نقد الفكر الديني أركون

140
رب لع ا ن ي ي ن ي لاد ل ا كة ي شwww.ladeeni.net ن يِ ّ والد ة نَ م لَ ع ل ا لام س+ لا ا- ةّ ن ح ي سَ م ل ا ربَ لع ا1

Upload: -

Post on 27-Jul-2015

394 views

Category:

Documents


10 download

TRANSCRIPT

Page 1: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

نـــــــــــــة الع�لم�والد�يــــــــــناإلســــــــــــــــــالم

ـــــة الم�سيحيـ�

الغـــــرب

أركون محمد تأليف

صالح : هاشم ترجمة

1

Page 2: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

,) ( , , , الساروال نزلة منيمنة أمين شارع ثابت بناية الساقي دار عن صادرب, . ص , . 113 /5343الحمرا هاتف لبنان (01)فاكس, : 347442( 01)بيروت

602315

تقديم

أمام أركون محمد ألقاها التي (I)المحاضرة نص� هو هذا حول سنوية ندوات يعقد مور, الذي توماس مركز

للتداول الباحثين كبار اليها محددة, ويدعو موضوعات محمد يMلقيها العلمنة عن محاضرة ثاني والنقاش. وهي

قد كانت األولى فالمحاضرة المذكور. المركز في أركون بعنوان (, وذلك1978) عام من ديسمبر شهر في ألقيت

العربية الى ترجمناها والعلمانية(. وقد ) اإلسالم اإلسالمي(. العربي الفكر ) تاريخية كتاب في وأصدرناها

ة أركون محمد يMدعى1985 عام وفي قلنا, ثانية, كما مر� ايضا[, نماإو والعلمانية اإلسالم عن فقط ليس للتحد�ث كان. دين والدين(, أي� ) العلمانية أوسع, عن وبشكل

اإلسالم, على متوق�ع هو كما تحليله يرك�ز ولكنهع�لم�ن والمسيحية, والغرب Mالم .

القارئ على , وينبغي لألولى مكم�لة الدراسة هذه نإ [ كليهما على االطالع عن دق�ة أكثر فكرة يأخذ لكي معا

العلمانية من لكل نظراته وعن أركون محمد توجه الهوامش بالكثير المترج�م النص� أرفقتM والدين. لقد أو الغامضة النقاط بعض توضيح أجل من والشروحات

[ أركون عليها يمر التي توضيح أجل من سريعا[. ثم� مرورا بالثقافة المرتبطة شاراتإوال المعرفية المرجعي�ات

المرجعي�ات عن بعيدة تبدو قد الفرنسية, والتي الفرنسية, بالثقافة المرتبطة واإلشارات المعرفية

المعهودة الثقافية المرجعيات عن بعيدة تبدو قد والتي. عام بشكل المسلم أو العربي للقارئ

صالح هاشم المترجم

مقدمة

2

Page 3: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

تبقى, التي المسائل بعض طرح في نتقد�م أن هنا نريد كما مطروحة قليال, وغير ال�إ مدروسة لألسف, غير

هذه يعالجون الفرنسيين من فرنسا. والقليل في ينبغي بين المتبادل والتواصل التفاهم قةيطر على المسائللون, غالبا, طريقة الثقافات اللعنات والحضارات. ويفض�[ السياسية الماضي, عن الموروث الرفض لموقف طبقا فان ستعمارية. ولألسفإال الحروب فترة عن وخصوصا

الفرنسيين تعل�م لم الجزائر لحرب التاريخية التجربة ذكرى تنسى كما لنسيانها سارعوا كثيرا[. فقد شيئا[ أو المقارنة تحصل فلم مزعجة. وبالتالي أو سيئة

لم البشرية, كما الثقافات بين المتوقعة المواجهة بشكل حصلت لعل�ها الوسطى, بل القرون في تحصل

الوسطى. ونالحظ نروالق في الحال عليه كان مما أقل األنظمة محل اليوم ت�حل قد السياسية يديولوجياتإال أن�

أجل الماضي, من في سادت التي الالهوتية التيولوجية حقيقي. وحده حوار كل ومنع النقاش أجواء تسميم

على جيدا[, قادر نفهمه أن العلماني, بشرط الموقف.(1) االشكاليات وطرح األمور تحريك

أخرى نظرية نحو ) أي ( أخرى2إبستمولوجية) نحوللمعرفة(

[ بصفتها العلمنة المعرفة مشكلة أمام موقفا

اليوم فيه التفكير نعيد أن علينا : ماينبغي تمهيد

العلمنة؟ أوال_ ماهي

حوالي منذ الفرنسي العام التعليم في كامل عضو انا علماني� مدر�س فأنا الصعيد هذا عاما. وعلى ثالثين

يشكل ودروسه. وهذا تعليمه في العلمنة يمارس نآ في اليومية والممارسة نتماءإال من نوعا لي بالنسبة

أن يمكن البداية, ألنه منذ أمامكم ذلك أقول أن . اود� معا

3

Page 4: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

العلمنة خط� ضمن أكون ان يمكن ال بأنني بعضهم يعتقد قد فرنسا في وجودي . إن(3) اإلسالمي نتمائيإ بسبب العلمنة تجربة وسلبية, عن كثيرة, إيجابية أشياء علمني

األمر, بي انتهى وعيشها. وقد ممارستها طريقة أو التي الفكرية القناعة وتلك الممارسة تلك , إلى[أخيرا شيء, إحدى كل , وقبل[هي, أوال العلمنة بأن تقول

.(4)البشرية الروح وفتوحات مكتسبات

مختلفة أوساط في افتتح قد كان مكتسب وهي العربي المجال فيها بما متعد�دة ثقافية وتجارب

[صحيحيا يبقى بعد. ولكن فيما سنرى كما اإلسالمي في يكون ما أبعد ذهب قد الفتح هذا إن القول

التوترات كل رب, معغلل المسيحية المجتمعات والمكتسب الظاهر الفتح هذا رافقت التي والصراعات أن يمكن وثقافية تاريخية ألسباب عائد األكيد. وهذا

االن إليها. وأكتفي نعود . وسوف(5)بسهولة نحل�لها وهي للروح موقف لي, هي العلمنة, بالنسبة ن أ بالقول الى التوصل أو الحقيقة امتالك أجل من تناضل

تحديين أو اثنتين مسؤوليتين تواجه والعلمنةالحقيقة.اثنين:

كيف أي وصحيح؟ مطابق بشكل الواقع نعرف _ كيف1 الذهني بالتوافق تحظى معرفة الى نتوصل أن يمكن

عن النظر ) بغض السائرة النفوس لكل والعقلي المهمة تكمن هنا الحقيقة؟ إلى التوصل اختالفها( نحو

عمل نهاإباستمرار. المنفتحة أو المفتوحة والمسؤولية يتجاوز أن الباحث من يفترض يMغل�ق. وهذا وال ينتهي ال

) أي الدينية وحتى والتاريخية الثقافية الخصوصيات كل حتى يتجاوز نأ

النقطة هي فيها(. هذه ولد التي الدينية الخصوصية تبين . وهي[أوال عليها النص� أريد التي والحاسمة األولى

التقسيم من بكثير أكبر خرآ شيء هي العلمنة أن لنا المجتمع. في المتعددة الذرى بين للكفاءات(6)القانوني المعرفة تخص� مسألة شيء كل وقبل [إنها, أوال

البشرية, اإلنسان(. هنا الروح ) أي الروح ومسؤولية و متساو بشكل نفسها وتفرض [أساسا العلمنة تكمن

4

Page 5: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

استثناء. دون الجميع على إجباري

أكثر خرىأ مناقشة فتخص� الثانية المسؤولية _ أما2 كانت أن منذ الدائرة المناقشة تلك : أقصد إلفة و [شيوعا مفهوم للجميع. وهذا العامة المدرسة أسست قد فرنسا

ما معرفة إلى نتوصل أن بعد انه ومنطقي, بمعنى مالئمة وسيلة أو صيغة نجد نأ ينبغي بالواقع, فإنه

.(7)نقيدها أو حريته نشرط نأ دون خرآال إلى لتوصيلها مهم�ة والتدريس. إنها التعليم مشكلة كل تكمن وهنا

[عقوال أمامه يجد س�مدر كل يمارسها يومية عملية عن الدفاع عن عاجزة بالغة, ولكن حتى أو شابة طازجة

األولى, عن خطورة تقل ال المسؤولية نفسها. وهذهمستمر. جهد بذل س�المدر من تتطلب وهي

كتوت�ر المعاشة العلمنة : أقصد العلمنة أفهم هكذا الواقعي, والتي ملالعا في االندماج أجل من مستمر الفضاء في الحقيقة أنه نعتقد ما نشر على تساعد

) أي ذلك ماعدا المجتمع(. وكل في أي=) االجتماعي العلمانوية( أو العلمنة عن بعدئذ يقال أن مايمكن كل

أجل من العلمي البحث عملية في نواقصنا كل عن ناتج هذه توصيل في التربوية نواقصنا الواقع, وعن معرفة

نتج ذلك وعن خرينآال خر, أوآال لىإ مابعد في المعرفة أو العلمانية والصراعات حداثأال من سلسلة نتجت أو

في الصراعات هذه أصبحت للعلمانية. وقد المضادة[ [سياسيا [رهانا خاص بشكل فرنسا [ رأينا كما بائسا )مؤخرا

فإن المهمة التاريخية تجرتهم من الرغم . وعلى(8 التصور هذا يحموا ولم بالفعل يعم�موا لم الفرنسيين

.(9)سعهاأو و الكلمة معاني بأفضل للعلمانية الفلسفي الجدالية المواقع يتجاوزون كيف يعرفوا لم فهم

الصعيد على بينهم, سواء ترسخت التي والصراعيةالسياسي. الصعيد على مأ الديني

: للجميع بالنسبة مفتوحة تظل العلمنة فمشكلة إذن للعلمانويين وبالنسبة للمسلمين بالنسبة أقصد

مغتبطون أنهم نجد للمسلمين . فالبنسبة(10)الصراعيينا أكثر ومزهو�ون .(11)الدوغمائية بيقيني�اتهم يجب مم�

5

Page 6: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

يخلطون أنهم نجد المتطرفيين للعلمانويين وبالنسبة اإلكليروس, أو ضد الصراع وبين الصحيحة العلمانية بين

إيهامنا يحاولون ذاته الوقت الدين. وفي رجال طبقة لكي تعليمه في(12))حياديا( المدر�س يكون أن يكفي بأنه

المسألة ه. ولكنقويعان العلماني المثال إلى يتوصل بأسرها المعرفة مسألة ألن البساطة, وذلك بهذه ليست

اليوم اليوجد نهأب أقول هنا. وهكذا مطروحة نفسها تجد يقدم نأ كان, يقدر علمي اختصاص أي واحد, في باحث

ماهية عن علمية, وموضوعية, ومقنعة مقاربة لنا أنواع كل توافر من الرغم الدينية, وعلى الظاهرة

والتحديدات والتقسيمات الوصفية الدراسات للتحدث طريقة أي نآال حتى توجد ال والتعرفيات, فإنه

قادرة طريقة أي توجد ال قصدأالدينية. الظاهرة عن كل يتجاوز الذي العقلي جماعأال هذا تحقيق على

بين التفسيرية وأ ويليةأالت والصراعات اإليديولوجيات المنظور هو المختلفة. ) هذا والمذاهب األديان

الضيق(. الخصوصي الواسع, ال األنتربولوجي

اإلعتبار بعين الدينية الظاهرة _اخذ ثانيا[ يشكل العلماني الموقف وأ العلمنة كانت إذا تقدما

معاصرين جميعا لسنا البشرية, فإننا للروح بالنسبة يخص ما في نهأ الصعيد. ذلك هذا على البعض لبعضنا

الحظوظ أن دجن ن, فإننايخرآلل وتوصيلها المعرفة متساوية. وبالتالي ليست

ينطبق الكالم مختلفة. وهذا والمستويات فالمواقف مثال, الفرنسي كالمجتمع الواحد المجتمع نفس على[ وينطبق كما خرىأ ومجتمعات أخرى ثقافات على نسبيا

اإلسالم. يسودها التي كالمجتمعات ) العلمانية مسألة الدراسة هذه في نعالج سوف

قد كنا التي(I)والعلمنة( اإلسالم ) مسألة والدين( وليس أشمل تصبح أن ينبغي نظرتنا ألن سابقا[. وذلك عالجناها

األديان. من غيره إلى اإلسالم مثال أوسع, فتتجاوز و الدينية الظاهرة اإلعتبار بعين ذخنأ أن هنا نريد فنحن أو مثال كاإلسالم تجلياتها أحد فقط وليس ككل

المسيحية. حول أو العلمنة حول غزيرة أدبيات توجد أنه الوقع في

حول كثيرة دراسات توجد ال والعلمانية, ولكن المسيحية

6

Page 7: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

المتقدم العلمي البحث ألن والدين( . لماذا؟ ) العلمنة الدقيقة العلوم مجال في فقط الغرب, ليس في أكثر إن والمجتمع, أقول اإلنسان علوم مجال في حتى إنما تاريخ تتجاوز ال اإلديان عن معرفة يقدم البحث هذا

نادرة معاهد في تدريسها يحصر التي(13)األديان[ ومتخصصة أكثر تنصب الدراسة جدا[. وبالطبع, فإن جدا

. وأما[عموما والغرب أوروبا المسيحية: دين على أكثر و باحثين يمثلون الذين للمستشرقين ترك فقد اإلسالم

والغربية. وأما الفرنسية الجامعات في هامشيين بحسب أقل, ألنها فهي يةقاألفري باألديان المعرفة البدائية. بالعقلية وملتصقة(14)وثني أصل ذات زعمهم

علم ) أي(15)الع�راقة علم إختصاص من فهي وبالتالي . . .( . اإلجتماعية وعاداتها ولغاتها الشعوب خصائص

حضور ذو أنه والرد�. كما واألخذ للجدل عرضة العلم وهذا الشيء نقول أن أيضا. ويمكننا الجامعات في ضعيف

نعرفه الذي سيوية. فماآال األديان , عن [نفسه, تقريبا الزرادشتية أو الهندوسية أو البوذية نع جدي بشكل [مثال

أوساط في الشيء جدا[. وربما قليل المانوية؟ أوالمثقف. الجمهور

الدنيوة أو بالعلمنة مايدعى نتائج إحدى كانت إذن, فقد من كامل لقطاع والعلمي العقلي االستبعاد حصول

[دورا أدى قد أنه من الرغم على المعرفة, هذا قطاعات فيها لمجتمعاتنا, بما التاريخي التوليد في [أساسيا

حالة تنبثق بالذات الغربية. وهنا وأ األوروبية المجتمعات[ مرتبط سالمإتحد�يا[. فال بصفتها اإلسالم الناحية من جدا كدين الغربي. ولكنه االوروبي بالفكر والثقافية العقلية

قليال[, إال مدروس غير عديدة لمجتمعات تاريخي وكمسار الفضاء في ومرمي مرفوض إنه معروف, بل وغير

[ بعيد انه ) الشرقي( المفترض األوروبي الفضاء عن جدا االستبعاد هذا أسباب عن نتسائل أن الغربي. وينبغي

معاهد من العديد أن نالحظ اإلسالم. فنحن يصيب الذي خاصة يةعجام كراسي تمتلك ال الغرب في األديان تاريخ

باإلسالم!

الجزائرية توضيحي: الحالة ثالثا_ مثال

7

Page 8: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

أبعد مفهومان ) الدين( هما ) العلمنة( و مفهومي إن غير فهما والبلورة. وبالتالي الوضوح عن مايكونان

[ يشك�ل ال عنهما نقوله فع�الين. وما علميا[, وإنما خطابا بين كبير اختالف يوجد أنه نعلم إجتماعي. ونحن خطاب اشتغاله لياتآ الخطابات. وبين من النوعيين هذين

خاص, يكمن, بشكل العلمي الخطاب هدف وتركيبه. ان استثناء بدون البشرية المجتمعات كل أن تبيان في

األرضية نكارإ شيء, الى كل , وقبل[تهدف, أوال تقنيع إلى تهدف فإنها اخر لوجودها. بمعنى الحقيقية

طريق عن التاريخي بمصيرها تتحكم التي القوى حقيقة لعملية مالئمة ) أي لذلك مالئمة لغة بواسطة تغطيتها.(17)الحقيقي( الواقع على والتغطية التمويه

السيد لنا استعرضها التي الجزائرية, بالطريقة والحالة ممتازا[. فهي [توضيحيا [مثاال لنا , تقدم(I)سانسون هنري

اليوم, وهذا السائد الرسمي الخطاب مع متطابقة الحالية. السياسة وللمشاكل للماضي الخاضع الخطاب

القوى ستقالل, أنأال الجزائر, عشية في نالحظ فنحن نمط على كلها تت�جه تكن لم يديولوجيةإوال جتماعيةإال

I(I)بعنوان: الجزائر عن سانسون هنري قدمها التي االضبارة الصدد بهذا انظر علماني, ذلك طائفي, ومع الجزائر, مجتمع

Henri Sanson: Algérie, société confessionnelle et pour taut laique Centre Thomas More, no 53,

8

Page 9: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

استالم بعد1962 عام انتصر الذي الخط تجاهأب واحد إن المجاهدين. بل من مجموعة قبل من السلطة[ ظهرت قد كانت المختلفة والصراعات التيارات سابقا

التحرير. وكانوا جبهة وسط في الحرب, وذلك أثناء للبالد, أوالجزائرية اإلسالمية الشخصية حول يتناقشون

هناك جزائرية؟. وكانت أم إسالمية هي هل بمعنى ) العروبية( الذي تيار تتصارع: فمنها مختلفة تيارات

الناصر, ومنها عبد جمال بمجيء مصر في انتصر قد كان اإلسالمي االنتماء على يشدد كان الذي الدين علماء تيار

هناك اإلسالميين. وكانت السلفيين خط ضمن للبالد أقلية

عن للجزائر: أي الجزائري االنتماء عن تتحدث خجولة أثناء نفسها وجدت الجزائر الجزائرية. ولكن الجزائر[ أو [قليال االستعمارية, معزولة الحرب الناحية من كثيرا

العروبية التيارات هذه عن معزولة اإليديولوجية. أقصد اإلسالمية الجامعة فكرة أصداء أن والسلفية. صحيح

الدين, ولكن علماء بواسطة السكان إلى تصل كانت الجزائريين السكان من المقاومة يلقون كانوا هؤالء

أنفسهم.

عالم بعين الجزائري المجتمع إلى ننظر أن ينبغي هكذا كما اإلسالمي العقائدي بعين والمؤرخ, وليس اإلجتماع انتصرت. قد اإلسالمية اإليديولوجيا ن, ألنآال يفعلون حضور نماطأ ذو الجزائر في اإلسالم أن نكتشف وعندئذ مرتبطة ثقافية لحقائق خاص بشكل خاضعة وتواجد[ البعض بعضها عن معزولة كانت إجتماعية بفئات أو قليال األبعد الماضي أثناء ستعمارية, ثمإال الفترة أثناء كثيرا[

قبلي مجتمع الجزائري, ككل المجتمع أن أيضا[. فالواقع بطريركية(. وقد قبائل, وعشائر, وعائالت )الى مجزأ

جتماعيةإال الجزر هذه على اإلستعمارية الفترة حافظت البعض, الى بعضها عن والمنعزلة الصغيرة والثقافية

نفس فيها يمتلك يكن لم الجزائري اإلسالم أن درجة سيتخذه الذي واإليديولوجي والعقائدي الواحدي التواجد

القومية الدولة انبثاق االستقالل, بسبب غديةللسلطة. والمركزية القسرية واإلرادوية

نآ في تعتمد أن الجديدة الجزائرية السلطة أرادت لقد

9

Page 10: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

العربي للعالم البالغ الحماسي انتمائها تأكيد على [معا انتمائها على قوة يقل ال بشكل التأكيد للعروبة(, ثم ) أو

انتمائها من بكثير ) أكثر اإلسالمية لإليديولوجيا أو السلوك أو الموقف هذا تفسير يمكن لإلسالم(. و

بمثابة الجديدة السلطة قبل من وفرضها األشياء رؤية كثرأ فعل رد ستعمارية. إنهإال الفترة ضد محتوم فعل رد

الجزائري الواقع مسؤولية تحمل عن عبارة هو مما جاد بشكل والتاريخية والثقافية جتماعيةإال للنواحي

ن. و حرة دولة قبل من مسؤوليته تحمل أقول ومتز�فعال[.

[ ذلك إلى ننتبه نأ علينا وينبغي بعين ونأخذه جيدا التصو�ر بين كائن التفاوت أو النشاز االعتبار. فهذا

كرد االستقالل بعد الجزائري والمجتمع للدولة القسري لمجتمع الطبيعي ورطالت ستعمار, وبينإال على فعل

من العديدة وأصواته الداخلية وإمكانياته قواه يستخدم الطبيعي التطور الخاص. وهذا تاريخه صنع أجل

الخارجية, و الضغوطات كل عن بمنأى يتم أن ينبغي الحال, ثم بطبيعة ستعماريةإال اإليديولوجية أو�لها

(. فيها المبالغ القومية ) أي أيضا العروبوية اإليديولوجيا جمال عهد بحلول انتصرت التي يديولوجياإال تلك أقصد

إيديولوجيا عن بمنأى يتم أن [أخيرا ينبغي الناصر. ثم عبد ضد للمقاومة دعامة نهأ على ومتصو�ر معين إسالم

بأن القول إلى يقودنا هذا ستعمارية. وكلإال اإلمبريالية نتاج هي سانسون هنري السيد يصفها التي الحالة الخاصة القوى نتاج هي مما بكثير أكثر الخارجية القوى

جتماعيةإال تعدديته نفسه, بكل الجزائري بالمجتمع على فيها تشكلت قد كانت التي بالصيغة والتاريخية

.(18)والعربية اإلسالمية الظاهرة دخول منذ القرون مدار

أقل قصد, ولم عن((ظاهرة)) كلمة لفظت لقد له المفهومي التفريق بساطة. وهذا بكل(( اإلسالم))

[ نقول(( إسالم)) كلمة نلفظ أهميته. فعندما مصطلحا[ يبدو يفهمونه الناس كل كأن أو واضح كأنه و ظاهريا يظن�ون بساطة. فهم بكل استخدامه ويستطيعون [فورا

التي الكبرى الكالسيكية النصوص إلى العودة تكفي أنه

10

Page 11: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

� ليس ذلك اإلسالم. ولكن ماهو تقول أنها يعتقد إال الذين واإليديولوجيين األجانب المراقبين خياالت فرنسا في [الخصوص, وخصوصا بهذا النظريات يرك�بون

الهوس أنواع كل لتبرير ذلك يفعلون بالذات. وهم ,الخ. المغتربين, واإلسالم العرب ال�العم تجاه السياسي

وكأنه الفرنسي الجمهور لدى بسهولة كالمهم . . ويمر المتخيل عن ناتج الواقع في المطلقة. ولكنه الحقيقة

[ بصره يعمى الذي جتماعيإوال السياسي عن تماما ان فينبغي إسالم. ولذا كلمة تغطيها التي الواقع حقائق تعقيداتها, بغض بكل وندرسها(( الظاهرة)) نراقب يقدمونه الذي والسهل(( الواضح)) التصو�ر عن النظرعنها.

على وتعميمه توسيعه يمكن الجزائر عن هنا أقوله وما وموريتانيا ليبيا إليه نضم� أن بعد المغربي الفضاء كليانية

السوداء. فكل أفريقيا طرافأ حتى والصحارى

[ يتطلب الواسع التجمع هذا بمراجعة القيام علميا حتى التحقق عن تكون ما أبعد هي _ تاريخية جتماعيةإ

صحيح. بشكل بعد تدرك لم جوانبها بعض إن ن. بلآال

أكان سواء بشري مجتمع يوجد ال أنه الواقع في [ أم [متطورا [ أم ال, متخلفا [ متقدما � جدا لتمويه ويسعى إال

في تجري انتخابية حملة بالذات. وكل الخاص واقعه عملية على مبنية(19) (( ديمقراطية)) المدعوة البلدان وتغطيتها. الوقائع تمويه هذه. أقصد والتغطية التمويه

[ ذلك نعرف ونحن فإن التجربة. وبالتالي خالل من جيدا الجزائرية الوطنية التحرير جبهة خطابات على االعتماد

وآلية الجزائرية المجتمع بنية عن صورة تقديم أجل من علماني, أو طائفي بأنه القول أجل من اليوم, أو عمله[ االنخداع يعني هذا فإن يعني هذا كثيرا[. إن وأ قليال

بتفكيكه نبتدئ أن علينا ينبغي لخطاب مباشرة الخضوع عن الكشف أجل من تعريته علينا شيء. وينبغي كل قبل

تغطية أجل من يستخدمها التي لياتآوال العمليات وإخفائها. ومهما الجزائري للمجتمع العميقة الحقيقة

النبوية باألحاديث أو القرآنية باآليات أمامي استشهدوا لن ذلك فإن الدين، رجال من العلماء يقوله بما أو

11

Page 12: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

[ األمر في يغي�ر ولن يخدعني بالنسبة يمثل ما . فكل شيئاب�ي مثلي لشخص Mاألكثر الشعب أحضان في وترعرع ر يمث�ل أقول التحرير، حروب شهد ثم ، وتواضعا بساطة

التالعب بهذا بالوقائع. ويقوم التالعب من نوعا من والمتصارعون المتنافسون اإلجتماعيون الفاعلون

عليها. والسيطرة السياسية الساحة كلية امتالك أجل البلدان في السياسية األحزاب بالضبط تفعله ما وهذا

وترغب ديمقراطية تكون أن تريد التي الغربية األوروبية القوى تفعله ما ديمقراطية. وهذا تكون أن في

هناك يكن لم لو حتى ، وغيرها الجزائر في اإلجتماعية . فهذا اآلخرين على الصمت يفرض واحد حزب إال

بطريقة السياسية الساحة كلية يحتكر الواحد الحزب تظل اللعبة األخرى. ولكن األماكن من صراحة أكثر

السلطة على السيطرة هو المطلوب . فالرهان واحدة المجريات استخدام عليهم ينبغي ذلك إلى بتوصلوا ولكي

. السياسة رهانات شرح إلى تهدف التي والوسائل

للحلول الطامح الحزب سيقد�مه ( الذي ) الشرح وهذا التمويه عمليات من عملية بالضرورة يشك�ل سوف محل�ه

األشياء. حقيقة على القناع وإسدال والتغطية

] التحليل تركيز ضروريا لنا يبدو فإنه تقد�م ما لكل نظرا[ تشك�ل التي الواقع حقول مختلف على الدقيق مجتمعا عن ما خطاب في ننخرط أن قبل وذلك ، ما بشريا[

السياسي. والعامل الديني العامل بين ما العالئق

التاريخي االجتماعي الفضاء في الدين – رابعا

نحاول أن ينبغي حقول خمسة أو ساحات خمس هناك أجل من الدق�ة من ممكن قدر بأكبر ودراستها وصفها بدون أعد�ها وبصيرة. سوف هدى على بالتحليل السير منذ أقمناها ما إذا ألننا ، بينها هرمية مراتبية اية إقامة

[ أنفسنا نسجن فسوف البداية إحداها ضمن ايديولوجيا : الساحة اتفق كيفا إذن، ، أعد�ها . سوف األخرى دون

الساحة السياسية، الساحة الدينية، الساحة الفكرية، الساحات . وهذه(20)الثقافية الساحة االقتصادية،

الذي التاريخي اإلجتماعي الفضاء كلية تشك�ل الخمس

12

Page 13: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

يمكن ال القراءة قراءته. وهذه مهمة كاهلها على تقع التأويل علم طب�قنا إذا إال وجه أحسن على بها القيام

المجتمعات أن : أي الكتاب مجتمعات فهم يخص� ما فيالموحى. الكتاب عن المنت�جة أو المتول�دة

بالعالم االندماج في طريقتنا إلى عائد ذلك وسبب من الفريدة الشبكة بتلك مرتبطة معه والتفاعلخة مبلورة الشبكة واإلدراك. وهذه التحسس من ومرس�

قص� أو تقطيع عن عبارة هي لغة األم. وكل لغتنا قبل هذا الى يضيف التقطيع . وهذا(21)بنا المحيط للواقع عن ناتجة ودالالت تحديدات من�ا الرغم على الواقع

نجد السبب ولهذا اللغة، قبل من المفروضة المقوالت إلى وغامضة يقينة غير تبدو والمجتمع االنسان علوم أن

من نضالنا فان بالذات السبب الحد�. ولهذا هذا مثل

أي من أكثر هنا نفسه يفرض والتعلمن العلمنة أجل[ ، السبب آخر. ولهذا مكان [ الصعب من أنه نجد ، أيضا جدا

كما األولى بالدرجة الدين وعن ، الدين عن نتحد�ث أنقليل. بعد سنفعل

جذور عن عبارة هي ما مجتمع في ، األديان أو ، فالدين ق أن هنا علينا ينبغي . وال وأديان الوثنية األديان بين نفر�

مقولة عن عبارة هو التمييز أو التفريق . فهذا(22)الوحيفية تيولوجية روؤيتها أو اإلدراكية شبكتها تفرض تعس�

بأنها تعلن العلمانية النظرة دائما. إن ثنوي بشكل علينا تشكيل أجل من الجذور إلى ، األشياء أعمق إلى تذهب

[ صحة أكثر رؤيا " أن نريد ال فنحن ودقة. بالطبع وعدال[ شيء كل نقلب نعيد أن نريد " وإنما عقب على رأسا جديدة. أخرى نظرة خالل من شيء لكل والتقييم النظر كل أن نجد ،(23) التيولوجية التحديدات وراء ففيما

التفسيرات فقط ليس لإلنسان قد�مت قد األديان القابلة العملية األجوية أيضا وإنما ، واإليضاحات

عالقتنا يخص� ما في مباشرة واالستخدام للتطبيقنا الذي الفيزيائي والمحيط واآلخرين بالوجود بل ، يلف�

"فوق المدعوة باألشياء وراءه وفيما ، كل�ه الكون وحتى تتجاوز التي تلك أي للطبيعة، خارقة " أو الطبيعة والعيان. للمالحظة والقابلة المحسوسة الطبيعة[ تذهب فاألديان الفوق العالم ذلك إلى تصل حتى بعيدا

المتعالية بمثابة األجوبة هذه اعتبرت طبيعي. وقد

13

Page 14: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

تعد لم فهي النقاش. وبالتالي تقبل ال التي والصحيحة البشري، عقلنا قبل من العلمي لتحليل للمالحظة مادة السبب وهيمنته. ولهذا هيبته دائرة عن تخرج هي وإنما[ األكثر حساسيتنا في ندمجها فنحن عن فقط ليس عمقا[ وإنما ، اللغة طريق : والعبادات الشعائر طريق عن أيضا

الصالة في . )كما لجسدنا معي�ن تدريب طريق عن أيمثال[(.د عندما أنه نعلم ونحن بالمعنى فينا الحقائق نجس�

أجسادنا في نصهرها عندما أي ، التجسيد لكلمة الحرفي[ مرتبطة تصبح فانها ، [ كليا العميقة. بكينونتنا ونهائيا

سوف التي اإلدارك بشبكة مرتبطة بالتالي وتصبح[ اآلن منذ تتحكم مثل وسلوكنا. على وجودنا بكل فصاعدا

فهم نحاول أن ينبغي والجذري العميق المستوى هذا دورها عليها تمارس التي والطريقة الدينية الساحة بنية في الساحة هذه

