· ٨ ﲆﻋ ﺔﺠﺣﹰ ﻥﻮﻜﻴﺳ ﻞﻤﻋ ﻼﺑ ﻢﻠﻌﻟﺍ ﻥﺇ ﻞﺑ...

418

Upload: others

Post on 09-Oct-2019

22 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

MFiQhiah@gmailcom

ضوابط النرش يف املجلة

اللغة . ١ وسالمة املنهج، واستقامة األصالة، صفات البحث يف تتوافر أن واألسلوب.

أال يكون البحث منشورا أو مقبوال للنرش يف وعاء آخر.. ٢أال يكون مستال من عمل علمي سابق.. ٣أال تزيد صفحاته عن مخسني صفحة، ويمكن نرش البحث الطويل يف أكثر . ٤

من عدد.أن يكون يف ختصص املجلة (الفقه وأصوله).. ٥أن جتعل حوايش كل صفحة أسفلها.. ٦أن يتقدم الباحث برغبته يف نرش بحثه كتابة مع التزامه بعدم نرش بحثه قبل . ٧

صدور املجلة إال بعد موافقة خطية من هيئة حترير املجلة.مرن . ٨ قرص مع احلاسوب عىل مطبوعة نسخ ثالث الباحث يقدم أن

وملخصا موجزا لبحثه.جيعل مقاس احلرف يف الصلب (١٦) ويف احلاشية (١٤).. ٩

حيكم البحث من قبل متخصصني اثنني عىل األقل.. ١٠ال تعاد البحوث إىل أصحاهبا؛ نرشت أو مل تنرش.. ١١من . ١٢ نسخ عرش مع املجلة من نسخ ثالث بحثه املنشور الباحث يعطى

بحثه.البحث املنشور يف املجلة يعرب عن رأي صاحبه.. ١٣

٥

افتتاحية العددلسامحة مفتي عام اململكة العربية السعوديةالشيخ عبدالعزيز بن عبداهللا آل الشيخ

األنبياء أرشف عىل والسالم والصالة العاملني، رب هللا احلمد يوم إىل هبديه واهتد سنته اتبع ومن وصحبه آله وعىل والرسل،

الدين، أما بعد:علمه من لمه ع حكم، فيها تعاىل وهللا إال تقع قضية من ما فإنه املستجدات فيه كثرت عرص يف نعيش ونحن جهله، من وجهله والنوازل، وحيتاج الناس إىل معرفة احلكم الرشعي فيها، وهذه القضايا االجتهاد ثم جيدا، تصورا تصورها الفقيه من أوال حتتاج والنوازل، تعاىل-: «ال اهللا القيم -رمحه ابن قال فيها، الرشعي احلكم معرفة يف من بنوعني إال باحلق واحلكم الفتو من احلاكم وال املفتي يتمكن الفهم، أحدمها: فهم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن واألمارات والعالمات حتى حييط به علام، والنوع الثاين: فهم الواجب يف الواقع، وهو فهم حكم اهللا الذي حكم به يف كتابه أو عىل لسان رسوله يف هذا الواقع ثم يطبق أحدمها عىل اآلخر، فمن بذل ...» إعالم املوقعني جهده واستفرغ وسعه يف ذلك مل يعدم أجرين أو أجرا

.٨٧/١-٨٨واالجتهاد اجلامعي يف هذه القضايا والنوازل أقرب إىل التوفيق من االجتهاد الفردي يف اجلملة، وهذا هو املأثور عن كثري من الصحابة وكان عمر بن اخلطاب كثريا ما جيمع علامء الصحابة ويستشريهم

٦

فيام يقع من قضايا أو نوازل...، وقد وجد يف وقتنا احلارض مؤسسات واملسائل والنوازل القضايا يف اجلامعي باالجتهاد تعنى علمية هيئة وجملس الفقهية، املجامع املثال: سبيل عىل ومنها شكلة، المالعربية اململكة يف واإلفتاء للبحوث الدائمة واللجنة العلامء، كبار السعودية، وغريها من املؤسسات العلمية، والواجب أن يكون هناك تعاون بني هذه املؤسسات فيام بينها، وتعاون مع العلامء يف اجلامعات والنوازل...، القضايا هذه دراسة يف وغريها القضائية واجلهات عن املجال هذا يف مشكور بجهد تسهم السعودية الفقهية واجلمعية

طريق جملتها، ومناشطها العلمية، وما تنرشه من نتاج علمي...أسأل اهللا تعاىل أن يبارك يف اجلهود، ويسدد اخلطى وصىل اهللا وسلم

عىل نبينا حممد وعىل آله وصحبه...

٧

كلمة التحريراحلمد هللا رب العاملني والصالة والسالم عىل نبينا حممد وعىل آله

وصحبه ومن اهتد هبديه إىل يوم الدين، وبعد:فإن العلم الرشعي قد أصبح متيرسا يف الوقت احلارض، أكثر من أي وقت مىض، فها هي املطابع تقذف بآالف الكتب يف شتى الفنون، وربام جيد طالب العلم نفسه عاجزا عن مالحقة اجلديد يف ختصصه، عرشات خيزن اآليل احلاسب هو وها ،األخر الفنون عن فضال اآلالف من الكتب يف أقراص صغرية، وما عليك سو اختيار كلمة البحث التي تريدها، وخترج لك عرشات، وربام تصل إىل مئات، أو إىل آالف املراجع، وها هي الشبكة العاملية (اإلنرتنت) مليئة بالكتب باإلمكان أصبح وقد العلمية، والدورات والدروس (اإللكرتونية) نقل دروس العلامء ولقاءاهتم العلمية عن طريقها، فيمكن ملن يعيش واللقاءات الدروس هذه متابعة األرض، أقطار من قطر أي يف يف أو واللقاءات، الدروس هذه فيها تلقى التي نفسها اللحظة يف منها، االستفادة يريد ملن وحتفظ تسجل لكوهنا تريد، وقت أي وها هي القنوات الفضائية املتخصصة، تنقل الدروس واملحارضات هي وها العلامء...، ألبرز والصورة بالصوت العلمية واللقاءات املجالت العلمية تنرش بحوثا من املتخصصني يف شتى الفنون، وتتابع يف العلم حتصيل ووسائل إليه، القارئ وترشد ختصصها يف اجلديد هللا واإلخالص العالية، اهلمة وتبقى ومتنوعة، كثرية احلارض وقتنا عن بعضهم العلم طالب يميز الذي هو العقيل واالستعداد تعاىل، بعض، ويبقى أمر آخر -وهو األهم- وهو العمل بالعلم، فإن علام

٨

بال عمل كشجرة بال ثمر، بل إن العلم بال عمل سيكون حجة عىل صاحبه يوم القيامة، وسببا ألن يكون صاحبه من أوائل من تسعر هبم

. النار يوم القيامة، كام جاء عن رسول اهللاأسأل اهللا تعاىل يرزقنا الفقه يف الدين، والسداد والتوفيق يف العلم

والعمل.وصىل اهللا وسلم عىل نبينا حممد، وعىل آله وصحبه ...

رئيس التحرير

٩

مسلك الدورانحقيقته وحجيته وأحكامه األصولية

إعدادد. عايض بن عبداهللا بن عبدالعزيز الشهراين

األستاذ املساعد بقسم أصول الفقهبكلية الرشيعة يف الرياض

١١

املقدمة

رشور من باهللا ونعوذ ونستغفره، ونستعينه نحمده هللا، احلمد إن يضلل ومن له، مضل فال اهللا هيده من أعاملنا، سيئات ومن أنفسنا،

فال هادي له.وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال رشيك له، وأشهد أن حممدا عبده ورسوله، صىل اهللا عليه وعىل آله وصحبه وسلم تسليام كثريا إىل يوم

الدين، أما بعد:فال خيفى أن القياس من أهم األدلة الرشعية، فهو كام قال اجلويني رمحه اهللا: «مناط االجتهاد وأصل الرأي، ومنه يتشعب الفقه وأساليب

الرشيعة»(١).ل عليه يف القياس، وال شك أن أهم أركانه العلة، فهي األساس املعو

وإليها يتجه النظر يف االجتهاد واالستنباط.العلة، مسالك مبحث نفعا، وأكثرها العلة، مباحث أهم من وإن

والتي تعنى بالطرق املوصلة إىل معرفة العلة وحتديد عينها.وإن من هذه املسالك املتنوعة مسلك الدوران الذي حظي باهتامم

. العلامء تأصيال وتطبيقاوملا كان بحاجة إىل مزيد بحث وعناية، رغبت أن يكون جماال أنعم

(١) انظر: الربهان للجويني (٥/٢).

١٢

فيه النظر، بغية جتلية مسائله، وإيضاح دقائقه، واخرتت أن يكون عنوان بحثي هذا: (مسلك الدوران: حقيقته وحجيته وأحكامه األصولية).

وإن من أهم أسباب اختياري هلذا املوضوع ما يأيت:األحكام . ١ استنباط يف كبري أصل فهو الدوران، مسلك أمهية

الرشعية، كام أنه طريق للمجربات واستكشاف املنافع واملضار الدنيوية، املتعلقة باألدوية واألغذية، ونحوها.

كثري . ٢ العلية يف واستدالهلم به عىل لد الفقهاء، كثرة تطبيقاته من تعليالهتم القياسية.

كل . ٣ يستجمع علمي- حدود -يف علمي بحث وجود عدم مسائله، ويسرب مجيع شوارده عىل جهة االستقالل والتقيص.

وخلفا سلفا العلامء باهتامم حظي قد الدوران مسلك أن والشك فقل أن جتد كتابا أصوليا يغفل عن ذكر هذا املسلك، لكن ما كتب فيه استقصاء حمل يكن فلم ،األخر العلة مسالك ضمن - يقع -غالبا

وتعمق.ه من الدراسات السابقة هلذا املوضوع ما يأيت: وإن مما يمكن عد

والدوران: والشبه والسرب اإليامء العلة: مسالك (من بحث .١حتقيق ذلك عند األصوليني).

الفقه، أصول يف املاجستري درجة لنيل مقدمة علمية رسالة وهي باجلامعة ١٤٠٥هـ/١٩٨٥م، سنة الغنام عبداهللا بن صالح أعدها:

اإلسالمية باملدينة املنورة.وهذه الرسالة تناولت مسلك الدوران كأحد املوضوعات الرئيسة فيها، إال أهنا مل تستوف مجيع جوانبه، إذ مل تتعرض ألمهيته وال ملسمياته، ومل تفرق بينه وبني ما يشبهه من مصطلحات، كام أهنا مل تتعرض مطلقا

١٣

ألحكام الدوران األصولية، التي تناولتها يف الفصل الثالث من بحثي هلذا املوضوع.

إىل جانـب أن دراسـتها حلجيـة الـدوران يف إفـادة العليـة، مل تكـن مسـتوعبة جلميـع اجلوانـب املتعلقـة بتحرير حمـل النزاع، واسـتقصاء

األقوال واألدلة.وال شك أن الباحث معذور يف ذلك كله؛ إذ إن موضوع رسالته يشمل مسالك أخر غري مسلك الدوران، وهذا مما حال دون االستقصاء يف الدراسة والتعمق يف البحث، فكل مسلك من تلك املسالك التي اشتمل

عليها موضوع الرسالة أهل ألن يبحث يف رسالة مستقلة.

٢. بحث (تعليل األحكام الرشعية، دراسة وتطبيق).الفقه، أصول يف الدكتوراه درجة لنيل مقدمة علمية رسالة وهي ١٤٠٨هـــ/١٩٨٨م، سنة العنقري حممد بن أمحد الدكتور: أعدها

بكلية الرشيعة بجامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية بالرياض.تناوهلا التي املباحث ضمن الدوران مسلك الباحث تناول وقد عرشة تسع صفحاته بلغت خاص، مبحث يف وأفردها الرسالة، يف صفحة، بني فيها معنى الدوران، وصوره، واخلالف يف إفادته للعلية

باقتضاب يناسب موضعها من موضوع الرسالة.للدكتور األصوليني) عند القياس يف العلة (مباحث كتاب .٣عبداحلكيم بن عبدالرمحن السعدي، الذي طبع بدار البشائر اإلسالمية

يف طبعته الثانية سنة ١٤٢١هـ/٢٠٠٠م.وحجيته وصوره تعريفه بذكر الدوران مسلك مؤلفه تناول وقد صفحة عرشة تسع من يقرب ما له أفرد حيث االختصار، من بيشء

من كتابه.

١٤

وهبذا يتضح أن مسلك الدوران بحاجة إىل مزيد بحث وعناية لكثري من متعلقاته، وأرجو أن يوفق هذا البحث يف جتلية ذلك وإيضاحه.

خطة البحث:وتشتمل عىل متهيد وثالثة فصول وخامتة.

التمهيد: يف مسالك العلة.وفيه مبحثان:

املبحث األول: تعريف مسالك العلة.املبحث الثاين: أنواع مسالك العلة.

الفصل األول: حقيقة مسلك الدوران وأمهيته.وفيه ستة مباحث، كام يأيت:

املبحث األول: تعريف الدوران.املبحث الثاين: مسميات الدوران.

املبحث الثالث: صور الدوران.

املبحث الرابع: أركان الدوران.املبحث اخلامس: الفرق بني الدوران وبني ما يشبهه.

املبحث السادس: أمهية الدوران.الفصل الثاين: حجية مسلك الدوران يف إثبات العلة.

وفيه ستة مباحث، كام يأيت:املبحث األول: حترير حمل النزاع يف حجية الدوران يف إثبات العلة.

املبحث الثاين: األقوال يف حجية الدوران يف إثبات العلة.

١٥

املبحث الثالث: أدلة األقوال، مع املناقشة.املبحث الرابع: نوع اخلالف وثمرته.

املبحث اخلامس: سبب اخلالف.املبحث السادس: الرتجيح.

الفصل الثالث: أحكام مسالك الدوران األصولية.وفيه ستة مباحث، كام يأيت:

املبحث األول: إلزام املستدل بالدوران، بيان نفي ما هو أوىل بالعلة منه.

من غريه وبني ــدار امل الوصف بني الرتجيح الثاين: املبحث األوصاف.

وبني صورة يف احلاصل الدوران بني الرتجيح الثالث: املبحث الدوران احلاصل يف صورتني.

دليل وبــني الـــدوران مسلك بني الرتجيح الــرابــع: املبحث االستصحاب.

املبحث اخلامس: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسالك العلة املنصوصة أو املجمع عليها.

املبحث السادس: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسالك العلة املستنبطة، وفيه أربعة مطالب:

مسلك وبني الــدوران مسلك بني الرتجيح األول: املطلب -املناسبة.

- املطلب الثاين: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسلك السرب والتقسيم.

١٦

- املطلب الثالث: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسلك الشبه.- املطلب الرابع: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسلك الطرد.

اخلامتة: وفيها أهم النتائج.الفهارس: وفيها فهرس املراجع واملصادر، وفهرس املوضوعات.

منهج الكتابة يف البحث:اتبعت فيه األمور التالية:

االستقراء التام ملصادر املوضوع، ومراجعه املتقدمة واملتأخرة، . ١مسألة كل يف األصيلة املصادر عىل الكتابة عند االعتامد مع

بحسبها.التمهيد لكل مسألة من مسائل البحث بام يوضحها إن احتاج . ٢

املقام لذلك.ذكر أرقام اآليات القرآنية، وعزوها لسورها يف اهلامش.. ٣من . ٤ احلديث مصدر بذكر وذلك النبوية، األحاديث ختريج

اجلزء ورقم والباب، الكتاب اسم مع املشهورة السنة كتب والصفحة، ورقم احلديث -إن كان مذكورا يف املصدر-، وإن بتخرجيه فأكتفي أحدمها يف أو الصحيحني يف احلديث كان أحدمها، يف وال الصحيحني يف احلديث يكن مل وإن منهام، ج احلديث من املصادر األخر املعتمدة، مع ذكر ما قاله فأخر

أئمة احلديث فيه.عزو نصوص العلامء وآرائهم إىل كتبهم مبارشة، وال أجلأ إىل . ٥

الكتب أقدم ذكر مع األصل، تعذر عند إال بالواسطة العزو التي تعد واسطة يف توثيق النص والرأي.

١٧

كل . ٦ يف املعتمدة الكتب من املذاهب إىل األقوال نسبة توثيق مذهب.

توثيق املعاين اللغوية من كتب اللغة املعتمدة.. ٧كتب . ٨ من البحث يف ــواردة ال االصطالحية املعاين توثيق

املصطلحات املختصة هبا، أو من كتب أهل الفن الذي يتبعه أهل هذا املصطلح.

والبيان . ٩ غريبة، ألفاظ من البحث يف يرد ملا اللغوي البيان االصطالحي ملا يرد فيه من مصطلحات حتتاج إىل بيان.

ممن . ١٠ البحث يف ذكرهم الوارد املشهورين غري األعالم ترمجة بحيث املختصني، عند مشهورة مطبوعة كتب هلم ليس تتضمن الرتمجة اسم العلم، ونسبه، وشهرته، ومذهبه، وأهم

مؤلفاته، وتاريخ وفاته، ومصادر ترمجته.الطبعة، . ١١ ورقم (النارش، وهي: باملراجع املتعلقة املعلومات

املصادر قائمة يف بذكرها اكتفيت وتارخيها،...) ومكاهنا واملراجع دون هامش البحث.

اللغوية، . ١٢ الناحية من وسالمته املكتوب، بصحة االعتناء واإلمالئية، والنحوية، ومراعاة تناسق الكالم ورقي أسلوبه.

العناية بعالمات الرتقيم، ووضعها يف مواضعها الصحيحة.. ١٣اتبعت يف إثبات النصوص املنهج التايل:. ١٤

أ) اآليات القرآنية أضعها بني قوسني مزهرين عىل هذا الشكل: .﴾...﴿

ب) األحاديث النبوية واآلثار أضعها بني قوسني مميزين عىل هذا الشكل (...).

١٨

جـ) النصوص التي أنقلها أضعها بني قوسني مميزين عىل هذا الشكل «...».

وبعد، فأسأل اهللا أن يسدد املقال وأن ينفع هبذا البحث كاتبه وقارئه، إنه ويل ذلك والقادر عليه، وصىل اهللا وسلم عىل نبينا حممد وعىل آله

وصحبه أمجعني.وكتبه

د. عايض بن عبداهللا الشهراينكلية الرشيعة بالرياض

١٩

التمهيد(يف مسالك العلة)

وفيه مبحثان:املبحث األول: تعريف مسالك العلة.

املبحث الثاين: أنواع مسالك العلة.

٢١

املبحث األولتعريف مسالك العلة

مسالك العلة مصطلح مركب من لفظتني: املسالك والعلة، ولبيان هذا املصطلح البد من بيان معنى هاتني اللفظتني، ومن ثم ينتقل إىل

معنى هذا املصطلح املركب، وذلك كام يأيت:: معنى املسالك: أوال

لك من باب قعد(١)، يقال: املسالك يف اللغة مجع مسلك، ومادته: سلوكا أي دخل ونفذ، وسلك اليشء كا وس سلك املكان، وبه، وفيه سل

يف اليشء، وبه أي أدخله(٢).زيدا ت ك ل س فيقال: أيضا، وبالباء بنفسه يتعد سلك والفعل

الطريق وسلكت به الطريق(٣).وأصل مادته تدل عىل نفوذ يشء يف يشء(٤)، لذا يقول ابن فارس(٥):

(١) املصباح املنري للفيومي، ص١٤٩.(٢) ينظر: خمتار الصحاح للرازي، ص٣١٠، القاموس املحيط للفريوز آبادي، ص١٢١٨،

املعجم الوسيط إلبراهيم أنيس وآخرين (٤٤٥/١).(٣) املصباح املنري، ص١٤٩.

(٤) ينظر: معجم مقاييس اللغة (٩٧/٣)، وما سبق من مراجع يف اهلامش (٢).(٥) ابن فارس: هو أبو احلسني أمحد بن فارس بن زكريا الرازي، من أعالم اللغة، كان شافعي مقاييس= منها: كثرية، مؤلفات له عمره، آخر يف مالك مذهب إىل انتقل ثم املذهب،

٢٢

يقال: يشء، يف يشء نفوذ عىل يدل أصل والكاف والالم «السني سلكت الطريق أسلكه، وسلكت اليشء يف اليشء أنفذته»(١).

لك: الطريق، ومنه: مسالك املياه، أي الطرق التي جتري فيها واملساملياه، ومجعه: مسالك(٢).

يكون وقد املياه، كمسالك حقيقيا املسلك يكون فقد هذا، وعىل معنويا كمسالك احلق، ومسالك العلم(٣)، ونحو ذلك.

واملراد باملسالك هنا: أي الطرق املؤدية إىل يشء ما، كام سيأيت بيانه . خالل تعريف املصطلح مركبا

: معنى العلة: ثانياتطلق العلة يف اللغة عىل أمور، أشهرها ما يأيت(٤):

، علة، فهو عليل. : املرض، يقال: عل املريض، يعل أوالي املرض علة؛ ألنه يغري حال اجلسم من حال الصحة إىل حال م وس

السقم.الرشب بعد الرشب أي العل ومنه: التكرير، أو التكرار : ثانيا

. تباعاومنه كذلك: العلل، وهي الرشبة الثانية، يقال: علل بعد هنل.

=اللغة، املجمل، الصاحبي، تويف بالري سنة٣٩٥هـ، وقيل: غري ذلك. ترمجته يف: نزهة األلباء لألنباري ص٢٣٥، البداية والنهاية (٤٠٠/١٥)، شذرات الذهب (١٣٢/٣).

(١) معجم مقاييس اللغة (٩٧/٣).(٢) املعجم الوسيط (٤٤٥/١).

(٣) املرجع السابق.(٤) ينظر الصحاح (١٧٧٣/٥)، معجم مقاييس اللغة (١٢/٤)، لسان العرب (٤٧١/١١) املصباح املنري ص٢٢٠، خمتار الصحاح ص٤٥١، القاموس املحيط ص١٣٣٨، املعجم

الوسيط (٦٢٣/٢).

٢٣

: العائق يعوق، واحلدث يشغل صاحبه. ثالثايقول اخلليل وغريه: «العلة: حدث يشغل صاحبه عن وجهه»(١).

: السبب، يقال: هذا علة هلذا، أي سبب له. رابعا: اختلف العلامء يف حد العلة اصطالحا، ومن حد العلة اصطالحا

أشهر احلدود يف ذلك ما يأيت:التعريف األول: إهنا املعرف للحكم.

عىل دليال الشارع نصبها وأمارة عالمة العلة أن ومقصودهم: احلكم.

ـــرازي(٣)، ال واخــتــاره الــصــرييف(٢)، إىل منسوب احلــد وهــذا أكثر وعليه واإلســنــوي(٦)، السبكي(٥)، وابــن والبيضاوي(٤)،

األشاعرة(٧).بقوله: تيمية ابن ذلك تعقب لكن احلنابلة(٨)، من كثري به وقال «وقد أطلق غري واحد من أصحابنا: القايض وأبو اخلطاب وابن عقيل أمارات هي إنام الرشع علل أن موضع غري يف وغريهم واحللواين

وعالمات نصبها اهللا أدلة عىل األحكام، فهي جتري جمر األسامء.(١) معجم مقاييس اللغة (١٣/٤).(٢) ينظر:البحر املحيط (١١٢/٥).

(٣) املحصول (١٣٥/٥). وقيده باملعرف حلكم الفرع.(٤) منهاج الوصول مع هناية السول ومناهج العقول (٥٠/٣).

(٥) مجع اجلوامع (٢٧٢/٢)(٦) هناية السول (٥٣/٣). وقيده بام قيده به الرازي عىل ما سبق.

(٧) ينظر: املحصول (١٢٧/٥، ١٣٥)، املحيل عىل مجع اجلوامع (٢٧٤/٢).ص٣٨٥، املسودة ،(٨٨٦/٣) الناظر روضة ،(٣٧٦/١) عقيل البن الواضح ينظر: (٨)

أصول الفقه البن مفلح (١٢٠٨/٣).

٢٤

ملصالح موجبة فإهنا أمارات كانت وإن أهنا وغريه عقيل ابن ذكر عن العاطلة الساذجة األمارات جنس من ليست ملفاسد، ودافعة

اإلجياب»(١).التعريف الثاين: إهنا الوصف املؤثر بذاته يف احلكم.

أو هي املوجب للحكم بذاته.يقول ذلك ويف املعتزلة(٢)، عن األصوليون نقله التعريف وهذا يف تأثريا له أن علة، قولنا يفيده «والذي املعتزيل: عبداجلبار القايض

احلكم حتى لواله كان ال يكون ذلك احلكم»(٣).ال الشارع بجعل احلكم يف املؤثر الوصف إهنا الثالث: التعريف

لذاته.. أو هي املوجب ال لذاته، بل بجعل الشارع إياه موجبا

ما وهو الغزايل(٤)، عن األصوليني من كثري نقله التعريف وهذا يفهم من كالمه يف مواضع من كتبه(٥).

الظاهر «الوصف بأهنا: العلة تعرف أن رجحانه يل يظهر والذي يف احلكم به أناط الشارع أن عىل الدليل قام الذي املناسب املنضبط

األصل».(١) املسودة ص٣٨٥.

،(٢٩٠/٦) الكاشف ،(١٣٥/٥) املحصول ،(٨٢٧/٣) األصول ميزان ينظر: (٢)اإلهباج (٤٠/٣)، مجع اجلوامع (٢٧٤/٢)، البحر املحيط (١١٢/٥)، إرشاد الفحول

ص٢٠٧.(٣) املغني (٢٨٥/١٧)..

للهندي (٣٢٥٩/٨)، الوصول هناية املحصول (٢٨٩/٦)، عن الكاشف : مثال ينظر (٤)اإلهباج (٤٠/٣)، البحر املحيط (١١٢/٥).

(٥) ينظر: شفاء الغليل ص٢١، ٥٥٢، املستصفى (٢٣٠/٢-٢٣٨).

٢٥

وإنام ترجح يل هذا التعريف؛ ألمور، أمهها ما يأيت:العلة وصف يف بالتعليل القائلني أكثر عليه ملا موافق أنه .١

الرشعية.٢. أنه يصف العلة بكوهنا مشتملة عىل مقصود الشارع من جلب

املصلحة أو دفع املفسدة.٣. أنه يقيد العلة برشط ثبوهتا بأحد طرق إثباهتا: نقلية أو عقلية.

من سواه ما عىل الــواردة واملؤاخذات االعرتاضات كثرة .٤التعريفات، وسالمته من تلك االعرتاضات.

: : تعريف مسالك العلة مركبا ثالثامسالك العلة هي الطرق الدالة عىل أن الوصف علة، ذكر ذلك ابن

السبكي(١)، والزركيش(٢).وبعضهم مل يسمها مسالك العلة وإنام عرب عنها بمعناها، ومن ذلك

ما يأيت:الدال عىل صحة العلة، وهو تعبري القايض أيب يعىل(٣).

الداللة عىل العلة، وهو تعبري أيب اخلطاب الكلوذاين(٤).إثبات علة األصل، وهو تعبري اجلويني(٥).

(١) رفع احلاجب عن خمترص ابن احلاجب (٣١٢/٤).(٢) تشنيف املسامع (٢٥٦/٣). وانظر لتعريفها بنحو ذلك: منتهى الوصول واألمل البن احلاجب ص١٧٨، مجيع اجلوامع البن السبكي مع حاشية العطار وتقريرات الرشبيني

(٣٠٥/٢)، البحر املحيط (١٨٤/٥).(٣) العدة (١٤٢٣/٥).

(٤) التمهيد (٩/٤).(٥) الربهان (٥٢٦/٢).

٢٦

بيان إثبات العلة يف القياس، وهو تعبري الغزايل(١).الطرق الدالة عىل علية الوصف يف األصل، وهو تعبري فخر الدين

الرازي(٢).الطرق الدالة عىل العلية، وهو تعبري البيضاوي(٣).

طرق إثبات العلة، وهو تعبري الطويف(٤).الطرق الدالة عىل كون الوصف علة احلكم، وهو تعبري صفي الدين

اهلندي(٥).التي الطرق العلة: مسالك من املراد أن يتضح كله ذلك ومن

يتوصل هبا املجتهد إىل معرفة العلة يف األصل.

(١) املستصفى (٢٨٧/٢).(٢) املحصول (١٣٩/٥).

(٣) منهاج الوصول مع اإلهباج البن السبكي (٤٢/٣)، وهناية السول لإلسنوي (٥٣/٣)، ومناهج العقول للبدخيش (٥٢/٣).

(٤) رشح خمترص الروضة (٣٥٥/٣).(٥) هناية الوصول يف دراية األصول (٣٢٥٥/٨).

٢٧

املبحث الثاينأنواع مسالك العلة

ذكر علامء األصول عدة أنواع ملسالك العلة، منها ما هو نقيل، ومنها ما هو عقيل، وأشهر ما ذكروا من هذه األنواع ما يأيت(١):

التعليل عىل السنة أو الكتاب من دليل ر يذك أن وهو النص: .١نظر إىل فيه احتياج غري من اللغة يف له موضوع بلفظ بالوصف،

واستدالل(٢).أو هو يكن مل لو بحكم، الوصف اقرتان وهو والتنبيه: اإليامء .٢

.(٣) نظريه للتعليل لكان ذلك االقرتان بعيدا ،(٥٢٦/٢) للجويني الربهان ،(١٤٢٤/٥) يعىل أليب العدة يف: املسالك هذه انظر (١)للرازي املحصول ،(٩/٤) اخلطاب أليب التمهيد ،(٢٨٨/٢) للغزايل املستصفى لألصفهاين املحصول عن الكاشف ،(٨٣/٣) قدامة البن الناظر روضة ،(١٣٩/٥)ص٣٩٠، للقرايف الفصول تنقيح رشح ،(٢٥٢/٣) لآلمدي اإلحكام ،(٣٠١/٦) ،(٣٢٥٥/٨) اهلندي الدين لصفي الوصول هناية ،(٣٢٢٥/٧) له األصول نفائس رشح خمترص الروضة للطويف (٣٥٦/٣)، اإلهباج البن السبكي (٤٣/٣)، رفع احلاجب للزركيش (١٨٤/٥)، املحيط البحر لإلسنوي (٥٣/٣)، السول هناية له (٣١٢/٤)، تشنيف املسامع له (٢٥٦/٣)، مناهج العقول للبدخيش (٥٢/٣)، رشح الكوكب املنري

للفتوحي (١١٥/٤).(٢) اإلحكام لآلمدي (٢٥٢/٣)، ونحوه يف: املحصول للرازي مع نفائس األصول للقرايف

(٣٢٢٥/٧)، اإلهباج (٤٢/٣)، هناية السول (٥٥/٣).رشح ،(٢٣٤/٢) احلاجب ابن خمترص عىل العضد رشح (٣١٧/٤) احلاجب رفع (٣)

التلويح عىل التوضيح (١٣٧/٢)، رشح الكوكب املنري (١٢٥/٤).

٢٨

عرفوا حيث النص، مسلك ضمن األصوليني(١) بعض ذكره وقد أكان سواء العلية عىل والسنة الكتاب من دل ما بأنه، النص مسلك

بالرصاحة أم باإليامء(٢).وقسموا النص إىل قسمني(٣):

أ) نص رصيح: وهو ما وضع داال عىل العلية سواء أكان بحيث ال .(٤) حيتمل غري العلية أم بحيث حيتمل غريها احتامال مرجوحا

ب) اإليامء والتنبيه: وقد سبق تعريفه.مغايرا مسلكا والتنبيه اإليامء جعلوا فقد األصوليني أكثر وأما من الزم فيه التعليل أن جهة من بينهام فرقوا حيث النص، ملسلك

مدلول اللفظ وضعا، ال أنه دال بوضعه عىل التعليل(٥).من عرص يف األمة اتفاق عىل يدل ما يذكر أن وهو اإلمجاع: .٣أو قطعا إما األصل، حلكم علة اجلامع الوصف كون عىل األعصار

.(٦) ظنابينها املناسبة إبداء بمجرد األصل يف العلة تعيني هو املناسبة: .٤

وبني احلكم، من ذات األصل ال بنص وال غريه(٧).(١) انظر: املستصفى (٢٨٨/٢-٢٨٩)، روضة الناظر (٨٣٦/٣-٨٣٩)، منتهى الوصول

واألمل البن احلاجب ص١٧٩، رفع احلاجب (٣١٢/٤).(٢) رفع احلاجب (٣١٢/٤).

(٣) انظر املراجع السابقة يف اهلامشني السابقني.(٤) رفع احلاجب (٣١٣/٤).

الروضة خمترص رشح ،(٢٥٤/٣) لآلمدي األحكام أصول يف اإلحكام : مثال انظر (٥)هناية ومع ،(٤٥/٣) اإلهباج مع للبيضاوي، الوصول منهاج ،(٣٦١/٣) للطويف

السول (٥٥/٣).(٦) اإلحكام لآلمدي (٢٥١/٣)، هناية الوصول للهندي (٣٢٦/٨)، اإلهباج (٥٣/٣).

(٧) رفع احلاجب (٣٣٠/٤).

٢٩

وقد أورد أكثر العلامء يف هذا املوضع تعريف املناسب، ومنه تفهم كر يف ذلك: املناسبة، ومن أبرز ما ذ

من يلزم منضبط، ظاهر وصف عن بأنه: «عبارة اآلمدي تعريف ترتيب احلكم عىل وفقه حصول ما يصلح أن يكون مقصودا من رشع

ذلك احلكم»(١).وقال الطويف: «هو وصف ظاهر منضبط، يلزم ترتيب احلكم عليه أو مصلحة حتصيل من للشارع مقصودا يكون أن يصلح ما حصول يمكن وجه عىل ،وأخر دنيا تقليلها، أو مفسدة دفع أو تكميلها،

.(٢)« إثباته بام لو أرص اخلصم عىل منعه بعده يكون معاندامن عقال حيصل منضبط، ظاهر وصف «هو احلاجب: ابن وقال ترتيب احلكم عليه، ما يصلح أن يكون مقصودا من حصول مصلحة

أو دفع مفسدة»(٣).وكل هذه التعريفات متقاربة(٤).

عليه املقيس األصل يف األوصاف حرص هو والتقسيم: السرب .٥وإبطال بعضها بدليله، فيتعني الباقي للعلية(٥).

واحدة إال إمجاعا املعلل احلكم هبا علل علة كل إبطال هو وقيل: فتتعني(٦).

(١) اإلحكام يف أصول األحكام (٢٧٠/٣).(٢) رشح خمترص الروضة (٣٨٤/٣).

(٣) خمترص ابن احلاجب، مع رفع احلاجب (٣٣٠/٤).للهندي الوصول هناية مراجع: من سبق ما جانب إىل التعريفات من ملزيد وانظر (٤)(٣٢٨٩/٨)، هناية السول لإلسنوي (٦٩/٣)، اإلهباج البن السبكي (٥٤/٣)، البحر

املحيط للزركيش (٢٠٧/٥)، مناهج العقول للبدخيش (٦٨/٣).(٥) رفع احلاجب (٤٢٦/٤).

(٦) رشح خمترص الروضة للطويف (٤٠٤/٣).

٣٠

أنه تعريفاته وأرجح الشبه، تعريف يف العلامء اختلف الشبه: .٦الوصف املقارن للحكم غري املناسب له بذاته، ولكن يغلب عىل الظن اشتامله عىل مناسب احلكم اللتفات الشارع إليه يف بعض األحكام(١).

التام، البحث بعد املناسبة فيه تظهر ال الذي الوصف هو وقيل: لف من الشارع االلتفات إليه يف بعض األحكام(٢). ولكن أ

وقيل: هو الوصف الذي يوهم اشتامله عىل حكمة احلكم من جلب مصلحة أو دفع مفسدة(٣).

هذا من األول الفصل خالل تعريفه بيان وسيأيت الدوران: .٧البحث.

مستلزما وال مناسبا يكون ال الذي الوصف هو الطرد: .٨للمناسب، ويكون احلكم حاصال يف مجيع صور حصوله غري صورة

النزاع(٤).وقيل: هو الوصف الذي جياوره احلكم ويقرتن به وال يفارقه(٥).

والذي يظهر أن الطرد: هو وجود احلكم عند وجود الوصف الذي ليس بمناسب وال شبهي.

مسالك ضمن من األصوليني بعض ذكره وقد املناط: تنقيح .٩(١) التعليل بالشبه وأثره يف القياس عند األصوليني مليادة احلسن ص٢٢٢.

(٢) هناية السول لإلسنوي (٨٥/٣).(٣) رشح خمترص الروضة للطويف (٤٢٧/٣)، هناية السول لإلسنوي (٨٦/٣).

للهندي الوصول هناية ،١٩٣ اجلوزي البن اإليضاح ،(٢٢١/٥) للرازي املحصول (٤)اإلهباج ،(٩٨/٣) السول هناية ،(٢٤٨/٥) للزركيش املحيط البحر ،(٢٣٧١/٨)

(٧٨/٣)، مناهج العقول للبدخيش (٩٧/٣).(٥) املغني يف أبواب العدل والتوحيد للقايض عبداجلبار املعتزيل (٣٣٣/١)، وانظر: التعليل

بالشبه وأثره يف القياس عند األصوليني مليادة احلسن ص١٧٨.

٣١

فيحذف بوصف، التعليل عىل ظاهر نص يدل أن وهو العلة(١)، ظاهر نص يدل أو باألعم، ويناط باالجتهاد االعتبار عن خصوصه االعتبار درجة عن بعضها فيحذف أوصاف بمجموع التعليل عىل

ويناط بالباقي(٢).١٠. إلغاء الفارق: وقد ذكره بعض األصوليني من ضمن مسالك العلة(٣)، وذكر الزركيش عن اجلدليني أنه مل يعده أحد منهم من مسالك

التعليل(٤).وهو بيان أن الفرع مل يفارق األصل إال فيام ال يؤثر، فيلزم اشرتاكهام

يف املؤثر(٥).الزركيش: قال : النبي بفعل احلكم علية عىل االستدالل .١١إنام الفعل ذلك أن فيعلم يشء، وقوع بعد فعال يفعل أن «وصورته: كان ألجل ذلك اليشء الذي وقع، ووقوع ذلك إما أن يكون من النبي لذلك السجود أن فيعلم فسجد(٦)، الصالة يف سها أنه ير كأن : املحصول للرازي (٢٢٩/٥)، هناية الوصول للهندي (٣٣٨١/٨)، منهاج (١) انظر مثالالوصول للبيضاوي، مع اإلهباج (٨٠/٣)، البحر املحيط (٢٥٥/٥)، تشنيف املسامع

.(٣١٩/٣)(٢) تشنيف املسامع للزركيش (٣١٩/٣).

: البحر املحيط (٢٥٨/٥)، تشنيف املسامع (٣٢١/٣). (٣) انظر مثال(٤) البحر املحيط (٢٥٨/٥).

(٥) املرجع السابق.(٦) ثبت أنه سها وسجد للسهو يف أحاديث عدة، من أشهرها ما رواه أبو هريرة قال: ولكن هريرة، أبو سامها قد سريين ابن العيش-قال صاليت إحد اهللا رسول بنا صىل نسيت أنا-، قال: فصىل بنا ركعتني ثم سلم، فقام إىل خشبة معروضة يف املسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان، ووضع يده اليمنى عىل اليرس، وشبك بني أصابعه، ووضع خده األيمن عىل ظهر كفه اليرس، وخرجت الرسعان من أبواب املسجد. فقالوا: قرصت الصالة. ويف القوم أبو بكر وعمر، فهابا أن يكلامه، ويف القوم رجل يف يديه طول يقال له ذو اليدين، قال: يا رسول اهللا أنسيت أم قرصت الصالة؟ قال : مل أنس ومل تقرص،=

٣٢

أن روي كام آخر، يشء منه ويكون غريه، من يكون أن وإما السهو، جم(١)»(٢). ماعزا زنى فر

قال الزركيش: «وهذا مما أمهله أكثر األصوليني»(٣).والتنبيه اإليامء مسلك دالالت من ظهر- عندهم -فيام هو قلت:

الذي سبق الكالم عنه(٤).

=فقال: أكام يقول ذو اليدين؟ فقالوا: نعم. فتقدم فصىل ما ترك، ثم سلم ثم كرب وسجد صحيحه يف البخاري أخرجه وكرب...احلديث) رأسه رفع ثم أطول، أو سجوده مثل رقم حديث ،(١٤٠/١) وغريه، املسجد يف األصابع تشبيك باب الصالة، كتاب يف (٤٨٢)، ومسلم يف صحيحه يف كتاب املساجد ومواضع الصالة، باب السهو يف الصالة

والسجود له، (٤٠٣/١)، حديث رقم (٥٧٣).(١) البحر املحيط (٢٠٥/٥).

يف الطالق باب الطالق، كتاب يف صحيحه يف البخاري رواها ماعز رجم قصة (٢)اإلغالق واملكره والسكران واملجنون وأمرمها والغلط والنسيان يف الطالق (٢٠٧/٣)، حديث رقم (٥٢٧٠) و(٥٢٧١)، (٥٢٧٢) ومسلم يف صحيحه يف كتاب احلدود، باب

من اعرتف عىل نفسه بالزنا (١٣١٨/٣)، حديث رقم (١٦٩٢-١٦٩٥).(٣) البحر املحيط (٢٠٥/٥).

التوضيح عىل التلويح ،(٢٣٤/٢) احلاجب البن املخترص عىل العضد رشح ينظر: (٤)للتفتازاين (١٣٦/٢)، تيسري التحرير ألمري بادشاه (٤٠/٤).

٣٣

الفصل األولحقيقة مسلك الدوران وأمهيته

وفيه ستة مباحث، كام يأيت:املبحث األول: تعريف الدوران.

املبحث الثاين: مسميات الدوران.املبحث الثالث: صور الدوران.املبحث الرابع: أركان الدوران.

املبحث اخلامس: الفرق بني الدوران وبني ما يشبهه.املبحث السادس: أمهية الدوران.

٣٥

املبحث األولتعريف الدوران

تعريف الدوران لغة: الدوران مصدر مأخوذ من الفعل دار، يقال: .(١) دار يدور دورا ودورانا

قال ابن فارس: «الدال والواو والراء أصل واحد يدل عىل إحداق اليشء باليشء من حواليه...، ويقال: دارت هبم الدوائر أي احلاالت

املكروهة أحدقت هبم»(٢).اليشء حول طاف إذا دار يقال: اللغة: أهل من واحد غري وقال

وعاد إىل املوضع الذي ابتدأ منه(٣).بذلك وسميت جــبــال(٤)، هبا تــدور سهلة أرض والـــدارة: الستدارهتا(٥)، ودوران الفلك: تواتر حركاته، بعضها إثر بعض، من

غري ثبوت وال استقرار(٥).بمحل تعلقت كلام أي املسألة دارت قوهلم: أيضا ذلك ومن ص٢١٤، الصحاح خمتار العرب (٢٩٦/٤)، لسان اللغة (٣١٠/٢)، مقاييس معجم (١)تاج العروس للزبيدي (٣٣٠/١١)، املصباح املنري للفيومي ص١٧٠، املعجم الوسيط

.(٣٠٢/١)(٢) معجم مقاييس اللغة (٣١٠/٢).

(٣) لسان العرب (٢٩٦/٤)، تاج العروس (٣٣٠/١١).(٤) معجم مقاييس اللغة (٣١١/٢)، القاموس املحيط، ص٥٠٣.

(٥) املصباح املنري للفيومي ص١٧١.

٣٦

األول، عىل يتوقف ثم إليه، فينقل غريه، عىل املحل ثبوت توقف وهكذا(١).

: تعريف الدوران اصطالحاكثري مجع ويمكن االصطالح، يف للدوران تعريفات عدة وردت نوع التعريفات سائر وبني بينه وبعضها واحد، سياق ضمن منها مباينة يف معنى أو أكثر من املعاين، لذا أراين حمتاجا إىل إيراد أهم هذه

التعريفات والتأليف بينها عىل النحو اآليت:التعريف األول:

أن يثبت احلكم عند ثبوت وصف وينتفي عند انتفائه.وهذا تعريف الرازي يف كتابه املحصول(٢).

ومن األصوليني(٣)، مجهور الدوران عرف التعريف هذا وبنحو أشهر ما عربوا به عن ذلك ما يأيت:

أن يوجد احلكم عند وجود وصف ويعدم عند عدمه(٤).عند وينعدم بقوله: التعريف من الثاين الشطر عن بعضهم وعرب

عدمه(٥).وقال بعضهم: وينعدم عند انعدامه(٦).

(١) املصباح املنري للفيومي، ص١٧١.(٢) املحصول (٢٠٧/٥).

(٣) املرجع السابق واملراجع اآلتية، يف هوامش هذا التعريف.(٤) غاية الوصول رشح لب األصول لألنصاري، ص١٢٦.

(٥) مفتاح الوصول البن التلمساين ص١٥٠، وهناية الوصول للهندي (٣٣٥١/٨).(٦) رفع احلاجب البن السبكي (٣٥٠/٤)، ومجع اجلوامع له مع تشنيف املسامع (٣١١/٣)، للمرداوي (٣٤٣٧/٧)، التحرير رشح التحبري وانظر اهلامع (٧٣٠/٣)، الغيث ومع

اآليات البينات للعبادي (١٥٢/٤).

٣٧

وقال بعضهم: ويرتفع عند ارتفاعه(١).وقال بعضهم: وينتفي عند انتفائه(٢).

عند والــزوال احلــدوث عند احلــدوث هو التربيزي: وقــال الزوال(٣).

ويعدم وصف حدوث عند حكم حيدث أن هو األرموي: وقال عند عدمه(٤).

وينتفي الوصف وجود عند يوجد احلكم «إن األسمندي: وقال عند انتفائه عادة»(٥).

وصف يف تركيزها يلحظ التعريفات هذه فحص خالل ومن الدوران عىل معنى الوجود عند الوجود واالنتفاء عند االنتفاء.

جانبي يف املصاحبة عىل للداللة «عند» لفظة: املعرفون آثر وقد املتصاحبني أحد كون عىل داللة ثم يكون أن دون واالنتفاء الوجود ألن واحلكم، الوصف بني املناسبة وجود يتوهم لئال لآلخر، علة

(١) البحر املحيط للزركيش (٢٤٣/٥).(٢) تشنيف املسامع (٧١١٣/٣)، الغيث اهلامع (٣١٣/٣).

(٣) انظر: نفائس األصول للقرايف (٣٣٤٦/٨).أمني الشافعي، التربيزي الداراين عيل بن إسامعيل بن مظفر اخلري أبو والتربيزي:هو يف اخلطيب ابن حمصول تنقيح كتبه: من العبادة، كثري زاهدا أصوليا فقيها كان الدين، أصول الفقه، واملخترص، وسمط الفوائد يف الفقه، تويف سنة ٦٢١ه. ترمجته يف: طبقات

الشافعية الكرب البن السبكي (١٥٦/٥)،طبقات الشافعية لإلسنوي (١٥١/١).(٤) احلاصل (٨٩٦/٢).

(٥) بذل النظر، ص٦٢٢.واألسمندي: هو أبو الفتح حممد بن عبداحلميد األسمندي احلنفي،وقد اختلف يف اسمه واسم أبيه وكنيته، كان فقيها ومناظرا بارعا، من كتبه: بذل النظر يف األصول، واهلداية ،(٧٤/٢) املضية اجلواهر يف: ترمجته ذلك. غري وقيل ٥٥٢هـ، سنة تويف الكالم، يف

والنجوم الزاهرة (٣٧٩/٥).

٣٨

الكالم يف هذا املسلك حيث جترد الوصف عن املناسبة، فإن الوصف إن كان مناسبا كان من قبيل مسلك املناسبة دون مسلك الدوران(١).

االعرتاض عىل هذا التعريف وما يف معناه:اعرتض بعض العلامء عىل هذا التعريف بأنه غري مانع؛ ألنه يصدق عىل املتضايفني(٢) كاألبوة والبنوة، فإن احلد شامل هلام، مع أن الثبوت فيهام ليس من الدوران يف يشء، وذلك ألن الدوران يفيد العلية، وأحد املتضايفني ليس علة لآلخر؛ ألن العلة البد أن تكون متقدمة عىل املعلول، وهذا ال يتوافر يف املتضايفني، فإنه ال سبق ألحدمها عىل اآلخر، بل إن

كال منهام حيدث مع اآلخر، وهلذا فإن التعريف غري مانع(٣).اجلواب عنه:

أجاب بعض من رجح هذا التعريف عىل ما سبق بعدم التسليم بام تفاد العلية منهام، لقيام املانع، وهو س املتضامنني ال ت كر، وذلك ألن ذكوهنام متضايفني، ومعلوم أن الدوران يفيد العلية برشط عدم املانع،

واملعية يف املتضايفني مانعة من التعليل حتى لو حصل الدوران(٤).كام أن العلية مع املعية ال تعقل؛ ألن العلة جيب أن تكون سابقة عىل

املعلول يف التعقل، واملعلول مرتب عليها(٥).(١) انظر: تشنيف املسامع (٣١١/٣)، الغيث اهلامع (٧٣٠/٣).

به، اآلخر لتعلق سببا منهام واحد كل تعلق يكون بحيث الشيئني كون هو املتضايفان: (٢)معنيني، بني النسبة هو: وقيل اآلخر، تصور عىل موقوفا منهام واحد كل تصور وكون وأصول املعرفة الضوابط انظر والبنوة. كاألبوة اآلخر، بإدراك مرتبط منهام كل إدراك

االستدالل واملناظرة لعبدالرمحن حسن امليداين ص٥٨.يف العلة مباحث ص٣٥٥، العقول نرباس ،(٩٢/٣) لإلسنوي السول هناية انظر: (٣)

القياس عند األصوليني للسعدي ص٤٧٣.(٤) املراجع السابقة، الصفحات نفسها.

(٥) هناية السول (٩٢/٣)، نرباس العقول ص٣٥٥.

٣٩

التعريف الثاين:أن حيدث احلكم بحدوث الوصف وينعدم بعدمه.

إليه سبقه وقد البيضاوي(١)، عن التعريف هذا نقل اشتهر وقد األلفاظ، يف يسري اختالف مع آخرون عليه وتبعه العلامء، من مجاعة

ومن ذلك:احلكم يوجد أن «هو بقوله: الدوارن السمعاين ابن به عرف ما

بوجود العلة ويعدم بعدمها»(٢).وقال القايض أبو يعىل، وابن قدامة: «هو أن يوجد احلكم بوجود

معنى ويعدم لعدمه»(٣).ويزول وصف لوجود احلكم يوجد أن «هو اخلطاب: أبو وقال

لزواله»(٤).وقال الطويف(٥) وابن اللحام(٦): «هو وجود احلكم بوجود الوصف

املدعى علة وعدمه بعدمه».االعرتاض عىل هذا التعريف وما يف معناه:

اعرتض بعض العلامء عىل هذا التعريف باعرتاضني، كام يأيت:احلكم «حيدث قوله: يف بالباء التعبري أن األول: االعــرتاض بحدوث... وينعدم بعدمه» يف تعريف البيضاوي، وقول ابن السمعاين يف االجتاه هذا أصحاب به عرب مما ذلك ونحو و«بعدمها» «بوجود»

(١) منهاج الوصول للبيضاوي، مع اإلهباج (٢٣٧٥/٦)، وهناية السول (٨٨/٣).(٢) قواطع األدلة (٢٢٤/٤).

(٣) العدة (١٤٣٢/٥)، روضة الناظر (٨٥٩/٣).(٤) التمهيد (٢٤/٤).

(٥) رشح خمترص الروضة (٤١٢/٣).(٦) خمترص ابن اللحام، مع رشحه للشثري ص٦٣٠.

٤٠

تعريف الدوران، إن التعبري بذلك يوهم املناسبة بني الوصف واحلكم، والكالم هنا يف الدوران إنام هو يف الدوران املجرد عن املناسبة(١).

عىل مل حت هنا الباء بأن ذلك عن بعضهم أجاب عنه: اجلواب املصاحبة(٢)، وعىل هذا فال فرق بني تعريف هؤالء وتعريف اجلمهور

د عليه ما يرد عىل سابقه من اعرتاض. السابق، وحينئذ يرعىل تدل معناه يف وما التعريف هذا يف الباء أن الثاين: االعرتاض والعدم، للحدوث علة الوصف يكون أن يقتيض وهذا التعليل، كان إذا فإنه احلكم(٣)؟ لثبوت الوصف علية عىل به يستدل فكيف األمر كذلك فال معنى لكون الدوران من أدلة العلية، ألنه ال يتحقق

الدوران أصال إال إذا حتقق كون الوصف علة(٤).اجلواب عنه: كاجلواب عن سابقه، وذلك بحمل الباء يف التعريف من سابقه عىل يرد ما عليه فريد وحينئذ التعليل، ال املصاحبة عىل

اعرتاض، وجياب عنه بام أجابوا.التعريف الثالث:

وجود احلكم مع وجود العلة وعدمه مع عدمها:البغدادي(٦)، الدين وصفي الغرناطي(٥)، جزي ابن تعريف وهو والقوادح اجلوزي، البن واإليضاح(٨) للرازي، املعامل(٧) يف ونحوه

(١) هناية السول (٩٢/٣)، نرباس العقول ص٣٥٥.(٢) انظر املرجعني السابقني.

(٣) اإلهباج البن السبكي (٢٣٧٥/٦)، هناية السول لإلسنوي (٩٢/٣).(٤) نرباس العقول ص٣٥٥.

(٥) تقريب الوصول ص٣٦٦.(٦) قواعد األصول ومعاقد الفصول ص٩٢.

(٧) املعامل، مع رشحه البن التلمساين (٣٢٩/٣).(٨) اإليضاح البن اجلوزي ص٤١.

٤١

اجلدلية(١) ألثري الدين األهبري(٢).ثبوت مع احلكم ثبوت اقرتان «هو فقال: بنحوه، القرايف وعرب

الوصف وعدمه مع عدمه»(٣).األول التعريف منحى ينحى معناه يف وما التعريف وهذا قلت: معنى «عند» هو هنا بـ «مع» مرادهم إن حيث اجلمهور، ذكره الذي

التي عرب هبا اجلمهور.فيعرتض عليه بام اعرتض به عىل التعريف األول.

التعريف الرابع:: ترتب حكم عىل وصف وجودا وعدما

ونحوه والفتوحي(٦)، واألصفهاين(٥)، مفلح(٤)، ابن تعريف وهو البن نجيم(٧) وابن عبدالشكور(٨).

قال األصفهاين يف بيان معناه: «أي يلزم من وجود الوصف وجود احلكم ومن عدم الوصف عدم احلكم»(٩).

(١) ص١٣٩.كان السمرقندي، األهبري املفضل بن عمر بن املفضل هو األهبــري: الدين أثري (٢)تويف املنطق، يف ورسالة احلكمة، هداية اجلدلية، القوادح كتبه: من جدليا، منطقيا (٩٧،٢٠٦،٤٩٤/١) الظنون كشف يف: ترمجته ذلك. غري وقيل سنة٦٦٣هـ،

و(٩٥٣،١٦١٦،٢٠٢٨/٢)، هدية العارفني (٤٦٩/٢)(٣) تنقيح الفصول ص٣٩٦.

(٤) أصول الفقه البن مفلح (١٢٩٧/٣).(٥) بيان املخترص (١٣٥/٣).

(٦) رشح الكوكب املنري (١٩٢/٤).(٧) فتح الغفار ص٣٧٥.

(٨) مسلم الثبوت (٣٠٢/٢).(٩) بيان املخترص لألصفهاين (١٣٥/٣).

٤٢

ض به عىل التعريف األول. ويعرتض عليه بام اعرتالتعريف اخلامس:

والوصف عدم، كلام ويعدم الوصف، وجد كلام احلكم يوجد أن املذكور، ذو مناسبة ظاهر مع احلكم أو مناسبة حمتملة.

ذكر ذلك صاحب نرش البنود(١) وصاحب مراقي السعود(٢).بكونه الوصف تقييد أصحابه زاد لكن كسابقه، التعريف وهذا يناسب احلكم مناسبة ظاهرة، أو حمتملة، وهم هبذا قد وقعوا يف اخللط بني الدوران واملناسبة، فكان تعريفهم غري مانع، وسيأيت يف حترير حمل النزاع يف حجية الدوران أن حمل النزاع إنام هو يف الوصف املجرد عن املناسبة؛

ألنه إذا كان ثم مناسبة كان ذلك نقال للكالم إىل مسلك املناسبة.التعريف السادس:

هو وجود احلكم يف كل صورة مع وجود الوصف.وهذا نقله الكراماستي(٣) عن بعض العلامء، ونلحظ اقتصارهم يف معنى الدوران عىل جانب الوجود عند الوجود (الطرد)، وعدم ذكر جانب العدم عند العدم (العكس)، وعليه فلم يكتمل ركنا الدوران، أركان من مهم بركن خمال التعريف فيكون والعكس، الطرد ومها

الدوران، وهو املتعلق باجلانب العدمي للحكم والوصف.(١) نرش البنود (١٩٤/٢-١٩٥).

(٢) مراقي السعود ص٣٦٢.(٣) انظر: الوجيز للكراماستي ص١٨٥.

والكراماستي: هو يوسف بن حسني الكراماستي أو الكرماستي، فقيه حنفي، من قضاة يف الوصول وزبدة األصول، يف الوجيز كتبه: من األصول، يف وبرع العثامنية، الدولة . ترمجته يف: الفوائد البهية ص٢٢٧، وشذرات أصول الدين، تويف سنة: ٨٩٩هـ تقريبا

الذهب (٣٦٥/٧).

٤٣

التعريف السابع:وجودا معها يدور ولكن للحكم، مناسبة غري أمارة توجد أن

. وهذا تعريف الزركيش يف سالسل الذهب(١). وعدماوهذا التعريف يشمل أمرين:

األول: أن الوصف الدائر مع احلكم، الذي سامه أمارة(٢)، وصف من املراد حترير يف العلامء من كثري عليه نص ما وهذا مناسب، غري حكم يف النزاع حمل حترير يف سيأيت كام حجيته، يف املختلف الدوران

الدوران(٣).الثاين: أن احلكم يوجد مع وجود هذا الوصف ويعدم مع عدمه،

وهذه هي صورة الدوران حمل البحث.ومن خالل ما سبق إيراده من تعريفات يرتجح يل تعريف الدوران

. بأنه: ترتب حكم عىل وصف غري مناسب وجودا وعدمافهو يوضح معنى الدوران بني احلكم والوصف يف جانبي الوجود والعدم، وخيرج ما ليس من حمل النزاع من األوصاف، وهو الوصف

املناسب.وجيعل الوصف املدار هنا عاما لكل وصف، وليس جمرد أمارة كام

ذكر الزركيش.

(١) انظر: سالسل الذهب ص٣٨٧.(٢) وذلك عىل مذهب أكثر األشاعرة من أن العلل أمارات وعالمات عىل احلكم، وأن التأثري

عندها ال هبا. ينظر: سلم الوصول للمطيعي رشح هناية السول لإلسنوي (١٢١/٤).(٣) انظر ص٦١ من هذا البحث.

٤٤

املبحث الثاينمسميات الدوران

عىل حكم ترتب عىل الدوران مسمى العلامء(١) من كثري أطلق . وصف غري مناسب وجودا وعدما

احلاجب(٥) وابن واآلمدي(٤) برهان(٣)، وابن اجلويني(٢) وسامه ،(٨٥٢/٢) للسمرقندي األصــول ميزان ،(١٧٦/٢) الرسخيس أصول انظر: (١)الوصول مفتاح التلمساين (٣٢٩/٢)، برشح له املعامل للرازي (٢٠٧/٥)، املحصول الروضة خمترص رشح ص١٨٦، اجلوزي البن اإليضاح ص١٥٠، التلمساين البن للقرايف األصول نفائس ،(٣٣٥١/٨) للهندي الوصول هناية ،(٤١٢/٣) للطويف مع للبيضاوي الوصول منهاج ،(١٣٥/٣) لألصفهاين املخترص بيان ،(٣٣٤٦/٨)الفصول ومعاقد األصول قواعد ،(٨٨/٣) السول وهناية ،(٢٣٧٤/٦) اإلهباج للبغدادي ص٩٢، كشف األرسار للبخاري (٣٦٥/٣)، رشح العضد عىل خمترص ابن احلاجب (٢٤٥/٢)، رفع احلاجب البن السبكي (٣٥٠/٤)، البحر املحيط للزركيش (٢٤٢٤/٥)، سالسل الذهب له ص٣٨٧، خمترص ابن اللحام برشح الشثري ص٦٣٠، الغيث اهلامع للعراقي (٧٣٠/٣)، التحقيقات يف رشح الورقات البن قاوان ص٥٤٥، الوجيز للكراماستي ص١٨٥، رشح مجع اجلوامع للمحيل مع اآليات البينات للعبادي للمرداوي (٣٤٣٧/٧)، تيسري التحرير (٤٩/٤)، مسلم الثبوت (١٥٢/٤)، التحبري (٣٠٢/٢)، رشح الكوكب املنري (١٩١/٤)، غاية الوصول لألنصاري ص١٢٦، نرش

البنود (١٩٤/٢)، مراقي السعود ص٣٦٢.(٢) الربهان (٥٤٦/٢).

(٣) الوصول إىل األصول (٢٩٩/٢).(٤) اإلحكام يف أصول األحكام (٢٩٩/٣).

وبيان ،(٢٤٥/٢) العضد رشح مع وخمترصه ص١٨٥، له واألمل الوصول منتهى (٥)املخترص (١٣٥/٣).

٤٥

وغريهم(١) الطرد والعكس، لكونه بمعناه، كام سامه بعضهم(٢) باالطراد واالنعكاس.

األسمندي(٤) سامه كام والوجود، بالسلب اخلطاب(٣) أبو وسامه باملالزمة بني احلكم والوصف، وأطلق عليه الشريازي(٥) والباجي(٦)

اسم اجلريان، وذكر ذلك الزركيش(٧) عن األقدمني.بعض عليه وأطلق بالتأثري، وغريه(٩) يعىل(٨) أبو القايض سامه كام وجود هو االطراد جعل وبعضهم(١١) االطراد، مسمى احلنفية(١٠) عند والعدم الوجود عند الوجود أما الوصف، وجود عند احلكم

العدم فسموه بالدوران املطلق أو الدوران الوجودي والعدمي(١٢).(١) انظر: املستصفى (٣٠٧/٢)، اإليضاح البن اجلوزي ص٤١، ١٨٦، هناية الوصول لبديع األصول نفائس ،(٤٠١/٦) لألصفهاين املحصول عن الكاشف ،(٦٣٤/٢) النظام (٣٣٤٦/٨)، املسودة ص٤٢٧، أصول الفقه البن مفلح (٧٩٥/٣)، هناية السول (٨٨/٣)، اإلهباج (٢٤٢/٥)، سالسل الذهب ص٣٨٧، التحقيقات يف رشح الورقات ص٥٤٥،

التحبري رشح التحرير للمرداوي (٣٤٣٧/٧)، فتح الغفار البن نجيم ص٣٧٥. ،(٢٣٠/٤) السمعاين البن األدلة قواطع ص٢٦٦، للغزايل الغليل شفاء انظر: (٢)

التحقيقات البن قاوان ص٥٤٥.(٣) التمهيد أليب اخلطاب (٢٤/٤).

(٤) بذل النظر ص٦٢٠.(٥) التبرصة ص٤٦٠.

(٦) إحكام الفصول للباجي ص٦٤٩، ٦٥٠.(٧) البحر املحيط (٢٤٢/٥).

(٨) العدة (١٤٣٢/٥).(٩) انظر: قواطع األدلة البن السمعاين (٢٢٤/٤)، رشح اللمع للشريازي (٨٥٨/٢).

(١٠) انظر: كشف األرسار للنسفي (٢٦٢/٢)، الوايف يف أصول الفقه حلسام الدين السغناقي (١٣٧٠/٣)، كشف األرسار للبخاري (٣٦٥/٣).

للهنـدي الوصـول هنايـة ،(١٣٧٠/٣) السـغناقي الديـن حلسـام الـوايف انظـر: (١١).(٣٣٥١/٨)

(١٢) انظر: الوايف حلسام الدين السغناقي (١٣٧٠/٣)، هناية الوصول للهندي (٣٣٥١/٨)، كشف األرسار للبخاري (٣٦٥/٣).

٤٦

املبحث الثالثصور الدوران

وقد واحدة، صورة يف يكون قد الدوران أن العلامء من كثري ذكر أمثلة مع منهام، كل من املراد سأبني ييل وفيام صورتني، يف يكون

توضح ذلك.: الدوران يف صورة واحدة. أوال

وهو أن يكون وجود احلكم عند وجود الوصف، وعدمه عند عدمه يف حمل واحد(١).

ومن أمثلة ذلك ما يأيت:عصري العنب: قبل أن يصري مسكرا حالل باإلمجاع، فلام صار . ١

مسكرا صار حراما باإلمجاع، فلام زال عنه وصف اإلسكار بأن صار خال صار حالال مرة أخر، فدل هذا عىل أن العلة هي

.(٢) السكر؛ ألن احلكم دار عليها وجودا أو عدما(١) انظر: اإليضاح البن اجلوزي ص١٨٦.

قواطع ،(٨٥٨/٢) للشريازي اللمع رشح ،(١٤٣١/٥) يعىل أليب العدة انظر: (٢)املحصول ،(٢٤/٤) اخلطاب أليب التمهيد ،(٢٣١ ،٢٢٤/٤) السمعاين البن األدلة للرازي (٢٠٧/٥)، الوصول إىل األصول البن برهان (٣٠٠/٢)، روضة الناظر البن للهندي الوصول هناية ،(٤١٣/٣) للطويف الروضة خمترص رشح ،(٨٦٠/٣) قدامة (٣٣٥١/٨)، احلاصل لآلموري (٨٩٦/٢)، اإليضاح البن اجلوزي ص١٨٧، مفتاح=

٤٧

فلو . ٢ حده، كمل أعتق فإذا العبد، حق يف احلد بتنصيف كم حياسرتق بعد احلرية، مثل أن يكون نرصانيا فينقض العهد ويلحق بدار احلرب، ثم يسبيه املسلمون فيسرتقونه، فإنه ينتصف احلد عليه، فدل هذا عىل أن علة تنصيف احلد يف حقه هي الرق؛ ألن

.(١) احلكم دار عليها وجودا وعدمابقياسهام . ٣ واخلنزير الكلب عني طهارة عىل املالكية(٢) احتجاج

عىل الشاة بجامع احلياة يف كل، وذلك بقوهلم يف بيان أن احلياة علة الطهارة: الشاة إذا ماتت ويف بطنها جنني حي حكمنا عىل دار فقد بالطهارة، اجلنني ذلك وعىل بالنجاسة، أجزائها مجيع وجدت فإذا وعدما، وجودا احلياة مع الطهارة وهو احلكم احلياة عدمت وإذا الطهارة، وجدت احلي اجلنني يف كام احلياة كام يف الشاة امليتة، ويف بطنها جنني حي وجدت النجاسة فيها ألن احلياة؛ هي الطهارة علة أن عىل هذا فدل جنينها، دون

.(٣) احلكم دار عليها وجودا وعدمااحلب جيري فيه الربا ما دام حبا مطعوما، ويزول عنه هذا احلكم . ٤

، فال ربا فيه. (٤)؛ ألنه غري مطعوم حينئذ إذا زرع وصار قصيال=الوصول للتلمساين ص١٥٠، رشح تنقيح الفصول للقرايف ص٣٩٦، املحصول البن العريب ص١٢٨، هناية السول (٩١/٣)، اإلهباج اللسبكي (٢٣٧٦/٦)، تشنيف السامع

(٣١١/٣)، التحبري للمرداوي (٣٤٣٨/٧)، إرشاد الفحول ص٢٢١.(١) انظر: العدة أليب يعىل (١٤٣٢/٥-١٤٣٣)، قواطع األدلة البن السمعاين (٢٢٤/٤)،

التمهيد أليب اخلطاب (٢٤/٤).(٢) انظر:مفتاح الوصول البن التلمساين ص١٥٠.

البن األصول إىل الوصول ،(١٤٣٣/٥) يعىل أليب العدة األمثلة: من املزيد انظر (٣)برهان (٣٠٠/٢)، بيان املخترص لألصفهاين (١٣٦/٣)، تقريب الوصول البن جزي

الغرناطي ص٣٦٧.املحيط= القاموس انظر أخرض. الزرع من وانفصل قطع أي اقتصل ما هو القصيل: (٤)

٤٨

فإذا عقد احلب فيه صار مطعوما، وعاد إليه احلكم، وهو كونه . ربويا

احلكم وجد ألنه الطعم؛ هي فيه الربا علة أن عىل ذلك فدل بوجودها وانتفى بانتفائها(١).: الدوران يف صورتني: ثانيا

وعدم حمل، يف الوصف وجود عند احلكم وجود يكون أن وهو احلكم عند عدم الوصف يف حمل آخر(٢).

ومن أمثلة ذلك ما يأيت:معها . ١ يدور والنقدية نقدا، لكونه الزكاة فيه جتب املباح احليل

والعبيد الثياب نحو يف وعدما املسكوك، يف وجودا الوجوب والدواب.

الوصف، وجود عند الزكاة وجوب وهو احلكم، وجد فهنا وهو النقدية يف املسكوك، وعدم احلكم، فلم جتب الزكاة عند أو العبيد أو الثياب يف النقدية وهو الوصف، وجود عدم والعبيد الثياب غري فاملسكوك متغايران، واملحالن الدواب،

والدواب(٣).٢ . ، مكيال لكونه متفاضال بجنسه بيعه يف الربا جيري اجلص

=ص١٣٥٤، املعجم الوسيط (٧٤٠/٢).ص٣٥٥، منون لعيسى العقول نرباس ،(٢٣٧٦/٦) السبكي البن اإلهباج انظر: (١)

مباحث العلة يف القياس عند األصوليني للسعدي، ص٤٧٥.(٢) انظر: اإليضاح البن اجلوزي ص١٨٦.

(٣) انظر: رشح تنقيح الفصول للقرايف ص٣٩٦، رشح خمترص الروضة للطويف (٤١٣/٣)، البنود نرش ،(٢٣٧٦/٦) للسبكي اإلهباج ،(٣٣٥١/٨) للهندي الوصول هناية

(١٩٥/٢)، مراقي السعود ص٣٦٤.

٤٩

والكيل علة يدور معها حتريم التفاضل وجودا يف الرب والشعري ونحومها، وعدما يف نحو الثياب والعبيد.

الوصف، وجود عند التفاضل حتريم وهو احلكم، وجد فهنا وهو الكيل يف الرب والشعري ونحومها، وعدم احلكم، فلم حيرم الثياب يف الكيل وهو الوصف، وجود عدم عند التفاضل واملحالن فيها، الربا حتريم جير مل مكيلة تكن مل فلام والعبيد،

متغايران، فالرب والشعري غري الثياب والعبيد(١).قلت: فهاتان صورتا الدوران عند العلامء، لكن هاتني الصورتني ليستا سواء يف القوة، فالصورة األوىل أقو من الثانية عند من ير االحتجاج بالدوران يف إفادة العلية، بل ير بعض أولئك فساد الصورة الثانية من

صور الدوران وعدم صحة االحتجاج هبا يف إفادة العلية كالغزايل(٢).وهذا املعنى قد أكد عليه مجاعة من األصوليني(٣).

يقول الطويف: «لكن الدوران يف صورة أقو منه يف صورتني عىل .(٤)« ما هو مدرك رضورة أو نظرا ظاهرا

وإنام األول، دون وهو صورتني، يف يقع «وقد القرايف: ويقول يف ثبوته بعد احلكم انتفاء ألن هذه؛ عىل األوىل الصورة رجحت وإال الصورة تلك يف يقتضيه ما معه يبق مل أنه يقتيض املعنية الصورة لثبت فيها، أما إذا انتفى من صورة أخر غري صورة الثبوت أمكن أن

يقال: إن موجب احلكم غري الوصف املدعى علة.البن املعامل رشح األمثلة: من ملزيد وانظر ص١٨٦. اجلوزي البن اإليضاح انظر: (١)

التلمساين (٣٣٦/٢)، البحر املحيط للزركيش (٢٤٣/٥).(٢) شفاء الغليل ص٢٦٨.

(٣) انظر: رشح خمترص الروضة للطويف (٤١٣/٣)، رشح تنقيح الفصول للقرايف ص٣٩٦، التحبري للمرداوي (٣٤٣٨/٧)، رشح الكوكب املنري للفتوحي (١٩٢/٤).

(٤) رشح خمترص الروضة (٤١٣/٣).

٥٠

احلكم لثبت انتفاؤه- رض ف -لو الوصف من ذكرمتوه ما وأما الصورة بخالف غريه، اعتباره عدم تعني فام اآلخر، الوصف بذلك

الواحدة»(١).

(١) رشح تنقيح الفصول، ص ٣٩٦.

٥١

املبحث الرابعأركان الدوران

للدوران ركنان أساسيان يستلزمهام، ومها(١):املدار:

وهو الوصف املدعى عليته.الدائر:

وهو احلكم املدعى معلوليته.

هناية السبكي (٢٣٧٥/٦)، البن اإلهباج للبخاري (٣٦٦/٣)، األرسار كشف انظر: (١)للمرداوي التحبري ،(٧٣١/٣) للعراقي اهلامع الغيث ،(٩١/٣) لإلسنوي السول

(٣٤٣٧/٧)، غاية الوصول لزكريا األنصاري ص١٢٦، نرباس العقول ص٣٥٥.

٥٢

املبحث اخلامسالفرق بني الدوران وبني ما يشبهه

وفيه مطلبان، كام يأيت:املطلب األول

الفرق بني الدوران وبني الطردكر وذ الطرد، العلامء هبا عرف التي التعريفات بعض ذكر سبق عند احلكم وجود بأنه: الطرد تعريف هو أرجحها أن أيضا هناك

وجود الوصف الذي ليس بمناسب وال شبهي(١).كام سبق أيضا أن ذكرت أن بعض العلامء عرف الدوران بأنه وجود

احلكم يف كل صورة مع وجود الوصف(٢).الوصف، وجود عند احلكم وجود معنى عىل الدوران فقرصوا

وهو املعنى املشهور للطرد.وهلذا أطلق بعض احلنفية(٣) مسمى االطراد عىل الدوران رصاحة.

(١) انظر: ص٣٠ من هذا البحث.(٢) انظر: الوجيز للكراماستي ص١٨٥.

(٣) انظر: كشف األرسار للنسفي (٢٦٢/٢)، الوايف حلسام الدين السغناقي (١٣٧٠/٣)، كشف األرسار للبخاري (٣٦٥/٣).

٥٣

يف عنه فعرب الــدوران، أقسام من الطرد جعل من العلامء ومن االستعامل بالدوران(١).

التفرقة ندرك أنا مع األسامء، يف مشاحة «وال اجلوزي: ابن قال (أي وهذا وعدما، وجودا املقارنة عن عبارة الدوران فإن بينهام،

الطرد) مقارن يف الوجود دون العدم»(٢).قلت: وهبذا الفرق الذي ذكره ابن اجلوزي قال أكثر العلامء(٣)، وهو

الذي يناسب املعنى اللغوي للمصطلحني.وعليه: فالفرق بني الدوران والطرد أن الدوران يتناول وجود احلكم عند وجود الوصف وانتفاء احلكم عند انتفاء الوصف، فيشمل جانبي الوجود والعدم بني احلكم والوصف، أما الطرد أو االطراد فيختص بجانب الوجود فقط، فيتناول وجود احلكم عند وجود الوصف فقط، دون أن يكون له عالقة بجانب العدم، فال يتناول معناه انتفاء احلكم

عند انتفاء الوصف.املطلب الثاين

الفرق بني الدوران وشهادة األصولاختلف العلامء يف املراد بشهادة األصول، وأقرب ما قيل يف املراد هبا هو: أن يكون للحكم املعلل أصل معني أو أكثر من نوعه، يوجد فيه

جنس الوصف أو نوعه، يشهد عىل صحته طردا وعكسا (٤).(١)(٢) اإليضاح البن اجلوزي، ص١٩٣.

(٣) انظر: نفائس األصول للقرايف (٣٣٤٤/٨)، البحر املحيط للزركيش (٢٤٨/٥)، مباحث العلة يف القياس عند األصوليني للسعدي، ص٤٩٣.

(٤) انظر: رشح اللمع للشريازي (٨٦٠/٢)، شفاء الغليل للغزايل، ص١٨٩، التلويح عىل التوضيح للتفتازاين (١١٣/٢)، تيسري التحرير (٣١٦/٣-٣١٧).

٥٤

ومن أمثلة ذلك ما يأيت:احتجاج بعض العلامء عىل عدم وجوب الزكاة يف إناث اخليل . ١

بقوهلم: ال جتب الزكاة يف ذكور اخليل، فكذا ال زكاة يف إناثها بشهادة األصول، وذلك لشهادة األصول بالتسوية بني الذكور واإلناث يف سائر السوائم يف الزكاة وجوبا وسقوطا، فإن اإلبل يف وجتب انفردت، إذا ذكورها يف الزكاة جتب والغنم والبقر جتب فال واحلمري البغال أما اجتمعت، إذا وإناثها ذكورها الزكاة يف ذكورها إذا انفردت وال جتب يف ذكورها وإناثها إذا

اجتمعت(١).احتجاج بعض العلامء عىل عدم نقض الوضوء من القهقهة يف . ٢

الصالة وأن ما ال ينقض الطهر خارج الصالة ال ينقضه داخل بالتسوية تشهد األصول أن وذلك األصول، بشهادة الصالة نقض ما فإن املعنى، هذا يف وخارجها الصالة داخل بني وما كلها، كاألحداث داخلها نقض الصالة خارج الوضوء كالكالم داخلها ينقض ال الصالة خارج الوضوء ينقض ال

واحلركة ونحو ذلك(٢).وقد اختلف العلامء يف كون شهادة األصول طريقا صحيحا إلثبات

العلل عىل قولني(٣):وهو العلل، إلثبات صحيحا طريقا جعلها صحة األول: القول (١) انظر: العدة أليب يعىل (١٤٣٥/٥)، رشح اللمع (٨٦٢/٢)، قواطع األدلة (١٢٥/٤)، خمترص رشح ،(٨٦٢/٣) قدامة البن الناظر روضة ،(٢٧/٤) اخلطاب أليب التمهيد ،(١٢٩٩/٣) مفلح البن الفقه أصول ص٤٩، املسودة ،(٤١٧/٣) للطويف الروضة

تيسري التحرير (٣١٧/٣)، التحبري للمرداوي (٣٤٤٢/٧).(٢) انظر: الفقيه واملتفقه للبغدادي (٢١٤/١)، رشح اللمع للشريازي (٨٦١/٢).

(٣) انظر: املراجع السابقة يف اهلامشني السابقني، الصفحات نفسها.

٥٥

قول بعض الشافعية، كاخلطيب البغدادي(١)، والشريازي(٢)، واختاره أبو يعىل من احلنابلة(٣).

أحد وهو العلل، إلثبات طريقا جعلها صحة عدم الثاين: القول الوجهني عند الشافعية، وقول مجع من أهل العلم غريهم.

طريقا األصول شهادة جعل صحة ير ممن مجاعة استدل وقد إلثبات العلل بشبهها بالدوران(٤).

ووجه الشبه بني الدوران وشهادة األصول هو: وجود صورة الثبوت عند الثبوت، والعدم عند العدم يف كل منهام من حيث اجلملة.

ثبوت أو وجود صورة فيه الدوران أن بينهام اجلوهري والفرق احلكم عند وجود الوصف، وعدم احلكم عند عدم الوصف، فوجود الوصف هو العلة، وعدمه هو املؤثر يف احلكم وجودا وعدما، فالعلة

هنا ظهر تأثريها الوجودي والعدمي يف صورة الدوران.يف لكنها ظاهرة، والعدم الوجود فصورة األصول شهادة يف أما األصول يف وانتفائه لثبوته، وانتفائه معني، حكم ثبوت خصوص األصول شهادة يف يشرتط فال ذاهتا، للعلة تطرق دون له الشاهدة األصول وهي دليلها، نذكر أن يكفي بل املؤثرة، العلة عني نعلم أن

الشاهدة.يقول الشريازي: «فإذا شهدت األصول دل عىل ثبوت احلكم، وإن

(١) الفقيه واملتفقه (٢١٤/١).(٢) رشح اللمع (٨٦١/٢).

(٣) العدة (١٤٢٤/٥، ١٤٣٥).خمترص رشح ،(٨٦٢/٣) الناظر روضة ،(٢٨/٤) اخلطاب أليب التمهيد انظر: (٤)الروضة للطويف (٤١٧/٣)، أصول الفقه البن مفلح (١٢٩٩/٣)، التحبري للمرداوي

.(٣٤٤٢/٧)

٥٦

احلاكم عند الشهود شهد لو كام وهذا الباطن، يف ذلك كيفية يعلم مل بإقرار رجل آلخر بدين، فإنه حيكم بثبوت الدين، وإن مل يظهر له كيف

ثبت ذلك»(١).وملخص القول: أن الدوران من باب قياس العلة، كام هو تعبري كثري من األصوليني(٢)، أو من باب قياس التأثري، كام هو تعبري آخرين(٣)، أما

شهادة األصول فهي من باب قياس الداللة(٤).فتختص األصول شهادة «وأما البغدادي: اخلطيب يقول لذا هبا خيتص األصول «شهادة الشريازي: ويقول الداللة»(٥) بقياس

قياس الداللة»(٦).

(١) رشح اللمع (٨٦٢/٢).ح رص الذي القياس هو وقيل: بالعلة، والفرع األصل بني جيمع أن هو العلة: قياس (٢)الروضة خمترص رشح ،(٣/٤) لآلمدي اإلحكام انظر: ذلك. غري وقيل بالعلة، فيه للطويف (٢٢٣/٣)، رفع احلاجب البن السبكي (٣٥٤/٤)، زوائد األصول لإلسنوي ص٣٧٥، رشح العضد عىل املخترص (٢٤٧/٢)، األنجم الزاهرات للامرديني ص٢٢٩،

تيسري التحرير (٧٦/٤)ثبت ألجله أنه الظن عىل فيغلب معنى، لوجود احلكم يوجد أن هو التأثري: قياس (٣)للشريازي اللمع ورشح البغدادي (٢١٤/١)، للخطيب واملتفقه الفقيه انظر: احلكم.

.(٨٥٨/٢)أو بأثرها أو بملزومها أو العلة بدليل والفرع األصل بني جيمع أن هو الداللة: قياس (٤)انظر: ذلك. غري وقيل: اآلخر، عىل النظريين بأحد االستدالل هو وقيل: بحكمها، اإلحكام لآلمدي (٣/٤)، رشح خمترص الروضة للطويف (٢٢٣/٣)، رفع احلاجب البن السبكي (٣٥٤/٤)، زوائد األصول لإلسنوي ص٣٧٥، رشح العضد عىل خمترص ابن

احلاجب (٢٤٧/٢)، األنجم الزاهرات ص٢٣١، تيسري التحرير (٧٦/٤).(٥) الفقيه واملتفقه (٢١٤/١).

(٦) رشح اللمع (٨٦٠/٢).

٥٧

املبحث السادسأمهية الدوران

به تثبت مما كونه حيث من الكرب أمهيته له الدوران أن شك ال حيث من أمهيته جانب إىل ونحوها، واألغذية كاألدوية بات املجرصحيحا مسلكا ه بعد القول عىل بواسطته الرشعية األحكام ثبوت من املسالك التي تثبت هبا العلل الرشعية، ولذا ذكره كثري من العلامء

وعرضوا أقوال العلامء يف االحتجاج به وأدلتهم ومناقشاهتم.أيب قول ذلك ومن الدوران، أمهية عىل العلامء من مجع نبه وقد

الطيب الطربي: «إن هذا املسلك من أقو املسالك»(١).وقال اجلويني: «ذهب كل من يعز إىل اجلدل إىل أنه أقو ما يثبت

به العلل»(٢).«اعلم -وفقك بالدوران: العلامء اهتامم بيان يف األصفهاين وقال اهللا تعاىل- أن هذه قاعدة اعتنى هبا املتقدمون واملتأخرون، واختلفت

طرائقهم يف الداللة عىل أهنا تفيد العلة»(٣).أصل والعدمي الوجودي «والدوران البنود: نرش صاحب وقال كبري يف أمور اآلخرة، ويف النافعات عاجال من أمور الدنيا، والضارة

(١) الربهان للجويني (٥٤٦/٢)، إرشاد الفحول للشوكاين ص٢٢١.(٢) الربهان (٥٤٦/٢).

(٣) الكاشف عن املحصول (٤٠١/٦).

٥٨

ما ومجيع والغائصة املسهلة باألدوية األطباء جزم حتى منها، عاجال عند وعدمها العقاقري، تلك وجود عند اآلثار وجود بسبب يعطونه

عدمها»(١).

(١) نرش البنود (١٩٦/٢). وانظر مراقي السعود ص٣٦٤.

٥٩

الفصل الثاينحجية مسلك الدوران يف إثبات العلة

وفيه ستة مباحث، كام يأيت:املبحث األول: حترير حمل النزاع يف حجية الدوران يف إثبات العلة.

املبحث الثاين: األقوال يف حجية الدوران يف إثبات العلة.املبحث الثالث: أدلة األقوال مع املناقشة.

املبحث الرابع: نوع اخلالف وثمرته.املبحث اخلامس: سبب اخلالف.

املبحث السادس: الرتجيح

٦١

املبحث األولحترير حمل النزاع

يف حجية الدوران يف إثبات العلة

يف العلة إثبات يف به حيتج الــدوران أن عىل العلامء اتفق : أوالاألحكام العقلية(١).

صاحلا كان إذا الوصف أن عىل بالقياس القائلون اتفق : ثانياللعلية، وقد ترتب احلكم عليه وجودا وعدما أنه حيصل به ظن العلية

يف األحكام الرشعية(٢).ذلك يف ما مناسبة ظهور أي: هنا للعلية صاحلا بكونه ومرادهم

الوصف(٣).: اتفق القائلون بالقياس عىل أنه إذا انضم إىل الدوران نص أو ثالثاإمجاع أو سرب وتقسيم أو شبه أو داللة كون األصل عدم الغري أو غري الدوران حجية يف النزاع حمل من ليس فإنه العلة؛ مسالك من ذلك ومد بل ينتقل البحث إىل حكم االحتجاج بتلك املسالك األخر

(١) انظر: ميزان األصول للسمرقندي (٨٥٤/٢).قاوان البن التحقيقات ،(٢٤٦/٢) احلاجب ابن خمترص عىل العضد رشح انظر: (٢)

ص٥٤٦، اآليات البينات للعبادي (١٥٤/٤).احلاجب ابن خمترص عىل العضد رشح ،(٣٥١/٤) السبكي البن احلاجب رفع انظر: (٣)

(٢٤٦/٢)، اآليات البينات للعبادي (١٥٤/٤)، فواتح الرمحوت (٣٠٣/٢).

٦٢

بالعلة القطع أو الظن حصول يف الدوران مسلك إىل انضاممها إفادة الرشعية(١).

: حمل النزاع يف حكم االحتجاج بالدوران يف إثبات العلية هو رابعاالقطع أو العلية ظن إفادة يف كافيا وحده الدوران وصف اعتبار يف بذلك، بحيث ال يكون الوصف املدار مناسبا وال مثبتا بطريق السرب والتقسيم أو الشبه أو غري ذلك من املسالك، بل جمرد الدوران وحده؛ هل يكون كافيا يف االحتجاج به يف إثبات العلة يف األحكام الرشعية

أوال(٢)؟

(١) انظر: البحراملحيط (٢٤٦/٥)، رشح العضد عىل املخترص (٢٤٦/٢)، اآليات البينات للعبادي (١٥٤/٤).

اهلامع الغيث ،(٣١١/٣) للزركيش املسامع تشنيف ،(٢٤٦/٥) املحيط البحر انظر: (٢)للعراقي (٧٣٠/٣) التحقيقات البن قاوان ص٥٤٦، التقرير والتحبري البن أمري احلاج هناية مع للمطيعي الوصول سلم ص٣٥٩، منون لعيسى العقول نرباس ،(١٩٩/٣)مباحث يف الصالح زهري (٨٩/٤)، النور أبو ملحمد الفقه أصول السول (١٢٧/٤)، املسائل يف النزاع حمل حترير ص٣٤١، عوض صالح للسيد األصوليني عند القياس

اخلالفية املتعلقة بالقياس لرتاوري مامادو (٢٥٢/١) و(٥٢١/٢).

٦٣

املبحث الثايناألقوال يف حجية الدوران يف إثبات العلة

اختلف العلامء يف االحتجاج بالدوران بمجرده يف إثبات العلة يف األحكام الرشعية عىل أقوال، كام يأيت:

القول األول:إن الدوران حجة ظنية يف إثبات العلة يف األحكام الرشعية، وهذا قول مجهور العلامء(١)، فبه قال بعض احلنفية(٢)، وأكثر املالكية(٣)، كالقرايف(٤) ،(٢٥٧/٣) للجويني التلخيص ،(٧٧/٢) البرصي احلسني أليب العمد رشح انظر: (١)رشح ص١٨٥، احلاجب البن واألمل الوصول منتهى لآلمدي (٢٩٩/٣)، اإلحكام تنقيح الفصول للقرايف ص٣٩٦، هناية الوصول البن الساعايت (٦٣٤/٢)، هناية الوصول للزركيش املحيط البحر ،(٢٣٧٧/٦) السبكي البن اإلهباج ،(٣٣٥٢/٨) للهندي (٢٤٣/٥)، سالسل الذهب له ص٣٦٧، تشنيف املسامع له أيضا (٣١٢/٣)، الغيث للكراماستي الوجيز ص٥٤٥، قاوان البن التحقيقات ،(٧٣٢/٣) للعراقي اهلامع ص١٨٥، حاشية التفتاراين عىل رشح العضد عىل املخترص (٢٤٦/٢)، رشح املحيل عىل ،(٤٩/٤) بادشاه ألمري التحرير تيسري ،(١٥٤/٤) البينات اآليات مع اجلوامع، مجع

مسلم الثبوت (٣٠٢/٢).مفلح البن الفقه أصول ص٤٢٧، املسودة ،(١٤٣٣/٥) يعىل أليب العدة انظر: (٢)

(١٢٩٧/٣)، التحبري للمرداوي (٣٤٣٨/٧).نرش ص١٢٧، العريب البن املحصول ص٣٩٦، للقرايف الفصول تنقيح رشح انظر: (٣)

البنود (١٩٥/٢)، مراقي السعود ص٣٦٣.(٤) رشح تنقيح الفصول ص٣٩٦.

٦٤

يف والباقالين كالصرييف(٣) الشافعية(٢) وأكثر وغريهم، العريب(١) وابن والرازي(٦)، اجلويني(٥) منهم واختاره عنه(٤)، املنقولني القولني أحد والبيضاوي(٧) وصفي الدين اهلندي(٨) وغريهم، وهو قول أكثر احلنابلة(٩)

كأيب يعىل(١٠) وأيب اخلطاب(١١) وابن قدامة(١٢) وابن تيمية(١٣) وغريهم.(١) املحصول له ص١٢٧.

(٢) انظر: قواطع األدلة البن السمعاين (٢٣٠/٤)، شفاء الغليل للغزايل ص٢٦٩، املحصول للرازي (٢٠٧/٥)، احلاصل لألرموي (٨٦٩/٢)، اإلهباج البن السبكي (٢٣٧٧/٦)،

رفع احلاجب له (٣٥٠/٤)، البحر املحيط للزركيش (٢٤٤/٥).(٣) انظر: التبرصة للشريازي ص٤٦٠.

:(٥٤٦/٢) الربهان يف اجلويني قال لذا املسألة، هذه يف للقايض قولني العلامء ذكر (٤)«وتردد فيه القايض: القول األول له: هو ما ذكرته ها هنا، ونقله عنه اجلويني يف الربهان (٥٤٦/٢)، وقال: «وللقايض صغو ظاهر إىل ذلك» كام نقله آخرون عنه مثل: اآلمدي يف اإلحكام (٢٩٩/٣)، والطويف يف رشح خمترص الروضة (٤١٣/٣)، وصفي الدين اهلندي يف هناية الوصول (٣٣٥٢/٨)، والزركيش يف تشنيف املسامع (٣١٢/٣) وغريهم. وقد اإلهباج (٢٣٧٧/٦): «ونقله يف قال حيث السبكي، ابن الباقالين عن النقل هذا أ خطعن القايض أيب بكر بعضهم، وليس بصحيح عنه». ثم نقل هو وغريه عن الباقالين القول

بعدم االحتجاج بالدوران، كام سيأيت ذكره وتوثيقه.من ص٤٧٤ التلخيص يف رجحه ما بخالف وهو ،(٥٥١ ،٥٥٠ الربهان (٥٤٩/٢، (٥)

عدم االحتجاج بالدوران.(٦) املحصول (٢٠٧/٥)، واملعامل مع رشحه للتلمساين (٣٢٩/٢).(٧) املنهاج له مع اإلهباج (٢٣٧٤/٦)، ومع هناية السول (٨٨/٣).

(٨) هناية الوصول يف دراية األصول له (٣٣٥٢/٨).(٩) انظر: العدة أليب يعىل (١٤٣٢/٥)، التمهيد أليب اخلطاب (٢٤/٤)، املسودة آلل تيمية رشحه مع اللحام البن املخترص ،(١٢٩٨/٣) مفلح البن الفقه أصول ص٤٢٧، للفتوحي املنري الكوكب رشح ،(٣٤٣٨/٧) للمرداوي التحبري ص٦٣٠، للشثري

.(١٩٣/٤)(١٠) العدة (١٤٣٢/٥).

(١١) التمهيد (٢٤/٤).(١٢) روضة الناظر (٨٦٠/٣).

(١٣) املسودة ص٤٢٧.

٦٥

ح وعزاه القايض أبو يعىل إىل رصيح قول اإلمام أمحد، فقال: «وقد رصأمحد -رمحه اهللا- هبذا يف رواية أمحد بن احلسني بن حسان(١): إذا أقبل به

وأدبر فكان مثله يف كل أحواله، فهذا ليس يف نفيس منه يشء»(٢).قال أبو يعىل: «فقد رصح بأن وجود احلكم بوجوده، وعدمه بعدمه،

دليل واضح عىل صحة القياس»(٢).وهذا القول هو ظاهر كالم أيب احلسني البرصي املعتزيل(٣)، ونسب

ألكثر اجلدليني(٤).القول الثاين:

إن الدوران حجة تفيد القطع بثبوت العلة يف األحكام الرشيعة.وهو قول بعض الشافعية(٥)، ونسب إىل املعتزلة(٦)، والصحيح أنه

قول بعضهم(٧).ما أقو أنه إىل اجلدل إليه يعز من كل اجلويني: «فذهب وقال (١) هو أمحد بن احلسني بن حسان، من أهل رس من رأ، صحب اإلمام أمحد، ورو عنه تؤرخ ومل ،«رأ من رس من جليل، «رجل اخلالل: بكر أبو عنه قال حسان، مسائل

وفاته. ترمجته يف طبقات احلنابلة (٣٩/١)، املنهج األمحد (٣٥٤/١).(٢) العدة (١٤٣٢/٥).

(٣) رشح العمد (٧٨/٢، ٨١)، املعتمد (٢٥٨/٢).تيسري ،(٢٣٧٧/٦) للسبكي اإلهباج ،(٣٦٥/٣) للبخاري األرسار كشف انظر: (٤)

التحرير ألمري بادشاه (٤٩/٤)، التحبري للمرداوي (٣٤٣٩/٧)(٥) انظر: البحر املحيط للزركيش (٢٤٣/٥).

(٦) انظر: احلاصل لألرموي (٨٩٦/٢)، رشح املعامل للتلمساين (٣٦٢/٢).هناية ،(٤١٣/٣) للطويف الروضة خمترص رشح ،(٢٩٩/٣) لآلمدي اإلحكام انظر: (٧)الوصول للهندي (٣٣٥٢/٨)، كشف األرسار للبخاري (٣٦٥/٣)، اإلهباج للسبكي ،(٧٣٢/٣) للعراقي اهلامع الغيث ،(٩٢/٣) لإلسنوي السول هناية ،(٢٣٧٧/٦)البحر املحيط (٢٤٤/٥)، تشنيف املسامع (٣١٢/٣)، سالسل الذهب ص٣٨٧، تيسري املنري (١٩٣/٤)، للمرداوي (٣٤٣٩/٧)، رشح الكوكب التحبري التحرير (٤٩/٤)،

إرشاد الفحول للشوكاين ص٢٢١.

٦٦

يثبت به العلل، وذكر القايض أبو الطيب الطربي أن هذا املسلك من أعىل املسالك املظنونة، وكاد يدعي إفضاءه إىل القطع»(١).

الطربي الطيب أيب القايض عن العلامء من مجاعة أيضا نقل وقد القول بإفادته القطع عنده(٢).

من «لعل القول-: هذا عىل وغريه(٤) -معلقا السبكي(٣) ابن قال عى القطع فيه ممن يشرتط ظهور املناسبة يف قياس العلل مطلقا، وال اديكتفي بالسرب وال الدوران بمجرده، وعىل ذلك مجهور أصحابنا، فإذا انضم الدوران إىل املناسبة رقى هبذه الزيادة إىل اليقني، وإال فأي وجه

لتخيل القطع يف جمرد الدوران؟»قلت: فإذا توجه ذلك فال خالف بني هؤالء وبني اجلمهور.

القول الثالث:إن الدوران ليس بحجة يف إفادة العلية، فال تثبت به العلل مطلقا، . وهو قول أكثر احلنفية(٥) كالكرخي(٦) والدبويس(٧) ال قطعا وال ظنا

(١) الربهان (٥٤٦/٢).احلاجب رفع ،(٢٣٧٨/٦) اإلهباج ،(٨٥٤/٢) للسمرقندي األصول ميزان انظر: (٢)

(٣٥٠/٤)، البحر املحيط (٢٤٤/٥)، التحبري للمرداوي (٣٤٣٩/٧).(٣) رفع احلاجب (٣٥٠/٤).

(٤) انظر: البحر املحيط (٢٤٦/٥)، رشح املحيل عىل مجع اجلوامع بحاشية البناين (٢٨٩/٢)، التحبري للمرداوي (٣٤٣٩/٧-٣٤٤٠).

األرسار كشف ،(١٧٦/٢) الرسخي أصول ص٣٠٨، للدبويس األدلة تقويم انظر: (٥)للنسفي (٢٦٢/٢)، هناية الوصول البن الساعايت (٦٣٤/٢)، كشف األرسار للبخاري تيسري ص٣٧٥، نجيم البن الغفار فتح ص١٨٥، للكراماستي الوجيز ،(٣٦٥/٣)

التحرير (٤٩/٤)، مسلم الثبوت (٣٠٢/٢).التحبري ،(١٢٩٨/٣) مفلح البن الفقه أصول ،(٢٤/٤) اخلطاب أليب التمهيد (٦)

للمرداوي (٣٤٤٠/٧).(٧) تقويم األدلة ص٣٠٨.

