الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

43
ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﰲ ﻧﻘﺪ ﻣﺮﻭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺧﻠﻒ ﺍﳊﻤﺪPredication and Its Importance in Islamic History Narration Criticism Prof.Dr. Abdullah Khalaf Al Hammad 1-It has to study the predication and know the narrators circumstances in the historic literatures. And to be sure of their abilities and resourcefulness in transferring the events, before judging on the narration if true or weak, in help of the men and classes translations. 2-The concentration on the criticism of the historic novel according to the western criticism rules of the historic novels , represent only o ne aspect of the European historic search that free predication series, and this does not apply on the Islamic history, because of the predication series in most of the historic narrations. 3-Modern and ancient various studies proved not the possibility for the implementation process of defects and modifications for the narrators with complete conditions for the historic novels that not deal with legal aspects. 4- The ,necessity of enclosing new subjects in history sections ,dealing with history term, narration criticism rules, and practicing the students on implement it on Islamic history narrations.

Upload: semsem

Post on 30-Nov-2015

95 views

Category:

Documents


37 download

DESCRIPTION

asd

TRANSCRIPT

Page 1: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

91

اإلسناد وأهميته يف نقد مرويات التاريخ اإلسالمي

الدكتور عبد اهللا خلف احلمد

Predication and Its Importance in Islamic History Narration Criticism

Prof.Dr. Abdullah Khalaf Al Hammad 1-It has to study the predication and know the narrators

circumstances in the historic literatures. And to be sure of their abilities and resourcefulness in transferring the events, before judging on the narration if true or weak, in help of the men and classes translations.

2-The concentration on the criticism of the historic novel according to the western criticism rules of the historic novels , represent only o ne aspect of the European historic search that free predication series, and this does not apply on the Islamic history, because of the predication series in most of the historic narrations.

3-Modern and ancient various studies proved not the possibility for the implementation process of defects and modifications for the narrators with complete conditions for the historic novels that not deal with legal aspects.

4- The ,necessity of enclosing new subjects in history sections ,dealing with history term, narration criticism rules, and practicing the students on implement it on Islamic history narrations.

Page 2: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

92

متهـــيد

الحمد هللا رب العالمين وأفضل الصالة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلـى :آله وصحبه أجمعين وبعد

شكل موضوع اإلسناد جانبا مهما في عملية النقد التاريخي، وذلك من أجل فيالتحقق من صحة الرواية أو ضعفها، إذ االنشغال بعملية نقد المتن واعتبارها الحكم

.ي للوصول إلى الحقيقة، يمثل نقصا واضحا ينبغي تداركهالنهائومما يساعد على إنجاز هذه المهمة، أن تراثنا الضخم قد وثق سندا ومتنـا،

القرون الثالثة األولى في تاريخ المسلمين، وال يعوزها إال تطبيق النقد والسيما في .تب الرجالعلى سلسلة الرواة ومعرفة عدالتهم أو جرحهم عن طريق ك

وموضوعنا يتناول اإلسناد وأهميته في نقد روايات التاريخ اإلسالمي، وهو من المواضيع المهمة التي أهملت كثيرا في الدراسات التاريخيـة، بينمـا أوالهـا المحدثون عناية كبيرة في نقد األحاديث النبوية، وهذا ال يعني أنه لم تجر محاوالت

ا ال زالت محدودة ويعوزها استيعاب لمصـطلح الحـديث لتطبيق هذا المنهج، لكنه .وقواعده

إن المؤرخين القدامى عملوا على جمع الروايات دون نقدها، وينبغي علـى المؤرخين المحدثين أن ال يكرروا ذلك، وعلى أقسام التاريخ في بلدنا، والتي يربـو

الجرح والتعـديل، عددها على الخمسين أن تدخل موادا في علم مصطلح التاريخ ووذلك بغية استيعابه، ثم االنتقال إلى المرحلة المهمة وهي تطبيقه على سلسلة الرواة

.من حيث تاريخهم ووفياتهم، وبيان حالهم من تزكية أو جرحثالثة مباحث يتناول األول منها اإلسناد وأهميته على وقد قسمت هذا البحث

ناد، وأهمية اإلسناد عند المسلمين، ونقـد معنى اإلس: لى ثالثة مطالب عقسمته وقدفيبحث في أثر علم الرجـال : األسانيد عند المؤرخين والمحدثين أما المبحث الثاني

Page 3: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

93

أهمية علم الرجال، وكتب الرجـال، ومـنهج : في تتبع اإلسناد وفيه ثالثة مطالب .كتابة التراجم وقواعد تقويم الرجال

: ناد والنقد التاريخي، وفيه ثالثة مطالـب فيتناول اإلس: أما المبحث الثالث خباريون في ميزان الجرح والتعديل، ومرونة منهج النقد مـع ألقواعد نقد السند، وا .الروايات التاريخية

وقد جمعت المعلومات المهمة في البحث مـن كتـب التـراجم والرجـال، ت على ومصطلح الحديث، كما رجعت إلى مجموعة من المراجع الحديثة التي ركز

.تطبيق منهج نقد األسانيد على الرواية التاريخيةوأحسب أنني بذلت من الجهد ما وسعته طاقتي، أمال في خدمة كتابة التاريخ اإلسالمي، وحفاظا على أهمية علم التاريخ عند المسلمين، وآمل أن يكون هذا البحث

الـدرب نحـو مرحلة مهمة تنير أمام طلبة العلم في تخصص التاريخ اإلسـالمي، .المرحلة العملية في عملية نقد األسانيد، واهللا الموفق

الباحث

Page 4: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

94

املبحث األول اإلسناد وأهميته

: لغة : أوال : هو كل ما يسند إليه ويعتمد عليه من حائط وغيره، يقال : السند في اللغة

وهو مأخوذ من السند، وهو ما ارتفع وعال مـن سـفح ((، )1(تمدفالن سند، أي مع .)2())فالن سند أي معتمد: الجبل، ألن المسند يرفعه إلى قائله، أو من قولهم

: وذلك مـن قـولهم ) أسند(فهو مصدر للفعل الثالثي المزيد : أما اإلسناد .)3(أسندت الحديث إلى فالن، أسنده إسنادا إذا رفعته

:اصطالحا : ثانيا: هو أولئك الرواة الناقلون المذكورون قبل متن الحديث، أما اإلسناد: السند

.)4( فهو حكاية طريق متن الحديثفي موضع اآلخر، ويعرف ) اإلسناد(و) السند(والمحدثون يستعملون كال من

اري في كتابه الجامع ، ونعطي مثاال لما سبق، قال أبو عبد اهللا البخ)5(المراد بالقرائن

: ، معجم مقاييس اللغة، تحقيق)هـ395ت(ابن فارس، أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا )1(

؛ ابن منظور، محمد 105، ص3ج) م1979 –بيروت (عبد السالم محمد هارون، دار الفكر .220، ص3، ج)ت.د –بيروت (، دار صادر 1، لسان العرب، ط)هـ711ت(مكرم بن

، المنهل الروي في مختصـر علـوم الحـديث )هـ733ت(ابن جماعة، محمد بن إبراهيم )2( –دمشـق (، دار الفكـر 2محيي الـدين عبـد الـرحمن رمضـان، ط .د: النبوي، تحقيق

.30-29، ص)هـ1406

.220، ص3؛ ابن منظور، لسان العرب، ج105، ص3ة، جابن فارس، معجم مقاييس اللغ) 3(

، دار 1نزهة النظر شرح نخبة الفكـر، ط ) هـ852ت(ابن حجر، أحمد بن علي العسقالني )4( .24، ص)1989 –بيروت (الكتب العلمية

.33، ص)م1997 –دمشق (، دار الفكر 3عتر، نور الدين، منهج النقد في علوم الحديث، ط )5(

Page 5: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

95

حدثنا مكي بن إبـراهيم، : ، باب إثم من كذب على النبي )كتاب العلم(الصحيح : عن سلمة قـال -وهو مولى سلمة بن األكوع–حدثنا يزيد بن أبي عبيد اهللا : قال

، فقول )1())من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار: ((يقول سمعت النبي ، وذات السلسلة التي ذكر فيها البخـاري الـرواة تسـمى )إسنادا(يسمى البخاري

).سندا(مـن فكل شيء تعلق به علمنا من جهة إخبار غيرنا منه ال بد بيننا وبينـه

طريق إما مخبر واحد أو أكثر من واحد، والبد لكل واحد من وجه في تحمل الخبر ى بينا الطريق ووجه التحمل عن صاحبه من سماع وعرض وكتابة ونحو ذلك، فمت

فقد أسندنا ومتى تركنا البيان فقد أغفلنا، فإذا أردنا طلب المعتمد من األخبـار فـال .)2()علم اإلسناد(سبيل إلى ذلك إال بمعرفة الرجال وأحوالهم وصيغ تحملهم فهذا هو

فاإلسناد إذا هو سلسلة الرواة الذين نقلوا الخبر واحدا بعـد واحـد إلـى أن فصار اإلسـناد بـذلك هـو مع صيغ ادائهم صلوا بالرواية إلى مصدرها األصليي

تعـرف وصيغ ادائهم او طرق تحملهـم الوسيلة لنقد األخبار، إذ بمعرفة نقلة الخبر .قيمته من حيث القبول والرد

م، لم يؤتها أحد من األمـم اإلسناد خصيصة فاضلة من خصائص أمة اإلسال

قبلها، وقد جاء عن كثير من العلماء بيان أهميته وفوائـده ومزايـاه، وأنـه مـن .خصائص العلوم اإلسالمية

مصطفى : ، الجامع الصحيح، تحقيق )هـ256ت(بو عبد اهللا محمد بن إسماعيل البخاري، أ )1(

.52، ص1، ج)م1987 –بيروت (، دار ابن كثير 3ديب البغا، ط

، اإلرشاد إلى مهمـات علـم )هـ1176ت(ولي اهللا الدهلوي، أحمد بن عبد الرحيم الهندي ) 2() لحديث، على الشبكة العنكبوتيـة في موقع أهل ا(أبو عبد الرحمن الطاهر، : اإلسناد، نشره

.2ص

Page 6: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

96

خص اهللا تعالى هذه األمة بثالثة أشياء لم يعطها : (( )1(قال أبو علي الجياني: عبد اهللا بن المبارك ، وقال)2())اإلسناد، واألنساب، واإلعراب: من قبلها من األمم

، وبـين الحـاكم )3())اإلسناد من الدين، ولوال اإلسناد لقال من شـاء مـا شـاء ((فلوال اإلسناد وطلـب هـذه : ((النيسابوري أهمية تتبع األسانيد والحكم عليها بقوله

الطائفة له، وكثرة مواظبتهم على حفظه لدرس منار اإلسالم، ولتمكن أهل اإللحـاد فيه بوضع األحاديث وقلب األسانيد، فإن األخبار إذا تعـرت عـن وجـود والبدع

.)4())األسانيد فيها كانت بترافاإلسناد للخبر مثل األساس للبناء، فال يمكن تصور البنيان بدون أساس، وقد

وليس ألحد : ((أشار الخطيب البغدادي إلى سبق المسلمين بقية األمم في هذا المجال قديمهم وحديثهم إسناد، وإنما هي صحف في أيـديهم، وقـد خلطـوا من األمم كلها

بكتبهم أخبارهم، وليس عندهم تمييز بين ما نزل من التوارة واإلنجيل مما جاءهم به أنبياؤهم، وتمييز بين ما ألحقوه بكتبهم من األخبار التي أخذوا عن غير الثقات، وهذه

ي زمانه المشهور بالصدق واألمانـة األمة إنما تنص الحديث من الثقة المعروف فعن مثله حتى تتناهى أخبارهم ثم يبحثون أشد البحث حتى يعرفوا األحفظ فاألحفظ، واألضبط فاألضبط، واألطول مجالسة لمن فوقه ممن كان أقل مجالسة، ثم يكتبـون

أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد الجياني األندلسي، إمام في الحديث، وبصير بالعربيـة ) 1(

الذهبي محمد بـن عثمـان قايمـاز ). هـ498ت(واللغة والشعر واألنساب، وله عدة كتب – 1233، ص4، ج)ت.د –بيروت ( ، دار الكتب العلمية1؛ تذكرة الحفاظ ، ط)هـ748ت(

1234. ، دار الكتـب 1القاسمي، محمد جمال الدين، قواعد التحديث من فنون مصطلح الحـديث، ط ) 2(

