المال في القرآن الكريم

ينة بداية يعترف القرآن الكريم بحب اإلنسان للمال، وأنه من الز

. التي فطر الناس على حبها

ن الن ير ساء والبنين والقن زي ن للناس حب الشهوات م اط

ة و ن الذهب والفض مة واألن المقنطرة م عام والحرث الخيل المسو

ند أل عمران ]ه حسن المآب ذلك متاع الحياة الدنيا وهللا ع

14.]

ا بون المال حب ا جم [.20الفجر ]وتح

المال ليس للمفخرة

ا لكن هذه الزينة ليست مفخرة للعبد، بل هي عرض زائل، وليست مقياس

ا المال لرضا هللا عن العبد، فقد يعطيه ليختبره أو يملي له وقد يكون هذ

.سببا في شقائه في الدنيا وتعاسته في اآلخرة

ينة الحياة الدنيا والب ند المال والبنون ز الحات خير ع رب ك ثوابا اقيات الص

[. 46الكهف ]وخير أمل

ب ولهو و ينة وتفاخر بينكم وت اعلموا أنما الحياة الدنيا لع كاثر في األموال ز

يج فتراه مص واألولد كمثل غيث أعجب الكفار ن ا ثم يكون باته ثم يه فر

يد ومغفرة رة عذاب شد ضوان وما الح حطاما وفي اآلخ ن هللا ور ياة الدنيا م

[.20الحديد ]إل متاع الغرور

المال ليس للمفخرة

ب ولهو نوا وتتقوإنما الحياة الدنيا لع ا يؤتكم وإن تؤم

[.36محمد ]م أجوركم ول يسألكم أموالك

كم ين آمنوا ل تله كر أموالكم ول أولدكم يا أيها الذ عن ذ

رون هللا ومن يفعل ذلك فأولئك ن المنافقو]هم الخاس

9.]

دهم به م ال وبنين أيحسبون أنما نم ع لهم في نسار . ن م

.[56-55منون المؤ]الخيرات بل ل يشعرون

الموال فتنة

ب ندنا زلفى إل من آمن وما أموالكم ول أولدكم بالتي تقر ل صالحا كم ع وعم

لوا و عف بما عم نون فأولئك لهم جزاء الض [. 37بأ س]هم في الغرفات آم

حب هللا ويبين للمسلم أن هذا المال فتنة واختبار فل يجعل حب المال أكبر من

نة م وأولدكم فت واعلموا أنما أموالك : فقال تعالى–^ -ول حب رسوله

يم نده أجر عظ ع [. 28األنفال ]وأن الل

يم إنما أموالكم وأولدكم فتنة : وقوله تعالى نده أجر عظ ابن التغ]وهللا ع

15].

االموال فتنة

اجكم م وإخوانكم وأزو قل إن كان آباؤكم وأبنآؤك : وقوله تعالى

يرتكم وأموال اقترفتموه ادها ا وتجارة تخشون كس وعش

ن ترضونها أحب إليكم هاد ومساك ورسوله وج ن الل في م

ي الق سبيله فتربصوا حتى يأتي ه وهللا ل يهد وم هللا بأمر

قين .(24التوبة )الفاس

ا وأن هذا المال له أهمية عظيمة ومكانة كبيرة حيث جعله هللا ثمن

له المسلم من طرقه لنيل رضا هللا ودخول جنته، إن حص

.المشروعة وأنفق منه في سبيل هللا

الموال وسيلة لنيل مرضات هللا

ين آمنوا هل أدلكم على ت ن عذاب يا أيها الذ يكم م . أليم جارة تنج

دون نون باهلل ورسوله وتجاه م في سبيل هللا بأموالك تؤم

كم خير لكم إن ك كم ذل [.11–10الصف ]نتم تعلمون وأنفس

دوا بأ فافا وثقال وجاه كم في س انفروا خ كم وأنفس موال بيل الل

كم خير لكم إن كنتم تعلمو [.41التوبة ]ن ذل

: وقوله تعالى ر م صدقة تطه ن أمواله م بها خذ م يه هم وتزك

م إن صلتك سكن له يع عليم وصل عليه التوبة )م وهللا سم

103.)