٦٧

اآلمدي(٤) وعزاه املعتزلة(٣)، وأكثر الساعايت(٢) وابن والرسخي(١) إىل املحققني من الشافعية وغريهم.

واختاره الباقالين(٥)، القايض عن املنقولني القولني أحد وهو وابن واآلمدي(٩) السمعاين(٨) وابن والشريازي(٧) اإلسفرائيني(٦)

احلاجب(١٠) وغريهم من املحققني.الدوران أن فذكر (املستصفى)(١١)، كتابه يف الغزايل اختاره كام يف لكنه الوصف، علية يفيد ال وغريمها والسرب املناسبة عن املجرد

م الدوران إىل قسمني: كتابه (شفاء الغليل)(١٢) قسحمل، يف الوصف وجود عند احلكم وجود إظهار األول: القسم وإظهار عدمه عند عدم ذلك الوصف يف حمل آخر، وهو الدوران يف

صورتني، الذي سبق الكالم عنه يف مبحث صور الدوران.وفاقية أوصاف مع يوجد احلكم ألن فاسد؛ «فهذا الغزايل: قال

(١) أصول الرسخيس (١٧٦/٢).(٢) هناية الوصول (٦٣٤/٢).

(٣) املعتمد أليب احلسني البرصي (٢٥٨/٢)، التحبري للمرداوي (٣٤٤٠/٧).(٤) اإلحكام (٣٩٩/٣).

(٥) انظر: شفاء الغليل للغزايل ص٢٦٧، املنخول له ص٣٤٨، الربهان للجويني (٥٥٠/٢)، ،(٣٦٢/٢) للتلمساين املعامل رشح ،(٢٩٩/٢) برهان البن األصول إىل الوصول

تشنيف املسامع (٣١٢/٣).(٦) انظر: رشح املعامل للتلمساين (٣٦٢/٢).

(٧) التبرصة ص٤٦٠، رشح اللمع (٨٥٨/٢)(٨) قواطع األدلة (٢٣٠/٤، ٢٣٥).

(٩) اإلحكام (٢٩٩/٣).رفع ومع ،(٢٤٦/٢) العضد رشح مع املخترص ص١٨٥، واألمل الوصول منتهى (١٠)

احلاجب (٣٥٠/٤).(١١) املستصفى (٣٠٧/٢-٣٠٨).(١٢) شفاء الغليل ص٢٦٧-٢٧٢.

٦٨

يقارهنا، وينعدم عند انعدام أوصاف وفاقية، فلم يستمكن املستدل من أن يقول: وجد احلكم بوجوده وعدم بعدمه، بل قال: وجد مع وجوده

يف موضع وعدم مع عدمه»(١).القسم الثاين: أن يستمكن املستدل من ادعاء وجود احلكم بوجود

الوصف وعدمه بعدمه، وهو الدوران يف صورة واحدة.قال: «وذلك إذا استقام، فهو دليل عىل كون الوصف علة»(١).

قلت: فهذا القسم صحيح عند الغزايل يف إفادة الظن بالعلية بمجرد الدوران، فإن اعتضد باملناسبة ازداد قوة ووضوحا، لذا يقول بعد أن تنفعكم كيف قيل: «فإن مناسبة: فيها األوصاف بأمثلة، عليه مثل باالطراد ال باملناسبة التأثري دعو فيها نسلم وإنام األمثلة هذه واالنعكاس؟... قلنا: املناسبة جارية فيه، ولكن قبل أن يطلع الناظر مرتبا وصف بحدوث حدث إنام احلكم أن يفهم املناسبة وجه عىل عليه، فذلك الوصف هو املؤثر فيه، وهو املوجب حلصوله هذا ظاهر

الظن يف أول النظر.قبل حاصل وهو وضوحا، ازداد باملناسبة النظر هذا اعتضد فإن

املناسبة»(٢).وللغزايل رأي ثالث ذكره يف كتابه (املنخول)، سأذكره ضمن القول

اآليت يف هذه املسألة.القول الرابع:

إن الدوران حجة ظنية يف إثبات العلة يف بعض الصور دون بعض، اطراده عىل االعتامد يمكن الذي الوصف ملعرفة سربه املجتهد وعىل

(١) شفاء الغليل، ص٢٦٨.

(٢) شفاء الغليل، ص٢٧١.

٦٩

وانعكاسه من غريه، وهلذا فبعض الدورانات تفيد العلية وبعضها ال تفيدها.

قال ابن برهان: «فاحلق أن األصول إذا تناءت، واملآخذ إذا تباعدت، فإن التعلق بالطرد والعكس ال جيوز»(١).

ومثل لذلك بقول بعض أصحاب أيب حنيفة: الوضوء إيراد أصل ذلك عىل وعلق الرسقة، يف كالقطع النية إىل يفتقر فال أصل، عىل

بقوله: «فإنه ال يغلب عىل الظن كون هذا دليال هللا تعاىل»(٢).وذكر من األمثلة املفيدة للعلية: الشدة املطربة، فيوجد احلكم عند وجودها ويعدم عند عدمها، فيغلب عىل الظن أن الشدة هي املحرمة.

الرشع كان ولو الرشع، وضع إىل أقرب «وهذا برهان: ابن قال علل به ما كان ذلك باملستبعد»(٣).

واختار ابن برهان هذا القول(٤)، ونقله عن إلكيا اهلرايس(٥).«وال قال: حيث (املنخول)، يف الغزايل أيضا اختاره القول وهذا رأي إىل مفوض فهو الصور، بعض يف الظن غلبة إىل إفضاؤه يبعد

املجتهد، فلينظر فيه»(٦).عني ــدوران «ال قال: حيث النقشواين(٧)، قول اجلملة يف وهو

(١)(٢)(٣)(٤) الوصول إىل األصول البن برهان (٣٠٢/٢).اهلرايس، بإلكيا املشهور الطربي، عيل بن حممد بن عيل احلسن أبو هو اهلرايس: إلكيا (٥)املسرتشدين، شفاء الفقه، أصول يف التعليق كتبه: من حمدثا، أصوليا مفرسا فقيها كان أحكام القرآن، تويف سنة ٥٠٤هـ. (انظر: وفيات األعيان (٣٢٧/١)، شذرات الذهب

.(٨/٤)(٦) املنخول، ص٣٥٠.

(٧) النقشواين: هو أمحد بن أيب بكر بن حممد النقشواين أو النفجواين، نجم الدين، كان أصوليا منطقيا، من كتبه: رشح كليات القانون، تلخيص املحصول. ترمجته يف روضات اجلنات

يف أحوال العلامء السادات للمريزا حممد املوسوي األصبهاين (٢٨٢/١).

٧٠

كام ذلك، إىل تصل ال وقد القطع، فتفيد التجربة تكثر وقد التجربة، منشأ فهذا السم، مع ونظنه للموت، مستلزم الرأس قطع بأن نقطع أو قوم، عند الظن أو قوم عند اليقني يفيد الدوران أن يف اخلالف ويكون إليه، ضميمة من البد وأنه النقوض، إىل نظرا ألبتة يفيد ال التكرير مرة أو مرتني، فيكون احلق التفصيل بني كثرة التكرار وقلتها،

وأال يطلق القول يف ذلك»(١).يف التكرار كثرة بني التفصيل يف النقشواين قول محلنا فإن قلت: الدوران وقلته عىل أن الدوران قد يكون حجة يف بعض الصور دون حتى القول، هذا ضمن داخال هذا كالمه كان ذلك، بحسب بعض التكرار كثرة حال يف اليقني إىل الوصول عنده صوره من جعل وإن

لوصوهلا إىل درجة املجربات اليقينية.النظر هو سبق- برهان -كام ابن لد القول هذا مأخذ بأن علام يف األصول واملآخذ، ومد تقارهبا أو تباعدها، فهذا مأخذ آخر غري مأخذ التكرار، قلة وكثرة، الذي ذكره النقشواين، لكن مؤد املأخذين هو اختالف صور الدوران، وعدم احلكم عليه بحكم واحد، بل هو حمل اجتهاد للمجتهد، ينظر يف كل صورة بحسبها، وقد حيكم بإفادة الدوران العلية يف صورة ما، وال حيكم بذلك يف صورة أخر، بحسب

األصول واملآخذ أو كثرة التكرار وقلته.ألن األول، القول إىل اجلملة يف راجعا كان وإن القول، وهذا أصحاب القول األول مل يقولوا بأن الدوران حجة يف مجيع الصور، بل هناك صور عندهم ال تفيد العلة قطعا، لورود الدليل عىل عدم إفادهتا، ؛ كام سيأيت خالل أدلة األقوال إن شاء اهللا، إال أنني قد أوردته مستقال

(١) انظر: نفائس األصول للقرايف (٣٣٤٦/٨).

٧١

ألن أصحابه جيعلون للمجتهد جماال أكرب للنظر يف صور الدوران التي ال دليل قاطع عىل نفيها، ويرجحون فيها بحسب كل صورة، فكان فيه

نوع مباينة للقول األول فأوردته مستقال هلذا املعنى.

٧٢

املبحث الثالثأدلة األقوال، مع املناقشة

: أدلة القول األول: أوالاستدل القائلون بحجية الدوران يف إفادة الظن بالعلية بأدلة كثرية،

أمهها ما يأيت:اللتبية(١) ابن استعمل النبي أن الساعدي محيد أيب عن .١قال: وحاسبه، اهللا رسول إىل جاء فلام سليم، بني صدقات عىل «فهال : اهللا رسول فقال يل، أهديت هدية وهذه لكم، الذي هذا جلست يف بيت أبيك وبيت أمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا؟ ثم قام رسول اهللا فخطب الناس ومحد اهللا وأثنى عليه، ثم قال: أما أحدكم فيأيت اهللا، والين مما أمور عىل منكم رجاال أستعمل فإين بعد فيقول: هذا لكم وهذه هدية أهديت يل، فهال جلس يف بيت أبيه وبيت

أمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا؟...احلديث»(٢).(١) هو عبداهللا بن اللتبية، وقيل: األتبية كام يف رواية مسلم وغريه بن ثعلبة األزدي، صحايب جليل، استعمله النبي عىل صدقات بني سليم، واللتبية واألتبية هي أمه، وقيل: نسبة متييز يف اإلصابة ،(٢١٩/١٢) سعد ابن طبقات انظر: معروفة. قبيلة لتب، بني إىل

الصحابة البن حجر (٢٢٠/٤).العامل هدايا باب: األحكام، كتاب منها: صحيحه، من مواضع يف البخاري رواه (٢)(١٤٥/٨) حديث رقم (٧١٧٤)، وباب حماسبة اإلمام عامله (١٥٣/٨)، حديث رقم واللفظ ،(١٨٣٢) رقم حديث (١٤٦٣/٣-١٤٦٤) صحيحه يف ومسلم ،(٧١٩٧)

للبخاري.

٧٣

علة هو اللتبية البن استعامله جعل النبي أن الداللة: وجه عند وعدمه الوصف ذلك وجود عند احلكم وجود بدليل اإلهداء، عدمه، ألنه إن استعمله أهدي له، وإن مل يستعمله مل هيد له، فدل ذلك معها يدور احلكم ألن وذلك االستعامل؛ هي اإلهداء علة أن عىل

وجودا وعدما، وهذا هو الدوران، فثبت أن الدوران يفيد العلية.إذا إنا أي: بالدوران، االستدالل عني «وهــذا الطويف: قال لك اهلدية فعلة لك، هيد مل نستعملك مل وإذا لك، أهدي استعملناك ظن وجب وإذا العلية... ظن يوجب أنه هبذا فثبت إياك، استعاملنا

العلية وجب اتباعه؛ ألن الظن متبع يف العمليات»(١).احلكم ثبوت وهو بالدوران، العلة إثبات الزركيش: «وهذا وقال

عند ثبوت الوصف وانتفاؤه عند انتفائه»(٢). ، وقال ابن حجر: «إن متلكه ما أهدي له إنام كان لعلة كونه عامالفاعتقد أن الذي أهدي له يستبد به دون أصحاب احلقوق التي عمل يف السبب هي ألجلها عمل التي احلقوق أن النبي له فبني فيها،

اإلهداء له، وأنه لو أقام يف منزله مل هيد له يشء»(٣).مانع ثم يكن مل إذا بالعدم والعدم بالوجود الوجود اقرتان أن .٢علة املدار الوصف بأن الظن غلبة أو العلم يفيد بالعلية احلكم من

للحكم الدائر، وذلك مما تقيض به العادة والعرف.مناداته عن سكت ثم فغضب، باسم إنسان دعي إذا أنه وحتققه: بذلك االسم فزال غضبه، ثم دعي بذلك االسم فغضب، وتكرر ذلك

(١) رشح خمترص الروضة (٤١٤/٣).(٢) البحر املحيط (٢٤٣/٥).

(٣) فتح الباري رشح صحيح البخاري (٣٦٥/١٢).

٧٤

مرة بعد أخر، حصل لنا علم أو غلبة ظن أنه إنام غضب ألنه دعي بذلك االسم.

وذلك العلم أو الظن إنام حصل من ذلك الدوران، فإن الناس إذا الغضب رأينا أنا ألجل قالوا: ذلك؟ اعتقدتم أو ظننتم مل هلم: قيل يدور وجودا وعدما مع الدعاء بذلك االسم مرة بعد أخر، فيعللون كاألطفال النظر منه يتأتى ال من إن حتى بالدوران، العلم أو الظن به، فيدعونه إغضابه، يقصدون الدروب يف فيتبعونه ذلك، يعلمون

ولوال أن الدوران يفيد العلم أو غلبة الظن بالعلية ملا فعلوا ذلك(١).املناقشة:

أ) نمنع حصول العلم أو غلبة الظن بكون ذلك االسم علة بمجرد والسرب بالبحث االسم ذلك غري انتفاء ظهور لوال إذ الــدوران، مستقلة طرق وهذه ظن، ملا األصيل بالعدم بالتمسك أو والتقسيم

كافية يف إفادة التعليل، وتقو بالدوران.للظن إفادته بغريه احلاصل الظن تقوية اليشء إفادة من يلزم وال أو العلم حصول هو ليس النزاع حمل فإن معلوم هو وكام بمجرده،

الظن بالدوران مع غريه، بل حصول العلم أو الظن بمجرده(٢).هناية ،(٣٠٠/٣) لآلمدي اإلحكام ،(٢١٠/٥) للرازي املحصول الدليل: هلذا انظر (١)هناية ص٣٩٧، للقرايف الفصول تنقيح رشح ،(٦٣٥/٢) الساعايت البن الوصول الوصول للهندي (٣٣٥٤/٨)، احلاصل لآلرموي (٨٩٧/٢)، منتهى الوصول واألمل الروضة خمترص رشح ،(٣٦٣/٢) للتلمساين املعامل رشح ص١٨٥، احلاجب البن للطويف (٤١٣/٣)، أصول الفقه البن مفلح (١٢٩٨/٣)، رفع احلاجب البن السبكي (٣٥٣/٤)، كشف األرسار للبخاري (٣٦٦/٣)، حاشية السعد عىل رشح العضد عىل املنري الكوكب رشح ،(٣٤٤/٧) للمرداوي التحبري ،(٢٤٧/٢) احلاجب ابن خمترص

للفتوحي (١٩٤/٤).(٢) انظر: اإلحكام لآلمدي (٣٠١/٣)، منتهى الوصول واألمل البن احلاجب ص١٨٥، رفع احلاجب البن السبكي (٣٥٣/٤)، كشف األرسار للبخاري (٣٦٨/٣)، أصول=

٧٥

الرد: إن إنكار حصول الظن بالدوران بمجرده قريب من العناد، فاألطفال فضال عن غريهم يقطعون به من غري استدالل ال بالسرب وال

غريه(١).مناقشة الرد: إن األطفال إنام يقطعون بوجود الغضب عند الدعاء

هبذا االسم، وأما أن علته كذا، فال خيطر عىل باهلم(٢).جواب ذلك: إن ما ذكرتم من قطع األطفال بوجود الغضب عند الدعاء هبذا االسم هو صورة الدوران التي نتكلم عنها، فال وجه بعد

ذلك إلنكاره.ب) أن عاقال ما لو دعي بذلك االسم مل يغلب عىل الظن غضبه، بل قد يوبخ عىل غضبه إن غضب، ولو ثبت أن الدعاء بذلك االسم علة الغضب ألوجب أن يفيد وجوده حصول الغضب يف كل حالة، وأن يستحسن ذلك من العقالء، فدل عىل أن ذلك ال يفيد غلبة الظن

بالعلية(٣).الرد: أنا ال نمنع أن شخصا قد ال يغضب إذا دعي باسم قد أغضب عند االسم بذلك الدعاء هنا الغضب علة إذ به، دعي عندما غريه خصوص ذلك الشخص الغاضب من الدعاء به، وقد دار احلكم مع ذلك الوصف املركب وجودا وعدما، وال يلزم منه عدم إفادة الدوران للعلية مطلقا؛ ألن خصوصية املحل احتامل وارد يف كل قياس، ويمكن

نفيه بغلبة الظن بعدم اخلصوصية.=الفقه البن مفلح (١٢٩/٣)، حاشية السعد عىل رشح العضد عىل خمترص ابن احلاجب

(٢٤٧/٢)، التحبري للمرداوي (٣٤٤١/٧)، فواتح الرمحوت (٣٠٣/٢).الرمحوت فواتح ،(٢٤٢٧/٢) املخترص عىل العضد رشح عىل السعد حاشية (١)

.(٣٠٣/٢)(٢) فواتح الرمحوت (٣٠٤/٢).

(٣) نقاش األصول للقرايف (٣٣٤٩/٥).

٧٦

إىل يفزعون وآرائهم- عقائدهم اختالف -مع العقالء أن .٣أن رأوا ملا ألهنم وذلك وغريها، واألغذية األدوية أمر يف التجربة األثر الفالين حيصل عند استعامل الدواء الفالين أو الغذاء الفالين، ومل

حيصل عند عدم استعامله فزعوا إليه إذا أرادوا حتصيل ذلك األثر.ولوال أنه أفادهم غلبة الظن عىل أنه العلة لذلك األثر ملا فزعوا إليه

عند إرادة حتصيله كام مل يفزعوا إىل غريه.وهو وعدما، وجودا املعاينة هذه مشاهدة إال للتجربة معنى وال

معنى الدوران املراد إثبات إفادته لغلبة الظن بالعلية(١).املناقشة:

الدوران، بمجرد الظن غلبة حصول عىل التجربة شهادة نمنع أ) بدليل أن الدوران يف التضايف مثال أتم وأشد وال علية(٢).

يف قدح الظن غلبة حصول عىل التجربة شهادة منع إن الرد: املجربات(٣)، واألكثر عىل أن اليقني حيصل هبا فضال عن غلبة الظن(٤).

ثم إنه من املعلوم أن الدوران أعم من التضايف، فإذا انتفت العلية كام العلية(٥)، يفيد ال دوران كل أن منه يلزم فال التضايف صورة يف

سيأيت معنا خالل مناقشة أدلة النافني.ص٣٩٧، يف للقرايف الفصول تنقيح رشح ،(٣٦٣/٢) للتلمساين املعامل رشح انظر: (١)هناية الوصول للهندي (٣٣٥٢/٨)، رشح خمترص الروضة للطويف (٤١٤/٣)، فواتح

الرمحوت (٣٠٤/٢).(٢) انظر: فواتح الرمحوت (٣٠٤/٢).

(٣) املجربات: هي القضايا التي يدركها العقل بواسطة التكرار. انظر: رشح السلم املرونق يف علم املنطق لألخرضي ص١١٩، ورشح السلم يف املنطق لعبدالرحيم اجلندي ص١١٣،

والتصور والتصديق: خصائصهام وجماالهتام لعناية اهللا إبالغ ص١٤٣-١٤٤.(٤) انظر: فواتح الرمحوت (٣٠٢/٢).(٥) انظر: فواتح الرمحوت (٣٠٢/٢).

٧٧

ب) سلمنا بإفادة التجربة العلم أو غلبة الظن، لكن هناك فرق بني التجربة والدوران، فالتجربة ختتص بكثرة التكرار كثرة تفيد العلم أو

غلبة الظن، بينام الدوران يكفي فيه املرة واملرتان(١).الظن عىل غلب إذا إال للعلية الدوران بإفادة نقول ال إننا الرد: دوران احلكم مع الوصف وجودا وعدما، ونحن مأمورون باتباع ما

غلب عىل الظن يف الرشعيات.دون وصفا ختص مل فإهنا القياس، حجية عىل الدالة األدلة .٤وصف، فظواهرها تقتيض جواز التعليل بكل وصف؛ إال ما قام دليل عىل منع التعليل به، وعىل هذا فالدوران داخل حتت عموم تلك األدلة

الدالة عىل حجية القياس، فيكون مفيدا لغلبة الظن(٢).املناقشة:

كل أن عىل تدل ال بالقياس العمل عىل الدالة األدلة ظواهر إن وصف من أوصاف األصل صالح ألن يكون علة، فإنه لو كان كذلك

. لتحري املعلل وارتفع معنى االبتالء بطلب احلكم يف احلوادث أصالوهذا نظري النصوص املثبتة لصفة الشهادة هلذه األمة، فقد جاءت يكون أن يقتيض ال شاهدا املرء وكون بالشهادة، الرشع نصوص خاص بوصف شهادته تكون أن تقتيض بل شهادة، منه وصف كل متميز من بني سائر األوصاف، كاختصاص الشهادة بكامل احلال من ، الناس، وهو احلر العاقل البالغ العدل، واختصاص أدائها بلفظ معني

فهذا يدل عىل اختصاص الصالحية ببعض األوصاف دون بعض.علة صلح لو وصف كل فإن األصل، أوصاف يف احلال وهكذا

(١) انظر: رشح املعامل للتلمساين (٣٦٣/٢).(٢) انظر: أصول الرسخيس (١٧٨/٢)، كشف األرسار للبخاري (٣٦٦/٣).

٧٨

مع كون األوصاف حمسوسة مسموعة لشارك السامعون وأهل اللغة كلهم الفقهاء يف املقايسات، ومن املعلوم اختصاص الفقهاء بذلك من ال تفقه، معان عىل مبنية املقايسة ألن إال ذلك وما الناس، سائر بني يمكن الوقوف عليها إال بالتأمل من طريق الفقه، فثبت بذلك أن جمرد

األوصاف الدائرة ال تصلح أن تكون دليال مثبتا للعلية(١).الظن، غلبة العلل عن واملباحثة النظر من األقىص الغرض أن .٥وهذا املقصود، وهو حصول غلبة الظن يظهر جليا فيام يطرد من غري

انتقاض وينعكس، وكأن احلكم يساوقه إذا وجد وينتفي إذا انتفى.وإذا غلب عىل الظن تعليق احلكم املتفق عليه يف األصل بمعنى، ومل يبطل كونه علة بمسلك من املسالك، فقد حصل الغرض من غلبة الظن

وعدم االنتفاض(٢). وهذا حاصل يف الدوران، فثبت إفادته للعلية.والعكس الطرد فإن العقلية، العلة عىل الرشعية العلة قياس .٦يصلح دليال عىل العلة يف األحكام العقلية باالتفاق، فكذا يف األحكام

الرشعية.وهذا ألن العلة ال يثبت هبا احلكم، واملثبت يف احلقيقة هو اهللا تعاىل ال والرشعيات احلقائق أن عىل فدل مجيعا، والرشعيات احلقائق يف ختتلف يف هذا املعنى، فام دامت العلة يف احلقائق تثبت بالطرد والعكس

فكذا يف الرشعيات(٣). -٣٦٦/٣) للبخاري األرسار كشف ،(١٧٩/٢) الرسخيس أصول يف: معناه انظر (١)

.(٣٦٧(٢) انظر: الربهان للجويني (٥٤٧/٢)، ومعناه يف اإليضاح البن اجلوزي ص١٧٨، روضة

الناظر (٨٦٠/٣).(٣) انظر: قواطع األدلة البن السمعاين (٢٣١/٤)، العدة أليب يعىل (١٤٣٤/٥)، التمهيد الناظر روضة ،(٨٥٤/٢) للسمرقندي األصول ميزان ،(٢٤/٤-٢٥) اخلطاب أليب

البن قدامة (٨٦٠/٣)، كشف األرسار للبخاري (٣٦٩/٣).

٧٩

املناقشة:ال العقلية فالعلل الرشعية(١)، والعلل العقلية العلل بني بالفرق عىل مبنية الرشعية العلل بينام واألحوال، األزمان باختالف ختتلف مصالح العباد، وهي ختتلف باختالف األزمان واألحوال، فال يصلح

الدوران دليال عليها، بل تعرف علل الرشع بالرشع(٢).٧. أن علل الرشع أمارات، واألمارة ال توجب احلكم بذاهتا وإنام هي عالمة منصوبة، فإذا دار الوصف مع احلكم غلب عىل الظن كونه ل منزلة الوصف املؤمأ إليه بأن يكون علة وإن خال عن معرفا له، وينزاملناسبة؛ ألن أمارة اليشء ال يكون ذلك اليشء موجودا عندها من غري

أن يشرتط فيها معنى معقول يضاف وجود ذلك اليشء إليه.وعىل ذلك فإن هذه األمارات تقتيض غلبة الظن بالعلية، فمتى دار

الوصف مع احلكم وجودا وعدما غلب عىل الظن أنه علة له(٣).أمــارات جمرد ليست الــرشع علل أن الصحيح أن اجلــواب: وعالمات، بل هي مؤثرة يف األحكام الرشعية، وذلك ألن الشارع قد

أناط هبا التأثري(٤).الكوكب رشح ،(٨٨٧/٣) الناظر روضة ،(٣٣٥/٢) املستصفى بينهام للفروق انظر (١)

املنري (٢٤/٤).(٢) انظر: كشف األرسار للبخاري (٣٦٩/٣).

،(١٧٨/٢) الرسخيس أصول ،(٢٢٤/٤) السمعاين البن األدلة قواطع انظر: (٣)األصول قواعد ص٦٢٢، لألسمندي النظر بذل ،١٢٧ ص العريب البن املحصول ومعاقد الفصول للبغدادي ص٩٢، كشف األرسار للبخاري (٣٦٦/٣)، البحر املحيط

للزركيش (٢٤٣/٥)، إرشاد الفحول للشوكاين ص ٢٢١.(٤) انظر: شفاء الغليل للغزايل ص٢١، ٥٥٢، املستصفى (٢٣٠/٢، ٢٣٨)، الكاشف عن املحصول (٢٨٩/٦)، هناية الوصول للهندي (٣٢٥٩/٨)، املسودة آلل تيمية ص٣٨٥،

اإلهباج البن السبكي (٤٠/٣)، البحر املحيط (١١٢/٥)، نرباس العقول ص٢١٩.

٨٠

٨. أن احلكم البد له من علة، وتلك العلة إما الوصف املدار، وهو الذي دار معه احلكم وجودا وعدما أو غريه.

لزم احلكم قبل موجودا كان إن الـ (غري) ذلك ألن باطل، الثاين ختلف احلكم عن العلة، وهو خالف األصل.

ألن ذاك؛ إذ احلكم لذلك علة يكن مل قبله موجودا يكن مل وإن األصل بقاؤه عىل ما كان عليه من عدم عليته، فيتحصل ظن أنه بقي ظن حصل الغري ذلك علية عدم ظن حصل وإذا علة، غري كان كام

عى(١). علية املدار، إذ ليس غريه، وهو املداملناقشة:

نوقش من وجوه متعددة، أمهها ما يأيت:أ) أن الوصف املدار كام دار مع احلكم الدائر فكذلك دار مع كونه متعينا يف ذلك املحل، فيكونان أي الوصف املدار وكونه يف ذلك املحل

علة أو جزءا من العلة(٢).الرد: أنه يتعني عىل املتمسك بكون الوصف املدار علة إلغاء تعيني عدمي، أمر املتعني بأن أو حمض طرد أنه ببيان إما املحل، خصوصية القارصة، بالعلة التعليل منه يلزم أنه أو الثبوت، به يعلل ال والعدم

والعلة املتعدية أرجح، أو غري ذلك(٣).والبنوة، كاألبوة املتضايفة األمور بسائر منقوض(٤) ذلك أن ب) املعامل رشح ،(٨٩٧/٢) لألرموي احلاصل ،(٢٠٨/٥) للرازي املحصول انظر: (١)لإلسنوي السول هناية ،(٣٣٥٣/٨) للهندي الوصول هناية ،(٣٦٢/٢) للتلمساين

(٩٣/٣)، اإلهباج البن السبكي (٢٣٧٨/٦).(٢) انظر: املحصول (٢٠٨/٥).

(٣) انظر: املحصول (٢٠٩/٥-٢١٠)، اإلهباج البن السبكي (٢٣٨١/٦).(٤) املراد بالنقض: هو ختلف احلكم عن العلة يف بعض الصور. انظر: التعريفات للجرجاين،

ص٣١٥.

٨١

علة، وليست وعدما، وجودا املدار الوصف مع دائر فيها فاحلكم مع الفائحة كالرائحة الالزمة األوصاف ببعض منقوض وكذلك القناطر جنسه عىل بنى ت مائعا املائع ككون الطردية أو اخلمر، حتريم املائعات، سائر يف ذلك وينعكس السمك، منه ويصاد فيه ويسبح

وغريها من صور النقض(١).فخرج الدائر، علية بعدم يقطع أال الدوران يف نشرتط إننا الرد: بذلك األمور املتضايفة ومن العلامء من اشرتط أال يوجد يف املحل مثله أو أوىل منه، واألوصاف الالزمة والطردية ال يعدم يف املحل مثلها وال أدلة مناقشة خالل الرد هلذا بيان مزيد وسيأيت منها(٢)، أوىل هو ما

النافني للدوران.احلكم هذا ابتداء قيل: لو بل الدوران، بصورة خيتص ال أنه جـ) البد له من علة حادثة، وما كان موجودا قبل هذا احلكم ال يصلح علة له للتخلف املذكور، فتبني أن العلة التي هي غري هذا الوصف مل تكن باالستصحاب، العدم عىل بقاؤها فوجب احلكم هذا قبل موجودة

فتعني كون هذا الوصف علة.فهذه طريقة مستقلة ال حتتاج إىل الدوران(٣).

(١) انظر: املستصفى (٣٠٨/٢)، اإلحكام لآلمدي (٣٠٠/٣)، روضة الناظر (٨٦٠/٣)، ص٣٩٧، للقرايف الفصول تنقيح رشح ،(٤١٥/٣) للطويف الروضة خمترص رشح احلاصل لألرموي (٨٩٧/٢)، هناية الوصول للهندي (٣٣٥٦/٨)، حاشية السعد عىل رشح العضد عىل خمترص ابن احلاجب (٢٤٧/٢)، فواتح الرمحوت (٣٠٢/٢-٣٠٣).

البن اإليضاح ،(٣٠٠/٣-٣٠١) لآلمدي اإلحكام ،(٢١٦/٥) املحصول انظر: (٢)اجلوزي ص١٨٨، رشح تنقيح الفصول ص٣٩٧، احلاصل لألرموي (٨٩٩/٢)، هناية

الوصول للهندي (٣٣٥٧/٨)، فواتح الرمحوت (٣٠٢/٢).(٣) اإلهباج (٢٣٨٠/٦٠-٢٣٨١).

٨٢

أدلة القول الثاين:من خالل استقراء أدلة املسألة ومناقشتها يمكن أن يستدل للقائلني

بإفادة الدوران للعلية قطعا، بام يأيت:عن سكتنا ثم فغضب، باسم ناديناه من فإن قالوا: العرف، .١ذلك وتكرر فغضب به ناديناه ثم غضبه، فزال االسم هبذا مناداته أن حتى االسم، بذلك مناداته غضبه علة بأن العلم لنا حصل منه، من ال يتأتى منه النظر كاألطفال يعلمون ذلك، ويتبعونه يف الدروب يقصدون إغضابه، فيدعونه بذلك االسم، ولوال أنه يفيد العلم بالعلية

ملا علموه(١).املناقشة:

أ) ما سبق يف مناقشة الدليل الثاين ألصحاب القول األول(٢).عليه االحتامل ورود بدليل ذلك، بمثل اليقني حصول نمنع ب) وخمالفتنا لكم فيه، ووجود من ال يغضبه الدعاء بذلك االسم، وغاية

ما يف األمر حصول غلبة الظن بالعلية يف بعض صور الدوران.القطع أفادت التجربة كثرت فإذا التجربة، عني الدوران أن .٢

واليقني، كام يف قطعنا بأن قطع الرأس مستلزم للموت(٣).املناقشة:

بالفرق بني الدوران والتجربة من وجهني:للهندي (٣٣٥٤/٨)، الوصول هناية للطويف (٤٠٣/٣)، الروضة خمترص رشح انظر: (١)رفع احلاجب البن السبكي (٣٥٣/٤)، حاشية السعد عىل رشح العضد عىل املخترص

.(٢٤٧/٢)(٢) انظر: ص٧٥ من هذا البحث.

(٣) انظر: نفائس األصول للقرايف (٣٣٤٥/٨).

٨٣

أحدمها: أن التجربة ختتص بكثرة التكرار كثرة تفيد العلم يف كثري من األحوال، بينام الدوران يكفي فيه املرة واملرتان.

انتفاء عىل يشء بسببية فيها احلكم يتوقف ال التجربة أن ثانيهام: احلكم عند انتفائه، بينام صورة الدوران مركبة من الوجود عند الوجود

واالنتفاء عند االنتفاء، فاختلفا(١).أدلة القول الثالث:

بأدلة مطلقا العلة إفادة يف الدوران حجية بعدم القائلون استدل كثرية، أمهها ما يأيت:

وجود عند احلكم وجود أوهلام: ركنني، عىل قائم الدوران أن .١الوصف، وهو طرد حمض، ال يصح اعتباره مسلكا من مسالك العلة؛ ال مفسد من العلة وسالمة النقض، بعدم مشعر أنه فيه ما غاية ألن يلزم مل مفسد كل من سلمت لو بل مفسد، كل من سالمتها يوجب صحتها؛ ألن صحة اليشء ال تكون بسالمته من املفسدات، بل بوجود

املصحح له.وهو الوصف، عدم عند احلكم عدم الدوران: يف الثاين والركن عكس حمض، ال يصح اعتباره مسلكا من مسالك العلة؛ ألن العكس

، فال أثر لوجوده وال عدمه. غري معترب يف العلل الرشعية أصالوهبذا يبطل االحتجاج بالدوران يف إفادة العلية لبطالن اعتبار ركنيه

اللذين يتألف منهام(٢).(١) انظر معناه يف رشح املعامل للتلمساين (٣٦٣/٢).

،(٣٠٦/٢-٣٠٨) املستصفى ،(٢٣٣/٤) السمعاين البن األدلة قواطع انظر: (٢)قدامة البن الروضة ،(٢١٦/٥) للرازي املحصول ،(٥٤٨/٢) للجويني الربهان منتهى ،(٣٠٠/٢) برهان البن الوصول ،(٢٩٩/٣) لآلمدي اإلحكام ،(٨٦٠/٣)نفائس ،(٣٦٢/٢) للتلمساين املعامل رشح ص١٨٥، احلاجب البن واألمل الوصول احلاصل= ،(٤١٤/٣) للطويف الروضة خمترص رشح ،(٣٣٤٤/٨) للقرايف األصول

٨٤

املناقشة:يمكن أن يناقش هذا الدليل من وجوه، كام يأيت:

أ) أن الطرد والعكس يؤثران يف غلبة الظن بأن الوصف علة، وجيب اتباع ما أفاده الظن عمال بوجوب اتباع الظن يف الرشعيات(١).

جزء هو الذي الطرد هو ليس املستدل ذكره الذي الطرد أن ب) الدوران، بل غريه، وما دام األمر كذلك فال يتجه االعرتاض.

وبيان ذلك كالتايل: أن الطرد الذي هو جزء الدوران، هو حدوث الطرد وأما يكن، مل أن بعد الوصف حدوث عند املحل يف احلكم املذكور يف دليل املستدل فهو مقارنة الوصف للحكم بادئ ذي بدء، كعدم واحلكم، الوصف له ثبت أمره أول من املحل أن معنى عىل بناء القنطرة عىل اخلل، فإن عدم بناء القنطرة عليه ثابت من أول أمر، وكذلك احلكم، ومل يكن املحل خاليا من الوصف واحلكم ثم حدثا،

وهذا خيالف الطرد الذي يف الدوران.وإذا كان كل من الطردين يغاير اآلخر فإن حدوث احلكم بحدوث الوصف وانتفاءه بانتفائه يفيد الظن بالعلية حيث ال مانع، بخالف ما

إذا قارن احلكم الوصف يف املحل من أول األمر.دليل يف الذي اآلخر بخالف مؤثر الــدوران يف الذي فالطرد املستدل، وال يلزم من عدم تأثري الطرد الذي يف دليله عدم تأثري الطرد

الذي هو جزء الدوران(٢).البن الفقه أصول ،(٣٣٥٥/٨) للهندي الوصول هناية ،(٨٩٩/٢) =لألرموي اإلهباج ص٩٤، للبغدادي الفصول ومعاقد األصول قواعد ،(١٢٩٩/٣) مفلح (٢٣٨٣/٦)، رفع احلاجب (٣٥١/٤)، هناية السول لإلسنوي (٩٢/٣-٩٥)، فواتح

الرمحوت (٣٠٣/٢).(١) انظر: قواطع األدلة (٢٣٦/٤)، الربهان للجويني (٥٥٠/٢).

(٢) انظر: الصالح يف مباحث القياس عند األصوليني للسيد صالح عوض ص٣٤٥-٣٤٦.

٨٥

يف الذي الطرد عني هو املستدل دليل يف الطرد أن سلمنا جـ) الدوران، وسلمنا أن كل واحد من الطرد والعكس غري مؤثر منفردا، بوجود االحتجاج وجه حرصتم ألنكم حارص، غري تقسيمكم لكن انتفاء عند احلكم انتفاء أو الطرد وهو الوصف، وجود عند احلكم يشمل ال إذ حارص، غري تقسيم وهذا العكس، وهو الوصف، تأثري عدم فإن تأثريه، املدعى وهو األمرين، بمجموع االحتجاج الطرد والعكس منفردين ال يمنع تأثريمها جمتمعني؛ ألن الرتكيب يفيد مستقال ليس بام والتكميل الرتجيح حيصل فقد اإلفراد، يفيده ال ما

باالعتبار.ودليل ذلك: أن العلة إذا كانت مركبة من عدة أوصاف، فإن كل واحد منها ال يستقل بإثبات احلكم، ومل يلزم من ذلك عدم استقالل مؤثر غري العكس أو الطرد فانفراد الدوران، ذلك ومثل املجموع،

وجمموعهام مؤثر(١).، وفيام يقبل ويرد منه ٢. أن معتمد العلامء يف قاعدة القياس تأصيالتفصيال بعد كتاب اهللا وسنة رسوله ، ما صح وروده عن الصحابة بل، وما مل يثبت فيه ، وما حتقق عملهم به ق د ق ردهم إياه ر ، فام حتق

عنهم يشء مل يعمل بموجبه.فإذا ثبت هذا فقد ثبت عن الصحابة أهنم كانوا ينوطون األحكام باملصالح عىل تفصيل يف ذلك، وأما الدوران فلم يؤثر عنهم التعلق به، وليس هو من معنى املصالح يف يشء، حتى يقال: اسرتساهلم يف طريق احلكم باملصالح من غري ختصيص يشء منهام يقتيض التعلق بالدوران،

فثبت هبذا أن الدوران ال يصلح حجة يف إفادة العلية(٢).(١) انظر: املراجع السابقة هلذا الدليل.

(٢) انظر: الربهان للجويني (٥٤٨/٢)، نفائس األصول للقرايف (٣٣٧٣/٨).

٨٦

املناقشة:نص هبا العمل يف يرد مل الصحابة هبا عمل التي املصالح أن النظر إىل توجهوا ملا ذلك يف نص ثم كان لو فإنه ، اهللا رسول عن واالجتهاد، فإن معاذ بن جبل مل يذكر الرأي بقوله: «أجتهد رأيي»(١)

إال بعد فقدان كل ما يمكن التعلق به من أدلة الكتاب والسنة.بل مصلحة، بكل األحكام يعلقون نراهم ال الصحابة إن ثم رشعه منهاج يف ، الرسول لقول موافقا يظنونه بام يعلقوهنا كانوا وما يغلب عىل ظنهم أنه موافق لقصد الشارع ومراده، ومل يرد عنهم ذلك عى اد ومن مغلب، دون بمغلب نظرهم خيصصون كانوا أهنم

. عى بدعا فقد ادوإذا كان األمر كذلك فإن الدوران يغلب عىل الظن انتصابه دليال

يفيد العلية يف وضع الرشع، وإنكار ذلك عناد(٢).مالزما يكون أن جيوز والعكس بالطرد املوصوف الوصف أن .٣للعلة، كالرائحة الفائحة املالزمة للشدة املطربة، فإهنا دائرة مع احلكم للعلة جزءا يكون أن وجيوز العلة، هي وليست وعدما، وجودا كالعمدية والعدوانية يف علة القصاص، وليست علة كاملة، وال سبيل كتاب يف سننه يف داود وأبو ،(٢٣٦ ،٢٣٠/٥) املسند يف أمحد رواه حديث من جزء (١)األقضية، باب اجتهاد الرأي يف القضاء (١٨/٤)، والرتمذي يف سننه يف كتاب األحكام، يف والدرامي ،(١٣٢٧) رقم حديث (٦١٦/٣) يقيض كيف القايض يف جاء ما باب اختلف وقد ،(١٦٨) رقم حديث ،(٧٢/١) الشدة من فيه وما الفتيا باب املقدمة، العلامء يف صحته، فضعفه مجع، منهم الرتمذي وابن حزم وابن طاهر وغريهم، وصححه للخطيب واملتفقه الفقيه انظر: القيم. وابن قدامة وابن البغدادي اخلطيب منهم مجع، إعالم ،(٤١٧/٧) حزم البن األحكام أصول يف اإلحكام ،(١٨٩/١) البغدادي املوقعني البن القيم (٢٠٢/١)، التلخيص الكبري البن حجر (١٨٢/٤)، نصب الراية

للزيلعي (٦٣/٤).(٢) الربهان (٥٤٩/٢).

٨٧

إىل دفع ذلك إال بالتعرض النتفاء وصف غريه، إما بالسرب والتقسيم وإما بأن األصل عدمه، ويلزم من ذلك االنتقال من طريق الدوران إىل طريق آخر غريه، وهبذا نخرج عن حمل النزاع يف االحتجاج بالدوران

وحده(١).املناقشة:

أ) أنه لو تم مثل هذا لقدح يف أكثر األدلة، كاملناسبة واإليامء وغريها؛ ألن املستدل إذا أبد مناسبة وصف أو ذكر دليال آخر، فللخصم أن يقول: إنام يعمل هبذا الدليل لو سلم عن املعارض، وال سبيل إىل دفع من االنتقال ذلك من ويلزم والتقسيم، بالسرب أو باألصل إال ذلك تلك الطريقة إىل غريها، فتبطل بذلك مجيع األدلة، وهو باطل، فام بني

عليه باطل(٢).بالوصف العلية بل نع، م الطرفني تساوي باجلواز أردتم إن ب) االحتامل وورود عقال االمتناع عدم به أردتم وإن راجحة، املدار املرجوح فهذا ال ينايف الظن بأن مدار احلكم علة، فإن الظن ال يقطع

االحتامل، وال نعني بكون الدوران حجة سو هذا.وحينئذ فال حاجة للمستدل إىل دفع ذلك االحتامل املرجوح؛ ألن عىل ذلك وإنام املرجوحة، االحتامالت دفع عليه ليس الظن طالب اجلوزي البن اإليضاح ،(٣٠٠/٣) لآلمدي اإلحكام ،(٣٠٧/٢) املستصفى انظر: (١)ص١٨٧، روضة الناظر (٨٦٠/٣)، منتهى الوصول واألمل البن احلاجب ص١٨٥، هناية ،(٣٣٥٨/٨) للهندي الوصول هناية ،(٤١٥/٣) للطويف الروضة خمترص رشح الوصول البن الساعايت (٦٣٥/٢)، رفع احلاجب (٣٥١/٤)، رشح العضد عىل خمترص للعبادي البينات اآليات مع اجلوامع مجع عىل املحيل رشح ،(٣٥١/٤) احلاجب ابن

(١٥٢/٤-١٥٣)، فواتح الرمحوت (٣٠٢/٢). ،(٣٥١/٤) السبكي البن احلاجب رفع ،(٢٣٥٨/٨) للهندي الوصول هناية انظر: (٢)

البحر املحيط للزركيش (٢٤٥/٥).

٨٨

طالب اليقني، فال حاجة له إىل التمسك بالسرب والتقسيم أو غريه(١).جـ) أننا ال ندعي أن مطلق الدوران دليل عىل علية الوصف ليلزم يكون أن عن الوصف هذا بخروج القطع عدم برشط بل قلتم، ما علة وموجبا للحكم، وبعدم القطع بوجود علة هلذا احلكم سو هذا النقض من ذكرتم ما بذلك فخرج باحلكم، منه أوىل هي الوصف إىل ذلك بعد تج حي فلم ذلك، وغري العلة وبجزء الالزمة باألوصاف

.(٢)سرب وتقسيم أو غريه من طرق اإلثبات األخر٤. أن الدوران قد حصل يف مواضع ومل يفد ظن العلية، وذلك يدل

. عىل أنه غري مفيد للعلية مطلقاأن مع ،(٣) وعدما وجودا املعلول مع تدور العلة أن األول: وبيان متالزمان والعرض(٥) واجلوهر(٤)، قطعا، لعلته بعلة ليس املعلول للهندي (٣٣٥٨/٨)، الوصول هناية للطويف (٤١٦/٣)، الروضة خمترص رشح انظر: (١)رفع احلاجب (٣٥١/٤)، حاشية التفتازاين عىل رشح العضد عىل خمترص ابن احلاجب اآليات ،(٣٠٢/٢-٣٠٣) الرمحوت فواتح للزركيش، املحيط البحر ،(٢٤٦/٢)

البينات للعبادي (١٥٢/٤).البن اإليضاح الناظر (٨٦١/٣)، روضة لآلمدي (٣٠٠/٣-٣٠١)، اإلحكام انظر: (٢)

اجلوزي ص١٨٨. ، معلوال املحل ويصري علة، فهو حاله به وتغري بمحل حل وصف كل أن هبذا املراد (٣)كاجلرح مع املجروح، وبعبارة أخر: كل أمر يصدر عنه أمر آخر باالستقالل أو بواسطة انضامم الغري إليه فهو علة لذلك األمر، واألمر معلول له، فيعقل كل واحد منهام بالقياس

إىل تعقل اآلخر، انظر الكليات للكفوي ص٥٩٩.املتكلمني وعند بنفسه، القائم املوجود بمعنى عنهم املشهور يف الفالسفة عند اجلوهر (٤)

بمعنى املتحيز بالذات، وقد يطلق ويراد به أحد أمور أربعة، وهي: ج) ب) الذات القابلة لتوارد الصفات املتضادة عليها أ) املتحيز الذي ال يقبل القسمة الغني املوجود د) املاهية التي إذا وجدت يف األعيان كانت يف موضوع أي ذات عن حمل حيل فيه. انظر الكليات للكفوي ص٣٤٦-٣٤٧. طرق االستدالل عند املناطقة

واألصوليني ليعقوب الباحسني ص١٢٩-١٣٠.من= وصفة للجوهر تابع فهو بالغري، قائم وجود له ما أي بغريه، قام ما هو العرض: (٥)

٨٩

وجودا وعدما مع أن أحدمها ليس بعلة يف اآلخر اتفاقا، واحلكم دائر مع رشطه وجزء علته، وليس أحدمها علة لآلخر، واملالزم للعلة كرائحة واملتضايفان علية، ال أنه مع وعدما، وجودا احلرمة مع دائر اخلمر ليس أحدمها أن مع وعدما، وجودا متالزمان والبنوة- -كاألبوة مصاحبة ووجوب املعلول، عىل العلة تقدم لوجوب اآلخر، يف بعلة

املتضايفني وإال ملا كانا متضايفني.وهكذا يف غري ذلك من الصور التي يوجد الدوران فيها منفكا عن العلية، فثبت بذلك أن الدوران حاصل يف حمال كثرية من غري أن يفيد

العلية.وبيان الثاين: أنه ملا كان الدوران قد حصل يف مواضع ومل يكن مفيدا للعلية، وجب أال يفيد ظن العلية مطلقا يف كل موضع؛ ألنه إذا حصل رنا كونه يستلزم العلية فإن استلزام دوران ما منفكا عن العلية وآخر قديتوقف ال أو إليه، آخر يشء انضامم عىل يتوقف أن إما للعلية اآلخر

عىل ذلك.هو للعلية املستلزم كان إليه آخر يشء انضامم عىل توقف فإن وحده، الدوران ال اليشء ذلك ومن الدوران من احلاصل املجموع

وكالمنا هنا إنام هو يف الدوران وحده.وإن مل يتوقف عىل ذلك مع أن مسمى الدوران حاصل يف املوضعني

K ) تعاىل: قوله خالف وهو املتساويني، بني التفرقة منه لزم مجيعا ولن التسوية، هو والعدل .(٩٠ (النحل: (O N M Lحتصل التسوية بني الدورانات إال بأن يكون مجيعها مفيدا للعلية، وهو

. منقوض بالصور املذكورة سابقاللجرجاين التعريفات انظر: والسكون. واحلركة اجلسم وهيئات كاأللوان =صفاته، واألصوليني املناطقة عند االستدالل طرق ص٦٢٤، للكفوي الكليات ص١٩٢.

للباحسني ص١٣١.

٩٠

بال اآلخر عىل اجلائز طريف أحد ترجيح كذلك منه يلزم إنه ثم مرجح، وهو غري جائز.

فدل هذا عىل أن الدوران غري مفيد للعلية يف كل موضع(١).املناقشة:

أ) أن هذا الدليل ينقلب، فيمكن أن نقول: بعض الدورانات تفيد العلة قطعا، كدوران قطع الرأس مع املوت يف جاري العادة، فيكون

الكل كذلك تسوية بني املتساويات لآلية املذكورة(٢).يف وجد قد العلية دليل أنه ندعي الذي الدوران أن نسلم ال ب) أنه ندعيه الذي الدوران ألن وهذا العلية، عن منفكا الصور بعض

دليل للعلية هو الدوران الذي مل يقم دليل عىل عدم علية املدار فيه.كون يف تقدح ال العلية عنها ختلفت التي الصور من ذكرتم وما علية عدم عىل الدليل قام مما ألهنا العلية؛ دليل ندعيه الذي الدوران املدار فيها، فال يتجه النقض، ألن رشط النقض وجود املوجب بجميع

صفاته، فإن مل يوجد فال نقض(٣).ص٣٩٧، للقرايف الفصول تنقيح رشح ،(٢١١/٥-٢١٥) للرازي املحصول انظر: (١)احلاصل ،(٤١٥/٣) للطويف الروضة خمترص رشح ،(٣٣٤٣/٨) له األصول نفائس لألرموي (٨٩٨/٢)، هناية الوصول لصفي الدين اهلندي (٣٣٥٦/٨-٣٣٥٧)، رشح رشح عىل النفتازاين حاشية ،(٢٤٥/٥) املحيط البحر ،(٣٣٧/٢) للتلمساين املعامل العضد عىل خمترص ابن احلاجب (٢٤٧/٢)، تيسري التحرير (٥٠/٤)، إرشاد الفحول

ص٢٢١.األصول نفائس ص٣٩٧، للقرايف الفصول تنقيح رشح ،(٢١٠/٥) املحصول انظر: (٢)للهندي الوصول هناية ،(٤١٦/٣) الروضة خمترص رشح ،(٣٣٤٦ ،٣٣٤٣/٨) له

(٣٣٥٤/٨)، رشح املعامل (٣٦٣/٢).منتهى ص٣٩٧، للقرايف الفصول تنقيح رشح ،(٢١٦/٥) للرازي املحصول انظر: (٣) ،(٣٣٥٧/٨) للهندي الوصول هناية ص١٨٥، احلاجب البن واألمل الوصول احلاصل لألرموي (٨٩٩/٢)، هناية الوصول البن الساعايت (٦٣٥/٢)، رشح املعامل=

٩١

٥. أنه لو كان كل وصف دائر يعترب علة للحكم لوجب أن ال تصح علل مجيع املعللني يف الربا؛ ألن كال منهم يمكنه أن يثبت وجود احلكم

بوجود علته، وينفيه بانتفائها وال حيتاج إىل إبطال علة خصمه.بل صحيحة، مجيعها عللهم تكون أن يمكن ال أنه خالف وال

الصحيح منها واحد(١).املناقشة:

د عليها أن كل من بني ذلك دل عىل صحة علته ما مل يمنع مانع أو يرالفساد عليها د ير علته عدا ما العلل مجيع أن يزعم وكلهم الفساد،

واملناقضة وإال ملا رجح علته(٢).٦.أن صور الدوران التي دار احلكم فيها مع الوصف وجودا وعدما

البد أن تكون متاميزة بصفات خاصة هبا وإال كانت متحدة.جمموع صورة كل يف العلة أن يدعي أن فللمخالف ذلك وعند الوصفني، ومها الوصف املشرتك، وهو الوجود عند الوجود، والعدم

عند العدم، والوصف اخلاص بكل صورة من هذه الصور(٣).املناقشة:

أن التعليل بالوصف املشرتك أرجح من التعليل بالوصف اخلاص، عىل فيغلب احلكم، جماري مجيع يف مطردا املشرتك الوصف لكون

الظن(٤).فواتح ،(٢٤٧/٢) احلاجب ابن خمترص عىل العضد رشح ،(٣٦٣/٢) =للتلمساين

الرمحوت (٣٠٢/٢).(١) انظر: العدة (١٤٣٤/٥)، التمهيد أليب اخلطاب (٢٦/٤)، روضة الناظر (٨٦٠/٣).

(٢) انظر: التمهيد أليب اخلطاب (٢٧/٤).(٣) انظر: اإلحكام لآلمدي (٢٩٩/٣).

(٤) انظر: املرجع السابق (٢٩٩/٣).

٩٢

الرد: بل التعليل باملركب أوىل؛ ملا فيه من تعدد مدارك احلكم، فإنه أوىل من احتاده؛ لكونه أقرب إىل حتصيل مقصود الشارع من احلكم(١).

يكون املشرتك بالوصف التعليل بأن ابل ق م هذا إن عنه: اجلواب منعكسا بخالف التعليل باملركب من الوصفني يف كل صورة.

وال خيفى أن التعليل باملطرد املنعكس أوىل من التعليل باملطرد الذي ال ينعكس، لالتفاق عليه.

التعليل بخالف متعديا يكون املشرتك بالوصف التعليل وألن باملركب من الوصفني يف كل صورة فإنه يكون قارصا، والتعليل بالعلة

املتعدية أوىل لالتفاق عليها واالختالف يف القارصة(٢).أدلة القول الرابع:

ير أصحاب هذا القول أن الدوران حجة ظنية يف إثبات العلة يف الذي الوصف ملعرفة سربه املجتهد وعىل بعض، دون الصور بعض يمكن االعتامد عىل اطراده وانعكاسه من غريه، ولذا فبعض الدورانات

تفيد العلية وبعضها ال تفيدها.وأرادوا هبذا فيام يظهر اجلمع بني أدلة املثبتني حلجية الدوران وأدلة النافني لذلك، فاستدلوا بأدلة املحتجني عىل إفادة الدوران غلبة الظن الصور تلك يف اجتهاد حصيلة كان إنام ذلك وأن الصور، بعض يف املفيدة للعلية ال حكام عاما جلميع صور الدوران، ومحلوا أدلة النافني الدوران صالحية فيها للمجتهد يرتجح مل التي الصور عىل للدوران

لالحتجاج يف إفادة العلية(٣).(١) انظر: املرجع السابق (٣٠٠/٣).(٢) انظر: املرجع السابق (٣٠٠/٣).

(٣) انظر: املنخول للغزايل ص٣٥٠، الوصول إىل األصول البن برهان (٣٠٢/٢)، نفائس األصول للقرايف (٣٣٤٦/٨).

٩٣

لذا كان من ضوابط بعضهم للدوران املفيد للعلية كثرة التكرار(١)، بتقارب بعضهم ذلك وضبط العلية، بإفادة الظن غلبة مظنة لكونه

. األصول واملآخذ(٢)، لكونه مظنة غلبة الظن بإفادة العلية أيضا

(١) انظر: نفائس األصول للقرايف (٣٣٤٦/٨).(٢) انظر: الوصول إىل األصول البن برهان (٣٠٢/٢).

٩٤

املبحث الرابعنوع اخلالف وثمرته

ألن وذلك له، ثمرة ال لفظي املسألة هذه يف اخلالف إن قيل: املزاحم، عدم رشطوا قطعا أو ظنا العلة يفيد الدوران بأن القائلني وانتفاء املوانع كلها، وأما القائلون بعدم إفادة الدوران للعلية فإهنم إنام

نفوا ذلك يف حالة ما إذا مل تظهر معه مناسبة الوصف للعلية.وعىل هذا فقد اتفق الفريقان عىل أن الدوران بمجرده ليس مسلكا ، بل البد أن يكون معه من املناسبة وغريها ما يدل عىل العلية، مستقال

.(١) فكان اخلالف لفظياوالذي يظهر يل أن اخلالف يف هذه املسألة معنوي، وما ذكر هاهنا خارج عن حمل النزاع عىل ما سبق تقريره يف موضعه، إذ حمل النزاع إنام

هو يف الدوران املجرد.للعلية الدوران إفادة ير من بني لفظيا اخلالف يكون قد نعم ومنهم العلامء، من مجع نظر وجهة من ظنا هلا إفادته ير ومن قطعا الزركيش حيث يقول: «وأما من يدعي القطع فيه فالظاهر أنه يشرتط ظهور املناسبة، وال يكتفي بالدوران بمجرده، فإذا انضم املناسبة ارتقى

إىل القطع»(٢).علم يف املهذب النملة (١٤٩/٢)، لعبدالكريم األصوليني عند اللفظي اخلالف انظر: (١)

أصول الفقه املقارن له أيضا (٢٠٩٢/٥-٢٠٩٣).(٢) انظر: البحر املحيط (٢٤٦/٥).

٩٥

وأما اخلالف بني املثبتني سواء عىل سبيل القطع أو الظن، أو حسب الدوران فموطنه النافني وبني فيها، املجتهد واجتهاد الدوران صور

املجرد، وهذا ما تدل عليه استدالالهتم ومناقشاهتم.وعىل ذلك: فمن ثمرات اخلالف يف حجية الدوران ما يأيت:

١. طهارة سؤر الكلب: فجمهور العلامء عىل نجاسة سؤر الكلب،وخالف يف ذلك مالك يف املشهور عنه(١).

وقد استدل بعض املالكية عىل طهارة سؤر الكلب عند مالك بقوله: «أنه ملا كان املوت من غري ذكاة هو سبب نجاسة عني احليوان بالرشع وجب أن تكون احلياة هي سبب طهارة عني احليوان، وإذا كان كذلك

فكل حي طاهر العني، وكل طاهر العني فسؤره طاهر»(٢).طهارة وهو احلكم، ثبت فقد بالدوران، استدالل وهذا قلت: الكلب وسائر احليوانات عند ثبوت الوصف، وهو احلياة، وعدم عند

عدمه، فحكم بنجاسة الكلب وسائر احليوانات عند موهتا.كالنقض االعرتاضات، من بجمع االستدالل هذا عورض وقد يف يقدح مما ذلك وغري املدبوغ(٣)، واجللد واملذكاة واجلراد بالسمك يف به االستدالل يرجح مل لذا املوضع، هذا يف بالدوران االستدالل

هذا املوضع بعض من ير حجية الدوران يف اجلملة.

(١) انظر املسألة يف: املدونة ملالك (٥/١)، األم للشافعي (٥/١)، املسائل الفقهية من كتاب الروايتني والوجهني أليب يعىل (٦٢/١)، املبسوط للرسخيس (٤٧/١)، االستذكار البن قدامة (٧٣/١)، البن املغني رشد (٣٢/١)، البن املجتهد بداية عبدالرب (٢٠٨/١)،

املجموع للنووي (٢١٧/١)، بدائع الصنائع للكاساين (٦٣/١).(٢) انظر: بداية املجتهد وهناية املقتصد البن رشد (٣٢/١).

(٣) انظر: تشنيف املسامع للزركيش (٣١٤/٣).

٩٦

٢. املختلعة هل يلحقها طالق أو ال؟فذهب ال، أو طالق يلحقها هل املختلعة يف العلامء اختلف ال أنه ألمحد: ورواية الشافعي وقال طالق، يلحقها أنه إىل اجلمهور يلحقها طالق، بل هو فسخ، ويف املسألة تفصيالت ليس هذا موطن

ذكرها(١).واملراد أن بعض من ير أن املختلعة يلحقها طالق استدل عىل ما ذهب إليه بالقياس، وأثبت العلة فيه بالدوران، فقال: إن املختلعة معتدة

من طالق فجاز أن يلحقها ما بقي من عدد الطالق كالرجعية(٢).الطالق حلوق وهو احلكم، ثبت حيث بالدوران، استدالل فهذا عند ثبوت الوصف، وهو كوهنا معتدة، وانتفى عند انتفائه، وهذا هو

الدوران.واعرتض عليه بأنه منتقض بالزوجة، فهي ليست بمعتدة ويلحقها الطالق إن حصل، فإذا كانت الزوجة التي ليست بمعتدة هي واملعتدة يف حلوق الطالق سواء، ثبت أن وصف املعتدة ال تأثري له وال يتعلق

احلكم به(٣).

(١) انظر املسألة بتفصيالهتا: بداية املجتهد البن رشد (٤٨٧/٢)، خالصة الدالئل يف تنقيح املسائل حلسام الدين الرازي احلنفي (٢١/٢)، املغني البن قدامة (٢٧٤/١٠)، اهلداية املختار لتعليل االختيار ،(١٥١/٣) للكاساين الصنائع بدائع ،(١٣/٢) للمرغيناين

(١٥٦/٣)، اللباب رشح الكتاب (٦٤/٣)، مغني املحتاج للرشبيني (٢٦٨/٣).شلبي ملصطفى األحكام تعليل ،(١٨٩/٣) السبكي البن الشافعية طبقات انظر: (٢)

ص٢١٠.(٣) انظر: انظر شفاء الغليل للغزايل ص٢٦٩، بداية املجتهد البن رشد (٥٧٦/٢)، خالصة رشح قدامة (٥٩٣/٦)، البن املغني الرازي (٤٠١/١-٤٠٢)، الدين حلسام الدالئل

الزركيش عىل اخلرقي (٣٨٢/٣)، اهلداية للمرغيناين (٢٨٠/٣).

٩٧

٣. صحة عقود الصبي العاقل:ذهب مجهور أهل العلم إىل عدم صحة انعقاد العقود بعبارة الصبي

العاقل(١).ألنه بعبارته، انعقادها بصحة قوهلم احلنفية عن الغزايل نقل وقد

عاقل، فتنعقد بعبارته العقود كالبالغ.وعللوا ذلك بقوهلم: «ألن العقود تصح بثبوت العقل للعاقد، فإذا جن بطلت حال جنونه، ومل يعدم إال العقل، فإذا أفاق صحت عقوده وعدم العقل بوجود احلكم وجد فقد العقل، إال يتجدد ومل ، حينئذ

بعدمه، وهذا هو الدوران(٢).

(١) الصحيح أن احلنفية يرون عدم صحة ترصف الصبي إال بإذن وليه، فإن عقد عقدا ببيع أو رشاء ونحوه، وهو يعقل البيع ويقصده فالويل باخليار إن شاء أجازه إن كان للصبي فيه مصلحة وإن شاء فسخه، قالوا: ألن عقدهم ينعقد موقوفا الحتامل الرضر، فإذا أجازه من له اإلجازة فقد تعينت جهة املصلحة فينفذوا وإال فال. وبه يتضح أن احلنفية يرون صحة انعقاد العقود بعبارة الصبي العاقل إذا أجازه وليه. انظر مراجع احلنفية فيام سبق.

(٢) شفاء الغليل للغزايل ص٢٦٩.

٩٨

املبحث اخلامسسبب اخلالف

أقواهلم وسرب الدوران حجية يف العلامء خالف يف التأمل عند هذا إىل أدت ظاهرة أسبابا هنالك أن يتبني ومناقشاهتم وأدلتهم االختالف، نص عىل بعضها بعض املحققني من أهل العلم، وبعضها يمكن أن يستنتج من خالل أدلة املختلفني ومناقشاهتم، وأهم أسباب

اخلالف يف حجية الدوران ما يأيت:١. مسألة تعليل احلكم بعلتني:

وقد نص عىل أن هذه املسألة من املسائل التي أثرت يف اخلالف يف حجية الدوران إلكيا اهلرايس(١).

يشرتط ال ذلك ز جو من أن «ووجهه وقال: الزركيش، وتابعه منع ومن ،أخر علة عىل السببية العلة ختلف أن جلواز العكس من بد فال ،أخر علة السببية العلة ختلف أن جيوز ال ألنه اشرتاطه

انتفاء احلكم»(٢).احلكم تعليل من املانعني عىل تأثريه السبب هذا قصار قلت:

بعلتني، أما من جيوز ذلك، فال أثر هلذه املسألة يف خالفهم.(١) انظر: سالسل الذهب ص٣٨٧.

(٢) انظر املرجع السابق نفسه.

٩٩

٢. مسألة االستدالل بالتالزم عىل صحة العلة هل جيوز أو ال؟ وقد نص عىل هذا السبب ابن برهان فيام حكاه الزركيش عنه(١).

٣. هل املتبع يف التعليل يف باب القياس االقتصار عىل أنواع التعليل الواردة عن الصحابة أو النظر إىل صالحية الوصف يف ذاته للتعليل

ما مل يمنع من ذلك مانع؟األدلة عرض خالل السبب هذا إىل العلامء(٢) بعض أشار وقد مالحظة املواطن هذه يف اخلالف «مثار القرايف: فقال واملناقشات، يتعرضوا مل وما أعملناه، أعملوه وما رددناه الصحابة ه رد ما أن له أعرضنا عنه، وقياس الشبه والطرد ونحو ذلك(٣) مما مل ينقل عنهم فيه عمل فنرتكه، أو نقول: الصحابة علم من سريهتم اتباع املخاييل،

فحيث وجدت خميلة أو مظنة الرتباط احلكم اعتربناه»(٤).أثر مع للعلية، وإفادته الدوران يتضمنه الذي التكرار أثر .٤

النقوض بعدم العلية يف بعض صوره.فمن رأ أن للتكرار أثرا يف صحة االستدالل بالدوران قال بحجيته يف إفادة التعليل مطلقا، وقد تزداد غلبة الظن يف ذلك حتى تصل إىل اليقني عند كثرة التكرار كثرة تدعو إىل القطع به، ومن رأ أن النقوض الواردة يف بعض صور الدوران مؤثرة يف صحة االستدالل بالدوران

قال بعدم حجيته يف إفادة التعليل.فتفيد التجربة تكثر وقد التجربة، عني «الدوران النقشواين: قال مستلزم الرأس قطع بأن نقطع كام ذلك، إىل تصل ال وقد القطع،

(١) انظر: سالسل الذهب ص٣٨٨، ومل أجده يف كتابه الوصول إىل األصول.(٢) انظر: الربهان للجويني (٥٤٨/٢-٥٤٩)، نفائس األصول للقرايف (٣٣٧٣/٨)

(٣) كالدوران الذي نحن بصدده.(٤) نفائس األصول (٣٣٧٣/٨).

١٠٠

يفيد الدوران أن يف اخلالف منشأ فهذا السم، مع ونظنه للموت، اليقني عند قوم أو الظن عند قوم أو ال يفيد ألبتة، نظرا للنقوض، وأنه

البد من ضميمة إليه، ويكون التكرار مرة أو مرتني.فيكون احلق التفصيل بني كثرة التكرار وقلته، وأال يطلق القول يف

ذلك»(١).قلت: وهذا -وال شك- من أقو أسباب اخلالف يف هذه املسألة،

وعليه مدار اخلالف يف املسألة عند كثري من املختلفني، واهللا أعلم.

(١) انظر: نفائس األصول (٣٣٤٥/٨).

١٠١

املبحث السادسالرتجيح

بعد عرض أدلة األقوال ومناقشتها يظهر يل رجحان القول الرابع، وذلك ألمور، أمهها ما يأيت:

١. أن فيه مجعا بني أدلة األقوال املختلفة، واجلمع أوىل ما يصار إليه عند االختالف إن أمكن.

٢. أن صور الدوران خمتلفة، فمنها ما يقطع بإفادته للعلية، ومنها هو ما ومنها كثريا، الظن عىل يغلب ما ومنها إفادهتا، بعدم يقطع ما دون ذلك، فليست صور الدوران سواء، وعىل ذلك فاملعول عليه هو نظر املجتهد وحتريه يف كل صورة عىل حدة، فام غلب عىل ظنه إفادته للعلية أفاد وإال فال، واملسألة داخلة وال شك يف مسالك العلة بطريقة املجتهد هو صاحبه اجتهادي، طريق االستنباط وطريق االستنباط، املستكمل لرشوطه، فام يغلب عىل ظنه هو مؤد اجتهاده، فينبغي أن يعترب فيه اجتهاد كل جمتهد وما غلب عىل ظنه يف كل صورة منه، واهللا

أعلم.

١٠٣

الفصل الثالثأحكام مسالك الدوران األصولية

وفيه ستة مباحث:املبحث األول: إلزام املستدل بالدوران بيان نفي ما هو أوىل بالعلة منه.املبحث الثاين: الرتجيح بني الوصف املدار وبني غريه من األوصاف.

وبني صورة يف احلاصل الدوران بني الرتجيح الثالث: املبحث الدوران احلاصل يف صورتني.

دليل وبــني الـــدوران مسلك بني الرتجيح الــرابــع: املبحث االستصحاب.

املبحث اخلامس: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسالك العلة املنصوصة واملجمع عليها.

املبحث السادس: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسالك العلة املستنبطة.

وفيه أربعة مطالب:املطلب األول: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسلك املناسبة.املطلب الثاين: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسلك السرب والتقسيم.املطلب الثالث: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسلك الشبه.املطلب الرابع: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسلك الطرد.

١٠٥

املبحث األولإلزام املستدل بالدوران بيان نفي ما هو أوىل بالعلة منه

صورة املسألة:يبني أن العلية عىل بالدوران املستدل استدالل لصحة يلزم هل انتفاء ما هو أوىل من الدوران يف إفادة العلية أو أنه يصح استدالله به

مع إمكان االستدالل بام هو أوىل منه؟األقوال يف املسألة:

اختلف العلامء يف هذه املسألة عىل ثالثة أقوال، كام ييل(١):القول األول: ال يلزم املستدل بالدوران بيان نفي ما هو أوىل بالعلة القائلني بعض رصح بل يبديه، أن آخر وصفا ادعى من وعىل منه، هبذا القول بصحة االستدالل بالدوران، مع إمكان االستدالل بام هو أوىل منه، وقد نسب هذا القول إىل اجلدليني(٢)، واختاره الزركيش(٣)،

واملرداوي(٤).(١) انظر: شفاء الغليل للغزايل ص٢٩٤، الغيث اهلامع للعراقي (٧٣٢/٣)، تشنيف املسامع ،(١٥٤/٤) البينات اآليات مع اجلوامع مجع عىل املحيل رشح .(٣١٣/٣) للزركيش غاية ،(١٩٤/٤) للفتوحي املنري الكوكب رشح ،(٣٤٤٣/٧) للمرداوي التحبري

الوصول رشح لب األصول لزكريا األنصاري ص١٢٦. ،(٣٤١٤/٧) التحبري ،(٣١٣/٣) املسامع تشنيف ،(٧٣٢/٣) اهلامع الغيث انظر: (٢)

رشح الكوكب املنري (١٩٤/٤).(٣) تشنيف املسامع (٣١٣/٣).

(٤) التحبري (٣٤٤٣/٧).

١٠٦

القول الثاين: يلزم املستدل بالدوران بيان نفي ما هو أوىل بالعلة منه. وهو قول القايض أيب بكر الباقالين(١).

فكان ذلك، املناظرة يف القايض عادة من «وكان الغزايل: قال السرب بطريقة به اخلصم تعلق يتوهم ما كل األمر أول يف يستقيص

.(٢)« ويبطله، بحيث ال يبقى للخصم متعلقار). (املناظ املجادل يلزم وال املجتهد ذلك يلزم إنه الثالث: القول

وهو اختيار الغزايل(٣).أدلة األقوال:

أدلة القول األول:استدلوا بأدلة، منها ما يأيت:

البحث، . ١ وينترش القوادح، سائر نفي للزم ذلك لزمه لو أنه وخيرج الكالم عن الضبط(٤).

أنه لو فتح هذا الباب يف اجلدل النحسم طريق النظر، ولتوجه . ٢ذلك عىل كل من يبدي املناسبة(٥) وغريها من املسالك.

أن ذلك من قبيل نفي املعارض، ومن املعلوم أنه ال جيب عىل . ٣املستدل بيان نفي املعارض(٦).

يف النظر متام من ذلك بأن له االستدالل يمكن الثاين: القول دليل املسألة، وبه يقطع قول اخلصم، ويظهر رجحان ما ذهب إليه املستدل.

(١) املراجع السابقة يف أول املسألة (٢)(٣) شفاء الغليل، ص٢٩٤.

(٤) التحبري للمرداوي (٣٤٤٣/٧)، رشح الكوكب املنري (١٩٤/٤).(٥) انظر: شفاء الغليل للغزايل ص٢٩٤.

(٦) انظر: تشنيف املسامع للزركيش (٣١٣/٣).

١٠٧

املناقشة: أن مثل هذا حسن، لكنه ال يلزم املستدل، إذ الواجب عليه إظهار دليله ال مناقشة مآخذ املخالفني.

دليل القول الثالث:أن املجتهد جيب عليه متام النظر لتحل له الفتو، وليس عىل املعلل أخر مرتبة إىل عنها ينزل أن إىل النظر مراتب من مرتبة ارتقاء إال

باملناظرة واملجادلة(١).املناقشة: أنه ال يظهر فرق مؤثر يف هذا األمر بخصوصه بني املجتهد واملناظر، إذ إن ذلك من قبيل نفي املعارض، ومن املعلوم أنه ال جيب

عىل املستدل أيا كان بيان نفي املعارض(٢).والقول الذي يرتجح يل هو القول األول لقوة أدلته ومناقشة أدلة

املخالفني.

،(٣١٤/٣) املسامع تشنيف ،(٧٣٢/٣) اهلامع الغيث ص٢٩٤، الغليل شفاء انظر: (١)التحبري للمرداوي (٣٤٤٤/٧)، رشح الكوكب املنري (١٩٤/٤)، غاية الوصول رشح

لب األصول لزكريا األنصاري ص١٢٦.(٢) انظر: تشنيف املسامع للزركيش (٣١٣/٣).

١٠٨

املبحث الثاينالرتجيح بني الوصف املدار وبني غريه من األوصاف

صورة املسألة:وجودا احلكم معه دار وصفا وذكر بالدوران، مستدل استدل إذا وعدما، فأبد املعرتض وصفا آخر غريه، فهل نرجح الوصف املدار نطلب أو أبداه الذي املعرتض وصف نرجح أو املستدل ذكره الذي

الرتجيح بدليل آخر خارج عنهام؟حكم املسألة:

، أمجل بعض العلامء الكالم يف هذه املسألة، واحلق أن فيها تفصيالإذ األمر ال خيلو من ثالث حاالت(١):

قارصا، املعرتض أبداه الذي الوصف يكون أن األوىل: احلالة فيرتجح جانب املستدل؛ ألن دورانه موافق لتعديه احلكم، والوصف املتعدية العلة أن عىل بناء وهذا قارص، املعرتض أبداه الذي احلادث أرجح من العلة القارصة، وأن املتعدي إىل فروع أوىل من املتعدي إىل

فرع واحد.رشح للزركيش (٣١٤/٣)، املسامع تشنيف للعراقي (٧٣٢/٣)، اهلامع الغيث انظر: (١)للمرداوي التحبري ،(١٥٤/٤-١٥٥) البينات اآليات مع اجلوامع مجع عىل املحيل (٣٤٤٥/٧)، رشح الكوكب املنري (١٩٥/٤)، غاية الوصول رشح لب األصول لزكريا

األنصاري ص١٢٦.

١٠٩

إىل متعديا املعرتض أبداه الذي الوصف يكون أن الثانية: احلالة الفرع املتنازع فيه، فله صورتان:

كأن واملعرتض املستدل وصفي مقتىض يتحد أن األوىل: الصورة يكون مقتىض وصفيهام احلل أو احلرمة مثال فإنه ال يطلب الرتجيح يف هذه الصورة، بناء عىل جواز تعدد العلل، وقيل: يطلب الرتجيح بناء

عىل منع ذلك.الصورة الثانية: أن خيتلف مقتىض وصفي املستدل واملعرتض -كأن فيطلب - مثال احلرمة واآلخر احلل أحدمها وصف مقتىض يكون

. الرتجيح من خارج قوال واحدااحلالة الثالثة: أن يكون الوصف الذي أبداه املعرتض متعديا إىل فرع

آخر غري صورة النزاع، فاختلف العلامء يف ذلك عىل قولني:القول األول: ال يطلب الرتجيح، بل ترجح علة املستدل بناء عىل

جواز تعدد العلل.القول الثاين: يتعادالن، ويطلب الرتجيح من خارج بناء عىل عدم

جواز تعدد العلل، ورجحه ابن السبكي(١)، وغريه(٢).

(١) انظر: مجع اجلوامع مع تشنيف املسامع (٣١٤/٣).مناسبا املعرتض أبداه الذي الوصف كان إذا ما وهي رابعة، حالة العلامء بعض ذكر (٢)يف سأذكره فيه اخلالف مع حمله ألن هنا ذكره عن أعرضت وقد مناسب، غري واألول املسألة مراجع انظر اهللا. شاء إن الفصل هذا يف السادس املبحث من األول املطلب

املتقدمة.

١١٠

املبحث الثالثالرتجيح بني الدوران احلاصل يف صورة واحدة وبني

الدوران احلاصل يف صورتني

سبق بيان املراد من الدوران احلاصل يف صورة واحدة، والدوران احلاصل يف صورتني والتمثيل عليهام.

لم هذا، فإنه إذا تعارض الدوران احلاصل يف صورة واحدة وإذا عوالدوران احلاصل يف صورتني؛ فإنه يرجح الدوران احلاصل يف صورة واحدة؛ ألن احتامل اخلطأ فيه أقل، فإن ما ثبت يف حمل واحد يفيد عدم يكون أن جلواز حملني، يف ثبت ما بخالف األوصاف من غريه علية انتفاء احلكم يف حمل آخر النتفاء وصف آخر، ال النتفاء هذا الوصف يكون أقل فيه اخلطأ احتامل كان ما أن ومعلوم له، يتعني فلم بعينه،

.(١)الظن به أقوقال القرايف: «وقد يقع يف صورتني، وهو دون األول، وإنام رجحت الصورة األوىل عىل هذه ألن انتفاء احلكم بعد ثبوته يف الصورة املعينة وإال لثبت فيها، أما يقتضيه يف تلك الصورة يبق معه ما يقتيض أنه مل (١) انظر: املحصول للرازي (٤٦٠/٥)، هناية الوصول للهندي (٣٧٦٩/٨)، رشح تنقيح السول هناية ،(٤١٣/٣) للطويف الروضة خمترص رشح ص٣٩٦، للقرايف الفصول للبدخيش العقول مناهج ،(١٨٩/٦) للزركيش املحيط البحر ،(٢٥٦/٣) لإلسنوي

(٢٥٤/٣)، التحبري للمرداوي (٣٤٣٨/٧)، رشح الكوكب املنري (١٩٢/٤).

١١١

إن يقال: أن أمكن الثبوت صورة غري أخر صورة من انتفى إذا موجب احلكم غري الوصف املدعى علة، وأما ما ذكرمتوه من الوصف لو فرض انتفاؤه لثبت احلكم بذلك الوصف اآلخر، فام تعني اعتباره

غريه، بخالف الصورة الواحدة»(١).يف احلاصل عىل واحدة صورة يف احلاصل ــدوران ال وترجيح صورتني مما ال خالف فيه بني القائلني بالدوران(٢)، بل يقول الطويف: «الدوران يف صورة أقو منه يف صورتني عىل ما هو مدرك رضورة أو

.(٣)« نظرا ظاهرا

(١) رشح تنقيح الفصول للقرايف، ص٣٩٦.(٢) انظر: املحصول للرازي (٤٦٠/٥)، هناية الوصول للهندي (٣٧٦٩/٨)، رشح تنقيح السول هناية ،(٤١٣/٣) للطويف الروضة خمترص رشح ص٣٩٦، للقرايف الفصول للبدخيش العقول مناهج ،(١٨٩/٦) للزركيش املحيط البحر ،(٢٥٦/٣) لإلسنوي

(٢٥٤/٣)، التحبري للمرداوي (٣٤٣٨/٧)، رشح الكوكب املنري (١٩٢/٤).(٣) رشح خمترص الروضة للطويف (٤١٣/٣).

١١٢

املبحث الرابعالرتجيح بني مسلك الدورانوبني دليل االستصحاب

فريجح االستصحاب دليل مع بالدوران العلة إثبات تعارض إذا أقو والقياس قياس، الدوران بأن القرايف ذلك علل وقد الدوران، من االستصحاب من جهة أنه ناسخ له، وال شك أن الناسخ مقدم عىل

املنسوخ(١).قلت: ويف هذا الكالم نظران:

األول: أن مسألة النسخ بالقياس حمل خالف بني العلامء، وأرجح املنصوصة القياس علة بني التفريق هو يظهر فيام ذلك يف األقوال وغري املنصوصة، فإذا كانت علة القياس منصوصة فإن القياس يكون إذا القياس ألن ناسخا؛ يكون فال منصوصة غري كانت وإن ناسخا،

.(٢) كانت علته منصوصة يكون يف حكم النص، فيكون ناسخاالثاين: أن هذا التعليل من القرايف حمل نظر، إذ إن رفع االستصحاب ال الذمة- براءة وهو أنواعه، أشهر يظهر فيام هنا به يعني -الذي

(١) نفائس األصول (٣٣٤٦).(٢) انظر هلذه املسألة: رشح اللمع (٤٩٠/١)، إحكام الفصول للباجي ص٤٢٩، الوصول إىل األصول البن برهان (٥٥/٢)، اإلحكام لآلمدي (٢٣١/٣)، التمهيد أليب اخلطاب

(٣٩١/٢)، روضة الناظر البن قدامة (٣٣٢/١)، فواتح الرمحوت (٨٤/٢).

١١٣

كام نسخا يسمى ال الترشيع وابتداء ترشيع، ابتداء بل نسخا، يسمى هو معلوم(١).

عىل يرجح ثبت إذا الــدوران إن املسألة: هذه يف فيقال وعليه االستصحاب، ألنه إثبات حكم بدليل، فيقدم عىل نفي احلكم برباءة

الذمة، باعتبار أن املثبت مقدم عىل النايف(٢)، واهللا أعلم.

: روضة الناظر البن قدامة (٢٨٤/١). (١) انظر مثال ،(٢٧٣/٤) لآلمدي اإلحكام ،(٢٤٠/٤) اخلطاب أليب التمهيد القاعدة: هلذه انظر (٢)الرمحوت فواتح ص٤٢٦، للقرايف الفصول تنقيح رشح ،(١٠٤٤/٣) الناظر روضة

.(٣٢٥/٢)

١١٤

املبحث اخلامسالرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسالك العلة

املنصوصة أو املجمع عليها

ال شك أن ما نص عىل علته أو أمجع عليها مقدم عىل كل ما عداه من املسالك املستنبطة الدالة عىل العلية، ومنها الدوران.

االستنباط طريق عىل مقدم والنص اإلمجاع طريق ألن وذلك ما كان عىل مقدم قطعيا دليل ثبوته ما كان أن املعلوم ومن املحتمل، دليل ثبوته ظنيا، وما كان دليل ثبوته أغلب عىل الظن مقدم عىل ما كان

دليل ثبوته أدنى يف إفادة غلبة الظن(١).

لآلمدي اإلحكام ،(٥٤٢/٥) للرازي املحصول (١٥٢٩/٥) يعىل أليب العدة انظر: (١)(٢٧١/٤)، هناية الوصول لصفي الدين اهلندي (٣٧٥٦/٨)، البحر املحيط (١٨٧/٦-للفتوحي املنري الكوكب رشح ،(٢٥٣/٣-٢٥٤) لإلسنوي السول هناية ،(١٨٨

.(٧١٨/٤)

١١٥

املبحث السادسالرتجيح بني مسلك الدورانوبني مسالك العلة املستنبطة

وفيه أربعة مطالب:املطلب األول

الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسلك املناسبةاملناسبة ومسلك الدوران مسلك تعارض إذا فيام العلامء اختلف

أهيام يقدم؟ وهلم يف ذلك قوالن(١):وهو الدوران، مسلك عىل املناسبة مسلك ترجيح األول: القول

قول مجهور األصوليني، واستدلوا عىل ذلك بأدلة، منها ما يأيت:الدائرة العلة تأثري من أقو احلكم يف املناسبة العلة تأثري أن .١فيه؛ ألن املناسبة ال تنفك عن العلية، وأما الدوران فقد ال يدل عليها

كاملتضايفني ونحوه.لآلمدي اإلحكام ،(٤٥٥/٥) للرازي املحصول وأدلتها: املسالة يف األقوال انظر: (١)(٢٧٣/٤)، هناية الوصول للهندي (٣٧٥٨/٨)، تشنيف املسامع للزركيش (٥٤٧/٣)، هناية السول لإلسنوي (٢٥٥/٣)، البحر املحيط للرزكيش (١٨٨/٦)، رشح املحىل عىل

مجع اجلوامع بحاشية العطار (٤١٨/٢)، تيسري التحرير ألمري بادشاه (٨٨/٤).

١١٦

الظن من أقو املناسب الوصف بعلية احلاصل الظن أن .٢احلاصل بعلية الوصف املدار، وهذا ثابت باالستقراء.

القول الثاين: ترجيح مسلك الدوران عىل مسلك املناسبة، وقال به بعض األصوليني.

أشبه املنعكسة املطردة العلة أن منها: بأدلة ذلك عىل واستدلوا بالعلل العقلية، فكانت أوىل من العلة املناسبة.

بني بالفرق املخالفني دليل ويرد أدلته، لقوة األول، والراجح الدوران وبني العلة العقلية كام سبق، فامتنع القياس.

املطلب الثاينالرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسلك السرب والتقسيم

ما وهو به، مقطوعا كان إذا السرب أن العلامء من واحد غري ذكر املحذوفة األوصاف إبطال دليل وكان حارصا، فيه التقسيم كان من ألنه خالف؛ بال الــدوران مسلك عىل مقدم فإنه قطعيا فيه بني الرتجيح باب يف يدخل فال متعني، وهو باملقطوع، العمل قبيل

املظنونات(١).أو منترشا فيه التقسيم كان ما -وهو مظنونا السرب كان إذا وأما فاختلف - ظني فيه املحذوف األوصاف إبطال دليل ولكن حارصا العلامء فيام إذا تعارض، وهذا حاله مع مسلك الدوران، أهيام يقدم؟

وهلم يف ذلك قوالن(٢):(١) انظر: املحصول للرازي (٤٥٧/٥)، تشنيف املسامع للزركيش (٥٤٦/٣).

(٢) انظر: األقوال يف املسألة مع أدلتها يف: اإلحكام لآلمدي (٢٧٣/٤)، رشح تنقيح الفصول للقرايف ص٤٢٧. املخترص البن احلاجب مع رشح العضد (٣١٧/٢)، هناية الوصول للزركيش= املحيط البحر لإلسنوي (٢٥٥/٣)، السول هناية للهندي (٣٧٦٨٨/٨)،

١١٧

القول األول: ترجيح السرب والتقسيم عىل الدوران، وهو قول أكثر اهلندي(٣)، الدين وصفي احلاجب(٢)، وابن كاآلمدي(١)، األصوليني

وابن اهلامم احلنفي(٤)، وغريهم.واستدلوا عىل ذلك بأدلة، منها ما يأيت:

بخالف املعارض ونفي العلة تعني يفيد والتقسيم السرب أن .١الدوران.

أما علة، الوصف كون عىل ظاهر دليل والتقسيم السرب أن .٢الدوران فغري ظاهر العلية؛ ألن احلكم قد يدور مع األوصاف الطردية كام يف الرائحة الفائحة املالزمة للشدة املطربة الدائرة مع حتريم رشب

اخلمر وجودا وعدما، مع أهنا ليست علة.القول الثاين: ترجيح الدوران عىل السرب والتقسيم، وبه قال بعض

األصوليني.واستدلوا عىل ذلك بأدلة، منها ما يأيت:

١. استقالل الدوران يف الداللة عىل العلية بخالف السرب املحتاج يستقل ال ما عىل مقدم بالداللة يستقل وما كثرية، مقدمات إىل فيه

هبا.٢. أن العلية املستفادة من الدوران مطردة منعكسة بخالف السرب

والتقسيم.=(١٨٩/٦)، تشنيف املسامع له (٥٤٦/٣)، رشح املحىل عىل مجيع اجلوامع (٤١٨/٢)،

مناهج العقول للبدخيش (٢٥٣/٣)، تيسري التحرير ألمري بادشاه (٨٨/٤-٨٩).(١) اإلحكام يف أصول األحكام (٢٧٣/٤).(٢) املخترص له مع رشح العضد (٣١٧/٢).

(٣) هناية الوصول يف دراية األصول (٣٧٦٨/٨).(٤) التحرير له مع تيسري التحرير (٨٨/٤).

١١٨

املطلب الثالثالرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسلك الشبه

الشبه، ومسلك الدوران مسلك تعارض إذا فيام العلامء اختلف أهيام يقدم؟ وهلم يف ذلك قوالن(١):

القول األول: ترجيح مسلك الدوران عىل مسلك الشبه، وهو قول كثري من األصوليني، كصفي الدين اهلندي(٢).

واستدلوا عىل ذلك بأدلة، منها ما يأيت:١. أن الدوران جيري جمر األلفاظ بخالف الشبه.

٢. أن الدوران يفيد اطراد العلة وانعكاسها بخالف الشبه.القول الثاين: ترجيح مسلك الشبه عىل مسلك الدوران، وهو قول

بعض األصوليني، كابن السبكي(٣).واستدلوا عىل ذلك بأدلة، منها يأيت:

١. أن الشبه قريب من املناسبة، واملناسبة أرجح من الدوران.من املستفاد الظن عىل يغلب فال ضعيف بالدوران الظن أن .٢

الشبه.والظاهر أن الدوران أرجح، لقوة ما استدل به عليه، ويرد عىل أدلة

املخالفني بالفرق بني الشبه واملناسبة، كام هو معلوم.(١) انظر: هناية الوصول للهندي (٣٧٦٨/٨)، تشنيف املسامع للزركيش (٥٤٦/٣)، رشح رشح ،(٨٨/٤) التحرير تيسري ،(٤١٨/٢) العطار بحاشية اجلوامع مجع عىل املحيل

الكوكب املنري للفتوحي (٧١٩/٤).(٢) هناية الوصول (٣٧٦٨/٨).

(٣) انظر: مجع اجلوامع برشح املحيل وحاشية العطار وتقريرات الرشبيني (٤١٨/٢).

١١٩

وقوهلم بأن الدوران أضعف من الشبه مصادرة عىل املطلوب، فعني الدليل هنا هو عني املطلوب إثباته.

املطلب الرابعالرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسلك الطرد

مل خيتلف األصوليون يف أن الدوران يرجح عىل الطرد، وذلك ألن الظن عىل أغلب وهو العلة، صحة عىل دليل االطراد مع االنعكاس

من جمرد الطرد وحده(١).

(١) انظر األقوال يف املسألة مع أدلتها يف: الربهان للجويني (٨١٩/٢، ٨٢٠)، التمهيد أليب اخلطاب (٢٤٢/٤)، هناية الوصول للهندي (٣٧٦٨/٨-٣٧٧٠)، رفع احلاجب البن السبكي (٦٤١/٤)، البحر املحيط للزركيش (١٨٥/٦)، تشنيف املسامع له (٥٤٧/٣)،

رشح املحيل عىل مجع اجلوامع (٤١٨/٢)، تيسري التحرير (٨٨/٤).

١٢٠

اخلامتة

احلمد هللا وحده، والصالة والسالم عىل من ال نبي بعده، أما بعد:فمن املناسب يف ختام هذا البحث أن أخلص نتائجه، كام يأيت:

إىل . ١ املجتهد هبا يتوصل التي الطرق أي العلة: بمسالك املراد معرفة العلة يف األصل.

أن مسالك العلة منها ما هو نقيل، ومنها ما هو عقيل، ومن أهم . ٢تلك املسالك العقلية مسلك الدوران.

وجودا . ٣ مناسب غري وصف عىل حكم ترتب هو الــدوران: . وعدما

واالطراد . ٤ والعكس، الطرد املشهورة: الدوران مسميات من باجلريان، بعضهم سامه كام والوجود، والسلب واالنعكاس،

واملالزمة بني احلكم والوصف، والتأثري، واالطراد.للدوران صورتان، أحدمها: أن يكون وجود احلكم عند وجود . ٥

الوصف، وعدمه عند عدمه يف حمل واحد، والثانية: أن يوجد احلكم عند الوصف ويعدم عند عدمه يف حملني.

للدوران ركنان أساسيان، ومها:. ٦املدار، وهو الوصف املدعى عليه.• الدائر، وهو احلكم املدعى معلوليته.•

١٢١

يفرق بني الدوران والطرد بأن الدوران يتناول وجود احلكم عند . ٧وجود الوصف، وانتفاءه عند انتفائه، أما الطرد فيختص بجانب

الوجود فقط، دون أن يكون له عالقة بجانب االنتفاء.شهادة األصول أن يكون للحكم املعلل أصل معني أو أكثر من . ٨

صحته عىل يشهد نوعه، أو الوصف جنس فيه يوجد نوعه، . طردا وعكسا

الدوران يف العلة أن األصول، وشهادة الدوران بني والفرق شهادة بينام احلكم، يف والعدمي الوجودي تأثريها يظهر األصول التأثري إنام يكون لألصول الشاهدة دون تطرق للعلة ذاهتا، فال يشرتط يف شهادة األصول أن نعلم عني العلة املؤثرة، بل يكفي أن نذكر دليلها، وهي األصول الشاهدة، فالدوران من

باب قياس العلة، وشهادة األصول من باب قياس الداللة.به . ٩ الرشعية األحكام ثبوت حيث من كرب أمهية للدوران

للمجربات، طريقا كونه حيث ومن العلامء، مجهور قول عىل وملعرفة املنافع واملضار يف جمال األدوية واألغذية وغريها.

من مواطن االتفاق يف االحتجاج بالدوران عىل ثبوت العلية . ١٠ما يأيت:

يف • العلة إثبات يف به تج حي الــدوران أن عىل العلامء اتفق األحكام العقلية.

مناسبا • كان إذا الوصف أن عىل بالقياس القائلون اتفق وترتب احلكم عليه وجودا وعدما، أنه مما تثبت به العلية يف

األحكام الرشعية.كام اتفقوا عىل أنه إذا انضم إىل الدوران نص أو إمجاع أو سرب •

من فليس العلة، مسالك من ذلك غري أو شبه أو وتقسيم

١٢٢

حكم إىل البحث ينتقل بل الدوران، حجية يف النزاع حمل انضاممها إفادة ومد ،األخر املسالك بتلك االحتجاج

إىل الدوران يف حصول الظن أو القطع بالعلية.الدوران . ١١ يف هو بالدوران االحتجاج حكم يف النزاع حمل

الرشعية األحكام يف العلة إثبات يف كافيا يكون هل املجرد، أو ال؟

يف العلة إثبات يف حجة الدوران أن ذلك يف الراجح والقول بعض الصور دون بعض، وعىل املجتهد سربه ملعرفة الوصف وإنام غريه، من وانعكاسه اطراده عىل االعتامد يمكن الذي رجح هذا القول ألن فيه مجعا بني أدلة املختلفني، وألن صور الدوران ليست متساوية، فبعضها يمكن أن يقطع به، وبعضها عدم الظن عىل يغلب وبعضها صحته، الظن عىل يغلب

صحته.هو . ١٢ ما نفي بيان بالدوران املستدل إلزام يف العلامء اختلف

أوىل بالعلة منه، عىل أقوال ثالثة: إلزامه، وعدم إلزامه، وإلزام املجتهد دون املناظر.

إذا أبد املعرتض عىل املستدل بالدوران وصفا قارصا رجح . ١٣الوصف املدار، بناء عىل أن العلة املتعدية أرجح من القارصة، احتد فإن متعديا، املعرتض أبداه الذي الوصف كان وإذا من الرتجيح طلب وإال الرتجيح، يطلب مل الوصفني مقتىض خارج عنهام، وأما إذا كان الوصف الذي أبداه املعرتض متعديا

إىل فرع آخر غري صورة النزاع، فخالفه عىل قولني.يرجح . ١٤ واحد، حمل أو واحدة صورة يف احلاصل الدوران أن

عىل الدوران احلاصل يف صورتني أو حملني.

١٢٣

أن الدوران يرجح عىل االستصحاب.. ١٥ومنها . ١٦ املسالك من سواها ما عىل مرجحة النقلية املسالك أن

الدوران.أن مسلك املناسبة مرجح عىل مسلك الدوران.. ١٧السرب . ١٨ وبني الدوران مسلك بني الرتجيح يف العلامء اختلف

والتقسيم.الراجح أن مسلك الدوران يرجح عىل مسلك الشبه والطرد.. ١٩

هذا ما تيرس رقمه، فام كان من صواب فمن اهللا، وما كان من خطأ موازين يف وجيعله االختصاص، أهل به ينفع أن أسأل واهللا فمني، وآله حممد وحبيبنا سيدنا عىل وسلم اهللا وصىل أعلم واهللا احلسنات،

وصحبه.

