ﺕﺍﻮﺒﻨﻟﺍ ﺚﺣﺎﺒﻣ ﰲ ﺕﺎﺻﻼﺧﺕﺍﻮﺒﻨﻟﺍ ﺚﺣﺎﺒﻣ ﰲ...

خالصات يف مباحث النبوات

تأليفعيسى بن عبد اهللا السعدي/ د

أستاذ العقيدة جبامعة الطائف

An evaluation version of novaPDF was used to create this PDF file.Purchase a license to generate PDF files without this notice.

http://www.novapdf.com/

١

بسم اهللا الرمحن الرحيم

ه ـه وصحبـوعلى آل، ن ـوالصالة والسالم على سيد املرسلي، ن ـاحلمد هللا رب العاملي -:د عـوب ـني أمجع

فهذه خالصات يف مباحث النبوات ، كتبت كثريا منها أثناء تدريس املستوى اخلاص بالنبوة يف كلية الشريعة ، مث راجعتها ، ووثقتها ، وأضفت إليها مادعت احلاجة إىل إضافته ؛ لتكون بإذن

لوجه وأسأل اهللا تعاىل أن جيعله خالصا . اهللا تعاىل كتابا ميسرا يف أصل من أعظم أصول اإلميان آمني . ؛ إنه على كل شيء قدير الكرمي ، وأن ينفع به كاتبه ، وكل من بلغه

كتبـــــه عيسى بن عبداهللا السعدي / د

أستاذ العقيدة جبامعة الطائف



٢

معىن النيب والرسول

معىن النيب لغة

أو من النبأ مبعىن . وخمرب عنه ، النيب لغة إما أن يكون مشتقا من النبأ مبعىن اخلرب ؛ ألنه خمرب من اهللا مسي وة ؛ وهي املكان املرتفع ؛ أو من النب. الطريق الواضح ؛ ألن األنبياء طرق اهلداية والسعادة

مبعىن اخلرب ؛ ألن النبأ يف واألظهر أنه مشتق من النبأ . لشرفهم ورفعة قدرهمبذلك ؛ األنبياءالقرآن إمنا ورد مبعىن اخلرب ، وألن هذا املعىن يدل على خاصة النبوة خبالف غريه ، وأيضا فسائر املعاين داخلة يف هذا املعىن ؛ فمن نبأه اهللا فقد شرفه ، ورفع قدره ، وجعله طريقا للهداية ، وعلما

. )١( ملواقع رضا اهللا وسخطه

غةمعىن الرسول ل

ناقة رسلة ؛ أي سهلة السري ، وإبل : أصل الرسول من الرسل ؛ وهو االنبعاث على التؤدة ؛ يقال تارة االنبعاث ، وعلى رسلك ، : تارة الرفق ؛ فقيل تصور منه . مراسيل ؛ أي منبعثة انبعاثا سهال

: نفسها ؛ فيقال فاشتق منه لفظ الرسول ؛ وهو اسم ملن بعث برسالة ، وقد يطلق على الرسالة . )٢(أبلغ فالنا رسوال ؛ أي رسالة

دعوى ترادف النيب والرسول

لفظان مترادفان ؛ أي أما مبعىن واحد ؛ الفرق بينهما رأى بعض أهل العلم أن النيب والرسول M p o n m : ، وقوله ٥٢: الحج M _ ^ ] \ [ Z Y XL : اصطالحا ؛ لقوله تعاىل

s r qL وهذه الدعوى . فدل على أنه مرادف للرسول فأثبت اإلرسال للنيب ؛ ٦: الزخرفغري مسلمة ؛ ألن اهللا تعاىل أثبت اإلرسال ألشياء كثرية ، ومع ذلك اليسمى شيء منها رسوال

M Q P O N M L K J I H G : عند اإلطالق ؛ قال تعاىل

) . ١٢ -٩( ، النيب والرسول ، ص ٣٠٤ -٣٠١/ ١٥لسان العرب : انظر )١( ) . ١٩٥( املفردات ، ص : انظر )٢(



٣

T S RL ؛ وأيضا فإن األدلة فرقت بني النيب والرسول ؛ فمن ذلك ١٣٣: األعراف:- _ M : قوله تعاىل - ١ ] \ [ Z Y XL فعطف النيب على الرسول ، ؛ ٥٢: الحج

. والعطف يقتضي املغايرة النيب فلو كان ؛ ٥١: مریم M é è ç æ å ä ã âá à ß ÞL : قوله تعاىل - ٢

. ن اآلخر ع والرسول مبعىن الكتفى بذكر أحدمهاإذا أخذت مضجعك : ( قال أن رسول اهللا الرباء بن عازب روى مسلم بسنده عن - ٣

اللهم إين أسلمت وجهي إليك : مث قل ، مث اضطجع على شقك األمين ، فتوضأ وضوءك للصالة ال ملجأ وال منجا منك إال ، رغبة ورهبة إليك ، وأجلأت ظهري إليك ، وفوضت أمري إليك ،

فإن ، واجعلهن من آخر كالمك ، وبنبيك الذي أرسلت ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، إليك آمنت برسولك : فرددن ألستذكرهن فقلت : قال . مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة

على وضع عىن ألقره النيب فلو كانا مب ؛) قل آمنت بنبيك الذي أرسلت: قال . الذي أرسلت . الرسول مكان النيب

: قال ؟ يا رسول اهللا كم وىف عدة األنبياء : قلت : ( ل قا بسنده عن أيب ذر روى أمحد - ٤؛ )٢( ) الرسل من ذلك ثالث مائة ومخسة عشر مجا غفريا، )١(مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا

. )٣(يف احلقيقة افرق فعلم أن بينهما، هما يف العدد ففرق بين

الفرق بني النيب والرسول

رأينا أن الصحيح إثبات الفرق بني النيب والرسول ، وعلى ذلك مجهور أهل العلم ، ولكن -:اجلمهور اختلفوا يف حتديد الفرق بينهما على أقوال كثرية ؛ منها

وإمساعيل، ، ولوط ، وإبراهيم ، وصاحل ، وهود ، ونوح وإدريس، آدم : الذين مسوا يف القرآن مخسة وعشرون نبيا ؛ وهم )١(

، ، وإلياس ، وسليمان ، وداود ، ويونس ، وهارون ، وموسى ، وشعيب ، وأيوب ، ويوسف ، ويعقوب ، وإسحاق . وسيدهم حممد، وكذا ذو الكفل عند كثري من املفسرين، عليهم الصالة والسالم ، وعيسى ، وحيىي ، وزكرياواليسع

. ٣/٢٧٥تفسري ابن كثري ) . ٢٦٦٨( سلسلة األحاديث الصحيحة ، ح : وانظر للمزيد . ١٧/١٧٢روح املعاين . يف إسناده ضعف جرب باملتابعة )٢( ) . ٦٢ -٤٤، ١٧ -١٥( ، النيب والرسول ، ص ١٧/١٧٢روح املعاين : انظر )٣(



٤

والنيب من يبعث بشرع من . أن الرسول من يأيت بشرع جديد ، أو بنسخ يف شرع من قبله - ١وهذا غري مسلم ؛ ألن من الرسل من كان على شرع من قبله ؛ كإمساعيل ويوسف عليهما . قبله

. لسالم فقد كانا على شريعة اخلليلاوهذا غري مسلم أيضا ؛ . أن الرسول من أوحي إليه وأرسل ، والنيب من أوحي إليه ومل يرسل - ٢

الوحي وإمنا تنال بالوحي بشرع ، ولو كانت تنال مبطلق الوحي للزم ألن النبوة التنال مبطلق . ، ولكل من كلمته املالئكة إثبات النبوة ألم موسى

وهذا الفرق غري مسلم ؛ . أن الرسول من أنزل عليه كتاب ، والنيب من مل يرتل عليه كتاب - ٣ . دد الرسل والكتب ألن من الرسل من الكتاب له ؛ كما يدل لذلك اخلرب الوارد يف ع

أن الرسول من يتمثل له امللك ظاهرا ، والنيب من يأتيه الوحي بطرق أخرى ؛ كالدوي - ٤ويف هذا نظر ؛ ألن املالئكة متثلت ملن ليس هلم رسالة أو نبوة ؛ .واإلهلام وخرب أحد من الرسل

األنبياء ذه كما يف خرب األبرص واألقرع واألعمى من بين إسرائيل ، وأيضا فتخصيص وحي . سنة الطرق الدليل عليه من كتاب وال

فالنيب من أوحي إليه بالدعوة لشرع البتبليغه ؛ أن الرسول من أوحي إليه بتبليغ شرع ، والنيب - ٥كالمها يبعثان بشرع إال أن الرسول مبلغ والنيب داعية ؛ والتبليغ إمنا يكون إذا بعث والرسول

وهذا .إال أنه نسي أوبدل ، أو بنسخ بعض أحكام شرع من قبله بشرع جديد ، أو شرع قدمي وهذا هو النيب ؛ وهلذا . يف قوم الينكرونه فهو داعية المبلغ وأما إن بعث بشرع .هو الرسول

ألن وظيفة العامل تشبه وظيفة النيب ال الرسول ؛ ؛ )١( )العلماء ورثة األنبياء : ( قال النيب -:وهذا أصح الفروق ؛ لألسباب التالية . )٢(فالعامل داعية المبلغ

مطلق الوحي ؛ فخرج بذلك من أوحي إليه بغري شرع ؛ أنه جعل مناط النبوة الوحي بشرع ال -أ . وأم موسى ، كمرمي

وهذا هو . أنه اشترط حلصول النبوة الوحي بشرع مطلقا ؛ أي من غري تقييد بطرق معينه -ب . املوافق للنصوص ؛ فإا مل تقيد وحي األنبياء بصفة دون أخرى

) . ٦٢٩٧( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر . رواه أمحد وغريه بسند صحيح )١( . ٢/٧١٨النبوات : انظر )٢(



٥

أن مناط الفرق يف هذا القول هو البالغ وعدمه ؛ وهو أمر بني اليرد عليه إشكال كما يرد -جوإذا اتضح الفرق . )١(مايأيت به الرسول من شرع أو كتاب على قول من جعل املناط من جهة

فالنيب أعم مطلقا والرسول أخص مطلقا بني النيب والرسول فيمكن حتديد النسبة بينهما بسهولة ؛ ؛ ألن نفي )٢( )نيب بعدي ال: ( ؛ فكل رسول نيب ، وليس كل نيب رسوال ، وهلذا قال النيب

. )٣(األعم يستلزم نفي األخص دون عكس بني النيب والرسول حمل الفرق

M X :بني النيب والرسول إمنا هو يف حال االقتران ال اإلفراد ؛ كما يف قوله تعاىل يبدو أن الفرق

_ ^ ] \ [ Z YL وقولـه ٥٢: الحج ، : M4 3 2 15 7 6 < ; : 9 8

=L وقوله ٥٤: مریم ، : Má à ß Þâ ä ã é è ç æ åL ٥١: مریم . M S R Q P O N : إذا أفرد النيب فالظاهر أنه يشمل الرسول ؛ كما يف قولـه تعـاىل أما

_ ^ ] \ [ Z Y X W V U T L رة ــه ٢١٣: البق ! M :، وقول

" - , + * ) ( ' & % $ #. 3 2 1 0 /L زاب ،٧: األح . ٣١: الفرقان Mº ¹ ¸ ¶ µ ´ ³» À ¿ ¾ ½ ¼L : وقوله

M Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É È Ç : وهكذا الرسول إذا أفرد مشل النيب ؛ كمايف قوله تعاىل

Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò ÑL ن ــه ، ٢٧ – ٢٦: الج M j i h g f : وقول

n m l ko v u t s r q pw { z y xL راھیم : وقوله ، ٤: إب MÆ Å Ä Ã Â Á À ¿Ç Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É È

Ó ÒL واهللا أعلم. ٧٠: المائدة .

*******

) . ١٤٨-١٤٢، ١٠٤-٦٣( ، النيب والرسول ، ص ١٧٣، ١٧/١٧٢، روح املعاين ٧٢٠ -٧١٤/ ٢النبوات : انظر )١( ) . ١٧٧٣( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر . رواه أمحد وغريه بإسناد صحيح )٢( ) . ١٥٨( شرح العقيدة الطحاوية ، ص : انظر )٣(



٦

احلاجة إىل الرسالةإمنا تكون باتباع النور الذي أنزل على الرسل ؛ صالح املعاش واملعاد ، وسعادة الدنيا واآلخرة

½ ¾ ¿ M À : فالشرع نور اهللا يف أرضه ، وحصنه الذي من دخله كان آمنا ؛ قال تعاىل

Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â ÁL ؛ ١٢٤ - ١٢٣: طھMd c b a ` _ ^ ] \ [ Z Ye j i h g f : وقال

l kL ا ومعبودها بأمسائه وصفاته ، ٩٧: النحل؛ فال حياة للقلوب والطمأنينة إال مبعرفة ر -:والتأله له حبا وخوفا ورجاء ، مث يتبع ذلك أصالن عظيمان

. معرفة الطريق اليت توصل إىل اهللا ؛ وهي شريعته املتضمنة أمره ويه : أحدمها . )١(ابمعرفة مآل العباد ، وتفاصيل الثواب والعق: والثاين

-:وهذه األصول يستحيل أن تستقل العقول مبعرفتها على التفصيل ؛ ألسباب كثرية ، منها أن معرفة العقل هلذه األصول إمجالية ، وغري يقينية ، وهلذا نص عامة العقالء على أنه السبيل - ١

الرسالة لم يهتد العقل اللو: (قال ابن تيمية . إىل اليقني يف املطالب اإلهلية إال عن طريق الوحي ادعالماش وعي المف ارالضع وافيل النفاصإلى ت ، هادبلى عع م اللهظم نعأع نفم ، ةنم فرأشو

لهسر همل إليسأن أر همليع ، هبكت همليل عزأنو ،و يمقتساط المرالص مله نيب .لوالو كذل . )٢( ) منها البل أشر حا، لكانوا بمنزلة الأنعام والبهائم

أن العقول تتفاوت ؛ فقد يستحسن قوم مايستقبحه آخرون فيقضي التعويل على العقل إىل - ٢ . التنازع وخراب العامل

أن العقل قاصر عن تصور غايات التشريع وحكمه ؛ وهلذا يبدو له يف املستقبل مامل يكن - ٣ . حاضرا يف يومه ، فيضطر إىل التعديل والتبديل كلما ظهرت له مفاسد تشريعه

والواقع الدميقراطي . أن اهلوى غالب على العقل ؛ وهلذا يشرع ملصلحته ال للحق والعدل - ٤ . )٣(فكثري من التشريعات إمنا تسن ملصلحة الرأمسالية ال ملصلحة الشعوب؛ مصداق هلذه احلقيقة

) . ٧٠، ٦٩( ، شرح الطحاوية ، ص ١٥١، ١/١٥٠، الصواعق املرسلة ٩٦، ٩٥/ ١٩جمموع الفتاوى : انظر )١( . ١٩/١٠٠جمموع الفتاوى )٢( ) . ١٨٩( ، املسامرة ، ص ٢/٢، مفتاح دار السعادة ١٠٥ - ١٩/٩٣جمموع الفتاوى : انظر )٣(



٧

تصلح ؛ معرفة تفصيلية يقينية ، وثوابه وعقابة ، ومعرفة شريعته ، فالرسالة ضرورية ملعرفة الرب معها وا دنيا العبد وآخرته ، وينجو ا من ختبط البشر يف التصورات والتشريعات ؛ قال ابن

وأسس بنيانه ، ما أشرقت عليه شمس الرسالة إال الدنيا كلها ملعونة ملعون ما فيها ( :ة ـتيميض إلى الرسول كحاجتهم إلى الشمس والقمر ؛ والرياح األروليست حاجة أهل . ...عليها

المو؛ وال طر و هاتيإلى ح انسالإن ةاجا ال كحهئون إلى ضيالع ةاجام ، كحم إلى الطعالجسووذا تسقط . )١( ) بل أعظم من ذلك وأشد حاجة من كل ما يقدر ويخطر بالبال ،والشراب

أن ؛ فقد زعموا الربامهة عن عرفت وهي الدعوى اليت ! االستغناء بالعقل عن الوحيدعوى ماجاءت به الرسل إما أن يكون معقوال وإما أن يكون غري معقول ؛ فإن كان معقوال كفانا عنه

! )٢(العقل ، وإن كان غري معقول فهو غري مقبولحىت قال ، وإن كانوا هم من توىل كربها املكابرين دعوى ليست خاصة ؤالء هذه الو

فقد شاركهم يف . )٣( )هم املخصوصون بنفي النبوات أصال ورأسا ... الربامهة : ( الشهرستاين - :دعوى االستغناء عن الوحي طوائف كثرية ؛ منها

الفالسفة ؛ فاعتمادهم على العقل دون الوحي ؛ ألن ماجاء به األنبياء بزعمهم جمرد ختييل - ١أال اجر إىل : الستصالح العامة ال حتقيقا يفيد العلم ويورث اليقني ؛ وهلذا ملا قيل لسقراط

! )٤(حنن قوم مهذبون الحاجة لنا باهلجرة ملوسى ليهذبنا: ؟ قال موسىالعلمانيون ؛ فقد زعموا أن العلم احلديث يغين عن الوحي ؛ إما كليا ، كما يزعم أصحاب - ٢

. )٥(ادي منهم ، وإما يف تنظيم احلياة ، كما يزعم كثري منهماالجتاه اإلحل{ ~ � ¡ M : دعوى هي سنة أعداء الرسل على مدى الدهر ؛ قال تعاىل هذه الو

® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢L من أعظم املكابرات ؛ وهي ؛ ٨٣: غافرالناس إىل النبوة فوق كل احلاجات ، وضرورم إليها مقدمة على مجيع الضرورات ، ألن حاجة

. ١٠١/ ١٩جمموع الفتاوى )١( ) . ١٨٨، ١٨٧( ، املسامرة ، ص ١٠، ٥/٩، شرح املقاصد ٢/٢٥١ل والنحل املل: انظر )٢( . ٢/٢٥٠امللل والنحل )٣( . ١١ -٨/ ١، درء تعارض العقل والنقل ٤٤٠، ٣/٤٣٩الكشاف : انظر )٤( ) . ٤٩٥-٤٤٥( مذاهب فكرية معاصرة ، ص : انظر )٥(



٨

؛ ألن احلياة ٥٢: الشورىM& % $ # " ! L :قال تعاىل وهلذا مسى اهللا الوحي روحا ؛ ض األرهل ألبقاء ال ( : رهن بوجوده يف العامل ؛ فإذا رفع أذن اهللا خبراب العامل ، قال ابن تيمية

يهمة فودجول مسالر آثار تاما دإلا م ، نل مسالر آثار تسرفإذا دض األر ، ةوامنحت بالكلي يفلالسو لويالع المالع الله برة، خاميالق أقام١( ) و( .

ودعوى االستغناء بالعقل عن الوحي ليست مسلمة بني العقالنيني ؛ فكثري منهم يسلم باحلاجة إىل صالح اإلنسان يف معاشه ومعاده : فاملعتزلة يقولون الرسل ، بل إنه يراها من الواجبات العقلية ؛

من وهكذا طوائف ! يتم إال ببعثة الرسل ، وكل ماكان كذلك فهو واجب على اهللا عقال اليلزم من وجود اهللا وجود العامل ، ويلزم من وجود العامل وجود من : الفالسفة فإم يقولون

! )٢(يصلحهوهؤالء وأولئك وإن شاركوا علماء السلف يف التسليم باحلاجة إىل الرسالة إال أن يف كالمهم

-:كثرية غري مسلمة ؛ منها اأموروإجلاءه إىل ، أن اإلجياب العقلي على اهللا تعاىل يتضمن استعالء العقل ، وسلب إختيار الرب - ١

. فيكون باطال ، ومنكرا من القول وزورا !االجناز ؛ أي هللا ه ؛ وهلذا يقولون بلزوم بطريق الفيض ال اخللقكان أن وجود العامل عند الفالسفة - ٢ !وهذا يعين إنكار املبدأ واملعاد !وأبديته أزلية العاملب

وقد يتم بطريق ، ليس وقفا على الرسل ؛ فقد يتم بطريقهم أن صالح العامل عند الفالسفة - ٣يدرك األشياء بقوته اخليالية النيب ؛ ألن الفالسفة ، بل إن منهم من يفضل الفيلسوف على النيب

! )٣(ومبشر بن فاتك، وهذا قول الفارايب ! والفيلسوف يدركها بقوته العقليه

********

. ١٠١/ ١٩جمموع الفتاوى )١( ) . ١١٩( شرح اجلوهرة ، ص : انظر )٢( . ٦٦٨ -٦٦١/ ٢، ٣٠٦ -٢٩٦/ ١، الوعد األخروي ١٢ - ١/٩درء التعارض : انظر )٣(



٩

صطفاء الرسلا: اىل ـ؛ قال تعوعلمه مبن يصلح لرسالته ، تعاىل ، مرتبط بفضل اهللا إهلي واختيار اصطفاء النبوة

MÆ Å Ä)١( È ÇÉ Î Í Ì Ë ÊL وقال ١٠٥: البقرة ، : M N M L

OR Q PS W V U T XL وقال ؛ ٧٥: الحج : MÇ Æ Å Ä Ã L إال عند أزكى خلقه ؛ قال أعظم نعمه ؛ أي مبن يصلح هلا ، وللقيام بأعبائها ؛ فال يضع ١٢٤: األنعام

اهللا ال يرتل رسالته إال على أزكى اخللق قلبا ونفسا ، وأشرفهم بيتا ، وأطهرهم : ( ابن كثري فيمن خيتصه إن االصطفاء للنبوة مرتبط بصفات ثبوتية : ؛ وهلذا قال علماء السلف )٢( )ا ـنسب

ونسبه ، واستعد مبا ميزه يف عقله ودينهفضل مواهبه إال أفضل خلقه اهللا لرسالته ؛ فال يصطفي أل . ألن خيصه اهللا بفضله ورمحته يف ذاته اهللا من صفات

دون نظر إىل ، وذهبت األشاعرة إىل أن االصطفاء للنبوة يرجع إىل حمض املشيئة وصرف اإلرادة وسلم بعضهم بأن ! ؛ وهلذا جوزوا بعثة كل مكلف للنبوة ، واستعداد ذايت صفات ثبوتية

ولكن بطريقة جري العادة ؛ فقد جرت عادة اهللا أن ، االصطفاء للنبوة تابع لالستعداد الذايت يف نفي احلكم واألسباب ؛ مبين على أصلهم وهذا . من كل قوم أشرفهم وأطهرهم جبلة يبعث

وأمر باملأمورات حلكم ، داللة النصوص على أن اهللا تعاىل فعل املفعوالت ترده ، وهو أصل باطل M v : تعود على اهللا وعلى عباده ؛ قال تعاىل ، مقصوده u t s r q p o n

x wy ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { zL ل اـ؛ وق ٤: یونس :) طنا بما وهنم را ظهم شاحالفو مرح الله ةرل غيأج نم ،الو الله نم رأغي صخش ،ال و

رينذنمو رينشبم نيلسرالم ث اللهعب كل ذلأج نم الله نم ذرالع هإلي بأح صخش ،ال و الله نة محدالم هإلي بأح صخة، شنالج الله دعو كل ذلأج نرواه مسلم ) م ، .

تأثري األسباب يف إثبات على لهم يف نفي احلكم واألسباب النصوص الكثرية الدالة ومما يبطل أصM½ ¼ » º :كقوله تعاىل أحكام اهللا الكونية والشرعية واجلزائية ؛ ¹ ¸ ¶ µ¾

Î Í Ì Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À ¿ L وقوله ٥٧: األعراف ، : M +

. ١/٣٥١، روح املعاين ٦١/ ٢تفسري القرطيب : انظر . أي بنبوته ، أو جبميع أنواع الرمحة وتدخل النبوة فيها دخوال أوليا )١( . ٢/٤٧٠تفسري ابن سعدي : وانظر ) . بتصرف يسري ( ٦/٥٧٢تفسري ابن كثري )٢(



١٠

. - , 2 1 0 / L وقوله ٢: النور ، : M ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥L ٢٤: الحاقة يفيد إثبات األسباب من ولو تتبعنا ما، ... القرآن مملوء من إثبات األسباب : ( ؛ يقول ابن القيم

وأنت الجتد ، ... القرآن والسنة لزاد على عشرة آالف موضع ، ومل نقل ذلك مبالغة ، بل حقيقة . )١( )! كتابا من الكتب أعظم إثباتا لألسباب من القرآن

وأن اهللا اليفضل إحسان سابق ؛ إال علىجزاء يكون وأما املعتزلة فقد رأوا أن االصطفاء للنبوة المن خلقه مبحض فضله لكان ظلما ، والظلم ؛ فلو اختص أحداأحدا على أحد إال بعمل من العبد

وهذا مرتبط بأصلهم يف التعديل والتجوير ، والتحسني والتقبيح ، وهو أصل . حمال على اهللا عقال غري مسلم ؛ ألنه مبين على التشبيه ؛ فقد زعموا أن ماحسن من العبد حسن من الرب ، وهكذا

قياس أفعاله على أفعال عباده : (قول ابن القيم ؛ ي )٢(ماقبح ؛ وهلذا مساهم السلف مشبهة األفعالنه تعاىل كما أنه ليس كمثله شيء يف ذاته وال يف صفاته إف؛ من أفسد القياس وأعظمه بطالنا ..

فيحسن منه ما حيسن ؛ وكيف يقاس على خلقه يف أفعاله . فكذلك ليس كمثله شيء يف أفعاله ؛ وحنن نرى كثريا من األفعال تقبح منا وهي حسنة منه تعاىل ، ويقبح منه ما يقبح منهم ، منهم

وإهالك من لو أهلكناه حنن لقبح منا من األموال واألنفس وهو منه ، كإيالم األطفال واحليوان رقي واهللكي قبيحا منا وهو سبحانه إذا غوحنن نرى ترك إنقاذ ال ...تعاىل مستحسن غري مستقبح يب ويس، ده وإماءه يقتل بعضهم بعضا ونرى ترك أحدنا عبي، ا منه أغرقهم وأهلكهم مل يكن قبيح

ويفسد بعضهم بعضا وهو متمكن من منعهم قبيحا وهو سبحانه قد ترك عباده ، بعضهم بعضا وإذا كان هذا شأنه سبحانه وشأننا ؛ كذلك وهو قادر على منعهم وهو منه حسن غري قبيح

. )٣( )! فكيف يصبح قياس أفعاله على أفعالنافإنه اليدل على أن أصل ، ١٥٤: األنعام M e d c b a _ ^L : وأما قوله تعاىل

أعلى مكانته على أن اهللا ، وإمنا يدل كما قالت املعتزلة للنبوة كان جزاء إحسان سابق اصطفائه M x w v u : مبا أنزل عليه من أعظم كتبه جزاء إحسانه وقيامه بأعباء النبوة ؛ كقوله تعاىل

) . ٣١٨-٣١٥( شفاء العليل ، ص )١( . ٢٢، ٨/٢١، روح املعاين ٨/٢٤٢، شرح املواقف ٤٢١-٤١٣/ ٢منهاج السنة : انظر )٢( . ٢/٥٢مفتاح دار السعادة )٣(



١١

z y{ ¡ � ~ } | L وقوله ١٢٤: البقرة ، : MP O N M L K JQ R

U T SL ١(واهللا أعلم. ٢٤: السجدة( . دعوى اكتساب النبوة

مسلم بني أهل القبلة وإن اختلفوا يف سببه ؛ بل إنه مسلم حىت بني اصطفاء الرسل أصل رأينا أن { ~ � ¡ ¢ £ ¤ ¥ ¦ M : الكفرة وإمنا خالفوا فيمن وقع عليه االصطفاء ؛ قال تعاىل

¬ « ª © §® µ ³ ² ± ° ¯¶ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸

À ¿Á )٢(

Ç Æ Å Ä Ã Â L فهؤالء إمنا نازعوا يف األحق ؛ ٣٢ - ٣١: الزخرف، كما زعم دون سيد املرسلني باالصطفاء ؛ فزعموا أن األحق بالنبوة كرباءهم وسادم حسدا ؛ وهلذا كفروا برسالة النيباليهود أن ذرية إسرائيل أحق بالنبوة من ذرية إمساعيل ؛

! " # $ % & M : قال تعاىل مع علمهم بأا حق وصدق ؛ لذرية إمساعيل ،

'( 0 / . - , + * )L وقال ١٤٦: البقرة ، : M @ ? > = < ; : 9

AB L K J I H G F E D CL فكل هؤالء إمنا نازعوا يف ؛ ٥٤: النساء؛ كالفارايب يف أصله ، وظل األمر على ذلك حىت نبغت نابغة من الفالسفة متعلق االصطفاء ال

-:إذا اجتمعت يف العبد ثالث خصال فزعموا أن النبوة ميكن أن تكتسب وابن سينا ؛ قوة قدسية يتمكن ا من إدراك العلم بال معلم ؛ وهذه القوة حتصل بالرياضات الروحية حىت - ١

. من الوحي والعلم يفيض عليها من العقل الفعال تصبح النفس مهيأة لقبول ماقوة خيالية يتمكن ا من ختيل مايفيض عليه من العقل الفعال يف شكل أجسام نورانية ختاطبه - ٢

! من داخله ؛ وهو مايعرف يف لسان الشرع باملالئكة ٣ - فتحصل له اخلوارق ؛ العامل ) أي مادة( ا من التأثري يف هيوىل قوة نفسية يتمكن

وقد راجت هذه ! ؛ فمن اجتمعت فيه هذه اخلصال الثالث أمكن أن يكون نبيا ! واملعجزات الدعوى على كثري من األغرار فأخذوا يطلبون النبوة على منهاج الفالسفة ؛ كما يذكر عن ابن

. ٦٤٢، ٣/٦٤١تفسري ابن كثري : انظر )١(أي إذا كانت دنياهم بيد اهللا فأمر الدين والنبوة أوىل أن يكون بيده ، وإذا مل يفوض إليهم شيئا من أمر الدنيا فألن اليفوض )٢(

. ٦/٦٤٣، تفسري السعدي ١٦/٨٢تفسري القرطيب : انظر . من باب أوىل ) النبوة ( إليهم أعلى أمور الدين



١٢

! هود وابن سبعني -:وهذه الدعوى باطلة من وجوه كثرية ؛ منها

عوى مبنية على نظرية الفيض ، ودعوى العقول العشرة ، اليت آخرها عقل فلك أن هذه الد - ١، وليس وىادعمن أكذب الوهي ! بزعمهم القمر ؛ وهو العقل الذي بزعمهم يدبر هذا العامل

إمنا هو تصوير لكيفية صدور العقل ...كل ماهلم : ( ، يقول سليمان دنيا هلا أي مستند علمي األول عن العقل األول ، صدور العقل الثاين والنفس األوىل وجسم الفلك مث، األول عن اهللا

. )١( )وهكذا إىل آخر السلسلة ، وهذا أشبه بالقصة منه باالستدالل العقلي أن نظرية الفيض أو الصدور تعين القول بقدم العامل ، وإنكار حدوثه والقطع بأنه اليقبل الفناء - ٢

. ، وإمنا هو أزيل أبدي العقل العاشر من شأن بزعمهم أن هذه النظرية شرك صريح يف الربوبية ؛ فتدبري هذا العامل - ٣

. المن شأن الرب وحده ؛ كما يؤمن بذلك املسلمون ) عقل فلك القمر ( املزعوم خياالت يف نفس بزعمهم أن هذه النظرية تعين إنكار الوجود احلقيقي للمالئكة ، وإمنا هي - ٤

! ود هلا يف الواقع ونفس األمر وج النيب الوكذلك تستلزم هذه الدعوى إنكار ختم النبوة ؛ فكل من اجتمعت فيه هذه اخلصال أمكن - ٥

M ¾ ½ ¼ » º ¹ : ؛ وهذا تكذيب صريح لقوله تعاىل أن يكون نبيا ولو بعد بعثة حممد

Ä Ã Â Á À ¿ L ولقوله ٤٠: األحزاب ، ) : اء بستبيلى الأنع لت؛ فضوجعلت لي الأرض طهورا ، وأحلت لي الغنائم ، ونصرت بالرعب ، أعطيت جوامع الكلم

. مسلم رواه ) . وختم بي النبيون ، وأرسلت إلى الخلق كافة ، ومسجدا أن هذا املذهب أفضى بالفارايب ومبشر بن فاتك إىل تفضيل الفيلسوف على النيب ؛ ألنه يدرك - ٦

ورأى ابن سينا أن النيب أفضل ؛ ألنه خياطب ! األشياء بقوته العقلية ، والنيب يدركها بقوته اخليالية ! )٢(الناس بطريقة يعجز عن مثلها الفيلسوف

) . ٩٣( حاشية افت الفالسفة ، ص )١(، شرح املواقف ) ٢٨٩( ، شرح الطحاوية ، ص ١١-١/٨، درء التعارض ٤١٦، ٢/٤١٥منهاج السنة : انظر )٢(

. ٣٥٠ -٣٣٤، ٣٠٨-١/٢٩٦، الوعد األخروي ) ١٢٨، ١٢٧( ، شرح اجلوهرة ، ص ٢٤٤-٨/٢٤٢



١٣

الفكر الصويفالفلسفة يف هذه أثر إمنا هي ترداد لنظرية الفيض أو لنظرية الفيض تأثري واضح يف الفكر الصويف ؛ فاملعرفة اإلشراقية

زعم ابن عريب الطائي أن الويل يأخذ من املعدن الذي يأخذ من امللك ؛ وبناء عليها ؛الصدور -:فقال وهو عقل فلك القمر ؛ وهلذا فضل الويل على النيب ،

مقام النبوة يف بــرزخ فويق الرسول ودون الويل وسيط ، والنيب يأخذه بوساطة امللك ؛ وهلذا يأخذ العلم من عقل فلك القمر بالفالويل بزعمه

وهذا كقول الفالسفة يف تفضيل ! )١(كان الويل يف مرتبة أعلى بكثري من مرتبة النيب والرسول- . / M 1 0 : الفيلسوف ، والقوالن كالمها تكذيب صريح للقرآن ؛ قال تعاىل

23 7 6 5 48 A @ ? > = < ; : 9B D CE I H G FJ K

R Q P O N M LS [ Z Y X W V U T\ ^ ]

a ` _ d c be j i h g fL ؛ فدل على ٨٦ – ٨٣: األنعام؛ كما قال )٢(فضلهم على من عداهم من اخللق ؛ وهلذا كانوا يف أعلى درجات الفضل األربع

MW V U T S R Q P O N M L K J IX Z Y : تعاىل

\ [L األ :(، قال ابن تيمية ٦٩: النساء نل ماء أفضبياء األنيلو ، اريخاألو مهعباء أتيللألنبياء و لياء األودعواه أن خاتم . ان أبو بكر أفضل من طلعت عليه الشمس بعد النبيني والمرسلني كما ؛

هر من حيث يأخذه النبي ؛ ويأخذ العلم الباطن من المعدن الذي يأخذ منه يأخذ العلم الظاوهو مبني على قول المتفلسفة ، ل المن أعظم الكفر والضالملك ما يوحيه إلى النبي ؛ فهذا

ينالذ بيقل النلى عع يضفا يضة فيوبلون النعجقولون ! ييفس : وي نثل فمتا يم وه لكإن الم نم بيالنقولون األشفي ةانيوركال الن : ةيالير الخوالص لكت نذ عأخي بي؛ إن النو لكالم يه

مهدن؛ ع نذ عأخي نمل مأكمو ظمكان أع درجقل المالع نة عيقلالع انيعذ المأخ ناألمثلة فم ةياليالخ !ؤالفهؤال هوا أقوقدتالء الفالء اع يندلحالم فةلكوا ، سسو ةاضيالر لكسذوا ، مفأخ

) . ٤٩٤-٤٩٢( ، شرح العقيدة الطحاوية ، ص ) ٤٨٩ -٤٨٧( الرد على املنطقيني ، ص : انظر )١( . ٤٣٠، ٢/٤٢٩، تفسري السعدي ) حباشية اخلفاجي ( ٤/١٤٤تفسري البيضاوي : انظر )٢(



١٤

.)١( ) ويخرجونها في قالب المكاشفات والمخاطبات،لحادية الفلسفية اإل موراأللمون بتلك يتك داللة اصطفاء الرسل

رأينا أن اصطفاء الرسل مرتبط بصفات ثبوتية تكون فيمن اختاره اهللا لرسالته ؛ فاهللا تعاىل الخيتار لرسالته إال أفضل خلقه يف دينه وخلقه وعقله وأصله ؛ وهذا يعين إخراج عدة طوائف عن

- :االصطفاء بالرسالة ؛ وهي قال تعاىل أفضل من أصل اجلن ؛فالرسالة خاصة باإلنس دون اجلن ؛ ألن أصل اإلنس اجلن ؛ - ١ : Mn m l k j i h g f e d L عن فوصف الرجولة خيرج اجلن ، ١٠٩: یوسف

.وال بدويا، امرأة وال، هذا يدل على أنه مل يرسل جنيا : ( يقول ابن القيم ؛ االختيار للرسالة ٦: الجن M b a ` _ ^ ] \ [ Z Y X WL : قوله وأما تسميته تعاىل اجلن رجاال يف

وال ، فهم رجال من اجلن ؛ من اجلن : بل هي تسمية مقيدة بقوله ، فلم يطلق عليهم الرجال ؛ ورجال من ، كما تقول رجال من حجارة ، يستلزم ذلك دخوهلم يف الرجال عند اإلطالق

، كما ، وليس من اجلن رسل الرسل من اإلنس فقط : (ابن كثري ، وقال )٢( )وحنوه ، خشب وقال ابن . ، من السلف واخللف ، وغري واحد من األئمة ، وابن جريج قد نص على ذلك جماهد

أنه زعم عن الضحاك بن مزاحم وحكى ابن جرير. ، ومن اجلن نذر الرسل من بين آدم: عباس ° ± M ³ ² :بقوله تعاىل واحتج ؛ أن يف اجلن رسال ® ¬ « ª ©

¶ µ ´ L ا على ذلك نظر؛ ١٣٠: األنعام ا حمتملة وليست ويف االستدالل؛ أل+ , - . / M 7 6 5 4 3 2 1 0 : ، وهي واهللا أعلم كقوله تعاىل بصرحية

= < ; : 9 8L اللؤلؤ واملرجان إمنا يستخرج من امللح ومعلوم أن ؛ ٢٢ - ١٩: الرحمن . ، وهللا احلمد وهذا واضح. ال من احللو

," # $ % & ' ) ( * +M :والدليل على أن الرسل إمنا هم من اإلنس قوله تعاىل

8 7 6 5 4 3 2 1 0 / . -9 < ; :G F E D C B A @ ? > =H O N M L K J I

. ٣٧١، ١٨/٣٧٠جمموع الفتاوى )١( ) . ٤١٧، ٤١٦( طريق اهلجرتني ، ص )٢(



١٥

X W V U T S R Q P L وقال تعاىل عن إبراهيم، ١٦٥ - ١٦٣: النساء : M i h

l k jL ومل يقل أحد من فحصر النبوة والكتاب بعد إبراهيم يف ذريته؛ ٢٧: العنكبوت ، . )١( ) ببعثتهمث انقطعت عنهم إن النبوة كانت يف اجلن قبل إبراهيم اخلليل الناس

M i h g f e d :قال تعاىل أهل البادية ؛ فالرسالة خاصة بأهل احلاضرة دوم ؛ -٢

n m l k j L فدل على اختصاص الرسالة بأهل القرى دون أهل البوادي ؛ ١٠٩: یوسف ،وهذا القول وإن قال به بعض . )٢(أهل البوادي وأقرب إىل اخلري واإلميان من ألم أعلم وأحلم ،

M i h g f e d c b : أئمة السلف ؛ كاحلسن وقتادة إال أنه يشكل عليه قوله تعاىل

l k jm x w v u t s r q p o nL ؛ فظاهر اآلية يدل على البادية ١٠٠: یوسفأن يعقوب نبئ : منها ؛ عن هذا بأجوبة بأجبي : (يقول الشنقيطي ، كانت مرتل يعقوب

. من احلضر ، مث انتقل بعد ذلك إىل البادية :أو كثري ، هو املذكور يف قوله مجيل ؛ " بدا" أن املراد بالبدو نزول موضع امسه : ومنها

الد سوامهاـإيل وأوطاين ب شغبا إىل بدا توأنت الذي حبب ذا فطاب الواد رة ــرة مث مـا مذـحللتكالمها يان

.وال خيفى بعد هذا القول ، كما نبه عليه األلوسي يف تفسريه ، وهذا القول مروي عن ابن عباس . )٣( )واهللا تعاىل أعلم ، أن البدو الذي جاءوا منه مستند للحضر فهو يف حكمه : ومنها

ألن الرق نقص مناف ملقام النبوة ، وقيد الميكن صاحبه من القيام بأعباء النبوة ؛ العبيد ؛ - ٣رضي اهللا عنهما بسنده عن ابن عباس وألن الرسل إمنا تبعث يف أحساب قومها ؛ روى البخاري

انطلقت يف املدة اليت كانت بيين وبني رسول : ( من فيه إىل يف قال حدثين أبو سفيان : قال مث : احلديث ، وفيه ... إىل هرقل إذ جيء بكتاب من النيب ، فبينا أنا بالشأم : قال اهللا

وكذلك ، فزعمت أنه فيكم ذو حسب ، قل له إين سألتك عن حسبه فيكم : قال لترمجانه

، شرح العقيدة الطحاويــة ، ص ) ٤١٦( طريق اهلجرتني ، ص : وانظر ) . بتصرف يسري ( ٣/٦١٤تفسري ابن كثري )١(

) . ٣٠- ٢٥( ، النيب والرسول ، ص ) ١٦٦( . ٤/٥٤٥تفسري ابن كثري : انظر )٢( ) . ١٧٥( دفع إيهام االضطراب ، ص )٣(



١٦

. ) الرسل تبعث يف أحساب قومهان كثري ـقول ابأما مارود عن بعض السلف من القول بنبوة لقمان فقول ضعيف سندا ونظرا ؛ ي

، األكثرون ؟ على قولني أو عبدا صاحلا من غري نبوة هل كان نبيا؛ اختلف السلف يف لقمان: ( ؛ ألن الرسل كانت تبعث يف أحساب على الثاين ؛ ألن كونه عبدا قد مسه الرق ينايف كونه نبيا

ن صح إ، وإمنا ينقل كونه نبيا عن عكرمة ؛ وهلذا كان مجهور السلف على أنه مل يكن نبيا قومها . )١( ) السند إليه

من هم دون األربعني ؛ ألا السن اليت يبلغ فيها املرء أشده ؛ والنبوة إمنا تكون عند بلوغ - ٤وهكذا شأن ؛ ١٤: القصص : M' & % $ # " ! Lعن موسى األشد ؛ قال تعاىل

تبعث الرسل ، وهلا : قيل . على رأس أربعني ، وهي سن الكمال اهللا هبعث( ؛ سيد املرسلني أنه رفع إىل السماء وله ثالث وثالثون سنة فهذا اليعرف له أثر وأما مايذكر عن املسيح

. )٢( )متصل جيب املصري إليه دينه واهللا تعاىل الخيتار لرسالته إال أفضل خلقه يفالرجل أفضل من املرأة ، ألن النساء ؛ - ٥

؛ ٣٤: النساء M * ) ( ' & % $ # " !L : ؛ قال تعاىل وخلقه وعقله وأصلهخمتصة الرجال أفضل من النساء ، والرجل خري من املرأة ؛ وهلذا كانت النبوة : ( قال ابن كثري

. )٣( )بالرجال ، وكذلك امللك األعظم فوصف الرجولة قيد ؛ ١٠٩: یوسف M k j i h g f e d n m l L : وقال تعاىل

مل يبعث اهللا نبيا من أهل البادية ، : ( خيرج مبفهومه النساء عن االجتباء للرسالة ؛ يقول احلسن خيرب تعاىل أنه إمنا أرسل رسله من الرجال : (، وقال ابن كثري )٤( )والمن اجلن ، والمن النساء

أن اهللا تعاىل مل ؛ ، كما دل عليه سياق هذه اآلية الكرمية العلماء وهذا قول مجهور. ال من النساء . يوح إىل امرأة من بنات بين آدم وحي تشريع

) . ٣٣-٣٠( النيب والرسول ، ص : وانظر . )باختصار ( ١١٣-٦/١١١تفسري ابن كثري )١( . ١/٨٤زاد املعاد )٢( . ٣/٩٤تفسري ابن كثري )٣( . ٤/٢٩٥زاد املسري )٤(



١٧

، واحتجوا بأن ، ومرمي أم عيسى نبيات ، وأم موسى أن سارة امرأة اخلليل)١(وزعم بعضهموأوحينا إلى أم موسى أن : ، وبقوله ، ومن وراء إسحاق يعقوب بشرت سارة بإسحاق املالئكة

وإذ قالت المالئكة يا : ، وبقوله تعاىل أرضعيه ، وبأن امللك جاء إىل مرمي فبشرها بعيسىبري لتاقن ميرا مي نيالماء العلى نسع طفاكاصو كرطهو طفاكاص إن الله ميري مدجاسو ك

نيعاكالر عي مكعارو . ، فإن أراد القائل بنبون )٢(، ولكن ال يلزم من هذا أن يكن نبيات بذلك وهذا القدر حاصل هلنهل يكفي يف االنتظام ، ويبقى الكالم معه يف أن هذا ، فهذا ال شك فيه هذا القدر من التشريف

، وهو الذي نقله الشيخ أبو أهل السنة واجلماعة ئمةأ؟ الذي عليه مبجرده أم ال )٣(يف سلك النبوة، كما قال ، وإمنا فيهن صديقات أنه ليس يف النساء نبية احلسن علي بن إمساعيل األشعري عنهم

ما المسيح ابن مريم إال رسول قد : مرمي بنت عمران حيث قال؛ شرفهن خمربا عن أ؛ تعاىل لتخ امالطع أكالنا ييقة كاندص هأمل وسالر هلقب نيقية ؛ما بالصدفوصفها يف أشرف مقاما ،

. )٤( ) ، فهي صديقة بنص القرآن واإلعظام فلو كانت نبية لذكر ذلك يف مقام التشريف

********

كتاب النيب : انظر يف عرض مذهبه ، ومزيد نقد ألدلته : كابن حزم والقرطيب ، وابن حزم أشهر من تبىن القول بنبوة النساء )١(

) . ١٤٢-١٠٥ص ( والرسول ، كما ألن النبوة إمنا تكون بوحي التشريع ال مبطلق الوحي ، أو مبجرد تكليم املالئكة ؛ فإن املالئكة قد تكلم من ليس نبيا ؛ )٢(

النيب : انظر . يف خرب الذي زار أخا له يف اهللا فأرصد اهللا على مدرجته ملكا ، وكما يف خرب األقرع واألبرص واألعمى ) . ١١٨-١١٤( والرسول ، ص

مل اهللا تعاىل: الذي البد منه لالنتظام يف سلك النبوة وحي التشريع المطلق الوحي ؛ كما يدل لذلك قوله يف أول كالمه )٣( . إىل امرأة من بنات بين آدم وحي تشريعيوح

. ٤/٥٤٤تفسري ابن كثري )٤(



١٨

الـوحي

أمهية الوحي؛ من البشر جوهر النبوة ، وهو امليزة العظمى الىت متيز ا النيب عن غريه بشرع أو كتاب وحيال

Mà ß Þ Ý Ü Û Ú Ù : قال تعاىل Ø × Öá í ì ë ê é è ç æ å ä ã â

ï îL وقال ١١٠: الكھف ، : M Q P O N M L K JW V U T S RX

[ Z YL وقال ، ٦: فصلت: M / . - , + * ) ( ' & % $ # " !

