بسم الله الرحمن الرحيم

22
1 ن الرحيم الر بسم ام عة و الس و الصلعا رب ا مد املطاهري نمد و آله ا لى سيدنا ن.م كتاب: نك قال تعا« تفرقوا، يعا و اعتصموا ةبل ا و عليكم إ و اذكروا نعمة ا ذ كنتم بنعمته اخوكم فأصبحتم قلوبألف ب أعداء فا، و كنتم على شفا حفرة ان من لكم آ اذلك يب منها، كار فأنقذكم الن، و لتكنهتدونعلكم ت ياته ل أمةنكم م ينهوعروف و و يأمرون با ان يدعون إر و أولئك هم انك عن ا ن ن، و فلحو من بعد ما ج اختلفواا و كالذين تفرقو تكونم لبينات و أولئكءتهم ا ا عذاب عظيم( 1 ) ت الشريفياذه ا هات أخرى ليس ة و آيكيم الذكر ام قليلة وردت ت تدعو سبحانف حول دين التفا ا إسلم اعتصام ةبله و ا ه و تعا ورسولء به ال و ما جاب الكريم بالكتا التمسكرهم با تأم، كم)ص( عظم ا نبذحدة و اى الومفاظ علف و اخت الفرقة و اف.ئت « أمة واحتكم إن ام دة و أنا ربكم فاع بدون» ( 2 ) « تفزعوا ف تنا له و رسو و أطيعوا ا ووا إكم و اصا و نذهب ر شلو مع ن الصابرين ا» ( 3 ) . جرت السنة النبوية الشريفذا النهج و على ه(عصومئمة ا ة و سنة ا.) ع أنه قال:)ص(رد عن رسول ا فقد و

Upload: hashem-ahmad

Post on 07-Apr-2016

230 views

Category:

Documents


3 download

DESCRIPTION

الوحدة الإسلامية والاشكالات النّفسية و السّياسيّة

TRANSCRIPT

Page 1: بسم الله الرحمن الرحيم

1

بسم اهلل الرمحن الرحيم

ن.لى سيدنا حممد و آله الطاهرياحلمد هلل رب العاملني و الصالة و السالم ع

قال تعاىل يف حمكم كتاب:

ذ كنتم و اذكروا نعمة اهلل عليكم إ و اعتصموا حببل اهلل مجيعا و ال تفرقوا،»

من انا، و كنتم على شفا حفرةأعداء فألف بني قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخو

منكم أمة ياته لعلكم تهتدون، و لتكنالنار فأنقذكم منها، كذلك يبني اهلل لكم آ

فلحون، و ال ن عن املنكر و أولئك هم امليدعون إىل اخلري و يأمرون باملعروف و ينهو

عذاب اءتهم البينات و أولئك هلمتكون كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما ج

(1) «.عظيم

تدعو ت قليلة وردت يف الذكر احلكيمة و آيات أخرى ليسهذه اآليات الشريف

و ه و تعاىل و االعتصام حببلهاملسلمني إىل االلتفاف حول دين اهلل سبحان

نبذ األعظم )ص(، كما تأمرهم ب التمسك بالكتاب الكريم و ما جاء به الرسول

الئتالف.الفرقة و االختالف و احلفاظ على الوحدة و ا

(2) «بدوندة و أنا ربكم فاعإن امتكم أمة واح»

ن اهلل مع شلوا و نذهب رحيكم و اصربوا إو أطيعوا اهلل و رسوله و ال تنازعوا فتف»

.( 3) «الصابرين

ع(.ة و سنة األئمة املعصومني)و على هذا النهج جرت السنة النبوية الشريف

فقد ورد عن رسول اهلل)ص( أنه قال:

Page 2: بسم الله الرحمن الرحيم

2

ى منه تعاطفهم كمثل اجلسد إذا اشتك ومثل املؤمنني يف توادهم و ترامحهم »

.( 4) «عضو تداعى له سائر اجلسد بالسهر و احلمى

(5) «.ضه بعضااملؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بع»و قال:

(6) .«بقة االسالم من عنقهمن فارق اجلماعة شربا فقد خلع ر»و قال:

:امية أيضا بهذا الشكلو هذا النص االخري روي من طرق الشيعة االم

رسول اهلل، و قيل يا« سالم من عنقهمن فارق مجاعة املسلمني فقد خلع ربقة اال»

(7) هل احلق و إن قلوا.مجاعة أ»ما مجاعة املسلمني؟ قال:

ين االجتماع ة، دين االلفة و املودة، دمن هذه النصوص يتبني ان االسالم دين الوحد

لهم عباد خالص و الناس كد، و اإلو التكاتف، االسالم دين أساسه كلمة التوحي

(8) .«إن اكرمكم عنداهلل أتقاكم»اهلل،

س هذا د هذا املنهج القويم و تكرالعبادات االسالمية و األحكام الشرعية جتس

االجتاه.

ن ا الشريعة املقدسة مظهرا مفصالة اجلماعة مثال، عبادة يومية جعلت منه

تظاهرة اليوم الواحد يفرات يف مظاهر االحتاد و التآلف، فهم جيتمعون عدة م

ف اه واحد، و قلوبهم حنو هدوحدوية تنظم صفوفهم خلف إمام واحد، يف اجت

رضه .واحد، هو طاعة اهلل و امتثال أمره و أداء ف

عبوية و االجتماع، و هي دورة ت و صالة اجلمعة، مظهر آخر من مظاهر االحتاد

المي.اسالمية، سياسية و عبادية ضمن املنهج االس

، فعن االمام ة احتاد و تألف بني املسلمنيعياد االسالمية العظيمة أيضا تظاهرو األ

ألن يكون »م الفطر عيدا، قال: الرضا عليه السالم و قد سئل عن علة جعل يو

Page 3: بسم الله الرحمن الرحيم

3

ما من هلل عز و جل فيحمدونه علىللمسلمني جممع جيتمعون فيه و يربزون إىل ا

يوم ر و يوم زكاة و يوم رغبة وطعليهم، فيكون يوم عيد و يوم اجتماع و يوم ف

(9) «.تضرع

هلا اجلانب العبادية اليت يتجلى من خال و لعل حج بيت اهلل احلرام من أبرز املظاهر

يا التلبية سلمون من مجيع أقطار الدنالوحدوي، إذ أنه أعظم مؤمتر جيتمع إليه امل

ختالف لغاتهم اعية تضم املسلمني على لنداء ربهم و ليؤدوا مناسكهم يف عبادة مجا

السالم اشعة خاضعة مل يوحدها سوى او ألوانهم و أجناسهم و أحواهلم، يف قلوب خ

و مل جيمع بينها إال التقوى.

