مقالات مختارة لمصطفى محمود

86
ى ف صط م ود م ح م ف ي ر ع ت ب تلكا ا ب: ة ا! ش لن ا ى ف صط م مال ك ود م ح م) ن شي ح ولد م ل ا ى ف) ن0 ي ب! ش وم ك ل ا ة ي ف و ن م ى ف25/12/1921 رة س الأ وسطة ن م و ب الأ فI ظ و م ر ي ت ر سك( ى ف ة رت ي مد ة يV بر لع ا) ) ن ي د ب م و دوة ق ى ف ة مالأت ك ة ي ف لأ خ الأ و رة صي و مالة ت حb ا و ة رت ي ا! ب م و ة ي ح ل م ع ل ل و ة ي بI ظ وا م ل ع لأة ص ل ا ى ف ها ت ا وق ا م ل ة ي ف ت لأة ص ر ج ف ل ا ى ف ها ت ف و د ج س م ل ا ب ب ح م.. ولأدة لأ ى ئ دا ق ى ف م ه مت د خو( } ك ل كد م الأ. ) ة اخ ب م ل ا وى ب ر لي ا

Upload: api-3742250

Post on 27-Jul-2015

573 views

Category:

Documents


11 download

TRANSCRIPT

Page 1: مقالات مختارة لمصطفى محمود

محمود مصطفى

:بالكاتب تعريف

النشأة

حسين محمود كمال مصطفى 25/12/1921 فى منوفية الكوم شبين فى المولد

(الغربية مديرية فى )سكرتير موظف األب و متوسطة األسرة و مثابرته و إحتماله و صبره و األخالقية كماالته فى قدوة و متدين

الفجر صالة تفته لم أوقاتها فى الصالة عل مواظبته و للعمل حبه كذلك )و خدمتهم فى فدائى ألوالده .. محب بالمسجد وقتها فىه( .األم

التربوى المناخ

فى محاسبة و مسئولية و حرية إنما و عنف ال و قمع ال و فيه قهر ال فتركنى اإلبتدائية األولى السنة فى سنوات ثالث رسبت قد و لطفه. تعنيف أو تغليظ دون حالى على األهلW كنت W أرقد ما كثيرا اللعب من حرمت لذلك .. و طفل أنا و مريضا

كلها طفولتى كانت .. و األطفال به يتمتع الذى اإلنطالق و العنيفه. إنطواء و خيال و أحالم

W كنت و W أكون بأن طفل أنا و أحلم دائما W مخترعا W أو عظيما مكتشفاW أو W أو رحاال W عالما هى بها أحلم التى النماذج كانت .. و مشهورا

ه. باستير و ماركونى و أديسون و كولمبس كريستوفر و الذكر حلقات حضور و البدوى السيد جوار فى طنطا فى الحياة الدراويش و المتصوفة إبتهاالت و القراقيش مذاق و الناى و المولده. النفسى و الفنى تكوينى فى أثر لها .. كان

Page 2: مقالات مختارة لمصطفى محمود

الجوهرية األحداث

و1939 سنة ووفاته سنوات سبع لمدة بالشلل الوالد مرض كان . الطب كلية دخول قررت و الثانوية دراستى أكملت حينما ذلك كان

هه. الوالدة مع القاهرة الى طنطا من ذلك بعد إنتقلنا و

المراهقة سنوات

جماحه أكبح و مرة لجامه .. يفلت جامح حصان بمغالبة اشبه كانت طويال و شاقا كان بل سهال الصراع يكن لم .. و مرات أحكمه و

ه. الجراح و بالكدمات مغطى جسما وراه وخلف

الدراسة

و فضولى ترضى أنها ساعتها شعرت و الطب دراسة اخترت وتحتاج صعبة الدراسة كانت و ـ األسرار معرفة و العلم الى تطلعى

األمر .. واحتاج الرهبانية و اإلنقطاع من نوع و تركيز و ارادة الى طموحى و للعلم حبى كان .. و معاناة و ترويض و عزم الى منى

المعتل بدنى .. و تخذلنى الضعيفة صحتى كانت و ، يساعدنىه. الفراش فى آلخر وقت من اإلعتكاف الى يضطرنى

و سنتين بالمستشفى عالج الى األمر إحتاج طب الثالثة السنة فى و .. إذ شخصيتى فى إيجابى تطور الى الطويل اإلنقطاع هذا أدى

موضوعات فى التفكير و القراءة على المدة هذه طول عكفته.أدبية

و المتأمل المفكر شخصية داخلى فى تكونت السنتين هاتين فى وه. األديب الكاتب ولد

أصبحت قد كنت شفائى بعد الطب دراسة الى عدت حينما وW يطالع و يقرأ و يحلم و يفكر الذى الفنان . أصبحت آخر شخصا ه. الرواية و المسرح و األدب كتب أمهات بإنتظام

Page 3: مقالات مختارة لمصطفى محمود

إحتراف الى تحولت أن لبثت ما التى الجديدة الهواية هذه بسبب و .. الطب بكلية النهائية السنوات فى الصحف فى منتظمة كتابة و

فى أكتب )بدأت أتخرج و أنجح لكى مضاعف وقت األمر إحتاجه(.اليوسف روز و التحرير مجلتي

فى سبقونى قد زمالئى كان1953 سنة فى تخرجت حينما وه. ثالثة و بسنتين التخرج

فى الطويلة العزلة و المعاناة و المرض أن أقول أن أستطيع و الحقيقى األب كان األلم .. و مواهبى فجرت قد المستشفيات غرف

و كإنسان كسبتها التى المكاسب و اإليجابيات هذه لكل والباعثه.مفكر و وأديب فنان

W األلم و فجر و نفسى معدن جال و أخالقى صقل الذى هو أيضا التذكير و الصحوة و التنوير أداة كان و داخلى فى الدينى الحس

ه.. بالله

اإليمان إلى الشك من رحلتى

منهجية نظر إعادة كانت إنما و كفر أو عناد أو إنكار بسبب تكن لمه. موروثة مسلمات بدون جديد من فيها أبدأ أن حاولت

بدأت قد كنت إن .. و الرحلة هذه طوال بالله صلتى أفقد لم و .. من األولى الصفحة عند من أوله من الدين قطار و الفكر قطاره. موروثات بدون الفطرة تقوله ماذا .. و الفطرة مبدأ

إنعكست و أرسخ عقيدة و أشد إيمان الى الرحلة من إنتهيت وه. ألفتها التى كتاب89 ال فى الرحلة

Page 4: مقالات مختارة لمصطفى محمود

المخيف الظالم محمود : د. مصطفى بقلم

ترى ال أنك صافية ليلة في السماء تتأمل وأنت بالك على خطر هل استخدمت مهما محتوياتها من أقل % وربما5 إال السماء هذه من منها يخرج ال .. مظلمة استشعار وأدوات ومجسات مناظير من

.. حدود بال مترامية ممتدة واألتربة العوالق من وسحب ضوء

مجموع هي المظلمة السوداء المادة هذه أن الفلك رجال ويقول في سابحة كونية وفقاعات البارد الغاز وسحب الكوني الغبار

.. ميتة نجوم وبقايا ونيازك سوداء وثقوب جوفاء مادية وكتل الفضاء مثل سحابية تجمعات في هائمة ذرات وفتافيت دقيقة وجسيمات وجسيمات والكواركات والباريونات والنيوترونات البروتونات سر في األخرى الناحية من وتخرج األرض تخترق التي النيوترينو

الكبرى األجسام عدا .. هذا الخفية السهام مثل مذهلة عات واألقمار والتوابع والكواكب والمجرات والشموس كالنجوم العمالقة

. أفالكها في تدور التي

النجوم أن سببه كان الخفية السوداء المادة هذه وجود وافتراض بمجموع تكفي ال العمالقة المجرية والكتل والكواكب والشموس

ال الجذبي .. وتأثيرها ككل الكون مجموع بتماسك لالحتفاظ كتالتها

Page 5: مقالات مختارة لمصطفى محمود

لتسبح وتوابع مجرات من الهائلة الكونية العناقيد شمل لجمع يكفي وجود لوال تنفرط أن بد ال .. وكان نراها كما متحاضنة أسرة في. المفترضة المادة هذه

الموجودة الكتل جمع فحاصل ، وإحصائية حسابية معضلة والمعضلة اكس ألشعة ومجساتنا الفضائية وكاميراتنا بمناظيرنا والمرئية

مجموع إن تقول هابل ومنظار الحمراء تحت واألشعة جاما وأشعة التماسك هذا يفسر الذي المقدار من بكثير أقل الموجودة المادة

أن البد لكان الموجودة المادة كل هو نرى ما أن ولو القائم الجذبي وال وينطفئ ويبرد ويضيع الفضاء في ويتناثر بددا الكون هذا ينفرط قبضة هناك لتكون الكتلة من أدنى حد .. فهناك شمل له يجتمع تسعين من أكثر أن االفتراض من البد .. وكان الكوني البنيان تمسك

أي منها يخرج وال منظورة وغير خافية الكون مادة من المائة في ال أننا رغم قطعا موجودة تكون أن البد .. وأنها عليها يدل ضوء بالكون تمسك التي الملحوظة القبضة تلك هناك لتكون نراها

المرئي

هذه لتتماسك الكتلة من أدنى حدا هناك أن يؤكدون الجاذبية وعلماء واألقمار والكواكب والشموس والنجوم المجرات من الهائلة األسرة. الالنهائي الفضاء هذا في متحاضنة وهي نراها كما ولترحل

وتنكمش بعضها على تنهار المجموعة فإن أكبر الكتلة كانت فإذا )الهرس( من درجة أقصى عليها ويجري وتنصهر وتتضاغط وتتكدس. نارية عجينة إلى وتتحول حرارتها درجة وترتفع الجذبي

وتتمدد فتنفجر تعود الصغر.. ثم من أقصى حد إلى تنضغط ثم .. الكون به بدأ الذي األول االنفجار قصة لتعيد الفضاء في وتتناثر

وشموس نجوم صورة على وتتشكل السبع السماوات في تنتشر ثم. اآلن المشهود عالمنا في هي .. كما مرتحلة سابحة ومجرات

.. القوة هذه تخمد حتى االنفجار قوة بفعل وتتباعد تتمدد وتظل الجاذبة القوة.. قوتين بين المتعادل بالكون يسمى ما فينشأ

عدة الكون هذا ويستمر المركزية الطاردة والقوة المركزية. السنين من أخرى مليارات

Page 6: مقالات مختارة لمصطفى محمود

القوة على المركزية الطاردة القوة وتغلبت التباعد استمر فإذا تضعف تظل القبضة فإن الكتلة صغر بسبب المركزية الجاذبة

المفتوح الكون هو .. وذلك الفضاء في بددا الكون يتناثر ثم وتضعف يجتمع ال دائما تناثر وفي أبدا تمدد في .. فهو الفلك علماء لغة في. شمل له

ينهار الكون فإن المادية الكتلة ضخامة بسبب العكس حدث وإذا االنفجار نقطة إلى ويتضاغط ينكمش ثم ثقله بسبب بعضه على. الفلكيين لغة في المغلق الكون نموذج هو وذلك .ز األول

: القران في الساعة عن ربنا يقول

" . بغتة إال تأتيكم ال واألرض السماوات في ثقلت"

كلمة في الكوني " واالنهيار " الثقل بين وتعالى سبحانه فيربط الذي .. وسبحان الكثيرين تفوت بليغة علمية إشارة "ثقلت" .. وهي

الترجمة " .. هي " تثاقل .. فكلمة وعلما رحمة شئ كل وسع البيان معجزة وهذه الجاذبية أي.. Gravitation لكلمة الحرفية. عجائبه تنتهي ال الذي الدقيق القرآني

هي الكون لمجموع المادية الكتلة أن هذا كل من المستفاد والمعنى مجموع نرى ال وألننا.. نهايته تحدد وسوف سلوكه تحدد سوف التي علينا .. ويخفي ضوءا يشع الذي الجزء إال منها نشهد وال المادة هذه

واستنتاجا تخمينا إال ندركها وال المظلمة السوداء المادة جانب نماما الجذبي االنهيار لحظة ستأتي متى نعلم لن .. فإننا حساباتنا من

لفتة وتلك وعالماتها طها أشرا نعلم أننا رغم الساعة تقوم ومتى نفاجأ سوف أننا بغتة" أي إال تأتيكم "ال القرآني البيان لدقة أخرى

ناقص عنصر .. فهناك لحدوثها توقعنا رغم حساباتنا تدركها ولن بها السوداء المادة .. هو بوسائلنا ندركه لن الحسابات هذه في

بالضبط وكتلتها ومداها المظلمة

وهذا كميا تحديدها إلى سبيل ال التي المعادلة "س" في هي وهذه. العلماء يواجه الذي التحدي هو

Page 7: مقالات مختارة لمصطفى محمود

المظلمة السوداء المادة هذه بالضبط" مقدار" نعلم لن أننا أي اآلن فلكي جنون وهناك االنهيار ساعة نحدد أن نستطيع لن وبالتالي

المراصد كل بين محموم سباق .. وهناك السوداء المادة هذه حول المادة لهذه الحقيقة الماهية إلى للوصول الفلكية األبحاث ومراكزوكتلتها وكميتها السوداء

