تفاصيلها .

(ملوزة) الت وقعت ع22ام"بن يلمان"ويقول عبد الرحن العقoون واصفا مزرة¹ 1957)1(:

ف سكيكدة8 وابن$ غان7م$ وال8زيدال�لpوف أكداس$ الكxداس$ واذكpرواـ�ع!ـد|وا إن ب7ما قد$ أب$د&ت!م م7نالع$ـدT ي$ف7ـي ل ت

ط8ر7يف وت$ل7يد والقصيدة طويلة صو�ر فيها الشاعر "بشاعة الستعمار واصفا الحداث الدامي22ة لتلك الواقعة، متطر�قا إل كل الناطق الت وقعت فيها الازر، فتكلoم عن كثي من ال22دن

. الت طالتها يد الراب والدمار ، فالستعمر الغاش22م ل يغ22ادر)2(والقرى الزائرية" قرية ول مدينة إلo بعد أن يقضي على كلo مظاهر الياة فيها لع22لo ذل22ك يرض22ي

وحشي�ته. أكب الث22ر ف اغ22تراب الش22اعر1945وكان لحداث الثامن من ماي سنة

السياسي، ل¹ول ما خلoفته من كوارث ماد�ية وبشرية؛ إذ راح ضحي�ة بش22اعة إره22اب الستعمر ما يقارب خسة وأربعي ألف شهيد، فبعد أن اكتشف الشعب زيف فرنس22ا ووعودها الكاذبة خرج مطالبا بريته واستقلله ؛ لي@واج±ه بطشها وطغيان22ا ال22ذي ل

يرحم.:)3( يقول ممد العيد آل خليفة

.93 الديوان، ص : عبد الرحن ابن العقoون،) (1.09 ، ص :1985، 1، دار الداثة، بيوت، ط"السمات الواقعية للتجربة الشعرية ف الزائر" زينب العوج، )(2326 ديوانه ، ص :ممد العيد أل خليفة،) (3

122

Page 126: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

بـإفxل8س7 ل8هم ر$م$ت م$ا ر$و@ج!وه ف8ظ8ائ7ع! (ماي) كذ�ب$ت كpل� م$ز&ع$مـ§ة وع$س&فmا وأ8ح&ياء� ت!س$اق! ل�ر&م$اس7د7ي@ار�، من الس|ك8ان ت!خ&لى ن7ك8اي$

mوش!ب@ان¦ ي!س$ام!ـون ذ7ل�ـة � بأن&و$اع7 م$كxر/ ل8 ت!ح$د|وش7يبب7ـم7قxياس7

أ8ح&ب$ـاس7 وم!ع&ت$ق8لpوها أنTها ش$ر|س$بطاؤها أ8ج&م$ع$ت ش$ر� وأ8ح&ب$اس! ع$ليها لpص!وص ف م$لب7سوم!ع&ت$ق8لت� فـي الع$ـراء7 م!ب7يد$ة¦

/ح!ر@اس7 لقد فضحت هذه الحداث وعود فرنسا و أكاذيبها الت غر�رت ب22ا الش22عب

الزائري

: )1( مايويقول ابن رحون واصفا مزرة الثامن من ب7واب7ل/ ي$س7ح| كpـل~ال̂دما ف م$ش&ه$د/ فيه الر@ص$اص! م$ع

ـ7ان ه$ت@ تمي ج!فpونـهافل8ـر!ب@ أ8ر&مل8ـة/ ور!ب@ ي$ت7يم$ـة/

ب7د$مع/ ق8ـان7كالعقي$ان7 د$م&ع� ي$س7يلp ع$ليهوه$ه!نـا فه!ن$ا د$م� م7لxئ الس|هول7

س$قر! الس$ى وج$هن@م!وه$هنـا وهنا س$ع7يـر� لل̂سلح الحزا8ن7

قص�ة جندي جزائري"حامل الزهار"ويكي عبد الميد بن هدوقة ف قصيدته شارك ف الرب العالية الثانية، وعندما رجع إل الوطن وجد ف انتظاره فاجعة الث22امن

: )2( ماي ،يقولمن

.144 الديوان ، ص : رحون ، ابن) (1-120، ص: 1981، 3، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الزائر، ط"الرواح الشاغرة" عبد الميد بن هدوقة، )(2

121.

123

Page 127: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

هاهو راجع� إل كوخ7 أظxل8م$ من اليأس! وس!كون أص$م أب&ك8م$ كالر@مس

ل ز$و&ج$ة ... ول أب&ن$اء ...سوى ب$ق8ايا م$زق م!خ$ض@ب$ة ...

بال̂دم$اءيا ل8ها من ف8اج7عة ...

د$ه&م$اء* * *

فت$ح النافذ8ة وج$ل8س،ف الل�يل7 مع الذyكxريات

..... وص$اح$"يا ل8هم من ذ7ئ8اب لpؤماء"

:)1(ويصف ما خلoفته هذه الزرة بقولهه!ج!وم .... ن$ار .... خ$راب .... د$مار ..."

" أيت$ام� ص7غار ... ع$بيد� وأ8ح&ر$ار ...""م!ش$ر@د!ون من النتص$ار !!"

"أوس7م$ة على قpب!ور ... أع&لم على م!د!ن/ خ$ر7ب$ة ..." وكان الديث عن الفقر والرمان والعوز الذي طال الشعب الزائري وجها آخر من أوجه غربة الشاعر عن الواقع السياسي، ففي حي كان الفرنسي يعيش ف رفاهي22ة وسعة حال، كان الزائري يذوق ويلت الوع والتشرد؛ فالستعمار ك22ان الس22بب الرئيس ف تدهور الوضاع القتصادية ف الزائر، وحرمان الشعب الزائري من حق22oه

ف العيش الكري، ف حي أباح هو لنفسه استغلل خيات البلد.

.122 نفسه ، ص : )(1

124

Page 128: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

:)1(يقول ممد الخضر السائحيوت7لxك$ ال7ر$احباذا ت$س7يل؟ب$اذا ت$فpوح؟

باء/ الص@د/يد ص$دا أ8ل8م ال8ائ7ع7يود$م&ع ح$ب7يس ع$لى ع$ر$ق الك8اد7ح7ي.وكانت ت$فpوح، الع!فpون$ة د$وم\ا ت$فpوح.

عل8ى الرض7 ف الكpوخ. و أبو القاسم سعد ال يصف حالة النسان الزائري ال22ذي يس22حقه الملق

: )2(بقوله

حتTى م$ أفxتر7ش! ال8ص7يوأpس$اك7ن! الكpوخ$ ال8ق7ي

وأpس$اه7ر ال7رم$ان8 والل8م$ ال8ر7يروت$لpوك! ج$ن7ب الpش!و$نةوي!ح7يطpن7ي ق8بو! الع!فpون$ة

ف ظpلxمة/ ع$م&ياء� ت$طxف8ح بالش$اش7 يتساءل الشاعر إل مت سيظلo الشعب على هذه الال ، يعان العوز و الرمان و خيات

بلده يستغلoها من ليس له فيها حقoا مشروعا . إنo هذا النسان يكابد الشقاء و ينهكه التعب من أجل بضعة دراهم يصل عليها

:)3(ف آخر النهار، وأظ8ل~ م!لxت$ص7ق$ ال8يدTين

.53، ص : 1983، الؤسسة الوطنية للكتاب، الزائر، "الكهوف الضيئة" ممد الخضر السائحي ،)(1.145، ص : "الزمن الخضر" أبو القاسم سعد ال )(2145: ، نفسه، ص"الزمن الخضر" أبو القاسم سعد ال )(3

125

Page 129: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

بالت!رب$ة ال7ن&ت$اج والش@ج$ر الو$ر7يقأ8ج&ن7ي وأقxط7ف! جاه7دا ث8م$ن$ النش$اط الد@ائ7ب فإذا ت$ك8و@م$ م$ح&ص$د7ي

وم$س$ح&ت! ج$ب&ه$ت7ي الك8ئ7يب$ة وت$نف�س$ت& ر/ئ8ت$ي@ ال8واء ل أج&ن7 غ8ي&ر$ د$راه7م ح7ينا وأ8حي$انا ش$ت$ائ7م.

يصو�ر الشاعر طفل بائسا أرهقه ال22وع وال22بد، طفل" إل أين"ف قصيدته:)1(ي@ساءل أخته إل أين يضيان بعد أن فقدا والديهما والأوى الذي يأويهما، يقول

إل أي&ن$ ن$س&ي؟والب$ر&د! ي$لxف8ح!ن$اإن� ال8وT أح&م$ق

والس@ما، غاض7ب$ةلقد ب$ع!د&نا عن الكوخ

كpوخ!نا ال7س&ك/يالذي ج$ر$ف8ه الس@يل

ونن نأxكpل ...فpت$ات$ الpب&ز7 الpج$ف�ف الذي اب&تاع$ه أب.

إنa ال8ش&ي ي!ره&قpنوق8د$م$اي ح$اف7ي$تان

وهذه ال7ر$ق الب$ال7يةماذا ع$س$اها ت$د&ف8ع ع$̂ني

.112 نفسه ، ص : )(1

126

Page 130: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

فمن خلل هذه البيات الشعرية ومن خلل الفردات الت وظoفه22ا الش22اعر (ال22بد ، الكوخ، السكي، البز الفoف)، نستش�ف الوضاع الزرية الت يعيش قيه22ا النس22ان

.الزائري ، وقد جعله ذلك غريبا داخل وطنه و ممد العيد آل خليفة وصف "حياة الشعب البائسة من جر�اء الفقر والبطال22ة والمراض والتشرد، لي@قد�مها صورة ناطقة إل الذين يزعمون أن الشعب الزائري يعيش

، و الواقع أن�ه ك22ان ض22حي�ة)1(ف رغد منذ فتح عينيه على الدنية الستعمارية الديثة":)2(يقولللستعمار وجرائمه.

م!ن&ت$ش7ر/ م$ا ح$او$ل8 ال̂رز&ق$ إل� اع&ت$اص$ك8م ض$ار7ب/ منهم فـي الر&ض7وام&ت$ن$عا

مه&ما أ8ت$ـى م$ع&م$ل عن باب7هم!قxت$ـد/ر/ وع$ا7طل7 ص!ن&ع7 الك�ف8ي7 د!ف7ع$ـا

عنه، وطاو/ وج!ل~ الناس7 قدوم!س&ت$غ7يث/ وج!ل~ الناس7 ف ش!غ&ل/ش$ب7عـا

د$م$عـا ق8لxب� ل8ها ح$ن@ أو ط8ر&ف� لا و ثاك7ل/ واص$ل8ت& ن$د&ب$ الب$ن7ي$ ف8م$ا ف الل�يل7 واص&ط8ر$خ$ت من ب$ين7هم ه$ل8عا.وأ̂يم/ و ي$تام$ى ح$ول8ها اص&ط8ر$خ!وا

إذا ل يعد الناس يكترثون لال الفقي ،فالكلo ف شغل عنه وهذا الم22ر أر�ق الش22اعر وزاد من حسرته ، فصو�ر ذلك ف قصيدة أخرى إذ نده يتأل لال الفق22راء ال22ذين

:)3(يطوفون بالزابل و بالبيوت و يستغيثون بأهلها لكن دون جدوى ، يقولـ�موت! ج!وع\ـا وليس$ له! من$ القxــوام7 فيا وي&ح$ الف8ق7ي7 ي$

ح$ام7ى فpت$ا8ت الpبز7 أو ق7ط8ع$ الع7ظ8ام7ي$طpوف! على ال8ز$اب7ل حي&ثp ي$رج!و

.141، ص :2، دار العارف ، مصر، القاهرة، ط"ممد العيد آل خليفة" أبو القاسم سعد ال، )(1256 الديوان ، ص :ممد العيد أل خليفة، )(2.154 الديوان ، ص : ممد العيد أل خليفة، )(3

127

Page 131: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

ول ي$ش&ت$ق إل م$ا ف القpمام7قpم$ام$ا ولول الpوع! ل8ـم ي$نب!ش&الpط8ام7 ذ8و!و ف8ي$ح&ر7م$ه! الpط8ام$وق8د ي$طو7ي الز7ق�ة8 م!س&ت$م/يح\ـا

ذ8رار7يها و ت$ـج&فpلpوقد ي$أxت7ي الب!ي!وت$ ب7ها ف8ت$خ&ش$ـىكالن@ع$ام7

:)1(ويصو�ر الشاعر ابن رحون حالة مسكي أعياه البؤس وأضناه الفقر، قائل ل8 ت$ع&ذ7لpـوه فإنa الف8قxر أ8ض&ـواه! وال8ظ~ ع$اك8س$ه!، و الد@ه&ر!

ع$اداه! فالpوع آل8م$ه، والص@ب&ر!ل ت$ن&ه$روه إنx اس&ت$ج&د$ى أكpف�كpم

أ8ع&ي$ـاه! إل� و و/ج&د$ان!ه عن ذاك$ما كان ي$ب&س!طp لل̂تس&آل7 راح$ت$ـه

ي$ن&هـاه! تأمTلpوا إنx أر$د&ت!ـم ما ي!ك8اب7ـد!ه ت$د!ل~كpم عن أل7يم7 الـو$خ&ز7

ع$ي&ن$ـاه!:)2(إل أن يقول

وج$ذxوةp الـه$̂م ش$ب@ت& ف ح$ن$اياه!ع$ق8ار7ب! الpوع7 د$ب@ت ف ج$وان7ح7ه7ل8ذxع7 ش$كxواه! ت$ئ7ن| شاك7ي@ةm مـنعاب7س$ة¦ فـي ق8لxب7ه غ8اد$ةp الم$ال7

الع&ي$اء7 ج$ن&ب$اه! حت@ى ي$ض7ج@ مـنأم@ا الـم$ن$ام! ف8ط8يف� ل8 ي!ساو7ر!ه! وف ال8ش$ا أل8ـم� ي$ش&وي س!وي&د$اه!وك8ي&ف$ ي$أxل8ف! ط8ي&ف$ الن@وم! م!قxل8ت!ه!

فهذه البيات صورة صادقة عن حالة هذا السكي وغيه من ألف الزائريي الل22ذينحرمهم الستعمر من حياة كرية ف بلدهم

105 الديوان ، ص : ابن رحون ،) (1107- 106، ص: نفسه )(2

128

Page 132: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

لقد كان لا ذكرناه من أوضاع سياسية مترد�ية أثرا كبيا ف بروز غربة نفس22ية عميقة لدى الشاعر الزائري، عب�ر عنها من خلل تصوير انفعالت نفسه الضائعة وسط

هذه الوضاع .:)1(يقول أبو القاسم سعد ال

أثار$ت7 ال̂رياح! م!ن&ذp ع$ام.ع$واص7ف$ ح$م&ق8اء

ف ب$ل8د7ي ال8ليء بالس@لموالخ$اء

ف ب$ل8دي ح$ي&ثp الض@ي$اع! والع$ر$قوأع&ي!ن� م$د&ه!وش$ةp الر@م$ق.

م$ش&د!ودTة¦ إل ر$غ7يف/ أو م$ز$ق.وأن&فpس� من الع$ذاب7 ت$ح&ت$ر7ق.

من ال7ر&م$ان والق8ل8ق. وتطغى مشاعر الزن والشجون ف قصائد ح�ود رمضان ،تعبيا عن غربته النفسية

:)2(والسياسية،و تأثره لال شعبه وبلده، يقول ع$لـى أpم@ـة/ م$ـخ&لpوق8ـة/ب$ك8ي&ت! وم7ثxل7ي ل ي$ـح7ق| ل8ه الب!ك8ا

للن@واز7ل7ـ§ة وص$ب$ا8ب\ـة ـyي على ذ8اك الب!ك8ـاب$ك8يت! عل8يها ر$ح&م$ وإن

غ8ي ن$اد7م7 ت!س$اه7ر طpول8 اللaي&ل7 ض$وء� الك8و$اك7ب7ذ8ر$فxت! ع$ل8يها أ8د&م!ع$ا م7ن ن$واظ7ـر

.253، ص : "الزمن الخضر" أبو القاسم سعد ال، )(1.54-53، ص: 1985 ، "رمضان ح�ود" صال خرف، )(2

129

Page 133: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

وبعد فترة استعمارية طويلة كابد الشعب فيها الويلت، بزغت شس الستقلل، لكن� الغتراب عن الواقع السياسي بقي سة بارزة حت ف هذه الرحلة، والتأمل للقصائد الديثة الكتوبة ف أواخر الستينيات والسبعينيات إل غاية سنوات الثمانينيات يلح22ظ كثرة النتقاد الوضاع السائدة بصورة مبطoنة، فقد وجد الشاعر الديث نفسه م@حاصرا بدو�امة من التناقضات كان أهoها إحساس الشاعر باللoجدوى، والقيود الفروضة عل22ى

حرية الرأي والتعبي عنه.:)1(ند سعد ال مثل ف إحدى قصائده يقول

خ$د$ع&تنو$ع$د&ت$ن ح!̂ريت

فل8م أ8ج7د س7وى ق8ف8ص ظن� الشاعر أن ح@ري�ة التعبي والرأي مكفولة له ف عهد الستقلل، لكن�ه وج22د نفسه مدوعا، حيث إنo تلك الوعود بالرية كانت مرد أك22اذيب، وأص2بح الثق22oف

:)2(ماصرا بطوط حراء عليه ألo يتجاوزها ،يقولن$كxت!ب! بالب$ر

سي!وفpن$ا م$غ&لpولة وخ$ي&لpن$ا ع7ج$افن!ر&ج$م بال̂سياط وال8ج$ر

* * * ن$كxت!ب! بالب$ر

أقxلم!نا س$ج7ين$ه! الغxم$اد7ل ح7ب&ر$، ل و$ر$ق

ل م!لxت$ق8ى ق7ت$ال

.369، ص : " الزمن الخضر"أبو القاسم سعد ال، ) (1373: نفسه ، ص )(2

130

Page 134: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

فالشاعر يشي بغياب الب والورق إل تعس�ف السلطة وقهره22ا لري22ة الفك22روالتعبي الصريح عن الرأي .

131

Page 135: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

:)1(ويقول أيضانكxت!ب! بالب$ر

على ج!لpود7 ع!ص&ب$ة7 طpغ$اةلت$ر&ت$و7ي بال7ب&ر7 وال8ط8ر

أقxل8منا، وت!خ$̂ضب$ الف7كxر ويعب�ر الشاعر أحد أحدي عن قلقه على مصيه الهول ف عصر ال22وت كم22ا

:)2(أساه، فيقولأذxكpر! قائ7م$ة8 ال8غض!وب7 ع$ل8يهم

أت8س@س! ر$أس7ي!أذكpر! قائمة8 ال8ح&ظpور$ات

ف ع$صر7 ال8وتالpبT... ال7يلد ... الكpت!ب

الرض! ... الشع&ر ... الث�ورة فالشعر والكتابة وسيلتان أساسيتان للتعبي عن الرأي، و̧منعهما دليل قوي� عل22ى غياب الديقراطية ، وحر�ية الرأي، ويعيب الشاعر الزائري هذا الزمان التعفoن؛ فه22و زمن خان الشهيد، ول تتحقق فيه الحلم الت ناضل من أجلها، والت تثoل ف ال22وقت

:)3(ذاته أحلم الشعب،يقولمازلت أجوب الشارع

(ضيق شارع الستقللفسيحة ساحة الشهداء)

.373ص : ، " الزمن الخضر"أبو القاسم سعد ال، ) (1.58، ص : 1980، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الزائر، "قائمة الغضوب عليهم" أحد حدي ، )(2.63 نفسه ، ص: )(3

132

Page 136: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

كرمز لذه الرحلة الت ض22اعت"شارع الستقلل"فقد استعمل الشاعر عبارة ليمز با إل كثرة الشهداء الذين"فسيحة ساحة الشهداء"فيها أحلم الشعب و عبارة

سقطوا لتحيا الزائر حر�ة، وت�طبق فيهل البادئ الت قامت من أجله22ا الث22ورة، لك22ن� مموعة من الونة استغلoوا القضية واستفادوا من الشعارات، جاعلي من الشهيد ورق22ة

:)1(يتاجرون با، يقول عبد العال رزاقي وهو ناقم على هؤلءأنا أعرفهم

أوراقهم مكشوفةدخلوا أيامنا واغتصبوا أحلمنا

وانتحلوا قمصان عثمانتلى ال عنهم

وأحلم مستغاني تدعو إل إبعاد هؤلء الونة لن�هم أقزام أمام عظم22ة الث22oوار،:)2(فتقول

أبعدي العملء عن مسية التمردينفأقدام القزام ل تلق لتواكب الثورة.

وأصبحت ظاهرة الديث عن الشهيد ف الشعر ف مرحلة الس22تقلل وس22يلة يعتمدها الشاعر لنتقاد الواقع الترد�ي، فهاهي ربيعة جلطي ترى أنo تضحيات الش22هيد (عيسات إيدير) ذهبت هباء ؛لنo الورثة ̧خانوا وصي�ته وتلø¹وا ع22ن أه22داف الث22ورة

:)3(،فتقولمن خصب القائمة ينهض "عيسات".

متكئا على دمه.

،2، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الزائر، ط"أطفال بور سعيد يهاجرون إل أول ماي" عبد العال رز�اقي، )(1.17-16 ص : 1983

.21، ص :1976، 1، دار الداب ، بيوت ، ط" الكتابة ف لظة عري" أحلم مستغاني ، )(2.71، ص :1981، دار الكامل، دمشق ،" تضاريس توجه غي باريسي" ربيعة جلطي ،) (3

133

Page 137: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

يزق مد طوابي العاطلي، والواسم الغلقة.خبا: لعمال "الجار" والبللي برائحة.

النفط وملح البحر ف "أرزيو".مشهدا من رؤيا متسكع بـ "ساحة

بور سعيد" أو "الشهداء". و ف قصيدة أخرى تتمثoل الشاعرة الشهيد يتساءل عن السؤول عن الوض22اع

:)1(التدهورة ف الزائر، فتقول"عبان" يشهر ف وجه الريح قلبه.

يشم على عنق التاريخ حقيقة رهيبة.يلس ماذيا لدار منطفئ،

من ياكم؟و .... "عبان" صار شارعا يصعد إل السفل.

ف العاصمة. إن كل ما ناله الشهيد هو وضع اسه على لفتات الشوارع ،بيث غدا ش22عارا يتغن�ى به الناس ،ف الوقت الذي أهل فيه السؤولون مواصلة السية وتقيق م22ا ك22انيصبو إليه الشهداء بعد الستقلل.هذه الوضعية جعلت الشعراء أسرى للسلبية و اليأس.

:)2(يقول عبد العال رزاقي يا أيها الشهداء.

قوموا فالقابر قد تباع لغيكم."ديدوش" ل يلم بغي لقائكم.

واليوم يوضع ف الزاد الببري.

.74: ، ص" تضاريس توجه غي باريسي" ربيعة جلطي ،) (1.62، ص : " أطفال بور سعيد يهاجرون إل أول ماي "عبد العال رزاقي، ) (2

134

Page 138: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

وهي إشارة للتفريط ف الرض و الوطن الذي راح ضحي�ته هؤلء العظم22اء، و:)1(يذكoر الشاعر هؤلء السماسرة بأن الشعب مازال متمس�كا ببادئ الثوري، يقول

يا سادة الوطن القدم للبنوك هدية.مليون يسري ف دم الفقراء.

مازال دمنا نداء الثورة الول.ومازلنا نارس حبنا العرب.

ويواجهنا عمر أزراج بصورة الاكم الذي يستغلo منصبه لدمة مص22اله دون:)2(اكتراث لا يدور حوله، فيقول

أرى وطنا يرتديه الليفة.حذاء يلمعه ف احتفال شراء السبايا.

ويقذفه، بعد، ف سلة الهملت.:)3(ويصو�ر حالة النسان الذي يتعرض لقهر السلطة السياسية ،بقوله

وحي خرجت إل الرض.صادرن القيد والوع.

والدركي. فالشاعر مغترب يرفض هذا الواقع وسلبيات الوضع الراهن ف وطنه،و ومن خلل قصيدة عبد الميد شكيل "من أقوال غيلن الدمشقي"، ياول الشاعر نقل صورة ع22ن

:)4(اضطهاد رجال السياسة لكل من يلمون بالصلح والتغيي، يقولمضينا أسرعنا ف السي.

لعلنا ندرك قوافل الرحيل.

.62، ص: " أطفال بور سعيد يهاجرون إل أول ماي " عبد العال رزاقي، )(174، ص: 1976، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، الزائر ، "وحرسن الظل" عمر أزراج ، )(2.75 نفسه ، ص: )(3.204، ص : 1982،الشركة الوطنية للنشر و التوزيع، الزائر، "شعر ما بعد الستقلل" ملة آمال، )(4

135

Page 139: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

لكنما: ماكم التفتيش والعذاب.والشرطة ومزورا الصكوك.

أصدروا تعليمة تقول بالرف الواحد تقول:

أن ل خروج للذين يلمونبعودة الطيور والربيع

oى السلطة ويعلن بأنه لن ياف ه22ذه ال22رة، لن�و الشاعر نوار بوحلسة يتحد الصمت جب، آمل ف تغيي هذه العلقات الترد�ية والقواني التحكoم22ة ف الوض22اع

:)1(الراهنة، يقولسأقص كل ما رأيتوأقول أشياء كثية

وهذه الرة لن أخاف من شس الظهيةحت لو أبعدون عن مسكن

وأهلي ... واليان ... والبيبةسأقول أشياء كثية

حت لو مزقون إربا إرباحت ولو أحرقوا القصيدة

لن عشت أيامي ف صمتوالصمت جب

واللحظ ف هذه الفترة أن الشاعر تطoى حدود الوطن فشارك ال22واطن العرب مآسيه وما يلقيه من اضطهاد واستبداد الكام، فكان يتأل لحواله، ويشعر با يشعر به من غربة ف ظلo تلك الوضاع السياسية؛ ففي قصيدة "القمر" ن22د الش22اعر أح22د

108-207، ص :"شعر ما بعد الستقلل" ملة آمال، )(1

136

Page 140: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

عاشوري يساند أخاه الغرب ف مطالبته بالرية للسجناء الذين يع22انون م22ن بط22ش:)1(الكام ،يقول

أنتم سكارى شرفة القصر الكبيالالسون ف الرائك الوثيةالغارقون ف السعادة الكبية

بي القيان والسانف عال كأنه جنانهل سألتم القمر؟

عن تلك الغمامة المراءتسجنه

تعلهحامة قتيلة

ف بركة من الدماء فالقمر هو رمز السجناء الذين يطالبون بريتهم وبقوق شعبهم ال22ت هض22مها

:)2(الترب�عون على عرش السلطة و الذين يعيشون ف النعيم، يقولإن القمر

بفنه المردموعنا دماؤنا

نن العذبون ف مهامةالسني

من نغمة الناي الزين

233 ،ص:" شعر مابعد الستقلل" ملة أمال، )(1 235 ص: نفسه ،) (2

137

Page 141: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

من أل القلب السجيصرخة الشعر القتيل

وقد أ§صيب الشاعر باليأس بسبب الالة الت وصل إليها الوطن العرب، ولا يتعر�ض له الواطنون من إرهاب وغدر وأطماع، ف حي يبقون مستسلمي ل ير�كون ساكنا،

:)1(يقولفكيف أغنونن العرب

نعانق ف الشرق أتربة وجراحونيا على طلقات البنادق

وتكوى مآدننا باللهبونرضى الازر ... ونرضى الشانق

ونشى الرياحونزج ألانا بالنواح

فلسنا براكي نارولسنا إنفجار

والسبب ف كل ما لق بالعرب يمع عليه الشعراء: إنم الكام الذين خ22ذلوا الشعب ولثوا وراء مصالهم غي مكترثي بالم العام، خانوا البلد واستبد�وا بالن22اس،

:)2(زارعي فيهم الوف والرعب، إنم فعل سادة الزائم النكراء ،يقول الشاعريا سادت القزام

ضيعتم دياركم وشعبكمضيعتم التيجان ف آخر الزمان

13، ص :1982، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع، الزائر، "معزوفة الظمأ" عم�ار بو الدهان ، )(126 نفسه ، ص: )(2

138

Page 142: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

:)1(ث يقوليا سادت سيوفكم من الطب

ل تدعوا سوى جاهي العرب من قدم النيل والقرآن

سلمتم السلح ف "القنال" ف "بغداد"نسيتم الفتوح والماد

قاتلتم إخوانكم، شنقتم القبائل الكرادوأصبح الائن منكم سيدا يستعبد السياد

شنقتم الحرار ف السودانقتلتم الثوار ف تطوان

يا سادت اللئامفليسقط الاكم بعد الاكم

الطاغية البانلتسقطوا يا سادة الداع والجرام

وبقيت القضي�ة الفلسطينية الشغل الشاغل للشاعر الزائري ف هذه الرحلة، بعد أن كانت كذلك ف الرحلة الستعمارية؛ بكم أن الزائر قاست ما تقاسيه فلس22طي، وعرف شعبها القهر والستبداد واستلب القوق، ولكن ف مرحلة الستقلل ات�خ22ذ التعبي عن القضي�ة ب@عدا أعمق سواء من حيث الشكل أو الضمون؛حيث أن الشاعر طو�ر

أساليبه وأدواته الفنية. فنجد عبد الميد بن هدوقة متضامنا مع أصحاب القضية متحس�را عل22ى خيب22ة آمال الشعب العرب ف ترير فلسطي، الت ضاعت من أيادي العرب الذين انقادوا وراء

28، ص:"معزوفة الظمأ" عم�ار بو الدهان ، )(1

139

Page 143: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

العهود الكاذبة وغر�تم الطب الكبية، كما نده ساخطا على الكام ال22ذين باعوه22ا:)1(وساوموا اليهود عليها، يقول

كان الزمان صغياو الشعوب غريرة

بالطب الكبيةوكان بيع ومساومة

وكانت كؤوس مريرةشربناها على نب البارود

والدود والعهودوالبنت الصغية

ل تتحرر بالرغم من مرور السني ل تر�ر فلسطي من قيود العبودية و الستعمار ،فسيطر اليأس على أصحاب هذا الل22م

الكبي و الوحيد ،والذين ل يعد لم أمل سوى اليان بذه الوعود الكاذبة. إذن بقي�ت فلسطي أسية لقيود الستعمار و العبودية ،فسيطر اليأس على أصحاب هذا

:)2(اللم الكبي ، والذين ل يعد لم أمل سوى العهود يقولواستمرت الغنية

نفس الغنيةلتحرير الخت

العربيةبالعهود

بأسلحة عادو ثود

37، ص:" الرواح الشاغرة" عبد الميد بن هدوقة، )(138 نفسه ، ص: )(2

140

Page 144: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

ومضت السنونوالكام القدمون

وتررت أمم وشعوبولكن الغنية

ما نزال نغنيها إل مت نغنيها؟لن نغنيها؟

للحلم الفقود

وصد�ق الشعب هذه الوعود وبقي متمس�كا با فطال مكوثه ف اللج22ئ حت�22ى نسي الياب، وتعو�د هناك على العذاب، يقول الشاعر معب�را عن خيبة أمله ف استرجاع

:)1(فلسطيحت الخت الشقيقة

نسيت أباهاوالرحاب

نسيت اللجوءوالعذاب

نسيت الدودوالياب

ويقول ممد الخضر عبد القادر السائحي مصو�را ثورته وسخطه ورفضه لسياسة:)2(الكام الذين خانوا فلسطي وشعبها ،على لسان طفل فلسطين

أبتاه قرأت كتاب الثورة سفرا سفراومسحت فنادقها المراء دما مرا

39، ص: " الرواح الشاغرة"عبد الميد بن هدوقة، )(1231 ،ص: "شعر مابعد الستقلل" ملة أمال ، )(2

141

Page 145: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

وشربت عصي الغدر كؤوساملتا أيدي العداء نبيذا ... عفوا

أعن أيدي الخوة:)1( لقد خان الكoام العرب الثوار ورخص�وا دمائهم يقول

أنشر صورة من خانوا (تل الزعتر)أكتب من جبل النار

ذكرى يتلون فيها من غدر الثوار أكتب بداد الثورةرسم الوطن العرب

رسا ل يعرفه الكاممن مغربنا حت مشرقنا

وينتقد مصطفى الغماري سياسات الكام العرب الذين باعوا الش22هداء ب22الزاد:)2(العلن بقوله

باعوك بالطبق الرغيدقم يا شهيد ... فإنم وأدنوا خـمر الوعودالسلم عنـاقيد صلبوا

وتاجروا باسم الشهيدوتصرفوا وهم الفجورالوريد إل الوريد منذبوا جيادك يا شهيد وعد ... ويلهيهم وعيدوتسكعوا ... يزن بم

وف إشارة إل رفض الشعوب العربية الؤمنة ب22الثورة و القاوم22ة لتوج�ه22ات حكوماتا السياسية الط́بعة مع اليهود و الت فض�لت التس22وية معه22م حلo للقض22ية ،

:)3(م@تجاوزة بذلك خيارات شعوبا ،يقول ممد الخضر السائحي232،ص: "شعر مابعد الستقلل" ملة أمال ، )(185 ،ص: 1978،الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ،الزائر، "نقش على ذاكرة الزمن " مصطفى الغماري ، )(2234، ص:"شعر مابعد الستقلل"ملة أمال ، )(3

142

Page 146: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

أيها الزمن الطلوب على هرم العاربرئ الطفل الطعون من الرجس

من حكام الزمن النحس وف السياق نفسه ينتقد حرز ال بوزيد توج�هات الكoام العرب ال22ذين قبل22وا

:)1(التسوية مع العدو جريا وراء الموال والناصب م@تخلÚي عن البادئ القومية يقولفهذه رسالت أمامكم موضوعها استقالت

من منصب يعشقه العربولتشهدوا بأنن مواطن

من طينة رافضةمعاندة

ويلوم الئمة ،ولعلoه يقصد بم كل الثقفي الذين تلoواä عن رس22التهم، فك22انت:)2(النتيجة ضياع مد العرب، يقول

فال صورنأودعن ساءه اللبدة

أرسلن مزودا بآية الهادأوكلن بشرح ما أهله أئمة البلد

تفجري مدينتوعانقي اللهب

لترجعيجيع ما من مدنا سلب

:)3(ث يعود ماطبا الكoام وفاضحا جرائمهم بقوله64، ص: 1984،الؤسسة الوطنية للكتاب ،الزائر، "مواويل العشق والحزان." حرز ال أبو زيد، )(165 نفسه ، ص : )(267-66، ص: "مواويل العشق والحزان."حرز ال أبو زيد، ) (3

143

Page 147: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

يا أيها الذينتاجروا بعرضنا

ووقعوا عن خزيناوآمنوا با ييك بعضنا لبعضنا

قصوركمبنوككمفجوركم

أوراقكم مكشوفةل تتعبوا أنفسكم

قد يغفر اللهما تقدم من ذنبكملكنما مدينت من

جبنكم بريئة ث يعلن تر�ده عليهم، م@عيبا عليهم جبنهم وخيانتهم لقضايا العرب خوف22ا م22ن

:)1(العداء. فيقولسفينت يا سادت لا تزل مسافرة

تعلمت من برها ركوب ما أرهبكمسفينت وحيدة لكنها مثابرةحرفتها رغم الردى الغامرة

وأنا ضد الذي أخرسكمومرغ أمامكم عزتكم

68ص: نفسه، ) (1

144

Page 148: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

نستنتج ما سبق أنo غربة الشاعر عن الواقع السياسي ل تقتصر على الظروف التمرت با الزائر فحسب، وإن�ما كانت أيضا تأثoرا با يري حوله ف الوطن العرب ككل.

