الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي و البحث العلمي

جامعة وهران كلية العلوم الإنسانية و الحضارة الإسلامية

قسم التاريخ و علم الآثار

رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث: إشراف الأستاذ الدكتور: إعداد الطالبة

:أعضاء لجنة المناقشةرئيسا دحو فغرور أستاذ التعليم العالي جامعة وهران

مشرفا و مقررا دادة محمد أستاذ التعليم العالي جامعة وهران حمدادو بن عمر أستاذ التعليم العالي جامعة وهران مناقشا

جامعة وهران مناقشا " أ"أستاذ محاضر غازي مهدي جاسم الشمري

2014-2013السنة الجامعية

قبائل الغرب الجزائري بين الاحتلال الإسباني )1792–1509( و السلطة العثمانية

محمد دادة دغموش كاميلية 2014/12/04

~ 2 ~

~ 3 ~

:(Abréviations)قائمة المختصرات

:أولا باللغة العربية

.ديوان المطبوعات الجامعية : ج . م. د-.الشركة الوطنية للنشر و التوزيع : ت.ن.و.ش-.مخطوط بالمكتبة الوطنية الجزائرية :م م و ج -.المؤسسة الوطنية للكتاب :ك . و . م -

:ثانيا باللغة الفرنسية

- B. S. G.A.O : Bulletin de la société de géographie et d’archéologied’Oran .

- E .N.L : Entreprise nationale du livre .- I . A : initiation a l’Algérie- J.A : journal Asiatique- O. P .U: Office des publications universitaires .- P .U .F : Presses universitaires de France .- R.A : Revue Africaine- R.O.M.M :Revue de L’occident Musulman et de la Méditerranée .- S.N.E.D : Société Nationale D’édition et de Diffusion.- Trad : Traduction .

~ 4 ~

أشكر الله مولاي و خالقي الذي من علي بإتمام هذا ا يشكر ﴿: و انطلاقا من قوله تعالى العمل ومن يشكر فإنمو إيمانا بفضل الإعتراف بالجميل و تقديم الشكر ﴾لنـفسه

و الامتنان لأصحاب المعروف ،فإني أتقم بالشكر الجزيل و الثناء من ساعد في إنجاح هذه الرسالة و أخص بالذكر العظيم لكل

أستاذي و مشرفي الفاضل محمد دادة ،على كل ما بذله معي من لما ظهر هذا جهد ،فوولا توجيهه النافع و نصحه الصائب

البحث إلى الوجود ،كما أشكر كل من شجعني و لو بكلمة .طيبة في سبيل إثراء هذا العمل علميا

~ 5 ~

ء من إلى من أحمل إسمه بكل افتخار ،إلى من كلله الله بالهيبة و الوقار ،إلى

علمني العطاء بدون انتظار أرجو من الله ان يمد في عمرك لترى ثمارا قد حان ا اليوم و في الغد و إلى قطافها بعد طول انتظار ،و ستبقى كلماتك نجوم أهتدي

.والدي العزيز ، الأبد إلى ملاكي في الحياة ،إلى معنى الحب و إلى معنى الحنان و التفاني ،إلى بسمة

ا بلسم جراحي إلى الحياة و سر الوجود ،إلى من كان دعائها سر نجاحي ،و حنا. أغلى الحبايب ،أمي الحبيبة

إلى التي سقتني من الصبر ،إلى من بوجودها أكتسب قوة ومحبة لا حدود لها.و الحنان و منحتني الحب و الإطمئنان ،جدتي العزيزة

م أستمد ،إلى من هم أقرب إلى من روحي إلى من شاركني حضن الأم و : و إصراري إخوتي عزتي

.عبد اللطيف ،يمينة ،حورية و الجيلالي إلى توأم روحي و رفيقة دربي ،إلى صاحبة القلب الطيب و النوايا الصادقة،

إلى من رافقتني منذ أن حملنا حقائب صغيرة و معك سرت الدرب خطوة بخطوة .،صديقتي الغالية أمينة و مازالت ترافقني

إلى جميع الأقارب و الأصدقاء و الزملاء ،إلى كل هؤلاء أهدي ثمرة جهدي .المتواضع

~ 6 ~

~ 7 ~

لا يزال البحث في تاريخ الجزائر المحلي يفتح آفاقا واسعة أمام الباحثين الجزائريين ،بالنظر إلى أن مواضيع عديدة لا تزال بكرا و لم تخضع بعد إلى الدراسة السطحية منها أو المعمقة ،و لا يجب أن

د سبيلا سهلا أو نفهم من هذا أن خوض غمار البحث في التاريخ المحلي خاصة الاجتماعي منه يعمغريا ،إنما هو مسلكا وعرا و صعبا يفرض على أي باحث تحاشي السطحية و الانزلاق وراء توجه

الكتابات الأجنبية ،التي تعد رغم ذلك المصدر المرجعي في ظل غياب الكتابات و الدراسات الوطنية جتماعية في ميدان التاريخ تشكل الأساسية ،المتعلقة بأقاليم الجزائر المختلفة حيث أن الموضوعات الا

جانبا مكملا للموضوعات السياسية و العسكرية و الإدارية ،ذلك لأن الدولة مهما كان الموقع الجغرافي الذي ظهرت فيه و العهد الذي عاشت فيه و نظام الحكم الذي قامت عليه ،فإن تاريخها

ا السياسية و نشاطا ا العسكرية و نظمها الإدارية و المالية العام لا يمكن فهمه من خلال علاقام الاجتماعية . فقط ،و إنما من خلال النشاط الذي يقوم به أفرادها و مظاهر حيا

و يعد تاريخ الجزائر في العهد العثماني من أهم فترات تاريخ الجزائر ،ذلك أنه دام مدة صادر التاريخية على أن سكان الأرياف ،و تجمع الم) م1830- 1519(طويلة تزيد عن ثلاثة قرون

خلال العهد العثماني ،كانوا يمثلون الأغلبية الساحقة ،و هم يعيشون في قبائل متناثرة بحيث شكلت القبيلة إحدى الثوابت الأساسية في تاريخ شمال إفريقيا بصفة عامة و الجزائر بصفة خاصة ،و عنصرا

. و الثقافية هاما في البنية الاقتصادية و الاجتماعية كما تميزت الجزائر في بداية القرن السادس عشر بأوضاع سياسية سادها التمزق ،و الحروب الأهلية بين أفراد العائلة المالكة ،إلى جانب التناحر بين ممالكه في حروب مدمرة ،مما أضعف السلطة

يان ،كل هذه الأوضاع المتردية المركزية ،و شجع بعض القبائل و المدن الساحلية على إعلان العصا الساحلية .شجعت الإسبان لاحتلال مد

و من بين المدن التي احتلها الاسبان في الغرب الجزائري مدينة وهران و المرسى الكبير ،بحيث أقدمت بعض قبائل هذه المنطقة على التعاون مع الاسبان ،و من جهة أخرى و لما تأكد

ر بأنه لا يمكنهم الوقوف في وجه الاحتلال الإسباني ،لجئوا إلى الاستنجاد بالإخوة أعيان مدينة الجزائبربروس و منذ استقرارهم في مدينة الجزائر بدأ تشكيل كيان سياسي جديد ،و بالتالي تم إلحاق الجزائر

تنس بالدولة العثمانية ،و قد امتد الحكم العثماني للغرب الجزائري عندما توجه عروج إلى مدينةا قبائل الأمحال ، وبالتالي وجدت بعض القبائل من قام ،لإخضاع إحدى الثورات التي قامت بالتعاون و التحالف مع الأتراك العثمانيين ضد الإسبان و كانوا يشكلون الأغلبية الساحقة من

. القبائل

~ 8 ~

و بحكم مجاورة بايلك الغرب للمغرب الأقصى ،و كذلك الصراع الذي كان بين سلاطين المغرب الأقصى و الأتراك العثمانيين ،فإن قبائل الغرب الجزائري التي تقع على الحدود بين الجزائر

ذه العلاقة إذ كانت كثيرا ما تلجأ إلى المغرب الأقصى و تتحالف معه م ضد و المغرب تأثرت .الأتراك العثمانيين و هذا بتحريض من سلاطين المغرب الأقصى

و في أثناء السنة الأولى ماجستير ،و بفعل المطالعات المتخصصة تكونت لدي فكرة عامة قبائل الغرب الجزائري بين الاحتلال الإسباني و السلطة العثمانية ،و قد :لأنتهي إلى اختيار موضوع

م ،أي منذ احتلال الإسبان 1792إلى 1509زمني للبحث بالفترة الممتدة من حددنا الإطار الوهران إلى غاية التحرير الثاني و النهائي لهذه المدينة من الإسبان ،و ذلك حتى نتمكن من تتبع لمدينة

.تطور علاقة قبائل الغرب الجزائري بكل من الإسبان و الأتراك العثمانيين للبحث في هذا الموضوع قبل كل شيء و ليد دافع ذاتي و فضول قوي ،من لقد كان اختياري

أجل الإطلاع الوافي على علاقة قبائل الغرب الجزائري بكل من الإسبان و الأتراك العثمانيين ،إلا أن ذه الأهمية لا بد أن ترافقه دوافع علمية بحتة من أجل إنجاز دراسة البحث و الكتابة في موضوع

:وضوعية إلى أبعد حد و من جملتها أذكر ما يلي تاريخية مدراسة مختلف قبائل الغرب الجزائري التي تعاونت مع الإسبان مع ذكر أهم الأسباب التي -

ا إلى التعامل مع الإسبان .دفعت .التعرف على علاقة حكام بايلك الغرب مع مختلف القوى المحلية القبلية في الغرب الجزائري -مدى مساهمة القبائل المتعاونة مع الإسبان في تعزيز و تقوية الوجود الإسباني في منطقة معرفة -

.الغرب الجزائري .تبيان دور قبائل الغرب الجزائري في تحرير مدينة وهران من الاحتلال الإسباني -. ل الإسبانيإثراء المكتبة الجزائرية بدراسة عن مختلف قبائل الغرب الجزائري أثناء فترة الاحتلا-

أما الإشكالية المركزية التي يقوم عليها هذا الموضوع فتتمثل حول معرفة علاقة قبائل الغرب الجزائري بكل من الاحتلال الإسباني و السلطة العثمانية في فترة كان الصراع قد بلغ أوجه في هذه

.المنطقة الإستراتيجية ،و توضيح العوامل المؤثرة في هذه المنطقة:و للإجابة على هذه الإشكالية الرئيسية ،لابد من طرح عدة تساؤلات فرعية وهي كالآتي

ما هي أوضاع المنطقة الغربية للجزائر قبيل الاحتلال الإسباني ؟ و ما هي أهم الأسباب التي -أدت بالإسبان إلى الاحتفاظ و التمسك بمدينة وهران و المرسى الكبير ؟

ئل التي المتعاونة مع الإسبان ؟مع ذكر أسباب و أشكال هذا التعاون ؟ما هي أهم القبا-

~ 9 ~

ما مدى مساهمة القبائل المتعاونة مع الإسبان في تعزيز و إطالة عمر الاحتلال الإسباني في -المنطقة الغربية للجزائر ؟

لمدينة وهران هل كانت علاقة القبائل المتعاملة مع الإسبان ثابتة طيلة فترة الاحتلال الإسباني-و المرسى الكبير أم طرأ على هذه العلاقة تغيير ؟

ما هو تأثير المغرب الأقصى على قبائل بايلك الغرب خاصة القبائل التي تقع على الحدود بين -الجزائر و المغرب ؟

أثناء و ما هو دور قبائل الغرب الجزائري في تحرير مدينة وهران من الاحتلال الإسباني ،سواء -الفتح الأول أو أثناء الفتح الثاني و النهائي ؟

:هذه الرسالة في مختلف فصولها و مباحثها ثلاثة مناهج علمية و هم اتبعت في دراسة المنهج التاريخي و الوصفي ،و قد استخدمت المنهج الأول لتتبع المراحل التاريخية حول علاقة

العثمانيين ،أما المنهج الوصفي فهو عبارة عن وصف الأحداث قبائل الغرب الجزائري بالإسبان و .التاريخية المؤثرة على هذه العلاقة

و للخروج برؤية موضوعية تخدم البحث ،و نظرا ما للتكامل المنهجي من أهمية في البحث أدت العلمي آثرت استخدام المنهج التحليلي لتوضيح ظروف قبائل الغرب الجزائري و الأسباب التي

.ا للتعامل سواء مع الأتراك العثمانيين أو مع الإسبان و الخروج بالنتائج النهائية سمحت لي المادة العلمية التي جمعتها حول الموضوع بتقسيمه إلى مدخل و ثلاثة فصول إضافة

. إلى مقدمة وخاتمة جاءت عبارة عن حوصلة لأهم ما جاء في هذه الدراسة ت في المدخل أهمية المنطقة الغربية للجزائر خاصة الإستراتيجية و الاقتصادية في فقد تناول

ا الصراع الإسباني العثماني ،و التي كانت من بين أهم الأسباب التي دفعت بالإسبان إلى احتلال مدا ،بحيث كانت المرسى الكبير و وهران من بين المدن التي احتلها الإسبان الساحلية و التمسك

ا ، ثم تطرقت إلى كيفية انضمام الجزائر إلى الدولة العثمانية .و تمسكوا أما الفصل الأول فقد خصصته لدراسة أهم قبائل الغرب الجزائري المتعاونة مع الإسبان ،بحيث

ا ،ثم تطرقت إلى ذكر أهم قبائل ذكرت في بداية الفصل تعريف القبائل بصفة عامة و أهم تنظيمام إلى التعامل معهم بايلك الغرب المتعاملة مع الإسبان مع الإشارة إلى أهم الأسباب التي دفعت

ثم عرجت على علاقة هذه القبائل بالإسبان بحيث ذكرت معاهدة الأمان التي كانت تبرم بين تلك تدفع للإسبان القبائل و الإسبان ،و أهم النشاطات التجارية إضافة إلى أهم الضرائب التي كانت

~ 10 ~

و ختمت هذا الفصل بالإشارة إلى موضوع الأسرى الجزائريين اللذين كان الإسبان يقومون بأسرهم .و كيفية افتدائهم

الفصل الثاني خصصته لدراسة قبائل الغرب الجزائري و علاقتها بالأتراك العثمانيين ،بحيث الغرب ،و ذلك بعرض إطاره الطبيعي ،و تحديد أعطيت في بداية الفصل لمحة تاريخية عن بايلك

ا ،ثم تعرضت لمختلف القوى القبلية في منطقة الغرب خصوصيته باعتبار الظروف الخاصة التي تميز و قمت بتقسيمها حسب علاقتها بالسلطة العثمانية إلى قبائل متحالفة و المتمثلة في قبائل الجزائري

ة تتمثل في قبائل الرعية ،و قبائل مستقلة و التي كانت تعيش في المخزن و المتحالفة ،و قبائل خاضعالمناطق البعيدة عن نفوذ البابلك و ترفض دفع الضرائب ،و ختمت هذا الفصل بالتطرق إلى تأثير

.المغرب الأقصى في قبائل الغرب الجزائري ير مدينة وهران من أما الفصل الثالث فقد تطرقت فيه إلى دور قبائل الغرب الجزائري في تحر

ا لمحاصرة مدينة وهران بمساعدة الاحتلال الإسباني ،بداية من المحاولات المتكررة التي كانوا يقومون .الأتراك العثمانيين إلى غاية تحرير مدينة وهران الأول و التحرير الثاني و النهائي

:وع نذكر منها و بالنسبة لأهم الدراسات الأكاديمية التي تناولت هذا الموضا م 1792-1505الغزو الإسباني للسواحل الجزائرية و آثاره "دراسة عبد القادر فكاير عنوا

و الذي تناول فيه كيفية احتلال الإسبان لمدينة المرسى الكبير و وهران إضافة إلى مدن أخرى ،و أهم .آثاره الاجتماعية و الاقتصادية على الجزائر

الاحتلال الإسباني الأول لوهران و انعكاساته "بلبوري سيد أحمد الموسومة ب و دراسة تطرق فيها لأوضاع مدينة وهران أثناء الاحتلال الإسباني الأول " الاجتماعية السياسية و الاقتصادية .إلى غاية التحرير الأول لهذه المدينة

و المراجع ،التي تفاوتت قيمتها و لدراسة موضوع البحث فقد استعنت بمجموعة من المصادر :العلمية و أهميتها في خدمة الموضوع ،و سنقتصر على ذكر أهمها

ا تعبر عن الحالة التي عانت منها البلاد من الإحتلال بالنسبة للمصادر المحلية فهي على قتلها فإ:الإسباني لبعض المدن الساحلية نذكر منها

لمؤلف مجهول و فيه تحدث عن قدوم عروج و خير الدين "غزوات عروج و خير الدين "كتاب .إلى الجزائر ثم تعرض إلى مختلف الحملات الإسبانية على الجزائر

~ 11 ~

لابن سحنون الراشدي الذي كان مرافقا "كتاب الثغر الجماني في ابتسام الثغر الوهراني "و الرحلة القمرية في "لكبير ،و كتاب م و كان من المقربين للباي محمد ا1791لجيش فتح وهران سنة

.لابن زرفة ،الذي نشره الدكتور حساني مختار مع كتاب فتح وهران للجامعي "السيرة المحمدية جة الناظر في أخبار الداخلين تحت حكم الإسبانيين بوهران من الأعراب كبني "و كتاب

القبائل المتعاونة مع الإسبان ،و بين موقف لبعد القادر المشرفي ،و هو مصدر أساسي لدراسة "عامر .الشرع من أفعالها

لابن ميمون الجزائري "التحفة المرضية في الدولة البكداشية في بلاد الجزائر المحمية "و كتاب .م 1707و الذي خصصه للفتح الأول لمدينة وهران سنة

للطيب بن المختار الغريسي "بائل الحشم القول الأعم في بيان أنساب ق"كما يكتسي كتاب أهمية بالغة بحيث مكننا من معرفة مواطن قبائل الحشم إضافة إلى معرفة كثير من قبائل الجهة الغربية

.للجزائرا تتناول الجانب السياسي و المتمثل على الخصوص في و ما يلاحظ عن المؤلفات المحلية ،فإ

ا تغفل عن التطرق العدوان الإسباني و أهملت نوع ا ما الجانب الاجتماعي ،و في كثير من الأحيان فإإلى بعض القضايا التي تتعلق بالغزو الإسباني أو السياسة التي انتهجوها خلال بقائهم في المناطق التي

. تمكنوا من احتلالها فهي عديدة أهمها ما كتبه و بالنسبة للمصادر باللغة الإسبانية المعربة أو المترجمة إلى الفرنسية

الذي عاش بين القرنين السادس عشر ( Diego Suarez Montanes)الجندي دييغو سواريز Histoire des"( Diego de Haedo )و السابع عشر ،و كتابات دييغو دي هايدو

rois d’Alger "و الذي كان قد زار الجزائر خلال القرن السادس عشر ،و ترك وصفا للوضعالمتعلقة بوهران ( Sandoval)السائد في الجزائر في بداية الاحتلال الإسباني ،و دراسة ساندوفال

.و المرسى الكبير الذي ( Marmol Carvajal)لمارمول كاربخال "إفريقيا "كما اعتمدت أيضا على كتاب

.تناول الوجود الإسباني في الجزائر في بدايته تبها قادة إسبان عاشوا في وهران خلال فترة الاحتلال ،سلطت الضوء و هناك عدة دراسات ك

ا المنطقة الغربية من الجزائر و علاقات الإسبان مع قبائل هذه على بعض المظاهر التي كانت تمر :المنطقة أهمها

~ 12 ~

ا ( José Vallejo)ما كتبه خوزي فاليجو : الذي كتب دراسة عنوا(Contribution a l’histoire du vieil d’Oran)ف قبائل تحدث خلالها عن مختل

. و كيفية تعاملها مع الإسبان المنطقة الغربية للجزائرو هو تقرير ( Oran et l’ouest Algérien au 18 siècle)و تقرير أرومبورو

م ،احتوى 1978صفحة نشرها محمد القورصو و ميقيل دي إيبالزا سنة 61طويل اشتمل على هذا التقرير على معلومات هامة تخص العلاقة القائمة بين الإسبان و القبائل المتعاملة معهم

ا منها .و الضرائب التي كان الإسبان يحصلور باللغة الفرنسية فقد استعنت بمجموعة عديدة من المصادر من بينها أما في ما يتعلق بالمصاد

Alger)لوجي دو تاسي ،و كتاب :لـ ( Histoire du royaume d’Alger)كتاب au 18 ème siècle ( لفونتير دو بارادي(Venture de paradis ).

ة الحياة الاجتماعية منه احتوت هذه المصادر على معلومات هامة عن الغرب الجزائري خاصو أعطت صورة حول حركية قبائل الغرب الجزائري و أهم أدوارها السياسية و العسكرية و نوعية

.الضرائب المفروضة عليها و غير ذلك من القضايا المتعلقة بالموضوع ا كانت عديدة و متنوعة نذكر منها :و بالنسبة للمراجع باللغة العربية فإ

م لأحمد توفيق المدني 1792-1492كتاب حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر و إسبانيا .الذي تناول فيه الوضع السياسي للجزائر منذ الاحتلال الإسباني لها إلى غاية تحرير وهران الثاني

تمع الجزائري و فعالياته في العهد العثماني ام أرزقي شويت: م لـ 1830-1519و كتاب اتمع الجزائري خلال العهد العثماني و علاقتها بالسلطة العثماني .و الذي تطرق فيه لأهم فئات ا

: و أما المراجع باللغة الفرنسية فهي عديدة منها Histoire d’Oran ,avant pendant et après la domination)كتاب

espagnole لدراسة تاريخ مدينة وهران و أهم الأحداث الذي خصصه " Fey leon" لــ (.التي تعرضت لها المدينة قبل و أثناء الحكم الإسباني لها

De la domination Turque dans l’ancienne régence )و كتاب d’Alger ) لــ"Walsin Esterhazy " و الذي اشتمل على معلومات هامة حول منطقة

.بائل هذه المنطقة بالأتراك العثمانيين الغرب الجزائري و علاقة ق

~ 13 ~

إضافة إلى العديد من المقالات سواء المحلية أو الأجنبية ،التي تناولت جوانب مختلفة من العلاقات بين قبائل الغرب الجزائري لكل من الإسبان من جهة و الأتراك العثمانيين من جهة أخرى

.و هي طويلة يطول المقام لذكرها في هذا العرض ضوع جملة من الصعوبات ،تعود أساسا إلى طبيعة الموضوع فهو و قد واجهتني في تناول هذا المو

من المواضيع الصعبة و الشائكة في آن واحد ،و التي تحتاج إلى الأرشيف الإسباني ،و لم يكن باستطاعتي الحصول عليه،غير أنني استعنت بالوثائق الموجودة في الدراسات العربية و الفرنسية التي

في هذا المقام لا أدعي استفاءي لكل ما هو موجود ،و لكل ما كتب في تناولت الموضوع ، و أنا الموضوع ،و حسبي أنني بذلت قصارى جهدي في ذلك ،لأنه مهما سعى المرء في الاجتهاد ،فسوف

يتعسر عليه الإطلاع على كل الرصيد التاريخي المتعلق بفترة الموضوع ،كما أن الحقل التاريخي بحث . فهو صفحة مفتوحة في للإثراء و الزيادة لكل باحث يريد الكتابة و التأليف دائم و لا حدود له ،

و ما كانت هذه الدراسة لترى النور لولا استنادها إلى جهود السلف ،و ما هي إلا لبنة تضاف إلى سلسلة الجهود المبذولة لإزالة اللبس عن كثير من جوانب تاريخ الجزائر في العهد العثماني بصفة

.عامة و الغرب الجزائري بصفة خاصة ت آفاقا واسعة و جديدة للبحث في التاريخ قد فتح–رغم تواضعها –و أملي أن تكون

الاجتماعي الذي لم ينل حظه من العناية بالرغم من الجهود المبذولة ،و لا يسعني في هذا المقام إلا أن أنوه بالجهود الكبيرة التي بذلها أستاذي المشرف محمد دادة في دعم هذا الاتجاه و تشجيع البحث فيه

.و إليه خالص شكري و امتناني كما لا يفوتني أن أعبر عن خالص شكري و فائق احترامي للأساتذة الأفاضل أعضاء لجنة ذيب ا و المناقشة اللذين تكبدوا عناء قراءة الدراسة من أجل تقويم اعوجاجها و تصويب زلا

الحمد في البدء و الختام ا و . أفكارها و إثراء مضمو

~ 14 ~

:مدخل المنطقة الغربية للجزائر في الصراع أهمية

.الإسباني العثماني

.أهمية المنطقة الغربية الإستراتيجية و الإقتصادية -1أوضاع الغرب الجزائري قبيل الإحتلال -2

.الإسباني . الجوسسة الاسبانية في المنطقة-3.احتلال المرسى الكبير ووهران -4.ولاء بعض المدن الساحلية للاسبان -5

.مدينة تنس :5-1.مدينة مستغانم :5-2.مدينة تلمسان: 5-3

التدخل العثماني في غرب البحر المتوسط -6.و تأسيس إيالة الجزائر

~ 15 ~

و التيالإستراتيجية و الإقتصاديةتناولت في هذا المدخل أهمية المنطقة الغربية للجزائرا الساحلية تبر سقوط يع،بحيث كانت من بين أهم الأسباب التي دفعت بالإسبان إلى احتلال مد

بنهاية الوجود الإسلامي في إسبانيا ،و هذا بعد سلسلة من حروب ذنا م إ 1492غرناطة سنة ا الممالك المسيحية الإسبانية ضد الوجود الإسلامي في إسبانيا و حتى في سواحل الإسترداد التي قاد

يار و الضعف في أوضاع المغرب الإسلامي .شمال إفريقيا ،و الذي تبعته حالة من التدهور و الإإحتلال وهران و المرسى الكبير من قبل الإسبان ،و أهم تجهيزات الحملة ثم تطرقت إلى

أعلنت بعض المدن ل المدينتين ، و نتيجة لسقوط مدينة وهرن و المرسى الكبيرالعسكرية لاحتلا.الجزائرية ولاءها للإسبان

و الجهود التي بذلها العثمانيون ة ،و أخيرا تطرقت إلى كيفية انضمام الجزائر إلى الدولة العثمانيكقوة ثانية منافسة للإسبان في العثمانيين و بالتالي ظهور الأتراك في الإحتفاظ بالمنطقة الغربية للجزائر

.غرب الجزائر

~ 16 ~

:الإستراتيجية و الإقتصاديةأهمية المنطقة الغربية-1ستراتيجي هام بالنسبة للقارات إكان البحر المتوسط و ما يزال الى يومنا هذا يتمتع بموقع

الى جانب انفتاحه على المحيط الأطلسي في جهته الغربية ،و كانت الدول هذا ،تحيط به التي الثلاث،أو على الأقل المطلة عليه تسعى على الدوام لتفوز بمكانة متميزة تجعلها تتفرد بفرض هيمنتها عليه

أن يكون لها نصيب في السيطرة على خطوط ملاحة السفن فيه ،أو احتلال المواقع البرية الرئيسية كما يكتسي البحر المتوسط أهمية في كونه منطقة حضارية ،ترعرعت على ضفافه ،1المطلة عليه

و في كونه طريقا عالميا أمازيغية ، يونانية ، فينيقية ، رومانية ،و عربية اسلامية ،:حضارات راقية القديم و الوسيط ،و بينها و بين العالم :للتجارة و العبور الدوليين بين أجزاء العالم القديم في العصرين

2.الجديد في العصر الحديث ،بحيث كان و ما يزال حلقة الوصل بين أجزاء العالم المختلفة

و من بين الدول المطلة على البحر المتوسط نجد الجزائر ،اذ تتمتع هذه الأخيرة بموقع استراتيجي هام ،فهي تطل على البحر المتوسط من جهة الشمال ،و الأمم المشكلة لعالمه ،و تضرب

ا في أعماق الصحراء الكبرى و تحاذي من جهتها الجنوبية عالما آخر من الأمم الافريقية ،و تحتضنهمن جهتي الشرق و الغرب بقية الدول المغاربية ،مما جعلها همزة وصل بين القارتين الافريقية و الأوروبية

و قلب المغرب الكبير ،و قد سمحت لها حدودها المشتركة مع عدد من الدول الافريقية ،بأن تكون 3.معبرا رئيسيا نحو كل الاتجاهات

و كذلك بقية بلاد المغرب الجزائر حتلال إلى إسبان عى الإمن هذه النقطة سوانطلاقا على الضفة الجنوبية لهذا البحر حتى تتمكن من فرض هيمنتها على جزئه الغربي الأخرى الواقعة

الذي بدأ الابحار فيه نحو العالم و التحكم في مدخله المتصل بالمحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق .4الجديد ضرورة اقتصادية تستدعي الهيمنة عليه

1 :Fernand Braudel, la méditerranée et le monde méditerranéen a l’époque dePhilippe II , T3,Armand Colin ,5 ed ,Paris ,1821,p 323.

،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،بدون سنة 1830-1500يحي بوعزيز ،علاقات الجزائر الخارجية مع دول و مماليك أروبا :2. 9ص ،النشر

تمع الجزائري و فعالياته في العهد العثماني : 3 ،دار الكتاب العربي)م 1830-1519/هـ 1246-926(أرزقي شويتام ،ا.16،ص2009، الجزائر،1،ط

،دار هومة ،الجزائر ) م1792-1505/هـ1206-910(عبد القادر ،الغزو الاسباني للسواحل الجزائرية و آثاره فكاير: 4.33ص ، 2012،

~ 17 ~

بحيث تتمتع هذه المنطقةسبان المنطقة الغربية للجزائرحتلها الإإو من بين المناطق التي وعة متنوعة من جبال ،سهول و هضاب ،بحيث نجد من البحر الى الجنوب مجممتنوعةتضاريسب

:العموم يتألف الغرب الجزائري من التضاريس التالية و على يتميز بانقساماته و نسبة جفافه ،هذا الانقسام ناتج عن تواجد سهول :الأطلس التلي الغربي -

ا السلاسل الجبلية و التي لا تتعدى .م1900و أحواض تحيط لبحر الأبيض المتوسط و تقف مرتفعات وهران ،الظهرة و جبال مليانة و التي تشرف على ا-

سهول سبخة وهران ،المقطع ،الشلف هذه السهول :حاجزا يفصل البحر عن السهول المنخفضة معسكر عن طريق السلاسل ،بلعباسسيدي المنخفضة يعزلها عن الأحواض الداخلية لكل من مغنية ،

1.الضيقة التي تمتد من جبال ترارة الى غاية الونشريس

السهول القريبة من :"و قد أشار الوزان الى مدى خصوبة المنطقة الغربية للجزائر قائلا اورة لتلمسان كلها سهل مع بعض المفازات ،وقد 2"الساحل منتجة جدا ،نظرا لخصبها و الجهة ا

ا أعدل الأرض مزاجا و أفض:"له وصفها أيضا يحي ابن خلدون بقو ة لها نتاجا ما بين افريقيا،كما تتوفر هذه المنطقة على مصادر وفيرة للمياه تتمثل في 3"و السوس الأدنى على المغرب الأقصى

ر الشلف الذي يصب عند مستغانم 4.الأمطار و العيون و الينابيع ،منها

،و يقول5" إن الدائر بالبلد كله مغروس بالكروم و أنواع الثمار : "و يصفها العبدري بقوله .6"كثيرة الزرع و الضرع :" عنها الزهري

-1993الواليش فتيحة ،الحياة الحضارية في بايلك الغرب الجزائري خلال القرن الثامن عشر ،رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر،:1.36ص ، 1994

،دار الغرب 2،ط2لحسن بن محمد الوزان الفاسي ،وصف افريقيا، ترجمة من الفرنسية محمد حجي و محمد الأخضر،جا:2. 30،ص1983الاسلامي ، بيروت

1903،الجزائر ،1أبي زكريا يحي ابن خلدون ،بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد،مطبعة بيير فونطانا الشرقية ، ج:3. 84ص

15و 13/الهجري 9و 7مصطفى علوي ،صورة المغرب الأوسط في كتابات الرحالة و الجغرافيين المغاربة ما بين القرنيين :4. 78ص ،2005/2006،جامعة سيدي بلعباس ،رسالة ماجستير، ميلادي

1968العبدري أبو عبد الله محمد بن محمد ،الرحلة المغربية ، تحقيق و تعليق محمد الفاسي ،جامعة محمد الخامس ، الرباط ، : 5.14ص

هـ 883ت –) أبو زكريا يحي بن موسى بن عيسى بن يحي المغيلي المازوني (بركات إسماعيل ،الدرر المكنونة في نوازل مازونة : 6.41، ص2009/2010دراسة و تحقيق ، الجزء الأول ،مذكرة ماجستير ،جامعة منتوري قسنطينة ،–م 1478/

~ 18 ~

ري تافـنا و سطفسيف و كان :" كما تمتعت تلمسان بثروة مائية هائلة ،إذ تذكر المصادر و ما جاورها من المزارع كلها تسقى " ،" لها ماء مجلوب من عمل الأول من عيون تسمى لوربط

.1" منه إلا أن هذا لوهراني بكونه منطقة سهلة الاختراق،رغم تنوع التضاريس يتصف القطاع ا

ا ،بل رغم التنوع التنوع لا يجعل عملية التنقل صعبة ،و لا يقف حاجزا أمام الحركة في مختلف اتجاهارف القطاع الغربي عن باقي المناطق و المقاطعات كأرضية تنقل و التقاء و الحواجز الطبيعية ع

2.و المنتوجات و ذلك منذ أقدم العصورألمختلف التيارات سواء على المستوى البشري

ا عرفت أنتيجة لهذا الموقع الاستراتيجي الهام الذي عرفته المنطقة الغربية للجزائر فان هم مدا ظلت تحتفظ بمركزها ميلاديملحوظا خلال القرن الخامس عشر نشاطا اقتصاديا ،فبالنسبة لوهران فإ

نشأت فيها الفنادق و الوكالات التجارية ،و ازدهرت فيها الحركة الاقتصادي و كذلك الثقافي ،فأ تحمل معها بضائع المنطقة ،في حين كانت التجارية،فكانت تفد اليها من الجنوب قوافل الصحراء

ة من مدن أوروبا مثل البندقية و جنوة و مرسيليا و ألميريةترسوا في مينائها السفن التجارية القادمبمثابة المحطة التجارية التي تحط فيها بضائع الصحراء و بذلك كانت المدينة 3.و برشلونة و غيرها

في ازدهار بعض الصناعات ،مثل صناعة و البضائع الآتية من البحر ،و قد ساهم هذا التواصل و الأدوات الطينية و الخشبية ،وقد لخص لنا الحسن الوزان الذي زار و الخناجر الصوف و السيوف

بناها الأفارقة الأقدمون ،4فيها ستة آلاف كانونوهران مدينة كبيرة :"المدينة الحياة الاقتصادية بقوله ا من البنايات و المؤسسات ما تتميز به كل مدينة متحضرة ،م...على شاطئ البحر المتوسط ن و

ا من الصناع و الحاكة ...مساجد و مدارس و ملاجئ و حمامات و فنادق و كان معظم سكا5. "،كانت وهران مهبط التجار القطالونيين و الجنويينأهلها ظرفاء كرماء يحبون الغرباء ...

.42، ص مرجع سابقبركات إسماعيل ، : 1.37سابق، صالواليش فتيحة ،مرجع : 2

.58،ص1985يحي بوعزيز ،وهران ،المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ،الرغاية ،الجزائر ،: 3

ا الأب و الأم و الأولاد ،و كلما تزوج أحد الأبناء شكل كانوننالسائدة في الجزائر هي الكانون ،كانت طريقة الاحصاء :4 .اعني

. 30ص، مصدر سابقالحسن بن محمد الوزان الفاسي ،: 5

~ 19 ~

هي مدينة من مدن المغرب الأوسط بساحل البحر :"و قد وصف الزياني مدينة وهران فقال الرومي عظيمة ،ذات مساحة و فخامة جسيمة ،و بساتين و أشجار و مياه عذبة و أطيار ،وحبوب

1."عديدة و فواكه و خضر جديدة ،و بروج مشيدة و قصور معددة

تساع خليجه ،أقيم فيه حصن دفاعي يعود الى القرن إير و و نظرا لأهمية موقع المرسى الكبم ،وهذا ما شجع السفن التجارية الأوروبية على اعتباره محطة رئيسية في البحر المتوسط 13/ه 7

مركزا رئيسا للتبادل التجاري بين الدول المتوسطية م ،أصبح المرسى الكبير 15/ه9و منذ بداية القرن المرسى الكبيرميناءقد وصف الحسن الوزانو 2.جنوة و بين بلاد المغرب الأوسط الأوربية كالبندقية و

ن أن في الدنيا أكبر منه ،يمكن أن ترسوا فيه بسهولة مئات المراكب و السفن الحربية في ما أظ:" بقوله الاستراتيجي العسكري من أهمية المرسى الكبير في موقعهتككما3"مأمن من كل عاصفة و إعصار

قوة تحصين برجها المطل :الذي يمثل البوابة الرئيسة لوهران أو المنفذ لها نتيجة لاعتبارات عديدة منها ا 4.على الميناءين و صلاحية رسو المراكب

ا كانت تحتل موقعا جغرافيا ممتازا بين الصخور ،التي5أما بالنسبة لمدينة هنين الساحلية فإتحمي السفن الراسية فيه من الرياح و الأمواج ،سواء تلك القادمة من الناحية الغربية أو من الناحية

و ميناء هنين صغير محروس ببرجين ،غير أنه هام حيث تقصده سنويا سفن شراعية من 6.الشرقية و نظرا لأهمية موقعها ،لعبت هنين دورا تجاريا هاما ،7البندقية تحقق أرباحا جسيمة مع تجار تلمسان

سبانيا خلال إو فرنسا،و كذلك بالنسبة لمملكة تلمسان مع الدول الأوروبية مثل المدن الايطالية كانت فيها :"،و قد وصف مارمول وضع المدينة و نشاطها في العبارات التالية 8العصور الوسطى

دليل الحيران و أنيس السهران في أخبار مدينة وهران ،تقديم و تعليق المهدي البوعبدلي ،المؤسسة ،محمد بن يوسف الزياني:1. 25،ص 2007،الجزائر،2الوطنية للفنون المطبعية ،ط

2 :Mas Latrie ,Aperçue des relations commerciales de l’Italie septentrionaleavec l’Algérie au moyen âge ,Imp Royale ,Paris ,1845 ,p31.

. 31،ص 2،مصدر سابق،ج الحسن بن محمد الوزان الفاسي : 3

الاحتلال الاسباني الأول لوهران و انعكاساته الاجتماعية السياسية و الاقتصادية ،أطروحة لنيل شهادة ،بلبوري سيد أحمد :4. 78ص ، 1985تاريخ ،جامعة وهران ،سبتمبر الماجيستير في ال

.كلم شمال غرب تلمسان 60مدينة ساحلية تقع بين بني صاف و الغزوات ،على بعد : 5

،المركز الوطني للدراسات التاريخية ،الجزائر ،العدد مجلة التاريخ،) هنين (صاري جيلالي،أضواء على أحد موانئ دولة بني زيان :6. 18،ص12،1986. 15،ص 2،مصدر سابق ،ج الفاسي الوزانبن محمدالحسن: 7

8 :Marcais Georges ,Recherches d’archéologie ,Honaine , R.A,T28 ,1928 ,pp 341-342.

~ 20 ~

ة بالتجار و الصناع ،إذ كانت سفن البندقية تنحدر اليها كل سنة للمساجد حسنة البناء ،و الدور آهاا حتل الكاردينال خمينيس وهران و المرسى الكبير ،فكان تجار إن ألى تلمسان ،خاصة منذ إعند ذها

تلمسان يذهبون اليها ليتعاملوا مع تجار البندقية فكانت آهلة بالسكان تصنع فيها أقمشة جميلة .1"أخرى من القطن و أنسجة

أكثر ما تتميز به هذه المدينة هو مينائها الذي يعود نإمدينة مستغانم فو فيما يخص و كانت 3"لمدينة مستغانم مرسى جيد " فقد وصفها مارمول بأنه يوجد2لى عهد الفينيقيين إاستعماله

لها نسيج عمراني لا ،4كانت ذات أعين و بساتين و مياه ،و كانت أرضها تصلح لزراعة القطن خلال تلك الفترة ،وصفها يختلف عن الطابع العمراني الذي تميزت به المدن الساحلية الجزائرية الأخرى

جميلة فيها مسجد في غاية الحسن و صناع كثيرون ينسجون الأقمشة ،ودورها :" الحسن الوزان بقوله 5".الطاحوناتو سقايتها عديدة ،يخترقها جدول ماء يحرك

اأما مدينة تنس الساحلية فقد كانت تتمتع بنشاط اقتصادي و سياسي ملحوظ ،فإنها صهي عاصمة هذه المنطقة منذ القديم ،تح:"وصف مارمول أحوالها السياسية و الاقتصادية ببقوله

ا قصر الأمير جانب الذين يجلبون سكان هذه المدينة لهم تجارة واسعة مع الأ...أسوار و قلعة كان ا الى الجزائر و الى غيرها من من هذه الناحية القمح و الشعير و غيرها من السلع الأخرى فيحملوالآفاق ،ذلك لأن هذه البلاد كثيرة الزروع و الخصب و المرعى و العسل و الشمع ،و توجد قبالة

6".تعذر عليها البقاء في المرسى إذاالمدينة جزيرة صغيرة تحتمي عندها السفن إبان هبوب العواصف

ا كانت تعتبر المدينة الرئيسية لمنطقة الغرب الجزائري ،و كانت و بالنسبة لمدينة تلمسان فإا رائجة نتيجة لموقعها الجغرافي الاستراتيجي بحيث تقع تلمسان في الشمال الغربي من 7.التجارة

.296،ص1989،ترجمة محمد حجي و آخرون،دار المعرفة ،الرباط، 2مارمول كاربخال ، افريقيا ،الجزء : 1

.32،ص2،مصدر سابق ،جالفاسي الوزانالحسن بن محمد : 2

.350،ص2مارمول ،مصدر سابق ،ج: 3

1981، الجزائر ،2مولاي بلحميسي ،الجزائر من خلال رحلات المغاربة في العهد العثماني ،الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ،ط :4.46ص

.32،ص2جمصدر سابق ،،الفاسي الوزان الحسن بن محمد : 5

.354،ص 2مارمول ،مصدر سابق ،ج: 6

.225فكاير ،الغزو الاسباني،مرجع سابق ،ص عبد القادر: 7

~ 21 ~

ا الجبال و الهضاب الصخرية من الجهة الجنوبية كما تقع بين ملتقى الطرق 1المغرب الأوسط ،تحيط الرئيسية الرابطة بين الشرق و الغرب من جهة ،و بين الشمال و الجنوب من جهة أخرى ،مما جعلها

ا لتجارة أوروبا و تجارة المغرب و المشرق 2.تفتح أبوا

اية القرن السابع و تلمسان :"عرف العبدري تلمسان في رحلته فقال ) م13(جريالهو في ا مدينة كبيرة سهلية جبلية جميلة المنظر مقسومة باثنتين بينهما سور ،و لها جامع مليح متسع و

عرف بالعباد ،و أهلها ذو ليانة و لا بأس بأخلاقهم ،و بظاهرها في سند الجبل موضع يقائمةأسواقو هو مدفن الصالحين و أهل الخير و به مزارات كثيرة ،و من أعظمها و أشهرها قبر الشيخ الصالح

القدوة أبي مدين رحمه الله ،و عليه رباط مليح مخدوم مقصود ،و الدائر بالبلد كله مغروس بالكرم و هذه المدينة بالجملة ... ت نظيفةو أنواع الثمار ،و سوره من أوثق الأسوار و أصلحها ،و به حماما

3"....ذات منظر و مخبر و أقطار متسعة و مبانيها مرتفعة

مريم هاشمي ،العلاقات الثقافية بين تلمسان و بجاية ،رسالة ماجستير في تاريخ المغرب الاسلامي ،جامعة أبو بكر بلقايد : 1.11ص ،2010،تلمسان

.12، ص نفسه : 2

.28- 27،ص ، مصدر سابق العبدري أبو عبد الله محمد بن محمد : 3

~ 22 ~

:أوضاع الغرب الجزائري قبيل الاحتلال الإسباني-2:عرف سقوط دولة الموحدين تقسيم بلاد المغرب العربي الى ثلاث دويلات هي على التوالي

بالمغرب 3و دولة بني مرين )الجزائر(وسطبالمغرب الأ2تونس و دولة بني زيانفي 1صدولة بني حفو الداخل فتونس أساد هذه الدويلات الثلاث التطاحن و الشقاء سواء من الخارج ولقد4.الأقصى

الحفصية كانت تعاني من خطر الاسبان خاصة من ناحية صقلية و نابولي،و في المغرب الأقصى كان و انشغلت صراع مع السعديين على مدينة فاس،و هكذا فقدت المدينة مجدهابني وطاس في

5.بالفوضى الداخلية و نزاع السلالات

اية القرن الخامس عشر كانت الفوضى السياسية و الاضطرابات ،و تداخل الممالك و في ن الانسان إبعضها ببعض ،قد بلغت في الشمال الافريقي مبلغا لا يمكن أن نلخصه في صفحات ،و

ليصاب بنوع من الذهول و هو يتلو قائمة الممالك و الامارات التي اقتسمت رقعة هذا الشمال فقد كانت الحدود السياسية للبلاد في ذلك العهد غير ثابتة ،فقد كان جزء كبير من شرق 6.الافريقي

و قد نسبة الى أبي حفص عمر بن يحي المنتائي)م1574-م1229()ه982-ه 626(تأسست عام:دولة بني حفص :1:اتسع حكمها تونس و الجزائر الشرقية حيث دخلت قسنطينة وعنابة و حتى بجاية في حكمها انظر

،بيروت 3في أخبار إفريقية و تونس ،دار المسيرة ،ط محمد بن أبي القاسم الرعيني القيرواني المعروف بابن أبي دينار ،المؤنس-. 201،ص1993،:أنظر لى زيان بن ثابت،عاصمتهم تلمسان نسبة ا) م1235-هـ633(دولة بني زيان،أو دولة بني عبد الواد تأسست عام :2في بيان شرف بني زيان ،تحقيق محمد بن عبد الله التنسي ،تاريخ بني زيان ،ملوك تلمسان ،مقتطف من نظم الدر و العقبان -

.111، ص1985محمود بوعباد المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر ، م كبيرهم عبد الحق بن محيو تل المغرب الأقصى سنة :دولة بني مرين :3 قوم من البدو و كانوا أعزاء على الدولة المؤمنية،دخل -هـ614(قتل سنة ،)م 1216–ه 613(سنةعليهاو أعلن الحرب على حين ضعف الدولة)م 1213-ه610(

) م 1269-هـ668( الدولة فهو الذي فتح مراكش سنةعبد الحق مؤسس ابنيعتبر يعقوب ،عثمان ابنهفخلفه )م 1217:أنظر وتلقب بأمير المؤمنين

، ص ص 1972للطباعة و الوراقة ،الرباط ، علي ابن أبي زرع الفاسي ،الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية ،دار المنصور-30-37.

2007,بعة الأولىالط,الجزائر,دار البصائر،م 1792–1492أحمد توفيق المدني ،حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر و اسبانيا :4.64ص

، 1ج،لالأنصاري ، مؤسسة فيصل للتمويمحمد : عدنان محمود ، مراجعة : تاريخ الدولة العثمانية ، ترجمة : يلماز أوزتانا : 5.230232ص ص،1988إسطنبول ،

6 : Fernand Braudel ,les espagnols en Afrique du nord ,R. A ,1928,N 69 ,p212 .

~ 23 ~

ا الشرقي تحت حكم أمراء حفصيين ،و كانت حدود الدولة الزيانية تمتد من الجزائر الحالية و جنور ملوية غربا 1.بجاية و الزاب وورقلة شرقا الى

لقد ساهمت في تلك الاضطرابات عدة عوامل نذكر منها ضعف الملوك و التطاحن العائلي الى الاستجارة في الأسر الحاكمة من أجل الفوز بالحكم ،فكان الخصام بينهم قد دفع بعضهم

بناء يثورون و يخلعون آبائهم ،كما كان الأبناء يحاربون بالأنصار لمحاربة السلطان القائم ،فكان الأالتي كانت تحظى بشبه استقلال في –ضهم بعضا لاقتسام ملك أبيهم ،كما استغلت بعض القبائل بع

ا و تمردها و تحديها –أراضيها تلك الأوضاع، فكلما شعرت بضعف الملوك زادت من حدة عصيا.2للسلطة القائمة ،فلم يكن يعنيها سوى مصالح القبيلة

سباني في بداية القرن السادس عشر كانت مجزأة الى فعندما تعرضت الجزائر للاحتلال الإيمن عليها القبائل ،فكانت قبيلتا سويد و بني ع3حوالى خمسة عشر كيانا امر تسيطران على معظم ،

حيث كانت ) وادي بجاية(و كان آل المقراني يهيمنون على منطقة القبائل الصغرى سهول وهرانم قلعة بني عباس ،إقاعدة تحولت فيما بعد الى مجانة و القبائل الكبرى ،تحت تصرف آل بن مار

م جبل كوكو أما مدينة الجزائر و سهول متيجة فكانت منذ القرن الرابع عشر إالقاضي ،و مقر مارلى أن إميلادي تحت سلطة الثعالبة تتعرض لنفوذ الزيانيين تارة و لملوك بني حفص تارة أخرى ،

الثاني من القرن الخامس عشر و كان الشيخ عبد الرحمان الثعالبي أحد ستقلت بأمرها في النصف إ4.رجال حكمها

سباني يجدر بنا التطرق و للتعرف أكثر على أوضاع المنطقة الغربية للجزائر قبيل الاحتلال الإ.الى أكبر التنظيمات السياسية التي كانت قائمة آنذاك ألا و هي الدولة الزيانية

ماجستيرلة عبد القادر فكاير ،الصراع الجزائري الاسباني في الحوض الغربي للبحر المتوسط خلال القرن السادس عشر ،رسا:1. 18، ص2001-2000جامعة الجزائر

:للإطلاع على علاقة القبائل بالدولة الزيانية أنظر :2و ما 34،ص 1986الجزائر ،جامعة،حساني مختار ،الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية للدولة الزيانية ،رسالة ماجستير-

. بعدها .16،ص1987،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر ،1830-1619جمال قنان ،معاهدات الجزائر مع فرنسا : 3

،لم يكن دوره في الزهد و التصوف فقط بل كان له دوره السياسي في التحريض على الجهاد )م1384-ه786(ولد سنة: 4.)م1471-ه 876(، توفي سنةو الوقوف في وجه النصارى

~ 24 ~

تقع الدولة الزيانية في المغرب الأوسط الذي يتوسط المغرب الأدنى شرقا و المغرب الأقصى ا لم تكن ثابتة ،بل كانت تتقلص و تتمدد حسب ظروف 1غربا أما عن حدودها السياسية فإ

م العسكرية و الاقتصادية ،و إ ،حيث كان يحدها شمالا البحر 2ستقرار أمنهم إستعداد ملوكها و قور ملوية 3المتوسط ،و جنوبا واد الكبير و صحراء نوميديا ،أما غربا كان يفصلها عن الدولة المرينية

.5)تونس(فريقيةإو شرقا تحدها،4وادزاواية القرن الخامس عشر و بداية القرن السادس عشرإ ن المتتبع لتاريخ الدولة الزيانية في

ا كانت تتميز ب التناحر بين أفراد الأسرة الحاكمة ووقوعها تحت التأثيرات المرينية أو الحفصية يجد أنظرا لموقعها الجغرافي بين المملكتين السابقتين ،فقد وجد ملوك تونس و كذلك ملوك بني مرين في تلمسان الظروف المناسبة لزرع الفتن و اكتفوا في بعض الأحيان يتأييد الطامعين من أفراد العائلة

م الى الثورة ضد من هو في العرش ا 6.لحاكمة في العرش، فيدفعو

كانت الغارات على تلمسان قبل بداية القرن و ،7ستقر الملك في بني زيان ثلاثمائة سنةإو قد القرن السادس عشر تشن من الغرب أو من الشرق و قد احتلها بنو مرين و بنو حفص مرارا عديدة

نحو عشر مرات،و -أي بني مرين–من قبل ملوك فاس بحيث احتلت،8تحقيقا لأحلامهم التوسعية ما القتل أو الأسر او الفرار ،و تعرضوا أحيانا أخرى الى إملوك بني زيان حينئذ مرات،و كان مصير

م كانوا يسترجعون ملكهم كل مرةإالطرد من قبل ملوك تونس 9.لا أ

و هو محمد بن أبي ثابت الملقب بالمتوكل قام أحد أمراء الدولة الزيانيةم 1462و في سنة و تمكن من الاطاحة بحكم أبيه الملك أبو العباس أحمد ،حيث يصف لنا ،على الله بالقيام بثورة

شوقي ضيف ،تاريخ الأدب العربي ،عصر الدول و الامارات ،الجزائر ،المغرب الأقصى ،موريتانيا ،السودان ،دار المعارف : 1. 19بدون سنة النشر ،ص 1القاهرة ،ط

.43،ص 2002، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ،الجزائر، 1، تلمسان في العهد الزياني ، ج عبد العزيز فيلالي: 2

را واحدا يجري حتى يصب في بحر :ر ملوية :3 ر سلجماسة ،و يصيران ر كبير مشهور في المغرب الأقصى يصب الى هو .الروم شرقي سبتة

.تذكره بعض المصادر بواد صاع الذي يقع الى واد ملوية و يصبان الى البحر :ر وادزا : 4

. 291مارمول كربخال ،مصدر سابق ،ص : 5

الأصالة البوعبدلي المهدي ،أضواء على تاريخ الجزائر في العهد التركي من خلال مخطوط الثغر الجماني في ابتسام الثغر الوهراني ،:6.276ص،1972جوان الجزائر ،،8العدد وزارة التعليم الأصلي و الشؤون الدينية ،

. 8،ص2،جمصدر سابق الحسن بن محمد الوزان الفاسي ، :7،ص 31. ،جويلية 1975،العدد 26 اية دولة بني زيان ،الأصالة بلحميسي ، 8:مولاي

.8المصدر السابق،ص الحسن بن محمد الوزان الفاسي ،: 9

~ 25 ~

) م1462الموافق لسنة /هـــ866سنة أي(و لما كانت سنة ستة و ستون ":التنسي تلك الثورة فيقولثم على لغرب و النصر أمامه ،فاستولى على وطن بني راشد لى اإض مولانا المتوكل من مليانة متوجها

لى تلمسان ،فأقام عليها إفتتح مستغانم و مزغران ،ثم عمد الى وهران فافتتحها ،ثم توجه إهوارة ،ثم 1اد ب الع يومين و دخلها في ثالث أول يوم من جمادي الأولى من السنة المذكورة ،ففر الأمير أحمد الى

،و 2"مدين شعيب بن الحسين الأنصاريالولى القطب الغوث شيخ الشيوخ أبيستحضر بقبرإو فحاصرها لمدة لى تلمسان إلى تكوين جيش عاد به إبعد ذلك أبعد الى الأندلس حيث سعى هناك

أسبوعين ،لكنه لم يتمكن من فتحها فقتل في معركة وقعت بينه و بين جيش المتوكل في أوت3.م1463

و بعد المتوكل عرفت الدولة الزيانية فترة من الضعف ،حيث تجددت الفتن العائلية على بنه أبو تاشفين ،و بعد أربعين سنة من الحكم خلعه إم خلفه 1485الحكم ، فبعد وفاة المتوكل سنة

خاه أبو عبد الله محمد الثابتي ،الذي تميز عهده بالاضطرابات ،حيث أخذت بعض المدن تستقل أ4.عدائه كلما هاجموا أراضي المملكة ألى إخذت بعض القبائل تنظم أأمرها مثل تنس و الجزائر كما ب

كانت الدولة الزيانية في هذه الفترة وصلت الى أقصى درجة من الضعف و الانحلال فأخذ ن أمخطط استعماري مدروس فبعد 5حتوائها في النهاية وفقسبان يحتلون موانئها و أطرافها تمهيدا لإالإلى تلمسان آخر أمراء بني الأحمر بغرناطة أبو عبد الله محمد بن سعد الزغل ،عبر وهران إن وصل أ

أن ضطر الأمير الزياني محمد السابع إسبانية تظهر في الأفق ضد تلمسان و التهديدات الإبدأت6.ه الهدايا استرضاء لهسبانيا ليطمئن فرديناند الخامس و يقدم لإلى إيذهب بنفسه

.كيلومتر 2قرية تبعد عن تلمسان شرقا بحوالي : 1

.254، ص مصدر سابقمحمد بن عبد الله التنسي ،:2.22الاسباني ،مرجع سابق ،ص عبد القادر فكاير ،الصراع الجزائري : 3

1984،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر ،3،الجزء ) العهد الاسلامي(عبد الحميد حاجيات و آخرون ،الجزائر في التاريخ :4.455ص .87ص،2009يحي بوعزيز،موضوعات و قضايا من تاريخ الجزائر و العرب،دار الهدى،الجزء الأول ،الجزائر،: 5

.88،ص نفسه : 6

~ 26 ~

:سبانية في المنطقة الجوسسة الإ-3خلال هذه الفترة تعاني من ضعف داخلي خطير بسبب النزاع الداخلي بين مملكة تلمسانكانت

سبان على تطبيق مخطط عملي للنيل من هذه و قد شجع هذا الإ،أمرائها على كرسي الحكم عقب سقوط هذه الأعمال على المنطقة الغربية للجزائر بحيث بدأت 1الدولة،منها الأعمال التجسسية

Lorenzoاالملكة ايزابيلا لورينثو دي باديذ عينت إمملكة غرناطة de Padilla حاكم )(ليها إوابعها التي لجأ و تحوال تلمسان أتمثل في استطلاع مدينة القلعة في مهمة سرية تجسسية ت

من أهل م متنكرا في صورة تاجر1493المملكة خلال سنة لى هذهإ،فذهب الأندلسيينالكثير منا لمدة زمنية تجاوزت السنة ستقإالبلد ،و تكمن خلالها من رصد أخبار هامة عن المنطقة ،و جمع ر

أن كل :"مما جاء في تقريره 2.المعلومات الضرورية للقيام بأعمال الغزو الذي كان بصدد التحضير له3."الجلالة البلاد في حالة يبدو أن الله أراد أن يمنحها لأصحاب

حتلال ،وعلى أية نقطة ن نصيب المهمة التجسسية لم يكن بالحد الكافي لبدء عملية الإأغير يمكن اتخاذها قاعدة أمامية و لحسم الموقف وقع اختيار ميناء هنين كمرحلة أولى ،ثم ميناء دلس

الميناءينلى نوعية العلاقة ما بين نائب ملك مايوركا و أهالي إو كان سبب هذا الاختيار راجع Martin de Roblesالسالفين ،وكمنفذ للخطة يبعث بمارتان على هيأة تاجر خاص )(

4.لشراء الخيول ،فيندس عبر هذه المراكز لكن معلوماته المستقاة لم تكن على حد بالغ الأهمية

تعاطيه يطالي على علم تام بمجمل الساحل ،نظرا لتحركاته و إو في تلك الأثناء يبرز تاجر ذي كان عارفا بخصوص الرحلات ال،)Geronimo Vianelli(ي للتجارة يدعى جيروم فيانل

بحب الملكة ايزابيلا للأحجار الكريمة ،و كان يعلم طلاع واسع بسواحلها إو على فريقيا إلى شمال إقدم لها صليب ذهبي غني بالأحجار فريقيا إبحيث و في طريق عودته من النادرة و الكبيرة الحجم،

،العدد عصور جديدةعبد القادر فكاير ،الغارات الاسبانية على مدينة تلمسان خلال النصف الأول من القرن السادس عشر ،:1.213،ص2،2011

2 :Sandoval c x ,les inscriptions d’Oran et de mers-el-kebir, traduit parDr.Monnereau, R A ,1871,T 15,p178 .

.24،ص 1986،الجزائر و أووربا ،ترجمة أبو القاسم سعد الله ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر ،جون ب وولف:3.72،صمرجع سابق بلبوري سيد أحمد ، : 4

~ 27 ~

،كما 1اكو ذهبي5000التقي بخمينيس و قدم له ألماسة بثمن ذلكبعدوالكريمة مقابل ثمن كبيرفنصحه باختيار المرسى الكبير نظرا فريقيا إتنظيم حملة ضد كان يعلم بأن خمينيس اقترح لي انن فيأ

ا كبوابة رئيسية للدخول الى وهران ،مقدما للكردينال لأ همية الموقع و الامتيازات التي يتمتع 2.وهران و افية عن أوضاع كل من المرسى الكبيرخيمينيس خارطة طبوغر

fernando de)م أرسل فرديناند جاسوسا آخر يدعى فيرناندو دي زافرا 1494و في سنة zafra) م بمراقبة 1492له أن كلف منذ سنة الذي كان كاتبا للملكين الكاثوليكيين ،فقد سبق

الافريقية ،كما سمحت له الظروف بالإطلاع على أحوال لى السواحل إحركة الأندلسيين المهجرين اية مهمته أرسل هذا الجاسوس تقريرا 3.القبائل الساحلية الخارجة عن طاعة مملكة تلمسان و في

4.المملكةاالتي كانت تتخبط فيهاتلى سيده يبلغه فيه عن حالة الفوضى السياسية و الاضطرابإ

استغلت الملكة ايزابيلا تلك المعلومات و قررت تنفيذ مشروع الغزو لمملكة تلمسان فأعدت )("دي تينديا "جندي،ترأسه 12000جيشا بلغ عدده De Tendilla الحاكم السابق لغرناطة

ا في سنة و لكن رغبتها لم تذهب أدراج الرياح بل .م، قد عطل تنفيذ مخططها 1504غير أن موالتي تكفل بتنفيذها زوجها الملك فيرديناند و الكاردينال خمينيس ،5موجودة ضمن وصيتهاظلت

م على مدن أخرى إسبان إثر ذلك من و تمكن الإ حتلال المرسى الكبير ووهران ،و فرض سيطر6.بواسطة المعاهدات

1 :Nelly Blum ,la croisade de Ximènès en Afrique ,imprimerie typographique etlithographique L FOUQUE ,rue Tbuillier , 4(place Kleber),1898 ,p42 :Ipid ,p5.3 :Fernand Braudel ,Op Cit ,R. A ,1928,N 69 ,p217.

