الرقابة الشرعية في المصارف اإلسالمية

بين الواقع والطموح دراسة تحليلية نظرية

:الملخصوهي تكشـف اإلسالمي االقتصادتعد هذه الدراسة مساهمة علمية في جزئية من جزيئات

، وتسلط الضوء عليهـا اإلسالميةالغموض للعديد من المعامالت التي تمارسها المصارف

.الشرعي ومدى مطابقتها أو مخالفتها لألحكام الشرعية بموجب الحكم

،ولكي تحذر من سوء ةاألصيلوتأتي الدراسة لكي تبرر بعض المعامالت الفقهية الشرعية

تطبيقها في بعض المؤسسات المالية ومن تحريفها لكي تتوافـق مـع العمـل المصـرفي

.المعاصر

من خالل ذكر رأي الرقابـة سالميةاإلمعامالت المصارف " وقد عالجت الدراسة نظريا

الشرعية في المعاملة المصرفية ووصف طريقة أداء تلـك المصـارف للمعاملـة نفسـها

.وذكرت الدراسة المخالفات الشرعية التي قد تحصل في ممارسات تلك المصارف

يتوقف بصورة أساسية على تفعيل دور هيئات الرقابـة اإلسالميةالمصارف إصالح إن

ومصـداقيتها اإلسالميةي تلك المصارف والتي تستمد منها المصارف صبغتها الشرعية ف

أمام جمهور المتعاملين معها، فمن المحزن أن تكون الهيئة الشرعية عاجزة عـن تقـويم

إلضافةوتصبح بذلك واجهة شرعية تكمل بقية الواجهات , األخطاء وتقديم البديل الشرعي

أمام جمهور المسلمين ومن هذا المنطلق يتحـتم الصفة الشرعية على المصرف وللدعاية

النظـري اإلفتاءالخروج من دائرة اإلسالميةعلى هيئات الرقابة الشرعية في المصارف

.والقيام بالرقابة الفعلية على كافة أعمال المصرف

محمد عبد الوهاب العزاوي. د

أستاذ مساعد

المعهد التقني في الموصلwww.alazzawi54@yahoo.com

أحمد سليمان محمد الجرجري. د

مدرس

المعهد التقني في الموصل

2

بين الواقع والطموح سالمية اإلالرقابة الشرعية في المصارف :تمهيد

بأهمية متزايـدة المصرفي المتوافق مع الشريعة يحظى لقد أصبح موضوع العمل

, بما في ذلك جهات ومؤسسات مالية دوليـة عديـدة . باالستقرار المالي بالنسبة للمهتمين

, في بلدان كثيرة سالمية اإلوذلك نظرا للنمو السريع في حجم ونطاق الخدمات المصرفية

عمال التمويل المتوافق مع مبـدأ تجنـب وقد أبدت تلك الجهات اهتماما بالغا بنمو وتوسع أ

. الفوائد وأثره وأبعاده بالنسبة لألسواق المالية والنظام االقتصادي العالمي

المرحلة المقبلة تتحدث عن عهد انفتاح ولقاء مكشـوف مـع المؤسسـات أنكما

. والبيانات الحسابية األرقامالمصرفية العمالقة في تصوير

سـالمية اإلفـي الـدول العربيـة و سالمية اإلمصارف وبالوجه الناصح برزت ال

واستطاعت تصميم مجموعـات متنوعـة ومتزايـدة مـن , األخيرة وخارجها في اآلونة

وأخذت شكل صيغ التحويل والعمليات المصرفية , الخدمات والمنتجات المالية والمصرفية

.لمالية والمصرفية والدولي على الساحة ااإلقليمي وبالتالي فرضت وجودها سالمية اإل

وفي الوقت الراهن انتشرت العمليات المصرفية المتوافقة مع الشريعة السمحة فـي

معظم دول العالم من خالل مصارف متوافقة بالكامل مع الشريعة أو من خالل نوافذ يـتم

, وصناديق االستثمار , والتأجير , واالستثمارية , تقديم كافة الخدمات واألنشطة التجارية

.منتجات التكافل و

أن يجد مالذا للتعامل إلى والفرد المسلم سالمي اإللذا وانطالقا من حاجة المجتمع

تقديم ( هي سالمية اإلالمصرفي واالستثماري بعيدا عن شبهة الربا فأن رسالة المصارف

) .سالمية اإلالخدمات المصرفية واالستثمارية في ضوء أحكام الشريعة

بمنهجيـة لتوضيح أربعة محاور اخـتص األول المتواضعةه الدراسة ومن هنا جاءت هذ

الدراسة وعرض في المحور الثاني مفهوم المصارف اإلسـالمية وعالقتهـا بالمصـارف

التقليدية وتضمن المحور الثالث مفهوم الرقابة الشرعية ودورها في المصارف اإلسالمية،

.وامش الدراسةوشمل المحور الرابع االستنتاجات والتوصيات ثم ه

3

: منهجية الدراسة / األول المحور

:مشكلة الدراسة/ أوالً

والتي سالمية اإلتتضح مشكلة الدراسة من خالل التحديات التي تواجه المصارف

تتمثل بالمخاطر التي تتخلل صيغ التمويل والعمليات المصرفية المتوافقـة مـع الشـريعة

قد تتحمل مجموعة سالمية اإلالمصارف أنن فضال ع, وبوجه خاص مخاطر االستثمار

ملهـا المصـارف الخارجيـة واسعة من المخاطر تختلف في طبيعتها عن تلك التـي تتح

.التقليدية

ومن خالل عرض المشكلة تقدم الدراسة مجموعة تساؤالت يصعب الحصول على

:مقنعة لها وتتمثل باآلتي إجابات

خاصة وأن بعض , لغايات تجارية أملية لغاية رساسالمية اإلهل قامت المصارف - 1

ألسـباب قامت أنهاالمدافعين عنها بحماس شديد ينطلقون من دواعي عاطفية ظانين

رسالية ال تجارية ؟

أو شهادة , شهادة حسن سلوك إلعطائهاالذي يطلق عليها سالمي اإلهل يكفي االسم - 2

براءة من الربا ؟

تفويضـا بالعمـل دون إلعطائهالمؤتمرات وا واإلعالم واإلعالنهل تكفي الدعاية - 3

انتقاد محق وعادل ؟

هل استطاعت هيئات الرقابة الشرعية تخفيف االنتقادات التي وجهـت للمصـارف - 4

الناس بصحة أدائها ؟ إقناعوهل استطاعت , سالمية اإل

؟شرعياً اًإسالمي رغم مخالفاتها للشرع تصرفاًسالمية اإلهل يعد تشجيع المصارف - 5

وكأنها ذروة اإلسالموفشلها بفشل اإلسالميتم ربط نجاح هذه المصارف بنجاح لماذا - 6

؟ اإلسالمسنام

4

:أهمية وهدف الدراسة / ثانياً

سالمي اإلتأتي أهمية الدراسة من خالل االهتمام العالمي المتزايد بالعمل المصرفي

سواء في وأهميتهاقه النمو السريع لهذا النوع من النشاط في حجمه ونطإلى والذي يعزى

وقد انتشر العمل , األخيرة من العالم خالل السنوات أخرىأو في أجزاء سالمية اإلالبلدان

, بشكل واسع فيما يربو على خمسة وعشرين بلدا في آسيا وأفريقيـا سالمي اإلالمصرفي

حت كما ظهر أيضا في كثير من المراكز المالية في أوربا وأمريكا الشمالية حتـى أصـب

متوافقـة مـع خـدمات المصارف والمؤسسات المالية المتخصصة الرئيسية الدولية تقدم

وفي أسواق الـدول األسواقالشريعة لتلبية احتياجات شريحة واسعة من الزبائن في هذه

.سالمية اإل

الجمع بين الجانب الفقهي والديني والجانب االقتصادي إلى كما وتهدف هذه الدراسة

ويمكن الفقهي من االطالع علـى , يمكن االقتصادي من فهم الجوانب الفقهية األمر الذي,

.بعض الجوانب االقتصادية

:الدراسة أسلوب / ثالثاً

توضح مفـاهيم عديـدة للمصـارف إذ تعتبر هذه الدراسة من الدراسات النظرية

وعرض , ارية عملها ودور الرقابة الشرعية في التحكم بمعامالتها التجأسلوب وسالمية اإل

سالمي، وقد اعتمدت الدراسة اإلبعض التوصيات والنصائح التي قد تغني العمل المصرفي

على المراجع واألدبيات الرصينة ذات الصلة وبشكل خاص المصادر المستحصـلة مـن

إطار واضح ومتكامل للموضوع إلىللوصول ) اإلنترنت(الدولية االتصاالتشبكة

5

:ارف اإلسالميةالمص/ المحور الثاني

:وعالقتها بالمصارف الربويةسالمية اإلمفهوم المصارف / أوالً

أسـس على الرغم من بعض التجارب البسيطة حول التمويل واالسـتثمار علـى

أن البيانات المتوفرة تشير إال, التي بدأت في مصرف ماليزيا في فترة الستينات إسالمية

في ظل نظـام إمامصرف في العالم تعمل ) 70(على أن عدد المصارف المالية يزيد إلى

أو وإيـران كما هو معلن في دول كالسودان وباكستان إسالمي يفترض فيه أن يكون كله

في دول صدرت فيها قوانين استثنائية لهذه المصارف مع بقاء القوانين المصرفية الربوية

ا من الدول التـي تأسسـت والكويت وماليزيا وغيره اإلماراتكما هو الحال في . كأصل

تختلف كثيرا نظـرا وان كانت الممارسات الفعلية لكال الصنفين الإسالمية فيها مصارف

(1) .م االقتصادي الربوي في هذه الدوللعمق تغلغل النظا

التي تتمحور حـول قبـول الودائـع سالمية اإلوتعود جذور الخدمات المصرفية

األمـوال ففي ذلك الوقت كان الناس يودعون , ) ص(أيام الرسول محمد إلى ورفض الربا

وبدأت بعـض . أو خليفة المسلمين ) رض(بكر الصديق ولدى أبو) ص(لدى النبي محمد

, بالظهور بشكل حقيقي في سبعينيات القرن الماضي سالمية اإلأشكال الخدمات المصرفية

, سـالمية اإلالشـريعة أسس لكنها واجهت عددا من المشكالت من ناحية االلتزام الكلي ب

التـي تعتبـر أداة , سالمية اإلالمحاسبة أسس وخالل الفترة ذاتها بدأ العمل على تطوير