البحث مراكز كل بين أشده على والخالف

.. ولكنهم السماوات تمال وأنها حقيقية أنها على متفقون كلهم ولكن.ماهيتها وفي.. مقدارها في االختالف غاية مختلفون

.. الساعة عن لموسى الله خطاب في القرآنية للدقة أخرى ولفتة بما نفس كل لتجزى أخفيها أكاد آتية الساعة إن لموسى ربنا يقول

.. أي أخفيها يقول " وال أخفيها " أكاد ربنا طه( يقول– 15) تسعى. آتية أنها سنعلم أننا

الشك آتية أنها يعلمون اآلن فالفلكيون.. الدقة في غاية والكلمة مقدار يعلمون ال ولكنهم.. للكتلة التراكمية بالزيادة مرتبطة وأنها ضوء منها يخرج ال التي المظلمة المادة .. بسبب الكلية الكتلة هذه االنهيار موعد حساب يستطيعون ال .. وبالتالي المناظير تدركها وال

مجهول الكلي الرقم الن بالضبط

( القمر– 1القمر" ) وانشق الساعة .. "اقتربت مثل وايات

( الشورى – 17قريب" ) الساعة لعل يدريك وما"

إلى .. إشارات ( كلها القيامة – 6القيامة" ) يوم أيان يسأل" الشمس وجمع القمر وخسف البصر برق " فإذا التحديد استحالة( القيامة – 9 – 8 – 7" ) والقمر

فيه ينهار الذي الجذبي االنهيار في إال والقمر الشمس يجمع وال تهرسها واحدة عجينة إلى كله الكون ويتحول المركز بجاذبية االثنان

.. هرسا الجاذبية

Page 8: مقالات مختارة لمصطفى محمود

.. لغرابتها البصر تخطف خارقة مشهدية حالة ستكون أنها شك وال إلى يتحول لم وإذا المشاهدة على قادرا المشاهد ظل إذا هذا

. مسحوق أو بودرة

يتضاءل المقاييس بكل كبرى كارثة فهو وصفه يمكن ال واألمر وصواعق وبراكين وزالزل وأعاصير سيول من نرى ما كل أمامها

. جليدية وانهيارات

. بعدها ماذا الله إال يعلم ال التي النهاية إنها

أن إال ويحسب ويسجل ويقيس يرصد الذي الفلك عالم يملك وال الحاسبات من لديه تجتمع التي .. فاألرقام والذعر بالرجفة يصاب

مظلمة مادة هناك .. أن مؤكد باحتمال تنبئ الضخمة الكمبيوترية أكثر تشكل الخفية المادة هذه وأن والكون الفضاء جنبات تمال خفية

%5 من أقل الكون هذا من بأعيننا نراه ما وأن الكون من95 من هذه من خفية هاالت في غارقة المجرات .. وأن الكلي محتواه من

عفريتا هناك .. وأن المربى في الفستق حبات تغرق كما المادة من فشيئا شيئا الكون هذا مادة على يضغط األذرع ماليين له ماردا

من هائل كمعمار شئ كل فيها ينهار سوف التي الحرجة اللحظة. نحدد أن نستطيع ال ..؟ متى القش

تسعف ال الضخمة والكمبيوترات

.بعد تظهر لم واألرقام

. التخمين إال نملك وال

إلى حثيثا يسير العظيم الكون هذا إن تقول األرصاد كل ولكن.نهايته

Page 9: مقالات مختارة لمصطفى محمود

؟ أنت من

؟ أنت من

!تكون..؟ الشر.. من و الخير بين لحظة تتردد أنت.. حينما من

!بينهما..؟ ما أم الشرير أم الخير اإلنسان أتكون

!بعد..؟ يحدث لم الذي للفعل احتمال مجرد تكون أم

على تستقر أن لحظة إال حقيقتها تبدو ال و منزلتها تظهر ال النفس إن إليه تخلد و فيه تتمادى و إصرار، و عمد و باقتناع فيه تمضي و اختيار،

.ذاتها تجد و تستريح و

عن اإلنسان يفعله ما ال و الطفولة، أفعال اإلنسان على تؤخذ ال لهذا و...إكراه عن أو جنون عن أو مرض

الرشد بلوغها ألن رشدها، منذ محاسبة محل تكون النفس تبدأ إنما و الشخصية عليها ستنمو التي المحاور و المرتكزات ظهور معه يبدأ

.الثابتة

مع ألنه عليه، يدل ما أكثر هي حياته خواتيم في اإلنسان اختيارات و عناصر جميع تبلور و ترشح تم قد يكون الخواتيم مرحلة اإلنسان بلوغ

بوصلة تكون و استقرار، إلى ذبذبتها انتهت قد تكون و شخصيته،.الشخصية لهذه السائد الطابع إلى أشارت قد اإلرادة

من العبد عليه يموت ما بالخواتيم.. و أجدادنا.. العبرة يقول لهذا و يبعث سوف ما هو األخيرة أيامه في يشغله ما و أعمال و أحوال،

شواغل من باله في استقر بما فيحلم النائم ينام كما عليه.. تماما.لينام رقد أن لحظة

Page 10: مقالات مختارة لمصطفى محمود

ال و عنه، رجعت و عليه ندمت و فعلته بما النفس تؤخذ ال أيضا لهذا و الفعل عن الرجوع فإن استنكرته، و أنكرته ثم فيه تورطت بما تؤخذ العارضة العوارض مع يدرجه و جوهريته و أصالته الفعل عن ينفي.لها ثبات ال التي

المراتب.. و المنازل من هائلة كبيرة مساحة اإلنسان الله أعطى قد و فيه يتحرك عجيبا معراجا يشاء.. أعطاه ما سفال و علوا منها يختار

تلطف المعراج هذا من الصاعد الطرف حدود.. ففي بال هابطا صاعدا األخالق تضاهي حتى األخالق و المشارب تصفو و الطبائع، ترق و

تكوينه( و من الروحي الجانب هو ذلك ) و األعلى طرفها في اإللهية تتدنى و الشهوات، و الرغبات تغلظ و تكثف الهابط الطرف في

و جموده في الجماد ثم بهيميته، في الحيوان تضاهي حتى الغرائز هو ذلك ) و سلبيته و ظلمته في الشيطان الذاتي.. ثم قصوره و آليته

(.اإلنساني التكوين من الطيني الجسدي الجانب

تتذبذب هبوطا، الطين و الجسد منازل و صعودا الروح معراج بين و السمو أفعال بين هناك تتردى و هنا من فتتسامى والدتها، منذ النفس

.حقيقتها و شاكلتها على تستقر ثم االنحطاط، أفعال و

( – اإلسراء84(( ) شاكلته على يعمل كل قل))

فعله و حقيقته بين المضاهاة و المشاكلة هذه اإلنسان يبلغ متى و شره أو خيره على إصرار و اقتناع في يمضي و يتمادى، و يستقر فإنه.أجله نهاية يبلغ حتى

غير شيء ((.. هي )) األنا أو اإلنسانية النفس أن هذا معنى و ال مكنونة حقيقة و سر هي بل معلوما شيئا ليست هي الجسد.. و

.بالمغريات االختبار و االبتالء، إال يجلوها

النفس تلك فيه تتحرك الذي الفسيح الكون إال الروح و الجسد ما وW W و علوا W هبوطا الذي البرج و تضاهيها و تشاكلها التي المنزلة عن بحثا

هو ) الشهوات( و النار برج يسكن من فتسكنه.. فمنا سكناها يناسب النفس هي فتلك الممات، حتى البرج هذا يبرح فال الدنيا، في مازال

Page 11: مقالات مختارة لمصطفى محمود

بأنها العلم و القول عليها سبق التي هي و سرها في النار تشاكل التي.النار أهل من

الذي وحده ألنه وحده، لله إال يتاح ال النفوس عن سابق علم ذلك و هذه أن يعلم المحيط التام علمه بحكم فهو أخفى، و السر يعلم

سرا مازالت التي و فالن، اسمها التي الغيب في المكنونة الحقيقة تنزل لم و بعد تولد لم التي و بعد، االختبار و االبتالء يكشفه لم مستترا

تلك أن المحيط المحكم بعلمه تعالى و تبارك ربنا األرحام.. يعلم في شهواني ناري هو ما كل إال تختار لن و تستريح لن و تقر لن النفس لها حيلة ال مكنونة حقيقة مازالت هي و ذلك عنها عدمي.. يعلم سلبي

.العدم في

و حصر علم هو بل قهر، علم ال و إلزام علم ليس الرباني العلم هذا وW ينهى ال و شر، على نفسا يجبر ال العلم بهذا فالله إحاطة، عن نفسا

.تدخل دون عليه ماهي على األنفس هذه حقائق يعلم فهو خير،

أن الله من تطلب األنفس هذه جميع ) و الخلق ميقات جاء فإذا العدم( في سالبة حقائق مازالت هي و بإيجادها يرحمها و يخلقها أعطاها و تنفع، و لتضر اللسان و القدم و اليد النفس تلك الله أعطى

صاعدة فيه لتمرح الجسد و الروح اسمه الذي الفسيح الكون ذلك و سكنت فيه.. فإذا لتسكن يشاكلها ما منازله من تختار هابطة

الحساب و البعث يوم إليه الله قبضها أعمالها تسجلت و استقرت، ألحد يعود فال منزلتها تعلم و كتابها، نفس كل تقرأ المعلوم.. حيث

أو الجنة مستقر في الله يضعه حينما ذلك بعد يحتج أن في العذر.األبدية النار مستقر

اآليات، و الكتب و بالرسل ذلك قبل من الجميع أنذر و الله أعذر قد و و بصيرة و ضمير و عقل من لهم وهب بما الحجة عليهم أقام و

.الطيب من الخبيث و النافع من الضار تميز حواس

فرصة تعطى أن النار في المجرمة النفوس تطالب حينما لهذا و أن البعض يدعي حينما و الصالحات، لتعمل الدنيا إلى ترد أن و أخرى، الزمن في ارتكبتها مؤقتة ذنوب على أبديا النفوس تلك تعذيب

.ظالم أمر هو المحدود

Page 12: مقالات مختارة لمصطفى محمود

:قائال المجرمين هؤالء عن متحدثا ربنا يجيب حينئذ

( – األنعام28(( ) لكاذبون إنهم و عنه نهوا لما لعادوا ردوا لو و))

W يكن لم األنفس تلك إجرام أن إلى إشارة البليغ الرد هذا في و ذنباW و زمن كل في الجرم هذا ليعاودون ألنهم الزمن.. بل في موقوتا

ليس و مكنونة، حقيقة اإلجرام ذلك خلقهم.. ألن الله عاود مهماW W عرضا ليس و األبد، عقابه كان لهذا المكان.. و و بالزمان محدودا

.الموقوت العذاب

W هذا في كامنة عميقة عدالة هناك أيضا: إن نقول و أبدية المصير.. نارا و تامة، مشاكلة النهائي المصير ذلك بين و بينها نفس كل جنة.. إن أم

و النار تسكن النارية الحقائق.. فالحقائق في ائتالف و مضاهاة إنما و وحشية، ال و هناك قسوة الجنة.. فال تسكن النورانية الحقائق

.مكانه في شيئ لكل وضع

إنسان من تصنع أن يمكن ال البيئة أن لنا ينكشف الذي اآلخر السر وW صالحة ) نفسه صالح W بالحقيقة( إنسانا أن و العكس، ال و مجرماW جعلت المجتمع مظالم أن على الكالم W، فالنا يصدق ال الكالم هذا لصاW W. فالمجتمع ال و دينيا ينشئ ال لكن و فقط إطارها للجريمة يضع واقعيا

تعطيه الزمان هذا لص أن مجرم.. بمعنى غير إنسان في جريمة بها ليفتح ليزر أشعة و إلكترونية وسائل العلمية العصر إمكانيات طفاشة.. إال يجد يكن لم سنة عشرين منذ اللص نفس بينما الخزائن،

) كما بتلسكوب مزودة بندقية يستخدم أن يمكن اليوم قاتل أن كماW، إال يجد ال قريش أيام في هو كنيدي( بينما قاتل فعل قبل ثم سيفاW، إال يجد ال قرون بعدة ذلك هابيل و قابيل أيام على ذلك قبل ثم عصا

.الحجارة إال يجد ال

ال لكنها و شكلها، للجريمة تصنع الظروف و العصر و المجتمع إنW تنشئ W تصنع ال و عدم، من مجرما W إنسانا صالح ال نفس من صالحا

.فيها

Page 13: مقالات مختارة لمصطفى محمود

فيخلقا الحقائق يقلبا أن تربيتهما بحسن األبوان يستطيع ال بالمثل وW المجرم ابنهما من W ابنا .العكس ال و صالحا

.مؤمنان أبواه كافر، مجرم غالم عن حكاية الكهف سورة في نجد و

W يرهقهما أن فخشينا مؤمنين أبواه فكان الغالم أما و)) W و طغيانا كفرا( – الكهف80(( )

لهؤالء األقوام أكثر استجابت و كفرة، آباء من كانوا األنبياء أكثر و.اآلباء يستجب لم و األنبياء