ن ها الدين االسالمي و غريها مهذه العبادات اليومية و املومسية اليت شرع

تمع الشريعة املقدسة ببناء جم العبادات و األحكام االخرى تكشف عن اهتمام

نيان املرصوص. و لقد أكدد متعاون متكافل كاجلسد الواحد و كالبمتح

ألوىل لف و االحتاد منذ اللحظات االرسول صلى اهلل عليه و آله علي أهمية األ

بني حركة التآخي الفريدة فآخىلدخول املدينة املنورة، و نفذ ذلك عمليا يف

قد كان اجملتمع أنفسهم، فو املهاجرين املهاجرين و األنصار و بني األنصار أنفسهم

تحان ة نشوئه، و هو مقبل على اماالسالمي آنذاك يف مستهل تشكيله و يف بداي

نورة، فهو سياسي احمليط باملدينة املعسري تفرضه طبيعة الدين اجلديد و الوضع ال

التفرق زالة مجيع عوامل االختالف وأحوج ما يكون إىل االحتاد و رص الصفوف و إ

أن د يف وجه األعاصري اليت توشكضعف امكاناته ـ من الصموليتمكن ـ على

تعصف من خمتلف االجتاهات.

حمور املسلمني ليجعل من االسالملقد قام صلى اهلل عليه و آله باملؤاخاة بني

ة أقوى يجعل هذه القرابة اجلديدوحدتهم و أساس ارتباطهم و قطب حركتهم، و ل

ة و الوطن. لرابطة أوثق من رابطة القبيلا من قرابة الرحم و النسب و ليجعل هذه

صبيات اجلاهلية و النزعاتلقد قضى بذلك صلى اهلل عليه و آله على الع

Page 4: بسم الله الرحمن الرحيم

4

اإلخوة حل حملها حالة من األلفة واملختلفة اليت كانت متزق اجملتمع آنذاك و أ

ء الصغري لك اجملتمع الناشىمل يذق ذلك اجملتمع طعمه من قبل، فصنع من ذ

ليت وة و أفشلت كل املؤامرات ادافعت عن االسالم واحتضنته بققوة كربى

يرة صرة لرتفعها فوق ربوع اجلزاستهدفت القضاء عليه، ثم محلت رايته املنت

حلديث عن ملعمورة. إن من فضول القول االعربية يف مدة يسرية ثم منها إىل أقطار ا

ع.و النزا لعوامل التشتت إهتمام االسالم باالحتاد و االلفة، و رفضه

عوامل الشتت و االفرتاق:

لعصر فيه نوع من يف هذا ا« وحدة االسالميةال»قد يتصور البعض أن احلديث عن

ختالف حتى يه املسلمون من التفوق و االاملثالية و ضرب من اخليال، نظرا ملا آل إل

ية الشمل و اعادة اللحمة قض أصبحوا طرائق قددا، األمر الذي جيعل من مل

عسرية جدا.

ال يزيد الستسالم للواقع املر، و هوو هذا باحلقيقة يدفع الكثري إىل اليأس و ا

الشقة إال عمقا و اجلرح إال اتساعا.

املذاهب ين نذروا أنفسهم للتقريب بنيو يف املقابل هناك العديد من املخصلني الذ

ؤالء انطلقوا هعة و تضميد اجلراح. االسالمية و سعوا جهدهم لردم اهلوة املصطن

لشرعي ولية و الشعور بالتكليف ايف جهودهم تلك على أساس من االحساس باملسؤ

و احلرص على وحدة الصف.

راسة وافية ح فال بد أن يقوم أوال على دو كل سعي يف هذا اجملال إذا أريد له النجا

الة ط الزهم عليه، و بعد ذلك التخطي لعوامل التفرقة اليت أدت باملسلمني إىل ما

Page 5: بسم الله الرحمن الرحيم

5

حتاد و ا، و استبداهلا بدواعي االتلك العوامل و حتصني اجملتمع االسالمي ضده

ني:االلفة، و ميكن تقسيم تلك العوامل إىل قسم

القسم األول: عوامل داخلية.

و القسم الثاني: عوامل خارجية.

الرئاسة و لبشرية املختلفة من قبيل حبأما العوامل الداخلية: فتتمثل يف النوازع ا

و خرين اما يدفع اىل الظلملتسلط و حب الذات و لو على حساب حقوق اآلا

ر هي حلدود الطبيعية، و هذه األمواجلور، و االقبال على الدنيا مبا يتجاوز ا

لتعدي و االحقاد، و رمبا جرت إىل ا األساس الذي يتولد عنه النزاع و الضغائن و

ليت ذلك من التجاوزات اإىل الطغيان و سفك الدماء و سحق احلريات، و ما

رقة .شكل عامال مهما يف بث الفتفتت اجملتمع و تشتت األمة، كما أن اجلهل ي

تى شري منذ بداية اخلليفة و حو هذا النوع من العوامل الخيلو منه جمتمع ب

عاجلة ل كافة األديان السماوية ماآلن، و لعل من أهم أهداف الدين االسالمي ب

وية و ا و ذلك من خالل الربامج الرتبالقضاء عليههذه النزعات البشرية و

القوانني الشرعية.