ما كل فإن المعنى . وبهذا المختلفة البشرية المجتمعات إال إستثناء( ليست دون األديان كل ) أي باألديان ندعوه التي والشعائرية الطقسية للصياغات أنماط عن عبارة

في وصهرها األساسية الحقائق دمج على تساعد . كل�ه بوجودنا تتحك�م سوف التي الحقائق أجسادنا. هذه

الحركات ببعض يقوم المسلم أن مثال نالحظ هكذا بحركات فيقوم المسيحي وأما ، صالته لتأدية الجسدية

، مختلفة بحركات يقوم البوذي وكذلك أخرى، جسدية[... وهلم� جرا

لكل المطابقة الدينية المعمارية المباني انشئت وقد األنظمة تشكلت . ثم والطقوس الشعائر هذه من

في مهمتها تكمن راحت التي الالهوتية التيولوجية من . ولكن وتوضيحها الشعائرية األنماط هذه تفسير تشك�ل التي الشعائرية األنماط بين نميز أن هنا المهم

) أي(24) صدفوية أو إحتمالية ثقافية أشياء الواقع في البنى وبين والصدفة( ، لإلحتمال منشئها في خاضعة

[ علينا تؤث�ر التي العميقة القاعدية أنها . أقصد فعليا وبشبكة باللغة مرتبطة إنسانية ككائنات حقيقتنا تشك�ل

تتضم�نها. التي واإلدراك التحسس

14

Page 15: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

، الدينية الساحة عن أكثر الحديث بنا يطول أن ويمكن إقامة اآلن حاولنا : لو ونقول القدر بهذا نكتفي ولكن

/ والساحة الدينية الساحة بين والمقارنة المجابهة األخيرة الساحة هذه أن سنالحظ فاننا العقلية، الفكرية

[ تتخذ [ مختلفة وتشكيالت أشكاال الثقافة. لنفس جدا[ هنا لنفكر حاول . وإذا لإلسالم الثقافية بالساحة مثال

أن أوال[، ، عليه فإن بذلك يفك�ر أن الغربي األوروبي[ يمتلك التشكيلة عن ممكن حد� أبعد الى دقيقة أفكارا

يمكن ال ألنه . وذلك بالذات الخاصة لثقافته العقلية أن دون ما لثقافة العقلية التشكيلة يفهم أن للمرء بالذات الخاصة ثقافته عن المسبقة المعرفة هذه يمتلك[ ضروري شيء . وهذا دائما يشعر المفك�ر فإن وإال ، جدا

. غلط أو إرتباك حالة في بأنه

[ أتقدم سوف ما : إن التالية األساسية بالمالحظة أوال[ فعله يمارس "بالعقل" ال ندعوه مستقل، بشكل أبدا

الفلسفة من طويل تاريخ بذلك أوهمنا ما عكس على اإلسالم. العقل في كما األوروبي الغرب في والالهوت

[ ودوره فعله يمارس الخيال مع عالقة على دائما ، قريبة فترة منذ الحظنا وقد(l´imaginaire) والمتخي�ل

مثال( دوبي ) كجورج المحدثين المؤرخين أن ، فقط بالمتخي�ل)) يدعونه ما يدرسون ابتدأوا اإلجتماع وعلماء

األبعاد أحد يشكل وهو( l`imaginaire social) ((اإلجتماعي الفضول هذا إجتماعي. ولكن وجود لكل الحاسمة المعرفي المنظور العهد. وهذا حديث يزال ال المعرفي

العقلية الساحة إلى بعد يدخل لم األشياء رؤية في أو األلماني المجتمع ,ال الفرنسي، للمجتمع والفكرية

ب�ينا األمريكي. فقد Mالقرون منذ الغرب في وتعل�منا ر .(25) ((العقالنية بعبادة)) يدعى ما أحضان في الوسطى

[ نجد هكذا وهو فمه الالهوت عالم يفتح عندما أنه مثال هو يمتلك أعلى عقل باسم يتكل�م بأنه يوهمنا فإنه يتكلمر . ثم والمنهجيات األدوات وحده أن ينبغي كيف لنا يفس� يدعى ما . وهذا متماسك بشكل المقد�سة الكتابات نقرأ . ولكن التعق�ل عن الباحث : باإليمان الالتينية اللغة في

أو إستقالليتها الفلسفة وافتتحت ديكارت ظهر عندما

15

Page 16: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

خ راحت فإنها الالهوتي، العقل براثن من أغتصبتها ترس�[ أكثر بشكل العقل سيادة كان السابق. فقد من تفاقما أمام وتواضعه بذل�ه ، األقل على يعترف، الالهوتي العقل الديكارتي العقل أمامه. أما ينحني الوحي. وكان معطى

[ به نفتخر الذي خ فإنه ، كثيرا التي الذات سيادة يرس�[ نفسها الذات في عندئذ يدخل عداها. ثم ما تستبعد نوعا

للفكر المكر�س العقالني الجزء بين القاطع الفصل من العاطفي الجزء وبين الصحيحة، والمعرفة العادل

( نفسه ديكارت تعبير ! ) بحسب المخيلة : أو والخيالي في وجدت . وقد la folle du logis( المسكن )مجنونة

رة كتب عشر التاسع القرن مدعوة )أو ومتخصصة متبح� الكتب اليوم. وهذه حتى موجودة تزال وال بل كذلك( ،

أو سحر أو خرافات الغرب في توجد تعد لم أنه على تؤك�د أو السوداء أفريقيا في الحال عليه هو كما تعاويذ

العلمية العقالنية العالم. وحدها من أخرى أماكن في في مضى وقت أي من أكثر تهيمن . وهي وتهيمن تسود والساحة الجو هذا مثل . وفي الظافرة العلمنة عصر

لمعرفة الطامح العلماني المزعم يظهر العقلية الفكرية(26) لآلخرين وتوصيلها الحقيقة

في الصعوبة حجم لنا سابقا! يبدو قلناه ما كل بعد ، اآلرامية باللغة تحدث الذي المسيح كالم إلى التوص�ل

في الصعوبة ضخامة لنا وتبدو . كما باألغريقية وليس كما : أي القرآني للخطاب األولى اللحظة إلى التوص�ل

دون من مجتمع في شفهية بعبارات مرة ألول لفظ يعتمد مجتمع في . أقصد قليال إال يكتب ال أو كتابة

نبذل أن علينا . وينبغي (II) الشفهي النقل على أساسا[II الشفهية" لكي النص>ية "العبارات أو الشفهية العبارات عن عمدا هنا أتحدث

ولكي ، المقدسة للكتابات واللغوي األلسني البعد أهمية الى القارئ أنبه هذه بها لفظت التي التاريخية لألوضاع واللغوية الثقافية الحقيقة الى به أعود

القرآن بنسخة التلويح يكفي يعد النزول( . ولم )= اسباب مرة الول اآليات نص عن عبارة هي بالمصحف المدعوة النسخة . فهذه اليوم يفعلون كما

X شفهيا كالما تعد ولم مكتوب، >ر البداية. وهذا في عليه كانت كما حرا كليا يغي من االنتقال عملية واستخدامه. ألن وتفسيره الله كالم فهم شروط من

X تصحب المكتوب النص مرحلة الى الشفهي النص> مرحلة جزء بضياع حتماالمعنى. من

16

Page 17: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

] لكي التاريخيين والحساسية التعقل من ضخمة جهودا إياها أورثتنا التي المعرفة وموضوعات مقوالت نتجاوز أنواع من معي�ن ونوع ، عشر التاسع القرن وضعية

. (III)الماركسية

فكرة أو صورة تشكيل إلى التوصل أجل من ذلك وكل[ كان الذي المعرفة نمط عن المجتمعات في سائدا

فمجتمعات))بالوحي. يدعى ما فيها انبثق التي البشرية قد واإلسالمية اليهودية كما األوروبية الغربية(( الكتاب

التفاسير )أو(( القراءات)) قاعدة على وعاشت اشتغلت الظاهرة . وهذه الوعي لظاهرة حصلت ( التي بالجمع[ عنها نتحد�ث في أنها لو كما السهولة من بنوع أحيانا[ تفلت أنها نعلم . ولكننا ايدينا متناول ايدينا من واقعا

اإلنسان أن نعلم فنحن ذلك . ومع النواحي كل من[ الديني بعده في اليها يلتجئ منه يستمد� مكان عن باحثا

المعاصرة. ولكننا ثقافاتنا تقد�مها تعد لم التي الحلول[ أنفسنا عندئذ نجد ال الوحي ظاهرة أمام سالح كل من عز�

(27) الوحي والكون: كون العالم ذلك أمام هذه،

وفهمه إليه الولوج في اليوم نمتلكها التي واإلمكانيات القرون في عاشوا الذين أسالفنا إمكانيات من أقل

يسوده زمن في عاشوا األسالف . فهؤالء الوسطى االلهي البعد يكن . ولم لحاجياتهم مناسب معرفي نظام

أو الشك من ذرة ألدنى يتعر�ض للطبيعة والخارق المعجز[ ال االعتراض [ وال سياسيا منذ اليوم حاصل هو كما ، عقليا

الغرب. أوروبا في عشر السادس القرن

[ دورا تلعب السياسية الساحة أن ونالحظ حاسما إلى بالقياس ثم والعقلية الفكرية الساحة الى بالقياس

III هنا اهاجم ال إني X X موقفا أهاجم ذاتها, ولكني بحد محترمة وفلسفة معرفيا المسبقة األحكام هذه اشاعة في ساهمت التي الشيوعية اإليديولوجيا

من أكثر طياته في يحمل الذي المعروف خطابها خالل من وذلك ، للعقالنية>ل. الخيال من هائلة كميات آخر خطاب أي والمتخي

17

Page 18: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

نرى . وكما البعض بعضهما مع وتداخلهما الدينية الساحة سل�م أو هرمية مراتبية إلقامة وسيلة اية نمتلك فال

أن لنا يمكن . كيف الساحات هذه مختلف بين أولويات[ نحدد الخليفية للدولة السياسية القوة كانت إذا فيما مثال والساحة الفكرية للساحة ما تشكيلة فرضت التي هي

أن )بمعنى ؟ الصحيح هو العكس أن أم االسالمية، الدينية فرضتا اللتان هما الدينية والساحة الفكرية الساحة

مشكلة أن نجد ( هنا الخالفة لدولة السياسية القوة وال ، بكليتها نفسها تطرح والسياسة الدين بين العالئق

التي بالسهولة اآلخر على أحدهما نغل�ب أن نستطيع مرة مسبق بشكل األمر حسمنا ما . وإذا بعضهم يفعلها أخرى

مجال في مباشرة ونسقط التحليل أرضية نهجر فاننا(28) اإليديولوجيا أو والمتخي�ل الخيال

الخيال في وحبور ارتياح بكل دورها تمارس األشياء إن بأنه ، عادة المسلمون يقول كما ، قلت . فإذا المتخي�ل أو مرتبطة غير األرض وجه على سياسية سيادة توجد ال

فاني لها، وخاضعة عليها ومرتكزة االلهية بالسيادة . )بمعنى(29) الكبير الواسع المتخي�ل أحضان في أسقط

[ الواقع أرضية أترك أني يفتح أن يكفي أنه ( . ذلك كليا[ عينيه المرء : الصحيح هو العكس أن يكتشف لكي قليال

القسرية الطبيعة ذات السياسية األنظمة أن فالواقع القوة على والمعتمدة الحدود أبعد الى المتشن�جة والجيش البوليس )كجهاز حديث بشكل المنظمة

طريق عن طاغية سلطة تمارس التي واإلعالم( هي ولكنه بالفعل يهيمن الدين أن . والواقع الدين إستغالل

فإن ذلك من الرغم . وعلى(IV) مكان أي في يحكم ال الموحى الدين أو الله بأن يقول(30) اإلجتماعي الخطاب

يكذ�ب الواقع يحكم. ولكن أن ينبغي أو يحكم، الذي هو خاضعين ليسوا الفعليين الحكام بأن ويقول الخطاب هذا[ يخضعوا ولم ، الله لكالم أبدا[ القرون في له ابدا

. الوسطى

IV لحالة المخصصة دراسته مدار على سانسون هنري السيد وض>حه ما وهذا الجزائر.

18

Page 19: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

بالتداخل نلتقي ، بالضبط النقطة هذه في ، وهنا ندعوه / والعقالني. فما الخيالي بين المستمر والتشابك

)من نصوص مجموعة عن عبارة الواقع في هو الله بكالم متروكة النصوص وقرآن( . وهذه وأناجيل ةراتو

معناها يحددون الذين والفقهاء الدين رجال لتفاسير ؟ يمث�لون وماذا ، الفقهاء هؤالء هم من . ولكن ودالالتها

سالميإال الفكر تاريخ من الكالسيكية الفترة ثناءأ في العلوم أتباع وجه في ينهضون الدينية العلوم تباعأ راح

بالفلسفة المتأثرين والمتكلمين الفالسفة يأ) العقلية كلي بين الحاصل الصراع ( . وكان رسطوطاليسيةأال بالعقل دعوته ما وحدود حجم حدد قد تجاهينإال . وهذا اشتغاله وآلية تركيبته وطريقة(31) سالميإال

عن [سابقا قلناه ما كل لىإو والثقافة اللغة الى يعيدنا بشري مجتمع في الفكرية الساحة وآلية اشتغال طريقة

اللغة سلطة الى يعيدنا ذلك فان ، آخر بمعنى ، معي�ن القوى صنع من هي التي والتفاسير التآويل لىإو السيطرة أجل من والمتنافسة الموجودة جتماعيةإال

. [يضاأ الفكرية الساحة على ثم السياسية الساحة على ، تلك أو الحكومة هذه بأن القول أن نرى السبب لهذا ، آخر سياق يأ أو سالميإال أو المسيحي السياق في

من نوع في السقوط يعني الله رادةإ على مرتكزة من بالطبع ضروري متخي�ل . ولكنه المتخي�ل أو الخيال

مجتمع أي يوجد . وال اشتغاله وآلية المجتمع سير أجل بدون أي مختلف، بشكل آليته أو دوره يمارس بشري لىإ يحتاج الجمهوري النظام ما. فحتى متخي�ل تشكيل

نأخذ أن ينبغي ولكن أموره تستقيم لكي(32) المتخي�ل عندما الضوء دائرة الى ونبرزها الحقيقة بهذه [علما

والمجتمع والسياسة الدين بين الروابط لدراسة نتصدىوتقييمها.

[عبثيا لنا يبدو السابقة المالحظات هذه ضوء وعلى العامل بين يخلط اإلسالم بأن كالببغاوات القول تكرار

نإف ذلك من الرغم الروحي. وعلى السياسي/ والعام . بل(33) مطلقة عقيدة نهاأوك شائعة كهذه عبثية فكرة

حتى أنه العقل! ونجد على قائمة نهاأ يعتقدون نهماو يرددون لنا معاصرة األكثر الغربيين سالمياتإال علماء

19

Page 20: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

أن في ريب . ال عاتقهم على ويأخذونها المقولة هذه بينهما طلالخ

مفروض خيالي إسالم عن عندئذ ناتج ولكنه ، موجود يجيء المسلمين. ثم الفقهاء قبل من كعقالني

ماإو ويتبن�وها هي كما الفكرة ويأخذون المستشرقون غير التدخالت عن ومحسوس واقعي بشكل ناتج انه

الفكرية والساحة الدينية الساحة بين عليها المسيطر هذه على السيطرة أن السياسية. والواقع والساحة األولي الوحي على تعتمد ال للمجتمع المشكلة الساحات

تعتمد هي دين. وانما أي جوهر لىإ تنتمي ال أنها كما ، أم كانت دينية ما، رسالة فيها تفهم التي الطريقة على

في واندماجها تطبيقها طريقة وعلى ، سياسية : التالي هو هنا المهم الشيء فان ذنإ. و المجتمع

التاريخية الشروط نوعية الى ننظر أن ينبغي في وينزرع يندمج أن سالمإلل فيها اتيح التي المحسوسة

[جيدا النقطة هذه نفهم متنوعة. ولكي بشرية مجتمعات[ التحليل في ندخل أن علينا ينبغي [ عامال ونحل� آخرا

: العامل هو اآلن حتى نذكره لم آخر عنصر طالسمقتصادية. إال الساحة أو االقتصادي

ولكن ، حترامأال من بنوع أنظر نيإف الصعيد هذا وعلى مجال في الماركسي لالسهام الحذر من بنوع [يضاأ

العامل على التركيز في محق� أنه الفكر. فالواقع االقتصادية الساحة بأن القول ويمكننا قتصادياال

مفتاح منها نجعل أننا ذلك يعني أن دون هميةأال شديدة بالتأكيد علينا ينبغي المجال هذا يخص� ما شيء. وفي كل التي ، البورجوازية لعبته الذي الدور هميةأ الى نشير أن

أد�ت . فقد أخرى طبقات جملة من اجتماعية طبقة هي[ الطبقة هذه في السياسة زحزحة في حاسما دورا

ينبغي ذلك أخرى. ولتدارك جهة من االوروربي الغرب التحليل منظور داخل نتموضع أن علينا

تركيز فقط وليس ، البشرية للمجتمعات المقارن .(34)وحده االوروربي الغربي المثال على االنتباه

فترة عاش قد سالمإال أن يعلم أن القارئ على ينبغي

الطبقة هذه معينة. وكانت برجوازية طبقة والدة شهدت

20

Page 21: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

عنها التحدث لنا يحق أنه بحيث والوضوح التماسك من كانت االسالمية. لقد المجتمعات تطو�ر في دورها وعن

، الغربي بالمعنى رأسمالية غير تجارية بورجوازية والبضائع. السلع تجارة حول متمحورة كانت ولكنها جنوب الى الهندي المحيط من تمتد التجارة هذه وكانت الصحارى. طريق عبور طريق عن باسبانيا [مرورا فرنسا

الهجري الخامس وحتى الثالث القرن منذ استمرت وقد الميالديين( عشر والحادي التاسع القرنين بين ما يأ)

االسالمي العالم لعواصم اقتصادي ثراء عنها نتج وقد ثم ، ايران في وشيراز ، وأصفهان ، : كطهران الكبرى

... الخ سورية، في ودمشق العراق، في والبصرة بغداد

المسرح صورة الغرب في فرضت التي البورجوازية إن ثمرة يضاأ هي اليوم نعرفه الذي والثقافي الفكري تستحق التي المهمة محددة. والظاهرة تاريخية صيرورة

أوروبا في شهدت قد البورجوازية أن هي هنا التسجيل متواصلة استمرارية عشر السادس القرن منذ الغربية

كانت حيث ، سالمإال دار في حصل ما عكس على انبثاق التاريخ ذلك منذ أوروبا شهدت وقد(35) متقط�عة

ثم تجارية البداية في نشيطة. وكانت اجتماعية طبقة هذا على الحال واستمر وصناعية رأسمالية أصبحت

تتفتح البورجوازية راحت هذا. هكذا يومنا حتى النحو االقتصادية. للفعالية مستقلة دائرة [تدريجيا وتشك�ل ومتأخرة [نسبيا محلية ظاهرة الحدث هذا ويشك�ل

من [عارضا [حدثا بصفتها ندرسها أن الظهور. ويمكننا . نظريته كل عليها بنى ماركس . ولكن التاريخ حوادث مستقلة دائرة تفتتح أن اوروبا استطاعت وهكذا

دائرة تدشين ممكنا أصبح ذاته الوقت . وفي لالقتصاد . وفي الدينية الدائرة عن ومنفصلة تقلةسم سياسية راحت ايضا ذلك موازاة وكل الدينية الدائرة عن فأكثر أكثر ثقافية دائرة تتشك�ل

ندعوه ما تشك�ل راحت والمستقلة المتمايزة الدوائر هذهl`occident (36) بالغرب

بحيث والوضوح القوة من الفصل أو التمايز كان لقد العالم من الجزء هذا نصف أن بامكاننا يعد لم انه

المسيحية. أو بالمسيحي

21

Page 22: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

معروفة األساسية والصيرورة التاريخية العملية وهذه فيرنان أمثال من المؤرخين دراسات بفضل [جيدا اآلن

الكبير المؤرخ يدعوه ما تشك�ل . وهكذا بروديل فقد ذلك أثر وعلى(37) ((للغرب المادية بالحضارة))

وتشكيلة أخرى صيغة التخاذ الدينية الساحة اضطرت مختلف بشكل التموضع لىإ واضطرت كما(38) أخرى

حررتها التي المذكورة الساحات هذه لىإ بالقياس الساحة وخصوصا مستقلة، وجعلتها البورجوازيةترافقها. التي يديولوجيةإال والساحة االقتصادية

أخرى مقاربة الى الكالسيكية االسالميات من – خامسالالسالم

االجتهاد عمل فقط ليس به والقيام عمله أحاول ما نإ وأحاول أحتل�ه الذي فالموقع لإلسالم بالنسبة التأويل أو

توافر عدم بسبب تسميته نستطيع ال منه االنطالق . العلمنة مفهوم محل يحل� أن يستطيع جديد مفهوم

[ رأينا كما ، يتمثل الموقع هذا ان الواقع في ، سابقا المعرفة. وهذا مشكلة أمام لإلنسان محدد بموقف خالل من والتشك�ل التبلور طور في اآلن هو الموقف

مساري يقودني هناك والمجتمع. فإلى االنسان علوم[ بصفتي اإلبستمولوجي [ باحثا جامعيا[. وبهذا واستاذا

الصلة يستعيد أن المعاصر اإلسالم على نإف المعنى في ازدهر الذي الخالق الفكري وبتراثه المبدع بماضيه للهجرة. وقد والرابع الثالث القرن بين الواقعة الفترة باإلنسية)) سابقا دعوته لما وازدهار تألق فترة كانت

.(V) ((العربية

[ لنا يحق ال تبرهن التي ذلك. فالنصوص ننسى أن أبدابسهولة. إليها العودة ويمكننا موجودة عليه

فسوف ! واال جيدا األمور على هنا : لنتفق ولكن إستراتيجية إتباع إلى أدعو . فأنا تفاهم سوء يحصل

V هجري" الرابع القرن في العربية "اإلنسية عن أركون محمد كتاب انظرL`humanisme arabe au IVe/Ve siécle j. Vrin 1982

22

Page 23: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

آن في وتتجاوزه اإلسالمي المثال تشمل أخرى معرفية.

الدين)) عادة أكتب أنشرها التي المقاالت ففي اإلسالم. مثال أو((اإلسالمي المثال خالل من والمجتمع

: أي ما شيء بناء الى تهدف هذه((خالل من)) وكلمة خطوة رأيي في يمث�ل الذي اإلبستمولوجي الموقع ذلك . فالجهد لألشياء وتعل�قنا فهمنا يخص� ما في األمام إلى

يخص� ال بمشروع ينحصر أن يمكن ال المطلوب المعرفي يهم . وإنما اإلسالمية الطائفة أو ، فقط االسالم إال

(39) األديان كل ومن ، الجميع

� أن ، اإلسالم يخص ما في ، نجد ولكن [ مشروعا واسعا[ بالطبع يشك�ل كهذا اإلسالميات وضع من نوعا

. والشك النقد محك� ( على الإلستشراق ) او الكالسيكية هي الكالسيكية اإلسالميات هذه بأن القول علينا وينبغي

عن صادر وهو ، اإلسالم عن غربي خطاب عن عبارة[ . إن الشرقية باللغات اختصاصيين منذ يشك�ل كهذا علما

وغير ملتزمة معرفية ممارسة عشر التاسع القرن االلتزام هنا بااللتزام . أقصد ذاته الوقت في ملتزمة

المستشرقين أن بمعنى ملتزمة اإلبستمولوجي. انها ، اإلسالم يراقبون عندما الخاصة ثقافتهم إلى ينتمون

[ عنه يتحدثون ثم ومسل�مات مسبقة فرضيات من إنطالقا أو الثقافة، بهذه خاصة وإيديولوجية والهوتية فلسفية

التزامهم الثقافة. إن هذه وراء تربض قل غير آخر باحث كل التزام نفسه هو اإلبستمولوجي

المجتمعات يدرس عندما حتى باالستشراق مختص ملتزمين غير الغربية. ولكنهم أو االوروبية المسيحية

المستشرقين أن الوقت: بمعنى ذات في إبستمولوجيا[[ يبالون ال والمجتمعات المسلمين بمصير اطالقا

عنه. يكتبون ما أو اإلسالم يدرسون عندما االسالمية ليست فهذه

هذا. فعلى يومنا حتى صراحة[ يقولون كما مشكلتهم وزحزحة التجديد مهمة تقع أنفسهم المسلمين كاهل

ومعرفتهم. لفكرهم التقليدية الحدودرون المستشرقين علماء نجد النحو هذا وعلى يفس�

أو زيادة دون االسالم عن فهموه ما وينقلون ويترجمون

23

Page 24: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

طيبة. ولكنهم نية بكل ذلك . ويفعلون(40) نقصان بالطريقة الدينية المشكلة بأن أعماقهم في يعتقدون

أي لها ليس اإلسالمية، الجهة في عليها المطروحة المعرفية( ) أي اإلبستمولوجية الناحية من عالقة

المجتمعات في مطروحة هي كما الدينية بالمشكلة[ المسألة بإختالف يعتقدون المسيحية. إنهم في جذريا

يدرجون ال فهم بينهما. وبالتالي رابط وال الجهتين، كلتا تخص� عامة إشكالية ضمن إبستمولوجيا، اإلسالم، في أدخلوه ما إذا أنهم أو بمجملها الدينية الظاهرة

أكثر الهوتية أو إيديولوجية تكون فإنها مقارنة دراسة غارديه لويس أعمال الصدد بهذا ) انظر بحتة علمية منها

( . قنواتي وجورج[(41) الفللوجية المنهجية استخدموا وقد [ زمنا من طويال

واالنجيلية التوراتية((والتأثيرات األصول)) استخراج أجل مقارنة دراسة عن عبارة بقيت القرآنية. ولكنها لآليات

على وحتى بل ، التعبيرية الصيغ على مرك�زة شكالنية أو السيميائية البنى التاريخية. أما وأنسابها الكلمات للمجاز، األساسي والدور الديني، للخطاب الداللية كل باختصار أي الدينية، للقصص االسطوري والبعد

عنه انبثقت الذي الوحي لخطاب المؤسسة المقوالت والتي الدينية الطوائف قبل من المقد�سة النصوص

فقد ذلك كل أما فقط، وتجسيداته تجلياته بعض تشك�ل[ بقي المنهجية قبل من كلي شبه أو كلي بشكل مجهوال

االستشراقية. الموضوعات على المقارنة المنهجية يطبقون وقد

اإلسالمي الطرفين كال لدى والالهوتية التيولوجية في قنواتي وجورج غارديه لويس فعل كما والمسيحي

.(VI) االسالمي الالهوت علم الى : مدخل كتابهما

في اليوم حتى المقارنة يواصلون أنهم ونالحظ نوع من مقارنة . ولكنها المسيحية– اإلسالمية الملتقيات

مقارنة في أنفسهم يجهدون تقليدية. فهم أقصد خاص، التاريخية الظروف عن المفصولة العقيدة نقاط

VI Louis Gardet et Georges Anawati: introduction a la theologie musulmane. J.vrin. Paris. 1948

24

Page 25: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

.(42) مرة ألول فيها تبلورت التي المعرفية واألنظمة األفكار تاريخ بين والخالف الفرق كل يكمن وهنا

(VII) الفكر أنظمة تاريخ وبين التقليدي،

ذروة تبلغ الصريحة أو الضمنية المقارنة أن ونالحظ ((الحديثة)) المجتمعات كانت أن منذ والتعسف العسف

في ابتدأت قد وإيطاليا,الخ، وبلجيكا وانكلترا كفرنسا االسالمية المجتمعات تستعمر عشر التاسع القرن

عن((العلمي)) اإلنتاح عصر ابتدأ والعربية. وعندئذ جوانب عن أي واإلخوان، المرابطين عن والدين، السحر

الثقافة أصاب سابق بطيء تدهور عن ناتجة اإلسالم من تم . وعندئذ(43) اإلسالم فيها انتشر التي والحضارات

عالم عن والفولكلورية االنتوغرافية الصورة فرض و الظافرة العلموية اإليديولوجيا مواجهة في اإلسالم

((المسيحية)) للمجتمعات(44) ((الكونية اإلنسية))

السائدة الحالة بأن القول الغربية. ويمكننا واألوروربية كل تفاقم من تزيد خاص، ( بشكل1970) عام منذ حاليا[،

عن الغرب شك�لها التي الخيالية والهلوسات التصورات. اإلسالم

ذلك؟ كل من نتخل�ص أن يمكن فكيف قد اإلستشراقية والبحوث األدبيات أن الواقع في

تجاه التفاهمات وسوء المتطرفة النظرة تصحح ابتدأت القرون إلى جذورها تعود والتي ، اإلسالم عالم

[ أضرب ولكي. الوسطى الجديد التوجه هذا على مثاال دانييل: نورمان كتاب إلى القارئ أحيل لالستشراق

)باإلنكليزية(. ما صورة صنع كيف والغرب، اإلسالم- Norman Daniel: Islam and the west, The making of an

image.