145

Page 149: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

: الغتراب الفكري والنفسي : ثانيا ل يكتف الستعمر الغاشم بالستيلء عل2ى البلد، والتحك2م ف مص2يها السياسي، مت�خذا من القهر والطغيان نجه ومبدأه ف تسيي المور، ول يكتف باستناف خياتا وحرمان شعبها من حقوقه ؛جاعل من أفراده عبيدا يرهقهم الفق22ر والتش22رد، يكابدون أوضاعا اقتصادية متر́دية يتفطoر لا كلo صاحب ضمي حي، وإنا سعى بك22ل الوسائل والطرق، وبذل كل الهود ف سبيل انتزاع الزائر من انتمائها العرب الضاري السلمي، وتريدها من هوي�تها ومقو�ماتا ؛العربية ما جعل الشاعر الزائري ماطا بالة عميقة من الغربة الفكرية والروحية، وهو يرى الالة الثقافية ف البلد تت22دهور فيت22أل ويزن و"السألة تتجلى بأبشع مظاهرها ف نظر الثقف الذي التقى ف دراسته ب22أزهى عصور الزائر ف التاريخ وهو يعان النهاية القاتة الت آلت إليه22ا، فيق22رن "الاض22ر

.)1(بالاضي، فيتمزق بي أمس مرفوع البي ويوم معفر ف التراب" وقد ع@رف الستعمار الفرنسي عب التاريخ بأنه من أخطر الس22تعمارات ال22ت عرفتها الشعوب، لنه يعمل أساسا على ضرب الوية واقتلع الشعوب من ج22ذورها، وطمس ثقافتها الصلية ماول إدماجها ف ثقافته، وهو ما عملت السلطات الفرنس22ية على تقيقه ف الزائر، إذ حاربت اللغة العربية ف عقر دارها وحاولت القض22اء عليه22ا ،فأصبح النسان الزائري غريبا عن لغته وبالتال عن نفسه، إذ كان مفروض22ا علي22ه اللتحاق بدارس فرنسية لن لغته منوعة وماربة، فتعم�ق الش22عور بالض22ياع والغرب22ة والنفصال لدى الشعراء الذين ل يدوا ب@د�ا من التعبي عن غربتهم بلغة العدو، عن22دما

:)2(تقطعت بم سبل التصال بلغتهم الم، وقد عب�ر مالك حد�اد عن ذلك قائل أيها الشاعر يا صديقي!بالفرنسيـة ....... أغنـي الذي أنا

-86، ص: 1969، معهد البحوث والدراسات العربية، بيوت، "شعراء من الزائر، اللقة الول" صال خرف، )(187 .

،2 ترجة :ملك أبيض العيسى، الؤسسة العربية للدراسات و النشر، بيوت، ط" الشقاء ف خطر" مالك حداد ،)(237 ،ص :1979

146

Page 150: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

ل تلمي إذا ما صدمتك رطانت....... لقد أرادن الستعمـارأن أحـمل اللكنة ف لسانـي..... أن أكون معقود اللسان

فقد كانت فرنسا ترى ف انتشار اللغة العربية تديدا لسلطتها وكيانا.ومططاتاالر�امية إل تغريب الشعب و استلبه ثقافيا

ويقول الشاعر ابن رحون متحسرا على اللغة العربية وما يعانيه الدافعون عنها من:)1(تعس�ف واضطهاد

هذي البلد فريسة الشعاءويضيق ب رحب البسيطة إذ أرى ومكاتب التل فوأرى مدارسها يعطلها العـدى

خيـلء يزجى إليها معشر الزعماءوالضاد تنع والسجون تفتحت

وارحـمتا لماتاوارحـمتا للضاد وسط بلدها! السجناء

إضافة إل ماربة اللoغة العربية ، شج�عت السلطات الفرنسية الن22راف ال22دين بدف فصل الشعب عن عقيدته، و لتتمكoن من زرع عاداتا وتقاليدها الفاسدة ف التمع الزائري؛ لنا كانت تعي جيدا دوره ف تقوي النفوس والسي با إل س22واء الس22بيل، ففتحت الال أمام الط§رقية والشعوذة والدجل مستغلة فساد ضمائر بعض الئمة ال22ذين كانوا يتاجرون باسم الدين جريا وراء كسب الال بطرق غي مشروعة؛مهملي دورهم ف التوعية والداية، فانتشر بذلك الهل وفسدت الخلق والذمم، حت ضاق الوج22ود با رحب على الشاعر الثقف الذي يمل ̧هم« الصلح، ووجد نفسه غريبا بي ق22ومه، فبزت ف قصائده روح اليأس والتشاؤم والتب�م بالناس والشكوى من سلوكياتم وم22ن

ابتعادهم عن الدين القوي.

138-137 الديوان، ص : ابن رحون ،) (1

147

Page 151: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

وينتقد ممد سعيد الزاهري هؤلء الئمة النافقي، الذين ابتع22دوا ع22ن روح:)1(السلم القيقية؛ فتسب�بوا ف ضياع الشعب، قائل

ف الدين غييـا ويـحنا من أمة لـم تتبعمشائـخ وذئاب

فالـجاهلون لمقسموا عباد ال أعنـاما لـهممن الذناب

ماكان من مهج ومنملكوا على البسطاء من جهالناأسلب

سلم ف طرقويـل لشياخ الزوايا فرقوا اللـهم وشعاب

إسـلم بي مهالكلول الشيوخ الطامعون لا هو الوخراب

:)2(ويقول ح�ود رمضان تعيث به الهواء والكلونـزعم أنا مسلمون وديننـا

ذاهل هذا النراف الدين الطي وما أد�ى إليه من آثار سلبية عل22ى الش22عب جع22ل الشاعر يتحس�ر على أمت�ه، وأذكى فيه روح الغربة ،زيادة على انتشار الهل الذي ق22اد

الناس إل اللك وجعل الزائر غارقة ف الظلمات.:)3(يقول عبد الرحن ابن العقoون

فكانت ترى الرمان نعم النصيببظلمة منهم الهل كساها قلوب

، ص:1926، الزء الول ،الطبعة التونسية ،تونس، "شعراء الزائر ف العصر الاضر" ممد الادي الزاهري ، ) (112

89، ص:" ح�ود رمضان" صال خرف، )(217 عبد الرحن ابن العقoون، الديوان ،ص : )(3

148

Page 152: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

إذا مـا شباب اليـوم ديناأخي يا الدهر جفا من النجاة فأينيعيب

:)1(ويقول ممد المي العمودي عما عراها لست بالسؤول وأضعت عمر هائما فـي أمة

عن دينهم ف غفلةأسفي على قوم لم دين وهموذهول

فالشاعر ضائع ف أمت�ه ،غريب عنهم ،لن�هم تلoوا عن دينهم و غفل22وا ع22نتعاليمه.

وكانت الغربة الفكرية منتشرة بصورة واضحة عند الشعراء الصلحي؛ وهو م22ا يستش�فه القارئ لقصائدهم، حيث ندهم يسعون للتغيي ولكن دون جدوى، فالناس ف

غفلة عنهم لهي بأمور تافهة، المر الذي قاد أغلبهم إل اليأس.2يقول ممد اللقان بن السائح:

و دعوتم من حاضرفضيلة كـل بالعلـم علمتهموآبـاد

ــارخ ف ــت أن ص فوجدت ف الرواح موتا كامنا وعلموادي

ف ضيق القبور وظلمةفيئست يأس مودع المـوات اللاد

فالناس كالموات سيطر الهل عليهم وأطäبق عليهم جود الفكر، ما جعل السعيد:)3(الزاهري يشب�ههم بالخشاب بقوله

وبقوم طول الزمان رقودضقت ذرعا برحب هذا الوجود 152: ،الزء الول، ص"شعراء الزائر ف العصر الاضر "ممد الادي الزاهري )(153ص: ، ،الزء الول"شعراء الزائر ف العصر الاضر "ممد الادي الزاهري 2104-103 ،ص: " شعراء من الزائر" صال خرف، )(3

149

Page 153: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

خشب من ضللةأوجه مثل أوجه النـاس لكـنوجود

فالناس غارقي ف الضللة إل حد� بعيد جعل جهوده وم22اولته ف الص22لح:)1(تذهب سدى، يقول

ف بلوغ الراد بذل الهودقد بذلت الهد لو كان يدي:)2(وكانت النتيجة يأس وغربة بي قوم ل يفهمونه، يقول

ــم ــا للعالـ ــب نفعـ وإذا العلم ف الزائـر ل يلالصنديـد

هو ف قومه مقيم على الضيـ م مقـــام الســيح بياليهـود

دوما نصحا حضأيها العال الرشيد الذي يـمـرشيد لغي

بلطف كصالـحأنت فـي أمـة تدراكهـا الف ثـود

أذكروه وقابلواصحيـح بعلم جئتهـم إن أنتبالحـود

104نفسه ، ص:) (1105و104 نفسه، ص: )(2

150

Page 154: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

:)1(د� اتامه بالدعوة لللادويصل بم الهل إل حد� جهرة لللـحادتدعـو أنك إليك وأشاعـوا

والتجريد صنوفا من العذابوتـمنوا لو أنـهم قد آذاقوك

الشديد:)2(وقد وصل به اليأس إل حد� تن�يه لو أن�ه ل يكن متعلoما ،يقول

فـا مـن الشقـاءفأنا ل أزل أكابد ف العلم صنو الليـم

قبل ولقيت فيه أقسىقد تغربت أطلب العلـم مـن الموم

مي فلـم يعبئواوتغربت أنشر العلم فـي قـو بنشر العلوم

بـحياة من (عال)ل أجد ف الشقاء من هو أشقىمـحروم

مثل نشر العلوم بيلول ف متعب الدهر صعبـاالعمـوم

ليس فيهم غي الهول الثيمصـم البصائر عمي قوم بي ويستمر� الشاعر ف ذكر ما شاع ف قومه من رذائل وأخلق فاسدة، حت�ى تن�22ى

:)3(هجرهم لن�ه ل يعد قادرا على النسجام معهم، يقول وبقائـي فوقأنـا وال عفت فيهم حياتـي

هـذا الديـم104ص : ، " شعراء من الزائر"صال خرف،) (1 114 نفسه ، ص: )(2114نفسه ، ص: ) (3

151

Page 155: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

كـل عيشي فل أرى بينهم نـار سـرورالليال السوم

فرقـا مـا بي كافأعرف ول ليتن ما قرأت حرفـاوميـم

بناء خفض و عيشفلعلي إذن مع الـجهلي أحضىرحيـم

ــول الشكيـــم ذات كم رأينا من ناعم البال ل يفضل لالشكيـم

قد قضى العمر ف العذابو رأينـا مـن عالـم عبقـريالعقيم

أصبح النسان التعلم والشاعر الثقف منبوذا بي قومه، ل قيمة لعلمه ومعرفته، ف:)1(حي اكتسب الاهل مكانة مرموقة بينهم ، يقول

ل، و ل تعتن بعلمأمة ل ترى لذي الفضل فضلالعليـم

فاز منها بكـل خيمن يكن (صوفيا) كذوبا خبيثاعميم

كل الكبـار ووحبته بـخي حق مـن التكريالتكريـم

هو فيها مثلأمة كل عالـم مـن بنيهـاالغريب اليتيم

:)2(و@يعب�ر ح�ود رمضان عن غربته بي قومه وشقائه بعلمه بقوله 115، ص : " شعراء من الزائر"صال خرف،) (1 93 نفسه ، ص : )(2

152

Page 156: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

أعمـى البصيةلو كنت شخص بليدا ورافل ف هوائهف الهل أسعى وأعدو

على ثوب لـه عـلـى إيـادهنائه

من عال بذكائهلكنت أسعـد حظـا:)1(و يقوله أيضا

طي والبؤسفذوا العارف يشقـىردائـه

إن التعـاسـة سـمبدمائـه مزوجـة

من يهتديهـا يقتـل والعقـل بضيائـه

بصبـره و كم عالـم مات غماوفـائـه

وفـاقـدأو عـاش وهو كئيب لرجائـه

يـجول فـينعيم فـي وجاهـلعلوائه

2ث يرد� أحد سحنون على الذين لموه عندما اعتزل الناس والشعر قائل:

هز قومي الشعر ما حطمتل تطل لومي على صمت فلوعودي

94حود رمضان" ،ص: "صال خرف ،) (145الديوان ، ص : أحد سحنون ،2

153

Page 157: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

وبشعري طالا ضاعتبسكوت ل يضع شعري سدىجهـودي

رج لـمدفع أول يعد للشعـر تأثيـر ولـوقصف الرعـود

هل يفيد الشعر فـي قومإن قومي ألفوا طعم الكـرىرقـود

فالشاعر يائس كلá اليأس من حالة شعبه، وهو مدرك وموقن بأنه ل تعد هن22اكجدوى من كتابة الشعر.

ويستبد� اليأس بحمد العيد آل خليفة وهو يرى نفسه الت تمل قيما وم@ث§ل سامية ما عادت ت@لءم زمانه، فاعتزل الشعر، لن�ه ل يÁن± من ورائه فائدة ت@ذكر، ول يعد قادرا

على الوصول إل أرواحهم وماطبتها.:)1(يقول

قد ل تروج بعرض الفكاريبق ل ف الشعر غي بضاعة ل غي طيها استهدفت للخطاروعدلت متند الطى عن رحلة سلوى سوى التسليم للقداروفقد فيها السعفي فلم أجـد

:)2(ويقول معبا عن غربة الدب وسط قومهومقرا وهو الديب اللعيوترى الديب اللعي مؤخرا

يتبي�ن لنا من خلل هذه النماذج الشعرية يتبي لنا ما كان يعانيه النسان الثقoفمن اغتراب وسط دو�امة الهل والضلل الت أحاطت بشعبه فجعلته ألذo أعدائه.

ومن خلل إطلعي على النصوص الشعرية، وجدت أن من أهم� أسباب اغتراب الشاعر الزائري الديث الفكري والنفسي، دخول العادات الغربي�ة إل البلد وانتشارها

328ممد العيد أل خليفة ، الديوان ،ص :) (1148ص : نفسه ،) (2

154

Page 158: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

بي الناس سواء الاد�ية أو العنوية فقد أصبح الزائري م@قلoدا لخلق الستعمر الفاس22دةالبعيدة عن أصالته.

فإن تد�ثنا عن اللباس مثل ،ند ممد العيد آل خليفة يرتل هذين البيتي حينما ركب مر�ة حافلة عمومية وكان الوحيد الذي يرتدي اللباس العرب التقلي22دي بعك22س

:)1(الميع الذين كانوا يرتدون الزي� الفرنسي يقولنفسي وأستهوي إليه فؤادي ما ف الزائر ملس أهلي بـه

والقوم قومي والبلد بلديأهها أمسيت ل منها ول من:)2(ويقول ح�ود رمضان

لنحض ببعض الشيء والشيء سافلونسي وراء الناعقي تالكـا فهـو تافه منهم جـاء وإننرى قولم حقا وصدقا حجة

عامل ولـم نتبعـه قد قررتـهنقلدهم كالببغاء تفرنـجـا

الوائـل

ويقول عبد الرحن ابن العقون عن أولئك الذين ات�خذوا من الغ22رب قبلته22م ف22أذلoوا3أنفسهم:

الذل ديدين والعداءالغرب قبلتهم والال معبدهمأهلونـا

ومـن التفرنجقد زينوا لم من كل مغريـةواللاد تزيينـا

522ممد العيد أل خليفة ، الديوان ، ص: ) (189: ح�ود رمضان"،ص" صال خرف ، )(255الديوان ،ص: عبد الرحن ابن العقون ،3

155

Page 159: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

وأنكروا الهل،فصوبوا كالذباب فوق مزبلةوالوطان والدنيا

ويقول ح�ود رمضان منتقدا انتشار الفساد والرذائل ف أوساط الشباب، ومعاتب22ا:)1(أولئك الذين تلoوا عن دورهم ف الرشاد

ولكن سدا بيننا والفضائلنقلدهم ف فسقهم ومونـهم ولكننا ف الوبقات جحافلوإنا فرادى ف الكارم والجى

وشيب على الرشاد كاذلسادر الغواية نج على شباب والزاهري ساخط على بعض الئمة من ذوي العقول الفاسدة الذين استغلoوا جهل

:)2(الناس وانتهكوا ح@ر@ماتم، يقول عن كل ذي عيـن وذيعجبا لقوم يـحجبون نساءهم

لظات ف الفجر من جري ومن خطراتوعن الكواكب والنسيم و مالـه ما كان مـن زوج لـه وورأيت منهم من يبيح لشيخـه

بنـات غي الـخمول وغي حبمارست أخلق الشيوخ فلم أجد

الذات دة و هـو فـي لـهو وووجدت منهم من يعد أخذ العبا

لـذات لقد صاحب اغتراب الشاعر الفكري ف هذه الرحلة اغتراب نفسي عميق ف ظل ذلك الواقع الترد�ي ؛حيث فسدت طبائع الناس وأخلقهم وجنحوا إل الرذيلة، فلم تقو نفسية الشاعر الرهفة ومشاعره الساسة على احتمال هذه الوضاع، فهو دائما يتطل22ع إل الكمال ويصبو إل الثالية، وعينه ل تغفل عن النقائص، بل إنا تضخ�مها، فجاء النص

90حود رمضان"،ص:" صال خرف ، )(196، ص:" شعراء من الزائر" صال خرف، )(2

156

Page 160: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

الشعري طافحا بالتشاؤم واليأس الزن ،وهي مظاهر تدل على الغتراب النفسي للشاعروعدم انسجامه مع ميطه.

ولعلo ممد العيد آل خليفة كان من خي العب�رين عن هذه الال22ة، فه22و حي يصف سأمه من هذه الياة نسبه شيخا لشدة ما يقاسي من آلم ،مع أنه كان شابöا ف

:)1(م@قتبل العمر ،يقول حوادث ل تنفكسئمت وإن كنت ابن عشرين حجة

مستعرات فيجع طرفأردد طرفـي سابرا كنـه غورهـا

خاسئ النظرات ياول طمس القتبارك رب العرش لسـت بلحـد

بالشبهات إل القلبولكـن وجدانـي ينـم بـحسرة

أيوحي له شبكـاه

11 الديوان، ص: ممد العيد أل خليفة ،)(1

157

Page 161: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

:)1(ث يصف يأسه قائلعسيـر منـه والبءاليأس داء عسيـفقلب كسيف كسي يدق بي ضلوعـي

والنتكاس خطيـر أخشى عليه انتكاسا

:)2(ويطلب الشاعر الراحة لنفسه ف الوت، فيقولمت الرحيل بنا من هذه الدارطال القام بنا والدار موحشة

:)3(ويقول أيضاإل الخرى فعرج بـي تفرج على ناء يكاد با يـجن

:)4(ويترق الزن روح ح�ود رمضان فيى الدهر متجه�ما عابسا ف وجهه ،يقول فكأنا ف القلب جنوة نـارويله من هم يذيب جوانـحي

دمعي على رغم التجلد جارنفسـي معذبة بـهمة شاعـر تـمشي بـه لطة الكدارحظي على مت النوائب راكب للدهر مثل شجية الشـرارقد خانن دهري وتلك سجية

ــنها ــة حس هو دائما لـي عابس متنكـر حت الطبيعمتـوار

وف البيت الخي تنعكس انفعالت الشاعر الداخلية على الطبيعة؛ فياها مظلم2ةباهتة. فاقدة لمالا.

:)5(ويقول معبا عن غربته النفسية القاسيةسعت بأن السجن أضيق من قب فألفيت قعر السجن أحسن من قصر

393 الديوان ، ص: ممد العيد أل خليفة ، )(1361، ص: نفسه )(2367، ص: نفسه )(3 86 -85، ص:" ح�ود رمضان" صال خرف، )(466 نفسه ،ص: )(5

158

Page 162: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

ومن ذا يضر السجن من كانفماذا يفيد القصر والقلب حائـرذا قدر

فالذي تعيش نفسه غربة سيان عنده إن كان مسجونا أو كان حر�ا ،فهو مكب�ل فسجن الياة.

:)1(وحياة أمي العمودي ل تود عليه إل بالحزان، يقول متكدر وسرورها أحزانوأرى الـحياة ضئيلة فنعيمها

ذكر القبائح تركه إحسانفسئمتها وسئمت حت ذكرها يأوي إليها جاهل وجبانيا صالـح هذه الدار إذايـة

واقترنت الغربة النفسية بغربة اجتماعية، إذ أصبح الشاعر ل يثق بالناس من حوله2يقول ممد العيد آل خليفة:فهم ف نظره جيعا يضمرون الشر،

وإن أحاطت ب الفواج واللقل أمنح الناس ميثاقي ول ثقت فـخـاب ظنـيظننت فـي النـاس خيـرا

و خـبـت:)3(ويقول أحد سحنون

وإن غر ثغر منهم يبتسموكل بن الدنيا على الشر منطو

:)4(ويذoم ممد المي العمودي أهل زمانه قائل من زمانـي و أهله أدابدرا عن دهري وما عصمتنـي

قبـح ال أهل هذا الزمـان كل من ساد أسود مثــلالغراب

22: ،الزء الثان، ص"شعراء الزائر ف العصر الاضر " ممد الادي الزاهري )(1364الديوان، ص : ممد العيد أل خليفة ، 2164، ص: نفسه 324و23: ،الزء الثان، ص"شعراء الزائر ف العصر الاضر " ممد الادي الزاهري )(4

159

Page 163: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

ويصطدم الشاعر ف هذه الياة باليانة وقلة الوفاء والخلص، ال22ذين أص22بحاعملة نادرة ف ذلك الزمان .

160

Page 164: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

:)1(يقول ممد العيد آل خليفةفلست أرى لكثرهم وفاء.ول يغررك حلف من بنيها

و أحد سحنون يذكoرنا بالشاعر القدي الذي كابد غربة الصدقاء، فعاش شقي�ا ل:)2(يد من يبادله أفراحه وأتراحه ،يقول

إل عديـما للوفاء كذوباوطلبت خل أرتضيه فلم أجدعدم الوفاء مساوئا وعيوبادنياك قل با الوفاء وحسبهـا

ييا با الر الكري غريبـال شك فيها غربة فهي التـي فصاحب النفس الوفية الكرية غريب ف هذه الياة ؛لنo كل من فيها ل يتحلoى بأخلقه ولذا يعجز عن التآلف معهم ؛فيهجرهم مت�خذا من الكتاب رفيقا يبد�د به اغترابه

الجتماعي .

:)3( يقول وثقت بالصحابالذنب ذنبـي لنـي

روائــع الدابتـجن بصحبة الكتب منافـق كـذابصديق وكم ترى من

:)4(وابن رحون يرى ف هجر الناس عي الصواب، يقولوهجر ووصل الذل ف مذهب كفر فراق وإن البي عنكم هو الب

362ديوانه، ص: ممد العيد أل خليفة،) (1 . 173 أحد سحنون ،ديوانه، ص: )(2 . 152نفسه ، ص: ) (3 121: نفسه ،ص) (4

161

Page 165: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

بالستلب ف ومن مظاهر الغربة النفسية ف هذه الرحلة إحساس الشاعر الزائري وطنه، حت�ى أصبح يس� بوجوده ثقيل ف هذه الياة ،يقول أبو القاسم سعد ال معب�را

:)1(عن هذا العن وظلت حيات توس الدمم

وتبحث عن أصلها ف العدموتدعو الرؤى

وتستهدف الضوء عب اللياخليا القبوبعد التعب

جنت حتفها لن الوجود كثيف ... كثيف نستشف� من شعر لب القاسم سعد ال و غيه من الش22عراء الزائريي أن�ه22م أصبحوا ياكون تارب الشعراء العرب الرومانسيي، مت�خذين من بعض قصائدهم ناذج لغربتهم، فالبيات السابقة ل تعدو أن تكون مر�د صورة مثلة لغربة الذات وحيتا عند

الشعراء الشارقة بعد الرب العالية الثانية.

وعندما نتأم�ل النصوص الشعرية ف مرحلة الستقلل، ند أن الشاعر ال22زائري استم�ر ف التعبي عن غربته الفكرية، ويبدو أن�ه أحس� بأنo مكانته تضعضعت، وأنo الوطن ل ي@قد�ره حق� قدره، فالنسان البدع مهمل و مقهور ، ولذلك تن�ى أبو القاسم سعد ال

:)2(أن تسوقه الياة إل مكان آخر ي@شيده بفكره، و إبداعه ، يقولحنانيك يا بر الدموع أما ترى

بأن غريب مقهور مدنفكأن أرى لفكار منا حوائما

151، ص: " الزمن الخضر" أبو القاسم سعد ال ،) (1 . 379نفسه ، ص: ) (2

162

Page 166: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

على صهوات جانا يتخطفتط؟ فل أرض، تطي ول سافتحرق هذا القلب منا وتتلف

أل ليت تيار الياة يسوقناإل موطن يرعى الفنون ويعطف

وعمر أزراج يعب�ر عن غربته الفكرية مصو�را تر�ب الدينة منه أو بالحرى م22ن أفكاره على الرغم من أنه يسعى ليها ونضتها، فهو موجود أساسا ليحميها من ظلم

:)1(العصور، يقوللاذا تفر الدينة من؟

وترعبن بنشيج القططلكم ترق الريح حلمي وورد الطفولة

لاذا تفر كراسي القاهي؟لاذا تفر الدينة من؟

والرافض22ة الدينة رمز الزائر الغارقة ف تلoفها و جهلها ،الرافضة للتق22د�م ،الفكرية ف بلده. للمثقoف الذي لطالا حلم بالنهضة

و الشاعر العرب دح�و يشعر بأنه غريب ف وطنه، لنo دعواته للنطلق والتطو�ر وتقيق نضة ثقافية وفكرية ل تد صدى ،ول يكترث با أحد، يق22ول عل22ى لس22ان

:)2(الزائرأفضل نومي ... وأرجو البقاء بكفن

فكان الفتاتنصيبك ... دوما

. 31 ، ص:"وحرسن الظoل"عمر أزراج، ) (1 . 95، الزائر، ص: 1983، 2ملة الرؤيا2 ، العدد الرابع ، السنة ) (2

163

Page 167: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

وكان التردي ... وكان التخلي ... وكان النزلقوكان الفاف ... وكان التقوقع والرتزاق

ويعب�ر عن مساعي النسان الثقف وماولته التكر�رة الرامية إل ازده22ار الي22اة الثقافية والفكرية، ولكنها جيعا تذهب سدى، فيشعر بأن العيش ف هذا الوطن ل يع22د

:)1(يناسبه، فيقرر بذلك التخلoي عنه يقولأنا العاشق الكتوي بواك

ولكن أبت دمي ...فالطلق ... الطلق

لكن جئت أبث فيك حباءأمدك عينا ترى ...!!

وفؤادا ... وعقل ... ورجلولا أبيت

هنيئا خنوعك والوتيا بلدة ترفض النور والاء

توى نيق الماروترتب الشعراء

تباهي بذبة النبياءوطمس شعاع السماء

فالنور والاء ها رمزان لنهضة الفكر وازدهار الثقافة و قد عب�ر عبد الميد ب22ن عن تقهقر الفكر ف الزائر؛ إذ ليس فيها جديد ول"الشعر الدائري"هد�وقة ف قصيدته

:)2(تنافس، سوى اجترار القدي ،يقول

. 96ملة الرؤيا2 ، ص :) (1 . 70، ص: "الرواح الشاغرة "عبد الميد بن هدوقة،) (2

164

Page 168: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

ف الدارسل نتنافس

بقايا من "ماركس"وهناك

نلوك أحجار الاهليةوشيئا من أنقاض العباسية!

والنهاية كراس يتعددف الكراريس

ونتفتعلمنا الفصاحة

إل" الشاعر" يدعو كل الثقف و يرمز له ب"ل تقف أيها الشاعر"وف قصيدته :)1(عدم الكتراث لولئك الناس الرافضي للتطور، فهم ل يلتفتون إل نداءاته ،يقول

ل تقف أيها الشاعرأولئك عبيد بيض

يغازلون الستقبل بأحلم الاضي دعهم يترعون كؤوسهم

على نب الفناء للفناء

:)2(والرض أيضا متخلoفة ̧سكäرى كمن يسكنها، يقولل تقف أيها الشاعردع الرض للرض

. 105، ص: نفسه) (1 . 105، ص: "الرواح الشاغرة "عبد الميد بن هدوقة،) (2

165

Page 169: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

فهي سكرىمدمنة

خرها معتقة ف أجسام العبيد وعم�ار بو الرهان يصف هذا الزمان بزمن الصار، فهو زمن استلبت فيه حر�ي22ة

:)1(الثقoف وص@ودر فكره ، يقولوحت قصائدنا سلبت طعمها واستعارت

ملبسها للدخول إل مدن سيجتها الدياجي وحاصرها البحر والند

وهنا يشي الشاعر إل انعدام حر�ية الفكر ونبذ الثقoف وماربته، واضطراره إل التكت�م عن:)2(يقولأرائه ، وبالتال أصبح مبا على الغتراب ،

ونن اغتربنا، وكل القصائد مرميةف الشوارع تنتظر الغتراب

أم�ا الغربة النفسية فاتذت منحى آخر بعد الستقلل،حي22ث اكتس22ت ب22رداء وجودي، إذ أصبح الشاعر الزائري أكثر تقوقعا على ذاته، فأخذ يصف ضياعه وتزقه، ويتساءل عن كنه ذاته، والغاية من وجوده، ف حي أنه كان ف الفترة الستعمارية يعب�ر عن غربة الشعب من خلل نفسه، ف ظل ذلك الواقع الكئيب وما ساد فيه من ظلمية، ولعلo ظهور هذه النعة الذاتية كان لتأثر الشاعر بقراءاته للشعر العرب وماكاته فض22ل ،عن فشله ف تقيق الكثي من آماله وأحلمه؛ م�ا جعل اليأس يعصف بنفسه ويطيح ب22ا

ف متاهات الغربة.: )3( يقول القرئ بلعيفاوي

قد سئمت الديث جردن! لي من مال

. 71، ص :"معزوفة الظمأ"عم�ار بو الدهان ، ) (171نفسه ، ص :) (2 . 69، ص: "الشعر الزائري العاصر، ما بعد الستقلل"آمال، ) (3

166

Page 170: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

إن قلب قد غشاه اليأس من شج المالواحتراق ف وجود مبهم الرجاء ضال

ليس ل ف هذه الدنيا سوى فرض سؤال؟هل أنا ف الكون شيئا؟ أم أنا وهو خيال

وتستبد� الغربة الوجودية بالشاعر عبد الميد باشوات بعد أن ذاقت نفسه م22ن:)1(الشقاء الكثي ، يقول يائسا من حياته

تائه ضيعت دربحائرا ف ذا الوجود

أسأل الكون الرحيبكنه ... السر العجيب

ل جئت؟ألحيا وأعيش

هكذا وحدي غريبف شقاء وأل

وتت�خذ الغربة الوجودية ب@عدا واسعا؛ إذ أن الشاعر يس بغربة حضارية ش22املة، غربة العيش ف الدينة، فنجده يصف كيف ضاعت أحلمه وآماله، وكي22ف س22حقته وجعلته يعان تزقا وضياعا، وهذه الغربة عب�ر عنها قبله شعراء عرب، مثل : صلح عبد الصبور والس�ياب والبيات، وإيليا الاوي، وغيهم من ل يستطيعوا التأقلم والياة فيه22ا،

:)2(يقول عبد الميد باشواتمزق أنا ... مطم ... مذول

ف جوك السحور يا مدينة ...

