مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

91
http://www.almasi7y.com/ http://www.sssegypt.org/Pages/Default .aspx

Upload: ayman-bahgat

Post on 27-Jul-2015

119 views

Category:

Documents


7 download

TRANSCRIPT

Page 1: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

http://www.almasi7y.com/

http://www.sssegypt.org/Pages/Default.aspx

Page 2: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

مةمقد

متى أظھر المسیح حیاتنا تظھرون أنتم أیضا معھ في « )٤ :٣كو (» المجد

حیث توجد حیاة المسیح ھناك اظھار المجد، ومع أن االظھار الكامل للمجد لم یعلن بعد، إال أنھ یمكننا أن نتمتع

.جد حیاتھ اآلنبم

في ھذا الكتاب ـ الذى ھو مجموعة من الرسائل المنتخبة من بین الرسائل الكثیرة التى ألقاھا واتشمان نى خالل السنوات الطویلة في خدمتھ األمینة للكنیسة ـ یمكننا أن

.نرى المظاھر المختلفة لمجد حیاة المسیح فینا

ن بیسوع في الفصل األول نرى كیف ظھر بر اهللا باإلیماالمسیح، ثم نرى كیف أن المسیح صار برنا، وكیف صرنا

.نحن بر اهللا نتیجة لذلك

وفي الفصل الثانى نرى كیف صار المسیح حكمتنا، حكمة .ال تشمل فقط البر، بل أیضا القداسة والفداء

أما الفصل الثالث واألخیر فھو یكشف النقاب عن معنى .القیامة وقوة قیامتھ

Page 3: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

)بر اهللا فینا(الفصل األول

بر اهللا: أوال

وأما اآلن فقد ظھر بر اهللا بدون الناموس مشھودا لھ من «بر اهللا باإلیمان بیسوع المسیح إلى كل . الناموس واألنبیاء

یأمنون فرق، إذ الجمیع أخطأوا ألنھ ال. وعلى كل الذین متبررین مجانا بنعمتھ بالفداء الذى . وأعوزھم مجد اهللا

بیسوع المسیح، الذى قدمھ اهللا كفارة باإلیمان بدمھ الظھار . بره من أجل الصفح عن الخطایا السالفة بامھال اهللا

الظھار بره في الزمان الحاضر، لیكون بارا ویبرر من بأى . ین االفتخار؟ قد انتفىفأ. ھو من اإلیمان بیسوع

إذا . ناموس؟ أبناموس األعمال؟ كال، بل بناموس اإلیماننحسب أن اإلنسان یتبرر باإلیمان بدون أعمال

أفنبطل الناموس باإلیمان، حاشا، بل نثبت .... الناموس )٣١ ، ٢٨ ، ٢١ : ٣رو (» الناموس

في كل مرة نعود بذاكرتنا إلى موضوع خالصنا نتذكر ولكن ھناك شىء آخر یجب أن نتذكره، ھذا . اهللامحبة

الشىء ھو أنھ لم یكن من السھل أن یعد اهللا لنا ھذا لماذا؟ ألن اهللا لھ طبیعتھ وطریقتھ، تماما كما . الخالص

وطریقة اإلنسان ھى . أننا نحن البشر لنا طبیعتنا وطریقتناوسیلتھ في عمل األشیاء، وھى متصلة اتصاال وثیقا

Page 4: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

واهللا أیضا لھ طریقتھ، لھ وسیلتھ ومنھجھ لعمل . ھبطبیعتوالكتاب یبین لنا أن . األشیاء، وھذا ما یسمى بطریق اهللا

المجد ھو اهللا نفسھ، وأن القداسة ھى طبیعتھ، وأن البر ھو .طریقتھ

بر اهللا ھو طریقتھ في العمل، ومثلما یعرف أى شخص ل، قد یعرف شخص بدقتھ في العم. بطریقتھ ھكذا اهللا

فحینما یوكل إلیھ أمر من األمور نكون متأكدین بأنھ سوف ومادام لكل شخص طریقتھ . یؤدیھ بكل حذق وبراعة

الممیزة للعمل، لذلك یمكن أن نمیز أى إنسان عن غیره، . ذلك ألن اآلخرین ال یقدرون أن یقوموا بھ بنفس الطریقةھذا ینطبق بالضبط على اهللا، إذ أن كل أعمالھ تحمل

وطریقة اهللا متصلة . ة ممیزة تمیزھا أنھا من اهللاعالمبذاتھ وبطبیعتھ، وطریقة اهللا ھى بره ألنھ ال یستطیع أن

.یقوم بعمل أى شىء ال یتمشى مع بره

خالص اهللا یجب أن یقابلھ بر اهللا

ألجل ھذا السبب كانت كیفیة خالصنا مشكلة، فمن جانب آخر فھو ال یرید اهللا فعال أن یخلصنا، ولكن من جانب

ولكن مما ال شك فیھ . یستطیع أن یعمل شیئا ضد طبیعتھفإن اهللا محبة، إنھ یعرف كم یحتاج اإلنسان إلى الرحمة، وكم یحتاج إلى أن یخلص، لكن اهللا ال یستطیع أن یفعل

ذلك إال بالطریقة التى ترضیھ، أن یخلصنا دون انتھاك أو .مخالفة لطریقتھ أو طبیعتھ

بالخالص الذى أعده لنا اآلن؟ شكرا للرب، ھل اهللا رضى

Page 5: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

الناس . لقد أشبع ھذا الخالص قلبھ، وبدا صحیحا في عینیھبطبیعة الحال سعداء بالنعمة التى حصلوا علیھا، ولكن اهللا

إنھ ال یقدر أن یتنھد مشفقا . أیضا البد وأن یكون سعیداھذا ما لم أكن أرید أن أفعلھ، ولكن «: ویقول على مضض

من أجل خالص ھذه النفوس فإننى سأقوم بعملھ بھذه كال، اهللا لھ طبیعتھ ولھ طریقتھ، وال یفعل إال . »!الطریقة

ما یرضى ذاتھ، ویكون قادرا على أن یصف ھذا العمل ونحن نعلم أنھ حینما خلق اهللا األرض . »حسن«بكلمة

، ماعدا في »حسن«والسماء قال عن كل شىء صنعھ أنھ یوجد سبب وراء ھذا . (في الیوم الثانىحالة الجلد

إذا كان ھناك شىء ). االستثناء سوف ال نخوض فیھ اآلناهللا في . غیر حسن ال یمكن أن یحسب أنھ من أعمال اهللا

كل أعمالھ ملتزم بمنھجھ وطریقتھ الكاملة الصالح، وھو .ال یسر بأى شىء غیر صالح

الخطیة من ولكونھ إلھا صالحا فمن السھل علیھ أن یدین الرجل الصالح یدین بكل سھولة : دعنى أوضح. أن یغفرھا

أیة خطیة یراھا في اآلخرین بحسب صالحھ، ولكنھ ال . ھكذا الحال مع اهللا. یستطیع أن یغفر بنفس السھولة

بالنسبة لھ فإن النفس التى تخطىء موتا تموت، وھذا العمل من جانب اهللا یظھر بجالء طبیعتھ ویثبت بره،

ن أن یغفر اهللا للخاطىء فذلك ال یظھر بوضوح ولكفإن كان ھناك شخص یعترف بخطایاه فإنھ . طبیعتھ وبره

لكن وإن كان اهللا حرا في أن یغفر لھ إال . یتبرأ من اإلدانةأنھ لیس من حقھ أن فعل ذلك، ألنھ لو فعل ذلك لكان

Page 6: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

.منكرا لطبیعتھ

یعد لنا إن اهللا حینما كان : دعنا نكرر ما سبق وقلناهفھو من جانب یرید أن . الخالص كانت تواجھھ مشكلة

یغفر لنا خطایانا، بینما من جانب آخر البد وأن یعمل طبقا اهللا یرید أن یخلصنا . وھنا تكمن المعادلة الصعبة. لطبیعتھ

من جانب فھو یرید . ولكنھ ال یستطیع أن یتخلى عن بره. خطایاناأن یكون رحیما ومن جانب آخر علیھ أن یدین

ھو یرید خالصنا وفي الوقت نفسھ یرید أن یحافظ على اهللا ھو المشرع للقانون وھو في الوقت نفسھ المنفذ . بره

وھل یمكن أن نتصور كیف یمكن هللا مشرع . للقانونالقانون والمنفذ لھ في نفس الوقت أن یخلصنا دون

المساس بصالحھ وبره؟ ھناك مطلب أولى یجب أن یوفیھ وھو یعد لنا الخالص، أن یعد خالصا ال یتنافى مع اهللا

بره، ویكون العدل أساس غفرانھ ولیس مجرد التجاوز .عن الخطیة

قانونیة الغفران

اهللا إذا علیھ أن یقدم طریقة بھا یستطیع أن یغفر لنا دون أن یتخلى عن بره، بمعنى أن یكون قادرا على أن یحافظ

. وھذا ما یسمى بنعمة اهللاعلى قانونھ عندما یغفر لنا، ونعمة اهللا تعنى أن كل قوانین اهللا تبقى سلیمة، ومع ذلك یمكن أن نخلص، أى یخلصنا بطریقة شرعیة خالصا ال

یبدو فقط صالحا في نظر الناس، وفي نظر الخصم أن یخلصنا فلیس ھذا . ، ولكن في نظر اهللا نفسھ)الشیطان(

Page 7: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

ن یخلصنا خالصا باألمر الصعب على االطالق، ولكن أ .عادال وشرعیا فھذه قضیة أخرى تماما

نحن جمیعا نعلم أننا نخلص بالنعمة، ولكننا في حاجة إلى أن نعلم أن نعمة اهللا مرتبطة ببره، ویمكن القول إن نعمة

صحیح أن الناس في . اهللا تتدفق من خالل قناة بر اهللالخطیة حاجة إلى أن یخلصوا ألن الجمیع أخطأوا، لكن ا

تستحق العقاب، واهللا ال یستطیع أن یغفر خطیة الناس حینما یقبض على أحد المجرمین ویرسل إلى . اعتباطا

ألن أمھ «: المحكمة، ھل یستطیع القاضى أن یقول مثالألنھ یعول «، أو »متقدمة في السن فإننى سأطلق سراحھ

؟ إن كان القاضى یحكم بھذه »ثالثة أطفال فسأطلق سراحھریقة، فإن تصرفھ ھذا یعتبر غیر قانونى وغیر صالح، الط

ولیس من العدل أن نستخدم وسائل غیر عادلة لنعمل عمال .لذا كان على اهللا أن یعمل الصالح بعدل. صالحا

ولكن كیف یمكن هللا أن یعمل خالصا عادال؟ لیس ھناك إال طریق الصلیب، ولو لم تكن العدالة ضروریة في

لماذا . عتبر الصلیب طریقة خرقاءموضوع الخالص الالصلیب إذا؟ ما لم یكن العدل مطلوبا ما كانت ھناك حاجة

اهللا ھو إلھ البر، ولذلك فال غنى عن الصلیب . إلى الصلیب. بالنسبة للخطیة ودینونتھا، وبالنسبة لمطالب العدل اإللھىالصلیب ھو الثمن الذى كان على اهللا أن یدفعھ ألجل

.خالصنا

عشرین سنة كان أحد الوعاظ یعظ لمجموعة من منذ

Page 8: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

الطالبات، وكان یتحدث عن بر اهللا، وذكر كیف أن اهللا یحب ویسر بأن یغفر وأن یخلص، ولكن ھذا الخالص

الناس أخطأوا ولذلك . یجب أن یكون مبنیا على العدلیجب أن ینالوا العقاب، ولكن اهللا استخدم الصلیب لكى

لكى یستطیع أن یخلص على یسدد متطلبات عدل اهللالكن معظم الطالبات لم یستطعن فھم ھذه . أساس العدل

الكلمة، وقد كانت ھناك فازة كبیرة على المائدة، فالتفت لنفرض أن ھذه الفازة «: إلى مدیرة المدرسة وسألھا

تساوى خمسة دوالرات وحطمتھا طالبة من الطالبات، طبقا «: المدیرة، أجابت »فھل تطالبھا المدرسة بتعویض؟

للوائح المدرسة یجب أن یكون ھناك تعویض، ألنھ إذا كسر أحد األشخاص الفازة دون أن یدفع تعویضا، فإن شخصا آخر یمكن أن یكسر النافذة فیما بعد ویستخدم

الحالة السابقة لعدم دفع التعویض، ومن ثم تنتھك لوائح لف شیئا مسئولیة المدیرة أال تسمح ألحد أن یت. المدرسة

من ممتلكات المدرسة، ومسئولیتھا أیضا أن تطالب والطالبة التى حطمت الفازة . بالتعویض إذا حدث تلف

.»یجب أن تدفع التعویض طبقا للوائح المدرسة

وإذا كانت الطالبة غیر قادرة حالیا على دفع التعویض، ماذا یجب على المدیرة أن تفعل؟ ھل یجب أن تصر على

ذى ال یمكن للطالبة أن تدفعھ، أم ھل تتوقف التعویض العلى المطالبة، وفي ھذه الحالة تكون قد خالفت لوائح

المدرسة؟ لقد ظھر أن المدیرة كانت تعطف على الطالبة، وترید أن تعفو عنھا، ولكنھا في نفس الوقت ترید أن تنفذ

Page 9: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

لم یكن ھناك غیر حل واحد یمكن أن تقوم . لوائح المدرسةلمدرسة، أن تخرج خمسة دوالرات من مالھا بھ مدیرة ا

لقد حطمت «: الخاص وتعطیھ للطالبة وھى تقول لھاالفازة ویجب أن تدفعى تعویضا لھذا التلف، استخدمى ھذا

بحسب اللوائح فإن من أتلف شیئا . »المبلغ لدفع التعویضاآلن وقد دفع . من أثاث المدرسة یجب أن یدفع تعویضا

.وفیت مطالب لوائح المدرسةالتعویض، فقد

عدالة اهللا تطالب بأن كل من . ھذا ھو معنى الصلیبیخطىء یموت، ونحن مثل الطالبة التى أخطأت ولم تكن قادرة على دفع التعویض، واهللا ال یمكن أن یتخلى عن

عدلھ، وھكذا یغفر دون مقابل، لذلك فقد أعد الصلیب الذى حملھ المسیح بدال نستحق نحن الخطاة أن نحملھ، ولكن

منا، وكل الذین یأتون إلى اهللا بالصلیب یتمتعون بالخالص .العادل

ومع أن إلھنا یرغب في خالصنا، إال أنھ ال یمكن أن لذلك أعطانا ابنھ لكى یموت من أجلنا . یكون مخالفا للعدالة

على الصلیب، وفي اللحظة التى فیھا نقبل إلى اهللا اهللا ال . سا على عدالة اهللابالصلیب نخلص خالصا مؤس

یستطیع أن یخلص بطریقة عشوائیة، إنھ یخلص طبقا .لمنھجھ العادل

تعال بثقة إلى اهللا

أن یكون أى إنسان مسیحیا حقیقیا، ھذا یتوقف على فھمھ ھناك كثیرون یظنون أن خطایاھم قد غفرت ألن . لبر اهللا

Page 10: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

لذلك غفر اهللا أسبغ رحمتھ علیھم، لقد عرف اهللا عجزھم ولھم، ولكن الذى ال یعرفونھ ھو أن عدالة اهللا لھا دخل في ھذا الغفران، وبسبب افتقارھم لھذه المعرفة فإنھم مرات یشعرون بأنھ غفر لھم ومرات أخرى ال یكون لدیھم ھذا

لنفھم أن اهللا أعطانا ابنھ الذى دفع عقوبة الخطیة . الشعورناصرى كان اهللا حرا بالنیابة عنا، وقبل أن یعطینا یسوع ال

في أن یغفر أو ال یغفر، ولكن بعد أن أعطانا یسوع الناصرى فھو ملزم أن یغفر لجمیع الذین یأتون إلیھ عن

اهللا البد وأن یغفر، والیوم ! ھللویا. طریق یسوع المسیحنحن نأتى إلى اهللا لیس فقط من أجل محبتھ، ولكن أیضا

.من أجل بره وعدلھ

سألت مدرسة لمدارس األحد : ة أخرىدعنى أقدم لكم قصأختین صغیرتین عن كیف خلصت كل منھما، وقفت

أشكر اهللا، لقد خلصت بنعمة «: األخت الكبرى وقالتأشكر اهللا، «: ووقفت األخت األصغر بعدھا وقالت. »اهللا

وھنا غمزت األخت الكبرى أختھا . »إننى خلصت ببر اهللانى خلصت بنعمة ال، قولى إن«: الصغرى بكوعھا قائلة

وألن األخت الصغرى كانت لھا معرفة بالكتاب . »اهللاإن اعترفنا بخطایانا فھو أمین «: لذلك فقد تلت ھذه اآلیة

یو ١(» وعادل حتى یغفر لنا خطایانا ویطھرنا من كل إثمإن خطایانا قد غفرت على أساس عدل اهللا ). ٩ : ١

ثقة وھى وبره، وكانت ھذه األخت الصغرى واثقة كل ال .تقدم شھادتھا

قد تقول إن أى واحد یعرف اهللا معرفة حقیقیة ال توجد

Page 11: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

ھل یمكن أن نتصور أن . لدیھ أیة رھبة وھو یأتى إلیھنوحا كان خائفا في الفلك، خائفا من أن یغوص الفلك في أعماق الماء؟ أو أن البكر في شعب إسرائیل كان خائفا

المالك قد یذبحھ وھو داخل بیت مرشوش بالدم من أنعن طریق الخطأ؟ لنتذكر دائما أن اهللا لم یغفر لنا بطریقة عشوائیة، لقد غفر لنا على أساس بره وعدلھ، ومثل ھذا

الغفران یتمشى مع طبیعتھ، وغفرانھ ھذا عادل تماما حتى أنھ ال اإلنسان وال الشیطان وال حتى اهللا نفسھ لدیھ أى دفع

إذا نفرح ونبتھج بھذه الثقة، دعنا. یمكن أن یقدمھ ضدهوحینئذ سوف ال نخاف، ذلك ألن كل الذین قد أتوا إلى اهللا

.من خالل الصلیب قد نجوا من الدینونة ومن العقاب

شكرا هللا فقد خلصنا ببره، وحصلنا على الغفران أیضا عن طریق بره، وال یوجد لدینا أى خوف ونحن نأتى إلیھ من

إننا نتذكر كیف أن بر اهللا قد . خالل الرب یسوع المسیحمن ھنا نستطیع أن . خلصنا، وكیف أن بره جعلھ یقبلنا

شكرا لك یارب ألنھ من أجل الرب یسوع المسیح «: نقولتقبلنى، وإذا لم تكن قد أعطیتنى الرب یسوع كان مكانى

اآلن وقد أعطیتنى . ھو الوقوف خارج الباب متوسال إلیكاهللا أعطانا الرب . » بالدخولالرب یسوع فإننى أطالب

إنھ اآلن صار لنا، من أجل ذلك یقول ! ھللویا... یسوعفإذ لنا أیھا اإلخوة ثقة بالدخول إلى األقداس بدم «: الكتابال مجال للشك، لیقل كل من قبل ). ٩ : ١٠عب (» یسوع

شكرا وحمدا لك یاربى ألنك بار «: الرب یسوع المسیح .» كل خطایاىوعلى أساس برك غفرت

Page 12: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

المسیح برنا: ثانیا

ومنھ أنتم بالمسیح یسوع الذى صار لنا حكمة من اهللا « ).٣٠ : ١كو ١ (»وبرا وقداسة وفداء

أف (»لمدح مجد نعمتھ التى أنعم بھا علینا في المحبوب«٦ : ١.(

لقد درسنا كیف أن اهللا كان عادال وبارا في خالصنا، . المسیح بأن یكون برناوسندرس اآلن كیف جعل اهللا

یتصل البر بنوع خاص باهللا، ونحن نقترب إلى اهللا یجب أن یكون موضوع البر ھذا أمامنا، إذ بدونھ ال یتجاسر

بعد السقوط اختبأ آدم وحواء وراء . أحد أن یواجھ اهللااألشجار حینما سمعا صوت الرب ألنھما كانا عریانین،

حال حالة العرى بمجرد أن سمعا صوت الرب أدركا في الالتى كانا علیھا، وإذ لم یكن ھناك ما یستر عریھما لم

ھنا نرى أن المالبس ترمز إلى البر، . یستطیعا رؤیة اهللا .وإن كنا نرتدى البر كرداء فحینئذ نستطیع أن نرى اهللا

مادمنا : لقد اعتمدنا للمسیح، ولكن یوجد سؤال، أال وھون نظھر كل یوم أمام اآلن قد أصبحنا للمسیح فكیف یمكن أ

اهللا، على أى أساس یمكننا أن نتقدم إلیھ؟ ماذا نلبس حینما نأتى إلیھ؟ بدون شك لقد غفرت لنا خطایانا، ولكننا الزلنا

إن البر لیس فقط أمرا لھ عالقة . في حاجة إلى أن نكتسىسلبیة بموضوع الخطیة والغفران، ولكنھ أیضا أمر

ولكى نظھر أمامھ . محضر اهللاإیجابى في االتیان بنا إلى

Page 13: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

.ینبغى أن یكون ھناك حل لقضیة البر

بكل تأكید نحن نصلى بعد أن آمنا، ولكن أال توجد مرات فیھا نشك إن كان اهللا حقا یسمعنا؟ لماذا نشك أحیانا ھكذا؟ ذلك ألننا نشعر أننا لسنا على ما یرام، وأن ھناك كثیرا

أتى إلینا ھذا الفكر حینما وقد ال ی. من التقصیر من نحو اهللاال نصلى، ولكن بمجرد أن نبدأ الصالة یواجھنا ھذا

السؤال عن الطریقة التى یجب أن نقترب بھا إلى اهللا، ھناك شىء یجب أن نرتدیھ . وھذا أمر في غایة الروعة