االموال وسيلة لنيل مرضات هللا

: وقوله تعالى ن المؤم اشترى م نين أنفسهم إن الل

فيق وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتل تلون ون في سبيل الل

يل والق ويقتلون وعدا عليه حق ا في ال نج رآن توراة واإل

فاست ن الل ه م كم الذ ومن أوفى بعهد روا ببيع ي بايعتم بش

يم [.111بة التو]به وذلك هو الفوز العظ

المالتنمية السلم يحث على

ي ولذلك أمرهم هللا بتنمية المال واستثماره، ونهانا أن نضعه ف

: أيدي السفهاء

قوهم جعل هللا لكم قياما وارز ول تؤتوا السفهاء أموالكم التي

فيها واكسوهم وقولوا لهم قول م [.5: النساء]عروفا

مشروعطريق كسب الموال عن

كما أمرهم بأل يجمعوا هذا المال من طريق غير مشروع، كأكل أموال الناس

. بالباطل عن طريق الغش أو التدليس أو الربا

ل و ن تدلوا بها إلى الحكام لتأ ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباط يقا م كلوا فر

ثم وأنتم تعلمون [.188البقرة ]أموال الناس باإل

ين آمنوا ل تأكلوا أموالك ل إل أن ت يا أيها الذ كون تجارة عن م بينكم بالباط

نكم ول تقتلوا أنفسكم إن تراض م يما كان بكم رح [.29النساء ] الل

طريق مشروعكسب االموال عن

ي ي با ل يقومون إل كما يقوم الذ ين يأكلون الر الذ ن المس ذلك بأ هم قالوا ن تخبطه الشيطان م

م الر با وأحل هللا البيع وحر ثل الر ب ه فانتهى إنما البيع م ن ر ظة م فله ما با فمن جاءه موع

ومن عاد فأولئك أصحاب الن با . ار هم فيها خالدون سلف وأمره إلى الل يمحق هللا الر

ب كل كفار أثيم دقات وهللا ل يح الحات وأق إن . ويربي الص لوا الص ين آمنوا وعم اموا الذ

م ول خو ند رب ه كاة لهم أجرهم ع م ول هم يحزنون الصلة وآتوا الز ين يا أيه . ف عليه ا الذ

ؤ با إن كنتم م ن الر وذروا ما بقي م نين آمنوا اتقوا الل ن فإن لم تفعلوا فأذنوا بح . م رب م

ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم ل تظ -275البقرة ]لمون ول تظلمون الل

279.]

الموال للبتلء

ادر من غير حول منهم ول قوة قإياهثم يبين لهم هللا تعالى أنه كما وهبهم هذا المال ورزقهم

لبا بعد على أن يسلبهم هذا المال، إما ابتلء وتمحيصا، ليبلوهم أيهم أحسن عمل، وإما س

.عطاء لم يراعوا هلل فيه حرمة

ن الخوف والجوع ونق ن األموال واألنفس والثمرات ولنبلونكم بشيء م ر ص م وبش

ين ابر [.155البقرة ]الص

كم ولتس : وقوله تعالى تاب لتبلون في أموالكم وأنفس ين أوتوا الك ن الذ ن معن م ن قبلكم وم م

ين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتت ن عزم األمور الذ : عمرانأل]قوا فإن ذلك م

186.]

الموال تطلب بطاعة هللا

وا على هذا وأخيرا يبين لهم أن ما عند هللا ل يطلب بمعصيته بل يطلب بطاعته، ولكي يحصل

.المال عليهم أن يستوفوا شروط الحصول عليه وهي اإليمان والتقوى

تاب آمنوا واتقوا لكفرنا ع م وألدخلناهم جن ولو أن أهل الك يم نهم سي ئاته ولو أنهم . ات النع

ب ن ر م م ل إليه يل وما أنز نج ن تح أقاموا التوراة واإل م وم ن فوقه م ألكلوا م م ه ت أرجله

نهم ساء ما ي دة وكثير م قتص ة م نهم أم [.66: 65المائدة ]عملون م

ن السماء و ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفت : [وقوله تعالى م بركات م األرض حنا عليه

بون ن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكس .[96:األعراف]ولك

:لمال في السنة المطهرةا

قد حفلت السنة المطهر بالحديث عن المال، وحثت على طلبه من مصادره

المشروعة، وإنفاقه فيما أباح هللا سبحانه وتعالى، وطلبت من المسلم أن

يعمل ويكدح لتكون يده هي العليا دائما، معطاء ليس متسول، ثم نهته عن

اإلسراف وإضاعة المال فيما ل يعود بالنفع عليه وعلى المجتمع، وجعلت

الدفاع عن هذا المال وحمايته من أيدي المعتدين واجبا ينال المسلم

الشهادة إن مات بسببه، وبينت السنة أن كثرة المال ليست عيبا يلحق

.المسلم في عرضه أو دينه ما دام قد اكتسبه من حل ووضعه في حل

لمال في السنة المطهرةا

روى البخاري ومسلم بسندهما عن حكيم بن حزام فأعطانى، ثم ^ قال سألت رسول الل

رة ح »ال سألته فأعطانى، ثم سألته فأعطانى ثم ق يم إن هذا المال خض لوة، فمن يا حك

، ومن أخذه ك له فيه ى يأكل بإشراف نفس لم يبارك له ف أخذه بسخاوة نفس بور يه كالذ

ن اليد السفل . «ىول يشبع، اليد العليا خير م يم فقلت يا رسول الل ى بعثك قال حك والذ