١٢٤

املصادر واملراجع:

تاج . ١ وولده ٧٥٦هـ، سنة املتوىف السبكي، عبدالكايف بن لعيل املنهاج رشح يف اإلهباج ونور الزمزمي أمحد حتقيق: ٧٧١هـ، سنة املتوىف السبكي عيل بن عبدالوهاب الدين للدراسات البحوث دار ١٤٢٤هـــ/٢٠٠٤م، سنة األوىل، الطبعة صغريي، الدين

اإلسالمية وإحياء الرتاث - اإلمارات العربية املتحدة، ديب.تركي، . ٢ عبداملجيد حتقيق: ٤٧٤هـ، سنة املتوىف الباجي، الوليد أليب الفصول إحكام

الطبعة األوىل سنة ١٤٠٧هـ-١٩٨٦م، دار الغرب اإلسالمي.١٤١٣هـ-. ٣ سنة الثانية، الطبعة األندليس، حزم البن األحكام أصول يف اإلحكام

١٩٩٢م، دار احلديث بالقاهرة.اإلحكام يف أصول األحكام لآلمدي، املتوىف سنة ٦٣١هـ، حتقيق: عبدالرزاق عفيفي، . ٤

الطبعة الثانية سنة ١٤٠٢هـ، املكتب اإلسالمي، بريوت.الدين . ٥ لشهاب واإلمام القايض وترصفات األحكام عن الفتاو متييز يف اإلحكام

األوىل سنة ١٩٨٩م، عبدالرازق، الطبعة القرايف، املتوىف سنة ٦٨٤هـ، حتقيق: أبو بكر املكتب الثقايف للنرش والتوزيع - القاهرة.

االختيار لتعليل املختار لعبداهللا بن حممود املوصيل احلنفي، وعليه تعليقات الشيخ حممود . ٦أبو دقيقة، طبع دار الكتب العلمية بريوت، ونرش مكتبة دار الباز بمكة املكرمة.

آداب البحث واملناظرة للشيخ حممد األمني الشنقيطي، مكتبة ابن تيمية بالقاهرة، ومكتبة . ٧العلم بجدة.

إرشاد الفحول إىل حتقيق احلق من علم األصول ملحمد بن عيل الشوكاين، دار الفكر.. ٨إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار السبيل ملحمد نارص الدين األلباين، الطبعة األوىل . ٩

سنة ١٣٩٩هـ-١٩٧٩م، املكتب اإلسالمي.سنة . ١٠ املتوىف القرطبي، النمري عبدالرب بن عبداهللا بن يوسف عمر أليب االستذكار

٤٦٣هـ، حتقيق: عىل النجدي ناصف، الطبعة األوىل، سنة ١٣٩٣هـ-١٩٧٢م، مطابع األهرام، القاهرة.

معوض، . ١١ وعيل عبداملوجود عادل حتقيق: الباجي، الوليد أليب أصول الفقه يف اإلشارة املكرمة مكة - الباز مصطفى نزار مكتبة نرش ـــ/١٩٩٦م، ١٤١٧ه األوىل الطبعة

بالرياض.سنة . ١٢ املتوىف العسقالين، حجر بن عيل بن أمحد الفضل أليب الصحابة متييز يف اإلصابة

٨٥٢هـ، حتقيق د/ طه حممد الزيني، نرش مكتبة الكليات األزهرية، الطبعة األوىل.أصول البزدوي مطبوع مع كشف األرسار للبخاري، مطبعة الصدف ببلرشز، كراتيش، . ١٣

باكستان.

١٢٥

اجلصاص . ١٤ عيل بن أمحد بكر أليب األصول يف بالفصول املسمى اص، اجلص أصول الرازي، املتوىف سنة ٣٧٠هـ، ضبط نصوصه وخرج أحاديثه وعلق عليه، حممد بن حممد

ثامر، الطبعة األوىل، سنة ١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م، دار الكتب العلمية، بريوت - لبنان.أصول الرسخيس أليب بكر حممد بن أمحد بن أيب سهل، املتوىف سنة ٤٩٥هـ، حتقيق: أيب . ١٥

الوفاء األفغاين، دار املعرفة، بريوت - لبنان.أصول الفقه لشمس الدين حممد بن مفلح املقديس احلنبيل، حققه وعلق عليه وقدم له . ١٦

فهد بن حممد السدحان، الطبعة األوىل ١٤٢٠هـ/١٩٩٩م، مكتبة العبيكان بالرياض.أصوف الفقه ملحمد أبو زهرة، دار الفكر العريب.. ١٧أصول الفقه ملحمد أبو النور زهري، املكتبة األزهرية للرتاث - القاهرة.. ١٨طه . ١٩ راجعه: ٧٥١هـ، سنة املتوىف اجلوزية، قيم البن العاملني رب عن املوقعني إعالم

عبدالرؤوف سعد، دار الكتب العلمية - بريوت.اإلفصاح عن معاين الصحاح لعون الدين أيب املظفر حييى بن حممد بن هبرية، املتوىف سنة . ٢٠

٥٦٠هـ، طبعة سنة ١٣٩٨هـ، املؤسسة السعيدية - الرياض.األم ملحمد بن إدريس الشافعي، املتوىف سنة ٢٠٤هـ، مطابع لوستاتسوماس ورشكاه، . ٢١

طبعة مصورة عن مطبعة بوالق ١٣٢١هـ.األنجم الزاهرات عىل حل ألفاظ الورقات ملحمد بن عثامن بن عيل املارديني، املتوىف سنة . ٢٢

٨٧١هـ، حتقيق: د. عبدالكريم النملة، الطبعة األوىل، سنة ١٤١٥هـ/١٩٩٤م، مكتبة الرشد بالرياض.

اآليات البينات ألمحد بن قاسم العبادي عىل رشح مجع اجلوامع للمحيل، ضبطه وخرج . ٢٣الكتب دار ١٤٧هـ/١٩٩٦م، سنة األوىل، الطبعة عمريات، زكريا وأحاديثه: آياته

العلمية - بريوت.اإليضاح لقوانني االصطالح يف اجلدل األصويل الفقهي أليب حممد يوسف ابن عبدالرمحن . ٢٤

بن اجلوزي، املتوىف سنة ٦٥٦هـ، حققه وعلق عليه وقدم له: د. فهد السدحان، الطبعة األوىل، سنة ١٤١٢هـ/١٩٩١م، مكتبة العبيكان.

البحر املحيط للزركيش، املتوىف سنة ٧٩٤هـ، نرش وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية . ٢٥حممد ود. غدة، أبو عبدالستار ود. األشقر، سليامن عمر د. بتحريره وقام بالكويت،

سليامن األشقر.بدائع الصنائع يف ترتيب الرشائع لعالء الدين الكاساين، املتوىف سنة ٥٨٧هـ، طبع الكتب . ٢٦

العلمية - بريوت، نرش: املكتبة العلمية - بريوت.الطبعة . ٢٧ ٥٩٥هـ، سنة املتوىف احلفيد، القرطبي رشد البن املقتصد وهناية املجتهد بداية

األوىل، سنة ١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م، دار ابن حزم للطباعة، بريوت.٧٧٤هـ، . ٢٨ سنة املتوىف الدمشقي، كثري بن إسامعيل الفداء أيب للحافظ والنهاية البداية

حتقيق: مجاعة من العلامء، الطبعة األوىل، سنة ١٤٠٨هـ، دار الريان للرتاث بالقاهرة.

١٢٦

بذل النظر يف األصول ملحمد بن عبداحلميد األسمندي، املتوىف سنة ٥٥٢هـ، حتقيق: د. . ٢٩حممد زكي عبدالرب، الطبعة األوىل سنة ١٤١٢هـ/١٩٩٢م، مكتبة الرتاث بالقاهرة.

الربهان يف أصول الفقه إلمام احلرمني عبدامللك بن عبداهللا اجلويني، املتوىف سنة ٤٧٨هـ، . ٣٠الطبعة الثالثة سنة ١٤١٢هـ/١٩٩٢م، دار الوفاء للطباعة.

بيان املخترص، رشح خمترص ابن احلاجب لشمس الدين األصفهاين، املتوىف سنة ٧٤٩هـ، . ٣١.حتقيق: د. حممد مظهر بقا، طبعة جامعة أم القر

تاج العروس من جواهر القاموس ملحمد مرتىض الزبيدي، دراسة وحتقيق: عيل شريي، . ٣٢دار الفكر.

هيتو، . ٣٣ حسن حممد حتقيق: ٤٧٦هـ، سنة املتوىف للشريازي، الفقه أصول يف التبرصة مصور باألوفست سنة ١٤٠٣هـ/١٩٨٣م، عن الطبعة األوىل سنة ١٩٨٠م، دار الفكر

بدمشق.التحبري رشح التحرير يف أصول الفقه احلنبيل أليب احلسن عالء الدين املرداوي، دراسة . ٣٤

سنة األوىل، الطبعة الرساح، وأمحد القرين، وعوض اجلربين عبدالرمحن وحتقيق: ١٤٢١هـ/٢٠٠٠م، مكتبة الرشد بالرياض.

رسالة . ٣٥ مامادو لــرتاوري بالقياس املتعلقة اخلالفية املسائل يف النزاع حمل حترير سنة الدويش، عبدالرزاق بن حممد الدكتور/ بإرشاف الدكتوراه درجة لنيل مقدمة

١٤٢٤هـ/١٤٢٥هـ كلية الرشيعة - جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية.سنة ٦٨٢هـ، . ٣٦ املتوىف األرموي، بكر أيب بن حممد الدين لرساج املحصول من التحصيل

حتقيق: د. عبداحلميد أبو زنيد، الطبعة األوىل سنة ١٤٠٨هـ/١٩٨٨م، مؤسسة الرسالة.التحقيقات يف رشح الورقات للحسني بن أمحد بن حممد الكيالين، املعروف بابن قاوان، . ٣٧

الطبعة حسني، بن عبداهللا بن سعد الرشيف ودراسة/د. حتقيق ٨٨٩هـ، سنة املتوىف األوىل، سنة ١٤١٩هـ/١٩٩٩م، دار النفائس للنرش والتوزيع - األردن.

تشنيف املسامع بجمع اجلوامع لتاج الدين السبكي، تأليف بدر الدين الزركيش املتوىف . ٣٨األوىل، الطبعة عبدالعزيز، سيد ود. ربيع عبداهللا د. وحتقيق: دراسة ٧٩٤هـ، سنة

مؤسسة قرطبة، توزيع املكتبة املكية بمكة املكرمة.التصور والتصديق: خصائصهام وجماالهتام للدكتور عناية اهللا إبالغ، الطبعة األوىل، سنة . ٣٩

١٤١٦هـ/١٩٩٥م، دار البشائر اإلسالمية، بريوت.األبياري، . ٤٠ إبراهيم حتقيق: ٨١٦هـ، سنة املتوىف اجلرجاين، حممد بن لعيل التعريفات

الطبعة الثانية سنة ١٤١٦هـ/١٩٩٢م، دار الكتاب العريب - بريوت.النهضة . ٤١ دار ١٤٠١هـــ/١٩٨١م، سنة طبعة شلبي، مصطفى ملحمد األحكام تعليل

العربية - بريوت.تعليل األحكام الرشعية ألمحد بن حممد العنقري، رسالة دكتوراه مقدمة لقسم أصول . ٤٢

الفقه بكلية الرشيعة بالرياض سنة ١٤٠٨هـ.

١٢٧

التعليل بالشبه وأثره يف القياس عند األصوليني مليادة حممد احلسن، الطبعة األوىل، سنة . ٤٣١٤٢١هـ/٢٠٠١م، مكتبة الرشد - الرياض.

تقريب الوصول إىل علم األصول أليب القاسم حممد بن أمحد بن جزي الغرناطي، املتوىف . ٤٤سنة ٧٤١هـ، حتقيق: حممد املختار بن األمني الشنقيطي، الطبعة األوىل، سنة ١٤١٤هـ،

مكتبة ابن تيمية بالقاهرة، ومكتبة العلم بجدة.التقرير والتحبري عىل التحرير البن اهلامم، تأليف: ابن أمري احلاج، املتوىف سنة ٨٧٩هـ، . ٤٥

الطبعة الثانية سنة ١٤٠٣هـ/١٩٨٣م، دار الكتب العلمية.تقويم األدلة يف أصول الفقه أليب زيد الدبويس، املتويف سنة ٤٣٠هـ، الطبعة األوىل، سنة . ٤٦

١٤٢١هـ/٢٠٠١م، دار الكتب العلمية - بريوت.التلخيص يف أصول الفقه للجويني، حتقيق: حممد حسن حممد حسن إسامعيل، الطبعة . ٤٧

األوىل، سنة ١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م، دار الكتب العلمية - بريوت.تلخيص احلبري يف ختريج أحاديث الرافعي الكبري ألمحد بن عيل بن حجر العسقالين، املتوىف . ٤٨

سنة ٨٥٢هـ، حتقيق: السيد عبداهللا هاشم اليامين املدين، طبعة سنة ١٣٨٤هـ/١٩٦٤م، رشكة املطبعة الفنية املتحدة.

التلويح عىل التوضيح ملتن التنقيح للتفتازاين، املتوىف سنة ٧٩٢هـ، دار الكتب العلمية.. ٤٩التمهيد يف أصول الفقه أليب اخلطاب الكلوذاين، املتوىف سنة ٥١٠هـ، حتقيق: د. مفيد أو . ٥٠

عمشة، ود. حممد بن عيل بن إبراهيم، الطبعة األوىل، سنة ١٤٠٦هـ/١٩٨٥م، طبع دار .املدين بجدة، نرش مركز البحث العلمي وإحياء الرتاث اإلسالمي بجامعة أم القر

تيسري التحرير ألمري بادشاه، دار الكتب العلمية.. ٥١مجع اجلوامع يف أصول الفقه مع رشح املحيل وحاشية العطار وتقريرات الرشييني البن . ٥٢

السبكي، دار الكتب العلمية - بريوت - لبنان.احلاصل من املحصول يف أصول الفقه لتاج الدين األرموي، املتوىف سنة ٦٥٣هـ. حتقيق: . ٥٣

قاريونس جامعة منشورات ١٩٩٤م، سنة األوىل الطبعة ناجي، أبو عبدالسالم د. ببنغازي.

سنة . ٥٤ املتوىف الرازي، مكي بن عىل الدين حلسام املسائل تنقيح يف الدالئل خالصة مكتبة ١٤٢٨هـ/٢٠٠٧م، سنة األوىل الطبعة الدمياطي، الفصل أيب حتقيق: ٥٩٨هـ،

الرشد - الرياض.سنة . ٥٥ األوىل، الطبعة النملة، عيل بن لعبدالكريم األصوليني عند اللفظي اخلالف

١٤١٧هـ/١٩٩٦م، مكتبة الرشد - الرياض.رفع احلاجب عن خمترص ابن احلاجب البن السبكي، املتوىف سنة٧٧١هـ، حتقيق وتعليق . ٥٦

ودراسة/ عيل حممد معوض وعادل عبداملوجود، الطبعة األوىل، سنة ١٤١٩هـ/١٩٩٩م، عامل الكتب - بريوت.

روضة الناظر وجنة املناظر يف أصول الفقه لعبداهللا بن أمحد ابن قدامة املقديس، املتوىف . ٥٧

١٢٨

١٤١٣هـ/١٩٩٣م، سنة األوىل، الطبعة النملة، عبدالكريم د. حتقيق: ٦٢٠هـ، سنة مكتبة الرشد بالرياض.

املتوىف . ٥٨ اإلسنوي، الدين جلامل األصول علم إىل الوصول منهاج عىل األصول زوائد سنة ٧٧٢هـ، حتقيق: حممد سنان سيف اجلاليل، الطبعة األوىل سنة ١٤١٣هـ/١٩٩٣م،

مؤسسة الكتب الثقافية.سالسل الذهب لبدر الدين حممد بن هبادر الزركيش، املتوىف سنة ٧٩٤هـ، حتقيق: حممد . ٥٩

املختار بن حممد األمني الشنقيطي، الطبعة األوىل، سنة ١٤١١هـ/١٩٩٠م، طبع مكتبة ابن تيمية بالقاهرة، توزيع مكتبة العلم بجدة.

منهاج . ٦٠ رشح يف السول هناية مع مطبوع للمطيعي، السول هناية لرشح الوصول سلم األصول، طبعة سنة ١٩٨٢م، املطبعة السلفية - بريوت.

سنة . ٦١ املتوىف سورة، بن عيسى بن ملحمد الصحيح باجلامع املسمى الرتمذي، سنن دار توزيع ١٣٥٦هـ/١٩٣٧م، سنة األوىل الطبعة شاكر، حممد أمحد حتقيق: ٢٩٧هـ،

الباز بمكة املكرمة.سنن الدرامي لعبداهللا بن عبدالرمحن الدرامي، املتوىف سنة ٢٥٥هـ، حتقيق: فؤاد زمريل . ٦٢

وخالد العليمي، الطبعة األوىل سنة ١٤٠٧هـ/١٩٨٧م، دار الكتاب العريب - بريوت. توزيع دار الريان للرتاث، القاهرة.

السيد، . ٦٣ وعادل الدعاس عزت السجستاين،تعليق: األشعث بن لسليامن داود أيب سنن الطبعة األوىل سنة ١٣٨٨هـ/١٩٦٩م، دار احلديث - بريوت.

شذرات الذهب يف أخبار من ذهب البن العامد احلنبيل، املتوىف سنة ١٠٨٩هـ، طبعة سنة . ٦٤١٣٥٠هـ، بمكتبة القديس بالقاهرة.

طه . ٦٥ حتقيق: ٦٨٤هـ، سنة املتوىف القرايف، إدريس بن ألمحد الفصول تنقيح رشح املكتبة توزيع للطباعة، عطوة دار ١٤١٤هـ/١٩٩٣م، سنة طبعة سعد، عبدالرؤوف

األزهرية للرتاث.٧٧٢هـ، . ٦٦ سنة املتوىف الزركيش، عبداهللا بن ملحمد اخلرقي خمترص عىل الزركيش رشح

مكتبة ١٤١٣هـــ/١٩٩٣م، سنة األوىل الطبعة اجلربين، عبداهللا الشيخ حتقيق: العبيكان.

املكتبة . ٦٧ نرش اجلندي، فرج عبدالرحيم تأليف: لألخرضي، املنطق يف املسلم رشح األزهرية للرتاث - القاهرة.

املالكي، . ٦٨ اجلزائري األخرضي عبدالرمحن للعالمة املنطق علم يف املرونق السلم رشح سنة األوىل، الطبعة اجلزائري، بلقاسم بكر أبو وتعليق: حتقيق ٩٥٣هـ، سنة املتوىف

٢٠٠٦م، دار ابن حزم، بريوت.رشح العضد عىل خمترص ابن احلاجب مع حاشية التفتازاين واجلرجاين واهلروي للعضد . ٦٩

اإلحيي، الطبعة الثانية سنة ١٤٠٣هـ/١٩٨٣م، دار الكتب العلمية.

١٢٩

رشح العمد أليب احلسني البرصي املعتزيل، حتقيق: د. عبداحلميد أبو زنيد، الطبعة األوىل . ٧٠سنة ١٤١٠هـ، مكتبة العلوم واحلكم باملدينة املنورة.

رشح الكوكب املنري البن النجار الفتوحي، حتقيق ودراسة: د. حممد الزحييل، ود. نزيه . ٧١محاد، الطبعة الثانية سنة ١٤١٣هـ، بمطابع جامعة أم القر بمكة املكرمة.

الطبعة . ٧٢ تركي، عبداملجيد حتقيق: الشريازي، عيل بن إبراهيم إسحاق أليب اللمع رشح األوىل سنة ١٤٠٨هـ/١٩٨٨م، دار الغرب اإلسالمي.

رشح املحيل عىل مجع اجلوامع، دار الكتب العلمية، بريوت - لبنان.. ٧٣رشح خمترص الروضة لسليامن بن عبدالقوي الطويف، املتوىف سنة ٧١٦هـ، حتقيق: د. عبداهللا . ٧٤

الرتكي، الطبعة األوىل سنة ١٤١٠هـ/١٩٩٠م، مؤسسة الرسالة، بريوت - لبنان.رشح املعامل يف أصول الفقه البن التلمساين الشافعي، املتوىف سنة ٦٤٤هـ، حتقيق: عادل . ٧٥

عبداملوجود وعيل حممد معوض، الطبعة األوىل، سنة ١٤١٩هـ/١٩٩٩م، عامل الكتب - بريوت.

شفاء الغليل يف بيان الشبه واملخيل ومسالك التعليل أليب حامد حممد بن حممد الغزايل، . ٧٦مطبعة ١٣٩٠هـ/١٩٧١م، سنة طبعة الكبييس، أمحد د. حتقيق: ٥٠٥هـ، سنة املتوىف

اإلرشاد، بغداد.سنة . ٧٧ األوىل الطبعة عوض، صالح للسيد األصوليني عند القياس مباحث يف الصالح

١٤٠٨هـ/١٩٨٨م، دار الشافعي للطباعة باملنصورة.الصحاح إلسامعيل بن محاد اجلوهري، حتقيق: أمحد عبدالغفور عطار، الطبعة الثانية سنة . ٧٨

١٣٩٩هـ/١٩٧٩م، دار العلم للماليني - بريوت.سنة . ٧٩ طبعة ٢٥٦هـــ، سنة املتوىف البخاري، إسامعيل بن ملحمد البخاري صحيح

١٤١٤هـ/١٩٩٤م، طبع دار الفكر، توزيع املكتبة التجارية بمكة املكرمة.فؤاد . ٨٠ حممد حتقيق: ٢٦١هـ، سنة املتوىف القشريي، احلجاج بن ملسلم مسلم صحيح

عبدالباقي، الطبعة األوىل سنة ١٤١٢هـ/١٩٩١م، دار احلديث.ضوابط املعرفة وأصول االستدالل واملناظرة لعبدالرمحن حسن امليداين، الطبعة السابعة، . ٨١

سنة ١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م، دار القلم بدمشق.طبقات احلنابلة للقايض أيب احلسني حممد بن أيب يعىل الفراء، املتوىف سنة ٥٢٦هـ، حتقيق: . ٨٢

حممد حامد الفقي، الطبعة األوىل، سنة ١٣٧١هـ، مطبعة السنة املحمدية بالقاهرة.٨٣ . - والنرش للطباعة صادر دار ١٣٧٧هـــ، سنة طبعة سعد، البن سعد ابن طبقات

بريوت.الثانية . ٨٤ الطبعة ٧٧١هـ، سنة املتوىف السبكي، ابن الدين لتاج الكرب الشافعية طبقات

بدار املعرفة، بريوت - لبنان.طرق االستدالل ومقدماهتا عند املناطقة واألصوليني للدكتور يعقوب بن عبدالوهاب . ٨٥

الباحسني، الطبعة األوىل، سنة ١٤٢١هـ/٢٠٠١م، مكتبة الرشد بالرياض.

١٣٠

العدة يف أصول الفقه للقايض أيب يعىل الفراء، املتوىف سنة ٤٥٨هـ، حتقيق: د. أمحد سري . ٨٦املباركي، الطبعة الثانية سنة ١٤١٠هـ/١٩٩٠م.

غاية الوصول رشح لب األصول لزكريا األنصاري، طبع رشكة أمحد ابن سعد بن نبهان، . ٨٧سور أبايا - أندونيسيا.

الغيث اهلامع رشح مجع اجلوامع لويل الدين أيب زرعة أمحد العراقي، املتوىف سنة ٨٢٦هـ، . ٨٨سنة األوىل الطبعة اإلسالمي، الرتاث وإحياء العلمي للبحث قرطبة مكتبة حتقيق:

١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م، نرش الفاروق احلديثة للطباعة والنرش بالقاهرة.فتح الباري برشح صحيح البخاري البن حجر العسقالين، املتوىف سنة ٨٥٢هـ، حتقيق: . ٨٩

حمب الدين اخلطيب، الطبعة الرابعة سنة ١٤٠٨هـ، املكتبة السلفية.احلنفي، . ٩٠ نجيم البن املنار أصول يف األنوار بمشكاة املعروف املنار، برشح الغفار فتح

طبع سنة ١٣٥٥هـ/١٩٣٦م، مطبعة مصطفى البايب احللبي وأوالده بمرص.الشيخ . ٩١ عليه: وعلقه صححه ٤٦٣هـ، سنة املتوىف البغدادي، للخطيب واملتفقه الفقيه

إسامعيل األنصاري، املكتبة العلمية.دار . ٩٢ األنصاري، الدين نظام بن حممد لعبدالعيل الثبوت مسلم رشح الرمحوت فواتح

إحياء الرتاث العريب، ومكتبة املثنى - بريوت.سنة . ٩٣ الثانية الطبعة ٨١٧هـ، سنة املتوىف آبادي، الفريوز الدين ملجد املحيط القاموس

١٤٠٧هـ/١٩٨٧م، مؤسسة الرسالة.السمرقندي، . ٩٤ األهبري املفضل بن عمر بن املفضل الدين ألثري اجلدلية القوادح

سنة األوىل الطبعة احلوشاين، رشيفة د. وتعليق: وحتقيق دراسة ٦٦٣هـ، سنة املتوىف ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م، دار الوراق ودار النريين.

قواطع األدلة يف األصول أليب املظفر منصور بن حممد السمعاين، املتوىف سنة ٤٨٩هـ، . ٩٥حتقيق د. عبداهللا احلكمي، الطبعة األوىل، سنة ١٤١٩هـ/١٩٩٨م.

عبداحلق . ٩٦ لدين كامال بن عبداملؤمن الدين لصفي الفصول ومعاقد األصول قواعد سنة األوىل الطبعة احلكمي، عباس عيل د. حتقيق: ٧٣٩هـ، سنة املتوىف البغدادي،

١٤٠٩هـ/١٩٨٨م، بمطابع جامعة أم القر بمكة املكرمة.سنة . ٩٧ األوىل الطبعة ـــ، ٦٥٣ه سنة املتوىف لألصفهاين، املحصول عن الكاشف

١٤١٩هـ/١٩٩٨م، دار الكتب العلمية - بريوت.سنة . ٩٨ املتوىف البخاري، عبدالعزيز الدين لعالء البزدوي أصول عىل األرسار كشف

٧٣٠هـ، مطبعة الصدف ببلرشز، كراتيش - باكستان.سنة . ٩٩ األوىل الطبعة ـــ، ٧١٠ه سنة املتوىف للنسفي، املنار رشح األرسار كشف

١٤٠٦هـ/١٩٨٦م، دار الكتب العلمية - بريوت.د. . ١٠٠ حتقيق: ١٠٩٤هـ، سنة املتوىف الكفوي، موسى بن أيوب البقاء أليب الكليات

١٣١

مؤسسة ١٤١٢هـ/١٩٩٢م، سنة األوىل الطبعة املرصي، وحممد درويش، عدنان الرسالة - بريوت.

اللباب يف رشح الكتاب للميداين، حتقيق: حممد حميي الدين عبداحلميد وحممود أمني . ١٠١التواوي، مكتبة الرياض احلديثة.

لسان العرب جلامل الدين حممود بن مكرم بن منظور، دار صادر - بريوت.. ١٠٢سنة . ١٠٣ الثانية، الطبعة السعدي، لعبداحلكيم األصوليني عند القياس يف العلة مباحث

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م، دار البشائر اإلسالمية - بريوت.سنة . ١٠٤ الثالثة الطبعة ـــ، ٤٩٠ه سنة املتوىف الرسخيس، الدين لشمس املبسوط

١٣٩٨هـ/١٩٧٨م، دار املعرفة للطباعة والنرش، بريوت - لبنان.املجموع رشح املهذب أليب زكريا حميي الدين بن رشف النووي، دار الفكر.. ١٠٥املحصول يف علم أصول الفقه لفخر الدين الرازي، املتوىف سنة ٦٠٦هـ، حتقيق: د. طه . ١٠٦

جابر العلواين، الطبعة الثانية سنة ١٤١٢هـ/١٩٩٢م، مؤسسة الرسالة - بريوت.املحصول يف أصول الفقه البن العريب، املتوىف سنة ٥٤٣هـ، أخرجه واعتنى به: حسني . ١٠٧

البدري، علق عىل مواضع منه: سعيد فودة، الطبعة األوىل، سنة ١٤٢٠هـ/١٩٩٩م، دار البيارق.

خاطر، . ١٠٨ حممود برتتيبه: عنى الرازي، عبدالقادر بكر أيب بن ملحمد الصحاح خمتارص دار الفكر العريب.

املخترص يف أصول الفقه أليب احلسن عيل بن حممد البعيل، املشهور بابن اللحام، املتوىف . ١٠٩الشبييش، عبدالنارص به: اعتنى الشثري، سعد للدكتور رشحه مع ٨٠٣هـ، سنة

الطبعة األوىل، سنة ٢٠٠٧م، كنوز إشبيليا.ومطبعة . ١١٠ صادر، دار ١٣٢٣هـ، سنة طبعة أنس، بن مالك لإلمام الكرب املدونة

السعادة بمرص.باملرابط، . ١١١ املعروف اجلكني أمحد بن األمني ملحمد السعود مراقي إىل السعود مراقي

حتقيق: حممد املختار بن حممد األمني الشنقيطي، الطبعة األوىل سنة ١٤١٣هـ/١٩٩٣م، مطابع ابن تيمية بالقاهرة.

املسائل الفقهية من كتاب الروايتني والوجهني أليب يعىل، حتقيق: عبدالكريم الالحم، . ١١٢الطبعة األوىل، سنة ١٤٠٥هـ/١٩٨٥م، مكتبة املعارف بالرياض.

املستصفى من علم األصول أليب حامد الغزايل، دار إحياء الرتاث العريب - بريوت، . ١١٣ومكتبة املثنى - بريوت.

بريوت . ١١٤ اإلسالمي، املكتب طبعة ٢٤١هـ، سنة املتوىف حنبل، بن أمحد لإلمام املسند - لبنان.

الدين . ١١٥ شهاب وابنه احلراين، عبدالسالم الربكات أيب الدين جمد تيمية: آلل املسودة عبداحلليم بن عبدالسالم، وابنه تقي الدين أمحد بن عبداحلليم، مجعها: شهاب الدين

١٣٢

حميي حممد بتحقيق ٧٤٥هـ، سنة املتوىف احلراين، أمحد بن حممد بن أمحد العباس أبو الدين عبداحلميد، مطبعة املدين بالقاهرة.

املصباح املنري يف غريب الرشح الكبري للرافعي ألمحد بن حممد بن عيل الرافعي، املتوىف . ١١٦مطبعة ـــ/١٩٥٠م، ١٣٩٦ه سنة طبعة السقا، مصطفى تصحيح: ٧٧٠هـ، سنة

مصطفى البايب احللبي بالقاهرة.امليس، . ١١٧ خليل حتقيق: ٤٣٦هـ، سنة املتوىف املعتزيل، البرصي احلسني أليب املعتمد

الطبعة األوىل سنة ١٤٠٣هـ/١٩٨٣م، دار الكتب العلمية.معجم مقاييس اللغة البن فارس، حتقيق: عبدالسالم حممد هارون، الطبعة األوىل سنة . ١١٨

١٤١١هـ/١٩٩١م، دار اجليل - بريوت.١٣٩٢هـ/١٩٧٢م، . ١١٩ سنة الثانية الطبعة وآخرين، أنيس إلبراهيم الوسيط املعجم

املكتبة اإلسالمية باستانبول - تركيا.وعبدالفتاح . ١٢٠ الرتكي عبداهللا حتقيق: ٦٢٠هـ، سنة املتوىف املقديس، قدامة البن املغني

احللو، الطبعة الثالثة سنة ١٤١٧هـ/١٩٩٧م، دار عامل الكتب - الرياض.املغني يف أبواب العدل والتوحيد للقايض عبداجلبار بن أمحد األسد آبادي، املتوىف سنة . ١٢١

٤١٥هـ، أرشف عىل الطبع: طه حسني وأمني اخلويل، طبعة سنة ١٩٦٢م، بمطبعة دار الكتب، نرش: وزارة الثقافة واإلرشاد القومي بمرص.

مغني املحتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج للرشبيني الشافعي، مطبعة دار الفكر.. ١٢٢التلمساين، . ١٢٣ أمحد بن حممد هللا عبدا أليب األصول عىل الفروع بناء إىل الوصول مفتاح

سنة األوىل الطبعة عبداللطيف، عبدالوهاب حتقيق: ـــ، ٧٧١ه سنة املتوىف ١٤٠٣هـ/١٩٨٣م، دار الكتب العلمية.

البدخيش، . ١٢٤ احلسن بن حممد تأليف: للبيضاوي، الوصول منهاج عىل العقول مناهج الطبعة األوىل سنة ١٤٠٥هـ/١٩٨٤م، دار الكتب العلمية.

منتهى الوصول واألمل يف علمي األصول واجلدل البن احلاجب، املتوىف سنة ٦٤٦هـ، . ١٢٥الطبعة األوىل سنة ١٤٠٥هـ/١٩٨٥م، دار الكتب العلمية.

الطبعة . ١٢٦ هيتو، حسن حممد حتقيق: الغزايل، حامد أليب األصول تعليقات من املنخول الثانية سنة ١٤٠٠هـ/١٩٨٠م، دار الفكر.

سنة . ١٢٧ األوىل الطبعة لإلسنوي، السول هناية رشحــه مع للبيضاوي املنهاج ١٤٠٥هـ/١٩٨٤م، دار الكتب العلمية - بريوت - لبنان.

حممد . ١٢٨ بن عبدالرمحن الدين ملجري أمحد، اإلمام أصحاب تراجم يف األمحد املنهج العليمي، املتوىف سنة ٩٢٨هـ، الطبعة األوىل، سنة ١٣٨٤هـ، مطبعة املدين بالقاهرة.

سنة . ١٢٩ األوىل، الطبعة النملة، عيل بن لعبدالكريم املقارن الفقه أصول علم يف املهذب ١٤٢٠هـ/١٩٩٩م، مكتبة الرشد - الرياض.

ميزان األصول يف نتائج العقول لعالء الدين السمرقندي، املتوىف سنة ٥٣٩هـ، حتقيق: . ١٣٠

١٣٣

حممد زكي عبدالرب، الطبعة األوىل، سنة ١٤٠٤هـ/١٩٨٤م، طبع ونرش إدارة إحياء الرتاث اإلسالمي بالدوحة - قطر.

الطباعة . ١٣١ إدارة منون، لعيسى األصول علامء عند القياس حتقيق يف العقول نرباس املنريية - مرص.

نرش البنود عىل مراقي السعود لسيدي عبداهللا بن إبراهيم العلوي الشنقيطي، الطبعة . ١٣٢األوىل سنة ١٤٠٩هـ/١٩٨٨م، دار الكتب العلمية.

دار . ١٣٣ اهلداية لعبداهللا بن يوسف الزيلعي، املتوىف سنة ٧٦٢هـ، الراية ألحاديث نصب احلديث بالقاهرة.

نفائس األصول يف رشح املحصول ألمحد بن إدريس القرايف، املتوىف سنة ٦٨٤هـ، حتقيق: . ١٣٤عادل أمحد عبداملوجود، وعيل حممد عوض، الطبعة األوىل سنة ١٤١٦هـ/١٩٩٥م،

نرش مكتبة نزار مصطفى البايب بمكة املكرمة.هناية السول عىل منهاج الوصول للبيضاوي مجال الدين عبدالرحيم اإلسنوي، املتوىف . ١٣٥

سنة ١٤٠٥هـ/١٩٨٤م، دار الكتب العلمية، بريوت - لبنان.هناية الوصول يف دراية األصول لصفي الدين اهلندي، املتوىف سنة ٧١٥هـ، حتقيق: د. . ١٣٦

صالح اليوسف، ود. سعد السويح، املكتبة التجارية بمكة املكرمة.هناية الوصول إىل علم األصول البن الساعايت، املتوىف سنة ٦٩٤هـ، دراسة وحتقيق: . ١٣٧

سعد بن غرير السلمي، الطبعة األوىل سنة ١٤١٨هـ، معهد البحوث العلمية وإحياء الرتاث اإلسالمي بجامعة أم القر بمكة املكرمة.

سنة . ١٣٨ املتوىف املرغيناين، بكر أيب بن عيل بن احلسني أليب املبتدئ بداية رشح اهلداية ٥٩٣هـ، طبع املكتبة اإلسالمية.

ابن . ١٣٩ بن عبداهللا د. حتقيق: ٥١٣هـ، سنة املتوىف عقيل، البن الفقه أصول يف الواضح - الرسالة مؤسسة ١٤٢٠هـــ/١٩٩٩م، سنة األوىل الطبعة الرتكي، عبداملحسن

بريوت.الوايف يف أصول الفقه حلسام الدين بن حسني بن عيل بن حجاج السغناقي، املتوىف سنة . ١٤٠

٧١٤هـ، حتقيق: د. أمحد اليامين، الطبعة األوىل سنة ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م، دار القاهرة.الوجيز يف أصول الفقه للكراماستي، املتوىف سنة ٩٠٦هـ، حتقيق: السيد عبداللطيف . ١٤١

كساب، طبعة سنة ١٤٠٤هـ/١٩٨٤م، دار اهلد للطباعة والنرش.الوصول إىل األصول البن برهان البغدادي، حتقيق: د. عبداحلميد أبو زنيد، طبعة سنة . ١٤٢

١٤٠٣هـ/١٩٨٣م، مكتبة املعارف بالرياض.وعلق . ١٤٣ حققه ٦٨١هـ، سنة املتوىف خلكان، البن الزمان أبناء وأنباء األعيان وفيات

نرش ١٣٦٧هـــ/١٩٤٨م، سنة األوىل الطبعة عبداحلميد، الدين حميي حممد عليه: مكتبة النهضة املرصية بالقاهرة.

١٣٤

حمتويات البحث:

١١ ............................................................................ املقدمة١٩ ......................................................... التمهيد (يف مسالك العلة)املبحث األول: تعريف مسالك العلة........................................... ٢١٢٧ ............................................. املبحث الثاين: أنواع مسالك العلة٣٣ ..................................... الفصل األول: حقيقة مسلك الدوران وأمهيته:املبحث األول: تعريف الدوران................................................ ٣٥٤٤ .............................................. املبحث الثاين: مسميات الدوراناملبحث الثالث: صور الدوران................................................. ٤٦املبحث الرابع: أركان الدوران................................................. ٥١٥٢ ................................ املبحث اخلامس: الفرق بني الدوران وما يشبههاملطلب األول:الفرق بني الدوران والطرد.................................. ٥٢٥٣ ........................ املطلب الثاين: الفرق بني الدوران وشهادة األصول٥٧ ............................................... املبحث السادس: أمهية الدورانالفصل الثاين: حجية مسلك الدوران يف إثبات العلة................................ ٥٩املبحث األول: حترير حمل النزاع يف حجية الدوران يف إثبات العلة............... ٦١٦٣ ........................ املبحث الثاين: األقوال يف حجية الدوران يف إثبات العلة٧٢ ...................................... املبحث الثالث: أدلة األقوال، مع املناقشةاملبحث الرابع: نوع اخلالف وثمرته............................................ ٩٤املبحث اخلامس: سبب اخلالف................................................ ٩٨١٠١ .................................................... املبحث السادس: الرتجيحالفصل الثالث: أحكام مسلك الدوران األصولية................................... ١٠٣املبحث األول: إلزام املستدل بالدوران بيان نفي ما هو أوىل بالعلة منه........... ١٠٥١٠٨ ........... املبحث الثاين: الرتجيح بني الوصف املدار وبني غريه من األوصاف.

املبحث الثالث: الرتجيح بني الدوران احلاصل يف صورة وبني الدوران احلاصليف صورتني.................................................................... ١١٠املبحث الرابع: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني دليل االستصحاب........... ١١٢

املبحث اخلامس: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسالك العلة املنصوصة أواملجمع عليها.................................................................. ١١٤١١٥ ... املبحث السادس: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسالك العلة املستنبطة.١١٥ ........... املطلب األول: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسلك املناسبة

١٣٥

املطلب الثاين: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسلك السرب والتقسيم.... ١١٦١١٨ ............ املطلب الثالث: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسلك الشبه١١٩ ............ املطلب الرابع: الرتجيح بني مسلك الدوران وبني مسلك الطرداخلامتة............................................................................. ١٢٠املصادر واملراجع.................................................................. ١٢٤

قال اإلمام الشافعي:«فأصل البيوع كلها مباح، إذا كانت برضا املتبايعني اجلائزي األمر فيام تبايعا، وما منها، اهللا رسول عنه هنى ما إال اهللا رسول عنه هنى ما معنى يف كان حمرم، إذ إنه داخل يف املعنى املنهي عنه، من وصفنا بام أبحناه ذلك فارق وما

إباحة البيع يف كتاب اهللا تعاىل». األم ٣/٣

١٣٩

الصلح عىل مبالغ باهظةيف قضايا القتل العمد

إعدادد. عبداهللا بن أمحد سامل املحامدياألستاذ املساعد بقسم الفقه املقارن

يف املعهد العايل للقضاء

١٤٠

١٤١

ملخص البحث

احلمد هللا وحده، والصالة والسالم عىل من ال نبي بعده.وبعد:

الشارع كفله حق مادية مبالغ عىل القصاص عن الصلح فإن ألولياء املجني عليه، ولكن دون أي مبالغة أو مغاالة، كام حدث يف اآلونة األخرية، فإن من يرقب أحوال الناس اليوم، ويرصد الوقائع التي يتم التنازل فيها عن القصاص، يقف عىل مبالغات وجتاوزات املرشوعة الصورة هذه لت وحو والشقاء، البؤس محلت وأحوال وولدت الفتنة، نار أذكت ومعاندة ومزايدة وإذالل، متاجرة إىل إىل وأجلأهتم وأوليائه، اجلاين كاهل وأثقلت والبغضاء، الشحناء يمكن ال مما وهذا واإلحسان، اخلري أهل باسرتحام والصغار الذل

أن تأيت به الرشيعة، ومما دعاين للبحث يف هذا املوضوع.ومن أهم النتائج التي توصلت إليها يف هذا البحث: أنه ال خالف بني الفقهاء يف جواز املصاحلة عن القصاص بقدر الدية وبأقل منها، من بأكثر القصاص عن الصلح الراجح- القول -عىل جيوز وأنه الدية، وعىل أي مبلغ يتفق عليه الطرفان، ما مل تتحول صورة الصلح تتجاوز باهظة مبالغ بفرض وإذالل متاجرة إىل واملرشوعة املرشقة وحيق املبالغ، بتلك املصاحلة منع يتعني ذلك فعند املعقول، حدود لويل األمر حتديدها بمبلغ معني ال جيوز جتاوزه، ونظرا لكون صورة حقيقتها عن الناس بعض عند حتولت قد املعارص وقتنا يف الصلح

١٤٢

فقد املعقول، حدود املبالغ وجتاوزت املنشود، وهدفها املرشوعة املادية املبالغ يف واملغاالة املبالغة بعدم الرشيفني احلرمني خادم ه وجمخسامئة وهو جتاوزه ينبغي ال وبقدر القصاص، عن التنازل مقابل املقصد جيسد حكيم وقرار سام توجيه شك بال وهذا ريال، ألف الرشعي املبني عىل رعاية املصالح ودرء املفاسد، فاخلري كل اخلري يف تشجيع مبدأ العفو والصفح والتسامح، أو الصلح عىل مبالغ معقولة تريض الطرفني، ويف الوقت نفسه جترب مصاب األولياء، وتردع اجلاين

عن سفك الدماء.

١٤٣

املقدمة

رشور من باهللا ونعوذ ونستغفره، ونستعينه نحمده، هللا احلمد إن أنفسنا ومن سيئات أعاملنا، من هيده اهللا فال مضل له، ومن يضلل فال هادي له، وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال رشيك له، وأشهد أن حممدا . أما عبده ورسوله صىل اهللا عليه وعىل آله وصحبه وسلم تسليام كثريا

بعد:الرضورات راعى قد ومبادئه وأحكامه بترشيعاته اإلسالم فإن اخلمس، التي من بينها احلفاظ عىل النفس البرشية، فرشع ما فيه بقاؤها م ما فيه إزهاقها وإتالفها، وتوعد من اعتد عليها واستمرارها، وحر

بالعذاب الشديد؛ فقال جل يف عاله: (! " # $ % & 2 1 0 / . - , + * ) ( ' = <; : 9 8 7 6 5 4 3 H G F E D C B A @ ? > e d c) سبحانه: وقال ،(٣٢ (املائدة: (I o n m l k j i h g fفجزاؤه الدنيا يف أما اآلخرة، يف هذا (٩٣ (النساء: (r q p

^ ] \ [ Z Y) :وعقوبته القصاص، قال تعاىل ¨ § ¦ ¥ ¤) تعاىل: وقال (١٧٨ (البقرة: (` _

© ª ») (البقرة: ١٧٩).

١٤٤

وختليصها النفوس، إعتاق إىل يتشوف احلكيم فالشارع هذا ومع من القصاص، وحيرص عىل روح اجلاين كام حرص قبل ذلك عىل روح العمد؛ القتل قضايا يف حتى والصلح العفو يف ب فرغ عليه، املجني بذلك وليدرأ وخمطئة، جانية كانت ولو البرشية، النفس عىل حفاظا الكثري من اخلصومات وآثارها، فال يمكن حلكم القايض -مهام اجتهد فيه وتوخى العدل واإلنصاف- أن يزيل الكراهية والشحناء من نفوس املتخاصمني، بينام الفصل عن طريق الصلح يكون حاسام وقاطعا للنزاع، : «ردوا اخلصوم وبه تصفو القلوب وتتآلف النفوس، وهلذا قال عمر الضغائن»(١). القوم بني دث حي القضاء فصل فإن يصطلحوا، حتى والتنازع االختالف ونبذ والوحدة، لالجتامع مبارش سبب فالصلح والفرقة، بل قد يكون الصلح يف بعض األحيان خمرجا مناسبا لكثري من القضايا املعقدة؛ ولذا حث عليه الشارع، وجعله من أفضل األعامل التي

ب إىل اهللا عزوجل، قال تعاىل: (" # $ % & ' ) ( ر ق ت 7 6 5 4 3 21 0 / . - , + *

8 9 : ; >) (النساء: ١١٤).

الشارع كفله حق مادية مبالغ عىل القصاص عن والصلح يف حدث كام مغاالة أو مبالغة أي دون ولكن عليه، املجني ألولياء الوقائع ويرصد اليوم، الناس أحوال يرقب ن م فإن األخرية، اآلونة وجتاوزات مبالغات عىل يقف القصاص، عن فيها التنازل يتم التي املرشوعة الصورة هذه لت وحو والشقاء، البؤس محلت وأحوال (١) أخرجه البيهقي يف السنن الكرب، كتاب الصلح - باب ما جاء يف التحلل وما حيتج به من أجاز الصلح عىل اإلنكار - (٦٦/٦)، وعبدالرزاق يف مصنفه - كتاب البيوع - باب هل يرد القايض اخلصوم حتى يصطلحوا - (٣٠٣/٨/رقم ١٥٣٠٤)، وابن أيب شيبة يف مصنفه - كتاب البيوع واألقضية - باب يف الصلح بني اخلصوم - (٥٣٥/٤/ رقم

٢٢٨٨٦). قال البيهقي: هذه الروايات عن عمر منقطعة.

١٤٥

وولدت الفتنة، نار أذكت ومعاندة، ومزايدة وإذالل، متاجرة إىل الشحناء والبغضاء، وأثقلت كاهل اجلاين وأوليائه، وأجلأهتم إىل الذل والصغار باسرتحام أهل اخلري واإلحسان، وهذا مما ال يمكن أن تأيت

به الرشيعة.ه خادم احلرمني الرشيفني -حيفظه اهللا- بعدم املبالغة ومن هنا وجواملغاالة يف املبالغ املادية مقابل التنازل عن القصاص، وبقدر ال ينبغي للبعد اهللا- -حفظه منه استشعارا ريال؛ ألف مخسامئة وهو جتاوزه االجتامعي هلذا األمر وتبعاته، وما قد تؤول إليه األمور يف املستقبل، ومراعاة منه ملصلحة الطرفني، فهو قرار حكيم جيسد املقصد الرشعي

املبني عىل رعاية املصالح ودرء املفاسد. ،واألخر الفينة بني الناس يعيشه معارص واقع له فاملوضوع باالهتامم جديرا جيعله الذي األمر احلكيمة، القيادة بمتابعة وحيظى والبحث والدراسة، بغية الوصول إىل احلق، ورغبة يف خدمة املوضوع

من الناحيتني الرشعية والقضائية.ذلك وبيان وخامتة، مبحثا عرش أحد عىل الدراسة اشتملت وقد

عىل النحو اآليت:املبحث األول: تعريف الصلح.

املبحث الثاين: تعريف القتل العمد.املبحث الثالث: الفرق بني العفو والصلح.

املبحث الرابع: مرشوعية الصلح يف اجلنايات.املبحث اخلامس: من يملك الصلح يف اجلناية عىل النفس.

املبحث السادس: اشرتاط رضا اجلاين يف الصلح.املبحث السابع: الصلح عن القصاص يف النفس بمبالغ باهظة.

١٤٦

املبحث الثامن: حتديد ويل األمر بدل الصلح بمبلغ معني.املبحث التاسع: مصاحلة بعض أولياء الدم للجاين عىل مبلغ معني

دون بعضهم اآلخر.املبحث العارش: عجز اجلاين عن سداد املبلغ املصالح عليه.

عن الصلح قضايا يف القايض دور عــرش: ــادي احل املبحث القصاص.

اخلامتة: وتشتمل عىل أهم النتائج التي توصلت إليها يف البحث.يرزقنا وأن الزلل، جينبنا وأن للصواب، يوفقنا أن اهللا أسأل

اإلخالص يف القول والعمل.

١٤٧

املبحث األولتعريف الصلح

أ) تعريف الصلح يف اللغة:اسم وهو لم، والس التوفيق الالم: وسكون الصاد بضم لح، الصوالصلح والتخاصم. املخاصمة خالف والتصالح، املصاحلة بمعنى متدابرين، طرفني بني املودة وإعادة الناس، بني النفار بإزالة خيتص

واحلكم بني فئتني متنازعتني.وتصاحلا، احلا، واص واصطلحا، الحا، وص مصاحلة صاحله يقال:

، أي مصاحلون(١). وهم لنا صلح È Ç) تعاىل: قوله منها: كثرية؛ القرآن يف املعنى هذا وأمثلة Ô Ó ÒÑ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É . - , + * )) تعاىل: وقوله ،(٢٢٤ (البقرة: (Õ , + *) تعاىل: وقوله ،(١٢٨ (النساء: (2 1 0/ ° ¯ ® ¬) تعاىل: وقوله ،(١ (األنفال: (. -

± ²) (احلجرات: ١٠).

القرآن ألفاظ مفردات ،(٣٤١/١) الصحاح (ص٥٥٠)، اللغة مقاييس معجم انظر: (١)(ص٤٨٩)، املغرب يف ترتيب املعرب (ص١٥٥)، املطلع عىل أبواب املقنع (ص٢٥٠)، لسان العرب (٣٨٤/٧)، املصباح املنري (ص١٣٢)، القاموس املحيط (ص٢٢٩)، تاج

العروس (١٨٢/٢).

١٤٨

«الصاد فارس: ابن قال الفساد، خالف به ويراد الصلح ق ل ط ويوالالم واحلاء أصل واحد يدل عىل خالف الفساد. يقال: صلح اليشء

.(١)« وحا ل الحا، ويقال: صلح ص يصلح صح ل ص وهو لوح، كالص الفساد، ضد «الصالح: القاموس: ويف

. وأصلحه: ضد أفسده»(٢). -بالكرس- وصالح وصليح 4 3 2) تعاىل: قوله القرآن؛ يف املعنى هذا أمثلة ومن Q P O N M) تعاىل: وقوله ،(٢٢٠ (البقرة: (6 5

V U T S R) (النمل: ٤٨).هي التي للمصاحلة اسم اللغة: يف «الصلح القدير: فتح يف جاء احلال، استقامة وهو الصالح من وأصله املخاصمة، خالف املساملة

فمعناه دال عىل حسنه الذايت»(٣).ويف املجموع: «الصلح هو التوفيق، ومنه صلح احلديبية، والصالح

هو اخلري والصواب»(٤).-بفتح لم والس التوفيق لغة: «الصلح النهى: أويل مطالب ويف السني وكرسها- أي قطع املنازعة، وهو من أكرب العقود فائدة؛ ملا فيه

من االئتالف بعد االختالف، وقطع النزاع والشقاق»(٥).ب) تعريف الصلح يف االصطالح:

وسأكتفي الصلح، تعريف يف عت وتنو الفقهاء عبارات تعددت بتعريف واحد لكل مذهب من املذاهب األربعة.

(١) معجم مقاييس اللغة (ص٥٥٠).(٢) القاموس املحيط (ص٢٢٩).

(٣) فتح القدير (٢٢/٧). (٤) تكملة املجموع للمطيعي (٦٦/١٣).

(٥) مطالب أويل النهى (٣٣٥/٤).

١٤٩

ضع لرفع املنازعة بالرتايض(١). تعريف احلنفية: عقد وأو نزاع لرفع بعوض؛ دعو أو حق عن انتقال املالكية: تعريف

خوف وقوعه(٢).تعريف الشافعية: عقد حيصل به قطع النزاع(٣).

تعريف احلنابلة: معاقدة يتوصل هبا إىل اإلصالح بني املختلفني(٤).وهذه التعريفات متقاربة املعنى مع اختالف يسري يف العبارات، إال أن تعريف املالكية أشمل؛ لكونه مل جيعل الصلح رافعا للنزاع فقط، بل إىل إشارة وقوعه» «خوف بـ التعبري ففي أيضا، لوقوعه مانعا جعله جواز الصلح لتوقي منازعة غري قائمة بالفعل، ولكنها حمتملة الوقوع، ى بالصلح الوقائي املانع من وقوع م فأدخلوا يف مفهوم الصلح ما يس

.(٥) النزاع مستقبال

،(١٦٢/٢) الكتاب رشح يف اللباب ،(٢٣/٧) القدير فتح ،(٢٩/٥) احلقائق تبيني (١)حاشية ابن عابدين (٣٥٢/٨).

(٢) رشح حدود ابن عرفة (٤٢١/٢). (٣) مغني املحتاج (١٧٧/٢)، هناية املحتاج (٣٧١/٤).

(٤) املغني (٥/٧)، كشاف القناع (٣٩٠/٣)، رشح منتهى اإلرادات (٤٠٧/٣). (٥) انظر: املوسوعة الفقهية (٣٢٣/٢٧)، الصلح القضائي (ص١٥).

١٥٠

املبحث الثاينتعريف القتل العمد

أ) تعريف القتل لغة:للقتل يف اللغة معان كثرية، منها:

؛ أي أماته وأزهق روحه. ه قتال ل ت - اإلماتة وإزهاق الروح، يقال: ق- املزج: تقول: قتلت الرشاب؛ أي مزجته باملاء.

ب لألمور، يعني الذي جرب ر ؛ أي جم تل ق - التجربة: يقال: رجل ماألمور وعرفها.

يف نت ث وت تزينت أي للرجل؛ املرأة تلت ق ت يقال: التزين: -يتها. مش

- اللعن: يقال: قاتله اهللا؛ أي لعنه(١).واملعنى اللغوي املناسب هلذا البحث هو املعنى األول.

: ب) تعريف القتل اصطالحال من العباد تزول به احلياة(٢). - فع

(١) انظر: معجم مقاييس اللغة (ص٨٤٤)، الصحاح (١٣٣٩/٢)، لسان العرب (٣٤/١١-٣٦)، املصباح املنري (ص١٨٧)، القاموس املحيط (ص١٠٤٦).

(٢) فتح القدير (٢٤٤/٨).

١٥١

ل حيصل به زهوق الروح(١). - فع- الفعل املزهق؛ أي القاتل للنفس(٢).

معناه عن خيتلف ال االصطالح يف القتل معنى أن يتبني وهبذا املشهور يف اللغة، فهو إماتة وإزهاق للروح وهدم للبنية اإلنسانية.

جـ) تعريف العمد:د له وعمد إليه وله؛ أي ده وتعم العمد يف اللغة: القصد، يقال: تعم

قصده.والعمد نقيض اخلطأ يف القتل وغريه.

د ويقني(٣). ؛ أي بج ني د ع م ا عىل عني؛ وع د م ويقال: فعلت ذلك عوال خيرج املعنى االصطالحي عن املعنى اللغوي(٤).

د) تعريف القتل العمد.حقيقته؛ وحتديد العمد القتل تعريف يف متنوعة عبارات للفقهاء

ولذا سأكتفي بتعريف واحد لكل مذهب من املذاهب األربعة.د رضبه بسالح أو ما أجري جمر السالح م ع تعريف احلنفية: ما ت

يف تفريق األجزاء؛ كاملحدد من اخلشب واحلجر، وكالنار.الصاحبان: وقال ،الفتو وعليه اإلمام، رأي عىل التعريف هذا

القتل باملثقل كاحلجر العظيم أو اخلشبة العظيمة عمد(٥).(١) التعريفات (ص١٧٢). (٢) مغني املحتاج (٣/٤).

املحيط القاموس ،(٤٣٣/١) الصحاح (ص٦٧٤)، اللغة مقاييس معجم انظر: (٣)(ص٣٠١).

(٤) املوسوعة الفقهية (٣٠٧/٣٠). الكتاب= رشح يف اللباب ،(٢٤٥/٨) القدير فتح ،(٩٧/٦) احلقائق تبيني انظر: (٥)

١٥٢

تعريف املالكية: ما قصد به إتالف النفس بآلة تقتل غالبا من حمدد أو مثقل، أو بإصابة املقتل، أو غري ذلك مما يقصد إىل القتل، ولو لطمة أو وكزة إذا كان ذلك عىل وجه الثائرة والرش والعداوة، ال عىل وجه

اللعب والتأديب، فهذا سبيله سبيل اخلطأ(١).تعريف الشافعية: هو قصد الفعل والشخص بام يقتل غالبا؛ بجارح

أو مثقل(٢).تعريف احلنابلة: أن يقصد من يعلمه آدميا معصوما فيقتله بام يغلب

عىل الظن موته به(٣).واملتأمل يف هذه التعريفات يدرك أن الفقهاء قد اعتمدوا يف إثبات العمد عىل اآللة املستعملة يف القتل؛ باعتبارها دليال عىل توافر القصد أن فنجد العمد، القتل آلة حتديد يف اختلفوا أهنم إال توافره، وعدم اإلمام أبا حنيفة قد اشرتط يف اآللة أن تكون من السالح، أو ما أجري جمراه يف تفريق أجزاء اجلسم، فعنده إن استعمل اجلاين آلة حمددة كان القتل عمدا، وإن استعمل آلة ثقيلة كان القتل شبه عمد. أما الشافعية، واحلنابلة، والصاحبان من احلنفية، فقد اشرتطوا يف اآللة أن تكون مما

ل. يقتل غالبا، سواء أكان القتل بمحدد أم بمثقأما املالكية فكل فعل عدوان أحدث وفاة هو عمد عندهم؛ سواء أكان بآلة تقتل غالبا من حمدد أو مثقل، أم بآلة ال تقتل غالبا كالعصا والسوط واللطمة والوكزة، وسواء قصد اجلاين بالرضب قتل املجني عليه، أم مل يقصد القتل وإنام قصد جمرد الرضب، ففي كل ذلك القود إن

=(١٤١/٣-١٤٢)، حاشية ابن عابدين (١٥٦/١٠). (١) انظر: الكايف (١٠٩٥/٢)، عقد اجلواهر الثمينة (٢٢٣/٣)، القوانني الفقهية (ص٢٥٥)،

رشح حدود ابن عرفة (٦١٣/٢). (٢) انظر: األم (١٤/٧)، مغني املحتاج (٣/٤)، هناية املحتاج (٢٣٥/٧).

(٣) انظر: املبدع (٢٤١/٨)، كشاف القناع (٥٠٥/٥)، الروض املربع (١٦٦/٧).

١٥٣

فعل ذلك لعداوة أو غضب، وأما إن فعله عىل وجه اللعب أو التأديب، وبآلة ال تقتل غالبا، فهو من القتل اخلطأ. فالقتل عندهم نوعان: عمد

وخطأ، وأنكر مالك شبه العمد، وجعله من قسم العمد.فصور القتل العمد حمصورة عند احلنفية يف نطاق ضيق، ويف املقابل واحلنابلة الشافعية وأما عندهم، للصور حرص فال املالكية توسع

فوسط بني الفريقني، فال إفراط وال تفريط؛ فكان قوهلم هو املختار.

١٥٤

املبحث الثالثالفرق بني العفو والصلح

يتلخص الفرق بني العفو والصلح يف نقطتني:األوىل: أن العفو يكون من طرف واحد، والصلح من طرفني.

دون إسقاط فهو العفو وأما بمقابل، إسقاط الصلح أن الثانية: مقابل.

عند عفوا ال صلحا يعترب الدية إىل القصاص عن التنازل فائدة: عينا، القصاص هو عندمها بالعمد الواجب ألن ومالك؛ حنيفة أيب يقتيض الدية إىل القصاص فإسقاط اجلاين، برضا إال جتب ال والدية ذلك فيعتربان وأمحد الشافعي أما عفو، ال صلح فهو الطرفني، رضا عفوا ال صلحا؛ ألن الواجب عندمها أحد شيئني: القصاص أو الدية، فمن تنازل عن القصاص جمانا فقد تنازل عن حق له، ومن تنازل عن ك بحق، فاخليار للويل القصاص دون الدية فقد تنازل عن حق ومتسطرف من إسقاطا الترصف كان ثم ومن اجلاين، لرضا حاجة دون

واحد فهو عفو(١). ،(٤٨/٤) املحتاج مغني ،(١٦٦٠/٤) املجتهد بداية ،(٨٢/٨) الصنائع بدائع انظر: (١)أحكام ،(٢٢٧ ،١٤٧/٢) اإلسالمي اجلنائي الترشيع ،(٥٤٣/٥) القناع كشاف مسقطات اجلنايات (ص١١)، عن الصلح اإلسالمية (ص٢٥٠)، الرشيعة يف الصلح

القصاص يف النفس (ص٩٥).

١٥٥

عن التنازل وأما ، عفو مقابل بال القصاص إسقاط إن وقيل: أو عفوا يكون ن أل فصالح معني؛ مال أي إىل أو الدية إىل القصاص صلحا، فمتى كان املتنازل عن القصاص إىل املال متنازال بقصد ترك حقه تساحما؛ كان ذلك عفوا، ومتى كان املتنازل له مصلحة يف املال، أو ا معنويا عىل التنازل؛ كان ذلك صلحا، فالفارق بني العفو والصلح رب جم

هو اجلانب املعنوي األديب، وليس العوض املادي(١).

(١) انظر: الصلح وأثره يف إهناء اخلصومة (ص٤٣)، الصلح يف اجلنايات (ص٧٥).

١٥٦

املبحث الرابعمرشوعية الصلح يف اجلنايات

واملعقول، واإلمجاع والسنة بالكتاب الصلح مرشوعية ثبتت الصلح مرشوعية عىل دال هو ما فمنها ذلك؛ عىل األدلة وتضافرت

عموما، ومنها ما هو خاص بمرشوعية الصلح يف اجلنايات.وسأذكر بعضا من األدلة الدالة عىل مرشوعية النوعني: الصلح عىل

وجه العموم، والصلح يف اجلنايات عىل وجه اخلصوص.: : األدلة الدالة عىل مرشوعية الصلح عموما أوال

أ) من الكتاب:١. قوله تعاىل: (" # $ % & ' ) ( * + , -

. / 0 1) (النساء: ١١٤).

قـال القايض أبو الوليد ابن رشـد: «وهذا عـام يف الدماء واألموال بـني فيـه واالختـالف التداعـي يقـع يشء كل ويف واألعـراض،

املسلمني»(١).واملراد من اإلصالح بني الناس: التأليف بينهم باملودة إذا تفاسدوا

من غري أن جياوز يف ذلك حدود الرشع الرشيف(٢).(١) املقدمات املمهدات (٥١٥/٢).

(٢) روح املعاين لأللويس (١٤٥/٥).

١٥٧

* ) ( ' & % $ # " !) تعاىل: قوله .٢+ , - . /0 1 2) (النساء: ١٢٨).

فقد أفادت اآلية مرشوعية الصلح، حيث إنه سبحانه وصف الصلح بأنه خري، وال يوصف باخلريية إال ما كان مرشوعا مأذونا فيه(١).

q po n m l k j i) تعاىل: قوله .٣z y x w v u t s r } | {~ ے ¡ ¢

° ¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦¥ ¤ £

± μ ´ ³² ¶ ¸) (احلجرات: ٩-١٠).

قال الشيخ ابن عثيمني -رمحه اهللا-: «(o n)؛ أي اسعوا احلق عن والتنازل املال ببذل كان ولو حتى وسيلة بكل الصلح إىل ألحدمها عن اآلخر؛ ألن الصلح البد فيه من أن يتنازل أحد الطرفني

عام يريد من كامل حقه، وإال ملا تم الصلح»(٢).ب) من السنة:

١. عن عمرو بن عوف املزين أن النبي قال: «الصلح جائز .(٣)« م حالال أو أحل حراما بني املسلمني إال صلحا حر

فاحلديث واضح الداللة عىل مرشوعية الصلح.(١) املوسوعة الفقهية (٣٢٥/٢٧). (٢) تفسري القرآن الكريم (ص٣٤).

(٣) أخرجه اإلمام أمحد يف املسند (٣٦٦/٢)، وأبو داود يف كتاب األقضية - باب يف الصلح كر عن رسول اهللا يف (١٩/٤/رقم ٣٥٩٤)، والرتمذي يف كتاب األحكام - باب ما ذالصلح بني الناس (٢٧/٣/رقم ١٣٥٢)، وابن ماجه يف كتاب األحكام - باب الصلح م فيه إال أن الرتمذي قال عنه: حديث حسن تكل - (٧٨٨/٢/رقم ٢٣٥٣). واحلديث مصحيح. وقال الشوكاين يف نيل األوطار (٣٣٢/٥): «وال خيفى أن األحاديث املذكورة .« والطرق يشهد بعضها لبعض، فأقل أحواهلا أن يكون املتن الذي اجتمعت عليه حسنا

وصححه األلباين يف إرواء الغليل (١٤٥/٥).

١٥٨

٢. عن سهل بن سعد أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا باحلجارة، فأخرب رسول اهللا بذلك، فقال: «اذهبوا بنا نصلح بينهم»(١).

عوف، بن عمرو بني من أناسا أن سعد بن سهل عن .٣يصلح أصحابه من أناس يف النبي إليهم فخرج يشء، بينهم كان

بينهم»(٢).ففي هذا دليل عىل مرشوعية الصلح، حيث فعله النبي إذ خرج

مع بعض أصحابه لإلصالح بني املتخاصمني.٤. عن أم كلثوم بنت عقبة أهنا سمعت رسول اهللا يقول: «ليس

.(٤)« ي(٣) خريا أو يقول خريا نم ي الكذاب الذي يصلح بني الناس، فب ذ ص يف يشء مما يقول الناس ك خ ر قال ابن شهاب: «ومل أسمع يإال يف ثالث: احلرب، واإلصالح بني الناس، وحديث الرجل امرأته

وحديث املرأة زوجها»(٥).الكذب، فيه أبيح إذ الصلح؛ مرشوعية عىل الداللة واضح وهذا - نصلح بنا اذهبوا ألصحابه: اإلمام قول باب - الصلح كتاب يف البخاري أخرجه (١)

(٩٥٨/٢/رقم ٢٥٤٧). (٢) أخرجه البخاري يف كتاب الصلح - باب ما جاء يف اإلصالح بني الناس - (٩٥٧/٢/

تأخر إذا هبم يصيل من اجلامعة تقديم باب - الصالة كتاب يف ومسلم ،(٢٥٤٤ رقم اإلمام ومل خيافوا مفسدة بالتقديم (٣١٦/١/رقم ٤٢١).

غته بل إذا أنميه؛ احلديث يت نم تقول: ، غ ل ب ي أي امليم؛ وكرس أوله بفتح فينمي - قوله: (٣)ص٩٤٣، واألثر احلديث غريب يف النهاية (انظر: اخلري. وطلب اإلصالح وجه عىل

فتح الباري ٣٥٣/٥). - الناس بني يصلح الذي الكاذب ليس باب: - الصلح كتاب يف البخاري أخرجه (٤)(٩٥٨/٢/رقم ٢٥٤٦)، ومسلم يف كتاب الرب والصلة واألدب - باب حتريم الكذب

وبيان املباح منه - (٢٠١١/٤/رقم ٢٦٠٥).منه - املباح وبيان الكذب حتريم باب واألدب - والصلة الرب كتاب مسلم - صحيح (٥)

(٢٠١١/٤/رقم ٢٦٠٥).

١٥٩

من والصلح عظيمة، فوائد فيه مرشوع أمر يف إال يباح ال والكذب وإحالل والشقاق، النزاع قطع من فيه ملا للناس؛ فائدة العقود أكرب

الوفاق والوئام(١).جـ) أما اإلمجاع:

فقد أمجعت األمة عىل مرشوعية الصلح يف اجلملة، وإن كان بينهم اختالف يف جواز بعض صوره(٢).

د) وأما املعقول:فهو أن الصلح رافع لفساد واقع أو متوقع، إذ أكثر ما يكون الصلح عند النزاع، والنزاع سبب الفساد، والصلح هيدمه ويرفعه، وهلذا كان

من أجل املحاسن(٣).إىل واحلاجة للحاجة، عت رش إنام اإلطالق عىل العقود وألن الصلح أمس وأحوج؛ ألنه يندفع به الرش وحيل اخلري حمل ذلك، فتزول

األحقاد والبغضاء من نفوس الناس(٤).وألن الصلح من أكرب العقود فائدة؛ ملا فيه من قطع النزاع والشقاق، ن وأبيح فيه الكذب؛ لكونه يدعو إىل املساملة واملحبة بني س ولذلك ح

أفراد املجتمع(٥).فهذا كله من أهم مقاصد الرشيعة الغراء، التي تسعى إىل إصالح

األفراد واجلامعات.(١) انظر: كشاف القناع (٣٩١/٣)، مطالب أويل النهى (٣٣٥/٤).

(٢) انظر: حتفة الفقهاء (٢٤٩/٣)، بداية املجتهد (١٤٦٧/٤)، مغني املحتاج (١٧٧/٢)، هناية املحتاج (٣٧١/٤)، املغني (٥/٧)، املوسوعة الفقهية (٣٢٥/٢٧).

(٣) انظر: املوسوعة الفقهية (٣٢٥/٢٧). (٤) انظر: تبيني احلقائق (٣٠/٥).

(٥) انظر: كشاف القناع (٣٩١/٣)، أحكام الصلح يف الرشيعة اإلسالمية (ص٣٠).

١٦٠

: األدلة الدالة عىل مرشوعية الصلح يف اجلنايات خاصة: ثانياأ) من الكتاب:

c b a _ ] \ [ Z Y) :قوله تعاىل p o n m l k j i hg f e dzy x w v u ts r q } | { ~ ے

¡ ¢) (البقرة: ١٧٨).وي عن ابن عباس أن اآلية نزلت يف الصلح عن وجه الداللة: ر

دم العمد(١).ب) من السنة:

اهللا رسول قال قال: جده عن أبيه عن شعيب بن عمرو عن .١قتلوا، شاءوا فإن املقتول، أولياء إىل فع د متعمدا مؤمنا تل ق ن : «م ،(٣) ة ع ذ ج وثالثون ،(٢) ة ق ح ثالثون وهي: الدية، أخذوا شاءوا وإن هلم، فهو عليه صاحلوا وما ، د م الع ل ق ع وذلك ،(٤) ة لف خ وأربعون

.(٥)« ل وذلك تشديد العق(١) انظر: تبيني احلقائق (١١٣/٦)، فتح القدير (٣٢/٧)، تبيني املسالك (٤٢٨/٤).

والذي ثبت عن ابن عباس أنه قال: «كانت يف بني إرسائيل قصاص، ومل تكن فيهم c b a` _ ^ ] \ [ Z Y) األمة: هلذه اهللا فقال الدية، u ts r q p o n m l k j i hg f e dzy x w v } | { ~ ے ¡ ¢) قال ابن عباس: فالعفو أن يقبل الدية يف العمد» أخرجه البخاري يف كتاب الديات - باب من قتل له قتيل فهو بخري احلنفية عند عفو ال صلح العمد يف الدية وقبول .(٦٤٨٧ (٢٥٢٣/٦/رقم النظرين

واملالكية؛ ولذا رووا عن ابن عباس أن اآلية نزلت يف الصلح عن دم العمد. استحقت ألهنا بذلك؛ يت م وس الرابعة، السنة يف دخلت التي هي اإلبل: من ة احلق (٢)

الركوب والتحميل. (انظر: النهاية يف غريب احلديث واألثر ص٢٢١). واألثر احلديث غريب يف النهاية (انظر: اخلامسة. السنة يف دخلت التي هي : ة ع ذ اجل (٣)

ص١٤٣). : هي احلامل من النوق. (انظر: النهاية يف غريب احلديث واألثر ص٢٨٠). ة لف (٤) اخل

(٥) أخرجه اإلمام أمحد يف املسند (١٨٣/٢)، والرتمذي يف كتاب الديات - باب ما جاء=

١٦١

قال الشوكاين: «يدل هذا احلديث عىل جواز الصلح يف الدماء بأكثر من الدية»(١).

(٢) قا صد م حذيفة بن جهم أبا بعث النبي أن عائشة عن .٢النبي فأتوا ه(٤)، فشج جهم أبو فرضبه صدقته، يف رجل ه(٣) فالجفلم وكذا» كذا : «لكم النبي فقال اهللا. رسول يا القود فقالوا: يرضوا، فقال: «لكم كذا وكذا» فلم يرضوا، فقال: «لكم كذا وكذا»

فرضوا،...»(٥).قال اخلطايب: «وفيه دليل عىل جواز إرضاء املشجوج بأكثر من دية

الشجة إذا طلب املشجوج القصاص»(٦).جـ) أما اإلمجاع:

فقد أمجعت األمة عىل مرشوعية الصلح عن دم العمد(٧).=يف الدية كم هي يف اإلبل (٦٤/٣/رقم ١٣٨٧)، وابن ماجه يف كتاب الديات - باب من قتل عمدا فرضوا بالدية، (٨٧٧/٢/رقم ٢٦٢٦)، والدارقطني يف السنن - كتاب غريب. حسن حديث الرتمذي: عنه قال ،(٢٧٥ والديات - (١٧٧/٣/رقم احلدود

نه األلباين يف إرواء الغليل (٢٥٩/٧). وحس(١) نيل األوطار (٣٣٦/٥).

ق: العامل الذي جيمع الزكاة (انظر: النهاية يف غريب احلديث واألثر ص٥١١). د (٢) املصة: التامدي يف اخلصومة. (انظر: معامل السنن ه: أي خاصمه ونازعه، واللجاج واملالج (٣) الج

١٩/٤، الصحاح ٣٠٨/١).ة: اجلرح يف الرأس أو الوجه دون غريمها. (انظر: معجم لغة الفقهاء ص٢٥٨). (٤) الشج

(٥) أخرجه أبو داود يف كتاب الديات - باب العامل يصاب عىل يديه خطأ (٦٧٢/٤/رقم ٤٥٣٤)، والنسائي يف كتاب القسامة - باب السلطان يصاب عىل يده - (٣٤٦/٦/رقم ٦٩٥٤)، وابن ماجه يف كتاب الديات - باب اجلارح يفتدي بالقود - (٨٨١/٢/رقم

٢٦٣٨)، وصححه األلباين يف صحيح سنن ابن ماجه (٩٦/٢/رقم ٢١٣٣).(٦) معامل السنن (١٩/٤).

(٧) انظر: فتح القدير (٢٧٥/٨)، النوادر والزيادات (١٢٦/١٤)، مغني املحتاج (٥٠/٤)، وأدلته= اإلسالمي الفقه اإلسالمي (١٤٧/٢)، اجلنائي الترشيع املغني (٥٩٥/١١)،

١٦٢

د) وأما املعقول:فقد دل العقل عىل مرشوعية الصلح يف اجلنايات من وجهني:

األول: أن القصاص حق ثابت للورثة، جيري فيه العفو جمانا، فكذا وإحياء الويل إحسان من اجلميلة األوصاف عىل الشتامله تعويضا؛

القاتل(١).الثاين: أن حق استيفاء القود قد يؤول إىل املال عند تعذر االستيفاء، فيصح إسقاطه بامل بطريق الصلح كحق الرد بالعيب، وهذا بخالف

حد القذف فإنه ال يؤول إىل املال بحال(٢).

=(٥٦٩٥/٧)، الصلح عن اجلنايات (ص٢٠). (١) تبيني احلقائق (١١٣/٦)، فتح القدير (٢٧٥/٨).

(٢) املبسوط (٩/٢١).

١٦٣

املبحث اخلامسمن يملك الصلح يف اجلناية عىل النفس

يملك الصلح من يملك حق القصاص وحق العفو؛ وهو ويل الدم، p o n m lk j i h g f e d) تعاىل: قال

z y xw v u t s r q }) (اإلرساء: ٣٣).الصلح حق هلم الذين الدم أولياء حتديد يف الفقهاء اختلف وقد

والعفو عن القصاص عىل أربعة أقوال:األنساب ذوي من الورثة مجيع هم الدم أولياء أن األول: القول واألسباب، سواء أكانوا ذكورا أم إناثا، صغارا كانوا أم كبارا؛ وبه قال

احلنفية(١)، والشافعية(٢)، واحلنابلة(٣).القول الثاين: أن أولياء الدم هم العصبة الذكور؛ وبه قال املالكية(٤)، فتح احلقائق (١١٤/٦)، تبيني الصنائع (٨٤/٨)، بدائع املبسوط (١٥٧/٢٦)، انظر: (١)

القدير (٢٥٩/٨)، حاشية ابن عابدين (٢٢٤/١٠). الوجيز (٢٥٥/١٠)، رشح العزيز الكبري (١٠٠/١٢)، احلاوي األم (٣٣/٧)، انظر: (٢)

روضة الطالبني (٨٣/٧)، مغني املحتاج (٣٩/٤). (٣) انظر: املغني (٥٨١/١١)، املبدع (٢٨٤/٨)، اإلنصاف مع الرشح الكبري (١٦٠/٢٥)،

كشاف القناع (٥٣٥/٥). اجلليل مواهب (ص٢٥٧)، الفقهية القوانني ،(١٦٦٢/٤) املجتهد بداية انظر: (٤)املسالك تبيني ،(٢٢٧/٤) الدسوقي حاشية ،(٢١/٨) اخلــريش ،(٣٢٠/٨)

.(٤١٩/٤)

١٦٤

ووجه عند الشافعية(١)، ورواية عند احلنابلة(٢) اختارها شيخ اإلسالم ابن تيمية(٣).

عن والعفو الصلح يف احلق للنساء أن عىل نصوا املالكية أن إال القصاص برشوط ثالثة:

أن يكن وارثات كالبنت واألخت.. ١أن ال يساوهين عاصب يف الدرجة، كالبنت مع االبن، فإنه ال . ٢

حق هلا يف القصاص، واحلق فيه لالبن وحده.أن يرثن بالتعصيب لو فرض كوهنن ذكورا، كالبنت واألخت . ٣

فال ألم، واألخت ألم واجلدة الزوجة أما ألب، أو الشقيقة .(٤) قصاص هلن مطلقا

السبب، دون بالنسب الورثة هم الدم أولياء أن الثالث: القول فيخرج بذلك الزوجان؛ قال به ابن سريين(٥)، وابن أيب ليىل(٦)، وهو

وجه عند الشافعية(٧).القول الرابع: أن أولياء الدم هم أهل املقتول وأقاربه -وهم الذين وبه وغريهم؛ الورثة ذلك يف يستوي إليهم- باالنتامء املقتول ف ر ع ي

قال الظاهرية(٨).(١) انظر: العزيز رشح الوجيز (٢٥٥/١٠)، روضة الطالبني (٨٣/٧). (٢) انظر: املبدع (٢٨٥/٨)، اإلنصاف مع الرشح الكبري (١٦١/٢٥).

(٣) االختيارات الفقهية (ص٢٤٤). املسالك تبيني الدسوقي (٢٢٩/٤)، حاشية الصغري (٣٦٠/٤-٣٦١)، الرشح انظر: (٤)

.(٤٢٠/٤)(٥) انظر: نيل األوطار (٤٠/٧).

(٦) انظر: تبيني احلقائق (١١٤/٦)، املحىل (٢٤٣/١٢). (٧) انظر: العزيز رشح الوجيز (٢٥٥/١٠)، روضة الطالبني (٨٣/٧).

(٨) انظر: املحىل (٢٤٧/١٢-٢٤٩).

١٦٥

األدلة:أدلة القول األول:

o n m lk j i h g f e d) تعاىل: قوله .١z y xw v u t s r q p }) (اإلرساء: ٣٣).

قال جــد(١). و متى الوارث ههنا بالويل املراد أن الداللة: وجه أن اآلية: هبذه خوطب ممن العلم أهل عند معلوما الشافعي: «فكان

ن جعل اهللا له مرياثا منه»(٢). ويل املقتول م(٣) أن ينحجزوا(٤) تلني ت ٢. عن عائشة أن النبي قال: «عىل املق

األول فاألول، وإن كانت امرأة»(٥).مسقط امرأة كان وإن وارث أي و ف ع أن عىل داللة احلديث ففي أن الورثة بقية عىل ووجب القصاص، سقط املرأة عفت فإذا للقود،

ينحجزوا ويمتنعوا عن طلب القود من القاتل(٦).(١) انظر: اجلامع ألحكام القرآن (٢٢٣/١٠)، فتح القدير للشوكاين (٢٨١/٣).

(٢) األم (٣٣/٧). (٣) عىل املقتتلني: أي عىل أولياء املقتول الطالبني القود. انظر: نيل األوطار (٤٠/٧)، عون اخلطايب: قال كام باملقتتلني تسميتهم وسبب داود (٢٧٩/١٢). أيب سنن رشح املعبود القتلة، فيمتنع القصاص، القتيل أولياء يطلب أن هنا: املقتتلني معنى يكون أن «يشبه

فينشأ بينهم احلرب والقتال من أجل ذلك». معامل السنن (٢٠/٤). (٤) ينحجزوا: أي يمتنعوا ويكفوا عن القود بعفو أحدهم ولو كان امرأة. انظر: معامل السنن (٢٠/٤)، رشح الزركيش (١٠٨/٦)، نيل األوطار (٤٠/٧)، عون املعبود رشح سنن

أيب داود (٢٧٩/١٢). (٥) أخرجه أبو داود يف كتاب الديات - باب عفو النساء عن الدم - (٦٧٥/٤/رقم ٤٥٣٨)، وقال: «بلغني أن عفو النساء يف القتل جائز إذا كانت إحد األولياء». وأخرجه النسائي يف والبيهقي ،(٦٩٦٤ (٣٥٠/٦/رقم الدم عن النساء عفو باب - القسامة كتاب يف السنن الكرب - كتاب اجلنايات - باب عفو بعض األولياء عن القصاص دون بعض - (٥٩/٨). قال عنه ابن حزم يف املحىل (٢٤١/١٢): «اخلرب ال يصح». وضعفه أيضا

األلباين يف ضعيف سنن أيب داود (ص٤٥٥/رقم ٩٨١). (٦) انظر: معامل السنن (٢٠/٤)، عون املعبود رشح سنن أيب داود (٢٧٩/١٢-٢٨٠).

١٦٦

تل له ٣. عن أيب رشيح الكعبي قال: قال رسول اهللا : «فمن ق؛ إن أحبوا قتلوا، وإن أحبوا أخذوا الدية»(١). تني ري ه بني خ قتيل فأهل

فهذا احلديث عام يف مجيع أهل امليت، واملرأة من أهله؛ بدليل قول ما واهللا أهيل، يف أذاه عنه بلغني قد ل ج ر من ين ر ذ يع ن : «م النبي

.(٣) »(٢) يريد عائشة علمت عىل أهيل إال خرياقال البغوي: «ويف قوله: «فأهله بني خريتني» دليل عىل أن القصاص

والدية تثبت جلميع الورثة من الرجال والنساء»(٤).رسول «قىض قال: جده عن أبيه عن شعيب بن عمرو عن .٤إال شيئا منها يرثون ال كانوا من عصبتها بني املرأة ل ق ع أن اهللا يقتلون وهم ورثتها، بني ها ل ق ع ف تلت ق وإن ورثتها، عن فضل ما

قاتلها»(٥).(٦٤٣/٤/رقم - بالدية يرىض العمد ويل باب - الديات كتاب يف داود أبو أخرجه (١)٤٥٠٤)، والرتمذي يف أبواب الديات - باب ما جاء يف حكم ويل القتيل يف القصاص والديات - احلدود كتاب السنن - يف والدارقطني ،(١٤٠٦ والعفو - (٧٦/٣/رقم تل له قتيل فهو بخري النظرين؛ إما (٩٦/٣/رقم ٥٥). وهو يف الصحيحني بلفظ: «من قتل له قتيل فهو أن يود وإما أن يقاد». أخرجه البخاري يف كتاب الديات - باب من قبخري النظرين - (٢٥٢٢/٦/رقم ٦٤٨٦)، ومسلم يف كتاب احلج - باب حتريم مكة وصيدها وخالها وشجرها ولقطتها إال ملنشد، عىل الدوام - (٩٨٨/٢/رقم ١٣٥٥). (٢) أخرجه البخاري يف كتاب املغازي - باب حديث اإلفك - (١٥١٧/٤/ رقم ٣٩١٠)، القاذف - (٢١٢٩/٤/ توبة وقبول اإلفك حديث يف باب التوبة - كتاب يف ومسلم

رقم ٢٧٧٠). (٣) املغني (٥٨١/١١).

(٤) رشح السنة (٣٠٣/٧). ،(٤٥٦٤ (٦٩١/٤/رقم األعضاء ديات باب - الديات كتاب يف داود أبو أخرجه (٥)والنسائي يف كتاب القسامة - باب كم دية شبه العمد - (٣٥٤/٦/رقم ٦٩٧٦)، وابن ،(٢٦٤٧ (٨٨٤/٢/رقم - عصبتها عىل املرأة عقل باب - الديات كتاب يف ماجه والبيهقي يف السنن الكرب - كتاب اجلنايات - باب مرياث الدم والعقل - (٥٨/٨)،

وحسنه األلباين يف صحيح سنن النسائي (٩٩٤/٣/رقم ٤٤٦٨).

١٦٧

ق بني العقل وبني والية الدم؛ فالعقل وجه الداللة: أن النبي فرعىل العصبة؛ الوارث منهم وغري الوارث، أما والية الدم فهي ملن حاز

املرياث(١). ، ل قتل قتيال ج ٥. رو زيد بن وهب أن عمر بن اخلطاب أيت برفجاء ورثة املقتول ليقتلوه، فقالت أخت املقتول -وهي امرأة القاتل-: قد عفوت عن حقي من زوجي. فقال عمر: اهللا أكرب، عتق الرجل من

القتل»(٢).٦. أن كل واحد من الورثة من غري تفريق يملك العفو عن الدية،

فكذلك الدم(٣).أدلة القول الثاين:

u t s r q p o n m) :١. قوله تعاىلz y xw v }) (اإلرساء: ٣٣).

وجه الداللة: أن اسم الويل ورد بلفظ التذكري، مما يدل عىل اشرتاط الذكورة يف الوالية، وأنه ال مدخل للنساء يف القصاص(٤).

الرجل، عىل يطلق كام املرأة عىل يطلق الويل اسم بأن ونوقش: فاملراد جنس الويل، فيستوي فيه املذكر واملؤنث(٥).

(١) انظر: أسباب سقوط العقوبة (ص١٠٠)، الصلح يف اجلنايات (ص٩٤). (٢) أخرجه عبدالرزاق يف مصنفه - كتاب العقول - باب العفو - (١٣/١٠/رقم ١٨١٨٨)، وعزاه بعض الفقهاء إىل أيب داود؛ كابن قدامة يف املغني (٥٨٢/١١) وليس كذلك. قال عنه األلباين يف اإلرواء (٢٧٩/٧): «صحيح، ومل أره عند أيب داود بعد مزيد البحث عنه،

وما أظنه رواه».(٣) انظر: بداية املجتهد (١٦٦٢/٤)، األم (٣٣/٧)، املغني (٥٨٢/١١).(٤) انظر: اجلامع ألحكام القرآن (٢٢٣/١٠)، تبيني املسالك (٤٢٠/٤).

(٥) انظر: اجلامع ألحكام القرآن (٢٢٣/١٠)، احلاوي الكبري (١٠١/١٢)، املصباح املنري (ص٢٥٨).

١٦٨

ع للتنارص ودفع العار عن النسب، فاختص به ٢. أن القصاص رشالعصبات، كوالية النكاح(١).

فهو العار، لدفع ع رش كونه إىل باإلضافة القصاص بأن ونوقش: ع للتشفي واالنتقام، والنساء هلن حق يف ذلك، كام أنه ال يلزم أيضا رشالقصاص يرث فالصغري للقصاص، اإلرث عدم التنارص عدم من

وهو ليس من أهل التنارص(٢).كالقضاء األمور من كثري يف الوالية أهل من ليست املرأة أن .٣عىل قياسا القصاص عن العفو والية هلا تكن فلم والنكاح؛

ذلك(٣).ونوقش: بأن انتفاء والية املرأة يف بعض احلاالت ال يستلزم انتفاء كواليتها هلا، عديدة واليات ثبوت بدليل احلاالت، مجيع يف واليتها

عىل ماهلا، وعىل الوقف وغريه(٤).أدلة القول الثالث:

تل له ١. عن أيب رشيح الكعبي قال: قال رسول اهللا : «فمن ق.(٥)«...، تني ري قتيل فأهله بني خ

امليت رحم ذوو احلديث هذا يف باألهل املراد أن الداللة: وجه فحسب، فال يدخل فيهم الزوجان(٦).

(١) انظر: املعونة (٩٣٩/٣)، العزيز رشح الوجيز (٢٥٥/١٠)، تكملة املجموع للمطيعي (٣٦٩/٢٠)، املغني (٥٨١/١١)، نيل األوطار (٤٠/٧).

(٢) انظر: تبيني احلقائق (١١٤/٦)، العفو عن العقوبة (ص١٧٠). (٣) انظر: القصاص يف النفس (ص١٦٣).

(٤) انظر: القصاص يف النفس (ص١٦٣)، العفو عن العقوبة (ص١٧٠). (٥) سبق خترجيه (ص١٩).

(٦) انظر: املغني (٥٨١/١١)، الصلح يف اجلنايات (ص٩٥).

١٦٩

ونوقش: بأن لفظ األهل عام يشمل الزوج والزوجة (١)، وختصيصه بذوي األرحام ال دليل عليه(٢).

والعفو القصاص حق فيثبت للتشفي، ع رش القصاص أن .٢جلميع الورثة إال الزوجني؛ استنادا إىل انقطاع صلة الزوجية باملوت،

وإذا انقطعت الصلة، فال حاجة إىل التشفي(٣).أيضا ع رش بل فحسب، للتشفي يرشع مل القصاص بأن ونوقش:

حلفظ الدماء؛ بدليل قوله تعاىل: (¤ ¥ ¦ § © ª ») (البقرة: ١٧٩)(٤).

بقاء بدليل باقية، تزال ال آثارمها فإن الزوجية، زوال رغم إنه ثم عن بدل وهي الدية، بينهام يورث ما مجلة ومن بينهام، فيام التوارث زوال أن فكام منه، املبدل ملك يستلزم البدل وملك القصاص، استحقاق يمنع ال فكذلك الدية، استحقاق يمنع مل باملوت الزوجية

القود والعفو(٥).دليل القول الرابع:

مسعود بن ة يص حم أن خديج؛ بن ورافع حثمة أيب بن سهل عن عبداهللا تل ق ف النخل، يف فتفرقا خيرب، قبل انطلقا سهل بن وعبداهللا حويصة ه عم وابنا عبدالرمحن أخوه فجاء اليهود، موا فاهت سهل، بن وحميصة إىل النبي ، فتكلم عبدالرمحن يف أمر أخيه وهو أصغر منهم،

(١) انظر: ص١٦٦ من هذا البحث.(٢) انظر: الصلح يف اجلنايات (ص٩٦).

املجموع تكملة ،(٢٥٥/١٠) الوجيز رشح العزيز ،(١١٤/٦) احلقائق تبيني انظر: (٣)للمطيعي (٣٦٣/٢٠)، نيل األوطار (٤٠/٧).

(٤) انظر: نيل األوطار (٤٠/٧). (٥) انظر: املغني (٥٨٢/١١)، املبدع (٢٨٣/٨)، العفو عن العقوبة (ص١٦٨).

١٧٠

أ األكرب»، فتكلام يف أمر بد »(١) أو قال: «لي رب رب الك فقال رسول اهللا : «كل منهم ج م مخسون منكم عىل ر س ق صاحبهام، فقال رسول اهللا : «يئكم رب ت قال: «ف نحلف؟! كيف نشهده مل أمر فقالوا: (٢)« ته م بر ع ف د فياه(٣) د و هيود بأيامن مخسني منهم» قالوا: يا رسول اهللا! قوم كفار. قال: ف

له»(٤). رسول اهللا من قبوجه االستدالل: أن النبي جعل احلق يف طلب الدم البن العم؛ نه، كام جعله لألخ، مع أن ابن العم هنا ليس وارثا، وإذا كان لكرب سوصلحه عفوه يكون أن وجب القصاص؛ استيفاء يف معتربا طلبه

.(٥) كذلك معترباونوقش هذا االستدالل من وجهني:

م األكرب هنا قبل معرفته بموضوع املطالبة، األول: أن النبي قدن يف البدء يف احلديث. رب الس ومن ثم فالتقديم هنا كان احرتاما لك

وإذا كان التقديم لكرب السن فقط دون نظر إىل الغرض الذي جاءوا ، فليس يف احلديث ما يدل عىل أن املطالبة من أجله لكونه الزال جمهوال

بالدم أو العفو عنه حق جلميع األهل؛ الوارث وغريه.ن. (انظر: النهاية يف غريب موا األكرب؛ إرشادا إىل األدب يف تقديم األس د : أي ق رب (١) كرب الك

احلديث واألثر ص٧٨٨). د به، ة: احلبل الذي يربط به القاتل إذا قيد للقصاص؛ أي يسلم هلم باحلبل الذي ش م (٢) الره. (انظر: ل متكينا هلم منه لئال هيرب، ثم اتسعوا فيه حتى قالوا: أخذت اليشء برمته؛ أي ك

النهاية يف غريب احلـديث واألثر ص٣٧٨، املصـباح املنري ص٩١).هو الذي املال ليه و إذا أعطى ؛ ية د يه يد القتيل القاتل د و يقال: ديته، دفع أي فوداه: (٣)املصباح ديات. (انظر: واجلمع باملصدر، تسمية ؛ دية املال ذلك ي م س ثم النفس. بدل

املنري ص٢٥٠). (٤) أخرجه البخاري يف كتاب الديات - باب القسامة - (٢٥٢٨/٦/ رقم ٦٥٠٢)، ومسلم يف كتاب القسامة واملحاربني والقصاص والديات - باب القسامة - (١٢٩٢/٣/رقم

١٦٦٩) واللفظ له. (٥) انظر: املحىل (٢٤٧/١٢).

١٧١

مطالبني يأتوا مل وحميصة وحويصة سهل بن عبدالرمحن أن الثاين: بالقصاص؛ ألنه مل يكن اجلاين معروفا عندهم، بل جاءوا إىل الرسول

إلبالغه بام حدث؛ ليحكم فيه بحكم اهللا تعاىل(١).الرتجيح:

الراجح هو القول األول القائل بأن أولياء الدم هم ورثة املقتول؛ الرجال والنساء عىل السواء، فلكل واحد منهم احلق يف الصلح والعفو عن القصاص؛ ألن الورثة هم أقرب الناس إىل امليت، والتفريق بينهم

ال يستند إىل دليل ناهض.وألنه إذا جاز للزوج والزوجة والنساء الاليت هلن نصيب يف املرياث لم ال جيوز أن يرثوا أصل أن يرثوا الدية التي هي بدل عن القصاص؛ فن ال يستحق األصل ال يستحق البدل، بل إن استحقاق م القصاص؟! فالبدل دليل واضح عىل استحقاق األصل، ومتى ثبت استحقاق الورثة مجيعا للقصاص ثبت استحقاقهم للعفو عنه؛ ألنه أصبح عفوا عن حق

من حقوقهم، وينتقل عنهم إىل ورثتهم بالطريقة نفسها(٢).ثه، فال يصح عفوه بعد ر و د م ق د بف ي ق إذا ثبت هذا فإن عفو الوارث م

اجلرح وقبل املوت؛ ألنه حينئذ يكون عفوا عن حق مل يوجد بعد(٣).إال يكون ال الويل عفو أن عليه جممع أصل «هذا بطال: ابن قال بعد املوت؛ إذ قد يمكن أن يربأ فال يموت، وأما عفو القتيل فإنه قبل

املوت»(٤).(١) القصاص يف النفس (ص١٦٥-١٦٦)، العفو عن العقوبة (ص١٦٧).

(٢) العفو عن العقوبة (ص١٧٤). املحىل ،(٢٢٠/١٢) الباري فتح ،(٤١/٧) األم ،(٩٤/٨) الصنائع بدائع انظر: (٣)(ص١٥٧- العقوبة عن العفو ،(١٤٣/٢) اإلسالمي اجلنائي الترشيع ،(٢٦٣/١٢)

.(١٥٨(٤) رشح صحيح البخاري البن بطال (٥١٢/٨).

١٧٢

وأجاز احلنفية عفو الوارث عن القصاص يف النفس يف حياة املورث استحسانا، وإن كان القياس يمنعه.

وبينوا وجه االستحسان يف أمرين:من قتال وقع أنه تبني الرساية، به اتصلت متى اجلرح أن األول:

حني وجوده، فكان عفوا عن حق ثابت، فيصح.د سببه وهو اجلرح ج الثاين: أن القتل وإن مل يوجد يف احلال، فقد وذلك مقام يقوم اليشء إىل املفيض والسبب احلياة، فوات إىل املفيض

اليشء يف أصول الرشع، كالنوم مع احلدث(١).ويمكن مناقشة احلنفية يف استدالهلم هذا من وجهني:

١. االستدالل بأن الرساية أظهرت أن احلق للوارث، فصح عفوه م به، ذلك أن العفو إما للمجني عليه، وإما ل س يف حياة مورثه؛ غري ملوارثه، وهو للمجني عليه إىل وقت الزهوق، وانعدام أهلية الترصف،

وبعدها هو لورثته، فال يصح عفوهم قبل ثبوت احلق هلم.ذلك مقام يقوم اليشء إىل املفيض السبب بأن االستدالل أما .٢م هنا؛ ألنه يمكن التحقق من هذا السبب هل يؤدي إىل ل س اليشء؛ فغري مر؛ فإن أد إىل املوت ثبت تظ ن النتيجة املبني عليها احلكم أم ال؟ فاجلرح ياحلق للوارث، وإال فال، بخالف النوم مع احلدث فال يمكن التحقق من

ذلك فاحتيط فيه، فلام اختلفا مل جيز قياس أحدمها عىل اآلخر(٢).مسألة: صلح املجني عليه وعفوه عن دمه قبل موته:

بعد عليه املجني من والصلح العفو صحة يف الفقهاء اختلف حصول اجلناية وقبل املوت عىل قولني:

(١) بدائع الصنائع (٩٤/٨). (٢) العفو عن العقوبة (ص١٥٨-١٥٩).