. 63، ص: "زمن الرحيل "عبد الميد باشوات ،) (1 .65، ص: "زمن الرحيل "عبد الميد باشوات ،) (2

167

Page 171: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

ينهشن الل يترن السأم

ل أعرف الدوء والسكينة:)1( وتتوال صور التشاؤم والسوداوية الت تطغى على روح الشاعر حت�ى قال

أهكذا عرفتين ... أيتها الدينة قصيدة تشاؤم

كئيبة ... حزينةتقر الوجود

وتلعن الوجود:)2(فالدينة هي السبب القيقي ف كل ما طرأ على نفسيته من متغيات، يقول

أهكذا عرفتين ... أيتها الدينة!؟سحابة سوداءتعفر السماء

ل تطر بغي البؤسوالقد والشغينة

أهكذا رأيتن ... بالمس يا مدينة و وجود الشاعر بي سكoانا يزيد من غربته؛ لذلك نده يفضل الوحدة لن�ه يد

:)3(فيها راحة باله، يقولسعادت ف غربت

وراحت ف وحدتأللم آلم قلب

. 65، ص: "نفسه ، ) (1 . 66نفسه ، ص: ) (2 . 69 ، ص: "زمن الرحيل"عبد الميد باشوات ،) (3

168

Page 172: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

أنضد أشواك درببعيدا عن أهل هذا الوجود

ويستشف القارئ لشعر عبد الميد باشوات نبة صلح عبد الصبور المز�قة؛ الت:)1(سئمت هذا الوجود وملoت التكرار والرتابة ف الياة ، يقول

نأكل نسكر ... نضحك ف مللونب، نضاجع ... رغما عنا

دونا حس ... دونا شوق ينبع منا فهو أصبح كاللة يكر�ر طقوسا يومية دونا رغبة ، فهذا الزمن زم22ن التحج22ر

:)2(وفقدان الشعور، يقوللقد تعودت أن أحيا

بل وجود، بل فصول، وبل أحاسيس!حجرن هذا الزمن الر

وأد زهرة الياة فغي قلبشنق الفرح ف أعماقي

وسلبن حت قوة أن أحزن ... أن أبكي:)3(لقد جن هذا الزمن عليه، وحو�له إل آلة من آلت هذا العصر، يقول

هكذا أصبحت أناصاحب الحساس الرهف والروح الشفافة

آلة من بي مليي اللتتلك الت تتقيأها مصانع هذا العصر

وكل هذا ... باسم الضارة . 125نفسه، ص :) (1 . 131:ص نفسه،) (2 . 132 ، ص: "زمن الرحيل"عبد الميد باشوات ،) (3

169

Page 173: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

:)1(والشاعر غارق ف ظلم الغربة ، تائه ل يدري إل أين يسي، يقولأين أمضي؟

موحش درب كئيبوالدجى حول رهيب

وأنا أمضي وحيدالست أدري أين أمضي

كل ما أدريه أن ف متاهات ... ضباباوأنا ظل غريب

تائه ف مهمة الوهامأستجدي الزمان

بعض حب وحنانبعض نور

لقد زرعت الدينة ف نفس الشاعر مشاعر الزن و التمزق و التش22اؤم و الوح22دةوالقلق، حت�ى كره وجوده ، و أحس� بالضياع ف هذا الوجود .

. 83نفسه ، ص : ) (1

170

Page 174: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

:الغتراب الكان: ثالثا

إنo الشاعر الزائري كغيه من البشر تتلo بلده منلة عظيمة ف نفسه، بل لعل2oه وبكم تركيبه النفسي الرهف أشد تعلoقا بالمكنة؛ حيث تت�خذ العلقة مع الوطن أبعادا أكثر عمقا ،وارتباطا أكثر حيمية، ولذلك تكب معاناته إذا ما تعرض هذا الكان العزيز

للفقد أو الضياع، أو إذا ما اضطر� إل مغادرته لسبب من السباب. وهكذا كان الال مع شعرائنا ف فترة الستعمار الفرنسي، إذ وجدوا أنفس22هم مبين على الرحيل عن الزائر ، فذاقوا من كأس الغربة القاسي، وظلúوا يملونه معهم ف قلوبم ويتذكoرون أيامهم فيه أينما حلoوا ارتلوا، ين®ون إل الهل واللف وإن ك22ان هؤلء الشعراء قلoة قليلة ؛ إذ "ل يتح الصار الشامل الذي عانت من2ه ال2زائر إب�2ان الحتلل إلo لعدد قليل من الشعراء أن يلتحقوا بالراكز العلمية والثقافية العربية ف تونس والقاهرة ودمشق وبغداد، حيث عاشوا سنوات التحصيل قبل وأثناء الثورة النوفمبي22ة الكبى، وعرفوا بذلك تربة الغربة عن الوطن حت وإن كانت هجرتم إرادية ومنفاهم

، وعلى الرغم من الفاوة والكرم الذي ل قوه هناك و من تعاطف الشعب)1(اختياريا"oالعرب معهم ف البلدان الت عاشوا فيها، إل أن ذلك ل ينعهم من الحساس بالغربة ،لن للوطن طعم خاص فهو الم النون الر�ءوم بأولدها وإن قست على طفلها ف بع22ض

الحيان. وقد عب�ر الشاعر صال خرف عن امتنانه لا لقاه من حب ورعاية ف مصر، حيث اعتبها أمه الثانية ولكن مع ذلك تبقى الزائر أمه العزيزة الت ليس له أن يستغن عنه22ا،

: )2(يقوللو عوضت أم لكانت مصر أمي الثانية

لكن يا أماه أنت الم الانيه

. 239 ،ص: 2002، الؤسسة الوطنية للفنون الطبعية ،الزائر، "الكان ف الشعر الزائري الديث"عمر رم�ان، ) (1 . 96، ص: "أطلس العجزات"صال خرف، ) (2

171

Page 175: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

:)1(ث يقول معب�را عن حياته ف القاهرة وعن امتنانه لشعبهاأمي اسألين عن حيات ف ربوع القاهرةعن آهت وتلملي، عن مقلة ل ساهرة

ل أكذب التاريخ يا أمي فنفسي شاكرةللنيل شاكرة أيادي ل تقدر زاخرة

و يعب�ر ممد بلقاسم خoار خار ف قصيدة أخرى عن حب�ه للشام الت احتض22نته وآوته كمواطن من مواطنيها ،ولكن على من ذلك ظلo الني يش22تد ب22ه للج2زائر ،

:)2(يقولوأهواك يا خافقي اليعربأحبك يا شام ف غربتوف ذكر أدراسنا الغائبولكنن اليوم ف وحشتلـمغناك أغنية العاتـبأحن وأهفو إليه وأشدو

ويقول ف قصيدة أخرى وقد اشتد� شوقه لوطنه وعادت به الذكريات إل مرات22ع:)3(الصبا

حقا لقد هاجت بقلب خفقة نو الوطنوترك الشوق الدفي بهجت يذكي النوتراجعت ذكرى خيلي عب قافلة الزمن

أين النخيل وأين هاتيك الظلل والسهولوفراشة القل الليحة حول أحلمي تولوأنا هناك أهم من فرصي على دنيا فؤول

حيث الطلقة واللل وحيث عربدة السيول

. 95، ص: "أطلس العجزات"صال خرف، ) (172 ، ص:1، الزائر، ط1970، الؤسسة الوطنية للكتاب، " ربيعي الريح " ممد بلقاسم خار،) (218نفسه، ص :) (3

172

Page 176: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

طالت غربة صال خب�اشة حت�ى خي�ل له بأن�ه قضى آلف السنوات بعيدا ع22ن وطنه، فيمضي ف قصيدته (ليب الشوق) معب�را عن حنانه ولوعة اشتياقه للهل ذاك22را

1سهوله وروابيه وصحراءه وجباله، يقول:

كأن غبت عنها منذ ألفنأيت عن الزائر طال عهدي ول قبس من الهلي يدففكم ل من شتـاء اغترابـي

عزيز الانبي وفيك حتفيأحيـا فيك بلدي يـا أحبك وأنـهار تعانقأحبـك بالسهـول و بالرواب

نـهر شلف فمـا ابتليتبصحراء تـهدب ساكنيهـا

طباعهم بزيف إلـى ذلك الغديربغـدران تدفـق سلسبيـل

اشتد لفي الضبـاءبرملك و الغلبـاء عليـه تلهو

إلفـي اختـرت النيع وطودو(ونشريسا) (الطلسي) أحب و(جرجرة)

جرف

و عب�ر مفدي زكريا فعب عن حنينه للجزائر عندما كان ف بيوت، فأخذ ف ذكر مدنا مدينة تلو الخرى، مسترجعا ذكريات صباه الميل، ثo انتقل بنا إل بيته مناجي22ا

:)2(أشياءه وحيواناته الت تعيده إل زمن مضى بلوه ومر�ه ، يقول غرست؟؟ وهل ف القل زنبقت المراءالت سنبتلي القل، ف تزل ل هل

?? وكلبـي (توتو) رابضـا يشبه النمـر وهل ل يزل فيها دجاجي وقطت

132-129 ، ص: 1 ،الزائر ، ط1971لؤسسة الوطنية للكتاب، ،، ا"الرواب المر" صال خب�اشة ،1314 ،ص: 1983، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع، الزائر، "اللهب القدس" مفدي زكريا ،)(2

173

Page 177: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

أحاط بـها (كوهي) ف جوفها ومكتبت والشعر والغرفة التـيظهرا؟

تذكرنا أشباحهـا الـحلو مشاهد يفن الدهر وهي خوالدوالـمر!

وتزاد الغربة قسوة إذا كان الشاعر سجينا بعيدا عن بلده، فالبعد عن ال22وطن وفقدان الرية مصيبة ل يتملها إلoا إنسان ذو جلد كبي، فقد ظلo أحد سحنون يم22ل

1ذكرى بلده بي جوانه ،وظلo ين� إليها وهو أسي بي جدران السجن ، يقول:

وتلشت أطيافـه مـنبلدي كـل شيـئ نسيته يـافؤادي

ــب ــى بقل ــون اللظ غي ذكراك فهـي تكمن فـي قلب كمالرماد

ومأوى السود مـن أجدادييا بلدي يا أرض أهلي وأحباب ومـثـوى آبـائـيوحى مولدي ونشأت الولـى

للمـاد يا بلدي هواك نـجواي فـي ســري وجهــري ويقظــت

ورقادي طـال شوقي إليك و اشتد ما ألقاه مـــن صــروف النــوى

والبعادــن هـل سبـيل إلـى اللـقـاء للمبعد الدنف الشى م

معـاد

101 أحد سحنون ، الديوان ص: 1

174

Page 178: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

ويعد� مبارك جلواح من أكثر الشعراء الزائريي تصويرا للغربة ،فقد كان سجينا ف باريس وطن العدو�، فنجده يعترف بأنo وطنه ذو مكانة مقدس�ة وروحه ستبقى معلoقة

:)1( أيامه ف هذه الياة ،يقولبه إل آخرزمامي الرجى شبحي وآلوت عن رباكفلئن طوت عنك النوى تـحت

حتـى القيـامـة فيـك ذاتفالروح يا وطن القدس ل تـزل مقـام

اشتد�ت منة مبارك جلواح بي جدران السجن لولده الذين خلoفه22م: )2(وراءه ف الوطن فزاد إحساسه بالوحدة ،يقول مصو�را ذلك

فيقـول نيـرة ملؤهـا فيمل جوانيه يأسـا وحـزناالسـر

ثـم ألقيـت ب ف قعر جب منـزوي عن لـحاظ كلمؤسي

ذائب القلب بيـن لسعوحيدا أقطع العمر فغي دجاهونـهس

أزلف الدهـر لـي بتقبيلب كان ل فتية إذا ما احتفترأسي

مـن ورا اليم بي حـزنشعثي لقحت بالنوى وتفريقودهس

ف الدياجي وف الضحى قرنوذرتنـي أسائل البدر عنهـاشس

227،ص: "الشاعر جلواح من التمرد إل النتحار "عبد ال الركيب ،) (1 . 53نفسه ، ص: ) (2

175

Page 179: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

، وي22ر�"عيد بل أم"وصال خرف ين� إل أم�ه وهو ف القاهرة، فيكتب قصيدته :)1(شريط الذكريات أمامه معيدا إل ذاكرته أيام العيد ف الزائر، يقول

أيام غربة شاعر آماله متناثرةل أحظ ف الدنيا بن يضفي علي مشاعره

ينسي فؤادي بسمة لك ف الواسم ساحرهمن يا ترى ينسي فؤادي يقظة لك باكرةف فجر يوم العيد، والعياد ذكرى عابرة

لتزين البيت الميل لزائر أو زائرةوالبشر يرسم ف مياك الميل بشائره

فالعيد ف القاهرة ليس له طعم لنo الشاعر بعيد عن أم�ه ، يفتقد دفأها وحنانا ال22ذين ليد لما بديل ف غربته.

ث يسترسل الشاعر يكي لم�ه ما جرى صبيحة ذلك العيد، إذ ان�ه الäتق¹ى بصديق:)2(له قضى معه سويعات لعلoه ي@خفoف عنه غربته، لكن�ه ود�عه، ليقول

حت إذا حان الوداع – وف الوداع أنانيةفسألته عن قصده، عن سعده وشقائيهفأجاب، أمي ل شك بغيبت ف داهية

ولقت عليه أمه لا تغيب ثانيةوصبت أنت لغيبة سنواتا متوالية

كادت تنسي القلب من الذكريات الباقية إنo الشاعر يتحس�ر على أمه الت صبت على غي�ابه سنوات عديدة ، ويتحس�ر على نفسه

الشتاقة لحضانا و حنانا.

. 96، ص: "أطلس العجزات"صال خرف، ) (1 . 98-97نفسه ، ص: ) (2

176

Page 180: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

وما زاد الل تفاقما منع العدو� له من التصال بأم�ه؛ المر الذي كان س22يخفف:)1(من معاناته بعض الشيء ، يقول

حت الرسالة والرسالة قد تفف مابيةحرموك يا أماه منها، إنم لزبانية

ث يصف كيف قضى بقي�ة نار العيد حزينا ف البيت، ف الوقت الذي كان الناس:)2(فيه يتجو�لون خارج منازلم، فرحي باليوم السعيد قائل

رجع الصديق لمه، ورجعت للكوخ الصغيفلزمت بيت يوم يترك بيته خلق كثي

وسئمت توال الشوارع فارتيت على السرير يأسى الشاعر لال الشعب الزائري، الذي ل يع22د"العيد الريح"وف قصيدته

للعيد عنده معن، ول للفرح طعما ، فأي�امه غدت دمارا وبؤسا وفق22را ي@ثق22ل ك22اهله:)3(،يقول

يرن فوق يتيـم يـحض الصخر ظنــه أيـن زهـرحجـر أمه

يصـل المس فـي الصياممن جائع يتلوى أيـن حلوىبيومه

موطن يتيـه د، وفـيأين ومض الثغور ف ليلة العيـبسلمـه

ـرب ليل، فشردت طيف حلمهالـ ذئاب من وليد عوت عليه

. 98أطلس العجزات ، ص: "صال خرف، ) (1 . 98نفسه، ص :) (2 . 137-136نفسه ،ص: ) (3

177

Page 181: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

ـل حزيـن يبكي عليـهوالليـ الليل، ظلمة ف شريد منبنجمه

ويواصل صال خرف تصوير مآسي الزائريي الذين ح@ر±موا من الحساس بنشوة:)1(العيد بقوله

ــا نظيـــم أين أم يـحفها السعد نشوى عقـد أبنائهـالللـي

ـل، فعاشت على الضنمن ليال أمومة مدهـا الثكـ والزال

فتـرد الصدى عليـهأين طفل ينادي (بابا) و(ماما)الضمـور

ــز الليـ ـل وف الليل كم مع تيمموه شيـخ أين يعـالنصيـر

إذÐا، ل يكن لشاعر أن يفرح بالعيد وشعبه يقاسي ما ي@قاسيه ؛ لنá النس22ان ل تكتمل سعادته وفرحته بالشياء، إلo عندما يتشاركها مع أهله وخلoنه، فالش22اعر وإن

:)2(كان يظى بتعاطف الناس ف القاهرة إل أن�ه ل يس� بطعم العيد، يقولفتوجت مبسمي بالوجوميـا بلدي تبسم الناس للعيد

وممد بلقاسم خoار كان مغتربا ف دمشق، ويستكثر على نفسه العيش بعيدا عن العركة،و دائم اللوم لنفسه ،لن�ه ل يشارك أخاه ف الدفاع عن وطنه، م@تس22ائل عم�22ا

:)3(سيقوله إذا ما تر�رت البلد، يقول وأنـا هنا كالصخـرأيثور ف أرض الزائـر ثائـر

كالموات . 139-138، ص: أطلس العجزات"صال خرف، ) (1 . 139، ص: نفسه) (2 . 25 و 24، ص: "ظلل وأصداء" ،ممد بلقاسم خoار) (3

178

Page 182: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

مرعد يـزأر كالليثأيقوم ف أرض الزائـر ناقـمالنبـرات

إلـى يدعـو أيصيع بي الؤمني مـجاهـدوناتـي حريت

كالشيخ ف الركعات والسجداتفأجيبه ف الشرق مرتعش الطا وعلم تضي ف النيـنإخوتـي بالشهـادة ينعم فل

حياتـي مـاذا أقول لصانعـيوإذا تـحررت البلد وجئتهـا

الرايـات

لقد ح�ل الشاعر نفسه فوق طاقتها؛ فهو و إن ل يمل السلح ليدÁحر به العدو�، إلo أنo الهاد يبقى ج±ها̧دين ،جهاد بالسلح ،وجهاد باللسان ، وعليه فان الشاعر يكون قد دافع عن وطنه بفكره و قلمه مؤد�يا رسالة عظيمة، معر�فا العال بقض22يته ومص22ورا الآسي الت يتعر�ض لا شعبه، وبذلك يصل التكامل بينه و بي آخي22ه ال22ذي ياه22د بسلحه خدمة للوطن.وعلى الرغم من ذلك فان الشاعر ل يكتف بذا النوع من الهاد ف خدمة قضي�ته الوطنية ،فشعور العجز يسيطر عليه و يتداخل م22ع مش22اعر الني إل

:)1(الوطن، المر الذي ولáد لديه إحساسا بالت�يه و الضياع ، فيقولوأنا هنا ... أحيا بذكرى

أرنو إل وطن وف العماق زفرةوأسي ف درب ... ألوب بل اتاه

. 36 ص: 1983، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، الزائر، "ربيعي الريح" ،ممد بلقاسم خار) (1

179

Page 183: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

والشاعر عبد السلم البيب الزائري أيضا كان مغترب22ا ف دمش22ق، وف§ج±22ع ، فاختلطت عنده مشاعر الظلم بشاعر الشوق والني1945بوادث الثامن من ماي

:)1( الت يقول فيها "أين عبد القادر"لوطنه، فجاشت نفسه بقصيدته إيه يا أمت ... على البعد أبكيك وقلب ... على الظال ثائر

وأنا النائي ... شردتن يد الظلم بعيدا ... لكن لك ذاكرليس ل منط غي دمع وشع ر يا بلدي إليك دمعة شاعر

وفؤاد على هواك مقيم ... و ضمي من كل رجس طاهرو جراح لو تعرفي مداها .. أبد العمر داميات فواغرأنا طي حرمت من دوحك الوارف و الاء والرب والزاهرأعذرين فما نشيدي إل حشر جات السى با الصدر زاخر

وف قصيدة أخرى يعب�ر عن شوقه وحنينه لوطنه، متسائل عن موعد عودته إلي22ه،:)2(يقول

وطن ملئ خافقي وكيانملء عين فـي شفاهي يـحياأنا فيض ف الصبابات والشوق وفرط الني والرمانأنا بركان لفة ... ظمأ طاغ ... وسهدئي ف الجفان

يا أنا ... يا جزائر ... غي قلب ملص الب مفعم اليانالنوى ... جرحي الدفوق مدى العمر فهل بلسم من الشطآن

أبدا ضامئ لنهلة ماء من رواب (شرشال أو تلمسان)أنا من (قاسيون) أسأل (أوراس هلى يا ترى يي التدان

أأظل الياة ناء ... يلوب الشوق ب هائم الرؤى والمان

. 30-29، ص :1986، الؤسسة الوطنية للكتاب، الزائر، "اذكرين يا جزائر"عبد السلم البيب الزائري ) (1 . 116، ص: "اذكرين يا جزائر"عبد السلم البيب الزائري ) (2

180

Page 184: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

:)1(وقال الشاعر متغن�يا ببطولت الثوار

وروحـي شـاعـريـالك من جوى قبلي وتنانـيسلسلت القواف والرويـاالـجيـاش مـن وحيـكإليا ملمـحي فاصغـينذرت قـد أنـا للبطولـة

أصغيـا جـزائـر يـابالعروبـة عوذت باسـمك صدى لن أو حـرا إليـاوهزجـت أشعـاري فكنت

كيا أضـا حيا و دمارسيـر التفانـي فـي النضال

. 133نفسه، ، ص: ) (1

181

Page 185: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

ي@نس±ه وطنه فقد ظلo ين� إليه طوال فترة إقامتهولكن انشغاله بالقضية الوطنية ل ي@:)1(ف دمشق، و يتألo لفراقه ، يقول

مقلتيـا يكحل لـممرآك يا ملى المانـيو العشيـا الـحبيبـةناء أحن الصبح للرض ومـا نعمت به صبيـاأنا ما ولدت على ثراك

نبيـا لمـه نادت . ..الشـوق لكن ب لن مس ذكرك مسمعيايصب الفـؤاد يهزنـي إن

النديـا التراب لثم لويؤزن الشوق النـون ظل الشاعر الزائري يعيش حالة غربة وإشتياق لراتع صباه حت بعد الستقلل،

:)2(يقول واصفا ذلك ، فيقولأحن إليها وشوق عصيبيزق أعشار قلب الكئيب

مال الصباربوع الوى

ومرتع أحلمي فيما مضى:)3 (ومازال الشاعر يتفظ بكل ذكرياته الميلة الت عاشها ف الوطن ،يقول

هناك تيا ... بأعماقي تياخيالت ذكرى وأطياف رؤيا

تعانق ذاكرتتبعم ف مهجت

على برزخ البعد والغربة . 133، ص: "اذكرين يا جزائر"عبد السلم البيب الزائري ) (1 . 61، ص :"زمن الرحيل"عبد الميد باشوات ،) (2 . 61نفسه ، ص :) (3

182

Page 186: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

ويعب�ر ف قصيدة أخرى عن تعبه وسأمه من الياة بعيدا عن الوطن ،و عن تر�عه:)1(مرارةالبعد والغتراب بقوله

حسبنا ما قد لقينامن تعاسات الزمان

أكؤس الرمان، ذل الغترابومرارات الوان

مذ خلقنا ... منذ بدأ الدهر ... نن ف ارتال:)2(ويد الشاعر نفسه كطي كسي ذليل يقضي أيامه وحيدا ف غربته ،يقول

ظمئت وأهوي كطي مهيض الناحشريد، كسي

بييداء مقفرة غي ذات صباح ويبدو أن الشاعر إغترب سعيا لتحقيق أحلمه ؛الت غدت سرابا فأحاط به اليأس

:)3(ووجد نفسه ذليل ف غربته ،يقولنفسي يزقها الغتراب

وذل القام ينفى العذابويسخن اليأس، ظل مهينا

يهرول خلف من من سرابوأشعر أن تردت من عزتفقدت الن، قيمت، كبيائيوأصبحت جد حقي، ضعيف

. 67، ص: "زمن الرحيل"عبد الميد باشوات ،) (1 . 57نفسه ، ص: ) (2 . 58 نفسه ، ص: ) (3

183

Page 187: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

:)1(ويقول متسائل إلم ارتال ... وفيم اغتراب

وحتام تبقى أمان شبابمشتة باكيةإلم أظل،حيات أل

وجودي عدمأمال وطن

كانت الطالب السابقة وقفة على أهم� أناط الغتراب الت تضم�نها النص الشعري الزائري الديث ف الرحلة الستعمارية ومرحلة ما بعد الستقلل ؛و الت تثoل22ت ف الغتراب السياسي الذي كان مسيطرا على القصائد ف الرحلة الول، وذل22ك تبع22ا للظروف الت كانت تواجهها البلد ؛والتمثoلة ف الظلم والقهر والستبداد السلoط عليها من طرف القوى الستعمارية ؛حيث بدا الشاعر الزائري خي مع�ب عن ه22ذه الف22ترة

الرجة من تاريخ الوطن، مع الهتمام بقضية فلسطي لدى بعض الشعراء . وف مرحلة الستقلل أخذ هذا النمط من الغتراب بعدا أشل؛ إذ عب�ر الش22اعر ع22ن اغترابه عن الواقع السياسي التردي ف الوطن العرب ككلo، وبدا أكثر اهتماما ودعم22ا لقضايا التحرر من الستعمار ف العال ومعارضة الضطهاد الذي يارسه الكoام الع22رب على شعوبم ،بالضافة إل احتجاجه على تليهم عن القضية الفلسطينية ،ف حي ك2ان الغتراب الفكري والنفسي أكثر شد�ة ووضوحا ف القصائد ف مرحلة الستعمار، وذلك نظرا للمحاولت الثيثة الت كانت تبذلا فرنسا ف سبيل اقتلع الزائر وش22عبها م22ن جذوره العربية السلمية بحاربتها للغة العربية وتشجيع الشعوذة والط§رقي22ة ،وأيض22ا نشرها للعادات الفرنسية الغريبة عن التمع الزائري، فكان لذلك أثره الواضح عل22ى

. 60-59ص: ، "زمن الرحيل"عبد الميد باشوات ،) (1

184

Page 188: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

الشاعر الذي ألفى نفسه ف وضعية صعبة، يمل على عاتقه مهمة الصلح وسط ه22ذا الو التخلoف ثقافيا، وكان المر يصل به غالبا إل اليأس عندما ل يد لصوته ص22دى أوساط الناس فيخيب ف حصد التجاوب ، وهو ما خلoف لديه غربة نفسية قوية تoلت القصائد النشورة آنذاك، كما أخذت هذه الغربة ب@عداÐ وجوديا ف مرحلة الستقلل؛ إذ وجدنا الشعراء يتح�دثون عن فكرة الوجود والعدم واليأس والضجر من الياة ولعلo ذلكناجم عن التأثر بالو الشعري الذي كان سائدا آنذاك ف الشرق لدى شعراء الداث22ة ؛

إذ أصبحنظرا لحتكاك الشاعر الزائري بالشاعر العرب واطلعه على النتاج الدب. الال لذلك مفتوحا وأكثر سهولة ما كان عليه أثناء الستعمار ؛الذي ف22رض حص22ارا

ثقافيا على البلد ومنع دخول الكتب واللت العربية إليها. أم�ا الغربة الكانية فكانت النمط القل انتشارا ؛إذا ما قورنت ب22النمطي الس22ابقي، إذ كانت القصائد العالة للغتراب الكان قليلة تثoلت ف قصائد فئة من الشعراء ال22ذي غادر معظمهم البلد باختياره سعيا وراء التحصيل العلمي ف العواصم العربية ،وهن22اك كابدوا الل والقسوة الت تنتج من النفصال عن الوطن ؛الذي هو بثابة الروح للنسان، فتميزت نصوصهم الشعرية بالشكوى والني والشوق للعودة لل22وطن ولق22اء اله22ل واللن،و كثيا ما كانوا يرجعون بالذكريات إل ما مضى من أيام آسينا على ما يعانيه الشعب من اضطهاد وظلم، مستمر�ين ف حل رسالة ال2دفاع ع2ن القض22ية الوطني22ة والتعريف با ف كل الافل كلما سنحت الفرصة بذلك وبعد الستقلل أيضا و@ج22دت قصائد تعب�ر عن الني إل الوطن لشعراء وباص�ة قصائد عبد الميد باشوات ف ديوانه

؛ إذ صو�ر الذل والوان الذي يعانيه الغترب وهو بعيد عن النان وط22ن،"زمن الرحيل"كما صو�ر خيبة آمال الهاجر ف تقيق أحلمه الت غدت سرابا.

185

Page 189: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الثالث تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الموضوعية

كانت هذه وقفة مع القضايا الوضوعية لشعر الغتراب ف الشعر الزائري ،حيث تعرفنا على متلف أناطه، وف الفصل القادم سنتطرق إل ال22انب الفن ل22ذا الش22عر

،وكيف ت تسخيه ف القصيدة الزائرية الديثة للتعبي عن الغربة.

186

Page 190: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

ــة الفصل الرابع : تليات الغتراب ف الشعر الزائري الــديث : القضــايا الفني سنحاول من خلل هذا الفصل تسليط الضوء على أثر موض22وع الغ22تراب ف التشكيل الفن للقصيدة الزائرية الديثة، عب دراستنا لقضايا العجم الشعري والص22ورة

الشعرية والوسيقى، وكيف سخ�رها الشاعر للتعبي عن اغترابه. العجم الشعري: أوTل:-

تعد� اللoغة عنصرا أساسيا ف بناء القصيدة، باعتبارها إبداعا يق22وم أص22ل عل22ى الكلمة، كما أنo اللoغة ركيزة تقوم عليها بقية العناصر الشكoلة للعم22ل الفن (الص22ورة الشعرية والوسيقى)، ولذلك فإن الكم على تربة الشاعر يعتمد أو�ل مدى قدرته على توظيف اللoغة وتفجر طاقاتا وإمكاناتا لنقل انفعالته الشعورية، فهل استطاع الش22اعر الزائري أن يلق معجما شعريا مناسبا للفصاح عن اغترابه؟ وهل تكoن من تطويع لغته الشعرية لتصوير حالت اليأس والقلق والتشاؤم الت انتباته وزعزعت استقراره النفسي؟ وفيما يلي سنحاول الجابة عن هذه التساؤلت وذلك ف مرحلتي: قب22ل الس22تقلل

وبعد الستقلل. مرحلة ما قبل الستقلل: 1-

يلحظ الدارس للشعر الزائري الديث أثر الق22رآن الكري الواض22ح ف بن22اء العجم الشعري باص�ة لدى شعراء جعية العلماء السلمي، الذين ات�خذوا م22ن ألف22اظه م@عينا لم يساعدهم على تصوير غربتهم داخل الوطن، فلغته "الواقعية ف دللتا والقوية ف تعبيها، تتاز بميزات ل تتوفoر عليها أية لغة معب�ة أخرى، م�ا جعلها تت�سم بالذروة ف

، وقد كان اهتمام الشاعر الصلح باللغة العربية والقرآن الكري نابعا من)1(البلغة والبيان" حرصه الشديد على التمسك بذوره وهويته العربية السلمية،ودعوته إل إحياء التراث القدي كردة فعل على السياسة الستعمارية الت كانت تاول حرمانه من انتم22ائه العرب الصيل، ولذلك فقد عد� الشعراء الصلحي"اللoغة أمرا مقدسا؛ لن�ه22ا لغ22ة الق22رآن،

)" ، الزء الول ،الطبعة العربية ،الزائر،1976-1925ناصر بوحجام، "أثر القرآن ف الشعر الزائري الديث ( )(1.130، ، ص: 1992

187

Page 191: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

فالتجديد فيها أو الروج عن مقاييس القدماء، أوالثورة على قوالبها يعد� خروجا عل22ى ، وعلى هذا الساس فإنo قلoة من الشعراء اغترفوا من الق22رآن الكري دون)1(القدسات"

التقليد ال́ضر بالتجربة الشعرية بيث حافظوا على أصالة اللoغة مع منح مفردات22ا قيم22ا ودللت ت@ساير العصر وتعايشه، ف حي إنo الغالبية توج�هت ن22و الص22نعة الفتعل22ة والت�كال على الخزون الدين دون القدرة على إيصال النفع22ال القيق22ي ومش22اعر الغتراب للقارئ؛ حيث ات�سمت لغتهم عموما ب2 "الباش2رة، والتقري2ر والوض2وح، والتجريد، وابتعدت ف أغلب حالتا عن طبيعة لغة الشعر الت تتطلب لغ22ة إيائي22ة،

، ت@مي�زها عن لغة النثر الت تدف أساسا إل التصال دون التركيز على)2(تصورية رامزة"البداع والماليات.