الله سوى أحد ال يغيرها؟ و األنفس حقائق يقلب أن يستطيع الذي من.وحده

من ابتهلت و تتغير أن ذاتها النفس طلبت إذا إال ذلك يفعل ال الله و في إكراه ال أنه على و التامة الحرية على جميعا واثقنا ألنه ذلك، أجل

فليؤمن.. يؤمن أن شاء من و فليكفر، يكفر أن شاء من أن الدين.. وW يقهر لن أنه و إذا إال نفس من يغير لن أنه هواها.. و غير على نفسا

.التغير طلبت و بالتغير بادرت

( – الرعد11بأنفسهم(( ) ما يغيروا حتى بقوم ما يغير ال الله إن))

.التزكية هي تلك و

W أحد من منكم زكا ما رحمته و عليكم الله فضل لوال و)) لكن و أبدا( – النور21يشاء(( ) من يزكي الله

.تطهيرها و نفسه بتزكية يبدأ أن اإلنسان على و

( – الشمس10 ،9دساها(( ) من خاب قد و زكاها، من أفلح قد))

( – فاطر18لنفسه(( ) يتزكى فإنما تزكى من))

Page 14: مقالات مختارة لمصطفى محمود

التزام و العبادة بإتقان إال تزكيتها و النفس تطهير إلى سبيل ال و.الصالحات فعل و السجود إطالة و الطاعات،

W اإلنسان يصبح العبودية رتبة بحكم و فيمده ربه، من للمدد مستحقا.ظلمته من الخروج أسباب له يهيئ و بنوره الله

بالتخلية الله، عباد من الصالحين عند الطريق سلوك هو ذلك و القلب ) تحلية التحلية ثم المذمومة(، الصفات من النفس ) تخلية.التحقق و التخلق و التعلق الفضائل( و و بالذكر

.سواه بما التعلق ترك و بالله التعلق هو عندهم التعلق و

و الكريم و الرحيم الحسنى، بأسمائه التحلي محاولة هو التخلق و.فعال و الشكور.. قوال و الصبور و الحليم و الرءوف و الودود

و اللطف و الصفاء درجات أقصى إلى تصل أن هو التحقق و.تكاد أو طباعك في نورانيا فتصبح المشاكلة،

العمل و الطاعة و بالعبادة إال المعراج هذا صعود إلى سبيل ال و العبد محمد قدم على السلوك و القرآني المنهج التزام و الصالح،.سالمه و الله صلوات عليه الكامل

:فيقول الكالم هذا على يعلق الذي و

و ألغزت و فيه، أغمضت كالم (( هو )) السر أنها النفس عن قولك.كشفت ما و حجبت

W إن له أقول W المعارج تلك جميع على للحركة القابلية فيها نفسا صعوداW، و أو حيوانية أو شيطانية أو ربانية تكون أن القابلية فيها و هبوطا

.جمادية

.(( ذاته األعظم )) السر هي اإلمكانيات بهذه نفس

!!األعظم؟ السر أدرك أنه ادعى من و

Page 15: مقالات مختارة لمصطفى محمود

.تشير أصابع إال هي إن

.الله إال يعلمه ال إليه المشار و

W نحن و .نعلم ال جميعا

المحيط(( البحر من ))نقطة

تنجلي و القلب عن الغواشي تنقشع حينما الصفاء ساعات في بحجمها الدنيا لي تبدو بوضوح، أمامي شيء كل أرى و البصيرة، ديكور أو كروكي رسم مجرد هي فإذا الحقيقية، بقيمتها و الحقيقي

قدرات الختيار األدوار فيها توزع بروفة أو الكرتون، ورق من مؤقت في هي و مجرد و بعيد معنى لتقريب مثال ضرب مجرد أو الممثلين،

قطار. في شباك من منظر و مزار و عبور مجرد األحوال جميع

الوطن. ليست و الغربة هي و

المقر. ليست و السفر هي و

يرفعون و يبنون و يكنزون و يجمعون ناس من أدهش و تماما أعجب مقام هو كأنما المقام.. و رفاهية و السكن أبهة على ينفقون و البناء

Page 16: مقالات مختارة لمصطفى محمود

أنه أحدهم يذكر مرور؟. ألم في أنهم أنسوا لنفسي أقول أبدي.. و فيها يستوي حفرة إلى نعشه ابنه يحمل غدا و أبيه نعش حمل

يحتاج هل و سفري سرير من ألكثر المسافر يحتاج هل الكل؟.. ومتنقلة؟. خيمة من ألكثر الجوال

لمن؟. و الفارغة األبهة هذه لم و

راحلون؟. عنه نحن و الترف لم و

و الغفلة و الغرور غواشي هي الدرجة؟. أم هذه إلى أغبياء نحن هل ما كل األوهام؟. و سباق و الرغبات سعار و الشهوات عمى و الطمع

الريح. مع ينفلت به نمسك ما كل و وهمي، الدنيا هذه في به نفوز

سد فالشارع عمى، أكثر اآلخر منهم الواحد ليسبق يتقاتلون الذين و ال و بالالحق، السابق فيها يستوي و تتحطم العربات كل و نهايته عند

أوزارا و أحماال الناس أكثر إن أخيه.. بل قتل وزر إال منهم أحد يكسب أنفسهم ظلموا فكم ثراء، األكثر و كنوزا األكثر هم الدنيا هذه في

أكتافهم. على ليرتفعوا غيرهم ظلموا كم و ليجمعوا،

الطريق.. على متسابقين نلهث نحن و الكالم هذا مثل سمعنا لعلنا و الحكماء جميع قاله و األسفار جميع رددته التاريخ قدم قديم كالم فهو

األذن. شحمة يتجاوز لم و باال له نلق لم لكنا و

كثرة و االستماع أدوات تطور برغم نسمع ال و نسمع مازلنا و من اإللكترونية الهمس القطات و الصوت، مكبرات و الميكروفونات

الثرى. تحت من و الفضاء فوق

و الواضحة البسيطة الحقيقة هذه إدراك عن صمما نزداد مازلنا واألفهام. على عصي لغز و مطلسم طلسم كأنها

مخدرون؟. نحن هل

هي المخدرات، و الخمور من شراسة أكثر و أثرا أقوى هو ما هناك أم و غامر المسكر؟ الشعار بذلك الناس طبعت التي العصر مادية

Page 17: مقالات مختارة لمصطفى محمود

عش تفوتك.. و أن قبل اللذة إلى سارع اهرب.. و و انهب اكسب.. وبعد. هناك يكون ال فقد بعد ماذا تفكر ال و عرضا و طوال بملئها لحظتك

ما سوى شيء ال الكل.. إنه إليها يستدرج التي الخدعة هي تلك نعم الدنيا هذه وراء ليس أنه و ماديات، من نلمس و نذوق و نسمع و نرى

لها تشبع ألنها الفلسفة هذه إلى استراحت األمارة نفوسنا و شيء تشبع ألنها اختارها داخلنا في الحيوان و مشتهياتها، لها تحقق و رغائبها

غرائزه.

الحضارة هذه أفرزت التي هي و الحجاب و الفتنة هي النفس تلك وروجتها. و المادية

ربه.. اترك له إليك. فقال أصل كيف ربه: يارب داوود يسأل ألم اقتحم العقبة.. )) فال ألنها النفس هذه يترك تعال.. أن و نفسك

البلد(13 – 11رقبة(( ) العقبة. فك ما أدراك ما العقبة. و

و الرقبة طمعك.. فتفك من باالنفكاك إال العقبة هذه من انفكاك ال اإلسالم يطلب لم لذلك نفسك. و على غيرك تؤثر و المسكين تطعم

شكمها.. و كبحها و النفس قمع منه طلب إنما و الدنيا نبذ المسلم من و لتختال النفس لتلك أداة مجرد الدنيا األصل.. و هي النفس ألن

تستمتع. و تتلذذ و تزهو

الدنيا و االبتالء، محل و المعركة ميدان هي و الموضوع هي النفس إن بها االرتفاع و النفس بهذه اإلرتقاء هو الدين مطلوب و امتحانها، ورقة

من و االكتناز، و الجمع شهوات من و الفرج و البطن شهوات من القيم هو أرقى معشوق لها ليكون التفاخر و الكبر و االستعراض حمى

كلها.. الكماالت هذه جامع هو واحد معبود و الكماالت، و يتفاضل حيث الدنيا شارع في و النفس داخل في المعركة تدور إنما و

عليهم تعرض ما و المغريات و الغوايات من بمواقفهم الناسلحظة. كل اللذة فرص من و السوء خواطر من شياطينهم

أن منه طلب بل الدنيا، ينبذ أن المسلم من اإلسالم يطلب لم و مجلى هي و مزرعته هي فالدنيا المعرفة، بهذه مسلحا يخوضها

أعماله. صحيفة و أفعاله

Page 18: مقالات مختارة لمصطفى محمود

فلسفة له المادية.. قدم الفلسفة مواجهة في أخرى فلسفة له قدم و أخرى حياة إلى عدم.. بل إلى يمضي و يموت لن فهو بقاء و استمرار

أيها ربه: )) يا يلقى حتى جهادا و كدحا به تمضي و فصوال تتعدد سوف – االنشقاق(6فمالقيه(( ) كدحا ربك إلى كادح إنك اإلنسان

و سدا تمضي حياة و الموت إال لإلنسان تقدم لم المادية الحضارة و لحكمة تمضي حياة و الخلود لإلنسان فقدم اإلسالم عبثا.. أما تنتهي حيث اإللهي، العدل من ثابتة لنواميس وفقا طور إلى طور من تنتقل

شر.. فمن أو خير من ذرة مثقال كان لو و سدى عمل أي يذهب اليره. شرا ذرة مثقال يعمل من و يره خيرا ذرة مثقال يعمل

تكتمل و العلم و القوة من ذروة إلى المادية الحضارة تصل اليوم و و مسرح و سينما و تليفزيون و إذاعة من التأثير و الفعل أدوات لها

تفتأ ال فهي سوفييتية، أو أمريكية كانت سواء هي و مجالت، و كتب لكنها و رجلها، و بخيلها اإلنسان على تتحالف و الروح و العقل تغتال ما ضمن نفسها تغتال ألنها واهية متهافتة ضعيفة شيء كل برغم تتحارب و البعض بعضها مع تقتتل وسوف كيانها، تأكل و تغتال

و فالطمع النووية القذائف و الذرية بالقنابل و الناب و بالمخلبموتها. و حياتها الجشع

لجي بحر في كمنارة اإلسالم يقف األرض من صغيرة رقعة على و و الصواريخ حامالت و الغواصات و بالبوارج يعج الموج متالطم مظلم

النووية. الرءوس حامالت

في لكنهم و مسلمون، البطاقة في هم ممن المسلمين أكثر ما و حتى سكنتهم و بأفكارها المادية الحضارة اغتالتهم ماديون الحقيقة و لليوم يعيشون و البعض بعضهم يقتل فهم النخاع، و األحشاء من أبعد الغد من يرون ال و يتفاخرون و يكنزون و يجمعون و اللحظة

لهم يعرفون ال و أمريكية لغة أو سوفييتية بلغة يتكلمون و ساعة، لذةهوية..

لكن و اليوم في مرات خمس القبلة إلى منهم يصلي من نجد قد واالستهالكية. البضائع فاترينة هي قبلته حقيقة

Page 19: مقالات مختارة لمصطفى محمود

ربه. عرف ممن القليل أقل أو قليل إال ذلك بعد يبقى ال و

فهو مليون آالف األربعة في الحق على مرابط واحد مؤمن بقي لو و ينهدم و الحقائق تنكشف يوم الله عند جميعا ترجحهم أمة وحده

تنهار و الملونة، الخرق و الخيش ديكور يتمزق و العرائس مسرحالدنيا. تنتهي و سحاب ناطحات ظنناها التي الكرتون علب

الدنيا ما نعرف سوف الموازين، تقام و األستار تهتك عندما و حينئذ واألبد. في أقدامنا نضع حينما الزمن كل يساوي ماذا تساوي.. و ماذا و

خيال مسرح أو كروكيا، رسما نتذكر كما الدنيا نتذكر سوف حينئذ و و بعيد بعيد معنى لتقريب الصلصال من مصنوع مثال نموذج أو الظل،

مجرد..

البحر أمالح كل فيها التي النقطة سوى كانت ما أنها نعلم سوف والمحيط. البحر أبدا تكن لم لكنها و المحيط،

)بتصرف(

قرآني(( نفس ))علم

موجود؟ الله أن معنى ما تعلمون وسادتي.. هل سيداتي

موجودة. المغفرة و موجودة الرحمة و موجود العدل أن معناه

القلق يزول و الفؤاد يسكن و النفس ترتاح و القلب يطمئن أن معناهألصحابه. واصل البد فالحق

Page 20: مقالات مختارة لمصطفى محمود

يكون لن و ثمرة بال الصبر يمضي لن و سدى الدموع تذهب لن معناه بال الجريمة تفلت لن و رادع بال الشر يمر لن و مقابل بال الخير

قصاص.

