التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · web viewوهذا الأمر الذي يذكره...

26
م ي ح ر ل ا ن م ح ر ل له ا م الس ب ر ي ث ك ن ب ر ا سي ف ت ب ي هذ ت ي ف ر ي ث م لح ا ا ب ص م ل ا( ه ي0 الآ ن م رات ج ح ل ا ورة س9 ( ه ي0 ى الآ ل@ ا) 12 ) ت ب س ل ا مان ث ع ن ب الذ / خ خ ي س ل ا عذ: ت ماT له، ا ال ول س ي ر عل لآم س ل وا لآة ص ل له، وا مذ ل ح ل ا:- ى لاaaa ع ت وb ارك aaa ب ت- هaaa ل ال ول aaa ق ي ف يَ لَ ع اَ مُ ه اَ ذaaa ْ خm @ اْ تَ غَ تْ نm @ اaaa َ ا فaaa َ مُ هَ نْ s يَ v ب واُ حm لْ aaa صَ T اَ وا فaaa ُ لَ تَ تْ ~ ف اَ نs يm بm مْ T وaaa ُ مْ ل اَ نm مm انaaa َ بَ فm T ت اَ طْ نm @ اَ و{ ُ ّ تm حُ يَ َ ّ اَ ّ نm @ وا اُ طm aaaa سْ فَ T اَ وm لْ ذaaaa َ عْ ل اm ا بaaaa َ مُ هَ نْ s يَ v ب واُ حm لْ aaaa صَ T اَ فْ تَ اءaaaa َ فْ نm @ اaaaa َ فm َ ّ اm رaaaa ْ مَ T ى اَ لm @ اَ ء يm فَ ت يَ ّ تَ ح يm غْ يَ ~ ت يm تَ ّ ل وا اُ لِ ب اaaaaَ قَ ف ىَ رaaaa ْ خُ T الآ} َ ونُ مَ حْ رُ تْ مُ كَ ّ لَ عَ لَ َ ّ وا اُ قَ ّ ت اَ وْ مُ كْ بَ وَ خَ T اَ نْ s يَ ب واُ حm لْ صَ T اَ فٌ ةَ وْ خm @ اَ ونُ نm مْ T وُ مْ ل ا اَ مَ ّ نm @ اَ ن يm طm سْ فُ مْ ل ا* : رات ج ح لا[ 9 - 10 .] ¥ ظ حاف ل ول ا ق ت ر ي ث ك ن ب ا:- له مه ال حر- : ض ع ت ي عل م ه aa عض ت a ن ي ب ت ع ا aa ب ل ا ن ي بT aa ت ق ل ا نs ي ب لآح ص@ الآ ا بً ر م0 ى ا ل عا ت ول ق تْ نm @ اَ و{ } اَ مُ هَ نْ s يَ v ب واُ حm لْ صَ T اَ وا فُ لَ تَ تْ ~ ف اَ نs يm بm مْ T وُ مْ ل اَ نm مm انَ بَ فm T ت اَ ط: رات ج ح لا[ 9 .] ال: ه ف يT ا ا ب ه¥ لآحظ} واُ لَ تَ تْ ~ فا{ ي: ت a ميهa ل ب فرa ك وذ} َ نs يm بm مْ T وa ُ مْ ل اَ نm مm انa َ بَ فm T ت اَ طْ نm @ اَ و{ ه a ي ل ع ر مي a ض لذ ااa ع ف ي، ت a مي: ان a ب فT ت الطا ف. ه فT ل طات ك راذ فT ر ا ا ب ت ع ا ا ب ا، وهذً وع م ح م ول a ق ت ر ي a ث ك ن ب ا: انaaa م ن@ الآ ن ع رح aaa ج ي ه لآ aaa يT ي ا عل رة ي aaa غ و ارى aaa ح ب ل ذل ا بaaa س ا ا ذaaa ه ت ال، و aaa ب ت~ فع الآaaa م ن ي بaaa مT و م م هماaaa س ف م. ه و ح ي ، و له ر عي م ل ا ن م م ه ع ت ا ب ن م و وارح ح ل وله ا ق ت ما ك ، لآ ت م¥ ظ ع ن@ وا ه ي ص ع م ل ا ب مa س ه ا a ي ع ون ن لa س ي ف ار، a ب ل ا ي ف ذa ل ح م ر و ف اa ه ك a ي@ : ا ونa ل و ق ت ، و رة يv a ث ك ل ا ت ح اa ص رون a كف ب روفa مع وa ه اa م ك وارح a ح ل ا ار. ب ل ا ي ف وذ ل ح ل ا ه ب ي ل ع ون م ك ح ير، و كف ل م ا س له ا ون ن ي ب ت ، و مان ن@ الآ ماT وا a له ر عي م ل ا. ق س ا ه ف ي ك ل ، و ن مT و م ر ولآ ف كا س ب لي، ن ي ب ل ر مي ل ا نs ي ب a له ر مي ن، يm ّ لِ م ق س ا ه ف ي@ : ا ون ل و ق ت م ه ت@ ا ف ل ع ا ي ف م س ب ا ماذ ي غت ت حكام،T ء والآ ما سT الآ لT ب سا م ي م س ب ي لت ة ا ار، هذ ب ل ا ي ف وذ ل ح ل ا ه ب ي ل ع ون م ك ح ي م ه ت@ ا م ف حك ل ا ي ف ماT وا ؟ رة يv ث ك ل ا1

Upload: others

Post on 24-Dec-2019

5 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

بسم الله الرحمن الرحيمالمصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

(12( إلى اآلية )9سورة الحجرات من اآلية )الشيخ/ خالد بن عثمان السبت

الحمد لله، والصالة والسالم على رسول الله، أما بعد: }وإن طائفت00ان من الم00ؤمنين اقتتل00وافيق00ول الل00ه -تب00ارك وتع00الى-:

اتلوا التي تبغي حتى فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على األخ00رى فق00طوا إن الله تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالع00دل وأقس00 يحب المقسطين * إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله

[.10-9]الحجرات: لعلكم ترحمون{ يقول تع00الى آم00را باإلص00الح بين الفئ00تين -رحمه الله-:ابن كثيريقول الحافظ

}وإن طائفت000ان من الم000ؤمنين اقتتل000واالب000اغيتين بعض000هم على بعض: [.9]الحجرات: فأصلحوا بينهما{ }وإن طائفتان من الم00ؤمنين{ وذكر قبله مث33نى: }اقتتلوا{الحظ هنا أنه قال:

فالطائفتان: مثنى، فعاد الضمير عليه مجموعا، وهذا باعتبار أفراد كل طائفة. فسماهم مؤمنين مع االقتتال، وبهذا استدل البخاري وغيره: ابن كثيريقول

على أن00ه ال يخ00رج عن اإليم00ان بالمعص00ية وإن عظمت، ال كم00ا يقول00هالخوارج ومن تابعهم من المعتزلة، ونحوهم.

الخوارج كما هو معروف يكفرون صاحب الكبيرة، ويقولون: إنه كافر ومخلد في الن33ار،فيسلبون عنه اسم اإليمان، ويثبتون له اسم الكفر، ويحكمون عليه بالخلود في النار.

فإنهم يقولون: إن33ه فاس33ق ملي، بمنزل33ة بين المنزل33تين، ليس بك33افر والالمعتزلةوأما مؤمن، ولكنه فاسق.

وأم33ا في الحكم ف33إنهم يحكم33ون علي33ه ب33الخلود في الن33ار، ه33ذه ال33تي تس33مى مس33ائلاألسماء واألحكام، يعني ماذا يسمى فاعل الكبيرة؟

هؤالء يسمونه: كافرا، وهؤالء يسمونه: الفاسق الملي. فيالمعتزلةأما في األحك33ام، فيحكم33ون علي33ه ب33الخلود في الن33ار، يع33ني النتيج33ة عن33د

المصير مع الخوارج واحدة. وهذا األمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤالء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة ه33ذاصحيح، ولكن ذلك حينما استقر مذهبهم على هذا، يعني بعدما صارت ه33ذه الم33ذاهب - كما يقال- متبلورة، بحيث ظهرت معالمها، وأصل أص33حابها أص33ولها، وقع33دوا قواع33دها،

مثال فيالمعتزلةوإال فإنها في الب33دايات لم تكن ك33ذلك، يع33ني األص33ول الخمس33ة عن33د بداياتهم لما ظهر واص33ل بن عط33اء، وق33ال م33ا ق33ال، ه33ل ك33انت عن33دهم ه33ذه األص33ول الخمسة مقررة مقعدة مؤصلة، أو أنها وجدت مع الجدال مع الفرق والطوائ33ف، وه33ذه

الفرق قد درست الجدل والمنطق، وصارت تجادل عن مذاهبها وآرائها الفاسدة؟. وكذلك أيضا الخوارج، فإنهم في البداية كانت مسألة التحكيم -كما هو معل33وم- وق33الوا: ال حكم إال لله، ما كان عندهم أصول الخوارج التي تقررت فيما بعد، يعني ما كان هؤالء

-رض33ي الل33ه تع33الى عن33ه- يعتق33دون أن فاع33لعليالذين اجتمع33وا وانش33قوا من جيش الكبيرة كافر، لكنهم كما قال أه3ل العلم: يكف3رون من خ3الفهم، ويحكم3ون ب3ذلك على أمور ال توجب التأثيم، فضال على أن تكون من األمور المخرجة من الملة، هم يكف33رون

-عليمن سواهم من المسلمين، يحكمون عليهم بالكفر، ف33األمور ال33تي أخ33ذوها على رضي الله عنه- لم تكن أمورا توجب المؤاخذة واإلثم، فضال عن أن تك33ون من الكب33ائر، فضال على أن تكون من األمور المخرجة من الملة، وهذا يحت33اج أن نعرف33ه وأن نتبين33ه، ومن ثم فإذا ج33اء من يكف33ر المس33لمين باالجته33ادات، أو يكف33ر من لم يكن مع33ه وعلى