فإذا تعر�ضنا لتجربة ممد العيد آل خليفة مثل نده من الشعراء الذين و@فoق22وا إل حد� بعيد ف استلهام ألفاظ القرآن الكري مصو�را من خللا غربته وعزلته،فنج22ده مثل

ليصو�ر غدر فرنسا ووعودها الكاذبة، المر الذي جعل22ه"سراب بقيعة"يستخدم عبارة : )3(يرفض الواقع السياسي ويغترب عنه، يقول

وما عهدهم إل مداد بقرطاسوما وعدهم إل سراب ب7قيعة

و�ال����ذ�ين� ك�ف����ر�وا أ�عم����ال�ه�م : وهو مقتبس من قوله تعال2ى

ك�س�ر�اب� ب�ق�يع�ة� ي�حس�ب�ه� الظ�م��آن� م���اء ح�ت���ى إ�ذ�ا ج���اءه� ل���م ي�ج���ده�ش�يئNا و�و�ج�د� الل�ه� ع�ند�ه� ف�و�ف�اه� ح�س�اب�ه� و�الل�ه� س�ر�يع� الح�س�اب�

) 4(.

، ص:1981، الزائر، 1عبد ال الركيب، "الشعر الدين الزائري الديث"، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، ط )(1633.

،1985، بيوت ،لبنان، 1)"، دار الغرب السلمي، ط1975-1925ممد ناصر،" الشعر الزائري الديث ( )(2.311ص:

327الديوان، ص: ممد العيد أل خليفة ، )(3.38سورة النور، الية: )(4

188

Page 192: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

وعندما أراد أن يصف الوضع السيئ الذي يطو�ق الزائر وهي ترزح تت ̧ني22Áر1الستعمار قال:

واستوحشت بعد أهلها علىأرى الرض زادت ظلمة فوق ظلمةإيناس

أ�و ك�ظ�ل�م�ات� ف�ي ب�حر� ل*ج���ي5 ي�غش���اه� وهو مقتبس من قوله تعال:

م�وج= م�ن ف�وق�ه� م��وج= م���ن ف��وق�ه� س���ح�اب= ظ�ل�م���ات= ب�عض���ه�ا ف��وق� ... ب�عض�

) 2(.

وحي أراد تصوير حالة الشعب الزائري التدهورة الت وصل إليها م22ن ج22ر�اء:)3(النقسام و التخلoي عن الوحدة، قال

بضروب من الذى ونكادوقعدنا مع الوالف نزى

ر�ض���وا ب���أ�ن ي�ك�ون���وا م���ع� الخ�و�ال���ف� وهي اقتباس من قوله تعال:

� ي�فق�ه�ون� .)) 4 و�ط�ب�ع� ع�ل�ى ق�ل�وب�ه�م ف�ه�م ل وعندما أراد أن يصو�ر حالة الفقي ف الزائر، الذي حرمه الستعمار م22ن نع22م

وقد و@فÚق ف اس22تخدامها؛ لنo"الافرة" ولفظة "ت@كبكب"بلده وخياتا وظoف لفظة :)5(القارئ يستشعر من خللما ش±د�ة جوعه وضعفه ، يقول

وجوها تكبكب ف الافرةأل تكرمون أل تنقذون

326 الديوان ،ص: ممد العيد أل خليفة ، 1.40سورة النور، الية )(2.118الديوان، ص: ممد العيد أل خليفة ،)(3.87سورة التوبة، الية )(4251الديوان، ، ص: ممد العيد أل خليفة ، )(5

189

Page 193: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

ف�ك�بك�ب����وا ف�يه����ا ه����م واللفظتان مأخوذة من قوله تعال: وق22وله تع22ال:

،ومن قوله تعال أيضا:) )1 و�ج�ن����ود� إ�بل�ي���س� أ�جم�ع����ون�* و�الغ����او�ون�

ة��اف�ر�حف�ي ال �د�ود�ونر�م�ئ�ن�ا ل�أ �ق�ول�ون�ي )2(. كما ي@عد� مفدي زكريا من الشعراء الذين تي�زوا باقتباسهم الكثي م22ن الق22رآن الكري لفظÐا ومعن، فمثل عندما أراد التعبي عن القهر السياسي والظل2م ال2ذي ك2ان

:)3(يتعر�ض له الزائري�ون من الدارة الستعمارية ، قال وف اليد حبل من السدوحاق البلء وعم العذاب

مقتبسة من الية الامسة من سورة السد، وقد"ف اليد حبل من السد"فعبارة و@فÚق الشاعر ف تصوير الوضع دون أن يضطر� إل التفصيل، لنo ف العبارة م22ا ي22وحي

بالضيق والوان الذي لق بالناس.oقوا ف اقتباسهم من الق22رآن ن22د أنoوإذا انتقلنا إل تربة الشعراء الذين ل يوف قصيدة ممد السعيد الزاهري، خي مثال يس�د عدم استفادة أولئك الشعراء من توظيف العجم القرآن، إذ إن�هم اهتم�وا ف القام الو�ل بإيصال الفكرة م22وظoفي لغ22ة مباش22رة جافoة ،دون تفجي طاقاتا الت ̧تش@د� القارئ، وبالتال ل تر�ك فيه أدن عاطف22ة، فبق22ي الشاعر بذلك عاجزا عن الفصاح عن غربته، وف هذه القصيدة ياول الشاعر أن يصف

:)4(غربة النسان التعلoم بي الناس الاهلي ، يقول بياة من عالـمل أجد ف الشقاء من هو أشقى

مـحروم

.95 ، 94 سورة الشعراء ، اليتان ) (1.10 سورة النازعات ، الية ) (2158، ص : 1984"مفدي زكريا ،شاعر النضال و الثورة" الطبعة العربية ،الزائر ، ممد ناصر ،)(3114: ، ص"شعراء من الزائر " صال خرف ،)(4

190

Page 194: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

ــوم بي ــر العل ــل نش ل ول ف متاعب الدهر صعبـا مثالعموم

ليس فيهم غي الهولبي قوم عمى البصائـر صـمالثيم

هو ف الكر كالريد الرجيمهو ف الهل كالمـار ولكن فيعيه وعي العتل الزنيـميسمع الق واضحـا مستبينـا و بقائي فوق هـذا الديأنا وال عفت فيهـم حياتـي

فهذه البيات عبارة عن مر�د رصف لفردات القرآن الكري (صم، عمي، جهول، الثيم، الرجيم، الزنيم) بطريقة مباشرة تبتعد عن مواصفات اللoغة الشعرية؛وبالتال ف¹ش±22ل

الشاعر ف إقناع القارئ بغربته وانفعالته. وأحد سحنون يزج بي العجم القرآن والداء العامي، فجاءت لغته أق22رب إل

:)1(لغة النثر من لغة الشعر، يقول وما لنا حولرباه ل تبق لنـا حيلـة

ول قوة يعصمنا من هذه الوةوما لنا غيك من عاصم

ولو أنه أحلى من الن السلوىوأصبح مرا كل ما لذ ف فمي وإن لح صبحإذا جن ليل فالبلء مضاجـع

فالشتاء ميم ومن خلل تتب�عنا لقتباس الشعراء الزائريي من القرآن الكري لحظنا تفاوتا فيما بينهم، فمنهم من و@فÚق إل الروج عن القوالب الاهزة والمود، وجعل لغته مس22توعبة لشاعره الغتربة ومنهم من كان اقتباسهم للحاجة دون نقل عاطفته،و هو م22ا جع22ل الستوى الفن�ي لقصائدهم ضعيفا مباشرا بألفاظ واضحة م@قي«دة الدللة، م�ا يوحي بانعدام

164و 161ديوانه، ص: أحد سحنون ، )(1

191

Page 195: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

التجربة الشعرية الالصة، وبالتال فهم ل ي@وفoقوا إل الفصاح ع22ن غربته22م ونقله22اللقارئ.

و إضافة إل القرآن الكري وجدنا الشاعر الزائري ف هذه الرحلة ياكي الشعر العرب القدي باص�ة شعراء العصر العباسي؛ ليستقي منه معجما ي@فصح من خلله ع22ن غربته بختلف أناطها، فمحمد السعيد الز�اهري مثل يعب�ر عن غربته الفكرية بي ق22ومه

:)1(الاهلي، بقوله حض نصحا دوما لغي رشيدأيها العال الرشيد الذي ل ي

أنت ف أمة تداركها الل ه بلطف كصال ف ثود ففي البيت الثان يظهر أثر العجم الشعري للمتنب ف شعر ممد السعيد الزاهري،

:)2(فهو ياكي قوله غريب كصال ف ثودأنا ف أمة تداركها ال

وند الشاعر إبراهيم بن نوح امتياز أيضا يعتمد على معجم التنب ف تصوير غربة:)3(الثقoف ف متمعه الاهل حيث يقول

ل يد رحة ولو بالبكاءأيعيش الديب ف البؤس رغما هناء و صحة وويعيـش الغبـي أنعـم بال

غناء:)4(وهاهو ح�ود رمضان أيضا ل يبتعد ف معجمه عن معجم التنب حي يقول

والبؤس طي ردائهفذو العارف يشقـى بصبه و وفـائـهكم عال مات غمـا يول ف علوائهوجاهـل فـي نعيم

104 ص:"،شعراء من الزائر "صال خرف ،) (1.22: ، ص الديوان)(2182، ص: ، "شعراء الزائر ف العصر الاضر "ممد الادي الزاهري ) (3.94صال خرف، "ممود رمضان"، ص: )(4

192

Page 196: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

:)1(فقد حاكى كلo من الشاعرين التنب ف قوله وأخو الهالة ف الشقاوة ينعمذو العقل يشقى ف النعيم بعقله

وكان ممد العيد آل خليفة متأثoرا لبعد الدود بعجم أب العلء الع22ري، فحي:)2(عب�ر عن شوقه للموت هربا من كدر الدنيا قال

مت الرحيل بنا من هذه الدارطال القام بنا والدار موحشة:)3(وقال أيضا

غباء فيها اغتربتإل متـى أنا ثاو فالعجم الشعري ف هذه البيات ل يبتعد كثيا عما جاء به أبو العلء العري ف

:)4(لزومياته، عندما صو�ر ̧سأ¹مه من الياة الدنيا وحنينه للموت والياة الخرة ،يقولأن تستبد بضمها صحراؤهاطال الثواء، وقد آن لفاصلي

أمل22ه فوعندما أراد ممد العيد آل خليفة أن يصو�ر غربته الجتماعية وخيب22ة:)5(الناس، الذين يعيش بينهم قال

.فيما اكتشفت وأن المية الطلققد اكتشفت بأن الداء قربم:)6(فهنا نده ي@حاكي معجم أب العلء العري ف قوله

وقربم للحجى والدين أدواءبعدي منم الناس برء من سقامهم:)7(وأيضا عندما قال

فخاب ظن وخيبظننت ف الناس خيا

571الديوان، ص: )(1. 361 الديوان، ص: ممد العيد أل خليفة، )(2.364نفسه، ص : )(354/ 1 ،أبو العلء العري ،" لزوم ما ل يلزم" ) (4. 377الديوان، ص: ممد العيد أل خليفة،) (51/48أبو العلء العري ،" لزوم ما ل يلزم" ، )(6. 364الديوان، ص: ممد العيد أل خليفة،) (7

193

Page 197: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

:)8(فإن�ه حاكي العري ف قولهوكان خيال ل يصح التوهمتوهت خيا ف الزمان وأهله

والشاعر عبد الرحن العقون عب�ر عن غربته السياسية أثناء فترة سجنه ماكيا مالك:)2 (بن الريب ،يقول

أل هل من الوادي الزين لنا قرب وهل ف دياجي البي عن قريت قربــم مرابع لوي ف صباي عشقتهـا وديار أحباب فؤادي بـ

صـب فهو يصو�ر شوقه لهله وقريته بعد أن ضاق عليه سجنه وكب�لته ظلمته ،وبتصويره هذا ذكoرنا بالك بن الريب؛ الذي كان بعيدا عن وطنه ويشى أن ي22داهه ال22وت ف

:)3(الغربة قبل أن يلقى أحب�ته هذا ف قوله بنب الغضي أزجي القلصأل ليت شعري هل أبيت ليلة

النواجيا وليت الغضى ماشى الركابعرضه الركب يقطع ل الغضى فليت

لياليـا. مزار و لكن الغضى ليـس دانيـاالغضى لو دنا الغضى أهل ف كان لقد

إضافة إل الشعراء الافظي ، هناك شعراء آخرون، ف فترة المسينات ت22أثoروا بالعجم القدي، باص�ة أولئك الذين عاشوا غربة مكانية، فعلى الرغم م22ن وج22ودهم بالشرق إلoا أنم ل يستفيدوا من تطو�ر لغة القصيدة العربية هناك، ول يستطيعوا التخلoص من سطوة الشعر القدي،فمثل ند صال خباشة ياكي عمرو بن كلثوم ف معلoقته ال22ت

:)4(مطلعها

383 /2أبو العلء العري ،" لزوم ما ل يلزم" ، ( 8.75عبد الرحن ابن العقoون، الديوان ، ص: ) (2.65الديوان، ص: )(324:. ،ص1991، بيوت ،1عمرو بن كلثوم ، الديوان ،شرح إميل بديع يعقوب، دار الكتاب العرب ،ط ) (4

194

Page 198: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

ول تبقي خور الندرينا.أل هب بصحنك فأصبحينا:)1(فيقول

.عن القصباء والستعمريناأعاصمة الزائر خبينا نستشف� من هذه النماذج عجز هؤلء الشعراء عن ابتداع وخلق معجم شعري خاص� بم، ي@فصح عن اغترابم؛ لذلك نزعوا إل الشعر القدي بصيغه الاهزة، وهو م22ا يدلo على قصور أدواتم الفني�ة وبذلك ل يكن "للحاضر من هذا العج22م ال22ذكور إل

"،)2(الضامي النظور إليها غالبة بلغة القدماء الت تعتمد التقرير، والقتباس أساس22ا ل22ا ويرى ممد ناصر أن أغلبية الشعراء ف هذه الرحلة ل يستطيعوا استثمار ال22تراث الدب

، ومع ذل22ك)3(والقتداء به ف أساليبه البيانية الرائعة، فهم ل يستغلoوا ثراء البلغة العربية و@جدت فئة أخرى من الشعراء (الشعراء الوجدانيون) أكثر إبداعا ف التعامل مع اللoغ22ة، أ¹و̧جدت لنفسها معجما ذاتيا خاصا دون العتماد على الوروث القدي، وقد انطلقوا من رؤية مفادها أنo "أساس أصالة الشاعر تكمن ف رجوعه إل ذات نفسه، فإن أول مظاهر الذاتية والتفر�د تتجس�د ف العجم الشعري الذي يتعامل معه الشاعر و ف طريقة تع22امله

"، وبالتال كان هؤلء الشعراء أقرب وأقدر من غيهم على تصوير تربة الغرب22ة)4(معهم�ا جعل القارئ يشاركهم هذه الشاعر.

فقد تي�ز أمثال: عبد ال شريط، وأبو القاسم سعد ال، وممد الخضر السائحي باستخدام لغة موحية تعتمد التصوير أساسا ، وذلك لن�هم على وعي بالختلف بي لغة الشعر والنثر، وأيضا تي�زت لغتهم بكونا هامسة ومازي�ة أخرجت اللفاظ من إطاره22ا التقليدي الباشر، والتقريري الاف، كما كان الال عند شعراء الافظي وق22د ك22ان الشاعر يراعي ف اللoغة الت يوظoفها وجدانه ومطالب نفسه القي�دة بغربته22ا، فك22انت

.50، ص: 1971الرواب المر"، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الزائر، " صال خب�اشة ،)(1.208عمر بوقرورة،" الغربة والني ف الشعر الزائري"، ص: )(2.281ممد ناصر،" الشعر الزائري الديث"، ص: )(3.233ممد ناصر،" الشعر الزائري الديث"، ص: )(4

195

Page 199: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

اللفاظ تنبع من الفئدة لتعب�ر عن تربة شعري�ة خالصة، ألفاظا تعب�ر عن ال22زن والقل22قوالكتئاب والنظرة السوداوية للحياة.

:)1(فأبو القاسم سعد ال مثل يعب�ر عن غربته النفسية قائلحائر ضل عن الصبح طريقه.وشعاري ذاب ف نار الساء.

والليي الت مثل هباء.:)2(ويقول أيضا

ف بلدي حيث الضياع والعرق.وأنفس من العذاب تترق.

من الرمان والقلق. فقاموس الشاعر مكو�ن من ألفاظ توحي بضياع الشاعر وسط زح22ام الي22اة

(حائر، ضلo، ضياع ، هباء ، القلق ). ويقول عبد ال شريط مصو�را كآبته بتوظيفه لفردات مت�شحة بالسواد ،وبألفاظ

:)3(موحية بالزن والختناق لست أدري إل دجاي الشقيا.ضقت أم ضاقت الشجون بقلب.

وأمر اللم ما كان حيا.نبغ ألمي الغزار سخي. وممد الخضر عبد القادر السائحي يشعر بالوحدة والضياع ،ويتملoكه السى

:)4(والني و السرة على زمن مضى كان فيه سعيدا ، يقول

فعلى عهدي القدي السلم.غيتن الطوب واللم

235ص: ، "الزمن الخضر "أبو القاسم سعد ال،)(1253نفسه، ص:. )(2111-110الرماد" ، ص:. " عبد ال شريط ،)(3.5)، ص: 1948-9-20، (50من وحي السى"، البصائر، عدد " ممد الخضر السائحي،) (4

196

Page 200: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

فلفظة الطوب توحي بأثر الزمن وقسوته على الشاعر، إذ إن�ه ل يلب للشاعر:)1(إلoا اللم فغدت حياته خالية من المل، يقول ت مازي الياة فهيوبغضت الياة إن أدركـ

حطام. حا وأغران بالللوكرهت الصباح يشرق وضا

الظلم. فاللفاظ ف هذه البيات موحية، مصو�رة ليأس الشاعر من الياة ما جعله يتخلoى

عن الشعر ف آخر الطاف، فقد غاب عنه اللام لشد�ة ما يلقيه من العذاب. والتتب�ع لدواوين هؤلء الشعراء يدها تغص� بذه اللفاظ العب�رة عن الغربة نو: (الظلم، الليل، الدجى، الوحدة، الضباب، الغ22روب، الس22اء، الح22زان، ال22راح،

الشحوب، اللم، الشباح، العذاب، القلق، العدم، البكاء، الشقاء). وقد استطاع هؤلء الشعراء أن ي@سخ�روا مظاهر الطبيعة للتعبي عن انفع22التم

:)2(الشعورية من حزن وقلق واكتئاب ،فعبد ال شريط مثل ياطب الليل قائل ترامى على الوجود الكبي.أيها الليل أنت سر من الغم

فيك يذوي ابتسام كل الزهور.فيك تفن لون كل غريدو تسود رائعات البدور.فيك يا ليل تنطفي شعلة الدنيا

الصمت كما بات ماشيا ف القبور.هو ذا للغاب قد تشى بهوضباب من السى و الفتور.فغدا هو مسبل ف دجاهقبت فيه فرحت و سروريكضريح مدد ف فؤادي

فعندما نقرأ هذه البيات نستشف� أن الليل الذي يتحد�ث عنه الشاعر هو لي22ل نفسه الت يئست من واقعها واغتربت عنه، وهو ما تعب�ر عنه الفاظ :( الغ22م، ي22ذوي

ابتسام،تنطفئ ،شعلة الدنيا،الصمت،القبور،ضباب،السى،الفتور.).5ص: نفسه ،) (189الرماد"، ص: "عبد ال شريط،) (2

197

Page 201: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

:)1("الصيف"ويقول عبد ال شريط ف قصيدته بنب مفعما باللهيب.هو ذا الصيف يا فؤادي ينساب

سراعا ومال نو الغروب.قد تول عهد الربيع الذي شاخ:)2(أم�ا إحساسه بذا الفصل مثoل بقوله

وما أضيق الفضا بالبيد.آه ما أثقل السماء على صدري صبايا مكمماتيا ليال الربيع مت ف الشرخ

الورود. ريح صفراء تنخر عودي.خنقت عطركن ف قلب البكم أرق أنت ف جفون الليال.أيها ذا الصيف السربل غما

فالعجم الشعري مكoون أساسا من مظاهر الطبيعة (الس2ماء، الفض2اء، البي2د الربيع، الورود، الريح الصيف، الليال)، وقد انتقى الشاعر هذه اللفاظ ليعكس خيب22ة آماله بعد أن فشل كما يبدو ف تقيق أهدافه، المر الذي جعله رهي الحباط والي22أس

والغربة. وكخلصة نتم برأي ممد ناصر الذي يعتقد أن "الشعراء الوجدانيي الزائريي استطاعوا –على تفاوت بينهم- أن يطو�روا اللغ22ة الش22عرية ف القص22يدة الزائري22ة، فاستخدموا معجما شعريا جديدا يستقي من أجواء القصيدة الرومانسية الت تدور حول الطبيعة ومشاهدها، وعوال الذات وما يضطرب فيها من أحاسيس ومشاعر، فابتع22دوا

".وهو أمر جلoي)3(بذلك عن العجم الشعري القدي الذي كان يستمد� ألفاظه من التراثيدركه القارئ للشعر الوجدان الزائري .

وبعد هذه الوقفة مع العجم الشعري لرحلة ما قبل الستقلل سنحاول التعرفعلى خصائص العجم الشعري لرحلة ما بعد الستقلل.

107ص: الرماد"، " نفسه ،) (1.108 : نفسه ، ص)(2.345، ص: " الشعر الزائري الديث" ممد ناصر ،) (3

198

Page 202: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

مرحلة ما بعد الستقلل: 2 - إن أهم ما يكن ملحظته ف هذه الفترة،هو انسياق الشعراء الزائريي وباص�ة ف

مرحلة السبعينات إل التعبي عن اغترابم ورفضهم للواقع الديد ف الزائر، والناتج عن أوضاع اقتصادية واجتماعية جديدة عرفتها البلد، إضافة إل رفضهم للواق22ع الع22ام� ف الوطن العرب وما يواجهه من تد�يات نو دكتاتورية النظمة السياسية، و قضية فلسطي التلoة، وهذا كلoه بتوظيف لغة بسيطة، تفتقر إل القو�مات المالية والفنية الم́يزة للغ22ة الشعر، حت أننا ل ند بينها وبي لغة التخاطب اليومي العادي أدن ف22رق؛ فمثل ن22د

أحد حدي يقول:)1 (كدست (فواتي) الآسي فوق جفن.....

أنا حقل قمح ومدفأة.)2 (وخرائط حزن، وفاتورة الطوات الريئة.....

.....ل أعرف سر الوت مانا.

)3 (ول هذا (الديالكتيك).......يادلون الوتى.ف شرعية النظام.

)4 (ف (ايديولوجيات) العارضي....

"ول يكتف الشعراء بتوظيف الفردات العامية، وإن�م22ا تع22د�وها إل تض22مي قصائدهم بقاطع كاملة من الغان والروي�ات الشعبية جريا وراء التقنيات الديدة؛ الت

"، وكان)5(شاعت ف الشعر الديد، وأصبحت من تقنيات البنية الشعرية ف شعر التفعيلة

.5إنفجارات"، ص: " أحد حدي ، )(1.41قائمة الغضوب عليهم"، ص: " أحد حدي، )(2.13، ص: نفسه )(3.8نفسه ، ص: )(4.376ممد ناصر، "الشعر الزائري الديث"، ص: )(5

199

Page 203: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

ذلك سائدا عند معظمهم إن ل نقل كلoهم، فمثل ند عم22ر أزراج يص22ف مش22اعر:)1( ، يقول"البوط إل القصبة"الغتراب من خلل مقطع غناء شعب ضم�نه قصيدته

...فغالبن يا بلدي الني."يا رايح" لبن منصور".قول لم خله البابور.

وراه ف القصبة يتسول.ونشر أحزانوا من سور لسور".

والشاعر أحدي حدي ي@فصح عن اغترابه داخل واقع مترد�ي ل يعد للفقراء في22ه:)2(مكان، ويثور على البجوازيي، يقول

نوري لك وين الق كان نسيته يا بورجوازي يا وسخ يا ميتة

إن الفقر من أرضنا نيته بسلحنا ، و الب فارسيته

القهر ما نفعشي.والر ما يرجعشي.

حت ييب الشمس. أو النعش.

وهو مقطع من أغنية شعبي�ة ضم�نها الشاعر قصيدته، ولعلo الغرض من ذلك يكمن ف وصول الشاعر إل وجدان التلقoي وجعله يشعر باغتراب الشاعر عن هذا الواق22ع و

رفضه له .

38ص: ، "و حرسن الظل "عمر أزراج ، ) (148 و 46 : ، ص"انفجارات "أحد حدي ،) (2

200

Page 204: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

وزينب العوج أيضا تض́منت قصيدتا أغنية شعبية مغربي�ة ف ماولة للتعبي م22ن:)3(مشاعر الضيق والضياع، تقول

طريق شحال طويلة يا ويلي.وليلت مظلمة علي يا ويلي.

وسفينت مقواها علي يا ويلي.والرياح ف راسي هاية يا ويلي.

إمت يا خيي، نباو من هذا الصداع.إمت دارنا ترجع بل لام.

آش هذا الصلة ف القوم العمية.نمة جافلة وقافية معمية.

:)2(كما أن�ها ضم«نت إحدى قصائدها مثل شعبيا قائلةقال، ف فمه عظام الوتى.

الذين سقطوا تت النياب بدون شهادة."النازة كبية واليت فار".

سبح ف الليل ونام.ف عينيه تذابت زوايا، طعمها الغب.فرأى نفسه مثل غراب، تت سواده.

يرتف الطفال.:)3(والشاعر حري بري أيضا يوظoف اللoغة العامية ف قصائده فمثل نده يقول

واجنان داير بذاه.واحد ينعم ف فيلةويفكر ف عشاه.أواحد يسكن ف قرب

.18، ص: 1983أرفض أن يدجن الطفال"، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الزائر، " زينب العوج، )(3.107-106 ص: ،أرفض أن يدجن الطفال"" زينب العوج، )(2.68ما ذنب السمار يا خشبة"، ص: "حري بري ،) (3

201

Page 205: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

:)1(ويقول أيضاويبقاو احبالو.الطاب إيوت.عيبو على رجالوكل زمان عيبو

ومضمون القصيدة صورة عن الضامي الت عالتها أشعار سنوات الس22بعينات أل وهي ذم� البجوازيي الذين استغلoوا خيات البلد ونسوا ح22ق� الفق22راء ف العي22ش

الكري، وهو ما ولoد غربة الشاعر ف ظلo هذا الواقع القتصادي الترد�ي لقد تعم�د شعراء مرحلة الستقلل توظيف اللoغة العامية ف النص الفصيح؛حت�ى يكونوا قريبي من لغة الياة اليومية ،وحت�ى يكونوا أكثر واقعي22ة ف وص22ف اغ22ترابم ورفضهم لبعض الظاهر السلبية ف التمع ،وقد انعكس هذا سلبا على لغة القصيدة؛الت

بدت باهتة و أقرب إل لغة النثر، هو ما أثoر على التجربة الشعرية ككل. كما أن التب�ع لشعر الغتراب ف هذه الرحلة يلحظ غناه باللفاظ العب�رة ع22ن الضياع والقلق ،والغتراب وما يصاحبه من مشاعر اكتئاب ويأس، وقد ك22انت ه22ذه اللفاظ غالبة على القصائد الديثة لدرجة ̧تشابها،ولعلo الشعور الوح«د بالغربة ل22دى هؤلء الشعراء جعلهم يكر�رون "مموعة بعينها من الف22ردات والص22ور وال22تراكيب والفكار وكذلك أساليب التعبي، وكأن�هم جيعا يترامون عطاشا على نبع صغي وحيد ل

"، وفيما يلي ناذج لذه اللفاظ ف ديوان موعة من شعراء هذه الرحلة.)2(ثان له (الرح، الزن، وحدي، الغربة، القهر، ثورة، الم، الشعب، الضباط،)3( حري بري1-

السلطان، اللد، الطغيان، الستعباد، اليانة، القمع، النفي، الرفض، الضياع، الدموع،الكادحي).

.69نفسه، ص: )(1.403ممد غنيمي هلل، "النقد الدب الديث"، ص: )(2-85-78-77-53-51-48-45-44-14-11-10-9 ما ذنب السمار يا خشبة"، ص: " حري بري، )(3

94-102-110-114-117.

202

Page 206: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

، (الزن، عصور النطاط، الوت، أزمنة التمرد، الرفض، دولة)1( عبد العال رزاقي2- الهل، العنف الثوري، ثورة الفقراء، أزمنة الغي، الصراع، ضباط الوزارات الدي22دة، مولكم، السافر، اليانة، الرافئ، اللوك، القادة الزعماء، دم العبي22د، ح22رس البلط، الغربة، الكادحي، الجرة، العرضة، السقوط، البكاء، ال22زائم، الس22جان، التم22دي،

التشرد، الزية). أحد حدي (التوجع، الم، الصار، الزيف، عصر الوع وال22وت، الن22رالت،3-

اللوك، الزعماء، منع اللم، الصديد، الوهم، زمن السحق، الوت، الث22ورة، الح22زان، الراح، اليانة، الهانة، الصراع، الياع، الضيق، القهر، التمردي22ن، الن22د الف22راغ، الصراع، مزرة الحلم، النيار، الوحدة، الهات، الل، الرف22ض، الس22أم، براكي،

).)2(الغضب، الرحيل، الساء الكئيب زينب العوج (الل، الختناق، اللجئ، الشكوى، الرح الزن الشهداء، الرفض،4-

الزية الذلة، اليأس، الوت، السجون، اليانة، الوع، الفقراء، الغب، الم، اللج22ئ، الضياع، الشنق، المارك، الوف، الشقاء، النفى، الم الدموع، الب22وليس الص22ار،

).)3(البؤس، السفر، القهر، عساكر الليل، الغريب، الكآبة، البكاء، الدمع، العذاب مصطفى الغماري (الزن، اليأس، الضجر، الغربة السوداء، الس22أم، الية، الل،5-

السى، الضياع الر، السراب، الوهام، العدم، مضطهد، الشكوى، الرح، ال22دموع، الغضب، الم، الشقاء، الوت، الصراع، الزيف، الرفض الغدر، التعاس22ة، الش22جان،

). )4(القهر، الوحشة، الختناق، زمن الوحول السود، الزمن الر، الغتراب

-20-19-17-1516-13-12-11 ،"أطفال بور سعيد يهاجرون إل أول ماي"، ص: عبد العال رزاقي )(123-24-25-27-28-29-32-34-40-41-42-46-49-52-56-58-61.

-33-31-28-20-19، ص: 1985،"ديوان ترير مال ير�ر"، الؤسسة الوطنية للكتاب، الزائر، أحد حدي ) (237-41-46-47-48-55-56-61-62-66-73.

-64-51-42-36-34-29-28-27-26-13-11،"أرفض أن يدجن الطفال"، ص: زينب العوج ) (373-74-82-103-114-118-123-128.

