issue 43 - march 2020...lessons from the developed world آذآذآذار/ مارس - ال...

Upload: others

Post on 20-Sep-2020

5 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • العدد 43 - آذار/ مارس 2020Issue 43 - March 2020

    A Bimonthly Peer Reviewed Journal of Political Science and International Relations دورية محّكمة تُعنى بالعلوم السياسية والعالقات الدولية

  • 3

    دراساتكاظم هاشم نعمة

    المحور الجيوبوليتيكي العربي - اإلسالمي وعملية هيكلة النظام الدولي: نحو مقاربة جديدة

    أحمد جميل عزم تحّوالت عملية صنع القرار األميركي بشأن القدس

    أديب زيادة الموقف األوروبي من القدس في

    ضوء "صفقة القرن" األميركية

    محمد عرفة الحوكمة الرشيدة في مواجهة الفساد اإلداري ما بعد

    الربيع العربي: حالتا تونس ومصر

    وثيقةعبده موسى

    سمية مادبو الوثيقة الدستورية للفترة االنتقالية:

    قراءة في التوافق السوداني

    دراسة مترجمةأندريه لوكور

    ترجمة محمد كاظم الصالحوإيناس عبد السادة علي

    المناحي السياسية للدبلوماسية الموازية دروس من العالم المتقدم

    Articles 5

    Kadhim Niama

    The Arab-Islamic Geopolitical Axis and Structuring 7the International System: Towards a New Approach

    Ahmad Jamil Azem

    Shifts in the US Decision- 33Making Process on Jerusalem

    Adeeb Ziadeh

    Europe's Stand on Jerusalem and 51the US “Deal of the Century"

    Mohamed Arafa

    Good Governance against 67 Administrative Corruption After ArabSpring: The Cases of Tunisia and Egypt

    Document 79

    Abdou Moussa

    Somaiya Madebo

    The Constitutional Charter for the Transitional 81Period: A Reading of the Sudanese Consensus

    Translation 97

    André Lecours

    Translated by Mohammad K. Alsalih

    and Inass Abdulsada Ali

    Political Issues of Paradiplomacy 99Lessons from the Developed World

    رددعل لا -  سرام /راذآذآذآ

    Issue 43 - March 2020

  • 3

    دراسات وأوراق تحليليّة

    المؤشر العربي

    وحدة استطالع الرأي العام

    اتجاهات الرأي العام اللبناني نحو االحتجاجات في لبنان

    التوثيق

    محطات التحول الديمقراطي في الوطن العربيفي المدة 2020/1/1 - 2020/2/29

    الوقائع الفلسطينيةفي المدة 2020/1/1 - 2020/2/29

    مراجعات وعروض كتب

    محمد حمشي

    قراءة في تقرير صندوق النقد الدولي عن االندماج المغاربي )2018(

    Arab Opinion Index 111

    Public Opinion Polling Unit

    Lebanese Public Opinion Trends 113towards the Protests in Lebanon

    Political Document 129

    Milestones in Democratic Transition 131in the Arab World 1/1/2020 - 29/2/2020

    Palestine Over Two Months 137 1/1/2020 - 29/2/2020

    Book Reviews 145

    Mohammed Hemchi

    A Review of the IMF Report on Regional 147Integration in the Maghreb (2018)

  • 54

    املركز العريب لألبحاث ودراسة السياسات هو مؤسسة بحثية فكرية مستقلة

    للعلوم االجتامعية والتاريخية وبخاصة يف جوانبها التطبيقية.

    يسعى املركز من خالل نشاطه العلمي البحثي إىل خلق تواصل بني املثقفني

    واملتخصصني العرب يف العلوم االجتامعية واإلنسانية بشكل عام، وبينهم وبني

    العربية والبحثية الفكرية املراكز وبني وبينهم وأمتهم قضايا مجتمعاتهم

    واملفاهيم املعرفية األدوات وتطوير والنقد البحث عملية يف والعاملية

    وآليات الرتاكم املعريف، كام يسعى املركز إىل بلورة قضايا املجتمعات العربية

    التي تتطلب املزيد من األبحاث واملعالجات، وإىل التأثري يف الحيز العام.

    املركز هو مؤسسة علمية، وهو أيًضا مؤسسة ملتزمة بقضايا األمة العربية

    وبالعمل لرقيها وتطورها، وهو ينطلق من كون التطور ال يتناقض والثقافة

    والهوية العربية، ليس هذا فحسب، بل ينطلق املركز أيًضا من أن التطور غري

    ممكن إاّل كرقي مجتمع بعينه، وكتطور لجميع فئات املجتمع، يف ظروفه

    التاريخية ويف سياق ثقافته وبلغته، ومن خالل تفاعله مع الثقافات األخرى.

    يعنى املركز بتشخيص وتحليل األوضاع يف العامل العريب، دواًل ومجتمعات

    وبتحليل السياسات االجتامعية واالقتصادية والثقافية، وبالتحليل السيايس

    مستوى عىل األمة تواجه التي التحديات ويطرح أيًضا، املألوف باملعنى

    العلمي والركود والتبعية والسيادة والوحدة، والتجزئة والهوية املواطنة

    بينها، وقضايا والتعاون العربية والدول املجتمعات وتنمية والتكنولوجي،

    الوطن العريب بشكل عام من زاوية نظر عربية.

    مع ومجتمعاته العريب العامل عالقات بدراسة أيًضا العريب املركز ويعنى

    واألوروبية األمريكية السياسات ومع وأفريقيا، آسيا يف املبارش محيطه

    واآلسيوية املؤثرة فيه، بجميع أوجهها السياسية واالقتصادية واإلعالمية.

    ال يشكل اهتامم املركز بالجوانب التطبيقية للعلوم االجتامعية، مثل علم

    أمام حاجزًا السياسية والعلوم الثقافية والدراسات واالقتصاد االجتامع

    االهتامم بالقضايا واملسائل النظرية، فهو يعنى كذلك بالنظريات االجتامعية

    املبارشة بإسقاطاتها وخاصًة ونقدية، تحليلية عناية السيايس والفكر

    باملنطقة املختصة للدراسات املوجه والسيايس األكادميي الخطاب عىل

    العربية ومحيطها.

    ويعقد مختصة، برامج عدة ويدير وتقارير، ودراسات أبحاثًا املركز ينتج

    العام وللرأي للمختصني، موجهة وندوات وتدريب مؤمترات وورش عمل

    أيًضا، وينرش جميع إصداراته باللغتني العربية واإلنكليزية ليتسنى العريب

    للباحثني من غري العرب االطالع عليها.

    The Arab Center for Research and Policy Studies (ACRPS) is an independent research institute for the study of the social sciences and humanities, with particular emphasis on the applied social sciences.

    The ACRPS strives to foster communication between Arab intellectuals and specialists in the social sciences and humanities, establish synergies between these two groups, unify their priorities, and build a network of Arab and international research centers.

    In its commitment to the Arab world's causes, the ACRPS is based on the premise that progress necessitates the advancement of society and human development and the interaction with other cultures, while respecting historical contexts, culture, and language, and in keeping with Arab culture and identity.

    To this end, the Center seeks to examine the key issues afflicting the Arab world, governments, and communities; to analyze social, economic, and cultural policies; and to provide rational political analysis on the region. Key to the Center's concerns are issues of citizenship and identity, fragmentation and unity, sovereignty and dependence, scientific and technological stagnation, community development, and cooperation among Arab countries. The ACRPS also explores the Arab world's political and economic relations with its neighbors in Asia and Africa, and the Arab world's interaction with influential US, European, and Asian policies in all their economic, political, and communication aspects.

    The Center's focus on the applied social sciences does not detract from the critical analysis of social theories, political thought, and history; rather, this focus allows an exploration and questioning of how such theories and ideas have directly projected themselves on academic and political discourse and guided the current discourse and focus on the Arab world.

    The ACRPS regularly engages in timely research, studies, and reports, and manages several specialized programs, conferences, workshops, training sessions, and seminars that target specialists and the general public. The Center publishes in both Arabic and English, ensuring its work is accessible to both Arab and non-Arab readers.

  • 5

    Articlesدراسات

    5

  • 76

  • 7

    *Kadhim Niama | كاظم هاشم نعمة

    المحور الجيوبوليتيكي العربي - اإلسالمي وعملية هيكلة النظام الدولي: نحو مقاربة جديدة

    The Arab-Islamic Geopolitical Axis and Structuring the International System: Towards a New Approach

    77

    * أكادميي عراقي مختص بالدراسات االسرتاتيجية والعلوم السياسية.* Iraqi Academic Specializing in Strategic Studies and Political Science.

    أفرزت بيئة ما بعد الحرب الباردة هيكًلا لنظام عالمي في توزيع القوة، يختلف عن ذاك الذي ســاد في الفترة 1945-1991. فقد برزت أقاليم جغرافية ذات قيمة محورية، وأصبحت ميادين مهمــة للتنافــس عليهــا بيــن القوى الكبــرى، من أبــرز خصائصهــا، الموقــع والمــوارد والقوة. وباالســتناد إلــى هــذه الخصائــص تبحــث هذه الدراســة فــي األهميــة الجيوبوليتيكيــة للدول العربيــة واإلســامية فــي النظام الدولــي. وتطرح مجموعة مــن العوامل تســاعدنا في فهم الطبيعــة المتحولــة للنظــام الدولــي، مع التركيــز على توزيــع القوة، والهيمنــة في الفضاء

    الجيوبوليتيكي في قارتَي أوروبا وآسيا، والطاقة.

    كلمات مفتاحية: النظام الدولي، عالم ما بعد الحرب الباردة، الدول العربية واإلسامية.

    The post-Cold War environment has produced a world distribution structure different from that of the system prevailing in the 1945-1991 period. Geographical regions of pivotal value have emerged as important arenas of competition among the great powers, each drawing strength from the prominent features of location and resources. Referencing these same features, this study examines the geopolitical importance of Arab and Islamic countries within the international system. It posits a set of factors to inform an understanding of the international system's evolving nature: energy, the distribution of power and hegemonies in the geopolitical spaces of Europe and Asia.