VII عام منذ أدنتها قد كنت بأني أقول أن أود الملتقيات هذه يخص ما في ( الى مسلم من بعنوان: التماس كتبته نص خالل من ( وذلك1970

الالزمة؟ والدروس النتائج استخرج من او ؟ به اهتم من المسيحيين. ولكن أن نستطيع الملتقيات هذه بواسطة وال الطريقة بهذه ليس حال، اية على

المسائل نواجه أن وتلك الجهة هذه في لنا يتيح جديد موقع الى تنوصل. تماما مختلفة بطريقة المطروحة

25

Page 26: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

[ القارئ وأMحيل كما التاريخية الدراسات إلى أيضا المثال دمج باتجاه تنحو التي األنتروبولوجية وحتى

اإلنسان لعلوم العامة االستراتيجية داخل اإلسالمي واالستخدامات اإليدولوجية الكتابات والمجتمع. ولكن

/ والغرب( هي )اإلسالم الجهتين كلتا في اإليدولوجية تتغل�ب العلمية. وهي الدراسات من اآلن حتى بكثير أكثر

.(45)والمحدودة البطيئة جهودها وعلى عليها

[ قلت قد كنت [ حصل قد بأنه آنفا في انبثقت أن تاريخيا في وذلك علماني، تلوين ذات إن سية نزعة اإلسالم أMجهضت اإلنسية هذه األولى. ولكن الوسطى العصور

] تاريخية ألسباب الميالدي عشر الحادي القرن من بدءا4) ((بأنه قال القرآن)) ألن وليس ومعرفتها، تحليلها يمكن

ر ويMشاع يشيع ... كما(6 األلسن. على قوله ويتكر� يقولون الذين البشر( هم )أي االجتماعيون فالفاعلون

اإلنجيل. إلى بالقياس كما القرآن، إلى بالقياس ذلك يقوله بذلك. فما اإلنجيل وأ للقرآن عالقة ال أنه والواقع[ منفتح الواقع في هو القرآن أو اإلنجيل وواسع. دائما

[ أكثر إنه [ انفتاحا البشر. وهذا اهإي يقو�لوهما مما واتساعا ظاهرة بوجود ويتحك�م لي يبدو ما في يشرط االنفتاح المعاصرة. وأفض�ل المجتمعات في المقد�سة الكتابات

[((المعاصرة)) كلمة استخدام هنا من((الحديثة)) من بدال الزمنية الحداثة بين الفرق إلى نتباهإال لفت أجل

أو شيئان اإلبستمولوجية. فهذان أو المعرفية والحداثة بذلك أقصده ما أوض�ح تماما[. ولكي مختلفان منظوران

في وإسالمية عربية شخصيات وجدت قد أقول: بأنه ول�دت وقد الميالدي، / التاسع الهجري الثالث القرن

ال حداثة ذات إبداعية مؤل�فات وأنتجت فكرية، مواقف هو واحد اسم بذكر هنا نتكفي تMدحض. سوف وال تناقش

لكل الممثلين أفضل من (. وهو869 عام )مات الجاحظ الثقافة بها ضج�ت التي والثقافية الفكرية المواقف

اإلنسية من الرائعة الفترة تلك في اإلسالمية العربيةر والفتح والمغامرة االستكشاف العربية: فترة والتحر�

كبير لكاتب وإيران. إنه العراق منطقة في المنتشرة[ كبير وفن�ان جدا[ الصفات هذه أيضا[. كل كبير ومفك�ر جدا

(

(

26

Page 27: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

شخص فالجاحظ المعنى شخصه. وبهذا في مجموعة النقد نوع من أسئلة اإلسالم على يطرح حديث

أن ماليو مسلمو يستطيع ال التي األسئلة هذه التاريخي،.(47)وجدواها ضرورتها مدى يلمحوا

نتصو�ر أن علينا ينبغي ال بأنه أمامكم أقول السبب ولهذا الزمني التسلسل من خط�ي مفهوم ضمن الحداثة

ج في يعيش من أن بمعنى البشرية، للروح والمتدر�[ أكثر بالضرورة هو عصرنا في عاش ممن وحداثة تقد�ما في سقطنا ذلك فعلنا ما السابق. الخ... فإذا العصر بأن� واعتقدنا عشر التاسع للقرن الوضعي الفكر أحبولة نسيطر أننا العهد. صحيح حديث مكتسب هي الحداثة

أوسع بشكل منتشرة أنها كما أفضل، بشكل اليوم عليها من تعميمها بفضل الوسطى القرون في عليه كانت مما الشخصيات حتى أنه والتعليم. ذلك المدرسة قبل

للتحد�ث، مضطرة كانت الجاحظ أمثال من المتقد�مة للفكر. بالنسبة وإكراهية قسرية شروط ضمن آنذاك، جديد، من اليوم تنتعش القسرية اإلكراهات هذه ولكن

أجهزة خالل من نرى كما السابق من أقوى وتصبح بل الدولة تمتلكها التي اإليدولوجية والتعبئة المراقبة العالم من مكان كل في االستقالل بعد الناشئة

.(48)والعربي اإلسالمي

[ ونشهد قطاعات بعض في الحداثة تراجع من نوعا[ أو عربية من المعاصرة المجتمعات من إسالمية. فمثال

وتحقيقها، القديمة الكالسيكية النصوص طباعة يخص� ما نبي الحال عليه كان مما ندرة أكثر أصبحت قد أنها نالحظ(.1950 – 1930) عامي

اليقينيات مع القطيعة تحدث العقلية الحداثة إن المتشنجة والمسل�مات التقليدي لإليمان الدوغمائية

الحر البحث عن اليوم نتحد�ث المغلق. ونحن للنظام حرقته عن يعب�ر الصوفي كان كما الحقيقة عن والشارد التوصل يخص� ما في ولغته إمكانياته نقص وعن ولوعته،

لحظة نعيش الحالتين كلتا الله. وفي بمطلق تحامللال

(

(

27

Page 28: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

فية والعاطفية العقلية المصادر بكل مزو�دة مضنية تقش�.(49)البشرية للروح

[ للذهاب الشجاعة لدينا تكون أن ينبغي نصل حتى بعيدا الموقف هذا عند بالتوق�ف نكتفي وال الموقف، هذا إلى

[، الشائع الشكوكي االرتيابي أيامنا في لألسف، كثيرا التعليم في معينة طريقة تول�ده الموقف . وهذا(50)هذه

أن علينا ينبغي مزي�فة. نعم وإنما حقيقية علمانية ليست فال والدروب، المسالك كل في والذهاب بالشرود نقبل

[ نشرد أن ينبغي الضياع. ولكن نخشى للحقيقة طلبا نخشى ال يجعلنا الذي الداخلي الثبات ببعض نتمت�ع ونحن

للروح. فكرية مغامرة أية أو مشكلة، أو صعوبة أية[ نعلم نحن بالطبع ونصارع نناضل أن علينا ينبغي أنه جيدا

[ نقول أن دون الحقيقة. نمتلك بأننا أبدا الفكري الموقف )أو هذا الروح موقف اعتمدنا ما إذا

فإننا الحداثة، اقسي ضمن اإلسالم دراسة أجل هذا( من ضمن اإلسالمي التراث مضامين كل عندئذ نستعيد[(51)المعنى ألركيولوجيا الواسع اإلطار أن من . وبدال هذا فقط، وتعظيمه وتمجيده به باالفتخار نتله�ى

[ يفصلنا الذي والتعظيم التمجيد الواقع عن حتما[ أقولها الراهن، التاريخي تحليله علينا ينبغي ذلك من بدال

قدره من الحط� أو تسفيهه أجل من ليس بكليته نقديا[ نشأته سبب وتبيان تفكيكه أجل من وإنما وأهميته، ولماذا وتشك�ل، بها نشأ التي الطريقة على وتشك�له هيمنت التي المجتمعات في مارسه كما دوره مارس

المراجعة بهذه نقوم اإلسالمية. ولكي الظاهرة فيها ينبغي مرحلة أو�ل فإن للتراث، األساسية النقدية للقرآن التفسيرية القراءة إعادة في تتمث�ل إنجازها قراءة إعادة صالحية شروط تحديد باألحرى أو اليوم،[ انطلق اإلسالم ألن . ولذلك(VIII)اليوم كهذه من بدءا

(

(

(

)

VIII الروز، أي نيف ميزون نشر دار القرآن، في آركون: قراءات انظر: محمد .1988 والثانية ،1982 األولى الطبعة

- M. ARKOUN: Lectures du Corn, Maisonneuve et Larose, Paris, 1982, 1988.

28

Page 29: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

البعض. إنهما بعضهما عن يفصلهما ال تدشينيين حدثين القرآني، بالخطاب يتمث�ل األول متكامالن. الحدث

نتحدث . وسوف(IX)المدينة بتجربة يتمث�ل الثاني والحدثتباعا[. عنهما

يمتلك الذي القرآني الخطاب فضاء أوال[، هناك،-1 بنيته طبيعة بسبب الخاصة اإلب�ستميائية مكانته التي التاريخ تيولوجيا بسبب ثم أوال[، اللغوية

خها [ هنا أتحد�ث ال أني القارئ ثانيا. يالحظ يرس� أبدا .((ابه الموحى الحقيقة)) عن أو((الله كالم)) عن

أوال[، أرك�ز، أن بعد. أريد ما في تأتي أشياء فهذه اللغوي جالنسي باألحرى أو اللغوي الفضاء على

مختلفين: مستويين على مقاربته أجل من للقرآن مرة، ألول به الشفهي التلفظ مستوى األول

)نص� كتاب إلى تحو�ل أن بعد النص� وىمست والثانييلي: كما ذلك نستعرض مكتوب(. وسوف

أ- اللغوية العبارات من متواصلة سلسلة عن عبارة

[ النبي. وكان فم بها تلف�ظ التي الشفهية أيضا آن في يتمت�ع رجل تجربة عن ينفصل ال مرجعا[

وإنسان دين رجل أنه التالية: هو بالصفات معا[ ممارسة رجل ولكنه والتفكر، التأمل يجب

الدنيوي التاريخ قضايا في منخرط ونضال[ أمامه وجد محمد جاء المحسوس. وعندما مجتمعا

(

IX والعلمنة اإلسالم عن أركون محمد دراسة هنا يستشير أن للقارئ يمكن X، مور توماس مركز نشرها التي تجربة مصطلح معنى لمعرفة وذلك سابقا

العربية الترجمة يخص> ما القرآني. )في النص> تشك>ل كيفية ثم المدينة،اإلسالمي(. العربي الفكر تاريخية كتاب من فصل آخر صالح. انظر لهاشم

29

Page 30: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

وعادات معروفة ومؤسسات قديم ماض ذا ذلك، كل وثقافة... وجد ودين وقيم وتقاليد

مؤسساتي إطار إلى به واالنتقال تغييره وأراد طراز وإلى الحياة، في أخرى طريقة وإلى آخر،

هذه االنتقال مختلف. وعملية وقانوني ثقافي يعب�ر )أو الشفهي القرآن بها يقوم التي هي

العبارات هذه يعكسها(. ومجمل أو عنها كتاب في بعد ما في تMسج�ل سوف الشفهية وليس هنا، للكلمة والعادي الثقافي بالمعنىالموحى. للكتاب المتعالي بالمعنى

بين محصور كتاب عن نتحد�ث إذ حن_ ون ب شفهية ثقافة من االنتقال بذلك نعني دفتين

د انتقال مكتوبة. وهذا ثقافة إلى وذو معق� موضوعنا. فهو لفهم بالنسبة قصوى أهمية فيها تشكل التي ةمالحاس اللحظة تلك يشك�ل

الوحيد المصحف بأنه وأMعل�ن ما مصحف اآلن منذ إليه يرجع أن ينبغي الذي الصحيح يمث�ل العمل ذلك المسلمين. وكان كل فصاعدا[

بعد ما في سيصبح ما باتجاه خطوة أو�لنت . وهكذا(52)باألرثوذوكسية جديدة مرحلة دش�

)أو للمجتمع التاريخي للتوليد جديدة عملية أو هنا نتموضع للمجتمع(. وهكذا التاريخي اإلنتاج

حصل. إنه ما قراءة للقراءة، آخر صعيد على محددة استراتيجية باعتماد يتمث�ل جديد صعيد

اإلسالمي التراث مجمل تفكيك أجل من )أي المكتوبة الصياغة بهذه المرتبط

سوف كتوبةمال الصياغة المصحف(. فهذه خمسة طوال دورها وتمارس فعلها تفعل[ عشر ولكن اليوم، وحتى الزمن من قرنا

[ مضاد بشكل السياسية النواحي )من دائما القطاع ذلك والمعرفية( لكل والثقافية

ظل� والذي اإلسالمية، المجتمعات في الواسع للتراث شيء، كل من الرغم على خاضعا[،

ر التراث الشفهي. وهذا كلل دون ذلك )ولنكر�[ ف�ختي ملل( لم أو األيام من يوم أي في أبدا

(

30

Page 31: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

ظهور من الرغم على اإلسالمي، المجال من بصفته المجتمعات هذه مسرح على الكتاب الحرف ظهور وبالتالي ثقافية، ظاهرة

للسلطة. وقد أداة بصفته المخطوط منذ واسع نطاق على األداة هذه استخدمت

.(53)األموية الدولة تشك�ل

له( تفسيري )أو لإلسالم قراءتي أن تجدون هكذا قراءة أو الزمن، في متسلسلة خطية قراءة تكون لن

الفضاء كل على وتغطي عداها ما تخذف دوغمائية العالمة والثقافة الكتاب قبل من المحد�د الجغرافي والمدن. فهذه العواصم في رافقته التي الفصحى قبل من بالقوة فMرضت التي هي التقليدية القراءة آخر. على فضاء وحجبت واحد فضاء على ورك�زت التراثن أن نريد نحن العكس الجدلية القراءة ندش�

قراءة التاريخي: نقصد االجتماعي للفضاء والديالكتيكية عليه سيطرت الذي القطاع بين باستمرار تتراوح

ظاهرة عليه سيطرت الذي والقطاع الشفهية، الثقافة تطبيقها ويمكن كليا[، جديدة القراءة الكتابة. وهذه

والمجتمعات األناجيل ظاهرة على األشكال من بشكلعنها. انبثقت التي المسيحية

ه هو هذا ألفت أن أريد الذي األول المنهجي التوج� لحظة إلى نعود أن بالفعل علينا إليه. ينبغي األنظار تمي�ز الذي المزدوج التجسيد هذه في نقرأه وأن القرآن

بعين نأخذ أن ينبغي األولى. ولكي األصول منذ به[ االعتبار [ دعوته قد كنت ما أيضا .((المدينة بتجربة)) سابقا

تاريخي حدث عن عبارة المدينة: وهي تجربة-2 الالهوتيين انزعاج من الرغم بالكامل. وعلى

بين أMمي�ز وأن إال أستطيع ال أني إال والفقهاء[ حد�دتها كما القرآنية الظاهرة الظاهرة / وبين آنفا

هي بدايتها ونقطة األخيرة هذه اإلسالمية. وأصل للكلمة والنموذجي الكبير بالمعنى) المدينة تجربة[ أصبحت ألنها تحتذى وقدوة التاريخي للعمل نموذجا هذا(. يومنا حتى المسلمين أجيال كل قبل من

(

31

Page 32: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

اسمه رجل تجربة أساسا[، هي، التجربة وهذه[ استطاع مك�ة. وقد من مواطن محمد، عام من بدءا

في ينجح أن للهجرة األول العام م( أي622) الخطاب بقوة ومرتبطة تاريخي نمط ذات عملية العملية بهذه القرآن. نقصد في المكث�ف الديني

المدينة. دولة أو دولة، – مدينة إقامة التاريخية في فقط تMدخ�ل لم الجديدة الدولة وهذه

العالم في أوسع بشكل وإنما آنذاك، العربي المجتمع[ ككل، المتوسطي [ للدولة جديدة نموذجا من مستعارا

[ أثينا دولة بعد الرومانية اإلمبراطورية الدولة من ثم أوال البMعد الدولة هذه إلى أضاف ثانيا[. ثم� الخالفة تشك�ل عن ونتج القرآني، بالوحي ث�لموالمت لها الداعم الديني

المسيحية اإلمبراطورية في حصل لما مشابه شيء ذلك للبابا المزدوج الرأس مع الوسطى القرون في

الرأس هذا أن� هو بينهما الوحيد واإلمبراطور. الفرق هو: رأس واحد رأس في اإلسالم في اجتمع قد المزدوجاإلمام. أو الخليفة

بهذه التفكير إعادة على تجبرنا المدينة تجربة إن تجربة كل مع جديد من اليوم تنبثق التي المشكلة أن إال بينهما االختالف من الرغم وعلى الحداثة،

من نوع إقامة يمكن بعنى: كيف واحدة، تبقى المفاهيم الديني/ والواقع البعد بين والتمفصل االرتكاز

[ يحيلنا الديني البعد السياسي. إن يمكن ما إلى أساسا أوسطية. الشرق للمجتمعات الديني بالمتخي�ل ندعوه أن الفعلي التنظيم فيخص� السياسي الواقع أما

من وذلك العربية(، القبائل )هنا البشرية للمجموعات ما، سياسي ونظام ما، اجتماعي نظام بلورة أجل

الديني ببعديها العملية دولة. وهذه تشكيل وبالتالي ( م،632 – 622) عامي بين أMنجزت قد كانت والسياسي

[ يدعى الذي الرجل هذه قيادة وتحت المدينة، في محمدا[ يMقب�ل راح والذي نبي بصفته فأكثر أكثر وبشكل تدريجيا

الله.

[ سمهأب هكذا أدعوه إني كما ألقاب أي من عاريا[ نقول .((الله ابن يسوع)) وليس((الناصري عيسى)) مثال

32

Page 33: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

الحالتين. وبحسب كلتا بين وتشابه تواز يوجد فهنا الخلط إلى د�يؤن فإننا ذاك، أو المصطلح لهذا استخدامنا

التي الصعوبة . وكل(54)ال أم التحليل مستويات بين كيف نرى التالية: أن النقطة في تكمن هنا تواجهنا جاز إذا نفسها، بالحركة الناصري عيسى دوره يمارس أو الله، ابن يسوع بصفته نفسها باللحظة أو التعبير،

هنا: حالتنا يخص ام في نفسه الشيء المسيح؟ يسوع مكة من المواطن محمد، استطاع كيف نرى أن ينبغي

ن أن قريش، قبيلة في والعضو تاريخية تجربة يدش� الشخصي باسمه يتحد�ث ال الذي النبي محمد مع ارتباطا[

هذا على ومMستقب�ل الله من آت متعال كالم باسم وإنما النقطة هذه الضمائر. وتوضيح أو الوعي قبل من النحو[، مهم شيء سوف الناس وعي في يتجذ�ر أخذ ما ألن جدا )أو يول�دون سوف الذي للبشر الفعلية الرؤيا يصبح

ينبغي ما فيها. هذا يعيشون التي ينتجون( المجتمعات[ اهتمامنا عليه ونرك�ز نراه أن البصر نعمي أن من بدال

محمد كان إذا فيما حول ينتهي ال الذي المكرور بالحديثى يفعل كما ال، أم الله من مباشرة الرسالة هذه تلق�

تخص� األخيرة النقطة بعضهم. فهذه أو المستشرقون[... حل�ها إلى التوصل يمكن ال قد أخرى مشكلة أبدا المسيحي: أقصد العالم في نفسها بالصعوبة ونلتقي المنفصل هذه عن معقولة بطريقة الكشف صعوبة

ابن المسيح، / ويسوع الناصري عيسى بين العقالنيالله.

وعلماء المستشرقون عنه يتحد�ث كما اإلسالم إن وفي النصوص "موجود" في شيء الغربيون جتماعإال

[ موجود العديدين. إنه المسلمين أفواه الخطاب في أيضا أنهم بذلك يتوهمون الجماعي. وهو أو جتماعيإال

الخالد اإلسالم أي الوحيد، اإلسالم بصفته يعرفونه على((اإلسالمات)) هذه نصو�ر أن يمكننا واألبدي. ولكن

واإلسالم التيولوجي، اإلسالم الجمع: أي طريقةقنا ما التاريخي. وإذا واإلسالم السوسيولوجي، دق�

[ فيها النظر مختلفة. وال إسالمات أنها وجدنا جيدا أي إلى أنتسب أن كمسلم يخص�ني ما في أستطيع

جميعها منقوضة ألنها السائدة، الصيغ هذه من واحدة(

33

Page 34: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

ب�ل من يرتفع صوت أتبن�اها. أنا التي الفكرية الحداثة ق� أخرى طريقة هناك بأن يقول لكي اإلسالم داخل من

بين من صوت اليوم. أنا الدينية الظاهرة لمقاربة وتحتل� نفسها عن تعب�ر أن تحاول أخرى أصوات

العلميين، الباحثين طأوسا وفي المجتمع، في مكانتها تكون أن في ترغب مفتوحة مناقشة خالل من وذلك

.(55)للكلمة والعقلي الفكري بالمعنى ديمقراطية

نحاول المغلق( الذي القسري التحديد )ال الفهم إن[ ليس الدينية الظاهرة عن تشكيله [ وال جوهرانيا 5)ماهويا

أن يمكن أنه اللحظة هذه حتى يعتقدون أبدا[. كانوا(6 والتجسيدات التجليات كليانية واحدة بلحظة نشمل[ كاإلسالم األديان، من بدين الخاصة الدينية ما أو مثال التجليات هذه أن� هي الحقيقة باإلسالم. ولكن ندعوه

والتحليل الوجود من بمستويات تتعل�ق والتجسيدات واالقتصاد، النفسي، التحليل كعلم كبير حد إلى متنو�عة

التي والدوائر الساحات تلك كل أي والفكر، والسياسة[ أثرناها أن الواقع المجتمع. في تشك�ل والتي آنفا

ومنفتحة إيجابية مقاربة هي بها نتقد�م التي المقاربة محسوسة مقاربة وضعية(. إنها ليست )ولكن وواقعية

الماهوية، الجوهرانية والعقلية المسبق، التحديد ترفض انتشرت طالما التي المعروفة المواقف تلك وكل

ت واإلسالمي. ولهذا الغربي الوسطين كال في وأضر� أرض على معركة لخوض مضطرون فنحن السبب تجريدية أو وهمية معركة ليست فهي وبالتالي الواقع،

.(57)العاجية أبراجهم في المنغلقين المثقفين بين تجري

IIالتقاء" بين "كنقطة - العلمنة والمسيحيين المسلمين

الماضي والمسيحيون: ميراث _ المسلمون أ والمسيحيين. المسلمين بين تقاءأللل خطان هناك

االختيار. حق لنا أتيح ما إذا بينهما نختار أن علينا وينبغي[ ليس الحق هذا أن ذلك [ مضمونا بسبب دائما

(

(

(

34

Page 35: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

اإلكراهات بذلك أقصد واإلكراهات. وال القيود وجود هذين .. إليكم فرنسا في األقل على السياسية،

الخطين:

بالدخول المتمث�ل التقليدي الخط أوال[، - هناك،1 على لها. أضرب نهاية ال عقيمة وجداالت مناقشات في كال في بالالهوت الخاصة المقارنة مشاكل مثال[، ذلك

الله، ابن ومشكلة والوحي، النبو�ة، مشكلة ثم الطرفين، خالل ومن تقليدية بطريقة يعالج ذلك الخ... وكل

ما والمعروف. وإذا القديم الالهوتي المعجم مفردات بين الحامية الجدالية المناقشات هذه في دخلنا

ال أبدا[. فهي نخرج لن فإننا والمسلمين المسيحيين الجدالية وقرون. فالمماحكات قرون منذ مستمرة تزال

أو المسيحية، – اليهودية أو المسيحية، – اإلسالمية األديان هذه كانت أن منذ موجودة اإلسالمية – اليهودية

نفسه. الموضوع عن كاملة مكتبات ظهرت. وهناك قد[ نجد أن يمكن ال أنه مرة ألف التجربة أثبتت وقد أو منفذا )الحوار الحوار عن يتحدثون الطريقة. إنهم بهذه حال[

هذه أحب� ال إلخ...( ولكني اإلسالمي، – المسيحي الكلمة هذه ألن� ولكن الحوار، ضد� ألن�ي الكلمة. ليس

سة المشروعية تخلع وعلى اثنتين، ذاتيتين على المؤس� صعيد على مباشر صدام في يدخالن جماعيين متخي�لين

أن علينا ينبغي أنه حين في الموروثة. هذا تهمااتصور أو المشتركة القاعدة إلى نصل حتى األعماق في نغوص التي العقائد تلك عليه تأسست الذي المشترك الجذر مرتبطة الواقع في هي والتي بعضا[، بعضها تنفي

[ ومحددة عرضية وثقافية تاريخية بظروف في تماما مواقعها عن اإلشكاليات نزحزح إذ التاريخ. ونحن

والفهم التحليل من آخر مستوى نحو التقليدية مغلقة قالع عن عبارة كوننا عن نتوقف المشترك،

في بعدئذ ننخرط البعض. ثم بعضها مع وتتحارب نتصارع[ بصفتنا المتضامن البحث نفس في تتخب�ط نفوساالبشرية. بالمشروطية الخاصة الحدود

35

Page 36: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

المنحى نفس ضمن فيسير الثاني الخط وأما_ 2 باعتماده، قبلنا ما سابقا[. وإذا خططتها قد كنت الذي علم بممارسة نبتدئ أن علينا ينبغي أنه يعني ذلك فإن

طريقة على والتاريخ واأللسنيات األنتروبولوجيا رؤيا يقدمون الذين المعاصرين المؤرخين أحدثالدينية. الظاهرة عن مختلفة أخرى

عمقه في اإليمان تسفيه إلى سيؤدي أنه أعتقد وال أن لألديان يتيح سوف . ولكنه(58)كإيمان األساسي

تلك نتجاوز تجعلنا أن على قادرة بلغة نفسها عن تعب�رمنا التي العتيقة الجدالية المماحكة بيننا. وتفصل تقس�

ه أن بنبغي الذي هو الثاني الخط وهذا اليوم نشق�به. ونهتدي

ضرورة عن التحد�ث أفض�ل فإني السبب ولهذا الدينية تراثاتنا كل مسؤولية تحمل عن أي((التضامن))

[ متضامن، بشكل والثقافية الحوار عن التحد�ث من بدال والالمبالي الكسول التسامح مفهوم إلى يحيلنا الذي

تحمل وتحو�الته. أما المعنى ألنتاج الجديدة والرهانات على العكس، على فيجبرنا، متضامن بشكل المسؤولية

[ جذرية أكثر مستوى على المشاكل طرح ذلك من وعمقا وعلماء الفقهاء عنده توق�ف الذي السطحي المستوى وذلك الكالسيكية، والميتافيزيقا التقليديون الالهوت

[(59)واالرتياب الشك فلسفة ظهور حتى كان إذا . فمثال في الوحي غير آخر شيء هو المسيحية في الوحي

ذات ألنها المشكلة توضيح علينا ينبغي فإنه اإلسالم، ضمن وتوضيحها المشكلة طرح جذرية. وينبغي أهمية اللغات طريق عن وليس للحداثة، المعرفي اإلطار

هيمنتها تفرض التي التقليدية الالهوتية المصطلحات أن تستطيع ال الطوائف. ولكنها من طائفة كل على

علم )أو الحديثة بستمولوجياإال على هيتنتها تفرض.(60)الحديثة( المعرفة نظرية

(

(

(

36

Page 37: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

الصعيد على فقط يقتصر ال الثاني الخط هذا ولكن المواطنين حياة بمسألة يهتم هو وإنما المحض، الفكري

بأفضل بالعلمنة نلتقي المجتمع. وهنا في بينهم ما في[ إثارة وأكثرها الكلمة معاني هذه للعزائم. ولكن وتحريضا

الموجودة الثقافة نمط على وثيق بشكل تعتمد العلمنة يمكن وال بل مستحيلة، بالتالي المجتمع. وهي في المجتمعات في اآلن السائدة الثقافة نمط في رها،�تصو

عن أتحد�ث هنا عربية. وأنا غير أم كانت عربية اإلسالمية السائدة، الثقافة نمط عن الثقافة،

ألن وذلك القرآن، عن أو اإلسالم عن أو الدين عن وليس أعني "الثقافة" فإني كلمة ألفظ آخر. فعندما شيء هذا مجتمعاتنا تخترق التي ولوجيةياإليد التيارات كل بها

[ بعنف، العنف (. وهذا1950) عام منذ وخصوصا لهذه داخلي نتاج عن ةعبار فقط ليس ولوجيياإليد

في الجدلي النتاج يمث�ل األصل في هو وإنما المجتمعات، الهيمنة فرضتها التي العنيفة الصدمة لتلك الرجعية خط

تلتها. التي المادية الحضارة هيمنة ثم االستعمارية مضطرة نفسها تجد المجتمعات هذه فإن السبب ولهذا اللغة خالل من تستطيع كما نفسها عن تعب�ر ألن عندئذ

الثقافية الحالة هذه مثل لديها. وفي المتوافرة الدينية حد�دناها التي بالصيغة العلمنة أن� الواضح لمن فإنه

داخل فيه التفكير أو تصو�ره يمكن ال شيء هي سابقا[ ويا المعاصرة. ولكن، والعربية اإلسالمية المجتمعات

في اإلعالم ووسائل الخارجي المراقب فإن أسفاه، المستوى هذا مثل إلى النزول ترفض وأوروبا الغرب الكليشهات تكرار تفضل التحليل. وهي من العميق

طالق وعن المسلمين، لدى الزوجات تعد�د عن المعروفة العنف، وعن اإلرث، وعن الجهاد، وعن إلمرأته، الرجل

.(61)الديني والتعص�ب

ا جهة، من هذا العلمنة أن نالحظ فإننا أخرى جهة من وأم� تظل� فرنسا في السياسيين المسؤولين ىدل الشغ�الة

أن للمغاربة يمكن ال بأنه يقولون عندما ناقصة. فمثال[فوا روا أو يتثق�� العلماني، المجتمع في يندمجوا أو يتحض�

(

37

Page 38: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

[ بذلك يبدون فإنهم يليق ال الذي التعص�ب من نوعا . والواقع(62)تاريخها ضوء على مرئية[ الفرنسية بالثقافة

خ على يستحيل أنه كيف يفهم أن الفرنسي الفكر مؤر� العريقة ثقافته يتناسى أن فرنسي سياسي لقائد يمكن باالستراتيجية تتعل�ق ولحاجيات ولوجيةيإيد ألسباب كليا[

فقط. األصوات وكسب االنتخابية

ب�ل من المواقف هذه مثل اتخاذ إن السياسيين القادة ق� ويسيء الطرفين، بين والتفاهم الفهم سوء من يقو�ي إلى يؤد�ي فرنسا. وهو في السائد االجتماعي للجو�

المغربية الجالية أبناء قبل من قوية فعل ردود حصولون الذين كما واحترقوا، استبعدوا قد بأنهم يحس�

االستعمارية المرحلة أثناء أوطانهم في استبعدوا الظاهرة بنفس نصطدم الشمالية. وهكذا ألفريقيا التضامن مسؤولية تحمل يرفض الذي الموقف وبنفس

اليوم يؤب�دونها التي الهيمنة عالقات وتجاوز التاريخي الهيمنة عالقة كانت السابق )في أخرى وأشكال بصيغ

بواسطة تتم عليهم / والمهيمن المهيمنين بينا المباشر، االستعمار [ اتخذت فقد اليوم وأم� أشكاال

أخرى(.

[ الصراعات لهذه أن والواقع تاريخ طويال[/ إنه تاريخا بيت¢ هو الحوض المتوسط. فهذا األبيض البحر حوض

متبادل. بشكل فيه البعض بعضنا واستبعدنا فيه تعايشنا قد اإلسالم في الوليدة البورجوازية مرحلة كانت وإذا

[ توق�فت، ذلك فإن الميالدي، عشر الحادي القرن من بدءا في الغربية والبورجوازية الغربية القوة صعود رافقه قد

الصليبية الحروب مغامرة ابتدأت اللحظة. وعندئذ نفس[ التجارة طرق على السيطرة أجل من المحيط من بدءا

بهذا نط�لع أن األوروبي. ينبغي المغرب وحتى الهنديالمجال: هذا في الكبير استاذنا كتاب على الصدد

عهد في المتوسطي والعالم المتوسط" بروديل اننفير تعود اليوم منها نعاني التي ". والمشاكل الثاني فيليب

الذاكرة أيضا[. ولكن قبله ما إلى وحتى التاريخ، ذلك إلى[، قصيرة للناس التاريخية التي الجزائر حرب فحتى جدا

(

38

Page 39: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

أي يحصل لم أن لو كما نسيت، قد القريب باألمس جرت دروس على تشتمل أنها من الرغم على شيء. هذا

[ ثمينة وتعاليم كيفية على كاشفة أضواء وتلقي جدا والفكر الفرنسية المؤسسات اشتعال آلية أو اشتعال

تصدرها التي والغزيرة، الوافرة األدبيات الفرنسي. إن�[ تتوصل لم الكبير، المغرب عن الفرنسية المكتبة إلى أبدا

المجتمع. هذا في الدينية للظاهرة الصحيح التفسير

ا فهم ا المغرب، في شيء ال الدين يعتبرون أنهم إم� وإم�ر شيء كل ويحسم شيء كل يعتبرونه أنهم كل ويفس�

ترجع الديني للعامل التناقضية المقاربة شيء! وهذه هذه تزال دوركهايم. وال مدرسة إلى األصل في

عندما اليوم حتى فرنسا في مهيمنة النظرة أو المقاربةرون في محكومون المغاربة بأن ملل أو كلل دون يكر� العامل بين((الخلط)) جو� ضمن الدهر أبد حتى العيش مضيئة إشارة نجن السياسي. وهنا / والعامل الديني

وآلية((العلمنة)) فهم طريقة على بالغة داللة ذات.(X)كله الغربي وربما الفرنسي، الفكر في اشتغالها

[ ليس ذاته بحد� اإلسالم إن العلمنة. ولكي وجه في [مغلقال أن عليهم فإن العلمنة أبواب إلى المسلمون يتوص�

واللغوية النفسية والقيود اإلكراهات من يتخل�صوا ليس كاهلهم، وتثقل عليهم تضغط التي ولوجيةييدإوال

[ وإنما بالذات، الخاص تاريخهم رواسب بسبب فقط أيضا لكي الدولي. وعليهم والمحيط الخارجية العوامل بسبب

لوا التاريخية الحقيقة مع الصلة يعيدوا أن ذلك إلى يتوص� األولى. األربعة الهجرية القرون في اإلسالمي للفكر

القرنين بين اإلسالم أرض في وMجدت قد أنه فالواقع

)

X عن الفرنسي العلمي البحث في اإلسالم معاملة يخص ما بعض في الفالحون كولونا، التالي: فاني المرجع انظر الكبير العربي المغرب

منشورات الريفية، الجزائر عن االجتماعي التاريخ عناصر بعضالعلماء. .1987 الجزائر

- Fanny Colonna: Savant Paysants. Elements d'Histoire sociale sur I'Algerie rurale.