.201، ص)م1979 –بيروت (العلمية

، الجامع ألخـالق الـراوي وآداب )هـ463ت(الخطيب البغدادي، أحمد بن علي بن ثابت ) 3( .200، ص2، ج)هـ1402 –اض الري(محمود الطحان، مكتبة المعارف .د: السامع، تحقيق

، معرفـة علـوم الحـديث، )هـ405ت(الحاكم، أبو عبد اهللا محمد بن عبد اهللا النيسابوري ) 4( .40، ص)م1977 –بيروت (، دار الكتب العلمية 2السيد معظم حسين، ط: تحقيق

Page 7: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

97

الحديث من عشرين وجها وأكثر، حتى يهذبوه من الغلط والزلل ويضبطوا حروفـه .)1())داويعدوه ع

) : شبرنجر(وقد اعترف بعض المستشرقين بريادة المسلمين لهذا العلم، قال لم تكن فيما مضى أمة من األمم السالفة، كما أنه ال يوجد اآلن أمـة مـن األمـم ((

المعاصرة، أتت في علم أسماء الرجال بمثل ما جاء به المسلمون فـي هـذا العلـم .)2())نهمؤوخمسمائة ألف رجل وش العظيم الخطير، الذي يتناول أحوال

وقد أدرك المحدثون في مرحلة مبكرة ما لإلسناد مـن أهميـة بالغـة فـي اذ الصناعة الحديثية إذ هو دعامتها األساسية ومرتكزها في أبحاث العدالة والضبط،

على اإلسناد، خاصـة ازداد نظام المراقبة عند العلماء المسلمين بعد وفاة النبي السهو والنسيان يظهران، فأدركوا أنه ال يمكن نقد المتن نقدا صـحيحا إال عندما بدأ

على هذا االهتمام، ما تركوه لنا من التراث طريق البحث في اإلسناد، ومما يدلمن فقدالضخم والثروة العلمية في كتب الرجال، فأخذ تداول اإلسناد ينتشر بين العلماء،

وي الشريف، لكونه ثاني أدلة أحكـام الشـريعة، انصب اهتمامهم على الحديث النبوكان من نتيجة هذا الجهد هذه الثروة الكبيرة من األحاديث الصحيحة التي يعمل بها

.المسلمون اقتداء بنبيهم إن أهمية اإلسناد تدعونا اليوم إلى مراجعة كتاباتنـا فـي ميـدان التـاريخ

ورثوها في كتب الرجال، وقد أشار اإلسالمي، واالستفادة من معطيات العلماء التياألخذ بأسلوب نقـدي ((إلى هذه األهمية الدكتور عماد الدين خليل، وذلك بضرورة

رصين في التعامل مع الروايات التي قدمتها مصادرنا القديمة، وعدم التسليم المطلق د إلى ح–ويمكن اإلفادة في مجال النقد الخارجي ... بكل ما يطرحه مؤرخنا القديم

اللذين مورسا علـى نطـاق ) الجرح والتعديل(و) مصطلح الحديث(من علمي -ما

: ، شرف أصحاب الحديث، تحقيـق )هـ463ت(الخطيب البغدادي، أحمد بن علي بن ثابت ) 1( .40، ص)ت.د –أنقرة (سعيد خطى أوغلي، دار إحياء السنة النبوية محمد

، )م1984 –جدة (، الدار السعودية 2السيد سليمان الندوي، الرسالة المحمدية، ط: نقال عن ) 2( .64ص

Page 8: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

98

... واسع في عمليات تمحيص األحاديث النبوية، ومن كتب التراجم الغنية الخصبة دراسـة هـذا -بالضـرورة –فإن دراسة التاريخ اإلسالمي دراسة جادة تسـتلزم دة على أوثق المصـادر وأدق الموضوع الخطير لكي تقوم األعمال التاريخية معتم

.)1())األخبار ومنقحة من حشود الدسائس والسموم وسيل الروايات الموضوعةوقد نبه محب الدين الخطيب إلى أهمية نقد األسانيد في التاريخ اإلسـالمي،

ال يمكن االنتفاع بما فيه من آالف األخبار إال ((حينما بين أن تاريخ الطبري الكبير في معرض كالمـه زادو )2())تراجم رواته في كتب الجرح والتعديلبالرجوع إلى

وأن العلم بذلك من لوازم االشـتغال ((على أهمية الجرح والتعديل في نقد األسانيد بالتاريخ اإلسالمي، أما الذين يحتطبون األخبار بأهوائهم وال يتعرفون إلى رواتهـا،

رواه في الصفحة كذا من جزئـه ويكتفون بأن يشيروا في ذيل الخبر إلى الطبري، الفالني، يظنون أن مهمتهم انتهت بذلك، فهؤالء من أبعد الناس عن االنتفـاع بمـا حفلت به كتب التاريخ اإلسالمي من ألوف األخبار، ولو أنهـم تمكنـوا مـن علـم

وأنسوا بكتب الجرح والتعديل واهتموا برواة كل خبر، كاهتمامهم ) مصطلح الحديث(، الستطاعوا أن يعيشوا في جو التاريخ اإلسالمي ولتمكنوا من التمييـز بذلك الخبر

بين غث األخبار وسمينها، ولعرفـوا لألخبـار أقـدارها بوقـوفهم علـى أقـدار .)3())أصحابها

عند قرائتنا لتاريخ الطبري نجد اإلشارة واضحة بضرورة اتباع منهج نقـد فمـا : ((نقدها، ففي المقدمة قال السند، وأن مهمته في كتابه كانت جمع األخبار ال

يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين، ممـا يسـتنكره قارئـه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة وال معنى فـي الحقيقـة

، )م1986 –قطـر (، دار الثقافة 1عماد الدين خليل، حول إعادة كتابة التاريخ اإلسالمي، ط) 1(

.119-118ص

مجلد ) هـ1372 –صفر (ب الدين الخطيب، المراجع األولى في تاريخنا، مجلة األزهر مح) 2( .210، ص2، ج24

.210، ص2محب الدين الخطيب، المراجع األولى في تاريخنا، مجلة األزهر، ج) 3(

Page 9: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

99

فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا وإنما أدينـا .)1())على نحو ما أدي إليناذلك

أن الطبري لم يمارس عملية النقد على روايات تأريخه، لكنه سهل على ومعالنقاد من بعده مهمة نقدها داخليا وخارجيا، أي نقد السند والمـتن، حينمـا اعتمـد اإلسناد والرواية في تاريخه، فاستخدام الطبري للسند في الروايـة، وتنبيهـه فـي

ى وجود روايات غير صحيحة في تاريخه، فتح الباب على مصـراعيه المقدمة عل .)2(لنقد الرواية التاريخية

وهكذا نرى أن االهتمام بإيراد األسانيد ونقدها، فضال عن قيمته العلمية، فإنه إبراز للجانب الحضاري في تاريخ المسلمين ولفت األنظار إلى العقول المبدعة التي

لصحيح إلدراك غاية صحيحة، لذا فال بد من اعتماد هذا عرفت كيف تضع المنهج االمنهج في كتب التفسير والقراءات وعلم اللغة وعلم التاريخ، وعدم االقتصار فـي تطبيقه على األحاديث النبوية، وهذه المهمة تسير مع األهداف التي ينادي بها دعـاة

لنجاح إلثبـات الحقـائق إعادة كتابة التاريخ اإلسالمي، وذلك لكي تكلل مساعيهم با .والوقائع مهما كانت طبيعتها

إن مدرسة الحديث النبوي والتاريخ اإلسالمي كانتا تسـيران علـى وتيـرة واحدة من حيث السند والمتن، لذا نجد أغلب الذين كتبوا في السيرة النبوية والتاريخ

وا مؤلفاتهم بسلسـلة اإلسـناد لقرون الهجرية الثالثة األولى، ملؤلمرحلة ا اإلسالمي .التي تسبق رواية متن الحادثة

وفي العصر الحديث اعترف الباحثون غير المسلمين بدقة عمل المحـدثين، وأقروا بحسن صنيعهم، واتخذ علماء التاريخ من قواعدهم أصـوال يتبعونهـا فـي

، دار الكتـب 1، تاريخ الرسل والملوك، ط)هـ310ت(الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير ) 1(

.13، ص1، ج)هـ1407 –بيروت (العلمية

دمشـق (، دار ابن الكثير 1البرزنجي، محمد بن طاهر، صحيح وضعيف تاريخ الطبري، ط) 2( ).39-38، 32مقدمة المحقق، ص) (م2007 –

Page 10: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

100

ووجدوا فيها خير ميزان توزن به وثائق التاريخ ومـنهم تقصي الحقائق التاريخية، ، جريا على تسمية العلمـاء المسـلمين )مصطلح التاريخ(أسد رستم، صاحب كتاب

.)1()مصطلح الحديث(هما أنوإذا كانت رواية الحديث ورواية التاريخ قد التزمتا بإيراد اإلسناد، إال

الرواة الـذين وردوا فـي سالسـل افترقتا عند تطبيق منهج الجرح والتعديل على اإلسناد، فالتزم المحدثون به، وتركه المؤرخون، مما سبب عبئا كبيرا على الباحث المعاصر في إمكانية تطبيق هذا المنهج على مرويات التاريخ مـن جهـة، وفسـح المجال واسعا أمام من يريد أن يغمز هذا التاريخ وحضارته من جهة أخرى، ويمكن

:أهم األسباب التي حالت دون تطبيق هذا المنهج إلى أن نعزو إنشغال المؤرخين بجمع الروايات وكتابتها، ولم يكن لديهم الوقت الكـافي -1

.للقيام بمهمة الجمع والنقد في آن واحدإن العلماء ومنهم المؤرخون اعتمدوا على ثقافة أبناء جيلهم في القرن األول -2

سماء الرواة في سلسلة اإلسناد، بإمكـان والثاني للهجرة، فحينما يوردون أهـؤالء وضـبط ها أن يميز بين الصحيح والضعيف تبعا لعدالة ؤمن يقر .الرواة

وقد يكون من بين األسباب المهمة أنهم رأوا أن األحاديـث النبويـة هـي -3مصدر للتشريع، بخالف الروايات التاريخية التي ال يترتب عليهـا حكـم

.حاديث النبوية وتساهلوا في الروايات التاريخيةشرعي، فشددوا في باب األوأيا كانت األسباب فإن مدرسة التاريخ أخذت على عاتقها عملية الجمع وإمالء المؤلفات بروايات كثيرة، فأخذ من يعمل في حقل التاريخ اإلسالمي يختار منها مـا

وفي .الحقيقة يالئم توجهه وهواه، وكل يدعي الحيادية والموضوعية وأنه أقرب إلى . هذا قال ابن الصالح ان اهل التاريخ يغلب عليهم التاريخ

.68، ص)م1985 –بيروت (، دار العلم للماليين 6زريق، قسطنطين، نحن والتاريخ، ط) 1(

Page 11: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

101

إن القواعد النقدية التي وضعها العلماء المسلمون للتوصل إلى معرفـة الـنص الصحيح، وإن كانت في األصل خاصة بالحديث النبوي لكنها صالحة للتطبيق فـي

اإلسالمي التي نهج مؤلفوها مرويات التاريخوالسيما في مختلف العلوم اإلسالمية، على منوال المحدثين في طريقة إيراد الخبر وسرد الروايات باألسـانيد، كمـا أن التاريخ عبارة عن أخبار ووثائق ونصوص، ال طريق للتثبت من صحتها إال بتطبيق

.هذه القواعد المنهجيةمصادره، إن أول مظهر لإلبداع في علم التاريخ عند المسلمين أن اهتموا بصحة

وكان الحفاظ هم الذين ينقلونه من الذاكرة، أو الشاهد العيان، الذي يدرك الصـورة والزمن، مما دعا إلى ظهور ما عرف بالسند أو اإلسناد، أو العنعنة، بمعنـى رفـع القول إلى قائله، وللتأكد من صحة السند في الخبر التاريخي يطبق عليه مـا طبـق

ن التاريخ أخذ طريقة الحديث في أول ، إذ إ)1(ح والتعديلعلى سند الحديث من الجر، وعمل المحدث والمؤرخ هو )2(كان علم الحديث يسمى علم أسماء الرجال اذتأليفه،

في الحقيقة منهج لتصحيح الخبر فكالهما سار على اإلسناد في نسبة الخبـر إلـى .سلسلة من الرواة