لكى نتقدم إلى اهللا بثقة، وھذا الشىء ھو البر الذى نلبسھ .ونحن نقترب إلى اهللا

اس نحن نقترب إلى اهللا؟ ماذا یجب أن یرى على أى أسفینا لكى یكون راضیا عنا؟ اهللا ال یمكن أن یقبلنا

بالتغاضى عن أخطائنا، إنھ یتفحصنا بدقة لكى یرضى تماما عنا، في كل مرة نأتى إلیھ ونقف أمامھ یجب أن

إن لم یكن لنا البر فسوف نخاف أن یرانا، . نظھر لھ البرإن لم یكن . تشف الثغرات التى فیناإذ في الحال سوف یك

لنا البر فكل ثقتنا في االقتراب إلیھ سوف تختفى، ویحل نحتاج أن نتذكر دائما أن أھم شرط من . الخوف في قلوبنا

الشروط األساسیة للصالة ھو الثقة، كیف یمكن أن نصلى بدون ھذه الثقة في داخلنا؟ وما ھى الثقة؟ الثقة ھى أن

. لومنقف أمام اهللا بال

برنا الشخصى

بأى بر یمكننا أن نقترب إلى اهللا؟ أى نوع : وھنا نتساءل

Page 14: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

من البر ھو المقبول لدیھ؟ أوال دعنا نكون واضحین لنعرف أن البر الذى نتحدث عنھ ھنا یختلف عن البر الذى

تحدثنا فیما سبق عن العالقة . تحدثنا عنھ في الجزء األولوخطیتنا، وھنا نتحدث عن بین البر والخطیة، بین بر اهللا

كیف یمكن أن نأتى إلى محضر اهللا وماذا علینا أن نقدم .لكى یرضى اهللا عنا كل الرضى

إن األمر الصعب بالنسبة للكثیرین ربما یوجد عند ھذه النقطة، باألمس صلیت إلى اهللا بثقة كبیرة، لماذا؟ ألننى

باألمس خدمت مرتین، وقرأت خمسة أصحاحات، ونتیجة وھكذا نرى أن . كنت في حالة روحیة عالیة أمام اهللالذلك

ثقتنا تزداد حینما نشعر أننا على ما یرام وفي حالة ھذا یبدو إلى حد ما غریبا، » برنا«ولكن . الصالح والبر

إنھ یشبھ درجة الحرارة التى ترتفع أحیانا وتنخفض أحیانا باألمس كانت تبدو مرتفعة ولكن الیوم انخفضت، . أخرى

باألمس كان ھناك اھتمام بقراءة الكتاب والیوم ال یوجد اھتمام وال فھم، باألمس كنت أخدم بكل غیرة وحماس

إننى . والیوم ال توجد لدى أیة رغبة للخدمة أو الشھادةلست متحمسا للصالة كما كنت باألمس، وعندما أقترب إلى اهللا أشك في أنھ یسمعنى ألننى لم أقرأ الكتاب كما

ى ولم أقم بالخدمة كما ینبغى، ولم أحیا كما ینبغى، ولم ینبغأال ترون إذا أن برنا دائما في الصعود . أشعر كما ینبغى

والھبوط، في الحرارة والبرودة، وأنھ مثل التیار .المتقطع؟

وألن برنا من النوع المتذبذب في ارتفاعھ وانخفاضھ، في

Page 15: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

لحال تكون حرارتھ وبرودتھ، فحیاتنا الروحیة بطبیعة ایوما تكون لنا الثقة أمام اهللا والیوم . على نفس المنوال

یوما نؤمن أن اهللا یسمع صالتنا . التالى تختفى ھذه الثقةأحیانا نقف بال خوف . والیوم التالى نشعر أنھ ال یسمعناحیاة متذبذبة، لماذا . أمام اهللا وأحیانا أخرى مرتجفین

باستحقاق سلوكنا وبرنا األمر ھكذا؟ ألننا نأتى إلى اهللاالشخصى، إن كان سلوكنا حسنا نشعر بأننا أقویاء أمام

لذلك . اهللا، وإن كان سلوكنا سیئا نشعر بالبرودة في داخلنافحیاتنا أمام اهللا مثل شمعة تعصف بھا الریح، فھى تارة

.متوھجة، ولكن سرعان ما یخبو نورھا أو تنطفىء

المسیـح بـرنـا

برنا؟ ھذا أمر أساسى علینا نحن المؤمنین أن من ھو إذایجب أن نعرف أنھ لكى نخلص كان . نعرفھ جید المعرفة

عن طریق . البد أن یحل اهللا مشكلة البر ومشكلة الخطیةالبر تغفر لنا خطایانا، كما أنھ أعد أیضا برا یمكننا بھ أن

بر فھو الغفران ھو بمثابة أخذ حمام، أما ال. نتقدم إلیھ دائماوكما أنھ یجب أن نكون البسین حتى . بمثابة ارتداء رداء

یمكننا أن نظھر أمام الناس، وكذلك أیضا یلبسنا اهللا البر لقد طھرنا من . حتى یمكننا أن نحیا أمامھ وأن نراه

.خطایانا وأعطانا برا یمكننا بھ أن نحیا في حضرتھ

سیح ـ الرب من ھو برنا؟ كلمة اهللا ترینا أن برنا ھو المأنتم بالمسیح یسوع الذى صار ) اهللا(ومنھ «: یسوع نفسھ

). ٣٠ : ١كو ١(» لنا حكمة من اهللا وبرا وقداسة وفداء

Page 16: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

من ھذه اآلیة المباركة سوف نأخذ عبارة واحدة ونركز اهللا جعل «: اھتمامنا علیھا وحدھا، وھذه العبارة ھى

.»المسیح برنا

لیس بر المسیح

یكون المسیح برنا، یجب أن نعرف أن قبل أن نشرح كیف بر المسیح والمسیح برنا موضوعان مختلفان تماما، ومن

.الخطأ أن نعتبر أن بر المسیح ھو نفسھ المسیح برنا

بر إلھنا والمخلص «)١:١بط ٢(إن الكلمات الواردة في تشیر إلى البر الذى للمسیح نفسھ، فإن لم » یسوع المسیح

ا فال یمكن أن یكون أھال ألن یكون یكن المسیح نفسھ بارھذا البر ھو خاص للمسیح نفسھ ولیس لھ أن . »مخلصا

والكتاب ال یقول مطلقا أن بر یسوع یخلصنا، . یعطیھ لناألن ھذا البر ھو لغرض تأھیلھ لیكون مخلصا لنا، وبره

بره ھو الذى عاشھ على . ھذا ال یمكن أن یعتبر برا لناإنھ بر . وسلوكھ الشخصى أمام اهللاإنھ حیاتھ . األرض

حیاة المسیح الشخصیة وال توجد وسیلة یمكن بھا أن یمنح ھذا البر لنا، وألجل ھذا السبب فإن كلمة اهللا ال تقــول

في كونـھ یسوع فإنھ ال یزال . »في یسوع«اطالقا أننـا ، وبالتالى لم »البكر«ابن اهللا الوحید، ولم یصبح بعد

.أبناء كثیرین، ولذلك فلیس لنـا فیھ شىءنصبـح نحن بعـد

دعنا نفھم إذا أن وحدتنا مع المسیح تبدأ عند صلیبھ ولیس حتى وقت الصلیب فكل ما للمسیح ھو لھ . عند تجسده

إذا وقعت حبة حنطة في األرض وماتت فإنھا . شخصیا

Page 17: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

فقط بعد موت الرب ). حبات كثیرة(تأتى بأثمار كثیرة حن ھذه الثمار وھذه الحبات یسوع المسیح أصبحنا ن

وحدتنا مع المسیح تبدأ عند موتھ ولیس عند . الكثیرةالجلجثة ھى المكان الذى اتحدنا فیھ معھ، أما في . میالده

قبل الجلجثة یمكن . بیت لحم فلم تكن ھناك مثل ھذه الوحدةأن نرى بره، وال یمكننا أن نحصل على أى شىء من ھذا

حتى النھایة یرینا أننا ال یمكن أن الكتاب من البدایة . البرصیرورتنا . نخلص ببر المسیح، وال نصیر أبرارا ببره

.أبرارا أمام اهللا ال یمكن أن تكون إال بموت المسیح نفسھ

أال یخبرنا الكتاب أن اهللا أعطانا رداء : ویتساءل البعضھل «: بر الرب یسوع؟ ویمكن أن نعكس السؤال فنقول

اهللا یلبسنا رداء بر الرب یسوع أم أنھ كلمة اهللا تقول إنھل نحن : ، وبكلمات أخرى»یلبسنا الرب یسوع كرداء؟

البسون بر الرب یسوع أم أننا البسون الرب یسوع نفسھ؟ في الواقع أننا ال نقرأ اطالقا في كلمة اهللا أننا نلبس بر

البسوا «. الرب یسوع، ولكننا نقرأ أننا نلبس الرب یسوع ).١٤ : ١٣رو (»لمسیحالرب یسوع ا

من ھنا نرى أمرا عجیبا ـ إن برنا أمام اهللا لیس ھو بر المسیح وصالحھ وھو ھنا على األرض، برنا أمام اهللا ھو

ونحن نأتى الیوم إلى اهللا ألننا نلبس . الرب یسوع شخصیاالرب یسوع ھو برنا ولیس البر الذى . الرب یسوع نفسھ

ى األبد فإنھ لنا بر أمام اهللا لھ، وألن الرب یسوع یحیا إلفي كل وقت، ویمكننا أن نتقدم إلیھ في أى وقت بكل ثقة

Page 18: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

.ألن لنا الرب یسوع كبرنا

المسیح ھو البر

لو كان برنا أمام اهللا ھو سلوكنا لتعثرنا ألن سلوكنا قد یكون أحیانا حسنا وأحیانا أخرى سیئا، وعالوة على ذلك

بأى حال من األحوال أن فإن سلوكنا محدود وال یمكن ولكن شكرا هللا ألن البر الذى لنا . یصل إلى مستوى اهللا

أمامھ لیس سلوكنا، بل المسیح نفسھ لذلك فنحن راسخون قد تكون الیوم في حالة ضعف روحى . وثابتون أمامھ

ماذا تكون أنت؟ إن اهللا ال : فیأتى إلیك الشیطان ویقول لكك تستطیع أن ترد یمكن أن یقبل شخصا نظیرك، ولكن

لقد نسیت أیھا الشیطان أن برى أمام اهللا «: علیھ بالقوللیس سلوكى الحسن باألمس وال سلوكى السىء الیوم،

والمسیح لم یتغیر، . ولكن برى أمام اهللا ھو المسیح نفسھلو كان الرداء الذى نلبسھ . »ولذلك فبرى یبقى دون تغییر

ي استطاعتنا أن من صنعنا لكان خرقا قذرة، ولم یكن فنقابل اهللا بھ، ولكننا الیوم نلبس المسیح، ولذلك فلنا ثقة أننا

ھذه ھى الحریة، وھذا ھو ! آه. نأتى إلى محضر اهللا .العتق، وھذا ھو أساس إیماننا في حیاتنا الروحیة

لنفرض أننا سألنا أحد اإلخوة العارفین بكلمة اهللا ھذا كال : شل؟ فیجیبھل الرب الذى لك یمكن أن یف: السؤال

ھل یمكن لسلوكك أن : ثم نعود ونسألھ. على االطالقأال ترون أن بره ال یمكن أن . بكل تأكید: یفشل؟ فیجیب

یفشل بینما سلوكھ یمكن أن یفشل؟ إن بره لیس ھو

Page 19: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

إن بره ھو . سلوكھ، ولذلك فھو لیس خاضعا للفشل المسیـح الذى ال یمكن أن یفشـل، ولذلك فـإن برنا أیضــا. ال یمكن أن یفشل، إنھ غیر قابل للفشل كما المسیح أیضا

المسیح ھو . وقد یبدو ھذا الكالم جریئا ولكنھا كلمة اهللابرنا، وألنھ ال یفشل على االطالق، فإن برنا أیضا ال

.یفشل على االطالق

أال یعنى ھذا أن سلوكنا لیست لھ أیة : وقد یتساءل البعضالكتاب یرینا أن للمؤمن . یةأھمیة؟ بكل تأكید لھ أھم

الرداء األول ھو الرب یسوع برنا، والرداء : رداءین : ١٩رؤ (الثانى ھو البز النقى الذى ھو تبررات القدیسین

وھو البر الخارجى الذى یأتى بالنعمة نتیجة عمل ، ) ٨وعندما نقترب إلى الرب ال نكون عراة . الروح القدس

ع ذلك فحینما نظھر أمام ألننا البسون المسیح برنا، وم : ٥كو ٢(كرسى المسیح فسوف نأتى ببرنا الشخصى

على أن ھذا الجزء من الدراسة ).٥ : ٤ كو١ ، ١٠ .یعالج موضوع المسیح برنا ولیس بر القدیسین

»الرب برنا«یوجد في العھد القدیم اسم غال جدا وھو المسیح ـ ولیس سلوكنا ـ ھو ). ١٦ : ٣٣ ، ٦ : ٢٣إر (

إننا إذ نأتى إلى اهللا نأتى في المسیح، ومن غیره . برنا !.یمكن أن یكون لھ مثل ھذا الثبات وھذا الرسوخ ؟

في كل مرة نقترب فیھا إلى اهللا نحتاج أن نتذكر أن المسیح برنا، وحینئذ فسوف نقف في حضرة اهللا بثقة،

إننى آتى إلیك الیوم وأنا «: وسوف نأتى كأطفال قائلین لھ

Page 20: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

، فحینئذ سوف ینظر اهللا وال یرى أى »س المسیحالبعیب، وكلما أطال النظر كان منظرنا أفضل ألن المسیح

.بال عیب تماما ألنھ الكامل

). ٦ : ١أف (»نعمتھ التى أنعم بھا علینا في المحبوب«فكما یقبل اهللا . ھذه اآلیة ترینا فكرة قبولنا في المحبوب

مقبولون في المحبوب، نحن. ابنھ المحبوب ھكذا یقبلنااهللا یقبلنا كما یقبل ابنھ، . ونحن مقبولون كالمحبوب

والمركز الذى یحتلھ االبن المحبوب صار لجمیع الذین في !ألیس ھذا أمرا مجیدا حقا . المحبوب

حینما طلب باالق من بلعام أن یلعن شعب اهللا ـ اهللا لم «: االسرائیلیین ـ اضطر بلعام أن یصرح بالقول

الرب . یبصر إثما في یعقوب وال رأى تعبا في إسرائیللم یكن ). ٢١ : ٢٣عد (»إلھھ معھ وھتاف الملك فیھ

بلعام حرا في أن یقول ما یرید، لقد أظھر لھ الرب ما .یقول وكان البد وأن یتنبأ كما یرید الرب

ومن جانب آخر فحینما تذمر اإلسرائیلیون على اهللا بعد : الذى أتى بھ الجواسیس، قال الرب لھمسماعھم التقریر

في ھذا القفر تسقط جثثكم، جمیع المعدودین منكم حسب «عددكم من ابن عشرین سنة فصاعدا الذین تذمروا على لن

تدخلوا األرض التى رفعت یدى ألسكنكم فیھا ما عدا ) ٣٠ ، ٢٩ : ١٤ عد(» كالب بن یفنة ویشوع بن نون

ك أنھم أخطأوا بالفعل كما لنذكر أنھ بحسب ھذا السلو وال تظنوا بعد سماعكم كلمات بلعام . نخطىء نحن أیضا

Page 21: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

اهللا ال یتكلم ھنا . ھذه أننا صالحون وأنھ ال توجد فینا خطیةعن السلوك الصحیح لإلسرائیلیین، ولكنھ تكلم عن رؤیتھ

فعن طریق تقدماتھم وبر الذبائح لم . للبر في إسرائیل .وب وال رأى تعبا في إسرائیلیبصر اهللا إثما في یعق

ونحن نعلم أن الذبائح ترمز للرب یسوع، وألننا في المسیح فإننا مقبولون في المحبوب، ونستطیع أن نتقدم إلى

إن برنا أمامھ كامل كمال المسیح، ومادام . اهللا بكل ثقةالمسیح ھو برنا فاهللا ال یرى فینا أى إثم، وألننا قبلنا الرب

لنا فاهللا ینظر إلینا كما لو أننا لم نخطىء یسوع مخلصا لذلك ال تخف عندما تتذكر ماضیك، تأكد . على االطالق

شكرا هللا الذى وضعنا في المسیح . أنھ قد غفر كل خطایاكالمسیح . حتى نستطیع أن نقف أمامھ كما لو لم نفعل خطیة

برنا، ولذلك استطاع اهللا أن یصرح بأنھ لم یبصر إثما في .وال رأى تعبا في إسرائیلیعقوب

وفقدان الثقة عندما نأتى إلى اهللا یرجع إلى أننا ننظر إلى ذواتنا، فعندما نخشى أن نرى اهللا فھذا معناه أننا لم نر

إن كنا ننظر إلیھ وال ننظر إلي نفوسنا تكون لنا . المسیحشكرا للرب ألن برنا ثابت . ثقة في كل مرة نقترب إلى اهللا

كن سلوكنا الشخصى معرض للصعود ال یتغیر ولإن كلمـة اهللا تعلن بوضوح أن المسیح الذى ال . والھبـوط

.یتغیر ھو برنا

١كو ١(» برا... ومنھ أنتم بالمسیح یسوع الذى صار لنا«بعد أن قام الرب من األموات، وضعنا فیھ، ). ٣٠:

Page 22: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

وكما أن المسیح ال یمكن أن یتغیر . فلبسنا المسیح برنا .، ھكذا نستطیع أن نقترب إلى اهللا كل یوم بكل ثقةأمام اهللا

لیت الرب یفتح عیوننا لنعرف أننا ال نتكل على سلوكنا أو وھذا ال یعنى أنھ یمكننا أال . عملنا قبل أو بعد الخالص

نھتم بسلوكنا، سوف نتحدث عن ھذا الموضوع في الفصل اب القادم، ھنا نرید فقط أن نلقى الضوء على كیفیة االقتر

إلى اهللا، إننا نأتى إلیھ بالمسیح، بالمسیح الذى صار برنا، شكرا ! ھللویا. من أجل ذلك فھو ثابت وراسخ إلى األبد

!.وحمدا للرب

نصیر نحن بر اهللا: ثالثا

ألنھ جعل الذى لم یعرف خطیة خطیة ألجلنا لنصیر « ).٢١ : ٥كو ٢ (»نحن بر اهللا فیھ

ألمر األول ھو كیف یخلصنا ا: لقد ذكرنا حتى اآلن أمریناهللا ببره، واألمر الثانى كیف أن المسیح الذى نلبسھ عندما

وھذا یعنى أوال أننا ال نخلص . نقترب إلى اهللا ھو برنااهللا یخلصنا لیس ألننا أبرار ولكن ألنھ . ببرنا ولكن ببر اهللا

ھو بار، وال یمكن أن یكون غیر بار من نحونا ألنھ ال إن كنا نؤمن بالمسیح فاهللا البد وأن . ر نفسھیستطیع أن ینك

.یخلصنا، ومن المستحیل تماما أنھ ال یخلصنا

إن . وھو یعنى ثانیا أن برنا أمام اهللا لیس عملنا بل المسیحعملنا وبرنا أمام اهللا لیس نفس الشىء وال ینبغى الخلط

إن كلمة اهللا ترینا أن سلوكنا أو برنا الشخصى . بینھما

Page 23: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

لتغیرات، ولكن برنا أمام اهللا ثابت إلى األبد ألن معرض لشكرا للرب أنھ یوما ما فتح أعیننا لنرى . برنا ھو المسیح

وھذا یعطینا حریة . أن برنا أمامھ لیس عملنا بل المسیحفي أن نقترب إلى اهللا بالصالة وتكون لنا شركة معھ بكل

.ثقة

): ٢١ :٥كو ٢ (ولنتأمل في األمر الثالث والوارد فيألنھ جعل الذى لم یعرف خطیة خطیة ألجلنا لنصیر «

نحن الذین أخطأنا قد خلصنا ألن . »نحن بر اهللا فیھالمسیح جعل خطیة ألجلنا، ونحن الذین خلصنا بعمل

المسیح أصبحنا اآلن بر اهللا فیھ، وھذه تكملة مباشرة لما ھناك رأینا أن المسیح صار ). ٣٠ : ١كو ١(ورد في كل من تعرف . نا نرى أننا نحن صرنا بر اهللابرنا، وھ

بذاك الذى لم یعرف خطیة، ومع ذلك جعل خطیة ألجلنا، .یصیر بر اهللا فیھ

فداء اهللا یظھر بر اهللا

! القلم عاجز عن التعبیر عن ھذا األمر ألنھ عجیب حقایقول الكتاب إن برنا ھو المسیح، وأننا ! نحن نصیر بر اهللا

جعل المسیح برنا، وھو أیضا جعلنا بره اهللا. نحن بر اهللاوماذا یعنى أننا بر اهللا؟ إنھ یعنى أنھ إذا كان . في المسیح

أى شخص یرید أن یرى بر اهللا فما علیھ إال أن یبحث عن أحد المؤمنین، وسیجد أن بر اهللا معلن في حیاة ھذا

.المؤمن، ولذلك فإن المؤمن ھو بر اهللا

نستطیع أن ندرك المعیار قبل اإلیمان بالرب یسوع ال

Page 24: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

وحتى بعد اإلیمان قد . اإللھى بالنسبة للبر وعدم البریختلط علینا األمر بالنسبة لتشخیص ما ھو بر وما ھو لیس برا، ولذلك فإن اهللا ال یخلصنا فقط ولكنھ أیضا

یعطینا درسا عن البر، فاهللا في فدائھ ال یخلص األثیم فقط، .م عن ماھیة البرولكنھ أیضا یقدم التعلی

