التبرم رذيلةخيبش بن حميد

عليه تمليه ما بين متأرجحا القناعة عتبة على المعاصر المسلم يقف

البغيضة , المادية رياح بين و لزومها حضعلى من اآلثار و األحاديثو , . متعة و لذة كل على الالهث اإلقبال له فتزين باعتداله تعصف التي

حكمة من الضيق و التبرم ينشأ النفس لهوى االمتثال كفة ترجح حينالمعاش . ألمور اإللهي التدبير

تفكيك هو المسلمين عقول على المادي اإلعالم مارسه ما أخطر إنو الثروة تحقيق بإمكانية اإليحاء مقابل الكد و العمل مجتمع قواعد

في , بالعقول يزج كاذب وهم الحقيقة في وهذا السبل بأيسر الجاهيحشر , كما العطايا و للنعم الرباني التوزيع اإلعتراضعلى متاهة

و , , جهده فيها يستفرغ ضيقة حلقة في عموما اإلنسان بل المسلمكان . وجه بأي الثراء خلف السعي و الزائد التنعم قوامها حلقة !عمره

و , الرضا على المسلم تعويد القرآنية التربية منهج به انفرد ومماقلما , نحو على األمور تصريف في الله مشيئة استحضار و التسليم

أن . للشيطان يلذ عديدة منافذ يسد وبذلك حكمته العقول تستوعبالمخاوف و الوساوس ليثير منها إن !يدلف الجوزي بل يعد ابن

, أبت الذي التكليف جملة من القدر به يجري لما العقل إذعان " . أن ظن من الله رحمه يقول يحملنه أن الجبال و األرض و السماوات

التكاليفغسل . أن الظان يظن gرى أت عرفها فما التكاليفسهلةهيهات , ؟ ركعتين ألداء محراب في أوالوقوف الماء من برطل األعضاء

ومن . , ! الجبال عنه عجزت الذي هو التكليف إن التكليف أسهل هذاالعقل : , ألزمت العقل يفهمه ال بما يجري القدر رأيت إذا أنني جملتهيعلم , . ال فيما وخصوصا التكليف أصعب من فكان للمقدر اإلذعان

المقدر , بأن االعتقاد مع الحيوان ذبح و األطفال كإيالم معناه العقلفيه , . , العقل يتحير مما فهذا الراحمين أرحم هو به اآلمر و لذلك

التسليم " تكليف .(1)فيكونعلى تحيل عديدة ألمثلة النبوية السيرة و الكريم القرآن عرض وقد

رسوله , و الله ارتضاه ما على الساخطون يلقاه وما التبرم !عاقبةفي يعتلج لما بليغ قرآني توصيف يرد الزخرف و النحل سورتي ففي

بأنثى : gرزق ي حين العربي المشرك صدرمن ) يتوارى كظيم وهو مسودا وجهه ظل باألنثى أحدهم gشر ب إذا و

في يدسه أم هون على أيمسكه به gشر ب ما سوء من القوم ) يحكمون ما ساء أال اآلية : التراب 59-58النحل

) كظيم) وهو مسودا وجهه ظل مثال للرحمن ضرب بما أحدهم gشر ب وإذااآلية : 17الزخرف

رغم هؤالء بأمثال العامة الحياة مسرح يعج أن حقا المؤسف لمن إنه وأنباء . مسامعنا تطرق وأن القرآن نزول على قرنا عشر خمسة مرور

رب , أن سوى لشيء ال عامرة بيوت تدمير و عديدة زيجات فشلgقدم . ي و بل الذكور دون باإلناث خصته ربانية هبة من متبرم األسرة

بحقهن , . الجرائم أشنع ارتكاب و لبناتهن اإلساءة على اآلباء بعضالتميمي الخويصرة ذو أبداه ما النبوية السيرة في التبرم نماذج ومناألنصبة . أن ذلك حنين غنائم وسلم عليه الله صلى النبي قسم يوم