كبيرة فـي نقـد رون وبذلت جهودومعلوم أن الحديث النبوي خدم على مر القالروايات، وكان لهذا الجهد المتراكم ثمرات ونتائج واضحة، فكل جيل من علمـاء الحديث يكمل ما بدأه األول وهكذا، وهذا ما لم يكن مع التاريخ اإلسالمي الطويـل،

أن لذا فإن القيام بمهمة النقد وتطبيق قواعد الجرح والتعديل على األسانيد، ال يمكن يقوم بها أفراد متفرقون، وإنما تحتاج إلى جهد جماعي تقوم به مؤسسـات بحثيـة وجامعات أكاديمية، وتحتاج في الوقت نفسه إلى متخصصين في هذا العلم يقومـون

حافلـة باألحـداث ((مع التاريخ اإلسالمي الطويل فرواياتـه والسيمابهذه المهمة،

، مؤسسة 1، المقدمة، ط)هـ808ت(شبيلي ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد بن محمد اإل )1( .47، ص)م2007 –دمشق (الرسالة ناشرون

، كشف الظنون عـن أسـامي الكتـب )هـ1076ت(الحنفي، مصطفى بن عبد اهللا الرومي ) 2( .87، ص1، ج)1992 –بيروت (والفنون، دار الكتب العلمية

Page 12: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

102

لشامخة والبطوالت الفذة، كما هـي حافلـة والوقائع والشخصيات، حافلة باألمجاد اومع ذلك فالبـد ... باالنتكاسات المؤسفة والنكبات المريرة والشخصيات المنحرفة

المشقة البالغة فيه، فإنه ما من أمـة تسـتطيع أن معمن القيام بهذا العمل الضخم، .)1())تعيش بال تاريخ، تاريخ ممحص محققة وميول رواتها مهمة للغاية، إذ عن طريقها إن معرفة أصول الروايات التاريخي

، كثيرةيتم إسقاط كثير من الروايات التي نسجها رواة ذوو ميول وأهواء وأغراض ف أخذوا هذه الروايات يمكن الوثوق بها، فجاء بعدهم خلوخلطوها بالروايات التي

ابين إلـى على عالتها على أنها مادة تاريخنا الموثوقة، فتسربت مرويات بعض الكذ .)2(مختلف المصنفات ومنها التاريخ واألدب

وعند بحث ارتباط الحديث النبوي بالتاريخ اإلسالمي، نقف عند موضوع السيرة أنها عند المحدثين جزء من السنة النبوية، لكنها مع مرور الـزمن معالنبوية، فهي

هـا دون صارت علما قائما بذاته، فانفصلت عن الحديث، فوجدت كتـب خاصـة ب غيرها، ثم ظهرت مجموعة من العلماء لهم عناية بـالتواريخ والسـير والمغـازي وأخبار اإلسالم، وهم المعروفون بأئمة المغازي، وكان الغالب على هؤالء الجمـع دون الفحص والنقد، فتسرب التساهل إلى كتب السير والمغازي، وقد أشار إلى ذلك

:السيرة النبوية الحافظ العراقي في فاتحة ألفيته في وليعلـم الطالـب أن السـيرا

تجمع ما صح وما قد أنكراريما أتى أهل الس ذكر والقصد

، )م1992 –القـاهرة (، دار الشـروق، 1محمد قطب، كيف نكتب التاريخ اإلسـالمي، ط ) 1(

.10ص

الجزائر (عالل، خالد كبير، مدرسة الكذابين في رواية التاريخ اإلسالمي وتدوينه، دار البالغ ) 2( .64، ص)م2003 –

Page 13: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

103

رعتبلـم ي هإسنـاد 1(به وإن( ومعنى ذلك أن منهج النقد الذي وضعه المحدثون لم يكن له حضور عند أكثر مـن

م، فكانوا يسوقون األخبار والروايات من غير كتب في السيرة النبوية وتاريخ اإلسالنقد وال تمحيص، لذا كان جل االعتماد في تمييز الصحيح من الضعيف على جهود المحدثين الذين كان منهجهم في نقد أخبار السيرة النبوية يقوم على استقصاء مصادر

المحدثين الخبر وطرقه ورواته وألفاظه وصيغه، ونوجز هنا المنهجية المشتركة بين :والمؤرخين في نقد الخبر

:تتبع مصادر الخبر -1ن المنهج في اعتبار المصادر المتنوعة وضـم بعضـها إلـى إيمكن القول

بعض،يتم به استكمال الخبر وجمع أطرافه، وهو منهج عام يصلح في النقد التاريخي النقد التاريخي عامة، وليس في الحديث والسيرة النبوية فقط، وقد عبر المؤلفون في

في عصرنا الحاضر عن هذا المسلك بتعابير مختلفة، لكنها ال تخرج في حقيقتها عما سطره المحدثون، فقد نصوا على أن منهج النقد التاريخي يقوم أوال على استقصـاء الخبر في جميع المصادر المتوافرة، وال يجوز للناقد أن يزدري أي مصدر قد يرد

.)2(به الخبرن المؤرخ الذي يقف على خبر تاريخي في مصدر من المصـادر أو فـي إ

وثيقة ال يكتفي بهذا الخبر من خالل مصدر واحد، وإنما يجـب عليـه استقصـاء عدم االكتفاء بما يبين للعين أو يعثر ((مصادر الخبر ومظانه المتنوعة، وهو يتطلب

لدقيق في كل ركن وزاوية عليه بأيسر جهد، بل يتطلب االستقصاء البعيد والتفتيش ا، وهنا يشترك المؤرخون والمحدثون في تتبـع )3())أمال في أن ينكشف شيء جديد

.ةكثيرالمصادر واستقصاء أسانيد ومخارج الخبر عن طريق مصادر

، ألفية السيرة النبويـة، )هـ806ت(العراقي، أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين ) 1( .1، ص)ت.د –جدة (دار المنهاج

.71حن والتاريخ، صزريق، ن) 2( .97زريق، نحن والتاريخ، ص) 3(

Page 14: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

104

:إعمال النقد -2إن جمع األسانيد والطرق التي ورد الخبر عن طريقها ما هـو إال تمهيـد

خرى والتي هي أكثر أهمية وصعوبة، وهي تحكـيم علـم لالنتقال إلى المرحلة األالرجال وقواعد الجرح والتعديل، وهو منهج راسخ عند المحدثين، فعند النظر فـي الخبر والتحقق من درجة صحته وضعفه، ينبغي استحضار أحوال الرواة من جهـة العدالة والضبط، وجوانب أخرى تتعلق بحياة الـراوي، ممـا أورده العلمـاء فـي

.)1(صطلح الحديثمإن هذه المنهجية يمكن االستفادة منها عند تطبيقها على مرويـات السـيرة النبوية والتاريخ اإلسالمي، ما دام أن الخبر أو الحادثة، يسبقها سلسـلة سـند مـن الرواة، فالمتقدمون من المصنفين في السيرة النبوية والتـاريخ اإلسـالمي كـانوا

النقل بالسند وعزو الروايات إلى مصادرها وبيـان يلتزمون بشرط المحدثين، وهو .مخارجها وال يعوزها إال النظر في معرفة درجة صحتها

وقد أفرغ العلماء جهدهم في نقد سلسلة الرواة من أجل اكتشاف كذبهم، قال ، ومثال ذلك ما )2())لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ: ((سفيان الثوري قـدم علينـا : ((ب البغدادي بسنده عن عفير بن معدان الكالعي قال أخرجه الخطي

حـدثنا شـيخكم : عمرو بن موسى، حمص، فاجتمعنا إليه في المسجد فجعل يقول : ، فقـال من شيخنا الصالح هذا؟ سمه لنا نعرفه: الصالح، فلما أكثر علينا، قلت له

ـ 643ت(ابن الصالح، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري ) 1( مقدمـة ابـن ) هـ

؛ 104، ص)م1977 –بيـروت (نور الدين عتر، دار الفكر المعاصـر : الصالح، تحقيق ي فـي شـرح ، تدريب الراو)هـ911ت(السيوطي، جالل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر

–الرياض (، مكتبة الرياض الحديثة 2عبد الوهاب عبد اللطيف، ط: تقريب النواوي، تحقيق .368، ص2، ج)ت.د

: ، الكفاية في علم الرواية، تحقيـق )هـ463ت(الخطيب البغدادي، أحمد بن علي بن ثابت ) 2(، )ت.د –المنـورة المدينـة (أبو عبد اهللا السورقي وإبراهيم حمدي المدني، المكتبة العلمية

.119ص

Page 15: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

105

فـأين : سنة ثمان ومائة، قلـت : في أي سنة لقيته؟ قال : خالد بن معدان، قلت له اتق اهللا يا شيخ وال تكذب، مات خالد : لقيته في غزاة أرمينية، فقلت له : لقيته؟ قال

بن معدان سنة أربع ومائة، وأنت تزعم أنك لقيته بعد موته بأربع سنين، وأزيـدك .)1())نه لم يغز أرمينية قط، كان يغزو الرومأأخرى،

على المتتبع إمكانية النقد لهذه السالسل من اإلسـناد، إن وجود اإلسناد سهلوهي لم تقتصر كما ذكرنا على الحديث النبوي والتاريخ اإلسالمي، وإنمـا شـملت

الشعر، حتى دخل وسائر العلوم اإلسالمية كالتفسير والفقه واألنساب واللغة والنحو د بن جرير الطبـري في سياق الكلمة الواحدة في التفسير، كما تراه في تفسير محم

أخبـار (، و)الـبخالء (و) التطفيل وحكايات الطفيليين(وفي كتاب الخطيب البغدادي البن الجوزي، فنراهم في هذه الكتب يسوقون ) أخبار األذكياء(، و)الحمقى والمغفلين

إسنادا طوله ثالثة أسطر أو أكثر من أجل نقل جملة صغيرة أو كلمة واحـدة عـن .)2(قائلها

ن امتلكتا األدوات ية الحديث النبوي ومدرسة التاريخ اإلسالمي اللتإن مدرسنفسها في إيراد الرواية وضبطها من حيث اإلسناد، بإمكانهما أن يسيرا علـى ذات المنهج في نقدها، عندما توضع اآللية ويوجد المتخصصون الـذين يقومـون بهـذه

ما تكون بالمواد الخـام التـي المهمة، ألننا اليوم أمام مصادر تاريخية كثيرة، أشبه تحتاج إلى التكرير والتصفية، قبل االستفادة منها، وينبغي عدم تجاهل هذا الموضوع أبدا، ولعل المباحث القادمة توضح لنا بعض القواعد والطرق التي يتم التعامل عـن

حـدثا لكونهـا طريقها مع نصوص التاريخ اإلسالمي التي كانت لها خصوصـية .ليس نصا شرعياتاريخيا و

املبحث الثاني

.119المصدر نفسه، ص) 1(

، دار البشائر اإلسـالمية، 4أبو غدة، عبد الفتاح، لمحات من تاريخ السنة وعلوم الحديث، ط) 2( .144، ص)هـ1417 –بيروت (

Page 16: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

106

أثر علم الرجال يف تتبع اإلسناد

ظهر هذا النمط اذ اهتم المؤرخون والمحدثون بكتب التراجم وتاريخ الرجال، نه كان وليدا لحركـة إمن الكتابة التاريخية منذ وقت مبكر في تاريخ المسلمين، بل

يخي عندهم، وينقسم هذا النوع من الكتابة إلى أنماط مختلفة، لبلد معين، التدوين التار .خاصا بتراجم أرباب الصنعة الواحدةان يكون أو مدة زمنية محددة، أو

وقد اكتملت معلومات العلماء عن الرواة والتدقيق في أحوالهم مـن حيـث جال، أثرت في الصدق والورع وااللتزام الديني، وظهرت مكتبة ضخمة في علم الر .فن الترجمة لألعالم في سائر العلوم التي ظهرت في تاريخ المسلمين

وقد احتل تاريخ الرجال أهميته عند العلماء وذلك لمعرفة اتصال األسـانيد .)1(وانقطاعها

إن حاجة الوقائع التاريخية إلى معرفة أحوال رواتها أشد من غيرها، وذلك معرفة أحوال الرجال هي نفسها من أهـم فـروع لغلبة التساهل في نقلها، على أن

ـنخبر كل مالتاريخ، وإذا كان البد من معرفة أحوال الرواة فالبد من بيانها، بأن يعرف حال راو بحاله ليعلمه الناس وهو ما حدث في تاريخ المسلمين عنـدما قـام