.232،مرجع سابق ،صفكاير عبد القادر ،الغارات الاسبانية على مدينة تلمسان :4.14،ص1972ابن أشنهو عبد الحميد،دخول الاتراك الى الجزائر،الطباعة الشعبية للجيش،الجزائر،: 5

.117،ص الغزو الإسباني،مرجع سابق فكاير،عبد القادر:6

~ 28 ~

:و وهران حتلال المرسى الكبير ا-4:احتلال المرسى الكبير –أ

ان لضعف دولة بني زيان تأثير سيئ على أوضاع المغرب الأوسط ، فقد انقسمت على كإمارة بني حفص بالقبائل، و 1إمارة جبل كوكومارات صغيرة ، متفككة متناحرة ، مثلا نفسها إ

جلاب بتوقرت وواد ريغ ، وإمارة الثعالبة بجزائر بني مزغنة ،و شجع الاسبان بشكل بقسنطينة وبنيا الانحلال و الضعف، وذلك لتسهل عليه مهمة غزو موانئ و مدن الساحل المتوسطي كبير هذ

2.بشكل خاص و المغرب العربي بشكل عام

حتلها الاسبان المرسى الكبير بحيث كانت مجمل الظروف السياسية إمن بين المدن الساحلية التي و ذلك من خلال التقارير المرسلة الى و الاجتماعية لسكان المغرب مواتية لاجتياح صليبي اسباني

3.الملك فرديناند عن طريق الجواسيس الأعين التي بثها قبل بداية الحملة

القرن التاسع (الميلادي عشرالخامسالقرنفيالإيبريةالجزيرةلشبهالسياسةالخريطةكانتفقد ،و مملكة الأرغوان ،و مملكة النفار تتألف من عدة كيانات سياسية ،تمثلت في مملكة قشتالة ) هجري

4.و البرتغال و هي ممالك مسيحية ،و الى جانب منها مملكة غرناطة الاسلامية

ذا الزواج ،إيزابيلام تزوج فرديناند ،ملك الأرغون ،1469و في سنة ملكة قشتالة و سباني ،و ذلك بالقضاء على ذ توسعتا داخل المحيط الإإتوحدت المملكتان في الأهداف و المسعى ،

5.ببسط نفوذهما على ممراتهمملكة غرناطة الاسلامية ،و خارجه في البحر الأبيض المتوسط

قاضي ، وهي القسم الوهي إحدى الفروع المنفصلة عن إمارة الدولة الزيانية ، وكان يحكمها رجل اسمه ابن : إمارة جبل كوكو : 1الغربي من جبال القبائل الكبرى ، وكانت لهذه الشخصية أحداث عظيمة مع القائد خير الدين ، أما القسم الشرقي من تلك . الجبال فكان يحكمه الأمير عبد العزيز الحفصي ، وعاصمته قلعة بني عباس وكان النزاع قائما بين الإمارتين لمدة زمنية طويلة

1965، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر ،2، ج–جزائر حديثة –الموجز في تاريخ الجزائر : يحي ، بوعزيز : 2.255-254ص

.73، صمرجع سابقبلبوري سيد أحمد ،:3.30ص،2010عين مليلة الجزائر ،،و دراسات في التاريخ الأندلسي الموريسكي ،دار الهدى أبحاثحنيفي هلايلي ،: 4

.35،صنفسه: 5

~ 29 ~

م 1492،و بعد القضاء على آخر قلعة اسلامية بغرناطة عام و بزواج فرديناند من ايزابيلام ،تحقق حلم الوحدة الاسبانية بسرعة فائقة ،و من 1512لى المملكة سنة إقليم النفار إو انضمام

1.)مبريالية الإ(سبانيا إجراء ذلك تولدت أسطورة

ماهذاو، )الملكين الكاثوليكيين (لقبختاراإإيزابيلاوفرديناندفإنالأمر،كانمهماوخارجالإسلامحدودبعادإوالمسلمينتنصيرمحاولةفيةالجامحالرغبةوالدينيالتعصبمدىيفسرفريقياإشمالسواحلعلىالبرتغاليةسبانية والإالتحرشاتوراءهذاكانو.يةير يبالاالجزيرةشبه

كان،التيالمقدسةالصليبيةالحربإطار،فيالسادس عشرالقرنطوالوعشرالخامسالقرنخلال2.الكاثوليكية الكنيسةرجاليغذيها

سبان في التوسع على هذه المنطقة قد تسببت في حدوث و كانت المنافسة بين البرتغاليين و الإنعقاد مؤتمر جمع إلى إسكندر السادس ،حيث أسفرت جهوده إتوترات بين البلدين ،لولا تدخل البابا

)(سبانيا فيرديناند ،في مدينة تورديسياس إبين ملك البرتغال خوان الثاني ،و ملك Tordesillasعتبار جزر إبتحديد مناطق نفوذ البلدين ،و ذلك،و تم خلال هذا المؤتمر م1494جوان 7في يوم

3.سبانيا يقع شرقها إالأزور حدا فاصلا لنفوذهما ،فمجال البرتغال يقع غرب الجزر ،أما مجال

تفاق مع البرتغال الإحتلال في منطقة نفوذها ،بعدالى تنفيذ سياسة الإلم تسارع سبانيا إولكنختلاف داخل الأسرة الملكية الحاكمة أي ما بين فرديناند مباشرة و ذلك لبروز بعض ملامح الإ

طاليا إيو ايزابيلا حيث لوحظ تباعد في تفكير سياسة التمركز بالشرق الأوروبي حفاظا على نفوذها ب4.يطاليا و صقلية إح في تموينها على قمح نيا المل سباإعتماد و مواصلة سياسة التثبيت و البقاء نظرا لإ

ا العسكرية خارج الرقعة الابو يرية قصد ملاحقة بكان تحسس ايزابيلا الشديد باديا في تطلعاالمسلمين في المغرب ،مدعمة في ذلك بمساندة و تأييد أسقفها الكبير خمينيس و نتيجة لهذه

يالاختلافات الحادة ظلت ايزابيلا ئة الظروف لتحضير الحملة تطالب بإلحاح بالتعجيل في و قررت الشروع في عمليات الغزو لمملكة تلمسان ،فأعدت لذلك جيشا قوامه اثنا عشر ،5ةالعسكري

1 : Fernand Braudel, La Méditerranée et le monde méditerranéen,Op Cit ,p19.2 :Ipid ,pp 19-20.

م ،باعتبار صخرة 1509سنة (Villafranca )تم فيما بعد تعديل هذا الاتفاق الى معاهدة أخرى تمت في فيلافرانكا : 3.باديس حدا فاصلا بين نفوذ البلدين

.75ص ،مرجع سابق ،بلبوري سيد أحمد : 4

.11،ص ، مرجع سابق يحي بوعزيز ،علاقات الجزائر الخارجية :5

~ 30 ~

،الذي كان حاكما على غرناطة ،لكن ( Tendilla)ألف جندي ،تولى قيادته الكونت تينديلا و هي في سن الثالثة و الخمسين قد وضع حدا م ،1504نوفمبر 26موت الملكة المفاجئ في

أوصت بعدم التخلي عن مواصلة و لكن رغبتها لم تذهب أدراج الرياح بحيث1.لتلك الاستعدادات 2.ستعدادات لتنفيذ الغزو و توجيه الحملة ضد شمال افريقياالإ

الاستعدادات و الترتيبات ستدعاء الكاردينال خيمينيس لعقد مجلس استشاري حول إقام الملك بأن هذه الاستشارة لم تجد صداها في سمع إلا،لشن هجوم يكتسح معظم شواطئ الشمال الافريقي

فرديناند كما توخاه الصليبيون حيث وافقهم على تنفيذ الخطة مبدئيا و طالبهم بإعطائه مهلة من الحروب الايطالية و فقدانه الوسائل التفكير بحجة العجز المالي الذي عاناه من جراءو الوقت للتروي ،

3.المادية الكفيلة بتمويل هذه الخطة لضمان نجاحها

و أعانته الكنيسة ,سطولفالكاردينال الوزير خمينيس تطوع يومئذ من ماله الخاص بما جهز الأ4.قدام على الغزوفأمكن جمع الحملة و الإ,بأموالها

)،ووقع اخياره على دون دييغو فيرنانديزيزابيلافرديناند على تنفيذ وصية اصمم ذن إ DonDiego Fernandez قائدا عاما للحملة ،ووضع تحت قيادته جيشا ينيف على العشرة آلاف (

Don Ramon De)و كان الأسطول الذي وضع تحت قيادة دون رامون دي كاردوناCardona) 5.يتركب من سبعة بواخر حربية و مائة و أربعين زورقا مختلفة الأحجام

)م من قاعدة كانتال دي فازميليانة 1505سبتمبر 3يوم أبحر الأسطول CantalVezeméliana)و كان 6.بالقرب من مالقة متجهة صوب الحرية ثم منها الى كاب فالكون

لى إتجهإلكنه،7يتكون من سبع سفن حربية ،و مائة و أربعين سفينة نقل كبيرة من مختلف الأصنافالقوة تعززت ،بحيثللعوامل الطبيعية المتجلية خاصة في الرياح المعاكسة و هذا نظرا لى ألمريةإ

1 : Grammont (H de ) ,Histoire d’Alger sous la domination turque(1515-1830)Ernest Leroux ,paris ,1887,p5.2 :Nelly Blum ,Op Cit ,pp5-6.3 :C kehl ,Oran et l’Oranie Avant l’occupation français, B.S.G.O ,T63, 1942,p24-25.

.86ص مرجع سابق ،، أحمد توفيق المدني ،حرب الثلاثمائة : 45 : Grammont (H de) ,Op Cit ,p 23.6 :Sandoval ,op cit , R.A ,T15,1871 ,p179.7 : Grammont (H de) ,Op Cit ,p5.

~ 31 ~

لقد 1.العسكرية للأسطولالعسكرية بحامية أرغونية يتم نقلها من ألمرية كي تساهم في تدعيم الطاقة Diego de)فقد تولى قيادة المدفعية ديغو دي فيرا تم توزيع قيادة الجيش على النحو التالي ،

Verra ) و تولى كل من بيدرو لوبيز دوروسكو(Pedro Lopez Dorosco ) و الدونالايطالي لى الجاسوس إقيادة الحرس ،بالاضافة ( Don Gonzalo Ayora)غونزالو أبورا

2.ي ،الذي صاحب الحملة بصفته دليلا فيانيل

لى رأس فالكون غرب إو بالضبط سبتمبر11يوم " المرسى الكبير"سطول أمام وصل الأمن وا ن جماعة المسلمين الذين جاؤ لأ,وكان هذا التأخر مفيدا للاسبانيين ،3نزال حيث بدأ الإالمدينة

, سطول الاسباني قد ملوا الانتظار بلغهم نبأ اقلاع الأعندما ,من كل حدب تلبية لداعي الجهادتاركين في المرسى الكبير عدد قليلا منهم من أجل , لى ديارهم إفرجع أكثرهم , وقلت لديهم المؤن

م يتراوح عددهم بين أربعمائة و خمسمائة رجل ،4.و الاستطلاعالمراقبة و رغم قلة عددهم فإ5.حاولوا منع الغزاة من الإنزال

سبان في مهاجمتهم المرسى الكبير و حصنها تتمثل في الخطة العسكرية التي اعتمدها الإكانتفتح جبهتين رئيسيتين متوازيتين أولها برية و ثانيها بحرية و هذا حتى لا تتكرر صور الفشل التي

م ا 6.لفارطة اعتادوها خلال هجما

أيلول و في الوقت الذي كانت فيه البواخر 10شرع الاسبان يهاجمون المرسى الكبير صبيحة يوم 7.الحربية ترسل قذائفها المدوية على الميناء ،كانت بواخر النقل تنزل الجنود

رغم المقاومة العنيفة , لى البر إالصغيرة صد الجند عن النزول الاسلاميةالحاميةلم تستطعا رجال تلك الحامية يام متواصلة أستمرت هذه المعركة الغير متكافئة ثلاثة إو ,القاسية التي قام

ستشهد خلال المعركة إو ,سباني مجهز أحسن تجهيزإجنديألاف5مجاهد يقفون في وجه 500.وا فيها حتل الاسبان القلعة و تحصنإو ,قائد الحامية الباسل

.86ص مرجع سابق،أحمد توفيق المدني ،:12 : Elie de la Primaudaie , le commerce et la navigation de l’Algérie ,Lahureparis ,1861, p 245.3 : Montanes Diego Suarez ,Mers-El-Kebir ,Traduit par A Berbrugger , R.A ,T 91865 , p 339.

.86ص مرجع سابق ،بلبوري سيد أحمد ،: 4

5 :Grammont (H de ) ,Op Cit ,p8..86مرجع سابق ،ص حرب الثلاثمائة سنة ،أحمد توفيق المدني ،: 6

.23،ص1964،مكتبة النهضة الجزائرية ،الجزائر ، 3محمد الهلالي الميلي،تاريخ الجزائر في القديم و الحديث،الجزء مبارك بن : 7

~ 32 ~

و تشاوروا في الأمر فمنهم ,جتمع أهل المدينة و أصحاب الرأي فيها في دار المزوار إعندئذ من رأى وجوب تنظيم مقاومة شعبية و الدفاع عن المدينة شبرا شبرا ومنهم وهم الكثرة رأوا أن هذه

م قد احتلوا نظرا لكثرة عدد الإ,مر شيئا غني عنهم في واقع الأتالمقاومة لن سبان وقوة سلاحهم و أيار سيكون مآلها أن يأتي السيف عليهم جميعا ,قلعة الساحل .فالمقاومة التي يتلوها الا

وقف الشاب موسى بن علي يلهب حماس الناس و يستفز الشعور من أجل المقاومة اليائسة نسحاب ن تضمن لهم الحياة و حرية الإسبالكن أغلبية القوم لم تكن معهم فقروا عقد اتفاقية مع الإ

.وهكذا تم الأمر وهم تحت طائلة الحصار الضيق,من المدينة وقد أعطى القائد العام الاسباني أجل ثلاث ساعات للمسلمين كي يخلوا المدينة و بقية

لى الظهر على شرط ان لا يأخذوا معهم أيإالحصون و ينسحبوا عن آخرهم من التاسعة صباحا م يوانات الجر و لا من الأسلحة أي شيء من الزاد و المؤن و لا من ح م لم يأخذوا معهم إلا ثيا أ

1.و ما خف من أموالهم

ن وضعت الحرب أوزارها ،وتمكن أو لكن بعد وصل المدد و أطل على مشارف المدينة لو وصلت بيوم واحد فقط سبان من التحكم الفعلي و الكامل لها ،كانت القوة العسكرية هائلةالإثنين و العشرين ألف رجل،و ألفين من ذ كانوا يفوقون الإإستطاعت ردهم و تحرير القلعة ،لإ

اورة ومملكة تلمسان 2.الفرسان،كلهم من القرى ا

و عندما تم انسحاب ,ثم تبعهم الرجال ,و قد أخلى المسلمون المدينة أول الأمر من النساء3.و أقاموا صلاة الشكر , علامهم أو رفعوا فوقها , سبان المدينة المسلمين دخل الا

سبانيا بأنباء الاستيلاء على المرسى الكبير قررت إعلان الأفراح لمدة ثمانية إو عندما سمعت فأمر حالا بتحويله كنيسة ,لى مسجد المدينة الأعظم إو ذهب الماركيز القائد الأعلى توا 4.أيام

و أقيم به القداس , "كنيسة القديس ميكائيل "وأطلق عليه اسم , و باركه وكرسه, للنصارى 5.جويلية 15صبيحة الأربعاء

.87ص .حرب ،مرجع سابقأحمد توفيق المدني ،: 1

.88ص مرجع سابق ،بلبوري سيد أحمد ،: 2

. 88صحرب ،مرجع سابق،أحمد توفيق المدني ،: 3

.23،ص مرجع سابق،الهلالي الميليمبارك بن محمد : 4

.88ص حرب ،مرجع سابق ،أحمد توفيق المدني ،: 5

~ 33 ~

: حتلال وهران إ-ب سبان و خاصة الكاردينال القادة الإلقد أغرى موقع مدينة وهران و جمالها و أسال لعاب

فيانيلي الذي اعتبرها من أشهر مدن بلاد خيمينيس فبناءا على التقرير التجسسي الذي تلقاه من1.المغرب لغناها بالأسواق و التجارة ،عزم على غزوها

الذي كان يرغب أن كان الكاردينال كسيمينيس قد أتم استعدادات الهجوم على مدينة وهران 2عينه الملك فرديناند قائدا عاما للحملة الموجهة ضد وهرانم1508أوت 20يقوده بنفسه،ففي

pedro navarroالحملة الثانية هذه المدعمة بالقائد خمينيس و بيدرونافاروعززت وجود )(ووطدت تمركزها و هذا منذ أن أقلعت من ،الوحدات الأولى بالمرسى الكبير تحت قيادة مارتيناز

ا أرست بالميناء نتيجة للعواصف ،م ،1509مايو 13قرطاجنة يوم الأحد و لم تنطلق ثانية 3غير أ،ذات ( Galère)كانت هذه الحملة تتكون من عشرة سفن من نوع ماي و16إلا يوم الأربعاء

اديف ،و ثمانين مركبة نقل و عدد آخر من السفن الصغيرة ،أما عدد الجنود ثلاث صفوف من ا4.و ثمانمائة متطوع فكان عشرة آلاف من المشآة ،و أربعة آلاف حصان

5تم انزال الجنود من السفينة في الليل،و ذلك لكي لا يعطي خمينيس للأهالي الوقت لمعرفته

كان قد اشترى بذهب وفير ,بينما حاكم المرسى الكبير كان قد هيأ المعركة على طريقة أخرى م نفس ،من مهاجري الأندلس اأشطور اليهودي ذمةبوعود جمة لا حد لها و دينة الممن الذين أنقذدينة وهران لمكوس العام لملهذا قابضا اوأهلها من المحارق الاسبانية وقد كان أشطور ) وهران (

الذين يعملون تحت ذمة اثنين من قابضي المكوس–بنفس الوسيلة وبنفس الطريقة –واشترى هو ستقدام إبحيث تمكن أشطورا بواسطة مراكبه الصغيرة من 6.دارته ،و هما عيسى العريبي و ابن قانصإ

1 :Esprit Flechier ,Histoire du cardinal Ximenés ,T1,J. Anisson ,Paris ,1693 ,pp363-364.

.26مبارك بن محمد الهلالي الميلي،مرجع سابق ،ص: 2

3 : Elie de la Primaudaie , le commerce, Op Cit ,p 248..91صمرجع سابق ،بلبوري سيد أحمد ، :4

5 :M p Chausolles ,L’Algérie pittoresque ou histoire de la régence d’Alger depuisles temps les plus reculés jusqu'à nos jours ,imprimerie de J B Paya éditeurToulouse, 1845 ,p104.

.100ص.مرجع سابق أحمد توفيق المدني ، :6

~ 34 ~

و لما علم السكان .1لى مخزنه إالجنود الاسبان من على ظهر السفن الراسية قرب وهران ليلا،وإدخالهم بالخطر الذي يستهدف مدينتهم اعتصموا في المرتفعات المواجهة للمناطق الساحلية الممتدة بين المرسى

عوا عليهم فم ،رموهم بالسهام و الحجارة ،و دالكبير و مدينة وهران ،و لمنع الغزاة من احتلال بلادهاالصخور من المواقع العليا التي كانوا يتموقع غير أن التفوق العددي للإسبان و نظام سلاح ،2ون

3.المدفعية مكنهم من إجبار المقاومين على التراجع نحو المدينة للاحتماء وراء أسوارها

ا بفعل خيانة اليهودي أشطورة ، و قد وجد تمكن الاسبان من الدخول الى المدينة من أحد أبوالى دماء المسلمين،فأمر بتقتيل أكبر عدد ممكن إالكاردينال كسيمينيس الفرصة متاحة ليشبع تعطشه

من المسلمين،بحث لم تمر ساعات قلائل حتى تم تقتيل أربعة آلاف شخص عدا النهب و السرقاتGomezقدر قومز ،4لى كنائسإغادر كسيمينيس وهران بعد أن حول مساجدها غنائم )(

عادت بالثراء على كبار العسكريين و الجنود على السواء ،فقد 5.ألف ايكو ذهبي500الاسبان ب 6.ذكر أحد الضباط بأنه قد استحوذ لصالحه على عشرة آلاف دوكا

و هم معلمين في اليوم الثاني من سقوط المدينة يستدعي خمينيس كل الجند للتجمع بالساحة و ا بكل ما جمعوه من لى الملك فرديناند بغرناطة و يوزع ما تبقى إغنائم،فينتقي أنذر النفائس ليبعث

لا بعض الكتب العربية التي عثروا عليها بمكتبة إعلى أفراد الحملة بينما تنازل عن حصته و لا يختار كما قام كسيمينيس بمكافأة اليهودي 7.القلعة و ثريا بالمسجد الأعظم اضافة الى الأسلحة و الأعلام

دييغو "و هكذا أصبح الدون اشطورة و أقره في وظيفته القديمة مكاسا في الأسواق،و قابضا للمال8.أول حاكم اسباني على مدينة وهران" فيرنانديز دي كوردوبا

.93صمرجع سابق،بلبوري سيد أحمد ،: 1

2 :Rozet et Carette ,Algérie ,2 Ed ,Bouslama ,Tunis ,1980,p47.3 :L Didier ,Histoire d’Oran ,période (1501-1550) ,Jeanne d’Arc ,Oran ,1927 ,p- p100-101.

. 27،صمرجع سابقمبارك بن محمد الهلالي الميلي،: 4

5 :Henri Léon Fey ,Histoire D’Oran avant ,pendant et après la dominationespagnole, Typographie Adolphe Perrier Editeur ,Oran , 1858.P .726 :Blum N ,Op Cit ,p160.

. 94صمرجع سابق ،بلبوري سيد أحمد ،: 7

.96،ص،مرجع سابق يحي بوعزيز ،موضوعات : 8

~ 35 ~

ا أبوراس ذكرهلقد أحدثت واقعة احتلال مدينة وهران أثرا كبيرا في نفوس أهلها ، بحيث:الناصري

س ج الر و ك ر ل الش ه أ ن و اني ـب س ا الا اخ ر أن اش ع ن م ر ش ع س ام خ 1.وسم ل و ق ـب أ ز ج ع م ه اع ف د ن ع ا و ه ب ـوان ا ج و د حم ر ق ف ل الك اف ح ج

كتابه عجائب الأسفار بأن هناك رواية محلية تقول بأن سبب بو راس الناصري فيأكما أورد شوشتمونا شوشكم "ل أخذ النصارى لوهران ،دعوة الشيخ الهواري عندما قتلوا ولده ظلما ،حيث قا

.2"و البحر الله من البر

.142ص مصدر سابق ،محمد بن يوسف الزياني ،:1.37،ورقة 1632رقم تحت ية ،الجزائر ،محمد أبو راس الناصري ،عجائب الأسفار ،مخطوط بالمكتبة الوطن: 2

~ 36 ~

:ولاء بعض المدن الساحلية للاسبان -6مدن الغرب الجزائري نفسها بعضبعد استلاء الإسبان على وهران و المرسى الكبير ،وجدت

:،و من بين المدن التي أعلنت خضوعها للإسبان 1مجبرة على توقيع معاهدة الولاء للإسبان :مدينة تنس :6-1

م تولى عرش بني زيان في تلمسان السلطان أبو زيان الثالث الملقب 1503-هـ 909في سنة و سجنه ،و بعد ثار عليه ،و أخذ منه العرش" بوكلمون "بالمسعود ،لكن عمه أبا حمو المعروف ب

2.عامين من ولايته و قعت نكبة المرسى الكبير

و بينما سبان ،فبعد احتلال المرسى الكبيرولائها للاكانت مدينة تنس أول المدن التي أعلنتو وقعت أزمة داخلية بين أمراء العائلة الحاكمة في كان هؤلاء يعدون أنفسهم لاحتلال مدينة وهران،

م آل الحكم لابنه 1503منذ سنة ) المعروف بالثابتي (تلمسان ،فإثر وفاة الملك محمد السابع قان ،و هما أبو زيان و يحي ،اللذان تآمرا على أخيهما الملك الثابتي ،و كان له شقي3الأكبر عبد الله

على أبي زيان ،و تممع بعض الشخصيات على اغتياله لكن اكتشاف المؤامرة ،أدى الى القاء القبض 4.بينما تمكن أخوه يحي من الفرار مستنجدا بالاسبان ،وضعه في السجن

ساعد الاسبان يحي و نصبوه حاكما على تنس ،على أن يكون تحت نفوذهم ملتزما بدفع الضرائب لهم و زودوه بقوات عسكرية تساعده على تأمين موقعه ضد أخيه عبد الله ملك تلمسان

5.م 1508تتألف من أربعة سفن و خمسمائة جندي كان ذلك خلال سنة

مخطوط خبر قدوم عروج رايس إلى الجزائر و أخيه خير لعباسي ،أعمال خير الدين بربروس العسكرية في الجزائر من خلال محمد : 1-2005م ،شهادة ماجستير ،جامعة وهران ،1546/ه 953م إلى سنة 1512/ه 918الدين لمؤلف مجهول من سنة

.29، ص 2006. 98مرجع سابق ، ص حرب ،أحمد توفيق المدني ،: 2

.35الوزان ،مصدر سابق ،ص : 3

-30، صص 1934خير الدين ،تصحيح و تعليق نور الدين عبد القادر ،المطبعة الثعالبية ،الجزائر ،مجهول ،غزوات عروج و :431.

5 :Jean Monlau ,Les Etas Barbaresque , 2eme ed ,P.U.F, Paris ,1973 ,p 53.

~ 37 ~

:مدينة مستغانم :6-2من المدن الساحلية التابعة للدولة الزيانية و هي مدينة محصنة بأسوار كانت مدينة مستغانم

منيعة اشتهرت منذ وقت طويل بإزدهارها خاصة في الميدان الزراعي لخصوبة أراضيها ،و بعد احتلال ان الاسبان لمدينة وهران ،توجهت أنظارهم إليها ،بسبب موقعها الطبيعي القريب من مدينة وهر

ا الى توقيع معاهدة استسلام مع حاكم وهران الاسباني ،و ذلك في 26و أجبر شيوخ المدينة و أعيايلتزم بموجبها شيوخ و سكان مدينة مستغانم و كذلك مزغران بعدة شروط ،نذكر 1م 1511ماي

:من بينها ما يلي .أن يكونوا في خدمة الملك و الملكة بكل وفاء -ا لتلمسان في أول جوان من كل عام ،لأمين أن يدفعوا ا- لضرائب و الرسوم التي كانوا يدفعو

.مخزن مدينة وهران .إطلاق سراح جميع الأسرى -.أن يزودوا وهران و المرسى الكبير بالمواد الغذائية و السلع الأخرى،بأسعارها العادية -.يتعلق بأمن مدينة وهران أن يعلموا القائد العام في وهران ،بأي عمل يقومون به ،فيما-يلتزمون بدورهم على حمايتهم ضد ) أصحاب السمو( نإفي حالة الالتزام بما سبق تحديده ،ف-

2.أعدائهم سواء القادمين من جهة البر أو البحر

:تلمسان :6-3ا الداخلية منلقد عرفت الدولة الزيانية متاعب كثيرة ،منها التدخلات الأجنبية في شؤو

اورة ،المرينيين في المغرب الأقصى و الحفصيين في تونس كان آخرها التعرض الى .سلاطين الدول اوصلت مملكة بني بحيثالخطر الاسباني ،الذي تطور الى التلاعب بمصيرها من أجل السيطرة عليها ،

زيان خلال النصف الأول من القرن السادس عشر الى درجة قصوى من الضعف بسبب النزاعا الى توقيع معاهدة مع . 3الداخلي بين أمرائها على كرسي الحكم سبان مدينة وهران لمدة إأدى

4. م1511جوان 20خمس سنوات و ذلك في

1 :Elie de la Primaudaie, Documents inédits sur l’histoire de l’occupation espagnolsen Afrique (1506 -1575 ) ,R.A , T 19 ,1875,p 73.2: Ipid ,pp 74-75.

.115مرجع سابق،صالغزو الإسباني ،عبد القادر فكاير،: 3

4 :Braudel :les espagnols.. , Op Cit ,R.A ,1928,p224.

~ 38 ~

صرح بني عبد الواد أخذ يتساقط منذ أن ركن ملوك " يقول المؤرخ عبد الرحمان الجيلالي بأنماكهم في لى التواكل و إهذه الدولة من بني زيان التخاذل،و تثاقلهم عن القيام بالمصالح العامة ،و ا

التهالك على الرئاسة،و قصر اشتغالهم على أنفسهم شخصيا ،فانمحت يومئذ هيبتهم عن نفس سبان يومئذ و ملوك الإ...الرعية،و انتشرت الفوضى بين الناس في كل ميادين السياسة و الاجتماع

ذا الشمال يترصدون مثل هذه الأمور خلسة،و يترقبون الظروف المواتية للقضاء على دولة الاسلام 1."الافريقي

لقد ظل الاسبان في وهران حريصين على ابقاء ملوك تلمسان موالين لهم بعد قبول ملك م في سنة ) م1516- 1505(الخامس بن محمد الثابتي تلمسان محمد 2.م1512الخضوع لسياد

ياني تعاون معهم ضد منافسيه،و كانوا يشنون الغارات على تلمسان من حين لآخر فأيدوا كل أمير ز م 3.من أجل إزاحة الأمراء المعادين لهم و تنصيب المستجيرين

بن محمد الثابتي ففي عهد أبي حمو الثالث تجدد الصراع العائلي على الحكم في تلمسان،سبان ،و كان قد سجن أخوه أبي زيان أخيه بمهادنة الإالذي اتبع نفس سياسة ) م1516-1528(

لى تلمسان و أطلق إعندئذ تحزب ضده أنصار أخيه أبي زيان و استنجدوا بعروج ،فتوجه هذا الأخير 4.سراح الملك المسجون ،و نصب أبا زيان في الحكم،و فر أبو حمو الثالث الى وهران عن طريق فاس

في معاملة أهل تلمسان،و راح عروج يتصرف في تلمسان تصرف إلا أن الجند التركي أغلظ،ووقعت الفتنة من جديد في تلمسان و جعلت 5الأتراكلى غضب السكان علىإين مما أدى الفاتح

جانب سبعين شخصا من أفراد أسرته،كما قضى جنوده لىإعروج يقدم على قتل الملك أبي زيان 6.على بعض سكان المدينة

.181،ص1980،دار الثقافة ،الطبعة الرابعة ،بيروت ،2،تاريخ الجزائر العام ،ج عبد الرحمان الجيلالي: 1

2 :Bargès l’abbé ,complément de l’histoire des bani-Ziane rois desTlemcen ,Ernest laroux,paris,1887,p418 .

.119سابق،صمرجع الغزو الإسباني ،عبد القادر فكاير،: 3

4 :Haedo Diego de , Histoire des rois d’Alger, traduit par H D .Grammont, R.A1880-1881 ,T24,25,pp272-273.

. 47مبارك بن محمد الهلالي الميلي،مرجع سابق ،ص : 5

6 :Bargès, Op Cit ,p434.

~ 39 ~

و كان عروج قد ترك وراءه لحفظ خط رجعته ستمائة تركي بقلعة بني راشد،كما فرض على قبائل بني عامر و بني سناسن أن يدفعوا له الضرائب حبوبا حتى يتمكن من تموين جيشه لأنه كان

.1رض عليه التحالف،كما أرسل الى سلطان فاس يعسبانيتوقع حصارا يفرضه عليه الإجل النجاح في أتباعه ،و من أبنائه و أبو حمو قد توجه الى وهران في سرية تامة مع أو كان

لى الامبراطور شارل الخامس،الذي كان يتخذ من طليطلة مقرا لحكمه إمهمته أرسل أحد اخوانه Fey)"فاي"ويذكر،2استقبال الامبراطور للأمير الزياني و عده بتقديم المساعدة التي طلبهاد بعو )

أن أحد الشيوخ يدعى بورقبة من ضواحي تلمسان توجه هو الآخر الى وهران يطلب من القائد سباني مساعدات عسكرية لمحاربة قوات عروج كما سلم له اثنين و ثلاثين طفلا من أبناء الأعيان الإ

3.كرهائن بناءا على طلب الاسبان

لى ضرورة ضم تلمسان إسباني يدعوه فيه ك الإلى الملإأرسل القائد الاسباني غوماريس تقريرا لى سلطتهم،كما طلب مساعدات عسكرية لتنفيذ ذلك المخطط فوافق الملك على تزويده بجيش إ

.4يتألف من عشرة آلاف رجللى قلعة بني إائة جندي القائد دون مارتان دارغوت على رأس ثلاثم،أرسل حاكم وهران

عليها و القضاء على ستيلاءالإبو حمو و قاموا بفرض حصار على القلعة و تمكنوا من أراشد رفقة لى تلمسان إ، و لما وصل 5الحامية التابعة لحكومة الجزائر التي كان على رأسها اسحاق أخ عروج

لى ترك إضرب عليها حصارا استمر لمدة ستة أشهر ،ولشدة القصف المدفعي الاسباني اضطر عروج 6.م1518سبانية و قتلته في معركة شديدة و ذلك في شهر ماي المشور،فتعقبته القوات الإقلعة

دخل الجيش الاسباني تلمسان و عينوا أبو حمو الثالث ملكا عليها،و أملوا عليه معاهدة أخرى ألف دوكا 12م يكون ملزما بموجبها على دفع ضريبة سنوية قدرها 1535سبتمبر 13في

(Ducats)7.وفي المقابل يكون الملك محميا من طرف الاسبان

.48مبارك بن محمد الهلالي الميلي،المرجع نفسه،ص: 1

.120مرجع سابق،صالغزو الإسباني ،عبد القادر،فكاير : 2

3 :Fey Leon , Op Cit ,p80.4 : Mercier (E) ,Histoire de l’Afrique septentrional ,T3, Ernerst leroux ,paris1888 , p21.

.49مبارك بن محمد الهلالي الميلي،مرجع سابق،ص : 5

6 :Berbrugger (A) ,la mort du fondateur de la régence d’Alger ,R.A ,T4,1859-1860, p27.7 :Mercier, Op Cit ,T3 ,p19.

~ 40 ~

تعرضت تلمسان الى ) م1540- 1528(و في عهد الملك أبي محمد عبد الله بن محمد الثابتي)(Alonso Martinez de Angelo"ألونسو مارتينيز دي أونجيلو "بقيادة حملة أخرى

و الذي كان يريد تنصيب الرحمان ابن رضوان أحد كبار شيوخ قبيلة بني عامر مصطحبا معه عبد،و لهذا الغرض اتصل حفيده الطف عبد الله الأخ الأصغر لمحمد بن عبد الله على ملك تلمسان

3في و معه أربعمائة فارسلى وهران رفقة حفيده إانتقل فبالاسبان في وهران فقبلوا مساعدتهووافق الكونت دالكوديت على تزويده بقوة عسكرية تتألف من ستمائة رجل 1،م1535فيفري

2.أرسل معهم أربع قطع من المدفعية الصغيرةو

فخرج و كان ملك تلمسان قد سلم قيادة جيشه للمنصور بن بوغانم زعيم قبيلة بني راشد،4و في 3.الطرفين،و استمر لمدة ثلاثة أياملمنع المعتدين من التقدم نحو تلمسان ،و بدأ القتال بين

لى داخل المعسكر الاسباني ،و تمكنوا من تشتيت إتغلغل مائتا فارس من بني راشد م 1535جويلية م،و خوفا من الهلاك تظاهر مارتينيز بلجوئه ،حيث أرسل 4لى التفاوض مع قائد بني راشد إقوا

لى وهران ،لكن المنصور أدرك نية عدوه إته العودة بسلام مترجمه يطلب من ابن غانم السماح له و لقوالى إفي ربح الوقت،ريثما يتمكن من طلب المساعدات من وهران،ففوت عليه الفرصة ،و تقدمت قواته

م هزيمة نكراء داخل التحصينات الاسبانية .5،فألحقت الحكم ابنه أبو عبد الله في م خلفه 1540الملك أبي محمد عبد الله سنة عندما توفي و

م بتأييد 1542ك مواليا للإسبان في وهران فثار عليه أخوه أبوزيان أحمد في سنة و كان المل 6محمدلى وهران يستجير إ،و افتك منه الحكم فهرب محمد السابع من قوات حسن باشا بن خير الدين

سبان ووضع نفسه تحت حمايتهم ،و لهذا عزم الكونت دالكوديت على غزو تلمسان بنفسه بالإ7.فشرع في تنظيم حملة كبيرة يقودها بنفسه

1 :Chantal de la veronne, Oran et Tlemcen dans la première moitié de 16 siècleGeuthner ,paris,1983 ,pp98-99.2 : G. Jacqueton, l’expédition d’A Martinez de Angelo contre Tlemcen (juin-juillet 1535) ,R.A ,N36,1892 ,pp149-165.3 :Ruff Paul ,la domination espagnole a Oran sous le gouvernement du comted’Alcaudete(1543-1558),Leroux ,paris,1900,p49.

.123مرجع سابق،صالغزو الإسباني ،عبد القادر فكاير،: 4

.313،مرجع سابق ،ص2مارمول كاربخال ،ج: 5

.م 1550عرف بمحمد السابع ،استمر في الحكم الى غاية سنة : 6

. .123مرجع سابق،صالغزو الإسباني ،عبد القادر فكاير،: 7

~ 41 ~

م خرج الكونت دالكوديت على رأس قوة عسكرية تتألف 1543جانفي 27و في راشد المنصور بن بوغانم عند لتقى بقوات قائد بني إ،1من أربعة عشر ألف جندي و خمسمائة فارس

2.وادي يسر ،لكنه لم يتمكن من وقف زحفهم ،فتراجع أمام القوات الاسبانية

فيفري واجه أبو زيان الكونت دالكوديت عند أسوار المدينة في معركة عنيفة 5و في يوم نسحاب مع رجاله لإجبر أبا زيان على الى غاية المساء،و في الأخير أ إاستمرت من العاشرة صباحا

و قد ذكر بعضهم أن الخسائر البشرية كانت كبيرة من جانب ملك تلمسان و قتل 3لى منطقة أنغادإ4. من الجيش الاسباني ثمانمائة جندي

فيفري و معها أبي عبد الله محمد ،و تعرضت 6دخلت القوات الاسبانية مدينة تلمسان في بوها من أقصاها إالمدينة م لى أقصاها ،و هم يقتلون أو إلى النهب و التدمير،و يذكر مارمول بأ

،كما استولى دالكوديت على قافلة كبيرة كانت تحمل القمح 5يأسرون كل من يصادفونه فيها ثلاثمائة و الشعير لسكان المدينة الفارين الذين كانوا يقيمون في أحوازها ،فتمكن من الاستيلاء على

6.ينو خمسين جملا و مائة و خمسين من الرماح و أسر ألف رجل و قتل ستين آخر

،و في للإمبراطورفيفري أعلن فيها الولاء 26يوم أبرم أبو عبد الله مع دالكوديت معاهدة فيمارس خرج دالكوديت من تلمسان في طريقه الى وهران ،و معه عدد من الأسرى و كثير من 11

7.لأسلابا

ا ،فخرج اليه أخوه بو عبد أتقدم الملك المخلوع نحو تلمسان لاسترجاع عرشه و قام بمحاصرا في وجهه إو قاتله خارج المدينة،و انتصر عليه،و لكن عند عودته الله لى تلمسان،أغلق السكان أبوا

8.و استدعوا أبا زيان ليحكمهم و استقبلوه بحفاوة كبيرة

1 :Bargès ,Op Cit ,p49.2 :Mercier ,Op Cit ,T3 ,p50.

.الجنوب و الغرب سهل واسع يقع وراء الجبال المحيطة بتلمسان من: 3

4 :Ruff ,Op Cit ,p92..314،ص2مارمول،مصدر سابق،ج: 5

6 :Ruff, Op Cit ,pp93-94.7 :Francisco de la Cueva ,Guerre de Tlemcen ,traduction de M. Camille BrunelBSGAO ,1891 ,T10 ,p379.8 :Barges ,Op Cit ,p 52.

~ 42 ~

لم ،دالكوديتلى وهران لطلب النجدة مرة ثانية من الكونتإأسرع أبو عبد الله محمد يتردد هذا الأخير في الاستجابة فخرج على رأس جيش يتألف من ألفي جندي من المشاة بالإضافة

توجه الى معسكر عبر وادي تليلات حيث كانت قوات أبي زيان معسكرة هناك لى القطع المدفعية إو جرت المعركة بين الفريقين ،كانت الغلبة فيها لصالح جيش 1.المؤلفة من ألفين و أربعمائة مقاتل

لى هجوم آخر إلى وهران تعرض إأبي زيان ،مما أجبر دالكوديت على الانسحاب ،و في طريق عودته ، وتمكن أتباع أبي زيان من القبض على أبي عبد الله،فقتلوه و حملوا 2شنه عليه سكان منطقة مديوني

3.لى أخيه في تلمسانإرأسه

وكانت الدولة الجزائرية الحديثة التي أسسها خير الدين في مدينة الجزائر ،بعد ربطها بالخلافة ا على بني زيان ،فقد أورد صاحب غزوات عروج و خير الدين مجموعة من العثمانية تفرض سيطر

ذا الموضوع من بينها أن مولاي عبد الله بعد الهزيمة التي تلقاها رجع الى المهادنة :"النصوص تتعلق فبعث الى خير الدين أعيان حضرته و أكابر وقته يستمدون منه الصلح و إعطاء الطاعة حاضرا

و العفو ،و يعدونه بحمل الستين ألف دينار ،ويضاعفون الخراج الذي كانوا يؤدونه اليه ،لتكون جملته 4"و هدايا مع جوائزعشرين ألف دينار

و كان خير الدين قد أبرم مع مولاي عبد الله معاهدة نصت على أن الدولة الزيانية تقدم بعشرة آلاف دينار سنويا ،و هي أقل بكثير مما كانت هذه مساعدة مالية للدولة الجزائرية ،حددت

5.الدولة تقدمه للاسبان

م تدخل الأشراف السعديين ،حينما حاول محمد الشيخ بسط نفوذه 1550شهدت تلمسان سنة ،و لما و صلت ) م1551(عليها لكن قوات حسن بن خير الدين تمكنت من طرده في السنة الموالية

لى إن يشرك ألى هذه الحالة قرر حسن بن خير الدين أن يضع عليها حاكما عثمانيا دون إتلمسان 6.أمير زياني ،و أن يترك فيها حامية من الجزائر،و بذلك وضع حد لحكم الأسرة الزيانية جانبه أي

1 :Ruff ,Op Cit ,p110.2 :Mercier ,Op Cit ,T3 ,p60.3 :Bargès ,p 453.

.16،ورقة 1622رقم تحت مجهول ،غزوات عروج و خير الدين ،مخطوط بالمكتبة الوطنية ،: 4

.31مجهول ،نفس المصدر ،ورقة : 5

،الأمل ،الجزائر،1الميلادي،جالسادس عشر /عمار بن خروف ،العلاقات السياسية بين الجزائر و المغرب في القرن العاشر هجري:6.36- 35ص ص ،2006

~ 43 ~

:المتوسط و تأسيس إيالة الجزائر البحرلتدخل العثماني في غربا-7م ،استغل 1510مدينة الجزائر ،معاهدة الهدنة مع الاسبان خلال سنة بعد أن أبرم أعيان

م ضريبة أخرى 1511هؤلاء الوضع السيئ الذي كانت تعيشه المدينة ،حيث فرض فرديناند سنة م من الصوف %50قدرها فكانت 1،وذلك بغرض دفع تكاليف حملته الافريقية على مستوردا

ا تراقب السفن 2"الجزائريين في أعناقغرستكالشوكة"تلك القلعة ،كما كانت الحامية الموجودة ا 3.الاسلامية ،فأحدث ذلك ضررا كبيرا في نفوس سكا

لى عمل شيء ما للتخلص إوا يتطلعون عيشها سكان المدينة ،بدءنتيجة لهذه الأوضاع التي كان يم وفاة الملك فيرديناند 1516سبانيا قد شهدت في بداية سنة إو كانت من قيود تلك المعاهدة ،

4.ستغلها أهل المدينة في تخليص أمرهم إالكاثوليكي

نتصارات أربعة إخوة من أصل أحد الجزر في هذا الوقت كان البحر المتوسط مسرحا لإم الشجاعة و الجانب في البحر من طرف عرفة علوم البحر مما جعلهم مهابي ماليونانية وكانت ميز

القراصنة والنصارى وبعد دخولهم الإسلام وضعوا أنفسهم تحت خدمة سلطان إسطنبول حيث كانوا 5.يقومون بحملات جريئة على شواطئ إسبانيا قصد مساعدة مسلمي الأندلس

ولكن ما اتفق عليه المؤرخون أن أصل الأسرة 6بربروسةومن الصعب تحديد أصل الإخوةأو ميتيلين ، وكان أبوهما يدعى يعقوب 7كانت تعيش إحدى قرى البلاد اليونانية بجزيرة مدليالأسرة

8.-يعمل في الجيش التركي –بن يوسف ،وكان تركيا مسلما

.28،ص2006وليم سبنسر ،الجزائر في عهد رياس البحر ،تعريب و تقديم عبد القادر زبادية ،دار القصبة للنشر ،الجزائر ،:11989عربية ،بيروت ،عزيز سامح آلتر ،الأتراك العثمانيون في افريقيا الشمالية ،ترجمة محمود على عامر ،دار النهضة ال:2

.50ص .78،مرجع سابق ،ص،الصراع الجزائري الإسباني فكاير عبد القادر : 3

.39،ص3عبد الرحمان الجيلالي ،مرجع سابق ،ج: 4

ج . م .د جمال حمادنة ، : ، ترجمة ) م 1541–1510( الثلاثون سنة الأولى لقيام دولة مدينة الجزائر ،كورين شوفاليه :5.26ص ،، 2007،الجزائر

التي تعني اللحية الشقراء أو الصهباء التي Berberouseبربروسة وهي تحريف لكلمة بربروس :عرف الإخوة أبناء يعقوب بـ : 6.تميل إلى الحمرة

. ى الغربية لآسيا الصغر م ،وتقع بالضبط في السواحل 1457وهي جزيرة بالأرخيبل اليوناني ، فتحها محمد الفاتح سنة : 7

-14،ص ص 1985عروج وخير الدين ، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ، الجزائر ، الأخوان:محمد الطيب ، عقاب : 815.

~ 44 ~

، وكانت له أرض إقطاع في 2هيةأن والده كان من السبا1ويشير خير الدين في مذكراتهاورة لسلانيك (VARDAR)دارمنطقة وار ، وهبها له السلطان محمد الفاتح( SELANIK)ا

3.لي أما عروج فقد ركب البحروكان إسحاق مقيما في قلعة مد

سبان في هذه الفترة قد قضوا على الحكم الاسلامي بالأندلس ،و شرعوا في اضطهاد و كان الإب عروج و أخواه من شمال تونس و اتصلوا من المسلمين هناك ،و طردهم و تشريدهم ،فاقتر من بقي

م ،ليتخذوه مركزا 1504بالأمير الحفصي ،و تفاوضوا معه ،فسلم لهم ميناء حلق الوادي عام 4.لأسطولهم البحري و ذلك مقابل خمس ما يغنمونه من الغنائم

سبان ،تلبية لنداء لى بجاية لاستخلاصها من الإإخوته إم اتجه عروج و 1512و في عام سبانية كانت قوية ،و طبيعة المدينة الجغرافية يفلحوا في مهمتهم لأن الحصون الإأهلها ،و لكنهم لم

5م من الجنويين1514خوته من افتكاك مدينة جيجل عام إصعبة ،و بعد عامين تمكن عروج و

ا أقرب الى و أندري دوريا ،و اتخذوا هذه المدينة قاعدة لهم بدلا من جربة و ح لق الوادي ،لكو6.أماكن الصراع ضد القراصنة الاسبان في الحوض الغربي للبحر المتوسط

و فدا الى مدينة جيجل لطلب المساعدة من الأخوين سالم التوميالجزائرمدينةبعث شيخ سمعنا بكم أناس تحبون الجهاد ،و أخذتم " و مما جاء في نص ذلك الاستنجادعروج و خير الدين ،

اهدون ،لابد أن تقدموا الينا بجاية و جيجل من أيدي النصارى و نصرتم الدين هنيئا لكم أيها ا

ا خير الدين أن يكتب كيف خرج هو وأخوه من جزيرة : مذكرات خير الدين : 1 وهي أمر من السلطان سليمان القانوني ، أمر ا ، وكان لخير الدين زميل اسمه المرادي ، فكان خير الدين يملي و المرادي مدليلي ؟ وكيف تم فتح الجزائر ؟ و الغزوات التي قام .يكتب

م من أراضي الاقطاع التي كانت تمنح :2 و هو اصطلاح يطلق على الفرسان الذين كانت تجندهم الدولة العثمانية مقابل استفاد.الخراج ،لخزينة الدولة لهم لقاء دفع ضريبة

2010،الجزائر ،1خير الدين بربروس ،مذكرات خير الدين بربروس ،ترجمة محمد دراج ،شركة الأصالة للنشر و التوزيع ،ط:3. 21ص . 34يحي بوعزيز ،علاقات الجزائر الخارجية ،مرجع سابق ،ص : 4

:م أنظر 1260مدينة جيجل سنة جنوة الإيطالية ،إحتلوا هم أهل مدينة :الجنويين : 5

م سيرته، حروبه، أعماله، نظام الدولة والحياة العامة في 1791-1766أحمد توفيق المدني ،محمد عثمان باشا داي الجزائر-. 23، ص 1986ك ،الجزائر ، . و . ، م عهده

. 35يحي بوعزيز ،علاقات الجزائر الخارجية ،المرجع نفسه ،ص : 6

~ 45 ~

،ووعدوا عروج 1"....لأننا نحن في محنة عظيمة و ذلة شديدة عن الكفرة و تخلصونا من أيدي الملا 2.في مدينة الجزائر بكل اطمئنان و العيش بينهمبمكافأته هو و جنوده

لى مدينة الجزائر ذات الموقع إوافق عروج على هذا العرض ،حيث كانت رغبته كبيرة في الانتقال .و المناسب لمواصلة الجهاد البحري ضد المسيحيين المتميز

لى مدينة إجمع عروج قواته و شحن ستة عشر سفينة التي كانت لديه بالمدافع و الذخيرة ،ثم توجه الذي –لأخيه خير الدين و قبل مغادرته لمدينة جيجل ترك عروج و صية عند أهل المدينة 3الجزائر

يوصيه فيها بضرورة تزويده بقوات اضافية تساعده في مهمته –كان في تلك الأثناء يقوم برحلة بحرية ،و لما رجع خير الدين من رحلته و علم بأمر أخيه 4سبان قلعة الصخرة المقابلة لمدينة الجزائر إضد

،كما أرسل 5لى أخيهإليه من عدة ،و أرسلهم إووصيته ،جهز مائتي و ثمانون رجلا بكل ما يحتاجون سحاق ،الذي كان ينشط في إلأخيه عروج عندما حل عليه أخوه الآخر خير الدين مساعدات أخرى

شرقي المتوسط ،فجهز أربع سفن حربية و شحنها بعدد من المقاتلين و خمسة عشر مدفعا ثم أرسلها 6.تحت قيادة أخيه اسحاق

ن المدينة ستقبالا حارا ،كان يتقدمهم أعياإستقبل من قبل الأهالي إو لما حل عروج بمدينة الجزائر 7.ووجهاؤها على رأسهم شيخها سالم التومي

ا هو توجيه أنظاره الى قلعة الصخرة ،فقد ذكرت بعض و كانت أول الأعمال التي قام لى إالمصادر الغربية أنه نصب عددا من المدافع صوب القلعة ،و قبل أن يبدأ بقصفه لها أرسل انذارا

8.سباني ،أعطى عروج الأمر بقصفها بالمدافع رفض القائد الإلى التسليم و لماإقائدها يدعوه

المكتبة الوطنية ،الجزائر بمحمد بن رقية التلمساني ،الزهرة النيرة فيما جرى في الجزائر حين أغارت عليها جنود الكفرة ،مخطوط :1.3ورقة ،1626رقم تحت

2 :Haedo Diego de ,Topographie et histoire générale d’Alger ,Traduit par : ABerbrugger et Monnereau , R.A ,T14-15, 1870,p416.

و من "تاريخ ملوك الجزائر "هناك اختلاف في الآراء حول الطريق الذي سلكه عروج الى مدينة الجزائر ،فقد أورد هايدو في كتابه :3نقل عنه أنه سلك طريق البر بينما أرسل أسلحته مع بعض جنوده عن طريق البحر ،بينما هناك من ذكر و على رأسهم عمار

.،أن عروج توجه الى المدينة بحرا و ابن القاضي هو الذي سلك طريق البر "جرجرة عبر التاريخ "بوليفة في كتابه. 27،مصدر سابق ، ص مجهول، غزوات: 4

.3ورقة ابن رقية ،مصدر سابق ،: 5

.28مصدر سابق ،ص،مجهول ،غزوات : 6

.51ألتر،مرجع سابق ،ص : 7

8 :Edourd Cat ,petit histoire de l’Algérie ,T1 , Adolphe Jourdan ,1889 ,p239.

~ 46 ~

لى وقفه ،و تأجيل أمر إو تضيف نفس المصادر أن عروج اضطر بعد مرور مدة معينة من القصف .تحريرها الى وقت لاحق ريثما تتوفر الفرصة المناسبة لذلك

التي أثير حولها الكثير من الجدل هو و من أبرز الأحداث التي وقعت خلال هذه الفترة ،و حادث مقتل سالم التومي ،فقد اختلفت الروايات التاريخية حول تلك النهاية ،و لكن مهما اختلفت

اية الشيخ إالروايات ف سالم التومي ،و انتهت معه مشيخة الجزائر ،ليبدأ فيها منذ ن الذي حدث هو ت قيادة عروج ،الذي بدأ في وضع معالم الدولة م عهدا جديدا كانت بدايته تح1516أواخر سنة

1.الجديدة

ا كما جاء إلى عروج وفد من تلمسان يصف له الوضع السياسي في العاصمة الزيانية ،و ما انتامن فوضى و اضطراب من جراء تنازع أفراد الأسرة الزيانية و تطاحنهم على السلطة ،و طلب هذا

م من ا لسلطان أبي حمو الثالث الذي جلس على عرش تلمسان بإعانة الإسبان الوفد من عروج نجدفلبى عروج ،2و تحت حمايتهم بعدما أدان لهم بالطاعة و أعلن لهم بالتبعية ،و سجن الملك أبي زيان

م و استقبله الأهالي و أعاد الملك لهذا الأخير .3دعوحيث جمع أعيان المدينة و علمائها ،على مغادرة الجزائر خير الدينبعد وفاة عروج ، عزم

إني عزمت على السفر الى حضرة السلطان ،و قد أمنت الآن على :"و عرض عليهم فكرته قائلا لهم ا 4"بلادكم ،من العدو أمنت على بلادكم من العدو "فقد ورد في كتاب الزهرة النيرة أنه قال لسكا

اهدين و من وصل اليكم من أهل الأندلس بما تركت فيكم من العد لأني تركت فيكم من ...ة و ا5".مدفع و لم يكن في بلادكم و لو مدفع واحد 400العدة أكثر من

يا أيها الأمير ،لا تطيب أنفسنا :"غير أن مجلس الأعيان تشبتوا ببقائه بينهم حيث قالوا له أيها الأمير يتعين ...بفراقك ،و لا نسمح لك بذلك ،فان الله تعالى قد نصرنا بك على العدو

جلوسك في هذه المدينة لأجل حراستها و الدفاع عن ضعفاء أهلها،و لا رخصة لك في الذهاب 6"م و تركهم عرضة للعدو عنه

. 81،مرجع سابق ،صالصراع الجزائري الإسباني فكاير عبد القادر ،: 1

:م أنظر 1517/ه 923هو السلطان أبو زيان أحمد الثابتي بن عبد الله ،تولى عرش تلمسان سنة : أبو زيان : 2

.223، ص 2الجيلالي ،مرجع سابق ، ج عبد الرحمن -.229،ص 1984محمد بن عمرو الطمار ،تلمسان عبر العصور و دورها في سياسة و حضارة الجزائر ،م و ك ، الجزائر ،: 3

.41مجهول ،غزوات ،مصدر سابق ،ص: 4

.17ورقةابن رقية ،مصدر سابق ، 5

.17مجهول ،غزوات ،مصدر سابق ،ص: 6

~ 47 ~

أنتم رأيتم ما وقع من اللاعبين : " فعند ذلك قال لهم خير الدين فلما ألحوا عليه بالبقاء بينهم ،الكفار ولا يؤمن عواملهم وقد ظهر لي من الرأي أن نصل بيدنا بطاعة السلطان الأعظم مولانا

1."سليم

ما شرط خير الدين فهو دليل أإن إصرار السكان على بقاء خير الدين لدليل على ثقتهم فيه ،و على حنكته السياسية ،حيث استطاع أن يقنع الجزائريين بإلحاق بلادهم بالدولة العثمانية من جهة

ن ،و عن لأنه كان يعرف الكثير عن نوايا الإسباو على تبصره بالظروف المحيطة به من جهة أخرى ،مدى أطماعهم في شمال إفريقيا ،و كان يشعر بأخطار الهجمة الإسبانية على الجزائر ،و أنه غير قادر

على مقاومة القوات الإسبانية لوحده ،و لذلك قرر أن بتصل بالسلطان العثماني ،و يعرض عليه .2لإسبان خدماته ،و يظهر له الطاعة و الولاء ،لكي يضمن لنفسه سندا قويا في مواجهة ا

فلم ير أهل المدينة رأيا أصوب منه فاستحسنوه و راحوا يعدون خطابا يحتوي على تفاصيل الأوضاع في الجزائر ،و المبررات التي دفعتهم لاعلان الولاء له ،و جه فيما بعد خير الدين و فدا من

لى القسطنطينية لطلب حماية السلطان إالأعيان و على رأسه أحد رجاله الثقاة و هو الحاج حسين ،3.سليم الأول

وقد نشر الدكتور عبد الجليل التميمي ترجمة عربية لوثيقة تركية محفوظة في دار المحفوظات التاريخية م بتاريخ 6456بإسطنبول تحت رقم أكتوبر 26، وهي رسالة أهالي الجزائر على اختلاف مستويا

كان هدف خير الدين ربط مصير الجزائر رسميا بالدولة العثمانية ، رسالة م ، و 1519نوفمبر 3إلى سم جميع الطبقات من القضاة والخطباء و الأئمة و التجار والأعيان وكافة السكان ، ،وهذا إموجهة ب

دليل على رغبتهم الجامحة في التخلص من الذل وهيمنة النصارى التي بدأت تتلاشى من موانئ 4.المغرب

ليس لجزائر هم عبيد السلطان العثماني،إن أهل مدينة ا...« : وجاء في نص الرسالة ما يلي لهم أحد سواه ، يلجأون إليه في موقفهم الحرج استفادوا بأفضال بابا عروج في مدافعة الكفار ، لأنه

، الجزائر 1987،، المؤسسة الجزائرية للطباعة) م 1830–1500( نصوص ووثائق في تاريخ الجزائر : جمال قنان: 1.43ص

لد و عاطف عيد حليم ميشال حداد : 2 ،قسم الجزائر ، بيروت 28،قصة و تاريخ الحضارات العربية بين الأمس و اليوم ، ا.119ص .م1520م و سبتمبر 1512العثمانية خلال الفترة الممتدة ما بين ماي حكم الدولة : 3

اية الحرب العالمية الأولى -حلمي محروس إسماعيل ، تاريخ العرب الحديث : 4 ، مؤسسة شباب -من الغزو العثماني إلى . 26-25، ص ص1997الجامعة ، الإسكندرية ،

~ 48 ~

اهد في سبيل الله ، إلى أنكان ناصر الدين و الحا الإسبان لمدينة سقط شهيدا في حصار مي ااهد في سبيل الله خير الدين ، وكان له خير خلف ، فقد دافع عنا ولم تلمسان ، وخلفه أخوه انعرف منه إلا العدل و الإنصاف ، وإتباع الشرع النبوي الشريف ، وهو ينظر إلى مقامكم العالي

1.»....ء كلمة الله بالتعظيم و الإجلال ،وكرس نفسه وماله للجهاد لإرضاء رب العباد ، وإعلا

سطنبول استقبلت بحفاوة كبيرة من قبل السلطان الذي قبل هديتهمإلى إو لما وصلت البعثة م أرسل معهم راية و خطابا و م إوافق على طلبهم و أثناء عود لى أهل مدينة الجزائر ،يعلمهم فيه أ

القطع المدفعية و كميات من الذخيرة الحربية كما أرسل معهم بعض 2.أصبحوا ممن تشملهم عنايتهم.لى الجزائر إضافة الى ألفي جندي ببنادقهم كما رخص بانتقال المتطوعين بالإ

ستجاب لنداء السلطان أربعة آلاف متطوع الذين التحقوا بالجزائر ،كما منح السلطان خير إ3.الدين لقب بايلرباي أي أمير الأمراء

لة التاريخية المغربيةم ،1519أهالي مدينة الجزائر إلى السلطان سليم الأول عبد الجليل التميمي ،أول رسالة من :1 ،العدد ا.120ص ،1976، 06.42ص مصدر سابق ،غزوات ،مجهول ،: 2

3 :Grammont (H de) ,Op Cit ,p30.