في الجزء األول رأینا كیف أن اهللا ال یغفر لنا خطایانا بطریقة عشوائیة، ألن الخطیة ھى انتھاك للناموس، واهللا

إنھ یحبنـا، ولكنــھ ال یمكن . ھو أول من یلتزم بالناموسإنھ یرید أن یغفر لنا، وفي الوقت نفسھ . أن ینتھك ناموسھ

ذلك فقد دفع الثمن بالنیابة یحافظ على ناموسھ، من أجللكى یغفر لنا أرسل ابنھ . عنا، وھذا ما یسمى بالفداء

لیحمل في جسده القصاص الذى نستحقھ، وألن المسیح حمل خطایانا نستطیع أن نأتى إلى اهللا في المسیح، وكل

من یقترب إلیـھ في المسیــح ال یرفض ألن صلیب المسیح .قد وفي مطالیب بر اهللا

یتبادر إلى ذھن البعض أن اهللا إذا كان یرید أن ربمایخلصنا فلماذا ال یخلصنا على الفور؟ لماذا یجب أن یرسل اهللا ابنھ إلى العالم؟ لماذا یجعل الرب یسوع یموت على

الصلیب ویسفك دمھ؟ لماذا كل ھذا؟ مثل ھؤالء لم یفكروا اهللا بالطبع . على االطالق في دخل بر اهللا وعدلھ في الفداء

أكثر رغبة منا في أن یغفر لنا خطایانا، ولكن مثل ذلك إن قلبھ المحب یبغى . یكون على حساب عدلھ وبره

خالصنا، ولكن في الوقت نفسھ یجب أن یحافظ على بره ماذا تكون النتیجة إن كان یخلصنا ھكذا بسھولة . وعدلھ

Page 25: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

وبال مباالة ویلغى الجحیم والموت وبحیرة النار؟ النتیجة ون مروعة، ألنھ إذا ألغى الجحیم والموت وبحیرة ستك

ومع أن اهللا لیس . النار یكون في نفس الوقت قد ألغى برهمسئوال عما یعملھ أمام أى شخص آخر، إال أنھ مسئول

.أمام ذاتھ، ویجب أن یكون بارا مع ذاتھ

المؤمن وھو یأتى إلى اهللا بیسوع المسیح یعلن للعالم أنھ وھذا یعنى أن اهللا لم یغفر الخطیة بدون . ھنا یوجد بر اهللا

لقد أعطانا اهللا . أساس، ولكنھ یغفر بطریقة عادلة تماماابنھ الذى وفي عنا مطالیب الناموس، ولذلك ونحن نقف

وھذا ال یشیر بأى حال . أمامھ في المسیح نصیر بر اهللامن األحوال إلى سلوك وعمل المؤمن، بل إلى اظھار بر

.فداء المسیحاهللا عن طریق

تعلم أن تحیا بالبر

بعد أن دخلنا بطریق البر، فإن ھذا یشجعنا على أن نتعلم ال یجب . درسا، وھذا الدرس ھو أن نحیا كمؤمنین بالبر

وألن اهللا كان بارا ھكذا في . أن نتھاون في سلوكنا الیومىخالصنا، فإننا یجب أن نحیا بالبر لئال نقف موقف

بسبب الفداء فإننا كمخلصین نظھر بر و. المناقضین لعملھاهللا، وبسبب التعلیم الذى حصلنا علیھ بواسطة الفداء فإن

.حیاتنـا یجب أیضـا أن تظھر بر اهللا

یجب أن نحیا بالبر، ویجب أن نتذكر دائما أنھ حتى في ال . خالصنا ال یمكن أن یكون اهللا غیر بار وغیر عادل

ألن طبیعتھ ھى البر، یمكن أن یكون غیر عادل مع نفسھ

Page 26: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

وألننا النموذج المثالى . ألجل ذلك ال یمكن أن ینكر نفسھلبر اهللا، كیف یمكن أن نقوم بعمل أى شىء ال یتمشى مع البر؟ وألن اإللھ الوحید الحقیقى یلزم أن یكون بارا، أال

نلتزم نحن أیضا أن نحیا بالبر على األرض؟

ال یحیـا بحسب البر كل من: دعنا بكل سرعة نتعلم درساكل الذین یخدعون اآلخرین ینقضون عمل . لیس من اهللا

اهللا، والذین یفشلون في أداء واجبـاتھم لیسوا على صورة ألجل البر بذل . من أجل البر دفع اهللا الثمن ـ بذل ابنھ. اهللا

حقا لقد دفع اهللا ھذا . اهللا ابنھ، یسوع الناصرى الذى صلبھل یمكن أن نتخلى عن حیاة البر . لبرالثمن الباھظ ألجل ا

خوفا من دفع الثمن؟ ربما نحصل على راحة عابرة، أو ربما نحصل على ربح زائل، ولكننا بذلك نكون شعبا ال

.یحیا بالبر والبد أخیرا أن نأكل ثمر حیاة عدم البر

دعنى أقول إنھ حینما نبدأ في السیر في الطریق، یجب أن في خالصنا لم یدخلنا اهللا من الباب .نعرف كیف دخلنا فیھ

شكرا . ال، قد فتح الباب األمامى وأدخلنا منھ. الخلفىللرب، لقد خلصنا بالطریقة الصحیحة تماما، ال یمكن ألحد

إن كانت ھناك أیة . أن یشكو ألنھ یخلصنا بحسب برهمسحة من عدم البر فالشیطان بكل تأكید سیحتج ألنھ یقف

ولكننا نشكر اهللا ألنھ أعد خالصا كھذا . دائما معارضا هللالقد خلصنا خالصا . حتى إن فم الشیطان قد أغلق إلى األبد

: یقول الرسول. ال یستطیع أحد أن یقف لیعترض علیھاهللا أمین وعادل حتى یغفر لنا خطایانا ویطھرنا من كل «

إنھ یخلصنا بحسب بره، وھذه ھى ). ٩ : ١یو ١ (»إثم

Page 27: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

وألن ھذا األمر صحیح تماما . دخل بھاالطریقة التى ن .لذلك ال یمكن أن نكون مھملین في أى شىء في حیاتنا

ما ھو البر؟ البر معناه . من ھنا یجب أن نعرف مبدأ البرلنؤكد على ھذا األمر وھو أنھ إذا . أنك لست مدیونا ألحد

كان اهللا ال یمكن أن یكون غیر بار نحو ذاتھ كذلك نحن ال ینبغى أن نحیا بغیر البر وحیاتنا الذین صرنا لھ

كمؤمنین وتقدمنا في حیاتنا الروحیة تتوقف بدرجة كبیرة على فھمنا وشعورنا نحو البر حینما دخلنا في بادىء

كثیرون ممن یدعون أنھم مؤمنون . األمر إلى الطریقیسببون الكثیر من وجــع القلب لآلخـرین، إذ یبدو أنـھ ال

. للبر، وال یعرفون ما ھو عدم البریوجد لدیھم أى فھم والبعض بعد أن أصبحوا مؤمنین لم یعتذروا مرة واحدة

ھل ألن كل شىء قاموا . في حیاتھم، أو ردوا أى مسلوبإن كنا ال نعترف ! بعملھ أو یعملونھ اآلن لیس فیھ خطأ

إما أننا دائمـا على صواب وال : بخطئنا فھناك تفسیرانلیت . ال نعترف أبدا بخطئنایمكن أن نخطىء، أو أننا

الرب یرحمنا حتى ال نخدع نفوسنا ونظن أننا ال نخطىء اطالقا، وحتى ال نرفض بسبب قساوة قلوبنا أو رغبتنا في

.عدم اراقة ماء وجوھنا باعترافنا بخطئنا

)عدم البر(التعامل مع كل أشكال اإلثم

في دراستنا عن البر یجب أن نعرف كیف نتعامل مع قبل اإلیمان من المحتمل . ور التى لیست حسب البراألم

أننا كنا نمارس أمورا مثل الخداع أو النصب، وربما

Page 28: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

.كنانأخذ أشیاء من اآلخرین لیست من حقنا، وھكذا

قد یكون انتھاك حقوق . وأحیانا ال یكون الخطأ مادیاكل إنسان لھ حقوقھ، وإذا كنا ال نعطیھ حقھ فإننا . اآلخرینبعض الوالدین . ن قد ارتكبنا عمال بعیدا عن البربذلك نكو

یتشاجران من حین إلى آخر وبذلك یحرمون أطفالھم من الحیاة اآلمنة، إنھم یعتدون على حقوق أطفالھم، وھذا إثم

وبعض األزواج ال یقومون بواجباتھم من نحو ). عدم بر(إننا كمؤمنین نحتاج أن نتعامل . زوجاتھم، وھذا أیضا إثم

إن التمییز بین . ھذه األمور التى لیست حسب البرمعجھادنا أنھ حسن أو غیر حسن یتوقف على مدى معرفتنا

إن فداء اهللا یعلمنا أنھ بعد أن خلصنا . لھذا األمر المبدئىخالصا بحسب بر اهللا، فإنھ ینبغى أیضا أن نحیا بالبر ھنا على األرض وبمجرد أن نعرف أن أى شىء ال یتمشى

لبر فإننا یجب أن نتعامل معھ في الحال، ألن كل ما مع ا .ھو لیس من البر خطیة

كثیرون من المؤمنین یعتبرون أمورا كالكبریاء والحسد والقتل والسرقة أنھا خطایا، ولكنھم ال یدركون مقدار

. اهللا وحده ھو الذى یقدر أن یعطینا ھذا اإلدراك. شرھالیس بحسب البر وبمجرد اكتشاف أن ھذا األمر أو ذاك

وإذا كنا ال نتعامل معھ . یجب أن نتعامل معھ على الفورفإنھ ال یمكننا أن نظھر اهللا كما وال یستطیع الناس أن یروا

فینا بر اهللا، لذلك یجب أن نحیا لكى نظھر بر اهللا أمام .اآلخرین

Page 29: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

واآلن سنحاول أن نشرح بأكثر تحدید كیف نتعامل مع .عدم البر

ال الحرامالتعامل مع الم

إن أكثر األشیاء تسلطا على الناس ھو المال، ولذلك یجب أن نتعلم أول كل شىء أن نكون حریصین ونحن نتعامل مع المال، فال یجب أن نتصرف في مال اآلخرین، وال

وما یكتسب بطریقة غیر . نمد أیدینا إلى مال اآلخرین وینبغى) عدم بر(شریفة سواء بقصد أو بغیر قصد ھو إثم

. وأیضــا ال ینبغى أن نستدین ثم ال نرد الدین. التعامل معھفي بدایة حیاتنا كمؤمنین یجب أن نبذل كل ما في وسعنا

وحینما یلفت اهللا نظرنا إلى أى . لتصفیة أیة مشاكل مالیةدین علینا أو أي احتیال أو اغتصاب یجب أن نتعامل بكل

ة في الدخل أو أمانة مع كل حالة، وإن كنا قد سلبنا الحكومیجب أن نكـون . الضرائب ینبغى أن نصحح بدفع ما علینا

واضحین من جھة موضوع المــال ھذا، ویجب أن نتعامل وھكذا نحفظ . مع الماضى عندما یشیر الرب إلینا بذلك

.أنفسنا أنقیاء في ھذا األمر في المستقبل

إن كان لدینا عدم مباالة في ھذا المجال، فسوف یكون وفي حالة وجود . عدم مباالة في كل أمر آخرلدینا

االمكانیة للتعویض فإننا نحتاج أوال إلى أن نعترف، ثم .نحاول ما في وسعنا القیام بالتعویض

التعامل مع كل المدیونات المادیة

Page 30: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

باإلضافة إلى المال یجب أن نھتم بكل أشكال المدیونات األشیاء یجب أال تكون لدینا الرغبة في استخدام. المادیة

التى تخص اآلخرین، وال یجب أن نستعیر أشیاء وال مرات كثیرة ما تكون لدینا عادة سیئة . نردھا ألصحابھا

في أن نحرص على حاجیاتنا الخاصة ونھمل في األشیاء إذا كنت ال زلت تحتفظ بأى شىء . التى تخص اآلخرین

استعرتھ فعلیك أن ترده لصاحبھ، وإذا كان ھذا الشىء قد یجب أن ندرب . فاشتر غیره أو ادفع ما یوازى ثمنھضاع

أنفسنا على أن نكون حذرین من جھة ھذه األمور المادیة علینا أن نظھر . ألن كثیرین قد فشلوا في ھذا الخصوص .بر اهللا في ھذا المجال

التعامل مع الطمع

یجب أن نتعامل مع القلب الذى یمیل إلى الطمع كما إن الطمع عادة سیئة، . دیة األخرىنتعامل مع األشیاء الما

ونحتاج أن نتعلم كیف نراعى مصالح اآلخرین ومشاعرھم وال نفكر في استغالل اآلخرین للحصول على ما یمكن الحصول علیھ منھم، وأن نتعلم أال نھدم اآلخرین

.لنرتفع نحن

نحتاج أن نعرف أن الطمع خطیة مثل خطیة السرقة من مستغال للظروف، وال ال یجب أن یكون المؤ. تماما

یجب في تعاملھ مع اآلخرین أن یعمل فقط حساب مبلغ إن . استفادتھ، ولكنھ یعمل حساب مبلغ العدل في ھذا األمر

البر یقتضى أن یكون ضمیر المؤمن مستریحا، ولیست

Page 31: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

.العبرة فیما یقولھ الناس ولكن العبرة براحة الضمیر

التعامل مع أى تعد على حقوق اآلخرین

غیر محدد باألمور المادیة فقط، فیمكن ) اإلثم(عدم البر مثال بالنسبة ألى مكان عام فإنھ . أن یشمل حقوق اآلخرین

. یوجد وقت للراحة واالستجمام كما یوجد وقت للعملالراحة ھى حق لكل إنسان، فإذا كنت في الوقت

المخصص للراحة تتسبب في اقالق راحتھم فإن ھذا قراءة خطابات اآلخرین . اآلخریناعتداء على حقوق

. وأوراقھم الخاصة بدون إذن منھم اعتداء على حقوقھمفي الصعود أو النزول من وسائل النقل العامة كالقطارات

ومن غیر . واألتوبیسات یجب أن نأخذ دورنا في الطابورالالئق أن تقفز من آخر الطابور إلى أولھ ألن ھذا تعد

تكون لدینا الحساسیة لمثل یجب أن. على حقوق اآلخرینھذه األمور، وأن نقوم بھا بكل أمانة لئال یكون تصرفنا

.بعیدا عن البر

نعترف بخطئنا

إن كنا راغبین في التمتع باالستنارة فالبد أن یكشف لنا الرب عن كل األعمال التى لیست حسب البر، وحینما

في . نعرف أخطاءنا علینا أال نخاف من أن نعترف بھاایة حیاتنا الروحیة قد یتعذر علینا تجنب الخطأ، ولكن بد

الذى یجب أن نخاف منھ أكثر ھو عدم معرفة الخطأ أو عدم معرفة الخطأ یدل على . معرفتھ دون االعتراف بھ

خطایانا یمكن أن تغفر، ولكن . أننا الزلنا في الظلمة

Page 32: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

إذا اعترفنا بخطایانا فالرب یغفر . الظلمة ال یمكن أن تغفرنا، لكن الظلمة تبعدنا عن معرفة خطایانا وبالتالى تبعدنا ل

أنا ھو نور «: یقول الرب. عن الحصول على الغفرانالعالم من یتبعنى فال یمشى في الظلمة بل یكون لھ نور

بدون النور كیف یمكن لنا أن ). ١٣ : ٨یو (»الحیاةنمیز بین األسود واألبیض؟ إن كنا في النور یمكننا أن

.ى ما لیس حسب البر، وما ھو خطیةنر

وبالنسبة للمؤمن الحدیث في اإلیمان ال یوجد ما ھو أھم ومن األھمیة بمكان للمؤمن . من معرفة ما لیس من البر

.أن یثبت شخصیتھ كمؤمن، وذلك بكیفیة تعاملھ مع اإلثم

بعد أن خلصت كتبت في «: شھد مرة أحد اإلخوة فقال خطاب إلى أناس أعترف لھم السنة األولى أكثر من مائة

بخطایاى، وفي السنة الثانیة أرسلت تقریبا نفس العدد من ومع ذلك كنت أعرف فقط الخطیة . خطابات االعتراف

، كنت أعرف فقط أننى خدعت الناس، »عدم البر«ولیس وشوھت سمعة اآلخرین، وتعاملت مع آخرین بالمكر

ك لم أكن ومع ذل. ھذه خطایا، ولذلك عالجتھا. والدھاءلم أكن أعرف شیئا عن االعتداء . أعرف ما ھو عدم البر

.»على حقوق اآلخرین وال أن أعطى الجمیع حقوقھم

بعد ثالث سنوات من خالصى قرأت قصة في مجلة، كان ھناك مؤتمر مسیحى في أحد : تقول ھذه القصة

األماكن، وكان الیوم ممطرا، وكان یجلس في الصف المطر خلف الكرسى الذى كان األول رجل وضع معطف

Page 33: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

ولما كان المتكلم متجھا نحو المنبر لمس دون . یجلس علیھلم یالحظ المتكلم ھذا . قصد المعطف فسقط على األرض

األمر، فداس بحذائھ الملطخ بالوحل على المعطف، وفجأة أدرك ذلك، فما كان منھ إال أن قذف بالمعطف جانبا

ان موفقا في كالمھ وملما وعندما تكلم ك. واستمر في سیرهولكن الذى روى القصة علق علیھا . بالكتاب المقدس

إنھ لم یكن یھمھ مقدار توفیق المتكلم في الكالم، : بالقولكان فقط یھمھ أن یرى كیف یمكن للمتكلم أن یتصرف مع

!المعطف تصرفا یتسم بالبر

لم أكن أعرف من قبل ما ھو البر، ولكن بعد أن قرأت عدم البر ھو االستعالء . بدأ معناه یتضح أمامىالقصة

ما كان یجب على المتكلم أن یقذف . على اآلخرینكان یجب على األقل أن . بمعطف اآلخرین جانبا ویجلس

إن ما فعلھ . یعتذر لصاحبھ، وكان یمكن أن یقوم بتنظیفھ .كان ال یتفق مع البر

ز عدم البر ھو تجاو. نحتاج أن نعرف ما ھو عدم البراإلنسان عن حدوده، والدوس على اآلخرین دون مراعاة

وألن الرب قد بررنا فعلینا أن نظھر بر اهللا، . لمشاعرھمكیف إذا یمكن أن . حتى حینما یرانا اآلخرون یرون بره

نحیا في عدم بر في حیاتنا الیومیة؟

صلوا وشجعوا بعضكم بعضا

نحیا بالبر، أخیرا أرجو أال ننسى أننا نحن أنفسنا یجب أن . وإذا رأینا عدم بر في اآلخرین یجب أن نصلى من أجلھم

Page 34: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

إن المشكلة ھى أنھ حینما نحیا نحن بالبر، ثم نرى اآلخرین ال یعیشون بالبر فحینئذ نمیل إلى الغضب

والثورة علیھم، ویصل بنا األمر أننا قد نقاطعھم وال نرید قا، مثل ھذا التصرف ال جدوى منھ اطال. التعامل معھم

.ألنھم یحتاجون إلى النور كما نحتاج نحن إلى النور

ربما . لم نكن نعرف خطأنا في الفترة التى كنا فیھا ال نرىإذا كان إخوتنا أو أخواتنا ال . أمكننا أن نرى باألمس فقط

یعیشون بالبر فكیف ال یھمنا ھذا األمر؟ ال یمكن أن نطلب یجب أن نصلى من أجلھم و. نتجاھلھم أو نقاطعھم

من الرب أن یعطیھم االستنارة لكى یمكنھم أن یروا ھم . نحتاج أن نتعلم كیف نصلى من أجل اآلخرین. أیضا

.نحتاج أن نتعلم كیف نقول الحق في محبة

تذكر . وفي نفس الوقت یجب أن نتصرف بحزم مع أنفسناأنھ كما أن بر اهللا في العالم الیوم فإنھ یجب أن نظھر في

اهللا بار لكى یعطى الناس لھ المجد حیاتنا كیف أندعنا نطلب منھ أن یجعلنا نحیا بالبر، وعندما . والشكر

نرى أن خالص اهللا ھو بالبر، دعنا نطلب من الرب أن .یعیننا في أن نظھر بره في كل شىء

)المسیح حكمتنا(الفصل الثانى

المسیح صار حكمتنا: وال أ

Page 35: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

لنا حكمة من اهللا ومنھ أنتم بالمسیح یسوع الذى صار« . )٣٠: ١كو ١(» وبرا وقداسة وفداء

ولكن . بطرق مختلفة» المسیح كحیاتنا«یقدم لنا الكتاب ماذا یعنى أن یكون المسیح حیاتنا؟ إن األمر لیس بالبساطة

تشرح معنى المسیح ) ٣٠: ١كو ١(كما تظن، على أن وفیھ أنتم «القسم األول : حیاتنا، وتنقسم إلى قسمین

. ، وھو یتحدث عن عالقتنا نحن بالمسیح»مسیح یسوعبال، وھو یشیر »الذى صار لنا حكمة من اهللا«والقسم الثانى

الجزء األول یرینا كیف أننا في . إلى عالقة المسیح بنا. المسیح، والجزء الثانى یرینا كیف أن المسیح فینا

وبخصوص فھم ھذین الجانبین فبعض المؤمنین یؤكدون ألول، بینما البعض اآلخر یؤكدون على على الجانب اوبغض النظر عن الجزء الذى نمیل إلى . الجانب الثانى

تأكیده فإن عدم التوازن في ھذا األمر یسبب الكثیر من المشاكل لحیاتنا الروحیة، ولذا فنحن في حاجة إلى معرفة

أن نعرف كیف نحن في المسیح، وكیف أن : كال الجانبین .المسیح فینا

أعطانا الرب یسوع المسیح ال لیكون مجرد معلم إن اهللانقتدى بھ، بل لھدف أن نأخذه كحیاتنا، وإذا لم تكن لنا حیاة