١٧٣

عفوه صح دمه؛ عن صالح أو عليه املجني عفا إذا األول: القول وصلحه، وسقط القصاص، وليس للورثة مطالبة اجلاين بيشء، وبه قال

مجهور الفقهاء من احلنفية(١)، واملالكية(٢)، والشافعية(٣)، واحلنابلة(٤).القول الثاين: عدم صحة عفو املجني عليه ومصاحلته عن دمه؛ وبه الشافعي(٧)، قويل وأحد املالكية(٦)، عند قول وهو الظاهرية(٥)، قال

ورواية عند احلنابلة(٨).األدلة:

أدلة القول األول:١. قوله تعاىل: (± μ ´ ³ ² ¶) (املائدة: ٤٥).

ق ههنا هو قال ابن رشد: «وقد أمجع العلامء عىل أن املراد باملتصد(١) انظر: رشح معاين اآلثار (١٧٩/٣)، بدائع الصنائع (٩٤/٨)، تبيني احلقائق (١٢١/٦-

١٢٢)، فتح القدير (٢٩٢/٨-٢٩٣)، حاشية ابن عابدين (٢٢٥/١٠). (٢) انظر: املدونة (٣٧٠/٤)، النوادر والزيادات (٨٧/١٤)، البيان والتحصيل (٣٥/١٦)،

بداية املجتهد (١٦٦٢/٤)، القوانني الفقهية (ص٢٥٧). (٣) انظر: األم (٣٩/٧)، مغني املحتاج (٥٠/٤)، هناية املحتاج (٢٩٦/٧).

كشاف ،(٢٢٢/٢٥) الكبري الرشح مع اإلنصاف ،(٥٨٩/١١-٥٩٠) املغني انظر: (٤)القناع (٥٤٦/٥).

(٥) انظر: املحىل (٢٦١/١٢-٢٦٣). (٦) انظر: الفروق للقرايف (٢٧٩/٣).

العلامء «أكثر :(٢٧٢/٢٥-٢٧٣) االستذكار يف قال حيث عبدالرب ابن إليه نسبه (٧)يقولون: إن املقتول جيوز عفوه عن دمه العمد... وأن املقتول عمدا أوىل بدمه من أوليائه دمه، عن يعفو أن للمقتول إن قال: وممن مالك، قال كام عنه، العفو يف - حيا -مادام وأبو واألوزاعي وقتادة وطاووس احلسن مالك؛ كقول وورثته، أوليائه عىل وجيوز أبو قال وبه باطل. عفوه بالعراق: وقال الشافعي، قويل أحد وهو وأصحاهبم، حنيفة ثور وداود، وهو قول الشعبي». كام نسبه إليه ابن رشد يف بداية املجتهد (١٦٦٣/٤)،

ومل أجده يف كتب الشافعية التي اطلعت عليها.(٨) انظر: الفروع (٦٦٠/٥، ٦٦٩).

١٧٤

قوله: يف الضمري يعود من عىل اختلفوا وإنام بدمه، يتصدق املقتول عىل وقيل: ، توبة له رأ ملن القاتل عىل فقيل: (¶ μ ´)

املقتول من ذنوبه وخطاياه»(١).رماه اإلسالم، إىل قومه دعا ملا الثقفي مسعود بن عروة أن .٢ النبي فأجاز يموت، أن قبل قاتله عن فعفا فقتله، بسهم، رجل

عفوه»(٢).٣. أن الويل قائم مقام املقتول ونائب عنه يف طلب ما يستحقه، فإذا

.(٣)عل للويل العفو؛ كان ذلك لألصيل أوىل وأحر ج٤. أن املجني عليه قد أسقط حقه بعد انعقاد سببه، فسقط، كام لو

أسقط الشفعة بعد البيع(٤).أدلة القول الثاين:

n m lk j i h g f e d) تعاىل: قوله .١ ({ z y xw v u t s r q p o

(اإلرساء: ٣٣).

سلطانا، املقتول لويل جعل وتعاىل سبحانه اهللا أن الداللة: وجه وجعل إليه القود، فال جيوز للمقتول إبطال هذا السلطان الذي جعله

اهللا لوليه، فإن فعل مل ينفذ حكمه؛ ألنه خالف أمر اهللا تعاىل(٥).(١) بداية املجتهد (١٦٦٣/٤).

دمه - عن فيعفو يقتل الرجل باب الديات - كتاب مصنفه - يف شيبة أيب ابن أخرجه (٢)فتح يف حجر وابن ،(٢٥٧/١٢) املحىل يف حزم ابن ونقله ،(٧٦٥٤ (٣٢٤/٩/رقم

الباري (٢٢٠/١٢). (٣) انظر: بداية املجتهد (١٦٦٣/٤)، فتح الباري (٢٢٠/١٢).

(٤) انظر: املغني (٥٩٠/١١)، املبدع (٣٠٣/٨). (٥) انظر: املحىل (٢٦١/١٢)، العفو عن العقوبة (ص١٢٩).

١٧٥

تل له ن ق م ٢. عن أيب رشيح الكعبي قال: قال رسول اهللا : «ف؛ إن أحبوا قتلوا، وإن أحبوا أخذوا الدية»(١). تني ري قتيل فأهله بني خ

الدية، أو القصاص بني األولياء خري النبي أن الداللة: وجه .(٢) وذلك عام يف كل مقتول، سواء عفا عن دمه قبل موته أو مل يعف

ونوقش استدالهلم باآلية واحلديث من وجهني:األول: أن اآلية واحلديث يف بيان حكم من حتققت وفاته، وأن أمره ا من مل تتحقق وفاته بعد، وصدر منه العفو، فإهنا مل تتعرض إىل وليه، أم

له.الثاين: القول بأن اهللا سبحانه وتعاىل جعل لويل القتيل سلطانا؛ قول صحيح، لكن هذا مبني عىل وجود احلق عىل القاتل، وإذا عفا املجني عليه يف حياته عن احلق الذي حيصل له بعد وفاته، مل يبق هناك حق عىل

اجلاين، وبالتايل فال يبقى لألولياء سلطان عىل القاتل(٣).٣. أن القصاص ال جيب وال يثبت إال بعد موت املجني عليه؛ ألنه فرع عن زهوق الروح، وبالتايل فعفو املجني عليه قبل املوت إسقاط

حلق مل جيب بعد، فال أثر له(٤).اجلناية ولكن املوت، ليس القصاص وجوب سبب بأن ونوقش: املفضية للموت، فإذا تم إنفاذ املقاتل فقد انعقد سبب وجوب القصاص، واملجني عليه يف ذلك الوقت أهل للتملك، فيصح عفوه عن القصاص؛

لكونه يعفو عن يشء دخل يف ملكه، ويرثه من بعده ورثته(٥).(١) سبق خترجيه ص١٦٦.

(٢) انظر: بداية املجتهد (١٦٦٣/٤). (٣) انظر: القصاص يف النفس (ص١٧٣)، العفو عن العقوبة (ص١٣٠).

(٤) انظر: الفروق للقرايف (٢٧٩/٣)، املحىل (٢٦٣/١٢). (٥) العفو عن العقوبة (ص١٣١).

١٧٦

الرتجيح:الراجح يف هذه املسألة هو القول األول القائل بصحة عفو املجني عليه ومصاحلته عن دمه، وأن ذلك مسقط للقصاص يف النفس؛ ألن يف جاء ما هذا ويؤيد الشارع، إليه يتشوف أمر اجلاين عن القود درء أهل من ىض ير ن م أدرك تعاىل-: «أنه اهللا مالك -رمحه اإلمام موطأ :« تل عمدا ى عن قاتله إذا ق ف ع العلم يقولون يف الرجل إذا أوىص أن ي

ن بعده»(١). ه من غريه من أوليائه م م إن ذلك جائز له، وأنه أوىل بدوعىل هذا، فإن للمجني عليه أولوية املطالبة بالقصاص، أو التنازل

عنه بعوض أو دون عوض.

(١) املوطأ - كتاب العقول - باب العفو يف قتل العمد - (٣٨٠/٢/رقم ١٦٧٥).

١٧٧

املبحث السادساشرتاط رضا اجلاين يف الصلح

لصحة الطرفني بني الرتايض اشرتاط يف الفقهاء بني خالف ال فإذا النزاع، وقطع اخلصومة إهناء الصلح من املقصود ألن الصلح؛ بالكلية، الصلح عقد من األصيل الغرض فات فيه الرتايض انعدم للجانبني امللزمة العقود كسائر عقد الصلح وألن قائام، النزاع وظل

البد إلمتامه من اتفاق طرفيه وتراضيهام، وقد قال اهللا تعاىل: (9 D C B A @ ? > = < ; :G F E) (النساء: ٢٩)، وقال : «ال حيل المرئ من مال أخيه عن بدال املال أخذ يف الدم ويل رغب فإذا نفسه»(١)، به طابت ما إال «ليس عبدالرب: ابن قال اجلاين(٢)، رضا من حينئذ د فالب القصاص، دمه عن يصالح أن يرىض أن إال القصاص، إال القاتل- -أي عليه بام شاء، فيلزمه ما ريض به إذا ريض بذلك ويل الدم»(٣). ومع هذا فإن - البيوع كتاب - السنن يف والدارقطني ،(٤٢٣/٣) املسند يف أمحد اإلمام أخرجه (١)، قال عنه الزيلعي يف نصب (٢٥/٣/رقم ٨٩) من حديث عمرو بن يثريب الضمري رواه :(١٧١/٤) الزوائد جممع يف اهليثمي عنه وقال جيد. إسناده :(١٦٩/٤) الراية

أمحد وابنه من زياداته أيضا، والطرباين يف الكبري واألوسط، ورجال أمحد ثقات». (٢) انظر: فتح القدير (٢٧٥/٨)، املقدمات املمهدات (٥١٧/٢)، مغني املحتاج (٤٩/٤)، (ص٣٧)، القضائي الصلح (ص٢٨٩)، العقوبة عن العفو ،(٥٩٦/١١) املغني

املوسوعة الفقهية (٢٣٠/٤).(٣) الكايف (١١٠٠/٢).

١٧٨

إن عليه رض ع ما متى للصلح يستجيب أن اجلاين حق يف الواجب كانت لديه القدرة عىل دفع البدل؛ إذ ليس من شأن العاقل أن يتهيأ له اخلالص من هذه العقوبة الشديدة ويتمكن من إنقاذ نفسه مقابل مال يدفعه ثم يرتدد يف ذلك، قال الطحاوي: «أمجعوا عىل أن الويل لو قال للقاتل: قد رضيت أن تعطيني كذا عىل أن ال أقتلك؛ أن الواجب عىل رب القاتل فيام بينه وبني اهللا تسليم ذلك له، وحقن دم نفسه، فإن أبى مل جي

.(١)« عليه، ومل يؤخذ منه ذلك كرها J I) يقول: وجل عز اهللا فإن «وأيضا رشد: ابن وقال رض عىل املكلف فداء نفسه بامل، فواجب K) (النساء: ٢٩)، وإذا ععليه أن يفدهيا، أصله إذا وجد الطعام يف خممصة(٢) بقيمة مثله وعنده

ما يشرتيه؛ أعني أنه يقىض عليه برشائه، فكيف برشاء نفسه؟!»(٣).رب عىل الرشاء بحيث يدخل قال الزيلعي: «وال نسلم أن املضطر جيالقدرة مع الرشاء ترك إذا يأثم نقول وإنام رضاه، غري من ملكه يف القدرة مع نفسه لص خي مل إذا يأثم أيضا هنا نقول وكذا ومات، عليه

عليه»(٤).أما التنازل عن القصاص مقابل الدية، فهذه هي التي وقع اخلالف أو عفوا ى م تس هل وبالتايل ال؟ أو اجلاين موافقة إىل حتتاج هل فيها

تكون صلحا؟اختلف الفقهاء يف هذه املسألة عىل قولني:

(١) رشح معاين اآلثار (١٧٧/٣-١٧٨). واألثر احلديث غريب يف النهاية ،٨١٥/١ الصحاح (انظر: املجاعة. املخمصة: (٢)

ص٢٨٦). (٣) بداية املجتهد (١٦٦١/٤).

(٤) تبيني احلقائق (٩٩/٦).

١٧٩

القول األول:إن تنازل الويل ال ينفذ إال إذا ريض اجلاين بدفع الدية، فليس للويل الدية، بإعطاء القاتل يرىض أن إال مقابل، بال يعفو أو يقتص أن إال القصاص عن التنازل أما جمانا، القصاص إسقاط هو عندهم فالعفو ى عندهم عفوا، بل هو صلح ال يرتتب عليه أثره إال م إىل الدية فال يسإذا ريض به اجلاين؛ قال بذلك احلنفية(١)، والرواية املشهورة عن اإلمام

مالك(٢)، وقول قديم عند الشافعية(٣)، ورواية عن اإلمام أمحد(٤).القول الثاين:

ريض الدية، أخذ شاء وإن ، اقتص شاء إن باخليار؛ الدم ويل إن أو جمانا القصاص عن التنازل هو عندهم فالعفو ، يرض مل أو القاتل إىل الدية، فإن عفا الويل عن القصاص سقط، وإن عفا إىل الدية وجبت عىل اجلاين ولو بغري رضاه؛ رو ذلك أشهب عن مالك(٥)، وبه قال

الشافعية(٦)، وهو املذهب عند احلنابلة(٧)، وبه قال الظاهرية(٨).القدير (٢٤٧/٨)، فتح احلقائق (٩٨/٦-٩٩)، تبيني الصنائع (٨٢/٨)، بدائع انظر: (١)

اللباب يف رشح الكتاب (١٤١/٣). (٢) انظر: الكايف (١١٠٠/٢)، املقدمات املمهدات (٢٨٨/٣)، بداية املجتهد (١٦٦٠/٤)،

عقد اجلواهر الثمينة (٢٥١/٣). (٣) انظر: العزيز رشح الوجيز (٢٩٠/١٠)، روضة الطالبني (١٠٤/٧).

الكبري الرشح مع اإلنصاف ،(١١١/٦) الزركيش رشح ،(٦٦٩/٥) الفروع انظر: (٤) .(٢٠٧/٢٥)

(٥) انظر: الكايف (١١٠٠/٢)، املقدمات املمهدات (٢٨٨/٣)، بداية املجتهد (١٦٦٠/٤)، عقد اجلواهر الثمينة (٢٥١/٣)، تبيني املسالك (٣٩٣/٤).

،(٢٩٠/١٠) الوجيز رشح العزيز ،(٩٥/١٢) الكبري احلاوي ،(٢٦/٧) األم انظر: (٦)روضة الطالبني (١٠٤/٧).

الكبري الرشح مع اإلنصاف ،(١٠٩/٦) الزركيش رشح ،(٥٩١/١١) املغني انظر: (٧)(٢٠٢/٢٥-٢٠٣)، كشاف القناع (٥-٥٤٣).

(٨) انظر: املحىل (٣٣/١٢).

١٨٠

األدلة:أدلة القول األول:

(١) جارية، فطلبوا ة ني ت ث رس ك بيع بنت النرض ١. عن أنس أن الربالقصاص، فأمرهم النبي فأتوا فأبوا، العفو وطلبوا األرش(٢)، والذي ال، اهللا؟ رسول يا بيع الر ثنية رس أتك النرض: بن أنس فقال القصاص»، اهللا كتاب أنس، «يا فقال: ا، ه ت ني ث رس تك ال باحلق بعثك القوم وعفوا، فقال النبي : «إن من عباد اهللا من لو أقسم عىل يض ر ف

.(٣)« ه بر اهللا أللم ع وجه االستدالل: أن النبي ذكر القصاص ومل يذكر الدية، فالدية أخذ يف ب غ ر فإذا وحده، القصاص هو عليه املجني حق أن بني الصلح من نوع ألنه اجلاين؛ رضا من فالبد القصاص، عن بدال الطرفني، والصلح عقد كسائر العقود امللزمة للجانبني البد إلمتامه من

اتفاق طرفيه وتراضيهام(٤).ن قتل عمدا فهو ٢. عن ابن عباس قال: قال رسول اهللا : «م

قود»(٥).منها ال ك ألن أسفل، واثنتان فوق اثنتان املتقدمة؛ األسنان وهي الثنايا، واحدة : ة ني الث (١)

مضمومة إىل صاحبتها. (انظر: املغرب يف ترتيب املعرب ص٤٥). (٢) األرش: دية اجلراحات، واجلمع أروش. (انظر: املغرب يف ترتيب املعرب ص١٨).

(٣) أخرجه البخاري يف كتاب الصلح - باب الصلح يف الدية - (٩٦١/٢/رقم ٢٥٥٦)، (١٣٠٢/٣/رقم - األسنان يف القصاص إثبات باب - القسامة كتاب يف ومسلم

.(١٦٧٥العقوبة عن العفو ،(٢١٨/١٢) الباري فتح ،(١٦٦٠/٤) املجتهد بداية انظر: (٤)

(ص٢٨٩-٢٩٠). قوم - (٦٧٦/٤/رقم بني ا ي م ع يف تل ق من باب الديات - كتاب يف داود أبو أخرجه (٥)/٣٥١/٦) - سوط أو بحجر تل ق من باب - القسامة كتاب يف والنسائي ،(٤٥٣٩رقم ٦٩٦٦)، وابن ماجه يف كتاب الديات - باب من حال بني ويل املقتول وبني القود=

١٨١

للقود، موجب د م الع أن عىل نص النبي أن االستدالل: وجه فال جيوز العدول عنه إىل غريه إال عن مراضاة(١).

أدلة القول الثاين: a` _ ^ ] \ [ Z Y) تعاىل: قوله .١ o n m l k j i hg f e d c b } | { zy x w v u ts r q p

~ ے ¡ ¢) (البقرة: ١٧٨).قال ابن عباس: فالعفو أن يقبل الدية يف العمد(٢).

تل له ن ق ٢. عن أيب رشيح الكعبي قال: قال رسول اهللا : «فموا، وإن أحبوا أخذوا الدية»(٣). ل ت ؛ إن أحبو ق تني ري ه بني خ ل ه قتيل فأ

وجه االستدالل: دل احلديث عىل أن موجب العمد أحد شيئني من غري تعيني: القصاص أو الدية، واخليار يف ذلك للويل، إن شاء استوىف

القصاص، وإن شاء أخذ الدية دون حاجة إىل موافقة اجلاين(٤).الرتجيح:

الراجح يف هذه املسألة هو القول الثاين؛ ألن النصوص التي استدل =أو الدية - (٨٨٠/٢/رقم ٢٦٣٥)، وقد ذكره احلافظ ابن حجر يف بلوغ املرام (برقم (٩٩٢/٣/رقم النسائي سنن صحيح يف األلباين وصححه إسناده. وقو (١٢٠١

.(٤٤٥٧(١) انظر: احلاوي الكبري (٩٥/١٢)، العفو عن العقوبة (ص٢٨٩)، الصلح عن اجلنايات

(ص٢٩-٣٠). - النظرين بخري فهو قتيل له تل ق من باب - الديات كتاب - البخاري صحيح (٢)

(٢٥٢٣/٦/رقم ٦٤٨٧). (٣) سبق خترجيه ص١٦٦.

(٤) انظر: بداية املجتهد (١٦٦٠/٤)، فتح الباري (٢١٤/١٢)، رشح الزركيش (١٠٩/٦-١١٠)، الفقه اإلسالمي وأدلته (٥٦٩٠/٧)، العفو عن العقوبة (ص٢٩٠-٢٩١).

١٨٢

ضعيفة لكنها القود، وجوب عىل تدل األول القول أصحاب هبا الداللة عىل أن ليس للمجني عليه إال ذلك، أما أدلة القول الثاين فهي فيه، نص هو بام دليل كل بإعامل بينهام واجلمع اخليار، له أن يف نص فأدلة القول األول نص يف وجوب القود بقتل العمد، وليس بالرضورة أهنا ال توجب غري ذلك، أما أدلة القول الثاين فهي نص يف التخيري بني الثاين القول إىل املصري فكان بينهام، تعارض فال والدية، القصاص

أوىل(١).وإذا صح أن اخليار للويل؛ صح استيفاؤه للقصاص، وصح اختياره الرشعية النصوص ألن اجلاين؛ رأي عىل ذلك يتوقف أن دون للدية ت ويل الدم بني القصاص أو العفو إىل الدية مل توقف ذلك التي خريعىل رأي اجلاين، باإلضافة إىل أن املستحق للعقوبة دائام شأنه اخلضوع وتصغري منزلته أمام املجني عليه، إذ هذا هو املتناسب مع مبدأ العقوبة والردع والزجر، ال أن يوقف حق املجني عليه حتى تتم موافقة اجلاين، ال منهام وكل ملكانته، وإبراز ملعنوياته، رفع من رأيه اعتبار يف ما مع

.(٢) يتالءم مع كونه معاقبا

(١) انظر: بداية املجتهد (١٦٦٠/٤-١٦٦١)، العفو عن العقوبة (ص٢٩٠). (٢) انظر: العفو عن العقوبة (ص٢٩١-٢٩٢).

١٨٣

املبحث السابعالصلح عن القصاص يف النفس بمبالغ باهظة

ال خالف بني الفقهاء يف جواز الصلح عن القصاص، وأن القصاص عن املصاحلة جواز يف أيضا بينهم خالف ال أنه كام بالصلح، يسقط جواز يف بينهم اخلالف وقع وإنام منها، وبأقل الدية بقدر القصاص

املصاحلة عن القصاص بأكثر من الدية؛ عىل قولني:القول األول:

يتفق مبلغ أي وعىل الدية، من بأكثر القصاص عن الصلح جيوز عليه الطرفان؛ قليال كان أو كثريا، من جنس الدية أو من غري جنسها، واملالكية(٢)، احلنفية(١)، من الفقهاء عامة قول وهو ، مؤجال أو حاال

والشافعية(٣)، واحلنابلة عىل املشهور من مذهبهم(٤)، والظاهرية(٥).(١) انظر: املبسوط (٩/٢١)، بدائع الصنائع (٩٧/٨)، تبيني احلقائق (١١٣/٦)، فتح القدير

(٢٧٥/٨)، اللباب يف رشح الكتاب (١٤٩/٣). (٢) انظر: املدونة (٣٧٠/٤)، النوادر والزيادات (١٢٦/١٤)، مواهب اجلليل (٣٢٨/٨)،

اخلريش (٢٧/٨)، تبيني املسالك (٤٢٧/٤). مغني ،(١٠٥/٧) الطالبني روضة ،(٢٩١/١٠-٢٩٢) الوجيز رشح العزيز انظر: (٣)

املحتاج (٤٩/٤)، هناية املحتاج (٢٩٥/٧). الزركيش رشح ،(١٦١/١٣) اإلنصاف مع الكبري الرشح ،(٥٩٥/١١) املغني انظر: (٤)

.(١١٢/٦)(٥) انظر: املحىل (٦١٩/٨).

١٨٤

القول الثاين:ال جيوز الصلح عن القصاص بأكثر من الدية وال يصح، وبه قال صالح إذا أنه عىل كتبهم يف الشافعية بعض ونص احلنابلة(١)، بعض أو القصاص العمد موجب وقلنا: جنسها، من الدية من أكثر عىل القود الواجب قلنا: إذا أما الصلح، يصح مل بعينه؛ ال أحدمها الدية،

بعينه، والدية بدل عنه؛ صح الصلح عىل أكثر من الدية(٢).وقبل الدخول يف ذكر األدلة؛ حيسن بنا أن نذكر شيئا من نصوص

الفقهاء الواردة يف هذا الشأن:جاء يف املبسوط: «والصلح من كل جناية فيها قصاص عىل ما قل

من املال أو كثر فيها، فهو جائز»(٣).القصاص، عن مال عىل القاتل صولح «إذا احلقائق: تبيني ويف أو كان قليال ، حاال عليه املصالح املال ووجب القصاص، سقط

.(٤)« كثرياويف اللباب: «وإذا اصطلح القاتل وأولياء املقتول عىل مال معلوم، ... سقط القصاص، ووجب املال املصالح عليه، قليال كان املال أو كثريا

.(٥)« وال مؤجال فهو حال وإن مل يذكروا حاالوجاء يف املدونة: «قلت: أرأيت إن قتل رجل وليا يل عمدا، أو قطع يدي عمدا، فصاحلته عىل أكثر من دية ذلك، أجيوز يل هذا الفضل يف الرشح مع اإلنصاف ،(١١٢/٦) الزركيش رشح ،(٦٦٨/٥-٦٦٩) الفروع انظر: (١)

الكبري (١٦٢/١٣). املحتاج مغني ،(١٠٧/٧) الطالبني روضة ،(٢٩٥/١٠) الوجيز رشح العزيز انظر: (٢)

(٥٠/٤)، هناية املحتاج (٢٩٥/٧). (٣) املبسوط (٩/٢١).

(٤) تبيني احلقائق (١١٣/٦). (٥) اللباب يف رشح الكتاب (١٤٩/٣).

١٨٥

قول مالك؟ قال: قال يل مالك: القود يف العمد إال ما اصطلحوا عليه، فإن كان أكثر من الدية فذلك جائز وإن كان ديتني»(١).

ما عىل العمد دم يف الصلح «وجيوز والزيادات: النوادر ويف فيه جرحا أو نفسا مؤخرا، أو معجال يشء، من عليه اصطلحوا

قصاص»(٢).ويف الرشح الكبري للدردير: «وجاز صلحه -أي اجلاين- يف جناية عمد، قتال كان مع ويل الدم، أو جرحا مع املجني عليه، بأقل من دية وألجل قريب أو بعيد، وبعني وعرض املجني عليه أو أكثر منها، حاال

وغريمها»(٣).عىل القصاص عن صالح أو عفا الطالبني: «ولو روضة يف وجاء مال قبل أن يعفو عن الدية، فإن كان املصالح عليه من غري جنس الدية جاز، سواء كانت قيمته بقدر الدية أم أقل أو أكثر... ولو صالح عن من مائتني عىل صالح بأن جنسها، من الدية من أكثر عىل القصاص ألف من كالصلح يصح، مل األمرين، أحد الواجب قلنا: فإن اإلبل؛ وثبت األصح، عىل صح بعينه، القود الواجب قلنا: وإن ألفني، عىل

املال املصالح عليه»(٤).أو الدية جنس غري عىل القود عن عفا «ولو املحتاج: مغني ويف صالح غريه عليه، ثبت ذلك الغري أو املصالح عليه وإن كان أكثر من ولو القصاص... عنه وسقط ذلك، املصالح أو اجلاين بل ق إن الدية كالصلح الدية، من أكثر عىل القود عن واجلاين- الويل تصاحلا -أي

(١) املدونة (٣٧٠/٤). (٢) النوادر والزيادات (١٢٦/١٤).

(٣) الرشح الكبري مع حاشية الدسوقي (٢٣٣/٤). (٤) روضة الطالبني (١٠٥/٧، ١٠٧).

١٨٦

عىل مائتي بعري، لغا هذا الصلح إن أوجبنا أحدمها ال بعينه؛ ألنه زيادة عىل الواجب نازل منزلة الصلح من مائة عىل مائتني، وإال بأن أوجبنا القود عينا والدية بدل عنه، فاألصح الصحة... ولو تصاحلا عىل أقل

من الدية صح بال خالف»(١).وجاء يف املغني: «أن من له القصاص، له أن يصالح عنه بأكثر من

.(٢)« الدية، وبقدرها وأقل منها، ال أعلم فيه خالفاما وبكل ، يات بد القصاص عن الصلح «ويصح اإلنصاف: ويف يثبت مهرا، هذا املذهب، وعليه مجاهري األصحاب... وقال يف الرعاية يف اخلطاب أبو قال منها. بأكثر الصلح صحة منع وحيتمل :الكربفال واملصاحلة، بالعفو جتب الدية ألن الصلح؛ يصح ال االنتصار:

جيوز أخذ أكثر من الواجب من اجلنس»(٣).وجاء يف املحىل: «وجيوز الصلح يف قتل نفس عوضا من القود بأقل

من الدية أو بأكثر، وبغري ما جيب يف الدية»(٤).قال الصنعاين: «قال يف اهلدي النبوي: إن الواجب أحد الشيئني؛ إما القصاص أو الدية، واخلرية يف ذلك إىل الويل بني أربعة أشياء: العفو جمانا، أو العفو إىل الدية، أو القصاص -وال خالف يف ختيريه بني هذه الثالثة- والرابعة: املصاحلة إىل أكثر من الدية، وفيه وجهان: أحدمها أشهرمها مذهبا؛ أي للحنابلة: جوازه. والثاين: ليس له العفو عىل مال

.(٥)« إال الدية أو دوهنا، وهذا أرجح دليال(١) مغني املحتاج (٤٩/٤-٥٠).

(٢) املغني (٥٩٥/١١). (٣) اإلنصاف مع الرشح الكبري (١٦١/١٣-١٦٢).

(٤) املحىل (٦١٩/٨). (٥) سبل السالم (٤٦١/٣).

١٨٧

األدلة:أدلة القول األول:

: ١. عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول اهللافع إىل أولياء املقتول، فإن شاءوا قتلوا، وإن تل مؤمنا متعمدا د «من قوأربعون جذعة، وثالثون ة، حق ثالثون وهي: الدية، أخذوا شاءوا تشديد وذلك هلم، فهو عليه صاحلوا وما العمد، عقل وذلك خلفة،

العقل»(١).قال الشوكاين: «يدل هذا احلديث عىل جواز الصلح يف الدماء بأكثر

من الدية»(٢).قا، د ص ٢. عن عائشة أن النبي بعث أبا جهم بن حذيفة مه، فأتوا النبي فقالوا: ه رجل يف صدقته، فرضبه أبو جهم فشج فالجالقود يا رسول اهللا. فقال النبي : «لكم كذا وكذا». فلم يرضوا، فقال: «لكم كذا وكذا». فلم يرضوا، فقال: «لكم كذا وكذا»، فرضوا،...»(٣).

قال اخلطايب: «وفيه دليل عىل جواز إرضاء املشجوج بأكثر من دية الشجة إذا طلب املشجوج القصاص»(٤).

وال فرق بني القصاص يف النفس وبني القصاص فيام دون النفس من حيث املصاحلة عنهام بأكثر من الدية، فإذا جاز الصلح عن القصاص يف الشجاج بأكثر من دية الشجة؛ جاز أيضا عن القصاص يف النفس ، فجاز الصلح عنه بام يمكن بأكثر من ديتها؛ ألن القصاص ليس ماال

أن يتفق عليه الطرفان.(١) سبق خترجيه ص١٦٠.

(٢) نيل األوطار (٣٣٦/٥). (٣) سبق خترجيه ص١٦٠. (٤) معامل السنن (١٩/٤).

١٨٨

سعيد فبذل ، قتيال خرشم بن هدبة قتل معاوية عهد يف أنه .٣ابن العاص واحلسن واحلسني البن املقتول سبع ديات؛ ليعفو عنه،

فأبى ذلك وقتله»(١).القصاص عن الصلح جواز عىل الداللة وواضح رصيح فاألثر

بأكثر من الدية.٤. أن الشارع يتشوف إىل حفظ األنفس وحقن الدماء، ويف جواز

املصاحلة عن القصاص بأكثر من الدية حتقيق هلذا القصد(٢).٥. أنه عوض عن غري مال، يتعلق باختيار املستحق والتزام اجلاين،

فال معنى لتقديره، كالصداق وعوض اخللع(٣).ل م حالال أو حي ر ٦. أن األصل يف الصلح عموما هو اجلواز ما مل حيإال املسلمني بني جائز والسالم: «الصلح الصالة عليه لقوله حراما،

.(٤)« م حالال أو أحل حراما صلحا حروليس يف هذه املصاحلة يشء من ذلك، فهو صلح عام ال جيري فيه الربا، فأشبه الصلح عن العروض، فصح بالقليل والكثري، من جنس

.(٥) الدية أو من غري جنسها، حاال أو مؤجال

والبهويت ،(٥٩٥ املغني (٥٧٧/١١، يف قدامة كابن كتبهم يف الفقهاء يذكره األثر هذا (١)املربد وذكره املجموع (٣٦٦/٢٠)، تكملة يف واملطيعي القناع (٤٠٠/٣)، كشاف يف يف الكامل (٨٤/٤-٨٥) وذكر القصة كاملة. ولكني مل أجده يف كتب احلديث التي بني

أيدينا، وقد قال األلباين يف إرواء الغليل (٢٧٦/٧): «مل أره». (٢) انظر: بدائع الصنائع (٩٧/٨).

املغني ،(٥٠/٤) املحتاج مغني ،(١٤٩/٣) الكتاب رشح يف اللباب انظر: (٣) .(٥٩٦/١١)

(٤) سبق خترجيه ص١٥٧. (٥) انظر: املغني (٥٩٦/١١)، الترشيع اجلنائي اإلسالمي (١٤٧/٢).

١٨٩

أدلة القول الثاين:١. عن أيب رشيح اخلزاعي قال: سمعت رسول اهللا يقول: أن بني ثالث؛ إحد بني باخليار فهو بل(١)، خ أو بدم أصيب «من يقتص، أو يأخذ العقل، أو يعفو، فإن أراد رابعة فخذوا عىل يديه، ثم

تال (} | { ~ ے ¡ ¢) (البقرة: ١٧٨)(٢).اخليارات عن زائد رابع اختيار الدية من بأكثر واملصاحلة قالوا:

الثالثة املنصوص عليها يف احلديث.ونوقش هذا االستدالل من وجهني:

الوجه األول: أن احلديث ضعيف؛ ألن يف إسناده سفيان بن أيب العوجاء وحممد بن إسحاق، فاألول ضعيف، والثاين مدلس وقد عنعنه(٣).

الوجه الثاين: عىل فرض ثبوته، فإن املراد بالرابعة أن يقتل بعد أخذ ومتعديا، القتل يف مرسفا احلالة هذه يف فيكون العفو، بعد أو الدية البد من األخذ عىل يديه، وقد توعد اهللا من فعل هذا بالعذاب األليم؛ قال تعاىل: (} | { ~ ے ¡ ¢) (البقرة: ١٧٨) أي بعد

العفو وقبول الدية(٤).: فساد األعضاء. وقوله: من أصيب بدم أو خبل؛ أي من أصيب بقتل نفس أو قطع بل (١) اخل

عضو. (انظر: النهاية يف غريب احلديث واألثر ص٢٥٣). (٢) أخرجه اإلمام أمحد يف املسند (٣١/٤)، وأبو داود يف كتاب الديات - باب اإلمام يأمر تل له بالعفو يف الدم (٦٣٦/٤/رقم ٤٤٩٦)، وابن ماجه يف كتاب الديات - باب من قالسنن يف والدارقطني ،(٢٦٢٣ ثالث - (٨٧٦/٢/رقم إحد بني باخليار فهو قتيل كتاب - الكرب السنن يف والبيهقي ،(٥٦ والديات - (٩٦/٣/رقم احلدود كتاب -اجلنايات - باب اخليار يف القصاص - (٥٢/٨)، وضعفه األلباين يف ضعيف سنن أيب

داود (ص٤٤٩/رقم ٩٦٩).(٣) انظر: إرواء الغليل (٢٧٨/٧).

(٤) انظر: بدائع الصنائع (٩٢/٨)، اجلامع ألحكام القرآن (٢٣٩/٢)، فتح القدير للشوكاين .(٢٢٣/١)

١٩٠

منزلة نازل الواجب، عىل زيادة الدية من أكثر عىل الصلح أن .٢فال واملصاحلة، بالعفو جتب الدية ألن مائتني؛ عىل مائة من الصلح

ذ أكثر من الواجب من اجلنس(١). جيوز أخفاملال الدية، عن وليس القصاص، عن هنا الصلح بأن ونوقش: ليس والقصاص القصاص، عن عوضا يكون اجلاين يلتزمه الذي

، وال ربا بني ما ليس بامل وبني ما هو مال(٢). ماالالرتجيح:

الراجح يف هذه املسألة هو القول األول؛ لقوة أدلته ورصاحتها يف حمل النزاع، ويكفيه قوة أنه قول عامة الفقهاء، بل قال ابن قدامة: «ال »(٣). وما ورد من خالف يف املسألة هو خالف ضعيف أعلم فيه خالفا

ل عليه؛ لكونه ال يستند إىل دليل صحيح رصيح. ال يعوأدنى حد له وليس مقدر، يشء الصلح يف ليس أنه يل يتبني وهبذا عليه اصطلحا فام املتصاحلني، إىل تقديره أمر ض و ف ي بل أعىل، وال وتراضيا به جاز، فاملعول عليه يف الصلح هو رضا الطرفني دون نظر األنفس حفظ إىل يتشوف احلكيم فالشارع وكثرة، قلة املال قدر إىل وحقن الدماء، وهذا ما يتحقق يف حال التنازل عن القصاص ولو عىل تنفيذ بينام حقيقية، حياة فيه الصلح إن بل ، وتراض صلح عن مال املطالبة من أفضل فالصلح ولذا حكمية، حياة فيه القصاص عقوبة املحبة وحتصل الكلمة، وجتتمع الفتنة، تسكن به إذ بالقصاص؛ والوئام الوفاق وحيل النفوس، وتتآلف القلوب، وتتقارب واملودة، (١) انظر: العزيز رشح الوجيز (٢٩٥/١٠)، مغني املحتاج (٥٠/٤)، اإلنصاف مع الرشح

الكبري (١٦٢/١٣). (٢) انظر: املبسوط (١٠٢/٢٦)، بدائع الصنائع (٧٨/٦).

(٣) املغني (٥٩٥/١١).

١٩١

بدال من االختالف واخلصام؛ هذه هي حكمة مرشوعية الصلح، فام واقعنا يف واملتأمل النبيلة، واألهداف السامية املعاين لتلك إال ع رشطياهتا يف حتمل ال الدماء عن الصلح قضايا أغلب أن جيد املعارص تلك املعاين السامية واألهداف النبيلة، بل عىل العكس من ذلك محلت والشحناء، والكراهية والبغضاء، العداوة وولدت والشقاء، البؤس وأشعلت نار الفتنة، فاجلاين غري راض يف حقيقة أمره بدفع تلك املبالغ الباهظة وال طابت هبا نفسه، وإنام أجربه واقع احلال، فال خالص من فأي طاقته، فوق كانت ولو املطالب لتلك بالرضوخ إال القصاص مال املرء يستحل وجه وبأي مفقود؟! حقيقته يف والرضا هذا صلح

أخيه دون أن تطيب به نفسه؟!ثم إن اهلدف األسمى واملقصد األعظم من العفو والصلح هو نيل القصاص عن فالتنازل اآلخرة، يف سبحانه اهللا من والثواب األجر فيه أجر كبري، ويف الوقت نفسه رشف عظيم؛ ملا فيه من إحياء النفس الرشف هذا أين ولكن وحمبيه. وأهله اجلاين عىل الرسور وإدخال م ه يف اجلاين فيها يعيش التي القضايا هذه مثل يف والثواب واألجر ل ومهانة، ليال وهنارا؛ لكي جيمع تلك املبالغ الباهظة، ليس م وذ وغعام ناهيك ، والغم اهلم هذا يعيشون أرسته وكافة هو بل فقط، هو بعض يف ووفيات بل وعضوية، نفسية أمراض من ذلك عىل يرتتب أفراد من العرشات قتلوا بل فقط، القاتل يقتلوا مل فهم األحيان، ن اعتد علينا كان حتام أن يموت؛ أرسته، فلسان حاهلم يقول: إن مهبا، له طاقة ال باهظة مبالغ بفرض ام ك ح وإما بالسيف، حقيقة إما غاية بل والتعاطف، للرمحة وال والتسامح، للعفو عندهم معنى فال ما هيدفون إليه هو الثأر واالنتقام والتشفي عىل الدوام، دون رغبة فيام عند اهللا تعاىل من األجر والثواب، ودون مراعاة للضوابط والقيم، وال

لألخالق والشيم.

١٩٢

ال املعقول؛ حدود جتاوزت أرقام عىل املبنية املصاحلات فتلك يرضاها الرشع، وال يقبلها العقل، وال يستسيغها الطبع، وال يقول هبا العرف، وال يمكن أن تصدر إال من أناس حيرصون عىل الدنيا ومجع

املال بأي وسيلة كان.عن املصاحلة جواز هو املسألة هذه يف األصل أن نر وعليه القصاص بأكثر من الدية، ما مل تتحول صورة الصلح املرشقة واجلميلة املعقول(١)، حدود تتجاوز باهظة مبالغ بفرض وإذالل، متاجرة إىل فعند ذلك يتعني منع املصاحلة بتلك املبالغ الباهظة؛ نظرا ملا تسببه من للحكمة ومضادة معاكسة نتائج من إليه تؤدي وما مرتاكمة، مفاسد يف اخلري كل اخلري وإنام فيها، خري فال لذا املصاحلة؛ مرشوعية من تشجيع مبدأ العفو والصفح والتسامح، أو الصلح عىل مبالغ معقولة تريض الطرفني، ويف الوقت نفسه جترب مصاب األولياء، وتردع اجلاين

عن سفك الدماء. واهللا أعلم.

(١) وأعني باملبالغ الباهظة: كل مبلغ أثقل كاهل اجلاين وأوليائه، وأحلق هبم املشقة والضيق بعد وربام منهم، املساعدة وطلب الناس سؤال إىل وأجلأهم وأرزاقهم، قوهتم يف حتى هذا كله ال يستطيعون مجعه، ويعجزون يف هناية األمر عن سداده، فاملاليني من الرياالت لضيق نظرا باهظ؛ مبلغ هو مليون من أقل ربام غرينا وعند عندنا، باهظة مبالغ هي املعيشة، فوصف املبالغ بكوهنا باهظة خيتلف من بلد آلخر. والضابط: أن كل مبلغ يشق عىل غالبية أفراد املجتمع يف بلد ما، ويعجز أحدهم عن مجعه وحتصيله؛ يصدق عليه أنه

مبلغ باهظ عند أهل هذا البلد.

١٩٣

املبحث الثامنحتديد ويل األمر بدل الصلح(١) بمبلغ معني

ة للمصلحة الدينية أو ق ق إن مقتىض الوالية عىل الرعية أن تكون حمالدنيوية هلم، ولذلك فإن ما يرتتب عىل هذه الوالية غري الزم للرعية وال نافذ عليهم، ما مل يكن حمققا لتلك املصلحة، فترصف الوايل عىل ا للمصلحة؛ فال خيلو ق ق الرعية منوط باملصلحة، فإن مل يكن ترصفه حممن ليس وكالمها عبثا، يكون أن وإما رضرا، ترصفه يكون أن إما الترصف يف يشء، فال يلتفت إىل هذا الترصف يف هذه احلال، بل يلغى

لعدم الفائدة فيه(٢).بن عبداهللا امللك الرشيفني احلرمني خادم توجيه يف واملتأمل املبالغ يف واملغاالة املبالغة بعدم اهللا- -حيفظه سعود آل عبدالعزيز وهو جتاوزه ينبغي ال وبقدر القصاص، عن التنازل مقابل املادية ثاقبة، ورؤ عديدة، مصالح فيه يتوسم ريــال(٣)؛ ألف مخسامئة الفقهية املوسوعة انظر: به. املصالح أو عليه املصالح املبلغ هو الصلح: بدل (١)

.(٣٢٣/٢٧)باملصلحة» منوط الرعية عىل الترصف «قاعدة: الفقهية القواعد يف املمتع انظر: (٢)

(ص٣٥٣-٣٥٥).إىل املوجه ١٤٢٩/١٢/١٥هـ وتاريخ ب ٩٨٦٩/م رقم الكريم السامي األمر انظر (٣)صاحب السمو امللكي النائب الثاين لرئيس جملس الوزراء ووزير الداخلية، واملتضمن موافقة خادم احلرمني الرشيفني - حيفظه اهللا - عىل ما انتهي إليه يف حمرض اللجنة رقم=

١٩٤

واجلاين عليهم املجني الطرفني، مصالح إىل تنظر متوازنة، ونظرات حرصه -حفظه مد التوجيه هذا خالل من يدرك وأيضا وأوليائه، اهللا- عىل االهتامم بالرعية، وختفيف معاناهتم بكل ما هو متاح يف ظل تعاليم الرشيعة السمحة، فهو قرار حكيم وتوجيه سام جيسد املقصد

الرشعي املبني عىل رعاية املصالح ودرء املفاسد.فإن قيل: فام وجه حتديد بدل الصلح بخمسامئة ألف ريال؟

فاجلواب من وجهني:عرصنا يف الدية مقدار هو املبلغ هذا بأن يقال أن األول: الوجه نظرا ريال؛ ألف مخسامئة تعادل اإلبل من املائة فقيمة احلارض، بقدر حتديد هو املبلغ هبذا فالتحديد وعليه اإلبل، أسعار الرتفاع الدية، وهو مبني عىل القول الثاين الذي يمنع املصاحلة عىل أكثر من فإنه مرجوحا كان وإن القول وهذا فأقل، الدية عىل وجييزها الدية، حق ومن املصلحة، اقتضته إذا املرجوح بالقول األخذ يف ضري ال له الذي املرجوح بالقول يأخذ أن اخلالفية املسائل يف األمر ويل حظ من النظر وتقتضيه املصلحة، وهلذا فأخذه بالقول الثاين يف هذه بعض به قال قد وأنه السيام تقتضيه، املصلحة ألن سائغ؛ املسألة عىل مبناه وإنام رشعي، لنص رصحية خمالفة فيه وليس العلم، أهل ذ ويل األمر هبذا القول أم ذاك؛ فإن حكمه يرفع االجتهاد، وسواء أخاألمر ويل طاعة ألن بموجبه؛ التقيد الرعية عىل ويوجب اخلالف،

فيام ال معصية فيه واجبة.الدية، مقدار من أكثر املحدد املبلغ هذا يكون أن الثاين: الوجه وهذا هو الظاهر، وبالتايل فهو يتامشى مع القول األول القائل بجواز =(١١٦) يف ١٤٢٩/٣/١١هـ، والذي أشار فيه املجتمعون إىل أسباب هذه الظاهرة -

ظاهرة املبالغة يف الصلح يف قضايا القتل - وإىل احللول املمكنة للحد منها.

١٩٥

املصاحلة عىل أكثر من الدية، إال أنه ليس عىل إطالقه، بل هو مقيد وحمدد بمبلغ ال يزاد عليه، وما ذاك إال ألن يف اإلطالق مفاسد عظيمة ونتائج وخيمة، قد أرشنا هلا يف املبحث السابق، فاملبالغ الباهظة وإن كان فيها مصلحة لويل الدم، إال أهنا مصلحة ضئيلة إذا قورنت باملفاسد الواقعة املفاسد درء أن والشك كافة، املجتمع وعىل بل وأهله، اجلاين عىل

مقدم عىل جلب املصالح كام هو مقرر يف علم قواعد الفقه.ظلم عليه يرتتب ال ريال ألف بخمسامئة البدل حتديد فإن وأيضا حمفوظ القصاص وهو األهم ه ق ح ف بحقه، إجحاف وال الدم، لويل بال عفا وإن شاء اقتص، إن شاء باخليار ذلك بعد وهو ومكفول له، هذا يتجاوز ال مبلغ عىل ولكن صالح شاء وإن الدية، إىل أو مقابل القدر؛ مراعاة للمصالح ودرءا للمفاسد، فأغلب املصاحلات املبنية عىل ق اهلدف املرجو منها، بل عىل العكس من ق مبالغ تفوق هذا القدر ال حتذلك تنايف معاين وأهداف الصلح السامية، وتؤدي إىل نتائج معاكسة

للحكمة من مرشوعية املصاحلة.عىل الدم ويل أرص إذا ما حالة يف اجلاين حق من أليس قيل: فإن بأضعاف ولو القدر هذا من أكثر يبذل أن به ك ومتس القصاص

مضاعفة مقابل إحياء نفسه وختليص رقبته من القصاص؟ه أن يسعى يف ختليص رقبته من القصاص ولو فاجلواب: بىل من حقالدم ويل يفرض أن املقبول وغري املمنوع وإنام املال، من املزيد ببذل عىل اجلاين مبالغ باهظة ال طاقة له هبا، مقابل التنازل عن القصاص، ومآس عظيمة مفاسد من عليه يرتتب ملا تأييده؛ يمكن ال هذا فمثل ك به، فعرض عليه جسيمة، أما لو أرص ويل الدم عىل القصاص ومتسالقصاص، عن تنازله يف طمعا املال؛ من القدر هذا يفوق ما اجلاين أو تربع بذلك بعض املحسنني؛ مشاركة منه يف فك رقبة القاتل، فإن

١٩٦

ذلك جائز، وقد فعله بعض الصحابة حينام بذلوا البن املقتول سبع ديات؛ ليعفو عن القاتل، فأبى ذلك وقتله.

فالقود القصاص؛ عىل وأرص العرض هذا بعد أبى فإن وعليه متحتم، وإن عفا وتنازل عن القصاص؛ فاملبالغ املعروضة عليه حالل له، ولو اكتفى هنا أيضا باملبلغ املحدد لكان أفضل وأكمل وأعظم يف

األجر؛ ملا فيه من طاعة ويل األمر.

١٩٧

املبحث التاسعمصاحلة بعض أولياء الدم للجاينعىل مبلغ معني دون بقية األولياء

املطالبة عىل يتفقوا أن ا إم حاهلم؛ خيلو فال الدم أولياء تعدد إذا بالقصاص، أو يتفقوا عىل العفو والصلح، أو خيتلفوا؛ فمنهم من يعفو

ويصالح، ومنهم من يطالب بالقصاص.فإن اتفقوا عىل املطالبة باستيفاء القصاص؛ فلهم ذلك متى اكتملت

.الرشوط األخروإن اتفقوا عىل العفو أو الصلح؛ فال خالف بني الفقهاء يف سقوط

القصاص.وإن اختلفوا؛ فمنهم من عفا أو صالح، ومنهم من طالب باستيفاء سقوط يف ر ث ؤ م بعضهم من الصلح أو العفو هذا فهل القصاص،

القصاص عن اجلاين أم غري مؤثر؟اختلف الفقهاء يف هذه املسألة عىل قولني:

القول األول:القصاص لعقوبة قط س م األولياء أحد من الصلح أو العفو إن

١٩٨

واملالكية(٢) احلنفية(١)، من الفقهاء مجهور مذهب وهو اجلاين؛ عن والشافعية(٣)، واحلنابلة(٤).

القول الثاين:عن القصاص قط يس ال األولياء أحد من الصلح أو العفو إن م عىل من عفا أو صالح؛ وبه قال د ق اجلاين، فمن طالب بالقصاص م

الظاهرية(٥)، وبعض أهل املدينة(٦)، ورواية عن اإلمام مالك(٧).األدلة:

أدلة القول األول: r q p o n m l k j i) تعاىل: قوله .١ ¡ ے ~ } | { zy x w v u ts

¢) (البقرة: ١٧٨).وجه الداللة: أن تنكري لفظة «يشء» يفيد أن العفو عن اجلزء كالعفو عن الكل يف سقوط القود، وهذا يعني أن عفو بعض األولياء كاف يف

إسقاط القصاص(٨).ن م «ف : اهللا رسول قال قال: الكعبي رشيح أيب عن .٢

(١) انظر: املبسوط (١٥٨/٢٦)، بدائع الصنائع (٩٧/٨)، تبيني احلقائق (١١٣/٦). (٢) انظر: الكايف (١١٠١/٢)، املقدمات املمهدات (٣١٥/٣)، اخلريش (١١/٦)، حاشية

الدسوقي (٣١٩/٣). املحتاج مغني الطالبني (١٠٧/٧)، روضة املهذب (١٨٩/٢)، األم (٣٥/٧)، انظر: (٣)

.(٤٨/٤)(٤) انظر: املغني (٥٨٢/١١)، املبدع (٢٨٢/٨)، اإلنصاف مع الرشح الكبري (١٥١/٢٥)،

كشاف القناع (٥٣٤/٥). (٥) انظر: املحىل (٢٤٨/١٢-٢٤٩).

(٦) انظر: املغني (٥٨١/١١)، الرشح الكبري مع اإلنصاف (١٥٢/٢٥). (٧) انظر: الكايف (١١٠١/٢)، املقدمات املمهدات (٣١٦/٣).

(٨) انظر: احلاوي الكبري (١٠٥/١٢)، التفسري الكبري للرازي (٥٣/٥-٥٤).

١٩٩

أخذوا أحبوا وإن قتلوا، أحبوا إن ؛ تني ري خ بني فأهله قتيل له تل قالدية»(١).

وجه الداللة: أن النبي علق القتل بمحبة األهل مجيعا، وإذا عفا ب للقصاص، وبالتايل مل تتحقق حمبة األهل مجيعا، بعضهم فهو غري حم

فلم جيز قتله(٢). ، ٣. رو زيد بن وهب أن عمر بن اخلطاب أيت برجل قتل قتيالفجاء ورثة املقتول ليقتلوه، فقالت أخت املقتول -وهي امرأة القاتل-: قد عفوت عن حقي من زوجي. فقال عمر: اهللا أكرب، عتق الرجل من

القتل»(٣).وجه الداللة: أن عمر بن اخلطاب قد حكم بسقوط القصاص مسقط منهم الواحد عفو أن عىل يدل مما الورثة، أحد عفو بسبب

للقصاص، وال يشرتط اتفاقهم عىل ذلك(٤).بعض أسقط فإذا واإلسقاط، الدرء عىل مبناه القصاص أن .٤ه سقط القصاص؛ درءا للشبهة، ولرساية العصمة إىل باقي األولياء حقإىل العتق يرسي فإنه مشرتكا، وكان بعضه تق ع أ إذا كالعبد اجلاين،

نصيب الباقني شاءوا أم أبوا(٥).ر استيفاء بعضه و تص ٥. أن القصاص ال يقبل التجزئة بطبيعته، فال يفإذا اآلخر، بعضه وإحياء اجلاين، بعض تل ق يمكن وال بعض، دون

(١) سبق خترجيه ص١٦٦. للمطيعي املجموع تكملة السنة (٣٠٣/٧)، رشح الكبري (١٠٥/١٢)، احلاوي انظر: (٢)

(٤٠١/٢٠)، العفو عن العقوبة (ص٢٠٦).(٣) سبق خترجيه ص١٦٧.

(٤) انظر: القصاص يف النفس (ص١٥٩)، العفو عن العقوبة (ص٢٠٦). (٥) انظر: املغني (٥٨٢/١١)، العفو عن العقوبة (ص٢٠٨).

٢٠٠

سقط نصيب أحد األولياء بالعفو أو الصلح، سقط نصيب اآلخرين؛ لكونه ال يتجزأ وال يتبعض؛ إذ القصاص قصاص واحد(١).

أدلة القول الثاين: Æ Å Ä Ã) :١. استدل ابن حزم -رمحه اهللا- بقوله تعاىل

Î Í Ì Ë Ê ÉÈ Ç) (األنعام: ١٦٤).

وجه االستدالل: أن اآلية تدل عىل أن قول اإلنسان أو فعله ال يقع أثره إال عليه فقط، وبالتايل فال جيوز عفو العايف إال عن حقه، وال جيوز

ف من بقية الورثة اآلخرين(٢). عمن مل يعونوقش: بأنه ال حجة البن حزم يف اآلية الكريمة التي استدل هبا، (Î Í Ì Ë Ê) تقول: فاآلية عليه، هبا االستدالل يمكن بل ر اجلزء ز ر و وبالتايل فإن اجلزء الذي عادت إليه العصمة بالعفو ال يز

ف عنه(٣). ع الذي مل يتل له ن ق م ٢. عن أيب رشيح الكعبي قال: قال رسول اهللا : «ف

؛ إن أحبوا قتلوا، وإن أحبوا أخذوا الدية»(٤). تني ري قتيل فأهله بني خورد والدية القود بني التخيري بأن حزم ابن استدل الداللة: وجه عفو تغليب جيز فلم اآلخر، عىل ما مقد أحدمها ليس واحدا، ورودا ف إال بدليل، وال نص وال إمجاع يف تغليب قول العايف عىل من مل يع

العايف عىل غريه(٥).املغني املهذب (١٨٩/٢)، احلقائق (١١٣/٦)، تبيني الصنائع (٩٢/٨)، بدائع انظر: (١)

(٥٨٢/١١)، العفو عن العقوبة (ص٢٠٨). (٢) انظر: املحىل (٢٤٨/١٢-٢٤٩)، العفو عن العقوبة (ص١٩٦).

(٣) العفو عن العقوبة، ص١٩٦. (٤) سبق خترجيه ص١٦٦.

(٥) املحىل (٢٤٨/١٢).

٢٠١

ونوقش: بأن النصوص دلت عىل تغليب حق العايف عىل حق غريه، بسقوط قضوا عباس وابن مسعود وابن عمر أن وي ر ما مثل الصحابة من خيالفهم ومل املستحقني(١)، أحد عفو حال يف القصاص عىل الصحابة إمجاع الصنائع بدائع يف الكاساين حكى بل أحد،

ذلك(٢).وباملقابل يمكن أن جياب باإلضافة إىل ذلك بأنه ال يوجد نص أو

ف عىل من عفا(٣). إمجاع يستدعي تغليب قول من مل يع٣. أن غري العايف مل يرض بإسقاط حقه، فال يسقط(٤).

ونوقش: بأنه يرتتب عىل استيفاء حق غري العايف التعدي عىل حق ف من عفا، فال جياب إىل ذلك؛ ألنه ال جيوز دفع الرضر عن الذي مل يعيمكن ف يع مل من وألن غريه، حق عىل اعتداؤه وهو أكرب، برضر تعويضه بنصيبه من الدية، أما اجلاين فال يمكن تعويضه عن االعتداء

عىل اجلزء املعصوم منه، وهو ما تم العفو عنه(٥).(١) أثرا عمر وابن مسعود أخرجهام البيهقي يف السنن الكرب - كتاب اجلنايات - باب عفو بعض األولياء عن القصاص دون بعض - (٥٩/٨-٦٠)، وعبدالرزاق يف مصنفه - كتاب العقول - باب العفو - (١٣/١٠/ رقم ١٨١٨٧، ورقم ١٨١٨٨)، وابن أيب شيبة يف مصنفه - كتاب الديات - باب الرجل يقتل فيعفو بعض األولياء - (٤١٧/٥/ ابن أثر وضعف ، عمر أثر األلباين ح صح وقد .(٢٧٥٦٣ ورقم ،٢٧٥٦٢ رقم عن الزوائد جممع يف وقال .(٢٧٩/٧-٢٨٠) اإلرواء انظر: النقطاعه. ؛ مسعود ابن يدرك مل قتادة أن إال الصحيح، رجال ورجاله الطرباين : «رواه مسعود ابن أثر

مسعود». جممع الزوائد (٣٠٣/٦). عنه حكاه وإنام عليها، اطلعت التي اآلثار كتب يف أجده فلم عباس ابن أثر وأما

الكاساين يف بدائع الصنائع (٩٢/٨). (٢) بدائع الصنائع (٩٢/٨).

(٣) العفو عن العقوبة، ص١٩٧. (٤) انظر: املغني (٥٨١/١١)، املبدع (٢٨٢/٨).

(٥) انظر: العفو عن العقوبة، ص١٩٨.

٢٠٢

اجلامعة قتل بدليل النفس، ببعض تؤخذ قد النفس أن .٤بالواحد(١).

قتال ليس بالواحد اجلامعة تل ق ألن هبذا؛ م ل نس ال بأننا ونوقش: ل واحد منهم قاتال عىل وجه لبعض النفس بالنفس، وإنام يعترب فيه كالكامل؛ بدليل أنه يشرتط يف جواز القصاص من اجلامعة بقتل الواحد

ل واحد منهم صاحلا إلحداث الوفاة. ل ك كون فعتل ببعض النفس، فإنه ال يصح مع ق ل واحد منهم ي منا أن ك ولو سلتل املعفو عن بعضه عىل قتل الواحد من املشرتكني يف القتل؛ ذلك قياس قف عن يشء من دمه، ع ل واحد من املشرتكني يف قتل الواحد مل ي ألن كم أي جزء من أجزائه، فجاز قتله ص ع وبالتايل فإن مجيعه مباح الدم، ومل يفي ا من ع قصاصا دون أن يكون يف ذلك تعد عىل حقوق اآلخرين، أمعن جزء منه فهو بخالف ذلك، إذ إن بعضه أصبح معصوما ال يصح إتالفه، وال يتم القصاص من اجلاين إال بالتعدي عىل هذا اجلزء املعصوم

بالعفو، فافرتقا، فلم يصح قياس أحدمها عىل اآلخر(٢).عن احلد يسقط مل الورثة، بعض فعفا مات لو املقذوف أن .٥

القاذف، فكذا احلكم يف القصاص(٣).ألن الفارق؛ مع قياس القذف عىل القصاص قياس بأن ونوقش: إال وارث ل ك عن العار ينتفي وال بالقذف، ون يتعري املقذوف ورثة هذا فيه يوجد فال القصاص أما القاذف، عىل احلد بإقامة أو بعفوه

املعنى، فاختلفا(٤).(١) انظر: املغني (٥٨١/١١).

(٢) انظر: القصاص يف النفس (ص١٦٠)، العفو عن العقوبة (ص١٩٩). (٣) انظر: احلاوي الكبري (١٠٥/١٢)، القصاص يف النفس (ص١٦٠)، العفو عن العقوبة

(ص١٩٨)، الصلح يف اجلنايات (ص١٠٠). (٤) انظر: القصاص يف النفس (ص١٦٠-١٦١)، العفو عن العقوبة (ص١٩٩).

٢٠٣

الرتجيح:الراجح يف هذه املسألة هو القول األول؛ لقوة أدلته وسالمتها من املناقشة، ولضعف أدلة القول الثاين، كام هو ظاهر من خالل مناقشتها، وألن األخذ بالقول األول فيه احتياط للدماء؛ بينام األخذ بالقول الثاين

فيه ظلم واعتداء.اجلاين هم بعض أو األولياء أحد صالح إذا احلكم فام هذا، ثبت إذا

عىل مبلغ معني دون بقية األولياء؟اختلف الفقهاء يف هذه املسألة عىل قولني:

القول األول:إن املصالح خيتص بام صالح به دون غريه، وليس لغريه الدخول معه فيام صالح به، وجيب ملن بقي من األولياء حصصهم من دية العمد، كام

.(١) لو عفا بعضهم عن اجلاين جماناالقول الثاين:

أو به، صالح فيام املصالح مع الدخول يف اخليار األولياء لبقية إن ذ الدية بحسب حصصهم منها(٢). أخ

من أكثر عليه املصالح واملبلغ املصالح؛ مع الدخول اختاروا فإن الكتاب رشح يف اللباب ،(١١٣/٦) احلقائق تبيني ،(١٠/٢١-١١) املبسوط انظر: (١)اجلليل مواهب ،(١٣١/١٤) والزيادات النوادر ،(٣٧٠/٤) املدونة ،(١٥٠/٣)(١٦/٧)، أسباب سقوط العقوبة (ص١٨٨)، الصلح يف اجلنايات (ص١٠٢)، الوجيز

يف أحكام احلدود والقصاص (ص٢٦١). الصغري الرشح ،(١٣٠/١٤-١٣١) والزيادات النوادر ،(٣٧٠/٤) املدونة انظر: (٢)الدسوقي حاشية ،(١١/٦) اخلريش ،(١٦/٧) اجلليل مواهب ،(٥٤٩/٤) للدردير العقوبة سقوط أسباب ،(٥٤٩/٤) الصغري الرشح عىل الصاوي حاشية ،(٣١٩/٣)

(ص١٨٨)، الصلح يف اجلنايات (ص١٠٢).

٢٠٤

م بني مجيعهم عىل فرائض اهللا، وإن كان أقل من الدية وأكثر س الدية، قمن حصة املصالح، رجع بقية الورثة عىل القاتل بحصصهم من الدية، ت إىل املبلغ املصالح عليه، ثم اقتسم املصالح وبقية الورثة جمموع م وضاملال عىل حسب الفرائض، وإن صالح عىل أقل من حصته من الدية،

فليس له غريه، ولبقية الورثة حصصهم من الدية(١).الرتجيح:

عليه صالح بام املصالح اختصاص ألن الثاين؛ القول هو الراجح إىل يبادر قد املصالح أن ذلك والنزاع، اخلصومة األولياء بني يورث إسقاط حق اجلميع يف القصاص دون رضاهم؛ طمعا فيام يعرض عليه لم مشاركة غريه من مال قد يكون أضعاف حصته من الدية، لكن إن ع

له فيام يصالح به، مل يقطع أمرا دوهنم(٢).

(١) انظر: النوادر والزيادات (١٣٠/١٤-١٣١). (٢) انظر: أسباب سقوط العقوبة (ص١٨٩).

٢٠٥

املبحث العارشعجز اجلاين عن سداد املبلغ املصالح عليه

إذا تم الصلح عىل الوجه املطلوب دخل بدل الصلح يف ملك املدعي، وسقطت دعواه املصالح عنها، فال يقبل منه االدعاء هبا ثانيا، وال يملك املدعى عليه اسرتداد بدل الصلح الذي دفعه للمدعي؛ ألن الصلح من العقود الالزمة، فال يملك أحد العاقدين فسخه أو الرجوع عنه بعد ؛ رجع املدعي إىل متامه، فإن بطل الصلح بعد صحته أو مل يصح أصالأصل دعواه إن كان الصلح عن إنكار، وإن كان عن إقرار رجع عىل عى ال غريه، إال يف الصلح عن القصاص إذا مل يصح املدعى عليه باملدفإن لويل الدم أن يرجع عىل القاتل بالدية دون القصاص -إال أن يصري - ألن مغرورا من جهة املدعى عليه، فريجع عليه بضامن الغرور أيضاصورة الصلح أورثت شبهة يف درء القصاص، والقصاص ال يستوىف

مع الشبهة فسقط، لكن إىل بدل وهو الدية(١).عن التنازل يتضمن صلح د ق ع الطرفان أبرم إذا أقول: وعليه املبلغ هذا سداد عن اجلاين وعجز املال، من مبلغ مقابل القصاص ميرسة؛ إىل نظرة الصلح والعفو، ولكن فال رجوع يف املصالح عليه، ألن ويل الدم بعفوه وصلحه قد أسقط حقه يف استيفاء القصاص من (١) انظر: بدائع الصنائع (٨٧/٦-٨٨)، املوسوعة الفقهية (٢٣٢/٤-٢٣٤، ٣٥٥/٢٧-

.(٣٥٦

٢٠٦

الصلح تم إذا ما حالة يف هذا العود، حيتمل ال هنا والساقط القاتل، وعجز اجلاين بعد ذلك عن سداد املبلغ املطلوب، أما إذا مل يتم الصلح، عن التنازل األولياء رفض لو كام عليه، يرتتب أثر وال له حكم فال القصاص إال يف حال دفع اجلاين كذا وكذا من املال، فهنا مل يتم العفو قوا تنازهلم عىل دفع مبلغ من املال؛ وال الصلح عن القصاص، وإنام علالقصاص وسقط املصاحلة، عقد أبرموا إليهم وتسليمه دفعه تم فإن ، وإن عجز اجلاين عن دفع املبلغ املطلوب، فحق األولياء باق يف حينئذ

املطالبة بالقصاص واستيفاء القود منه. واهللا أعلم.

٢٠٧

املبحث احلادي عرشدور القايض يف قضايا الصلح عن القصاص

عندما يتفق الطرفان عىل الصلح؛ فإن دور القايض يف هذه املرحلة هو التوثيق، فاجلهة القضائية هي املسؤولة عن توثيق عقود الصلح يف الدماء ويف غريها، يدل عىل هذا ما جاء يف قرار اهليئة الدائمة ملجلس القضاء األعىل رقم (٧١) يف ١٣٩٨/٣/٧هـ، وفيه: «لكون الصلح الكتاب جوازه عىل دل جائزا، حالال حيرم وال حراما حيل ال الذي والسنة واإلمجاع؛ فإن جملس القضاء األعىل هبيئته الدائمة ال ير مانعا من املوافقة عليه، ولكن ينبغي أن يكون لد القضاة، وأن يرصد يف

الضبوط، ويؤخذ عليه توقيع املتصاحلني؛ لكونه نشأ بعد نزاع»(١).ومن حق اخلصوم أن يطلبوا من القايض يف أي مرحلة من مراحل القضية تدوين اتفاقهم يف حمرض املحاكمة، وعىل املحكمة إصدار صك بذلك، فقد جاء يف املادة السابعة والستني من نظام املرافعات الرشعية : «للخصوم أن يطلبوا من املحكمة يف أي حال تكون ه السعودي ما نصعليها الدعو تدوين ما اتفقوا عليه من إقرار أو صلح أو غري ذلك يف

حمرض املحاكمة، وعىل املحكمة إصدار صك بذلك»(٢).ينتقل طريقه عن إذ مهم؛ الصلح توثيق مرحلة يف القايض ودور

(١) التصنيف املوضوعي لتعاميم وزارة العدل (٧٨٨/٢). (٢) الكاشف يف رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي (٣٣١/١).

٢٠٨

رسميا قضائيا صلحا كونه إىل عرفيا عاديا صلحا كونه من الصلح د الصلح أخذ قوة احلكم الصادر ق واجب التنفيذ، فالقايض إذا وثق عمنه، بخالف التوثيق العادي للصلح فال يأخذ هذه القوة النظامية، وال

لزم اجلهات التنفيذية بإنفاذه. توهذا الدور -أعني توثيق عقود الصلح- دور قارص عىل السلطة القضائية، وليس للسلطة التنفيذية دور فيه؛ ألنه ليس من اختصاصها مل التنفيذية، السلطة رجل بمحرض صلح د ق ع تم فلو العقود، توثيق

.(١) ح رسمي، وإنام يبقى عىل كونه صلحا عاديا ل م بأنه ص ك حيفام تم توثيقه من اجلهة املختصة هو صلح رسمي، وما مل يتم توثيقه

من تلك اجلهة فهو صلح عادي.حمكمة وكل املحاكم، هي الصلح عقود بتوثيق املختصة واجلهة هو ما حمكمة كل إىل حيال أن فالبد الصلح، من نوع بتوثيق ختتص من اختصاصها، وقد جاء النص عىل هذا يف قرار اهليئة الدائمة ملجلس القضاء األعىل رقم (٧١) يف ١٣٩٨/٣/٧هـ؛ وفيه: «لكون الصلح الكتاب جوازه عىل دل جائزا، حالال حيرم وال حراما حيل ال الذي والسنة واإلمجاع؛ فإن جملس القضاء األعىل هبيئته الدائمة ال ير مانعا من املوافقة عليه، ولكن ينبغي أن يكون لد القضاة، وأن يرصد يف وأن نزاع، بعد نشأ لكونه املتصاحلني؛ توقيع عليه ويؤخذ الضبوط، اختصاصها؛ ألن ذلك أضبط للعمل، حيال إىل كل حمكمة ما هو من لصعوبة اخلصومات بقطع وأحر املسلمني، حقوق حلفظ وأضمن حصول اإلنكار من أحد بعد رصد الصلح، ما مل يظهر للقايض ما ينايف هذا الصلح أو يتبني للقايض أن املتصاحلني تصاحلا عىل ما فيه دعو

أو حق لغريمها»(٢).(١) انظر: الصلح القضائي (ص٩٩-١٠٠).

(٢) التصنيف املوضوعي لتعاميم وزارة العدل (٧٨٨/٢).

٢٠٩

لد رسميا الصلح عقد لتوثيق توفرمها من البد رشطان وهناك املحكمة املختصة؛ ومها:

الرشط األول:فالقايض نظاميا، ا نص أو رشعيا حكام الصلح عقد خيالف ال أن يقوم بتوثيق عقد الصلح بعد التأكد من جوازه وصحته رشعا ونظاما،

بحيث ال يكون فيه ما حيل احلرام أو حيرم احلالل.الرشط الثاين:

بالصلح، وا قر ي وأن القايض، أمام الصلح أطراف مجيع حيرض أن طرفا حيرض أن البد بل للتوثيق، وحدها تكفي ال العادية فاألوراق

الصلح يف جملس القضاء لإلقرار به.والتصديق توثيقه بعد الصلح أن الرشط هذا اشرتاط يف والعلة من التأكد فيجب تنفيذية، قوة له ستكون املحكمة جانب من عليه أن الطرفني قد أقرا هذا الصلح، وال يتأتى ذلك إال إذا حرضا ملجلس

التقايض(١).

(١) انظر: الصلح القضائي (ص١٠٥-١٠٦).

٢١٠

اخلامتة

احلمد هللا وحده، والصالة والسالم عىل من ال نبي بعده. وبعد:فأختم هذا البحث بأهم النتائج التي توصلت إليها، وهي:

من . ١ يكون العفو بينام وبمقابل، طرفني، من يكون الصلح أن طرف واحد، ودون مقابل.

أن مرشوعية الصلح عىل وجه العموم، ويف اجلنايات عىل وجه . ٢اخلصوص، ثابتة بالكتاب والسنة واإلمجاع واملعقول.

يملك الصلح من يملك حق القصاص وحق العفو؛ وهو ويل . ٣الدم.

أن أولياء الدم هم مجيع الورثة من ذوي األنساب واألسباب، . ٤. سواء أكانوا ذكورا أم إناثا، صغارا أم كبارا

بعد . ٥ يصح فال ث، املور بفقد مقيد وصلحهم الورثة عفو أن اجلرح وقبل املوت.

عنه . ٦ التنازل أو بالقصاص، املطالبة أولوية عليه للمجني أن موته قبل دمه عن صالح أو عفا فلو عوض، دون أو بعوض

صح عفوه وصلحه، وسقط القصاص.أن ويل الدم باخليار، إن شاء اقتص، وإن شاء أخذ الدية، ريض . ٧

القاتل أو مل يرض.

٢١١

أن الرتايض بني الطرفني رشط لصحة الصلح، فلو رغب ويل . ٨رضا من حينئذ فالبد القصاص، عن بدال املال أخذ يف الدم

اجلاين.رض . ٩ أن الواجب يف حق اجلاين أن يستجيب للصلح متى ما ع

رب جي مل أبى فإن البدل، دفع عىل القدرة لدية كانت إن عليه، عليه، وأثم.

بقدر . ١٠ القصاص عن املصاحلة جواز يف الفقهاء بني خالف ال الدية وبأقل منها.

مبلغ . ١١ أي وعىل الدية، من بأكثر القصاص عن الصلح جيوز صورة مل تتحول ما الراجح- الطرفان -عىل القول عليه يتفق مبالغ بفرض وإذالل متاجرة إىل واملرشوعة املرشقة الصلح املصاحلة منع يتعني ذلك فعند املعقول، حدود تتجاوز باهظة جيوز ال معني بمبلغ حتديدها األمر لويل وحيق املبالغ، بتلك

جتاوزه؛ مراعاة للمصالح، ودرءا للمفاسد.أن اخلري كل اخلري يف تشجيع مبدأ العفو والصفح والتسامح، . ١٢

أو الصلح عىل مبالغ معقولة تريض الطرفني، ويف الوقت نفسه جترب مصاب األولياء، وتردع اجلاين عن سفك الدماء.

سقط لعقوبة القصاص عن . ١٣ أن العفو أو الصلح من أحد األولياء ماجلاين من غري حاجة إىل موافقة البقية -عىل القول الراجح-.

البقية، . ١٤ دون معني مبلغ عىل اجلاين األولياء أحد صالح إذا الدية أخذ أو به، صالح فيام معه الدخول يف اخليار للبقية فإن املصالح، مع الدخول اختاروا فإن منها، حصصهم بحسب عىل مجيعهم بني م س ق الدية، من أكثر عليه املصالح واملبلغ فرائض اهللا، وإن كان أقل من الدية وأكثر من حصة املصالح،

٢١٢

ت إىل م رجع بقية الورثة عىل القاتل بحصصهم من الدية، وضجمموع الورثة وبقية املصالح اقتسم ثم عليه، املصالح املبلغ املال عىل حسب الفرائض، وإن صالح عىل أقل من حصته من

الدية، فليس له غريه، ولبقية الورثة حصصهم من الدية.القصاص . ١٥ عن التنازل يتضمن صلح د ق ع الطرفان أبرم إذا

مقابل مبلغ من املال، وعجز اجلاين عن سداد هذا املبلغ املصالح عليه؛ فال رجوع يف الصلح، ولكن نظرة إىل ميرسة، أما إذا علق األولياء تنازهلم عىل دفع مبلغ من املال؛ فإن حقهم يف املطالبة

بالقصاص باق حتى يتم الدفع والسداد.إذا اتفق الطرفان عىل املصاحلة عن دم العمد؛ فإن دور القايض . ١٦

يف هذه املرحلة هو توثيق العقد والتصديق عليه، برشط أن ال . خيالف عقد الصلح حكام رشعيا أو نصا نظاميا

طريقه . ١٧ فعن مهم، الصلح توثيق مرحلة يف القايض دور أن قضائيا صلحا كونه إىل عاديا صلحا كونه من الصلح ينتقل واجب التنفيذ، فالقايض إذا وثق عقد الصلح أخذ قوة احلكم هذه يأخذ فال للصلح العادي التوثيق بخالف منه، الصادر

لزم اجلهات التنفيذية بإنفاذه. القوة النظامية، وال تالقضائية، . ١٨ السلطة اختصاص من الصلح عقود توثيق أن

وليس للسلطة التنفيذية دور فيه.واحلمد هللا الذي بنعمته تتم الصاحلات، وصىل اهللا وسلم عىل نبينا

حممد وعىل آله وصحبه أمجعني.

٢١٣

قائمة املصادر واملراجع:

القرآن الكريم.. ١أحكام الصلح يف الرشيعة اإلسالمية، عبدالرمحن بن عبداهللا الدبايس، رسالة ماجستري يف . ٢

مكتبة املعهد العايل للقضاء، ١٤٠٠هـ.االختيارات الفقهية من فتاو شيخ اإلسالم ابن تيمية، عالء الدين أبواحلسن عيل بن . ٣

حممد البعيل، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، ١٤١٦هـ/ ١٩٩٥م.املكتب . ٤ األلباين، الدين نارص حممد السبيل، منار أحاديث ختريج يف الغليل إرواء

اإلسالمي، الطبعة األوىل، ١٣٩٩هـ/ ١٩٧٩م.أسباب سقوط العقوبة يف الفقه اإلسالمي، د. عبداهللا بن عطية الغامدي، مركز بحوث . ٥

الدراسات اإلسالمية، مكة املكرمة، ١٤١٥هـ/ ١٩٩٤م.األوىل، . ٦ الطبعة الرسالة، مؤسسة عبدالرب، بن عبداهللا بن يوسف عمر أبو االستذكار،

١٤١٤هـ/ ١٩٩٣م.١٤٢٢هـ/ . ٧ األوىل، الطبعة املنصورة، الوفاء، دار الشافعي، إدريس بن حممد األم،

٢٠٠١م، حتقيق الدكتور رفعت فوزي عبداملطلب.الطبعة . ٨ دارهجر، املرداوي، سليامن بن عيل اخلالف، من الراجـح معـرفة يف اإلنصاف

األوىل، ١٤١٧هـ/١٩٩٦م، حتقيق الدكتور عبداهللا الرتكي.بدائع الصنائع يف ترتيب الرشائع، عالء الدين أبو بكر بن مسعود الكاساين، دار املعرفة، . ٩

بريوت، الطبعة األوىل، ١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م، حتقيق حممد خري طعمه حلبي.بداية املجتهد وهناية املقتصد، أبو الوليد حممد بن أمحد ابن رشد، دار ابن حزم، بريوت، . ١٠

الطبعة األوىل، ١٤١٦هـ/١٩٩٥م، حتقيق ماجد احلموي.بلوغ املرام من أدلة األحكام، احلافظ ابن حجر العسقالين، دار البخاري، الطبعة األوىل، . ١١

١٤١٢هـ/١٩٩٢م، صححه وعلق عليه حممد حامد الفقي.البيان والتحصيل، أبو الوليد حممد بن أمحد ابن رشد القرطبي، دار الغرب اإلسالمي، . ١٢

بريوت، الطبعة الثانية، ١٤٠٨هـ/ ١٩٩٨م.تاج العروس من جواهر القاموس، حممد مرتىض الزبيدي، دار مكتبة احلياة، بريوت.. ١٣الطبعة . ١٤ بريوت، املعرفة، دار الزيلعي، عيل بن عثامن الدقائق، كنز رشح احلقائق تبيني

الثانية.حممد . ١٥ ابن الشيباين حممد الشيخ املسالك، أقـرب إىل السالك لتدريب املسالك تبيني

الشنقيطي، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، الطبعة األوىل، ١٩٩١م.األوىل، . ١٦ الطبعة بريوت، العلمية، الكتب دار السمرقندي، الدين عالء الفقهاء، حتفة

١٤٠٥هـ/١٩٨٤م.

٢١٤

دار . ١٧ مكتبة عودة، عبدالقادر الوضعي، بالقانون مقارنا اإلسالمي اجلنائي الترشيع الرتاث، القاهرة، ١٤٢٦هـ/٢٠٠٥م.

الطبعة . ١٨ بالوزارة، متخصصة جلنة أعدته العدل، وزارة لتعاميم املوضوعي التصنيف الثانية، ١٤١٩هـ.

الثالثة، . ١٩ الطبعة بريوت، العلمية، الكتب دار اجلرجاين، عيل بن حممد التعريفات، ١٤٠٨هـ/١٩٨٨م.

األوىل، . ٢٠ الطبعة الثريا، دار العثيمني، صالح بن حممد الكريم، القرآن تفسري ١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م.

الطبعة . ٢١ بريوت، العريب، الرتاث إحياء دار الرازي، حممد الدين فخر الكبري، التفسري الثالثة.

العريب، . ٢٢ الرتاث إحياء دار املطيعي، نجيب حممد املهذب، رشح املجموع تكملة ١٤١٥هـ/ ١٩٩٥م.

الطبعة . ٢٣ بريوت، العريب، الكتاب دار القرطبي، أمحد بن حممد القرآن، ألحكام اجلامع الثانية، ١٤٢٠هـ/١٩٩٩م، حتقيق عبدالرزاق املهدي.

بابن . ٢٤ املعروف عمر بن أمني حممد املختار)، الدر عىل املحتار (رد عابدين ابن حاشية عبداملجيد حتقيق ١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م، األوىل، الطبعة بريوت، املعرفة، دار عابدين،

طعمه حلبي.حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري، حممد بن عرفة الدسوقي، دار الفكر، بريوت.. ٢٥البايب . ٢٦ عيسى مطبعة الصاوي، حممد بن أمحد الصغري، الرشح عىل الصاوي حاشية

احللبي ورشكاه.األوىل، . ٢٧ الطبعة بريوت، العلمية، الكتب دار املاوردي، حممد بن عيل الكبري، احلاوي

١٤١٤هـ/١٩٩٤م، حتقيق الشيخ عيل معوض، والشيخ عادل عبداملوجود.اخلريش عىل خمترص خليل، حممد بن عبداهللا اخلريش، دار صادر، بريوت.. ٢٨روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثاين، حممود األلويس، دار إحياء الرتاث . ٢٩

العريب، بريوت.السادسة، . ٣٠ الطبعة البهويت، يونس بن منصور املستقنع، زاد رشح املربع الروض

١٤١٤هـ/١٩٩٤م.الشيخ . ٣١ حتقيق بريوت، العلمية، الكتب دار النووي، رشف بن حييى الطالبني، روضة

عادل عبداملوجود، والشيخ عيل معوض.سبل السالم رشح بلوغ املرام، حممد بن إسامعيل الصنعاين، دار الفكر، بريوت، الطبعة . ٣٢

األوىل، ١٤١١هـ/١٩٩١م، حتقيق حممد عبدالقادر عطا.سنن ابن ماجه، حممد بن يزيد بن ماجه، دار الفكر، بريوت.. ٣٣

٢١٥

األوىل، . ٣٤ الطبعة احلديث، دار السجستاين، األشعث بن سليامن داود، أيب سنن ١٣٨٨هـ/١٩٦٩م.

سنن الرتمذي، حممد بن عيسى الرتمذي، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، الطبعة الثانية، . ٣٥١٩٩٨م، حتقيق الدكتور بشار عواد معروف.

سنن الدار قطني، عيل بن عمر الدارقطني، عامل الكتب، بريوت.. ٣٦األوىل، . ٣٧ الطبعة بريوت، املعرفة، دار البيهقي، احلسني بن أمحد ،الكرب السنن

١٣٥٢هـ.سنن النسائي، أبو عبدالرمحن أمحد بن شعيب النسائي، مؤسسة الرسالة، الطبعة األوىل، . ٣٨

١٤٢٢هـ/٢٠٠١م، حتقيق حسن عبداملنعم شلبي.اإلسالمي، . ٣٩ الغرب دار الرصاع، األنصاري حممد عبداهللا أبو عرفة، ابن حدود رشح

والطاهر األجفان، أبو حممد الدكتور حتقيق ١٩٩٣م، األوىل، الطبعة بريوت، املعموري.

رشح الزركيش عىل خمترص اخلرقي، حممد بن عبداهللا الزركيش، مكتبة العبيكان، الطبعة . ٤٠األوىل، ١٤١٣هـ/١٩٩٣م، حتقيق الدكتور عبداهللا اجلربين.

الثانية، . ٤١ الطبعة بريوت، اإلسالمي، املكتب البغوي، مسعود بن احلسني السنة، رشح ١٤٠٣هـ/١٩٨٣م، حتقيق شعيب األرناؤوط.

الطبعة . ٤٢ الرشد، مكتبة بطال، بن خلف بن عيل احلسن أبو البخاري، صحيح رشح األوىل، ١٤٢٠هـ، حتقيق أيب متيم يارس إبراهيم.

الدردير، . ٤٣ حممد بن أمحد مالك، اإلمام مذهب إىل املسالك أقرب عىل الصغري الرشح مطبعة عيسى البايب احللبي ورشكاه.

الرشح الكبري مع حاشية الدسوقي، حممد بن أمحد الدردير، دار الفكر، بريوت.. ٤٤األوىل، . ٤٥ الطبعة هجر، دار املقديس، قدامة بن حممد بن عبدالرمحن الكبري، الرشح

١٤١٧هـ/١٩٩٦م، حتقيق الدكتور عبداهللا الرتكي.بريوت، . ٤٦ العلمية، الكتب دار الطحاوي، حممد بن أمحد جعفر أبو اآلثار، معاين رشح

الطبعة األوىل، ١٣٩٩هـ/١٩٧٩م، حتقيق حممد زهري النجار.األوىل، . ٤٧ الطبعة الرسالة، مؤسسة البهويت، يونس بن منصور اإلرادات، منتهى رشح

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م، حتقيق الدكتور عبداهللا الرتكي.األوىل، . ٤٨ الطبعة بريوت، الفكر، دار اجلوهري، محاد بن إسامعيل نرص أبو الصحاح،

١٤١٨هـ/١٩٩٨م، حتقيق شهاب الدين أيب عمرو.اخلامسة، . ٤٩ الطبعة دمشق، الياممة، دار البخاري، إسامعيل بن حممد البخاري، صحيح

١٤١٤هـ/١٩٩٣م.صحيح سنن ابن ماجه، حممد نارص الدين األلباين، مكتب الرتبية العريب لدول اخلليج، . ٥٠

الطبعة األوىل، ١٤٠٩هـ/١٩٨٩م.

٢١٦

صحيح سنن النسائي، حممد نارص الدين األلباين، مكتب الرتبية العريب لدول اخلليج، . ٥١الطبعة األوىل، ١٤٠٩هـ/١٩٨٨م.

صحيح مسلم، مسلم بن احلجاج النيسابوري، دار إحياء الكتب العربية، حتقيق حممد . ٥٢فؤاد عبدالباقي.

تكمييل . ٥٣ بحث العريني، سليامن بن أمحد معارصة، تطبيقات مع اجلنايات عن الصلح لنيل درجة املاجستري، املعهد العايل للقضاء، ١٤١٦هـ.

املاجستري، . ٥٤ درجة لنيل تكمييل بحث الزيد، عبدالعزيز بن عمر اجلنايات، يف الصلح املعهد العايل للقضاء، ١٤١٩هـ.

بحث . ٥٥ القحطاين، سعد بن عبداهللا السعودية، املحاكم يف وتطبيقاته القضائي الصلح تكمييل لنيل درجة املاجستري، املعهد العايل للقضاء، ١٤٢٨هـ.

دار . ٥٦ عبدالنور، حمجوب حممود د. اإلسالمي، الفقه يف اخلصومة إهناء يف وأثره الصلح اجليل، بريوت، الطبعة األوىل، ١٤٠٧هـ/١٩٨٧م.

ضعيف سنن أيب داود، حممد نارص الدين األلباين، املكتب اإلسالمي، بريوت، الطبعة . ٥٧األوىل، ١٤١٢هـ/١٩٩١م.

العزيز رشح الوجيز، عبدالكريم بن حممد الرافعي، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة . ٥٨األوىل، ١٤١٧هـ/١٩٩٧م، حتقيق الشيخ عيل معوض، والشيخ عادل عبداملوجود.

العاصمة، . ٥٩ دار الزيد، عبدالكريم بن زيد د. اإلسالمي، الفقه يف العقوبة عن العفو الرياض، الطبعة األوىل، ١٤١٠هـ.

الغرب . ٦٠ دار شاس، بن نجم بن عبداهللا املدينة، عامل مذهب يف الثمينة اجلواهر عقد األجفان، أبو حممد الدكتور حتقيق ١٩٩٥م، ١٤١٥هـ/ األوىل، الطبعة اإلسالمي،

وعبداحلفيظ منصور.عون املعبود رشح سنن أيب داود، حممد شمس احلق العظيم آبادي، دار الفكر، بريوت، . ٦١

الطبعة الثالثة، ١٣٩٩هـ/١٩٧٩م.فتح الباري برشح صحيح البخاري، أمحد بن عيل بن حجر العسقالين، املكتبة السلفية، . ٦٢

الطبعة الثالثة، ١٤٠٧هـ.صادر، . ٦٣ دار احلنفي، اهلامم بابن املعروف عبدالواحد بن حممد الدين كامل القدير، فتح

بريوت، الطبعة األوىل، ١٣١٥هـ.فتح القدير اجلامع بني فني الرواية والدراية من علم التفسري، حممد ابن عيل الشوكاين، . ٦٤

دار املعرفة، الطبعة األوىل، ١٤١٥هـ/ ١٩٩٥م.الفروع، أبو عبداهللا حممد بن مفلح، عامل الكتب، بريوت، الطبعة الثالثة، ١٤٠٢هـ.. ٦٥الفروق، أبو العباس أمحد بن إدريس القرايف، دار املعرفة، بريوت.. ٦٦الرابعة، . ٦٧ الطبعة الفكر، دار الزحييل، وهبة د. وأدلــتــه، اإلســالمــي الفقه

١٤١٨هـ/١٩٩٧م.

٢١٧

الطبعة . ٦٨ بريوت، الرسالة، مؤسسة آبادي، الفريوز يعقوب بن حممد املحيط، القاموس السابعة، ١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م.

األوىل، . ٦٩ الطبعة بريوت، الرسالة، مؤسسة الركبان، عبداهللا د. النفس، يف القصاص ١٤٠٠هـ.

القوانني الفقهية، حممد بن أمحد بن جزي، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، . ٧٠١٤١٨هـ/١٩٩٨م.

الكاشف يف رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي، عبداهللا بن حممد بن خنني، مكتبة . ٧١العبيكان، الطبعة الثانية، ١٤٢٩هـ/٢٠٠٨م.

الكايف يف فقه أهل املدينة املالكي، أبو عمر يوسف بن عبدالرب، مكتبة الرياض احلديثة، . ٧٢الطبعة األوىل، ١٣٩٨هـ/١٩٧٨م، حتقيق حممد حممد أحيد ولد ماديك املوريتاين.

الكامل يف اللغة واألدب، أبو العباس حممد بن يزيد املربد، دار هنضة مرص، القاهرة.. ٧٣بريوت، . ٧٤ الكتب، عامل البهويت، يونس بن منصور اإلقناع، متن عن القناع كشاف

١٤٠٣هـ/ ١٩٨٣م.اللباب يف رشح الكتاب، الشيخ عبدالغني الغنيمي احلنفي، دار الكتاب العريب، بريوت، . ٧٥

حتقيق حممد حمي الدين عبداحلميد.لسان العرب، مجال الدين حممد بن مكرم بن منظور، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت، . ٧٦

الطبعة الثالثة، ١٤١٩هـ/١٩٩٩م.اإلسالمي، . ٧٧ املكتب مفلح، بن حممد بن إبراهيم إسحاق أبو املقنع، رشح يف املبدع

١٣٩٤هـ/١٩٧٤م.املبسوط، شمس الدين الرسخيس، دار املعرفة، بريوت، الطبعة الثانية.. ٧٨بريوت، . ٧٩ العريب، الكتاب دار اهليثمي، بكر أيب بن عيل الفوائد، ومنبع الزوائد جممع

الطبعة الثالثة، ١٤٠٢هـ/١٩٨٢م.املحىل، أبو حممد عيل بن حزم، مكتبة اجلمهورية العربية، مرص، ١٣٩١هـ/١٩٧١م.. ٨٠املدونة الكرب، مالك بن أنس، دار صادر، بريوت.. ٨١مسقطات القصاص يف النفس، عبدالرمحن بن عبدالعزيز بن سلمة، بحث تكمييل لنيل . ٨٢

درجة املاجستري، املعهد العايل للقضاء، ١٤٠٩هـ.مسند اإلمام أمحد، أمحد بن حنبل الشيباين، دار صادر، بريوت.. ٨٣املصباح املنري يف غريب الرشح الكبري، أمحد بن حممد الفيومي، مكتبة لبنان، ١٩٩٠م.. ٨٤املصنف، عبد الرزاق الصنعاين، املكتب اإلسالمي، الطبعة الثانية، ١٤٠٣هـ/١٩٨٣م، . ٨٥

حتقيق حبيب الرمحن األعظمي.العلمية، . ٨٦ الكتب دار شيبة، أيب بن حممد بن عبداهللا واآلثار، األحاديث يف املصنف

بريوت، الطبعة األوىل، ١٤١٦هـ/١٩٩٥م.

٢١٨

مطالب أويل النهى يف رشح غاية املنتهى، الشيخ مصطفى السيوطي الرحيباين، الطبعة . ٨٧الثالثة، ١٤٢١هـ/٢٠٠٠م.

املطلع عىل أبواب املقنع، حممد بن أيب الفتح البعيل، املكتب اإلسالمي، بريوت، الطبعة . ٨٨األوىل، ١٣٨٥هـ/١٩٦٥م.

بريوت، . ٨٩ العلمية، الكتب دار اخلطايب، حممد بن محد داود، أيب سنن رشح السنن معامل ١٤١٦هـ/١٩٩٦م.

الطبعة . ٩٠ النفائس، دار قنيبي، صادق وحامد قلعجي رواس حممد الفقهاء، لغة معجم الثانية، ١٤٠٨هـ/١٩٨٨م.

معجم مقاييس اللغة، أمحد بن فارس، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت، الطبعة األوىل، . ٩١١٤٢٢هـ/٢٠٠١م.

املعونة عىل مذهب عامل املدينة، القايض عبدالوهاب، مكتبة نزار مصطفى الباز، الطبعة . ٩٢الثانية، ١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م، حتقيق محيش عبداحلق.

املغرب يف ترتيب املعرب، أبو الفتح نارص املطرزي، مكتبة لبنان، بريوت، الطبعة األوىل، . ٩٣١٩٩٩م، حتقيق حممود فاخوري وعبداحلميد خمتار.

املغني، موفق الدين عبداهللا بن قدامة املقديس، دار عامل الكتب، الرياض، الطبعة الثالثة، . ٩٤١٤١٧هـ/١٩٩٧م، حتقيق الدكتور عبداهللا الرتكي وعبدالفتاح احللو.

مغني املحتاج إىل معرفة ألفاظ املنهاج، حممد الرشبيني اخلطيب، مطبعة مصطفى البايب . ٩٥احللبي وأوالده بمرص، ١٣٧٧هـ/١٩٥٨م.

مفردات ألفاظ القرآن، العالمة الراغب األصفهاين، دار القلم، دمشق، الطبعة الثانية، . ٩٦١٤١٨هـ/١٩٩٧م، حتقيق صفوان داوودي.

املقدمات املمهدات، أبو الوليد حممد بن أمحد ابن رشد، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، . ٩٧الطبعة األوىل، ١٤٠٨هـ/١٩٨٨م.

الطبعة . ٩٨ الرياض، زدين، دار الدورسي، حممد بن مسلم د. الفقهية، القواعد يف املمتع األوىل، ١٤٢٨هـ/٢٠٠٧م.

املهذب يف فقه اإلمام الشافعي، أبو إسحاق إبراهيم الشريازي، مكتبة أمحد بن سعد بن . ٩٩نبهان، أندونيسيا.

املعروف . ١٠٠ املغريب عبدالرمحن بن حممد بن حممد خليل، خمترص لرشح اجلليل مواهب باحلطاب، دار عامل الكتب، ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م.

املوسوعة الفقهية، إصدار وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بالكويت، دار الصفوة، . ١٠١الطبعة األوىل، ١٤١٢هـ/١٩٩٢م.

املوطأ، مالك بن أنس، دار املعرفة، بريوت، الطبعة الثانية، ١٤٢٠هـ/١٩٩٩م، حتقيق . ١٠٢خليل مأمون شيحا.

٢١٩

الطبعة . ١٠٣ اإلسالمية، املكتبة الزيلعي، عبداهللا حممد أبو اهلداية، ألحاديث الراية نصب الثانية، ١٣٩٣هـ/١٩٧٣م.

النهاية يف غريب احلديث واألثر، أبو السعادات املبارك بن حممد اجلزري ابن األثري، . ١٠٤دار ابن اجلوزي، الدمام، الطبعة األوىل، ١٤٢١هـ.

اإلسالمية . ١٠٥ املكتبة الرميل، محزة بن أمحد العباس أبو املنهاج، رشح إىل املحتاج هناية لصاحبها احلاج رياض الشيخ.