0 L أي بالنبوة والرسالة ؛ فيصطفي بفضله وحكمته من يشاء من عباده هلذا ؛ ١١: إبراھیم . )١(املنصب العظيم

-:فاملراد به أحد أمرين )٢(وإذا أضيف الوحي لغريهم من البشرM3 2 1 0 / .4 7 6 5 :كما يف قوله تعاىل وحي اإلهلام ال وحي التشريع ؛ - ١

> = < ; : 9 8? F E D C B A @L ٧: القصص . M ¢ ¡ � ~ } | { z y : الوحي بوساطة األنبياء ؛ كما يف قوله تعاىل - ٢

§ ¦ ¥ ¤ £L فهذا وحي بوساطة عيسى ١١١: المائدة ، )٣( . معىن الوحي

الوحي لغة هو اإلعالم اخلفي السريع ؛ وهو أعم من أن يكون بإشارة أو كتابة أو رسالة أو إهلام . غريزي أو غري غريزي

أو إعالم اهللا أنبياءه مبا يريد أن يبلغه إليهم من شرع أو كتاب . واصطالحا هو اإلعالم بالشرعا أراد بطريقة خفية غري مبأو أن يعلم اهللا تعاىل من اصطفاه من عباده .بواسطة أو غري واسطة

. ٤/٣٥، تفسري اخلازن ٤/٦٠٠، تفسري ابن كثري ٩/٣٤٧تفسري القرطيب : انظر )١(هذا القيد إلخراج الوحي لغري البشر ؛ كالوحي للمالئكة ؛ فإنه مبعىن الكالم املباشر ؛ وكالوحي للنحل فهو مبعىن اإلهلام )٢(

) . ٣٤، ٣٣(مباحث يف علوم القرآن ، ص : انظر . وله متعلقات أخرى خيتلف معىن الوحي حبسبها . الغريزي ) . ٥١٦( املفردات ، ص : انظر )٣(



١٩

. )١(معتادة أنواع الوحي

M Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ø × Ö Õ Ô :وللوحي طرق متعددة جيمعها قوله تعاىل

Ý Ü Û Ú ÙÞ â á à ßL الوحي مراتب عديدة :( قال ابن القيم ؛ ٥١: الشورى: وكان ال يرى رؤيا إال جاءت مثل فلق ، وكانت مبدأ وحيه ؛ الرؤيا الصادقة : إحداها

. حـالصبإن روح ( : قال النيبكما ؛ ما كان يلقيه امللك يف روعه وقلبه من غري أن يراه : الثانية

فاتقوا اهللا ؛ رزقها أجلها ، وتستوعب القدس نفث يف روعي أنه لن متوت نفس حىت تستكمل تعاىل اهللا ن فإ؛ مبعصية اهللا يطلبه استبطاء الرزق على أن أحدكم وال حيملن، وأمجلوا يف الطلب

. )٢( )إال بطاعته ماعنده ال ينال ويف هذه املرتبة ، فيخاطبه حىت يعي عنه ما يقول له ؛ كان يتمثل له امللك رجال أنه : الثالثة

. كان يراه الصحابة أحيانافيتلبس به امللك حىت إن جبينه ، وكان أشده عليه ، أنه كان يأتيه يف مثل صلصلة اجلرس : الرابعة

ولقد ، وحىت إن راحلته لتربك به إىل األرض إذا كان راكبها ، ليتفصد عرقا يف اليوم الشديد الربد . جاءه الوحي مرة كذلك وفخذه على فخذ زيد بن ثابت فثقلت عليه حىت كادت ترضها

وهذا وقع ، أنه يرى امللك يف صورته اليت خلق عليها فيوحي إليه ما شاء اهللا أن يوحيه : اخلامسة . النجمله مرتني كما ذكر اهللا ذلك يف

. ما أوحاه اهللا وهو فوق السماوات ليلة املعراج من فرض الصالة وغريها: السادسة وهذه املرتبة ، كما كلم اهللا موسى بن عمران ؛ كالم اهللا له منه إليه بال واسطة ملك : السابعة

. هو يف حديث اإلسراء وثبوا لنبينا ، القرآن هي ثابتة ملوسى قطعا بنصوهذا على مذهب ، من غري حجاب ؛ وهي تكليم اهللا له كفاحا ؛ م مرتبة ثامنة وقد زاد بعضه

، مناهل ) ٧٩، ٧٨( ، املدخل لدراسة القرآن الكرمي ، ص ١/٩، فتح الباري ) ٥١٦-٥١٥( املفردات ص : ر انظ )١(

. ١/٦٦العرفان ، ص ) . ٢٠٨٥( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر . رواه أبو نعيم يف احللية من طريق أيب أمامة بإسناد صحيح )٢(



٢٠

وهي مسألة خالف بني السلف واخللف وإن كان ، رأى ربه تبارك وتعاىل إنه : من يقول . )١( )كما حكاه عثمان بن سعيد الدارمي إمجاعا للصحابة، مجهور الصحابة بل كلهم مع عائشة

-:وهذه املراتب ميكن أن ترجع إىل طريقني رئيسني ؛ ) Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë : (؛ وهو املذكور يف قوله تعاىل الوحي بطريق اإلهلام : أحدمها

-:أي إهلاما ؛ واإلهلام له صورتان : M Ô Ó Ò Ñ Ð Øرؤيا املنام ؛ كما يف قوله تعاىل حكاية عن اخلليل - ١ × Ö Õ

ÙÚ ß Þ Ý Ü Ûà ç æ å ä ã â áL قال ابن عباس رؤيا األنبياء ، ١٠٢: الصافات . مه بأم سيدخلون البلد احلرام ، مث كان كما رأى يف منا وكما يف رؤية نبينا حممد . وحي

نفث يف روعي أن نفسا إن روح القدس: ( االلقاء يف القلب حال اليقظة ؛ كما يف قوله - ٢ . )٢( ) أمجلوا يف الطلبها و تستوعب رزقها فاتقوا اهللا ولن متوت حىت تستكمل أجل

Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó : ( الوحي بطريق الكالم ؛ وهو املذكور يف قوله : والثاين

Ý ÜÞ ( ذا الطريق له صورتان ؛ والوحي:- © Mª : التكليم املباشر ؛ قال تعاىل - ١ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ �« ¯ ® ¬L

¬ : (ويف قوله تعاىل . ليلة املعراج أيضا ، وذلك وهذا املقام ثابت لنبينا حممد، ١٤٣: األعراف

وهذا حمل إمجاع بني علماء السلف مل . داللة على أن التكليم املباشر التكون معه رؤية ) ® ¯ ليلة املعراج ؛ فقيل رآه بعني رأسه ، وقيل إنه مل يره وإمنا رأى نور يتنازعوا إال يف رؤية النيب

. )٣(احلجاب ؛ وهو الصحيح الذي تؤيده النصوصتعاىل يف أحسن صورة أتاين الليلة ريب تبارك و( :املنام ؛ حلديث وقد يكون التكليم املباشر حال

فوضع يده بني كتفي حىت . ال : ؟ قلت )٤(يا حممد هل تدري فيم خيتصم املأل األعلى: فقال يا حممد هل تدري : فقال . فعلمت ما يف السموات و ما يف األرض ؛ وجدت بردها بني ثديي

. ٨٠-١/٧٨زاد املعاد )١( ) . ٢٠٨٥( صحيح اجلامع الصغري ، ح . بسند صحيح أبو نعيم يف احللية من طريق أيب أمامة رواه )٢( . ١٨٥-١/١٨٣الوعد األخروي : انظر )٣( ) . ٤٢( اختيار األوىل ، ص : انظر . املأل األعلى هم املالئكة ، أو املقربون منهم )٤(



٢١

املكث يف املساجد : الكفارات و. الدرجات و نعم يف الكفارات: فيم خيتصم املأل األعلى ؟ قلت صدقت : قال . إسباغ الوضوء يف املكاره و، املشي على األقدام إىل اجلماعات و، بعد الصلوات

: قال و. كان من خطيئته كيوم ولدته أمه و، ومات خبري ، و من فعل ذلك عاش خبري ! يا حممد ، حب املساكني و، وترك املنكرات ، اللهم إين أسألك فعل اخلريات : يا حممد إذا صليت فقل

. إذا أردت بعبادك فتنة فاقبضين إليك غري مفتونو، وأن تغفر يل وترمحين وتتوب عليأين : (؛ ويف رواية )١( ) الناس نياموإطعام الطعام والصالة بالليل و، إفشاء السالم : الدرجات و

فإذا أنا بريب ، فنعست يف صاليت حىت استثقلت ، ليت ما قدر يل قمت من الليل فتوضأت وص فيم خيتصم املأل األعلى: قال . قلت لبيك رب ! يا حممد : فقال ، تبارك وتعاىل يف أحسن صورة

. )٢( )احلديث مبثله ... ين يع - أحيانا يأتيين : (صفة هذا الطريق بقوله التكليم بوساطة ملك ؛ وقد بني النيب - ٢

أحيانا و، قد وعيت ما قال فيفصم عين و، هو أشده علي و، يف مثل صلصلة اجلرس - الوحي ، ويبدو أن مساع الصلصلة خمتص بالنيب ، )٣( ) يتمثل يل امللك رجال فيكلمين فأعي ما يقول

عمر بن الخطاب عن )٥(؛ ملارواه البغوي بسند حسن )٤(وأن الصحابة إمنا يسمعونه كدوي النحل قال : ) ول اللهسلى رل عزكان إذا ن دنع عمسن يحل الوحالن ويكد ههجواهللا . )و . )٦(أعلم

طريق الوحي بالقرآن M e d c : ؛ قال تعاىل )٧(الوحي بالقرآن كان بوساطة ملك ال جبميع طرق الوحي السابقة

) . ٥٩( صحيح اجلامع الصغري ، ح . بسند صحيح رواه أمحد وغريه من طريق ابن عباس )١( ) . ٧٤٨(ختريج املشكاة لأللباين ، ح . رواه أمحد وغريه عن معاذ بسند صحيح )٢( ) . ٢١٣( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر . متفق عليه )٣( . ١٩/ ١فتح الباري : انظر )٤( ) . ١٣٧٦( ، ح ٥/١٧٧شرح السنة )٥( ) . ٦٦-٣٥(، املعرفة يف اإلسالم ، ص) ٨١، ٧٩( ، املدخل لدراسة القرآن الكرمي ، ص ٦٠، ٥٩/ ١اإلتقان : انظر )٦(

. ٠ ١/٦٦مناهل العرفان : انظر )٧(



٢٢

v u t s r q p o n m l k j i h g fL فامللك ؛ ١٩٥ – ١٩٢: الشعراءالسلف ؛ قال علماء كما مسعه ، وعلى هذا تلقى القرآن من اهللا لفظا ومعىن ، مث بلغه للنيب

والصحابة والتابعني ومن بعدهم من أئمة السنة أنه ثار عن النبي آلاستفاضت ا: (ابن تيمية توي بصادني هانحبى؛ سوسى مادن ، توبص ةاميالق موي هادبي عادنيي ، وحبالو كلمتيو

توبص ،الس نم دأح نقل عني لمقال و هأن ب: لف كلمتي ب الإن الله أو توالص فر١( ) ح( . القرآن من اهللا ؛ ألن وصف اهللا لفظ قد مسع وأما املتكلمون فقد أنكروا أن يكون جربيل

وهلذا زعم املعتزلة أن ! بالصوت يستلزم أن تقوم به احلوادث ، وماقامت به احلوادث فهو حادث خلقه يف مل يتكلم بالقرآن ، وإمنا اهللا فمن صفاته القائمة به ؛ القرآن من خملوقات اهللا البائنة عنه ال

القرآن مرتل غري خيالف النصوص الصرحية يف أن املعتقد وهذا ! غريه ؛ كاللوح أو جربيل أو النيب: ه ــ، وقول ١: الفرقان M ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤L : تعاىل كقوله خملوق ؛

M < ; : 9 8 7 6L وقوله ، ٢: غافر: M ) ( ' & % $ # " !

*+ / . - ,L ٣ - ١: الدخان . كالم اهللا هو املعىن القائم بذات الرب دون الصوت املسموع هبت األشاعرة واملاتريدية إىل أن وذ

أو ،من عند اهللا البلفظ من عنده ونقله إىل النيب فهم هذا املعىن إن جربيل : ؛ وهلذا قالوا هللا خلق أو أن ا علمها وعرب عنها بلغة العرب ، ن النيب النيب جربيل نزل باملعاين فقط وأ أن

وهذا املعتقد يستلزم أن !أو يف اهلواء فسمعه جربيل مث نقله كمـا مسعه القرآن يف اللوح احملفوظ ني الوحي بطريق الكالم واإلهلام ؛ كله إهلاما ، وهو خالف النصوص اليت فرقت بيكون الوحي

ن اهللا مل يسمع أويلزم منه ، هذا حاصل كالم من ينفي الصوت من األئمة : (قال ابن حجر دة كالم اهللا كما أنه يناقض عقيدم يف وح، )٢( ) أحدا من مالئكته ورسله كالمه بل أهلمهم إياه

وإن قالوا فهم بعضه ! م إن قالوا فهم كل الكالم اهللا فقد جعلوا علمه كعلم اهللا تعاىل ؛ أل . نقضوا مذهبهم يف القول بوحدة الكالم ، وأنه معىن واحد

يتلقى ، وأن جربيل ومما يبطل كال القولني أن النصوص صرحت بوصف اهللا بالصوت

. ٣٠٥، ١٢/٣٠٤جمموع الفتاوى )١( . ١٣/٤٥٨فتح الباري )٢(



٢٣

!يا آدم: يقول اهللا : ( رفعه روى البخاري بسنده عن أيب سعيد ؛الوحي مساعا من اهللا تعاىل ، ) إن اهللا يأمرك أن خترج من ذريتك بعثا إىل النار: فينادي بصوت . فيقول لبيك وسعديك

قال مسعت رسول اهللا عبداهللا بن أنيس األنصاري عن )١(وروى أبن أيب عاصم بسند صحيح ما ؛ بيده إىل الشام أوأومحيشر اهللا العباد ، أو قال حيشر اهللا الناس ، : ( يقول عراة غرال

:فينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب؛ ليس معهم شيء : قال ؟ ما ما : قلت ال ينبغي ألحد من أهل اجلنة أن يدخل اجلنة وأحد من أهل النار يطالبه، أنا الديان ، أنا امللك

: قالوا، وال ينبغي ألحد من أهل النار أن يدخل النار وأحد من أهل اجلنة يطالبه مبظلمة ، مبظلمة روى أبوداود بسند و ، ) باحلسنات والسيئات: قال ؟ نا نأيت اهللا عراة غرال ما اوكيف و

؛ صلصلة الدنيا إذا تكلم اهللا بالوحي مسع أهل السماء : ( يرفعه عن ابن مسعود )٢(صحيححىت إذا فال يزالون كذلك حىت يأتيهم جربيل ، فيصعقون ، كجر السلسلة على الصفا

.احلق: فيقول ؟ يا جربيل ماذا قال ربك : فيقولون ؛ فزع عن قلوم جاءهم جربيل . )٣(واهللا أعلم . ) احلق احلق: فيقولون

إهلام غري األنبياء . / M 0 :الوحي إال أنه قد يقع لغري األنبياء ؛ قال تعاىل اإلهلام وإن كان طريقا من طرق

3 2 14 > = < ; : 9 8 7 6 5? F E D C B A @L القصص :

فإن يك يف أميت أحد منهم ، قد كان فيما مضى قبلكم من األمم أناس حمدثون ( : وقال ، ٧وعه شيء من قبل املأل وامللهم من ألقي يف ر واحملدث هو امللهم ؛ ؛ )٤( ) فهو عمر بن اخلطاب

ولكنه اليكون معصوما كإهلام األنبياء ؛ وهلذا ، قد يقع لغري األنبياء فعلم أن اإلهلام. األعلى الترجيح بني وأ، واطن االشتباه وحجيته مقيدة مبإال إذا مل خيالف حكما شرعيا ؛ اليكون حجة

تكون ومن فروع هذا اإلهلام الرؤيا الصاحلة ؛ وهي كذلك ال. األدلة املتكافئة أو، املباحات

) . ٥١٤( كتاب السنة ومعه ظالل اجلنة ، ح )١( ) . ٤٣٦( جلامع الصغري ، ح صحيح ا )٢() ٨٠، ٧٩( ، املدخل لدراسة القرآن الكرمي ، ص ١/٥٨، اإلتقان ) ١٨٨-١٦٨(شرح العقيدة الطحاوية ، ص : انظر )٣(

) . ٣٥( ، مباحث يف علوم القرآن ، ص ٥٣، ١/٥٢، مناهل العرفان ) ٥٩-٤٤( ، املعرفة يف اإلسالم ، ص ) .٤٣٧٧( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر. متفق عليه )٤(



٢٤

وأضعف : (حجة يف األحكام الشرعية ، وإمنا يستأنس ا يف الترغيب والترهيب ؛ يقول الشاطيب رأينا فالنا الرجل : فيقولون ؛ املناماتاحتجاجا قوم استندوا يف أخذ األعمال إىل أهل البدع

ويتفق هذا كثريا للمتمرسني برسم التصوف ، . اتركوا كذا ، واعملوا كذا : احل ، فقال لنا الص؛ يف النوم ، فقال يل كذا وأمرين بكذا ، فيعمل ا ويترك ا رأيت النيب : ورمبا قال بعضهم

حيكم ا ألن الرؤيا من غري األنبياء ال ؛ معرضا عن احلدود املوضوعة يف الشريعة ، وهو خطأشرعا على حال إال أن تعرض على ما يف أيدينا من األحكام الشرعية ، فإن سوغتها عمل مبقتضاها ، وإال وجب تركها واإلعراض عنها ، وإمنا فائدا البشارة ، أو النذرة خاصة ، وأما

، وأيضا إن إن الرؤيا من أجزاء النبوة ، فال ينبغي أن مل: وال يقال ... استفادة األحكام فالمن رآين يف النوم فقد رآين حقا ، فإن الشيطان :، وهو قد قال املخرب يف املنام قد يكون النيب

.إخباره يف النوم كإخباره يف اليقظة و! ال يتمثل يبإن كانت الرؤيا من أجزاء النبوة فليست إلينا من كمال الوحي ، بل جز من أجزائه ، : ألنا نقول يقوم مقام الكل يف مجيع الوجوه ، بل إمنا يقوم مقامه يف بعض الوجوه ، وقد صرفت واجلزء ال

.كفاية إىل جهة البشارة والنذارة ، وفيها وأيضا فإن الرؤيا اليت هي جزء من أجزاء النبوة من شرطها أن تكون صاحلة من الرجل الصاحل ،

. وحصول الشروط مما ينظر فيه ، فقد تتوفر ، وقد ال تتوفرسبب بوأيضا فهي منقسمة إىل احللم ، وهو من الشيطان ، وإىل حديث النفس ، وقد تكون

! هيجان بعض أخالط ، فمىت تتعني الصاحلة حىت حيكم ا ،.. .وهو منهي عنه باإلمجاع ، النيب ويلزم أيضا على ذلك أن يكون جتديد وحي حبكم بعد

الرائي باحلكم فال بد من النظر فيها أيضا ، ألنه إذا أخرب وأما الرؤيا اليت خيرب فيها رسول اهللا ال ينسخ بعد حبكم موافق لشريعته ، فاحلكم مبا استقر ، وإن أخرب مبخالف ، فمحال ، ألنه

موته شريعته املستقرة يف حياته ، ألن الدين ال يتوقف استقراره بعد موته على حصول املرائي : فمن رأى شيئا من ذلك فال عمل عليه ، وعند ذلك نقول . باإلمجاع النومية ، ألن ذلك باطل

لكن يبقى النظر يف معىن قوله. إذ لو رآه حقا مل خيربه مبا خيالف الشرع . إن رؤياه غري صحيحة : )ما ذكره ابن رشيد إذ سئل عن : احدمها :وفيه تأويالن ؛) من رآين يف النوم فقد رآين

، دالن مشهوران بالعدالة يف قضية ، فلما نام احلاكم ذكر أنه رأى النيب حاكم شهد عنده عفأجاب بأنه ال حيل له أن يترك العمل بتلك . ما حتكم ذه الشهادة ؟ فإا باطلة : فقال له



٢٥

الشهادة ، ألن ذلك إبطال ألحكام الشريعة بالرؤيا ، وذلك باطل ال يصح أن يعتقد ، إذ ال يعلم حيتها إال األنبياء الذين رؤياهم وحي ، ومن سواهم إمنا رؤياهم جزء من ستة الغيب من نا

أن كل من رأى " من رآين فقد رآين حقا" :وليس معىن قوله : مث قال .وأربعني جزءا من النبوة ئي قد يراه مرات على صور خمتلفة ، ويراه الرائي ابدليل أن الر. يف منامه أنه رآه فقد رآه حقيقة

وإمنا معىن . وال صفاته وال جيوز أن ختتلف صور النيب . صفة ، وغريه على صفة أخرى على إذ مل ؛ فقد رآين ، إذ ال يتمثل الشيطان يب. من رآين على صوريت اليت خلقت عليها : احلديث

وأىن هلذا الرائي الذي رأى . من رآين فقد رآين : وإمنا قال . فقد رآين ينآأنه ررأى من : يقل أنه رآه على صورة أنه رآه عليها ؟ وإن ظن أنه رآه ، ما مل يعلم أن تلك الصورة صورته بعينها ،

وحاصله يرجع إىل أن املرئي قد . فهذا ما نقل عن ابن رشيد .وهذا ما طريق ألحد إىل معرفته .إن اعتقد الرائي أنه هو ، و يكون غري النيب

إن الشيطان قد يأيت النائم يف صورة ما من معارف الرائي : والتأويل الثاين يقوله علماء التعبري هذا فالن النيب ، وهذا امللك الفالين ، أو من أشبه هؤالء ممن ال : وغريهم فيشري له إىل رجل آخر

وإذا كان كذلك . وله عالمة عندهم ، فيوقف اللبس على الرائي بذلك . يتمثل الشيطان به أمكن أن يكلمه املشار إليه باألمر والنهي غري املوافقني للشرع ، فيظن الرائي أنه من قبل النيب

ال يستدل بالرؤيا فوعلى اجلملة ... ، وال يكون كذلك ، فال يوثق مبا يقول له أو يأمر أو ينهى املرئي تأنيسا وبشارة ونذارة خاصة ، حبيث ال يقطعون نعم يأيت . نة يف األحكام إال ضعيف امل

مبقتضاها حكما ، وال يبنون عليها أصال ، وهو االعتدال يف أخذها ، حسبما فهم من الشرع فيها . )١( ) ، واهللا أعلم

دعوى االستغناء باإلهلام حجة شرعية مبرتلة الوحي املسموع أو توسع الصوفية يف التعويل على إهلام األولياء ، فاعتربوه

وهو حجة . )٢() ليس حبجة عند العلماء إال عند الصوفيني .. اإلهلام (: ، قال اجلرجاين أعلى

) . بتصرف يسري ( ٠ ٢٦٤-٢٦٠/ ١االعتصام )١(

. ٤/٢٠٤، أضواء البيان ١/٣٣٠، شرح الكوكب املنري للفتوحي ١٢/٣٨٨، فتح الباري ٣٤التعريفات للجرجاين ص )٢(



٢٦

، فامللهم له أن يعمل مبا يلقى يف قلبه من اخلواطر واإلهلامات حتى )١(عندهم يف حق امللهم وحده ؛ كما ، أو وصل لدرجة االستغناء باإلهلام عن الشرع كله باطنا و خالف الشريعة ظاهرا أول

وقد ! )٢(، واستغىن به أهل الصفة عن الشريعة احملمدية استغىن به اخلضر عن الشريعة املوسوية، )٣( حقيقة وشريعة؛ ؛ فزعموا أن الدين قسمان توسعوا يف االحتجاج باإلهلام والتأصيل لقبوله

؛ واعتربوا اإلهلام طريق العارف للحقيقة كما أن الوحي إنما بلغ الشريعة دون احلقيقةوالرسول ؛ ألن علم الشريعة ، ثم ادعوا أن مقام احلقيقة أمسى من مقام الشريعة طريق العامل ملعرفة الشريعة

فا لإلهلام ارد ، وحجاب احلرف والصوت خال لك، والوحي إنما كان بوساطة امل أصله الوحي !! )٤(فإنه يفيض على العارف من العقل الفعال بال وسيط وال حجاب

ألسباب كثرية أمهها االغترار مبا يربرون بـه )٥(وقد راج أصل هذه الدعوى على كثري من الناس، املعرفة الصوفيةتوسعهم يف اإلهلام من أدلة شرعية دون إدراك لتأثري الفلسفة اهلندية واليونانية يف

، ، ودون تدبر ملآل تعويلهم على هذه احلجة وارتباطها بنظرية الفيض وتفسريات الفالسفة للنبوة

، حاشية العطار على شـرح احمللـي ١/١٧٣، طبقات الشعراين ٣/٤٥٦، ١/١٣٦الفتوحات املكية البن عريب : انظر )١( . ٤/٢٠٤، أضواء البيان للشنقيطي ٥/٣٨٠. ٤/٢٠٥، أضواء البيان ٤٢٢، ١٧٠، ١١/١٦٥، جمموع الفتاوى ١١/٤٠تفسري القرطيب : انظر )٢(

ود القدر مبعىن اإلميان بانفراد الرب ، واحلقيقة عبارة عن شه الشريعة عندهم أو علم الظاهر عبارة عن االلتزام بأمر الله ويه )٣(، ومن نظر ؛ فمن نظر للخلق بعني احلقيقة عذرهم ، واالحتجاج ا ، واالستسالم هلا باخللق والتدبري واجلريان مع هذه احلقيقة

!!إليهم بعني الشريعة مقتهم ؛ ال ؛ مبعىن أن ترى الكون كله واحـدا الكون كله، أما غالم فيعنون باحلقيقة شهود وحدة وهذا معىن احلقيقة عند عامتهم

، موقف ابن القيم من التصوف للـدكتور عبـد ١/٢٦١الرسالة القشريية : انظر. ، والقدمي واحملدث فرق بني الرب والعبد . ٢٤٦ـ ٢٣١الرؤوف خريي ص

، ٢/٢٠٨، جممـوع الفتـاوى ٢٣١، ١/٢٣٠بن تيمية ، الصفدية ال ٣٨٧، ٣٨٦بغية املرتاد البن تيمية ص : انظر )٤( . ٢٧٨ـ ٢٦٣، موقف ابن القيم مـن التصـوف ص ١٩٠، ٦/١٨٩، روح املعاين لآللوسي ٥٥٧، ١٢/٥٥٦، ٢٠٩

. ]، فراجعه إن شئت ذكر الباحث يف هذا املوضع فصال مفيدا عن املعرفة الصوفية موثقا من كتبهم[ اغترار بعض الناس بدعوى الوالية واإلهلام أنه إذا اعتقد ذلك يف شخص سلم إليه مجيع ما يفعله حتى لو كان خمالفـا بلغ )٥(

. ٢٠٤، ١١/٢٠٣جمموع الفتاوى : انظر. للشريعة



٢٧

وال شك أن احلد !! عن لزوم الشريعة ، ومبعرفة احلقيقة وأن عاقبتها االستغناء باإلهلام عن الوحيى حجية اإلهلام ملعرفة درجتها وحـدود داللـة من تأثري هذا السبب يقتضي ذكر أهم أدلتهم عل

رة MË ÊÌ Î Í L : قوله تعاىل فمن ذلك؛ الثابت منها M k j : وقوله ، ٢٨٢: البق

p o n m lL ي يدرك به احلقائق ٢: الطالق؛ فوعد كل ويل بعلم لدن ز به بـني احلـقوميي ، . )١( اشتبه وجه احلق فيهوالباطل حتى خيرجه من كل ما

M Y X W : ، وقوله ٨ - ٧: الشمس M ? > = < ; : 9 8L : قوله تعاىل: ومنها

ZL ؛ فيكون اإليقاع طريق مصلحتهاباإلهلام ؛ فكل نفس مكلفة وغري مكلفة تعرف ٦٨: النحل . )٢(طريقا معتربا ملعرفة اخلري والشر من باب أوىل ) النفس البشرية ( يف أكرم وأصفى النفوس

لقد كان فيما قبلكم مـن األمـم (: رفعه ما رواه البخاري بسنده عن أيب هريرة : ومنها رمع هفإن دي أحتي أمف كثون فإن يدحم( ثون ملـهمون : ؛ قال ابن وهبتفسري حمـد)٣( .

الله اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور (: رفعه وروى الترمذي بسنده عن أيب سعيد اخلدري ٧: الحجر M @ ? > = < ;L : ثم قرأ

)٤( ه طريق األولياء ؛ فدل على أن اإلهلام حقوأن ، )٥(! ، وخواطر القلوب ت الصدوراألمور ومكنونايف املعرفة واالطالع على بواطن

البر ما سـكنت إليـه (: مرفوعا ما رواه اإلمام أمحد بسنده عن أيب ثعلبة اخلشين: ومنهافسالن القلب هأن إلياطمو ، فسالن هإلي كنست ا لمم اإلثمو ، القلـب ـهإلي نئطمي لمإن ، وو ،

)١(

. ٣٨٥، ٧/٣٨٤البحر احمليط للزركشي : انظر

. ٣٣١، ١/٣٣٠الكوكب املنري للفتوحي ، شرح ١٢/٣٨٨فتح الباري البن حجر : انظر )٢(امللهم من جيري الصـواب علـى : ، وقيل وهذا قول األكثر. ) ٤٤١١( ، ح ، فضائل الصحابة صحيح مسلم: انظر )٣(

الفراسة قـد ؛ ألن ، وقيل إنه غريها إن اإلهلام مبعىن الفراسة: ، وقيل من تكلمه املالئكة بغري نبوة: ، وقيل لسانه من غري قصد ١/٤٤، مدارج السالكني ٧/٥٠فتح الباري : انظر. ، واإلهلام موهبة جمردة ال تنال بكسب ألبتة تتعلق بنوع كسب وحتصيل

. ٥٠ـ ، وله طرق أخرى كلهـا ، وهو ضعيف مدلس ويف إسناده عطية العويف) ٣٠٥٢( ، ح ، تفسري القرآن جامع الترمذي )٤(

. ) ١٨٢١( ، ح ٣٠٢ـ ٤/٢٩٩سلسلة األحاديث الضعيفة لأللباين : نظرا. ضعيفةوقـد ذكـر . ٢٧٦ـ ٢٧٤، موقف ابن القيم من التصوف ص ٤/٢٠٤، أضواء البيان ١٢/٣٨٨فتح الباري : انظر )٥(

. ن شئت، فراجعه إ الباحث يف هذا املوضع عدة مناذج من استدالهلم بالفراسة على معرفة خواطر املريدين



٢٨

، ستفت قلبكا (: مرفوعا ، وروى بسنده عن وابصة بن معبد األسدي )١() أفتاك المفتون كفسن فتتاسو اترثالث م ، فسالن هإلي تأنا اطمم فس ، البري النف اكا حم اإلثمو ، ددرتو ،

بالتعويـل مر، وأ ؛ فقدم شهادة القلب على الفتوى )٢( ) ، وإن أفتاك الناس وأفتوك في الصدر؛ فدل على حجية ما يلقـى يف األحجام عنه ، والصدور عنها حني اإلقدام على الفعل أو عليها

: ال السهرورديـ؛ ق )٣( ، واعتبارها الطريق املقدم من طرق املعرفة الدينية القلب من اإلهلاماتكان مـن طريـق الكشـف ما، وعني اليقني علم اليقني ما كان من طريق النظر واالستدالل(

. )٤( ) والنوال؛ لتسويغ توسعهم يف االستدالل باإلهلـام واعتبـاره هذا أهم ما اعتمدوا عليه من حجج شرعية

، إال أن هذا ال يعين إنكار اإلهلام ، وهو توسع مرفوض وشطط ممقوت أعلى طرق املعرفة الدينية؛ فقد يكرم اهللا بعـض أوليائـه ثابت ال شك يف ذلك؛ فاإلهلام ورفض االعتماد عليه بإطالق

، والثابت من أدلتهم إنمـا ال يعلمه غريه بكشف يف كلمات كونية أو قدرية حتى يعلم منها ما؛ وأن اهللا يقذف يف قلوب بعض أوليائه نورا أو علما وهدى يـدركون بـه يدل على هذا القدر

، ولكن ال جيوز هلم العمل مبقتضى هذه املعرفة )٥( احلق والباطل ، ويفصلون به بني بعض احلقائق؛ ألن العصمة من الضالل منوطة باالعتصـام املعرفة دون اعتبار ألدلة الشرع وقواعده ومقاصده

)١(

جممـع : انظر. إسناده صحيح: ، وقال اجلماز رجاله ثقات: قال اهليثمي. ) ١٧٠٧٦( ، ح ، مسند الشاميني املسند

. ) ٩٢١( ، ح ٢٨١، ٢/٢٨٠، ختريج أحاديث مسند الشاميني للجماز ١٨١، ١/١٨٠الزوائد للهيثمي )٢(

قـال . ) ٢٤٢١( ، ح ، البيـوع سنن الدارمي: أخرجه الدارمي بنحوهو. ) ١٧٣٢٠( ، ح ، مسند الشاميني املسند

؛ وهلـذا صـحح اجلمـاز ، ووثقه ابن حبان ال يتابع على حديثه: ، قال ابن عدي الله بن مكرز فيه أيوب بن عبد: اهليثمي، ٢/٩٨٣يج أحاديـث مسـند الشـاميني ، ختر ١/١٨٠جممع الزوائد للهيثمي : انظر. إسناده اعتمادا على توثيق ابن حبان

. ) ١١٧٥( ، ح ٩٨٤، شـرح ١٢/٣٨٨حجـر ، فتح الباري البـن ١٥٤، ١/١٥٣، االعتصام للشاطيب ١١/٤٠تفسري القرطيب : انظر )٣(

. ٤/٢٠٧، أضواء البيان للشنقيطي ١/٣٣١الكوكب املنري للفتوحي . ٥٢٨، ٥٢٧، ص عوارف املعارف للسهروردي )٤( . ٤٩٨، ٤٩٦، شرح الطحاوية ص ٣٢٢، ١١/٣١٣جمموع الفتاوى : انظر )٥(



٢٩

MB A : ، قال تعاىل ، ورد املسائل والدالئل إليهما بالكتاب والسنة)١(

F E D C

L ران ــال١٠٣: آل عم MJ N M L KO V U T S R Q PW X : ، وقـ

] \ [ Z YL ام تركت فيكم ما لـن تضـلوا بعـده إن : ) ، وقال ١٥٣: األنعبه متمصتاع الله ابت(: ، وقال )٢( ) ؛ ك ينـداشالر نييـدهلفاء المالخ ةنسي وتنبس كمليع ،، وكل ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وإياكم ومحدثات األمور ، وعضوا عليها بالنواجذ تمسكوا بها، ؛ اعتبارا وإلغاء وختصيصا وتقييـدا مرجعه إىل الكتاب والسنة، فكل دليل ف )٣( ) بدعة ضاللة

؛ ، وتقدميه بني يدي اهللا ورسـوله وقد دل الكتاب والسنة على أن اإلهلام ال جيوز اعتباره ابتداءاء MÂ Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸Ã È Ç Æ Å ÄL : قال تعاىل : النس

؛ فغريه من البشـر أوىل بـأن باحلكم مبا أراه اهللا ال مبا رآه وحدثته به نفسه ، فأمر نبيه ١٠٥Mß Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Òà á : وقـال . يكون ذلك حمظورا عليه

å ä ã âL اء ورسـوله دون حـديث ؛ فأمر تعاىل املتنازعني بالرجوع إىل اهللا ٥٩: النساء M { z y x w v u tL : وقال. النفوس وفتيا القلوب ؛ فأمر اجلاهـل ٧: األنبی

، والتعويل على إهلاماته وخواطره بالرجوع إىل أهل العلم بأدلة الكتاب والسنة ال باستفتاء نفسه، وتقدميه على إىل القلب فليس أمرا بالتعويل على اإلهلاموأما ما ورد من األمر برد الفتوى . )٤(

؛ قـال ب إنما هو يف مناط احلكم ال يف دليلـه ؛ ألن األمر بالرد للقل أدلة الشرع كما توهموااطيبظـر يف ؛ نظر يف دليل احلكم ونظر يف مناطه كل مسألة تفتقر إىل نظرين (: الشـا الن؛ فأم

)١(

؛ ألن التمسك ما سبب حلصول املقصود كما أن احلبل احلسي سبب حلصول مقصـود الكتاب والسنة: املراد حببل الله

. ١٣/٢٤٥فتح الباري : انظر. العبد من سقي وغريه)٢(

واملراد االعتصام بالكتاب والسنة معا كما وقع بسند حسن عند احلـاكم . ) ٢١٣٧( ، ح احلجكتاب : صحيح مسلم . ٦/٢١٨، حاشية املفهم ٦/٥٤، دالئل النبوة ١٠/١١٤، السنن الكربى ١/٣٠٦املستدرك : انظر. والبيهقي وغريمها

، وصـححه مام أمحد والترمذي وابن ماجه والدارميوأخرجه بنحوه اإل. ) ٣٩٩١( ، ح ، كتاب السنة سنن أيب داود )٣(( ، ح ، العلـم ، جامع الترمـذي ) ١٦٥١٩ ( ، ح ، مسند الشاميني مسند اإلمام أمحد: انظر. الترمذي واأللباين وغريمها

ديث الصحيحة ، سلسلة األحا ) ٩٥ ( ، ح ، املقدمة ، سنن الدارمي ) ٤٣، ٤٢ (، ح ، املقدمة ، سنن ابن ماجه ) ٢٦٠٠ . ) ٥٠١( ، ح ٣٨٣ ، ختريج الطحاوية لأللباين ص ) ٩٣٧ ( ، ح ٢/٦٤٧لأللباين

. ١٥٧، ٢/١٥٥االعتصام للشاطي : انظر )٤(



٣٠

ميكن أن يكون إال من الكتاب والسنة أو ما يرجع إليهما من إمجاع أو قيـاس أو دليل احلكم فال احلكم فال يلزم منه وأما النظر يف مناط. نفس وال نفي ريب القلبغريمها وال يعترب فيه طمأنينة ال

ـ ، بل يثبت بدليل غري شرعي أو بغري دليل أن يكون املناط ثابتا بدليل شرعي فقط ق ، فـإذا حتقعيوجه حتقق فهو املطلوب فيقع عليه احلكم بدليله الشر فإذا قلنا مثال بوجوب الفور املناط بأي ،

، وفرقنا بني اليسري والكثري فقد يكتفي العامي يف ذلك بشهادة قلبه يف حتديد اليسـري هارةيف الطوكـذلك . نظر يف مناط احلكم؛ ألنه ، فتبطل طهارته أو تصح بناء على ما وقع يف قلبه والكثري

ن حتقق هـذه ، ولك ؛ فالشرع دل على اشتراط الذكاة بشروط معينة يف ذكاة يمة األنعام مثال؛ ألنه نظر يف منـاط ، واطمأنت إليه النفس الشروط يف يمة معينة يرجع إىل ما وقع يف القلب

قلب إذا أشكل على املالك حتقيـق املنـاط ومل وكذلك يرد إىل ال. ، وهكذا احلكم ال يف دليله، فهنا يتعين عليه ترك ية، أو زوجته بأجنب ؛ كما لو اختلطت عليه ميتة مبذكاة يشكل على غريه

؛ ألن حتقيق العبد ملناط مسألته أخص به مـن ؛ طلبا لطمأنينة القلب حتى لو أفتاه املفتون اجلميعأي نقلـوا إليـك احلكـم ) وإن أفتاك الناس وأفتوك :) قولهوليس املراد ب. حتقيق غريه له

، وإنما املراد ما ؛ فإن هذا باطل وتقول على التشريع ما يفتيك قلبك ، وانظر إىل الشرعي فاتركهطمأنينـة ؛ فظهر أن األحاديث مل تتعرض القتناص األحكام الشرعية من يرجع إىل حتقيق املناط؛ وأن أدلة األحكام الشرعية منحصرة يف الكتاب والسنة وما يرجـع )١() النفس أو ميل القلب

جيوز التعويل عليـه إال بعـد رده ؛ وهلذا كان املعتمد عند مجهور أهل العلم أن اإلهلام ال اإليهم؛ وخباصـة عنـد هم وحـده ؛ فإن شهدا له بالقبول جاز العمل به يف حق املل للكتاب والسنة

إذا اجتهد السالك يف األدلة الشرعية (: ؛ قال ابن تيمية )٢(، وخفاء األدلة يف واقعة معينة االشتباه، وأهلم حينئذ رجحان أحد الفعلني مع حسـن قصـده وعمارتـه الظاهرة فلم ير فيها ترجيحا

، ون أقوى من كـثري مـن األقيسـة الضـعيفة ، قد يك دليل يف حقه بالتقوى فإهلام مثل هذااليت حيتج ـا كـثري مـن ، واالستصحابات الضعيفة ، والظواهر الضعيفة واألحاديث الضعيفة

. ]بتصرف [ ١٦٣ـ ٢/١٦١االعتصام )١(اء البيـان ، أضـو ٣٣٢، ١/٣٣١، شرح الكوكب املنري للفتـوحي ٣٨٩، ١٢/٣٨٨فتح الباري البن حجر : انظر )٢(

نقيطي٢٠٤، ٤/٢٠٣للش .