عقـد أول اجتمـاع 1973تم في العام إذ , سالمية اإلحيوية ورئيسية لنجاح المصارف

في السعودية وتم النقاش والتباحث التفـاق العمـل بمعـدالت سالمية اإللمؤتمر المنظمة

. الحنيـف سـالمي اإلالفائدة المحددة وابتكار أنظمة مالية جديدة ترتكز على تعاليم الدين

على مبـدأ المضـاربة سالمية اإلللخدمات المصرفية األول وقد ارتكز النموذج النظري

عبر اعتماد مبدأ مشاركة الربح بدال من مبـدأ الفائـدة علـى الودائـع اإلطرافمتعددة

أن تكون وسيطا ماليا مثل المصارف التجاريـة سالمية اإللمصارف ويمكن ل, والقروض

مبدأ الفائدة من جميع التعامالت واالعتماد على الشراكة الحقيقية إلغاءالتقليدية ، ولكن عبر

(2) .ومبدأ مشاركة األرباح

6

حياة وقد جاء القرآن الكريم والسـنة النبويـة أسلوب انه , ليس مجرد دين فاإلسالم

لتمثل منهاجا واضحا لحياتنا بدءا مـن التحيـة والترحيـب وإتباعه) ص(ة للرسول العطر

ومن هنا يصبح من المنطقي أن تكـون معامالتنـا الماليـة , ومرورا بالصالة وحتى األكل

يطلـق عليـه الخـدمات المصـرفية وهذا مـا , الحقيقي سالمي اإلمحكومة بتعاليم الدين

.سالمية اإل

نظام محـدد للخـدمات المصـرفية إلى المصرفية تشير المية ساإلالمعامالت إن

تحـرم سـالمية اإلفالشريعة , سالمي اإليتماشى مع أحكام الشريعة ويتبع نهج االقتصاد

)) وأحل اهللا البيع وحرم الربا(( الىتعقال , على سبيل المثال الفائدة وتطلق عليها اسم الربا

جلب ربحا وان الربح يأتي من السـلع والخـدمات يستخدم كسلعة ت المال ال أنمن منطلق

(3) .قط وليس من التحكم في المال نفسهف

اليوم تشكل منافسة قوية في جميع مجاالت العمـل سالمية اإلوأصبحت المصارف

إلـى المصرفي بعد أن أزالت الصورة التي الزمتها بأنها فقط للمتعاملين المسلمين وتهدف

أصبحت الخدمات المصرفية تتمتع بمستوى عال من التقـدير ذ إ, تحقيق األهداف الدينية

وهـي تجـذب المزيـد مـن , من المصارف التقليديـة وإنصافاوتعتبر بديال أكثر عدال

تصل إذ , سالمي اإلويحفزهم على ذلك تميز النظام المصرفي , المتعاملين غير المسلمين

مليار دوالر تقريبا في العـالم 500إلى سالمية اإلقيمة الموجودات المالية في المصارف

(4) .)ستاندرد أند يورز ( اسة لوكالة في أوربا بحسب در% 10وهي تنمو سنويا بنسبة

بأنه المصرف الذي يلتزم بتطبيق أحكام الشـريعة سالمي اإلالمصرف إلى ويشار

ـ سالمية اإل اطة في جميع معامالته المصرفية واالستثمارية من خالل تطبيق مفهوم الوس

الوكالة بنوعيهـا إطارومن خالل , المالية القائم على مبدأ المشاركة في الربح والخسارة

(5) .العامة والخاصة

بضرورة وجود جهاز مصرفي سالمية اإلويؤكد هذا التعريف حاجات المجتمعات

ير توفإلى باإلضافةواستثمارها أموالهويقوم بحفظ سالمية اإلالشريعة ألحكاميعمل طبقا

.التمويل الالزم للمستثمرين بعيدا عن شبهة الربا

7

هو المصرف الذي يتضمن عقد تأسيسه التزاما سالمياإلوورد كذلك بأن المصرف

ووفقـا , وعطـاء بممارسة األعمال المصرفية المسموح بها على غير أساس الفائدة أخذاً

سواء في مجال سالمية اإلتتعارض مع أحكام الشريعة لصيغ المعامالت المصرفية التي ال

(6) .أو في مجال التمويل واالستثماراألخرى قبول الودائع وتقديم الخدمات المصرفية

نجحت فـي سالمية اإلالمعاهد األمريكية يؤكد بأن المصارف إلحدىوفي تقرير

سـالمي اإلولكنها لم تنجح بعد في تطبيق جوهر النظام االقتصادي , أسلمت آليات عملها

(7) .قق مقاصد الشريعة من تحريم الربالكنها لم تحإسالمية فعال مصارف وهي

بأنه المصرف الذي يسعى للكسب الحالل واستثمار سالمي اإلكما يعرف المصرف

يقوم بتمويـل المشـروعات أموال مودعيه من أجل الربح ولكن بثوابت أخالقية أي أنه ال

مجتمع كمصانع الخمور أو مالهي القمار أو أفالم التي تنتج سلعا وخدمات ضارة بالفرد أو ال

(8) .ئة والمخدرات وغيرها من المحرماتالجريمة الرذيلة أو المشروعات التي تلوث البي

(9) :أبعاد أربعةسالمية اإلويشار أيضا أن للمصارف

.البعد االجتماعي كالزكاة والقرض الحسن والضوابط األخالقية في المعامالت •

. واإلجارةتجاري كالمرابحة البعد ال •

.البعد االستثماري وصناديق االستثمار •

.البعد التنموي كالمشاركة والمشروعات التنموية التي تستند على دراسات الجدوى •

متفـق سالمية اإليوجد تعريف محدد للمصارف سبق يتضح بأنه ال على ما وبناء

تتعامل بالربا أخـذا أو ة ومصرفية المكن القول بأنها مؤسسات ماليعليه لكن بشكل عام ي

ونظامها األساسي صـراحة علـى هاإنشاؤوهي مؤسسات ومصارف ينص قانون عطاء

وغايتها تجميع األموال وتوظيفها بما يخدم الفـرد والمجتمـع سالمية اإلمبادئ الشريعة

.سالمية اإلويتفق مع الشريعة

8

:سالميةخصائص المصارف اإل/ ثانياُ

في فترة الثمانينات نمو نسبي كـان فـي معظـم سالمية اإلدت المصارف لقد شه

ونتج عن ذلك زيادة نصيب المصارف , األخرى الحاالت أفضل من معدل نمو المصارف

قيام كثيـر سالمي اإلومما يعكس نجاح العمل المصرفي , الودائع إجماليمن سالمية اإل

, في كثير من الدولإسالمية ا بخدمات مالية من المصارف التجارية الربوية بتزويد زبائنه

انتشار فروع متعـددة للقيـام بالمعـامالت إستراتيجيةمعظمها اعتمد على انتهاج أنبل

. في مناطق تجمع المدخرات سالمية اإل

التخلي عن سـعر الفائـدة إلى تسعى سالمية اإلوكما ذكرنا سابقا فأن المصارف

لذا فأن مـن أهـم , ارية كأساس للتعامل بينها وبين زبائنها قواعد الشريعة االستثم وإتباع

والتي تنفرد بها عـن سـائر المصـارف سالمية اإلالمميزات التي تتمتع بها المصارف

نبذ التعامـل أساسفهي تقوم على سالمية اإلهي أن فكرتها مستمدة من الشريعة األخرى

يتم التعامل وفقا لما أنزله اهللا سـبحانه وبذلك, وعطاءبالفائدة بين المصرف وزبائنه أخذا

.والسنة الشريفة الىوتع

(10) :ئص األساسية لهذه المصارف باآلتيويمكن تلخيص الخصا

والمبـدأ اًإسالميوهي خاصية رئيسية العتبار المصرف , استبعاد التعامل بالفائدة - 1

.تحريم الربا اإلسالماألساسي في

سالمي اإلفالمصرف , طريق التوجه نحو االستثمار توجيه الجهود نحو التنمية عن - 2

استرداد كل نفقاته وتحقيق إلى ولكن في نفس الوقت يحتاج , يقر التعامل بالفائدة ال

:بعض الربح لذا فقد يعمل على تحقيق ذلك عن طريق اآلتي

بتوظيـف األمـوال فـي سـالمي اإلأي قيام المصرف , االستثمار المباشر .أ

.وزراعية وصناعية تدر عليه عائدا مشروعات تجارية

فـي رأس المـال سالمي اإلاالستثمار بالمشاركة بمعنى مساهمة المصرف .ب

إدارتـه للمشروع االستثماري ويصبح شريكا في ملكيـة المشـروع وفـي

9

وبالتالي يكون شريكا بالربح والخسارة وحسب النسبة التي , عليه واإلشراف

.يتفق عليها الشركاء

ينظر المصرف ومن المفهوم إذ , ة االقتصادية بالتنمية االجتماعية ربط التنمي .ج

لتحقيق التنمية االقتصادية أساساالتنمية االجتماعية باعتبارها إلى سالمي اإل

تسعى األول تعد مصارف اجتماعية في المقام سالمية اإللذا فأن المصارف ,

بجمع الزكاة وصرفها تحقيق التكافل االجتماعي ليس فقط من حيث قيامها إلى

في أماكنها الشرعية ولكن في كيفية توزيع عائد األموال المستثمرة بعدالة بعد

.تغطية نفقاتها

ـ سالمية اإلسبق فقد ورد أيضا بأن المصارف ومما يؤكد ما مـن دتتميـز بالعدي

(11) :المصارف التقليدية متمثلة باآلتيالخصائص المهمة التي تميزها عن

.في كافة المعامالت المصرفية واالستثمارية سالمية اإلم الشريعة تطبيق أحكا - 1

.المشاركة في الربح أو الخسارة في المعامالت أسلوب تطبيق - 2

.معامالتها االستثمارية والمصرفيةفي ) التنموية ، االستثمارية ( االلتزام بالصفات - 3