1

Page 2: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

طائفته ورأيه، أو يكفر من خرج عن طاعته هكذا مطلقا، فإن ه33ذا يك33ون من جنس33هم، وإن لم يقل من الناحية النظرية: إن فاعل الكبيرة كافر، ق33د ال يق33ول ه33ذا من الناحي33ة النظرية لكن حاله أسوأ ممن يقول: إن فاعل الكبيرة كافر؛ ألن هذا يكفر الناس الذين اختلفوا معه في أمور يس33وغ فيه33ا االختالف، أم33ور اجتهادي33ة، يكف33ر من لم يق33ارف م33ا يؤاخذ عليه ش33رعا، ويس3تحل دم3ه، فمن ك3ان به3ذه المثاب3ة فه3و من جنس ه33ؤالء، وال نحتاج أن ننظر هل يصرح هو ويعتقد أن فاع33ل الكب33يرة ك33افر، ه33و اآلن ال يكف33ر فاع33ل الكبيرة هو يكفر من يخالفه في اجتهاده، فال ينتظ33ر من33ه أن يق33ول: إن فاع33ل الكب33يرة كافر، حتى يقال: إنه من الخوارج، يكفر من يختلف معه باالجته33اد، يكف33ر ك33ل من ع33دا طائفته من المسلمين من أهل العلم ومن غيرهم من عامة الناس، فهذا ال يقال: إنه ال يكون من الخوارج؛ ألنه لم يصرح ب33أن فاع33ل الكب33يرة ك33افر، أو أن33ه ق33ال في ي33وم من الدهر: إننا ال نكفر من يقارف الكبائر، هو أسوأ ممن يكفر مقارف الكبائر، بل ق33د تج33د في أحوال بعض هذه الطوائف من ه33و أس33وأ من الخ33وارج، يع33ني الخ33وارج يتح33رزون، وهم أص33دق الن33اس -كم33ا ه33و معل33وم-، والعلم33اء قبل33وا روايتهم في الح33ديث؛ ألنهم يتحرزون من الكذب، وقد تجد في بعض هذه الطوائف الذي يقول من الناحية النظرية: إنه ال يكفر فاعل الكبيرة، وقد تجده يستحل الكذب، ومن أكذب الناس، ال يض33اهيه في الك33ذب إال الرافض33ة، اختالق اإلف33ك على الن33اس، واس33تحالل األع33راض، ورمي الن33اس بالعظائم مما يبرءون إلى الله منه مما لم يقول33وه ولم يفعل33وه، اس33تحل ك33ل ذل33ك من أجل أن غايته التي يريد الوصول إليها تبرر هذه الوسائل، وكل من خالفه فإنه ال يت33ورع

في رميه بكل قبيح من الكفر فما دونه.فمثل هذا ال شك أنه أسوأ حاال من الخوارج.

ثم بعد ذلك في التعامل مع مثل هؤالء ال ينظر إلى كل فرد، هل هو يق33ول به33ذا، مغ33رر به، أو غير مغرر به، الكالم على طائفة اآلن مجتمع3ة، له3ا ش3وكة، تقت3ل الن3اس، وتبي3د خضراءهم، تسعى لهذا، هن33ا ال يق33ال في مث33ل ه33ذه الح33ال: والل33ه يوج33د مجموع33ة منن لهم الحق عموما، فمن قبله فالحمد لل33ه، ومن الناس مغرر بهم، إلى آخره، هؤالء يبيا -رضي الله عنه- وأصحاب النبي -صلى الل33ه علي33ه وس33لم- م33ا ذهب33وا لم يقبل فإن علي ينظرون في كل فرد من هؤالء األفراد ما حالهم، وم33اذا ك3انوا علي33ه من العم33ل، ه33ؤالء

قوم قد اجتمعوا يقاتلون المسلمين، ويتركون أعداء الله -عز وجل.فيفرق بين حال هؤالء، وحال البغاة.

وكذلك أيضا ما يحصل من القتال بين المسلمين على أمر من األمور اختلفوا في33ه، ق33د يختلف33ون على دم33اء فيقتتل33ون، ق33د يختلف33ون على أرض، ق33د يختلف33ون على أم33وال يتنازعونها فيقتتلون، قد يقتتلون على عص33بية وحمي33ة وقبلي33ة، ق33د يقتتل33ون على ح33دود

أرضية، أو غير ذلك، فهنا يصلح بينهم. لكن إذا كانت الطائفة األخرى ليست ك33ذلك، الطائف33ة األخ33رى هي ت33رى أن ه33ؤالء من المرت33دين ومن الكف33ار، وأن قت33الهم أوجب من قت33ال الكف33ار األص33ليين، وأن33ه أفض33ل

.[9 ]الحجرات:فأصلحوا بينهما{}وأعظم، فهنا ما يقال: تصلح بين طائفتين إح33داهما ت33رى أن ه33ؤالء من أكف33ر الكف33ار، وأن33ه ليس لهم عالج إال

االستئصال؟، اإلصالح ما وجهه هنا؟! اإلص33الح ليس على دم33اء، ليس على أم33وال، ليس على أرض، ليس على اختالف في

اجتهادات، هذه الحال ال يكون لإلصالح فيها موضع. يقول: وبهذا استدل البخاري إلى آخره.

: وهكذا ثبت في صحيح البخاري من حديث الحسن عن أبي بكرة: أنيقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب يوما ومعه على المنبر الحس00ن بن علي -رضي الله عنهما-، فجعل ينظر إلي00ه م00رة، وإلى الن00اس أخ00رى،

2

Page 3: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

))إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيم00تين ويقول:.(1)من المسلمين((

فكان كما قال -صلوات الله وسالمه عليه-، أصلح الله به بين أهل الش00اموأهل العراق بعد الحروب الطويلة.

-رضي الله عن33ه-،عثمانهؤالء تنازعوا على أمر وهو أن أهل الشام كانوا يطالبون بدم وعلي -رضي الله تعالى عنه- كان يرى أن ذلك ال يتأتى حتى يبايع، ويتمكن ويستقر ل33ه

األمر، ثم بعد ذلك يستطيع القصاص من هؤالء، فوقع هذا القتال، فهنا يأتي اإلصالح. فأصلحوا بينهم00ا{} -رحمه الله- له كالم جيد في هذا المع33نى في قول33ه: ابن جرير يقول: فأصلحوا أيها المؤمنون بينهما بالدعاء إلى حكم كت33اب الل33ه والرض33ا[9]الحجرات:

ف00إن بغت إح00داهما على}بما فيه لهما وعليهما، وذلك هو اإلصالح بينهم33ا بالع33دل، يقول: ف33إن أبت إح33دى ه33اتين الط33ائفتين اإلجاب33ة إلى حكم كت33اب الل33ه له33ااألخرى{

وعليها، وتعدت ما جعل الله عدال بين خلقه، وأجابت األخرى منهما، فقاتلوا ال33تي تبغي، حتى تفيء إلى أمر الله{}يقول: فقاتلوا التي تعتدي وتأبى اإلجابة إلى حكم الله،

يقول: حتى ترجع إلى حكم الله الذي حكم في كتابه بين خلقه.. إلى آخر ما قال.اتلوا التي تبغي حتى تفيء}وقوله: فإن بغت إح00داهما على األخ00رى فق00

أي: حتى ترجع إلى أمر الل00ه وتس00مع للح00ق وتطيع00ه، كم00اإلى أمر الله{ ثبت في الص00حيح عن أنس: أن رس00ول الل00ه -ص00لى الل00ه علي00ه وس00لم-

رته))انصر أخاك ظالما أو مظلوما(( قال: قلت: يا رس00ول الل00ه، ه00ذا نص00 ))تمنع00ه من الظلم، ف00ذاك نص00رك مظلوما فكي00ف أنص00ره ظالم00ا؟ ق00ال:

.(2)إياه(( -رحم33هابن جريرقال أيضا جماعة من السلف بهذا المعنى الذي ذكرته آنفا مم33ا قال33ه

الله-: وأصلحوا بينهما بالدعاء إلى حكم كتاب الله، والرضا بما فيه لهم33ا وعليهم33ا، كم33ا وقتادة والسدي، فإن اإلصالح ال يكون إال بالتح33اكمالحسن، جاء هذا عن ابن جريرقال

إلى شرع الله -تب33ارك وتع33الى-، وال يك33ون بح33ال من األح33وال بالتح33اكم إلى غ33يره منلوم القبلي33ة" المحاكم التي تحكم بغير ما أنزل الله، ويدخل في ذلك ما يسمى ب333"الس3333ا، أو بين ط33ائفتين من القبيل33ة، فيتح33اكمون إلى يع33ني يحص33ل قت33ال بين قبيل33تين أحيان عادات عندهم يسمونها بهذا، وال يخرجون عنها، فهذا من قبي33ل التح33اكم إلى الط33اغوت

ن من الل00ه حكم00ا لق00وم يوقن00ون{} أفحكم الجاهلية يبغ00ون ومن أحس00[.50]المائدة:

وذك00ر س00عيد بن جب00ير: أن األوس والخ00زرج ك00ان بينهم00ا قت00ال بالس00عفوالنعال، فأن0زل الله هذه اآلية، فأمر بالصلح بينهما.

هذه الروايات مراسيل، ولكنه يوجد في بعض المرويات: أن اآلية نزلت فيما ه33و ش33بيه ، وحص33لعبد الله بن أبيبهذا، في واقعة وقعت لما أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-

في ذلك الحين مجاوبة ومخاصمة في الكالم، ثم بعد ذل33ك ص33ار اقتت33ال بالنع33ال، ونح33وذلك، فنزلت اآلية.