طبع من ليس البخل..و ليس و الوجود يحكم الذي هو الكرم أن معناه يمكن ال فهو الحياة، منحنا الله كان يعطيه.. فإذا ما يسلب أن الكريم

إنما للحياة.. و سلبا الموت يكون أن يمكن بالموت.. فال يسلبها أن ثم البعث بعد أخرى حياة ثم الموت بعد أخرى حياة إلى بها انتقال هو

نهاية. ال ما إلى السماوات في عروج

من حكمة شيء.. و كل في حكمة إنما و الوجود في عبث ال أنه معناه في و حكمة األلم شيء.. في كل خلق في حكمة شيء.. و كل وراء

القبح في و حكمة المعاناة في و حكمة العذاب في و الحكمة المرضحكمة. القدرة في و حكمة العجز في و حكمة الفشل في و حكمة

أال و االنبهار يفتر أال و الدهشة تموت أال و اإلعجاب يكف أال معناهاإلجالل. يتوقف

المبدعين. ألعظم متجددة لوحة أمام فنحن

و الوجدان يتيه و اللسان يحمد و األذن تكبر و العين تسبح أن معناهالجنان. يبهت

و لحظة بكل األحاسيس تحتفل و بالمشاعر القلب يتدفق أن معناهجديد. عرس كأنه جديد يوم كل الروح تزف

القنوط. نذوق ال و اليأس نعرف أال معناه

الغفار.. مغفرة و الرحيم رحمة كنف في همومنا تذوب أن معناه

في و يأتي الضيق أن يسرا((.. و العسر مع )) إن ربنا لنا يقول أالالبشرى. هذه من لالطمئنان أبعث بشرى فأي الفرج طياته

Page 21: مقالات مختارة لمصطفى محمود

و وعده ينقض آخر إله الوجود في يوجد واحد.. فلن سبحانه الله ألن و والء بين نتشتت لن و الجهات تتوزعنا لن و أنفسنا على ننقسم لن

لألغنياء توسل و للغرب تزلف و للشرق تزلف و لليسار والء و لليمين و عنده الغنى كل و عنده القوة األقوياء.. فكل أعتاب على ارتماء و

بل منه ليس الهرب يديه.. و ين إليه نطمح ما كل و عنده العلم كل و الباب و الرصيد و المستند و الملجأ و الحمى و الوطن إليه.. فهوالرحاب.

و التفاؤل و البال راحة و الطمأنينة و السكن معناه اإلحساس ذلك و تلك و كسل بال و فتور بال و ملل بال العمل و النشاط و اإلقبال و الهمة و يتمثلها، و بها يشعر الذي قائلها نفس الله(( في إال إله ))ال ثمرةالله. إال إله بال المؤمن أخالق هي تلك و يعيشها و بها يؤمن

علل كل تشفى و النفوس أمراض كل تداوي التي الصيدلية هي تلك والقلوب. أدواء كل تبرئ و العقول

األعناق و األرجل و األيدي أغالل تحطم التي التحرير صيحة هي تلك و التي السر كلمة و داخلنا في المكنوزة الطاقة مفتاح أيضا هي و

يتغير. ال ما تغير و البحور تشق و الجبال تحرك

هذا من واحدة ذرة يحدث الذي السحري العقار اآلن إلى يخلق لم والنفس. في األثر

آخر.. و شيء ألف معه تفسد و شيئا تداوي األعصاب عقاقير كل و و تنومه و عقله مصابيح تطفئ بأن اإلنسان تريح و بالوهم تداوي هي

جثة. شبه عليه مغمى بحجر موثوقا البحر قاع إلى به تلقى و تخدره

من تحرره و عقاله من اإلنسان تطلق فإنها الله إال إله ال كلمة أما و الخوف من تنجيه و بالمغفرة تبشره و الباطلة العبوديات جميع

من أطول تجعله و األعلى بالمأل تؤيده و الوسواس من تحفظه عند غمه و همه استودع ثباتا.. فمن األرض من أرسخ و هامة السماء

جفنيه. ملء نام و ثقة على بات الله

Page 22: مقالات مختارة لمصطفى محمود

المصائر.. فليس محرك و األقدار مقدر و الكون خالق هو الله وألن صنعته في يفوقه شبيه.. ال بال المبدع كان.. ألنه مما أبدع اإلمكان في

من رفيعا درسا إنما و للشرور دمويا مسرحا الدنيا تعود أحد.. فلنالحكمة. دروس

حيث العناية بك تحف إنما وحدك.. و لست فإنك موجود الله ألن وحللت. حيث المشيئة تحرسك و سرت

هجر.. و األمان.. ال و الصحبة و باإلئتناس مستمر شعور معناه ذلك و حال ذلك اكتئاب. و ال و وحشة ال وحدة.. و ال ضياع.. و ال غدر.. و ال

الله. إال إله ال أهل

هم و اآلخرة في يدخلوها أن قبل الدنيا في الجنة شميم يذوقون المطمئنون الراسخون هم صولجان.. و بال و عروش بال الملوكالنوازل. تحركهم ال و الزالزل تزلزهم ال الثابتون

الوحيد.. عالجه القلق.. فيها داهمه من لكل اإللهية الصيدلية هي تلك شاربه.. و بعده يظمأ ال الذي الحياة ماء و الترياق و اإلكسير فيها و

عمالت من األرض على نتبادل ما لكل المستند و الذهبي الرصيد فيهاالدليل. و المؤشر و البوصلة فيها متبدلة.. و زائلة ورقية

داء. لكل الدواء فيها و

اإليمانية النفسية التركيبة

حياء. و تسامح و تواضع و صبر و حلم أهل المؤمنون و

سالما(( ) قالوا الجاهلون خاطبهم إذا و هونا األرض على ))يمشون الفرقان(63

عن البعد و الصوت خفض و الفكر تواصل و الصمت بطول تعرفهمالتالعن. و الصخب و الهرج

Page 23: مقالات مختارة لمصطفى محمود

و أعمال، من إليهم يعهد فيما اإلحسان و االتقان و بالتأني تعرفهم و األخذ في االعتدال و الوفاء و الصدق و الطبع لين و بالدماثة تعرفهم

شيء. كل من

هي: لقلت المؤمن لطابع جامعة واحدة صفة اختيار من البد كان إذا و

االنسان ان على تدل التي المفردة الصفة هي فالسكينة السكينة،يسوسها. و يحكمها و الداخلية مملكته يسود أن استطاع

و النفس عناصر انسجام على تدل التي المفردة الصفة هي و هي و لصاحبها سالسة و خضوع في انقيادها و متناقضاتها بين التوافق

لمؤمن. إال يوهب ال أمر

السطح هدوء الوجه.. ليس صفحة هدوء في السكينة هذه تقرأ أنت و سكون ال و الخواء هدوء ليس الباطن.. و العمق.. هدوء هدوء بل

وضوح و الهمة اجتماع و الصفاء و التركيز هدوء إنما و البالدة،جنبيه. بين البحر يضم أمامك تراه الذي كأنما الرؤية.. و

من المراجين و األصداف و اآللئ يطرح جياش لكنه و ساكن البحر والالنهائي. الغنى غني فهو لحظة، بعد لحظة أعماقه

الثري.. لماذا..؟! المشع الهدوء المؤمن.. ذلك خاصية هذه و

و باألمس مختلفة.. عالقته متميزة عالقة بماحوله المؤمن عالقة ألن نظرته و بعمله عالقته بالناس.. و عالقته بالموت.. و عالقته و الغد

لألخالق.

يتعارض ال بما رغباتك تشبع أن هي الواقعي المادي بالمعنى فاألخالق مادي مفهوم فهي أيضا، هم رغباتهم إشباع في اآلخرين حق مع

اللذات. توزيع حسن هدفها و األولى بالدرجة اجتماعي

تخضع و رغباتك تقمع أن – بالعكس فهي – الديني بالمعنى األخالق أما منزلتك و برتبتك لتتحقق شهواتك تحكم و هواك تخالف و نفسك

Page 24: مقالات مختارة لمصطفى محمود

ال أجلك.. فأنت من المسخر للكون وارث و الله عن كخليفة العظيمة أن أوال استطعت إذا إال العالم، على السيادة و الخالفة هذه تستحق

فردي، هنا األخالق مفهوم الداخلية.. و مملكتك تحكم و نفسك تسود يجنيها اجتماعية ثمرة هناك كانت إن و كماله درجة الفرد بلوغ هدفه و

بالتبعية. تأتي فإنها الفرد ذلك

و الوئام يسوده أن البد األفراد هؤالء مثل من يتألف الذي فالمجتمعالمحبة. و السالم

عليا.. مرتبة إلى النفس عبودية من خروج هي المعنى بهذا األخالق و اإلله.. خروج حضرة في الرغبة إلى مادي شيء في الرغبة من خروج

تطلع أن يجب حيث المطلق إلى النسبي الكل.. من إلى الجزء من بصر تكميل و تصحيح تم إذا إال يتم أن يمكن ال هذا العيون.. و كل

لذة تحجبها ال نسبته و حجمه بحقيقة شيء كل ترى العين.. فأصبحتاإللهية. الكماالت رؤية عن دنيوية

تخضعها و تحكمها حتى الشهوات بمجاهدة الدينية األخالق تبدأ لهذا و إلى دعوة ليست فهي شائع، هو كما بإشباعها و لها بالتسليم تبدأ ال و

و الملذات، أسر من الخروج إلى دعوة هي إنما و اللذات توزيع حسنمختلف. انسان إلى منهما كل تؤدي و تماما النظرتان تختلف هكذا

المادي المقابل و الفورية اللذة و النزوة يستهدف المادي فاالنسان هو و ((، الدنيوية الحياة وراء شيء وجود في يعتقد ال )) ألنه العاجل

اللحظة لكن و ((، )) اآلن وراء يلهث (( و وراء)) اللحظة يجري لهذا كل أعقاب في تالحقانه الحسرة و الفوت و ))اآلن(( هارب و متفلتة و حسرة لبه في و غصة حلقه في و دائما متروك هو و يخطوها خطوة

بال و ضمان بال يوم كل يراهن هو جوعا. و ازدادت شهوته أشبع كلما فهو أين، و كيف و متى يعرف ال بالموت عليه محكوم فهو رصيد ال الرغبات بين الهمة متوزع القلب مشتت توتر و قلق في يعيشأنفه. رغم الموت يدهمه حتى طعما للسكينة يعرف

Page 25: مقالات مختارة لمصطفى محمود

فهو مختلفة، أخالقية و مختلف نفسي تركيب فهو المؤمن االنسان أما امتحان مجرد أنها و شيئا، تساوي ال أنها و زائلة، الدنيوية اللذات يرى المنازل تلك إلى عبور مجرد الدنيا أن و وراءها، درجات و منازل إلى

الوحيد الضمان هو الله أن و كالخيال الدنيا أن الباقية.. و الدرجات و اجتمع لو سواه.. و مقدر ال و حاكم ال أنه اآلخرة.. و و النيا رحلة في

الله كتبه بشيء إال يضروك أن استطاعوا لما يضروك أن على الناس ينفعوك أن استطاعوا لما بشيء ينفعوك أن على اجتمعوا إن و عليك،

لك. الله كتبه بشيء إال

إذا و خسران، على ييأس ال و لكسب يفرح ال المؤمن فإن لهذا و خير هو و شيئا تكرهوا أن عسى نفسه: ))و في قال يكره ما دهمه أنتم و يعلم الله و لكم شر هو و شيئا تحبوا أن عسى و لكم

التعلمون((

أو لحكمة و بسبب إال بالشر يقضي ال رحيم عادل حكيم عنده الله وعادل. استحقاق و لفائدة

هم مما الناس على مشفق هو بل أحدا، يغبط ال و أحدا يحسد ال هو وقلبه: له يقول غفلة، من فيه

جهنم مأواهم ثم قليل البالد.. متاع في كفروا الذين تقلب يغرنك )) العمران( آل197- 196المهاد(( ) بئس و

الخيرات في لهم بنين.. نسارع و مال من به نمدهم أنما )) أيحسبون المؤمنون(56-55يشعرون(( ) ال بل

عمران( - آل187إثما(( ) ليزدادوا لهم نملي )) إنما

من كتاب في إال أنفسكم في ال و األرض في مصيبة من أصاب )) ما ال و فاتكم ما على تأسوا يسير.. لكيال الله على ذلك إن نبرأها أن قبل

الحديد(23-22فخور(( ) مختال كل يحب ال الله و آتاكم بما تفرحوا

لنا(( الله كتب ما إال يصيبنا لن )) قل

Page 26: مقالات مختارة لمصطفى محمود

و النفسي الهدوء و السكينة هي المؤمن عند اآليات تلك ثمرة وتصريفه. و رحمته و عدله و الله حكمة في الثقة و البال اطمئنان

حالوة لها عوضا وجد شهواته، من شهوة ترك كلما المؤمن هذا مثل و يجد مما و نفسه أغالل من الداخلي التحرر من يلقى مما قلبه، فيبصيرته. في النور من

الدعاوى يترك و الحقوق إلى للسعي الحظوظ إلى السعي يترك هو واألوامر. إلى

الحق. وجه إلى النفس أهواء يترك و

و الرياسات و المناصب و األغراض وراء الحركة و التلهف عن يكف ومغنم؟!! الله بعد هل الله.. و جنب إلى يسكن و المغانم

على بالهمة ناهض أنه الله لوجه العامل المؤمن هذا صفات من و يفتر لألجرو يعمل من يفتر بينما يتواكل، ال و يكسل ال و يفتر ال الدوام

نفسه الثاني يخدع و باالستكفاء نفسه األول ))يخدع للخوف يعمل من و بأجر جهاده يربط لم ألنه يفتر ال فإنه ربه وجه القاصد بالتمني(( أما

و عقاب من بالخوف يتحرك ال ألنه مغفرة على متواكال يكسل ال هو و متبرما تجده ال لهذا سعادة، عنده العمل متطوع، محب عبد هو إنما

حماد متفائل، البسمة مشرق الوجه طلق دائما هو إنما و متسخطا ال ال و نقصا لربه ينسب ال و الدهر يسب ال الحاالت جميع في لربه

قصورا.