.الوساطة المالية القائم على المشاركة أسلوب تطبيق - 4

.في العمل المصرفي سالمية اإللقيم واألخالق تطبيق ا - 5

تقدمها المصارف بتقديم مجموعة من األنشطة السالمية اإلكما تتميز المصارف - 6

:التقليدية وهي

.نشاط القرض الحسن .أ

.نشاط صندوق الزكاة .ب

.األنشطة الثقافية المصرفية .ج

ايا والخصـائص مزببعض السالمية اإلومن جهة ثانية تتميز الخدمات المصرفية

(12) :الخاصة من أبرزها

10

تتيح ممارسة كافة األنشطة االقتصادية سالمية اإلفالشريعة : االرتكاز على العقيدة - 1

.حماية الصالح العام إطارفي

أنمع كافة احتياجات الحياة الواقعية لذا تجـد سالمية اإل األحكامتتماشى : الواقعية - 2

تحمـي أنهايكن هناك نصا معينا يحرمها وطالما لم تحرم التعامالت ما الشريعة ال

.مصالح الناس وتلبي احتياجاتهم

يستطيع الفرد أن يحقق الربح عن طريق العمل ، ولكن : االرتكاز على الخلق السليم - 3

إلـى إضـافة يصبح غيـر شـرعي ، اإلسالميتماشى ذلك مع أخالقيات عندما ال

ع المعاملة االسـتثمارية وأن تسـاعد ضرورة أن تكون عائدات االستثمار تعكس واق

على وضع توقعاتها المرتقبة من األرباح ، ولكن يجـب سالمية اإلالمؤسسة المالية

بالتأكيـد إسالمية قامت أية مؤسسة مالية إذاأال يتم تحديد تلك األرباح بشكل فوائد

ـ هعلى تحقيق تلك األرباح فأن االستثمار يصبح غير شرعي ومن ثم تصـبح أرباح

غير شرعية ألن ضمان أرباح االستثمار يشكل فوائد يجعل نشاط المؤسسة الماليـة

، ف التقليدية القائمة علـى الفائـدة مشابها لألنشطة التي تمارسها المصارسالمية اإل

.سنة النبوية في التعامل مع الرباالنصوص القرآنية وال وهذا يعتبر غير شرعي وفق

المالية التي ينبغـي التحـول للعمـل المصـرفي واتساقا لما تقدم فأن المؤسسات

في االبتعاد عن الربا ، وأن تعمـل سالمية اإلالبد من التزامها بأحكام الشريعة سالمي اإل

وتنويعهـا ، سـالمية اإلعلى تلبية احتياجات الزبائن ورغباتهم من المنتجات المصرفية

والمصـرف . غ التمويـل لتحقيق هدف تخفيض معدل المخاطرة وزيادة الربحية في صي

هذه المحرمات سـدا إلى يؤدي يتجنب كذلك ما وإنمايتجنب المحرمات فقط ال سالمي اإل

.للذرائع وتأكيدا على الحالل وحفاظا على نعم اهللا

:سالميةاإلالمصارف وأهميةأهداف / ثالثاً

بعد أن أمرا واقعا في الحياة المصرفية والدولية سالمية اإللقد أصبحت المصارف

شقت طريقها في بيئات مصرفية بعيدة في أسسها وقواعدها وآليات العمل فيها عن الروح

حـد كبيـر إلى تجربة جديدة أثبتت سالمية اإلتعتبر المصارف إذ ، سالمية اإلوالقواعد

11

نجاحها في نظام رأسمالي سائد قامت فيه المصارف التقليدية على أساس واحد وهو أسعار

أساسا لممارسة أعمالها المصرفية ، واتخذت اإلسالمنما اتخذت هذه المصارف الفائدة ، بي

دليل عمل لها ، وتقيدت باألصول واألحكـام الشـرعية فـي سالمي اإلصيغ االستثمار

.استجد من معامالت مصرفية مواجهة ما

مصرفا بعـد ) 187(نحو 2000ع نهاية عام مسالمية اإلوقد بلغ عدد المصارف

) 25(و 1998مصـرفا عـام ) 200(رت بين عدد منها مقارنة مع نحو دمج جعمليات

مليار دوالر في مقابـل ) 400(مالية يزيد حجمها عن أصوالًدير ، ت 1985مصرفا عام

تها مـابين فيما يتراوح حجم تعامال 1989مليار عام ) 150(و 1999مليارا عام ) 215(

.مليارا ) 170(إلى ) 120(

لمواجهـة القـرن سالمية اإلالدول أعدادإلى في الوقت الحاضر وتتزايد الدعوات

الحادي والعشرين وذلك باالستفادة من مواردها المختلفة واستثمارها فـي ترسـيخ قيمهـا

للـدول اإلنسانيةودعم الرسالة إيصالدور في سالمية اإلعالميا ، وللمصارف اإلنسانية

جدها المالي والمصرفي في كافـة أنحـاء العـالم العالم وذلك باستثمار تواإلى سالمية اإل

من سكان العـالم وتسـيطر علـى % 23تمتلكه من نقاط قوة تتمثل في أنها تضم يدعمها ما

(13) .ديايؤهلها لتكون قوة فاعلة اقتصا من الموارد االقتصادية األساسية للعالم وهو ما% 30

:يأتي ما إلىسالمية اإلوبناءا عليه ترجع أهمية وجود المصارف

قنوات للتعامل المصـرفي بعيـدا عـن إيجادفي سالمية اإلتلبية رغبة المجتمعات - 1

.استخدام أسعار الفائدة

.مجال لتطبيق فقه المعامالت في األنشطة المصرفية إيجاد - 2

. سالمي اإلاالقتصاد سس التطبيق العملي ألسالمية اإلتعد المصارف - 3

فـي تقـديم الخـدمات المصـرفية مي سـال اإلولغرض تحقيق رسالة المصرف

(14) :أهداف عديدة منهاإلى البد من الوصول سالمية اإلواالستثمارية في ضوء الشريعة

:األهداف المالية -1

12

يقوم بدور الوساطة المالية بمبدأ المشاركة ، ولغرض النجاح بهذا سالمي اإلالمصرف

:الدور البد من تحقيق بعض األهداف

نميتها جذب الودائع وت*

جاء هذا الهدف تطبيقا للقاعدة الشرعية بعدم تعطيل األموال واستثمارها بما يعـود

.وأفراده سالمي اإلباألرباح على المجتمع

استثمار األموال *

والمصدر الرئيسي سالمية اإلحيث تعد االستثمارات ركيزة العمل في المصارف

. لتحقيق األرباح سواء للمودعين أو المساهمين

تحقيق األرباح *

عد مـن أهدافـه وت سالمي اإلاألرباح المحصلة الناتجة من نشاط المصرف وهي

.فسة واالستمرار في السوق المصرفيالمنا المصرف الرئيسية كي يستطيع

: أهداف خاصة بالمتعاملين -2

:الحرص على أهداف المتعاملين معه ومنها سالمي اإلينبغي على المصرف

:مات المصرفية تقديم الخد*

عندما تكون هذه الخدمات ذات جودة عالية فهي الشهادة علـى نجـاح المصـرف

.وهدفا رئيسيا ألدارته سالمي اإل

توفير التمويل للمستثمرين *

من خالل توفير األموال للمستثمرين أو استثمار األموال من خالل شركات تابعـة

.لية أو العالمية متخصصة أو استثمارها مباشرة في األسواق المح

توفير األموال للمودعين *

لذا البد من تـوفير سـيولة سالمية اإلثقة المودعين عامل مهم لنجاح المصارف

.نقدية دائمة لمواجهة متطلبات الزبائن

13

:أهداف داخلية ومنها -3

: تنمية الموارد البشرية *

وذو خبرة مصـرفية ، البد من توافر العنصر البشري القادر على استثمار األموال

.أفضل مستوى أداء في العمل إلى عن طريق التدريب للوصول

:تحقيق معدل نمو *

أن تضع في اعتبارها تحقيق معدل نمو وذلك حتى يمكنها سالمية اإلالبد للمصارف

.من االستمرار والمنافسة في األسواق المصرفية

:االنتشار جغرافيا واجتماعيا *

.المصرفية لجمهور المتعاملين معهاقدر من المجتمع ، وتوفر الخدمات بحيث تغطي أكبر

:إبتكاريةأهداف -4

وهي تقديم العديد من التسهيالت المصرفية وتحسين مستوى أداء الخدمات المصـرفية

: واالستثمارية في ظل المنافسة لغرض جذب أكبر عدد ممكن من الزبائن وتشمل

: ابتكار صيغ التمويل *

التي يتمكن من خاللها سالمية اإلالصيغ االستثمارية إيجاد سالمي اإلصرف على الم

يتعارض مـع أحكـام الشـريعة ن تمويل المشروعات االستثمارية المختلفة وبما الم

.سالمية اإل

ابتكار وتطوير الخدمات المصرفية *

م خدمات مصرفية ال تتعارض مع أحكا سالمي اإلمن الضروري أن يبتكر المصرف

يقتصر نشاطه على ذلك بل عليـه تطـوير المنتجـات ، وأن السالمية اإلالشريعة

.تقدمه المصارف التقليدية المصرفية الحالية وتنويعها لتفوق ما

تعمل من أجل تحقيق أهداف معينـة بمـا ال سالمية اإلوورد كذلك أن المصارف

(15). منهاسالمية اإللف أحكام الشريعة يخا

14

التعامل مع القطاع المصرفي عن طريق تقديم الخدمات المصرفية مـع توسيع نطاق - 1

االهتمام بالخدمات الهادفة ألحياء صور التكافل االجتماعي المنظمـة علـى أسـاس

.المنفعة المشتركة

.تطوير وسائل جذب األموال والمدخرات واستثمارها االستثمار األفضل - 2

ارجية والمساهمة في مشروعات التنمية تمويل ومزاولة أنشطة التجارة الداخلية والخ - 3

وغيرهـا مـن واإلسكانيةالزراعية والصناعية واالستخراجية والعمرانية والسياحية

.مشروعات التنمية االقتصادية واالجتماعية

االهتمام بصغار الحرفيين والمستثمرين وأصحاب األعمال والصـناعات الصـغيرة - 4

.روعاتهم ومعاونتهم في توفير التمويل الالزم لمش

الحق في تأسيس المحافظ والصـناديق االسـتثمارية سالمي اإلأن يكون للمصرف - 5

.سالمية اإلالصكوك والقروض وفقا ألحكام الشريعة وإصدار

:إلى يهدف سالمي اإلواتساقا لما تقدم فان المصرف

ساس تقديم الخدمات المصرفية وممارسة أعمال التمويل واالستثمار الغير قائمة على أ - 1