"عم00ران" ك00انت ل0ه ام0رأة وقال السدي: كان رجل من األنصار يقال ل0ه: تدعى: أم زيد، وإن المرأة أرادت أن تزور أهلها فحبس0ها زوجه00ا وجعله00ا

ال-يعني الغرفة في الدور الثاني مثال يق33ال له33ا ذل33ك -بالكس33ر والض33م-في علية له يدخل عليه00ا أح00د من أهله00ا، وإن الم00رأة بعثت إلى أهله00ا، فج00اء قومه00ا

علي -رض33ي الل33ه - رواه البخاري، كتاب الصلح، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- للحسن بن1(.2704عنهما-، رقم )

(2255 - رواه الترمذي، في كتاب أب33واب الفتن عن رس33ول الل33ه -ص33لى الل33ه علي33ه وس33لم-، رقم )2(.2444وأصله في البخاري، كتاب المظالم والغصب، باب أعن أخاك ظالما أو مظلوما، رقم )

3

Page 4: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

وأن0زلوها لينطلقوا بها، وإن الرجل قد كان خرج، فاستعان أه00ل الرج00ل، فجاء بنو عمه ليحولوا بين المرأة وبين أهلها، فتدافعوا واجتلدوا بالنعال، فن0زلت فيهم هذه اآلية، فبعث إليهم رسول الله -صلى الله عليه وس00لم-

وأصلح بينهم، وفاءوا إلى أمر الله.طوا إن الله يحب}وقول00ه: لحوا بينهم00ا بالع00دل وأقس00 ف00إن ف00اءت فأص00

أي: اعدلوا بينهم فيما كان أصاب بعضهم لبعض، بالقس00ط، المقسطين{.إن الله يحب المقسطين{}وهو العدل

روى ابن أبي حاتم عن عب00د الل00ه بن عم0رو: أن رس00ول الل00ه -ص00لى الل00ه ))إن المقس00طين في ال00دنيا على من00ابر من لؤل00ؤ بين عليه وسلم- قال:

ورواه النسائي[.](3)يدي الرحمن، بما أقسطوا في الدنيا(( أي: الجميع إخوة في الدين؛ [10]الحجرات: إنما المؤمنون إخوة{}وقوله:

))المس00لم أخ00و المس00لم ال كما قال رسول الله -صلى الله عليه وس00لم-:.(4)يظلمه وال يسلمه((

.(5)))والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه(( وفي الصحيح: ))إذا دع00ا المس00لم ألخي00ه بظه00ر الغيب ق00ال المل00ك: وفي الصحيح أيض00ا:

.(6)آمين، ولك بمثله((واألحاديث في هذا كثيرة.

))مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمث00ل وفي الصحيح: الجسد الواح00د، إذا اش00تكى من00ه عض00و ت00داعى ل00ه س00ائر الجس00د ب00الحمى

هر(( .(7)والس وشبك))المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا(( وفي الصحيح أيضا:

.(8)بين أصابعه يعني أن األخوة اإليمانية ثابت33ة ال ترتف33ع إال ب33الخروج من اإليم33ان، فهي ثابت33ة ح33تى م33ع وجود القتال الذي هو أعظم المعاصي -بعد الشرك- التي يعصى الل33ه -تب33ارك وتع33الى-

بها، ومع ذلك فاألخوة ثابتة بين هؤالء المقتتلين. يعني: الفئتين المقتتلتين، [10]الحجرات: }فأصلحوا بين أخويكم{وقوله:

وهذا تحقيق منه}لعلكم ترحمون{ أي: في جميع أموركم، }واتقوا الله{تعالى للرحمة لمن اتقاه.

وإن طائفت00ان من الم00ؤمنين}وهناك قال: }فأصلحوا بين أخويكم{هنا قال: [.9]الحجرات: اقتتلوا{

ه3ري في ه3ذا الح3ديث، رقم )3 3ر االختالف على الز 3اب ذك اء، ب (5886 - رواه النسائي، كت33اب القض33( وقال محققو المسند: "إسناده صحيح على شرط الشيخين".6485وأحمد، رقم )

(2442 - رواه البخاري، كتاب المظالم والغصب، باب ال يظلم المس33لم المس33لم وال يس33لمه، رقم )4(.2580ومسلم، كتاب البر والصلة واآلداب، باب تحريم الظلم، رقم )

- رواه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة واالستغفار، باب فضل االجتماع على تالوة القرآن وعلى5(.2699الذكر، رقم )

- رواه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة واالستغفار، باب فضل ال33دعاء للمس33لمين بظه33ر الغيب،6(.2732رقم )

- رواه مس33لم، كت33اب ال33بر والص33لة واآلداب، ب33اب ت33راحم المؤم33نين وتع33اطفهم وتعاض33دهم، رقم )72586.)

(، ومس33لم، كت33اب ال33بر2446 - رواه البخاري، كتاب المظالم والغصب، ب33اب نص33ر المظل33وم، رقم )8(.2585والصلة واآلداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، رقم )

4

Page 5: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

لحوا بين}قلنا: إن الضمير عاد مجموعا باعتبار األفراد، أفراد كل طائفة، وهنا: فأص00 ما قال: فأص33لحوا بين إخ33وتكم، هن33ا يق33ول: يع33ني الفئ33تين [،10]الحج33رات: أخويكم{المقتتلتين.

ذكر التثنية هنا يحتمل أن يكون ذلك كما يقول بعضهم: باعتبار أن التثنية قد ت33رد م33رادا بها الكثرة، يعني التثنية قد تذكر ويراد به33ا الجم33ع، وه33و أح33د األوج33ه في قول33ه -تب33ارك

ار عنيد{}وتعالى-: [.24]ق: ألقيا في جهنم كل كفلحوا بين أخ00ويكم{}وبعض33هم يق33ول: المع33نى: أص33لحوا بين ك33ل أخ33وين، فأص00

فذكر التثنية باعتبار أن المعنى أصلحوا بين كل أخوين مقتتلين. [10]الحجرات: قال: أي في جمي33ع أم33وركم، يع3ني أن33ه خ3اطب األم33ة به3ذا الخط33اب }واتقوا الله{

العام، ما قال: واتقوا في اإلصالح بينهما مثال، فيكون ذلك ش33امال لك33ل م33ا ي33دخل تحت -رحمه الله-.ابن كثيرتقوى الله، كما مشى عليه الحافظ

في }واتقوا الله{ يفسر هذا الموضع كعادته، ف33يرجع ذل33ك إلى م33ا قبل33ه:ابن جرير هذا اإلصالح بينهما، بحيث ال يميل مع طائفة دون األخرى، فيكون ب33ذلك ظالم33ا، "اتق33وا الله" في ه33ذا اإلص33الح، فيك33ون بالقس33ط والع33دل والتج33رد، بعي33دا عن أه33واء النف33وس

وميلها.ى أن يكون00واقال تعالى: }يا أيها الذين آمنوا ال يسخر قوم من قوم عس00

ى أن يكن خي00را منهن وال تلم00زوا اء عس00 اء من نس00 خي00را منهم وال نس00وق بع00د اإليم00ان ومن لم م الفس00 أنفسكم وال تنابزوا باأللقاب بئس االس00

[.11]الحجرات: يتب فأولئك هم الظالمون{ ينهى تعالى عن السخرية بالناس، وهو احتق00ارهم واالس00تهزاء بهم؛ كم00ا ثبت في الص000حيح عن رس000ول الل000ه -ص000لى الل000ه علي000ه وس000لم- أن000ه

.(9)))الكبر: بطر الحق، وغمص الناس(( قال:.(10)))وغمط الناس(( ويروى:

والمراد من ذلك: احتقارهم واستص0غارهم، وه0ذا ح0رام، فإن0ه ق0د يك0ونر ل0ه؛ المحتقر أعظم قدرا عند الله، وأحب إلي0ه من الس0اخر من0ه المحتق0

ى أن يكون00وا}ولهذا قال: يا أيها الذين آمنوا ال يسخر قوم من ق00وم عس00} نهن نهم وال نساء من نساء عسى أن يكن خيرا م فنص على نهي خيرا م

الرجال، وعطف بنهي النساء..يا أيها الذين آمنوا ال يسخر قوم من قوم{}قوله -تبارك تعالى-:

السخرية هي: االستهزاء، وهي فرع عن الكبر كما جاء في الحديث، فإن غمص الن33اسهو احتقارهم، وإنما يحتقرهم من كان متكبرا متعاليا مترفعا.

وهذه السخرية تدل على نقص وجهل. أتتخذنا ه00زوا}وموسى -صلى الله عليه وسلم- لما أمر قوم33ه ب33ذبح البق33رة ق33الوا:

[.67 ]البقرة: الجاهلين{قال أعوذ بالله أن أكون من فدل على أن الذي يستهزئ بالناس أنه من الجاهلين، بنص القرآن.

يدخل فيه33ا جمي33ع أن33واع [11]الحجرات: ال يسخر قوم من قوم{}وهذه السخرية: السخرية، احتقار الناس، االستهزاء بهم، سواء كان ذلك للونهم، أو كان ذلك لغيره مما يتصل بخلقتهم، أو ك33ان ذل33ك ألنس33ابهم وقب33ائلهم، أو ك33ان ذل33ك لبل33دهم، أو ك33ان ذل33ك لناحيتهم، أو كان ذل33ك للهج33اتهم، كالمهم، أو لحرك33اتهم وأفع33الهم وتص33رفاتهم، أو غ33ير

ذلك مما يسخر منه السفهاء، فإن هذا ال يجوز، وهذا نهي، والنهي للتحريم.

- رواه الترمذي، كتاب أبواب البر والصلة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، باب م33ا ج33اء في9(.134(، وصححه األلباني في السلسلة الصحيحة، رقم )1999الكبر، رقم )

(.91 - رواه مسلم، كتاب اإليمان، باب تحريم الكبر وبيانه، رقم )105

Page 6: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

فالذي يسخر من الناس إضافة إلى كونه قد عصى الله -تب33ارك وتع33الى- ه33و ين33بئ عنجهل وكبر.

والقوم في األص3ل يق3ال لجماع3ة الرج3ال[11 ]الحجرات:ال يسخر قوم من قوم{}خاصة على المشهور، وقد يدخل فيه النساء على سبيل التبع.

وهذه اآلية مما يستدل به على رجحان هذا القول، أي أن القوم يقال لجماعة الرج33ال؛ فدل على أن النساء لم يدخلن [11]الحجرات: وال نساء من نساء{}ألنه قال بعده:

في ذلك، في لفظ القوم.ومما يدل على هذا أيضا قول الشاعر:

وما أدري ولست إخال أدري *** أقوم آل حصن أم نساءففرق بين القوم والنساء.