    Keywords: International Order, Post-Cold War World, Arab and Muslim Countries.

  • 8رددعل لا

     سرام /راذآذآذآ

    مقدمةتستند هذه الدراسة إىل فرضية تقوم عىل أن األهمية الجيوبوليتيكية

    الــدويل النظام هيكلة عملية يف الجيوبوليتيكية للفضاءات

    الجيوبوليتييك الفضاء وأن الباردة. الحرب بعد جوهريًا تغريت

    العريب – اإلسالمي (اليابسة ما بني املحيط األطليس وآسيا - املحيط

    الهادي) يتمثل فيه أكرث التغريات من حيث عملية إعادة الهيكلة، يف

    نوعها وتفاعالت ديناميتها، وانعكاساتها عىل التنافس والرصاعات بني

    القوى الكربى يف النظام الدويل، وكذلك عىل إدامة الهيمنة األمريكية،

    أو إرجاء انحسارها الحتمي، أو إبطائه، وتلطيف عواقب االنحسار،

    وتقليل تكلفته، وال سيام أن الذي يسيطر عىل محور اليابسة يتحكم

    عىل يسيطر األخرى املحاور يف يتحكم والذي األخرى، املحاور يف

    العامل.

    الهيكلة، وتحليلها الدراسة من مقاربة شاملة لفهم عملية وتنطلق

    يستجيب ال واألفق الواحد الواحد البعد منطلق ألن بها، والتكهن

    للتساؤالت، ففي هذا الفضاء الجيوبوليتييك العريب - اإلسالمي مزايا

    جيوبوليتيكية وجيو-اقتصادية وجيوسرتاتيجية وجيودينية - ثقافية،

    ال يُعرَث عليها يف غريها من األقاليم.

    يدرك السياسيون يف الواليات املتحدة األمريكية أن الهيمنة الدولية قد

    ترتاجع، ال محالة، يف هذا الفضاء الجيوبوليتييك؛ لذا ترمي محاوالتهم

    اليابسة، كام يبدو عقب هجامت 11 سبتمرب 2001، السيطرة عىل

    وغزو أفغانستان عام 2001، والعراق عام 2003، إىل "إبطاء" االنحدار

    و"استيعاب" تكاليفه، أو إىل التصدي له؛ حتى تستعيد القوة األمريكية

    "العافية"، ومن ثم تكون اليابسة هي املفتاح لـ "استيطان" الواليات

    املتحدة يف نظام دويل متعدد األطراف، يصون لها مزايا ومنافع.

    أواًل: تطور نظرية وسياسات "المحور"يناير الثاين/ كانون 5 يف ،(1947-1861) ماكندر هالفورد عرض

    "املحور بعنوان الربيطانية الجغرافية الجمعية يف بحثًا ،1904

    لـ "الجيوبوليتيكس"، األوىل اللبنة وضع حيث للتاريخ"، الجغرايف

    رودولـــف الــســويــدي الــجــغــرايف نحته الـــذي املصطلح ــو وه

    كيلني Rudolf Kjellén (1864-1922) عام 1919 (1)، ومن ثم أخضع

    عام مقالتني الحقتني للتنقيح يف "النظرية"، أو "أطروحته"، ماكندر

    1  Halford Mackinder, "The Geographical Pivot of History," The Geographical Journal, vol. XXIII, no. 4 (April 1904), pp. 421-437.

    1919 وعام 1943 (2). وسعى ماكندر لتمثيل فهم تطورات السياسة

    جغرايف. منظور من بها والتكهن وتفسريها وتحديدها الدولية،

    وكان يرمي إىل حث رجال الدولة وصّناع القرار عىل إدراك تأثريات

    املعطيات الجغرافية والطبيعية يف الدولة، بوصفها عضًوا كائًنا، ويف

    صوغ سياستها الخارجية واسرتاتيجيتها، وأن الخصائص الجغرافية ذات

    "جيوتاريخية"، مقاربة ماكندر اقرتح لذلك التاريخ؛ دور يف صناعة

    فاألمم تأيت وتزول وتنهض وتنحرس، والنظم ال تستقر عىل حال، إال

    للتطورات والسلبية اإليجابية التأثريات من الرغم عىل الجغرافيّة،

    السياسية واالقتصادية والتقنية. وكان يقينه واضًحا بأن الجغرافيا هي

    خلية التاريخ اإلنساين نفسه، كام يرى روبرت كابالن (1952-)(3)، وأن

    "املسائل السياسية تعتمد عىل التحقيق" يف الجغرافيا السياسية التي

    لها(4). لقد تابعة الطبيعية، مثلام هي الجغرافيا تعتمد وتقوم عىل

    كان ماكندر يخىش أن يرى نعي اإلمرباطورية الربيطانية، فأعمل عقله

    لينقذ سيادتها عىل النظام الدويل، ومع أنه كان يكظم قلقه، فقد قدم

    نظرية فيها معامل "الحتمية" املحورية الجيوبوليتيكية لنهاية الصدارة

    والهيمنة يف النظام الدويل.

    ثانًيا: تطور النظرية الجيوبوليتيكيةالعامل إىل نظام دوائر مركزية مرتابطة، وأرىس "منطقة وزّع ماكندر

    داريا، األرض، وتضم أحواض فولغا، وينييس، وأمو املحور" يف مركز

    وسري داريا، وبحر قزوين، وبحر آرال. ورأى أن املركز حصني يف وجه

    هجامت القوى البحرية، وأنه قادر عىل استدامة سكان كثريين. وبعد

    خلص قرون، أربعة خالل األورويب والغرب الرشق لتاريخ دراسته

    "الهالل ثانية دائرة وهناك التاريخ"(5). محور آسيا "وسط أن إىل

    ورشق آسيا، غرب وجنوب آسيا، وجنوب أوروبا، وفيه الداخيل"،

    أمريكا وشامل بريطانيا، من فيتكون الخارجي"، "الهالل أما آسيا.

    وجنوبها، وجنوب أفريقيا، وأسرتاليا، واليابان، وهي املواقع البحرية

    أو الجزيرية، وترتبط جغرافيًا وثقافيًا بـ "الهالل الداخيل".

    2  Halford Mackinder, Democratic Ideals and Reality: A Study in the Politics of Reconstruction (London: DIANE Publishing, 1942); Halford Mackinder, "The Round World and the Winning of Peace," Foreign Affairs, vol. 21, no. 4 (1943), pp. 595-605.

    3  Robert Kaplan, The Revenge of Geography: What the Map Tells us about Coming Conflicts and the Battle against Fate (New York: Random House, 2012), p. 28.

    4  Halford Mackinder, "On the Scope and Methods of Geography," in: Halford Mackinder, Democratic Ideals and Reality, With additional papers (New York: Norton,1962), pp. 214-217.

    5  Mackinder, Democratic Ideals, p. 86.

  • 9دراسات

    المحور الجيوبوليتيكي العربي - اإلسالمي وعملية هيكلة النظام الدولي: نحو مقاربة جديدة

    ويف عام 1919، حّل مفهوم "قلب العامل" محل "املحور"، وأضاف إىل

    ومناطق البلطيق، وبحر األسود البحر مناطق حوض العامل" "قلب

    وسط وجنوب نهر الفولغا القابلة للمالحة، وإيران والتّبت ومنغوليا،

    وجاءت إشارة إىل مفهوم "قلب العامل االسرتاتيجي". وبعد ذلك صاغ

    مقولته الجيوبوليتيكية: "إن الذي يحكم رشق أوروبا يقود قلب العامل،

    جزيرة يحكم والذي العامل، جزيرة يقود العامل قلب يحكم والذي

    العامل يقود العامل"(6). ويف عام 1943 أكّد ماكندر هذه األطروحة يف

    مقالة نرشها يف مجلة الشؤون األجنبية(7).

    بالنقد باحثون لها وتصدى العلمي، بالثناء ماكندر أفكار حظيت

    والتصويب. ومع ذلك، مل تدفن أطروحاته يف تاريخ الفكر الجيوبوليتييك

    واالسرتاتيجي؛ ألنها متثل "بناًء فكريًا يفوق كثريًا ما تقدمه املفاهيم

    املنافسة األخرى لفهم القضايا األساسية لألمن العاملي"(8)، إضافة إىل

    أنها أفكار ذات صلة مهمة بدينامية الحرب العاملية األوىل والحرب

    العاملية الثانية والحرب الباردة، وأن أغلب ما بني أيدينا من "الدراسات

    يف االسرتاتيجية العاملية أو الجغرافية السياسية استند، جزئيًا أو كليًا،

    إىل نظريات ماكندر"(9)، كام يف اسرتاتيجية االحتواء عند جورج كينان

    القومي واألمن لالسرتاتيجية الرسمية والوثيقة ،(10)(2005-1904)

    األمرييك NSC-68 (7 نيسان/ أبريل 1950) التي مل تحد عنها مضامني

    جميع الوثائق الالحقة لإلدارات املتعاقبة يف الحرب الباردة.

    ، (11) (1943-1893) Nicholas Spykman وتصدى نيكوالس سبيكامن

    الجيوبوليتييك األمرييك، ألطروحة ماكندر. لكنه يف حقيقة األمر مل يكن

    طليًقا من تأثريات مقوالته األساسية، بل يبدو يف أعني نقاده أنه يرمي

    فأعطى الجغرايف، املتحدة الواليات لواقع لتستجيب تحويرها؛ إىل

    فأكّد قدرة القلب، أو املركز أو للمحور "الحافة" وليس لـ األهمية

    القوى البحرية عىل مواجهة القوة الربية يف املحور األورايس، بتطويقه

    بأحالف أمنية عسكرية؛ لحرمان قوى املحور من الوصول إىل البحر.