وإذا كانت . المسیح فال یمكن أن نكون مسیحیین حقیقیینلنا حیاتھ وال نعرف كیف یكون ھو حیاتنا فإن سلوكنا

المسیحى سوف ال یكون مرضیا، وحینئذ نفشل في اظھار كیف إذا یمكن أن یكون المسیح حیاتنا؟ ھذا . المسیححیاة

Page 36: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

.أمر جوھرى جدا

كیف یمكن للرب یسوع ـ الذى ھو إنسان وفي نفس الوقت ھو اهللا ـ أن یكون حیاتنا؟ یبدو أنھ توجد استحالة، وال

صحیح أن األمر بالنسبة . توجد طریقة لحل ھذه المعضلة. ى اهللاللناس غیر مستطاع، ولكن كل شىء مستطاع لد

یرینا الكتاب أن ھذا األمر ھو من )٣٠ : ١كو ١(في » ومنھ أنتم بالمسیح یسوع«فالجزء األول . صنع اهللا تماما

والجزء الثانى . یرینا الجانب األول الذى یقوم بھ اهللایرینا الجانب الثانى الذى أیضا » صار لنا حكمة من اهللا«

نجعل الرب یسوع لسنا نحن الذین نستطیع أن. یقوم بھ اهللالذلك فإن . حكمتنا، ولكن اهللا ھو الذى جعلھ حكمتنا

.موضوع المسیح حیاتنا یتم عملھ بواسطة اهللا تماما

»ومنھ أنتم بالمسیح یسوع«

لكى یكون المسیح حیاتنا فإن الرب یبدأ بأن یضعنا نحن ولماذا یضعنا . أوال في المسیح قبل أن یضع المسیح فینا

نا جمیعا خطاة ووارثون لحیاة آدم، وقبل في المسیح؟ ألنأن یعطینا حیاة جدیدة فإنھ یتعامل مع حیاتنا المنتسبـة آلدم

والمحكوم علیھا بالموت، وفي الوقت نفسھ ال یرید أن فكیف یمكن أن یحل ھذا اللغز؟ . یصدر علینا حكم الموت

إنھ یضعنا في المسیح لكى یتعامل مع المسیح، ونتیجة ما المسیح یكون قد فعلھ معنا، وتأثیر تعاملھ مع یفعلھ في

ھذا . المسیح ھو نفس التأثیر كما لو أن ھذا التعامل معنا .ھو التعلیم الكتابى عن الرب یسوع المسیح مخلصنا

Page 37: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

ما ھو العقاب الذى حذر بھ اهللا آدم في جنة عدن في حالة عصیان وصیة اهللا واألكل من شجرة معرفة الخیر

إن . »یوم تأكل منھا موتا تموت«: لھ أنھوالشر؟ لقد أعلنإن أخطأ . األكل من الثمرة المحرمة كان یعنى الموت

اإلنسان فالبد وأن یعاقب، فالنفس التى تخطىء موتا كان األجدر باإلنسان أن ال یخطىء، ومع ذلك فقد . تموت

وألن الخطیة حقیقیة ال . أخطأ وأصبح عقاب الموت مؤكداذا الموت كنتیجة طبیعیة الرتكاب یمكن انكارھا، ھك

.الخطیة ال یمكن أن یبطل أو یرفع

كیف یمكن حل ھذه المشكلة؟ من جانب نحن نستحق حكم لقد . الموت، ومن جانب آخر فإن اهللا یرید أن یمنحنا الحیاة

عین اهللا طریقا للخالص بأن أرسل مخلصا یأتى ویموت المسیح لكى من أجلنا، وبمقتضى ھذا كان البد أن یولد

یموت بدال منا، وفي موتھ یحمل في جسده قصاصا، وفي وكیف یمكن لموتھ أن یحسب لنا؟ . موتھ یكون خالصناوإن كنا ال نعرف وال نقدر أن نفھم . بأن یضعنا اهللا فیھ

كیف مارس اهللا سلطانھ وقوتھ لكى یضعنا في المسیح، بكل وضوح أنھ )٣٠ : ١كو ١ (ولكننا نعرف من

تعنى أن ھذا » ومنھ«. » ـ اهللا ـ أنتم بالمسیح یسوعومنھ« .العمل قام بھ اهللا

ما ھو المقصود بأن نكون في المسیح؟ ربما مثل بسیط في الصین . ھنا یمكن أن یساعدنا على فھم ھذا األمر

توجد صنادیق من نوع معین من الورنیش، كل صندوق من ھذه الصنادیق عبارة عن وحدة واحدة تحتوى في

Page 38: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

وبحسب . خلھا على عدة علب مغلفة كل واحدة باألخرىداالظاھر یبدو وكأنھ توجد علبة واحدة في الصندوق، ولكن عندما نفتحھ نجد علبة كبیرة تشمل داخلھا عددا من العلب

ھكذا نحن في آدم، وألننا كلنا من نسل آدم فإن . الصغیرةآدم یشبھ علبة الورنیش الكبیرة، ونحن نشبھ العلب

فمن ھذه العلبة الكبیرة تنشق علب صغیرة . یرةالصغكما بمعصیة اإلنسان «وألننا جمیعنا في آدم لذلك . كثیرة

، فعلى حساب نفس »جعل الكثیرون خطاة) آدم(الواحد جعل الكثیرون ) المسیح(فإنھ بإطاعة الواحد «المبدأ وبسبب أننا واحد في المسیح صارت الھبة إلى . »أبرارا

وكما أن اهللا ) ١٩، ١٨ : ٥رو ( الحیاةالجمیع لتبریرآدم یشبھ علبة الورنیش . ینظر إلینا كواحد في المسیح

الكبیرة، والمسیح یشبھ علبة ورنیش كبیرة أخرى، وكما ھكذا نحن واحد ) آدم(أننا واحد في العلبة الكبیرة األولى

من ھنا یطلق الكتاب ). المسیح(في العلبة الكبیرة األخرى »آدم األخیر«و » اإلنسان الثانى«ب یسوع لقب على الر

والرب یسوع ھو آدم األخیر ألن ). ٧٤ ـ ٥١:١٥كو ١( .اهللا جعلنا كلنا فیھ

عندما عاش یسوع الناصرى على األرض كإنسان كان شخصا واحدا، ولكن حینما اعتلى الصلیب وضعنا اهللا

فیھ، لذلك فحینما صلب یسوع الناصرى صلبنا نحن معھ، أصبح الصلیب لیس صلیبھ ھو الشخصى، ولكن أیضا و

وإن لم یكن اهللا قد وضعنا في المسیح ما . أصبح صلیبناكانت لنا عالقة بالصلیب، ولكن ألن اهللا وضعنا فیھ

Page 39: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

أصبحت لنا عالقة أكیدة فیھ، واختباره في حمل الصلیب أن ). ٦:٦رو (ھو أیضا اختبارنا، ومن ھنا یعلن لنا

. قد صلب معھإنساننا العتیق

على الكنیسة الیوم أن تعلن لجمیع الناس ھذه الحقیقة، أن اهللا قد شمل كل البشریة في المسیح، لذلك فحینما صلب

المسیح، وحینما أوقع اهللا علیھ حكم الدینونة، فقد أوقع ھذا الحكم على كل من فیـھ، وال شىء من الدینونة اآلن على

ا ھو محور اإلنجیل، ھذ. الذین ھم في المسیح یسوعاإلنجیل ھو ما عملھ اهللا من أجلنا في المسیح، اإلنجیل ھو

أن اهللا شملنا في المسیح، لذلك حینما تعامل معھ على .الصلیب كان یتعامل معنا نحن أیضا

كذلك أنتم أیضا «: یقول الرسول بولس) ٦:٦رو (في سیح احسبوا أنفسكم أمواتا عن الخطیة ولكن أحیاء هللا بالم

عندما . لقد متنا مع المسیح، وقمنا أیضا معھ. »یسوع ربنانغطس في الماء عند المعمودیة، ھل نحن نغطس في الماء

وال نقوم بعد ذلك؟ كال، إننا نقوم بكل سرعة، وعند صعودنا من الماء نعبر عن قیامتنا من الموت مع المسیح،

نما والذى یصعد من الماء ھو شخص مقام، لذلك فإننا حی .نعتمد نعمل ما عملھ اهللا لنا في المسیح

في اللحظة التى كان المسیح فیھا على الصلیب، كان اهللا یضعنا فیھ، وكما ولدنا في األصل من آدم، ھكذا فقط عن طریق الموت یمكن أن نتحرر من آدم، وباعتمادنا لموت

ھذا ھو الجزء األول من . المسیح نكون قد تحررنا من آدم

Page 40: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

المسیح «، وبخصوص الجزء الثانى الذى ھو عمل اهللا: ١كو ١(فإنھ یجب علینا أن نرجع مرة أخرى إلى » فینا .، والذى یقرر أن المسیح صار لنا حكمة من اهللا )٣٠

المسیح صار لنا حكمة من اهللا

بعد أن أمعنا النظر في حقیقة كوننا في المسیح، سوف یمكن أن كیف. نلقى الضوء اآلن على حقیقة المسیح فینا

یكون المسیح فینا؟ كون المسیح فینا یتوقف على القیامة، فألن الرب یسوع قد قام فھو یسكن في الروح القدس، وأصبح لیس مجرد إنسان بل إنسانا في الروح، ولھذا

ألن جسدى مأكل حق «: یمكن أن یكون فینا، ولذا یقول حینما كان الرب یسوع )٥٦: ٦یو (» ودمى مشرب حق

ألرض كان یمكن أن یشبھ شجرة الحیاة، والذین على اكانوا یعیشون على األرض في ذلك الوقت لم یكن في

إمكانھم أن یقبلوه في داخلھم، إن لم یكن المسیح قد أصبح الرب المقام فإنھ كان سیظل إلى األبد كما ھو، وأیضا كنا نحن سنظل إلى األبد كما نحن، ألنھ لم یكن ممكنا أن نقبلھ

ولكن ألن المسیح قد قام من األموات، . نسان في داخلناكإ .وأصبح في الروح، فلذلك أصبح ممكنا لنا أن نقبلھ

یجب أن نالحظ أن الروح القدس ھو في الواقع الرب آتیا من ھنا یمكن أن ). ٢٥ - ١٦: ١٤یو (في ھیئة أخرى

»روح المسیح«، و )٧ : ١٦أع (» روح یسوع«یسمى في القیامة لبس المسیح الروح القدس، ). ٩ : ٨رو (

وحینما نقبل الروح القدس فإننا نقبل المسیح تماما، كما أننا

Page 41: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

وكما قال المسیح . في قبولنا لالبن فإننا نقبل اآلب تمامامن رآنى فقد رأى اآلب، كذلك اآلن من یعرف الروح

.القدس یعرف االبن أیضا

ثم . ألمر األول، ھذا ھو ا»اهللا یضعنا في المسیح«وھاتان . ، وھذا ھو األمر الثانى»یجعل المسیح حكمتنا«

العملیتان ال تتمان بواسطتنا نحن، ألننا ال نستطیع من اهللا . ذواتنا أن ندخل في المسیح أو نجعل المسیح یدخل فینا

.وحده یستطیع أن یعمل كال األمرین

؟ دعنا أوال »المسیح صار حكمتنا«ما ھو المقصود من . بأكثر دقة )٣٠ :١ كو١(نعید ترقیم الجزء الثانى من

تأتي مباشرة ( : ) طبقا للنص األصلى فإن عالمة الترقیم ، وھذا یدل على أن الحكمة تشمل »حكمة من اهللا«بعد

. البر والقداسة والفداء: الثالثة األمور التى تتبع وھىأھل واألصحاحات الثالثة األولى من الرسالة األولى إلى

كورنثوس تعالج بالتحدید موضوع حكمة اهللا إزاء حكمة الحكمة ھى األصل، أما البر والقداسة والفداء . اإلنسان

.فھى ثمار ھذه الحكمة

» المسیح صار حكمتنا«ولكى نفھم ما ھو المقصود من مثال إذا . یجب أن یكون واضحا بالنسبة لنا ما ھیة الحیاة

م أنھ یجب أن تواجھ ھذه واجھتك تجربة معینة فإنك تعلالتجربة بالصبر، ولكن من أین یأتى ھذا الصبر؟ إن

حیاتك ھى التى تمدك بالصبر، ویجب أن تدرب حیاتك قد تشعر أنك في حاجة إلى أن . لكى تكون صبورا

Page 42: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

تتخلص من الكسل وتكون أكثر اجتھادا، حیاتك ھى التى ص في وقد یكون ھناك شخ. یمكن أن تمدك بھذا االجتھاد

مأزق ویحتاج إلى من یمد لھ ید العون، ویظھر لھ المحبة والعطف، الحیاة ھى المصدر الوحید للمحبة والعطف

من أجل ذلك فعندما یواجھنا أى أمر فإن أول رد . والعونفعل ینشأ في داخلنا ھو اظھار حیاتنا، كل ردود الفعل تنبع

تفاعل من حیاتنا، ونحن نواجھ باستمرار مواقف، ونحن نباستمرار، وندرب حیاتنا لكى تقابل المتطلبات الخارجیة

.في كل الظروف

لقد كنا قبال نتعامل . اهللا أعطانا المسیح لكى یكون حیاتنامع كل المتطلبات الخارجیة بحیاتنا الذاتیة، ولذا كنا نوفق

ولكن اهللا أعطانا المسیح، . أحیانا ونفشل في أحیان أخرى حیاتنا، فال حاجة لنا أن نتكل على وھو یریده أن یكون

إن الرب یسوع المسیح لم یعطنا مجرد . حیاتنا الذاتیةوصایا أو مبادىء أو تعالیم لكى نسیر بموجبھا، ولكن ھو

ولھذا علینا أن . نفسھ فینا كحیاتنا لكى یعمل كل شىء لنالقد كنا من قبل نتفاعل مع . نحیا حیاة ربنا یسوع المسیح

الخارجیة بحیاتنا الذاتیة، ولكن علینا اآلن كل المتطلبات .أن نجعل حیاة المسیح ھى التى تسود علینا

إنھ ال یقول ھنا إنھ یعطینا . دعنا نكون واضحین تماماحكمة، كما أنھ ال یقول إنھ یعطینا حكمة الرب یسوع، كما لو أننا أغبیاء واآلن بالحكمة التى یعطیھا لنا نعرف كیف

ف، كال، إن الكتاب ال یتكلم بھذه نتكلم وكیف نتصرالكیفیة، إنھ یقول إن اهللا جعل المسیح حكمتنا، وكلمة

Page 43: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

.ھنا في غایة األھمیة» جعل«

موسى رفض أن یذھب لبنى . لنأخذ موسى وھرون كمثالألیس «: إسرائیل ألنھ ثقیل الفم واللسان، فقال لھ الرب

،١٤ : ٤خر (»ھو یكون لك فما.. ھرون الالوى أخاكفھل ألن ھرون أصبح فما لموسى أصبح موسى ). ١٦

ھكذا فصیحا فجأة؟ كال على االطالق، لقد أصبح ھرون فما لموسى ولكن بقى موسى كما ھو، وعندما كان موسى یشعر أن فصاحتھ ال تساعده كان یستدعى ھرون لیتكلم

الفصاحة كانت . بدال منھ، وبھذه الكیفیة أصبح فما لموسىن ولیست في فم موسى، وكان موسى في في فم ھرو

.حاجة إلى ھرون لیكون فما لھ ألن فمھ لم یكن كافیا

. وھكذا یمكننا أن نفھم كیف أن اهللا جعل المسیح حكمتناإنھا ال تعنى أن المسیح جعلنا حكماء، إنھا تعنى ببساطة

قبال . أننا جھالء وال نستطیع أن نفعل شیئا من ذواتنا مطلب خارجى كانت حیاتنا الذاتیة تنھض حینما كان ھناك

لتتصرف، ولكن الیوم حینما یوجد نفس المطلب فإننا ندرك أننا لسنا كفاة على االطالق ولذلك فإننا نجعل حیاة

.المسیح فینا تتصرف بدال عنا

أن یكون المسیح حكمتنا یمكن أن یشبھ بھرون الذى كان لكى ولنفرض أنك خرجت. یتكلم بالنیابة عن موسى

تتحدث إلى بعض الناس، ووجدت أنك غیر قادر على الكالم، فماذا یمكنك أن تفعل؟ إنك تطلب من الشخص

إنھ یلبى الطلب، . الذى ذھب معك أن یتكلم بالنیابة عنك

Page 44: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

وبینما ھو یتكلم بكل فصاحة فإن فمك یظل ثقیال كما كان لذلك أرجو أال نتصور خطأ أنھ . من قبل دون أى تحسن

لنتذكر . سیح صار حكمتنا أننا أصبحنا لذلك حكماءألن المدائما أنھ مع أن المسیح قد صار حكمتنا، فإننا في ذواتنا

.سنظل غیر أكفاء

ھذه ). ٢٠: ٢غل (» أحیا ال أنا بل المسیح یحیا فى«حقیقة ترینا أال نفعل شیئا بل ندع المسیح نفسھ یفعل كل

مادام : سىوبكلمات أخرى أستطیع أن أقول لمو. شىءھرون قد أصبح فما لك فال حاجة لك یا موسى أن تفتح

إن كان موسى ثقیل اللسان فعلیھ أن یقبل . فمك لكى تتكلموشكرا للرب ألن ھذا . لسان ھرون كما لو كان لسانھ

لم یغیر اهللا لسان موسى بل . بالضبط ھو خالص اهللا ال واهللا الیوم یفعل نفس الشىء، إنھ. أعطاه لسانا آخر

یجعل الجاھل حكیما، بل یجعل المسیح حكمة الجاھل، .وھذا ھو الخالص الحقیقى

قد ینشأ أمر یتطلب حكمة : ونورد مثال لمزید من االیضاحكبیرة لكى تقوم بھ على ما یرام، فتجھد قوى عقلك

المحدود، ومع ذلك یبقى الموضوع بدون حل، وحینئذ رك ھذا األمر لى یارب، حقا إننى جاھل، وإذا ت«: تصلى

إننى ألتجىء إلیك وأطلب . فبكل تأكید سوف أفشل في حلھوبعد أن سلمت األمر . »منك أن تقوم أنت بھذا العمل

بالتمام للرب بھذه الكیفیة فإنك سوف تندھش من حكمتھ في تحریكك لتعمل وتتكلم، وعندما تنظر إلى الوراء في

الیوم ھو إن ما عملتھ في ذلك ! آه: یوم ما فسوف تقول

Page 45: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

فعال ما كان یجب على أن أفعلھ، وما قلتھ ما كنت وھذا یبین أن ما حدث بالفعل . شخصیا أستطیع أن أقولھ

.ھو أن الرب قد صار حكمتك

یجب أن یكون مفھوما باستمرار أن حكمة المسیح لم تصبح حكمتنا، وال أن المسیح أعطانا حكمة لنكون

ة لنا، ونتیجة لذلك حكماء، ولكن المسیح نفسھ صار حكمفكل الحكمة ھى ملك الرب وال شىء لنا، ھو نفسھ

حكمتنا، وإن كنا نفھم بصدق ما ھو المقصود بأن یكون المسیح حكمتنا فسوف نكون قادرین أن نحیا الحیاة التى

.تشبع قلب الرب

المسیح صار برنا: ثانیا

تشمل » المسیح حكمتنا«ذكرنا من قبل أن حقیقة كون البر والقداسة والفداء، ولنبدأ باألمر األول : أمورثالثة

.وھو البر

)١(

البر مرتبط ارتباطا وثیقا باهللا، وفي اللحظة التى نفكر فیھا في االتیان إلى اهللا ینبغى أن یكون موضوع البر أمام

عیوننا فال یستطیع أحد أن یقابل اهللا بدونھ، من أجل ھذا .ي الحیاة المسیحیةفإن موضوع البر مسألة أساسیة ف

ال یستطیع أى مؤمن أن یأتى إلى اهللا بثقة كاملة إن كانت كثیرون من المؤمنین . ال تزال لدیھ شكوك بالنسبة للبر

یریدون أن ینموا، ومع ذلك فإنھم یدورون ویلفون حول

Page 46: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

أنفسھم دون احراز أى تقدم، لماذا؟ ألنھم غیر واضحین .في مسألة البر

)٢(

عرف على أى أساس نحن نقترب إلى اهللا، كثیرا ما ال نوكثیرا ما نظن أن أعمالنا الصالحة ھى البر الذى بھ نتقدم

بعض المؤمنین یظنون أن لدیھم الیوم البر الكافى . إلى اهللاإن مفھوم البر لدى . ألنھم یخدمون من الصباح إلى المساء .ھؤالء ھو أعمالھم

ى أن برنا أمامھ لكن یوما ما سوف یفتح الرب عیوننا لنرلیس أعمالنا، ویستخدم نوره كسكین لیفصل األعمال عن

قبال كنا نظن أن أعمالنا ھى برنا أمام اهللا، ولكن . البرأعمالى ال یمكن أن . اآلن نحن نأتى إلیــھ بالمسیح كبرنا

تكون كاملة، وبالتالى فھى معرضة للنقد، ولكن المسیح .عن النقدبرنا دائما كامل وبعید كل البعد

)٣(

أن نعرف المسیح برنا فھذا ھو الخالص العظیم المقدار، لقد حل لنا اهللا مشكلة البر، ولذلك فإن موقفنا أمامھ قد

نعم، یجب أن تكون لنا أعمالنا الصالحة، وأن نعمل . تحددیجب أن نخدم الرب باجتھاد، ویجب أن . كل شىء بلیاقة

في الوقت نفسھ نحمل الصلیب، ولكن یجب علینا أن نفھموما لم نأخذه . أن برنا أمام اهللا لیس أعمالنا بل المسیح