~ 49 ~

:و أهم ما يمكننا استنتاجه من هذا المدخل ما يلي بموقع استراتيجي هام بحيث تحتل الجزائر بصفة عامة و المنطقة الغربية منها بصفة خاصة ،

تضاريسها متنوعة اشتملت على العديد من الأراضي الخصبة و الموارد المائية الهامة ،و نتيجة لهذا ا الموقع الهام عرفت معظم م زدهارا إقتصاديا ملحوظا و هذا ما شجع الإسبان على احتلال هذه إد

.المنطقة إن العدوان الإسباني على الجزائر في بداية القرن السادس عشر كان نتيجة العديد من التطورات التي عرفتها إسبانيا منذ توحيدها ،بحيث وضعت نصب أعينها مسألة القضاء على الوجود الإسلامي ذا فقط ،بل قامت بمطارة المسلمين الفارين من الأندلس إلى شمال إفريقيا في الأندلس و لم تكتفي

ا الساحلية .و احتلت أهم مدكما ساعدت الأوضاع المتردية التي كان يعيشها الشمال الإفريقي عامة و الغرب الجزائري

اذ قاموا بإرسال في تحقيق مشروعهم التوسعي ،،الإسبان الدولة الزيانية ضعفخاصة و المتمثل فيو بالفعل العديد من الجواسيس إلى مملكة تلمسان لكي يتمكنوا من وضع مخطط لإحتلال المنطقة

نجحوا في احتلال بعض المدن الساحلية بالقوة العسكرية مثل المرسى الكبير و وهران ،كما تمكنوا فقد .فرض المعاهدات من وضع بعض المدن تحت سلطتهم بواسطة

و نتيجة لظهور الخطر الإسباني في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط ،قام أعيان مدينة الجزائر ا يتعاظم بالإستنجاد بعروج ،و هو ما أدى إلى قيام سلطة جديدة في مدينة الجزائر التي أخذ شأ

بان حول كامل مدن الغرب للوقوف في وجه العدوان الإسباني ،بحيث دخلت في صراع مع الإس، و بالتالي تم إلحاق الجزائر بالدولة العثمانية ،أكبر دولة لمسانتالجزائري منذ البداية و خاصة مدينة

إسلامية في ذلك الوقت ،و التي قدمت المدد الكافي لمدينة الجزائر طيلة فترة حكم العثمانيين.للجزائر

~ 50 ~

: الفصل الأول قبائل الغرب الجزائري و علاقتها بالإسبان

.تعريف القبائل و تنظيمها -1.القبائل المتعاونة مع الاسبان-2.أسباب تعاون القبائل مع الإسبان -3

.شن الغارات :3-1.المنطقة الجغرافية للقبائل :3-2.تخوف القبائل من الأتراك :3-3.استغلال الأراضي الزراعية :3-4.طمع القبائل في أموال الإسبان :3-5.علاقة القبائل بالإسبان -4.معاهدة الأمان :4-1.الجوسسة :4-2.التجارة :4-3:الضرائب :4-4.ضريبة السيغورو :1- 4-4.ضريبة الرومية :2- 4-4.الأسرى:4-5

~ 51 ~

ا مفهوم القبيلة بصفة عامة لفصل إلى ت في هذا اتطرق أشرت إلى ، ثم و أهم تنظيمام و التي تمثلت خاصة في شن قبائل الغرب الجزائري المتعاونة أهم مع الإسبان و أسباب مساعد

.الغارات و طمع القبائل في أموال الإسبان ثم عرجت على علاقة القبائل بالإسبان فتناولت معاهدة الأمان المبرمة بين تلك القبائل

.بانو الإسو النشاطات التجارية إضافة إلى التحصيل الضريبي و أخيرا ذكرت عملية الجوسسة في المنطقة

.و ختمت هذا الفصل بالإشارة إلى موضوع الأسرى و ما عرفه من شد و جذب

~ 52 ~

:تعريف القبائل و تنظيمها -1جتماعية تتكون من تجمع عدد من إقبيلة هي وحدة سياسية للسكان مثل العائلة ،ووحدة ن الإ

نسبية ،فكل قبيلة كانت إدارية ستقلالية إالدواوير تنتمي الى جد مشترك ،كما تمثل وحدة اقتصادية و لى أن القبيلة هي وحدة قانونية إضافة إهي التي تضبط أساس الجباية ،وتسهر على استخلاصها ،

1.موعة أو حاكمها و ذلك بتسويتها لجميع النزاعات أمام مجلس ا

جتماعية لتنظيم القبائل كانت تتمثل في تجمع عدد من الدواوير أو الخيام ن القاعدة الإكما أو مجموعة هذه الدواوير تشكل فرقة يحكمها شيخ ،و هذه القبائل و الفرق ليست غريبة عن بعضها

ثم القبائل ثم العمائر الشعب :البعض بحيث تنتسب الى نسب واحد ،و أعلى طبقات النسب هي و قد كان التقسيم الجاري به في هذه الفترة هو أن الشعبة 2.ثم البطون ،ثم الأفخاذ ثم الفصائل

3.4تسمى صفا و القبيلة عرشا و الفرقة خروبة

و القبيلة خاضعة للتطور ،فهي تكبر بالتحالف مع قبائل أخرى أو بغير ذلك ،حتى تغطي منطقة قوة سياسية و عسكرية يحسب لها ،لأن أفراد القبيلة كانوا كلهم محاربين ،و هؤلاء ،و تصبحبكاملها

5.الفتيان المحاربون في القرى هم بمثابة الأسوار في المدن

ا ،و بتحالفات مستقرة و ثابتة ،و بخط و تعيش القبيلة كالدولة ،بتاريخ وطني تعبر عنه بعادا6.سياسي واضح و مضبوط ،و براغماتية نفعية و ادراك للمصالح العامة

الحقيقة للطباعة و النشر ،ترجمة الياس مرقص ،دار 1830-1790لوسيت فالنسي ،المغرب العربي قبل سقوط مدينة الجزائر :1.44-43،ص ص 1980، بيروت ،1ط،شركة دار الأمة للطباعة و النشر و التوزيع3الأمير عبد القادر ،مذكرات،سيرته الذاتية ،تحقيق محمد الصغير بناني و آخرون ،ط:2

.82،ص1998،الجزائر حفظ النظام و فض : ذي له حق الإشراف على أمور الخروبة مثل هي وحدة عائلية تخضع لسلطة الكبير في العائلة ال: الخروبة : 3

:موع الخروبة يؤلف القبيلة انظرو مجفمجموع العائلات يؤلف الخروبة ،المشاكل العائلية ،و اليه يرجع أمر الزواج و الطلاق ،.102، ص 1963،الجزائر ، 2أحمد توفيق المدني ،كتاب الجزائر ،دار المعارف ، ط -)م1830-هـ1246/م1779-هـ1193(ني توفيق دحماني ،النظام الضريبي ببايلك الغرب الجزائري أواخر العهد العثما:4

.51ص، 2004-2003مذكرة لنيل شهادة الماجستير،جامعة الجزائر ،ه في التاريخ الحديث و المعاصر بلبروات بن عتو ،المدينة و الريف بالجزائر في أواخر العهد العثماني ،رسالة لنيل شهادة الدكتورا:5

.254،ص 2007/2008جامعة وهران ،6 :Daumas Eugène ,Mœurs et coutumes de l’Algérie ,Introduction DjeghloulSindbad ,Paris ,1988 ,p 31.

~ 53 ~

،الأساس الثاني بعد الأرض للحياة )المتنقلة (و الرعوية )المستقرة (تعد القبيلة بنوعيها الزراعية 2"ستبعدنا القبيلة إلن نفهم شيئا عن المغرب العربي إذا :" ،و هذا يؤكد قول نوشي 1جتماعية الإ

إن :" و يعيش العرب و البربر وفق هذا التنظيم القبلي القوي كما عبر عن ذلك الجابري بقوله ة تكبر بتحالف أو غيره ،حتى تغطي منطقة بكاملها ،و تصبح قوة سياسية و عسكري...القبيلة

ا ،لأن أفراد القبيلة الذكور كانوا كلهم محاربين و كان دورهم الإجتماعي تابع لدورهم بحسب حسا.3"الحربي قوة و ضعفا ،و كان هؤلاء الفتيان المحاربون في القرى بمثابة الأسوار في المدن

بينها بأسماء نميز يذكر لوجي دو تاسي أن القبائل مركبة من زخم من العائلات الريفية ،تسكن هته 4.المناطق و الجهات التي تسكنها ،و أحيانا بأسماء أجدادهم الذين ينحدرون منهم

ا من أغصان الأشجار العائلات في خيام بحيث تشيد الخيمة بعمودين كبيرين ،و يتشكل باا سقيفة مربعة الشكل في الوسط تفصل بين بيت الأسرة و المكان و تمتد الخيمة طولا ،و توجد

5.المخصص للحيوانات

ا تشد بواسطة أوتاد ،و تقاس ثروة المالك و قد تحدث حمدان خوجة عن الخيمة فذكر أالطناجرضع عليها الأواني ،و يوجد في المطبخ د التي تشدها ،كما تحاط بحجارة تو بعدد الأوتا

ين ،أما الملاعق و الصحون و الأواني التي تحفظ السمن و العسل فكلها و القدور المصنوعة من الط.6ن المطبخ يخصص أيضا لتربية الدواجن أمصنوعة من الخشب ، غير

و يسكنون في الخيم و هم دائما يغيرون محل اقامتهم تبعا :"كتب شالر عن سكان الريف قائلا م 7."للفصول و لتوفر الكلأ لحيوانا

الإحتلال الفرنسي ،البعث ،الجزائر احميدة عميراوي ،علاقات بايلك الشرق الجزائري بتونس أواخر العهد العثماني و بداية : 1.21، ص 2002

تمع في الجزائر أواخر العهد العثماني ،شهادة ماجستير ،جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية :2 لطرش حنان ،السلطة و ا.29، ص 2005/2006قسنطينة ،

.23، ص 1992العربية ، بيروت ، محمد عابد الجابري ،العصبية و الدولة ،مركز دراسات الوحدة : 3

4 : Laugier De Tassy ,Histoire du royaume d’Alger ,Henri du Sauzet , Amsterdam1927 ,pp 44-45.5 :Ipid ,pp 45-46.

. 72-71حمدان بن عثمان خوجة ،مصدر سابق ، ص ص : 6

م ،تعريب و تعليق و تقديم إسماعيل العربي ،الشركة 1824-1816شالر وليام ،مذكرات وليام شالر قنصل أمريكا في الجزائر:7.108ص،1982الجزائر ،الوطنية للنشر و التوزيع ،

~ 54 ~

تساع المساحة لا إو تحتل الخيمة حيزا جغرافيا أوسع من ذاك الذي تحتله المنازل و القرابى ،لكن يعني كثرة السكان ،فالمناطق التي يسكنها الرحل هي الأقل من حيث العدد ،غير أن الخيمة من

ا وصلت لى إ،و لى البحر في غرب وهران إجهة أخرى سجلت حضورها في المناطق السهلية حتى أ.1مستغانم في شرقها لكن دائما في المناطق السهلة التي تقل فيها الحواجز الطبيعية الصعبة

لى ثلاثين خيمة ،كل خيمة مصنوعة إجتماع ما بين عشرين إو ذكر هاينريش أن الدوار هو ج من من جلد البقر ،وهي لا تقفل و معرضة للريح و المطر و كل مجموعة من الخيم محاطة بسيا

لحراسة الماشية و قد توجد حول هذه الخيم كلاب فيها الماشية في الليل ،الأعواد و الأشواك توضع لى مائة خيمة إأما شلوصر فقد عدد مجموعة خيم الدوار الواحد بخمسين 2من الحيوانات المفترسة ،

م شيخ الدوار ،فهم خاضعون له عن طيب بلادا ة خاطر ،و يكون عدد من الدواوير ينظم شؤو3.يحكمها قائد

ستخدام الخيام في دواوير الغرب الجزائري إو كانت التجمعات السكنية التي يطبعها كبيرة حيث يصل عدد الخيام الى خمسمائة خيمة بين الواحدة و الأخرى مسافة ،و توضع على

.4يرة من المواشي و مجموعة من الكلاب شكل دائري ،و حول الخيام قطعان كبعرفت أن كل ما تتكون :"تحدث عن وضعية سكان الريف قائلا أما العالم الألماني هاينسترايت

منه ثروة العربي ،خيمة مسودة من دخان الموقد ،ينقلها حسب رغبته من مكان الى آخر و قطيع 5."بعض الأثاث ماشية و زاد من القمح محفوظ في أحد المطامر و

ن أعضاء القبيلة كانوا مرتبطين بعضهم إذا كانت الصفوف تتشكل من مجموعة قبائل ،فإو و كان يقودهم ببعض بحيث يمتلكون قطعة أرض بشكل مشترك ،و يمارسون نشاطهم داخلها ،

لى رتبة شيخ؟ إلى التساؤل عن كيفية وصول المرء إشيخ يتولى ذلك و هذا ما يؤدي بنا

1 : Augustin Bernard ,Edmond Doutté ,L’habitation rurale des indigènes del’Algérie ,in Annales de Géographie ,1917 ,N 141 ,T 26 ,p 220.

، الجزائر 1ت ، ج. ن . و . ثلاث سنوات في شمال غربي إفريقيا ،ترجمة أبو العيد دودو ،ش فون مالستان ،هاينريش : 2. 187-177، ص ص 1980

،ترجمة و تقديم أبو العيد دودو ،الشركة الوطنية للنشر و التوزيع 1837- 1832شلوصر ،فندلين ،قسنطينة أيام أحمد باي :3.89،ص 1980الجزائر ،

. 135، ص 1989،الجزائر ،ك.و . م ،1855–1830و العيد دودو ،الجزائر في مؤلفات الرحالة الألمان أب: 4

، ترجمة وتقديم و تعليق ناصر )م1732/هـ 1145(لى الجزائر و تونس و طرابلس إهاينسترايت .أو .رحلة العالم الألماني ج :5. 59تونس ،بدون سنة النشر ،ص الدين سعيدوني ،دار الغرب الاسلامي ،

~ 55 ~

تفاق ، و التناقش الحر تعيين العضو في الواقع كان يتولى أعضاء الجماعة فيما بينهم بالإ1.الأكثر نفوذا لشغل منصب شيخ القبيلة

و يتم تمييزه في القبيلة حيث تكون خيمته وسط بقية الخيام الأخرى و يختار لها مكانا أرفع الشيخ ،فإن سلطته الادارية كانت تعتمد على رضى أفراد و نظرا لطبيعة اختيار2.مقارنة بغيرها

القبيلة و تنفيذ ما اتفق عليه أكابرها في الشؤون الهامة ،وهذا ما أكسب الشيخ في الغالب سلطة .أبوية غير محدودة و قدرة على تنفيذ القرارات الصادرة من القايد

تتنوع مهام الشيخ حسب حاجات القبيلة التي يشرف عليها ،فهو مكلف بمراقبة مواسم الحرث ذا كانت الأرض مشاعة ،و ينظر في قضايا توزيع مياه إو الحصاد و تقسيم الأراضي بين العائلات

الالري و تخصيص المراعي و اختيار مكان استقرار الدوار اذا كانت القبيلة تمارس حياة الترح3.الموسمي

كان شيوخ القبائل يتمتعون بسلطات واسعة مما جعل منهم زعماء المناطق الريفية الحقيقيون واخر العهد الزياني بتلمسان مصدر قوة الدولة الفعلية و مواقفهم السياسية كانت أفقد كانوا في

.4حاسمة القبائل و الأعراش بترأسهم لهيئة طار إو على العموم كان شيوخ القبائل يمارسون وظائفهم في

ا الجماعة 5.التي كانت تدير شؤون القبيلة و فق القوانين العرفية الخاصة

ذا عامل شيخ القبيلة رعاياه معاملة سيئة ،أو لم يحترم المبادئ إو قد ذكرت لوسيت فالنسي بأنه قبيلة تتخلى عنه و تلتحق بقبيلة أخرى الن كل أفان السكان لا يتآمرون عليه ،و لا يثورون ،بل

م و الذي ذن كان الشيخ في القضايا المهمة يستشير رؤساء الخيمة إ،6يستقبلهم شيخها و يرحب

.129لوسيت فالنسي ،مرجع سابق ،ص: 1

2 : Laugier de Tassy ,Op Cit , p 55.. 396بلبراوات بن عتو ،مرجع سابق ،ص : 3

4 :Rufe ,Op Cit ,pp 13-16.،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث "الادارة المركزية نموذج "عمر حرفوش ،الادارة الجزائرية في العهد العثماني :5

.78،ص2009-2008جامعة الجزائر ،.130-129لوسيت فالنسي ،مرجع سابق ،ص ص :6

~ 56 ~

الخيمة أو العائلة في الأمور الهامة ،و ما كان يهم المرء في كل الحالات هو قدرة الشيخ على حمايته 1.خصومه نتزاع حقوقه منإ،و

:اونة مع الإسبان المتعالقبائل -2في باقي الغرب و المرسى الكبير و الوجود العثمانيلقد أدى الوجود الإسباني في وهران

العثمانيين الجزائري إلى فرز بين القبائل ،منها ما انضمت إلى الإسبان و منها ما انضمت إلى الأتراك فقد ظلت مترددة بين العثمانيينصلة بين إقليمي الإسبان و أما القبائل الواقعة على الحدود الفاوتقترب من الإسبان ،عف شوكة الإسبان تقترب من العثمانيينالتبعية لهؤلاء و أولئك بحيث لما تض

المنطقة أو يهاجمون العثمانيين،يتجدد ذلك في كل مرة يهاجم الأتراكعندما تضعف شوكة العثمانيين .2يروهران و المرسى الكب

سبان للمرسى الكبير حتلال الإإسبان عقب علاقة قبائل الغرب الجزائري بالإتعود جذوربجوار المدينة من أجل تزويدهم بما يحتاجونه من م ،عندما فتح الاسبان سوقا تجاريا 1505سنة

،لكن جماعة 3المحاصيل الزراعية و الحيوانية ،مقابل ما كان عند الاسبان من الذهب و الفضة المسلمين اعتبرت أولئك المتعاونين خونة و عاملتهم معاملة العداء ،و أخذت توجه ضدهم الغارات

حتل الاسبان مدينة إلى أن إو الهجوم على سوق التعاون هذا بصورة دائمة ،استمر ذلك الموقف 4.وهران

اطنين حول المدينة سبان لكسب ود العرب القهتمام الإإحتلالهم لوهران زاد إو بعد علان ولائها إلى إو هذا ما أدى ببعض القبائل مستعملين في ذلك جميع الأساليب و الطرق ،

.سبان للإن تأكد من أسبان ،بعد لى الإإنظم إكان شيخ بني عامر ،عبد الرحمان بن رضوان ،أول من

سبان مدة طويلة ،هذا ما و الإستمر التحالف بين بني عامرإ،و مقتل عروج ،و زام العثمانيين إ5.م 1535/ه942لى عام إاستخلصناه من الرسائل المتبادلة فيما بينهم ،و التي يعود تاريخها

،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ )م1865-1792/هـ1283-1206(توفيق دحماني ،الضرائب في الجزائر :1.427،ص2008-2007الحديث و المعاصر ،جامعة الجزائر ،

.304-303، ص 2007، الجزائر ، 2، دار هومة ، ط1830-1514صالح عباد ، الجزائر خلال الحكم التركي : 2.344،مرجع سابق ،صر عبد القادر ،الغزو الاسباني فكاي: 3

.102-101مرجع سابق ،ص ص حرب الثلاثمائة ،حمد توفيق المدني ،أ: 4

5 : L. Feraud ,lettre arabes de l’époque de l’occupation Espagnole en Algérie , inR.A 1873 ,N 17 , pp318.

~ 57 ~

تمكن الإسبان من توسيع منطقة نفوذهم في المنطقة الغربية للجرائر إلى الشرق و الغربوهران ،و لقد أكد تقرير الدوق كانزانو فرسخا من 20اع يصل طوله إلى حوالى في شعو الجنوب

حاكم وهران في أواخر القرن السابع عشر ،على أن شريط بني غدو هو الحد الشرقي للسيادة الإسبانية ،و أن إقليم جماعة فلاحي بني يعقوب هو الحد الجنوبي ،و إقليم جماعة أولاد ميمون هو

اكم الإسباني ،بحيث جاء في تقريره بأن الإسبان الحد الغربي ،هذا ما أكده كذلك تقرير أرامبورو ،الحم ،على منطقة تمتد غربا إلى وادي تلمسان ،على 1708سنة كانوا يسيطرون قبل الإنسحاب الأول

فرسخا ،أي إلى ما قبل الوصول إلى الشلف 20فرسخا من وهران ،و تمتد شرقا إلى14بعد السيق إلى المكان المعروف بإسم مقرة ،على بعد بفرسخين ،و تمتد إلى الجنوب إلى أبعد من وادي

.1فرسخا من وهران ،يستثنى من هذه المنطقة مدينتا مزغران و مستغانم 20و يركز عليها في سرده لبعض المتعاونة مع الإسبانلقبائلليعطي المشرفي تحديدا عدديا

حصاءاته قبائل أخرى كانت لها روابط و علاقة إنه قد تجاهل و لم يذكر في أالأحداث التاريخية إلا حتلال أكثر من ربما كان ذلك نتيجة و سببا في غلو القبائل الأولى في معاضدة الإ،تحالف مع العدو

.الونازرة-أولاد علي-أولاد عبد الله-جيزة-غمرة- حميان- شافع-كريشتل: و هذه القبائل هي2غيرها: كريشتل2-1

بن محمد بن راشد بن محمد بن ثابت بن منديل بن عبد الرحمان نسبة لجدهم كرشتلر الشلف ثم انتقلوا الى مزغران في هجرة ثانية و منها ،3المغراوي لى إو أصل مسكنهم قرب مصب

ثم الى سيرات ،الواقعة في شرق مستنقعات 4رض متوعرة كانت مرتعا و مسرحا لقبيلة بني زيانأو هي بطن من ،6يبلغ عددهم حوالى الستين دوارا5المقطع شمال المحمدية،اشتغلوا بالزراعة و التجارة

م و ضعفت شوكتهم و ساءت أحوالهم إذمن بطون زناتة في أواخر عزها و مجدها تلاشت قوا منذ بداية القرن ا ا شرعوا في فاغتصبوها منهم و استقروا لثامن الهجري،و لما طاب لهم المقام

.304صالح عباد ، مرجع سابق ، ص : 1

.36بلبوري سيد أحمد،المرجع السابق،ص: 2

جة الناظر في أخبار الداخلين تحت ولاية الاسبانيين بوهران من الأعراب كبني عامر،تحقيق :3 عبد القادر المشرفي الجزائري،.13محمد بن عبد الكريم،بدون دار النشر،بدون تاريخ،ص و تقديم

جة الناظ:4 7، عددمجلة الحوار الفكرير،حنيفي هلايلي،عملاء و جواسيس الاسبان في بايلك الغرب على ضوء كتاب . 147ص،2007ديسمبر مطبوعات جامعة منتوري قسنطينة،

. 345مرجع سابق ، ص الغزو الاسباني ،فكاير عبد القادر،: 5

.144مرجع سابق،صعملاء و جواسيس ،حنيفي هلايلي،: 6

~ 58 ~

نظرا لما تتوفر عليها من امكانيات استراتيجية لكون موقعها في غاية 1تشييد قرية صغيرة حملت اسمهمالتحصين اذ هو محاصر من الجهتين بالبحر و الجبل الذي يصعب على الغازي اقتحامه و ذلك لعدم

توفر طرق المواصلات البرية ما عدا الممر الجبلي الضيق الوعر الذي يخول لها التفتح على العالم اورة لهاالخارجي و المنا 2.طق ا

م مع الاسبانيين جلب الأخبار لهم وتغطيس الناس فهم ويقال لهم " المغاطيس"وكان شأاز ,المغطسون فهذا الاسم هو لهم على الحقيقة م غطسوا إمامهم الذي ،ولغيرهم على ا ويحكى أ

م م للدواوير على صفة م يأأسبانيين غفلة منه وكيفية التغطيس بأن باعوه للإ،يصلي تون بدوافإذا وجدوا خبرا . ومعهم مناطقة من الجلود الفلالية3.البائعين للعطرية,الحضر المتجولين بالدواوير

جلبوه للنصارى وإذا رأوا فرصة في الصغير أو الكبير أخذوه وجعلوا الجلود على فيه كي لا يتكلم م ومشوا به ليلا لوهران 4.سبانيين وينتفعون بثمنهفيبيعونه للإوحملوه على دوا

ذه الأعمال رغبة في جمع المال أو نسب إليهم م م كانوا يقومون ،و قد أدت صلالى الاستقرار حول وهران ،و كانت لديهم زوارق يسافرون فيها من مدشرهم لوهران إذا إبالاسبان

سبانيين سائر الخضر و نحوها و كان ون فيها للإاشتد عليهم الأمر و سدت عليهم الطرق البرية ،يحملليه من عندهم ،و كان من الكرشتليين إسبانيون لا ينقطعون عنهم في البحر لأخذ ما يفتقرون الإ

5.بعض الأعين للنواحي الشرقية و القبلية

: قبيلة شافع2-2عامر بن زغبة بن ربيعة بن ن بطون بني أوذلك وهم بطن من بطون بني عامر التي بالمغرب

يك بن هلال بن عامر بن صعصعة بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن يزيد بن حفص بن قيس بن :ثلاثة لا غير,غيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان

م أربعة ,وهم : شافع بن عامر بن زغبة الهلالي ,وبطو هم البطن الأول:

.كلم من وهران بحرا15تقع على بعد : 1

. 37بلبوري سيد أحمد،المرجع السابق،ص: 2

.13عبد القادر المشرفي،مصدر سابق،ص: 3

.14،صنفسه : 4

.345،مرجع سابق ،صير عبد القادر ،الغزو الاسبانيفكا: 5

~ 59 ~

نسبة " المطارف:"ويقال لهم ,وأولاد مطرف .نسبة لشقرة بن شافع بن عامر بن زغبة ,الشقارةنسبة لصالح بن شافع بن "الصوالحية"ويقال لهم،وأولاد صالح .لمطرف بن شافع بن عامر بن زغبة

. نسبة لبالغ بن شافع بن عامر بن زغبة الهلالي,وأولاد بالغ ,عامر ين زغبة م خمسة عشر. ،و بطو اليعقوبية بنو يعقوب الذين تنسب اليهم أرض هم البطن الثاني:

م ستة وستون بطنا مختلفة. 1 هم "بنو حميد " وبطو البطن الثالث :لى الشام ومصر ،و منها إقبيلة من قبائل العرب كانوا متفرقين في الجزيرة العربية ،ثم هاجروا

م في نطاق هجرة بني هلال ،كانوا يقيمون 1050/ هـ442لى المغرب الاسلامي سنة إزحفوا و كذا في جبال سيدي سعيد التلمساني ،و كان منهم الرعية للنصارى لدرجة بالعين البيضاء بملاتة

م هم الإ م وصفوا بأ م من بني عامر أ 2.سبانيون دون غيرهم من اخوا

ا هذا بعيد عن تعداأكما القبيلة الثانية الموالية و المتعاملة مع الاسبان إلا أن تعاونخراط في السلك العسكري حيث عملوا الميدان التجاري و الاقتصادي بل كان مقتصرا على الإ3.كجنود مرتزقة و ذلك لبأسهم الشديد و قتالهم العتيد

م الاسبان كان عددهم نحو العشرين دوار و كانوا أ هل نجدة و بأس شديد،و تقوى م الباصرة و جنودهم الهائلة الماكرةو اشتدت شوكتهم على المسلمين .4فكانوا عيو

:قبيلة حميان2-3سكنوا ،5حميان بن عقبة بن يزيد ابن عيسى بن زغبة الهلالي هم قبيلة عظيمة نسبة لجدهم

أرضا بالغرب من تامزوغةالعثمانييناقتطعهم الأتراكول الأمر بأرض الحفرة من ملاتة ثم أسكنوا ،5ا بالهجوم على العبيد الشراقة حذو إنحو ساقية سيق لى أن جاءت الحملة الاسبانية التي تفرغت بعثا

ستقرار جنوب ،و هكذا تم لهم الإ6فكان أكثرهم غنيمة للمسلمين و رجع فلهم لوهرانالمقطعكان عددهم حوالى الثلاثين دوارا و لهم بسالة عظيمة و مكيدة ،7و شرق مدينة وهرانكانستال

.15عبد القادر المشرفي،المصدر السابق،ص: 1

.346مرجع سابق ،ص،عبد القادر ،الغزو الاسباني فكاير: 2

.39بلبوري سيد أحمد،مرجع سابق،ص: 3

.144مرجع سابق،صو جواسيس ،عملاءحنيفي هلايلي،: 4

24عبد القادر المشرفي،مصدر سابق،ص: 5

الآغا بن عودة المزاري،طلوع سعد السعود في أخبار وهران و الجزائر و اسبانيا و فرنسا إلى اواخر القرن التاسع عشر ،تحقيق يحي :6.233، ص 1990بوعزيز الجزء الأول، دار الغرب الاسلامي، الطبعة الأولى بيروت لبنان،

.39بلبوري سيد أحمد ،مرجع سابق،ص: 7

~ 60 ~

ن حميان و أبحيث يذكر فاليجوا في احدى مذكراته 1بالمسلمينو فتك عظيممكيدة في الحروب .2سبان و هم أحسن الأصدقاء لهمشافع يتحالفون دوما مع الإ

مكان لآخر و اتبعت في ذلك الحياة يذكر المشرفي أن هذه القبيلة اشتهرت بالترحال منو باشا الجزائر لما 4و كان لهؤلاء حميان رغبة شديدة في التنصر حتى أن الباشا ابراهيم3.البدوية المتنقلة

أتى وهران غازيا في أثناء القرن الحادي عشر و هو أول من غزى وهران من الأتراك و صعد للمايدة ا مدافعه فلم وقع للنصارى حينئذ،فارتحل راجعا لمملكته ،و صعبت عليهيفده ذلك شيئا و نصب

ول من أتى لهم من جندهم أعتناء الشديد بقلعة مرجاجو،فصعب عليهم الماء ،و كان سبانيين الإالإإثر هذا ،و قد هاجم بعض الأدباء 5بقرب الماء لأجل إقامته و تحصينه شيخ حميان بقبيلتهو رعيتهم

:سبان و نصحهم على بناء الحصن فقالفي مساعدة الإالتصرف الذي قام به شيخهم اني ي ا حم ن أ ول ق ي ـن م ية ل ر من ق ـا لم أ ب ك ن لأ

6.راني ص ن ال ا ز م ه ب ل ق ـل ق ه و ب ع ر ب م ل الك ع ف د أ

م و قالوا فنووا الفتك به " المدبر لنا مدبر علينا :"و لما أعجبوا برأيه خشوا من فتكه 7.و حفروا بقرب أساسها بئرا شديد العمق ،و ألقوه فيهو شرعوا في بناء هذه القلعة

:قبيلة غمرة2-4إلا أن بأرض الحفرة من ملاتة و تعايشوا معهم طويلاأصلهم من 8سكنت بجوار حميان

عددها يزيد على ،9يينتسبون إلى البربر عن طريق جدهم غمرة البربر نسبهم يختلف عن الآخرين فهم

. 145مرجع سابق،صعملاء و جواسيس ،حنيفي هلايلي ،: 1

2 :Don Joseph valléjo ,mémoire sur l’état et la valeur des places d’Oran et demers-el-kébir Ecrit dans les premiers jours de l’année 1734,R.A, volume 66,Alger, 1925, p353.

.24عبد القادر المشرفي،مصدر سابق : 3

.م1745م إلى 1732باشا الجزائر من :إبراهيم باشا : 4

.24عبد القادر المشرفي ،مصدر سابق،ص: 5

فتح :حتلال الاسباني خلال القرن الثامن عشر الميلادي من خلال مخطوطتينحساني مختار ،تاريخ تحرير مدينة وهران من الإ:6.142،ص2003وهران للجامعي ،الرحلة القمرية لابن زرفة ،جامعة الجزائر ،مخبر المخطوطات ،الجزائر ،

.28عبد القادر المشرفي، مصدر سابق،ص: 7

.145مرجع سابق،ص عملاء و جواسيس ،حنيفي هلايلي ،: 8

.347فكاير عبد القادر ،الغزو الاسباني ،مرجع سابق ،ص: 9

~ 61 ~

المسلمين حتى كانوا لهم عضدا في كل سبانيين نصرة شديدة على و قد نصروا الإعلى الستة دواوير1. شيء

: قبيلة قيزة2-5بن نسبة لجدهم جيزةو يقال لهم جيدزة و هم فرقة من بني عامر من أولاد عامر بن ابراهيم

عامر بن ابراهيم بن يعقوب بن معروف ابن سعيد ابن رباب بن حامد بن حجوش بن حجاز بن ،سكنوا نواحي تارقة القريبة من عين تموشنت حتى سمي الجبل بإسمهم 2حميد بن عامر بن زغبة الهلالي

لما تم اللقاء إلا أن هذا المكوث لم يدم طويلا شأنه في ذلك شأن الفرق الأخرى المتنقلة الغير قارة،و م الونازرة انتقلوا مصطحبين إياهم إلى جهة ملاتة فسكنوا بضواحي تامزوغة 3بينهم و بين إخو

و كانوا اهل بأس شديد و لهم قوة و بطش 5م ،1517خضعت للاسبان سنة ،4ووادي الغاسول.6و فتك بالمسلمين

أي سكنوا معهم و أقاموا في أبراجهمسبان فقدوالملاحظ أنه أثناء اشتداد الحصار على الإبحيث ساندوهم طويلا 7سبانو كانت لهم محبة شديدة مع الإما بين البرج اليهودي و برج مرجاجو

الات منهم من دخل في سلك الجندية و منهم من و قد سموا لى فئة المغطسين إنظم إفي مختلف او سبب ضعفهم تسلطهم على ولي ،8هالي لألختطاف إيات باللصوص نتيجة لما قاموا به من عمل

بحيث جاء ذكر هذه القبيلة في 9الله سيدي أحمد الحلفاوي منهم فدعا عليهم بالشر فتقبل الله دعائهفما زالوا يجسرون العدو بخيلهم و رجلهم على اقتحام "...منظومة الحلفاوي الجزائري جاء فيها ما يلي

حلل المسلمين و دورهم و انتهاك حرمتهم و التلاعب بالأديان و موالاة الكافرين بالخدمة و النصيحة 10."ذعان و المبايعة لهم على الطاعة و الإ

.25المشرفي،مصدر سابق،ص عبد القادر : 1

. 26صنفسه ،: 2

.تقع أسفل جبل بوحنش ،في سهل مليتة جنوب سبخة وهران : 3

.40بلبوري سيد أحمد،مرجع سابق،ص: 4

5 : Mohamed El Korso et Mikel de Epalza , Oran et l’ouest Algérien au 18 siècled’après le rapport Aramburu , Alger , 1978 , p 85.

.26عبد القادر المشرفي،مصدر سابق،ص: 6

.145مرجع سابق،صعملاء و جواسيس ،حنيفي هلايلي، : 7

.40بلبوري سيد أحمد،مرجع سابق،ص: 8

.27عبد القادر المشرفي ،مصدر سابق،ص: 9

.41بلبوري سيد أحمد،مرجع سابق،ص: 10

~ 62 ~

:قبيلة أولاد عبد الله2-6براهيم بن يعقوب بن إو هم فرقة من بني عامر نسبة لجدهم عبد الله بن صغير بن عامر بن

معروف بن سعيد بن رباب بن حامد بن حجوش بن حجاز بن عبيد بن حميد بن عامر بن زغبة بطش شديد و ذو ،دواراينثلاثاء بملاتة و يفوق عددهم الستكان مسكنهم بوادي ال.1الهلالي

،يقبلون ،كما كان لليهود عليهم صولة عظيمة و كانوا أشد نصحا و إعانة للاسبان2و مكر عتيد و لهم نكاية شديدة بالمسلمين ،و لهم محبة ،،يقبلون يد اليهودي و النصراني من الجهتين تشريفا لهم

م كانوا مع 3في عبادة الأوثان و الأصنام م المسلمين و ليس لهم غيرة على إ،كما نسب اليهم أ خواصف بالكافر عندما نسب اليه قتل الباي شعبان و 4ن أحدهم اسمه أبو نصابيةأسلام،حتى على الإ

5.م و اجتز رأسه1686/هـ 1098عند باب وهران سنة

:قبيلة أولاد علي 2-7بن معروف بن براهيم بن يعقوبإمر بن عاو هم فرقة من بني عامر نسبة لجدهم علي بن

،هم 6سعيد بن رباب بن حامد بن حجوش بن حجاز ابن عبيد بن حميد بن عامر بن زغبة الهلاليم ،كانوا في البداية مستقرين شرق 1523خضعت للإسبان سنة ،7فرقة كبيرة تناهز السبعين دوار

بأراضي الضواحي قروا ثم است8تاسالة لكن أولاد عبد الله طردوهم فاتجهوا أولا الى منطقة عين البرد و لهم إذعان ،9من تامزوغة تحدها شمالا أراضي حميان و جنوبا وادي سيق مع أراضي أولاد سليمان

ففي منتصف القرن السادس عشر ،10سبان ،و كانوا يغيرون بالليل و النهار على المسلمينعظيم للإسبان يدعى رابح بن صولة على رأس جيش عربي خرج من وهران أحد رجال أولاد علي مع الإ

ا إو أغاروا على الكرط ،بل تكرر غزوهم لها و كانوا ،11لى أن استأصلوا أهلها فهرب من بقي

.27صعبد القادر المشرفي،مصدر سابق،: 1

.41صأحمد،مرجع سابق ،بلبوري سيد : 2

.145صمرجع سابق،عملاء و جواسيس ،حنيفي هلايلي،: 3

.من النصاصيب أحد بطون أولاد عبد الله : 4

.230، مصدر سابق ، صالمزاريبن عودةالآغة: 5

.27صعبد القادر المشرفي،مصدر سابق،: 6

.145صمرجع سابق،عملاء و جواسيس ،حنيفي هلايلي،: 7

8 : Mohamed El Korso et Mikel de Epalza , Op Cit , p 85..41صبلبوري سيد احمد،مرجع سابق،: 9

.219ص،مصدر سابق ،المزاري : 10

.41صبلبوري سيد أحمد،مرجع سابق ،: 11

~ 63 ~

سبان يقدمون لهم التبن و الحطب و اللبن و العسل و المعز و الخيل و البغال و كل أشد الاعتناء بالإ.1ما يحتاجونه

:الونازرة قبيلة 2-8بطن من بطون أولاد عبد الله بن صغير بن عامر بن ابراهيم بن يعقوب بن معروف بن

سعيد بن رباب بن حامد بن حجوش بن حجاز ابن عبيد بن حميد بن عامر بن زغبة الهلالي يقال هم بادئ ذي ،كان مقر سكنا2لهم الونازرة نسبة لجدهم ونزار بن عبد الله بن صغير بن عامر الزغبي

م العامريين من قبيلة قيدزة ثم انتقبدئ بوادي سنان بعين تموشنت فسكنوا تارقة مجاورين لإ لوا خو)6(ستة ،طاقتهم الديموغرافية ضئيلة جدا بحيث لا تتعدى3استقروا أخيرا بملاتة و لى تامزوغة إمعهم

المعتمد عليهم ،منهم العيون و الجنود سبان لوهران كانوا من جملة جنودهم دواوير،و لما جاء الإ)6سبان تسمية اللصوص ،و كان اليهود مكلفون بجباية الأموال من دواوير هذه ،أطلق عليهم الإ

4.القبائل

سبان ترتيب في رعيتهم ليحصل التعاقد لهم في خدمتهم كتقديم الونازرة على قيزة و كان للإ5.غير ذلكو قيزة على حميان و حميان على شافع و

عن تعاون القبائل الوهرانية مع سثائق الأرشيف الإسباني بسيمانكاو و قد رصدت لناسباني ،فقد تفاوض المسؤولون حتلال الإبعادهم عن مراكز الإإسبان بخصوص نقل المورسكيين و الإم،من أجل نقل المورسكيين نحو تلمسان و مستغانم و كانت الإ سبان مع هذه القبائل قصد مساعد

6.ولاد سيدي عبد الله و بني عامرأأولاد موسى و :هذه القبائل العربية تشمل

.145مرجع سابق،ص،حنيفي هلايلي،عملاء و جواسيس : 1

.28عبد القادر المشرفي،مصدر سابق،ص: 2

.41أحمد،مرجع سابق،صبلبوري سيد : 3

.145مرجع سابق،صعملاء و جواسيس ،حنيفي هلايلي،: 4

.28عبد القادر المشرفي ،مصدر سابق،ص: 5

.146مرجع سابق،صعملاء و جواسيس ،حنيفي هلايلي،: 6

~ 64 ~

:هناك قبائل أخرى كانت تتعامل مع الاسبان و لم يذكرها المشرفي في استعراضه أهمها:دقبيلة سوي

يك بن هلال بن عامر بن و هم سويد بن عامر بن مالك بن زغبة بن ربيعة بن صعصعة بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن يزيد بن حفص بن قيس بن غيلان بن مضر بن نزار بن

ا فليتة و أولاد ميمون و مجاهر ،1معد بن عدنان 2.و صبيح و من بين بطو

و مع أواخر القرن الحادي عشر هجري السابع عشر ميلادي ، أصبح جزء من قبيلة سويد 3" .المحال "يعرف بأولاد قصير ،و بالناحية الغربية من الجزائر فقد عرفت باسم

لى جانب إكانت تسيطر مع بني عامر على معظم سهول ولاية وهران،إذ نجدها تحارب إلى الحاكم سبانيا و أخرىإلى ملك إ،وقد عثر على وثائق تتضمن رؤساء سويد سبانصفوف الإ

م لما حاربوا في صفوفهم بأمر من رئيسهم حميدة العبد ،وقد يالعام الكونت دالكود ت يطلبون أجر4.بضواحي مدريدسنكااالخزانة الملكية الاسبانية بسيمعثر عليها في

:أهل يفريستفيدون من الأراضي المغطاة بالأحراش الواقعة بين إقليم شافع و البحر ،و كانوا كانوا

ا في الحملات من رعايا وهران ،بدون أية واجبات عدا رعاية مائة حصان تابعة للإسبان و يصحبوأهل يفر حوالي مائة و خمسين كانونا قطعان الغنائم من الماشية ،و يشكلو تسند لهم مهمة رعاية

.5خربت مساكنهم مرات عديدة في الحصارات التي كانت تتعرض لها وهران : جماعة فرسان أولاد ميمون

دراسة (القرشي التلمساني الطيب بوجمعة نعيمة ،كتاب نسب زغبة و منتهى أصلهم لأبي الحسن على بن محمد بن الخطيب :1.33،ص2006-2005،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ و الحضارة الاسلامية ،جامعة وهران ،)و تحقيق

و ديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب و العجم و من عاصرهم من ذوي السلطان العبركتاب ابن خلدون ،أبي زكريا يحي : 2.94ص ،1982دار الكتاب اللبناني ،بيروت ، ،11،مج كبر الأ

.325ابن سحنون الراشدي ،مصدر سابق ،ص : 3

4 : Charles Féraud, lettre arabes,Op Cit ,p p 316-317..307صالح عباد ، مرجع سابق ، ص : 5

~ 65 ~

فرسخا من وهران و يحده 15كانوا يزرعون الإقليم الذي يقع فيه وادي القصب على بعد الا و السلسلة الجبلية تنيرة جنوبا ،الأراضي في هذا جبل تسالة شرقا و ذلك الوادي غربا و الزيدور شم

1.الإقليم مروية

:جماعة فرسان أولاد إبراهيم إلى غاية سيدي إبراهيم ) فراسخ من وهران 9(كانوا يزرعون أراضي تقع بين وادي مقرة

الغربية و سلسلة و هي أراضي خصبة جدا ،تجاور أولاد ميمون في الناحية ) فرسخا من وهران 13(تنيرة في الشمال ،و أولاد موسى بن عبد الله في الناحية الشمالية ،و أولاد سليمان في الناحية الشرقية

.2و بني يعقوب الذين يشتغلون بتربية الماشية في الناحية الجنوبية:فرسان أولاد سليمان

يزرعون الأراضي الواقعة بين المرابط سيدي عبد القادر كشتوين و وادي مطبوح كانوايجاورون في جهة الغرب أولاد إبراهيم و بني يعقوب و في الجهة الشمالية تحدهم منحدرات تمزوغة

.3و يحدهم شرقا و جنوبا وادي بني سيراج تارة و التخلي عنه تارة أخرىدو هناك قبائل تذبذبت و تأرجحت ما بين نصرة الع

أما غيرهم من زناتة و بني راشد و من عداهم من الأعراب البعيدة الموطن فتارة بعضهم ما يعم "...القريب من الدخول تحت النصارى و تعجز حميتهم عن نقض ذمتهم و تارة يفرون بأنفسهم و

م 4."يظهرون عداو

و بالرغم من ذكر العديد من هذه القبائل الموالية نلاحظ أنه يوجد ثمة تفضيل و تركيز على ا و ح تى في اتفاقيات الحماية ألا ثلاث قبائل فقط في مختلف قرارات و مراسلات ولاة وهران و قاد

5.حميان و هبرة-شافع:و هي

ا كانت في الواقع ن تلك القبائل ،رغم تظاهرها أو هناك من لاحظ بالولاء للإسبان ،فإإلا أن الخصومات ،6لإسبانية من حين للآخر انت تقوم بالإغارة على المراكز امعادية لهم حيث ك

.309، ص صالح عباد ،مرجع سابق: : 1

.309، ص صالح عباد ،مرجع سابق: 2

.310، ص نفسه: 3

.44صبلبوري سيد أحمد،مرجع سابق،: 4

.45صنفسه،: 5

.296ص،مرجع سابقأرزقي شويتام،:6

~ 66 ~

و الصراعات التي كانت تطبع علاقات تلك القبائل قد كانت في صالح الإسبان اللذين كانوا لاستخبارات و الاستدلال أثناء قيامهم ببعض يجندون منها بعض المتعاونين قصد استخدامهم في ا

.الهجمات على القبائل المعادية لهمم بالدخول تحت ذمة "سبان صار الناس نتيجة لتعاون بعض القبائل مع الإو يعايرو

من م الحرائر ،فكأن ذلك ما قرع أسماعهم ولا طرق رباعهم ،و العياذ با الكوافر ،و افتراشهم بناقلوب و غلظ الحجوب ،فمن ذلك قول أبي العباس أحمد بن عبد الله أبي محلى المساوري طبع ال

....المراكشي فـهل مبلغ عني قبائل عامر ولا سيما من قد ثـوى تحت كافر

عالم و كل ولــي حافظ للأوامر الأتراك يا كلو يا معشر ما عذر كلكم لدى الله في وهران أم الخنازر أناشدكم با

أذلكم الجبار كيف رضيتم بسبي العذارى من بـنات الأكابر و لا غيرة تدعوكم للمآثر كم عن دنية فلا همة تـعلو ب

ا بالبـواتر ولا ذمة تـرعونـها في نبيكم و لا حرمة تحمووما منكم إلا خصي أذله بـهيسمه النصراني يا آل عامر

.1"عليكم في جوار الكوافرلوك أم تـغلب كافر أضيم الم

.157-156محمد بن يوسف الزياني ،مصدر سابق ،ص ص : 1

~ 67 ~

:سبان لإمع االقبائل تعاون أسباب -3:شن الغارات3-1

نطلاقا من المناطق الساحلية التي وقعت تحت إلى التوسع نحو المناطق الداخلية ،إسبان لقد سعى الإعلى المرسى الكبير ووهران ،مستعملين في ذلك عدة طرق من بينها شن الغاراتنفوذهم خاصة حول

.نضواء تحت سلطتهم القرى و التجمعات السكانية التي رفضت الإو كان طاغية النصارى المستقرين بوهران اسمه دك فصار يشن الغارات "يقول محمد بن يوسف الزياني

ن دخل في طاعته الونازرة و قيزة و شافع و حميان و أولاد علي و أولاد عبد الله ألى إعلى المسلمين و يعتمد عليهم في جلب الأخبار،و المسير غمرة منهم شيعته اللذين ينصرونه و غيرهم من بني عامر و

.1.."في الطرق غارة عسكرية على دوار الغرابة فبعد عامين من احتلال الاسبان للمرسى الكبير شن الجنود الاسبان

ب ماشيتها، دف مبني فوق ن حصن المرسى الكبير و ذلك راجع لأبالقرب من مسرغين و ذلك لى إ،2سبان تموين و تزويد هذا الحصنقمة صخرية بحيث لا يوجد ماء و لا غذاء لذلك حاول الإ

3.لى تلمسان إجانب رغبتهم في بسط نفوذهم على الطريق المؤدي

ن السبب الرئيسي الذي دفع جند الاسبان للقيام بالغارات المفاجئة لم يكن بدافع المواجهة إة مع الأهالي بل كان نتيجة لسد رمق ا و ذلك نتيجة ة الجوع و تعويض ما فقدوه من مؤونو ا

بحيث كانت النداءات متتالية و المراسلات ،4دوما على و شك النفاذ التي كانت تأتي لكون المؤن سبانية قصد ضمان تموين المراكز الشاطئية متواصلة،من قبل الحكام مع السلطة الملكية الإسبانيا إمن يحز في نفسي الدفاع عن وهران ":م قائلا1535ثر هذا صرح الكونت دالكودات في سنة إو

تي العدوو المرسى الكبير 5"ضد الجوع أكثر من مجا

.142،صمحمد بن يوسف الزياني ،مصدر سابق: 12 : C kehl ,Op Cit , p25.3 :Montanes Diego Suarez , Op Cit ,R.A 1865 ,T9 p412.

.189بلبوري سيد أحمد،مرجع سابق،ص: 4

5 :Paul Rufe ,Op Cit ,p 10.

~ 68 ~

سبان بسبب تحالفهم مع القبائل المحيطة بوهران و نظرا للدعم اللوجيستي الهام الذي حظي به الإاستطاعوا الخروج من محيط المدينة و التوغل نحو الداخل حتى جهات سعيدة و معسكر ،و كان

1.الجيش الإسباني خلال هذه الهجمات ينهب و يسبي و يقتل الى درجة إبادة قبائل كاملة

سباني في وهران حتلال الإلقد عانى السكان خاصة في الجهات التي كانت قريبة من مناطق الإم ،فقد جاء على لسان أحد الجنود الإو المرسى الكبير من أعمال الغزو و السطو سبانعلى ممتلكا

التزود واشيةقتياد رؤوس المإكثيرا ما كنا ننظم حملات في داخل البلاد ،و ذلك من أجل :"قوله ،انطلقنا ليلا 2بالمواد الغذائية الضرورية ،فقد هاجمنا إحدى القبائل المستقرة على بعد بضعة فراسخ

يزالون نائمين ،فقمنا بنهبهم لا ،و كان الناس لى الدواوير مع بزوغ الفجر إو بعد مشي مجهد ،وصلنا الأسلحة و،المتكونة من الأسرى و الماشيةدون شفقة ،و كثيرا ما كنا نحصل على الكثير من الغنائم

تم توزيعها على الجنود و سلع أخرى ،كانت كلها تعرض للبيع ،و جزء من الحيوانات المستولى عليها في بعض الأحيان كان يلزم الدخول في معارك طاحنة ،و تبعا لذلك فقد نتعرض لكمائن قاتلة ،بعد

م في هذه الحملات مشي لساعات صعبة كثير من الجنود و الضباط 3".يفقدون حيا

لى إهي أعمال الغزو ضد السكان ،فعندما تصل الأخبار إن الحرفة الوحيدة في وهران وهران عن ترحال قبيلة أو دوار و استقراره بقرب المدينة ،يقوم الحاكم بإجراء التحريات عن حالة

ا و خاصة ما تملك من ثروة،و في نفس الليلة كان يشن عليها الهجوم بواسطة القوات الدوار و قوالتي لديه عند الفجر ،فيقومون أولا بأعمال القتل ،ثم يتبعون ذلك بأعمال النهب و في الحال

يسلكون طريق العودة بكل حيوية و نشاط دون توقف ،من أجل تجنب الوقوع في فخ التصادم مع اورة ،و هم يحملون معهم كل ما استطاعوا حمله من الغنائم الدواو أشخاص و وير الأخرى ا

لى وهران يختار الحاكم أولا لصالحه هدية تتمثل في عبد إحيوانات ،و أشياء أخرى ،و فور وصولهم ا ،أما الباقي فيباع علانية و ثمن هذا ا لبيع سواء كان رجلا أم امرأة ،و نصف الغنيمة التي جاؤوا

ليقسم في الأخير بناء على القواعد المحددة ،و أكثر المستفيدين هم الحاكم ،جزء160يقسم على 4.و الشخص الذي دله على هذه العملية ،و ينال الشخص الذي أوشى عن الدوار أجره

أوضاع الريف في بايلك الغرب أواخر العهد العثماني ،رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث كمال بن صحراوي ،:1.84، ص 2014-2013جامعة وهران ،

.مفردها فرسخ وهي وحدة قياس يقدر طولها بحوالي أربعة كيلومترات: 2

3 :Cazenave , L’organisation militaire d’Oran pendant l’occupation espagnole(1509-1791) ,L’armée de d’Afrique ,N 41 ,1928 ,p328.4 : Camille Kehl ,Op Cit ,p39.

~ 69 ~

Vallejoيذكر فاليجو لى تنظيم غارات إسبان أن الطمع في بعض الأحيان كان يدفع الإب)(م على دون مبرر معقول على الدواوير و على القبائل التي طلبت منهم العون و الحماية ،و شبه غارا

ر و بولندا ،و القرى الآمنة بغارا بوب و الأنعام ، كانوا يسبون الصبيان لى جانب الحإت التتار على اختيار إما الرجال و النساء فكان لقائد الجيش الأعلى بوهران ،الحق في أو من أجل تنصيرهم

سبانيا إبعضهم ،أما الباقي فكان يقسم بين الضباط و و الجنود و الموظفين ،أو يباعون في أسواق وهكذا كانت أعمال الغزو مدرة للثروة و المال ،فكانت وهران منطلقا لغزوات ،1بأثمان مرتفعة

حققت مداخيل معتبرةكمابداية القرن السابع عشر ،أتت بمئات الأسرى ،مشهورة وقعت في2.وهرانو كانت حمى الحصول على الغنائم قد طغت على روح كل

و من القبائل التي عانت من محاولات التوسع الإسباني بنو شقران الذين أثخن فيهم الإسبان م على المنطقة ،و قد أشار أبو راس الناصري الى ذلك بقوله ثم غزو :" و سبوا كما وسعوا سيطر

الحشم فلقوا خيلا من بني عياد أحد بطون ...فروحة بغريس أرض الشيخ سيدي محمد بن يحي.3"ستشهد منهم العروسي أحد أجواد غريس فتحاربوا و إ

لى تشكيل نظام للحراسة و الاستطلاع إاضطروا من تلك الغاراتو نظرا لتضرر السكان نتشار عبر الطرق و على المرتفعات لمراقبتهم سبان ،فكانوا يكلفون أشخاصا على الإلرصد تحركات الإ

سبان في فلات من غدرهم ،فعندما يشرع الجنود الإو الإأتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهتهم إو كانت القبائل تعلم بوصولهم ،من طرف ،المرسى الكبيرتحركهم ضد القرى الواقعة حول وهران و

كانت هذه الأخيرة تتنقل و بسرعة هؤلاء الحراس ،بحيث عندما يقترب الجنود الاسبان من الدواوير سياسة الأرض المحروقة " مونتانيس"الى أماكن أخرى ،و كانت في بعض الأحيان تطبق حسب رأي

4.رب بكل عجلة ،و ذلك حفاظا على سلامة العائلاتأمام تقدم صفوف الغزاة الاسبان ،ثم

صار الناس لا يهنأ لهم في بلادهم نوم إلا إذا "هو يقول محمد بن يوسف الزياني في هذا الخصوص بأنم أحدهم تجده يهذي بإغارة النصارى عليهم و يصرخ في نومه من اما ينعندو جعلوا من يحرسهم ،

.5" شدة خوفهم 1 :Vallejo ,Op Cit ,pp 364-368.

.283مرجع سابق،صالغزو الإسباني ،عبد القادر فكاير ،: 2

أبو راس الناصري ،عجائب الأسفار و لطائف الأخبار ،تحقيق و تقديم محمد غالم ،منشورات المركز الوطني للبحث في : 3.44،ص 2005،وهران ،1الأنتروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية ، ط

4 :Diego Suarez Montanes ,Op Cit ,R.A,1865,T 9, p197..163محمد بن يوسف الزياني ،مصدر سابق ، ص : 5

~ 70 ~

لى مجموعات تتألف كل واحدة منها من شخصين ،و ذلك من أجل إكان المخبرون ينقسمون علان عن الخطر ،أو إخطار الدواوير ،و ذلك بتحريك راية بيضاء في النهار ،و بناءا على هذه الإ

جراءات اللازمة قامتهم بصورة سريعة ،أو يتخذون الإإالإشارة تقوم القبائل بالرحيل من مكان ( Tiberguent)" تيبرقنت "ستعداد لمواجهة الخطر ،تدعى هذه الحركة عند قبيلة بني حميان و الإ

أما في الليل فكان هؤلاء المخبرون يستعملون إشعال النار، و تدعى هذه العملية شوالة (chouala) حد ألى ذلك إشار أوقد ،1عند نفس القبيلة ،و كذلك عند بعض القبائل الأخرى

لى الأسلحة ،و هي عملية تيبرغنت إكانت كل الدواوير تلجأ بسرعة "الكتاب الأوروبيين حيث قال 2".أما الشوالة فتقوم على اشعال النار بسرعة ،و هو يعني النداء لاستعمال السلاح ليلا

:المنطقة الجغرافية للقبائل :3-2منبسطة لم تسمح لهم بالدفاع عنها لعدم وجود سبان بأراضي تواجد القبائل المتحالفة مع الإ

سبان ،و لم يكن الأمر مقتصرا على القبائل الحصانة الطبيعية ،مما جعلها معرضة لهجمات الجنود الإاورة لوهران ،بل امتد لى جوار مدينة تلمسان ،حيث بث الرعب بين صفوف القبائل خوفا من إا

لم يتمكن هؤلاء الجنود من الخروج من المدينة لطبيعة النصارى ،وهذا عكس ما حدث في بجاية حيثاورة لها لأن أغلبها مناطق جبلية يصعب التوغل لى داخلها و قلة معرفتهم بتضاريسها إالأراضي ا

.3ولهذا كانت قرى هذه المدينة تتميز بشدة تحصينها مما صعب على الاسبان الوصول اليهاليها مثل سكان الظهرة و الونشريس التي يصعب الوصول إن سكان المناطق الوعرة أكما

و مرتفعات تلمسان و طرارة يتغلبون على الخطر بتجمعهم في منطقة واحدة للدفاع عنها ،و هذا .4لى جهات أخرى إعكس سكان الخيام الذين يفرون من الخطر بالانتقال

: تخوف القبائل من الأتراك 3-3و قبائل العثمانيين لى تخوفهم من الأتراك إسبان يعود تعاون العرب مع الإيذكر فاليجو أن سبب

(ifre)عربية أخرى ،ورد ذلك في سياق حديثه عن العائلات التي كانت تقطن في بلدتي ايفري

1 :malki nordine , razzia, butin , et esclavage dans l’oranie du xvı éme siècle ,DarEl Garb ,oran , 2003,pp151-152.2 :capitaine noel (A ) ,Documents pour servir l’Histoire des Hamyanes et larégion qu’ il occupent ,B.S.G.O ,1915,T35 ,p 153.

.352فكاير عبد القادر، مرجع سابق ،ص : 3

4 :Augustin Bernard ,Edmond Doutté ,Op Cit ,p 223.

~ 71 ~

م ،و ذلك لخوفهم من أي هجوم قد إو حسبه فانه لم يكن لهم الجرأة على العودة وكناستيل لى بلدا1.العثمانيينقبل العرب و الأتراكيتعرضوا له من

:ستغلال الأراضي الزراعية إ3-4مثل سهل غريس الخصب الذي الخصبةعلى عدد من السهولالمنطقة الغربية للجزائر تحتوي

لى إضافة إقمح في كامل الغرب الجزائري ،ينتج كميات كبيرة من الحبوب ،و يعتبر المصدر الرئيسي للسبان لوهران و المرسى الكبير ،و عند احتلال الإ2وهران سهول مستغانم و هبرة وسهول أخرى مثل

اورة للمنطقة وجدت نفسها مجبرة على قبول الطاعة و الولاء للإإف سبان من أجل العيش ن القبائل ابأن خصوبة : "لقيام بنشاطها الفلاحي و الرعوي ، في هذا الخصوص يقول فاليجوو اعلى أراضيها

اورة لوهران و المرسى الكبير جلبت العديد من الدواوير الذين يعترفون بنا و هم أتباع الأراضي ابحيث تحتفظ 3."لدينا ،و يعيشون تحت حمايتنا و ذلك من أجل زراعة الأرض التي امتلكوها دائما ا ما لم ترفض دفع الضريبة ،و ما لم بتمرد بعض أفراد ها على سلطة كل قبيلة بالأرض التي بحوز

.4الإسبان ن الأهالي الذين يسكنون في الجبال المحادية للمرسى أب(Didier)يذكر الجنرال ديدي كما

سبان و ذلك لكي يتمكنوا من جلب مواشيهم بجوار المرسى الكبير خلال الكبير طلبوا الأمان من الإ5.الشتاء

: طمع القبائل في أموال الإسبان 5- 3لى تزويدهم بكل ما يجعلهم قادرين على إسبان هو الدافع طمع بني عامر في أموال الإكان

لم يكن أحد أشد اعتناء و إعانة للإسبانيين بكل ما يحتاجون إليه من التبن " بحيث ـ 6الصمود و البغال و المعز و البقر و الخيل و الإبل و السمن و اللبن و العسل و الضأن و الحشيش و الحطب

و الحمير من جميع الأعراب الداخليين تحت حكمهم مثل أولاد علي أخزاهم الله و لعنهم و أخلى

1 : Vallejo ,Op Cit , p232.العثماني ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث ،جامعة علي بن العيفاوي ،مدينة معسكر و دورها في العهد :2

.75ص،2009-2008الجزائر ،3: Vallejo ,Op Cit , p348.4 :Mohamed El Korso et Mikel de Epalza ,Op Cit ,pp 37-38 .5 :L Didier ,Op Cit ,p31.

.85كمال بن صحراوي ،مرجع سابق ،ص : 6

~ 72 ~

ارا منهم الأمر و صيرهم حطبا لجهنم و بئس المصير، فكانوا لا ينقطعون عنهم بذلك ليلا و لا .1" رغبة لما لهم في ذلك من الثمن الكثير

كما كان الملك الإسباني يقدم كل سنة كمية من النقود لكل شيخ من شيوخ الجماعات الأهلية تتناسب مع عدد خيام كل جماعة ،الأمر الذي جعل هؤلاء الشيوخ و من ورائهم قبائلهم يتقربون من الإسبان هذا من جهة ،و من جهة أخرى كانت سوق الإسبان تسمح للأهالي ببيع

شجع الإسبان الذين كانوا في حاجة لمنتوجات الأهالي عمليات البيع ،التي فائض إنتاجهم كما.2استفاد منها تجارهم و الأجانب

. 37-36عبد القادر المشرفي ،مصدر سابق ،ص ص : 1

.307- 306صالح عباد ، مرجع سابق ، ص ص : 2

~ 73 ~

:علاقة القبائل بالاسبان -4:معاهدة الأمان : 4-1

لى إاتجاه بعض القبائل ،لقد ترتب عن الوجود الاسباني فترة أطول في المرسى الكبير ووهران تمع الجزائري لجأت لى سلوك إالتعاون مع الاسبان ،وقد جعلهم موقفهم هذا يشكلون فئة من ا

1)العرب المنتصرة (ساهم من دون شك في تعزيز وجودهم في المنطقة ،أصبح يطلق عليهم اسم

يتم فيها تحديد كمية الضرائب التي يقومون بدفها هذه القبائل مجبرة على تقديم وثيقة الامان للاسبان.سبان لى غارات الإإو تصبح صديقتهم لكي لا تتعرض سبانللإ

سبانيين ،بحيث كل قبيلة سبان بتجديد عقد الأمان مع الإقوم القبائل المتعاملة مع الإتوهران ،يعتبرون رهائن لىإكرهائن جلب أولاد شيوخ القبائل يتم حصاءا لعدد خيامها ،كماإتعطي و على عكس هذه القبائل هناك قبائل ،2لى غاية تسديد كافة الضرائبإيبقون في وهران ،للملك

لى طلب عهد أمان إسبان كشافع و حميان مكانة خاصة عندهم ،حيث لا يضطرون أخرى موالية للإ،و بالمقابل كانت هته القبائل3و لا يدفعون ضريبة و لا يتركون رهائن عندهم كما تفعل بقية القبائل

فعون عنهم اكانوا يقاتلون المسلمين مع عدوهم و يد"بحيث بقية الضرائب أثقل من ضرائب تدفعم كانوا على المسلمين أشد و هي نازلة بكدية الخيار ،حتى أ و يغيرون على المحلة المنصورة با

.4"مضضا من الكافرين لى شهر أوت المقبل ،كما أن إالحة لغاية سنة واحدة ،من شهر أوت ن عقود الحماية صإ

سبان ،تطالب بعقد جديد قبل موسم الزرع،الحاكم العام هو رتباطها مع الإإالقبائل التي تريد مواصلة 5.من يقرر زيادة أو تخفيض قيمة الضرائب ،و هذا على حسب عدد خيام القبيلة

سبان وهران و القبائل إتفاقية الحماية التي كانت تعقد بين فقد أورد فاليجو نموذجا لإ:و هذه ترجمة للوثيقة مالمتحالفة معه

،و بعد وهران و المرسى الكبير و مملكتي تلمسان و تنس لأنا المسمى القائد العام " الملك و رادته في خدمةإطلاع على رغبة الشيخ شريف و قائد القبيلة و الذي صرح بولائه و الإ

. 343،مرجع سابق ،صغزو الاسباني فكاير عبد القادر ،ال: 1

2 : Vallejo ,Op Cit , p358.3:Ipid , p360.