    العاملية القوة والهيمنة واإلمرباطورية التنافس والرصاع عىل ويدور

    6  Ibid., p. 113.

    7  Mackinder, "The Round World."

    8  William Henry Parker, Mackinder: Geography as an Aid to Statecraft (Oxford: Clarendon,1982).

    9  Anthony J. Piere, "Introduction," in: Democratic Ideals and Reality (New York: W.W. Norton and Comp,1962), p. xxi; Colin Gray, "In Defence of the Harland: Sir Halford N´Mackinder and His Critics a Hundred Years On," Comparative Strategy, vol. 23, no. 1 (2004).

    10  George Kennan, American Diplomacy: 1900-1950 (Chicago: University of Chicago Press, 1969).

    11  Michael P. Gerace, "Between Mackinder and Spykman: Geopolitics, Containment, and After," Comparative Strategy, vol. 10, no. 4 (1991), pp. 347-364.

    يف ميدان "الحافة"، وليس يف فضاء قلب العامل لبناء نظام دويل(12).

    اإلمرباطورية إنقاذ إىل يهدي لجيوبوليتيكس ماكندر رّوج ومثلام

    الربيطانية، فإن سبيكامن قّدم املشورة والنصح؛ إلرساء نظام عاملي

    "الحافة"، عن الذود يف األمريكية القوة دور فعظّم أمريكية، بهوية

    يسيطر والذي أوراسيا، يحكم الحافة عىل يسيطر الذي "إن وقال

    عىل أوراسيا يتحكم يف مصائر العامل"(13). وقد وزع فضاء "الحافة" إىل

    أربع مناطق: أوروبا وشامل أفريقيا والرشق األوسط وآسيا. وأشار إىل

    الدول، منها أوروبا الغربية والرشقية وتركيا والرشق األوسط والخليج

    وميامنار وماليزيا والوس وكمبوديا وبروين وباكستان والهند العريب

    للممرات أهميًة سبيكامن وأوىل واليابان. وفيتنام وتايلند والفلبني

    املائية املحيطة بالحافة، مثل: بحر رشق وجنوب الصني، وبحر الفلبني،

    أنجامن، واملحيط تايلند، وبحر سيليبس، وبحر جاوا، وبحر وخليج

    الهندي، وبحر العرب، وخليج عدن، والبحر األحمر، والبحر األبيض

    األطروحات ولقد هجعت السويس. وقناة ملقا، املتوسط، ومضيق

    الجيوبوليتيكية يف تفسري السياسة الدولية بعد الحرب العاملية الثانية

    عام 1945، إىل حني، ثم تعافت بحذر يف الستينيات، وبعدها نشطت

    يف السبعينيات.

    وكان وراء ذلك أسباب، منها اقرتان النظريات بأملانيا النازية، واكتساء

    جيوبوليتيكية، بعوامل وليس أيديولوجي بوشاح الدويل الرصاع

    والرأساملية، الشيوعية بني التناقضات يف الدراسات وتعمقت

    االستعامر، من والتحرر االنحياز عدم بحركة الباحثون وانشغل

    حلف يف متثل كام االحتواء، بخيار األمريكية االسرتاتيجية وأخذت

    شامل األطليس "الناتو" وحلف بغداد وحلف جنوب رشق آسيا، ومل

    تقع مواجهة مبارشة بني القوتني النوويتني العظميني، بيد أنهام خاضتا

    الواقعيني، فإن املنظرين بالوكالة يف آسيا وأفريقيا. وبحسب حروبًا

    وإن القطبية، ثنايئ دويل نظام إطار يف استقرت العاملية السياسة

    تغيريات إىل املبارش األمن ملجاالت الخارجية املناطق يف التحوالت

    أخذت العريب الخليج ففي السائدة(14)؛ الجيوبوليتيكية املعادلة يف

    حتى والسعودي، اإليراين املحورين باسرتاتيجية املتحدة الواليات

    وقوع الثورة اإليرانية عام 1979، خياًرا إلدارة األمن يف اإلقليم. وعىل

    الصعيد العاملي، تيرست للواليات املتحدة فرص اسرتاتيجية يف سياق

    12  Colin S. Gray, "Nicholas John Spykman, the Balance of Power, and International Order," Journal of Strategic Studies, vol. 38, no. 6 (2015), pp. 873-897.

    13  Nicholas John Spykman, The Geography of the Peace, in: Helen R. Nicholl (ed.) (New York: Harcourt Brace & Co., 1944), p. 43.

    14  Geoffrey Warner, "Geopolitics and the Cold War," in: Richard Immennan & Petra Goedde (eds.), The Oxford Handbook of the Cold War (Oxford: Oxford University Press, 2013).

  • 10رددعل لا

     سرام /راذآذآذآ

    فيه تنعمت إذ الصيني؛ السوفيايت – األمرييك – االسرتاتيجي املثلث

    مبزايا "املركز" و"املحور" شبه الحر يف املناورة عىل الضلعني: السوفيايت

    نزع اتفاقية وعقد فيتنام، من الخروج لواشنطن فأتاح والصيني،

    مع املتبادل املؤكد النووي الردع باسرتاتيجية والوثوق التسلح،

    االتحاد السوفيايت.

    واستطاعت الواليات املتحدة أن تحتوي الصني، من دون تعزيز قواتها

    يف اليابان وكوريا الجنوبية ونرش قوات إضافية، بفضل املناورة عىل

    الخالفات السوفياتية – الصينية، من موقع دور املركز يف املثلث غري

    الجيوبوليتييك الكالسييك عند ماكندر وسبيكامن، وإمنا بفضل عالقات

    املثلث التي خلقت، إىل الرشق من أوراسيا، تهديًدا اسرتاتيجيًا أمنيًا

    مع "الوفاق" السوفيايت االتحاد يختار أن إىل أفىض وأيديولوجيًا،

    الواليات املتحدة.

    واتبعت الواليات املتحدة عقيدة "الدومينو" جيوبوليتيكيًا، وهي التي

    حددت السياسة األمريكية واسرتاتيجيتها يف إقليم رشق آسيا، وجنوب

    رشق آسيا، ويف إقليم أمريكا الالتينية(15)، وتقوم عىل افرتاض أن سقوط

    تتهاوى "داء"، منه يتولد الصيني، أو السوفيايت النفوذ تحت دولة

    بعدئذ دول أخرى، حتى يصبح اإلقليم بأرسه تحت السيطرة الشيوعية

    بتكلفة قليلة، ومن دون مواجهة مبارشة، كتلك التي وقعت يف كوريا،

    ومتثل خسارة جيوبوليتيكية وجيوسرتاتيجية للهيمنة األمريكية وتآكل

    القرن ثالثينيات يف للدومينو تطبيق ومثة اآلسيوي. االحتواء قوائم

    هاري األمرييك الرئيس اهتدى وقد النازية(16). أملانيا من املايض

    ودوايت الكورية، الحرب يف النظرية بهذه (1953-1945) ترومان

    أيزنهاور (1953-1961) من بعده عام 1954، إىل توكيد أهمية منطقة

    الهند الصينية للمصالح األمريكية وأمنها، فإذا ما سقطت بيد الصني أو

    االتحاد السوفيايت، "فسوف يليها ما ميكن أن نسميه مبدأ الدومينو

    تساقط ذلك فيتبع األوىل، القطعة تُسقط إنك ]...[ املتساقطة

    توىل وعندما برسعة"(17). ذلك ويقع قطعة، آخر حتى القطع كل

    الدومينو، بنظرية مقتنًعا كان (1963-1961) الرئاسة كيندي جون

    ورصح بأنه "يؤمن بها، فإذا ذهبت جنوب فيتنام، فإن املستقبل يف

    جنوب رشق آسيا سيكون ملصلحة الصني"(18). وتبعه يف الرأي الرئيس

    الدومينو عىل بـأخطار اعتقد إذ (1963-1969)؛ ليندون جونسون

    15  Ross Gregory, "The Domino Theory," in: Alexander De Conde et al. (eds.), Encyclopaedia of American Foreign Policy (New York: Scribner, 1978), pp. 275-280.

    16  Thomas G. Paterson, Containment and the Cold War: American Foreign Policy since 1945 (Boston, MA: Addison-Wesley Pub. Co., 1973).

    17  Gregory.

    18  Arthur Schlesinger, A Thousand Days: John Kennedy in the White House (Boston, MA: Houghton Mifflin, 1965).

    الواليات املتحدة(19)، وبأن "عدواها" تصيب جميع األقاليم، مبا فيها

    أمريكا الالتينية(20)، وال ميكن حرصها يف فيتنام(21)، وأنها تهدد "القوس

    للدفاع"(22). األمامية الخطوط الحر العامل يرسم طوله عىل الذي

    الدومينو عن السوفيات، ففي أحداث هنغاريا كام مل تغب أخطار

    عام 1961 اعتقد نيكيتا خروشوف أن انهيارها سوف يخلق تهديًدا

    "لتشيكوسلوفاكيا ويوغسالفيا ورومانيا، من دون اإلشارة إىل االتحاد

    السوفيايت نفسه(23).

    تفرس أطروحة الدومينو اإلطار الجيوبوليتييك لصانعي القرار، لفهم

    الثورات التي تقع يف مناطق ذات أهمية جيوبوليتيكية، وما أفضل

    عامليًا، واالنتشار العسكري، التدخل ولتسويغ ،عليها(24) للرد السبل

    الذي قد ال يحظى بالرضا والتأييد من دون الرأي العام(25). ومل تندثر

    املتحدة الواليات شنت فلقد الباردة، الحرب بعد الدومينو نظرية

    من ،2001 سبتمرب 11 أحداث بعد أفغانستان عىل كارًسا هجوًما

    منطق منع تهاوي بقية دول اإلقليم الهشة أمام اإلرهاب العاملي(26).

