يئاورــــلا دــــقنلا تادـــــجتسم · ٥ ﺮــــﻳﺪﻘﺗﻭ...

636
جـــــدات النقــــد الــــروائي مستل حمداوي الدكتور جمي

Upload: others

Post on 02-Sep-2019

7 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • مستجـــــدات النقــــد الــــروائي

    الدكتور جميل حمداوي

  • ٤

    مستجداتالعنوان:

    النقد الروائي املؤلف: د.مجيل محداوي

    الطبعة األوىل:

    م.٢٠١١  رقم اإليداع القانوين الوطين:

    رقم اإليداع الدويل: املطبعة:

    اهلاتف/الفاكس: اللوحة

    موفق خمولالسوري رمسها الفنان :

    إهـــــداء

    أهدي هذا الكتاب احلداثي إىل ابين أشرف محداوي، الذي أمتىن له كل اخلري متمكنـا مـن وأنتظر منه أن يكون ،والسعادة والنجاح يف مستقبله الدراسي

    ومطلعا على حضارا وثقافتها، ودارسـا هلـا ،احمبا آلدااللغة اإلجنليزية، وسلوكا و ريعة اإلسالمية إميانا وعمالبتفان وإخالص، مع التمسك بتالبيب الش

    دراسةو

    .

  • ٥

    شكــــر وتقديــــر

    أشكر جمموعة من األصدقاء الذين شجعوين على تأليف هذا الكتاب، وخاصة ـ الضابط اجلمركي حسن السدري، والكاتبة املبدعة فوزية القادري. افإليهم

    المها ملا خـرج فلو باجلميل، وحسن الصنيع. اأهدي هذا الكتاب اعترافا هلموأشكر كذلك الدكتور املربز فريد أمعضشـو هذا الكتاب إىل حيز الوجود.

    الذي قدم هذا الكتاب خري تقدمي.

  • ٦

    املقدمــــــة

    اليت ميكن تشغيلها يف جمموعة من املقاربات والطرائق املنهجية يطرح هذا الكتاب نـذكر: املقاربـات حتليل النص الروائي تفكيكا وتركيبا. ومـن أهـم هـذه

    خطابـا و حمايثـة السـردي السيميوطيقا النصية اليت ركزت كثريا على النص من أجل استكشاف املعىن، وحتصيل الداللة، ومعرفة خمتلـف السـبل شكلنةو

    املدلول من خالهلابىنيوالطرائق اليت

    مـن تعد املقاربة السيميوطيقية واآليت، أن .؛ نظرا لكوا تتسـم إىل والتحليل واملناقشة ريحة اليوم يف التشنهجيات الناجعامل

    طابع العلمية واملوضوعية يف تفكيك النصوص وتركيبها. ومثة جمموعة بحد كبري منذ سنوات الستينيات من القرن العشـرين من املشاريع السيميائية اليت تراكمت

    ، وقد مرتاآلنحد إىل

    النظرية والتطبيقية هذه املشاريع

    احـل جموعة من املرمب مـن توقـف كبري لدى كرميـاص ختوف ، بعد أن كان هناكاملتميزة العلمية

    ، إذ وقـع العكس هو الـذي لكن بشكل ائي يف يوم من األيام. السيميائياتـ بع السـيميائي والعالمـايت، اتزايدت األحباث والدراسات واملواضيع ذات الط

    ،ومدارسـها ها مواضـيع اجتاهاـا و تنوعت ف، السيميوطيقية وكثرت املشاريعواملنهجية مشارا ومنابعها املعرفية والفلسفيةكذلك واختلفت

    .

    بنظريات التعريف قدر اإلمكان يف هذا الكتابوتأسيسا على ماسبق،فقد حاولنا

    يف تعاملها مع الـنص السيميوطيقا السردية واخلطابيةالرواية، وعرض مرتكزات كاملسار السردي، واملسـار ،نهجيةمن خالل التركيز على مساراا امل ،الروائي

    التمثيلي، واملسار التصويري، واملسار التوليدي، واملسار التلفظـي. ومل نـنس من مفاهيم السـيميائيات السـردية، عن جمموعةبشكل من األشكال ديث احل

  • ۷

    كاخلطاطة السردية، والبنية العاملية، والربنامج السردي، واألدوار التيماتيكيـة، مية والداللية، والتشاكل، واملربع السيميائي.واحلقول املعج

    ومل نكتف كذلك بسيميائية الفعل والعمل كما عند كرمياص وجوزيف كورتيس مسـتلهمني ،ورواد مدرسة باريس، بل انتقلنا إىل سيميائية الـذات واألهـواء

    تصورات كرمياص وجاك فونتانيي، مع البحث عن مفـاهيم جديـدة نظريـة كذلك تصورات شارل متثلنا و لنصوص واخلطابات االستهوائية.وتطبيقية ملقاربة ا

    ساندرس بريس يف دراسة اخلطاب الغاليف.

    وبعد ذلك، انتقلنا إىل دراسة املكون صورة اآلخر يف الروايـة كذلك ضمن مقاربة بنيوية وفيلمية، ودرسنا الوصفي

    بعـض علـى من جهة أخرى العربية يف ضوء مبحث الصورة املقارنة، وانفتحنا كتابة الشـذرية إن تـنظريا وإن بنيوية التكوينية والاملشاريع الروائية اجلديدة كال

    تطبيقا.، مستعملني يف ذلـك مارسةا إىل اجلمع بني التنظري واملوقد عمدنا يف كتابنا هذ

    املفـاهيم والتصـورات النظريـة لتقريب بسيطا، أسلوبا بيداغوجيا واضحا وأن يلقى هذا عز وجل يب بأيسر السبل. وأمتىن من اهللاإىل القارىء العر والتطبيقية

    كثريا علـى ، وأشكر اهللا نهورضى ع ،القارىءلدن الكتاب املتواضع ترحيبا من وأمحده على علمه وفضائله.نعمه اليت التعد والحتصى،

  • ۸

    مقدمـــة ثانيــــة بقلم: الدكتور املربز فريد أمعضشو

    بني دفّتي ه مجلةً وافرة من الدراسات النقدية اجلامعة بني التنظري يضم هذا الكتاب

    املعروف يف املشهد النقدي –واملعالَجة التطبيقية، كتبها الدكتور مجيل محداوي عن فن الرواية، والسيما –املغريب، وكذا العريب، بتنوع اهتماماته األدبية والفنية

    حداثية، يف الغالب، ومتوسالً بعدد من العربية، منطلقا من رؤى وتصورات نقدية ،املَقوالت واملقاربات السيميائية واخلطابية اليت جربت يف النقد الغريب املعاصـر

    فثبتت فعاليتها اإلجرائية يف الدراسة.إن الناقد، ذا العمل، يعد من نقادنا املعاصرين القالئل الذي آثروا خوض غمار

    هاجية جديدة على القارئ العريب يف مجملها، مستشعراً النقد الروائي بأدوات منحجم "املغامرة" اليت أقْدم عليها، وناظراً إىل أحباثه املعروضة بوصفها "اجتهادات" رام من وراء تقدميها إخضاع املنت الروائي العريب احلـديث واملعاصـر ملنـاهج

    حه من إواليات تعـني علـى الدراسة احلداثية وما بعد احلداثية، بالنظر إىل ما تتي تناول الظاهرة األدبية، عموماً، تفكيكاً وتركيباً وتأويالً.

    فباستثناء أربعٍ من دراسات الكتاب، جيد القارئ الكرمي أنّ باقي مقاالت هـذا العمل، الذي توفرت فيه مجلة من مالمح اجلدة والغىن الفكري واملنهجي، يندرج

    ئية للرواية مبختلف مكوناا السطحية والعميقة، الظاهرة يف صميم املُقاربة السيمياوالباطنة، الشكلية واملضمونية. حبيث تطرقت فصولُ الكتاب، ذات الصلة ـذه املقاربة، إىل تناول أعمال روائية عربية من الوفرة مبكـان يف ضـوء املقاربـات

    إىل دراسة مكونات مـن االستهوائية والتلفُّظية والتناصية والشذرية من وجهة، واخلطاب الروائي سيميائياً من وجهة ثانية، وإىل احلديث، بإفاضة، عن مقومات يف

  • ۹

    هذا اخلطاب من الزاوية نفِسها، مع تركيز أكرب على جوانبها النظرية؛ حلاجتـها إىل أنْ توضح قبل االنتقال ا إىل طور التجريب على الرواية العربية، من وجهة

    ومما حظي باهتمام الناقد، يف هذا اإلطار، الشخصية الروائيـة والعامـل ثالثة. والفعل وآليات توليد الداللة يف النص السردي.

    وال شك يف أن متصفِّح أحباث الكتاب مجيعها يلمس سعي املؤلِّف إىل نهج سبل زمن، تعالَج وفْق مغايِرة يف مقاربة الرواية العربية اليت ظلت، أرداحاً متطاولة من ال

    مقوالت وطرق قرائية تقليدية قُصارى ما ترمي إليه تتبع أحداثها، وتبين حبكتها، واستخالص عناصرها اخلطابية والفنية املعهودة. وهو األمر الذي ضمن هلا كثرياً من مسات اجلدة واحلداثة والتجريب والفَرادة، وبوأت صاحبها مكانة سنيةً بـني الباحثني الذين ال يتوانون يف بذل كلِّ جهدهم يف سياق التنظري للرواية العربيـة، وجتديد ميكانيزمات االشتغال النقدي على متوا بقطْع النظر عن اختالفها زماناً

    ومكاناً وتيمات وبناًء وخطاباً.

