د� ﴿ :الدروس المستفادة من قوله تعالى اه� ف�ي الد�ين� ق� ال إ�ك�ر�د% م�ن� ال�غ�ي ش� �ت�ب�ي)ن� الر' ﴾

و الرد على المغرضين د .ربيع أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

السالم على من ال نبي بعـده ، الصالة و و وحده الحمد لله وعلى آله وصحبه ، أما بعد :

1

فآيات كتاب الله – عز وجل – مليئة بالدروس و الفوائد و العبر و ال يمل من تالوتها الصالحين ،والحكماء فال يشبع منها العلماء

مهما طال الزمان . وال تنقضي عجائبها ، و األتقياء

سبحانه و تعالى - كلما ازددنا علما و–و كلما تدبرنا كالم الله هداية و خشية .

و تجد آية واحدة فيها الكثير من الحكم و المعاني و العلم النافعو الخبر الصادق .

و ال يقع في كتاب الله تناقض و ال اختالف إنما االختالف في ، و دعوىلنقص في العلم أو خلل في الفهم أنظار بعض الناس

التناقض في بعض آيات كتاب الله دعوى باطلة يغني فسادها عن إفسادها فكتاب الله ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه

�ت�يه� ال�ب�اط�ل% م�ن� ب�ي�ن� ي�د�ي�ه� و�ال﴿ قال الله – سبحانه و تعالى - : ال ي�أaيد م� ك�يمa ح� ه� ت�نز�يلb م�ن� ح� ل�ف� (42اآلية ) سورة فصلت﴾ م�ن� خ�

و لو كان القرآن من عند غير الله لحصل فيه أنواع من االختالفآن� و� قال الله – سبحانه و تعالى - : و النقص ر� ون� ال�ق% ال� ي�ت�د�ب)ر% ﴿ أ�ف�

k ت�ال�فاk ك�ث�يرا يه� اخ� د%وا� ف� ند� غ�ي�ر� اللlه� ل�و�ج� ) سورة﴾ل�و� ك�ان� م�ن� ع� . (82النساء اآلية

إال أن المغرضين قد ختم الله على سمعهم و على أبصارهم غشاوة فرأوا النور ظلمة و العدل جورا و الحق باطال فأخذوا يشنعون و يهولون على بعض اآليات بدعوى التناقض ، و ليس

2

ثم تناقض إال في عقولهم و في أنظارهم القاصرة لسوء فهمهم لكالم الله و لسوء قصدهم و لشدة جهلهم بأسلوب

القرآن و بأدوات فهم القرآن .

اه� ﴿: - فهمه قوله – سبحانه و تعالى البعض و مما أساء ال إ�ك�ر�ي%ؤ�م�ن� ر� ب�الط)اغ%وت� و� م�ن� ي�ك�ف% د% م�ن� الغ�ي� ف� ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' ف�ي الد�ين� ق�

bم�يع الل)ه% س� ا و� ام� ل�ه� ص� ى ال انف� ث�ق� و�ة� ال�و% ك� ب�ال�ع%ر� ت�م�س� د� اس� ق� ب�الل)ه� ف� b(.256 اآليةبقرة سورة ال )﴾ع�ل�يم

و ادعى المغرضون أن هذه اآلية تتناقض مع اآليات اآلمرة بقتال الكافرين و تتناقض مع اآليات اآلمرة بتحكيم الشريعة و تتناقض

مع حد الردة ، واآلية ليس فيها ثم تناقض لكن التناقض فيعقولهم الضيقة .

و اآلية تفوح بالمعاني العظيمة و الفوائد البارعة فكانت هذه الكلمة الستخراج بعض الفوائد و الدرر و الدروس من اآلية

الكريمة ، والرد على شبه المغرضين حولها .

اه� ف�ي الد�ين� الله قول ﴾ - سبحانه تعالى - : ال إ�ك�ر� ﴿

اه� ف�ي الد�ين� اللهقول الكالم إما﴾ ﴿ - سبحانه تعالى - : ال إ�ك�ر� أي ال إكراه في1أي : ال إكراه في دخول الدين خبري لفظا و حكما

3/15- تفسير المراغي 1

3

دkاالكالم دخول دين اإلسالم أو خبر بمعنى النهي أي ال� ت%ك�ر�ه%وا أ�ح�

م� ال� �س� ول� ف�ي د�ين� اإل� . 2ع�ل�ى الد'خ%

حمل الغير على قول أو فعل ال يريده عن طريق هواإلكراه و . 3التخويف أو التعذيب أو ما يشبه ذلك

أي 4المراد بالدين دين اإلسالم واأللف والالم فيه للعهدأما الدين ف ) الـ ( التي للعهد الذهنيl وهي األلف و الالم في كلمة ) الدين (

ناk، فينصرف% الفكر% د� الن'طق� بهإ يكون% مصحوب%ها معهوداk ذه� ليه بمجر) برجلa "، وكأن يكون بينك وبين� م%خاط�بك عهدbالرجلحضر� ، مثل " .أي الرجل% المعهود% ذ�هناk بينك وبين من تخاطبهمعين

إذا كان بينك وبين المخاطب عهد فيطالب جاء المثال آخر : المعهود% أي الطالب ال ينصرف الذهن إال إليه معين فإنهطالب

.ذ�هناk بينك وبين من تخاطبه

ي�:د�ان� أ� : د�ن�ته ف� ال% . ي%ق� �الذ'ل وع� و� ع�ن�ى ال�خ%ض% م)ن% م� و� " الد�ين% " ي�ت�ض�ي%ط�يع%ه% ي�: ي�ع�ب%د% الل)ه� و�

ي�د�ين% ل�ل)ه� أ� ال% ي�د�ين% الل)ه� و� ي%ق� ذ�ل) و� ،ذ�ل)ل�ته ف�وع% ل�ه% ال�خ%ض% ب�اد�ت%ه% و�ط�اع�ت%ه% و� د�ين% الل)ه� ع� ع% ل�ه% ف� ض� ي�خ� و�

5.

به يعبد ما لجميع اسم أو األحكام من الله شرعه ما جميع هو والدين نايلزم بحقوق لهل ننيمدي ، و سمي دين الله ديناk ؛ ألننا 6الله

نا .لمليك ناوإذعان ناعبوديت بذلك ظهرنل بها القيام1/682- تفسير ابن كثير 21/588- التفسير الوسيط لمحمد سيد طنطاوي 31/588- التفسير الوسيط لمحمد سيد طنطاوي 410/152 البن تيمية - مجموع الفتاوى5 133 - القاموس الفقهي د. سعدي أبو حبيب ص 6

4

و الدين يطلق في اللغة على عدة معاني منها الطريقة والمذهب الجزاء و الحساب الخضوع و القهر ووالملة والعادة والشأن و

ويقال: ما زالفيوم الدين يوم القيامة يوم الجزاء على األعمال ، و يقال: دنتهم فدانوا أيذلك ديني وديدني، أي دأبي وعادت

أي كماكما تدين تدان و في المثل المشهور قهرتهم فأطاعوا .7تعمل تجزى

د% م�ن� الغ�ي� الله قول ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' ﴾ - سبحانه تعالى - : ق� ﴿

د% م�ن� الغ�ي� اللهقولو ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' ﴾ - سبحانه تعالى - : ق� ي�﴿ أ�

ل�ة� ال� د�ى م�ن� الض) ال�ه% ر� و� �يم�ان% م�ن� ال�ك%ف� اإل� ، و� ق' م�ن� ال�ب�اط�ل� ي)ز� ال�ح� ت�م�ي�ات� الد)ال)ة� ج� و�اآل� ج� ة� ال�ح% ب�ك�ث�ر�

د% م�ن� الغ�ي� أي8 ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' ﴾ ق� ﴿ .9بنصب األدلة ووجود الرسول الداعي إلى الله واآليات المنيرة

ر� ب�الط)اغ%وت� ه قول م�ن� ي�ك�ف% ي%ؤ�م�ن� ب�الل)ه� ﴿- تعالى - : ف� د� و� ق� ف�ى ث�ق� و�ة� ال�و% ك� ب�ال�ع%ر� ت�م�س� ا اس� ام� ل�ه� ص� ﴾ال انف�

- يراجع مجمل اللغة البن فارس و لسان العرب البن منظور و تاج العروس 7للزبيدي مادة دان

7/16- تفسير الرازي 81/343 البن عطية- المحرر الوجيز 9

5

ر� ب�الط)اغ%وت� اللهقولو م�ن� ي�ك�ف% ن� ﴿ - سبحانه تعالى - : ف� ي%ؤ�م� و�ى ب�الل)ه� ث�ق� و�ة� ال�و% ك� ب�ال�ع%ر� ت�م�س� د� اس� ق� ا ف� ام� ل�ه� ص� ل�ع�﴾ال انف� ي�: م�ن� خ�

أ�ا ي%ع�ب�د% ب�اد�ة� ك%ل� م� ي�ط�ان% م�ن� ع� �ل�ي�ه� الش) ا ي�د�ع%و إ ث�ان� و�م� و�

� األ� �ن�د�اد� و� األ�و� �ل�ه� إ�ال) ه% د� أ�ن� ال� إ ه� د�ه% و�ش� ع�ب�د�ه% و�ح� د� الل)ه� ف� ﴿م�ن� د%ون� الل)ه�، و�و�ح)

ى ث�ق� و�ة� ال�و% ك� ب�ال�ع%ر� ت�م�س� د� اس� ق� ر�ه� ﴾ ف� م�د� ث�ب�ت� ف�ي أ� ق� ي�: ف�

أ�

يم� ت�ق� اط� ال�م%س� ر� �ث�ل�ى و�الص ة� ال�م% ام� ع�ل�ى الط)ر�يق� ت�ق� و�اس�10.