.العلماء بهذا الواجب على أحسن وجهلرجال لم تكن فيه محاباة ألحد، مهما كـان، ليه أن علم ااومما يجب التنبيه

و أستاذا، تمكن السلف والخلف عن طريقـه مـن او صديقا، اأخا، واابنا، واأبا، كشف العلل في كل علم منقول، حديثا نبويا أو تاريخا شخصيا أو سياسـيا لتمييـز

.)2(الصحيح عن غيره

.182، ص)م1986 –األردن (، مكتبة المنار 1عتر، نور الدين، معالم السنة النبوية، ط) 1( .189ت من تاريخ السنة، صأبو غدة، لمحا) 2(

Page 17: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

107

التي تناولت أحوال الرواة من حيـث عـدالتهم، الكتبجال ونعني بكتب الروضبطهم، والحكم على مروياتهم، وهو علم جليل لما فيه إثبات التحري عن صحة

.النقل، وقد صنف العلماء في الرجال مصنفات كثيرة، تعددت بتعدد األغراض لهاوكانت طريقة العلماء في وضع كتب الرجال أن يـذكروا اسـم الـراوي،

به، وكنيته، ولقبه، ونسبته إلى قبيلته وبلدته وحرفته، ونحو ذلك مما يميزه عـن ونسغيره، فإنه كثيرا ما يشترك الرجالن فأكثر في االسم، واسم األب، ونحـو ذلـك،

.فيخشى اإلشتباه :ويمكن أن نقسم كتب الرجال بإيجاز إلى

:كتب الرجال الخاصة –أوال :كتب الصحابة -1

وذكر أسـمائهم وأنسـابهم وأحـوالهم، تناول صحابة النبي وهي التي ت، ومن أهم هـذه واألماكن التي نزلوها، والغزوات التي شاركوا فيها، ووفياتهم

البـن قـانع ) معجم الصحابة(، و)هـ301ت(البن منده ) كتاب الصحابة: (الكتب ستيعاب اال(، و)هـ430ت(ألبي نعيم األصفهاني ) معرفة الصحابة(، و)هـ351ت(

أسـد الغابـة فـي (، و)هـ463ت(البن عبد البر األندلسي ) في معرفة األصحاب) تجريد أسـماء الصـحابة (، و)هـ630ت(البن األثير الجزري ) معرفة الصحابة

البـن حجـر العسـقالني ) اإلصابة في تمييز الصـحابة (، و)هـ748ت(للذهبي ).هـ852ت(

ني عليهـا تمييـز الروايـة ومعرفة الصحابة من العلوم الضرورية، إذ ينب، ولكل مـن األول في أحداث تاريخ القرن الهجري والسيماالمتصلة من المرسلة،

.هذه الكتب منهجيتها، ويمكن معرفتها بالرجوع إليها مباشرة :كتب الثقات -2

لعبـد ) الثقاتمعرفة (وهي التي تتناول الثقات من الرواة، ومن أهمها كتاب ـ 354ت(البن حبان البسـتي ) الثقات(، و)هـ261ت(اهللا بن صالح العجلي ، )هـ

Page 18: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

108

ـ 385ت(البن شاهين ) تاريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم(و تـذكرة (، و)هـ ).هـ748ت(للذهبي ) الحفاظ

:كتب الضعفاء والمتروكين -3: وهي خاصة بأسماء المجروحين لبيان أحوالهم، ومن أهـم هـذه الكتـب

البراهيم ) الشجرة في أحوال الرجال(، و)هـ256ت(ري للبخا) الضعفاء الصغير(ألبـي زرعـة الـرازي ) أسامي الضعفاء(، و)هـ259ت(بن يعقوب الجوزجاني

ـ 303ت(للنسـائي ) كتاب الضعفاء والمتروكين(، و)هـ264ت( كتـاب (، و)هـالبن عـدي ) الكامل في الضعفاء(، و)هـ354ت(البن حبان البستي ) المجروحين

ـ 748ت(للذهبي ) ن االعتدال في نقد الرجالميزا(و) هـ365ت( لسـان (، و)هـ، وفائدة معرفة الثقات والضعفاء مـن )هـ852ت(البن حجر العسقالني ) الميزان

الرواة، يتوقف عليها معرفة صحيح الرواية من ضعيفها، وما يصلح لالحتجاج بـه .وما ال يصلح

:كتب جمعت بين الثقات والضعفاء -4لعبد اهللا بن المبارك ) التاريخ(اولت تواريخ المحدثين مثل وهي الكتب التي تن

لعلي بن المديني ) التاريخ(، و)هـ233ت(ليحيى بن معين ) التاريخ(و) هـ181ت(للبخاري ) التاريخ الكبير(، و)هـ241ت(ألحمد بن حنبل ) التاريخ(، و)هـ234ت () التاريخ الكبير(، و)هـ277ت(ليعقوب الفسوي ) المعرفة والتاريخ(، و)هـ256ت(

).هـ279ت(البن أبي خيثمة

:كتب الطبقات –ثانيا على مجموعة من الرواة، تعاصروا زمنـا كافيـا، ) الطبقة(يطلق مصطلح

معرفة المتقدمين من المتأخرين، وتمييز : واإلسناد، ومن فوائدها اوتقاربوا في السن لمتصلة والمنقطعة، وتمييز األسماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ومعرفة الرواية ا

Page 19: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

109

المتشابهة، وفيه فوائد كثيرة ال يستغني عنهـا طالـب علـوم الحـديث والتـاريخ .)1(اإلسالمي

لمحمـد بـن سـعد ) الطبقـات الكبـرى (كتاب : ومن أهم كتب الطبقات ، وهناك كتب خاصة برواة )هـ240ت(لخليفة بن خياط ) الطبقات(و) هـ230ت(

البـن دحـيم ) طبقـات الشـاميين (و مدينة من المدن، مثل مصر من األمصار، أ ).هـ333ت(ألحمد بن تميم القيرواني ) طبقات علماء إفريقية(، و)هـ245ت(

:كتب التواريخ المحلية –ثالثا لبحشـل ) تاريخ واسـط : (وهي تذكر أسماء البلد والذين أقاموا فيه، ومنها

البن ) تاريخ دمشق(، و)هـ463ت(للخطيب البغدادي ) تاريخ بغداد(و) هـ288ت(وغيرها، وفيها من الفوائد العلمية ما ال يستغني عنه طالب علم ) هـ571ت(عساكر

.التاريخ اإلسالمي من تاريخ البلد وموقعه ورجالهمصـطلح (وهناك كتب أخرى تناولت أنواع الحديث الواردة في مؤلفـات

جميع النـواحي الزمانيـة بمعرفة شخص الراوي وتحديده من ىعنوهي ت) الحديث .والمكانية واإلسمية

ومما ال شك فيه أن هذه المصنفات في الرجال يمكن االستفادة منها في حقل التاريخ اإلسالمي، إذ تكشف النقاب عن أحوال الرواة وتمييز القوي من الضـعيف والصادق من الكاذب، وبذلك يمكن للباحث أو المؤرخ أن يعرف لكل خبر قيمتـه،

بعد األخبار الضعيفة والموضوعة، وينبه عليها لتجنبها، ويسـتخرج الروايـات فيستالصحيحة ويبينها، الهدف من الدراسات التاريخية، إبراز الحقائق التي تعـد هـدفا

.يتوخاه كل باحث نزيهفـي أقسـام ) الجرح والتعديل(أو ) مصطلح الحديث(وينبغي أن تدخل مادة الطلبة نظرية متكاملة في النقد، ويحصل التمازج بين التاريخ، وذلك لكي تكون أمام

، )م1999 –عمان (، الدار العالمية للنشر والتوزيع 1الشيخ علي أبو شاكر، كتب الرجال، ط) 1(

.235ص

Page 20: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

110

نقد السند، والنقد الغربي، قال الدكتور نـور الـدين عتـر، وهـو مـن العلمـاء ضـرورة تزويـد ((المتخصصين في علوم الحديث، وله كتاب قيم في منهج النقد

علم، طالب الجامعات في أقسام التاريخ، والدراسات االجتماعية، بدراسات عن هذا التربط بين علوم الحديث عند المسلمين، وبين النقد التاريخي األجنبي، الذي هو مدين

.)1())لنا ولعلمنا هذا

:كتابة التراجم –أوال نعني بالترجمة، التعريف بالراوي بما يـؤدي إلـى قبـول خبـره أو رده،

لراوي وكنيته ونسبه ولقبه، وشيوخه وتالمذته، وأقوال العلماء فيه، اسم ا: وحدودها .)2(واألوصاف التي تؤثر في روايته، ورحالته العلمية ومولده ووفاته

واشترط بعض العلماء جملة شروط لمن يكتب في التراجم، ولعل العالم تاج له سماه الدين السبكي، هو أوضح من أشار وحث على هذا الموضوع، ضمن كتيب

أن يكون عارفا بحال صـاحب : ((، وأنقل هنا كالمه كامال ) قاعدة في المؤرخين(الترجمة، علما ودينا، وغيرهما من الصفات، وهذا عزيز جدا، وأن يكـون حسـن العبارة، عارفا بمدلوالت األلفاظ، وأن يكون حسن التصوير، حتى يتصـور حـال

بر عنه بعبارة ال تزيد عليه وال تنقص عنه، ترجمته، جميع حال ذلك الشخص، ويعوأن ال يغلبه الهوى، فيخيل إليه هواه اإلطناب في مدح من يحبه والتقصـير فـي غيره، بل أما أن يكون مجردا عن الهوى، وهو عزيز، وأما أن يكون عنـده مـن العدل ما يقهر به هواه، ويسلك طريق اإلنصاف، فهذه أربعة شروط أخرى، ولك أن

جعلها خمسة، ألن حسن تصويره وعلمه قد ال يحصل معهما االستحضـار حـين تالتصنيف، فيجعل حضور التصور زائدا على حسن التصور والعلم، فهـي تسـعة

.14عتر، نور الدين، منهج النقد في علوم الحديث، ص) 1(

ضمن كتاب لمجموعة باحثين، الواضح في فن (أبو صعيليك، محمد عبد اهللا، الترجمة للرواة ) 2(، )م1999 –عمـان (، الدار العالميـة للنشـر والتوزيـع 1، ط)خريج ودراسة األسانيدالت

.210-209ص

Page 21: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

111

شروط في المؤرخ، وأصعبها اإلطالع على حال الشخص في العلم، فإنه يحتاج إلى الشروط هـي التـي ، هذه )1( ))المشاركة في علمه والقرب منه حتى يعرف مرتبته

فهذه تسعة، : ينبغي التحلي بها لمن يكتب في التراجم، وهي خمسة شروط، أما قوله .فإنه ذكر فبلها بعض شروط المؤرخ، سنوضحها في المبحث القادم

:قواعد تقويم الرجال –ثانيا إن منهج علماء المسلمين في تتبع الرواة والحكم عليهم، ومن ثم قبول أو رد م، هو الذي يقابل النقد الباطني في المفهوم الغربي، الذي يقوم على أسـاس مروياته

التفسير التاريخي، لكن الفرق بين المنهجين، أن علماء نقد الرواية في الغرب قد ال ون بإيراد مجموعـة ؤتكون عندهم أية معلومات عن المؤلف أو راوي الحادثة، فيبد

؟ هل أخطأ فيما عرفه؟ هل حاول جلب منفعة أسئلة حوله، هل كان أمينا فيما اعتقدهعملية، وخداع قرائه؟ هل كذب المؤلف أو أرغم على الكذب؟ هل مال إلى مذهبـه على حساب تشويه الوقائع؟ هل انساق وراء غرور فردي أو جماعي؟ هـل تملـق

)2(الجمهور؟ هل استعمل األسلوب األدبي في تشويه الوقائع؟) المؤلف(لة أنها تدور حول شخصية الراوي أو ومما يالحظ على هذه األسئ

، ولم تذكر مؤلفات المنهج األوربي شـيئا عـن كيفيـة )عدالته(من حيث أخالقياته اإلجابة على األسئلة، بينما في المنهج اإلسالمي تكون قواعد تقويم الرجـال أكثـر

ل في وضوحا وصرامة، فالراوي الذي يروي الواقعة تكون مؤلفات الجرح والتعدينها تتعرض لتفاصيل أكثر دقـة ممـا إالغالب قد استوفت ذكر عدالته وضبطه، بل