    الناظور –العروي

    هـ/ ١٤٣٣

    م ٢٠١١

  • ۱۰

    ل:ــــاملدخ

    ـــات الروايــــةنظري

  • ۱۱

    / مفهــــوم الروايـــــة:١

    ـ ذات والواقـع تعد الرواية من أهم األجناس األدبية اليت حاولـت تصـوير الإما بطريقة مباشرة وإما بطريقة غري مباشرة قائمة على التماثل ،وتشخيص ذاا

    واألسـاليب واالنعكاس غري اآليل. كما أا استوعبت مجيع اخلطابات واللغاتواملنظورات واألنواع واألجناس األدبية والفنيـة الصـغرى والكـربى، إىل أن صارت الرواية جنسا أدبيا منفتحا وغري مكتمل، وقابال الستيعاب كل املواضيع و األشكال واألبنية اجلمالية. إذاً، ماهي أهم النظريات النقدية والفلسفية اليت مت

    تصورها حول نشأة الرواية؟

    / نشــــأة الروايـــــة٢

    :

    با جنسا أدبيا مغمورا ومهمشا وخطابا سـرديا منحطـا وكانت الرواية يف أورالقيمة له، يقبل عليه الشباب من أجل االستمتاع والترفيه، بعيدا عن حياة اجلـد والصرامة اليت كانت تفرضها األسر األورپية على أوالدها؛ حيث كانت حتذرهم

    ت، ناهيك عن موقف الكنيسة املعروف من كل ماهو مـدنس من قراءة الرواياباملقارنة ،وسفلي. ألن الرواية ارتبطت باللهو واون والغرام والتسلية والفكاهة

    مع األجناس األدبية السامية والنبيلة كالشعر وامللحمة والدراما. و قد ساد هـذا سـتنتعش يف القـرن ةالتصور السليب إىل غاية القرن الثامن عشر. بيد أن الرواي

    تصبح الشكل األديب الوحيد القادر على استكناه الذات والواقع، التاسع عشر، ومع ،واستقراء اتمع والتاريخ بصدق موضوعي موثق، وختييل فين يوهم بالواقع

    ،كوكبة من الـروائيني الكبـار

    ،وتولوسـتوي ،وفلـوبري ،وزوال ،بلـزاك ك ودويستفسكي

    .

    الرواية عند منظريها ملحمة بورجوازيـة، عدت من مث، فقد و ..

  • ۱۲

    ،اإلقطاع واالستغالل والقهـر واعتربت أيضا أداة للصراع االجتماعي ضد قوى حتولت كذلك إىل سالح شعيب خطري ملناهضة الظلم واالسـتبداد، وإدانـة قد و

    ونشـدان واقـع ،الواقع املتردي، و تسفيه قيمه املنحطة، والتغين بالقيم األصيلةايل أفضل، تعم فيه السعادة والعدالة والفضيلة واحلرية واحلب، حيـث إنساين مث

    يعيش فيه اجلميع بسالم وأمان. أما عصرنا احلديث، فقد أصبح عصر الرواية بامتياز؛ ألن الرواية كانت وما تزال

    والقادرة كذلك ،اجلنس األديب األكثر انفتاحا على التقاط مشاكل الذات والواقعيع األجناس واألنواع واخلطابات األخرى، كما أا اجلـنس على استيعاب مج

    األديب املهيمن واملفضل لدى الكثري من القراء واملثقفني باملقارنـة مـع الشـعر واملسرح.

    يف املنظور الغريب / نظريـــــات الروايــــــة٣

    :

    الرواية، اليت حاولت تفسري نشأةالغربية مثة جمموعة من النظريات األدبية والنقدية الفلسفية (هيجل...)، وهناك مـن اسـتعان باملقاربـة فهناك من اختار املقاربة

    التارخيية

    جورج لوكاش(

    (لوسـيان ، وهناك من فضـل املقاربـة السوسيولوجية )ارتضى املقاربة األسلوبية (ميخائيل باختني...)، وهناك ، وهناك من غولدمان...)

    ناميةالسيميائية الدياعتمد على املقاربة من

    فالدميري كريزنسكي(

    ، وهنـاك مـن )فضل املقاربة النفسية

    -فرويد(

    مارت روبري

    ...

    (

    .

  • ۱۳

     فردريك هيجــــــل:

    أول من قدم نظرية للرواية يف الغرب من خـالل هيجليعد الفيلسوف األملاين رؤية فلسفية مجالية مثالية مطلقة

    ويذهب هيجل إىل وجود قرابة كـبرية بـني .يزدهر إال إبـان الفتـرة إال أن الفن امللحمي باعتباره شعرا مل ،مةالرواية وامللح

    اليونانية

    يعرب هذا الفن عن تالحم الذات واملوضوع يف إطار انسـجام ،ومن مث .متكامل ومتناغم، يعرب عن شعرية القلب والتآلف والسعادة املطلقة. أمـا الفـن

    ،الثاين

    سيلة للتعبري عـن انفصـال هو الفن الروائي الذي يتخذ السرد النثري وف الذات والواقع، أو تشخيص اهلوة التراجيدية املوجودة بني األنا والعامل. وبالتايل،

    اإلنسانية يف اتمع احلديث،يؤكد هيجل مدى نثرية العالقات

    يشري إىل وجود ف قطيعة فينومونولوجية بني الذات واملوضوع، و بني اإلنسان والواقع

    ويعين هـذا .اية هي يف احلقيقة تشخيص للوحدة املفقودة بني الـذات واملوضـوع، أن الرو

    ونشدان التكامل املأمول بينهما، واستشراف للسعادة الكلية املطلقة املعهـودة يف امللحمة اليونانية

    بأن الرواية ملحمة بورجوازية أو ملحمة عـامل هيجلوقد أقر .أنه هيجلويبدو من خالل ما كتبه بدون آهلة، أفرزا تناقضات اتمع الرأمسايل،

    يفضل امللحمة على الرواية، والشعر على النثر، والقلب على الواقع. اش:ـــورج لوكـــج

    لكن لـيس ، هيجلمن تصورات أستاذه جورج لوكاش انطلق الباحث اري من منطلق مثايل، بل اعتمد يف تصوراته على املادية اجلدلية املاركسية يف فهـم

    هيجـل تمع الرأمسايل، وتفسري تناقضاته الكمية والكيفية. ولقد أحل على غرار ا على القرابة املوجودة بني امللحمة والرواية، واعترب الرواية ملحمـة بورجوازيـة

  • ۱٤

    تراجيدية يتصارع فيها البطل مع الواقع، وذلك بأشكال خمتلفـة، نـتج عنـها ات والواقع من أجل تثبيت القـيم مايسمى بالبطل اإلشكايل الذي يتردد بني الذ

    ااألصيلة اليت يؤمن

    . ،الروسـي تولسـتوي موجود يف روايات لوكاشبيد أن البديل الذي يقترحه

    الذي يقدم بطال إجيابيا ملحميا على غرار امللحمة اليونانية؛ إذ كان " تولوستوي أعظـم هو املؤهل خللق هذا الشكل من الرواية. ماحنا إياه -لوكاشحسب –

    سورة لتجاوز ذاته حنو امللحمة. إن فن تولستوي عظيم، وملحمي بصورة واقعية، بوصفه كذلك، حنـو متثيـل حيـاة ،بعيد جدا عن اجلنس الروائي، وهو يسعى

    مؤسسة على تشارك املشاعر بني البشر البسطاء املرتبطني ارتباطا محيما بالطبيعة، الكبري، ويتحـرك وفقـا حلركتـها هذا التشارك الذي يتالءم مع إيقاع الطبيعة

    املضبوطة بالوالدة واملوت، والذي يقصي كل ما يكون يف األشكال الغريبة عـن الطبيعة، من صغار، وانفصال، وتفسخ، وتصلب."

    ١ ، ظهور اتمع الرأمسايلومن املعلوم، أن لوكاش يرجع بدايات الرواية إىل

    مـن ،شواهد نصية عاصرت تلك الفترةاستحضار خالل

    ظهـور روايـة ك

    :

    دون " ــوت كيش

    "

    ــاخر ــي الس ــب الفرنس ــات الكات ــرييفانتيس، ورواي لسرابلي

    )RABELAIS

    أثبت أن الروائيني قد ناضلوا نضاال مريرا ضـد . و)ستعباد اإلنسان يف القرون الوسطىا

    متثل الروحية الفردية عندهم املثـل من مث، و . ااألعلى، والنرباس احلقيقي الذي ينبغي االستهداء

    وقد خاضوا صراعني: األول .يف اتمع ضد عبودية اإلنسان يف اتمع اإلقطاعي. والثاين ضد تدهور اإلنسان

    ،فقد اتسم بالفانتازيا الواقعية اجلديد. أما األسلوب

    احتفظـت الروايـة كمـا باحلقيقة االجتماعية.

    ١

    -

    ، ترمجة: احلسني سحبان، منشورات التل، ، الرباط ، املغرب، الطبعة األوىل سنة نظرية الروايةجورج لوكاش:

    م،ص:١٩٨٨

    ١٤١-

    ١٤٢

    .

  • ۱٥

    ـ ح اللوكاشي، أن الرمن خالل الطر ،ويبدو لنا وازي واية الغربية أصـلها بورجويعين هذا أن الطبقة البورجوازية هي اليت اختذت الروايـة أداة للتعـبري ،سام

    والنضال، وذلك يف صراعها مع الطبقات املناوئة، والسـيما طبقـة اإلقطـاع ورجال الكنيسة والطبقة الربوليتارية. ومن مث، فالرواية كانت تتغىن بالتـاريخ،

    لكية اخلاصة، والبطولة الفرديةكاحلرية، وامل ،ومتجد جمموعة من القيم

    .

    عندما اعتربها شكال توفيقيا جيمع ،جدلية الروايةلوكاش جورجأكد وقد ،هذا

    بني خصائص امللحمة والتراجيديا.أي: إذا كانت امللحمة تعرب عن الوحدة الكلية وكانت التراجيديا تعرب عن القطيعة بني ،بني الذات واملوضوع أو بني األنا والعامل

    ذات واملوضوع، فإن الرواية تتميز بطابع الوحدة والقطيعة؛ ألا جتمع بني ماهو الملحمي وماهو تراجيدي. ومن مث، تصبح الرواية شكال ذا طابع جديل قائم على

    الصراع والتغري والدينامية والنفي والتجاوز.م هذا، ون اهتمامات لوكاش باألخالق، وحلمه باملطلق، والشمولية، واالنسجا

    ،مثايل وطوباويبني األخالق وعلم اجلمال، ساعد على خلق عامل خيايل

    حينما فضل امللحمة على باقي األجناس األدبية األخرى. ألنه كان يعتقد أن امللحمـة اليونانية إمنا كانت تترجم الوحدة بني الذات واملوضوع، واكتمال اللحمة بينهما

    ناهيك عن عدم ظهور اآلفاق ،النثري خيلو من الصراع الواقعي ،يف عامل منسجماليت ميكن للوكاش أن حيقق فيها خمتلف مفهوماته للمطلق، مع رفضه لقيم العامل

    البورجوازي املتدهورة.