٣١

. )١() هـالفق الف وأصولـب واخلـني يف املذاهاخلائض ـ: ومما يدل على أن اإلهلام ليس حبجة شرعية مستقلة أمران مهمان

؛ م، وساملة عن املعارض املقـاو ، وظاهرة أن احلجة الشرعية ال بد أن تكون معصومة : أحدمها؛ فـال ، وقد تكون من الشيطان ، وقد تكون من النفس واخلواطر واإلهلامات قد تكون من اهللا

تملـة حم ؛ ألنهـا ، وينبغي أن ترتل مرتلة الـرؤى املعصومة جيوز أن ترتل مرتلة احلجج الشرعية، عـد مقـررة ، وهلـا قوا ؛ ألن الرؤى تقع لكل أحد ، وقد تكون أدىن مرتلة منها كاحتماهلا

ـ ، وال يرجع إىل قواعد متيزه عـن مل وتأويالت مضبوطة خبالف اإلهلام فال يقع إال نادرا ة ــ . )٢(الشيطان

سـننها يف الظهـور جيري على وإذا كان اإلهلام ليس مبعصوم كاحلجج الشرعية فهو كذلك الا أحـد غـري مـدعي ، وإنما هو خواطر ونكت تعرض للقلب وال يقف عليه وانتفاء املعارضة

وقع يف قليب أن هذا حـق أمكـن : ؛ فإذا قال ، وميكن لكل أحد أن يعارض دعواه مبثلها اإلهلام؛ ألن عارضة مل يكن حجة، والدليل إذا مل ينفك عن امل وقع يف قليب أنه باطل: خلصمه أن يقول

؛ وهو ما يستحيل أن اجلهل والسفه؛ كالمها يدالن على العجز و لزوم املعارضة كلزوم املناقضة . )٣(تستلزمه األدلة الشرعية املعصومة

؛ ألن إهلام الويل الصـادق أن إطالق القول حبجية اإلهلام يفضي إىل اتباع الظن واهلوى: والثاينلـيس مـن ( : ؛ قال ابن تيمية فضال عن غريه ليس مبعصوم من اإللقاء الشيطاين والظن النفسي

، ، بل جيوز أن خيفى عليه بعض علم الشريعة شرط ويل اهللا أن يكون معصوما ال يغلط وال خيطئسب بعض األمور مما أمر اهللا به وممـا ـى اهللا ؛ حتى حي وجيوز أن يشتبه عليه بعض أمور الدين

، وتكون من الشـيطان عاىل، وجيوز أن يظن يف بعض اخلوارق أنها من كرامات أولياء اهللا ت عنه؛ فإن اهللا لبسها عليه لنقص درجته وال يعرف أنها من الشيطان وإن مل خيرج بذلك عن والية اهللا

)١(

. ١٠/٤٧٣جمموع الفتاوى

)٢(

، أضـواء البيـان للشـنقيطي ٣٨٩، ١٢/٣٨٨حجر ن، فتح الباري الب ١١/٤٢٩جمموع الفتاوى البن تيمية : انظر٤/٢٠٤ . . ٦/٤٧٨كشف األسرار للبزدوي : انظر )٣(



٣٢

وعلى هذا هدي الصـحابة . )١() ن اخلطأ والنسيان وما استكرهوا عليه جتاوز هلذه األمة ع تعاىلطاب وهو أعظم امللهمني يف هذه األمـة كانـت املطرد يف الوقائع املختلفة حتى إن عمر بن اخل

، ؛ لعلمه باحتمال أن تكون ظنا نفسيا أو إلقاء شـيطانيا النكتة تقع يف قلبه فال يعمل ا ابتداء، وتارة خيالفه فريجع إىل احلـق وإنما يعرضها على الشرع فتارة يوافقه ويكون ذلك من فضائله

، وعن اعتراضه علـى ، وعن إنكاره ملوت النيب يوم احلديبية ؛ كما رجع عن رأيه والشرع، يناظرهم، فكان يشاور الصحابة و ، وكذلك شأنه حني ويل اإلمامة العظمى قتال مانعي الزكاة

، أو سلموا يل حايل حتى لو خـالف ، فال تعارضوين أنا حمدث: ويرجع لرأيهم دون أن يقول . )٢(الكتاب والسنة

، وافتـراء وكذلك فإن االحتجاج املطلق باإلهلام قد يتدرج بصاحبه إىل االستغناء عن الـوحي وهم حيسبون أنهم مهتـدون مقتـدون ، وهو ما انتهى إليه بعض غالة الصوفية الكذب على اهللا

؛ فاخلضر وهو ظن خاطئ! باخلضر وأهل الصفة يف االستغناء بعلم احلقيقة عن علم الشريعة ، وليس فيما فعله خروج عن شريعة ٨٢: الكھف MÉ È Ç Æ L : فعل ما فعله بالوحي ال باإلهلام

ولو سلمنا أنه خالفـه فـإن . حني أنبأه بأسباب أفعاله ؛ وهلذا سلم للخضر موسى عامة كشريعة حممد ، وليست ؛ ألنها كانت خاصة ببين إسرائيل ال تلزمه شريعة موسى

، وجنـودا ؛ وهلذا كان مجيع الصحابة مذعنني لشريعته اليت ال يسع أحدا من اخللق اخلروج عنها؛ فلم ينقل بسند صحيح عن أحد منهم أنـه اسـتغىن ة املفترى عليهمحتت رايته حتى أهل الصف

، وإنما كانوا من جنس الصحابة مجعتهم الصفة للفقر وعـدم ونصرته امه عن متابعة النيب بإهل ، كمـا ختيـل بعـض لصفات ومزايا تسوغ هلم اخلروج عن الشريعة وجود األهل واملأوى ال

، وبنوا على هذا اخليـال ، فخصوا أهل الصفة بأشخاص بأعيام على صفات ختيلوها الصوفية؛ حتى انتهى م جنوح اخليال إىل افتراء الكذب علـى )٣(دعوى االستغناء باإلهلام عن الوحي

)١(

. ٢٠٢، ١١/٢٠١جمموع الفتاوى

)٢(

. ٢٠٨ـ ١١/٢٠٤جمموع الفتاوى البن تيمية ، أضواء البيـان للشـنقيطي ٢٦٧، ١٣/٢٦٦، ٤٢٧ـ ٤٢٢، ١٦٦، ١١/١٦٥جمموع الفتاوى البن تيمية : انظر )٣(٤/٢٠٨ .



٣٣

/ M. 2 1 0 : ؛ قال تعاىل )١(، وإلقاء رباين ، والزعم بأن خطرات قلوم علم لدني اهللا

> = < ; : 9 8 7 6 5 4 3L ران M : 9 8 7 : ، وقال ٧٨: آل عم

E D C B A @ ? > = < ;F P O N M L K J I H GL

رة ام M z y x w v u t s r q p o n m lL : ، وقال ٧٩: البق ؛ قـال ابـن ٩٣: األنعكل من قال هذا العلم من عند اهللا وهو كاذب يف هذه النسبة فله نصيب وافر من هـذا (: القيماهللا سبحانه من أضاف إليه ما ال علم له به ومن قال ع وهذا يف القرآن كثري. الذم ليه ما ال ؛ يذم؛ فجعلـه ل أشدها القول عليه بال علم، وجع ؛ وهلذا رتب سبحانه احملرمات أربع مراتب يعلم

: ؛ فالقائل ، وعلى لسان كل رسول ، بل هي حمرمة يف كل ملة آخر احملرمات اليت ال تباح حبالـ برهان من، وال قام عليه اهللا من عندإن هذا علم لدني ملا ال يعلم أنه اذب ـاهللا أنه من عنده ك

. )٢() كاذبني ـ، وأكذب ال املنيـالظ، وهو من أظلم على اهللا مفتروأيضا فإن اعتبار اإلهلام طريقا مستقال للمعرفة الدينية يناقض ما علم بالضرورة من أن دين اهللا ال

إن اهللا تعاىل قد (: العباس القرطيب ؛ قال أبو ، وأنهم ختموا مبحمد يعلم إال بوساطة رسله، ، السفراء بينه وبني خلقه ، بأن أحكامه ال تعلم إال بواسطة رسله حكمته ، وأنفذ أجرى سنته

، وخصهم مبا ، اختارهم لذلك ، املبينون شرائعه وأحكامه وهم املبلغون عنه رساالته وكالمهM Ã : ، وقال ٧٥: الحج MR Q P O N M L L : ، كما قال اهللا تعاىل هنالك

Ç Æ Å Ä L وقال ١٢٤: األنعام ، : M W V U T S R Q P O N

_ ] \ [ Z Y Xa n m l k j i h g f e d c bo

y x w v u t s r q pz £ ¢ ¡ � ~ } | {L ؛ وأمر ٢١٣: البقرة، وأخرب أن اهلدى يف طاعتهم واالقتداء م يف غري موضع من كتابه بطاعتهم يف كل ما جاءوا به

اليقني الضروري وإمجاع السلف ، و وعلى اجلملة فقد حصل العلم القطعي... وعلى ألسنة رسلهويه وال يعرف شيء منها اهللا تعاىل اليت هي راجعة إىل أمره واخللف على أال طريق ملعرفة أحكام

إن هناك طريقا آخر يعرف به أمره ويه غري الرسل حبيث : ، فمن قال إال من جهة الرسل الكرام

. ٣/٤٥٦الفتوحات املكية البن عريب : انظر )١( . ٤٣٣، ٣/٤٣٢مدارج السالكني )٢(



٣٤

ثم هو . عن الرسل فهو كافر يقتل وال يستتاب وال حيتاج معه إىل سؤال وال جواب يستغىن ا؛ ، فال نيب بعده وال رسول لله خامت أنبيائه ورسلهالذي قد جعله ا قول بإثبات أنبياء بعد نبينا

، ل مبقتضاه، وأنه يعم يأخذ عن قلبه وإن ما وقع فيه هو حكم اهللا: أنه من قال: وبيان ذلك؛ فإن هذا من حنو مما وأنه ال حيتاج يف ذلك إىل كتاب وال سنة فقد أثبت لنفسه خاصية النبوة

مسعنا عن بعض املمخرقني ، ولقد )١() إن روح القدس نفث يف روعي (: اهللا قاله رسول، وإنما ميوت ، وإنما آخذ عن احلي الذي ال أنا ال آخذ عن املوتى: املتظاهرين بالدين أنه قال، وسلوك طريق سلف اهللا اهلداية والعصمة فنسأل. ، ومثل هذا كثري أروي عن قليب عن ربي

. )٢() حول وال قوة إال باهللا ، وال هذه األمة

********

: قال األلباين. ) ٢٠١٠٠ ( ، ح ١١/١٢٥، ، باب القدر املصنف: انظر. لرزاق وغريهأخرجه عبد ا )١(

صحيح . صحيح

. ) ٢٠٨٥( ، ح ٤٢٠، ١/٤١٩اجلامع الصغري . ٢١٩، ٦/٢١٨املفهم )٢(



٣٥

اءـة األنبيـعصمM Z : تعاىل كما يف قولهعلى عدة معان ؛ منها احلفظ والوقاية واملنع ؛ العصمة لغة تطلق

] \ [ L وقوله ٦٧: المائدة ، : ) حىت يشهدوا أن ال إله إال اهللا أمرت أن أقاتل الناس، ين دماءهم و أمواهلم إال حبقها فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا م، يؤمنوا يب و مبا جئت به و . )٢(؛ أي حفظوها ومنعوها )١( )حسام على اهللا عز و جل و

حال حتمل الوحي وتبليغه ، وحفظ بواطنهم وظواهرهم وعصمة األنبياء اصطالحا تعين حفظهم . )٣(ى اللمممن الوقوع يف الكبائر ، واإلقرار علحفظ : إىل أن عصمة األنبياء تعين من املاتريدية واإلباضية وذهبت األشاعرة ومن وافقهم

أوحفظ اهللا . أوخالف األوىل ، ولو ي كراهة ، ظواهرهم وبواطنهم من التلبس مبنهي عنه قدرة على خيلق له فال؛ أو ختصيص القدرة بالطاعة .مع استحالة وقوعه ، للمكلف من الذنب

-:هذا التعريف نظر من وجوه ؛ منها يف و . )٤(املعصيةفظ من الذنب ؛ وهي أوسع من ذلك ؛ فهناك عصمة التحمل أنه قصر العصمة على احل - ١

. والتبليغ وغريها M ( ' & % $ # " !L :أن النصوص صرحت ببشرية الرسل ؛ قال تعاىل - ٢

ومقتضى البشرية ؛ ٦: فصلت M T S R Q P O N M L K JL : ، وقال ١١: إبراھیم . نيب مكنة الطاعة واملعصية أن يكون يف كل

درة أن مناط املدح يف جماهدة النفس على فعل الطاعة وترك املعصية ، ومن سلبت منه الق - ٣ممتنع ؛ ألنه ليس مقدورا داخال ثواب بترك ماهو إذ المدح والعلى املعصية مل يكن ممدوحا ؛

. حتت االختيار

. رواه مسلم )١(، املعجم الوسيط ، ص ٢/١٨٨، فيض القدير ) ٣٣٧، ٣٣٦( ، املفردات ، ص ٤/٣٣١معجم مقاييس اللغة : انظر )٢(

)٦٠٦، ٦٠٥ . ( ) . ٢٥٨( ، املسائل املشتركة ، ص ٢٩٣، ٢٨٩/ ١٠جمموع الفتاوى : انظر )٣(، شرح ) ١٦٩-١٦٧( أصول الدين ، ص : وانظر ) . ١٩٥( ، املسامرة ، ص ) ١٣٤، ١٢١( شرح اجلوهرة ، ص )٤(

) . ٢٩٢( ، مشارق أنوار العقول ، ص ٣٠٦/ ٨املواقف



٣٦

أن النصوص أضافت الذنوب إىل األنبياء ، وأثنت عليهم بتوبتهم واستغفارهم ، وهي تناقض - ٤القول بالعصمة املطلقة ؛ وهلذا اضطر أصحاب هذا املذهب إىل تأويلها مبثل تأويالت اجلهمية

! )١(لنصوص الصفات العصمة يناقضه ماقرروه يف أصول املذهب من أن دالالت األلفاظ التقرير أن هذا الغلو يف - ٥

من العجائب أنك جتد : (؛ قال ابن تيمية قل مقدم على النقل عند التعارض تفيد اليقني ، وأن العذلك مثل و؛ أبعد الطوائف عن تصديق خربه وطاعة أمره أكثر الغالة يف عصمة الرسول

وقد اجتمع ، وهم مع ذلك يردون أخباره ، هم ممن يغلون يف عصمتهم الرافضة واجلهمية وحنوفال يستقر يف خربه خطأ كما ال ؛ على أنه معصوم فيما يبلغه عن اهللا كل من آمن بالرسول

ويناقض الدليل الدال ، فإن وجود هذا وهذا يف خربه يناقض مقصود الرسالة ؛ يكون فيه كذب وأما ما ال يتعلق بالتبليغ عن اهللا من أفعاله فللناس يف العصمة منه نزاع وتفصيل .على أنه رسول

ومتنازعون يف أن العصمة من ذلك هل تعلم بالعقل أو السمع ؟ خبالف ، ليس هذا موضعه ومقصود التبليغ تصديقه فيما أخرب ، العصمة يف التبليغ فإنه متفق عليه معلوم بالسمع والعقل

أو أنه يقدم رأيه وذوقه ، فمن كان من أصله أن الداللة السمعية ال تفيد اليقني ؛ مر وطاعته فيما أ، فضال عن موارد الرتاع من العصمة ، مل ينتفع بإثبات عصمته املتفق عليها على خرب الرسول

. )٢( )وأما مقصود الرسالة فلم يأخذوه عنه ، بل هم معظمون للرسول يف غري مقصود الرسالة وأما املعتزلة فقد رأوا أن العصمة عبارة عن لطف يفعله اهللا بنبيه اليكون معه داع إىل فعل

عبارة عن لطف يقع معه امللطوف فيه ... العصمة ( :؛ قال القاضي عبد اجلبار املعاصي املنفرة العصمة على وقد أثر بناء . )٣( )الحمالة ؛ حىت يكون معه املرء كاملدفوع إىل أن اليرتكب الكبائر

بأا لطف يفعله اهللا : ( اللطف على مفهوم العصمة عند الشيعة اإلمامية ؛ يقول املفيد يف العصمة والفرق بني . )٤( )باملكلف ؛ حبيث مينع منه وقوع املعصية ، وترك الطاعة مع قدرته عليها

. ١٠/٢٩٥جمموع الفتاوى : انظر )١( ) . ٢٥٩، ٢٥٨( ة ، ص ، املسائل املشترك ٣٠٧، ٨/٣٠٦شرح املواقف : ، وانظر ٥/٢٨٥درء التعارض )٢( ) . ٧٨٠( شرح األصول اخلمسة ، ص )٣( . ] ٢/٧٧٩بواسطة أصول مذهب الشيعة [) ٣٤، ٣٣( النكت االعتقادية ، ص )٤(



٣٧

-:من وجهني رئيسني املذهبني والصغائر املنفرة ، كما صرح بذلك القاضي يف أن العصمة عند املعتزلة خاصة بالكبائر - ١

وأما عند اإلمامية فهي تعم الكبائر والصغائر ، حىت يف حال اخلطأ . )١(موضع آخر من الكتاب . والنسيان

: أن العصمة عند املعتزلة خاصة باألنبياء ، وعند اإلمامية تعم األنبياء واألئمة ؛ يقول السي - ٢تفقوا على عصمة األئمة من الذنوب صغريها وكبريها ؛ فاليقع منهم ذنب اعلم أن اإلمامية ا(

. )٢( )والخلطأ يف التأويل ، أصال ؛ العمدا والنسيانا أصل باطل ؛ اللطف وهو األصل املشترك بني املعتزلة واإلمامية فيما ذكره الفريقان نظر ظاهر ؛ فو

-:مبين على أمرين باطلني ألنه للطف الذي بنوا عليه حد العقلي ؛ فإم يوجبون على اهللا عقال مجلة أمور منها ااإلجياب -أ

االختيار ، واإلجلاء إىل يستلزم استعالء املخلوق على اخلالق ، وسلب اإلجياب العقلي و. العصمة . وهذا ينايف علو اهللا املطلق ، واختياره التام ! اإلجناز

اليقرون بأن اهللا خيتص بعض خلقه بنعمة التوفيق للطاعة فإم إنكار التوفيق واخلذالن ؛ -بيكون معه أقرب إىل الطاعة وأبعد يفعله اهللا باملكلف حىت واحلفظ من املعصية ، وإمنا هو لطف

M Y X W V U T S R Q P O N :وهذا يبطله قوله تعاىل . عن املعصية

Z[ _ ^ ] \L وقوله ٧: الحجرات ، : M( ' & % $ # " !) + *

5 4 3 2 1 0 / . - ,6 ? > = < ; : 9 8 7L

كل كما يبطله ؛ ٣٩: األنعام M n m l k j i h g f e dL : وقوله ؛ ١٢٥: األنعام .) ٣(نص يدل على أن اهللا تعاىل خيتص برمحته من يشاء

) . ٥٧٦-٥٧٣( شرح األصول اخلمسة ، ص : انظر )١(

) . ٧٨٠( شرح األصول اخلمسة ، ص : وانظر . ] ٢/٧٧٥بواسطة أصول مذهب الشيعة [ ٢٥/٢١١حبار األنوار )٢(

. ٦٩٥-٦٩٢، ٦٦٨-٢/٦٦١، الوعد األخروي ) ٢٥٩( املسائل املشتركة ، ص : انظر )٣(



٣٨

من القول بالعصمة املطلقة حىت من النسيان واخلطأ ، )١(عن املعتزلةوأما مانفردت به اإلمامية قال والزعم بأن العصمة ثابتة حىت لألئمة فإن هذا يعين إشراك األئمة يف معىن النبوة دون لفظها ،

ما يقوله فقد أعطاه معىن النبوة من جعل بعد الرسول معصوما جيب اإلميان بكل: ( ابن تيمية ك هلم يف صفات اهللا تعاىل ؛ فهو احلي القيوم الذي الابل إن هذا إشر، )٢( ) وإن مل يعطه لفظها

الصورة للعصمة اليت يرمسها السي، ويعلن اتفاق الشيعة : ( يقول القفاري ؛ والينسى يسهو ؛ ، وإمجاع األمة والسنة ذلك صريح القرآن عليها مل تتحقق ألنبياء اهللا ورسله كما يدل على

، بل إن النفي املطلق للسهو والنسيان عن األئمة تشبيه هلم مبن فهي غريبة على األصول اإلسالميةإن : -وهو اإلمام الثامن الذي تدعي الشيعة عصمته - ، وهلذا قيل للرضا ال تأخذه سنة وال نوم

-لعنهم اهللا -كذبوا : فقال ! مل يقع عليه السهو يف صالته النيب يف الكوفة قوما يزعمون أن؛ وهذا الغلو من أكرب أسباب غلو الرافضة يف )٣( ) إن الذي ال يسهو هو اهللا الذي ال إله إال هو

فالغلو يف عصمتهم إىل حد وصفهم بصفات األلوهية حتول إىل غلو يف قبور األئمة وأضرحتهم ؛ . )٤(وتدعى من دون اهللا سبحانه، يطاف ا ؛ قبورهم ومشاهدهم

متعلق العصمة معصوم حال تلقي الوحي ؛ فال جوهر العصمة يتعلق جبوهر النبوة ؛ وهو الوحي ؛ فالنيب

يقر على يكتم وال حيرف وال ومعصوم حال تبليغه ؛ فال يكذب وال. يلتبس عليه الوحي بغريه وأفعاله ؛ وهلذا تعرض العلماء بالتفصيل وهي كذلك تتعلق بذات النيب . خطأ أو نسيان

وهذه األمور حتتاج لشيء من البسط والتفصيل . للعصمة من الذنوب قبل البعثة وبعدها . واالستدالل

؛ فإم يزعمون أن كثري من الغالة يف املشايخ مل تنفرد اإلمامية بدعوى التشريك يف العصمة مطلقا ؛ فقد شاركهم يف ذملك )١(

العصمة ، اإلمساعيلية تدعى يف أئمتها ، وكذلك يف كل ما يفعل ال خيالف يف شيء أصال هويأمرون باتباع، الشيخ حمفوظ ، اإلمام املعصوم : يف خطبة اجلمعة ويقولون ، إنه معصوم : يقولون ، الذي ادعى أنه املهدى ، وأصحاب ابن تومرت

. ١٩٠-٦/١٨٧منهاج السنة : انظر ! يكون معصوماإم قتلوا بعض من أنكر أن : ويقال ! واملهدي املعلوم

.٦/١٨٨منهاج السنة )٢(

. ٧٧٦، ٢/٧٧٥أصول مذهب الشيعة )٣(

. ٢/٨٠٠املرجع السابق )٤(



٣٩

العصمة من القتل : أوال MQ P O N M L : بقوله تعاىل هذا النوع من العصمة ثابت لنينا حممد K JR T S

X W V UY ] \ [ Z L أي بلغ رساليت ، وأنا ناصرك على أعدائك ، ؛ ٦٧ : المائدةاحلرس بعد نزول هذه وحافظك منهم ؛ فال يصل أحد منهم إليك بسوء ؛ وهلذا ترك النيب

أي عصمك ومنعك من الناس ؛ ٦٠: اإلسراء M? > = < ; : 9 L : وقال تعاىل . )١(اآليةعلى تبليغ هذا حض من اهللا تعاىل ذكره نبيه حممدا : ( حىت تبلغ رسالة ربك ؛ قال الطربي

كل من بغاه سوءا وهالكا، ، من ، وإعالم منه أنه قد تقدم منه إليه القول بأنه سيمنعه رسالته، فهم يف قبضته ال واذكر يا حممد إذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس قدرة: يقول جل ثناؤه

، وامض ملا ، فال تتهيب منهم أحدا ، وحنن مانعوك منهم يقدرون على اخلروج من مشيئته . )٢( ) أمرناك به من تبليغ رسالتنا

: قال رضي اهللا عنهما عن جابر بن عبد الله مارواه مسلم بسنده من السنة العصمة يدل هلذه ومما ) ول اللهسر عا منوغز دجل نبة قوغز ، ول اللهسا ركنرفأد اهضري العكث ادي ول ، فزفن

ول اللهسر لفع ةرجش تحا تانهأغص نن مصبغ فهيس ي ، قادي الوف اسالن قفرت؛ وفاستيقظت ، فأخذ السيف ، أتاني وأنا نائم ال إن رج :فقال رسول الله . يستظلون بالشجر

قلت ؟ من يمنعك مني : فقال لي ، والسيف صلتا في يده أشعر إالفلم ، وهو قائم على رأسي :الله ! ةي الثانيقال ف ي : ثمنم كعنمي ن؟ م قلت : الله ! فيالس اما! فشفه سالذا ج وه ! ثم

حفظه له من عصمة اهللا عز وجل لرسوله : ( قال ابن كثري ، ) الله لم يعرض له رسول، مع شدة العداوة والبغضة ونصب من أهل مكة وصناديدها وحسادها ومعانديها ومترفيها

فصانه ؛ العظيمة األسباب العظيمة بقدره وحكمته ، مبا خيلقه اهللا تعاىل من احملاربة له ليال وارا، وخلق اهللا يف قلبه حمبة ، إذ كان رئيسا مطاعا كبريا يف قريش يف ابتداء الرسالة بعمه أيب طالب

، ولكن ملا كان ، ولو كان أسلم الجترأ عليه كفارها وكبارها ال شرعية طبيعية لرسول اهللا ب نال منه املشركون أبو طالعمه ، فلما مات بينه وبينهم قدر مشترك يف الكفر هابوه واحترموه

. ٤٣٦، ٣/٤٣٥تفسري ابن كثري : انظر )١(

. ٥/٩١تفسري ابن كثري : وانظر . ١٥/١٠٩تفسري الطربي )٢(



٤٠

، وعلى أن يتحول إىل دارهم له األنصار فبايعوه على اإلسالم ، مث قيض اهللا عز وجل أذى يسرياكلما هم أحد من املشركني وأهل و، ، فلما صار إليها حموه من األمحر واألسود وهي املدينة

، وأنزل عليه حماه اهللا منهمفكاده اليهود بالسحر كما، الكتاب بسوء كاده اهللا ورد كيده عليه، أعلمه اهللا به ومحاه اليهود يف ذراع تلك الشاة خبيرب ه، وملا مس سوريت املعوذتني دواء لذلك الداء

. )١( ) ؛ وهلذا أشباه كثرية جدا يطول ذكرها اهللا منهولكنها قطعا ليست عامة لكل نيب ؛ لقوله تعاىل ، نانبي العصمة من القتل ثابتة لغريوقد تكون

: MÇ Æ Å Ä Ã Â Á À ¿ ¾È Î Í Ì Ë Ê ÉL ٦١: البقرة ،أشد الناس عذابا يوم القيامة : ( مرفوعا عن ابن مسعود )٢( وروى اإلمام أمحد بسند حسن

؛ فعلم أن ) أومصور يصور التماثيل ، بغري علم أو رجل يضل الناس ، رجل قتل نبيا أو قتله نيب أمر وقد رأى بعض أهل العلم أن اهللا تعاىل عصم كل نيب من األنبياء من قتل ومنهم من عصم ،

مل يقتل نيب قط من األنبياء إال من مل يؤمر بقتال ، وكل من : ( قال ابن عباس واحلسن باجلهاد ؛ ذلك قتل كثري من أنبياء بين إسرائيل ؛ وهم ممن أمر ولكن يشكل على . )٣( )أمر بقتال نصر

. اهللا أعلم باجلهاد ، ف العصمة يف حتمل الوحي : ثانيا -:أمرين معصوم يف حتمل الوحي من النيب

قال وال ميكن أن يتصور له الشيطان يف صورة ملك ؛ اخلطأ ؛ فال يلتبس عليه الوحي بغريه ؛ - ١M é è : ، وقال ٤٢: الحجر M u t s r q p o n m l k jL :تعاىل

ñ ð ï î í ì ë êL ؛ والرسل هم املصطفون األخيار من ٨٣ – ٨٢: ص! " # $ % & M :قال تعاىل . )٤(عباد اهللا ؛ فال يقوى شيطان على إغوائهم أو إضالهلم

* ) ( 'L وقال ٢ – ١: النجم ، : M A @ ? > = < ; : 9 8 7 6 5 4 3 2

. ٣/٤٣٧تفسري ابن كثري )١(

) . ١٠٠٠( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر )٢(

. ١/٤٣٢تفسري القرطيب )٣(

) . ١٠٦، ١٠٥، ٩٦( حجية السنة ، ص : انظر )٤(



٤١

C BD K J I H G F EL U T S R Q P O N ML وقال ٤٣ – ٣٨: الحاقة ، : M j i

w v u t s r q p o n m l k)١(

¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { z y x

§ ¦)٢(

® ¬ « ª © ¨L أي وما هذا القرآن بقول شيطان ؛ ألنه ؛ ٢٥ – ١٩: التكویرM = < ; : 9 8 7 6 5 : ؛ كما قال تعاىل )٣(اليقدر على محله ، والينبغي له

D C B A @ ? >L ذكر أنه ميتنع عليهم : ( ، قال ابن كثري ٢١٢ - ٢١٠: الشعراء؛ ألن من ليس هو من بغيتهم وال من طلبتهم: ، أي أنه ما ينبغي هلم: أحدها، من ثالثة أوجه

، ونور وهدى ، وهذا فيه األمر باملعروف والنهي عن املنكر سجاياهم الفساد وإضالل العباد= : وقوله . : ; > : ؛ وهلذا قال تعاىل الشياطني منافاة عظيمة ، فبينه وبني وبرهان عظيم

لو أنزلنا هذا القرآن على ( : ، قال اهللا تعاىل ولو انبغى هلم ملا استطاعوا ذلك: أي ؛< الله ةيشخ نا معدصتا معاشخ هتأيل لربهلم واستطاعوا محله وتأديتهمث بني أنه لو انبغى ، ) ج ،

؛ ألن السماء ملئت حرسا ؛ ألم مبعزل عن استماع القرآن حال نزوله ملا وصلوا إىل ذلك، فلم خيلص أحد من الشياطني إىل استماع حرف يف مدة إنزال القرآن على رسولهشديدا وشهبا

وحفظه لشرعه، وتأييده لكتابه ، وهذا من رمحة اهللا بعباده. ، لئال يشتبه األمر واحد منهوأنا لمسنا السماء ( : كما قال تعاىل خمربا عن اجلن، @ C B A : ؛ وهلذا قال ولرسوله

يجد له آلنفوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع ا . )٤( )شهابا رصدا وأنا ال ندري أشر أريد بمن في األرض أم أراد بهم ربهم رشدا

M Ì Ë Ê :النسيان ؛ فال ميكن أن ينسى ما ألقي على قلبه من الوحي قبل تبليغه ؛ قال تعاىل - ٢

ß Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î ÍL روى ؛ ١٩ – ١٦: القیامةقال : ( ) ال تحرك به لسانك لتعجل به (: فى قوله رضي اهللا عنهما عن ابن عباس مسلم بسنده

وما : أمني صفة جلربيل ، وهذا عظيم جدا أن الرب يزكي عبده ورسوله امللكي ، كما زكى عبده ورسوله البشري بقوله )١(

. ٧/٥٠٠تفسري ابن كثري : انظر . صاحبكم مبجنون

ر القرآن أي مبتهم ؛ قال سفيان بن عيينة ؛ أي ماهو بكاذب وماهو بفاجر ، وفسر أيضا بالبخل ؛ أي ماهو ببخيل ، بل نش )٢( . ٥٠١، ٧/٥٠٠املرجع السابق . وكال املعنيني صحيح . وبلغه لكل من أراده

. ٧/٥٠١تفسري ابن كثري : انظر )٣(

. ٦٤٧، ٥/٦٤٦تفسري ابن كثري )٤(



٤٢

بىكان الن هيفتش كرحة كان يدزيل شنالت نم جالعالى ، يعت ل اللهزفأن) كانسل به كرحال تهآنقرو هعما جنليإن ع ل بهجعتل ( أهقرت ثم ركدى صف هعمقال ج) بعفات اهأنفإذا قر هآنقال ) قر

تصأنو عمتفاس ، ول اللهسقال فكان ر أهقرا أن تنليإن ع ثم طلقفإذا ان عمتريل اسجب اهإذا أت بىالن أهريل قرجبأها أقرينايف العصمة يف والنسيان العارض لبعض القرآن احملكم ال .) كم

¥ ¦ M : ؛ ألنه إمنا يقع بعد تبليغه ، والبد أن يتذكره أو يذكر به ؛ قال تعاىل حتمل الوحي

¬ « ª © ¨ § L قالترضي اهللا عنها عن عائشة وروى البخاري بسنده عن ، ٧ - ٦: األعلى :، كذا وكذا آية لقد أذكرين يرمحه اهللا (: فقال، رجال يقرأ يف سورة بالليل مسع رسول اهللا

احلديث على وقوع النسيان يف بعض القرآن ت اآلية وفدل؛ ) كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا . أنه بعد ما يقع منه تبليغه : أحدمها : لكن بشرطني( احملكم

وهل يشترط . ما بغريه إما بنفسه و؛ إذكرة بل حيصل له ت، أنه ال يستمر على نسيانه : واآلخر . )١( ) فأما قبل تبليغه فال جيوز عليه فيه النسيان أصال. قوالن ؟ يف هذا الفور

العصمة يف تبليغ الوحي : ثالثا من كل ما خيل بكمال تبليغ الوحي ؛ ويدخل يف تبليغ الوحي تعين حفظ النيب العصمة يف

- :ذلك عدة أمور ؛ منها ؛ فكل ٤ - ٣: النجم M 5 4 3 2 1 0 / . - , +L :قال تعاىل الرسالة ؛الكذب يف : أوال

هوى النفس ؛ فيستحيل أن يكون فيه مستنده الوحي من اهللا ال ؛ مايبلغه عن اهللا حق وصدق عبد اهللا بن عمرو عن )٣(روى أبوداود بسند صحيح ؛ )٢(، أو تبديل ، أو زيادة ، أو نقصانافتراء

فنهتين ، أريد حفظه كنت أكتب كل شيء أمسعه من رسول اهللا : ( قال رضي اهللا عنهما ! بشر يتكلم يف الغضب والرضا ورسول اهللا ، أتكتب كل شيء تسمعه : وقالوا ، قريش

، اكتب : فأومأ بأصبعه إىل فيه فقال، فذكرت ذلك لرسول اهللا ، فأمسكت عن الكتاب وقد قرر القرآن الكرمي هذا األصل العظيم بطرق .) خيرج منه إال حق فوالذي نفسي بيده ما

. ٩/٨٦فتح الباري )١(

) . ١٦٦( ، حجية السنة ، ص ٧/٥٥تفسري ابن كثري : انظر )٢(

) . ٣٦٤٦( صحيح سنن أيب داود ، ح : انظر )٣(



٤٣

-:كثرية ؛ منها أن يأيت بسورة هم، وليس يف مقدور أحد مناخللق استحالة افتراء القرآن ؛ ألنه ال يشبه كالم - ١

M t s r q p o n m l k j u : ؛ قال تعاىل )١(فضال عن أن يفتريه كله، مثله

¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { z y x w v¥ ° ¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦

³ ² ±L ٣٨ – ٣٧: یونس . كمال ل، وهم يف الكالم استحالة تبديل شيء من القرآن من قبل اخللق ؛ خلروجه عن معهود - ٢

' ) ( * + , - . &! " # $ %M : أخباره وأحكامه ؛ قال تعاىل

1 0 /2 ; : 9 8 7 6 5 4 3< B A @ ? > =C J I H G F E D

L KL وقال ١٥: یونس،: M~ } | { z� £ ¢ ¡¤ ¨ § ¦ ¥L األنعام :

وهلذا ال؛ )٢(اليزيد فيه املفترون والينقصونالكلمات هي القرآن المبدل له ؛ : قال قتادة ؛ ١١٥M± ° ¯ ® ¬² ³ :قال تعاىل ينسخ شيء من القرآن إال بوحي من اهللا تعاىل ؛

» º ¹ ¸ ¶ µ ´¼ Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½

Ï Î Í Ì ËL ١٠٢ – ١٠١: النحل . كل اهللا لسلبه املفترون كما يزعم على ذلك أن االفتراء على اهللا أعظم اجلرائم ؛ فلو أقدم - ٣

M q p o n m l : ، ؛ قال تعاىل )٣(بأشد العقوباتاهللا عاجله ، و ما أوحى إليه من اآليات

¢ ¡ � ~ } | { z y x w v u t s r L وقال ، ٩٣: األنعام: MG F E D C BH I

N M L K JO U T S R Q PV [ Z Y X WL وقال ٢٤: الشورى ،: M W V

k j i h g f e d c b a _ ^ ] \ [ Z Y XL ٤٧ – ٤٤: الحاقة . MQ P O N M L K JR W V U T S : كتمان بعض الوحي أوكله ؛ قال تعاىل : ثانيا

XY ] \ [ Z^ e d c b a ` _L وروى مسلم بسنده ٦٧: المائدة ، نعث من تكلم عائشة ثاليا أبا : فقالت رضي اهللا عنها نت متكئا عند عائشة ك: ( مسروق قال

. ٤/٤٠٠تفسري ابن كثري : انظر )١(

. ٧/٧١تفسري القرطيب )٢(

. ٣٧٣، ٧/٣٧٢، ٦/٥٥١، ٣/٥٧٦، تفسري ابن كثري ٨/٣١٩تفسري القرطيب : انظر )٣(



٤٤

رأى من زعم أن محمدا : قالت ؟ ما هن : قلت ! بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم ومن زعم أن رسول الله ، ربه فقد أعظم على الله الفرية

يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت :والله يقول ، على الله الفرية هالترس، ب: قالتخي هأن معز نمقول وي اللهة ويرالف لى اللهع ظمأع فقد ي غدكون فا يبم قل :ر

ولو : قالت : ( بزيادة أيضا ، ويف رواية ملسلم) الله إال رض الغيب أليعلم من في السموات واال دمحكان م امئا ميا شملكاتزل عأن هذه ملكت هة اآليي تمعأنو هليع الله معي أنلذقول لإذ تو

و اسى النشختو يهدبم ا اللهم فسكي ني ففختو ق اللهاتو كجوز كليع سكأم هليأن ع قأح الله اهشخت( البخاري بسنده عن ى، وروا يأبيلع ألتفة قال سيحج ) : ءيش كمدنل عه

آني القرف سا ليماس ؟ أومالن دنع سا لية : فقال ؟ مبالح ي فلقالذة ، ومسأ النربا ، وندنا عم آني القرا فإلا م ، ابهتي كل فجطى رعا يمإلا فه ، يفةحي الصا فمو . قلت : يفةحي الصا فم؟ و

عن )١(جيدوروى ابن أيب حامت بسند ، ) وأن لا يقتل مسلم بكافر، وفكاك الأسري ، العقل : قال إن : ، فقال فجاءه رجلرضي اهللا عنهما كنت عند ابن عباس ( : قال عن أبيه هارون بن عنترة

يا : أن الله قالألم تعلم : ، فقال ، فيخبرونا أن عندكم شيئا لم يبده رسول الله ناسا يأتونا كبر نم كزل إليا أنلغ مول بسا الرهأي . ول اللهسا رثنرا وم اللهو اءضيي باء فدوس (.