نهم{}هنا قال: [11]الحجرات: ال يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم{ بمعنى: أنه قد يسخر ممن ه33و أفض33ل من33ه، لكن33ه }عسى أن يكونوا خيرا م

يزدريه لبلده أو لهيئته ورثاثة ثيابه، أو لبكوء في كالمه، أو نحو ذل3ك من المظ3اهر ال3تي يعتقد أنها دالة على عجز أو ضعف أو قصور، أو نحو ذلك، فينتقص ه33ؤالء الن33اس، وق33د

يكون هؤالء عند الله أفضل منه.خر}هذا أدب أدب الله -ع33ز وج33ل- ب33ه أه33ل اإليم33ان: يا أيه00ا الذين آمن00وا ال يس00

[. 11]الحجرات: قوم{ وانظر إلى حالنا اليوم، وما يحص33ل من الس33خرية بين طوائ33ف المس33لمين، وع33بر ه33ذه الوسائل الجديدة التي يتداولها الناس، فتجد من ه33ذا أش33ياء كث33يرة في ص33ور متنوع33ة، تارة تكون على سبيل الطرف والفكاهة على قبيلة، أو أهل بلد، أو نحو ذلك، مما يكون فيه نوع انتقاص لهؤالء الناس، وهذا ال يجوز، وه33ذا ال33ذي ينش33رها ويرس33لها، أو يض33حك حينما تقال، أو يكتب ضحكته هو مشارك لهؤالء في ه33ذا ال33وزر، فال يج33وز ت33داول ه33ذه

األشياء، وال يجوز نشرها، وال يجوز الضحك منها، بل ينكر على من فعل ذلك. هذا تجدونه يذكر كثيرا، ينسب إلى أهل بلد، أو رجل من أهل بلد، أو من قبيلة، أو نح33و

ذلك، وهذا ال يجوز. وأما السخرية بأهل الفضل والدين والعلم والخير والصالح في ه33ذه األم33ة فه33ذا أعظم وأشد، وإذا أردت أن ترى من هذا أشياء كثيرة انظر إلى التعليقات التي تكتب في هذه الوسائل الجديدة، ال يكاد يسلم أحد من الس33خرية، مهم33ا كتب من الح33ق، ومهم33ا كتب من الصواب، فالس33خرية لألس33ف أص33بحت ص33نعة ل33دى بعض الن33اس، وحرف33ة ال يتخلى

عنها، ليس له شغل إال السخرية باآلخرين -نسأل الله العافية-، وبئست البضاعة.أي: ال تلمزوا الناس. وال تلمزوا أنفسكم{}وقوله:

از اللماز من الرجال مذموم ملع0ون؛ كم0ا ق0ال تع0الى: }وي0ل لك0لوالهم[.1]الهمزة: همزة لمزة{

اء بنميم{فالهمز بالفعل واللمز بالقول، كما قال: از مش00 [11]القلم: }هم أي: يحتقر الناس ويهمزهم طاعنا عليهم، ويمشي بينهم بالنميم00ة وهي:

كم{اللمز بالمقال؛ ولهذا قال هاهنا: }وال كم00ا ق00ال: }وال تلمزوا أنفس00 أي: ال يقتل بعضكم بعضا.[29]النساء: تقتلوا أنفسكم{

اللمز هو العيب، وهذا العيب قد يكون باللسان يعني بالقول، وق3د يك3ون بالفع3ل يع3ني كاإلشارة بالعين، أو بالشفة، أو بغير ذلك مما يصدر من اإلنسان بيده أو برأسه، أو نحو هذا مما يقصد به عيب الناس، فهذا كله من قبيل العيب، يع33ني يعيب الن33اس بقول33ه أو

-رحم33ه الل33ه- يق33ول: الهم33زابن كثيرفعله، يبقى الفرق بين الهمز واللمز فهنا الحافظ بالفعل، واللمز بالقول.

6

Page 7: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

بالفعل -كما قلت- حركة يد أو شفة، أو حركة لسان من غ33ير نط33ق، أو حرك33ة عين، أوا، فإنه3ا عيب نحو ذلك، هذا الهمز، واللمز بالقول أن يعيبهم ويدخل في ذلك الغيبة أيض33

لهم، ولذلك ذكر بعده الغيبة. اللم33ز والهم33ز، مض33ى الكالم على ش33يء من ه33ذا، وأن أه33ل العلم غ33ير متفقين على تفسير الهمز بالفعل واللمز بالقول، فابن جرير -رحمه الله- يعكس هذا المعنى، ف33يرى أن اللم33ز يك33ون بالي33د والعين واللس33ان واإلش33ارة، يع33ني ي33رى أن اللم33ز أعم وأوس33ع، فيشمل ك33ل عيب، س33واء ك33ان ب33القول أو بالفع33ل، وأم33ا الهم33ز ف33يرى أن33ه ال يك33ون إال

باللسان.كم{وال تلم00زوا }وتأملوا هنا قوله -تبارك وتعالى-: ليس معن33اه أن اإلنس33ان أنفس00

، وق33د ذكرن33ا -أي: ال تلمزوا الناس: ابن كثيريوجه العيب إلى نفسه، وإنما كما قال في مناسبات متعددة- أن النف33وس المجتمع33ة على أم33ر ت33نزل منزل33ة النفس الواح33دة، فأهل اإليمان لما اجتمعوا عليه صاروا بمنزلة النفس الواحدة، ولهذا قال الله -تع33الى-:

يعني ال يقتل بعضكم بعضا. [29]النساء: وال تقتلوا أنفسكم{}كم{}وقال في بني إسرائيل: يع33ني[33 85 ]البق33رة: ثم أنتم هؤالء تقتلون أنفس00

يقتل بعضكم بعضا. يعني ال يأكل بعضكم[3 188 ]البقرة: وال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل{}وقال:

لت هذه النفوس منزلة النفس الواحدة. مال أخيه، فنزيعني ال يلمز بعضكم بعضا. }وال تلمزوا أنفسكم{هنا:

ابن جرير -رحمه الله- يقول: فجع33ل الالم33ز ألخي33ه الم33زا نفس33ه؛ ألن المؤم33نين كرج33ل واحد فيما يلزم بعضهم لبعض من تحسين أمره، وطلب صالحه ومحبته الخير، يعني هو

}واليحب ألخيه الخير، ويزين أمره، ويذكره بما يجمله، فإن عابه فكأنما يعيب نفس33ه، يعيب نفسه بذلك. تلمزوا أنفسكم{

كم{هذا التعبير من أدق ما يك33ون، حينم33ا نهى عن اللم33ز ق33ال: }وال تلمزوا أنفس00 فيستشعر الالمز إلخوانه المسلمين، الساخر منهم، أو المس33تهزئ بهم، أو ال33ذي يعيبهم أنه يوجه ذلك إلى نفسه، وأن ما يعيب إخوانه فإن ذلك يرجع إليه، ويكون عيبا فيه؛ ألن

أمر المسلمين واحد. قال ابن عب00اس، ومجاه00د، وس00عيد بن جب00ير، وقت00ادة، ومقات00ل بن حيان:

أي: ال يطعن بعضكم على بعض.}وال تلمزوا أنفسكم{ أي: ال تتداعوا باأللقاب، وهي التي يس00وء}وال تنابزوا باأللقاب{وقوله:

الشخص سماعها. روى اإلمام أحمد: عن أبي جبيرة بن الضحاك ق00ال: فين00ا ن00زلت في ب00ني

قال: ق00دم رس00ول الل00ه -ص00لى الل00ه علي00ه}وال تنابزوا باأللقاب{سلمة: وسلم- المدينة، وليس فينا رجل إال وله اس00مان أو ثالث00ة، فك00ان إذا دعى أحد منهم باسم من تلك األسماء ق00الوا: ي00ا رس00ول الل00ه، إن00ه يغض00ب من

]ورواه أبو داود[. }وال تنابزوا باأللقاب{هذا، فنزلت: -ابن جرير يقول هنا: أي ال تت33داعوا باأللق33اب، وهك33ذا ق33ال }وال تنابزوا باأللقاب{

رحمه الله. هذا التنابز باأللقاب يدخل فيه صور وأنواع كثيرة جدا، منها:}وال تنابزوا باأللقاب{

األلقاب التي أشير إليها في هذا الحديث، مما يكون في بعض البيئات، كل إنس33ان الب33د أن يلقب بلقب، قد يكون هذا اللقب لكلمة أخطأ فيها في ي33وم من ال33دهر، وك33ان ذل33ك سببا لوصمه بلقب، أو كان لتصرف أو لشيء فعله، أو لغير ذلك مم3ا يالبس3ه ويقارف3ه، أو لشيء رمي به من غير أن يصدر منه ما يوجب ذلك، فتج3د ه3ؤالء الن33اس ال ي3تركون

أحدا إال بلقب.