بن . ١٠٦ عبداهللا حممد أبو األمهات، من غريها من املدونة يف ما عىل والزيادات النوادر حتقيق ١٩٩٩م، األوىل، الطبعة بريوت، اإلسالمي، الغرب دار القريواين، زيد أيب

الدكتور حممد حجي.نيل األوطار رشح منتقى األخبار، حممد بن عيل الشوكاين، دار املعرفة، بريوت، الطبعة . ١٠٧

األوىل، ١٤١٩هـ/١٩٩٨م.األردن، . ١٠٨ عامن، عامر، دار رخية، أبو ماجد د. والقصاص، احلدود أحكام يف الوجيز

الطبعة األوىل، ١٤٢١هـ/٢٠٠١م.

٢٢٠

حمتويات البحث:١٤١ ................................................................... ملخص البحثاملقدمة ............................................................................ ١٤٣املبحث األول: تعريف الصلح..................................................... ١٤٧املبحث الثاين: تعريف القتل العمد................................................. ١٥٠املبحث الثالث: الفرق بني العفو والصلح.......................................... ١٥٤املبحث الرابع: مرشوعية الصلح يف اجلنايات....................................... ١٥٦١٦٣ ........................... املبحث اخلامس: من يملك الصلح يف اجلناية عىل النفساملبحث السادس: اشرتاط رضا اجلاين يف الصلح.................................... ١٧٧١٨٣ ...................... املبحث السابع: الصلح عن القصاص يف النفس بمبالغ باهظة١٩٣ ........................... املبحث الثامن: حتديد ويل األمر بدل الصلح بمبلغ معني املبحث التاسع: مصاحلة بعض أولياء الدم للجاين عىل مبلغ معني دون البعض اآلخر ١٩٧٢٠٥ .......................... املبحث العارش: عجز اجلاين عن سداد املبلغ املصالح عليهاملبحث احلادي عرش: دور القايض يف قضايا الصلح عن القصاص.................. ٢٠٧اخلامتة............................................................................. ٢١٠٢١٣ ............................................................ قائمة املصادر واملراجعحمتويات البحث................................................................... ٢٢٠

قال ابن الصالح:يف يتساهل أن للمفتي جيوز «ال أن جيز مل بذلك عرف ومن ،الفتويتثبت ال بأن يكون قد وذلك يستفتى، من حقها استيفاء قبل بالفتو ويرسع ذلك عىل حيمله وربام والفكر، النظر تومهه أن اإلرساع براعة، واإلبطاء عجز يبطئ وألن جهل، وذلك ومنقصة، فيضل يعجل أن من أمجل خيطئ وال

ويضل».أدب املفتي واملستفتي ص١١١

٢٢٣

األحكام الفقهية املتعلقةبصيام ستة أيام من شوال

إعدادد. محد بن حممد بن جابر اهلاجري

األستاذ املساعد بقسم الفقه املقارن والسياسة الرشعيةكلية الرشيعة – جامعة الكويت

٢٢٥

ملخص البحث

يتناول البحث موضوع األحكام الفقهية املتعلقة بصيام ستة أيام من شوال؛ حيث بدأ الباحث ببيان حكم صيام ستة أيام من شوال؛ وأعقب ذلك ببيان حكم تبييت النية لصوم ستة أيام من شوال، حيث تعرض فيه حلكم تبييت النية لصوم النافلة، وبعدها حتدث عن حتديد تكلم ثم بالنهار، فيه الصيام ينوي أن للمتنفل يصح الذي الوقت عن املقدار الذي يثاب عليه من نو صوم النافلة يف النهار، وبعدها

بني حكم تبييت النية لصوم ستة أيام من شوال.قضاء قبل شوال من أيام ستة صيام حكم الباحث تناول ثم رمضان، حيث حتدث فيه عن حكم التنفل بالصيام قبل الفراغ من رمضان قضاء تقديم اشرتاط حكم ح وض وبعدها رمضان، قضاء

ا. عىل صيام ستة أيام من شوال للحصول عىل ثواهبثم أعقب ذلك بذكر حكم التتابع يف صيام ستة أيام من شوال، ويف

األخري حتدث الباحث عن حكم قضاء صيام ستة أيام من شوال.

٢٢٦

املقدمة

احلمد هللا الذي ال إله غريه، والصالة والسالم عىل من ال نبي بعده، وعىل آله وصحبه، ومن سار عىل هنجه، واتبع سنته إىل يوم الدين.

كبرية أمهية له رمضان بعد شوال من الست صيام فإن بعد: أما أحكامها عن الناس من كثري يسأل ما ولكثرة عام، كل ره لتكروالفوز أجرها، عىل احلصول أجل من هبا؛ املتعلقة املهمة ومسائلها

بثواهبا املذكور يف احلديث.فيه أبني شوال؛ من الست صيام حول بحثا أكتب أن رأيت لذا ومسائلها املتعلقة هبا، وذلك فضلها، وثامر صيامها، وأذكر أحكامها من خالل ذكر أقوال العلامء يف كل مسألة وأدلتهم، وما يرد عليها من مستندا يف ذلك عىل يل رجحانه، ح ما ظهر وأرج وأجوبة، مناقشات

األدلة الصحيحة واملقاصد الرشعية.وقد جعلته يف مقدمة وستة مطالب؛ وهي كاآليت:

املطلب األول: حكم صيام ستة أيام من شوال.املطلب الثاين: حكم صيام ستة أيام من شوال وثمراته.

املطلب الثالث: حكم تبييت النية لصوم ستة أيام من شوال: وفيه أربعة فروع:

- الفرع األول: حكم تبييت النية لصيام النافلة.

٢٢٧

- الفرع الثاين: حتديد الوقت الذي يصح للمتنفل أن ينوي الصيام فيه بالنهار.

- الفرع الثالث: املقدار الذي يثاب عليه من نو صوم النافلة يف النهار.

- الفرع الرابع: حكم تبييت النية لصوم ستة أيام من شوال.املطلب الرابع: حكم صيام ستة أيام من شوال قبل قضاء رمضان

وفيه فرعان:قضاء من الفراغ قبل بالصيام التنفل حكم األول: الفرع -

رمضان.- الفرع الثاين: حكم اشرتاط تقديم قضاء رمضان عىل صيام ستة

أيام من شوال للحصول عىل ثواهبا.املطلب اخلامس: حكم التتابع يف صيام ستة أيام من شوال.

املطلب السادس: حكم قضاء صيام ستة أيام من شوال.خالل من إليها توصلت التي النتائج فيها وذكــرت اخلامتة:

البحث.والعمل، العلم يف والتوفيق والسداد العون اهللا أسأل األخري ويف

وأن ينفع هبذا البحث.وصىل اهللا وسلم عىل نبينا حممد وعىل آله وصحبه أمجعني.

٢٢٨

املطلب األولحكم صيام ستة أيام من شوال

اختلف الفقهاء يف حكم صيام ستة أيام من شوال عىل قولني:القول األول: يستحب صيام ستة أيام من شوال.

وطائفة واحلنابلة(٣)، والشافعية(٢)، احلنفية(١)، ة عام مذهب وهو اهري(٥). من املالكية(٤)، وداود الظ

القول الثاين: يكره صيام ستة أيام من شوال.وهو املنقول عن أيب حنيفة وأيب يوسف(٦)، وقول اإلمام مالك(٧).

(١) انظر: بدائع الصنائع ٧٨/٢، فتح القدير٢٧١/٢، حاشية رد املحتار ٤٣٥/٢.(٢) انظر: املهذب مع املجموع ٤٢٦/٦، روضة الطالبني ٣٨٧/٢.

(٣) انظر: املغني ٤٣٨/٤، الرشح الكبري مطبوع مع املقنع واإلنصاف ٥١٨/٧.(٤) انظر: بدائع الصنائع ٧٨/٢، فتح القدير٢٧١/٢، حاشية رد املحتار ٤٣٥/٢.

(٥) انظر: املجموع ٤٢٧/٦، اإلمام داود الظاهري وأثره يف الفقه اإلسالمي، ص٥٧٠.(٦) وقيد أبو يوسف الكراهية بالتتابع، أي أن يصوم يوم الفطر ويصوم بعده مخسة أيام. انظر:

فتح القدير٢٧١/٢ الفتاو اهلندية٢٠١/١، حاشية رد املحتار٤٣٥/٢.(٧) وقيد متأخرو املالكية الكراهية برشوط: وهي أن يكون صيام ست من شوال ملقتد به، كان أو وأظهرها متتابعة برمضان متصلة صامها، إن وجوهبا اعتقاد عليه خيف وملن

معتقدا سنية اتصاهلا، فإن انتفى واحد من هذه الرشوط استحب صيامها.املجتهد بداية ،٣٨٠/٣ االستذكار ،٣١١/١ حيي رواية مالك اإلمام موطأ انظر: خليل عىل الزرقاين رشح ،٥١٧/١ الدسوقي حاشية مع الكبري الرشح ،٣٥٩/١

١٩٩/٢، منح اجلليل ١٢١/٢.

٢٢٩

أدلة القول األول:استدل أصحاب القول األول باألدلة اآلتية:

قال: «من صام اهللا األنصاري أن رسول أيوب أيب ١. عن رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر»(١).

٢. عن أيب هريرة عن النبي قال: «من صام رمضان، وأتبعه بست من شوال فكأنام صام الدهر»(٢).

«من قال: اهللا رسول عن اهللا رسول موىل ثوبان عن .٣عرش فله باحلسنة جاء من السنة، متام كان الفطر، بعد أيام ستة صام

أمثاهلا»(٣).ويف لفظ البن خزيمة: «صيام شهر رمضان بعرشة أشهر، وصيام

ستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة»(٤).وجه االستدالل من هذه األحاديث:

شوال، من أيام ستة صيام فضل عىل األحاديث هذه دلت عل جزاؤه كصيام الدهر، وذلك ألن واستحبابه ملن صام رمضان، وجاأليام من شوال والستة فرمضان بعرشة أشهر، احلسنة بعرش أمثاهلا،

بشهرين، فذلك اثنا عرش شهرا، وهو سنة كاملة(٥).(١) أخرجه مسلم يف صحيحه ٨٢٢/٢ رقم احلديث ١١٦٤.

،١٢٥/٢ والرتهيب الرتغيب يف املنذري وصححه ،٤٢٧/٢ مسنده يف البزار رواه (٢)واهليثمي يف جممع الزوائد ١٨٦/٣، واأللباين يف صحيح الرتغيب والرتهيب ٤٩٣/١.

الرتغيب يف املنذري وصححه ،١٧١٥ احلديث رقم ٥٤٧/١ سننه يف ماجه ابن رواه (٣)الغليل وإرواء ماجه٢٨٦/١-٢٨٧، ابن صحيح يف واأللباين ،١٢٥/٢ والرتهيب

.١٠٧/٤(٤) صحيح ابن خزيمة ٢٩/٣.

(٥) انظر: املغني ٤٣٩/٦.

٢٣٠

أدلة القول الثاين:استدل أصحاب القول الثاين باألدلة اآلتية:

١. ال يعرف أحد من أهل العلم والفقه يصومها، ومل يبلغهم ذلك عن أحد من السلف(١).

نوقش من وجهني:استحبوا أهنم السلف من مجاعة عن نقل قد أنه األول: الوجه صيام ستة أيام من شوال، كابن عباس وكعب األحبار وطاووس وأمحد والشافعي املبارك بن اهللا وعبد مهران بن وميمون والشعبي

وإسحاق وداود الظاهري وغريهم رمحهم اهللا أمجعني(٢).مقدم واملثبت علمهم، إليه وصل ما حد عىل فهو ذكروه ما وأما عىل النايف، قال ابن القيم –رمحه اهللا- «وكون أهل املدينة يف زمن مالك مل يعملوا به ال يوجب ترك األمة كلهم له، وقد عمل به أمحد والشافعي

وابن املبارك وغريهم»(٣).يقول هبا، العمل لرتك ترتك ال فإهنا السنة ثبتت إذا الثاين: الوجه النووي -رمحة اهللا-: «وإذا ثبتت السنة ال ترتك لرتك بعض الناس أو

أكثرهم أو كلهم هلا»(٤).هلذه حكم ال بذلك النص ثبوت بعد «إنــه الصنعاين وقــال

التعليالت»(٥).(١) انظر: املوطأ – رواية حييى ٣١١/١.

املعارف لطائف ،٤٣٨/٤ املغني ،٤٢٦/٦ املجموع ،١٣٢/٣ الرتمذي سنن انظر: (٢).٣٨٣

(٣) هتذيب السنن ٣١٤/٣.(٤) صحيح مسلم برشح النووي ٥٦/٨.

(٥) سبل السالم ٤٢٨/٢.

٢٣١

وقال الشوكاين «وال خيفى أن الناس إذا تركوا العمل بسنة، مل يكن تركهم دليال ترد به السنة»(١).

بأن سيؤدي شوال، من أيام ستة صيام باستحباب القول أن .٢يلحق أهل اجلهل برمضان ما ليس منه(٢).

نوقش من وجهني:الوجه األول: أن ذلك ال خيفى عىل أحد، ويلزم مثل ذلك يف سائر أنواع الصوم املرغب فيه، كصوم يوم عرفة وعاشوراء، وهذا ال يقول

به أحد(٣).يف أيام ستة وصوم رمضان، شهر بني الفصل أن الثاين: الوجه

شوال، قد حصل بفطر يوم العيد(٤).القول املختار:

الذي يظهر -والعلم عند اهللا تعاىل- أن أقرب القولني إىل الصواب: القول األول؛ وذلك لألسباب اآلتية:

١. صحة أدلة القول األول، وسالمتها من االعرتاضات.٢. ضعف أدلة القول الثاين، وصحة اإلجابة عنها.

(١) نيل األوطار ١٨٢/٣.(٢) انظر: املوطأ برواية حييى ٣١١/١.

(٣) انظر: املجموع ٤٢٦/٦-٤٢٨، نيل األوطار ١٨٢/٣.(٤) انظر: لطائف املعارف ص ٣٨٤.

٢٣٢

املطلب الثاينحكم صيام ستة أيام من شوال وثمراته

كام عديدة، وثمرات كثرية لصيام ذكر العلامء –رمحهم اهللا تعاىل– حستة أيام من شوال، ومن أمهها ما يأيت(١):

أجر هبا يستكمل رمضان، بعد شوال من أيام ستة صيام أن .١ه. ل صيام الدهر ك

الصالة قبل الرواتب السنن كصالة وشعبان، شوال صيام أن .٢خلل من الفرض يف حصل ما بذلك فيكمل وبعدها، املفروضة ونقص؛ فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة، كام ورد ذلك عن

النبي من وجوه متعددة.وأكثر الناس يف صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج إىل ما جيربه «صمت الرجل: يقول أن النبي هنى وهلذا األعامل، من ويكمله

رمضان كله» أو«قمته كله».قال الصحايب فال أدري أكره التزكية أم البد من نومة أو رقدة(٢).

(١) انظر لطائف املعارف ص ٣١٠-٣١٣ بترصف. (٢) أخرجه أبو داود يف سننه، كتاب الصيام، باب من يقول: صمت رمضان كله، ٨٠٢/٢ برقم ٢٤١٥، وصححه النووي يف املجموع ٣٧٥/٦، وضعفه األلباين يف ضعيف اجلامع

ص٩١٩ برقم (٦٣٦٧).

٢٣٣

وكان عمر بن عبد العزيز -رمحه اهللا- يقول: من مل جيد ما يتصدق به فليصم.

يعني من مل جيد ما خيرجه صدقة للفطر يف آخر رمضان فليصم بعد الفطر، فإن الصيام يقوم مقام اإلطعام يف التكفري للسيئات، كام يقوم القتل كفارة مثل الكفارات، من وغريها األيامن كفارات يف مقامه

والوطء يف رمضان والظهار.صوم قبول عىل عالمة رمضان صيام بعد الصيام معاودة أن .٣رمضان، فإن اهللا إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده، كام قال أتبعها ثم حسنة عمل فمن بعدها؛ احلسنة احلسنة ثواب بعضهم: من أن كام األوىل، احلسنة قبول عىل عالمة ذلك كان بعدها بحسنة وعدم احلسنة رد عالمة ذلك كان بسيئة، أتبعها ثم حسنة عمل

قبوهلا.وأن الذنوب، من تقدم ما مغفرة يوجب رمضان صيام أن .٤اجلوائز، يوم وهو الفطر، يوم يف أجورهم يوفون لرمضان الصائمني أعظم نعمة فال النعمة، هلذه شكرا الفطر بعد الصيام معاودة فيكون له: فيقال قدماه تتورم حتى يقوم النبي كان الذنوب، مغفرة من أتفعل هذا وقد غفر اهللا لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول: «أفال

أكون عبدا شكورا»(١).وقد أمر اهللا سبحانه وتعاىل عباده بشكر نعمة صيام رمضان، بإظهار

ذكره وغري ذلك من أنواع شكره فقال: (° ± ² μ ´ ³ ¶ ¸ ¹) (البقرة: ١٨٥).

(١) أخرجه البخاري يف صحيحه، كتاب التهجد، باب قيام النبي بالليل، ٣٥٢/١ رقم احلديث ١٠٧٨، وأخرجه مسلم يف صحيحه، كتاب صفات املنافقني و أحكامهم، باب

إكثار األعامل واالجتهاد يف العبادة، ٢١٧١/٤-٢١٧٢رقم احلديث ٢٨١٩-٢٨٢٠.

٢٣٤

فمن مجلة شكر العبد لربه عىل توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه ومغفرة ذنوبه، أن يصوم له شكرا عقب ذلك.

هناره يف أصبح الليايل، من ليلة لقيام ق ف و إذا السلف بعض كان ا للتوفيق للقيام. ه شكر صائام، وجيعل صيام

وكان وهيب بن الورد يسأل عن ثواب يشء من األعامل؛ كالطواف من عىل الذي ما سلوا ولكن ثوابه، عن تسألوا فيقول: «ال ونحوه؛

ق هلذا العمل من الشكر للتوفيق واإلعانة عليه». ف وعليها شكر إىل حيتاج دنيا أو دين يف اهللا من العبد عىل نعمة فكل ثم للتوفيق للشكر عليها، نعمة أخر حتتاج إىل شكر ثان، ثم التوفيق للشكر الثاين نعمة أخر حيتاج إىل شكر آخر، وهكذا أبدا، فال يقدر عن بالعجز االعرتاف الشكر وحقيقة النعم، بشكر القيام عىل العباد

الشكر.أما مقابلة نعمة التوفيق لصيام رمضان بارتكاب املعايص بعده فهو من فعل من بدل نعمة اهللا كفرا، فإن كان قد عزم يف صيامه عىل معاودة يف الرمحة وباب مردود، عليه فصيامه الصيام، انقضاء بعد املعايص

وجهه مسدود.٥. أن األعامل التي كان العبد يتقرب هبا إىل ربه يف شهر رمضان ال

. تنقطع بانقضاء رمضان، بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حياوذلك؛ ألن كثريا من الناس يفرح بانقضاء شهر رمضان؛ الستثقال

. له وطوله عليه ل الصيام ومإىل فالعائد رسيعا، الصيام إىل يعود يكاد فال كذلك كان ومن مل وأنه الصيام، يف رغبته عىل عوده يدل الفطر يوم فطره بعد الصيام

ه به. ه وال تكر ل ه ومل يستثق يمل

٢٣٥

بئس فقال: رمضان يف وجيتهدون يتعبدون قوما إن لبرش: وقيل القوم ال يعرفون هللا حقا إال يف شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد

وجيتهد السنة كلها.وسئل الشلبي: أهيام أفضل رجب أو شعبان؟ فقال: كن ربانيا وال

. تكن شعبانيا النبي كان هل : عائشة سئلت وقد ديمة، عمله النبي كان

خيص شيئا من األيام؟ فقالت: ال، كان عمله ديمة(١).وقالت: كان النبي ال يزيد يف رمضان وال غريه عىل إحد عرشة

ركعة(٢).شوال يف رمضان يف أوراده من فاته ما يقيض النبي كان وقد شوال يف قضاه ثم رمضان من األواخر العرش اعتكاف عام يف فرتك

ل منه(٣). و األ رش فاعتكف الع

(١) أخرجه البخاري يف صحيحه ٥٦/٢ برقم (١٩٨٧)، ومسلم يف صحيحه ٥٤١/١ برقم .(٧٨٣)

٥٠٩/١ صحيحه يف ومسلم ،(١١٤٧) برقم ٣٥٦/١ صحيحه يف البخاري أخرجه (٢)برقم (٧٣٨).

(٣) أخرجه البخاري يف صحيحه ٦٧/٢-٦٦ برقم (٢٠٣٣)، ومسلم يف صحيحه ٧٣١/٢ برقم (١١٧٣).

٢٣٦

املطلب الثالثحكم تبييت النية لصوم ستة أيام من شوال

يمكن تناول هذا املطلب من خالل الفروع األربعة اآلتية:الفرع األول: حكم تبييت النية لصيام النافلة.

الصيام ينوي أن للمتنفل يصح الذي الوقت حتديد الثاين: الفرع فيه بالنهار.

يف النافلة صوم نو من عليه يثاب الذي املقدار الثالث: الفرع النهار.

الفرع الرابع: حكم تبييت النية لصوم ستة أيام من شوال.الفرع األول: حكم تبييت النية لصيام النافلة:

عىل النافلة لصيام الليل من النية تبييت حكم يف العلامء اختلف قولني:

القول األول: ال جيب تبييت النية من الليل، ويصح بنية من النهار إىل الفجر طلوع من للصوم مناف منه حصل قد يكون ال أن برشط

إنشاء الصوم.

٢٣٧

والشافعية(٢) احلنفية(١) مذهب وهو العلم أهل مجهور قول وهذا واحلنابلة(٣).

القول الثاين: جيب تبييت النية من الليل، وال يصح بنية من النهار. وهذا مذهب املالكية(٤) والظاهرية(٥).

أدلة القول األول:استدل أصحاب القول األول باألدلة اآلتية:

يوم ذات النبي عيل دخل قالت: عائشة املؤمنني أم عن .١أتانا ثم صائم» إذا قال: «فإين ال، فقلنا: يشء؟» عندكم فقال: «هل يوما آخر فقلنا: يا رسول اهللا أهدي لنا حيس(٦)، فقال: «أرينيه، فلقد

أصبحت صائام، فأكل»(٧).ويف لفظ للنسائي: جاء رسول اهللا يوما فقال: «هل عندكم من

طعام؟» قلت: ال، قال: «إذا أصوم»(٨).حمل الشاهد: قوله : «فإين إذن صائم»، يف اللفظ األول، وقوله:

«إذا أصوم» يف اللفظ الثاين.(١) انظر: بدائع الصنائع ٨٥/٢، اهلداية مع رشح فتح القدير ٢٤١/٢.

(٢) انظر: روضة الطالبني ٣٥٣/٢، مغني املحتاج ٤٢٤/١.(٣) انظر: املغني٣٢٤/٤، اإلنصاف مع املقنع والرشح الكبري٤٠٣/٧-٤٠٥.

(٤) انظر: قوانني األحكام الرشعية ص١١٣، الرشح الكبري مع حاشية الدسوقي٥٢٠/١.(٥) انظر: املحىل٢٩٦/٤.

(٦) احليس: الطعام املتخذ من التمر واألقط والسمن. انظر: النهاية يف غريب احلديث واألثر ٤٦٧/١، املصباح املنري ٦١.

(٧) أخرجه مسلم يف صحيحة٨٠٩/٢ برقم (١١٥٤).(٨) أخرجه النسائي يف سننه: كتاب الصيام – باب النية يف الصيام ٥٠٩/٤، برقم (٢٣٢٩)، النسائي سنن صحيح يف واأللباين البيهقي، وصححه ،٢٠٣/٤ سننه يف والبيهقي

.٤٩٢/٢

٢٣٨

ومل النهار، يف النافلة صوم نية أنشأ النبي أن االستدالل: وجه يبيتها من الليل، فدل عىل صحة هذا العمل وعدم اشرتاط تبييت النية

يف صوم النافلة.نوقش: أن هذا احلديث جممل مل يبني فيه هل نو النبي الصيام ا ثم نو الصوم بعد ذلك، فنحمله عىل أنه من الليل أو أصبح مفطرنو الصيام من الليل، ثم ضعف عنه وأراد الفطر، ليتوافق مع حديث حفصة عن النبي قال: «من مل جيمع الصيام قبل الفجر فال صيام

له»(١) (٢).لفظ يف جاء وقد بعيد، وتكلف فاسد تأويل هذا أن عنه: أجيب من الصيام نية أنشأ أنه عىل يدل اللفظ وهذا أصوم» «إذا النسائي

سؤاله هذا(٣).كانوا أهنم تبني ، الصحابة من عدد عن كثرية آثار جاءت .٢ينشؤون نية صيام النافلة يف النهار، مما يدل عىل صحة هذا األمر، ومن

هذه اآلثار ما يأيت:األثر األول: عن أم الدرداء عن أيب الدرداء «أنه كان ربام دعا

بالغداء فال جيده، فيفرض الصوم عليه ذلك اليوم».ويف لفظ قال: «إين صائم».

الليل من يعزم مل ملن صيام ال جاء ما – باب الصوم كتاب سننه، يف الرتمذي أخرجه (١)الصوم يف النية باب – الصوم كتاب سننه: يف داود وأبو ،(٧٣٠) برقم ،١٠٨/٣الناقلني اختالف – باب الصوم كتاب سننه: يف والنسائي ،(٢٤٥٤) برقم ،٨٣٢/٢خلرب حفصة يف ذلك٥٠٩/٤-٥١٢ برقم (٢٣٣٢)، وابن ماجه يف سننه: كتاب الصيام – باب ما جاء يف فرض الصوم من الليل واخليار يف الصوم ٣٢٥/٢، برقم (١٧٠٠)،

وصححه ابن حزم يف املحىل ٢٨٨/٤ واأللباين يف إرواء الغليل ٢٥/٤.(٢) انظر: املحىل ٣٠٠/٤، سبل السالم ٤٠٧/٢.

(٣) انظر: صحيح مسلم برشح النووي ٣٥/٨.

٢٣٩

.(١)« ويف لفظ ثالث: «فيصومه، وقد أصبح مفطرا، أنه كان يصبح األثر الثاين: عن عكرمة عن عبد اهللا بن عباس حتى يظهر ثم يقول: واهللا لقد أصبحت وما أريد الصوم، وما أكلت

من طعام وال رشاب منذ اليوم، وألصومن من يومي هذا(٢).: «من بدا له األثر الثالث: عن سعد بن عبيدة قال: قال حذيفة

الصيام بعدما تزول الشمس فليصم».ويف لفظ: آخر عن سعد بن عبيدة عن أيب عبد الرمحن السلمي أن

حذيفة «بدا له الصوم بعد مازالت الشمس فصام»(٣).أهله يأيت كان طلحة أبا أن أنس عن قتادة عن الرابع: األثر

فيقول: هل من غداء؟ فإن قالوا: ال، صام يومه ذلك.قال قتادة: فكان معاذ بن جبل يفعل ذلك(٤).

هريرة أبا رأيت قال: املسيب بن سعيد عن اخلامس: األثر (١) أخرجه البخاري يف صحيحه تعليقا ١٦٧/٤، وأخرجه موصوال ابن أيب شيبة يف مصنفه ٧٧٧٤) ٢٧٢/٤-٢٧٣برقم مصنفه يف الصنعاين الرزاق وعبد ،٤٤٦/٢-٤٤٧ ،٢٠٤/٤ سننه يف والبيهقي اآلثار٥٧/٢، معاين يف والطحاوي و٧٧٧٦)، و٧٧٧٥ وصححه موقوف، صحيح :١٠٣٧ برقم ٣٩٨/١ العالية املطالب يف حجر ابن وقال

األلباين يف خمترص صحيح البخاري ٤٤٨/١.(٢) أخرجه البخاري يف صحيحه تعليقا ١٦٧/٤، والطحاوي يف رشح معاين اآلثار ٥٦/٢،

وجود إسناده األلباين يف خمترص صحيح البخاري ٤٤٨/١.(٣) أخرجه البخاري يف صحيحه تعليقا ١٦٧/٤، وأخرجه موصوال ابن أيب شيبة يف مصنفه اآلثار معاين يف والطحاوي ،٧٧٨٠ برقم ٢٧٤/٤ مصنفه يف وعبدالرزاق ،٤٤٥/٢

٥٦/٢، والبيهقي يف سننه ٢٠٤/٤، وصححه النووي يف املجموع ٣٢١/٦.يف شيبة أيب ابن موصوال وأخرجه ،١٦٧/٤ تعليقا صحيحه يف البخاري أخرجه (٤)مصنفه٤٤٧/٢ وعبد الرزاق يف مصنفه ٢٧٣/٤برقم (٧٧٧٧) واللفظ له، والبيهقي يف سننه ٢٠٤/٤، وصححه األلباين يف خمترص صحيح البخاري ٤٤٨/٢، وحسنه زكريا

الباكستاين يف ما صح من آثار الصحابة ٦٦١/٢.

٢٤٠

ال، قالوا: فإن يشء؟ أعندكم فيقول أهله، يأيت ثم بالسوق يطوف قال: فأنا صائم(١).

د من الشارع أنه خيفف يف نفل العبادة عن فرضها، توسيعا ه ٣. عأوسع دائام التطوعات أنواع فإن التطوع، طرق يف عباده عىل اهللا من – األركان من فيها جيب املفروضة فالصالة املفروضات، أنواع من كالقيام واالستقرار عىل األرض– ما ال جيب يف التطوع، وجتوز صالة النافلة صيام فكذا الفريضة، القبلة، بخالف غري إىل السفر يف النافلة

جيوز بنية من النهار، عىل خالف صوم الفرض(٢).أدلة القول الثاين:

استدل أصحاب القول الثاين باألدلة اآلتية:١. عن حفصة عن النبي قال: «من مل جيمع الصيام قبل الفجر،

فال صيام له»(٣).ويف رواية «ال صيام ملن مل يفرضه من الليل»(٤).

وجه االستدالل: دل هذا احلديث عىل عدم صحة الصيام –فرضا يشمل الصيام -هنا– عام فلفظ الفجر، قبل نية دون - نفال أو كان

الفرض والتطوع.نوقش من وجهني:

(١) أخرجه البخاري يف صحيحه تعليقا ١٦٧/٤، وعبد الرزاق يف مصنفه ١٧٤/٤، برقم فتح يف حجر ابن احلافظ ذكر وقد له، ٢٠٤/٤واللفظ سننه يف والبيقهي ،(٧٧٨١)ففيه الرزاق عبد سند وأما موصول، البيهقي سند أن وبني الروايتني الباري١٦٧/٤ انقطاع. ويف سند البيهقي: عثامن بن نجيح، وهو جمهول مل يرو عنه إال ابن أيب ذئب، كام

يف هتذيب التهذيب ١٣٨/٧. (٢) انظر: املغني ٣٤١/٤، جمموع فتاو شيخ اإلسالم ابن تيمية ١٢٠/٢٥.

(٣) سبق خترجيه ص٢٣٨.(٤) أخرجه الدار قطني يف سننه ١٧٢/٢.

٢٤١

رفعه يف احلديث أئمة اختلف احلديث هذا أن األول: الوجه ووقفه(١).

أن إال ووقفه، رفعه يف اختلفوا وإن احلديث أئمة أن عنه: أجيب وتنوع أخرجه من لكثرة وذلك ، النبي إىل رفعه صحة الصحيح

متابعاته وطرقه(٢).بحديث خمصوص عام حفصة حديث أن الثاين: الوجه بني مجع ذلك ويف األول، القول أصحاب به استدل الذي عائشة

احلديثني(٣).٢. عن عمر بن اخلطاب قال: سمعت رسول اهللا يقول: «إنام

.(٤)«األعامل بالنيات، وإنام لكل امرئ ما نوإال عبادة أي صحة عدم عىل احلديث هذا دل االستدالل: وجه

بالنية، وبعض هذا اليوم قد مىض عاريا من النية فال جيزئ(٥).نوقش: إن هذا احلديث وإن دل عىل اشرتاط النية لقبول العبادة، لكنه مل يدل عىل وجوب سبق النية للعمل، وعىل افرتاض داللته عىل ذلك فإنه

خمصوص بحديث عائشة الذي استدل به أصحاب القول األول(٦).الدخول بعد بنية تصح فلم النية، هلا يشرتط عبادة الصوم أن .٣

فيها كالصالة واحلج(٧).(١) انظر: تلخيص احلبري ٣٦١/٢-٣٦١، املغني ٣٤١/٤.

(٢) انظر: املرجعني السابقني، إرواء الغليل ٢٥/٤-٣٠.(٣) انظر: املجموع ٣٢١/٦، املغني ٣٤١/٤.

(٤) أخرجه البخاري يف صحيحه، كتاب بدء الوحي – باب كيف كان بدء الوحي ١٣/١، بالنية» األعامل «إنام : قوله باب – اإلمارة كتاب صحيحه، يف ومسلم ،(١) برقم

١٥١٥/٣، برقم (١٩٠٧).(٥) انظر: اإلرشاف عىل نكت مسائل اخلالف ٤٢٤/١.

(٦) انظر: املجموع ٣٢١/٦، املغني ٣٤١/٤.(٧) انظر: اإلرشاف عىل نكت مسائل اخلالف ٤٢٤/١، املغني ٣٤٠/٤.

٢٤٢

القياس هذا إن ثم القياس، عدم العبادات يف األصل أن نوقش: ، فال يصح االستدالل به(١). معارض حلديث عائشة

القول املختار:هو للصواب: القولني أقرب أعلم– أن تعاىل –واهللا يظهر الذي

القول األول؛ وذلك لألسباب اآلتية:صحة أدلة القول األول، وسالمتها من االعرتاضات.. ١ضعف أدلة القول الثاين، وصحة اإلجابة عنها.. ٢

الصيام ينوي أن للمتنفل يصح الذي الوقت حتديد الثاين: الفرع فيه بالنهار:

يف الليل من النية تبييت وجوب بعدم الفقهاء -القائلون اختلف صيام النافلة وصحة عقد النية يف النهار- يف حتديد الوقت الذي يصح

أن يعقد نية الصيام فيه بالنهار عىل قولني:القول األول: يصح صيام النافلة بنية قبل الزوال، وال يصح بعده، عن ورواية الشافعية(٣) عند القولني وأظهر احلنفية(٢) مذهب وهذا

أمحد(٤).سواء النهار من وقت أي يف بنية النافلة صوم يصح الثاين: القول الشافعي(٥)، لإلمام الثاين القول وهو وبعده، الزوال قبل ما ذلك يف

واملذهب عند احلنابلة(٦).(١) انظر: املغني ٣٤١/٤.

(٢) انظر: بدائع الصنائع ٨٥/٢، اهلداية مع رشح فتح القدير ٢٤١/٢.(٣) انظر: روضة الطالبني ٣٥٣/٢، مغني املحتاج ٤٢٤/١.

(٤) انظر: املغني ٣٤١/٤، اإلنصاف مع املقنع والرشح الكبري ٤٠٣/٧-٤٠٥.(٥) انظر: املجموع ٣٠٦/٦، روضة الطالبني ٣٥٣/٢، مغني املحتاج ٤٢٤/١.

(٦) انظر: املغني ٣٤١/٤، اإلنصاف مع املقنع والرشح الكبري ٤٠٣/٧-٤٠٥، غاية املنتهي .٣٥١/١

٢٤٣

أدلة القول األول:استدل أصحاب القول األول بام يأيت:

حيرض مل ما باخليار قال: «الصائم عباس ابن عن قتادة عن .١الغداء». ويف لفظ: «الصائم باخليار ما بينه وبني نصف النهار»(١).

وجه االستدالل: أفتى ابن عباس أن املتنفل يصح له عقد النية ما مل حين وقت الغداء.

نوقش من ثالثة أوجه:األول: أن املراد به أن الصائم املتنفل إذا أراد أن يفطر فهو الوجه

باخليار ما مل يأكل الغداء.اهللا رضوان والصحابة النبي عهد يف الغداء أن الثاين: الوجه

عليهم كان قبل الزوال(٢).الوجه الثالث: أنه جاء عن ابن عباس أثر آخر ينايف هذا األثر،

حيث جاء فيه أنه نو بعد الظهر(٣).٢. عن احلارث أن عليا قال: «هو باخليار إىل نصف النهار ما مل

يطعم، أو يكون قد فرضه من الليل».ويف لفظ آخر: عن جعفر بن حممد عن أبيه أن رجال أتى عيل بن أيب طالب فقال: «أصبحت وال أريد الصيام، فقال: أنت باخليار بينك

وبني نصف النهار، فإن انتصف النهار فليس لك أن تفطر»(٤).(١) أخرجه ابن أيب شيبة يف مصنفه٤٤٤/٢ باللفظ الثاين، وعبد الرزاق يف مصنفه ٤/ ٢٧٣ الصحابة آثار من صح ما يف الباكستاين زكريا وحسنه األول. باللفظ (٧٧٧٨) برقم

.٦٦٣/٢(٢) انظر: إحتاف أهل اإلسالم ص١١٦.

(٣) سبق خترجيه ص٢٣٩.(٤) أخرجه عبد الرزاق يف مصنفه ٢٧٤/٤، برقم (٧٧٧٩)و(٧٧٨٢).

٢٤٤

التنفل أراد من أن طالب أيب بن عيل أفتى االستدالل: وجه عند وذلك النهار، ينتصف مل ما جائز ذلك فإن النهار، يف بالصيام

زوال الشمس.نوقش: أن أثر عيل –هذا– قد خالفه مجع من الصحابة كام سيأيت

يف أدلة القول الثاين.٣. أن من نو بعد الزوال مل تصحب نيته معظم العبادة، فأشبه إذا أدرك قد فإنه الزوال، قبل الناوي بخالف الشمس غروب مع نوأن جيوز اليشء معظم إن إذ األصول، يف تأثري وهلذا العبادة، معظم يقوم مقام كل اليشء، بدليل أن من أدرك اإلمام قبل الرفع من الركوع مدركا يكن مل الرفع بعد أدركه ولو معظمها، إلدراكه الركعة أدرك

هلا(١).أدلة القول الثاين:

استدل أصحاب القول الثاين باألدلة اآلتية:١. حديث عائشة السابق، وجاء فيه أهنا قالت: جاء رسول اهللا

يوما فقال: هل عندكم من طعام؟ قلت: ال، قال: «إذا أصوم»(٢).فدل النهار، من النافلة صيام نو النبي أن االستدالل: وجه

عىل صحة صوم النافلة بنية من النهار سواء قبل الزوال أو بعده.نوقش: أن هذا احلديث حممول عىل ما قبل الزوال(٣).

أجيب عنه: ال يوجد دليل عىل محل هذا احلديث عىل ما قبل الزوال، بل األصل العموم وشموله ملا بعد الزوال.

(١) انظر: بدائع الصنائع ٨٥/٢، املهذب مع املجموع٣٠٥/٦، املغني ٣٤١/٤-٣٤٢.(٢) سبق خترجيه ص٢٣٧.

(٣) انظر: بدائع الصنائع ٨٥/٢.

٢٤٥

القول أصحاب هبا استدل –التي الصحابة بآثار استدلوا .٢األول– ولعل من أرصحها ما يأيت:

أن السلمي الرمحن عبد أيب عن عبيدة بن سعيد عن األول: األثر حذيفة بدا له الصوم بعدما زالت الشمس فصام(١).

األثر الثاين: عن العالء بن احلارث عن معاذ أنه كان يأيت أهله صائم إين فيقول: إليه، فيعتذرون غداء، عندكم فيقول: الزوال بعد مل آخره يصم مل من فيقول: النهار، آخر تصوم له: فيقال يومي، بقية

يصم أوله(٢).حتى يصبح كان أنه عباس ابن عن عكرمة عن الثالث: األثر يظهر، ثم يقول: «واهللا لقد أصبحت وما أريد الصوم، وما أكلت من

طعام وال رشاب منذ اليوم، وألصومن يومي هذا»(٣).األثر الرابع: عن أم الدرداء عن أيب الدرداء أنه كان ربام دعا

بالغداء فال جيده، فيفرض الصوم عليه ذلك اليوم(٤).٣. أن من نو صيام النافلة بعد الزوال فقد نواها بجزء من النهار،

فجازت نية النفل فيه كالنصف األول(٥).نوقش: أن بينهام فرق، كام جاء يف أدلة القول األول.

٤. أن مجيع الليل وقت لنية صيام الفرض، فكذا مجيع النهار وقت لنية صيام النفل.

(١) سبق خترجيه ص٢٣٩.(٢) أخرجه ابن أيب شيبه يف مصنفه ٤٤٧/٢.

(٣) سبق خترجيه ص٢٣٩.

(٤) سبق خترجيه ص٢٣٩.(٥) انظر: املهذب مع املجموع ٣٠٥/٦، املغني٣٤٢/٤.

٢٤٦

القول املختار:الذي يظهر -والعلم عند اهللا تعاىل- أن أقرب القولني إىل الصواب النهار من وقت أي يف بنية النافلة صوم يصحح الذي الثاين القول

سواء يف ذلك قبل الزوال أو بعده، وذلك لألسباب اآلتية:صحة أدلة القول الثاين، وسالمتها من االعرتاضات.. ١ضعف أدلة القول األول، وصحة اإلجابة عنها.. ٢

يف النافلة صوم نو من عليه يثاب الذي املقدار الثالث: الفرع النهار:

فهل الليل، من النية يبيت ومل النهار يف بالصيام املتنفل نو إذا يثاب عىل ذلك من وقت نيته أم من أول النهار؟

اختلف الفقهاء يف ذلك عىل قولني:القول األول: حيكم له بالصوم الرشعي املثاب عليه من وقت نيته،

وهو وجه عند الشافعية(١)، والصحيح من مذهب احلنابلة(٢).طلوع من عليه ويثاب الرشعي بالصوم له حيكم الثاين: القول الشافعية(٤) عند الوجهني وأصح احلنفية(٣) مذهب وهذا الفجر،

ووجه عند احلنابلة(٥).املحتاج مغني ،٣٥٢/٢ الطالبني روضة ،١٨٦/٣-١٨٧ الوجيز رشح العزيز انظر: (١)

.٤٢٤/١الندي الروض ،٤٠٥/٧ الكبري والرشح املقنع مع اإلنصاف ،٣٤٢/٤ املغني انظر: (٢)

.٢٩٧/١(٣) انظر: بدائع الصنائع ٨٥/٢، اهلداية مع رشح فتح القدير ٢٤٢/٢.

املحتاج مغني ،٣٥٢/٢ الطالبني روضة ،١٨٦/٣-١٨٧ الوجيز رشح العزيز انظر: (٤).٤٢٤/١

(٥) انظر: املغني ٣٤٢/٤، الفروع ٤٣/٣، اإلنصاف مع املقنع والرشح الكبري ٤٠٥/٧.

٢٤٧

أدلة القول األول:استدل أصحاب هذا القول بام يأيت:

يقول: اهللا رسول سمعت قال: ، اخلطاب بن عمر عن .١.(١)«إنام األعامل بالنيات، وإنام لكل امرئ ما نو»

وال عمل يقبل ال أنه عىل دل احلديث هذا إن االستدالل: وجه نية، دون املفطرات عن أمسك املتنفل وهذا نية، دون أجر له حيسب

فال يقبل منه اإلمساك الذي حدث قبل النية وال يثاب عليه(٢).نوقش من وجهني:

الوجه األول: ال يرض عدم وجود النية يف بداية الصوم، كام لو نيس الصوم بعد نيته أو غفل عنه(٣).

فإنه وجودها بعد النية نيس إذا فإنه خيتلف األمر أن عنه: أجيب وال حكام توجد مل فإهنا قبلها، ما بخالف حلكمها، مستصحبا يكون حقيقة، وهلذا لو نو الفرض من الليل ونسيه يف النهار، صح صومه،

ولو مل ينو من الليل مل يصح صومه(٤).الوجه الثاين: أن كونه مل يقصد العبادة قبل النية ال أثر له، فقد يدرك بعض العبادة ويثاب، كاملسبوق يدرك بعض الركعة أو بعض اجلامعة

فيكون مدركا جلميعها(٥).أجيب عنه: أن معنى إدراك الركعة واجلامعة أنه ال حيتاج إىل قضاء ، أما أن يكون ما صىل ركعة، وينوي أنه مأموم، وليس هذا مستحيال

(١) سبق خترجيه ص٢٤١.(٢) انظر: املهذب مع املجموع ٣٠٥/٦، املغني ٣٤٢/٤.

(٣) انظر: املغني ٣٤٢/٤.(٤) انظر: املرجع السابق ٣٤٢/٤-٣٤٣.

(٥) انظر: املجموع ٦/ ٣٠٦، املغني ٣٤٢/٤.

٢٤٨

اإلمام قبله من الركعات حمسوبا له، بحيث جيزئه عن فعله فكال، وألن مدرك الركوع مدرك جلميع أركان الركعة، ألن القيام وجد حني كرب ركن أو رشط النية فإن الصوم وأما اإلمام، مع األركان سائر وفعل

فيه، فال يتصور وجوده دون رشطه وركنه(١).العبادات كسائر نية بغري توجد فال حمضة عبادة الصوم أن .٢

املحضة(٢).أدلة القول الثاين:

استدل أصحاب هذا القول بام يأيت:أن الصوم ال يتبعض يف اليوم، بدليل ما لو أكل يف بعضه مل جيز له

صيام باقيه، فإذا وجد يف بعض اليوم دل عىل أنه صائم من أوله(٣).نوقش: أن قوهلم: «أن الصوم ال يتبعض» دعو حمل نزاع.

وقوهلم: «بأن من أكل يف بعض اليوم مل جيز له صيام باقيه» فنقول: عن اإلمساك –وهو الصيام أركان من آخر ركنا لكونه صحيح هذا يومه، يف رشب أو أكل وقد صوم يكون أن يمكن ال املفطرات– إذ –كام النافلة صيام يف النية من اليوم بعض خلو عن جتاوز فالشارع بعض يف رشب أو أكل عمن يتجاوز مل لكنه عائشة– حديث يف

اليوم(٤).القول املختار:

الصواب إىل القولني أقرب أن اهللا– عند –والعلم يظهر الذي (١) انظر: املغني ٣٤٣/٤.

(٢) املرجع السابق نفسه.(٣) انظر: اهلداية مع فتح القدير ٢٤٢/٢، املهذب مع املجموع ٣٠٥/٦-٣٠٦، املغني ٤/

.٣٤٢(٤) انظر: املغنى ٣٤٢/٤، الرشح املمتع ٣٦١/٦.

٢٤٩

وقت من عليه املثاب الرشعي بالصوم له حيكم الذي األول، القول نيته، وذلك لألسباب اآلتية:

األعامل . ١ بحديث: «إنام األول أصحاب القول استدالل صحة بالنيات».

ما . ٢ يقاوم ال الثاين القول أصحاب به استدل الذي التعليل استدل به أصحاب القول األول.

من . ٣ النية بيت من بني والثواب األجر يف يسو أن يمكن ال الليل وبني من نواها بالنهار، وبني من نواها يف أول النهار ومن

نواها يف آخر النهار، فاألول أكثر عمال من الثاين.الفرع الرابع: حكم تبييت النية لصوم ستة أيام من شوال:

تبني من خالل دراستي للفروع الثالثة السابقة أن العلامء السابقني مل يتحدثوا عن (مسألة: حكم تبييت النية من الليل لصيام ستة أيام من شوال) بخصوصها، إنام حتدثوا عن حكم تبييت النية يف صيام النفل

عامة، دون تفريق بني صيام نفل مطلق أو مقيد(١).وأما يف زمننا املعارص، فقد ظهر احلديث عن هذه املسألة يف أوساط أهل العلم من خالل بعض الفتاو حول هذا املوضوع، ما بني مفرق

بني النفل املطلق واملقيد، وغري مفرق.وذكر املسألة، هذه يف املعارصين العلم أهل آراء إيضاح ويمكن

أدلتهم وتعليالهتم فيام يأيت:القول األول: ال جيب تبييت النية لصوم النفل سواء كان مطلقا أم

مقيدا كصيام ست من شوال، ويوم عرفة وعاشوراء ونحوها(٢).(١) كام يف ص٢٣٦-٢٣٧ من هذا البحث.

عضوا اخلضري الكريم عبد والدكتور الفوزان، صالح الدكتور القول هذا اختار وممن (٢)(اإلنرتنت) العنكبوتية الشبكة عىل موقعيهام يف كام بالسعودية، العلامء كبار هيئة

.www.khudheirو www.alfawzan.ws

٢٥٠

القول الثاين: ال جيب تبييت النية لصوم النفل املطلق، وجيب تبييتها لصوم النفل املقيد املعني كست من شوال ويوم عرفة ويوم عاشوراء

ونحوها(١).أدلة القول األول:

استدل أصحاب هذا القول: باألدلة نفسها التي استدل هبا أصحاب والنفل املطلق النفل بني يفرقوا مل إذ األول، الفرع يف األول القول

املقيد، ومل يعرف التفريق بينهام عند الفقهاء القدامى(٢).أدلة القول الثاين:

استدل أصحاب هذا القول بام يأيت:١. أن هذا مقتىض قول من قال: إن املتنفل بالصيام إذا مل يبيت النية من الليل ونواها بالنهار فإنه حيكم له بالصوم الرشعي ويثاب عليه من قام أحدا أن فلو كله، اليوم صام أنه عليه يصدق ال فإنه نيته، وقت عىل الصوم نو النهار نصف ويف شيئا، يأكل ومل الفجر طلوع بعد أنه من أيام الست ثم صام بعد هذا اليوم مخسة أيام، فيكون قد صام صام «من قال: والنبي بالنيات، األعامل ألن ونصفا، أيام مخسة األجر فرتب الدهر»(٣)، كصيام كان شوال من ستا أتبعه ثم رمضان عىل صيام األيام الستة كلها، فهذا ال حيصل له األجر املرتب عىل صيام الصوم كان لو ما بخالف كاملة، أيام ستة يصم مل ألنه الستة، األيام نفال مطلقا فإنه يصح ويثاب عن وقت نيته، ويأخذ حكم صوم األيام (١) وممن اختار هذا فضيلة الشيخ حممد العثيمني، والدكتور عبد اهللا بن عبد العزيز اجلربين البن الصيام فتاو املمتع٣٦٠/٦، الرشح انظر: بالرياض. املعلمني بكلية األستاذ

عثيمني١٨٥، رشح عمدة الفقه ٥٦٣/١.(٢) انظر ص٢٣٧ من هذا البحث.

(٣) سبق خترجيه ص٢٢٩.

٢٥١

االثنني ويوم وعاشوراء عرفة كيوم معني مقيد نفل صيام كل الستة واخلميس واأليام البيض وثالثة أيام من كل شهر(١).

يمكن أن يناقش من وجهني:الوجه األول: ال دليل عىل التفريق بني النفل املطلق واملعني.

الوجه الثاين: هل يلزم عىل قول من قال: (إن املتنفل بالصيام إذا مل يبيت النية من الليل ونواها بالنهار فإنه حيكم له بالصوم الرشعي ويثاب عليه من وقت نيته) أن حيرم من أجر صيام ستة أيام من شوال، ألنه مل يصم أحد هذه األيام أو بعضها أو كلها كاملة؟ أم يمكن أن يقال: أنه حيصل عىل أجر صيام ستة أيام من شوال؛ لكن ليس أجره كأجر من يف يتفاوتون الناس أن املعلوم من إذ أيامها، مجيع صيام يف النية بيت فعل العبادة كإخالص النية يف الصيام، ويف حفظ صيامهم من املعايص

واآلثام، فيتفاوت العمل بتفاوت األجر وهذا منها.٢. جيب تعيني النية لصالة النفل املعني دون النفل املطلق، فكذلك

يقال يف صوم النافلة(٢).يقول النووي رمحه اهللا: «وأما صوم التطوع فيصح بنية مطلق الصوم كام يف الصالة، هكذا أطلقه األصحاب، وينبغي أن يشرتط التعيني يف الصوم املرتب كصوم عرفة وعاشوراء وأيام البيض وستة من شوال

ونحوها، كام يشرتط ذلك يف الرواتب من نوافل الصالة»(٣).القول املختار:

هذه املسألة حمتملة، ومل يرتجح يل فيها رأي، إال أن الذي يمكن أن الفقه عمدة رشح ،١٨٥ عثيمني البن الصيام فتاو ،٣٦٠/٦ املمتع الرشح انظر: (١)

.٥٦٣/١(٢) انظر: املجموع ٦/ ٣١٠، اإلنصاف مع املقنع والرشح الكبري ٣٦٠/٣.

(٣) انظر: املجموع ٦/ ٣١٠.

٢٥٢

احتاط فقد املعني، التطوع صوم يف الليل من النية بيت من إن يقال: وأخرج نفسه من حمل اخلالف واهللا تعاىل أعلم بالصواب.

٢٥٣

املطلب الرابعحكم صيام ستة أيام من شوال قبل قضاء رمضان

إذا عرض لإلنسان عارض يبيح له الفطر يف شهر رمضان كاملرض يف فأفطر للفطر، املبيحة األعراض وسائر للمرأة، واحليض والسفر تعاىل: لقوله القضاء، أهل من كان إن القضاء عليه فيجب رمضان،

(O N M L) (البقرة: ١٨٤).

ومعلوم أن زمن القضاء موسع حتى يضيق الوقت عن القضاء قبل رمضان القادم.

أن رمضان من قضاء عليه ملن جيوز فهل كذلك، األمر كان فإذا يتنفل بالصيام -كصيام يوم عرفة وعاشوراء وستة من شوال وغريها من صيام النفل- قبل الفراغ من القضاء؟ أم يلزمه أن يقيض رمضان

، ثم يصوم النافلة؟ أوالللوقوف عىل حكم هذه املسألة البد لنا من عرض مسألتني اثنتني،

وسوف أعرضهام يف الفرعني اآلتيني:الفرع األول: حكم التنفل بالصيام قبل الفراغ من قضاء رمضان.

الفرع الثاين: حكم اشرتاط تقديم قضاء رمضان عىل صيام ستة من شوال للحصول عىل ثواهبا.

٢٥٤

الفرع األول: حكم التنفل بالصيام قبل الفراغ من قضاء رمضان:قضاء من الفراغ قبل بالصيام التنفل حكم يف الفقهاء اختلف

رمضان عىل ثالثة أقوال:رمضان، قضاء من الفراغ قبل بالصيام التنفل جيوز األول: القول

وهذا مذهب احلنفية(١) ورواية عن أمحد(٢).رمضان، قضاء من الفراغ قبل بالصيام التنفل يكره الثاين: القول

وهذا مذهب املالكية(٣) والشافعية(٤).من الفراغ قبل بالصيام التنفل يصح وال جيوز ال الثالث: القول

قضاء رمضان، وهذا هو الصحيح من املذهب عند احلنابلة(٥).أدلة القول األول:

استدل أصحاب هذا القول بام يأيت:أنه رمضان قضاء يف األصل أن عىل تدل التي األدلة عموم .١

E) تعاىل: كقوله اآلخر، رمضان إىل تأخريه جيوز موسع، واجب O N M L K J I H G F) (البقرة: ١٨٤)، فدلت تأخري جاز فإذا حمدد، بوقت تقيدها ومل الرتاخي عىل القضاء أن عىل

قضاء رمضان، فال مانع إذا من التنفل قبل قضاء رمضان.(١) انظر: بدائع الصنائع ١٠٤/٢، اهلداية مع فتح القدير٢٧٥/٢، البحر الرائق ٣٠٧/٢،

البناية ٦٩٣/٣. (٢) الفروع ١٣٠/٣، اإلنصاف مع املقنع والرشح الكبري ٥٣٨/٧، املبدع ٥٧/٣.

خليل عىل الزرقاين رشح ،٤١٧/٢ اجلليل مواهب ،٣٢٥/٢ والتحصيل البيان انظر: (٣)٢٠٠/٢، الرشح الكبري مع حاشية الدسوقي ٥١٨/١.

(٤) انظر: اللباب يف الفقه الشافعي ص١٩١، مغني املحتاج ٤٤٥/١، هناية املحتاج ٢٠٨/٣، حاشية القليويب عىل رشح املحىل عىل املنهاج٧٤/٢.

(٥) انظر: الفروع ١٣٠/٣، اإلنصاف مع املقنع والرشح الكبري ٥٣٨/٧، املبدع ٥٧/٣.

٢٥٥

٢. عن أيب هريرة قال: عرسنا مع نبي اهللا ، فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس، فقال النبي : ليأخذ كل رجل برأس راحلته، فإن هذا منزل حرضنا فيه الشيطان، قال: ففعلنا، ثم دعا باملاء، فتوضأ، ثم

سجد سجدتني، ثم أقيمت الصالة، فصىل الغداة(١).بعد نافلة- الفجر-وهي سنة صىل النبي أن االستدالل: وجه صالة يؤدي أن وقبل الشمس بطلوع الصبح صالة وقت خروج فلام الفور، عىل الصالة قضاء جيب أنه مع فريضة- -وهي الصبح جاز ذلك، دل عىل جواز التنفل بالصيام قبل الفراغ من قضاء رمضان

الذي جيوز فيه الرتاخي، من باب أوىل قياسا عىل الصالة(٢).يمكن أن يناقش: أن هذا من باب القياس، والقياس يف العبادات

ال يصح.رمضان، من الصوم عيل يكون «كان قالت: عائشة عن .٣أو النبي من الشغل حييى: قال شعبان» يف إال أقضيه أن أستطيع فام

.(٣) بالنبيمن أفطرته ما قضاء تؤخر كانت عائشة أن االستدالل: وجه –وهي عائشة أن ويبعد يليه، الذي شعبان شهر يف رمضان أيام رغم السنة، خالل مطلقا نافلة تصوم ال الصديق– بنت الصديقة وجود األيام التي حث الشارع عىل صومها، ومع كون النبي يصوم حتى يقال ال يفطر، ويفطر حتى يقال ال يصوم، وكان يصوم عاشوراء وثالثة أيام من كل شهر، ويكثر من صوم اإلثنني واخلميس، فالظاهر

(١) رواه مسلم يف صحيحه ٤٧١/١-٤٧٢ برقم(٦٨٠).(٢) انظر البيان والتحصيل ٢/ ٣٢٦، املغني ٤٠٢/٤.

-٨٠٢/٢ صحيحه يف ومسلم ،(١٩٥٠) برقم ٤٥/٢ صحيحه يف البخاري أخرجه (٣).٨٠٣

٢٥٦

عىل يدل مما رمضان، قضاء من الفراغ قبل بالصيام تتنفل كانت أهنا جواز ذلك(١).

أدلة القول الثاين:األول القول بأدلة ذلك جواز عىل الثاين القول أصحاب استدل

نفسها، واستدلوا عىل الكراهة بام يأيت:١. جيوز صيام التطوع قبل الفراغ من قضاء رمضان، إال أن االبتداء بالقضاء أهم، تقديام للواجب عىل النفل، ألن الذمة مرهتنة به، فاألوىل

املبادرة بإفراغ ما يف الذمة ثم بعد ذلك يتنفل بام شاء(٢).أن يأمن مل التطوع قدم فإذا بذمته، متعلق الواجب صوم إن .٢تقديم فكره به، اإلثم يلحق قد مما الفرض، قضاء قبل املنية خترتمه

النفل عىل القضاء(٣).أدلة القول الثالث:

استدل أصحاب القول الثالث بام يأيت:رمضان أدرك قال: «من اهللا رسول عن هريرة أيب عن .١وعليه من رمضان يشء مل يقضه مل يتقبل منه، ومن صام تطوعا وعليه

من رمضان يشء مل يقضه فإنه ال يتقبل منه حتى يصومه»(٤).التنفل قبول عدم عىل رصاحة احلديث دل االستدالل: وجه

بالصيام قبل الفراغ من قضاء رمضان.(١) انظر: رشح العمدة البن تيمية ٣٥٩/١.

(٢) انظر: مواهب اجلليل ٢/ ٤١٧، حاشية الدسوقي ٥١٨/١.(٣) انظر: البيان والتحصيل ٣٢٦/٢.

(٤) أخرجه أمحد يف مسنده ٢٦٩/١٤، برقم(٨٦٢١)، وقال اهليثمي يف جممع الزوائد٤١٥/٣: (٨٣٨) برقم ٢٣٥/٢ الضعيفة السلسلة يف األلباين وضعفه حسن». حديث «وهو

وضعيف اجلامع الصغري ص٧٧٦ برقم (٥٣٧٦).

٢٥٧

نوقش من وجهني:هو . ١ ما سياقه ويف ضعف، وفيه هليعة ابن يرويه احلديث أن

مرتوك(١)، فال يصح االحتجاج به.: أنه قال يف وصيته لعمر: «إهنا ال تقبل . ٢ عن أيب بكر الصديق

نافلة حتى تؤد الفريضة»(٢).نوقش: أن إسناد هذا األثر ال يصح، فال جيوز االستدالل به(٣).

٣. عن عثامن بن موهب قال: سمعت أبا هريرة وسأله رجل قال: إن عيل أياما من رمضان أفأصوم العرش تطوعا؟ قال: ال ومل؟ إبدأ بحق

اهللا، ثم تطوع بعد ما شئت(٤).وروي عن عائشة نحوه(٥).

نوقش: أن أثر عائشة ضعيف، ألن راويه عن عائشة عجوز سأله فقد هريرة أيب أثر وأما حديثه(٦)، يصح ال واملبهم تسم، مل هل رمضان من قضاء عليه وهو احلجة ذي عرش صيام عن السائل القضاء- –وهو اهللا بحق البداءة بأن فأجابه التطوع؟ بنية يصومها

(١) املغنى ٤٠٢/٤، الفروع ٣/ ١٣٠، وانظر: املراجع السابقة. (٢) أخرجه عبد اهللا بن املبارك يف كتابه الزهد ص٣١٩، وابن أيب شيبة يف مصنفه ٢٥٩/١٣-٢٦٠، وهناد بن الرسي يف كتابه الزهد ٢٨٤/١، وقال الدكتور. عبد الرمحن الفريوائي

يف حتقيقه للزهد هلناد ٢٨٤/١: رجاله ثقات وإسناده منقطع.(٣) انظر: املراجع السابقة، رشح العمدة البن تيمية ١/ ٣٥٩.

(٤) رواه عبد الرزاق يف مصنفه ٤/ ٢٥٧برقم ٧٧١٥، والبيهقي يف سننه ٢٨٥/٤، وصححه زكريا الباكستاين يف ما صح من آثار الصحابة ٦٦٧/٢.

(٥) رواه عبد الرزاق يف مصنفه ٢٥٧/٤برقم ٧٧١٧، وراويه عن عائشة عجوز مل تسم، فالسند ضعيف إلهبامها كام يف فتح الباري ٢٢٣/٤، وضعفه زكريا الباكستاين يف ما صح

من آثار الصحابة ٦٦٧/٢.(٦) انظر: مصنف عبد الرزاق ٢٥٧/٤ برقم٧٧١٧، فتح الباري ٢٢٣/٤، ما صح من آثار

الصحابة ٦٦٧/٢.

٢٥٨

من الفراغ قبل بالصيام التنفل جواز عدم عىل دليل فيه وليس أوىل، قضاء رمضان.

٤. أن الصوم عبادة يدخل يف جرباهنا املال، فلم يصح التطوع هبا قبل أداء فرضها كاحلج(١).

كل يف موسع الصوم قضاء ألن الفارق، مع قياس بأنه نوقش: أشهر السنة إال ما استثني، وأما احلج فوقته مضيق ال يصح إال يف زمن

خاص(٢).يأمن وال الصالح، العمل أكرب من الذمة إبراء إىل املبادرة أن .٥املسلم أن خترتمه املنية قبل قضاء رمضان، فحرم عليه تقديم النفل عىل

القضاء(٣).نوقش: أن هذا االستدالل يقتيض القول بوجوب قضاء رمضان عىل الفور، وقد اتفق الفقهاء عىل أن قضاء رمضان موسع وجيوز تأخريه إىل رمضان آخر بعذر(٤)، فال يصح االستدالل بام ذكروه عىل حتريم تقديم

النفل عىل القضاء وإنام يمكن االستدالل به عىل الكراهية.القول املختار:

التنفل بجواز القول تعاىل– رجحان اهللا عند يظهر-والعلم الذي ال النفل كان إذا الكراهة مع رمضان قضاء من الفراغ قبل بالصيام النفل كان إذا وأما املطلق، كالنفل استدراكه ويمكن حتصيله يفوت يوم صيام مثل املعني كالنفل استدراكه يمكن وال حتصيله يفوت مما

(١) انظر: املغني ٤٠٢/٤، الفروع ١٣٠/٣.(٢) انظر: الصوم واإلفطار ألصحاب األعذار ص١٨٦، الرشح املمتع ٤٤٣/٦.

(٣) انظر: حاشية الروض املربع البن قاسم ٤٦٧/٣.(٤) بل زاد احلنفية بأنه جيوز التأخري مطلقا؛ انظر: البحر الرائق ٣٠٧/٢، عقد اجلواهر الثمينة

٢٥٤/١، واملجموع ٤١٠/٦، املغني ٤٠٠/٤.

٢٥٩

عرفة وعاشوراء، فإنه جيوز صيامه قبل الفراغ من القضاء دون كراهة، وذلك لألسباب اآلتية:

املناقشة . ١ من وسالمتها األول، القول بأدلة االستدالل صحة -ما عدا الدليل الثاين– ومحل هذه األدلة عىل صيام النفل الذي القول هذا أدلة بني مجعا استدراكه يمكن وال حتصيله يفوت

وأدلة القول الثاين.املناقشة، . ٢ من وسالمتها الثاين القول بأدلة االستدالل صحة

ومحل هذه األدلة عىل صيام النفل الذي ال يفوت حتصيله ويمكن استدراكه مجعا بني أدلة هذا القول وأدلة القول األول.

من . ٣ سالمتها وعدم الثالث، القول بأدلة االستدالل ضعف املناقشة.

أن وقت قضاء الصوم موسع يف أشهر السنة كلها إال ما استثني . ٤من األيام التي ال جيوز صومها.

أن األصل جواز صيام النافلة، لعموم النصوص الواردة فيها، . ٥فال خيص من عمومها أمر دون آخر، وال حالة دون غريها إال بدليل رشعي ومل يدل عىل املنع من التنفل بالصيام قبل القضاء

دليل صحيح.ال . ٦ الذي النفل صيام يف كراهة غري من مطلقا باجلواز القول

يفوت حتصيله ويمكن استدراكه، قول فيه نظر وذلك ملا يأيت:ثم • ذمته براءة يف فيسعى الواجب، بالصيام مرهتنة الذمة أن

يتطوع بام شاء، حتى ال خترتمه املنية قبل قضاء الواجب.أن األصل أن الواجب مقدم عىل التطوع، وقد جاء عن أيب •

قال اهللا تعاىل: «من عاد : هريرة قال: قال رسول اهللا

٢٦٠

يل وليا فقد آذنته باحلرب، وما تقرب إىل عبدي بيشء أحب إيل مما افرتضته عليه»(١)، وأما إذا كان من صيام النفل الذي دون صيامه جيوز فإنه استدراكه يمكن وال حتصيله يفوت مع صيامه عىل املرتتب والثواب األجر حيرم لئال كراهة، عزمه الصادق عىل قضاء رمضان بعد ذلك واهللا تعاىل أعلم.

ستة صيام عىل رمضان قضاء تقديم اشرتاط حكم الثاين: الفرع أيام من شوال للحصول عىل ثواهبا:

رجحت يف الفرع السابق جواز التنفل بالصيام قبل الفراغ من قضاء رمضان مع الكراهة إذا كان النفل ال يفوت حتصيله ويمكن استدراكه يمكن وال حتصيله يفوت مما النفل كان إذا وأما املطلق، كالنفل جيوز فإنه وعاشوراء، عرفة يوم صيام مثل املعني كالنفل استدراكه صيامه قبل الفراغ من القضاء دون كراهة، وبناء عىل هذا الرتجيح فإن

األصل أنه حيصل ثواب صيام النافلة ملن صامها قبل قضاء رمضان.ولكن هذا الرتجيح قد ال يرسي عىل صوم ستة أيام من شوال، ألن العلامء اختلفوا يف حكم اشرتاط تقديم قضاء رمضان عىل صوم ستة

أيام من شوال -بخصوصها- للحصول عىل ثواهبا، عىل قولني:القول األول: ال حيصل ثواب صيام ستة أيام من شوال ملن صامها

قبل قضاء رمضان، وهذا مذهب الشافعية(٢) واحلنابلة(٣)(٤).(١) رواه البخاري يف صحيحه: ١٢٩/٤، برقم (٦٥٠٢).

(٢) وإن كانوا يقولون باستحبابه. انظر: التنبيه ص٥٩، هناية املحتاج٢٠٨/٣، مغني املحتاج ٤٤٧/١، الرساج الوهاج ص١٤٦، أسنى املطالب ٤٣١/١.

(٣) انظر: املبدع ٥٢/٣، الفروع ٣/ ١٠٨، اإلنصاف مع املقنع والرشح الكبري ٥٢١/٧. فتاو جمموع انظر: العثيمني. حممد والشيخ باز بن العزيز عبد الشيخ واختاره (٤)ومقاالت متنوعة ٣٩٢/١٥-٣٩٣-٣٩٤-٣٩٥، جمموع فتاو ورسائل الشيخ حممد

العثيمني١٧/٢٠-٢٠، الرشح املمتع ٤٦٦/٦.

٢٦١

القول الثاين: حيصل ثواب صيام ستة أيام من شوال ملن صامها قبل قضاء رمضان، وهو مقتىض مذهب احلنفية(١) واملالكية(٢).

أدلة القول األول:استدل أصحاب هذا القول بام يأيت:

١. عن أيب أيوب األنصاري عن النبي قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر»(٣).

٢. عن أيب هريرة عن النبي قال: «من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنام صام الدهر»(٤).

وجه االستدالل: دل احلديثان عىل أن الثواب املرتتب عىل صيام ستة أيام من شوال مقيد بأن يسبقه االنتهاء من صيام مجيع أيام رمضان(٥).

نوقش هذا االستدالل من ثالثة أوجه:الوجه األول: أن قوله : «من صام رمضان» خرج خمرج الغالب األعم فال مفهوم له؛ ولذلك فهو يشمل صيام رمضان يف شهر رمضان من شخص صام فلو تليه، التي األشهر يف قضاء وصيامه (أداء) رمضان وأفطر بعضه، ثم قضاه يف شوال ثم أتبعه بصيام الست، حلاز دون رمضان قضاء من الفراغ قبل بالصيام التنفل بجواز السابق قوهلم عليه يدل كام (١)البناية ،٢٧٥/٢ القدير فتح مع اهلداية ،١٠٤/٢ الصنائع بدائع انظر: استثناء.

.٦٩٣/٣دون رمضان قضاء من الفراغ قبل بالصيام التنفل بكراهية السابق قوهلم عليه يدل كام (٢)استثناء. انظر: البيان والتحصيل ٣٢٥/٢، مواهب اجلليل ٤١٧/٢، رشح الزرقاين عىل

خليل ٢٠٠/٢، الرشح الكبري مع حاشية الدسوقي ٥١٨/١.(٣) سبق خترجيه ص٢٢٩.(٤) سبق خترجيه ص٢٢٩.

املحتاج حتفة املحتاج٤٧٧/١، مغني املحتاج٢٠٨/٣، هناية ص٥٩، التنبيه انظر: (٥)٤٥٧/٣، الفروع ١٠٨/٣.

٢٦٢

ولكنه رمضان شهر يف رمضان صام ما أنه مع باالتفاق، ثواهبا عىل وقته يف صامه من تشمل رمضان» «صام كلمة أن عىل فدل قضاه، ومن قضاه بعد ذلك ولو متأخرا عن صيام الست، برشط وجود العذر الرشعي ملن أفطر يف رمضان كالسفر واملرض ونحومها، ألن من أفطر ، ويصح وصفه لعذر وقىض ما أفطره من أيام، يكون له األجر كامال

حينئذ بأنه صام رمضان(١).الوجه الثاين: أن اإلتباع –الذي جاء يف احلديث– يشمل التقديرية، أو تقديرا، قبلها عام وقع الست، صيام بعد رمضان صام إذا ألنه فيسن هلا، التابع الفرائض نفل يف كام املتأخرة يشمل اإلتباع نقول:

صوم الست من شوال، وإن مل ينته من قضاء رمضان(٢).الوجه الثالث: أن املراد باحلديث ترتيب الفضل والثواب ملن مجع العدد يف الصيام، وهو صيام الست وثالثني يوما إذا كان شهر رمضان ، أو مخس وثالثني يوما إذا كان شهر رمضان ناقصا، فإذا صام كامال، سواء صام رمضان أداء أم قضاء، فإنه يكون شخص هذا العدد كامالما ذلك يؤكد ومما تأخر، أو القضاء سبق سواء الثواب، هلذا حمصال قال: «من اهللا رسول عن ، اهللا رسول موىل ثوبان عن جاء

b a ` _ ^) السنة متام كان الفطر، بعد أيام ستة صام وصيام أشهر، بعرشة رمضان شهر «صيام آخر لفظ ويف ،«(c

ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة»(٣).أدلة القول الثاين:

استدل أصحاب هذا القول بام يأيت:(١) انظر: حاشية البجريمي عىل اخلطيب ٣٥٢/٢.

(٢) انظر: املرجع السابق نفسه.(٣) سبق خترجيه ص٢٢٩.

٢٦٣

١. عن ثوبان موىل رسول اهللا عن رسول اهللا قال: «من صام ستة أيام بعد الفطر، كان متام السنة، من جاء باحلسنة فله عرشة أمثاهلا»(١).

ويف لفظ آخر «صيام شهر رمضان بعرشة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة».

ست صيام ثواب فضل أن عىل احلديث دل االستدالل: وجه من شوال حيصل ملن مجع العدد يف الصيام، وهو صيام ست وثالثني ، أو مخس وثالثني يوما إذا كان شهر يوما إذا كان شهر رمضان كامالتقدم، أم الست صيام عن رمضان قضاء تأخر سواء ناقصا رمضان حيث مل يقيد احلديث حتصيل الفضل والثواب بصيام الست بعد صيام

قضاء رمضان.هريرة وأيب األنصاري أيوب أيب حديث يف جاء بأنه نوقش: اللذين استدل هبام أصحاب القول األول بأن الثواب والفضل املرتتب عىل صيام ستة أيام من شوال مقيد بأن يسبقه االنتهاء من صيام مجيع أيام رمضان، فيكون حديث ثوبان مطلق ونقيده بام جاء يف حديثي

. أيب أيوب األنصاري وأيب هريرة أجيب عنه: باملناقشات الثالث السابقة التي ناقشنا هبا االستدالل

. بحديثي أيب أيوب وأيب هريرة ٢. أن وقت قضاء صيام رمضان موسع يف أشهر السنة كلها إال ما استثني، وذلك لظاهر قوله تعاىل: (O N M L) (البقرة: ١٨٤).

، أهنا ما كانت تستطيع قضاء رمضان إال يف وملا جاء عن عائشة شعبان(٢)، وقاعدة الرشع يف العبادات املوسع يف وقتها جواز اشتغال

(١) سبق خترجيه ص٢٢٩. (٢) سبق خترجيه ص٢٥٥.

٢٦٤

املكلف بالنفل قبل الفرض بدليل ما لو أذن الظهر مثال فإن اإلنسان يصيل الراتبة القبلية مع أنه خماطب، ألن الوقت واسع، وكذلك بالنسبة

لرمضان فإن وقت قضائه واسع.فام رمضان، من عيل الصوم يكون عائشة قالت: «كان عن .٣

أستطيع أن أقضيه إال يف شعبان»(١).من عليها ما قضاء تؤجل كانت عائشة أن االستدالل: وجه رمضان إىل شعبان، الشتغاهلا بالنبي ، ويبعد أهنا كانت ترتك صيام

الست وغريها من النوافل، بل الظن هبا أهنا كانت تواظب عليها.القول املختار:

الذي يظهر يل –والعلم عند اهللا– أن أقرب القولني إىل الصواب هو القول الثاين الذي ير حصول صيام ستة أيام من شوال ملن صامها

قبل رمضان، وذلك لألسباب اآلتية:صحة أدلة القول الثاين وسالمتها من االعرتاضات.. ١عدم صحة االستدالل بأدلة القول األول، وورود االعرتاضات . ٢

الصحيحة عليها.أن من أفطر أياما من رمضان لعذر، ثم قضاها بعد ذلك يصدق . ٣

قبل سواء شوال من الست صام فإذا رمضان، صام أنه عليه إتباع عىل األجر من النبي رتبه ما حصل بعده أو القضاء

صيام رمضان ستا من شوال(٢).وغريها . ٤ وعاشوراء عرفة صيام يف الثواب أطلق الشارع أن

(١) سبق خترجيه ص٢٥٥.الفوائد صيد موقع يف كام اهلبدان ملحمد شوال من الست صيام أحكام انظر: (٢)

.www.saaid.net

٢٦٥

يفيد وهذا رمضان قضاء تقديم فيه يشرتط ومل النوافل، من أن األصل يف حصول ثواب مجيع النوافل عدم اشرتاط تقديم

قضاء رمضان عىل صيام النوافل، ألن باب التطوع واحد(١).أن القول بمنع من عليه قضاء من صيام الست من شوال حتى . ٥

يقيض ما عليه، يؤدي يف أحوال كثرية إىل ترك صيام الست من شوال، إذ الكثري منهم ال يستطيعون صيام القضاء يف شوال ثم صيام الست، أو ربام ال يكفي شهر شوال لصيام قضاء رمضان ، فيرتكون صيام الست، وست من شوال، كاملرأة النفساء مثالمن الست صيام بجواز القول فيكون صيامه، عليهم يشق أو هذه ألداء وأدعى الناس عىل أيرس رمضان قضاء قبل شوال

السنة(٢).بأمر . ٦ العباد عىل ويشدد يضيق فال واسع، وثوابه اهللا فضل أن

مشكوك ال يقني فيه.لكن مع هذا فإن األفضل للمسلم -مع كونه خروجا من اخلالف- إذ لألهم، وتقديام لذمته تربئة وذلك ،(٣) أوال القضاء بصيام يبدأ أن الفرض أهم وأعىل مرتبة من النافلة، كام جاء عن أيب هريرة قال: قال رسول اهللا : إن اهللا قال: «وما تقرب إيل عبدي بيشء أحب إيل

مما افرتضته عليه...»(٤) واهللا تعاىل أعلم.

.www.saaid.net (١) انظر: صيام ست من شوال خلالد البليهد كام يف موقع صيد الفوائد(٢) انظر: املرجع السابق نفسه.

(٣) انظر: فتاو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء٣٩٢/١٠-٣٩٣.(٤) رواه البخاري يف صحيحه ١٩٢/٤برقم (٦٥٠٢).

٢٦٦

املطلب اخلامسحكم التتابع يف صيام ستة أيام من شوال

عىل شوال من أيام ستة صيام يف التتابع حكم يف الفقهاء اختلف أربعة أقوال:

عقب شوال من الست صيام يف التتابع يستحب األول: القول العيد، وهو مذهب الشافعية(١) وبعض احلنابلة(٢).

القول الثاين: ال فرق بني كون صيام ستة أيام من شوال متتابعة أو متفرقة يف أول الشهر أو آخره، وهو مذهب بعض املالكية(٣) ومذهب

احلنابلة(٤).يكره وال شوال، من الست صوم تفريق يستحب الثالث: القول

التتابع، وهو مذهب احلنفية(٥).متصلة برمضان متتابعة الرابع: يكره صيام ست من شوال القول (١) انظر: روضة الطالبني ٣٨٧/٢، كفاية األخيار ص٢٩٧، مغني املحتاج٤٤٧/١، هناية

املحتاج ٢٠٨/٣.هداية ،٥١٨/٧-٥٢٠ الكبري والرشح املقنع مع اإلنصاف ،١٠٧/٣ الفروع انظر: (٢)

الراغب ٣٢٤/٢.(٣) انظر: املفهم ٢٣٨/٣.

(٤) انظر: املغني ٤٤٠/٤، الفروع ١٠٧/٣، اإلنصاف مع املقنع والرشح الكبري ٧/ ٥١٨-٥٢٠، اإلقناع ٥٠٩/١.

(٥) انظر: فتح القدير ٢٧١/٢، حاشية رد املحتار ٤٣٥/٢.

٢٦٧

صامها، إن وجوهبا اعتقاد عليه خيشى من أو به مقتد فعلها إذا وأظهرها، أو كان معتقدا سنية اتصاهلا، وهو مذهب املالكية(١).

أدلة القول األول:استدل أصحاب القول األول بام يأيت:

١. أن التتابع يف صيام ستة أيام من شوال عقب العيد مبادرة إىل $ # ") تعاىل: اهللا قال وقد اخلري إىل ومسارعة الطاعة عمران: (آل (, + * ) ( ' & %من يمنع ما اآلفات من فيه حيصل فقد والتفريق التأخري أما (١٣٣

الصيام(٢).شوال- من الست صوم حديث يف جاء -الذي اإلتباع أن .٢وإن صدق عىل مجيع الصور، فصدقه عىل الصورة التي مل تفصل بني رمضان وبني الست إال يوم الفطر الذي ال يصح صومه، ال شك أنه

أوىل.وأما أنه ال حيصل األجر إال ملن فعل ذلك فال، ألن من صام ستا من آخر شوال –ولو متفرقات– فقد أتبع رمضان بصيام ست من شوال

بال شك، وذلك هو املطلوب(٣).أدلة القول الثاين:

استدل أصحاب القول الثاين باألدلة اآلتية:(١) انظر: رشح الزرقاين عىل خليل ١٩٩/٢، حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري ٥١٧/١،

منح اجلليل ١٢١/٢.(٢) انظر: مغني املحتاج ٤٤٧/١، هناية املحتاج ٢٠٨/٣، الفروع ١٠٧/٣-١٠٨، اإلنصاف

مع املقنع ٥٢٠/٧.(٣) وبل الغامم ٥٢٠/١-٥٢١ بترصف يسري، وانظر: رشح صحيح مسلم ٥٦/٨، الفروع

١٠٧/٣-١٠٨، الروضة الندية٢/ ٢٩.

٢٦٨

، أن رسول اهللا قال: «من صام ١. عن أيب أيوب األنصاري رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر»(١).

بالتتابع، يقيدها ومل صيامها أطلق النبي أن االستدالل: وجه فدل عىل عدم اشرتاط التتابع(٢).

لكوهنا رمضان صيام بعد شوال من ست صيام فضيلة أن .٢تصري مع الشهر ستة وثالثني يوما، واحلسنة بعرش أمثاهلا، فيكون ذلك ستة كل يف ذلك وجد فإذا كلها، السنة وهي يوما، وستني كثالثامئة

صار كصيام الدهر كله، وهذا املعنى حيصل مع التفريق(٣).أدلة القول الثالث والرابع:

استدل أصحاب هذين القولني بأن التتابع يف صيام ست من شوال يؤدي إىل اعتقاد العامة واجلهال وجوهبا(٤).

نوقش من وجهني:الوجه األول: أن ذلك ال خيفى عىل أحد، ويلزم مثل ذلك يف سائر أنواع الصوم املرغب فيه، كصوم يوم عرفة وعاشوراء، وهذا ال يقول

به أحد(٥).من أيام ستة وصوم رمضان شهر بني الفصل أن الثاين: الوجه

شوال قد حصل بفطر يوم العيد(٦).(١) سبق خترجيه ص٢٢٩.

(٢) انظر: املفهم ٣/ ٢٣٨، املغني ٤٤٠/٤.(٣) املغني ٤٤٠/٤ بترصف يسري.وانظر: املفهم ٢٣٨/٣.

منح ،٥١٧/١ الكبري الرشح عىل الدسوقي حاشية ٢٧١/٢-٢٧٢ القدير فتح انظر: (٤)اجلليل ١٢١/٢.

(٥) انظر: املجموع٤٢٧/٦٤-٤٢٨، نيل األوطار١٨٢/٣.(٦) انظر: لطائف املعارف٣٨٤.

٢٦٩

القول املختار:الذي يظهر –والعلم عند اهللا تعاىل– أن أقرب األقوال إىل الصواب من ست صيام يف التتابع باستحباب يقيض الذي األول، القول هو شوال عقب العيد(١)، ويستثنى من ذلك ما كان فيه مشقة عىل الصائم، العيد أيام يف األقارب كاجتامع أعظم ملصلحة تفويت به حيصل أو من ذلك غري أو األوالد استمتاع أو الوالدين عىل رسور إدخال أو

األمور، وذلك لألسباب اآلتية:صحة أدلة القول األول وسالمتها من االعرتاضات.. ١أن التتابع يف صيام ست من شوال عقب العيد يكون يف الغالب . ٢

أيرس عىل النفس، العتيادها الصيام يف رمضان.عىل . ٣ تدل وإنام األول، القول تعارض ال الثاين القول أدلة أن

عدم اشرتاط التتابع يف صيام ست من شوال، وهذا أمر متفق عليه.

أن دليل القول الثالث والرابع قد أجيب عنه.. ٤

(١) انظر: جمموع وفتاو ومقاالت متنوعة البن باز ٣٨٨/١٥-٣٨٩.

٢٧٠

املطلب السادسحكم قضاء صيام ستة أيام من شوال

من ست صيام أجر حصول حكم هو املسألة هذه من املقصود أو القعدة ذي كشهر شوال، شهر غري يف وصامها أخرها، ملن شوال ذي احلجة أو غريها من الشهور، سواء كان ذلك لعذر أم لغري عذر،

وقد اختلف الفقهاء يف املسألة عىل ثالثة أقوال:القول األول: صيام ست من شوال يف غري شوال السيام عرش ذي احلجة أفضل من صيامها يف شوال، وهذا مذهب املالكية(١)، واحتامل فضيلة صيام االحتامل ينص عىل حصول هذا احلنابلة(٢)، إال أن عند من أفضل كونه عىل ينص أن دون شوال، غري يف شوال من ست

صيامها يف شوال.القول الثاين: يستحب ملن فاته صيام ست من شوال أن يقضيها يف ذي القعدة، لكن ال حيصل له الثواب املذكور، فإن من صام رمضان وأتبعه بست من شوال كان له أجر صيام سنة فرضا، ومن صام رمضان ثم صام ستة من غري شوال كان له أجر صيام رمضان وأجر ستة أيام

، وهذا مذهب بعض الشافعية(٣). نفال(١) انظر: املفهم ٢٣٨/٣، عقد اجلواهر الثمينة٢٥٩/١، منح اجلليل ١٢٢/٢.

حاشية املقنع٥٢٠/٧، مع اإلنصاف ،٥١/٣-٥٢ املبدع ،١٠٨/٣ الفروع انظر: (٢)الروض املربع ٤٤٩/٣.

أسنى املحتاج٤٥٦/٣، حتفة املحتاج٤٤٧/١، مغني املحتاج٢٠٨/٣، هناية انظر: (٣)املطالب ٤٣١/١.

٢٧١

القول الثالث: ال حتصل فضيلة صيام ست من شوال يف غري شوال، وهذا مذهب احلنابلة(١)(٢).

أدلة القول األول:استدل أصحاب القول األول بام يأيت:

١. أن املقصود من ختصيص صيام الست بكوهنا من شوال الرفق والتخفيف عىل املكلف، ألنه حديث عهد بصيام رمضان وقد اعتاده، الوقت، بذلك حكمها ختصيص املقصود وليس أسهل، عليه فيكون الصيام فضل من روي ما مع احلجة ذي عرش يف فعلها لو جرم فال فيها لكان أحسن، حلصول املقصود مع حيازة فضل األيام املذكورة،

والسالمة من إحلاق أهل اجلهل ذلك برمضان(٣).نوقش من وجهني:

حديث ظاهر هو بشوال الست صيام ختصيص أنه األول: الوجه كان شوال من ستا أتبعه ثم رمضان صام «من قال: حيث النبي

كصيام الدهر»(٤) ومن ساعده الظاهر فقوله أوىل(٥).الوجه الثاين: ال يمكن إلغاء خصوصية شوال، وإال مل يكن لذكره

فائدة، وقد ذكر العلامء له فوائد عدة(٦).وأيام أيامها تضاعف الست األيام صيام من املقصود أن .٢النبي قال كام العام، عدة تبلغ حتى أمثاهلا، بعرشة واحلسنة رمضان،

(١) انظر: اإلنصاف مع املقنع والرشح الكبري ٥٢٠/٧، اإلقناع ٥٠٩/١.انظر: اإلنصاف مع املقنع والرشح الكبري ٥٢٠/٧، اإلقناع ٥٠٩/١. (٢)

(٣) انظر: املفهم ٢٣٨/٣، عقد اجلواهر الثمينة٢٦٠/١، منح اجلليل ١٢٢/٢.(٤) سبق خترجيه ص٢٢٩.

(٥) انظر: هتذيب السنن٣١٦/٣.(٦) انظر: املرجع السابق نفسه.

٢٧٢

بشهرين، أيام ستة وصيام أشهر، بعرشة رمضان شهر «صيام :فذلك صيام سنة»(١).

رمضان بفضيلة أحلق إنام شوال من أيام ستة صوم بأن نوقش: لكونه حريمه، ال لكون احلسنة بعرش أمثاهلا، وألن الصوم فيه يساوي

رمضان يف فضيلة الواجب(٢).أدلة القول الثاين:

استدل أصحاب هذا القول بام يأيت:١. أن صوم ستة أيام من شوال من الصوم الراتب، ويستحب قضاء

الصوم الراتب(٣).ليس الراتب، الصوم قضاء باستحباب استدالهلم بأن نوقش: اخلالف ومنه فيه، خمتلف حكم هو بل العلامء، مجيع عند مسلام أمرا استدالل أيضا وهو فيه، خمتلف بأمر استدالل فهذا هذه، مسألتنا يف

بموضع النزاع.٢. أن من صام الست يف غري شوال ال حيصل عىل الثواب املذكور ، يف احلديث، وإنام حيصل عىل أجر صيام رمضان وأجر ستة أيام نفالليست وهذه شوال، من بكوهنا مقيد اخلرب يف الفرض ثواب ألن

منه.يف املذكور الثواب عىل حيصل ال بأنه قلتم أنكم طاملا بأنه نوقش: احلديث، فلامذا نقول بسنية قضاء ست من شوال مطلقا؟ فهذا تفريق

بني احلكمني مع أهنام جاءا يف حديث واحد.(١) سبق خترجيه ص٢٢٩.

(٢) انظر: اإلنصاف مع املقنع والرشح الكبري ٥٢٠/٧.(٣) انظر: هناية املحتاج ٢٠٩/٣، مغني املحتاج٤٤٧/١، أسنى املطالب ٤٣١/١.

٢٧٣

أدلة القول الثالث:استدل أصحاب هذا القول بام يأيت:

قال: «من صام اهللا األنصاري أن رسول أيوب أيب ١. عن رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر»(١).

وجه االستدالل: أن احلديث نص عىل ختصيص الست يف شوال، فيجب ختصيصه به وإال مل يكن لذكره فائدة(٢).

٢. أن صوم ستة أيام من شوال سنة يف وقت فات حمله فال يدرك الفضل اخلاص، كام إذا فاته صيام عرش ذي احلجة أو غريها(٣).

٣. أن املقصود من ختصيص الست من شوال املبادرة بالعمل وانتهاز الفرصة خشية الفوات، قال اهللا تعاىل: (? @) (البقرة: ١٤٨)، وقال سبحانه: (" # $ % &) (آل عمران: ١٣٣)، وال يلزم أن يعطى هذا الفضل ملن صامها يف غريه، لفوات مصلحة املبادرة

واملسارعة املحبوبة هللا(٤).٤. ملا كان صوم رمضان البد أن يقع فيه نوع تقصري، وهضم من ومسددة له، جابرة شوال، من أيام ستة صوم إىل ندب وواجبه حقه خللل ما عساه أن يقع فيه، فجرت هذه األيام جمر سنن الصلوات التي اختصاصها فائدة تظهر هذا: وعىل ومكملة، جابرة بعدها هبا يتنفل

بشوال(٥).(١) سبق خترجيه ص٢٢٩.

(٢) انظر: هتذيب السنن ٣١٦/٣.السعدي الرمحن عبد الشيخ ملؤلفات الكاملة املجموعة ضمن السعدية الفتاو انظر: (٣)١٦٤/٧-١٦٥، جمموعة فتاو ومقاالت متنوعة البن باز ٣٨٨/١٥-٣٨٩، أحاديث

الصيام أحكام وآداب١٥٣.(٤) انظر: هتذيب السنن٣١٦/٣.(٥) انظر: هتذيب السنن ٣١٦/٣

٢٧٤

القول املختار:الذي يظهر –واهللا تعاىل أعلم– أن أقرب األقوال إىل الصواب هو ما ذهب إليه أصحاب القول الثالث، من أنه ال حتصل فضيلة صيام ست من شوال يف غري شوال، وهذا هو األصل، لكن من كان له عذر يف تأخري صيام الست عن شوال كمرض أو نفاس أو نحو ذلك من األعذار، ثم

صامها ملا زال العذر، فإنه يدرك فضيلة وثواب صيام ست من شوال.إن «أما قال: حيث السعدي الرمحن عبد الشيخ رجحه ما وهذا كان له عذر من مرض أو حيض أو نفاس أو نحو ذلك من األعذار التي بسببها أخر صيام قضائه، أو أخر صيام الست، فال شك يف إدراك

األجر اخلاص، وقد نصوا عىل ذلك.أو القعدة ذي إىل صيامها أخر بل ، أصال عذر له يكن مل إذا وأما غريه، فظاهر النص يدل عىل أنه ال يدرك الفضل اخلاص، وأنه سنة يف وقت فات حمله، كام إذا فاته صيام عرش ذي احلجة أو غريها حتى فات

وقتها، فقد زال املعنى اخلاص، وبقي الصيام املطلق»(١).ويرجع اختيار هذا القول إىل األسباب اآلتية:

صحة أدلة أصحاب القول الثالث.. ١من . ٢ سالمتها وعــدم والثاين، األول القول أدلــة ضعف

االعرتاضات.أن هناك فرقا بني من أخر صيام الست عن شوال لعذر، ومن . ٣

أخرها لغري عذر، وليس من العدل املساواة بينهام يف احلكم.

السعدي الرمحن عبد الشيخ ملؤلفات الكاملة املجموعة ضمن السعدية الفتاو (١).١٦٤/٧-١٦٥

٢٧٥

اخلامتة

توصلت من خالل البحث إىل النتائج اآلتية:يف . ١ الوارد احلديث لثبوت شوال، من الست صيام استحباب

فضل صيامها.من حكم وثمرات صيام الست من شوال:. ٢

أهنا بالنسبة لرمضان كالسنن الرواتب للصلوات املفروضة، • فيكمل هبا ما حصل يف الفرض من خلل ونقص.

صوم • قبول عىل عالمة رمضان صيام بعد الصيام معاودة رمضان.

أن صيامها من باب شكر اهللا عىل نعمة التوفيق إلمتام صيام • رمضان، وتوفية األجر للصائمني يوم العيد.

•. أهنا دليل عىل عبودية العبد هللا تعاىل مادام حيال تبييت النية من الليل، بل جيوز عقد النية . ٣ ال جيب يف صيام التنف

للصيام بالنهار.يصح صوم النافلة بنية يف أي وقت من النهار، سواء قبل الزوال . ٤

أو بعده.أن من نو نية الصوم يف أي وقت من النهار، فإنه يثاب عىل . ٥

صيامه من وقت عقد نية الصوم.

٢٧٦

احتاط . ٦ فقد املعني، التطوع صوم يف الليل من النية بيت من وأخرج نفسه من حمل اخلالف.

مع . ٧ رمضان قضاء من الفراغ قبل بالصيام التنفل جيوز استدراكه ويمكن حتصيله، يفوت ال التنفل كان إذا الكراهة، كالنفل املطلق أما إذا كان، النفل مما يفوت حتصيله وال يمكن استدراكه، كالنفل املقيد فإنه جيوز صيامه قبل الفراغ من القضاء

دون كراهة.قضاء . ٨ شوال من أيام ستة صيام ثواب حلصول يشرتط ال

رمضان قبلها، لكن األفضل واألكمل أن يبدأ بقضاء رمضان.يستحب التتابع يف صيام ست من شوال عقب العيد، ويستثنى . ٩

تفويت به حيصل أو الصائم عىل مشقة فيه كان ما ذلك من عىل رسور إدخــال أو ــارب األق كاجتامع أعظم، مصلحة

الوالدين ونحوها.إال . ١٠ شوال، غري يف شوال من ست صيام فضيلة حتصل ال

أو كمرض شوال، من الست صيام تأخري يف عذر له كان ملن حيض أو نفاس أو نحو ذلكم من األعذار، ثم صامها ملا زال العذر فإنه يدرك فضيلة صيام الست من شوال وثوابه بإذن اهللا

تعاىل.

٢٧٧

فهرس املصادر واملراجع:أحاديث الصيام أحكام وآداب، لعبد اهللا الفوزان، دار املسلم، الرياض، الطبعة األوىل، . ١

١٤١٥هـدار . ٢ النجار، زهري حممد تصحيح: ٢٠٤هـ، ت: الشافعي، إدريس بن ملحمد األم،

املعرفة، بريوت.إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار السبيل، ملحمد نارص الدين األلباين، ت:١٤٢٠هـ، . ٣

املكتب اإلسالمي، بريوت، الطبعة الثانية ١٤٠٥هـ/١٩٨٥م.معاين . ٤ من املوطأ تضمنه فيام األقطار وعلامء األمصار فقهاء ملذاهب اجلامع االستذكار

الرأي واآلثار ورشح ذلك كله باإلجياز واالختصار، تصنيف: أيب عمر يوسف بن عبد اهللا بن حممد بن عبد الرب النمري األندليس، ت: ٤٦٣هـ، حتقيق عبد املعطي أمني قلعجي،

دار قتيبة للطباعة والنرش، دمشق وبريوت، ودار الوعي بحلب والقاهرة.الشافعي، . ٥ األنصاري زكريا حييى أيب تأليف: الطالب، روض رشح املطالب أسنى

ت:٩٢٦، وهبامشه حاشية الشيخ أيب العباس ابن أمحد الرميل الكبري األنصاري، جتريد العالمة الشيخ حممد بن امحد الشوبري، دار الكتاب اإلسالمي، القاهرة.