ث�ق�ى﴿ - سبحانه تعالى - : اللهقولو و�ة� ال�و% ك� ب�ال�ع%ر� ت�م�س� د� اس� ق� ف�ا ام� ل�ه� ص� ي�﴾ال انف�

و� : فقد استمسك من الدين بأقوى سبب ، أ�ا ه� س� ي� ف�ي ن�ف� ه� م% ف� ص� ى ال)ت�ي ال� ت�ن�ف� ث�ق� و�ة� ال�و% ب)ه� ذ�ل�ك� ب�ال�ع%ر� ش�

ال� ذ�ا ق� ل�ه� د�يدb و� و�ي� ش� ا ق� ب�ط%ه� ر� ي)ةb و� و� ةb ق� م� ب�ر� ةb م% ك�م� ح� د� ﴿ : م% ق� ف� bع�ل�يم bيع م� الل)ه% س� ا و� ام� ل�ه� ص� ى ال انف� ث�ق� و�ة� ال�و% ك� ب�ال�ع%ر� ت�م�س� .11 ﴾اس�

فائدة معنى الطاغوت :

وما هو »الطاغوت« ؟ إنه من مادة »طغى« ، وكلمة »طاغوت« مبالغة في الطغيان. لم يقل: طاغ، بل طاغوت، مثل جبروت،

والطاغوت إما أن يطلق على الشيطان، وإما أن ي%طلق على منرون وينسبون من يشاءون � يعطون أنفسهم حق التشريع فيك�ف إلى اإليمان حسب أهوائهم، ويعطون أشياء بسلطة زمنية من

عندهم، وي%طلق أيضاk على السحرة والدجالين، وي%طلق على كل من طغى وتجاوز الحد في أي شيء، فكلمة »طاغوت« مبالغة،

وقد تكون هذه المبالغة متعددة األلوان، فمرة يكون الطاغي،kأو دجاال kومرة يكون ساحرا ،kشيطانا، ومرة يكون الطاغي كاهنا

k12ومرة يكون حاكما.

1/683- تفسير ابن كثير 10684-1/683- تفسير ابن كثير 112/1115- تفسير الشعراوي 12

6

فائدة معنى الكفر بالطاغوت

أ� من كل ما يعتقد فيه غير الله معنى الكفر بالطاغوت: أن ت�ب�ر� من جني أو إنسي، أو شجر أو حجر، أو غير ذلك، وتشهد عليه

.13 بالكفر والضالل وتبغضه، ولو كان أباك وأخاك

فائدة :معنى اإليمان بالله

معنى اإليمان بالله: أن تعتقد أن الله هو اإلله المعبود وحده دون من سواه وتخلص له جميع أنواع العبادة وتنفيها عن كل

معبود سواه وتحب أهل اإلخالص وتواليهم وتبغض أهل الشرك.14وتعاديهم

ر� ب�الط)اغ%وت� - سبحانه تعالى - الله قول فائدة من م�ن� ي�ك�ف% ﴿ ف�ي%ؤ�م�ن� ب�الل)ه� ى و� ث�ق� و�ة� ال�و% ك� ب�ال�ع%ر� ت�م�س� د� اس� ق� ﴾ ف�

ر� ب�الط)اغ%وت�: - سبحانه تعالى - الله قولنالحظ في م�ن� ي�ك�ف% ﴿ ف�ي%ؤ�م�ن� ب�الل)ه� ث�ق�ى و� و�ة� ال�و% ك� ب�ال�ع%ر� ت�م�س� د� اس� ق� عز وجل -– أن الله ﴾ ف�

رتب االستمساك بالعروة الوثقى على أمرين: الكفر بالطاغوت، بالله: بإلهيته وربوبيته وأسمائهاإلنسان واإليمان بالله، فلو آمن

33 - الجواهر المضية ص 13205- حصول المأمول بشرح ثالثة األصول ص 14

7

وصفاته، ولم يكفر بالطاغوت؛ لم ينفعه ذلك بشيء، إذ أن من .مقتضيات إفراد الله بالعبادة الكفر بما يعبد من دونه

قدم الكفر بالطاغوت على اإليمان »و قال العالمة الفوزان : ألن اإليمان بالله ال ينفع إال بعد الكفر بالطاغوت، فمن ؛بالله

آمن بالله ولم يكفر بالطاغوت فإنه ال ينفعه إيمانه، فالذي يقول: إنه مؤمن ويصلي ويصوم ويزكي ويحج ويفعل الطاعات لكنه ال

يتبرأ من الشرك وال المشركين ويقول: ال دخل لي فيهم، هذا الا kألنه لم يكفر بالطاغوت؛ يعتبر مسلم .

فال بد من الكفر بالطاغوت وهو رفض الطاغوت واعتقاد بطالنه، واالبتعاد عنه وعن أهله، ال بد من هذا، فال يصح إيمان إال بعد

.15« الكفر بالطاغوت نلحظ أن الحق هنا قد قدم » رحمه الله - : –و قال الشعراوي

الكفران بالطاغوت، ثم جاء باإليمان بالله؛ ألن األمر يتطلب التخلية أوال والتحلية ثانيا، البد أن يتخلى اإلنسان من الطاغوت

فال يدخل على أنه يؤمن بالله وفي قلبه الطاغوت، فنحن قبل أن.16 « نكوي الثوب نغسله وننظفه، والتخلية قبل التحلية

ر� - سبحانه تعالى - الله قول فائدة من م�ن� ي�ك�ف% ﴿ ف�ي%ؤ�م�ن� ب�الل)ه� ب�الط)اغ%وت� ﴾ و�

قول الله - سبحانهذكر ابن عثيمين – رحمه الله – فائدة من ي%ؤ�م�ن� ب�الل)ه� ر� ب�الط)اغ%وت� و� م�ن� ي�ك�ف% أنه ال ، و هي ﴾ ﴿تعالى - : ف�

م�ن�يتم اإلخالص لله إال بنفي جميع الشرك؛ لقوله تعالى: ﴿ ف�ي%ؤ�م�ن� ب�الل)ه� ر� ب�الط)اغ%وت� و� ؛ فمن آمن بالله، ولم يكفر﴾ ي�ك�ف%

بالطاغوت فليس بمؤمن17

.

308- شرح األصول الثالثة ص 152/1115- تفسير الشعراوي 163/268 تفسير الفاتحة والبقرة- 17

8

و�ة� ﴿ : - سبحانه تعالى - الله قول فائدة في ك� ب�ال�ع%ر� ت�م�س� د� اس� ق� ف�ى ث�ق� ﴾ ال�و%

ك� ﴿ ما الحكمة من قوله تعالى ت�م�س� د� اس� ق� بدال من فقد تمسك﴾ف�؟

الذي يتدين يحتاج إلى مجاهدة في التدين؛ »قال الشعراوي : ألن الشيطان لن يتركه، فال يكفي أن تمسك، بل عليك أن

تستمسك، كلما وسوس الشيطان لك بأمر فعليك أن تستمسك 18« بالتدين

ا ﴿ - سبحانه تعالى - : الله قول ام� ل�ه� ص� ﴾ ال انف�

ا ﴿ - سبحانه تعالى - : اللهقول ام� ل�ه� ص� ال أي ﴾ ال انف�.19تنفك وال تنحل بحال من األحوال

م�يعb ع�ل�يمb ﴿ - سبحانه تعالى - : الله قول الل)ه% س� ﴾ و�

م�يعb ع�ل�يمb ﴿ - سبحانه تعالى - : اللهقولو الل)ه% س� الل)ه%أي : ﴾ و� و�م�يعb باألقوال ع�ل�يمb بالنيات، ولعله تهديد على النفاق .20س�

2/1116- تفسير الشعراوي 181/246- أيسر التفاسير 19

1/155- تفسير البيضاوي 20

9

الل)ه% ﴿ » رحمه الله - :–و قال الشيخ محمد سيد طنطاوي و�bع�ل�يم bم�يع أى سميع لألقوال، وهمسات القلوب، وخلجات ﴾ س�

النفوس، عليم بما يسره الناس وما يعلنونه، وسيجازيهم بما.21« يستحقون من ثواب أو عقاب

من ختم اآلية بقول الله - سبحانه تعالى - : فائدة bع�ل�يم bيع م� الل)ه% س� ﴾ و� ﴿

ولقد ذيل سبحانه اآلية » رحمه الله -: –قال الشيخ أبو زهرة م�يعb ع�ل�يمb ﴿: بقوله تعالي الل)ه% س� وفي هذا إشارة إلى أمرين ﴾ و�

: جليلين

في الدنيا رقابة العليم- سبحانه وتعالى - أولهما: رقابة الله الخبير، فهو يعلم علم من يسمع همسات القلوب، وخلجات

األنفس، وهو وحده المتصف بالعلم المطلق الذي ال� يغادر صغيرة وال كبيرة إال أحصاها، وال يعزب عنه مثقال ذرة في األرض وال

؛ وإذا كان المؤمن يحس برقابة الله في السماء، وال في األنفس تعالى المطلقة فإنه يتجافى عن المعاصي، ويبتعد عنها استحياء من الله، فقوة اإلحساس بعلم الله ترهف وجدان المؤمن وهذا ، مقام اإلحسان كما في الحديث الشريف " اعبد الله كأنك تراه

فإن لم تكن تراه فإنه يراك ".

: التنبيه إلى ما يترتب على العلم من الرضوان األمر الثاني ، والعذاب والثواب المقيم الدائم لمن أطاع الله وطلب رضاه

.22« األليم وغضب الله لمن عصاه سبحانه

1/589- التفسير الوسيط 212/948- زهرة التفاسير 22

10

ولما كان الكفر بالطاغوت » رحمه الله - : –و قال ابن عطية يعتقده القلب حسن في واإليمان بالله مما ينطق به اللسان و

م�يعb من أجل النطق وع�ل�يمb من أجل المعتقد .23« الصفات س�

وى ه فائدة : مخالفة الحق ال تكون إال عن جهل أو

د% ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' اه� ف�ي الد�ين� ق� ﴿قول الله - سبحانه تعالى - : ال إ�ك�ر� �ي� ال تكرهوا أحدا على الدخول في دين اإلسالم﴾ م�ن� الغ�ي

أ�ق' م�ن� ال�ب�اط�ل� ي)ز� ال�ح� و كأن سبب و الهدى من الضالل فقد ت�م�

عدم إتباع اإلسالم عدم إتباع الدين الحق تكون بسبب الجهلباإلسالم أو الهوي .

و الجهل باإلسالم يرفع بالعلم و ما ظهر من اآليات البينات الدالة على صدق اإلسالم و صحته و صاحب الهوى مهما تأتي له باألدلة الواضحة فلن يقتنع ، و في هذا فائدة أن مخالفة الحق ال

تكون إال عن جهل أو هوى نفس .

فائدة : هل يكره الكفار على الدخول في دين اإلسالم ؟

د% م�ن�: سبحانه وتعالى -–قال ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' اه� ف�ي الد�ين� ق� ﴿ ال إ�ك�ر� �، ﴾ الغ�ي ي� ع�ن�ى الن)ه� ب�رb ف�ي م� اه� خ� �ك�ر� ي% اإل� ن�ف� قال ابن عاشور : » و�

دkا ي� ال� ت%ك�ر�ه%وا أ�ح�م�، أ� ال� �س� ك�م� اإل� اه� ف�ي ح% �ك�ر� ب�اب� اإل� س�

ي% أ� اد% ن�ف� ر� ال�م% و�اإتباعع�ل�ى د� ال�ع%م%وم� ن�ص� ص� ن�س� ل�ق� ي� ال�ج� ا، و�ج�يء� ب�ن�ف� kر م� ق�س� ال� �س� اإل�

1/344- المحرر الوجيز 23

11

ه� و، �ن�و�اع� ائ�ر� أ اه� ع�ل�ى الد�ين� ب�س� �ك�ر� �ب�ط�ال� اإل� حb ع�ل�ى إ ه�ي� د�ل�يلb و�اض�»24

والتعبير هنا يرد في صورة » : - رحمه الله -قال سيد قطبو اه� ف�ي الد�ين�: النفي المطلق نفي الجنس كما يقول.. ﴾ ﴿ ال إ�ك�ر�

النحويون.. أي نفي جنس اإلكراه. نفي كونه ابتداء. فهو يستبعده من عالم الوجود والوقوع. وليس مجرد نهي عن

kمزاولته والنهي في صورة النفي- والنفي للجنس- أعمق إيقاعا .25 « داللة آكدو

ض� سبحانه وتعالى - :–قال و ر�م�ن� م�ن� ف�ي األ� ب'ك� آل� اء� ر� ل�و� ش� ﴿ و�

ن�ين� ؤ�م� ت)ى ي�ك%ون%وا م% أ�ن�ت� ت%ك�ر�ه% الن)اس� ح� يعkا أ�ف� م� م� ج� يونس) سورة ﴾ ك%ل'ه% (99اآلية

- صلى الله عليه وسلم - لسيدنا محمد سبحانه وتعالى -–قال و ر� ﴿ : ل�ي�ك�ف% اء� ف� ل�ي%ؤ�م�ن� و�م�ن� ش� اء� ف� م�ن� ش� ب�ك%م� ف� ق' م�ن� ر� ل� ال�ح� ﴾ و�ق%

(29) سورة الكهف من اآلية رقم

قال كانت المرأة تكون مقالتا رضي الله عنه - – عن ابن عباسو فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده فلما أجليت بنو

النضير كان فيهم من أبناء األنصار فقالوا : ال ندع أبناءنا فأنزلد% م�ن� الغ�ي� الله - عز وجل - ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' اه� ف�ي الد�ين� ق� ﴾ ﴿: ال إ�ك�ر�

فاآلية الكريمة 26قال أبو داود المقالت التي ال يعيش لها ولد نزلت عند إجالء بني النضير لما نقضوا عهدهم وذلك في السنة الرابعة للهجرة أي في ظل قوة المسلمين وبعد فرض الجهاد

.بسنوات

3/26 البن عاشور - التحرير و التنوير 241/291- في ظالل القرآن 25 قال األلباني صحيح2682- رواه أبو داود في سننه أبي داود حديث رقم 26

12

أكره أحدا على - صلى الله عليه وسلم- لم يثبت أن النبي و أن بعض األنصار أراد أن يكره ، وهو الدين بل ثبت عكس ذلك

عن- صلى الله عليه وسلم -ولده على اإلسالم فنهاه النبي.27ذلك

، ، و لكن تغرس بالعلم و اإلقناع باإلكراه العقائد ال تغرسو البشرية فكم من أناس استخدموا تاريخ فيوذلك أمر معروف

القوة إلجبار الناس على اعتقاد باطل فلم تنفع القوة و تاريخالنصرانية مليء بذلك و تاريخ الشيوعية مليء بذلك .

أحدا علىوا أكرهالمسلمين في عصر من العصور لم يثبت أن و لو كان المسلمون أجبروا غيرهم علىو الدخول في اإلسالم ،

الدخول في اإلسالم و دخلوا اإلسالم مكرهين فكيف ي�ث�بتوا ع�ل�ىاه� ع�ن�هم% �ك�ر� و�ال� اإل� م� ب�ع�د� ز� ال� �س� فثباتهم عن اإلسالم رغم؟!! اإل�

،زوال اإلكراه عنهم لدليل على أنهم دخلوه برضاهم ال مغصوبين .و أن المسلمين لم يجبروهم على الدخول في اإلسالم

أحداk على كان دخول اإلسالم باإلكراه لما ترك المسلمون لوو ، وغير اإلسالم وألدخلوهم فيه كراهية أو قتلوا من يأبى دخوله

.هذا لم يحدث ، و لو حدث لنقل لتوافر الدواعي على نقله

و من المعلوم أن البالد التي فتحها اإلسالم رجع بعض هذه البالد و مع ذلك من أسلم لم يرجع للكفر مرة أخرى ،للكفار مرة أخرى دليل، و هذا كان في صفوف المسلمين و بل حارب الكفار

، و أن المسلمين لمعلى أنهم دخلوه برضاهم ال مغصوبين .يجبروهم على الدخول في اإلسالم

والنصرانية - 27 اإلسالم بين 337ص مناظرة

13

والمسلمون إنما يقاتلون لحرية دينهم قال الشيخ المراغي : »و . 28« وال يكرهون عليه أحدا من دونهم

يحرم إكراه اليهود والنصارى »و قال العالمة ابن جبرين : اه� ف�ي: - – تعالى والمجوس على تغيير أديانهم، قال الله ﴿ ال إ�ك�ر�

�د% م�ن� الغ�ي ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' 256 اآليةبقرة من سورة ال) ﴾ الد�ين� ق�)» 29.