وهلذا خص احلق تبارك وتعاىل رسله الكرام برصد من املالئكة ؛ ليحفظوا اخلطأ يف التبليغ ؛ : ثالثامن إبالغ رساالت واحىت يتمكنأنزل إليهم من الوحي من استراق الشياطني ، وختليطهم ؛ ما

M Í Ì Ë Ê É È Ç :قال تعاىل ؛ )٢(رم كما هي ؛ حمفوظة من الزيادة والنقصان

æ å ä ã â á à ß Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î

ê é è çL ؛ فاالستظهار بالرصد ملنع الشياطني من إيقاع التخليط يف أثناء أداء ٢٨ - ٢٦: الجنل اإلنس أيضا ؛ فإنه معصوم من قدرم على وقد يكون ذلك حلفظه من إضال . )٣(الرسالة M ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ : ؛ قال تعاىل )٤(إضالله ³ ² ± °

. ٣/٤٣٤تفسري ابن كثري : انظر )١(

. ٣٣٧، ٤/٣٣٦، حاشية الصاوي ٧/٤٠٢،٤٠٣، تفسري ابن كثري ٣١-١٩/٢٧تفسري القرطيب : انظر )٢(

. ٢/١٧٦األربعني : انظر )٣(

. ٥/٣٨٢تفسري القرطيب : انظر )٤(



٤٥

¾¿ Ã Â Á À L ١١٣: النساء . M j : وأما قوله تعاىل i h g f e d c b a _ ^ ] \ [ Z Y X

o n m l kp t s r qL ؛ فقد كان إلقاء الشيطان يف أمساع الكفار ٥٢: الحجقصة أنكر بعض أهل العلم على أن . )١(؛ وهلذا مل يسمعها املسلمون ال يف تالوة الرسول وما كان من الغرانيق ، ذكر كثري من املفسرين هاهنا قصة : ( قال ابن كثري الغرانيق من أصلها ،

ولكنها من . ، ظنا منهم أن مشركي قريش قد أسلموا املهاجرة إىل أرض احلبشةرجوع كثري من وأما من رآها ثابتة من . )٢( ) ، واهللا أعلم ، ومل أرها مسندة من وجه صحيح طرق كلها مرسلة

العصمة عنده يف هذا الباب تعين حفظ ألن أهل العلم فإنه جييب بأا التناقض عصمة التبليغ ؛ العصمة فيما يبلغونه عن الله : (، قال ابن تيمية من وقوعه ال من اإلقرار على اخلطأ النيب ولكن هل يصدر ما يستدركه الله فينسخ ما ، فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمني ؛ ثابتة

ي الشلقيآي الله مكحيطان وي لانقو يهذا ف؟ ه هات ، كآن بذلالقر قافوي لفالس نع أثورالمو .لم بقوجالن ةوري سف ةاديالز نقل منا ييموا فنطع رينأختالم نم كوا ذلعنم ينالذو ه :ت لك

قال هذا : ومن علم أنه ثبت . إن هذا لم يثبت : وقالوا ؛ الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ى هذا التقدير أيضا ولكن السؤال وارد عل. ألقاه الشيطان في مسامعهم ولم يلفظ به الرسول

. هلي قوقالوا ففس : ويث الندح وه هتنيي أمطان فيى ألقى الشنمإلا إذا ت . والقرآن . القدح فيه هذا منقول نقلا ثابتا لا يمكن : وأما الذين قرروا ما نقل عن السلف فقالوا

هلبقو هليل عدي : هتنيي أمطان فيى ألقى الشنمإلا إذا ت بيلا نول وسر نم كلقب نا ملنسا أرموآي الله مكحي طان ثميي الشلقا يم الله خسنفي هاتيمكح يملع اللهة ونتطان فيي الشلقا يل معجيل

ن أوتوا العلم للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمني لفي شقاق بعيد وليعلم الذينمؤفي كبر نم قالح هيم أنقتسم اطروا إلى صنآم يني الذادله إن اللهو مهقلوب له بتخفت ؛وا به

والقرآن يوافق ذلك . الآثار في تفسري هذه الآية معروفة ثابتة في كتب التفسري والحديث : فقالوا وتمييز الحق ، ن نسخ الله لما يلقي الشيطان وإحكامه آياته إنما يكون لرفع ما وقع في آياته فإ؛

. ٥/٤٣٣، تفسري ابن كثري ١٠/٢٩١جمموع الفتاوى : انظر )١(

. ٤/٤٦الفصل : وانظر . ٥/٤٣١تفسري ابن كثري )٢(



٤٦

في قلوبهم مرض وجعل ما ألقى الشيطان فتنة للذين. بغيرها حتى لا تختلط آياته، من الباطل اسالن هعمسا يرظاه ككون إذا كان ذلا يمإن مهقلوب ةيالقاسفس ، وي النا فناطي ، لا بة التنتالفول بالنصحي تالت ةنتس الفجن نخ مسالن نع موذا النل بهصحخ تسالن نر مع الآخو . عوذا النهو

فإنه إذا كان يأمر بأمر ثم يأمر ؛ وبعده عن الهوى من ذلك النوع أدل على صدق الرسول هلافبخ ، الله دنع نا مملاهكو ،ف قدصم وهو كي ذل ، فسهن ني : فإذا قال عالذ وه إن الثاني

الله دنع نم ، خاسالن وهلى ، ول عكان أد ككذل سلي الله هخسي نالذ فوعرالم كإن ذلولو كان محمد كاتما : كما قالت عائشة رضي الله عنها وهذا، وقوله الحق ، اعتماده للصدق

وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن : شيئا من الوحي لكتم هذه الآية اهشخت .ي يى أن الذرطأ ألا تكان خ لوو ا قالهكل م رصنأن ي ريدل ياطبالب هفسن ظمان ؛ عيفب

وبراءته ، ونسخ ما ألقاه الشيطان هو أدل على تحريه للصدق ، أن الله أحكم آياته الرسول ولهذا كان تكذيبه ؛ فإنه الصادق المصدوق ؛ وهذا هو المقصود بالرسالة ، من الكذب

. )١( ) كفرا محضا بلا ريب اإلمجاع على عصمة التبليغ

جيوز من اهللا تعاىل أمجعت األمة على أنه المايتعلق بتبليغ الشرائع واألحكام : ( يقول الرازي وقال ، )٢( )وإال مل يبق االعتماد على شيء من الشرائع ، عليهم التحريف واخليانة يف هذا الباب

وأما بعد النبوة فاالتفاق من أهل الشرائع قاطبة على عصمتهم عن تعمد كل ما خيل : (مدي اآل . دقهم فيه من دعوى الرسالة والتبليغ عن اهللا تعاىلبصدقهم فيما دلت املعجزة القاطعة على ص

فمنع منه األستاذ أبو إسحاق وكثري من ؛ واختلفوا يف جواز ذلك عليهم بطريق الغلط والنسيان مصريا منه إىل أن ما ؛ وجوزه القاضي أبو بكر ، ملا فيه من مناقضة داللة املعجزة القاطعة ؛ األئمة

، )٣( )وهو األشبه ، كان من النسيان وفلتات اللسان غري داخل حتت التصديق املقصود باملعجزة فال ؛ على أنه معصوم فيما يبلغه عن اهللا قد اجتمع كل من آمن بالرسول ( : وقال ابن تيمية

. ٢٩٢-١٠/٢٩٠جمموع الفتاوى )١(

) . ٩٦( حجية السنة ، ص : وانظر ) . باختصار يسري ( . ٢/١١٦األربعني )٢(

. ٨/٢٨٨شرح املواقف : وانظر . ١/١٧٠االحكام يف أصول االحكام )٣(



٤٧

فإن وجود هذا وهذا يف خربه يناقض مقصود ؛ كما ال يكون فيه كذب ،يستقر يف خربه خطأ الأنبياء صلوات الله عليهم ( : ، وقال )١( )ويناقض الدليل الدال على أنه رسول ، الرسالة

هانحبس الله نع ون بهبرخا ييمون فومصعم ، ةفاق الأمبات هالاتيغ رسلبي تف؛ و بجذا وهلووها أوتان بكل م؛ . الإمي الةسالرو ةوبالن ودقصا مل بهصحي يالت ياء هبيلأنة لة الثابتمصالع هذهو

بياملنبأ فإن الن وه الله نالو، ع وول هسالىالرعت الله لهسي أرذ ، نع هونلغبا ييمة فمصالعو نيملسفاق المطأ باتخ كي ذلف رقتسة فلا يثابت ٢( )الله( .

إذ قد لإلسالم ؛ ينتسب ن مم حممول على إمجاع من يعتد بقولهعلى عصمة التبليغ إلمجاع اوائف ممن عرفوا باإلعرض عن اهلدى واتباع اهلوى ؛ ومن وطخالف يف هذا األصل األصيل

-:أشهرهم وزعموا أن األنبياء إمنا يف تبليغ الوحي ، على األنبياء الفالسفة اإلهليون ؛ فقد جوزوا الكذب - ١

وكذب ور التطابق الواقع ، وإمنا هي ختييل أخربوا عن اهللا وصفاته ومالئكته وثوابه وعقابه بأمقال ابن تيمية ؛ ؛ وهلذا مساهم بعض علماء السلف بأهل الوهم والتخييل!! الستصالح اجلمهور

إن األنبياء أخربوا عن اهللا وعن اليوم اآلخر وعن : أهل الوهم والتخييل هم الذين يقولون : ( ولكنهم خاطبوهم مبا يتخيلون ، بل وعن املالئكة بأمور غري مطابقة لألمر يف نفسه ، اجلنة والنار

، وأن هلم نعيما حمسوسا وعقابا حمسوسا ، وأن األبدان تعاد ، به ويتومهون به أن اهللا جسم عظيم ألن من مصلحة اجلمهور أن خياطبوا مبا يتومهون به ؛ ! وإن كان األمر ليس كذلك يف نفس األمر

إذ كانت دعوم ! وإن كان هذا كذبا فهو كذب ملصلحة اجلمهور ، خيلون أن األمر هكذا ويت ؛ وقد وضع ابن سينا وأمثاله قانوم علي هذا األصل! ومصلحتهم ال متكن إال ذه الطريق

األنبياء قصدوا ذه األلفاظ : وهؤالء يقولون ، كالقانون الذي ذكره يف رسالته األضحوية وإن كانت الظواهر يف نفس األمر ، وقصدوا أن يفهم اجلمهور منها هذه الظواهر ، ظواهرها

!! فقصدوا إفهام اجلمهور بالكذب والباطل للمصلحة ، كذبا وباطال وخمالفة للحق : ومنهم من يقول ، النيب كان يعلم احلق ولكن أظهر خالفه للمصلحة : مث من هؤالء من يقول

. ٥/٢٨٥درء التعارض )١( . )باختصار .( ٢٩٠، ١٠/٢٨٩جمموع الفتاوى )٢(



٤٨

وهؤالء يفضلون الفيلسوف الكامل علي ، لمه نظار الفالسفة وأمثاهلم ما كان يعلم احلق كما يعكما يفضل ابن عريب الطائي خامت ؛ ويفضلون الويل الكامل الذي له هذا املشهد علي النيب ، النيب

مبشر بن فاتك وغريمها الفيلسوف وكما يفضل الفارايب و، علي األنبياء - يف زعمه - األولياء إن النيب أفضل من : إن النيب كان يعلم ذلك فقد يقولون : الذين يقولون وأما . علي النيب وأمكنه أن خياطب اجلمهور بطريقة يعجز عن ، ألنه علم ما علمه الفيلسوف وزيادة ؛ الفيلسوف

. مثلها الفيلسوف وابن سينا وأمثاله من هؤالء وأصحاب رسائل إخوان الصفاء ، كاملالحدة اإلمساعيلية ؛ وهذا يف اجلملة قول املتفلسفة والباطنية

ومالحدة الصوفية اخلارجني عن ، والفارايب و ابن سينا والسهروردي املقتول وابن رشد احلفيد ، ابن الطفيل صاحب ابن عريب و ابن سبعني وك؛ طريقة املشايخ املتقدمني من أهل الكتاب والسنة

. )١( ) هؤالء وخلق كثري غري، رسالة حي بن يقظان مل يبلغ الوحي أن الرافضة يعتقدون أن النيب واآللوسي الشيعة اإلمامية ؛ فقد ذكر القرطيب - ٢

ومن معه واملشهور عنهم الزعم بأن أبابكر . )٢(تقية كله ، وإمنا كتم بعض ما حيتاجه الناس من الصحابة أسقطوا اآليات والسور اليت نزلت يف فضائل أهل البيت ، واألمر مبحبتهم واتباعهم ،

ينايف عصمة التبليغ ؛ ألن هذا املعتقد اخلطريوعلى كال التقديرين ف .)٣(وذكر أمساء أعدائهم هتبليغيف ة الكتابأن يستمر ورثأنزل اهللا عليه من القرآن ، و كل ما أن يبلغ النيب مقتضاها

. إىل أن يرفع يف آخر الزمان كما أنزل دون زيادة أو نقصان إمنا بلغ علم الظاهر دون علم عن بعض الصوفية أن النيب الصوفية ؛ فقد ذكر اآللوسي - ٣

مل يكن وزعموا أن علم األسرار ، الباطن ؛ وهو مايسمونه علم األسرار اإلهلية ، أو علم احلقيقة وقد بنوا على هذا املعتقد تقسيم الدين إىل ! )٤(كاشفةبل بطريق اإلهلام وامل، مرتال بطريق الوحي

ومل !حقيقة وشريعة ؛ واعتبار اإلهلام طريق العلم باحلقيقة ،كما أن الوحي طريق العلم بالشريعة

٨٦، ٨٥( ، السياسة املدنية ، ص ) ٢٤٦، ٢٤٥( الكشف عن مناهج األدلة ، ص : وانظر . ١٢-١/٨درء التعارض )١(

) . ١٣٠، ١١٣-١٠٩( ، الرسالة األضحوية ، ص ) ٣٠٥( ، النجاة ، ص ) . ٦/١٨٩، روح املعاين ٢٤٣، ٦/٢٤٢تفسري القرطيب : انظر )٢( ) . ٣١، ٣٠( ، خمتصر التحفة اإلثين عشرية ، ص ٨/٦٨٠ح الباري ، فت ٥/٤٠الفصل : انظر )٣( . ١٩٣-١٩٠/ ٦روح املعاين : انظر )٤(



٤٩

دعوا أن علم احلقيقة أمسى من او ير الصوفية اإلهلام املعصوم خاصا باألنبياء بل أثبتوه لألولياء ،وانتهى م سوء معتقدهم إىل !أوحجاب صوت ، علم الشريعة ؛ ألنه ينال بال وساطة ملك

! )١(االستغناء باحلقيقة عن الشريعة ، وباإلهلام عن الوحي العصمة يف االجتهاد : رابعا

اجلواز هل نص فيه ؛ هل هو جائز عقال ؟ وعلى تقدير فيما ال اختلف العلماء يف اجتهاد النيب والصحيح جوازه عقال ، ووقوعه وهل يقع يف أمور الدين أو خيتص بأمور الدنيا ؟ ؟ وقع بالفعل

-:ألدلة كثرية ؛ منها بأمور الدنيا ؛ وعدم اختصاصه فعال ؛M¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ «¸ ¾ ½ ¼ » º ¹¿ À : قوله تعاىل - ١

Î Í Ì Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â ÁL فعوتب ؛ ٦٨ – ٦٧: األنفال على .واليكون العتاب إال فيما صدر عن اجتهاد ال عن وحي ؛ بالفداء أسرى بدر استبقاء

٤٣: التوبة M X W V U T S R Q P O N M L KL :قوله تعاىل - ٢فيه باالجتهاد اليكون إال فيما حكم والعتاب ؛ عن غزوة تبوك فعاتبه على إذنه للمتخلفني ؛

. البالوحي M 6 : قوله تعاىل - ٣ 5 4 3 2 1 0 / . - , + * ) ( ' & % $ # " !

G F E D C B A @ ? > = < ; : 9 8 7 R Q P O N M L K J I HL

على انشغاله عن ابن أم مكتوم بدعوة صناديد قريش ؛ فعلم أن فعله فعوتب ؛ ١٢ – ١: عبس . كان اجتهادا الوحيا

M u t s r q p o n m l k j i h g :قوله تعاىل - ٤

w vx | { z y L سليمان يصخصتف؛ ٧٩ – ٧٨: األنبیاء علىدليل م يفهتبال . وحي عن الاجتهاد كان عن أن حكم داود

لو ( : قال النبي أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما روى البخاري بسنده عن - ٥ تيدا أهم تربدتا اسري مأم نم لتقبتاس ،للتلأح يدي الهعلا أن ملو؛ وهذا من أظهر ) و

. على وقوع االجتهاد حىت يف أمور الدين األدلة

) . ٢٧٨-٢٦٣( ، موقف ابن القيم من التصوف ، ص ٤٢٢، ١٧٠، ١١/١٦٥جمموع الفتاوى : انظر )١(



٥٠

من ؛ فباجتهاد أو وحي أن الصحابة رضي اهللا عنهم كانوا يفرقون بني ماكان يفعله النيب - ٦ جاء احلارث الغطفاين إىل رسول اهللا ( : قال رواه البزار والطرباين عن أيب هريرة ماذلك ، فبعث إىل سعد بن معاذ . حىت أستأمر السعود: فقال . يا حممد شاطرنا متر املدينة : فقال

إين قد علمت : فقال ؛ وسعد بن مسعود ، وسعد بن خيثمة ، وسعد بن الربيع ، وسعد بن عبادة ن أردمت أن إف، تشاطروه متر املدينة وإن احلارث سألكم ، أن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة

، يا رسول اهللا أوحي من السماء فالتسليم ألمر اهللا : فقالوا . تدفعوه عامكم هذا يف أمركم بعد فإن كنت إمنا تريد اإلبقاء علينا فواهللا لقد رأيتنا ؟ فرأينا نتبع هواك ورأيك، أو عن رأيك وهواك

هو ذا تسمعون : فقال رسول اهللا ، إال شراء أو قرى ما ينالون منا مترة ، وإياهم على سواء . )١( )ما يقولون

ماطريقه االجتهاد ال الوحي بعدة أمور من وقد استشكل على القول بأن من تصرفات النيب -:أقواها أمران

M 3 2 1 0 : كلها صادرة عن وحي ؛ لقوله تعاىل أن تصرفات النيب - ١ / . - , +

5 4L ؛ وهذا احلصر يدل على انتفاء االجتهاد يف شيء من تصرفاته ٤ – ٣: النجم . -:وقد أجاب أهل العلم عن ذلك بأجوبة ؛ منها

ليس رأيا حمضا ؛ ألنه صادر بإذن الشرع ، وقائم على نظر يف أصوله ، أن اجتهاد النيب -أاه على الوحي وإليه ـفمبن ومسدد بالوحي ؛ فإن كان صوابا أقر عليه وإال نبه على الصواب ،

. مآله أن اآلية ليست على عمومها ، وإمنا هي خاصة مبا يبلغه عن اهللا تعاىل ، وأدلة التخصيص -ب

مررت مع رسول : ( قال موسى بن طلحة عن أبيه ا رواه مسلم بسنده عن مكثرية ؛ منها الله لاءؤه عنصا يل فقال مخءوس النلى رم علي: فقالوا ؟ بقوهوني ؛ قحف لون الذكرعجي

لقحثى فيفقال . الأنول اللهسر : ئايش كني ذلغي ا أظنقال . م :كوهرفت كوا بذلبرفأخ ، ول اللهسر برفأخ فقال كبذل : وهعنصفلي كذل مهفعنا ؛ إن كان يظن تنا ظنمي إنفلا ، فإن

، ورجال البزار والطرباين فيهما حممد بن عمرو ، وحديثه حسن ، وبقية رجاله ... رواه البزار والطرباين : قال اهليثمي ) ١(

. ١٣٦، ٦/١٣٥جممع الزوائد . ثقات



٥١

ذوني بالظناخؤت ، ذوا بهئا فخيش الله نع كمثتدإذا ح نلك؛ و زع لى اللهع بأكذ ي لنفإن سمع النبي : ( قالت رضي اهللا عنها أم سلمة البخاري بسنده عن منها مارواهو، ) وجل

وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضا أن ، إنما أنا بشر : عند بابه فخرج عليهم فقالجلبة خصام قادص هأن سبأحو كبذل ي لهض أقضعب نلغ مكون أب؛ ييا همم فإنلسم قبح له تيقض نفم

) . قطعة من النار فليأخذها أو ليدعها ؛ االجتهاد ملا توقف احلكم بكان يسأل عن أشياء ، ويتوقف فيها ؛ فلو كان له أن النيب - ٢

. انتظارا للوحي ، وإمنا كان يتوقف كما تقدم إن توقف يف مواضع فقد اجتهد يف مواضع واجلواب أن النيب

. )١(واهللا أعلم. من مسائل االجتهاد ؛ كالظهار واللعان ، وإرث بنات سعد بن الربيع فيما ليسنص فيه اجتهاد مسدد بالوحي ؛ فإذا اجتهد مث مل يوافق مراد ربه فإن فيما ال واجتهاد النيب

ال ابن ـق معصوم من اإلقرار على اخلطأ ؛ ؛ فاجتهاده اهللا ينبهه ويسدده حىت يوافق مراد ربه منه فيوافق خالف به يقع من األنبياء قصد الشيء يريدون به وجه اهللا تعاىل والتقرب : ( حزم

، بد بل ينبههم على ذلك وال، أصال ذلك إال أنه تعاىل ال يقرهم على شيء من ، مراد اهللا تعاىل كما فعل نبيه عليه السالم يف أمر زينب أم ، ورمبا عاتبهم على ذلك بالكالم ، ثر وقوعه منهم إ

. )٢( ) وم تبن مكاويف قصة ، عنهما وطالق زيد هلا رضي اهللا، املؤمنني العصمة من الذنوب : خامسا

-:رئيسني قبل البعثة على قولني اختلف العلماء يف عصمة األنبياء من الذنوب من كل معصية ؛ كبرية كانت أو صغرية ؛ ألن املعاصي أن األنبياء معصومون قبل البعثة : أحدمها

تورث احتقارهم يف النفوس ، وتوجب النفرة عن اتباعهم ؛ وهو خالف مقتضى احلكمة من وهذا مذهب الرافضة ، و أكثر املعتزلة إال يف الصغائر ؛ فإم جيوزون على األنبياء . بعث الرسل

، روضة الناظر بشرح الضوحيي ١٧٥-٤/١٦٥، االحكام يف أصول األحكام ١٠٦-٢/١٠٢قواطع األدلة : انظر ) ١(

) . ٢٣٩-١٤٥( ، حجية السنة ، ص ٦٠٢-٣/٥٩٣، شرح خمتصر الروضة ٢٨٧-٦/٢٧١ . ١٠/٢٩٠جمموع الفتاوى : ، وانظر ) باختصار ( ٤/٦الفصل ) ٢(



٥٢

.)١(كل صغرية التوجب النفرة ن األنبياء غري معصومني قبل البعثة من الذنوب ؛ فيجوز عليهم عقال كل معصية ؛ يقول أ: والثاين

، وكثري من املعتزلة إىل أنه )٢(أما قبل النبوة فقد ذهب القاضي أبوبكر وأكثر أصحابنا: ( اآلمدي بعد ميتنع عقال إرسال من أسلم وآمن ميتنع عليهم املعصية ؛ كبرية كانت أو صغريه ، بل وال ال

. )٣( )كفره واخلالف بني القولني مبين على أصل التحسني والتقبيح العقلي ؛ فمن قال به أثبت العصمة قبل

احلق ما ذكره القاضي ؛ ألنه ال مسع قبل البعثة : ( النبوة ، ومن أنكره نفاها ؛ وهلذا قال اآلمدي والتقبيح العقلي ، ووجوب يدل على عصمتهم عن ذلك ، والعقل داللته مبنية على التحسني

. )٤( )رعاية احلكمة يف أفعال اهللا ؛ وذلك كله مما أبطلناه لرسالته إال من كان معروفاالقولني ؛ فرأى أن اهللا ال خيتار وقد توسط شيخ اإلسالم بني

مل باألخالق الشريفة واألفعال احلميدة ؛ وذلك الينايف أن يكون على ملة قومه قبل البعثة ؛ وهلذا أن الله سبحانه إنما يصطفي لرسالته من : التحقيق : (فقال يف ذلك يذكره أحد منهم قادحا ؛

ومن نشأ بين قوم مشركني جهال لم . كان خيار قومه حتى في النسب كما في حديث هرقل ع كني ينهمثل دلى مإذا كان ع قصن هرفون ، ليعا يل معفو ةانالأمق ودوفا بالصرعإذا كان م هوبجو ،تو هحرفون قبعا يم كا رحقاد نيركشالم نم دأح هذكري ذا لمهل؛ و .هأن ا ذكرمو

بيكل نكون لأن ي جبثان لا يالأو هإلي تضغ؛ ب مآد لدو ديس هوقد استدل ملاذهب . )٥( )فإنM2 1 0 / . - , + * ) ( ' & % $ # "3 4 : تعاىل إليه بقوله

F E D C B A @ ? > = < ; : 9 8 7 6 5G R Q P O N M L K J I H

. ١١٧، ١١٦/ ٢، األربعني ) ٥٧٥-٥٧٣( ، ص شرح األصول اخلمسة : انظر ) ١(، ) ١٩١( شرح النسفية ، ص : انظر ! من األشاعرة واملاتريدية من حيكي اإلمجاع على عصمتهم من الكفر قبل الوحي ) ٢(

عن وذكر بعضهم أن دعوى اإلمجاع على املنع حممولة على الوقوع ؛ فال تعارض ماحكاه اآلمدي ) . ١٩٥( املسامرة ، ص ، حجية السنة ، ص ) ١٩٦( املسامرة ، ص : انظر . أكثر األشاعرة ؛ ألن كالمه حممول على اجلواز العقلي ال الوقوع الفعلي

)١٠٨ . ( . ١/١٦٩االحكام يف أصول األحكام ) ٣( . ١/١٧٠االحكام يف أصول األحكام ) ٤( ) . ١٩٦( ، املسايرة ، ص ٥٩، ٤/٥٨صل الف: وانظر ) . باختصار ( ٣١، ١٥/٣٠جمموع الفتاوى ) ٥(



٥٣

L وقال ٨٩ – ٨٨: األعراف ، : M_ ^ ] \ [ Z Y X W V U L فإن ظاهرها يدل على أن من األنبياء من كانوا ؛ ٢٦: العنكبوت MW V U L : ، وقال ١٣: إبراھیم

وال ، رت شريعتهم فهو غري متعبد إن كان نشأ يف قوم دث : (؛ قال ابن حزم )١(على ملة قومهم أننا ندري إال فليس عاصيا هللا تعاىل يف شئ يفعله أو يتركه، مور مبا مل يأته أمر اهللا تعاىل به بعد أم

بعثهم اهللا تعاىل يف حسب قومهم و، وصام من كل ما يعابون به أن اهللا عز و جل قد طهر أنبياء . )٢( ) عصمهم قبل النبوة من كل ما يؤذون به بعد النبوة، و

األنبياء بعد البعثة من الذنوب فإن فيها تفصيال ؛ ألن الذنب إما أن يكون كفرا ، أو وأما عصمة )٣(األنبياء معصومون منه بإمجاع العلماء املعتربينكبرية فإن كان كفرا أو كبرية ، أو صغرية ؛ فإن

-:فقد اختلف أهل العلم فيه على قولني ، وإن كان ملما لو جاز ف أمرنا باتباعهم ؛تعاىل ن اهللا أل؛ والظاهرية األشاعرةأكثر املنع ؛ وهو قول : أحدمها

. )٤(يأمر مبحرم واهللا البه ؛ عليهم الذنب لكنا مأمورين : قال ابن تيمية وهذا غري مسلم ؛ ألن االقتداء م إمنا يشرع فيما أقروا عليه دون مارجعوا عنه ؛

)هنوا ععجرو هنوا عها نون مد هليوا عرا أقيمف وعرشم وا همإن ي بهمأسأن الت لومعا أن ، مكميهالنو رالأم هنم خسني ا لميمف مهتطاع جبا تمإن ، لهعج وزجي فلا يهالنر والأم نم سخا نا مفأم

هنا عهينلا مو ا بهورأمم ، يهف ةالطاعو هاعبوب اتجو نلا ع٥( )فض( . عن أكثر األشاعرة واملعتزلة ؛ حكاه اآلمدي بل إن ، )٦(قول اجلمهورهو اجلواز ؛ و: والثاين

وهو شرط . )٧(شرط أال يكون من قبيل مايوجب احلكم على فاعله باخلسة ، وسقوط املروءة

. ١٥/٢٩، ٣١٠/ ١٠جمموع الفتاوى: انظر ) ١( ) . باختصار ( ٤/٥٨الفصل ) ٢( ٨/٢٨٨، شرح املواقف ١/١٧٠، االحكام يف أصول األحكام ٢/١١٥، األربعني ) ٧٠، ٦٩( املسودة ، ص : انظر ) ٣(

-٢٩٠ . ) . ١٢١( ، شرح اجلوهرة ، ص ٨/٢٩٠، شرح املواقف ٥٥، ٤/٥٤الفصل : انظر ) ٤( . ١٠/٢٩٣جمموع الفتاوى ) ٥( . ١/٣٠٦، الرد على البكري ١٠/٢٩٣، جمموع الفتاوى ) ٧٠( املسودة ، ص : انظر ) ٦( ) ١٩١( شرح النسفية ، ص : وانظر . ١/١٧١االحكام يف أصول األحكام : انظر ) ٧(



٥٤

إنه : ( مرفوعا عن سعد )١(مبا رواه أبوداود وغريه بسند صحيح صحيح ميكن االستدالل لهبقصص األنبياء ؛ فإا صرحية يف اجلمهور احتج قد و. ) خائنة األعنيال ينبغي لنيب أن تكون له

' ) ( * M :، وقوله ١٢١: طھ M ¦ ¥ ¤ £ ¢L : ؛ كقوله تعاىل )٢(صدور الذنب عنهم

6 5 4 3 2 1 0 / . - , +L وجتويز هذا الضرب من الذنوب . ٢: الفتحفال يؤخرون ؛يتداركونه بالتوبة واالستغفار بل يقرون عليه ؛ ال ينايف العصمة ؛ ألم ال

الله تعالى لم يذكر في : ( قال ابن تيمية ؛ )٣(واليصرون ، والعربة بكمال النهاية البنقص البداية: كقول آدم وزوجته ؛ في القرآن شيئا من ذلك عن نبي من الأنبياء إلا مقرونا بالتوبة والاستغفار

ا لننمحرتا ولن رفغت إن لما ونفسا أننا ظلمنبر ريناسالخ نم نوح ،كونل نقووذ : وي أعإن بر ريناسالخ نم ني أكنمحرتي ول رفغإلا تو لمع ي بهل سا ليم ألكأن أس بك ، هلييل علل الخقوو

لامالس: يدالولي ول را اغفنبر ابسالح قومي موي ننيمؤلملو، هلقوي : ول رفغأن ي عي أطمالذوأنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين واكتب لنا : وقول موسى ، خطيئتي يوم الدين

نالد هذي هفكا إليندا هإن ةري الآخفة ونسا حي ، هلقوي : ول رفسي فاغفن تي ظلمإن بر ، هلقوو : ننيمؤل الما أوأنو كإلي تبت كانحبقال س ا أفاقد ، فلماود نالى ععله توقو : فرغتفاس

ر ابأنا وعاكر رخو هآب، بم نسحلفى وا لزندنع إن لهو كذل ا لهنفرفغ ، نالى ععله توقو . )٤( )اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب : سليمان

تأويل أدلة اجلمهور بىن اجلمهور مذهبهم يف جتويز اللمم على األنبياء على أدلة نقلية صرحية ، وقد حاول األشاعرة

بتأويالت متكلفة ؛ ليستقيم هلم القول مبنع اللمم عن ظاهرها ومن وافقهم صرف هذه النصوص -:؛ وسنذكر منوذجني من هذه التأويالت على األنبياء

ال يدل على حمل الرتاع ؛ ألن ١٢١: طھ M ¦ ¥ ¤ £ ¢L : قوله تعاىل إن: قالوا - ١

) . ٢٤٢٦( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر ) ١( . ٥/٥٣شرح املقاصد . ٨/٢٩٣شرح املواقف : انظر ) ٢( . ٣١١، ٣٠٩، ١٠/٣٠٤جمموع الفتاوى : انظر ) ٣( . ١٠/٢٩٦جمموع الفتاوى ) ٤(



٥٥

: ، وأغرب البيجوري فقال )١(تأويلعن نسيان أو كانت قبل النبوة ، أو ألا كانت خطيئة آدم، ن مل نعلمه ، وإمر لسر بينه وبني سيده ؛ ألنه تأول األدم فهو معصية الكاملعاصي آ ماوقع من(

فهو وإن كان !كلت الشجرة بتمامها لوكنت بدل آدم أل: ن أيب مدين عحىت نقل يف اليواقيت . )٢( ) ! مور باطنامنهيا ظاهرا مأ

كله حتكم وخمالفة للظاهر بال دليل ، والقاعدة يف التأويل أنه اليقبل إال إذا كان مبنيا على وهذا أن ذكر عدة تأويالتلى حمل الرتاع ؛ فقال بعد بداللة اآلية عقد سلم التفتازاين دليل صحيح ، و

إال أن فيه تسليما ، وهذا هو الظاهر ، وقد يعتذر بأنه وإن كان عمدا لكن مل يكن إال صغرية : ( . )٣( )للمدعى

؛ ٢: الفتح M 6 5 4 3 2 1 0 / . - , + * ) ( 'L : قوله تعاىل - ٢ ه ب، وكذلك الذنب املتأخر ليس ذن م ذنب آدم ال ذنب النيب بالذنب املتقدإن املراد : فقالوا

! )٤(أمتهوإمنا ذنب -: هذا وحنوه من حتريف الكلم عن مواضعه : (وقد انتقد شيخ اإلسالم هذه التأويل فقال

ا فتحنا إن: فكيف يقول له ، فألن آدم تاب وغفر له ذنبه قبل أن يولد نوح وإبراهيم: أما أوال ! لك فتحا مبينا ليغفر اهللا لك ذنب آدم

! فكيف يضاف ذنب أحد إىل غريه ، ) وازرة وزر أخرى ر وال تز: ( فألن اهللا يقول : وأما ثانيا أنت آدم أبو : آدم فيقولون فألن يف حديث الشفاعة الذي يف الصحاح أم يأتون: وأما ثالثا

! اشفع لنا إىل ربك ؛ وأسجد لك مالئكته ، ونفخ فيك من روحه ، خلقك اهللا بيده ؛ البشر عبد ؛ اذهبوا إىل حممد : فيقول هلم ، ويأتون نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ، فيذكر خطيئته

كمال مغفرة ، وعبودتيه لفكان سبب قبول شفاعته كما؛ غفر اهللا له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ! لكان يشفع ألهل املوقف فلو كانت هذه آلدم ؛ اهللا له

٥/٥٣، شرح املقاصد ٨/٢٩٤، شرح املواقف ١٠، ٩/ ٤الفصل : انظر ) ١( ) . ١٢١( شرح اجلوهرة ، ص ) ٢( ٥/٥٣شرح املقاصد ) ٣( . ١٠/٣١٤، جمموع الفتاوى ٣٠٤، ٨/٢٩٤، شرح املواقف ١٦٧، ٢/١٣٠األربعني : انظر ) ٤(



٥٦

فما ، يا رسول اهللا هذا لك : فألن هذه اآلية ملا نزلت قال أصحابه رضي اهللا عنهم : وأما رابعا ؛ ) هو الذي أنزل السكينة يف قلوب املؤمنني ليزدادوا إميانا مع إميام: ( فأنزل اهللا تعاىل ؟ لنا

! هذه اآلية لكم : فلو كان ما تأخر ذنوم لقال وقد علم أن منهم من يدخل ، إن اهللا غفر ذنوب أمته كلها : فكيف يقول عاقل : وأما خامسا

! وإن خرج منها بالشفاعة، النار ، من توبة األنبياء من ذنوم ؛ فهذا وأمثاله من خيار تأويالت املانعني ملا دل عليه القرآن

وال تفضل اهللا عليه مبحبته ، وزعمهم أنه مل يكن هناك ما يوجب توبة وال استغفار . واستغفارهم وقول ، فكيف بسائر تأويالم اليت فيها من حتريف القرآن ، وفرحه بتوبتهم ومغفرته ورمحته هلم

. )١( )! الباطل على اهللا ما ليس هذا موضع بسطه مشكل نصوص العصمة

- :استشكل على عصمة األنبياء عدة نصوص ؛ منها مل يكذب إبراهيم : (مرفوعا عن أيب هريرة )٢(مارواه اإلمام أمحد وغريه بسند صحيح - ١

كبريهم بل فعله( : قوله و، ) إين سقيم( :قوله ؛ ثنتني منهن يف ذات اهللا ؛ إال ثالث كذباتإن هاهنا رجال : فقيل له ، أتى على جبار من اجلبابرةإذ ، سارة وبينما هو ذات يوم و، )هذا

فأتى سارة ، أخيت : من هذه ؟ قال : فسأله عنها فقال ، فأرسل إليه . معه امرأة من أحسن الناس إن هذا سألين فأخربته أنك و، وغريك ، ليس على وجه األرض مؤمن غريي ! يا سارة : فقال بأن هذا من املعاريض ، وإمنا مسيت كذبا بالنسبة إىل إفهام وميكن اجلواب) . فال تكذبيين، أخيت

الذي يذم ، ليس هذا من باب الكذب احلقيقي : ( املتكلم ؛ قال ابن كثري قصد السامع ال إىل من املعاريض يف الكالم ، وإمنا هو جتوزاا وإمنا أطلق الكذب على هذ، حاشا وكال ، فاعله

وقال ، )٣( ) املعاريض ملندوحة عن الكذب يفإن : حلديثكما جاء يف ا، ي ديينملقصد شرع

-٨/ ٤الفصل : وانظر ؛ ملعرفة باقي تأويالم . ٣١٦-١٠/٣١٤جمموع الفتاوى : وانظر . ٤٠٣-٢/٤٠١منهاج السنة ) ١(

. ٦٠-٥/٥٣، شرح املقاصد ٣٠٥-٨/٢٩٣، شرح املواقف ١٧٦-١٢٩/ ٢، األربعني ٥٩ ) . ٥٢٠٢( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر ) ٢( . ٦/٣٨٣تفسري ابن كثري ) ٣(



٥٧

ونسبة إىل السامع وإفهام ، نسبة إىل املتكلم وقصده وإرادته ؛ الكالم له نسبتان : ( ابن القيم وقصد إفهام املخاطب فهو صدق من ، فإذا أخرب املتكلم خبرب مطابق للواقع ، املتكلم إياه مضمونه

وإفهامه ، وقصد مع ذلك التعمية على املخاطب ، وإن قصد معىن مطابقا صحيحا ، اجلهتني ومن هذا الباب ، فهو صدق بالنسبة إىل قصده كذب بالنسبة إىل إفهامه، خالف ما قصده مع أنه الصادق يف خربه ، اسم الكذب وذا أطلق عليها إبراهيم اخلليل ؛ التورية واملعاريض

. )١( ) اومل خيرب إال صدق، رب : إذ قال ؛ حنن أحق بالشك من إبراهيم ( :مرفوعا مارواه الشيخان عن أيب هريرة - ٢

يرحم اهللا لوطا لقد كان و. لكن ليطمئن قليب لى وأرين كيف حتيي املوتى قال أومل تؤمن قال بوميكن اجلواب ؛) ألجبت الداعي لبث يوسف لبثت يف السجن طولولو. يأوي إىل ركن شديد

-:عن ذلك مبا يلي ، وإمنا املراد وهو التوقف بني األمرين من غري مزية ألحدمها ليس املراد بالشك املعىن العريف ؛ -أ

. / M, +- 1 0 : اىل ـبه اإلميان الذي هو دون االطمئنان ؛ كما يدل لذلك قوله تع

2 L د اخلارجي ؛ فليس وإمنا مساه شكا باعتبار التفاوت بني العلم الذهين والوجو ؛ ٢٦٠: البقرةليس اخلرب كالعيان : ويف املسند مرفوعا، بني اخلرب والعيان فرق : (اخلرب كالعيان ؛ قال ابن القيم

مل حيصل له من ، وأن السامري أضلهم ، أنه قد فنت قومه : وهلذا ملا أخرب اهللا موسى ؛ اليقني : ( وقال ابن قتيبة ، )٢( )الغضب والكيفية وإلقاء األلواح ما حصل له عند مشاهدة ذلك

أن يطمئن قلبه بالنظر فأراد إبراهيم ، ويقني بصر ، ويقني البصر أعلى ، جنسان ؛ يقني مسع . )٣( )؛ الذي هو أعلى اليقينني

لو أن يل : فإنه أراد قوله لقومه ؛ رحم اهللا لوطا إن كان ليأوي إىل ركن شديد : وأما قوله -بواشتد ، الذي ضاق فيه صدره ، يريد سهوه يف هذا الوقت ؛ بكم قوة أو آوي إىل ركن شديد

أشد ، وهو يأوي إىل اهللا تعاىل ، حىت قال أو آوي إىل ركن شديد ، مبا دمهه من قومه ، جزعه

. ٣٩٢، ٦/٣٩١، فتح الباري ٧٢٥، ٢/٧٢٤الرد على البكري : وانظر ) . باختصار ( ٢/٣٦مفتاح دار السعادة ) ١( . ٤١٣، ٦/٤١٢، فتح الباري ٢٣/١١، ١٧٨، ١٥/١٧٧جمموع الفتاوى : وانظر . ٣/٣٨٨مدارج السالكني ) ٢( ) . باختصار ) ( ٦٦( تأويل خمتلف احلديث ، ص ) ٣(



٥٨

. )١(فما بعث اهللا نبيا بعد لوط إال يف ثروة من قومه: قالوا، األركان ، وأما قوله لو دعيت إىل ما دعي إليه يوسف ألجبت يعين حني دعى لالطالق من احلبس -ج

، ارجع إىل ربك فاسأله ما بال النسوة الاليت قطعن أيديهن : فقال للرسول ، بعد الغم الطويل كنت مكانه مث دعيت إىل ما دعي لو: وقال ، يصفه باألناة والصرب ؛ ومل خيرج من احلبس يف وقته

ال أنه كان عليه ، وهذا أيضا جنس من تواضعه . ومل أتلبث ، احلبس ألجبت من إليه من اخلروج أو على يوسف لو خرج من احلبس مع الرسول نقص وال ، لو كان مكان يوسف فبادر وخرج

ولكنه كان صابرا ، فيبادر ويتعجل ، جل له حمنة اهللا عز و نه مل يكن يستثقلوإمنا أراد أ، إمث . )٢(حمتسبا

M> = <? F E D C B A @G L K J I HM O N : قوله تعاىل - ٣

R Q PL ألمرين والتحقيق أن هذه اآلية ال تناقض العصمة ؛ ؛ ٢٤: یوسف:- K J I H (: كان منه ذنب ؛ لقوله تعاىل أن اآلية التدل على أن يوسف -أ

LM (فعلم أنه مل يصدر منه سوء والفحشاء ؛ . أن اآلية تدل على أن الذي كان منه جمرد هم ؛ واهلم نوعان ؛ هم خطرات وهم إصرار ، -ب

وهم اخلطرات إذا تركه العبد هللا كان حسنة ميدح عليها السيئة يذم ا ؛ وهذا الذي وقع من برهان اإلميان الذي حصل يف قلبه : ( هم عارض تركه ملا رأى برهان ربه ؛ وهو ؛ يوسف

به ماكان هم به ، وكتب له حسنة كاملة ، ومل يكتب عليه خطيئة ، إذ فعل خريا ، ، فصرف اهللا؛ كقول بعضهم أا مهت هلم مبا خيالف ظاهره؛ وعلى هذا فال مربر لتأويل ا )٣( )ومل يفعل سيئة

لوال أن : اهللا تعاىل يقول : (قال ابن قتيبة !باملعصية ، وهم هو بالفرار منها ، أو هم بضرا عندها وأمسك ، فلما رأى الربهان أقام أو الضرب هلا، أفتراه أراد الفرار منها ،رأى برهان ربه

، ولكنها مهت منه باملعصية هم نية واعتقاد، غلط متأولهبهذا ما ليس به خفاء وال ! ؟ عن ضرا

. ٤١٦، ٦/٤١٥، فتح الباري ٢/١٨٥شرح صحيح مسلم : وانظر ) . ٦٦( ويل خمتلف احلديث ، ص تأ) ١( . ٢/١٨٥شرح صحيح مسلم : وانظر ) . ٦٧، ٦٦( تأويل خمتلف احلديث ، ص ) ٢( ) . ٧٤٠، ٢٩٧، ٢٩٦( وانظر من نفس اجلزء ، ص . ١٠/١٠٢جمموع الفتاوى ) ٣(



٥٩

. )١( ) ، مها عارضا بعد طول املراودة وهم نيب اهللا واجلواب أن الضالل اليقصد به هنا ؛ ٢٠: الشعراء M ' & % $ # " !L :قوله تعاىل - ٤

كابن السلف ؛ بذلك أئمة الكفر وإمنا يقصد اجلهل ، كما يف قراءة ابن مسعود ، وكما فسره أي من اجلاهلني بأن الوكزة تأيت على نفس القبطي ؛ عباس وجماهد وقتادة والضحاك وغريهم ؛

أخرب اهللا يف موضع آخر أن نبيه الكرمي أتبع ، وقد )٢(بأنه كان خطأ من غري عمدعن قتله فاعتذر . ١٦: القصص M_ ^ ] \ [ Z Y X` e d c b aL :بقوله هذا اخلطأ

^ _ ` M p o n m l k j i h g f e d c b a : قوله تعاىل - ٥

u t s r qL فقد استشكل هذا النص الكرمي على عصمة األنبياء مبا ؛ ٨٧: األنبیاءلن يقدر عليه ؛ وذلك من أعظم غاضب ربه ، وظن أن اهللا النيب الكرمي خالصته ؛ أن هذا

أن يكون عن نبيه تعاىل الذنوب ؛ وهلذا استحق اللوم ، وأقر على نفسه بالظلم ، وى اهللا M o n m l k j i h : ، وقال ١٤٢: الصافات M o n m l kL : قال تعاىل مثله ؛

u t s r q pL وقال ٨٧: األنبیاء ،: M T S R Q P O X W V U

k j i h g f e d c b a _ ^ ] \ [ Z YL وميكن ؛ ٥٠ – ٤٨: القلم -:اجلواب عن هذا االستشكال من وجوه

غاضب وإمنا مل يغاضب ربه ، وليس يف اآلية مايدل على ذلك ، الكرمي أن هذا النيب -أ، وملا مل يوافق ذلك مراد اهللا تعاىل عوقب ذه املغاضبة وغريه ، كما قال ابن مسعود قومه ،

. من بينهم من غري إذن من اهللا أوباخلروج أن يفوت اهللا أوظن أنه يونس يعين أنال ) فظن أن لن نقدر عليه : ( أن قوله تعاىل -ب

؛ ألن الشك يف قدرة اهللا كفر ؛ واألنبياء معصومون بعد البعثة من الكفر إمجاعا ؛ عنه يعجز اهللا غري أن يؤذن من من بينهم اخلروج أوويعاقبه بسبب مغاضبة قومه ضيق عليه وإمنا ظن أن اهللا لن ي

عليه يف الرزق فالن مقدر: وليس هذا تأويال ، وصرفا للفظ عن ظاهره ؛ ألن العرب تقول .له وقد فسرها بذلك ابن عباس وجماهد والضحاك وغريهم ، واختاره ابن جرير ، . يق عليه ؛ أي مض

) . ٤٠٤( مشكل القرآن ، ص ) ١( . ٥١٠، ٥/٥٠٩، تفسري السعدي ٥/٦٢٠، تفسري ابن كثري ١٣/٩٥تفسري القرطيب : انظر ) ٢(



٦٠

اختاره ابن كذلك ، و) ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه اهللا : ( واستشهد عليه بقوله تعاىل . ؛ أي ضيق عليه ) عليه رزقه رابتاله فقد وأما إذا ما: ( قتيبه ، واستشهد عليه بقوله تعاىل

باحتمال ه عن مغاضبة قومه ، وأمر هيفإمنا يعين عن مشاة صاحب احلوت أما ي النيب -ج . كما صرب أولو العزم من الرسل ودعوم أذى قومه الصرب علىأثقال النبوة ، و

، والظلم وضع املغاضبة يف غري موضعها فألنهبالظلم ؛ على نفسه إقرار يونس وأما -د، فبعد أن ورفع مكانته أجناه أقر على نفسه بالظلم ، وهذا مما ؛ وهلذا وضع الشيء يف غري موضعه

؛ )١( البدايةمبا جرى يف ال بكمال النهاية ؛ واالعتباراجتباه ربه فجعله من الصاحلني كان مليما ، يلام عليه كله مغفور بدله الله به حسناتما تضمنته قصة ذي النون مما : (قال ابن تيمية هاتجرد فعرق، ول أن يقب هنة مجرد ظمأع هتبوتو وتطن الحب نم وجهرخ دعكان بو قعا وم ع ،

لولا أن تداركه وت إذ نادى وهو مكظوما تكن كصاحب الحفاصبر لحكم ربك ول :قال تعالى نيحالالص نم لهعفج هبر اهبتفاج ومذمم وهاء وربذ بالعلن هبر نة ممقام . نعال التح لافذا بخهو

الذي المليمو؛ في تلك الحال مليم فأخبر أنه؛ فالتقمه الحوت وهو مليم : الحوت فإنه قال هليع لاما يل مل، فعيفالمال لا فالح لكي تف ام هذبال نح يمقس وهاء ور؛ بالع دعب الهح تفكان

هلا كان : قوكون مل أن يقب هالح نم فعأر نيمالظال نم تي كنإن كانحبس تإلا أن لا إله ، ةايهال النبكم اربتاعالو ،ي البدى فرا جلا بم ةا ، ايهيماتوال بخمالأعو . لقالى خعت اللهو

فنقله من حال النقص إلى حال الكمال؛ ثم علمه ، وأخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئا ، الإنسان ، بل الاعتبار بحال كماله ، سان بما وقع منه قبل حال الكمال فلا يجوز أن يعتبر قدر الإن؛

سونيو ح ةايهال الني حاء فبيالأن نم هرغيال وول الأحأكم م٢( )اله( . فقد محل بعض املفسرين الضالل على الكفر ؛ ٧: الضحى M a ` _ ^L :قوله تعاىل - ٦

© M : وقد يعتضد لقوهلم بقوله تعاىل !كان على أمر قومه أربعني عاما إن النيب : ؛ وقالوا

، جمموع الفتاوى ٣٣٥-١١/٣٢٩، تفسري القرطيب ٣٧-٤/٣٥، الفصل ) ٤٠٩-٤٠٥( مشكل القرآن ، ص : انظر ) ١(

. ٦/٤٥٢، فتح الباري ٣٥٧-٥/٣٥٥، تفسري ابن كثري ٣٠٤-١٠/٢٩٩ . ١٠/٢٩٩جمموع الفتاوى ) ٢(



٦١

« ªL ماثبت وعلى هذا الفهم تشكل اآلية على . )١(؛ فقد فسر الرجز بعبادة األوثان ٥: المدثرزيد بن حارثة حىت إن ، وأن األوثان بغضت إليه قبل البعثة من الشرك ، عصمة النيب من

هذا اجلواب عن . )٢(مامس منها صنما حىت أكرمه اهللا بالوحي بأن رسول اهللا حلف - :من وجوه االستشكال

بشيء من عبادة األوثان قبل ، اليستلزم تلبس النيب ٥: المدثر M « ª ©L أن قوله تعاىل -أ! " # $ % & M : اليستلزم الوقوع فيه ؛ كما يف قوله تعاىل ألن النهي عن الفعل البعثة ؛

( ' L وقوله ١: األحزاب ، : M | { z y x w v u t s r

~ })٣(

L ١٤٢: األعراف . مبعىن ت؛ ليس ٧: الضحى M a ` _ ^L :قوله تعاىل يف ةاملذكورالضالل كلمة أن -ب

أي اليغفل ؛ ٥٢: طھ M - , + * ) (L : الغفلة ؛ كما يف قوله تعاىل مبعىن وإمنا هي، الكفر : فهداك إليها ؛ كما قال تعاىل وأحكام الشريعة النبوة معامل وجدك غافال عن فاملعىن ؛ وعلى هذا

M ² ± ° ¯ ® ¬ « ª © § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡L ٣: یوسف . : الضحى M a ` _ ^L :كلمة الضالل املذكورة يف قوله تعاىل إن: وميكن أن يقال -ج

& M : ؛ كمايف قوله تعاىل الةـ؛ ليست مبعىن الكفر ، وإمنا هي مبعىن اجله ٧ % $ # " !