. كبرنا فإننا ال نستطیع أن نقترب إلى اهللا بثقة وبال خوف

Page 47: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

.إن برنا لیس شیئا نعملھ، بل إنھ شخص نقبلھ، إنھ المسیح

المسیح صار قداستنا: ثالثا

ن حینما أقول إ. نأتى اآلن إلى نقطة أخرى في تأمالتنابرى أمام اهللا لیس ھو أعمالى، ال یعنى ذلك أننى لست في

لقد حلت . حاجة ألن أكون حریصا في سلوكى وأعمالىمشكلة برى أمام اهللا، ولكن ماذا عن سلوكى وحیاتى

الشخصیة؟ ھنا یجب أن أفھم أن اهللا لم یجعل المسیح برى لكنھ جعلھ أیضا قداستى، والقداسة ھنا لیست شیئا فقط، و

.وال حالة، ولكنھا شخص، إنھا المسیح

)١(

بعض المؤمنین یتصورون أن القداسة ھى مساعدة الرب لنا لنحیا حیاة القداسة، فلقد كنا قبال غیر مقدسین ولكن اآلن أصبحنا قدیسین بمعونة المسیح لنا، ھذا التصور

یخبرنا أن )٣٠ : ١ كو١ (إن. ماماللقداسة غیر دقیق تإننا ال نعتمد على قوتنا لكى . اهللا جعل المسیح قداستنا

نكون قدیسین، وال نعتمد حتى على قوة المسیح لكى نكون إن . قدیسین، ولكننا نثق في المسیح نفسھ أنھ یكون قداستنا .قداستنا ھى شخص المسیح ولیست معونة المسیح

المسیح یمنحنا قوة لنكون بعض المؤمنین یظنون أنإنھم . قدیسین، ومن أجل ذلك فھم یصلون طلبا للقوة

یظنون أنھم بحصولھم على القوة فإنھم یكونون قدیسین، ولكن ال توجد في كلمة اهللا أیة إشارة إلى أن المسیح

Page 48: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

إن قداستنا ھى عطیة، قداستنا . یعطینا قوة لنكون قدیسینھذا األمر قد ال تفھمھ . لیست نتیجة قوة یمنحھا لنا اهللا

عقولنا البشریة، وإن لم تكن لنا رؤیة فإننا ال نستطیع أن نفھمھ، لذا علینا أن نطلب من الرب أن یفتح أذھاننا

وقلوبنا لنفھم أن المسیح لم یأت لیساعدنا لنكون قدیسین، وال یعطینا قوة لنكون قدیسین، ولكنھ ھو نفسھ یصبح

.قداستنا

)٢(

الجانب : ؤمنین یعتقدون أن للقداسة جانبینكثیرون من الماألول یسمونھ قوة القداسة، والجانب اآلخر ھو ثمر

القداسة، ویعتقدون أن المؤمن یجب أن تكون لھ أوال قوة وطبقا لھذا المفھوم فإننا . القداسة حتى یكون لھ ثمرھا

أین یكون المسیح في ھذه الحالة؟ ھل ھو في : نتساءل )٣٠ : ١كو ١(ھو في جانب الثمر؟ إن جانب القوة، أم

إنھا ترینا . یقدم لنا القداسة بمفھوم عكس ھذا المفھوم تماماأن المسیح لم یأت لیكون قوة قداستنا، ولكنھ ھو نفسھ

.یكون قداستنا

. كتوضیح لھذه الحقیقة» التواضع«دعنا نأخذ موضوع لنفرض أننى شخص متكبر جدا، وال أستطیع أن أتخلى

لذلك فإننى أصلى وأطلب . بریائى وأكون متواضعاعن كیارب، ارحمنى واجعل الرب یسوع یساعدنى «: من الرب

الحظ أننى أطلب ھنا أن یأتى . »حتى أكون متواضعاالمسیح لمعونتى ألكون متواضعا، وھذا ھو فكرى الخاص

Page 49: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

اهللا لم یعطنى المسیح ألكون . ولیس فكر الرب من جھتىاهللا . طینى المسیح لیكون ھو تواضعىمتواضعا ولكنھ یع

لم یعطنا المسیح كقوة للتواضع، ولكنھ أعطانا المسیح .لیكون تواضعنا

فكر معى لحظة، ھل الرب لھ القوة؟ نعم، إننا نعلم جمیعا ھل أعطانا ھذه القوة؟ نعم، لقد أعطانا ھذه . أن لھ القوة

ا أنھ القوة، لماذا إذا نحن ضعفاء أو فاترون؟ لیكن معلومحتى ولو أعطانا الرب كل قوتھ، فإننا سوف ال نعرف

إن قوتھ حقیقة، ولكننــا ال نعرف كیف . كیف نستخدمھاإننا نتصور أنھ في إمكاننا أن نكون متواضعین . ننتفع بھا

عن طـریق قـوة اهللا، ومـع ذلك نجد أننا ال نزال غیر أنھ قد نستطیع أن نقوم بعمل یبدو من الخارج . متواضعین

تواضع، في الوقت الذى فیھ ال یوجد في داخلنا شىء من .التواضع

ما ھو المقصود إذا من القول بأن المسیح نفسھ ھو تواضعنا؟ إنھ یعنى أنھ ال یوجد عندى أى تواضع، وال

یمكن أن أكون متواضعا حتى إذا منحنى اهللا قوة فإننى ال أن إننى أستطیع. أزال ال أعرف كیف أكون متواضعا

ربى، أنت ھو تواضعى، إننى أدعوك أن «: أقول لھ فقطوكون المسیح ھو تواضعى یعنى أننى . »تكون تواضعى

.أسمح لھ أن یظھر تواضعھ الشخصى فى

عندما نطلب من الرب أن یعطینا قوة لكى نكون متواضعین، فربما یمكن أن نستمر متواضعین لفترة

Page 50: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

ب وتصرف وجیزة، ویكون ھذا التواضع مجرد قصد طیحسن، ولكن حینما نطلب من الرب أن یكون تواضعنا

یارب، ال یوجد في ذاتى «: فإننا نرفع قلوبنا إلیھ ونقولأي تواضع، وحتى إذا منحتنى القوة فإننى ال یمكن أن

وبعد . »أكون متواضعا، لذلك یارب لتكن أنت تواضعىأن ترفع قلبك للرب بھذه الكیفیة، وتبدأ في أن تكون

ضعا، فإنك تكتشف في الحال كیف أن ھذا التواضع متواطبیعى للغایة، وأن تواضعك لم یعد عمال ولكنھ شخص

.حى، إنھ المسیح نفسھ

نفس الشىء عن الصبر، ال یوجد عندى صبر، ولست قادرا على أن أكون صبورا، ولكن صبرى ھو المسیح

وھذا ینطبق أیضا على الوداعـة، ال توجد عنـدى . نفسھداعة، وال أعرف كیف أكون ودیعا، إن وداعتى ھى و

ھل رأیت ذلك من قبل؟ إن اهللا قد جعل . المسیح نفسھكل فضائلنا ھى المسیح نفسھ، . المسیح صبرى ووداعتى

ولذلك فھى لیست فضائل مجزأة، إنھا فضیلة واحدة تنبع ونستطیع أن . منھا كل الفضائل، إنھا شخص المسیح نفسھ

إن كنا ال نعرف المسیح، فال یمكن أن نقول ببساطة إنھ .یكون لنا شىء على االطالق

)٣(

المسیح فینا كحیاتنا یعمل بالنیابة عنا ضد أیة رغبات خارجیة، فحینما تكون ھناك كبریاء یكون المسیح

تواضعى إن كنت أطلبھ في تلك الساعة، وعندما یكون

Page 51: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

.ھناك نفاد صبر یكون المسیح صبرى في ظھوره المباشروعندما یكون ھناك حسد یكون المسیح محبتى في تعبیره

في كل یوم نحن نقابل مواقف مختلفة، وفي . الفورىومن ھنا فإن فضائل المؤمن . جمیعھا یظھر المسیح نفسھ

لیست أعمالھ ولكنھا انعكاسات أو ظھورات المسیح فینا، .وھذا ما نسمیھ المسیح قداستنا

منین تتوقف على مقدار ألجل ھذا السبب فإن حیاتنا كمؤاألمر لیس أننى متواضع أم ال، صبور . معرفتنا بالمسیح

أم ال، ودیع أم ال، إنھا تماما موضوع المسیح فى، وكلما وھكذا نرى أن . عرفتھ أكثر كانت ظھوراتھ فى أكثر

.فضائلنا ھى ببساطة المسیح الظاھر فینا

ھو كل فضائلنا ھى المسیح، كل ما یصدر منا! ھللویاھى المسیح، » شو«المسیح، المحبة التى تصدر من األخ

ھى المسیح، » وو«الوداعة التى تصدر من األخت لیست . ھو أیضا المسیح» لیو«التواضع الذى یظھره

ھناك فضیلة للمؤمن من عملھ الخاص، ولكن مصدرھا . المسیح فینا، وھذه الفضائل ھى اظھارات المسیح فینا

كنت «: مر سوف یقول كل واحد مناوحینما نفھم ھذا األقبال أعتمد على ذاتى لكى أكون مؤمنا، وفي ذلك كنت

أشكرك ألنك عرفتنى اآلن أنك أنت قداستى، . مخطئا .»وأننى سأجعلك من اآلن تحیا فى

المسیح صار فداءنا: رابعا

. اهللا لم یجعل المسیح برنا فقط، بل جعلھ أیضا فداءنا

Page 52: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

المفدیون، والفداء، : ثالثة عناصروالفداء یتكون من وجمیع من تمتعوا بالفداء كانوا مرة مبیعین . وتكلفة الفداء

وعبیدا لھا، ولكن الرب یسوع )١٤ : ٧رو (للخطیة ٢٨ : ٢٠ مت(المسیح دفع الثمن الغالى وھو دمھ الثمین

، لكى یفدینا من لعنة )٦ : ٢تى ١، ٤٥ : ١٠ ، مر ).١٣ : ٣غال (الناموس

)١(

وإذ نتقدم خطوة إلى األمام نرى أن الرب یسوع الذى ھو فادینا ھو في الوقت نفسھ فداؤنا، وھذا یعنى أننا إذ نحصل

إن . على الفداء ال تكون عالقتنا فقط بشىء بل بشخصفداءنا ھو شخص المسیح، وبقبولھ نحصل على الفداء،

.وإن لم نقبلھ ال یكون ھناك فداء

ا نستطیع نحن الذین تطھرنا بدمھ الثمین أن وبالمسیح فدائننقترب إلى اهللا بكل ثقة، وعندما ینظر اهللا إلینا فإنھ ال یرى إال المسیح الذى اتحدنا بھ، فالمسیح ھو الحمل المذبوح من أجلنا، وقد حل دمھ الثمین مشكلة دینونة اإلنسان أمام اهللا،

لى اهللا وأصبح ال شىء من الدینونة على الذین یقتربون إذلك ألن المسیح قد وفى البر الذى یطلبھ اهللا . في المسیح

من اإلنسان في قبولھ أن یحمل عقاب خطیة اإلنسان في إن كل من یقبل المسیح یحصل على الفداء، . الصلیب

.وحینما یرى اهللا المسیح فینا فإنھ یرى الفداء

)٢(

Page 53: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

ینا، المسیح صار فداءنا لیس فقط أمام اهللا ولكن أیضا فوكونھ صار فداءنا فیرتبط ھذا األمر بنوع خاص

بأجسادنا، إذ یحررنا من ناموس الخطیة الذي في أعضائنا : ٨رو (ویقول الرسول في ). ٢ : ٨ ، ٢٣ : ٧رو (

وإن كان روح الذى أقام یسوع من األموات «: )١١ساكنا فیكم فالذى أقام یسوع من األموات سیحیى أجسادكم

ونالحظ أنھ ال یقول . »ا بروحھ الساكن فیكمالمائتة أیضأنھ سیقیمنا بعد أن نموت، ولكنھ یقول إنھ یعطى حیاة

.ألجسادنا المائتة اآلن

حاملین في الجسد «: یقول ) ١١ ، ١٠ : ٤كو ٢(وفي كل حین إماتة الرب یسوع المسیح لكى تظھر حیاة یسوع

للموت من أیضا في جسدنا، ألننا نحن األحیاء نسلم دائما أجل یسوع لكى تظھر حیاة یسوع أیضا في جسدنا

في ١١وما یلفت النظر ھنا ھو أنھ في عدد . »المائت یبدو وكأنھ زائد عن الحاجة، ولكنھ ١٠ عالقتھ مع عدد

یتحدث عن حیاة ١٠ في الواقع لیس تكرارا، ألن عددكثیرون من المؤمنین . یسوع التى تظھر في جسدنا المائت

لھم حیاة یسوع التى تظھر فیھم، ولكنھم ال قد تكونیذھبون إلى ما ھو أعمق من ذلك لیختبروا حیاة یسوع

إن الفرق بین االثنین . التى تظھر في أجسادھم المائتة .كبیر جدا

كثیرون من المؤمنین ربما یكونون في أمراضھم مسلمین وصابرین، فال ھم قلقون وال متذمرون، بل یحسون

عھم ویعبرون بتصرفاتھم وكلماتھم عن بحضور الرب م

Page 54: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

فضائل الرب یسوع المسیح لھم، ھؤالء بالفعل یظھرون حیاة المسیح في أجسادھم بالروح القدس، ومع ذلك فھم ال

یعرفون أن الرب یسوع قادر أیضا أن یشفیھم من لقد . أمراضھم، وأن یھب حیاتھ أیضا ألجساد تواضعھم

نھم لم یحصلوا على نعمة أخذوا نعمة الحتمال األلم، ولك، ولكنھم لم یختبروا بعد عدد ١٠لقد اختبروا عدد . الشفاء

١١.

نحتاج أن نعرف كیف صار المسیح فداءنا بالنسبة إننا حینما نقول إن جسد الموت ھذا یتمتع . ألجسادنا

بالحیاة، ال یقتضى ضمنا أن طبیعة ھذا الجسد تتحول إلى بیعة ھذا الجسد تبقى بال عدم موت، في حقیقة األمر فإن ط

تغییر بالرغم من وجود حیاة جدیدة فینا تعطى قوة لھذا قبال كنا نعتمد على حیاتنا الطبیعیة كمصدر لقوتنا . الجسد

الجسدیة، ولكننا اآلن نعتمد على حیاة المسیج فینا، إننا نحصل على حیاة المسیح المقام لنحفظ أجسادنا، وھكذا

.نتقوى لنعمل مشیئة اهللا

)٣(

حینما یصبح المسیح فداءنا فإنھ ال یصبح فقط حیاة ١ ، ٢٣ - ٢١ : ٨ رو(أجسادنا، بل أیضا فداء أجسادنا

یوما ما سیظھر ). ٢١ : ٣، فى ٥٤ - ٥٠ : ١٥كو اهللا كیف فدى الخلیقة، في ذلك الیوم سیفدى أجسادنا تماما،

ة سیخلع الفاسد ویلبسنا عدم فساد، سیحررنا من عبودیالفساد ویدخلنا إلى حریة مجد أوال اهللا، سیقیم األموات

Page 55: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

ویغیر األحیاء، وجسد تواضعنا ھذا سوف یتغیر ویصیر مشابھا لجسد مجد المسیح، في ذلك الیوم سندرك تماما

إننا لدینا كل الیقین أن لنا . كیف أن المسیح ھو فداؤناذلك نصیبا في القیامة األولى، وأن أجسادنا سوف تتغیر،

.ألن لنا كل الثقة بأن المسیح ھو فداؤنا

نرى أن المؤمن بعد موتھ ال )٤٤ - ٤٢ : ١٥كو ١(في ، ونحن نعلم أن الدفن یختلف عن »یزرع«یدفن بل مثال إذا دفنا قطعة من النحاس في األرض . الزرع تماما

فإنھا ستبقى ھناك وال تنمو على االطالق، ولكن إذا . فإنھا تنمو بعد وقت معینزرعنا بذرة في األرض

المؤمن بعد موتھ ال یدفن في األرض كقطعة النحاس، ولكنھ مثل حبة الحنطة یزرع في األرض، ویوما ما

سیخرج مرة أخرى، سوف یقوم ألن حیاة المسیح فیھ، المؤمن المولود . وھذه الحیاة ال یمكن أن تمسك من الموت

یھ، والمسیح والدة ثانیة، أصبح في المسیح، والمسیح ف .فداءه، وجسده المقام غیر قابل للفساد

وأكثر من ذلك، فإن بعض المؤمنین، بسبب أن المسیح قد .صار فداءنا، قد ال یرون الموت، وھذا ھو االختطاف

)٤(

الخطوة األولى في خالصنا كانت التجدید، والخطوة من البدایة حتى النھایة كل . األخیرة ھى فداء األجساد

الصلة التى بیننا وبینھ . على المسیح كحیاتناشىء مؤسس. ھى صلة الحیاة، بمعنى أنھا صلة أبدیة ال فكاك فیھا

Page 56: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

المسیح ال یأتى لیكون شیئا خارجیا بالنسبة لنا، إنھ یأتى إن صلة الحیاة ھى رباط أبدى، . لیدخل فینا ویكون حیاتنا

.كوقبولھ كحیاتنا تجعل وحدتنا بھ سرمدیة غیر قابلة للفكا

نالحظ كیف أنھ بعد أن أخطأ آدم أن اهللا وضع في الحال الكروبیم ولھیب : حارسا على الطریق إلى شجرة الحیاة

سیف متقلبا، لماذا؟ ألنھ لو أكل آدم من ثمر شجرة الحیاة، شكرا للرب . لكانت لھ عالقة بالرب ال یمكن أن تنقضى

في فإن وحدتنا بالمسیح الیوم ھى وحدة لم یستطع آدم البدء أن یحصل علیھا، إنھا صلة أبدیة غیر قابلة للزوال،

ھذه الحیاة ساكنة . شركة ال یمكن حتى هللا نفسھ أن یفكھافینا وسوف تأتى بنا إلى المجد األبدى، ھذه ھى عظمة

.قدرة اهللا، وھذا ھو رجاء المجد

وفي الختام دعنا نطلب من الرب أن یفتح عیوننا لنرى المسیح، وكیف أنھ جعل المسیح كیف أنھ وضعنا في

لیت الرب یرینا أنھ من . حكمتنا وبرنا وقداستنا وفداءنالیتھ یكشف . كل عطایاه لنا ال یوجد أعظم من عطیة ابنھالمسیح ھو . لنا أن المسیح ھو العطیة، وھو أیضا العطایا

علینا . العطیة بصیغة المفرد، وھو العطایا بصیغة الجمع كحكمتنا، كما أیضا برنا وقداستنا أن نتعلم لكى نعرفھ

لیت الرب یحررنا من جھلنا وظلمتنا ویجعلنا . وفدائنا .نعرف أنھ بالنسبة لألمور الروحیة لیس لنا إال المسیح

)قــوة قیامتـھ(الفصل الثالث

Page 57: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

أموات للناموس: أوال

إذا یا إخوتى أنتم أیضا قد متم للناموس بجسد المسیح «» ر، للذى قد أقیم من األموات، لنثمر هللالكى تصیروا آلخ

).٤ : ٧رو (

ألنى لست أعرف ما أنا أفعلھ إذ لست أفعل ما أریده بل «فإن كنت أفعل ما لست أریده فإنى . ما أبغضھ فإیاه أفعل

أصادق الناموس أنھ حسن، فاآلن لست بعد أفعل ذلك أنا ـ بل الخطیة الساكنة فى، فإنى أعلـم أنھ لیس سـاكن فى

أي في جسـدى ـ شىء صالح، ألن اإلرادة حاضرة عندى وأما أن أفعل الحسنى فلست أجـد، ألنى لست أفعـل » الصالح الذى أریده بل الشر الذى لست أریده فإیاه أفعل

).١٩ - ١٥ : ٧رو (

من األصحاحات المعروفة لدینا، لیس فقط من )٧رو (إنفي اختبارنا، لكن أجل كثرة قراءتھ بل من أجل أننا نعیشھ

الرب یریدنا أن نتحرر من مطالب الناموس، بمعنى أنھ .یریدنا أن نتحرر من ذواتنا

)١(

مع أن تحریر اهللا قد أعد للكل، ولكننا نرى أنھ لیس كل واحد متحررا بالفعل، والمشكلة لیست من جانب اهللا

ولكنھا من جانب اإلنسان، ذلك ألن لیس الكل یریدون مثل . حرر، ولیس الكل أیضا یریدون أن یدفعوا الثمنھذا الت

قد أعتق من العبودیة ) ٧رو (والرسول في اختباره في

Page 58: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

.ألنھ تمم الشرط في معرفة ما یكره وما یرید

ھل یوجد لدیك كره وبغضة : لنسأل على سبیل المثالشدیدة لھذا الطبع الحاد الذى تعانى منھ وال یمكنك التغلب

ة المعینة التى أنت مھزوم منھا دائما؟ علیھ؟ أو لتلك الخطیربما تتجرأ وتقول إن الوقوع في الخطیة أمر عادى

ولكن االجراء . بالنسبة للمؤمن طالما ھو في الجسدالصحیح ھو بغضة ھذه الخطیة أمام اهللا وطلب التحرر

إن كانت ھذه الخطیة أعماال ال تلیق، أو أفكارا غیر . منھا) ٧رو (وفي . ، أو عواطف ھوجاءمقدسة، أو طبعا حادا

یذكر الرسول لیس فقط كیف تحرر ولكن أیضا كیف شعر إذ «في قلبھ قبل أن یتحرر، وكیف كان یبغض ما یفعلھ،

من ھنا فإن . »لست أفعل ما أریده بل ما أبغضھ فإیاه أفعلھل تحب ما تفعلھ اآلن أم : السؤال األول والمھم الیوم ھو

ول بولس ألنھ لم یكن راضیا أن تبغضھ؟ لقد تحرر الرس. یعیش حیاة الخطیة، وكان مصمما على أن یخرج منھا