لى لنقطة عندما يربي االنسان عو نظام العبادات يف االسالم يهدف إىل هذه ا

لنوازع قيود الشهوات احليوانية و ا العبودية هلل و الطاعة املطلقة و حيرره من

النفسانية.

ر باملعروف ة هذا اجلانب، و وظيفة األمكما أن الدراسات األخالقية تتكفل مبعاجل

ة من ن التكافل االجتماعي للوقايو النهي عن املنكر يف حقيقتها تشكل حالة م

يضا شرع لذلك الغرض.تلك األمراض، و نظام احلدود و التعزيرات أ

Page 6: بسم الله الرحمن الرحيم

6

امل اخلارجية، و نقصد بها العو و أما القسم الثاني: فهو عبارة عن العوامل

و حتطيم يت تستهدف جتزئة هذا اجملتمع،مع االسالمي، و الالدخيلة على اجملت

سيطرة احلروب الضعاف اجملتمع و ال االواصر، و بث الفرقة، و إثارة النزاعات و

تشاره و اتساع رقعته.عليه، أو تشويه االسالم و احليلولة دون ان

ملونسم األول من العوامل و يعو قد يستفيد املخططون هلذه األهداف من الق

اها ألنها مة مآربهم، وحنن إمنا فصلنعلى تنميتها و استغالهلا كأدوات فعالة خلد

ثاني انت أيضا بالنسبة للقسم اليف نفسها تشكل أحيانا عوامل مستقلة و ان ك

تها.تشكل أرضية مالئمة هلا و أدوات فعالة خلدم

ن الكثري مبنا الدوائر قد يستفيدون و بالطبع فإن أعداء االسالم الذين يرتبصون

الل العديد من الثغرات، ومن نقاط الضعف و ينفذون إىل خمططاتهم من خ

ىل زمان تلف هذه األدوات من زمان إيستخدمون من األدوات ما يتيسر هلم، و قد خت

صبغة انا بصبغة دينية، و أخرى بو من مكان إىل آخر، و قد تصبغ األدوات أحي

ك فى على الكثريين و ال يدرختاقتصادية، و رمبا استخدمت وسائل حملية

حقيقتها إال ذو البصائر.

ا تصورت عداء دون أن تدري، بل رمبو أشد األدوات فتكا تلك اليت تعمل بوحي األ

ني.نفسها ختدم الدين و حترص على مصاحل املسلم

دور اخلالفات الفكرية و املذهبية:

قد و على وى املعتذهبية على مستهنا رؤية مفادها أن اخلالفات الفكرية و امل

أساسيا من عوامل التشتت و مستوى املنهج الفقهي و األصولي تشكل عامال

السالمية و دة و التقارب بني املذاهب ااالفرتاق، و سدا منيعا أمام كل مساعي الوح

ى جمال معاجلة هذه ألجل هذا كرس أصحاب هذه الرؤية كل جهودهم ف

رمبا لتقاء و أخرى عن الطرق اليتالاخلالفات فراحوا يبحثون تارة عن نقاط ا

Page 7: بسم الله الرحمن الرحيم

7

احا ف. و لعل البعض قد حقق جتوصل إىل تقريب وجهات النظر يف مسائل اخلال

حتل يف حدود دائرة ضيقة، و مل ملموسا يف هذا املضمار إال أنه بقي حمصورا

املشكل جذريا.

ما هي در امال من عوامل االفرتاق بقو احلقيقة أن االختالفات الفكرية ال تشكل ع

ك.دمت بالفعل و جعلت أساس لذلأداة تستخدم يف اثارة النزاعات، و قد استخ

لك، اختالف القومية و أمثال ذ إن اخلالفات الفكرية مبنزلة إختالف اللغة و

اة التفرقة ع، و لكنها تستغل من قبل دعليست يف واقعها من عوامل االفرتاق و النزا

.مو التجزئة و تشكل أرضية خصبة لنشاطه

ن وليدة ياة و دليل قوة شرط أن تكواخلالفات الفكرية قد تكون يف نفسها دليل ح

ريات من فكرية، فتعدد اآلراء و النظحالة طبيعية و أن تبقى يف حدود الدائرة ال

اك حاالت التكامل و الرشد. نعم هن شأنه أن يثري احلركة الفكرية و يدفعها حنو

حالة ألعمى و التعصب البغيض، فتولدامن اخلالف الفكري تنشأ من التقليد

.ألمراض اليت تتطلب العالجالقصور الفكري و اجلمود، و هذه بال شك من ا

الفكري: يف الساحة االسالمية هناك نوعان من اخلالف

المي من امن ال يعتنقون الدين االس النوع األول: اخلالف بني املسلمني و غريهم

ل كالمنا، ن هذه الدائرة من اخلالف ليست حمأ املالحدة أو أهل الكتاب، و ال شك

كيفية ج الذي رمسه االسالم لنا يفو لكنها ميكن أن تؤخذ منوذجا لدراسة املنه

ذا النوع بشكل خاص.التعامل مع اخلالفات الكفرية بشكل عام، و ه

منا هو سالم حبل الوصال معهم و اففي دائرة اخلالف مع امللحدين، ال يقطع اال

احلوار ني كل البشر، و يتابع منهجخياطب عقوهلم باعتبار أنه القدر املشرتك ب

Page 8: بسم الله الرحمن الرحيم

8

ناس ـ الم االساسي هو الوصول بالالفكري ما دام ذلك امكنا . إذ أن هدف االس

أكثر. كل الناس ـ إىل احلق و االرتباط باحلق ليس

إن سنة و جادهلم باليت هى أحسنادع إىل سبيل ربك باحلكمة و املوعظة احل»

.( 11) «ملهتدينربك هو أعلم مبن ضل عن سبيله و هو أعلم با

ء إذا كان ذلك يف طريق طلبو مل ينكر االسالم على الناس الشك يف شى

لذين يرفضون املشككني اا انكر على احلقيقة و يف سبيل الوصول اىل اليقني و امن

تقليد إىل ذلك حالة العناد و ال احلقيقة دون حجة و ال بينة، و امنا يدفعهم

االعمى.