    ثالًثا: جيوبوليتيكس ما بعد الحرب الباردة

    الدولية السياسة داريس الــبــاردة الحرب نهاية وضعت لقد

    والجيوبوليتيكس واالسرتاتيجية العاملية أمام تحديات معقدة، وأصبح

    واالسرتاتيجيات النظريات فيه تتدفق الجيوبوليتيكس معرفة حقل

    البديلة، وعدم التأكد واالطمئنان إىل املستقبل بعدما كانت التطورات

    قد تأطرت يف جيوبوليتيكس الحرب الباردة يف "املكان" و"األيديولوجيا"

    قراءة إعادة الباردة الحرب نهاية عىل ترتب وقد العدو". و"اآلخر

    االفرتاضات الجيوبوليتيكية للسياسات واالسرتاتيجيات للقوى الرئيسة

    يف النظام العاملي يف البيئة االسرتاتيجية الجديدة؛ فقد تغريت أهمية

    19  Lyndon B. Johnson, The Vantage Point: Perspectives on the Presidency 1963-1969 (New York: Holt Rinehart and Winston, 1969).

    20  Jerome Slater, "Domino in Central America: Will They Fall? Does It Matter?" International Security, vol. 12, no. 2 (1989).

    21  Jonathan Schell, The Time of Illusion (New York: Knopf, 1976).

    22  Mike Gravel, The Pentagon Papers: The Senator Gravel Edition (Boston, MA: Beacon Press, 1971), p. 499.

    23  Nikita Khrushchefm, Khrushchev Remembers (Boston, MA: Little Brown, 1970), p. 417.

    24  Jerrsome Slater, "The Domino Theory and International Politics: The Case of Vietnam," Security Studies, vol. 3, no. 2 (1993), pp. 186-224.

    25  Ibid.

    26  Robert Haddick, "This Week at War: The Domino Theory Return," Foreign Policy, 24/7/2009, accessed on 1/3/2020, at: http://bit.ly/2TqIpTE

    http://bit.ly/2TqIpTE

  • 11دراسات

    المحور الجيوبوليتيكي العربي - اإلسالمي وعملية هيكلة النظام الدولي: نحو مقاربة جديدة

    "املكان" من حيث "املكانية"، يف مقاربة الجيوبوليتيكس وتأثريها يف

    السياسة الدولية واالسرتاتيجية، إضافة إىل اعتبارات أخرى، اقتصادية

    وثقافية ودينية.

    يتأثر العامل ماكندر يف جزيرة أطروحة األوسط يف الرشق كان لقد

    بعالقات القوى يف أوراسيا، وال يؤثر فيها، وكان عند سبيكامن الحزام

    الثاين أو الطوق للحافة يف احتواء أوراسيا. بيد أن إيران والسعودية

    مقاومة من الكربى القوى اسرتاتيجيات يف تؤثر أصبحت وقطر

    "جيوبوليتيكس الطاقة"، أو من جيوبوليتيكس جديد ليس تقليديًا،

    وإمنا "جيو-اقتصادي".

    إن "املكان" أو "املوقع" مل يعد بذي أهمية قصوى يف حد ذاته، بل

    التي الطبيعية والسوق وفرص االستثامر مبا فيه من مصادر املوارد

    الجيوبوليتيكية القيمة تغريت وبذلك رصاع، ميدان منه جعلت

    يف إيجابية مزايا ذات كونها من آسيا وجنوب رشق وسط ملنطقة

    ساحة لتصبح وانتقالها فحسب، األمن ألغراض القوة عىل الرصاع

    منطلق من العراق) واحتالل (التدخل مسلحة ونزاعات تنافس

    جيوبوليتيكس املوارد (الطاقة)؛ إذ ميثل إقليام الرشق األوسط ووسط

    آسيا أهم موقعني يف جيوبوليتيكس الطاقة، وتأثريها يف النظام الدويل

    والسياسة العاملية(27).

    27  Randall L. Schweller, "Realism and the Present Great Power System: Growth and Positional Conflict over Scarce Sources," in: E.B. Kapstein & M. Mastanduna (eds.), Unipolar Politics: Realism and State Strategies after Cold War (New York: Columbia University Press, 1999), pp. 28-68.

    لقد أخذت األقاليم تكتيس أهمية بديلة، وتتحول من طور إىل آخر، مع

    التطورات يف البيئة االسرتاتيجية الجديدة. لقد كان الجيوبوليتيكس

    كانت لذا العسكري؛ األمني مبعناه باالحتواء، صلة ذا اإلقليمي

    يف السوفيات تهديد الحتواء الجيوبوليتييك املركز ألوراسيا الحافة

    الشاملة القوة وذبول الباردة، الحرب انتهاء ومع أوراسيا. فضاء

    ومصدرهام والعدو التهديد طبيعة وتغري الصني، وبروز الروسية،

    األورويب، الغرب اندمجت يف بل الحافة، أهمية تناقصت وقوتهام،

    وانتقلت األهمية إىل فضاء آسيا - الهادي، وتبّنت إدارة باراك أوباما

    (2009-2017) جيوبوليتيكس التمحور يف الرشق، وإقامة درع أمني

    كان وفيه الجيوبوليتيكية، الجاذبية مركز فأصبح آسيوي"(28)، "ناتو

    يستعاد "التوازن"(29).

    إن منطق الجيوبوليتيكس قد تحور بتطورات ما بعد الحرب الباردة.

    الجيوبوليتيكيون الكالسيكيون بحبال متينة "باملكانية"، فلقد تعلق

    ورأوا فيها سنًنا "طبيعية" تلزم السياسة العاملية أن تهتدي بها، من

    افرتاض "عقالنية" صناع القرار يف فهم االعتبارات الجغرافية، وتحليل

    تكاليفها، يف صوغ السياسات االسرتاتيجية. إن البيئة االسرتاتيجية ملا

    الباردة مل ترتك "للمكانية" األولوية يف رسم السياسات، بعد الحرب

    فقد برزت مكونات اجتامعية وثقافية وسياسية ال ميكن إغفالها يف

    صناعة القرار(30).

    واملكان والقوة الدولة قطب حول الجيوبوليتيكس متحور لقد

    النظام يف الرئيس الفاعل الدولة كانت البداية ومنذ والسياسة،

    الدويل، وعىل الرغم من أنها ال تزال كذلك يف الصدارة، فإن التفاعالت

    البينية الدول عالقات رحاب يف تدور تعد مل الدولية السياسة يف

    فحسب؛ فقد أفرزت بيئة ما بعد الحرب الباردة فاعلني غري دوليني

    Non State Actors، يعتمدون اسرتاتيجيات غري تقليدية، ال ميكن

    عاملية املواجهة أصبحت لقد لتهديداتها. التصدي منفردة الدولة

    كام اإلرهاب"، عىل "الحرب وأهدافها وأساليبها أطرافها يف األبعاد

    متثل يف مبدأ جورج بوش (2001-2009) بعد أحداث 11 سبتمرب(31).

    لقد أبطلت العوملة والثورة يف املعلومات النظرة التقليدية إىل حدود

    ففي ومصادره؛ القومي لألمن التهديد ومفهوم اإلقليمية، الدولة

    28  Joseph Nye, Obama's Pacific Pivot (Cambridge, MA: Belfer Center - Harvard Kennedy School, 2011).

    29  S.D. Muni & V. Chadha (eds.), Asian Strategic: Review US Pivot East (New Delhi: Pentagon Press, 2014).

    30  J.O. Thuathial & S. Dalby (eds.), Rethinking Geopolitics (London/ New York: Routledge, 1998).

    31  Maury Buckley & Robert Singh, The Bush Doctrine and the War on Terrorism: Global Responses, Global Consequences (London/ New York: Routledge, 2012).

  • 12رددعل لا

     سرام /راذآذآذآ

    الرشق والغرب ما بني العسكري القومي األمن الباردة كان الحرب

    النووية واسرتاتيجية مستقرًا، وال ميكن اخرتاقه، بفضل توازن القوة

    مناطق بروز إىل العوملة أفضت املؤكد. وقد املتبادل النووي الردع

    ذات أهمية غري متناسبة للدول الكربى يف رصاعاتها وتنافسها، فبعد

    الحرب الباردة أصبح وسط آسيا مجال تنافس بني الواليات املتحدة

    بسبب هو ما بقدر عسكرية أمنية ألسباب ليس والصني، وروسيا

    العوملة والحاجة إىل الطاقة.

    مغلق" "نظام بأنه العامل إىل ماكندر نظرة من العكس وعىل

    تقنية وانتشار املتبادلة، واالعتامدية العوملة، فتحت جيوبوليتيكيًا؛

    املعلومات، منافَذ كثريًة يف النظام الدويل، وظهرت مزايا جديدة لبعض

    القوى، مثل الصني، وتهديدات ال تستهدف الدولة فحسب، وإمنا تهدد

    العاملية(32)، وغطت املالية األزمة مثل أيًضا، الدويل النظام استقرار

    عالقات العوملة وشبكات التواصل التكنولوجية جوانب مل تكن تندرج

    يف العالقات املتبادلة بني الدول. ورجح عند بعضهم أن تحل العوملة

    محل الجيوبوليتيكية يف الفهم والتحليل يف السياسة العاملية(33). وعىل

    فاعاًل بوصفها الدولة لدور العوملة تحديات ومن ذلك، من الرغم

    النظام العاملي، ال ميكن استبدال الجيوبوليتيكس مبفهوم أساسيًا يف

    آخر لفهم النظام العاملي، وإمنا ميكن إضافة العوملة إىل فهم أعمق

    وأدق وأصوب لسلوك الدولة والنظام الدويل(34).

    ثابتة، شبه مكانية هويات كان الباردة الحرب جيوبوليتيكس إن

    موزعة بني الرأساملية الغربية واالشرتاكية الرشقية، وكانت التهديدات

    وأيديولوجية، املكان محدودة، وذات طبيعة معلومة عسكرية من

    لتاليف اسرتاتيجيات السوفيايت واالتحاد املتحدة الواليات واتخذت

    املواجهة املبارشة، وهو األمر الذي جعل جيوبوليتيك آسيا – أفريقيا

    ميادين رصاعات غري مبارشة، عرب الوكالء(35). وبانتهاء الحرب الباردة

    بيئة جيوبوليتيكية السوفيايت ووهن روسيا، وتكّون االتحاد وتفكك

    32  John A. Agnew, "The World that Knows No Boundaries: The Geopolitics of Globalization and Myth of Bordless World," in: D. Conway & N. Heyman (eds.), Globalization's Dimensions (Lanham, MD: Rowman & Littlefield, 2003); J. Agnew & S. Corbridge, Mastering Space: Hegemony, Territory, and International Political Economy (London/ New York: Routledge,1995).