    ٢ ويرى الباحث اجلزائري حممد ساري

    أن

    والبعـد ،" الرفض الرأمسايل للرأمساليـة :عدته علـى الصويف الديين الذي اكتشفه لوكاش يف مؤلفات دويستفسكي، سـا

    ٢

    -

    عة األوىل سنة ، دار احلداثة، بريوت ، لبنان، الطبالبحث عن النقد األديب اجلديدحممد ساري:

    ، ص: ١٩٨٤

    ٢٠

    .

  • ۱٦

    إصباغ املرحلة اهلومريية بالعصر الذهيب... من مث، اكتشف االنسجام الكلي بني الفرد واتمع يف امللحمة

    .

    "

    ٣ نظرية الروايةجورج لوكاش يف كتابه: ( ذكرقد وهذا،

    ثالثة أمناط روائيـة ) إطار مقاربـة وذلك يف ،حسب بطلها اإلشكايل الذي يتردد بني الذات والواقع

    ، وهي: ية جدليةتارخي: بطلها مثايل ساذج، حيث يبدو فيها الواقع أكرب من رواية املثالية اردة -أوالت، وميثلها سريفانتيس يف روايته:الذا

    دونكيشوت"

    "

    . : بطلها رومانسي ينطوي على الرواية السيكولوجية أو رومانسية األوهام -ثانيا

    ات تبدو أكرب مـن الواقـع علـى ذاته، ويتجاوز الواقع املتردي. وبالتايل، فالذمستوى املعرفة واملعايشة، وخري من ميثل هـذه املرحلـة الروائيـة فلـوبري يف

    روايته

    :

    التربية العاطفية"

    "

    . : بطلها متصاحل مع الواقع، ومتكيف الرواية التعليمية أو الرواية التربوية -ثالثا

    ومتثلها رواية ،الواقعمع الذات ىتساوتمع املوضوع، وهنا

    :

    سـنوات تعلـم "فلهلم مايستر

    جلوته. "

    ٤

    لوسيان

    ولدمانگ

    :

    لوسيان تعترب الرواية عند

    عبارة عن ولدمانگ

    " قصة حبث عن قيم أصـيلة يف :عامل منحط يقوم به فرد منحط"

    مل تعد تلك الكلمـة -هنا –. والقيم األصيلة ٥

    ٣

    حممد ساري: املرجع السابق، ص: -

    ١٧

    .

    ٤

    ، ترمجة: احلسني سحبان. منشورات التل، مطبعة النجاح اجلديدة، الـدار نظرية الروايةانظر: جورج لوكاش: - ، الطبعة األوىل سنة ءالبيضا

    ١٩٨٨

    .

    ٥

    ة للنشر، القاهرة، مصـر، الطبعـة األوىل سـنة ، الشركة املصرية العامليعلم اجتماع األدبسيد البحراوي: -

    م، ص: ١٩٩٢

    ٢٦

    .

  • ۱۷

    اخللقية العامة، وإمنا تعين عند

    الشيء لذاته، يف ولدمان قيم االستعمال اليت حتترمگمقابل القيم املنحطة

    أي: قيم التبادل اليت ال تقدر الشيء إال مبا يساويه من مال. .وهذه القيم هي اليت يقوم عليها اتمع الرأمسايل حيث قانون السوق والعـرض والطلب. ويقوم املال املقترن بالقيم التبادلية بالدور الـرئيس و الوسـيط بـني

    مما يؤدي ذلك إىل االغتراب والتشـيؤ ؛بل بني اإلنسان ونفسهاإلنسان والسلع، واالستالب.

    لوسيان هذا، وينطلق

    يف دراسته السوسيولوجية للرواية مـن تصـور ولدمان گبنيوي تكويين يف مقاربة الرواية الغربية اليت أفرزا البورجوازية األوربية، مستفيدا

    وجان پياجيه. وقد ،رويدوف ،ولوكاش ،وماركس ،يف ذلك من تصورات هيجلحاول دراسة مسرية هذه الرواية فهما وتفسريا من خالل مفـاهيم أساسـية، وهي:التشيؤ، والبطل اإلشكايل، والوساطة، والتماثل، والبنية الدالـة، والرؤيـة

    ) يف القـرن البيوغرافيةللعامل، ومنط الوعي... فاستخلص بأن الرواية الفردية (بريا عن الرأمسالية الفردية. أما يف بداية القرن العشرين، فقد التاسع عشر كانت تع

    كانت الرواية املنولوجية أو رواية تيار الوعي جتسيدا لرأمسالية الشـركات. أمـا الرواية اجلديدة مع نتايل ساروت، وكلود سيمون، وآالن روب

    رييه، وجـان گقين اآليل.ريكاردو، وميشيل بوتور... فقد كانت تعبريا عن اتمع الت

    ٦ نـــل باختيـــميخائي

    :

    إذا كانت الرواية ملحمة بورجوازية، و تعد كذلك النوع األديب النموذجي الذي ،ولوكاش ،كما يرى كل من هيجل ،يعرب عن نثرية اتمع البورجوازي الفردي

    ٦

    -

    لوسيان

    ، املغـرب، ء، ترمجة: رشيد بنحدو، عيون املقاالت، الدار البيضاالرواية والواقعولدمان وآخرون: گالطبعة األوىل سنة

    م، صص:١٩٨٨

    ٣٦-

    ٦١

    .

  • ۱۸

    و جنس ،أدب شعيب ميخائيل باختني فإن الرواية عند املنظر الروسي ،وكولدمانتخللسفلي وم

    )(genre intercalaire)، .نابع من األجناس األدبية الـدنياوهي كذلك تعبري عن األوساط الشعبية والفئات الربوليتارية الكادحة

    ،ويـرى .

    ،يف الوقت نفسه

    أن الرواية هي

    " التنوع االجتماعي للغات، وأحيانـا للغـات :واألصوات الفردية، تنوعا منظما أدبيا. أي

    د إىل تعدد امللفوظات إن الرواية تستن :احلوارية والتناصية".

    ٧ كما يظهـر ذلـك ؛ ةيفضل الرواية على امللحم باختنيو يعين هذا أن ميخائيل

    بشكل جلي يف تعدد لغاا

    مواقفها ومنظوراـا اختالفو ،وأساليبها وهلجاا لشـعر الـذي فن اعن بشكل من األشكال متيزها ، واإليديولوجية

    إىل يسـتند لوجود أحادية اإليقاع واألسلوب والتخاطب. رتيبة؛منولوجية

    ريــارت روبـــم

    : إذا كان هيجل ولوكاش و

    ولدمان ينطلقون من األصول االجتماعية يف حتديد گ Martheروبري( مارتالرواية، فإن Robert

    تنطلق من أصول نفسـية )وجودية( أنطولوجية)

    جي الفرويدي االستفادة من التحليل السيكولومن خالل ، ٨الرواية إىل أصول اإلنسان الطفولية مارت روبريحول الدين والفن. وقد أرجعت

    وربطتها كذلك برغباته الدفينة املكبوتة، وصراعاته األوديبية اليت تترجم ،واحللميةثنائية اجلرمية والعقاب اليت تلف حوهلا الكثري من الروايات. كما تعرب هذه الرواية

    ٧

    -

    مان، الرباط، الطبعة الثانيـة سـنة ، ترمجة : حممد برادة، دار األاخلطاب الروائيميخائيل باختني:

    م، ١٩٨٧ص:

    ١١

    .

    ٨-

    ، ترمجة: وجيه أسعد، منشورات احتاد كتاب العـرب ، رواية األصول و أصول الروايةمارت روبري: انظر: دمشق، سوريا، الطبعة األوىل سنة

    م.١٩٨٧

  • ۱۹

    حيث يوجد عامل التوازن واالنسجام ،نني اإلنسان إىل عامل الطفولةاألصلية عن حوالوحدة الكلية املتناغمة بيد الذات واملوضوع.

    مارت . أي: إن الرواية حسب .تعبري عن حياة الكاتب الشخصية أو احلياة األسرية، وحبث عـن الـزمن روبري

    قة يعكـس يف عملـه املفقود واحلياة السعيدة الضائعة. ألن كل روائي يف احلقياإلبداعي سريته الذاتية وتارخيه الشخصي، وطفولته املثالية، وفضاءه األسري الذي

    يعيش فيه.-مارت روبريوتؤسس" ،هذا

    يف ،نظريتها -حسب الناقد الروائي فيصل دراج الرواية، على "الرواية األسرية"، موحدة بني عقدة أوديـب ووالدة الروايـة، إذ

    مل، وإذ االنتهاكات كلها تتم باسم اجلسد. و ما الكتابة الروائية اجلسد حمور العاإال تصعيد للرغبات، وصد لعنف الغرائز العدوانية، كما لو كان اإلنسان يكتب رواية اجلرمية كي يعصم نفسه عن اقترافها. رواية قدمية مكتوبة قبـل كتابتـها،

    غايرةالتارخيية بأقنعة مت -ترمي عليها التحوالت االجتماعية

    .. فالروايـة أثـر .مرضي من آثار طفولة قدمية، التنحرف عن البديهة إال قليال، ألن كـل طفـل، صاغ يف صمت حلمه، رواية مل جره أبدا. يصوغ كل إنسان، وعلـى حنـو شعوري يف طفولته، رواية، وينساها أو يكبتها، حني يفرض وعيه عليه أن يلقي

    ها، الحقا، إن عثر على شروط تعيد كتابة مـا ا يف ثنايا النسيان، كي يعود إليبدا، يوما، منسيا وغارقا يف النسيان."