م للتدبر يف لدعوة إليها فهو تارة يدعوههذا هو املنهج القرآني يف طرح احلقيقة و ا

الثة أنفسهم و اعمال عقوهلم و ثاآليات الكونية و أخرى يطلب منهم التأمل ب

لعقول.حلوار مع الفكر و خماطبة ايهم دعاواهم، و هكذا يرسم منهج اينقض عل

و تنكروا وا الطغيان و جلوا يف العنادو ال يلجأ إىل القوة و احلسم إال إذا مارس

اء العقل و فتوحا إذا ما استجابوا لندللعقل و الدليل، و هو مع ذلك يرتك الباب م

ختلوا عن العناد و رضوا باحلق.

ف من حيث لكتاب، لكن املسألة هنا ختتلاألول أيضا اخلالف مع أهل ا و من النوع

ساالت صدقون باملعاد و بوجود الرسعة دائرة املشرتكات، فهم يؤمنون باهلل و ي

شرتكة.بنيا على أساس املسلمات املالسماوية ـ باجلملة ـ، فاحلوار معهم كان م

، و قولوا آمنا الذين ظلموا منهمحسن، إال و ال جتادلوا أهل الكتاب إال باليت هي أ»

.( 11) «هلكم واحد و حنن له مسلمونبالذي أنزل إلينا و أنزل إليكم و إهلنا و إ

Page 9: بسم الله الرحمن الرحيم

9

اهلل و ال نشرك يننا و بينكم أال نعبد إالقل يا أهل الكتاب تعالوا إىل كلمة سواء ب»

وا بأنا شهدون اهلل فإن تولوا فقولوا ابه شيئا و ال يتخذ بعضنا بعضا أربابا من د

(12) « .مسلمون

جاج ي و خماطبة العقول و االحتو كذلك هنا ال خيرج عن دائرة احلوار الفكر

سلوب و ، إال إذا أعرضوا عن هذا االباملسلمات عندهم و إقامة الدليل و الربهان

عة و النزاع.ذلك يتدرج معهم يف املقار أخذتهم العصبية و جلوا يف العناد، و هو مع

أبناءكم و م فقل تعالوا ندع أبناءنا وه من بعد ما جاءك من العلفمن حاجك في»

«.كاذبنيهل فنجعل لعنة اهلل على النسآءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبت

(13)

و املسلمني أخذوا يتآمرون على االسالم فاذا جتاوزوا ذلك ـ و قد جتاوزوه بالفعل، و

ع العسكري و استعمال القوة.اـ كان ال بد من االنتقال إىل ساحة الصر

أنفسهم. النوع الثاني: اخلالف الفكري بني املسلمني

االميان الميان باهلل و توحيده وهناك أصول مشرتكة بني مجيع املسلمني و هي ا

ملنزل و القرآن الكريم كتاب اهلل ابنبوة الرسول حممد صلى اهلل عليه و آله و ب

« .يوم القيامة»باملعاد

فة هما لكريم و السنة النبوية الشريأحد من املسلمني بأن القرآن ا و ال يشك

لك فهناك املعارف االسالمية، و مع ذ املصدران الرئيسيان ملعرفة أحكام الشريعة و

، و إىل هم الكتاب و السنة احياناالكثري من اخلالفات ترجع كلها إىل كيفية ف

انا أخرى.ة أحيالطرق اليت تثبت بها السنة النبوية الشريف

Page 10: بسم الله الرحمن الرحيم

11

داخل ة و إمنا هي خالفات فكريةفهي خالفات ال متس األصول األساسية للشريع

إلدراك و ر و اآلراء و تفاوت درجات اإطار تلك األصول متليها طبيعة تعدد األنظا

ملة.الفهم. و هو بالتالي أمر ال بد منه يف اجل

ذه اخلالفات و ق هلعب دورا يف تعميو من املسلم أن هناك بعض الظروف اليت قد ت

هذه ا من قبل اعداء االسالم، وتطويرها، فتخلق األرضية املناسبة الستغالهل

الظروف كما يلي:

مي و اليت و الدخيلة على اجملتمع االسالـ التأثر باألجواء االجتماعية املوروثة أ 1

وع يف كري معني يقوده إىل الوقتطبع الفكر بطابع خاص و جتعله أسريا لنهج ف

قة.رافات أو سلوك اجتاه قد ال يصيب احلقياحن

ىل اتباع ة االجتماعية الذي جير عادة إـ التأثر بذوي النفوذ السياسي أو املكان 2

مذهب رى، و بالتالي يتحول ذلك إىلمنهجهم الفكري و االبتعاد عن املناهج االخ

خاص له مؤيدوه و املدافعون عنه.

يف تب ي نوع تصادية اليت هلا تأثريها الكبريقـ امليول و املصاحل السياسية و اال 3

ع قد تدفع أحيانا إىل تشجي خاص من الرؤية مبا يتناسب مع تلك امليول. و

ضع ملآرب شخصية، فيقومون بو الوضاعني و الدساسني الذين يتاجرون بالدين

ختالط تلك املصاحل، فيؤدي إىل ا احلديث، أو اختالق تفسري و تأويل خاص خيدم

ىل والدة فرقة أو نظرات و اآلراء و رمبا أدى إى الناس، و ينشأ عنه تعدد يف الاحلق عل

مذهب.