203

Page 207: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

وهذه النماذج عي�نة بسيطة لبعض الشعراء لنo الال ل يت�سع هن22ا للش22ارة إل جيع التجارب، وما يكن استنتاجه من تكرار اللفاظ نفسها والعبارات الوحية بالزن الختناق والضياع هو أنo الشعراء كانوا يعب�ون من خللا عن فكرة واحدة هي طغيان مشاعر الغتراب على نفوسهم باص�ة الغتراب عن الواقع السياسي، إذ إن�ه22م ت22أثoروا بالحداث الت كانت تدور ف الوطن العرب وف مقد�متها القضية الفلس22طينية ؛ ال22ت ولoدت لدى النسان العرب إحساسا عميقا بالحباط والزي22ة، علوة عل22ى انتش22ار

الستبداد ف الكومات العربية وكبÁت الريات العامة. كان الشاعر الزائري رافضا للتوجهات السياس22ية الس22ائدة ف ال22وطن العرب آنذاك. ولذلك كثرت ألفاظ (البوليس، اللوك، النرالت، الضباط، اليانة، الش22رطة، الستعباد، اللد، القهر، الضطهاد)، كما استخدم الشعراء ألفاظا دالة على السوداوي�ة والظلم والنظرة التشائمة للحياة، تعبيا عن الغربة؛ حيث ل يفي علينا الدللت ال22ت ي@ولoدها اللون السود والت أد�تا ألفاظ مثل (السوداء، البعد الضباب، ال22دجى، اللي22ل، الظلم، دهاليز الكهوف، حالك، الرماد، الدم، العتمة، الضارب، الليل، التلبد، ظلمات،

البهيم، السدي، خفافيش الظلم، موحش، مكفهرة، الغروب، الطلسم). ختاما يكن أن نقول إنo الشاعر الزائري افتقد ف هذه الرحلة خاص22ي�ة التمي�22ز والتفر�د ف التعبي عن غربته فمن "الواضح أنo احتكاك الشعراء الشباب بالشعر الش22رقي جعلهم يتأثoرون بذا الشعر إل حد� بعيد، وقد جعل هذا الحتكاك صورهم ومعجمه22م

"،)1(الشعري يتأثر إل حدود التضمي من شعر هذا الشاعر أو ذاك من الشعراء الكب22ار باص�ة صلح عبد الصور وممود درويش ونزار قب�ان، والبيات وبدر ش22اكر الس22ياب فالقارئ، لقصائدهم يدرك هذا المر من الوهلة الول، ولعلo ذلك أيضا راجع إل طبيعة هذا الشعر الثورية الرافضة؛ الت انسجمت مع نفوس الشباب التمر�دة الرافض22ة للواق22ع

-45-40-37، ص: 1982 ، 2،"أسرار الغربة"، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الزائر، ط مصطفى الغماري ) (446-48-55-67-68-70-75-85-86-87-91-95-122-135.

.408ممد ناصر،" الشعر الزائري الديث"، ص: )(1

204

Page 208: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

وبالتال ات�سم معجمهم الشعري بالدودية والضيق، وتلoفوا عن روح البتكار وال±د�ة. ومع ذلك ،يكن القول بأنo الشاعر و@فÚق ف هذه الرحلة ف إيصال انفعالت نفسه الغتربة

للقر�اء. وبعد وقوفنا على العجم الشعري ف البحث السابق، و تديد خصائص22ه ،س22نحاول دراسة الصورة الشعرية ف شعر الغربة الزائري ، على اعتبار أنo الصورة الشعرية تع22د�

ركيزة أساسية من ركائز الشعر .

205

Page 209: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

ثانيا: الصورة الشعرية: ت@عد� الصورة الفنية من أهم الركائز الت يقوم با العمل الشعري؛ حت�ى أنo بع22ض النقاد ل ي@عد� الشعر خالصا مهما كانت درجتة الفنية إن هو افتقر لعنصر التصوير، وق22د اختلف مفهومها بي النقد العرب القدي و النقد العرب الديث، إذ إنo الو�ل كان يدرس الصورة الشعرية ضمن دراسته للوسائل البلغية من تشبيه واس22تعارة وم22از وكناي22ة وجناس وطباق ومقابلة بينما تطور مفهومها ف الثان متجاوزا الط22رح الو�ل إذ ي22رى ممد غنيمي هلل أنo "الصورة الشعرية ل ت@لزم أن تكون اللفاظ أو العبارات مازي22ة، فقد ل تكون العبارات حقيقي�ة الستعمال، وتكون مع ذلك حقيقي�ة التصوير دالoة عل22ى

، بعن أن�ه يكن لللفاظ والعبارات أن ت@ولÚد صورا معب�رة ع22ن ترب22ة)1(خيال خصب" الشاعر على الرغم من خلو�ها من البيان إذا استخدم الشاعر ملكة اليال. فهل استطاع الشاعر الزائري ف العصر الديث توظيف صور شعرية نحت ف نقل تربته النفس22ية

مع الغتراب؟ كان القرآن الكري مصدرا للصورة الش22عرية ف ه22ذه: مرحلة ما قبل الستقلل1-

الرحلة باص�ة، لدى الشعراء الافظي، فهو يتلo مكانة سامية ف نفوسهم،وبالتال كانأمرا طبيعيا أن يتض�ح أثر ذلك من خلل التجربة الشعرية فيما يتعلoق بالصورة الفنية .

فنجد ممد العيد آل خليفة موفoقا ف استلهام الصورة الشعرية الت عب�ر با ع22ن

ال�ذ�ي خ�ل�ق� س�بع� س�م�او�ات� ط�ب�اق��Nا م���اغربته النفسية من اليتي الكريتي:

ت�ر�ى ف�ي خ�لق� الر�حم�ن� م�ن ت�ف�او�ت� ف�ارج�ع� الب�ص�ر� ه�ل ت���ر�ى م���ن ث�م� ارج�ع� الب�ص�ر� ك�ر�ت�ين� ي�نق�ل�ب إ�ل�ي��ك� الب�ص���ر� خ�اس���ئNا و�ه���و�* ف�ط�ور�

: )3(، ، فيقول))2 ح�س�ير=

.437، ص: 1971، القاهرة، 5النقد الدب الديث"، مكتبة النلو الصرية، ط" ممد غنيمي هلل،) (1.4 و3ليتان ،اسورة اللك )(2.11الديوان، ص: ممد العيد أل خليفة ،)(3

206

Page 210: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

حوادث ل تنفك مستعراتسئمت وإن كنت ابن عشرين حجة فيجع طرف خاسئ السراتأردد طرف سابرا كنه غورها

فالشاعر و@فÚق ف إبراز إحساس التشاؤم والنظرة السوداوية للحياة ؛والت نبع22ت أساسا من تناقضات الياة، هذه الياة الت لطالا حاول الشاعر أن يفهم سر�ها،ولكن22ه عجز عن ذلك ̧مث¹ل¹ه ̧مث¹ل¹ الذي ياول أن يد عيبا ف ما خلق ال، فيتأمل ويعيد التأم�22ل

لكن دون جدوى.:)1(وعندما أراد ممد العيد آل خليفة أن يعب�ر عن ضيقه وتب�مه من عزلته ، قال

أسيا بعد أحداث طوالرمان حول سفحك موج دهري لدى قومي، ولكن ف انعزالفعشت به كيونس ف سقام

و�إ�ن� ي����ون�س� ل�م����ن� وهنا استلهام للصورة القرآنية من قوله تع22ال:

ف�س�اه�م� ف�ك���ان� م���ن * إ�ذ أ�ب�ق� إ�ل�ى الف�لك� الم�شح�ون�* إ±الم�رس�ل�ين�

ف�ل��ول� أ�ن���ه� ك��ان� م���ن* ف�الت�ق�م�ه� الح�وت� و�ه���و� م�ل�ي�م= * الم�دح�ض�ين�

ف�ن�ب���ذن�اه� ب���الع�ر�اء* ل�ل�ب�ث� ف�ي ب�طن�ه� إ�ل�ى ي�وم� ي�بع�ث���ون� * الم�س�ب�ح�ين�

، فالصورة القرآنية تعب�ر عن حالة الشاعر النفسية بدقoة، فقد أسره))2 و�ه�و� س�ق�يم= الستعمار وفرض عليه القامة البية ،فعان عذاب العزلة النفسية و الغربة وهو م@قيم ف

بلده و بي قومه وذويه. أم�ا مفدي زكريا فيستلهم صورته الشعرية من سورة يوسف معب�را ع22ن فش22ل

:)3(العرب وتلoيهم عن القضية الفلسطينية، معيبا عليهم تاذلم أمام العدو الصهيون قائل جاعة إن لفي الرذلي خساراإذ يسط ذئبهم ونن

.425الديوان، ص: ممد العيد أل خليفة ، )(1.145 إل 139 سورة الصافات ، اليات من ) (2 44: ، ص1976 ، مطبعة النباء ، الرباط ، "من وحي الطلس" مفدي زكريا ،3

207

Page 211: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

ق����ال�وا ل�ئ�ن أ�ك�ل����ه� ال���ذ�ئب�: فمرجعه ف هذه الصورة هو قوله تعال

.1و�ن�حن� ع�صب�ة= إ�ن�ا إ�ذNا ل�خ�اس�ر�ون� إضافة إل القرآن الكري وجد الشاعر الزائري ال22افظ ف ال22ديث النب22وي الشريف مصدرا م@ه±م�ا ي@مد®ه بالصور العب�رة عن اغترابه ومنته وما كان يتعر�ض له م22ن

ظلم وقهر على يد الستعمار. فمفدي زكريا ي@خاطب الستعمرين واصفا ̧مكä̧ره@م وخداعهم وخيانتهم للعه22ود

:)2(بقوله خداعا من جحوركم مراراومن يلدغ، فإنا قد لدغنا

يلدغ الؤمن من ل«وهي صورة مقتبسة من قول الرسول صلoى ال عليه وسلم: .)3 (»ج!ح&ر مرTتي

وأيضا ممد العيد أل خليفة يستمد� صورته من الديث النبوي الشريف عن22دما أراد التعبي عن خوفه وقلقه من الف§رقة، و من الشتات الذي أصبح غالبا على الش22عب

: )4(الف¹́رط ف وحدته، يقول مذoرãا إي�اهم إن فرطت ف القطيعوالشاة للذئب سهم

يد ال مع الماعة وإنTما يأكل «وهو إشارة لقول الرسول صلoى ال عليه وسلم: ، فالذئب هو الستعمار الترب�ص بالشعب الذي مثoل ل22ه)5 (» الذئب من الغنم القاصية

الشاة الت تلoت عن القطيع.

14سورة يوسف ،الية : 1

153، ص : "اللهب القدس"مفدي زكريا )(2227 /8لبنان ، ، دار اليل بيوت" ، صحيح مسلم " أبو السن مسلم ، )(3.175الديوان، ص: ممد العيد أل خليفة،) (474/ 1ممد بن ناصر الدين اللبان،"صحيح الترغيب و الترهيب "،مكنبة العارف ،الرياض ، )(5

208

Page 212: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

وقد تي�زت الصورة الشعرية ف هذه الرحلة باعتماد الدوات البلغية ولس22ي�ما التشبيه وذلك راجع إل تشب�ث الشعر الصلحي بقاييس النقد القدي؛ إذ كان النق22اد القدامى يرون ف التشبيه جانبا من شرف كلم العرب، وفيه تكون الفطن22ة والباع22ة، ولذلك جعلوه أ¹بÁ̧ي̧ن دليل على الشاعرية، ومقياسا ت@عر�ف به البلغة، وأوصى النقاد ب22أن

إض22افة إل)1(يطلب الشاعر الذق فيه، لكي يلك زمام التدر�ب ف فنون الشعر البي22ان استخدام الطباق والناس والقابلة ،وغيها من السنات البديعية ف تص22وير مش22اعر الغربة، لكن اللحظ أنo اهتمامهم بالصنعة أثoر على التجربة الشعرية، حي22ث عج22زت الصور الفنية الت قد�موها عن الفصاح الدقيق عن حالة الغربة، فالشاعر كان يسعى إل الوضوح والتناسب النطقي بي عناصر الصورة؛م@همل بذلك أهم� عنصر أل وهو اليال، مع أن�ه يعب�ر عن مواقف ذاتية تتطلoب العفوية والبتعاد عن البلغة ف بناء الصور ح22ت

تكون قادرة على نقل الشعور النسان بالغربة. فإذا أردنا أن نثoل لذلك ف شعر ممد العيد أل خليفة نده يشب�ه أرباب الدى أو

:)2(رجال الصلح بالعقبان، وذلك لي@صو�ر غربتهم ف متمع ك¹ث§ر فيه الفساد ، يقولحدود الدى تميهم سطوة الكمتطاول أرباب الغواية واعتدوا

وأصبح أرباب الدى دون عاصم غريبي ف الدنيا كعقباناوالعقبان طيور تعيش ف الماكن الالية.

وشب�ه الشاعر عبد ال شريط، الق� الذي غاب عن حياة الضعفاء م�ن استبد� ب22م:)3( بقوله"السراب"الستعمار ب

كسراب يذوب فوق البيدأيها الق ذبت بي الليال:)4(والشاعر مبارك جلواح أيضا يوظoف التشبيه ليصو�ر غربته بي أقاربه

.64، ص: 1981ممد ناصف، "الصورة الدبية"، دار الندلس، بيوت، )(1105الديوان، ص: ممد العيد أل خليفة،) (2 60: ، ص" الرماد "عبد ال شريط ، )(3.383نفسه، ص : )(4

209

Page 213: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

كسم الرقطا بالاء العيوللقرب بذا اللق سم كنار الغاز ف أدران طيوأن الي يرجى من نفوس

فالشاعر ي@شب�ه أقاربه بالفاعي لا لقاه منهم من جفاء.

:)1(ثo يشب�ه الشاعر قلوب الناس بالجر القاسي،فيقول لغي الفأس ل تسمح بليقلوب الناس كالصوان أقسى

والشاعر ممد العيد ف تصويره لغربته النفسية يعمد إل توظيف الطب22اق حت�22ى:)2(ي@فصح عن التناقضات الت تتاح نفسه، يقول

مت ترين الصباحايا ليل طلت جناحا ما كان منه مباحاأمسى علي حراما

وما وجدت انشراحاقد ضقت بالم ذرعا :)3(ومبارك جلواح يوظoف الطباق ليصو�ر إحساسه بالزمن ويأسه من الياة، يقول

نوي النية وامTحي التأميلقد أدبرت عن الياة وأقبلت:)4(كما أن�ه يوظoف القابلة أيضا ليعب�ر عن غربة الديب الفكرية ،يقول

وجهول سال الطواتوعليم ف خطاه عاثر وبليد ظافر بالمنيات وأديب ف مناه خائب

فالشعراء ف هذه الرحلة جعلوا من هذه الوانب الشكلية هدفا وأساسا ف بن22اء صورهم الشعرية على حساب اليال والشعور، وهذا ما أعاقهم عن توص22يل مش22اعر الغتراب، حيث جاءت الصورة الشعرية ف الغالب باهتة، لنo الشاعر ل ي@ضف عليه22ا

من إحساسه.

382 ، ص :." الرماد "عبد ال شريط ،) (1.45الديوان، ص: ممد العيد أل خليفة) (2441عبد ال الركيب، "الشاعر جلواح من التمرد إل النتحار" ص: )(3422نفسه ، ص : )(4

210

Page 214: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

لكن الصورة عرفت ف أواخر الربعينات والمسينيات تطو�را واضحا، إذ أصبح الشعراء أكثر ذاتية وصدقا ف نقل واقع الغربة، مع ظهور التيار الوجدان أو الرومانسي، فقد جعل الشاعر الرومانسي من الصورة فيضا نابعا من وجدانه، ول ياول الت22دخل ف خلقها بفكرة الواعي، متأثoرا ف ذلك بالشعر الهجري وجاعة أبولو وبأب القاسم الشاب

خاص�ة. فإذا اقتربنا من الصورة الفنية ف شعر ممد الخضر السائحي وجدناه يركoز على

:)1(جزئيات دقيقة يصنع منها صورة متكاملة ومتناسقة ،مثال على ذلك قوله.أنا والشمعة ل يدر كلنا ما الجوع

كلما حدقت فيها ذاهل تذري الدموع.تتلشى ف هوى الليل، وأفن ف خشوع.

نارها شبت على الرأس، وناري ف الضلوع.فإذا أصعدت أنفاسي، تاوت ف خضوع.

هكذا تضي ليالينا ارتعاشات تروع.نرقب الفجر، ولكن ليس للفجر طلوع.

فضحاياك تراهم، شعراء وشوع. فبمقارنة الشاعر بي حالته وحالة الشمعة استطاع أن ينقل لنا الغربة النفسية الت

يعيشها.:)2(و عب�ر عبد ال شريط عن شعوره الاد بالغتراب قائل

. مي كصخر يذوب بي ضلوعييا غروب الياة ف قلب الدا كيف أمسيت ف الغروب الروع.أنا من كنت ف انتظار شروقي

تدلت كواجات الدموع.ونوم الحلم ف أفقي النائي عن ذكريات أمسي الصريع.والسنون العرجاء تزحف بالنسيان

.50 ص: 1965، 1،"هسات وصرخات"، الطبوعات الوطنية الزائرية ، الزائر، ط ممد الخضر السائحي )(1.126الرماد"، ص: " عبد ال شريط ، )(2

211

Page 215: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

تروي من شعلت ونيب.ف رمال حراء تأكل من قلب فالشاعر هنا ارتكز على خياله الذي أسعفه ف ابتكار مازات ص22و�رت غربت22ه

بطريقة دقيقة.:)1("القلق"ويقول ف قصيدة بعنوان

خدعة أنت يا حياة ولكن لست أدري على ما يبكيك فن شوك هذا النسيم يرح لنشاخ ف صدري الغناء وأمسى صديدا يذوب من قرح جفنوابتسام النام أملس كالفعى

يا عروس الزن الغلف ف قلب أما آن أن يزاح حجابك والشاعر هنا يربط بي الوصوفات بعلقات مازية لنقل مشاعر القلق (س22راب النار، أرجوحة الليال، أدمع الوع، شاخ الغناء، شوك النسيم، اللحن الروح، ابتس22ام

أملس كالفعى). وتي�ز الشعراء الوجدانيون بعنايتهم الواضحة بصورة الطبيعة ف بن22اء ص22و�رهم الشعرية وجعلوا من اليوان معادل موضوعيا لالة الغربة الت يعيشونا ،كما أن�هم جعلوا من مظاهر الطبيعة وسيلة للتعبي عن انفعالتم الزينة، بل إن�ها أص22بحت تش22اركهم

إحساسهم الاد� بالقلق والكتئاب. فالشعراء الوجدانيون أ§ولعوا "بخاطبة الطي22ور حي ي@ص22دمون ف ت22اربم الاصة، أو حي يس�ون بضغط التمع، فيفر�ون إل البلبل أو العصافي يبثونا أحزان22م ويشكون إليها ما يشعرون به من أل، ويقارنون بي حالم وحال الطيور ال22ت تغن، أو

.)2(تعان من السجن ف القفاص"

.82الرماد"، ص: " عبد ال شريط ، )(1.151عبد ال ركيب، " الشاعر جلواح من الرد إل النتحار"، ص: )(2

212

Page 216: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

يناجي الشاعر طائرا حزين22ا، ويرب22ط بي"يا طائر"ففي قصيدة صال خبشاشه حزنه وحزن الطائر، فيقول عاقدا مقارنة بينه وبي الطائر مفصحا م22ن خلل22ا ع22ن

:)3(غربته وأنا وأنت الفاقدان جناحاتبكي وأبكي والشجون عريقة وأنا وأنت الثخنان جراحاوأنا وأنت النائحان على المى وحاي أضحى للقساة مراحافحماك داسته البزاة بخلب وبن أعدمهم هدى وناحاوبنوك داسهم الزمان بنعله

فالطائر إذÐا حزين مثل الشاعر على ضياع وطنه وعل22ى أبن22اء جنس22ه ولك22ن:)2(الختلف يكمن ف امتلك الطائر للحرية ف حي إنo الشاعر م@قي�د، يقول

ضيعت وقت حسرة ونواحا.لو كنت مثلك مطلقا حرا لا ومكمم ل أستطيع صراحا. لكن يا طي موثق أرجل

، ند أنo الشاعر جعل هذا اليوان ص22ديقا" البلبل الندل"وف قصيدة للواح :)3(يبوح له با ي@قاسيه من أل وضيم ،يقول

هات أبسط القول عما قد تكابده فإنن لك قد أفرغت آذان. إن كمثلك مكلوم الشا عان.ل تفرقن لكون امرء بشرا هو الذي قد رمى قلب وجثمان.ومن رماك بذا الطب برثنه

ويواصل الشاعر واصفا حال البلبل الزين ذاكرا ما مضى من عهود كان فيه22اسعيدا فكأن�ه ي@سقط ذلك على نفسه ويتأس�ف على أيامه الوال.

وهي نوع من الطي22ور"الورقاء"وف افصاحه عن غربته وهو ف باريس،يستخدم :)4(في@حم�لها ما يتلج بداخله من مشاعر الشوق والني والزن على فراق الوطن ،يقول

.66 ، ص :1962، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ،الزائر ، "شعر ماقبل الستقلل "أمال، ملoة )(366،ص :"شعر ماقبل الستقلل "أمال، ملoة )(2.373عبد ال ركيب، " الشاعر جلواح من الرد إل النتحار" ،ص: )(3.454نفسه ، ص : )(4

213

Page 217: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

ورقاء حيد با عن ورودك الشبم.باتت تناجيك خلف اليم ف الغمم من أن تراها ولو ف هدئة اللم.مشتاقة لرباك النضر آيسة

راح الصروف با ف موطن العجم.نرية اللحن والوجدان قد لفظت أذهانا صور السراب والكم. ترنو فترسم أيدي الذكريات على خرير دمع من الجفان منسجمفترسل النوح لكن ل ميب سوى

إضافة إل اليوان وظoف الشاعر الطبيعة، فكانت مظاهرها من ليل وب22ر ون22رمكو�نا أساسيا لعجمه السخي، م@لقيا عليها ما ف ذاته من أحزان وآلم تصف لنا غربته.

ومن خلل م22اورته ينس22ب إل"مناجاة البحر"فأحد سحنون مثل ف قصيدته : )1(البحر ما يعتري الشاعر من حزن وأل تسب�ب ف عبوسه وبكائه،يقول

ماذا بنفسك قد أل أيها البحر الضم.نام اللئق كلهم وبقيت وحدك ل تنم.

وأرى العبوس على مياك الليل قد ارتسم.وأرى أنينك صاعدا ف الو دوى ف الكم.

فكان موجك وهو يعثر بالصخور إذا اصطدم.فقد التصب فانسجم.دمع جرى من موجع

إنo الشاعر يعكس دواخل نفسه على البحر، فهو إن كان ينسب هذه الص22فات النسانية للبحر إل أنه ف القيقة يعب�ر عن واقعه الكئيب، وهو ما تؤكoده البيات التبقoية

من القصيدة ، يقول:أتضج من عبث السياسة كم أباد وكم هدم.

ومن العمر إذا طغى و من السيطر إذا ظلم والشاعر مبارك جلواح يستعي بصورة الطبيعة الضطربة؛لينقل با انفعالت نفسه

:)2(الاد�ة وهو مغترب ف باريس، يعان من التمييز والعنصرية، يقول.32ديوان، ، ص: أحد سحنون، ال) (1439عبد ال الركيب ،" الشاعر جلواح من التمرد إل النتحار" ، ص: )(2

214

Page 218: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

يا ليل أين اللتجاء، يا ليل الريح تعصف، والعهاد يسيل. والرعد يقصف والغصون تيل.والبق يلمع ف السحاب ويتفي

للسحب عنا ف السماء منديل.والشهب وسن حيث غيب نورها فسواد الليل وعصف الرياح، ولعان البق ف السحاب وقصف الرع22د، وميلنالغصون وغياب نور الشهب تعطي انطباعا بالسوداوية وتس�د مشاعر الزن والرع22ب. والشاعر أبو القاسم سعد ال يت�خذ من صورة الغروب وما تلoفه من ظلم وسيلة

:)1(معب�ة عن واقع غربته خارج الوطن، يقوليا نمة الغروب

يا من تدرين الفق بالحزان والشحوبوترسلي عب قرية نيب

وموكبا من الداد والبكاءرفقا بقريت هناك ف الرمال

فإنا حطام ذكريات مشت على رفاتا الرياح

فأصبحت يا نمة الغروبأغنية تبها الحزان

وتستعيدها مساء كل عيدف سع طفل طوح الفراق

به، عن أمه...أبيه...والرفاقعن حبه...وهه البعيد.

2ويقول أيضا:

361 360الزمن الخضر"، ص: " أبو القاسم سعد ال ،)(1327 و 326ص: ، نفسه 2

215

Page 219: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

أطارد الشباح ف الظلمتصطادن الشباح ف الظلم

أرى النجوم تبتعدأرى الصباح ميتا، قتيلعيناي تنظران...تمدان

يداي...تبحثان...تقنطانوأسع الصوات حشرجات

أتيه ف الضبابأغوص ف العذاب

والشاعر ممد بلقاسم خoار أيضا يعتمد صورة الظلم معب�را عن غربته وه22و ف:)1(دمشق ،يقول

الناس يتفون هاربيوالشمس ف ارتعاش تنسحب

ل تتركون خلفكم وحيداألوب ف الظلم...ل أرى...

يلوكن العياء. فاللفاظ الت وظoفها الشاعر (الناس يتفون، الشمس تنس22حب، ل ت22تركونن خلفكم،وحيدا، ألوب ف الظلم) تؤكoد الصورة الكلية لشاعر الغربة الت تيط به وم22ا

نتج عنها من مشاعر الوحدة والوف والوحشة . ويظهر تأثoر الشعراء بأب القاسم الشاب ف الرجوع إل صو�ر الطبيعة خاص�ة عبد

:)2(ال شريط ، يقول

.102، ص: " ظلل وأصداء"، ممد بلقاسم خoار )(1.89، ص: الرماد""عبد ال شريط ،) (2

216

Page 220: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

أيها الليل أنت ستر من الغم ترامى على الوجود الكبي.فيك تفن لون كل غريد فيك يذوي ابتسام كل الزهور.

و تسود رائعاتفيك يا ليل تنطفئ شعلة الدنياالبدور.

هو ذا الغاب قد تشي به الصمت كما بات ماشيا ف القبور و ضباب من السىفغدا وهو مسبل ف دجاه

والفتور. قبت فيه فرحت وسروري.كضريح مد د ف فؤادي

إنo الليل الذي يصو�ره الشاعر هو ليل نفسه الكتئبة؛ الت طفت عليه مشاعر الغربة واستبد�ت با ، وقد استلهم الشاعر صوره من الصورة الشعرية الت وظoفها الش22اب ف

:)1 ( والت يقول فيها"أي�ها الليل" قصيدته أيها الليل يا أبا البؤس والو ل، يا هيكل الياة الرهيب.فيك تثو عرائس المل العذ ب، تصلي بصوتا البوب.

ــر ــوم ده فيثي النشيد ذكرى حياة حجبتـ، ها غيكئيب.

وترف الشجون من حول قلب ي بسكون، وهيبة، وقطوب.أيها الليل أنت نغم شجي ف، شفاه الدهور، بي النحيب.

تتلوى الياة من أل البؤ س، فتبكي بلوعة ونيب. وعلى مسمعيك، تنهل نوحــا، عــويل م!ــر ا شــجون

القلوب..وأرى ف السكون أجنة البار، مضلة بدمع حبييب

* التشخيص:

.76 75أغان الياة"، ص: " أبو القاسم الشاب ، )(1

217

Page 221: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

لقد تي�ز الشعر الوجدان باعتماده الصورة التشخيصي�ة؛حيث أدرك الشاعر دورها ف نقل التجربة الشعرية،وأثرها الواضح ف الفصاح عن مشاعر الغتراب، يقول عب22د القاهر الرجان بصوص التشخيص: "فإنك لترى الماد حياo ناطقÐا، والعجم فصيحا،

، فالتشخيص هو توليد ذهن لا سبق)1(والجسام الرس مبينة، والعن الفية بادية جلي�ة" إدراكه بالواس، ويكون ذلك باللoغة الازية، ويظهر ذلك جلي�ا ف تربت:جلواح وعبد

ال شريط.:)2(يقول مبارك جلواح

ح!مق7 ال8س$ا و غ8ب$او$ة الب!كxر7.إنTي س$ئ/م&ت! من الوج!ود ومن إح&ن7 الق8ضا وض$غ$ائن الق8د$ر.وس$ئ7م&ت! من ك8ي&د7 ال8ياة ومن

ه$ز&ل7 الpن وت$ه$او!ن الض@ج$ر.وس$ئ7م&ت! من ه!ز&ء الر@جاء ومن وع!ب!وس ذ8اك$ الش@يب للب$ص$ر.وس$ئ7م&ت! من ع$ب$ث7 الش@ب7ي$بة ب

فالوجود، والساء،والصباح الباكر، والياة، والقضاء والق22در والرج22اء والن، والضجر والشباب والشيب، كلoها أصبحت ف نظر الشاعر مبعثا للسأم واللل والي22أس، ولذلك نفث فيها من روح النسان و أسبغ عليها من صفاته: المق، الغب22اء، الكي22د، الكراهية، الزل، السخرية والعبث والعبوس؛ ليجعل الصورة أكثر حيوية وأق22در عل22ى

الفصاح عن غربته.:)3(ويقول عبد ال شريط

ع!ن!ق$ الك8ون7 ب$ار7دا كال8م$ام.وأ8ر$ى الل�يل قاب7ضا ب7يد$يه م!ثxق8ل8 ال8طxو ف فpؤاد7ي الد@امي.جاء� كاليأس/ ساك7تا يت$مش@ى ف8ت$خ&فى ف ج$وف7ه الpت$ر$امي.ف ح$ش$اه الب$ع7يد ي$ب&ت$ل7ع الد!ن&يا

1998 ، 1، تقيق ممد الفضال ، الكتبة العصرية ،صيدا ،ط"أسرار البلغة" القاهر الرجان ، عبد)(1401، ص :"الشاعر جلواح من التمرد إل النتحار" عبد ال الركيب، )(284ص: ، الرماد"" عبد ال شريط ، )(3

218

Page 222: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

فالشاعر يعل لليل أرجل وأيديا، كالنسان، يقبض با على الكون بقوة، ليجعله خاليا من الياة والمل، يبتلع الخلوقات ف جوفه؛ فإحساس الشاعر بالغرب22ة والكآب22ة

جعله يصو�ر الليل بذه الطريقة.:)1(وقريب من هذا العن قوله

ف ح$ي$اة/ د!ج$اك ب$ع&ض! ب7له$ا.ل8ك7ن@ الص$فxو أي|ها الل�يلp أن@ي و$ ر$و@ع&ت$ أ8م&ن$ها وم!ن$اها.ب7ر7د$اك$ الب$غ7يض/ غ8ط�يت$ د!نيان$ا

فالليل إنسان يلبس رداء داكنا يجب به دنيا الشاعر قاتل بذلك أحلمه وأمانيهومبقي�ا إي�اه حبيسا لليأس والسى.

وتعبيا عن غربته السياسية ف السجن يصو�ر الشاعر مبارك جلواح القضاء إنسانا:)2(خائنا رمى به ف السجن على غفلة منه،يقول.على غ8فxل8ة/ م7̂ني ولس&ت! ب7م!جر7م7وس7ج&ن ر$م$ت ب ف د!جاه! يد! الق8ضا

وعندما يصو�ر إحساسه الشديد بالزن و الغربة ف قصيدة كتبها رث22اء لوف22اة:)3(صديقه، جعل من الزمان إنسانا أعمى، يقول

بر/ج&ل ز$م$ان بات$ ف س$ي&ره أع&م$ى.ويا ص$اح7ب ق8د ب7ت| ب$عد$ك كال7ذا.ت$ن$لx ش$وك8ت منه س7وى أpذpن ص$م@اي$د7ب| على ش$وك7 الك8وار7ث ب7ي ول8م

وتي�ز عبد ال شريط بياله الواسع إذ جعل من الصيف شيخا هرما، ومن لي22الÐالربيع صبايا خنقتها الريح، ومن الساء إنسانا حزينا ̧يج@ر® خ@طاه، ومن النج22وم دموع22ا

:)4(ضائعات، يقول الل�فxح! من و$ج&ه7ه الل�ه7يث7 ال8ه7يد. ه!و ذا الص@يف! يا فpؤادي ي!طaل~

.87نفسه، ص: )(1394ص: ، "الشاعر جلواح من التمرد إل النتحار"عبد ال الركيب، ) (2286 ، ص: نفسه )(3109 2 107: ، صالرماد"" عبد ال شريط ، )(4

219

Page 223: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

ش!ع&ثا كم$̂يتات7 ت$ت$دل�ي الي@ام! من ر$أس7ه الش&ي$بال8ر7يد.