    ٩ إذاً، فالرواية تعبري عن حنني طفويل منسي، وجتسيد للمنازع الذاتية النفسـية يف صراعها الوجودي والنفسي الشعوري والالشعوري، وعالج لكل خلل داخلـي

    لكاتب أواملبدع.يتسم بالالتوازن، قد يعاين منه اإلنسان ا

    ٩

    ، املغرب،الطبعة األوىل سـنة ءر البيضا، املركز الثقايف العريب، الدانظرية الرواية والرواية العربيةفيصل دراج: -.

    م، صص:١٩٩٩

    ٩٦

    .

  • ۲۰

    فالدميري كريزنسكي: Wladimir Krysinskiفالدميري كريزنسكي( نطلقي

    يف تعامله مع نشـأة )ملتقـى العالمـات: يف كتابه:" ، وذلك مقاربة سيميوطيقية تطورية الرواية من

    أحباث حول الرواية املعاصرة

    "

    .مبعىن أنه يتجاوز السيميوطيقا النصية السكونية ١٠إىل سيميوطيقا تطورية حركية تعتين لى البنيات اخلطابية الداخلية، اليت تنطوي ع

    . ومـن اخلارجية على حد سواءالسياقية النصية الداخلية واملكونات باملكونات التطورية أو الدينامية تستكشف النص يف ضوء ماقبل الـنص هنا، فالسيميوطيقا

    كريزنسـكي يف: وخارج النص، وتنطلق من جمموعة من املفاهيم، وقد حصرها التناص، واإليديولوجيا، والقيم، واملرجع، واجلمال، والغريزة. ويعـين هـذا أن

    رنة مباهو مجايل وتناصـي، يعتمد على صياغة مرجعية مقتوانبثاقها تكون الرواية وبالتايل، يديولوجية مبنية على ماهو قيمي (أخالقي) وغريزي(نفسي).وصياغة إ

    اليت تتحكم يف توليد الرواية وتكوينها. لذا، قد فهذه الصياغات واملكونات هي وبتعبري آخر، فإنتاج يالحظ يف النص الروائي هيمنة مكون ما على مكون آخر.

    الرواية

    " ينشأ عن توترات تتم، ضمن حركة مراوحـة، بـني سـيناريوهات : إيديولوجية وإحالية وأخالقية وتناصية وإسطيتيقية ونزوية.

    ةوهكذا، تبدو الرواية عام

    ثناء تكوا وتطورها، حتت ضغط عوامل خمتلفـة ..أ.يولوجي وإسـتطيقي، يدؤهلة للتعبري عن حلظة وعي مزدوج إومعقدة، وكأا م

    بصفة عامة، هو استجابتها للقوانني الداخلية أكثر مـن تأثرهـا غريأن مامييزها،ة، جمـاال بالقوانني اخلارجية املصاحبة؛ وذلك ما جعلها بتعبري السيميائية الدينامي

    ،وتنوع املسـتويات ،قات الناجتة عن تعدد خطوط االنفالتارللكوارث واالخت

    10

    - Wladimir Krysinski:Carrefours  de  signes:essais  sur  le  roman moderne

    ,Mouton ,1981.

  • ۲۱

    فـق املنضد، واملنفتح باستمرار، على أواكتساح موجات التشويش لفضائها غري شكال اجلاهزة."غ واألجتاوز الصي

    ١١ له بنيتـه الوراثيـة مثل الكائن احلي هذا، ويرى كريزنسكي أن النص الروائي

    قلم مـع والتـأ ،والتكيـف ،والتناسل ،ليت جتعله قادرا على التوالدية اوالبيولوجيقوم على والوضعيات والضغوطات الذاتية واملوضوعية. وبالتايل، فهو الظروف

    على جمموعة من أيضا ، ويعتمد والبناء الدينامي ثرالتأثري والتأ جمموعة من عملياتيكون النوعي واألجناسي.وذا، ر التطورالتبادالت والتغريات التجنيسية يف إطا

    كريزنســكي قــد تــأثر بربونــوتيري، ودارويــن، وسبنســر، وجــاكوب، Cuénotوكوينو(

    ...(

    نظريات الرواية يف املنظور العريب: -٤

    أربعةتوجهات ميكن احلديث عن

    يف تفسري نشـأة الروايـة العربيـة: التوجـه ه االفتراضي أو العدمي، والتوجوالتوجه التغرييب، والتوجه النصيالتأصيلي،

    . :التوجه التأصيلي

    يذهب أصحاب هذا التوجه إىل أن تكون الرواية العربية والسـيما الروايـات ،مرتبط باجلذور التراثية؛ ألن هناك جمموعة من الروايات

    قامة التأصيلية، نابعة من بيئتها التراثية كتابة وسردا وختييال، حيث تأثرأصحاا باملبقصص القرآن الكرمي كما تأثروا ،لف ليلية وليلةرحلة وحكايات أوالرسالة وال

    فاروق خورشـيد نذكر: ،ومن أهم ممثلي هذا االجتاه وأحاديث الرسول(صلعم).:" يف الرواية العربيةيف كتابه

    "

    اإلنتاج الروائي العريب املعاصـر الذي يرى أن:" ا الفـن وليـد ن يكون هـذ درجة من األصالة جتعل من املذهل حقا أيصل إىل

    ١١

    ، منشورات احتاد كتاب املغرب، الرباط، الطبعة األوىل سنة دينامية النص الروائيد.أمحد اليابوري: -

    م، ١٩٩٣ص:

    ٢٠

    .

  • ۲۲

    من املتعذر على التفكري العلمي أن يقبـل عشرات من السنني فحسب.كما جتعلن هذا الفن مستحدث يف أدبنا العريب الجذور له، نقلنـاه مايردده الكثريون من أ

    بعد مع مانقلناه من صور احلضارة الغربية، وقلدناه حماكني مانقلناه، مث بدأنا ننتج على أدبنا..." الفن اجلديد لوانا متفردة من هذاهذا أ

    ١٢ ويعين هذا ان الرواية العربية منتوج عريب أصيل نشأ يف التربة العربيـة حتبيكـا

    تمع العريب.اليت عرفها اوتأثرا بالعوامل الذاتية واملوضوعية ،وختطيبا :التوجه التغرييب

    يذهب هذا االجتاه إىل أن نشأة الرواية العربية كانت عـن :" زينـب" الرواية الغربية تثاقفا وترمجة واستيحاء. ومن مث، فروايـة طريق تقليد

    -باعتبارها أول رواية عربية حديثة –ني هيكل حملمد حس

    تقليد للرواية الغربيـة ليس إال.

    حقي الذي يرى يف كتابـه:" حيىي غرييبومن أهم ممثلي هذا التوجه الت

    فجر القصة املصرية

    "

    مسيه اإلحساس ريب أن بقي فوق هذا وذاك شيء غولك:" مل يفز ذا اإلحساس بقدر كـبري الغريزي بروح الفن القصصي ونبضه ومزاجه،

    و صغري إال املتصلون بالثقافة الغربية اتصاال وثيقا، وبقيت القصص اليت كتبـها أاستيفائها للمقومات كافة مفتقرة هلذا العطر اخلفي الـذي من رغم على الغريهم

    صة ن نعترف أن القهذه، فالضري أيامنا ظاهرة ممتدة حى أهذه الجيعل القصة فنا.وفراد تأثروا باألدب األورويب جاءتنا من الغرب، وأن أول من أقام قواعدها عندنا أ

    واألدب الفرنسي بصفة خاصة.

    ١٣

    " ويعين هذا أن الرواية نتاج غريب وصلنا عن طريق التقليد والترمجة والتأثر باألدب

    فهـي ،ص سردية تراثية عربيةوما كتب من نصو نه.الغريب، وخاصة الفرنسي م

    ١٢

    ، دار العودة، بيوت، لبنان، الطبعة الثالثة سنة يف الرواية العربيةورشيد: فاروق خ -

    م، ص:١٩٧٩

    ٩

    .

    ١٣

    ، مؤسسة عيبال للدراسات والنشر، قربص، الطبعة األوىل دالالت العالقة الروائيةنقال عن: د. فيصل دراج: - سنة

    م، ص:١٩٩٢

    ١٥

    .

  • ۲۳

    واخلصائص اجلماليـة الصحيحة، ىل املقومات الفنيةإبشكل من األشكال تفتقد احلقيقية. نصيالتوجه ال

    ميثل هذا التوجه الباحث املغريب أمحد اليابوري الذي يـرى : ستبداهلا مبقاربات أنه البد من جتاوز املقاربات التقليدية يف تفسري نشأة الرواية، وا

    نصية جتنيسية حديثة، بغية معرفة املكونات البنيوية اليت تتحكم يف توليد الروايـة وتكوا ونشأا. مبعىن أن اليابوري ينطلق من السيميائيات التطورية لفالدميـري

    التكون الديناميكريزنسكي يف تفسري نشأة الرواية، والتركيز على مفهوم "

    "

    إن :"لف اجتاهاا، الختلو من الذايت واملوضوعي،من اليومي والتارخيي، من مبخت ،الرواية

    الشعوري والالشعوري.أي: من مكونات تنتمي إىل حقول متعـددة، وأحيانـا متباينة، يوظفها التخييل عن طريق اللغة، وفق ظوابط شكلية مـتغرية، حسـب

    عدديـة العصور، وأن كل تطبيق حريف يف جمال التعريف جيعل الباحـث أمـام ت ،ظاهرية

    ويبعده عن النص ومكوناته الفكرية واجلمالية. ن يتكىء على املفهـوم اآلن، أن البحث يف التكون ميكنه أوميكن أن نوضح منذ اس، وعلى البنيوية التكوينية يف إطارهـا العـام، دون أن الباختيين لتالقح األجن

    ـ يسقط يف آ ه برونـوتيري عـن لية التوالد باملعىن التطوري البيولوجي الذي ورثثر منبتني أن ينساق عشوائيا مع مفهومي التأثري والتأ الوضعية والداروينية، ودون

    عن السياق الفين.