'L ميان فعلمك اإل تدري مالكتاب وال ووجدك ال؛ أي من اجلاهلني ؛ واملعىن ٢٠: الشعراء) ( * + , - '! " # $ % &M : ؛ كما قال تعاىل القرآن وشرائع اإلميان بالوحي

7 6 5 4 3 2 1 0 / . L عقل رسول اهللا : (يقول ابن القيم ؛ ٥٢: الشورى وقد أخرب ، فلو وزن عقله بعقوهلم لرجح ا كلها ، أكمل عقول أهل األرض على اإلطالق

: اىلــفقال تع ، سبحانه أنه قبل الوحي مل يكن يدري اإلميان كما مل يكن يدري الكتابنورا وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب وال اإلميان ولكن جعلناه (

؛ ) أمل جيدك يتيما فآوى ووجدك ضاال فهدى : ( وقال تعاىل ، ) به من نشاء من عبادنا دي

. ٧/٤١٩ ، تفسري ابن كثري ٢٠/٩٩، تفسري القرطيب ٣٠/٢٣٢تفسري الطربي : انظر ) ١( . ١١٧-١١٤، ١/١٠٤، السرية النبوية الصحيحة ١٥/٣١، جمموع الفتاوى ١٦/٥٨تفسري القرطيب : انظر ) ٢( . ٧/٤١٩تفسري ابن كثري ) ٣(



٦٢

فإذا كان أعقل خلق اهللا على اإلطالق إمنا حصل ؛ وتفسري هذه اآلية باآلية اليت يف آخر الشورى قل إن ضللت فإمنا أضل على نفسي وإن اهتديت فبما : ( كما قال تعاىل ؛ له اهلدى بالوحي

وفراش األلباب االهتداء ، اء األحالم ـوأخف، فكيف حيصل لسفهاء العقول ، ) إيل ريبيوحي لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات ( اءـمبجرد عقوهلم دون نصوص األنبي إىل حقائق اإلميان

. )١( ) يتفطرن منه وتنشق األرض وختر اجلبال هدا¦ § ¨M : قوله تعاىل - ٧

)٢( ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª ©´ ¹ ¸ ¶ µ

¼ » ºL عند ضيق احلال ؛ فقد يفهم من اآلية على قراءة التخفيف أن الرسل ١١٠: یوسفابن يقوي ذلك ماورد عن فيما وعدوا به من النصر ؛ أخلفوا ظنوا أم قد ، وطول انتظار الفرج

ابن ورد عن و. كانوا بشرا ضعفوا وأيسوا وظنوا أم قد كذبوا : أنه قال رضي اهللا عنهما عباس اهللا همما وعدعليهم السالم األنبياء فوهذا مشكل على عصمة األنبياء ؛ . حنوه مسعود

-:واجلواب من وجوه . أنه سيكون واقد علموشيء إال بحىت إذا استيأس : ؛ واملعىن ) كذبوا ( قرأ اآلية بتشديد الذال من من أن من علماء السلف -أ

من الرسل من إميان قومهم ، وظنوا أنه الرجاء يف إميام أتاهم النصر ، أو حىت إذا استيأس الرسل . عند ذلك قد كذبوهم ؛ الستبطاء النصر أتاهم نصر اهللاأتباعهم إميان من كذم ، وظنوا أن

لتخيف ميكن أن تفسر بغري ماذكر أوال ؛ ويكون املعىن حىت إذا استيأس الرسل من أن قراءة ا - ٢أتباعهم وعقاب نصر ما وعدوا به من قومهم ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا فياستجابة وقد ورد تفسريها ذا املعىن عن ابن مسعود ، وابن عباس ،. على ذلك أتى نصر اهللا أعدائهم

. )٣(اهد وغريهموجموسعيد بن جبري تفسريها بأن الرسل قد ظنوا أم قد كذبوا فيما أن ماورد عن ابن عباس وابن مسعود من - ٣

، تفسري القرطيب ٤/٤٩٩، تفسري البغوي ٣٠/٢٣٢تفسري الطربي : وانظر . ٧٣٥، ٢/٧٣٤الصواعق املرسلة ) ١(

. ٦٤٣، ٧/٦٤٢تفسري السعدي . ٧/٥٩٢، تفيرب ابن كثري ٩٩-٢٠/٩٦، ٦٠-١٦/٥٥س الرجاء معه ؛ وهلذا ال يالحظ أنه وصف الرسل باالستيئاس ال اإلياس ؛ والظاهر أن االستيئاس يكون معه رجاء ، واليأ) ٢(

. ١٨٣-١٥/١٨١جمموع الفتاوى : انظر . ييأس من روح اهللا إال القوم الكافرون ، تفسري ابن ١٩٥-١٥/١٧٥، جمموع الفتاوى ٢/٤٥٤، تفسري البغوي ) ٤١٢-٤١٠( مشكل القرآن ، ص : انظر ) ٣(

. ٣٧٠-٨/٣٦٧، فتح الباري ٥٤٨-٤/٥٤٦كثري



٦٣

-:تنايف العصمة ؛ منها وعدوا من النصر ميكن أن حيمل على حمامل ال يف الكتاب والسنة اليراد به االعتقاد الراجح كما هو املعروف اصطالحا ، فقد يطلق أن الظن

وعلى اخلطرات اليت تعرض يف القلب مث تذهب سريعا ؛ بل إنه أطلق على االعتقاد املرجوح ، إياكم والظن ؛ فإن الظن أكذب : ( على ماهو أكذب احلديث ؛ كما ثبت يف احلديث

من حديث النفس املعفو عنه ، أو من هنا ظن الرسل ؛ وعلى هذا فقد يكون )١( )احلديث إن اهللا تعاىل جتاوز ألميت عما حدثت به : ( باب الوسوسة اليت هي صريح اإلميان ؛ قال

أيب هريرة عن )٣(وروى أبوداود بسند صحيح، )٢( ) أنفسها ما مل تتكلم به أو تعمل به

نعظم أن ؛ يا رسول اهللا جند يف أنفسنا الشيء : فقالوا أصحابهجاءه ناس من : ( قال . نعم : قالوا ؟ أوقد وجدمتوه: قال . أو الكالم به ما حنب أن لنا وأنا تكلمنا به ، نتكلم به

أراد بالظن ما خيطر : ( يف بيان مراد ابن عباس قال الزخمشري ؛) ذاك صريح اإلميان : قال وأما الظن ، ويهجس يف النفس من الوسوسة وحديث النفس على ما عليه البشرية ، بالبال

. )٤( ) وهو ترجيح أحد الطرفني فال يظن باملسلم فضال عن الرسول اإلميان الذي هو دون االطمئنان ؛ كما يدل لذلك قوله أن هذا الظن ميكن أن حيمل على

التفاوت بين الإميان : (؛ قال ابن تيمية ٢٦٠: البقرة M, +- 2 1 0 / . L : تعاىل بيالن اهمس انئناطمالو ىتواء الميبإح كذلا لك؛ شالو كاكذليني الدر فصبالن د؛ ع

كا بذلنمؤم صخكون الشي ، هقلب طربضي قد نلك؛ و نئطم؛ فلا ي انئناطمال اتكون فوفي كذب قد ها أنظن ، داحاب وب نكون مي هة أننظم كفالش ، اني الإميف حقدلا ت ورالأم هذهو

) . ٢٦٧٩( صحيح اجلامع ، ح : ر انظ. متفق عليه ) ١( ) . ١٧٣٠(صحيح اجلامع ، ح : انظر . متفق عليه ) ٢( . ) ٦٦٢و ٦٥٧ - ٦٥٤( ختريج األلباين لكتاب السنة ، ح : انظر ) ٣( . ٨/٣٦٨نقال عن فتح الباري ) ٤(



٦٤

؛ ها ما هو ذنب فالأنبياء عليهم السلام معصومون من الإقرار على ذلك وإن كان في، الواجب يثدالحو ةنول السأص نم رفا على مع همالي أفعا ف١( ) كم( .

م قد كذبوا أن يفسر الظن باخلطأ ؛ كمايف قراءة جماهد؛ بفتح أوله مع التخفيف ؛ وظنوا أبن عباس ال جييز على الرسل أا اال شك أن : ( قال اخلطايب :؛ قال اخلطايب أي غلطوا

فيحمل كالمه على أنه أراد أم لطول البالء ؛ وال يشك يف صدق املخرب ، تكذب بالوحي الوحي تومهوا أن الذي جاءهم من، بطاء النصر وشدة استنجاز من وعدوه به إو، عليهم

فيكون الذي ، وظنوا عليها الغلط يف تلقى ما ورد عليهم من ذلك ، كان حسبانا من أنفسهم كما يقول ، واملراد بالكذب الغلط ال حقيقة الكذب ، بين له الفعل أنفسهم ال اآليت بالوحي

ويؤيده قراءة جماهد وظنوا أم قد كذبوا ) :أي ابن حجر ( قلت. كذبتك نفسك : القائل وتفسري الظن باخلطأ . )٢( )ويكون فاعل وظنوا الرسل ، أي غلطوا ؛ بفتح أوله مع التخفيف

يف املوعود به يظن اخلطايب ؛ وهي أن مما ذكر أقرب إىل النصوص ميكن أن حيمل على حممل ويكون االستيئاس مما ظنوه يف الوعد ال يف اعتقاد صدق ، بطريق االجتهاد هو فيه ماليس

ظن بالموعود به ما ليس هو فيه ثم تبين الأمر بخلافه ظن أن إذا : (قال ابن تيمية الوعد ، بكذ كذل ، يهكون فأن ي جبا لا ير مبي الخظن ف ةجه نا مبكان كذا . ويمف كا الشفأم

أن لمعكون يذا لا يفه أخرب به من : (، وقال )٣( )ه ننيمؤالمل وسالر دعإذا و لوم أن اللهعالملم يقيد زمانه ولا مكانه ولا سنته ولا صفته فكثريا -كما هو غالب إخباراته - بنصر مطلق

يعتقد الناس في الموعود به صفات أخرى لم ينزل عليها خطاب الحق بل اعتقدوها ما لهم أنهم يدخلون المسجد كما اعتقد طائفة من الصحابة إخبار النبي ؛بأسباب أخرى

بيأن الن؛ ل ةبييدالح امكون عي كأن ذل طوفون بهيو امرالح ارمتعم جرا أن ، خجرو

. ١٥/١٧٨جمموع الفتاوى ) ١( . ٨/٣٦٨نقال عن فتح الباري ) ٢( . ١٥/١٨٠جمموع الفتاوى ) ٣(



٦٥

وله مكة ذلك العام بقي في فلما استيأسوا من دخ. يدخل مكة ذلك العام ويطوف ويسعى بلى : ألم تخبرنا أنا ندخل البيت ونطوف ؟ قال : قال عمر للنبي قلب بعضهم شيء حتى

وكذلك قال . داخله ومطوف فإنك: قال . لا : قال . فأخبرتك أنك تدخله هذا العام ؟ . فبين له . لا قال إنك آتيه ومطوف : فأخبرك أنك تدخله هذا العام ؟ قال :له أبو بكر

بيالن دعأن و يقدالص قتبو دقيم رغي طلق( ، وقال )١( ) م : نم رهغيو رمع يئاستفاس ا بهودعوم كني لمو ا بهودعوم وها ظنمم يئاستاس وه كول ذلخلى . دع نعتمذا لا يثل همو

ا ظنم لافبخ ركون الأمئا فييوا شظناء أن يبيالأن ؛ وه فاتصا ويينعت وهدعا ويمون فظني فقدكون كملا يـو وه؛ ا ظنون مأسيلافي دعي الوف وها ظنيي معت نـمدعوقـال ، )٢( ) ن الو :

) دعى الونعم نم هونظنا يم بعتي ووا هكذب قد مهأن مهفظن ، يهف ذورحلا م زائذا جهإذا ، و هليوا عرقي لم . نسح هجذا وهو ،يثادالأحو اتالآي نول مر الأصائسل قافوم وهو ،

فإذا كان من ، والذي يحقق ذلك أن باب الوعد والوعيد ليس بأعظم من باب الأمر والنهي أن يجوز ذلك في الجائز في باب الأمر والنهي أن يظنوا شيئا ثم يتبين الأمر لهم بخلافه ؛ فل

الوعد والوعيد هو في الكتاب بأسماء : (وقال ، )٣( ) باب الوعد والوعيد بطريق الأولى طلقة؛ مسننيحالمو ينداهجالمو ابرينالصو ننيمؤلمل ، نم هاس أنالن نم ظني نم ا أكثرفم

وعد أهل الوعد ويكون اللفظ في ظنه أنه متصف بما يدخل في الوعد لا في اعتقاد صدق ال، ين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد إنا لننصر رسلنا والذ:وهذا كقوله . نفسه في

هلقوو :تمكل قتبس لقدونيلسرا المنادبعا لن نيت؛ الآي رهغي أو فسهي نان فسالإن ظني فقدوقد يقع ، وإن جند الله الغالبون ويكون الأمر بخلاف ذلك كمال الإميان المستحق للنصر

به ودعوالم نم هأن ظنا لا يم به ودعور المصالن نئ ؛ مطخالم ا يف فالظنجد ريكث كذل فهم

) . باختصار ( ١٨٥، ١٥/١٨٤جمموع الفتاوى ) ١( . ١٥/١٨٦جمموع الفتاوى ) ٢( ) . باختصار يسري . ( ١٥/١٩٢جمموع الفتاوى ) ٣(



٦٦

اب الأمب نم أكثر كي ذلف لطالغ نم قعا وم ةكثر عي مهالنلط ، ر والغ رصحا لا يمذا مهولكن الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه لا ، وهذا عام لجميع الآدميني ، فيه إلا الله تعالى

ولهذا كثر في القرآن ما ؛ وغير الأنبياء قد لا يتبين له ذلك في الدنيا ، بل يتبين لهم ،يقرون هبين رأمي يق الودصبتدع انالإميو ،قتجيء الور إلى أن يبالص نم كذل هإلي اجتحا يمو ،

دعالو فةبص هافصات يققحا تي بهوب التال الذنوزفار لغتاسال نمالى . وعا قال تكم : برفاصقح الله دعون إن ونوقلا ي ينالذ كفنختسلا يو ،عقال تا :الى وفإم قح الله دعإن و برفاص

والله . والآيات في هذا الباب كثرية معلومة ، نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك الآية ع١( )أعلم الىت( .

*******

. ١٩٥، ١٥/١٩٤جمموع الفتاوى ) ١(



٦٧

اءـات األنبيـآيM i :تعين أدلة صدق الرسل ؛ فكل نيب آتاه اهللا آية تدل على صدقه ؛ قال تعاىل آيات األنبياء

n m l k jo s r q pL وقال ١٠١: األعراف ، : M % $ # " !

+ * ) ( ' & L وقال ، ٢٥: الحدید ) : طي من مإال أع ا من األنبياء نيباآليات ما مثله أومن ، أو آمن ، عليه البشر ، وإمنا كان الذي أوتيته وحيا أوحاه اهللا إيل ، فأرجو

القيامة ا يومهم تابعمنا كان إمعىن احلصر يف قوله : ( ؛ قال ابن حجر )١(رواه البخاري) أين أكثر، الشتماله على الدعوة واحلجة ؛ وأدومها ، وأفيدها ، ن القرآن أعظم املعجزات أ الذي أوتيته

فضال عن أن يساويه كان ما عداه ، فلما كان ال شيء يقاربه ، ودوام االنتفاع به إىل آخر الدهر . )٢( ) بالنسبة إليه كأن مل يقع

M Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ :وال يشكل على عموم آيات الرسل قوله تعاىل

ä ã â á à ßL ا نقطع بأن هودا ؛ فإن ٥٣: ھود كغريه من األنبياء ؛ أويت منلفرط عنادهم ، أوألنه مل يأت باآلية اليت ، وإمنا قالوا هذه املقالة اآليات ماعلى مثله آمن البشر

، مع أن النيب ٥: األنبیاء M a ` _ ^ ] \L : اقترحوها ، كما قال مشركوا العرب أويت أكثر اآليات وأعظمها وأدومها ؛ قال تعاىل : M¸ ¶ µ ´ ³ ²¹ ¾ ½ ¼ » º

Á À ¿L ١٣٣: طھ . وإمنا كفر من كفر من ، وآيات األنبياء تدل على صدقهم فيما يبلغونه عن اهللا داللة برهانية

؛ ، وبراهني صدقهمدالالت آيات األنبياء أقوامهم ألسباب ال يرجع شيء منها إىل قصور يف -:فمن هذه األسباب

) ( * + '! " # $ % &M :اىل ــرة ؛ قال تعـرب واملكابـالك - ١

- ,L وقال ١٤: النمل ، : M ¦ ¥ ¤ £ ¢§¨ ± ° ¯ ® ¬ « ª ©

²L ٣٣: األنعام . ( * + , - . )! " # $ % & 'M : احلسد ؛ قال تعاىل - ٢

) . ١٣/٢٧٤مع فتح الباري ) ( ٧٢٧٤( صحيح البخاري ، ح ) ١( . ١٣/٢٤٨فتح الباري ) ٢(



٦٨

0 /L وقال ، ١٤٦: البقرة : M i h g f e d c b a ` _ ^

r q p o n m l k j L ١٠٩: البقرة . /! " # $ % & ' ) ( * + , - .M : اتباع العادات ، وإرث اآلباء ، قال تعاىل - ٣

8 7 6 5 4 3 2 1 0L وقال ١٧٠: البقرة ،: M Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì

× Ö Õ Ô Ó 4 3 2 1 0 / . - , + * ) ( ' & % $ # " !

6 5L ٢٣ – ٢٢: الزخرف . Mu t s r q p o nv x w : أو املصاحل ؛ قال تعاىل ، اخلوف على النفس - ٤

© ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { z yL ٥٧: القصص . ®¢ £ ¤ ¥ ¦ § ¨ © M¬ « ª : اتباع اهلوى ؛ قال تعاىل - ٥

² ± ° ¯L وقال ٣ – ٢: القمر ، : MÀ ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹Á Ä Ã Â

Ê É È Ç Æ ÅË Ò Ñ Ð Ï Î Í ÌL وقال ٥٠: القصص ، : M s r q p

v u tw | { z y x} £ ¢ ¡ � ~L ٢٩: الروم . وتنوعها آيات األنبياء كثرة

ى األنبياء آيات كثرية ومتنوعة ؛ لتيسري معرفة احلق ، وإظهار آياته من رمحة اهللا وحكمته أنه آتكما أرسل ؛ فيتابع تعاىل بني اآليات ؛ يف تتابع اآليات حكمة : ( قال ابن تيمية ،وبراهينه

فإن األدلة كلما كثرت وتواردت على مدلول ؛ لعموم دعوته ومشوهلا ؛ بآيات متعددة حممدا ، فقد يعرف داللة أحد األدلة من ال يعرف اآلخر ؛ كان أوكد وأظهر وأيسر ملعرفة احلق واحد

ار عن وتقسى قلوب الكف، وقد يرسل األنبياء بآيات متتابعة ، وقد يبلغ هذا ما مل يبلغ هذا فيكون ذلك ، ويبلغ ذلك قوما آخرين ، لينتشر ذلك ويظهر ؛ ية بعد آيةآلتتابع اآليات ؛ اإلميان

كما ذكر يف التوراة أنه يقسي قلب ، وآيات حممد ، كما فعل بآيات موسى ؛ سببا إلميام سعوا يف وكما صد املكذبني عن اإلميان مبحمد حىت ميانعوه وي، لتظهر عجائبه وآياته ؛ فرعون

فيكون ذلك ، معارضته والقدح يف آياته فيظهر بذلك عجزهم عن معارضة القرآن وغريه من آياته فإنه قد كان يظن أم ، خبالف ما لو اتبع ابتداء بدون ذلك ، من متام ظهور آياته وبراهينه

من وكذلك أيضا يكون يف ذلك على يقينه وصربه وجهاده ويقني من آ، قادرون على معارضته



٦٩

. )١( ) به وصربهم وجهادهم ما ينالون به عظيم الدرجات يف الدنيا واآلخرةودالئل النبوة كدالئل الربوبية ؛ منها الظاهر لكل أحد ، ومنها اخلفي الذي خيتص العلماء مبعرفته

فيها الظاهر البني لكل أحد ؛ دالئل النبوة من جنس دالئل الربوبية : ( ؛ قال ابن تيمية وفيها ، وغري ذلك ، وإنزال املطر ، مثل خلق احليوان والنبات والسحاب ، كاحلوادث املشهودة ؛

فإن ؛ وغري ذلك ، ومقادير الكواكب وحركاا ، مثل دقائق التشريح ، ما خيتص به من عرفه ن وما اشتدت احلاجة إليه يف الدي، واإلقرار برسله ، اخللق كلهم حمتاجون إىل اإلقرار باخلالق

فلما كانت حاجتهم إىل النفس أكثر من ، والدنيا فإن اهللا جيود به على عباده جودا عاما ميسرا باهلواء دكان سبحانه قد جا، وحاجتهم إىل املاء أكثر من حاجتهم إىل األكل ، حاجتهم إىل املاء

ولكنه يوجد أكثر مما ، املاء دونه مث، لضرورة احليوان إليه ؛ جودا عاما يف كل مكان وزمان فكذلك دالئل الربوبية حاجة اخللق إليها يف دينهم ؛ ألن احلاجة إليه أشد ، يوجد القوت وأيسر

. )٢( ) فلهذا يسرها اهللا وسهلها؛ مث دالئل النبوة ، أشد احلاجات $ ! " # M :وقد ذكر اهللا كثريا من هذه اآليات ولكنه مل يذكر آية كل نيب ؛ قال تعاىل

. - , + * ) ( ' & % L ومن أكثر اآليات اليت ذكرها اهللا تعاىل ٧٨: غافر ، -:اآليات اآلتية يف كتابه الكرمي

؛ أي آية بينة تدل ٥٩: اإلسراء M1 0 / . - , L : ؛ قال تعاىل آية صاحل - ١رج هلم الناقة خي على وحدانية خالقها وكماله ، وتدل على صدق رسوله الذي سأل اهللا تعاىل أن

من الصخرة الصماء اليت عينوها ، فخرجت كما اقترحوا إال أم كفروا ذه اآلية العظيمة ، ¦ § M : قال تعاىل ؛ )٣(وعقروا الناقة ، فأخذهم اهللا أخذ عزيز مقتدر ، وأبادهم عن آخرهم

© ¨ª ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ «µ » º ¹ ¸ ¶¼ Á À ¿ ¾ ½Â

Ç Æ Å Ä ÃÈ Ï Î Í Ì Ë Ê É ) ( ' & % $ # " !

1 0 / . - , + *2 < ; : 9 8 7 6 5 4 3L K J I H G F E D C B A @ ? > =M P O N

. ٧٢٨، ٧٢٧/ ٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ) ١( . ١/٥٢٣النبوات : وانظر . ٥١٣/ ٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ) ٢( . ٥/٩٢، ٥٨-٤/٥٥تفسري ابن كثري : انظر ) ٣(



٧٠

c b a _ ^ ] \ [ Z Y X W V U T S R Q t s r q p o n m l k j i h g f e dL ٧٣: األعراف

لما مر رسول الله : (قال عن جابر )١(روى اإلمام أمحد بسند على شرط مسلم، و ٧٨ –ترد من هذا الفج -يعين الناقة –فكانت ، لا تسألوا الآيات وقد سألها قوم صالح : بالحجر قال

ذا الفجه نم ردصتو ، همبر رأم نا عوتا ، فعوهقرون ، فعبرشيا وموي ماءهم برشت تفكانفأخذتهم صيحة أهمد الله عز وجل من تحت أدمي السماء منهم إلا رجلا ، فعقروها ، لبنها يوما فلما ، هو أبو رغال : قال ؟ من هو يا رسول الله : قيل ، ان في حرم الله عز وجل واحدا ك

همقو ابا أصم هابم أصرالح نم جرخ . ( M. - , + * ) (/ 4 3 2 1 0 : ؛ قال تعاىل إبراهيم آية - ٢

6 5L اآليات إىل قوله تعاىل ... ١٦: العنكبوت : M * ) ( ' & % $ # " !

. - , +/ 6 5 4 3 2 1 0L وقال تعاىل ٢٤: العنكبوت ، : M ¡ � ~

µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢L

وكان ؛ فأجناه اهللا من هذه النار العظيمة اليت ألقي فيها مكتوفا ، وبقي فيها أياما ، ٧٠ – ٦٨: األنبیاءحشدوا : ( ابن كثري ؛ قال وصدق خليله قدرة اهللا تعاىل ذلك آية عيانية كربى على كمال هلب إىل ، فارتفع هلا ، مث أضرموا فيها النار ، وحوطوا حوهلا يف مجع أحطاب عظيمة مدة طويلة

ة إبراهيم فكتفوه وألقوه يف كف ، مث عمدوا إىل نار قط أعظم منها ومل توقد، السماءعنان ا بعد ما مكث فيها ، وخرج منها سامل ، فجعلها اهللا عليه بردا وسالما ، مث قذفوا به فيها املنجنيق

، وسخا ان، وجسده للنري فإنه بذل نفسه للرمحن ، ا وأمثاله جعله اهللا للناس إماماوهلذ ؛ أياما . )٢( ) ، وهلذا اجتمع على حمبته مجيع أهل األديان ، وجعل ماله للضيفان بولده للقربان

هذه كانت ؛ و ١٠١: اإلسراء M~ } | { z y L :؛ قال تعاىل )٣(سىآية مو - ٣: النمل MÐ Ï Î Í Ì ËÑ Ö Õ Ô Ó ÒL : اآليات التسع لفرعون وقومه ؛ كما قال تعاىل

. ٤/٥٥تفسري ابن كثري ) ١( . ٤/٥٤تفسري ابن كثري ) ٢(؛ وهي نعم كثرية ، وليست نعمة واحدة ) وإن تعدوا نعمة اهللا الحتصوها : ( املفرد املضاف من صيغ العموم ؛ كقوله تعاىل ) ٣(

. ، والخيتص بآية واحدة ؛ فكذلك هنا يعم املفرد املضاف كل آيات موسى



٧١

-:وقد بينها اهللا تعاىل يف مواضع من كتابه ؛ وهي ؛ ١٢M J I H G F E D C B A :قال تعاىل وهي اآلية الكربى ؛ آية العصا واليد ؛ -أ

N M L KL قال ، و ١٠٨ – ١٠٧: األعراف : M f e d c b a ` _ ^ ] \

h g ij } | { z y x w v u t s r q p o n m l k

� ~L وقال ٢٣ – ١٩: طھ ، : M 9 8 7 6 5 4 3 2 1 0 / . - , + * ) (

= < ; :L أرى موسى فرعون اآلية الكربى، يعين : ( ؛ قال الطربي ٢٠ – ١٧: النازعات، فكانت تلك اآلية يد موسى إذ أخرجها بيضاء ، على أنه هللا رسول أرسله إليه الداللة الكربى

مث .)١( ) وبنحو الذي قلنا يف ذلك قال أهل التأويل. ، وعصاه إذ حتولت ثعبانا مبينا للناظرين . )٢(ذكر حنو ذلك عن احلسن ، وجماهد ، وقتادة ، وابن زيد

األخذ بالسنني ، ونقص الثمرات ، والطوفان ، واجلراد ، والقمل سائر اآليات التسع ؛ وهي -بM Ï Î Í Ì Ë Ê É È Ç Æ : ؛ قال تعاىل )٣(، والضفادع ، والدم

Ð& % $ # " !' . - , + * ) (/ 7 6 5 4 3 2 1 0

K J I H G F E D C B A @ ? > = < ; : 9 8

T S R Q P O N M LL جليلة آيات كلها ؛ وهي ١٣٣ – ١٣٠: األعراف: ال تعاىل ـ؛ ق عن اهللا تعاىلفيما خيرب به ، موسى صدق قاهرة على بينة وحجج ، باهرة

M # " ! ) ( ' & % $* /L ذه اآليات ، ولكن فرعون وق ٤٨: الزخرف ومه كفروا؛ له وكربا عن االذعان للحق ، عنادا ؛بعدما تبني هلم احلق ، واستيقنته قلوم العظيمات

'! " # $ % &M : قال تعاىل ؛ )٤(فأغرقهم اهللا عن آخرهم يف صبيحة واحدة

- , + * ) (L ١٤: النمل . آيات أخرى باهرات إال أن كربها كان سوى هذه اآليات التسع البينات كانت ملوسى قد و

. ٣٠/٣٩تفسري الطربي ) ١( . ٣٠/٤٠تفسري الطربي : انظر ) ٢( . ٥/١٢٥تفسري ابن كثري : انظر ) ٣( . ٦٦٢، ٥/١٢٤تفسري ابن كثري : انظر ) ٤(



٧٢

-:؛ وهي كثرية ؛ منها )١(لبين إسرائيل ٥٠: البقرة M ? > = < ; : 9 8 7 6 5L : قال تعاىل فلق البحر ؛ -أ

M â á :، وقال à+ * ) ( ' & % $ # " !, 1 0 / . -

8 7 6 5 4 3 29 G F E D C B A @ ? > = < ; :

R Q P O N M L K J I HS X W V U TL وكانت هذه ، ٦٧ - ٦٠: الشعراءعلى إجناء أوليائه ، وإهالك اآلية العظيمة يف عاشوراء ؛ وهلذا يشرع صيامه ؛ شكرا هللا تعاىل

، قدم املدينة أن رسول اهللا : ( عن ابن عباس رضي اهللا عنهما روى مسلم بسنده ؛أعدائه ؟ ما هذا اليوم الذي تصومونه : فقال هلم رسول اهللا ، فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء

فصامه موسى شكرا ؛ وغرق فرعون وقومه ، أجنى اهللا فيه موسى وقومه ؛ هذا يوم عظيم : فقالوا فصامه رسول اهللا ؛ فنحن أحق وأوىل مبوسى منكم : فقال رسول اهللا . فنحن نصومه ،

) . وأمر بصيامه ML K R Q P O N MS U T : نبع املاء من احلجر ؛ قال تعاىل -ب

X W VY ] \ [ Z_ j i h g f e d c b a `L ٦٠: البقرة ،M0 / . - , + * ) ( '1 6 5 4 3 27 9 : وقال 8

< ; : L ١٦٠: األعراف . M µ ´ ³ : ؛ قال تعاىل عليهم ، وإنزال املن والسلوى بالغمام تظليل بين إسرائيل -ج

º ¹ ¸ ¶» À ¿ ¾ ½ ¼Á È Ç Æ Å Ä Ã ÂL وقال ٥٧: البقرة ، : MD C B A @ ? >E J I H G FK O N M L

R Q PL فجمع لبين إسرائيل يف التيه بني مايظلهم من حر الشمس ؛ ؛ ١٦٠: األعرافن والسلوى ؛ يقول ابن ـوهو امل منه ويشربون ؛ يأكلونالغمام البارد الطيب ، وبني ماوهو

، ومنهم من فسره ، فمنهم من فسره بالطعام عبارات املفسرين متقاربة يف شرح املن( :كثـري مما ، أنه كل ما امنت اهللا به عليهم من طعام وشراب ، وغري ذلك ، واهللا أعلم ، والظاهر بالشراب

. ٥/١٢٥تفسري ابن كثري : انظر ) ١(



٧٣

. )١( )وأما السلوى فطائر شبيه بالسماين ، كانوا يأكلون منه ... ليس هلم فيه عمل وال كد: ; M : قال تعاىل ؛ واجتهاد ليأخذوا التوراة بعزمية وجد رفع اجلبل فوق رؤوسهم ؛ -د

I H G F E D C B A @ ? > = <L وقال ٦٣: البقرة ، : M # "

5 4 3 2 1 0 / . - , + * ) ( ' & % $L وذلك ؛ ١٧١: األعرافه تمن جذوره ، مث جعلأم امتنعوا عن االلتزام مبا يف التوراة ؛ فأمر اهللا املالئكة فاقتلعت جبال

. )٢(كم ذا اجلبل لئن مل تقبلوا التوراة مبا فيها ألرمين: وقيل هلم كالظلة ؛ فوق رؤوسهم M § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { z : إحياء املوتى ؛ قال تعاىل - هـ

² ± ° ¯ ® ¬ « ª © ¨L ؛ وقد ذكر أكثر املفسرين أن ٥٦ – ٥٥: البقرةلك لن نؤمن: هؤالء هم السبعون الذين خرج م موسى ؛ ليعتذروا من عبادة العجل ؛ فقالوا

حىت نرى اهللا جهرة ؛ فأهلكهم اهللا تعاىل بالصاعقة ، مث أحياهم رجال رجال ؛ إكراما لنبيه ، وآية . )٣(للعاملني على البعث

MR Q P O NS \ [ Z Y X W V U T] a : تعاىل وقال ` _ ^

f e d c bL وكانت هذه اآلية يف بين إسرائيل ملا تنازعوا يف قتيل ؛ ٧٣ – ٧٢: البقرة، كبري فأمرهم بذبح بقرة ، فذحبوها بعد تعنت فيهم مل يعرف قاتله ، فاختصموا ملوسى

. )٤(وضربوا القتيل بعضو منها فأحياه اهللا تعاىل ، وأخربهم مبن قتلهملا ذهب عن التوحيد احنرفوا رائيل وعلى الرغم من هذه اآليات البينات إال أن فريقا من بين إس

| M : اىل ــقال تع؛ )٥(فعبدوا العجل من دون اهللا تعاىل؛ مليقات ربه ومناجاته موسى

¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ }L وقال ٩٢: البقرة ،: M } | {

¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~§ ° ¯ ® ¬ « ª © ¨± ¶ µ ´ ³ ²

É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ " !

) . بتصرف يسري ( ٤٠٨، ١/٤٠٢تفسري ابن كثري ) ١( . ١١١، ٤/١١٠، ٤٣٢، ١/٤٣١تفسري ابن كثري : انظر ) ٢( . ٤٠٠-١/٣٩٧، تفسري ابن كثري ٤٠٦-١/٤٠٣، تفسري القرطيب ٧٥، ١/٧٤تفسري البغوي : انظر ) ٣( ) . ١١، ١٠( ، زبدة التفسري ، ص ٤٥٣، ١/٤٥٢تفسري ابن كثري : انظر ) ٤( . ٤٩٢، ١/٤٩١تفسري ابن كثري : انظر ) ٥(



٧٤

, + * ) ( ' & % $ #- 0 / .1 8 7 6 5 4 3 29 < ; : P O N M L K J I H G F E D C B A @ ? > =

S R QT \ [ Z Y X W V Ud c b a _ ]e

x w v u t s r q p o n m l k j i h g fL األعراف :

١٥٣ - ١٤٨ . M Í Ì Ë :؛ قال تعاىل آية عيسى - ٤ Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À

Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î . - , + * ) ( ' & % $ # " ! /

1 02 8 7 6 5 4 39 F E D C B A @ ? > = < ; :L K J I H G

)١( R Q P O N MS \ [ Z Y X W V U T

` _ ]a h g f e d c bi p o n m l k jq s r

z y x w v u tL وقال ٤٩ - ٤٥: عمرانآل ، : M < ; : 9 8 7 6 5 4

G F E D C B A @ ? > =H N M L K J IO [ Z Y X W V U T S R Q P\ ` _ ^ ]a d c b

ef x w v u t s r q p o n m l k j i h gL المائدة :

طفولته آية يف على أن هذا النيب الكرمي كان آية يف خلقه ، والعظيمة النصوص هذه فدلت ؛ ١١٠ -:؛ منها )٢(وكانت له آيات عظيمة بعد نبوته ،بإذن اهللا يطري مبشهد من الناسه فينقلب طائرا حقيقيا ؛ ، مث ينفخ فيطني من طائر ر يصوت -أ

واخللق من اهللا ، كما أن ، كان تسوية الطني والنفخ من عيسى : ( ؛ يقول القرطيب وخلقه تعاىل . )٣( )واخللق من اهللا ، النفخ من جربيل

ائيل ، وليست عامة كما يعتقد النصارى ، والغريب أم خاصة ببين إسر يف هذا النص دليل على أن رسالة عيسى ) ١(

ولكنهم ! إمنا بعثت إىل خراف بين إسرائيل الضالة : مايدل على خصوص رسالته ؛ وأنه قال ينسبون إىل عيسى ومن املعروف أن بولس كان من ألد ! بعث بولس إىل األمم الكافرة ، فصارت رسالته بذلك عامة يزعمون أن عيسى

من اليهود ، مث ملا رفع املسيح ادعى أنه دخل يف دينه ، وزعم بعد ذلك أن املسيح بعثه إىل األمم عادى املسيح من ! الكافرة

. ٣/١٧٠روح املعاين : انظر ) ٢( . ١/٣٥٠تفسري اخلازن : ، وانظر ٤/٩٤تفسري القرطيب ) ٣(



٧٥

؛ فكان من آيات هذا النيب الكرمي واألكمه هو الذي يولد أعمى إبراء األكمه واألبرص ؛ -ب وقد ذكر بعض أهل العلم أنا ؛ ماألطباء عالجهأعيا مرضان اإبراء األكمه واألبرص ؛ ومه

االقتصار : ( ؛ يقول اآللوسي من األمراضاالقتصار على هذين املرضني اليدل على نفي ماعدامها ، لقد روى أنه عليه السالم أبرأ أيضا غريمها ، مرين ال يدل على نفي ما عدامها على هذين األ

وكان دعاؤه الذي يدعو به للمرضى ، بشرط االميان ، داويهم بالدعاء إىل اهللا تعاىل يوكان اللهم أنت إله من يف السماء وإله من يف االرض ال إله فيهما : والزمىن والعميان واانني وغريهم

وأنت ملك من يف ، وأنت جبار من يف السماء وجبار من يف االرض ال جبار فيهما غريك ، غريك ، ك يف االرض كقدرتك يف السماء قدرت، السماء وملك من يف االرض ال ملك فيهما غريك

وملكك ، ووجهك املنري ، أسألك بامسك الكرمي ، رض كسلطانك يف السماء وسلطانك ىف األأنه إذا قرئ على : ومن خواص هذا الدعاء كما قال وهب . القدمي إنك على كل شئ قدير

. )١( ) الفزع وانون وكتب له وسقى منه نفع إن شاء اهللا تعاىلقال مناسبة ألهل زمانه ؛ كما هي سنة اهللا تعاىل يف آيات الرسل ؛ الباهرة وقد كانت هذه اآلية

، بعث اهللا كل نيب من األنبياء مبعجزة تناسب أهل زمانه: قال كثري من العلماء : (ابن كثري ، األبصار رت فبعثه اهللا مبعجزة ، السحر وتعظيم السحرة فكان الغالب على زمان موسى

، وصاروا من ، فلما استيقنوا أا من عند العظيم اجلبار انقادوا لإلسالم وحريت كل سحار، فجاءهم من اآليات مبا فبعث يف زمن األطباء وأصحاب علم الطبيعة وأما عيسى. األبرار

ة على فمن أين للطبيب قدر. إال أن يكون مؤيدا من الذي شرع الشريعة ال سبيل ألحد إليه! ، وبعث من هو يف قربه رهني إىل يوم التناد ، واألبرص ، أو على مداواة األكمه إحياء اجلماد

، ، فأتاهم بكتاب من اهللا اهللا يف زمن الفصحاء والبلغاء وحنارير الشعراءبعثه ك حممد وكذلأو بسورة من ، ، أو بعشر سور من مثله ، لو اجتمعت اإلنس واجلن على أن يأتوا مبثله عز وجل

، وما ذاك إال ألن كالم الرب ال يشبهه ، ولو كان بعضهم لبعض ظهريا مثله مل يستطيعوا أبدا . )٢( ) كالم اخللق أبدا

) . باختصار يسري ( ٣/١٦٩روح املعاين ) ١( . ٢/٣٤٩تفسري ابن كثري ) ٢(



٧٦

مبا خيبئونه يف بيوم إخبارهم و، عيسى مما مل يعاينه أحدهم مبا أكلبين إسرائيل إخبار -جوهل املراد اإلخبار خبصوصية هذين األمرين ؟ أو املراد اإلخبار ؛ ليأكلوه فيما بعد ذلك ؛ ذكر أمهها ؟ يؤيد االحتمال األول ظاهر النص ، واهللا أعلم ، وعلى باملغيبات إال أنه اقتصر على

: يقول اخلازن ، املخفيات آية ظاهرة على صدق نبوة عيسىكال التقديرين فهذا اإلنباء عن وهي إخباره عن املغيبات ؛ ومعجزة عظيمة له ، ى صحة نبوة عيسى يف هذا دليل قاطع عل( ، حياء املوتى بإذن اهللا تعاىل إمن إبراء األكمه واألبرص و؛ مع ما تقدم له من اآليات الباهرات ،

وهذا مما ال سبيل ألحد من البشر عليه إال األنبياء ، وإخباره عن الغيوب بإعالم اهللا إياه ذلك إن املنجم : قلت ؟ قد خيرب املنجم والكاهن عن مثل ذلك فما الفرق: فإن قلت .عليهم السالم

ويعتمد يف أخباره عليها ، أما املنجم ، والكاهن ال بد لكل واحد منهما من مقدمات يرجع إليها أو حنو ، أو بواسطة حساب الرمل ، الكواكب وامتزاجاا فإنه يستعني على ذلك بواسطة معرفة

وقد خيطئ أيضا ، وقد خيطئ يف كثري مما خيرب به ، وأما الكاهن فإنه يستعني برائد من اجلن ، ذلك ، وأما أخبار األنبياء عليهم السالم عن املغيبات فليس إال بالوحي السماوي . يف كثري مما خيرب به . )١( )وليس يف ذلك باستعانة بواسطة حساب وال غريه فحصل الفرق ، وهو من اهللا تعاىل

. وسيأيت إن شاء اهللا يف نقد املتكلمني مزيد تفصيل للفرق بني آيات األنبياء وخوارق غريهم وقد ورد يف بعض . فكان يدعو امليت فيقوم من قربه بإذن اهللا تعاىل وقدرته إحياء املوتى ؛ -د

اهللا تعاىل ببعض أمسائهودعا تعاىل ، أنه كان إذا أراد إحياء ميت صلى ، مث أثىن على اهللا اآلثار . احلسىن ؛ فيقوم امليت من قربه مبشيئة اهللا تعاىل

رد على النصارى الذين ويف ماذكر أوال من نصوص قرآنية اشتملت على ذكر آيات املسيح - :يزعمون ألوهيته من وجوه كثرية ؛ منها

فكان ، وليس معىن ذلك أنه جزء ، كن : بكلمة من اهللا ؛ فقال اهللا له خلق أن عيسى -أمن اهللا كما توهم بعض النصارى ؛ ويذكر أن نصرانيا قدم على الرشيد فوجد عنده احلسن بن

: فقال له ! إن يف كالم اهللا آية تدل على أن عيسى جزء من اهللا : علي الواقدي ؛ فقال النصراين ؛ فمن للتبعيض ؛ فمقتضى ذلك ) إن اهللا يبشرك بكلمة منه : ( تلك اآلية ؟ فقال النصراين وما

. ٣/١٧٠روح املعاين : ، وانظر ١/٣٥١تفسري اخلازن ) ١(



٧٧

وسخر : ( إذا كانت من للتبعيض هنا فكذلك هي يف قوله تعاىل : فقال الواقدي ! أنه جزء منه . فبهت النصراين ، وأسلم ! ؛ إذ الفرق بينهما ) لكم مايف السموات واألرض مجيعا منه

؛ فهذا دليل قاطع على بشريته ؛ ألن من طفولة إىل كهوله تغري أطوار حياة املسيح - ب . التنقل يف األطوار من صفات املخلوق ال اخلالق

؛ وهلذا كرر ذكر إذن اهللا تعاىل عقب كل بإذن اهللا تعاىل أن هذه اآليات كانت لعيسى -جقيد االحياء : ( م األلوهية يف هذا النيب الكرمي ؛ يقول اآللوسي لدفع توه؛ الكربى من آياته آية ألنه ليس من جنس أفعال ؛ ه عظيم يكاد يتوهم منه ألوهية فاعله نأل؛ ول ذن كما فعل يف األباإل

. )١( )وكان إحياؤه بالدعاء ، البشر فلما دبروا قتله فقد كان آية يف خروجه من الدنيا ؛ خلقهمبدء وكما كان هذا النيب الكرمي آية يف

، حىت غريه ، ورفعه حيا إىل السماءألقى شبهه على ومكروا مكر اهللا ، واهللا خري املاكرين ؛ ففيرتل حكما عدال ، وإماما مقسطا ، فيكسر الصليب ، ويقتل يأذن اهللا تعاىل برتوله آخر الزمان ؛

قال ؛ )٢(إال اإلسالم اويقتل الدجال ، ويهلك اهللا يف زمانه امللل كله اخلرتير ، ويضع اجلزية ،MO N M L K J IP W V U T S R QX ` _ ] \ [ Z Ya d c b : تعاىل

i h g f ej x w v u t s r q p o n m l ky � ~ } | { zL

والذي نفسي بيده ليوشكن : ( مرفوعا ؛ روى البخاري بسنده عن أيب هريرة ١٥٩ - ١٥٧: النساءويفيض ، ويضع اجلزية ، ويقتل اخلرتير فيكسر الصليب ، حكما عدال ؛ أن يرتل فيكم ابن مرمي

مث يقول أبو ، حىت تكون السجدة الواحدة خريا من الدنيا وما فيها ، املال حىت ال يقبله أحد وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم : واقرءوا إن شئتم : هريرة

األنبياء : ( قال أن النيب أيب هريرة عن )٣(بسند صحيحأمحد وغريه ، وروى ) شهيدا إخوة لعالت ، أمهام شىت ، ودينهم واحد ، وأنا أوىل الناس بعيسى ابن مرمي ؛ ألنه ليس بيين

، بني ممصرتني ، رجل مربوع إىل احلمرة والبياض ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، وإنه نازل ، وبينه نيب

. ٣/١٦٩روح املعاين ) ١(، ، صفوة ٢٠٩-٢٠٧/ ١، حاشية الصاوي على اجلاللني ٥٠٧-٣/٥٠٥، ٣٤٩-٢/٣٤٧تفسري ابن كثري : انظر ) ٢(

. ١١٠- ١/١٠٧البيان ) . ٢١٨٢( سلسلة األحاديث الصحيحة ، ح : انظر ) ٣(



٧٨

، ويقتل اخلرتير ، ليب فيدق الص، فيقاتل الناس على اإلسالم ، كأن رأسه يقطر وإن مل يصبه بلل وتقع األمنة ، ويهلك املسيح الدجال ، ويهلك اهللا يف زمانه امللل كلها إال اإلسالم ، ويضع اجلزية

يف األرض ، حىت ترتع األسود مع اإلبل ، والنمار مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الصبيان ) . مث يتوىف فيصلي عليه املسلمون ، ة فيمكث يف األرض أربعني سنالتضرهم ؛ باحليات

نقـد املتكلمـني للمتكلمني يف حقية آيات النبوة ، وداللتها ، وشروطها ، وفيما يطلق عليها من األمساء ،

-:فمن ذلك فيها كثري من املخالفات ؛ ومقاالت ومامييزها عن غريها من اخلوارق آراء التعبري عن أدلة النبوة بلفظ املعجزة مع أن اهللا تعاىل مل يسمها معجزة وإمنا مساها آية أوبرهانا - ١

: طھ MÂ Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸Ã È Ç Æ Å Ä L : أو بينة ؛ قال تعاىل

M» º ¹ ¶ µ ´ ³ ² ± °¼ Â Á À ¿ ¾ ½L : وقال ، ٤٧

٣٢: القصص M~ } | { z y x� ¥ ¤ £ ¢ ¡L : وقال ،١٠٣: األعراف؛ وقال ٢٥: الحدید M+ * ) ( ' & % $ # " ! L :وقال ، ) : رشالب هليع نآم أو نأوم ثلها مم اتالآي نم يطإلا أع بياء نبيالأن نا مي ، ما كان الذمإنو

إلي الله اهحا أويحو يتأوت ، ةاميالق موا يابعت مهي أكثرو أنجبخاري ، وقال ابن ، رواه ال) فأرفي سفر كنا مع رسول الله ؛ وأنتم تعدونها تخويفا ، كنا نعد الآيات بركة : ( مسعود

ثم ، فأدخل يده في الإناء ، فجاءوا بإناء فيه ماء قليل ، اطلبوا فضلة من ماء : فقال ، فقل الماء فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول ، والبركة من الله ، حي على الطهور المبارك : قال الله ،كلؤي وهام والطع بيحست عمسا نكن لقدوالشك أن اسم الشرع . ، رواه البخاري ) و

أوىل وأكمل ؛ ألنه يدل على مقصودها وخيتص ا ، خبالف لفظ املعجزة ؛ فإنه يعم كل . )١(خارق

اشتراط اقتران اآلية بدعوى النبوة ؛ فهذا االشتراط غري مسلم ؛ ألن اآلية شهادة من اهللا - ٢حمل النبوة وال زماا والمكاا ؛ وألن هذا بنبوم ألهل كل عصر ؛ فال جيب أن تكون يف

االشتراط يقتضي إخراج كثري من أعظم أدلة النبوة عن مسمى آيات األنبياء ؛ كالبشارات

. ٦/٥٩١، فتح الباري ٢/٧٨٥، ١/١٢٩، النبوات ٥٠٣-٥٠٠/ ٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان : انظر ) ١(



٧٩

آيات : ( واإلرهاصات واإلخبارات عن الغيوب املستقبلة ، وكرامات األولياء ؛ يقول ابن تيمية فضال عن ، ال ختتص حبياته ، وبعد مماته ، ولده ل ميوقب، راهينها تكون يف حياة الرسول النبوة وب

آيات : ( ،ويقول )١( ) أو حال التحدي كما ظنه بعض أهل الكالم، أن ختتص حبال دعوى النبوة فقبل ؛ وبعد موم ، يف حيام ، وحني املبعث ، قبل املبعث ؛ األنبياء ودالئل صدقهم متنوعة

وأما حني املبعث ، ومثل اإلرهاصات الدالة عليه ، مثل إخبار من تقدم من األنبياء به ؛ املبعث وأما بعد موته فمثل نصر أتباعه ، فمثل نصره وإجنائه وإهالك أعدائه ؛ وأما يف حياته ، فظاهر

. )٢( ) وإهالك أعدائهيظهر على أيدي األنبياء اشتراط التحدي باآليات ؛ فهذا الشرط خيالف الواقع ؛ ألن ماكان - ٣

ن ما كان يظهر على يد هم أيلزم: ( يف األعم األغلب مل يكن مقرونا بالتحدي ؛ قال ابن تيمية ألنه مل يكن كلما ظهر شيء من ذلك ؛ وقات ليس دليال على نبوته يف كل وقت من األ النيب

وال نقل ، بل مل ينقل عنه التحدي إال يف القرآن خاصة ، احتج به وحتدى الناس باالتيان مبثله ولكن السحرة ملا عارضوا موسى ، مثل موسى واملسيح وصاحل ؛ نبياء التحدي عن غريه من األ

مثل تكثري الطعام ؛ ما كان يظهره اهللا على يديه من اآليات : ( ، ويقول )٣( ) أبطل معارضتهموتكثري الطعام القليل حىت كفى أضعاف ، ابعه غري مرة كنبع املاء من بني أص، والشراب مرات

كله من دالئل النبوة ومل يكن يظهرها لالستدالل ا وال يتحدى ، من كان حمتاجا اليه وغري ذلك وأيضا فالتحدي الخيتص باملعجزة ؛ فقد يقع بالكرامة ؛ . )٤( ) بل حلاجة املسلمني اليها، مبثلها

كما فعل خالد بن الوليد ملا شرب السم ، وكالغالم الذي مل يتمكنوا من قتله إال بسهمه ، وذكر . )٥(اسم ربه

اعتبار مناط اإلعجاز يف اآليات جمرد خرق العادة ، أو خرق عادة من أرسل إليهم خاصة ؛ - ٣ح ؛ ألن اإلعجاز اليتحقق إال خبرق عادة اجلن واإلنس ، وذا تكون آية للنبوة وهذا ليس بصحي

. ٦٩٩/ ٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ) ١( ) . ١٣٣(اجلوهرة ، ص ، شرح ٢/٩٨٤النبوات : وانظر . ٧١٥/ ٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ) ٢( . ١/٥٤١النبوات ) ٣( ) . ١٣٣( ، شرح اجلوهرة ، ص ٦/٥٨٢فتح الباري : وانظر . ١/٤٩٨النبوات ) ٤( . ١٤١، ١/١٤٠النبوات : انظر ) ٥(



٨٠

؛ فالقرآن مثال خارج عن قدرة اجلن واإلنس ، وكذلك سائر اآليات ؛ كانشقاق القمر ، وهكذا الكعبة فإا من آيات النبوة ؛ بنيت حبجارة بواد ! وانقالب العصا حية ، وإحياء املوتى

: هبة ، ومع ذلك حفظها اهللا باهليبة والتعظيم على مدى القرون ؛ يقول ابن تيمية الرغبة فيه والروامللوك ، وهذا مما ال يعرف يف العامل لبنية غريها ، هي على هذه احلال من ألوف من السنني (

. وال يرهبون من خراا ، ال يرغب أحد يف بنائها ؛ ينبون القصور العظيمة فتبقى مدة مث دم م يظنون أن املؤثر يف هذا إف؛ وهذا مما حري الفالسفة وحنوهم ؛ عبة هلا خاصة ليست لغريها والك

ذ ؛ إفحاروا يف طالع الكعبة ؛ وأن ما بين وبقي فقد بين بطالع سعيد ، العامل هو حركات الفلك . )١( ) شكال الفلكية ما يوجب مثل هذه العظمة والدوام والغلبةمل جيدوا يف األ

الق خرق العادة دون تفسري بني يفصل بني آيات األنبياء وخوارق غريهم ؛ وهلذا أنكرت إط - ٤وأقرت بذلك األشاعرة واعتربت ! املعتزلة خرق العادة لغري نيب ؛ لئال يلتبس الصادق باملدعي

ورأى الفالسفة أن الفرق أن ! الفيصل بني البابني جمرد دعوى النبوة ؛ فلو ادعاها لسلب خارقه والكل جيمعهم اعتبار خوارق األنبياء ! نيب قصده اخلري والعدل ، والسحرة قصدهم الشر والظلم ال

وغريهم من جنس واحد ، ولكن قول الفالسفة أبعد األقوال عن احلق ؛ ألم اليقرون إال ة ، باخلوارق اليت جتري على أصلهم يف التأثري يف العامل ؛ وأن له ثالثة أسباب فقط ؛ القوى الفلكي

والقوى النفسانية ، والطبيعية ؛ فيقرون مبثل تسخري السباع ، وإمراض الغري وقتله ، دون إخراج الناقة من اجلبل ، وانشقاق القمر وأشباه ذلك ؛ ألم اليقرون بتأثري اهللا يف العامل ، والبتأثري

! )٢(املالئكة ، أو اجلن يف اخلوارقات األنبياء وخوارق غريهم من أعظم األمور ظهورا ، واحلق يف هذا الباب أن الفرق بني آي

-:وأشدها وضوحا ؛ وميكن بيان ذلك من ثالثة جوانب بالنظر إىل اخلوارق الفعلية ؛ فخوارق األنبياء خارجة عن قدرة اجلن واإلنس ؛ اليقدرون : األول

عليها الحبيلة والعزمية وال إعانة ؛ وهلذا ال ميكن أن تعارض البتة ، وخوارق السحرة الخترج عن

) . ٥٠٢( الرد على املنطقيني ، ص : وانظر ) . باختصار ( ١/٥١١النبوات ) ١(، جمموع الفتاوى ١٩٦، ١٣٨، ١/١٣٧، النبوات ٧١٠، ٥٤٦، ٢/٥٤٥اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، : انظر ) ٢(

) . ٥٣-٣٧( ، جدليات شيخ اإلسالم حول النبوات ، ص ١١/٢٢٩



٨١

! قدرة اجلن واإلنس ؛ وهلذا ميكن معارضتها مبثلها أو أقوى ارق اخلربية ؛ فالنيب خيرب عن املغيبات القريبة والبعيدة إخبارا معصوما من بالنظر إىل اخلو: الثاين

الكذب ، وإخبارا بينا مفصال كأمنا رآها بعينه ، والكاهن وحنوه إمنا خيرب عن املغيبات القريبة خبأ له رسول اهللا إخبارا ناقصا مقرونا بكثري من الكذب ، وبعبارة مقرطمة ؛ كحال ابن صياد ملا

:بنيفم انخاء بدمي السأتت موي بقتخ: قال. خبأ إين خبأت لك : ، مث قال له ارهو الد .ابن صياد كاشف على طريقة الكهان بلسان : ( ؛ قال ابن كثري اخسأ فلن تعدو قدرك : فقال له

فعندها عرف رسول اهللا . الدخان: هو الدخ يعين: ؛ وهلذا قال العبارةيقرطمون ، وهم اجلان ا شيطانية١( ) اخسأ فلن تعدو قدرك: ، فقال له مادته وأ( .

بالنظر إىل صاحب اخلارق ودعوته ؛ فالنبوة اصطفاء ، وأهلها يف غاية الرب والصدق ، : الثالثفاليأمرون إال بالتوحيد والعدل والتقوى ، والسحر والكهانة اكتساب ، وأهلها يف غاية الكذب والفجور ، فاليأمرون إال بالشرك والظلم والعدوان وكل عمل خبيث ؛ وهلذا كانت الشياطني

؛ ألا التترتل إال على من يناسبهم يف الكذب والفجور ، وحيقق مقصودهم األعظم ؛ قرناءهم M ¢ ¡ � ~ } | { z y x w v uL : ؛ قال تعاىل )٢(وهواجتيال العباد عن دينهم

؛ وهلذا يأيت الدجال خبوارق عجيبة ومع ذلك فإا ال تدل على صدقه ؛ ألن ٢٢٢ – ٢٢١: الشعراءدعوته ليست من جنس ما جاءت به الرسل من الدعوة إىل التوحيد والنهي عن الشرك ؛ بل هي

. )٣(على النقيض من ذلك ؛ فإنه يفتري على اهللا الكذب ، ويدعي اإلهليةالزعم بأن داللة املعجزة على الصدق داللة وضعية العقلية ؛ أي أا التدل جبنسها ونفسها - ٥

وهذا غري صحيح ؛ ألن اهللا مسى اآلية برهانا ؛ ! ل على ذلك بالقصد واملواطأة على النبوة وإمنا تدفحدها حد الربهان وهي أن تكون مستلزمة لصدق النيب ؛ فال ميكن أن توجد بدونه ، والميكن

آيات االنبياء هي أدلة وبراهني على : ( يقول ابن تيمية ! أن تكون مشتركة بني األنبياء وغريهم

. ٦/٥٩٣تفسري ابن كثري ) ١(، ٥٠٢، ١٩٥، ١٩٣، ١٤٤، ١/١٣٧، النبوات ٥٧٠، ٤٧٣، ٤٧٢/ ٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان : انظر ) ٢(

١١٠٣-١٠٧٤، ٨٦٣، ٨٥٩، ٨٠١، ٢/٧٩١، ٥٦٠-٥٥٨، ٥٢٥ . ) . ٥٤٤( شرح العقيدة األصبهانية ، ص : انظر ) ٣(



٨٢

ال يتحقق الدليل إال ، مع عدمه ال يوجد، والدليل جيب أن يكون خمتصا باملدلول عليه ، صدقهم وال ، فيمتنع وجود حادث بال حمدث ، كما أن احلادث ال بد له من حمدث ، مع حتقق املدلول

والفعل ال يكون اال من عامل ، فيمتنع وجود االحداث من غري قادر ، يكون احملدث إال قادرا . )١( ) فكذلك ما دل على صدق النيب ميتنع وجوده إال مع كون النيب صادقا، وحنو ذلك

حصر أدلة النبوة يف املعجزات ؛ وهذا تضييق لباب من أعظم أبواب اإلميان ؛ فأدلة النبوة - ٦مما ال ميكن تعداد أعيان دالئل النبوة: ( كثرية جدا ال ختتص باملعجزات ؛ يقول شيخ اإلسالم

بل لكل شخص ، فيبني اهللا لكل قوم ؛ إذ كان اإلميان به واجبا على كل أحد ؛ حاطة به بشرا اإلكما أن دالئل الربوبية وآياا أعظم وأكثر من كل ، من اآليات والرباهني ما ال يبني لقوم آخرين

بل ولكل إنسان من الدالئل املعينة اليت يريه اهللا إياها يف، ولكل قوم ، دليل على كل مدلول . )٢( )نفسه ويف اآلفاق ما ال يعرف أعياا قوم آخرون

قصر داللة املعجزة على الصدق ؛ مع أا أعم من ذلك بكثري ؛ فهي من أعظم أدلة وجود اهللا - ٧من أقوى الطرق هذه الطريق: ( وصفاته وأفعاله وصدق رسله ؛ يقول ابن القيم عن دليل املعجزة

وارتباط أدلة هذه الطريق مبدلوالا أقوى من ، وأدهلا على الصانع وصفاته وأفعاله ، وأصحها وداللتها ضرورية ، فإا مجعت بني داللة احلس والعقل ؛ لعقلية الصرحية مبدلوالا اارتباط األدلة

؛ وليس يف طرق األدلة أوثق وال أقوى منها، وهلذا يسميها اهللا سبحانه آيات بينات ؛ بنفسها فإن انقالب عصا تقلها اليد ثعبانا عظيما يبتلع ما مير به مث يعود عصا كما كانت من أدل الدليل على وجود الصانع وحياته وقدرته وإرادته وعلمه بالكليات واجلزئيات وعلى رسالة الرسول

املاء قائم وفلق البحر طرقا و، وكذلك اليد ، فكل قواعد الدين يف هذه العصا ، وعلى املبدأواملعاد ، فوق رؤوسهم ونتق اجلبل من موضعه ورفعه على قدر العسكر العظيم، بينهما كاحليطان

وكذلك سائر آيات ، وضرب حجر مربع بعصا فتسيل منه إثنتا عشرة عينا تكفي أمة عظيمة ، فإخراج ناقة عظيمة من صخرة متخضت ا مث انصدعت عنها والناس حوهلا ينظرون ؛ األنبياء

ك تصوير طائر من طني مث ينفخ فيه النيب فينقلب طائرا ذا حلم ودم وريش وأجنحة يطري وكذل

. ٨٠٠، ٧٨٢، ٢/٧٣٨. ٥٤٤، ١/٥٣٤: وانظر من النبوات أيضا . ١/٥١٢النبوات ) ١( . ٦٩٨، ٢/٦٩٧اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ) ٢(



٨٣

حبيث يراه احلاضر والغائب ، وكذلك إمياء الرسول إىل القمر فينشق نصفني ، مبشهد من الناس مما هو من أعظم األدلة على الصانع وصفاته وأفعاله ، وأمثال ذلك ، فيخرب به كما رآه احلاضرون

. )١( )ق رسله واليوم اآلخر وصديشكل على تقرير وجه داللة املعجزة على الصدق باستحالة ظهورها على يد كاذب وأخريا فإن

تعليل أفعال اهللا ؛ ألم جيوزون ذا التقرير يناقض أصلهم يف نفي ، ألن هنفاة التعليل من املتكلمني املشهور الذي يورد يف هذا املوضع على السؤال : ( على اهللا فعل كل ممكن ؛ يقول ابن تيمية

على أصلكم ال : وجيوز على اهللا كل فعل حيث قيل هلم ، ينفي التعليل يف أفعال اهللا قول من؛ ة للعادة ألجل تصديق الرسول ـوحينئذ فلم يأت باآليات اخلارق، يفعل اهللا شيئا ألجل شيء

إذا جوزمت على الرب كل فعل جاز أن : وقالوا هلم أيضا ! إذا كان ال يفعل شيئا لشيء عندكم ويسد باب العلم بصدق ، قوهلم يقدح يف العلوم الضرورية ف! يظهر اخلوارق على يد الكاذب

. )٢( ! ) الرسل

*******

. ١١٩٨، ٣/١١٩٧الصواعق املرسلة ) ١( ) . باختصار وتصرف يسري ( ٧٠٧-٢/٧٠٦اجلواب الصحيح ، دارالبيان ،) ٢(



٨٤

آيات سيد املرسلني ألن وأدومها ؛ وأظهرها أعظم اآليات وأكثرها من حكمة اهللا ورمحته أن آتى سيد املرسلني

ما أعطى اهللا نبيا ما :قال الشافعي ؛ )١(رسالته إىل مجيع الثقلني ، وهو خامت األنبياء ؛ النيب بعدهحىت مسع ، أعطى حممدا حنني اجلذع : قال ؟ أعطى عيسى إحياء املوتى : فقيل أعطى حممدا

أن : ذكر النووي يف مقدمة شرح مسلم : (؛ قال ابن حجر فهذا أكرب من ذلك، صوته وقال الزاهدي ، بلغت ألفا : البيهقي يف املدخل وقال، تزيد على ألف ومائتني جزات النيب مع

وقد اعتىن جبمعها مجاعة من األئمة . وقيل ثالثة آالف ، ظهر على يديه ألف معجزة : من احلنفية من وهذا احلصر كما هو ظاهر إمنا هو ملا ظهر على يديه ) . كأيب نعيم والبيهقي وغريمها؛

متجددة يقدر عليه اخللق ؛ فآيات النيب ؛ ألن ذلك مما ال اآليات ، وليس حصرا لكل آياته ؛ ٥٣: فصلت MÊ É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À L : إىل يوم القيامة ؛ قال تعاىل

بل البد أن يري اهللا سبحانه أهل كل ، هذه اإلرادة ال ختتص بقرن دون قرن : (قال ابن القيم : ، وقال ابن تيمية ) وأن رسله صادقون، قرن من اآليات ما يبني هلم أن اهللا الذي ال إله إال هو

، إذ كان اإلميان به واجبا على كل أحد ؛ مما ال ميكن بشرا اإلحاطة به تعداد أعيان دالئل النبوة( كما أن ، آليات والرباهني ما ال يبني لقوم آخرين بل لكل شخص من ا، فيبني اهللا لكل قوم

ولكل إنسان ، ولكل قوم بل ، دالئل الربوبية وآياا أعظم وأكثر من كل دليل على كل مدلول . )٢( ) من الدالئل املعينة اليت يريه اهللا إياها يف نفسه ويف اآلفاق ما ال يعرف أعياا قوم آخرون

-:تفيد العلم بطرق متعددة ؛ منها وآيات النيب العام واخلاص ؛ يعلم تواتره ؛ فكثري من آياته العام أو نقلها بالتواتر ، ذكرها يف القرآن - ١

. كنبع املاء من بني أصابعه ، وتكثري الطعام ، وحنني اجلذع ومامن .لغريهم اليقني ذه اآليات ما ال يوجد مثله هلم من التواتر اخلاص ؛ فأهل العلم - ٢

صنف من العلماء إال وقد تواتر عندهم من اآليات مافيه كفاية ؛ فكتب التفسري مشحونة بذكر ونقل طائفة من هذه الطوائف يفيد ! اآليات ، وهكذا كتب احلديث والسري واملغازي والتاريخ

٥٠٠، ٤٩٦/ ٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان : انظر ) ١( . ٦٩٨، ٦٩٧/ ٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ) ٢(



٨٥

!العلم اليقيين فكيف مبا ينقله مجيعهم يشترك جمموعها يف الداللة على أن ، التواتر املعنوي ؛ فعامة الطائف مسعوا أخبارا متفرقة - ٣

؛ فيحصل مبجموع ذلك علم ضروري كثري من اآليات جيري على يديه من كان حممدا . ا حبصوهل

يف األمة ، وإقرار بعضهم بعضا على نقله دون نكري من أحد ، وهذا يدل اشتهار آياته - ٤ . على وقوع آيات النيب إمجاع األمة على

؛ كدالئل النبوة أليب زرعة أن العلماء قد صنفوا مصنفات كثرية يف ذكر آيات النيب - ٥النبوة أليب نعيم األصبهاين ، الرازي ، ودالئل النبوة للفريايب ، ودالئل النبوة للطرباين ، ودالئل

. )١(وهؤالء يذكرون طرق هذه اآليات الكثرية املتواترة! قي ، وغريهم كثري هودالئل النبوة للبيفسنقتصر على ذكر أشهر ال ميكن حصرها سيد املرسلني وخامت النبينيوإذا كانت آحاد آيات

-:أنواعها ؛ وهي . اخلربية اآليات -٣. اإلرهاصات - ٢. البشارات - ١ . املسلك النوعي -٦. املسلك الشخصي -٥. اآليات الفعلية - ٤ . القرآن الكرمي - ٧

بشارات الكتب األوىل M E D : ذكره يف الكتب األوىل ، والبشارة بنبوته ، قال تعاىل من آيات صدق النيب

T S R Q P O N M L K J I H G F

a _ ^ ] \ [ Z Y X W V Ub f e d c

l k j i h gm q p o nL وقال ١٥٧: األعراف ، : M & % $ # " !

( ' 8 7 6 5 4 3 2 1 0 / . - , + * )9 A @ ? > = < ; :L

، ١٩٧ – ١٩٦: الشعراء M ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { z y x wL : ، وقال ٦: الصفكتب األولني املأثورة هذا القرآن والتنويه به ملوجود يفوإن ذكر : يقول تعاىل: ( قال ابن كثري

مث ... ، كما أخذ اهللا عليهم امليثاق بذلك ، الذين بشروا به يف قدمي الدهر وحديثه عن أنبيائهم

. ٥٩٢، ٦/٥٨٢، فتح الباري ٦٩٨-٦٧٥/ ٢اب الصحيح ، طبعة البيان اجلو) ١(



٨٦

أو ليس يكفيهم من الشاهد : أي؛ أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل : قال تعاىل ، من بين إسرائيل جيدون ذكر هذا القرآن يف كتبهم اليت يدرسوا أن العلماء: الصادق على ذلك

، كما أخرب ومبعثه وأمته ، الذين يعترفون مبا يف أيديهم من صفة حممد العدول منهم: واملراد )١( )أدركه منهم ومن شاكلهم عمن ، وسلمان الفارسي بذلك من آمن منهم كعبد اهللا بن سالم

وعلم عظيم ، نبوته وهذا هو دليل مستقل على ، األنبياء قبله بشروا به : ( ؛ وقال ابن تيمية -:العلم بأن األنبياء قبله بشروا به يعلم من وجوه ، و من أعالم رسالته

. ما يف الكتب املوجودة اليوم بأيدي أهل الكتاب من ذكره : أحدها إخبار من وقف على تلك الكتب وغريها من كتب أهل الكتاب ممن أسلم ومن مل يسلم : الثاين

وهذا مثل ما تواتر عن األنصار أن جريام من أهل الكتاب كانوا . مبا وجدوه من ذكره فيها ومثل ما تواتر عن أخبار النصارى بوجوده يف ، خيربون مببعثه وأنه رسول اهللا وأنه موجود عندهم

: ذكر اهللا ذلك يف القرآن يف قوله عن اليهودوقد . أخبار هرقل واملقوقس والنجاشي كتبهم مثلوقال عن ، ) وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به (

وإذا مسعوا ما أنزل إىل الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من احلق : ( النصارىأن غالما يهوديا كان خيدم وعن أنس بن مالك ، ) ا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين يقولون ربن

يعوده فوجد أباه عند رأسه يقرأ التوراة فقال له رسول اهللا فمرض فأتاه رسول اهللا النيب : ؟ يا يهودي أنشدك باهللا الذي أنزل التوراة على موسى هل جتد يف التوراة صفيت وخمرجي

وإين أشهد أن ، واهللا يا رسول اهللا إنا جند يف التوراة نعتك وخمرجك ، بلى : قال الفىت . ال : قال رواه البيهقي . رأسه ولوا أخاكم أقيموا هذا من عند: فقال النيب ! ال إله إال اهللا وأنك رسول اهللا

. بإسناد صحيح وإخباره ، ده بأهل الكتاب واستشها، نفس إخباره بذلك يف القرآن مرة بعد مرة : والوجه الثالث

مل يعلم أنه مكتوب إذ لو؛ على أنه كان موجودا يف كتبهم بأنه مذكور يف كتبهم مما يدل العاقل . خيرب بذلك مرة بعد مرة، و يظهر ذلك ألوليائه وأعدائه عندهم المتنع أن

وأن ، فقد أخرب أنه مكتوب يف الكتب املتقدمة أن يقال ملا قامت األعالم على صدقه : الرابع

. ٥/٦٤٥تفسري ابن كثري ) ١(



٨٧

. علم أن األمر كذلك ، فاألنبياء بشروا به يف مشارق األرض ومغارا أعظم حادث أن يقال معلوم أن ظهور دين حممد: الوجه اخلامس

أنه ال بد أن يكون فعلم ، فلم يعرف قط دين انتشر ودام كانتشاره ودوامه ، حدث يف األرض مل يعقل أن ذكرت ماهو أدىن من ذلك بكثري فكيف ؛ ألا ذكرهاألوىل التنويه بيف الكتب

!أعظم ماحدث يف األرض ذكر وقد ، وأظهر األعالم على نبوته ، والطريق األول هو من أظهر احلجج على أهل الكتاب يف أيدي أهل الكتاب من البشارات استخرج غري واحد من العلماء من الكتب املوجودة اآلن

. )١( )وصنفوا يف ذلك مصنفات ، تزيد على مائة موضع ، بنبوته مواضع متعددة -:مايلي مواضع هذه البشارات ومما ذكره شيخ اإلسالم من

اهللا من طور سينا ، وأشرق من ساعري ، واستعلن من جبال جاء أوجتلى : (قوله يف التوراة - ١؛ فمجيء اهللا )٢( )، وجاء معه عشرة آالف قديس ، ومن يده اليمىن برزت نار شريعة هلم فاران

، وإشراقه من ساعري إنزاله اإلجنيل على عيسى من طور سيناء إنزال التوراة على موسى ، واستعالنه من جبال فاران إنزاله القرآن ؛ فقد كان بأرض ساعري ، بقرية تدعى ناصرة

ويتعلق ذه . )٣(وجبال فاران هي جبال مكة بإمجاع املسلمني وأهل الكتاب ! على حممد - :البشارة أمور

حبسب ماحصل ا من الثالثة ؛ وذلك النص تفاوت التعبري عن هذه الكتب هذا يالحظ يف -أل وقا؛ فقال يف التوراة جاء أو جتلى ؛ ألن جميئها كان مثل طلوع الفجر أو أظهر ، والنور اهلدى

وقال يف اإلجنيل أشرق لزيادة النور واهلدى برتوله مثل زيادة إشراق الشمس على طلوع الفجر ، يف القرآن استعلن ؛ لكمال ماحصل به من النور واهلدى حىت صار مبرتلة ظهور الشمس

. )٤(الا يف مشارق األرض ومغارا واستع

) . باختصار وتصرف ( ١٩٦-٥/١٥٨اجلواب الصحيح ) ١( ) . ٢٣٤( اإلسالم واألديان ، ص : وانظر . ٥/١٩٩اجلواب الصحيح ) ٢( . ٥/٤٢شرح املقاصد : وانظر . ٢٠٠، ٥/١٩٩اجلواب الصحيح ) ٣( . ٢٠٣، ٥/٢٠٢اجلواب الصحيح ) ٤(



٨٨

: اىل ـنوره وهداه يف القرآن الكرمي ؛ فقال تعأقسم اهللا ذه األمكنة الثالثة اليت ظهر فيها -ب M * ) ( ' & % $ # " !L الزيتون الذي ينبت يف وفأقسم بالتني ؛ ٣ – ١: التین

، وأقسم بطور سينني ، وهو اجلبل الذي األرض املقدسة اليت أنزل فيها اإلجنيل على عيسى األمني ؛ وهي مكة أو جبال التوراة ، وأقسم بالبلد الذي أنزلت عليه كلم اهللا فيه موسى

. فاران ؛ اليت كان فيها ابتداء نزول القرآن على حممد ؛ ألن ، وذكر اإلجنيل بعدها مث القرآن يف الذكر يف هذا النص من التوراة تقدميها يالحظ -ج

يف القرآن فقد أقسم ا املراد اإلخبار عن ترتيب هذه الكتب زمنا ؛ فقدم األسبق فاألسبق ، وأماتعظيما لشأا ؛ فأقسم ا على وجه التدريج حىت ختمها بأعلى الدرجات ؛ ألن أشرف الكتب

. )١(الثالثة القرآن ، مث التوراة ، مث اإلجنيلدليل آخر ) وجاء معه عشرة آالف قديس ، ومن يده اليمىن برزت نار شريعة هلم : ( يف قوله -د

جتد أي حادثة تطابق هذا التحديد ففي تاريخ جبال فاران ال ؛ على نبوة سيد املرسلني على رأس عشرة آالف من أتباعه ، وال جتد العددي إال حادثة فتح مكة ، ملا دخلها النيب

. )٢( على مجيع الشرائع إال شريعة اإلسالم اليت نسخت كل ملة قبلها شريعة أتت) إين جاعله ألمة عظيمة ، ومعظمة جدا جدا : ( قوله يف التوراة هلاجر بشارة بإمساعيل - ٢

وهذا التعظيم ؛ )٣( )إنه جيعل يده فوق يدي اجلميع : ( ، ويف موضع آخر قال عن إمساعيل خري ؛ فهو فوق الناس مل يظهر إال بنبوة حممد املبالغ فيه ، الذي صار به ولد إمساعيل

الذي علت شريعته فوق األمم ، وامتد سلطانه حىت بلغ نيب خلري أمة أخرجت للناس ، وهو فوق صار يد ولد إمساعيل ملا بعث : ( ؛ قال شيخ اإلسالم )٤(مشارق األرض ومغارا

، وقهروا فارس والروم وغريهم من األمم ، فلم يكن يف األرض سلطان أعز من سلطام ؛ اجلميع : فظهر بذلك حتقيق قوله يف التوراة ؛ وقهروا اليهود والنصارى واوس واملشركني والصابئني

. ٢٠٩-٥/٢٠٤اجلواب الصحيح ) ١( ) . ٢٣٤( اإلسالم واألديان ، ص : انظر ) ٢( . ٥/٢١١اجلواب الصحيح ) ٣( . ٥/٢٢١اجلواب الصحيح ) ٤(



٨٩

. )١( )وهذا أمر مستمر إىل آخر الدهر ؛ وتكون يده فوق اجلميع ويد الكل به وليفرح باخلالق من اصطفى اهللا ، سبحوا اهللا تسبيحا جديدا : ( يف الزبور وقال داود - ٣

ويكربون اهللا ، يسبحونه على مضاجعهم ، وسدد الصاحلني منهم بالكرامة ، له أمته وأعطاه النصر ؛ )٢( ) يعبدونهلينتقم م من األمم الذين ال؛ بأيديهم سيوف ذات شفرتني ، بأصوات مرتفعة

: وأصحابه األبرار ؛ وهي حممد التنطبق إال على ات صففذكر هلؤالء املصطفني األخيار ثالث ال هللا قياما وقعودا وعلى جنوم ؛ والذين يذكرون الى مضاجعهم ؛ فاملسلمون هم التسبيح ع -أ

يتركون ذكر اهللا يف حال من األحوال ؛ والصلوات اخلمس أعظم التسبيح ؛ وهي اليت شرعها اهللا . جديدا للمسلمني

واألعياد من شعائر املسلمني يف اآلذان والصلوات واحلج ؛ وهو التكبري بأصوات مرتفعة -بأو قفلوا من غزو أو ، وعلى القرابني واهلدايا والضحايا ، وهو من سنتهم كذلك إذا علوا شرفا

. حج أو عمرة وكذلك السيوف ذات الشفرتني هي السيوف العربية اليت فتح ا الصحابة وأتباعهم البالد ، -ج

. )٣(من أمم الشرك ا وبأهلها وانتقم اهللا ، ولتصر أرض قيذار مروجا ، لترتاح البوادي وقراها : ( يف مزموره قال داود : وقالوا - ٤

)٤( ) ويذيعوا تسابيحه يف اجلزائر، ويهتفوا من قلل اجلبال حبمد الرب ، وليسبح سكان الكهوف ، والعرب هم أهل وصفة أمته ؛ فقيذار ابن إمساعيل جد الرسول ؛ فهذه صفة حممد

. )٥(البوادي والكهوف واجلبالومن لدن األار إىل ، وحيوز من البحر إىل البحر : ( يف مزمور له قال داود : وقالوا - ٥

، ويسجد له ملوك الفرس ، ويلحس أعداؤه التراب ، وخير أهل اجلزائر بني يديه ، منقطع األرض وينقذ الضعيف ، وخيلص البائس املضطهد ممن هو أقوى منه ، وتدين له األمم بالطاعة واالنقياد

. ٥/٢٢٥اجلواب الصحيح ) ١( . ٥/٢٢٦اجلواب الصحيح ) ٢( . ٢٣٦ – ٥/٢٢٦اجلواب الصحيح ) ٣( . ٥/٢٤٥اجلواب الصحيح ) ٤( . املرجع السابق ) ٥(



٩٠

؛ فذكر )١( ) ويصلى عليه ويبارك يف كل حني، لضعفاء ويرأف باملساكني وا، الذي ال ناصر له -:وأمته تنطبق إال على حممد صفات الست

لدن األار جبيحون وسيحون إىل من البحر إىل البحر ، وامتد ملكه منوملك حاز هو الذيف -أ . منقطع األرض باملغرب

، قربص جزيرة و، العراق جزيرة و، ؛ جزيرة العرب هو الذين خرت اجلزائر بني يديهو -ب . األندلس جزيرة و . أو أدى اجلزية صاغرا ، خضعت له ملوك الفرس ؛ فلم يبق منهم إال من أسلم وهو الذي -ج . أو مهادنة ، أو خوفا ، ؛ إميانا أو نفاقا ه وعرفت أمتهاألمم اليت عرفت دانت لههو الذي و -د

. أنقذ الضعفاء من اجلبارين وهو الذي - هـ . )٢(كل حنيويف وغريها ، الصلوات اخلمسوهو الذي يصلى عليه ويبارك يف -و، يكون عجبا وبشرا ، ولد لنا غالم : ( قالوا وقال أشعياء النيب ونص على خامت النبوة - ٦