7

Page 8: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

}والوهذه من األمور التي كانت تكرهها العرب في الجاهلية، وجاء اإلس33الم فحرمه33ا، .تنابزوا باأللقاب{

ا ك33انت، وإن لم تكن ويدخل في ذلك أيضا رمي الناس باألوصاف ال33تي ال يرتض33ونها، أي لقبا لهم، كأن يقول: يا فاسق، يا كذا، يا فاجر، يا كافر، فهذا أشد وأعظم -كم33ا س33يأتي

إيضاحه في التي بعدها. ويدخل في ذلك أيضا كل لقب يكرهه اإلنسان وال يرض33ى أن ينس33ب إلي33ه، س33واء ك33ان ذلك يرجع إلى مهنة، أو إلى طائفة ينسب إليه3ا، وه3و ال يرتض33ي ذل3ك، وال يق3ر ب3ه، وال

يرضاه، ال يجوز التراشق بين المسلمين بهذه األمور. ولألسف لها سوق رائج33ة في مث33ل ه3ذه األوق33ات، م33ع ض33عف اإليم33ان والتربي33ة، وقل33ة الخوف من الله -تبارك وتعالى-، فكل من خالف هؤالء الذين ال يتقون الله -ع33ز وج33ل- البد أن يرموه بلقب من هذه األلقاب، وإن كان ال يرضى بحال من األحوال بش33يء من

هذا. فتركت مثل هذه اآلداب الربانية الواجب اتباعها، وصار ذلك فسوقا عن33د فاعلي33ه وأهل33ه بنص القرآن -نسأل الله العافية-، فهذا الذي يرمي الناس بهذه األلقاب، ويلقبهم بها، أو يعيرهم بها، أو يتنقصهم، أو نحو ذلك فهذا فاسق وليس بص33الح، والفاس33ق ال تقب33ل ل33ه

}بئس االسمشهادة في األصل إال في حاالت -كما ه33و معل33وم-، وله33ذا ق33ال بع33ده: .الفسوق بعد اإليمان{

وق بع00د اإليم00ان{وقوله: م الفس00 أي: بئس الص00فة واالس00م}بئس االس00 الفسوق، وهو: التنابز باأللقاب، كما كان أهل الجاهلية يتن00اعتون، بع00دما

دخلتم في اإلسالم وعقلتموه.}فأولئك هم الظالمون{. أي: من هذا: }ومن لم يتب{

وق بع00د} م الفس00 اب بئس االس00 كم وال تن00ابزوا باأللق00 وال تلم00زوا أنفس00 ه33و أن{وال تنابزوا باأللق00اب}نقل الواحدي عن المفسرين في قوله: اإليمان{

يقول ألخيه المسلم: يا فاسق، يا منافق، أن هذا هو التنابز باأللقاب، يعني يرمي33ه به33ذه األحكام، أو يعير المسلم بما كان عليه قب33ل ذل33ك من ذنب ومعص33ية ت33اب منه33ا، أو من مذهب منحرف كان عليه ثم رجع، أو من كان على دين فتركه ودخل في اإلسالم، ك33أن يقول لمن كان على اليهودية: يا يهودي، والنصراني يقول له: يا نصراني وقد دخ33ل في اإلسالم، فإذا غضب منه دعاه بذلك، فهذا أسلم وكان على المجوس33ية، فيق33ول ل33ه: ي33ا مجوسي، أو أنه يخالفه أو يخاصمه أو نحو ذلك فال يسميه إال بالمجوسي، فهذا ال يج33وز

بحال من األحوال.وكذلك أيضا ما جاء عن عطاء: "كل شيء أخرجت به أخاك من اإلسالم".

والواقع أن هذا جميعا من باب التقريب والتمثي33ل، وله33ذا ق33ال بعض33هم: كق33ول بعض33هم وال} -رحمه الله- عمم المع33نى: ابن جريرللبعيد: كلب، خنزير، حمار، نحو ذلك، ولهذا

فيدخل فيه هذا جميعا، ك33ل م33ا يوج33ه إلي33ه من لقب، أو اس33م، أوتنابزوا باأللقاب{ نحو ذلك مما يكرهه، فيقال: كذا، هو كذا، يا كذا.

فهؤالء الذين يفعلون هذا ينادون على أنفسهم بالفسق.وق بع00د اإليم00ان{ }وقوله -تبارك وتع33الى-: أي: بئسق33ال: بئس االسم الفس00

الصفة واالسم الفسوق، وهو التنابز باأللق00اب، كم00ا ك00ان أه00ل الجاهلي00ةيتناعتون، بعدما دخلتم في اإلسالم وعقلتموه.

-رحمه الله-: أن هذا الصنيع يك33ون فس33وقا ممن ص33در عن33ه، بئسابن كثيرمعنى كالم الحال التي تصيرون إليه3ا بع3د ال3دخول في اإليم3ان أن تتحول3وا إلى ح3ال كه3ذه، وهي

الفسوق، أن يصدر منكم هذا العمل الذي يوجب الفسق.

8

Page 9: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

33ا بع33د إس33المه وتوبت33ه، "بئس وقال ابن زي33د: أي بئس أن يس33مى الرج33ل ك33افرا أو زاني االسم الفسوق" يعني أن ترمي أخاك بشيء ك33أن يق33ال: مجوس33ي، يه33ودي، بن33اء على

ديانته السابقة، أو بناء على عمله، يقول: فاجر، زان، سارق، وقد تاب من ذلك. والذي يظهر وهو ما عليه عامة أهل العلم: أن المراد أن من ق33ارف ذل33ك، وص33در من33ه

بئس االسم}فإنه فاسق، ولهذا ف33إن من أه33ل العلم من جعل33ه -يع33ني ه33ذا الحكم: ش33امال لم33ا ذك33ر قبل33ه، فمن فع33ل م33ا نهي عن33ه: الس33خرية -الفسوق بعد اإليمان{

بإخوان33ه المس33لمين، واللم33ز، والن33بز فه33و فاس33ق، وبئس الح33ال ال33تي ص33ار إليه33ا من -رحمه الله.ابن جريرالفسوق بعد اإليمان، وهذا الذي اختاره

يع33ني م33ا يص33در من تل33ك الم33زاوالت منبئس االسم الفسوق بع00د اإليم00ان{ }سخرية، وما بعدها، فهذا يوجب الفسوق.

هذا كل33ه ي33دل [11]الحج33رات: ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون{}وقوله هنا: على أن هذه األفعال محرمة، فالله -تب33ارك وتع33الى- نهى عن ذل33ك، وحكم على فاعل33ه

.ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون{}بالفسق، وأيضا توعدهم، قال: وجاء بهذه الصيغة: اإلشارة "أولئك"، وفصل بين طرفي الكالم بض33مير الفص33ل: "هم"، وأدخل "ال" على الخبر، كل هذا يدل على توكيده، وهو يشبه الحصر، يعني كأن ه33ؤالء هم ال33ذين اس33تحقوا الوص33ف الكام33ل من الظلم، يع33ني ه33ؤالء هم الظ33المون حقيق33ة، تقول: هؤالء هم األبرار، ه3ؤالء هم الفج3ار، ه3ؤالء هم المنفق3ون، فه3ذا كل3ه ي3دل على

تقوية الكالم، ويشبه الحصر. ومن لم} كالم في هذا، يقول -رحمه الله تعالى- معلقا على قوله تعالى: والبن القيم

قسم العباد إلى تائب وظ33الم، وم33ا ثم قس33م ث33الث: "يتب فأولئك هم الظالمون{ لجهل33ه برب33ه وبحق33ه، وبعيب ألبته، وأوقع اسم الظالم على من لم يتب، وال أظلم من33ه،

نفسه، وآفات أعماله. ))ي33ا أيه33ا الن33اس، توب33وا إلى الل33ه، وفي الصحيح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه ق33ال:

.(11)فوالله إني ألتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة(( ))رب اغف33ر لي وتب عليوكان أصحابه يعدون له في المجلس الواحد قب33ل أن يق33وم:

مائة مرة.(12)إنك أنت التواب الغفور(( إلى [1]النصر: إذا جاء نصر الله والفتح{}وما صلى صالة قط بعد إذ أنزلت عليه:

. (13 )))سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي((آخرها، إال قال فيها: 33ه((وصح عنه -صلى الله عليه وسلم- أن33ه ق33ال: ق33الوا: وال))لن ينجي أح33دا منكم عمل

(.14)))وال أنا، إال أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل((أنت يا رسول الله؟ قال:

فصلوات الله وسالمه على أعلم الخلق بالله، وحقوقه وعظمته، وما يستحقه جالله من(15)العبودية، وأعرفهم بالعبودية وحقوقها، وأقومهم بها".

- رواه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة واالستغفار، باب استحباب االس33تغفار واالس33تكثار من33ه،11(.2702رقم )

12- (، والترمذي، أب33واب ال33دعوات عن1516 داود، كتاب الصالة، باب في االستغفار، رقم )أبو رواه ( وابن ماج3ه،3434رسول الله -صلى الله عليه وس3لم-، ب3اب م3ا يق3ول إذا ق33ام من مجلس3ه، رقم )

(.1357(، وصححه األلباني، في صحيح أبي داود، رقم )3814كتاب األدب، باب االستغفار، رقم )ا يره{ - رواه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب: 13 ة شر [،8 ]الزلزلة: }ومن يعمل مثقال ذر

(.484(، ومسلم، كتاب الصالة، باب ما يقال في الركوع والسجود، رقم )4967رقم ) (، ومس33لم، كت33اب6463 - رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العم33ل، رقم )14

(.2816صفة القيامة والجنة والنار، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله -تعالى-، رقم )(.197- 1/196 - مدارج السالكين )15

9

Page 10: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

وقال -أيضا-: "وتارك المأمور ظالم، كما أن فاعل المحظور ظالم، وزوال اس33م الظلم عن33ه إنم33ا يك33ون بالتوب33ة الجامع33ة لألم33رين، فالن33اس قس33مان: ت33ائب وظ33الم ليس إال،

اجدون اآلمرونفالتائبون هم: اكعون الس ائحون الر }العابدون الحامدون الس [.112 ]التوبة: بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله{

33ا؛ مي تائب فحفظ حدود الل33ه ج33زء التوب33ة، والتوب33ة هي مجم33وع ه33ذه األم33ور، وإنم33ا س33(16)لرجوعه إلى أمر الله من نهيه، وإلى طاعته من معصيته".