على الدخول في اإلنسان لماذا ال يكره فائدة : اإلسالم ؟

إكراه الناس علىالنهي عندلت اآلية الكريمة أن السبب في سبحانه– فقد قال دخول دين اإلسالم هو وضوح الدين و ظهوره

د% م�ن� الغ�ي� وتعالى - : ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' اه� ف�ي الد�ين� ق� أي:﴾ ﴿ ال إ�ك�ر� لظهور أدلة الدين وبراهينه فال يكره إنسان على أن يعتنق

. 30اإلسالم وإنما يعتنقه اإلنسان بإرادته واختياره

لخذلوا اإلسالم ونصرواباإلكراه في اإلسالم الناسلو دخل و . في أي فرصة تلوح لهم أعداء اإلسالم

لإلنسان ،و عبادة اإلنسان لله أشرفإلسالم أجلl نعمة و دخول ا بل تعطى لمن، بالقوة النعمة ال ت%فرض و، شيء يفعله

9/208- تفسير المراغي 28602 ص البن جبرينتسهيل العقيدة اإلسالمية- 29204- حصول المأمول بشرح ثالثة األصول للفوزان ص 30

14

ى النعم الجليلة و األعمال النفوس الطيبة تسارع إل ويستحقها . الشريفة

اهa ال� ي�أ�ت�ي »و قال ابن عاشور : ام� الد�ين� ع�ن� إ�ك�ر� إ�ن) ال�ت�ز� ف��ق ن�د� ال�ح� ت�ك�ث�ير% ج% ك�ي�ة% الن)ف�س� و� و� ت�ز� ض� ال�م�ط�ل%وب� م�ن� الت)د�ي'ن� و�ه% ب�ال�غ�ر�

ح% ال�م�ط�ل%وب% ال� .31« و�الص)

اعتناق اإلسالم ينبغي أن يكون عن اقتناع »و قال الزحيلي : و ، قلبي واختيار حر، ال سلطان فيه للسيف أو اإلكراه من أحد

، فإن ذلك حتى تظل العقيدة قائمة في القلب على الدوام ، سهل زوالها وضاعت الحكمة من السطوة فرضت باإلرغام و

.32« قبولها

الله سبحانه وتعالى » رحمه الله - :–و قال الشيخ أبو زهرة ينهى عن اإلكراه في الدين، وحمل الناس عليه بقوة السيف

إن كثر ، و كثرة المنافقين . و المنافقون حتى ال� يكثر النفاق و عدد المسلمين في الظاهر، تفسد جماعتهم في الحقيقة والواقع

»33.

اه� ف�ي الد�ين� ليست ﴾فائدة ال إ�ك�ر� بل للتهديد للتخيير المجرد ﴿إن اختار المرء الكفر على اإليمان

كون اإلنسان ال يجبر على الدخول في الدين الحق ليس معنى عن اإليمانهذا أن تخييره مجرد بل إن اختار اإلنسان الكفر

فليس معنى حريةاستحق ما توعد به الله الكفار من العذاب أو أن يكفر و أمثال هذا كثير .االختيار أن يفعل اإلنسان الحرام

9/7- التحرير و التنوير البن عاشور 318/6209- الفقه اإلسالمي و أدلته 322/948- زهرة التفاسير 33

15

د%ون� ف�ي﴿ قوله تعالى :مثل و�ن� ع�ل�ي�ن�ا إ�ن) ال)ذ�ين� ي%ل�ح� ف� آي�ات�ن�ا ال ي�خ�bي�ر ى ف�ي الن)ار� خ� م�ن ي%ل�ق� ا أ�ف� ل%وا م� ة� اع�م� ي�ام� نkا ي�و�م� ال�ق� أ�م م)ن ي�أ�ت�ي آم�

ئ�ت%م� يرb ش� ل%ون� ب�ص� ا ت�ع�م� �ن)ه% ب�م� أي إن (40 ) سورة فصلت اآلية ﴾إ - جحودا لها حججنا تكذيبا بها وفيالذين يميلون عن الحق

نحن لهم بالمرصاد إذا ، و نحن بهم عالمون ال يخفون علينا ، وسنجازيهم بما يستحقون وال يخفى ما في ذلك وردوا علينا

من شديد الوعيد كما يقول الملك المهيب: إن الذين ينازعوننى فى ملكى أعرفهم وال شك، فهو يريد تهديدهم وإلقاء الرعب في

. 34قلوبهم

ك�ان�ت�ك%م� إ�ن�ي ع�ام�لb ﴿ و قوله تعالى : ل%وا ع�ل�ى م� و�م� اع�م� ل� ي�ا ق� ق%ل�ح% الظ)ال�م%ون� �ن)ه% ال� ي%ف� ب�ة% الد)ار� إ و�ف� ت�ع�ل�م%ون� م�ن� ت�ك%ون% ل�ه% ع�اق� )﴾ ف�س�

قل -أيها الرسول-: يا قوم اعملوا ( أي 135سورة األنعام اآلية على طريقتكم فإني عامل على طريقتي التي شرعها لي ربي

جل وعال فسوف تعلمون -عند حلول النقمة بكم- م�ن� الذي تكون له العاقبة الحسنة؟ إنه ال يفوز برضوان الله تعالى والجنة م�ن

. 35تجاوز حده وظلم، فأشرك مع الله غيره

ر�ين� ﴿ و قوله تعالى : اس� ل� إ�ن) ال�خ� ئ�ت%م� م�ن� د%ون�ه� ق% ا ش� اع�ب%د%وا م� ف�ان% ر� س� و� ال�خ% ة� أ�ال� ذ�ل�ك� ه% ي�ام� م� ي�و�م� ال�ق� ل�يه� أ�ه� م� و� ه% س� �ن�ف% وا أ ر% س� ال)ذ�ين� خ�

ب�ين% فاعبدوا أنتم -أيهاأي : (15 ) سورة الزمر اآلية ﴾ ال�م% األصنام وغير المشركون- ما شئتم من دون الله من األوثان و

هذا تهديد ووعيد ، فال يضرني ذلك شيئkا. و ذلك من مخلوقاته.36 أشرك معه غيره ، و لمن عبد غير الله

24/137 - تفسير المراغي 34145- التفسير الميسر ص 35460- التفسير الميسر ص 36

16

أنك تقول البنك أنت حر في أن تذاكر أو الو من أمثلة الواقع أه�م�ل� دروسك ،تذاكر لكن إن لم تنجح في االمتحان سأعاقبك أو

سترى عاقبة ذلك أو أمض� وقتك في اللعب واللهو فسوف ترى و . ذلكعاقبة

اه� ف�ي الد�ين�و الذي قال ق' م�ن� ﴿ هو الذي قال ﴾ ﴿ ال إ�ك�ر� ل� ال�ح� و�ق%ا kن)ا أ�ع�ت�د�ن�ا ل�لظ)ال�م�ين� ن�ار� ر� إ ل�ي�ك�ف% اء� ف� ل�ي%ؤ�م�ن� و�م�ن� ش� اء� ف� م�ن� ش� ب�ك%م� ف� ر�

و�ي ل� ي�ش� اءa ك�ال�م%ه� ت�غ�يث%وا ي%غ�اث%وا ب�م� إ�ن� ي�س� ا و� ه� اد�ق% ر� م� س% اط� ب�ه� أ�ح�ا kق ت�ف� ر� اء�ت� م% اب% و�س� ر� وه� ب�ئ�س� الش) (29 ) سورة الكهف اآلية ﴾ ال�و%ج%

وقل لهؤالء الغافلين: ما جئتكم به هو الحق من ربكم، فمن أراد منكم أن يصدق ويعمل به، فليفعل فهو خير له، ومن أراد أن

ا شديدة kيجحد فليفعل، فما ظ�ل�م إال نفسه. إنا أعتدنا للكافرين نار هؤالء الكفار في النار بطلبثيستغيأحاط بهم سورها، وإن

الماء م�ن شدة العطش، ي%ؤت� لهم بماء كالزيت الع�ك�ر شديدب%ح هذا الشراب الذي ال يروي ظمأهم الحرارة يشوي وجوههم. ق�ا. وفي هذا وعيد وتهديد kت� النار منزال لهم ومقام ب%ح� بل يزيده، وق�

صلى الله- شديد لمن أعرض عن الحق، فلم يؤمن برسالة محمد .37، ولم يعمل بمقتضاها - عليه وسلم

اه� ف�ي الد�ين� قوله تعالى : فائدة ﴾ ال إ�ك�ر� ال يستلزم نفي جهاد ﴿الطلب

اه� ف�ي سبحانه و تعالى - : –زعم البعض أن قول الله ﴿ ال إ�ك�ر�

– ينفي جهاد الطلب ، وبعض المغرضين زعم أن قول الله ﴾ الد�ين�اه� ف�ي الد�ين�سبحانه و تعالى - : يتعارض مع تشريع﴾ ﴿ ال إ�ك�ر�

–الجهاد ، وهذه فرية يغني فسادها عن إفسادها فقول الله اه� ف�ي الد�ين�سبحانه و تعالى - : ليس معناه عدم جهاد﴾ ﴿ ال إ�ك�ر�

297- التفسير الميسر ص 37

17

الكافرين و عدم قتال الكافرين و سبب نزول اآلية يجلي ذلك ويوضحه .