ــات ــبايا م!ك8م@م ــر&خ ص$ ــن ف الش@ يا ل8يال7ي الر@بيع م!ت|الو!ر!ود.

ر/يح� ص$فxراء ت$ن&خ$ر! ع!ود7ي.خ$ن$ق8ت ع7طxر$كpن@ ف ق8لxب الب&ك8م أ8ر$ق� أن&ت$ ف ج!فpونأي|ها ذا الص@يف! الpس$ر&ب$لp غ8م ا

الل�يال7ي. وأ8ثق8لxت$ خ$طxو$هوال8ساء� ال8ز7ين أ8د&م$يت$ ر7ج&ل8يه

بال̂رم$ال. ما لxتلxك الن|ج!وم ف أpفpق7ــه النــائ7ي تــد$ل�ت ك8ض$ــائ7عات

الد|م!وع. وع$ل8يها كالك8ف8ن ب7يض! ما لي@ام7نا ت$ز@اح$ف! ر$ز&ح$ى

.الد|ر!وع وبذلك أجرى الشاعر أحكام العاقل على غي العاق22ل فم22ن خلل الص22ورة التشخيصية وعن طريق تكثيف الصور الزئية التلحقة تشكoلت صورة متكاملة عن غربة

الشاعر، ويأسه من الياة. وممد بلقاسم خoار أيضا يعتمد التشخيص ف قصيدته أش22واق ليعب�22ر ع22ن

: )1(أحاسيس الوحشة والوف والوحدة والبؤس وهو غريب ف دمشق، يقولو$ط8ن ت$ر$كxت!ك$ م!رغ8م\ا ، وت$ر$كxت! فيك س$ع$اد$ت.

ور$مى الز@م$انp ب!ه&ج$ت كالو@يل ف ق8ع&ر7 الب$و$اد7ي.حي&ثp الت@ع$اس$ةp كالظ�لم7 ت!ث7ي! آلم7ي وب!ؤس7ي.

ول8ظ8ى الس@ر$اب، و$وح&ش$ةp الف8اق7 ت$لxه$ثp كالص@و$اد7ي.

.91 ،ص: 1986 ، 1إرهاصات سرابية"، الؤسسة الوطنية للكتاب الزائر ، ط" ممد بلقاسم خoار، ) (1

220

Page 224: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

.وأنا الغ$ريب! ب7وح&د$ت بال8وف7 ت$م&ض$غ!ن7ي الل�يال7ي وكخلصة لا سبق، نقول إنo الشاعر الوجدان اهتم بالصورة الشعرية ؛ذلك أن�ه جعل من التجربة والنفعالت الشعورية الذاتية أساسا ف التجربة الش22عرية، فتمي�22زت الصورة بالصدق واليوية، وبالقدرة على نقل مشاعر الغربة بصورة واضحة وأهم� ميزة

طبعت الصورة هي اهتمام الشاعر باليال والعاطفة ف بنائها. مرحلة الستقلل:2-

لحظنا كيف كان الشاعر الزائري ف مرحلة ما قبل الستقلل يهتم ب22الفكرة البلغية وتناسبها مع الناحية العروضية عل22ىحيوالعن ويركز ف بناء صوره على النوا

حساب اليال؛ ذلك أن�ه كان متأثoرا بالنقد القدي، م�ا جعل عنصر التص22وير ف ه22ذه الرحلة ضعيفا وغي قادر على تبيان مشاعر الغتراب بصورة دقيقة، ف حي إنo الشاعر ف مرحلة الستقلل أدرك أن الصورة الشعرية هي العنصر الوهري للش22عر، فتج22اوز الصورة البلغية القتصرة على التشبيه والكناية والستعارة، واهتم� بعنصر اليال،ما أن�22ه

ابتدع وسائله الفنية الت ساعدته ف تصوير غربته نو الستعانة بالرمز والسطورة. كما أنo طريقته ف الفصاح عن مكنونات ذاته وانفعالته أصبحت غي مباشرة، فالصورة ف هذه الرحلة غدت مرادفة للتجربة الشعورية؛ولذا كانت أك22ثر ناح22ا ف

تصوير غربة الشاعر وأكثر تأثيا ف التلقoي لشعرهم. واللحظ ف شعر السبعينيات كثرة الصو�ر؛ "الت يتفج�ر منها إحس22اس ه22ؤلء الشباب بالزن والضياع والغتراب والقل22ق،أو الحس22اس باللحق22ة والض22طهاد

.)1(والكبت" : لعبد العال رزاقى تواجهنا صورة شعرية"ففي قصيدة "البار عب متاهة الصفر

:)2(تكشف عن إحساس حاد� بالغتراب والضياع، يقولأ8د!ور أ8د!ور

.534، ص: " الشعر الزائري الديث" ممد ناصر، )(1.27 ،ص: 1973، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، الزائر ، " الب ف درجة الصفر"عبد العال رزاقى، )(2

221

Page 225: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

ف خ$ل8جات7 أي@امي الش@ق7ية.وف م$رايا الص@م&ت وال8ن&فى.

وح7يدا.أر&ت$مي ف لpج@ة الح&زان.

ف د$و@ا8مة الت@خ&م7ي.

ف أي&قpون$ة ال̂تج&وال.وح7يدا.

ف ع$ق8ار7ب ساع$ة ع$م&ي$اء�.أغ7ت$الp الد@ق8ائ7ق$ والث�وان7ي.

أج!ر| الpز&ن.أش&رب! و$قxع$ خ!طpوات.

ألpم| الص@م&ت$.أ8مض$غ!ه!. وأpب&ح7ر! ف ع!ب$اب ال̂صفxر..

لقد و@فÚق الشاعر ف توظيف صور متتابعة ومكثoفة، نقل من خلل22ا إحساس22ه بضياعه ف تفاهة الياة، وعب عن ذلك ب2: الدوران ف اليام الشقية،و بالرتاء ف لoة الحزان، الدخول ف دو�امة التخمي، الوحدة، النظر ف عقارب س22اعة عمي22اء، ج22ر

الحزان أما عمر أزراج فيعب�ر عن اغترابه بتوظيفه لصو�ر ت22دلo عل22ى العب22ث

والعدمية :)1(واللoاجدوى ، يقول

... س$أد&ف7ن وج&ه7ي بت7لك$ ال8ق7يبة..32، ص: "وحرسن الظل" عمر أزراج ، )(1

222

Page 226: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

وأن&ت$ظر الص@م&ت$ ت!ومئ ل ساع7داه.فأم&شي إل ج!ز!ر7 الوه&م، أج&ل7س! بي ج$ناح$ي م$ل8ك.

.Tل ت!ح7ب mوأح7ب| ج7̂نيةوأقرأ من دفxت$ر الغxت7راب.

ح$كاي$ا فpؤاد7ي ال8بع7يد.لس$اع7ي الب$ريد.

ل7ي!رج7ع$ن خ7لxس$ةm للم$د7ينة.ف8أسكpن! ف س$ل�ة الpه&م$لت.على ب$اب7 ق8ص&ر/ الpكpومة.

وتس�د أحلم مستغاني إحساسها العميق بالضياع ف متم22ع يض22طهد ال22رأة ويرمها من حقوقها ويعاملها باحتقار، ف صورة السفينة؛ الت تترامى با المواج ف بر الياة، فوظoفت تعابي: المواج، العواطف، الشراع المزق، الركب الضائع مفصحة با

:)1(عن تر�دها وتنكoرها لذه القيم الت تطo من ق¹دÁر الراة، تقول... م$از7لxت! يا ر$ف7يق8ت7ي.

أpص$ار7ع! ال7ياه.م$نه!وك8ةm س$ف7ين$ت7ي.لك7ن@ها بقpوة7 الل8ه.

س$ت$قxط8ع! الب7ح$ار، وت$ه&ز7م الpؤام$رة. و أصبح الشاعر ف هذه الرحلة ييل إل الغموض ف بناء صوره الشعرية، وه22ذا أمر مرتبط أساسا بفهومه لصطلح الصورة، فالشعراء الشباب كانوا يرك22oزون عل22ى الغرابة، ويشترطون الفاجأة والدهشة ويرفضون الباشرة، لكن ذلك أثoر عل22ى الن22ص الشعري؛حت�ى أن�نا نشعر أحيانا بالعجز عما يريد الشاعر قوله فالقصيدة تص22بح أش22به

.90 ص: 1972، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، الزائر ، "على مرفئ اليام" أحلم مستغاني ، )(1

223

Page 227: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

بالطلسم نتيجة لتلحق الصور دون خضوعها لنطق العقل الذي يساهم ف وض22وحها وتناسقها، ولعلo هذا الغموض راجع ف أساسه إل اضطراب نفسية الشاعر، الواقعة تت سلطة الغتراب عن الواقع، فالصورة أساسا هي تربة نفسي�ة ياول الشاعر إخراجها إل الوجود الدب والفن، معتمدا ف ذلك إمكاناته العقلية والفنية ؛فالصورة " تربة نفس22ية

.)1(يعيشها الرء وتكشف عن باطنه الفي" وقد دفع الغموض هؤلء الشعراء إل اختراق ما هو ط22بيعي ف ق22واني اللغ22ة العربية، فاستعانوا باستعارات معقدة نو: (أصي مدينة – يتشع�ب ش22عر الل22م عل22ى جسدي – مقهى – يهرب صوت وف يصي دروبا، صفوف ني22ل- أحل22ب ض22رع السافات – انطفأ الاء – يلس الغيم خلفي – سجون الوجوه الذليلة – حزن الشجر – يرضع ثدي الطر – ترتعش السنون – يورق ف ضلوعي الشوق – يضر البكاء)، وهنا نستشف تعم®د الشاعر ربط الصور فيما بينها برباط غي مفهوم، كما يتضح لن22ا م22ن خلل توظيفه لذه العبارات اضطراب مشاعره وتوت�رها، وكذا رفض22ه لواق22ع الي22اة

العاصرة وما تفرضه عليه من قلق واكتئاب. و أصبح الرمز من الدوات الفنية الساسية ف تشكيل الصورة الش22عرية، فق22د أدرك الشاعر ما يويه مكنونه من طاقة إيائية كبية تزيد ف غن العم22ل الش22عري، وتعله أبعد ما يكون عن الوضوح والباشرة ف الفصاح عن الشاعر والفكار، ه22ذا ل يعن أنo الشاعر ف الرحلة السابقة ل يوظoف الرمز، وإن�ما كان "بسيطا، س22هل الدراك عند ممد العيد والسائحي، وصال خرف، وغيهم من الشعراء التقليدين والس22بب ف ذلك أنo هؤولء الشعراء ل ينظروا إل الرمز بوصفه صورة فنية بقدر ما كانوا يه22دفون إل تسيد أفكارهم أمام أبصارنا ف قالب أقرب ما يكون إل الرمز، وإن شئنا هو شبيه

.)2(بالكناية"

.433 ، ص :5، مكتبة النلو الصرية ، القاهرة ، ط"النقد الدب" ممد غنيمي هلل ، )(1 ، ديوان الطبوعات الامعية، الزائر،"1980 حت 1945تطور الشعر الزائري منذ سنة " الوناس شعبان، )(2

45،ص :1988

224

Page 228: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

وما من شك� ف أنo الرمز اللغوي كان تعبيا عن الشاعر والحاسيس الت يرغب الشاعر ف الفصاح عنها، ومن ث¹مø̧ كان تعبيا صادقا عن تط22و�رات الي22اة السياس22ية

والجتماعية الت واكبها الشعراء"، ف مرحلة ما بعد الستقلل. فنجدهم مثل ييلون وبكثرة إل توظيف العلم سواء أكانت أشخاصا أم أمكنة تلءم حالتم الشعورية الغتربة، فعبد العال رزاoقي ي@كثر من الس22تعانة بالشخص22يات التاريية العروفة برفضها للواقع وتر�دها عليه، وماربة الظلم والستبداد أمثال (الشنفري

– أب ذر الغفاري، لوركا، ابن بركة، تشي جيفارا، اللoج، الوارج). ومن الرموز الت طغى توظيفها ف قصائد هذه الفترة: رمز الشهيد والماكن الت لا علقة بثورة الزائر: كساحة الشهداء، ساحة أول ماي، أيضا حي القص22بة؛ وه22و معروف تارييا باللحم الت حدثت فيه أثناء الثورة التحريرية الكبى؛ فالش22هيد غ22دا رمزا لزمن البطولت والتضحيات ي@واجه به الشاعر واقع22ه الزي�22ف التآك22ل ،زم22ن النتهازيي والونة؛ الذين استغلoوا شعار الثورة لدمة مصالهم بعد اس22تقلل البلد، متجاهلي الشعب البائس، القي«د بالفقر، وخانوا مبادئ الثورة و ل يقoقوا منه22ا ش22يئا

:)1(ي@ذكر، وبذلك ضاعت جهود الشهداء و تضحياتم، يقول ممد زت�يليت!ع$ايش!ن7ي غpرب$ة¦ ل ت!ط8اق.

ي!م̂زقpن الي$أس!، والpزنp ف ساح$ة7 الش!ه$داء.ي!ق8ات7لpون الواق7فpون.

ي!خاص7م!ن الص$ام7ت!ون.أعوذp بكم أي|ها الش!هداء.

أpح$̂ييكpم أي|ها الفpق8راء.وألxع$ن!كpم كpل� ص!بح/ أيا أي|ها ال�م$راء.

".لن� الذين أمامي ف "ساح$ة الشهداء

71: ، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، د ت ، ص"فصول الب و التحول "ممد زتيلي ، )(1

225

Page 229: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

م!صاد$رة¦ كpل~ أ8و&راقهم ، و الب7طاق8ات ، و الغxن7يات الت ع$ش7قpوها

:)1(وأحد أحدي يعتب على هذا الزمن الذي خان الشهيد بقولهماز/لت! أ8ج!وب! الش@ار7ع.ض$̂يق ش$ار7ع! الس&ت7قxلل.فس7يح$ة¦ س$اح$ةp الش|ه$داء.

فضيق ساحة الستقلل رمز لضياع أحلم الشعب، وشساعة س22احة الش22هداء ترمز إل كثرة الشهداء الذين سقطوا لتحي الزائر حر�ة وت@طبق فيها البادئ الت ق22امت

من أجلها الثورة.:)2(وربيعه جلطي أيضا يوظoف رمز الشهيد لتنتقد الواقع الترد�ي؛ تقول

"ع$ب@ان" ي!ش&ه7ر! ف و$ج&ه7 ال̂ريح7 ق8لxب$ه.ي$ش!م| ع$لى ع!ن!ق7 الت@ار7يخ7 ح$ق7يق8ة ر$ه7ي$بة.

ي$ج&ل7س! م!ح$اذ7ي\ا ل7ج7دار م!ن&ط8ف7ئ.من& ي!حا8ك7م&؟

و ... "ع$ب@ان"، ص$ار ش$ار7عا ي$ص&ع$د إل ال�س&ف8ل.ف7ي العاص7م$ة.

إنo جهود الشهداء وتضحياتم ذهبت هباء، فكلo ما حصده الشهيد وضع اس22ه على لفتات الشوارع، فغدا مر�د شعار أو اسم يتغن�ى به الناس، بدل السعي لتكري22س البادئ الت مات من أجل أن تكون دستورا للجزائر ف مرحلة الستقلل، ويدلo عل22ى

."يصعد إل السفل"ذلك توظيف الشاعرة للطباق بصورة م@وفáقة ف قولا

.58، ص: "قائمة الغضوب عليهم" أحد أحدي ، )(1.74، ص: " تضاريس لوجه غي باريس" ربيعه جلطي، )(2

226

Page 230: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

وأحلم مستغاني ف قصيدتا "بكائية على قب امرئ القي22س" ت@ص22و�ر غربته22ا:)3(السياسية بطريقة م@وفoقة معتمدة الرمز الكلoي ،تقول

ل س$ي&ف$ ف الي$م$ن.ل فار7سا ت$أت7ي به م$ر$اك7ب! الز@من.

والع$م|، والخ&و$الp، وال7يان.... ت8و@لpوا غ7لxم$ان.

قpم&، إن@ن7ي،يا أي|ها ال�م7ي، م7ن ع!ص!ور.

أpب&ع$ثp ف ال8د$اف7ن.وأج&م$ع! الس@ر$اب$ ف ال8داخ7ن.

أ8س&ألp كل� ج7يف8ة.أي&ن$ ب$ن!و أ8س$د؟

ل8 ن$ب&ض$ ف قpلpوب7نا.أي&ن$ ب$ن!و أ8س$د؟

أت$ي&ت!كpم أ8س&أ8لp ع$ن أ8ح$د ل8كن@ ف7ر&ع$ون8 ه!نا.ل ي$م&ن$ح! ال8ي$اة8 ل7لر7ج$ال.

يا ض$ي&ع$ة8 ال̂رج$ال.قpم& أي|ها ال�م7ي.

فع7ن&د$ما ت$ح$ر@ك8ت ع$واط7ف! ال/ي$ان.والق8يص$ر! ال8بط8ل.

قد ه$ز@ه! ال̂تذxك8ار! وال8ن7ي&ن.أقxس$م$ أنx ي!ه&د7ي ل8ن$ا.

.75-73، ص: " على مرفأ اليام"أحلم مستغاني،) (3

227

Page 231: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

أح&د$ث م$ا ق8د& ح7يك$ م7ن ح!ل8ل. فالشاعر تسقط قصة امرئ القيس على واقع المة العربية الؤل والخ́ي22ب بع22د

، وتعب�ر عن مشاعر غربتها السياسية، ف ظلo ه22ذه الوض22اع الزري22ة،1967نكسة فالكoام العرب يشبهون امرؤ القيس الذي لأ إل ملك الروم كي يساعده ف الثأر لقتل والده؛ متجاهل القبائل العربية الت كانت ستكون له خي معي، فهم لئوا إل الغ22رب

بثا عن حلول لشاكلهم الداخلية م@تجاهلي أهية التعاون العرب العرب. كما لأ أغلب الشعراء الزائريي إل الستعانة بالسطورة للتعبي عن غربته22م؛ لن�ها أكثر قدرة على تكثيف تربة الشاعر إن هو أحسن توظيفها وقد حظي�ت أسطورة

بص�ة السد، إذ ل يكاد يوجد ديوان يلو من الشارة إليها، ولع22لo ه2ذه"السندباد" الشخصية الشهورة "بطابعها العروف بالغتراب الدائم، والتجوال الس22تمر، وح22ب� الغامرة والبحث عن الديد، ورفض الواقع الراكد الثابت، هي الت أغä̧رتم واس22تمالت أفئدتم فراحوا يبنون عليها قصائدهم، وكأن�هم وجدوا ف هذه الشخص22ية م22ا يش22به

.)1(نزوعهم عادة إل كل ما هو جديد، وتطلoعهم الدائم إل الكشف، والغامرة، والتمر�د" فعبد العال رز�اقي جعل من السطورة خلفي�ة فكري�ة وفني�ة صو�ر من خللا اغترابه ومعاناته؛ لن�ه يمل هوم وطنه، ونده ياطب الرأة وهي رمز للجزائر الغتربة والاصرة

:)2(بي جور الكام وقهر الغراة بقولهأpر/يد!ك7 أنx ت$ش&ع!ر7ي باغxت7ر$اب7ك.

فالس|فpن! الpب&ح7رات! مع ال̂ريح7 م!ت&ع$ب$ة.وال8وان7ئ م!غ&ل8ق8ة.

والش$واط7ئ م$ه&ج!ور$ة.وع!ي!ونp م!ع$او7ي@ة ت$ت$ر$ق�ب!ن$ا، ت$ت$ن$اق8لp أ8خ&ب$ار$نا. وس!ي!وف! الغ!ز$اة7 م!ل8ط�خ$ة¦ ب7د$م الش|ه$د$اء.

.579، ص: "الشعر الزائري الديث" ممد ناصر، )(178 ، ص: " الب ف درجة الصفر" ،عبد العال رزاقي) (2

228

Page 232: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

هل ال8وج! ي$خ&ض$ع! لل̂ريح؟ي$س&ألpن7ي ز$م$ن� ت$ت$داخ$ل ف7يه ال8و$اق7ف.

أ8خ&ل8ع! ع$ن ج$س$د7ي جلxد$ م$ن ي$ر&ت$د7ين7ي.أpن$اد7يك7 باس&م7ك.

فأقxت$ر7ب.لي&س$ ل/لر@فxض7 م$ع&ن$ى ب7د!ون7ك.

يا ام&ر$أة – آه – أpع7يد!ها.وي!خ$ي@لp ل أن@ها الن&ت7م$اء.

دللت جديدة،وذلك م22ن"السندباد"وقد نح أحد حدي ف منح أسطورة خلل الزج بي الوقائع السطورية القدية والوقائع العاصرة؛ الت يقصد الش22اعر م22ن

:)1(ورائها إل الفصاح عن مشاعر غربته وتأز�ماته الذاتية والفكرية، يقولوالب@ح&ر! أ8ج&و$ف! ما ي$كpون.

ف عي$ن7 ب$ح@ار.على ش$ف8ت$يه/ ت$ن&ت$ح7ر! الب7ح$ار.

ف م!قxل8ت$يه7 ف ار&ت7عاش$ات! الpر!وف.

ت$ع7يش! أ8ح&ق8اد! ال8ر7يف.وما ي$كون غ8ن@اه.

إنx غ8ن@ى؟ و ت7لك$ الغxن7ي$اتس7وى خ!د!وش! ال8ش&ر$ج$ات.

وي$ت7يه! ر$كxب7ي.أنا ض7ع&ت! ف ق8ل8ق7ي و$ر$كxب7ي.

15 و 14، ص:" انفجارات"أحد حدي،) (1

229

Page 233: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

فالشاعر يرى ف السندباد صورة لذاته؛ إل أن�ه ليس السندباد الذي "ركب البحر ليكتشف العال أو يغنم الواهر، وإن�ما هو شاعر يمل ̧هم« وطنه، فركب الشعر وهو ف حالة ماض، فتغيب الروف والكلمات ف شفتيه، فالم� كبي، والكلمات عاجزة ع22ن البوح والتعبي عنه، هذا العجز يعل الشاعر يرت�د إل أعماقه تائه22ا ف ه22ومه وقلق22ه

إضافة إل إل أسطورة السندباد استفاد الشعراء من السطورة اليونانية.)1(الداخلي"ووظفوها للتعبي عن غربتهم السياسية.

إل الشعوب ال22ت س@22لبت حقوقه22ا،"سيزيف" فعبد العال رز�اقي يرمز ب :)2(وا§ضطهدت وأ§خضعت للقهر، يقولح$ك8م$ت& آل7ه$ةp ال̂زيف.

أنx أ8ح&م7ل8 ص$خ!ر$ة8 "سيزيف".أنx أ8ح&م7ل ط8و&عا أو كpر&ها.

ت$أش7ي$ة8 م$ن&ف8ى.... ف8ر7ح&ت! أpغ8̂ني مع الفpق8راء.

ل7غ!ر&ب$ت7ن$ا و$ط8ن.س$وف$ ي!ص&ل8ب! ف الق8لxب7 كالر@ع&د7 ب$ي$ ث8ن$ايا الغ!ي!وم.

و "سيزيف" ي$ص&ع$د ...ي$ه&ب7ط.ف ش$ف8ت$يه ي$ن$ام ن$ش7يد� ق8د7ي.

يا ها8ب7ط ال8ب$ل.ف8كyر& ف ص!ع!ود7ك.

يا ص$اع7د$ ال8ب$ل ف8كyر& ف ن!ز!ول7ك.

85، ص:2005، 24، ملة اللف، عدد "الضمون السطوري ف الشعر الزائري" حسن مزدور، )(1.105-98 ، ص :"الب ف درجة الصفر"عبد العال رزاقي ،) (2

230

Page 234: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

"س22يزيف"فالوقف النفسي التأز�م للشاعر تطلáب منه اس22تدعاء شخص22ي�ة وتوظيفها كمعادل موضوعي لواقع إنسان القرن العشرين؛ الذي يتعر�ض لور الك22oام

واضطهادهم. إل النسان الذي تر�د على الظلم، النسان"سيزيف"أما حري بري فيمز ب

:)1(الذي يلم بتغيي واقعه إل ما هو أفضل، يقولس7يز7يف ف كلy م$ك8ان.سيزيف ف كpلy ز$م$ان.

ي$ب&ح$ثp عن إن&س$ان..ي$ح&لpم! بال̂ريح7 الت ت$ه!ز| الو&ر$اق

وكخلصة لا سبق ،يكن أن نقول بأنo الشاعر ف مرحلة ما بعد الستقلل منح أهي�ة كبية لبناء الصورة الشعرية؛ إذ أصبحت اليط النفسي والشعوري الذي يربط بنÁ̧ية القصيدة كلoها، وبالتال كان أكثر ق§ربا وع@مقا ف تصوير غربته بكلo أناطه22ا، وأص22بح التلقي أكثر تفاعل مع القصيدة؛ إذ أصبح عليه إعادة قراءة النص مرات عد�ة ليكتش22ف أبعاد الصورة و يستشف« من خللا انفعالت الشاعر على اعتبار أنo ه22ذه الرحل22ة تي�زت باللoا مباشرة ف طرح الفكار والعواطف الراد التعبي عنها (اس22تخدام الرم22ز

والسطورة). وبعد اطلعنا على الصورة الشعرية ف شعر الغتراب الزائري ، سنتطoرق ف البحث القادم إل الصورة الشعرية و ناول تتب®ع خصائصها وكيفي�ة توظيف الشعراء الزائريي

لا ف التعبي عن اغترابم .

.104، ص: "ما ذنب السمار يا خشبة"حري بري ،) (1

231

Page 235: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

ثالثا: الوسيقا الشعرية: ي@عد� اليقاع الوسيقي من القومات الفنية الساسية الت يرتك22ز عليه22ا العم22لoالشعري، وهو اليزة الول والاصية الساسية الت تعلنا نفرق الشعر ع22ن الن22ثر؛ لن الشعر نشأ مرتبطا بالغناء، كما أن ضعف الانب الوسيقي ف القصيدة ي@نق±ص من ق§درتا على التعبي والياء وإيصال إحساس الشاعر للمتلقي. وعليه، سنحاول ف هذا البحث دراسة عنصر الوسيقا الشعرية ف القصيدة العربية الديثة ف الزائر؛ لنتبي�ن مدى استفادة

الشاعر الزائري من الوسيقى واليقاع ف الفصاح عن حالة الغتراب الت عاشها. إن التتب�ع للشعر الزائري الديث يلحظ أن مموعة من الشعراء حاولوا التعبي عن اغترابم من خلل الافظة على نظام القصيدة العمودية؛ فالتزموا باليقاع العتم22د

"س22يني�ة"على الوزن الرتيب والقافية الطoردة، وذلك من خلل العارضات، وقد كانت البحتري من أكثر القصائد الت ا§فäت@ت±ن با الشعراء وعارضوها، فمحمد العيد مثل وصف غربة الشعب داخل وطنه وما يتعر�ض له من ظلم وقهر من ق±̧بل الستعمار الفرنسي متأثoرا

:)1("ل أنسى"بالبحتري ونلمس ذلك من خلل ما قاله ف قصيدته وعسفا وأحياء تساق لرماس.ديار من السكان تلي نكاية

بأنواع مكر ل تد بقياس.وشيب وشبان يسامون ذلة تان على أيدي أراذل أنكاس.وغيد من البيض السان أوانس

وقفت أجيل الطرف ف الرض باحثا وأضرب أخاسي الميع بأسداسي. على أهلها واستوحشت بعدأرى الرض زادت ظلمة فوق ظلمة

إيناس. البحتري ضالoته عندما صو�ر غربت22ه"سينية"ووجد مبارك جلواح هو الخر ف

:)2(النفسية فعارضها بقولهسئمت من جيع شجو وأنس.اعبسي أو ابتسمي إن نفسي

.326الديوان، ص: ممد العيد أل خليفة ، ) (1.386عبد ال الركيب، "الشاعر جلواح من التمرد إل النتحار"، ص: )(2

232

Page 236: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

وكان صال خرف من أكثر الشعراء الزائريي م@عارضة للبحتري، وذلك ف أكثر:)1(من قصيدة ،ومن بي ما قاله ف التعبي عن اغترابه لا تتعر�ض له بلده وشعبه

أم طوى شعبها الكافح رمس.خبون أبالزائر إنس:)2( فقال" يا عيد"كما أنه عارض التنب ف قصيدته

با مضى أم لمر فيك تديد.عيد بأي حال عدت يا عيديشي وجهك ف النظار تديد.مال أراك ثقيل الظل ف وطن

ابن زيدون الت يقول ف مطلعه22ا"نونية"كما أن الشاعر مفدي زكريا تأثoر بنغم )3(:

.وناب عن طيب لقيانا تافيناأضحى التنائي بديل من تدانينا:)4(وعارضها معب�را عن حنينه للوطن وتوقه لريته ،فقال

? ماذا تبئه يا عام ستينا.عام مضى كم خابت أمانينا وما يكن ملحظته عن هذه العارضات، أن الشعراء تباينوا ف تأثoرهم، فمنهم من ا§فتت بالقافية فقط، ومنهم من تعد�ى ذلك إل الوزن والصو�ر، ولعلo ما جع22ل الش22اعر الزائري ي@عارض هذه القصائد هو مناسبتها للغرض الذي عاله؛حيث مثلت بوسيقاها العذبة وما تشيعه من حزن،وبقوافيها الختارة ̧نماذ̧ج ملئمة للتعبي عن تارب اغترابه، لكن� ما يؤخذ على غالبية الشعراء الذين كتبوا القص22يدة العمودي22ة ه22و التض22حية بالنفعالت والالت الشعورية ف سبيل البناء على وزن معي�ن وقافية معي�نة؛م�ا جعله22م يبد�دون الفكرة والشعور للبحث عن عبارات تنسجم مع قافية معي�ن22ة بعن أنo الش22اعر كان يعطي الولوية لسلمة الشكل بدل صدق التعبي والنفعال، وهو م22ا أث22oر عل22ى

.47أطلس العجزات"، ص: " صال خرف ،) (1.33نفسه، ص: )(2.11، ص: 2005، 1،ديوانه، دراسة وتذيب، عبد ال سندرة، دار العرفة، بيوت، لبنان، ط ابن زيدون) (3.149اللهب القدس"، ص: " مفدي زكريا ، )(4

233

Page 237: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

التجربة الشعرية؛ إذ بقي عاجزا عن الفصاح عن غربته ضمن إطار جديد ي@كoن@22ه م22نالنطلق والتعبي برية.

:)1(وهذا الدول ي@ظهر تأثoر الشاعر الزائري بالشعر القدي

الشاعرالتأثر

عنوانالقصيدة

الشاعرالتأثر به

عنوانالقصيدة

حرفوزناالروي

خواطرأحد معاشالذكرى

النونالفيفوإذا ل يكنالتنب

أحدسحنون

الكافالرملذكرى ولدةابن زييونأيها البعد

أحدسحنون

النسانبي...