لقد أبغض موقفھ لدرجة أنھ فضل الموت من أن یستمر .على ھذه الحال، وبسبب ھذا التصمیم فقد نال التحریر

ھل لك ھذا القلب الجائع الیوم؟ وھل حقا تجد أنھ من ھذه الحالة؟ ھل المستحیل أن تستمر كمؤمن وأنت في

یمكن أن تستمر وأنت ال تزال مقیدا بالخطیة ولم تتحرر بعد؟ ھل رأیت فظاعة حالتك؟ إن قلبى مثقل بأولئك الذین

یرغبون في التحرر، أولئك الذین یعتبرون حیاتھم الروحیة دون المستوى، ولیس أولئك الراضین عن أنفسھم

ن یسعون ولكنھم إنھا ألولئك الذی. والقانعین بحیاة الھزیمة

Page 59: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

یبحثون عن الطریق، ولیس ألولئك الذین یعتبرون انفجارات الغضب والدوافع غیر المقدسة واألفكار

الشریرة أنھا أمر عادى، ویخدعون أنفسھم ظانین أنھ . طالما أنھم یعترفون بخطایاھم فإن اهللا بالتأكید یغفر لھم

رو (ھى ألولئك الذین اختبروا ھزائم) ٧رو (إن نصرة ما لم تكن ھناك بغضة تجاه التیار، مضافا إلیھا ). ٧

بغضة نحو االستمرار في ھذه الحالة، فال یمكن أن تكون .ھناك نصرة

دعنا نؤكد أنھ في كل مرة یكون فیھا تقدم روحى في حیاتنا فبشكل ثابت البد أن یسبقھا عدم رضى عن الحیاة

شعر السابقة، كل تقدم یبدأ من نقطة عدم الرضى، أن یالمؤمن أنھ وصل إلى النھایة، وأنھ ال یستطیع أن یستمر

في ھذه الحالة أكثر من ذلك، وأنھ من المستحیل أن یستمر إذ لست «. تحت العبودیة المثلثة للذات وللعالم وللخطیة

، مثل ھذه الحیاة »أفعل ما أریده بل ما أبغضھ فإیاه أفعلھناك المتناقضة ال ینبغى أن تستمر، یجب أن یكون

مخرج، ونقطة البدایة في كل نصرة ھى في اللحظة التى .تبدأ فیھا أن تبغض ھزیمتك

)٢(

اهللا وحده . ما أرید أن أقدمھ اآلن ھو الطریق إلى التحررھو الذى یستطیع أن یعطى تحریرا، والذى أقدمھ ھنا ھو

مجرد نور، ولكن ما یعطیھ الرب لك مباشرة ھو أن یحررك، اإلعالن وحده ھو اإلعالن، النور ال یستطیع

Page 60: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

.الذى یستطیع

أصحاح ضخم، ولیس في مثل ھذا الحیز الضیق )٧رو (یمكننا أن نتأمل في كل األصحاح، لذلك سأختار آیة واحدة

إذا یا إخوتى أنتم «: والتى تقول)٤عدد (لنتأمل فیھا وھى ھل تعلم أننا نحتاج أن نتحرر . »...أیضا قد متم للناموس

وس؟ إذا أنا قلت إننا نحتاج أن نخلص من من النامالخطایا، لفھمنا كلنا ھذا األمر ألننا نعرف كلنا فظاعة

وإذا كنت قد قلت أننا یجب أن نتحرر من العالم، . الخطایالكنا أیضا فھمنا ھذا األمر ألننا نعرف أن العالم شریر وقد

وإذا قلت إننا یجب أن نتحرر من الذات . صلب رب المجد أیضا نقدر ھذا األمر، ألننا نعلم كم ھو بغیض ھذا لكنا

ولكن إن كان الكاتب یقول ھنا إننا في حاجة إلى . الجسدأن نتحرر من الناموس، فربما ال نشعر باحتیاجنا لھذا

لو قال الرسول تحرروا من الذات، لقلنا . األمر في حیاتناروا آمین، أو تحرروا من العالم، لقلنا آمین أیضا، أو تحر

من الخطیة والنجاسة، لكنا نتجاوب بنفس الطریقة، ولكن حینما یقول تحرروا من الناموس بأن تموتوا لھ، فال

ونحن نؤمن أن ما یقولھ الرسول البد . نعرف بماذا نجیبأن یكون صحیحا، ومع ذلك فإننا نحتار وال نعرف السبب

إننا نعرف لماذا یجب أن نتحرر من خطایانا،. لقولھ ھذاومن الذات، ومن العالم، ولكننا ال نفھم لماذا یجب أن

نتحرر من الناموس أو لماذا یطلب منا الرسول أن نكون ھل یا ترى توجد عالقة بین . أمواتا للناموس لنتحرر منھ

التحرر من الناموس وبین التحرر من الخطیــة ومن العالم

Page 61: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

!.ومن الذات؟ إن العالقة ال شك كبیرة

دا أن المؤمن في حاجة إلى أن یعرف شیئا دعنا نفھم جییجب أن یعرف أوال وقبل . واحدا إن كان یرید أن یتحرر

كل شىء أن اهللا ال یرتجى منھ شیئا على االطالق، وأنھ . في نظر اهللا حالة میئوس منھا وال یرتجى منھا أى شىءیجب أن یكون واضحا لدیھ مقدار تقییم اهللا لھ، وأیضا

إننا مسیحیون ألننا منتسبون للمسیح، . یمھ لنفسھمقدار تقیلقد . والبعض منا مسیحیون ألنھم كذلك لسنوات عدیدة

كانت لنا أوقات الفشل وأیضا اختبرنا التعثر واالنحراف، ولكن ماذا نفعل بعد كل ھزیمة؟ تقریبا بعد كل ھزیمة

المرة : یكون لدینا التصمیم على الرجوع، فنقول ألنفسناة سأكون أفضل، وسوف ال أنحرف أو أتعثر مرة القادموقد تسبب كل ھزیمة لنا حزنا شدیدا، ونلوم أنفسنا ! أخرى

لماذا فعلت ھذا األمر؟ : مرة أخرى، ویقول الواحد منالماذا سقطت مرة أخرى؟ إننى مؤمن وال یجب أن أكون

وھكذا فإن كل واحد منا تقریبا یصل ! سیئا بھذه الصورةاألولى أن یصمم على : ة إلى ھاتین النتیجتینبعد الھزیم

أن یكون أفضل في المستقبل، والثانیة یحزن على الماضي ھذا عادة ما یحدث معنا كلنا، ومرات حاال بعد . ویتأوه

لماذا ھكذا أنا ضعیف؟ سـوف ال : الفشل نصرخ بحزن !أعود إلى ھذا األمر ثانیة، یارب حررنى

، والمشكلة ھى )٧رو (بارمثل ھذا االختبار ھو نفس اختأنھ مع أن الحزن األول لم ینتھ، فإن الفرصة لحزن جدید

تبدأ بالفعل، وقبل إتمام التصمیم األول، یبدأ التصمیم

Page 62: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

التالى، وھذا یحدث المرة بعد األخرى دون أى تحسن، ولكن لماذا األمر ھكذا؟ ذلك ألننا لم ! ھذه ھى حالتنا

كما ولم . ھو الناموسنتحرر من الناموس، ولم نعرف ما .نفھم ماذا یعنى التحرر من الناموس

لكى نعرف كیف نتحرر من الناموس یجب أن نعرف أوال الناموس ھو مطالب اهللا من . العالقة بیننا وبین الناموس

الجسد، بالناموس یقول لنا اهللا ما ھو صواب وما ھو خطأ، ما یجب أن نفعلھ وما ال یجب أن نفعلھ، ما ھو

الناموس ھو مطالب اهللا من . ع وما ھو مطلوبممنوجمیع الذین في آدم، ولكن علینا أن نعرف أن الغرض من إعطاء اهللا للناموس ھو اثبات فساد الجسد وأنھ غیر قابل

.للشفاء

ولكن ینبغى أن نعرف أنھ لیس اهللا وحده ھو الذى یضعنا تحت الناموس، ولكن نحن أیضا الذین من آدم یمكن أن

نفوسنا تحت الناموس ظنا منا أننا بذلك یمكننا أن نضع وھذا یعنى أنھ یمكننا أن نضع قواعد وقیودا . نرضى اهللا

. ألنفسنا ونقول یجب أال نفعل ھذا ویجب أن نفعل ذاكوباإلضافة إلى الوصایا التى یعطینا إیاھا الرب، نحن أیضا نضع وصایا ألنفسنا، وقد تكون ھذه الوصایا

یا اهللا نفسھ، ونتیجة لذلك یكون ھناك ما صارمة كوصانطلبھ نحن من أنفسنا وأیضا ما یطلبھ اهللا منا، وإن دل ھذا على شىء فإنھ یدل على أننا ال نزال نأمل في ھذا اإلنسان

الذى من آدم، ونتوقع منھ أن یجاھد ویصبح في حالة اهللا : ھذا باختصار ھو وضعنا الحالى. أفضل وینتصر

Page 63: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

ناموس، ونحن أیضا نضع أنفسنا تحت یضعنا تحت ال .الناموس

ما ھو المقصود بالتحرر من الناموس؟ أن ال نتوقع أو ننتظر أى صالح بالنسبة للذات، لیس فقط بالنسبة

. للحاضر، بل أیضا ال نتوقع منھا أى شىء في المستقبلھذا ھو التحرر من الناموس، كما لو أن اهللا یسمح لك أن

آلخر لكى تدرك كیف أنك فاسد، وكیف تخطىء یوما بعد اأنك غیر قابل لالصالح أو الشفاء، وكیف أنك تحفظ

إنھ یریدك أن تعرف لماذا صلبك . الناموس ألنك فاقد القوةفي المسیح ومع المسیح، ذلك ألنك فاسد وغیر قابل

وحینما ترى أخیرا أنك عاجز فحینئذ سوف تتمسك . للشفاء یقول لك إنك فاسد في الداخل، اهللا. بما قد أعده اهللا لك

وأنت تقول إنك فاسد وعاجز وال یمكن إال وأن تخطىء، ھذا ھو التحرر من . ولذلك فإنك ال ترجو أى أمل في ذاتك

التحرر الوحید ھو عندما ترى ! الناموس، ویا لھ من تحرر .ذاتك كإنسان عاجز تماما

تقابلت مرة مع أحد اإلخوة المحبوبین في الرب اسمھ ، كان شخصا كتابیا وأیضا رابحا للنفوس، »مستر كیل«

وفي یوم . وفي ذلك الوقت كان قد بلغ الستین من عمرهمن األیام كنا نمشى معا ونتحدث عن ھذا الموضوع، فقال

فسألتھ عن . لى إنھ ینبغى أن أستمر في تقدیم ھذه الدروسنت حینما كنت حدیثا في اإلیمان ك«: السبب، فكانت إجابتھ

ممتلئا غیرة في خدمة الرب، وكنت أرید أن أنجح في الخدمة، وفي الواقع كنت أرید أن كیل ینجح، ولكن األمور

Page 64: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

صارت من سىء إلى أسـوأ، ووجدت نفسى أزداد عجزا، وفي ذات یوم تحدث . كنت فاشال وكنت في دھشة لعجزى

یا مستر كیل، اهللا ال ینتظر «: معى أحد اإلخوة، وقال لىما تنتظره أنت من نفسك، أنت تأمل كثیرا ولكن اهللا منك

اندھشت لھذه الكلمات، وسألتھ عما . »لیس لھ أى أمل فیكاهللا یعرف أنھ ال «: یقولھ اهللا عنى، فكانت إجابة ھذا األخ

قوة لك، وأنك ال تستطیع أن تفعل شیئا، وأنك عاجز تماما، ومن أجل ذلك فقد وضعك على الصلیب ألنك ال

ومنذ ذلك الیوم اكتشفت . »ح لشىء إال أن تصلبتصلوكأن كل الموازین قد سقطت من عینى، وأستطیع أن

أرى اآلن أن اهللا لیس لھ أیة مطالب على االطالق منى، وأعرف اآلن تماما أننى ال أستطیع أن أفعل شیئا من .»ذاتى، ولذلك فقد صلبنى، فلماذا إذا االتكال على الذات؟

عرف جید المعرفة نظریا وتعلیمیا أن حیاة آدم ومع أننا نالقدیمـة غیر قابلة لالصالح أو العالج، ومع ذلك فیا

للغرابة ألننا عندما نأتى إلى االختبار نرى أننا الزلنا نأمل في حیاة آدم ھذه، ونحاول أن نصلحھا أو نعالجھا،

وكثیرون منا یقولون إنھم في دھشة الرتكابھم مثل ھذه لیتنا نعرف أننا ال یجب أن نندھش على . الخطیة

االطالق، فما ھى الخطیة التى ال یمكن أن نرتكبھا؟ یمكن أن نرتكب أیة خطیة ألن أصل الخطیة فینا، واهللا قد وضعنا على الصلیب ألنھ رأى أننا كنا وال نزال

عاجزین، وال أمل فینا، لذلك فحینما مات الرب یسوع ون أن اهللا صلبنا یكشف عن المسیح متنا نحن أیضا، وك

Page 65: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

.مقدار تقییمھ لنا، فلوال الموت لما صلحنا ألى شىء

إننا نعتقد دائما أننا ! كم ھو مختلف تقییمنا عن تقییم الربقادرون وأننا نستطیع، قادرون على االنتصار، وعلى

حیاة القداسة، وعلى النجاح في الخدمة، ولكن اهللا ال ینتظر إنھ یعلن أننا من الرأس حتى القدم .منا شیئا من ھذا كلھ

كل الكیان مملوء بالخطیة، وأن ال فائدة فینا على االطالق، بعیدا عن الموت ال یوجد خالص، یجب أن نفھم

كیفیة نظرة اهللا إلینا وما یرى أننا : جیدا ھذه الحقیقةوكل من یرى ھذا األمر ویعلمھ جیدا، البد وأن . نستحقھ

.ینال البركة

من المؤمنین بدأوا یفھمون أن اهللا لیس لھ أى أمل فیھم كم كلما ! إال بعد أن سقطوا مرارا وواجھوا كثیرا من الھزائم

بادرنا بفھم ھذه الحقیقة كان أفضل، ألن التحرر یبدأ في الواقع من ھنا، أن نرى ذواتنا أمام اهللا أننا ال نصلح لشىء

مر، كان سوى الموت، وكلما أسرعنا في رؤیة ھذا األالمشكلة كلھا تدور حول حكمنا بالنسبة . التقدم أسرع

لحیاتنا القدیمة في آدم، ال شك أننا كلنا نعرف أن الحیاة العتیقة في آدم غیر قابلة للشفاء وغیر قابلة لالصالح،

ومع ذلك فإن القلیل منا یرون أنھم یجب أن یموتوا، وأنھ كن فھمھ معرفة التعلیم شىء ول. ال بدیل عن الموت

وتطبیقھ شىء آخر، التعلیم یدرك بالعقل، ولكن الرؤیة یجب أن تعلن في الروح، وكل أمر بال إعـالن أو رؤیة ال

.جدوى منھ وال تأثیر لھ

Page 66: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

نحتاج أن نتحرر من الناموس، ولكن كیف؟ إنھ فقط بالموت، ولماذا الموت وحده ھو الذى یقدر أن یحررنا من

یا فالناموس لھ مطالبھ منا، الناموس؟ ألنھ طالما نحن نحاإلنسان الحى ال یجب أن یتعدى على الناموس ألنھ البد

وھذا بالضبط ما قصده الرسول . أن یحاكم إن فعل ذلكفإن المرأة التى تحت رجل ھى مرتبطة «: من ھذه العبارة

إن كان الزوج ال ). ٢ : ٧رو (»بالناموس بالرجل الحى من المرأة، ولكن إن مات یزال حیا فالناموس لھ مطالبھ

یتوقف تأثیر الناموس، وال یكون لھ حق المطالبة، لذلك بعیدا عن الموت ال توجد طریقة أخرى للتحرر من

.الناموس

دعنا ننتقل من كیف أن ناموس اهللا یقیم دعواه علینا إلى متى . كیف أننا نضع ناموسا لنقیم الدعوى على أنفسنا

ن فراشك الیوم متأخرا، تحاكم نفسك؟ عندما تنھض متصمم على أن تنھض مبكرا غدا، وحینما ترى كیف أن حیاتك غیر نقیة وأنت تجاھد من طلوع الفجر حتي حلول اللیل في دوامة الخطیة والعالم أال توجد لدیك الرغبة في أن تنتصر فیما بعد؟ إنك تظن دائما أنك تقدر، وترى في

یظھر عمل المسیح ذاتك أنك حى، وھكذا ال یمكن أن .فیك

ولكن إن كنت تدرك أنك ال تصلح لشىء سوى الموت، فإنك حینئذ سوف تتوقف عن أیة محاولة، وھذا ما حدث

كم من المرات كانت لدى الرغبة في أال أفعلھا . لى بالفعلھل أنا مستحق للموت؟ إن : مرة أخرى، ثم سألت نفسى

Page 67: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

ا دعنا نعرف كان األمر كذلك، فلماذا ھذه الرغبة؟ من ھنأن طریق النصرة لیس في المحاولة، ال یكن عندك أمل

في أنك سوف تتحسن في المرة القادمة، ثق فیما یمكن أن یعطیھ لك الرب، ال تقم بأیة محاولة وال تتوقع أى نجاح،

وال تجاھد من أجل النصرة، ألن كل ھذه من إنساننا وعندما علینا أن نصدر علیھ حكم الموت، . العتیق في آدم

نتمسك بالموت سوف ننتصر ونتحرر من كل عبودیة، إن ال العالم وال الخطیة وال . الموت ھو المخرج الوحید لنا

الذات وال أى شىء آخر یستطیع أن یمس شخصا میتا، وإن كنا نحسب أنفسنا أمواتا فسوف نكون بعیدین كل البعد

.عن أى من ھذه األمور

)٣(

: ف كیف نموت، یقول الرسوللنتقدم خطوة أخرى لنعر. »إذا یا إخوتى أنتم أیضا قد متم للناموس بجسد المسیح«

إن موتنا بجسد المسیح، وألن المسیح نفسھ مات لذلك نحن لیس ھذا الموت انتحارا روحیا، وال نحسب . أیضا قد متنا

وال محاولة في أن نوحى ألنفسنا . أنفسنا أمواتا اعتباطال ألننا قد رأینا العمل الكامل للمسیح على بالموت، كال، ب

الصلیب، نعرف أن اهللا قد أشركنا في موت المسیح، .وعندما نعرف ذلك ال یمكن إال وأن نحسب أنفسنا أمواتا

االختبار األول ھو رؤیة : ھناك اختباران روحیان مذھالنخطة اهللا من أجلك، وھى في كلمة موجزة اصدار حكم

بار الثانى ھو رؤیة ما فعلھ الرب من واالخت. الموت علیك

Page 68: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

أن ترى : ھاتان ھما الحقیقتان الكبیرتان. أجلك في المسیحما أعده اهللا لك، وأن ترى كیف أنك واحد في المسیح،

حینما مات المسیح . وھكذا تتمتع بكل ما فعلھ من أجلكعلى الصلیب كنت أنت أیضا ھناك ألن اهللا قد شملك أیضا

كسر جسده أنت أیضا قد كسرت، إن في موتھ، وعندما .صلبھ ھو صلبك

كثیرون یظنون أن المعمودیة ما ھى إال طقس خارجى، ولذلك فھى لیست ذات أھمیة، إن األمر لیس كذلك،

نحن . المعمودیة ھى شھادة كاملة لما حدث في الداخلنؤمن أنھ حینما مات المسیح فإننا نحن أیضا متنا معھ،

الموت ھو الدفن، إن كنا ال نؤمن وأول شىء یحدث بعدبأننا قد متنا فسوف ال نقبل بأن ندفن، إن موافقتنا على

المعمودیة إذا ھى الدفن . الدفن ھى ألننا نؤمن بأننا قد متناالذى نقوم بھ على أساس اإلیمان بموت المسیح وموتنا،

وأقدم لذلك توضیحا، عندما انشق . الدفن یثبت أننا قد متنا انشق أیضا الكروبیم المطرز على الحجاب من الحجاب،

أعلى إلى أسفل، ونحن نعرف أن الحجاب یرمز إلى جسد والكروبیم یشیر إلى خلیقة اهللا، )٢٠ : ١٠عب (المسیح

وعندما مات المسیح ماتت كل الخلیقة أیضا، وھذا ھو .معنى موتنا للناموس بجسد یسوع المسیح

. اضطرارى أننا أمواتإن طریق التحرر لیس ھو حسبان مثل ھذا التعلیم بالحسبان االضطرارى غیر صحیح، ما ھو إذا الطریق الصحیح؟ أن نحسب أنفسنا أمواتا في

المسیح، لیس أننا أنفسنا نموت، ولكن أن نحسب أمواتا في

Page 69: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

جسد المسیح، ومادام المسیح قد مات ونحن متحدون معھ، تصار لیس في النظر إن سر االن. لذلك فنحن أیضا قد متنا

إلى أنفسنا بعیدا عن المسیح، وھذا ما قصده المسیح بالقول لیس علینا أن ننظر إلى أنفسنا خارج . »اثبتوا فى«

ال یوجد شىء صالح یمكن أن ننظر إلیھ في . المسیحإن كنا نرید أن ننظر إلى نفوسنا، یمكننا فقط أن . ذواتنا

ننظر إلى أنفسنا ننظر إلى نفوسنا في الرب، وبمجرد أنكم من المرات ما . خار ج المسیح فإننا في الحال نسقط

ننسى عمل المسیح الكامل، إننا نغضب على أنفسنا نفشل دائما . »كیف یمكن أن أفعل ھذا األمر؟«: ونقول

لكن . ونسقط باستمرار، ثم نحزن على أنفسنا ونفقد األملما تعملھا دعنا نعرف ھذه الحقیقة، إن كل ھذه األمور إن