.الفائدة في جميع صورها وأشكالها

تطوير وسائل اجتذاب األموال والمدخرات وتوجيهها نحو المشاركة فـي االسـتثمار - 2

تحـت أي سالمية اإلالمنتج بأساليب ووسائل مصرفية ال تتعارض مع أحكام الشريعة

شكل من األشكال وعلى األخص فائدة الديون التي تقبض أو تدفع في جميـع حـاالت

بما في ذلك أي أجر يدفعه المقتـرض دون أن تقابلـه واإليداعواالقتراض قراضاإل

.دة حسب رأي هيئة الرقابة الشرعيةخدمة تنطوي على مجهود ذي منفعة متعد

:المالمح األساسية لنشاط المصارف اإلسالمية/ رابعاً

الربويـة هـو عن المصارف التقليدية إن الذي يميز المصارف اإلسالمية

الشريعة اإلسالمية ويمكن تمثيلها بما وأدوات ترتكز على أحكام دامها ألنشطة استخ

(16): يلي

15

:النشاطات التمويلية )1

:ومن أهم النشاطات االستثمارية لدى المصارف اإلسالمية هي

:المشاركة .أ

إلنشـاء وتتم عن طريق اشتراك المصرف اإلسالمي مع طـرف آخـر

رته وتمويله وكذلك يتشاركان مشروع استثماري يشترك الطرفان في إدا

.في أرباحه وخسائره بنسب متفقة مع حصة المشاركة في رأس المال

:المضاربة .ب

يمكن أن تعتبر نوع من أنواع المشاركة ولكن االختالف هنـا المضاربة

الموصـي، يكيقدم المال ويكون حكمه حكم الشـر هو أن أحد الطرفين

لمضارب، ويمكن تقسيم العائد ويسمى الشريك ابأداء العمل واآلخر يقوم

وبين صـاحب ) الشريك بالعمل(من أرباح تلك المضاربة بين المضارب

بنسب عادلة يتفق عليها مسبقاً بين الطرفين، وفي حالة عدم تحقيق المال

أو تحقيق خسائر يتحمل صاحب المال الخسائر ويخسر الشـريك أرباح

تكن ناتجة عـن ر ما لم جهده فقط، وال يمكن مطالبته بدفع خسائالعامل

.إهمال متعمد أو سوء نية مثبت

:المرابحة .ج

المرابحة عبارة عن عقد بين المصرف وأحد عمالئه حيث يقوم بموجبـه

ومـن ثـم المصرف شراء سلعة معينة سواء من الداخل أو من الخارج،

. بسعر التكلفة مضافاً إليه مبلغ معين كأرباح للمصرف يبيعها إلى الزبون

:ويليتأجير التمال .د

وهو من أحد أنواع التجارة يتم فيه اتفاق المصرف مع أحد عمالئه على

شراء المصرف لألصل ومن ثم تأجيره للزبون لمدة طويلة مقابـل دفـع

الزبون لعدد من األقساط متفق عليها، وفي نهاية المدة المتفق عليها بـين

16

لممكـن إدراج المصرف وزبونه تعود ملكية األصل إلى المصرف ومن ا

نص في عقد اإليجار يعطي للزبون الخيار في شراء األصل بعد انتهـاء

.مدة اإليجار

:عقد السلم .ه

هو اتفاق بين طرفين على أن يقوم أحدهم بتقديم رأس المـال عقد السلم

.يرتضيها الطرفانبالعمل مقابل صيغة ليتولى القيام إلى طرف آخر

:بول الودائعق )2

وفق األسس والضوابط التـي مية بقبول الودائع إلسالتقوم المصارف ا

فتح حسابات الودائـع التجاريـة تتفق ومبادئ الشريعة اإلسالمية فهي تتولى

تقوم بفتح حسابات استثمارية الستثمارها بما تجيزه الشـريعة لزبائنها، كما

محدد مسبقاً كما هو من معامالت، وبمعنى آخر بدون معدل فائدة اإلسالمية

على أساس حصة متفـق ي المصارف األخرى، وإنما يتم االستثمار الحال ف

.عليها من األرباح

:االستثمارات )3

األموال من المدخرين المسلمين إلـى لقد برزت أخيراً الحاجة لتحويل

أغلب األحيان ال يتمتع المدخرين بالقدرة على اسـتغالل المستثمرين ألنه في

أن يتم استثمار تلك األموال وفقـاً المربحة، على شرط الفرص االستثمارية

ومبادئ الشريعة اإلسالمية وتجنب شبهة الربا، وتقـوم المصـارف لقواعد

أو من خالل القيـام ألسهم بدور الوساطة المالية من خالل أسواق ااإلسالمية

.بدور الوساطة المالية في هذه األسواق

بدور الوساطة الل القيام أن كسب أرباح من خويعتبر العلماء المسلمون

يعتبر مهنة صحيحة بالرغم من تداخل مفهوم الوساطة الماليـة مـع إنتـاج

.وتبادل السلع الحقيقية والخدمات

17

:النشاط الثانوي للمصارف اإلسالمية أوجه )4

ال تختلف أوجه النشاط الثانوي للمصارف اإلسالمية عن أوجه النشـاط

راء وبيـع أوراق ماليـة الثانوي للمصارف التجارية من حفظ األمانات وش

لحساب الغير بشرط أن تكون تلك الشركات تعمل وفـق أحكـام الشـريعة

.اإلسالمية

األموال نيابة عن الزبائن ماعدا خصم الكمبياالت الذي هليوكذلك تحص

ال تجيزه الشريعة اإلسالمية وإدارة ممتلكات الزبائن نيابة عـنهم، وكـذلك

ـ ت الضـمان، وفـتح ة وتقـديم خطابـا النصح واإلرشاد في المسائل المالي

ية وقبول التأمينات وإصدار الشيكات وكـذلك شـهادات االعتمادات المستند

.وكشوف للزبائن والقيام بأبحاث اقتصادية ونشرها

:المحلية واالستيراد والتصديرالتجارة )5

عض األنشطة التجارية من خـالل تقوم المصارف اإلسالمية بممارسة ب

.مصرف وبيعها سواء في الداخل أو في الخارجشراء السلع لحساب ال

:سالميةاإلالمخاطر والتحديات التي تعيق عمل المصارف / خامساً

صعوبة من أكثرتبدو سالمية اإليالحظ أن نوعية التحديات التي تواجه المصارف

نظرا لطبيعة البيئة المصرفية أخرىالتحديات والمخاطر التي تواجهها مؤسسات مصرفية

تتوقف عند السالمية اإلالتحديات التي تعترض طريق المصارف أنإذ التي تعمل فيها ،

هذه المصارف في استخدام صيغ استثمارية ليست هي الهم في األدوات االستثمارية إفراط

ال أخرى إشكالياتهذه المصارف تعاني من إنواستخدامها بصور ميسورة بل سالمية اإل

.درجة تطور المصارف في السنوات المقبلة تقل أهمية في تحديد

خالل عمرها الزمني سالمية اإلوعلى الرغم من النجاحات التي حققتها المصارف

هذه الصناعة تواجه عددا من التحـديات أن إالالقصير ، وعلى رغم االهتمام الدولي بها

بشكل إدارتهاوالمخاطر التي أصبحت تعيها هذه المصارف جيدا وتدرك أهمية العمل على

(17): فاعل ، وتتمثل باآلتي

18

: من النواحي التشريعية سالمية اإلالتحديات التي تواجه المصارف - 1

سـالمية اإللدى هيئات الرقابة الشرعية في المصارف الفتاوىوذلك من حيث تناقض

ة الحاجة المصرفية والحيـا فثاويمع تعددها ، ومابين الهيئات الرقابية الخارجية وبين

بعض المصـارف أناالقتصادية ، ومابين الواقع والتمسك باألصل الشرعي ، يالحظ

تعمل على تطويع المسائل الفقهية بما يناسب وعملها المصرفي وقد تصـل سالمية اإل

. سالمي اإلالتساهل والتفريط بدافع الحرص على ديمومة المصرف إلى أحيانا

:من النواحي القانونية ة سالمياإلالتحديات التي تواجه المصارف - 2

سـالمية اإلالمركزية بالمصارف البنوكهذه التحديات من خالل عدم اعتراف وتأتي

في أغلب الدول التي تعمل في نطاقها ، وذلك ألن معظم قوانين التجارة قد وضـعت

تناسب أنشـطة العمـل المصـرفي ال أحكاماوفق النمط المصرفي التقليدي وتحتوي

. سالمي اإل

: من النواحي االقتصادية سالمية اإلالتحديات التي تواجه المصارف - 3

من ممارسة األعمال التجاريـة وامـتالك المعـدات سالمية اإلوهي منع المصارف

تلك األعمال هي من صميم أنشطتها ، وندرة أنوالعقارات واستئجارها وتأجيرها مع

نسـبيا ، كمـا ان فـرض ة سالمياإلاالستثمارات طويلة األجل ، وصغر المصارف

الضرائب المرتفعة على أرباحها يؤثر سلبا على نشاطها في الوقت الذي تعفـى فيـه

.فوائد المصارف التقليدية

: من النواحي التشغيلية سالمية اإلالتحديات التي تواجه المصارف - 4

البنـوك بضرورة االحتفاظ بنسبة من ودائعها لدى سالمية اإلالمصارف إلزاموهي

، سـالمي اإليتفق مع منهجها بفائدة وهو ماال بإقراضهاالتي تقوم بدورها المركزية

وذا خبرة لمواكبة الزيادة والتنـوع الكفءضرورة توفير الكادر الشرعي إلى إضافة

.سالمية اإلفي أدوات االستثمار وتوسع آفاق المصارف

: إلداريةامن النواحي سالمية اإلالتحديات التي تواجه المصارف - 5

19

التأسـيس وقواعـد المراقبـة إجـراءات التنظيمات الخاصة التي تحدد إلى افتقارها

فيمـا والتفتيش وسقوف االئتمان ، ومشاكل بسبب االحتياطيات والسيولة ، والتنسيق

.األخرىسالمية اإلبين اإلدارات وفيما بين المصارف

:الخدمات الخارجية - 6

واألوربي بوجه خـاص أو اتجـاه لغربي عموماً اوهي اتساع نشاط القطاع العالمي

.االندماجالمالية العالمية نحو المؤسسات

بأن هناك تحديات ومخاطر أخرى تواجه المصـارف ما سبق فقد ورد إلى إضافة

(18).في عملهاسالمية اإل

منظمة في إطار في انعكاسات اتفاق تحديد الخدمات الماليةات التحديوتتمثل أهم هذه .1

عمومـاً علـى رة العالمية، وما سينجم عنها من تغيرات في القطاع المصـرفي التجا

باعتباره جزءاً من هذا القطاعسالمية اإلمستوى العالم ومن ثم على قطاع المصارف

.ما زال حديثاً على الساحة المصرفية

عمل مصرفية موحدة لجميع المصـارف أسس وعدم وجود كذلك في غياب المعيارية .2

مفاهيم غامضة حـول بعـض المعـامالت الماليـة زالت هناك حيث ما، سالميةاإل

موحـد ، نظراً لعدم وجود رأي شـرعي من حيث كونها حالالً أم حراماًسالمية اإل

.بشأنها من قبل علماء الدين الشرعيين

تطـوير أدواتهـا وخـدماتها سـالمية اإلوعلى الرغم من محاولة صناعة الصيرفة .3

قني الذي تستخدمه المصارف إالّ أنها لم ترق بعد للمستوى التديثة باألساليب التقنية الح