يتخيل المنهج األوربي، مثل كيفية روايته للواقعة، ومستوى ضبطه لمجمـوع مـا .يروي إلى تفاصيل كثيرة ال يمكن حصرها في هذا البحث

عبـد : ، قاعدة في المؤرخين، حققـه )ـه771ت(السبكي، تاج الدين عبد الوهاب بن علي ) 1(

.71، ص)م1990 –بيروت (، دار البشائر 5الفتاح أبو غدة، ط

القـاهرة (عبد الرحمن بدوي، : التاريخية، ترجمة انجلو وسينوبوس، المدخل إلى الدراسات) 2( .134-128، ص)م1967 –

Page 22: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

112

جـال، ونذكر هنا مجموعة من القواعد التي ينبغي مراعاتها عند تقـويم الر :أهمها أي ذكر عيوب الراوي، وهو ال يـدخل فـي : الجرح واجب عند الحاجة -1

الغيبة المحرمة، كما يتبادر للذهن، بل هو نصيحة يعرف بها الحـق مـن أنه لم يجوز على إطالقه، وإنما ربط بالحاجـة الى وينبغي التنبيه )1(الباطل

.الداعية إليه .)2(ال يجوز الجرح بما فوق الحاجة -2

ال يجوز نقل الجرح فيمن وجد فيه الجرح والتعديل، أي ال ينقل الجرح فقط -3 : وإنما ينقلهما معا، قال الذهبي في ترجمـة أبـان بـن يزيـد العطـار

ولم يذكر ) الضعفاء(وقد أورده أيضا العالمة أبو الفرج بن الجوزي في ((ويسـكت عـن فيه أقوال من وثقه، وهذا من عيوب كتابه، يسرد الجـرح

.)3())التوثيق

اتفق العلمـاء فقدال يقبل الجرح والتعديل ممن ليست له معرفة بأسبابهما، -4على عدم قبول الكالم في الرواة الصادر عمـن يجهـل أسـباب الجـرح

وينبغي اال يقبل الجرح والتعديل إال من عـدل : ((والتزكية، قال ابن حجر .)4())متيقظ

محمـد فـؤاد : ، صحيح، تحقيق )هـ261ت(مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ) 1(

.2، ص1، ج)ت.د –بيروت (عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي

عبد الفتاح : هرفع والتكميل، حقق، ال)هـ1304ت (اللكنوي، أبو الحسنات محمد عبد الحي ) 2( .57، ص)هـ1407 –حلب (، مكتبة المطبوعات اإلسالمية 3أبو غدة، ط

: ، ميزان االعتدال في نقد الرجال، تحقيـق )هـ748ت(الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان ) 3( .16، ص1، ج)ت.د –بيروت (علي محمد البجاوي، دار المعرفة

.113ابن حجر، نزهة النظر، ص) 4(

Page 23: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

113

.)1(لتعديل والتجريح، إال من كان عدال غير مجروحال يقوم بعملية ا -5

6- قبل الجرحفسرا ال ي2(إال م( ،نيبوذلك الختالف الناس فيما يجرح السبب م ، .عند تعارض الجرح والتعديل والسيماوما ال يجرح،

ال يقبل التعديل على اإلبهام، أي توثيق الراوي من غيـر تسـميته، مثـل -7، ألن عدم تسميته سبب في إثارة الشك والريبة حوله، لـذا )3()حدثني الثقة(

.البد من ذكر سلسلة السند بكل وضوحهذه أهم القواعد التي وضعها علماء الجرح والتعديل على سلسلة الرواة، وهـي صالحة للتطبيق على سلسلة اإلسناد في المرويات التاريخية، إذا أحسـن التعامـل

.لرواية التاريخية نفسهامعها، وتمت مراعاة طبيعة ا املبحث الثالث

اإلسناد والنقد التارخيي

في القرون الهجرية الثالثة األولـى، والسيماإن مؤلفات التاريخ اإلسالمي، كانت تلتزم بشرط المحدثين، وهو النقل بالسند، وعزو الروايات إلـى مصـادرها،

ان مخارجها، وال يعوزها إال النظر في معرفة درجتهـا مـن حيـث الصـحة وبيوالضعف، وإنما يحصل ذلك بتتبع أحوال الرواة في كتب الرجال، ومعرفة مراتبهم

.في الجرح والتعديلأثناء تطبيق هذا المنهج، على مرويات في ومن بين الصعوبات التي تواجهنا

كثيـر مـن القانون الصارم يفوت علينا ن هذاالسيرة النبوية والتاريخ اإلسالمي، أ

محمد فؤاد عبد الباقي، دار : ، سنن، تحقيق )هـ273ت(، محمد بن يزيد القزويني هابن ماج) 1(

.792، ص2، ج)ت.د –بيروت (الفكر .114ابن حجر، نزهة النظر، ص) 2( .80ابن حجر، نزهة النظر، ص) 3(

Page 24: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

114

الروايات واألحداث، لذا البد من وضع ضوابط خاصة في قبول الخبر، والتي يمكن : يأتيإجمالها بما

مثل الذي يطلب الحديث بال : ((عدم قبول الرواية بال إسناد، قال الشافعي -1 .)1())، كمثل حاطب ليلإسناد

الحكم على الرواة، مع استثناء ما يتعلق بالعقيدة اعتماد منهج أقل تشددا في -2 .واألحكام الشرعية

فمعلوماتنا عن التاريخ اإلسالمي، جمعـت : ترتيب المصادر بحسب قوتها -3من المفسرين والمحدثين والمؤرخين والقصاص وأهل األدب، وهي ليست بمنزلة واحدة، من حيث النقد والتمحيص والمهتمون بها ليسوا كلهـم مـن

.هل األمانة والتحري في النقلأ

ينبغي التفريق بين النقد الخارجي والداخلي، فإن ما ذكرناه سـابقا يتعلـق -4ببحث وتحليل العناصر الخارجية للخبر، فهي من متعلقات الخبر ولوازمه،

.وليس من مضمونه ومعناهذر إن تساهل المؤرخين في نقد السند، هو الذي فتح الباب أمام من ينتقدهم ويح

مـن المفسـرين، والمـؤرخين، وأهـل ((منهم، فابن العربي ينبه على االحتراز ومن : ((نسبهم إلى الجهالة في الدين، وإصرارهم على البدعة، بقوله اذ )2())اآلداب

وكثيرا ما ينعـى علـى )3())أشد شيء على الناس، جاهل عاقل، أو مبتدع محتال .)4())التاريخية الركيكةالطائفة ((بعض أرباب التاريخ ويصفهم بـ

ـ 1، فتح المغيث، ط)هـ902ت(السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن ) 1( ب ، دار الكت

.4، ص3، ج)هـ1402 –لبنان (العلمية

، العواصـم مـن القواصـم، )هـ543ت (ابن العربي، القاضي أبو بكر محمد بن عبد اهللا ) 2( .166، ص)م2007 –بيروت (، دار الكتب العلمية 4محب الدين الخطيب، ط: تحقيق

.167المصدر نفسه، ص) 3( .118المصدر نفسه، ص) 4(

Page 25: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

115

فإن أهل التاريخ ربما وضعوا من أناس ورفعوا أناسـا، إمـا : ((قال السبكي لتعصب أو لجهل أو لمجرد اعتماد على نقل من ال يوثق به، أو غيـر ذلـك مـن األسباب، والجهل في المؤرخين أكثر منه في أهـل الجـرح والتعـديل، وكـذلك

.)1())خاليا من ذلك التعصب، قل أن رأيت تاريخان هذا الكالم ليس علـى إولسنا في هذا البحث بصدد مناقشة أقوال العلماء، إذ

إطالقه، وإنما نريد التنبيه إلى مسائل مهمة تتعلق بالحفاظ على علم التاريخ كعلـم، وال يتم هذا إال بوضع القواعد التي تحكم أسانيده ومتونه، أمال في الوصـول إلـى

، )2())وما آفـة األخبـار إال رواتهـا : ((ما هو أقرب منها، وقديما قيل الحقيقة أو والسؤال المهم في هذا المطلب، كيف يعرف أن الراوي ثقة؟ ولإلجابة علـى هـذا

: االتيةالسؤال نؤكد على الطرق فمن اشتهرت عدالته بين أهل العلم وغيرهم، وكثـر : االستفاضة والشهرة -1

.ة واألمانة، استغني بذلك في إثبات عدالتهثناء الناس عليه بالثقوذلك بأن ينص إمام من أئمة الجرح والتعديل، أو أكثر، على : التنصيص -2

.أن فالنا من الناس ثقةأن يذكر الراوي في كتاب من الكتب التي صنفت فـي الثقـات، خاصـة، -3

.البن حبان) الثقات(ككتاب :تيةاالأما طرق معرفة الراوي الضعيف، فبالطرق

.أن ينص إمام من أئمة الجرح والتعديل على ضعف الراوي -1 .أن يترجم للراوي في كتاب من الكتب التي صنفت في الضعفاء خاصة -2

أن يحكم على رواية بالضعف، وأن سبب الضعف هو فالن، فيعلم بذلك أن -3 .الراوي ضعيف

.66ؤرخين، صالسبكي، قاعدة في الم) 1(

ابن الجزري، شمس الدين أبو الخير محمد بن محمـد بـن محمـد بـن علـي الدمشـقي ) 2(، )م2006 –بيروت (، دار الكتب العلمية 1، غاية النهاية في طبقات القراء، ط)هـ833ت( .237، ص1ج

Page 26: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

116

ة تعـدد ظـاهر : وقد تواجه من يدرس األسانيد بعض اإلشكاالت، ومن أهمها تعـارض (األقوال في كتب الجرح والتعديل في الراوي الواحد، وهو ما يعرف بـ

اختلف األئمة من : ((، وهو يشمل جميع أبواب العلم، قال الترمذي )الجرح والتعديل . )1())أهل العلم في تضعيف الرجال كما اختلفوا فيما سوى ذلك من العلم

والصعوبات التي تواجهنا في نقد سلسلة اإلسناد في الروايـات تمن المشاكالووهم الذين لم نعثر لهم على ترجمـة، ) ظاهرة المجاهيل في سلسلة السند(التاريخية

وهنا نحتاج إلى المقارنة، واالنتقال إلى مرحلة نقد المتن، لنصل إلى الرواية التـي .هي أقرب إلى الواقع والحقيقة

ة ضوابط في قبول الخبر، ومعرفـة الـراوي الثقـة مـن وإذا كانت هناك عدفر مجموعة شروط في المؤرخ الذي يقوم بجمع وتمحـيص االضعيف، فالبد من تو

.وكتابة الروايات التاريخية في مؤلف خاص، أو نقلها شفاهاومن جملة الشروط التي وضعها السبكي، بعد أن ذكر أن المدح والذم يجـب أن

الصدق، وإذا نقل يعتمد اللفظ دون المعنى، وأن ال يكـون ((ن ال يقبل من المؤرخيذلك الذي نقله أخذه في المذكرة وكتبه بعد ذلك، وأن يسمي المنقـول عنـه، فهـذه

: ، ويؤكد السبكي على اثر التحزب في ميول المـؤرخ )2())شروط أربعة فيما ينقلهه عن الغمز ممـن يحيـد ت فلم أجد مؤرخا ينتحل عقيدة، ويخلو كتابيوقد استقر((

عنها، سنة اهللا في المؤرخين، وعادته في النقلـة، وال حـول وال قـوة إال بحبلـه .)3())المتينعلى المؤرخ دراسة ظاهرة الوضع في التاريخ اإلسالمي، وتتبـع أسـبابها، و

فمنهـا التشـيعات لـآلراء : ((ويمكن اإلفادة مما أوجزه ابن خلدون في مقدمتـه

، النكـت علـى )هـ794ت (ابن بهادر، بدر الدين عبد اهللا محمد بن جمال الدين عبد اهللا ) 1(الرياض (، أضواء السلف 1زين الدين بن محمد بال فريح، ط.د: مقدمة ابن الصالح، تحقيق

.342، ص3، ج)م1998 –

.68السبكي، قاعدة في المؤرخين، ص) 2( .80السبكي، قاعدة في المؤرخين، ص) 3(

Page 27: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

117

لنفس إذا كانت على حال االعتدال في قبول الخبر أعطته حقه مـن والمذاهب، فإن االتمحيص والنظر حتى يتبين صدقه من كذبه، وإذا خامرها تشيع لرأي أو نحلة قبلت ما يوافقها من األخبار ألول وهلة، وكان ذلك الميل والتشيع غطـاء علـى عـين