كانت المرأة تكون » رضي الله عنه - ابن عباس –و قد قال مقالتا فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده فلما أجليت

بنو النضير كان فيهم من أبناء األنصار فقالوا : ال ندع أبناءناد% م�ن�فأنزل الله - عز وجل - ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' اه� ف�ي الد�ين� ق� ﴿: ال إ�ك�ر�

� فاآلية نزلت في النهي عن اإلكراه على الدخول في38 «﴾ الغ�ياإلسالم ، و ال عالقة لها بجهاد الكفار أو عدم جهادهم .

اه� ف�ي الد�ين�و الذي نزل عليه قوله تعالى : هو الذي﴾ ﴿ ال إ�ك�ر�تن�ةb و�: نزل عليه ت)ى ال� ت�ك%ون� ف� ات�ل%وه%م ح� إ�ن� ﴿ و�ق� ي�ك%ون� الد�ين% ل�لlه� ف�

ال� ع%دو�ان� إ�ال) ع�ل�ى� الظ)ال�م�ين� وا ف� (193سورة البقرة اآلية ) ﴾ انت�ه�تن�ةb: قوله تعالى و هو الذي نزل عليه ت)ى ال� ت�ك%ون� ف� ات�ل%وه%م ح� ﴿ و�ق�

وا إ�ن� انت�ه� ي�ك%ون� الد�ين% ك%ل'ه% ل�لlه ف� يرb و� ل%ون� ب�ص� ا ي�عم� إ�ن) اللlه� ب�م� ﴾ف� ي�ا ﴿ : قوله تعالى و هو الذي نزل عليه (39) سورة األنفال اآلية

ا �ي'ه� د� الن)ب�ي' أ اه� ار� ج� ين� ال�ك%ف) ن�اف�ق� ال�م% م� و�اغ�ل%ظ� و� و�اه%م� ع�ل�ي�ه�أ� ن)م% و�م� ه� ج�

ب�ئ�س� ير% و� (9 ) سورة براءة اآلية رقم ﴾ ال�م�ص�

اه� ف�ي الد�ين�و الذي نزل عليه قوله تعالى : هو الذي﴾ ﴿ ال إ�ك�ر��ل�ه� إ�ال) الل)ه%، »: قال د%وا أ�ن� ال� إ ه� ت)ى ي�ش� ات�ل� الن)اس� ح� ت% أ�ن� أ%ق� ر� أ%م�

ع�ل%وا إ�ذ�ا ف� ك�اة�، ف� ت%وا الز) ي%ؤ� ال�ة�، و� يم%وا الص) ي%ق� ول% الل)ه�، و� س% دkا ر� م) ح� أ�ن) م% و�م� اب%ه% س� ال�م�، و�ح� ق� اإل�س� م� إ�ال) ب�ح� ال�ه% و� م�

أ� اء�ه%م� و� ن�ي د�م� م%وا م� ذ�ل�ك� ع�ص� .39« ع�ل�ى الل)ه�

قال األلباني صحيح2682- رواه أبو داود في سننه أبي داود حديث رقم 38: 25 حديث رقم 1/14رواه البخاري في صحيحه - 39 bك�اة� ﴿ ب�اب ا الز) آت�و% ال�ة� و� وا الص) ام% أ�ق� إ�ن� ت�اب%وا و� ف�

م� ب�يل�ه% ل'وا س� خ� ت�ال� الن)اس�22 حديث رقم 1/53 رواه مسلم في صحيحه ،و [5 ]التوبة: ﴾ ف� ر� ب�ق� �م� ب�اب% األ�ول% الله� س% دb ر� م) �ل�ه� إ�ال) الله% م%ح� ول%وا: ال� إ ت)ى ي�ق% . ، و اللفظ للبخاريح�

18

اه� ف�ي الد�ين�و الذي نزل عليه قوله تعالى : قد جاهد ﴾ ﴿ ال إ�ك�ر� الكفار بنفسه و جاهد الصحابة معه و بعدما مات جاهد الصحابة و

فتحوا البالد .

ال تدل اآلية الكريمة على : » و – رحمه الله – قال السعديو إنما فيها أن حقيقة الدين من ، و ترك قتال الكفار المحاربين

الحق، وأماإتباعحيث هو موجب لقبوله لكل منصف قصده القتال وعدمه فلم تتعرض له، وإنما يؤخذ فرض القتال من

.40« نصوص أخر

لكن قتالو قتال الكفار ليس الغرض منه إجبارهم على اإلسالم الكفار وسيلة لتبليغ اإلسالم عند وجود من يحول بين الناس و

ة أنحاء العالماإلسالم ال يمكن نشر دعوة اإلسالم إذ lمع في كاف ، القتلة الذين يسعون للسيطرة على العالم ألجل وجود الطlغاة و

، و لذلك نجد النصوص الشرعية تذكر لفظأطماعهم الفاسدة الجهاد أو القتال ، و الجهاد و القتال إنما يكون بين جيشين

جيش اإلسالم وجيش الكفار ، وال يكون جيش بال أمير ، واألميريكون إما رئيس الدولة الكافرة أو مكلف من قبله .

فالقتال لم يشرع لفرض » رحمه الله - : –و قال الشعراوي رع ليفرض حرية اختيار المنهج، بدليل قول الحق ﴿: منهج، إنما ش%

�د% م�ن� الغ�ي ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' اه� ف�ي الد�ين� ق� على ذلك و ،﴾ ال إ�ك�ر� فاإلسالم ال يفرض الدين، ولكنه جاء ليفرض حرية االختيار في

و�ى التي تعوق اختيار الفرد لدينه، يقف اإلسالم الدين، فالق% أمامها لترفع تسلطها عن الذين تبسط سلطانها عليهم ثم يترك

الناس أحراراk يعتنقون ما يشاءون، بدليل أن البالد التي فتحها اإلسالم بالسيف، ظل فيها بعض القوم على دياناتهم. فلو أن

110- تفسير السعدي ص 40

19

k رع لفرض دين لما وجدنا في بلد مفتوح بالسيف واحدا القتال ش%.41« على غير دين اإلسالم

, وأال تقف عقبة أواإلسالم مبلغ إليهي أن جميع الناسمن حق و سلطة في وجه التبليغ بأي حال من األحوال .

إزالة الحواجز التي تعيق وصولالكفار حكم جهاد و لذلك من ، و الجهاد و القتال ال إلنقاذهم من النارالناسالدعوة إلى

يكون إال بعد دعوة و إنذار فكون المسلمون يقاتلون أي أن دولة الكفر رفضت الدعوة و أبت وصول الحق للناس فكان البد من

القتال لردع الظلم و نشر الحق و األمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أي حق أعظم من حق الله على العباد أن يعبدوه و أي منكر أعظم من الكفر و الشرك و أي جرم أعظم من منع نشر

من باب استخدام القوةدين الله في األرض أي أن قتال الكفار فجهاد المسلمينعند تعذر الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة

قوة تعرضيعتبر قوة تدافع عن الدين الحق بالحق لله الحق.اإلسالم و إن كلفها ذلك الوقت و الحياة و المال

الحقيقة أن اإلسالم يقوم على » :محماس الجلعودو قال الشيخ د% م�ن� الغ�ي� قاعدة ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' اه� ف�ي الد�ين� ق� ولذلك﴾ ﴿ ال إ�ك�ر�

انطلق بالسيف مجاهدkا ليوفر للناس الضمان الحقيقي لحرية االعتقاد، وليحطم األنظمة التي تكره الناس على الباطل وتمنع

ا في اختيار العقيدة التي kوصول الحق إليهم، ليبقى الناس أحرار .يريدونها

إن شاءوا دخلوا في اإلسالم فكان لهم ما للمسلمين من حقوق، وعليهم ما عليهم من واجبات، وكانوا إخوانkا في الدين للمنتمين

4/2512- تفسير الشعراوي 41

20

إلى اإلسالم، وإن شاءوا بقوا على عقائدهم وأدوا الجزية، إعالنkا عن استسالمهم في انطالق الدعوة اإلسالمية بينهم بال مقاومة،

ومشاركة منهم في نفقات الدولة المسلمة التي تحميهم من اعتداء المعتدين عليهم، وتكفل لهم الحقوق العامة في ظل

منهج اإلسالم

إن اإلسالم لم يكره فردkا على تغيير عقيدته، كما فعلت الصليبيةا وزنجبار حديثkا، لتكرههم kعلى مدار التاريخ في األندلس قديم على التنصر وأحيانkا ال تقبل منهم حتى التنصر فتبيدهم ألنهم