ثمرة هي و بالقرآن االيمان ثمرة هي النادرة النفسية التركيبة هذه و نحو المشاعر اتجاه يوحد و النفس عناصر يجمع التوحيد التوحيد.. و

الشخصية في بنائي تركيبي أثر إلى بذلك فيؤدي للتلقي واحد مصدر يؤدي فإنه الضرر و النفع و الخوف مصادر تعدد و اآللهة تعدد بعكس

من العديد إلى االنتباه تشتت و النفس انقسام و المشاعر توزع إلىالشخصية. رباط تفكيك إلى بذلك يؤدي و الجهات،

منفرد و بديع متميز قرآني نفس بعلم يخرج الكريم للقرآن القارئ وللمسلم. تربيته في

Page 27: مقالات مختارة لمصطفى محمود

ذلك قبل تاريخا.. فإنه صنع و حضارة أقام القرآن أن عجيبا ليس و أشرق و تكاملها في متفردة سوية بديعة نفسا ربى و إنسانا أقاملها. مثيل ال بسكينة عليها

اإللهية.. المشكاة من خرج بأنه للقرآن تشهد الفذة التربية تلك مثل والرب. مثل مرب فال

األمراض عالج في القرآني النفس علم و النفس علم يختلف لهذا و جوهريا تغييرها أو النفس لتبديل إمكانا يرى ال النفس النفسية. فعلم

من األولى الخمس السنوات في النهائي شكلها تأخذ النفس ألن فيها المكبوت إخراج سوى دور النفسي للطبيب يبقى ال الطفولة.. و

الغليان تخفيف و التعبير و للتنفيس نوافذ فتح الوعي.. أو إلى العالج إلى النفسي الطبيب يلجأ ذلك إلى الوصول بهدف الداخلي.. و

و الفن و التعبير و بالتنفيس أو باإليحاء العالج أو المغناطيسي بالتنويمالمباشر. باإلشباع العالج أو آلي عمل في باالستغراق العالج أو اللعب

ال ألنها المسكنات أو بالمراهم السرطان بعالج أشبه الصور هذه كل و النفسي الدمل وجود تقبل فكلها شيئا، النفس من تغير أن تحاول

لتنفس غني أو ارقص أو تأوه أو للمريض.. اصرخ تقول ثم حاله على هذا الدمل.. و له.. هنا تقول و الدمل على يده تضع آالمك.. أو عنجهدهم. كل

يقول و جوهريا تغييرها و النفس تبديل بإمكانية فيقول الدين أما من و اإللهية الحضرة أنوار إلى البهيمية ظلمة من إخراجها بإمكانية و بالرياضة ذلك و الخلقية الكماالت ذروة إلى الشهوات حضيض

المجاهدة.

المذمومة عاداتها من النفس مراحل.. أولها: تخلية على ذلك يكون و النور إلى العيوب هذه إخراج و العيوب و بالذنوب باالعتراف ذلك و

خطأ: المصري قتل بعد لربه موسى قال كما

- القصص(16له(( ) فغفر لي فاغفر نفسي ظلمت إني )) رب

Page 28: مقالات مختارة لمصطفى محمود

الظلمات: في يونس نادى كما و

- األنبياء(87الظالمين(( ) من كنت إني سبحانك أنت إال إله )) ال

ما على الندم و بالماضي الصلة قطع و التوبة الثانية: هي المرحلة و و الفعل على محاسبتها و أمور من يستجد فيما النفس مراقبة و فات

الخاطر.

بأضدادها. و المريضة النفسية الميول مجاهدة الثالثة: هي المرحلة و الشهوانية النفس إكراه و اإلنفاق على الشحيحة النفس برياضة ذلك و اإليثار، و التضحية و البذل إلى األنانية النفس دفع و التعفف، على استنهاض و االنكسار، و التواضع على المزهوة المختالة النفس حث

إلى النفس تصل بالضد الضد بمعالجة العمل.. و إلى الكسولة النفس من الصالحين حظ هو الحكمة.. و صراط هو العدل.. و الوسطالبشر.

دون و الله من العون و المدد طلب دون الرياضة تلك تنجح ال و سجودا و ركوعا الله محبة في الفناء و الخضوع و الخشوع و الصالة

و الكاملة بطاعته إال يكون ال الله توحيد كامل)و توحيد في تحدث هنا لك( و هو يطلبه ما إال لنفسك تريد معه.. ال االسترسال

الشهوانية الخسة و طمأنينة الفزع و سكينة القلق المعجزة.. فيتبدلكماالت. النفسية النواقص طهارة.. و و عفة

و اللسان و بالقلب الله هي)) الذكر(( ذكر النفسي العالج ذروة و الدوام على اإللهية الحضرة استشعار العمل.. و و السلوك و الجوارح

فعل. و قول كل في الوقت طوال و

الصلة يعيد الذكر ألن طمأنينة و أمن و وقاية و شفاء الذكر في و إلى الصنعة يرد و بمنبعها النفس يربط و الرب و العبد بين المقطوعة

عالجها. على األقدر و بعيوبها األعلم هو صانعها.. حيث

- غافر(60لكم(( ) استجب )) ادعوني

- البقرة(152أذكركم(( ) )) فاذكروني

Page 29: مقالات مختارة لمصطفى محمود

الخراب. مكان العمار يحل و النفس ظالم ليغمر النور فيعود

له: )) قائال مريضه ينصح و سلبية و )الطيبة( تخاذال فرويد يرى بينما ومأكول((. فأنت إال و كل

بالصفح: نأمر إيجابية.. و قوة الطيبة نحن نرى

- البقرة(109اصفحوا(( ) و )) فاعفوا

- الحجر(85الجميل(( ) الصفح )) فاصفح

- البقرة(237للتقوى(( ) أقرب تعفوا أن )) و

الغليان تنفيس و تفريغ على مايساعد األعمال من فرويد يرى بينما والصالح. العمل نحن النفسي.. نشترط

ألفعاله موجه و إنسان كل على حاكم الطفولة ماضي أن يرى بينما و نخرج أن يمكن الله بفضل إننا نقول الله.. و إال بحاكم نحن نقول ال

الهدم و التحطيم بغريزة و عدوانية بفطرة يقول بينما و حكم، أي من ف�طر اإلنسان نحن: إن نقول رئيسية، كدوافع الشهوانية بالطاقة و

البداية. منذ يشاء ما يختار الموجبة و السالبة النوازع بين مختارا حرا

هو عام بوجه النفس علم مادية و الفرويدية المادية هذه كل سبب و يمكن وجسد مادة أنها على اإلنسانية النفس مع يتعاملون أنهم

روح ال بأنه إيمان عن هذا يفعلون هم التجربة.. و و بالتشريح اقتحامه جينات و كيميائية مركبات مجموعة إنما نفس.. و ال و ذات ال و هناك

فهذا المادية، الحضارة خطيئة هي تلك و اإلنسان اسمها وراثية (( )) ذات اإلنسانية النفس ألن الصواب عن يكون ما أبعد التصور

إذا كالحياة هي مجرد.. و موضوع إلى إحالتها يمكن ال و شيء كل قبل تستخفي دائما النفس يدك.. و في ماتت التشريح مبضع فيها أعملت

أفعال ردود من الظاهر في تطرح بما تتنكر و التحليلية النظرة على يتدبرها بدأ إذا لصاحبها حتى أبدا سرها تعطي ال هي و سلوكية

إذا (( بكر )) ذات جوهرها في هي بل موضوعا ليست ألنها كموضوع،

Page 30: مقالات مختارة لمصطفى محمود

بالنظرة تقتحمها أن حاولت و استسرارها هتكت و بكارتها فضضت البدائل من بمجموعة منك تفلتت و عليك استعصت الموضوعية

((. )) هي تعد لم آخر.. و شيء إلى تحولت و الخادعة السلوكية

من عليك خفى ما و الظاهر في منها ترى ما بين الفارق دائما يظل و تسكنه.. و التي الروح و الظاهر الجسد بين الهائل كالفارق حقيقتها،

على أنت إنما الجسد.. و بتشريح الروح كنه إلى أبدا تصل لن أنت دائما تظل لكنك و فأكثر أكثر الجسد تفهم سوف الفروض أحسن

لغزها. و الروح سر إدراك عن البعد كل بعيدا

العلم من أوتيتم ما و ربي أمر من الروح قل الروح عن يسألونك )) و- اإلسراء( 85(( ) قليال إال

اإللهي المكر

مع اشتركت الصف، جنايات801(( إبراهيم )) سليمة الحادث بطل و عليه هجمت ثم خنقا، و ضربا زوجها قتل في – سنة17 – أخيها وكيل أمام المفصلة اعترافاتها تقول ميت.. هكذا هو و أعضاءه أكلتالجثة. تشهد كما الوقائع شهدت هكذا القاضي.. و و النيابة

بتلك معهم شعرت و قرأوه، الذين األلوف مع الحادث قرأت في الغريب الحادث هذا معرفة إلى الفضول و الباردة، القشعريرة

وحشيته.

Page 31: مقالات مختارة لمصطفى محمود

المدى. هذا إلى بإمرأة الغل يبلغ أن يمكن هل

الميتة. يأكل الذي الوجه هذا صورة تكون أن يمكن ماذا و

المالمح، دقيقة وسيمة، إمرأة بالقناطر النساء سجن في طالعتني طمأنينة.. و سكينة وجهها لؤلؤ.. على من كصفين جميلة أسنانها الله رحمة عن كله كالمها عميقا.. و هادئا نوما تنام و تصوم، و تصلي

مكانه. ضل صوفي رجل كأنها الله.. و حكمة و الله أمر و

الحد؟ هذا إلى الباطن الظاهر يخالف أن أيمكناللسان؟ و اليد و العين تكذب و الصور، تخدع أن أيمكنتمويها؟ كلها الحياة تصبح أن أيمكن

جميلة؟ وجوها البشعة للحقائق الله يخلق كيف و المخفي؟ الشر هذا كل الباطن من أخرج الذي الدافع ما وعليه. هي ما على النفس كشف و الحجاب هتك الذي ما و

عليها.. تزوج الزوجالبدو.. في عادي أمر هذا

أزواجهن. النساء تأكل أن دون البيئة تلك في يتكرر هو وردها.. ثم الزوجة طلق الزوج

الجديدة. الزوجة أمام معاملتها يسيء كانللكرامة؟! و للنفس غضبة أهي

رجال مع متعددة عالقات على كانت بأنها اعترفت الزوجة لكن وكرامة.. لنفسها تحفظ لم فهي الطالق أثناء متعددين

السمح الجميل الوجه ذلك على النفسي الخراب هذا كل يبدو ال كيفقديس. وجه كأنه الهادئ المطمئن الوديع،

العضل، مفتول فاتنا جميال مرة.. كان ذات رأيته جميال رجال تذكرت خفيضة.. و بنبرة يتكلم مهذبا كان سينما.. و نجم كأنه الصورة جذاب

يعالج مجنون أنه بعد فيما لي تبين حياء.. ثم في بنظراته يجفل كانالكهربائية. بالصدمات

Page 32: مقالات مختارة لمصطفى محمود

مطلقا.. خرابا الرجل باطن كانالخواء. حقيقته كانت و أن يمكن المدى هذا الداخل.. إلى من مجوفا و تماما فارغا كان و

األشكال. تخدع و الصور تكذب إلى ينظر إنما و أشكالكم إلى ال و صوركم إلى ينظر ال الله )) إن

((. أعمالكم و قلوبكم

ليصالحها الحلوى من بهدية زوجته إلى الزوج عاد الجريمة ليلة في مع ليلة كل ينام أنه الطويلة المعاشرة سنوات برغم يدري يكن )) لمالشجاعة؟ واتتها غزل.. كيف لحظة في ((.. قتلته ضبع

باستمرار. علي يلح السؤال نفس ثيابها؟ غير في الحقائق تتنكر كيف

الحق.. الباطل يلبس والجمال. القبح يلبس والحب. الجريمة تلبس و البشعة؟ النفوس لهذه الجميلة العبوات هذه الخالق يخلق كيف و

يخفي و عقرب، في العسل يضع و وردة في السم يضع كيفحرير؟ من أقنعة في المتفجرات

اآلية: مصداق أهذا – البقرة(.721(( ) تكتمون كنتم ما مخرج الله )) و

بعضها يمتحنها و النفوس، الله به يستدرج الذي اإللهي المكر أهو يكشف و حقائقها ليخرج و مكتوماتها، و خباياها ليفضح ببعض

مالكا.. الدميم بالرجل إذا و جالدا الجميلة بالمرأة فإذا بشاعتها،

الحق. على أنها يقينها ضمير.. و تأنيب أو بندم تشعر ال هينفسه؟ منا الواحد يعرف أال أيمكن

دخلت لو و حتى الجنة إلى صار أنه إلى يطمئن ال أنه أبوبكر قال لقد خوفا ذلك بعد.. و تدخل لم الثانية الرجل مادامت الجنة، رجليه إحدى

شرا األخيرة اللحظة في الله يكشف أن من الله.. خوفا مكر من في أبوبكر يكتمه كان األبدية.. شرا النار به يدخله نفسه في مكتوماعنه. يدري أو به يدري أن دون نفسه

Page 33: مقالات مختارة لمصطفى محمود

التقوى.. ذروة هي تلك والله.. خوف

من خلوها و نقائها، و النفس براءة إلى اإلطمئنان عدم و التواضع والشوائب..