ين يهدفون ة للمنافقني و اليهود الذـ من أسباب تعميق اخلالف، احلركات السري 4

ثرية، قائقه، و ذلك عرب أساليب كإىل زعزعة أركان الدين االسالمي و تشويه ح

و آخر، و رمبا خال بعض االفكار الغريبة بطريقدكإثارة الشبهات و التشكيكات، و ا

Page 11: بسم الله الرحمن الرحيم

11

ن دم أهواءهم. و هذا النمط ممارسوا عملية الوضع أيضا باالجتاه الذي خي

ا.ليت ابتلي بها احلديث عندنالعوامل أوجد هذه الكمية من االسرائيليات ا

غالل هذه يلعبه أعداء االسالم، باست ـ و األهم من كل هذه األمور، الدور الذي 5

وات. و قد ات و بذر الشقاق، و بث العداالعوامل و االستفادة منها يف اثارة النزاع

آربهم، قق املستعمرون أغراضهم و مشهد القرن األخري تصعيدا يف هذا النشاط و ح

للغات ى أساس القوميات و اختالف اعندما عمدوا إىل تقسيم العامل االسالمي عل

عمار، و قد هزم لمني ألغراض ال ختدم إال االستسو األقاليم، و أثريت احلروب بني امل

سس صاحل العامة، و ختلوا عن أاملسلمون يوم تناسوا املشرتكات بينهم و امل

إىل بينهم و قدموا االنتساب وحدتهم و حبل اعتصامهم الذي جيمعهم و يؤلف

عاليم نتساب إىل الدين، على خالف تالقومية و إىل االقليم و إىل اللغة على اال

هلل عليه و آله.الكتاب العزيز و سرية الرسول الكريم صلى ا

صغرية طن االسالمي الكبري كياناتو لقد استطاع املستعمرون أن يصنعوا من الو

لى ستمرار، و حرصوا أشد احلرص عمتعددة فاقدة ملقومات القوة و احلياة و اال

سرية احلاجة و أ ادية هلا لكي تبقىإضعافها و خلق املعضالت السياسية و االقتص

واتها و شعوبها و السيطرة على ثر فريسة الصراعات، ليتسنى هلم التحكم مبصائر

مقدراتها.

و الفاقة و عمرين بات يشكل بؤرة الفقرالعامل االسالمي اليوم و بفعل أولئك املست

يته، و لصناعة يف الغرب بوقوده و زميدان الصراعات املعقدة، بينما تدار عجلة ا

نوزه املودعة فيه.اكنة االقتصادية على خرياته و كتقوم امل

شهم ال قواتهم و املخاطرة جبيومل يعد أولئك املستعمرين اليوم حباجة الرس

صة، رد، أو يهدد مصاحلهم اخلالقمع حركات التحرر، و تأديب من يفكر بالتم

Page 12: بسم الله الرحمن الرحيم

12

ة السالمية، و يتحكمون بالدففهم ميسكون بقياد اجليوش يف أكثر البالد ا

جه.و يؤدون املطلوب على أفضل و ياسية فيها، فعمالؤهم يكفونهم املؤونةالس

لنا ل يوم لنا شاهد، و كل حلظةو لسنا حباجة إىل شواهد الثبات ذلك و يف ك

دليل.

عوامل أم أدوات:

الة لعلماء و املفكرين ال تشكل حإن تعدد اآلراء و اختالف وجهات النظر بني ا

سف أن الكثري وة حركة العقل و الفكر، و املؤحياة، دليل قمرضية و امنا هي دليل

لسبب الكامن وراء الفرقة ومن الناس يعتقد أن اختالف وجهات النظر هو ا

ال، أو ختلف الفقهاء يف الفتوى مثالتشتت فرتاهم يشعرون باجلزع و األسى إذا ا

اء مثل هذه غعن حقيقة مفادها أن ال تباينت اآلراء يف مسألة معينة، و قد غفلوا

نشاطه. لبشر و منع العقل من امارسةاالختالفات ال يتم إال اذا عطل الكفر عند ا

، فيتخذون لها األعداء و زارعوا الفنتنعم.. إن اختالف وجهات النظر ثغرة قد يستغ

ني أن . و ألجل هذا يفرتض باملسلممنها ذريعة لبث الفرقة و النزاع و اخلصومة

ا ظاهرة ع االختالفات الفكرية على أنهاحلقيقة و يتعاملون مينتبهوا اىل هذه

ال ا يف إطار البحث العلمي، وصحية، و أنها حالة طبيعية، و من ثم حيصروه

فتك و أسلحة دمار. يسمحوا هلا بالتعدي و التجاوز لتصبح أدوات

فريق ختالف اآلراء بني علماء الو لعل أوضح دليل على ما نقول، ما جده من ا

عددة، و مع تالف االراء بني الفرق املتلواحد الذي قد يبلغ مقدارا ال يقل عن اخا

الثانية و النزاع بينما يف احلالة ذلك ال يؤدي يف احلالة األوىل إىل اخلصومة

تعاطي مع تلك االختالفات ويشكل مادة لذلك، و السبب يكمن يف طبيعة ال

استغالهلا أخرى. استغالهلا تارة يف النزاع و اخلصومة و عدم

Page 13: بسم الله الرحمن الرحيم

13

اة تستغل و التشتت مبقدار ما هو أد فاختالف اآلراء ليس عامال من عوامل الفرقة

ب ال يتولد لنزاع و احلرب، فقرار احلرفيها. مثله مثل السالح الذي يدخر حلاالت ا

إذا اختذ خرى تؤدي إىل اشعال ناره، فعن وجود السالح و امنا يتخذ لتوفر عوامل أ

يفتك باآلخر.كل فريق إىل أسلحته لقرار احلرب جلأ

فهو من هذا الفية يف النزاعات املذهبيةو ما نشاهده اليوم عندما تشهر املسائل اخل

القبيل .