.84مختار حساني ،مصدر سابق ،ص : 4

5 : Vallejo ,Op Cit , p359.

~ 74 ~

خيام و نظرا .....العيش تحت حمايته الملكية ،و حسب طلبكم الموجه الي لحماية دواركم المكون من لتزاماتكم قررت إطلاع ،أنكم ستوفون بلتأييدكم و تأكيدكم لخدمة الملك بكل نزاهة حسنة الإ

اية شهر أغسطس من السنة القادمة منحكم وثيقة الحماية هذه التي تجعلكم تحت رعايتنا حتى و بمقتضى هذا عليكم أن تسددوا لجلالته و عن طريق الضريبة عشرون دوبلا من القطع ما يمثل

،يحدد قياس من القمح ضريبة الرومية و المحسوبة على أساس دبلين للخيمة و لكل دبل عليكم دفع م.على أساس أسعار المحصول حسب تقديرها بعد وضعها في مخازننا

تهم بكل قواكم إو ذا ما حاول المغاربة الأعداء الالتحاق بدواركم أو قبيلتكم عليكم مجاهمال من طرفكم سيجلب لكم العقاب إذا ما استعصوا عليكم بإخباري عن الوضعية حالا ،و كل إو .رتكاب جريمة أو خطأ نحو جلالته إديد كنفس العقاب الذي هو جزائكم في حالة الش

عليكم تقديم هذه الوثيقة لمكاتب المقتصد و الحسابات لهذه البطحاء و سيدفع لكم المراقب أو رئيس الخزنة و في الوقت المناسب وصلا مقابل ما تدفعونه من الضرائب المذكورة آنفا ،و كل دوار

.يلة منكم أو بجواركم لا تعمل مثلكم و لا تؤكد ولائها تعتبر عدوا لنا أو قب.مضائها من طرفي و امضائها من طرف كاتبي إدفعت لكم هذه النسخة أو الوثيقة بعد

1......."باسم القصبة الملكية بوهران فيسلمت

:الجوسسة :4-2لى إجراء مفاوضات مع حكام إسبان لوهران و المرسى الكبير ،سعوا حتلال الإإبعد

ثبات وجودهم أمام الحكومة المحلية ،و خاصة لضمان تأمين التزود بالمواد إو ذلك من أجل تلمسانالغذائية الضرورية و من جهة أخرى راحوا يتصلون بالقبائل و التجمعات السكانية التي كانت تحيط

و لكن هذه الاتصالات كانت تعتمد مكنوا من ربط علاقات مع بعض القبائل ،بالموقع المحتل فتم شكلوا بصورة رئيسية على أعمال التجسس و بصورة سريعة شبكة من و لهذا الغرض فإ

ا السكان إالجواسيس العرب أو اليهود ،الذين كانوا ينقلون ليهم أخبار كل التحركات التي يقوم ا مقابل مكافآت مالية عن وكانت أعمال التجسس هذه تتم بتوجيه أشخاص . المعلومات التي يتلقو

1 :Ipid ,p 361-362.

~ 75 ~

م مكلفون بمهام و مستغانم "ستيل الكنا"مامهم في البداية على سكان فقد ركزوا اهت.يتظاهرون بأ1.لى الجهة الشرقية منها إو امتد حتى

اورة إلى تلمسان و تنس و إكما أرسلوا مبعوثيهم لهما ،و كانوا من جهة أخرى لى القبائل ان الهدف الرئيسي من هذه العملية إ،يحصلون على الأخبار من الأشخاص القادمين من هذه المناطق

اورة لمدينتي كان التعرف على الشخصيات الهامة التي لها نفوذ على السكان القاطنين في المناطق التقاط الإستعلامات ،و نشر الأخبار ستعان الإسبان بالسكان لإ،كما ا2وهران و المرسى الكبير

الفاسدة ،و الأقاويل الزائفة و الأنباء المسمومة لخلق البلبلة و التشويش ،و التفرقة في صفوف الجيوش .3و الشعوب ،و إغرائهم على الحروب الأهلية

و لما اشتدت الحرب بين المسلمين و الإسبان ، استعان كل طرف بمجموعة من الجواسيس ألقي ) م 1571-م1569(الذين ينقلون الأخبار و يحذرون من العدو ،ففي زمن علج علي

سمه بن عودة ،و كان جاسوسا للإسبان على الجزائر يرسلونه من وهران لهذا إالقبض على رجل ن قلعة بني راشد بينما كان لعلج علي اثنا عشر جاسوسا يبحثون عن جاسوس الغرض ،وهو م

لى أن عرف منه كل شيء إلى علج علي فكلمه مرارا إالإسبان ليعرفوه ،فلما حصل لهم ذلك أخذوه .4ثم أمر البنائين بإلقائه في صندوق البنيان فرموه بوثاقه فيه ،و كملوا الصندوق بالتعمير

ن الكناستيل ،و أصبحوا موالين و من بين الأشخاص الذين عرفت أسمائهم في هذه العلاقة مو من مستغانم امحمد ،و محمد ،سبان ، أحمد بن علي ،وحدو باحمد ،و أحمد بن بواري ،و عصار للإ

بن حسون ، و هناك شخصيات أخرى و هم لعراب عبد الله ،و عيسى ،و ابراهيم بن إهين ،و ابن 5.،و حتى من اليهود مثل أبراهام بن زميرو ،و صمويل ستوراعقبة

:كان هناك نظام تجسس تحت تصرف الحكام الاسبانيين هذا النظام ينقسم الى قسمين از أول فرصة تتاح لهم يحتوي على الأهالي الذين يكرهون شيخهم ،و يريدون انته:القسم الاول .للتخلص منه

.240،مرجع سابق،ص ر عبد القادر ،الغزو الاسباني فكاي: 1

2 :Veronne, Oran et Tlemcen ,Op Cit ,p11..111، ص 1972،دخول الأتراك العثمانيين إلى الجزائر ،المطبعة الشعبية للجيش ،الجزائر ،ابن أشنهو عبد الحميد بن زيان : 3

. 81مرجع سابق ،ص كمال بن صحراوي ،: 4

5 :Veronne, Oran et Tlemcen ….,Op Cit ,p 17

~ 76 ~

سبان مدة المتعاونون مع الإو هم الأهالي القسم أساسا من المغطسين يتكون هذا : القسم الثاني م لإإ م مع الإحتلالهم لوهران ،يستعان ان جلب الأخبار سبختطاف أبناء المسلمين ،و كان شأ

1.لهم

هؤلاء الجواسيس يقومون بتحديد الدوار المراد مهاجمته ،و على ماذا تحتوي تلك القبيلة من أصحنة للحرب التي يمكن الحصول عليها ،و تحديد المسافة التي تبعد عنها القبيلة ،عندئذ يقوم

لى تفاصيل إالحاكم العام بإرسال جواسيس آخرين ،يقومون بالتحقق من ذلك الكلام ،بالإضافة 2.الطريق ،و الأخطار التي يمكن أن تصادفهم أثناء مهاجمتهم لتلك القبيلة

دف الوشاية بأحد دواوير " المغاطيس "و يذكر فاليجو أن واحد من هؤلاء قصد وهران فالتقى برجل إسباني و عرض عليه الأمر مشترطا تزويجه بأحد العربيات الأسيرات لدى المنطقة

.مقابل كل جزائري يلقى القبض عليه 3الاسبان و إعطائه مهرها و سبعة بياستر لى الحاكم العام ليعرض عليه الأمر فاستحسنه ،و بعث مسيحيا مع إرجل الاسباني ذهب ال

د من موضع الدوار بينما ظل الواشي تحت الحراسة المشددة ،و حين جاء واحد من المغاطيس للتأك.لى الحاكم وجه مجموعة من الجنود فقتلوا من الدوار الكثير و سبوا و غنموا إالخبر

و عند تقسيم الغنائم كان نصيب الحاكم العام أسيرين عربيين ذكرا و أنثى ،وواحد من كل يأخذ منها الحاكم خمسها بموجب الحق 160ئم الباقية لتوزع على شيء مسروق ،بينما بيعت الغنا

الذي أقره له ملك إسبانيا ،أما الرجل الإسباني الذي كان سببا في هذه الغارة فكان نصيبه من الغنائم هاما جدا خصوصا و قد تدعمت الخزينة بما كان يدفعه كثير من الأسرى لافتداء أنفسهم ،بينما بيع

4.ضخمة للغاية إسبانيا مقابل مبالغ كثير منهم في

)(أشار ديدي Didierلى مسألة الجاسوس المزدوج ،الذي يقوم بإخبار المسيحيين عن دوارإللقيام بنهبه ،و لكنه في الحقيقة مبعوث من قبل ذلك الدوار و ذلك من أجل ايقاع المسيحيين في ما

1 :L Didier ,Op Cit ,p35.2 :Ipid ,p35.

5.5هو القرش المكسيكي أو القرش الاسباني و يعرف محليا بقرش بومدفع ،كانت قيمته تساوي نصف سلطاني او ما يعادل : 3:فرنك فرنسي يراجع

،الجزائر 2،المرآة ،تقديم و تعريب و تحقيق محمد العربي الزبيري ،الشركة الوطنية للنشر و التوزيع،طحمدان بن عثمان خوجة 1982.

4 : Don José Vallejo ,Op Cit ,pp 365-367.

~ 77 ~

لا أحيانا ،و كان مصير هذا الجاسوس إ،و يضيف بأن هذا الجاسوس المزدوج لا يمكن أن ينجح فخ 1.عند اكتشاف أمره القتل رميا بالسهام

دورو 5و كان المغاطيس يجمعون الأخبار الصحيحة و الكاذبة ،و ثمن خيانتهم تساوي " كشافين "فارس من القبائل المتعاونة مع الإسبان الى 200و 150، كما تحول ما بين 2إسباني

يسهلون تنقلات الإسبان ،و يرسلون أحيانا الى الريف فإذا ألقوا القبض على أحد أخذوه عبدا الى ا ،لكن إذا وقع أحدهم في قبضة وهران ،كما كانوا يتكفلون بشراء المواد الضرورية و أحيانا يسرقو

.3القبائل المعادية للإسبان تقطع يده ثم يقتل :التجارة :4-3

حتلال سبانيا و قبائل المنطقة الغربية للجزائر قبل الإإكانت هناك معاملات تجارية بين تجار الإسباني لوهران و المرسى الكبير ،بحيث توجد مجموعة من الوثائق تتعلق بالمبادلات التجارية بين

سيمنكاس ،مثلما هو الحال بالنسبة لهذه الوثيقة التي الإسباني بوهران و القبائل العربية في الأرشيف اورة لكل سإلى توافد تجار إم التي تتعرض 1494/هـ 900يعود تاريخها الى سنة بانيا على القبائل ا

م كانوا يشترون السلع من تجارها ،و يدفعون لهم السلع من هنين وهران و المرسى الكبير ،و تنس و أاورة لتنس .4الأوروبية ،و يؤكد هذا الوزان عند تعرضه لبني بوسعيد ا

لى فتح سوق إم سارعوا 1505سبان من احتلال المرسى الكبير سنة بعدما تمكن الإودف الإ ستفادة من المحاصيل الزراعية و الحيوانية التي كانت بيد تجاري بجوار المدينة المحتلة ،و ذلك

5.سبان من ذهب و فضة الأهالي مقابل ما كان بيد الإ

ئر منشغلة بأمر داخلي ،أو بشأن خارجي بحيث عندما كانت السلطة القائمة في مدينة الجزاو خاصة في النصف الثاني من القرن السابع عشر ،كان بعض السكان من الأهالي القاطنين في

6.مثل رجال بني عامر و أفراد من بلدة كريشتل يتاجرون مع المدينة وهرانأحواز

1 :Didier ,Op Cit , p46.. فرنك 25ما يعادل : 2

3 :Édouard Lapène ,Tableau historique de la province d’Oran ,depuis le départdes Espagnols en 1792 ,jusqu'à l’élévation d’abdel-kader en 1831 ,Metzbibliothèque Royale ,1842,p 06.

1و الثقافية ،الجزء الثاني ،دار الحضارة للطباعة و النشر و التوزيع ،ط تاريخ الدولة الزيانية ،الأحوال الاقتصاديةمختار حساني ،:4.179ص ،،2007،الجزائر

5 :veronne ,Oran et Tlemcen ,Op Cit ,p11.6 Camille kehl, Op Cit , p32.

~ 78 ~

سبان في وهران ،أخذ تزويد الموقع ثر توقيع الاتفاق الرسمي الأول بين حكام تلمسان و الإإو المحتل من طرف بعض الفئات من السكان المحليين يأخذ طابعا نظاميا ،ففي خلال الثلاثة الشهور

خروفا ،و كان هؤلاء السكان القاطنين في 501لى وهران إم ،نقل هؤلاء 1511الأخيرة من سنة لى إسبان فكانوا يقدمون للإ،ة الاحتلال أحواز وهران و المرسى الكبير يزودون الموقعين منذ بداي

سبان في جانب الأغنام حيوانات أخرى مثل المعز و الأبقار و الأحصنة و الحمير ،حيث كان الإ1.و الشمع و الجلد و الأغطية و الفحم لى هذه الأنواع ،و كذلك التمورإحاجة ماسة

كل من وهران و المرسى الكبير ،كانت ن القبائل التي كانت تتعامل مع المراكز الإسبانية في إ2تتحصل على رخص من الإدارة الإسبانية ،تسمح لها بمزاولة النشاط التجاري و الدخول الى المدينة

)وايذكر فاليجو Vallejo)أنواع المواد الغذائية من النوع في تقريره بأن مدينة وهران كانت تتزود بكلالجيد ،و بأسعار عادية ، و كذلك بالنسبة للمواشي ،بحيث كان هذا التعامل بوفرة و بدون

3.انقطاع

،و الأرز ( Noix de galle)سبان القطن و الورق و البندق لإو بالمقابل كانوا يشترون من ال4.،و الطاقيات المصنوعة من الفراء ( Toiles des bordats)و السجاد

م الفلاحية ،في حالة السلم لكن إكما كان تجار مدينة مزغران يتوجهون لى وهران لبيع منتوجاعندما يتخلون عن هذه المعاملة يتعرضون للغارة من قبل الحامية الإسبانية بوهران ،أما أهل قلعة بني

م كانوا يأتونه لحاكم وهرا"راشد فيقول عنهم المشرفي ن ،بالزرع حدثني بعض أهل معسكر أالمضروب عليهم ،فيرده وكيله في وجوههم و يتعلل بعدم صفائه ،و يلزمهم تبديله بما هو أصفى منه

5".فيأتونه له مرة أخرى ،و ربما فعل بغير ذلك مرارا و لا يقبله منهم بعد ذلك حتى يرشون

هما أبو م يضمن تزويدها بالمؤن شخصيتان عربيتان و 1516مدينة وهران في سنة كانتبراهيم إلى جانب أشخاص آخرين نذكر منهم عمار و أبو العالية ،و إهاني و أحمد أبو القاسم ،

تندر )م1516(و الشيخ سليمان ،و بعد سنة براهيم بن مونقاس ،إالقاصة ،و أحمد السايس ،و 6.ن في وهران سباالوثائق التي تحتوي على أسماء من السكان المحليين الذين لهم علاقة مباشرة مع الإ

. 241،مرجع سابق ،ص لقادر فكاير ،الغزو الاسباني عبد ا: 1

.169مختار حساني ،مرجع سابق ،ص : 2

3 : Vallejo , Op Cit ,p 231.4 :Veronne , Oran et Tlemcen,Op Cit ,p 20.

. 168،ص مرجع سابقمختار حساني ،:56 : Veronne , Oran et Tlemcen ,Op Cit ,p 17.

~ 79 ~

اورة :"و من بين الذين يتاجرون مع وهران سكان أغبال الذين قال عنهم مارمول الأراضي اا مع وهران ،و يلأغبال مسكونة من الأعراب فهم أغنياء بأراضيهم و موا توقف شيهم ،و أن تجار

لقلعة بني راشد دور كما كان 1"استمرار النشاط التجاري ،على حفظ العلاقات الحسنة مع وهران ا و كما وصفها الوزان »أي الطعام «أغنى بلاد الله زرعا و ضرعا تعطي الميرة"في تموين وهران لأ

،إلا أن هؤلاء التجار لكل ناحية وهران ،فكانت الحبوب تنتقل منها الى كل من المرسى الكبير ووهران و هو ما يؤكده صاحب 2لى قلعة بني راشد ،توقفوا عن تمويل المراكز بعد سيطرة الحامية التركية ع

مداد إفلما تمكن عروج من مملكة تلمسان منع أهل القلعة من :"الدين كتاب غزوات عروج و خير م فضاقت أحوال النصارى 3"و اشتد عليهم الأمر النصارى بما كانوا يمدو

م يعمدون إو عندما يكون الإسبان في أشد الحاجة لى الإغارة على القبائلإلى المواد الغذائية فإبأن شيوخ أغبال لم :"و القرى ،و نستدل على ذلك من خلال إحدى الرسائل ،ذكر فيها صاحبها

م الغذائية ،و لهذا لا بد من لى وهران ،إيتقدموا رسال الجند للسيطرة على الأعمال إلبيع منتوجاالقبائل العربية لم تصدر لها تلك المواد منذ ثمانية أيام كما أنالمواد الغذائية ،لى إلأن وهران تحتاج

و لا و أن المدينة تعيش ضائقة اقتصادية ،و إذا استمر الأمر على هذا الحال فإننا لا نجد ما نأكله ،244و خمسمائة رأس من الأغنام ،و لم يبق لنا من الحبوب إلا يوجد بالمدينة إلا مائة ثور

Fanogus)(4 لى للقيام بالغارات على القبائل ليستولوا على ما فيها من المواد إو هو ما دفعهم5."الغذائية

تشجيع المبادلات التجارية ،بين أراضي الدولة الزيانية و المراكز سبانيا دور في إكان لملوك الإسبانية في كل من وهران و المرسى الكبير ،و هدفهم من وراء ذلك محاربة التهديدات العثمانية

لى مراقبة حركة التنقل بين وهران و المرسى الكبير و مدن جنوب إحيث عمد الأسطول الجزائري ما عمد هؤلاء الى محاربة القبائل التي كانت تتعامل مع الإسبان ،بقتل كل من إسبانيا و إيطاليا ،ك

.6يكتشف أمره بأنه يزود الإسبان بما تحتاج إليه من المواد الغذائية

. 352مارمول ،مصدر سابق ،ص: 1

.170مختار حساني ،مرجع سابق ،ص : 2

.29،مصدر سابق ، ورقة مجهول ،غزوات : 3

.هو نوع من المكاييل المستعملة من قبل الإسبان : 4

. 171،صتار حساني ،مرجع سابق مخ: 5

. 182، ص نفسه: 6

~ 80 ~

:الضرائب4-4،فكانت الضرائب التي سبان على الأهالي المتعاملين معهم دفع العديد من الضرائب فرض الإ

ا من قبل سبان مسان قد حولها الإلى مملكة تلإكان شيوخ القبائل و سكان أحواز وهران يدفعو.لصالحهم

سم إسبان على القبائل الموالية لهم أو المتحالفة معهم ،الذين أطلقوا عليهم فقد فرض الإ(Moros de Paz ،كانت على شكل أي عرب السلام دفع أنواع متعددة من الضرائب (

–لعنه الله - فكان اليهودي "و قد كلفوا اليهود بجمعها .نعام و منتجات زراعية أخرى أحبوب و يخرج بمحلته لقبض الضريبة فيضرب خباءه بوسط دواوير بني عامر من أولاد عبد الله و غيرهم ،ثم

يا ،فيصفد هذا في الأغلال و يضع على رجلي يتصرف فيهم تصرف الملك في رعيته بما شاء أمرا و .1"لى غير ذلك دون متعرض له إهذا الأكبال ،و يجلد هذا و يخلي سبيل هذا

م على كل من المرسى إو يرجع سبب لجوء الإسبان لى اليهود الى كون الإسبان بعد سيطرا ،لأن إسبانيا كانت تعاني إالكبير ووهران احتاجوا لى أموال لسد مصاريف الحاميات العسكرية

ا بالعالم الجديد ،لذلك فإن تغطية تكاليف أزمات اقتصادية نتيجة لكثرة مصاريفها في مستعمرابد من إيجاد مجال لذا لاوهران كان بفضل أموال الكنيسة الإسبانية والحملة على المرسى الكبير

ذا واليةفرض الضرائب على القبائل الملذلك تم و لأموال للحصول على ا لهم و أحسن من يقوم 2.الدور هم اليهود لعلاقتهم بالسكان

عداد إليها حكام وهران و المتمثلة في إلى المرحلة التمهيدية التي سعى إشارة و تجدر الإسبان ،بحيث ر المتعاونة مع الإالتحضيرات لعقد حفل ودي على شرف شيوخ القبائل و قادة الدواوي

ستدعاء شيوخ القبائل و أشرافهم قد مقابلتهم في حفل يتسلم في آخره إيقوم الحاكم العام لوهران بهؤلاء الشيوخ من طرف الوالي مختلف الهدايا ،هذا بعد مناقشة طويلة بين الطرفين حول المنتوج

مل الانتاج لكل منطقة إضبط جدول ،ينتج عنها فيما بعد الموافقة علىالزراعي و مقاديره حصائي و كان هذا الاتفاق يتم عادة في القصبة إلا إذا 3.و تحديد تسعيرة موحدة خاصة بالقمح و الشعير

.4لى مكان آخر إلى تمزوغة أو إاقتضت الظروف غير ذلك ،عندها يتم تغيير مكان الاتفاق

.35عبد القادر المشرفي ،مصدر سابق ،ص : 1

.151ص، مختار حساني ،مرجع سابق: 2

.179بلبوري سيد أحمد ،مرجع سابق ،ص : 3

4 :Diego Suarez Montanes, Op Cit , p 410.

~ 81 ~

:كان هذا الاتفاق مع القبائل حول قيمة الضرائب يتم على مرحلتين المرحلة الأولى تتم فيها لقاء الحاكم العام بجميع شيوخ و أعيان القبائل لدراسة مشاكل الانتاج

.و تسعيرته يقع هذا أثناء مأدبة غذاء تقام بالقصر اء حيث يستقبل فيها الحاكم العام كل شيخ قبيلة على ثم تأتي المرحلة الثانية بعد انتهاء مأدبة الغذ

1.من شيخ قبيلة الى آخر حدى ليمنح له مكافأة مالية تختلف

و يمكن تلخيص المقاييس المراعاة من طرف الإسبان في تسديد المنح و المكافآت لمختلف هؤلاء :الشيوخ بما يلي

.سلطة الشيخ و مدى تأثيرها على القبيلة -1.السياسية لدى الإسبان مكانته -2.من طرف قبيلته و قيمة ولائها الخدمات المقدمة -32.الاعتماد على كمية المحصول المدفوع كضريبة -4

:و أهم الضرائب التي كان يدفعها الأهالي للإسبان هي :ضريبة السيغورو :4-5-1

سبانية في وهران وثائق رسمية تسلم دارة الإسم الثمن ،بحيث تقدم الإإو كان يطلق عليها أيضا 3.بيان عن قبولهم لشروط ضريبة السيغورو لى زعماء القبائل ،و تعد هذه الوثائق بمثابة إ

التي كان .و قد حددت الإدارة العسكرية الإسبانية في وهران شروط تطبيق ضريبة السيغورو ذها بالحرف الواحد ،و أن أي خلل في يجب على القبائل القاطنة حول وهران و المرسى الكبير تنفي

:تنفيذها يعد صاحبها عاصيا و بالتالي عدوا لإسبان وهران ،و هي كما يلي و طبيعة دد المحاريث التي يملكها كل شخص،على شيوخ أو زعماء الدواوير التصريح ،و تسجيل ع-1

السيغورو ،كما أن هذه ممتلكاته ،و هذا من أجل تحديد كمية القمح و الشعير المخصصة لضريبة .الطريقة تعد وسيلة لمعرفة العدد الصحيح للسكان في كل دوار

ستقبال أحد من العرب المعادية في مقر إيمنع منعا باتا على العرب المسالمة الموافقة على ضيافة ،أو -2.ة لى القبائل المعادية للإسبان و لو لليلة واحدإإقامتهم و هذا ينطبق على أي شخص ينتمي

1 : Vallejo , Op Cit p359..180بلبوري سيد أحمد ،مرجع سابق ،ص : 2

3 :Malki noredine , Op Cit ,p 154.

~ 82 ~

يمنع على العرب المسالمة إبرام أية علاقة ،أو إجراء أي إتصال مع العرب المعادية ،أو الانضمام -3.إليهم

بأية معلومات أو أخبار تتعلق بالإسبان ،أو ممنوع على العرب المسالمة أن يزودوا العرب المعادية -4.كل ما يتعلق بوهران

ر المفروضة من طرف السلطات العسكرية الإسبانية لها إن التطبيق الصارم للتعليمات و الأوام-5م من أبراج المراقبة و أعالي الأسوار علاقة بتنقلات عرب السلام ،و هي بمثابة وسيلة لمراقبة تحركا

لى وهران إحتى لا يتم اختلاطهم بالعرب المعادية ،و على العرب المسالمة أن يلتزموا عند وصولهم :بالتعليمات التالية

.لسير فقط في الطرق المحددة وليس عبر الحقول ا-لا يعبرون الحقول ،و لا يطلقون صيحات الحرب أو إثارة الجنود و استفزازهم كما تفعل -

أن هناك شروط أخرى "دييغو سواريز "لى جانب هذه الشروط ذكر إو .العرب المعادية 1.موجودة في وثائق الضريبة المذكورة

تفاقيات السلمية معق ،و كذلك الإأنه كان مكلفا بتحرير هذه الوثائ" زدييغوا سواري" و يذكر2.السكان مقابل دفع الضرائب ،خلال السنوات الأخيرة من إقامته في وهران

ا في وهران ،و لم يكن فقد كانت بيد كريشتل أراض شرق وهران ،ينتجون فيها ثمارا كثيرة يبيعوم بأكثر من دجاجة في العام لكن في المقابل يتم تكليف ثنين من القبيلة يراقبان كل إالإسبان يطالبو

3.سبان بكل شيء ما يحدث في ميناء أرزيو و يبلغون الإ

:ضريبة الرومية:2- 4-5لى السلطة الاسبانية في وهران إضريبة يدفعها الأهالي القاطنون حول وهران الخاضعون للإسبان

ا الضريبة التي تدفع للرومي ،فكان كل دوار يدفع ا الرومية و المقصود كل سنة لينالوا الأمان ،يدعوDoblasضريبة من القمح تبلغ قيمتها اثنتان من الدوبلات ة ،و هي ضريبة غير عن كل خيم)(

و كانت ضريبة .4ثابتة يتحكم فيها عدد خيام الدوار ،كميات الانتاج و أهمية الدوار لدى الاسبان

.246- 245عبد القادر فكاير ،مرجع سابق ،ص ص : 1

2 :Malki Noredine ,Op Cit ,p 155.3 :Mohamed El Korso et Mikel de Epalza, Op Cit , pp 42-43.4 :A .Berbrugger ,Reprise d’Oran par les espagnols en 1732 , R.A , 1864 ,T8 ,p18.

~ 83 ~

28تساوي واحد دوبلا لكل م 1708الرومية التي دفعها العرب قبل تحرير وهران الأول في سنة .1( Berchalas)برشالا

تجمع في قصر الحاكم العام ،يجمع كل شيوخ في شهر جوان من كل سنة يتم في وهران تنظيمالقبائل و رؤساء العشائر و العديد من الفرسان و الفلاحين ،و ذلك من أجل تحديد قيمة ضريبة

الرومية ،و كان يقدم لهم مأدبة إفطار تحتوي على السمك و الفواكه الجافة و غيرها ،ثم تحدد قيمة من تبغ البرازيل و بعض النقود كمكافأة جزاءالدوبلة ،و بعد ذلك يكافؤ الشيوخ بكميات

م .2تعاوو عندما يتم تحديد قيمة الضريبة يتحصل الشيوخ على مكافأة ،ثمانية ريالات لكل دوبلا من

م كانوا يتحصلون على سندات من قبل 3القمح المدفوع من طرف الدواوير وجاء في تقارير أخرى أ.4دورو60،أو 80، 100التي استفادوها مثل صاحب الجلالة تبين الحصص

و من باب إبداء حسن النية في سداد هذه الضرائب يقدم كل شيخ دوار بعض أبنائه أو أقاربه كرهائن يستقرون مؤقتا في وهران على حساب الخزينة الإسبانية ،و حين يتأخر عن دفع الضريبة

،و يعلن هذا كتابيا و يعلق الإعلان على باب تلمسان عدوا لإسبانيالة إذا تجاوزها يعتبر تعطى له مهأو كنستال ،و يكون أمام المتأخرين حلان ،إما دفع الضريبة الذي يسبقه الاعتذار عن التأخر مع طلب مهلة أخرى ،و إما رحيل الدوار او القبيلة هروبا من الإسبان ،و في هذه الحالة تباع الرهائن

.5الملكيةو تصب المبالغ في الخزينة:الأسرى :4-6

لقد أثار موضوع الأسرى المسيحيين في أراضي الاسلام ،وفي الجزائر منها على الخصوص الكثير من الجدل ،و أسال الكثير من الحبر ،بينما ظل موضوع الأسرى المسلمين في الضفة الشمالية من

،يكتنفه الكثير من البحر المتوسط و منه الأسرى الجزائريين في اسبانيا أو في المناطق الموالية لها في أوربا الغموض ،و يلاحظ سكوت شبه تام للمصادر الغربية عن وضعية العذاب و التشريد و الأسر التي

.واحد برشالا يساوي أربعة أمداد : 1

2 :Henri Léon Fey ,Op Cit ,p 226 .3 :Ipid ,p225-226.

.248،مرجع سابق ،ص ر عبد القادر ،الغزو الاسباني فكاي: 4

.174كمال بن صحراوي ،مرجع سابق ،ص : 5

~ 84 ~

كان يتعرض لها الجزائريين خاصة ،و المسلمين عامة على أيدي قراصنة و لصوص البحر المالطيين 1.و الايطاليين و الاسبان و الفرنسيين و غيرهم

م، تم أسر ثمانية 1509سبان لوهران سنة حتلال الإإري جوليان بأنه عند يقول شارل أند. 2آلاف شخص

و بالنسبة لكيفية وقوع الجزائريين في الأسر فإن أغلب الأسر كان يتم عن طريق الغارات اورة لوهران و المرسى الكبير ،وفي هذا المفاجئة التي كانت القوات الإسبانية تشنها على القرى ا

يطار التحضير لحملته على الجزائر إسباني دي مونكادي و في القائد الإبأن الخصوص يذكر مارمول ن يخطفوا الماشية في سهول سفين ،و هي مجموعة سكنية كبيرة قرب أقرر مع القواد " م 1519سنة

غالطة جواسيس المغاربة وهران،توجد فيها عدة دواوير للعرب و البربر ، فتوجهوا نحو أرزيو القديمة لمفحملوا على ....الذين كانوا على أبواب وهران ،ثم عادوا فورا الى هذه المساكن في منتصف الليل

و اختطفوا خمسة عشر ألف رأس من الماشية الكبيرة و الصغيرة التي ...،ففاجئوهمخمسة وثلاثين قرية اورة ،و لم يأسروا سوى مائة و ستين من هؤلاء البرابرة الذين قد لاذوا بالفرار كانت في الجبال ا

ذه الغنائم إو عادوا م قام 1543و أثناء حملة دالكوديت على تلمسان سنة 3". لى وهران .4،كما تمكن من أسر ألف شخص لى سكان المدينةإبمهاجمة قافلة كانت تحمل المؤونة

حدى عشر إم ،1571نوفمبر 16و م1568أفريل 18نظم الإسبان في الفترة الممتدة بين أسير من 2160ستيلاء على غزوة انطلاقا من وهران و المرسى الكبير ،و تمكنوا خلالها من الإ

ا 26مختلف الأعمار ، رجالا و نساء و أطفال ،توفي منهم شخصا ،نتيجة للجروح التي أصيبوا حتفظ الحاكم العام إلى العرب المسالمة ،و قد إنتمائهم إشخصا عدما ثبت 25و أطلق سلاح

.5أسير 65لى إ52لوهران بعدد يتراوح ما بين ،كما كان السكان يفضلون الموت 6سبان يفضلون قتل أسراهم على إطلاق سراحهمو كان الإ

كنا نرى أحيانا الرجال و النساء ":"مونتانيس "على الوقوع في الأسر ،و يذكر في هذا الخصوص

.311،مرجع سابق ،ص عبد القادر ،الغزو الاسباني فكاير: 1

م ،تعريب 1830المغرب الأقصى من الفتح الإسلامي الى سنة –الجزائر –شارل أندري جوليان ،تاريخ إفريقيا الشمالية ،تونس :2. 324،ص 1978،الدار التونسية للنشر و الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ،تونس ،2محمد مزالي و البشير بن سلامة ،ج

.311،ص 2مارمول ،مصدر سابق ،ج : 3

4 :Ruff ,Op Cit ,p 94.5 :Malki ,Op Cit ,pp 185-186.6:Ipid ,p 162.

~ 85 ~

سلمون ، بينما كان آخرون يرفضون الاستسلام رغم الجراح التي كانوا يعانون منها ،و كانوا يست.1"لى عبيد إيطلبون الموت على تحويلهم

Lesمولاي بالحميسي"تصدرت كتاب فقد CaptifsAlgériens et L’Europe Chrétienne محمد بلخير"شعرية للشاعر أبياتا"

:في قوله,لم في الحصول على الحريةالعامية تعكس بصدق رغبة الأسير المسباللهجةيه قادر كل غريب لبلاد تد سلاك المغبون من وطن الكفار

يه قادر تبني الريح و الكاف توطالعدا و التزيار سلكني من ضيق .2يه فم ل س ي م ل تخ ي لا وم س الر ب ح ار ا الج ذ ه ن م ي ق ال ا خ سلكني ي

ستعبادي إلى وجود نظام إسبان على المنطقة الغربية للجزائر شنها الإيلقد أدت الغزوات التي سبانية ،فكانت وهران هي الموقع الرئيسي الذي تساق إليه الأسرى خضع له الجزائريون في المواقع الإ

الذين تم القاء القبض عليهم ،و كان عدد منهم يباع لصالح من يقدم مبلغا أكبر ،لأنه يوجد عدد تفظ الحاكم العام لصالحه بالعدد الذي كبر عدد من الأسرى ،و قد يحأكبير من الزبائن يودون شراء

.3يناسبه ،ثم يذهب بالباقي الى المدن الاسبانية المختلفةم 1551/ ه958ترجع لسنة سسيمانكاالإسباني ببحيث و جدت وثائق في الأرشيف

الجنوبية لى الموانئ إمثم ينقلومن ،و أسرى مسلمين من وهران سبانيا كانوا يشترون إذكر فيها أن تجار و الأعيان الذين ألى الأسواق الاسبانية ،حيث يباعون لأصحاب الأراضي إسبانية و منها الإ

م للعمل هناك :"في قصورهم ،كما وضحت لنا تلك الوثائق أسعار هؤلاء الأسرى فتقول يستعملو.4"سنة بيعت لأحد الإسبان بثمانين دينار 13و 12أسيرة تعرف باسم فاطمة عمرها مابين

م أهم ما جاء فيها أن مدينة مالقا 1520/ه 927كما جاء في احدى الوثائق ترجع الى سنة يوجد بأحد مراكزها ستة عشر أسير نقلوا من أراضي الدولة الزيانية ،و هناك واحد وثمانون شخصا

مالقا و بيعوا لى مدينةإأسروا من أراضي الدولة الزيانية ،فنقلوا من وهران ،بواسطة الأسطول الإسباني

1:Montanes ,Op Cit , RA 1865 ,T9 ,p79.2 : BELHAMISSI (Moulay), Les Captifs algériens & l’Europe Chrétienne (1518 -1830), (ENL), Alger, 1988,p 8.

.320مرجع سابق ، ص ،ر عبد القادر ،الغزو الاسباني فكاي: 3

.181-180مختار حساني ،مرجع سابق ،ص ص : 4

~ 86 ~

،و لم يكن نقل الأسرى لمالقة فقط ،بل نجد الميرية تحتوي على 1في أسواق العبيد بالمدن الإسبانية .2مجموعة من الوثائق تتعلق بالمبادلات التجارية و منها تجارة العبيد

م على احدى المناطق السكانية حول مدينة وهران عاد ب 1549خلال حملة دالكوديت سنة عشر نساء اثنا عشر أسير بطريقة المزاد في الساحة العامة للمدينة ،من بينهم أسير ،بيع منهم 75

تالية ،تونس ،عربية ،ملوزة ،عائشة ،مريم ،ملشة :سنة و هن 40سنة و 25تتراوح أعمارهم بين أما .،تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و ثلاث سنوات و كان لبعضهن أطفال . طمة ،يطو ،عائشة فا

الأسيران الآخران ،فأحدهما يدعى علي عمره ست سنوات ،و الآخر اسمه قوحاك و عمره ستون سنة و كانت الأسعار تختلف حسب الجنس .بيع الطفل بخمسة عشر دوبلا ،أما العجوز بخمسة دوبلات

و بعد .دوبلا ،أصغرهن سنا هي الأغلى ثمنا48و 8سن ،و أما النساء فتراوحت أسعارهن بين و السنة بأربع و أربعين دوبلا ،و ستة رجال آخرون تتراوح أعمارهم بين 27يومين بيع رجل و عمره

.3ثمنا دوبلا ،أكبرهم سنا أقل32و 5العشرين و الخمسة و خمسين سنة بثمن تراوح بين سرى المسلمين ة لعملية افتداء الأسرى فإن أغلبها كان يتم عن طريق التبادل بين الأببالنسو

م ،بعد جهود 1768،بحيث وقع تبادل في صفوف الأسرى بين الطرفين سنة و الأسرى الإسبان ،حيث اشترط م 1768سباني ،انتهت باتفاق في شهر أكتوبر من سنة كبيرة من الطرف الإ

إطلاق جميع ما لديها من الأسرى مقابل افتداء الأسرى الإسبان الموجودين في سبانيا إالجزائريون على أسيرا اسبانيا حرروا عن طريق دفع مبالغ مالية 712أسيرا مسلما مقابل 120الجزائر ،فأطلق سراح

ق سراح أسيرين مسلمين عن م ،أين اشترطت الجزائر اطلا1773و أعيدت الاتفاقية نفسها سنةذه الطريقة تم تحرير .4من الأسبان 570من الأسرى المسلمين و 1106كل أسير اسباني ،و

ه ،أتى الاصبانيول للصلح 1199فلما كانت سنة :"ورد في مذكرات أحمد الشريف الزهار سرى الباقين من الاصبانيول و أتوا معهم بالأسارى الذين معهم ،و أبدلوهم النصارى الأسرى ،أما الأ

دورو و كذلك لأهل البلاد قيمة الأسرى الذين بأيديهم ألف .فدفع عنهم ألف دورو على الرأس

. 182، ص نفسه: 1

. 181نفسه ،ص : 2

.320،321ص مرجع سابق ، ص،ر عبد القادر ،الغزو الاسباني فكاي: 3

م الاجتماعية في مدينة الجزائر خلال الفترة العثمانية ،رسالة ماجستير ،جامعة :4 حفيظة خشمون ،مهام مفتدي الأسرى و التزاما.25ص ، 2007-2006منتوري قسنطينة ،

~ 87 ~

م قبل الداي عرض رجال 1755و في سنة ، 1"لكل رأس ،و حملوا الأسارى ووقع بينهم الصلح .2أسير مسيحي 20أسيرا جزائريا مقابل 370الدين المسيحيون و القاضي بتحرير

جانفي 15لى حاكم وهران مؤخرة بتاريخ إفي رسالة بعثها ملك تلمسان مولاي عبد الله و م ن العرب الذين تم أسرهم من طرف أشخاص من مديإ:"هم ما جاء فيها أم 1530 نة قرطبة فإم له مقابل 3( Tabekrit)"تبقريت "لى منطقة إينتمون 500و طلب من جلالته إعاد.4"دوبلا

سبان في وهران ،دفع الأموال كان يتولاها رجال و من بين طرق تحرير الاسرى الجزائريين لدى الإم تم افتداء عدد من 1512-م1511من القبيلة لديهم أسرى لدى الاسبان ،فخلال سنتي

خمسة عشر (،أحمد ) ثلاثون سنة (،محمد البدوي ) سبع سنوات (الأشخاص ، نذكر منهم محمد ( Doblas)الى عشرة دوبلا ،و قد تراوحت حقوق تحريرهم من وهران ما بين ثمانية) سنة

.5للشخص الواحد حسب السن

أحمد الشريف الزهار، مذكرات الحاج أحمد الشريف الزهارنقيب أشراف الجزائر ،تحقيق أحمد توفيق المدني ،الشركة الوطنية للنشر :1. 34،ص 1980و التوزيع ،الجزائر ،

2 : BELHAMISSI (Moulay), Les Captifs algériens ,Op Cit ,pp 84-85..ميناء صغير يقع قرب رأس هون : 3

4 :Primaudaie ;Documents ,R A 1875 ,Op Cit ,p 17.. 327عبد القادر فكاير ،الغزو الاسباني ،مرجع سابق ، ص : 5

~ 88 ~

:و أهم ما يمكننا إستخلاصه من هذا الفصل ما يلي لقد ترتب عن الوجود الإسباني في وهران و المرسى الكبير تحالف بعض قبائل الغرب الجزائري تمع الجزائري في المنطقة الغربية من مع الإسبان ،و قد تسبب ذلك في حدوث شرخ في صفوف ا

.البلاد ،و قد ساهم ذلك من دون شك في إستمرار بقائهم مدة طويلة في وهران و المرسى الكبيرنتج عن الإحتلال الإسباني لمدينة وهران و المرسى الكبير لمدة تقارب ثلاثة قرون ،تعرض كما

اورة للموقعين إلى غارات مفاجئة كان يشنها الإسبان ضد قبائل المنطقة خاصة قبائل المنطقة ا.ونة معهم القبائل المعادية لهم و كثيرا ما كان الإسبان يشنون غارات حتى على القبائل المتعا

،كما كانت هذه القبائل مكانت القبائل المتعاونة مع الإسبان مجبرة على دفع ضرائب لهم من أغنام و معز و تمور و غيرها و بالمقابل كانوا تجار تتعامل مع الإسبان عن طريق بيع منتوجا

القبائل جواسيس و أعين كما إتخذ الإسبان من تلك .يشترون من الإسبان القطن و الورق و البندق م بكل شيء خاصة فيما يتعلق بوضعية القبائل المعادية لهم و ذلك لكي يتمكنوا من لهم يعلمو

.الإغارة عليها إن أهم ما تعرض له سكان قبائل الغرب الجزائري هو الوقوع في الأسر ،بحيث كان الإسبان

مالية ضخمة أو لغرض إستعمالهم في يستولون عليهم إما بغرض بيعهم في الأسواق مقابل مبالغوخاصة في التجديف ،و قد تعرض لهذه العملية الناس من مختلف الأعمار سواءمختلف الأشغال

دن الإيطالية من أجل ذكرا أو أنثى ،كما كان الإسبان يقومون بإرسال الأسرى المسلمين إلى المكانوافة ،إما عن طريق الإفتداء بالمال ،أو عن بيعهم هناك ،و كانت طرق تخلص بعضهم من الأسر مختل

.م 1786طريق التبادل خاصة بعد توصل البلدين إلى إبرام معاهدة الصلح سنة

~ 89 ~

:الفصل الثاني قبائل الغرب الجزائري و علاقتها بالأتراك

العثمانيين.بايلك الغرب الجزائري و خصوصيته -1.العثمانية قبائل المخزن و علاقتها بالسلطة -2.قبائل الرعية و علاقتها بالسلطة العثمانية -3.القبائل المتحالفة وعلاقتها بالسلطة العثمانية -4.القبائل المستقلة و علاقتها بالسلطة العثمانية -5.تأثير المغرب الأقصى على قبائل الغرب الجزائري-6

~ 90 ~

ا عن غيره من الختناولت في هذا الفصل بايلك الغرب الجزائري و أهم صوصيات التي تميز أهم قبائل المخزن الموجودة في الغرب الجزائري ،تعريفها و أهم الأماكن ذكرت البايلكات ،ثم

ا هذه القبائل ،و أبرز الإمتيازات التي كانت ا الإستراتيجية التي تتمركز .تتمتع ثم أشرت إلى أهم قبائل الرعية الموجودة ببايلك الغرب الجزائري و علاقتها بالسلطة العثمانية مع

ذكر أهم الضرائب التي كانت تدفعها هذه القبائل للأتراك العثمانيين ،ثم عرجت على قبائل الغرب أهم الأسباب التي أدت منذ إستقرارهم في هذا البايلك و الجزائري التي تحالفت مع الأتراك العثمانيين

.العثمانية إلى التحالف مع هذه القبائل ةبالسلطالمستقلة عن السلطة العثمانية في الغرب الجزائري ،و أهم أسباب إعلان كما تطرقت إلى القبائل

ا و عدم خضوعها للبايلك .عصياخاصة القبائل التي تقع على و أخيرا ذكرت تأثير المغرب الأقصى على قبائل الغرب الجزائري،

اك العثمانيين أو لسلاطين ابتة في ولائها سواء للأتر ثالحدود بين المغرب و الجزائر و التي كانت غير .الأقصى المغرب

~ 91 ~

:و خصوصيتهبايلك الغرب الجزائري-1ا الجزائر ،تأسست في مطلع القرن السادس عشر ،سلطة جديدة بمدينة بعد أن حل ة الذي تقدم لهما به أهالي مدينةالأخوان عروج و خير الدين بربروس ،اللذان استجابا لطلب المساعد

فدخلت ت الوضعية المالية لدولة الزيانيين بتلمسان ر تدهو –أهم موانئها –،و بفقدان وهران 1الجزائر ،و انحصرت سلطتها الدولة الزيانية 2عمائها أجزاء شاسعة من أراضيها تحت نفوذ شيوخ القبائل و ز

في مدينة تلمسان و الضواحي التابعة لها ،و انفصل الجزء الشرقي من المملكة بصفة واضحة حيث .3بزعامة حميد العبد إمارة في تنس " عرب الأمحال "أسس

4بدأ الأتراك العثمانيون بتأسيس الدولة الجزائرية الحديثة ،بالقضاء على سلطة الثعالبة بالجزائر

م التي كانت تحت حكم حميده العبد 1516/ه922سنة ثم توجهوا غربا فأخضعوا إمارة تنسفأصبح بحيث و بعد مقتل سالم التومي تحالف مع ابن هذا الأخير ضد عروج ،إلا أنه فشل في محاولته

. 5سبان بعد ذلك ،حليفا لخير الدين ،و كان يتعامل في نفس الوقت مع الإو على ما يبدو أن حسن بن خير الدين ،كان أول من وضع الأسس الأولى للإدارة

ه 968دينة الجزائر في عام لى مإالعثمانية في بايلك الغرب ،و قبل أن يعود من حصار و هران سبانية و تفاديا للغارات الإ6ايا ية في مستغانم ،و عين أبا خديجة بحامية عسكر م ترك 1563/

لى المناطق إالقادمة من وهران ،و التحكم أكثر في قبائل المنطقة الغربية ،فضل الباي نقل مقر إقامته 7.ختار مازونة مقرا للبايلكإالداخلية ،ف

تولى أمر بايلك الغرب في بداية العهد العثماني بايان اثنان ،أحدهما مقره مازونة و الآخر - م 1686(م وحدهما الباي مصطفى بن يوسف بوشلاغم المسراتي 1706و في عام .تلمسان

مجهول ،كتاب غزوات عروج و خير الدين ،تصحيح و تعليق نور الدين عبد القادر ،المطبعة الثعالبية و المكتبة الأدبية ،الجزائر :1.44–27ص ص ،1934

2 :Ruff ,Op Cit ,pp 13-17.3 :Belhamissi moulay ,Histoire de Mostaganem des origines a l’occupationfrançaise centre nationale d’Etudes historique ,Alger , 1976 , pp 55-67.4 :Laugier de Tassy ,Op Cit , pp 11-13.5 :Walsin Esterhazy ,De la domination turque dans l’ancienne régence D’AlgerLib de Charles Glosslin ,Paris ,1840 ,p 126.

.192محمد بن يوسف الزياني ،مصدر سابق ،ص : 6

7 :Walsin Esterhazy ,Op Cit ,p 163.

~ 92 ~

لى معسكر ،و هذا حتى يقترب أكثر من إ،و نقل عاصمة البايلك الى قلعة بني راشد ،ثم )م1733. 1وهران

كانت رقعة بايلك الغرب الجغرافية في العهد العثماني تمتد من البحر الأبيض المتوسط شمالا و يكتسي .لى بايلك التيطري و دار السلطان شرقا إ،و من الحدود المغربية غربا 2لى الأغواط جنوبا إ

المملكة :تجمعات بشرية ستراتيجي أهمية بالغة ،ذلك أنه يتفتح على عدة كيانات و هذا الموقع الإو بايلك التيطري و دارالمغربية ،و أوربا ،و المناطق الصحراوية من خلال القوافل التجارية ،

.3السلطان لى عدة أجزاء تعرف بالأوطان ،و يحتوي كل وطن على مجموعة من القبائل إقسم البايلك

أما الشيوخ فكانوا .موعة من الأوطان قائد و كان يعين على كل وطن أو مج.و الأعراش ،و الدواوير 4. ير و يعينون على القبائل و الدوا

يعينه الداي ،باقتراح من الباي ،على من القائد ،الذيو كان الجهاز الاداري للوطن يتكون وهو في الغالب من أصل .رأس الوطن أو مجموعة من الأوطان ،و كانت تربطه علاقة مباشرة بالباي و كانت مهمته تتمثل في .تركي أو كرغلي أو من الأعلاج ،و يمكن أن يكون أحيانا من أصل عربي

وخها ،و يسهر على الأمن ،و السير الحسن شراف على شؤون القبائل ،التي يحكمها بواسطة شيالإ. 5في المناطق الخاضعة لهللأسواق ،التي كانت تعقد

كان شيوخ القبائل يتمتعون بسلطات واسعة مما جعل منهم زعماء المناطق الريفية الحقيقيون فقد كانوا في أواخر العهد الزياني بتلمسان مصدر قوة الدولة الفعلية و مواقفهم السياسية كانت

م وجدوا واقعا اجتماعيا و سياسيا متجدرا في 6حاسمة الماضي ،تمثل و عندما حل الأتراك بالجزائر فإ،بحيث حافظ العثمانيون على هذا 7في وجود عدة كيانات سياسية محلية تمثلت في المشيخات

.95-80،ص 2002،وهران ،2ع ،ط يحي بوعزيز ،مدينة وهران عبر التاريخ ،دار الغرب للنشر و التوزي: 1

ابن سحنون الراشدي ،الثغر الجماني في ابتسام الثغر الوهراني ،تحقيق و تقديم المهدي البوعبدلي ،منشورات التعليم الأصلي : 2.12م ،ص 1973سلسلة التراث ،مطبعة البعث ،قسنطينة ،

. 16الواليش فتيحة ،مرجع سابق ،ص : 3

. 53أرزقي شويتام ،مرجع سابق ،ص : 4

.54، ص نفسه : 5

6 :Rufe ,Op Cit , pp 13-16.. 76عمر حرفوش ،مرجع سابق ،ص : 7

~ 93 ~

بإبقائهم على سلطة شيوخ القبائل ،و دعمهم لشيوخ الزوايا و ذلك ،في الأرياف التنظيم الاجتماعي1.الصوفية ،مما يمثل ازدواجية في السلطة الادارية و الطرق

و على العموم فقد تركت السلطات أمور الادارة الداخلية لشيوخ القبائل المنحدرين من العائلات فكان كبير الشيوخ الذي ترأس شيوخ الفرق ،يعامل كخليفة للقائد التركي ،لذلك سمي بشيخ الكبرى

بشيخ غريب الشيوخ ،لأن السلطات كانت على دراية تامة بأن أعيان تلك القبائل لم يكونوا ليقبلواعن قبيلتهم ،لذلك أبقى البايلك و بصفة وراثية على عادة رئاسة شيوخ بعض العائلات لتلك

.2القبائل م هو الطابع العسكري ،نتيجة الصراعات 1792ن الطابع الذي ميز بايلك الغرب قبل إ

حتلال جانب الإلىإالمستمرة بين الأتراك العثمانيين من جهة و سلاطين المغرب من جهة أخرى ،سباني في كل من وهران و المرسى الكبير ،و من ثم كان على سكان المنطقة الغربية من إيالة الجزائر الإ

لغ الأثر على جميع جوانب فكان لهذا الوضع با) حالة استنفار دائم (التأهب باستمرار لأي طارئ انعكس سلبا على الزراعة ،و كذا على الحياة ،فعدم الاستقرار خارج المدن الكبرى و الجبال المنيعة

ا أثناء العمران ،ليصبح المصدر الرئيسي في الثروة يتمثل في تربية الماشية ،حتى يسهل الانتقال .3نشوب معركة ،أو قدوم غارة ما

و هذا الوضع جعل تنظيم البايلك أكثر سهولة من جهة ،و أشد قوة من جهة أخرى ،بحيث كان لى حدود دار السلطان إو التي تمتد من مازونة :ثلاث قيادات كبرى ،قيادة الشرق لى إالبايلك مقسما

و يتولى أمرها خليفة الباي ،أما القيادتان الباقيتان فقد كانتا تشملان باقي الأقاليم ،و تديرهما قبيلتي إلا و لا يباشرهالعمل فيما بينهم ،أربع أغوات يتقاسمون االدواير و الزمالة ،و قد كان لهتين القبيلتين

ثنين فقط ،في الوقت الذي يستريح فيه الآخران ،و قد كان آغا الزمالة و آغا الدواير مجبرين على إتنسيق الأعمال بينهما لأن السكان الواقعين تحت نظر هذا متداخلون مع السكان الواقعين تحت

ناصر الدين سعيدوني ،ورقات جزائرية ،دراسات و أبحاث في تاريخ الجزائر في العهد العثماني ،دار الغرب الاسلامي ،بيروت :1.254،ص2001لبنان ،

.77حرفوش ،مرجع سابق ، ص عمر : 2

)1831-م 1792/هـ1246-هـ 1206(سميرة طالي معمر ،القوى المحلية في بايلك الغرب في أواخر العهد العثماني:3. 42،ص 2009/2010مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث ،جامعة الجزائر ،

~ 94 ~

و كان ذلك متعمدا من طرف الأتراك العثمانيين حتى إذا فكر أحدهما في التمرد ،أمكن .نظر ذاك .1حباط مشروعه في كل نقطة من نقاط سلطتهإالآخر

غلبية ن سكان الأرياف خلال العهد العثماني ،كانوا يمثلون الأتجمع المصادر التاريخية على أا الساحقة و هم يعيشون في قبائل متناث رة ،فكانت القبائل القاطنة في المنطقة التلية تعتمد في حيا

اليومية على الزراعة نظرا لخصوبة التربة ووفرة المياه ،أما القبائل المنتشرة في الهضاب و الصحراء ،فكان .2أساسها يتمثل أساسا في تربية المواشي

لى طبقتين أو على إالبدو ينقسم:"يقول حمدان بن عثمان خوجة عن سكان الأرياف ما يلي لى نوعين من السكان ،فالذين يسكنون السهول هم العرب الحقيقيون ،أصلهم من الشرق إالأصح

و ينحدرون من قبائل عربية ،أمل الذين يسكنون الجبال أو الأماكن الوعرة ،فهم البرابرة الحقيقيون .3"الذين تختلف لغتهم عن لغة العرب

لى سكان سهول يشتغلون إو يمكن تصيف سكان الريف من حيث نوعية نشاطهم الاقتصادي بزراعة الحبوب أو سكان الجبال يشتغلون في البساتين و غراسة الأشجار المثمرة ،أو أجراء في فحوص

ن و رعاة ينتشرون في السهوب أو رحلا يجوبون الصحراء ،غير ألمدن أو خماسة لدى ملاك الأراضي أاالتقسيم لا يمكن أن يوضح لنا الحياة الاجتماعية في الريف الجزائري في ذلك العهد كما يوضحها هذا

التقسيم المبني على أساس علاقة هذه الأقسام أو الطبقات بالسلطة العثمانية الحاكمة ،و سكان ذا الاعتبار إما قبائل متعاونة مع الأتراك ة مقابل امتيازات ،تقدم للبايلك خدمات منوعالأرياف

محددة ،و إما قبائل متحالفة تأخذ منها اللزمة ،و إما قبائل ممتنعة عن سلطة البايلك محصنة عن ا بمواقعها الجبلية ،و إما قبائل الرعية الخاضعة لجميع المطالب المخزنية .4سطوة محلاهران و المرسى لقد عرف بايلك الغرب ظروف خاصة تمثلت أساسا في الوجود الاسباني بو

لى عامل طرد للقبائل خاصة من إالكبير مما أثر على توزيع السكان في هته المنطقة ،بحيث تحول سيطرت القبائل المخزنية على كما عرف البايلك أيضاالمناطق القريبة من وهران و المرسى الكبير ،

من %78بحيث امتلكت أجود الأراضي الواقعة بين وادي المالح غربا و مينا و الشلف شرقا ،

.43-42،ص ص سميرة طالي معمر ،مرجع سابق: 1

. 98أرزقي شويتام ،مرجع سابق ، ص : 2

.53حمدان بن عثمان خوجة ،مصدر سابق ،ص : 3

م ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ،جامعة 1830-1671أحمد بحري ،الحياة الاجتماعية بالجزائر في عهد الدايات :4.58،ص 2001/2002وهران

~ 95 ~

هــ ،و بذلك 100000السهول الوهرانية ،و سيطرت قبائل الدواير القوية وحدها على أزيد من .1لى النزوح نحو المناطق الجبلية أو السهول المقفرة إاضطرت قبائل الرعية

ئل كانت القبائل في بايلك الغرب منقسمة في الأساس بين قبائل مخزنية خادمة للسلطة و قبامتيازات ،و قبائل ممتنعة يصعب الوصول إليها ،و بين هذه و تلك رعية خاضعة تقع إمحالفة لها مقابل

عليها الأعباء الضريبية المختلفة و تشكل أكبر نسبة ضمن النسيج البشري المعمر للريف ،و لذلك .2"لم تكن القبائل كلها على مرتبة واحدة ،فمنها الآكلة و منها المأكولة :"قيل :قبائل المخزن و علاقتها بالسلطة العثمانية –2

،و يعود "المخزن "رتبطت الإدارة العثمانية بالجزائر و بالخصوص في المناطق الريفية بمصطلح إا دول المغرب قبل الفتح الاسلامي إأصل هذه الكلمة لى تلك المؤسسة الإدارية ،التي أنشأ

داريين المكلفين بتسيير و حفظ محصولات الضرائب العينية المكدسة في الأعوان الإو المتمثلة في . لى أن أصبح هذا اللفظ يطلق على تلك الإدارة نفسهاإ،"المخازن"

لى أن أصبح إو قد تطور معنى هذا اللفظ ،ليشمل كل الأعيان الإداريين التابعين للبايلك تقريبا ،.3"سلطة أو حكومة "مرادفا لكلمة في العهد العثماني ،لفظا

ا قبائل المخزن سعيدوني ناصر الدين عرف ي صطناعية متمايزة إمجموعات سكانية تعميرية :"بأفي أصولها ،مختلفة في أعراقها ،فمنها من أقره الأتراك العثمانيون في الأراضي التي وجدت عليها لتكون

ضي لتستقر عليها ،و منها من استقدم كأفراد مغامرين أو سندا لهم و منها من أعطيت لها الأرا.4"متطوعين من جهات مختلفة ، لتؤلف جماعة شبه عسكرية ترتبط مصالحها بخدمة الحكومة التركية

ن المخزن هو الناصر للدولة كيفما كانت ،وحيثما إ:"وقد عرف المزاري المخزن بقوله و سمي بذلك ،اليه مخزني،ومخازني،مفرد المخازنية في تحقيق المبانيوجدت و تملكت و باتت ،و النسبة

لأنه يخزن بصدره ما يؤلمه الى وقت الظفر وحصول الانتقام فيفعله بصاحبه و به يلزمه ،وقد يطلق 5."لى دار المخزنإني ذاهب إالمخزن مجازا على دار الحاكم نفسها في المستبن و منه قولهم

.56-51،ص ص 2009-2008الغرب ،مذكرة ماجستير ،جامعة وهران ،قدور بوجلال ،العلم و العلماء في بايلك : 1

.246كمال بن صحراوي ،مرجع سابق ،ص : 2

.39عمر حرفوش ،مرجع سابق ، ص : 3

.258،مرجع سابق ،ص ، ورقات ناصر الدين سعيدوني: 4

.30ص مصدر سابق ،المزاري آغا بن عودة ،:5

~ 96 ~

القبائل المحلية العريقة ،التي كانت تحتل : لى ثلاثة أنواع هي إيمكننا تصنيف قبائل المخزن قعها عرضة للحملات الأراضي الخصبة ،الواقعة في المناطق التلية ،أو القريبة من المدن ،و قد جعلها مو ل الاحتفاظ بأراضيها العسكرية و سهلة المنال ،و لهذا فضلت منذ البداية التعامل مع العثمانيين مقاب

.و الانتفاع ببعض الامتيازات ،و التمتع بحق استخلاص الضرائب من قبائل الرعية و هناك قبائل شكلها الأتراك العثمانيين من عناصر غير متجانسة ،تنحدر من أصول مختلفة

الفارين من قبائلهم و كان معظم أفراد هذه القبائل الاصطناعية ،من مغامرين ،و مغتنمي الفرص ،و دارة الأصلية ، تفاديا لمبدأ الانتقام ،الذي اتخذ ضدهم ،و العبيد الذين تم عتقهم ،و كانت الإ

العثمانية تجند من تلك القبائل فرسان فرق الزمالة ،و الدواير ،و العبيد ،و تم تدعيم هذه القبائل .بالعناصر الكرغلية و العثمانية بائل المخزن ،فكان يتكون من بعض القبائل الممتنعة ،أو المستقلة ،التي أما الصنف الثالث من ق

ا لم تكن تلتزم بالوضع الذي فرض أرغمت عن طريق القوة على الدخول ضمن قبائل المخزن ،إلا أشعرت بضعف الإدارة ،لانشغالها بقضاياها الداخلية و الخارجية ،تقوم بشق عصا ذ كلما إعليها

.1لى وضعها الأصلي إعن وضعها المخزني ،لتعود الطاعة ،و تتخلى ستراتيجية ،و في ضواحي المدن كانت تتمركز قبائل المخزن ببايلك الغرب في الأماكن الإ

و الحاميات لتسهيل حركة مرور الجنود ،و في الأسواق ،و بجانب مخازن الحبوب و الطواحين و غيرها و تكلف بحراسة الأبراج و الحصون ،و الممرات الرئيسية ،و المسالك الجبلية ،و كان يعتمد عليها في

،فإذا تتبعنا 2استخلاص الضرائب و حفظ الأمن ،و كانت تتمتع باستخلاص الضرائب غير الشرعية العديد من مثلا الطريق السلطاني الرابط بين مدينة الجزائر و كل من مدينتي وهران و معسكر ،نجد

مخزن بوحلوان بالقرب من : قبائل المخزن المستقرة حوله ، فمن الشرق نحو الغرب نجد على التوالي لى الغرب من مليانة ،مخزن بني يحي على وادي الروينة ،زمالة البغدادي إمليانة ،مخزن أولاد الصحاري

شلف ،عزارة عند ملتقى وادي بوادي الفضة ،مجموعتين من قبائل الزمالة عند ملتقى واد اسلي بالمجموعتين من قبائل الزمالة عند ملتقى واد مينا بالشلف ،فمخزن الصحاري على واد رهيو بالشلف ،

.3الهليل ،ثم مجموعات الدواير و الزمالة المنتشرة بين وهران و معسكر

.326- 235أرزقي شويتام ، مرجع سابق ،ص ص : 1

.53،مرجع سابق ،ص دحماني توفيق ،النظام الضريبي : 2

3 : Warnier et Carette, Description et division de l'Algérie, Librairie De L .Hachette ,Paris , 1847 ,p 49.