في المسیح نحن أموات للناموس، . الذات بعیدا عن المسیحإن كان أحد منا لم یعرف ھذا التحرر، فلماذا ال ینظر إلى

ذاتھ في المسیح اآلن؟ في المسیح قد تمت فینا عملیة إن اهللا یعتبرنا غیر قابلین لالصالح، ومن ھنا ال . الصلب

لینا حكم الموت، یوجد لنا خالص إال بالموت، لقد أصدر عوقام بصلبنا في المسیح، واآلن قد تحررنا من مطالب

.الناموس، لقد تحررنا

األولى أن اهللا : یجب أن نتمسك تماما بھاتین الحقیقتینیرى أنھ بعیدا عن الموت ال توجد طریقة أخرى تحررنا

. من الناموس، والثانیة أن اهللا قد صلبنا فعال في المسیح. عن خطة اهللا، والثانیة عن عمل اهللاألولى تتحدث

لقد تحطمنا تماما وأصبح . األولى مشروع، والثانیة انجاز

Page 70: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

وبعیدا عن الموت ال یوجد خالص، . االصالح مستحیالكیف نقبل ھذه . من ھنا فإن أساس الفداء ھو في الصلیب

الحقیقة في حیاتنا الیومیة لكى نتحرر من الناموس، إن كنا المبدأ فالبد وأن ننجح، بالطبع یجب أن نثبت على ھذا

نعترف وأن نطلب الغفران عندما نسقط، ولكن ال حاجة لنا أن ننظر إلى الماضى مادامت كل ھزائمنا وسقطاتنا

ھل نطلب من الرب أن . نابعة من اإلنسان العتیق في آدمیمنحنا قوة حتى ال نسقط مرة أخرى؟ بالنسبة لإلنسان

ا، ولكن بالنسبة للرب لیس ھذا یعتبر ھذا عمال ممتازلقد انتھى الماضى ولذلك . ضروریا ألننا متنا في المسیح

الناس دائما . فال واحدة من قراراتنا أو رغباتنا تحسبیعتمدون على محاوالتھم لیكونوا في حال أحسن، غیر

عالمین أنھم یستندون على قصبة مرضوضة ال یمكن أن .ة فائدة أمام اهللاتقف أمام العدو، ولیس لھا أی

)٤(

لقد رأینا كیف أن اهللا صلبنا في المسیح، ولكن لیس ھذا لكى تصیروا آلخر، «: وحده كافیا، لذلك لنا ھذه الكلمات

وھكذا نحن ال نأخذ . »للذى قد أقیم من األموات، لنثمر هللافقط تحریرا سلبیا، ولكن أیضا االرتباط اإلیجابى، وإال

اهللا لم یحررنا فقط، ولكنھ أیضا . یكون الكل بال جدوىربطنا، ربط أولئك الذین قد تحرروا من الناموس للمسیح

األولى ھى خروج، بینما األخرى . الذى أقیم من األموات. األولى قطع الصلة، بینما األخرى إنشاء صلة. ھى دخول

أن نتحرر من الناموس من جانب، ونصیر للمسیح من

Page 71: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

ى ما نقصده بالقیامة، فالقیامة وھذه األخیرة ھ. جانب آخرھى ارتباطنا بالمسیح، ولكن لیس ارتباط الواحد ولكن

القیامة ھى االتیان بأبناء كثیرین . ارتباط الكثیرین بالمسیح )٢٤ :١٢یو (للمجد، وھذا ما أشار إلیھ المسیح في

إن لم تقع حبة الحنطة في األرض وتمت فھى تبقى «في األصل كانت . »ثمر كثیروحدھا ولكن إن ماتت تأتى ب

ھناك حبة واحدة، ولكنھا اآلن تكاثرت وأصبحت حبات كثیرة، ھكذا المسیح عن طریق الموت یعطى حیاتھ لكل

األولى أن اهللا : وھكذا توجد حقیقتان في المسیح. المؤمنینقد أشركنا في موت المسیح، ولذلك فحینما مات المسیح

نا مع المسیح من الموت، والثانیة أننا قم. متنا نحن أیضاوبھذا نأخذ حیاتھ الممنوحة لنا، وھذا ھو كل ما یمتلكھ

.الذین قد تجددوا، ویمتلكونھ معا

نحن الذین قمنا في المسیح البد وأن نأتى بثمر لمجد اهللا، ذلك ألن اهللا أعطانا حیاة المسیح ولذلك فإننا نحیا حیاة

فسوف ومھما كانت حبة الحنطة التى تزرع. المسیحیكون الثالثون أو الستون أو المائة حبة التى تخرج منھا، وإذا كان المزروع شعیرا فال یمكن أن یكون المحصول قمحا، فما یزرع ھو الذى ینمو ویأتى بثمر، فإن كان ما

كیف یمكن . یزرع قمحا فالمحصول البد وأن یكون قمحاده أن نحیا حیاة المسیح وأن نثمر لمجد اهللا كما مج

المسیح؟ ھناك طریقة واحدة، وھى أن نجعل المسیح یحیا .فینا

Page 72: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

قوة القیامة: ثانیا

إن اهللا قد أكمل ھذا لنا نحن إذ أقام یسوع كما ھو «مكتوب أیضا في المزمور الثانى أنت ابنى أنا الیوم

).٣٣ : ١٣أع (»ولدتك

ال أزال شاكرا ألجلكم ذاكرا إیاكم في صلواتى، كى « إلھ ربنا یسوع المسیح أبو المجد روح الحكمة یعطیكم

واإلعالن في معرفتھ، مستنیرة عیون أذھانكم لتعلموا ما ھو رجاء دعوتھ وما ھو مجد میراثھ في القدیسین، ومــا

ھى عظمــة قدرتھ الفائقة نحونا نحن المؤمنین حسب عمل شدة قوتھ، الذى عملھ في المسیح إذ أقامھ من األموات

یمینھ في السماویات، فوق كل ریاسة وأجلسھ عنوسلطان وقوة وسیادة وكل اسم یسمى لیس في ھذا الدھر فقط بل في المستقبل أیضا، وأخضع كل شىء تحت قدمیھ وإیاه جعل رأسا فوق كل شىء للكنیسة، التى ھى جسده

).٢٣ - ١٦ : ١أف (»ملء الذى یمأل الكل في الكل

أیضــا اعتمدنا إلى جســد ألننــا جمیعــا بروح واحـد« : ١٢كو ١(» وجمیعنــا سقینـــا روحــا واحدا... واحد

١٣.(

)١(

نرید اآلن أن نتأمل في موضوع القیامة، وھو موضوع ضخم ال یمكن تغطیتھ في مثل ھذا التناول الموجز، ولكن

لنحاول أن نلمس النقطة المركزیة بخصوص القیامة،

Page 73: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

ھ ال یمكن للتعبیر البشرى أن یعبر وحتى ھذه فإننا نقول إن. عنھا أو یشرحھا، وال یمكن ألى فكر بشرى أن یلم بھا

إن الكلمات واألفكار تعجز عن فھم القیامة ألنھا فوق فھم الكلمات واألفكار البشریة، ولیس لنا إال أن نتطلع إلى

.الرب كى یعطینا رؤیة وبصیرة

قة اإلنسان كانت یجب أن یكون مفھوما لدینا أنھ مع أن خلیصحیحة وصالحة، إال أن علیھ أن یبلغ إلى غرض اهللا

ویمكننا أن نقول إن . وھدفھ طالما أنھ ال یمتلك حیاة اهللاعندما خلق اهللا . خلیقة اهللا صحیحة ولكنھا غیر كاملة

المخلوقات األخرى خلقھا كاملة، لكنھ لم یخلق اإلنسان في ة نستطیع أن صحیح من وجھة نظر واحد. حالة الكمال

نقول إن اإلنسان خلق صحیحا من الناحیة الشرعیة، لكن وضعھ أمام شجرة معرفة الخیر والشر وشجرة الحیاة

اإلنســان كمــا خلق ھـو حقـا . أثبتت عدم كمال اإلنساننفس حیة، ولكن ال تزال لیست فیھ الحیاة التى تمثلھا

لمخلوقات إن الفرق بین اإلنسان وسائر ا. شجرة الحیاةاألخرى ھو أن المخلوقات األخرى لم تكن في حاجة إلى

. شىء آخر یضاف إلیھا، كما أن اهللا لم یطالبھا بشىءولكن اإلنسان كان یحتاج إلى لمسة أخرى بعد الخلق، ألن

وھذه اللمسة . اهللا كان وال یزال لھ ھدف خاص لإلنساناألخیرة التى نتحدث عنھا یجب أن تضاف بواسطة

سان نفسھ، والتى یمكن أن نقول إنھا بحاجة أن تضاف اإلن .إلیھ ھى ثمرة شجرة الحیاة

ولسوء الحظ فقد أضاف اإلنسان لنفسھ ثمرة شجرة معرفة

Page 74: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

دعنا نؤكد ھذه . الخیر والشر بدال من ثمرة شجرة الحیاةالحقیقة أن اإلنسان كما خلق لیس كامال طالما أن اهللا یرید

وحتى إذا . لذى حسب خطتھ األبدیةأن یكون لھ اإلنسان الم یأكل اإلنسان من ثمر شجرة معرفة الخیر والشر فإنھ

بمعنى أنھ سواء لم . ال یزال غیر قادر على اشباع قلب اهللایأكل من شجرة الحیاة قبل أو بعد أكلھ من شجرة معرفة

وقد یصل . الخیر والشر، فاإلنسان محدود وغیر كاملنیة، ولكنھ یبقى غیر كامل بحسب اإلنسان إلى قمة اإلنسا

.خطة اهللا األبدیة ألنھ ال یملك حیاة اهللا

إن قصد اهللا من خلق آدم لیس فقط أن یجعلھ نفسا حیة بأن نفخ في قطعة الطین، ال لیس ھذا كافیا ألن اإلنسان ال

لقد حصل على الحیاة المخلوقة، . یزال لیست فیھ حیاة اهللاإنھ محدود . یاة غیر المخلوقةولكنھ لم یحصل بعد على الح

بالزمن والمكان، إنھ مخلوق لدرجة معینة، ولكنھ عاجز أن یصل إلى خطة اهللا الكاملة، لھذا فمنذ أیام آدم كان اهللا

. یعمل من أجل الحصول على إنسان وفقا لھدفھ وخطتھونالحظ من خالل العھد القدیم كلھ أن اهللا كان یعمل

راھیم وإسحق ویعقوب ویشوع باستمرار في حیاة نوح وإبوصموئیل وداود وآخرین لغرض إتمام ما قد خططھ في األصل، ونعلم كیف استلم اهللا ھؤالء الرجال واستطاع أن یكمل عملھ فیھم، فمن ناحیة یمكننا القول بأنھم كانوا في ید اهللا، ولكن من ناحیة أخرى یمكن أن نقول أن اإلنسان

فیھ قصده األبدى لم یكن الذى كان الرب یرید أن یتمم كفءا، لقد وصل كل واحد من ھؤالء إلى نقطة معینة، ثم

Page 75: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

.عجز عن الوصول إلى الھدف

ثم جاء العھد الجدید، وتجسد ابن اهللا، وجاء اإلنسان الذى كان اهللا ینتظره، لقد وجد اإلنسان الكامل، ولم یكن ھذا

.اإلنسان إال المسیح یسوع

ھو اإلنسان الذى كان اهللا ینتظره لنتذكر دائما أن المسیح دائما على مر ھذه السنوات الطویلة، المسیح ھو اإلنسان

.الكامل ـ اإلنسان الممثل اإللھى ـ اإلنسان النموذجى

ومع ذلك فإن الرب یسوع المسیح وھو في الجسد كانت ھناك قیود على بشریتھ، ومع أنھ كان یختلف عن بقیة

أنھ كانت لھ الطبیعة اإللھیة، البشر الذین على األرض في وكان إنسانا كامال، ومع ذلك فإنھ بمفھوم القوة كان

المسیح یخضع لمحدودیة اإلنسان إذ أنھ كان مقیدا بالزمن حینما أحضر األربعة الرجال اإلنسان المفلوج . والمكان

أمام الرب یسوع المسیح، كان علیھم أن ینقبوا السقف وعندما أرادت نازفة ). ٤ ، ٣ : ٢مر (لیحضروه أمامھ

الدم أن تلمسھ كان علیھا أن تزحم الجمع قبل أن تتمكن ومن جانب آخر ).٣١ - ٢٥ : ٥مر (من رؤیة المسیح

یا «: مدح الرب قائد المئة الرومانى على إیمانھ حینما قالسید لست مستحقا أن تدخل تحت سقفى لكن قل كلمة فقط

الرجل عرف أنھ لیس في ھذا). ٨:٨مت (» فیبرأ غالمىحاجة إلى أن یزحم الجمع لیكون بجانب المسیح لكى

ومع ذلك . یلمسھ، ألنھ عرف الجانب غیر المحدود للربفإن ما أظھره الرب یسوع المسیح وھو على األرض كان

Page 76: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

ذا طبیعة محدودة ومقیدة، وھذا لیس دلیال على أنھ لم یكن لى حقیقة أن ھناك كمال في شخصیتھ، إنھ یشیر فقط إ

.اظھار قوتھ كان مقیدا إلي حد ما

)٢(

ما ھى القیامة؟ حقیقة القیامة ھى أن اهللا قد وجد إنسانا ـ عندما كان الرب . اإلنسان الذى كان ینتظره منذ زمن بعید

یسوع المسیح على األرض كان إنسان كامال، ومع ذلك فإن ھذا اإلنسان الكامل كان محدودا إلى حد ما، لكن

اإلنسان الذى كان ینتظره اهللا من قبل تأسیس العالم ھو ما كان اهللا یبحث عنھ ھو القیامة، . اإلنسان غیر المحدود

وفي قیامة الرب یسوع سما فوق كل الحدود ولم یعد أى وھو في الجسد كان . شىء في االمكان أن یقیده أو یحده

في المسیح یحمل إمكانیة الموت، ولكن بعد القیامة لم یكناستطاعة الموت أن یلمسھ، لقد أباد كال من الموت

واحتمال الموت، لذلك كانت كلمتھ إلى یوحنا الحبیب بعد » والحى وكنت میتا وھا أنا حى إلى أبد اآلبدین«: قیامتھ

ال یمكن أن یموت مرة أخرى بعد أن أباد ). ١٨ : ١رو ( الموت بموتھ وقیامتھ، وال یمكن للبشر أن یصلبوه مرة

.أخرى، وھذا ما یسمى بالقیامة

القیامة معناھا أن اإلنسان الذى كان اهللا في األزل یبحث أنا . أنت ابنى«! عنھ قد وجده اآلن في ربنا یسوع المسیح

ھذا اإلعالن ال یشیر إلى بیت . ، یقول الرب»الیوم ولدتكحینما ولد . لحم حیث ولد المسیح، ولكنھ یشیر إلى القیامة

Page 77: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

بیت لحم لم یكن في استطاعة اهللا أن یعلن ھذا المسیح في اإلعالن، ولكن بعد أن قام المسیح استطاع اهللا أن یقول

دعنا إذا نتذكر دائما أنھ حتى ). ٣٣ : ١٣أع (ھذا القول وإن كان المسیح كامال في طبیعتھ وشخصھ وحیاتھ وھو

لكن بعد . على األرض، إال أنھ كان محدودا حتى القیامةإن القیامة تدل على أنھ یوجد . مة زالت كل الحدودالقیا

إنسان قد اجتاز كل الحدود اإلنسانیة، وأن اإلنسان الذى كان اهللا یبحث عنھ قد وجده أخیرا في ذلك الیوم الذى قام

.فیھ المسیح من بین األموات

إن قیامة الرب یسوع المسیح تختلف عن قیامة اآلخرین حینما دعى لعازر أن یخرج المذكورین في الكتاب، مثال

من القبر، طلب منھ أن یخرج في حالتھ السابقة التى كان یعیشھا في العالم، وبالتعبیر العامى یمكن أن نقول أن نفس لعازر عادت إلى جسده، وكان ال یزال مقیدا بأكفان القبر،

١١یو (وما لم یحل منھا لم یكن في استطاعتھ أن یمشى كان قد قام من . ى مجرد حیاتھ الجسدیةلقد عاد إل. )٤٤:

.الموت، لكنھا قیامة مختلفة عن قیامة الرب یسوع المسیح

ما الذى جعل بطرس ویوحنا یؤمنان بقیامة الرب یسوع المسیح؟ الحظ أنھ في أول األسبوع بعد أن سمعا بالخبر من مریم المجدلیة أنھما أسرعا إلى القبر، ودخال ونظرا

المندیل الذى كان على رأسھ لیس األكفان موضوعة و ٢٠یو (موضوعا مع األكفان بل ملفوفا في موضع وحده

. ولم یكن ھناك أحد في الداخل، ومن ثم آمنا ). ٨ - ٦: لكن لعازر من جانب آخر كان ال یزال ملفوفا في األكفان،

Page 78: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

لكن المسیح لم یكن . جسده كان ال یزال ملفوفا بالقماش. م یكن مقیدا بأى شىء على االطالقملفوفا بأى شىء، ل

قبل القیامة كان تحت قیود الجسد والمادة، ولكن بعد القیامة لم یعد تحت أى قید، لقد اخترق قبضة الموت، ولم

.یعد في امكان أى قید أن یمسك بھ

بالنسبة للرب «: لقد أحسن أحد اإلخوة حینما قال مرة یذھب، ولكن المقام لیس األمر المھم ھو في أن یأتى أو

قبال كان یأتى . »المھم ھو في امكان رؤیتھ أو عدم رؤیتھالموضوع المھم . ویذھب، ولكنھ اآلن ال یأتى وال یذھب

الیوم ھو إن كان یمكن أن نراه أو ال نراه، ھل لنا االعالن عندما یقبل الناس فسوف یرون، . أم لیس لنا االعالن

باإلعالن . ال یرونولكن عندما ال یكون لھم اإلعالن فإنھمسوف یلمسون الرب، وبدون اإلعالن ال یمكن لھم أن

من ھنا فإن السؤال لیس عن اتیان الرب أو . یلمسوهمشكلة اتیانھ أو . ذھابھ، بل في رؤیتنا أو عدم رؤیتنا

ذھابھ لم یعد لھا وجود طالما أن ھذه القیود قد انتھت ألن .ربنا یسوع المسیح قد قام من األموات

د قیامة الرب یسوع المسیح كان توما یشك في قلبھ، وقد بعإن لم أبصر في یدیھ «: عبر عن ھذا الشك بالقول

المسامیر وأضع اصبعى في أثر المسامیر وأضع یدى في ال تكن غیر مؤمن «: ولكن الرب قال لھ. »جنبھ ال أؤمن

» ربى وإلھى«وبعد أن أجاب توما بالقول . »بل مؤمناألنك رأیتنى یا توما آمنت، طوبى للذین «: قال لھ الرب لیس الموضوع ) .٢٩ - ٢٤ : ٢٠یو (»آمنوا ولم یروا

Page 79: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

الیوم أن نلمسھ بالید، ولكن أن نلمسھ باإلیمان، وكل من المسیح الیوم ھو رب . عنده اإلیمان یمكن أن یلمسھ

ینبغى أن . القیامة، ولذلك فإن محدودیتھ السابقة قد انتھتإن كنا نؤمن . ن لكى نلمس ھذا الرب المقامنستخدم اإلیما

فسوف نراه، لیس ألنھ غیر موجود، ولیس ألن أعیننا المجردة ال تستطیع أن تراه، الیوم لم یعد الوقت أو المكان

مشكلة، مع أن أعظم ما یجد اإلنسان الیوم ھما الزمن ولكن الیوم ال تستطیع ھذه األمور أن تقف في . والمكان

ذلك فإن السؤال ھو إن كنا نؤمن أو ال طریق الرب، ولنؤمن، ألننا عندما ننظر إلى الرب بعین اإلیمان فالبد أن

.نراه

عن قیامة لعازر من الموت تقدم لنا ) ١١یو (وقصة ربما نذكر . الكثیر الذى یمكن أن یساعدنا على الفھم

یا «: لقـد قــالت لھ. اللحظة التى رأت فیھـــا مرثا الربقال لھا ). ٢١عدد (» ت ھھنا لم یمت أخىسید، لو كن

ماذا كان جواب ). ٢٣عدد (» سیقوم أخوك«: الرب. »أنا أعلم أنھ سیقوم في القیامة في الیوم األخیر«: مرثا

وألنھا یھودیة فقد كانت تؤمن بما كان یؤمن بھ الیھود عن أنا ھو «: القیامة في الیوم األخیر، لذلك أعلن لھا الرب

في فكر مرثا كانت القیامة ).٢٥عدد (»یاةالقیامة والحوالیوم األخیر مرتبطین معا كشىء واحد، ولكن الرب

یرینا بأنھ مادام ھو ھنا فإن مشكلة الیوم األخیر لم یعد لھا وجود، ألنھ ھو القیامة، وھو ھنا، موضوع الزمن قد

انتھى، في القیامة ال الزمن وال المكان وال أى قید یشكل

Page 80: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

.ةأیة مشكل

عندما اجتمع التالمیذ خلف . لقد قام ربنا یسوع المسیحاألبواب المغلقة جاء المسیح في الوسط، وأظھر ذاتھ لھم،

٢٦ ، ١٩: ٢٠یو (استطاع أن یدخل دون أن یفتح الباب وأیضا ظھر لتلمیذى عمواس، وحینما بدآ یعرفان ).