ت: . ٦ املالكي، الوهاب عبد حممد أيب تأليف االختالف، مسائل نكت عىل اإلرشاف ١٤٢٠هـ، األوىل الطبعة بريوت، حزم، بن دار طاهر، بن احلبيب حتقيق ٤٢٢هـ،

١٩٩٩م.حتقيق: . ٧ ٣١٨هـ، ت: النيسابوري، املنذر بن إبراهيم بن حممد بكر أيب تأليف: اإلقناع،

عبد اهللا بن عبد العزيز اجلربين، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الثالثة، ١٤١٨هـ.دار . ٨ أبوعيد، خليل عارف تأليف: اإلسالمي، الفقه يف وأثره الظاهري داود اإلمام

األرقام، حويل، الكويت، الطبعة األوىل ١٤٠٤هـ/١٩٨٤م.املقنع . ٩ مع مطبوع املرداوي، عيل احلسني أليب اخلالف، من الراجح معرفة يف اإلنصاف

والرشح الكبري، دار هجر، الطبعة األوىل، ١٤١٥هـ/١٩٩٥م.البحر الرائق رشح كنز الدقائق: تأليف: زين الدين ابن نجيم احلنفي، ت: ٩٧٠هـ، دار . ١٠

املعرفة، بريوت، الطبعة الثالثة ١٤١٣هـ/١٩٩٣م.الكاساين . ١١ مسعود بن بكر أيب الدين عالء تأليف: الرشائع، ترتيب يف الصنائع بدائع

احلنفي، ت: ٥٨٧هـ، دار الكتاب العريب، بريوت، الطبعة الثانية، ١٤٠٢هـ/١٩٨٢م.بداية املجتهد وهناية املقتصد، تأليف: أيب الوليد حممد بن أمحد القرطبي األندليس الشهري . ١٢

بابن رشد احلفيد، ت: ٥٩٥هـ، راجع أصوله وعلق عليه: عبد احلليم حممد عبد احلليم، دار الكتب اإلسالمية، ١٤٠٣هـ/١٩٨٣م.

البيان والتحصيل والرشح والتوجيه والتعليل يف مسائل املستخرجة، تأليف: أيب الوليد . ١٣

٢٧٨

حممد بن أمحد بن رشد اجلد، حتقيق: سعد أعراب، دار الغرب اإلسالمي، الطبعة األوىل، ١٤٠٤هـ، بريوت.

الشافعي، . ١٤ اهليثمي حجر بن أمحد الدين شهاب تأليف: املنهاج، برشح املحتاج حتفة ت: ٩٧٤هـ، ومعه حوايش عبد احلميد الرشواين وأمحد بن قاسم العبادي، دار الفكر،

بريوت، الطبعة األوىل.الرتغيب والرتهيب، لعبدالعظيم بن عبدالقوي املنذري، حتقيق: سعيد حممد حلام، دار . ١٥

الفكر، ١٤١٤هـ.حجر . ١٦ بن عىل بن أمحد احلافظ الكبري، الرافعي أحاديث ختريج يف احلبري تلخيص

العسقالين.الفكر، . ١٧ دار ٤٧٦هـ، ت: الشريازي، إسحاق أليب الشافعي، الفقه فروع يف التنبيه

بريوت، الطبعة األوىل، ١٤١٧هـ/١٩٩٦م.هتذيب التهذيب، ألمحد بن حجر العسقالين، ت: ٨٥٢هـ، حتقيق: مصطفى عطا، دار . ١٨

الكتب العلمية، الطبعة األوىل، ١٤١٥هـ/١٩٩٤م.سنن . ١٩ خمترص كتاب مع مطبوع ٧٥١هـ، ت: اجلوزية، قيم ابن لإلمام السنن، هتذيب

أيب داود للمنذري، ومعامل السنن أليب سليامن اخلطايب، حتقيق: حممد حامد الفقي، دار املعرفة، بريوت، لبنان.

األخرية، . ٢٠ الطبعة الفكر، دار سليامن، للبجريمي اخلطيب، رشح عىل البجريمي حاشية ١٤١٠هـ.

حاشية الروض املربع، ألبن قاسم عبد الرمحن بن حممد، الطبعة األوىل، ١٣٩٧هـ.. ٢١حاشية رد املختار، تأليف: حممد أمني الشهري بابن عابدين، ت: ١٢٥٢هـ، دار الفكر، . ٢٢

الطبعة الثانية، ١٣٨٦هـ/١٩٦٦م.بريوت، . ٢٣ املعرفة، دار الطحاوي، أمحد للسيد املختار: الدر عىل الطحاوي حاشية

١٣٩٥هـ.حاشية قليويب وعمرية عىل رشح املحىل عىل املنهاج، للقليويب وعمرية، دار إحياء الكتب . ٢٤

العربية، مرص.املكتب . ٢٥ ٦٧٦هـ، ت: النووي، رشف بن ليحيى املفتني: وعمدة الطالبني روضة

اإلسالمي، بريوت، الطبعة الثالثة١٤١٢هـ/١٩٩١م.الروضة الندية، لصديق حسن خان، مطبوعة مع التعليقات الرضية عىل الروضة الندية، . ٢٦

لعيل حسن احللبي، دار بن عفان، القاهرة، مرص، الطبعة األوىل، ١٤٢٠هـ/١٩٩٩م.الزهد، هلناد بن الرسي الكويف، حتقيق عبد الرمحن الفريوائي، الطبعة األوىل، ١٤٠٦هـ، . ٢٧

دار اخللفاء اإلسالمي، الكويت.الزهد لعبد اهللا بن املبارك، حتقيق حبيب الرمحن األعظمي، دار الكتب العلمية.. ٢٨سبل السالم رشح بلوغ املرام، تأليف حممد بن إسامعيل األمري الصنعاين الكحالين.. ٢٩

٢٧٩

لبنان . ٣٠ بــريوت، اجليل، دار الغمراوي، الزهري حممد تأليف: الوهاج، الــرساج ١٤٠٨هـ/١٩٨٧م.

الدين . ٣١ نارص ملحمد األمة، يف السيئ وأثرها واملوضوعة الضعيفة األحاديث سلسة األلباين، الطبعة األوىل اجلديدة، ١٤١٢هـ/١٩٩٢م، مكتبة املعارف، الرياض، الطبعة

الرابعة ١٤٠٨هـ/١٩٨٨م.سنن ابن ماجه، ملحمد بن يزيد القزويني، ت: ٢٧٥هـ، حتقيق: خليل مأمون شيحا، دار . ٣٢

املعرفة، بريوت، لبنان، الطبعة ١٤١٨هـ/١٩٩٧م.سنن الرتمذي، تأليف: أيب عيسى حممد بن عيسى بن سورة، ت: ٢٧٩هـ، حتقيق: أمحد . ٣٣

حممد شاكر، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان.سنن الدار قطني، تأليف عيل بن عمر الدار قطني، ت: ٣٨٥هـ، عامل الكتب، بريوت، . ٣٤

لبنان.السنن الكرب، أليب بكر امحد بن احلسني البيهقي، ت: ٤٥٨هـ، دار املعرفة، بريوت، . ٣٥

لبنان.الرتاث . ٣٦ حتقيق مكتب حتقيق: ٣٠٣هـ، ت: النسائي، شعيب بن ألمحد النسائي، سنن

اإلسالمي، دار املعرفة، بريوت، لبنان، الطبعة الرابعة ١٤١٨هـ/١٩٩٧م.الرسالة، . ٣٧ مؤسسة وآخرين، األرناؤوط شعيب حتقيق: للذهبي، النبالء، أعالم سري

١٤٠٢هـ.رشح الزرقاين عىل خليل، لعبد الباقي الزرقاين، ت: ١٠٩٩هـ، دار الفكر، بريوت.. ٣٨ت: . ٣٩ الدسوقي، حاشية مع مطبوع ١٢٠١هـ، ت: الدردير، ألمحد الكبري، الرشح

١٢٣٠هـ، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البايب احللبي ورشكاؤه.الرشح الكبري أليب الفرج عبد الرمحن املقديس، مطبوع مع املقنع واإلنصاف، حتقيق عبد . ٤٠

اهللا الرتكي، دار هجر، الطبعة األوىل، ١٤١٥هـ/١٩٩٥م.الرشح املمتع عىل زاد املستقنع، ملحمد بن العثيمني، ت: ١٤٢١هـ، دار ابن اجلوزي، . ٤١

الطبعة األوىل، ١٤٢٤هـ.رشح عمدة الفقه، للموفق ابن قدامة، لعبد اهللا اجلربين، مكتبة الرشد، الطبعة األوىل، . ٤٢

١٤٢٧هـ.رشح معاين اآلثار، أليب جعفر أمحد الطحاوي، حتقيق: حممد زهري الذبار، دار الكتب . ٤٣

العلمية، بريوت، الطبعة األوىل، ١٣٩٩هـ.بسيوين . ٤٤ السعيد حممد حتقيق: ٤٥٨هـ، ت: البيهقي، أمحد بكر أليب اإليامن: شعب

زغلول، دار الكتب العلمية، بريوت، الطبعة األوىل ١٤١٠هـ.املكتب . ٤٥ أألعظمي، مصطفى حممد حتقيق: خزيمة، بن حممد أليب خزيمة، ابن صحيح

األسالمي، الطبعة األوىل، ١٣٩٥هـ.الدين . ٤٦ حمب حتقيق: ٢٥٦هـ، ت: البخاري، إسامعيل بن ملحمد البخاري، صحيح

اخلطيب، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت، لبنان، الطبعة األوىل ١٤٠٠هـ.

٢٨٠

مكتبة . ٤٧ ١٤٢٠هـــ، ت: األلباين، الدين نارص ملحمد والرتهيب، الرتغيب صحيح املعارف، الرياض، الطبعة الثالثة، ١٤٠٩هـ/١٩٨٨م.

الرتبية . ٤٨ مكتب ١٤٢٠هـ، ت: األلباين، الدين نارص ملحمد ماجه، ابن سنن صحيح العريب، الرياض، الطبعة الثانية ١٤٠٨هـ/١٩٨٧م.

الريان . ٤٩ دار ٢٦١هـ، ت: النيسابوري، القشريي حجاج بن ملسلم مسلم، صحيح للرتاث، الطبعة األوىل، ١٤٠٧هـ/١٩٩٧م.

الرياض، . ٥٠ العاصمة، دار املطريي، شايل بن لفيحان األعذار، ألهل واإلفطار الصوم الطبعة األوىل، ١٤١٠هـ.

ضعيف اجلامع الصغري، ملحمد نارص الدين األلباين، املكتب اإلسالمي، بريوت، الطبعة . ٥١الثانية، ١٣٩٩هـ.

ضعيف سنن أيب داود، ملحمد نارص الدين األلباين، املكتب اإلسالمي، بريوت، الطبعة . ٥٢األوىل، ١٤١٢هـ.

العزيز رشح الوجيز املعروف بالرشح الكبري، تأليف أيب القاسم عبد الكريم بن حممد . ٥٣حممد عىل وتعليق: حتقيق ٦٢٣هـ، ت: الشافعي، القزويني الرافعي الكريم عبد بن معوض وعادل امحد عبد املوجود، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، الطبعة األوىل،

١٤١٧هـ/١٩٩٧م.بن . ٥٤ نجم بن اهللا عبد الدين جالل تأليف املدينة، عامل مذهب يف الثمينة اجلواهر عقد

الغرب دار منصور، احلفيظ وعبد أبواألجفان حممد حتقيق: ٦١٦هـ، ت: شاس، اإلسالمي، الطبعة األوىل ١٤١٥هـ/١٩٩٥م.

غاية املنتهى يف مجع اإلقناع واملنتهى، ملرعى بن يوسف الكرمي، اعتنى به: يارس املزروعي . ٥٥ورائد الرومي، مكتب الشؤون الفنية، الكويت، الطبعة األوىل، ١٤٢٧هـ/٢٠٠٦م.

ملؤلفات . ٥٦ الكاملة، املجموعة ضمن مطبوع السعدي، الرمحن لعبد السعدية، الفتاوالشيخ عبد الرمحن السعدي، مركز صالح بن صالح الثقايف، عنيزة، السعودية، الطبعة

األوىل، ١٤١١هـ/١٩٩٠م.الدويش، . ٥٧ أمحد وترتيب: مجع واإلفتاء، العلمية للبحوث الدائمة اللجنة فتاو

األوىل، الطبعة السعودية، الرياض، واإلفتاء، العلمية البحوث إدارة رئاسة ١٤١٧هـ/١٩٩٦م.

الفتاو اهلندية يف مذهب اإلمام األعظم أيب حنيفة النعامن، تأليف: الشيخ نظام ومجاعة . ٥٨ديار اإلسالمية، املكتبة البزازية، والفتاو قاضيخان فتاو وهبامشه اهلند علامء من

بكر، تركيا، الطبعة الثالثة، ١٣٩٣هـ/١٩٧٣م.فتح الباري رشح صحيح البخاري، ألمحد بن عيل العسقالين، اعتنى به حممد فؤاد عبدا . ٥٩

الطبعة القاهرة، الريان، دار اخلطيب، الدين حمب وقيص اخلطيب الدين وحمب لباقي الثانية، ١٤٠٩هـ/١٩٩٠م.

٢٨١

الرتاث . ٦٠ إحياء دار ٦٨١هـ، ت: اهلامم، بن الواحد عبد بن حممد تأليف القدير: فتح العريب، بريوت، لبنان.

الفروع، لشمس الدين املقديس أيب عبد اهللا حممد بن مفلح، ت: ٧٦٢هـ، راجعه عبد . ٦١الستار امحد فراج، عامل الكتب، بريوت، لبنان، الطبعة الرابعة، ١٤٠٥هـ/١٩٨٥م.

جزي . ٦٢ بن أمحد بن حممد تأليف: الفقهية، الفروع ومسائل الرشعية األحكام قوانني ١٤٠٥هـ، األوىل، الطبعة الرشيف، األزهر احلسني، سيدنا ميدان املالكي، الغرناطي

١٤٠٦هـ/١٩٨٥م.كفاية األخيار يف حل غاية االختصار، أليب بكر بن حممد احلصني، حتقيق: كامل عويضة، . ٦٣

دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، الطبعة األوىل، ١٤١٥هـ/١٩٩٥م.اللباب يف الفقه الشافعي، أليب احلسن أمحد املحاميل، حتقيق: عبدالكريم العمري، دار . ٦٤

البخاري، املدينة املنورة، الطبعة األوىل، ١٤١٦هـ.لطائف املعارف فيام ملواسم العام من الوظائف، أليب الفرج زين الدين عبد الرمحن بن . ٦٥

بريوت، اإلسالمي، املكتب اهللا، عوض طارق حتقيق: ٧٩٥هـ، ت: احلنبيل، رجب الطبعة األوىل، ١٤٢٨هـ/٢٠٠٧م.

حزم، . ٦٦ ابن دار الباكستاين، قادر غالم بن لزكريا الفقه، يف الصحابة آثار من صح ما بريوت، الطبعة األوىل، ١٤٢١هـ/٢٠٠٠م.

املبدع يف رشح املقنع، أليب إسحاق برهان الدين إبراهيم بن حممد بن عبد اهللا بن مفلح . ٦٧املؤرخ احلنبيل، ت: ٨٨٤هـ، املكتب اإلسالمي، بريوت ودمشق، ١٩٨٠م.

الثالثة . ٦٨ الطبعة بريوت، املعرفة، دار ت٤٩٠هـ، الرسخيس الدين لشمس املبسوط، ١٣٩٨هـ/١٩٧٨م.

جممع الزوائد ومنبع الفوائد، لنور الدين عيل بن أيب بكر اهليثمي، ت: ٨٠٧هـ، بتحرير . ٦٩العراقي وابن حجر، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ١٤٠٨هـ/١٩٨٨م.

الرمحن . ٧٠ عبد وترتيب: مجع ٧٢٨هـ، ت: تيمية، بن امحد اإلسالم شيخ فتاو جمموع الرشيف، املصحف لطباعة فهد امللك جممع حممد، ابنه وساعده قاسم، بن حممد بن واإلرشاد، والدعوة واألوقاف اإلسالمية الشؤون وزارة إرشاف حتت املنورة، املدينة

السعودية، ١٤١٥هـ.فهد . ٧١ وترتيب: مجع العثيمني، صالح بن حممد الشيخ فضيلة ورسائل فتاو جمموع

السليامن، دار الثريا، الرياض، السعودية، الطبعة االوىل، ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م.جمموع فتاو ومقاالت متنوعة، لعبد العزيز بن عبد اهللا بن باز، ومجع وترتيب وإرشاف: . ٧٢

حممد سعد الشويعر، رئاسة إدارة البحوث العلمية واإلفتاء، الرياض، السعودية، الطبعة الثانية، ١٤٢١هـ.

املحىل باآلثار: أليب حممد عىل بن أمحد بن سعد بن حزم األندليس، ت: ٤٥٦هـ، حتقيق: . ٧٣عبد الغفار سليامن البنداري، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، توزيع دار الباز للنرش

والتوزيع، مكة املكرمة.

٢٨٢

مسند اإلمام امحد بن حنبل، ت: ٢٤١هـ، وهبامشه منتخب كنز العامل يف سنن األقوال . ٧٤واألفعال، دار الفكر للطباعة والتوزيع.

ار ت٢٩٢هـ، حتقيق: حمفوظ الرمحن . ٧٥ البز ي رو البرص م د بن ع ر أمح يب بك مسند البزار، ألزين اهللا، مكتبة العلوم واحلكم، بريوت، املدينة، الطبعة األوىل، ١٤٠٩هـ.

املصباح املنري، ألمحد بن حممد الفيومي، ت: ٧٧٠هـ، مكتبة لبنان، بريوت، ١٩٨٧م.. ٧٦ت: . ٧٧ العييس، الكويف شيبة أيب بن حممد بن اهللا لعبد واآلثار: األحاديث يف املصنف

والتوزيع، والنرش للطباعة الفكر دار اللحام، حممد سعيد وتعليق: حتقيق ٢٣٥هـ، بريوت، لبنان، الطبعة األوىل ١٤٠٩هـ/١٩٨٩م.

اجلامع . ٧٨ كتاب ومعه ٢١١هـ، ت: الصنعاين، مهام بن الرزاق عبد بكر أليب املصنف: ملعمر بن راشد األزدي، رواية عبد الرزاق الصنعاين، حتقيق حبيب الرمحن أألعظمي، بريوت، اإلسالمي، املكتب توزيع باكستان، كراتيش، العلمي، املجلس منشورات

الطبعة الثانية ١٤٠٣هـ/١٩٨٣م.دار . ٧٩ ٩٧٧هـ، ت: الرشبيني، اخلطيب ملحمد املنهاج: ألفاظ معرفة إىل املحتاج مغني

الفكر.املغني: تأليف موفق الدين أيب حممد عبد اهللا بن امحد بن حممد بن قدامة املقديس اجلامعييل . ٨٠

الدمشقي الصاحلي احلنبيل، ت: ٦٢٠هـ، حتقيق: عبد اهللا بن عبد املحسن الرتكي وعبد الطبعة مرص، القاهرة، واإلعالم، والتوزيع والنرش للطباعة هجر احللو، حممد الفتاح

الثانية، ١٤١٢هـ/١٩٩٢م.املفهم ملا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، أليب العباس أمحد القرطبي، حتقيق: حميى الدين . ٨١

مستو وآخرون، دار ابن كثري، دمشق، بريوت، الطبعة األوىل، ١٤١٧هـ/١٩٩٦م.الفكر . ٨٢ دار ١٢٩٩هـ، ت: عليش، ملحمد خليل: سيدي خمترص عىل رشح اجلليل منح

للطباعة والنرش والتوزيع، بريوت، لبنان، ١٤٠٩هـ/١٩٨٩م.املهذب، أليب إسحاق الشريازي، ت: ٤٧٦هـ، مطبوع مع كتاب املجموع لإلمام النووي، . ٨٣

حتقيق وتعليق وتكملة: حممد نجيب املطيعي، مكتبة اإلرشاد، جده، السعودية.الطبعة . ٨٤ الفكر، دار احلطاب، حممد اهللا عبد أليب خليل، خمترص لرشح اجلليل مواهب

الثانية، ١٣٩٨هـ.املوطأ، لإلمام مالك بن أنس برواية أيب مصعب الزهري املدين، حتقيق: بشار عواد معروف . ٨٥

وحممود خليل، مؤسسة الرسالة، بريوت، الطبعة األوىل، ١٤١٢هـ/١٩٩٢م.الشهري . ٨٦ اجلزرمي، املبارك السعادات أيب الدين ملجد واألثر، احلديث غريب يف النهاية

بابن األثري، ت: ٦٠٦هـ، حتقيق: طاهر الزاوي وحممود الطناحي، دار الباز.شمس . ٨٧ تأليف: الشافعي: اإلمام مذهب عىل الفقه يف املنهاج رشح إىل املحتاج هناية

الدين حممد بن أيب العباس الرميل املنويف املرصي األنصاري، الشهري بالشافعي الصغري، ت: ١٠٠٤هـ، املكتبة اإلسالمية لصاحبها احلاج رياض الشيخ.

٢٨٣

ت: . ٨٨ الشوكاين، حممد بن عىل بن ملحمد األخبار منتقى أرسار من األوطــار نيل األوىل الطبعة بريوت، الطيب، الكلم دار وآخرون، السيد أمحد حتقيق: ١٢٥٠هـ،

١٤١٩هـ/١٩٩٩م.اهلداية رشح بداية املبتدئ، لربهان الدين أيب احلسن عىل بن عبد اجلليل أيب بكر املرغيناين . ٨٩

ت٥٩٣هـ، مطبوع مع فتح القدير البن اهلامم، ت: ٦٨١هـ، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت، لبنان

حالق . ٩٠ صبحي حممد حتقيق: الشوكاين، عىل بن ملحمد األورام، شفاء عىل الغامم وبل مكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة األوىل، ١٤١٦هـ.

٢٨٤

حمتويات البحث:٢٢٥ ................................................................... ملخص البحث٢٢٦ ............................................................................ املقدمةاملطلب األول: حكم صيام ستة أيام................................................ ٢٢٨٢٣٢ ............................. املطلب الثاين: حكم وثمرات صيام ستة أيام من شوال٢٣٦ ......................... املطلب الثالث: حكم تبييت النية لصوم ستة أيام من شوالالفرع األول: حكم تبييت النية من الليل لصيام النافلة.......................... ٢٣٦الفرع الثاين: حتديد الوقت الذي يصح للمتنفل أن ينوي نية الصيام فيه بالنهار... ٢٤٢الفرع الثالث: املقدار الذي يثاب عليه من نو صوم النافلة يف النهار............ ٢٤٦٢٤٩ ....................... الفرع الرابع: حكم تبييت النية لصوم ستة أيام من شوال٢٥٣ .................... املطلب الرابع حكم صيام ستة أيام من شوال قبل قضاء رمضانالفرع األول: حكم التنفل بالصيام قبل الفراغ من قضاء رمضان................ ٢٥٤

شوال من أيام ستة صيام عىل رمضان قضاء تقديم اشرتاط حكم الثاين: الفرع ٢٦٠ ........................................................... للحصول عىل ثواهبا٢٦٦ .......................... املطلب اخلامس: حكم التتابع يف صيام ستة أيام من شوالاملطلب السادس: حكم قضاء صيام ستة أيام من شوال............................. ٢٧٠اخلامتة............................................................................. ٢٧٥فهرس املصادر واملراجع........................................................... ٢٧٧حمتويات البحث................................................................... ٢٨٤

األمني حممد الشيخ قال كام الرخصة تعريفات أجود الشنقيطي تعريف تاج الدين السبكي حيث عرفها:من غري ــذي ال الرشعي «احلكم اقتىض لعذر ويرس سهولة إىل الصعوبة

ذلك، مع قيام سبب احلكم األصيل».مذكرة يف أصول الفقه، ص٦٠، ابن خمترص عن احلاجب ورفع

احلاجب ٢٦/٢.

٢٨٧

جناية املؤدبنييف الفقه اإلسالمي

إعدادد. إياد أمحد حممد إبراهيم

أستاذ مساعد يف الفقه وأصولهقسم الدراسات اإلسالميةكلية الرتبية للبنات باملزامحية

جامعة امللك سعود

٢٨٩

املقدمة

املرسلني، خري عىل والسالم والصالة العاملني، رب هللا احلمد وأرشف املربني نبينا حممد وعىل آله وصحبه والتابعني، وبعد.

واملصلحني املربني يشغل ما أكثر من والتوجيه الرتبية قضية فإن إفراط بني ما ذلك يف والناس الدهور، واختالف العصور مر عىل وتفريط، وما بني متشدد يف استعامل طرق الرتبية والتوجيه والتأديب ينكر وال معروفا يقر ال لرعيته مهمل متساهل وبني ووسائلها،

. منكراوقد جاء هذا البحث ليبني حدود التأديب وطرقه، كي يكون متسام أرادته كام إقامته، من املرجوة والغاية املصلحة حيقق بام بالرشعية،

الرشيعة اإلسالمية. أد لو فيام الرشعية األحكام عىل الضوء البحث سلط وقد هم بمن الرضر إيقاع إىل والتوجيه التأديب والية هلم من إفراط أو تلفها أو أعضائهم من بعضو األذ حصول من أيدهيم؛ حتت نظر يف أحكامها وهلا جناية، إىل تأديبهم يتحول وبالتايل إهالكهم،

اإلسالمية. الرشيعة تناولت مباحث ومخسة ومتهيد، مقدمة، يف البحث جاء وقد األب، وجناية الزوج، وجناية احلاكم، وجناية التأديب، مرشوعية

وجناية املعلم، وخامتة؛ عىل النحو اآليت:

٢٩٠

املقدمة.متهيد: «تعريف جناية املؤدبني لغة واصطالحا».

املبحث األول: مرشوعية التأديب.املبحث الثاين: جناية احلاكم.

- املطلب األول: مرشوعية تأديب احلاكم رعيته.- املطلب الثاين: مقدار التعزير.

- املطلب الثالث: أقوال الفقهاء يف جناية احلاكم.املبحث الثالث: جناية الزوج.

- املطلب األول: مرشوعية تأديب الزوج زوجته.- املطلب الثاين: أقوال الفقهاء يف جناية الزوج.

املبحث الرابع: جناية األب.- املطلب األول: مرشوعية تأديب األب ولده.- املطلب الثاين: أقوال الفقهاء يف جناية األب.

املبحث اخلامس: جناية املعلم.- املطلب األول: مرشوعية تأديب املعلم طالبه.- املطلب الثاين: أقوال الفقهاء يف جناية املعلم.

اخلامتة.جزئيات بتتبع وذلك االستقرائي، املنهج بحثي يف التزمت وقد بقالب وصياغتها وحتليلها فهمها ثم ومن املعتربة، مظاهنا يف املسائل حيث لبوسه، عرص فلكل نعيش، التي العرص للغة مناسب جديد يكون البحث سهل املنال عىل طالب العلم فضال عن العامل، مع عدم

٢٩١

االقتباس قليل البحث كان لذا وجزالتها؛ األقدمني بعبارة اإلخالل ت عليه بقوسني من كالم العلامء واملؤلفني، وما كان مقتبسا فقد نصص

صغريين.تقسيم حيث من الرشعية البحوث يف العلمي املنهج والتزمت املباحث، وعزو اآليات واألحاديث إىل مواضعها، ونسبة األقوال إىل املوضوع جزئية عىل الرتكيز مع وتوثيقها، املعتربة كتبهم من قائليها عميل جيعل أن أسأل واهللا والتطويل. احلشو عن بعيدا فيه املبحوث

، إنه ويل ذلك والقادر عليه. هذا نافعا، ويف ميزان األعامل متقبال

٢٩٢

متهيدتعريف جناية املؤدبني لغة واصطالحا

عليه يوجب مما اإلنسان يفعله وما واجلرم الذنب لغة: اجلناية العذاب، أو القصاص يف الدنيا واآلخرة(١).

يف لكنها مال، أو نفس عىل عدوان فعل كل هي : اصطالحا أما العرف خمصوصة بام حيصل فيه التعدي عىل األبدان بام يوجب قصاصا

.(٢) أو نحوه، وسموا اجلناية عىل األموال غصبا وهنبا ورسقة وإتالفاالتأديب لغة:

ن، أدبا فهو أديب، س ح ف، وحسن التناول، وأدب ك ر األدب: الظمه فتأدب واستأدب(٣). واملؤدب هو من يقوم بتوجيه غريه وأدبه: عل

من أجل إصالحه.نائبه أو اإلمام أربعة: ألحد إال حقا التأديب والية تكون وال

لرعيته، والزوج لزوجته، والوالد لولده، واملعلم لتالميذه.ومن هنا نستطيع القول: إن جناية املؤدبني هي: «كل فعل عدوان

يصدر ممن له والية يف التأديب عىل بدن من يؤدبه».

(١) ابن منظور، لسان العرب، (١٥٤/١٤).(٢) ابن عابدين، حاشية ابن عابدين، (٥٢٧/٦)، ابن مفلح، املبدع، (٢٤٠/٨).

(٣) الفريوز آبادي، القاموس املحيط، ص٧٥.

٢٩٣

املبحث األولمرشوعية التأديب

التأديب وسيلة من وسائل الرتبية هتدف إىل تقويم خلل يف املؤدب وتصحيحه، مما جيعله ينهج يف حياته هنجا يرضاه اهللا ورسوله، ويوافق

ما اعتاده الناس من العادات احلسنة والسلوك القويم.وقد يتحقق التأديب بطرق عدة: كالنظرة اهلادفة، والكلمة النافعة، هذه من فرد مع يصلح وما الرضب، وآخرها واهلجران، والتوبيخ، الطرق هذه يف التدرج جيب أنه إال آلخر، صالحيته يلزم ال الطرق من أدناها إىل أعالها، كام هو احلال يف وسائل تغيري املنكر، حيث يبدأ بالتعريف باملنكر وحرمته، مرورا بالتحذير واإلنذار والوعيد والرتهيب ر أهال لذلك، وقد ورد والتوبيخ، وانتهاء بتغيري املنكر باليد إن كان املنك

ذكر هذه الطرق يف الكتاب العزيز والسنة املطهرة يقول اهللا تعاىل: (8 A @? > = < ; : 9

(النساء: (L K J I H GF E D C B

يقول: «من رأ ٣٤)، وعن أيب سعيد اخلدري قال: سمعت النبيمنكم منكرا فليغريه بيده ، فإن مل يستطع فبلسانه ، فإن مل يستطع فبقلبه

وذلك أضعف اإليامن»(١).(١) رواه مسلم، صحيح مسلم، كتاب اإليامن، باب كون النهي عن املنكر من اإليامن، ح٤٩،

.(٦٩/١)

٢٩٤

فقد رشع اهللا تأديب األفراد وتوجيههم باحلكمة واملوعظة احلسنة، فإن مل تصلح هذه الوسيلة وكان املؤدب صاحب والية أبيح له استعامل

الرضب لإلصالح والتأديب، حتقيقا للغاية املرجوة منه.التأديب حصل «ومهام اهللا-: -رمحه السالم عبد بن العز يقول باألخف من األفعال واألقوال واحلبس واالعتقاد مل يعدل إىل األغلظ،

إذ هو مفسدة ال فائدة فيه حلصول الغرض بام دونه»(١).وقد أجاد الشاعر عندما قال:

اللبيب إشــارة مرموزة تكفـي العـايل بالنـداء يدعـى وسـواه

وسوامها بالزجر من قبل العصاثـم العصـا هـي رابـع األحوال

ولئن كان الرشع احلنيف أعطى هذه الوالية ألصحاهبا ليامرسوها كي الصحيح التوجيه الوالية هذه وجه أنه إال إليها، احلاجة عند حتقق الغاية املنشودة يف ذلك، حيث ما من حكم رشعي أو حق منحه الشارع ألحد إال هو وسيلة لتحقيق غاية رشع احلكم من أجلها، فال ع من الترشيع، جيوز إذن تعسفها أو تنكبها ألهنا مناقضة لغرض املرش

ع فعمله يف املناقضة باطل. ومن ناقض غرض املرشلذا، ال حيق ألحد استعامل حقه يف التأديب بام يرض املؤدب ويفسده؛

ألن التأديب إنام رشع لإلصالح ال لإلفساد.عن وتنفي األدب، ختالف بطرق التأديب اإلسالم حرم لذا، وسب والقذف، اللعن فحرم ، مؤدبا وكونه التأديب صفة املؤدب (١) العز بن عبد السالم، قواعد األحكام يف مصالح األنام، ص٢٥٢، علوان، تربية األوالد

يف اإلسالم، (٧٢٥/٢).

٢٩٥

العضو وإتالف العظم، وكرس الوجه، ورضب واألمهات، اآلباء قال: النبي أن مسعود بن اهللا عبد رواه ما ومنها وغريها(١)، البذيء»(٢)، وال الفاحش وال اللعان وال بالطعان املؤمن «ليس جيتنب وأفعاله، أقواله وحركاته، سكناته أحواله، مجيع يف فاملؤمن اللعن والسباب، والطعن يف األنساب، وقذف األعراض، والفحش

يف األلفاظ.وقد هنى النبي عن رضب الوجه، فقال: «إذا قاتل أحدكم أخاه

فليجتنب الوجه فإن اهللا خلق آدم عىل صورته»(٣).ترصيح هذا العلامء «قال : قائال احلديث عىل النووي علق وقد بالنهي عن رضب الوجه، ألنه لطيف جيمع املحاسن وأعضاؤه نفيسة ينقصها، وقد الوجه، رضب يبطلها فقد هبا، اإلدراك وأكثر لطيفة، ه الوجه، والشني فيها فاحش؛ ألنه بارز ظاهر ال يمكن سرته، وقد يشوومتى رضبه ال يسلم من شني غالبا، ويدخل يف النهي إذا رضب زوجته

أو ولده أو عبده رضب تأديب فليجتنب الوجه»(٤).وليس هناك أدل عىل حرمة رضب الوجه مما ساقه أبو داود بسنده وقال: برمجها النبي فأمر زنت التي قصة يف بكرة أيب عن إهالكه تعني من حق يف ذلك كان فإذا الوجه»(٥)، واتقوا «ارموا

(١) الدردير، الرشح الكبري، (٣٥٤/٤). (٢) رواه أمحد، املسند، ح٣٩٤٨، (٤١٦/١)، الرتمذي، سنن الرتمذي، كتاب الرب والصلة، األحاديث سلسلة األلباين، وصححه ،(٣٥٠/٤) ح١٩٧٧، اللعنة، يف جاء ما باب

الصحيحة، ح٣٢٠، (٦٣٤/١).(٣) رواه مسلم، صحيح مسلم، كتاب الرب والصلة واآلداب، باب النهي عن رضب الوجه،

ح٢٦١٢، (٢٠١٧/٤). (٤) النووي، رشح النووي عىل صحيح مسلم، (١٦٥/١٦).

(٥) أبو داود، سنن أيب داود، كتاب احلدود، باب املرأة التي أمر النبي برمجها من جهينة، ح٤٤٤٤، (١٥٢/٤).

٢٩٦

وإزهاق روحه بإقامة حد الرجم عليه، فمن دونه باجلرم أوىل بالنهي واملنع(١).

ولئن أباح اإلسالم الرضب إال أنه قيده بالرضب غري املربح الذي منه شى خي وال دما، يقطر وال جارحة، يشني وال عظام، يكرس ال يصلح ال التأديب أن لم ع فإن الصالح(٢)، منه املقصود فإن اهلالك، مطلقا، غريه وال املربح فعل للمؤدب ليس فإنه املربح، بالرضب إال حيث ال فائدة من الرضب يف هذه احلالة، حيث إن األحكام الرشعية الوسيلة حتقق مل فإذا ومقاصدها، غاياهتا لتحقيق وسائل إال هي ما الغاية التي رشعت ألجلها؛ تفقد الوسيلة مرشوعيتها، وذلك لفضل الغاية عىل الوسيلة، وكام قال األصوليون فإن األحكام تدور مع عللها

. وجودا وعدمايقول العز بن عبد السالم: «إذا كان الصبي ال يصلحه إال الرضب املربح، فهل جيوز رضبه حتصيال ملصلحة تأديبه؟ قلنا: ال جيوز ذلك، يربح ال الذي الرضب ألن مربح؛ غري رضبا يرضبه أن جيوز ال بل حيصل مل فإذا التأديب، مصلحة إىل وسيلة لكونه جاز وإنام مفسدة، ألن الشديد، الرضب يسقط كام اخلفيف، الرضب سقط التأديب

الوسائل تسقط بسقوط املقاصد»(٣).بني إال التأديب وسقوط التأديب عمن ال ينفعه يستوي فيه مجيع املؤدمن قبل احلاكم فإنه يعزر برضب غري مربح، وإن مل يفد إقامة لصورة

الواجب(٤).(١) ابن حجر، فتح الباري، (١٨٣/٥).

(٢) القرطبي، تفسري القرطبي، (١٧٢/٥)، النووي، روضة الطالبني، (٣٦٨/٧). (٣) العز بن عبد السالم، قواعد األحكام، ص٩٠.

(٤) الدمياطي، إعانة الطالبني، (١٦٨/٤).

٢٩٧

فإذا أفىض استعامل احلق إىل مرضة راجحة بالشخص، كان يف هذا مناقضة ملقصد الشارع، ألنه مل يرشع احلق ليكون مصدرا ملفاسد راجحة، بل رشع للمصالح الراجحة، ويتناقض بالتايل مع األصل العام الذي قامت عليه الرشيعة، من جلب املصالح ودرء املفاسد، ولو كان الفعل يف األصل مستندا إىل حق، وعىل هذا فاحلق الشخيص يف الرشيعة ال يكفي يف مرشوعية استعامله أن تتحقق املصلحة الشخصية التي رشع من أجلها، بل جيب مع هذا أال خيتل التوازن بينه وبني مصلحة خاصة أخر هي يف الرشع ذات رعاية، أو بني مصلحة املجتمع، بحيث ال

يفيض استعامل احلق إىل مفاسد راجحة يف احلالتني(١).إذن نخلص مما سبق أن هناك ثالثة رشوط للتأديب جتعله مسددا من الشارع مقصود عىل حمافظا أجلها، من رشع التي غايته نحو

ترشيعه، وهي:عن . ١ بعيدا التأديب يف احلسنة، األلفاظ املؤدب يستخدم أن

الفحش يف األقوال.أن يتجنب املؤدب رضب الوجه واملهالك.. ٢أن يرضب رضبا غري مربح.. ٣

ونرشع اآلن يف بيان أصناف املؤدبني، وما يتعلق هبم من األحكام الرشعية.

(١) الدريني، نظرية التعسف يف استعامل احلق، ص٨٠.

٢٩٨

املبحث الثاينجناية احلاكم

املطلب األولمرشوعية تأديب احلاكم رعيته

إن مهمة احلاكم يف الدولة اإلسالمية تنفيذ رشع اهللا سبحانه وتعاىل احلياة، نواحي مجيع يف فيها اهللا حكم إلقامة اختارته التي رعيته، عىل

التزاما ملتطلبات االستخالف الذي جعله اهللا يف بني آدم بقوله: (% Ì Ë Ê É) :(البقرة: ٣٠)، وبقوله () ( ' &Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í) (ص: ٢٦).

يقام إنام اإلمام أن ثبت اآلية: «قد هلذه تفسريه يف القرطبي يقول واملجانني األيتام أموال وحفظ احلقوق واستيفاء احلدود إلقامة إقامة احلاكم به يقوم مما فإن هذا، ثبت فإذا أمورهم»(١)، يف والنظر احلدود والقصاص يف اجلرائم التي هلا عقوبات مقدرة رشعا، وإيقاع

العقوبات تعزيرا يف اجلرائم التي ال حد فيها وال قصاص.للرعية تأديبا يعد حيث التعزير هذا بحثنا يف يعنينا الذي واألمر فيام مل يأت فيه نص مقدر وعقوبة مقدرة، وسمي هذا التأديب تعزيرا

(١) القرطبي، تفسري القرطبي، (٢٧١/١).

٢٩٩

لدفعه ورده عن فعل القبائح(١)، وقد عرف الفقهاء التعزير بأنه تأديب الكتاب مرشوعيته يف واألصل كفارة(٢). وال فيه حد ال ذنب عىل

والسنة واإلمجاع. ; : 9 8) تعاىل: فقوله الكتاب أما E D C B A @? > = <

F) (النساء: ٣٤)، فلئن أباح الشارع رضب الزوجة حال نشوزها

من أجل طاعة زوجها والتزام أوامره، تقويام لعصياهنا ونشوزها، فإن ألن وذلك باجلواز، أوىل أوامره عصياهنم حال رعيته احلاكم تأديب مصلحة من أعظم اهللا– معصية غري –يف األمر أويل طاعة مصلحة إباحة أشد كان وأثرا مصلحة أعظم كان وما زوجها، الزوجة طاعة وطلبا، فإن استقرار الدولة بطاعة أويل األمر وما يتبع ذلك من انتشار األمن واألمان بني األفراد واجلامعات أعظم من استقرار أرسة مكونة

من بضعة أفراد.عن ختلفوا الذين الثالثة هجر النبي أن ثبت فقد السنة وأما غزوة تبوك مخسني ليلة(٣)، واهلجر نوع من أنواع العقوبة، وقد وصف

اهللا سبحانه وتعاىل حاهلم يف أثناء هذه العقوبة التعزيرية فقال: (! - , + * ) ( ' & % $ # " = < ;: 9 8 7 6 5 4 3 2 1 0 / .

< ? @) (التوبة: ١١٨).

(١) الصنعاين، سبل السالم، (٦٦/٤). ابن ،(٢٨٩/٢) الوهاب، فتح األنصاري، ،(١٧٥/٩) الرشواين، حوايش الرشواين، (٢)

مفلح، الفروع، (١٠٧/٦). ح٤١٥٦، مالك، بن كعب حديث باب املغازي، كتاب البخاري، صحيح البخاري، (٣)(١٦٠٣/٤-١٦٠٨)، مسلم، صحيح مسلم، كتاب التوبة، باب حديث توبة كعب بن

مالك وصاحبيه، ح٢٧٦٩، (٢١٢٠/٤-٢١٢٧).

٣٠٠

وقال النبي : «من رأ منكم منكرا فليغريه بيده، فإن مل يستطع فبلسانه، فإن مل يستطع فبقلبه، وذلك أضعف اإليامن»(١).

السلطة من له ملا احلاكم هو بيده املنكر بتغيري يقوم من أحق إن وإقرار اهللا، رشع تطبيق عن ومسؤوليته طاعته، ووجوب رعيته عىل التي املناسبة بالوسائل وإزالته املنكر عن والنهي وتأييده، املعروف

. تردع املجرمني بدءا من التنبيه وانتهاء بالرضب أو القتل تعزيراهذا وقد انعقد اإلمجاع عىل جواز التعزير(٢).

املطلب الثاينمقدار التعزير

يعد التعزير بالرضب أو اجللد من العقوبات األساسية يف الرشيعة أكثر أهنا ذلك التعزير، جرائم يف املفضلة العقوبة فهي اإلسالمية، بالقدر جمرم كل هبا جياز أن ويمكن للمجرمني، ردعا العقوبات

الذي يالئم جريمته ويالئم شخصيته يف آن واحد.يكلف احلبس إن حيث املجرم، حبس من خري تنفيذها أن كام وتوفري احلرس، وإجياد السجون، إنشاء من الطائلة األموال الدولة الطعام والرشاب واملبيت للمساجني، ناهيك عن تعطيل املسجون عن ومن أهله وتعريض العمل، من والنفور التعطيل واعتياده اإلنتاج، يعوهلم للضياع واحلرمان، أما التعزير بالرضب أو اجللد فتنفذ العقوبة يف احلال ويذهب املجرم بعد ذلك يف سبيله يرضب يف األرض يبتغي

من فضل اهللا(٣).(١) سبق خترجيه ص٢٩٣.

(٢) ابن اهلامم، رشح فتح القدير، (٣٤٥/٥)، األنصاري، فتح الوهاب، (٢٨٩/٢).(٣) عودة، الترشيع اجلنائي اإلسالمي، (٦٨٩/١ – ٦٩٠).

٣٠١

وقد اختلفت كلمة الفقهاء يف املذهب الواحد يف مقدار اجللد الذي ر عىل األقوال اآلتية: جيوز للحاكم إقامته عىل املعز

وجه وهو جلدات، عرش عىل التعزير يف يزاد ال األول: القول عند الشافعية، ورواية عن اإلمام أمحد(١)؛ واستدلوا بحديث أيب بردة األنصاري أنه سمع رسول اهللا يقول: «ال جيلد أحد فوق عرشة

أسواط إال يف حد من حدود اهللا»(٢).مناقشة الدليل: أجاب احلنفية عن هذا احلديث بأنه منسوخ بدليل

عمل الصحابة بخالفه من غري إنكار أحد(٣).ألنه جدا، ضعيف منسوخا احلديث اعتبار أن عليهم: وجياب أو بعضهم وفعل بخالفه، العمل عىل الصحابة إمجاع إثبات يتعذر وقد بدليل، إال النسخ يثبت وال النسخ، عىل يدل ال بخالفه فتواه تأول بعض املالكية احلديث عىل أنه مقصور عىل زمن النبي ، ألنه ألنه أيضا الضعف غاية يف وهذا القدر، هذا منهم اجلاين يكفي كان

ترك للعموم بغري دليل رشعي عىل اخلصوص(٤).القول الثاين: ال يبلغ بالتعزير جلدا أدنى حد مرشوع، ففي مقدمات الزنا دون حد الزنا، ويف اإليذاء والسب بغري القذف دون حد القذف، ويف إدارة كأس املاء عىل الرشب تشبيها بشارب اخلمر دون حد اخلمر مجهورهم، عند األصح يف والشافعية احلنفية قول هو وهذا وهكذا، حد أدنى مقدار اعتبار يف بينهم خالف عىل رواية؛ يف أمحد واإلمام

(١) النووي، روضة الطالبني، (١٧٤/١٠)، ابن قدامة، املغني، (١٤٨/٩).ح٦٤٥٨، واألدب، التعزير كم باب املحاربني، كتاب البخاري، صحيح البخاري، (٢)(٢٥١٢/٦)، مسلم، صحيح مسلم، كتاب احلدود، باب قدر أسواط التعزير، ح١٧٠٨،

(١٣٣٢/٣)، واللفظ ملسلم.(٣) ابن اهلامم، رشح فتح القدير، (٣٤٩/٥)، وسيأيت ذكر ذلك عند ذكر مذهب املالكية.

(٤) ابن دقيق العيد، رشح عمدة األحكام، (١٣٨/٤)، الشوكاين، نيل األوطار، (٣٣٠/٧).

٣٠٢

مرشوع، حيث ير اإلمامان أبو حنيفة وحممد ورواية عن اإلمام أمحد يف العبد حق يف األربعني ألن سوطا، وثالثني تسعة عىل يزاد ال أن ير بينام واحدة، برضبة عنه التعزير فنقص حد، والرشب القذف تسعا رواية ويف جلدة، وسبعني مخسا يبلغ أن يوسف أبو اإلمام ر أن سبب اختالف الرواية عنه أنه أمر يف تعزير ك وسبعني جلدة، وذفعقد بأصابعه، عقدا مخسة لكل يعقد وكان وسبعني، بتسعة رجل مخسة عرش، ومل يعقد لألربعة األخرية لنقصاهنا عن اخلمسة فظن الذي

كان عنده أنه أمر بخمسة وسبعني، وإنام أمر بتسعة وسبعني»(١).ر املعز كون بني أمحد اإلمام عن أخر ورواية الشافعية ق فر وقد حرا أو عبدا، فال يزاد تعزيز حر عىل تسعة وثالثني جلدة، وال العبد

عىل تسع عرشة، عىل اعتبار أن حد اخلمر أربعون جلدة(٢).واستدل أصحاب هذا القول بام يأيت:

١. قول النبي : «من بلغ حدا يف غري حد فهو من املعتدين»(٣)، يبلغ أال لزم وإذا احلنفية، عند حجة فهو مرسل احلديث أن ومع نكرة، ( (حد لفظ أن إىل وحممد حنيفة أبو اعترب فقد حدا بالتعزير أربعني بالتعزير تبلغ فال األرقاء، حد وهو احلدود أقل إىل فرصفاه يوسف أبو أما الدرء، يف احتياط حمل املحل أن وخصوصا جلدة،

فاعترب أقل حدود األحرار(٤).قدامة، ابن القدير، (٣٤٨/٥)، فتح رشح اهلامم، ابن املبسوط، (٧١/٩)، الرسخيس، (١)

املغني، (١٤٨/٩).قدامة، ابن ،(١٧٤/١٠) الطالبني، روضة النووي، ،(٢٨٨/٢) املهذب، الشريازي، (٢)

املغني، (١٤٨/٩).(٣) البيهقي، سنن البيهقي الكرب، كتاب األرشبة واحلد فيها، باب ما جاء يف التعزير وإنه ال يبلغ به أربعني، ح١٧٣٦٣، (٣٢٧/٨) واحلديث مرسل، ابن حجر، الدراية يف ختريج

أحاديث اهلداية، الزيلعي، نصب الراية، (٣٥٤/٣). (٤) ابن اهلامم، رشح فتح القدير، (٣٤٨/٥).

٣٠٣

عىل املنصوص واملعايص واملعصية اإلجرام قدر عىل العقوبة .٢حدودها أعظم من غريها، فال جيوز أن يبلغ يف أهون األمرين عقوبة أعظمها، فال جيوز أن جيلد من قبل امرأة حراما أكثر من حد الزنا، ألن أوىل(١)، دونه فام حده، عىل يزاد أن جيوز ال وفحشه عظمه مع الزنا وإنام مل جتز الزيادة عىل أقل احلدود عقوبة؛ ألن احلد إنام رشع للزجر معصية يف العقوبة تبلغ أن جيوز فال الكبرية، واملعايص اجلرائم عن أقل خطورة عىل الفرد واملجتمع ما تبلغه العقوبة يف اجلرائم اخلطرية،

فضال عن الزيادة عليها.القول الثالث: ال يبلغ بكل جناية حدا مرشوعا يف جنسها، وجيوز أن يزيد عىل حد غري جنسها، وهو رواية عن اإلمام أمحد(٢)، وحسنه شيخ اإلسالم ابن تيمية(٣)، وهذا القول قريب من سابقه إال أنه يفرق وبني العقوبة، يف عليها يزاد فال جنسها من حد فيها التي اجلناية بني اجلناية التي ال حد فيها من جنسها، فيجوز التعزير يف املبارشة املحرمة، وال القذف، حد عىل يزيد الذي بالرضب حرز غري من الرسقة ويف

يبلغ بذلك الرجم والقطع. رأ إذا وأكثر وأقل احلدود بمثل التعزير جيوز الرابع: القول اإلمام املصلحة يف ذلك، وبام ال يأيت عىل النفس باإلهالك، وهو قول

املالكية(٤).فقد روي أن معن بن زائدة عمل خامتا عىل نقش خاتم بيت املال ، فبلغ عمر ذلك فرضبه ثم جاء به لصاحب بيت املال، فأخذ منه ماال

(١) ابن قدامة، املغني، (١٤٩/٩)، ابن اهلامم، رشح فتح القدير، (٣٤٩/٥).(٢) ابن قدامة، املغني، (١٤٨/٩).

(٣) ابن تيمية، كتب ورسائل وفتاو ابن تيمية، (٤٠٥/٣٥).(٤) الدردير، الرشح الكبري، (٣٥٥/٤)، ابن جزي، القوانني الفقهية، (٢٣٥/١)، الدسوقي،

حاشية الدسوقي، (٣٥٥/٤).

٣٠٤

مائة فرضبه فيه فكلم ،أخر مائة فرضبه فيه فكلم وحبسه، مائة ونفاه»(١).

ذنوبا له أن حيتمل بأنه األثر: هبذا االستدالل عىل احلنفية رد وقد كثرية، أو كان ذنبه يشتمل أمورا كثرية منها التزوير، وأخذه مال بيت املال، وفتحه باب احليلة عىل من كانت نفسه بعيدة عن التفكري بمثل

هذه الطريقة يف التحايل عىل بيت املال(٢).والقول الراجح: أنه ال دليل عىل جواز الزيادة يف التعزير عىل عرشة

أسواط –وهو القول األول– ملا يأيت:العمل باحلديث املتفق عليه الذي حيرم الزيادة عىل عرش جلدات يف التأديب أو التعزير، وال يقو احلديث املرسل الذي أخرجه البيهقي

عىل معارضته.ما روي عن بعض الصحابة ال يقاوم النص الصحيح، وليس ملن خالفه متمسك يصلح للمعارضة، ولعل الصحابة مل يبلغهم احلديث هذا مالكا يبلغ مل ملالك: معتذرا الداودي قاله ما ومثله عليه، املتفق احلديث، فكان ير العقوبة بقدر الذنب، وهذا يقتيض أنه لو بلغه ما

عدل عنه، فيجب عىل من بلغه أن يأخذ به(٣).هذا ويكون السوط وسطا، ال جديدا فيجرح، وال خليقا فيقل أمله، وال يردع، فال ضعيفا وال فيقتل، شديدا ال وسطا، الرضب ويكون

يرفع باعه كل الرفع، وال حيطه فال يؤمل، فإن املقصود أدبه ال قتله(٤).(١) ابن اهلامم، رشح فتح القدير، (٣٤٩/٥)، النووي، رشح صحيح مسلم، (٢٢١/١١)،

وقد بحثت عن هذا األثر يف مظانه فلم أعثر عليه.(٢) ابن اهلامم، رشح فتح القدير، (٣٤٩/٥)، ابن قدامة، املغني، (١٤٩/٩).

(٣) الصنعاين، سبل السالم، (٦٨/٤)، ابن حجر، فتح الباري، (١٧٩/١٢)، الشوكاين، نيل األوطار، (٣٣٠/٧).

(٤) ابن قدامة، املغني، (١٤٢/٩).

٣٠٥

املطلب الثالثأقوال الفقهاء يف جناية احلاكم

احلدود يف يامرسه للحاكم حق التعزير أو التأديب أن سابقا بينا املخالفني تعزير يف منه املرجوة املصلحة حيقق بام رشعا، له املقررة

لرشع اهللا أو ما يمس الصالح العام.ينوب من أو احلاكم سلطة أن املقام هذا يف إليه التنبيه جيدر ومما منابه يف التعزير ليست حتكمية، وإنام هي منضبطة باملخالفات الرشعية أو التي متس الصالح العام، وهي مقيدة بقيود، ومقدرة بمقادير معينة، هو إنام التعزيرية العقوبة تقدير يف للحاكم أعطي الذي احلق وهذا العقوبة اختيار وحيسن واملجرم، اجلريمة ظروف يقدر أن أجل من

املناسبة، ومل يعط له هذا احلق ليخلق اجلرائم وينشئ العقوبات(١).عن الناس بكف اخللق رمحة احلاكم قصد يكون أن ينبغي لذا إذا الوالد بمنزلة اخللق، عىل العلو وإرادة غيظه شفاء ال املنكرات، أدب ولده فإنه لو كف عن تأديب ولده –كام تشري به األم رقة ورأفة– لفسد الولد، وإنام يؤدبه رمحة به وإصالحا حلاله، مع أنه يود ويؤثر أال حيوجه إىل تأديب، فمتى كان قصد احلاكم صالح الرعية والنهي عن وجه بذلك وابتغى عنهم، املرضة ودفع هلم املنفعة بجلب املنكرات اهللا تعاىل وطاعة أمره، أالن اهللا له القلوب، وتيرست له أسباب اخلري، وأما إذا كان غرضه العلو عليهم وإقامة رياسته ليعظموه، أو ليبذلوا له

ما يريد من األموال انعكس عليه مقصوده(٢).ر، أو تلف عضو وعىل ضوء ذلك، إذا أد التعزير إىل هالك املعز

(١) عودة، الترشيع اجلنائي اإلسالمي، (١٥٢/١).(٢) ابن تيمية، كتب ورسائل وفتاو ابن تيمية، (٣٢٩/٢٨).

٣٠٦

من أعضائه، فنحن اآلن أمام جناية قام هبا احلاكم أو من ينوب منابه ر، فام حكم ذلك؟ وهل يضمن احلاكم جنايته؟ وإذا ضمن يف حق املعز

فعىل من يكون الضامن؟(١).املرشوع، بالقدر التعزير بسبب جرحه أو املعزر هالك يكون قد

وقد يكون بسبب الزيادة عن القدر املرشوع.الفرع األول: إذا كان هالك املعزر أو جرحه بسبب التعزير بالقدر

املرشوع.اختلفت كلمة الفقهاء عىل األقوال اآلتية:

ر من تعزير احلاكم له، فال ضامن عليه القول األول: إذا هلك املعزأال يشرتط أنه إال عاقلته، عىل وال املسلمني مال بيت يف ال دية، وال (٢) وأال يقصد قتله. وهو قول يزيد يف التعزير عن املقدار املحدد رشعا

احلنفية وقول عند املالكية واحلنابلة(٣).واستدلوا عىل قوهلم بام يأيت:

١. أن اإلمام حمق فيام أقام، وهو مستوف حقا هللا تعاىل، فيصري كأن اإلمام عىل مستحق التعزير إقامة أن ذلك وبيان أماته، احلق له من ر ال ينزجر إال به، وما يكون مستحقا عىل املرء رشعا، إذا علم أن املعزال يتقيد برشط السالمة، ألنه البد له من الفعل، والسالمة خارجة عن منه، املقتص أو املحدود هالك إىل نتطرق ومل فقط التعزير عىل البحث هذا يف اقترصنا (١)حيث إن أقوال الفقهاء يف ذلك ختتلف قليال يف بعض املسائل، ومل نتطرق إليها حمافظة

عىل عنوان البحث، وما سيذكر عن هالك املحدود إنام ذكر تبعا ال أصالة. (٢) يراعى اختالف املذاهب يف املقدار املرشوع للتعزير.

(٣) ابن اهلامم، رشح فتح القدير، (٣٥١/٥-٣٥٢)، الرسخيس، املبسوط، (٦٤/٩-٦٥)، ابن ،(٣٥٥/٤) الكبري، الرشح الدردير، ،(٣٠٥/٧) الصنائع، بدائع الكاساين، القناع، كشاف البهويت، ،(٣٣٨/٤) الفروع، مفلح، ابن ،(١٥٠/٩) املغني، قدامة،

.(١٢٦/٦)

٣٠٧

وسعه، إذ الذي يف وسعه أن ال يتعرض لسببها القريب، وهو بني أن يبالغ يف التخفيف فلم حيقق الغاية من التعزير بالزجر وبني أن يفعل ما يقع زاجرا، وقد يتفق أن يموت اإلنسان به، فال يتصور األمر بالرضب رشع بتنفيذ مأمور واحلاكم عليه، السالمة اشرتاط مع الزاجر املؤمل والقاعدة ،(١) ضامنا يكون فال فيه، مأذون بفعل حصل فاملوت اهللا،

الفقهية تقول: «اجلواز الرشعي ينايف الضامن»(٢).٢. التعزير عقوبة مرشوعة للردع والزجر فلم يضمن من تلف هبا

كاحلد(٣).ر، وهو قول عند القول الثاين: أن عىل اإلمام الضامن إذا هلك املعزاملالكية وقول اإلمام الشافعي، وهي عند الشافعية دية شبه عمد كاملة عىل عاقلة اإلمام، وقيل يف بيت املال، وعليه الكفارة من صوم شهرين متتابعني، أما عند املالكية فيعترب قتال خطأ فيه الدية املخففة عىل عاقلة

اإلمام(٤).واستدلوا عىل قوهلم بام يأيت:

ر فيها، منها عىل ١. قد وقعت معاص عىل عهد الرسول ومل يعزسبيل املثال:

أ) عن عبد اهللا بن مسعود أن رجال أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي فأخربه، فأنزل اهللا (z y } | { ~ ے¡ ¢

(١) املراجع السابقة نفسها.العام، الفقهي املدخل الزرقا، األمايل، (٦٠٩/١)، سلك يف الآللئ ترتيب زاده، ناظر (٢)

.(١٠٣٥/٢)(٣) ابن قدامة، املغني، (١٥٠/٩).

حاشية البجريمي، ،(٥١٩/٦) الوسيط، الغزايل، ، (١٧٣ ،٨٨/٦) األم، الشافعي، (٤)مواهب احلطاب، ،(٢٩١/٢) الوهاب، فتح األنصاري، ،(٢٤١/٤) البجريمي،

اجلليل، (٣٢١/٦).

٣٠٨

أيل اهللا رسول يا الرجل: فقال ،(١١٤ £ ¤ ¥) (هود: هذا؟، قال: جلميع أمتي كلهم»(١).

فهذا الرجل يقوم بمعصية وال يعزره رسول اهللا ، فبإمكان اإلمام إذن أن ال يقوم بالتعزير وال يأثم برتكه.

من رجال أن حدثه أنه الزبري بن اهللا عبد عن عروة عن ب) هبا يسقون التي احلرة رشاج يف النبي عند الزبري خاصم األنصار عند فاختصام عليه، فأبى يمر، املاء رسح األنصاري: فقال النخل، إىل املاء أرسل ثم زبري يا للزبري: «اسق اهللا رسول فقال ، النبي وجه فتلون عمتك، ابن كان أن فقال: األنصاري فغضب جارك»، إىل يرجع حتى املاء احبس ثم زبري، يا «اسق قال: ثم اهللا رسول

اجلدر»، فقال الزبري: واهللا إين ألحسب هذه اآلية نزلت يف ذلك (¬ º ¹ ¸ ¶ μ ´ ³ ² ± ° ¯ ®

« ¼ ½ ¾ ¿ À) (النساء: ٦٥)(٢).

ولو مل جيز ترك التعزير لعزره رسول اهللا عىل ما قال.يدخل بغية امرأة أن بلغه عمر أن البرصي احلسن عن جـ) أجيبي فقال: الرسول، فأتاها ، رسوال إليها فبعث الرجال، عليها ولدها، فتحرك رمحها، يف الفزعة وقعت فزعة ففزعت املؤمنني أمري بذلك، عمر فأيت جنينا، غالما فألقت املخاض فأخذها فخرجت فأرسل إىل املهاجرين فقص عليهم أمرها، فقال: ما ترون؟ فقالوا: ما ح٥٠٣، كفارة، الصالة باب الصالة، مواقيت كتاب البخاري، صحيح البخاري، (١)(١٩٦/١)، مسلم، صحيح مسلم، كتاب التوبة، باب قوله تعاىل: «إن احلسنات يذهبن

السيئات»، ح٢٧٦٣، (٢١١٥/٤).(٢) البخاري، صحيح البخاري، كتاب املساقاة، باب سكر األهنار، ح٢٢٣١، (٨٣٢/٢)، ح٢٣٥٧، ، اتباعه وجــوب باب الفضائل، كتاب مسلم، صحيح مسلم،

.(١٨٢٩/٤)

٣٠٩

القوم ويف ومؤدب، معلم أنت إنام املؤمنني، أمري يا شيئا عليك نرأقول قال: احلسن؟ أبا يا أنت تقول فام قال: ساكت، وعيل عيل، فقد رأهيم جهد هذا كان وإن أثموا، فقد اهلو يف قاربوك كانوا إن اذهب صدقت قال: املؤمنني، أمري يا الدية عليك وأر أخطأوا،

فاقسمها عىل قومك»(١).ضامنا، تعقب ال التي باملباحات تأديبه شبه مؤدب أنت قال فمن فاعرتض عليه عيل وفرق بينه وببني سائر التأديبات، بأن التأديب حد إىل املنتهية املبالغة فيه جتوز ال التعزيرات جنس من يكون الذي

اإلتالف، وقاسه عىل قتل اخلطأ(٢).أحد عىل حدا ألقيم كنت ما قال: طالب أيب بن عيل عن د) فيموت فأجد يف نفيس إال صاحب اخلمر، فإنه لو مات وديته، وذلك

أن رسول اهللا مل يسنه»(٣).فهذا عيل بن أيب طالب أراد أن الزيادة عن األربعني يف حد اخلمر إنام هو عقوبة تعزيرية من اجتهاد الصحابة، فإذا أد إىل التلف ففيه

الضامن(٤).تركه، جيوز كان وقد تعاىل، اهللا حدود من حد ال أدب التعزير ر تبني خروجه عن وال يأثم من تركه فيه، فإذا رس اهلالك عىل املعزمن يغرم واملعلم يضمن اإلمام باب اإلجارة، كتاب ،الكرب البيهقي سنن البيهقي، (١)منقطع واحلديث ،(١٢٣/٦) ح١١٤٥٣، املعلم، وتأديب اإلمام بتعزيز مقتوال صار

، ابن حجر، تلخيص احلبري، (٣٧/٤) بني احلسن وعمر ابن ،(٣٧٧/٥) املحصول، الرازي، ،(٦٨٧/٢) الفقه، أصول يف الربهان اجلويني، (٢)

القيم، إعالم املوقعني، (٢١٦/١). ح٦٣٩٦، والنعال، باجلريد الرضب باب احلدود، كتاب البخاري، صحيح البخاري، (٣)ح١٧٠٧، اخلمر، حد باب احلدود، كتاب مسلم، صحيح مسلم، ،(٢٤٨٨/٦)

.(١٣٣٢/٣)(٤) الشريازي، املهذب، (٢٨٩/٢).

٣١٠

بسالمة مرشوط وهو ر، املعز فيه هيلك ال ما املرشوع إذ املرشوع، ر إذا مل تسلم العاقبة(١). العاقبة، لذا وجب الضامن عىل كل معز

القول الراجح:عىل الضامن وجوب وهو املسألة؛ هذه يف راجح الثاين القول

احلاكم، ملا يأيت:أال بإمكانه كان وقد اإلهالك، ال التأديب هو التعزير غاية إن .١تثبت الشافعي ذكرها التي واألدلة عليه، ذلك وجوب لعدم ر يعزذلك، ويكون الضامن عىل بيت املال، ألن احلاكم إنام أقام العقوبة نيابة عن األمة يف إقامة التعازير باعتباره خليفة عليهم، لذا يتحمل بيت املال الدية، فلو محلنا احلاكم ديات من هيلك تعزيرا ألد ذلك إىل نفوره عن إقامة التعازير، مما يؤدي إىل جرأة أهل الفسوق عىل فسوقهم، ويعود

عىل أصل ترشيع التعزير بالنقض والبطالن.٢. إن ما استدل به اجلمهور من أنه ال ضامن عىل احلاكم إذا هلك ر ألنه مأمور برشع اهللا، فإنا ال نوافقهم عىل ذلك، ألن تنفيذ هذه املعزالتعازير مرشوط بسالمة العاقبة، واملرشوع فيها التأديب ال اإلتالف، ر وجب ضامنه حفاظا عىل دمه من أن يذهب هدرا فإن فإذا هلك املعز

إزهاق األنفس أعظم حرمة عند اهللا من ترك التعزير.٣. إن قاعدة «اجلواز الرشعي ينايف الضامن» ليست عىل إطالقها، وإنام كام قيدها الشيخ مصطفى الزرقا بقوله: «وهذه القاعدة فيام يظهر مقيدة بأن يكون اجلواز الرشعي جوازا مطلقا، فلو كان جوازا مقيدا فإنه ال ينايف الضامن، ولذلك يضمن املضطر قيمة طعام الغري إذا أكله حاشية البجريمي، ،(٥١٩/٦) الوسيط، الغزايل، ، (١٧٣ ،٨٨/٦) األم، الشافعي، (١)مواهب احلطاب، ،(٢٩١/٢) الوهاب، فتح األنصاري، ،(٢٤١/٤) البجريمي،

اجلليل، (٣٢١/٦).

٣١١

لدفع اهلالك عن نفسه، مع أن أكله واجب ال جائز فقط، وذلك ألن أن ينبغي كان وعليه الغري،... حقوق بحفظ رشعا مقيد اجلواز هذا فإن لذا الضامن»(١)، ينايف املطلق الرشعي «اجلواز القاعدة: يف يقال

التعزير مع مرشوعيته إال أنه مرشوط بسالمة العاقبة.عن الزيادة بسبب جرحه أو املعزر هالك كان إذا الثاين: الفرع

القدر املرشوعال بسوط رضب أو املرشوع القدر عن التعزير يف احلاكم زاد إذا ر ملرض ونحوه فإن عىل احلاكم الضامن، ألنه متعد يف حالة حيتمله املعزال بام رضبه حالة يف حقه استعامل يف ومتعسف املقدار، عن الزيادة

يطيقه وال حيتمله(٢).وقد اتفقت كلمة احلنفية واملالكية والشافعية واحلنابلة عىل وجوب

الضامن يف هذه احلالة إال أهنم اختلفوا يف طبيعته.مال بيت عىل الدية بنصف يكون الضامن أن إىل احلنفية فذهب املسلمني؛ ألن الزيادة غري مأذون فيها فحصل القتل بفعل مأذون فيه،

وبفعل غري مأذون فيه فيتنصف(٣).ر، وير املالكية أن اإلمام يمنع من التأديب إذا مل يظن سالمة املعز

(١) الزرقا، املدخل الفقهي العام، (١٠٣٦/٢).(٢) هناك فرق جوهري بني التعدي والتعسف يف استعامل احلق، وهو أن الفعل يف التعدي غري مرشوع لذاته ألنه ال يستند إىل حق أو جواز رشعي، أي أنه معيب يف ذاته، وحمظور يف كل حال، إال حال الرضورة، أما التعسف يف استعامل احلق؛ فإن الفعل يف األساس من الفعل جترد فإذا نتيجته، أو باعثه يف بعيب مشوب ولكنه حق، إىل ويستند مرشوع الباعث غري الرشعي، أو مل ترتتب عليه النتيجة غري املرشوعة، عاد إىل الفعل وصفه من املرشوعية، وليس كذلك الفعل يف جماوزة احلق أو االعتداء، الدريني، نظرية التعسف يف

استعامل احلق، ص (٤٧-٦٣).(٣) ابن عابدين، حاشية ابن عابدين، (٧٩/٤).

٣١٢

– إن جزم بعدم السالمة أو فإن فعل ضمن النفس قودا –أي قصاصاظن عدمها، وإن شك يف السالمة وعدمها فالدية عىل عاقلته(١).

وير الشافعية أن اإلمام إذا أرسف وظهر منه قصد القتل؛ تعلق به القصاص والدية املغلظة يف ماله(٢).

وير احلنابلة أن عىل اإلمام الضامن عند التعدي يف التعزير، ويعد شبه عمد تتحمل عاقلته الدية املغلظة كلها، ألنه قتل حصل من جهة اهللا وعدوان الضارب، فكان الضامن عىل الضارب، وليس ذلك من خطأ احلاكم يف حكمه ليكون الضامن يف بيت املال(٣)، وهذا هو املذهب، وقيل

يضمن نصف الدية ألنه تلف بفعل مضمون وغريه فوجب نصفها(٤).الراجح يف حمل الضامن:

موجب التعزير يف احلد جماوزة أن عىل متفقون الفقهاء أن وجدنا عن أما وإصالح، تأديب ال وإهالك إتالف أنه يظهر ألنه للضامن، طبيعة الضامن ومن يتحمله، فإنه البد من التفريق بني حالة االعتداء رشعا، مقرر هو عام بالزيادة وذلك التعزير، مقدار يف احلد وجماوزة زيادة دون ر املعز هالك عند وذلك احلق استعامل يف التعسف وبني يكون كأن التعزير يف حقه استعامل يف احلاكم إساءة وإنام املقدار، يف ر رضبه شديدا، أو جيلده يف يوم شديد الربودة أو احلرارة، أو كون املعزضعيف البنية ال حيتمل العقوبة، أو ما شابه ذلك من املعايري املوضوعية

التي جيب مراعاهتا يف أثناء التعزير.(١) الدسوقي، حاشية الدسوقي، (٣٥٥/٤)، احلطاب، مواهب اجلليل، (٣٢١/٦).

(٢) النووي، روضة الطالبني، (١٧٧/١٠)، ويف هذا رد عىل جزم السيوطي أن من له التأديب القصاص عليه جيب فال التأديب له جيوز من «وأما قال: حيث ألبتة عليه قصاص ال

»، األشباه والنظائر، (١٩٩/١). قطعا(٣) البهويت، كشاف القناع، (٨٣/٦-٨٤).

(٤) ابن مفلح، املبدع، (٥١/٩).

٣١٣

جيلد كأن التعزير، مقدار يف احلد وجماوزة االعتداء حالة ففي لذا زيادة عن املقدار املقرر رشعا أو يرضب عىل مقتل، فإنه يف هذه احلالة رشطا فاجتمع له، متعمد اجلرح أو للقتل قاصد احلاكم أن لنا يظهر العمد والعدوان ومها من رشوط القصاص؛ لذا، فإن من حق أولياء يطالب أن احلالة هذه يف رح ج إن ر املعز حق من أو مات إن ر املعزموافق وهذا أساسا، مرشوع غري فعله ألن املعتدي، من بالقصاص

لقويل املالكية والشافعية.ر بسبب التعسف يف استعامل احلق فإن الضامن أما إن كان هالك املعزيستقر أيضا عىل احلاكم، وجتب الدية عىل عاقلته مغلظة، تشبيها لفعله من منه املرجوة الغاية حيقق مل تعزيره ألن وذلك العمد، شبه بقتل التأديب واإلصالح، وإنام أد به إىل اإلهالك مما يكشف لنا عن معيار قصد من القلبي الباعث وهو أال التعسف معايري من شخيص ذايت ر، فهناك قصد لإلرضار وتعمد اإلرضار، ولكن اآللة اإلرضار باملعزفكانت العمد، بشبه يلحق لذا غالبا، تقتل ال -السوط– املستعملة احلالة هذه يف القصاص بوجوب نقل ومل عاقلته، عىل مغلظة الدية لضعف الرضب حيتمل مل ر املعز يكون أن احتامل من الشبهة لوجود

يف بدنه أو ما شاهبه، وهذا موافق للمذهب عند احلنابلة.

٣١٤

املبحث الثالثجناية الزوج

املطلب األولمرشوعية تأديب الزوج زوجته

خلق اهللا املرأة من ضلع الرجل ليسكن إليها وتتحقق املودة والرمحة J I H G F E D C B A) :فقال تعاىلK) (األعراف: ١٨٩)، ولكن ختتلف الطباع وتتغلب النزعات فأعطى اهللا سبحانه وتعاىل الرجل احلق يف تقويم اعوجاج املرأة لتتحقق غاية الزواج من السكينة واملودة والرمحة، فقد وردت األدلة عىل مرشوعية

تأديب الزوجة عند نشوزها؛ منها:١. قال اهللا تعاىل: (8 9 : ; > = < ?@ F E D C B A) (النساء: ٣٤)،

أو بالقول تعصيه بأن زوجها طاعة عن وترفعت املرأة، نشزت فإن فيبدأ باملوعظة وذلك ببيان بالفعل، فإنه يؤدهبا باألسهل فاألصعب، حكم اهللا يف طاعة الزوج ومعصيته، والرتغيب يف الطاعة، والرتهيب من املعصية، وختويفها من اهللا وعقابه، وما يلحقها من رضر بنشوزها من سقوط نفقتها وجواز هجرها ورضهبا، فإن انتهت فذلك املطلوب، وإال فيهجرها الزوج يف املضجع بأن ال يضاجعها وال جيامعها بمقدار

٣١٥

وال ، للمويل التي أشهر األربعة عن يزيد وال املقصود، به حيصل ما جياوز باهلجر يف الكالم ثالثا، وإن مل يصلحها ذلك رضهبا رضبا غري واملستحسنة املخوفة املواضع وجيتنب شديد، وغري مؤثر وغري مربح ألن املقصود التأديب ال اإلتالف والتشويه(١)، وهذا إذا أفاد الرضب وهذا فائدة(٢)، بال عقوبة ألنه الرضب له جيوز فال يفد مل فإن بظنه، بحرف كان وإن اآلية فظاهر املذكور، الرتتيب عىل يكون التأديب سبيل عىل اجلمع منه املراد لكن ، املطلق للجمع املوضوعة الواو

الرتتيب(٣).٢. عن جابر بن عبد اهللا أن النبي قال يف خطبة حجة الوداع: «اتقوا اهللا يف النساء، فإنكم أخذمتوهن بأمان اهللا، واستحللتم فروجهن فإن تكرهونه، أحدا فرشكم يوطئن ال أن عليهن ولكم اهللا، بكلمة

فعلن ذلك فارضبوهن رضبا غري مربح»(٤).هذا، وقد وردت أحاديث تبني أن رضب الزوجة عند نشوزها مع

مرشوعيته إال أنه ال يفضل رضهبا؛ منها:جيلد «ال : اهللا رسول قال قال: زمعة بن اهللا عبد عن .١أحدكم امرأته جلد العبد ثم جيامعها يف آخر اليوم»(٥)، فالعاقل ال يبالغ يف رضب امرأته ثم جيامعها آخر يومه، فاملجامعة إنام تستحسن مع ميل (١) السعدي، تفسري السعدي، ص١٧٧، اجلصاص، أحكام القرآن، (١٥٠/٣)، ابن قدامة، الشافعي، اجلليل، (١٥/٤)، مواهب احلطاب، حنبل، (١٣٧/٣)، ابن فقه يف الكايف

األم، (١٩٤/٥)، الرشبيني، اإلقناع، (٤٣٣/٢).(٢) الدمياطي، إعانة الطالبني، (٣٧٧/٣)، احلطاب، مواهب اجلليل، (١٦/٤).

(٣) الكاساين، بدائع الصنائع، (٣٣٤/٢). -٨٨٩/٢) ح١٢١٨، ، النبي حجة باب املناسك، كتاب مسلم، صحيح مسلم، (٤)

.(٨٩٠(٥) البخاري، صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب ما يكره من رضب النساء، ح٤٩٠٨،

.(١٩٩٧/٥)

٣١٦

النفس والرغبة يف العرشة، واملجلود غالبا ما ينفر ممن جلده، فوقعت اإلشارة إىل ذم ذلك، وأنه إن كان والبد من التأديب، فليكن بالرضب

اليسري الذي ال حيصل منه النفور التام(١).٢. عن إياس بن عبد اهللا قال: قال رسول اهللا : «ال ترضبوا إماء (٢) النساء عىل أزواجهن، ن ئر اهللا»، فجاء عمر إىل رسول اهللا ، فقال: ذسبعون حممد بآل فأطاف قال: يرضبوهن، أن اهللا رسول فأذن أولئك «ليس : اهللا رسول فقال أزواجهن، يشتكني كلهن امرأة

خياركم»(٣).قال الشافعي يف هني النبي عن رضب النساء ثم إذنه يف رضهبن اختيار عىل عنه هنى يكون أن يشبه خياركم» يرضب «لن وقوله ال أن هلم واختار احلق، يف الرضب هلم مباحا بأن فيه وأذن النهي، قبل يكون أن وحيتمل قال: خياركم»، يرضب لن لقوله:» يرضبوا نزول اآلية برضهبن ثم أذن هلم بعد نزوهلا برضهبن، قال الشافعي: ويف أن فرض ال مباح رضهبن أن عىل داللة خياركم» يرضب قوله: «لن يرضبن، ونختار له من ذلك ما اختار رسول اهللا ، فنحب للرجل أن

ال يرضب امرأته يف انبساط لساهنا عليه وما أشبه ذلك»(٤).إذن للرجل أن يرضب زوجته تأديبا إذا رأ منها ما يكره فيام جيب عليها فيه طاعته، فإن اكتفى بالتهديد ونحوه كان أفضل، ومهام أمكن

(١) ابن حجر، فتح الباري، (٣٠٣/٩).ن أي نفرن ونشزن واجرتأن، الرازي، خمتار الصحاح، ص٩٢، اجلزري، النهاية يف ئر (٢) ذ

غريب األثر، (١٥١/٢). (٣) أبو داود، سنن أيب داود، كتاب النكاح، باب يف رضب النساء، ح٢١٤٦، (٢٤٥/٢)، هذا وقال: ح٢٧٧٤، (٢٠٨/٢)، النكاح، كتاب الصحيحني، عىل املستدرك احلاكم،

حديث صحيح، وصححه األلباين، صحيح سنن أيب داود، (٤٠٣/٢).(٤) الشافعي، األم، (٥/ ١٩٤).

٣١٧

الوصول إىل الغرض بغري الرضب، فال يعدل إليه، ملا يف ذلك من وقوع النفرة املضادة حلسن العرشة املطلوبة يف احلياة الزوجية، إال إذا كان يف أمر يتعلق بمعصية اهللا(١)، وما رضب رسول اهللا شيئا قط بيده وال

امرأة وال خادما إال أن جياهد يف سبيل اهللا»(٢).املطلب الثاين

أقوال الفقهاء يف جناية الزوجبناء عىل ما سبق فإذا أد رضب الزوجة إىل هالكها أو تلف عضو من أعضائها، فام حكم ذلك؟ وهل يضمن الزوج جنايته؟ وإذا ضمن

فعىل من يكون الضامن؟اختلفت كلمة الفقهاء عىل األقوال اآلتية:

القول األول: إذا رضب الزوج زوجته فهلكت ضمن ديتها، وهو قول احلنفية واملالكية والشافعية(٣)، واستدلوا بام يأيت:

١. إن الزوج يستويف الرضب ملنفعة نفسه، وهو مباح رضهبا وليس السالمة برشط فتقيد عليه، مستحق وغري به، ملزم وال عليه واجبا رضهبا ألن ماتت إذا يضمن وهلذا واالصطياد، الطريق يف كامليش جهة من به مأمورا كان رضب كل أن احلنفية عند والقاعدة مباح، مأذونا كان رضب وكل ملوته، عليه ضامن ال الضارب فإن الشارع،

(١) الشوكاين، نيل األوطار، (٣٦٥/٦)، النووي، رشح صحيح مسلم، (٨٤/١٥).املباح من واختياره لآلثام مباعدته باب الفضائل، كتاب مسلم، صحيح مسلم، (٢)

أسهله، وانتقامه هللا عند انتهاك حرماته، ح٢٣٢٨، (١٨١٤/٤). ابن ،(٦٤/٩-٦٥) املبسوط، الرسخيس، ،(٣٥٣/٥) القدير، فتح رشح اهلامم، ابن (٣)الرب، عبد ابن ،(١٥/٤) اجلليل، مواهب احلطاب، ،(٣٩٢/٨) الرائق، البحر نجيم، ابن زيد رشح البيان غاية الرميل، املهذب، (٧٠/٢)، الشريازي، الكايف، (٥٩٦/١)،

رسالن، (٢٥٩/١)، الغزايل، الوسيط، (٣٠٦/٥).

٣١٨

فيه دون األمر، فإن الضارب يضمنه إذا مات لتقييده برشط السالمة كاملرور يف الطريق(١).

٢. إن القصد من الرضب التأديب دون اإلتالف والتشويه، فلام أدإىل التلف وجب الغرم والضامن ألنه تبني أنه إتالف ال إصالح(٢).

ويعترب هالك الزوجة بتأديب زوجها من قبيل القتل شبه العمد عند احلنفية والشافعية ويوجب الدية املغلظة عىل عاقلة الزوج(٣).

أما املالكية فقد اعتربوا هالك الزوجة بتأديب زوجها من قبيل القتل اخلطأ املوجب للدية املخففة عىل عاقلة الزوج(٤).

أما إذا كان هالك الزوجة بسبب التعدي واإلرساف وجماوزة احلد (٥)، يوجب القصاص. فيه، فيعترب عمدا حمضا

القول الثاين: إذا رضب الزوج زوجته فهلكت من التأديب املرشوع فال ضامن عليه، وهو قول احلنابلة واستدلوا عىل قوهلم بام يأيت:

عىل ضامن ال واملباح مباح، عمل زوجته الرجل رضب إن ارتكابه.

(١) ابن نجيم، البحر الرائق، (٥٣/٥)، ابن اهلامم، رشح فتح القدير، (٣٥٣/٥)، الرسخيس، املبسوط، (٦٤/٩-٦٥).

(٢) الشريازي، املهذب، (٧٠/٢)، الرميل، غاية البيان رشح زيد ابن رسالن، (٢٥٩/١). النووي، ،(١٧٣/٦) األم، الشافعي، ،(٥٣٠/٦) عابدين، بن حاشية عابدين، ابن (٣)بام يرضهبا أن مىض ما إىل باإلضافة الشافعية ويشرتط الطالبني، (١٧٥/١٠). روضة

. يقصد به القتل غالبا(٤) ابن عبد الرب، الكايف، (٥٩٤/١).

(٥) ابن عابدين، حاشية ابن عابدين، (٥٣٠/٦)، النووي، روضة الطالبني، (١٧٥/١٠)، واشرتط أن يرضهبا بام يقصد القتل غالبا، أما املالكية، فلم أقف عىل قوهلم يف حالة تعدي يف احلاكم إرساف مسألة يف قوهلم عىل بالتخريج لكن بالرضب، زوجته عىل الزوج زوجته سالمة بعدم جزم إذا الزوج أن أيضا يرون املالكية إن القول: نستطيع التعزير أو ظن عدم سالمتها من تأديبه هلا ورضهبا فإنه يضمن النفس قودا، وهذا موافق لرأي

احلنفية والشافعية.

٣١٩

وألنه تأديب معتاد، وليس خارجا عن املألوف. ،(١) تعد ألنه الضامن ففيه اهلالك ووقع مربحا، رضبا كان إذا أما يقول البهويت: «لو أدب زوجته يف نشوز ومل يرسف مل يضمن ما تلف بتأديبه، ألنه فعل ما له فعله رشعا، ومل يتعد فيه، ومن أرسف أو زاد

عىل ما حيصل به املقصود ضمن لتعديه»(٢).ومل أجد عند احلنابلة –فيام أعلم– حتديد اجلهة التي تتحمل الضامن عند اإلرساف يف التأديب، ولكن بالتخريج عىل قوهلم يف مسألة إرساف يد عىل الزوجة هالك أن يرون أهنم القول نستطيع تعزيره يف احلاكم

زوجها يعترب قتال شبه عمد، تتحمل عاقلته الدية املغلظة كلها.القول الراجح:

زوجها، بتأديب هلكت إذا الزوجة ضامن بوجوب القائلني قول ذلك أن الرشيعة اإلسالمية قد حددت موضع استعامل حق الرضب، أال وهو النشوز، كام حددت الوسيلة والغاية، فالوسيلة هي التأديب األشد إىل األخف من هبا وتدرجت الرضب، ثم اهلجر ثم بالوعظ

حسب ما تقتضيه الظروف.وإصالح الطاعة، عىل ومحلها الزوجة، هتذيب هو التأديب وغاية تعسفيا فعله أصبح ذلك، غري بالتأديب الزوج ابتغى فإذا نشوزها، أجلها، من رشع التي الغاية عن احلق هبذا النحرافه مرشوع، غري وذلك كأن يريد االنتقام، أو التعبري عن كراهيته، أو يريد به احلمل عىل معصية، أو إكراه الزوجة عىل إنفاق ماهلا يف وجه ال تراه، فهنا ناقض الزوج قصد الشارع من ترشيعه حلق التأديب، ومناقضة الرشع باطلة،

(١) ابن قدامة، املغني، (١٥٠/٩)، البهويت، كشاف القناع، (٢١٠/٥)، ابن مفلح، الفروع، .(٣٢٨/٤)

(٢) البهويت، الروض املربع، ص٦٤٧ بترصف يسري.

٣٢٠

فام يؤدي إليها من الوسائل باطل(١)، والفعل الباطل حمرم رشعا، وما ينتجه احلرام مضمون، والوسيلة إذا مل تفض إىل الثمرة والغاية املرجوة

منها مل ترشع، ألهنا تصبح وسيلة لإلرضار، وال رضر وال رضار.احلق استعامل يف التعسف بني احلاكم تعزيز مسألة يف فرقنا وكام يف تعسف إذا الزوج فإن الضامن، جهة حيث من االعتداء وبني املوجب العمد شبه القتل باب من لزوجته إهالكه فيعترب التأديب احلد وجتاوز زوجته عىل اعتد إذا إما عاقلته، عىل املغلظة للدية املعترب رشعا يف تأديب زوجته، ورضهبا بام يقصد به القتل غالبا، فيعترب فعله قتال عمدا، موجبا للقصاص، وهذا موافق لرأي احلنفية واملالكية

والشافعية يف اجلهة التي تتحمل الضامن.

(١) الدريني، نظرية التعسف يف استعامل احلق، ص (٢٣٨-٢٣٩).

٣٢١

املبحث الرابعجناية األباملطلب األول

مرشوعية تأديب األب ولدهأعطت الرشيعة اإلسالمية األب حق التأديب عىل طفله، وال يسع األب االمتناع عن القيام بام يفرضه عليه هذا احلق من واجب التأديب والتهذيب، وال يسعه التقصري واإلمهال، فضال عن أن يتعمد اإلساءة

يف توجيهه، ألنه مأمور برعاية األصلح له(١).كون من الزوجة تأديب يف يشرتط ما األوالد تأديب يف ويشرتط ألن واملستحسنة، املخوفة املواضع اجتناب مع مربح غري الرضب

املقصود التأديب ال اإلتالف(٢).وقد وردت يف مرشوعية رضب األوالد وتأديبهم أحاديث منها:

أوالدكم «مروا قال: النبي أن عمرو بن اهللا عبد عن .١عرش، أبناء وهم عليها وارضبوهم سنني، سبع أبناء وهم بالصالة

وفرقوا بينهم يف املضاجع»(٣).(١) الدريني، النظريات الفقهية، ص١١١.

(٢) عودة، الترشيع اجلنائي اإلسالمي، (٥١٨/١). ح٤٩٤، بالصالة، الغالم يؤمر متى باب الصالة، كتاب داود، أيب سنن داود، أبو (٣)الصبي= يؤمر متى جاء ما باب الصالة، كتاب الرتمذي، سنن الرتمذي، ،(١٣٣/١)

٣٢٢

وأن وأركان رشوط من الصالة إليه حتتاج ما األبناء اآلباء فيعلم يأمروهم بفعلها إذا بلغوا سبع سنني، ويرضب إذا بلغ عرش سنني ألنه وأن مربح غري رضبا بالرضب واملراد غالبا، الرضب فيه حيتمل حد يتقي الوجه يف الرضب(١)، وهذا التأديب املرشوع يف حق الصبي كي

يتمرن عىل الصالة ليألفها ويعتادها وال يرتكها عند بلوغه(٢).٢. عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول اهللا يف بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات اجليش انقطع عقد يل، فأقام رسول اهللا عىل التامسه وأقام الناس معه وليسوا عىل ماء، فأتى الناس إىل أيب ما صنعت عائشة، أقامت برسول اهللا بكر الصديق، فقالوا: أال تر والناس ليسوا عىل ماء، وليس معهم ماء، فجاء أبو بكر ورسول اهللاواضع رأسه عىل فخذي قد نام، فقال: حبست رسول اهللا والناس بكر أبو فعاتبني عائشة: فقالت ماء، معهم وليس ماء عىل وليسوا نني بيده يف خارصيت، فال يمنعني وقال ما شاء اهللا أن يقول وجعل يطع اهللا رسول فقام فخذي، عىل اهللا رسول مكان إال التحرك من حني أصبح عىل غري ماء، فأنزل اهللا آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن احلضري: ما هي بأول بركتكم يا آل أيب بكر، قالت فبعثنا البعري الذي

كنت عليه فأصبنا العقد حتته(٣).ففي احلديث دليل عىل جواز تأديب الرجل ابنته ولو كانت متزوجة كبرية خارجة عن بيته بالقول والفعل والرضب، فإقرار النبي أليب داود، أليب واللفظ صحيح، حسن حديث وقال ،(٢٥٩/٢) ح٤٠٧، =بالصالة،

وصححه األلباين، صحيح سنن أيب داود، (١٩٧/١). (١) املباركفوري، حتفة األحوذي، (٣٧٠/٢).

(٢) ابن قدامة، املغني، (٣٥٧/١). (٣) البخاري، صحيح البخاري، كتاب التيمم، قول اهللا تعاىل: «فلم جتدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه»، ح٣٢٧، (١٢٧/١)، مسلم، صحيح مسلم،

كتاب احليض، باب التيمم، ح٣٦٧، (٢٧٩/١).

٣٢٣

، فلام علم من أن لآلباء تأديب األبناء إذا بكر عىل طعن عائشة أتوا ما ال ينبغي(١).

هذا وير فريق من الفقهاء وهم املالكية والشافعية بأن هذا احلق له زجرا الصغري رضب لألبوين زان جيو حيث واألم، لألب مشرتك

عن سيئ األخالق وإصالحا له(٢).املطلب الثاين

أقوال الفقهاء يف جناية األبرأينا أنه جيوز لألب تأديب ابنه إلصالحه، لكن إذا أد تأديبه إىل

هالك ولده، فهل جيب ضامنه، وإذا وجب فمن يتحمل الضامن؟اختلفت كلمة الفقهاء عىل األقوال اآلتية:

القول األول: إذا رضب األب الصغري للتأديب فهلك فإنه يضمنه، وهو قول أيب حنيفة واملالكية والشافعية ألنه يؤدب ولده ملنفعة نفسه، وما يباح للمرء رشعا ملنفعة نفسه يتقيد برشط السالمة، والتأديب قد حيا، بعده املؤدب يبقى لفعل اسم والتأديب والتعريك، بالزجر يقع غري وهو تأديبا، وليس قتال وقع أنه تبني املؤدب ومات رس فإذا

مأذون يف القتل(٣).مسلم، صحيح عىل النووي رشح النووي، ،(٤٣٣/١) الباري، فتح حجر، ابن (١)

(٥٩/٤)، الصنعاين، سبل السالم، (٢٢٥/٣).املالكي، الوهاب عبد املحتاج، (٢٢/٨)، هناية الرميل، املجموع، (١٢/٣)، النووي، (٢)

التلقني يف الفقه املالكي، ص٤٦٥، أبو احلسن املالكي، كفاية الطالب، (٣٨٩/٢).(٣) الرسخيس، املبسوط، (١٣/٦)، (٤٨/٣٠)، الكاساين، بدائع الصنائع، (٣٠٥/٧)، ابن عابدين، حاشية ابن عابدين، (٥٦٦/٦)، ابن عبد الرب، الكايف، (٥٩٦/١)، أبو احلسن الفقه يف التلقني املالكي، الوهاب عبد ،(٣٨٩/٢) الرباين، الطالب كفاية املالكي، املالكي، ص٤٦٥، الشافعي، األم، (١٧٣/٦)، الرشبيني، مغني املحتاج، (١٩٩/٤).

٣٢٤

من وحيرم والكفارة الدية األب عىل أن حنيفة أبو اإلمام ويراملرياث(١).

الدية تغلظ ال حيث األب، عىل مغلظة الدية فأوجبوا املالكية أما عندهم إال يف قتل األب ابنه، وتكون الدية يف ماله وقيل عىل عاقلته، الوالد قصد فإن العاقلة(٢)، فعىل وإال مال، له كان إن ماله يف وقيل

برضب ولده إزهاق روحه، فإنه يقتص منه عند املالكية(٣).برضب ولده قتل إن الوالد من القصاص الشافعية عند وجيب يقتل غالبا، ويعترب عمدا حمضا، وإال فدية شبه العمد عىل العاقلة، ألنه مرشوط بسالمة العاقبة، إذ املقصود التأديب ال اهلالك، فإذا حصل به عن االستغناء يستطيع كان وقد املرشوع، احلد جاوز أنه تبني هالك

رضبه بالقول والزجر(٤).الضامن وجب هالك إىل تعزير أفىض النووي: «وإذا اإلمام يقول ر، ويكون قتله شبه عمد، فإن كان اإلرساف يف الرضب عىل عاقلة املعز

ظاهرا ورضبه بام يقصد به القتل غالبا فهو عمد حمض»(٥).القول الثاين: ال ضامن عىل الوالد إذا أفىض تأديبه إىل هالك ولده، وهو قول الصاحبني من احلنفية واحلنابلة، ألن األب مأذون له تأديب الصبي وهتذيبه، واملتولد من الفعل املأذون فيه ال يكون مضمونا، كام

ر اإلمام إنسانا فامت(٦). لو عزالرائق، البحر نجيم، ابن ،(٥٦٦-٥٦٧ ،٣٩/٦) عابدين، ابن حاشية عابدين، ابن (١)

(٣٩٢/٨)، الرسخيس، املبسوط، (٤٨/٣٠).(٢) ابن عبد الرب، الكايف، (٥٩٦/١)، أبو احلسن املالكي، كفاية الطالب، (٣٨٩/٢-٣٩٠)،

عبد الوهاب املالكي، التلقني، ص٤٦٥.(٣) الدردير، الرشح الكبري، (٢٤٢/٤).

(٤) الرشبيني، مغني املحتاج، (١٩٩/٤). (٥) النووي، روضة الطالبني، (١٧٥/١٠).

(٦) ابن نجيم، البحر الرائق، (٣٠٩/٧)، (٣٩٢/٨)، الرسخيس، املبسوط، (١٣/١٦)،=

٣٢٥

إال أن احلنابلة أضافوا أنه إذا أرسف يف التأديب بأن زاد فوق املعتاد أو زاد عىل ما حيصل به املقصود، فإن عىل األب الضامن(١)، وكام قلنا يف مسألة تأديب الزوجة فإن فعل األب يعترب قتال شبه عمد، تتحمل

عاقلته الدية املغلظة كلها.القول الراجح:

جيب فإنه فهلك ولده أدب إذا األب أن من الفقهاء مجهور قول األوالد تأديب يف يقال الزوجة تأديب يف قيل ما وكل الضامن، عليه من وجوب استعامل احلق فيام رشع من أجله، وأنه إذا استعمل لتحقيق غرض غري مرشوع كان تعسفيا، فال جيوز فعله، فالبد للفعل أن يكون يغلب وأن حتقيقها، أجل من رشع التي الغاية لتحقيق ومالئام الزما

عىل الظن إفضاء الوسيلة إىل غايتها(٢).يصلحه ال الصبي كان «إذا السالم: عبد بن العز يقول هذا ويف إال الرضب املربح، فهل جيوز رضبه حتصيال ملصلحة تأديبه؟ قلنا: ال جيوز ذلك، بل ال جيوز أن يرضبه رضبا غري مربح، ألن الرضب الذي ال يربح مفسدة، وإنام جاز لكونه وسيلة إىل مصلحة التأديب، فإذا مل الشديد، الرضب يسقط كام اخلفيف، الرضب سقط التأديب حيصل

ألن الوسائل تسقط بسقوط املقاصد(٣).من لولده إهالكه فيعترب التأديب يف تعسف إذا األب فإن وعليه، باب القتل شبه العمد املوجب للدية املغلظة عىل عاقلته، أما إذا اعتدعىل ولده وجتاوز احلد املعترب رشعا يف تأديب الولد، ورضبه بام يقصد

=ابن قدامة، املغني، (١٥٠/٩)، البهويت، كشاف القناع، (١٦/٦). (١) البهويت، كشاف القناع، (١٦/٦).

(٢) الدريني، التعسف يف استعامل احلق، ص٢٤٠.

(٣) العز بن عبد السالم، قواعد األحكام، ص٩٠.

٣٢٦

املالكية قال كام للقصاص موجبا عمدا قتال فعله فيعد غالبا، القتل والشافعية.