~ 97 ~

كما كانت تتمركز على الطريق الرابط بين مدينة وهران و مليانة ،كما تم وضع فرق أخرى على .1طول الطرقات الرابطة بين وهران و مستغانم و مازونة ،و معسكر و تلمسان

كانت قبائل المخزن في بايلك الغرب تظهر على الخريطة في توزيعها على شكل خطين متوازيين لى منتصف وادي الشلف ،و الثاني في أطراف إب الجبال التلية ،من سبخة وهران لأول يأخذ جوانا

.2الصحراء من سعيدة الى سبدو ،و هو كان يسمح بمراقبة قبائل الرعية لعل أهم منطقة تمركزت فيها قبائل المخزن في بايلك الغرب هي السهول الوهرانية التي كانت

تعاونين معهم من بني عامر ،و أيضا لوضع حد لتدخلات عرضة للتهديد من طرف الاسبان و الما يقتصر غالبا على المغاربة ،و للتمردات و الانتفاضات الداخلية ،أما باقي المناطق فتواجدهم أغراض اقتصادية و عسكرية و استراتيجية ،حيث نجد مثلا مخزن بوحلوان عند مضيق وادي جر

و مخزن أولاد الصحاري عند قنطرة الشلف غرب مليانة ،و مخزن عمراو بجزار برج سباو ،و مخزن أولاد 3. خليف عند سوق اللوحة بنواحي تيارت

المخزن الشرقي و المخزن الغربي :مخزن وهران مشكلا من قسمين هما ذكر المزاري أن ،و صبيح ،و أولاد العباس ،و غيرهم من أهل فالشرقي هو نجع المكاحلية ،و أولاد سيدي العريبي

النواحي الشرقية من واد مينا الى واد الشلف ،أما الغربي فهو نجع الدواير و الزمالة و الغرابة.4البرجيةو

فذكر أن مخزن وهران كان يتألف من سبعة عشر قبيلة ) Esterhazy( أما استرهازيالدواير و الزمالة ،و الغرابة ،و البرجية ،و بني شقران ،و شربريح ،و سجرارة ،و بني غدو :هي

و المكاحلية ،و أولاد أحمد ،و أولاد بوغرارة ،و و عكرمة ،و أولاد سلامة ،و أولاد العباس ،و أولاد .5الشراقة خويدم ،و الحشم ،و عبيد

ا ،فكل شاب يتعدى عمره ست عشر سنة ،له لقد كانت كل عشيرة مخزنية تقوم بتعب ئة شباوعليه يتضاعف . الحق أن تمنحه عشيرته فرسا و سلاحا ،و يستعد للخروج صحبة جيش الباي للغزو

.240- 239أرزقي شويتام ،مرجع سابق ، ص ص : 1

2 :Emerit ,(m) ,Les Tribus privilégiées en Algérie dans la première moitié du XIXsiècle , in Annales économies ,sociétés ,civilisations , N 1,Année 1966 , p 52 .

1984،الجزائر ،ة الوطنية للكتابناصر الدين سعيدوني ،المهدي البوعبدلي ،الجزائر في التاريخ ،العهد العثماني ،المؤسس: 3.106ص. 30،ص 1،مصدر سابق ،ج آغا بن عودةالمزاري: 4

5 :Walsin Esterhazy ,Op Cit ,p266 .

~ 98 ~

1و الزمالة موعات المخزنية قبيلتي الدواير الحاملين للسلاح سنويا ،ونجد على رأس هذه اعدد

لى عهد الباي محمد الكبير ،فعندما حل الطاعون ببايلك الغرب إبحيث تعود تسمية الدواير و الزمالة لى بلاد أولاد سليمان أحد بطون بني عامر ،و نصبت له هناك خيمة حمراء إانتقل الباي رفقة حاشيته

من الوبر ليسكن فيها ،فجعل خدما في دائرة خيامه ،فاتخذوا منذ ذلك الوقت تسمية الدواير ،و عين ،و بذلك أصبحوا ) المخزن الثابت للفرسان (فأطلق على هؤلاء تسمية الزمالة آخرون لحمل أثقاله

.2زمالة الباي و دوائره يمكننا أن نميز ثلاث فترات متعاقبة تم خلالها إقرار قبائل المخزن بالمنطقة الغربية للجزائر تحكمت

:فيها الظروف التي عاشتها هته المنطقة لى الثلث الأول من القرن السادس عشر الميلادي ،خلالها تمكن إو تعود : الفترة الأولى -أ

العثمانيون من مصادرة أراضي قبيلة الأمحال بالسهول الخصبة الممتدة من البحر الى سفوح الأطلس ر الشلف و مينا ،بما في ذلك مدينتي أرزيو و مستغانم ،حيث لا إالتلي ،و من وادي صلادو لى

سم هذه القبيلة العنيدة ،فمكثت قبائل المخزن بالأراضي المصادرة ،و من ثم يزال برج الأمحال يحمل اائي لمقاومة قبائل الأمحال ،و أجبرت الفلول الباقية منها تم التقليل من الخطر الاسباني ، ووضع حد

ري الشلف و مينا إ .لى الانعزال في أراضي مجيرد الواقعة الى الغرب من م ،تمت مصادرة أراضي قبائل بني عامر 1708قب تحرير وهران الأول عام ع:الفترة الثانية - ب

م للإسبان ،و بذلك استطاع الباي مصطفى بوشلاغم توطين الزمالة و فليتة عقابا لهم على مساعدا و الدواير من جديد بالسهول القريبة من وهران ،سعيا منه للحيلولة دون أية محاولة أخرى قد يقوم

.و المغاربة الاسبان أم ،فقام 1792سبان من وهران للمرة الثانية و الأخيرة سنة رتبطت بطرد الإإ: الفترة الثالثة - ج

الباي محمد الكبير باقرار مجموعات الدواير و الزمالة في الجهات المحيطة بوهران ،بحيث هذه القوة شائر حميان ،و قبائل بني عامر ع:سبان من العرب مثل تكفل له القضاء على شوكة المتعاونين مع الإ

.82،مرجع سابق ، صسميرة طالي معمر : 1

،دار اليقضة محمد بن الأمير عبد القادر ،تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر و تاريخ الجزائر ،شرح و تعليق ممدوح حقي :2.217م ،ص 1964بيروت ،،2ط ج في مجلد واحد ،2العربية للتأليف و الترجمة و النشر ،

~ 99 ~

و في مقدمتهم أولاد عبد الله و قيزة المشهورين باخلاصهم للإسبان و بذلك اكتمل دور قبائل المخزن .1في تدعيم سيادة الأتراك العثمانيين بالإيالة الجزائرية

وقد اكتسبت قبائل المخزن بفعل الانتساب و النشأة و الاستقرار على أراضي البايلك كيانا ا القديمة و مواطنها الأصلية إلا ما علق بتسميتها الجديدة مستقلا متميزا، و لم تعد تعرف من أنسا

ا تسميات في حين اتخذت غالبيته.كقبائل الصحاري ،و الغرازلة ،و هاشم ،و العبيد ،و العثامنة ا من مواطنها الجديدة ،أو اشتقتها من الوظائف التي كانت تمارسها محلية و ألقابا خاصة ،استمد

ا من نوع السلاح الذي كانت تحمله ا ،أو استعار 2كمخزن المكاحلية –و المهام التي كانت تقوم

:ببايلك الغرب و فيما يلي نظرة عن القبائل المخزنية :الدواير –أ

م ،و تتربع 1750/ه1163تعتبر القبيلة الأقوى في مخزن وهران استقرت في المنطقة سنة البحايثية : تتقاسم الرئاسة فيها ثلاث مجموعات هي ،3ألف هكتار 140على مساحة أراضي تناهز

.و الكراطة و البناعدية لى أولاد المسعود بن سويد إهم أكثر الفرق توليا لرئاسة المخزن ،ينتمون :البحايثية 1-أ

كانوا يقطنون نواحي العمرية بين وهران لى أولاد البشير البحثاوي ،إو يشكلون أكبر الفرق المنتسبة أهل بلحضري ،أهل مصطفى ابن اسماعيل ،القرايدية :و تلمسان ،و يتوزعون على سبعة فروع هي

م 4يل ،أهل الزوابرية ،الكواحليةأهل المزاري ،أهل القاضي ،أهل قدور بن اسماع ،و هناك من ذكر بأم ،و الدخلاء فيهم حتي تكونت منهم بقايا جيش مولاي اسماعيل ،تكاثرت فروعهم ،و أعقا

.5الدواير

1976،السنة الخامسة ،32،عدد مجلة الأصالةسعيدوني ناصر الدين ،دور قبائل المخزن في تدعيم الحكم التركي بالجزائر ،: 1. 62-61ص ص

. 86مرجع سابق ، ص ،سميرة طالي معمر : 2

3 :Tinthoin (R) ,colonisation et évolution des genres de vie dans la région ouestd’Oran de 1830-a 1885 ,L .Fouque ,Oran ,1947 ,p 32.

.83،مرجع سابق ، ص سميرة طالي معمر : 4

افت الأجنبي حول المغرب :5 -77م ،ص ص 1971،الرباط ،1،مطبعة الأمنية ،ط محمد السليماني ،اللسان المعرب عن 78.

~ 100 ~

:لى أربع طبقات إو ينقسم البحثاويون أولاد البشير البحثاوي قدور الكبير ،وعثمان ،وقدور :اخوة هم أولاد اسماعيل البحثاوي ،وعددهم سبعة :الطبقة الأولى

الصغير ومصطفى ،وعدة ومحمد و الحاج بلحضري و قدور الكبير وهو والد الحاج محمد المزاري والد .المؤلف بن عودة المزاري

علي و منصور و قدور و أعمر :أولاد عدة بلبشير و عددهم ستة اخوة ذكور هم : الطبقة الثانية .ي الكبير و الحاج محمد و البرادع

أولاد يوسف بلبشير الذي تولى قيادة الدواير على عهد الأتراك و خلف ولدين هما :الطبقة الثالثة .عدة وعلي

.1أولاد الموفق بلبشير البحثاوي :الطبقة الرابعة ينة الكرط احدى مدن غريس الغربي هم من قبيلة بني راشد ،كانوا يسكنون مد: الكراطة 2-أ

سبعة دواوير يؤلفون،2و اسمه عبد الله بن عبد الرزاق التلاوي القرطي ،أولاد الشريفو هم عائلة شرايفة و كراتسة ،و كراطة ،و فراطسة ،و أولاد بن ساعد ،و عائلة المرابط أولاد سيدي البشير :هي

. 3و اغواط بوحجر ،قسم من بني عامر بالأغواط استقروا عند الدواير و أصلهم المنحدر من ذرية الشيخ السنوسيلى جدهم بن عدة بن خدةإنسبة :البناعدية : 3-أ.4عفان رئاستهم أولاد الشريف و أولاد بنأجواد واد الحمام من الحشم ،تولى من

:الزمالة –ب تتكون ،5تعني كلمة زمالة المخزن الثابت من الفرسان ،و المخيم الدال على التنقل و الترحال

من فرسان المخزن ،و على رأسها قائد الزمالة ،و كانت تساعد الباي في مهامه المختلفة كجمع :تتقاسم رئاستها ثمانية أعراش هي .6السهر على تنفيذ أوامره الادارية الضرائب و اخماد الثورات ،و

.نسبة الى جدهم مخلوف ،و أصلهم من بني زروال :المخاليف 1-ب .نسبة الى جدهم قدور بن علي بن الحبوشي :القدادرة 2- ب

. 31المزاري ،مصدر سابق ، ص : 1

. 31نفسه ، ص : 2

3 : Tinthoin ( R ) ,Op Cit , p37.. 31،ص 1المزاري ،مصدر سابق ،ج : 4

.55توفيق دحماني ،النظام الضريبي ،مرجع سابق ، ص : 5

6 : E .Vayssettes ,Histoire de Constantine sous la domination Turque de 1517 -1837 ,présentation de Ourda Siari Tengour , Ed Bouchène ,Paris ,2002 ,p 123.

~ 101 ~

لى أحمد أبي معزة ابن الحبوشي إلى جدهم قرادة أو إو يقال لهم المعايزية ،نسبة :القرايدية 3-ب.والد قرادة ،و هم اخوة للقدادرة

.نسبة الى جدهم وارد الذي ينحدرون منه: الوراردية4-بلهم الزوابرية،نسبة لجدهم القريب المختار ولجدهم البعيد الزبير ويقال و يقال :المخاترة 5-ب

.لهم أيضا أولاد يحي بالزبير.نسبة لجدهم ونزار الذي جاء على ما قيل من الساقية الحمراء:الونازرة6- ب.نسبة الى جدهم يوسف :اليساسفة 7- بم شايلة:الشوايلية 8- ب .1،وهم من الحشم بغريس نسبة الى جدهم او جد:الغرابة -ج

و هم عرش ملتقط كالزمالة و الدواير ،يطلق عليهم لفظ العبيد ،أو عبيد البخاري ،جاؤوا مع م ،بحيث انقسمت 1701-1700/ه 1100مولاي اسماعيل عند غزوه للغرب الجزائري في سنة

و تقاسم .2لى قسمين ،عبيد الغرابة شمال سيق ،و عبيد الشراقة بين واد المقطع و بوقراط إجيوشه :الرئاسة في الغرابة ثمانية أعراش هي

.نسبة لجدهم موسى بن وارد:الوراردة 1- ج.نسبة لجدهم أبي علام بلحبوش من منطقة تافيلالت :العلايمية2- ج.نسبة لجدهم أبي خادم:الخدايمية 3- ج.نسبة لجدهم ونان ابن العبد من أهل غريس:الوناونية4- ج) .أو محمد بن شاعة ( نسبة لجدهم سهلية :السهايلية5- ج.نسبة لجهم محمود بالحشم الشراقة وأصلهم من حميان :المحاميد 6- ج.نسبة لجدهم الرفاس من اولاد عوف : الرفافسة7- ج

م عوالي ،وهم من ،ويقال لهم أولاد بن عوالي نسبة لجدهم بن عوالي :العوايلية 8- ج أو جد.3جبال عمور بشمال الصحراء

:البرجية –د ا النقايبية و البلاغة بالتناوب .تقاسم قياد

.30، ص 1مصدر سابق ، ج :المزاري : 1

.55،مرجع سابق ،ص وفيق دحماني ،النظام الضريبي ت: 2

.32،ص 1مصدر سابق ،ج :المزاري : 3

~ 102 ~

ينحدر جدهم من قبيلة خلافة ،و هم أبناء عم الأمير عبد القادر ،يجتمعون معه في :النقايبية 1-د.أحمد بن عبد القادر الشهير بابن خدة ،و سموا بالنقايبية نسبة الى محمد أبي نقاب الجد

.1لى جدهم أعمر البلغي الزياني إنسبة :البلاغة 2-د: الحشم -ه

م ملوك بني زيان ،2من الحشمة ،و هي الحياء أو الغضب مأخوذلفظ الحشم إستعان خرجوا عن طاعة تلمسان ،و قد أسسوا إمارة مستقلة ،عمرت أكثر من لإخضاع بني توجين الذين

الحشم هم أساس القبائل و :"خمسين سنة ،خلال القرن السابع الهجري ،كما ذكر إبن خلدون أن ا ،لا يضرهم من خالفهم ،و لا يستقيم أمر لمن خالفهم ،و كل قبيلة تحتاج إليهم ،و هم قطب دائر

.3"لا يحتاجون إلى غيرهم كما ذكر البعض الآخر أن سهل غريس الغني و الخصب و الشاسع كان فعلا موطن قبيلة

في أثناء حديثه عن قبيلة الحشم أن العثمانيين )Lespinasse("ليسبسناس "و قد ذكر ،4الحشم اورة لها ،فكانوا يكاف م في صد هجمات الإسبان بوهران على المناطق ا م كانوا يستعينون ؤو

ا بإقتطاع مساحات و على قدر ما كانت 5واسعة في مناطق سيق و سهل الهبرة ،و كل ما يتوفر م بالمرصاد مماقوة الإسبان م تزداد ،كانت شجاعة الحشم و قو جعل الإسبان يرغبون في جذ

إليهم ،أو على الأقل تحديدهم في الصراع الدائر مع العثمانيين ،كما أن قوة قبيلة الحشم شكلت ديدا مباشرا لقبيلة سويد التي أصبحت تعرف بقبيلة الأمحال ،حيث نشب بينهما صراع كبير كان

جهة النصر فيه لقبيلة الحشم ،مما جعل قبيلة أولاد يليل تتوسط بينهما لوضع حد للصراع من و حدودا فاصلة بين أراضي القبيلتين و يلاحظ أن ذلك الصراع قد بوأ قبيلة الحشم مكانة مرموقة

.6بني عامر حيث شكلا معا القوة الضاربة لقبائل المخزن جعلها تتساوى من حيث القوة مع قبيلة

. 31،ص 2المزاري ،مصدر سابق، ج : 1

الطيب بن المختار الغريسي ،القول الأعم في بيان أنساب قبائل الحشم ،منشور ضمن مجموع مطبعة ابن خلدون ،تلمسان :2.330ص ،1961

.93،ص 7ابن خلدون ،كتاب العبر ،مصدر سابق ، ج : 3

4 :C Trumelet ,Les Français dans le désert ,Journal Histprique ,Militaire etdescriptif d’une expédition aux limites du sahara Algérien ,Challamel Ainééditeur, Paris ,1887 ,p 107 .5 :Lespinasse ,Notice sur le Hachem de Mascara ,in R A ,1877 ,T 21 ,Alger ,p 141.6 :Ipid , p 145.

~ 103 ~

م بأمر من الباي محمد ابن عثمان 1790/ ه 1205سنة أصبح الحشم قبيلة مخزنية فيذ نجد منهم في واد الحمام مع المشاشيل يشكلون مخزنا ،و البقية منهم إو يتألفون من عدة فرق ،

تابعين لمخزن آغا الدواير ،و قد تمتع الحشم بامتياز امتلاك أراضي الضفة اليسرى من واد الحمام حتى دفعون الكثير من الضرائب ، كما كانوا طوال الوجود العثماني لا يتخلون عن سهل هبرة ،و كانوا لا ي

.1سياستهم التوسعية أولاد طراري ،أولاد محمد ابن خدة ،أولاد :و قد تعاقبت خمس أسر على قيادة قبائل الحشم

.2،أولاد العباس في غريس الشرقي )المحاميد (حسان في غريس الغربي ،أولاد محمود م اشتروا الجزء الذي كان ملكا كانت قبائل الحشم تسيطر على كل أراضي غريس ،كما أ

،و قد تجلت قوة هذه القبائل في 3استغلالا للقوة لقبيلة بني زروال أحيانا بالتراضي و أحيانا أخرىعلى مدينة معسكر ،تمكنت من مساعدة محمد الصغير التجاني المعارك ،حيث أنه أثناء هجوم جيش

،مع العلم أن محمد الصغير لم يكن جيش الباي العثماني من القضاء على أربعمائة جندي من جيشه .4بعين ماضي حاضرا في المعركة ،و كان متواجدا في بوسمغون حيث إلتحق فيما بعد

:المكاحلية - و.5ولاد بوغرارة ،أولاد العباس ،أولاد سلامة أولاد أحمد ،أ: تتألف من القبائل التالية

:القبائل الأربعة لبني شقران ،و شربريح ،و سجرارة ،و بني غدو -زكما أن بعض هته القبائل قد وضع ضمن .كانت تحت إمرة قائد واحد يدعى قائد العواوة

. 6قبائل الرعية كانت المهام الأساسية لقبائل المخزن ،بغض النظر عن تركيبها و تنظيمها ،هي مساندة الباي

و للحصول على تلك ،7و ممثليه في قمع التمردات ،و تسهيل تنفيذ بعض القرارات الإداريةالخدمات كان على البايلك تقديم بعض الإمتيازات ،منها التنازل عن بعض حقوقه لها ،و كانت أهم

1 :Ipid ,p 141 .. 268كمال ابن صحراوي ،مرجع سابق ، ص : 2

3 :Lespinasse ,Op Cit ,pp 145-148.4 : Louis Rinn ,Marabouts et Khouanes ,Etude sur l’islam en Algérie ,AdolpheJourdan Libraire éditeur , Alger,1884,p 424 .

.85،مرجع سابق ،ص سميرة طالي معمر : 5

6 :Esterhazy ( E ) , de la Domination ,Op Cit ,p 266 .7 :Vayssettes ,Op Cit ,p p 37-38.

~ 104 ~

،فكانت بعض القبائل المخزنية في بايلك الغرب لا 1تلك التنازلات الإعفاء من دفع معظم الضرائب .2( Eperon)"الشبير "تدفع سوى ضريبة بسيطة تعرف بحق

كما لعبت قبائل المخزن دورا فعالا في إدارة الإيالة حتى غدت من أهم الوسائل التي تعتمد م أصبحوا يشكلون ،3لمخزن ضروري عند عملية جباية الضرائب عليها السلطة ،فحضور رجال ا لأ

.4جزءا هاما في المحلة ،التي كانت توجه سنويا لجباية الضرائب ،إذ 5هذا الأمر جعل منها الساعد الأيمن للسلطة في تطبيق الاجراءات الحربية و الإدارية

كانت قبائل المخزن بمثابة شرطة محلية ضد الحركات المعادية ،تعمل على تطبيق أوامر البايلك ماكن الاستراتيجية و تدعم الحاميات العسكرية و حماية مصالحه و فرض احترام الرعية له ،و تراقب الأ

.7هة الاسبان ،خاصة ببايلك الغرب حيث كانت القاعدة العسكرية قوية لمواج6بالجنودو من الإمتيازات التي كان البايلك يقدمها لفرسان المخزن ،التسليح و المؤونة ،و توفير الخيول

ا بواسطة الفلاحين الذين كانوا يشتغلون إما في كما كانت تمنح لهم الأراضي الزراعية ،يستغلو.8الحقول أو في رعاية و حراسة المواشي

لقد لعبت قبائل المخزن دورا بارزا في تدعيم و ترسيخ أسس الحكم العثماني في إيالة الجزائر ا كانت حلقة الوصل بين الحكام و الأهالي عموما و بايلك الغرب على وجه الخصوص ،إذ ا

لعسكرية و رابطة متينة شدت المحكوم الى الحاكم ،و هذا نظرا الى مهام هذه القبائل الإدارية و اا .9المنوطة

ذ كانت مطالبة بتوفير الفرسان لتدعيم الحاميات إكما كانت قبائل المخزن تؤدي دورا عسكريا ،لى الأرياف إالعسكرية المرابطة في مختلف جهات البايلك ،و تعزيز المحلات العسكرية أثناء خروجها

.44عمر حرفوش ، مرجع سابق ،ص : 1

2 :Walsin Esterhazy ( E ) , de la Domination ,Op Cit ,pp 266-267 .3 : FERDMAN (H), AUCAPITAINE(H), Notice sur L’Histoire Et L’administration DuTitteri" in R.A, N° 11, 1867, P359.4 : SAIDOUNI NACER-EDDINE,L’Algérois rural à la fin de l’époque ottomane(1791-1830), Der-El-Gherb-El-Islami, Beyrouth, 2001,p347.

.262ناصر الدين سعيدوني ،ورقات جزائرية ،ص : 5

6 :SAIDOUNI,Op Cit ,pp 346 347 .7 :C KEHL ,Op Cit ,p 33.

.45عمر حرفوش ،مرجع سابق ، ص : 8

9 : Walsin Esterhazy ,Notice Historique sur le maghzen d’Oran ,Imp de PerrierOran ,1849 , p 9

~ 105 ~

ا كانت تشارك في الحملات لجمع الضرائب ه ضد القبائل المتمردة التأديبية التي كانت توجكما أ.1مراقبتها للطرقات و النقاط الحساسة عبر البلاد علاوة على

لكن هذا التنظيم الذي أدخله العثمانيون كانت له آثار سلبية من خلال الأعمال الوحشيةب ملاك و سرقة و مصادرة الأو التعسفية التي ارتكبتها ضد الرعية ،و تغاضى عنها الحكام ،من

ذا قوة حربية عازلة ،لا طبقة اجتماعية رابطة و عامل تفريق للأهالي بالريف لا وسيلة تأليف لتصبح . 2بين الأفراد

.241أرزقي شويتام ،مرجع سابق ،ص : 1

لة التاريخية المغربية،"وضعية القبائل المخزنية و الآثار المترتبة عليها "،سعيدوني ناصر الدين:2 . 79ص ،8،1977-7العدد ، ا

~ 106 ~

:قبائل الرعية و علاقتها بالسلطة العثمانية -3تمع الريفي يتكون أساسا من قبائل الرعية ،التي جعلها خضوعها المباشر لسلطة كان ا

اسي لاقتصاد البلاد و بذلك كانت تعد المصدر الأس،1البايلك ،تتحمل عبئ النظام الضريبي .2نتاج زراعي و حيواني إنت توفره من مداخيل مالية هامة ،و هذا لما كاو

هي القبائل الأهلية التي أرغمتها عوامل مختلفة على الخضوع للإدارة العثمانيةن قبائل الرعية إ:و من جملة تلك العوامل نذكر منها

كانت معظم القبائل تقيم في المناطق التي كانت تحت نفوذ الإدارة ،الممثلة في :الموقع الجغرافي -.كرية المرابطة في الأبراج و مدن البايلك قبائل المخزن ،و القبائل المتعاونة معها ،و الحاميات العس

كانت معظم الأراضي الفلاحية الخصبة ،في يد قبائل المخزن ،و القبائل المتعاونة :الوضع المادي -و بعض الأسر القوية ،أما نصيب قبائل الرعية كان ضئيلا جدا ،بل هناك من لا يملك شبرا واحدا

،مقابل تقديم م الرعية ،للاستفادة من قطعة أرض و هذا ما جعل بعض القبائل تدخل في نظا.خدمات للإدارة ،و دفع الضرائب المقررة عليها

أدت الصراعات و الحروب التي كانت تندلع بين القبائل الريفية :الصراعات و الحروب القبلية -التي دفعت بسبب التنافس حول المراعي ،و نقاط المياه ،و محاولة فرض الوجود ،و غيرها من القضايا

.3ببعض القبائل و لا سيما الضعيفة منها الى الاستنجاد بالإدارة العثمانية ،و الدخول تحت حمايتها لعدة ن نظام تحديد قبائل الرعية في بايلك الغرب كان متشابكا ،و معقدا في التبعية ،و الولاء إ

4االشطرنج في تعقدها و تداخلهلى أخرى ،فكان بذلك مثل لعبة إجهات و في الاستقرار من جهة

ا إبايلك الغرب بحيث قسم ا توجد لى ثلاث مناطق ،و يعد سهل الشلف من أهم المناطق ،لكوا كانت معبرا للطريق 5لى إقليم دار السلطان إالأراضي الخصبة ،و تمتد حدودها الشرقية ،كما أ

السلطاني الرابط بين البايلك و مدينة الجزائر ،و نظرا لأهميتها الاقتصادية و الاستراتيجية ،فان إدارة

1 : C. Bontems ,Manuel des Institutions Algériennes de la Domination turque al’indépendance 1518-1870 ,éd Cujas, Paris ,1974 ,p 62.

.96، ص مرجع سابق سميرة طالي معمر ،: 2

.258- 257أرزقي شويتام ، مرجع سابق ، ص ص : 3

4 :Boyer (p) ,L’évolution de L’Algérie médiane (ancien département d’Alger de1830 a 1956 ),A .Maisonneuve ,Alger-Paris ,1960 , p 46 .5 : C. Bontems ,Op Cit ,p 54 .

~ 107 ~

ا أوكلت لخليفة الباي ،أما قبائل المناطق الأخرى التابعة للبايلك ،فكان يتصرف قبائل الرعية القاطنة .1مول ،و المكاحلية ،كما كانت بعض القبائل تابعة مباشرة للباي فيها آغوات ،و قياد الدواير و الز

لقد كانت قبائل الرعية في بايلك الغرب تتمركز عموما في التافنة ،و تشكل شريطا بسبدو و تليلة و جبال تسالة ،و طفراوي الى الشطوط ، و سعيدة ،و فرندة ،و تيارت ،و زمورة ،و مازونة

.2و غيرها ، و أغلب هذه القبائل كان يسكن في الجبال الملائمة للزراعة ،أو في الهضاب الداخلية لى عدة مجموعات منها مجموعة خاضعة مباشرة إقسمت قبائل الرعية في بايلك الغرب

موعات الأخرى يتقاسم الإشراف عليها خليفة الباي ،و قائد فليتة ،و قائد "رعية الباي "للباي ،و او فيما يلي نظرة على .3جندل ،و قائد الجبل ،و قائد المدينة ،و قائدي اليعقوبية الشرقية و الغربية

:هذه القبائل :رعية الباي -1

و مجاهر ،و أثناء غيابه يتولى ذلك 4لقد كان إشراف الباي مباشرا على قبيلتي بني عامرما ، و هما قائد بني عامر لقبيلته ،و قائد مستغانم نيابة عنه خليفة الكرسي بمساعدة القياد المكلفين

.اهر ب أو اليعقوبية،و شافع ،و و يعقو بن:كانت قبيلة بني عامر تتكون من ثلاث بطون كبرى هي

.5بنو حميدا كانت تتشكل من النجوع التالية أولاد بوكامل ،أولاد معلف: و بالنسبة لقبيلة مجاهر فإ

.6الغفارة ،أولاد عيناس ،و أولاد شافع :رعية الخليفة -2

ذي جعله يركز ن مهمة الخليفة الأساسية تكمن في ضمان المواصلات الى الجزائر ،الأمر الإ.7قبيلة 12قبيلة ،و نواحي تنس التي كانت تظم 23على حوض الشلف الذي كانت تتواجد به

1 : Esterhazy ( E ) , de la Domination ,Op Cit p 266.. 56،مرجع سابق ،ص وفيق دحماني ، النظام الضريبيت: 2

.108-107ناصر الدين سعيدوني و المهدي البوعبدلي ،مرجع سابق ،ص ص : 3

و لكن –رسالةهذه الراجع الفصل الأول من –تجدر الاشارة الى أن قبيلة بني عامر كانت من القبائل المتعاونة مع الاسبان : 4ائيا من وهران و المرسى الكبير تم اخضاعها و أصبحت من قبائل الرعية قبل طرد الإ .سبان

.98،ص سميرة طالي معمر ،مرجع سابق : 5

6 :Esterhazy ,De la domination ,Op Cit ,pp 277-278.. 57توفيق دحماني ،مرجع سابق ،ص : 7

~ 108 ~

:أما القبائل التي كانت تحت نفوذه فهي عياشة ،بني زروال ،أولاد بورحمة ،أولاد خلوف ،زريفة ،عشعاشة ،أولاد يونس :في السهول نجد *

الذين كانوا تابعين (أولاد فارس ،بني مدون ،صبيح ،حميس ،أو شرفاء الجبل ،بني زنطيس ،بني مديونة.،أولاد قصير ،سنجاس ،العطاف ،بني حمد ) لقائد مكاحلية الخليفة

جزء منهم (،حلوية )كانوا تابعين لقائد مكاحلية الباي (بني وارغ ،بني مسلم :في الجبال نجد *) أي قبائل جبال الونشريس (،وانسريس ،شكلة ،بسناس ،البصرة ،مطامطة) كان تابعا لآغا الزمالة.1أولاد عياد ،بني بدوان

: رعية قائد جندل -3لى أقصى شرق الونشريس إقبيلة ،و 11كان يمتد نفوذه الى ثنية الحد التي كان بمحيطها

حيث نجده يتحكم في قبيلتي أولاد عنتر ،و أولاد هلال ،و كانت رعيته الأساسية تتكون من قبائل .2،و عبيد سدرة ،و بني معيدة ،و بني بوراشد ) زقزق ( زوج

:رعية فليتة -4لباي بعضها خضع.3تشمل هذه القبيلة على عدة بطون و عشائر ،بين غليزان ،و تيارت

ا كان يعين عليها قائد هام ،4الغرب الجزائري ،و البعض الآخر لباي التيطري ،تظم و نظرا لخطور:بطنا أهمها 21هذه القبائل

المشهورة بآل سويد ،و هم عرب ثاروا ضد الحكم العثماني لمدة تقارب القرنين :قبيلة المحال -،أظهروا العداوة لأول باي من عائلة العثامنة 5رافضين الخضوع ،موطنهم الأصلي بين مينا و الشلف

بحيث ناصروا العائلة المسراتية ،و خرجوا عن حكمه "الحاج عثمان "العثامنة في الغرب الجزائري و هو .6الى أن تم له قهرهم و تفريقهم و إجبار كثيرهم الجلاء الى الجنوب بدل الاستسلام

1 : Esterhazy ,De la domination …,Op Cit ,pp 275-276.2 : Ipid ,pp 274-276.3 :L Rinn ,Le royaume d’Alger sous le dernier Dey ,Typographie Adolphe JourdanImprimeur –Libraire- éditeur ,Alger , 1900 ,pp 60-61 .

-2001ماجستير ،جامعة وهران ،م ،شهادة 1797-م 1779بلبراوات بن عتو ،الباي محمد الكبير و مشروعه الحضاري :4. 65ص ، 2002

. 75-72،ص ص 1969محمد خير فارس ،تاريخ الجزائر الحديث من الفتح العثماني الى الاحتلال الفرنسي ،دمشق ، : 5. 72نفسه ،ص : 6

~ 109 ~

بطون التالية ،أولاد سيدي يحي بن أحمد شرفة أولاد سيدي علي بن يحي ،و تشمل على القبيلة -أولاد سيدي يحي ،أولاد سيدي أحمد بن محمد ،أولاد سيدي الأزرق ،أولاد سيدي الشولي ،و شرفة

.1العمامرة أولاد سويد ،بني درغون ،أولاد ارزين ،أولاد بوعلي ،العناترة :لى قبائل أخرى مثل إضافة إ

إلخ ،و كان يشرف على فليتة عائلة سيدي ...منداس عكرمة الغرابة ،عكرمة الشراقة ،الحساسنة .2العريبي

: رعية نواحي تلمسان -5:كان يوجد بتلمسان قائدان ،قائد المدينة و قائد الجبل

بني وعزان ،الغسول ،أولاد سيدي العبدي ،و بني سنوس ،و بني : قائد المدينة كان يتحكم في*. ورنيد ،وولهاصة

الجويدات ،أولاد رياح ،أولاد ورياش ،بني صميل ،بني بوسعيد ،و :قائد الجبل و يتحكم في *.3غيرها

:رعية اليعقوبية -6لى إ،و قد كانت مقسمة 4الشط الشرقي اليعقوبية منطقة تقع جنوب معسكر الى غاية

:قسمين هما تابعة لآغا الدواير ،و اليعقوبية الشراقة التابعة لآغا الزمالة ،و من أهم قبائلها :اليعقوبية الغرابة

المهايا ،أولاد بالغ ،الجعفرة ،بني مطهر ،الأحرار القرابة ،و حميان ببطنيها الغربي و الشرقي : نذكر شبيها بالنظام المخزني ،و عليه كانت تحظى بنوع من و قد كان النظام القائم في اليعقوبية

.5الاستقلاليةو قد كان المشرفون على قبائل الرعية ،يعتمدون في حفظ الأمن و جباية الضرائب على قبائل

،التي كان أفرادها يستفيدون من بعض الامتيازات ) الزمول ،الدواير ،و المكاحلية ،و العبيد (المخزن

. 66بلبراوات بن عتو ،مرجع سابق ، ص : 1

2 :Esterhazy ,De la domination ,Op Cit ,pp 274.3 :Ibid ,p 271.

. 58،مرجع سابق ، ص توفيق دحماني ،النظام الضريبي : 4

5 : Esterhazy ,De la domination ,Op Cit ,p 268 .

~ 110 ~

ا لأبنائهم ،كما مثل اعفائهم من بعض الضرائب ،كالخراج ،و استغلال الأراضي الزراعية ،التي يورثوم كانوا مطالبين بدفع ضرائب العشور و الزكاة .1أ

لى إلى أن وضع قبائل الرعية لم يكن قارا ،ذلك أن هناك منهم من كان يرقى إلابد أن نشير و كان يتحكم في عملية الصعود .2قبائل مخزنية ،و هناك من يحول من المخزن و يدرج ضمن الرعية

.3و النزول هذه درجة ولاء القبائل ،و حجم الخدمات التي كانت تقدمها كل قبيلة للإدارة ا كانت ملزمة بدفع الضرائب بمختلف أنواعها ا فإ ، بحيث أوجد أما من حيث التزاما

.4شرعية و أخرى غير ذلكالعثمانيين في الجزائر نظاما ضريبيا متميزا ،بالجمع بين ضرائب تبنى العثمانيون في نظام ضرائبهم على الشريعة الاسلامية ،و بالأحرى على النظام المالي العربي

الاسلامي ،بحيث كانت أغلب الضرائب تستخلص من الأراضي ،و هذه الأراضي كانت على أراضي العشور ،و أراضي الخراج ،فالأولى كل أرض أسلم عليها أهلها ،و بقوا مشتغلين فيها :صنفين

و يخضعون لاقتطاعات محددة ،و تدخل عامة في مصطلح الزكاة ،أما الثانية أو بتصرف مطلق ا مع أخذ أراضي الخراج ،فهي الأراضي التي تم فتحها عنوة و بحد السيف ،و تركت في أيدي أصحا

يبة منهم ،كان يتفق عليها حتى و لو انتقلت تلك الأراضي من مالك الى آخر ،و عندما يعتنق ضر .5مالكوا الأراضي الإسلام طواعية ،فتصبح عندئذ أراضي عشرية

ا غنمتم ":فيهاالتي قال عز و جل تدخل الأرض المفتوحة عنوة في عموم الغنيمة واعلموا أنمو قد كان النظام ،6"من شيء فأن خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل

ان الضريبي في بايلك الغرب كما في غيره يخضع لنفس الأساليب ،و الطرق رغم بعض التنوع الذي كيتميز به ،حيث تم اقرار الأعشار من زكاة الزروع ،و الثمار و الأنعام ،و طبق الخراج باستخلاص

و أصبحت خاضعة مردوده ،لكن الملاحظ أن ضريبة العشر لم يلتزم في أخذها بالنسبة المحددة شرعا حول تلك الشرع جوز للسلطان أن يتفق مع الرعية " للظروف ،كما ذكر ذلك حمدان خوجة من أن

.7"الأعشار ،و استبدالها بمبالغ معينة 1 :Emrit M ,les Tribus privilégiées ,Op Cit ,p 49 .

.100سميرة طالي معمر ،مرجع سابق ، ص : 2

.269أرزقي شويتام ،مرجع سابق ، ص : 3

.156،مرجع سابق ، ص يق دحماني ،الضرائب في الجزائرتوف: 4

.143حمدان بن عثمان خوجة ،مصدر سابق ، ص : 5

.41سورة الأنفال ،الآية : 6

.144حمدان بن عثمان خوجة ،مصدر سابق ،ص : 7

~ 111 ~

راضي التي تعرف بأراضي الخواص ،و التي يمكن أن تنتقل الى فبالنسبة لأراضي الملك و هي الأالأشخاص عن طريق البيع أو تقسيم الإرث ،و التي كان يستخلص منها العشور و الزكاة و ضرائب

بحيث تعتبر ضريبة العشر الضريبة الشرعية الاهم التي تخص .1بحسب الظروف و المناسبات إضافية ذا كان العشور يتم تحصيله إالمحاصيل الزراعية بل إن الكمية الكبرى من الضرائب كانت ناتجة عنه ،و

ا في العهد العثماني ،حيث حدث تغيير تم باقتطاع عشر الانتاج فان هذه الطريقة لم يعد يعمل هذا التقدير بأسلوب آخر ،يعتمد على أساس السكة المعروفة في بايلك الغرب بموجبه الاستغناء عن

هكتار في 14و 12بحيث أن السكة هي وحدة متقلبة بحسب طبيعة الأرض ،و تقدر فيما بين .2هكتارات في النواحي الوعرة10و 08السهول الخصبة ،و بين

نية فرضت هذه الضريبة على رأس المال ،أي على فإن الحكومة العثماأما فيما يخص ضريبة الزكاة المواشي و الأموال ،و كانت الزكاة تعتبر كحق و دين للبايلك على الأفراد ،و بمثابة اقتطاع إلزامي

كي لا :" ،كما يستدل من القرآن الكريم 3من ذلك الحد من سلطة الأغنياء دفسنوي ،و كان اله،بحيث كانت الزكاة تقطع عينا ،و بصفة نسبية من المزكين و تؤدى 4"اء منكم يكون دولة بـين الأغني

على الإبل ،و البقر و الضأن و الماعز ،و تتم وفقا للشريعة الإسلامية ،كما كانت تحصل أيضا على .5الصوف و الزبدة و العسل ،و الشمع و غيرها

ا كانت تفرض على أراضي البايلك و على الأراضي المشاعة 6و بخصوص ضريبة الخراج فإ

و علاوة على الضرائب الشرعية التي ذكرناها ،فإن قبائل الرعية كانت مطالبة بدفع عدد من الضرائب .7ضريبة الضيافة و التعيين ،و البرنوس و غيرها من الضرائب:مثل

بأن كل :"( De Grammont)"دو غرامون "ياسة الضريبية يقول وبخصوص هذه الس، كما كانت عملية جباية 8"مادة منتجة قابلة للدفع لم تفلت من نظام الضرائب المطبق في الإيالة

.164،مرجع سابق ، ص ضرائب في الجزائر دحماني ،التوفيق : 1

.76،مرجع سابق ، ص لنظام الضريبي في بايلك الغرب توفيق دحماني ،ا: 2

. 77نفسه ، ص : 3

.07سورة الحشر ،الآية : 4

.169،مرجع سابق ، ص دحماني ،الضرائب في الجزائر توفيق : 5

هي الأراضي التي كان العثمانيون يستولون على أجزاء من أراضي القبائل التي ترفض دفع المطالب المخزنية :الأراضي المشاعة :6ا للقبائل التي تتحمل إيجارها و دفع الخراج المتفق عليه .أو تمنح لفائدة قبائل المخزن .و يمنحو

.271أرزقي شويتام ،مرجع سابق ، ص : 7

8 : Grammont (H De ), histoire d’Alger ,Op Cit ,p 210.

~ 112 ~

هكذا وضع :"...و في هذا السياق يقول الزهار ،1الضرائب غالبا ما تتم تحت الضغط و الإرهاب الشرعي و الأواخر صاروا يخرجون المحلات لاستخلاص المغارم و الظلمات الأوائل الجباية على المنهج

ب أموال المسلمين و ما وقع هذا حتى صار الناس فجارا و الأمراء ظالمين .2"و و فرضوا على الناس المغارم شتاءا و صيفا و عينوا للجند عطاء مخصوصا :"ما ابن سحنون فيقول أ

لى الجزائر بعد إلى عمال الجباية فمنها من يرجع إج كل سنة أواسط أفريل و ضربوا عليهم البعوث تخر .3" أربعة أشهر و منها من يرجع بعد سنة

ن يخضع لعدة عشوائيا ،بل كان النظام الضريبي الذي وضعه العثمانيون في الجزائر ،لم يكن إا من طرف لآخر ،و من قوانين محسوسة ،و مقاييس موضوعية ،تختلف درجة احترامها و الإ لتزام

منطقة لأخرى و كانت الدولة تراعي أثناء فرضها للضرائب ،و ضع البلاد الاقتصادي و الاجتماعي .4ا كانت تأخذ بعين الاعتبار طبيعة التضاريس ،و الأحوال المناخية لكل جهة من البلاد أكما

تسخر بعض الأفراد أو الجماعات من و علاوة على كل هذه الضرائب ،فإن الإدارة كانت ،و قد اتبعت الإدارة "بالتويزة":قبائل الرعية في حرث أراضي البايلك و حصدها ،بما كان يعرف

ا من الأغنام و الجمال ،فكانت تزود نظام الخماسة في استغلال أحواشها الخاصة ،و الاعتناء بقطعا.5أتباعهم خمس الإنتاج على كل جابدة زرعوها الخماسين يالثيران و البذور ،و يأخذون مقابل

.168، ص 1988العربي الغالي ،الثورات الشعبية أثناء العهد التركي ،رسالة ماجستير ،جامعة دمشق ،:1. 35الزهار ،مصدر سابق ، ص : 2

. 442ابن سحنون الراشدي ،مصدر سابق، ص : 3

،الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ،الجزائر ) 1830-1800(للجزائر في الفترة العثمانية ناصر الدين سعيدوني ،النظام المالي :4.118، ص 1979

. 272نفسه ، ص : 5

~ 113 ~

:القبائل المتحالفة و علاقتها بالسلطة العثمانية -4و بظهور بنهاية الأسرة الزيانية بتلمسانالتطاحن على السلطة و الصراع على الحكم عجلإن

مؤيد للعثمانيين نقمة العثمانيين على مسرح الأحداث إنقسم مرابطوها و علمائها بين معارض و 1على الوضع الذي وصلت إليه المدينة ،كأحمد بن يوسف الملياني و إبن أفغول و محمد بن شاعة

.أحمد بن يوسف الملياني نموذجا للتحالف العثماني و المرابطين في المنطقة و كان ،كان يتمتع بنفوذ بين الأهالي 3من قلعة بني راشد قرب تلمسان ،2فالملياني و هو شاذلي الطريقة

أن الله ينزل غضبه على من أغضب وليه و ما " –حسب قول الصباغ –إلى أن وصل إعتقادهم فيه .4" سقوط وهران و المرسى الكبير إلا بعد دعوته على الزيانيين

كانت عمل الأتراك العثمانيون منذ مجيئهم إلى الجزائر على كسب العناصر الدينية التيلقد،و بالتالي5تتمتع بنفوذ كبير في أوساط السكان إلى صفهم ،ذلك أن ثلثي الجزائر كان تحت إشرافهم

عن طريق التحالف مع ،6طريقة إدارية محكمة تمثلت في حكم الجزائريين بالجزائريينواأوجدبالتالي،لأن أهم السلطات التي كانت تخضع لها 7بعض الزعامات المحلية القائمة على أساس قبلي أو ديني

كما لعب المرابطون دورا بارزا في ،8و خاصة في الريف هي سلطة المرابط ،القائد أو الشيخ الجزائر تمع الريفي الذي ظل يعيش في عزلة عن الحكومة العثمانية م ملؤوا الفراغ في ا 9حياة الناس إذ أ

،البستان في ذكر الأولياء و العلماء بتلمسان ،مراجعة محمد بن أبي شنب ،المطبعة الثعالبية التلمسانيإبن مريم محمد بن أحمد:1.266، ص 1908الجزائر،

.74، ص 2بن عودة ، مصدر سابق ،ج االآغالمزاري : 2

1989،بيروت ،2،دار الغرب الاسلامي ،ط 1،ج )1830-1500(الجزائر الثقافي ،،تاريخ أبو القاسم سعد الله : 3.496ص

محمد بن علي القلعي الصباغ ،بستان الأزهار في مناقب زمزم الأبرار و معدن الأنوار سيدي أحمد بن يوسف الراشدي النسب : 4.11، ص 1707ج تحت رقم .و . مخطوط م و الدار

5 :Boyer P ,Contribution à l’étude de la politique religieuse des Turcs dans larégence d’Alger XVI –XIX siècle , in R.O.M.M ,1966 ,N 1 ,p16 .

1995،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،) 1862-1830( عمار هلال ،أبحاث و دراسات في تاريخ الجزائر المعاصر :6.16ص .245أرزقي شويتام ،مرجع سابق ، ص : 7

اية العهد العثماني و بداية العهد الفرنسي ،مطبعة العناصر : 8 علي خنوف ،السلطة في الأرياف الشمالية لبايلك الشرق الجزائري . 107،ص 1999الجزائر،

يكي للطباعة مختار الطاهر فيلالي ،نشأة المرابطين و الطرق الصوفية و أثرها في الجزائر خلال العهد العثماني ،دار الفن الغراف: 9.30،ص 1976،باتنة ،1ط،و النشر

~ 114 ~

اسطة أهلها أنفسهم ،خاصة في المناطق الغير خاضعة و ليكون حكمهم للبلاد غير مباشر بل بو ،و هذا يعني أن العثمانيون حاولوا خلق إطار للتواصل مع الأهالي عن طريق زعماء القبائل 1البعيدة

.2القبائل و السلطة الروحية و يرجع أول إتصال بين العثمانيين و العلماء إلى إتصال عروج بأحمد بن يوسف الملياني سنة

م على شاطئ البحر غرب مدينة وهران عندما قصده الإخوة بربروس مع أسير مغربي كدليل 1517لهم ،و هو من نصحهم بالإتصال برجل من ذوي النفوذ الروحي ،و لما وصل عروج إلى الشيخ قال له

.3فجثى عروج عند قدميه " عزمت إذن و أصحابك على الهجوم على العدو "هذا الأخير لى الدور الذي كان يقوم به بعض إو قد انتبه الحكام العثمانيون منذ بداية وجودهم في الجزائر ،

تمع ،فلهذا حاولوا التقرب منهم وإالمرابطين و ا في ا نيل ودهم لى المكانة التي كانوا يتمتعون ،و هذا لإدراك العثمانيين 4و قد اعتمد الحكام في تعاملهم مع سكان الأرياف ،على بعض المرابطين

، خاصة بعد حصار القلعة الذي 5هم خير حليف لهم في صراعهم مع الإسبان بأن رجال التصوف اية سنة ضربه إسحاق م ،و قد نجح في 1517و القبطان إسكندر ضد أبي حمو و حلفائه في

.6حصاره بعد دعوة الشيخ أحمد بن يوسف الملياني السكان لتأييد العثمانيين أرسل خير الدين م ،1518و عند إستقرار الإخوة بربروس بالجزائر ،و بعد وفاة عروج سنة

بعدما ساعده ضد ،7دينار4000ثمينة كإعتراف بجميله و مبلغ مالي قدره إلى الشيخ الملياني هدايا .8الزيانيين

فحمدان ،9و نتيجة لظهور هذه السلطة الروحية و جدت القبائل ضالتها فيها لاستتاب الأمن أن سكان "،أما الزهار فيذكر 1..."هذه القبائل وضعت ثقتها التامة بالمرابطين :"ن بأخوجة يقول

.210،ص مرجع سابقأبو القاسم سعد الله ،:1. 11- ، ص 10 1977، ،عدد 52 2:محفوظ قداش ،الجزائر في العهد التركي ،الأصالة

.11،مصدر سابق ، ص محمد بن علي القلعي الصباغ : 3

.46حمدان بن عثمان خوجة ،مصدر سابق ، ص : 4

. 104، ص 1964ج ، الجزائر ،. م . مليانة و وليها سيدي أحمد بن يوسف ، د محمد الحاج صادوق ،: 5

6 :Bodin (M) ,Notes et qustions sur Sidi Ahmed ben Youcef ,in R .A ,N 66 ,1925,p 185

. 214ابن مريم ،مصدر سابق ،ص : 7

8 :Bodin ,Op Cit , p186 .9 :S.A Boulifa ,Le Djurdjura A travers L’Histoire depuis l’antiquité jusqu'à1830,J.Bringau imprimeur-éditeur ,Alger ,1925 , pp 193-194.

~ 115 ~

،لأن المرابط 2"الجبال كلهم عصاة لا يتصرف فيهم الآغا أو الباي،بل يتصرف فيهم المرابط تلكو حتى شيخ الجماعة ترتكز سلطته على الاحترام و الوقار و الوازع الديني و الأخلاق ،عكس سلطة

.3القياد التي تعتمد على القوة مثلها مثل السلطة المركزية بالمدينة ج سياسة لجلب و لهذا و بعدما استقلت الجزائر بالحكم عن اسطنبول حاول الدايات

م ،لذلك لم ينظروا لشيوخ الزوايا و مقدمي الطرق ،و المرابطين 4رجال الدين ، بغرض مراقبة تحركا،خاصة بعدما علموا بمكانتهم في الأوساط 5بل كأشخاص يحملون ثقة الأهالي كرجال دين

،فأظهروا لهم الاحترام و صاروا يقدمون لهم أكبر الامتيازات ،و أصبحوا يقدسون أضرحتهم الشعبيةم و لا يعاقبون كل من يفر الى ضريح أي مرابط لوقارة المكان ،لأن المرابطين كانوا خطرا 6بعد مو

. 7على السلطة إذ هي تجاهلتهم ا ن السلطة لم تستطع إلحاق الحركة المرابطيةأو بما ،بكل الطرق 8،و لا احتوائها ،حاولت استعاد

و الوسائل المادية أو المعنوية و في هذا الاطار يذكر حمدان خوجة بأن أحد الأساليب التي اتبعها م في الأوساط الشعبية العثمانيون لإخضاع السكان هو احترامهم لرجال الدين ،بعدما أدركوا مكا

هؤلاء البربر قد جعلوا ثقتهم التامة بالمرابطين و التعيس من بأن ) خير الدين (و أعلموه " حيث يقول و قد نصحوه بأن يمنح المرابطين ثقة مطلقة حتى لا يعارضه أحد لأن 9..."يعاكسهم في هذا

م إذا السكان يحترمون المرابطين أحياء أو أموات ،و هم على استعداد لقتل أصدقائهم و حتى أقار.10لهذا عمل رجال السلطة على اظهار الاحترام لهم احتقروا المرابطين ،

.88خوجة ،مصدر سابق ، ص بن عثمانحمدان: 1

.48الزهار،مصدر سابق ، ص : 2

.42علي خنوف ،مرجع سابق ، ص : 3

4 : DELPHIN, (G), "Histoire des pachas d’Alger de 1515-1749" in journalAsiatique, Avril. Juin, 1922,p 186 .5 : KADDACHE, MAHFOUD, L’Algérie durant la période ottomane, o.p.u. Alger,1991 p 144.6 : BOUABBA, YAMILE, les Turcs au Maghreb central du 16éme au 19éme siècle,S.N.E.D, Alger, 1972,p 41.7 : SAIDOUNI. NACER-EDDINE,Op Cit ,p 396.

. 111حمدان بن عثمان خوجة ،مصدر سابق ، ص : 8

،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ) 1830-1671( رشيدة شدري معمر ،العلماء و السلطة العثمانية في الجزائر فترة الدايات :9.105،ص 2006-2005جامعة الجزائر ،

.111حمدان بن عثمان خوجة ،مصدر سابق ، ص : 10

~ 116 ~

م لوقارة المكان إكما فقد عفى ،1عتبرت أضرحتهم كملجأ للفارين من العقاب،فلا يطاردوعن أنصار و أبناء الباي بوشلاغم الذين حاولوا ) م1755-م 1747(براهيم إالباي عثمان بن

.2قتله ،و قد جاء العفو عنهم بعدما فروا الى ضريح سيدي محمد بن عودة التي كان ،3و لهذا وجدت بعض المناطق الخاضعة للمرابطين كأولاد سيدي الشيخ ببايلك الغرب

،و التي لم تمنح الوجود الفعلي 4نفوذها بالجنوب الوهراني ،تافيلالت ،قورارة و حتى الجنوب المغربي .5إلا ستة فرنكات على كل حمولة جمل للعثمانيين على أراضيها فلم تكن تدفع للبايلك

فهو للجد بحيث يعود أصل أولاد سيدي الشيخ الى الخليفة أبي بكر الصديق ،أما نسبهمم 1615السادس و العشرين المسمى عبد القادر بن محمد بن سليمان بن بوسماحة المتوفى عام

و المدفون بالأبيض ،و المعروف بسيدي الشيخ ،و الذي خلف من الذرية أحد عشر منهم ستة أولاد لدين ،سيدي سيدي الحاج بوحفص ،سيدي محمد عبد الله ،سيدي الحاج عبد الحاكم ،سيدي ابن ا

.6ابن الشيخ و سيدي عبد الرحمن زاوية في القصر الغربي ) أولاد سيدي الشيخ الغرابة (أنشأ اولاد سيدي الحاج عبد الحاكم

أولاد سيدي الشيخ (انفصلت عن الزاوية الأم و صار لها أتباعها ،كما أسس أولاد أبي حفص لت زاوية قريبة من الزاوية الأم ،صارت تعرف بالزاوية الشرقية ،و بعد خلافات عميقة توص) الشراقة

. 7م الى اتفاق يقضي بتوزيع ما يأتي من هبات بالتساوي 1766الأطراف المختلفة في سنة و إذا كان تحالف بعض القوى المحلية يشكل خطر دائما بالنسبة للحكام ،أكثر مما هو دعم

و مساندة لهم ،فإن حصولهم على خدمات بعض القوى الأخرى ،كان يكلفهم أكثر مما كانوا يتلقونه في المقابل ،و لاسيما بعض الزعامات الدينية ،التي لم يكن ضمان حيادها ،أو وساطتها ،إلا

ا قبائل الرعية دايا باهضة ،و بعض الامتيازات ،مثل جمعها للضرائب من بعض المناطق التي تقطن

. 111حمدان بن عثمان خوجة ،مصدر سابق ،ص : 1

. 21-20، ص 1974،الجزائرت ،.ن.و.، ش،أنيس الغريب و المسافر تحقيق رابح بونار القادرمسلم بن عبد : 2

.30، ص مرجع سابق رشيدة شدري معمر ،:3

4 : Pierre-Jean-Daniel André, Contribution à l'étude des confréries religieusesmusulmanes, maison de livres ,Alger,1956 ,p 238 .

.30رشيدة شدري معمر ،مرجع سابق ، ص : 5

. 274-273كمال بن صحراوي ،مرجع سابق ، ص ص : 6

7 :Louis Rinn ,Marabouts et Khouanes ,Op Cit , p357 .

~ 117 ~

لى زواياها ،و مهما كان دور هذه الزعامات ،فإن الإدارة العثمانية إو احترام الحكام لحق اللجوء .1ضعاف تأثيرها في أوساط الريفيين إعرفت كيف تقلل من نفوذها ،و

. 246-245أرزقي شويتام ، مرجع سابق ،ص ص : 1

~ 118 ~

:القبائل المستقلة و علاقتها بالسلطة العثمانية -5لقد كانت بعض القبائل الجبلية و الصحراوية تمتنع عن دفع الضرائب ،و قد ساعدها على

لى إذلك موقعها الجغرافي و تضاريسها ،و كذا بعدها عن مركز الإدارة ،و كان رفضها هذا راجع أفقر الأراضي ،مما جعل مردودها الزراعي ضعيفا ذ تعتبر أراضيها من إطبيعة نشاطها الاقتصادي ،

ن نشاط تلك القبائل مقصورا على قليل من الزراعة ،و تربية المواشي ،و التجارة ،و هذا ما جعل فكاا اليومية .1اقتصادها نادرا ما كان يلبي احتياجا

لقد عانت الإدارة العثمانية منذ بداية وجودها في بايلك الغرب من موقف بعض القبائل ا على هته المنطقة لى كثرة إالمعادي لها و قد تعود أسباب فشل الإدارة العثمانية في فرض كامل سيطر

ن ،و تأثير سلاطين المنافسين لها ، المتمثلين في الزيانيين في تلمسان و ضواحيها ،و الإسبان في وهراالمغرب الأقصى في المنطقة الغربية ،الذين كانوا يحرضون سكان المناطق الحدودية الغربية ضد العثمانيين كما كانوا يتبادلون الحملات العسكرية مع الحكام الجزائريين ،و قد شجعت كل هذه العوامل بعض

.2قبائل الغرب الجزائري على عدم الخضوع للإدارة العثمانية أولى الحركات المناوئة للعثمانيين في بايلك الغرب في جبال مجاجة ، التي قادها محمد فقد ظهرت

بن علي إلا أنه ما لبث حتى أخمدها العثمانيون ،و قيل أن الباي قام بإعدام قائدها ،بعد أن طاف به .3على ظهر بغل في كل أرجاء القبائل المساندة له

أقصى الحدود في المناطق الجبلية الوعرة أو في ففي بايلك الغرب كانت تتواجد هذه القبائلكسكان الونشريس و سكان واد جر بالجبال اليمنى لوادي سوماطة العليا أو في الهضاب المغربية

ي مليانة كانت في ،فمثلا قبائل ريغة الواقعة بضواح4و سكان الأنجاد بجبال طرارة على الحدود المغربية حرب دائمة مع سلطة البايلك نتيجة رفضها دفع ما عليها من ضرائب ،و كذلك الأمر بالنسبة

اورة لها ك 5بني فراح ،و شنواه جندل ،و مطماطة ،و العطاف : للقبائل ا

خضاعها باتخاذ وسيلة ناجعة ،و ذلك بمنع إلى إو نظرا لأهمية هذه القبائل بالنسبة للبايلك عمد التعامل الاقتصادي معها خارج الأسواق الرسمية الموسمية و الأسبوعية التي أنشئت بالقرب من مواطنها

. 274أرزقي شويتام ،مرجع سابق ، ص : 1

.293-292نفسه ، ص ص : 2

3 :Walsin Esterhazy ,de la Domination ,Op Cit ,p167.4 :Desfontaines ,Op Cit ,pp 144-145 et 152 .