}ي000ا أيه000ا الذين آمن000وا اجتنب000وا كث000يرا من الظن إن بعض الظن إثم والا أيحب أح00دكم أن يأك00ل لحم أخي00ه ميت00ا كم بعض00 وا وال يغتب بعض00 س00 تجس

اب رحيم{ [.12]الحجرات: فكرهتموه واتقوا الله إن الله تو يق00ول تع00الى ناهي00ا عب00اده المؤم00نين عن كث00ير من الظن، وه00و التهم00ة والتخون لألهل واألقارب والناس في غير محله؛ ألن بعض ذلك يكون إثما محضا، فليجتنب كثير من0ه احتياط0ا، وروين00ا عن أم0ير المؤم0نين عم0ر بن الخطاب -رضي الله عن00ه- أن00ه ق00ال: "وال تظنن بكلم00ة خ00رجت من أخي00ك

المسلم إال خيرا وأنت تجد لها في الخير محمال". وروى مال00ك عن أبي هري00رة ق00ال: ق00ال رس00ول الل00ه -ص00لى الل00ه علي00ه

))إي00اكم والظن، ف00إن الظن أك00ذب الح00ديث، وال تجسس00وا، والوس00لم-: تحسسوا، وال تنافس00وا، وال تحاس00دوا، وال تباغض00وا، وال ت00دابروا، وكون00وا

]رواه البخاري ومسلم وأبو داود[.(17)عباد الله إخوانا(( وعن أنس -رض00ي الل00ه عن00ه- ق00ال: ق00ال رس00ول الل00ه -ص00لى الل00ه علي00ه

))ال تق00اطعوا، وال ت00دابروا، وال تباغض00وا، وال تحاس00دوا، وكون00واوس00لم-: ]رواه(18)عب0اد الل0ه إخوانا، وال يحل للمس0لم أن يهجر أخاه ف0وق ثالثة أيام((

مسلم، والترمذي وصححه[.{} قوله -تبارك وتعالى-: ن الظن ]الحج333رات:يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا م

12.] } ن الظن ه00و التهم00ة -رحم33ه الل33ه- يق33ول: ابن كث33يرالحاف33ظ }اجتنبوا كثيرا م

يعني من غير دلي33ل، وإنم33ا يك33ون ذل33ك مبن33اهوالتخون لألهل واألقارب والناس،على األوهام، وال حقيقة لذلك.

األصل حمل الناس على ظاهرهم، وأن توكل سرائرهم إلى الله -تبارك وتع33الى-، فمنأظهر خيرا قبل منه، ولم يطلب ما وراء ذلك.

{ }وقوله -تبارك وتعالى-: ن الظن -رحم33ه الل33ه-ابن كث33يرالحافظ اجتنبوا كثيرا ميقول: ألن بعض ذلك يكون إثما محضا، فليجتنب كثير منه احتياطا.

معناه مفه33وم المخالف33ة: أن من }اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم{الظن ما ال يكون إثما، لكن ما هذا الظن الذي ال يكون إثما؟.

-رحم33ه الل33ه- يق33ول: إن ه33ذا الظن الخ33ارج عن كون33ه من اإلثم ه33و أن يظنابن جريربالمسلمين خيرا، فالظن ينقسم إلى قسمين: ظن سيئ، وظن حسن.

فالظن السيئ إثم، ما الذي يبقى؟.}إن بعض الظن إثم{أن يظن بأخيه خيرا.

(.1/313 - المصدر السابق )16 (،5143، كتاب النكاح، ب33اب ال يخطب على خطب33ة أخي33ه ح33تى ينكح أو ي33دع، رقم )البخاري - رواه 17

البر والصلة واآلداب، ب33اب تح33ريم الظن، والتجس33س، والتن33افس، والتن33اجش ونحوه33ا، ومسلم، كتاب(، وهذا لفظ مسلم.4917(، وأبو داود، كتاب األدب، باب في الظن، رقم )2563رقم )

(، ومس33لم، كت33اب6065 األدب، باب م33ا ينهى عن التحاس33د والت33دابر، رقم )كتاب - رواه البخاري، 18(.2558البر والصلة واآلداب، باب النهي عن التحاسد والتباغض والتدابر، رقم )

10

Page 11: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

-رحمه الله-، وهو ملحظ مهم، فه33و يق33ول: لم يق33ل: إن الظن كل33هابن جريرهذا كالم معتموه ظن المؤمن0000ون}إثم، وإنم3333ا ق3333ال "بعض الظن إثم"، ل0000وال إذ س0000

[.12]النور: والمؤمنات بأنفسهم خيرا{ ، وهنا ن33زلالحسنوقد ذكرت في تفسير سورة النور أن المعنى: أن يظن بأخيه الظن

هم{ }النفوس منزلة النفس الواحدة، يع33نيظن المؤمنون والمؤمن00ات بأنفس00بإخوانهم.

هم{ }والمعنى الثاني ال33ذي ذك33ر: أن يع33ني:ظن المؤمنون والمؤمن00ات بأنفس00يرجع إلى نفسه، هل يفعل أو ال؟

فإن نزه نفسه، وقال: أنا ال يصدر مني هذا ل33و كنت مقام33ه، فليس ذل33ك بممتن33ع علي33ه وسائغ أو واقع من أخيه، كما في قصة أبي أيوب مع امرأته في قضية اإلفك: "ل33و كنت

لم أفع33ل، ووالل33ه إنه33اصفوانمكانها أتفعلين ذلك؟" قالت: ال، قال: وأنا لو كنت مكان خير منك، وصفوان خير مني".

فيرجع إلى نفسه، هل أنا أفعل هذا الشيء؟ والمعنيان صحيحان، والقرآن يع33بر ب33ه باأللف33اظ القليل33ة الدال33ة على المع33اني الكث33يرة،

فيرجع إلى نفسه، ويحسن الظن بإخوانه. إن} -رحم33ه الل33ه- ي33ذكر ه33ذا: ابن جريروبين المعنيين مالزمة -كما ه33و ظ33اهر-، فهن33ا

بإخوانهالحسنالبعض الذي ال يكون إثما هو الظن [12]الحجرات: بعض الظن إثم{المسلمين.

أما ظن السوء فعلى هذا يك33ون من قبي33ل اإلثم؛ ألن3ه ال يج33وز ل3ه أخ3ذ الن33اس ب3الظن، والحكم عليهم بالظن، ول33و ك33انوا كم33ا ق33ال؛ ألن33ه لم يق33ل ذل33ك عن علم، إنم33ا بمج33رد الظنون، أما البواطن فأمرها إلى الله -عز وجل-، ليس إليه، فلو ك33ان كالم33ه ب33الظنون الكاذبة موافقا لحقيقة األمر في الباطن فإنه ال يكون سالما من التبعة؛ ألن33ه تكلم حيث ال يجوز الكالم، يعني هو ما ب3نى كالم3ه على م3ا ي3وجب ذل3ك، وإنم3ا قال3ه بظن ك3اذب، فوافق وص33ادف أن الح33ال في الب33اطن كم33ا ق33ال، لكن ه33و لم يص33ل إلى ه33ذا بطري33ق صحيح، فال يكون سالما، ال يج33وز لإلنس33ان أن يطل33ق لس33انه، أو يظن بالن33اس الظن33ون

السيئة.يبقى أن الظن قد يوجد في قلب اإلنسان، وال يتكلم به، فهل يكون مؤاخذا؟

هو إن بنى عليه الحكم بأن تكلم أو تعامل مع هؤالء الناس بمقتضاه فإنه يكون مؤاخذا، فإن لم يصدر منه شيء، ولم يعاملهم بمقتضاه فينبغي عليه مدافعته، وأما م33ا يق33ع في القلب من الخواطر من غير إرادة فإنه يدفعها، وال يكون مؤاخذا على ذل33ك، لكن علي33ه

أن يدفعها، وأن يلتمس المعاذير إلخوانه المسلمين.سوا{وقوله: أي: على بعضكم بعضا.}وال تجس

والتجس00س غالب00ا يطل00ق في الش00ر، ومن00ه: الجاس00وس، وأم00ا التحس00س، فيكون غالبا في الخير؛ كما قال تعالى إخبارا عن يعقوب -علي00ه الس00الم-

وا من روحأنه قال: سوا من يوسف وأخيه وال تيأس0 }يا بني اذهبوا فتحس[.87]يوسف: الله{

وقد يستعمل كل منهما في الشر كما ثبت في الصحيح أن رس00ول الل00ه - ))ال تجسس00وا، وال تحسس00وا، وال تباغض00وا، صلى الله عليه وسلم- ق00ال:

.(19)وال تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا((

(،5143 - رواه البخاري، كتاب النكاح، ب33اب ال يخطب على خطب33ة أخي33ه ح33تى ينكح أو ي33دع، رقم )19 ومسلم، كتاب البر والصلة واآلداب، ب33اب تح33ريم الظن، والتجس33س، والتن33افس، والتن33اجش ونحوه33ا،

(، وهذا لفظ مسلم.2563رقم )11

Page 12: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

وقال األوزاعي: التجسس: البحث عن الشيء، والتحسس: االس00تماع إلى ح00ديث الق00وم وهم ل00ه ك00ارهون، أو يتس00مع على أب00وابهم. والت00دابر:

رم ]رواه ابن أبي حاتم[.(20)الص وقيل غير هذا في الفرق بين التجسس والتحس33س، لكن ذل33ك حينم33ا ورد في الح33ديث

ا عنه: ا))ال تجسسوا وال تحسسوا((منهي ، فدل ذلك على أن هذا التحسس قد يق33ع أيض33 في الشر، وال يلزم أن يكون ذلك في الخير مطلقا، لكنه قد يستعمل في الخير، أو في المباح، وقد يستعمل في غيره، وقد يك33ون أح33دهما باالس33تماع ونح33وه، واآلخ33ر بالفع3ل ونحو ذلك، فهذا كله محرم، فإن الناس إنما يؤخذون بما ظهر منهم، وال يطلب ما وراء

ذلك. وقد تكلم أهل العلم على الحالة التي يستثنى فيها من ذلك، بحيث يجوز فيها التحسس أو التجسس، وهي ما إذا قويت التهمة في مفسدة متعدية، قالوا: مثل المحتس33ب، من كان من أهل الحسبة، فإنه حينم33ا تق33وى التهم33ة، وتظه33ر أم33ارات قوي33ة على ذل33ك في مفسدة متعدية، فيجوز في ذلك التحري، ك33أن يك33ون مثال رج33ل ق33د اتخ33ذ داره ش33راكا لإليقاع بالنساء، أو نحو ذلك، أو اتخذ متجره لهذا الغرض، وقويت األمارات، أو أن ه33ذه الدار اتخذت للبغاء -أعزكم الله-، ويرى من أم33ارات ذل33ك وعالمت33ه وم33ا إلى ذل33ك مم33ا يقوي هذه التهمة، بوجود نساء ال صلة لهن بصاحب ه33ذه ال33دار، أو نح33و ذل33ك، ي33دخلن، وأمور من هذا القبيل، ففي ه3ذه الح33ال ال ب33أس في منك33ر متع3د ق33د ظه3رت أمارات3ه، قويت التهمة يعني، أما ما عدا ذلك فال، مثل أن يكون المنكر قاصرا على نفس33ه، ك33أن يظن بهذا اإلنسان مثال أنه يفعل معصية في داخل بيته غير متعدية، كأن يك33ون يش33رب الخمر، أو غير ذلك، مما قد يقارفه، فهذا يكون بينه وبين الله -ع33ز وج33ل-، ومعص33يته ال تضر المجتمع، وإنما تضره هو فقط، فيعاقب عليها، إنما ال33ذي يض33ر المجتم33ع م33ا ك33ان