.التقليدية

وعقود تأسيسـها ونظمهـا سالمية اإلتوجيهات المصارف اختالفوعلى الرغم من .4

دواتها عن المصارف التقليديـة إالَ أنـه وخدماتها وأاألساسية واختالف طبيعة عملها

تطبق عليها المعايير والضوابط المالية نفسـها الملزمـة لعمـل المصـارف مازالت

التي يوجد فيها مصارف من قبل السلطات الرقابية والتنفيذية في معظم الدول التقليدية

. إسالمية

20

التي تقوم بها بعض المصارف، سالمية اإلفقدان الثقة بشرعية المعامالت المصرفية .5

داخلية قوية أو عـدم التـزام بعـض هـذه المصـارف وعدم وجود رقابة شرعية

.عند تقديم الخدماتباإلجراءات والخطوات الشرعية

الشـريعة في إطار على تنويع منتجاتهاسالمية اإلوعلى الرغم من قدرة المصارف .6

لبحوث تطوير هذه المنتجات، وقد ، إالً أنها مازالت ال تعطي أهمية كبيرة سالمية اإل

، فمخصصات البحث والتطـوير األحيان محاكاة المصارف التقليديةتعتمد في بعض

مقارنـة هذه المصارف قد تكون معدومة مقارنة بأرباحها وأداءها المالي، لدى معظم

.لدى المصارف التقليديةالمخصصات

في الدول التـي البنوك المركزيةاالقتراض من سالمية اإلعدم استطاعة المصارف .7

هذا الدعم الذي يتوافر لغيرها من المصارف التقليدية إلى اجتها على رغم حتعمل فيها

.المنافسة لها

يتعرضـون للمخـاطرة حـالهم حـال سالمية اإلن المودعين في المصارف كذلك أ .8

لهذه المصـارف المساهمين وبالتالي البد أن يكون لهم صوت في الجمعيات العمومية

المودعين في المصـارف التقليديـة يعاملون معاملةإذ رغم أن الواقع هو غير ذلك

ليس لديهم صـوت فـي ألي مخاطرة ومن ثم فهم الربوية الذي ال تتعرض أموالهم

.إدارة المصرف

الفقهية إما العتبارات سياسـية أو لعمـق تباطؤ في حركة االجتهاد من فبل المجاميع .9

وهي علماء عية ولكنه يفتقر الثقافة الشربين ما هو متمكن في العلوم المعاصرة الفجوة

تفصـيلياً ابتعدوا عن الحياة المعاصـرة وأنهـم غيـر ملمـين إلمامـاً الشرع الذين

.في االقتصاد والمالبالمستجدات

21

:الثالثالمحور

:سالمية الرقابة الشرعية ودورها في المصارف اإل مفهوم /أوالً

ـ وشخصـيته ال تـتم إال سالمي اإلهوية المصرف من الطبيعي أن زه عـن بتمي

أن تتقيد بما يحـل وبمـا ، ولتحقيق هذا التميز من الضروري ربوية التقليديةالمصارف ال

ولهيئة الرقابة الشرعية في المصـارف في المعامالت لكي يتطابق االسم مع الفعل، يحرم

في ضمان هذا األمر، لذا تعرف هيئة الرقابـة الشـرعية فـي المصـارف الدور الكبير

مختلف األعمال واألنشطة التـي تتولى فحص وتحليل ئة مستقلة ودائمة بأنها هيسالمية اإل

في جميـع التي بدأت تنتشر في الساحة المصرفية الدولية سالمية اإلتمارسها المصارف

المناسبة لمـا في هذا الشأن وإيجاد البدائل والصيغ المشروعة الصادرة والفتاوىمراحلها

(19) .عن شبهة الربا المحرم شرعياً هو غير مشروع منها، وتكييفها بعيداً

بأنها التأكد من مدى مطابقـة أعمـال بة الشرعية مختصر تعرف الرقاوفي مفهوم

الصـادرة والقـرارات حسب الفتـاوى سالمية اإلألحكام الشريعة سالمية اإلالمصارف

بديل هذه المصارف هو تقديم الاألساس الذي قامت عليه الفتوى، أي أن جهةمن المعتمدة

(20) .الشرعي للمصارف الربوية

وتباينت فيمـا بينهـا سالمية اإلصور الرقابة الشرعية في المصارف وقد تنوعت

وأخـرى اكتفت بمستشار شرعي واحـد، المصارف بعضف، واختلفت هياكلها ومسمياتها

إنشاء، في حين فضل البعض عدد من الفقهاء دون أن تتقيد برأي واحد منهماعتمدت على

فقط من موضوعات وال دخل لها بمراجعة األعمال يئة استشارية تفتي بما يعرض عليها ه

.المنفذة

على سالمية اإلوالمراجعة والضوابط للمصارف وقد نصت هيئة معايير المحاسبة

: (21). ما يلي

في فقـه المعـامالت جهاز مستقل من الفقهاء المتخصصين الشرعيةهيئة الرقابة •

المتخصصـين من حد األعضاء من غير الفقهاء على أن يكون أويجوز أن يكون

.وله إلمام بطبيعة المعامالتسالمية اإلفي مجال المصارف

22

هيئة الرقابة الشرعية من أعضاء ال يقل عددهم عن ثالثة، ولهيئة ويجب أن تكون •

أو القـانون أو االستعانة بمختص في إدارة األعمال أو االقتصاد الرقابة الشرعية

وتصف عملهـا تنظم اختصاصات الهيئة، وتحكم عملهم الئحة . محاسبة وغيرهمال

ألداء مهمتها فـي وتحدد لها مسؤولياتها وتمنحها الصالحيات والسلطات المطلوبة

.التدقيق

غير متفرغين بالكامل للعمـل فـي المصـرف ونظراً لكون أعضاء هذه الهيئات

ممثلين عن الهيئة لرقابة األعمـال اليوميـة ممثل أو أصبح ال غنى عن وجود سالمي اإل

وظيفة وقرارات الهيئة، لذلك برزت أهمية والتحقق من االلتزام بفتاوىوتلقي االستفسارات

بين اإلدارة التنفيذيـة وهيئـة المراقب الشرعي الذي يقوم بهذا الجهد ليكون حلقة الوصل

.الرقابة الشرعية

عدد محـدود مـن الشرعية هي هيئة مكونة من واتساقاً لما تقدم فإن هيئة الرقابة

لمساهمي المصـرف والقانون يعينها الجمعية العمومية سالمية اإلعلماء الفقه في الشريعة

مهمتها إجراء الرقابة الشرعية على أعمال المصرف وعقوده لضمان توافقهـا سالمي اإل

انها الذي يحفظهـا مـن أي تعتبر شريان حياتها وصمام أم ،سالمية مع أحكام الشريعة اإل

ومصدر الطاقة الذي يولد لها القوة فهـي الهويـة االنحراف عن منهجها الذي قامت عليه

.التي بها تعرف

:سالمية أهمية وجود الرقابة الشرعية في المصارف اإل / ثانياً

مـن البـاحثين حسب رأي العديد في هذا العصر الزالت سالمية اإلإن المصارف

من الزمن، وهـذه أن عمرها ال يتجاوز ثالثة عقود إذ ر بمرحلة التجربة، االقتصاديين تم

التي قارب عمرها ثالثة قـرون مـن فترة قصيرة إذا ما قورنت بعمر المصارف التقليدية

أهمية بالغة لعدة سالمية اإلفإن للرقابة الشرعية في المصارف الزمان، وبالرغم من ذلك

(22): أسباب أهمها

والتزامها باألحكـام سالمية اإلتي ترصد وتراقب سير أعمال المصارف أنها الجهة ال .1

.الشرعية في تنفيذ معامالتها

23

اإلحاطـة بقواعـد المعـامالت إلى سالمية اإلافتقار معظم العاملين في المصارف .2

.مما يضفي أهمية على وجود مثل هذه الهيئةسالمية اإل

غة الشرعية بنظـر الصب سالمي إلاإن وجود هيئة الرقابة الشرعية يعطي المصرف .3

.وجمهور المواطنين الذين ال يتعاملون مع المصارف الربويةزبائنه

فيه الصور التجارية وانتشرت أنواع جديدة مـن المعـامالت في الوقت الذي تعقدت .4

والتجارة اإللكترونية التي ال توجد لها أحكام قي المصادر التجارية كبطاقات االئتمان

فإن المصرفيين القائمين على النشاط المصـرفي يمة، وإن وجدت األحكام القدالفقهية

.للكشف عنها بأنفسهمغير مؤهلين

إلى أن العمليات المصـرفية فـي االسـتثمار إضافة إلى ذلك يضيف القرضاوي

وعدم يات بالتغييرهذه العمل نظراً لتمييزوالتمويل بالذات تحتاج إلى رأي من هيئة الفتوى

ومن ثم فالعاملون في النشـاط المصرف، بموله و عملية أو مشروعمع كل حالة أالتكرار

إلى يجب أن يكونوا على اتصال مستمر مع الرقابة الشرعية ألنهم دائماً بحاجة االستثماري