٣٢٧

املبحث اخلامسجناية املعلم

املطلب األولمرشوعية تأديب املعلم طالبه

تقويام اجلادة عن انحرافه عند الطالب تأديب املعلم حق من لسلوكه، وتنمية خللقه، بام حيقق الغاية التي رشع التأديب من أجلها، ولكن مما جيدر التنبيه إليه يف هذا املقام ما قاله ابن خلدون يف الفصل املتعلمني عىل الشدة أن «يف بعنوان الشهرية مقدمته من األربعني مرضة هبم»: «وذلك أن إرهاق احلد يف التعليم مرض باملتعلم، سيام يف والقهر بالعسف مرباه كان ومن امللكة، سوء من ألنه الولد، أصاغر من املتعلمني، سطا به القهر، وضيق عىل النفس يف انبساطها، وذهب ل عىل الكذب واخلبث، وهو التظاهر بنشاطها، ودعاه إىل الكسل، ومحوعلمه عليه، بالقهر األيدي انبساط من خوفا ضمريه، يف ما بغري املكر واخلديعة لذلك، وصارت له هذه عادة وخلقا، وفسدت معاين اإلنسانية، التي له من حيث االجتامع والتمدن وهي احلمية واملدافعة عن نفسه أو منزله، وصار عياال عىل غريه يف ذلك، بل وكسلت النفس ومد غايتها عن فانقبضت اجلميل، واخللق الفضائل اكتساب عن يف للمعلم فينبغي سافلني... أسفل يف وعاد فارتكس إنسانيتها، مه، والوالد يف ولده، أال يستبدوا عليهم يف التأديب... ومن كالم متعل

٣٢٨

: «من مل يؤدبه الرشع ال أدبه اهللا» حرصا عىل صون النفوس عمر عن مذلة التأديب، وعلام بأن املقدار الذي عينه الرشع لذلك أملك له،

فإنه أعلم بمصلحته»(١).املطلب الثاين

أقوال الفقهاء يف جناية املعلمإذا احلكم فام يصلحه؛ بام املتعلم يؤدب أن للمعلم يباح كان إذا

مه؟ حصل هالك للمتعلم عىل يد معلاملعتاد الرضب للتعليم الصبي املعلم رضب إذا األول: القول واحلنابلة، واملالكية احلنفية قول وهو عليه، ضامن ال فإنه فهلك يضمن ال وكذلك له، مستحقا فعال وفعل رضبه، يف متعد غري ألنه يف وليس بالرساية الضامن يلزمه أنه علم إذا املعلم ألن للرضورة سد التضمني يف فكان التعليم، عن سيمتنع فإنه عنها التحرز وسعه باب التعليم، وبالناس حاجة إىل ذلك فسقط اعتبار الرساية يف حقه

هلذه الرضورة(٢).ومما جيدر التنبيه إليه أن احلنفية اشرتطوا لعدم تضمني املعلم هالك الصبي أن يكون الرضب بإذن األب أو الويص، فإن رضبه بغري إذن يكون منه واملتولد الرضب، يف متعد ألنه ضامن، فإنه وصيه أو أبيه

مضمونا عليه(٣).وقد اتفق أصحاب هذا القول أن املعلم إذا تعد يف الرضب بأن

(١) ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، ص(٣٦٣-٣٦٤). ،(٥٦٧/٦) عابدين، ابن حاشية عابدين، ابن ،(٣٩٢/٨) الرائق، البحر نجيم، ابن (٢)قدامة، ابن ،(٤١٤/١) اجلليل، مواهب احلطاب، ،(٤٨/٣٠) املبسوط، الرسخيس،

املغني، (٣١٢/٥)، البهويت، كشاف القناع، (١٦/٦). (٣) ابن عابدين، حاشية ابن عابدين، (٥٦٧/٦)، الكاساين، بدائع الصنائع، (٣٠٥/٧).

٣٢٩

زاد عن القدر املعتاد، أو رضب رضبا مربحا فإنه ضامن، وعليه الدية يف زاد إن املعلم من يقتص املالكية وعند احلنفية(١)، عند والكفارة الرضب، حيث قالوا: إن التأديب يكون بالوعيد والتقريع ال بالشتم، فإن مل يفد القول انتقل إىل الرضب بالسوط من واحد إىل ثالثة رضب عىل املؤدب زاد «إن أشهب: وقال العضو، يف تأثري دون فقط إيالم

ثالثة أسواط اقتص منه»(٢).ما عىل زاد أو كله هذا يف أرسف «وإن املغني: صاحب ويقول الضامن فعليه الصبيان من له عقل ال من رضب أو به الغنى حيصل

ألنه متعد حصل التلف بعدوانه»(٣).وخترجيا عىل قول احلنابلة يف املسائل السابقة يف اجلهة التي تتحمل الضامن، فإن فعل املعلم يعد قتال شبه عمد تتحمل عاقلته الدية املغلظة

كلها.حالة البنه برضبه األب ن ضم حنيفة أبا أن القارئ يالحظه ومما قول يف املناقضة الصاحبان ادعى وقد م، املعل يضمن مل بينام هالكه، شيخهام فقاال: «إذا كان األستاذ ال يضمن باعتبار إذن األب، فكيف

يكون ضامنا إذا رضبه بنفسه؟»رضب إن يقول حنيفة أبا بأن ذلك عن املبسوط صاحب وجييب األستاذ ملنفعة الصبي ال ملنفعة نفسه، فال يوجب الضامن عليه إذا كان بإذن وليه، فإذا صار مباحا له رشعا مل يتقيد برشط السالمة، أما رضب لدفع ولده أدب سوء يغري فإنه نفسه، ملنفعة يؤدبه فإنام إياه األب يتقيد فإنه نفسه ملنفعة رشعا للمرء يباح وما نفسه، عن واللوم العار

(١) ابن عابدين، حاشية ابن عابدين، (٥٦٧/٦). (٢) املواق، التاج واإلكليل، (٤١٢/١)، احلطاب، مواهب اجلليل، (٤١٤/١).

(٣) ابن قدامة، املغني، (٣١٢/٥).

٣٣٠

برشط السالمة، كرضب الزوج زوجته ملا كان ملنفعة نفسه يقيد برشط السالمة، وكذلك فإن األب يغيظه سوء أدب ولده، وربام حيمله الغيظ السالمة، برشط يتقيد فلهذا االحتياط، وترك تأديبه يف املبالغة عىل

وهذا املعنى ال يوجد يف املعلم إذا أدبه بإذن والده(١).املعلم فعىل فهلك للتعليم الصبي املعلم رضب إذا الثاين: القول ألن الشافعية، قول وهو املعتاد، الرضب رضبه ولو حتى الضامن، الرضب، بغري تأديبه يمكن أنه كام العاقبة، بسالمة مرشوط التأديب

فإذا عدل إىل الرضب كان ذلك تفريطا منه فلزمه الضامن.هذا، وال حيق عند الشافعية أن يؤدب املعلم التلميذ إال بإذن احلاكم أو الويل(٢)، وتكون الدية عىل عاقلة املعلم، حيث جاء يف كتاب األم أن الشافعي قال: «ومعلم الكتاب واآلدميني كلهم خمالف لراعي البهائم وصناع األعامل، فإذا رضب أحد من هؤالء يف استصالح املرضوب أو غري استصالحه؛ فتلف املرضوب؛ كانت فيه ديته عىل عاقلة ضاربه... ومعلم الكتاب أضعف وأقل عذرا بالرضب من اإلمام يؤدب الناس عىل املعايص التي ليست فيها حدود، وكانوا أوىل أن يضمنوا ما تلف من اإلمام»(٣)، فإذا ضمنا اإلمام يف تعزيزه إذا أد إىل اهلالك فمن باب

أوىل تضمني املعلمني.القول الراجح:

الراجح يف هذه املسألة قول الشافعية ملا يأيت:ال حيا بقائه مع الصبي إصالح هو التأديب من املقصود إن .١إزهاق روحه أو إتالف عضو من أعضائه، ومهام بلغ الصبي من العناد

(١) الرسخيس، املبسوط، (١٣/١٦)، (٤٨/٣٠-٤٩). (٢) الشريازي، املهذب، (٤٠٨/١)، الرشواين، حوايش الرشواين، (٤٥٠/١-٤٥١).

(٣) الشافعي، األم، (١٧٣/٦)، املاوردي، اإلقناع، (١٠٠/١).

٣٣١

مع معلمه فإن هذا ال يدعو إىل جتاوز احلد يف التأديب أو التعسف يف استعامل هذا احلق، بحيث ينقلب التأديب إىل انتقام

عىل وسلم اهللا وصىل أخالق، وتقويم إصالح إىل ال ، وتشفاملبعوث معلام الذي مل يرضب أحدا قط حتى خدمه.

٢. أما ما قاله مجهور الفقهاء يف هذه املسألة من أن تضمني املعلمني سيؤدي إىل امتناعهم عن التعليم، فهذا غري متجه، ألننا نقول بوجوب إىل يؤدي الذي املرشوع وبالرضب املرشوعة، باحلدود العلم نرش فيلزمه تأديبه يف متعد فهو ذلك املعلم جتاوز فإذا التأديبية، املصلحة الضامن، ذلك أن األحكام الرشعية ما هي إال وسائل لتحقيق غاياهتا مل أو حتقيقها نرج ومل واملقاصد الغايات سقطت فإذا ومقاصدها، نستطع، فإن الوسائل تسقط بسقوط مقاصدها، وذلك لفضل الغاية

عىل الوسيلة.

٣٣٢

اخلامتة

عىل أيدهيم حتت من عىل املؤدبني جناية ملسائل الدراسة هذه بعد يف التعدي أن عىل الفقهاء كلمة اتفاق نر فإننا أنواعهم، اختالف التأديب وجماوزة احلد فيه، أو التعسف يف استعامل هذا احلق فيه الضامن عىل املؤدبني عىل اختالف أصنافهم، ذلك أن التأديب إنام هو مرشوط بتحقيق الغاية واملقصد الذي رشع ألجله من إصالح املرضوب، ومن هنا رأينا الفقهاء يقولون: إنه إذا مل يفد التأديب يف املؤدب فإنه يسقط هذا احلق، وذلك لسقوط الغاية من التأديب وعدم حتققها من إصالح املرضوب، واألصوليون قالوا بأن الوسائل تسقط بسقوط مقاصدها،

وذلك لفضل الغاية عىل الوسيلة.الكم حيث من رشعا املتاح ضمن التأديب حق تعمل اس إذا أما والكيف واملحل، فقد رأينا اختالف الفقهاء يف هذه احلالة من حيث التضمني عند حصول اهلالك أو اإلتالف، وقد اتبعنا نسقا واحدا يف ولو حتى املؤدب عىل يستقر الضامن أن وهو األقوال، بني الرتجيح كان يف حدوده املرشوعة، وذلك حفظا لألنفس املعصومة أن تذهب أكانوا سواء واملؤدبني للمربني التوجيه ذلك ويف هدرا، دماؤها يف قدوهتم النبي يكون أن معلمني؛ أم آباء أم أزواجا أم حكاما التأديب حيث مل يرضب أحدا قط من أصحابه أو أزواجه أو أوالده

أو خدمه.

٣٣٣

، متقبال احلسنات ميزان ويف نافعا هذا عميل جيعل أن أسأل واهللا والقادر ذلك ويل إنه السيئات به وحيط الدرجات، به يرفع وأن

عليه.

٣٣٤

قائمة املصادر واملراجع:القرآن الكريم.. ١أمحد بن حنبل، أبو عبد اهللا أمحد بن حنبل الشيباين، املسند، مؤسسة قرطبة، مرص.. ٢األلباين، حممد نارص الدين، سلسلة األحاديث الصحيحة، ط١٤١٥هـ، ١٩٩٥م، مكتبة . ٣

املعارف للنرش والتوزيع، الرياض.مكتب . ٤ ١٩٨٩م، ١٤٠٩هـ، ط١، داود، أيب سنن صحيح الدين، نارص حممد األلباين،

الرتبية العريب لدول اخلليج.األلباين، حممد نارص الدين، صحيح سنن الرتمذي، ط١، ١٤٠٨هـ، ١٩٨٨م، مكتب . ٥

الرتبية العريب لدول اخلليج.األنصاري، أبو حيي زكريا بن حممد بن أمحد بن زكريا، فتح الوهاب، ط١، ١٤١٨هـ، . ٦

دار الكتب العلمية ، بريوت.بكر، . ٧ ديار اإلسالمية، املكتبة البجريمي، حاشية حممد، بن عمر بن سليامن البجريمي،

تركيا.ديب . ٨ مصطفى د. حتقيق البخاري، صحيح إسامعيل، بن حممد اهللا عبد أبو البخاري،

البغا، ط٣ ، ١٤٠٧هـ، ١٩٨٧م، دار ابن كثري، بريوت.البهويت، منصور بن يونس، الروض املربع، ط١، ١٤٢٤هـ، ٢٠٠٣م، مؤسسة الرسالة، . ٩

بريوت.ط . ١٠ هالل، مصطفى مصيلحي هالل حتقيق القناع، كشاف يونس، بن منصور البهويت،

١٤٠٢هـ، دار الفكر، بريوت.البيهقي، أبو بكر أمحد بن احلسني بن عيل، سنن البيهقي الكرب، حتقيق حممد عبد القادر . ١١

عطا، ط ١٤١٤هـ، ١٩٩٤م، مكتبة دار الباز، مكة املكرمة.الرتمذي، أبو عيسى حممد بن عيسى، سنن الرتمذي، حتقيق أمحد حممد شاكر وآخرون، . ١٢

دار إحياء الرتاث العريب، بريوت.يف . ١٣ تيمية ابن وفتاو ورسائل كتب تيمية، بن احلليم عبد أمحد العباس أبو تيمية، ابن

الفقه، حتقيق عبد الرمحن بن حممد بن قاسم العاصمي النجدي، ط٢، مكتبة ابن تيمية.أمحد . ١٤ طاهر حتقيق األثر، غريب يف النهاية حممد، بن املبارك السعادات أبو اجلزري،

الرشاوي، وحممود حممد الطناجي، ط ١٣٩٩هـ، ١٩٧٩م، املكتبة العلمية، بريوت.ابن جزي، حممد بن أمحد، القوانني الفقهية، غري مذكور سنة النرش ودار الطبع.. ١٥ط . ١٦ قمحاوي، الصادق حممد حتقيق القرآن، أحكام عيل، بن أمحد بكر أبو اجلصاص،

١٤٠٥ هـ، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت.اجلويني، أبو املعايل عبد امللك بن عبد اهللا بن يوسف، الربهان يف أصول الفقه، حتقيق د. . ١٧

عبد العظيم حممود الديب، ط٤، ١٤١٨ هـ، دار الوفاء، املنصورة، مرص.

٣٣٥

احلاكم، أبو عبد اهللا حممد بن عبد اهللا، املستدرك عىل الصحيحني، حتقيق مصطفى عبد . ١٨القادر عطا، ط١، ١٤١١هـ، ١٩٩٠م، دار الكتب العلمية، بريوت.

ابن حجر، أبو الفضل أمحد بن عيل، تلخيص احلبري يف أحاديث الرافعي الكبري، حتقيق . ١٩السيد عبد اهللا هاشم اليامين املدين، ط١٣٨٤هـ، ١٩٦٤م.

ابن حجر، أبو الفضل أمحد بن عيل، الدراية يف ختريج أحاديث اهلداية، حتقيق السيد عبد . ٢٠اهللا هاشم اليامين املدين، دار املعرفة، بريوت.

ابن حجر، أبو الفضل أمحد بن عيل، فتح الباري، حتقيق حمب الدين اخلطيب، دار املعرفة، . ٢١بريوت.

ط . ٢٢ البقاعي، حممد الشيخ يوسف حتقيق الرباين، الطالب كفاية املالكي، احلسن أبو ١٤١٢هـ، دار الفكر، بريوت.

احلطاب، أبو عبد اهللا حممد بن عبد الرمحن، مواهب اجلليل، ط٢، ١٣٩٨هـ، دار الفكر، . ٢٣بريوت.

الكتب . ٢٤ دار ١٩٩٣م، ١٤١٣هـ، ط١، خلدون، ابن مقدمة الرمحن، عبد خلدون، ابن العلمية، بريوت.

أبو داود، سليامن بن األشعث، سنن أيب داود، حتقيق حممد حمي الدين عبد احلميد، دار . ٢٥الفكر، بريوت.

الدردير، أبو الربكات أمحد، الرشح الكبري، حتقيق حممد عليش، دار الفكر ، بريوت.. ٢٦ط٢، . ٢٧ واحلكم، السياسة يف اإلسالمي الترشيع خصائص فتحي، حممد الدريني،

١٤٠٧هـ، ١٩٨٧م، مؤسسة الرسالة، بريوت.الدريني، حممد فتحي، النظريات الفقهية، ط٢، جامعة دمشق.. ٢٨ط٢، . ٢٩ اإلسالمي، الفقه يف احلق استعامل يف التعسف نظرية فتحي، حممد الدريني،

١٤١٩هـ، ١٩٩٨م، مؤسسة الرسالة، بريوت.الدسوقي، حممد بن عرفه، حاشية الدسوقي، حتقيق حممد عليش، دار الفكر، بريوت.. ٣٠العلمية، . ٣١ الكتب دار األحكام، عمدة رشح الدين، تقي الفتح أبو العيد، دقيق ابن

بريوت.والنرش . ٣٢ للطباعة الفكر دار الطالبني، إعانة شطا، حممد السيد بن بكر أبو الدمياطي،

والتوزيع، بريوت.الرازي، حممد بن أيب بكر بن عبد القادر، خمتار الصحاح، حتقيق حممود خاطر، ط ١٤١٥ . ٣٣

هـ، ١٩٩٥م، مكتبة لبنان، بريوت.ط١، . ٣٤ العلواين، فياض جابر طه حتقيق املحصول، احلسني، بن عمر بن حممد الرازي،

١٤٠٠ هـ، جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية، الرياض.املعرفة، . ٣٥ دار رسالن، ابن زيد رشح البيان غاية محزة، بن أمحد بن حممد الرميل،

بريوت.

٣٣٦

الرميل، حممد بن أمحد بن محزة، هناية املحتاج إىل رشح املنهاج، ط١٤٠٤هـ، دار الفكر، . ٣٦بريوت.

القلم، . ٣٧ دار ٢٠٠٤م، ١٤٢٥هـ، ط٢، العام، الفقهي املدخل أمحد، مصطفى الزرقا، دمشق.

الزيلعي، أبو حممد عبد اهللا بن يوسف، نصب الراية، حتقيق حممد يوسف البنوري، ط١، . ٣٨١٣٥٧هـ، دار احلديث، مرص.

الرسخيس، شمس الدين، املبسوط، دار املعرفة، بريوت.. ٣٩ط . ٤٠ عثيمني، بن حممد الشيخ حتقيق السعدي، تفسري نارص، بن الرمحن عبد السعدي،

١٤٢١هـ، ٢٠٠٠م، مؤسسة الرسالة، بريوت.الكتب . ٤١ دار ١٤٠٣هـ، ط١، والنظائر، األشباه بكر، أيب بن الرمحن عبد السيوطي،

العلمية، بريوت.الشافعي، حممد بن إدريس، األم، حتقيق حممد زهري النجار، ط٢، ١٣٩٣ هـ، دار املعرفة، . ٤٢

بريوت.ط . ٤٣ والدراسات، البحوث مكتب حتقيق اإلقناع، اخلطيب، الرشبيني حممد الرشبيني،

١٤١٥هـ، دار الفكر، بريوت.الرشبيني، حممد الرشبيني اخلطيب، مغني املحتاج، دار الفكر، بريوت.. ٤٤الرشواين، عبد احلميد، حوايش الرشواين، دار الفكر، بريوت.. ٤٥الشوكاين، حممد بن عيل بن حممد، نيل األوطار، ط ١٩٧٣م، دار اجليل، بريوت.. ٤٦الشريازي، أبو إسحاق إبراهيم بن عيل بن يوسف، املهذب، دار الفكر، بريوت.. ٤٧الصنعاين، حممد بن إسامعيل األمري، سبل السالم رشح بلوغ املرام من مجع أدلة األحكام، . ٤٨

غري مذكور دار الطبع والنرش.ابن عابدين، حممد أمني، حاشية ابن عابدين، ط ٢، ١٣٨٦هـ، دار الفكر، بريوت.. ٤٩ابن عبد الرب، أبو عمر يوسف بن عبد اهللا، الكايف، ط١، ١٤٠٧هـ، دار الكتب العلمية، . ٥٠

بريوت.عبد الوهاب املالكي، أبو حممد عبد الوهاب البغدادي، التلقني يف الفقه املالكي، حتقيق . ٥١

حممد ثالث سعيد الغاين، ط ١٤٢١هـ، ٢٠٠٠م، دار الفكر، بريوت.العز بن عبد السالم، أبو حممد عز الدين عبد العزيز بن عبد السالم، قواعد اإلحكام يف . ٥٢

مصالح األنام، ط ١٤١٠هـ، ١٩٩٠م، مؤسسة الريان، بريوت.دار . ٥٣ ١٩٩١م، ١٤١٢هـ، ،٢٠ ط اإلسالم، يف األوالد تربية ناصح، اهللا عبد علوان،

السالم.ط١٣، . ٥٤ الوضعي، بالقانون مقارنا اإلسالمي اجلنائي الترشيع القادر، عبد عودة،

١٤١٥هـ، ١٩٩٤م، مؤسسة الرسالة، بريوت.الغزايل، أبو حامد حممد بن حممد بن حممد، الوسيط، حتقيق أمحد حممود إبراهيم، وحممد . ٥٥

حممد تامر، ط١، ١٤١٧هـ، دار السالم، القاهرة.

٣٣٧

الفريوز آبادي، جممد الدين حممد بن يعقوب، القاموس املحيط، حتقيق مكتب حتقيق الرتاث . ٥٦يف مؤسسة الرسالة، بريوت، ط١، ١٤٠٦هـ، ١٩٨٦م، مؤسسة الرسالة ، بريوت.

اإلسالمي، . ٥٧ املكتب حنبل، ابن فقه يف الكايف أمحد، بن اهللا عبد حممد أبو قدامة، ابن بريوت.

ابن قدامة، أبو حممد عبد اهللا بن أمحد، املغني، ط١، ١٤٠٥هـ، دار الفكر، بريوت.. ٥٨القرطبي، أبو عبد اهللا حممد بن أمحد، تفسري القرطبي، دار الشعب ، القاهرة.. ٥٩ابن القيم، أبو عبد اهللا حممد بن أيب بكر بن أيوب، إعالم املوقعني، حتقيق طه عبد الرؤوف . ٦٠

سعد، ط ١٩٧٣م، دار اجليل، بريوت.الكاساين، عالء الدين، بدائع الصنائع، ط٢، ١٩٨٢م، دار الكتاب العريب، بريوت.. ٦١املاوردي، اإلقناع يف الفقه الشافعي، غري مذكور سنة الطبع والنرش.. ٦٢املباركفوري، أبو العال حممد بن عبد الرمحن بن عبد الرحيم، حتفة األحوذي، دار الكتب . ٦٣

العلمية، بريوت.مسلم، أبو احلسني مسلم بن احلجاج القشريي النيسابوري، صحيح مسلم، حتقيق حممد . ٦٤

فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت.١٤٠٠هـ، . ٦٥ ط املبدع، مفلح، بن اهللا عبد بن حممد بن إبراهيم إسحاق أبو مفلح، ابن

املكتب اإلسالمي، بريوت.ابن مفلح، أبو عبد اهللا حممد بن مفلح املقديس، الفروع، حتقيق أبو الزهراء حازم القايض، . ٦٦

ط١، ١٤١٨هـ، دار الكتب العلمية، بريوت.ط٢، . ٦٧ واإلكليل، التاج العبدري، القاسم أيب بن يوسف بن حممد اهللا عبد أبو املواق،

١٣٩٨هـ، دار الفكر، بريوت.ناظر زاده، حممد بن سليامن، ترتيب الآللئ يف سلك األمايل، ط١، ١٤٢٥هـ، ٢٠٠٤م، . ٦٨

مكتبة الرشد، الرياض.ابن نجيم، زين بن إبراهيم بن حممد بن بكر، البحر الرائق رشح كنز الدقائق، دار املعرفة، . ٦٩

بريوت.١٤٠٥هـ، . ٧٠ ط٢، املفتيني، وعمدة الطالبني روضة رشف، بن حيي زكريا أبو النووي،

املكتب اإلسالمي، بريوت.النووي، أبو زكريا حيي بن رشف، رشح النووي عىل صحيح مسلم، ط٢، ١٣٩٢ هـ، . ٧١

دار إحياء الرتاث العريب، بريوت.النووي ، أبو زكريا حيي بن رشف، املجموع، ط ١٩٩٧ م، دار الفكر، بريوت.. ٧٢دار . ٧٣ ط٢، القدير، فتح رشح السيوايس، الواحد عبد بن حممد الدين كامل اهلامم، ابن

الفكر، بريوت.

٣٣٨

حمتويات البحث:٢٨٩ ............................................................................ املقدمة٢٩٢ ...................................... متهيد «تعريف جناية املؤدبني لغة واصطالحا»املبحث األول: مرشوعية التأديب.................................................. ٢٩٣املبحث الثاين: جناية احلاكم........................................................ ٢٩٨املطلب األول: مرشوعية تأديب احلاكم رعيته ١٠ املطلب الثاين: مقدار التعزير.. ٢٩٨٣٠٠ ................................................... املطلب الثاين: مقدار التعزيراملطلب الثالث: أقوال الفقهاء يف جناية احلاكم.................................. ٣٠٥املبحث الثالث: جناية الزوج....................................................... ٣١٤٣١٤ ................................. املطلب األول: مرشوعية تأديب الزوج زوجتهاملطلب الثاين: أقوال الفقهاء يف جناية الزوج.................................... ٣١٧املبحث الرابع: جناية األب........................................................ ٣٢١٣٢١ .................................... املطلب األول: مرشوعية تأديب األب ولده٣٢٣ .................................... املطلب الثاين: أقوال الفقهاء يف جناية األباملبحث اخلامس: جناية املعلم...................................................... ٣٢٧٣٢٧ ................................... املطلب األول: مرشوعية تأديب املعلم طالبه٣٢٨ .................................... املطلب الثاين: أقوال الفقهاء يف جناية املعلماخلامتة............................................................................. ٣٣٢٣٣٤ ............................................................ قائمة املصادر واملراجعحمتويات البحث................................................................... ٣٣٨

قال القرايف:بل اليد، ذات عدم الزهد «ليس كانت وإن بالدنيا، القلب احتفال عدم أغنى من الزاهد يكون فقد ملكه، يف الشديد يكون وقد زاهد، وهو الناس احلرص غاية يف بل زاهد؛ غري الفقر من الرغبة قلبه عليه اشتمل ما بحسب

يف الدنيا».الذخرية ٢٤٥/١٣

٣٤١

أحكام االنتفاع باملرهون

إعدادد. عقيل بن عبدالرمحن العقيل

عضو هيئة التدريسيف جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية

٣٤٣

املقدمة

احلمد هللا وحده والصالة والسالم عىل من ال نبي بعده، وبعد: 9 8 7) ورشاء بيعا املسلمني بني املعامالت اهللا رشع فقد : ;) (البقرة ٢٧٥) وطالب املسلم بالصدق والوفاء يف بيعه ورشائه وإن بيعهام، يف هلام بورك وبينا صدقا فإن يتفرقا مل ما باخليار «البيعان

كذبا وكتام حمقت بركة بيعهام»(١).عليه بام يفي فال تعامله يف يصدق ال قد الناس بعض إن وحيث من به املرء يستوثق ما وجود من فالبد ولذلك مالية؛ التزامات من حصوله عىل حقه؛ ولذا رشع اهللا أمورا تكفل لصاحب احلق حقه ومن اخرتت وقد .(٢٨٣ (( *) (البقرة وقبضه الرهن أخذ ذلك وهي أال فيها واجلدل عنها السؤال يكثر الرهن مسائل من مسألة

مسألة االنتفاع باملرهون وهي التي سيكون عليها مدار بحثي هذا.موضوع البحث:

يدور موضوع البحث حول االنتفاع باملرهونأسباب اختيار املوضوع:

من لعل عدة؛ أسباب فيه والكتابة املوضوع، هذا الختيار دعاين أبرزها ما يأيت:

(١) أخرجه البخاري رقم ٢٠٠٤ ومسلم رقم ٣٤٥٩.

٣٤٤

ليس خيفى عىل أحد ما للمعامالت من دور مهم، وشأن كبري، . ١يف حميط الفرد واجلامعة عىل السواء، وهذا ما دفعني إىل اختيار موضوع (أحكام االنتفاع باملرهون)؛ ملا ملست من حاجة الناس إليه، وحاجتهم إىل املال الذي ال تستقيم أمورهم ومعامالهتم إال به، وأمهيته يف توثيق حقوق املرهتنني الدائنني، وما أكثرهم اليوم تعامال يف األسهم التي أودت هبم إىل ما هم عليه اآلن من

ر عليهم حياهتم االجتامعية واالقتصادية. ضيق مايل كدالراهنني، . ٢ املحتاجني عىل تيسريا الرهن يف أن ذلك إىل أضف

شطرا يمثل ما وهو األثامن، بأبخس أمواهلم بيع عن فيغنيهم من املعامالت اليومية.

العني . ٣ إن إذ باملرهون؛ االنتفاع حول ترد التي األسئلة كثرة املرهونة ال تدخل يف ملك املرهتن، وال خترج عن ملك الراهن.

هبذا . ٤ االنتفاع أحقية يف واملرهتن الراهن بني املشاحة وجود استيفاء يف األحقية له أن :ير منهام واحد كل إذ املرهون؛

منافع الرهن.ثم إن االنتفاع باملرهون ينقصه غالبا، أو ينقض من ثمنه، ومن . ٥

هنا تأيت أمهية معرفة أحكام االنتفاع به.أمهية الدراسة:

تتمثل أمهية هذه الدراسة فيام يأيت:التي . ١ واملنترشة، املهمة، اإلسالمية املعامالت من الرهن أن

حتتاج إىل تعميق البحث فيها.أن الرهن يف العرص احلارض قد أخذ أشكاال جديدة ومتعددة؛ . ٢

مما حيتاج إىل الدراسة والتمحيص.

٣٤٥

االنتفاع . ٣ حول واخلاطئة الشائعة املفاهيم بعض تصحيح بالرهن.

هذا . ٤ يف اجلميع منه لينتفع وأحكامه؛ الرهن مفهوم تبسيط العرص.

مصطلحات البحث:تستخدم الدراسة احلالية املصطلحات اآلتية:

١. الرهن.٢. الراهن.٣. املرهتن.

٤. املرهون.٥. االنتفاع باملرهون.

إجراءات الدراسة واخلطوات العلمية التي سار عليها الباحث يف بحثه:

وفق الباحث سار البحث هذا إلعداد العلمية الباحث مسرية يف اخلطوات اآلتية:

ت بالرهن.• مسح البحوث والدراسات التي اهتممراجعة الكتب واملجالت التي عنيت بدراسة الرهن.• تناولت • التي واألحاديث اآليات لكل مسحية دراسة إجراء

الرهن.يف • املتخصصني والعلامء األساتذة لبعض مقابالت إجــراء

الدراسات الرشعية.

٣٤٦

وقد قام الباحث هبذه اإلجراءات هبدف ما يأيت:حتديد معنى الرهن، وحكمة مرشوعيته.• بيان أركان الرهن.• تفصيل أحكام االنتفاع باملرهون من حيث:•

أ) انتفاع الراهن باملرهون.ب) انتفاع املرهتن باملرهون.

أهداف البحث:هيدف البحث إىل ما يأيت:

حتديد مفهوم الرهن، وحكمة مرشوعيته.. ١حتديد معنى االنتفاع باملرهون.. ٢ذكر صور االنتفاع باملرهون وأمثلته.. ٣إذن . ٤ وأثر الرهن وقت املرهونة بالعني الراهن انتفاع حكم

املرهتن يف ذلك.إذن . ٥ وأثر الرهن وقت املرهونة بالعني املرهتن انتفاع حكم

الراهن يف ذلك.مشكلة البحث:

الفرعية التساؤالت يف البحث هذا يف الدراسة مشكلة تتمثل اآلتية:ما معنى الرهن؟ وما حكمة مرشوعيته؟. ١ما حكم انتفاع الراهن باملرهون؟. ٢ما حكم انتفاع املرهتن باملرهون؟. ٣ما أثر كل من الراهن واملرهتن يف االنتفاع عىل اآلخر؟. ٤

٣٤٧

منهج البحث:يستخدم البحث املنهج الوصفي الذي هيتم ببيان الرهن؛ فيوضح هذا وحكم به، االنتفاع وكيفية باملرهون، واملراد وأركانه، تعريفه،

االنتفاع سواء من قبل الراهن أم املرهتن.الدراسات السابقة:

حتدث الفقهاء قديام وحديثا عن الرهن وعرضوا ملسائله وأحكامه قدمها دراسة سو البحث موضوع أفردت دراسة عىل أقف ومل املعهد يف املشارك األستاذ احلمود، نارص بن إبراهيم الدكتور الشيخ عنواهنا: اإلسالمية، سعود بن حممد اإلمام بجامعة للقضاء العايل

أحكام االنتفاع باملرهون(١).والبحث البحث هذا عنوان بني العنوان يف تطابق هناك أن الكريم القارئ يلحظ وقد (١)البحثني عنوان كان وإن ولكن احلمود، إبراهيم الدكتور الشيخ فضيلة أعده الذي

متطابق ففيهام اختالف كبري من عدة أوجه:األول: من حيث املسائل التي نوقشت يف البحث فهناك مسائل نوقشت يف هذا البحث

ومل يرد هلا ذكر يف اآلخر.املسألة يف يذكر فأحيانا البحثني يف املطروحة املسائل يف الفقهية اآلراء جهة من الثاين: مخسة، وربام آراء أربعة أو ثالثة البحث هذا يف نجد بينام ، مثال ثالثة أو رأيان اخلالفية

وهذا حسب االستقصاء من جهة، وكيفية تكييف الرأي املخالف أو املوافق.الثالث: من حيث االستدالل باألدلة الواردة فنلحظ غالبا اختالف يف األدلة الواردة هنا

وهناك، وتنوعها بني أدلة نصية أو عقلية.مسائل من رجح أو اختار فيام إبراهيم د. مع اختلف فقد الرتجيح حيث من الرابع: رأي من منا لكل ظهر ملا راجع وذلك رجحانه؛ فضيلته ير ال رأيا فأرجح خالفية،

بعد النظر يف األدلة.اخلامس: كذلك هناك اختالف من حيث العبارات والنقول التي نقلها كل واحد منا عن

سلف هذه األمة من الفقهاء واملحدثني، فتجد هنا ما مل جتده هناك وعكسه بعكسه.السادس: من حيث املصادر واملراجع التي وثق منها كل منا بني املذاهب األربعة وغريها

. جتد اختالفا يف ذلك غالبا

٣٤٨

خطة البحث:تشتمل خطة البحث عىل مقدمة ومتهيد ومبحثني وخامتة.

أما املقدمة فتشمل األمور اآلتية:- موضوع البحث.

- أسباب اختيار املوضوع.- أمهية البحث.

- جمتمع البحث.- عينة البحث.

- مصطلحات البحث.- إجراءات الدراسة واخلطوات التي سار عليها الباحث.

- أهداف البحث.

- مشكلة البحث.- منهج البحث.

- الدراسات السابقة.- خطة البحث.

أما التمهيد فيشتمل عىل ثامن مسائل:- املسألة األوىل: تعريف الرهن.

- املسألة الثانية: حكم الرهن.- املسألة الثالثة: حكمة مرشوعية الرهن.

- املسألة الرابعة: أركان الرهن.- املسألة اخلامسة: رشوط العني املرهونة.

- املسألة السادسة: حقيقة املرهون.

٣٤٩

- املسألة السابعة: تعريف االنتفاع.املبحث األول: انتفاع الراهن باملرهون، وفيه مطلبان:

- املطلب األول: انتفاع الراهن باملرهون بإذن املرهتن.- املطلب الثاين: انتفاع الراهن باملرهون دون إذن املرهتن.

املبحث الثاين: انتفاع املرهتن باملرهون وفيه مطلبان:- املطلب األول: انتفاع املرهتن باملرهون بإذن الراهن.

- املطلب الثاين: انتفاع املرهتن باملرهون دون إذن الراهن.وأبرز الباحث، إليها توصل التي النتائج أهم وتشمل اخلامتة

التوصيات التي يويص هبا.

٣٥٠

متهيد

وفيه سبع مسائل:املسألة األوىل: تعريف الرهن:

أ ) الرهن يف اللغة:يطلق الرهن ويراد به: معنى احلبس، وااللتزام، والثبوت، والدوام، الرهان ومن ومراهنة، رهانا يرهن ن) هـ، (ر، للفـعل مصدر وهو ورهن - رهنا رهنا -أخذه منه وارهتن اخليل، عىل املسابقة واملراهنة

اليشء رهنا، دام وثبت(١).ما مناب لينوب عندك وضع الرهن «ما املحيط(٢): القاموس ويف أخذ منك، ويقال يف مجع الرهن: رهان، ورهون» وهو يف ذلك مناسب جلميع املعاين التي استعملها فقهاء اللغة العربية، فاملرهون حمبوس، أو

حمتبس بدين املرهتن ودائم حتت يده؛ ليستويف منه، وكفيله بدينه.ب) الرهن يف االصطالح:

للرهن تعريفهم تعاىل -عند اهللا الفقهاء -رمحهم عبارات تنوعت املطبعة ص٢٣١، ج٩، القاموس، جواهر من العروس تاج الزبيدي، مرتىض حممد (١)

اخلريية بالقاهرة ٦-١٣ هـ.(٢) جمد الدين حممد بن يعقوب الفريوزآبادي، القاموس املحيط، ج٤، ص٢٣١، دار اجليل،

بريوت، بدون.

٣٥١

هنا وأورد املعنى، متقاربة غالبها فإن ألفاظها اختلفت وإن وهي أنموذجا لكل مذهب من املذاهب األربعة:

فقد عرف فقهاء األحناف الرهن بأنه: «حبس يشء مايل بحق يمكن حيازته أمكن «ما واملال: ،(١)« حكام أو حقيقة كالدين منه استيفاؤه وإحرازه، واالنتفاع به انتفاعا عاديا جائزا يف غري حاالت الرضورة»(٢).

ولذلك ال يكون املال عند األحناف إال عينا من األعيان، وال تعد املنافع وال احلقوق عندهم من األموال، وال يكون هلا قيمة إال يف عقود اإلجارات وما يف معناها، فامليتة ليست بامل؛ إذ ليس االنتفاع هبا جائزا

يف غري حال الرضورة(٣).وعند املالكية الرهن: «بذل من له البيع ما يباع، أو غررا، ولو اشرتط

يف العقد وثيقة بحقه كويل، ومكاتب، ومأذون»(٤).والبذل هنا يشري إىل معنى اإلعطاء والدفع، وهذا يعني: أن الرهن

ال يتم إال باإلقباض، أو اإلذن فيه.وعند املالكية جيوز رهن ما فيه غرر وإن مل يصح بيعه كاملغصوب غرر؛ فيه ملا أخذه؛ فساغ وثيقة، بغري ماله دفع للمرهتن ألن واآلبق؛

ألنه يشء(٥).املطبعة ص٣٠٨، ج٢، اإلحكام، غرر رشح يف احلكام درر (٨٨٥هـ)، مالخرسو، (١)

العامرة -الرشفية، القاهرة، ١٣٠٤هـ.(٢) أمحد أبو الفتوح، خمترص كتاب املعامالت، ص٧، ١٩١٦م، القاهرة.

القاهرة، ص٣٠٧، ج٥، املختار، الدر عىل املحتار رد حاشية عابدين، بن أمني حممد (٣)١٢٧٣هـ، وعالء الدين أيب بكر بن مسعود الكاساين، بدائع الصنائع يف ترتيب الرشائع،

ج٦، ص١٣٨، مطبعة اجلاملية بالقاهرة، ١٣٢٨هـ.التجارية املكتبة ص٢٣١، ج٣، الكبري، الرشح عىل الدسوقي حاشية عرفة، بن حممد (٤)

بمرص ١٣٥٥هـ. واألزهري، جواهر اإلكليل، ج٢، ص٧٧.(٥) صالح عبد السميع األيب األزهري، جواهر اإلكليل رشح خمترص خليل، ج٢، ص٧٧،

دار املعرفة، بريوت.

٣٥٢

وعند الشافعية الرهن: «جعل عني متمولة وثيقة بدين يستوىف منها عند تعذر الوفاء»(١) وجعل عني خيرج به: الدين، فال جيوز رهنه عند يدفع أو نفعا، جيلب ما أو بامل، يقابل ما يعني: ومتمولة الشافعية، فال واملغصوب، املوقوف، بذلك: خيرج منها يستوىف وقوله رضرا،

يصح رهنهام؛ لعدم إمكان االستيفاء منهام(٢).ليستوىف بالدين؛ وثيقة جيعل الذي «املال الرهن: احلنابلة وعند من ثمنه إن تعذر استيفاؤه ممن هو عليه»(٣) واحلنابلة قصدوا بالرهن: املرهون، وهو تعريف للرهن اجلعيل، فهو الذي حيتاج إىل الصيغة، أما الرهن الرشعي كمن مات، وعليه دين فإن تركته تكون مرهونة به، سواء أكانت أعيانا أم ديونا؟ فال جيوز الترصف يف يشء منها؛ حتى يوىف الدين،

واملغصوب واملوقوف ال يصح رهنهام؛ لعدم إمكان االستيفاء منهام.ويف ضوء ما تقدم من تعريفات جمملة للرهن نستطيع أن نقول: إن ما ذهب إليه األحناف أشمل، وأعم التعاريف؛ إذ إهنم يرون أن يكون أن يمكن حتى املرهتن؛ يد حتت يكون أن بمعنى حمبوسا، املرهون يستويف حقه منه، أو من ثمنه عند عجز املدين عن السداد، أو امتناعه عنه عند حلول أجل الدين، بخالف ما لو خرج من حتت يده، وانتقل إىل الراهن؛ لينتفع به، ونحو ذلك، فإن اسرتداد املرهتن لدينه يف هذه احلالة قد ال يكون مؤكدا، فضال عن أن خروجه من حتت يد املرهتن

يتعارض مع حكمة مرشوعية الرهن.(١) حممد الرشبيني اخلطيب، مغني املحتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج، ج٢، ص١٢١،

طبعة احللبي بمرص، ١٣٧٧هـ.(٢) الفريوزآبادي، املهذب، ج٣، ص١٩١، دار القلم، ١٤١٧هـ، وعبد اهللا حجازي، حاشية

الرشقاوي عىل التحرير، ج٢، ص١٢٢، املطبعة احلسينية بمرص، ١٣٢٥هـ.ج٦، واملغني، ١٤١٧هـ، بمرص، هجر دار طبعة ص١٧٩، ج٣، الكايف، قدامة، ابن (٣)

ص٤٤٣، حتقيق الرتكي واحللو، مطبعة هجر بمرص، ١٤٠٨هـ/١٩٨٨م.

٣٥٣

املسألة الثانية: حكم الرهن:الرهن من العقود اجلائزة رشعا؛ ملا فيه من حفظ للحقوق، وحتقيق ملصالح املسلمني يف معامالهتم(١)، واألصل يف جوازه: الكتاب والسنة

واإلمجاع والقياس. ( ' & % $ # ") تعاىل: قوله فمنه الكتاب: أما 5 4 3 2 1 0 / . - , +* )6) (البقرة: ٢٨٣)، ملا ذكر اهللا تعاىل الندب إىل اإلشهاد والكتابة ملصلحة

حفظ األموال يف اآلية السابقة عىل هذه اآلية، وهي قوله تعاىل: (! ،(٢٨٢ (البقرة: (* ) ( ' & % $ # "الرهن، هلا وجعل الكتابة، من املانعة األعذار حال بذكر ذلك عقب السيام األعذار؛ غالب هو الذي السفر عىل العذر أحوال من ونص يف ذلك الوقت لكثرة الغزو، ويدخل يف ذلك باملعنى كل عذر، فرب والليل، الناس إشغال كأوقات احلرض يف الكاتب فيه يتعذر وقت -فاخلوف عىل خراب ذمة الغريم عذر يوجب طلب الرهن، -وأيضاثابت احلرض ويف التنزيل بنص السفر يف «الرهن القرطبي(٢): يقول

.« بسنة الرسولوأما السنة: فمنه ما روي: أن النبي اشرت من هيودي طعاما إىل أجل، ورهنه درعا له من حديد، ويف رواية قال ابن عباس: «تويف رسول اهللا ودرعه مرهونة عند هيودي بثالثني صاعا من شعري ألهله»(٣). ج٢، الدسوقي، حاشية عرفة، بن وحممد ص٣٠٨، ج٢، األحكام، درر خرسو، مال (١)قدامة، وابن ص١٢١، ج٢، املحتاج، مغني اخلطيب، الرشبيني وحممد ص٢٣١،

الكايف، ج٣، ص١٧٩.بريوت، العلمية، الكتب دار ص٢٦٢، ج٣، القرآن، ألحكام اجلامع القرطبي، (٢)

١٤١٧هـ.(٣) رواه البخاري (٢٥٠٩).

٣٥٤

فالرسول قد رهن درعا له باملدينة عند هيودي، وهبذا يتضح جواز .(١) الرهن يف احلرض فضال عن السفر بدليل وقوعه منه

وقال السفر، يف الرهن جواز عىل العلامء أمجع فقد اإلمجاع: أما بجوازه يف احلرض: مجهور الفقهاء من السلف واخللف(٢).

-؛ ألن الرهن وأما القياس: فإن الرهن يقاس عىل الضامن -أيضاكالضامن بجامع أن كال منهام قد رشع لالستيثاق، فكام أن الضامن جيوز

حرضا، فإن الرهن يكون مثله(٣).اآلية لداللة العلم؛ أهل بني اتفاق حمل السفر يف الرهن وأخذ وأما ،(٢٨٣ (( *) (البقرة: تعاىل: قوله وهي عليه، الكريمة الرهن يف احلرض فاجلمهور(٤) يرون جوازه أيضا، ومل خيالف يف ذلك

إال الظاهرية(٥) واإلمام جماهد بن جرب(٦) أخذا بظاهر اآلية (" # $ % & ' ) ( *) (البقرة: ٢٨٣) فظاهر اآلية يدل

عىل ختصيص جواز األخذ بالرهن يف السفر.والراجح -واهللا أعلم بالصواب-: ما ذهب إليه اجلمهور من جواز

الرهن يف احلرض أيضا وذلك ألمور:(١) أمحد بن حجر، فتح الباري رشح صحيح البخاري، ج٥، ص٦٦٦، بريوت، ١٩٨٧م. وحممد عيل الشوكاين، نيل األوطار رشح منتقى األخبار، ج٥، ص٢٣٤، مطبعة احللبي

بمرص. والقرطبي، اجلامع ألحكام القرآن، ج٣، ص٢٦٣.(٢) املراجع السابقة، كذلك ابن املنذر، اإلمجاع، ص٨٣، رقم ٥١٩.

(٣) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٤٤٤، دار هجر بمرص، ١٩٨٨م.ج٢، الدسوقي، حاشية عرفة، بن وحممد ص٣٠٨. ج٢، األحكام، درر خرسو، مال (٤)قدامة، وابن ص١٢١، ج٢، املحتاج، مغني اخلطيب، الرشبيني وحممد ص٢٣١،

الكايف، ج٣، ص١٧٩.(٥) املحىل البن حزم، ج٨، ص٤٨٠.

(٦) تفسري الطربي، ج٣، ص٩٢.

٣٥٥

داللة فعل النبي عىل ذلك فقد مر أن النبي تويف ودرعه . ١مرهونة عند هيودي(١).

وجود . ٢ يتعذر فقد - -أيضا احلرض يف إليه داعية احلاجة أن الكاتب كوقت الليل، أو وقت اخلوف، ونحو ذلك(٢).

عدم . ٣ مظنة ألنه الغالب؛ عىل جاء اآلية يف السفر ختصيص أن وجود الكاتب(٣).

جائز، واحلرض السفر، يف الرهن أن عىل وأمجعوا املنذر: ابن قال «فأمجع قدامة: ابن وقال احلرض(٤)، يف جيوز ال فقال: جماهد وانفرد

املسلمون عىل جواز الرهن يف اجلملة»(٥).املسألة الثالثة: حكمة مرشوعية الرهن:

م عظيمة يأيت يف مقدمتها: ك رشع الرهن حلالقروض، . ١ من الناس إليه حيتاج ما عىل احلصول سبل تيسري

بيعه إىل حيتاج ال ما اإلنسان لد كان فربام والرشاء، والبيع فيستطيع أن يرهنه، أو يرهن جزءا منه، ثم يسرتده بعد القدرة

عىل سداد ما أخذه من املرهتن.ثم إن يف عقد الرهن يستوثق الدائن من استيفاء دينه من ثمن . ٢

العني املرهونة بعد بيعها عند تعذر وفاء املدين له، فعقد الرهن يفيد االستيثاق من االستيفاء؛ وذلك يوفر للمرهتن االطمئنان

عىل أمواله.(١) انظر ص٣٥٣-٣٥٤.

ج٣، القرآن، ألحكام اجلامع القرطبي، ص٥٢٣. ج١، القرآن، أحكام اجلصاص، (٢)ص٤٠٧.

(٣) املراجع السابقة نفسها.(٤) ابن املنذر، اإلمجاع، ص٨٣، رقم ٥١٩.

(٥) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٤٤٤.

٣٥٦

حمب . ٣ يطمئن فهو للمحتاجني، للبذل اخلري ألهل دافع وهو البذل بعودة أمواله إليه فال حيجم عن فعل اخلري بمد يد العون للمحتاج بام يراه من املامطلة، واالحتيال عىل أكل أموال الناس يشجع ومن هنا فالرهن يده، إىل قبض فيدفعه ذلك حق بغري الدنيا يف أمواله ومضاعفة اهللا، من املثوبة طلب عىل الغني

واآلخرة، ويف ذلك كله مصلحة للراهن واملرهتن.بني . ٤ املعامالت طبيعة استلزمتها اجتامعية، حاجة فالرهن إذا

الناس، التي من ضمنها املداينات، وكيفية استحصال الديون، وطرق توثيقها(١).

املسألة الرابعة: أركان (٢) عقد الرهنأركان عقد الرهن مخسة، وهي كام يأيت:

الراهن: وهو املدين الذي يقدم العني املرهونة.. ١املرهتن: وهو الدائن الذي يأخذ العني املرهونة من الراهن.. ٢للدائن . ٣ الراهن املدين يقدمه الذي اليشء وهو املرهون:

املرهتن.املرهون به: وهو الدين الذي رهنت يف مقابله العني.. ٤الصيغة: وهي اإلجياب والقبول اللذان يتامن بني طريف العقد.. ٥

رد حاشية عابدين، وابن ص٦٤-٦٦. ج٢١، املبسوط، الرسخيس، كله: هذا يف انظر (١)املحتار، ج٥، ص٣٠٧. والشوكاين، نيل األوطار، ج٥، ص٢٤٥-٢٤٧.

(٢) األركان مجع ركن، وركن اليشء جانبه األقو، وقيل ركن اليشء ما يتم به وهو داخل فيه، بخالف رشطه فهو خارج عنه. عيل بن حممد بن عيل السيد الزين احلسيني اجلرجاين،

التعريفات، مطبعة صبيح بمرص، ص١٦-٤٩.

٣٥٧

وهذا ما ذهب إليه مجهور الفقهاء(١)، أما األحناف: فقد ذهبوا إىل فهو ذلك عدا وما فقط، والقبول اإلجياب هو الرهن عقد ركن أن هناك يكون أن لوجودها: يلزم الصيغة ألن وذلك العقد؛ لوازم من موجب وهو أحد طريف العقد، وقابل وهو الطرف اآلخر، وال يتحقق هذا أثر فيه يظهر حمل وجد إذا إال والقبول اإلجياب بني االرتباط دين، وجد إذا إال يكون ال املرهون أن كام املرهون، وهو االرتباط،

وهو املرهون به(٢).املسألة اخلامسة: رشوط العني املرهونة:

يف يشرتط ما املرهونة العني تعاىل-يف اهللا الفقهاء -رمحهم اشرتط املبيع؛ ألن القاعدة عندهم: «ما يصح بيعه يصح رهنه»(٣)، ومن ذلك:

ليس . ١ ما هبذا: فخرج متقوما، حمرتما ماال املرهون يكون أن بامل حمرتم كاخلمر، واخلنزير، وكل عني نجسة. وخرج ما ليس

بمتقوم: كاليشء التافه الذي ال قيمة له.تسليمه . ٢ عىل يقدر ال ما فخرج تسليمه، عىل مقدورا يكون أن

كالعبد اآلبق، واجلمل الشارد.وهي . ٣ املجهول، رهن يصح فال معلوما، املرهون يكون أن

اجلهالة التي تفيض إىل النزاع مما ال يؤول إىل العلم.عقد . ٤ أبرم لو ما هبذا فيخرج الترصف، جائز العاقد يكون أن

الرهن فاقد األهلية كالصغري، واملجنون، والسفيه.(١) الكاساين، بدائع الصنائع يف ترتيب الرشايع، ج٦، ص١٥٤، دار الكتاب العريب، بريوت. وحممد عرفة، حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري، ج٣، ص٢٣١. ومنصور بن يونس بمرص، السنة أنصار مطبعة ص١٣٦، ج٣، اإلقناع، متن من القناع كشاف البهويت،

١٣٦٦هـ. وأيب حممد عيل بن أمحد بن سعيد بن حزم، املحىل، ج٥، ص٤٠٥.(٢) ابن عابدين، حاشية رد املحتار، ج٥، ص٣٠٨.

(٣) ابن رشد، بداية املجتهد، ج٢، ص٢٦٩.

٣٥٨

أن يكون مملوكا للراهن ال يتعلق به حق لغريه؛ ألن ملك الغري . ٥ال حيق له الترصف فيه، وقد نص عىل هذا الرشط الشافعية(١) واحلنابلة(٢)، أما احلنفية(٣) واملالكية(٤) فريون عدم رشطه فيجوز

عندهم رهن مال الغري بغري إذنه بوالية رشعية.املسألة السادسة: حقيقة املرهون:

التي العني وهو قدامة: ابن قال بيعها جيوز عني كل هو: املرهون يقع عليها عقد الرهن توثقة بالدين فكل ما جيوز بيعه جيوز رهنه(٥).

املسألة السابعة: تعريف االنتفاع:أ) االنتفاع يف اللغة:

،(٦) (املنفعة) واالسم: نفعا، ينفع ( ع (نف للفعل مصدر االنتفاع والنفع ضد الرض، يقال: نفعه بكذا فانتفع، أي: استفاد(٧).

ب) املراد باالنتفاع يف باب الرهن:استغالل املرهون باستغالل منفعته احلاصلة منه، مما هو من مصلحة

.(٨) الراهن واملرهتن بوجه من الوجوه املباحة رشعا(١) املهذب، للشريازي، ٢٠٨/١

(٢) كشاف القناع، ٢١٥/٣.(٣) بدائع الصنائع، ١٣٥/٦.

(٤) حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري، ٢٤٩/٣.(٥) انظر املغني البن قدامة ٤٦٦/٦، تكملة املجموع ١٩٨/١٣.

(٦) جمد الدين حممد بن يعقوب الفريوزآبادي، القاموس املحيط، ج٣، ص٩٢، دار اجليل، بريوت.

(٧) حممد بن أيب بكر الرازي، خمتار الصحاح، ص٦٧٣، نرش دار الكتب العلمية، بريوت، ١٩٨٣م.

(٨) حاشية ابن عابدين، ج٣، ص٣٥٥، وبلغة السالك، ج٢، ص٥٢٩. ابن قدامة يف املغني، ج٦، ص٥١٠.

٣٥٩

ويرتتب عىل هذا التعريف: أن ما ال نفع فيه أصال ال يصح رهنه؛ املنفعة من ختلو ال املباعة كالعني املرهونة والعني بيعه. يصح ال ألنه سواء أكانت مقصودة يف العقد أم غري مقصودة، ومتى سلبت املنفعة باستثناء عينا باع فلو روح بال جسدا األعيان أصبحت األعيان: من منفعتها عىل الدوام مل يصح البيع؛ ألن عقد البيع يقع عىل العني واملنفعة

معا (١).

قدامة، البن املغني ،٥٢٩/٢ السالك، بلغة ،٣٥٥/٣ عابدين، ابن حاشية انظر (١).٥١٠/٦

٣٦٠

املبحث األولانتفاع الراهن باملرهون

انتفاع الراهن باملرهون إما أن يكون بإذن املرهتن، وإما دون إذنه، وعىل ذلك فالكالم يقع يف مطلبني:

املطلب األولانتفاع الراهن باملرهون بإذن املرهتن

اختلف الفقهاء يف ذلك عىل قولني:القول األول: وهو جلمهور الفقهاء، فقد قال مالك(١) والشافعي(٢) وابن حزم(٣) وبعض احلنابلة(٤) إذا أذن املرهتن للراهن باستيفاء منافع

املرهون فله ذلك.املنافع إن بقوهلم باملرهون الراهن انتفاع جواز عىل واستدلوا للراهن، وهي ال تدخل يف الرهن، وال يتعلق هبا حقه؛ وألن االنتفاع (١) األزهري، جواهر اإلكليل رشح خمترص خليل، ج٢، ص٨٠، دار املعرفة، بريوت، وأبو عبد اهللا حممد اخلريش، رشح اخلريش عىل خمترص خليل، ج٥، ص٢٤٥، طبعة بوالق،

١٣١٧هـ. (٢) الشريازي، املهذب، ج٦، ص٢١٥، دار القلم والدار الشامية، ١٩٩٦م، وحممد الرشبيني

اخلطيب، مغني املحتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج، ج٢، ص١٣١.(٣) ابن حزم، املحىل، ج٨، ص٨٩.

(٤) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥١٥، والكايف، ج٣، ص١٩٦.

٣٦١

ال يتناىف مع عقد الرهن، وهو تعيني املرهون للبيع يف سبيل وفاء الدين. وما دام يمكن االنتفاع دون مضارة املرهتن فال ضري يف ذلك؛ إذ إن يف

عدم جواز االنتفاع: تعطيل للمنفعة عىل املالك(١).دون به انتفع املرهتن من اسرتداده غري من به االنتفاع أمكن وإذا ذلك، وال ينزعه من يده، وإذا مل يمكن االنتفاع باملرهون إال باسرتداده من املرهتن مع بقائه وعدم انتقاص قيمته، كركوب الدابة، وسكنى الدار، ونحو ذلك: وجب عىل املرهتن متكني الراهن من االنتفاع به؛ حتى ال تتعطل منافعه، ويضيع عىل الراهن حقه فيه، قال الشافعي: فيام يمكنه

االنتفاع به مع بقاء عينه للراهن: أن ينتفع به دون إذن املرهتن(٢).قال: وهبذا املرهون، منافع يستويف أن للراهن ليس الثاين: القول

احلنفية(٣) وهو رواية عن الشافعي(٤) وأحد أقوال احلنابلة(٥).واستدلوا عىل عدم جواز انتفاع الراهن باملرهون: بأن عقد الرهن فمتى الدوام، عىل نائبه أو املرهتن عند املرهونة العني حبس يقتيض

وجد عقد يستحق به زوال احلبس زال الرهن(٦).املحبوس كاملبيع به االنتفاع للاملك: يكن مل حمبوسة عني فاملرهون عند البائع عىل استيفاء ثمنه، وإذن املرهتن للراهن باالنتفاع يدل عىل أنه

أسقط حقه من الرهن؛ ألنه يؤدي إىل جوالن يد الراهن يف املرهون(٧).(١) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥١٥.

(٢) حممد بن إدريس الشافعي، األم، ج٣، ص١٩٩.(٣) الرسخيس، املبسوط، ج٢١، ص١٠٦.

منهاج عىل املحيل رشح أمحد، بن حممد الدين جالل ص١٩٩. ج٣، األم، الشافعي، (٤)الطالبني، ج٢، ص٢٧١.

(٥) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥١٥.

(٦) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥١٥.(٧) اخلريش، رشح اخلريش عىل خمترص خليل، ج٥، ص٢٤٥.

٣٦٢

وجياب عام استدل به أصحاب هذا القول بام يأيت:١. أنه يكتفى باحلبس احلكمي يف توثيق الرهن، وال يلزم من ذلك وإذن املرهونة، العني عىل باقيا يزال ال الرهن فعقد احلقيقي، احلبس يعد ال ألنه الرهن؛ عقد يزيل ال باملرهون باالنتفاع للراهن املرهتن

عقدا جديدا يلغي العقد األول (١).٢. وقوهلم: إذن املرهتن للراهن باالنتفاع يدل عىل أنه أسقط حقه من الرهن: هذا أمر غري مسلم فليس عىل إطالقه؛ ألنه إنام أذن له يف االنتفاع فقط، وليس إذنا مطلقا بدليل: أنه ال جيوز له الترصف فيه ببيع

ونحوه(٢).إضاعة عن هنى النبي ألن عنه؛ منهي املنفعة تعطيل إن ثم .٣

املال(٣).٤. ثم إن هذا القول مبني عىل أن مقتىض الرهن (احلبس) وهو غري مسلم؛ ألن مقتضاه: تعلق احلق به عىل وجه حتصيل الوثيقة، واالنتفاع

باملرهون غري مناف ملقتضاه فيصح(٤).القول الراجح:

إليه ذهب ما بالصواب-، أعلم -واهللا الراجح القول ولعل أذن إذا باملرهون الراهن انتفاع جواز من األول القول أصحاب الرهن مقصود وألن له، مصلحة من ذلك يف ملا ذلك؛ يف له املرهتن االستيثاق للدين، واستيفاؤه من ثمن املرهون عند تعذر استيفائه من

(١) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥١٦.(٢) البهويت، الروض املربع مع حاشية ابن قاسم، ج٥، ص٦٣.

(٣) كام جاء يف حديث أيب هريرة املخرج يف البخاري رقم (١٤٧٧)، وفيه: (إن اهللا كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة املال).

(٤) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥١٥، واخلريش عىل خمترص خليل، ج٥، ص٢٤٥.

٣٦٣

ذمة الراهن، وهذا ال ينايف االنتفاع به، ثم إنه يكتفى باحلبس احلكمي يف توثيق الرهن، وليس بالزم احلبس احلقيقي(١).

املطلب الثاينانتفاع الراهن باملرهون دون إذن املرهتن

إذا نظرنا إىل العني املرهونة نجد أن أمرها دائر بني الراهن واملرهتن، العني هلذه املالك هو فالراهن عليها سلطة له منهام واحد كل وأن املرهونة، ومن ملك اليشء ملك منافعه، واملرهتن له يد عىل هذه العني عن الدين صاحب عجز إذا منها ليستويف هلا حابس فهو املرهونة، واملرهتن، الراهن بني دائر املرهونة العني هذه فأمر إذا الدين، سداد املرهتن يأذن مل فإذا حبسها. حق له واآلخر العني، هلذه مالك هذا للراهن يف استيفاء منافع العني املرهونة، فقد اختلف الفقهاء يف ذلك

عىل قولني:القول األول: قال احلنفية(٢)، واحلنابلة(٣): ليس للراهن أن يستويف منافع املرهون دون إذن املرهتن، واستدل أصحاب هذا القول بالكتاب،

وباملعقول.ووجه ،(٢٨٣ (البقرة: (* )) تعاىل: فقوله: الكتاب أما مدة طوال مقبوضا كان إذا إال به يعتد ال الرهن أن االستدالل: الرهن، وأن انتفاع الراهن باملرهون قد خيرجه عن أن يكون مقبوضا

وقت االنتفاع فال جيوز(٤).(١) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥١٦.

(٢) شمس الدين حممد بن أيب سهل الرسخيس، املبسوط، ج٢١، ص١٠٧، مطبعة السعادة بمرص.

(٣) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥١٥.(٤) الرسخيس، املبسوط، ج٢١، ص١٠٧.

٣٦٤

وأما املعقول، فاستدلوا بأمرين:األول: موجب عقد الرهن ثبوت يد االستيفاء، بمعنى اختصاص الراهن وانتفاع الدين، املدين يقيض أن إىل باحلبس باملرهون املرهتن باملرهون يفوت هذا املوجب؛ ألنه ال يتمكن من االنتفاع به إال بتحويله الراهن كان حاال، كان إذا الدين أن تر أال يده، إىل املرهتن يد من

.(١) ممنوعا من االنتفاع به؛ لكونه حاال، فكذلك إذا كان مؤجالالثاين: قالوا إن الرهن يقاس عىل البيع، فكام أنه يثبت للبائع احلق يف حبس املبيع رهنا بالثمن، فاملشرتي ممنوع من االنتفاع به، فكذلك

الراهن يمنع من االنتفاع ألجل حق املرهتن(٢).وقد أجيب عام استدل به أصحاب هذا القول بام يأيت:

أما اآلية: فاستدالهلم فيها استدالل يف غري حمله؛ وذلك أن اآلية تدل الراهن انتفاع ينايف ال وهذا العقد، لصحة الرهن قبض اشرتاط عىل بالعني املرهونة؛ إذ هي ال تزال ملكا له، وقبض املرهتن هلا قبض توثقة الستيفاء حقه منها عند العجز، وليس قبض استدامة بحيث ال ينفك

عنه(٣).أما استدالالهتم العقلية فأجيب عنها بام يأيت:

غري أمر االستيفاء يد ثبوت الرهن عقد موجب إن قوهلم: : أوالمسلم، فنحن ال نسلم أن موجب عقد الرهن ثبوت يد االستيفاء؛ بل وهذا التوثقة، به حتصل وجه عىل املرهونة بالعني احلق تعلق موجبه

غري مناف لالنتفاع(٤).(١) الرسخيس، املبسوط، ج٢١، ص١٠٧.

(٢) الكاساين، بدائع الصنائع، ج٦، ص٤٤.(٣) ابن قدامة، املغني، ٥١٦/٦.

(٤) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥١٥.

٣٦٥

: قياسهم الرهن عىل البيع قياس مع الفارق، فإن يف البيع نقل ثانياللملك من البائع إىل املشرتي، أما الرهن فليس كذلك؛ إذ إن ملك الراهن

-؛ بسبب الرهن(١). ال يزال باقيا عىل العني املرهونة وال يزول -أبداالقول الثاين: قال املالكية(٢)، والشافعية(٣)، وأهل الظاهر(٤): للراهن حق استيفاء منافع املرهون دون إذن املرهتن عىل وجه ال رضر فيه عىل

املرهتن، واستدل أصحاب هذا القول بالسنة واملعقول.أما من السنة: فقد استدلوا عىل أن للراهن حق استيفاء منافع الرهن عىل وجه ال رضر فيه عىل املرهتن بقوله : «ال يغلق الرهن من صاحبه

الذي رهنه، له غنمه وعليه غرمه»(٥).وجه استدالهلم باحلديث: أن احلديث بني منافع الرهن، وأهنا لصاحبه، كام أن غرمه عليه. ومعنى: «ال يغلق الرهن» ال يستغلق بحيث ال يعود

إىل الراهن؛ بل متى أد احلق املرهون به، افتك وعاد إىل الراهن.ومعنى: «له غنمه، وعليه غرمه» أي: أن الرهن يرجع إىل الراهن، عليه، غرمه فيكون بحقه، عليه احلق رب ويرجع له، غنمه فيكون

ورشطها باطل(٦). : بام رواه أبو هريرة قال: قال رسول اهللا - واستدلوا -أيضا«الظهر يركب بنفقته إذا كان مرهونا، ولبن الدر يرشب بنفقته إذا كان

مرهونا وعىل الذي يركب ويرشب النفقة»(٧).(١) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥٦٦.

(٢) ابن عرفة، حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري، ج٣، ص٢٤١.(٣) حممد الرشبيني اخلطيب، مغني املحتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج، ج٢، ص١٣١.

(٤) ابن حزم، املحىل، ج٨، ص٨٩.(٥) رواه احلاكم (٢٣١٥)، وابن حبان (٥٩٣٤) وصححه احلاكم.

(٦) البغوي، رشح السنة، ج٨، ص١٨٥، املكتب اإلسالمي، ١٩٧٤م.(٧) أخرجه البخاري رقم احلديث (٢٣٧٧).

٣٦٦

بنفقته، يركب الظهر أن بني ، النبي أن باحلديث: الداللة وجه املطالب أن املعلوم: ومن مرهونني، كانا إذا بنفقته يرشب واللبن يستحق فإنه وعليه العني، هلذه املالك هو ألنه الراهن؛ هو بالنفقة

منافع هذه العني وقت الرهن.وأما من املعقول فاستدلوا بام يأيت:

باملرهتن يرض وال الرهن، عقد يف يدخل مل االنتفاع إن قالوا: .١وحتت الراهن، ملك عىل املنافع فتبقى توهينه، أو حقه، بإبطال

ترصفه.٢. ثم إن عقد الرهن مرشوع باإلمجاع، ومعلوم أن املرهتن ال ينتفع ملنافع تعطيل ذلك يف لكان االستيفاء، من الراهن منعنا فلو باملنافع

العني املرهونة، ويف هذا تضييع لألموال، وقد هنى الشارع عن ذلك.٣. كذلك إن املقصود من الرهن، هو االستيثاق باملرهون للدين؛ ليستويف منه عند تعذر االستيفاء من الراهن، وهذا ال يتناىف مع االنتفاع

به باإلعارة، واإلجارة ونحو ذلك(١).حق يف له أثر وال الرهن، عىل زائد أمر باملرهون االنتفاع إن .٤

املرهتن، وهو التوثقة فتبقى املنافع للراهن مطلقا، وحتت ترصفه(٢).املرهونة، العني ملنافع تعطيل هبا الراهن انتفاع عدم إن ثم .٥وذلك أمر منهي عنه وال منافاة بني اجتامع االستثياق واالنتفاع يف عني

واحدة(٣). ،١٢١٣ مسألة ص٨٩، ج٨، املحىل، حزم، وابن ص٥١٦، ج٦، املغني، قدامة، ابن (١)

مرجع سابق.قدامة، وابن ص٤٨٤، ج٨، املحىل، حزم، وابن ص٤١٠، ج١، املهذب، الشريازي، (٢)

املغني، ج٦، ص٥١٦.

(٣) املراجع السابقة نفسها.

٣٦٧

القول الراجح:إليه ذهب ما بالصواب-: أعلم -واهللا الراجح القول ولعل إذن دون باملرهون الراهن انتفاع جواز من الثاين القول أصحاب املرهتن عىل وجه ال رضر فيه عىل املرهتن له بذلك لسالمة أدلتهم؛ وملا يف ذلك من مصلحة وعدم تعطيل االستفادة من منافع العني املرهونة؛

إذ يف ذلك تضييع للامل، وهدر له، وهو أمر هنى الشارع عنه.

٣٦٨

املبحث الثاينانتفاع املرهتن باملرهون(١)

برهنه؛ عنه ملكه يزول وال للراهن، ملك املرهون أن املعلوم من وإنام جعل عند املرهتن؛ ليستوثق من الراهن بضامن حقه، وهو الدين يف هذا الرهن من بسببه؛ ليستويف الراهن، وكان الرهن الذي له عىل حال عجز الراهن عن سداد دينه، فامللك للعني املرهونة باق للراهن، إذن دون هبا االنتفاع يف احلق للمرهتن فليس للعني، تابعة واملنفعة حكم بيان يف احلديث يكون عليه العني، هلذه املالك ألنه الراهن؛ انتفاع املرهتن بالعني املرهونة مرتبط بإذن الراهن له يف ذلك من عدمه،

وهذا ما سأبينه من خالل املطلبني اآلتيني.املطلب األول

انتفاع املرهتن باملرهون بإذن الراهنالفقهاء، فيه اختلف فقد الراهن؛ بإذن باملرهون املرهتن انتفاع أما

عىل ثالثة أقوال:(١) من صور هذا االنتفاع:

استعامل املرهون كلبس الثوب ونحوه.. ١رشب لبن املرهون إذا كان دابة.. ٢االستفادة من خدمة املرهون إن كان عبدا أو جارية.. ٣االستفادة من منافع املرهون بالركوب ونحوه إن كان مما يركب أو سكنى الدار ونحو . ٤

ذلك.

٣٦٩

باملرهون، باالنتفاع للمرهتن الراهن أذن إذا األول: القول أقوال أحد وهو الشافعية(١)، قال وهبذا به، االنتفاع له جيوز فإنه

احلنفية(٢).واستدلوا عىل قوهلم هذا بالسنة واملعقول.

أما السنة: فام روي عن أيب رافع أن النبي استلف من رجل را، فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة، فأمر أبا رافع أن يقيض الرجل بكخيار فإن إياه، «أعطه فقال: رباعيا، خيارا إال أجد ال فقال: ة، ر بك

الناس أحسنهم قضاء»(٣).يرد أن للمقرتض: يستحب أنه احلديث: هذا من الداللة ووجه أجود مما أخذ، وإذا جاز ذلك يف القرض جاز يف غريه من سائر الديون

باألوىل.وأما املعقول فمن وجهني:

يملكها أن فله املرهون، منافع جلميع مالك الراهن أن األول: لغريه، ومن ذلك غري املرهتن، فجاز للمرهتن االنتفاع باملرهون(٤).

طيب عن كان باملرهون باالنتفاع للمرهتن الراهن أذن إن الثاين: خاطر منه يف ذلك، فكان كاهلبة، واهلبة مرشوعة (٥).

وقد نوقشت أدلة أصحاب هذا القول كام يأيت:وفاء عن احلديث إذ حمله؛ غري يف فإنه باحلديث استدالهلم أما .١

(١) الشريازي، املهذب، ج٣، ص٢١٠.(٢) الرسخيس، املبسوط، ج٢١، ص١٠٦.

(٣) أخرجه مسلم حديث رقم (١٦٠٠).بن وأمحد ص١٤٧، ج٣، األم، والشافعي، ص٩٩، ج٤، الطالبني، روضة النووي، (٤)

حجر اهليثمي، حتفة املحتاج، ج٥، ص٥٢.(٥) املراجع السابقة نفسها.

٣٧٠

اإلقراض، مدة أثناء يف وليس يسرتده، صاحبه جاء عندما القرض . وهذا خيتلف متاما

٢. أما استدالالهتم العقلية، فقد نوقشت من عدة وجوه:أ) قوهلم: إن الراهن مالك جلميع منافع املرهون هذا أمر مسلم لكن ليس له أن يملكها للمرهتن عىل وجه أخص؛ ألن يف ذلك شبهة ربا، فالقرض إذا جر نفعا صار ربا؛ حتى إن مل يكن الدين قرضا، كاإلجارة -فهو يف معنى القرض؛ ألنه دين الزم، فاالنتفاع يكون مقابل -مثال

األجل، وهو: الربا(١).ب) قوهلم: إذن الراهن للمرهتن باالنتفاع كان عن طيب نفس منه: جماملته يف: تتمثل معينة ظروف وطأة حتت كان ربام إذ م؛ مسل غري للمرهتن؛ بسبب الدين فال يصدق عليه أنه عن طيب نفس منه، وقد هنى النبي عن ذلك، قال : (ال حيل مال امرئ مسلم إال بطيب

من نفسه)(٢) وهذا ال يظهر فيه ذلك.جـ) قياسهم ذلك عىل اهلبة وهو قياس مع الفارق؛ ألن اهلبة املرشوعة هي التي يقدم عليها املالك بمحض اختياره، والظاهر يف حال الراهن عن إذنه يكن ومل احلاجة، تأثري حتت االنتفاع إباحة عىل أقدم إنام أنه

طيب من نفسه، فال جيوز للمرهتن حينئذ االنتفاع باملرهون (٣).املالكية(٤)، ذهب: وإليه . مطلقا االنتفاع جيوز ال الثاين: القول

(١) اخلريش عىل الرشح الكبري، ج٣، ص٢٤٦.ج٣، السنن، يف الدارقطني وأخرجه ص٩٧، ج٦، ،الكرب السنن يف البيهقي أخرجه (٢)ص٢٥، وأخرجه اإلمام أمحد يف املسند، ج٣، ص٤٢٣، وقال اهليثمي يف جممع الزوائد،

ج٤، ص١٧٢: ورجال أمحد ثقات.(٣) املرغيناين، اهلداية، ج٤، ص٩٦، والشوكاين، نيل األوطار، ج٥، ص٣٥٥.

(٤) أمحد بن حممد بن أمحد الدردير، الرشح الصغري هبامش بلغة السالك ألقرب املسالك إىل مذهب اإلمام مالك، ج٢، ص١١٧، طبعة احللبي بمرص، ١٣٧٢هـ.

٣٧١

أقوال وأحد احلنابلة(٢)، مذهب من الصحيح وهو الظاهر(١)، وأهل احلنفية(٣)، والشافعية(٤).

واستدلوا عىل عدم جواز االنتفاع مطلقا، أي سواء أكان الدين من قرض أم غريه من بيع وغريه، بالسنة وباملعقول.

أما السنة: فام رواه أبو هريرة عن النبي قال: «ال يغلق الرهن من صاحبه الذي رهنه، له غنمه، وعليه غرمه»(٥).

ووجه الداللة: أنه جعل منافع الرهن ملك للراهن، وليس للمرهتن فيها يشء كام يفهم من احلديث. ومعنى من صاحبه: أي لصاحبه.

ال وهذا احلبس، حق للمرهتن أن املعلوم من فإنه املعقول: وأما وقع باالنتفاع للمرهتن الراهن وإذن باملرهون، االنتفاع له أن يعني حتت تأثري احلاجة املاسة، فإذنه ليس صادرا عن طيب خاطر، وقد هنى

الشارع عن أكل أموال الناس بالباطل(٦).بالرهن، ينتفع أن للمرهتن يكره ١٢٥هـ): (ت عابدين ابن قال

وإن أذن له الراهن(٧).الربا وهو الدور، قرض أكره ٢٤١هـ): حنبل (ت بن أمحد وقال

املحض، يعني إذا كانت الدار رهنا يف قرض ينتفع هبا املرهتن(٨).(١) ابن حزم، املحىل، ج٨، ص٨٩.

(٢) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥٠٩.(٣) الرسخيس، املبسوط، ج٢١، ص١٠٨.

والشريازي، بمرص، الشعب مطبعة ص١٥٥، ج٣، األم، الشافعي، إدريس بن حممد (٤)املهذب، ج٣، ص٢١٠.

(٥) رواه احلاكم (٢٣١٥)، وابن حبان (٥٩٣٤)، وصححه احلاكم.

(٦) عيل بن بكر املريغناين، اهلداية رشح بداية املبتدي، ج٤، ص٩٦.(٧) ابن عابدين، حاشية رد املحتار عىل الدر املختار، ج٥، ص٣٣٦.

(٨) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥٠٩، مسألة (٧٩٤).

٣٧٢

القول الثالث: ال جيوز االنتفاع إن كان دين الرهن من قرض، وجيوز من غريه، وإليه ذهب بعض احلنابلة(١) والشافعية(٢) واملالكية(٣).

قرض من الرهن دين كان إن االنتفاع جيوز ال أنه عىل واستدلوا وجيوز من غريه، كثمن مبيع، وأجرة دار، أو دين غري القرض بام روي

عا فهو ربا»(٤). عنه أنه قال: «كل قرض جر نفووجه الداللة: أن غري القرض إذا جر نفعا ال يكون ربا، فال يكون

نفعه منهيا عنه.وأجيب عن هذا بام يأيت:

خمرج الغالب؛ ألهنم كانوا خرج ال مفهوم له ألنه احلديث إن .١يأخذون الربا يف مقابل القرض.

٢. ثم إن يف إسناد احلديث ضعف، كام جاء يف خترجيه.كان إن الدين وهو الرهن، سبب بني احلكم يف التفريق إن .٣الدين قرضا، أو غري قرض غري سليم؛ ألن الدين إن كان غري قرض -فهو يف معنى القرض؛ ألنه دين الزم فاالنتفاع يكون كاإلجارة -مثال

مقابل األجل، وهو الربا(٥).القول الراجح:

والراجح من هذه األقوال -واهللا أعلم بالصواب-: ما ذهب إليه ترصف يف وألن جهة، من استدالهلم لقوة الثاين؛ القول أصحاب املرهتن بالرهن؛ إغالق للرهن عىل صاحبه -الراهن- ثم إن يف ذلك

(١) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥٠٩.(٢) الشافعي، األم، ج٣، ص١٥٥، الشريازي، املهذب، ج٣، ص٢٢٣.

(٣) القرطبي اجلامع ألحكام القرآن، ج٤، ص٢٦٦.(٤) قال العجلوين يف كشف اخلفاء، (١٦٤/٢) رقم (١٩٩١) يف التمييز: وإسناده ساقط.

(٥) حاشية اخلريش عىل الرشح الكبري، ج٣، ص٢٤٦.

٣٧٣

يعدهلا ال والسالمة الربا، يف الوقوع شبهة من وسالمة للذمة، براءة يشء.

املطلب الثاينانتفاع املرهتن باملرهون دون إذن الراهن

من املعلوم أن العني املرهونة ملك للراهن، فهو الذي يملك العني، ويملك منافعها، وهذا أمر مسلم جممع عليه؛ ألن رهنها ال يزيل ملكه

هلا، ومن ملك األصل ملك املنافع.يف فاحلكم املرهونة، بالعني باالنتفاع للمرهتن الراهن يأذن مل فإذا هذه احلال خيتلف باختالف نوع هذه العني املرهونة، فالعني املرهونة إما أن تكون حمتاجة إىل نفقة ومؤنة، أو ال حتتاج لذلك، ثم إن املحتاج منها للنفقة واملؤنة إما أن يكون حيوانا مركوبا، أو حملوبا، أو ال يكون

كذلك، فالنظر يف هذا يتصور يف ثالث مسائل:املسألة األوىل: أن تكون العني املرهونة غري حمتاجة إىل نفقة أو مؤنة احلالة هذه ويف سيارة، أو مزرعة، أو دارا، املرهونة العني تكون كأن يأذن أن إال املرهونة العني هذه من بيشء ينتفع أن للمرهتن جيوز ال قدامة (ت٦٢٠) ابن قال الفقهاء(١) بني اتفاق حمل وهذا الراهن، له

.(٢)« -رمحه اهللا - عندما ساق هذه املسألة: «ال نعلم يف هذا خالفاواملؤنة، النفقة إىل حمتاجة املرهونة العني تكون أن الثانية: املسألة ولكنها ليست حيوانا كأن تكون عبدا، أو أمة، أو حيوانا ليس مركوبا وال حملوبا، كأن تكون العني املرهونة خاروفا، أو تيسا، فري مجهور وابن ص٩٩، ج٤، الطالبني، روضة يف والنووي ص١٣٠. ج٤، اهلداية، يف املرغيناين (١)

قدامة يف املغني، ج٦، ص٩٠٥.(٢) املغني البن قدامة، ج٦، ص٥٠٩.

٣٧٤

املرهونة العني منافع من بيشء االنتفاع للمرهتن ليس أنه الفقهاء: له ملك فمنافعها العني هذه مالك الراهن ألن الراهن؛ من بإذن إال ضعيفة رواية وهناك ثور(٢)، أبو إال ذلك يف خيالف ومل ،(١)- -أيضا

عند اإلمام أمحد يف هذا(٣).املسألة الثالثة: أن تكون العني املرهونة مما هو حمتاج للنفقة واملؤنة واحلصان، والبغل واحلامر كاجلمل احليوانات، من يركب ما وهو إذن دون العني هبذه املرهتن انتفاع ويف والشاة كاملاعز منها حيلب أو

الراهن خالف بني الفقهاء عىل أربعة أقوال أوردها كام يأيت:القول األول: ال جيوز للمرهتن االنتفاع باملرهون، سواء أنفق عليه أم مل ينفق عليه، وإىل هذا ذهب احلنفية(٤)، واملالكية(٥)، والشافعية(٦)،

واستدلوا عىل ذلك بالسنة واملعقول.أما من السنة فاستدلوا بام رواه أبو هريرة أن رسول اهللا قال:

«ال يغلق الرهن من صاحبه الذي رهنه، له غنمه، وعليه غرمه»(٧).ووجه الداللة من هذا احلديث أنه عد الغنم للراهن، وليس خيفى بني يفرق ما احلديث يف وليس الراهن، غنم من املرهون منافع أن

مركوب وغري مركوب، وحملوب وغري حملوب.ص٢٠٨، ج٢، املجتهد، بداية رشد، وابن ص١٤٥، ج٦، الصنائع، بدائع الكاساين، (١)ص٥١٢، ج٦، املغني، قدامة، وابن ص١٢١، ج٢، املحتاج، مغني والرشبيني،

واملروزي، أخالق العلامء، ص٢٧١.(٢) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥١٦.

(٣) املرداوي، اإلنصاف، ج٥، ص١٧٣.(٤) الرسخيس، املبسوط، ج٢١، ص١٠٧.

(٥) القرطبي، اجلامع ألحكام القرآن، ج٣، ص٢٦٦.(٦) حممد الرشبيني اخلطيب، مغني املحتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج، ج٢، ص١٢١.

(٧) رواه احلاكم يف املستدرك (٢٣١٥) وصححه. وانظر فتح الباري برشح صحيح البخاري، ج٥، ص١٤٤.

٣٧٥

الراهن. ملك من املرهون خيرج مل الرهن إن فقالوا: املعقول، أما والرهن كاألجنبي، فاملرهتن باالنتفاع، للمرهتن يأذن مل والراهن

كالوديعة(١).وقد نوقشت أدلة هذا القول كام يأيت:

سنده يف احلديث هذا بأن عنه فأجيب بالسنة االستدالل أما .١عبداهللا بن نرص األصم األنطاكي، وله أحاديث منكرة (٢).

٢. أما دليلهم العقيل فأجيب عنه بأنه مل يقل أحد إن املرهون خيرج عن ملك الراهن بالرهن، وانتفاع املرهتن بالرهن ال خيرجه عن ملك

الراهن؛ بل امللك باق له يف ذلك.٣. أما قياس املرهتن عىل األجنبي فقياس مع الفارق؛ ألن للمرهتن عىل العني املرهونة يد االستحقاق، وسالمة العني املرهونة هتمه؛ إذ إنه وليس الدين سداد عن الراهن تعذر حالة يف منها االستيفاء يستحق

ذلك لألجنبي.القول الثاين: جيوز للمرهتن أن ينتفع باملرهون بقدر ما ينفق عليه،

متحريا العدل يف اإلنفاق، وإىل هذا ذهب أكثر احلنابلة(٣).ينفق ما بقدر باملرهون ينتفع أن للمرهتن جيوز أنه عىل واستدلوا عليه، متحريا العدل يف اإلنفاق، بام رواه أبو هريرة أن رسول اهللا

.(٤)« قال: «الرهن يركب بنفقته، ويرشب لبن الدر إذا كان مرهونابدال وعوضا عن املنفعة احلديث أنه جعل هذا ووجه الداللة من ج٣، القرآن، ألحكام اجلامع والقرطبي، ص١٠٧، ج٢١، املبسوط، الرسخيس، (١)

ص٢٦٦، واخلطيب الرشبيني، مغني املحتاج، ج٢، ص١٢١.(٢) الشوكاين، نيل األوطار رشح منتقى األخبار، ج٥، ص٢٤٩.

(٣) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥١٣.(٤) أخرجه البخاري حديث رقم (٢٥١١).

٣٧٦

املنافع يستحق فهو املرهون، يملك الراهن أن خيفى وليس النفقة، بملكه للرقبة ال بالنفقة(١). فاالنتفاع عوض النفقة، وذلك حق املرهتن،

أما الراهن فإنفاقه، وانتفاعه ال بطريق املعاوضة ألحدمها باآلخر(٢).القول الثالث: جيوز للمرهتن أن ينتفع باملرهون بركوبه ورشبه لبنه بقدر نفقته، إذا أنفق عليه عند تعذر اإلنفاق من الراهن المتناعه، وإىل

هذا ذهب األوزاعي(٣)، والليث(٤)، وأبو ثور(٥).واستدلوا عىل أنه جيوز للمرهتن أن ينتفع باملرهون مركوبا، ولبنا، واستخداما، بقدر نفقته عليه، بام رواه أبو هريرة أنه قال: «الرهن »(٦) ويف رواية: «الظهر يركب بنفقته، ويرشب لبن الدر، إذا كان مرهونايركب بنفقته إذا كان مرهونا، ولبن الدر يرشب بنفقته إذا كان مرهونا،

وعىل الذي يركب ويرشب النفقة»(٧).ووجه الداللة: أنه جيوز للمرهتن االنتفاع باملرهون إذا قام بمصلحته، ولو مل يأذن له املالك، فللمرهتن: أن ينتفع باملرهون بركوبه وحلبه بقدر

النفقة التي ينفقها عليه، وال ينتفع بغريمها؛ ملفهوم احلديث(٨).كان أنه عىل حممول احلديث بأن االستدالل: هذا عىل وأجيب قبل حتريم الربا فيام حرم الربا(٩)، ناهيك عن أن يف األخذ هبذا القول ومن النفقة، يف بينهام مشاحة حتصل فقد جهة، من باحليوان إرضار

(١) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥١١.

(٢) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥١٢.(٣) القرطبي، اجلامع ألحكام القرآن، ج٤، ص٢٦٦.(٤) القرطبي، اجلامع ألحكام القرآن، ج٤، ص٢٦٦.

(٥) ابن قدامة، املغني، ج٦، ص٥١٢.(٦) أخرجه البخاري حديث رقم (٢٥١١).(٧) أخرجه البخاري حديث رقم (٢٥١١).

(٨) ابن حجر، فتح الباري، ج٥، ص١٤٣-١٤٤.(٩) ابن حجر، فتح الباري، ج٥، ص١٤٤.

٣٧٧

ناحية ثانية فيه تفويت ملنافع هذا احليوان، وهذا من إضاعة املال املنهي . عنه رشعا

القول الرابع: جيوز للمرهتن أن يركب وحيلب فقط، بالنفقة قلت أم كثرت، إذا امتنع الراهن عن اإلنفاق، وإىل هذا ذهب ابن حزم(١).

واستدل عىل أنه جيوز للمرهتن أن ينتفع باملرهون ركوبا وحلبا فقط، الدر ولبن مرهونا، كان إذا بنفقته يركب هريرة: «الظهر أبو رواه بام

يرشب بنفقته إذا كان مرهونا، وعىل الذي يركب ويرشب النفقة»(٢).ينتفع أن للمرهتن ليس أنه عىل يدل احلديث أن الداللة: ووجه

بأكثر مما أنفق كام هو ظاهر النص.واعرتض عىل وجه االستدالل هنا من وجهني:

األول: أن احلديث يفيد جواز انتفاع املرهتن باملرهون بإذن الراهن، ودون إذن منه، إذا أنفق املرهتن عليه؛ ألن هذا احلديث مطلق(٣).

الثاين: أن القول بجواز االنتفاع، وإن زاد عىل قدر النفقة، قول ال دليل عليه(٤)؛ بل هو خمالف للقاعدة الرشعية: الغرم بالغنم، وكذلك القاعدة الرشعية األخر: اخلراج بالضامن(٥)؛ إذ إن املرهتن سيغنم من

. العني املرهونة أكثر مما يغرم، وهذا مما يزيد هذا القول ضعفاالقول الراجح:

القول أصحاب إليه ذهب ما املسألة هذه يف الراجح القول ولعل (١) ابن حزم، املحىل، ج٨، ص٨٩، مسألة (١٢١٣).

(٢) صحيح البخاري، رقم احلديث (٢٥١١).(٣) الصنعاين، سبل السالم رشح بلوغ املرام، ج٣، ص٧٦.

(٤) الشوكاين، نيل األوطار، ج٥، ص٣٥٤.ص٣٠٣، ج١، والنظائر، األشباه والسيوطي، ص١٧٦، والنظائر، األشباه نجيم، ابن (٥)

والبورنو، الوجيز، ص٣٦٥.

٣٧٨

عليه، ينفق ما بقدر باملرهون، ينتفع أن للمرهتن جيوز أنه من الثاين متحريا العدل يف ذلك، وذلك مراعاة ملصالح الناس، كام أن يف ذلك براءة للذمة وسالمة للمرء من أن يأكل أموال الناس بغري حق، وجلمعه بني األدلة املتعارضة وعمله هبا، ولضعف القول بمنع االنتفاع مطلقا ملا فيه من املشقة الظاهرة برفع األمر إىل احلاكم، فيام لو رفض الراهن

دفع نفقة العني املرهونة، أو اإلشهاد عىل النفقة كل حني.بني حتصل قد التي للمشاحة إزالة القول هبذا األخذ يف أن كام الراهن واملرهتن يف اإلنفاق عىل املرهون، كام أن فيه رفقا هبذا احليوان

وحفظا له من التلف.بالغنم، الغرم الرشعية: القاعدة مع يتمشى القول هذا إن ثم والقاعدة الرشعية األخر: اخلراج بالضامن (١)، إىل جانب أن يف ذلك مقاصد من وهذا هلا، إضاعة وعدم احليوان هذا منافع من استفادة

الرشيعة.

(١) املراجع السابقة نفسها.

٣٧٩

اخلامتة

وتشتمل عىل أمرين:األول: أهم نتائج البحث:

بدراستي هلذا البحث، واستعرايض لعدد من مسائله، ويف ضوء ما تقدم يمكن الوقوف عىل احلقائق اآلتية:

إن للمعامالت؛ السيام املالية منها، شأنا كبريا يف حميط األفراد . ١إىل بحاجة -والشك- الناس ألن السواء؛ عىل واجلامعات

بعضهم بعضا، فال يستغني أحدهم عن اآلخر.وذلك . ٢ دونه؛ الناس أمور تستقيم فال احلياة، عصب املال إن

ملسيس احلاجة إليه.استدانه . ٣ بام املدين الدائن يطالب أن املايل التعامل يف األصل

منه، لكنه قد يكون املدين غري حمل لثقة الدائن، وحينئذ يطلب الدائن من املدين توثيق دينه؛ ليطمئن عىل الوفاء، والرهن يعد

أهم أنواع التوثيق.كالدين . ٤ منه، استيفاؤه يمكن بحق مايل يشء حبس الرهن إن

حقيقة، أو حكام، وقد رشع لصيانة الديون واألموال، وحفظا للحقوق.

ومرهون، . ٥ ومرهتن، راهــن، مخسة: الرهن عقد أركــان إن

٣٨٠

ومرهون به، وصيغة، وال يعد العاقدان عاقدين إال إذا استوفيا رشوطهام، وال تعد الصيغة صيغة إال إذا كانت وفق املتفق عليه بيعه، يصح بام متصفا كان إذا إال حمال املحل يعد وال رشعا،

وبام يصلح أن يكون حمال للعقد.إن الرهن من التعامالت املباحة رشعا، وقد دل عليه الكتاب، . ٦

والسنة، وإمجاع األمة.ومن . ٧ عمل، عىل أو الذمة، يف ثابتة تكون أن إما املنفعة إن

صورها: كل منفعة تنجم عن زوائد املرهون كالزروع والثامر، وعن كل ما يصح بيعه من املداينات.

إنه جيوز للراهن أن يستويف منافع املرهون، وقيل: ليس له ذلك، . ٨لكن األول أوىل؛ ملا يف ذلك من مصلحة للراهن.

إنه جيوز انتفاع املرهتن باملرهون بإذن الراهن، وقيل: ال جيوز، . ٩من كان وإن جيوز، فال قرض، من الرهن دين كان إن وقيل:

غريه جاز، واألول أوىل.الثاين: أهم التوصيات:

تقوم . ١ أن أمتنى فإين ولذا بمكان؛ األمهية من املوضوع هذا املوضوع، هذا حول موسعة بحثية دراسات بعمل اجلامعات يف وآخــرون الفقه، يف املتخصصني من عدد فيها يشرتك الدين، هذا عظمة للجميع ليتبني املالية؛ واألنظمة االقتصاد

وحتقيقه للمصالح؛ مصلحة الراهن واملرهتن.كام أويص أن يطرح هذا املوضوع عىل هيئة كبار العلامء عىل وجه . ٢

أهنا الشك وتوجيهات، بتوصيات واخلروج لدراسته، أخص ستفيد العامل واملتعلم، ومن أقدم عىل عقود املراهنة بكل تأكيد.

٣٨١

إضافة إىل ذلك فإين أمتنى من إخواين؛ السيام من أرادوا الدخول . ٣ويسرتشدوا العلامء، عىل أمرهم يعرضوا أن املراهنة عقود يف بآرائهم يف صحة هذه العقود، ومد صحة االنتفاع مما يتعلق بالعني املرهونة من منافع؛ إذ يف املسألة مزالق ملن مل يتورع فيها،

واحلق يف حرص املرء عىل سالمة دينه قبل كل يشء.وحيث إن الرهن يقيض حاجة للراهن ويكفيه بيع متاعه؛ لذا . ٤

ل ذلك اجتامعيا، ويطرح يف وسائل اإلعالم؛ فإين أر: أن يفعليكون معلوما لد اجلميع، فهو بالشك أيرس من أن يبيع املرء متاعا بثمن بخس من أجل أمر هو حاجة له، أو رضورة، وأكاد أجزم أن عددا ليس بالقليل جيهل أحكام الرهن، وخيفى عليه

كيفية اإلفادة منها.إن ترشيع الرهن يعد من مظاهر اليرس يف هذه الرشيعة السمحة، . ٥

فعلينا إبالغه للناس، وبيان أحكامه، وقدوتنا يف ذلك املصطفى الذي مات ودرعه مرهونة عند هيودي.

-بقدر . ٦ الرهن فرتة املرهون بمنافع املرهتن بانتفاع القول إن ما أنفق عليه- يغريه بذلك، ويرغبه فيه، ويدرك أن هناك ثمة

عوائد يستفيدها من هذه العملية مقابل ما أنفق.

٣٨٢

مصادر البحث:عام . ١ إبراهيم د. أعده بحث باملرهون، االنتفاع أحكام احلمود، نارص بن إبراهيم

١٤١٨هـ-١٤١٩هـ.مسلم، . ٢ صحيح ٢٦١هـ، ت: النيسابوري، القشريي احلجاج بن مسلم احلسني أبو

حتقيق وتصحيح وترقيم وتعليق حممد فؤاد عبدالباقي، املكتبة اإلسالمية للطباعة والنرش والتوزيع، إستانبول - تركيا، مصورة عن الطبعة األوىل، ١٣٧٤هـ/١٩٥٥م.

أبو الوليد حممد بن أمحد بن رشد الشهري بابن رشد احلفيد، بداية املجتهد وهناية املقتصد، . ٣النارش: دار الكتب، بريوت.