39

Page 40: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

نيدعو المثقفين من حركة للهجرة والثالث الثاني التاريخ قبل من بعد ما في اضطهدوا وقد بالمعتزلة، حرفيا[: أولئك تعني المعتزلة نفسه. وكلمة اإلسالمي

[ أنفسهم وضعوا الذين إرادتهم بحض واعتزلوا جانبا التسمية استغل�ت فقد األرثوذكسية والتفكير. أما للتأمل

فتها المعزولين تعني فأصبحت األصلي معناها عن وحر� تسفيههم أجل من األمة. وذلك عن المتفرقين أو

عالجوا قد المفك�رون هؤالء قدرهم. كان من والحط� تهمنا التي الفكرية للساحة األساسية المسائل بعض المزدوجة الثقافية تهمعيمرج بسبب وذلك هنا،

اإلغريقي. فباإلضافة والفكر الوحي بظاهرة والمتمثلة[ اهتموا قد فإنهم اإلسالمي، للوحي دراستهم إلى أيضا

األخرى الممارسة وتلك للفكر، اآلخر المحور بذلك اليونان من اآلتية الممارسة تلك للعقل. أقصد

المجتمع إلى هجومية بقوة دخلت والتي الكالسيكية[ اإلسالمي فعلوا الهجري. وقد الثاني القرن من بدءا

الفالسفة. أسلوب عن مختلف بأسلوب ذلك

مشكلة طرح حد� إلى المفك�رين بهؤالء األمر وصل لقد بأن اعترافهم مجرد . إن((المخلوق بالقرآن)) دعوه ما

[ يمث�ل مخلوق القرآن [ موقفا الوحي، ظاهرة تجاه فريدا / أو الهجري الثاني القرن عز� في حداثة موقف يمثل إنه

المبتكر التيولوجي الموقف هذا الميالدي. وكان الثامن[ يفتح المعتزلة اتخذه الذي حقال

] [ معرفيا [ جديدا مشابهة نقدية عقالنية توليد على قادرا[ األوروبي الغرب شهدها التي العقالنية لتلك من بدءا

لظافرةا األرثوذوكسية معارضة لوال عشر، الثالث القرن الميالدي، عشر / الحادي الهجري الخامس القرن في

القرآن بأن القادر. فالقول الخليفة يد على وخصوصا[د ليس مخلوق بMعد إدخال يعني هو وإنما كالم مجر� البشر صنع من المشكلة. وهما طرح في واللغة الثقافة

بعين أخذهما أو إدخالهما يعني الله. إنه صنع من ال الرسالة الستمالك المبذول بالجهد يتعل�ق ما في االعتبار

40

Page 41: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

[ يعني بها. وذلك الموحى بمسؤولية االعتراف أيضا.(63)هذا االستمالك جهد في ومساهمته العقل

المعتزلة( )أي األصلية الفكرية الحركة وهذه باإلسالم وليس للمعرفة االجتماعية باألطر مرتبطة

واالجتماعي االقتصادي التطور أن� كدين. بمعنى بانتشار مباشرة تحك�م قد الكبرى الحضرية للمراكز أو والوجود الفكر لعلمنة المؤد�ية العقالنية العلوم

ج البتر . وراح(64)واضمحاللها حصرها والتشويهات المتدر�[ اإلسالمي، الفكر تصيب واالنقطاعات القرن من بدءا

أوهمتنا كما عشر التاسع القرن في وليس عشر الحادي التحرير حركات رافقت التي الكفاح ولوجياتيإيد به

"األرثوذوكسي" هو باإلسالم يدعي . فما(65)الوطني قرارات ات�خاذ بسبب ومنهك ومفتقر مبتور إسالم

للموقف أتيح الماضي. فلو في اتخذت معينة سياسية بصفته يستمر� أن المخلوق القرآن بخصوص المعتزلي

اإلسالم اصبح لما لإلسالم، التيولوجية الخطوط أحدد فقط ألسباب تم� األمور حسم . ولكن((كتاب دين)) مجر�

[ وليس وسياسية، ولوجيةيوأيد تاريخية للعبة طبقا طوال الحال عليه كان كما المتنافسة لألفكار الطبيعة[ األربعة الهجرية القرون األسباب لهذه األولى. فنظرا

التيولوجي الخط راح ةيوالسياس واإليدولوجية التاريخية وه يصبح األشعري

في عاش الرسمي. )األشعري التيولوجي الخط وحده[ بالضبط ذلك حصل الميالدي(. وقد العاشر القرن بدءا

[ القادر الخليفة سن� عندما شرع الحادي القرن من قرارا الموقف إلى اإلشارة من شخص كل فيه يمنع(66)خليفيا[

يفعل ومن القرآن، خلق بخصوص للمعتزلة التيولوجي علم )أو التيولوجيا عن يMبعدنا هذا دمه. وكل أMبيح ذلك

اإلسالم تلك. وهذا والكالم( بصفته الالهوتخ انتصر الذي هو األرثوذكسي تسع لمدة وتواصل وترس�

نجد )أي اليوم نعرفها التي النتائج وأعطى عمليا[، قرون

(

(

(

(

41

Page 42: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

] فيها يجتمع كبرى إسالمية مؤتمرات اليوم تنعقد أنه مثال ابن كاسم كبرى اسماء فيها وتحذف المسلمون العلماء

[ نشهد عربي. وهكذا وابن درش صعود اليوم أيضاالظالمية. السكوالستيكية

[ وأوروبا الغرب أهل على ولكن يقيسوا أن أيضا حصلت التي األشياء وقيمة األحداث حجم بالضبط

الحاصل الفصل عن الغرب في يتحد�ثون عندهم. فعندما / الديني ذروتي بين أو / والدولة، الكنسية بين

[ ذلك يفعلون فإنهم والسياسي، التجربة من انطالقا الفرنسية. ولكن الثورة منذ واستمرت حصلت التي

المغالطات مطب في الوقوع نحذر أن هنا ينبغي المسيحي العالم في يوجد أنه التاريخية. صحيح

على البابا مع الكهنوتية اثنتان: المؤسسة مؤسستان يقودها كان التي السياسية المؤسسة ثم� رأسها، كيف نرى أن علينا ينبغي واألباطرة. ولكن الملوك التاريخ طوال عملهما السلطتان هاتان مارست

أن� نعلم الفصل. فنحن لحظة وحتى القروسطي عترافأبال تحظى تكن لم السياسية السلطة مشروعية

ب�ل من � المواطنين ق� مشروعية خلع مقياس ضمن إال الذي الكبير، القد�اس بواسطة عليها الروحية السلطة

التنصيب أثناء إمبراطورها أو فرنسا لملك يجري كان الفرنسية. وال رانس مدينة كاتدرائية في العرش على

أن والدولة الكنيسة بين العالقة عن نتحدث عندما يمكننا كل�ه الطويل التاريخ هذا نتجاهل

[ موجود. فهناك غير وكأنه نعتبر أو ونمحوه، ذروة دائما[ هناك السياسية. ولكن السلطة العليا السيادة ذروة أيضا

.(67)السلطة هذه على والمشروعية القدسية تخلع التي[ ينطبق الكالم وهذا الديمقراطي النموذج على أيضا

خ سوف الذي النموذج هذا للحكم، القرن في نفسه يرس�[ التصويب حق فرض مع عشر التاسع أنه نجد العام. فمثال

الجمهورية راحت فرنسا في الجمهورية عهد مجيء مع[ تشهد كذلك هادعون نعد لم للتقديس. ولكننا طقوسا

عالم متعلمنة. ولكن أو علمانية لغة نستخدم أصبحنا ألننا(

42

Page 43: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

لنا بي�ن قد كان باالندييه جورج الفرنسي األنتربولوجيا من كان بشري مجتمع أي في سياسية سلطة توجد ال أنه

[ يؤب�د مسرحي إخراج دون والتقاليد االحتفاالت من نوعاالديني. النمط ذات

[ السلطة فيه تمارس الذي المحيط أكان وسواء دينيا العليا السيادة ذروة إلى بحاجة فإنها علمانيا[، أم

عنها. والعالقات تنفصل أن يمكن وال والمشروعية، السياسية / والسلطة العليا السيادة بين الكائنة الجدلية

)أي والتاريخية الثقافية األوساط بسبب وتتحو�ل تتغي�ر[ تدل�نا البشرية(. ولكنها المجتمعات بحسب على دائما

بالمعنى الديني العامل بين الجذري الفصل استحالة العامل وبين العليا(، السيادة ذروة )أي للكلمة الواسع

كانت السياسية(. وقد السلطة ذروة )أي السياسي العصور كل طوال محلولة العليا السيادة مسألة

ومارس واشتغل الوحي معطى هيمن حيث الوسطى،[ متعالية. ولكن حقيقة كل مصدر بصفته دوره من بدءا

محل يحل� العام التصويت حق فيها ذخأ التي اللحظة سلطة فإن والمشروعية، للحقيقة كمصدر الوحي الخاصة شرعيتها طرائق تفرض أخذت قد الدولة

ومصادرها.

سمإالتالي: ب هو هنا نطرحه أن نود� الذي السؤال إلنسان الطاعة يقد�م أن ما إنسان يقبل من سمإوب ماذا، هذا على السلطة؟ بممارسة يتمتع آخر

ويقول غوشيه مارسيل الفرنسي الباحث يجيبنا السؤال مديونية)) هو الطاعة، عالقة أي العالقة، هذه أ[صل بأن

أقبل أنني يعني إنه ذلك؟ يعنيه الذي . ما((المعنى التواصل في رغبتي يMشبع الذي الشخص ذلك بإطاعة

[ أطيعه فأنا مليء. وبالتالي معنى إلى لضرورة طبقا تتحو�ل وعندئذ خارجي؛ إلكراه وليس ذاتية داخلية

تحتاج ال كاملة ومشروعية عليا سيادة إلى السلطة حصل ما الناس. وهذا يطيعها أن أجل من للقوة اللجوء

طوال المعنى مديونية الحكام استمد� التاريخ. فقد في كما المسيحية عالم في وذلك الوحي، من عديدة قرون

43

Page 44: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

أن قوة بكل اليوم . ويحاولون(68)اإلسالم عالم في الحق هذا العام. ولكن التصويت حق من يستمدوه

ض من تقل�ل التي والصدمات للضربات باستمرار يتعر� للسلطة. الفعلية الممارسة خالل من ولذلك قيمته،

في النفاد طور في اآلن هي هذه المعنى ومديونية عنف بكل تخل�وا قد أنهم حين في الديمقراطي، النظام عن تعب�ر التي المعنى مديونية عن جاد تفح�ص ودون

روا الوحي. لقد معطى في نفسها هذه بأن فجأة قر� بالناس تليق وال البدائية للشعوب فقط صالحة المديونية

.(69)الحضاريين

رأس قطعوا فأكثر. عندما أكثر النقطة هذه لنوضح[ وضعوا قد فإنهم عشر، السادس لويس الواقع في حدا الملك تقديس لها يرمز التي العليا السيادة لذروة

أن يبدو ال رانس. ولكن مدينة كاتدرائية في الفرنسي مشكلة العملية بهذه حل�وا قد الفترة تلك فالسفة ولم بسرعة، األمر في قطعوا المعنى. لقد مديونية سيادة من االنتقال تم الملك! وهكذا رأس فقط يقطعوا

المشروعية في ظامن ومن أخرى، عليا سيادة إلى عليا متتالية. في قسرية ضربات طريق عن آخر نظام إلى

تMخلع ثم� القوة، طريق عن يMصنع التاريخ أن الواقع وذلك بعد، ما في المنتصرة السلطة على المشروعية

في للمعنى مديونية إيجاد الحكام محاولة طريق عن ما( وهذا مكان في مشروعية إيجاد )أي ما مكان

قد المشروعية على العثور في المحاولة

[ اآلن منذ أصبحت الفرنسية( الثورة منذ )أو فصادعا وعن التعالية عن المقطوع اإلنسان كاهل على ملقاة

في يتأم�ل أن لإلنسان تتيح التي الدينية الرمزانية مجرد إلى اإلنسان تقل�ص ويعيشه. وهكذا قطلالم

الخالفة مشكلة ندرس أن ينبغي المعنى أبعاده. وبهذا اإلسالم اإلسالم. ففي حالة يخص� ما في والسلطنة

السياسية السلطة تقديس من نوع حصل قد أيضا[ الدين، بعلماء المتمثلة العليا السيادة ذروة بواسطة

[ يمث�ل بذلك الخليفة وأصبح [ حضورا درجة إلى ،(70)مقد�سا(

(

(

44

Page 45: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

ب�ل من العثمانية السلطنة نظام إلغاء كرأتاتو كمال ق�[ أثار ( قد1924) عام [ حزنا العالم أنحاء كل في عميقا

مع الصعيد هذا على حصل ما نعلم اإلسالمي. ونحنالسلطة. إلى ووصوله الخميني اإلمام صعود

تنقصها الراهنة اإلسالمية المجتمعات كانت إذا من الضرورية، الثقافية والمرجعيات العقلية المقوالت

والسلطة العليا السيادة مسألة طرح إعادة أجل فيها خاضوا طالما والتي أبعادها، بكل السياسية هذه أن إلى عائد ذلك فإن الخالفة، فترة أثناء وتناقشوا

وعن بالذات الخاص تراثها عن منقطعة المجتمعات[ آن في النقدية الحداثة ابتدأت األمور . ولكن(71)معا ظهور شيء. ونلمح كل من الرغم على وتتغي�ر تتحلحل

جمال مع ((العربية)) الثورة تجارب بعد التطو�ر من نوع حاليا[. ولكنه الجارية((اإلسالمية)) والثورة الناصر، عبد

� شت�ى. ينبغي بعقبات ويصطدم بطيء تطو�ر ننسى أال من اإلسالم، أرض من واسعة قطاعات أن الصدد بهذا

تزال ال السوداء، أفريقيا إلى الباكستان إلى بنغالديش شفهي، تراث ذوي المناطق هذه سكان يزال أم�ية. وال

[ اليوم قلب قد الشفهي التراث هذه ولكن قبل من كليا التقليدية األطر كسرت الحديثة. فقد اإلعالم وسائل ثمانين إلى سبعين فإن وبالتالي الشفهية، للثقافة

ههم. بوصلة أو توازنهم فقدوا قد السكان من بالمئة توج� وصفها، يمكن ال هائلة معنوية فوضى يعيشون إنهم ألن وذلك

من بعنف ودMم�ر احتMقر قد التقليدي المعنوي مناخهم طريق عن دخلت والتي حديثة، المدعو�ة الثقافة قبل

يمكن ال الفكري خطابي والتلفزيون. إن الراديو أجهزة الذين المسحوقين السكان هؤالء أجواء يدخل أن

السياسي والتالعب السياسية المناورة أداة يشكلون أو إسالمي بلد في أتحد�ث الحاكمة. وعندما لألنظمة� يصل ال كالمي فإن عربي، [ قليلة أقلية إال من جدا

[ المواطنين، أتيح الذي أو الجامعيين الشباب وخصوصاوا أن لهم الحركات التعليم. ولكن من معي�ن مستوى يتلق�

هؤالء أوساط حتى كبير تأثير ذات الحالية اإلسالمية(

45

Page 46: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

[ الراغبين الشباب سياسيا[. أنفسهم تأكيد في أوال الجماهير أوساط في بسهولة يتغلغل )وخطابهمالغفيرة(.

نأخذ أن رةروض يعني ا[سابق قلته ما كل باختصار، واالستقبال. الت�لقي على ما مجتمع مقدرة االعتبار بعين عن أيضا[، كثيرة، أخرى أشياء نقول أن يمكن ولكن للمجتمعات الثقافي التحرير دون تحول التي تالعقبا

إحداها: في عند أتوقف والعربية. سوف اإلسالميةد فرنسا أمثال من الغرب بلدان أن الواقع وال األمور تعق� وأنا ذلك مصداقية. أقول ذي تاريخي نموذج أي تقدم في السائد والخطاب المهاجرين العمال بوضع هنا أفك�ر

على المنفتح النقدي اإلسالم. فاإلسالم عن الغرب من ومحطوط متجاهل أو بساطة بكل ممنوع الحداثة .(72)السوسيولوجية الناحية من أقلية يشكل ألن قدره، تتغل�ب كم نعلم نحن االنتخابوية، الديمقراطيات وفي

الحقيقة في اإلنسان حق على السوسيولوجية الحقيقةالحقيقية.

� علينا ينبغي الصعيد هذا وعلى إلى العلمنة صنقل� أال والمسيحيين. فالخصومة المسلمين بين للقاء خط مجرد

وإنما نفسها، األديان بين فقط موجودة ليست الدينية فرنسا في عليه مورستا كما والدين العلمنة بين أيضا[

إلى الماضية. يضاف الفترة طوال الغرب بلدان وبقية هنا نعالجها التي المشاكل أن ذلك

, أيضا[, مواقف أنه والمالحدة. ذلك الألدريين تخص� االتجاهات الروحية, وكل العائالت كل على ينبغي

الديني العامل مكانة تفحص� إعادة على تتفق أن الفكرية الغربي العام الرأي للحداثة. ولكن الراهنة المرحلة في

المسلمين يعزل اآلن, أن يفض�ل, لألسف, حتى الظاهرة يخص� ما في وخيالية بالية رؤيا داخل ويسجنهم

فرنسا المسلمين, في أن من الرغم على الدينية. هذا صنع في للمشاركة مستعدين أصبحوا خاص, قد بشكلحة جديدة تجربة .(73)العلمانية عن ومنق�

(

46

Page 47: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

يكون- : أن يمكن وما كان ما العلماني الموقف ب

[ فرنسا في العلمنة لي بدت لقد يتعل�ق ما في , وخصوصا[ , تشك�ل التعليم بنظام تجاه الفكرية الالمباالة من نوعا يدرسون . فعندما(74) والمجتمعات لإلنسان الديني البMعد , فإنهم المدارس في البشرية المجتمعات تاريخ

بالمواقف المرتبطة األحداث , عن , بالطبع يتحد�ثون[ الصليبية , كالحروب الدينية يأخذون ال . ولكنهم مثال

تتحك�م التي العوامل أحد بصفته الدين األعتبار بعين العلمنة بقيت . وهكذا للبشر والجماعي الفردي بالوجود

مواز بشكل يعيش العلماني الموقف باألحرى أو بشكل البعض بعضهما . ويستبعدان الديني للموقف

أوضاع تنتج هنا . ومن فكرية و سياسية ألسباب متبادلر , وال بينهما صراعية [ بقي . فقد لها مبر� عن غائبا[ أتبن�اه الذي العقلي الموقف ذلك الساحة , شخصيا[ يضع والذي العلماني والموقف الديني الموقف من كال

الموقفين هذين . إن منه متساوية مسافة على يتموضع عميق وبانشطار مختلفتين بآليتين مرتبطان

. (75) نفسه اإلنسان داخل بالخصيصة يتمي�ز الديني الموقف يتبن�ى الذي اإلنسان إن

دون الوحي أو((الوحي بمعطى)) يدعى ما : تبن�ي التالية[ يفترض ذلك يفعل إذ . ولكنه نقاش أو تساؤل أي� ضمنيا

فهو , وبالتالي الله من وآت متعال هو المعطى هذا بأن األمر انتهى . وقد بشرية مناقشة كل عن منأى في يقع[ الموقف هذا تزعزع إلى المسيحية في ال . ولكنهم قليال

ون يزالون عدد ذات البشر من خاصة فئة هناك بأن يقر� و المخو�لة وحدها هي الفئة عموما[, وهذه محدود

المعطى, الوحي أو الوحي معطى لقراءة المؤه�لة باإلضافة منه المقد�س القانون ولتفسيره, والستخراج

األخالقي والقانون التشريعي القضائي القانون إلى هذه يفرضون البعض. ثم� بعضهما عن ينفصالن ال اللذين

قابل غير صحيح بشكل مشتقة أنها معتبرين القوانين الفئة هذه تدعي اإلسالم الوحي. وفي من للنقاش

[(( بالخاصة)) والمميزة المحدودة عن لها تمييزا إسالمي الهوتي أو تيولوجي خط� . وهناك(( العامة))

)انظر الخاص�ة بلغة العامة مع التحد�ث الينبغي بأنه يقول

47

Page 48: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

علم عن العوام إلجام)): للغزالي الشهير الكتاب عنوان (. (( الكالم من المشتقة والقوانين العقائد , فإن أمر من يكن مهما

[ تشك�ل الوحي [ حتما [ سياجا [ أو دوغمائيا [ عقائديا مغلقا كنت ما . وهذا داخله ينحصر أن في البشري العقل يقبل

[(( اإلسالمي بالعقل)) دعوته قد [, تماما يوجد كما تحديدا فئة ماركسي. ووحدهم أو يهودي أو مسيحي عقل هناك هذا الستخدام المؤه�لون هم الفقهاء أو الدين رجال

. وكل العقائدية السلطة عندئذ تمارسه الذي العقل لألشياء. الرؤيا هذه الكلمة معاني بأعمق يستبطن مؤمن

طريق عن ليس يومية ممارسة إلى الرؤيا هذه تتحو�ل و , الجميع على والمفروض بالموحى المدعو القانون

الشعائر . فهذه والطقوس الشعائر بواسطة وإنما[ تلعب والطقوس [ دورا [ دعامة بصفتها هاما لرؤيا وسندا

تMستبط�ن المذكورة العالم الرؤيا ألن هذه. وذلك العالم بورديو بيير يدعوه ما هيئة على المؤمن لدى جسديا[

دة بالعادة)) من يسكننا الذي بالشيء : أي((المتجس� . )ألنه(XI)بسهولة منه التخل�ص يمكننا ال والذي الداخل

[ أصبح أ ال جزءا العادة طريق عن أجسادنا من يتجز�والتكرار(.

الجذرية القطيعة بإحداث فيتمي�ز العلماني الموقف أما به. وهو ويتحكم الديني الموقف يشرط ما كل مع

ليست الله وجود أو الله فرضية –متسرعا[- أن يفترض يشك�ل فالوحي . وبالتالي العيش أجل من ضرورية أي مثل ذلك في مثله معطى أو ظاهرة له بالنسبة. آخر معطى

خين ندرسه أن ويمكننا ال , ولكن اجتماع وكعلماء كمؤر� الفرنسي الفيلسوف يدعوه ما وقبول به التقي�د يمكننا

المMست�عب�د : باالختيار ريكور بول(le serfarbitre)العقل خضوع المصطلح بهذا . المقصود

في يذهب العلماني الموقف . إن عليه خارجي لمعطى

XI كلمة (Habitus)الالتيني الجذر من آتية (habco)<مقولة على وتدل . فالعادة مثير بشكل هنا الكلمات على نلعب . ونحن أرسطوطاليسية wوموح

.المنزل اإلنسان يسكن مثلما اإلنسان تسكن الطقسية

48

Page 49: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

هه فقط ليست المسألة النقطة. وهذه هذه حتى توج� و مؤي�د بين الناس حولها ينقسم سياسية مسألة

غورا[. فهناك وأعمق ذلك من أكثر هي معارض, وإنما الحر. وهذا أو الذاتي المست�عب�د/ واالختيار االختيار

و بنيتيه في إنسان كل أو شخص كل يصيب االنقسام هنا بالفعل فيوجد العميقة. وإذن النفسية تشكيلته الوحي, المعطى أو الوحي مع وجذرية أساسية قطيعة

مسيرة خالل من نلمحه كما آخر اختالف يظهر هنا ولكن: التاريخ

[ -هناك1 le) المناضلة بالعلمانوية ندعوه أن يمكن ما أوالlaicisme militant)تعتبر التي . والوضعية ] عصر من بدءا

[ يتوافق ال الديني الموقف أن النهضة موقف مع أبدا اعتبار ينبغي أنه كونت أوغست المستقل. ويرى العقل

البشرية حياة من(( الالهوتية أو التيولوجية)) المرحلة الخطية الرؤيا هذه والMمتجاو�زة. وبحسب الماضية بحكم

مرحلة إلى وصلنا قد الروح, فإننا لتقد�م المستقيمة تحذف المرحلة المعرفة. وهذه من محسوسة إيجابية

[ وتعتبره الديني الموقف كليا[ [ شيئا باليا[. وقد قديما أوروبا في الزمن من طويلة فترة الموقف هذا سيطر[ الغربية األوساط على هيمن فرنسا. و وخصوصا على فقط وليس الباحثين أوساط و والثقافية الفكرية عن الكنيسة فصل يريدون الذين السياسيين أوساط. الدولة

هذه استخدموا أن إال يفعلوا لم السياسيين أن والواقع ) األوروبيون المفك�رون فرضها التي المحيطة الفلسفة

المضاد الصراعي أو النضالي الموقف نتج هنا . ومن(76[ فقط ليس , ولكنه للكهنوت أنه للكهنوت. صحيح مضادا

الكهنوتية القوة ضد المتعم�د والتضاد الصراع ذلك يوجد الناس, على كل على هيمنتها فرض تريد التي الكبرى

الالهوتية هيمنتها فرض تريد النفوس. إنها كل وعلى والعامة, بل اإلجتماعية الحياة على والتربوية

وجد موجود, وقد الصراع فرد. وهذا لكل الخاص�ة الحياة . فالموقف شيء كل ليس التاريخ, ولكنه في بحد�ة

يشك�ل : إنه ذلك من بكثير أبعد إلى يذهب العلماني

49

Page 50: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

] هي النقطة . وهذه المعرفة مسألة أمام للروح موقفاسابقا[. رأينا كما الموضوع في الحاسمة النقطة

بعيد حد� إلى الغرب في النضالي الموقف هذا تفاقم لقد الماركسية الفلسفة نظ�رت الماركسية. فقد بسبب اتجاه في فقط الشكل, ليس هذا على األمور لتطو�ر[ جديد, وإنما معرفي نظام تشكيل فلسفة تشكيل أيضا

النظرية هذه السياسي. وراحت واالنخراط للممارسة بنية أو سطحية قشرة إال ليس الديني العامل بأن تقول

المختلفة التصورات هذه األهمية. وراحت قليلة فوقية[ تفرض لكي البعض بعضها تدعم [ تفسيرا (77)اختزاليا

الماركسية المجتمع. وراحت في البشر ولتاريخ للعالم نظام في تكمن للتاريخ الحقيقية القوى أن على تنص�

هذا تملك فهناك, إذن, طبقة واإلنتاج. وبالتالي التبادل تبشرية إيديولوجيا تخترع علي, وهي وتسيطر النظام

[ تجعله أن أجل من المواطنين. بقي�ة قبل من مقبوال ,شديدة الصنع متقنة فلسفة داخل نتموضع هنا ونحن

ساحة من الدينية الظاهرة تحذف اإلحكام. وهي. وظائفها أهمية و أهميتها من تقل�ص أو اهتماماتها

هذه لكل واعين غير فرنسا في هنا الناس أن الواقع في تبدو اليوم((العلمنة)) كلمة . فحتى ورهاناتها المسائل

يخطر نذكرها . فعندما بالية قديمة أصبحت قد كأنها الجمهورية أو(Jules Ferry)فيري جول البال على

جديد من تنبعث العميقة الفعل ردود أن . صحيح الثالثة[ حصل , كما األزمات لحظات في تظاهرات من مؤخرا

� يملك أحد ال الحر. ولكن التعليم مشكلة بخصوص شيئا لكي الفكري الصعيد على العام للجمهور يقد�مه جديدا[[ يملك أحد يحدث. ال ما مدلول له يشرح [ شيئا حديثا

تمارس التي التقليدية العقائد أنظمة عدا بالفعل, ما اآلخرين واستبعاد للرفض استراتيجيات هيئة على دورها

. استبعاد تريد , التي المناضلة العلمانوية مواجهة -في2

ال آخر. ولكني وموقف آخر تصو�ر ينبثق أن الدين, يمكن تحليلية دراسة لألمور: أقصد مضيء تحليل أي أجد

جذور إلى كثب, وتذهب عن األمور تراقب أن تحاول جدي. وبشكل االعتبار بعين الوحي مسألة وتأخذ األشياء

[ بصفتي الوحي مسألة عن أتحد�ث فأنا خا [ مؤر� )العقائديا

الوحي يMهمل أن ألحد يمكن ال التاريخية الناحية . فمن(78

50

Page 51: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

[ بصفته [ عامال أدعوه ما صناعة في ساهم تاريخيا قصة على نمر� أن يكفي . وال((الكتاب بمجتمعات))

[ نذكره الكرام, أو مرور الوحي في يفعلون كما عرضاضون عندما الفرنسية الثانوية المدارس لدراسة يتعر� أو بوسويه أو باسكال أمثال من المسيحيين المؤل�فين

(79)(( نانت مرسوم)) عن يتحد�ثون عندما شاتوبريان, أو

خض�بت التي العنيفة الدموية الصراعات وعن الشهير علينا ينبغي فرنسا. إنما تاريخ من واسعة صفحات

التاريخي المسار على وتأثيره قوته بكل الوحي دراسة. الفكر وأنظمة والنفسيات والثقافات للشعوب

اإلطار أحد�د أن العهد حديثة دراسة في حاولت قد كنت الوحي مفهوم لدراسة الضرورية والمراحل العلمي إليها هنا القارىء إحالة لنفسي حديث. وأسمح بشكل

الكتاب مجتمعات إلى الكتاب أهل : من الوحي :مفهوم(XII)باالنكليزية( . :)-The notion of Revelation: from Ahl al-Kitab to the societies

of the Book

التقليدية اإلشكاليات نتجاوز أن يمكننا كيف نرى سوف باإلضافة واإلسالمية والمسيحية اليهودية للتيولوجيات

. وسوف الكالسيكية بالميتافيزيقا الخاص الموقف إلى ضمن الوحي مسألة موضعة أجل من ذلك كل نتجاوز والتاريخية والسيميائية األلسنية المعرفة منظور

بزحزحة نقوم العمل بهذا ننهض إذ واإلنتربولوجية. إنناا ورثناها التي المعرفية لألنظمة جذرية التراث عن إم�

العلماني )وليس العلمانوي الفكر خط عن أو التيولوجي بممارسة القيام أجل من ذلك نفعل (. وسوف الصحيح

[ بعدها يعود للمعرفة, ال أخرى المواقع استرجاع ممكنا[ تلعب لكي أخرى بصيغة القديمة [ دورا . إننا سبق مشابها

النظر يلي: إعادة ما تحقيق إلى ذلك كل وراء من نهدف[ مختلفة معرفية نظرية وبواسطة كليMا[ بكل جذريا

شهدتها التي التاريخية الصراعات و المعطيات واألزدواجية الثنوية المصطلحات غطاء تحت مجتمعاتنا

XII األلمانية المجلة في منشورة وهي :Die Welt des Islam Leiden 1988.