األعمال.. بصالح الغرور عدم وباالمتحان.. فجأة يفتضح أن يمكن الذي المكتوم خوف و

الدعاوي.. أهل من أبوبكر يكن لمصالحا.. أو منزلة لنفسه يدعي يكن لمالحقائق.. أهل من كان إنما و

ال مكتومة حقيقة فيهم تظهر أن من دائما خوف في الحقائق أهل و في نفوسهم أمام فهم المهالك، إلى بهم تؤدي شيئا عنها يعلمونرجفة..

رجفة.. في الله أمام وبالله.. و بالنفس الحق العلم هو ذلك و

المطلسم.. الغيب هي ((.. و األعظم هي)) السر فالنفس المعاناة.. و خالل من إال له تنكشف صاحبها.. ال عن حتى غيب هيوجه.. ألف تخفي و وجوهها، من وجها تظهر دائم مكر في هي

صح إن المكر ذروة سبحانه هو تام.. و خفاء و مطلق غيب الله والقول..

قال: و بالمكر؟ نفسه الله وصف لماذا – األنفال(.30((. ) الماكرين خير الله و الله يمكر و يمكرون )) و

مكرنا.. و الله مكر بين الفرق ما والله.. يمكر كيف و

الحقيقة.. إلظهار يمكر اللهإلخفائها.. نمكر نحن وكله.. سوءا مكرنا و كله، خيرا الله مكر كان لهذا و

ظلمة.. مكرنا و نور الله مكرظلم.. مكرنا و عدل الله مكر

Page 34: مقالات مختارة لمصطفى محمود

التي اللؤلؤية األسنان من الصفين هذين مكر من أسوأ هناك هل والموت؟! تضمر و بالحب، توشوش و البارد الدم تمتص و الميتة، تأكل

صوتها.. عليها.. هو ينم كان العجيبة المرأة هذه مظهر في واحد شيء على رتيبا حادا عاليا يخرج الذي المعدني النحاسي الصوت ذلك

يشعر. قلب من ليس و معدنية أنبوبة من يخرج كأنه و الدوام،غضب.. ال و فرح ال و حزن فيه يبدو ال صوتالمشاعر.. جميع من مجرد معرى صوت دائما اإلحساس انفعال.. يعطيك أي عن يشف ال أملس أقرع صوت

ينطق.. جماد أمام إنك و يتكلم، إنساني غير شيئا هناك بأنالكراهية.. عن تتكلم كما الحب عن تتكلم و الجامد الوجه بنفس انتقامه عن تتكلم كما الله رحمة عن تتكلمالرتيبة.. النحاسية النبرة داخلها.. شيطانا.. في يتكلم آخر شخصا هناك أن يسمعها لمن يخيل

خباء.. وراء من يتكلم ملقنا جنا.. أو أو

الشياطين.. تتلبسنا أن يمكن هل تكون أن البد إنه و أشباهها، على إال تتسلط ال الشياطين إن يقول الله

اآلخر.. على واحد ليتسلط اثنين بين مجانسة و مشاكلة هناك القول زخرف بعض إلى بعضهم يوحي الجن و اإلنس )) شياطين

– األنعام(.112(( ) غرورا و التواصل يمكن حيث مثله، شيطان على إال يتسلط ال الشيطان

المشاكلة.. بحكم التأثرعليهم.. للشيطان مدخل فال الله عباد أما

إلبليس.. يقول فالله – الحجر(.42(( ) سلطان عليهم لك ليس عبادي )) إن

قائلين.. عليه نرد الشيطان.. فنحن علي يقول.. تسلط لمن حجة فال(. مثله شيطان ) ألنك

عين هو بل العدل.. نقول ينافي اإللهي المكر أن يتصور لمن وبماكر. إال يمكر ال العدل.. فالله

– األنفال(.30(( ) الله يمكر و )) يمكرون – الطارق(.16 ،15(( ) كيدا أكيد و كيدا، )) يكيدون

Page 35: مقالات مختارة لمصطفى محمود

في شيئا يخفي الذي اإلنسان على يسلط الله أن األمر حقيقة و العدل.. بل منتهى هذا نفسه.. و في شيئا يخفي آخر إنسانا نفسه ماكرة نفس الكفتين كلتا تماما.. ففي مضبوط ميزان أمام نحن

شيئا. تخفيالحقيقة.. تظهر ببعض بعضهما اإلثنين تماكر من إنه ثم

الدنيا.. هي هذه وخلقها.. لهذا و

الحق.. إلحقاقبالحق. إال األرض و السماوات خلق ما و جريمة دم من يبدو ما برغم الدنيا خلق أمر في الخير عين هذا و

بالخواتيم.. بشاعة.. فالعبرة و شراستحكمت.. مهما زائلة الدنيا شرور وباق.. خير عن الختام في لنا يكشف سوف مادام زائل لشر أهمية ال و

في يجري ما تأمل لو و هادئا، تفكيرا األمر في منا الواحد فكر لو و الظاهر في يبدو ما برغم جاد األمر أن ألدرك عمق في حوله الدنيا

بموازين يجري شيء كل و محسوب، شيء فكل عبث، و هزل مندقيقة.

يخطط أنه يتصور فينا واحد كل الماهرون.. و الماكرون نحن و نكشف و بعضا، بعضنا يكشف ندري، أن بدون ذكاء.. نحن بفطانة.. و

و المقادير، فيها تزجنا التي المتوالية الشطرنج مآزق خالل من أنفسنا فينا تبقى ال حتى الدنيا اسمه الذي المتسلسل الفعل هذا عبر نفتضح

المكتوم. ظهر قد و نموت باقية.. ثم

الرأس من الرجفة تصيبهم القضية لب اإلدراك تمام يدركون الذين والقدم.. إلىعبثا.. ليس الدنيا هذه في يجري ما إنمخيفة. بصورة جاد األمر إن بل

في متحضر إنسان يذهب دائما.. كيف يسألنا الذي الماكر الرجل و الجميل النظيف األبيض الرجل ذلك يذهب جهنم.. كيف إلى السويد

Page 36: مقالات مختارة لمصطفى محمود

عند يبكي مغفل حاج يذهب و جهنم إلى التكنولوجيا أستاذ اللطيفالجنة؟ إلى الكعبة

إلى بالفعل الكعبة عند يبكي الذي الحاج ذلك ذهب له: لقد نقول و المسألة روح أدرك الجنة.. لقد في اآلن من اآلن.. إنه من الجنة و بالنحاس يشتغل فمازال صاحبك المطلق.. أما الكلي بالعلم اتصل

روحها.. يدرك ذاتها.. لم بالمسألة مشغوال المنجنيز.. مازال و الحديد

يمنعنا لم الله و ذلك بعد له قيمة ال لكن الدنيا.. و في يفيد أمر هذا وبه. أمرنا بل المنجنيز و الحديد كشف عن- الحديد(.25(( ) للناس منافع و شديد بأس فيه الحديد أنزلنا )) و

الحديد.. في المنافع بإدراك أمر ذلك و

بحثا المسألة روح إلدراك ذلك وراء التوغل منا يقتضي الله دين لكن و اآلخرة، نفع و الدنيا نفع بين المسلم يجمع بذلك باق.. و آخر نفع عن

الكعبة عند يبكي الذي شيء.. فالحاج كل ليسا المنجنيز و فالحديد علمه تعلمه.. هو عميق آخر علم بسبب يبكي مغفال.. فهو ليس

من أعلى العلم من عتبة على واقف هو بربه.. و علمه و بنفسه و الحديد عند علمه وقف الذي السويد في التكنولوجيا أستاذ صاحبنا

المنجنيز.

الذي اآلخر العارف هذا بربه.. من العارف و بنفسه العارف هذا أين وقوانينها؟ و المادة عند معارفه توقفت

المادة.. رب عن غفل و المادة عرف الذي هو الحقيقي المغفل إن

في و المدارس في و الكتب في هو و سهل المادية العلوم تحصيل و ألف مائة من أكثر و دكتوراه، حامل آالف عشرة من أكثر وحدها مصردبلوم. و ماجستير حامل

يقال أن يمكن ممن العشرات أو اآلحاد من البلد هذا في كم لكن وبربهم. العارفين و بنفوسهم العارفين من عنهم

شاب.. أنا و الطب علوم حصلت لقد بربي.. فتلك و بنفسي معرفة إلى أصل أن أن دون أكتهل هأنذا و

األفراد.. إال يبلغها ال ذروة

Page 37: مقالات مختارة لمصطفى محمود

ربهم: عنهم قال الذين هؤالء – مريم(.58(( ) بكيا و سجدا خروا الرحمن آيات عليهم تتلى )) إذاW سجد الذي صاحبنا حال ذلك الكعبة.. عند باكيا

اللطيف النظيف صاحبنا بين و بينها درجة و منزلة و مرتبة تلك و سيد سماوات.. هذا سبع السويدي التكنولوجيا أستاذ المتحضر الذكي

سيد ذلك محدود.. و زمن في محدود ملك صاحب األرض، سادة من أبد في حدود بال ملك السماوات في له اآلخرين و األولين على

بالتناه..

بالحقيقة؟ المغفل هو فمنبالحقيقة؟ الفائز هو من و

له يبتسم أمر السماوات و الجنة ذكر مادي.. و عصر في نحن لكن و أحد ال و سذاجتنا على فيه يضحكون و الماكرون، سادتها و الدنيا أهلالعاجل.. بالربح إال الدنيا هذه في يهتم

الماكرين.. بالمكر هؤالء مع الله يتعامل أن العدل اقتضى لهذ واإللهي..

W مكروا )) و W مكرنا و مكرا – النمل(.50(( ) مكرا

W. ليس و استدراج علو.. هو و غنى و رخاء من فيه هم ما و علوا – القلم(. 44(( ) يعلمون ال حيث من )) سنستدرجهم

الخيرات في لهم نسارع بنين، و مال من به نمدهم أنما )) أيحسبون – المؤمنون(.56 ،55(( ) يشعرون ال بل

منه لتزول مكرهم كان إن و مكرهم الله عند و مكرهم مكروا قد )) و – إبراهيم(.46(( ) الجبال

حلقات عنقه حول نحكم رآنا إذا حجج له تنفد ال الذي الذكي صاحبنا ويصرخ. أن يلبث ما يسكته أن يوشك بمنطقنا شعر إذا و المنطق

ال أنا و الله يعذبني لماذا الله.. و عظمة جوار إلى أنا أساوي ماذا وتافهة؟ ذرة إال أنا هل شيئا.. و أساوي

Page 38: مقالات مختارة لمصطفى محمود

W شعر لو ألنه مفتعل انكسار و كاذب تواضع هو و و ربه بعظمة حقاW لخر نفسه بتفاهة W ساجدا بالخشوع لشعر و العظمة، هذه أمام باكيا

الجدل. و المالحاة هي الهيبة.. إنما تلك أمام

فنقول: مكره على نرد وW لست و روحه، من فيك نفخ فقد الشأن، هين ال و ربك عند تافها و التسرمد أعطاك و كلها، أكوانه لك سخر و مالئكته، لك أسجد

W.. و كنت شئت الحرية.. إن منحك و الخلود، كنت شئت إن ربانيا.W شيطانيا

كله. هذا من الشأن هوان فأين

بهم تتقطع و الحائط إلى ظهرهم يصبح حينما الماكرين تحايل هو بل إال نحن يتهامسون.. هل و يتخافتون و يتماوتون و فيتمسكنون الحججيارب.. ذباب

يتطاول.. أن للتراب هل و

أحس لو و تعذبه؟ و به تحفل أن يساوي شأن عندك للطين هل و هذا من أقواله و أعماله لوانطلقت و تراب، أنه بالفعل منهم الواحد

الشأن. غير شأن و الحال غير حال الله مع له لكان اإلحساس

المكر.. لكنه و

أمكر.. تماكروا.. فالله مهما و

نفوسنا؟!! تمرض لماذا

حالة في يعيش ألنه النفسي المرض اسمه شيئا يعرف ال المؤمن كراكب شر.. فهو و خير من له يحدث ما كل مع انسجام و قبول

Page 39: مقالات مختارة لمصطفى محمود

أن يمكن ال أنه في و قائدها في كاملة بثقة يشعر الذي الطائرة يقود سوف حدود.. فهو بال مهاراته و حدود، بال علمه ألن يخطئ

و العواصف بها يجتاز سوف و الظروف جميع في بكفاءة الطائرة في ينعس و ينام ثقته فرط من هو الضباب.. و و الجليد و البرد و الحر