دم فيه. و لتشتت بني األدوات اليت تستخفالبد إذن أن منيز بني عوامل االفرتاق و ا

يانة ص لقضاء على العوامل وبالتالي يفرتض أن ينطلق العالج على اساس ا

غالهلا.األدوات عن االعداء و عدم السماح هلم باست

خطوات عملية يف طريق الوحدة:

ثل ىل وضع برنامج توحيدي يتممن خالل االستعارض املتقدم ميكن أن خنلص إ

خبطوات:

جهات لتقريبية على أساس تقريب وأوال: ليس من الضروري أبدا تركيز اجلهود ا

قريب وجهات نجاح يف هذا اجلانب، و ان كان تال النظر، و تعليق كل اآلمال على

فسه مطلوبا.النظر و التقليل من اخلالفات الفكرية يف ن

لنظر و الختالفات ناجتة من اختالف اثانيا: االسالم واحد و احلقيقة واحدة، و ا

ألجواء ، و أثر احلوار الفكري يف اطريقة الفهم، فهي وليدة قصور الفكر البشري

ملفرتض أن ر و اقرتابه من احلقيقة، فاجدا يف تكامل ذلك الفك الطبيعية كبري

لفكرية الظروف الصحية للحوارات ا حيرص اجلميع على توفري األجوار املالئمة و

و تشجيعها و رعايتها.

Page 14: بسم الله الرحمن الرحيم

14

ارات سلمني ال تنتظر نتائج احلوثالثا: اخلطوات العملية على طريق وحدة امل

ا االسالم لى قاعدة املشرتكات اليت وحدنعالفكرية و ال تتوقف عليها، بل تنطلق

هلل عليه و و أن حممدا رسول اهلل صلى اعلى أساسها، و هي شهادة أن ال إله اال اهلل

آله و سلم.

ملسلمني، ا للمسلمني و عليه ما على افمن قاهلا حقن دمه و عصم ماله، و صار له م

و هذه أهم قاعدة توحيدية.

حث عن احلقيقة لفرقاء ال بد أن تكون بعني البامن ارابعا: قرائة كل فريق لغريه

لكثري من غرات، و تقصي العثرات، فان او الواقع، ال بعني الباحث عن العيوب و الث

دائها ، مل تتجرد عن عصبياتها و عاألقالم اليت تصدت لدراسة الفرق و املذاهب

ويه الصور.شبتعميق اجلراحات و ت املسبق للفرق األخرى، فساهمت تلك الكتابات

ي التى الصحيحة للمذاهب و الفرق ه يف هذا اجملال أحب أن أشري إىل أن القراءة

وع اىل ماء تلك الفرق، جيب الرجتعتمد على ما كتبه أصحاب تلك املذاهب و عل

وير أدلتها.رضها و أدق يف تصويرها، و تصأهل اآلراء ملعرفة آرائهم، فهم أقدر على ع

إىل خمالفيهم ة من الفرق و ملذهب من املذاهبدراسته لفرقأما إذا رجع الباحث يف

حلقيقة و لن يقف على تفصيلفلن حيصل على نتائج دقيقة و لن يرى متام ا

ب ي كثريا بيننا و البعض منا ي معتقداتهم و آرائهم. و املؤسف أن هذا حيدث

نظراته جتاه اآلخرين على ذلك.

ثنني من أصحابك، و تكون يفا قد تسمع حبادثة بسيطة و شجار خمتصر بني

قة ذا استمعت إىل ذوي العالذهنك صورة من خالل ما مسعت، لكنك ستفاجأ إ

عددت، و ع احتاد الواسطة فكيف اذإ تملقدار االختالف بني الواقع و النقل، هذا م

ه .كيف إذا رافق ذلك سوء ظن و عصبية و ما شاب

Page 15: بسم الله الرحمن الرحيم

15

هم من إلنصاف، و أخذ معلوماتبا فنحن ندعوا الباحثني إىل التجرد، و التحلي

املنابع الصافية و املصادر املباشرة.

ين و لق بكيفية دراسة فكر اآلخرو هناك نقاط أخرى جتدر االشارة إليها، تتع

التعرف على آرائهم:

دل أبدا على وجود رواية يف كتب قوم ال ي األوىل: التفريق بني الرواية و الرأي، فإن

ا نراهم يثبتون حتها و يعملون بها، فكثريا معتقدون صأنهم يفتنون مبضمونها أو ي

لفن، ىل جمال آخر أو إىل أهل االنصوص يف مصادرهم و يرتكون أمر دراستها إ

نت ختالف معارضة بغريها، و رمبا كا فرمبا ناقشوا سندها أو متنها، و رمبا كانت

بني الرواية و مو النتيجة أنه ال تالز الكتاب أو السنة القطعية اما يقتضي طرحها .

االعتقاد.

ان منتسبا ي الطائفة أو املذهب، و ان كالثانية: رأي أحد العلماء ال ميثل أبدا رأ

من مسألة من املسائل أو فرع إليهما . فكثريا ما ينفرد شخص برأي خاص يف

ك فال يصح حتميل الطائفة ذل الفروع بينما يكون رأي الطائفة على خالفه،

طائفة بناء لباحثني، وجهوا انتقاداتهم للقد وقع فيه بعض ا الرأى. و هذا اخلطأ

على ذلك القول الشاذ.

معون سائل ال بد من مالحظة ما جيو ملعرفة رأي طائفة معينة يف مسألة من امل

ينظر غلب علمائهم و مفكريهم، و العليه أو ما يكون مشهورا بينهم يذهب إليه أ

إىل الشاذ.