    33  R.L. Sklar, "Post Imperialism: A Class Analysis of Multinational Corporate Expansion," Comparative Politics, vol. 9, no. 1 (1976), pp. 75-92.

    34  Jean-François Gagné, Geopolitics in a Post-Cold War Context: From Geo-Strategic to Geo-Economic Considerations? (Montréal: Chaire Raoul-Dandurand en études stratégiques et diplomatiques, Université du Québec, 2007).

    35  J. Loughlinan, "World Power Competition and Local Conflicts in the Third World," in: R.J. Johnston & P.G. Tayler (eds.), World in Crisis: Geographical Perspectives (Oxford/ Cambridge, MA: Blackwell,1989).

    التهديدات الجيوبوليتيكية جديدة يف رشق آسيا ووسطها، وتغريات

    بعد العدو أن ومع األيديولوجية، التهديدات وأخذها التقليدية

    الحرب الباردة مل يعد جيوبوليتيكيًا وأيديولوجيًا، فإن الواليات املتحدة

    الجيوبوليتيكس أن يدل عىل ما ابتدعا عدًوا جديًدا، وهو والغرب

    بعد الحرب الباردة أكد حقيقة مكنونة، مفادها أنه "مدرك" يف تصور

    صناع القرار عن "اآلخر"، أو العدو، ثم يُعقلَن جيوبوليتيكيًا(36).

    واالسرتاتيجيات للجيوبوليتيك، الكالسيكية النظرية ولعجز

    الجيوبوليتيكية للحرب الباردة، عن سرب مكنون التغيريات الجوهرية

    يف البيئة االسرتاتيجية بعد الحرب الباردة، تدافعت االجتهادات يف ردم

    الهوة من مقاربات مختلفة، وتتسم بأنها يف أجندة قوة ما، من زاوية

    التي تحيط بها، والخيارات القوة وقدراتها، والتهديدات موقع تلك

    الجيوبوليتيكية املسرية لها. وقد تراكمت دراسات جيوبوليتيكية ملا

    بعد الحرب الباردة، وأخذت طابع "املدرسة" الجيوبوليتيكية العاملية

    األورويب، ولالتحاد والصينية(39) والروسية(38) األمريكية(37) واإلقليمية،

    وكذلك املدرسة الجيوبوليتيكية اإلقليمية للقوى اإلقليمية الصاعدة،

    بها تتسم التي والقضايا وإرسائيل. وإيران وتركيا واليابان كالهند

    العامل جيوبوليتيكيًا إىل دوائر أنها تذهب إىل تقسيم هذه املدارس

    محوًرا اإلقليمي، فضاءها أو الدولة، وتجعل عوامل، أو فضاءات أو

    جاذبًا، وتحلل املزايا اإليجابية والسلبية للمكان والتفاعالت السياسية

    املتبادلة التأثريات وتدرس والثقافية، واالجتامعية واالقتصادية

    الحلول وتقدم العاملية، السياسة يف الكربى والقوى املحور بني

    واالسرتاتيجيات، ملواجهة التحديات والتهديدات التي تحيط بالدولة

    أو املحور.

    36  G. Digkink, National Identity and Geopolitical Visions: Maps of Pride and Pain (London/ New York: Routledge, 1996), p. 11.

    37  Francis Fukuyama, The End of History and the Last Man (New York: Free Press, 1992); Samuel P. Huntington, The Clash of Civilizations and the Remaking of World Order (New York: Simon & Schuster, 1997); H. Kissinger, Diplomacy (New York: Simon & Schuster, 1994); Z. Brzezinski, The Grand Chessboard: American Primacy and Its Geostrategic Imperatives (New York: Basic books, 1997).

    38  Vladimir Kolossov & Rostislav Turovsky, "Russian Geopolitics at the fin-de-Siècle," Geopolitics, vol. 6, no. 1 (2001); David Kerr, "The New Eurasianism: The Rise of Geopolitics in Russia's Foreign Policy," Europe-Asia Studies, vol. 47, no. 6 (1995); Andrei Trygankov, "Mastering Space in Eurasia: Russia's Geopolitical Thinking after the Soviet Break-Up," Communist and Post-Communist Studies, vol. 36, no. 1 (2003), pp. 101-127.

    39  C. Horner, Rising China and Postmodern Fate: Memories of Empire in a New Global Context (Athens/ London: The University of Georgia Press, 2009); M. Leonard, What Does China Think? (New York: Public Affairs, 2008); W.A. Callaham & E. Barabansteva (eds.), China Orders the World: Normative Soft Power and Foreign Policy (Baltimore: John Hopkins University Press, 2011).

  • 13دراسات

    المحور الجيوبوليتيكي العربي - اإلسالمي وعملية هيكلة النظام الدولي: نحو مقاربة جديدة

    رابًعا: جيوبوليتيكس القطبية األحاديةلقد وقعت تغريات يف القيمة واألهمية الجيوبوليتيكية والجيوسرتاتيجية

    لألقاليم والدول؛ بسبب انهيار قطبية الحرب الباردة واختفاء االتحاد

    السوفيايت وتهديده، وانحسار األيديولوجيا العاملية املاركسية، وتعمق

    غرس العوملة وتقنية املعلومات، وانتشار األسلحة النووية واإلرهاب،

    وأزمة املوارد واملناخ والهجرة وأمن الطاقة. واحتلت الواليات املتحدة

    والتقنية والعسكرية االقتصادية قدراتها بسبب الصدارة، منزلة

    والثقافية، فأصبحت "املحور الجاذب" أو "القطب الواحد".

    لقد كانت الفرتة 1991-2001 شاهًدا عمليًا عىل نظام عاملي أحادي

    األمن عىل بنتائجه والتفاؤل متجيده إىل كثريون وسارع القطب،

    أن (-1952) فوكاياما فرانسيس وزعم والتنمية، والسالم واالستقرار

    العامل كان يدنو من النهاية، وأن الواليات املتحدة والغرب حققا النرص

    ليضع التاريخ"، "نهاية عىل دااًل النرص كان لذا الباردة؛ الحرب يف

    األقاليم قيمة وانحرست جيوبوليتيكيًا، "موحد" عامل أسس الغرب

    ملصلحة "الكل" الجيوبوليتيكية، واإلذعان لـ "القوة" الواحدة، واإلميان

    بأيديولوجيا صائبة وصالحة "حتميًا"، ومعصومة بطبيعتها (الليربالية

    وحدها، لها العاملية "الحاكمية" وأن الرأساملية)، – الدميقراطية –

    االنقسام انتهى وبهذا البرشية(40)، تطور من العليا املرحلة ومتثل

    الجيوبوليتييك واأليديولوجي، وأن "املحور" ليس كام كان يظن ماكندر

    منزلة K. Haushofer (1946-1869) وسبيكامن وكارل هاوسهوفر

    متنحها الجغرافيا الطبيعية.

    40  Fukyuama.

    فيه نظام كثرية؛ أبعاًدا (2008-1927) ويعطينا صمويل هنتنغتون

    األخرى الكربى القوى به تفوق ما القدرات من ولها واحدة، قوة

    القوية: روسيا، والصني، وأملانيا، واليابان، والهند، وبريطانيا، وفرنسا،

    بأن يجادل من ومنهم املتعددين"(41). بني "واحد نظام فإنه ولذا

    القطبية األحادية "نظام" واقع حقيقة، بيد أنه نظام مرحلة عابرة،

    وذلك أن النظام الدويل مل يألف عدم التوازن؛ لذا سوف ترتنح قوى

    التوازن مع الواليات املتحدة للعودة إما إىل القطبية الثنائية وإما إىل

    متساوية بصيغة الدول بني تتوزع سوف القوى وأن التعددية(42)،

    أكرث(43)، وكذلك يرى مجلس االستخبارات القومية األمريكية(44). وعىل

    الرغم من تعّذر إدامة األحادية، فإن السياسة األمريكية ترمي إىل ثني

    أي قوة صاعدة عن منافسة الواليات املتحدة عسكريًا(45).

    بعد ملا املبكرة السنوات يف حقيقة كانت األمريكية األحادية إن

    عىل وترتب القوي"، "املهيمن كانت فقد الباردة، الحرب نهاية

    الحروب وتناقصت نسبيًا، باالستقرار ينعم دويل نظام حالة ذلك

    البينية، وارتفعت مستويات التنمية، وتركزت القيادة يف يد الواليات

    املتحدة(46)، ويقدم الواحد "سلعة عامة" تنتفع منها الدول، ويسلك

    سلوك "الراعي" وصاحب املسؤولية عن أمن النظام الدويل واستقراره،

    الدويل، ويراقب السلوك الطرف املهيمن أن يضع قواعد ويستطيع

    وظيفة املؤسسات الدولية.

    ومع ذلك، فإن يف وسع املهيمن أن يغري اآلخرين، وأن يفرض خياراته

    عليهم مثًنا لدوره، عىل الرغم من أنه ال ميكن أن مييل ذلك بالقوة

    يف جميع األحوال؛ ففي عالقاته بالقوى الكربى يواجه مقيدات تكبل

    التدخل يف قضايا لديه حرية التوافق، لكن إىل حرية عمله، ومييل

    41  S. Huntington, "The Lonely Superpower," Foreign Affairs, vol. 78, no. 2 (March-April 1999), pp. 35-49.

    42  Charles Krauthammer, "The Unipolar Moment," Foreign Affairs, vol. 70, no. 1 (1990-1991), pp. 23-33; Kenneth Waltz, "The Emerging Structure of International Politics," International Security, vol. 18, no. 2 (1993), pp. 44-79; Christopher Layne, "The Unipolar Illusion: Why New Great Powers Will Rise," International Security, vol. 17, no. 4 (1993), pp. 5-51.