ق ل أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفار يما إلى يدعو ح الدنيا، فكان أبو بكر بالحق ك

نه، ثم إن عمر يه فأبى أن يقبل العطاء فيأبى أن يقبله م دعاه ليعط نه شيئا فقال . م

ين على ح دكم يا معشر المسلم ض عليه حقه م عمر إن ى أشه يم، أن ى أعر ن هذا الفىء ك

ن ا. فيأبى أن يأخذه يم أحدا م فلم يرزأ حك )(.ف ى حتى تو ^ لناس بعد رسول الل

________

: ، و مسلم، ك(1472)3/335الستعفاف عن المسألة: الزكاة، ب: أخرجه البخاري، ك)(

(.1035/96)2/717بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى : الزكاة، ب

.

لمال في السنة المطهرةا

عت عمر يقول ك : قالورويا بسندهما عن عبد هللا بن عمر ^ ان النبى سم

ه أفقر إليه ينى العطاء فأقول أعط ن ىيعط ة مال ف . م قلت حتى أعطانى مر

ن ى ه من هو أفقر إليه م له وتصدق »^ ى فقال النب . أعط ، فما خذه فتمو به

ف ول س ن هذا المال وأنت غير مشر عه ائل فخذه، وما ل فل تتب جاءك م

)(.«نفسك )(

من أعطاه هللا شيئامن غير إشراف ول :الزكاة، ب:البخاري، كأخرجه

إباحة األخذ لمن أعطي : الزكاة، ب: ، ومسلم، ك(1473)3/337مسألة

(.1045/111)723/ 2بغير مسألة

لمال في السنة المطهرةا

»: يقول^ سمعت النبي: قالورويا بسندهما عن المغيرة بن شعبة ه لكم ثلثا إن الل كر، وكثرة السؤال )(.« قيل وقال، وإضاعة المال

»وروى النسائي في سننه يد ماليفقال الر ^ جاء رجل إلى النبي ره : ال ق . جل يأتيني فير ذك ن علي : قال . فإن لم يذكر : قال . باهلل ين فاستع ن المسلم فإن لم يكن :قال . ه من حولك م

ين ن المسلم ن عليه : قال . حولي أحد م . طان عن يفإن نأى السل : قال . بالسلطان فاستعن شهداء اآلخ : قال )(.«رة أو تمنع مالك قاتل دون مالك حتى تكون م

________

3/340قول هللا تعالى ل يسألون الناس إلحافا : الزكاة، ب: أخرجه البخاري، ك)(النهي عن كثرة المسألة من غير حاجة : األقضية، ب: ، ومسلم، ك(1477)

3/1340(1715/10.)

.113/ 7مايفعل من تعرض لماله:تحريم الدم، ب:أخرجه النسائي، ك)(

لمال في السنة المطهرةا

اله فهو من قتل دون م »: قال^ وروى مسلم في صحيحه أن رسول هللا

يد )(.«شه

ل »: ^وقال النبي الح ل الح يا عمرو نعم المال الص )(.«مرء الص

______

الدليل على أن من قصد أخذ مال : اإليمان، ب:أخرجه مسلم، ك)(

(141/226)1/124.غيره

إسناده صحيح على : ، وقال المحقق(17763)197/ 4أخرجه أحمد )(

.شرط مسلم

لمال في السنة المطهرةا

م حتى يكثر فيك ل تقوم الساعة »^ قال النبي: قالوروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة

م رب المال من يقب ضه فيق المال فيفيض، حتى يه ضه ل صدقته، وحتى يعر ى يعر ول الذ

)(.« عليه ل أرب لى

ين ي اللهم أصلح ل »: ^وكان من دعاء النبي ي اوأصلح لى دني ي صمة أمر هو ع ي الذ ي د

رت ي وأصلح ل ي فيها معاش ي الت يادة لي ا معاد فيه ي الت ي آخ كل خير ي في واجعل الحياة ز

ن كل شر ي واجعل الموت راحة ل )(.«م

_________

الزكاة، : ، ومسلم، ك(1412)3/281الصدقة قبل الرد : الزكاة، ب: أخرجه البخاري، ك)(

(.157/61)2/701الترغيب في الصدقة : ب

(.2720/71)2087/ 4التعوذ من شر ما عمل: الذكر والدعاء، ، ب: أخرحه مسلم، ك)(

هل المنافع تعد مالا

المنافع أموال بذاتها، ألن األعيان ل أن يرون : الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلةجمهور

وألن الشرع قد حكم بكون . تقصد لذاتها، بل لمنافعها، وعلى ذلك أعراف الناس ومعاملتهم

المنفعة مال عندما جعلها مقابلة بالمال في عقد اإلجارة، وهو من عقود المعاوضات المالية،

وكذا عندما أجاز جعلها مهرا في عقد النكاح، وألن في عدم اعتبارها أموال تضييعا لحقوق

الناس وإغراء للظلمة في العتداء على منافع األعيان التي يملكها غيرهم، وفي ذلك من

المنافع ليست : وقال الشربيني الخطيب. الفساد والجور ما يناقض مقاصد الشريعة وعدالتها

أموال على الحقيقة بل على ضرب من التوسع

____________

)(.بدليل أنها معدومة ل قدرة عليهاوالمجاز ، منح 6/480ينظر التاج واإلكليل لمختصر خليل )(

، مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ 2/137، أسنى المطالب 7/495الجليل شرح مختصر خليل

.4/374، كشاف القناع عن متن اإلقناع 1/628، دقائق أولي النهى 3/5المنهاج

رأي االحناف

ة المالية يرى الحنفية أن المنافع ليست أموال متقومة في حد ذاتها، ألن صفوقت للشيء إنما تثبت بالتمول، والتمول يعني صيانة الشيء وادخاره ل

يز الحاجة، والمنافع ل تبقى زمانين، لكونها أعراضا، فكلما تخرج من ح. العدم إلى حيز الوجود تتلشى، فل يتصور فيها التمول

وضة، غير أن الحنفية يعتبرون المنافع أموال متقومة إذا ورد عليها عقد معاكما في اإلجارة، وذلك على خلف القياس، وما كان على خلف القياس

.)(فغيره ل يقاس عليه

__________

.80–11/78المبسوط للسرخسي )(

رجاحة رأي الجمهور

ورأي الجمهور أولى بالقبول وبخاصة في هذا الوقت الذي

أصبحت فيه المنافع أهم من األموال في كثير من األحيان، وقد

ذهب إلى هذا الرأي كثير من العلماء المعاصرين منهم األستاذ

الدكتور مصطفى الزرقا، والدكتور فتحي الدريني، والدكتور

يوسف القرضاوي وغيرهم، وقد حسم مجمع الفقه اإلسلمي

.هذه المسألة عند بحثه للحقوق المعنوية وهذا نص قراره

مجلس مجمع الفقه اإلسالميقرار

سلمي المنعقد في دورة مؤتمره الخامس بالك» ويت إن مجلس مجمع الفقه اإل

كانون األول 15إلى 10/-هـ1409جمادى األولى 6إلى 1من

.م1988«ديسمبر»

بعد اطلعه على البحوث المقدمة من األعضاء والخبراء في موضوع

.واستماعه للمناقشات التي دارت حوله«الحقوق المعنوية»

: قرر

مجلس مجمع الفقه اإلسالميقرار

:قرر

السم التجاري، والعنوان التجاري، والعلمة التجارية،: أول ا والتأليف والختراع أو البتكار هي حقوق خاصة ألصحابهلناس أصبح لها في العرف المعاصر قيمة مالية معتبرة لتمول ا

. هاوهذه الحقوق يعتد بها شرعا فل يجوز العتداء علي. لها

يجوز التصرف في السم التجاري أو العنوان التجاري أو : ثانياالعلمة التجارية ونقل أي منها بعوض مالي إذا انتفى الغرر

. والتدليس والغش باعتبار أن ذلك أصبح حقا ماليا

مجلس مجمع الفقه اإلسالميقرار

ها حق حقوق التأليف والختراع أو البتكار مصونة شرعا وألصحاب: ثالثا

)(.« التصرف فيها، ول يجوز العتداء عليها

يها واستقرت الفتوى على أن حق التأليف أيا كانت صورته التي خرج عل

أو غيرها فحقوقها محفوظة «cdes»سواء كان كتبا أو برامج الكترونية

عد ألصحابها، ول يجوز التصرف فيها بأي نوع من أنواع التصرف إل ب

الرجوع ألصحاب هذه الحقوق وأخذ األذن منهم كتابة أو مشافهة، وأيا

تداء كان الغرض من استعمالها شخصيا أو تجاريا أو دعويا فل يجوز الع

.على هذه الحقوق بحال من األحوال

.2581–5/3/2579مجلة مجمع الفقه اإلسلمي )(

يليه الحق واقسام الموال