51

Page 52: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

/ / والعقل, العلم اإليمان مصطلح باستمرار: أي أسالفنا أمضى .... لقد / والروحي, الخ والدين, الزمني

المواضيع, ولكن هذه في يتباحثون وهم عديدة قرونا[ العلمانية)) الثنائية المزدوجة أن� رأيي طائل. وفي بدون

لبحثي, كعنوان وضعتها أني من الرغم , على(( / والدين الثنائية هذه الستعادة جديدة طريقة إال ليست

لتلك تحو�ل آخر الماضي. إنها عن الموروثة االزدواجية وآباء الوسطى العصور مرحلة تخترق التي الثنائية

الفكر أعماق في حتى بجذورها تضرب لكي الكنيسة قد كان األغريقي الفكر أن� المعلوم اإلغريقي. ومن

تبدو أن يمكن التي هذه العقل أستقاللية على قبلنا نص�� ينبغي علمانية. ولكن و حديثة لنا التنافس ذلك ننسى أال

تعترف التي األفالطونية بين جرى الذي الطويل التي األرسطوطاليسية / وبين والخيال باألسطورة

) / والميتوس العقالنية. فاللوغوس بحجة تحذفهماLogos/ Mythos)منذ يشك�الن كانا واألسطورة العقل , أو

[ الوقت ذلك الدينية المعرفة بين والصراع للتضاد شكال أو اإليجابية والوضعية العلمانية المعرفة / و جهة من

الكتاب أديان عصر جاء أخرى. ثم� جهة من العقالنيةل التاريخ, في التوحيدي الوحي وتدخ�

جديد من وأشعلها المناقشات ألهب أن إال يفعل ولم[ نحن نزال (. وال / والعقل اإليمان )بين نتجادل أيضا

العديدة. الثنائية المزدوجات هذه إطار ضمن ونتصارع[ قلناه ما كل من الرغم على ولكن شيء فهناك سابقا الغرب, في مMعاشة هي كما العلمانية تجربة في جديد

بعض ارتسام نلحظ أخذنا فرنسا. فقد في أخص� وبشكل[ ملحوظ بشكل والمتغ�يرات التطو�رات [ أو قليال كثيرا والمجتمع اإلنسان علوم مجال في وخصوصا[

اآلن, نلحظ, حتى ال أننا التطبيقية. صحيح وممارستها رأسها نفسها, وعلى تؤك�د كبرى فلسفة أي ظهور يعد لم الماضي. ولكن في كانط أو كديكارت كبير مفك�ر

يقولوا أو التفكير عملية يمارسوا أن الفالسفة بإمكان التاريخ, واأللسنيات, بعلم المرور بعد إال شيء أي

)علم اإلناسة(, واألنتربولوجيا )علم واإلتنولوجيا في نشهد النفس. هكذا (, وعلم المقارنة اإلناسة

52

Page 53: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

مجال في والتبعثر التشظ�ي بعض نفسه الوقت حتى الملحوظة وغير الضمنية الحركة المعرفة, وبعض واالختصاصات المعرفة شتات تجميع إلى اآلن, والهادفة

إشكالية إنبثاق نشهد المنظور هذا وتوحيدها. وضمن عليه كان كما بالية ثنائية الزدواجية تابعة تعد لم جديدةدة رؤيا داخل مندرجة السابق, وإنما في الحال موح�

[ بصفته لإلنسان [ شخصا [ متكامال في وعقل بخيال مزودا[ أخرى رؤيا تنتج هنا ينفصم. ومن ال معا[, وبشكل آن أيضا

الرؤيا المجتمع, وهذه في ونشاطه اإلنسان لفعالية و اإلنسان تركيبة من المتخي�ل أو الخيال بنصيب تعترف

تحذفهما. ال

اإلنسانية, للعلوم والواسعة الحديثة الرؤيا هذه وضمن بمعطى)) اآلن حتى اعتMبر قد كان ما دمج نMعيد أن يمكننا[ تلق�ى قد كان الذي بالوحي أو((الوحي صياغة سابقا يطمح الذي الالهوت علم يد على ومتماسكة مت�سقة

هذه في دمجه نعيد أن . يمكننا(80) الت�عقلن من لنوع العهد: قصدت حديثة تزال ال والتي نعيشها التي التجربة

في انتصرت قد العلمانية أن� العلمانية. صحيح تجربة[ سارت و فرنسا [ شوطا لم االتجاه, ولكنها هذا في بعيدا

[ تصل للبMعد الكلي أو الجذري الرفض مرحلة إلى أبدا[ تصل لم أنها , كما الديني اضطهاده مرحلة إلى أبدا ((شعبية)) المدعوة الجمهوريات في حصل كما ومنعه

أو الفرنسية التجربة أن� لي الشيوعية( . ويبدو )أي[ واألكثر األجدر و األصح� يبقى الفرنسي المثال تحريضا

. والت�ع�لمMن الع�لمنة يخص� ما في والتأم�ل التفكير على

. وعقلي فكري توجيه أحاول اتجاه أي ضمن ترون هكذا الذي العربي الفكر إطار ضمن فقط بذلك أقوم ال وأنا

[ وترعرت فيه ربيت , ألني إليه باإلنتماء أشعر ثقافيا بصفتي المهمة وتلك العمل بهذا أقوم , وإنما وفكريا[[ اإلسالم أعضاء من عضوا[ التجربة في , ومساهما

. (81)للوجود اإلسالمية

)) لإلسالم- )) علمانية استعادة نحو ج

53

Page 54: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

, اإلسالم داخل لألشياء رؤيتي اآلن لكم أوضح سوف عرض من سبق ما لكل� االعتبار بعين األخذ مع وذلك

: الثالث بالداالت أدعوه ما اإلسالم في وأفكار. يوجد . والدنيا تعلمون كما الدين هو . الدين , دولة , دنيا دين عالم تخص , والدولة األرضي الدنيوي العالم هي

تتمحور التي الثالثة األقطاب هي . وهذه السياسة الساحة في والتأمالت المناقشات مستمر بشكل حولها

بعد القرآنية الظاهرة أدخلت .لقد اإلسالمية العقلية في حصل كما الوحي معطى أو المعطى الوحي

التيولوجية التركيبات هنا تهمنا المسيحية. وال أو الظرف هذا في سادت التي وأنماطها والالهوتية

لنظرتنا يشك�ل, بالنسبة المعطى ذاك. فالوحي اإلنسانية النظرة أن بمعنى أساسيا[؛ وتحليلينا, قطبا[

حي, إله . إنه الله نحو موجهة و الله على مرك�زة أصبحت ليس الله البشرية. هذا تاريخ في ويتدخ�ل يتكل�م إله

[ تجريدا[ في يتجلى حي كائن هو , وإنما(82)إذن ذهنيا لكي أوامره ويصدر إرادته عن ويعبر ويتدخل التاريخ[ البشر تاريخ يجري أراده. الذي والمخط�ط للمنظور طبقا بدقة المعطى( محد�د الوحي )أو الموحى المعطى وهذا

يمكننا التي اللغوية العبارات من محد�د عدد في ومحصورية مدو�نة هيئة على المشكل القرآن نقراها. إنه أن نص�

نقول أن , )المصحف(. ويمكننا(XIII)مغلقة رسمية لغوية , إذ وأنا المسيحية المقد�سة الكتابات عن نفسه الشيء

[ بصفتي أتحد�ث الكالم هذا أقول بصفتي , وليس علمانيا إيماني هنا يهم فال . وبالتالي اإلطالق على دين رجل

أعم�ق أن أحاول . وإنما اإليمان هذا نوعية أو الشخصي حتى بها وأدفع حد أبعد إلى والمعقولية الفهم آفاق

المؤمن تخص التي المعقولية , هذه القصوى نهايتها الطريقة هي . وهذه(83) الدرجة بنفس المؤمن وغير

دمج تعيد أن تحاول المشكلة. هي طرح في العلمانية وإهماله. استبعاده وليس الدراسة في الديني العامل

أو ذاتها بحد العقائد أو األديان وليس الديني العامل قلت في إدراجه و دمجه نحاول التفصيلية. إننا بمضامينها

XIII القرآن في : قراءات كتابي انظر المفهوم هذا توضيح يخص> ما في , X. مذكور مصدر سابقا

-M. ARKOUN: Lectures du Coran,

54

Page 55: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

عليها انبنت التي التركيبة في تأملنا و التاريخي بحثنا المهم واشتغالها. والشيء سيرها وآليات مجتمعاتنا

عن الكشف هو ومنظورنا ومنهجيتنا لمسارنا بالنسبة لدى المشتركة البنى و والمعطيات المشتركة المواقف

[ اخترقته المجال( الذي )أو الفضاء كل ظاهرة تاريخيا المصطلح, وألفظ هكذا أعبر المقدس. وعندما الكتاب

[ فعل برد� يقوموا أن السامعين على ينبغي ال فإنه طبقاخة والعادات لألفكار [ فينا المترس� التحديدات بسبب جميعا

أن علينا . ينبغي(84) الكالسيكية الالهوتية والقوالب الكتاب( بصفتها )ظاهرة الظاهرة هذه فهم نحاول التالي: هناك النحو على تحديدها يمكن حضارية ظاهرة

المؤمنون به يتعل�ق الكتاب, وسوف كتب, هو شيءإليه. يرجعون و باستمرار

الكتاب ظاهرة لتوضيح منهجية نجد أن فعلينا وبالتالي لليهودية المنتمية الطوائف كل قبل من مقبولة وتكون

قبل كلهم, من وراءهم فيما واإلسالم, ثم� والمسيحية ستكون المهم�ة هذه استثناء. ولكن دون البشر جميعة, ألن� و صعبة هذه لدى الموروثة والعقائد المعارف شاق�

. ولكن تحقيقها وجه في تقف وسوف عنيدة الطوائفينا ما تتزايد تنفك ال العلميين الباحثين أوساط أن هو يعز�

. العالم أنحاء شتى في فأكثر أكثر وتت�سع

)أو اإلسالمي الفضاء تشك�ل كيف نحل�ل أن اآلن لنحاول في يقابله ما نرى أن قبل اإلسالمي(, وذلك المجال حالة يخص� ما المسيحي. في والتراث اليهودي التراث محم�د به نطق الذي الشفهي الخطاب أن نالحظ القرآن

ية مدو�نة إلى بعد ما في تحو�ل قد (85)مغلقة رسمية نص�

المنفتح للتأويل عرضة بذلك أصبح مصحف(. وقد )أي التاريخ وتوجيهه. أقصد التاريخ قيادة أجل من باستمرار

لما األخروي المنظور ضمن المعاش ولكن األرضي نفصل أن المهم� النجاة. ومن بتاريخ المسيحيون يدعوه

الله القرآن. فكالم مفهوم عن((الله كالم)) مفهوم هنا بكليته. نعرفه ال استنفاده. ونحن يمكن وال ينفد ال

وأنبياء موسى إلى بالتتالي أوحيت التي الوحي فأنواع[ على التوراة, ثم إال ليست محمد إلى عيسى, وأخيرا

الكتاب)) الكل�ي. ونظرية كالمه من متقط�عة أجزاء

55

Page 56: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

هناك بأن للقول [رمزا إال ليست نجهلها التي((السماوي الكتاب(. )أم� الله كالم كليانية على يحتوي آخر كتابا[

اللوح)) عن يتحد�ث القرآن أن نجد المعنى وبهذا الذي الكامل الكتاب ذلك به يعني . وهو((المحفوظ

في فقط والموجود الله كالم كلي�ة على يحتوي الخطاب في نجد فإننا أمر من يكن السماوات. مهما

[ القرآني [ تجليا وهنا ذاك المحفوظ الله لكالم أرضيا . فالخطاب اللغة علم أو األلسنيات علم يتدخ�ل أن ينبغي

[)) مدعو القرآني [ يكن لم ألنه((خطابا البداية, في مكتوبا[ كان وإنما [ كالما تنبثق شفهية لغوية عبارات أو شفهيا استمر� المتغيرة, وقد والظروف المناسبات هوى على[ عشرين ذلك . عاما

ذاكرتهم في أو قلب ظهر عن يحفظون وكانوا تمحيصه على قادرين نحن نعد لم بشكلمايسمعونه.

عن يخرج حصل التاريخي. فما المنهج بواسطة أبدا[ الجهتين, على كلتا في التمحيصية قدراتنا عن أو إرادتنا يزعمه ما أو األرثوذكسي التراث يقوله ما كل من الرغم

الذاكرة طريق عن الحفظ . وهذا(87)الخصوص بهذا نص� إلى يتحو�ل أن قبل الزمن من فترة يدوم سوفية مدو�نة إلى يتحو�ل أن قبل : أي مسج�ل كتابي نص�

لة مغلقة رسمية . السياسية السلطة إمرة تحت ومسج�

ية بالمدو�نة)) نعني هذا؟ كل يعني ماذا علم في((النص� (88)اللغوية الشفهية العبارات من مجموعة األلسنيات

حالة )مصحف, في ما وحدة تشك�ل لكي جمعت التي تشمل أن في ترغب المتجمعة الوحدة (. وهذه اإلسالم

ية العبارات كل النبي(. )أو المعل�م بها تلف�ظ التي النص�ية المدو�نة هذه إن ثم اإلسالم حالة في((رسمية)) النص�

بكلمة نعني اليهودية. ماذا أو المسيحية حالة في كما السلطة, أي سيطرة تحت واقعة أنها نعني هنا؟ رسمية التراث لنا اإلسالم. ويقول حالة في الخليفة سلطة

( قد656 -644) عثمان الثالث الخليفة بأن اإلسالمي اآليات )أو الشفهية العبارات مجمل بجمع أمر

كتابة تدوينها أجل من الصحابة ذاكرة في (المحفوظةية مدو�نة وتشكيل (. ونهائية ناجزة )أي مغلقة رسمية نص�

تنتهي أن بعد المغلق, أنه بالسياج هنا, أو بالمغلقة نعني بأنها المعترف الشفهية العبارات مجمل جمع عملية

56

Page 57: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

ية المدو�نة بأن يعلنون , فإنهم وكلية شاملة قد النص� أصبحت في شخص ألي يحق يعد لم آخر, أنه نىمع. ب مغلقة . شيء أي منها يجتزىء أو شيء أي لها يضيف أن العالم

المسيحية. في لذلك مشابه شيء حصل وقد

ية المدو�نة تتشك�ل أن وبعد [ اللغوية النص� )أي رسميا الخاصة طبقة األقل على أو المؤمنين المصحف(, فإن

النص هذا الستثمار سواعدهم عن يشم�رون راحوا منهم يفسرونه( )أو يقرأونه . راحوا التعبير جاز إذا وإيناعه

يشك�لوا (, ولكي القانون ) أو الفقه منه يستخرجوا لكي . أخالقية منظومة ينجزوا الكالم, ولكي علم أو الهوتا[

[ )أي ما . وهذا مؤس�سات يشك�لوا لكي األخالق(, واحتماالية بالمدو�نات)) أدعوه رة النص� التفاسير بكتب أو((المفس�

(89) .

عدد يوجد ما بقدر التفاسير من عدد يوجد أنه فالواقعرين, بل من اء من وحتى المفس� [ . فالقراء القر� أيضا

رون ال فإنه المعنى الخاصة. وبهذا طريقتهم على مفس�[ يوم كل في ينتجون . فهم مغلق سياج يوجد نصوصا

رة مقرؤة, ونصوصا[ سلطة توجد الكنيسة . في مفس� في . وأما(90)للنصوص تفسير كل على بشد�ة تسيطر أي من يجيء أن للتفسير توجد, ويمكن فال اإلسالم , وإال اآلخرين ويقنع صوته يسمع أن عليه , ولكن شخص

على تأثير أي دون الشخصية((قراءته)) مع يبقى فإنه. الطائفة أو األمة

[ إليه باستمرار, ونعود النص� نقرأ لماذا جيل؟ بعد جيال أناس بأننا قائلين المؤمنون يجيب السؤال هذا على

[ لنا المجتمع, وأن في نعيش قد الله أرضيا[, وأن تاريخا فكل سلوكنا. وبالتالي وتوجيه لهدايتنا التاريخ في تدخ�ل

توجيهنا في تساهم التفاسير( سوف )أو القراءات هذهالتاريخ. ومن في وعملنا ممارستنا وهداية

57

Page 58: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

التطبيق على يسهر الذي الخالفة نظام بنية تول�دت هنا بحسب النصوص, وذلك من المشتق للقانون الكل�ي

رين كبار بلورها منهجيات .(XIV)المفس�

المسيحي المجال في األشياء نفس سادت وقد فيها نجد الفرنسية. فنحن الثورة مجيء حتى األوروبي

المجريات ونفس المرجعيات ( نفس المسيحية في )أي)الستثمار اإلسالم في استخدمت التي والثقافية العقلية

المسيحية( . النصوص لتأويل )أي الوحي معطى(91 ويدعون الحقيقة الدوغمائيون التيولوجيون يحتكر ولكي

الرفض. استراتيجية يستخدمون كليا[, فإنهم امتالكها والتاريخية الرمزية األرضية وجود ينكرون أنهم بمعنى

خصوصي�ة على الكتاب, ويرك�زون أديان لدى المشتركة كل خصوصية )أي الدوغمائية والتركيبات التأويالت الكامل وانقطاعها الثالث التيولوجيات هذه من تيولوجيا

ا هذه في نتخب�ط نزال تفو�قها. وال وبالتالي عداها عم� اللقاءات تنظيم أثناء القروسطية الالهوتية المماحكات

عن((العلمية)) األدبيات في وحتى اإلسالمية-المسيحية. الموضوع

يقولون الدينية, كما الظاهرة أو الديني العامل عودة إنس الجامدة الفكرية القوالب تلك جديد من اليوم, تكر� الطوائف, والتي مختلف بين المتبادلة واالستعبادية

مختلف السابقة. فممث�لو العصور طوال سادت قد كانت الرمزي بالمستودع االعتراف يرفضون الكبرى الطوائف

كلها. نقصد الكتاب أديان لدى(92) المشترك والسيميائي يشمل الذي األرضي التاريخ اعتبار يرفضون أنهم بذلك

متصو�ر أنه بمثابة والروحي السياسي العامل كليانية اآلخرة, الدار في النجاة تاريخ منظور ضمن ومMعاش

[ لديهم مشترك بشكل وذلك ( .Histoire du Salut) جميعا[ المؤمنون يفعله ما وكل األساسي المعطى على ارتكازا

XIV العربية إلى المترجم((اإلسالمي العقل نقد)) كتابنا الصدد بهذا انظر . (( اإلسالمي العربي الفكر تاريخية)): بعنوان

M. ARKOUN: Critique de la raison islamique, Maisonneuve et Larose, Paris, 1984

58

Page 59: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

االجتماعي النظام تأسيس إلى فقط ليس يهدف للوحي لتحاقإال إلى , وإنما الدنيا الحياة هذه في والسياسي

المنظور هو الخلود. وهذا عالم في األعلى بالرفيق وتلقت قبلت التي المجتمعات كل رأيي في يمي�ز الذي

ذت [ ونف� أم يهودية أكانت الوحي, سواء ظاهرة عمليا. إسالمية أم مسيحية

في دوره مارس المنظور أو التيولوجي القالب وهذا منذ الخالفة:أي فترة طوال وهيمن اإلسالمي المجال

) عام الخالفة إلغاء تاريخ ( وحتى632) عام محمد موت المغول قبل من إلغائها تاريخ عند توق�فنا (. وقد1258

ألن أتاتورك قبل ( من1924) عام (وليس1258) عام اإلمبراطورية حكم أثناء السلطنة, فالخالفة غير الخالفة

[ إال تكن لم العثمانية [ لقبا خلع أجل من بالقوة مغتصبا وطموحاته. ونقصد الحاكم سلطة على المشروعية

السلطنة بين مي�زنا السلطان. وقد هنا بالحاكم[ يعني العربية اللغة في السلطان والخالفة, ألن حرفيا

يعني الخليفة لقب أن حين في , هذا((السلطة)) المسيحية الالهوتية اللغة )في((النائب)) أو((الوكيل))

Vicaireيتعل�ق فاألمر النبي. وبالتالي نائب (. المقصود ذلك إلى تماما[. يMضاف ومختلفتين متمايزتين بسلطتين

يستخدمون الذين الشيعة بين خالف الصدد بهذا يوجد أنهنة اإلمام, وبين مصطلح لون الذين الس� استخدام يفض� هنا نشرح أن نستطيع . وال((الخليفة)) مصطلح

التي الطويلة والمجادالت المناقشات تلك كل بالتفصيلنة الشيعة بين جرت السياسية الفلسفة بخصوص والس�

.(XV)أهميتها من الرغم على السياسية. هذا والتيولوجيا[ يشك�ل كان العثمانية السلطنة نظام أن الواقع في نوعا هذا مجيء تنتظر لم العلمنة , ولكن(93)العلمنة من

اإلسالمي. فالحقيقة المجال في تتشك�ل لكي النظام

XV دراسته في النقطة لهذه أركون محمد شرح على يط>لع أن للقارىء يمكن X. وبالنسبة مور توماس مركز عن الصادرة((والعلمنة اإلسالم)) عن أيضا

اإلسالمي العربي الفكر تاريخية)) كتاب في القارىء يجدها العربية للترجمة على يط>لع أن للقارىء يمك>ن . ثم1986 عام بيروت في أصدرناه الذي((

X صالح هاشم ترجمه الذي أركون كتاب في المناقشة هذه جوانب بعض أيضاX. )اإلسالم: األخالق سيصدر والذي العربية إلى والسياسة(. قريبا

59

Page 60: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

[ ثالثين بعد م(, أي661) عام منذ ابتدأت قد أنها من عاما أن معاوية استطاع التاريخ ذلك النبي. ففي وفاة

ويصف�ي دمشق مركزها ويجعل السلطة على يستولي الذين األنصار طالب, هؤالء أبي بن علي أنصار دمويا[

بانقالب معاوية قام الشيعة. لقد بعد ما في سيصبحون وتحقيق السلطة على االستيالء أجل من حقيقي دموي

راحوا دمشق في األمويين((الخلفاء)) أهدافه. ولكن أن بعد فعله ما على الدينية الشرعية رداء يخلعون

ابتدأوا الذين الدين رجال بمساعدة ذلك تم� انتصر. وقد علم بداية تلك رسمي. وكانت الهوت علم تشكيل في

التي الحامية المناقشات كل التيولوجيا( مع )أي الكالم هنا كثيرا[. ولكن نجهلها نزال ال والتي تشك�له رافقت

يتصد�ى أن اإلسالم, وينبغي في الخالفة قص�ة كل تكمن (XVI)المحضة التاريخية النظر وجهة من ما باحث لدراستها

في تأس�س قد السلطنة نظام فإن أمر من يكن . مهما , تاريخ1924 عام حتى , واستمر عشر السادس القرن الجمهورية , مؤس�س أتاتورك قبل من الرسمي إلغائه

التركية. [ هنا نتوقف أن يجب بصفتها أتاتورك تجربة عند قليال

, اإلسالم مجال في الجذرية للعلمنة الوحيدة التجربة التطرف من وبنوع بشد�ة للتقاليد المعادية العلمنة هذه. أيضا[

[ تكو�ن قد كان أتاتورك أن الواقع في في وتدر�ب معرفيا التاسع القرن نهاية في بتولوز العسكرية األكاديمية[ غطس عشر. وقد الوضعية اإليديولوجيا خضم في كليا

[ فرنسا على تسيطر كانت التي أن أن آنذاك. وبعد كليا

XVI شر والذي((والعلمنة اإلسالم)) عن الركون السابق المرجع انظر} مرتين ن ,1978 عام األولى مور. المرة توماس مركز أضابير من إضبارة هيئة على

X, في ذكرنا العربية, كما إلى ترجمناه . وقد1989 عام الثانية والمرة آنفا. ((اإلسالمي العربي الفكر تاريخية))كتاب نهاية

ومسألة التاريخية بعنوان: الخالفة:األصول التي الفقرة خاص بشكل وانظر M. ARKOUN: Dossiers du centre Thomas- المشروعية. أو الشرعية خلع

MoreRecherches et documents, No53.

60

Page 61: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

حيث تركيا إلى عاد العلمانية ويقينياته بأفكاره تزو�د األولى. العالمية الحرب غدية السلطة على استولى

أجل من كل�ه التقليدي والزي� الطربوش يلغي وراح اللحى إرخاء منع والبنطلون. ثم األوروبية القبعة فرض

العربية والحروف اإلسالمي التقويم وحذف والشوارب , الخ المدارس في الديني التعليم ومنع الكتابة, كما في

التي للعلمنة الكاريكاتورية الصورة إلى نرى .... هكذا وصاغت شك�لت التي القرارات هذه مثل وراء تختبىء

توجد أنه في ريب . ال1950 عام عرفناها كما تركيا وجه نشهد . ولكننا أتاتورك ثورة في حديثة إيجابية جوانب

جديد من الدينية المرجعية نبعاثإ( 1960-1950) منذ كما الدينية الحركات قوة ازدادت تركيا. فقد في حتى

فعل رد� أثارت اإلسالمية. وقد البلدان بقية في حصل لمقاومتها. وجهها في نهضت التي المعلمنة األوساط

[ تشبه األوساط وهذه العلمانوية األوساط تماما أوساط المنفتحة. أقصد العلمانية ال الضي�قة الفرنسية

استبعاد يريدون بعنف, والذين الكهنوت ضد المناضلين يعد لم المجتمع. فالدين في الدين إلى إشارة كل

[ يهمهم وانقضى مضى عصر إلى ينتمي ,ألنه إطالقا[ ننعت أن يمكن ال أنه رأيهم. والواقع بحسب كهذا موقفا

موقف الالمتسامح. إنه بالعلمانوي وإنما((بالعلماني)) أو الدين رجال موقف يقابل ومMغلق عدواني ولوجييإيد

[ عنه يقل� ال الذي((الكنيسة)) با [ تعص� .(94)وانغالقا

تركيا قي السلطنة أتاتورك فيه ألغى الذي الوقت وفي الهيمنة تحت واإلسالمية العربية الدول معظم كانت

أندونيسيا. وبالتالي إلى األقصى المغرب من الغربية نفسها وجدت قد السياسية المؤسسة مسألة فإن

. األشكال من بشكل معط�لة أو معل�قة

والذاتي الداخلي التطور يخص� ما في األمر وكذلك ننتظر أن علينا ينبغي . وكان المجتمعات بهذه الخاص لكي الخمسينات في الوطنية التحرير حروب اندالع

على الحصول والتحلحل. ومع بالحركة األشياء تبتدىء ثالثين منذ سيادتها تسترد� الدول هذه ابتدأت االستقالل

[ أربعين أو حياة في قصيرة فترة . وهذه فقط عاما السبب التاريخية. ولهذا والتجارب والشعوب الدول

61

Page 62: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

مستمر� خارجي ضغط وجود عن نتحد�ث أن يمكننا بالذات تتمك�ن ال التي المجتمعات لهذه التاريخي المصير على. فالغرب بشكل الخاص تاريخها توليد من الذي ذاتي, حر�

في يترد�د يلجمه, ال أو التاريخ هذا على بقوة يضغط المتخل�فة والسياسية الدينية بالتصورات االستهزاء احتقار نظرة عليها يلقي . إنه(95)اإلسالمية للشعوب هذه أن� يعلم أن ينبغي واستعالء. ولكن وعنجهية[ المبادرة تأخذ لم الشعوب بيدها تاريخها تمسك ولم ذاتيا

[ أربعين قبل إال في سنة أربعون تعني فقط! ماذا عاما ؟ والشعوب لألمم التاريخي والتط�ور التنمية عمر

نظام تأسيس منهم يطلب أن للغرب يمكن فال وبالتالي في قرون عدة فرنسا قضت ومتسامح منفتح سياسي اآلن حتى النواقص تشوبه تزال , وال وبنائه إنشائه

هذه يولون ال الغربيون الدارسون أو ...والمراقبون مشاكل عن يتحد�ثون عندما انتباه من تستحقه ما الناحية

كان اليوم. فإذا واإلسالم اإلسالمية المجتمعات وعنف بقوة اليوم يتعل�قون المسلمون

تاريخي فراغ وجود إلى عائد ذلك , فإن(96) بالقرآن زمن إلى يعود ال الفكري الفراغ . وهذا يمأله من ينتظر

ذلك قبل ما إلى , وإنما ويMشاع يMقال كما االستعمار وحد�ته تفاقمه من زاد قد االستعمار . ولكن طويل بوقت

.

العقلية داخل اليوم حتى تعيش المجتمعات هذه تزال وال خالل حصلت قد أنه نتذك�ر أن ينبغي . ولكن التقليدية للمجتمع قوية نهضة األولى الخمسة الهجرية القرون

المنفتحة العربية والثقافة اإلسالمي الفكر راية تحت العربية للمجتمعات الراهنة فالحالة جدا[. وبالتالي

السياسي النظام من بكثير مستوى أقل� هي واإلسالمية كان الخالفة. فقد نظام أثناء تحق�ق الذي والثقافي

فكر¢ آنئذ هناك

مسؤولياته تحمل على قادر فكر هناك ومفك�رون. كان الله وبكالم العلمية بالمعرفة المتعل�قة المشاكل وطرح

[ آن في المسيحية الوسطى القرون في حصل , كما معا[ ضربنا قد . وكن�ا المجال في الفكر حيوية على مثال

المعروفة الشهيرة الحركة تلك اإلسالمي – العربي

62

Page 63: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

كال بين تمي�ز أن الحركة هذه استطاعت . فقد بالمعتزلة الخطاب ,ومستوى الله كالم : مستوى المستويين

القرآني.