    من جهـة، ،اجةوهكذا، فإن كل حبث يف التكون يبقى يف ح ساسيني للنص: موقع داخل عامل الكتابة وآخر يف عامل الواقع؛ إىل حتديد موقعني أ

    ربط عملية الكتابة بالوعي االجتماعي مبختلـف ويف حاجة من جهة أخرى إىلوعيا فئويا وطبقيا، وبتحديد جدلية الطبقي والثقايف." ندرجاته، سواء أكا

    ١٤ أن أمحد اليابوري يتجاوز نظريات نشـأة الروايـة إىل من هذا القول، ،ويتضح

    واستكناهها جتنيسا وتكونا وتطورا.حتبيكا وختطيبا وتأويال، استكشاف النصوص

    ١٤

    أمحد اليابوري: نفسه، ص: -

    ٢٦

    .

  • ۲٤

    التوجه االفتراضي أو العدمي

    :

    أنه من الصـعب :" نظرية الرواية والرواية العربية" يرى فيصل دراج يف كتابهعدم وجودها وشبه الكلي، نظرا لغياا ؛خالصةاحلديث عن نظرية روائية عربية

    باب التجـاوز أو مـن من إال ميكن احلديث عنها .لذا، الالعريب الواقع الثقايفيف اضي نسيب.أي: من خالل نصوص روائية تطبيقية. ومن مث، فإذا كان منطلق افتر

    العربية، فإن احلقل الثقـايف الغرب قد أنتج جمموعة من النظريات لتفسري الروايةالعريب مل ينتج لنا نظريات تبني لنا نشأة تلك الرواية، بل ألفينـا جمموعـة مـن

    تصورات النظرية اليت تبني لنا النصوص الروائية التطبيقية، دون أن تكون مرافقة بالإن كانـت نظريـة ، يقول فيصل دراج:"نشأة الرواية العربية. ويف هذا الصدد

    هب إىل ماركس وفرويد ولوكاتش وهيـدجر، الرواية، يف شكلها األورويب، تذوهي افتراض نسيب، تكتفي بنصوص الـروائيني ال ،نظرية الرواية العربية"فإن "أكثر.

    ة، املوزعة على تصـورات ة تنوع التجارب الروائيوهذه النصوص متنوع فكار احلداثية، وإميل اية كتابة حداثية وحيزا لنشر األهيكل يرى يف الرومتعددة، ف

    اهيم يشـتق بـر اجلماعية، وصنع اهللا إ-ة الفرديةحبييب يزاوج بني احلكاية والسرييوازي الواقع ىل عامل التارخيي من اليومي، وإدوار اخلراط يناجي الروح، ويتوق إ

    وال يلتقي به، ومجال الغيطاين يضع املعيش واملاضي يف حاضر فين مطلق، حيتضن كل األزمنة....

    ربية، وهـو افتـراض نظـري، فإن البحث عن نظرية يف الرواية الع وعلى هذا،نذ أن بقراءة الرواية العربية، م ة النصوص الروائية املتتابعة. أي:ال بقراءاليستوي إن يدري، إىل النصوص املعاصرة، اليت تنوس بني تأمل لحي املقامة دون أنقض املوي

    التاريخ واهلروب منه.

    وأمر كهذا يستدعي

    قراءة نصية متأنية، على مبعدة مـن

  • ۲٥

    النظريات اجلاهزة، اليت حتظى بشغف مومسي، أكثر مما تتلقى باستقبال رصني قلق األسئلة."

    ١٥ ن الروايـات واألعمـال السـردية ن مثة جمموعة مولكن فيصل دراج اليدري أ

    قـد أرفقـت إىل يومنا هذا، والقصصية العربية منذ بداية عصر النهضة احلديثة

    تبني تصورات هؤالء املبـدعني جتـاه الروايـة، ،مبقدمات ودراسات ومالحقوالبحث عن نشأا وتارخيها وتكوا عربيا وغربيا، والدليل على ذلك كتاب:"

    د وتقدمي حممد كامل اخلطيب" من إعدانظرية الرواية

    ١٦

    . على الرغم من احملاوالت اجلادة لتقعيـد الروايـة، وحتديـد خالصة القول: فو

    خصائصها البنيوية والوظيفية وجتنيسها، إال أن الباحثني

    :

    مل يتوصلوا إىل حتديد أي "مسة ثابتة ومستقرة للرواية، دون إبداء حتفظات تقضـي علـى هـذه السـمة

    باإلعدام"

    -بالتايل –لرواية جنس أديب مفتوح، وهي .إذاً، فا١٧

    " النـوع األديب :الوحيد الذي اليزال يف طور التكوين، والنوع الوحيد الذي مل يكتمل بعد.. "

    ١٨ وهكذا، نصل إىل أن الرواية جنس أديب منفتح وغري مكتمل، تتخلله عدة أجناس

    سـي، أدبية كربى وصغرى. وتتسم كذلك بالطابع الدينامي، والتشـعب األجنا والتوسيع اخليايل، والتعدد اللغوي والصويت واألسلويب، باإلضافة إىل كوا مرآة لتشخيص الذات و الواقع وطرائق انكتاا وصياغتها. كما أن الروايـة صـراع جديل بني الذات واملوضوع، وتعبري عن اغتراب اإلنسان يف جمتمع منحط، يفتقد

    يف األخري، الرواية تصوير لنثريـة اتمـع القيم األصيلة واملبادئ الكيفية. وإىل املعاصر الذي تنخره املاديات املشيئة، وتنهشه الغرائز الكمية.

    ١٥

    ، املركز الثقايف العريب، الدار البيضـاء، الطبعـة األوىل سـنة لرواية والرواية العربيةنظرية اد.فيصل دراج: -

    م، ص:١٩٩٩

    ٣١٧

    .

    ١٦

    ، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، سورية، الطبعة األوىل سنة نظرية الروايةحممد كامل اخلطيب: -

    م.١٩٩٠

    ١٧

    مناء العريب، طبعة ، ترمجة مجال شحيد، دار اإلامللحمة والروايةميخائيل باختني: -

    م، ص:١٩٨٢

    ٢٦

    .

    ١٨

    -

    ميخائيل باختني: نفس املرجع السابق، ص:

    ١٩

    .

  • ۲٦

    الفصل األول:

    سيميوطيقا األهواء يف الرواية العربية السعودية

    ( (رواية اإلرهايب

    لعبد اهللا ثابت منوذجا ٢٠

    ١٩

    (

    اإلرهايبثابت عبد اهللا: - ١٩

    دار املدى، دمشق، سوريا، الطبعة األوىل سنة ،٢٠

    هـ.١٤٢٦

  • ۲۷

    تدرس سيميوطيقا األهواء جمموعة من املشاعر واالنفعـاالت املتعلقـة بالـذات اإلنسانية داخل نصوص وخطابات سردية، كدراسة الغرية، والبخل، واحلـب،

    غضب، واحلسد، والغبطة، واإليثار، واحلقد، والكراهية، واخلوف، واإلرهاب، والوالطموح، والسلطة، وغريها من الصفات البشرية اليت تنتاب اإلنسـان نفسـيا وأخالقيا. ومن مث، فما يهم سيميوطيقا األهواء هو البحث عن املعىن والداللـة

    من أجـل ،للهوى االنفعايل داخل املقاطع النصية سواء أكانت صغرى أم كربىفحوى عرب قراءة املكونات التركيبية والداللية إن سـطحا وإن حتصيل املعىن وال

    عمقا، وإن حتليال وإن تأويال.ونربز آليـات ،وسنحاول يف هذه الدراسة أن نصف اهلوى، و حندد آثار املعىن

    من خـالل اإلحاطـة بالقواعـد واية ذات البعد االستهوائي، اشتغاله ضمن الرقوال، وقابال لإلدراك. ويعين هـذا أننـا ال الضمنية املضمرة اليت جتعل املرئي مع

    نبحث عن املعىن خارج النص أو اخلطاب، بل هو حمايث هلما يف أبعاده املعرفيـة والتداولية واالنفعالية والكالمية. وبعبارة أخرى، أنه البد من مسـاءلة شـكل

    عن املضمون، وحتديد الطريقة أوالسريورة اليت يتم ا بناء املعىن وتشكيله، وذلكطريق استخالص التقابالت واالختالفات؛ ألن املعىن اليتحـدد إال عـرب آليـة االختالف والتناقض. ولن تم يف هذا السياق باللغة احلاملة للداللة سواء أكانت لغة لفظية أم بصرية، بل سوف تم بالبنيات الداللية البسيطة املنطقيـة (البنيـة

    عرب حتويالت ملستهواة على مستوى السطح،نصوص ااهلووية) اليت تولد خمتلف ال خمتلفة تركيبية وداللية، تسمى باملآل أو املسار التوتري.

    إلرهـايب إذاً، ماهي البنيات الداللية االستهوائية يف روايـة" ا

    ٢٠

    " للكاتـب السعودي عبد اهللا ثابت

    إن على مستوى السطح، وإن على مستوى العمـق؟ ٢٠ دراسة حسب املباحث التالية: هذا ما سوف تنصب عليه هذه ال

    اإلرهايبثابت عبد اهللا: - ٢٠

    دار املدى، دمشق، سوريا، الطبعة األوىل سنة ،٢٠

    هـ١٤٢٦

    .