لعلمي بالبحث، و أن يتجنب الثالثة: يفرتض بالباحث أن يعتمد األسلوب ا

فية اليت ة، و نقصد بها املسائل اخلالاملغالطات، و الدخول يف النزاعات املبنائي

يكون هناك العلمي املعتمد، فمثال قد يرجع اخلالف فيها إىل االختالف على املب ي

سب ة عند آخر، أو رواية تصح حبلقاعدة أصولية مقبولة عند شخص و غري مقبو

Page 16: بسم الله الرحمن الرحيم

16

ث يف لفريق، فال بد من حصر البحقواعد هذا الفريق و ال تصح على قواعد ذاك ا

دخول يف أو نفي ذلك املب ي، دون ال القاعدة املختلف فيها و سوق األدلة الثبات

لمباني.الفروع املرتبة اليت ستكون بطبعها تابعة ل

االلتزام مبا ال قل اخلالفات إىل دائرة أوسع ونو أخريا فانه ليس من الضروري أبدا

حوار عهم إذا مل نوفق من خالل لليلزم، و ترتيب آثار العداء جتاه من خنتلف م

ر.للوصول إىل وفاق يف الرأى و اتفاق يف النظ

ماح ألعدائنا رية يف دائرتها و عدم السو بعبارة أخرى ال بد من حصر اخلالفات الفك

تح احلوارات ئذ لن يكون هناك أي حمذور من ففادة منها، و عندباستغالهلا و االست

ذهبية و بد من تناسي اخلالفات امل و تشكيل الندوات لتدارس نقاط اخلالف، و ال

رك للعب على وترها.كتمانها فيما لو ظهر من أعداء االسالم أي حت

سي الشمل إزالة احلاجز النفو من اخلطوات العملية يف جمال التقريب و مل

ا األمر له ق و املذاهب املختلفة، و هذاملصطنع الذي وضعه أعداؤنا بني أتباع الفر

عض. لرؤية الصحيحة لبعضنا البأهمية كربى للوصول إىل الصورة احلقيقية و ا

حقاد، و لنفوس و يزرع الضغائن و االفان البعد و اجلفاء يرتك أسوء األثر على ا

النزاعات . وبالتالي ميهد الطريق ملثريي الفنت

ية كافة أن ملعاهد عند املذاهب االسالمفنحن ندعو اجملاميع العلمية و احلوزات و ا

ء على النفس، حنن ندعو علما تنفتح على بعضها، و تضع حدا هلذا االنغالق

لندوات و العلمية و معاهدنا و حضور ا املذاهب و الفرق االسالمية لزيادة حوزاتنا

منانع ي الزيارات رات الرمسية و الدبلوماسية، و اقصد الزيااملباحثات العلمية، ال ن

وا الشيعة نأمل أن يقوم علماء و مفكر االستطالعية العلمية املفتوحة، و باملقابل

بزيارات اماثلة باجتاه املذاهب األخرى.

Page 17: بسم الله الرحمن الرحيم

17

ذا اجملال و ا أن تؤدي دورا فعاال يف هاجلامعات و املؤسسات العلمية بامكانها أيض

أساتذة ب االسالمية شرط أن يعهد إىلاح أقسام خاصة للدراسة املذاهذلك بافتت

كفوئني من كل مذهب اسالمي لتدريس مذهبهم.

و ال تدرس اجات الكفرية للفريق اآلخر،ملا ذا يضع كل فريق سدا فوالذيا أمام النت

الفكر و كنا نريد احلفاظ على نقاوة إال خبلفية البحث عن العيوب و الثغرات إذا

ته.فائه فالبد من إطالق عنانه و إعطائه حريص

د االسالمية ب الشيعي يف العديد من البالال يفوتنا أن نسجل أسفنا ملا يعانيه الكتا

وعة، و عي يف الئحة الكتب املمنمن حصار و حظر. فإن البعض يضع الكتاب الشي

و الضالل. يتعامل معها أسوأ اما يتعامل مع كتب الكفر

ب األخرى بينما فني من اإلطالع على واقع املذاهيني من املسلمني املثقملا مينع املال

قي.و االحنراف و الفساد األخال يباح هلم قراءة املطبوعات املشحونة بالكفر

مدرسة الدخول إىل كل بيت و مكتب وملا يسمح لالعالم الغربي املعادي لالسالم ب

مي أن يأخذ مكانه.السالمن بالدنا االسالمية، و ال يسمح لالعالم ا

ن البالد.إنه الواقع األليم الذي نعيشه يف العديد م

مطلق اإلحتاد أو االحتاد يف دائرة احلق:

بري عماقه رغبة شديدة و شوق كال شك أن االحتاد عامل قوة، و كل مسلم يف أ

يرى كل رابية، كل مسلم حيب أن لرؤية االسالم يشمخ علوا، و ترف رايته على

اجلماعة و السالم عندما يدعو لاللتزام بسالمي قويا عزيزا منيعا، و االعامل اال

لدين و ت يريد بذلك التمحور حول ااصالح ذات البني و ينهى عن الفرقة و التشت

Page 18: بسم الله الرحمن الرحيم

18

ن كانت كر و االلتزام باجلماعة و احول احلق، و إال فان االتفاق على كلمة الف

به اهلل .ال حي على باطل اما ال ميكن أن يدعو إليه الدين و

و قد ورد عن رسول اهلل )ص( أنه قال:

(14) .«مجاعة أميت أهل احلق و ان قلوا»

و عنه صلى اهلل عليه و آله و سلم أيضا:

(15) «.إن القليل من املؤمنني كثري»

و ورد عن أمري املؤمنني عليه السالم قوله:

«.كانوا كثريا انفرقة أهل الباطل و اجلماعة أهل احلق و إن كانوا قليال و ال»

(16)