.101سميرة طالي معمر ،مرجع سابق ، ص : 5

~ 119 ~

و كان الهدف هو إجبارها على قبول قرارات السلطة ،فهذه الأسواق يشرف عليها قياد أتراك ن ،و حين تقصد القبائل الجبلية و الصحراوية يستعينون بحاميات عسكرية يدعمها فرسان المخز

الأسواق المذكورة تدفع رسما يساوي عشر ثمن البضاعة المحمولة الى السوق ،و إلا منعت من البيع بل .1و حتى من اقتناء ما كانت بحاجة إليه

رع حتى القوة لتدمير المداشر الحصينة ،و إتلاف الأمتعة ،و الز كما استعمل العثمانيون أيضا تضطر القبيلة العاصية تحت وطأة سوء الأحوال المعيشية الى المهادنة و الخضوع ،إن تعذر إخضاع

لى تشتيتها ،و تجريدها من أراضيها الخصبة مثلما حدث لقبيلتي إهذه القبائل فإن الحكام يلجئون .2الأمحال و السويد بجهات الشلف ووهران

التي كانت تشن هنا و رغم هذه السياسة المنتهجة ،إلا أن ذلك لم يضع حدا لحركات التمردو هناك بحيث كانت قبيلة سويد في صراع دائم مع العثمانيين ،فتعرضت للعديد من الغارات ،و فرض

ص الذين كانوا كلما حان موعد استخلا3لى جانب سكان الأنجاد إعليها الكثير من الضرائب ،الضرائب توجهوا الى الأراضي المغربية ،ثم يعودون بعد ذلك ،كما كانوا يقطعون طرق القوافل التجارية

.4بين البلدين ،و لهذا هاجمهم الباي محمد بن عثمان في العديد من المراتا أما بعض القبائل الأخرى فقد كانت تعيش حياة الترحال من منطقة الى أخرى كالأحرار، المهاي

.5إلخ ،مفضلة الحياة في عزلة للمحافظة على استقلالها و حريتها ...براس بني مناد و الواقع أن البايلك لم يطالب هذه القبائل بكثير من الضرائب و إنما أراد منها ما يوحي بقبول

تبعيتها و خضوعها له ،فهل كان ذلك تفهما من البايلك للظروف الصعبة التي عاشتها هذه القبائل رافيا ،أي بعد القبائل في المناطق المتطرفة البعيدة قليلة الانتاج ؟أم أن ذلك كان قبولا بواقع فرضته الجغ

ؤلاء السكان و لو بولاء ظاهري الممتنعة عن الأراضي الخاضعة فعلا للسلطة التي أرادت أن تحتفظ .6حتى لا يتحولوا الى جهة أخرى ،أو على الأقل حتى يظلوا مسالمين فلا يشكلوا خطرا عليها ؟

.258كمال بن صحراوي ،مرجع سابق ، ص : 1

. 110-109ناصر الدين سعيدوني و المهدي البوعبدلي ،مرجع سابق ، ص : 2

:انظر بال طرارة على الحدود المغربية قبيلة عربية تنتمي الى ذوي عبيد الله يستقرون شرق العريشة بج: 3

رسالة ماجستير ،جامعة )1896-1820(فاطمة حباش ،سي الأعلى بن بوبكر القائد العسكري لثورة أولاد سيدي الشيخ . 40، ص 2005-2004وهران

4 :M Julienne ,Les Rir’a de la subdivision de Miliana ,in R.A ,N 1 ,Alger, 1856,pp284-285 .5 :Boyer (p) ,La Conquête de L’Algérie ,in I.A,Paris ,1957 ,p 127 .

.259كمال بن صحراوي ،مرجع سابق ، ص : 6

~ 120 ~

اني هو عدم تمكن الإدارة العثمانية من إن ما ميز قبائل بايلك الغرب ،طوال فترة الحكم العثمائية ،فبعد تحويلها الى قبائل مخزنية ،عن طريق القوة ،سرعان ما تعود الى وضعها إخضاعها بصفة

مما كان يرغم البايات على استعمال القوة ضدها لإجبارها الأصلي ،بمجرد شعورها بضعف الإدارة ،.1طوال العهد العثماني على دفع الضرائب ،و قد استمرت هذه الظاهرةمن ) م 1796/ه 1212م،1779/ه 1193(و تعد فترة حكم الباي محمد بن عثمان

أهم الفترات التي فرضت فيها الإدارة وجودها في بايلك الغرب ،إذ قام الباي محمد الكبير بإخضاع قبائل الحشم لإدارته ،و حولها الى قبائل مخزنية ،كما أرغم قبائل فليتة و الأحرار و حميان و سويد

و عمور ،و جبل راشد على دفع الضرائب المقررة عليها ،كما وسع الباي دائرة نفوذ إدارته إلى ا على الاعتراف بسلطته عليهم و دفع 1777شن عليها حملة في عام الأغواط إذ م ،و أجبر سكا

. 2الضرائب

. 298أرزقي شويتام ،مرجع سابق ، ص : 1

2 :M GORGUOS :Notice sur le Bey d’Oran ,Mohammed El Kebir ,in R.A, n 1,Alger, 1856-57, p 412.

~ 121 ~

:تأثير المغرب الأقصى على قبائل الغرب الجزائري -6لقد كانت العلاقات بين الجزائر و المغرب تمتاز بالتنافس الشديد خلال المرحلة الأولى من

تأسيس الإيالة ،و قد كانت الخلافات في القرن السادس عشر تدور حول مراقبة تلمسان و المناطق ا ا عاصمة للزيانيين سابقا ،و مركزا حضاريا1المحيطة هاما ،بوابة بحيث كانت تلمسان عدا عن كو

هامة بين شرق المغرب و الغرب الجزائري و من يملكها يملك التدخل في عمق الجزائر و المغرب ،كما كانت محطة تجارية هامة بين أوربا و بلاد السودان ،و بؤرة ثقافية و دينية مشعة في المغرب الكبير كله

،و من المعروف أن سلاطين 2المغرب و لهذه المزايا العديدة بتلمسان فقد كانت دوما مطمعا لحكام المغرب و قفوا حجرة عثرة أمام التوسعات العثمانية في غرب الإيالة الجزائرية ،و كان الهدف العثماني

السيطرة على طريق الذهب الذي يربط المغرب ببلاد السودان من المشاريع التوسعية هو تحقيق، لفك الحصار الذي فرضه البرتغال على الدولة العثمانية جنوب القارة و الوصول الى المحيط الأطلسي

.3الأفريقية الموحدين و هذا ما أشار إليه المؤرخ المغربي حاول سلاطين المغرب السعدي تحقيق مغرب

ا إ:" التمقروتي بقوله لى من هو و العثمانيون إنما عملوا و قادوا الأمر في الحقيقة ،نيابة ،و أمانة يؤدوا و أهلها و هم موالينا و ساداتنا الشرفاء ملوك بلاد المغرب .4"أحق

لقد صادف نزول العثمانيين في المغرب العربي ،بداية حكم الأسرة السعدية للمغرب الأقصى م ،و كانت ولادة هذين النظامين المتنافسين ،كرد فعل ديني لما لحق بمسلمي الأندلس من 1524سواحل المغرب من ناحية ثانية ،ووضع حد للصراع و العدوان الاسباني و البرتغالي على ناحية

.5لامي على أراضي أوربا سالمسيحي الإلى شرق المغرب الذي أخذ النفوذ العثماني إم 1549قام السعديون بتوجيه حملة في سنة

على مدينة وجدة ،حيث اضطر الحاكم العام لهذه و تمكن الأتراك العثمانيين من الإستلاء ينفذ إليه م في شرق المغرب ،إالمدينة مبادرة أولا لى الفرار منها ،و كان من نتائج استعراض السعديين لقو

.54، ص 2008،أوراق في تاريخ الجزائر في العهد العثماني ،دار الهدى ،عين مليلة الجزائر،حنيفي هلايلي : 1

154عمار بن خروف ،مرجع سابق ، ص : 2

. 54،مرجع سابق ، ص حنيفي هلايلي ،أوراق : 3

تحقيق و تقديم عبد اللطيف الشاذلي،المطبعة الملكية التمقروتي ،النفحة المسكية في السفارة التركية ،محمد أبو الحسن علي بن :4.47، ص 1926المغرب

.55،مرجع سابق ، ص حنيفي هلايلي ،أوراق : 5

~ 122 ~

العديد من القبائل في مملكة تلمسان ،كانت غير مخلصة في ولائها للأتراك العثمانيين ،أو غير راضية لى إعلان ولائها للسعديين و ترحيبها إالحسن بن عبد الله الزياني، عن حكم هؤلاء ،و حكم السلطان

و ثانيا دعوة . 1قبائل بني يزناسن ،و مديونة ،و ندرومة ،و ترارة و غيرها :م ،و من هذه القبائللى مدينتهم ،الأمر الذي شجع السلطان السعدي إبعض أعيان تلمسان لأبناء السلطان السعدي

سراع بتوجيه حملة لاحتلالها ،و قد كتب محمد الشيخ التدخل في تلمسان و على الإأكثر فأكثر على لى أعيان إلى تلمسان ،كما كتب أيضا إلى القدوم إبعض القبائل التي دعته السلطان السعدي

كما انظم اليه المنصور بن أبي ،تلمسان يعدهم بأنه سوف يقوم بإعفائهم من الضرائب لمدة سنتين .2يلة بني راشد غانم شيخ قب

ن يواجهوا أية مقاومة أم ،دون 1550ستلاء على تلمسان في سنة تمكن السعديون من الإ.3،و التي استسلمت لهم من حاميتها العثمانية ،التي كانت تتألف من ألفي جندي فقط

محاولة لى غاية مشارف مستغانم ،في إشرع السعديون في التوخل نحو الشرق و تمكنوا من الوصول خضاع القبائل التي امتنعت عن الدخول في طاعتهم في الغرب الجزائري ،و التي تجمعت هناك لإ

و بعد مناوشات عديدة مع تلك القبائل تكبد فيها السعديون بعض الخسائر ،أخذوا في الانسحاب .4لى تلمسان إ

،لذلك أعدوا حملة كبيرة حتلال السعديين لتلمسان إلم يرض أتراك الجزائر العثمانيين ا للقائد حسن قورصو ،و تمكن هذا الأخير من طرد السعديين من لإ سترجاعها و أسندوا قياد

لى هذه الحالة قرر حسن بن خير الدين أن يضع إ، و لما وصلت تلمسان 5سترجاع المدينةإتلمسان و لى جانبه أي أمير زياني ،و أن يترك فيها حامية من الجزائر إيضع عليها حاكما عثمانيا دون أن يشرك

.6و بذلك وضع حد لحكم الأسرة الزيانية

.155عمار بن خروف ،مرجع سابق ، ص : 1

.156نفسه ، ص : 2

. 157نفسه ، ص : 3

.154، ص نفسه: 4

5 :Chantal de la Veronne ,Relation entre me Maroc et la Turquie dans laseconde moitié du 16 e siècle et le début du 17 e siècle ( 1554 -1616 ) ,inR.O.M.M ,1973 ,N 15 -16 ,p 391.

.127عبد القادر فكاير ،مرجع سابق ، ص : 6

~ 123 ~

ا ملك فاس ،كتب اليه صالح رايس يطلب منه 1و نظرا لكثرة التجاوزات التي كان يقوم م 1554في شهر جانفي 2عدم تجاوز الحدود المحددة بجبال ملوية ،وتمكن صالح رايس من هزيمته

تمكم محمد 1554،و لكن وفي سنة 3عرش فاس ىو نصب صالح رايس السلطان أبي حسون عل.4الشيخ من القضاء على أبي حسون

كما قام العثمانيون بشن العديد من الحملات على مدينة فاس ،فمثلا و في ولاية رمضان م ،و تم تنصيب عبد الله أبي مروان المعتصم با1575باشا استولى جيش الجزائر على فاس في سنة

الذي كان قد استنجد هو و أخوه أبو العباس أحمد بالعثمانيين ضد محمد المتوكل على الله ابن .5أخيهما

لقد ساهم العثمانيون في الجزائر منذ مطلع القرن السابع عشر على تجزئة المغرب لى إمارات تابعة للأشراف و الزوايا و الطرق الصوفية ،و حالت المنافسة القبلية و عداوة إالأقصى

الأمراء السعديين و اتباعهم لرجال الدين ،دون الوصول الى توحيد المغرب الأقصى من طرف زعماء .6الزوايا و الطرق الصوفية

لشريفي الفرصة الملائمة لخدمة و من جهتهم وجد الملوك المغاربة في توظيف تيار النسب اا مصالحهم التوسعية من الناحية الشرقية ،مستغلين في ذلك المساندة الشعبية التي كانوا يتمتعون داخل الجزائر ،و لتحقيق هذا المشروع السياسي الطموح ،اعتمد المغرب على نفوذ الطرق الصوفية

تلمسان و تونس مرورا بالواحات ،و كانت لىإو التي كانت مراكزها تشكل حلقة تمتد من فاس يالة إتع بنفوذ روحي في العائلات الكبرى التي تتمالطرق الصوفية تشجع سلاطين المغرب في استمالة

ا مرارا للجيوش المغربية في العهد الجزائر ،بحيث و بفضل القاعدة الشاذلية كانت تلمسان تفتح أبوا.7السعدي

م 1556-م 1552: 1

2 :Berbrugger ,A ,Des Frontières de l’Algérie ,R.A , N 4,1860 ,p 414 .3 :Henri Terrasse ,Histoire du Maroc ,T 2, Éditions Atlantides,casablanca , 1950p 426 .4 :Henri Garrot ,Histoire générale de l’Algérie ,Imprimerie P .Grescenzo voutesBastio Nord ,Alger , 1910 , p426.

ا الأستاذ فارس كعوان ،بيت الحكمة ،طييدقابن المفتي ،ت:5 1ات ابن المفتي في تاريخ باشوات الجزائر و علمائها ،جمعها و اعتنى . 43-42، ص 2009العلمة

.285م ،ص 1984،الدار البيضاء ،2،دار الرشاد الحديثة ،ط2إبراهيم حركات ،المغرب عبر التاريخ ،ج : 6

. 314،مرجع سابق ،ص حنيفي هلايلي ، أوراق: 7

~ 124 ~

ستمالة كثير من قبائل بايلك الغرب إليه ،و هم الذين يسميهم أهل إو تمثل رد المغرب في المغرب بالشراقة ،نسبة الى موقع بلادهم من المغرب أي شرقه ،و من قبائل العرب هذه التي تمت

.1إستمالتها أشجع و بنو عامر ،و من البربر مديونة و هوارة و بنو سنوسمع لمغربية أوجه في النصف الأخيرة من القرن السابع لقد وصل التدخل الجزائري في الشؤون ا

على العرش ،بحيث وجدت الأسرة العلوية مضايقة من الجانب ىحصول العلويين شرفاء المغرب الأقصالعثماني المستقر بالجزائر ،و الذي كانا يؤيد منازعي السلطة بالمغرب ،فواصلوا بذلك سياستهم القائمة

. 2اريخها الى العهد السعدي على التدخل و التي يعود تبدافع التوسع على منطقة وجدة التي )م 1658- 1640( قام محمد الشريف العلوي

و بني كانت تابعة للجزائر العثمانية زمنئذ ،و أغار على قبائل بني زناسن ،و بني مطهر و ذوي يحي ، و كرد فعل لهذه الغزوات 3سنوس ،و بني عامر ،و الجعافرة و الأحرار و الفاسول و عين ماضي

حاكم الجزائر بإرسال حملة عسكرية لمواجهة غارات الشريف ) م 1656-1650( قام أحمد باشا ملوية لصالح تم بموجبها تخلي الجزائر عن أراضي غربي تافنة الى وادي العلوي ،انتهت بعقد معاهدة

.4المغرب العلويالمعاهدة المبرمة مع إيالة الجزائر ،ليتفرغ بعد ) م 1672-1664( جدد المولى الرشيد

زأ لى إمارات ،و لكنه أغار من جديد على قبائل بني زناسن الموالية إذلك للاستلاء على المغرب اللأتراك العثمانيين ،و ما لبث أن انسحب ال تازة مكملا مشروعه التوحيدي للمغرب ،و تابع مولاي

مشروع أخويه للتوسع في الجزائر ،و مهد لذلك بتحريض سكان ) م 1727- 1672(إسماعيل لى غاية إالعثماني بالجزائر ،و توغل الجيش المغربي في الصحراء ثم تلمسان على الثورة ضد التواجد

،عندئذ هاجم الجيش الجزائري المحلة المغربية 5م 1676وادي الشلف ،و انضم إليه بنو عامر سنة .6بالمدفعية ،فقرر مولاي اسماعيل الانسحاب و قبول عرض الجزائر بإقرار الحدود القديمة

. 73كمال بن صحراوي ، مرجع سابق ، ص : 1

2 : fray Diego de Haedo,Histoire des rois d’Alger ,trad et annotée par H DGrammont ,A Jourdan ,Alger, p 161 .

. 257، ص 2إبراهيم حركات ،مرجع سابق ، ج : 3

4:Henri Terrasse,Op Cit ,p 243.. 61-60،مرجع سابق ، ص حنيفي هلايلي ،أوراق : 5

،دار الكتب 7أبو العباس أحمد الناصري،الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى ،تحقيق و تعليق جعفر و محمد الناصري ،ج :6. 42-31،ص 1954الدار البيضاء ،

~ 125 ~

لى الأراضي الجزائرية إم ،وجه مولاي اسماعيل جيشا بقيادة ولده زيدان 1691و في سنة م تارة على العثمانيين و تارة أخرى على المخزن لردع قبائل بني عامر الذين كانوا يعرضون خدما

زام ) م 1695- 1688( المغربي ،فرد الداي شعبان على هذا التعاون بإرسال حملة أدت إلى اه 1103و كان عقد الصلح في التاسع من ذي الحجة عام ،1السلطان زيدان و تراجعه الى فاس

.2م 1692أوت 21الموافق ل كما تمكن المولى إسماعيل بفضل إعادة تنظيم الجيش و إيجاد الموارد الكافية لتمويله ،من كسر

بتحريض من أتراك الجزائر ،فمضى إلى شوكة القبائل المتمردة و القوى المعارضة التي كانت تتحرك و فرض و بينما كان الباي مصطفى بوشلاغم يعمل على تدعيم سلطته بالبايلك الهجوم من جديد

النظام فيه قام السلطان المغربي بجولة في إقليم تلمسان تدعمه قبائل كثيرة منها قبائل الدواير و قبائل ة ،و كان جنود السلطان يستولون على كل ما يجدونه عبيد الشراقة و عبيد الغرابة و عبيد الزمال

.3أمامهم ،و لكنه لم يتمكن من احتلال مدينة وهران و إذا كان الصراع بين المغرب الشريفي و الجزائر العثمانية قد أظهر العلاقة بينهما متوترة للغاية في الغالب ،فإن ذلك لم يمنع أبدا من قيام علاقات اقتصادية و اجتماعية بين سكان بايلك الغرب

رفي بمدينة تلمسان و شرق المغرب الأقصى ،حيث كان للفاسيين دور هام في النشاط التجاري و الحو كانت القبائل القاطنة على الحدود يعامل بعضها بعضا من خلال البيع و الشراء و المصاهرة و غير

.4ذلك ،لكن هذا لم يمنع أيضا من تكرار حدوث المشاكل بينها خصوصا بسبب مناطق الرعي

1 :Grammont (H de ) ,Op Cit ,p 134.2 :Albert Devoulx ,Tachrifat ,Recueil de notes historiques sur l’administrationde l’ancienne régence d’Alger ,Imprimerie du Gouvernement ,Alger ,1852 ,p110.

.75-74كمال بن صحراوي ،مرجع سابق ، ص : 3

.77نفسه ، ص : 4

~ 126 ~

:ما يلي و في خاتمة هذا الفصل نستخلص م ،عندما توجه عروج إلى مدينة تنس 1516إمتد الحكم العثماني إلى الغرب الجزائري سنة

ا قبائل المحال بقيادة أميرها حميدة العبد ،و من ثم زحف عروج لإخضاع إحدى الثورات التي قامت ة في و قد واجهت العثمانيين عدة صعوبات في بداية عهدهم ،و التي تمثلت خاصعلى تلمسان

.و الخارجية و المتمثلة في الزيانيين و الإسبان و سلاطين المغرب الأقصى عارضة المحلية شدة الميعتبر حسن ابن خير الدين أول من وضع الأسس الأولى للإدارة العثمانية في بايلك الغرب

لأغواط جنوبا ،و من ،و كانت رقعة هذا البايلك تمتد من البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى االجزائري الحدود المغربية غربا إلى بايلك التيطري و دار السلطان شرقا ،و تميز هذا البايلك بطابع عسكري

و ذلك نتيجة الصراعات المستمرة بين الأتراك العثمانيين من جهة و سلاطين المغرب من جهة أخرى .ير إلى جانب الإحتلال الإسباني في كل من وهران و المرسى الكب

لقد كان الجهاز الإداري لبايلك الغرب منظما إلى عدد كبير من القبائل التابعة لشيوخها ،و كل مجموعة من القبائل تشكل وطنا يحكمه قائد ،و مجموعة القيادات تكون الأغاليك التي يديرها قائد

. القياد أو أغا رك الأتراك العثمانيون السلطة الفعلية في الأرياف في يد القوى القبلية ،و لم يحدثوا على نظمها ت

قسم متعاون :أي تغيير و عليه يمكننا تقسيم قبائل الغرب الجزائري و علاقتها بالسلطة العثمانية إلى انت تتمتع بالإعفاء من مع السلطة البايلك و يتمثل في قبائل المخزن و القبائل المتحالفة ،و التي ك

إلى جانب منحها عدد من الإمتيازات ،و قسم خاضع لها و يتمثل في قبائل الرعية التي الضرائب كان عليها تحمل كل الأعباء و قسم معارض و يتمثل في القبائل الممتنعة الخارجة عن سلطة

. البايلك خزن من مد نفوذ سلطتها إلى جهات تمكنت الإدارة العثمانية بفضل إعتمادها على قبائل الم

متباعدة من الإيالة الجزائرية ،و الحفاظ على الحاميات العسكرية المتمركزة بالقرب من الأسواق الهام و الحصون الإستراتيجية و المواصلات الحيوية ،و استخلاص الضرائب ،و كذا حفظ الأمن من خلال

.إخضاع الثائرين و المتمردين ال فترة الحكم العثماني هو عدم تمكن سلطة البايلك من و ما ميز قبائل الغرب الجزائري طإن أهم

ائية ،فبعد تحويلها إلى قبائل مخزنية عن طريق القوة سرعان ما تعود إلى إخضاعها كلها و بصفة سابق عهدها بمجرد شعورها بضعف الإدارة ،الأمر الذي جعل البايات مرغمين على استعمال القوة

.ضدها لاستخلاص الضرائب منها

~ 127 ~

لقد عانت الإدارة العثمانية منذ بداية وجودها في المنطقة الغربية للجزائر ،من موقف بعض القبائل المعادي لها ،و تعود أسباب فشل الإدارة العثمانية في فرض سلطتها في بايلك الغرب إلى كثرة

لمنطقة الغربية ،الذين كانوا يحرضون سكان المناطق المنافسين لها ،و تأثير سلاطين المغرب الأقصى في االحدودية الغربية ضد الأتراك العثمانيين ،كما كانوا يتبادلون الحملات العسكرية مع الحكام الجزائريين

.ى عدم الخضوع للإدارة العثمانية و قد شجعت هذه العوامل بعض قبائل الغرب الجزائري علكان هذا عن مختلف الفعاليات القبلية المميزة لبايلك الغرب و علاقتها بالسلطة العثمانية ذا إ

فماذا عن الدور الذي قامت به هذه القبائل للتخلص من الإحتلال الإسباني في وهران و المرسى ا تلك القبائل و ذلك بتحالفها مع الأتراك الع ثمانيين الكبير ؟و ما هي أهم المحاولات التي قامت

ائيا من الغرب الجزائري لإسترجاع المدينتين من الإسبان إذن ب؟ هذا ما سنحاول إلى غاية طردهم .الله الإجابة عنه فيما سيأتي

~ 128 ~

:الفصل الثالث دور قبائل الغرب الجزائري في تحرير مدينة وهران

:محاولات فتح وهران -1.م 1556سنة محاولة صالح رايس :1-1.م 1563محاولة حسن باشا سنة :1-2م 1675م و سنة 1642محاولة سنة :1-3.م 1686محاولة الباي شعبان سنة :1-4

وهران الأول سنة دور قبائل الغرب الجزائري في تحرير-2.م 1707

.م 1732إعادة إحتلال الاسبان لوهران سنة -3.الوضع السياسي لبايلك الغرب-4دور قبائل الغرب الجزائري في تحرير وهران الثاني سنة -5

.م 1792

~ 129 ~

دف تناولت في ا الأتراك العثمانيون بمساعدة الجزائريين هذا الفصل أهم المحاولات التي قام ذه المدينة لمدة طويلة و إصرارهم على الإحتفاظ ،فتح مدينة وهران و ذلك نظرا لإستقرار الإسبان

ا و ذلك لما تتمتع به من موقع إستراتيجي ،و ما تمثله من أهمية بالنسبة لإسبانيا في المنطقة المدن و بالمقابل أبرزت مدى رغبة العثمانيين الملحة و الشديدة في إسترجاعها بإعتبارها إحدى

.الإسلامية الهامة في الجزائرم ،و ذلك 1707ثم تطرقت إلى دور قبائل الغرب الجزائري في تحرير مدينة وهران الأول سنة

و أهم المعارك التي خاضوها الفتح و ركزت خصوصا على دور الجزائريين في هذا الفتح مراحلبتتبع .إلى غاية تحقيق النصر

ضع السياسي لبايلك الغرب منذ أن تمكن الإسبان من إعادة إحتلال مدينة و أشرت إلى الو .م 1792وهران إلى غاية أن تولى الباي محمد بن عثمان الكبير سنة

و أخيرا ذكرت دور قبائل الغرب الجزائري في تحرير مدينة وهران و ذلك تحت قيادة الباي محمد بائل حول ذلك الباي و شاركت إلى جانبه في المعارك التي إلتفت تلك الق،بحيث بن عثمان الكبير

.خاضها ضد الإسبان في وهران إلى غاية تحقيق النصر و فتح المدينة للمرة الثانية

~ 130 ~

كتوت بنار الأطماع المسيحية إحتلال الإسباني ،و لقد عانت مدينة وهران من ويلات الإنتقام من الحواضر الاسلامية المتوسطية بعد استسلام غرناطة ،و نقض المتعصبون و حب الإ

الكاثوليك لعهودهم التي أعطوها للمسلمين في الديار الأندلسية ،فقرروا تنصيرهم بالحديد و النار ن سبالإو أقاموا محاكم التفتيش و الحرق ،و طردوا في الأخير من بقي على دين الاسلام ،و لم يقف ا

و البرتغال عند هذا الحد بل شنوا حملات شرسة و بدون رحمة على ثغور الغرب الإسلامي في العدوة نقسام و التناحر و التسابق الإفريقية سواء في السواحل المتوسطية أو السواحل الأطلسية ،مستغلين الإ

سبان كما كانت الإو كانت وهران من المدن التي سقطت في قبضةعلى الحكم في الأقطار المغاربية .1لتحريرها من بين المدن التي لقيت العناية من طرف العامة و الخاصة

ا لأبشع مظاهر فتعرضت معالمها التاريخية و الحضارية للمسخ و الطمس و تعرض سكاهانة و القتل و الملاحقات المستمرة ،و لكنهم لم يستكينوا و لم يرضخوا و لم التعذيب كالتشريد و الإ

م من غال و نفيس ،واسترخصوا يستسلموا بل واجهوا الطغيان بكل شجاعة و بذلوا كل ما بإمكام ،من أ م أموالهم و دمائهم و حرما م في المقاومة و مقدر جل طرد المحتلين الغاصبين و أثبتوا كفاء

.2ن تكون رمزا لمقاومة الجزائر البطولية عبر التاريخ أالمواجهة و الثبات حتى حق لوهران في :محاولات فتح وهران -1

ا ،بعد جهاد طويل و كفاح مرير إانتظمت الدولة الجزائرية و قوي ساعدها ،و لتأمت وحدا مهما ا الرأي العام و يريد أن يصفي حسا و أصبحت قضية وهران هي القضية الأولى التي يهتم غلا الثمن و مهما كانت التكاليف ،فهي في نظره قضية وطنية قومية من جهة ،و من جهة أخرى

.3قضية جهاد إسلامي عام ،يمحوا آخر آثار الصليبية الإسبانية بأرض الجزائر حتلال خلال تلك المدة التي كانت تحت الإبل كانت ران دار سلام و اطمئنان لم تكن وه

الاسباني مجال قتال و مناوشات ،و مضى الشهر ،و مضت السنة ،و مضى القرن ،و المسلمون 4سبان يتحصنون و يدافعونيحاولون استرجاع المدينة ،و لا يتركون لأهلها و لا لحاميتها راحة ،و الإ

:و من تلك المحاولات نذكر

م ،جامعة وهران 1013-8،2012-7،عدد عصور جديدةالكتابات المغربية ،حسن الصادقي ،مدينة وهران و أعلامها في :1. 189ص .97،مرجع سابق ، ص يحي بوعزيز ،موضوعات و قضايا: 2

.409،مرجع سابق ، ص أحمد توفيق المدني ، حرب : 3

.405، ص نفسه : 4

~ 131 ~

:م 1556سنة محاولة صالح رايس -1الإسبان حكام هذه المدينة :"عندما أصبح الكونت دالكوديت حاكما عاما لمدينة وهران كتب

م ،و هم يعيشون في حالة حصار دائما ،كما أن المناطق التابعة للإسبان لا يمكنها 1509منذ سنة .1"أن تمتد مسيرة يومين

كان الشريف السعدي ملك المغرب الأقصى قد استعاد فاس ،و دخل في مفاوضات مع كما كما جاء في تقرير المبعوث سباني مسلحين ببندقية الأركوبوس ،إالإسبان للحصول على عشرة آلاف

لى الكونت دالكوديت حاكم وهران ،المؤرخ في مالقا يوم إلى فاس ميكال دي ليزكانو الموجه إالإسباني م ،استقبل هذا المبعوث من طرف الشريف السعدي و من طرف ابنه الأمير 1555جويلية 22

عبد الله ،كما استقبل من طرف القائد المنصور بن بوغانم ،قائد بني راشد الذي كان قد انسحب من ) الجزائر (ألح على تخريب المدينة "إن الشريف السعدي قد و حسب التقرير المذكور ف،مدينة تلمسان

.2"من الأساسسانحة أمام الكونت لى صالح رايس و ذلك حتى لا يترك الفرصة إأرسل السلطان سليم إمدادات

فأرسل مددا بحريا مؤلفا من .3دالكوديت لوضع التحالف الثنائي مع الشريف السعدي محل التنفيذ لى القوة إبية و ستة آلاف من الجند العثماني ،أضاف صالح رايس هذه القوة الجديدة أربعين سفينة حر

لى إالجزائرية التي بين يديه ،و تتألف من ثلاثين سفينة حربية و أربعة آلاف من الجند ،هذا إضافة جيش جزائري من داخل البلاد الجزائرية ،و معظمه من أشاوس جبال جرجرة ،الذي كان يناهز

آلاف رجل ،ساروا فعلا على طريق البر نحو الناحية الغربية ،بينما كان صالح رايس يتأهب العشرة.4العمارة البحرية ذات السبعين سفينة نحو وهران للإقلاع على رأس

لى إ،و سار صالح رايس بسفنه م 1556لى بجاية في جوان إوصل الأسطول العثماني تامنتفوست لينتظر وصول الأسطول هناك ،ثم يسير مباشرة نحو الغرب فلا يدخل العثمانيون مدينة

ن يقلع في أقبل أصيب صالح رايس بالطاعون و توفي لكن ،و5الجزائر التي كانت تعيش وباء الطاعون

1 :Boukhari Hammana ,Le premier siege Turc d’Oran 1556 D’après Diego Suarezet les historiens Europeens Modernes ,Majallat Et-Tarikh , 1986 ,N 21 , Algerp 9 .

. 80صالح عباد ، مرجع سابق ، ص : 2

.159بلبوري سيد أحمد ،مرجع سابق ، ص : 3

.344-343سابق ، ص ص ،مرجع أحمد توفيق المدني ،حرب : 4

.81صالح عباد ، مرجع سابق ، ص : 5

~ 132 ~

لك عام ،و تتوقف الحملة مرحليا ،ثم أخذ بعد ذ70،عن عمر يناهز ال 1م1556شهر جوانحسن قورصو زمام المبادرة لتكملة و مواصلة الزحف صوب وهران نظرا لإستكمال كل التجهيزات

،على أن تكون قاعدة التجمع بميناء مستغانم ،فيتجه نحوها برا بينما سلم قيادة و الإستعدادات .2الأسطول للقائد يحي

ما دعوة مستعجلة من البايلرباي )علج علي (و عندما شرعا في مهاجمة حصون المدينة جاءلرفع الحصار و الالتحاق بقوات السلطان العثماني بالمشرق لمواجهة غارات أندري دوريا المدعم من

.3ملوك أروبا و البابا فرفعا الحصار و تخليا عن حصن رأس العين الذي حرراه فعلا :م 1563سنةحسن باشااولةمح-2

إسبانيا إمدادات م ،أرسلت 1558التي لحقت بالإسبان في مستغانم و مزغران سنة بعد الهزيمة لى وهران للقيام بخرجات تحفظ سمعة السلطة الإسبانية في الغرب الجزائري ،لقد وصلت إحدى هذه إ

الوقت الذي هذا في و،5جنوب وهران 4فرسخا 16دلى غاية سيدي سليمان ،على بعإالخرجات كان الإسبان يحضرون أنفسهم ليواجهوا حصارا تركيا جديدا محتملا ،و في هذا الإطار أرسل الملك

فيليب الثاني أربعة آلاف رجل على متن مجموعة من القطع البحرية ،أبحرت من مالقا ،إلا أن عاصفة .6ة و معها أغلبية الجنود قطع22م أغرقت 1562أكتوبر 19عاتية وقعت يوم

م ،خرج حسن بن خير الدين من مدينة الجزائر 1563ففي الخامس من شهر فيفري من سنة فارس من 1000ادق ،و نرجل من رماة الب15000نحو الغرب يسوق بين يديه جيشا يتألف من

رجل من زواوة و بني عباس ،أما المؤن و الذخيرة 12000الصبايحية يقودهم أحمد أمقران الزواوي ،و ،و في طريقه إلى 7فقد حملها الأسطول الجزائري الى مدينة مستغانم ،التي اتخذها قاعدة العمليات

.8مدينة وهران انظمت إليه العديد من القبائل

.97،مرجع سابق ، ص يحي بوعزيز ، موضوعات و قضايا : 1

.159بلبوري سيد أحمد ،مرجع سابق ، ص : 2

. 97،مرجع سابق ، ص يحي بوعزيز ،موضوعات وقضايا : 3

.ثلاثة أميال = الفرسخ : 4

.94صالح عباد ،مرجع سابق ، ص : 5

6 :Sandoval ,Op Cit , p 356 ..356،مرجع سابق ، ص أحمد توفيق المدني ، حرب : 7

8 :Léon Gilibert ,L’Algérie ancienne et moderne depuis les premiersétablissements des Carthaginois jusqu'à l’expédition du général randon en1853 ,Furne et cie libraires-éditeurs , Paris ,1853 , p203 .

~ 133 ~

أفريل و تمكن من الاستلاء على حصن 15وصل حسن باشا أمام مدينة وهران يوم اورة لمدينة وهران ،ثم بعد إو في هته الأثناء ،1القديسين بعد تحطيم جدرانه نظمت إليه القبائل ا

م على المرسى الكبير ،و بعد محاولات عديدة و التي باءت كلها ذلك ركز الجيش العثماني هجما، و استبسل الجزائريون في الهجوم على معظم حصون المدينتين 2الفشل لإقتحام هته المدينة ب

سبانية ضخمة إريل و ماي ،و في شهر جوان و صلت نجدات فو دامت المعارك طوال شهري أليشارك في الهجوم الضخم ضد فرسان ، 3و اضطر حسن بن خير الدين أن يرفع الحصار و ينسحب

و هكذا .4م مع البطل درغوث باشا 1565فرسان القديس يوحنا الصلبين في جزيرة مالطا عام م البطولي ،و استماتتهم في انتهت المعركة بفشل الحملة الجزائرية و انتصار الإسبانيين ،بواسطة ثبا

.5لى أن وصلتهم النجدة المنقذة إسبيل الدفاع ،:م 1675م و سنة 1642ة سنة محاول-3

م 1642تذكر المصادر الإسبانية أن دون الفارودي بازان ،مركيز سانتا كروز واجه سنة و حصارا ضرب على وهران برا و بحرا من طرف جيش يتكون من الأتراك و الأهالي ،غير أن الإسبان

ثمانمائة رجل في الوقت الذي جاء فيه تمكنوا من دفع المحاصرين بعد خرجة قادها المركيز على رأس .6قطعة بحرية من جنوة 25على رأس الدوق تورسي لنجدته

م ،حين كانت وهران تعيش كارثة الطاعون الذي أتى على حوالي ثلاثة 1675و في سنة ا ،سير الإسبان في شهر جوان حملة نحو تلمسان ،بلغت أسوار المدينة آلاف ساكن من سكا

لى غاية وهران و المرسى الكبير ،دعم بابا حسن هؤلاء الأهالي إهالي و طاردوا جنودها فدفعها الأإلى غاية شهر جويلية ،و لمالى حصار للموقعين ،دام إبفرق من الإنكشارية ،فتحولت المطاردة

.7جاءت عمارة من قرطاجنة تحمل الإمدادات انسحب الأهالي و الأتراك

1 :Henri Garrot ,Op Cit ,p 429..94صالح عباد ،مرجع سابق ، ص : 2

.98،مرجع سابق ، ص قضايا يحي بوعزيز ، موضوعات و: 3

4 :Ernest Mercier ,Histoire de l’établissement des Arabes dans l’afriqueseptentrionale ,L.Marle Libraire-éditeur ,Constantine ,1875 , p 351.

.360،مرجع سابق ، ص أحمد توفيق المدني ، حرب: 5

.139صالح عباد ،مرجع سابق ، ص : 6

.140نفسه ، ص : 7

~ 134 ~

:م 1686الباي شعبان سنة محاولة-4اورة لمنطقة نفوذه 1685في سنة م قاد الحاكم الإسباني لوهران حملة كبيرة نحو الأقاليم ا

و عاد مرفوقا بحوالي ثمانمائة أسير و غنيمة ضخمة ،و لكن هذا الحاكم و قع في كمين نصبه له جهز الباي شعبان م1686و في سنة ،1ريبا الأهالي في السنة الموالية فقتل هو و كل جنوده تق

م الهجوم على مدينة وهران ،و خرج الإسبان للقائه الزناقي ثلاثة آلاف فارس و ألف راجل يريد و دارت رحى المعركة بين "كدية الخيار "بمثل هذا العدد و التقى الجمعان خارج وهران بمكان يقال له

و قتلوا منهم مائة و ألف رجل ، كما غنموا غنائم ثمينة ان و انتصر المسلمون على الإسبالفريقينفاقتتلوا "برج العيون "ن وصلوا إلى قبة أو المسلمون خلفهم ،إلى سبانجع الإار تو استمرت المعركة ،

و من ذلك اليوم ،2هناك قتالا شديدا ،و كاد المسلمون ينتصرون لولا إستشهاد قائدهم الباي شعبان .3شعبان يطلقون على كدية لخيار حي سيديأصبح الناس

فغزى رحمه الله وهران وطالت به معهم الحروب :"يذكر الآغا ابن عودة المزاري هته المعركة بقوله لى أن صاروا في أحوج إو اتصلت عليهم بدولته أعظم الكروب و منعهم من الخروج و ضيق عليهم

م و الحصون ،و صاروا لا يفارقون الجواسيس و العيون لى اليوم الذي استشهد فيه إالمحرج ولازموا بيونه زحف لهم في نحو أربعة آلاف فيهم نحو الثلاثة أو من خبره .حصل لهم الفرج و تنوية و تنزيه

ني عامر و قيزة و غمرة و كريشتلآلاف فارس و زحف النصارى مع مردة العرب و شياطينهم من ب.4" و غيرهم في أزيد من ثلاثة آلاف فيهم ألف خيل و الباقي راجلة

و لما قتل بقيت جثته بأيديهم على وجه التراب فجزوا رأسه و علقوه بالباب :"و يضيف قائلا أى بعض النصارى بالليل و قد أخذ المسلمون الجثة و تركوا الرأس لما لم يقدروا على الرجوع إليه ،فر

و يقال ..النور يسطع عليه فأخبر بطريقهم ،و حينئذ بعثه للمسلمين ،فجعلوه مع جسده في الحين أن الذي قتله هو أحد المغطسين أبو نصابية من النصاصيب الذين منهم كل ضالم و فاجر أحد

.5" بطون أولاد عبد الله من بطون بني عامر و قيل غير ذلك

. 144مرجع سابق ، ص صالح عباد ،: 1

محمد بن ميمون الجزائري ،التحفة المرضية في الدولة البكداشية في بلاد الجزائر المحمية ،تقديم و تحقيق محمد بن عبد الكريم : 2. 21،ص 1981ش و ن ت

.99، مرجع سابق ، ص ي بو عزيز ، موضوعات و قضايا يح: 3

.229ابن عودة المزاري ،مصدر سابق ، ص : 4

.230، ص ابن عودة المزاري : 5

~ 135 ~

براهيم كما تسميه المصادر الإسبانية إم ،قاد ابراهيم خوجة ،أو دولة 1688جانفي 22و في حملة على وهران ،و انظمت إليه أغلب القبائل المحالفة مع الإسبان ،بينما فرت قبائل أخرى إلى

ا و ضيق عليها الحصار ،و نصب المدافع المختلفة في مواجهة ح،1المناطق الجبلية تجنبا للخطر صونقطة إلىلكن التهديد الفرنسي للجزائر ،و تضييق المارشال ديستري عليها حول الجزائر العاصمة

2وى و آلات حرب إبراهيم خوجة ،استعدادا لمنازلة فرنسا خطر ،فاسترجع الديوان ق

.145صالح عباد ،مرجع سابق ، ص : 1

.406، ص قمرجع سابحرب الثلاثمائة ،أحمد توفيق المدني ،: 2

~ 136 ~

:م 1707دور قبائل الغرب الجزائري في تحرير وهران الأول سنة -2حتلال سلامية ،و أصبحت بعد الإسبانية ،التي غيرت معالمها الإظلت وهران تحت الهيمنة الإ

ت كل محاولات الجزائر الإسباني لها، عبارة عن مدينة ذات طراز مسيحي في شمال إفريقيا ،و فشلا لأصالتها العربية الإسلامية ،إلى أن تولى إدارة الجزائر لاسترجاعها د بكداش سنة ،الداي محمو إعاد

م ،و الذي تحمل مسؤولية طرد الإسبان منها ،و من المرسى الكبير ،و تحريرها 1706/ه 1118.1بمساعدة صهره حسن أوزن

و كان داي الجزائر قد توصل إلى إتفاق لإقامة السلم مع الإسبان في وهران و المرسى الكبير ندئذ اعتقد قادة وهران أن الوقت قد حان لجمع قبل تدخل مولاي إسماعيل في الغرب الجزائري ،ع

الضرائب الدواوير المتخلفة عن دفع الضرائب و معاقبة دواوير أخرى لمقتل العديد من الإسبان ،هكذا خرج حاكم وهران في حملة استولى فيها على مائة و خمسين شخصا من أهالي المنطقة الغربية ،عندئذ

.2هذه إعلان حرب اعتبرت الجزائر العملية الإسبانيةم من مدينة معسكر تجاه وهران 1704بجيش كبير سنة الباي مصطفى بوشلاغم خرج

ا ،و قام الحاكم الإسباني بالمدينة بإجراء تعزيزات الدفاع و مقاومة الباي ،و لكن و في سنة لمحاصرم أصبح الحصار فعالا ، و ازداد حدة في السنة الموالية ،و خلال تلك الظروف قام حسين 1705

ولداش عليه ،بإنزال جيوشه على المدينة ،خاصة بعد أن تراجعت خوجة داي الجزائر ،بعد ثورة الي،و قد سعى داي الجزائر 3مداخيل بايلك الغرب المخصصة لخزينة الدولة من مختلف الموارد المهمة

ن بعض الصعوبات قد اعترضت سبيله ،خاصة من قبل أحسين خوجة لفتح وهران سعيا محمودا ،بيد م 1707مارس 4ذي أصبح في مكانه على هرم السلطة في أربعة يولداش و محمد بكداش ال

بايلك الشرق مع كامل أفراد أسرته ،و قد وقع هذا لى إو أول ما قام به كان إرساله الداي المخلوع لى طرابلس الغرب ،و الذي عاد من إالداي الجديد ضحية انتقام الداي السابق الذي كان قد نفاه

.4منفاه بغية الثأرأما عن الأوضاع في بايلك الغرب فإنه و بعد وفاة الباي شعبان أثناء محاصرته لمدينة وهران سنة

م حل محله الباي يوسف المسراتي مصطفى الملقب ببوشلاغم ،لقد تربى الباي بوشلاغم في 1686

1 :Rachid Bourouiba ,Oran Histoire Politique , S N E D ,Alger ,1974 , p 81 ..150صالح عباد ، مرجع سابق ، ص : 2

.41العيفاوي ، مرجع سابق ، ص علي بن : 3

4 : Emerit M ,Histoire de l’Afrique ,Op Cit , p 332 .

~ 137 ~

ة قصر الداي بكطاش خوجة داي الإيالة في تلك الفترة ،و كان الداي بكطاش يكن محبة كبير .1لبوشلاغم لذا إختاره أن يكون بايا لبايلك الغرب

م ،حيث قام1700لاغم سنة لقد عرف بايلك الغرب عهدا جديدا مع مجيئ الباي بوشلى معسكر و ذلك لعدة أسباب ، منها كون بوشلاغم إبنقل مقر البايلك من مازونة 1701سنة

و رفض يبحث عن مقر يتوسط البايلك ، حتى لا تبقى قبائل الجنوب تعيش في تمرد و عصيان دائم .2مستمر لدفع الضرائب كما قام بعدة حملات ضد هذه الأخيرة فيما بعد من أجل إخضاعها

الايالة الغربية بتمامها سنة ثمانية و تسعين ول من جمعت له أهو كما أن الباي بوشلاغم عسكر مازونة و تلمسان معا للقلعة ثم لمو نقل كرسي المملكة من م1686لـ و ألف الموافق

ا وسطا بين مازونة و تلمسان وجعلها قاعدته ل ، إضافة لكون مدينة معسكر ذات أهمية 3كوا من استراتيجية نتيجة تحكمها في المسالك ا قبائل بني راشد التي تميزت بتقر التجارية ،كما تحيط

ا تقع قريبة من مدينة وهران ،فهذا الإختيار الحكم التركي ،كما أن إختياره لمدينة معسكر يعود لكو.4لتخطيط الباي لفتح مدينة وهران يعود

ستخلاص إو كان باي الغرب مصطفى بوشلاغم ممعنا في مناوشة الإسبان عاقدا العزم على وهران منهم فوجد من محمد بكداش أذنا صاغية ،ووجد من الخزناجي ،وزيره و صهره ،أوزن حسن

لى كل إان ،و أرسلوا ر نعم المعين على تنفيذ ما اعتزم القيام به ،و أخذ القوم يستعدون لتحرير وههات الجزائرية يستحثون القوم على الجهاد ،و في هذا الصدد يقول الشيخ أبو زيد عبد الرحمن في الج

فإن الناس جاءوا إليه من كل فج عميق ،و انسلوا إليه من كل قبيل :" شرحه للقصيدة الحلفاوية إن طلبة ....الأيام حتى إن الناس وفدوا إليه بخيامهم و عيالهم و اعتكفوا عليه الليالي و ...و فريق

و كانوا ...العلم و حملة القرآن كانوا أشد الناس مسارعة لإجابة دعوة السلطان إلى هذا الجهاد المبارك بمحلة مستقلة عن غيرها ،و كانت شوكتهم على الكفار أقطع من الرماح ،و مرماهم أنفذ من

و كان ...قبل أخيه فرضا الصفاح ،و سور جندهم يشد بعضه بعضا ،و كل واحد منهم يرى موته .5..." عددهم يزيد تارة على الألف و ينخفض عنه إلى السبعمائة

.21الواليش فتيحة ، مرجع سابق ، ص : 1

2 : Camile Kehl,Op Cit ,p 37 ..275ابن يوسف الزياني ، مصدر سابق ، ص : 3

.22الواليش فتيحة ، مرجع سابق ، ص : 4

. 425،مرجع سابق ، ص المدني ، حرب حمد توفيق أ: 5

~ 138 ~

الجامعي في رسالته المتعلقة بفتح وهران الأول ،أنه رأى في بعض دفاتر الباي ،أنه خرج يضيف و التحق به ،وعلى يد خليفة الباي ،مصطفى المسراتي نحو ثلاثة آلاف و ثلاث مائة قنطار من البارود

لى القوة المرسلة من إو متطوعين من شتى قبائل بايلك الغرب ،كل هذا إضافة فرسان المخزن .1و عموما بلغ عدد الجيش الذي سيق لفتح وهران حوالي ثمانية آلاف جندي العاصمة الجزائر

ن الضروري و قد كان محمد بكداش على دراية تامة بأهمية اليولداش في حفظ الأمن ،و أنه مإحكام سيطرته عليهم ،و قد كان حصار بوشلاغم لمدينة وهران دافعا له في ذلك حيث قام بتجميع

رسالها تجاه الغرب ،تحت قيادة صهره أوزن حسن ،الذي إو 2"خيمة 50" كل القوات الموجودة عتادها ،م ،كما كان هناك قسم ثان من القوات بكل 1707جوان 15عين خليفة للباي في

.3و التي لم تتأخر في اللحاق به تحت أسوار المدينة عتمادا على الإمكانيات الذاتية ،إذ لم تكن إسبانيا قادرة على إأما الإسبان فقد استعدوا

ا كانت تعيش حربا أهلية حقيقية في إطا الحروب الأروبية التي أعقبت وفاة شارل الثاني رإنجادهم لأو المتعلقة بمن يتولى العرش الإسباني ،بحيث انقسمت إسبانيا بين أنصار شارل الثالث م1700سنة

،و كما يقول جون ب وولف فإن الأوضاع 4أنصار فليب الخامس البوربوني و الهايسبورغي النمساوي .5" قد خلقت وضعا شجع على الهجوم على المدينة " في إسبانيا

إسبينوزا .الأثناء لا يزالون منذ مدة طويلة تحت قيادة الدون ب لقد كان إسبان وهران في تلك ،كحاكم مستخلف ،ثم )Don P.Espinosa de los Montoros(دو لوس مونتوروس

،الذي استلم مهامه كجنرال لقيادة )( Don Carlos Carrafaجاء بعده دون كارلوس كارافا ن وراء أسوار المدينة ،و لم يكن لهم أي عون الدفاع الجديدة ،و قد وجد الإسبان أنفسهم محاصري

سنة أتباعهم من بني عامر كانوا قد أصبحوا تحت إمرة بوشلاغم بعد بعض منتظر من الأهالي ،لأن و العبيد المخزنيتين صفوف جيش الباي ،و ساهمت في كما دعمت قبائل الدواير من الجهاد ،

- 22، ص 2003أبو زيد عبد الرحمن الجامعي ،فتح مدينة وهران ،نشر مختار حساني ،مخبر المخطوطات ،جامعة الجزائر ،:123.: جنديا انظر في ذلك 23الخيمة العسكرية العثمانية ، تضم : 2

- Walsin Esterhazy , De la domintion ,Op Cit ,p 180 ..42علي بن العيفاوي ،مرجع سابق ، ص : 3

.150صالح عباد ،مرجع سابق ، ص : 4

.375جون ب وولف ، مرجع سابق ، ص : 5

~ 139 ~

ميلشيور دو .د :"بـــــ " كرافا "استبدال القائد إلىلذلك سارعت الحكومة الإسبانية ،1حصار وهران .2،في الأشهر الأخيرة للحصار ( D .Melchior de Avellaneda )"أفلاندا

ه و أول أمر قاموا به هو محاولة هدم 1119/م 1707ابتدأ الجزائريون الهجوم أوائل سبتمبر ج العيون ،فدخلوا إلى ساحته من خندق حفروه و عليه بر مجاز الماء الذي يرد من الخارج إلى وهران ،رأس الماء "مية الوطيس زحزح فيها الجزائريون الإسبان عن او التحمت نيران أول معركة ،و كانت ح

.3و حفروا حوله الخنادق حتى لا يعود إليه العدو ،و كان ذلك أول نصر في هذه المعركة "هاجم الأتراك حصن سانتاكروز الذي يشرف على كل من وهران و المرسى الكبير و لما ثم

قام حسن أوزن ،4استولوا عليه ركزوا نيران مدافعهم على الحصون و الأبراج الموجودة خارج المدينة ن بإعطاء إشارة الهجوم على أسوار الجبهة الشمالية للمدينة ،لكن قواته كانت في مرمى قذائف الإسبا

أما .مما أوقع خسائر كبيرة في صفوف قواته ،الأمر الذي استدعى تجنب مثل تلك الخطط العسكرية الخليفة حسن ،فقد قام بإقحام اليولداش في معركة تحت إمرته ،مما جعل هجومه المضاد يصمد أمام

دفاعات الإسبان ،و يسمح له بالسيطرة على المدينة من خلال القضاء على سلاح المدفعية. 5الإسبانية استسلمت الحامية العسكرية الإسبانية للبرج الأحمر في سرية تامة ،بعد م 1708يناير 21و في

ا و أرهقها الحصار المحكم ،و كانت في حدود جنديا ،أصبحوا أسرى 540أن فقدت كل ذخير،و أعطيت الأوامر من اسبانيا لدى العثمانيين ،يبنما ما تبقى من الإسبان لجؤوا إلى المرسى الكبير

،لذا قمدت ميليشيات من بإرسال تعزيزات مهمة ذلك لأن سقوط وهران ولد شعورا مؤلما لديهم ،و التي قامت بعملية إنزال في قرطاجنة عن طريق ( Murcia)"ميرسيا "المتطوعين من إقليم

منعتهم من الدنو من حصن أسطول فرنسي ،لكن نيران مدفعية الجزائريين المتمركزة في الساحل ،.6المرسى الكبير

و كان حصن المرسى الكبير معرضا لكل أنواع هجمات الجزائريين برا و بحرا ،و تطلب ذلك مدة أفريل تم فتح السور ،نتيجة 06ثلاثة أشهر من أجل إحكام السيطرة التامة على الحصن ،و في

1 :Rozzet et Carette ,Op Cit ,p 250 .2 :Ernest Mercier , Histoire de l’Afrique ,Op Cit , p 333 .

.427،مرجع سابق ، ص الثلاثمائة المدني ،حرب أحمد توفيق : 3

.150صالح عباد ، مرجع سابق ، ص : 4

5 : Ernest Mercier , Histoire de l’Afrique ,Op Cit , p 235 ..44علي بن العيفاوي ، مرجع سابق ، ص : 6

~ 140 ~

على ضمانات م الإسباني الانسحاب ،بعد أن تحصللنقص المؤن و الذخيرة على الحامية ،قرر الحاك.1و لكن المحاصرين تسرعوا و قاموا بقتل عدد منهم و الباقي أخذوا أسارى بإطلاق سراح الجميع

غنم الأتراك كل ما وجدوه في المدينة و المرسى الكبير و ساقوا أكثر من ألف و أربعمائة إسباني ب الأهالي الذين كانوا يقفون إلى جانب الإسبان و أصبح هؤلاء إلى مدينة الجزائر ، كما وقع

انقسموا الى :" ، بحيث يذكر المشرفي بأن هؤلاء الأهالي 2موضوع تجارة بأمر من الداي محمد بكداش ثلاث فرق ،فرقة منهم لجأت لحصن العدو و صارت تقاتل معه و تدافع بجهدها عنه ،و الحكم في

ا ردا اهذه الفرقة إباحة ماله م من المسلمين لكو و دم رجالها و البالغين من ذراريها لمن ظفر و أما الصغار من الأولاد فلا يقتلون و لا يكونون فيأ للمسلمين و قد ذهب بعض الونازرة مع

ا في الخفية الإسبانيين بعد الفتح ،و فرقة منهم لجأت للمسلمين و صارت تقاتل معهم العدو ،غير أو تواعده بالرجوع عنده إذا وجدت السبيل ،و الحكم تعلم العدو بأحوال المسلمين و تأمره بالثبات

ا فرقة الزنادقة ،يقتل كل من اطلع عليه تعالى و أنابت من ...منها فيها أ ،و فرقة منهم تابت ا و تركت الإعانة له ظاهرا و باطنا ،و ندمت على ما صدر منها سالفمولاة العدو ا ،و الحكم فيها ا

.3" واحدة من جماعة المسلمين عقب فتح وهران الأول عمت الأفراح في كامل إيالة الجزائر بحيث يقول الشيخ أبو زيد في

و لما أقبلت رسل البشائر و تليت صحف فتحها :" وصف هذه الأفراح التي تلت هذا الفتح المبين الداي محمد ( يع المؤمنين بلسان التبشير ،أمر الأمير نصره الله على الأمير ،و عم الخطاب بالفرح جم

) أي جماعة المسجونين(بصنع وليمة الفرح و عيده ،و تسريح من كان في هم و عيده ) بكداش باشا .4.." و تزيين سوق البلاد و تجديده

بعد فتح المدينة إستقرت قبائل بني عامر بجبال تاسالة و منحت أراضيها المحيطة بمدينة وهران كمكافأة لقبائل الدواير و قبائل العبيد على الجهود المبذولة في هذا الفتح، بعد إسترجاع مدينة وهران

.5أصبح بوشلاغم بايا لبايلك الغرب و نقل مقره من معسكر إلى وهران

1 : Ernest Mercier , Histoire de l’Afrique ,Op Cit , p 336 ..151،مرجع سابق ، ص صالح عباد: 2

3 :Abdelkader El Mecherfi ,Notice Historique sur les Arabes soumis auxEspagnols pendant leur Occupation d’Oran ,Traduit par Marcel Bodin ,R .A ,N65 ,A.Jourdan Libraire-éditeur ,Alger, 1924, pp 219 -220 .

.432،مرجع سابق ، ص الثلاثمائة أحمد توفيق المدني ،حرب : 4

.22الواليش فتيحة ، مرجع سابق ، ص : 5

~ 141 ~

يعتبر عهد الباي بوشلاغم أول فترة تاريخية يعرف فيها بايلك الغرب تحرره التام لجميع أراضيه و ذلك منذ مطلع القرن السادس عشر ،تاريخ احتلال وهران من قبل الإسبان ،هكذا تولى الباي

عرفت مدينة وهران انتعاشا ) م 1732- 1708( سيادة البايلك بأكمله في هذه المرحلة د وغرافيا ، كما عرفت التجارة قدوم تجار أجانب و إقامة قنصل فرنسي ،و شهدت المدينة إستراديم

.1و الإنجليزية كمية هامة من الأسلحة الفرنسية و بعد هذا الفتح بادر محمد بكداش بارسال هدية ثمينة إلى الباب العالي ،منها ثلاثة مفاتيح

تكرم عليه بقفطان يلبسه صهره أوزن حسن كشعار لترقيته ذهبية المعدن ،و طلب من السلطان أن يكما أن ادخال الضرائب .2و لكن السلطان رفض هذا الطلب و لم يبعث بالقفطان إلى رتبة باشا

قد تأخر دخولها إلى خزانة الدولة ،فصعب على الداي التعجيل بتأدية أجور الإنكشارية ،التي لم تطق صبرا على تأخير أجورها ،لاسيما حين بلغها الخبر بأن باي الناحية الشرقية قد جمع الضرائب و هرب

م 1710/ه 1122س سنة ،فاستشاطت غضبا و ثارت على الداي و اغتالته في شهر مار ا اسمه دالي ابراهيم و جعلت مكانه رج .3و ألبسته قفطان الداي السابق محمد بكداشلا من أسر

م ، حيث أن المدة الممتدة من 1732استمرت سلطة بوشلاغم على بايلك الغرب إلى غاية هذه الإنجازات نذكر الأعمال م قام بوشلاغم بإنجازات هامة ،و من بين1732م إلى غاية 1708

ا أهم مدن بايلك الغرب ،إضافة إلى ذلك تميز الباي بوشلاغم بمكانة العمرانية الهامة التي انتفعت ا و أهمها تحرير وهران و المرسى الكبير ،و لهذا الشأن العظيم كان :ممتازة نتيجة الأعمال التي قام

بإيصال الدنوش إلى العاصمة ،و من بين أعمال الباي خليفته محي الدين المسراتي هو الذي يقومبرج الترك الموجود بمدينة مستغانم ،إضافة إلى :بوشلاغم العمرانية العديدة نذكر منها على سبيل المثال

بمدينة مستغانم ،كانت جلها أوقاف ذات مداخيل هامة منها المحلات منشآت حضرية خاصة .4التجارية و الحمامات

و عقب فتح وهران سجل لنا الشعر الجزائري العديد من القصائد تخليدا لهذا الفتح و مدح :لمنقذيها من بينها قصيدة للشيخ أبو زيد عبد الرحمن التلمساني يقول فيها

د عي الس ح ت الف ة ور ا س ن ي ـل ع يد م ع و ي ـر ائ ش الب ل س ر ت ل ت ـ

.23، ص سابقالواليش فتيحة ، مرجع : 1

.30محمد بن ميمون الجزائري ، مصدر سابق ، ص : 2

. 31نفسه ، ص : 3

.23الواليش فتيحة ،مرجع سابق ، : 4

~ 142 ~

يد د الش ر س الأ ن م اذ ق إن و اك ك ت ف ا يك ن ه ن ي ـرا ه و ل ق و يد ن الع ر ف الك د ي ن م ك نع بم ى ر خ أ م لا س للإ ى و ر ش الب ك ل

فصرت مقام شكر للحميد كر حيث كنت مناخ شرك أتذ وح ت يك ف ر ر يـق و كنت مقام تـثليث فأضحى د ي يد ا

.1د تي الع ك و المل ق ذ ل ه الخ ل إ ير ل خ ر ك ئ زا الج ش ي ى ج ز ج :كما نضم الشيخ أبو عبد الله محمد التغيرلي أرجوزة لفتح وهران قال فيها

ا لح الص ال ي الرج د ي أ ن ن م را ه ا و ح ت ف ـد ق ي الذ د م الح ة ر ف الك ق و ف ـم لا س الإ ع ف ر ة و ر ج ف ال ام ئ ل ل ا م و الق هر ق و اس ب الع بي ان أ اق خ د حم أ اس الن ر خ ان ف ط ل الس ة د م في ر ه ت ـش ا ا م ا ك ه ح ت ف ـا و ه ذ خ أ ن م ر ه ان ظ ر ه و ا ب م ع لا ائ ا س ي

ت ل م ك د ة ق ائ م سع ت د ع ب ـن م ت ض ة م ر ش ع و ع ب ر ة أ ن س ين ك ر ي المش د ي أ ب ا ه ث ك م د د ع نين ة س س خم ع ان م ت ئ م ف الله ر ص ن ب ح ت لف ا ان اء ج د ق ه ل الإ ن م م ز الع د ع ب ـثم بر ت ع ف ت ـل الأ د ع ب ـن ة م ائ م و ر ش ع ة ع س ة ت ن س ت ح ت ف ف ـ

ة خذ مقالي ع م ة الج يح ب ل ص ا و ش ن م ين ر ش س الع اد س في ر ائ ز و ن اط ق ل ة ك ن ئر ج ا ز الج ر يـ ص د ق ن م د ي ن ع .2ة ل و الص الي ه ع ر ه ص ن س ح و ة ل و دال ر خ ف اش د ك ب د م مح

.435أحمد توفيق المدني ،مرجع سابق ، ص : 1

.440نفسه ، ص : 2

~ 143 ~

:م 1732سنة إعادة إحتلال الإسبان لوهران -3ستيلاء الجزائريين على المدينتين عظيما إكان وقع هزيمة الإسبان في وهران و المرسى الكبير ،و

قاسيا مؤلما لا في إسبانيا وحدها ،بل في البلاد المسيحية جمعاء ،و أخذ الإسبانيون منذ تلك الساعة يفكرون في الجولة الثانية ،و يستعدون لها ،و يستفزون شعور الإسبان و المسيحيين من أجل بذل

ين ،و إرجاع وهران و المرسى الكبير ،كنقطة انطلاق لإسبانيا ،للأخذ بالثأر من المسلمالنفس و المال .1و للمسيحية جمعاء

في ظروف الحروب الأروبية التي م 1708و كان الإسبان قد فقدوا وهران و المرسى الكبير سنة أخذت طابع الحرب الأهلية في إسبانيا ،فلم يكونوا قادرين على استعادة الموقعين سريعا ،ظلوا

م بين فرنسا و إسبانيا 1713ينتظرون الفرصة المواتية لذلك ،بعد معاهدة أوتريشت الموقعة سنة الخلافة ،بدأ الملك الإسباني فيليب الخامس و إنجلترا و هولندا ،المعاهدة التي وضعت حدا لحرب

6يحضر لإعادة إحتلال وهران و المرسى الكبير مجددا ،و لما أكمل إستعداداته أصدر بيانه الشهير في .2م ،البيان الذي عبر فيه عن إعادة إحتلال المدينة و المرسى1732جوان

3أيام قليلة من إعلان هذا البيان ،كان أسطول الغزو مهيأ للإنطلاق من ميناء أليكانتدو بع

سان ،تحت قيادة الكونت ر آلاف من الف3ألف جندي من المشاة و 25و كان يتكون من هم أحسن ضباط إسبانيا في ذلك ،الذي كان يرافقه ضباط أكفاء ( Mortemart)"مونتيمار"

ومة قوية ،أرفق الإسبان حملتهم بمستشفى يسع ألف مريض أو جريح و كل ما تحسبا لمقا،4الوقت يلزم من ذخيرة و مؤونة تعرضوا في الطريق إلى رياح قوية عطلت وصولهم إلى السواحل الجزائرية إلى

.5منه رست سفنهم في الخليج الواقع بالقرب من رأس فالكون28أواخر جوان، و في ،من بينهم ألف جندي من المشاة و الفرسان12إلى 10و كان الجيش العثماني يتراوح ما بين

،تحت قيادة مصطفى بوشلاغم ،و بعد مناوشات متلاحقة تمكن قسم من الجيش 6هاليالألكبير فاستقر بعين أو الإسباني من دفع مشاة و خيالة الأتراك ثم تسلق الجبل المهيمن على المرسى ا

.443،مرجع سابق ، ص أحمد توفيق المدني ، حرب : 1

. 156صالح عباد ، مرجع سابق ، ص : 2

3 :Ernest Mercier , Histoire de l’Afrique ,Op Cit ,p 173 .4 :Ibid ,p 174.