  • ۲۸

    :اجلانـــب النظـــري

    ١-

    تطور الدراسات السيميائية:

    من املعروف، أن مثة عدة مشاريع سيميائية حتاول تفكيك النصوص واخلطابات، وتركيبها حتليال وتأويال. ومن بني هذه املشاريع، ميكن استحضار: سـيميوطيقا

    Greimasاألفعـــال مـــع أجلـــريداس كرميـــاص(

    وجوزيـــف ،)J.Courtèsكورتيس(

    Groupeومدرسة باريس، ومجاعة أنتـروفرين ( ،)Entrevernes

    كرميـاص وجـاك وهناك أيضا سيميوطيقا األهواء مع ).سيميوطيقا األهواءيف كتاما القيم:" Jacques Fontanilleفونتاين

    "

    ٢١ ،مـد وهناك كذلك سيميائية الكالم الروائي مع الباحث املغـريب الـدكتور حم

    الداهي

    ، إىل جانب مشاريع سيميائية أخرى، كسيميائية التأويل مـع شـارل ٢٢، وسيميائية التشـاكل Paul Ricœur) وبول ريكورCH.Peirceبريس (

    ، والسيميائية التطوريـة مـع كريزنسـكي F.Rastierمع فرانسوا راستيي V.Krysinski))والســيميائية املعرفيــة مــع بــيري أويل ،(P.Oullet ،(

    )، والسيميائية االجتماعية D.Bertrandئية الفضاء مع دونيس برتراند(وسيميا) وإريـــــك C.Calameمـــــع كلـــــود كـــــالم(

    )،وسـيميائية اإلحيـاء مـع أوريكشـيوين E.Landowskiالندوفسكي(Catherine Kerbrat-Orecchioni وسيميائية القراءة مع أمربطـو ،

    21 - Greimas et Jacques Fontanille :  Sémiotique  des passions. SEUIL

    .PARIS. France.1991.

    ٢٢

    ، شركة النشر والتوزيع املدارس، الدار البيضاء، الطبعة األوىل سنة سيميائية الكالم الروائيد. حممد الداهي: -

    م، ص:٢٠٠٦

    ١٧٧

    .

  • ۲۹

    لصورة اإلشهارية )، وسيميائية اB.Gervais) وبرتراند جرييف(U.Ecoإيكو(ــارت( ــل R.Barthesمــع روالن ب )، وســيميائية الشــعر مــع ميكائي

    ...وهنـاك أيضـا (Groupe M)ومجاعة مـو (M.Rifaterre)ريفاتري)، P.Zima) وبيري زميا(J.Kristivaالسيميوطيقا املادية مع جوليا كريستيفا(

    وجان جـاك نـاتيي Jean Molino جان مولينو والسيميوطيقا الرمزية معJean Jacques Nattier ، ــوري ــع ي ــة م ــيميائية الثقاف وس

    Rossi)، وروسي النـدي( U.Ecoأمربطو إيكو ()، و Lotmanلومتان(Landi هيلبـو( )، وسيميائية الفنون معHilbo )و كـري إيـالم ،(Keir Elam

    )، Mukarovski)، وموكاروفسـكي( Metzو كريستيان ميتز( ،)نوعان من السـيمياء: هناك. وبصفة عامة،ل السمعية والبصريةوسيميائية الوسائ

    سيمياء التواصل وسيمياء الداللة

    ٢٣

    .

    عن جمموعة من احملاوالت واالجتهادات السـيميائية عربيا احلديث هذا، وميكن مغربا ومشرقا، كما عند حممد مفتاح

    ، وسعيد بنكراد٢٤

    ، وحممد السرغيين٢٥

    ٢٦ ،وحممد الداهي

    ،وعبد ايد العابد٢٧

    سـي ، وعبد ايد نو٢٨

    ، وعبـد الـرحيم ٢٩

    للتعمق،انظر: الدكتور مجيل محداوي: - ٢٣

    الوراق للطبع والنشر، األردن، ، ظرية والتطبيقبني النالسيميولوجيا: الطبعة األوىل سنة

    م٢٠١١

    .

    ، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، الدار البيضاء، املغرب/دار حتليل اخلطاب الشعريد. حممد مفتاح: - ٢٤التنوير، بريوت، لبنان، الطبعة األوىل سنة

    م١٩٨٥

    .

    ٢٥

    -

    ، منشورات الزمن، املغرب، الطبعة األوىل سنة يةالسيميائيات السردد.سعيد بنكراد:

    م.١٩٩٩

    ٢٦

    -

    ،دار الثقافة ، الدار البيضاء، الطبعة األوىل سنة : حماضرات يف السيميولوجياد. حممد السرغيين

    م١٩٨٧

    .

    ٢٧

    نة ، شركة النشر والتوزيع املدارس، الدار البيضاء، الطبعة األوىل سسيميائية الكالم الروائيد. حممد الداهي: -

    م٢٠٠٦

    .

    ٢٨

    -

    ، دار القرويني، الدار البيضاء، الطبعة األوىل سنة مباحث يف السيميائياتد. عبد ايد العابد:

    م٢٠٠٨

    .

    ، شركة النشر والتوزيع املدارس، الدار البيضاء، التحليل السيميائي للخطاب الروائي عبد ايد نوسي: - ٢٩املغرب، الطبعة األوىل سنة

    م٢٠٠٢

    .

  • ۳۰

    جريان

    ، ومجيل محداوي٣٠

    ، والطائع احلداوي٣١

    ، ومسـري املرزوقـي ومجيـل ٣٢شاكر

    ، وعبد احلميد بورايو٣٣

    ، والسعيد بوطاجني٣٤

    ، ورشيد بـن مالـك ٣٥

    ٣٦ ،وعبد اللطيف حمفوظ

    ، وموريس أبو ناضـر ٣٧

    ، وأنـور املرجتـي ٣٨

    ، وأمحـد ٣٩يوسف

    ، وشادية شقروش٤٠

    ، وصالح فضل٤١

    ٤٢...،

    ٢-

    ــواءسيميوطيقا األهـ

    :

    ظهرت سيميوطيقا األهواء لدراسة الذات واالنفعـاالت اجلسـدية واحلـاالت من النصوص واخلطابات املستهواة،النفسية، ووصف آليات اشتغال املعىن داخل

    ٣٠

    لة جامعية حول سيميائية الداللة يف رواية" جنمة أغسطس" لصنع اهللا إبراهيمأعد رسا -

    .

    د. مجيل محداوي: - ٣١

    الوراق للطبع والنشر، األردن، الطبعة األوىل سنة ، بني النظرية والتطبيقالسيميولوجيا:

    م٢٠١١

    .

    ، الطبعة األوىل سنة ، املركز الثقايف العريب،الدار البيضاءسيميائيات التأويلطائع احلداوي: - ٣٢

    م٢٠٠٦

    .

    ٣٣

    -

    ، الدار التونسية للنشر وديوان املطبوعات اجلامعية مدخل إىل نظرية القصةمسري املرزوقي ومجيل شاكر: باجلزائر، الطبعة األوىل سنة

    م١٩٨٥

    .

    ٣٤

    -

    ائر، ، دار الغرب للنشر والتوزيع، وهران، اجلزالتحليل السيميائي للخطاب السرديد.عبد احلميد بورايو: الطبعة األوىل سنة

    م٢٠٠٣

    .

    ، دار االختالف، اجلزائر، الطبعة األوىل سنة االشتغال العاملي،دراسة سيميائيةالسعيد بوطاجني: - ٣٥

    م٢٠٠٠

    .

    ٣٦

    دار احلكمة، اجلزائر، الطبعة األوىل سنة قاموس مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص،رشيد بن مالك: -

    م٢٠٠٠

    .

    ٣٧

    -

    ، منشورات القلم املغريب، الطبعة األوىل سنة آليات إنتاج النص الروائيفوظ: د. عبد اللطيف حم

    م٢٠٠٦

    .

    ٣٨

    ، دار النهار للنشر، بريوت، لبناناأللسنية والنقد األديب / يف النظرية واملمارسةد.موريس أبو ناضر: -

    .

    ٣٩

    -

    األوىل سنة ، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء،الطبعةسيميائية النص األديبأنور املرجتي:

    م١٩٨٧

    .

    ، الدار العربية للعلوم ومنشورات الدالالت املفتوحة، مقاربة سيميائية يف فلسفة العالمةد.أمحد يوسف: - ٤٠االختالف واملركز الثقايف العريب، الطبعة األوىل سنة

    م٢٠٠٥

    .

    لطبعة األوىل سنة ، عامل الكتب احلديث، إربد ، األردن، اسيميائية اخلطاب الشعريد. شادية شقروش: - ٤١

    م٢٠١٠

    .

    دار اآلداب، بريوت، لبنان، ، شفرات النص، دراسة سيميولوجيا يف شعرية القص والقصيدد.صالح فضل: - ٤٢الطبعة الثانية،

    م١٩٩٩

    .

  • ۳۱

    خالل التركيز على مكونني أساسيني: املكون التوتري (انعكاس العامل الطبيعـي بع األحاسيس والعواطف). ويتولد واملكون العاطفي أو االنفعايل(من ،على الذات)

    عربمها ما يسمى بكينونة املعىن، وخلق ما يسمى كذلك بذات اإلدراك والعاطفة. جودة بني العاطفي ومن مث، فاخلطاب السيميوطيقي يدرس جممل االنزياحات املو

    من خالل رصد عالقة الذات املستهواة بالعامل املوضـوع اجنـذابا ،والتوتريويتم هذا التفاعل االستهوائي اإلدراكي عن طريـق فضـاء واتصاال ومقصدية.

    احلس واجلسد.

    وال يعين هذا أن ليس هناك دراسات لألهواء واالنفعاالت، بل على العكس من تناولت األهواء ذلك، فإننا نلفي جمموعة من الدراسات الفلسفية واألخالقية اليت

    ة اليونانية عنـد أفالطـون كما يف الفلسف ،البشرية بالدرس والتحليل والتصنيفكما عند ابن سينا، ومسـكويه، ،وأرسطو، وعند الفالسفة واملفكرين املسلمني

    وابن اجلوزي، وابن حزم

    مثل: توماس األكويين، وسـانت ،، وفالسفة الغرب٤٣أوغوستني، وديكارت، وكانط، وهيجل، وسبينوزا، وباسكال، وجون لـوك،

    غريهم من الفالسفة املعاصـرين الـذين ودافيد هيوم، وكوندياك، وملربانش، واهتموا كثريا بالفلسفة الالهوتية واألخالقية. وجند هذا التناول أيضا عند علمـاء النفس، وكذلك لدى الشعراء والروائيني، وكتاب املسرح، والدارسني اللسانيني.