. 42مسلمون «

من دخل في اإلسالم من أن يؤذيحماية و من حكم جهاد الكفار :من قبل الذين كفروا الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر

تن�ةb و� ت)ى ال� ت�ك%ون� ف� ات�ل%وه%م ح� ال� ﴿ و�ق� وا ف� إ�ن� انت�ه� ي�ك%ون� الد�ين% ل�لlه� ف� و لو جاهد المسلمون لشاع األمان ﴾ ع%دو�ان� إ�ال) ع�ل�ى� الظ)ال�م�ين�

؛ ألن رهبة العدو من المسلمين ال تجعلهفي البالد وبين العباد ؛ ولن يعيش العالم فييتجرأ على خوض معارك ال يقدر عليها

.أمان إال إذا ساده اإلسالم

السيف ما جاء إال ليحمي » رحمه الله - : –و قال الشعراوي أشرحه، فإن� ، وأن� أ%علنه و اختيار المختار، فلي أن� أعرض ديني

منعوني من هذه فلهم السيف، وإن� تركوني أعلن عن ديني فهم. أحرار، يؤمنون أو ال يؤمنون

إن� آمنوا فأهالk وسهالk، وإن� لم يؤمنوا فهم أهل ذمة، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ويدفعون الجزية نظير ما يتمعون به في بالدنا، وعليهم ما علينا، وما ن%قد�مه لهم من خدمات، وإال فكيف نفرض

على المؤمنين الزكاة ونترك هؤالء ال يقدمون شيئاk؟

اإلسالمية - 42 الشريعة في والمعاداة 2/610 المواالة

21

لذلك نرى الكثيرين من أعداء اإلسالم يعترضون على مسألة د�ف�ع الجزية، ويرو�ن� أن اإلسالم ف%ر�ض بقوة السيف، وهذا قول يناقض

بعضه بعضاk، فما فرضنا عليكم الجزية إال ألننا تركناكم تعيشون معنا على دينكم، ولو أرغمناكم على اإلسالم ما كان عليكم

. 43« الجزية

و من حكم جهاد الكفار أن يظهر دين اإلسالم فوق كل الشرائع فيحكم األرض و يسود و يكون لإلسالم السيادةو األديان األخرى

ت)ى ال� ت�ك%ون� الله – سبحانه و تعالى - العدل قال ات�ل%وه%م ح� ﴿: و�ق� bير ل%ون� ب�ص� ا ي�عم� إ�ن) اللlه� ب�م� وا ف� إ�ن� انت�ه� ي�ك%ون� الد�ين% ك%ل'ه% ل�لlه ف� تن�ةb و� ﴾ف�

ول�ه%﴿: الله – سبحانه و تعالى - قال ، و س% ل� ر� س� ر�و� ال)ذ�ي أ� ه%

ر�ك%ون� ل�و� ك�ر�ه� ال�م%ش� ه% ع�ل�ى الد�ين� ك%ل�ه� و� ر� ق� ل�ي%ظ�ه� د�ى و�د�ين� ال�ح� ﴾ب�ال�ه% (9) سورة الصف اآلية رقم

ال يلينفالدولــة اإلســالمية تقوية شــوكة و من حكم جهاد الكفار و يحمىلها جانب, وال يستطيع أحد أن ينال من عزتهــا وكرامتهــا

ال يهــدأ لهم بــالمن فيها إذ كره الكفار لإلســالم و أهلــه تجعلهم رl لهم قرا ،بإذاء اإلسالم وأهله و النيل من مقدســاته , إال ر وال ي�ق�

و لــرهب من يريــدالقوة حقb مشروعb لــردع الظــالمين العــابثينو إذاء اإلسالم و أهله و لحمايــة من تحت ســلطة اإلســالم و لحمايــة

ون� ﴿ : – ســبحانه و تعــالى –قــال اللــه أهــل اإلســالم ــ% ال و�ال ي�ز�د'وك%م� ع�ن� د�ين�ك%م� ت)ى ي�ر% ات�ل%ون�ك%م� ح� 217البقرة من اآلية ) سورة ﴾ي%ق�

).

وهم يحاربونمنذ توقف الفتوحات اإلسالميةأعداء اإلسالم و اإلسالم والمسلمين ابتداء من الحروب الصليبية ثم االستعمار

18/11208- تفسير الشعراوي 43

22

البشعة مثل مذبحة دير ياسين و مذبحةو الجرائم ، واالحتاللصبرا و شاتيال و مذبحة بحر البقر .

العصورفيو ما غلب المسلمون قال الشيخ المراغي : »و ألنهم تركوا االهتداء بهدى دينهم ذهب أكثر ملكهم إال األخيرة و

: وتركوا االستعداد المادي والحربي الذي طلبه الله بقوله﴿ aو)ة ت�ط�ع�ت%م� م�ن� ق% ا اس� م� م� د'وا ل�ه% أ�ع� اتكلوا على خوارق العادات و﴾ و�

وقراءة األحاديث والدعوات، وذلك ما لم يشرعه الله ولم يعمل به االجتماعفيرسوله- إلى أنهم تركوا العدل والفضائل وسنن الله

التي انتصر بها السلف الصالح، وأنفقوا أموال األمة والدولة فيماحرم الله عليهم من اإلسراف فى شهواتهم .

على العكس من ذلك اتبع اإلفرنج تعاليم اإلسالم فاستعدوا وتهمفيللحرب واتبعوا سنن الله lلله ، و العمران فرجحت كف

األمر .

ما مكlن الله لسلف المسلمين من فتح بالد كسرى وقيصر و وغيرهما من البالد إال لما أصاب أهلها من الشرك وفساد العقائد

الشهواتفياالنغماس العادات و األخالق و مساوي اآلداب وفي سلطان البدع والخرافات- فجاء اإلسالم وأزال كل هذا و إتباعو

استبدل التوحيد والفضائل بها، ومن ثم نصر الله أهله على األممكلها.

ولما أضاع جمهرة المسلمين هذه الفضائل واتبعوا سنن من البدع والرذائل وقد حذرهم اإلسالم من ذلك، ثمإتباع فيقبلهم

الحرب عادفيقصروا فى االستعداد المادي والحربي للنصر د� ك�ت�ب�نا ف�ي﴿ األرض: فيالغلب عليهم لغيرهم ومكنl لسواهم ل�ق� و�

ون� ال�ح% باد�ي� الص) ض� ي�ر�ث%ها ع� ر�� ب%ور� م�ن� ب�ع�د� الذ�ك�ر� أ�ن) األ� أي﴾الز)

23

الصالحون الستعمارها واالنتفاع بما أودع فيها من كنوز وخيرات»44.

و الخالصة أن عدم اإلكراه على الدخول في اإلسالم ال يستلزم عدم القتال و الجهاد ؛ ألن حرية اختيار الدين ال تعني عدم الحاجة

إلبالغ الدين ، و حرية اختيار الدين ال تعني عدم نشر الدين ، وحرية اختيار الدين ال تعني عدم حماية الدين و أهله من أعدائه .

اه� ف�ي الد�ين� قوله تعالى : فائدة ﴾ ال إ�ك�ر� ال ﴿يستلزم حرية الردة و عدم عقوبة المرتد

اه� ف�ي سبحانه و تعالى - : –زعم البعض أن قول الله ﴿ ال إ�ك�ر�

– ينفي حد الردة ، و بعض المغرضين زعم أن قول الله ﴾ الد�ين�اه� ف�ي الد�ين�سبحانه و تعالى - : يتعارض مع حد الردة ،﴾ ﴿ ال إ�ك�ر�

و هذه فرية يغني فسادها عن إفسادها فحرية اختيار الدين ليس معناها حرية الردة و حرية الخروج من الدين و حرية التالعب

بالدين.

اه� ف�ي الد�ين�و كما ثبت عندنا آية النبي - ثبت عندنا قول ﴾ ﴿ ال إ�ك�ر�ل)م� ل)ى الله% ع�ل�ي�ه� و�س� ت%ل%وه% » :– ص� اق� ، و إذا كان45« م�ن� ب�د)ل� د�ين�ه% ف�

اإلنسان له الحق في اختيار دين اإلسالم فاإلسالم الذي اختاره اشترط عليه عدم جواز الخروج منه و أن عقوبة الخروج عنه

القتل . أنهدخوله اإلسالم فعليه أن يعرف قبل يدخل في من أراد أن و

إذا خالفه عرض نفسه للعقاب، و سيلتزم بعهد سيكلف بتكاليف شخص الجنسية من دولة ماإذا طلب كما أنه في قوانين الدول

209 - 208/ 9- تفسير المراغي 44 3017 حديث رقم4/61رواه البخاري في صحيحه - 45

24

ومنحها فإنه بقدر ما يحظى بمزايا تلك الجنسية ومن الدول البد وأن يتحمل تبعات ويلتزم بقوانين تلك الدولة، ومن خالف عوقب، وال يقال بأن له مطلق العنان والحرية في أن يفعل ما

يشاء.

