!؟ﻲﻌﻳﺮﻟا دﺎﺼﺘﻗﻻا ﻦﻣ ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا لوﺪﻟا جاﺮﺧإ...

2
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ(4 اﻟﻌﺪد) 2010 أﺑﺮﻳﻞ آراء48 اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮن اﻟﺬﻳﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﺧﺒﺮاء ﻳﻠﺠﺄ ﻗﻠﻤﺎ وﻳﺤﺎوﻟﻮن ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﳌﺘﻜﺮرة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﻪ، إﻟﻰ اﻹﺿﺎءة اﳌﻔﻴﺪةاﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ- اﳌﺘﺄﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺗﻄﻮر اﻟﺒﻨﻰ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻨﺬ اﻧﻔﺘﺎﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ. ﻓﺄداﺗﻬﻢ اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ واﻟﺤﺼﺮﻳﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻫﻲ ﺑﻨﻴﺔ اﻹﺳﻼم ﻛﻤﺎ ﺗﻈﻬﺮ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺻﻮﻟﻴﺎﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. ﻫﺬا اﻟﺘﺠﺎﻫﻞ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻏﺮﻳﺐ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ ﺑﻘﺪر ﻣﺎاﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ أن- ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺘﻄﻮرات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﻔﺘﺎﺣﺎ ﻣﻔﻴﺪا ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﻌﻨﻒ واﻧﻌﺪام اﻻﺳﺘﻘﺮار، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻄﺮف اﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻋﻦ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ أو أﺳﺒﺎب اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺘﺴﻠﻂ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻓﻘﺪان اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ. إن ﻫﺬه اﻟﻨﻘﺎﺷﺎت اﻟﻌﻘﻴﻤﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺣﻮل ﺑﻨﻴﺔ اﻹﺳﻼم وﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ،ﺻﺪام» واﻟﺘﻲ ﺗﻨﺪرج ﻓﻲ ﺳﻴﺎق داﺋﺮي ﻣﻐﻠﻖ أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﺿﻤﻦ إﻃﺎر ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ، وﺑﺪل أن ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ أﻓﻀﻞ ﳌﺸﺎﻛﻞ«ﺗﻌﺎوﻧﻬﺎ» و«ﺣﻮارﻫﺎ» أو« اﻟﺤﻀﺎرات اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺎت إدراك ﻳﻌﻴﻖ ﻏﻤﻮﺿﺎ اﻟﻌﻜﺲ، ﻋﻠﻰ ﺗﻀﻴﻒ، اﻟﻌﺮﺑﻲ، اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ اﳌﻌﺎﻧﺎة ﻣﻨﻬﺎ. ﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺬه اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺎت اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻞ ﻓﻲ آن واﺣﺪ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ، ﻛﻤﺎ اﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ودوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن، ﻋﻠﻴﻨﺎ إﻟﺰاﻣﺎ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺗﻀﺨﻢ وﺗﻮﺳﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮﻳﻌﻲ ﻣﻨﺬ ﻧﺼﻒ ﻗﺮن، ﺑﺤﻴﺚ أﺿﺤﻰ اﳌﻴﺰة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ. آﻟﻴﺔ ﻋﻤﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎد، ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل، ﻣﻜﻮﻧﺎ أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻵﻟﻴﺔ ﻋﻤﻞ أي اﻗﺘﺼﺎد ﻛﺎن(1) ﻳﻤﺜﻞ اﻟﺮﻳﻊ وأي