عديالغسان

المزةالفيفبل عنوان

أحدسحنون

الياءالتقاربأنا وابنايممود غنيمابنتاي

العيدصال خرفوالزائر

عيد بأيةالتنبحال

الدالالبسيط

علىصال خرفالشاهقات

صورةالبحتريأنطاكية

السيالفيف

صورةالبحتريأنج خيمصال خرفأنطاكية

السيالفيف

صورةالبحتريثائر ل يعدصال خرفأنطاكية

السيالفيف

.283عمر بوقرورة، "الغربة والني ف الشعر الزائري"، ص: )(1

234

Page 238: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

ل سلمصال خباشةللعداء

العيالكاملبان اليطجرير عمرو

مأساةالقصبة

عمر بن كلثومكلثوم

النونالوافرالعلقة

عبد الرحنالعقون

شقنالباروديأنشودة اللوجدي

الراءالرمل

ماذا تبئه يامفدي زكرياعام

أضحىابن زيدونالثنائي

النونالبسيط

أضحىابن زيدونرسالة الشعرمفدي زكرياالثنائي

النونالبسيط

ممد الخضرالسائحي

المزةالفيفكيف ترقىالبوصييالصحراء

ممد الخضرالسائحي

ف عيدالذكرى

أبو الطيبالرندي

النونالبسيطالنونية

ممد بلقاسمخار

صورةالبحتريرجعةأنطاكية

السيالفيف

ممد بلقاسمخار

الدالالفيفغي مدالعريغضبة

ممد بلقاسمخار

الدالالفيفغي مدالعريالصداء

235

Page 239: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

وقد و@جدت استثناءات، من ذلك مثل ند الشاعر جلواح موفoقا ف الكثي م22ن قصائده الت نظمها على الطريقة التقليدية وحافظ فيها على النظام الليلي، ف التعبي عن انفعالته الشعورية واغترابه؛ ذلك أن�ه جعل التعبي عن الشاعر الزينة والالت الشعورية

الوحية باليأس من أولوياته، بدل التركيز على البناء الارجي للقصيدة. يقول الشاعر ف قصيدته "يا قلب" معب�را عن غربته الجتماعية وسخطه على أهله

:)1(الذين ل ي@قد�روه حق� ق¹درهلصد أخ وهجران الذين.إل ما النوح كالعان السجي

:)2(ويقول ف قصيدة أخرى معب�را عن غربة وجودية ترابا كما كنت تت اللحود؟.لاذا خلقت؟ لاذا أعود

فجئت أعاقب ف ذا الوجود؟ تران أذنبت قبل النشوء وهل كنت شيئا باضي العهود؟فماذا جنيت، وأين جنيت

وأمسي على الرض دامي الكبود؟لاذا أضل إذا شاردا برمت با بميع الهود؟لاذا أضحي لجل حياة

نلحظ كيف أن الشاعر اختار ألفاظا ذات موسيقا هامسة وموحية تلءم مشاعره الزينة، مبتعدا عن النبة الطابية والوسيقا الصاخبة؛ الت تفقد الشعر نزعته التأم�لي22ة، وهو ما ل§وحظ ف أغلب القصائد العمودية الزائرية، يقول ممد مندور ف هذا الصدد: "الشاعر القوي هو الذي يهمس فتحس� صوته خارجا من أعماق نفسه ف نغمات حار�ة، ولكن�ه غي الطابة الت تغلب على شعرنا ف¹تفس±ده، إذ تبعد به عن النفس، عن الص22دق،

".)3(عن الدنو� من القلوب وجدنا موسيقا البيات هادئة و موحية؛ ذلك أنo"لاذا خلقت"فإذا تأم�لنا قصيدته

الشاعر ̧عمد إل "القافية المتد�ة، الت تبدو قوية ف موسيقاها، ولكن�ه خفoفها بالسكون ف

.382عبد ال الركيب،" الشاعر جلواح من التمرد إل النتحار"، ص: )(1.408نفسه، ص: )(2.69، القاهرة، د.ت، ص: 3ممد مندور، "ف اليزان الديد"، مطبعة نضة مصر، ط )(3

236

Page 240: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

"الواو" و "الدال" معا رغم أن�ه سبقها الضم وهو نبة قوية، بينما السكون نبة خافت22ة ليلة على"" وينطبق هذا الكم عل غالبي�ة قصائده: )1(ساكنة تلءم إحساسه بالنهاية الؤلة

، فقد تي�ز جلoها ب22النبة"ميط الليال"، "البلبل الندل"، "زورة الوداع"،"شاطئ السي الادئة والوسيقا الناسبة الت ساعدته ف الفصاح عن غربته النفسية والكانية على ح22د

سواء. كما أنo اعتماد الشاعر الستفهام مكن�ه من التعبي عن حالته النفسية الغتربة؛ الت

ل تع@د تدرك ماهي�تها وسبب وجودها، فجاءت نغمة البيات حزينة موحية باليأس. ويبدو أنo الشاعر كان يدرك أثر الستفهام ف توليد موسيقا شعرية حزينة ت@22بز

:)2(حالته القلقة ،ولذلك نده ي@كثر منه ف قصائده ، يقول أم هل لعمري ف الدنيا من نفاذ؟هل لذي النائبات من منتهى

:)3(ويقول أيضا ف التعبي عن غربته ف وطنهعلى دوحك العلوي والسرحات؟أل أك شحرورا بجدك صادحافأصبحت ل تفل برفع شكات؟فهل أنت يا سؤل سئمت ترني

ففي البيت الول نستشف� أنo الشاعر يبحث عن خلص؛ وقد وجده ف الوت، وتوظيفه للستفهام أبان عن كآبة الشاعر؛ حيث أكسب البيت إيقاعا حزين22ا ي22وحي بتحس�ره على سابق عهده السعيد، وكيف أصبح اليوم غريبا ف وطنه ل يفل ب22أحزانه

أحد، فقد أعطى الستفهام إيقاعا تنغيما حزينا يصدر عن قلب يعان العذاب والل. البية ف تعبيه عن غ§ربته بي أهله وأصدقائه،وجس�د"كم"كما أنo الشاعر كر�ر

:)4(هذا التكرار تناغما صوتيا يعب�ر عن نفسية متأز�مة فاقدة للمل فيمن حولا ،يقول قن الأمون ف صدر المي.فكم أيدي رجوناها فكانت

.299عبد ال الركيب، ، "الشاعر جلواح من التمرد إل النتحار"، ص: )(1.461، ص: " عبد ال الركيب، ،" الشاعر جلواح من التمرد إل النتحار )(2.465 نفسه، ص: )(3.383 ، ص: نفسه )(4

237

Page 241: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

فلم نصد سوى القت اللعي.وكم بر بذرناه زمانا أخا قد كان كالعبد الهي.فكم ذا قد حبونا بالعال يد البغضا ووجه الستهي.ولا فاز بالعليا أرانا

وقد اته شعراء جزائريون آخرون إل التجديد؛ ف ماولة للخروج ع22ن الوزان الليلية؛ لن�هم رأوا فيها حاجزا ينع الشاعر من التعبي عن انفعالته ومشاعره؛ م22اولي إياد إطار موسيقي� يتلف عن التقليدي ،ول يلتزم الشاعر بات�باع قافية مد�دة، وك22ان ح�ود رمضان الشعراء الوائل الداعي إل التجديد، وقد عب�ر عن ذلك ش22عرا ون22ثرا،

:)1(يقول فلسفة التقليد حطمها العصر.أل جددوا عصرا منيا لشعركم معاله حت يصافحه البدر.وسيوا به نو الكمال ورموا

: )2(ويقول أيضا "الشعر تيار كهربائي، مركزه الروح، وخيال لطيف تقذفه النفس، ل دخل للوزن ول للقافية ف ماهيته، وغاية أمرها أنما تسينات بديعة لفظية، اقتضاها الذوق والمال ف التركيب ل ف العن، كالاء ل يزيده الناء الميل عذوبة ول ملوحة، وإنا حفظ22ا

وصيانة من التلشي والسيلن". لكن� الشاعر رغم دعوته إل التخلoي عن الوزن والقافية ل ي@وفoق إل تطبيق نظري�ته على قصائده رغم ماولته، ومن بي تلك القصائد الت حاول التجديد فيها قصيدته "يا

قلب".:)3(يقول فيها معب�را عن غربته النفسية و عن آلمه وهومه

أنت يا قلب فريد ف الل والحزان.

ونصيبك من الدنيا اليبة والرمان.

.100صال خرف، "ح�ود رمضان"، ص: )(1.101نفسه، ص: )(2.85نفسه ، ص: )(3

238

Page 242: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

أنت يا قلب تشكو هوما كبارا وغي كبار.أنت يا قلب مكلوم، ودمك الطاهر يعبثث به الدهر البار.

فالشاعر ف سعيه ل ياد إطار موسيقى جديد تلoى عن الوزن ف هذه الق22اطع التوازنة الطول تقريبا، واختتمها بقواف متراوحة مع اختلف الروي (النون، الراء، اللم،

:)1(القاف) ثo فيما بعد أتى بمسة أبيات موزونة ومقفاة ،يقول فكأنا ف القلب ويله من هم يذيب جوانـحي

جذوة نار. دمعي على رغم نفسي معذبة بمـة شاعــر

التجلد جار. تشي به لطة الكدار. حظي على مت النوائب راكب للدهر مثل سجية قد خانن دهري وتلك سجية

الشرار. حت الطبيعة هو دائما ل عابس متنكــر

حسنها متوار. وتتواصل القصيدة على هذه الوتية، أي بقطوعات خاسية موزونة، تستقلo كل واحدة بقافيتها، تتخلoلها فقرات نثري�ة مقفoاة، وقد جع ح�ود رمضان بي البحر الفيف والبحر الكامل ف القاطع الماسية القفoاة ف قصيدة واحدة ، وهو ما ل يكن موج22ودا

من قبل ف الشعر الزائري. وقد ̧وجدت دعوة ح�ود رمضان آذانا صاغية،أو ب22الحرى أح22س� الش22عراء الزائريون ف العصر الديث بأنo الافظة على الوزن والقافية ي@عيق انطلقهم ف التع22بي عن مشاعر الغربة،ولذلك وجدنا ماولتم ف التغيي مستمر�ة، وتربة أب القاسم س22عد

.86-85الزمن الخضر "، ص: " أبو القاسم سعد ال ،) (1

239

Page 243: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

ال خي مثال على هذا السعي الثيث وراء تشكيل موسيقي جديد للقص22يدة، فف22ي:)2( نده يعتمد التفعيلة بدل نظام البيت، يقول ف القطع الول منه"يارفيقي"قصيدته

يا رفيقيل تلمن عن مروقي.فقد اخترت طريقي

وطريقي كالياة.شائك الهداف، مهول السمات.

عاصف التيار، وحشي النضال.

صاخب النات، وعرب اليال.ويكشف التقطيع اليقاعي بأن�ها مكونة من تفعيلت على الشكل الت:

1فاعلتن.2فاعلتن، فاعلتن.2فاعلتن، فعلتن.2فعلتن، فاعلت.

3فاعلتن، علتن، فعلت. 3فاعلتن، فاعلتن، فاعلتن.

فالشاعر حاول التعبي عن تر�ده ورفضه واغترابه ضمن إطار موس22يقي جدي22د،لكنه ل يتح22ر�ر تام22ا م22ن ال22وزن؛ إذ ن22ده ي22وازن بي البي22ات الش22عرية (

) كما أن�ه ل يتخلoص من أسر القافية ؛فبي كلo قافي�تي متلفتي1.1.1,3.3.3,2.2.2 قافي�تي متشابتي (رفيقي، مروقي، طريقي، الياة، السمات، النضال، اليال، تس22هيل، وحوول، طيوف، حتوف، شوادي، العباد، الزهور، العط22ور، الش22موع، ال22دموع، الشاعل، الاهل، الوجود، عبيد، هاويات، داميات، ورائي، ولئي، هلم�وا، زم�وا، نعاج،

.141نفسه ، ص: )(2

240

Page 244: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

فجاج، واقفي، أني، رمادا، حدادا، الكسيح، الريح، الرحيبة، الصيبة، عبقر، أح22ر،العالي، يقي، الوضية، الوطنية، دين، دعون)، وقد تي�ز سعد ال بالافظة على القافية ؛

:)1(حت�ى أن�ه ف بعض الحيان ي@ضح�ي بصح�ة العن ف سبيل القافية ومن ذلك مثل قولهبشر أنتم جيعا يا عبيد.

يا عبيد الرض، وال الوحيد. وهو خطأ"ال الواحد" بدل "ال الوحيد"فتركيز الشاعر على القافية جعله يقول

أثoر على العن. ي22ا"ولكن� عمر بوقرورة يرى بأنo تقي®د أبو القاسم سعد ال بالقافية ف قصيدته

يعود إل "التجربة النفسية الغاضبة الت تسيطر على البيات الشعرية، فج22اءت"رفيقي خاضعة لركة النفعال؛ الت تبدأ بسيطة بتفعيلة واحدة لتبلغ ذروتا ف ثلث تفعيلت،

".)2(ثo تدأ ويف® التوت�ر الوسيقي فيعود تفعيلة واحدة ولعلo الشاعر ممد بلقاسم خoار، كان من الشعراء الوائل الذين تلoصوا من قيد القافية؛ إذ أصبحت عنده خاضعة للتجربة والوقف النفسي بدل أن تتحك22م ه22ي ف صياغة القصيدة وشكلها، وذلك كونه يعطي الولوي�ة لنفعالته ودواخله؛ فه22ي ال22ت تتحكoم ف اليقاع الوسيقي، ويظهر ذلك ف "توس�ل"، الت كتبه22ا وه22و مغ22ترب ف

: )3(دمشق، معب�را فيها عن إحساسه بالوحدة والوحشة ،يقول فيهاالناس يتفون هاربي.

مسفعلن مستفعلن فعولن.ل تتركون خلفكم وحيدا. مفاعلن مفاعلن فعو.ألوب ف الظلم، ل أرى. مفاعلن مستفعل.يلوكن العياء. مستفعلن مستفعلن.ل تتركون خلفكم.

.225الزمن الخضر "، ص: " أبو القاسم سعد ال ، )(1.295عمر بوقرورة، "الغربة والني ف الشعر الزائري"، ص: )(2.102،"ظلل وأصداء"، ص: ممد بلقاسم خoار )(3

241

Page 245: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

مستفعلن مفاعلن.إنن أخاف غرفت. مستعلن.أكرهها.

أكره بابا اللعي. مستعلن مستفعلن فعول. ونلحظ أن الشاعر ل يهتم� بالتناسب الصوت بي السطر الشعرية؛ إذ إن�ه اعتمد ف صياغته أسطرا غي مكتملة ل يت�صل السطر فيها بالخر، بل إنo أغلب السطر انتهت بتفعيلة معلومة تعب�ر ف انقطاعها عن التوت�ر النفعال الشديد الذي يعكس حالة الغربة الت يعيشها الشاعر، وبذلك نقول إن الشاعر و@فoق إل حد� بعيد ف تطويع الوس22يقا لدم22ة

غرضه،والفصاح عن اغترابه، فحقoق ما دعا إليه غيه من الشعراء ولكن�هم ل ي@حققوه. أم�ا عن البحور الت شاع توظيفها من قبل الشعراء للتعبي عن اغترابم، فنستطيع أنä نقول بأنo الشعراء اهتموا بب@حور (الرمل، الفيف، الكامل، البسيط، الطويل والرجزoهذه البحور هي الصالة للتعبي ع22ن الغرب22ة؛ لن oوالتقارب)، ولكن هذا ل يعن بأن الشاعر البارع يكنه أن ̧ينظ±م قصيدته على أي بر فالوزن الشعري يثoل إيقاعا عام�ا يلو�نه الشاعر بتجربته الشعرية، وي@خض±عه لنفعاله ؛ فيتلو�ن بصوصية، إذ لي22س هن22اك وزن

شعري ملئم لغرض معي�ن بد� ذاته وف مرحلة الستقلل وصل سعي الشعراء لياد قالب موس22يقي جدي22د ، إذ ظهرت فئة من الشعراء؛ الذين أعلنوا القطيعة التامة مع الشكل العمودي، وقد أح22دث هؤلء الشباب من جيل السبعينات تطو�را واضحا ف موسيقا الشعر؛ إذ إن�ه22م "ب22دأوا بالسطر الشعري العتمد على التفعيلة إل أنä أصبحوا يعتمدون الملة الش22عرية، وم22ا يسم�ى ف مصطلحات الشعر بالتدوير، إنo هذا ̧ر̧سم تطو�را متقد�ما ف العمل الش22عري بالنظر إليه من زاوية اليقاع الوسيقي، فبينما كن�ا مع السطر الشعري ف الرحلة السابقة نقف عند ناية السطر الشعري القفى أو غي القفى، أصبحنا مع المل22ة الش22عرية غي قادرين على هذا الوقوف، إذ نكون منساقي مع الدفقة الشعورية التحكoمة ف بناء الملة

". )1(الشعرية حت�ى نايتها دونا خضوع لنهاية عروضية أو دللية.232ممد ناصر، "الشعر الزائري الديث"، ص: )(1

242

Page 246: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

فأصبح الشعراء يكتبون ما يسم�ى بالشعر النثور أو قصيدة النثر، إذ أن�هم تل22oوÁا تاما عن الوزن والقافية، واعتبوها م@قي�دة ترمهم من النطلق والتعبي عن أفك22ارهم ومشاعرهم بر�ية، فالعمل الفن�ي القيق ف نظرهم يب ألoا يتقيد بالعتبارات الارجي22ة بقدر ما يب أن يراعي العتبارات الداخلية الفكرية الشعورية ، يقول الشاعر س22ليمان جوادي بصوص هذه السألة، جوابا على سؤال و@́جه إليه يتعلق بوقفه من قصيدة النثر: "إن�ن كنت من العارضي لذا التاه ف البداع الشعري، فقد كن22ت أرى أن الش22عر خارج اليقاعات الليلية هو ضرب من الذيان والتطفل الان، وظلo المر ب ك22ذلك إل أن قرأت نتاج الشعراء: ممد الاغوط، أنسي الاج، نزيه أبو عف22ش، وغيه22م، فأدركت أنo أساس الشعر ليس ف الوسيقى الارجية وحسب، بل ف أجواء وإيقاعات

"، وسأكتفي بتقدي نوذجي لشعر الغتراب لشاعرين)1(ورعشات ص@̧ور±ه ومناخاته أيضامي�زين، ها : عمر أزراج وأحد حدي؛ حت نلحظ تطو�ر التشكيل الوسيقي.

:)2(يقول عمر أزراجاغن وترحل عن جراحي.

وتصلبها الشرفات.وحي سألت رجال ألطاف عنها.

رأيت صبيا يفتش عن لقمة ف قمامة.ومن يومها اكتشفت لاذا تغن جراحي.

أنا ل أقول أحب بلد التوهم.أنا ل أقول نوت نوت ويي الوطن.

.لن النازير تسكنه بعدنا يا زمن

،1984، 1أحد فرحات،" أصوات ثقافية من الغرب العرب"، الدار العالية للطباعة والنشر والتوزيع، بيوت، ط )(1.242ص:

.105و 104عمر أزراج، "وحرسن الظل"، ص: )(2

243

Page 247: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

: )3(ويقول أحد حدياليوم، الول من هذا العام.

أكتب يا أمي، كلمات أصغر من حزن.الصاعد من أقبية الزمن التعفن.

أكتب، لكن.قد صار الزن بجم الرض.

فكيف للحرف النمى أن يمل أكثرمن حده؟

أكتب ف آخر ساعات الليل الغاف.كالقطة منذ صباح اليوم الول.

ف نزل رطب تسكنه الرذان معي.ف نج مهجور يمل اسم شهيد.

نلحظ من خلل هذين النموذجي تطoي الشاعر الزائري للتفعيلة أو الس22طر الشعري كأساس للموسيقى الشعرية، وأصبحت القصيدة أشبه بالنثر. ويبدو أن الشعراء

الزائريي ف هذه الرحلة تأثoروا بالشعر الديث ف الشرق العرب. ويبدو أنo هذا النوع من التشكيل الوسيقي غريب نوعا ما على التلقoي الذي قد ل يتفاعل كثيا مع ما يو�د الشاعر قوله، فهذا الشعر ج@́رد من أهم� خصائصه: اليق22اع الوسيقى الذي يلعب دورا مهم�ا ف إعطائه حيوي�ة تعل معانيه أكثر وضوحا وأقرب إل النفس، وبذلك بقي� عاجزا عن إثارة الحساس والنفعال لدى التلقي، فليس الشعر ف

".)2(النهاية "إلoا كلما موسيقيا تنفعل بوسيقاه النفوس وتتأثoر با القلوب

.61أحد حدي، "قائمة الغضوب عليهم"، ص: )(3.16، ص: 1952، القاهرة، 2إبراهيم أنيس، "موسيقى الشعر"، مكتبة النلو الصرية، ط )(2

244

Page 248: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

الفصل الرابع تجليات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : القضايا الفنية

نلحظ إذا سعي الشاعر الزائري الثيث إل التجديد ف عنصر الوسيقا ،ليكون أقرب إل التلقoي ف نقäل مشاعر اغترابه ،و هذا ما يعكس وعيه بأهية ه22ذا العنص22ر و

دوره ف جعل التلقي أكثر تفاعل معه.

245

Page 249: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 الخاتمة الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

الاتةيكن حوصلة النتائج التحصل عليها ف هذا البحث فيما يلي :

: تقم�ص مصطلح الغتراب دللت عد�ة تطو�رت بتطور الزم22ن، واختلف22تأول باختلف الثقافات ولكن تo التفاق على اشتماله على معن النفصال سواء عن ال22ذات

أو عن الخر. : إنo الغتراب ظاهرة إنسانية متشابكة ، تتداخل فيها جيع الظروف اليطة بالفردثانيTا

سواء النفسية ؛الت تعود ف الساس إل الكيفية الت نشأ با الفرد أو الثقافية والض22اريةوالتمثلoة ف جلة من العوامل القتصادية والجتماعية والسياسية.

إنo الشعر هو أكثر أنواع الدب صلة بظاهرة الغتراب، ولعلo ذلك يعود للطبيع22ةثالثا: النفسية للشعراء فهم أكثر الناس رفضا للواقع، و أشد�هم مثالية ف نظرتم للكون الافل بالنقائص ، ولقد انعكست مشاعر الغتراب ف الشعر العرب قديه و حديثه بأبعاده22ا

الختلفة و هو ما يؤكoد أن�ها لصيقة بالوجود النسان و ملزمة له. عكس الشعر الزائري بختلف اتاهاته، ظاهرة الغتراب بأناطه22ا التنوع22ة ،رابعا:

فكان خي معب�ر عن الوضاع الضطربة الت عاشتها الزائر، و أثoرت ف نفوس الش22عراءوجعلتهم يس�ون بالغربة داخل وطنهم .

كان الستعمار الفرنسي للجزائر الباعث الرئيسي لغتراب الشاعر الزائري عنخامسا: الواقع السياسي ، لا سلoطه من ظلم و قهر و استبداد على الش�عب عام22ة و الش22عراء باص�ة؛ إذ عرف معظمهم تربة السجن القاسية ، فأثoر ذلك على ت22وازنم النفس22ي ، فعب�روا عن مشاعر اليأس و التشاؤم . إضافة إل ماتسب�ب فيه من خراب و دمار و تلoف ف الوضاع القتصادية و الجتماعية و ما نم عنه من فقر و فاقة ط22الت الزائريي ؛ كما كان سببا مباشرا ف الغتراب الروحي و الفكري بحاولته التكر�رة لقتلع الفرد الزائري من جذوره العربية السلمية؛ عن طريق ماربة اللoغة العربية و تشجيع الشعوذة و الط§رقية و نشر العادات الغريبة عن التمع الزائري الافظ ، كما ع22رف الش22عراء

246

Page 250: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 الخاتمة الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

الزائريي ف فترة الستعمار الغتراب الكان ، إذ إنo معظمهم قص22دوا د@ول عربي22ة شقيقة بثا عن العلم و العرفة، فكانوا يشتاقون للوطن و ي@عب�رون عن حنينهم و شوقهم

من خلل قصائدهم . عد�ة تغيات ف الياة السياسية و القتصادية عرفت الزائر ف مرحلة الستقللسادسا:

oكانت وراء تنامي مشاعر الغتراب عن الواقع السياسي ، واللحظ ف هذه الف22ترة أن هذا النمط أخذ ب@عدãا أشل؛بيث إنo الشاعر الزائري عب�ر عن اغترابه عن الواقع السياسي العرب؛ الذي تي�ز باضطهاد الكام العرب للشعوب العربية ، وتلoيه22م ع22ن القض22ية الفلسطينية ، كما أنo الغربة النفسية أخذت ب@عدا وجوديا ، إذ أصبح الشعراء يتح22د�ثون عن العدم و اليأس ، و الضجر من الياة ف الدينة وهنا ظهر ت22أثره بش22عراء الداث22ة الشارقة ، كما استمر الشعراء ف التعبي عن غربتهم الكانية ، مص22و�رين خيب22ة أم22ل

الهاجر ف تقيق أحلمه ، و ما يلقيه من ذلo و هوان وهو بعيد عن وطنه و أهله . تي�زت اللoغة الشعرية عند الشعراء الافظي بالباشرة و الوضوح و التقرير م@بتعدةسابعا:

بذلك عن لغة الشعر الوحية و الرامزة ؛حيث إنo أغلبية الشعراء توج�هوا ن22و الص22نعة الفتعلة و التكال على الخزون الدين (القران الكري) و التراث العرب ( الش22عر العرب القدي ) ، فكانوا عاجزين عن استثمار اللoغة استثمارا جاليا و فنيا و ابتداع معجم خاص بم يستطيعون من خلله نقل انفعالتم القيقية للقارئ ؛ عكس الشعراء الوج22دانيي الذين أوجدوا معجما شعريا خاصا بم ، فجاءت لغتهم هامسة موحية ترتكز أساس22ا على التصوير ، وكان اختيار اللفاظ خاضعا للوجدان ، ومطالب النفس القي�دة بغربتها

م�ا جعل تفاعل القارئ مع شعرهم أكب . أم�ا ف مرحلة الستقلل اتoه الشعراء إل توظيف اللoغة العامية الستقاة م22ن الروي�22ات الشعبية تعبيا عن رفضهم للوضاع القتصادية و السياسية ف ال22وطن العرب ، وتي�22ز العجم الشعري بغناه باللفاظ العبة عن الضياع و القلق و الغتراب وما يصاحبه م22ن

247

Page 251: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 الخاتمة الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

مشاعر الكتئاب و اليأس ، وقد كانوا متأثoرين بشعراء الداثة الشارقة إل حد� جعلهم.يفتقدون خاصية التمي�ز و التفر�د و روح البتكار

تأثoرت الصورة الشعرية ف شعر الغتراب الزائري عند الشعراء الافظي بالصنعةثامنا: الفتعلة ؛ حيث أهل الشاعر عنصر اليال م�ا جعل التجربة الشعرية عاجزة عن تص22وير حالة الغتراب بعمق ، لكن مع ظهور التيار الوجدان أو الرومانسي ، تاوز الش22عراء الوانب الشكلية ف بناء الصورة الشعرية ، إذ أصبحت فيضا نابعا من وجدان الشاعر ؛ ل يتدخل ف خلقها بفكره الواعي ، وتي�زت بالصدق و اليوية ، والقدرة عل22ى نق22ل مشاعر الغتراب للقارئ أم�ا مرحلة الستقلل ، فقد عرفت تطو�را ملحوظ22ا ف بن22اء الصورة الشعرية حيث وظoف الشعراء تقنيات و وسائل فني�ة حديثة ( السطورة 2 الرمز

)؛ المر الذي أسهم ف تصوير غربتهم بعمق و قوة . حافظ الشعراء الافظون على نظام القصيدة العمودية ،ولئوا إل معارضة الش22عرتاسعا:

القدي ؛ إذ وجدوا ف ذلك أنسب طريقة للتعبي عن اغ22ترابم ، ف حي رأى ش22عراء آخرون ف الوزان الليلية حاجزا يقف أمام التعبي عن انفعالتم بر�ية، و عليه، ات�جهوا للتجديد معتمدين على نظام التفعيلة ؛ وف مرحلة الستقلل أعلن الش22عراء القطيع22ة التامة مع الشكل العمودي معتمدين الملة الشعرية ، حيث اعتبوا قصيدة النثر أفض22ل

وسيلة للتعبي عن غربتهم .

248

Page 252: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

قائمة الصادر والراجع.القرآن الكري

الكتب12 ، مكتبة النلو الصرية ، القاهرة ،ط"موسيقى الشعر العرب "إبراهيم أنيس ،

2 ، 1952، إبراهيم خليل ، "مدخل لدراسة الش22عر العرب ال22ديث" ، دار الس22ية

2007 ،2الردن ، طإبراهيم مصطفى و أحد حسن الزيات و حام22د عب22د الق22ادر ، "العج22م

1989الوسيط"،دار العودة، اسطنبول،ق حواشيه :حسي مؤنس ، الش22ركةoقه وعلoراء "، حق�ة السoابن البار ، "الل

1963، ، الزء الول 1العربية للطباعة و النشر ، د.ب ، ط ، 1968ابن باجة ،" تدبي التوحد" ، تقيق : ماجد فخري ، بيوت ، لبنان

، تقيق : إحسان عباس ، دار صادر ، بيوت" وفيات العيان"ابن خلكان ، 05 ، الزء : 1972،

، مطبعة النهض22ة"كشف الكربة ف وصف أهل الغربة"ابن رجب النبلي ، ه 1332 ، 1الدبية ، د.ب ط

1980ابن رحون ، الديوان ، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، الزائر

، العمدة ف ماسن الشعر و آداب22ه و"ابن رشيق أب العلي السن القيوان ،5 تقيق : ممد مي الدين عبد الميد ، دار اليل ، بيوت ، ط"نقده

1981، ابن زيدون ، الديوان ، دراسة و تذيب : عبد ال س22ندرة ، دار العرف22ة

1984، 1بيوت ، لبنان ، ط

، غة"ابن فارسoلم هارون ، دار اليل ، بيوت"مقاييس الل�تقيق : عبد الس ، 1991 ، اللد الرابع ، 1، ط

249

Page 253: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

، تقيق : احد ممد شاكر ، دار" الشعر و الشعراء"ابن قتيبة ، الدينوري ، 1977 ، 3التراث العرب ، ط

، تقيق : رضوان ج22امع رض22وان ،" مدارج السالكي "ابن قيم الوزية ، 2001مؤسسة الختار للنشر و التوزيع ، القاهرة ،

، اللد2 ، دار صادر بيوت ، ط" لسان العرب"ابن منظور ، جال الدين ، 1994، الو�ل

، تقيق و تقدي : عب22د الرح22ن"الشارات اللية"أبو حيان التوحيدي ، 1981بدوي ، دار القلم ، بيوت ،

، 1986أبو العتاهية ، الديوان ، دار بيوت للطباعة و النشر ، بيوت

، 1961 ، دار صادر ، بيوت ، "لزوم ما ليلزم"أبو العلء العري ، أبو فراس المدان ، الديوان ، شرح : نلة قلفاط ، مكتبة الشروق ، بيوت

1910، الؤسسة الوطنية للكتاب ، الزائر،" الزمن الخضر"أبو القاسم سعد ال ،

1985 ، الدار التونسية للنشر و التوزيع ، تونس ،"أغان الياة "أبو القاسم الشاب ،

1970 أبو النواس ، الديوان ، دار صادر ، بيوت ، د. ت، دار" بدر شاكر السياب ،دراس22ة ف حي22اته و ش22عره "إحسان عباس ،

، د.ت 4الثقافة ، بيوت ، ط ، دار العودة ، بيوت ،"ابو النواس بي العبث و الغتراب"أحلم الزعب ،

1981 ، 1 ، دار الداب ، بيوت ، ط"الكتابة ف لظة ع22ري"أحلم مستغاني،

1976 ، على مرفأ اليام ، الشركة الوطنية للنش22ر و التوزي22ع ،"أحلم مستغاني

1972الزائر ،

250

Page 254: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

، الشركة الوطنية للنشر و التوزي22ع ،"قائمة الغضوب عليهم"أحد حدي، 1980الزائر

، 1980، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، الزائر " انفجارات "أحد حدي

، 1985 ، الؤسسة الوطنية للكتاب ، الزائر ، " ترير مال يرر"أحد حدي

، 1977أحد سحنون ، الديوان ، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ،الزائر

، الدار العالية للطباع22ة و"أصوات ثقافية من الغرب العرب"أحد فرحات ، 1984 ، 1النشر و التوزيع ، بيوت ، ط

، ترجة : اس22عد حلي22م ، اليئة العام22ة ،"ضرورة الفن " إرنست فيتشر ، 1971القاهرة ،

، الؤسسة العربية للدراسات و النشر ،"موسوعة علم النفس"أسعد رزوق ، 1987، 3بيوت ،لبنان ،ط

، دار"الغربة ف الشعر الندلسي بعد سقوط اللف22ة"أشرف علي دعدو ، 2002، نضة الشرق ، القاهرة

، تقيق : صلح ال22دين النج22د ، دار"أدب الغرباء"الصبهان ،أبوالفتح، 1972 ، 1الكتاب الديد ، بيوت ، لبنان ، ط

، تقيق: إحس22ان عب22اس و إبراهي22م" الغان"الصفهان ، أبو الفرج ، 1972 ، 1السعاف ، دار صادر ، بيوت ، لبنان ، ط

، اليئة الصرية العامة للكت22اب ، الق22اهرة ،"إضاءة النص"اعتدال عثمان ، 1988

، مركز نور الس22لم لب22اث" ضعيف الامع"اللبان ممد ناصر الدين ، القران و السنة ،السكندرية ، مصر ، د.ت ، الزء الثان

، مكتبة العارف ،"صحيح الترغيب و الترهيب"اللبان ممد ناصر الدين ، ، الزء الامس 5الرياض ، ط

251

Page 255: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

امرؤ القيس ، الديوان ، اعتن به و شرحه : عبد الرح22ن الص22طاوي ، دار 2004، 4العرفة ، بيوت ، لبنان ، ط

، دراسات ف الشعر العرب الديث ،الكتب22ة العص22رية"أمطانيوس خليل"، 1968 ، 1بيوت ، ط

، تليات مشروع البعث و النكسار ف الشعر العرب العاص22ر"أمنة بلعلي " 1995،ديوان الطبوعات الامعية ، الزائر ،