، وهو ابن عامله ، وسلطانه سلطان السالم ، إله جبار ، أركون السالم ، والشامة على كتفيه مبا هو من أخص عالماته وأوضحها ؛ وهي ؛ فوصف النيب )٣( ) جيلس على كرسي داود

الشامة ؛ أي خامت النبوة الذي بني كتفيه ، ووصفه باجللوس على كرسي داود ؛ يعين أنه سريث ؛ لفرعون إهلا إن اهللا جعل موسى : على حنو قول التوراة إله ومساه إسرائيل وملكهم ؛ نبوة بين

عظيم فهو ؛ وعلى حنو قول داود للعظماء من قومه إنكم آهلة ، أي حاكما عليه ومتصرفا فيه ؛ قال شيخ )٤(هعظيمسيد دين اإلسالم وأركون السالم ؛ أي العامل ، وسيده وكبريه ، وهو

فهو يبني أنه سيد ؛ والسلم والسالم اإلسالم ، بأنه أركون السلم وصف حممدا : (اإلسالم لكن مل يظهر هذا الدين وامسه ، وال ريب أن األنبياء كلهم بعثوا بدين اإلسالم ، دين اإلسالم

الذي ، أركون اإلسالم فمحمد ؛ وانتشر ذكر دين اإلسالم يف األرض كما ظهر حملمد

. ٥/٢٤٦اجلواب الصحيح ) ١( . ٢٤٨ – ٥/٢٤٦اجلواب الصحيح ) ٢( . ٥/٢٦٠اجلواب الصحيح ) ٣( . ٢٦١، ٥/٢٦٠اجلواب الصحيح ) ٤(



٩١

. )١( )جيمع كل خري وبر وأنا أطلب من ، إن كنتم حتبوين فاحفظوا وصاياي : قال املسيح : ( ويف إجنيل يوحنا - ٧

إن : قال املسيح : ( ، وفيه أيضا ) يثبت معكم إىل األبد، األب أن يعطيكم فارقليطا آخر من عدة جوانب ؛ وهذا يدل على نبوة حممد ؛ )٢( )وليس يل شيء ، أركون العامل سيأيت

-:ها منـ؛ فهو الذي كشف عن أن الفارقليط إن كان مبعىن الكاشف فهذا الوصف ظاهر يف حممد -أ

مبا ليس وصفات اليوم اآلخر مالئكته وملكوته صفات عن اهللا وصفات مجيع احلق ، وأخرب عن ظاهر كل الظهور يف حممد ووإن كان املراد به احلماد فه. يف التوراة واإلجنيل منه إال أمور جمملة

ويف أمته ؛ فهم الذين حيمدون اهللا يف كل حال ، وهو صاحب لواء احلمد ، واحلمد مفتاح . ؛ وهلذا كان امسه حممد وأمحد ؛ ألفضليته يف احلمد كما وكيفا خطبه وصلواته

ذاته بقاء شرعه البقاء ومن املعلوم أن املراد بذلك ، بالبقاء إىل األبد وصف الفارقليط اآلخر -ب . ينسخ ؛ وهو حممد إمنا ينطبق على صاحب الشرع الذي ال وهذا، أن األركون بلغتهم يعين العظيم ؛ فأركون العامل يعين عظيم العامل وسيده وكبريه ، ومل يأت -ج

؛ فهو الذي انقادت له القلوب واألجساد ، بعد املسيح من ساد العامل باطنا وظاهرا غري حممد روى ؛ )٣(فهو أركون العامل يف الدنيا ، وسيد ولد آدم يوم القيامة وأطيع يف السر والعالنية ؛

أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وال: ( مرفوعا عن أيب سعيد )٤(اإلمام أمحد وغريه بسند صحيحفمن سواه إال حتت لوائي ، وأنا )٥(آدم؛ من نيب يومئذ فخر ، وما فخر ، وبيدي لواء احلمد وال

) . فخر أول شافع وأول مشفع وال

. ٥/٣٠٨اجلواب الصحيح ) ١( . ٢٨٦، ٢٨٥/ ٥اجلواب الصحيح ) ٢( . ٥/٤٣، شرح املقاصد ٣١٨-٢٨٧/ ٥اجلواب الصحيح : انظر ) ٣( ) . ١٤٦٨( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر ) ٤( الحظ يف احلديث النص على نبوة آدم ، وهو من أظهر األدلة يف الرد على من أنكرها ، وزعم أن مايروى يف نبوته ) ٥(

. اليثبت



٩٢

وة ـإرهاصات النببىن أرهص احلائط ؛ أي : منها العرق األسفل من احلائط ؛ يقال ؛ يطلق الرهص على معان

رهص أ: ومنه اإلرهاص ؛ وهو اإلثبات ؛ يقال ؛ األساس الذي يكون أسفل بنائه رهصه ؛ وهو . )١(هلا اوإثبات اتأسيسأي لنبوة ؛ ا لإرهاصوكان ذلك الشيء إذا أسسه وأثبته ،

وإمنا خصت ذا االسم ؛ ألا . قبل بعثته واإلرهاص اصطالحا اسم لكل آية كانت للنيب . )٢( إثبااؤذن بظهورها ، وتدل على وطئ هلا ، وتت، و لنبوته تؤسس

وقد عين العلماء ذا الضرب من اآليات ، ومجع ما وقع من ذلك احلاكم يف األكليل ، وأبوسعيد عدة من ذلك ثبت ؛ وملا )٣(النيسابوري يف شرف املصطفى ، وأبو نعيم والبيهقي يف دالئل النبوة

-:أمثلة ؛ منـها ؛ ؛ فقد كانت توطئة وإرهاصا لظهوره حادثة الفيل ، اليت وقعت عام والدة النيب - ١

وكان أمر ، وأن مولده كان عام الفيل ، جبوف مكة ال خالف أنه ولد : (قال ابن القيم وكان دينهم ، وإال فأصحاب الفيل كانوا نصارى أهل كتاب ، الفيل تقدمه قدمها اهللا لنبيه وبيته

فنصرهم اهللا على أهل الكتاب نصرا ال ؛ ان ألم كانوا عباد أوث؛ من دين أهل مكة إذ ذاك اخري . )٤( ) وتعظيما للبيت احلرام، الذي خرج من مكة إرهاصا وتقدمة للنيب ؛ صنع للبشر فيه

؛ روى كما رأت يف منامها ملا وضعته حصوله ملا محلت به ، مث والدتهالنور الذي رأته - ٢اق كما أخذ اهللا عز و جل مين امليث: ( مرفوعا عن أيب مرمي الغساين )٥(الطرباين وغريه بسند حسن

رأت أمي يف منامها أنه خرج من بني و، بشر يب عيسى ابن مرمي و، كما أخذ من النبيني ميثاقهم ؛ ملا ، والظاهر أن هذه الرؤيا كانت عند محلها به ) رجليها سراج أضاءت له قصور الشام

، تاج العروس ٢/٢٨٢، النهاية ٤٤، ٧/٤٣، لسان العرب ) ١٨١( ، أساس البالغة ، ص ٣/١٠٤٢الصحاح : انظر ) ١(

) . رهص ( ، مادة ) . ٢٧٩( ، املعجم الوجيز ، ص ) ٣٧٧( ، املعجم الوسيط ، ص ) ١٦( التعريفات للجرجاين ، ص : انظر ) ٢(السرية النبوية : انظر. وينبغي التنبه إىل أن بعض ما شاع من هذه اإلرهاصات مل يثبت . ٦/٥٨٣فتح الباري : انظر ) ٣(

. ١٠١-١/٩٨الصحيحة . ١/٧٦زاد املعاد ) ٤( ) . ٢٢٤( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر ) ٥(



٩٣

أم قالوا له أخربنا عن نفسك ، عن أصحاب رسول اهللا )١(قويرواه ابن اسحاق بسند جيد أنا دعوة أيب إبراهيم ، وبشرى عيسى عليهما السالم ، ورأت أمي حني محلت يب أنه : ( قال نعم

عن )٢(، وروى أبو يعلى وغريه بإسناد رجاله ثقات) منها نور أضاءت له قصور الشام خرج إين محلت به فلم أر ، واهللا إن البين هذا لشأنا : (قالت حليمة السعدية عن أم رسول اهللا

مث رأيت نورا كأنه شهاب خرج من حني وضعته ، محال قط كان أخف وال أعظم بركة منه خيرج معه نور ميأل قصور بصرى من أرض : ( )٣(، ويف رواية) أضاءت يل أعناق اإلبل ببصرى

وهذا وذاك يقتضي أا رأت حني محلت به عليه السالم كأنه خرج : ( ؛ قال ابن كثري ) الشام ، منها نور أضاءت له قصور الشام ، مث ملا وضعته رأت عيانا تأويل ذلك ، كما رأته قبل ذلك

. )٤( )واهللا أعلم وصيانته عما ،من عبادة األوثان من حظ الشيطان ، وحفظه تطهري قلب النيب - ٣

وهو أتاه جبريل أن رسول الله عن أنس بن مالك روى مسلم بسنده يستقبح ؛ انلمالغ عم بلعي ، هعرفص ذهفأخ ، قلبه نع قفش ، القلب جرختلقة ، فاسع هنم جرختفاس ،

ثم ، مه ألثم ، بماء زمزم ؛ ثم غسله في طست من ذهب . هذا حظ الشيطان منك : فقال كانهي مف هادأع . هن إلى أموعسان يلماء الغج؛ و هئرني ظعل : فقالوا ، يقت ا قددمحإن م ،

ناللو عقتنم وهو لوهقبتفاس . سقال أن : رهدي صف طيخالم كذل ي أثرئأر تكن قدوروى ، ) ووالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما : (قال عن زيد بن حارثة )٥(بسند حسنغريه البيهقي و

وروى البخاري بسنده عن ، ) ما استلم صنما قط حىت أكرمه اهللا تعاىل بالذي أكرمه وأنزل عليه الله دبع نب ابررضي اهللا عنهماج ) : ول اللهسأن ر ةبلكعة لارجالح مهعقل منكان ي ،

هارإز هليعو ، اسبالع ؛ فقال له همي : عأخ نا ابي ، كارإز للتح لو ، كيبكنلى مع لتعفجةارجون الحد . له؛ فح هيبكنلى مع لهعفج ، هليا عيشغقط مفس ،كذل دعب يئا را فمانيرع (

. ٨/٢٢٥جممع الزوائد : وانظر . ٢/٢٧٥البداية والنهاية : انظر ) ١( . ٢٢٤، ٨/٢٢٣جممع الزوائد : انظر ) ٢( . ٢/٢٦٣البداية والنهاية : انظر ) ٣( . ١/١٠١السرية النبوية الصحيحة : وانظر . ٢/٢٦٤البداية والنهاية : انظر ) ٤( . ١/١١٧السرية النبوية الصحيحة : انظر ) ٥(



٩٤

بن إسحاق يف اوقد ذكر ...كان مصونا عما يستقبح قبل البعثة وفيه أنه : (قال ابن حجر ؛ ن ثبت محل إوهذا . فلم يعد يتعرى ، فلكمه الكم ، تعرى وهو صغري عند حليمة السرية أنه

والنفي فيها ، والذي يف حديث الباب على الضرورة العادية ، على نفي التعري بغري ضرورة عاديه . )١( ) كحالة النوم مع األهل أحيانا؛ أو يتقيد بالضرورة الشرعية ، على اإلطالق

: قال ن جابر بن سمرة ع؛ روى مسلم بسنده قبل مبعثه على النيب تسليم احلجر - ٤ ول اللهسقال ر ) : يكة ألإنا بمرجح رفث ؛ ععل أن أبقب ليع لمسي ، كان يألإن رفهع

وفي هذا إثبات التمييز في بعض الجمادات ، وهو ،فيه معجزة له : ( ؛ قال النووي ) اآلن وإن من : وقوله تعالى ، وإن منها لما يهبط من خشية الله :الحجارة في موافق لقوله تعالى

هدمبح حبسء إلا ييل ، شعجييقة ، وقح حبسي هأن يححالصو ، ورهشم لافخ ةالآي هذي هفو، وكلام فيه تمييزا بحسبه كما ذكرنا ، ومنه الحجر الذي فر بثوب موسى الله تعالى

اه ـ، وأشب حني دعاهما النبي ؛ الذراع المسمومة ، ومشي إحدى الشجرتين إلى الأخرى ك٢( )ذل( .

روى البخاري بسنده اليرى رؤيا إال جاءت مثل فلق الصبح ؛ الرؤى الصادقة ؛ فكان - ٥ننيمؤالم ة أمشائع نرضي اهللا عنها ع ا قالتهأ: ( أن ول اللهسر به ئدا بل مو يحالو نم

، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، الرؤيا الصالحة في النوم لو بغخكان ياء ور؛ ار حيهث فنحتفي ددالع اتذو يالاللي ، كذلل دوزتيو هلإلى أه زعنل أن يقب ،

ة ثمجيدإلى خ جعرا ؛ يهثلمل دوزتفي ، قالح اءهى جتاء، حري غار حف وه؛ قال ابن حجر ) و :وسماع ، بدئ بذلك ليكون تمهيدا وتوطئة لليقظة ، ثم مهد له في اليقظة أيضا رؤية الضوء (

تور ، الصجالح لامس٣( )و( .

. ١/٤٧٥فتح الباري ) ١( . ٣٧، ١٥/٣٦شرح صحيح مسلم ) ٢( . ١/٢٣فتح الباري ) ٣(



٩٥

. اخلربية اآليـات هذه إن ف ؛ مفصال كأمنا رآها بعينهصادقا إخبارا معينة أمور غائبة عن النيب وهي إخبار

يكون لغريهم من ذلك فإمنا هي ، وماال تكون قط إال لنيب ؛ ألا من براهني نبوته األخبار وإخبار النيب . )١(وجمملة ، وكثريا مايقارا الكذب ؛ كأخبار الكهنة واملنجمني أخبار قليلة

-:عن أمور الغيب ثالثة أنواع إلخبار عن الغيوب املاضية ؛ كما أخرب عن قصة آدم ونوح وإبراهيم وإسرائيل وإمساعيل ا - ١

ني إخبارا مفصال وموسى وذي القرنني وأصحاب الكهف وغري ذلك من قصص األنبياء والصاحل: إال بإنباء وإعالم من اهللا تعاىل ؛ وهلذا قال تعاىل يف آخر قصة نوح يستحيل أن يكون مبينا

Mj i h g f ek t s r q p o n m lu vw { z y xL ٤٩: ھود ، : MÎ Í Ì Ë Ê ÉÏ Ñ Ð Ö Õ Ô Ó Òفـصة يوسـيف آخر ق وقال

Ø ×L من أعظم مايدل على بطالن قول واإلخبار عن الغيوب املاضية .)٢( ١٠٢: یوسفبالنفس لو كان سبب العلم بالغيب هو اتصال نفس النيب إذ النبوة ؛حقيقة الفالسفة يف

الفلك على اإلخبار بالغيوب املاضية ؛ ألن حركة الفلكية أو العقل الفعال ملا أمكن النيب . )٣(أصلهم إمنا تكون سببا للغيوب اآلتية ال املاضية

مبغيبات وقعت يف زمانه كما أخرب ؛ فقد أخرب النيب اإلخبار عن الغيوب احلاضرة ؛ - ٢ -:ولذلك أمثلة ؛ منها

أو ألعطين الراية : (قال أن رسول اهللا روى البخاري بسنده عن سلمة بن األكوع -أفإذا . ، يفتح الله عليه يحب الله ورسوله: ، أو قال غدا رجلا يحبه الله ورسوله ليأخذن الراية

جوهروما ن يلبع فقالوا حنن ، :رسول اهللا هذا علي فأعطاه ، ةايالر عليه الله ففتح (. النجاشي صاحب نعى لنا رسول اهللا ( :قال عن أيب هريرةروى البخاري بسنده -ب

احلبشة ، فيه الذي مات فقال يوم ، : يكمروا ألخاستغف ( .

. ٥٧٠، ٤٨٦، ٤٨٥/ ٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان : انظر ) ١( . ٤٦١، ٤٦٠، ٤٥٦-٤٥٤/ ٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان : انظر ) ٢( . ٤٦٧، ٤٦٦/ ٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان : انظر ) ٣(



٩٦

: أنه قال حدث عن سعد بن معاذ : عبد اهللا بن مسعود عن روى البخاري بسنده -جال ترفع صوتك يا سعد على أيب : فقال له أمية :احلديث ، وفيه ... كان صديقا ألمية بن خلف

يقول ، فواهللا لقد مسعت الرسول دعنا عنك يا أمية: ، فقال سعد ، سيد أهل الوادي احلكم، فلما رجع أمية إىل ، ففزع لذلك أمية فزعا شديدا ال أدري: مبكة ؟ قال : قال . إم قاتلوك:

زعم أن حممدا : وما قال لك ؟ قال : ، أمل تري ما قال يل سعد ؟ قالت فوانأهله قال يا أم ص، فلما واهللا ال أخرج من مكة: ، فقال أمية ، قال ال أدري مبكة: أخربهم أم قاتلي، فقلت له

، فأتاه أبو جهل أدركوا عريكم ؟ فكره أمية أن خيرج: كان يوم بدر استنفر أبو جهل الناس قال ، ختلفوا معك ، وأنت سيد أهل الوادي ، إنك مىت ما يراك الناس قد ختلفت يا أبا صفوان: فقال

يا : ، مث قال أمية ، فواهللا ألشترين أجود بعري مبكة أما إذ غلبتين: ، فلم يزل أبو جهل حىت قال ال: قال ، وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثريب ؟ يا أبا صفوان: ، فقالت له أم صفوان جهزيين

، فلم يزل بعريهعقل ، فلما خرج أمية أخذ ال يرتل مرتال إال ، ما أريد أن أجوز معهم إال قريبا .) ، حىت قتله اهللا عز وجل ببدر بذلك

إا أما: ملا أتينا تبوك قال : ( قال أيب محيد الساعدي وروى البخاري بسنده عن -دفعقلناها ، وهبت ريح ، ستهب الليلة ريح شديدة ، فال يقومن أحد ، ومن كان معه بعري فليعقله

. ) شديدة ، فقام رجل فألقته جببل طيئيقول حني سمعت النيب : ( قال وروى البخاري بسنده عن سليمان بن صرد - ـه

وأخرج البزار بإسناد ، ) اآلن نغزوهم وال يغزوننا ، خنن نسري إليهم : األحزاب عنهأجلى وقد مجعوا له مجوعا كثرية ، قال يوم األحزاب أن النيب : ( من حديث جابر )١( نـحس

. )٢(؛ وكذلك كان ) ولكن أنتم تغزوم، ال يغزونكم بعد هذا أبدا : بعد زمانه عن كثري من األمور اآلتية فوقعت فقد أخرب النيب اإلخبار عن الغيوب اآلتية ؛ - ٣

- :كما أخرب ؛ ولذلك أمثلة كثرية ؛ منها مقاما ما ترك قام فينا رسول اهللا : ( قال روى مسلم بسنده عن حذيفة بن اليمان -أ

. ٧/٤٠٥فتح الباري : انظر ) ١( . ٦٠٣-٥٩٥، ٢/٥٨٣اجلواب الصحيح ، طبعة البيان : انظر ) ٢(



٩٧

قد . ونسيه من نسيه حفظه من حفظه ، شيئا يكون يف مقامه ذلك إىل قيام الساعة إال حدث به كما يذكر الرجل وجه ،وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره . علمه أصحايب هؤالء

. ) الرجل إذا غاب عنه مث إذا رآه عرفهبينا أنا نائم ، : ( يقول مسعت رسول اهللا : قال روى مسلم بسنده عن أيب هريرة -ب

ا ذنوبا رأيتني على قليب عليها دلو ، فنزعت منها ما شاء اهللا ، مث أخذها ابن أيب قحافة ، فنزع أو ذنوبين ، ويف نزعه ضعف ، واهللا يغفر له ، مث استحالت غربا ، فأخذها عمر بن اخلطاب ، فلم

: ؛ ويف رواية له ) ر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر بن اخلطاب ، حىت ضرب الناس بعطنأ ) هاخلطاب فأخذ من فجاء ابن ، هرجل قط أقوى من نزع فلم أر ، واحلوض اسى تولى النحت

: فكانت الفتوحات العظيمة يف عهد عمر ؛ قال ابن حجر ؛ وكذلك كان ؛ ) ر مآلن يتفجألنه ويل ؛ وفيه نظر ، خالفته ن ذكر الذنوب إشارة إىل مدةأاحلديث على اتفق من شرح هذا(

ن ذلك إشارة أوالذي يظهر يل ، كان ذلك املراد لقال ذنوبني أو ثالثة فلو، سنتني وبعض سنة ولذلك مل يتعرض يف ذكر عمر إىل عدد ما ؛ وهي ثالثة ، الكبار إىل ما فتح يف زمانه من الفتوح

. إشارة إىل كثرة ما وقع يف خالفته من الفتوحات ؛ منا وصف نزعه بالعظمة إو، نزعه من الدالء . )١( ) واهللا اعلم

، يدخل إذا ذهب إىل قباء كان رسول اهللا : ( قال روى البخاري بسنده عن أنس -ج، فنام ، فدخل يوما فأطعمته ، وكانت حتت عبادة بن الصامت أم حرام بنت ملحان فتطعمهعلى

ناس من أميت :ضحكك يا رسول اهللا ؟ فقال ما ي :، قالت ، مث استيقظ يضحك رسول اهللا مثل : ، أو قال ، ملوكا على األسرة البحر، يركبون ثبج هذا عرضوا علي غزاة يف سبيل اهللا

ةرعلى األس امللوك . قإسح كيش . لين منهم: فقلتاهللا أن جيع ه فنام ، فدعا ادعع رأسمث وض ، كضحمث استيقظ ي ، يا رسول اهللا: ، فقلت ككضحقال ما ي ، ) : رضوا عليمن أميت ع ناس

. مثل امللوك على األسرة، أو ، ملوكا على األسرة ، يركبون ثبج هذا البحر يف سبيل اهللا غزاة لين منهم: فقلتاهللا أن جيع لني:، قال ادعمن األو ة. أنتعاويم يف زمان البحر تبكفر ،

كان ذلك يف خالفة : (؛ قال ابن حجر ) ت فهلك فصرعت عن دابتها حني خرجت من البحر

. ٣٩، ٧/٣٨فتح الباري ) ١(



٩٨

وظاهر سياق اخلرب يوهم أن ذلك كان ، ومعاوية يومئذ أمري الشام ، سنة مثان وعشرين ؛ عثمان ، مبا سيقع فوقع كما قال خبار النيب إوب من ضرويف احلديث ... كذلك وليس، يف خالفته

وأن فيهم أصحاب قوة وشوكة ، عالمه ببقاء أمته بعده إمنها ؛ وذلك معدود من عالمات نبوته وأن أم حرام تعيش إىل ذلك ، وأم يتمكنون من البالد حىت يغزوا البحر ، ونكاية يف العدو

. )١( ) وأا ال تدرك زمان الغزوة الثانية، وأا تكون مع من يغزو البحر ، الزمان على املنبر ، واحلسن بن رأيت رسول اهللا ( : قال روى البخاري بسنده عن أيب بكرة -د

إن ابني هذا سيد ، ولعل اهللا : علي إىل جنبه ، وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ، ويقول وقع هذا كما أخرب به بعد : ( ؛ قال ابن تيمية ) عظيمتني من املسلمني أن يصلح به بني فئتني

ملا أصلح اهللا باحلسن بني ؛ وهو سنة أربعني من اهلجرة ، بنحو ثالثني سنة موت الرسول يف هذه القصة من : ( ، وقال ابن حجر )٢( ) الفئتني العظيمتني اللتني كانت متحاربتني بصفني

فإنه ترك امللك ال لقلة وال لذلة وال لعلة ؛ ومنقبة للحسن بن علي ، الفوائد علم من أعالم النبوة ، ومصلحة األمة ، فراعى أمر الدين؛ ملا رآه من حقن دماء املسلمني ؛ بل لرغبته فيما عند اهللا ،

بشهادة النيب ؛ ومعاوية ومن معه ، وفيها رد على اخلوارج الذين كانوا يكفرون عليا ومن معه قوله من : كان سفيان بن عيينة يقول عقب هذا احلديث ومن مث، للطائفتني بأم من املسلمني

. )٣( ) املسلمني يعجبنا جداصغار ، ال تقوم الساعة حىت تقاتلوا الترك : ( مرفوعا روى البخاري عن أيب هريرة -ه

وال تقوم الساعة حىت ، كأن وجوههم اان املطرقة ؛ ذلف األنوف ، محر الوجوه ، األعني هؤالء الطوائف كلهم قاتلهم املسلمون كما أخرب : ( ؛ قال ابن تيمية ) قوما نعاهلم الشعرتقاتلوا ،من التتار وغريهم الذين هذه صفتهم معروف فإن قتال الترك؛ مر هذه الطوائف معروف أو

قبل قتال ، وحديثهم يف أكثر من عشرة آالف نسخة كبار وصغار من كتب املسلمني ، مشهور ن أاليت لو كلف من رآهم بعينه ، الذين هذه صفتهم ، هؤالء الذي ظهروا من ناحية املشرق

. ٢/٥٨٩اجلواب الصحيح ، طبعة البيان :وانظر ) . بتصرف يسري ( ٧٧-١١/٧٥فتح الباري ) ١( . ٥٧٩/ ٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ) ٢( . ١٣/٦٦فتح الباري ) ٣(



٩٩

ذكرها العلماء يف دالئل ، وهلذه األخبار نظائر كثرية . )١( ) يصفهم مل حيسن مثل هذه الصفة . )٢(النبوة

اآليات الفعليـة القدرة ألن مجاعها إذا كانت اآليات اخلربية ترجع إىل العلم فإن اآليات الفعلية ترجع إىل القدرة ؛

-:كثرية ؛ منها اآليات أمثلة هلذه؛ و )٣(على أفعال وتأثريات خارجة عن معهود اخللق؛ ؛ أي وقد انشق القمر ١: القمر M ¡ � ~ } |L : تعاىل انشقاق القمر ؛ قال - ١

قال انشق القمر على عهد عن ابن مسعود روى البخاري بسنده ؛ آية لصدق النيب ول اللهسر نيقترل ، فبالج ققة فورف ، ول اللهسفقال ر هونقة درفو وادهوروى ،) اش

أن يريهم آية ، فأراهم القمر أن أهل مكة سألوا رسول اهللا : ( أنس عنالبخاري بسنده وهي آية عظيمة اليكاد ؛ )٤(واألحاديث يف ذلك متواترة، ) شقتني ، حىت رأوا حراء بينهما ال يكاد يعدهلا شيء ، ية عظيمة آانشقاق القمر : ( قال اخلطايب يعدهلا شيء من آيات األنبياء ؛

خارجا من مجلة طباع ما يف هذا العامل ، نه ظهر يف ملكوت السماء أذلك و؛ من آيات األنبياء . )٥( ) فلذلك صار الربهان به أظهر؛ فليس مما يطمع يف الوصول إليه حبيلة ، املركب من الطبائع

M u t s r q p o n m :عن اجلن ؛ قال تعاىل احلراسة التامة للسماء - ٢

w v { z y x| ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ }L فبعد بعثة النيب ؛ ٩ - ٨: الجن أثناء ، وكثر الرمي بالشهب كثرة خارقة للعادة ، وحرست السماء بالشهب حراسة منجما نزول القرآن

من آياته الظاهرة يف القرآن ( : قال ابن تيمية حالت بني الشاطني وبني خرب السماء ؛ ؛ تامة وقبل ذلك ... ماذكره من أن السماء ملئت حرسا شديد وشهبا خبالف ماكانت العادة جارية به

مل يكن احلرس شديدا ، وال كانت السماء مملؤءة حرسا وشهبا ، كما هي اآلن يرمى ا

. ٢/٥٧٨اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ) ١( . ٥٩٤-٢/٥٧١، اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ٦٣٠-٦/٦٠٣صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري : انظر ) ٢( . ٦٠٤، ٥٧٥، ٢/٥٧٠اجلواب الصحيح ، طبعة البيان : انظر ) ٣( . ٧/٨٣تفسري ابن كثري : انظر ) ٤( . ٧/١٨٥نقال عن فتح الباري ) ٥(



١٠٠

ورأى الناس ذلك ، السماء حرست حرسا مل يعهده الناس قبل ذلك : (، وقال )١( )ا ــأحيانوكان ما عاينه الكفار من الرمي الشديد العام الذي انتقضت به العادة املعروفة من ... بأبصارهم

ومل حيدث إذ ذاك يف األرض أمر مل جتر به العادة ، رمي الشهب دليال على سبب خارق للعادة إذ كان موسى ؛ فلم يعرف قبله من نزل عليه الكالم كرتوله عليه ، للرسالة إال ادعاءه

حىت حتتاج السماء ، حفظا مل ترتل عليه منجمة مفرقة ملقاة إليه، إمنا أنزلت عليه التوراة مكتوبة وكذلك اإلجنيل فرع على التوراة ، والزبور تابع لشرع التوراة ، إىل حراستها عن استراق مسعها

. )٢( )ستقل إال التوراة والقرآن مل يرتل كتاب مروى البخاري بسنده عن جابر بن عبداهللا رضي اهللا عنهما ؛ نبع املاء من بني أصابع النيب - ٣

بني يديه ركوة فتوضأ ، فجهش الناس حنوه ، عطش الناس يوم احلديبية ، والنيب : ( قال ، وال نشرب إال ما بني يديك ، فوضع يده يف ليس عندنا ماء نتوضأ: قالوا ! ما لكم ؟: فقال

كم كنتم ؟ قال : قلت . الركوة ، فجعل املاء يثور بني أصابعه كأمثال العيون ، فشربنا وتوضأنا كرر ذلك يف مواطن أخرى يف داخل وقد ت ؛) انا ، كنا مخس عشرة مائة لو كنا مائة ألف لكف:

هذه القصة رواها الثقات من العدد الكثري عن اجلم الغفري عن : ( قال عياض ؛)٣( املدينة وخارجها، وكان ذلك يف مواطن اجتماع الكثري منهم يف احملافل وجممع العساكر ، الكافة متصلة بالصحابة

وقال . فهذا النوع ملحق بالقطعي من معجزاته ، ومل يرد عن أحد منهم إنكار على راوي ذلك ، يف مشاهد عظيمة ، تكررت منه يف عدة مواطن قضية نبع املاء من بني أصابعه : القرطيب

ومل يسمع . املستفاد من التواتر املعنوي ، ووردت من طرق كثرية يفيد جمموعها العلم القطعي نبع املاء من بني : عبد الرب عن املزين أنه قال بناوقد نقل . مبثل هذه املعجزة عن غري نبينا

بالعصا فتفجرت منه حيث ضربه موسى ؛ أبلغ يف املعجزة من نبع املاء من احلجر أصابعه

. ٥٦٩-٥٦٤/ ٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان )١( . ٤٦٩/ ٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان )٢(-٤/٢٣٠٧، صحيح مسلم ٥٩٢، ٥٩١، ٥٨٧، ٥٨٤، ٥٨١، ٥٨٠/ ٦صحيح البخاري وفتح الباري : انظر ) ٣(

من أبلغ األخبار الشتماله على قلة املاء وعلى كثرة من ) ٣٠١٣( ، واخلرب الذي رواه مسلم يف هذا املوضع برقم ٢٣٠٩ . ٦/٥٨٦فتح الباري : انظر . استقى منه



١٠١

. )١( )األصابع خبالف خروج املاء من بني، ألن خروج املاء من احلجارة معهود ؛ املياه روى البخاري بسنده عن ؛ كما يف قصة املرأة صاحبة املزادتني ؛ تكثري املاء القليل بربكته - ٤

، حىت إذا كان وجه ، فأدجلوا ليلتهم يف مسري أم كانوا مع النيب عمران بن حصني ، فكان أول من استيقظ من منامه أبو بكر فغلبتهم أعينهم حىت ارتفعت الشمس ، الصبح عرسوا

، فقعد أبو بكر عند رأسه من منامه حىت يستيقظ ، فاستيقظ عمر ، وكان ال يوقظ رسول اهللا ه حىت استيقظ النيبويرفع صوت رفجعل يكب ، فرتل وصلى بنا الغداة ، فاعتزل رجل من ،

أصابتين جنابة : قال. معنا يا فالن ، ما مينعك أن تصلي: ، فلما انصرف قال القوم مل يصل معنابالصعيد ه أن يتيمممث صلى، وجعلين رسول اهللا ، فأمر ، نا يف ركوب بني يديهشطوقد ع ،

ا فبينما حنن نسريا شديدطشرجليها بني مزادتني ع سادلة أين املاء؟ : ، فقلنا هلا ، إذا حنن بامرأةانطلقي إىل : يوم وليلة ، فقلنا: أهلك وبني املاء ؟ قالتكم بني: ، فقلنا إنه ال ماء: فقالت

، فحدثته مبثل الذي حىت استقبلنا ا النيب منلكها وما رسول اهللا؟ فلم : ، قالت رسول اهللا ، )أي يف فم القربة ( حدثتنا ، غري أا حدثته أا مؤتمة ، فأمر مبزادتيها ، فمسح يف العزالوين

طاشا ، ون أربع؛ ا فشربنا عأنه مل نسق بعري غري ، معنا وإداوة وينا ، فمألنا كل قربةرجال حىت رفجمع هلا من الكسر والتمر ، حىت أتت . هاتوا ما عندكم : وهي تكاد تنض من امللء ، مث قال

عموا ، فهدى اهللا ذلك الصرم بتلك املرأة ، لقيت أسحر الناس ، أو هو نيب كما ز: قالت . أهلها وأما تكثري املاء بأن يلمسه : (وقد تكرر ذلك يف مواضع ؛ قال ابن حجر ) . فأسلمت وأسلموا

كسهم من كنانته فجاء يف حديث عمران بن ؛ أو يأمر بوضع شيء فيه ، أو يتفل فيه ، بيده وعن أيب قتادة ، وعن الرباء بن عازب عند البخاري وأمحد من طريقني ، حصني يف الصحيحني

وعن ، وعن زياد بن احلارث الصدائي عنده ، وعن أنس عند البيهقي يف الدالئل ، عند مسلم . )٢( )أيضا حبان بن بح بضم املوحدة وتشديد املهملة الصدائي

قال أبو طلحة : ( قال ؛ روى البخاري بسنده عن أنس بن مالك القليل تكثري الطعام - ٥ضعيفا ، أعرف فيه اجلوع ، فهل عندك من شيء ؟ لقد سمعت صوت رسول اهللا : ألم سليم

) . باختصار وتصرف يسري ( ٥٨٥، ٦/٥٨٤باري نقال عن فتح ال) ١( . ٦/٥٨٥فتح الباري ) ٢(



١٠٢

ه فأخرجت أقراصا من شعري ، مث أخرجت خمارا هلا ، فلقت اخلبز ببعضه ، مث دست. نعم : قالت فذهبت به ، فوجدت رسول : ، قال ببعضه ، مث أرسلتني إىل رسول اهللا والثتين حتت يدي

؟ آرسلك أبو طلحة: يف املسجد ومعه الناس ، فقمت عليهم ، فقال يل رسول اهللا اهللا بطعام : قال. نعم : فقلت . فقال رسول اهللا . نعم : قلت ه١(قوموا : ملن مع( . فانطلق

يا أم سليم ، قد جاء : وانطلقت بني أيديهم ، حىت جئت أبا طلحة فأخبرته ، فقال أبو طلحةاهللا ورسوله أعلم ، فانطلق أبو طلحة : بالناس ، وليس عندنا ما نطعمهم ؟ فقالت رسول اهللا

هلمي يا : وأبو طلحة معه ، فقال رسول اهللا ، فأقبل رسول اهللا حىت لقي رسول اهللا ففت ، وعصرت أم سليم عكة هللا أم سليم ، ما عندك ؟ فأتت بذلك اخلبز ، فأمر به رسول ا

فأذن هلم ، . ائذن لعشرة : ، مث قال )٢(أن يقولاهللا فيه ما شاء فأدمته ، مث قال رسول اهللا رجوا ، فأذن هلم ، فأكلوا حىت شبعوا مث خ. ائذن لعشرة : فأكلوا حىت شبعوا مث خرجوا ، مث قال

فأكل . ائذن لعشرة : مث قال فأذن هلم ، فأكلوا حىت شبعوا مث خرجوا ،. ائذن لعشرة : مث قال مث أكل رسول اهللا : ( ، ويف رواية ملسلم ) والقوم سبعون أو مثانون رجلاالقوم كلهم وشبعوا ،

ليم ، وأبو طلحةس وأم ، مالك بن فضلة، وأنس لتفأهديناه جلرياننا ، وفض (. أن : ( روى البخاري بسنده عن جابر بن عبد اهللا رضي اهللا عنهما الثمار ؛ القليل من تكثري - ٦

فكلمته ، فسأهلم أن أباه قتل يوم أحد شهيدا ، فاشتد الغرماء يف حقوقهم ، فأتيت رسول اهللا حائطي ومل يكسره هلم ، ولكن يقبلوا مثر حائطي ويحللوا أيب فأبوا ، فلم يعطهم رسول اهللا

فغدا علينا حني أصبح ، فطاف يف النخل ودعا يف مثره بالربكة . إن شاء اهللا سأغدو عليك: قال وهو جالس ي لنا من مثرها بقية ، مث جئت رسول اهللا فقضيتهم حقوقهم ، وبق فجددا ،

قد علمنا أنك رسول أال يكون: فقال . امسع ياعمر : لعمر فأخربته بذلك ، فقال رسول اهللا فيه علم ظاهر من أعالم النبوة ؛ لتكثري القليل : ( ؛ قال ابن حجر ) واهللا إنك لرسول اهللا ؟ اهللا

أن أبا طلحة استدعاه إىل مرتله ، وأوله يقتضي أن أبا طلحة وأم سليم أرسال اخلبز مع فهم على أن النيب ظاهر اخلرب يدل ) ١(

. ٦/٥٨٩فتح الباري . أنس ؛ وأكثر الروايات تقتضي أن أبا طلحة استدعاه يف هذه الواقعة . ٦/٥٩٠لباري فتح ا. بسم اهللا ، اللهم أعظم فيها الربكة : ورد يف بعض الروايات مايفسر ذلك ؛ وأنه قال ) ٢(



١٠٣

. )١( )إىل أن حصل به وفاء الكثري ، وفضل منه حتى سرنا مع رسول اهللا : (قال روى مسلم بسنده عن جابر ؛التأثري يف األشجار - ٧

حا أفيلنا واديفذهب رسول اهللا . نز هقضي حاجتمن ماء . ي ه بإداوةبعترسول اهللا . فات فنظر به رشيئا يستت الوادي . فلم ير بشاطئ رتانرسول اهللا . فإذا شج فانطلق ماإىل إحداه

فقال انقادي علي بإذن اهللا فانقادت معه كالبعري املخشوش ، الذي . فأخذ بغصن من أغصانها هقائد صانعى . يجرة األخرى الشى أتأغصانها فأخذ بغصن من . حت . بإذن فقال انقادي علي

فقال ) يعين مجعهما ( حتى إذا كان باملنصف مما بينهما ، ألم بينهما . اهللا فانقادت معه كذلك رسول سخمافة أن يح؛ ) أي أعدو ( فخرجت أحضر : قال جابر . التئما علي بإذن اهللا فالتأمتا

مقبال ، فحانت مني لفتة ، فإذا أنا برسول اهللا . تعد فجلست أحدث نفسي بقريب فيب اهللا . ) فقامت كل واحدة منهما على ساق ، وإذا الشجرتان قد افترقتا

روى البخاري بسنده عن ابن مسعود وحنني اجلذع ؛ )٢(نطق اجلماد ؛ كتسبيح الطعام - ٨ ، فقل املاء )٣(يف سفر ، كنا مع رسول اهللا ، وأنتم تعدوا ختويفا اآليات بركةكنا نعد : (قال

حي : ، فأدخل يده يف اإلناء مث قال فجاؤوا بإناء فيه ماء قليل. اطلبوا فضلة من ماء: ، فقال كمن اهللا على الطهور املبار كةامل. ، والرب من بني أصابع رسول اهللا فلقد رأيت عاء ينب ولقد ،

أيضا بسنده عن جابر بن عبد اهللا رضي البخاري وروى ،) كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل يا رسول اهللا ، أال أجعل لك شيئا : أن امرأة من األنصار قالت لرسول اهللا : ( اهللا عنهما فعملت له املنرب ، فلما كان يوم اجلمعة: قال. إن شئت: قال. جنارا، فإن يل غالما تقعد عليه

قعد النيب ، النخلة اليت كان خيطب فصاحت ، نععندهاعلى املنرب الذي ص قنشحىت كادت ت فرتل النيب ، ها إليهحىت أخذها فضم سكتالذي ي الصيب أنني نتئ فجعلت ، ،حىت استقرت

وانشقاق ، حنني اجلذع : ( ؛ قال ابن حجر ) بكت على ما كانت تسمع من الذكر : ، قاليفيد القطع عند من يطلع على طرق ذلك من أئمة ، نقل كل منهما نقال مستفيضا ، القمر

. ٦/٥٩٥فتح الباري ) ١( . ٦/٥٩٢فتح الباري : انظر . وورد أيضا واشتهر تسبيح احلصى ، ولكن ليس له إال طريق واحدة ضعيفة ) ٢( . ٦/٥٩١فتح الباري : انظر . ورد يف بعض طرق احلديث أن ذلك كان يف غزوة خيرب ) ٣(



١٠٤

يف احلديث داللة على أن : ( ، وقال )١( )دون غريهم ممن ال ممارسة له يف ذلك ، احلديث وفيه تأييد لقول من حيمل ، اجلمادات قد خيلق اهللا هلا إدراكا كاحليوان ، بل كأشرف احليوان

ما : وقد نقل ابن أيب حامت عن الشافعي أنه قال . على ظاهره ) وإن من شيء إال يسبح حبمده (أعطى حممدا حنني : إحياء املوتى ؟ قال أعطى عيسى : فقيل ! أعطى اهللا نبيا ما أعطى حممدا

وذلك ألن اجلذع مل يسبق له عهد حبياة . )٢( ! )اجلذع حىت مسع صوته ، فهذا أكرب من ذلك . خبالف امليت

أصاب أهل املدينة : ( قال روى البخاري بسنده عن أنس يف احلال ؛ إجابة دعائه - ٩يا رسول اهللا : خيطب يوم مجعة ، إذ قام رجل فقال ، فبينا هو قحط على عهد رسول اهللا

وإن السماء ملثل : فمد يديه ودعا ، قال أنس . هلكت الكراع ، هلكت الشاء ، فادع اهللا يسقينا ، فخرجنا )٣(الزجاجة ، فهاجت ريح أنشأت سحابا ، مث اجتمع ، مث أرسلت السماء عزاليها

ام إليه ذلك الرجل أو غريه ض املاء حىت أتينا منازلنا ، فلم نزل نمطر إىل اجلمعة األخرى ، فقخنوحوالينا وال علينا : مث قال فتبسم . يا رسول اهللا ، دمت البيوت ، فادع اهللا حيبسه : فقال

كأن حول املدينة عإىل السحاب تصد إكليل فنظرت وروى مسلم بسنده عن ) )٤(ه ،نب ابرج الله دبا : ( رضي اهللا عنهما عيأع قد ل لهملى جع سريكان ي هأن ، هبيسأن ي ادقال . فأر :

بيقني النفلح هبرضي وا لعفد ، سري ا لمريس ارفسثلهم . ( كان رجل نصرانيا فأسلم: ( قال روى البخاري بسنده عن أنس ؛ التنكيل بأعدائه -١٠

ما يدري : ، فعاد نصرانيا ، فكان يقول ، وآل عمران ، فكان يكتب للنيب ، وقرأ البقرة ه األرضظتوقد لف ه اهللا فدفنوه ، فأصبحله ، فأمات تفقالوا ! حممد إال ما كتب : هذا فعل حممد

فحفروا له فأعمقوا ، فأصبح وقد لفظته . وأصحابه لما هرب منهم ، نبشوا عن صاحبنا فألقوه منهم فألقوه : فقالوا! األرض وا عن صاحبنا ملا هربشبه ، نوأصحاب فحفروا له . هذا فعل حممد

. ٦/٥٩٢فتح الباري ) ١( . ٦/٦٠٣فتح الباري ) ٢( . ٣/٢٣١النهاية : انظر . عزاليها تثنية عزالء ؛ وهو فم القربة ؛ شبه اتساع املطر واندفاقه مبا خيرج من فم القربة ) ٣( . ٦/٦٠١فتح الباري . بكسر اهلمزة وسكون الكاف ؛ هي العصابة اليت حتيط بالرأس ) ٤(



١٠٥

وأعمقوا له يف األرض ما استطاعوا ، فأصبح وقد لفظته األرض ، فعلموا أنه ليس من الناس .) فألقوه

املسلك الشخـصي خباره ، والعدل يف ، وصفاته ، واطراد الصدق يف أ يئته وهو االستدالل على صدق النيب

-:وبيان ذلك من وجوه ؛ منها .أحكامه عن عبد اهللا )١(بنور وجهه ؛ روى ابن ماجة وغريه بإسناد صحيح االستدالل على صدقه - ١

، قدم رسول اهللا : املدينة اجنفل الناس إليه ، وقيل ملا قدم رسول اهللا : ( قال بن سالم ه ـعرفت أن وجهه ليس بوج فلما استبنت وجه رسول اهللا ، ألنظر إليه يف الناس فجئت : وقال عبد اهللا بن رواحة ) .كذاب )٢(لو مل تكن فيه آيات مبينة كانت بداهته تنبيك باخلرب

. )٣(تدل على صدقه ؛ وهي أول مايظهر للناظر من نور وجهه وائه أي أن بداهة النيب السائب روى البخاري بسنده عن خبامت النبوة الذي بني كتفيه ؛ االستدالل على صدقه - ٢

زيدي نب قال ) : بيي إلى النالتبي خ تبذه فقالت : جعي وتأخ نإن اب ول اللهسا ري ، كةري بالبا لعدي وأسر حسفم ، هوئضو نم تربأ فشضوت ثم ، تظرفن رهظه لفخ تقم ثم

هفيكت نيب ةوبم النات؛ إلى خ لةجالح ثل زرسلمان الفارسياستدل به و مماه؛ و) م علىنت من أبناء أساورة ك: (عن سلمان الفارسي قال )٤(؛ روى اإلمام أمحد بسنده صدق النيب

يث قال ، فارسدالح فذكر : نم ملى قوع تررى متى حرني أخضفختو ضني أرفعرت طلقتفانوكان العيش فسمعتهم يذكرون النبي ، فباعوني حتى اشترتني امرأة ، الأعراب فاستعبدوني

فصنعت ، فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته ، نعم : فقالت ، ي لي يوما هب: فقلت لها ، عزيزا : فقال لأصحابه . صدقة : فقلت ؟ ما هذا : فقال ، فوضعته بين يديه فأتيت به النبي ، طعاما

) . ٥٦٩( األحاديث الصحيحة ، ح ، سلسلة ) ١٣٣٤( سنن ابن ماجه ، ح ) ١( . ٤/٧٥اإلصابة : انظر ) ٢( . ٣/١٠٥٨خمتصر الصواعق : انظر ) ٣( ) . ٢٣٢٠٠( املسند ، ح : انظر ) ٤(



١٠٦

: ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث فقلت لمولاتي ، هذه من علاماته : قلت ، ولم يأكل . كلوا به فصنعت طعاما فأتيته، فانطلقت فاحتطبت حطبا بأكثر من ذلك ، نعم : قالت ، هبي لي يوما

ابهحأص نيب سالج وهو ، هيدي نيب هتعضذا : فقال ، فوا ه؟ م ة : قلتيده ، هدي عضقال ، فوو ابهحأصل : م اللهذوا بسخ ، لفهخ تقمو ، اءهرد عضفو ، ةوبالن ماتف. فإذا خ قلت : كأن دهأش

ول اللهسر . ( ، أن ضمادا قدم مكة : ( رضي اهللا عنهما عن ابن عباس على نبوته ؛ االستدالل بكالمه - ٣

إن : فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون ، وكان يرقي من هذه الريح ، وكان من أزد شنوءة فلقيه فقال : قال ، لعل الله يشفيه على يدي ، لو أني رأيت هذا الرجل : فقال ، محمدا مجنون

: دمحا ميح ؛ يالر هذه ني مقي أرإن ،اء وش ني مدلى يي عفشي إن الله ، ل لكفقال ؟ فهول اللهسر : لهل دمإن الح ، هينعتسنو هدمحن ، ل لهضفلا م الله هدهي نل فلا ، ملضي نمو له يادإل، ه أن لا إله دهأشو له ريكلا ش هدحو ا الله ، ولهسرو هدبا عدمحأن مو ، دعا بأم .