1

بينما , األعراب و األشراف من قلوبهم المؤلفة حظ من كانت الجزلة . صلى الله رسول على التميمي فوقف منها قليال ولو األنصار ينل لمصنعت : ما gرأيت قد محمد يا الناسفقال يعطي وهو وسلم عليه الله

عدلت . : : أرك لم قال ؟ رأيت فكيف أجل الله رسول فقال !اليومالعدل : , يكن لم إذا ويحك قال ثم وسلم عليه الله صلى النبي فغضبأال : عنه الله رضي الخطاب بن عمر فقال ؟ يكون من فعند عنديحتى : , الدين في يتعمقون شيعة له سيكون فإنه دعه ال قال ؟ أقتله

الرمية من السهم يخرج كما منه (2 )يخرجوا

صاحبه , يروم لينا اعتراضا ال و رأي عن تعبيرا ليس هنا األمر إنحق , فاحشفي طعن هو بل التصرف هذا وراء من الحكمة التماس

لم , , وقلب متبرمة نفسضجرة عن إال يصدر ال اجتراء و آدم ولد سيدالنبوي . التوزيع هذا قوبل كيف تأمل و الحق اإليمان بذرة فيه تستقر

الله , صلى الرسول ذكرهم لما بنفوسراضية األنصار لدى للغنائممن " لعاعة ثوابهم يكون أن من أشرف مقامهم بأن وسلم عليه

؟" !الدنياالحرام , الكسب خلف الالهثون يطرحه ما نستعرض حين إننا

نلمسبكل , واهية ذرائع من المعاصي أنواع شتى على والمقبلونتقسيم في اإللهي العدل من السخط و للتبرم قويا حضورا تأكيد

عن . , اإلسالمية الفكرة لفصل صريحا أو مضمرا وسعيا بل األرزاق , أن الذرة عصر في بالمسلمين يليق ال و تغير الزمان أن بزعم السلوك

اختياراتهم و توجهاتهم تحديد في الحرام و الحالل لبوصلة !يخضعواصحيحه , في البخاري أورده ما البالء من الضجر و التبرم صور ومن

عنهما الله عباسرضي ابن حديث وسلم من عليه الله صلى النبي أندخل إذا وسلم عليه الله صلى النبي وكان قال يعوده أعرابي على دخل

قال يعوده مريض :  :على بأس ال له فقال الله شاء إن بأسطهور الالله شاء إن تثور :  طهور أو تفور حمى هي بل كال طهور؟ قلت قال

وسلم عليه الله صلى النبي فقال القبور تزيره كبير شيخ إذا  على فنعم!

يصرفعن ما إلى وسلم عليه الله صلى النبي gرشده ي مبتلى فهذابين . الباب هذا في وفرق لها االنقياد إال فيأبى التبرم النفسذريعة

أني , " السالم عليه أيوب كقول االستعطاف قوامها تعالى لله شكوىالراحمين " أرحم وأنت الضر اآلية : –مسني ال - , 83األنبياء سخط وبين

. الثواب , و األجر يحرمه بل البالء صاحبه عن يرفع

عن المعاصر المسلم عجز على تحيلنا نفسية آفة التبرم أن شك المعاني . تستعيد لكي و الله حكمة إلى مطمئن بقلب االبتالء مواجهة

صلته , تجديد عن له بديل فال حياته في فاعليتها التسليم و الرضاقوامه , : مبدأ األحياء و باألشياء عالقته يحكم الذي اإللهي بالمبدأ

تحبوا " أن وعسى لكم خير وهو شيئا تكرهوا أن وعسىالبقرة " : تعلمون ال أنتم و يعلم الله و لكم شر وهو شيئا

. 216اآلية

2

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النشر : . .(1) و الفكرللطباعة دار الخاطر صيد الجوزي بن الفرج أبو 29ص . 2004بيروت

ج : (2) هشام ابن سيرة مختصر اإلسالمية للشؤون األعلى .2المجلس193ص . 2000القاهرة

3