ا أو ما كان ظاهرا. متعديا{وقول00ه: كم بعض00 في00ه نهي عن الغيب00ة، وق00د فس00رها}وال يغتب بعض00

الشارع كما جاء في الحديث ال00ذي رواه أب00و داود عن أبي هري00رة -رض00ي ))ذك00رك أخ00اك بم00ا الله عنه- قال: قيل: يا رسول الله م00ا الغيب00ة؟ ق00ال:

))إن ك00ان في00ه م0ا  قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ ق0ال:يكره(( ]ورواه(21)تق00ول فق00د اغتبت00ه، وإن لم يكن في00ه م00ا تق00ول فق00د بهت00ه((

الترمذي، وقال: حسن صحيح[. وقد ورد في الغيبة الزج00ر األكي00د؛ وله00ذا ش00بهها تع00الى بأك00ل اللحم من

}أيحب أح00دكم أن يأك00ل لحم أخي00ه ميت00ااإلنسان الميت؛ كما قال تعالى: ؟ أي: كم00ا تكره00ون ه00ذا طبع00ا ف00اكرهوا ذاك ش00رعا؛ ف00إنفكرهتم00وه{

عقوبته أشد من هذا، وهذا من التنفير عنها، والتح00ذير منه00ا، كم00ا ق00ال -))ك00الكلب يقيء ثم يرج00ع في قيئ00ه(( عليه السالم- في العائد في هبته:

وء(( ، وقد قال:(22) .(23)))ليس لنا مثل الس

(.7/379 - تفسير القرآن العظيم )20 (، وأب33و داود، كت33اب2589 - رواه مسلم، كت33اب ال33بر والص33لة واآلداب، ب33اب تح33ريم الغيب33ة، رقم )21

(، والترمذي، أبواب البر والصلة عن رسول الله -صلى الل33ه علي33ه4874األدب، باب في الغيبة، رقم )(.1934وسلم-، باب ما جاء في الغيبة، رقم )

- رواه البخاري، كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها، باب هب33ة الرج33ل المرأت33ه والم33رأة لزوجه33ا،22 (، ومسلم، كتاب الهبات، باب تحريم الرجوع في الصدقة والهبة بع33د القبض إال م33ا وهب33ه2589رقم )

(.1622لولده وإن سفل، رقم )(.6975 - رواه البخاري، كتاب الحيل، باب في الهبة والشفعة، رقم )23

12

Page 13: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

وثبت في الصحاح والحسان والمسانيد من غير وج00ه أن00ه -علي00ه الس00الم- ))إن دم00اءكم وأم00والكم وأعراض00كم عليكم قال في خطب00ة حج00ة ال00وداع:

.(24)حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا((وروى أبو داود عن أبي هريرة -رضي الله عنه- ق00ال: ق00ال رس00ول الل00ه -

))كل المسلم على المسلم ح00رام: مال00ه وعرض00ه صلى الله عليه وسلم-: ]ورواه الترم0ذي،( 25)ودمه، حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم((

وقال: "حسن غريب"[. عن ابن عم ألبي هري00رة: أن م00اعزا -رض00ي الل00هأبو يعلىوروى الحافظ

عنه- جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ي00ا رس00ول الل00ه، إني ق00د زنيت، ف00أعرض عن00ه، قاله00ا أربع00ا فلم00ا ك00ان في الخامس00ة

ق00ال: نعم، أتيت))وت00دري م00ا الزن00ا؟((  قال: نعم، ق00ال:))زنيت؟(( قال: ))م00ا تري00د إلى ه00ذا منها حراما م00ا ي00أتي الرج00ل من امرأت00ه حالال، ق00ال:

قال: أريد أن تطهرني، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليهالقول؟(( ))أدخلت ذلك منك في ذلك منه00ا كم00ا يغيب المي00ل في المكحل00ة وسلم-:

شاء في البئر؟(( قال: نعم، يا رسول الله، قال: فأمر برجمه ف00رجم،والر فسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلين يق00ول أح00دهما لص00احبه: ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدع00ه نفس00ه ح00تى رجم رجم الكلب،

))أينثم سار النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى مر بجيفة حمار فق00ال: ق00اال: غف00ر الل00ه ل00ك ي00افالن وفالن؟ انزال فكال من جيف00ة ه00ذا الحم00ار((

))فما نلتما من أخيكم0ا آنف00ا أش00د أكال رسول الله، وهل يؤكل هذا؟ قال: (26)من00ه، وال0ذي نفس00ي بي0ده، إن0ه اآلن لفي أنه00ار الجن0ة ينغمس فيه00ا((

]إسناده صحيح[. وروى اإلمام أحمد عن جابر بن عبد الله قال: كنا م00ع الن00بي -ص00لى الل00ه عليه وسلم- فارتفعت ريح جيف00ة منتن00ة، فق00ال رس00ول الل00ه -ص00لى الل00ه

))أتدرون ما هذه الريح؟ ه00ذه ريح ال00ذين يغت00ابون الن00اس(( عليه وسلم-:(27).

وهذا نهي أيضا وهو [12]الحجرات: وال يغتب بعضكم بعضا{}قوله -تبارك وتعالى-: ا م3ا للتحريم، ومما يدل على ذلك أيضا األحاديث ال3واردة في ه3ذا الب3اب، وك3ذلك أيض33

}أيحب أحدكمذكر بعضه في هذه اآلية من هذا التمثيل الذي ضربه للمغتاب وغيبته: ؟ فمث33ل ه33ذا ال يق33ال في ش33يء مب33اح، أو{أن يأكل لحم أخي0ه ميت0ا فكرهتم0وه

مكروه كراهة تنزيه، بل إن أهل العلم عدوا الغيبة من كبائر الذنوب، وما ج33اء فيه33ا من الوعيد لهؤالء الذين يأكلون أعراض الناس، فإن الكبيرة -كما هو معروف- في ضابطها:

ما جاء في خصوصه وعيد، أو عقوبة أو حد، أو نحو ذلك. }أيحب أح00دكم أن يأك00ل لحم أخي00ه ميت00اوهن33ا في قول33ه -تب33ارك وتع33الى-:

مضى الكالم على هذا مفصال في شرح األمثال في القرآن. فكرهتموه{ - رواه البخ33اري، كت33اب القس33امة والمح33اربين والقص33اص وال33ديات، ب33اب تغلي33ظ تح33ريم ال33دماء24

(.1679(، ومسلم، كتاب المغازي، باب حجة الوداع، رقم )4406واألعراض واألموال، رقم ) - رواه مس33لم، كت33اب ال33بر والص33لة واآلداب، ب33اب تح33ريم ظلم المس33لم وخذل33ه واحتق33اره، ودم33ه25

(.2564وعرضه وماله، رقم ) (، والنس33ائي، كت33اب الح33دود،4428 - رواه أبو داود، كتاب الحدود، باب رجم ماعز بن مالك، رقم )26

(، وضعفه األلباني، في مشكاة16998باب من قال ال يقام عليه الحد حتى يعترف أربع مرات، رقم )(.3627المصابيح، رقم )

(، وحسنه األلباني، في صحيح ال33ترغيب وال33ترهيب، رقم )14784 - رواه أحمد في المسند، رقم )272840.)

13

Page 14: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

}أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتم00وه{ومما ذكر هناك: أن قوله: وجه الشبه: أن هذا الذي يغت33اب غ33ير حاض33ر، ه33و ال يس33تطيع ال33دفع عن عرض33ه، فه33و

كالميت، فكذلك شبه هنا بأكل لحم األخ وهو ميت. وهذا التش3بيه ال ش33ك أن33ه في غاي33ة التنف33ير، وذل3ك أن اإلنس33ان ينف3ر ع3ادة من الميت

وغيره، وقد ذكرت ذل33ك في الكالم على اتب33اعابن القيمويستوحش، كما يذكر الحافظ األوهام، بأنه لو وضع في حجرة مع ميت وهو يعلم أنه ميت، وأن3ه لن يتح33رك، وأن3ه لن يصدر منه شيء، ومع ذلك فإن33ه ال يس33تطيع الن33وم في ه33ذا المك33ان وعن33ده أح33د ميت، عنده جنازة، ال يستطيع النوم في هذه الحجرة مع هذا الميت، كأنه يتوهم -كأنه يش33عر- أن هذا الميت سيصدر منه شيء، سيصدر منه حركة، سيصدر منه تصرف، مع أنه يعلم

بقرارة نفسه أن ذلك ال يكون، ولكن هذه هي النفوس.فهنا إذا كان بهذه المثابة، فكيف بأكل لحمه؟ فكيف إذا كان أخا له؟.

فذكر األخوة، وذكر أكل اللحم، وذكر الموت، وكل هذه األمور الثالثة موجبة للنف33ور منهذا.