ﻣﺪاﺧﻴﻞ، أﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻣﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ. إﻧﻤﺎ ﺗﻨﺤﺼﺮ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻤﻠﻚ وإدارة ﻫﺬا اﻟﺮﻳﻊ واﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﳌﺼﻠﺤﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ واﻟﺘﻘﺪم اﻟﺘﻘﻨﻲ واﻟﻌﻠﻤﻲ. ﻟﺮدح ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻫﻮ اﳌﺼﺪر اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻺﺛﺮاء ﺑﻘﻲ اﻟﺮﻳﻊ اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ أوروﺑﺎ اﻹﻗﻄﺎﻋﻴﺔ. وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺎدرﺗﻪ واﺣﺘﻜﺎره ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﻠﻮك وﻧﺒﻼء اﻟﺒﻼط وﻛﺒﺎر اﻹﻗﻄﺎﻋﻴﲔ، واﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﻮر واﻟﺒﻴﻮت ﻓﻲ(2) «اﳌﺎﻏﻨﺎ ﻛﺎرﺗﺎ» اﻟﻔﺨﻤﺔ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺗﺼﺎﻋﺪ اﳌﻄﺎﻟﺒﺎت، اﻟﺘﻲ أدت، ﻣﻦ، ﻣﺮورا ﺑﺜﻮرة1798 اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﺎم واﻟﻨﺒﻼء اﻟﺒﻼط ﺑﺎﻣﺘﻴﺎزات اﻹﻃﺎﺣﺔ إﻟﻰ وﺻـﻮﻻ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ، ﻛﺮوﻣﻮﻳﻞ واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ واﻟﻘﻴﺎم اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻟﻠﺪﻳﻤﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ. ﻫﻜﺬا ﺗﻢ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻃﺎﻗﺎت ﺧﻼﻗﺔ اﻟﺰراﻋﻲ، اﻟﻌﻘﺎري اﻟﺮﻳﻊ أﻫﻤﻴﺔ ﺗﺮاﺟﻌﺖ اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ، ﺗﻄﻮر وﻣﻊ ﻋﻈﻴﻤﺔ؛ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﺗﻘﺪم ﻣﺸﻬﻮد ﻟﺠﻬﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ. وﺗﺤﻮل اﻟﺮﻳﻊ اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻴﻨﻤﻮ ﻓﻲ اﳌﺪن اﳌﺘﻮﺳﻌﺔ. وأدى ﻧﻈﺎم ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺑﺮاءات اﻻﺧﺘﺮاع واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺜﺮي اﳌﺨﺘﺮﻋﲔ وﻣﻄﻮري اﳌﺠﺘﻤﻊُ اﻟﻔﺎرﻗﺔ إﻟﻰ ﺧﻠﻖ اﻟﺮﻳﻊ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺬي ﻳ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ. وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﻌﺮﺑﻲ، اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ أﻣﺎ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ اﻟﺪول اﳌﻨﺒﺜﻘﺔ ﻋﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﻨﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، ﺗﻐﻴﺮ ﺷﻜﻞ ﻳـﻀـﻊ ﺗـﺤـﻠـﻴـﻞ ﺗـﻄـﻮر اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺎت اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ اﻧـﻄـﻼﻗـﺎ ﻣـﻦ ﻣـﻔـﻬـﻮم اﻟـﺮﻳـﻮع اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ أرﺿـﻴـﺔ اﻻﻗـ ﺘـ ﺼـ ﺎد اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ ﻛـﺘـﻔـﺴـﻴـﺮ أﺳـ ﺎﺳـ ﻲ ﻟـﻌـﺪم ﻮارد اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮة، ﻣـﻦ دول ﺗـﺤـﻮﻟـﻬـﺎ، ﺑـﺎﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ اﳌـ. ﻛـﻤـﺎ ﻳـﻐـﻴـﺮ ﺟـﺬرﻳـﺎ«ﺻـ ﺎﻋـ ﺪة» إﻟـ ﻰ دول«ﻧـﺎﻣـﻴـﺔ» اﻟﻨﻈﺮة ﻣﻦ أن اﻹﺳﻼم ﻟﻴﺲ اﳌﺸﻜﻠﺔ... وﻻ اﻟﺤﻞ. ﺟﻮرج ﻗﺮم إﺧﺮاج اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮﻳﻌﻲ؟! ﺑﻴﺮوت، ووزﻳﺮ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺳﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن.- أﺳﺘﺎذ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ

Upload: others

Post on 20-Sep-2019

12 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: !؟ﻲﻌﻳﺮﻟا دﺎﺼﺘﻗﻻا ﻦﻣ ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا لوﺪﻟا جاﺮﺧإ ءارآ ﺔﻌﺑاﺮﻟا ﺔﻨﺴﻟا (4 دﺪﻌﻟا) 2010 ﻞﻳﺮﺑأ 48

آراءأبريل 2010 (العدد 4) السنة الرابعة

48

العربي العالم مستقبل يتناولون الذين السياسة، خبراء يلجأ قلما املفيدة اإلضاءة إلى به، تعصف التي املتكررة النزاعات فهم ويحاولون املنطقة تلك في االجتماعية-االقتصادية البنى تطور تحليل من املتأتية غالبا والحصرية التحليلية فأداتهم الحديث. العالم على انفتاحها منذ السياسية. اليوم من خالل مختلف أصولياته بنية اإلسالم كما تظهر هي ما بقدر ذاته بحد غريب واالجتماعي االقتصادي للعامل التجاهل هذا أن العالم من املنطقة هذه في االجتماعية-االقتصادية للتطورات يمكن تمثل مفتاحا مفيدا لتفسير التوتر والعنف وانعدام االستقرار، بما في ذلك استمرار أسباب أو الدينية الهوية عن النابعة التطرف أشكال مختلف

التسلط السياسي وفقدان الحريات العامة. اإلسالم بنية حول القائمة العقيمة النقاشات هذه إن الواقع، وفي والتي تندرج في سياق دائري مغلق أكثر فأكثر ضمن إطار مفاهيم «صدام الحضارات» أو «حوارها» و«تعاونها»، وبدل أن تساهم في فهم أفضل ملشاكل الديناميات إدراك يعيق غموضا العكس، على تضيف، العربي، العالم التي السلبية الديناميات هذه بني من منها. املعاناة تأتي التي السلبية ودولة الديموقراطية كما والتقنية، االقتصادية التنمية واحد آن في تشل منذ الريعي االقتصاد وتوسع تضخم إلى اإلشارة إلزاما علينا القانون، العربي العالم القتصاديات الرئيسية امليزة أضحى بحيث قرن، نصف

والشرق األوسط.

آلية عمل االقتصاديمثل الريع (1)، بطبيعة الحال، مكونا أساسيا آللية عمل أي اقتصاد كان وأي مداخيل، أكانت عامة أو خاصة. إنما تنحصر اإلشكالية في كيفية تملك

وإدارة هذا الريع واستخدامه ملصلحة املجتمع والتقدم التقني والعلمي. بقي الريع العقاري لردح طويل من الزمن هو املصدر الرئيسي لإلثراء ونبالء امللوك قبل من واحتكاره مصادرته وكانت اإلقطاعية. أوروبا في البالط وكبار اإلقطاعيني، واستخدامه في بناء املزيد من القصور والبيوت الفخمة سببا في تصاعد املطالبات، التي أدت، من «املاغنا كارتا» (2) في بثورة مرورا ،1798 عام الفرنسية الثورة إلى وصوال عشر الثالث القرن والنبالء البالط بامتيازات اإلطاحة إلى وصــوال اإلنكليزية، كرومويل والكنيسة والقيام التدريجي للديموقراطية. هكذا تم تحرير طاقات خالقة الزراعي، العقاري الريع أهمية تراجعت التصنيع، تطور ومع عظيمة؛ في لينمو العقاري الريع وتحول اإلنتاجية. لجهة مشهود تقدم تحقق فيما التجارية والعالمات االختراع براءات حماية نظام وأدى املتوسعة. املدن الفارقة إلى خلق الريع التكنولوجي الذي ُيثري املخترعني ومطوري املجتمع

الصناعي.الكبيرة السياسية التغيرات من وبالرغم العربي، العالم في أما شكل تغير العثمانية، السلطنة تقسيم عن املنبثقة الدول شهدتها التي

يــضــع تــحــلــيــل تـــطـــور االقـــتـــصـــاديـــات الــعــربــيــة انــطــالقــا مــن مــفــهــوم الـــريـــوع االقــتــصــاديــة أرضــيــة االقــــتــــصــــاد الـــســـيـــاســـي كــتــفــســيــر أســــاســــي لــعــدم تــحــولــهــا، بــالــرغــم مـــن املــــــوارد الــكــبــيــرة، مـــن دول «نــامــيــة» إلـــى دول «صــــاعــــدة». كــمــا يــغــيــر جــذريــا

النظرة من أن اإلسالم ليس املشكلة... وال الحل.

u جورج قرم

إخراج الدول العربية من االقتصاد الريعي؟!

u أستاذ في جامعة القديس يوسف- بيروت، ووزير مالية سابق في لبنان.