    تواليـات لكن هؤالء مل يدرسوا األهواء دراسة معجمية داللية وتركيبية ضمن ممن خالل اسـتقراء شـكل املضـمون بنيويـا طع نصية صغرى وكربى،ومقا

    وسيميائيا.

    ،ضبط الدكتور الطاهر أمحد طوق احلمامة يف األلفة واألالفاهتم ابن حزم كثريا ببهوى احلب يف كتابه: - ٤٣القاهرة، مصر، الطبعة الثانية مكي، دار املعارف،

    .

  • ۳۲

    هذا، ويعد الفالسفة الفينومينولوجيون(الظاهراتيون) من الذين ربطوا بني الذات الشعورية وعامل األشياء إدراكا ومقصدية، كما يتجلى ذلك واضحا وبينا عنـد

    حينما حاول ا مبريلوبونيت،هوسرل ومريلوبونيت. ويعين هذا أن كرمياص تأثر كثريالربط بني الشعور وإدراك العامل ضمن عالقة تواصلية تفاعلية مباشرة. وبتعـبري

    عن طريق تشغيل احلواس تهوائي الذات وعامل األشياء،آخر، يتوسط اجلسد االسإلدراك العامل، وحتديد مقصدية الذات. ومن هنا، يتم احلديث عن االنتقال مـن

    حاالت األشياء. حاالت النفس إىل

    العموم، فقد بدأت سيميوطيقا األهواء أو سيميوطيقا الـذات مـع وجه وعلى La جهات الـذات أو الكـون / مبقاله الذي كان حتت عنوان:" كرمياص

    modalisation de l’être

    "

    ويعين هذا بداية الشروع يف التعامل مع .٤٤واألهواء الذاتية، بعد أن كـان سيميوطيقا االنفعال، واالهتمام باملشاعر اجلسدية

    مـن ،التعامل سابقا مع سيميوطيقا األفعال أوالعمل أواألشياء. ويعين هذا املقالجهة أخرى، دراسة تكييفات الذات املستهواة من خـالل استحضـار منطـق

    اجلهات: القدرة، واإلرادة، واملعرفة، والوجوب

    . وبعد ذلك، انكب كرميـاص ٤٥بعيدا عن املقاربـات ،الذات داخل خطابات نصيةومعاونوه على دراسة هوى

    األخالقية والفلسفية والنفسية، باحثني عن آثار املعىن داخل املقاطع النصية الـيت تتمظهر فيها صورة اهلوى الذايت، كما فعل كرمياص حينما درس هوى الغضب،

    44

    - A.J.Greimas :(De la modalisation de l’être), Actes  sémiotiques ,

    Bulletin9, p

    : 9-

    10.Repris dans Du Sens2, Paris, 1983, p

    : 93-102 .

    ٤٥

    ة: سعيد ، :ترمجسيميائيات األهواء: من حاالت األشياء إىل حاالت النفسانظر: كرمياص وجاك فونتنيي: - بنكراد، دار الكتاب اجلديد املتحدة، بريوت، لبنان، الطبعة األوىل سنة

    م، ص:٢٠١٠

    ٤٦

    .

  • ۳۳

    دي فتوصل إىل أن هذا اهلوى يتكون من ثالثة أجزاء مفصلية تكون الربنامج السراالستهوائي، وهي: اإلحباط (احلرمان)، واالستياء(السخط)، والعدوانية

    ٤٦

    .

    هذا، ومل تشهد سيميوطيقا األهواء التجديدات األساسية، والتقعيـد النظـري والتطبيقي، إال يف سـنوات التسـعني مـن القـرن املاضـي، وبالضـبط يف

    سنيت

    و١٩٩١

    ضغط)، و م، وسيظهر التجديد يف استخدام مفهوم التوتر (ال١٩٩٤" لكرمياص سيميوطيقا األهواءمفهوم اإلحساس االستهوائي، كما يف كتاب:"

    وجاك فونتانيي سنة

    م، حيث ركز الباحثان على جمموعة مـن املفـاهيم ١٩٩١واالمتداد، والكثافة، واإليقاع، والقوة، ،التحليلية، كاجلسد، واالنفعال، والكمية

    شعورية، وثنائيـة الصـاحل والطـاحل، والضغط، والتوتر، واإلحساس، والطاقة الواالنفصال واالتصال، والعامل الداخلي واخلارجي، والذات واملوضوع، وحاالت النفس وحاالت األشياء... ويتضمن الكتاب ثالثة فصول حمورية: الفصل األول خصص إلبستمولوجيا األهواء، أما الفصل الثاين من الكتاب، فتم احلديث فيـه

    الثالث خصص لدراسة الغرية. واعتمد كرمياص وفونتـانيي عن البخل، والفصلدراسة النصوص األدبية على دراسة التمظهرات املعجمية الداللية، واالنفتاح على

    واستقراء داللة الشكل، وتبيان آليات التخطيب، ،التركيز على املستوى التركييبب وبناء النماذج الصورية إن سطحا وإن عمقا.

    ملؤلفان إىل أن هوى البخل هوى موضوعي، يف حني أن هوى هذا، وقد توصل اد إىل قـراءة الغرية يصنف ضمن األهواء الذاتية املتداخلة واملتفاعلة. ومن مث، عم

    ،البخل قاموسيا

    من خالل إقامة التقابالت بني التعلق الشـديد باملال(البخـل سيميائيا بالكثافة والشح والضن والتقتري..)، والتعلق الضعيف باملال، أو مايسمى

    46

    - J.Greimas:( De la colère, étude de la sémantique lexicale),   Actes sémiotiques

    , Documents, 27, p:9-

    24; Repris dans Du Sens2, op.cit,

    p:225-

    246.

  • ۳٤

    وهـي حالـة ،الدنيا( التبذير واإلسراف والالمباالة..)، وحضور حالة وسطى االعتدال (االقتصاد واالدخار).

    أما هوى الغرية، فيستوجب عند الباحثني وجود صراع انفعايل متوتر بني ثالثـة أنواع من الذات املستهواة، أال وهي: الغيـور، واحملبوب(املوضـوع)، والغـرمي

    مبقطـع هـووي قابـل -حسب سعيد بنكراد –املنافس.أي:" إن األمر يتعلق لالنتشار فيما هو أوسع من خالل إسقاط جممل التصورات اليت تشخص األزمـة اهلووية. وحيكم هذه الثالثية أفق واحد هو أفق الغيور. فالغرية اليت هي حب مبالغ

    زال يف منأى عن الغـرمي، فيه ميكن أن تكون استغاثة وعذابا إذا كان احملبوب الوبعيدا عن متناوله، ولكنها قد تصبح خشية وقلقا إذا تكونت بعد األزمة اهلووية.

    ويعلن حينـها عـن مـيالد ،أي: بعد ظهور الغرمي.وقد تصبح حقدا وكراهيةمتظهرات قد تكون جتسيدا حملاوالت القتل واالنتقام."

    ٤٧

    موسية فقط، بل ينفتحـان علـى هذا، وال يقتصر املؤلفان على التمظهرات القامن خالل دراسـة جة األهواء منذجة سيميائية، دراسة النصوص واخلطابات لنمذ

    أشكال املضامني. ويعين هذا أن املؤلفني ينـتقالن مـن الداللـة املعجميـة إىل التخطيب. ومن هنا، يرى الباحث املغريب الدكتور سعيد بنكراد كـذلك أن:"

    حاولة اإلمساك باهلويني ضمن خطاب، ومـن خـالل األمر يف احلالتني يتعلق مبشكل حتققاما بعيدا عن األحكام املسبقة، وبعيدا عن الصنافات اليت قد التقدم أي شيء يف مستوى بناء الدالالت.إما يقدمان من خالل صنيعهما هذا منوذجا جديدا لتناول األهواء، وحتديد مضامينها اسـتنادا إىل ممكناـا يف اخلطـاب،

    قدمة املترجم)د.سعيد بنكراد: (م - ٤٧

    ، لكرمياص سيميائيات األهواء: من حاالت األشياء إىل حاالت النفس: وجاك فونتنيي،ترمجة: سعيد بنكراد، دار الكتاب اجلديد املتحدة، بريوت، لبنان، الطبعة األوىل سنة

    م، ٢٠١٠ص:

    ٤٠-

    ٤١

    .

  • ۳٥

    الاستنادا فقط على ما ميكن أن تقوله القواميس

    فالوجود اخلطايب لألهواء رهني .باستعماالا. لذلك، الفائدة من مساءلة الصنافات اليت قد تكون حمكومة برؤيـة سابقة(دينية، واجتماعية، وأخالقية). وال فائدة من االطمئنان الكلي للقـواميس،

    ج ممكناا ضمن ماهو أوسـع منـها أي فالقواميس التتكلم إال من خالل إدرااخلطاب: إا منطلق، وليست متنا تاما."

    ٤٨

    " الصادر التوتر والداللةكما ستعمق هذه املفاهيم االستهوائية أيضا يف كتاب:" سنة

    Jacquesم، وهو من تأليف جاك فونتانيي وكلود زيلـبريبريك( ١٩٩٨Fontanille- Claude Zilberberg

    (

    دأت تتضح . و"شيئا فشيئا ب٤٩املالح العامة لسيميائيات األهواء، ونظر إليها من الناحية النظرية، رمبـا بشـكل مستقل، يف عالقتها بسيميائيات الفعل، ونظر إليها، يف عالقتها باألبعاد األخرى

    للخطاب (تداويل، ومعريف، وأخالقي...)."

    ٥٠

    نـذكر: هرمـان ومن بني الدارسني السيميائيني اآلخرين الذين درسوا األهواء، األهواء: حبث حول ختطيب الذاتية"يف كتابه:" H.Parret باريت

    حيث ،٥١أوىل أمهية كربى للذات من خالل منظور فلسفة اللغة والبعد التداويل، وذلـك بدراسة مكون التجلي والتمظهر، وإعادة النظر يف البنية العميقة، وربطها بالذات

    عرب الدراستني: النفسية والتداولية االنفعالية ، واستجالء األفعالأو النفس الفرديةضمن املآل التوليدي االستهوائي.وقد ثار كثريا علـى البنيويـة ، وذلكاللغوية

    األهـواء ، وكانت ملتقصي الذات بشكل من األشكال الشكالنية اليت كانت

    ص: نفسه،د.سعيد بنكراد: - ٤٨

    ٤١

    . 49

    - Jacques Fontanille, Claude Zilberberg :  Tension  et  signification , Liège-

    Mardaga, 1998 .