    43  Fareed Zakaria, The Post American World (New York: W.W. Norton, 2008).

    44  National Intelligence Council, Global Trends 2005: A Transformed World (Washington, D.C.: U.S. Government Printing House, 2005).

    45  The White House, "The National Security Strategy of the United States of America," 17/9/2002, accessed on 26/4/2020, at: https://bit.ly/2Y7dGyQ

    46  Stephen M. Walt, "American Primacy: Its Prospects and Pitfalls," Naval War College Review, vol. 55, no. 2 (Spring 2002), pp. 9-22.

    https://bit.ly/2Y7dGyQ

  • 14رددعل لا

     سرام /راذآذآذآ

    ومجاالت جغرافية عىل نحو أوسع من غريه من القوى(47). وليس مثة

    من يضمن أن املهيمن ال يسلك سلوك "االزدواجية" يف مواقفه من

    القضايا، كالدميقراطية وحقوق اإلنسان، وليس مثة ما يُطمنئ بعض

    الدولية قد تكون خطابًا لإلغراء وليس فالعدالة انحيازه، عىل عدم

    للتطبيق، إضافة إىل أنه يشرتط الحد من استغاللية اآلخرين بالتحذير

    من أن أحادية القطبية تنقل النظام الدويل من احتامل عدم االستقرار

    إىل االستقرار، وبذلك مينح نفسه حق فرض االتفاقيات التي تتساوق

    مع مصالحه.

    القائم الوضع حالة عىل للمحافظة الجذب" "محور القوة وتعمل

    الذي يتواءم مع مقاصدها وقدراتها، يف وجه تحديات قوى صاعدة

    رافضة لتلك الحالة، إما من طرف قوة ثورة صاعدة وإما من ائتالف

    للصني العلمي النهوض إن الواحدة. القوة إلضعاف فتسعى قوى،

    أو التنمية العلمية ليست نزعة ثورية الستبدال الوضع القائم، وإمنا

    قدراتها روسيا وتُطّور املتحدة، الواليات وبني بينها الهوة لتقليص

    االقتصادي التوازن وبتضافر توازن عسكري، لخلق الرادعة النووية

    أكبااًل يضع وروسيا الصني مع أخرى قوى واصطفاف والعسكري

    "بالكلية" االنفراد من ويحرمها الواحد، القطب حكومة عىل

    التعاون بفضل آسيا؛ وسط يف وقع قد ما وهذا "الجيوبوليتيكية،

    الصيني – الرويس ومأسسته يف منظمة شنغهاي للتعاون التي أُسست

    عام 2001.

    لقد انكمشت قدرة "مركز الجذب" األمرييك خالل مدة وجيزة، عىل

    احتامل عنده يرجح ال والدارسني السياسيني بعض أن من الرغم

    يف كلينتون، هيالري أشــارت فقد األمــرييك، املحور "سحر" أفول

    لتؤسس حانت قد األمريكية اللحظة أن إىل ،2010 سبتمرب أيلول/

    من جمهوًرا أن إال مقبلة(48)، عقوًدا أمريكية لقيادة صلدة قواعد

    الحتمي" للمحور األمرييك؛ فريى ستيفن "االنهيار الباحثني يرجحون

    براندز هال إن بل اقــرتبــت(49)، قد النهاية أن (-1955) والــت

    (1983-) يشري إىل أن معامل التآكل كانت قد برزت يف السبعينيات(50).

    47  Jack Snyder, Robert Y. Shapiro & Yaeli Bloch-Elkon, "Free Hand Abroad, Divide and Rule at Home," World Politics, vol. 61, no. 1 (January 2009), pp. 155-187.

    48  G. Kessler, "Clinton Declares New Moment in US Foreign Policy Speech," The Washington Post, 8/9/2010, accessed on 2/3/2020, at: https://wapo.st/38h3YLE

    49  Stephen Walt, Taming American Power: The Global Response to The U.S. Primacy (New York: W.W. Norton, 2005).

    50  H. Brands, Making the Unipolar Moment: U.S. Foreign Policy and the Rise of the Post-Cold War Order (New York: Cornell University Press, 2016).

    قصري(51)، األحادية عمر أّن فيعتقد (-1949) الين كريستوفر أما

    يف حني يحسب كل من إيكنربي وبروك وهلفورث أن عمرها ليس

    بقصري(52)، لكنها آفلة(53).

    ويقدم أنصار األفول حجًجا تاريخية ومادية واقتصادية وأخالقية(54):

    أوالً، إن تاريخ العالقات الدولية من ويستفاليا 1648 إىل الحرب أو املهيمنة القوة بأن يحكم (1945-1939) الثانية العاملية

    تعش مل القطب أحادي عاملي نظام املُسهل، يف أو املسيطرة،

    طوياًل، ومع ذلك مثة من يزعم أن القوة األمريكية ليست كغريها،

    إنها خارج سنن التاريخ، وإنها قوة طاهرة وفريدة ونزيهة"(55)

    ووهبها تاريخها "خصوصية" ليست لقوى أخرى، وإنها "مجبولة

    عىل الخري للبرشية"(56).

    القدرات بني وشاسعة سحيقة الهوة أن املرء ينكر ال ثانيًا، القوى من وغريها األمريكية، والتقنية والعسكرية االقتصادية

    الصناعية الكربى(57)، ومع ذلك، فإن ردمها ليس باألمر العيص،

    فلقد اتضحت مكامن وهن االقتصاد األمرييك يف األزمة العاملية

    للصني االقتصادية القوة إمكانيات مواطن وتكشفت ،2008

    اهتزت حني يف ،1997 عام العاملية األزمــة من نجت التي

    االقتصادات الرأساملية(58).

    القوى األخرى منتفعة من االقتصاد األمرييك، ثالثًا، االدعاء بأن ذات العسكرية القوة وأن هيمنتها، تحدي عىل تُقدم فلن

    النقل خطوط ضامن مثل واالستقرار، األمن تحقيق يف دور

    51  Layne, "The Unipolar Illusion."

    52  G.J. Ikenberry, After Victory: Institutions, Strategic Restraint, and the Rebuilding of Order After Major Wars (Princeton, NJ: Princeton University Press, 2001); Carla Norrlof, America's Global Advantage: US Hegemony and International Cooperation (Cambridge: Cambridge University Press, 2010).

    53  P. Kennedy, The Rise and Fall of the Great Powers: Economic Change and Military Conflict, 1500 to 2000 (New York: Random House, 1987).

    54  Samuel R. Berger, "American Power, Hegemony, Isolationism or Engagement," The White House, Council on Foreign Relations, 21/10/1999, accessed on 29/2/2020, at: http://bit.ly/32Om9rj

    55  S.G. Brooks & W.C. Wohlfarth, "American Primacy in Perspective," Foreign Affairs, vol. 81, no. 4 (2002), pp. 20-33.

    56  W.E. Odom & Robert Dujarric, America's Inadvertent Empire (New Haven: Yale University Press, 2005).

    57  C. Layne, "The End of Pax Americana: How Western Decline Became Inevitable," The Atlantic, 26/4/2012, accessed on 1/3/2020, at: http://bit.ly/2TtGjm2

    58  M. Mastonduno, "Preserving the Unipolar Moment: Realist Theories and US Grand Strategies After the Cold War," International Security, vol. 12, no. 4 (1997), pp. 49-88.

    https://wapo.st/38h3YLEhttp://bit.ly/32Om9rjhttp://bit.ly/2TtGjm2

  • 15دراسات

    المحور الجيوبوليتيكي العربي - اإلسالمي وعملية هيكلة النظام الدولي: نحو مقاربة جديدة

    قد املتحدة الواليات وأن العاملية، والتجارة للطاقة البحرية

    للقوى األخرى، باملصالح االسرتاتيجية الحذر واالعرتاف اتبعت

    كل ذلك يغريها بالرضا بالدور "املهيمن" أو "املُسهل" يف إدارة

    العالقات الدولية(59)؛ إذ إن الواليات املتحدة ال تلجأ إىل القوة

    يف كل سياستها، وإمنا تعمل لترصيف السياسة الدولية يف إطار

    املنظامت الدولية(60). كام أن الواليات املتحدة مل تنبذ أحالفها

    التي أقامتها يف الحرب الباردة، بهدف احتواء العدو السوفيايت،

    واملحافظة عىل االستقرار يف نظام القطبية الثنائية؛ لذا فإنها من

    السياسة تخدم التحالف اسرتاتيجية يف "القائد" دورها خالل

    الدولية، فهي بذلك، "مهيمن" متفق عليه(61).

    وأساليبها التوسعية املتحدة الواليات مقاصد تكشفت لقد

    العقابية وابتزازها للحلفاء. إن واشنطن ترفض أن يتبع االتحاد

    األمنية للبيئة تستجيب ودفاعية، خارجية سياسة األورويب

    تأخذ املتحدة الواليات وإن الباردة، الحرب بعد األوروبية

    بإجراءات عقابية ملن يتحداها اقتصاديًا، كام هي عليه الحال

    اليابان أصبحت عندما ،(1989-1981) ريغن دونالد عهد يف

    العدو االقتصادي، وحلت محلها الصني يف إدارة ريغن الثانية.

    وإن إدارة أوباما أعاقت انخراط الصني يف التعاون االقتصادي يف

    الفضاء اآلسيوي – الهادي.

    التي يعول عليها األحاديون، الناعمة األمريكية القوة رابًعا، إن عىل الرغم من وزن مقوماتها االقتصادية والسياسية واألخالقية

    من كثري عند بالرتحيب تحظ مل ونفوذها(62)، واإلعالمية

    القوة تحديات تواجه الناعمة القوة إن والقوى. الشعوب

    من القومية" و"الهوية الصني، من "األيديولوجية" الناعمة

    روسيا، وظاهرة "العدائية" ألمريكا التي مل تطفئها إعالمية القيم

    ومناذج السلوك األمرييك (هوليود، وكوكا كوال، وهامربغر)، كام

    أن جاذبية القوة الناعمة األمريكية ال تجذب اآلخرين للدوران

    يف فلكها.