ومـن األسـباب بصيرتها عن االنتقاد والتمحيص، فيقع في قبول الكـذب ونقلـه، الثقة بالناقلين، وتمحيص ذلك يرجع إلى التعديل : المقتضية للكذب في األخبار أيضا

الذهول عن المقاصد، فكثير من الناقلين ال يعرف القصـد بمـا : والتجريح، ومنها توهم : عاين أو سمع، وينقل الخبر على ما في ظنه وتخمينه فيقع في الكذب، ومنها

الجهـل : ير وإنما يجيء في األكثر من جهة الثقة بالناقلين، ومنهـا الصدق وهو كثبتطبيق األحوال على الواقع، ألجل ما يداخلها من التلبيس والتصنع، فينقلها المخبر

تقرب الناس في األكثر : كما رآها، وهي بالتصنع على غير الحق في نفسه، ومنها وتحسين األحوال وإشاعة الذكر بذلك، والمراتب بالثناء والمدح، )1(ألصحاب التجلة

فتستفيض األخبار بها على غير الحقيقة، فالنفوس مولعة بحـب الثنـاء، والنـاس .)2())متطلعون إلى الدنيا وأسبابها من جاه أو ثروة

إن فهم الصناعة التاريخية، ووضع الضوابط فيمن يتصدى للبحـث أو الكتابـة خصصين، وصيانة للتاريخ مـن المنتحلـين، التاريخية، هي في الحقيقة حماية للمت

أصـبح الكـالم عـن فقدالذين ال يراعون القواعد النقدية عند كاتباتهم التاريخية، التاريخ وتقييمه مباحا لمن هب ودب، وأخذ يتراءى للبعض، أنه من أسهل العلـوم، وأن بإمكان كل شخص أن يكتب ويتخصص فيه، حتى إذا سألت طالبا فـي قسـم

ريخ عن سبب اختياره للدراسة في هذا الحقل أجابك بأنه يبحث عن دراسة سهلة، التاوالسبب أننا لم نضع القواعد العلمية ونطبقها في دراساتنا التاريخية، بحيث أصبحت الرواية التاريخية أقرب إلى الرواية األدبية في شكلها العام، فكل من يملك قلما سياال

تعبير هو المؤرخ الناجح، وال ريب أن هذا الفهم المتواضع لعمل وأسلوبا عاليا في ال

، المكتبـة 2إبراهيم مصطفى وآخـرون، المعجـم الوسـيط، ط . قوم ذوي إجالل: التجلة ) 1( .131، ص1ج) م1972 –تركيا (ية اإلسالم

.46-45ابن خلدون، المقدمة، ص) 2(

Page 28: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

118

من فهم المنهجيـة والقـوانين ن المؤرخ هو الذي أوقعنا في هذا اإلشكال، فالبد إذا، )كعلـم (النقدية، واستيعابها والعمل بها، وحينها سنرى الفارق الكبير بين التـاريخ

).هوايةك(وبين كتابة التاريخ

خباري لفظة دون المؤرخ أو قبله زمانا، وهي تطلق علـى مـن جمـع ألااألخبار في أيام العرب، والقصص الغابرة، ثم الفتوح، وهم طالئع من ألـف فـي

عنـد تـداول والسيما، وأحيانا يطلق على المؤرخين عموما، )1(التاريخ اإلسالميومن ثم قيل لمن يشتغل بالتواريخ وما شاكلها : ((، قال ابن حجر )لمحدثا(مصطلح

.)2().))المحدث(، ولمن يشتغل بالسنة النبوية )أخباري(ثم أخذت تتداول في األوساط العلمية اإلسالمية مصطلحات أخرى، فسـمي

وسيرته بصاحب المغازي والسير، ومن كتـب فـي من كتب في غزوات النبي خباري على راوي أللعرب بالنسابة، ومع بداية التصنيف والتبويب انحصر اأنساب ا

.القصص والنوادر والحكايات) المـؤرخ (و) األخباري(و) المحدث(ن الفرق رقيق جدا بين إويمكن القول

عندما نتحدث عن الفترة المبكرة لظهور اإلسالم، ألنهم جميعا يشـتغلون بأحاديـث .لفترات الالحقة تنحى نحو التخصص، لكنها أخذت في االنبي

خباريين الذين تناولوا أحـداث القـرن الهجـري ألوقد ظهر مجموعة من ا، وخضعوا لميزان الجرح والتعديل في كتب المحدثين، حيث ترجمـت لهـم األول

.وبينت صفاتهم وأحوالهم ومكانتهم عند النقاد، ضمن تراجم الرواة

نقال عن البرزنجي، صـحيح وضـعيف ( 129عثمان، المدخل إلى التاريخ اإلسالمي، ص) 1(

).14تاريخ الطبري، ص .23ابن حجر، نزهة النظر، ص) 2(

Page 29: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

119

، وجملة مـا )هـ146ت) (ئب الكلبيمحمد بن السا(ومن هؤالء األخباريين .)1(قيل فيه أنه رأس في األنساب، متروك الحديث ليس بثقة

وكـان : ((، قال عنه الذهبي )هـ158هـ أو 147ت ) (عوانة بن الحكم(ووهو كثير ... األخباري المشهور، الكوفي، : ((، وقال ابن حجر )2())صدوقا في نقله

.)3())حديثا مسنداالرواية عن التابعين، قل أن روى لـيس : ((، قال يحيى بن معين )هـ157ت ) (أبو مخنف لوط بن يحيى(و

رواية ) 585(، وهو من الرواة المتقدمين، بلغت مروياته في تاريخ الطبري )4())بثقةحتى سقوط الدولة األمويـة في أهم مدة من التاريخ اإلسالمي بعد وفاة الرسول

ه مكشوفا لعلماء الجرح والتعديل وأرباب التـاريخ ، ولئن كان أمر)5(هـ132سنة المتقدمين، فليس األمر كذلك لبعض المؤرخين المتأخرين الذين تناقلوا مروياته دون

.نظر أو تمحيص

رح والتعـديل، ، الج)هـ327ت(ابن أبي حاتم، عبد الرحمن بن محمد بن أبي حاتم الرازي ) 1(

؛ المزي، يوسـف بـن 270، ص7، ج)م1952 –بيروت (، دار إحياء التراث العربي 1طبشـار عـواد : تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق ) هـ742ت (الزكي عبد الرحمن

.250، ص25، ج)م1980 –بيروت (، مؤسسة الرسالة 1معروف، ط

، سير أعالم النـبالء، مؤسسـة الرسـالة )هـ748ت(الذهبي، أبو عبد اهللا محمد بن أحمد ) 2( .231، ص13، ج)ت.د –بيروت (

، مؤسسـة األعلمـي 3لسان الميزان، ط) هـ852ت (ابن حجر، أحمد بن علي العسقالني ) 3( .386، ص4، ج)م1986 –بيروت (للمطبوعات

عبـد المعطـي : ، الضعفاء الكبير، تحقيق )هـ322ت(العقيلي، أبو جعفر محمد بن عمرو ) 4( .18، ص4، ج)م1984 –بيروت (، دار الكتب العلمية 1أمين قلعجي، ط

اليحيى، يحيى بن إبراهيم، مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبـري، دراسـة نقديـة، دار ) 5( .487، ص)هـ1410 –الرياض (العاصمة

Page 30: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

120

، اتهمه أئمة الجرح والتعديل بالوضع )هـ170ت) (سيف بن عمر التميمي(وعامـة حديثـه ((و)) متـروك ((، ))لـيس بشـيء ((في األخبار، فتركوا مروياته،

.)1())منكرأوثق : ((قال عنه علي بن المديني ) هـ207ت) (الهيثم بن عدي الطائي(و

.)2())عندي من الواقدي، وال أرضاه في الحديث، وال في األنساب وال في شيء .)3(، ضعفه علماء الجرح والتعديل)هـ212ت) (نصر بن مزاحم(وي رواية المغازي والفتـوح، ، ثقة ف)هـ225ت) (علي بن محمد المدائني(و

، وقد سار على طريقة المحدثين في نقـد الروايـات )4(وضعيف في الحديث النبوي .)5(وإثبات اإلسناد

وثقـه ((، محدث ثقة، قال الـذهبي )هـ262ت) (عمر بن شبة النميري(ووكان ثقة عالما بالسير وأيام: ((، وقال الخطيب البغدادي )6())الدارقطني وغير واحد

.255، ص2؛ الذهبي، ميزان االعتدال، ج326، ص12المزي، تهذيب الكمال، ج )1(

–بيـروت (، تاريخ بغداد، دار الكتب العلمية )هـ463ت(غدادي، أحمد بن علي الخطيب الب) 2( .52، ص14، ج)ت.د

، 3؛ الخطيب البغـدادي، تـاريخ بغـداد، ج 468، ص8ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، ج) 3( .282ص

.253، ص4ابن حجر، لسان الميزان، ج) 4(

).18قق، صمقدمة المح(البرزنجي، صحيح وضعيف تاريخ الطبري، ) 5( .361، ص3سير أعالم النبالء، ج) 6(

Page 31: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

121

.)1())لناساهؤالء هم أهم األخباريين الذين رووا أغلب أحداث القرون الهجرية األولى، وعندما طبقنا قواعد الجرح والتعديل عليهم، فإننا نخرج بمحصلة أن أغلب رواياتهم

عند انفراد أحدهم بها، وأوردتهم هنا ألبين أن منهج النقد للرواة والسيما سوف ترد، ة في رواة ومرويات التاريخ اإلسالمي على حـد سـواء، ينبغي أن يأخذ خصوصي

.وهو ما سنوضحه في المطلب القادمكما ينبغي التنبيه إلى أن االعتماد الكلي على مروياتهم، هو مجافاة للجانـب

عند استعراض خلفياتهم السياسية والمذهبية، التي حذر منها علماء والسيماالعلمي، .التاريخ

النقدين البـاطني اإليجـابي والسـلبي، ((ضوع إعمال ويمكن في هذا المو، وعلينا أن ال ننسـاق وراء الدراسـات )2())للوصول إلى مقاربة للحقيقة التاريخية

التاريخية الحديثة التي اعتمدت على مرويات هؤالء األخباريين، الموجودة في تاريخ راء عملية النقد الطبري، وأنساب األشراف للبالذري، وكأنها حقائق مسلمة دون إج

.عليها

إن من الضروري وضع قواعد خاصة للمؤرخين، وهي تخفيف الشدة فـي وفق معايير أقل صرامة، على تقييم رواة األخبار التاريخية، والتعامل مع نصوصهم

.)3(وذلك بغية اإلفادة من رصيدهم التاريخي الكبير

.208، ص11تاريخ بغداد، ج) 1(

العمري، أكرم ضياء، مرويات السيرة النبوية بين قواعد المحدثين وروايـات األخبـاريين، ) 2( .6، ص)ت.د –المدينة المنورة (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

، )م2005 –الرياض (، مكتبة العبيكان 6ة الصحيحة، طالعمري، أكرم ضياء، السيرة النبوي) 3( .20، ص1ج

Page 32: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

122

روي عن أحمد بن حنبل وعبد الرحمن بن مهدي وعبد اهللا بـن المبـارك ينا في الثواب والعقاب، وفضائل األعمال تساهلنا فـي األسـانيد وإذا ر: ((قولهم

.)1())في الحالل والحرام واألحكام تشددنا في الرجال يناوروالرجال، وإذا الكفاية في علـم (ي في كتابه وقريبا من هذا المفهوم عنون الخطيب البغداد

، وفيـه )2()باب التشدد في أحاديث األحكام، والتجوز في فضائل األعمال(، )الروايةالتي ال تتعلق بالعقيـدة اإلسـالمية واألحكـام اتعوداللة على المرونة مع الموض

.الشرعية، والتي يدخل ضمنها الروايات التاريخية : االتية ويمكن لنا توضيح هذا المطلب بالنقاط

إن كتب الحديث كصحيحي البخاري ومسلم، والسنن األربع وموطأ مالك، أكثر -1دقة بالتزامها بقواعد منهج النقد من الكتب التاريخية، التـي التزمـت ذكـر األسانيد في رواياتها، كابن سعد وخليفة بن خياط والفسوي، ولكنها كانت مرنة

يات التي ال تتعلق بالدين، ولهذا فـإن في تطبيق منهج المحدثين بالنسبة للروامستوى الرواة في العدالة ودرجتهم في الضبط بالجملة ال ترقى إلى مصـاف