)23(. الفتوى أثناء عملهم

مهام هيئة الرقابة الشرعية/ ثالثاً

(24): لييمكن تحديد أهم مهام الرقابة الشرعية فيما ي

العقود الشرعية للمعامالت ومراجعتها المشاركة في وضع التعليمات واللوائح ونماذج .1

.وإقرارها وتطويرهاوتصحيحها

أعماله ألحكـام الشـريعة للتأكد من مطابقة سالمي رف اإلصالرقابة على أعمال الم .2

.سالمية اإل

الشـرعي ة، وإبداء الرأي المالية المصرفيفي ميدان المعامالت سالمي تأمين الفقه اإل .3

.القواعد الشرعية على هذه األنشطةوتطبيق في األنشطة االستثمارية

24

اإلسـالمي، إذ أن المصـرف العمل المصـرفي التوعية والتثقيف للعاملين في قطاع .4

ويكونـون علـى قـدر يحتاج إلى العاملين الذين يفقهون األحكام الشرعية اإلسالمي

.المصرفية اإلسالميةصوصاً في ميدان المعامالت معقول من الفقه في الدين وخ

تلـك سـواء أكانـت االستفسارات المقدمة لها األسئلة و الرد على من خالل الفتوى .5

عنـد أم المتعاملين معه أم المساهمين أنفسـهم العاملين بالمصرف االستفسارات من

.مناقشة الميزانية أو في األوقات األخرى

حاجة لعمل المصرفي اإلسالمي، وهناك مستجدات وهناك تواجه اهناك تحديات كبيرة .6

فمـن مهـام هيئـة الرقابـة ملحة إلى التطوير واإلبداع وتقديم الحلول والبدائل، لذا

الشرعية إقامة الندوات والمؤتمرات وحلقات البحث العلمي لمواجهة هـذه التحـديات

.واألخطار

واآلخرين سواء كان هـذا مي سالالمصرف اإلالمساهمة في حل بعض األزمات بين .7

النزاع بين المصرف والمستثمرين أو المساهمين أو بين المصرف والحكومة أو إحدى

.شركات القطاع العام أو الخاص أو األفراد وغير ذلك من خالل هيئة تحكمه

واالقتصـادية فـي تنوير الرأي العام المسلم بالمشاكل المصرفية إلىالحاجة الماسة .8

ة األعمـال الباب أمام الشائعات حول شـرعي لشرعية من أجل إغالق وجهة النظر ا

مـن صـفحات ، عن طريق نشر وإصدار الكتب والنشـرات واالسـتفادة المصرفية

.فيةرحول األعمال المصاإلنترنت في بيان فتاوى وقرارات هيئة الرقابة الشرعية

عكس مدى مشروعية لها يالشهادة أمام الجمعية العمومية من خالل تقديم تقرير سنوي .9

ورقابتهـا أعمال المصرف، وما قامت به هيئة الرقابة الشرعية وأسـاليب متابعتهـا

.للنواحي الشرعية، ومدى تجاوب اإلدارة والعاملين لتوجيهاتها وقراراتها

:يةرعتحديات ومخاطر تواجهها هيئة الرقابة الش/ رابعاً

سيؤدي إلى خلق ان إدارة المصرف إن عدم تبلور مفهوم الرقابة الشرعية في أذه

خاصة عند عدم وجود منهج واضح معتمد من إدارة تحديات ومخاطر عديدة لهذه الهيئة،

25

التي تواجه هيئة الفتوى في المصارف ، ومن الخدمات والمعوقات المصرف ألعمال الهيئة

(25) .اإلسالمية

التي تعمـل ضـمن المركزية للبنوكاإلسالمية من الخطأ والخطر تسليم المصارف .1

.وال تسمح باالستثماراتقوانين التسليف والنقد الربوي

المصرفية والمسـائل االقتصـادية قلة عدد الفقهاء المتخصصين في مجال المعامالت .2

ومـن ثـم صـعوبة الحديثة، مما يؤدي إلى عدم وجود تصور واضح لهذه المسائل

.الوصول للحكم الشرعي الصحيح فيها

عند تأسيس المصارف اإلسالمية فيها أن تضمن تشـريعاتها الدول اعتادت الكثير من .3

في رقيـب أو ما يحقق تقيدها بأحكام الشريعة اإلسالمية، ووجود رقابة شرعية ممثلة

اكتشفت فيـه مستشار شرعي أو هيئة للرقابة الشرعية لكل مصرف، في الوقت الذي

قوانين تأسيسـها علـى بالنقص في أنظمتها األساسية أوبعض المصارف اإلسالمية

.الذي يحقق ذلكااللتزام بأحكام الشريعة اإلسالمية دون ذكر األسلوب

السريعة لقرارات الهيئة الشرعية في بعض المصارف، إضـافة إلـى عدم االستجابة .4

بأيـة اختصاصاتها وصالحياتها، تمنع الهيئة بعض المصارف مـن اإلدالء محدودية

.ال المصرفمعلومات أو تصريحات تتعلق بأعم

أصيل وقديم قدم اإلسـالم، وأن كنـوزه تفـوق صحيح أن فقه المعامالت اإلسالمية .5

وتفشي مبدأ العلمانية والداعين إقصاء الشريعة اإلسالمية عن التطبيق،التصور إال أن

شت عيون الناس قد أبقى على هـذا التي أع لها وانبهار المسلمين بالغرب وحضارته

بعيداً عن واقع ذي يمتلكه المسلمون حبيس الكتب والمصنفات الهائل الضخم الاإلرث

.الناس وحياتهم العملية

دارة المصرف الذي يحاول التـأثير من قبل مجلس إالضغوط التي تتعرض لها الهيئة .6

.عن عدم االستجابة السريعة لقراراتها من قبل إدارة المصرفعليها فضالً

ة في البلد الواحد مما يؤدي عم التنسيق أو للمصارف اإلسالمي الشرعية تعدد الهيئات .7

.التطابق في إصدار الفتاوى المتعلقة بالعمل المصرفي

26

وبيـان التطور السريع والكبير في المعامالت االقتصادية وصعوبة متابعتها بـالفتوى .8

.الحكم الشرعي

لقد أهمل دور هيئة الرقابة الشرعية التثقيفي للعـاملين فـي المصـارف اإلسـالمية .9

خاصة في السنوات القليلة الماضية، وهو ما ساهم في خلق جيل من العاملين فـي وب

والقرض بفائدة وبـين ائنبين الدال يفرق بين الحالل والحرام، المصارف اإلسالمية

، وعلى سبيل المثال قام أحد المصارف اإلسالمية المشاركة والحساب الجاري المدين

ـ إيجاد جلتأهيل وبعمل دورات تدريبية لمـدة م تـدريبهم يل من المديرين الشبان، وت

برنامجاً جاوزت نصف عام دون أن يتلقى الدارس في هذه الدورات ولو ساعة واحدة

.تدريبياً عن الجوانب الشرعية للعمليات المصرفية

الشرعية على تقديم تقرير للجمعية العامة للبنك المركزي اقتصر دور هيئة الرقابة .10

بيانات مكتبية، دون الشرعية بناء على اطالعهم على مالته بسالمة وصحة جميع معا

.للشريعة اإلسالميةالتأكد من الناحية العملية من مطابقة عمليات تلك المصارف

على الرقابـة والشك أن مثل هذه التحديات والمخاطر قد أضفت الكثير من المآخذ

أو نظام اختيار العـاملين الشرعية في المصارف اإلسالمية مثل عدم مشاركتها في وضع

بالزكاة والقروض الحسنة وعدم مشاركتها فـي وضـع التعليمـات الرقابة على ما يتعلق

أو إبداء الرأي في الديون المتأخرة وتحديد مـا التقليدية الخاصة بالتشغيل داخل المصرف

ضالً عن فأو قادراً على الدفع، الًاطمعسراً أو مم التعامل مع المصرف اإلسالميإذا كان

عدم وجود نص قانوني يوضح اآلثار القانونية لتقصير المراقب الشرعي أو خطته في أداء

.مهامه في المصرف وبالتالي تحديد مسؤوليته قي هذا المجال

وأخيراً التحدي األخطر الذي تواجهه األمة اإلسالمية عموماً والمصارف اإلسالمية

للنيل من اإلسالم وأهله ونظمه الفكريـة ة بشكل خاص هو أن الدول الكبرى تحاول جاهد

لتكون ، والسعي إلى تهميش دور االقتصاديات العربية واإلسالمية واالقتصادية واالجتماعية

باستقاللية، وتتخذ تلك الدول القطاع المصرفي والمـالي اقتصاديات تابعة خادمة ال تتمتع

ـ والتهميش كون هذا القطاأداة للتشويش ذه االقتصـاديات، كمـا ع الحيوي هو عصب ه

ووصل األمر إلـى أضحت المصارف اإلسالمية مستهدفة بل ومتهمة أيضاً في تعامالتها

27

وقد اسـتخدمت الـدول . حتى للدول اإلسالميةاتهامها بتمويل اإلرهاب واألنشطة المعادية

وغير المشروعة سواء بالترغيب أو الترهيـب الرأسمالية وستستخدم األساليب المشروعة

وكذلك السيطرة على أسـواق كل برامج التنمية في الدول العربية واإلسالمية ةقإعا بهدف

.بوجه خاصاالستثمار التي تمتلكها المصارف التقليدية عموماً والمصارف اإلسالمية

:مراحل الرقابة الشرعية في المصارف اإلسالمية/ خامساً

المية ال يتجـاوز اإلفتـاء إن عمل هيئة الرقابة الشرعية في معظم المصارف اإلس

بالتفصيل من واقع وقليل من المصارف تتيح للهيئة مراجعة عملياتها االستثمارية النظري،

بحيث تمكن الهيئة من الحكم علـى هـذه بياناتها المالية الخاصة باالستثمارات وبالدخل،

إن مع إعطاء التوجيهات لتصـحيح المخالفـات العمليات هل تمت بصورة شرعية أم ال؟

.وقعت

األساسي أن تمر بمراحل ثالثة لغرض تحقيق الهدفللمصارف اإلسالمية لذا البد

)26(من الرقابة الشرعية وهي

الوقائية للعمليات والمشـاريع التـي السابقة للتنفيذ أو تسمى بالرقابة الرقابة الشرعية )1