    خامًسا، إن صعود القوى األخرى، الكربى واإلقليمية، خري شاهد عىل أفول األحادية؛ لقد جذبت الصني إليها املحور االقتصادي،

    59  S.W. Walt, The Origins of Alliances (New York: Cornell University Press, 1997).

    60  Malena Britz & Arita Erikson, "The European Security and Defence Policy: A Fourth System of European Foreign Policy?" Politique Européenne, vol. 3, no. 17 (2005), pp. 35-62.

    61  J.S. Nye, The Paradox of American Power: Why the World' Only Superpower Can't Go It Alone (New York: Oxford University Press, 2002).

    62  "The World's Biggest Economy: Dating Game," The Economist, 16/12/2010, accessed on 25/2/2020, at: https://econ.st/2woj1WE

    ويجري انتقاله إىل الرشق برسعة، بسبب صعود الهند وتعزيز

    االقتصاد الياباين ودور كوريا الجنوبية وإقليم جنوب رشق آسيا.

    العاملي 2 يف الناتج املحيل الصني من إجاميل لقد كان نصيب

    املئة يف عام 1980، و6 يف املئة يف عام 1995، و15 يف املئة يف

    عام 2014. أما الهند، فهو 2 يف املئة و3 يف املئة و6 يف املئة، أما

    اليابان فـ 8 يف املئة و9 يف املئة و6 يف املئة، مقارنة بالواليات

    يف و23 ،1980 عام يف املئة يف 22 نفسها: للسنوات املتحدة

    املئة يف عام 1995، و18 يف املئة يف عام (63)2014. إن االقتصاد

    الصيني الذي يتساوى مع االقتصاد األمرييك يف بعض املجاالت،

    سوف يتخطى الواليات املتحدة ما بني عامي 2019 و(64)2040،

    بل إن بعضهم يرى أن الصني قد أصبحت حًقا أكرب اقتصاد يف

    العامل. وتبدو حالة االقتصاد األمرييك، مقارنة بالكتل االقتصادية

    املتنافسة معه، أشد وهًنا وأكرث دواٍع للخشية عليه، ولعل رصاخ

    دونالد ترامب الستعادة أمريكا العظمى خري شاهد عىل ذلك.

    ولقد عسكرية، قوة إىل تفيض االقتصادية القوة إن سادًسا، االقتصادية واملصالح الصيني، العسكري اإلنفاق معدل ارتفع

    املناطق يف عنها تذود الصاعدة والقوى جيوبوليتيكيًا، تتوسع

    املجاالت عىل للهيمنة وتسعى البعيدة(65)، ويف منها القريبة

    أو الناعمة، بالقوة أو بالتدخل اإلقليمية، الجيوبوليتيكية

    مرشوع املعوقات أمام السياسة األمريكية(66).

    ويف الجملة، إن انهيار األحادية أمر حتمي، تاريخيًا وماديًا وسياسيًا،

    بعد ملا الجيوبوليتيكية املشاهد ستكون كيف يف: السؤال ويتمثل

    القطبية األحادية؟ وقد اجتهدت الواليات املتحدة يف "إرجاء" الهبوط،

    إنه أي حني، إىل هذا ولكن وقدرات، مكامن من لديها ما بفضل

    مشهد جيوبوليتييك، تتامزج فيه املعطيات األحادية مع التعددية.

    63  M. Jacques, When China Rules the World: The End of the Western World and the Birth of A New Global Order (London: Allen Lane, 2009); J.J. Mearsheimer, the Tragedy of Great Power Politics (New York: W.W. Norton, 2001).

    64  Ikenberg, After Victory; Zakaria, The Post American World.

    65  Jack Snyder, "Imperial Temptation," The National Interest, no. 71 (Spring 2003), pp. 29-40; Chalmers Johnson, The Sorrows of Empire: Militarism, Secrecy, and the End of the Republic (New York: Henry Holt, 2004).

    66  Stanley Hoffmann, "Clash of Globalizations," Foreign Affairs, vol. 81, no. 4 (July-August 2002); Peter Katzenstein & Robert Keohane (eds.), Anti-Americanism and World Politics (Ithaca: Cornell University Press, 2007); Z. Sardar & M.W. Davies, Why People Hate America? (Cambridge: Icon Books, 2002).

    https://econ.st/2woj1WE

  • 16رددعل لا

     سرام /راذآذآذآ

    خامًسا: المشاهد الجيوبوليتيكية لعالم ما بعد األحادية

    يف عاملي لنظام هيكاًل الباردة الحرب بعد ما بيئة أفــرزت لقد

    .1991-1945 الفرتة يف ساد الذي ذاك عن يختلف القوة، توزيع

    ميادين وأصبحت محورية، قيمة ذات جغرافية أقاليم برزت فقد

    جيوبوليتيكية للتنافس عليها بني القوى الكربى. ومن خصائص هذه

    املحاور: املوقع واملوارد والقضايا والقوى اإلقليمية الفاعلة والتهديد

    والتوازن واالستقرار ومصالح القوى الخارجية فيها والعواقب السلبية

    واإليجابية عىل تلك املصالح، وتتباين املحاور يف هذه الخصائص.

    1. نسق H لتوزيع القوةحرف هيئة الرئيسة الكربى القوى توزيع نسق يأخذ مقاربتنا، يف

    املحيطي الفضاء هو األول الضلع اإلنكليزية). (باللغة H

    األطليس، املحيطي الفضاء هو الثاين والضلع الهادي، – اآلسيوي

    والضلع الرابط بينهام نطلق عليه "اليابسة" أو الرب.

    واليابان وروسيا املتحدة الواليات من كل األول الضلع عىل يقع

    املتحدة الواليات من كل يقع الثاين الضلع وعىل والهند، والصني

    وروسيا وبريطانيا وفرنسا وأملانيا. وعىل الرغم من أن روسيا وأملانيا

    ليستا عىل سواحل األطليس مبارشة، فإن لروسيا قدرة الوصول إليه

    عرب البلطيق، وأملانيا تصله عرب املانش. وللهند والصني قدرة الوصول

    إىل املحيط الهادي عرب بحر الصني واملحيط الهندي. ويقع عىل الضلع

    عىل ويقع نووية، غري اليابان والخامسة نووية، قوى أربع األول

    الضلع الثاين أربع قوى نووية، والخامسة أملانيا غري نووية. إن هذه

    واالقتصاد العوملة ومقومات العاملية االقتصادات أكرب متثل القوى

    السيايس العاملي، ولديها قاعدة صناعية متقدمة، وإن كانت متفاوتة

    يف املستوى التقني والبحثي، إىل جانب الدفاع والقوة البرشية.

    العدد حيث من لألقاليم الجيوبوليتيكية األهمية معايري تتباين

    واالقتصادية والسياسية االسرتاتيجية الحسابات ويف واألولوية،

    والهيمنة، القوة عىل واملنافسة املتصارعة، الكربى للقوى واألمنية

    النظام يف القوى توزيع بحسب مختلفة، زمنية فرتات يف وكذلك

    الدويل، أدرك صناع القرار السيايس واالسرتاتيجي والثقافة االسرتاتيجية

    للقوى الكربى. لقد روج ماكندر أطروحة أهمية أوراسيا من معايري

    املوقع والقدرات والدرس التاريخي ألربعة قرون، والحضارة والثقافة

    األوروبية يف مقابل الرشقية، وكذلك مصالح اإلمرباطورية الربيطانية

    والتهديدات املتمثلة يف اإلمرباطورية الروسية واإلمرباطورية األملانية.

    ونظام العسكرية القضية يف التطورات مع املعايري أهمية وتتغري

    التسلح واالسرتاتيجية.

    يف هذا السياق، نركز عىل ثالثة معايري أساسية: الجيودينية – ثقافية

    (الطاقة). والجيو-اقتصادية (القومية)، اإلقليمية والقوى (اإلسالم)،

    إن هذه املعايري ال يتحىل بها مجتمعة أي إقليم يف العامل، وتأثرياتها

    دينامية ذات وهي ،H حرف ضلَعي يف تكون القوى جميع من

    مميزة، وذات آفاق إقليمية ودولية. ونفرتض أن االستقرار يف النظام

    العاملي يتأثر بالتطورات يف أحد املعايري، أو اثنني منها، ويكون عىل

    أشده أخطاًرا وتكلفة عندما تجتمع مًعا. والسيطرة عىل هذه املعايري

    تعطي القوة املسيطرة مكانة يف الصدارة والقيادة والهيمنة يف النظام

    الحرب عىل السياسة األمريكية واسرتاتيجيتها منذ أن العاملي. ونرى

    أفغانستان، يف أعقاب أحداث 11 سبتمرب، وغزو العراق واملوقف من

    إيران، مقاربة شاملة للتصدي النحسار الهيمنة األمريكية، ليس بهدف

    املحافظة عىل الهيمنة، وإمنا لـ "إبطاء" االنحدار، واستيعاب العواقب

    األطراف، متعدد عاملي نظام يف لالستيطان استعداًدا أو والتكلفة،

    األمريكية القوة أن عافية للمراهنة عىل أو لدينا، الراجح وهذا هو

    احتامل ممكن.

    إن الدول يف محور اليابسة غري متكافئة يف قيمة األهمية املحورية،

    وإن قيمة "السلعة العامة"(67) للطاقة، لكل من السعودية والعراق

    مرص وقيمة واليمن. وباكستان تركيا من أكرب والجزائر، وإيــران

    تقع مرص عىل املوقع. والعراق من حيث الجزائر أكرب من واليمن

    البحر األبيض املتوسط، وتسيطر عىل قناة السويس وتعترب مدخاًل إىل

    أفريقيا، وتقع اليمن عىل مضيق باب املندب، ممر الطاقة والتجارة

    والسعودية ومرص وتركيا لباكستان العسكرية والقيمة العاملية.