أبو إسحاق إبراهيم بن عيل بن يوسف الفريوزآبادي، املهذب، دار القلم، ١٤١٧هـ.. ٤أبو الطيب صديق بن حسن بن عيل احلسيني القنوجي، فتح العالم لرشح بلوغ املرام، . ٥

نرش التنكاين باملدينة املنورة.ط: . ٦ اإلسالمية، األوقاف مطبعة القرآن، أحكام اجلصاص، عيل بن أمحد بن بكر أبو

١٣٢٥هـ، دار الكتاب العريب، بريوت.طبعة . ٧ عن بريوت، صادر، دار الفقه، أصول علم من املستصفى الغزايل، حامد أبو

بوالق، مرص، ١٣٢٢هـ.أبو عبداهللا الطرابليس املعروف باحلطاب، مواهب اجلليل رشح خمترص خليل، دار مكتبة . ٨

النجاح، ليبيا.أبو عبد اهللا حممد اخلريش، رشح اخلريش عىل خمترص خليل، طبعة بوالق، ١٣١٧هـ.. ٩الكتب . ١٠ دار القرآن، ألحكام اجلامع القرطبي، األنصاري أمحد بن حممد اهللا عبد أبو

العلمية، بريوت، ١٤١٧هـ.١١ . أبو عبداهللا حممد بن إسامعيل البخاري، اجلامع الصحيح املسند من حديث رسول اهللا

وسننه وأيامه، رشح وتصحيح وحتقيق حمب الدين اخلطيب، ترقيم حممد فؤاد عبدالباقي، نرش ومراجعة وإخراج وإرشاف: قيص حمب الدين اخلطيب، الطبعة السلفية ومكتبتها،

القاهرة، الطبعة األوىل، ١٤٠٠هـ.عامل . ١٢ السامرائي، صبحي حتقيق العلامء، اختالف املروزي، نرص بن حممد عبداهللا أبو

الكتب، بريوت، الطبعة الثانية، ١٤٠٦هـ.أبو عبداهللا حممد بن يزيد القزويني، ت: ٢٧٥هـ، سنن ابن ماجه، حتقيق حممد فؤاد عبد . ١٣

الباقي، مصورة املكتبة اإلسالمية، إستانبول - تركيا.أبو حممد احلسني بن مسعود الفراء البغوي، رشح السنة، املكتب اإلسالمي، ١٩٧٤م.. ١٤أبو عمر يوسف بن عبدالرب النمري، التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد، حتقيق . ١٥

عبداهللا بن الصديق، مطبعة نضالة املحمدية، املغرب، ١٣٩٩هـ.

٣٨٣

أبو حممد عبد اهللا بن أمحد بن قدامة، الكايف، طبعة دار هجر بمرص، ١٤١٧هـ. ١٦أبو حممد عبد اهللا بن أمحد بن قدامة، املغني، دار هجر بمرص، ١٩٨٨م.. ١٧أبو حممد عيل بن أمحد بن سعيد بن حزم، املحىل.. ١٨األوىل، . ١٩ الطبعة بريوت، الثقافية، الكتب مؤسسة اإلمجاع، النيسابوري، املنذر ابن

١٤١٤هـ.العلم . ٢٠ دار الرشعية)، األحكام (قوانني الفقهية القوانني املالكي، الغرناطي جزي ابن

للماليني، بريوت، ١٩٧٤م.أمحد أبو الفتوح، خمترص كتاب املعامالت، ١٩١٦م، القاهرة.. ٢١أمحد بن حجر العسقالين، فتح الباري رشح صحيح البخاري، بريوت، ١٩٨٧م.. ٢٢الثقافية، . ٢٣ الكتب مؤسسة األحكام، أدلة من املرام بلوغ العسقالين، حجر بن أمحد

بريوت، ١٤٠٧هـ.أمحد بن حجر اهليثمي، حتفة املحتاج رشح املنهاج، دار الفكر.. ٢٤أمحد بن حنبل الشيباين، املسند، املكتب اإلسالمي، بريوت.. ٢٥أمحد بن حممد بن أمحد الدردير، الرشح الصغري هبامش بلغة السالك ألقرب املسالك إىل . ٢٦

مذهب اإلمام مالك، طبعة احللبي بمرص، ١٣٧٢هـ.أمحد بن قودر قايض زاده، تكملة فتح القدير (نتائج األفكار يف كشف الرموز واألرسار)، . ٢٧

دار صادر، بريوت، الطبعة األمريية، مرص، ١٣١٦هـ.ت: . ٢٨ الشيباين، حنبل بن أمحد اإلمام مسند لرتتيب الرباين الفتح البنا، عبدالرمحن أمحد

٢٤١هـ، مصورة دار إحياء الرتاث العريب، بريوت، لبنان.أمحد بن حممد الصاوي املالكي، بلغة السالك ألقرب املسالك إىل مذهب اإلمام مالك . ٢٩

عىل الرشح الصغري للدردير، دار املعرفة، بريوت، ١٣٩٨هـ.إسامعيل بن حممد العجلوين، ت: ١١٦٢هـ، كشف اخلفاء ومزيل اإللباس عام اشتهر من . ٣٠

األحاديث عىل ألسنة الناس، تصحيح وتعليق أمحد القالش، مكتبة الرتاث اإلسالمي، حلب.

جالل الدين عبدالرمحن السيوطي، ت: ٩١١هـ، األشباه والنظائر يف قواعد وفروع فقه . ٣١الشافعية، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان ١٣٩٩هـ.

الطالبني . ٣٢ منهاج عىل املحىل رشح ٨٦٤هـ، ت: املحىل، أمحد بن حممد الدين جالل للنووي، ومعه حاشيتا قليويب وعمرية، طبعة دار إحياء الكتب العربية، عيسى احللبي،

مرص.مجال الدين اإلسنوي، هناية السول يف رشح منهاج الوصول إىل علم األصول للقايض . ٣٣

البيضاوي، مطبعة السعادة بمرص.احلافظ أبو بكر أمحد بن احلسني بن عيل البيهقي، ت: ٤٥٨هـ، السنن الكرب، مصورة . ٣٤

دار املعرفة عن طبعة دائرة املعارف العثامنية بحيدر آباد الدكن.

٣٨٤

احلاكم النيسابوري، املستدرك عىل الصحيحني، دار الكتاب العريب، بريوت.. ٣٥د. حممد مصطفى شلبي، أصول الفقه اإلسالمي.. ٣٦الراغب األصفهاين، املفردات يف غريب القران.. ٣٧النعامن، . ٣٨ حنيفة أيب مذهب عىل والنظائر األشباه نجيم، بن إبراهيم بن العابدين زين

املكتبة العرصية، بريوت، لبنان، حتقيق عبدالكريم الفضييل، ١٤١٨هـ.شمس لدين حممد بن شهاب الدين أمحد الرميل، ت: ١٠٠٤هـ، هناية املحتاج إىل رشح . ٣٩

املنهاج، طبعة احللبي بمرص، ١٩٣٨م.السعادة . ٤٠ مطبعة املبسوط، ٤٨٢هـ، ت: الرسخيس، سهل أيب بن حممد الدين شمس

مرص.ط١، . ٤١ العربية، الكتب إحياء دار القرايف، إدريس بن أمحد العباس أيب الدين شهاب

١٣٤٤هـ.املعرفة، . ٤٢ دار خليل، خمترص رشح اإلكليل جواهر األزهري، األيب السميع عبد صالح

بريوت.عبد الرمحن بن حممد بن سليامن أفندي داماد املعروف بشيخي زاده، جممع األهنر رشح . ٤٣

ملتقى األبحر، ١٣١٠هـ، تركيا.عبد اهللا حجازي، حاشية الرشقاوي عىل التحرير، املطبعة احلسينية بمرص، ١٣٢٥هـ.. ٤٤عبدالرمحن بن حممد بن قاسم النجدي احلنبيل، حاشية الروض املربع رشح زاد املستقنع، . ٤٥

ط٤، ١٤١٠هـ.من . ٤٦ الراجح معرفة يف اإلنصاف املــرداوي، سليامن بن عيل احلسن أبو الدين عالء

اخلالف.مطبعة . ٤٧ الرشائع، ترتيب يف الصنائع بدائع الكاساين، مسعود بن بكر أيب الدين عالء

اجلاملية بالقاهرة، ١٣٢٨هـ.عالء الدين عيل بن بلبان الفاريس، صحيح ابن حبان، ت: ٣٥٤هـ، برتتيب ابن بلبان، . ٤٨

حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب األرنؤوط، ط٢، ١٤١٤هـ/١٩٩٣م، مؤسسة الرسالة، بريوت، لبنان.

عيل بن بكر املريغناين، اهلداية رشح بداية املبتدي.. ٤٩عيل بن عمر الدارقطني، سنن الدارقطني، مكتبة املتنبي، القاهرة.. ٥٠عيل بن حممد بن عيل السيد الزين احلسيني اجلرجاين، التعريفات، مطبعة صبيح بمرص.. ٥١األمريية . ٥٢ املطبعة الدقائق، كنز رشح احلقائق تبيني الزيلعي، عيل بن عثامن الدين فخر

بمرص، ١٣١٥هـ.كامل الدين حممد بن عبدالواحد السيوطي، ت: ٦٨١هـ، فتح القدير عىل اهلداية رشح . ٥٣

بداية املبتدي للمرغناين، طبعة احللبي، مرص، ١٣٨٩هـ.جمد الدين حممد بن يعقوب الفريوزآبادي، القاموس املحيط، دار اجليل، بريوت.. ٥٤

٣٨٥

احللبي . ٥٥ طبعة املنهاج، ألفاظ معاين معرفة إىل املحتاج مغني اخلطيب، الرشبيني حممد بمرص، ١٣٧٧هـ.

حممد أمني بن عابدين، حاشية رد املحتار عىل الدر املختار، القاهرة، ١٢٧٣هـ. ٥٦حممد بن أيب بكر الرازي، خمتار الصحاح، دار الكتب العلمية، بريوت، ١٩٨٣م.. ٥٧حممد بن إدريس الشافعي، األم، دار الشعب بمرص.. ٥٨حممد بن إسامعيل الصنعاين، ت: ١١٨٢، سبل السالم رشح بلوغ املرام، مطبعة احللبي، . ٥٩

مرص.املعارف . ٦٠ دار القرآن، آي تأويل يف البيان جامع ٣١٠هـ، ت: الطربي، جرير بن حممد

بمرص، ١٩٧١م، حتقيق: حممود شاكر.حممد بن عرفة، حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري، املكتبة التجارية بمرص، ١٣٥٥هـ.. ٦١حممد عيل الشوكاين، إرشاد الفحول إىل حتقيق احلق يف علم األصول).. ٦٢حممد عيل الشوكاين، نيل األوطار رشح منتقى األخبار، مطبعة احللبي بمرص.. ٦٣ط٥، . ٦٤ الكلية، الفقه قواعد إيضاح يف الوجيز البورنو، حممد بن أمحد بن صدقي حممد

مؤسسة الرسالة، ١٤٢٢هـ.املطبعة . ٦٥ ص٢٣١، ج٩، القاموس، جواهر من العروس تاج الزبيدي، مرتىض حممد

اخلريية بالقاهرة ١٣٠٦هـ.الرشفية، . ٦٦ - العامرة املطبعة اإلحكام، غرر رشح يف احلكام درر ٨٨٥هـ، مالخرسو،

القاهرة، ١٣٠٤هـ.بمرص، . ٦٧ السنة أنصار مطبعة اإلقناع، متن من القناع كشاف البهويت، يونس بن منصور

١٣٦٦هـ.النهى . ٦٨ أويل دقائق اإلرادات منتهى رشح ١٠٥١هـ، ت: البهويت، يونس بن منصور

لرشح املنتهى، مؤسسة الرسالة، ١٤٢١هـ/٢٠٠٠م.مكتبة . ٦٩ الفوائد، ومنبع الزوائد جممع ٨٠٧هـ، ت: اهليثمي، بكر أيب بن عيل الدين نور

القديس، القاهرة، ١٣٥٢هـ.حييى بن رشف النووي، روضة الطالبني، املكتب اإلسالمي، بريوت.. ٧٠

٣٨٦

حمتويات البحث:٣٤٣ ............................................................................ املقدمةمتهيد.............................................................................. ٣٥٠٣٦٠ ............................................. املبحث األول: انتفاع الراهن باملرهوناملطلب األول: انتفاع الراهن باملرهون بإذن املرهتن............................. ٣٦٠املطلب الثاين: انتفاع الراهن باملرهون دون إذن املرهتن.......................... ٣٦٣٣٦٨ .............................................. املبحث الثاين: انتفاع املرهتن باملرهوناملطلب األول: انتفاع املرهتن باملرهون بإذن الراهن............................. ٣٦٨املطلب الثاين: انتفاع املرهتن باملرهون دون إذن الراهن.......................... ٣٧٣اخلامتة............................................................................. ٣٧٩مصادر البحث.................................................................... ٣٨٢حمتويات البحث................................................................... ٣٨٦

ÜỀa@’z‹flلقاء العدد.•

مع فضيلة الشيخ/ عبداهللا بن عبدالعزيز بن عقيل.ملخص رسائل علمية.•

. رصد لبعض الرسائل العلمية التي نوقشت حديثا •. صدر حديثا

رصد آلخر ما صدر من كتب الدراسات الفقهية واألصولية والسياسة الرشعية.

ألغاز فقهية.•

٣٨٩

لقاء العددمع فضيلة الشيخ / عبدا بن عبدالعزيز بن عقيل

احلنابلة، فقه وخاصة بالفقه، بعنايته اشتهر جليل، فقيه العدد هذا ضيف اللقاء هذا ومادة احلارض، الوقت يف احلنابلة) (شيخ بـ يعرف أصبح حتى مجعت من بعض الكتب التي عنيت برتمجته، وقد استأذنا فضيلته يف االقتباس

منها...

حبذا لو أعطيتم نبذة موجزة عن سريتكم من حيث: املولد، والنشأة، وبداية طلبكم للعلم، وأشهر شيوخكم، واملناصب التي عملتم فيها، وإنتاجكم العلمي؟

عبداهللا بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل، ولدت يف عنيزة سنة ١٣٣٥هـ ونشأت هبا يف كنف والدي -رمحه اهللا-، وكان من مشائخ عنيزة وشعرائها وأدبائها املعروفني، قايض عقيل الشيخ أخي يد وعىل يديه، عىل العلوم ومبادئ الكتابة، فتعلمت

العارضة.تاب الشيخ عبدالعزيز بن دامغ، يف مسجد أم محار، وملا فتحت مدرسة ثم دخلت كاألستاذ صالح بن صالح يف الربغوش سنة ١٣٤٨هـ دخلت معهم يف الفوج األول، وتعلمت فيها ما شاء اهللا، إىل أن فتح شيخنا عبداهللا القرعاوي مدرسة يف جانب بيته يف سوق الفرعي، وذلك بعد قدومه من اهلند، وجعل التعليم جمانا، وكان يعلم التي الشهرية الرمحانية املدرسة نمط عىل والرتبية، الرشعية، العلوم مدرسته يف درس فيها هناك، فأدخلني الوالد مدرسته، ألنه يعلم الناس العلوم الرشعية: الفقه واحلديث والتفسري والنحو وبقية العلوم األخر التي تعلمها املدارس، فاستفدنا

منه علوما وآدابا وأخالقا، وحفظنا عنده عددا من املتون.

٣٩٠

شيخنا وهو اهللا- سعدي -رمحه بن عبداهللا الشيخ دروس يف التحقت ذلك بعد وأستاذنا ومعلمنا، وذلك يف سنة ١٣٤٩هـ، وتعلمنا عنده علوما كثرية من الفقه

والتوحيد والتفسري والنحو وغريها.مانع، بن عبداهللا الشيخ قاضيها مثل: عنيزة، بلدنا علامء من غريه عىل ودرست الفقه عنهم وأخذت العمري، سليامن والشيخ الرتكي، عيل بن حممد والشيخ خطبه من واستفدت القايض، صالح الشيخ أدركت بل وغريمها، والعقيدة

ودروسه بعد الصلوات يف مشكاة املصابيح والتفسري.بقيت أطلب العلم يف عنيزة إىل آخر سنة ١٣٥٣هـ، وعندما أوعز امللك عبدالعزيز -رمحه اهللا- لشيخنا عمر بن سليم -رمحه اهللا- رئيس قضاة القصيم بأن خيتار عددا جازان، منطقة يف وخطباء وأئمة ودعاة قضاة ليكونوا واملشائخ العلم طلبة من فسافرنا عقيل، بن عبدالرمحن الشيخ عمي منهم وكان اختارهم، فيمن فكنت عبدالعزيز، امللك مع وحججنا ١٣٥٣هـ، سنة للحج سليم بن عمر الشيخ مع وقابلناه مرارا، وحرضنا جمالسه -رمحه اهللا- ودروسه التي كان تلقى يف جملسه بعد صالة العشاء، وقرأنا هناك عىل شيخنا ابن سليم، مدة بقائه يف مكة املكرمة من ذي

القعدة ١٣٥٣هـ إىل ربيع ١٣٥٤هـ.أساعده، وكنت القضاءهناك، فتوىل جازان، إىل عمي مع ذلك بعد سافرنا ثم

وأقوم بالوعظ واإلرشاد، وبقيت إىل سنة ١٣٥٧هـ.وبعدها رجعت إىل عنيزة، وواصلت دراستي عىل شيخنا ابن سعدي، وقرأت يف يف وبقينا بمروياته، وأجازنا أبووادي، نارص بن عيل املعمر شيخنا عىل احلديث

عنيزة إىل رجب عام ١٣٥٨هـ.وبعدها ألزمت بالقضاء يف جازان بعد استعفاء عمي الشيخ عبدالرمحن، وبحمد سنني، ست قرابة فيها وبقيت عريش، أيب قضاء إىل جازان قضاء من نقلت اهللا ثبتي يف املذكورة ترمجتي يف مفصل هو ما عىل قضائية وظائف يف تنقلت ومنها إىل ١٣٥٨هـ عام من عريش أيب قضاء توليت أنني وملخصها: اجلليل)، (فتح سان، ثم عدت لعنيزة أطلب العلم عام ١٣٦٤هـ، ختللها عدة أشهر يف قضاء فر

٣٩١

عىل شيخنا ابن سعدي، ثم توليت قضاء اخلرج عام ١٣٦٥هـ، ثم قضاء الرياض ينت من عام ١٣٦٦هـ إىل ١٣٧٠هـ، ثم قضاء عنيزة إىل عام ١٣٧٥هـ؛ حيث عيف دار اإلفتاء يف الرياض عند شيخنا املفتي حممد بن إبراهيم -رمحه اهللا-، وبقيت ينت عام ١٣٩١هـ يف هيئة التمييز، أالزمه يف العمل، ثم بعد وفاته -رمحه اهللا- عتشكل أن وإىل فيها، عضوا ينت ع العليا القضائية اهليئة تأسست ملا سنة وبعد ينت عضوا فيه، ويف اهليئة الدائمة بمجلس جملس القضاء األعىل عام ١٣٩٥هـ، فعوفاته وبعد حياته يف محيد بن عبداهللا شيخنا رئيسه عن وأنوب األعىل، القضاء -رمحه اهللا- عام ١٤٠٢هـ مدة؛ حتى تم تكليف وزير العدل برئاسته، وتقاعدت عام تأسيسه منذ الراجحي بمرصف الرشعية اهليئة رأست ثم ١٤٠٦هـ، عام

١٤٠٩هـ وإىل اآلن، وهناك أعامل أخر مذكورة يف حيايت.ويل التأليف، عن بالتدريس ثم بالوظائف انشغلت فقد العلمي اإلنتاج وأما يف ورسالة جملدين، يف (الفتاو) طبع: ومما خمطوط، أكثرها ومؤلفات رسائل يل، كتبها التي سعدي ابن شيخنا رسائل طبعت كام الراحلة، عىل الصالة حكم بعت بعنوان: (الشيخ عبدالرمحن بن بعنوان: (األجوبة النافعة)، ومنها حمارضة ط

سعدي كام عرفته).ج يل بعض طالبنا رسائل وأربعينات يف الرواية احلديثية، منهم الشيخ حممد وخرعنوانه مرويايت، وثبت ترمجتي يف كبريا كتابا ألف حيث التكلة؛ عمر بن زياد (فتح اجلليل)، وله رسالة خمترصة يف مرويايت عنواهنا: (النوافح املسكية)، ومنهم وباسل العتيبي، وبدر العجمي، نارص بن وحممد العصيمي، صالح املشائخ:

. الرشود، جزاهم اهللا خريامعي أجريت التي واملقابالت مقااليت من عددا زياد حممد الشيخ أخونا ومجع

وأعدها للطبع.من زمالئه مع إيل، رحاالته وقائع عن كتابني املنيس وليد الدكتور الشيخ وطبع ى األول (اإلكليل)، ثم أحلقه بكتاب: (التكميل)، أسأل اهللا مشايخ الكويت، سم

أن ينفع هبذه اجلهود، وجيعلها خالصة لوجهه الكريم.

٣٩٢

احلصول يف جاهدا ويسعى الشيوخ، من باإلجازات العلم طالب بعض هيتم عليها، ونعلم أن لكم يف هذا اهتامما، فام قيمة هذه اإلجازات يف مسرية الطالب

العلمية؟هو كام أنواع وهي وحديثا، قديام العلم أهل وطرائق السلف سنن من الرواية أن ينبغي ما أكثر وهذا والسامع، القراءة مرتبة وأعالها املصطلح، يف مفصل

حيرص عليه طالب العلم، وهو األنفع، واألعىل مرتبة بني أنواع اإلجازات.ثم الرشعي، العلم إىل أوال مهته فيرصف املهم، عىل األهم يقدم العلم وطالب تعدد أو فقط، الرواية بمجرد يكتفي وال مهه، أكرب جيعلها وال الرواية، يأخذ

اإلجازات، بل هيتم بالدراية.، وداوم واإلجازات إن صدرت من عامل معروف مهتم بالسنة لطالب الزمه طويالفهي ذلك سو كان وما العلمية، بالتزكية أشبه تعد فإهنا عنده؛ التحصيل عىل

ل. رواية حتموأنا مل أهتم هلا كثريا أول األمر، فأول ما أخذت الرواية بحديث املحبة فقط، من شيخنا القرعاوي قبل ثامنني سنة يف العارش من شعبان لعام ١٣٤٩هـ، وهو الذي شيخنا بسعاية أبووادي شيخنا إجازة وكانت بمدة، ذلك بعد أجازنا ثم ابتدأنا كبرية، عناية اإلجازات يولون مشائخنا يكن ومل اهللا-، املطرودي -رمحه عبداهللا اهلاشمي -رمحه عبداحلق الشيخ إجازة مثل ذلك، عن تأخرت إجازاتنا وغالب

اهللا-، ومن بعده.حيث من السعدي، نارص بن عبدالرمحن شيخكم عن حتدثونا أن شيخ يا حبذا

سرية الرجل، وعبادته، وأموره الشخصية التي قد ختفى عىل من ترجم له؟املعلم.. ونعم املريب، ونعم الشيخ، نعم سعدي.. بن عبدالرمحن العالمة شيخنا

نعجز عن تعداد خصاله احلميدة وسريته الرشيدة.وهو أمه وماتت صغري، وهو أبوه مات حيث يتيام؛ وعاش ١٣٠٧هـ، عام لد وكذلك، وكفله أخوه محد بن نارص السعدي، وأحسن تربيته هو وزوجته -رمحهام فهام وتعاىل تبارك اهللا ومنحه العلم، بطلب بدأ التمييز سن جتاوز أن فلام اهللا-،

٣٩٣

ل يف األيام القليلة وعلام ومعرفة، وصار من أبرز طالب العلم بني أقرانه، فهو حيصوه شيخا لها غريه يف أكثر من ذلك، فلام عرف زمالؤه وإخوانه تفوقه عد ما مل حيص

رس ويدرس. هلم، وطلبوا منه أن يدرسهم، وكان إذ ذاك يدعنيزة، قايض القايض، عثامن بن صالح الشيخ عنيزة: مشائخ عن العلم أخذ مانع، بن حممد والشيخ أيضا، عنيزة قايض جارس، بن محد بن إبراهيم والشيخ

والشيخ حممد بن شبل، والشيخ حممد األمني الشنقيطي، وغريهم.وصار له ونصح، وإمامة إفتاء وتأليف أبدا، كل وقته بني الدنيا ليس له تعلق يف صد كبري بني بني جنسه، ليس يف عنيزة فقط، بل يف مجيع قر القصيم وغريها، املتأخرين نجد، ما نعرف من علامء نجد التفسري من علامء أول من ألف يف وهو من صنف تفسريا كامال يف القرآن غريه -اللهم إال الشيخ فيصل املبارك- وتفسريه ، وله مؤلفات أخر تزيد من أنفع التفاسري وأحسنها وضوحا وسالمة وحتصيال

. عىل ثالثني مؤلفاطريقة كانت فقد املشائخ، من سبقه من طريقة غري التعليم يف طريقته وكانت املشائخ أن كل إنسان يريد أن يقرأ يأيت بكتاب خيتاره إىل الشيخ، ويستأذنه فيأذن يقرأ أن يتسع ما الوقت هلم: قال شيخنا، عىل الطالب كثر فلام فردية، بقراءة له يف واحد، درس يف واحد كتاب عىل اجتمعوا ولكن وحده، كتاب يف إنسان كل التفسري أو يف احلديث أو يف الفقه أو يف النحو، فاتفقوا عىل هذا، فاجتمع عليه من ويذهب يقلون، وتارة مخسون، أربعون، ثالثون، يكثرون.. تارة كثرة، الطالب

ناس، ويتخرج آخرون، ويأيت ناس جدد.الطالب عىل واحللم واألخالق اآلداب منه وتعلمنا الشيخ، عىل درسنا وهكذا والنصح، واستيعاب املسائل، وكان أيضا يناوب بني الطالب يف إعادة الدرس، إذا انتهى من الدرس طلب من أحدهم أن يلخص ما قاله الشيخ، وبعضهم يورد عليه األسئلة، فيجيب عليها، وربام أورد الشيخ عليهم أسئلة ليجيبوا عليها، وربام يغلط - رفع املنصوب، ويلقي باله عليهم، ليعلم الشيخ نفسه، إذا أراد أن يعرب -مثالمن يتفطن هلذه الغلطة ممن هو سارح الذهن، فالذي هو حارض الذهن يستغرب

٣٩٤

هذا، ومن هو غائب الذهن تفوت عليه، وكذلك يف إلقائه عليهم األسئلة يعرف من قد حرض للمسألة وأجاب عليها، ومن يتلجلج يف اجلواب وال يعطي اجلواب

السليم.ال األرض، عىل يتحلقون طالبا، عرشون حلقته فمثال باحلفظ، يكلف وكان عىل جيلس ويقرأ باحلفظ هيتم من بالرمل، مفروشة فاألرض رش! ف وال كرايس جلس فإذا اإلمام، يسار عىل جيلس حفظ، ما أو غفلة عنده ومن اإلمام، يمني

م، ابتسم يف وجوه احلارضين ثم قال لأليمن: سم واقرأ. الشيخ وسلوثالثة حديثا، كان إن أحاديث وثالثة قرآنا، كان إن آيات ثالث األيمن ويقرأ ، ثم يقرأها الثاين أيضا، ثم يقرأها الثالث، فإذا تكررت أسطر من متن الزاد مثال، وحييل عىل أسامعهم ثالث مرات رشع يفرسها، ويوضحها ويعطي عليها معانعىل يشء إن كان سبق، وربام يف أثناء الدرس سأل بعض الطالب: ما معنى كذا؟ منهم: ألحد قال الدرس انتهى إذا وربام كذا؟ من تفهم وما كذا؟ إعراب وما أعطنا خالصة ما سمعت من الدرس هذا، وربام قام وقال: تعال يا فالن، اجلس هنا وأعد عليهم الدرس، فحسب ما عندهم من االستطاعة واالستيعاب، منهم فيه وهذا هذا، يف يتذاكرون ينقص، من ومنهم يزيد، من ومنهم يستوعب، من

فائدة لطالب العلم.وله مؤلفات كثرية -رمحه اهللا- تتجاوز الثالثني مؤلفا، منها: (الدين الصحيح حيل مجيع املشاكل)، ومنها: (القواعد واألصول) التي خلصها من كتب شيخ اإلسالم، وابن القيم، فجمع فيها ألف قاعدة تقريبا، ما بني قاعدة وضابط وغري ذلك، وهو

مطبوع متداول يف املكتبات.وكذلك أيضا يف الفقه: (السؤال واجلواب) الذي هو األسئلة واألجوبة الفقهية،

و(منهج السالكني وتوضيح الفقه املبني).خ له زميلنا الشيخ عبداهللا البسام يف كتابه (علامء نجد خالل ثامنية قرون) وممن أرل سريته ورحلته وطالبه ومؤلفاته، رمحه اهللا، وكذلك الشيخ حممد العثامن فإنه فص

القايض يف كتابه: (روضة الناظرين).

٣٩٥

ذكرتم يف أحد اللقاءات أنكم قرأتم عىل الشيخ عبدالرمحن بن سعدي يف مقامات احلريري، فكيف كان ذلك؟

كان رمحه اهللا يقرأ يف كتب األدب أحيانا، وخصوصا مقامات احلريري، والسيام طلب املجالس أحد ويف والتوبة، والتذكري الوعظ من فيها ملا اخلمسون؛ املقامة املقامة، تلك عليه أقرأ أن فأمرين نافع، بيشء املجلس خيتم أن احلارضون منه القلوب، وترقيق الوعظ، من فيها ملا واحلارضون، هو منها وانبسط فقرأهتا، وذكر التوبة النصوح. وكان ابنه عبداهللا بعد أن انتقل إىل الرياض إذا اجتمعنا به يف بعض املجالس، يطلب مني أن أقرأها عليه، وعىل احلارضين، ويذكر من حمبة أبيه

لسامعها.وكانت املتنبي) يف (ديوان يقرأ مرة كان أنه حدثنا شيخنا أن أذكر املناسبة وهبذه ينبش كأنه املنام يف رأ نام ملا يقول: الرؤساء، لبعض هجاء فيها تلك القصيدة قربا، ويده جتول يف عظامه، يقول: تقززت نفيس، وعزفت عن قراءة األشعار التي

فيها هجاء.كانت كيف اهللا-، -رمحه شاكر أمحد العلم أهل من قابلتم من أبرز من كان

مقابلتكم له؟أمحد حممد شاكر من أفاضل علامء مرص، نعم قابلناه ملا كنت قاضيا يف الرياض، عام ١٣٦٧هـ أو ١٣٦٨هـ؛ حيث جاءنا ضيفا عىل احلكومة، واحتفى به شيخنا من ضمن من وأنا الدائرة، يف الناس وأخذه اهللا-، -رمحه إبراهيم بن حممد ضخم، غري ، نحيفا ، طويال رجال وكان معه، وحتدثنا بيتنا، يف فزارنا أخذه، ، له حتقيقات، حقق كتبا عظيمة، منها مسند اإلمام أمحد -رمحه اهللا- وكان متأنيا

واستفدنا الكتب، من كثري وغريها جرير، ابن وتفسري حبان، ابن وصحيح ،به واحتفى أيام، عرشة أو أسبوع مدة تقريبا عندنا جلسها التي املجالس يف منه وكل الدعوة، مع نحرض واحد، عند ظهر كل أو واحد، عند ليلة كل املشايخ، ، وهو تارة يبتدئ، وتارة جييب، واستفدنا منه، منا يلقي عليه إما سؤاال أو بحثا

وعرفناه نعم الرجل! رمحه اهللا.

٣٩٦

متى تعرفتم عىل سامحة الشيخ عبداهللا بن محيد؟ وكيف كانت عالقتكم به؟أما شيخنا العالمة عبداهللا بن حممد بن محيد فإن أول معرفتي به حينام كان قاضيا يف الرياض عام ١٣٥٨هـ، فقد دخلت عليه يف بيته (بيت طني متواضع) يف وسط مسكنهم، يف يقضون ذاك إذ القضاة وكان الدحو، حارة القديمة، الرياض حلة مع جملسه يف إليه رقيت سجالت، وال ضوابط وال مستقلة، حمكمة هناك فليس

الدرج، فوجدته ينظر يف قضية زوجية بني رجل وامرأته.واملعارف العلوم من واالستزادة التحصيل وحب العلم، يف رغبة اهللا وهبه وقد فتأهل وفروعا، أصوال واألدبية، والعربية الرشيعة من وفنوهنا، أنواعها بشتى يف له مساعدا يعينه إبراهيم بن حممد الشيخ سامحة جعل مما األقران، بني وبرز التدريس يف املسجد الذي يدرس فيه، وهو املسجد املعروف باسم مسجد الشيخ يف حي (دخنة) من مدينة الرياض، وكان ذلك املسجد يمثل جامعة إسالمية متوج

بالطالب من خمتلف املناطق، بل من خارج اجلزيرة.قضاء توىل حيث القصيم؛ إىل ومنها املجمعة، قضاء إىل محيد ابن الشيخ نقل ثم

. بريدة، والتدريس واخلطابة واإلفتاء، وصار رئيس قضاة القصيم عموماينت قاضيا هلا عام ١٣٧٠هـ، وكنت أزوره ويزورين، ثم جاورته يف عنيزة حينام ععام حتى املفيدة، والنصائح السديدة، اجلوابات منه وتأتيني بالكتابة، وأواصله ١٣٧٥هـ، حينام نقلت إىل دار اإلفتاء بمعية شيخنا العالمة مفتي الديار السعودية الشيخ حممد بن إبراهيم -رمحه اهللا-، ومل تنقطع الصلة، فحينام كان الشيخ ابن محيد د إىل الرياض من بريدة أيام املراكيب، ويمكث فيها األيام، كنا نزوره وندعوه يف

إىل منزلنا، ونحرض جلسته، ونستفيد منه.ويف عام ١٣٨٤هـ تعني يف اإلرشاف الديني عىل احلرمني الرشيفني، فانتقل من القصيم إىل مكة املكرمة، وأنشأ فيها معهد احلرم املكي، وعدة مشاريع نافعة، وتوىل التدريس يف احلرم واإلفتاء وغري ذلك، وأخريا تعني رئيسا ملجلس القضاء األعىل، وكنت معه عضوا يف جملس القضاء األعىل، وحتت توجيهاته وإرشاداته، ثم رئيسا للهيئة الدائمة يف للعالج غيابه يف املجلس رئاسة يف عنه أنوب وكنت األعىل، القضاء بمجلس

أمريكا، حتى تويف -رمحه اهللا- يف العرشين من ذي القعدة لعام ١٤٠٢هـ.

٣٩٧

حدثنا عن أول لقاء بينكم وبني سامحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رمحه اهللا-؟كان أول لقاء بيني وبني الشيخ عبدالعزيز بن باز -رمحه اهللا- عندما كان هو قاضيا ينت قاضيا يف اخلرج يف اخلرج، يف الدمل، وكانت العاصمة إذ ذاك الدمل، وكنت عيح هذه يف رشقي ) بني الياممة والسلمية، والس يح (اخلرج حاليا أيضا، ولكن يف السينت إذ ذاك يف اخلرج، والشيخ عبدالعزيز بن باز اخلرج، والدمل يف غريب اخلرج، فع-رمحه اهللا- شيخنا ورئيسنا يف الدمل، ما بيننا وبينه ارتباط يف العمل، بل بالعكس، يخ فقط بدل الشيخ سامل احلناكي -رمحه اهللا- ينت يف اخلرج قاضيا يف الس كنت ملا عباز -رمحه بن عبدالعزيز الشيخ إىل قضائها يف ترجع اخلرج قر مجيع وكانت ،بيننا قر وهناك طويلة، والدمل السيح بني املسافة إذا السيح يف ينت ع فلام اهللا-، وبينه، فأمر امللك عبد العزيز -رمحه اهللا- يف كتاب وجهه إيل عىل أن أتوىل النظر زيادة عىل السيح: الياممة والسلمية واهلياثم، وأن يكون قضاؤها تبعنا، وختفيفا عن الشيخ ابن باز -رمحه اهللا- ألنه اشتكى له زيادة العمل، ثم جاءين كتاب من الشيخ ابن باز -رمحه اهللا- ملا بلغه كتاب امللك إيل، قال: «بلغنا امللك بأن القر هذه يكون قضاؤها تبعكم، فاستعينوا باهللا واصربوا، وأدعو لكم، ودعا لنا، وقال: ال تعد عيل أحدا منهم، تر إن جاءين أحد منهم سوف أرجعه عليك، ألن ما عاد يل عليهم

قضاء».فكانت تلك السنة سنة ١٣٦٥هـ هي أول معرفتي بالشيخ عبدالعزيز باز -رمحه اهللا- ثم استمر هو يف اخلرج، وأنا نقلت من اخلرج إىل قضاء الرياض، واستمرت صداقة وبينه وبيننا الرياض، يف يزورنا وتارة اخلرج، يف نزوره تارة به، معرفتنا وحمبة وصحبة -رمحه اهللا-، وعندي منه مكاتيب ووصايا ونصائح وفتاو حمتفظ بن وصالح خنني بن راشد الشيخ يكتبها كان اهللا-، -رمحه بختمه خمطوطة هبا

حسني العراقي كاتبه يف الدمل. كيف كان لقاؤكم بالشيخ حممد نارص الدين األلباين؟

الشيخ العالمة حممد نارص الدين األلباين -رمحه اهللا- من خيار علامئنا يف احلديث والسنة والرد عىل أهل البدع والصوفية وغريهم، التقيت به أكثر من مرة يف دمشق،

٣٩٨

يداوم خاص، مكان فيها له كان حيث الظاهرية؛ املكتبة يف ١٣٩٩هـ عام أوهلا فيها كل يوم غالبا، ويشتغل بتحقيق املخطوطات، وسألته عن خمطوطة عبارة عن رسالة للشيخ ابن رجب يف وقوع طالق الثالث الذي خالف فيه رأي شيخه ابن من مجلة يف وبحثنا اهللا-، تيمية -رمحهم ابن اإلسالم شيخ شيخه؛ وشيخ القيم،

املخطوطات، ومل نجدها.حيث اخليمي، حممد الكتبي الشيخ لنا وجهها دعوة يف به اجتمعنا أخر ومرة دعانا إىل الغداء يف (دمر)، وحرض الشيخ األلباين -رمحه اهللا- ومجاعة من اإلخوان،

ومتعنا بأحاديثه.ومرة دعانا الشيخ األلباين إىل بيته يف دمشق بعد املغرب، وطال بنا اجللوس حتى م بعد العشاء، ونحن يف بحوث وفوائد، ملا انتهينا صلينا العشاء يف بيته مجاعة، وقدلنا طبقا فيه فواكه؛ جاءت به ابنته ووضعته أمامنا فوق الطاولة وذهبت، وأهدانا من أعتربه وقال: عليه، وأثنى األول) اجلزء البخاري، صحيح (خمترص كتابه:

أحسن مؤلفايت.مئتي يقرضه من إىل حاجته اهللا- باز -رمحه بن عبدالعزيز الشيخ يل أبد ومرة حيث دمشق؛ يف السكني بيته ملناسبة قرضا؛ األلباين للشيخ يريدها ريال، ألف إن رشكاءه سيبيعون نصيبهم منه، وخيشى أن يأخذه من يضايقه، وقال: هل تدلنا عىل من يقرضنا هذا املبلغ؟ فأرشت إىل الشيخ عمر املرتك، ورجل آخر، فأقرضاه

املبلغ، ثم أعيد املبلغ للمقرضني بعد مدة وجيزة، رحم اهللا اجلميع.

٣٩٩

ملخص رسائل علمية١. رسالة دكتوراه بعنوان:

أحكام اخلاليا اجلذعية(دراسة فقهية)

الباحث: عبداإلله بن مزروع بن عبداهللا املزروعقسم الثقافة اإلسالمية - كلية الرتبية - جامعة امللك سعود.

إرشاف: فضيلة الدكتور عبد الرمحن بن عثامن اجللعودأستاذ الفقه بقسم الثقافة اإلسالمية بكلية الرتبية - جامعة امللك سعود.

وفضيلة الدكتور مهاب فخر الدين إياساستشاري أمراض الدم واألورام، ورئيس شعبة اخلاليا اجلذعية بمستشفى

امللك فيصل التخصص بالرياض.

الوصف العام للرسالة:• ومتهيد مقدمة عىل وتشتمل صفحة، وأربعني وإحد مئة أربع يف الرسالة تقع

وثالثة أبواب وخامتة وفهارس تفصيلية.أبواب الرسالة وفصوهلا:•

احتوت الرسالة عىل مقدمة ومتهيد وثالثة أبواب وخامتة وفهارس.والدراسات له، اختياره وأسباب البحث، من اهلدف الباحث وضح املقدمة يف

السابقة، وخطته التي سار عليها يف بحثه.وتضمن التمهيد التعريف باخللية اإلنسانية، واخلاليا اجلذعية، وأنواعها، وجماالت

استخدامها.

٤٠٠

مخسة وتضمن وأحكامها، اجلذعية اخلاليا مصادر بعنوان: األول الباب وكان فصول هي:

- الفصل األول: الكتلة اخللوية، حتدث فيه من خالل مبحثني عن مفهوم الكتلة اخللوية وأنواعها، وحكم استخراج اخلاليا من الكتلة اخللوية.

- الفصل الثاين: األجنة البرشية، حتدث فيه من خالل مبحثني عن مفهوم األجنة البرشية، ومميزات استخراج اخلاليا اجلذعية منها، وحكم ذلك.

- الفصل الثالث: االستنساخ العالجي، حتدث فيه من خالل مخسة مباحث عن عىل احلصول وحكم ومفاسده، ومميزاته، وأنواعه، العالجي، االستنساخ مفهوم

اخلاليا اجلذعية عن طريقه.- الفصل الرابع: أنسجة اجلسم، حتدث فيه من خالل مبحثني عن مفهوم أنسجة

اجلسم، وحكم استخراج اخلاليا اجلذعية من األنسجة.وأحكامها، اجلذعية باخلاليا املتعلقة الطبية التطبيقات بعنوان: الثاين الباب وكان

وتضمن ثالثة فصول هي:- الفصل األول: تكوين أعضاء اجلسم اآلدمي، حتدث فيه من خالل مبحثني عن أمهية تكوين أعضاء اجلسم اآلدمي، وحكم تكوين أعضاء اجلسم اآلدمي من خالل

اخلاليا اجلذعية.خالل حتدث فيه من اجلذعية، اخلاليا خالل الدواء من - الفصل الثاين: صناعة مبحثني عن دور اخلاليا اجلذعية يف صناعة الدواء، وحكم صناعة األدوية عن طريق

اخلاليا اجلذعية.- الفصل الثالث: إجراء األبحاث الطبية عىل اخلاليا اجلذعية، حتدث فيه من خالل األبحاث إجراء وحكم وأنواعها، اجلذعية اخلاليا عىل األبحاث أمهية عن مبحثني

الطبية عىل اخلاليا وضوابطها.وكان الباب الثالث بعنوان: األحكام املتعلقة باخلاليا اجلذعية وأحكامها، وتضمن

مخسة فصول هي:

٤٠١

- الفصل األول: تطويع اخلاليا اجلذعية، حتدث فيه من خالل مبحثني عن مفهوم التطويع وحكمه.

- الفصل الثاين: املعاوضة عىل اخلاليا اجلذعية، حتدث فيه من خالل مبحثني عن مفهوم املعاوضة عىل اخلاليا اجلذعية، وحكم املعاوضة عليها.

- الفصل الثالث: امللكية الفكرية يف أبحاث اخلاليا اجلذعية، حتدث فيه من خالل مبحثني عن مفهوم امللكية الفكرية، وجماالهتا يف أبحاث اخلاليا اجلذعية.

خالل من فيه حتدث اجلذعية، اخلاليا أبحاث يف اإلتالف الرابع: الفصل -اخلاليا أبحاث يف وضامنه، وحكمه، وأنواعه، اإلتالف، مفهوم عن مباحث ثالثة

اجلذعية.من فيه حتدث اجلذعية، اخلاليا أبحاث يف وأحكامه اإلذن اخلامس: الفصل -

خالل أربعة مباحث عن مفهوم اإلذن، وأنواعه، واملالك ألهليته، وأحكامه.ثم ختم الباحث بخامتة خلص فيها البحث وبني أهم األحكام التي توصل إليها، فاألعالم، النبوية، فاألحاديث القرآنية، اآليات فهارس كاآليت: مرتبة وبفهارس

فاملصادر واملراجع، فالفهرس العام.هتدف هذه الرسالة إىل ما يأيت:• مجع شتات املسائل الفقهية املتعلقة باخلاليا اجلذعية وإبرازها ملن حيتاج إليها.. ١جتلية املوقف الفقهي من مصادر اخلاليا اجلذعية، وحكم استخراجها من تلك . ٢

املصادر.بيان احلكم الرشعي يف مد مرشوعية االستفادة من تطبيقات اخلاليا اجلذعية . ٣

يف املجال الطبي.توضيح احلكم الفقهي يف عدد من املسائل املرتبطة باخلاليا اجلذعية، مثل: حكم . ٤

تطويع هذه اخلاليا، وحكم املعاوضة عليها، وحدود امللكية الفكرية يف أبحاث اخلاليا اجلذعية، وأحكام اإلتالف، واإلذن يف أبحاث اخلاليا اجلذعية.

٤٠٢

بيان الضوابط الفقهية لكثري من املامرسات يف جمال اخلاليا اجلذعية وتطبيقاهتا يف . ٥املجال الطبي، وتوضيح ما جيوز منها وما ال جيوز.

أهم ما جاء يف الرسالة ونتائجها:• اخللية يف اللغة تطلق عىل معان ترجع إىل واحد يف اجلملة، وهو انفصال اليشء . ١

من اليشء، وأما يف االصطالح: فهي وحدة بنيان األحياء من نبات أو حيوان.والسيتوبالزم، . ٢ النواة، وهي: مهمة، عنارص ثالث من اإلنسانية اخللية تتكون

احليوية وظيفته الثالثة العنارص هذه من واحد ولكل باخللية، املحيط والغشاء التي يقوم هبا.

مثلام . ٣ عنها، تتفرع التي اخلاليا أصل ألهنا االسم هبذا اجلذعية اخلاليا سميت يتفرع عن اجلذع يف األشجار سائر األغصان، وهلذه اخلاليا تسميات أخر منها

اخلاليا اجلذرية، واألرومية، وخاليا املنشأ، وغري ذلك.يمكن إيضاح مفهوم اخلاليا اجلذعية بأهنا: وحدات حيوية، تستطيع يف ظروف . ٤

اخلاليا من نوع أي لتعطي نفسها وجتديد والتكاثر، االنقسام توايل أن معينة واخلاليا العصبية، واخلاليا الكبد، وخاليا العضالت، كخاليا املتخصصة،

اجللدية، وغريها.للخاليا اجلذعية خصائص عديدة، منها: أهنا غري متحيزة وال متخصصة، وأن هذه . ٥

اخلاليا تستطيع االنقسام، وتكوين خاليا جديدة مشاهبة هلا، وتستطيع أيضا أن تنتج خاليا متخصصة، وأن هلا عددا ثابتا ومستقرا وكامال من الكروموسومات، القدرة هلا ليتسنى اإلصابة، موقع عند وتتجمع هتاجر أن عىل القدرة هلا أن كام

عىل معاجلة موضع اخللل.حيث . ٦ من تقسيمها يمكن حيث متعددة، أنواع إىل اجلذعية اخلاليا تنقسم

خاليا إىل قدرهتا حيث من تقسيمها يمكن كام وبالغة، جنينية إىل مصدرها متعددة جذعية وخاليا القدرة، وافرة جذعية وخاليا القدرة، كاملة جذعية

القدرة.

٤٠٣

يمكن استخدام اخلاليا اجلذعية يف جماالت عديدة، منها: إعادة الوظائف املعتادة . ٧ألجهزة اجلسم املختلفة، وتكوين األعضاء احليوية، وهندسة األنسجة، وإحداث العمليات املناعية يف اجلسم، والتعرف عىل مسببات بعض التغريات احليوية التي

تتم داخل اجلسم، واختبار املركبات الدوائية والتعرف عىل مد تأثريها.اخللوية، . ٨ الكتلة منها: عديدة، مصادر من اجلذعية اخلاليا تستفاد أن يمكن

واألجنة البرشية، واالستنساخ العالجي، وأنسجة اجلسم.عند . ٩ بعضا بعضها مع جتمعت اخلاليا من جمموعة بأهنا: اخللوية الكتلة تعرف

تكوين احلويصلة األولية التي يتكون منها اجلنني.جنينا، . ١٠ تكون أن الكبرية- قدرهتا -رغم الداخلية اخللوية الكتلة تستطيع ال

حتى لو تم إعادهتا وزرعها يف الرحم، لفقداهنا كتلة اخلاليا اخلارجية التي تعترب أحد أهم العنارص الرضورية لالنغراز داخل الرحم وتكوين املشيمة.

ترجح من خالل البحث منع تلقيح بويضات أكثر من العدد املحتاج لزراعته . ١١حفظ وألن ذلك، عىل املرتتبة املحاذير من عدد لوجود الرحم، داخل فعليا تلقيح إىل اللجوء عن يغني ما وهذا طبيا، ممكن امللقحة غري البويضات يف األوىل البويضات فشل حال احتياطي عدد بمثابة تكون زائدة بويضات

االنغراز داخل الرحم.جيوز االستفادة من البويضات امللقحة الفائضة يف استخراج اخلاليا اجلذعية، . ١٢

وذلك لعدم وجود حرمة هلا يف تلك احلالة، وألن مصري تلك البويضات حال عدم االستفادة منها هو الزوال ال حمالة، فاالستفادة منها يف تلك احلالة أوىل.

الراجح جواز التلقيح الصناعي بني الزوجني، رشيطة أن يقوم بذلك خمتصون . ١٣ثقات، وأن توجد الضامنات الكافية بعدم اختالط األنساب.

الراجح يف حكم التلقيح املتعمد بني بذريت شخصني بعد انفصام عقد الزوجية . ١٤بالوفاة، بينهام الزوجية العالقة النتهاء وذلك والتحريم، املنع هو بوفاة بينهام وينطبق ذلك احلكم أيضا عىل مسألة التلقيح بني بذريت شخصني بعد انفصام

٤٠٤

موافقة ومتت رجعيا طالقا كان إن وأما البائن، بالطالق بينهام الزوجية عقد الزوج عىل ذلك التلقيح، فإن التلقيح حينئذ يأخذ حكم اجلواز، وأما يف حالة

عدم موافقة الزوج فاألرجح املنع سدا لذرائع املحذور.التلقيح بني بذريت أجنبيني حمرم باالتفاق، لعدم وجود رابطة الزوجية.. ١٥عمدا . ١٦ امللقحة للبويضات اخللوية الكتلة من اجلذعية اخلاليا استخراج جيوز

كانت إذا وأما مرشوع، بطريق متكونة اللقائح تلك كانت إذا الغرض، هلذا متكونة بطريق غري مرشوع، فإن األصل يف استخراج اخلاليا اجلذعية منها املنع

واحلظر.أكان . ١٧ سواء اجلذعية، اخلاليا استخراج ألجل إجهاض إحداث جيوز ال

اإلجهاض قبل الشهور األربعة األوىل أم بعدها.استخراج . ١٨ يف رشعي، ملربر أو تلقائيا، املجهضة األجنة من االستفادة جيوز

يوما، وعرشين مئة يبلغ مل املجهض اجلنني يكون أن رشيطة اجلذعية، اخلاليا وأن تتخذ اإلجراءات الكفيلة بعدم استخدام ذلك لألغراض التجارية، وأال

توجد طريقة أخر تكون خالية من املفاسد، وأقل رضرا من هذه الطريقة.الراجح جواز االستنساخ العالجي، لغرض استخراج اخلاليا اجلذعية، لعدم . ١٩

. وجود ما يمنع من ذلك رشعااألنسجة . ٢٠ ومن طبيعيا، املنفصلة األنسجة من اجلذعية اخلاليا استخراج جيوز

املستأصلة ألغراض عالجية، وذلك لعدم وجود حماذير رشعية يف هذا الترصف، وألن مآل هذه األجزاء إىل التلف، ولذا فإن االستفادة منها يف استخراج اخلاليا

اجلذعية أوىل.٢١ . ، ذاتيا لزراعتها اجلذعية اخلاليا استخراج لغرض األنسجة استئصال جيوز

الظن وغلبة العملية، تلك يف اخلطر وأمن لذلك، احلاجة وجود حال بنجاحها.

يف . ٢٢ لزراعتها اجلذعية اخلاليا استخراج لغرض األنسجة استئصال جيوز ال

٤٠٥

وظيفة تعطيل إىل يؤدي للنسيج االستئصال ذلك كان إذا آخر، شخص أساسية من وظائف اجلسم، أو إىل مضاعفات قد تؤدي إىل الوفاة، أما إذا كان ذلك االستئصال سوف يعطل جزءا من وظيفة أساسية، فإن األصل هو املنع أيضا، وذلك لوجود طرق أخر الستخراج اخلاليا اجلذعية ال تتطلب الوقوع من يشء تعطيل إىل يؤدي ال االستئصال ذلك كان إذا أما املحذور، هذا يف وظائف اجلسم األساسية كأن تم االستئصال من جزء يتجدد فإن ذلك جائز،

ومرخص فيه.إذن . ٢٣ رشيطة األهلية، وناقيص األطفال من اجلذعية اخلاليا استفادة جيوز

ملصلحة حمققا يكون وأن عليهم، رضر ذلك يف يكون وأال بذلك، أوليائهم رشعية معتربة.

اجلسم . ٢٤ من املستخرجة اجلذعية اخلاليا من التناسيلة األعضاء تكوين جيوز ذاته، وأما إن كانت مستفادة من مصدر خارجي فإن كانت تلك األعضاء ناقلة للصفات الوراثية فال جيوز تكوينها عرب تلك التقنية الستمرارها يف محل وإفراز الشفرة الوراثية لصاحبها األصيل، وأما إن كانت غري ناقلة للصفات الوراثية

فيجوز تكوينها عرب اخلاليا اجلذعية.األعضاء غري التناسلية جيوز تكوينها عرب اخلاليا اجلذعية مطلقا، سواء أكانت . ٢٥

تلك اخلاليا من خاليا الشخص ذاته أم من مصدر خارجي، وذلك لعدم وجود حماذير رشعية يف ذلك.

حمكوم . ٢٦ مصادر من املستفادة اجلذعية اخلاليا طريق عن األدوية صناعة جيوز أكفء املصادر تلك كون أو الطاهرة، املصادر تعذر عند وذلك بنجاستها،

عالجيا من املصادر الطاهرة.صناعة األدوية عن طريق اخلاليا اجلذعية املستفادة من مصادر حمكوم بطهارهتا . ٢٧

جائزة، ال حمذور فيها من حيث األصل ما دامت غري مقرتنة بمحرم.جيوز إجراء األبحاث الطبية عىل اخلاليا اجلذعية، عند توافر عدد من الضوابط، . ٢٨

ومنها ما يأيت:

٤٠٦

أن يكون مصدر هذه اخلاليا من املصادر املباحة.• أال تتضمن األبحاث عىل اخلاليا اجلذعية تغيري خصائص الكائن البرشي.• أن يؤمن يف تلك األبحاث من انقالهبا إىل سموم مرضة، أو مولدة ألمراض •

فتاكة.، وعىل درجة عالية من الكفاءة.• أن يكون الباحث مؤهالأال يرتتب عىل تلك األبحاث رضر.• أن تزيد الفوائد املرجوة من تلك األبحاث عىل املخاطر املحتملة.• موافقة صاحب اخلاليا عىل إجراء األبحاث عليها.•

تطويع اخلاليا اجلذعية إن كان ألغراض حتسينية فهو ممنوع عىل القول الراجح، . ٢٩وأما إن كان ألغراض عالجية فحكمه اجلواز من حيث األصل.

األصل يف املعاوضة عىل اخلاليا اجلذعية عدم اجلواز، إال أن املحتاج إىل تلك . ٣٠اخلاليا ألغراض عالجية أو بحثية جيوز له رشاؤها للرضورة.

املجال . ٣١ هذا يف اكتشافاته عىل املعاوضة اجلذعية اخلاليا جمال يف للباحث حيق يصح ماال لكوهنا نظرا أحد، إليها يسبقه مل التي اجلديدة أفكاره يف املتمثلة

املعاوضة عليه، ويمنع من االعتداء عليه.خيتلف حكم اإلتالف للحصول عىل اخلاليا اجلذعية وينقسم إىل نوعني:. ٣٢

النوع األول: إتالف للحصول عىل اخلاليا اجلذعية اجلنينية، وهذا اإلتالف إن حلرمة األصل، حيث من جائز غري فهو الرحم داخل لقائح عىل واقعا كان وجيب اللقائح، تلك إتالف يف اإلذن من يمنع ولذا مراحله، مجيع يف احلمل عىل متلفها -وهي عىل تلك احلالة- الغرة، وأما إن كان واقعا عىل لقائح خارج

الرحم فهي عىل حالتني:احلالة األوىل: أن تكون هذه اللقائح حمتاجا هلا لزراعتها داخل الرحم، ويف هذه احلالة يمنع إتالفها لذلك الغرض، وكذا اإلذن يف ذلك، بل الواجب أن يكون

طريقها هو ما خلقت له، وهو العلوق يف الرحم، وجيب يف إتالفها حكومة.

٤٠٧

هذه إتالف جيوز احلالة هذه ويف احلاجة، عن زائدة تكون أن الثانية: احلالة اللقيحة ألجل احلصول عىل اخلاليا اجلذعية، وذلك لعدم وجود حرمة هلا يف

هذه احلالة، وال جيب فيها ضامن ألن اجلواز الرشعي ينايف الضامن.إن اإلتالف وهذا البالغة، اجلذعية اخلاليا عىل للحصول إتالف الثاين: النوع تضمن تعطيال لوظيفة أساسية من وظائف اجلسم، أو رضرا بينا بصاحبه فهو ممنوع، وال يسوغ اإلذن يف هذا النوع من اإلتالف، وذلك ملا فيه من إلقاء النفس للتهلكة، وأما إذا مل يتضمن ذلك بأن كان واقعا عىل أجزاء منفصلة من البدن،

أو متجددة، فهو جائز ومرخص فيه.ينقسم حكم إتالف اخللية اجلذعية ذاهتا إىل حالتني:. ٣٣

أو التداوي ألجل إما اجلذعية، اخلاليا هلذه احلاجة توجد أن األوىل: احلالة وإتالفها املباحة، األوجه من ذلك غري أو األبحاث يف منها االستفادة ألجل يمكن ملا إهدار جمرد احلالة هذه يف إتالفها إن إذ األوىل، خالف هذه واحلالة االستفادة منه سواء لصاحب اخلاليا أو لغريه، وإذا أتلفت يف هذه احلالة فإن

فيها حكومة.يظهر ال احلالة هذه ويف اجلذعية، اخلاليا هلذه احلاجة توجد أال الثانية: احلالة مانع من إتالف هذه اخلاليا، إذ ليس هلا يف هذه احلالة حرمة، وما دامت كذلك

فليس فيها ضامن حال اإلتالف.وهي: . ٣٤ موجبات، اجلذعية اخلاليا أبحاث يف املمنوع اإلتالف عند للضامن

اجلهل بأصول املهنة، واخلطأ، واالعتداء.الصواب لدي هو وجوب الضامن عىل الطبيب حال اخلطأ، وأن العاقلة تتحمل . ٣٥

ذلك.تطبيقات . ٣٦ كانت إذا اجلذعية، اخلاليا تطبيقات من االستفادة يف اإلذن جيوز

حتسينية، ألغراض تطبيقات كانت إن وأما العالجية، كالتطبيقات مرشوعة، أو يراد منها جمرد العبث وتغيري خلق اهللا فهي ممنوعة.

٤٠٨

٢. رسالة دكتوراه بعنوان:املسائل الفقهية يف كتاب الذيل عىل طبقات احلنابلة

الباحث: حممد بن حسن بن عبدالعزيز آل الشيخقسم الفقه - كلية الرشيعة بالرياض - جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية.

إرشاف: الدكتور الوليد بن عبدالرمحن بن حممد آل فرياناألستاذ يف قسم الفقه - كلية الرشيعة بالرياض.

أهداف البحث وأسبابه:• الرغبة يف مجع هذه املسائل املبثوثة وسط الرتاجم وإخراجها، وكذلك دراستها، . ١

وترتيبها حسب املوضوعات الفقهية، ليسهل الرجوع إليها عند احلاجة.إن كتاب (الذيل عىل طبقات احلنابلة) من كتب الرتاجم، وقل من يفطن الحتوائه . ٢

عىل مسائل فقهية مما جيعل االستفادة منها حمدودة، ويبقى غري املتخصص حمروما من فائدة هذه املسائل.

رجب . ٣ بن أمحد بن عبدالرمحن أبوالفرج الدين زين اإلمام هو ذكرها الذي إن احلنبيل، وهو من األئمة احلفاظ الفقهاء العارفني باملذهب.

إن معظم هذه املسائل يف أمور دقيقة كثر اخلالف حوهلا، وهيم كل مسلم معرفة . ٤القول الراجح فيها.

بعض هذه املسائل تفرد هبا بعض علامء املذهب املعتربين؛ مما يضفي عليها أمهية . ٥. ويضع هلا اعتبارا

حرص اإلمام ابن رجب عىل انتقاء املسائل الفقهية التي أوردها يف كتابه.. ٦من . ٧ يمكننا مما إلينا، تصل مل مصادر من املسائل بعض استقى رجب ابن إن

االستفادة من تلك املصادر بواسطة هذا الكتاب.رست.. ٨ تبت هذه املسائل ود إنه مل يسبق -حسب علمي- أن ر

٤٠٩

ولقد وردت هذه املسائل يف غري مظاهنا من كتب الفقه، وهلذا فإن مجعها من بني منهجية، علمية دراسة ودراستها الفقهية، املوضوعات حسب وترتيبها الرتاجم،

، واالستفادة منها متيرسة. جيعل الرجوع إليها سهالإسهام من الباحث عىل املتنوعة املسائل هذه دراسة به تعود ما إىل باإلضافة هذا

فاعل يف إنامء املعرفة يف جمال ختصصه.الوصف العام للدراسة:•

تشتمل الرسالة عىل مقدمة ومتهيد وثامنية فصول وخامتة، وفهارس تفصيلية.املقدمة: تشمل أمهية املوضوع وأسباب اختياره، ومنهج البحث وخطته.

التمهيد: يف التعريف بابن رجب، وكتابه (الذيل عىل طبقات احلنابلة)، وفيه ثالثة مباحث عن ترمجة ابن رجب، والتعريف بكتاب الذيل، ومنهج احلافظ ابن رجب يف

إيراد املسائل الفقهية.الفصل األول: املسائل الواردة يف املعامالت، وفيه سبعة مباحث عن املسائل الواردة يف البيع، واملسائل الواردة يف احلجر والوكالة، واملسائل الواردة يف املساقاة واإلجارة، املوات إحياء يف الواردة واملسائل والوديعة، والشفعة الغصب يف الواردة واملسائل

واجلعالة واللقطة، واملسائل الواردة يف الوقف، واملسائل الواردة يف اهلبة والوصايا.الفصل الثاين: املسائل الواردة يف الفرائض، وفيه أربع مسائل، هي: اإلقرار بمشارك

يف املرياث، وتوريث ذوي األرحام، واجلهات يف ذوي األرحام، وتوريث العمة.الفصل الثالث: املسائل الواردة يف العتق، وفيه مخس مسائل، هي: عتق القريب ذي م، واإلبراء عن املال يف العتق املعلق، وجهة الوالء يف إعتاق العبد، وجهة الرحم املحر

الوالء يف عتق املكاتب، ووطء املكاتبة.الفصل الرابع: املسائل الواردة يف النكاح والصداق، وفيه أربع عرشة مسألة، هي: نظر العبد املشرتك بني النساء، والنظر إىل عورة اجلارية املشرتكة، وتعيني الزوجة يف وأثر اململوكتني، األختني إحد ووطء النكاح، يف الفاسق ووالية النكاح، عقد العدة يف النكاح، وزواج املسلمة بغري املسلم، والسنة املرضوبة للعنني، وأثر الردة يف

٤١٠

النكاح، وإسقاط الزوجة حقها من الصداق قبل الدخول، ومعاملة من يف ماله حرام، ابة، وفسخ نكاح الزوجة نضوة اخللق. وحكم الدف، وحكم الشب

عرشة مخس وفيه والنفقات، والعدد الطالق يف الواردة املسائل اخلامس: الفصل مسألة، هي: طالق الغضبان، والطالق الثالث املجموعة، ومن حلف بالطالق ثم أعرض عن اليمني، واحللف بالطالق، وتصديق الزوجة يف الطالق املعلق، وتعليق غري حق يف امليت عىل واإلحداد املهر، عىل الدخول قبل الزوج غيبة وأثر العتق، وحتمل تقت، ع إذا نفسها اجلارية واسترباء زوجها، عنها املتويف ومقام الزوجة، الزوج ثمن ماء العسل والسدر واملشط والدهن والطيب، والسكنى والنفقة للبائن، والسكنى والنفقة للحامل املتوىف عنها زوجها، ومقدار النفقة عىل األقارب، والتفريق

بني األم وولدها بالسفر.الفصل السادس: املسائل الواردة يف اجلنايات والديات واحلدود واألطعمة، وفيه القتل، عىل اإلكراه حال يف والقود بالواحد، اجلامعة قتل هي: مسألة، عرشة أربع وحبس املمسك يف القتل، وقتل الواحد باجلامعة، واجلناية عىل الشارب، وقذف العبد وحكم باحلبس، والتعزير باللواطة، والقذف إسالمه، بعد املرشك وقذف العفيف، االستمناء، واحلبس عىل الرسقة، وحكم املحاربني يف احلرص، وحكم الزراقة، وحكم

الزروع التي تسقى بامء نجس.الفصل السابع: املسائل الواردة يف األيامن والنذور، وفيه عرش مسائل، هي: الوصية بذلك ونو والرب والرازق واخلالق قال: إذا واحلالف املفروضة، الصالة بقضاء غري اهللا، واالستثناء يف اليمني، وااللتزامات يف اليمني الغموس، وتقديم الكفارة عىل اللجاج ونذر هبا، فأحاله درامهه ليقضيه حلف وإذا عليه، املحلوف وتغري احلنث،

والغضب، ومن نذر أن يتصدق بجميع ماله، وكفارة وطء احلائض.الفصل الثامن: املسائل الواردة يف القضاء والدعاو والبينات، وفيه ثامن مسائل، هي: إعطاء الرشوة لدفع الظلم، ورد اليمني عىل املدعي، وسامع الدعو عىل الغائب والرشد، السفه بينتي وتعارض الكتاب، عىل والشهادة باحلق، والظفر بينة، بغري

وتعارض البينات يف الوقف، وحكم قول ملك امللوك.

٤١١

خالل من الباحث إليها توصل التي والتوصيات النتائج أبرز وتتضمن اخلامتة: البحث:

: النتائج العامة للبحث: أوالأن . ١ قل عناية العلم هبذا اعتنوا حيث اإلسالم، علامء عند الرتاجم فن أصالة

ومن النقل، يف والدقة العلمية، األمانة حيث من األمم؛ بقية فيها تساوهيم اء، والقر واخللفاء، الصحابة، تراجم يف ألفوا فقد والتنوع، االستيعاب حيث تضمنت وقد وغريهم. واألطباء، واألدباء، والقضاة، والفقهاء، واملحدثني،

هذه املؤلفات ثروة علمية عظيمة، يمكن أن يستفاد منها يف شتى أنواع العلوم.مكانة ابن رجب العلمية البارزة عند العلامء عامة، وعند علامء احلنابلة خاصة؛ . ٢

فضال عن مكانته الرفيعة بني علامء السلف املتأخرين.متيز منهج ابن رجب يف ترامجه من حيث أمانته العلمية، وكثرة مصادره، وظهور . ٣

شخصيته العلمية يف القبول واملناقشة واالستدراك.عرص . ٤ من احلنابلة تراجم سلسلة يف احلنابلة) طبقات عىل (الذيل كتاب أمهية

عليه، واملؤرخني العلامء اعتامد يف أمهيته وتظهر هذا، عرصنا إىل أمحد اإلمام والنقل عنه، وكثرة خمترصاته، والتذييل، وترتيب ترامجه.

أمهية ما تضمنه كتاب (الذيل عىل طبقات احلنابلة) من املسائل الفقهية، من حيث . ٥وتزداد املذهب، يف املسائل هذه أصحاب ومكانة وتنوعها، وكثرهتا، انتقائها،

هذه األمهية يف املسائل والفتاو التي مل تصل إلينا إال من خالل هذا الكتاب.: النتائج اخلاصة: ثانيا

إزالة . ١ عىل جيرب ولكن الكافر، الوارث ملك إىل املسلم العبد انتقال عىل اإلمجاع ملكه عنه ببيع أو هبة أو عتق ونحوه.

ضامن املبيع بعد فسخ البيع يكون عىل املشرتي.. ٢يثبت اخليار للمشرتي بسبب الترصية، وإن مل يتعمدها البائع.. ٣جيب رد اللبن أو مثله عند رد املرصاة بغري عيب الترصية.. ٤

٤١٢

اإلمجاع عىل أن النامء املنفصل املتولد من غري عني املبيع ككسب الرقيق وأجرته، . ٥يكون للمشرتي عند رد املبيع بالعيب.

رد . ٦ عند للمشرتي يكون والثمرة، كاللبن املبيع عني من املتولد املنفصل النامء املبيع بالعيب.

النامء املتصل يملكه البائع عند رد املبيع بالعيب.. ٧اإلمجاع عىل جريان الربا يف األعيان الستة املنصوص عليها.. ٨جيري الربا يف غري األعيان الستة مما يوافقها يف العلة.. ٩كال . ١٠ كان إذا جنسه غري من أحدمها مع أو ومعهام، بجنسه ربوي بيع جيوز ال

. األمرين مقصوداال جيوز النسأ يف بيع الفلوس النافقة بأحد النقدين.. ١١جيوز أخذ ثمن اخلمر واخلنزير من الكافر يف العقود ونحوها.. ١٢اإلمجاع عىل أن الزرع ال يدخل يف بيع األرض ما مل يشرتطه املشرتي.. ١٣جيوز بقاء الزرع يف األرض املبيعة إىل وقت احلصاد.. ١٤يصح ضامن املجهول يف احلال دون املآل.. ١٥بس.. ١٦ اإلمجاع عىل أن املدين املعرس ال حيجيوز حبس املدين املورس إذا امتنع عن قضاء دينه.. ١٧اإلمجاع عىل أن املحجور عليه إذا أقر بدين مل يلزمه حال حجره.. ١٨يقع طالق املحجور عليه، إذا طلق حال حجره.. ١٩اإلمجاع عىل أن إقرار املحجور عليه بام يوجب حدا أو قصاصا مقبول، ويلزمه . ٢٠

حكم إقراره.اإلمجاع عىل صحة ترصف العبد املأذون له يف التجارة يف قدر ما أذن له فيه.. ٢١ال يصح ترصف العبد املأذون له يف التجارة يف غري ما أذن له فيه.. ٢٢عاء املدين أن موكله قد استوىف . ٢٣ اإلمجاع عىل أن الوكيل ال يمتنع من االستيفاء باد

دينه.

٤١٣

جيوز تأجري الشجر املثمر تبعا لألرض.. ٢٤وتعليم . ٢٥ واألذان، اإلمامة، عىل املال بيت من الرزق أخذ جواز عىل اإلمجاع

العلوم الرشعية.القرآن . ٢٦ وتعليم واإلمامة، كاألذان، املتعينة غري رب الق عىل االستئجار جيوز

ونحوه للحاجة.تسليم األعيان املباعة واملستأجرة يكون حسب العرف والعادة.. ٢٧اإلمجاع عىل فسخ عقد اإلجارة إذا امتنع املؤجر عن تسليم ما وقع العقد عىل . ٢٨

منفعته كل املدة.اإلمجاع عىل أن املؤجر ال يستحق شيئا من األجرة مقابل املدة التي امتنع فيها . ٢٩

عن تسليم العني املؤجرة.تسليم . ٣٠ عن املؤجر امتنع إذا املدة من الباقي يف الفسخ خيار للمستأجر يثبت

العني املؤجرة أول املدة يف العقد.مىض . ٣١ ما أجرة وعليه العام، اخلوف بسبب الفسخ خيار للمستأجر يثبت

بحسابه.تعذر . ٣٢ إذا حق، بغري آخر إنسان مال ليأخذ ظاملا أغر من عىل الضامن جيب

تضمني اآلخذ.يف . ٣٣ أصيل خلل بسبب جداره سقط إذا اجلدار؛ صاحب تضمني عىل اإلمجاع

، أو أن يبنيه عىل غري أساس مثله. البناء كأن يكون صاحبه قد أقامه مائاليطالب . ٣٤ مل ولو شيئا، وأتلف سقط إذا املائل اجلدار صاحب عىل الضامن جيب

هبدمه؛ برشط وجود مدة زمنية تكفي هلدم اجلدار بعد علمه بميله.فيام . ٣٥ عليهم ضامن وال ، ليال أفسدته فيام البهائم أصحاب عىل الضامن جيب

أفسدته يف النهار.ال يسقط حق الشفيع يف الشفعة إذا تنازل عنها قبل البيع.. ٣٦ال جيوز أخذ األجرة عىل الوديعة سواء أكانت أجرة حفظها، أم أجرة حرزها.. ٣٧

٤١٤

اإلمجاع عىل عدم جواز بيع املاء يف األرض املباحة -غري اململوكة- كمياه البحار . ٣٨واألهنار والعيون.

األرض . ٣٩ كانت إذا منها جزء أو بكامهلا، العني أو البئر بيع جواز عىل اإلمجاع مملوكة.

اإلمجاع عىل جواز بيع ما حازه اإلنسان من املاء يف إناء ونحوه.. ٤٠اإلمجاع عىل أن املاء الذي يف ملكه، وحيتاج إليه إما لنفسه، أو ملاشيته، أو لزرعه . ٤١

فإنه ال جيب عليه بذله، وجيوز له بيعه.لسقي . ٤٢ أو لرشبه، إليه حمتاجا يكون ملن احلاجة عن الفاضل املاء بيع جيوز ال

ماشيته، أو لزرعه.يرجع يف قدر السقي إىل العادة واحلاجة بحسب اختالف األرضني، وما فيها . ٤٣

من النبات، فللزرع من الرشب قدر، وللنخل واألشجار قدر.يشرتط الستحقاق اجلعل عىل رد األمانة العلم به قبل الرشوع يف العمل.. ٤٤اإلمجاع عىل جواز أكل ضالة الغنم يف املوضع املخوف عليها.. ٤٥اإلمجاع عىل جواز أكل ضالة الغنم للفقري بعد احلول.. ٤٦وجد ضالة الغنم أكلها يف احلال سواء أكان ذلك يف الصحراء أم يف . ٤٧ جيوز ملن

املرص.ال جتب الزكاة يف اخلارج من األرض املوقوفة عىل الفقراء واملساكني، وجتب يف . ٤٨

املوقوفة عىل غريهم.اإلمجاع عىل اشرتاط اشتامل املوقوف عىل منفعة مباحة.. ٤٩اإلمجاع عىل جواز سرت الكعبة والوقف عليه.. ٥٠يصح وقف الستور عىل املساجد لتسرت هبا اجلدران.. ٥١يقسم ريع الوقف عىل املساجد وعىل إمام يصيل يف واحد منها بالتساوي عىل . ٥٢

عدد املساجد واإلمام.جيوز بيع الوقف واستبداله عند خرابه، وتعطل منفعته.. ٥٣

٤١٥

ال يعمر وقف من ريع وقف آخر ولو عىل جهته.. ٥٤حظ . ٥٥ مثل للذكر املرياث: قسمة بحسب األوالد عطية يف التسوية تتحقق

األنثيني.جيوز لألم أن ترجع يف هبتها لولدها.. ٥٦اإلمجاع عىل أن للوالدين أخذ ما حيتاجان إليه يف نفقتهام من مال ولدمها، ولو . ٥٧

دون رضاه.ليس للوالد أن يتملك من مال ولده إال ما حيتاج إليه يف نفقته.. ٥٨إذا أقر يف مرض موته بعتق ابن عمه يف صحته فإن يعتق وال يرث.. ٥٩إذا أعتق أباه يف مرض موته؛ عتق األب وورث.. ٦٠إذا أوىص بسهم من ماله، أعطي املوىص له السدس.. ٦١اإلمجاع عىل أنه ال نصيب لألخ ألب مع األخ ألبوين.. ٦٢٦٣ .. توريث ذوي األرحام إذا مل يكن ذا فرض -عدا الزوجني- أو عاصباجهات ذوي األرحام ثالث: األبوة، واألمومة، والبنوة.. ٦٤تنزيل العمة منزلة األب يف توريث ذوي األرحام.. ٦٥يعتق كل ذي رحم حمرم عىل من ملكه من أقاربه.. ٦٦العبد املعلق عتقه عىل بذل مال ال يعتق باإلبراء.. ٦٧إذا أعتق العبد عبدا بإذن سيده فالوالء للسيد.. ٦٨إذا أعتق املكاتب عبدا له فإن الوالء لسيد املكاتب.. ٦٩جيوز وطء املكاتبة إذا رشط وطأها يف عقد الكتابة.. ٧٠ال جيوز للعبد املشرتك أن ينظر من موالته ما جيوز لعبدها اململوك هلا بكامله.. ٧١اإلمجاع عىل أنه ال جيوز للرجل النظر إىل عورة جاريته املشرتكة.. ٧٢اإلمجاع عىل وجوب تعيني الزوجة يف عقد النكاح.. ٧٣اإلمجاع عىل صحة والية احلاكم الفاسق للنكاح.. ٧٤تصح والية الفاسق عىل موليته يف النكاح.. ٧٥

٤١٦

اإلمجاع عىل جواز رشاء األختني األمتني.. ٧٦اإلمجاع عىل حتريم اجلمع بني األختني األمتني يف الوطء.. ٧٧جيوز وطء إحد األختني إذا ملكهام ولو مل حترم األخر عليه.. ٧٨اإلمجاع عىل أنه ال جيوز لألجنبي نكاح املعتدة، وأن العقد عليها باطل.. ٧٩اإلمجاع عىل أن العدة ال متنع استمرار النكاح -يف غري الطالق البائن- إذا أراد . ٨٠

الزوج مراجعة زوجته.اإلمجاع عىل أنه ال حيل للمرأة املسلمة النكاح من غري املسلم.. ٨١السنة املعتربة يف مدة تأجيل العنني هي السنة اهلاللية.. ٨٢اإلمجاع عىل أنه إذا ارتد أحد الزوجني قبل الدخول انفسخ النكاح يف احلال.. ٨٣فإن . ٨٤ العدة؛ انقضاء عىل الدخول بعد الزوجني أحد ارتد إذا الفرقة تتوقف

بانت انقضت حتى يسلم مل وإن النكاح، عىل فهام انقضائها قبل املرتد أسلم منذ اختلف الدينان.

إذا ارتد الزوجان معا فهو كارتداد أحدمها، بحيث ينفسخ النكاح سواء كانت . ٨٥الردة قبل الدخول أم بعده.

اإلمجاع عىل صحة إسقاط الزوجة حقها من الصداق قبل الدخول.. ٨٦اإلمجاع عىل حتريم املعاملة يف عني املال احلرام.. ٨٧تكره معاملة من كان يف ماله حالل وحرام خمتلط؛ سواء قل احلرام أم كثر.. ٨٨اإلمجاع عىل إباحة رضب النساء للدف الذي ال جالجل فيه يف النكاح.. ٨٩حيرم رضب الدفوف ذات اجلالجل.. ٩٠حيرم رضب الدف للرجال.. ٩١وهي: . ٩٢ غريها، دون هبا الرخصة جاءت التي املواطن يف الدف رضب حيوز

العرس، وأيام العيد، وعند قدوم الغائب، ويف اخلتان.حيرم العزف عىل الشبابة.. ٩٣يملك الزوج فسخ نكاح زوجته إذا كانت نضوة اخللق.. ٩٤

٤١٧

ال يقع طالق من اشتد غضبه.. ٩٥طالق الثالث بلفظ واحد ال يقع به إال واحدة.. ٩٦ين . ٩٧ إذا حلف بالطالق ومل يتلفظ بالتعليق، ثم أعرض عن اليمني بالكلية فإنه يد

فيام بينه وبني اهللا، وال يقع طالقه يف احلال.احلالف بالطالق ال يقع طالقه إذا كان قصده اليمني، وجتب عليه الكفارة إذا . ٩٨

حنث.اإلمجاع عىل أن الزوج إذا حلف عىل زوجته بالطالق: ال فعلت كذا، ثم ادعت . ٩٩

أهنا فعلته، أن القول قوله، وأن الزوجة إذا كان معها بينة قدمت.مع . ١٠٠ يكن ومل زوجته، طالق عليه علق ما حصول أنكر إذا الزوج يستحلف

الزوجة بينة.إذا علق عتق عبده، فقال: إن كان هذا الطائر غرابا فعبدي حر، وقال آخر: . ١٠١

هل أمره فإنه ال يعتق أي من العبدين، وإذا إن مل يكن غرابا فعبدي حر، وجاشرت أحدمها عبد اآلخر خرج املعتق من العبدين بالقرعة.

جيب للزوجة املهر كامال إذا غاب الزوج قبل الدخول.. ١٠٢اإلمجاع عىل أن اإلحداد ال جيوز للرجال.. ١٠٣اإلمجاع عىل جواز إحداد النساء عىل أقارهبن ثالثة أيام.. ١٠٤اإلمجاع عىل وجوب اإلحداد عىل املتوىف عنها زوجها يف أثناء عدة الوفاة.. ١٠٥جيب عىل املتوىف عنها زوجها أن تبقى يف البيت الزوجية الذي كانت تسكنه . ١٠٦

حني بلغها خرب زوجها؛ وذلك مدة العدة.اإلمجاع عىل وجوب استرباء األمة بحيضة واحدة إذا عتقت من سيدها الذي . ١٠٧

يطؤها.تقت منه.. ١٠٨ ال جيب االسترباء عىل األمة التي ال يطؤها سيدها إذا عجيب االسترباء عىل األمة إذا اشرتاها فأعتقها وأراد الزواج منها؛ سواء كان . ١٠٩

بائعها يطؤها أم ال يطؤها.

٤١٨

التنظيف . ١١٠ أدوات من إليه حتتاج ما كل زوجها عىل للزوجة أن عىل اإلمجاع كالسدر، واملشط، والدهن، والصابون، واملاء.

اإلمجاع عىل أن احلامل املعتدة من طالق بائن جتب هلا النفقة والسكنى عىل . ١١١زوجها إىل أن تضع محلها.

املعتدة من طالق بائن -وهي غري حامل- ال نفقة هلا وال سكنى.. ١١٢١١٣ .. املتوىف عنها زوجها ال نفقة هلا وال سكنى ولو كانت حامالاإلمجاع عىل وجوب كامل النفقة عىل األب ألبنائه.. ١١٤النفقة عىل القريب تكون عىل قدر اإلرث.. ١١٥تراعى مصلحة الولد يف البقاء مع أمه أو السفر مع أبيه.. ١١٦تقتل اجلامعة بالواحد يف القصاص.. ١١٧ه.. ١١٨ ه واملكر إذا أكره إنسان عىل قتل آخر فقتله؛ وجب القصاص عىل املكرمن أمسك رجال ليقتله آخر وهو يعلم أنه يقتله؛ مل جيب عىل املمسك قصاص؛ . ١١٩

وإنام يعاقب باحلبس حتى املوت.إذا جنى قاتل عىل مجاعة، وطلب بعض أولياء املقتولني القصاص وبعضهم . ١٢٠

الدية، قتل ملن طلب القصاص، وأعطيت الدية للباقني.جيب الضامن عىل من حلق شارب غريه بحيث ال ينبت.. ١٢١ليس عىل احلر حد بقذف الرقيق.. ١٢٢جيب احلد عىل من قذف من كان مرشكا، وقال: أردت أنه زنى وهو مرشك.. ١٢٣إذا قال القاذف: يا لوطي يف حال الرضا، وقال: أردت أنه من قوم لوط؛ فال . ١٢٤

حد عليه، وإن قاهلا يف غضب وجب عليه احلد.اإلمجاع عىل جواز التعزير باحلبس.. ١٢٥اإلمجاع عىل جواز االستمناء إن كان بيد من حيل له من زوجة أو أمة.. ١٢٦حيرم االستمناء إال أن خيشى عىل نفسه الوقوع يف الفاحشة.. ١٢٧١٢٨ ..اإلمجاع عىل أن السارق إذا رسق الثانية قطعت رجله اليرس

٤١٩

إذا رسق يف الثالثة - بعد قطع يده اليمنى ورجله اليرس- مل يقطع منه يشء، . ١٢٩ولكن حيبس حتى حيدث توبة.

يف . ١٣٠ أم العمران يف سواء كان؛ حيث حارب من عىل احلرابة حكم جيري الصحراء.

جيوز أكل الزرافة.. ١٣١إباحة الزروع والثامر التي تسقى بامء نجس.. ١٣٢يصح قضاء الصالة املنذورة عن امليت، وتصح الوصية هبا.. ١٣٣أطلق، . ١٣٤ أو تعاىل اهللا به نو إن يمينا كان والرب والرازق باخلالق حلف إذا

. وإن نو به غريه مل يكن يمينامل . ١٣٥ يمينه خالف فلو انعقادها، ل حي باليمني املتصل االستثناء أن عىل اإلمجاع

حينث.االستثناء املنفصل ال حيل انعقاد اليمني، فلو خالف يمينه حنث.. ١٣٦إذا حلف بالتزامات كالكفر واليمني باحلج والصيام، وكانت يمينه غموسا؛ . ١٣٧

مل يلزمه ما حلف عليه.جيوز تقديم الكفارة عىل احلنث سواء أكانت باملال أم بالصيام.. ١٣٨إذا حلف عىل يشء ثم استحالت أجزاء املحلوف عليه؛ مل حينث.. ١٣٩إذا حلف عىل يشء، ثم تغريت صفته مع بقاء أجزائه، فإنه حينث.. ١٤٠إذا حلف عىل يشء، ثم تغريت صفة املحلوف عليه باإلضافة؛ فإنه حينث.. ١٤١إذا حلف عىل يشء، فتغريت صفته، ثم عادت؛ فإنه حينث.. ١٤٢إذا حلف ليقضيه درامهه، ثم أحاله هبا؛ فإنه حينث.. ١٤٣بكفارة . ١٤٤ التكفري أو بنذره، الوفاء بني ري خ وغضب جلاج نذر نذره كان من

يمني إذا وقع ما رشطه يف نذره.من نذر أن يتصدق بجميع ماله؛ أجزأه الثلث.. ١٤٥جيزئ دفع كفارة الوطء احلائض إىل واحد من املساكني.. ١٤٦جيوز إعطاء الرشوة لدفع الظلم.. ١٤٧

٤٢٠

ال ترد اليمني عىل املدعي، ويقىض بالنكول إذا كان املدعى عليه هو املنفرد بمعرفة . ١٤٨املدعى به، وترد اليمني عىل املدعي إذا كان هو املنفرد بمعرفة املدعى به.

اإلمجاع عىل أن الدعو ال تسمع عىل الغائب إذا خلت من البينة.. ١٤٩جيوز أخذ احلق إذا ظفر به دون قضاء إن كان سببه ظاهرا، وإن كان سببه خفيا . ١٥٠

مل جيز له إال بقضاء.قرأ عليه ويفهم مجيع ما فيه.. ١٥١ ال جتوز الشهادة عىل الكتاب حتى ياإلمجاع عىل ترجيح البينة الناقلة عن األصل إذا تعارضت بينتا السفه والرشد . ١٥٢

يف حادثة، فتقدم بينة السفه عىل بينة الرشد إال إذا أثبتت بينة الرشد انتقاله من السفه إىل الرشد.

تقدم بينة املرض عىل بينة الصحة يف الوقف.. ١٥٣حيرم التلقيب بـ (ملك امللوك).. ١٥٤

: التوصيات: ثالثاواستخراج . ١ والطبقات، والرتاجم، التأريخ، كتب عىل العلمية اجلهود تركيز

بالذكر وأخص واملعارف، العلوم أنواع شتى يف وفوائد مسائل من تتضمنه ما املسائل الفقهية، وكام مر معنا يف البحث فقد احتو كتاب (الذيل عىل طبقات

احلنابلة) عىل مئات املسائل واآلراء الفقهية.اإلخراج . ٢ وإخراجها وحتقيقها، بدراستها، رجب ابن احلافظ بمؤلفات العناية

من حتتويه ما إىل الوصول تسهل علمية، فهرسة بفهرستها واالهتامم اجليد، ما والفوائد املسائل هذه من تتضمن مؤلفاته أكثر أن خاصة وفوائد، مسائل

يدخل يف علوم ومعارف متنوعة.ملا . ٣ نظرا الرشعية؛ الدراسية املناهج يف الفقهاء وتراجم الطبقات بكتب االهتامم

حتققه دراسة هذه املؤلفات من فوائد مجة لدراسيها؛ سواء فيام يتعلق بسري هؤالء الفقهاء ودأهبم وجدهم يف طلب العلم، أم بام تتضمنه هذه املؤلفات من مسائل

فقهية ومناظرات علمية؛ قد ال يتسنى الوقوف عليها إال من خالل هذه املؤلفات.

٤٢١

صدر حديثاكتب الدراسات الفقهية واألصولية والسياسة الرشعية

أحكام اإلعسار املايل يف الفقه اإلسالمي.• تأليف: د. فضل الرحيم بن حممد عثامن.

النارش: كنوز أشبيليا، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.أحكام متويل االستثامر يف األسهم.•

تأليف: د. فهد بن صالح بن حممد العريض.النارش: كنوز أشبيليا، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

ضامنات التحقيق اجلنائي مع املرأة.• تأليف: عبداهللا بن عبدالعزيز بن إبراهيم الشتويالنارش: كنوز أشبيليا، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

اإلرهاب وأحكامه يف الفقه اإلسالمي.• تأليف: د. عبداهللا بن مطلق املطلق.

النارش: دار ابن اجلوزي، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.دعو الولد عىل والده والتنفيذ عليه.•

تأليف: عبداهللا بن حممد بن سعد آل خنني.النارش: دار ابن فرحون، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

قاعدة: «ال ينسب لساكت قول» وتطبيقاهتا املعارصة.• تأليف: د. أمحد بن حممد الرساح، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

الفروق يف أصول الفقه.• تأليف: د. عبداللطيف بن أمحد احلمد

النارش: دار ابن اجلوزي، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

٤٢٢

قواعد أصول الفقه وتطبيقاهتا.• تأليف: د. صفوان بن عدنان داوودي.

النارش: دار العاصمة، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.تأصيل بحث املسائل الفقهية.•

تأليف: خالد بن عبدالعزيز السعيد.النارش: دار امليامن، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

اخللع بطلب الزوجة لعدم الوئام مع زوجها.• تأليف: عبداهللا بن حممد بن سعد آل خنني.

النارش: دار ابن فرحون، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.املناسبات املوسمية بني الفضائل والبدع واألحكام.•

تأليف: حنان بنت عيل بن حممد اليامين.النارش: مكتبة األسدي، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

قواعد ومسائل يف طهارة املرأة املسلمة.• تأليف: شيخة بنت حممد القاسم.

الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.دراسة وحتقيق يف قاعدة: «األصل يف العبادات املنع».•

تأليف: حممد بن حسني اجليزاين.النارش: دار ابن اجلوزي، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

سنة الرتك وداللتها عىل األحكام الرشعية.• تأليف: حممد بن حسني اجليزاين.

النارش: دار ابن اجلوزي، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.فقهاء األندلس واملرشوع العامري.•

تأليف: فوزي عناد القبوري العتيبي.النارش: كنوز أشبيليا، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

العباب املحيط بمعظم نصوص الشافعي واألصحاب.• تأليف: أمحد بن عمر الزبيدي الشافعي.

النارش: دار املنهاج، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

٤٢٣

تفاسري آيات األحكام ومناهجها.• تأليف: أ. د. عيل بن سليامن العبيد.

النارش: دار التدمرية، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.دليل الصالة املخترص من نصوص اخلرب واألثر.•

تأليف: يوسف بن عبداهللا سامل السامل.النارش: دار التدمرية، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

التذكرة يف أحكام املقربة العقدية والفقهية.• تأليف: عبدالرمحن بن سعد الشثري.

مطابع احلمييض، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.حكم تقنني تزويج الصغريات وحتديد سن الزواج.•

تأليف: عبدالرمحن بن سعد الشثري، مطابع احلمييض، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.وتطبيقاهتا • وااللتزامات احلقوق عىل املعاوضة ندوة لبحوث الكاملة املجموعة

املعارصة.تأليف: موقع الفقه اإلسالمي.

النارش: مكتبة الرشيد، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.فقه الطبيب.. ندوات حوارية تفاعلية.•

تأليف: مجعية ابن سينا الطبية يف فرنسا.النارش: دار ابن حزم، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

االجتهاد املقاصدي.• تأليف: أ. د. نور الدين خمتار اخلادمي.

النارش: دار ابن حزم، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.نوف يف أحكام الوقوف.• ترتيب الص

تأليف: عيل حيدر أفندي.النارش: املكتبة املكية/مؤسسة الريان، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

إبراء الذمة من حقوق العباد.• تأليف: د. حممد األمني بن مزيد املوريتاين.

النارش: دار الفتح، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

٤٢٤

مذكرة الفقه املالكي.• تأليف: د. حممد األيمن بن مزيد املوريتاين.

النارش: دار الكتب العلمية، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.الكليات األساسية للرشيعة اإلسالمية.•

تأليف: د. أمحد الريسوين.النارش: دار ابن حزم، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

فقه العبادات.• تأليف: عاصم موسى حسني أبوهباء.

النارش: دار الكتب العلمية، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.النوازل يف احلج.•

تأليف: د. عيل بن نارص الشلعان.النارش: دار التوحيد للنرش، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

الفروق يف أصول الفقه.• تأليف: د. عبداللطيف بن أمحد احلمد.

النارش: دار ابن اجلوزي، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.حتقيق الكالم يف أذكار الصالة بعد السالم.•

تأليف: ذياب بن سعد احلمدان الغامدي.النارش: مكتبة املزيني، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

كنز العباد يف بيان فضائل الغزو واجلهاد.• البدري ياسني حممد يارس حتقيق: القاسم، أيب الدين رشف القرتبي إقبال ابن تأليف:

احلسيني، النارش: دار الكتب العلمية، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.املسك البديع يف أحكام السهو يف الصالة والرتقيع.•

تأليف: ابن اهلواري واملالقي أيب احلسن عيل بن حييى، حتقيق: حممد شايب رشيف.النارش: دار الكتب العلمية، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

•.األحكام الرشعية الكربتأليف: عبداحلق بن عبدالرمحن اإلشبييل املشهور بابن اخلراط، حتقيق: حممد عثامن.

النارش: دار الكتب العلمية، الطبعة األوىل، ١٤٣١هـ.

٤٢٥

ألغاز فقهيةجائزة اإلجابة الفائزة:-٥٠٠ ريال

يسعدنا أن نقدم هذه الزاوية يف األلغاز الفقهية، التي هتدف إىل شحذ اهلمم ولفت النظر إىل هذا الفن من التصنيف الذي عني به بعض فقهائنا السابقني، أحد هبا تربع نقدية جائزة له رصد وقد فقهيا، لغزا عدد كل يف وسنطرح اإلخوة األفاضل، ورأينا يف كل عدد أن نعطي ملحة موجزة عن األلغاز الفقهية

وتصنيف الفقهاء فيها، ونذكر ببعض فوائد األلغاز الفقهية:الفائدة من طرح األلغاز الفقهية:•

ألغاز هـ): احلنبيل (٨٨٣ اجلراعي زيد بن بكر أبو العالمة الشيخ قال استحضار عىل اهلمم وتنشط البواعث، وحترك النفوس، تثري مما املسائل أحكام احلوادث، وقد سلك املصطفى عليه السالم هذا املعنى مع أصحابه قال: ملسو هيلع هللا ىلص النبي أن عنه- اهللا عمر -ريض ابن عن البخاري نقل وتعاطاه، «إن من الشجر شجرة ال يسقط ورقها وإهنا مثل املسلم، حدثوين ما هي؟» فوقع يف نفيس أهنا النخلة فاستحييت ثم قلنا: حدثنا ما هي يا رسول اهللا؟

قال: «هي النخلة».طرح «باب البخاري: قال وقد املشكلة، للمسائل التيقظ عىل تنبيه وهذا

اإلمام عىل أصحابه املسألة»..م األلغاز إىل نوعني: ثم قس

١- ما ال يدرك إال بالتوقيف عليه، وال يدرك بالتأمل والفكر. قال: (وهذا

٤٢٦

ال يدل العلم به وال اجلهل عىل يشء بالكلية، وإنام هو إتعاب لألنفس وضياع لألزمنة).

وكثرة العمل، وإدامة العلم، بغزارة غالبا يدرك ما الثاين: والنوع -٢املثري هو القسم (وهذا قال: الذهن.. وجودة الفكر، وإصابة االستحضار، حنبل بن أمحد اإلمام مذهب عىل األلغاز حل يف الطراز [حلية للشوارد) واملقيد للفوائد

للجراعي ص١٢ بترصف].

وكنا قد قدمنا يف العدد السابق نبذة عن األلغاز الفقهية وفائدهتا، وطرحنا لغزا فقهيا، وهو: (مسافر جاز له اإلفطار يف رمضان، ومل جيز له قرص الصالة، هذا هذا اللغز: أن اإلجابة عن وكانت اإلجابات، كيف؟)، ووردنا عدد من ، وابتدأ السفر من الفجر وأفطر يف سفره، ووصل إىل املسافر سافر مسافة قرص

بلده قبل الزوال، فلم جيز له قرص الصالة؛ لكونه قد وصل إىل بلده.من الفائزة اإلجابة كانت الصحيحة، اإلجابات عىل القرعة إجراء وبعد

نصيب: أمحد بن راشد الغفييل - القصيم - الرس.

أما لغز هذا العدد فهو:رجل قتل رجال آخر، فورث املقتول قاتله، كيف؟

أقصاه موعد يف ٠٥٥٥٢٣٦٦٨٥ عىل نصية برسالة اإلجابة ترسل اإلجابة وتعلن الصحيحة اإلجابات بني يقرع وسوف ١٤٣١/١١/٢٩هـــ

الفائزة عرب هاتف رسائل اجلمعية إن شاء اهللا