.156صالح عباد ،مرجع سابق ، ص : 5

6 :Grammont (H de ) , Histoire d’alger,Op Cit ,p288 .

~ 144 ~

،في هذه الأثناء أخبر جوان أنزلت المدفعية و الذخيرة بالقرب من المرسى الكبير 30و في بوع هناكينالقنصل الفرنسي عن طريق شخص يوناني الإسبان بأن الباي مصطفى قد غادر وهران في الليلة

وى خمسة السابقة ،سار الكونت مونتيمار إليها يوم الفاتح من شهر جويلية و دخلها فلم يجد فيها سو في اليوم الموالي استسلمت الحامية التركية في المرسى الكبير ،و كانت شيوخ ،لم يتمكنوا من الفرار

ثمانية و خمسين قتيلا يفقد الإسبان في حملتهم هته سوىتتكون من سبعة و تسعين إنكشاريا و لمو يذكر أن داي الجزائر كور عبدي رفض إمداد مصطفى بوشلاغم في .1و خمسة و ثمانين جريحا

مواجهته للإسبان في وهران ،لذا ثار عليه كبار رجال دولته و تركوه دون طعام مدة ثلاثة أيام حتى .2وفاته ،و خلفه صهره بابا إبراهيم

و منه إلى مالقا جويلية إلى المرسى الكبير30غادر الكونت دي مونتمار مدينة وهران يوم و ترك قيادة المدينة و المرسى الكبير للمركيز دي سانتا كروز ،و في هذه الأثناء وصلت إمدادات الداي التي كانت تتكون من ألفي رجل يقودهم إبنه،و جدت المدينة قد اخليت و الإسبان قد

.سيطروا عليها ،عندئذ انضمت إلى قوات البايا كل مدافعهم ،فلم يأخذوا معهم إلا م من وهران قد تركوا و كان المسلمون عند انسحا

الأسلحة الخفيفة ،و رابطوا في الجبال المخيمة على المدينة مضيقين عليها الحصار فلم يستطع الإسبان ر حال أكتوب4التحرك إلى الداخل ،و استمرت المعركة حامية الوطيس مدة سنة تقريبا ،ففي يوم

اهدون بين الإسبان و بين حصن سانتاكروز ،فما استطاعوا تموينه إلا بعد معركة حامية وخسائر ا.3كبيرة

خرجة على رأس مائة رجل و مجموعة هامة من نوفمبر نظم المركيز دي سانتاكروز 21و في دف دفع الأهالي بقوة و تخريب خنادقهم التي منها كانوا يحكمون الحصار على المدينة الضباط

استولى على ثلاثة مدافع من مدافعهم ،ثم لاحقهم غير أنه تردد أمام أعدادهم الغفيرة التي كانت تضم العديد من المشاة و أكثر من عشرة آلاف فارس ،انقلب الأهالي على الإسبان بقوة فقتلوا منهم

المركيز و العديد من ضباطه عددا كبيرا و شتتوا شملهم فحلت الفوضى بينهم ،الأمر الذي جعل

.156صالح عباد ،مرجع سابق ، ص : 1

2 :Henri Garrot ,Op Cit ,p 567 ..448،مرجع سابق ، ص الثلاثمائة أحمد توفيق المدني ، حرب: 3

~ 145 ~

يسقطون تحت ضربات الأهالي الذين لاذوا بالفرار إلى وهران ،لولا وصول فرق جديدة من إسبانيا في مهذا الوقت بالذات لوقع مالا يرضاه الإسبان .1و قاد

و في الوقت الذي تواصل فيه حصار وهران من طرف الأتراك و الأهالي ،أرسل الداي وفوده م لتجنيد مجموعات جديدة من 1732ديسمبر 19و سفنه إلى أقاليم الإمبراطورية العثمانية يوم

م لم يحققوا تقدما ضد الإسبان الإنكشاريين ،و لكن رغم ما جنده الأتراك من أهالي و من جنود فإوقعين ماي نظم المركيز دي فيلا دراياس خرجة لفك الحصار المضروب على الم10بحيث و في

م لم يتمكنوا من دفع المحاصريين و ذلك لأن بني عامر حلفاء الإسبان القدامى الإسبانيين ،غير أالمهاجمين هزيمة كبية ،فقدوا ثمانمائة رجل من رجالهم كانوا قد انظم بعضهم إلى الأتراك ،فلحقت

.2عندئذ اضطرت إسبانيا إلى خلع المركيز و تعويضه بآخر إسمه فاليجوا م هاجم بوشلاغم مركز العيون حول وهران بشدة و بعنف ،ووصل إلى أبواب 1734في سنة و

.3المدينة و لكنه لم يتمكن من إحتلالها م ،و هي الفرقة المتكونة من الأهالي الذين 1734عاد الإسبان إلى تكوين فرقة المغطسين سنة

على وهران و المرسى الكبير إلى ما بعد وضعوا أنفسهم في خدمة الإسبان ،ظل الإسبان يسيطرون الثورة الفرنسية لكن حكمهم خلال القرن الثامن عشر يختلف عن حكمهم السابق ،فلم يعودوا

قادرين على تنظيم الغزوات إلى أعماق البلاد و غدوا يعتمدون في تموينهم على ما يأتي من إسبانيا الأقاليم التي كانت تابعة للإسبان ،بإستثناء ،بحيث أصبح الأتراك يهيمنون على 4عن طريق البحر

ريشتل و الأراضي الواقعة بين الأراضي الواقعة في جهة السيق التي كان يزرعها أفراد حميان و سكان كووهران ،و التي كان يشغلها أفراد شافع و دواوير غمرة ،ظلت الوضعية كذلك إلى غاية ساسل

.5م 1792الإنسحاب الثاني و النهائي سنة م ،بحيث قبل 1708ن أقل أمن من قبل سنة أصبحنا الآ:" ليجو في هذا الخصوص يقول فا

هذا التاريخ كان الأهالي و الأتراك يعتبرون وهران كقلعة محصنة ،لم يستطيعوا الإستلاء عليها قبل .6" و لكن بعد إستلاء الأتراك عليها ذهبت هذه الفكرة و تلاشت ذلك التاريخ

.157صالح عباد ، مرجع سابق ، ص : 1

.157، ص نفسه : 2

.448،مرجع سابق ، ص الثلاثمائةأحمد توفيق المدني ، حرب: 3

.157صالح عباد ، مرجع سابق ، ص : 4

.310نفسه ، ص : 5

6 :Valléjo ,Op Cit ,p 353.

~ 146 ~

اورة ،بل واصلوا كن هذا لا يعني أن الإسبان توقفوا عو ل عملهم ن شن الغارات على القبائل او ما يثبت ذلك ،ما ورد في الرسالة الرابعة لعام إلى غاية عهد الباي محمد الكبير ،على القبائلهذا

Florida De)"فلوريدا دي بلانكا "م باللغة الإسبانية من الوزير الأول الإسباني 1785Blanca ) إلى باي معسكر محمد بن عثمان و مفادها أن الوزير الإسباني سيكتب لحاكم وهران،

.1ليأمره بعدم مهاجمة سكان الضواحي المسلمين ما دام قرر الباي عدم مهاجمة وهران أنه سر رسالة بالإسبانية من الكوندي دي فلوريدا إلى باي معسكر ،أخبره فيها بكذلك هناك

بقراره عدم مهاجمة وهران و طلب منه أن يعمل على تخطيط الحدود بينها و بين بايلكه ،و أكد له .2بأنه سيكتب لحاكم وهران و يأمره بعدم مهاجمة سكان الضواحي المسلمين

م ،بالغة الإيطالية ،من علي 1786أيضا ما ورد في الرسالة السادسة و العشين لملف عام م ،مبررا له فيها هجومات نفذها الباي 1786نوفمبر 15خزندار إلى الوزير الأول الإسباني بتاريخ

قتلوا أن الإسبان هم الذين هاجموا سكان الضواحي بقذفات مدافع و:"ضد مدينة وهران قائلا له .3" واحدا منهم ،فردوا عليهم في إطار الدفاع عن النفس

ج ،الجزائر .م .،د )م 1798-1780( يحي بوعزيز ،المراسلات الجزائرية الإسبانية في أرشيف التاريخ الوطني لمدريد :1.61ص ، 1993

.61، ص نفسه :2.94، ص نفسه: 3

~ 147 ~

:الوضع السياسي لبايلك الغرب -5مكث الباي مصطفى بوشلاغم بمدينة مستغانم مدة خمس سنوات ،كباي لبايلك الغرب

،و أقيم ،ودفن في حميدة العبد م ،بعد أن عانى من مرض ألم به 1737/ه 1149و توفي سنة و قد خلف يوسف أباه مصطفى بوشلاغم ،على 1على ضريحه قبة أصبحت مسجدا فيما بعد ،

رأس البايلك بأمر من الباشا مصطفى تساكالالي ،من تساكالا بإقليم الأناضول ،و قد أعطى أمرا ائية .2ليوسف بنقل مقر البايلك إلى مدينة معسكر بصفة

مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه ،مما جعل محي الدين و لم يكن الباي يوسف فيالمسراتي الذي كان خليفة له يقوم بتسيير شؤون البايلك ،و عندما توفي داي الجزائر ،كان محمد

مانامان قد وصل إلى منصب خليفة باي الغرب عن طريق دعم الميليشيا له ،و كذلك الباشا و قد ،ففر إلى تلمسان ،و ثار ضد الحكم القائم ،فقام كل من تفطن الباي يوسف لدسائس خليفته

،و في تلك الأثناء م 1738/ ه 1150و حكموها مدة سنة ر و الكراغلة بقتل قايد المدينة الحضتوفي الباي يوسف بداء الطاعون و خلفه محي الدين المسراتي ،الذي رفض الحكم ،و تنازل عنه لولده

.3البايلك في مدينة معسكر دائمامصطفى الأحمر ،و قد بقي مقر م حيث قتل من 1748استمر مصطفى الأحمر في الحكم مدة عشر سنوات ،أي إلى غاية

طرف عائلة زوجته ،علما أن جل بايات الغرب الذين تربعوا على عرش البايلك بعد يوسف بن ناته ،و حفيداته ،لقد مصطفى بوشلاغم كانت تربطهم علاقات القربى بالباي بوشلاغم عن طريق ب

دفن مصطفى الأحمر المسراتي بمدينة مستغانم بقبة بوشلاغم ،حيث كانت لهم أحباس هامة تتمثل في ا لصالح الحرمين الشريفين .4منازل و حدائق وحوانيت يشرف عليها إمام يدير شؤو

سمي بذلك الإسم القائد الملقب بقائد الذهب المسراتي ،وجاء بعد مصطفى الأحمر المسراتي ،شهد البايلك خلال فترة حكمه استقرارا سياسيا مدة ثلاث 5لكثرة كرمه ،كما يقال له باي المحال

و نظرا لشدة المعارضة من قبل أبناء المسراتي ،و خوفه من باشا الجزائر .م 1751-1748سنوات ان ،حيث استقبلوه بحفاوة فر قايد الذهب من مدينة معسكر طالبا اللجوء إلى الإسبان بمدينة وهر

.45علي بن العيفاوي ،مرجع سابق ، ص : 1

2 : Henri Garrot ,Op Cit ,p 174 .3 : Walsin Esterhazy , De la domintion ,Op Cit ,p175 .

.24الواليش فتيحة ، مرجع سابق ، ص : 4

.قبائل عربية كانت متمركزة خاصة حول تنس ،مازونة و معسكر : المحال: 5

~ 148 ~

و منحوه قصرا للإقامة فيه ،و مجموعة من العبيد و الخيل و الأسلحة ،هذا الأمر جعل باشا الجزائر يقوم بتعيين محمد العجمي بايا على معسكر ،و الذي اغتيل بدوره بعد حكم دام تسعة أشهر ،مما

ر بتعيين عثمان بايا على معسكر ،و حاول قام باشا الجزائ،1حدا بالسكان إلى تسميته بباي الجدة الباي السابق قايد الذهب استعادة منصبه بالقوة ،فطلب مساعدة قبيلة المحال ،مقابل تقديم ثروته لهم م ،و مالوا إلى ،لكنهم خذلوه عند أسوار مدينة مليانة ،معللين ذلك بأنه شخص غير جدير بمساعد

هم على صنيعهم ،بينما فر قايد الذهب إلى تونس ،حيث الباي عثمان الذي أحسن إليهم ،و كافأ.2استقبله بايها بحفاوة و كافأه ،و جعله تحت حمايته إلى غاية وفاته

تمكن الباي عثمان من القضاء على التمرد الذي كان في مدينة تلمسان ،و تمكن من أسر رة سنة إلى غاية وفاته سنة قائدها رجم البجاوي ،و بقي الباي عثمان في الحكم مدة تسع عش

م ،و دفن في مدينة معسكر ،و خلفه الباي حسن ،الذي حكم مدة ثلاث 1771/ه 1183.3م 1774-1771سنوات

و أثناء تأدية الباي حسن لعملية إيصال الدنوش إلى العاصمة و أمام غضبه من الإستقبال و خوفا من الإنتقام فر إلى تلمسان ،ثم إلى وهران ثم إلى إسطنبول ،و جاء بعده سنة الذي حظي به

م إبراهيم الملياني ،و في هذه الفترة عرف البايلك مرحلة هدوء ،لأن عهد الإضطرابات وضع 1774.4له حد منذ أن خمد صوت المحال

لة إسبانية بقيادة الإيرلندي إبراهيم الملياني ،حمشهدت مدينة الجزائر في فترة حكم الباي و أعلن الجهاد في كل أرجاء البلاد ،و تم ،5م 1775/ه 1188سنة ( Oreilly)"أوريلي"

جنديا إسبانيا في وادي الحراش ،حيث فشلت فشلا ذريعا ،و قد أرسل الباي إنزال عشرين ألف ،كما شاركت قبائل جرجرة6الجزائرإبراهيم خليفته محمد بن عثمان للمشاركة في الدفاع عن مدينة

.7و قبائل فليتة في المقاومة

1 :Henri Garrot ,Op Cit ,p177..47علي بن العيفاوي ، مرجع سابق ، ص : 2

.31بن عبد القادر ،مصدر سابق ، ص امسلم : 3

.25الواليش فتيحة ، مرجع سابق ، ص : 4

5 :Charles De Rotalier ,Histoire D’alger et de la piraterie des turcs dans laméditerranée ,édition Paulin ,T2 ,Paris , 1841 , p584 .6 :p Clausolles ,Op Cit , p 198

.70بلبراوات بن عتو ،مرجع سابق ، ص : 7

~ 149 ~

و قد و قد أبدي خليفة باي الغرب محمد بن عثمان شجاعة كبيرة في محاربة الإسبانيين ،بمكائد و لأن الخليفة كان ذا شجاعة عارفا :"..ا يلي بمابن رقية التلمساني في زهرته النائرة وصفه

و كذلك خليفة الغرب ...لأهواله ،شديد البأس ،له جرأة على الإقدام على العدو الحرب و مقتحما السيد محمد بن عثمان وقف في ميدان القتال وقف الرجال ،و ظهرت منه علامة الأبطال ،و يبذل

عندئذ نشأت بفعل ذلك علاقة ، 1"المال قبل السؤال ،و شاع صيته بإجراء شجاعته في ذلك اليوم م كخليفة 1783/ه 1197بين باشا الجزائر ،فعينه بعد وفاة باي الغرب إبراهيم سنة طيبة بينه و

للباي حاجي خليل ،الذي خلف الباي إبراهيم على رأس البايلك ،و الذي توفي في مدينة معسكر ال لأن يصبح بايا على بايلك الغرب بمدينة معسكر .2مما سمح لمحمد بن عثمان ا

إلى ،3الكبير تحت حصار ضيق ،و معارك تكاد تكون مستمرة و متوالية بقيت وهران و المرسى.4غاية فتحها من قبل العثمانيين على يد الباي محمد بن عثمان ،باي معسكر

بمجلة ، تحقيق سليم بابا عمر ،نشر "الزهرة النائرة فيما جرى في الجزائر حين أغارت عليها جنود الكفرة "ابن رقية التلمساني ،:1.26،ص 03،1967، العدد المغربتاريخ و حضارة

2 : Grammont (H De ) , Histoire d’Alger ,Op Cit ,p 186 ..448،مرجع سابق ، ص الثلاثمائة أحمد توفيق المدني ، حرب: 3

.52، ص 2005دار الخلدونية ،الجزائر، عدة بن داهة ،معسكر عبر التاريخ ،: 4

~ 150 ~

:دور قبائل الغرب الجزائري في تحرير وهران الثاني -5بايا لبايلك -الذي لقب فيما بعد بالكبير- م أصبح محمد بن عثمان1779في سنة

اعات و االغرب م1786لأمراض ،خاصة الطاعون سنةو رغم الصعوبات التي واجهته المتمثلة في او الكوارث الطبيعية بصفة عامة إلا أنه بذل جهودا خلدت إسمه ،بصفة عامة اتصف الباي بصفات

بأن الباي محمد الكبير كان فقيها "تيدينا "ذ يذكر الخزندار الفرنسي الجنسية إ1الشجاعة القوة وا تحير أكبر و ضليعا في القانون ،له قدرة على حسم أعقد القضايا في وقت وجيز جدا في حين أ

.2القضاة المتنورينالباي محمد بن عثمان في إثبات قدرته على تسيير بايلك الغرب ،و سعى إلى شرع

ا الإدارية ،دار السلطان التجاوب مع النهضة التي أخذت تحياها إيالة الجزائر ،في مختلف مقاطعاطري بقيادة بقيادة الداي محمد بن عثمان باشا ،و بايلك الشرق بقيادة صالح باي ،و بايلك التي

.3ذلك إلا بقوة ديوانه و إدارته ،و جهازه القضائي و العسكري باي ،و لا يتمالوزناجي تمكن الباي بفضل حنكته العسكرية و خبرته الحربية أن يظفر بثقة جيشه و ديوانه و قبائل

الغرب الجزائري و الحكم المركزي و يحقق انتصارات ضد القبائل العاصية و العدو الإسباني و أعوانه ا حتى صارت القوة و الغلبة أحد صفاته ،فكان ابناء عصره يعلمون في كل منازلة عسكرية يقوم

ا له في سائر المواطن .4الباي ،أن الدائرة تكون له على غيره لثبوم ،لم يشهد بايلك الغرب حربا 1732منذ أن أعاد الإسبان إحتلال مدينة وهران سنة

،و كل ما في الأمر أن بايات الغرب المتعاقبين اكتفوا 5عظيمة ضعضعت أركان الإسبان بالثغرين بإزعاج الإسبان بغارات فجائية متقطعة زمانا و مصحوبة بكمائن ،و لم يبادر الحكم المركزي إلى

قوة عسكرية برا و بحرا لمهاجمة مدينة وهران بالتعاون مع باي الغرب مثلما فعل الداي محمد تجهيزم بين1786م ،و حتى في صلح 1708بكداش بالتنسيق مع الباي مصطفى أبو الشلاغم سنة

.26الواليش فتيحة ، مرجع سابق ، ص: 1

،دار الهدى ،عين مليلة ) مذكرات تيدنا أنموذجا (أحميدة عميراوي ،الجزائر في أدبيات الرحلة و الأسر خلال العهد العثماني : 2.53، ص 2009الجزائر ،

.73بلبراوات بن عتو ،مرجع سابق ، ص : 3

.316ص ، مصدر سابقابن سحنون الراشدي ،:4.110، ص نفسه : 5

~ 151 ~

الجزائر و إسبانيا ،علقت قضية وهران و ألقى الداي محمد عثمان باشا أعباءها على عاتق .1محمد بن عثمان الكردي الباي

هناك العديد من الأسباب أدت إلى تأخير فتح مدينة وهران ،أهمها تقاعس على مستوى الحكم المركزي ،بحيث أنه و بعد عودة الإسبان لوهران و المرسى الكبير حاول بايات الغرب الجزائري

ركزي بالجزائر ، إلى أن الباي محمد تحرير هذين الثغرين ،و لكن لم يكن هناك تنسيق مع الحكم المالكبير قد أدرك حقيقة هذا التهاون ،و أدرك أن البايات السابقين كانت تنقصهم قوة التنظيم

القوة العسكرية و التعبئة الشعبية ،بحيث أن و الإنفاق المالي على الجهاد و قوة العزم و الإقدام و كذا ستنهاض الهمم إلعديد من المقاتلين ،و عندئذ لا يحتاج الأمر إلا إلى القبائل المخزنية يمكنها تجنيد ا

.2على جميع المستويات ،و التخطيط لحرب شعبية منظمة أما ابن زرفة فقد ذكر بأن تأخير الفتح ما هو إلا تقاعس عن الجهاد الذي فسره بأنه خلود

أهل السيف إلى حياة الدعة و الأمان أي ضعف الفعالية القتالية لدى الجنود و الفرسان ، أما العامة ا ،فم ن الناس من ترك أو القبائل المخزنية فلم تبال بوهران و المرسى الكبير و تنصلت من مسؤوليا

من كان يجهل ما في الجهاد رغبة في الدنيا ،و منهم من جزع من القتل و الهلع و الإنفاق ،و منهم .3الجهاد من الثواب الجزيل

منذ أن اعتلى الباي محمد بن عثمان الكبير منصب بايا للغرب الجزائري ،وضع نصب عينيه 4.قضية وهران و مسألة طرد الإسبان منها

في بداية الأمر كان الباي محمد الكبير يقصد الثغر الوهراني بقصد الرباط ،أي الملازمة في سبيل الله أصلها من ربط الخيل ،ثم سمي كل ملازم لثغر من ثغور الإسلام مرابطا ،و يطلق على علماء

،لحماية البلاد و حراستها الدين خصوصا الفقهاء المتصوفين على الأمكنة التي تنشأ في المواقع الحربية وأعدوا لهم ما استطعتم من :" ،و أصل الرباط في القرآن قوله سبحانه و تعالى 5الأعداء من هجومات

.111،مرجع سابق ، ص بلبراوات بن عتو: 1

.112نفسه ، ص : 2

، الرحلة القمرية في السيرة المحمدية ، مخطوط بالمكتبة الوطنية ، الجزائر ، أبو محمد المصطفى بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن زرفة :3) .ظ (07،ورقة 3322الجزء الأول ، رقم

.105صبلبراوات بن عتو ،مرجع سابق ،: 4

. ، ص 20 1973 ، 5: المهدي البوعبدلي ،الرباط و الفداء في وهران و القبائل الكبرى ،مجلة الأصالة ،عدد 13

~ 152 ~

وعدوكم وآخرين من دوم لا تـعلمونـه من قـوة ومن رباط الخيل يـعلمهم تـرهبون به عدو ا م ا يـوف إليكم وأنـتم لا تظلمون .1"وما تـنفقوا من شيء في سبيل ا

عن سهل بن سعد رضي الله : وقد ورد في فضل المرابطة والحراسة في سبيل الله أحاديث كثيرةعنهما رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، ": أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

في سبيل الله أو يروحها العبد2وحةمن الدنيا وما عليها، والر أحدكم من الجنة خير ط و وموضع س ، وعن سلمان رضي الله 4رواه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم"من الدنيا وما عليهاخير 3دوةالغ

رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، :"عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول 6.رواه مسلم"5انت وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الف

الرباطات التي يرابط فيها لقد كانت وهران قبل الإحتلال الإسباني تتوفر على عدد من :و الطلبة للتعبد ،و الحراسة و الدفاع عن البلاد و العباد و منها العلماء

يقع شمال شرق وهران ،على الضفة الشرقية لوادي ) :القصر الأحمر (رباط قصر الأمحال -للمرابطين فيها ربوة عالية تطل على البحر و على الجهة الشرقية للمدينة ،مما يتيحالرحى أقيم فوق

.التعرف على كل ما يجري برا و بحرا يقع على شاطئ البحر بين وهران و المرسى الكبير ،كان الناس يرابطون : رباط صلب الفتح -

.فيه للدفاع عن المدينة ضد الهجومات التي تأتي من البحر :شهرها أما الرباطات التي استحدثت بعد الإحتلال الإسباني فهي كثيرة و لعل أ

.غرب المدينة على الضفة الغربية للوادي "حي رأس العين "و مكانه اليوم :رباط إفري -.يقع على قمة الجبل المطل على وهران غربا :رباط جبل المائدة -.7سيدي معروف ،و البريدي ،و تانسالت ،و وادي مسرغين :رباطات -

.60سورة الأنفال ، الآية 1

يئ :الروحة : .بفتح الراء ،هى المرة الواحدة من ا 2

.بفتح العين ، هيى المرة الواحدة من الذهاب :الغدوة : 3

لد 1الإمام الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري ،الترغيب و الترهيب ،مكتبة المعارف للنشر و التوزيع، ط :4 ، 2،ا. 519، ص 2004، الرياض

.و هما منكر و نكير اللذان يفتنان المقبور : ان الفت : 5

.520نفسه ، ص : 6

1،عدد 1988،مجلة دراسات مغاربيةتحرير مدينة وهران من أيدي الإسبان ،يحي بوعزيز ،دور العلماء و الرباطات في: 7.110-107ص

~ 153 ~

محمد الكبير كان يقصد وهران كل شهر رمضان وفي هذا الخصوص أورد تيدينا بان الباي ، كما انه1فيقابل بمدفعية الحصون التي كانت تخلف قتلى و جرحى في صفوف جنوده نة من كل س

و الديوان بمدينة الجزائر مرات عديدة لقتال الإسبان و اقتحام أسوارهم ستأذن الدايكان يالمقابل بمباشرة حرب استنزاف اعتمدت على رباط مؤقت و اكتفى في بذلكو لكنهم لم يسمحوا له

و نسج المكائد للإسبان و المغاطيس الذين كانوا في ضواحي وهران ،تتخلله عملية نصب الكمائن.2يشاركون الإسبان في شن الغارات و الهجمات على سكان ضواحي وهران

اهدين استمر محمد بن عثمان محاصرا لوهران ،و مواليا حملاته الصادقة ضدها على رأس اكبهم نم على قبول معركة خارج أسوار المدينة ،1780بصفة لا تكاد تنقطع ،و أرغمهم سنة

م ،حيث تمكن من 1784سبتمبر 14والى أعماله بصفة مستمرة إلى يوم وأثناءها نكبة عظيمة .3رى الماء الذي يسقي المدينة قطع مج

عندئذ بادر الباي م ،1786حرب الإستنزاف إثر توقيع معاهدة الصلح في جوان توقفت .4محمد الكبير إلى إخضاع القبائل المتمردة على الحكم التركي ،كما أخضع بعضهم في المخزن

،عندئذ وقعت مناوشات بين القبائل العربية و الإسبان بضواحي وهران م 1786سنة و في قام الباي محمد الكبير خلال .5م 1791قرر الباي حصار وهران ،دام هذا الحصار إلى غاية سنة

ووقع إختياره ،6هذا الحصار بجمع القبائل للرباط حول ضواحي وهران يوميا إلى غاية تحقيق الفتح المحمدية محمد بن عبد الله الجلالي فعينه رئيسا للرباط و عين له مساعدين هما على مدير المدرسة

7محمد المصطفى بن زرفة الدحاوي –كاتب الباي –و كاتبه الخاص القاضي الطاهر بن حواء

اسقاط المطالب المخزنية على المرابطين :أهمها متخذا في ذلك العديد من الإجراءات في أغلبها إغرائية .8و تقسيم الغنائم على المرابطين الخيل و غيرهادهم بالعدة وو تزوي

.50أحميدة عميراوي ، مرجع سابق ، ص : 1

.114بلبروات بن عتو ، مرجع سابق ، ص : 2

.487،مرجع سابق ، ص الثلاثمائة أحمد توفيق المدني ، حرب : 3

،رحلة محمد الكبير باي الغرب الجزائري إلى الجنوب الصحراوي الجزائري ،تحقيق و تقديم محمد بن أحمد بن هطال التلمساني : 4.17، ص 1969عبد الكريم ،عالم الكتب ،

.94،مرجع سابق ، يحي بوعزيز ، المراسلات : 5

.107، ص ،مرجع سابقيحي بوعزيز ،دور العلماء و الرباطات : 6.62،مصدر سابق ، ص ابن سحنون الراشدي : 7

.108يحي بوعزيز ،دور العلماء ، مرجع سابق ، ص : 8

~ 154 ~

دوريا و نصب الكمائن للعدو ،و في هذا 1عتمد الباي في حصاره لوهران على بعث السراياإأن الأمير أيد الله رفعته و خلد منعته لم يزل منذ ولي "...الخصوص يذكر ابن سحنون الراشدي

يتحيل على الظفر بالكفرة و ينصب لهم المكائد و الخدع الشبيهة بالأشراك التي تنصب للكثير م و يأتونه فتارة يوجه لهم المهرة بالسباحة في البحر ف،ليقبض يبيتون من قدروا عليه منهم في بيو

م ،و تارة تحمل عليهم طلائع برؤوسهم ،و تارة يرصد لهم الكمين قرب أسوارهم حتى يظفروا م م من مسارحهم و محتطبهم و مزارعهم و مواضع اصطيادهم ...جنوده فيتخطفو و تارة يتخطفو

.2" برا و بحرا و محارسهم إلى غير ذلك اية شهر أوت م ،و قع بمدينة وهران العديد من الهزات الأرضية ،توقفت 1790منذ

م ،بشكل 1790أكتوبر 9-8حينا في منتصف سبتمبر إلى غاية أول أكتوبر ،و تجدد في ليلة ، دام هذا الزلزال 3عنيف ،على الساعة الواحدة ليلا ،و قبل حدوث هذا الزلزال هبت عاصفة هوجاء

.4قائق ،ثم انقطع ليتجدد مرات عديدة يوم السبت الزلزال ثلاث دفي جوف ليلة التاسع و العشرين من محرم سنة "و قد ذكر ابن زرفة أن هذا الزلزال وقع

الزلزلة وقعت ليلة السبت " ، بينما يذكر ابن سحنون أن 5) "ه 1205(خمس و مائتين و ألف .6" الأولى من صفر سنة خمس و مائتين و ألف هجرية بعد مضي سبع ساعات و نصف من الليل

6.قتيل ،و أربعة آلاف بقوا تحت الأنقاذ ،كما بقي ) 7000(بلغ عدد ضحايا الزلزال سبعة آلاف Donالقديمة في وهران ،و هلك الحاكم الإسباني للمدينة عشرون جنديا من فيلق في ثكنة القصبة

) Nicolas Garcia( و لم يعثر على جثته ،و تم تعيين حاكم جديد للمدينة يدعىleComte) Gumbre Hermozo( كما إلتهمت 7،و تحطم أكثر من نصف المدينة،

:الإسباني في تقريره للملك ما يلي و مما ذكره قائد الجيش النيران بعض السفن و أماكن أخرى

.جمع سرية و هي طائفة من الجيش تتكون من خمسة إلى ثلاثمائة مقاتل مهمتها الإغارة أو ملاقاة العدو :السرايا : 1

.197ابن سحنون الراشدي ، مصدر سابق ، ص : 2

3 :Fey ,Op Cit , p 233 .4 :Ipid ,p 234 .

) .ظ(8مصدر سابق ، ورقة م م و ج ، ابن زرفة ،: 5

.211ابن سحنون الراشدي ، مصدر سابق ، ص : 6

7 :P Clausolles ,Op Cit ,p 199 .

~ 155 ~

قد )من إسباني وهران (إن بعض الرجال الذين لا أخلاق لهم ،من أصحاب الحياة السافلة "ب الديار الغنية بصفة أ فضع مما لو كان العدو هو الناهب اغتنموا فرصة هذه الحادثة ،فأمعنوا في

ا هذه الأعمال و لم يبق للمستعمرين البائسين أي شيء مطلقا ،و رغم القسوة التي قابلنا اللصوصية ،و العقاب الصارم الذي أنزلناه بمرتكبيها ،فإن الأشقياء لم يرتدعوا أصلا و استمروا في

.1" أعمال النهب و السلب اورة لوهران يترقبون الفرصة لغزوها ،نظموا هجمات و لما بزغ الفجر هرع الأهالي إلى المرتفعات ا

م لم يحققوا شيئا على الرغم من مقتل عدد كبير من الجنود الإسبان ل يلية على نقاط مختلفة غير أ.2جندي 1500فلم يبق منهم إلا حوالي بفعل الزلزال

و كان المرابطون المحاصرون قد أطلقوا ألسنتهم بالأقوال المؤثرة ،و رددوا أخبار التاريخ و فسروا العدو و الظفر به ، و أظهروا للناس أن ما أصاب الإسبان هو غضب إلهي المرائي بالنصر على

.3يام فرحاو هكذا اختلطت الناس بالعساكر و أوقدت النار في الرباطات و رؤوس الجبال مدة أينسلونمن كل حدباو ،فجاءكتب الباي محمد الكبير إلى الجهات يستنفر الناس إلى الجهاد

ا و عددها ليعين لها الموضع الذي تنزل فيه ،حتى اجتمع لديه و أخذت كل قبيلة تعرض عليه عد،أما الوثائق الإسبانية فقد اختلفت في تقديرها للقوات المحاصرة ،فمنها من قدرها 4نحو الخمسين ألف

قدرها بين سبعة إلى ثمانية آلاف مقاتل ،و منها بين عشرة إلى اثنا عشر ألف مقاتل ،و منها بين .5ثمانية عشر و عشرين ألف مقاتل ،و يبدو أن جميع هذه التقديرات فيها مبالغة

عثمان في إحكام الحصار على القاعدتين و مناوشة الباي محمد الكبير ،الداي محمداستأذنفجاءهم في جند عظيم عرمرم شديد البأس يحتوي على نحو الخمسين ألفا ،فظهر بذلك " حاميتهما

ر به الكفار و أدهشهم و ذادوا منه خوفا على ما كان يحصل لهم أمن قوته و بأسه و سطوته ما ،و قد قسم الباي جنده فترك معظمه معه و أنزل الباقي مع ابنه "أخباره و مشاهدة آثاره عند سماع

عثمان و بعضه الآخر مع صهره محمد بن ابراهيم كل منهما في جهة بمحلة عظيمة ،مع الأول أهل أهل مازونة و مستغانم تلمسان و أحوازها و قبائل من الأعراب كفليته و غيرهم ،و مع الثاني

1 :Ipid , p 199 ..172صالح عباد ،مرجع سابق ، ص : 2

.125بلبراوات بن عتو ،مرجع سابق ، ص : 3

.213ابن سحنون ،مصدر سابق ، ص : 4

.126بلبراوات بن عتو ،مرجع سابق ، ص ص : 5

~ 156 ~

،أما الإسبان فقد تلقوا مددا عظيما من إسبانيا ،قوامه سبعة آلاف رجل 1و القلعة و أعراب الشرق .2من المقاتلين

هاجمة وهران من جديد ،و عندما وصلباي معسكر محمد بملأعطى الداي محمد عثمان الأمر سان "إلى أسوار المدينة نصب عدة بطاريات للمدفعية على الضفة اليسرى لرأس العين ،و حصون

،لكن الباي محمد )Saint Philipe" (سان فيليب "،و ( Saint André)" أندريتفاجأ بموسم الأمطار لذا عاد أدراجه إلى عاصمته معسكر ،و بعد شهر من المحاولات اليائسة تمكن

فصل الربيع إلى مدينة وهران ،حيث حاصرها طول مدة فصل الصيف قع و العودة بدخول من التمو م ،كان القتال قد بدأ بين جيوش باي معسكر من 1791جويلية 23و في يوم م ،1791سنة

جهة ،و جيوش الإسبان من جهة أخرى ،و قد دام أكثر من ست ساعات ،و تمكن الباي محمد من ،بعد هجومين متتاليين ،و الذي سمح للمسلمين بأن يكونوا عند أسوار "سان فيليب "تحطيم حصن

بقيادة ( Garde Wallones)"والون "المدينة ،و قد حاول الإسبان من خلال فرقة حرس رد الهجوم بجيش قوامه ثلاثمائة جندي ،لكنهم فشلوا فشلا ذريعا ( Torcy)"تورسي "النقيب

.3حيث تلقى قائد الجيش تسعة جروح مختلفة ،و فقد مائتين و ستة و ستين جنديا من قواته بإعطاء الأمر للمسلمين بمهاجمة الإسبان م قام باي معسكر 1791سبتمبر 18و في يوم

ى و القتلى حيرة و طلبوا الهدنة التي وافق عليها الباي من أجل سحب الجر و تكبد الإسبان خسائر كبزحف بعض المسلمين يوم الخميس :" و يذكر ابن سحنون في هذا الخصوص ،4من ساحة المعركة

و المشاجرة عليها الثالث عشر صفر فأخذوا منهم برج العين ،ثم اشتغلوا عنه بنهب خشب خارجهو استشهد ....كان عودهم أن يدفع لهم الدراهم في كل ما أتوا به من لوح أو غيره–أدامه الله –لأنه

يومئذ من المسلمين جماعة وافرة و جرح ما يزيد على المائة أكثرهم من بني زروال ،فمن يومئذ سمي . 6" ،و هم قبيلة من الظهرة 5ذلك البرج ببرج بني زروال

.220ابن سحنون الراشدي ، مصدر سابق ، ص : 1

.490،مرجع سابق ، ص الثلاثمائة أحمد توفيق المدني ، حرب : 2

3 :P Clausolles ,Op Cit ,p 199 .4 : H .D .Degrammont ,Op Cit ,p 344 .

قبيلة من الظهرة ،سكنت أولا بقلعة بني راشد بمعسكر ثم طردهم الحشم ،فانتقلوا إلى ضواحي مستغانم ،و سمي برج :بني زروال :5ا أول قبيلة بادرت بإقتحام هذا البرج " برج بني زروال "العين بإسمهم .لأ

.214- 213ابن سحنون الراشدي ، مصدر سابق ،ص : 6

~ 157 ~

23ون على طول خط التحصينات ،يحفرون الخنادق ،و في بعد هذا الفشل ،بدأ الأهالي يشتغلم ،بعد هدوء دام أسبوعا كاملا ،قصف جند الباي القوات الإسبانية بثلاثة مدافع 1790أكتوبر

م كانت و فجروا لغمين و كانت بطاريتهم تستحوذ على مواقع و معسكرات الإسبان و لكن طلقا.1غير مصوبة

ناد الباي محمد الكبير القبائل المرابطة بالتهيؤ للهجوم على الإسبان في وهران ،و أمرهم أن ل المائدة يتوجهوا ليلا فيبيتون بفناء وهران ،و لما يبزغ الفجر ،و يسمعون ضربة مدفع من جب

رت و استم،2و كلف ابنه عثمان بتقسيم البارود و الرصاص ،على العساكر يقتحمون مدينة وهراناهدون يتقدمون رغم الدفاع 1791الهجمات ضد الإسبان طوال ربيع و صيف م ،و ظل ا

جويلية 05يوم في من شهر ماي ،و 9و 3مالإسباني الشديد ،و احتدمت المعركة بين الطرفين أيا،بعد أن ضاع كل أملها في أفريل سنة تقدمت إسبانيا بطلب الصلح من الداي محمد عثمان باشا

م ،لكن الداي و هو على فراش الموت يعاني سكراته استمر في رفضه ،في كل مذكرة ما دام 1791.3الإسبان لم يستسلموا في وهران دون قيد أو شرط

ا و في الثالث من رمضان من مدينة معسكر ،و تباي معسكر خرج جه نحو سيق ،فمكث و جمع قواته ثم ارتحل إلى تليلات ،التي تبعد عن وهران مسيرة ضحوة ،ثم إلى الموضع المشهور عدة أيام

مسولان حيث أصبح قريبا من وهران ،و قد كان قبل خروجه من معسكر قد أقام و ليمة : ب حضرها عدد كبير من الخواص و العوام ،و أرسل إلى المناطق البعيدة ،فأوتى بجميع أعلام أوليائها

كل هذا .الأكابر كعلم عبد الرحمن الثعالبي و أبي مدين ،و أحمد بن يوسف ،و محمد بن عودة ا ا الجهاد تيمنا و تبركا .4ليحضر

قام الباي محمد الكبير بالقيام بالعديد من التدابير و الإجراءات لتنظيم جيشه ،حيث قام بجمع جية و هم رماة القنابل ،من العديد من المناطق من داخل الطبجية و هم رماة المدافع و كذا البونبا

و خارجه ،و قام بتسجيل هؤلاء المتخصصين العسكريين في سجلات ديوانه ،و عين بايلك الغربم عند الضرورة 5كل واحد في موقعه و أمره بتفقد آلته الحربية ،كما قام بتعيين رؤساءهم للإستعانة

1 : Fey ,Op Cit ,p 245 .) .و (42ابن زرفة ،م م و ج ،مصدر سابق ، ورقة : 2

3 : Grammont (H de ) ,Op Cit ,p 345 ..275-274ابن سحنون الراشدي ، مصدر سابق ، ص : 4

~ 158 ~

بن هطال إلى المغرب لشراء البارود ، و بعث أيضا إلى ناحية كما قام بإرسال كاتبه أحمد 1الضرورةزواوة من أتاه بكثير من البارود ، كما قام بجمع العديد من أرباب الصنائع من النجارين و الخراطين و

الحدادين و صناع البارود من كل بلد أمكنه أن يجمع منها كاالجزائر و تلمسان و مستغانم و صناع على الحدود الجزائرية –ثم بعث رسله إلى ناحية فجيج بالجنوب ،2لكه من النصارى بلده ،و ما في م

فدفع لهم الكتان الجيد و مائتين و ت الأرض ،فقدم عليه مائة حفار لجمع حفرة الألغام تح–المغربية .3ریال ألف

الجهاد ،فكان النفاق عانى الباي في حصاره الأول لمدينة وهران من قلة الرجال المخلصي النية فيو الجهاد في سبيل الغنائم متفشيا بين صفوف القبائل ،فرأى ضرورة حضور رجال يحاصرون وهران

جهز الباي نحو "،حيث 4بطلبة العلم و حملة القرآن و يداومون على ذكر الله ،و لا يكون ذلك إلا هم ووجههم يسيرون في البلاد القريبة الستة من الطلبة ألبسهم لباسا جيدا و دفع لهم عدة رفيعة و درا

م فلم تمض إلا أيام قلائل حتى قدموا بنحو الأربعمائة طالب ،فبعث لهم يجمعون الطلبة و يرغبودهم عن الحد ،كل هذا بالأسلحة و كل ما يحتاجون إليه ،و لم يزل مددهم يتواصل حتى أربى عد

الفواكه و نحوها ،و بما استحدث من السلاح و هو يوجه لجميعهم بالأطعمة و السمن و الزيت و م ،عاد الطلبة 1790الموافق لشهر ديسمبر /ه 1205و في أواخر شهر ربيع الثاني ،5" و البارود

" رباط إيفري " الستة إلى معسكر مصحوبين بأربعمائة طالب ، فوجههم الباي إلى المحل المسمى .6بضواحي وهران

عهد الباي محمد تطورا محسوسا ،حيث أشرف عليه الباي بنفسه و تولى لقد تطور الرباط في تسليحه و تنظيمه فعين له رئيسه و مساعديه ،و منع التدريس بكامل الولاية إلا في الرباط ، و من

على رأس مائتي طالب و كان عمره 7جملة من التحق بالرباط العالم محمد بن على أبو طالب المازوني

) .و ( 56ابن زرفة ،مصدر سابق ، ورقة : 1

.247ابن سحنون الراشدي ، مصدر سابق ، ص : 2

.248نفسه ، ص : 3

.138بلبراوات بن عتو ،مرجع سابق ، ص : 4

.235ابن سحنون الراشدي ،مصدر سابق ، ص : 5

) .ظ ( 65ابن زرفة مصدر سابق ،ورقة : 6

ه ،تتلمذ على يده الكثير من الطلبة ،و منهم 1233الشارف المازوني المتوفي سنة هو أبو طالب محمد بن علي المعروف بإبن : 7:الناصري ،شارك و طلبته في تحرير وهران من الإسبان ،أنظر أبو راس

~ 159 ~

سنة فذهب إلى معسكر و منها إلى وهران ماشيا ،و امتنع من الركوب و ترك راحلته يتجاوز الثمانينللمرضى من طلبته ،و أضافه الباي إلى أعضاء قيادة الرباط ،و قد كانت الرسائل بين الباي و رئيس

الرباط متواصلة لا تنقطع ،و يظهر أن الباي هو الذي كان يراقب بنفسه سير هذا الرباط ماديا أخذ عدد المرابطين حول مدينة وهران في تزايد مستمر ،بحيث قدر ابن زرفة عددهم خلال .1و أدبيا

.3ما يزيد عن الألفين 2ه 1205شهر جمادي الثانية إن إهتمام الباي بالرباط و قاطنيه كان متزايدا ،مما انجر عنه تزايد عدد المرابطين يوما بعد يوم

فكثرت الخيام و انتشرت المضارب ،فكانوا يشتغلون بقراءة القرآن و الفقه و النحو ،و لا يتركون ذلك من أوقات النوم ،و بذلك إلا في أوقات القتال و بالليل يبيتون يتلون القرآن ،لا يتركونه إلا ساعتين

.4" رهبان في الليل أسود بالنهار :" يصلح فيهم ما قيل في السلف الصالح رضي الله عنهم دينة وهران ، فقد نظم المرابطينظهر للإسبان مدى جدية الباي محمد الكبير في حصاره الثاني لم

الأقصى و إنجلترا ،و نظم المقاتلين ستورد السلاح من المغربإوجمع المدفعية من حواضر بايلكه ،و المتخصصين في شؤون الحرب ،و أصلح الطرق الوعرة بين معسكر و وهران لجر مدافعه الخفيفة

إلى جبل المائدة و رباط إفري ،ففكروا في طرق باب المفاوضات مع الداي محمد بن عثمان و الثقيلة بعث الملك الإسباني كارلوس الرابع رسولا إلى م ،ف1786حول قضية وهران التي علقت في صلح

: مدينة الجزائر و اقترح على الداي تسليم مدينة وهران للباي مع الإحتفاظ : تحقيق الصلح بين إسبانيا و الجزائر بالكيفية التالية -

.بالمرسى الكبير لتمكين السفن الإسبانية من الإرساء بمياهه بعث الداي إلى الباي محمد فقدمحمد الكبير هذه الإقتراحات ،رفض الداي محمد بن عثمان و الباي

طالبا مشورته ،فأجابه بأنه من الأصلح عدم قبول هذا الشرط ،و أكد له بأنه الكبير بمراد الإسبان .5يجب على الإسبان مغادرة إيالة الجزائر كليا

M Belhamiss , Histoire de Mazouna ,une petit ville ,une lonque Histoire ,Alger,1982 p49 .

.78ابن سحنون الراشدي ، مصدر سابق ، ص : 1

.م 1790سنة : الموافق لــ : 2

) .ظ (88ابن زرفة ، مصدر سابق ، ورقة : 3

.29المهدي البوعبدلي ،الرباط و الفداء ،مرجع سابق ، ص : 4

.145- 144بلبراوات بن عتو ،مرجع سابق ، ص : 5

~ 160 ~

بعد هذا الرفض ،أرسلت إسبانيا مبعوثا إلى الداي محمد بن عثمان باشا ،اقترح عليه هدنة لمدة م 1791أفريل 25/ه 1205شعبان 22شهر كامل ،على أن يكون آخر أجل للهدنة هو يوم

اهدين ألا يتعرضوا استجاب الداي و الباي لهذا الطلب ، لهم و كتب الباي إلى الطلبة و سائر ا.1و ألا يتركوا جدهم في الإحتراس منهم و التيقظ لهم بسوء مدة شهر

قبل انتهاء مدة الهدنة ،قرر الملك الإسباني كارلوس الرابع إختيار إستئناف القتال ،فأرسل المدد .2العسكري إلى وهران ،فاشتدت شوكة الإسبان

ل الباي محمد الكبير إلى موضع رتحإم ، 1791صف ماي تمن/ه 1205رمضان 18وفي فأتوه من كل و كتب يستنفر القبائل و الأعراش إلى الجهاد "يدعى مسولان ،بين تليلات و وهران ،

م قرب الجبل قبلة الطريق الصاعدة إلى يفري ،فانتشرت الأخيبة و المضارب احدب ينسلون فنزل و القياطين و الخيم و مازالت الكتائب تتواصل و الجيوش تتراسل ،و المواكب تجتمع أعددها

و الأبطال تنتظم أزواجها و أفرادها حتى جند جرار ،لا تصل لمنتهى طرفه الأبصار ،و في يوم الأربعاء الميلين ،و في يوم بما يقرب منبعده وصلته محلة الأتراك في نحو السبعين خباء فنزلت قرب منزله

ت منها الكفرة على بعد مرآهم ،و ظنوا الخميس بعده دخلها ،فكان ذلم من الأيام المشهودة التي أن المسلمين وقعت بينهم فتنة ،عندئذ ركب الباي في جميع أهل عسكره لتلقيهم ، و قد صفوا له

صاروا يأتون كراديس كراديس صفين من منزلهم إلى قرب منزله و أذن للناس في اللعب على الخيل فعلى خيولهم فيضربون مكاحلهم في دفعة و يرجعون فيأتي غيرهم ، حتى لا تسمع إلا وقع السنابك

، كما أمر إبنه عثمان بالنزول بمحلته و التي 3" كالرعود و صواعق البارود متصلا بعضها ببعض ا ،و محلته التي تخرج إلى فليته كل سنة ،و بعض قبائل الشرق تتكون من جميع أهل تلمسان و أعرا

إلى متسع مطل على المرسى الكبير حذو الموضع المعروف بفيض ابن عطاء ليمنع أهل الجبل من .4خروج النصارى عليهم

م ، و قام الإسبان بقصف 1791بدية جوان /ه 1205شوال 02تجدد القتال يوم السبت ة من المرسى الكبير ،و أخذت ترمي المرابطين الذين اضطروا جبل المائدة ،و اقتربت سفن صغيرة آتي

.265ابن سحنون الراشدي ، مصدر سابق ، ص : 1

.146بلبراوات بن عتو ، مرجع سابق ، ص : 2

.277ابن سحنون الراشدي ، مصدر سابق ، ص : 3

.278، صنفسه : 4

~ 161 ~

،كما شرعت مدافع المسلمين في رمي الإسبان من الجبل في يوم التاسع 1إلى التراجع عن الجبل .2و العشرين من شهر رمضان و أحدثت خسائر كبيرة في أبراج المدينة

قرر الباي محمد الكبير إنزال المدفعية م 1791بداية جوان /ه 1205شوال 04و في يوم من جبل المائدة وفقة محلة إبنه عثمان ،كما أمر الطلبة المرابطين بإفري النزول إلى السهل لتعزيز

. 3و إنشاء متارس للمدافع مواجهة لبرجي العيون و الجديد هادي الصف الجكانت تتعامل مع الإسبان أو المغاطيس و تجدر الإشارة إلى وجود بعض الأفراد من القبائل التي

أثناء هذا الحصار أصبحت تقاتل إلى جانب الباي و في نفس الوقت تقوم بإرسال التقاريرو المعلومات إلى العدو الإسباني ،و في هذا الصدد يذكر لنا ابن سحنون بأنه أثناء مهاجمة المرابطين

الوادي بعد افتراق القتال فقتلوا من المسلمين ثلاثة خرج الكفار في" لأحد أبراج مدينة وهران و ردهم الطلبة ،و كان السبب في ذلك أن بعض المنافقين من أولاد علي كان مغطسا و خرج فأمنه الأمير ،فأتى يوم الجمعة مع الحراس و مازال يدنو من البرج إلى أن أغفل الناس و هرب إلى الكفار

.4" لمسلمين و ذكر لهم أن حفرة اللغم في الوادي فخرجوا إليهم فأخبرهم بجميع أمور افي هذه الأثناء المطبوعة بإشتداد القتال بين جيش الباي و الإسبانيين ،توفي الداي محمد ابن

م ،عن عمر يناهز 1791جويلية 12الموافق لــــ /ه 1205ذوالقعدة 09عثمان باشا يوم الثلاثاء مرض الحمى الذي لازمه عشرة أيام ،و قام مقامه حسن باشا الخزناجي ،و قد التسعين سنة بعد

استمرت حرب وهران في بداية حكمه لتدخل فيما بعد مرحلة جديدة ،يطبعها بحث إسباني عن اء قضية وهران تفاوضية مع الداي حسن مسالك .5و ا

:تقدم و كيل إسبانيا بمدينة الجزائر إلى الداي حسن ،طالبا منه الصلح و فق الشرطين التاليين تعويض نفقات الباي الحربية مقابل إقلاعه عن حصار و حرب وهران ، و استدعى بحث -

ا خمسة عشر يوما ،يتشاور فيها أطراف القرار في الجزائر و إسباني ا ،و شروط الصلح إقرار هدنة مدم و ينتهي 1791جويلية 20/ه 1205ذو القعدة 28قد وقع الإتفاق على الهدنة يوم السبت

احتراما لشروط الصلح أمر و م1791أوت 09/ه 1205ذو الحجة 12أجلها يوم السبت

.147، ص ابن سحنون الراشدي ،مصدر سابق: 1

.280ص نفسه ،: 2

.284نفسه ، ص : 3

.281، ص نفسه : 4

.153بلبراوات بن عتو ، مرجع سابق ، ص : 5

~ 162 ~

ذو 28الداي حسن الباي محمد الكبير بالرحيل عن وهران و الدخول إلى معسكر ،فكان ذلك يوم .1م 1791جويلية 30/ه 1205الحجة

مدة الهدنة ،رفض الملك الإسباني دفع التعويضات الحربية للباي محمد الكبير و قبل انتهاء إني لا أدفع مالي في أمر لا أتحقق دوامه لي كيف و هو مجاور لمن لا :"و كتب إلى داي الجزائر يقول

م أن تشرفوني بقبوله ،و هو أني أدفع لكم ينام عنه ،غير أني أدعوكم لأمر فيه النصف أسأل منكالبلاد على الحالة التي تركها عليها المسلمون لما أخذناها منهم بمدافعها و أبراجها و لا أستثني من

.2" ذلك شيئا و لقد فهمنا أنكم تريدون :" ...كان جواب الداي حسن على رسالة ملك إسبانيا ما يلي و

و ذلك مع إبقاء ...اعلامنا بأنكم سوف تقومون برد قلعة وهران و التي كنتم قد أخذتموها منا سابقا الإحسان و لكن لو أعطيتمونا برج الميناء المذكور لكان ذلك من تمام...ما يسمى ببرج الميناء لديكم

لأن بقاء هذا البرج في يدكم قد يقودنا و يدفعنا حينا من الأحيان أو يوما من الأيام إلى الوقوع في ..و لذا نرى من الأحسن و ...النزاع مع أمير الوطن أو مع العربان المتمردين أو مع القبائل الجاهلة

أننا سوف نبني ان شاء الله هناك و كونوا على علم ب..الأوفق و الأنسب هو أن يكون الكل في يدنا .3..." أكثر من مخزن و سوف يصبح هذا الميناء بذلك كسائر الموانئ التي تم فيها البيع و الشراء

اية و بعد سلسلة من المفاوضات بين داي الجزائر و الملك الإسباني ،كتب هذا الأخير في ائيا تسليم 1791أواخر أوت / ه 1205شهر ذو الحجة م إلى الداي حسن يؤكد له أنه إختار

.4م 1732البلاد المحتلة على الصورة التي تركها المسلمون سنة م ،و تضمن عدة 1791سبتمبر 12إلى عقد الصلح في توصل الداي حسن مع الإسبان

:شروط كان أهمها .نسحاب الإسبان من وهران و المناطق الخاضعة لهم ،و جميع الحصون دون شروط إ-ترك الإسبان كل الحصون التي كانت موجودة في المدينة خلال حكم مصطفى بوشلاغم -

كل القنابل و المدافع و الذخيرة التي غنمتها عند و أن لا يحدثوا عليها أي تغيير ،و أن يرجعوا .إحتلالها لوهران و المرسى الكبير

.154، ص بلبراوات بن عتو ، مرجع سابق: 1

.308ابن سحنون الراشدي ، مصدر سابق ، ص : 2

.150-149، مرجع سابق ، ص ص يحي بوعزيز ،المراسلات : 3

.309ابن سحنون الراشدي ، مصدر سابق ، ص : 4

~ 163 ~

.للإسبان الحق في هدم جميع ما بنوه من حصون و قلاع لم تكن موجودة في المدينة من قبل -لا يسمح لباقي الدول الأوروبية بممارسة التجارة في وهران ،دون إذن من باي وهران ،الذي -

.تحميل ألف حمل من القمح كل سنة بالسعر الجاري فقط يسمح لهم ب) ألف فرنك 120( يدفع الإسبان لدار السلطان كل سنة مبلغ اثنا عشر ألف سلطاني -

.،على أن يكون مقسما على ست فترات ،ألفي سلطان كل شهرين لبيت ریال ،أربعون منها55يدفع الإسبان رسوم عن كل سفينة ترسو بميناء وهران ،تقدر ب -

.و الباقي لقائد المرسى المال .و الموجودين بوهران 05إرجاع الأسرى الإسبان المقدرين ب -م ه1207أن يبقى الإسبان في وهران أربعة أشهر آخرها أول يناير سنة - ،دون أن يلحق

.المرابطون .أن يرجع الإسبان أسيرين من السلبة ،كانوا قد أسروهما أيام الحصار -سفينة إسبانية بصفة رسمية إلى إسطنبول مفتاحين ذهبيين رمز استسلام وهران و المرسى تحمل-

.الكبير مع جرتين من ماء عيون وهران للخليفة السلطان العثماني .حصول إسبانيا على مركز تجاري في بلدة الغزوات -.1يا من القمح سنو ( Charge)و أن تبتاع من البلاد الجزائرية ثلاثة آلاف كيلة -

:أضاف ليون فاي بعض البنود إلى هذا الإتفاق أهمها .لا يحق رفع سعر القمح عن الأسعار المحلية الموجودة في وهران -.2لا يحق لباي وهران تحديد كمية القمح المصدرة إلى إسبانيا -

ائيا 1791ديسمبر 17ابتدأ الإسبان في الإنسحاب من وهران يوم م ،و تم الجلاء اهدين دخول الفاتح المنتصر يوم فيفري 24و سلمت المدينة للباي الذي دخلها على رأس ا

ثم إن أميرنا الهمام الأنجد أتته البشارة الكبرى أوائل :" و ذكر أبو راس الناصري فقال ،3م 1792السرور مشهودا سعيدا المحرم بأخذه البلد ،فكان ذلك اليوم عند المسلمين عيدا و من أيام البركة و

.4" و البشائر إلى كل ناحية ،ذاهبة بأن نصارى وهران عنها ذاهبة

. 54علي بن العيفاوي ، مرجع سابق ، ص : 1

2 : Fey Henri Leon ;Op Cit , p 258 .3 :Léon Gilibert ,Op Cit , p 241 .

.115، ص 2مصدر سابق ، ج أبو راس الناصري ،: 4

~ 164 ~

استشار الباي محمد الكبير العلماء في المغاطيس الذين بوهران ،هل يؤمنهم خوفا من أن يذهبوا مع الكفار إلى بلادهم فيتنصرون أو يتنصر عقبهم ،فأشاروا عليه بتأمينهم فبعث إليهم كتابا يأمرهم

،لتطمئن نفوسهم بالقدوم عليهم آمنين ،فبعثوا إليه يقولون له ابعث لنا بالأمان مع بعض المرابطين فبعث إليهم بقاضي البلد عبد الله بن حواء و خطيب المسجد الأكبر أحمد و محمد بن فريحة ،فقدم

مرتابا في معهم بحو الأربعين منهم و الباقون منهم من وعد بالقدوم بعد بيع أثاثه ،و منهم من كان قي ينتظر ما يؤول اليه أمرها ،و لمدينة وهران فبالأمان ،و منهم من كان مرتابا في تسليم الإسبان

، بالرغم من العفو الذي أصدره 1منهم من غلب على قلبه حب الكفرة فلم تطب نفسه بفراقهم رجلا من 60،فإن الكثير منهم فضل المغادرة ،بحيث غادرها حوالي الباي محمد الكبير في حقهم

.2بر ،اتجهوا إلى سبتة ديسم29يوم 250ديسمبر ثم تلاهم حوالي 10هؤلاء الجنود يوم قام الباي محمد الكبير بنقل عاصمة البايلك إلى وهران ،و قضى بقية أيامه في ترميمها و توسيعها

،تذكارا لذلك الفتح المبين من ماله الخاص ،و لم تمض ) مسجد الباشا ( و شيد فيها المسجد الكبير كانت خربة ،و منحه الداي حسان باشا إلا مدة وجيزة حتى أصبحت وهران مدينة غنية زاهرة بعدما

3. لقب الكبير ،اعترافا بفضله و صدق جهاده

و ما يتعلق بتعمير المدينة ،فقد جلب لها الباي محمد الكبير السكان من مليانة و المدية و تلمسان و معسكر ،و بعض المدن الداخلية الأخرى ،كما وفدت عليها أيضا مجموعات من قبائل

الدواير و الزمالة و الغرابة لغرض ممارسة التجارة ،و لم يغفل الباي محمد الكبير توجيه الدعوة إلى قام سكان وجدة و فاس و مراكش حتى أنه أصبحت وهران مستقرا لبعض زعماء بني الأحمر ،كما

و معسكر و ندرومة و تلمسان بغرض بعث الحيوية بجلب الكثير من اليهود من مستغانم .4وهران شاط التجاريى و العمراني لمدينةو الن

و عند عودة الباي محمد الكبير من مدينة الجزائر ،تم دس السم له ،في منطقة عين الربط ، من .5جاعته و شهرته بعد انتصاره على الإسبان بمدينة وهران طرف الداي حسان ،نظرا لتخوفه من ش

.428-427ابن سحنون الراشدي ، مصدر سابق ، ص : 1

.173صالح عباد ، مرجع سابق ، ص : 2

.527أحمد توفيق المدني ،حرب الثلاثمائة ،مرجع سابق ، ص : 3

.170بلبراوات بن عتو ،مرجع سابق ، ص : 4

5 : Fey ,Op Cit ,273 .