بالمشاكل الجاد� والتفكير الوعي من النوعي هذا ومثل[ يعد لم واإلسالمية. العربية المجتمعات في اليوم واردا

[ تشك�ل الفقه أصول كانت فقد القانون منهجية من نوعا واتب�عت أMنشئت قد معا[. وكانت آن في وإبستمولوجيته

ة القوانين بصالحية يتكف�ل الذي الضمان بصفتها المشتق� بكل يهتم� أحد يعد فلم اليوم المقد�سة. أما النصوص من يكتفون الجامعات. فالمسلمون في المسائل, حتى هذه

شيء كل على يحتوي موجود, وهو : القرآن بالقول بآيات االستشهاد طريق شيء. وعن كل لنا ويقول المشاكل. كل حلوا قد أنهم يتوه�مون وتالوتها القرآن

كامل, وال إيديولوجي محيط في غاطسون أننا نجد هكذا المهيمن الجو هذا مثل في سليم أو جاد� تفكير أي يوجد تبدو العلمنة فإن اإلسالمي. وبالتالي العالم على

[ مستحيلة األمر بي ويصل الجو. بل هذا مثل في تماما تشيطنت قد النبوية الوظيفة بأن القول حد إلى

اإليديولوجية المسي�سة الحركات هذه يد على واغتصبت[ تجهل التي . الحقيقة عن تبحث وهي الروح حقوق تماما

ووصفها دراستها نحاول التي اإلسالمية الظاهرة إنة ظاهرة هي اآلن [ هش� ظاهرة كونها حيث من جدا

منذ كانت اإلسالمية المجتمعات أن الواقع . في حضارية أساسا[. حضرية مجتمعات عن عبارة النبي زمن

أو بدوية المدن( , وليست إلى )نسبة مدينية فالظاهرة[ إال ريفية [ قليال محدود انتشارها أن . بمعنى جدا

الشعوب موجات عليها تدف�قت إن فما ومحصور. ولذلك منطقة في حصل )كما بعدهم ومغول ترك من الخارجية

ذاته. تلقاء من شيء كل انهار وإيران( حتى العراق . عشر والثالث عشر الحادي القرنين بين حصل ما وهذا

ة هذه الغرب ناحية من غازية موجة جاءت ثم , المر� قبر تخليص إلى الهادفة الصليبية الحروب بداية وكانت

الصليبية الحروب ظاهرة دامت وإنقاذه. وقد المسيح الصليبية الحروب فترة الزمن. وبعد من طويلة فترة

بهجمة تمث�لت معاكسة حركة بالذات, شهدنا

63

Page 64: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

, وأفريقيا األوروب الغرب نحو العثمانية اإلمبراطورية عاصمة فيينا وحتى إيطاليا, بل الشمالية, وجنوب

حوض في والصراع المنافسة تول�دت النمسا. وهكذا وأوروبا. ولكن اإلسالم بين المتوسط األبيض البحر الحضارة ( أن جديد من القول )وأكرر نتذك�ر أن ينبغي

أيام بغداد في أوجها بلغت قد اإلسالمية العربية حركة وتطو�رت نشأت الوقت ذلك العباسيين. ففي

هذه كانت )هيومانيزم(. وقد حقيقية عربية إنسية[ منفتحة اإلنسية الحركة [ وليبرالية جدا أيضا[. كما جدا

بتصو�ر ومصحوبة حقيقية عقالنية على مرتكزة كانت (. ولكن البشري للشخص )أو لإلنسان ومنفتح واسع

ة المكتسبات هذه ما سرعان العهد الحديثة أو الهش� من اآلتية الغزو موجات لضغوط خاضعة نفسها وجدت هذه استطاعت السواء. وقد على والغرب الشرق

[ تقضي أن الموجات اإلسالمية الحضارة على نهائيا[ الكالسيكية. و األسباب لهذه ونتيجة التاريخ ذلك من بدءا

[ نشهد رحنا التدريجية والعودة والتفت�ت التبعثر من نوعا السابقة القبلية العتيقة هياكلها إلى المجتمعات لهذه اإلخوانية الحركات عصر في دخلت اإلسالم. ثم على

المركزية السلطات محل حل�ت التي الصوفية والطرق المغرب بلدان في حصل , كما السلطة دف�ة استالم في

. المرابطين بظاهرة يدعى ما شهدنا . وهكذا الكبير

أناس عن عبارة المرابطون المرابطون؟ هم من بشكل تعل�موا القليلة, وقد الدين مبادىء بعض يعرفون , وفي القبائل وسط في يستوطنون راحوا ثم تقليدي في ينخرطون كيف عرفوا . وقد واألرياف القرى

اإلسالم يلمسهم لم الذين الريفيين السكان أوساط[ إال والفصيح العال�م الرسمي منغمسين كانوا . فقد قليال

. اإلسالم على السابقة وعقائدهم المحلية بثقافتهم مزو�دين المرابطون وكان

بدائية. وكانوا أو فطرية الهوتية أو تيولوجية بمعارففون )أي العتيقة والبيئات األوساط في كمبشرين يتصر�

[ العتيق التراث ذات التأطير دور لعبوا (. وقد جدا وسطاء أصبحوا للسكان. ثم واإليديولوجي السياسي

جهة, من المحلية الجماعات أو القبائل بين ما سالم

64

Page 65: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

جهة من االستعمار ظل في المركزية السلطة وبين أجبرت قد االستعمارية اإلدارة أن أخرى. والواقع

فأكثر, وعلى أكثر أنفسهم على االنغالق على السكان نعلم لها. ونحن والخضوع المحلية السلطات نحو التوجه

قد بعد ما في جاءت التي الوطني التحرر حركات أن� قبل من المدعوم الشعبي اإلسالم بهذا اصطدمت

بين القديم الصراع حد�ة من زادت المرابطين. ثم أن علينا الشعبي. وينبغي / واإلسالم العال�م اإلسالم اإلسالمية المجتمعات على أعيننا نفتح عندما نعترف

ية من خالية أنها المعاصرة والعربية الحريات. فحر� التعليم كذلك, وحرية الصحافة مفقودة, وحرية التعبير

حقوق يخص� ما في مضمون شيء والتربية. وال الذي اإلنسان لحقوق اإلسالمي اإلعالن اإلنسان. وحتى

الذي الجهد ثمرة يكن لم1980 عام اليونسكو في أMعلن بصفته , أو(97)نفسها على اإلسالمية الطائفة به تقوم عن عبارة هو وصحيح, وإنما داخلي, طبيعي نضج خاتمةل لها ضم� ثم الخارج ولدت. في أفكار على تطف�

[ واعتبارها وإلحاقها القديم! اإلسالمي التراث من جزءا األفكار, بهذه معجبة اإلسالمية ليةقالع فإن بالطبع الجديدة الدول في إدخالها تريد السبب ولهذا

.(XVII)الجديدة والمجتمعات

, السياسية واألنظمة الدول هذه تركيبة طريقة ولكن لمسؤولياتها أدائها وبكيفية بها تتحك�م التي والظروف

من اللحظة هذه حتى الخارج, تمنعنا في كما الداخل في يمكننا فيها. ال اإلنسان حقوق عن التحد�ث إمكانية حقوق احترام عن المصداقية من نوع بأي التحد�ث إشهارها من الرغم على الدول, هذا هذه في اإلنسان

[ لها وتبجلها لها ترف عن عبارة تظل� . ولكنها(98)ظاهريا من تعاني التي المجتمعات هذه وسط له لزوم ال

[ مباشرة أكثر أخرى حاجيات نعرف . ونحن(99)وإلحاحا تجاه واألنظمة الحكومات من العديد موقف الصدد بهذا

XVII إطار ضمن النقطة هذه بخصوص أفكاره أعلن قد أركون محمد كان اإلنسان, وحقوق الكاثوليكية : الكنيسة حول أقيم الذي العلمي المؤتمر

>ز حيث .انظر: اإلسالم في اإلنسان حقوق , على متوقع هو مداخلته, كما رك-M. ARKOUN: Recherches et documents du centre Thomas More, n°44, décembre 1984, PP.13-24 :<< Les droites de l’homme en islam>>.

65

Page 66: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

التي الجمعيات اإلنسان, هذه حقوق عن الدفاع جمعيات تونس, ومصر, والجزائر, في تتشك�ل أن تحاول

تحرص التي األنظمة أو الدول األقصى. إن والمغرب تجد والتقد�م الحداثة خط التزام حيث من سمعتها على

الجمعيات هذه تشجيع في رغبتها بين متجاذبة أنفسها عن الكشف إلى تؤد�ي أن من الخوف جهة, وبين من

جهة من فيها اإلنسان حقوق ألبسط الفاضح االنتهاكأخرى.

بنفسها مشغولة ومجتمعاته الغرب دول أن ونالحظا أكثر مكتسباتها على وبالمحافظة مستعدة هي مم�

اإلنسان حقوق اقتناص على األخرى الشعوب لمساعدة[ األولية هناك أن يخص�ني ما في فشيئا[. أعتقد شيئا

الغرب بين التضامن تدعيم أجل من مناسبتين أرضي�تينهنا: تشغلنا التي النظر وجهة من الثالث, وذلك والعالم

[ - هناك1 يفترض الذي السياسي التضامن أرضي�ة أوال في كامل تغير إحداث تحققه أجل من مسبقا[

دول جهة من الغربية, أم الجهة من سواء االستراتيجية عن اليوم يتحد�ثون حديثا[. الجميع الناشئة الثالث العالم

في الشعوب كحق الجماعية الحقوق احترام ضرورة التنمية في الشعوب بأنفسها, وكحق مصيرها تقرير

من�ا يتطل�ب الحقوق من بحق اعتراف والتط�ور. وكل بالنص� االكتفاء عمليا[, ال تطبيقه بمسؤولية اإلحساس

المسؤولية هذه أن� هو أالحظه الذي نظريا[. ولكن عليه الجهة, هذه في موجودة, ال غير التضامن في الضرورية

ما كل تطبيق أجل من الضرورية تلك. قلت في وال[ الجميل المبدأ هعلي ينطوي الشعوب والقائل: بحق جدا

التطرفات كل نعلم مصيرها. ونحن تقرير في ارتكبت كهذا. لقد مبدأ باسم ارتكبت التي والمبالغات

, وذلك إليقافها أحد يتدخ�ل أن دون ضخمة جرائم باسمه األخرى. للدول الداخلية الشؤون في التدخ�ل عدم بحجة على التأكيد تم� االستقالل مرحلة نفاق! وبعد من ياله والتطو�ر. ولكن التنمية في((المتخل�فة)) الشعوب حق األحوال معظم في حصل ما إن تطور؟ وأي تنمية أي

واألشكال. األنواع مختلف من كوارث عن عبارة كان الغربية اإليدولوجيا اعتماد عن الناتجة الكوارث هذه

نأ في ذلك التنمية. ويتلخص في الغربية والممارسة

66

Page 67: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

وق أن الإ الشعوب هذه مرأ من يهمه يعد لم الغرب يس� اهتمام أي دون النامية البلدان تلك ىإل وسلعه منتجاته

حصل ما لشعوبها. هذا والثقافية البشرية بالرهانات في يحصل ما وهذا الشاه، ظل في إيران لتنمية بالنسبة النظر وإعادة التفكير . ينبغي اليوم السعودية العربية

التبادالت هذه خلف تقبع التي السياسية بالفلسفة يتطلب الثالث. وهذا العالم وبلدان الغرب بين الجارية السياسي. ىالمستو ىعل التضامن من نوع وجود مسبقا[ تغير يحصل أن ينبغي بالذات التضامن هذا يحصل ولكي الثقافي والجهاز السياسية اإلسترتيجيات في جذري

(100) القريب أو البعيد الماضي عن الموروث والعقلي

األول، عن أهمية يقل ال التضامن من ثان نوع _ هناك2 : وهو أال به ويتحكم األو�ل التضامن رأيي في يشرط وهو

المشترك الديني التراث باستعادة المتمثل التضامن الدراسة هنا باالستعادة الكتاب. وأقصد لمجتمعات

بل الواسع، المنظور خالل من النظر وإعادة النقدية اإلسالم يعتبر الغرب دام ما المنظورات. ولكن وأوسع مكان في ومعاشة بعيدة ودينية ثقافية(101) غرابة بمثابة

للدين، الغربية بالتجربة له عالقة ال مكان في أقصد آخر، جذرية بطرقة التطرح المسيحية التيولوجيا دامت وما

الكتاب بظاهرة ربطها طريق عن الوحي مشكلة ونقدية فإنه ذلك يفعل لم الغرب دام ما ثقافية، كظاهرة مسئولياتنا نتحمل أن علينا الصعب من سيكون

. وواجباته وحقوقه االنسان مصير بخصوص المشتركة[ المكان هذا من التضامنية هذه تقأطل قد كنت سابقا

(XVIII). من نوع يحصل ان جديد. ينبغي من اآلن وأكررها هذا ألن والعمل، والفكر البحث مجال في التضامن المقترحة الحلول نوعية يشرط سوف التضامن المسلمين تعايش يطرحها التي العديدة للمشاكل

في سواء المعلمنين، والغربيين والمسيحين واليهود. اإلسالم أرض في أم الغرب منطقة

العمل؟ المطاف: ما نهاية في

XVIII مشابهه لغوية وصياغات بعبارات النداء هذا أطلق قد أركون محمد كان . اإلسالم في اإلنسان : حقوق عن مداخلته ختام في

X. مذكورة مقالة سابقا

67

Page 68: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

[ به القيام يمكن الذي ما ، واآلن وفي فرنسا؟ في عمليا المسلمين دمج أجل من الجهود توجيه ينبغي اتجاه أي

كبير حد ىإل مMعل م�ن مجتمع في يمكن ما وأسرع بأفضل يمتلكون ال المسلمين بأن [أوال نعترف أن علينا ينبغي ؟

[ فرنسا في الكالم حق يعطي ال هذا الكالم . فحق فعليا وحدها والقادرة مثقفيهم من النادرة ة�للقل اآلن ىحت

اإليجابية المكتسبات بين علمية مقارنة إجراء علي الفرنسي الفكر مواقع وبين واإلسالمي – العربي للفكر

مثال[. العلمنة بخصوص

غير فهم المغتربين العمال جمهور يخص فيما أما[ قادرين واإلجتماعية الثقافية لظروفهم نظرا

هميبمطال يبلوروا أن والمنخفضة السيئة والسياسية الصرخات إطالق طريق عن إال اللهم ، دقيق بشكل

الصدد بهذا ... ) انظر والشعارات واالحتجاجات باحترام المطالبة أو مثال[، للصالة بأماكن مطالبتهم الجنسية علي الحصول في رغبتهم أو ، لهم البوليس

، فرنسا في اإلعالم وسائل ..( . ولكن الخ ، الفرنسية السلبي المتخيل تق�وي ، الغرب بلدان من غيرها في كما والعرب، اإلسالم عن ( المشكلة السلبية الصورة ) او

الجادين للمثقفين توليها التي المكانة حجم من وتقل�ص. وضروري صحيح بشكل االمور توضيح علي والقادرين

ما ىعل وشخصية دقيقة مثلهأ هنا أقدم نأ وأستطيع مجلة أو أواإلكسبريس اللوموند جريدة من اقوله

الرفض مواجهة ..... وفي ) لوديبا( الخ(( النقاش)) الذاتية الرقابة االعتبار بعين نأخذ نأ ينبغي الفرنسي

إال يقولوا لكيال أنفسهم علي المسلمون يمارسها التي[ تمريرها يسهل التي األشياء الكالم أن نجد . هكذا حاليا

. وأنهةالمسأل هذه يخص ما في بصعوية إال يسري ال من ستمرارأب خوضه علينا ينبغي ودائم صعب لنضال

ان دون والسياسية الدينية المحرمات من التحرر أجلل جماعتنا أو الدينية طائفتنا قبل من نهمش أو نMعز�

(102) القومية

68

Page 69: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

، اإلسالم نظر وجهة من بحثنا في نتقدم لكي ولكن أعتقد فإني ، والصعاب العراقيل كل من الرغم ىوعل بشكل التاليين الهدفين بين المزاوجة علينا ينبغي أنه

: حتمي

[ ، _ هناك1 بشكل اإلسالمية الطائفة تخص� مسألة ، أوال لتلك مشابهة معركة في المنخرطة الطائفة هذه ، خاص

القرن في الغربي العمالي الوسط خاضها التي المعركة وفكرية سياسية معركة الكنيسة. إنها ضد عشر التاسع خالل من إما : أقصد متنوعة بأسلحة خوضها يمكن

خالل من وإما ، السياسية األحزاب

من وإما ،(( بالدينية)) المدعوة الروابط أو الجمعيات وإما اليها، نصل أن لنا يMتاح عندما اإلعالم وسائل خالل

والعاجل المهم والفكري. ومن الفني اإلبداع خالل من[ ءىننش أن الصدد بهذا [ رأيا الكت�اب انشأه الذي كذلك عاما

عشر. الثامن القرن في الفرنسيون والفالسفة ممارسة جلأ من وضروري أساسي فوجوده

[ المفقود الحوار ىعل والتدرب الديمقراطية، بين حاليا. المدني والمجتمع الدولة

: وأرحب أوسع ىمستو فيخص� الثاني الهدف _ وأما2 الذي الحوار وحتي بل الثقافات، بين الحوار ىمستو إنه

[ يعد فلم الخصوصية، الثقافات يتجاوز أن للمرء ممكنا الدينية طائفته طريق عن والخالص مانأال �بر ىلإ يصل

نأ علينا ينبغي فقط. وإنما وحدها القومية متهأ أو التقليدية((الهويات)) ((القيم)) و اإلشكاليات نتجاوز

مذهب. او طائفة أو أمة أو جماعة كل داخل الموروثة ذلك قولأأكثر. ونعممه القيمة نقد نوسع أن وينبغي

التسرع من بنوع اليوم يتحدثون انهم وخصوصا[ استيقاظ أو األديان عودة عن والسطحية والسهولة

الناحية من وهمية هذه الدينية اليقظة األديان. إن[ ىباألحر تمث�ل ألنها خطرة، وحتي بل العقلية، من نوعا

الديني. للعامل والسياسي األسطوري االستغالل ينبغي تراث كل داخل في المعركة نأ ىرأ السبب ولهذا

والمقارنة افاتقالث حوار طريق عن وتمتد تستطيل أن

69

Page 70: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

� بعد تطرق لم التي المختلفة الفكرية الساحات بين إال ذلك كالمستشرقين. أقول معزولين باحثين قبل من

تحيط التي والمحدودية الضعف بجوانب هنا فك�رأ ناأو لألديان، والمقارن العام كاألدب المختلفة بالعلوم أنتروبولوجيا بصفته المتصور المتوسطي العالم وتاريخ

العقل به يقوم الذي بالنقد وأفك�ر للماضي. كما الخاصة المعطيات يهضم الذي االقتصاد نقد أو العلماني

ن مادة هنا ... توجد الخ نامية، المدعوة بالمجتمعات لش� العقلية الساحة في جذري تحول وإلجراء ثقافية ثورة

الحديث. للفكر

في اآلن هو هنا إليه أشير الذي العمل أن أعرف إني من المتزايد العدد جهود بفضل الغرب في التنفيذ طور

نشهد والكتاب. فنحن والفنانين والباحثين المفكرين حدوث عام بشكل والغرب وأوروبا فرنسا في اآلن

والعقائد التصورات مع حاسمة وقطعية جذرية مراجعات[ سيطرت التي والنظريات، والمواقف [ زمنا في طويال

والكونية. ولكن((العلمية)) بمثابة واعتبرت السابق، حصلت والتي للبحث المتقدمة والنقاط الكشوفات هذه

بالدوائر محصورة نآال ىحت تزال ال الغرب في مؤخرا[ الفكر أن الباحثين. ذلك من لالختصاصيين الضيقة

السمعية اإلعالم وسائل تنشرها التي والثقافة� غذائها تستمد ال والبصرية [ إال الجديد الفكر هذا من قليال

[ يعتبرونه الذي [ صعبا علي اآلن المسيطر فالتصور جدا من األكبر العدد لذوق الخاضعين التليفزيون مديري بين مانع حاجز إقامة حد ىإل ىحت يتوص�ل الناس، جهة، من جدا والمؤدلجة والتجريبية الجماهيرية الثقافة

[ الجارية الجهود وبين الحدود اختراق أجل من حاليا به انخرطت الذي الفكري النقد تجذير ثم الثقافية وجهة من األمور إلي نظرنا ما الحالية. وإذا الحداثة[ بأن القول أمكننا هذه النظر الوضع لمستوى تخفيضا

سيطرة لنفس الخاضعة المجتمعات كل في الثقافي أن� لماذا نفهم أن فيمكننا اإلعالم. وبالتالي وسائل أي بعنف يرفضون المعاصرين والمسلمين العرب

الواقع في الغربي. فهم وأ األوروبي الفكر من استعارة[ الحديثة الفكرية التيارات يجهلون التجديدات أو فعال

70

Page 71: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

إال الغربي الفكر الفكر من يعرفون وال وإبتكار، بأصالة اإلعالم. وبالتالي وسائل تشيعها التي السطحية النماذج

لبنا ينماأ أنه نجد . هكذا بحق عليها يحملون فهم ق�[ مامناأ أن نكتشف أبصارنا تنتظر وثقيلة ضخمة مهاما

للنفس شهية مهام وينجزها. ولكن�ها بها يضلع من طاقات كل ىإل بحاجة والهمم. وهي للعزائم ومثيرة

لشق الجهود مضاعفة اجل من الني[رة وعقوله العصر هذا[ أكثر خطوط البشري. للوضع تحريرا

أركون محمد تأليفصالح : هاشم ترجمة

19/11/1989 بتاريخ باريس في الترجمة تمت

وشروحاته الترجم هوامش

هو بالحديث أركون محمد إليه يتوجه الذي الجمهور أن الواضح (من1) الندوات يتابعون الذين والمهتم>ين الباحثين جمهور فرنسي, أو جمهور ليون. مدينة من بالقرب مور توماس مركز ينظمها التي المعروفة الدورية

يعدد أن نواقصه, ال ينتقد أن ما جمهور إلى يتوج>ه عندما أركون عادة ومن نواقصهم ينتقد العرب أو المسلمين نحو يتوج>ه عندما ويجامله. فهو محاسنه األوروبيين, وعندما وعن أنفسهم عن يشكلونها التي الخاطئة والصورة

جدا, والشائعة السلبية الصورة ينتقد فرنسي أو أوروبي جمهور أمامه يكون الفرنسيين على يعيب هنا . . . وهو أوساطهم لدى العرب أو المسلمين عن

الستعمار الطويلة تجربتهم من الالزمة والدروس العبر يستخلصوا لم أنهم>وا الجزائر, فلم متوقعا. كان كما واإلسالم العرب مع الثقافات حوار يدشن

من على واستعالئه بتفو>قه المتفو>ق إحساس إلى يعود السبب كان وربماX أقل هو العتيد الحوار هذا تأخ>ر سبب يعذر ال ذلك واحتقاره. ولكن منه تقدما

عام. بشكل _ األوروبي اإلسالمي أو العربي_ األوروبي المنتظر: الحوار

, المعرفة نظرية ( علمÉpistemologie) هنا باإلبستيمولوجيا ( المقصود2) األولية الشروط هي ذاتها, وإنما بحد المعرفة ليست المعرفة, أي فلسفة أو

إبستيمولوجيا إلى يدعو هنا صالحة. وأركون أو ممكنة المعرفة تجعل التي الكالسيكية. وهذه أو الماضوية لإلبستيمولوجية مضادة جديدة

الباحثين فرق يد على االن تتبلور التي هي الجديدة اإلبستيمولوجية

71

Page 72: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

X أكثر العالم. وهي أنحاء شتى في الطليعيين ألنها السابق من ورحابة اتساعا الحدود تهدم أن تريد

أنها المختلفة. كما والشعوب الثقافات بين تفصل التي المرسخ>ة أجل من باستمرار خطاها على للعودة مستعد>ة نقدية, أي إبستيمولوجية

ومتحركة منفتحة إبستيمولوجية وأخطائها. إنها مسارها وتصحيح العبر أخذجامدة. أو مغلقة ال

) جزائري(. إسالمي تراث أو إسالمية عائلة في والدته بسبب ( أي3) ان يمكن ال المسلم أن هو العام الغربي الجمهور لدى الشائعة فالفكرة

X يكون أركون محاولة بسهولة. وكل فيمكنه واليهودي المسيحي أما علمانيا على والمسيحي, قادر العكس. فالمسلم, كاليهودي يثبت أن في تكمنحضارة. لديه كانت عندما الماضي في ذلك أثبت العلمنة, وقد افتتاح

الحرية. لمفهوم أركون, مرادف العلمنة, بحسب مفهوم أن يعني ( هذا4) تختلف مشروطيتها كانت العلمنة, وإن وكذلك مشروطة دائما الحرية ولكن

العلمنة بأن القول يمكن اخر. فمثال إلى عصر اخر, ومن إلى مجتمع من موجودة هي مما أكثر بشكل والمعتزلة المأمون أيام في موجودة كانت طرحها التي واإلسالمية. فاألسئلة العربية الدول معظم في االن عليه

أو عربي ثقافي وسط أي في نآال طرحها يمكن ال نآالقر على المعتزلةX, موقف فالعلمنة إسالمي. وبالتالي موقف المعرفة. إنه أمام هي, تحديدا

X يكون أن يحاول X منفتحا تسمح حد أقصى إلى وأممكن, حد أقصى إلى وحراX واالجتماعية, وإنما السياسية الشروط فقط ليس به المنهجي التقد>م أيضا

بالمقابل القول ما. ويمكن ومكان ما زمان في السائد والتقني والمعرفي بشكل وحضارته اإلسالم عن يستحيل, التحدث يكن لم يصعب, إن إنه

الفرنسي. المتطر>ف اليمين من مشك>ل جمهور أمام ومعقول موضوعي أمام تاريخي بشكل المختلفة اإلسالمية الفرق عن التحدث ويستحيل كما

من غيرهم أو الشيعة األصوليين أو المسلميين اإلخوان من مشك>ل جمهور. . . أرثوذوكسياتها و القطعية يقينياتها على النائمة اإلسالمية الفرق

العنصر على المسيحي األوروبي للعنصر مسبق تفوق إلى عائدا ( وليس5) أبدي. و أزلي و جوهري بشكل اإلسالمي العربي

الدولة. وهو عن الكنيسة فصل هنا القانوني بالتقسيم أركون ( يقصد6) أن اتساعا. صحيح أشد و أعمق و ذلك من أكبر شيء العلمنة ان يعتبر وتشكيل المواطنيين بين المساواة أجل من ضروري الدولة عن الدين فصل

كما وتتجاوزه ذلك تشمل العلمنة المدني. ولكن للمجتمع المتين النسيج طويل زمن منذ ذلك حق>قت قد فرنسا فإن حال أي بعد. وعلى فيما سيتضح

وبقي

المجتمعات العلمنة. ولكن مراحل من الثانية المرحلة تحقق أن عليهاالثانية. وال األولى المرحلة ال االن حتى تحقق لم اإلسالمية

72

Page 73: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

ينبغي الحقائق, وإنما نكتشف أو المعرفة ننتج أن اليكفي أنه يعني ( هذا7) مشكلة كل نفسها تطرح للجمهور. وهنا نوصلها كيف أيضا نعرف أن

يبقون قد الباحثين من الحديثة. فالكثير المجتمعات في والتوصيل التواصل الواسع الجمهور إلى بحوثهم نتائج يوصلون كيف يعرفوا لم إذا هامشيين

والعريض.

االشتراكيين عهد في1984 عام جرى الذي الصراع إلى أركون ( يشير8)X ) الكاثولوكية الخاصة المدرسة اتباع بين العامة. وهو والمدرسة/( أساسا السابق, وقد عن مختلفة بطريقة العلمنة مشكلة طرح إعادة ضرورة يرى عن اليوم يتحدثون الكبار الفرنسيين والمسؤولين الباحثين بعض إبتدأ

((الجديدة العلمنة)) بلورة ضرورة (la nouvelle laicité)

للعلمنة الفرنسية الفرنسيين, فالتجربة تجاه قاسيا هنا يبدو أركون ( ربما9) دائما هناك بعد. ولكن فيما سيوضح كما التاريخ في التجارب أعرق من هي

والتطبيق. والفرنسيين/ النظرية بين أو والواقع/المثال بين تفاوت التاسع القرن علمنة من اتساعا أكثر جديدة علمنة بلورة اليوم يحاولون

X. ولكن ذكرنا كما عشر عشر التاسع القرن علمنة عن تنازل أي دون سابقا ) والمذاهب األديان حروب على والقضاء الحديثة فرنسا تشكيل أتاحت التي أركون, طبيعة هي هذه خاص(. لكن بشكل والبروتستانت/ الكاثوليك بين

. . . وجهه في بعنف ينتقده ما جمهور إلى يتوجه فعندما

(les laicistes militantes) الصراعيين بالعلمانويين أركون ( يقصد10) نظر وجهة من األديان, حتى دراسة يرفضون الذين المتطرفيين أولئكX تحذف ان ينبغي تاريخية. فاألديان أو ثقافية كشعائر فقط ليس كليا

العلمية. للدراسة كمادة أيضا بالطبع( وأنما العامة المدارس وعبادات) في مادة إدخال ضرورة عن اليوم يتحدثون أصبحوا الفرنسيين ولكن

الشعائر تعليم استبعاد مع العامة دارسمال المقارن((في األديان ))تاريخ أماكنها) في تمارس كان. بالطبع, فالشعائر دين ألي> العبادات أو والطقوس

للمجتمع العام الفضاء الجامع( وليس أو الكنيس المعبد, أو أو الكنيسة أي> ينبغي الصغار المدرسة. فاألطفال في أو الطائفية التفرقة على يتعودوا أال

> نعومة منذ والمذهبية بعد. فيما مؤكدة األهلية الحروب فإن أظافرهم, وإالالسابق. في غاليا ثمنها فرنسا دفعت وقد

X ويعتبرونها العلمنة بفكرة يستهزؤون ( المسلمون11) المسيحية ص>يخ شيئا معهم ويرد>د يقولون كما ودنيا دين اإلسالم الن بها. لماذا؟ لهم حاجة وال

X تكن لم المسيحية المقولة. لكأن نفس المستشرقون طوال ودنيا دينا

73

Page 74: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

العلمنة بأن يقولون إنهم الحداثة! ثم مشارف وحتى الوسطى العصورX, وبما الكهنوت طبقة ضد موجهة في موجودة غير الطبقة هذه أن أساسا اإلسالم تخص> ال العلمنة المعرفي, فإن والمراتبي الهرمي بالشكل اإلسالم

للطبقة الهرمية التشكيلة تعرف ال البروتستانتية لهم قيل والتعنيه!. . . وإذا بالعلمنة, فإنهم تعترف فهي ذلك الكاثوليك, ومع لدى المعروفة الكهنوتية ليس أنه إلى باإلضافة هذا . . . يرد>ون كيف يعرفون وال جوابا يحيرونX الكاثوليك. لدى الحال عليه هو عم>ا كهنوت طبقة وجود بعدم القول صحيحا اكبر األزهر شيوخ واألهمية. وفتوى الدرجة بنفس المشائخ جميع فليس المراتبي التنظيم ذلك إلى مغمور. يضاف عادي شيخ فتوى من بكثير أهمية

الشيعة. لدى الموجود الهرمي

بمعنى األديان كل بين يساوي الذي الالمبالي هنا بالحيادي ( المقصود12)>ها, وبالتالي دراستها في الخوض يرفض أنه مسؤولية أي يتحمل فال كل

X صاحبه يكلف ال سهل موقف معرفية. وهذا يذكر. شيئا

وليس لألديان مقارنة دراسة هو الواقع في أركون يريده الذي ( الشيء13) المنظور هو فقط. وهذا حدة على دين كل لتاريخ منفصلة دراسة

الدينية, أي الظاهرة دراسة على فرضه يريد الذي الواسع األنتربولوجي والذي الواسع المنظور هذا كان.ولكن مجتمع أي كانت, وفي دينية ظاهرة

مقاومة يلقى النفوس في المتجذرة والعصبيات الخصوصيات جدران يهدم لمقوالته العتيقة وإلفتهم للماضي حنينهم بسبب الكثيرين قبل من عنيفة

سجيني يبقون فهم الطفولة. وبالتالي حليب مع رضعوها التي وتحديداته على االنفتاح يستطيعون الكالسيكية, وال والالهوتية التيولوجية القوالبالحديثة. األنتربولوجية النظرة

بقطتن ال الدينية الظاهرة فإن أركون يتبعه الذي المنظور ( بحسب14)X تخص> وإنما الثالث التوحيدية األديان على فقط كالبوذية األديان بقية أيضا

ال أنه بشري. ذلك مجتمع كل في التقديس تجليات وكل والكونفوشيوسية ( . والدياناتSacré) حرام أو تقديس بدون بشري مجتمع يوجد ان يمكن

األديان مثل ذلك في مجتمعاتها, مثلها في التقديس تمثل الوثنية أو التعد>دية والمقارن( اإلنسان الحديث) أي األنتربولوجي فالمنظور االخرى. وبالتالي