    ٥٠

    ، ص:سيميائيات األهواء: من حاالت األشياء إىل حاالت النفسكرمياص وجاك فونتنيي: -

    ٤٧

    . 51

    - Parret (H): les  passions:  essai  sur  la  mise  en discours  de  la subjectivité

    , Mardaga, 1986.

  • ۳٦

    دراسة اهلوى داخل واالنفعاالت وعواطف الذات املبدعة.لذا، سارع باريت إىلمن منظور تلفظي تداويل، ميتح آلياته من فلسفة اللغة. وقد ميـز بـني طاباخل

    األهواء النمطية واألهواء املشتقة، معتمدا يف ذلـك علـى الوصـف البنيـوي اعتمادا على منطـق اجلهـات وتصنيفها ئي. وقد قام بتقسيم األهواءوالسيميا

    واملسار التوليدي اهلووي.

    ه لألهواء من ثالثة مستويات منهجية: املستوى هذا، وقد انطلق باريت يف دراستاملورفولوجي لألهواء (يعتمد باريت هنا على النص ال على الوحدات املعجمية)، واملستوى التركييب، ومستوى التخطيب. وقد توصل باريت إىل أن هناك ثالثـة

    -أصناف من األهواء: األهواء العالئقية (املتقاطعـة)، وتتمثـل يف: (الفضـول -اهلروب -الوهم -السذاجة -اخلشية -اجلهل -الصفاء الذهين -اجللد -يقةاملضا

    التردد)، واألهواء املثرية، وتتجلى -النفور -القلق -الضجر -التناقض -الكرب -الالمبـاالة -احلـب -الصـداقة -احلـذر -الكراهية -الثقة -يف: (االهتمام

    هـواء احلماسـية االزدراء)، واأل -االسـتخفاف -التقدير -املودة -االحتقار -االحتـرام -اخليبة -االعتراف -االضطراب -اإلعجاب -االفتتان -(احلماس

    األمل). وقد ركز باريت كالمه على الذات املستهواة والذات املضادة، فتعـرض مث احلديث عن التوازن العاطفي والتعويض. كمـا تطـرق إىل ،ملركب األهواء

    ، واستحضـر ت التلفظكالم وعملياوأشار كذلك إىل أفعال ال ،آليات التخطيبالقوة اإلجنازية لتخطيب االنفعاالت واملشاعر

    ٥٢

    .

    ) سنة F.Rastierومن جهة أخرى، فقد حلل فرانسوا راستيي(

    م ١٩٩٥

    ٣٥٠ ة من سنة رواية فرنسي

    إىل سنة ١٨٣٠

    بدراسة األشكال الداللية املركبة م، ١٩٧٠

    ، ص:سيميائية الكالم الروائيي:نقال عن د.حممد الداه - ٥٢

    ١٥

    .

  • ۳۷

    للعواطف واألهواء

    د قارب العواطف واألهواء . ويعين هذا أن فرانسوا راستيي ق٥٣ ذات أبعاد سيميائية ضمن نصوص روائية متنوعة. ،مقاربة موضوعاتية

    ) سنة(Cécilia.W.Francisوهناك دراسة أخرى قيمة لفرانسيس سيسيليا

    السرية الذاتية لغابرييل رويم حتت عنوان:" ٢٠٠٦

    "

    ، حيث تدرس الباحثـة ٥٤ضوء املقاربة السيميوطيقية يفروي كاتب الكندي غابرييل فيها السرية الذاتية لل

    كما لدى كرمياص وجاك فونتانيي من خالل الربط بني األهواء واملعىن ،لألهواء ضمن حتليل نصي وخطايب.

    Anne Hénaultوميكن احلديث كذلك عن الباحثة الفرنسية آن إينو

    اليت ٥٥السلطة بوصفها هوىأصدرت كتاب:"

    وقد ميزت فيـه بـني سـيميوطيقا ،"واء القائمة على االتصال بني الذات املدركة والعامل املوضوعي، مع معايشـة األه

    وسيميوطيقا العمل القائمـة علـى ،احلدث آنيا بانتفاء املسافة بني األنا والعاملحيث تقول إينو:" مما الشـك فيـه أن ،االنقطاع واالنفصال بني العامل والذات

    توى تاريخ أفكاره، بل كذلك كرمياص يعطي األولوية للعمل(ليس فقط على مسعلى املستوى اإلبستمولوجي) يف متفصل سيميوطيقا العمل وسيميوطيقا األهواء، وذلك ألن حتليل كفاية الذات اإلبسيتمولوجية الفاعلة هو الذي يفضي إىل قضية

    اهلوى أو قضية األهواء."

    ٥٦

    53

    -F.Rastier :  L’analyse  thématique  des  données  textuelles  —

    L’exemple des sentiments, Paris, Didier, 1995. 54

    - Cécilia.W.Francis : Gabrielle  Roy,  autobiographie,  subjectivité, passions, discours, Les presses de l’universit

    é Laval, 2006, Canada. 55

    - Hénault (A): le pouvoir comme passion

    , PUF, 1994. 56

    - Hénault (A): le pouvoir comme passion

    , p:214.

  • ۳۸

    ،على مستوى التطبيق ،نوولقد اختارت إي

    داديلـي يوميات روبري أرنـو دراسة R.A.D'Adilly، عرب الفترة املمتدة زمنيا من سنة

    إىل سنة ١٦١٤

    م، ١٦٣٢ويبلغ عدد صفحاا (

    ) صفحة.١٢٠٠عـرب دراسـة يف سيميوطيقا األهـواء، البحث كذلكهذا، وقد اختارت إينو

    دياكرونية (تطورية) ملختلف الفواعل التارخيية، وهي تتفاعل مع األحداث، مـع انطالقا اه احلكم والسلطة واتمع، االنفعالية واالستهوائية جترصد خمتلف الردود

    مـن ،بولوجية. وقد استخلصت إينـو من تصورات ورؤى سوسيولوجية وأنتروخالل دراسة حالة السلطة عرب ثنائية اجلذب والقوة، بأن هناك ثالث حـاالت

    ،ل من حالة احلبور والتقديرسيميوطيقية لألهواء: االنتقا

    خليبة والفشل إىل حالة ا وفقدان اهليبة. ،يف إقرار السلم، مرورا حبالة التنبيه الشرعي

    ٥٧ وعليه، فقد ركزت هذه الكتب املذكورة على سيميوطيقا األهواء تركيبا وداللة،

    باالعتماد على خطابات متنوعة: معجمية، وأدبية، ،سطحا وعمقا، لسانا وكالمامن أجل البحث عن املعىن وآثاره، وسياسية، واجتماعية، وأخالقية... وكل ذلك

    كما يتجلى يف اخلطابات املدروسة واملنجزة. ،والتقعيد لبنية اخلطاب االستهوائيوهي سـيميائية الكـالم ،وهناك من يتحدث أيضا عن سيميائية أخرى جديدة

    باعتباره سيميائية وسيطة بني الذات والفعل مثل: الباحث املغريب حممد الـداهي لكالم وسيط ضروري بني الذات االستهوائية واإلجناز العملي، أو الذي يرى أن ا

    هو ممر ضروري بني الذات وعامل األشياء ضمن االختيارات التالية: فعلكالمهوى -أ

    هوىكالمفعل -ب كالم.هوىفعل -ج

    ، ص:نفسه د. حممد الداهي:نقال عن -٥٧

    ١٩

    .

  • ۳۹

    ويعين هذا حسب الدكتور حممد الداهي أن:" الوحدات الكالمية قد تتقـدم أو تمرسية أو االستهوائية.إن احلالة النفسية اليت تنسخ حالـة تتأخر عن الوحدات ال

    األشياء حباجة إىل كالم ينقل مضمراا من حالة الكمـون إىل حالـة الـربوز، ويسعفها على التأثري يف الواقع وتغيريه.وإذا كانت حالة النفس منفصلة عن حالة

    ه السريرة، يف األشياء، فإن الوحدات الكالمية تلعب دورا يف الكشف عما تتضمندفع الذات إىل التحرك واالنتقال من حالة إىل أخرى. وبذلك، تنـهض بـدور اتصايل بني احلالتني السابقتني، وحتوي عينات (أفعال اللغة) تستتبع إجناز أفعـال

    إلحداث تغيريات يف العامل، ويف معتقدات املتلقي ومواقفه السلوكية."

    ٥٨

    على حـد -االستهوائية يف العامل العريب هذا، ومازالت الدراسات السيميوطيقيةباملقارنة مع األحباث والكتب اليت انصبت على قليلة جدا إىل حد اآلن، -لميع

    التعريف بالسيميائيات حبثا ودراسة وترمجة، أو اهتمـت بسـيميوطيقا الفعـل أوالعمل تطبيقا وإجنازا. وإذا وجدت دراسات وأحباث اسـتهوائية يف السـاحة

    ذلك واضـحا عنـد دكما جن ،د على األصابع ليس إالفهي تع ،لعربيةالثقافية االباحثني املغاربة على سبيل اخلصوص: كمحمد الداهي الذي يعد أول من عرف

    سيميائية الكـالم الروائـي بسيميوطيقا األهواء يف كتابه:"

    "

    ويف دراسـاته ،٥٩سيميائية األهواء)مثل:( ،األخرى

    رواية " احلي جتليات البعد االنفعايل يف ، و(٦٠اخللفي" حملمد زفزاف

    (

    هندسة األهواء يف الضوء اهلارب حملمد برادة)، و(٦١

    ٦٢،

    ٥٨

    -

    ، ص:نفسهد. حممد الداهي:

    ٣٥

    .

    ٥٩

    -

    ، ص:نفسهد. حممد الداهي:

    ٣٥

    .

    ، الكويت، العددجملة عام