من حكمة اإلسالم أن يعلن حكم » رحمه الله - –و قال الشعراوي الردة لمن أراد أن� يؤمن، نقول له قف قبل أن تدخل اإلسالم،

اعلم أنك إن� تراجعت عنه وارتددت� قتلناك، وهذا الحك�م يضع العقبة أمام الراغب في اإلسالم حتى يفكر أوالk، وال يقدم عليه

.46« إال على بصيرة وبينة

الردة عدوان على المجتمع كله ففيها إشاعة الفساد و أيو و الردة فيها شق عصى الدولةفساد أعظم من الكفر بالله

اإلسالمية و تحريض على الخروج منها أي تحريض على هدم المجتمع اإلسالمي و الردة عدوان على نفس المرتد لذلك شرع

لحماية ، و إلصالح الفرداإلسالم قتل المرتد بعد االستتابة . وصيانة نظامه من االنهدام اإلسالميالمجتمع

و إن الواحد منا ليتعجب إذا كان هناك عقوبات في القوانين الوضعية كخيانة الدولة تستحق اإلعدام فلما يعترض على الشرع أنه جعل الردة عقوبة تستحق اإلعدام أدين الله أهون من خيانة

الدولة ما لهؤالء كيف يحكمون ؟!!.

اه� ف�ي الد�ين� قوله تعالى : فائدة ﴾ ال إ�ك�ر� ال يستلزم حرية ﴿تطبيق الشريعة و حرية تحكيم الشرع

11209/ 18- تفسير الشعراوي 46

25

اه� ف�ي سبحانه و تعالى - : –زعم البعض أن قول الله ﴿ ال إ�ك�ر�

ينفي وجوب تطبيق الشريعة و ينفي وجوب تحكيم﴾ الد�ين� الشريعة ، و أن لإلنسان الحرية في أن يطبق شرع الله أو ال

يطبقه ، و هذه فرية يغني فسادها عن إفسادها فحرية اختيارالدين ليس معناها حرية االلتزام بأحكام الدين .

، بقرينة قوله الملة الد�ين� في هذه اآلية المعتقد وو المراد بد% م�ن� الغ�ي� : سبحانه وتعالى ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' ﴾ ق� أي ال إكراه على ﴿

اعتقاد الدين أو ال إكراه على دخول الدين و ليس المعنى ال إكراهعلى التزام أحكام الدين .

اه� ف�ي الد�ين�و الذي قال : ﴿: تعالى هو الذي قال﴾ ﴿ ال إ�ك�ر�ه%م� أ�ن� ذ�ر� اء�ه%م� و�اح� و� ل� الل)ه% و�ال ت�ت)ب�ع� أ�ه� ا أ�نز� م� ب�م� ك%م� ب�ي�ن�ه% ن� اح�

أ� و�ا ي%ر�يد% �ن)م� اع�ل�م� أ ا ف� ل)و� إ�ن� ت�و� �ل�ي�ك� ف� ل� الل)ه% إ ا أ�نز� ت�ن%وك� ع�ن� ب�ع�ض� م� ي�ف�ون� ق% اس� ا م�ن� الن)اس� ل�ف� kإ�ن) ك�ث�ير م� و� م� ب�ب�ع�ض� ذ%ن%وب�ه� يب�ه% ﴾ الل)ه% أ�ن� ي%ص�

(49 اآلية المائدة) سورة

اه� ف�ي الد�ين�و الذي قال : ا ﴿: تعالى هو الذي قال﴾ ﴿ ال إ�ك�ر� و�م�م% ا أ�ن� ي�ك%ون� ل�ه% kر م�

ول%ه% أ� س% �ذ�ا ق�ض�ى الل)ه% و�ر� ن�ةa إ ؤ�م� ؤ�م�نa و�ال م% ك�ان� ل�م%ب�ينkا الالk م% ل) ض� د� ض� ق� ول�ه% ف� س% ر�ه�م� و�م�ن� ي�ع�ص� الل)ه� و�ر� م�

ة% م�ن� أ� ي�ر� ﴾ ال�خ� (36 اآلية األحزاب)سورة

والحق - تبارك وتعالى - يقول: » رحمه الله - –و قال الشعراوي د ت)ب�ي)ن� الرشد م�ن� الغي ... ﴿ اه� ف�ي الدين ق� ألنني ال﴾ال� إ�ك�ر�

أ%كرهك على شيء إال إذا كنت� ضعيف الحجة، وما دام أن الرشد�بي�ن والغيl بي�ن، فال داعي لإلكراه إذن.

26

�ل لكن البعض يفهم هذه اآلية فهماk خاطئاk فحين تقول له: ص�اه� ف�ي الدين ... ﴿يقول لك : لم تفهم ونقول له﴾ال� إ�ك�ر�

، ، فال إكراه في أصل الدين في أن� تؤمن أو ال تؤمن المرادر� ، أما إذا آمنت� وأعلنت� أنه ال إله إال الله فأنت في هذه ح%دlاk من حدود اإلسالم محمد رسول الله ، ، فليس لك أن تكسر ح�

ق بين و ر� اه� ف�ي الد�ين�ف� 47 «(ال إكراه في التدين ) و ﴾ ﴿ ال إ�ك�ر�

.

فعل ما نهت عنه شريعةبعدم و عجبا لمن يرفض أن تقيد حريته باآلخرين في ظل دولة اإلسالم اإلضرار ما يؤدي إلى، واإلسالم

فعل ما نهتبعدم ،و في الوقت نفسه يقبل أن تقيد حريته بأهل اإلضرار ما يؤدي إلى، وعنه أي دولة كافرة يذهب إليها

تلك الدولة ، وكأن تشريع الدول الكافر أولى بالقبول من شرعالله .

ليست حريlة مطلقة و في أي دولة الحريlة في أي مجتمع و إنlما حريlة مشروطة تحدlها ضوابط وقيود ،غير مسموحa للفرد

بتجاوزها فثمlة قيود أخالقيlة وسياسيlة وقانونيlة واجتماعيlة فلما عند الدين و التزام أحكامه يريدون االنحاللوثقافيlة و دينية

؟!! .

أنهدخوله اإلسالم فعليه أن يعرف قبل يدخل في من أراد أن و إذا خالفه عرض نفسه للعقاب، و سيلتزم بعهد سيكلف بتكاليف

شخص الجنسية من دولة ماإذا طلب كما أنه في قوانين الدول ومنحها فإنه بقدر ما يحظى بمزايا تلك الجنسية ومن الدول

البد وأن يتحمل تبعات ويلتزم بقوانين تلك الدولة، ومن خالف عوقب، وال يقال بأن له مطلق العنان والحرية في أن يفعل ما

، ودين الله أعظم قدرا و أعلى منزلة من هذه القوانينيشاء.البشرية

18/11208تفسير الشعراوي - 47

27

و اإلسالم عقيدة و عمل و ليس عقيدة فقط فكما يجب االلتزامبعقيدته البد من االلتزام بأحكامه .

و لو كان هناك حرية في اختيار االلتزام بالدين لما كان لألمر بالمعروف و النهي عن المنكر معنى ، و لو كان هناك حرية في

اختيار االلتزام بالدين لما كان للتعاون على البر و التقوى وعدم التعاون على اإلثم و العدوان معنى .

اه� ف�ي من أقوال العلماء في تفسير آية : ﴿ ال إ�ك�ر�

﴾ الد�ين�

د� ت�ب�ي)ن� » رحمه الله - :–قال البيضاوي اه� ف�ي الد�ين� ق� ﴿ ال إ�ك�ر�د� ق� ي%ؤ�م�ن� ب�الل)ه� ف� ر� ب�الط)اغ%وت� و� م�ن� ي�ك�ف% د% م�ن� الغ�ي� ف� ش� الر'

bع�ل�يم bيع م� الل)ه% س� ا و� ام� ل�ه� ص� ى ال انف� ث�ق� و�ة� ال�و% ك� ب�ال�ع%ر� ت�م�س� إذ ﴾اس� اإل�كراه في الحقيقة إلزام الغير فعالk ال يرى فيه خيراk يحملهد% م�ن� ال�غ�ي� تميز اإل�يمان من الكفر ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' عليه، ولكن ق�

باآليات الواضحة، ودلت الدالئل على أن اإل�يمان رشد يوصل إلى السعادة األبدية والكفر غي يؤدي إلى الشقاوة السرمدية،

والعاقل متى تبين له ذلك بادرت نفسه إلى اإل�يمان طلباk للفوز ل إخباريبالسعادة والنجاة، ولم يحتج إلى اإل�كراه واإل�لجاء. وق