))إن دم33اءكم وأم33والكموق33ول الن33بي -ص33لى الل33ه علي33ه وس33لم- في خطب33ة ال33وداع: ذك3ر(28)وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم ه3ذا((

هذه الثالث، قرن األعراض م33ع ال33دماء واألم33وال، وذك33ر ه33ذه الحرم33ات الثالث: الي33وم والشهر والبل33د، ف33دل ذل33ك على أن أع33راض المس33لمين في غاي33ة الحرم33ة، فض33ال عن دمائهم وأموالهم، وأنه ينبغي االحتراز من هذا غاية االحتراز، وأن يتباع33د اإلنس33ان غاي33ة التباعد عن الوقيعة في ذلك، وأن يحفظ لسانه وقلمه، وأن يتقي الله -تبارك وتع33الى-،

فإن هؤالء سيقتصون منه في يوم من الدهر، ولكن من حسناته، والله المستعان. الحال ال تسر، الغيبة والوقيعة في األعراض فاشية في المسلمين، وهي أكثر في مث33ل هذه األوقات مع هذه األسباب التي صار الناس يتوصلون بها إلى نشر ذلك في اآلف33اق، يعني في السابق لربما كان اإلنس33ان يغت33اب في مجلس، يغت33اب م33ع أح33د من الن33اس، ويتكلم في عرض أخيه، اليوم وهو ج33الس في بيت33ه يتكلم ويكتب س33واء أراد أن يك33ون ذلك مسموعا أو مكتوبا، ويمكن مع المشاهدة لص33ورته، وه33و يتكلم ويق33ع في أع33راض33ا س33هال، وي33ذهب المسلمين، وينتشر ذلك، فيقرؤه من بأقطارها، ويحس33ب أن ذل33ك هين بعده ينام، أو يأكل أو يضحك بملء فيه، إن كانت كلمة -إشارة واح33دة-: "حس33بك منه33ا

. (29)))لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته((أنها قصيرة" قال: فكيف بعظائم تقال، ومختلقات وأكاذيب وفرى توجه إلى المس33لمين، ب33ل إلى خي33ارهم وعلمائهم وصلحائهم، والل33ه المس33تعان، وحس33بنا الل33ه ونعم الوكي33ل، أص33بح اإلنس33ان ال يفرق أحيانا بين حال هؤالء، هل هؤالء الذين يكتب33ون هم من أع33داء اإلس33الم أو هم من عص33اة المس33لمين؛ ألن الكالم ال يص33در من إنس33ان يتقي الل33ه -ع33ز وج33ل-، ويعلم أن33ه محاسب بين يديه، يعني هذه األشياء التي تكتب أو تقال يمكن أن يكتبها ع33دو من33دس،

يمكن أن يكتبها الرافضي، ممكن أن يكتبها بعض العصاة، والله المستعان. إلى آخ33ره في إس33ناده(30)))ان33زال فكال من جيف33ة ه33ذا الحم33ار((هذا الحديث لما ق33ال:

-رحمه الله- هنا صحح إسناده.ابن كثيرضعف، والحافظ

- رواه البخ33اري، كت33اب القس33امة والمح33اربين والقص33اص وال33ديات، ب33اب تغلي33ظ تح33ريم ال33دماء28(.1679(، ومسلم، كتاب المغازي، باب حجة الوداع، رقم )4406واألعراض واألموال، رقم )

(، وصححه األلب33اني في ص33حيح ال33ترغيب4875 - راه أبو داود، كتاب األدب، باب في الغيبة، رقم )29(.2834والترهيب، رقم )

(، والنس33ائي، كت33اب الح33دود،4428 - رواه أبو داود، كتاب الحدود، باب رجم ماعز بن مالك، رقم )30 (، وضعفه األلباني، في مشكاة16998باب من قال ال يقام عليه الحد حتى يعترف أربع مرات، رقم )

(.3627المصابيح، رقم )14

Page 15: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

والحديث ال3ذي بع3ده: "كن33ا م3ع الن33بي -ص3لى الل33ه علي33ه وس33لم- ف3ارتفعت ريح جيف3ةن إس3ناده الش3يخ ش3عيب األرن3ؤوط، وك3ذلك الش3يخ ناص3ر ال3دين(31)منتنة" ، ه3ذا حس3

.األلباني وال شك أن الذنوب لو كان لها رائحة لما أطاق أحد مجالس33ة أح33د، يع33ني الغيب33ة وغ33ير الغيبة، الذنوب لو كان لها رائحة أو كان لها صورة تبدو في وجه اإلنسان لما أطاق أحد

أن ينظر إلى أحد، أو أن أحدا يجالس أحدا، والله المستعان. أي: فيما أمركم به ونهاكم عنه، فراقبوه في ذل00ك}واتقوا الله{وقوله:

واخشوا منه.اب رحيم{ أي: تواب على من تاب إليه، رحيم بمن رج00ع إلي0ه،}إن الله تو

واعتمد عليه. قال الجمهور من العلماء: طريق المغتاب للناس في توبت00ه أن يقل00ع عن ذلك، ويعزم على أال يعود، وهل يشترط الندم على ما ف00ات؟ في00ه ن000زاع،

وأن يتحلل من الذي اغتابه. وقال آخرون: ال يشترط أن يتحلله، فإنه إذا أعلمه بذلك ربم00ا ت00أذى أش00د مما إذا لم يعلم بم0ا ك00ان من00ه، فطريق00ه إذا أن يث0ني علي00ه بم0ا في00ه في المجالس ال00تي ك00ان يذم00ه فيه00ا، وأن ي00رد عن00ه الغيب00ة بحس00به وطاقت00ه،

فتكون تلك بتلك. هنا في هذه التوبة يقول: قال الجمهور: طريق المغتاب أن يقلع، ويعزم أال يعود، وه33ل

يشترط الندم؟ الندم يش33ترط في التوب33ة، لكن ي3رد علي33ه الس33ؤال المع3روف وه3و أن الن3دم ال يملك3ه اإلنسان، فقد يندم ويريد دفع الندم على خسارة، أو نحو ذل33ك وال يس33تطيع، وق33د يري33د الندم ولكنه أيضا قد ال يستطيع، يعني قد ينال من ام3رأة يحبه3ا ويعش3قها قبل3ة أو نح3و ذلك مما حرم الله -عز وجل- عليه، ويريد أن يندم، فإذا تذكر ذل33ك لربم33ا ت33اقت نفس33ه

إليه. ومن هنا أورد العلماء -رحمهم الله- هذا السؤال هل هذا الن33دم من قبي33ل تكلي33ف م33ا ال

وسعها{}يطاق: فهو ش33يء يق33ع في القلب [286]البق33رة: ال يكلف الله نفسا إالمن غير تطلب؟.

وقد ذكرت -في بعض المناسبات- قاعدة في هذا، وهي: أن خط33اب الش33ارع إذا توج33ه إلى المكلف في أمر ال يدخل تحت طاقته فإنه يتوج33ه إلى س33ببه، أو إلى أث33ره، ومثلن33ا

[2]الن33ور: وال تأخذكم بهم00ا رأف00ة في دين الله{}لألثر بقول33ه -تب33ارك وتع33الى-: إقامة الحد، فالرأفة تقع في القلب من غير إرادة، رحمة رقيقة.

إذا يكون األثر هو تخفيف الحد، أو التقليل منه، أو اإللغاء للحد، بدافع الرأفة. وأما السبب فمثاله الندم، فإنه ينظر في األمور التي توجب له الندم، أن33ه عص33ى الل33ه، وأن الله رآه، وأن ذلك مكتوب في ص33حيفة عمل33ه، وأن33ه سيحاس33ب علي33ه، إلى آخ33ره،

فيكون ذلك جالبا للندم. وهن33ا مس33ألة التحل33ل، يق33ول: إن بعض أه33ل العلم اش33ترطوا ذل33ك، وق33ال آخ33رون: ال يشترط؛ ألنه يتأذى، هذا باإلضافة إلى أمر آخر ذكره بعض أه33ل العلم ك33النووي -رحم33ه الل33ه- أن ذل33ك ي33وجب الش33حناء والنف33رة، وم33ا ال ي33راد أن يك33ون بين أه33ل اإليم33ان من

التشاحن والتفرق والعداوات إذا أعلمه بذلك. ولو قيل: إن ذلك يمكن أن يكون فيه تفصيل، بحيث ينظر إن كان ذل33ك -يع33ني اإلخب33ار والتحلل له- يوجب عداوته أو إيالمه، أو نفرته، أو نح33و ذل3ك فهن33ا يمكن أن يتحل33ل من33ه

(، وحسنه األلباني، في صحيح ال33ترغيب وال33ترهيب، رقم )14784 - رواه أحمد في المسند، رقم )312840.)

15

Page 16: التاريــخ - files.zadapps.info€¦  · Web viewوهذا الأمر الذي يذكره أهل العلم عن هؤلاء الخوارج أنهم يكفرون صاحب الكبيرة

إجماال، يقول له: إنه وقع مني بعض ما ال يح33ل في حق33ك فحلل33ني مثال، ف33إن ك33ان ه33ذا القدر يوجب أيضا عداوته، أو نحو ذلك، كأن يك3ون ه3ذا اإلنس3ان عن3ده ردود أفع3ال، أو كما يقال: يحمل عداوات، ولربما يتحامل على الناس به33ذا، ويق33اطعهم، أو يتمح33ل في السؤال، ما الذي قلته؟ وما الذي فعلته؟ ونحو ذلك، ففي هذه الح33ال يق33ال: إن33ه ي33دعو

له، ويحسن أمره، ويذكر هذا اإلنسان بالخير في المجالس التي ذكره فيها بالشر. لكن أقول: ما الحاجة لمثل هذا كله؟ لماذا يطلق اإلنس3ان لس3انه بالغيب33ة ثم بع3د ذل3ك يكون أسيرا لهذا الذي اغتابه، فيبحث عن مخرج هل يذهب إليه ويتكلم معه في التحلل

في المج33الس ال33تي اغتاب33هالحسنمنه إجماال أو تفصيال، أو يدعو ل33ه، وي33ذكره بال33ذكر فيها؟، سمعت بعضهم يقول: سأتصدق عنه، كل صدقة سأجعله معي فيه3ا، م3ا الحاج3ة لهذا؟، ما الحاجة إلطالق اللسان أصال في غيبة الناس؟، فيحف33ظ الم33رء لس33انه، ويتقي الله -عز وجل-، وال يحت3اج إلى مث3ل ه3ذا، ولكن النفس إذا ض33عفت ق3ارفت مث3ل ه3ذه

.القبائح، -والله المستعان-

16