    وإيران أكرب من العراق والجزائر وأفغانستان.

    تتمتع بعض دول اليابسة بأكرث من قيمة "سلعة عامة"؛ فرتكيا محور

    إقليمي اقتصادي وعسكري، وموقع وأيديولوجيا، ولباكستان أهمية

    عسكرية وأيديولوجية وليس اقتصادية، ويجتمع يف السعودية أهمية

    انتشار قضية يف إيران، أما وأيديولوجيا. وتسلح واقتصاد موقع

    النووية، باكستان من األخطار يف أهمية فأشد النووية، األسلحة

    واأليديولوجية األمنية واألهمية النووية. الهند مع املتوازنة فعليًا،

    والتهديد لألصولية يف أفغانستان والسعودية وباكستان وإيران أكرب

    من السودان ومرص وبنغالديش. وال تتساوى دول اليابسة يف أهمية

    الرصاعات والنزاعات اإلقليمية.

    67  S.L. Burg & Paul S. Shoup, The War in Bosnia Herzegovina: Ethnic Conflict and International Intervention (London/ New York: M.E. Sharp, 1999).

  • 17دراسات

    المحور الجيوبوليتيكي العربي - اإلسالمي وعملية هيكلة النظام الدولي: نحو مقاربة جديدة

    2. الهيمنة في الفضاء الجيوبوليتيكي األوروبي - األطلسي

    إن اليابسة متثل فضاء جيوبوليتيكيًا ذا أهمية جيوسرتاتيجية وجيو-

    القوى الكربى، وإلبطاء انحسارها وتراجعها اقتصادية؛ لبقاء هيمنة

    وتلطيفه، بني الفضاءات العاملية الجيوبوليتيكية األخرى. إن الفضاء

    كان ولقد للتنافس، جيوبوليتيكيًا مجااًل ليس األورويب – األطليس

    بـ "الناتو"، وروسيا لن تجرؤ إنه محصن إذ كذلك منذ عام 1945؛

    عىل فتح جبهة تهديدات لألمن األمرييك – الغريب هناك. وإن وسط

    أوروبا ورشقها، وكذلك الدول البلطيقية السوفياتية السابقة، انضمت

    األطليس بني ما عازلة منطقة هناك تعد ومل "الناتو"، حلف إىل

    وأوراسيا الروسية، ومن املتوقع أن تنضم أوكرانيا إىل حلف "الناتو".

    دور ستحّجم والخارجية الدفاع سياسات يف أوروبا استقاللية إن

    وأوروبا الدولية(68)، السياسة ويف األقاليم، يف املتحدة الواليات

    باستقالليتها ال ميكن أن تصطف مع الواليات املتحدة يف كل قضية،

    وإمنا ستزن مواقفها مع ما يوائم املصالح األوروبية، وستقدم خيارات

    إىل تتجه سوف النزاعات وأطراف األمريكية، السياسات من بديلة

    ونظام املتحدة. الواليات إىل دامئًا وليس خالفاتها، لحل أوروبــا

    لروسيا يتيح ما وهو ينرشخ، سوف األطليس – األورويب التحالف

    االستفادة منه باملناورة عىل الطرفني، إضافة إىل أن االتحاد األورويب

    البحر يف سيام وال مصالحها، مناطق يف املتحدة الواليات سينافس

    أمن "أحزمة أو مناطق ألنها األوســط؛ والرشق املتوسط األبيض

    واالقتصادية السياسية التطورات أن كام أوروبا"، حول واستقرار

    املتحدة، الواليات من أكرث مبارشة أوروبا تصيب أصبحت واألمنية

    تطوير إىل يسعى األورويب سوف االتحاد فإن وكذلك، كالهجرة(69).

    عقيدة أمنية وعسكرية، ال تتامثل مع عقيدة "الناتو" التي تطورت

    يف الحرب الباردة عىل أسس أمريكية؛ ألنها القوة املحور واملركزية يف

    الفضاء األورويب – األطليس(70)، وهو ما قد يقود إىل صدام بني "أوربة"

    الناتو و"أمركة" الناتو، وهذا غري مرحب به أمريكيًا(71).

    ويف الجملة، إن الخشية من انحسار "املحورية" األمريكية، أو القيادة

    أسباب حقيقية سوى لها من ليس األطليس، األورويب – الفضاء يف

    68  Giovanna Bone, "The EU's Military Doctrine: An Assessment," International Peace Keeping, vol. 11, no. 3 (2004), pp. 439-456.

    69  John Schindler, "A European Union Army Is a Terrible Idea," The Federalist, 16/3/2015, accessed on 1/3/2020, at: http://bit.ly/2wnB1QY

    70  Mike Field, "Talbott Defines U.S. Central Asia Policy," The Gazette, 4/8/1997, pp. 1-7.

    71  Jim Nichol, "Central Asia: Regional Developments and Implications for U.S. Interests," Congressional Research Service, no. 7-5700, 21/3/2014.

    التي يراد منها تحجيم اإلبقاء عىل "األمركة" والنزعة إىل "األوربة". إن

    تداخل املصالح بني الواليات املتحدة واالتحاد األورويب، وبقايا التهديد

    السوفيايت بهوية روسية، يطمئنان واشنطن بأنها إذا مل تهيمن فإنها

    اليابسة، تعزيز هيمنتها عىل املتحدة الواليات تقود. ومن خيارات

    املتحدة الواليات قادت فلقد "لألوربة"، االستقاللية النزعة لتقييد

    الحملة ضد داعش (الجيو-إسالمية) يف اليابسة، ويرست أمن الطاقة

    (جيو-اقتصاد) لليابسة.

    3. أهمية وسط آسياإن وسط آسيا والقوقاز وأوراسيا هو الفضاء الذي تربز فيه أكرث القيود

    ومن لذلك، مبارشة؛ األمريكية والقيادة الهيمنة لتقدم واملكبالت

    اليابسة عىل السيطرة إحكام مقاربة ذلك عىل للتغلب املقاربات

    الجيو-إسالمية القضايا من كثري يف تشاركه الذي للفضاء املجاورة

    والجيو-اقتصادية. ولقد ظهرت الفرص الكثرية يف إثر تفكك االتحاد

    روسيا وتيه استقاللها، عىل آسيا وسط دول وحصول السوفيايت،

    وانشغالها مبشاكلها الداخلية، والبحث عن هوية ما بعد سوفياتية،

    قرنني بعد آسيا لدول وسط هوية جديدة تشكيل معضلة وكذلك

    من السيطرة الروسية القيرصية والسوفياتية، وتلكؤ الصني يف القدوم

    إىل فضاء فراغ القوة، عرثت الواليات املتحدة عىل فرصها؛ فنشطت

    لتشجيع استقاللية هذه الدول، ودعم الليربالية واالنفتاح عىل اقتصاد

    الصني من العوملة. وكان هدف أمريكا إقصاء السوق، واالنخراط يف

    وكذلك األقاليم، إىل روسيا عودة أمام النوافذ وغلق أسايس، دور

    مواجهة التيارات اإلسالمية املناهضة للوجود األمرييك، يف الوقت الذي

    كانت واشنطن تزعم فيه أن مساعي الهيمنة األمريكية يف وسط آسيا

    "اليابسة"، تواجه تحديات ال نظري لها يف األقاليم األخرى، وال سيام

    عىل صعيد وجود قوتني كربيني: روسيا والصني، وقوة إقليمية "إيران".

    ولروسيا مزايا عىل أمريكا، تتمثل يف وجود إرث سوفيايت ووجود سكان

    روس، وتصدير نفط هذه املنطقة إىل العامل عرب أنابيب روسية، إضافة

    النموذج تحايك السياسية النظم فإن إىل حضور عسكري. وإجاماًل،

    شبه املركزي الرويس(72). إن بني يدي روسيا والصني خيارات ملواجهة

    يف مثلها لديهام ليس آسيا(73)، وسط يف وإيهانها األمريكية الهيمنة

    72  Roger Kanet & L. Homarc, "The US Challenge to Russian Influence in Central Asia and Caucasus," in: Roger Kanet (ed.), Russia: Remerging Great Power (New York: Palgrave Macmillan, 2007), pp. 173-194.

    73  Lena Jonson, Russia and Central Asia: A New Web of Relations (London: Royal Institute for International Affairs/ Chatham House, 1998); Craig Oliphant, "Russia's Role and Interests in Central Asia," Safer World (October 2013), accessed on 26/4/2020, at: https://bit.ly/2yO1lF2; Bertil Nygren, The Rebuilding of Greater Russia: Putin's Foreign Policy Towards the CIS Countries (Abingdon, UK: Routledge, 2007).

    http://bit.ly/2wnB1QYhttps://bit.ly/2yO1lF2

  • 18رددعل لا

     سرام /راذآذآذآ

    التوازن وإمنا أمريكا، إقصاء تريدان ال والقوتان "اليابسة"، إقليم

    التحالف ضدها، مصلحتهام من وليس التعددية(74)، إطار يف معها

    وإذا كانت رغبة روسيا ومصلحتها أقوى، فإن الصني لن تتورط. إن

    التحالف يجلب األمن إىل روسيا، وليس إىل الصني؛ ألن أمريكا سوف

    تعاقبها يف الفضاء اآلسيوي – الهادي األهم من وسط آسيا.

    الصينية، – الروسية الخالفات استثامر إىل املتحدة الواليات وتسعى

    بعد الباردة الحرب يف قامئًا كان ما غرار عىل عالقات مثلث وخلق

    عام 1970 (75). بيد أن العالقات بني البلدين تتعزز كلام حاولت أمريكا

    إيجاد نفوذها يف اإلقليم، وأصبحت تتأسس عىل رشاكة اسرتاتيجية(76)،

    واستغلت الصني مبادرة بوتني لـ "التمحور يف الرشق"(77)، يف حني تشجب

    "املحورية" توكيد غايات ذلك يف ألن ألمريكا؛ الرشق" يف "التمحور

    أجل فهو من الرويس التمح