التقليدية النظرة تفعل كما واالهتمام الدراسة ساحة من استبعادها يرفضX. األديان هذه تدين التي المعروفة سلفا

نشأ علم ( هوEthnologieاإلتنولوجيا) أي اإلناسة أو الع�رافة ( علم15) للشعوب األوروبية الشعوب اكتشاف أثناء عشر التاسع القرن في وازدهر العلم هذا كان الماضي االستعمارية. وفي الحمالت طريق عن األخرى

X ))متوحشة(( أو ))بدائية(( أو المدعو>ة الشعوب لدراسة فقط مخصصا )) المدج>نة(( أو )) الحضارية(( أو الشعوب عن لها ))باردة(( تمييزا

ألن قوسيين بين المصطلحات هذه كل وضعنا والتاريخية((. وقد )) الساخنة علم أما والعرقية. و الكالسيكية النظرة به أوهمتنا مما أكثر نسبية األشياء

74

Page 75: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

لدراسة فقط يخص>صونه االجتماع( فكانوا علم السوسيولوجيا)أي العلمين كال بين والجدران الحدود انهدمت األوروبية. واليوم المجتمعات

(.piere BOURDIEU) مثال بورديــو بيير أمثال من أحرار مفكرين يد على

X االستبعاد هذا كان ( ربما16) الدينية المسألة تجازت قد أوروبا أن إلى عائدا القرن منذ والمذاهب األديان ) حروب حاد>ة وسياسية اجتماعية كقضية

أن حين أخرى, في بقضايا مشغولة فأصبحت عشر(. وبالتالي السادس ومذاهبه((. أديانه )) حروب في يتخبط يزال ال العربي أو اإلسالمي العالم

> مكان. ينبغي كل في وحارقة حاضرة مشكلة يشك>ل فالدين وبالتالي أال[ هناك أن ننسى [ تفاوتا مسافةسنة. ) مائتي إلى وخمسين بمائة تاريخيا

( .الفرنسية الثورة

وإنما الحقيقي واقعه أو دوافعه بحقيقة يعترف ال كالفرد ( المجتمع17)X. ولكن Xو بريقا أكثر أخرى صورة نفسه عن يقد>م لكي يخفيه العلوم لمعانا

هذه التمويه عملية تعرية على القادرة وحدها هي واالنسانية االجتماعية تركيبته بكل حقيقته على يستبين لكي المجتمع وجه عن القناع وكشف

X يخلع فرد وكل مجتمع ووظائفيته. كل وبنيته يبدو لكي نفسه على قناعاعليه. يبدو أن يريد كما يبدو حقيقته, لكي غير على

الفاضح التفاوت هو: تبيان واحد شيء إلى يهدف هذا أركون كالم ( كل18) العربية البلدان من وغيرها الجزائر في السائد اإليديولوجي الخطاب بين أخرى. جهة من والتاريخية الحية وفواه الواقع حقيقة وبين/ جهة من

X أربعين طوال ساد الذي اإليديولوجي الخطاب أن والواقع اليوم وحتى عاماأويشو>هها. العربية المجتمعات لكل الحقيقية الصورة يحجب

. وإنكلترا, الخ وألمانيا كفرنسا بلدان ديمقراطية أركون ينكر ال ( بالطبع19)X تظل الديمقراطية بأن يقول أن يريد . .ولكنه X ناقصة, وتظل دائما دائما

من األدنى فالحد بلداننا في الديمقراطية. أم>ا من المزيد إلى بحاجةX. وانتقاداته معدوم الديمقراطية تعني ال الديمقراطي النظام لنواقص تماما

X منه. مفروغ شيء الديمقراطية. فهذا مبدأ ضد انه أبدا

(le champ intellectuel) الفكرية الساحة بين هنا أركون ( يفرق20) ألن بينهما التجاوز من الرغم ( علىle champ cultural) الثقافية والساحة

تشمل الثانية أن حين العلمية, في والبحوث للفلسفة أقرب األولىإليها. والمسرح, وما والسينما والرقص واألدب كالشعر الفنية النشاطات

>ر لغة كل أن ( المقصود21) للتركيز الحال بطبيعة مضطرة الواقع عن تعبX غزارة أكثر االخرى. فالواقع الجوانب إهمال أو جوانبه بعض على وتعقيدا فهو الواقع بالضرورة. وأما مستقيمة خطية خطاب. فاللغة أي و لغة أي من

االتجاهات. كل في ومتفرع نازل صاعد

75

Page 76: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

شيء هي الدينية الحاجة باألحرى أو كلها األديان جذور أن يعني ( هذا22)بشري. مجتمع أو فرد كل ألعماق المطاف, وبالنسبة نهاية في واحد

دين كل خصوصية ترس>خ التي الموروثة التيولوجية القوالب ( المقصود23)X يبدو لكي األخرى األديان مع عالقة أي عن وتعزله X نوعه من فريدا ومتفوقا

تيولوجيا المركبة الخصوصيات هذه كل وراء ما في . ولكن ماعداه كل على تكشفها التي أركون. وهي يصفها التي هي واحدة عميقة جذور تقبع

العناصر على للقبض تتوصل التي المقارنة اإلنتربولوجية المنهجيةالبشر. كل بين المشتركة

>رت فيها نشأت التي بالظروف متعل>قة أنها ( المقصود24) لحظة في بها وتأث أنها يعتقد التقليدي المؤمن التاريخ. ولكن لحظات من ومحددة معينة زمنية التاريخ تتعالى, بالتالي, على وأنها األزل منذ البداية, أو منذ موجودة كانت

كل منشأ لحظة بسهولة لنا يبين الحديث التاريخي المنهج والتاريخية. ولكن السابقة بالشعائر . . .( وعالقتها صالة, وصوم, وحج, الخ ) من الشعائر

أو األخرى التوحيدية األديان في أم القديم العربي المجتمع في سواء عليها الخارجية الشعائر من أعمق هو القديمة. ما األوسط الشرق أديان في حتى

خلفها, هو أو تحتها تربض التي العميقة العاطفة هو دين كل في والظاهرية طوال للعالم البشر بنظرة تحكمت التي األساسية البنية أو الدينية الحاجةوالطقوس. الشعائر هذه اختراع إلى أدت والتي وقرون قرون

> ينبغي بالطبع (25) ما إذ والعقالنية العقل ضد أركون أن القارئ يفهم أال االبستيمولوجية المواقع أكثر من يتحدث العبارات! فالرجل هذه قرأ

X والعقالنية له. حدود ال والعقالنية بالعقل الراهن. وإيمانه عصرنا في تقدما>ر العقل مفهوم ولكن >ن الكالسيكي. وقد العصر في عليه كان عم>ا تغي بي

العصر في الجنون )) تاريخ عن الشهيرة أطروحته في فوكو ميشيل الخيال والالعقل, أو/العقل بين الكائن التداخل الكالسيكي(( مدى

العقالء. فالعقل كبار ذهن في إنسان, وحتى كل ذهن في والشطحات أصبح خرآ شيء بأي المختلط وغير شيئ كل من الخالص الناشف الجامد

X X مفهوما بحاجة العقل الحديثة. إن اإلبستيمولوجية للنظرة بالنسببة قديما إلى التوصل في وينجح ويشتغل يتحرك لكي الوهم وحالوة الخيال إلى

عصر إليه أوصلنا الذي البارد والحسابي األدواتي العقل ما. أما نتيجة للنقد االن يتعر>ض أصبح والعقالنية, فقد العقل قم> باعتباره التكنواوجيا

مدرسة أو هابرماز يورغن امثال من المفكريين كبار يد على الشديد العقول كل وليست وعقل عقل ) أدورنو(. هناك قبله من فرانكفورت

اإلسالمي العقل مفهوم اخر مكان في أركون يبلور عندما متساوية. فمثال والمكان بالزمان مشروط خاص عقل عن يتحد>ث فإنه الكالسيكي

واالمكانيات.

X ( هنا26) X نتوقف أن ينبغي أيضا تفاهم سوء أي يحصل لكيال أركون مع طويال

76

Page 77: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

X, فيما وشائكة دقيقة العربي. فالمسألة القارئ مع يخص> وخطيرة. فأوال عديدة, كان قرون طوال الغرب على سيطر الذي الجبار الالهوتي العقل طريق عن والمعصوم الكامل العقل ماهية يحدد الذي هو الالهوت عالم

على مفتوحة المقد>سة النصوص ان> نعلم النصوص, ولكننا لتفسير احتكاره تحديد الستخراج واحد معنى على تجميدها فإن المعاني, وبالتالي من العديد>. نقول ليس التعسف ممارسة يعني واإللهي الكامل العقل X ذلك إال وخصوصا

)أي أن الالهوت( عالم المفسر>

معصوم. وبالتالي بأنه العامة يوهم ولكنه معصوما وليس بشري إنسان هو أو معرفية نظر وجهة من مقبوال ليس الشرعي الوحيد للمعنى كارهتاح فإن الدين نفس داخل الهوتية تيولوجية خطوط عدة هناك ألن دينية. وذلك حتى

X الواحد, وليس X خطا البروتستانتي, الخط الكاثوليكي, الخط ) الخط واحدا الشيعي, والخط السني, والخط ) الخط االسالم األرثوذكسي(. وداخل

الذي الحديث العلمي والعقل ديكارت جاء العديدة(. ثم وتفرعاتها الخارجير المدرسية والنزعة السابقة الدوغمائيات أسر من األوروبية البشرية حر>

على القائم البشري العقل سيادة الذات: أي سيادة وفرض السكوالستيكية أركون ينتقده الذي الدقيق. والشيء الرياضي والقياس والتجريب التفحص

عقل إلى الزمن بمرور الديكارتي العقل تحو>ل وإنما الكبير التحرير ليس هناب ومتصلب جامد للحركات المؤسسة العقول لكل يحصل كما ومتخش>

أصبح الديكارتي للعقل أركون يوجهه الذي النقد الكبرى. وهذا التاريخيةX فوكو ميشيل بحوث بعد واألوروبية الفرنسية العلمية البيئات في مقبوال

األوروبي. فديكارت الكالسيكي العقل لشمولية ونقدهما هابرماز ويروغينغ عندما )) مجنونة بمثابة الخيال واعتبر خيال أو عاطفة أي من العقل فر>

الحضارة أس>س قد المجاز, فإنه طريق ( علىla folle logisالمسكن(( ) على قضى ذاته الوقت في الحديثة. ولكنه والصناعية األوروبية, العلمية

والصناعية االوروبية, العلمية الحضارة صتع في ومساهمته الخيال طراوة عقل إلى العقل هذا تحول اإلنسان. ثم أعمال من عمل أي وفي الحديثة

X بارد وحسابي ضي>ق تقني X. . . وهذا جدا فقط, وليس أركون يدينه ما جدا أن وقبل األولية انبثاقها لحظة في ديكارت عقالنية أو عام بشكل العقلقرون. عدة بعد جامدة أرثوذكسية إلى تتحو>ل

بعد تبتدئ لم>ا الوحي لظاهرة المقارنة العلمية الدراسة أن ( بمعنى27)X الخاص وحيه على ينغلق كبير دين أو طائفة المطلوب. فكل بالشكل معتبرا

والمكان الزمان فوق يقف الذي الوحي الصحيح, أي الوحي بمثابة إياه المنافسة, األخرى األديان وحي ذاته الوقت في يسف>ه التاريخ. ثم ويتجاوز

مطلق ألصحابه بالنسبة يشك>ل أنه نعلم محر>ف. ولكننا أو مزي>ف وحي وكأنه عن نخرج المأزق؟ هذا من نخرج المطلقة. فكيف الحقيقة الحقيقة, أو

بالتجربة واالعتراف المقارنة بالدراسة والقيام خرينآال على االنفتاح طريق بين العالقة مسألة على خاص بشكل التركيز األخرى, ثم لألديان الروحية التاسع القرن منذ الوضعي العصر فعله الذي والتاريخ. والشيء الوحي أنها جد>ي, واعتبر تفحص أو دراسة دون الوحي صفحة طوى أنه هو عشر اليوم به. أما لالهتمام داعي فال , وبالتالي وانقضى مضى زمن إلى تعود

77

Page 78: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

بشكل الوحي وظاهرة الدينية بالظاهرة جدي معرفي اهتمام ظهور فنالحظ العودة يعني ال االهتمام هذا عام. ولكن

قديمة ظاهرة على جديدة أضواء إلقاء وقيمه, وإنما وأساليبه الماضي إلىالتاريخ. ق�د�م

ع من بنوع األمور حسمت قد األرثوذكسية الماركسية ( كانت28) التسر> كل وفي التاريخ في الحاسم هو االقتصادي العامل بأن اعلنت عندما

X أعلنت واألحوال. وعندما الظروف طبقة إلى ينتمي الديني العامل بأن أيضا ) بنية التاريخ لتشكيل التحتية العميقة البنية ال السطحية البنية

األنتربولوجيا علماء اكتشاف خالل من اليوم نعلم فوقية( .ولكنناX اكثر األمور ان المعاصريين يزعمون. التي الفجة التبسيطية هذه من تعقيدا

عدة طريق عن إنما و عادة واحد عامل طريق عن يحسم ال فالتاريخX الظروف بحسب ذاك من اهمية أكثر العامل هذا يكون عوامل. واحيانا

أو األسطورة أو الخيال عامل بأن ذلك إلى المعاشة. يضاف واألحوالX يتحو>ل الفوقية(( قد )) البنية مصير على ضاغطة مادية قوة إلى أحياناتحتية. بنية الفوقية(( إلى )) البنية تتحول وأكثر. عندئذ المادي العامل

>ل أركون ( يقصد29) على المسيطر الكبير الوهم ذلك هنا الكبير بالمتخي مرتبطة غير سلطة توجد أن يمكن ال بأنه يعتقدون الذين الماليين وعي

X يزال ال الوهم هذا أن الدينية. والغريب بالسيادة على االن حتى مستمرا السياسية. ولكن األنظمة و للسلطات والعنيف القسري الطابع من الرغم

عهد منذ تشك>ل قد المذكور الوهم ان عرفنا ما إذا تزول الغرابة هذه الجديد النظام على الشرعية رداء يخلعوا ان الفقهاء قبل عندما األمويين

الشرعية طريق عن ال المسل>حة القوة طريق عن السلطة إلى وصل الذي مذ كهذا وهم يستمر> الجذور. وعندما وعريق قديم فالوهم الدينية. والتالي

X اليوم وحتى التاريخ ذلك ... واألتراك. الخ والفاطميين بالعباسيين مرورا حقيقة إلى الوهم يتحو>ل للتاريخ. هكذا الكرى المعطيات أحد يصبح فإنه

التاريخ. مسار توجه> مادية

الكم ( خطابle discours social) االجتماعي بالخطاب ( المقصود30)X وليس جماعي خطاب إذن المجتمع, فهو في البشر من األكبر X. خطابا فرديا

بأسره. مجتمع خطاب إنه

الشد> لعملية محصلة كان الكالسيكي اإلسالمي العقل أن ( بمعنى31) زوالنقل الحديث أهل الفترة: تيار تلك في متصارعين تيارين بين والتجاذب

(. وكل الفلسفي والتيار/ الفقهي التيار والعقل. ) أو الرأي أهل وتيار/لآلخر. التنازالت بعض يقد>م ألن اضطر منهما

>ل هنا المقصود(32) الفرنسية, الثورة بعد تشك>ل الذي الجمهوري المتخي

78

Page 79: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

>ل محل حل والذي >ل القديم. وهذا والملكي الكاثوليكي المتخي هو المتخي العلمانية المدرسة في درس الذي الحالي الفرنسي وعي يشغل الذي

نقول عشر. وعندما التاسع القرن في فيري جيل أسسها التي والجمهوريةمتطابقتان. علمانية((. فهما ))قيم نقول فكأننا فرنسا جمهورية(( في ))قيم

أوساط في شائعة هي كما المسلمين أوساط في شائعة ( إنها33) مسل>مة النقاش! إنها تقبل ال أنها درجة إلى شائعة المستشرقين. وهي

غير الواقع المسلمين. ولكن من الكبرى الجمهرة لوعي بالنسبة وبديهة بينهما. وصنع يفصل والزمني, وال الروحي بين يخلط ال تماما. فاإلسالم ذلك

كانت الفصل. فعندما أو/ الخلط تفرض التي هي تطوره ودرجة المجتمع تخلط كانت المسيحية الوسطى العصور مرحلة تعيش األوروبية المجتمعات

X عن واالجتماعية االقتصادية بنيتها انقلبت والزمني. وعندما الروحي بين أيضا بينعما... هذه تفصل راحت الحديثة والفكرية العلمية والثورة التصنيع طريق

تفرقه لإلسالم بخصوصية متعلقة بساطة, وليست بكل األمور حقيقة هي الحضارة يعيش اإلسالم كان ... وعندما يزعمون كما االديان كل عن

... العلمنة بعض شهد الكالسيكية

X منه يجعل فقط األوروبي النموذج على التركيز ( ألن34) X نموذجا مطلقاX عقيدة تفرضه أن حاولت ما والمكان. وهذا الزمان خارج يقع ومضخما

وبين بينه مقارنة أي إجراء رافضة األرض شعوب بقية على األوروبي التفوق بحسب تشبهه العالم في تجربة توجد أن يمكن ال ألنه األخرى التجاربرأيهما.

بعامل ورسوخها األوروبية الحضارة نجاح ظاهرة أركون ( يفس>ر35) في عشر. هذا السادس القرن منذ به حظيت التي التصاعدية االستمرارية

كان االسالمي العربي المجال في والحضاري العقالني التطور أن حينX عضد المأمون, لحظة الرشيد, لحظة هارون لحظة) األمد وقصير متقط>عا

_ العربية الحضارة انهيار إلى أدت التي التجارية البرجوازية الدولة(. وانهيار النهضة دعامة هي المادية القوة ألن الكالسيكي. وذلك العصر في اإلسالمية

هولندا نهضة مثال العالم. ) انظر من مكان كل في التفكير وحرية العقلية فيها السائدة التفكير وحرية عشر والسابع عشر السادس القرنين في

>رون أوروبا(. كان عموم كل إلى بالقياس آنذاك األحرار األوروبيون المفكإنكلترا. أو فرنسا في فيها, وليس كتبهم ينشرون

اهكل أوروبا كانت للكلمة العلماني بالمعنى الغرب مفهوم انتصار ( قبل36)المسيحي بالعالم تدعى

(La chrétienté)بالغرب تدعى أصبحت ثم (´LOccidente. )

(. وقد1985_ 1902) معاصر فرنسي مؤرخ أهم هو بروديل ( فيرنان37) في انتصارها أوج بلوغها وحتى صعودها لحظة منذ األوروبية الحضارة درس: التالي الكبير كتابه

79

Page 80: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

fernand BRAUDEL: civilisation matérielle, économie et capitalisme, XV-XVIII siécles paris, armand colin 1980.

عشر الخامس القرنيين في الرأسمالية و المادية, االقتصاد الحضارة أجزاء ثالثة في1980 كوالن أرمان عشر. باريس, منشورات والثامنضخمة.

> الحالية أوروبا تشكل كيفية نفهم ان يمكن وال الكتاب هذا بقراءة إال. هنا عرضا أركون إليه يشير الذي األساسي المرجعي

لكي العامة الحياة من الدينية الساحة انسحاب بذاك أركون ( يعني38)Xمن ردفلل الخاصة الحياة في تحشر العام الفضاء على السابقة هيمنتها بدال

ككل. للمجتمع

تتوض>ح أركون. فبالمقارنة لبحوث والمستمر المقارن الطابع هنا ( من39)X يذكر فهو حقيقتها. ولذلك على وتبدو األشياء المسيحية التجربة دائما

اإلسالمية. للتجربة تحليله أثناء اليهودية والتجربة

X وراءها تخبئ للمستشرقين الباردة الحيادية ( هذه40) X موقفا إبستمولوجيا أو اإلسالم على المسيحية بتفوق يعتقدون الواقع في بكثير. فهم حيادية أقل

اإلسالم بأن أو بينهما رابطة أي وجود عدم درجة إلى الجذري باختالفهما يرفضون فهم واليهودية. وبالتالي المسيحية عن مكرورة نسخة إال ليس اإلنسان علوم قبل من اليوم عليه ممارسة هي كما المقارنة الدراسة مبدأ

X و أركون ثورة كانت السبب األنتربولوجيا. ولهذا علم المجتمع, وخصوصا ال الكالسيكي. فهو منهجيةاالستشراق على واإلبستمولوجية المنهجية

X ينطلق اآلخر. الوحي على وحي ألي المسبق التفوق مبدأ من أبدا

>ه. وهي الكالسيكي االستشراق منهجية هي الففلوجية ( المنهجية41) كل>ل لغوية قراءى النصوص وطباعتها, وقراءة المخطوطات تحقيق في تتمث

على السابقة النصوص تتركها التي التأثيرات بمالحقة تكتفي تقليدية حيث من واألناجيل التوراة بعد جاء قد القرآن ان الالحقة. ربما النصوص تأثيرات عن البحث في االستمتاع كل يستمتعون فإنهم الزمني لالتسلس الموضوعات. . .( أو الكلمات حيث من ) سواء فيه السابقة الدينية الكتب

واألناجيل. . .أنه للتوراة تكرار إال ليس الفرآن أن يستنتجون فهم وبالتاليتقليد. . . مجرد فقط

لها عالقة أي من الدينية العقائد مضامين التقليديون يفرغ ( دائما42) يعتبرونها مرة. إنهم ألول وتبلورت فيها انبثقت التي والظروف بالوسط

ميزة هي والمكان. وهذه الزمان فوق تقف التي الثابتة الجواهر بمثابة جهة في والسائد الفللوجية بالمنهجية المرتبط التقليدي األفكار تاريخ

الحديث والعلم فوكو ميشيل بلوره كما الفكر أنظمة تاريخ االستشراق. أما

80

Page 81: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

يعترف الشكل, وال بهذا الواقع عن األفكار بانفصال يعترف كله, فال سلسلة أو مجموعة في منتظمة هي البعض, وإنما بعضها عن بانفصالها. معين وزمن معينة بيئة في السائد الفكر بنظام: تدعى متكاملة

ماتعر>ف أول الغرب عليه تعر>ف الذي اإلسالم أن بذلك أركون ( يقصد43) إسالم الذهبي, وإنما عصرها في الكالسيكية الحضارة إسالم يكن لم

األحكام تلك كل نتجت هنا الرتيبة. من والتكرارية السكوالستيكية المرحلةX والغرب أوروبا في والمسلمين اإلسالم عن والكليشهات المسبقة عموما

والظروف, اإلسالم لألوضاع مستسلم قدري, المسلم تواكلي ) المسلم...(. والحضارة, الخ التقدم ضد

التي األوروبي الكالسيكي العصر إنسية هنا الكونية باإلنسية ( المقصود44) على محلية بظروف مرتبطة الواقع في والعالمية, ولكنها الكونية اد>عت مما أكثر تجريدية أو مظرية إنسية أنها وحيوتها. كما إبداعيتها كل من الرغمX تعر>ضت فعلية. وقد أو واقعية مفكري بعض أيدي على لالنتقاد مؤخرامثال. زدولو جيل أو فوكو كميشيل وأوروبا فرنسا

ال اإلسالم عن والالعلمية الالتاريخية األخالقية األدبيات أن يعني ( هذا45) على ينطبق الكالم والتاريخية. وهذا العلمية الكتابات من بكثير أكثر تزال

_ الغربية. وبالتالي واألوروبية العربية_ اإلسالمية الجهتين كلتا في الوضع والجمود. المحافظة وقوى/ والتطور التقدم قوى بين متكافئ غير فالصراع

في سائدة عادة كل أو تصرف كل يلصقوا أن إلى األوروبيون ( يميل46) ألن الطريقة بهذه يتصر>ف . . . فالمسلم بالقرآن العربية المجتمعات

عنه, نهاه القرآن ألن الشيء هذا عن يمتنع هكذا, والمسلم له قال القرآن آخر. شيء المجتمع في البشر توتصرفا شيء القرآن الخ... والواقع

في تجميده ومتعالية, واليمكن عالية مجتزية لغة ذو ديني خطاب فالقرآن فعل بعد. ) وكما فيما المسلمون فعل كما جامدة قوانين أو محددة قوالب

X, ينبغي باإلنجيل المسيحيون > أيضا التيولوجية ذلك(. فالتركيبات ننسى أال قوالب في الرمزية القرآن لغة وجمد>ت بعد ما في تبلورت قد والالهوتية

أن أرادوا ما القرآن قو>لوا المجتمع. وعندئذ في السلوك لضبط مجددة هذه على غط>ى و الزمن مر> زمانهم. ثم وظروف لحاجيات وطبقا يقولوه

والقداسة. و والتعالي المعصومية صفة واتخذت التيولوجية التركيباتX البشر صنع من أنها حين في القرآن, هذا مكانة نفس في أصبحت تماما

الفقهاء(. ) أي

81

Page 82: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

كبار من حداثة أكثر هما التوحيدي تلميذه أو الجاحظ فإن المعنى ( بهذا47)اليوم! ... السائدة والعربية اإلسالمية التيارات منظري>

من تستخدم أن يمكن المتطورة وتقنياتها الحداثة أدوات أن يعني ( هذا48) والتدجين القمع لغايات تستغل أن يمكن ما واإلبداع, بقدر التحرر أجل

العديدة متاباته في فوكو ميشيل رائع بشكل ذلبك بين الحريات. وقد وضبطالنفسي, والسجن(. المصح> عن دراساته ) انظر

>اه المعرفي( الذي ) أي اإلبستمولوجي الموقف هو ( هذا49) أركون يتبن يثبت أو يتجمد أن ويقظ, يرفض وقلق متحر>ك موقف وكمفكر. إنه كباحث

ثابتة. نهائية مواقع على

العدمي الموقف ذلك الشكوكي االرتيابي بالموقف أركون ( يقصد50) X. وهناك األوروبيين المثقفين من العديد لدى السائد والعبثي بين فرق حاليا>اك الموقف > يؤد>ي ال الذي الشك الشك والموت, وموقف العقم إلى إالالجديدة. للحقائق المبدع

كان أن العلميةمنذ البيئات في شائعا أصبح األركيولوجيا ( مصطلح51) العلوم ) أركيولوجيا الستينات أواسط في وعم>مه اخترعه قد فوكو ميشيل

أركيولوجيا كلمة أن الواضح ومن . . .(. المعرفة, الخ اإلنسانية, أركيولوجيا علم معنى بغير ) أي الحرفي بالمعنى ال المجازي بالمعنى هنا مستخدمة

والنبش األشياء عمق عن البحث هنا بالكلمة واألركيولوجيا(. المقصود اآلثار أركيولوجيا مرة. ومصطلح ألول انبثقت كيف معرفة أجل جذورها, من عن

X ليس المعنى أن يعني المعنى X وال نهائيا المثالية النظرية تتوهم> كما أزليا> لحظة له الشائعة. وإنما وانهدام تفس>خ لحظة له أن> وانبثاق, مثلما لتشك

جديد. . . آخر معنى محله يحل لكي

X هام األرثوذكسية ( مصطلح52) العلوم وفكر أركون فكر أجل من جدا األرثوذكسي بالمذهب هنا لمعناه عالقة عام. وال بشكل الحالية اإلنسانية

فنقول الماركسية على ينطبق قد هنا االصطالحي المسيحية. فالمعنى في أو المبادئ مجموعة عام بشكل يعني مثال. وهو األرثوذكسية الماركسية>لة والبديهيات المسلمات الخروج يمكن ال التي اإليماني لالعتقاد المشك

األرثوذكسية عن أركون يتحدث المعنى صارمة. وبهذا معاقبة دون عليهاع التي اإلسالمية خارجية أو وشيعية سنية أرثوذكسيات إلى بدورها تتفر> انتك سميةرال األرثوذكسية أن هو بينها الوحيد العديدة. الفرق وتفرعاتها

بشكل نفسها تطرح فكانت األحيان, وبالتالي معظم في الظافرة هيX. ولكن هرطقات عداها الصحيح((, وما ))لإلسالم مطابق األرثوذكسية وبدعا

إيران حالة مثال تنتصر. انظر أن لها أتيح عندما الدور نفس مارست الشيعية دون والصحيح الوحيد اإلسالمي الخط تهفبص الشيعي المذهب وسيطرة

غيره.

82

Page 83: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

X يزال ال الصراع أن بذلك أركون (يقصد53) الظاهرة تدخل منذ مستمرا وقطاعات/)) المتوحش(( المجتمع قطاعات بين اليوم وحتى القرآنية واللغة والكتابة الرسمية الدولة عليه تسيطر الذي المدج>ن المجتمعX يدعى ما هو الصراع الدينية. وهذا وذكسيةثواألر الفصحى بالصراع أيضا

الشعبي. واإلسالم / الرسمي اإلسالم مابين

والتقديسي المثالي التحليل ومستوى/ التاريخي التحليل مستوى ( أي54)المحسوسة. ومعطياته التاريخ يتجاوز الذي

نفسه هو يحتل>ه أن أركون يحاول الذي اإلبستيمولوجي الموقع ( هذا55)X السائدة واالجتماعية اإلنسانية العلوم موقع الغربية البيئات في حاليا

يكون أن يرفض موقع العالميين(. وهو الباحثين كبيار بيئات ) أي الطليعيةX نهائيا X. إنه أو أبدا على باستمرار, ويعود نفسه يصح>ح ومتمو>ج متحرك ثابتا

X خطاه . . أصاب أين و أخطأ أين يرى لكي ما مرحلة قطع كلما إبستمولوجيا .