.48 « في معنى النهي، أي ال تكرهوا في الدين

في قول الله - سبحانه وتعالى - :– رحمه الله –و قال ابن كثير ر� م�ن� ي�ك�ف% د% م�ن� الغ�ي� ف� ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' اه� ف�ي الد�ين� ق� ﴿ ال إ�ك�ر�

ام� ص� ى ال انف� ث�ق� و�ة� ال�و% ك� ب�ال�ع%ر� ت�م�س� د� اس� ق� ي%ؤ�م�ن� ب�الل)ه� ف� ب�الط)اغ%وت� و� bع�ل�يم bيع م� الل)ه% س� ا و� ول� ف�يأي » : ﴾ل�ه� دkا ع�ل�ى الد'خ% ال� ت%ك�ر�ه%وا أ�ح�

ت�اج% إ�ل�ى ين%ه% ال� ي�ح� اه� ب�ر� ئ�ل%ه% و� ل�ي� د�ال� حb ج� �ن)ه% ب�ي�نb و�اض� إ م� ف� ال� �س� د�ين� اإل�ح� ر� م� و�ش� ال� �س� د�اه% الل)ه% ل�إل� يه�، ب�ل� م�ن� ه� ول� ف� دb ع�ل�ى الد'خ% ه� أ�ح� أ�ن� ي%ك�ر�

ل�ب�ه% يه� ع�ل�ى ب�ي�ن�ةa، و�م�ن� أ�ع�م�ى الل)ه% ق� ل� ف� ت�ه% د�خ� ير� ر� ب�ص� ن�و) ه% و� د�ر� ص�

1/154- تفسير البيضاوي 48

28

ا kه ك�ر� ول% ف�ي الد�ين� م% يد%ه% الد'خ% إ�ن)ه% ال� ي%ف� ر�ه� ف� ب�ص� ع�ه� و� م� ت�م� ع�ل�ى س� و�خ�ا kور س% .49« م�ق�

: » يخبر تعالى أنه ال إكراه في – رحمه الله – قال السعديو ألن اإلكراه ال يكون إال ؛الدين لعدم الحاجة إلى اإلكراه عليه

على أمر خفية أعالمه، غامضة أثاره، أو أمر في غاية الكراهة للنفوس، وأما هذا الدين القويم والصراط المستقيم فقد تبينت أعالمه للعقول، وظهرت طرقه، وتبين أمره، وعرف الرشد من الغي، فالموفق إذا نظر أدنى نظر إليه آثره واختاره، وأما من

كان سيئ القصد فاسد اإلرادة، خبيث النفس يرى الحق فيختار ، فهذا ليس لله ، ويبصر الحسن فيميل إلى القبيح عليه الباطل

حاجة في إكراهه على الدين، لعدم النتيجة والفائدة فيه،.50« والمكره ليس إيمانه صحيحا

اه� ف�ي الد�ين� » : – رحمه الله –و قال الشيخ أبو زهرة ﴿ ال إ�ك�ر� �د% م�ن� الغ�ي ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' نفت الجملة األولى من هاتين ﴾ ق�

بينت الجملة الثانية ، و الجملتين الساميتين اإلكراه في الدين ؛ مهمة الداعي إليها ، و علة هذا النفي، وكيف تدرك األديان

: فأما النفي الذي قررته الجملة األولى فهو يتضمن أمرين

هو أن اإلكراه في ، و : تقرير حقيقة مقررة ثابتة أحدهما ، واتجاه إذعان قلبي ، و الدين ال� يتأتي؛ ألن التدين إدراك فكري

سبحانه وتعالى- بالنفس والجوارح بإرادة مختارة حرة إلى الله ، وتلك معان ال� يتصور فيها اإلكراه؛ إذ اإلكراه حمل الشخص-

مزيلة ، و على ما يكره بقوة ملجئة حاملة، مفسدة لإلرادة الحرة ، إذ ال� يكون إذعان لالختيار الكامل، فال يكون إيمان وال تدين

1/682- تفسير ابن كثير 49110- تفسير السعدي ص 50

29

الجوارح إلى الله رب ال اتجاه حر مختار بالنفس و ، و قلبي. العالمين

: الذي تضمنه نفي اإلكراه هو النهي عن وقوعه، األمر الثاني فال يسوغ للداعي إلى الحق أن يكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؛

ألن اإلكراه والتدين نقيضان ال يجتمعان، وال يمكن أن يكون أحدهما ثمرة لآلخر، ونتيجة له؛ ألنه كلما حمل اإلنسان على أمر

ا منه. kا له ونفور kبقوة قاهرة غالبة ازداد كره

فالنفي عن اإلكراه إذن تضمن نفي تصوره في شئون الدين، ونفي المطالبة به، أو باألحرى نهي الداعي إلى الحق عن سلوك

سبيله؛ ألنه ليس سبيل المؤمنين، وليس من الموعظة الحسنةن�ة� ﴿: في شيء س� و�ع�ظ�ة� ال�ح� ال�م� ة� و� ك�م� ب�ك� ب�ال�ح� ب�يل� ر� اد�ع% إ�ل�ى س�

ب�يل�ه ل) ع�ن س� و� أ�ع�ل�م% ب�من ض� ب)ك� ه% ن% إ�ن) ر� م ب�ال)ت�ي ه�ي� أ�ح�س� ادل�ه% و�ج�ت�دين� ه� و� أ�ع�ل�م% بال�م% . (125 ) سورة النحل اآلية ﴾ و�ه%

د� ت�ب�ي)ن�هذه معاني الجملة األولى السامية، أما الثانية وهي: ﴿ ق� �د% م�ن� الغ�ي ش� ، فمعناها قد تبين وجه الحق والح نوره، وتبين ﴾ الر'

الغي، وهو الضالل والبعد عن محجة الحق، وطمس معالمه، وهذه: الجملة السامية تفيد أمرين كسابقتها

أحدهما: أن طريق التدين هو بيان الرشد، وبيان الصواب، وبيان الضالل في وسط النور؛ فمن رأى الحق بينkا فقد أدرك السبيل،

؛ ألنه ال� سبب وعليه أن يسير فيها، وليس ألحد أن يحمله حمال ، بإدراك الحق وغايته، ومعرفة الباطل للتدين إال المعرفة

ونهايته. وذلك المعنى في مرتبة التعليل للنهي عن اإلكراه ونفيه، ألنه إذا عرف الحق معرفة مثبتة له باألدلة القاطعة،

وعرف الباطل معرفة مبينة وجه الضالل فيه، فقد توافر سبب التدين، ومن كفر بعد ذلك فعن بينة كفر، وال سبيل لهدايته،

. وليتحمل مغبة كفره بعد هذه البينات الواضحة الكاشفة

د% م�ن�: األمر الثاني: الذي يدل عليه قوله تعالى ش� د� ت�ب�ي)ن� الر' ﴿ ق� � ، هو بيان أقصى قدر من التكليف للداعي إلى الحق من ﴾ الغ�ي

30

الرسل ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فليس على الداعي إلى الحق إال تكليف واحد، وهو بيان الرشد من الغي، فهو لم

يكلف حمل الناس على الهدى، إنما هو مكلف أن يبين الهدى مند�ي ﴿الضالل، والهداية بعد ذلك من الله سبحانه وتعالى: �ن)ك� ال� ت�ه� إ

اء%. . . د�ي م�ن ي�ش� ل�ك�ن) الل)ه� ي�ه� ب�ب�ت� و� ) سورة القصص من﴾ م�ن� أ�ح�. ( 56اآلية

وإذا كان الرشد قد تبين من الغي وتميز، ولم يعد مختلطا به، بلا. كما يخرج أشور من الظلمة عند kا واضح kخلص منه، وخرج نير

ا هاديkا، إذا كان األمر kا منيرkانبثاق فجر الحقيقة، وظهوره ساطع كذلك فعلى كل طالب للتدين أن يسلك سبيل الحق، ومن بقي مترديkا في الباطل، فعليه إثم بقائه، وما عليك من أمره شيء،

د�: ولذا قال سبحانه ق� ي%ؤ�م�ن� ب�الل)ه� ف� ر� ب�الط)اغ%وت� و� م�ن� ي�ك�ف% ﴿ ف�ا ام� ل�ه� ص� ى ال انف� ث�ق� و�ة� ال�و% ك� ب�ال�ع%ر� ت�م�س� الطاغوت أصله مأخوذ ﴾اس�

إن اختلف علماء اللغة ، و من الطغيان، ويؤدي معنى الطغيانفي أصل اشتقاقه، وفي وزنه الصرفي.

الطاغوت يطلق في القرآن على كل ما يطغى على النفس و ، أو على األمة فيتحكم ، أو على العقل فيضله فيسيطر عليها

ا، أو على الجماعة فينشر فيها أهواء مردية، وآراء kفيها ظلم ، والشيطان، وكل ؛ ولذلك يطلق الطاغوت على الكاهن فاسدة

.51« رأس للضالل

2/945- زهرة التفاسير 51

31