، ديوان الطبوعات الامعية ، ال22زائر ،"أبدية القراءة النقدية"أمنة بلعلي ، 1995

، النشاة العامة للنشر و"رواد التجديد ف الشعر العرب الديث "أنس داود ، 1980 ،2التوزيع و العلن ، ليبيا ، ط

إيليا أبوماضي ، الديوان ، دار العودة ، بيوت ، د.ت ، دار الكتاب اللبنان ، بيوت ، الزء الرابع ،"ف النقد الدب"إيليا الاوي،

1980، 1ط

، دار الثقافة ، بيوت،" الرومانسية ف الشعر الغرب و العرب" إيليا الاوي ، 1983 ، 2ط

، ترجة : جيل" عقدة أوديب ف السطورة و علم النفس"باتريك ملهي ، 1962سعيد ، مكتبة العارف ، بيوت ، لبنان ،

، 1984بدر شاكر السياب ، الديوان ، دار العودة ، بيوت بشار بن برد ، الديوان ، تقيق : ممد الطاهر بن عاشور ، الشركة الوطني22ة

1976للنشر و التوزيع ، الزائر ،

بشر بن خازم السدي ، الديوان ، تقيق : عزة حسن ، مطبوعات مديري22ة 1960إحياء التراث القدي ، دمشق ،

، تقي22ق"خزانة الدب و لب لباب العرب"البغدادي عبد القادر بن عمر ، 1968 ، 2ألبت يونس كنعان ، الطبعة الكاثوليكية ، ط

252

Page 256: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

، ارoالشركة الوطنية للنشر و التوزي22ع ،" ظلل و أصداء"بلقاسم ممد خ ، 1985، 2الزائر ، ط

، ارoالشركة الوطنية للنشر و التوزيع ،"إرهاصات سرابية"بلقاسم ممد خ ، 1986 ، 1الزائر، ط

، الؤسسة الوطنية للكتاب ، ال22زائر ،" ربيعي الريح"بلقاسم ممد خار ، 1970 ، 1ط

، دار" قي22م جدي22دة للدب العرب"بنت الشاطئ عائشة عب22د الرح22ن ، 1970العارف ، مصر ،

، ا ، الديوان ، اعتن به عبد الرحن الصطاوي ، دار العرفة ، بيوت�تأبط شر 2003، 1لبنان ، ط

، تيم بن مقبل ، الديوان ، تقيق : عزة حسن ، دار الشروق العرب ، بيوت 1995

، توبة بن حي الفاجي ، تقيق : خليل إبراهيم العطية ، دار صادر ، بيوت 1998 ، 1ط

، ه1313 ، 1 ، د.ب ، ط"أراجيز العرب"توفيق البكري الصديقي ، تصحيح الطاهر ال22زائري ،" الني إل الوطان"الاحظ عمرو بن بر ،

ه1333مطبعة النار ، د.ب ،، معجم مصطلحات التحلي22ل النفس22ي"جان لبلنش ، ج.ب بونتاليس"،

1985ترجة :مصطفى حجازي ، ديوان الطبوعات الامعية ،

، ترجة: شعبان بركات ،"النعات الصوفية ف أدب جبان"جان لوسيف، الكتبة العصرية للطباعة و النشر ، بيوت ، د.ت

، الؤسسة العربية للدراسات و النش22ر ،"النار و الوهر"جبا إبراهيم جبا ، 1982 ، 3بيوت، ط

، دار العرب للبستان ، القاهرة ، د.ت "العواصف"جبان خليل جبان ،

253

Page 257: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

،الكتبة الثقافية ،بيوت، لبن22ان ،" البدائع و الطرائف"جبان خليل جبان ، د.ت

،دار نابوليس للنشر ،بيوت ، لبن22ان ، ط"الواكب"جبان خليل جبان ، 1 ، 2005

، 1986جرير ، الديوان ، دار بيوت للطباعة و النشر ، بيوت

، منشورات ات2اد كت22اب" الشعر العرب الديث"جلل فاروق الشريف ، 1976العرب ، دمشق ،

، 1982جيل بن معمر ، الديوان ،دار صادر ، بيوت

، دار الثقافة ، بيوت ، لبنان ،" دراسة ف الشعر و التاريخ"جورج غريب ، 1975 ، 2ط

، ترجة : طارق فودة ، دار الثقافة ، د.ت "الحيم"جون بول سارتر ، ،ترجة : عبد الرحن بدوي ، منشورات"الوجود و العدم"جون بول سارتر ،

1966، 1دار الداب ، بيوت ، ط

، ترجة جلل العشي ، اليئة"ألبي كامي و أدب التمرد"جون كرونشانك ، 1986الصرية العامة للكتاب،

، ترجة : إمام عبد الفتاح إمام ، مراجعة ف22ؤاد" الوجودية"جون ماكوري ، 1982زكريا ، سلسلة عال العرفة ، الكويت ،

1956،الوهري ، الصحاح،اللد الول،دار الكتاب العرب، القاهرة

الارث بن حلزة ، الديوان ، جع و تقيق و شرح :إميل بديع يعق2وب ، دار 1991 ، 1الكتاب العرب ، بيوت ، ط

، الؤسسة الوطني22ة للكت22اب ،"مواويل العشق و الحزان"حرز ال أبوزيد ، 1984الزائر ،

، دار الداث22ة للطباع22ة و"رؤية جديدة لشعرنا القدي "حسن فتح الباب، 1984 ، 1التوزيع و النشر ، بيوت ، لبنان ،ط

254

Page 258: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ،" ماذنب السمار يا خشبة "حري بري ، 1981الزائر ،

، إشراف : فريد الرفاعي ، مطبوعات" معجم البلدان"الموي شهاب الدين، دار الليي ، الزء الامس ، مصر ، د.ت

، الوجز ف الدب العرب و تاريه ، الدب العرب القدي"حنا الفاخوري"، ، د.ت3دار اليل ،بيوت ، اللد الول ، ط

، دار طلس للدراس22ات و"ظاهرة القلق ف الشعر الاهلي " خليل إبراهيم ، 1989الترجة و النشر ، دمشق ،

، دي22وان الطبوع22ات" مبادئ علم النفس الجتم22اعي "خي ال عصار ، 1984الامعية ، الزائر،

، 1981، دار الكرمل ، دمشق ، " تضاريس لوجه غي باريسي"ربيعة جلطي

، دراسة جالية ، دار الوفاء" ف نقد الشعر العرب العاصر"رمضان الصباغ ، 1،1998للطباعة و النشر و التوزيع ن السكندرية ، ط

، ترجة :كامل يوسف حس22ي ،الؤسس22ة" الغتراب "ريتشارد شاخت ، 1980العربية للدراسات و النشر ، بيوت ،

، الؤسسة العربية للدراسات و النشر بيوت ، ط"تول الثال"زامل صال ، 1 ، 2003

، ديوان"شعر لبيد بن ربيعة بي جاهليته و إسلمه"زكريا عبد الرحن صيام ، 1985الطبوعات الامعية ، الزائر ،

، زهي بن أب سلمى ، الديوان ن شرحه حدو طماس ، دار العرف22ة ، بيوت 2005 ، 2لبنان ، ط

، منشورات دار مكتبة"شرح العلقات السبع"الزوزن أب عبد ال السي، الياة، بيوت، د.ت

255

Page 259: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

، دار الداث22ة"السمات الواقعية للتجربة الشعرية ف الزائر"زينب العوج ، 1985، 1،بيوت ، ط

،ن الطفال " زينب العوج�الش22ركة الوطني22ة للنش22ر و"ارفض أن ي@دج ، 1983التوزيع ، الزائر،

، ترجة : شفيع السيد"221970 1800 الشعر العرب الديث "س.موريه ، مصلوح و سعد مصلوح ، دار غيب للطباعة و النشر و التوزيع ، الق22اهرة ،

2003 ، الؤسس22ة الديث22ة للكت22اب ،" اغتراب النسان و حريته"سال بيطار ،

2003طرابلس ، لبنان ،

، الشعر العرب القدي ،دراسة ف تأويلته الفنية "سعد حسون العنبكي 1،2007 ، دار دجلة ، الردن ، ط"و النفسية

، دار"الغتراب ف الشعر العباسي القرن الراب22ع الج22ري"سية سلمي ، 2001 ، 1الينابيع ، دمشق ، ط

، دار العرف22ة"مفهوم الغتراب عند هاربرت ماركيوز"سهي عبد السلم ، 2003الامعية ،الزايطة ن مصر ،

، ترجة : جورج طرابيشي ،دار الطليع22ة"قلق الضارة"سيغموند فرويد ، 1979 ، 2،بيوت ، لبنان ،ط

، الشافعي ، الديوان ، اعتن به عبد الرحن الصطاوي ، دار العرف22ة ، بيوت 2005، 3لبنان ،ط

، الشنفرى ، الديوان، جع و تقيق : إميل بديع يعقوب ، دار الكتاب العرب 1994 ، 2بيوت ، ط

، د.ت8 ، دار العارف ، القاهرة ، ط"العصر الاهلي"شوقي ضيف، ،دار الع22ارف ،"التطور و التجديد ف الش22عر الم22وي "شوقي ضيف ،

، د.ت6السكندرية ، ط

256

Page 260: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

،دار الع22ارف ،"تاريخ الدب العرب، العصر العباسي الول "شوقي ضيف ، ،د.ت6القاهرة ،ط

،دار العارف ، القاهرة ،" دراسات ف الشعر العرب العاصر"شوقي ضيف ، ، د,ت3ط

،1، دار العارف، القاهرة،ط" أدب الهجر ،دراسة تليلية"صابر عبد الداي، 1993

1972، 1صلح عبد الصبور ، الديوان،دار العودة،بيوت،ط

،1،1971، الؤسسة الوطنية للكتاب ، الزائر،ط"الرواب المر"صال خباشة

، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، الزائر،" أطلس العجزات"صال خرف ، 1982، 2ط

،معهد البحوث و الدراس22ات"شعراء من الزائر،اللقة الول"صال خرف ، 1969العربية ،د.ب،

،ود رمضان"صال خرف�1985 ، الؤسسة الوطنية للكتاب ، الزائر ، " ح

،حياته و ش22عره، دار" امرؤ القيس أمي شعراء الاهلية"الطاهر احد مكي، 1970 ، 2العرفة ،د.ب،ط

طرفة بن العبد ، الديوان ،اعتن به،حدو طماس، دار العرفة ،بيوت ،لبنان ط1، 2003

،الؤسسة الوطني22ة"الشاعر جلواح من التمرد إل النتحار"عبد ال الركيب ، 1986للكتاب ،الزائر ،

،الشركة الوطنية للنشر "الشعر الدين الزائري الديث"عبد ال الركيب ،1981، 1و التوزيع، الزائر ،ط

،1982، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، الزائر، " الرماد "عبد ال شريط

، دار البشائر للنشر" النص الشعري العرب العاصر"عبد الفيظ بوردي ، 2002، 1 و التصال ، الزائر،ط

257

Page 261: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

، الشركة الوطنية للنش22ر و التوزي22ع،" زمن الرحيل"عبد الميد باشوات ، 1980الزائر ،

،الش22ركة الوطني22ة للنش22ر و"الرواح الشاغرة"عبد الميد بن هدوقة ، 1981، 3التوزيع ، الزائر ،ط

،عبد الرحن بن العقون ، الديوان ، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع، ال22زائر 1980

،مكتب22ة النهض22ة"رابعة العدوية شهيدة العشق اللي"عبد الرحن بدوي ، 1962، 2الصرية القاهرة، ط

عبد الرحن شكري، الديوان،جعه و حققه : نق22ول يوس22ف ، مراجع22ة و 2000تقدي : فاروق شوشة، اللس العلى للثقافة ،القاهرة ،

، الؤسس22ة الوطني22ة" اذكرين ي22ا ج22زائر"عبد السلم البيب الزائري ، 1986للكتاب ، الزائر ،

، دار س22عاد" قراءات مع التنب و الاحظ و الشاب "عبد السلم السدي ، 1993 ، 4الص@باح ، الكويت ، ط

، اقي�الش22ركة الوطني22ة للنش22ر و" الب ف درجة الصفر"عبد العال رز ، 1973التوزيع، الزائر ،

،اقي�الش22ركة"أطفال بور سعيد يهاجرون إل أول م22اي "عبد العال رز ، 1983، 2الوطنية للنشر و التوزيع ،الزائر،ط

، مكتب22ة" الغتراب ف التنظيمات الجتماعية "عبد العزيز شتا السيد علي ، 1977الشعاع الفنية ، السكندرية ،

، 1، دار العودة ، بيوت ، ط"أصوات من الزمن الديد"عبد العزيز القال، 1980

،دار طلس للدراسات "الشعر بي الرؤيا و التشكيل"عبد العزيز القال ، 1985و النشر و الترجة، دمشق ،

258

Page 262: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

، مؤسسة الختار للنشر"دراسات ف الدب الاهلي"عبد العزيز نبوي ، 2004، 3 و التوزيع ، القاهرة، ط

،دار"الغربة و التمرد ف الش22عر ال22اهلي"عبد القادر عبد الميد زيدان ، الوفاء لدنيا الطباعة و النشر ، السكندرية ، د.ت

،دار النهض22ة" ف الش22عر الس22لمي و الم22وي"عبد الق22ادر الق2ط ، 1987العربية،بيوت،

، تقيق :ممد الفضال، الكتبة العصرية" أسرار البلغة"عبد القاهر الرجان ، 1998، 1، صيدا ، ط

،عروة بن الورد ، الديوان ، تقيق : أساء أبوبكر ، دار الكتب العلمية، لبنان1998

، 2 ، دار الفكر ، د.ب ،ط"الشعر القومي ف الهجر النوب"عزيزة مريدن، 1973

،دار"الغتراب ف حياة و ش22عر الش22ريف الرض22ي"عزيز السيد جاسم ، الندلس للطباعة و النشر ، بيوت ، لبنان، ،د.ت

،دار الندلس للطباعة"تأملت ف الضارة و الغتراب"عزيز السيد جاسم ، 1987، 1و النشر ، بيوت ، لبنان، ط

، مؤسسة"امرؤ القيس ،أمي الشعر العرب ف الاهلية"علي إبراهيم أبوزيد ، 1993، 1عز الدين للطباعة و النشر ، بيوت ، ط

،طرفة بن العبد شاعر البحرين ف الاهلية، دراسة أدبي22ة"علي إبراهيم أبوزيد ،1، مؤسسة عز الدين للطباعة و النش22ر، بيوت ،ط"لشعره و شرح ديوانه

1983، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع، الزائر ،"معزوفة الظمأ"عمار بو الدهان ،

1982،ل"عمر أزراجoالشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، ال22زائر ،" وحرسن الظ ،

1976

259

Page 263: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

،194521964 الغربة و الني ف الشعر الزائري الديث، "عمر بوقرورة"، منشورات جامعة باتنة، الزائر، د.ت

، د.ت2، دار النهضة، القاهرة،مصر، ط"دراسات أدبية"عمر الدسوقي،، 1978، منشورات جامعة حلب،سوريا، " ملمح الشعر الهجري"عمر الدقاق

،الؤسس22ة"192521962 الدينة ف الشعر الزائري ال22ديث، "عمر رمان، 2002الوطنية للفنون الطبعية،الزائر،

1،1عبيد بن البرص، الديوان، شرح:أحد عدرة، دار الكتاب العرب، بيوت،ط994

اد، الديوان،مطبعة الداب، بيوت، ط�1893 ، ،4عنترة بن شد

، مكتبة مدبول،الق22اهرة،"الغتراب ف الشعر الموي"فاطمة حيد السويدي ، 1997، 1ط

،دار العارف، السكندرية ،د.ت "ف مرآة الشعر الاهلي "فتحي أحد عامر ،، مطبوع22ات" من الوجود الزائف إل الوجود الص22يل"فريدة غيوة حيش ،

جامعة منتوري ، قسنطينة ن الزائر، د.ت ،منش22ورات ات22اد الكت22اب"دللة الكان ف الش22عر العرب"قادة عقاق ،

2001العرب،دمشق،

،1961القتال الكلب ، الديوان ،تقيق: إحسان عباس،دار الثقافة،بيوت

القروي،رشيد سليم الوري، الديوان،المهورية العربية الليبية، د.ت،الؤسسة العربي22ة"النسان العاصر عند هاربرت ماركيوز"قيس هادي احد ،

1980، 1للدراسات و النشر، بيوت،ط

،قيس بن ذريح، الديوان، اعتن به و شرحه،عبد الرحن الصطاوي، دار العرف22ة 2006، 2بيوت، لبنان ، ط

قيس بن اللوح، الديوان ، رواية أب بكر الوالب، دراسة و تعليق، يسري عب22د 1999، 1الغن،دار الكتب العلمية،بيوت،ط

260

Page 264: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 ( ، دار الطبوع22ات الامعي22ة ،"الش22عر العرب الق22دي"كاميليا عبد الفتاح،

2008السكندرية،

،دار الطبوعات الامعي22ة ،"إشكاليات الوجود النسان"كاميليا عبد الفتاح ، 2008السكندرية،

، الرؤى القنعة، نو منهج بنيوي لدراسة الش22عر ال22اهلي"كمال أبو ديب "، 1986، 1اليئة الصرية العامة للكتاب،القاهرة، ط

، اللد الول، الدار الدولي22ة للنش2ر و" ذخية علوم النفس"كمال الدسوقي ، 1988التوزيع،القاهرة،

1لبيد بن ربيعة ، الديوان، اعتن به حدو طماس، دار العرفة ، بيوت، لبنان،ط

،2004

مالك بن الريب، ديوانه و حياته و شعره، تقيق : نوري حود القيس22ي، مل22ة ،بغداد ، 1، الزء15معهد الخطوطات العربية ، اللد

، اد�ترجة، ملك أبيض العيسى،الؤسسة العربي22ة"الشقاء ف خطر"مالك حد ، 2،1979للدراسات و النشر،بيوت، ط

،1983التنب، الديوان، دار بيوت للطباعة و النشر، بيوت

، الغتراب عن ال22ذات و التم22ع و علقت22ه بس22مات"مدي احد ممد 2001،السكندرية،"الشخصية

، الؤسسة الوطنية للكتاب، الزائر،"الكهوف الضيئة"ممد الخضر السائحي ، 1983

، دار الطبوع22ات الوطني22ة" هسات و صرخات "ممد الخضر السائحي ، 1965، 1الزائرية، الزائر ، ط

، مطبع22ة الكت22اب"مقالت ف الشعر العرب العاصر"ممد حسي العرجي ، 1985العرب ،دمشق،

261

Page 265: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 ( ،يلي�الشركة الوطنية للنشر و التوزي22ع،" فصول ف الب و التحول"ممد زت ،

الزائر، د.ت ،دار النهضة العربية"فلسفة المال ف الفكر العاصر"ممد زكي العشماوي ،

1980للطباعة و النشر و التوزيع، بيوت،

1980، 3ممد العيد آل خليفة، الديوان، الؤسسة الوطنية للكتاب ، الزائر، ط

، 1973، دار العودة، بيوت، " الرومانسية"ممد غنيمي هلل

،دار النهض22ة"قضايا النقد الدب بي القدي و ال22ديث"ممد غنيمي هلل ، 1979العربية، بيوت،

، د.ت3،مطبعة نضة مصر، القاهرة، ط"ف اليزان الديد"ممد مندور ،،دار الغرب السلمي ،")192521975 الشعر الزائري الديث،("ممد ناصر،

1985، 1بيوت،ط

،الطبعة العربي22ة ، ال22زائر ،"مفدي زكريا ، شاعر نضال الثورة"ممد ناصر ، 1984

،1981، دار الندلس،بيوت، "الصورة الدبية"ممد ناصف

،الطبع22ة التونس22ية،"شعراء الزائر ف العصر الاضر"ممد الادي الزاهري ، 1926تونس،

،منشورات ات22اد" الغتراب ف الشعر العراقي الديث "ممود جعفر راضي ، 1994كتاب العرب ، دمشق،

، مقوم22ات الش22عر العرب ال22ديث و"ممود حامد شوكت و رجاء عي22د ، دار الفكر العرب ، د.ب، د.ت"العاصر

، اليئة الص22رية" قيم فنية و جالية ف شعر صلح عبد الصبور"مدية عامر ، 1948العامة للكتاب، القاهرة،

،دار الي22ل ، بيوت ،"الص22حيح "مسلم بن الجاج القشيي النيسابوري ، لبنان، الزء الول ، د.ت

262

Page 266: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 ( ، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، الزائر،" أسرار الغربة "مصطفى الغماري ،

1982 ، 2ط

، الش22ركة الوطني22ة للنش22ر و"نقش على ذاكرة الزمن"مصطفى الغماري ، 1978التوزيع ، الزائر،

،الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، ال22زائر،"اللهب القدس"مفدي زكريا ، 1983

،1976 ، مطبعة النباء ، الرباط، "من وحي الطلس"مفدي زكريا

،منشورات دار الفاق"التاه النسان ف الشعر العرب العاصر"مفيد قميحة ، 1987الديدة ، بيوت ،

،نفح الطيب من غصن الن22دلس الرطي22ب"القري، أحد بن ممد التلمسان" 1988، 3تقيق : إحسان عباس، دار صادر، بيوت، الزء

،الموعة الكاملة ، دار العلم للمليي،بيوت،"هس الفون"ميخائيل نعيمة ، 1999،الزء الرابع، 6ط

2النابغة الذبيان ، الديوان، شرح حدو طماس، دار العرفة ، بيوت،لبنان،ط، 2005

،دراسات ف ش22عر الهج22ر، دار"شعراء الرابطة القلمية"نادرة جيل السراج ، 1964العارف،مصر،

،1970، دار العارف ، القاهرة، "نسيب عريضة"نادرة جيل السراج

،الطبعة"21976 1925 أثر القران ف الشعر الزائري الديث "ناصر بوحجام، ، 1992العربية الزائرية ،

، ديوان الطبوعات الامعية" دراسات ف الشعر السوري الديث"وفيق خنسة ، ،1981، الزائر،

، ح22ت س22نة1945 تطور الشعر الزائري الديث منذ س22نة "الوناس شعبان 1988،ديوان الطبوعات الامعية، الزائر، "1980

263

Page 267: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 ( ،سلس22لة ع22ال العرف22ة ،" شعرنا القدي و النقد الديد"وهبة أحد رومية ،

1996الكويت،

،منشورات جامعة حلب، س22وريا،" الوطن ف الشعر العرب"وهيب طنوس ، 1979

، دار العرفة الامعية"عبد الرحن شكري شاعر الوجدان"يسري ممد سلمة ، 1944، السكندرية،

،دار العارف، القاهرة،"الشعراء الصعاليك ف العصر الاهلي"يوسف خليف ، ،د.ت3ط

،دار الشؤون الثقافي22ة"ديوان الشعر ف الدب العرب الديث"يوسف نوفل ، 1986، 1العامة، د.ب ، ط

. :الخطوطات - 2 :الرسائل الامعية 1-

إبراهيم بوشرية ، اللمح النفسية ف شعر التنب (رؤية ال22ذات نوذج22ا) رس22الة 2002-2003ماجستي، جامعة تلمسان ،

) 1945بنعلي قريش ، الغتراب ف الشعر العرب الديث – ، رسالة1920 ( 2006-2007دكتوراه ، جامعة بلعباس ،

شهيناز بسمة بن زرقة ، الكان ف القصيدة الاهلية ، دراسة لوضوع العراء ، رسالة .2001 – 2000ماجستي ، جامعة تلمسان ،

عبد الرحن قيوش زايد ، القضايا الجتماعية ف أدب جبان خليل جبان ، رس22الة .0199ماجستي ، جامعة عي شس ، القاهرة ،

،عبد القادر شريف بوسى ، الغتراب ف حكايات ألف ليلة وليلة ، رسالة ماجستي .2004 – 2005جامعة تلمسان ،

264

Page 268: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

ممد سعيدي ، ملمح الرفض ف شعر مصطفى الغماري ، رسالة ماجستي ، جامعة .2000 – 2001تلمسان ،

:اللت 2.-: 2005 ، ماي ، جامعة ورقلة ، الزائر،04ملة الثر ، العدد، ،ملة آمال ، الشعر الزائري العاصر ، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، ال22زائر

1982: 1948،سبتمب، 5ملة البصائر، العدد

:مارس،جامعة وهران، د.ت،03ملة دراسات جزائرية، العدد ، :1983، السنة الثانية ، الزائر ، 04ملة الرؤيا ، العدد

العدد الول ، اليئة الصرية العامة للكت22اب ، مص22ر ،17ملة فصول ، اللد ، 1998.

العدد الثان ، اليئة الصرية العام22ة للكت22اب ، مص22ر ،12ملة فصول ، اللد ، 1999.

، ملة فصول ، اللد الرابع ، العدد الول ، اليئة الصرية العامة للكت22اب ، مص22ر 1983.

. الكويت.1984 ، العدد الثان ، 15ملة عال الفكر ، ملد ، 1979 ، العدد الول ، 10ملة عال الفكر ، (عدد خاص حول الغتراب) ، اللد

، الكويت. الكويت.1997 ، العدد الول ، 26عال الفكر ، اللد ، الكويت.1998 ، العدد الثان ، 27عال الفكر ، اللد ، العدد الول ، اليئة الصرية العامة للكت22اب ، مص22ر ،17ملة فصول ، اللد ،

1998.

265

Page 269: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 قائمة المصادر والمراجع الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

العدد الثان ، اليئة الصرية العام22ة للكت22اب ، مص22ر ،12ملة فصول ، اللد ، 1999.

، ملة فصول ، اللد الرابع ، العدد الول ، اليئة الصرية العامة للكت22اب ، مص22ر 1983

:1963،حزيران، 02،السنة 04ملة العرفة السورية،العدد :2003، سبتمب،اتاد الكتاب العرب دمشق، 352ملة الوقف الدب ، العدد

، ملة كلية الداب والعلوم النسانية والعلوم الجتماعية ، العدد الس22ابع ، ج22وان جامعة تلمسان ، الزائر.2005

:الراجع الجنبية2 3

Albert Camus , l’étranger , enag édition , Alger , 2001.

Erich From , société Aliénée et société saine – du capit – alisme

au socialisme humaniste , traduit par : Janime Laude , le

courier du livre , Paris , 1956.

Jean Paul Sartre , la naussé ,édition Gallimard ,Paris,1938

Karen Horney , la personnalité névrotique de notre temps,

traduit par : Jean Paris , l’arche éditeur , 1953.

2/ Dictionnaires :

Dictionnaire quillet de la langue française – tome 1 ; librairie

artistide quillet , Paris , 1975.

Grand Larousse de la langue française – Volume 1 – librairie

Larousse , Paris , 1971.

Dictionnaire de psychologie , édition Bordas , Paris , 1980.

266

Page 270: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 فهرس الموضوعات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 (

فهرس الموضوعات الوضوع الصTفحة

كلمة شكرإهداء

أ................................................................................مقدمة01...............................................الفصل الو'ل : ماهية الغتراب

01............................................................................................لغة ا: الغترابأوF: ال : 01............................................................. ا ـ في اللFغة العربية

03......................................................... ب ـ في الFلغات الجنبية06......................................................ثانيا : ا: الغتراب اصطلحا

06............................................................. ا ـ في الفكر الغربي15............................................................ ب ـ في الفكر العربي

21............................................ ج ـ في علمي النفس و ا: الجتماع 22...............................................................ـ في علم النفس1 25............................................................ـ في علم ا: الجتماع 2

27..................................................................د ـ علقته بالدب28........................................................................ـ الرواية 1 32......................................................................... ـ الشعر2

الثاني : تجليات الغتراب في الشعر العربي القديم الفصل 36...........................................................والشعر العربي الحديث

36.......................................: في الشعر العربي القديم. أوF: ال 36........................................................ ـ في الشعر الجاهلي1 36..................................................... ـ ا: الغتراب المكاني1 ـ 1 36..........................ـ مشاعر ا: الغتراب في المقدمة الطFلليFة 1 ـ 1 ـ 1 41...............................................ـ ا: الغتراب الوجودي 2 ـ 1 ـ 1 44.....................................................ـ ا: الغتراب النفسي 2 ـ 1

47..................................................... الشعراء الصعاليك52........................................................ ـ في الشعر السلمي2 57........................................................... ـ في الشعر الموي3

57................................................. ـ ا: الغتراب المكاني 1 ـ 3 57......................................... ـ الظروف ا: الجتماعية1 ـ1 ـ 3

267

Page 271: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

- 1980 فهرس الموضوعات الغتراب في الشعر الجزائري الحديث في الفترة (1925 ( 58....................................... ـ الظروف ا: القتصادية.2 ـ 1 ـ 3 59.........................................ـ ا: الغتراب ا: القتصادي 2 ـ 3

61............................................... ـ ا: الغتراب العاطفي3 ـ 3 65...................................................... ـ في الشعر العباسي4

73........................................... ثانيFا : في الشعر العربي الحديث 72............................................. ـ ا: الغتراب في الشعر المهجري.1

77...........................................ـ جبران خليل جبران و التمرد 82.................................... ـ ميخائيل نعيمة و الغربة ا: الجتماعية

83................................... ـ ايليا ابو ماضي و ا: الغتراب الوجودي 85.............................. ـ ا: الغتراب في شعر جماعتي الديوان و ابولو2

85........................................................ـ عبد الرحمن شكري 87................................................................ـ إبراهيم ناجي 88..........................................................ـ أبو القاسم الشابFي

92..................................................... ـ ا: الغتراب في الشعرالحر3 93..........................................................ـ بدر شاكر السيFاب 99.......................................................ـ صلح عبد الصبور

الفصل الثالث : تجليات ا: الغتراب في الشعر الجزائري الحديث : 107..............................................................القضايا الموضوعية

107.......................................................أوF: ال : ا: الغتراب السياسي141............................................ ثانيFا : ا: الغتراب الفكري و النفسي

162....................................................... ثالثا : ا: الغتراب المكاني الفصل الرابع : تجليات ا: الغتراب في الشعر الجزائري الحديث :

171........................................................................القضايا الفنية 176.............................................................أو: ال : المعجم الشعري

194...........................................................ثانيFا : الصورة الشعرية220..........................................................ثالثا : الموسيقى الشعرية

233...............................................................................الخاتمة236.........................................................قائمة المصادر والمراجع

255.............................................................. فهرس الموضوعات

268

Page 272: (1925 : ةمدقم - Tlemcendspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/194/4/... · -1980) ةرتفلا يف ثيدحلا يرئازجلا رعشلا يف بارتغلا ةمدقم (1925

Résumé :Cette étude est une essaie veillée à lever le voile sur l’aliénation qui est une caractère

distinguant la vie humaine dont elle se reflet dans la littérature en générale et spécialement

dans la poésie.

Dans le premier chapitre , j’ai poursuit le développement de cette phénomène dans des

différents sciences et cultures à travers le temps , ensuite j’ai guetté son apparition dans

l’ancienne et la moderne poésie arabe , finalement j’ai réservé le troisième chapitre pour la

révélation de cet phénomène dans la poésie Algérienne moderne. Dont j’ ai cité les types

d’aliénation , finalement, j’ai etudié les caractéristiques artistiques de cette poésie dans le

dernier chapitre

Mots clés : aliénation , apparition , réflexion , la poésie algérienne moderne

Abstract :

This study deals with alienation as it is a noticeable feature of the human life , which

was reflected in literature generally and particularly in poetry.

In the first chapter I pursuit the development of this phenomena in different sciences

and cultures than , in the second one , I interested with it appearance in the old and modern

Arabic poetry . also I specialized the third chapter to reveal the alienation phenomena in the

modern Algerian poetry. Through the main sorts of alienation , finally I studied the artistic

characteristic

Key word :

Alienation – appearance – reflected – to reveal – modern Algerian poetry

اللخصــت جاءت هذه الدراسة ماولة لماطة اللثام عن ظاهرة الغتراب، على اعتبار أنTه سة بارزة طبع الياة النسانية ،وانعكست على الدب بصفة عامة؛ والشعر بصفة خاصة، حيث تتبعت ف الفصل الول التطور الذي مرت به الظاهرة عب التاريخ ف متلف العلوم والثقافات ،وف الفصل الثان رصدت تليات هذا الغتراب ف الشعر العرب قديه وحديثه،أما الفصل الثالث فخصصته للكشف عن تلياته ف الشــعر الزائري الديث.من خلل القضايا الوضوعية ، وأخيا تناولت ف الفصل الرابع الصائص الفنية لشعر

الغتراب من خلل العجم الشعري و الصورة الشعرية و الوسيقا الشعرية :الكلمات الفتاحية

– التجلي – انعكست – الكشف – الشعر الزائري الديثالغتراب ..