~ 165 ~

:و أهم ما يمكننا إستنتاجه من هذا الفصل ما يليمنذ إحتلال الإسبان لمدينتي وهران و المرسى الكبير لم يهدأ لهم بال ،و لم ينعموا بإحتلالهم هذا

في طمأنينة ،و ذلك بسبب خوفهم الدائم من المحاولات التي كان الأتراك العثمانيين بمساعدة ا ضدهم في كل مرة ،إذ عاش الإسبان طيلة فترة إحتلالهم لمدينة وه ران في حصار الجزائريين يشنو

م ،و محاولة الباي شعبان سنة 1563دائم ،و من أهم تلك المحاولات محاولة حسن باشا سنة .م 1686

م لم يستطيعوا محاولات الأتراك العثعلى الرغم من مانيين المتكررة لإسترجاع مدينة وهران ،إلا ألى يد الباي مصطفى بوشلاغم الإستلاء على هذه المدينة إلا في القرن الثامن عشر ،و كان ذلك ع

كما كان لقبائل الغرب الجزائري دور بارز في هذا الفتح ،و جاؤوا إليه من كل فج عميق تلبية لنداء .م 1707الجهاد و بعد حصار المدينة و نشوب عدة معارك تم فتح المدينة سنة

بالفعل من ذلك سنة لم يدم هذا الإنتصار طويلا بحيث أعاد الإسبان غزو المدينة ،و تمكنوا م ،و لكن حكمهم خلال هذه 1734م كما أعادوا كذلك تكوين فرقة المغطسين سنة 1732

الفترة يختلف عن حكمهم السابق ،بحيث لم يعودوا قادرين على تنظيم حملات إلى أعماق البلاد كما .في السابق ،و إكتفوا بالتقوقع و التحصن داخل أسوار المدينة

زائري أخذ على عاتقه تحرير مدينة وهران لباي محمد الكبير منصب باي للغرب الجو عندما تولى اا الرأي العام من الإحتلال الإسباني ،بحيث أصبحت قضية وهران هي القضية الأولى التي يهتم

ائيا و يريد أن يصفي حسابه مع الإسبان مهما كانت التكاليف ، و بالفعل تم تحرير هذه المدينة م و كان للقبائل و الأهالي في الجهة الغربية دور بارز في إنتصار العثمانيين في جولتهم 1792ة سن

الأخيرة ضد الإسبان و إخراجهم من مدينة وهران ،و هذا التدخل العثماني في المنطقة عمل على بتت الأحداث توفير ضمانات الإنتصار بمشاركة سكان المنطقة الغربية و إدماجهم في المعركة ،و قد أث

في أكثر من مرة أن الإمكانيات الذاتية المحدودة للعثمانيين لم تكن لوحدها كافية لمواجهة الوجود هود العسكري العثماني ائي عليه ،في حين أنه كلما إنضاف ا الإسباني و تحقيق إنتصار حاسم و

هود المحلي للأهالي في مواجهات دار رحاها في هذه المنطقة هودين إلى ا ،فإن ذلك التكامل بين ا.يكلل حتما بالنصر ،و هو ما تجلى في عهد الباي محمد الكبير

~ 166 ~

الـــخــــاتـــــــــــــــــــــــــمـــــة

~ 167 ~

: نستخلص مما تقدم مجموعة من النتائج، التي يمكن تلخيصها في النقاط الآتية 10م و مطلع القرن 15/ه 9أدى الفراغ السياسي الذي عرفته الجزائر في أواخر القرن

ا الدفاعية ،مما جعل سواحلها عرضة للغارات الإسبانية ،و 16/ه تمكن الإسبان م إلى ضعف قدراا الساحلية مثل من إحتلال ،كما وجدت مدن أخرى نفسها مدينة وهران و المرسى الكبير أهم مد

.ة على توقيع معاهدة الولاء للإسبان كما هو الشأن بالنسبة لتنس و مستغانم مجبر ا ، ا إلى الإستنجاد بالإخوة إو لمواجهة الأخطار التي كانت تتربص ضطر بعض أعيا

ا يتعاضم ،فقد توسعت س بربرو و هو ما أدى إلى قيام سلطة جديدة في مدينة الجزائر التي أخذ شأحدودها و دخلت في صراع مع الإسبان حول الحصول على النفوذ في دولة بني زيان ،و لكي تتمكن

ية من الوقوف في وجه الإحتلال الإسباني يجب عليها أن ترتبط بالخلافة العثمانهذه الدولة الفتية بإعتبارها الدولة الإسلامية الوحيدة التي كانت تتوفر على قدرات عسكرية ،تمكنها من وقف زحف

.المد الإستعماري الأوربي في منطقة المغرب العربي و العالم الإسلامي عامة ذين الموقعين نتيجة إحتلال الإسبان لوهران و المرسى الكبير و إستقرارهم مدة طويلة

م بالحبوب عمدت بع ض قبائل الغرب الجزائري إلى التحالف مع الإسبان ،حيث كانوا يزودوو الماشية و بضائع أخرى كانوا في حاجة إليها ،و قد تسبب ذلك في حدوث شرخ في صفوف

تمع الجزائري في هذه المنطقة و هذا ما ساهم من دون شك في إستمرار بقاء الإسبان مدة طويلة ا.ن و المرسى الكبير في وهرا

عقب إحتلال الإسبان لوهران و المرسى الكبير ،سعوا إلى ربط علاقات بعض بعض القبائل م شكلوا شبكة من الجواسيس العرب و اليهود ،الذين ينقلون إليهم اورة لهم ،و لهذا الغرض فإ ا

.مقابل مكافآت مالية أخبار تحركات القبائل المعادية لهم و كذلك اخبار الجيش العثمانيترتب عن الإحتلال الإسباني لمدينة وهران و المرسى الكبير لمدة تقارب الثلاثة قرون لقد

اورة للموقعين المحتلين إلى غارات و هجمات شنها تعرض القبائل الغرب الجزائري خاصة تلك ا.ة و التي رفضت الخضوع لهمالإسبان على القبائل المعادي

كما نتج كذلك عن الإحتلال الإسباني لوهران و المرسى الكبير وجود علاقات تجارية بينهم يوانات أخرى مثل بحإلى جانب الأغنام تزود الإسبان هذه الأخيرةو بين القبائل الموالية لهم ،إذ كانت

، كما ق و البندق و الأرزو الأبقار و غيرها و بالمقابل كانوا يشترون من الإسبان القطن و الور المعزمثل ضريبة السيغورو و ضريبة للإسبان من الضرائب مختلفةكانت هته القبائل مجبرة على دفع أنواع

.الرومية

~ 168 ~

لقد تعرضت الكثير من قبائل الغرب الجزائري إلى القتل خلال مختلف المواجهات التي أعمال الغزو انطلاقا من وهران العديد من أفرادها إلى الأسر نتيجةوقعت بين الطرفين ،كما تعرض

القبائل العربية ،فقد كان الإسبان يستولون عليهم إما لغرض بيعهم في الأسواق ،و بذلك واقعمعلى يتحولون إلى عبيد أو لغرض إستعمالهم في مختلف الأشغال فور وصولهم إلى إسبانيا ،و قد تعرض

ناس من مختلف الأعمار و الجنس ،و كانت طرق إفتدائهم تتم عبر طرق مختلفة لهذه العملية الو بعضهم يسترجعون حريتهم عن طريق تبادل للأسرى مع ،فبعضهم كان يفتدى بواسطة المال

.م 1786إسبانيا خاصة بعدما توصل البلدان إلى إبرام معاهدة الصلح سنة وبات في بداية عهدهم ،و لم يتمكنوا من تثبيت لقد واجه الاتراك العثمانيون عدة صع

حكمهم في بايلك الغرب نظرا لشدة المعارضة المحلية و الخارجية ،المتمثلة في الزيانيين و الإسبان بيت بعض الحاميات العسكرية في بعضو بالرغم من شدة الصراع فإن العثمانيين قد توصلوا إلى تث

.س و مازونة المدن الغربية ،مثل مستغانم تنإن العلاقات بين الزعامات المحلية و سلطة البايلك كانت قائمة أساسا على النظام الضريبي

يقومون بجباية الضرائب فكانت قبائل المخزن و العائلات المرابطية الكبرى ،و شيوخ الزوايا هم الذين .و لذلك كسبوا مكانة هامة من السكان

ن ة المستمرة من جانب المغرب الأقصى في المنطقة الغربية للجزائر كاإن التدخلات الخارجيا ،كما أن الصراع من أجل إضعاف الحكم القائم في تلك المنطقة ،حتى يتسنى لهم التدخل في شؤو

العسكري الذي كان بين الإسبان و العثمانيين حول المنطقة الغربية للجزائر قد عطل المشروع المغربي .هذه الجهة في التوسع في

إن سياسة الحكام كانت تعتمد أساسا على إسمالة القوى الدينية ،و جعلهم واسطة بينهم ن التحكم في و بين الرعية و اعتمدوا كذلك على القبائل المخزنية ،و قد مكنتهم هذه السياسة م

وتجنبوا بذلك الإصطدام المباشر بالقبائل الممتنعة ،و في حالة عدم نجاعة هذه جزء كبير من البلادم يستعملون القوة . الوسائل فإ

،و الذي كان -مصطفى بوشلاغم - تحت حكم باي نشيط و طموحكانت معسكر م حصارا محكما، لذلك شرع يتحين الفرص و نقاط ضعف الإسبان لتضييق الخناق عليهم و محاصر

م ،أثناء حكم الداي محمد 1706في محاصرته لمدينة وهران سنة -مصطفى بوشلاغم -البايهذا هود الباي ، كما إلتحق بقوات الباي فرسان بكداش ،و الذي أرسل جيشا لفتح وهران تدعيما

~ 169 ~

و نتيجة المخزن ،و متطوعون من شتى قبائل بايلك الغرب بحيث وفد الناس إليه بخيامهم و أهليهم ،.م1707وهران و المرسى الكبير سنة لتظافر جهود العثمانيين مع قبائل المنطقة الغربية تم تحرير مدينة

قرر الملك الإسباني فليب الخامس الإستلاء على وهران ،و قد جهز جيشا قويا و تمكن بوشلاغم نحو الباي مصطفى ،بعد إنسحاب م 1732سنة فعلا من الإستلاء على هذه المدينة

.سنة 24و هكذا تخلى العثمانيون عن مدينة وهران بعد حكم دام دينة مستغانمممنذ سقوط وهران للمرة الثانية في يد الإسبان و بايات الغرب الجزائري يشنون عليها حصارا

دف إسترجاع المدينة ، و تجدر الإشارة إلى أن حكم الإسبان خلال هذه الفترة يخت لف عن محكما حكمهم السابق ،بحيث لم يعودوا قادرون على تنظيم حملات إلى أعماق البلاد ،كما أن جزء كبير .من القبائل التي كانت تتعامل معهم في السابق تخلت عنهم و إنظمت إلى صفوف الأتراك العثمانيين

متوالية إلى بقيت وهران و المرسى الكبير تحت حصار ضيق ،و معارك تكاد تكون مستمرة و غاية أن تولى الباي محمد بن عثمان الكبير منصب بايا لبايلك الغرب ،بحيث تمكن هذا الأخير

بفضل حنكته العسكرية و خبرته الحربية أن يظفر بثقة جيشه و ديوانه و كذلك قبائل الغرب الجزائري عثمانيية و الجزائرية تمكن التي أتت إليه من كل مكان لتبية لنداء الجهاد ،و بفضل توحيد القوتين ال

الباي محمد بن عثمان الكبير من تحرير مدينة وهران من الإحتلال الإسباني و كان ذلك في سنة . م 1792

سد جانب من جوانب تاريخنا الوطني قد وفقت في و أخيرا أرجوا أن تكون محاولتيتوصلنا إليه من خلاصات و نتائج لا تعدو و أعطت الموضوع حقه من الدراسة و البحث ، و أن ما

اية الدراسة ،لأن الدراسة التاريخية لا تعرف أن تكون مساهمة متواضعة على الدرب و ليست .التوقف بسبب ظهور وثائق جديدة تزيد في إثراء الموضوع

~ 170 ~

~ 171 ~

:جدول الملاحق .بايلك الغرب الجزائري يتحدث عن أهم قبائل ) :1(الملحق رقم -توزيع القبائل عبر منطقة وهران قبل الإحتلال : ) 2(الملحق رقم -

.الإسباني لوهران و المرسى الكبير.حصن المرسى الكبير ) :3(الملحق رقم -.قلعة سانتاكروز ) : 4(الملحق رقم -.مخطط لحصون وهران في العهد الإسباني ) : 5(الملحق رقم -خريطة توضح حدود الجزائر و تقسيمها الإداري التي ) : 6(لحق رقم الم-

.تم تشكيلها خلال القرن السادس عشر خريطة عن توزيع أهم القوى القبلية ببايلك الغرب و ): 7(الملحق رقم -

.علاقتها بالتنظيم الإداري العثماني

~ 172 ~

1:أهم قبائل بايلك الغرب الجزائري ) :1(الملحق رقم

القبائل المستقلة القبائل المتحالفة قبائل الرعية قبائل المخزنقبائل بني أوراغ-قبائل مكناسة-قبائل مطماطة-قبائل بني تيغرين-قبائل كرايش-قبائل حلوية-قبائل معاصم -قبائل الحاسنة-قبائل حميان -

الغرابةقبائل العمور-قبيلة أولاد -

هلالقبيلة أولاد عنتر-قبيلة عريب -

زكارقبيلة بني درجين-

قبيلة أولاد -سيدي عبد الله

اتحاد قبائل بني -هاشم

قبيلة زاوية -سيدي محمد بن

عودةقبيلة زاوية أولاد -

سيدي دحوقبيلة أولاد -

ميمونقبيلة أولاد -

سيدي الناصرقبيلة أولاد -

سيدي الشيخقبيلة أولاد -

سيدي مجاهد

يلة تحلايتقب-قبيلة مجاهد-اتحاد قبائل -

خليفةبني زدمة بفرندة-قبيلة خلافة -

فرندةقبيلة بني صندل -قبيلة هوارة-اتجاه قبائل -

الصحاريقنادجة-قبيلة عوسات-قبائل بني -

منيارينوطن الجبل -

بتلمسان

مخزن آغا -الدواير

مخزن آغا الزمالة-مخزن الغرابة -مخزن الدرادب-مخزن المكاحلية-أولاد أحمد -برجية مستغانم-عكرمة الغرابة-أولاد سلامة-خليفة بوعلي-أولاد رياح-مخزن بني فاطم -أولاد خلوف-بني يحي-عبيد عين -

الدفلى

1 :Luis Rinn ,Op Cit pp 36,40,47,50,78,83,102,130.

~ 173 ~

اتحاد بني سنوس-اتحاد مغراوة-اتحاد بني -

......بوسعيد

قبيلة زاوية -سيدي أحمد

سبدوقبيلة أولاد -

النهار بالعريشةاتحاد قبائل -

الأغواطاتحاد قبائل -

بلايلاتحاد قبائل -

أولاد سيام قبيلة بني فراح -مشيخة جنحل -قبيلة مجاجة-اتحاد قبائل ثنية -

الحد أولاد عمار-وطن -

.... ندرومة

قبيلة بني هديل -اتحاد قبائل -

ولهاصةاتحاد قبائل بني -

زوقزوق رعية فحص -

ندرومةأولاد خويدم -قبيلة بني شعيب-أولاد عباس-اتحاد قبائل -

......العطاف

أولاد خالفة-بطيوة-أولاد صاير -غرامة-الزهالدية-عتبة الجلابة-بني شقران-مخزن بني -

مسطورأولاد -

......زايد

~ 174 ~

توزيع القبائل عبر منطقة وهران قبل الإحتلال الإسباني ) :2(الملحق رقم 1:لوهران و المرسى الكبير

الأماكن و حدودهــــــــــــــــا القبــــــــــــــــــائلاورة لقبيلة غريس نفسها بالقرب من غريس و ا

.الرابظة بأرض ملاتة حتى نسمط.قرب المقطع

.ملاتةبأرض الحفرة التابعة لقرية .بموضع يقال له يعلو في جبال سيرات

.رجال عين الفرس الشرقية ر الشلف ثم بمزغران قرب مستغانم عند مصب

.ارتحلت الى القرية الحاملة لاسمهاقطنوا خلف وهران في الحفرة بالتجاور مع حميان

.عند ملاتة)ريو سالادو(بنواحي تارقة قرب وادي المالح

.تةبوادي الثلاثاء بملااورة وادي سنان بعين تموشنت قرب تارقة ا

.لقيدزةبأراضي جبل هيدور غرب وهران حتى وادي يسر

.بتلمسان.بجبال تاسالة

.بجبال سيرات في الجهة الأخرى من وادي سيقبثنية القصبة ،وادي تلمسان تحدها شرقا

.تاسالة،و جنوبا السلسلة الجبلية للتانيرةابراهيم تحدها غربا بوادي ميكيرة حتى سيدي

1سلسلة التانيرة و شمالا أراضي أولاد الميمون

قبيلة فروحة

العبيد الشراقةحميانهبرة

بني شقرانكريشتل

غمرة

قيدزةأولاد عبد الله

الونازرة

أولاد جلفة

أولاد زايرأولاد علي

أولاد الميمون

أولاد ابراهيم

.114بلبوري سيد أحمد ،مرجع سابق،ص: 1

~ 175 ~

.هذه الصورة تمثل حصن المرسى الكبير ):3(الملحق رقم

~ 176 ~

.هذه الصورة تمثل قلعة سانتاكروز ):4(الملحق رقم

~ 177 ~

مخطط لحصون وهران في العهد الإسباني ) : 5(الملحق رقم

.344فكاير عبد القادر ، آثار الإحتلال الإسباني نمرجع سابق ، ص : المصدر

~ 178 ~

) :6(الملحق رقم

.316فكاير عبد القادر ، الصراع الجزائري الإسباني،مرجع سابق ، ص : المصدر

~ 179 ~

): 7( الملحق رقم

.186سميرة طالي معمر ،القوى المحلية ببايلك الغرب ، مرجع سابق ، ص : المصدر

~ 180 ~

~ 181 ~

القرآن الكريم -:المصادر باللغة العربية و المعربة-1:المخطوطات / أ

،الرحلة القمرية في السيرة المحمدية ) أبو محمد المصطفى بن عبد الله بن عبد الرحمن (ابن زرفة -1.3322مخطوط بالمكتبة الوطنية الجزائرية ،الجزء الأول ،تحت رقم

نود ،الزهرة النيرة فيما جرى في الجزائر حين أغارت عليها ج) محمد ابن رقية (التلمساني -2.1626الكفرة مخطوط يالمكتبة الوطنية الجزائرية ،تحت رقم

،بستان الأزهار في مناقب زمزم الأبرار و معدن الأنوار )محمد بن علي القلعي (الصباغ -3سيدي أحمد بن يوسف الراشدي النسب و الدار ،مخطوط بالمكتبة الوطنية الجزائرية ،تحت رقم

1707..1622مخطوط بالمكتبة الوطنية الجزائرية ،تحت رقم خير الدين ،مجهول ،غزوات عروج و -4مخطوط بالمكتبة الوطنية ،عجائب الأسفار و لطائف الأخبار ،) محمد أبو راس (الناصري -5

.1632الجزائرية تحت رقم :المصادر المطبوعة / ب،المؤنس في أخبار إفريقية و تونس ،دار )محمد بن أبي القاسم الرعيني القيرواني(ابن أبي دينار-1

.1993،، بيروت3المسيرة ط ،الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية ،دار المنصور للطباعة ) علي الفاسي(ابن أبي زرع -2

.1972، الرباط،و الوراقة،تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر و تاريخ الجزائر ،شرح )محمد(بن الأمير عبد القادر ا-3

2ط ج في مجلد واحد ،2و تعليق ممدوح حقي ،دار اليقضة العربية للتأليف و الترجمة و النشر ،1964،بيروت

،القول الأعم في بيان أنساب قبائل الحشم ،منشور ضمن )الطيب الغريسي(بن المختارا-4.1961،بن خلدون ،تلمسانمجموع مطبعة ا

ات ابن المفتي في تاريخ باشوات الجزائرييد،تق)حسين بن رجب شاوش (ابن المفتي -5ا الأستاذ فارس كعوان ،بيت الحكمة ،ط .1،2009و علمائها جمعها و اعتنى

~ 182 ~

بيير فونطانا ،بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد،مطبعة) عبد الرحمن(ابن خلدون-6.1903،الجزائر ،1الشرقية ، ج

و ديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب و العجم و من العبركتاب ،)عبد الرحمن (ابن خلدون-7.1982،دار الكتاب اللبناني ،بيروت ،11،مج عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر

الزهرة النائرة فيما جرى في الجزائر حين أغارت عليها جنود ،)محمد التلمساني (ابن رقية -8جويلية ،ص ص 1- 1967، الكفرة نشر سليم بابا عمر ،مجلة تاريخ و حضارة المغرب ،العدد 3

32.،الثغر الجماني في ابتسام الثغر الوهراني ،تحقيق و تقديم المهدي )الراشدي(ابن سحنون -9

.1973،الأصلي ،سلسلة التراث ،مطبعة البعث ،قسنطينةالبوعبدلي منشورات التعليم،التحفة المرضية في الدولة البكداشية في بلاد الجزائر المحمية )محمد الجزائري(بن ميمونا-10

.1981،،الجزائر تقديم و تحقيق محمد بن عبد الكريم، ش و ن ت،رحلة محمد الكبير باي الغرب الجزائري إلى الجنوب )أحمد التلمساني(بن هطالا-11

.1969،الصحراوي الجزائري تحقيق و تقديم محمد بن عبد الكريم ،عالم الكتب،فتح مدينة وهران ،نشر مختار حساني ،مخبر المخطوطات)أبو زيد عبد الرحمن(الجامعي-12

.2003،جامعة الجزائر3رات،سيرته الذاتية ،تحقيق محمد الصغير بناني و آخرون ،ط،مذك) عبد القادر(الجزائري-13

.1998،شركة دار الأمة للطباعة و النشر و التوزيع ،الجزائر،مذكرات خير الدين بربروس ،ترجمة محمد دراج ،شركة الأصالة )خير الدين(بربروس-14

.2010،،الجزائر 1للنشر و التوزيع طو تقديم ،النفحة المسكية في السفارة التركية ،تحقيق)لي بن عمرأبو الحسن ع(التمقروتي-15

.2002المغرب ،المطبعة الملكية ،،عبد اللطيف الشادلي،تاريخ بني زيان ،ملوك تلمسان ،مقتطف من نظم الدر )محمد بن عبد الله(التنسي-16

.1985،الوطنية للكتاب ،الجزائرو العقبان في بيان شرف بني زيان ،تحقيق محمود بوعباد ،المؤسسةحتلال الاسباني خلال القرن الثامن عشر حساني مختار ،تاريخ تحرير مدينة وهران من الإ-17

فتح وهران للجامعي ،الرحلة القمرية لابن زرفة ،جامعة الجزائر ،مخبر :الميلادي من خلال مخطوطتين .2003المخطوطات ، الجزائر

~ 183 ~

،المرآة ،تقديم و تعريب و تحقيق محمد العربي الزبيري ،الشركة )ثمانحمدان بن ع(خوجة-18.1982،،الجزائر2الوطنية للنشر و التوزيع،ط

ك.و . م ،1855–1830،الجزائر في مؤلفات الرحالة الألمان )أبو العيد(دودو-19.1989،الجزائر

نقيب أشراف الجزائر ،تحقيق ، مذكرات الحاج أحمد الشريف الزهار)أحمد الشريف(الزهار-20.1980،أحمد توفيق المدني ،الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ،الجزائر

دليل الحيران و أنيس السهران في أخبار مدينة وهران ،تقديم ،) محمد بن يوسف(الزياني-21.2007، ،الجزائر2للفنون المطبعية ،ط و تعليق المهدي البوعبدلي ،المؤسسة الوطنية

م ،تعريب1824-1816شالر وليام ،مذكرات وليام شالر قنصل أمريكا في الجزائر -22.1982،و تعليق و تقديم إسماعيل العربي ،الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ،الجزائر

، تحقيق و تعليق محمد الفاسي ،الرحلة المغربية)أبو عبد الله محمد بن محمد(العبدري-23.1968جامعة محمد الخامس ، الرباط ،

مذكرات (ل العهد العثماني ،الجزائر في أدبيات الرحلة و الأسر خلا)أحميدة(عميراوي-24.2009،،دار الهدى ،عين مليلة ،الجزائر) أنموذجاتيدنا،ترجمة و تقديم أبو العيد 1837-1832،قسنطينة أيام أحمد باي )شلوصر (فندلين-25

.1980،الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ،الجزائر،دودو. ثلاث سنوات في شمال غربي إفريقيا ،ترجمة أبو العيد دودو ،ش فون مالستان هاينريش ،-26.1980، ،الجزائر1ت ، ج. ن . و

ون،دار المعرفة ،الرباط،ترجمة محمد حجي و آخر 2، افريقيا ،الجزء )مارمول (كاربخال-271989.

طلوع سعد السعود في أخبار وهران و الجزائر و اسبانيا و فرنسا ،)آغا بن عودة (المزاري-28،الجزء الأول،دار الغرب الاسلامي ،الطبعة الأولى، بوعزيزالى أواخر القرن التاسع عشر ،تحقيق يحي

.1990، لبنانمجهول ،غزوات عروج و خير الدين ،تصحيح و تعليق نور الدين عبد القادر ،المطبعة -29

.الجزائر،الثعالبية الجزائر،ت.ن.و.، ش،أنيس الغريب و المسافر تحقيق رابح بونار ) القادربن عبد (مسلم -30

1934 .

~ 184 ~

جة الناظر في أخبار الداخلين تحت )عبد القادر الجزائري(المشرفي -31 ولاية الاسبانيين ،،بدون سنة محمد بن عبد الكريم،بدون دار النشر بوهران من الأعراب كبني عامر،تحقيق و تقديم

.نشر،الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى ،تحقيق و تعليق )أبو العباس أحمد(الناصري-32

.1954،،دار الكتب ،الدار البيضاء7و محمد الناصري ،ج جعفر،عجائب الأسفار و لطائف الأخبار ،تحقيق و تقديم محمد غالم )أبو راس(الناصري-33

.2005،،وهران1منشورات المركز الوطني للبحث في الأنتروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية ، طلى الجزائر و تونس إنسترايت بها.أو .رحلة العالم الألماني ج ، ) أو .ج ( نسترايتبها-34، ترجمة وتقديم و تعليق ناصر الدين سعيدوني ،دار الغرب )م1732/هـ 1145(لس طرابو

.1980،تونس،الاسلامي،وصف افريقيا، ترجمة من الفرنسية محمد حجي و محمد )لحسن بن محمد الفاسيا(الوزان-35

.1983،،دار الغرب الاسلامي ، بيروت2،ط2الأخضر،ج:المصادر بالغة الفرنسية -2

1- Cueva (Francisco de la ) ,Guerre de Tlemcen ,traduction de M. CamilleBrunel , BSGAO ,T10 ,1891 ,pp 224 – 469 .2-Devoulx (Albert ),Tachrifat ,Recueil de notes historiques surl’administration de l’ancienne régence d’Alger ,Imprimerie du GouvernementAlger ,1852 .3 - Flechier ( Esprit ) ,Histoire du cardinal Ximenés, T1,J. Anisson ,Paris1693.4- Haedo (fray Diego De ) ,Topographie et histoire générale d’Alger ,Traduitpar : A Berbrugger et Monnereau , R. A ,T14-15, 1870 .5- Haedo (fray Diego De ),Histoire des rois d’Alger ,trad et annotée par H DGrammont ,Adolphe Jourdan Libraire ,Alger ,1881 .6- Haedo (fray Diego De ) , Histoire des rois d’Alger, traduit par H DGrammont, R.A,T24,25 , 1880-1881.7- Montanes (Diego Suarez ) ,Mers-El-Kebir ,Traduit par A Berbrugger ,R.AT 9, 1865 .8- Primaudaie( Elie de la ), Documents inédits sur l’histoire de l’occupationespagnols en Afrique (1506 -1575 ) ,R.A , T 19 , 1875 .

~ 185 ~

9- Rinn ( Louis ) ,Le royaume d’Alger sous le dernier Dey ,TypographieAdolphe Jourdan Imprimeur –Libraire- éditeur ,Alger , 1900 .10- Rinn (Louis ),Marabouts et Khouanes ,Etude sur l’islam en AlgérieAdolphe Jourdan Libraire éditeur , Alger,1884 .11- Sandoval( C X) ,les inscriptions d’Oran et de mers-el-kebir, traduit parDr.Monnereau ,RA 1871,T 1512- Tassy ( Laugier De ) ,Histoire du royaume d’Alger ,Henri du SauzetAmsterdam ,1927 .13- valléjo ( Joseph Don ) ,mémoire sur l’état et la valeur des places d’Oranet de mers-el-kébir Ecrit dans les premiers jours de l’année 1734,R.A, volume66, Alger 1925 .

:المراجع باللغة العربية و المعربة -3الى الجزائر،الطباعة الشعبية للجيش،الجزائرالعثمانيينتراك،دخول الأ)عبد الحميد(ابن أشنهو -1

1972.السادس /العلاقات السياسية بين الجزائر و المغرب في القرن العاشر هجري،)عمار(بن خروفا-2

.2006،،الأمل ،الجزائر1عشر الميلادي،ج،الأتراك العثمانيون في افريقيا الشمالية ،ترجمة محمود على عامر ،دار النهضة )عزيز سامح ( آلتر -3

.1989،العربية ،بيروتمحمد الأنصاري : عدنان محمود ، مراجعة : تاريخ الدولة العثمانية ، ترجمة ،)يلماز (أوزتانا-4

.1988،، إسطنبول1ج،مؤسسة فيصل للتمويل،الجزائر من خلال رحلات المغاربة في العهد العثماني ،الشركة الوطنية للنشر )مولاي (بلحميسي-5

.1981،، الجزائر2و التوزيع ،ط .2005،،معسكر عبر التاريخ ،دار الخلدونية ،الجزائر)عدة(بن داهة-6، ديوان المطبوعات الجامعية 2، ج–جزائر حديثة –الموجز في تاريخ الجزائر ،)يحي(بوعزيز -7

.1965،الجزائر.2002،،وهران2،مدينة وهران عبر التاريخ ،دار الغرب للنشر و التوزيع ،ط )يحي(بوعزيز-8.1985،وهران ،المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ،الرغاية ،الجزائر ،)يحي(بوعزيز-9

-1780( يخ الوطني لمدريد ،المراسلات الجزائرية الإسبانية في أرشيف التار )يحي ( بوعزيز -10.1993،ج ،الجزائر.م .د ) 1798

~ 186 ~

،ديوان 1830-1500اليك أروبا ،علاقات الجزائر الخارجية مع دول و مم)يحي (بوعزيز-11.ر المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،بدون سنة النش

،موضوعات و قضايا من تاريخ الجزائر و العرب،دار الهدى،الجزء الأول ،الجزائر)يحي(بوعزيز-122009.

.1992،،العصبية و الدولة ،مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت)محمد عابد( ابري الج-13المغرب الأقصى من الفتح –الجزائر –،تاريخ إفريقيا الشمالية ،تونس )شارل أندري(جوليان-14

،الدار التونسية 2،ج )البشير(و بن سلامة)محمد (م ،تعريب مزالي1830الإسلامي الى سنة .1978،للنشر و الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ،تونس

،دار الثقافة ،الطبعة الرابعة )3ج- 2ج (،تاريخ الجزائر العام ،)رحمنعبد ال(يلاليالج-15.1980بيروت ،

،المؤسسة 3،الجزء ) العهد الاسلامي(و آخرون ،الجزائر في التاريخ )عبد الحميد(حاجيات-16.1984،الوطنية للكتاب ،الجزائر

،قصة و تاريخ الحضارات العربية بين الأمس و اليوم )عاطف (و عيد ) حليم ميشال(حداد -17لد .ر،قسم الجزائ28ا،الدار البيضاء2رشاد الحديثة ،ط،دار ال2،المغرب عبر التاريخ ،ج )إبراهيم (حركات-18

1984.دار و الثقافية ،الجزء الثاني ،، تاريخ الدولة الزيانية ،الأحوال الاقتصادية)مختار (حساني-19

.2007،،الجزائر1الحضارة للطباعة و النشر و التوزيع ،ط اية الحرب -، تاريخ العرب الحديث )محروس إسماعيل(حلمي -20 من الغزو العثماني إلى

.1997،، مؤسسة شباب الجامعة ، الإسكندرية-العالمية الأولى اية العهد العثماني )علي(خنوف-21 ،السلطة في الأرياف الشمالية لبايلك الشرق الجزائري

.1999،و بداية العهد الفرنسي ،مطبعة العناصر ،الجزائر،الجزائر في عهد رياس البحر ،تعريب و تقديم عبد القادر زبادية ،دار القصبة )وليم (سبنسر-22

.2006،الجزائر،للنشر،دار الغرب 1،ج )1830-1500(،تاريخ الجزائر الثقافي ،)أبو القاسم(سعد الله-23

.1989،،بيروت2ط ،الاسلامي

~ 187 ~

،الجزائر في التاريخ ،العهد العثماني ،المؤسسة )المهدي (البوعبدليو )ناصر الدين(سعيدوني -24.1984،الوطنية للكتاب ،الجزائر

،الشركة ) 1830-1800(الي للجزائر في الفترة العثمانية ،النظام الم)ناصر الدين(سعيدوني-25.1979الجزائر ،الوطنية للنشر و التوزيع ،

،ورقات جزائرية ،دراسات و أبحاث في تاريخ الجزائر في العهد العثماني )ناصر الدين (سعيدوني-26.2001،دار الغرب الاسلامي ،بيروت ،لبنان

افت الأجنبي حول المغرب ،مطبعة الأمنية ،ط ،اللسان الم)محمد (سليماني-27 1عرب عن .1971،الرباط) م 1541–1510( الثلاثون سنة الأولى لقيام دولة مدينة الجزائر ،)كورين (شوفاليه-28

.2007،ج ، الجزائر. م .جمال حمادنة ، د : ترجمة تمع الجزائري و فعالياته في )أرزقي (شويتام-29 -1519/هـ 1246- 926(العهد العثماني ،ا

. 2009،الجزائر،1،ط،دار الكتاب العربي)م 18301964ج ،الجزائر ،. م .،مليانة و وليها سيدي أحمد بن يوسف ،د ) محمد الحاج ( صادوق -30،تاريخ الأدب العربي ،عصر الدول و الامارات ،الجزائر ،المغرب الأقصى )شوقي(ضيف-31

.،بدون سنة النشر1موريتانيا السودان ،دار المعارف ،القاهرة ،ط،تلمسان عبر العصور و دورها في سياسة و حضارة الجزائر ،م و ك )محمد بن عمرو(طمار-32

.1984،الجزائر، الجزائر2، دار هومة ، ط1830-1514خلال الحكم التركي ، الجزائر)صالح (عباد-33

2007 .عروج وخير الدين ، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ،الأخوان)محمد الطيب ( عقاب -34

.1985،الجزائر ،علاقات بايلك الشرق الجزائري بتونس أواخر العهد العثماني و بداية )احميدة (عميراوي-35

.2002،الإحتلال الفرنسي ،البعث ،الجزائر،تاريخ الجزائر الحديث من الفتح العثماني الى الاحتلال الفرنسي ،دمشق)محمد خير(فارس-36

1969.،ترجمة الياس 1830-1790،المغرب العربي قبل سقوط مدينة الجزائر ) لوسيت ( فالنسي-37

.1980،بيروت1مرقص دار الحقيقة للطباعة و النشر،ط

~ 188 ~

-1505/هـ1206-910(،الغزو الاسباني للسواحل الجزائرية و آثاره )عبد القادر (فكاير-38.2012،دار هومة ،الجزائر ،) م1792

، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية 1، تلمسان في العهد الزياني ، ج )عبد العزيز(فيلالي-39.2002،الجزائر

،نشأة المرابطين و الطرق الصوفية و أثرها في الجزائر خلال العهد ) مختار الطاهر (فيلالي -40.1976، باتنة ،1العثماني دار الفن الغرافيكي للطباعة و النشر ، ط

، المؤسسة الجزائرية ) م 1830–1500( نصوص ووثائق في تاريخ الجزائر ،)جمال (قنان-41.1987،الجزائرللطباعة

،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر1830-1619،معاهدات الجزائر مع فرنسا )جمال (قنان-421987.

، دار م1792-م1492،حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر و اسبانيا )أحمد توفيق (دني الم-43.2007،الطبعة الأولى,الجزائر,البصائر

.1963،،الجزائر2ار المعارف ، ط ،كتاب الجزائر ،د)أحمد توفيق(دني الم-44م سيرته، حروبه، 1791-1766،محمد عثمان باشا داي الجزائر)أحمد توفيق(دني الم-45

.1986،ك ،الجزائر. و . م ،أعماله، نظام الدولة والحياة العامة في عهده،الترغيب و الترهيب ،مكتبة المعارف للنشر و التوزيع)عبد العظيم بن عبد القوي( نذريالم-46لد 1ط .2004،، الرياض2ا،مكتبة النهضة 3،تاريخ الجزائر في القديم و الحديث،الجزء )مبارك بن محمد الهلالي(يليالم-47

.1964،الجزائرية الجزائر،ديوان ) 1862- 1830( ،أبحاث و دراسات في تاريخ الجزائر المعاصر)عمار(هلال-48

.1995،المطبوعات الجامعية ،الجزائرالجزائر،،أوراق في تاريخ الجزائر في العهد العثماني ،دار الهدى ،عين مليلة)حنيفي(هلايلي-49

2008.عين مليلة ،أبحاث و دراسات في التاريخ الأندلسي الموريسكي ،دار الهدى ،)حنيفي (هلايلي-50

.2010، الجزائر،الجزائر و أووربا ،ترجمة أبو القاسم سعد الله ،المؤسسة الوطنية للكتاب )جون ب (وولف-51

.1986الجزائر

~ 189 ~

:المراجع باللغة الفرنسية -41- André ( Pierre-Jean-Daniel ), Contribution à l'étude des confrériesreligieuses musulmanes, maison de livres ,Alger,1956 .2- Bargès ( l’abbé) ,complément de l’histoire des bani-Ziane rois desTlemcen ,Ernest Laroux , paris,1887 .3- Belhamissi ( Moulay ) , Histoire de Mazouna ,une petit ville ,une lonqueHistoire ,Alger ,1982 .4- Belhamissi ( Moulay) ,Histoire de Mostaganem des origines a l’occupationfrançaise centre nationale d’Etudes historique ,Alger , 1976 .5- Belhamissi (Moulay), Les Captifs algériens & l’Europe Chrétienne (1518 -1830), (ENL), Alger, 1988 .6- Blum ( Nelly ) ,la croisade de Ximènès en Afrique ,imprimerietypographique et lithographique L FOUQUE ,rue Tbuillier , 4(placeKleber),1898 .7- Bontems( C) ,Manuel des Institutions Algériennes de la Domination turquea l’indépendance 1518-1870 ,éd Cujas, Paris ,1974 .8- BOUABBA( YAMILE ), les Turcs au Maghreb central du 16éme au19éme siècle, S.N.E.D, Alger, 1972 .9- Boulifa( S.A ),Le Djurdjura A travers L’Histoire depuis l’antiquité jusqu'à1830,J.Bringau imprimeur-éditeur ,Alger ,1925 .10- Bourouiba ( Rachid ) ,Oran Histoire Politique , S N E D ,Alger ,1974 .11- Boyer (p) ,L’évolution de L’Algérie médiane (ancien départementd’Alger de 1830 a 1956 ),A .Maisonneuve ,Alger-Paris ,1960 .12- Braudel( Fernand ), la méditerranée et le monde méditerranéen a l’époquede Philippe II , T3 ,Armand Colin ,5 ed ,Paris ,1821 .13- Cat ( Edouard ) ,petit histoire de l’Algérie ,T1 , Adolphe Jourdan ,1889 .14- Chausolles ( p) ,L’Algérie pittoresque ou histoire de la régence d’Algerdepuis les temps les plus reculés jusqu'à nos jours ,imprimerie de J B Payaéditeur ,Toulouse , 1845 .15- Didier ( L ),Histoire d’Oran ,période (1501-1550) ,Jeanne d’Arc ,Oran1927 .16- El Korso ( Mohamed) et Epalza( Mikel de ), Oran et l’ouest Algérien au18 siècle d’après le rapport Aramburu , Alger , 1978 .

~ 190 ~

17- Esterhazy ( Walsin ),Notice Historique sur le maghzen d’Oran ,Imp dePerrier ,Oran ,1849 .18- Esterhazy( Walsin ) ,De la domination turque dans l’ancienne régenceD’Alger ,Lib de Charles Glosslin ,Paris ,1840 .19- Eugène ( Daumas) ,Mœurs et coutumes de l’Algérie ,IntroductionDjeghloul Sindbad ,Paris ,1988.20- Fey ( Henri Léon ) ,Histoire D’Oran avant ,pendant et après la dominationespagnole, Typographie Adolphe Perrier Editeur ,Oran , 1858.21- Garrot ( Henri ),Histoire générale de l’Algérie ,Imprimerie P .Grescenzovoutes Bastio Nord ,Alger , 1910 .22- Gilibert ( Léon) ,L’Algérie ancienne et moderne depuis les premiersétablissements des Carthaginois jusqu'à l’expédition du général randon en1853 ,Furne et cie libraires-éditeurs , Paris ,1853 .23- GRAMMONT ( H-D.DE ),Histoire d’Alger sous la dominationturque(1515-1830) , Ernest Leroux ,paris ,1887.24- KADDACHE ( MAHFOUD ), L’Algérie durant la période ottomane,o.p.u. Alger, 1991 .25- Lapène( Édouard ) ,Tableau historique de la province d’Oran ,depuis ledépart des Espagnols en 1792 ,jusqu'à l’élévation d’abdel-kader en 1831Metz bibliothèque Royale ,1842 .26- Latrie( Mas ) ,Aperçue des relations commerciales de l’Italieseptentrionale avec l’Algérie au moyen âge ,Imp Royale ,Paris ,184527- Malki ( Nordine ) , razzia, butin , et esclavage dans l’Oranie du XVI émesiècle ,Dar El Garb ,oran , 2003 .28- Mercier ( Ernest ) ,Histoire de l’établissement des Arabes dans l’afriqueseptentrionale ,L.Marle Libraire-éditeur ,Constantine ,1875 .29- Mercier (Ernest ) ,Histoire de l’Afrique septentrional ,T3, Ernerst lerouxparis ,1888.30- Monlau ( Jean) ,Les Etas Barbaresque , 2eme ed ,P.U.F, Paris ,197331- Primaudaie ( Elie de la ) , le commerce et la navigation de l’AlgérieLahure ,paris ,186132- Rotalier (Charles De ),Histoire D’alger et de la piraterie des turcs dans laméditerranée ,édition Paulin ,T2 ,Paris .33- Rozet et Carette ,Algérie ,2 Ed ,Bouslama ,Tunis ,1980

~ 191 ~

34- Ruff ( Paul ) ,la domination espagnole a Oran sous le gouvernement ducomte d’Alcaudete(1543-1558),Leroux ,paris,190035- SAIDOUNI ( NACER-EDDINE ),L’Algérois rural à la fin de l’époqueottomane (1791-1830), Der-El-Gherb-El-Islami, Beyrouth, 2001 .36- Terrasse ( Henri ) ,Histoire du Maroc ,T 2, Éditions AtlantidesCasablanca ,1950 .37- Tinthoin (R) ,colonisation et évolution des genres de vie dans la régionouest d’Oran de 1830-a 1885 ,L .Fouque ,Oran ,1947 .38- Trumelet ( C ),Les Français dans le désert ,Journal Histprique ,Militaire etdescriptif d’une expédition aux limites du sahara Algérien ,Challamel Ainééditeur, Paris ,1887 .39- Vayssettes (E ) ,Histoire de Constantine sous la domination Turque de1517 -1837 ,présentation de Ourda Siari Tengour , Ed Bouchène ,Paris ,2002 .40- veronne ( Chantal de la) , Oran et Tlemcen dans la première moitié de 16éme siècle Geuthner ,paris,1983 .41- Warnier et Carette, Description et division de l'Algérie, Librairie De L .Hachette ,Paris , 1847 .

:المقالات باللغة العربية –5،ص ص ، جويلية 1975 اية دولة بني زيان ،الأصالة ،العدد 26 مولاي )، ) بلحميسي -1

30–36.من خلال مخطوط الثغر ،أضواء على تاريخ الجزائر في العهد التركي )المهدي (بوعبدليال-2

،الجزائر ،وزارة التعليم الأصلي و الشؤون الدينية العدد 8 ، الأصالة الجماني في ابتسام الثغر الوهراني،.292- 273ص ص ،1972جوان

،عدد 13 المهدي )،الرباط و الفداء في وهران و القبائل الكبرى ،مجلة الأصالة ) البوعبدلي -3.37-19ص ص ،1973

يحي )،دور العلماء و الرباطات في تحرير مدينة وهران من أيدي الإسبان ،مجلة دراسات بوعزيز( -4. 115- 106 1988، ص ص ، 1 مغاربية ، ،عدد

م 1519،أول رسالة من أهالي مدينة الجزائر إلى السلطان سليم الأول ) عبد الجليل( تميمي ال-5. 125 – ، ص ص 119 ،العدد 06، 1976 لة التاريخية المغربية ا

~ 192 ~

،دور قبائل المخزن في تدعيم الحكم التركي بالجزائر ،مجلة الأصالة ،عدد سعيدوني (ناصر الدين) -6.75-60، ص ص 1976السنة الخامسة، 32

لة التاريخية المغربية ،"وضعية القبائل المخزنية و الآثار المترتبة عليها "،ا سعيدوني( ناصر الدين ) -7.89-75، ص ص 8،1977- 7العدد

،مدينة وهران و أعلامها في الكتابات المغربية ،عصور جديدة ،عدد 8-7 ( حسن صادقي( -8.197-189، ص ص 2013-2012، جامعة وهران

) ،أضواء على أحد موانئ دولة بني زيان (هنين ) ،مجلة التاريخ ،المركز الوطني صاري ( جيلالي -9. 25 – ، ص ص 17 1986 ، العدد 12 للدراسات التاريخية ،الجزائر

،الغارات الاسبانية على مدينة تلمسان خلال النصف الأول من القرن )عبد القادر(فكاير-10، ص ص 2011، السادس عشر ،عصور جديدة،العدد 2

. 20- ، ص ص 8 1977، محفوظ )،الجزائر في العهد التركي ،الأصالة ،عدد 52 قداش( -11جة )حنيفي(هلايلي-12 ،عملاء و جواسيس الاسبان في بايلك الغرب على ضوء كتاب

، ديسمبر 2007 ، عدد7، مطبوعات جامعة منتوري قسنطينة الناظر،مجلة الحوار الفكري155–145ص ص

:المقالات باللغة الفرنسية -61-Berbrugger ( A ),Des Frontières de l’Algérie ,R.A ,1860 ,p p 401 -417 .

2-Berbrugger (A ) ,Reprise d’Oran par les espagnols en 1732 , R.A , 1864 ,T8p p 12 -28 .

3-Berbrugger (A) ,la mort du fondateur de la régence d’Alger ,R.A ,1859-1860,T4,p p 25- 33 .

4-Bernard ( Augustin) , Doutté ( Edmond ) ,L’habitation rurale desindigènes de l’Algérie, in Annales de Géographie ,1917 ,N 141 ,T 26 ,p p 219-228 .

5-Bodin (M) ,Notes et qustions sur Sidi Ahmed ben Youcef , R .A ,N 661925 , p p 180 – 193 .

~ 193 ~

6-Boukhari ( Hammana ),Le premier siege Turc d’Oran 1556 D’après DiegoSuarez et les historiens Europeens Modernes ,Majallat Et-Tarikh , 1986N 21 , p p 7 -15 .

7-Boyer (Pierre ) ,Contribution à l’étude de la politique religieuse des Turcsdans la régence d’Alger XVI –XIX siècle , R.O.M.M ,1966 ,N 1, p p11 -49.

8-Boyer (p) ,La Conquête de L’Algérie ,in I.A, Paris ,1957 ,p p 125 – 133.

9-Braudel ( Fernand ),les espagnols en Afrique du nord ,R. A ,1928,N 69, p p184 -428 .

10-Cazenave , L’organisation militaire d’Oran pendant l’occupationespagnole (1509-1791) ,L’armée de d’Afrique ,N 41 ,1928 , p p 326 -330 .

11-DELPHIN, (G), "Histoire des pachas d’Alger de 1515-1749", in journalAsiatique, Avril. Juin, 1922 , p p 185 – 198 .

12-El Mecherfi (Abdelkader) ,Notice Historique sur les Arabes soumis auxEspagnols pendant leur Occupation d’Oran ,Traduit et annoté par MarcelBodin ,R .A ,N 65 ,Alger ,1924, p p 193 -260 .

13-Emerit ( marcel ) ,Les Tribus privilégiées en Algérie dans la premièremoitié du XIX é siècle , in Annales économies ,sociétés ,civilisations , N1,Année 1966 , p p 44 -58 .

14-Feraud ( L ),lettre arabes de l’époque de l’occupation Espagnole enAlgérie , in R.A 1873 ,N 17 , p p 313 – 321 .

15-FERDMAN (H), AUCAPITAINE(H), Notice sur L’Histoire EtL’administration Du Titteri ", in R.A, N° 11, 1867 , p p 354 -370 .

16-GORGUOS( M ):Notice sur le Bey d’Oran ,Mohammed El Kebir ,in R.A1856-57 , n 1 ,Alger ,p p 403 -416 ,p p 403 – 416 .

~ 194 ~

17-Jacqueton ( G), l’expédition d’A Martinez de Angelo contre Tlemcen(juin-juillet 1535) ,R.A,1892 ,N36 ,p p 149- 165 .

18-Julienne ( M ),Les Rir’a de la subdivision de Miliana ,in R.A 1856 ,N 1Alger , p p 281 -286 .

19-kehl ( C ) ,Oran et l’Oranie Avant l’occupation français, B.S.G.O1942 ,T63, p p 23 – 49 .

20-Lespinasse ,Notice sur le Hachem de Mascara ,in R . A 1877 ,T 21 ,Alger ,p p 141 -151 .

21-Marcais (Georges ) ,Recherches d’archéologie ,Honaine , R.A 1928 ,T28p p 333 -350 .

22-noël (A ) capitaine ,Documents pour servir l’histoire des Hamyanes et larégion qu’ il occupent ,B.S.G.O ,1915,T35 ,p p 121 -303 .

23-Veronne ( Chantal de la ),Relation entre me Maroc et la Turquie dans laseconde moitié du 16 e siècle et le début du 17 e siècle ( 1554 -1616 ) ,in R.O.M. M, N 15-16 , 1973 ,p p 391 -401 .

: الأطروحات –7م ،رسالة مقدمة 1830- 1671،الحياة الاجتماعية بالجزائر في عهد الدايات )أحمد (بحري-1

.2001/2002،لنيل شهادة الماجستير ،جامعة وهران ،المدينة و الريف بالجزائر في أواخر العهد العثماني ،رسالة لنيل شهادة ) بن عتو (بلبروات-2

.2007/2008الدكتوراه في التاريخ الحديث و المعاصر ،جامعة وهران ،م ،شهادة 1797-م 1779،الباي محمد الكبير و مشروعه الحضاري )بن عتو(بلبراوات -3

.2002-2001ماجستير ،جامعة وهران ،الاحتلال الاسباني الأول لوهران و انعكاساته الاجتماعية السياسية،)سيد أحمد ( وري لبب-4

.1985و الاقتصادية ،أطروحة لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ ،جامعة وهران ،سبتمبر

~ 195 ~

،مدينة معسكر و دورها في العهد العثماني ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة )علي(بن العيفاوي-5.2009-2008الماجستير في التاريخ الحديث جامعة الجزائر ،

أوضاع الريف في بايلك الغرب أواخر العهد العثماني ،رسالة مقدمة ،)كمال(بن صحراوي-6.2014-2013،جامعة وهران،لنيل درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث

-2008،العلم و العلماء في بايلك الغرب ،مذكرة ماجستير ،جامعة وهران ،)قدور ( بوجلال-72009.

-1820(،سي الأعلى بن بوبكر القائد العسكري لثورة أولاد سيدي الشيخ )فاطمة ( حباش -8.2005-2004،جامعة وهران،رسالة ماجستير،)1896

،مذكرة لنيل شهادة "الادارة المركزية نموذج "،الادارة الجزائرية في العهد العثماني )عمر (حرفوش-9.2009-2008الماجستير في التاريخ الحديث جامعة الجزائر ،

جامعة،،الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية للدولة الزيانية ،رسالة ماجستير)مختار(حساني-10.1986،الجزائر

م الاجتماعية في مدينة الجزائر خلال الفترة -11 خشمون حفيظة ،مهام مفتدي الأسرى و التزاما.2007-2006العثمانية ،رسالة ماجستير ،جامعة منتوري قسنطينة ،

،أطروحة )م1865- 1792/هـ1283-1206(،الضرائب في الجزائر )توفيق(دحماني-12.2008-2007خ الحديث و المعاصر ،جامعة الجزائر ،مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في التاري

-هـ1193(خر العهد العثماني ،النظام الضريبي ببايلك الغرب الجزائري أوا)توفيق(دحماني-13.2004-2003،مذكرة لنيل شهادة الماجستير،جامعة الجزائر ،)م1830- هـ1246/م1779

-1671( لعثمانية في الجزائر فترة الدايات ،العلماء و السلطة ا) رشيدة (شدري معمر-14.2006-2005مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،جامعة الجزائر ، ) 1830

-هـ 1206(ر العهد العثماني ،القوى المحلية في بايلك الغرب في أواخ)سميرة(طالي معمر-15،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث ،جامعة الجزائر )1831-م 1792/هـ12462009/2010.

،كتاب نسب زغبة و منتهى أصلهم لأبي الحسن على بن محمد بن )نعيمة(طيب بوجمعة-16،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ )دراسة و تحقيق(الخطيب القرشي التلمساني

.2006-2005و الحضارة الاسلامية جامعة وهران ،

~ 196 ~

،صورة المغرب الأوسط في كتابات الرحالة و الجغرافيين المغاربة ما بين ) مصطفى (علوي-17رسالة ماجستير ،جامعة سيدي بلعباس ،ميلادي15و 13/الهجري 9و 7القرنيين 2005/2006.

1988الشعبية أثناء العهد التركي ،رسالة ماجستير ،جامعة دمشق ،،الثورات)العربي (غالي-18،الصراع الجزائري الاسباني في الحوض الغربي للبحر المتوسط خلال القرن )عبد القادر(فكاير-19

.2001-2000،السادس عشر ،رسالة ماجستير،جامعة الجزائر تمع في الجزائر أواخر العهد العثماني ،شهادة ماجستير ،جامعة ) حنان ( لطرش -20 ،السلطة و ا

.2005/2006الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية ،قسنطينة ، ،أعمال خير الدين بربروس العسكرية في الجزائر من خلال مخطوط خبر قدوم )محمد ( لعباسي -21

953م إلى سنة 1512/ه 918لمؤلف مجهول من سنة عروج رايس إلى الجزائر و أخيه خير الدين.2006-2005شهادة ماجستير ،جامعة وهران ،م 1546/ه

،العلاقات الثقافية بين تلمسان و بجاية ،رسالة ماجستير في تاريخ المغرب )مريم(هاشمي-22.2010،الاسلامي جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان

،الحياة الحضارية في بايلك الغرب الجزائري خلال القرن الثامن عشر ،رسالة ) فتيحة (الواليش -23.1994-1993ماجستير ،جامعة الجزائر،

~ 197 ~

~ 198 ~

13-6.............................................................................مقدمة 14ص ...............أهمية المنطقة الغربية في الصراع الإسباني العثماني :مدخل

21- 16ص ...............................طقة الغربية الإستراتيجية و الإقتصادية أهمية المن–125-22ص ...............................أوضاع الغرب الجزائري و أطماع الإسبان فيها –227-26ص ..............................................الجوسسة الإسبانية في المنطقة –332-28ص ............................................احتلال المرسى الكبير و وهران -436ص .............................................ولاء بعض المدن الساحلية للإسبان –536ص .................................................................مدينة تنس 5-137ص ..............................................................مدينة مستغانم 5-242-37ص .........................................................مدينة تلمسان 5-349- 43ص ...............يالة الجزائر التدخل العثماني في غرب البحر المتوسط و تأسيس إ–6

50..................قتها بالإسبان قبائل الغرب الجزائري و علا:الفصل الأول 50ص ......................................................تعريف القبائل و تنظيمها –156ص ....................................................القبائل المتعاونة مع الإسبان –267ص ...............................................أسباب تعاون القبائل مع الإسبان –370- 67ص ...........................................................شن الغارات :3-170ص ......................................................المنطقة الجغرافية للقبائل :3-271-70ص................................................تخوف القبائل من الأتراك :3-371ص ....................................................استغلال الأراضي الزراعية :3-472- 71ص ...........................................طمع القبائل في أموال الإسبان :3-573ص ..........................................................علاقة القبائل بالإسبان -474- 73ص .........................................................معاهدة الأمان :4-177- 74ص ..............................................................الجوسسة :4-279- 77ص ................................................................التجارة :4-380ص ...................................................................الضرائب:4-482-81ص.....................................................ضريبة السيغورو :1- 4-4

~ 199 ~

83- 82ص ........................................................ضريبة الرومية :2- 4-488- 83ص .................................................................الأسرى:4-5

89ص.............. ..:قبائل الغرب الجزائري و علاقتها بالأتراك العثمانيين :الفصل الثاني 95-91ص ..................................................بايلك الغرب و خصوصيته -1105-95ص ..........................................:قبائل المخزن و علاقتها بالسلطة -299ص ...... ...................................................................الدواير -أ

101-100ص ...............................................................الزمالة - ب101ص........................................................................الغرابة - ج102-101ص ................................................................البرجية -د103-102ص................................................................الحشم - ه103ص ....................................................................المكاحلية -و103ص.........................القبائل الأربعة لبني شقران و شربريح و سجرارة و بني غدو -ز112-106ص..........................................:قبائل الرعية و علاقتها بالسلطة -3107ص.................................................................رعية الباي :3-1108-107ص ........................................................رعية الخليفة :3-2108ص ...........................................................رعية قائد جندل :3-3109-108ص ..........................................................رعية فليته :3-4109ص........................................................رعية نواحي تلمسان :3-5110-109ص.......................................................رعية اليعقوبية :3-6117-113ص ....................................القبائل المتحالفة و علاقتها بالسلطة -4120- 118ص .....................................القبائل المستقلة و علاقتها بالسلطة -5127-121ص ..........................تأثير المغرب الأقصى على قبائل الغرب الجزائري -6

128ص..............: دور قبائل الغرب الجزائري في تحرير مدينة وهران: الفصل الثالث130- 129ص ..................................................:محاولات فتح وهران -1132- 130ص .......................................م 1556لح رايس امحاولة ص: 1-1133- 132ص .......................................م 1563محاولة حسن باشا : 1-2133ص ....................................م 1675م و سنة 1642محاولة سنة : 1-3

~ 200 ~

135-134ص .......................................م 1686محاولة الباي شعبان : 1-4142-136ص .............م 1707زائري في تحرير وهران الأول سنة دور قبائل الغرب الج-2146-143ص .............................م 1732إعادة احتلال الإسبان لوهران سنة -3149- 147ص ..........................................الوضع السياسي لبايلك الغرب -4165- 150ص .............م 1792تحرير وهران الثاني سنة دور قبائل الغرب الجزائري في -5

169-166ص .....................................................................خاتمة 179-170ص ...................................................................الملاحق

180ص ......................................................................البيبليوغرافيا 200-197ص .........................................................فهرس الموضوعات

ملخصل الغرب الجزائري بكل من الاسبان و یتمحور ملخص رسالتي حول علاقة قبائ

م بحیث تمیزت الجزائر في بدایة 1792م إلى غایة 1509السلطة العثمانیة من بأوضاع سیاسیة سادھا التمزق ،و الحروب الأھلیة بین أفراد القرن السادس عشر

العائلة المالكة ،إلى جانب التناحر بین ممالكھ في حروب مدمرة ،مما أضعف السلطة المركزیة ،و شجع بعض القبائل و المدن الساحلیة على إعلان العصیان كل ھذه

من بین المدن التي احتلھا و.لاحتلال مدنھا الساحلیةالأسبانالأوضاع المتردیة شجعت الاسبان في الغرب الجزائري مدینة وھران و المرسى الكبیر ،بحیث أقدمت بعض

قبائل ھذه المنطقة على التعاون مع الاسبان ،و من جھة أخرى و لما تأكد أعیان مدینة الجزائر بأنھ لا یمكنھم الوقوف في وجھ الاحتلال الإسباني ،لجئوا إلى الاستنجاد

وة بربروس و منذ استقرارھم في مدینة الجزائر بدأ تشكیل كیان سیاسي جدید ،و بالإخبالتالي تم إلحاق الجزائر بالدولة العثمانیة ،و قد امتد الحكم العثماني للغرب الجزائري

عندما توجھ عروج إلى مدینة تنس لإخضاع إحدى الثورات التي قامت بھا قبائل قبائل من قام بالتعاون و التحالف مع الأتراك الأمحال ، وبالتالي وجدت بعض ال

و بحكم مجاورة . العثمانیین ضد الاسبان و كانوا یشكلون الأغلبیة الساحقة من القبائلبایلك الغرب للمغرب الأقصى ،و كذلك الصراع الذي كان بین سلاطین المغرب

ى الحدود بین الأقصى و الأتراك العثمانیین ،فإن قبائل الغرب الجزائري التي تقع علالجزائر و المغرب تأثرت بھذه العلاقة إذ كانت كثیرا ما تلجأ إلى المغرب الأقصى و

.بتحریض من سلاطین المغرب الأقصىتتحالف معھم ضد الأتراك العثمانیین و ھذا

:الكلمات المفتاحیة ؛ المخزنقبائل؛ بایلك الغرب؛ الأتراك العثمانیون؛قبائل؛ الغرب الجزائري؛ الأسبان

الاحتلال ؛ المرسى الكبیر؛ وھران؛القبائل المستقلة؛ قبائل الرعیة؛القبائل المتحالفة.الاسباني

2014دیسمبر 04نوقشت یوم