Page 2: !؟ﻲﻌﻳﺮﻟا دﺎﺼﺘﻗﻻا ﻦﻣ ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا لوﺪﻟا جاﺮﺧإ ءارآ ﺔﻌﺑاﺮﻟا ﺔﻨﺴﻟا (4 دﺪﻌﻟا) 2010 ﻞﻳﺮﺑأ 48

أبريل 2010 (العدد 4) السنة الرابعة آراء

49

التنمية جهود كل يعقم أو يشل مهيمنا، بقي لكنه الريع، ومصادر بغية الصراعات ان القول حتى يمكن بل واالجتماعية. االقتصادية يفسر مما العشرين، القرن خالل تكاثرت الريع مصادر على السيطرة إضافة والستينات، الخمسينات في املتكررة العسكرية االنقالبات انقالب أول وراء فالسبب العربية. املجتمعات داخل والتوتر العنف إلى عسكري في سوريا عام 1949 كان بدافع تسريع بناء خط أنابيب للنفط، بينما جاء العدوان الفرنسي-البريطاني-اإلسرائيلي عام 1956 على قناة سياسي نظام إرساء في تحوال ليشكل مهم، ريعي مصدر وهي السويس في حصلت التي العديدة التأميمات على الباب وليفتح سلطوية أكثر الزراعي اإلصالح مشاريع على وأيضا وليبيا، والعراق وسوريا مصر

اقتصاديا. املحدود النجاح ذات الدول املنتجة النفط من انفجار أسعار في عام 1973، جعل بعد ذلك، له مراكز ريعية رئيسة تستقطب ماليني العمال العرب واآلسيويني، إضافة إلى املتعهدين ورجال األعمال؛ كما فاقم من ارتهان االقتصاديات العربية النفطية وغير النفطية تجاه هذا الريع وتقلباته. هكذا باتت طريق اإلثراء في العالم العربي تمر من خالل اإلقامة في هذا أو ذاك من البلدان املصدرة للنفط. أضف إليه أن تدفق التحويالت من املهاجرين إلى هذه الدول أو إلى البلدان الغربية املتقدمة قد تحول مصدر ريع رئيسي لالقتصاديات العربية املصدرة لليد العاملة (28.8 مليار دوالر سنويا عام 2007). من جهة أخرى أدى اإلثراء السريع للعديد من األفراد املستفيدين مباشرة أو بصورة غير العواصم واملدن العقاري في الريع انفجار إلى النفطي الريع مباشرة من

عامل إلى ذلك يضاف العربية. الرئيسية العقاري الريع قيمة ارتفاع عوامل من آخر منذ ستينات القرن املاضي، أال وهو النسبة

املرتفعة للتزايد السكاني في املدن.

دور األنظمة السياسيةوستتبلور مصادر ريعية أخرى بعد حقبة االستقالالت، تتمثل خصوصا في املساعدات

الجماهيرية السياحة ونمو واألردن) ملصر (خاصة السنوية الخارجية (في املتوسطية العربية البالد كل في املاضي القرن ستينات من ابتداء

املغرب وتونس ومصر على وجه الخصوص). الناجمة املالية التدفقات وتزايد الريع مصادر تكاثر أن إذن ندرك العربية لالقتصاديات البائسة النتائج يفسر رئيسيا عامال شكلت عنها مماثلة، ريعية بموارد تتمتع ال أخرى نامية بلدان اقتصاديات مع مقارنة لكنها شهدت تنمية متسارعة. ففي الواقع لم تندرج إدارة وتوزيع املداخيل بني تجمع تنمية آليات ضمن العربي العالم في الريع موارد من املتأتية تعاني الذي والعلمي التقني التأخر لكسر الخاص والقطاع العام القطاع أو للتجهيزات وتصديرية إنتاجية قدرة ولتطوير العربية، املجتمعات منه للمواد االستهالكية املطلوبة بكثرة في االقتصاد العاملي. وبالرغم من نماذج التنمية املتسارعة التي قدمتها اليابان وبلدان جنوب شرق آسيا، بقي نموذج التنمية في البلدان العربية يتمحور حول رفع مستوى الريع إلى أقصاه دون استخدام دينامي له؛ بحيث ساهم فقط في ارتفاع مستويات االستهالك، مالية توظيفات إلى أو الفخم االستهالك إلى منه مهم جزء ذهب الذي

وعقارية في الخارج.سيما ال اإلنتاجية، املتدني والعمل البطالة انفجار هي النتيجة كانت الفئات الشابة واملتعلمة، مما أدى بدوره إلى هجرة متزايدة لألدمغة لدى انتظمت حول مطلب إعادة أسلمة واملهارات، واحتجاجات اجتماعية قوية املجتمعات العربية («اإلسالم هو الحل») وتجذر مختلف أشكال األصوليات