في الطائرة سقطت اذا يهتز ال و يرتجف ال هو و اطمئنان في كرسيه أمور جبل.. فهذه نحو مالت أو منعطف في ترنحت أو هوائي مطب

من المزيد غايتها و علمه و القائد بارادة حدثت قد و حكمة لها كلها في ليس و بتقدير يحدث حدث كل و بتدبير يجري شيء فكل األمان

بال لقائده تماما نفسه يسلم لهذا هو كان.. و مما أبدع االمكان كرسيه في يتمدد و تردد بال ثقته كل يعطيه و مجادلة بال و مساءلة

التوكل. تمام من كاملة حالة في النفس ساكن العين قرير

و المقادير سفينة يقود الذي بربه المؤمن احساس نفس هو هذا و في المجرات يسوق و األعظم الفلك يقود و الحوادث مجريات يدير

من عليه يجري ما مغاربها.. فكل و مطالعها في الشموس و مداراتهاخير. النهاية في هي بها، له طاقة ال مما أمور

خير.. و نفسه.. هو في عالجه.. قال في الطب يفلح لم و مرض اذا الكارثة.. تجنب في وسائله تنجح لم و الجفاف من زراعته احترقت اذا

حبه.. قال في فشل اذا منها.. و خيرا الله يعوضه سوف خير.. و فهي زواجه.. قال فشل فاشلة.. فاذا زيجة من خير فاشل حب نفسه في لصاحبها خير الوحدة راحت.. و و الشر أخذت لله الحمد نفسه في قد الله لعل لهل الحمد قال تجارته أفلست اذا السوء.. و جليس من خسارة ستكون الدنيا مكاسب أن و يفسدني سوف الغنى أن علم بنا أولى الحمدلله.. فالله عزيز.. قال له مات اذا اآلخرة.. و في علي خيرا أعمارنا في الزيادة تكون متى يعلم الذي الوحيد هو و أنفسنا منفعل. عما يسأل ال علينا.. سبحانه شرا تكون متى و لنا

أن عسى و لكم خير هو و شيئا تكرهوا أن عسى دائما: )و شعاره والتعلمون( أنتم و يعلم الله و لكم شر هو و شيئا تحبوا

الدنيا أن بصيرته بنور يرى النفس ساكن القلب مطمئن دائما هو و و زائل شرها مؤقتة ضيافة أنها و مقر، ال ممر أنها و بالء و امتحان دار

الغالب. هو الشاكر و الكاسب هو فيها الصابر أن زائل.. و خيرها

Page 40: مقالات مختارة لمصطفى محمود

دائما نفسه ألن نفسه، على لهاجس ال و قلبه على لوسواس مدخل ال يهمس: الله.. الله.. مع قلبه و الجليل الرحيم العظيم بذكر مشغولة

في مظلما ركنا ال و قدم موطئ ال و محال الشيطان يجد فال نبضة، كلمنه. يتسلل القلب ذلك

الصدق مقعد في ألنه الزالزل تزلزله ال و النوازل تحركه ال قلب هو واألغيار. تناله ال الذي

عنده لها النفوس أطباء عنها يتكلم التي النفسية األمراض كل وأخرى: أسماء

تعفف اسمه الكبت رياضة الحرمان و تقوى بالذنب االحساس و الزلل من وحده( عاصم الله من خوف هو )و الخوف و الحكمة طريق المعاناة و معرفة الحزن و الى بكبحها عليها يعلو و بقمعها عليها يصعد سلم درجات الشهوات و

الروحية القوة و النفسي الصفاء منازل فيها ينام ال التي الليلة الذكر.. و من لمزيد الله من األرق.. مدد و

فقد منوم دواء عن لها يبحث شكوى ليست و الشكر تستدعي نعمة للصالة قام و الفجر الى فيها صحا

الله الى العودة و الحق الى للرجوع حميدة مناسبة الندم و التي االلهية المعونة هي النفسي و منها الجسدي بأنواعها م اآلال و

فيها يزهد و منها فيستوحش الدنيا غواية على بها يستعين على له تخطر ال و يعرفها ال نفسية أمراض الحسد و الحقد و اليأس و

بال المغفرة و الصفح و بالعفو تخطاها مشاعر االنتقام و الثأر و الغل و لظالم كبحا اال العنف يعرف ال و لمظلوم اال يغضب ال هو و و الصبر و الرحمة و المودة هي عنده السائدة النفسية المشاعر و

الرضا و القبول و السماحة و الوداعة و الرأفة و الحلم و الشكر

الطب ال و النفسية األمراض تعرف ال التي المؤمن دولة هي تلكالنفسي..

Page 41: مقالات مختارة لمصطفى محمود

تحطمت السلطان، و الجاه و الجنس و المال مثل المعبودة األصنام و االنتباه.. فاجتمعت تبديد و المشاعر تفتيت على قادرة تعد لم و

صفت و الرغبات ضباب انقشع و همتها، توحدت و ذاتها على النفس لنفسه أملك االنسان أصبح و االطمئنان ساد و الدوامة هدأت و الرؤية

بال الشعور بفضل حر الى لنفسه عبد من تحول و قيادها على أقدر و واحد، اال للملك مالك ال و مهيمن ال و حاكم ال بأنه الله.. و اال اله

أصبح الموت ان بل كبير أي من و حاكم كل من الخوف من فتحرربالحبيب. سعيد لقاء و انطالقا و تحررا نظره في

هذه الى ارتفعت للمرض.. و قابلة غير أصبحت و النفس اختلفت الله، يختاره ما هو اختيارها فأصبح العبادة و الطاعة و بااليمان المنزلة

النفس تلك في الشخصانية و األنانية ذابت الله.. و يحبه ما هواها و ال المؤمنة النفس هذه ربها. و الرادة منفذة يدا و عاملة أداة فأصبحت

ال بأنه تؤمن متفائلة نفس العكس على فهي االكتئاب، داء تعرف هناك مادام متناولنا في العدل أن رب.. و هناك مادام للكرب وجود

و المرتجى مادام مصراعيه على مفتوح الرجاء باب أن عادل.. ويموت. ال حيا القادر

و حولها القدرة آيات من دائمة طفولية دهشة في المؤمنة النفس و ابداع من شيء.. و كل في تراه الذي الجمال من نشوة في هي

الذرات الى الكبرى المجرات من العوالم في آثاره ترى الذي البديع اتسعت كلما الصغر.. و في المتناهية االلكترونات الصغرى.. الى

النشوة.. فهي تضاعفت و االدهاش مجال أمامها اتسع العلم مساحةالكآبة. أو البالدة تعرف ال و الملل تعرف ال لهذا

األلم ذروة في هي و بالرجاء، حافل مضيء حزن النفس هذه حزن و باألمن شعورها يفارقها ال بالله.. و الظن حسن عن تكف ال المأساة و

و عيبها و نقصها يحزنها ما أكثر و دائما، معها الله بأن تشعر ألنها عن يقعدها ال نقصها لكن عيوبهم.. و و اآلخرين نقص خطيئتها.. ال

لشجرة مستمر تسلق في و مستمر جهاد في عيوبها.. فهي جهاد الشجرة أعلى المنتشر النور الى الظل مخروط من لتخرج خطاياها

السلم. أسفل الكثيف الطين من ال الحياة منه لتأخذ

Page 42: مقالات مختارة لمصطفى محمود

هادئ صراع لكنه باطنية.. و تطهير حرب في و وجودي صراع في انها باطلها تقاتل بأنها تشعر ألنها سكينتها يقتلع ال و اطمئنانها يبدد ال واثق ال الله مع بالمعية االحساس وحدها.. و بقوتها ليس و الله بقوة

الهزيمة ألشباح المستمر القتال هذا رغم دائم أمن في فهي يفارقها،حربها. في وحدها ليست بداخلها.. فهي العدمية لقوى و

و الشكايات و التفاهات عن النفس يشغل الذي األكبر الجهاد هو ذلك و لنفسها الرثاء و ذاتها على االنكفاء من يحفظها و الصغيرة اآلالم

تخطي و نفسها بتجاوز نفسها عن مشغولة بمواهبها.. فهي االحتفاء مستمرة.. رحلة خروج رحلة في ذاتها.. فهي على العلو و نفسها دائما تتحمل و تحب ما أبدا تقاوم هو: )أن دستورها و صعود، و تخطي

تكره( ما

متوافقة قوانينه مع متآلفة الكون مع منسابة النفس هذه مشاعر و و طبيعية سالسة حولها.. فيها المتغيرات مع بسهولة متكيفة سننه مع

هو الكامل مثالها شيء.. و كل مع الصداقة تلقائية.. تلتمس بساطة و أحد جبل يحتضن كان حينما سلم و عليه الله صلى محمد النبي

جميع أصل هي الشاملة نحبه.. فالمحبة و يحبنا جبل يقول: هذا الله.. و مع و القدر مع و الطبيعة مع دائم صلح في مشاعرها.. انها

خواء ليست أنس.. و بل وحشة ليست النفس لهذه بالنسبة الوحدة حوار صمتا.. بل ليست انشغال.. و بل فراغا ليست امتالء.. و بل

آمن.. و حضن بل وحدة ليست هي نوراني.. و استشراف و داخلي خالقها.. عن االنفصال و بالبعد احساسها خطيئتهاو هو الوحيد عذابها

عباده يحب تواب كريم عفو الله بأن االيمان منه يخفف عذاب هو و ساجدة هي و ربها الى تكون ما أقرب هي المستغفرين.. و األوابين

لو لذة في الصالحين: نحن األولياء بعض خشوعا.. يقول و حبا ذائبة أن للملوك أنى لكن و بالسيوف، عليها لقاتلونا الملوك عرفها

ماديتها. سجناء و الدنيا غرقى هم و يعرفوها

هو الطينية شرنقتها من خروجها و النفس تلك ميالد الى السبيل ان ال لميالدها.. فالعلم آخر سبيل يوجد ال و المجاهدة و الطاعة و الدين

الذي المحضن هو وحده الدين تألها.. و اال يلد ال الفن و غرورا اال يلدغايتها. تبلغ و النفس فيه تتكامل

Page 43: مقالات مختارة لمصطفى محمود

الغازات و القنابل باختراع مشغولون نفوس مرضى العلماء بين والسامة.

الحسية اللذائذ غرقى متألهون الفنانين بين و شفائها و نجاتها و كمالها الى النفس سبيل هو وحده الدين و

ال نجدتهم و الآلخرين خدمة في ناشطة عاملة نفس المؤمنة النفس و عندها العمل األرزاق.. و زحام و السوق و الشارع عن تأملها يقطعها

أمراض و الترف من شفاء و دواء و عالج الكدح و العرق عبادة.. و خدمة.. رسالة و علم مشوار و أشواق رحلة التبطل.. حياتها و الكسل

قادرة تظل أن أملها منتهى النفسية.. و الصحة الى بابها العمل و أو شجرة تغرس هي و تموت أن و األخير النفس حتى العمل على في هي و نجاة، قارب هي النفس شمعة.. تلك توقد أو جدارا تبني

فحياتها األيام، هذه طب الى بها حاجة ال و نفسي، مرض أي من حفظسعادة.. روشتة ذاتها في

الروح و النفس

W إن فنقول الروح، و النفس بين دائما نخلط الدارجة اللغة في فالناW إن نقول روحه.. و طلعت تتعذب روحه أن أو كذا، تشتهي روحه فالنا

أو اطمأنت، روحه أن أو زهقت، روحه أن أو له، توسوس روحه أن أو خاطئة، تعبيرات كلها ملت.. و و ضجرت أو اشتاقت و تاقت روحه أنالروح. ليس و النفس تخص أحوال كلها و

و نفسه هي الموت و الحشرجة عند الميت بدن من تخرج فالتيروحه. ليست

الموت: ساعة للمجرمين القرآن في المالئكة يقول

Page 44: مقالات مختارة لمصطفى محمود

– األنعام(93(( ) الهون عذاب تجزون اليوم أنفسكم )) أخرجوا

الروح. ليس و النفس هي الموت تذوق التي و

عمران( – آل185(( ) الموت ذائقة نفس )) كل

رحلة هو الموت تموت.. فتذوقها ال لكن و الموت تذوق النفس و موجودة هي و الميالد، قبل موجودة النفس و البدن، من خروجها

ميالد قبل األنفس وجود عن و الموت، بعد باقية هي و الحياة، بطول و تولد أن قبل اآلباء ظهور من الذرية أخذ الله: إنه يقول أصحابها على أباه وجد ألنه كفر بأنه أحد يتعلل ال حتى ربوبيته على أشهدهاالكفر.