>ر ال الذي الثابت هنا والماهوي بالجوهراني ( المقصود56) يتحو>ل. وال يتغيالتقليدية. البيئات كل في األرثوذكسي التراث س>خهري الذي التصو>ر إنه

المسبقة األحكام زحزحة( كل ) وبالتالي زعزعة تستهدف معركة ( إنها57)الغربية. أو األوروبية الجهة في كما / اإلسالمية الجهة في السائدة

> التقليديين المؤمنيين على أن ( بمعنى58) ذلك في االنحراط من يخشوا أال اإليمان, وإنما ضياع إلى بالضرورة تؤدي ال العلوم إيمانهم. فهذه على

اإليمان من ورحابة اتساعا أكثر جديد يمانإ إلى المطاف نهاية في توصلنا>ق X. وهناك تاريخ له كثيرة. فاإليمان أحيان في والمتعص>ب السابق, الضي أيضا

وإيمان. . . إيمان

وفرويد, كل ونيتشة ماركس يد على ظهرت واالرتياب الشك ( فلسفة59) انتقد اإلنسانية. فاألو>ل الحقيقة لعمق المختلف واكتشافه الخاص مجاله في

التاريخ. والثاني في االقتصادي العامل الدور إهمالها خالل من المثالية خالل من انتقدها والقيمة. والثالث لألخالق مفهوماها خالل من انتقدهاX جهلها . . . الالوعي بمنطقة كليا

X أركون موقف يبدو هنا(60) الحداثة تبني حيث من فيه جدال ال واضحاX نقاطها أكثر في واإلبستمولوجية العقلية .تقدما

83

Page 84: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

ليست .ولكنها وجودها ينكر ال وأركون ، موجودة أشياء وهذه (61)X ملتصقة ثابتة جوهرانية أو أزلية صفات وبالمسلمين وأ بالعرب أبديا

سطحية عالمات هي أعالمهم. وإنما ووسائل األوروبيون يتوهم كما الداخل من المهددة . فالمجتمعاتربكثي أعمق أشياء علي

والمهددة بل التنمية، سوء مظاهر كل من تعاني والتي والخارج،X بالجوع أشياء بها. فهذه تهتم أو العلمنة تفهم أن يمكنها ال أحياناX تصبح الذي المهتز وياالمأس السياق هذا مثل في له لزوم ال ترفا تعرضت عموما, ولو اإلسالمية و العربية المجتمعات منه تعاني

العلمنة قيم لديها ت>الهتز الظروف لنفس األوروبية المجتمعات الحضارية القيم هذه أن . والواقع اإلنسان وحقوق والديمقراطية

X األوساط بعض في اهتزت قد اليمين موجة صعود بسبب مؤخراX المتطرف األوروبيين السكان بين والتجاور البطالة لتزايد نظرا

بوقوع سمعنا . وهكذا المغتربين للعمال ىالكبر والتمركزات... الديمقراطيين أو الحضاريين بالناس تليق ال متطرفة حوادث

االنتخابات فترة في بالقادة تدفع السياسية االنتهازية أن بمعني ( 62) بتصريحات واإلدالء الفرنسية الثورة و التنوير مباديء نسيان إلي

من المزيد وكسب الفرنسي العام الرأي حساسية إلرضاء عنصرية... األصوات

X يقضي للمعتزلة المضاد الموقف أن حين في هذا ( 63) تاريخية علي كليا الذي الموقف والحرفية. وهو اللغوية ماديته حتي وينكر النص،(. واألرثوذكسية التراث ) موقف اليوم حتي وساد انتصر

و ىاألخر األشياء إلي بالقياس القاسية الفكر مشروطية تبدو هنا ( 64) المحيطة. فالفكر المادية والعوامل الظروف وطأة تحت وقوعه

X ليس يتوهم كما مشروطية كل خارج اءواله في يسبح شيئا. شديدة بإكراهات محكوم والتقليديون. إنه المثاليون

X ليس واالنحطاط التخلف أن يعني هذا ( 65) االستعمار فترة إلي عائدا الوضع وزاد االستعمار جاء طويل. بالطبع بزمن قبلها ما ىإل وإنما

X X. ولكن تفاقما أن تحب ال المعاصرة العربية اإليدولوجيا وتدهورا التبعية كل فتلقي العربي للتخلف العميقة األسباب عن تبحث

نفسها تريح لكي االستعمار ىعل والمسئولية

األخرى االتجاهات كل وحذف األرثوذكسية رس>خ الذي القرار هذا (66) الخليفة إلي القادرية" نسبة "بالعقيدة ىيدع ما هو اإلسالم في

القادر

84

Page 85: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

خاص: بشكل الفرنسيين للغربيين يقول أن بذلك أركون ىير ( 76)X كفاكم X ومداهنة نفاقا من الروحي يفصل ال بأنه لإلسالم واتهاما

ما) لقيصر أعلنت قد كانت أن منذ المسيحية عكس ىعل الزمني بشكل الواقع رضأ ىعل جرت قد (. فاألمور لله لله وما ، لقيصر

مثله الكنسية الدينية للشرعية بحاجة فرنسا ملك متشابه. وكان نظام طل في كلها أوروبا عاشت المسلمين. وقد حاكم مثل

) عام الفرنسية الثورة مجيء ىحت القديمة الكهنوتية المشروعية ىعل القائمة الحديثة العلمانية المشروعية ( وتأسيس1789 هذا اذن هذا (. فلماذا والمواطن اإلنسان " لحقوق الشهير اإلعالن في اإلسالم ىورم واإلسالم، المسيحية بين الدائم التفريق

تعترفون ال لماذا ؟ الكتاب ديانأ عن تعزله مغلقة خصوصية؟ كتاريخ جري كما بالتاريخ

مشروعية األوروبية للبشرية بالنسبة يشكل كان الوحي أن ىبمعن ( 68) واإلمبراطور الملك أن وبما نقاش. دون الناس كل بطبعها عليا

قبل من له الطاعة تقديم فان الوحي مشروعية عليه تخلع كانتX كان الرعية X عفويا في الله خليفة يمثل فهو فيه. نقاش ال وفوريا أحد فال " وبالتالي " المواطنين ىعل الطاعة دين وله األرض، التي هذه المعني مديونية ولكن طاعته. مسألة في يناقش

الثورة بمجيء وتكسرت سقطت قد وقرون قرون طوال سيطرت اوروبا كانت أن منذ حصل قد كان منها النيل أن الفرنسية. والواقع

قد كانت أن منذ الفظيعة، والمذاهب األديان حروب شهدت قدد خاص بشكل التنوير عصر أفكار انتشرت هذه علي فعل كر> للمعني جديدة مديونية تولدت . بعدئذ الديني والتعصب المجازر ( فالرئيس le suffrage universal) العام التصويت بحق متمثلة

ى( حت الطاعة مديونية ) أو طاعته يفرض الطريقة بهذه المنتخب لصالح ضده صوتوا الذين المواطنين من المضاد القسم ىعل

األغلبية علي حصل أنه هو . والسبب المهزوم اآلخر المرشح مضطر المهزوم . فالمرشح واحد صوت بفارق ولو الديمقراطية

. الشعب وإرادة العام التصويت نتيجة أمام ينحني ألن

X يعترض ال هنا أركون بالطبع ( 96) في واحدة لحظة يفكر وال ، إطالقا . فهو السياسية والتعددية الديمقراطية اللعبة علي ، االعتراض

X ذلك يعتبر X مكسبا مجتمعاتنا أحوج وما عنه، التراجع اليمكن حقيقيا النظام في حتي تحصل التي التالعبات إلي يشير فقط إليه. ولكنه

X يشير والنفوذ، المال قوي بعض قبل من الديمقراطي أن ىإل ايضاX. فاإلنسان تحل لم المشروعية مسألة المجتمعات في تماما

X أصبح األوروبية وأصبح الفرنسية، الثورة بعد تعال كل عن منقطعا " جديدة " علمنة بلورة ضرورة عن يتحدثون الفرنسيون المفكرون

. اإلنسان حياة من الروحي البعد االعتبار بعين تأخذ

85

Page 86: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

X يمثل الخليفة ( 70) X شخصا X، " وليس " إلهيا X بشريا أعين في خصوصا بشرية ليست بها يتمتع التي فالمشروعية الناس، وعامة الجماهير

. إلهية وإنما المؤمنين أعين في

X والمسلمين العرب بأن أركون يعتقد ( 71) قطعيتين من يعانون عموما العصر في اإلبداعي تراثهم مع ى: األول واحدة قطيعة ال اثنتين

من أكثر منذ األوروبية الحداثة كشوفات مع ةنيوالثا الكالسيكي، الحالي الثقافي المسلمين وضع يجعل ما الزمن. وهو من قرنينX، صعب X جدا X وفقيرا X. فيسبب جدا المزدوجة القطيعة هذه من أيضا

األضابير معظم أصبحت اإلبداعي والتوتر الحداثة لحظات معX وأصبح مغلقة، X العلمنة مشكلة طرح مستحيال . مثال

اإلسالمي الفكر في والنقدي لتحديثيا التيار أن بذلك أركون يقصد ( 72)X X وانما والعربية، اإلسالمية المجتمعات في فقط ليس متجاهال أيضا

المسلمين يعتبرون الفرنسيين ان كفرنسا! والسبب بلد في ال تخلفهم أو تقدمهم مسألة أن ثم بطبيعتهم، وتقليديون محافظون

اصوات كسب هو يهمهم الذي كثير. الشيء أو قليل في تهتمهمX محافظين كانوا لو حتى الفرنسيين المسلمين من الناخبين جدا

المقيمين المسلمين المثقفين الفكرية. ولكن للحداثة ومضادينX فرنسا في العامة السلطات قبل من رعاية بأية يحظون ال أيضا

!.. سوسيولوجية أقلية إال يمثلون ال ألنهم

التاريخية تجربتهم خالل من الخاص عطاءهم يقدمون بذلك وهم ( 73) .... بعضهم يتوهم كما يقتلونها أو يفقرونها وال لعلمنةا ويغنون

X بساطة، بكل موجود الغير بمثابة البعد هذا اعتبر ( 74) بعد وخصوصا الوضعي المذهب وانتصار فرنسا في الثالثة الجمهورية ترس>خ

. البحت والمادي

بتر يمكن وال / ودنيوي، ديني أو / وزمني، روحي اإلنسان أن ىبمعن ( 75) الديني البعد فهم فقط. ولكن اآلخر البعد علي واإلبقاء أبعاده أحد

X يختلف أصبح أركون مقصد بحسب الديني التصو>ر عن جذريا الحارقة الرغبة ىبمعن للكلمة: أي والتنزيهي الروحي بالمعني بمجرد الكامل بالفناء الشعور وعدم المطلق معانقة في لإلنسان األبدية في والرغبة التواصل ىإل بحاجة الموت. اإلنسان اقتراب

وتعالw جديد روحي ترميز ىإل الحاجة فإن السبب ولهذا والخلود، الالهية. الحداثة مجتمعات وسط فأكثر اكثر ملحة أصبحت جديدX جديدة" أكثر " علمنة بلورة ىإل الدعوة هنا ومن X اتساعا وتفهما بتر أرادت التي عشر التاسع القرن علمنة من اإلنسان أبعاد لكلX. وبالتالي استئصاله أو الديني أو الروحي البعد أركون فموقف كليا

86

Page 87: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

يتوهم كما الوراء " إلي " ردة أو عودة أي يتضمن وال مستقبلي،X. فالبعد حديث إنه العكس ىالمتسرعين. عل القراء أو الروحي جداX ليس هنا المقصود الديني األديان جميع يخترق إنما ذاته، بحد دينا

. ويتجاوزها

السياسي الحزب أو السياسي الخط يفرض الذي هو الفكري التيار ( 76). العكس وليس

أحد في المبتور أو الناقص التفسير االختزالي بالتفسير المقصود (77). جوانبه

فهو العلمنة، مراجعة مسألة من الحديث أركون موقف يبدو هنا (78)X. قلنا كما الوراء ىإل عودة كل يستبعد آنفا

المرسوم ذلك (l' Edit de nantes) نانت بمرسم المقصود ( 79) ، فرنسا في بالكاثوليك البروتستانت عالقة ينظم كان الذي الشهير) عشر السابع القرن أواخر في عشر الرابع لويس ألغاه والذين1685 فرنسا في البروتستانت اضطهاد عملية بذلك م( ودش�

وأحياء ىلقر وحشية مجازر عندئذ جرت الكاثوليكية. وقد الشمالية أوروبا بلدان إلي الكثيرون منهم وهرب البروتستانت

. أرواحهم إنقاذ اجل من والبروتستانتية

X فرنسا عانت قد جورج العالم أن حد ىإل الحادث هذا من كثيرا بمرور أعوام أربعة قبل فرنسا تاريخ في جرح أكبر يعتبره ديموزيل

المكتبات امتألت وقد فيها، البروتستانت اضهاد ىعل قرون ثالثة فرنسا جوانبه. لكأن مختلف من الموضوع عن تتحدث التي بالكتب ارتكبته الذي الحدث ذلك عن لالعتذار اآلن ىحت بالحاجة تحس... وهائج أحمق تعصب لحظة في نفسها بحق

يد ىعل بلورت التي التيولوجية الالهوتية األنظمة بذلك المقصود ( 80). ىالوسط القرون في الفقهاء

النظام ظل في ( أي1928) عام الجزائر في ولد أركون محمد ( 81) جامعة في والجامعية الثانوية دراساته تابع وقد الكولونيالي،

هو المطبق التعليمي البرنامج الخمسينات. وكان أوائل في الجزائر نشأ فهو ذاتها. وبالتالي باريس في الطبق الفرنسي النظام نفسهX بقي ولكنه األوروبي. الفكر إطار ضمن اإلسالمي لمجتمعه مشدودا

وبقي ،ىاألخر واإلسالمية العربية المجتمعات وكل الجزائريX منذ فرنسا في إقامته من الرغم علي ومشاكلها بهمومها مرتبطا

X يذوب أو ىينس أن يستطع لم فإنه آخر ىطويل. بمعن زمن في كليا والباحثين المثقفين من للعديد حصل كما األوروبي المجتمع

87

Page 88: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

بحثه ذلك ىعل . والدليل الظروف نفس عاشوا الذين اآلخرين. عام بشكل واإلسالمي العربي الفكر مجال في الريادية

/ وغير المؤمن بين التفريق يمكن ال أركون لمنظور بالنسبة ( 83) الوسطي العصور كل ىعل هيمنت التي التقليدية بالطريقة المؤمن

X، إنسان المؤمن المسيحية. فغير في كما اإلسالم في وله أيضا والمواطن اإلنسان " لحقوق الحديث المنظور ضمن الحقوق نفس

أو الدين نوعية أو إيمانه نوعية عن النظر بغض إنسان " اإلنسان للمنظور بالنسبة إليه. أما ينتمي ال أو إليه ينتمي الذي المذهب عائلة في و{لد فإذا األساس، من بوالدته محكوم فاإلنسان القديم

X وانعكاساته ذلك مسؤلية يتحمل أن عليه مسيحية X أم إيجايبا سلبياX و�لد الموت. وإذا ىحت X. فإذا مسؤوليته يتحمل أن عليه مسلما أيضا

X المجتمع كان مواطنه بها يحظي ال بحقوق يحظي فإنه إسالمياX، المسيحي بلد في و�لد . وإذالاألق ىعل كلها بها ىيحظ ال أو مثال

X سني مذهب ذي وإذا سنية، عائلة في والدته تكون أن يفض>ل مثالX( )كإيران شيعي مذهب ذي بلد في و�لد مثال

كل يتحمل أن فعليه وإال شيعية، عائلة في والدته تكون أن يفض>ل اإلنسان لمفهوم القديم المنظور . هذا حياته طيلة والدته مسؤليات

X سيطر الفرنسية الثورة مشارف ىحت المسيحية أوروبا في أيضا في الحقوق الكامل الفرنسي العلمنة. فاإلنسان فكرة وترسيخ

وال البروتستانتي ال الكاثوليكي، اإلنسان هو كان الوقت ذلك... اليهودي

المقارنة األديان تاريخ في كمختص أو أديان كعالم يتحدث أركون ( 84) بالحساسية يتقيد ان يستطيع ال فإنه الدينية. وبالتالي واإلنتربولوجيا

الالهوتية والتصورات "المؤمن" وبالمقوالت لإلنسان القروسطية مضطر هو الصغر. وإنما ومنذ مطلق، بشكل عليه تسيطر التي

هناك أن يكتشف ولكي حقيقتها، ىعل األمور ىير لكي منها للتح>ررX X التوحيدي، الوحي ظاهره اخترقته مجاال أن تستطع لم آخر ومجاال

X. فماذا تخترقه X ياباني لشخص الكتاب أديان تعني أبدا أو ؟ مثال الديني العامل دراسة ؟... إن هندوسي أو صيني، لشخص بالنسبة

أركون، يتبناه الذي الحديث األنتربولوجي المنظور بحسب تعني، أي وفي مكان أي في التقديس ظاهرة او الدينية الظاهرة رصد

بشكل اآلخر البعض علي لبعضها تفضيل أي دون بشري مجتمع أنه لنا يثبت المقارن األنتربولوجيا وعلم لنا تثبت . فالتجربة مسبق

هذا دين. ولكن أو تقديس، بدون بشري مجتمع يوجد أن يمكن ال للتغ>ير يتعرض أنه كما آخر، ىإل مجتمع من يختلف التقديس الديني والعامل إنسانية، حاجة العصور. فالتقديس عبر والتحول

X إنسانية حاجة ىويترب ما دين في اإلنسان يولد عندما لكن أيضا الطفولة، حليب مع وطقوسه مقوالته ويشرب الصغر منذ عليه يتخيل أن يمكن وال غيره، آخر دين وجود يتصور أن يمكن ال فإنه

88

Page 89: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

التعصب فكرة تنتج هنا مثله. ومن به يؤمن ال إنسان وجود أن ئالقار يرجو هنا القروسطية. وأركون التقليدية والحساسية

X، الشخصية عقائده يضع والتحليل. الفهم أجل من للحظة، ولو جانبا؟ يستطيع فمن

>ز ( 85) X أركون يرك الكتابية / والمرحلة الشفهية المرحلة ىعل كثيرا>ل فمن بحت. ألسنيات كعالم يتحدث هنا . وهو القرآني النص لتشكX، كان مرة ألول النبي به تل>فظ عندما النص أن الواضح X، شفهيا حرا

X. ولم X. بل طويلة بفترة موته بعد إال كتابة يوضع منطلقا إن نسبيا القرن حتي استمر قد كتابة النص وتثبيت القراءات علي الخالف

X الهجري الرابع الحرف تخص تقنية وألسباب عقائدي، ألسباب تقريبا في اكتشافه ثم البداية في التنقيط ) غياب تطوره ودرجة العربي

X والثاء والتاء الباء بين للتمييز بعد ما علي ئالقار يطلع ( . لكي مثال ىإل الرجوع يستحسن تاريخي بشكل القرآني النص تشكل تاريخ R'egis BLACH'ERE: introduction au) التالي بالشير كتاب

coran, paris 1959)العربية. وفيه إلي ترجمه قد أنه أعتقد ( وال المدرسة إليها توصلت التي النتائج الواقع في بالشير يستعرض الفرنسية ىإل ذلك كل وينقل المجال، هذا في األلمانية الفلالجية

أن بعدئذ ئللقار المفيدة. ويمكن واإليضاحات يرتسالتف بعض مع القصة لنفس األرثوذكسي اإلسالمي التراث رواية ىعل يطلع

بين الفرق ويجد بينهما، ويقارن (، القرآني النص تشك>ل ) قصة الحاجة بأشد التقليدي. ونحن اإليماني التاريخي/ والمنهج المنهج

المنهج علي التركيز ىوإل المقارنة، الدراسات هذه مثل ىإل. موجع بشكل ينقصنا الذي التاريخي

X الزمنية السلطة ىعل ىالستول المسيح استطاع لو أنه بمعني ( 86) أيضا الظروف ألنه محمد فعله ما الروحية. وهذا بالسلطة يكتف ولم العرب. وبالتالي توحيد تتطلب وكانت مختلفة كانت فيها وجد التي

الظروف للنبي. إذن المباشر السياسي العمل في االنخراط تجربة بين األولي االختالف ذلك فرضت التي هي المختلفة

X. فسرعان يستمر لم ذلك اإلسالم. ولكن وتجربة المسيحية طويالX السياسية السلطة ىعل المسيحيون ىاستول ما عندما أيضا

. لهم مؤاتية الظروف أصبحت

�تلفت أو معدومة، الفترة بتلك الخاصة الوثائق ألن (87) الصراع بسبب أ من األولية الفترة تلك عن وصلنا والعنيف. فما الهائج السياسي

. جدا قليل وثائق

) الفرنسي األلسني المصطلح يترجمون العرب المترجمين بعض ( 88)énoncés )هذه علي اعتراض أي عندي . وليسبالمتطوقات

: فقلت كاملة بعبارة المصطلح ترجمة اخترت الترجمة. ولكنني. اللغوية الشفهية العبارة

89

Page 90: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

التأسيسي النص يشك>ل القرآن بأن القول يمكن ىالمعن وبهذا ( 89) الثانوية النصوص التفاسير وتشك>ل ، للمسلمين بالنسبة األول

الطبري لحظة منذ ينقطع لم نهاية. فالتفسير ماال إلي المتواصلة النصوص أن البشرية تاريخ في المعروف اللحظة. ومن هذه ىوحت

جيل الالنهائية. فكل والشروحات التعليقات تثير األولي األساسيةX فيها ىير X، شيئا يستمد أو ورغباته، همومه عليها يسقط أو جديدا

. به الخاصة حاجاته منها

" الدينية العقيدة " لشؤون الفاتيكان في كبيرة وزارة هناك ( 90) فتاواها. أما عن يخرج أن مسيحي ألي يمكن الوهاد. تواالج والفتوي

توجد ذلك مع الناحية. ولكن هذه من مختلفة فاألمور اإلسالم في جهة في سواء الجميع ىعل نفسها تفرض وىللفت كبري مرجعيات

شيخ ىفتو أن فيه الريب الشيعي. فمما اإلسالم أم السني اإلسالم األمر وكذلك عادي، مسلم أي فتوي من بكثير أهم األزهر الجامع

األساسية المراكز في الشيعة ى" لد التقليد " مراجع يخص> ما في... وغيره كالنجف

المسلم القاريء حساسية تصدم قد مصطلحات أركون يستخدم ( 91) الوحي ىمعط " استثمار . فكلمة مرة ألول عام بشكل المؤمن أو

مادية إيحاءات ذات المؤمنين قبل من الوحي استغالل " أو الشهير األلماني االجتماع عالم بلغة تذكرنا شديدة. وهي واقتصادية

X المسيحي للدين دراسته عند فيبر ماكس البروتستانتية وخصوصا عالم ىالمعن بهذا ... وأركون الخ ، والمجتمع باالقتصاد وعالقتها. شك أدني بدون اإلسالم اجتماع

" المشترك والسيميائي الرمزي " المستودع بمصطلح المقصود ( 92) كل لدي المشتركة والعالقات الرموز من المشترك المخزون ذلك

أحدثت (. فقد وقرآن وإنجيل توراة ) من التوحيدي الوحي أنواع البشرية سادت التي التعد>دية األديان مع القطيعة جميعها هذه

الشالق ومنطقة الرافدين وداي ) في قبل من عديدة قرون طوالX (. وشك�لت عام بشكل القديم األوسط X مخزونا X رمزيا مع جديدا

كان وما كلية، تكن لم فالقطيعة ، سابقة عناصر من االستفادة األديان بين والقطيعة التشابه أوجه كلية. لمعرفة تكون أن يمكن

األخيرة البحوث انظر القديمة األوسط الشرق وأديان التوحيدية....(131:) بوتيرو جان الفرنسي للعالم

90

Page 91: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

" الرافدين وادي من " أساطير البشر تصنع اآللهة كانت عندما X . وانظر غاليمار منشورات 1987 عام صدر الذي األول كتابه أيضا

إلي ترجمته علي أجرؤ وال " Naissance de Dieu: " بعنوان.... العربية

X يشكل كان أنه بمعني (93) بالقياس الدينية الهيبة في التدهور من نوعا التعبير. ولكن جاز إذا بشرية أكثر يبدو الخالفة السابق. فنظام إلي

لحظة ى: إل بكثير ذلك قبل ما ىإل العلمنة لحظة يعيد أركون الشرعية طريق عن ال بالقوة، السلطة علي واستيالئه معاوية على ىحت يستولي أن بعد ما في استطاع البحتة. ولكنه الدينية

الجميع، علي طاعته وفرض سلطته خ>رس أن بعد الدينية الشرعية أو رغبة حكمه ىعل الشرعية رداء لخلع مضطرين الفقهاء وأصبح

. والتسويغ للتبرير ىكبر إيديولوجيا عندئذ رهبة. وشكل

العربية أو اإلسالمية المجتمعات في سطحيون مثقفون هناك ( 94) بدراسة االهتمام ويعتبرون الدينية، المشكلة تجاوزوا أنهم يزعمون

X. إنهم " تقدميون للوقت. فهم مضيعة بمثابة األديان تقدميون " جدا والجمود. ولكننا بالرجعية الدين في يبحث من كل اتهام درجة إلي

" " اإلسالمية للحركات ريح هبة أول أمام لهؤالء حصل ما نعرف ترك الذي هو اإلسالم ساحة عن العلمي البحث غياب ... إن الحالية ... وكان واإليديولوجيون التقليديون يمألها لكي فارغة الساحة

X، " العلمانيين " التقدميين بهؤالء ىأحر بمسالة يهتموا أن جدا قرون طوال ومفكروها أوروبا فالسفة فعل كما والمجتمع الدين

علي تطرح أن قبل ىحت محلولة المسألة يعتبروا أن ال عديدة، أي بدون ىوحت تقدم، بدون تقدميون ! ... إنهم البحث بساط

ينتمون الذي للمجتمع الحقيقة المشاكل لطرح بالحاجة إحساس... إليه

وتخلفهم المسلمين بأوضاع يستهزيء أن الغرب ىعل السهل من ( 95) وأنه مسلمون، ألنهم متخلفين سيبقون أنهم ذلك من ويستنتج

يخفف أن عليه ... ولكن جميل أشقر مسيحي، أوروبي ألنه متقدمX. فهو وغطرسته غلوائه من X قليال X، كان أيضا X متخلفا لفترة جاهال

فترة ينهض أن أجل من لزمه وقد . الزمن من ىأخر طويلة أخري طويلة فترة ينهض ان أجل من لزمه . وقد الزمن من طويلةX أو ثالثة : أي أيضا

ىعل العرب أو المسلمين يلوم أن له يحق فكيف قرون. أربعة نيلهم ىعل يمض ولما فيهم أزلي التخلف هذا أن ويعتبر تخلفهم

إلي يحتاج التاريخي ؟! التطور فقط عاما ثالثين من أكثر االستقالل. ثماره ويعطي ينضج لكي طويل زمن ىوإل زمن،

91

Page 92: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

كل القرآن من يطلبون المسلمين أن هنا بالتعلق أركون يقصد (96) والعلمية، االقتصاية للمشاكل حتي حلول عن فيه ويبحثون شيء

كل قبل ديني كتاب هو القرآن أن حين في .. هذا الخ ، والذرة التي الرائعة والتنزيه التعالي فكرة ينسون أنهم بل آخر. شيء يتذكرون يعودون وال العديدة، وسوره آياته في القرآن بها ينضج العابرة السياسية الهموم إال عليه، يسقطون ىباألحر وأ منه،

الحر االجتهاد توقف هنا الفكري بالفراغ أركون والعاجلة. ويقصد بمجيء فقد وليس عديدة، قرون طوال اإلسالم أرض في

وليسا االستعمار ىعل سابقان والجمود االستعمار. فالتخلف. وصوب حدب كل من اإليدولوجيون يعتقد كما معه متزامنين

وال عميقأ األرض في ينغرس ال الخارج من السهل االستيراد ( 97)X ليس هنأل يذكر شيء ىإل يؤدي الذات علي الذات به تقوم جهدا بلورته في بذلته الذي العناء ىومعن قيمته ىمعن وتعرف ثمنه وتدفع اإلنسان حقوق ئمباد استيراد ىعل فقط ينطبق ال الكالم وهذا

من المستوردة األخري واألفكار المنهجيات كل علي وإنما فقط، األدبي النقد مناهج استيراد كيفية ) انظر وتسرع بسهولة الخارج

ىعل والالم�جدي السطحي تطبيقها وكيفية وسواها كالبنيوية مثالX ينطبق الكالم العربي. وهذا أدبنا النفسي التحليل منهجية ىعل أيضا

..( الخ السوسيولوجية، والمنهجية

هنا كالفطر اإلنسان حقوق جمعيات انتشار كيفية الصدد بهذا انظر ( 98) ىعل لنا اعتراض وال اإلنسان، حقوق ضد لسنا فنحن وهناك. بالطبع

خير عالمة ذلك نعتبر إننا العكس ى! عل الجمعيات هذه مثل تشكل بها تستورد التي السهلة الطريقة ىعل نعترض أمل. ولكننا وبشير وال بها تتعب لم اإلنسان. فهي حقوق مباديء اإليديولوجية الفئة

الثورة منذ األوروبية الشعوب فعلت كما ثمنها تدفع ولم ببلورتهاX فقط ليست اإلنسان اليوم. فحقوق ىوحت الفرنسية ىعل حبرا

قدر من يرفع لكي شاء من بها يتز>ي خلعة أو زينة وليست ورق،X ثمنها دفع اإلنسان ثمن. حقوق بأرخص نفسه X ، دما X ودما من غزيرا

>دتها التي والشعوب االجتماعية والحركات المفكرين قبل ول نستورد كما جاهزة استوردناها أن إال نفعل لم وأنتجتها. ونحن

في تنغرس لن أنها ! .. والواقع البرادات أو السيارات أو األلبسةX تربتنا التجربة خالل من بلورت إذا إال فعلها تفعل ولن عميقا

الحالية واألوضاع الحاجيات خالل ومن اإلسالمية، العربية التاريخيةX هناك أن وجدنا الحالية مجتماعتنا إلي نظرنا فإذا لمجتمعاتنا إنسانا

،X فهناك الوالدة، منذ الحقوق في متساوين الناس كل وليس وإنساناX شيء وال إنسان، وربع إنسان، ونصف ، كامل إنسان ... هذا أخيرا

حقوق جمعيات األن ىحت تفاصيله في تدخل ال الذي الوضع هو الواقع. حقيقة عن البعيدة التجريدية النظرة أسيرة ىفتبق اإلنسان،

" النظرية أو التجريدية " باإلنسية ىيسم ما أسيرة ىتبق (l´humanisme abstrait ou théorique)

92

Page 93: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

لألكل والحاجة والعري والجوع الفقر مسألة هنا المقصود ( 99) اإلنسان حقوق ئبمباد التغني معني ... فما والمسكن والشرب

الجوع يطحنها مجتمعات في المثقفين قبل من Xجاهزة المستوردة؟...

بالشكل _ األوروبي العربي الحوار يحصل أن يمكن عندئذ ( 100)X الجاري الحوار والمنتج. أما اإليجابي عمق في يخوض فال حاليا

. لألسف الحقيقة المشاكل

دون تخص>ه غريبة خصوصية في اإلسالم يرمي الغرب أن بمعني ( 101)X يبدو وتجعله غيره في للدين. هذا األوروبية للتجربة بالنسبة شاذا الغرب واليهودية. ولكن المسيحية مثل مثله توحيدي دين أنه حين

ويستبعد المسيحية – اليهودية القيم عن التحدث اآلن ىحت يفض>ل – اليهودية القيم يقول أن ىباألحر عليه الساحة. وكان من اإلسالم

. اإلسالمية – المسيحية

الذين العام المسلمين المثقفين تحرر أن بذلك أركون يقصد ( 102) الذين العام المسلمين وجمهور جماعتهم عن فصلهم إلي يؤدي

وقوميتهم. لدينهم خونة أو ، مستغربين بصفتهم إليهم ينظرون يحاول مثقف كل وتخص اآلن مطروحة حقيقية مشكلة وهذه

X التحرر . القديمة العقلية من فعليا

باريس في والشروحات الهوامش تمت19/12/1989بتاريخ

صالح هاشم

المحتويات فهرس................................................................ تقديم

......2............................................................... مقدمة

......3

أخري إبستمولوجية نحو- 1للمعرفة( أخري نظرية نحو )أي

93

Page 94: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

اليوم فيه التفكير نعيد أن علينا ينبغي تمهيد: ما...................... 3

X ........................العلمنة؟.................... هي ما – أوال4

X االعتبار بعين الدينية الظاهرة أخذ – ثانيا.........................6

X : الحالة توضيحي مثال – ثالثا8..........................الجزائرية.

X التاريخي االجتماعي الفضاء في الدين – رابعا..... ...............13

أخري مقاربة إلي الكالسيكية اإلسالميات من – خامسا23لإلسالم....

التقاء" " كنقطة - العلمنة2والمسيحيين المسلمين بين

ميراث والمسيحيون: - المسلمون أ36.......................الماضي..

يكون أن يمكن وما كان : ما العلماني الموقف – ب...............49

لإلسالم " استعادة" علمانية - نحو ج...............................56

؟ العمل : ما المطاف نهاية في.....................................70

94

Page 95: نقد الفكر الديني أركون

العرب الالدينيين شبكةwww.ladeeni.net

وشروحاته المترجم هوامش.......................................74

95