: ، قال ابن حجر عن سيف بن عمر )3(الكتب الستةسائر رواية الصحيحين، و .)4())ضعيف في الحديث عمدة في التاريخ((

لقواعـد والمباحـث هـو مجمـوع ا ) : علم مصطلح التاريخ(ن إيمكن القول -2التاريخية المتعلقة باإلسناد والمتن، أو بالراوي والمروي، حتى تقبل الرواية أو ترد، فإذا علم هذا، فال شك أن اإلسناد وتاريخ الرواة، ووفياتهم، ونقد الرواة،

، 1؛ السيوطي، تدريب الـراوي، ج 91، ص2الخطيب البغدادي، الجامع ألخالق الراوي، ج) 1(

.298ص

.133الكفاية في علم الرواية، ص) 2(

.34-33العمري، مرويات السيرة، ص) 3(

حلب (، دار الرشيد 1تقريب التهذيب، ط، )هـ852ت(ابن حجر، أحمد بن علي العسقالني ) 4( .262، ص1، ج)هـ1406 –

Page 33: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

123

وبيان حالهم من تزكية أو جرح، وسبر متن الرواية ومعناها، يشكل األسـاس .إلنجاز هذه المهمة

إن كثرة قراءة مرويات التاريخ اإلسالمي، وحال رجاله في كتب التراجم، تجعل -3المؤرخ أكثر تمرسا في نقد الرواية، فيصبح كالصيرفي فـي تمييـز العملـة

.الحقيقية من المزورةينبغي التفريق في أحداث التاريخ اإلسالمي، عند تطبيـق مـنهج النقـد علـى -4

طيرة التي تؤثر فيها األهواء، أو التي لها مسـاس األسانيد، بين األحداث الخ، وبين األحداث العادية األخرى، المتعلقة بالوفيات )1(بالفتن أو السوابق الفقهية

.والفتوح، وتولية األمراء والقضاة وعزلهمالنظر في أحوال رجال سـنده : مراتب، األولى إن نقد الخبر يكون على أربع -5

، وعنـدهم ملكـة )2(ن تدينا صحيحاين كل رواته متدينواحدا واحدا، بأن يكوالحفظ التي تمنع وقوعهم في األوهام والتخليط، وتؤدي إلى ضبطهم للرواية،

.)3(سواء في صدورهم أو كتبهمومـن روى عنـه، ووفاته النظر في األسانيد، بتتبع والدة الراوي : والثانية

.خشية االنقطاعفي األمور التي تدل على خطأ في بقية السند الـذي البحث والنظر : والثالثة

تتبع بقية الرواة من طرق أخـرى، عـن طريـق : أورده الراوي، والرابعة .المقارنة، وبيان الموافقة والمخالفة

، احتجنا أكثـر إلـى كلما ابتعدنا في تدوين التاريخ اإلسالمي عن عهد النبي -6ـ 110ت( ن سـيرين معرفة رجال السند ومرتبتهم، قال محمد ب لـم : (( )هـ

.50، ص)مقدمة المحقق(البرزنجي، صحيح وضعيف تاريخ الطبري ) 1(

، العاني، وليد بن حسن، منهج دراسة ))االلتزام باإلسالم عقيدة وسلوكا: ((ويعبر عنها اليوم ) 2( .202، ص)م1999 –األردن (، دار النفائس 2األسانيد والحكم عليها، ط

.39، ص1العمري، السيرة النبوية الصحيحة، ج) 3(

Page 34: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

124

اذ )1())سموا لنا رجالكم: يكونوا يسألون عن اإلسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا ومـرورا مقتل الخليفة عثمـان منذعصفت بالمسلمين مجموعة من الفتن

.بالجمل وصفينفر برجال اإلسـناد، فالبـد أن اوإذا كانت هناك شروط وصفات ينبغي أن تتو -7

ك شروط وصفات فيمن يتصدى لتزكية الرواة أو تجريحهم، ومـن تكون هناالعدالة، واالبتعاد عن التحزب، والضبط في الحفـظ، فضـال عـن : أهمها

االبتعاد عن األحكام الشخصية القائمة على الـذوق أو الهـوى، وأن يكـون .)2(مستيقظا ومستحضرا، وأن يضبط ما يصدر عنه، لئال يقع في تناقض

أن ال يتبادر إلى الذهن، أننا حينما نؤكد على المرونة في التعامل مـع وينبغي -8مرويات التاريخ اإلسالمي، نريد أن نداري اإلنحرافات التي وقع بها بعـض أفراد أو قادة المسلمين، أو نتلمس المعاذير الواهية لتبريرها، ما ينبغي للمؤرخ

، ال يؤثر على أدائها حب أو المسلم أن يفعل ذلك، فالتاريخ أمانة وشهادة تؤدى .)3(كره

كما أننا حينما نشير إلى التساهل في قبول الرواية، فإن هذا ال يعني الرواية عن المعروفين بالكذب وساقطي العدالة، وإنما نقصد بالتساهل إمرار أو قبول رواية

تصال من ضعف ضبطه بسبب الغفلة أو كثرة الغلط، أو التغير واالختالط، أو عدم اوفق هذه القاعدة جوز بعض العلمـاء على السند، كالروايات المرسلة والمنقطعة، و

العمل بالحديث الضعيف في فضائل األعمال والترغيب والترهيب، فتطبيق قواعـد نسبي تحدده طبيعة الروايات نقد الحديث على التاريخ أمر.

، نلحظه بوضـوح فـي والتفريق بين ما يتشدد فيه من األخبار ويتساهل فيهفـتح (تصرف الحافظ ابن حجر العسقالني، في جمعه بين الروايـات فـي كتابـه

.122الخطيب البغدادي، الكفاية، ص) 1(

–دمشـق (، دار ابـن كثيـر 1الغوري، سيد عبد الماجد، معجم ألفاظ الجرح والتعديل، ط) 2( .14، ص)م2007

.16محمد قطب، كيف نكتب التاريخ اإلسالمي، ص) 3(

Page 35: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

125

، ففي الوقت الذي يقرر فيه رفض رواية محمد بن إسحاق إذا عنعن، ولـم )البارييصرح بالتحديث، ورفض رواية الواقدي ألنه متروك عند علماء الجرح والتعديل،

الذين ليس لهم رواية في كتب الحديث، من أمثال خباريينألفضال عن غيرهما من اعوانة بن الحكم والمدائني، فإنه يستشهد برواياتهم، ويسـتدل بهـا علـى بعـض

.)1(التفصيالت، ويحاول الجمع بينها وبين الروايات األخرى األوثق إسناداوهذا يدل على قبولهم ألخبارهم فيما تخصصوا فيه مـن العنايـة بالسـير

وهو منهج معتبر عند العلماء المحققين، وإن لم يقبلـوا روايـاتهم فـي واألخبار، .األحكام الشرعية

إن تطبيق منهج النقد على مرويات التاريخ اإلسالمي، أمر البد منه، وينبغي أن ينتقل من الجانب النظري إلى التطبيق العملي، فيبدأ الباحث أوال بتطبيق مـنهج

ن الروايات إثم يراعي نوعية األبحاث التاريخية، إذ الجرح والتعديل على األسانيد،المسندة من طرق رواة ال يبلغون مستوى الثقات، أفضل من الروايات واألخبار غير

أفضـل وجه المسندة، ألن فيها ما يدل على أصلها، ويمكن التحكم بنقدها وفحصها ب .من األخبار الخالية من السند

لخطأ، وعلى قدر ما لديه من علم فـي وواجب المؤرخ المسلم أن يصحح االمسألة الواجب تصحيحها، ويستلزم ذلك جمع مصادر سلسلة اإلسناد وإخضـاعها للجرح والتعديل، وإن لم يكن له علم به، فعليه أن يعتمـد علـى المصـادر التـي

.)2(أخضعت وثائقها للجرح والتعديلعليـا لنقـد كتـب وأفضل مجال لهذا التطبيق، هو توجيه طلبة الدراسات ال

معينة، أو مدة زمنية محددة، بعد أن يستوعبوا فهم المصطلح وأصـول النقـد، وال بأس من وضع معاجم خاصة بكتب التاريخ والتفسير واألدب، التي استعمل مؤلفوها

، 1، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ط)هـ852ت(علي العسقالني ابن حجر، أحمد بن ) 1(

.279، ص7، ج)م2003 –القاهرة (مكتبة الصفا

وفاء محمد رفعت جمعة، أخطاء يجب أن تصحح فـي .جمال عبد الهادي محمد سعود، ود.د) 2( .13-12، ص)م1985 –الرياض (، دار طيبة 1التاريخ، ط

Page 36: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

126

اإلسناد في ذكر الرواية، تقوم هذه المعاجم بالترجمة لكل الرواة الـذين وردوا فـي درجتهم من حيث الجرح والتعديل، مع مراعاة خصوصـية سلسلة اإلسناد، ثم بيان

كل علم من هذه العلوم، التي تلقاها العلماء بالنقل، وينبغي أن يعلم أن النقل والحكاية شيء، واالعتماد شيء آخر، وال يلزم من األول اآلخر، وقد بذلت مثل هذه الجهود،

، )ر الطبري جرحـا وتعـديال رجال تفسي(لكنها ال تزال قليلة ومحدودة، مثل كتاب رتب أسماء الرواة على حروف المعجم، فقد، )محمد صبحي بن حسن حالق(لمؤلفه

، وعمله عبارة عن جمع وترتيب، كما أشار في مقدمته، ونقل )2933(وبلغ عددهم ن قاما بتخـريج آثـار هـذا ياللذ) أحمد ومحمود محمد شاكر(كالم محققي الكتاب .، وجاء الكتاب في مجلد واحد)1(رجال أسانيده التفسير، وبيان حال

ومن الجهود التي حاولت تطبيق منهج الجرح والتعديل علـى الروايـات، محاولة الدكتور أكرم ضياء العمري على عصر السيرة النبويـة، وعلـى مرحلـة الخالفة الراشدة، وكذلك مجموعة الرسائل الجامعية التـي ظهـرت فـي الجامعـة

ينة المنورة، وأيضا محاولة الدكتور محمد البرزنجي، عنـدما قسـم اإلسالمية بالمدتاريخ الطبري إلى صحيح وضعيف، وكلها محاوالت طيبة، لكنها لم تسد المكتبـة

افر الجهود لتطبيق هذا المنهج علـى سـائر الروايـات ضالتاريخية، لذا البد من تعن األهواء والوضـع فـي التاريخية، وهو كفيل أن يخرج لنا تاريخا حقيقيا بعيدا

.الروايات، وبذلك نستطيع أن نقدم لألجيال تاريخا يعكس واقع الحضارة اإلسالمية

، دار ابـن حـزم 1ل تفسير الطبري جرحا وتعديال، طحالق، محمد صبحي بن حسن، رجا) 1(

.7-6ص ،)م1999 –بيروت (

Page 37: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

127

اخلامتــة : يأتيبعد االنتهاء من كتابة هذا البحث نخلص إلى ما

البد من دراسة األسانيد ومعرفة حال الرواة في المؤلفات التاريخية، والتأكد مـن -ي نقل األخبار، وذلك قبل الحكم على الروايـة مـن حيـث أهليتهم وعدالتهم ف

هـا ؤالصحة والضعف، ويساعدنا في هذا الجانب وجود سالسل اإلسناد واحتواعلى عشرات اآلالف من الرواة، وإمكانية بحثهم عن طريـق كتـب التـراجم

.والرجالخيـة، ال وفق قواعد النقد الغربي للروايات التاريعلى إن التركيز على نقد المتن -

يمثل إال جانبا واحدا من البحث التاريخي، وإذا كانت نظرية نقد المتن تصـدق على التاريخ األوربي الخالي من سلسلة اإلسناد فإن هذا ال ينطبق على التاريخ

لوجود سالسل االسـناد فـي اغلـب المؤلفـات اإلسالمي في صدر اإلسالم، .التأريخية

ل النقد على كل مرويات التـاريخ اإلسـالمي، أن يفضل كمرحلة أولى قبل إعما -في التاريخ أو كان يعتمد على سلسلة اإلسناد سواء –يوضع في نهاية كل كتاب

على شكل معجم بأسماء الرواة الواردة فـي الكتـاب املحق -األدب أو التفسيروبيان حالهم في ميزان الجرح والتعديل، وهي عملية تسهل على القارئ إلى حد