على أشهدهم و ذريتهم ظهورهم من آدم بني من ربك أخذ إذ )) و كنا إنا القيامة يوم تقولوا أن شهدنا بلى قالوا بربكم ألست أنفسهم

من ذريةW كنا و قبل من آباؤنا أشرك إنما تقولوا أو غافلين، هذا عن لعلهم و اآليات نفصل كذلك و المبطلون، فعل بما أفتهلكنا بعدهم

– األعراف(174 ،173 ،172(( ) يرجعون

و بالميالد، أجسادها تالبس أن قبل األنفس فيه أحضرت مشهد فذلك مشهد نفس لكل كان فقد أبيه، كفر بعلة يكفر بأن عذر ألحد ليس

فطرتنا الربوبية حقيقة استقرت بهذا الربوبية.. و فيه طالعت مستقل.W جميعا

و تمل ال و تضجر ال و تهوى ال و تشتهي ال و توسوس، ال الروح إن ثم أحوال من كلها تلك انتكاسا. إنما ال و هبوطا تعاني ال و تتعذب، ال

الروح. ليس و النفس

القرآن: يقول

– المائدة(30أخيه(( ) قتل نفسه له )) فطوعت

– ق(16نفسه(( ) به توسوس ما نعلم و اإلنسان خلقنا لقد )) و

Page 45: مقالات مختارة لمصطفى محمود

– الشمس(8 ،7تقواها(( ) و فجورها فألهمها سواها، ما و نفس )) و

W أنفسكم لكم سولت )) بل – يوسف(18جميل(( ) فصبر أمرا

–118إليه(( ) إال الله من ملجأ أال ظنوا و أنفسهم عليهم ضاقت )) والتوبة(

55أنفسهم(( ) تزهق و الدنيا الحياة في بها ليعذبهم الله يريد )) إنما– التوبة(

– البقرة(130نفسه(( ) سفه من إال إبراهيم ملة عن يرغب من )) و

– الحشر(9المفلحون(( ) هم فأولئك نفسه شح يوق من )) و

– النساء(128الشح( ) األنفس أحضرت )) و

– يوسف(53بالسوء(( ) ألمارة النفس إن نفسي أبرئ ما )) و

و الفجور و الوسواس و بالشح القرآن في المتهمة هي فالنفس أن يمكن فهي عروج، و ترق القرآن في للنفس و األمارة، الطبيعة و راضية و مطمئنة و ملهمة و لوامة بأنها فتوصف تتطهر، و تتزكى

مرضية.

فادخلي مرضية، راضية ربك إلى ارجعي المطمئنة، النفس )) يأيتها الفجر(30 – 27جنتي(( ) ادخلي و عبادي، في

التنزيه و التقديس من عالية بدرجة دائما فتذكر القرآن في الروح أما شوق أو شهوة أو هوى أو عذاب من أحوال لها يذكر ال و التشريف، و أنها يذكر ال و ملل، أو ضجر أو هبوط أو رفعة أو تدنس أو تطهر أو

إنما و اإلنسان إلى تنسب ال الموت.. و تذوق أنها أو الجسد من تخرجالله. إلى منسوبة دائما تأتي

مريم: عن الله يقول

Page 46: مقالات مختارة لمصطفى محمود

– مريم(17سويا(( ) بشرا لها فتمثل روحنا إليها )) فأرسلنا

آدم: عن يقول و

–29ساجدين(( ) له فقعوا روحي من فيه نفخت و سويته )) فإذاالحجر(

آدم. روح يقول ال (( و )) روحي يقول

دائما. لنفسه الروح ربنا فينسب

– المجادلة(22) الله من منه(( أي بروح أيدهم )) و

السالم: و الصالة عليه النبي على نزوله و القرآن عن يقول و

– الشورى(52أمرنا(( ) من روحا إليك أوحينا كذلك )) و

القرآني. اإللهي الكلم هنا بالروح يقصد و

التالق(( ) يوم لينذر عباده من يشاء من على أمره من الروح )) يلقي - غافر(15

–2عباده(( ) من يشاء من على أمره من بالروح المالئكة )) ينزلالنحل(

اإللهي. األمر و اإللهية الكلمة هي هنا الروح و

إلى و الله من حركة في دائما هي و الله، إلى تنسب دائما الروح و ال البشرية.. و الصفات ال و اإلنسانية األحوال عليها تجري ال و الله

عذاب. أو شوق أو هوى أو لشهوة محال تكون أن يمكن

عالية. بأوصاف الروح توصف لهذا و

Page 47: مقالات مختارة لمصطفى محمود

األمين. الروح القدس.. و روح جبريل: إنه عن القرآن فيقول

روح و مريم إلى ألقاها كلمته و الله )) رسول إنه عيسى عن يقول و – النساء(171) الله من روح منه(( أي

صاحبها. إلى تنسب دائما فهي النفس أما

– النساء(79نفسك(( ) فمن سيئة من أصابك ما )) و

– اإلسراء(15لنفسه(( ) يهتدي فإنما اهتدى من )) و

– التوبة(118أنفسهم(( ) عليهم ضاقت )) و

– يوسف(54نفسي(( ) أبرئ ما )) و

– طه(96نفسي(( ) لي سولت كذلك )) و

– الحشر(9المفلحون(( ) هم فأولئك نفسه شح يوق من )) و

– البقرة(130نفسه(( سفه من إال إبراهيم ملة عن يرغب من )) و

اإللهية. الذات هي فتلك الله إلى النفس تنسب حينما و

عمران( – آل28نفسه(( ) الله يحذركم )) و

يتخيل أن اإلنسان يستطيع ال مما هو و شيئ كمثله ليس الله هو ذلكنفوسنا.. على اإللهية النفس نقيس أن يصح ال و شبيها له

الغيب. غيب هي اإللهية فالنفس

القيامة: يوم لربه عيسى يقول

– المائدة(116نفسك(( ) في ما أعلم ال و نفسي في ما )) تعلم

Page 48: مقالات مختارة لمصطفى محمود

لكنها و اللفظ في إال اإلنسانية النفس مع تتشابه ال اإللهية فالنفسالبتة.. آخر شيء

– الشورى(11شيء(( ) كمثله )) ليس

– اإلخالص(4أحد(( ) كفوا له يكن )) لم

إذن: السؤال و

الروح؟ من منا كل نصيب ما

جسدا؟ و روحا لنا إن نقول حينما نعني ماذا و

جسده؟ و بروحه منا كل نفس عالقة ما ثم

خلق قصة في القرآن ذكرها التي النفخة فهو الروح من نصيبنا أماآدم.

روحي من فيه نفخت و سويته فإذا طين، من بشرا خالق )) إني – ص(72 ،71ساجدين(( ) له فقعوا

يعود آدم صورة في النفخ و التصوير و التسوية أمر من حدث ما و منا لكل منا.. فيكون لكل الجنينية الحياة في الرحم داخل في فيتكرر المحل يستعد و األنسجة تتهيأ حتى ربانية نفخة ثم تصوير، و تسوية الجنينية، الحياة من الثالث الشهر في يكون ذلك و النفخة، هذه لتلقي

حال.. إلى حال من النفخة بهذه الخلق ينتقل و

المراحل: هذه عن ربنا يقول

عظاما المضغة فخلقنا مضغة العلقة فخلقنا علقة النطفة خلقنا )) ثم أحسن الله فتبارك آخر خلقا أنشأناه ثم لحما العظام فكسونا

– المؤمنون(14الخالقين(( )

Page 49: مقالات مختارة لمصطفى محمود

أحسن الله فتبارك آخر خلقا أنشأناه النفخة: ))ثم عند فيقول المكسوة المضغة بها نقل هائلة نقلة إلى الخالقين((.. إشارة

الخالقين.. و أحسن إال عليه يقدر ال و يبلغه ال مستوى إلى بالعظامالربانية. بالنفخة ذلك

نسل عن أخرى آية في تسويته بعد الجنين في النفخ هذا عن يتكلم وآدم.

من فيه نفخ و سواه ثم مهين، ماء من ساللة من نسله جعل )) ثم – السجدة(9 ،8األفئدة(( ) و األبصار و السمع لكم جعل و روحه

النفخة هذه ثمار من هي الفؤاد و البصر و السمع أن هذا من نفهم و من و نشأة إلى نشأة من اإلنسان ينقل المواهب بهذه إنه الروحية.. و

فتبارك آخر خلقا أنشأناه معنى.. ))ثم هو هذا و مستوى، إلى مستوىالخالقين((. أحسن الله

منا كل النفخة.. و هذه من نصيبنا هو إذن الروح هذه من نصيبنا إناستعداده. قدر على النفخة هذه من يأخذ

من عالم و قيم و ضمير و خيال منا للواحد يصبح النفخة هذه بفضل والمثال. سماء و الواقع بأرض أشبه فينا الروح و الجسد المثل.. و

الحديد ذرة بعالقة أشبه هي جسده و بروحه منا كل نفس عالقة والقطبين. ذي المغناطيسي بالمجال

هبوط و انجذاب إما استقطاب، حالة هو دائما للنفس يحدث الذي و ما هو هذا و الشهوات، و الغرائز طين و الواقع حمأة إلى الجسد، إلى

تجانس و الطين تشاكل حينما الحيوانية الجسدانية للنفس يحدث سماوات إلى الروح، إلى صعود و انجذاب إما و كثافتها، في التراب تشاكل حينما للنفس يحدث ما هو و الربانية، األخالق و القيم و المثال في الحياة طوال النفس شفافيتها.. و و لطفها في تجانسها و الروح القطب بين و الروحي القطب بين استقطاب و تذبذب و حركة

و شفافيتها تغلبها مرة و طينتها، و ناريتها عليها تطغى الجسدي.. مرةطهارنها.

Page 50: مقالات مختارة لمصطفى محمود

و النفس فتبتلى االبتالء، و االمتحان مجال هما الروح و الجسد و سرها، لتخرج أعلى إلى و أسفل إلى الجاذبتين القوتين بهاتين تمتحن

شرها. و خيرها ليظهر و رتبتها و حقيقتها عن تفصح و

يبعث و يولد الذي و هي))نفسه((، اإلنسان حقيقة أن نفهم هنا من و يجري ما و نفسه، هو يبتلى و يمتحن الذي و نفسه، هو يحاسب و

روحه و جسده نفسه.. أما هي األشواق و األحزان و األحوال من عليه مجال كونهما في السماوات و األرض مثل تماما مجال مجرد فهما

الله أعطى ملكاته.. فكما و مواهبه إلظهار لإلنسان بالنسبة حركة و تعمل و لتحيا، روحا أعطاها )جسدا( كذلك عضالت النفس لهذه

شرها. و خيرها تباشر و مكنونها و سرها عن تكشف

ال فاألرواح خاطئة، األرواح(( كلمة ))تحضير كلمة تكون المعنى بهذا و منسوب نور الروح ألن تستحضر، أن روح ألي يمكن ال و تستحضر،

من النور هذا به.. و لنستنير النور هذا فينا ينفخ هو و وحده، الله إلى و يحشر ما استحضاره.. أما أو حشره يمكن ال و يعود الله إلى و الله

الناس هؤالء أن صح إذا األرواح.. هذا ليس و األنفس فهي يستحضر يكون يحضر ما أن الظن أغلب جلساتهم.. و في أنفسا يستحضرون

له منا كل و )القرناء(، حياتها في األنفس لهذه المصاحب الجن من الطويلة الصحبة هذه بحكم هو و يصاحبه، الجن من قرين حياته في

هو الجن هذا و إمضاءه، و صوته يقلد أن يستطيع و أسراره يعرف يدهش و المظلمة، التحضير غرفة في الوسيط يالبس الذي

خوارق. يحسبونه بما الموجودين

استحضارها. يمكن فال األرواح أما

ربها. إال يحضرها ال و يحشرها فال األنفس أما

أحوالها أحسن في هي إنما و روح، إلى تتحول أن يمكن ال النفس و الربانية، باألخالق تتخلق ما بقدر تجانسها و الروح تشاكل حتى ترتقي

في الله نفخها التي )الروح النوراني المثال من تقترب ما بقدر واإلنسان(.

Page 51: مقالات مختارة لمصطفى محمود

و الشياطين، تشاكل حتى تهبط و تتدنى أن النفس لهذه يمكن كذلكناريته. في إبليس تجانس

لطفها في الروح تجانس و تشاكل حتى تتزكى و تتطهر التي النفس و عنها يقول التي هي و القيامة، يوم عرشه من الله يقربها التي هي – القمر(55مقتدر(( ) مليك عند صدق مقعد )) في ستكون إنها

الله. جوار إلى مكانها ربانية نفسا تصبح الترقي و التطهر بهذا .. ألنها

الدرك إلى غلظتها و بفجورها تهبط التي المظلمة النفوس أماالقيامة: يوم ربهم عنهم يقول الذين فهم الشيطاني

– المطففين(15لمحجوبون(( ) يومئذ ربهم عن )) إنهم

و الظلمة قاع في السفلية النارية النفوس مع مكانهم سيكون هؤالء و من نور هي إنما و جحيم، أو جنة في لها مكان فال الروح الجحيم. أما

ال و محاسبة ال و ابتالء عليها اليجري و منه هي و إليه، تنسب الله نوراآلية: في األعلى المثل هي إنما مكافأة.. و ال و معاقبة

– النحل(60الحكيم(( ) العزيز هو و األعلى المثل له )) و

الحكيم(( ) العزيز هو و األرض و السماوات في األعلى المثل له )) و – الروم(27

كونه من نورانيته و قدسيته يستمد الذي النوراني المثال عالم ذلك والله. أمر من و الله من

العلم من أوتيتم ما و ربي أمر من الروح قل الروح عن يسألونك )) و – اإلسراء(85قليال(( ) إال

Page 52: مقالات مختارة لمصطفى محمود