تزام سبيل سالم و امنا املطلوب هو الفالكثرة مبا هى كثرة ليست غاية يف نظر اال

الجتماع عليه، ال جمرد االتفاق و ا اهلل و االجتماع على هذا السبيل و االتفاق

ول ميكن أن نفهم مراد الرس كيفما كان و كيفما اتفق، و على هذا األساس

اعة، فإنه عنه يف النهي عن مفارقة اجلم ألحاديث املروية)ص( من اجلماعة يف ا

لذا كان ة الباطل و أعداء الدين،وليس املقصود مطلق اجلماعة و لو كانوا مجاع

ملالك، و االسالم فاحلق هو ا«.اعة املسلمنيمج»التعبري الوارد فى بعض النصوص

.نعة و حيقق أهدافههو الغاية، و االجتماع عليه يكسبه قوة و م

الوحدة و التبليغ للمذهب

اآلراء ب أن يعرض هذه القناعات وكل فرد منا حيمل قناعات و يبت ي أراء، و حي

صواب بنظره، كره أو ألنها هي احلق و العلى اآلخرين إما باعتبار أنها من نتاجات ف

لفكرية كذلك حيبون عرض و إذا توسعنا قليال جد أن أصحاب املدارس ا

Page 19: بسم الله الرحمن الرحيم

19

على مستوى و الدفاع عنها، و كذلك األمر األدلة و الرباهنيمدرستهم و دعمها ب

ب معني ينايف أن التبليغ و الدعوة ملذه املذاهب و الفرق الكبرية، فقد يتوهم البعض

الف.الوحدة و االجتماع و يؤدي إىل الفرقة و اخل

وافقهما ال يؤديان إىل ذلك ما مل ي و احلقيقة أن التبليغ و الدعوة حبد ذاتهما

حالة من التعصب، و حالة من اجلمود الفكري.

انشقاق يف ة و دليل يقظة ما مل يؤد إىلالصراع الفكري دليل صح»و قد قيل إن:

األطر الصحيحة و هذا اما ال حيصل عادة يف( 17) ،«صفوف األمة و مواجهة عدائية

و لفكري اخلالص عن شوائب احلقدلعرض األفكار و اآلراء و يف أجواء احلوار ا

التعصب.

نافذ وصدت باب حرية الفكر و سدت مو هل ميكن ألمة أن تبلغ رشدها الفكري إذا أ

البشرية؟ احلوار و مجدت الطاقات املخزونة يف العقول

ني قبول الرأي و بني التعصب هلما، ب و الفرق كبري بني االقتناع بالفكرة و تب ي

ن أجل الوصول عمي، بني احلوار مليد األالعقيدة ألن الدليل ساقه إليها و بني التق

ين و تبكيتهم و اسقاطهم.إىل الصواب و بني اجلدال بهدف إفحام اآلخر

مذاهب ة للوحدة منع أرباب الفرق وو النتيجة أنا ال نرى أن من الشروط العملي

ائية جتاه ة، و التجرد عن النظرة العدمن الدعوة و التبليغ، بل ندعو لنبذ العصبي

قل هو عقيدته، و ليكن ميزان الع ثم ليعرض كل انسان فكره وبعضنا البعض،

األساس يف قبول ذلك أو رده.

الف لف املذاهب، مل حيل االختلقد اتبع هذا االسلوب أكرب العلماء من خمت

تهاد م عن بعض. و إذا كان االجالفكري دون اجتماعهم و حتاورهم و أخذ بعضه

لدليل هو رين إىل رأى آخر، و ما دام اخقد قاد بعضهم إىل رأي، فانه قد ساق اآل

Page 20: بسم الله الرحمن الرحيم

21

أن سليم، نعم عندما حياول أحداحملكم فاألمر يف اطاره الصحيح و طريقه ال

ا إذا مل ذا كان يؤيد فكرته و يرفضهيفرض رأيه فرضا، و يقبل الدليل و الربهان إ

سمى نحو من الصراع ـ الذي قد ييكونا كذلك فعندئذ ميكن أن يقال إن هذا ال

ن بالرأي تت و الفرقة. و ليس االعالو ليس كذلك ـ أول الطريق حنو التشفكريا

ون احلوار شكلة أولئك الذين ال يتحملو الدعوة إليه هو السبب يف ذلك، و امنا امل

م أو ينقدها.يتأذون امن ال يقبل أراءه الفكري القائم على القواعد االستداللية، و

و كلمة أخرية:

مة رتبة حلقيقة و غسل القلوب مرحلة متقدخوة و تقبل اإن زرع و تنمية روح اإل

ا، و إال نها الجاحها و تقحيق مآربهعلى احلوارات الفكرية، بل هي أرضية البد م

تغذية الصراعات. كانت احلوارات ساحة الشعال نار النزاعات و

وائر و ال شلتوت ـ يرتبصون بنا الد إن دعاة التفرقة مرجفون ـ حسب تعبري الشيخ

تهم.دائهم، و صفا واحدا يف موجهيعجبهم أن يروا املسلمني يدا واحدة على أع

فألن فيه حفظ ( 18) ،«الصالة و الصوم إصالح ذات البني أفضل من عامة»إذا كان

م يف تتمة صلى اهلل عليه و آله و سل االسالم و قوته و متاسك أهله، و ألجله قال

احلديث:

.( 19) «العلي العظيم د ذات البني، و ال قوة اال باهللساو إن املبرية احلالقة للدين ف»

اهلوامش:

115ـ . 113( سورة آل عمران: 1

52( سورة املؤمنون: .2

Page 21: بسم الله الرحمن الرحيم

21

46( سورة االنفال: .3

141/ . 16( صحيح مسلم ـ شرح النووي 4

139/ . 16( صحيح مسلم ـ شرح النووي 5

ـ 1193/ 1تقاربة بألفاظ مو يف معناه 886/ 1( كنز العمال للمتقي اهلندي 6

.1145

67/ . 27( اجمللسي: حبار االنوار 7

13( سورة احلجرات: .8

362/ . 91( اجمللسي: حبار االنوار 9

125( سورة النحل: .11

46( سورة العنكبوت: .11

64( سورة آل عمران: .12

61( سورة آل عمران: .13

67/ . 27و 265/ 2( اجمللسي: حبار االنوار 14

266/ . 2( اجمللسي: حبار االنوار 15

266/ . 2( اجمللسي: حبار االنوار 16

59( يف سبيل الوحدة االسالمية: .17

Page 22: بسم الله الرحمن الرحيم

22

عن 43/ 76وار ، و اجمللسى: حبار األن5487/ 2( املتقي اهلندي: كنز العمال 18

النيب صلى اهلل عليه و آله و سلم.

51/ 1( الكلي ي: الكايف 19