ت والمعلومـات تنفيذها، فتقوم الرقابة الشرعية بجمع كل البياناتنوي إدارة المصرف

إقدام المصرف على تنفيذها فإذا ى هيئة الفتوى لتدلي برأيها قبل عللتعرضها فيما بعد

مع األحكـام تبين أنها مخالفة ألحكام الشريعة استبعدتها أو قامت بتعديلها بما يتوافق

:الشرعية، لذا فعلى الرقابة الشرعية في هذه المرحلة االهتمام بما يلي

.في عقد التأسيس والنظام األساسيالشرعية مراعاة الجوانب •

.إشرافها على إعداد وصياغة نماذج العقود •

إيجاد المزيد من الصيغ الشرعية المناسبة للمصرف اإلسالمي لمواكبة التطور فـي •

.األساليب والخدمات المصرفية

.المراجعة الشرعية لكل ما يقترح من أساليب استثمار جديدة •

.ضبط التعامل مع المصارف غير اإلسالميةوضع القواعد الالزمة ل •

.إعداد دليل عملي شرعي •

28

العمليـات وهـي مراجعـة وتـدقيق : يةأو تسمى بالرقابة العالج الرقابة أثناء التنفيذ )2

المصرفية واالستثمارية التي تحتاج إلى رأي شرعي وتتمثل في المتابعـة الشـرعية

فة بهـدف التأكيـد مـن التـزام ألعمال المصرف وذلك خالل مراحل التنفيذ المختل

.المصرف بالتطبيق الكامل للفتاوى الصادرة ومتابعة تصحيحها أوالً بأول

:بالنقاط اآلتية في هذه المرحلة إضافة لذلك يمكن إبراز دور الهيئة

.المصرف معامالتفيما يحال إليها من إبداء الرأي الشرعي •

تثمارية قبل اتخاذ الخطوة النهائية اشتراط موافقة الهيئة على إتمام المشروعات االس •

.في التنفيذ

.أثناء التنفيذ وعمل الالزم تجاههاسرعة التحقيق في الشكاوي من الناحية الشرعية •

لعمليـات اإلطالع على تقارير هيئة التدقيق الشرعي بشأن المراجعـة الشـرعية •

. المصرف وإبداء الرأي بشأنها

أو رقابة المتابعة فتمثل أغلب أعمال الرقابة التكميلية الالحقة للتنفيذ أي الرقابةالرقابة )3

عـن جهـة األعمال العادية والمتكررة والتوجيهات الصـادرة الشرعية ألنها تتناول

البيانـات ملفات العمليات االستثمارية بعد التنفيذ ومراجعـة االختصاص، كمراجعة

الجهـات الرقابيـة الدورية المرسلة من المصرف للجهات الرسمية ومراجعة تقارير

.الخارجية كالبنك المركزي

في نهاية كل عام تقييم عمل المصرف مـن وبمعنى آخر تقوم هيئة الرقابة الشرعية

قواعـد العمـل المصـرفي ، ألن أساس قيام المصرف هو تطبيـق الناحية الشرعية

المستمرة ألعمال المصرف، وتـتم من الهيئة المراجعة اإلسالمي وهذا األمر يتطلب

هذه المراجعة من خالل وسائل عديدة منها

.مراجعة ملفات العمليات االستثمارية بعد التنفيذ •

.وتقرير مراجعة الحساباتعلى الميزانية العامة اإلطالع •

.كالبنك المركزيالخارجية مراجعة تقارير الجهات الرقابية •

.البيانات والمعلومات لتسهيل عمليات الرقابةوضع نماذج تجميع •

.نماذج تقارير الرقابة الشرعية وضع •

29

وعقد االجتماعات الدورية لمتابعة سـير تخطيط هيكلية عمل هيئة التدقيق الشرعي •

.العمل وتطويره إلى األحسن

وعدم عزل أي من لما تقدم فمن الضروري استقاللية هيئة الرقابة الشرعية واتساقاً

ع في تشكيالتها ألهـواء مجلـس ، حتى ال تخضأعضائها إالّ بقرار من الجمعية العمومية

كما ينبغي تفعيل وجود هيئة عليا للرقابة الشرعية ممثلة مـن جميـع المصـارف اإلدارة،

للتنسيق بين الفتاوى ونظم العمل الصادرة من الهيئات الخاصة بتلك المصارف، اإلسالمية

المصـارف أهمية اهتمام البنوك المركزية بالرقابة الشرعية على أعمـال ويبقى بعد ذلك

من خالل إنشاء إدارة للتفتيش الشرعي بالبنك اإلسالمية بقدر اهتمامها بالرقابة المصرفية،

فـي الشرعية والمصرفية للتأكد من سالمة النـواحي الشـرعية ة خبرالمركزي من أهل ال

.أعمال المصارف اإلسالمية

:مسقبل المصارف اإلسالمية/ سادساً

واجه المصارف اإلسالمية إال أن هنـاك توقعـات على الرغم من التحديات التي ت

عمليات التحول نحو الصيرفة اإلسـالمية حتـى فـي باستمرار هذا التوجه وتزايد كثيرة

للتنميةخالل السنوات المقبلة، فقد توقعت دراسة أعدها المصرف اإلسالمي البلدان الغربية

أن يستمر النمـو فـي جميـع مجلس الخدمات المالية اإلسالمية في ماليزيا بالتعاون مع

معدل النمو في حجـم ، وخصوصاً المصارف اإلسالمية ومن سيناريوهات عدةمؤشرات

خـالل % 15و 10حيث يتراوح هذا المعدل بـين األصول للمصارف اإلسالمية عالمياً

.2015إلى العام 2005الفترة من العام

التقليديـة لتتوافـق مـع الدراسة استمرار التحول إلى الخدمات المالية كما توقعت

الدول األعضـاء فـي اإلسالمية بمعدالت متفاوتة في الدول المختلفة بما في ذلك عةيالشر

من المتوقع تحول نسبة غير قليلـة مـن 2015فبحلول عام المصرف اإلسالمي للتنمية،

مـا الخليجي إلى المعامالت اإلسالمية، أالخدمات المالية التقليدية في دول مجلس التعاون

في المصرف اإلسالمي للتنمية فمن المتوقع أن تصـل نسـبة دول جنوب آسيا األعضاء

أما الدول األخرى فيتوقع أن تصل نسبة الخـدمات % 25إلى 15الخدمات المتحولة من

)27(%. 2إلى 1المتحولة من

30

االستنتاجات والتوصيات:المحور الرابع االستنتاجات/ أوالً

ي بجميع أشكاله وصيغه من المخاطر التي تطرح تحدياً ال يخلو العمل المصرف .1

على غرار سالمية اإلللمصارف والسلطات الرقابية وفي هذا السياق كانت المصارف

نظيراتها التقليدية هي مؤسسات مالية تقدم خدمات للمودعين والمستثمرين من جهة

لذلك فهي عرضة وتمنح التمويل للشركات والقطاع العام واألفراد من جهة أخرى، و

لكثير من المخاطر المماثلة التي تواجهها المصارف التقليدية

توافق مع الشريعة على مخاطر خاصة به،فمن حيث المبدأ مينطوي العمل المصرفي ال .2

سالمية اإلهناك مجموعة متنوعة من األنشطة يمكن أن تعمل من خاللها المصارف

م تكييفها لتالئم المبادئ التي تنظم العمل وبطرق مختلفة تمكنها من تقديم األموال ويت

0ومن أهمها مبدأ المشاركة في المخاطر سالمي اإلالمصرفي

والمصارف التقليدية من سالمية اإلالمصارف بينالمقارنة دهناك صعوبة وتعقيد عن .3

عن ذلك جدل بخصوص كفاية أوما ينشعسار والتعرض لإل حيث درجة المخاطر

0رأس المال

لم تحقق ما بشرت به ، فتمادت في تقليد المصارف الربوية، سالمية اإلف أن المصار .4

والمعالم سالمي اإلللعمل المصرفي األساسيةوأنها لم تتقدم في أبراز الخصائص

0المميزة له ولم تتجاوز واقع ونتائج النظام المصرفي الربوي

مها المصارف التي تستخد األدواتأتضح من خالل الدراسة النظرية بأن كفاءة .5

من التي تستخدمها المصارف ات، أضعفالتي تتصف بالقيود والتكلفسالمية اإل

) المقيدة(سالمية اإلالربوية التي تتضمن بالبساطة والمرونة، ومع ذلك فأن المصارف

في ظل المنافسة الحادة، ) المطلقة(الزالت واقفة على أقدامها بجانب المصارف الربوية

على وإنماتعتمد على مقدرتها الذاتية السالمية اإلأن المصارف والسر في ذلك هو

قوة خارجية وهي العاطفة الدينية لزبائنها المبنية على ثقتهم المطلقة بأن المصارف

0تتحرك وفق توجيهات ورقابة العلماء وأعضاء الرقابة الشرعية إنماسالمية اإل

31

أتضح أن الذين وضعوا " اريخياتسالمية اإلنشأة المصارف إلى من خالل التطرق .6

نية س منهم البعض مؤسسون لمفال ،الحقا امتلكوهاهذه المصارف هم غير الذين أسس

رسالة مرتبطة بالدين باعتبارهسالمية اإلعمل المصارف إلى جدية وكانت نظرتهم

الربا من إزالةم هو ، وأن هدفهسالمي اإلوبكونه تطبيق جزئية من جزئيات االقتصاد

للتطبيق في كل زمان ومكان، خاصة ما يتعلق منه اإلسالمصالحية جتمع، وإلثباتالم

نظريات المؤسسين استغلوا األعمالأن بعض رجال إالبالشق المالي المصرفي

" أنطلق منه المؤسسون لذا بات ضروريا الذيلمصالح خاصة بعيدة عن الهدف

يخلطوا بين العاطفة والفكر السليم التفريق بين العمل الرسالي والعمل التجاري وأن ال

0أو بين العاطفة والعلم

إذا كان المصرف اإلسالمي يقدم قروضه على أساس المشاركة في الربح والخسارة .7

في أن مقترض األموال سيكون صادقاً وشفافاً فإن ذلك يتطلب توفر حد أدنى من الثقة

ويظهر للمصرف حسابات يل المتعلقة بأداء مشروعه االستثماري ولن يتحافي سجالته

بهدف تجنب إعطاء المصرف نصيبه خسارته بينما هو يحقق أرباحاً إلىمزورة تشير

من األرباح، غير أن هذا المستوى من األمانة نادراً في هذا الزمن مما يفسر عدم

مرتكزة في الوقت الحاضر على مشروعات استثمارية المصارف اإلسالميةاعتماد

مما وإجارةمرابحات الربح والخسارة واستبدالها بمشروعات أغلبها على المشاركة في

.إمكانياتهايجعل دورها التنموي دون

)السعودي مجلس الغرف(وتقرير ) نزي كوارترليمؤسسة ماكي(رير من خالل اإلطالع على تق .8