.ما معرفة قوة الرواية ووزنها صحة وضعفاعلى الباحثين في التاريخ اإلسالمي أن ال يكتفوا في بحوثهم على اإلشارة إلى اسم -

المصدر والجزء والصفحة، وإنما عليهم إجراء عملية النقـد عليهـا، فإننـا إذا ديم وهي اكتفينا بهذا الجهد، وهو اإلشارة فقط، فإننا نكرر ما قام به المؤرخ الق .عملية الجمع دون النقد وهي التي حذر منها الطبري في مقدمة تاريخه

أثبتت الدراسات المختلفة قديما وحديثا عدم إمكانية تطبيق منهج الجرح والتعـديل -عند المحدثين بحذافيره على الروايات التاريخيـة التـي ال تتنـاول الجوانـب

تطبيق الجرح والتعديل على مرويات الشرعية، وهذا يعني ضرورة المرونة في

Page 38: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

128

والسيما في الفضائل او المناقب وال في االمامـة ونحوهـا .التاريخ اإلسالمي .فينبغي الصيرورة الى اشد قواعد الجرح والتعديل عندئذ

ويوصي الباحث بضرورة إدخال مواد في أقسام التاريخ تتناول مصطلح التاريخ -بة على تطبيقـه علـى مرويـات التـاريخ وقواعد نقد الرواية، وتدريب الطل

اإلسالمي، ويكتمل الجهد إذا تم توجيه طلبة الدراسات العليا، في كتابة الرسائل واألطاريح، إلى العناية بنقد سلسلة الرواة في األسانيد الواردة في الروايات التي

.يدرسونها املصــادر واملراجــع

:المصادر –أوال ، )هـ327ت(حمن بن محمد بن أبي حاتم الرازي ابن أبي حاتم، عبد الر -1

).م1952 –بيروت (، دار إحياء التراث العربي 1الجرح والتعديل، ط ابن بهادر، بدر الـدين عبـد اهللا محمـد بـن جمـال الـدين عبـد اهللا -2

زين الـدين بـن .د: حققه، النكت على مقدمة ابن الصالح، )هـ794ت ( ).م1998 –رياض ال(، أضواء السلف 1محمد بال فريح، ط

ابن الجزري، شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بـن علـي -3، دار الكتـب 1، غاية النهاية في طبقات القـراء، ط )هـ833ت(الدمشقي ).م2006 –بيروت (العلمية

) هـ643ت(ابن الصالح، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري -4 –بيروت (عتر، دار الفكر المعاصر نور الدين: حققهمقدمة ابن الصالح،

). م1977، العواصـم )هـ543ت (ابن العربي، القاضي أبو بكر محمد بن عبد اهللا -5

بيروت (، دار الكتب العلمية 4محب الدين الخطيب، ط: حققهمن القواصم، – 2007.(

Page 39: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

129

، المنهل الروي في مختصـر )هـ733ت(ابن جماعة، محمد بن إبراهيم -6، 2محيي الدين عبد الرحمن رمضـان، ط .د: حققهي، علوم الحديث النبو

).هـ1406 –دمشق (دار الفكر ، 3لسان الميـزان، ط ) هـ852ت (ابن حجر، أحمد بن علي العسقالني -7

).م1986 –بيروت (مؤسسة األعلمي للمطبوعات نزهة النظر شرح نخبة ) هـ852ت(ابن حجر، أحمد بن علي العسقالني -8

).1989 –بيروت (لمية ، دار الكتب الع1الفكر، ط

، 1، تقريب التهـذيب، ط )هـ852ت(ابن حجر، أحمد بن علي العسقالني -9 ).هـ1406 –حلب (دار الرشيد

، فـتح البـاري شـرح )هـ852ت(ابن حجر، أحمد بن علي العسقالني -10 ).م2003 –القاهرة (، مكتبة الصفا 1صحيح البخاري، ط

ـ 808ت(يلي ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد بن محمـد اإلشـب -11 ، )هـ ).م2007 –دمشق (، مؤسسة الرسالة ناشرون 1المقدمة، ط

، معجـم )هـ395ت(ابن فارس، أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا -12 –بيـروت (عبد السالم محمد هارون، دار الفكـر : حققهمقاييس اللغة،

).م1979 محمد فؤاد: حققه، سنن، )هـ273ت(، محمد بن يزيد القزويني هابن ماج -13

).ت.د –بيروت (عبد الباقي، دار الفكر ، دار صادر 1، لسان العرب، ط)هـ711ت(ابن منظور، محمد بن مكرم -14

).ت.د –بيروت (

، الجامع الصحيح، )هـ256ت(البخاري، أبو عبد اهللا محمد بن إسماعيل -15 ).م1987 –بيروت (، دار ابن كثير 3مصطفى ديب البغا، ط: حققه

، معرفـة )هـ405ت(مد بن عبد اهللا النيسابوري الحاكم، أبو عبد اهللا مح -16بيروت (، دار الكتب العلمية 2السيد معظم حسين، ط: حققهعلوم الحديث،

).م1977 –

Page 40: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

130

، كشف الظنون عن )هـ1076ت(الحنفي، مصطفى بن عبد اهللا الرومي -17 ).1992 –بيروت (أسامي الكتب والفنون، دار الكتب العلمية

، تاريخ بغداد، دار )هـ463ت( بن ثابت عليالخطيب البغدادي، أحمد بن -18 ).ت.د –بيروت (الكتب العلمية

، الجامع ألخـالق )هـ463ت(الخطيب البغدادي، أحمد بن علي بن ثابت -19الرياض (محمود الطحان، مكتبة المعارف .د: حققهالراوي وآداب السامع،

).هـ1402 –

فاية في علـم ، الك)هـ463ت(الخطيب البغدادي، أحمد بن علي بن ثابت -20أبو عبد اهللا السورقي وإبراهيم حمدي المـدني، المكتبـة : هالرواية، حقق

).ت.د –المدينة المنورة (العلمية

، شرف أصـحاب )هـ463ت(الخطيب البغدادي، أحمد بن علي بن ثابت -21 محمد سعيد خطى أوغلـي، دار إحيـاء السـنة النبويـة : حققهالحديث،

).ت.د –أنقرة (؛ تذكرة الحفاظ ، )هـ748ت(قايماز بن عثمان احمد بن بن الذهبي محمد -22

).ت.د –بيروت (، دار الكتب العلمية 1ط

، سير أعـالم النـبالء، )هـ748ت(الذهبي، أبو عبد اهللا محمد بن أحمد -23 ).ت.د –بيروت (مؤسسة الرسالة

، ميزان االعتدال في نقـد )هـ748ت(الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان -24 ).ت.د –بيروت (علي محمد البجاوي، دار المعرفة : ق الرجال، تحقي

ـ 771ت(السبكي، تاج الدين عبد الوهاب بن علـي -25 ، قاعـدة فـي )هـ –بيـروت (، دار البشـائر 5عبد الفتاح أبو غـدة، ط : حققهالمؤرخين،

).م1990

، فتح المغيث، )هـ902ت(السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن -26 ).هـ1402 –لبنان (، دار الكتب العلمية 1ط

Page 41: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

131

ـ 911ت(السيوطي، جالل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر -27 ، تـدريب )هـ، 2عبد الوهاب عبد اللطيف، ط: حققهالراوي في شرح تقريب النواوي،

).ت.د –الرياض (مكتبة الرياض الحديثة ، تاريخ الرسل والملوك، )هـ310ت(الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير -28

).هـ1407 –بيروت (ية ، دار الكتب العلم1ط

، ألفية )هـ806ت(العراقي، أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين -29 ).ت.د –جدة (السيرة النبوية، دار المنهاج

: حققه، الضعفاء الكبير، )هـ322ت(العقيلي، أبو جعفر محمد بن عمرو -30 ).م1984 –بيروت (، دار الكتب العلمية 1عبد المعطي أمين قلعجي، ط

، الرفع والتكميل، )هـ1304ت (لكنوي، أبو الحسنات محمد عبد الحي ال -31 –حلـب (، مكتبة المطبوعات اإلسـالمية 3عبد الفتاح أبو غدة، ط: حققه

).هـ1407

–القاهرة (، دار الشروق، 1محمد قطب، كيف نكتب التاريخ اإلسالمي، ط -32 ).م1992

كمال فـي تهذيب ال) هـ742ت (المزي، يوسف بن الزكي عبد الرحمن -33 ، مؤسسـة الرسـالة 1بشار عـواد معـروف، ط : حققهأسماء الرجال،

).م1980 –بيروت (

حققه، صحيح، )هـ261ت(مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري -34 ).ت.د –بيروت (محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي :

، اإلرشـاد )هـ1176ت(ولي اهللا الدهلوي، أحمد بن عبد الرحيم الهندي -35في موقع أهل (أبو عبد الرحمن الطاهر، : إلى مهمات علم اإلسناد، نشره ).الحديث، على الشبكة العنكبوتية

:المراجع –ثانيا ، المكتبـة اإلسـالمية 2إبراهيم مصطفى وآخـرون، المعجـم الوسـيط، ط -1

).م1972 –تركيا (

Page 42: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

132

اب لمجموعة باحثين، ضمن كت(أبو صعيليك، محمد عبد اهللا، الترجمة للرواة -2، الدار العالمية للنشر والتوزيع 1، ط)الواضح في فن التخريج ودراسة األسانيد

).م1999 –عمان (، دار 4أبو غدة، عبد الفتاح، لمحات من تاريخ السـنة وعلـوم الحـديث، ط -3

).هـ1417 –بيروت (البشائر اإلسالمية،

عبد الـرحمن : ترجمة انجلو وسينوبوس، المدخل إلى الدراسات التاريخية، -4 ).م1967 –القاهرة (بدوي،

، دار ابـن 1البرزنجي، محمد بن طاهر، صحيح وضعيف تاريخ الطبري، ط -5 ).م2007 –دمشق (الكثير

وفاء محمد رفعت جمعة، أخطاء يجب أن .جمال عبد الهادي محمد سعود، ود -6 ).م1985 –الرياض (، دار طيبة 1تصحح في التاريخ، ط

، 1بن حسن، رجال تفسير الطبري جرحا وتعـديال، ط حالق، محمد صبحي -7 ).م1999 –بيروت (دار ابن حزم

–بيـروت (، دار العلـم للماليـين 6زريق، قسطنطين، نحن والتـاريخ، ط -8 ).م1985

–جـدة (، الـدار السـعودية 2السيد سليمان الندوي، الرسالة المحمديـة، ط -9 ).م1984

لدار العالمية للنشـر والتوزيـع ، ا1الشيخ علي أبو شاكر، كتب الرجال، ط -10 ).م1999 –عمان (

، دار النفائس 2العاني، وليد بن حسن، منهج دراسة األسانيد والحكم عليها، ط -11 ).م1999 –األردن (

).1986 –األردن (، مكتب المنار 1عتر، نور الدين، معالم السنة النبوية، ط -12

–دمشـق (، دار الفكـر 3ث، طعتر، نور الدين، منهج النقد في علوم الحدي -13 ).م1997

Page 43: الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي

133

عالل، خالد كبير، مدرسة الكذابين في رواية التاريخ اإلسالمي وتدوينه، دار -14 ).م2003 –الجزائر (البالغ

، دار الثقافـة 1عماد الدين خليل، حول إعادة كتابة التـاريخ اإلسـالمي، ط -15 ).م1986 –قطر (

، مكتبـة العبيكـان 6ويـة الصـحيحة، ط العمري، أكرم ضياء، السيرة النب -16 ).م2005 –الرياض (

العمري، أكرم ضياء، مرويات السيرة النبوية بين قواعد المحدثين وروايات -17 –المدينة المنـورة (األخباريين، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

).ت.دار ابن كثيـر ، د1الغوري، سيد عبد الماجد، معجم ألفاظ الجرح والتعديل، ط -18

).م2007 –دمشق (، 1القاسمي، محمد جمال الدين، قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث، ط -19

).م1979 –بيروت (دار الكتب العلمية اليحيى، يحيى بن إبراهيم، مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري، دراسـة -20

).هـ1410 –الرياض (نقدية، دار العاصمة : الدوريات –ثالثا محب الدين الخطيب، المراجـع األولـى فـي تاريخنـا، مجلـة األزهـر -

.2، ج24مجلد ) هـ1372 –صفر (