والهوية والدين. وقد شجعت األنظمة السياسية- نفسها في غالب األحيان- معارضة بتفادي سمح ما الديني، اإلنتمائي التطرف في االتجاه هذا أيضا أتاح ومما للمداخيل، عدال أكثر بتوزيع تطالب مباشرة اجتماعية ترميم إلى بسعيه تارة وجــوده يبرر السياسي، التسلط من املزيد تقبل العنف تزايد تارة أخرى كحصن في وجه ويقدم نفسه الهوية اإلسالمية، املدعي اإلسالم لدى الحركات «التكفيرية» التي تهاجم املسلمني املعتبرين

«ضالني».دائرة ضمن نفسها على العربية البلدان اقتصاديات انغلقت بالتالي، تميز اقتصاديات الريع السلبية، أي حيث ال ُيستخدم الريع إلخراج البالد من املراوحة التكنولوجية والعلمية. بحيث يرتهن النمو االقتصادي مباشرة بتطور الريع، وفي صلبه مداخيل النفط واملساعدات الخارجية وتحويالت املغتربني. هكذا تزداد الهوة في توزيع املداخيل وتصبح الهجرة هي صمام

األمان الوحيد.

الخروج من االرتهان لالقتصاد الريعييتطلب الخروج من هذا االرتهان املتعدد األشكال ملوارد الريع، من الدول وأيضا من القطاع الخاص، االلتفات أكثر إلى الطريقة التي أفلتت بموجبها من سنغافورة أو قبرص أو مالطا أو ايرلندا كما آسيا شرق جنوب بلدان حققت أن بعد االقتصادية العوملة في مهمة أطراف الى لتتحول التخلف، العريقة الصناعية الدول منافسة من وتمكنت لديها، كبيرة تشغيل نسب العالية. املضافة القيمة ذات والخدمات البضائع وتصدير إنتاج لجهة العام القطاعني قــادة من ذلك ويفترض والخاص كما من خبراء االقتصاد واملسؤولني في املؤسسات التعليمية، الخروج من العقلية متجدد اقتصاد آلــيــات إلرســـاء الريعية للبطالة املفرغة الحلقة يكسر وديناميكي البائسة، االقتصادية والنتائج والهجرة وجود واستمرار االجتماعي الظلم وتزايد

جيوب واسعة من األمية.العالم في والعنف التوتر وانخفاض السياسي االستقرار يتأتى ولن العربي، إال عبر تغيير كهذا. هذا إذا ما افترضنا أن املسؤولني السياسيني فلكهم في الدائرين واملثقفني االقتصاديني والخبراء األعمال ورجــال مستعدون للذهاب في هذا املنحى. فإذا كانت للعوامل الخارجية في انعدام استقرار العالم العربي دور مهم، وال سيما السياسات اإلسرائيلية والدعم واألساسي الكبير دورها الداخلية االقتصادية للعوامل فإن تلقاه، الذي العنصر حول يتمحور الذي التحليل من الخروج سيسمح هكذا أيضا. نتائجه، وتحليل الدائم االقتصادي األداء سوء واقع في بالدخول الديني االقتصادية االجتماعية والعدالة للتجديد املفاضلة الدائرة في بالدخول

وإيجاد فرص العمل. ولهذا الهدف، يجب التحرر من الثقل الفكري ال بل من الكسل والسهولة في التحليل املهيمنني على كل مقاربة للعالم العربي ترتكز حصرا على علم اإلناسة

الديني، ولو أن هذه املقاربة قد أظهرت محدوديتها منذ زمن طويل.

(1) الريع هو مفهوم اقتصادي، يعني إيرادا دون سعي أو عمل. عرفه العالمة ابن خلدون في مقدمته على أنه «كسب»، وميزه عن «الرزق» الذي يتطلب جهدا. ونظر اليه ديفيد ريكاردو على أنه ثالث مكونات الثروة بعد األجــور واألربــاح.

البارونات الكبيرة، هي معاهدة من 63 بندا حصل عليها املعاهدة (2) وتعني اإلنكليز من امللك «جان الذي ال أرض له» سنة 1215 بعد ثورة طويلة ومواجهة

عاتية مع بابا الفاتيكان والبالط.

تكاثر مصادر الريعفي البالد العربية يفسر أداءها

االقتصادي البائس

'''