ھذه ھى مجرد ). ٣١ : ٢٤لو (اختفى عن أنظارھما لقد تجاوز الزمن وتجاوز المكان، في ثانیة . قیامةمعجزة ال

واحدة یستطیع أن یلمس أطراف األرض من أقصاھا إلى لم تعد حاجة للقول إن عمال معینا سوف یستغرق . أدناھا

ثالث أو خمس سنوات، أو أننا في حاجة إلى عشر سنوات ما یمكن أن یقال إنھ . من الصالة لكى یحدث أمر معین

نا الیوم یستطیع أن یتجاوز الزمن یوجد شخص ھ .والمكان، إنھ الرب المقام

سنة، وكإنسان كان یتقدم ٣٣عاش المسیح على األرض ولكن بعد قیامتھ أخذ ). ٥٢ : ٢لو (في الحكمة والقامة

في اظھار قوة اهللا غیر المحدودة، وقد اجتازت ھذه القوة یاتھ إن ح. أعظم الحدود على االطالق ـ أال وھو الموت

تتجاوز الزمن والمكان، حیاتھ تجتاز الموت، ومن ھنا فھو البشر محدودون بالموت، ولكن ربنا یسوع المسیح . الحى

.غیر خاضع للموت، ھذه ھى قیامة ربنا یسوع المسیح

كلنا نعلم أن الموت حد فاصل، كل الكائنات الحیة تنتھى بالموت، الحد الفاصل لكل عشب أو شجرة ھو الموت، قد یعیش الكلب أو تعیش القطة ثالث أو خمس سنــوات أو

Page 81: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

أكثر، وقـد تكون ماھرة أو نافعة، ولكنھــا ال تعیش إلى نفس الشىء بالنسبة . األبد، حیاتھا محدودة وتنتھى بالموت

لإلنسان، بغض النظر عن مقدار كفاءة الغنى الغبى في یا غبى، في ھذه«: التخطیط، فإننا نقرأ كیف قال لھ الرب

»اللیلة تطلب نفسك منك، وھذه التى أعددتھا لمن تكون؟. بالموت یفقد اإلنسان كل شىء ). ٢٠ - ١٦ : ١٢لو (

وھو على قید الحیاة یمكنھ أن یعمل أشیاء كثیرة وأن یكون ولكن بالنسبة للرب . نافعا، ولكن نفعھ یتوقف بالموت

یسوع المسیح لم یعـد ھنــاك مـوت، لقد أباد الموت فالإن الرب یسوع لیس فقط . یمكن أن یمسك بھ مرة أخرى

إنھ . حیا، ولكنھ لن یموت، بل لیس عنده إمكانیة الموت : ١رؤ (الحى وكان میتا ولكنھ اآلن حى إلى أبد اآلبدین

١٨.(

حسب عمل شدة قوتھ الذى عملھ «: إن القیامة ھى قوة اهللانھ في في المسیح إذ أقامھ من األموات وأجلسھ عن یمی

لیس في ھذا الدھر فقط بل في ... السماوات فوق كلبعد قیامتھ جلس ). ٢١ - ١٩ : ١أف (المستقبل أیضا

الرب یسوع عن یمین اآلب فوق الكل ـ فوق كل اسم اإلنسان الذى كان . یسمى في ھذا العالم وفي العالم اآلتى

في فكر اهللا منذ تأسیس العالم قد وجد اآلن في الرب یسوع عد قیامتھ، ما كان ینتظره اهللا ھو إنسان على مثالھ، وقبل ب

اهللا . أن یتحقق ھذا األمر لم یحصل على ما كان في فكرهالذى ھو فوق الكل یطلب إنسانا یكون فوق الكل، وحیث

بعد . أنھ ال یوجد إنسان فوق الكل فإن غرض اهللا لم یتحقق

Page 82: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

ولم أن قام الرب یسوع من األموات جلس عن یمین اآلب،یبطل قید الموت فقط، بل انتصر أیضا على كل القیود األخرى، وبھذا حصل اهللا على اإلنسان الذى كان في

.فكره

ینبغى أن نعرف أن الرب یسوع جاء إلى العالم لیكون نائبا عن اإلنسان، حیاتھ على األرض التى تجاوزت ما الثالثین عاما كانت نیابیة، وكذلك حیاتھ بعد القیامة، و

كان یمثلھ على األرض أثناء الثالثین عاما ھو المستوى األدبى لإلنسان، أو بأكثر تحدید المطالب األدبیة من

وفي األربعین یوما بعد قیامتھ كان یؤكد لتالمیذه . اإلنسانلذلك فإن الرب یسوع . على القوة التى سیعطیھا لھم اهللا

اآلداب یمثل من ناحیة إنسان اهللا المثالى الذى یعكسالصحیحة والشروط الروحیة التى یطلبھا اهللا من اإلنسان، فإن كان قد جاء إلى العالم ولم یمت من أجلنا، ولم یكفر

عن خطایانا، فإنھ باتیانھ ھكذا یكون قد أداننا جمیعا، ألننا ھو وحده اإلنسان الذى لھ مجد . جمیعنا قد أعوزنا مجد اهللاالشخص المثالى، ونحن ھو . اهللا والذى وفي مجد اهللا

بالمقارنة خطاة ولیست لدینا أیة أھلیة ألنھ ھو المثال ومن جانب آخر فإنھ بعد قیامتھ . األدبى لكل واحد منا

أصبح الرب یسوع یمثل إنسان اهللا المثالى، وقد أشرنا من فإن » أنت ابنى أنا الیوم ولدتك«قبل أنھ حینما قال الرب

في ذلك الیوم . إلى القیامةذلك ال یشیر إلى بیت لحم بل اذھبى إلى إخوتى وقولى لھم «: عینھ قال المسیح لمریم

١٧ : ٢٠یو (» إنى أصعد إلى أبى وأبیكم وإلھى وإلھكم

Page 83: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

وھذا یبین لنا أن صیرورتنا أوالد اهللا تبدأ أیضا عند ،) .القیامة

ال یحتاج اهللا فقط إلى أناس من أصحاب المبادىء الناس أصحاب . ج إلى أناس أقویاءاألخالقیة، ولكنھ یحتا

المستوى الرفیع من األخالقیات ال یمكن أن یشبعوا قلب إنھم في حاجة أیضا إلى قوة غیر عادیة لكى یكونوا . اهللا

ومنذ والدتھ في بیت لحم لم یعجز الرب . مرضیین عندهیسوع یوما عن أن یمجد اهللا، وھذا یدل على أنھ كان

أدبى وأخالقى، ولكن بعد قیامتھ، إنسانا في أعلى مستوى أنت ابنى أنا الیوم «أى من الوقت الذى قال فیھ اهللا

، فقد ظھر أیضا الجانب اآلخر من شخصیتھ، إنھ »ولدتكإنسان القوة الذى یتجاوز الزمن والمكان، بل ویتجاوز أى

.قید آخر من أى نوع

إن القیامة شىء جوھرى وأساسى، وإن ما نقولھ ! آه !مجرد لمسة بسیطة لسطحھاھنا ھو

)٣(

یرینا بكل وضوح ماھیة القیامة، كما أنھ یظھر لنا )٢أع (إن . القیامة تحررنا من سجن الموت. ماھیة الروح القدس

رب القیامة یسمو فوق كل شىء، فماذا عن الروح القدس؟ عندما قام الرب یسوع من األموات ارتفع بیمین اهللا

ا وصل إلى یمین اهللا اآلب لیجلس عن یمین اهللا، وعندمومن ھنا نستطیع أن نقول بحق إن . سكب الروح القدس

قوة الروح القدس ھى قوة القیامة، والرب یضع القیامة

Page 84: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

وقوتھا في الروح القدس الذى بدوره یأتى بھا إلى والیوم نحن ال نستطیع أن نفصل القیامة عن . األرض

واجھ القیامة الروح القدس، وكل من یواجھ الروح القدس یوھذا الذى انسكب من السماء في یوم الخمسین . أیضا

والذى رآه وسمعھ التالمیذ ھو الروح القدس، لماذا أعطى الروح القدس؟ لیشھد على أن الرب قد قام، وھل یشھد

الروح القدس فقط بالكلمات؟ ال، إن كل واحد قد تقابل مع .الروح القدس یعرف أن الرب یسوع قد قام

ا كان الرب یسوع على األرض كان البعض یتكىء عندمفي حضنھ، والبعض كان یأخذ أشیاء من یده، والبعض

كان یلمس ھدب ثوبھ، والبعض كان الرب یغسل رجلیھ، والبعض قامت أجسادھم معھ، والبعض مسحت أعینھم

والرب . والیوم مع أنھ قام، لكنھ في الروح. بالتفل والطین ھو الذى لمسھ أولئك أو لمسھم الذى یمكن اآلن أن نراهالذى نراه الیوم یفوق ذاك الذى . على األرض ولم یروه

رأوه على األرض، ألننا الیوم قد تقابلنا مع رب القیامة، أولئك الذین عرفوا الرب یسوع على األرض یمكنھم أن یقولوا لقد كان یتقدم في الحكمة والقامة، وربما یتذكرون

كان في الثانیة عشرة من عمره، كیف تقابلوا معھ عندماأو عندما كان في الثالثین، وقد یمكنھم أن یقصوا تاریخ

لكن . حیاتھ، ویعرفوا من كانوا إخوتھ ومن كانا والداهالرب الذى نراه الیوم یسمو فوق ذاك الذى كان یتقدم في

الحكمة والقامة، إنھ یسمو فوق كل الحدود، وإذا كان .د، فلقد تجاوز ذلك الحد أیضاالموت ھو آخر الحدو

Page 85: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

كیف أمكن للكنیسة أن تستمر قرابة ألفى سنة، ذلك ألنھ على مدى عشرین قرنا . یوجد دائما من یرون رب القیامة

تقریبا ویوجد قدیسون قد استنارت قلوبھم في الداخل ألنھم نحن نعترف أننا ال نعیش في الوضوح من . قد رأوا الرب

ولئك الذین عاشوا في عصر األربعة جھة المسیح كما أإننا ال نرى ما رأوه، وال نعرف الظھور . األناجیل

الحقیقى للرب في الجسد، ومع ذلك فإن معرفتنا بھ الیوم أكثر وضوحا من أولئك الذین عاشوا في عصر األناجیل

إننا أكثر استنارة في الداخل، لقد لمسنا الرب في . األربعة .الداخل

روح القدس على األرض الیوم؟ إنھ یربط ماذا یفعل اللو قال أى واحد إنھ یعرف الروح . المسیح المقام بالناس

ألن . القدس وال یعرف القیامة، لقلنا لھ إن ھذا مستحیلالمسیح الیوم یسمو فوق المكان والزمان والموت وكل حد

الروح القدس ھو الروح الذى أقام الرب . أو قید آخروة الروح القدس ھى إذا قوة القیامة، فق. یسوع من الموت

وحیثما یوجد عمل الروح القدس یوجد اظھار قوة القیامة، .وحیث یوجد الروح القدس توجد قیامة

)٤(

وأخضع كل شىء تحت قدمیھ، وإیاه جعل رأسا فوق كل «شىء للكنیسة التى ھى جسده، ملء الذى یمأل الكل في

ھنا ما ھى أال نرى . )٢٣ ، ٢٢ : ١أف (»الكلالكنیسة؟ عندما كان الرب یسوع بالجسد كان اإلنسان

Page 86: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

الكامل، ولكن كان البد أن یكون رأس الكنیسة، في ذلك الوقت كان ھو نفسھ تحت حد الموت، إذ كانت إمكانیة الموت الزالت فیھ ولم یكن قد كسر شوكة الموت بعد، ولو أن الكنیسة كانت قد أصبحت جسده في ذلك الوقت

. بالمثل تحت ھذا الحد نفسھ ـ أال وھو حد الموتلكانتولكن اآلن وقد سما فوق كل شىء، فقد سمت الكنیسة

.أیضا فوق كل شىء

صحیح أن الرب وھو على األرض كان ممتلئا قوة، وإن كنا نحن ال نملك إال مجرد القوة التى كان یمتلكھا حینما

یعتبرھا غیر كان بالجسد فلربما شعرنا بالكفایة، ولكن اهللا بعد أن كسر أعظم قید وھو الموت، قام الرب . كافیة

یسوع، واهللا أخضع كل شىء تحت قدمیھ، وجعلھ رأسا فوق كل شىء للكنیسة، وھكذا أصبحت الكنیسة جسده، وھكذا أصبح للرأس والجسد نفس الطبیعة، لقد أصبحنا

واحدا تماما، وكما أن الرأس فوق كل شىء، ھكذا الكنیسة ضا أصبحت فوق كل شىء وكما أن الرأس فوق أى حد أی

.أو قید، ھكذا الكنیسة

بالنسبة لنا كأفراد، فإننا ال نزال بالطبع في الجسد، لذلك فنحن نخضع لحدود الزمان والمكان، ولكن بالنسبة لطبیعة الكنیسة كجسد المسیح، فھى ملء الذى یمأل الكل في الكل،

ومن ھنا فإنھا یمكن أن ھى إناء حیاة المسیح المقام،لنا ھذا «لیتنا نتذكر ھذا دائما أنھ . تختبر قوة قیامة المسیح

٤كو ٢ (الكنز في أوان خزفیة لیكون فضل القوة هللا ال منامن ناحیة ال نستطیع أن ننكر أننا أوان خزفیة ال ). ٧:

Page 87: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

فائدة منھا، ولكن من ناحیة أخرى یجب أن نعرف أیضا اهللا حیاة المسیح المقام، فإن اإلیمان أنھ منذ أن أعطانا

إن تاریخ الكنیسة یرینا . یدعونا أن نختبر قوة القیامة ھذهكیف اختبرت الكنیسة قوة القیامة ھذه، ویمكن أن یقال

أیضا إن الكنیسة قد بنیت على أساس القیامة، وفي یوم من األیام سوف یتم اختطاف القدیسین، وسیتم فداء أجسادھم،

نئذ سوف یظھرون بكل جالء ووضوح قوة القیامة وحی .ھذه

نظرة سریعة إلى تاریخ الكنیسة في العصر األول ربما في القرن األول انتشر اإلنجیل . تساعدنا لفھم ھذا األمر

بواسطة نفر من الصیادین الجلیلیین، وبحسب ظروفھم الشخصیة كانوا غیر متعلمین، وكانوا أناسا عادیین من

تأمل . ب، وكانت أیضا تنقصھم الشجاعةعامة الشعبطرس على سبیل المثال، فمع أنھ كان األقوى بین االثنى

عشر تلمیذا، إال أنھ في اللیلة التى أمسك فیھا الرب یسوع، تبعھ من بعید، وبعد أن وصل إلى ساحة رئیس

الكھنة، لم یستطیع أن یثبت أمام جاریة، وھكذا أنكر الرب ثبت اثباتا قاطعا بأنھ كان ضعیفا ثالث مرات، وھذا ی

وجبانا مثل بقیة التالمیذ، ولكن حینما حل یوم الخمسین وانسكب الروح القدس، لم یعد بطرس یتصرف كصیاد

.جبان وجاھل

وأكثر من ذلك، فقد تمت على یدى الرسل كثیر من وحینما اضطھدوا ). ٤٣ : ٢ أع (العجائب والمعجزاتالھیكل والصدوقیین ألقى القبض على من الكھنة وقائد جند

Page 88: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

االثنى عشر، وتحت التھدید حاولوا منعھم من أن یتكلموا ال نستطیع إال «عن قیامة الرب یسوع، فماذا كــان ردھم؟

وكانوا في غایة الشجاعة . »أن نتكلم بما رأینا وسمعناوالجرأة وھم یتكلمون بكلمة اهللا، حتى أن الذین كانوا

أوا مجاھرة بطرس ویوحنا ووجدوا لما ر«یحاكمونھم - ١ : ٤أع (» أنھما إنسانان عدیما العلم وعامیان تعجبوا

لقد تغیروا من الضعف إلى القوة، والسبب أنھم ). ٢١عرفوا قوة قیامة المسیح، ولم یعودوا یحیون بحیاتھم

وأیضا حینما رجم الشعب . الطبیعیة، بل بقوة تلك القیامةهللا، لم یحمل لھم أى عداء، ولكنھ استفانوس ألجل كلمة ا» یارب ال تقم لھم ھذه الخطیة«: صرخ بصوت عظیم

مثل ھذه القوة ال تأتى إال من الحیاة ). ٦٠ : ٧أع ( .المقامة

عندما ألقى ببولس وسیال في السجن الداخلى، لم ییأسا أو كانا یصلیان ویسبحان «یضعفا، وبدال من التذمر والبكاء،

وكان نتیجة لذلك أن آمن كل من ). ٢٥ :١٦أع (»اهللاكان في السجن، ومثل ھذه القوة ھى حقا اظھار قوة

.المسیح المقام في حیاتھم

ومع ذلك فإننا لكى نختبر قوة القیامة ھذه، یحتاج األمر كى «): ١أف (وكم نحن في حاجة إلى صالة. إلى إعالن

لحكمة یعطیكم إلھ ربنا یسوع المسیح، إلھ المجد، روح اوما .. لتعلموا ما ھو رجاء دعوتھ.. واإلعالن في معرفتھ

ھى عظمة قدرتھ الفائقة نحو المؤمنین حسب عمل شدة ھنا . »قوتھ الذى عملھ في المسیح إذ أقامھ من األموات

Page 89: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

نرى نوع القوة التى یعملھا الرب في أولئك الذین یؤمنون، ألموات، ھى القوة التى عملھا في المسیح حینما أقامھ من ا

بمعنى أنھ كما أقام اهللا المسیح من األموات لكى ال یسود علیھ الموت، بل یتخطى كل الحدود، ھكذا یظھر اهللا نفس

.القوة لنا نحن المؤمنین

. إننا نشكر اهللا ألن الكنیسة قد اختبرت قبال قوة القیامة ھذهإن میالدنا الثانى ھو بقیامة ربنا یسوع المسیح من الموت

عندما نعظ ویقبل الناس اإلنجیل، فھذا ھو ). ٣ : ١بط ١(دفع إلى كل سلطان في «: ثمر القیامة، وقد أعلن الرب

: وأیضا قال، ) ١٨ : ٢٨مت (»السماء وعلى األرضألنھ حیثما اجتمع اثنان أو ثالثة باسمى فھناك أكون في «

وإذا اتفق اثنان أو ثالثة على ). ٢٠ : ١٨مت (» وسطھمفي أى شىء یطلبانھ یمكن أیضا أن یظھروا قوة األرض

وسواء كان التجدید، أو النمو الروحى، أو . القیامة ھذهومن ). ٨رو (ممارسة التقوى، فكلھا اظھار لقوة القیامة

نعرف أن السر وراء كون بولس تعب أكثر )١٥كو ١( ٣١عدد (وأنھ كان یموت كل یوم ) ١٠عدد (من جمیعھم

ألم ). موضوع األصحاح كلھ(في القیامة ، أن السر كان )فى «: حینما قال)١١كو ٢(یكرر بولس نفس الفكرة في

في السجون أكثر، في المیتات مرارا .. األتعاب أكثرمن الیھود خمس مرات قبلت أربعین جلدة إال . كثیرة

واحدة، ثالث مرات ضربت بالعصى، مرة رجمت، ثالث . ونھارا قضیت في العمقمرات انكسرت بى السفینة، لیال

في تعب وكد، في .. بأسفار مرارا كثیرة، بأخطار سیول

Page 90: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

أسھار مرارا كثیرة، في جوع وعطش، في أصوام مرارا كثیرة، في برد وعرى، عدا ما ھو دون ذلك التراكم على

ما ). ٢٨ - ٢٣عدد (» كل یوم، االھتمام بجمیع الكنائساضیا كل ھذه اآلالم؟ ھى القوة التى حفظتھ وھو یتحمل ر

أن السبب الذى جعل ) ٣فى (ثم نرى في . إنھا قوة القیامةمتشبھا ) المسیح(بولس قادرا أن یعرف شركة آالمھ ).١٠عدد (بموتھ، ھو في معرفتھ لقوة قیامتھ

من بین اختبارات أوالد اهللا یمكننا أن نمیز كثیرا من ى، ولكنھم قد یكون البعض مرض. االختبارات المتشابھة

قادرون على أن یرفعوا رؤوسھم ویشكروا الرب عندما والبعض قد یكونون في ضیقات . یختبرون قوة القیامة ھذه

شدیدة، وآالم فوق احتمال البشر، ولكنھم یجدون قوة مكتئبین في «: الحتمالھا بسبب قوة القیامة، ویقول الرسول

كل شىء لكن غیر متضایقین، متحیرین لكن غیر كل ھذه االختبارات تثبت حقیقة )٨ : ٤كو ٢(» نیائسی

٧ : ٤كو ٢ (»فضل القوة هللا ال منا«واحدة أال وھى أن .(

لیتنا نتذكر علي الدوام أنھ كما ھى طبیعة الرأس ھكذا إننا في حاجة إلى أن نطلب من الرب . تكون طبیعة الجسد

كى یعطینا روح الحكمة واإلعالن لكى نختبر قوة القیامة، ن الكنیسة یجب أن تتمتع بقوة قیامة المسیح ھنا على أل

حیاة الرب یسوع المقام ھى فعال فینا، وعلینا أن . األرضنطلب من الرب أن یفتح عیوننا لكى نعرف عظمة قدرتھ

یجب أن نكون أقویاء في قوة ھذه القیامة، وحینئذ . فینا

Page 91: مجد حياة المسيح فينا- واتشمانى

یمكننا أن نتحرر من ضعفنا، ومن عجزنا، ومن محبة ومن أعمال الجسد، ویمكننا أن نسمو فوق كل ھذه الذات،

.األمور دون أن نتورط فیھا أو نتأثر بھا

إننا ال یمكن أن نعبر عنھا ! كم ھى عظیمة قوة القیامة ھذهبالكلمات، كما وال یمكن أن ندركھا تماما بأفكارنا

لیت إلھ السالم الذى أقام من األموات راعى . القاصرةلعھد األبدى دم ربنا یسوع المسیح الخراف العظیم بدم ا

یعطى كنیستھ روح الحكمة واإلعالن بكل غنى، لكى آمین. تعرف الكنیسة المسیح وقوة قیامتھ