السوقية سنوياً لصالح من حصتها % 30اتضح بأن المصارف التقليدية تفقد نحو

من حصة % 50ستتحول نحو كما أنه في األعوام الثالثة المقيلة إلسالميةامثيالتها

، وترى بعض اآلراء أن اإلسالميةالمصارف التقليدية لتكون من نصيب المصارف

أهداف ربحية إلىقد يرجع اإلسالمية إلىالتقليدية المصارفدوافع هذا التحول من

وارتفاع معدالت الربحية اإلسالميةلمصارف وتجارية بحتة نتيجة الحاجات الملحوظة ل

أسباب فنية إلىمقارنة بالتحويل التقليدي، باإلضافة اإلسالميوعوائد عمليات التحويل

في في القيام بعمليات االستثمار بدالً من العمل ) التقليدية( المصارفربحية هذه منها

32

دودة في الوقت والحصول على فوائد مح) اإلقراض واالقتراض(مجال الوساطة المالية

لنفسها أو لحساب الغير بجانب االستثمار المباشر المصارف اإلسالميةالذي تستطيع

المصارفالوساطة المالية، وقي المقابل ترجح بعض اآلراء سبب هذا التحول من

وعجزها عن المنافسة وتحول الكثير من المصرفيةضعفها في السوق إلىالتقليدية

.المصارف اإلسالميةرف التقليدية األخرى أو نحو الزبائن عنها نحو المصا

واجهة إلىتحولت المصارف اإلسالميةفي غالب الشرعيةإن الواقع يكشف أن الرقابة .9

المصارفعلى ما يعرض عليها من فتاوى، وقليل من فقط، حيث اقتصرت مهامها

لخاصة تتيح للهيئة مراجعة عملياتها االستثمارية من واقع بياناتها المالية ا

وعدد محدود منها يعتمد على وجود مدقق شرعي يتابع تنفيذ العمليات باالستثمارات،

. المصرفية واالئتمانية

:التوصيات/ ثانياً

أن صناعة الخدمات المالية اإلسالمية يجب أن تكون إلىمن األهمية بمكان التنويه )1

في ذات الوقت بشكل كامل في األسواق المالية العالمية مع االحتفاظمندمجة

.الفريدةلطبيعتها المتميزة وخدماتها

لنفس المستوى الذي يتم به اإلشراف والرقابة اإلسالمية ينبغي أن تخضع المصارف )2

بالمعايير أو الممارسات أو التقيد لخالإعلى المؤسسات المالية األخرى، إذ أن أي

سب، بل سيكون عقبة لخدماتها ومنتجاتها فحمن جانب تلك المصارف، لن يشكل

.قبول األسواق المالية الدولية لتلك الخدمات والمنتجاتبمثابة عائق في طريق

يجب المالية للمصرف مع كافة فروعه، باعتباره مبدأ آخر البد من توحيد البيانات )3

المصارف وهو ضروري لتوفير رقابة موحدة وشاملة من قبل أن يسري على جميع

.وطنالسلطات الرقابية في بلد الم

على االندماج في األسواق العالمية اإلسالميةإن تشجيع المؤسسات المصرفية )4

مع كافة المؤسسات المالية األخرى مما يحفزها نحو االبتكار سيدفعها للمنافسة

ويوسع نطاق وقاعدة عملها وال يربطها لمقابلة متطلبات الزبائن من شركات وأفراد

معينة، وهذا سيساعدها على التكيف مع ة محددة من الزبائن أو أسواق يحبشر

33

ويوفر لها األدوات الالزمة التي تساعدها على النمو متطلبات النظام المالي العالمي

.وتقوية هياكلها ويسهل انتشارها

لنفس القواعد والمتطلبات اإلشرافية التي المصارف اإلسالميةوجوب إخضاع )5

مة لمراعاة ما تحتاجه أساليب عملها التقليدية مع المرونة الالز المصارفتخضع لها

.ومنتجاتها المتخصصة كيال تنعزل تلك المصارف عن األسواق المالية العالمية

هناك حاجة ملحة لتحديد وقياس وإلدارة ومراقبة المخاطر الخاصة التي تالزم )6

والحد منها في حدود طاقة وكفاية رأس المال للمصرف اإلسالميالعمل المصرفي

.المعني

والشفافية واإلفصاح ومتطلبات الضوابط الداخلية في صناعة إدارة المخاطر إن )7

يجب أن تكون دائماً في حالة تطور وأن يتم تطويعها اإلسالميةالمالية الخدمات

ل مع ، خاصة وأن جانباً مهماً من العماإلسالميةالحاجات المحددة للمصارف لتلبي

نحو طبيعة عملها، لذا فإن هذه مبني على االنطباع والسمعة المصارفهذه

أهمية الدور المناط بها، وبشكل خاص الدور األخالقي يجب أن تعي المصارف

.اإلسالمي

وهذا يوجب البد من التأكيد على أهمية استمرار تطوير آليات لتغطية تلك المخاطر، )8

المالئم أهمية االندماج في األسواق المالية العالمية وتشجيع المنافسة، وتوفير المناخ

اناتها في كافة يتوطيد ك المصارف اإلسالميةالستمرار االبتكار حتى تستطيع

.منتجات لكافة شرائح الزبائنوزيادة في قدرتها على توفير األسواق

لطبيعة المخاطر وتطوير آليات تغطيتها والقدرة على تنمية الوعي واإلدراك )9

ولعل من المهم هنا التأكيد على في األسواق وتلبية احتياجات الزبائن، المنافسة

بتوفير كافة المعلومات عن أوجه نشاطها وبياناتها المصارف اإلسالميةأهمية قيام

أخالقية مما يعزز مصداقيتها المالية بشفافية تامة خاصة وأن أمامها مسؤولية

.ويزيل أي اعتقادات خاطئة تخص أنشطتها سعقي قبولها على نطاق أوويساهم

تقوم لتطوير معايير على أن تشكل أساساً لبنية قوية جة للتعاون الدولي إدراك الحا )10

.اإلسالميةعليها األعمال المصرفية

34

فقط كي تضمن من فرد واحد الشرعية الرقابةمن الضروري أن ال تكون هيئة )11

هذه الهيئة بالتعدد، ألن الفرد مهما بلغت سعة القرار األصوب، إذ البد أن تتميز

للتعقيد والتشابك الذي تتميز به المعامالت المادية ه أداء المهمة وذلك علمه ال يمكن

.المصرفية

وذلك لكون العمل التجاري ال تحفه الفصل بين العمل المصرفي والعمل التجاري )12

بينما يطاول العمل المصرفي العديد من المخالفات الشبهات والمخالفات الشرعية،

لمعامالت المصرفية وليست تطويع المصارف والتي تكمن في تطويع الدين لخدمة ا

.لخدمة الدين

البيئة المؤسسية األخرى أن تتوسع وتتعمق كلما كانت لمصارف اإلسالميةيمكن ل )13

كاألسرة واإلعالم والتربية والقوانين المصرفية ووعي العاملين في المصارف

والمؤسسة فرد التي تجعل ال اإلسالميةة يوالمتعاملين معها مدعماً للمنظومة القيم

هو المصارفهذه العدل ألن المنهج الذي ترتكز عليه يعمالن على أساس الثقة و

الداخلية كأصل في سلوك اإلنسان وكم هي إخفاقات منهج رباني يزرع الرقابة

الداخلية نظراٌ لمحدودية الدول المعاصرة الناتجة عن غياب هذا النوع من الرقابة

.الم اليومتأثير الرقابة الخارجية في ع

الموارد البشرية وضع خطة لتطوير اإلسالمييتطلب التحويل للعمل المصرفي )14

واألفراد ذات الخبرة لتكون قادرة على التعامل مع الزبائن من خالل اختيار القيادات

.اإلسالميللعمل المصرف هفي مجال العمل المصرفي التقليدي وإعداد

التطورات الكبيرة في الصناعة مواجهة المصارف اإلسالميةلكي تستطيع )15

تصميم تشكيالت متنوعة إلىمضى، المصرفية فإنها مدعوة اليوم أكثر من أي وقت

والتجارب وتقديمها بسرعة وبكفاية وبتكلفة أقل لكي تنافس ومتطورة من الخدمات

المحلية، والمصارف األجنبية التي بدأت تزحف التجارية التقليدية المصارفبها

قدرتها على البقاء والتكيف المصارف اإلسالميةتثبت ة، وبالتالي نحو المنطق

.المتواصل مع مستجدات العمل المصرفي

35

:هوامش الدراسة1. www.al-yemen.org. 2. www.dib.ae. 3. www.kfh.bh. 4. www.Alhaqaeq.net. 5. www.Bltagi.com. 6. www.banqueceutrab.gov. 7. www.Siironline.org. 8. www.al-yemen.org. 9. www.kantakji.org. 10. www.Meskat.net. 11. www.bltagi.com. 12. www.kfh.bh. 13. alzatri@scs-net.org. 14. www.bltagi.com. 15. www.pogar.org. 16. www.Meskat.net. 17. alzatri@scs-net.org. 18. Look: www.al-yemen.org. & www.alwgt.com. 19. www.almadapaoer.com. 20. www.alrajhibant.com. 21. www.Islamonline.net. 22. www.ArRiyadh.com.

، ص 186، عدد اإلسالمي، مجلة االقتصاد الشرعية الرقابة، )2000(القرضاوي، .23

44. 24. Look: www.Islamonline.net. & www.ArRiyadh.com. 25. Look: www.kfh.bh & www.almadapaoer.com. & www.islamicfatwa.net.

، المصارف اإلسالميةفي الشرعية الرقابة، )2006(حماد، حمزة عبد الكريم، .26

.، الرياض السعودية213مجلة البيان، العدد

المية الع إلىتتجه المصارف اإلسالمية, 2007أيار 12صحيفة الوقت البحرينية، .27

.، البحرينتطارد نحوها والتحديات...