لقد : فقال ! ثلاث مرات فأعادهن عليه رسول الله ، أعد علي كلماتك هؤلاء : فقال ةنل الكهقو تعمس ،و ةرحل الساء ، قورعل الشقولاء ، وؤه كاتمثل كلم تعما سفم ، لقدو، فقال رسول الله . فبايعه ، هات يدك أبايعك على الإسلام: فقال ! بلغن ناعوس البحر

كملى قوعي : قال ؟ وملى قوعفاستدل على نبوته ؛ ) و اليت ة تبالغو، كالمه قوة تأثريبقعره ؛ أي بلغت ناعوس البحر ، أو قاموس البحرهد من كالم اخللق حىت عخرجت عما ي

الذي مل يبلغه كاهن وال ساحر وال شاعر ؛ وهلذا بادر إىل املبايعة على اإلسالم بيقني )١(األقصى !بلغ سويداء القلب

من التناقض ، واطراد كالمه نبوته جوانب أخرى من أعظمها سالمةعلى ولإلستدالل بكالمه M ~ } | { z y x w v u t s : الصدق يف أخباره والعدل يف أحكامه ؛ قال تعاىل

¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ �L القول وتأمل دعاهم إىل تدبر : ( ؛ قال ابن القيم ٦٩ – ٦٨: المؤمنونحال القائل ؛ فإن كون القول للشيء كذبا وزورا يعلم من نفس القول تارة وتناقضه واضطرابه وظهور شواهد الكذب عليه ، ويعرف من حال القائل تارة ؛ فإن املعروف بالكذب والفجور ال

. ٦/١٥٧شرح صحيح مسلم : انظر ) ١(



١٠٧

ار الصادق املربأ تكون أقواله إال مناسبة ألفعاله ، وال يتأتى منه من القول والفعل ما يتأتى من البمن كل فاحشة وغدر وكذب وفجور ، بل قلب هذا وقصده وقوله وعمله يشبه بعضه بعضا ،

فدعاهم سبحانه إىل تدبر القول وتأمل سرية ! وقلب ذلك وقوله وعمله وقصده يشبه بعضه بعضا . )١( !! ) القائل وأحواله ، وحينئذ تتبني هلم حقيقة األمر وأن ما جاء به يف أعلى مراتب الصدق

خيرب به من الغيوب املاضية واملستقبلة ، ويأمر به وينهى مع كثرة ما النيب : ( وقال ابن تيمية يصدق بعضها ؛ )٢(كلها متشاة، والنواميس ، والشرائع ، والسنن العامة ، عنه من األمور الكلية

المتناع قدرة البشر على أن بعضا ، فلو كانت من عند غري اهللا لوجب أن يكون فيها تناقض ؛ ة ذلك من التناقض ؛ ـويأمر ذه األوامر مع سالم، فيها من الغيوب خترب ذه األخبار وما

M W V U T S R Q P O : قال تعاىل غري نيب يسلم من ذلك ؛يوجد بشر ذا الـوهل

Y XL ٣( ) ٨٢: النساء( . -:ولذلك أمثلة ؛ منها على صدقه ؛ االستدالل بصفات النيب - ٤

كان أول ما بدئ به رسول : ( أنها قالت عائشة زوج النبي روى مسلم بسنده عن -أ الله موي النقة فادا الصيؤي الرحالو نى، مرح فكان لا يبثل فلق الصم اءتا إلا جيؤر ، ثم

قبل أن يرجع إلى ، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه الليالي أولات العدد ، حبب إليه الخلاء كذلل دوزتيو هلأه ،دإلى خ جعري ا ثمهثلمل دوزتة فياء ، جيري غار حف وهو قالح ى فجئهتح ،ثم ، فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد : قال. ما أنا بقارئ : قال . اقرأ: فجاءه الملك فقال

ثم ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد. ما أنا بقارئ : قلت. اقرأ : فقال ، أرسلني فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم . ما أنا بقارئ : فقلت . أقرأ : أرسلني فقال

الذي ، اقرأ وربك الأكرم ، خلق الإنسان من علق ، باسم ربك الذي خلق اقرأ : فقال. رسلني أ

) . باختصار يسري ( ٤٧٠، ٢/٤٦٩الصواعق املرسلة ) ١(يعين بذلك التشابه العام ؛ وهو متاثل الكالم وتناسبه ؛ حبيث يصدق بعضه بعضا ؛ فإذا أمر بأمر مل يأمر بنقيضه يف موضع ) ٢(

آخر ، بل يأمر به أو بنظريه أو مبلزوماته إذا مل يكن هناك نسخ ، وكذلك يف األخبار فإذا أخرب بثبوت شيء مل خيرب بنقيضه أو بثبوت ملزوماته ، خبالف القول املختلف الذي ينقض بعضه بعضا ؛ فيثبت الشيء يف يف موضع آخر ، بل خيرب بثبوته

) . ١٠٤( الرسالة التدمرية ، ص : انظر . موضع وينفيه يف آخر ، أو يأمر به يف موضع وينهى عنه يف آخر ) . بتصرف ( ٢/٥٦٠اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، ) ٣(



١٠٨

حتى دخل على ، ترجف بوادره فرجع بها رسول الله .علم الإنسان ما لم يعلم ، علم بالقلم أي : لخدجية : ثم قال. حتى ذهب عنه الروع ، فزملوه . زملوني ، زملوني : فقال، خدجية ؛ أبشر ، كلا : قالت له خدجية . لقد خشيت على نفسي : قال ، وأخبرها الخبر ما ليخدجية

، وتحمل الكل ، وتصدق الحديث ، والله إنك لتصل الرحم ، فوالله لا يخزيك الله أبدا ومدعالم كسبتو ، فيقري الضتو ،قب الحائولى نع نيعتن صفاته فاستدلت مبا تعرف م ؛) و

١(على صدقه ، واستحالة تالعب الشيطان به( . فأعطاه ، غنما بين جبلين أن رجلا سأل النبي ) : عن أنس روى مسلم بسنده -ب

اهفقال ، إي همى قووا : فأتملم أسقو إن ، أي اللهفوالفقر افخا يطاء مي عطعا ليدمحم . ( لقد دلين على هذا النيب (: إىل اإلسالم وقد دعاه النيب )اجللندي ( عمان قال ملكو -ج

نه يغلب أو، وال ينهى عن شر إال كان أول تارك له ، األمي أنه ال يأمر خبري إال كان أول آخذ به . )٢( ) وأشهد أنه نيب، الوعد وينجز ، يفي بالعهد أنه و، هجرويغلب فال ي، فال يبطر

أن أخبره أن أبا سفيان بن حرب رضي اهللا عنهماعباس روى البخاري بسنده عن ابن -د في المدة التي كان رسول الله ، وكانوا تجارا بالشأم ، هرقل أرسل إليه في ركب من قريش

، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ، فأتوه وهم بإيلياء ، ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش جرا بتعدو ماهعد ثم انهل : فقال ، مجذا الرا بهبسن بأقر كمأي ، بين هأن معزي يو ؟ الذفقال أب

ثم قال، فاجعلوهم عند ظهره، وقربوا أصحابه ، أدنوه مني : فقال . أنا أقربهم نسبا : سفيان انهمجرتل : لجذا الره نذا عل هائي سإن مقل له ، وهني فكذبفإن كذب ، ناء ميلا الحلو اللهفو

هنع تا لكذببكذ ليوا عرأثأن قال ، أن ي هنألني عا سل مكان أو ثم : يكمف هبسن ف؟ كي قلتفهل : قال . لا : قلت ؟ فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله : قال . هو فينا ذو نسب :

كلم نم هائآب ن؟ كان مقال . لا : قلت :أم هونبعتاس يالن افرفأش مهفاؤع؟ ضل :فقلتب مهفاؤعقال . ض :ني ون أمزيدون أي؟ قص ون : قلتزيدل يطة : قال . بخس مهنم دأح دترل يفه

يهل فخدأن ي دعب ينهد؟ ل قال . لا : قلت :هونهمتت متل كنا قال فهقول مل أن يب قب؟ بالكذ

. ٢/٧٦٩طبعة البيان ، اجلواب الصحيح ، : انظر ) ١( . ١/٦٣٧اإلصابة ) ٢(



١٠٩

قال . لا : قلت : ردغل ي؟ فه ا ، لا : قلتيهل ففاع وا هري مدلا ن ةدي مف هنم نحنقال . و : ةمالكل هذه رئا غييا شيهل فخة أدمي كلنكمت لمال ق، و : وهملتل قات؟ فه قلت : معقال . ن :

اهإي الكمتكان ق ف؟ فكي ال : قلتجس هنيبا وننيب بر؛ الح هنال مننا ونال مناذا : قال . يم كمرأم؟ ي قول : قلتئا : ييش ركوا بهشلا تو هدحو وا اللهدباع ، كماؤقول آبا يكوا مراتو ،

لاةا بالصنرأميو ، كاةالزق ، ودالصو ، فافالعو ، لةالصو . انمجرلتفقال ل : نع كألتس قل له بهسن ،تب فذكرسذو ن يكمف ها ، أنهمب قوسي نث فعبل تسالر كل قال ، فكذله كألتسو

فقلت لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل ، فذكرت أن لا ، أحد منكم هذا القول قلت فلو كان من ، فذكرت أن لا ، وسألتك هل كان من آبائه من ملك ، قيل قبله يأتسي بقول

أبيه لكم طلبل يجر قلت كلم نم هائا ، آبقول مل أن يب قببالكذ هونهمتت متل كنه كألتسووسألتك ، أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله ، فعرفت فذكرت أن لا ، ال ق

مهفاؤعض أم وهعباس اتالن افرأش ، وهعبات مفاءهعأن ض تل ، فذكرسالر اعبأت مهو ،و كألتسوسألتك أيرتد أحد ، وكذلك أمر الإميان حتى يتم ، فذكرت أنهم يزيدون ، أيزيدون أم ينقصون

يهل فخدأن ي دعب ينهدطة لخأن لا ، س تفذكر ، نيان حالإمي ككذلو القلوب هتاششط بالخت ، ردغل يه كألتسأن لا ، و تفذكر ، ردغل لا تسالر ككذلو ، كمرأما يبم كألتسو ، تفذكر

ويأمركم بالصلاة ، عن عبادة الأوثان وينهاكم، أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فافالعق ودالصن ؛ وياته يمقد عضوم كلميا فسققول حا تفإن كان م ، هأن لمأع تكن قدو

ارجخ ، كمنم هأن أظن أكن لم ، قاءهل تمشجلت هإلي لصي أخأن لمي أعأن فلو ، هدنع تكن لووهمقد نع لتس؛ فاستدل على صدق النيب ) لغ انتفى عنه من عالمات الكذب ؛ وما مبا

العاقل اللبيب هذا السؤال والبحث أفاد هذا : ( قال ابن تيمية الصدق ؛صفات اجتمع فيه من وقد اعترض على هذا بعض من مل يدرك غور . علما جازما بأن هذا النيب الذي كان ينتظره

. ، وإمنا تعلم باملعجزة إنه مبثل هذا ال تعلم النبوة: ، وقال كاملازري وحنوه؛ وسؤالهكالمه ث علم أنه من ، بل كل عاقل سليم الفطرة إذا مسع هذا السؤال والبح وليس األمر على ما قال

، وأنه ذه يتميز به هل هو صادق أو كاذب اأدل األمور على عقل السائل وخربته واستنباطه م



١١٠

. )١( ) األمور متيز له ذلك: واسع جدا ، ولكن جنمل ذلك مبا قاله ابن الوزير باب على صدقه واالستدالل بصفات النيب

فمن ذلك أن أحدا ما مسع منه ؛ وحنن نشري إىل بعضها املعجزات املتعلقة بصفاته كثرية جدا ،( ولو صدر عنه شيء من ذلك مرة واحدة الجتهد ، وال يف أمور الدنيا ، ال يف أمور الدين ، كذبا

. أعداؤه يف نشره واظهاره . ال قبل النبوة وال بعدها، أنه ما فعل قبيحا منفرا عنه : الثاين

واشتد ، ن عظم اخلوف إو، ال قبل النبوة وال بعدها ، أنه مل يفر عن أحد من أعدائه : الثالث . ويوم األحزاب ، مثل يوم أحد ؛ األمر فال تذهب نفسك عليهم ( : كما قال اهللا تعاىل؛أنه كان عظيم الشفقة والرمحة على أمته : الرابع

وقال ، )وال حتزن عليهم (: تعاىل وقال ، )فلعلك باخع نفسك ( : وقال تعاىل، )حسرات . )عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم باملؤمنني رؤوف رحيم (: تعاىل

حىت أن اهللا تعاىل علمه التوسط يف ، أنه كان يف أعظم الدرجات يف الكرم والسخاء : اخلامس ) . وال تبسطها كل البسط ( ذلك حيث قال له

. لبه وقع أنه ما كان للدنيا يف ق: السادس . أنه كان يف غاية الفصاحة: السابع وإليه االشارة ، واملزور ال ميكنه ذلك ، أنه بقي على طريقته املرضية أول عمره إىل آخره : الثامن

) . وما أنا من املتكلفني : ( بقوله تعاىل ومع الفقراء ، كان مع أهل الغىن والثروة يف غاية البعد عن املطامع والترفع عنها أنه : التاسع

. واللطف م ، والتواضع هلم ، واملساكني يف غاية القرب منهم وال ، يف كل واحدة من هذه األخالق الكرمية يف الغاية القصوى من الكمال أنه كان : العاشر

فكان اجتماع ذلك يف صفاته من ؛ لعصمة من اهللا تعاىل يتفق ذلك ألحد من اخللق غري أهل ا . )٢( ) أعظم املعجزات

) . ٥٦١، ٥٦٠( شرح العقيدة األصبهانية ، ص ) ١( . ٥١٦ -٢/٥١٤اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، : وانظر ) . بتصرف يسري ) . ( ٧٩( إيثار احلق على اخللق ، ص ) ٢(



١١١

املسلك النـوعي من جنس ما جاءت األمبا جاء به من العلوم واألعمال ، وهو االستدالل على صدق النيب

ومالئكته أخرب عن توحيد اهللا وصفاته فقد ؛يف اإلخبارات واإلنشاءات م جاءت به الرسل قبله ، والعدل ، إليها ؛ كالتوحيد ت الرسل ، وأمر باألصول الكلية اليت دعواوخلقه مبثل ما أخرب

والفواحش ؛ كما ت عن ذلك ، والظلم ، والصالة ، والزكاة ، وى عن الشرك ، والصدق ، ، فإنه كان نبيا النبوة يف اآلدميني هي من عهد آدم : (قال ابن تيمية ؛ )١(قبله الرسل

، وجنس ، وقد علم جنس ما يدعو إليه الرسول وكان بنوه يعلمون نبوته وأحواله باالضطرار، ، فاملدعي للرسالة يف زمن اإلمكان إذا أتى مبا ظهر به خمالفته للرسل علم أنه ليس منهم أحواهلم

، م أنه ال بد من رسول منتظر، ال سيما إذا عل وإذا أتى مبا هو من خصائص الرسل علم إنه منهم، فهذا قد يبلغ بصاحبه إىل العلم وعلم أن لذلك الرسول صفات متعددة متيزه عمن سواه

! " # $ % & M : ، وهلذا قال تعاىل الضروري بأن هذا هو الرسول املنتظر

'( 0 / . - , + * )L وقال تعاىل )٢( ) ١٤٦: البقرة ، : M ´ ³ ² ¶ µ

¸¹ Á À ¿ ¾ ½ ¼ » ºL ؛ فإذا أتاهم بينة مايف الصحف األوىل ، مع علمهم ١٣٣: طھبأنه مل يعاشر أحدا منهم ، وال استفاد منهم علما كان هذا من أعظم آيـات اهللا على صدق

-:؛ وهلذا املسلك أمثلة ؛ منها )٣( نبيـه أول ما بدئ به : ( أنها قالت رضي اهللا عنها عائشة أم المؤمنني روى البخاري بسنده عن - ١

ول اللهسر موي النة فحالا الصيؤي الرحالو نى : احلديث ، وفيه ... متة حجيدخ به طلقتفانرو به تى أتزالع دبن عب دن أسفل بون نة ، قة بجيدخ مع ناب ، ةيلاهي الجف رصنت أ قدركان امو

، انيربالع ابتالك بكتكان يو ، بكتأن ي اء اللها شم ةانيربجيل بالعالإن نم بكتكان ، فيو يمع ا قدا كبريخية ، شجيدخ له فقالت : مع نا ابي ، يكن أخاب نم عمقة ، اسرو ا : فقال لهي

هذا الناموس الذي نزل : فقال له ورقة ، خبر ما رأى بره رسول الله فأخ؟ ابن أخي ماذا ترى

. ٢/٤٦٤اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، : انظر ) ١( ) . ٥٤٨( شرح العقيدة األصبهانية ، ص ) ٢( . ٢/٤٦٦اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، : انظر ) ٣(



١١٢

فقال رسول الله ، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ، يا ليتني فيها جذعا ، الله على موسى مه رجيخمقال ؟ أو : معن ، يودإلا ع به ا جئتثل مل قط بمجر أتي ركني ، لمدإن يو

) . ثم لم ينشب ورقة أن توفي! يومك أنصرك نصرا مؤزرا ملا نزلنا أرض ( : قالت زوج النيب عن أم سلمة عن أم )١(حسنمارواه اإلمام أمحد بسند - ٢

وال نسمع ، ال نؤذى ؛ وعبدنا اهللا تعاىل ، أمنا على ديننا ، احلبشة جاورنا ا خري جار النجاشي ؟ هل معك مما جاء به عن اهللا من شيء: النجاشي )٢(فقال لهحلديث ، وفيه ، ا... ، شيئا نكرهه

فبكى ، فقرأ عليه صدرا من كهيعص . فاقرأه علي : فقال له النجاشي . نعم : فقال له جعفر حني مسعوا ما تال ، وبكت أساقفته حىت اخضلوا مصاحفهم ، حىت أخضل حليته ، واهللا النجاشي

) . إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة: مث قال النجاشي ، عليهم ألنه أخرب مبثل فإنه يدل على صدق األنبياء قبله ؛ واملسلك النوعي كما يدل على صدق النيب

بأخبار مفصلة ميتنع االتفاق وصفاته وعرشه وخلقه اهللا توحيد وكل منهم أخرب عن ؛ ما أخربوا . )٣(عليها عادة إال بتواطئ ؛ فإذا مل يكن تواطؤ وال تشاعر علم أن كال منهم صادق

إحياء الميت ك ؛ مع ما أويت من اخلوارق وكذلك فإن املسلك النوعي يدل على كذب الدجال ، لهقتي يالذ بتنفت بتنأن ت ضالأرو ، رطمفت رطماء أن تمالس رهأمألن دعوته ليست من ؛ و

جنس ما جاءت به الرسل من الدعوة إىل التوحيد والنهي عن الشرك ؛ بل هي على النقيض من أعظم الفنت فتنة : (؛ قال ابن تيمية )٤(يدعي اإلهليةيفتري على اهللا الكذب ، وفإنه لك ؛ ذ

؛ ملا اقترن بدعواه اإلهلية بعض اخلوارق كان معها ما يدل عل كذبه من وجوه ، الدجال الكذاب ، يقرؤه كل مؤمن ، مكتوب بني عينيه كافر . واهللا ليس بأعور ، دعواه اإلهلية وهو أعور منها

هذه العالمات وقد ذكر النيب. يراه أحد حىت ميوت واهللا تعاىل ال . قارىء وغري قارىء . )٥( ) الثالث يف األحاديث الصحيحة

) . ١٠٧( ختريج األلباين لشرح الطحاوية ، ح : انظر ) ١( . أي جلعفر بن أيب طالب )٢( . ٢/٤٥٤اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، : انظر ) ٣( ) . ٥٤٤( شرح العقيدة األصبهانية ، ص : انظر ) ٤( . ٨٥٩-٢/٨٥٦النبوات : ، وانظر ٢/٧٢١اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، ) ٥(



١١٣

القرآن الكـرمي نفعا ، وأبلغها يف الداللة على فائدة ، وأعمها ، وأكثرها النيب أعظم آياتالقرآن الكرمي

¤ My x w v u t sz :قال تعاىل ، صدق النيب £ ¢ ¡ � ~ } | {

® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥¯ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± °L العنكبوت :

وإنما ، أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر إالا من الأنبياء نبي م ) :، وقال ٥١ - ٥٠يتي أوتهكان الذ إلي الله اهحا أويحو ،ةاميالق موا يابعت مهي أكثرو أنجقال ابن حجر )١( ) فأر ،

بل املراد ، وال أنه مل يؤت من املعجزات ما أويت من تقدمه ، ليس املراد حصر معجزاته فيه : (مل يعطها ، ألن كل نيب أعطى معجزة خاصة به ؛ اليت اختص ا دون غريه ، أنه املعجزة العظمى

ملا كان العرب ، ووكانت معجزة كل نيب تقع مناسبة حلال قومه ، حتدي ا قومه ، بعينها غريه أن يأتوا بسورة مثله الذي حتداهم ، يف الغاية من البالغة جاءهم بالقرآن الذين بعث فيهم النيب

فلم ، املراد أن معجزات األنبياء انقرضت بانقراض أعصارهم : وقيل. فلم يقدروا على ذلك ، وخرقه للعادة يف أسلوبه ، ومعجزه القرآن مستمرة إىل يوم القيامة ، يشاهدها إال من حضرها يء مما أخرب به أنه سيكون فال مير عصر من األعصار إال ويظهر فيه ش؛ وبالغته وأخباره باملغيبات

، تشاهد باألبصار ، املعىن أن املعجزات املاضية كانت حسية : وقيل . يدل على صحة دعواه ألن الذي يشاهد بعني الرأس ؛ فيكون من يتبعه ألجلها أكثر ؛ ومعجزة القرآن تشاهد بالبصرية

من جاء بعد األول يشاهده كل ، والذي يشاهد بعني العقل باق ، ينقرض بانقراض مشاهده ذه األقوال كلها يف كالم واحد فإن حمصلها ال ينايف بعضه ـوميكن نظم ه: قلت . مستمرا

. )٢( ) اـبعض - :من وجوه عظيمة وكثرية ، منها والقرآن الكرمي يدل على صدق النيب

M U T [ Z Y X W V :واليكتب ؛ قال تعاىل وهو أمي اليقرأ إنزاله على النيب - ١

] \^ b a _L وقال ، ٤٨: العنكبوت: M ¬ « ª © ¨ § ¦

® L تاب العظيم، الذي أومل يكفهم آية أنا أنزلنا عليك هذا الك: ( قال ابن كثري ؛ ٥١: العنكبوت

) . ٧٢٧٤(رواه البخاري ، ح ) ١( ) . باختصار . ( ٧، ٩/٦فتح الباري ) ٢(



١١٤

، ومل تقرأ وال تكتب، وأنت رجل أمي ال ، وحكم ما بينهم ، ونبأ ما بعدهم مكفيه خرب ما قبل، ببيان الصواب مما اختلفوا ، فجئتهم بأخبار ما يف الصحف األوىل من أهل الكتاب ختالط أحدا

، الذي جاء به هذا النيب األمني: ( ، وقال ابن سعدي )١( ) ، وباحلق الواضح البني اجللي فيهوال بل ، يكتب بيده خطا، وهو ال عرف قومه صدقه وأمانته ومدخله وخمرجه وسائر أحواله

، ، اليت ال تقبل االرتياب ، من أظهر البينات القاطعة ، فإتيانه به يف هذه احلال يقرأ خطا مكتوبا . )٢( ) أنه من عند الله العزيز احلميد

قال ؛ ٣٤: الطور M 9 8 7 6 5 4 3L : عجز اخللق عن معارضته ؛ قال تعاىل - ٢، فليأتوا بعشر سور مثله مفتريات : وقال يف موضع آخر ، حتداهم هنا أن يأتوا مبثله : ( ابن تيمية

وإن كنتم يف : لن يفعلوا فقال وأخرب مع ذلك أم، فأتوا بسورة من مثله : وقال يف موضع آخر كم من دون اهللا إن كنتم صادقني ءشهدا اريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعو

بل أخرب أن مجيع اإلنس واجلن إذا اجتمعوا ال يأتون مبثله ، فإن مل تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار قل لئن اجتمعت اإلنس واجلن على أن يأتوا مبثل هذا القرآن ال يأتون مبثله ولو كان : فقال

وأن مجهورهم يف، والعرب عامة ، يشا خاصة وقد علم بالتواتر أنه دعا قر. بعضهم لبعض ظهريا ، ر مثل قوهلم هو ساح؛ وقالوا فيه أنواع القول أصحابه ، وآذوه وآذوا ، األمر كذبوه أول

ومل يأتوا بسورة ، وعلم أم كانوا يعارضونه ، وأمثال ذلك ، وجمنون ، ومعلم ، وكاهن ، وشاعرألن اإلرادة اجلازمة ال يتخلف عنها الفعل مع ؛ وذلك يدل على عجزهم عن معارضته ، من مثله

التحدي وآيات ، مث يف سائر األرض إىل هذا الوقت ، مث انتشرت دعوته يف أرض العرب . القدرة؛ فعلم أن القرآن من عند اهللا تعاىل ، )٣( )وما قدر أحد أن يعارضه مبا يظن أنه مثل ، قائمة متلوة

M l : ؛ قال تعاىل )٤(على مثله أبداون يقدريشبه كالم اخللق ، وال ه كالمه الذي الوأن k j

¡ � ~ } | { z y x w v u t s r q p o n mL ؛ قال ٣٧: یونس

) . طبعة مكتبة دار التراث . ( ٣/٤١٨تفسري ابن كثري ) ١( . ٩٦، ٦/٩٥تفسري ابن سعدي ) ٢( . ١١٠، ٢/٩١الربهان : وانظر ) . باختصار ) . ( ٧١٥-٧١٢( شرح العقيدة األصفهانية ، ص ) ٣( . ٢/٤٩٧اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، : انظر ) ٤(



١١٥

ن كان يف أعلى طبقات الكالم لفظا ومعىن إال وقد إما من كالم تكلم به الناس و: ( ابن تيمية واحلكمخطابة أو كالما يف العلوم قال الناس نظريه وما يشبهه ويقاربه سواء كان شعرا أو

وما وجد من ذلك شيء إال ووجد ما يشبهه ويقاربه ، واالستدالل والوعظ والرسائل وغري ذلك له نظري مع حرص العرب وغري العرب على والقرآن مما يعلم الناس عرم وعجمهم أنه مل يوجد

وجاللته فلفظه آية ونظمه آية وإخباره بالغيوب آية وأمره ويه آية ووعده ووعيده آية؛ معارضته كل ذلك ال يوجد ؛ ذا ترجم بغري العريب كانت معانيه آية إوعظمته وسلطانه على القلوب آية و

. )١( ) له نظري يف العاملاشتمال القرآن على وجوه من اإلعجاز يستحيل وجودها يف كالم اخللق فضال عن اجتماعها - ٣

- :؛ وهي كثرية ، منها وخروج أسلوبه عما يعهد من كالم فصاحته وبالغته ،والتئام كلماته ، مع حسن نظمه ، -أ

ليس من جنس أساليب ، نفس نظم القرآن وأسلوبه عجيب بديع : ( ؛ قال ابن تيمية اخللق فإنه ليس من جنس الشعر وال الرجز وال ؛ ومل يأت أحد بنظري هذا األسلوب ، الكالم املعروفة

ونفس فصاحة ، عرم وعجمهم ؛ وال نظمه نظم شيء من كالم الناس ، اخلطابة وال الرسائل ، وقال ابن حجر )٢( ) القرآن وبالغته هذا عجيب خارق للعادة ليس له نظري يف كالم مجيع اخللق

حىت ، نظما ونثرا ، الف ألساليب كالم أهل البالغة من العرب خمصورة سياقه وأسلوبه : ( ، مع توفر دواعيهم على حتصيل ذلك ، ومل يهتدوا إىل اإلتيان بشيء مثله ، حارت فيه عقوهلم

. )٣( ) وتقريعه هلم على العجز عنه: قال ابن تيمية حسن معانيه ، وكماهلا ، وتنوعها ، واشتماهلا على دالئل احلق ومسائله ؛ -بوال من ، أو نظمه وأسلوبه فقط ، كون القرآن معجزة ليس هو من جهة فصاحته وبالغته فقط (

ومن ، من جهة اللفظ ؛ بل هو آية بينة معجزة من وجوه متعددة ، جهة إخباره بالغيب فقط ومن جهة معانيه اليت أخرب ا عن اهللا ، ومن جهة البالغة يف داللة اللفظ على املعىن ، جهة النظم

. ٥١٧، ١/٥١٦النبوات ) ١( . ٥١٢، ٢/٥١١اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، ) ٢( ) . بتصرف يسري . ( ٩/٧فتح الباري ) ٣(



١١٦

يه اليت أخرب ا عن الغيب املاضي ومن جهة معان، تعاىل وأمسائه وصفاته ومالئكته وغري ذلك ومن جهة ما بني فيه من الدالئل اليقينية ، ومن جهة ما أخرب به عن املعاد ، وعن الغيب املستقبل

ما اخرب به القرآن يف باب توحيد اهللا : ( وقال ، )١( ) اليت هي األمثال املضروبة؛ واألقيسة العقلية ال نيب وال غري نيب ، مل يوجد مثل ذلك يف كالم بشر ، وأمسائه وصفاته أمر عجيب خارق للعادة

ونفس ما أمر ، وكذلك ما أخرب به عن املالئكة والعرش والكرسي واجلن وخلق آدم وغري ذلك ، وبينه من الدالئل هو أيضا ، ونفس ما أخرب به من األمثال ، به القرآن من الدين والشرائع كذلك

ومن تدبر ما صنفه مجيع العقالء يف العلوم اإلهلية واخللقية والسياسية وجد بينه وبني ، كذلك فاإلعجاز يف ؛ القرآن من التفاوت أعظم مما بني لفظه ونظمه وبني سائر ألفاظ العرب ونظمهم

ومجيع عقالء األمم عاجزون عن اإلتيان مبثل معانيه ، معناه أعظم وأكثر من اإلعجاز يف لفظه . )٢( ) من عجز العرب عن اإلتيان مبثل لفظه أعظم

M À : حفظ القرآن ، واستمرار إعجازه ، وظهوره للخلق يف كل عصر ؛ قال تعاىل -ج

Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á L أخرب أنه سريي الناس : ( ؛ قال ابن تيمية ٥٣: فصلتاملشهورة املعقولة ما يبني أن اآليات القرآنية املسموعة يف أنفسهم ويف اآلفاق من اآليات العيانية

وإذا كان ، وتصدق املعاينة للخرب ، ويتفق العيان والقرآن ، فيتطابق العقل والسمع ، املتلوة حق وأنه جيب التصديق مبا ، وأن اهللا تعاىل أنزله ، القرآن حقا لزم كون الرسول الذي جاء به صادقا

هذه اإلرادة ال ختتص بقرن دون : ( وقال ابن القيم ، )٣( ) أوجبه وأمر به والطاعة ملا، أخرب به اهللا الذي ال إله إال هو هبل البد أن يري اهللا سبحانه أهل كل قرن من اآليات ما يبني هلم أن، قرن

. )٤( ) وأن رسله صادقون

. ٢/٥٠٨اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، ) ١( ) . باختصار . ( ٢/٥١٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، ) ٢( . ٢/٦٩٨اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، ) ٣(، الربهان للزركشي ) ٧٢-٣٥( إعجاز القرآن للباقالين ، ص : وانظر يف وجوه إعجاز القرآن ) . ١٨٧( التبيان ، ص ) ٤(

وقد أبرز الباقالين يف كتابه إعجاز القرآن وجوها مهمة لإلعجاز اللغوي ؛ . ٩/٧، ٦/٥٨٢، فتح الباري ١٠٧-٢/٩٣يف االنتقال من باب إىل آخر ، ويف التعبري عن املعاين اجلديدة بألفاظ بديعة كالفصاحة يف كل الكالم ، ويف مجيع أبوابه ، و

. إخل ؛ فراجعه إن شئت ...



١١٧

إمجال باقي اآليات -:أمجل أمهها فيما يلي )١(ال تنحصر فيما ذكر ؛ فهناك آيات كثرية آيات النيب

على سنة من قبله من النبيني ؛ يبتلون مث تكون العاقبة هلم ؛ قال حسن العاقبة ؛ فالنيب - ١: ھود Mj i h g f ek m l t s r q p o nu vw { z y xL : تعاىل

؛ ) العاقبةم الرسل تبتلى ، مث تكون هل وكذلك : (ويف حديث هرقل املخرج يف الصحيح ، ٤٩فحصول العاقبة للرسل باطراد مع قلة العدد والعدد من أكرب براهني صدقهم وصحة دينهم ؛ يقول

فيدعو األمة ، ال عدة له وال عدد وال مال ، أي داللة أعظم من رجل خيرج وحده : ( ابن القيم فتتفق كلمتهم أو ، وحيذرهم من بأسه ونقمته ، العظيمة إىل توحيد اهللا واإلميان به وطاعته

فيغرق ، فيذكرهم أنواع العقوبات اخلارجة عن قدرة البشر ، أكثرهم على تكذيبه ومعاداته ، لصيحة وآخرين با، ويهلك آخرين بالريح ، وخيسف بغريهم األرض تارة ، املكذبني كلهم تارة

وينجو داعيهم ومن معه ، وآخرين بأنواع العقوبات ، وآخرين بالصواعق ، وآخرين باملسخ إن كانوا على -فهال امتنعوا !! واهلالكون أضعاف أضعاف أضعافهم عددا وقوة ومنعة وأمواال

وهال اعتصموا من ، بقوم وعددهم من بأسه وسلطانه -احلق وهم أكثرهم عددا وأقوى شوكة وهذه النصرة تشمل نصرة . )٢( ! ) عقوبته كما اعتصم من هو أضعف منهم من أتباع الرسل

M 5 4 3 2 1 : ؛ قال تعاىل )٣(احلجة والربهان ، والسيف والسنانب دين احلق

? > = < ; : 9 8 7 6L وهذا الدليل أكمل وأبلغ يف . ٣٣: التوبةعلى جمرد صدق الرسل ، بل يدل مع ذلك على الترغيب يف حصول املقصود ؛ ألنه اليدل

. )٤(اتباعهم ، والترهيب من خالفهم ؛ فمفاده علم ووعظ الجمرد علم؛ فبعد أن كانوا من أقل الناس علما وعمال ، وأكثرهم جهال العلم واإلميان الذي يف أمته - ٢

ثار اآلصاروا باإلسالم أعلم أهل األرض ، وأتقاهم ، وأعدهلم ، وأفضلهم ، وهذه وشركا وبغيا

. ٢/٦٩٧اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، ) ١( . ٧٢٤-٢/٧٠٣اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، : وانظر ) . ١٨٧( التبيان ، ص ) ٢( . ٢/٥٠٤بيان ، اجلواب الصحيح ، طبعة ال: انظر ) ٣( . ٧٢٦، ٢/٧٢٥اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، : انظر ) ٤(



١١٨

معلمهم أكمل اخللق دينا وعلما ، وأن كماله عن وحي ونبوة ؛ إذ والكماالت تدل على أنأكمل األمم أمته ( :ابن تيمية يقول . )١(يستحيل أن تصل علوم البشر بالناس إىل هذا الكمال

وإن قيس دينهم وعبادام ، فإذا قيس علمهم بعلم سائر األمم ظهر فضل علمهم ؛ يف كل فضيلة وإذا قيس شجاعتهم وجهادهم يف سبيل اهللا ، بغريهم ظهر أم أدين من غريهم وطاعتهم هللا

وإذا قيس سخاؤهم ، وصربهم على املكاره يف ذات اهللا ظهر أم أعظم جهادا وأشجع قلوبا نالوها وهذه الفضائل به . بغريهم تبني أم أسخى وأكرم من غريهم وبذهلم ومساحة أنفسهم

أخذوه فكل علم نافع وعمل صاحل عليه أمة حممد ، وهو الذي أمرهم ا ، ومنه تعلموها ، ، كمل األمم يف مجيع الفضائل العلمية والعملية أمع ما يظهر لكل عاقل أن أمته ، عن نبيهم

وهذا يقتضي أنه كان أكمل الناس ، ومعلوم أن كل كمال يف الفرع املتعلم هو من األصل املعلم إين رسول اهللا إليكم : وهذه األمور توجب العلم الضروري بأنه كان صادقا يف قوله ، علما ودينا

. )٢( )مجيعا حىت صارت مبحاسن كثرية فقد مجعت حماسن الشرائع ، وزادت عليها ؛ كمال شريعته - ٣

املعارف ، وهذا يقتضي بالضرورة أن تكون شريعة ربانية ؛ إذ يستحيل أن تداين أمتها وأكملها مل ، جاءت شريعته أكمل شريعة : (قال ابن تيمية ؛ )٣(الشرائع الوضعية هذا الكمالو، البشرية

العقول أنه منكر إال ى عنه وال منكر تعرف ، يبق معروف تعرف العقول أنه معروف إال أمر به وأحل الطيبات مل ، وال ى عن شيء فقيل ليته مل ينه عنه ، مل يأمر بشيء فقيل ليته مل يأمر به ،

، وحرم اخلبائث مل حيل منها شيئا كما استحله غريه ، حيرم شيئا منها كما حرم يف شرع غريه جنيل والزبور نوع من اخلرب عن اهللا وعن فال يذكر يف التوراة واإل؛ ومجع حماسن ما عليه األمم

، وأخرب بأشياء ليست يف الكتب ، مالئكته وعن اليوم اآلخر إال وقد جاء به على أكمل وجه وترغيب يف احلسنات إال ، وندب إىل الفضائل ، وقضاء بفضل ، فليس يف الكتب إجياب لعدل

وإذا نظر اللبيب يف العبادات اليت شرعها وعبادات غريه من ، ومبا هو أحسن منه ، وقد جاء به

٥١٦، ٥١٤، ٢/٥٠٤اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، : انظر ) ١( ) . باختصار ( ٥١٩-٢/٥١٧اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، : انظر ) ٢( . ٦٩٧، ٥١٤، ٢/٥٠٤اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، : انظر ) ٣(



١١٩

. )١( ) وسائر الشرائع، واألحكام ، وكذلك يف احلدود ، األمم ظهر فضلها ورجحاا ألن العادة إمنا وبراهني صحة دينه ؛ ؛ هي من آيات النيب ف كرامات الصاحلني من أمته ؛ - ٤

كرامات األولياء هي من دالئل النبوة ؛ : ( ابن تيمية يقول؛ )٢( ملتابعة الرسول مخرقت هل )٣( )فإا ال توجد إال ملن اتبع النيب الصادق ؛ فصار وجودها كوجود ما أخرب به النيب من الغيب

-:ميان م فيه قوالن املؤمنني م من اآليات بسبب اإل ما يظهر على : (ويقول ؛ ، وهذا قول من يقول من شرط املعجزة أن تقارن دعوى النبوة . قال طائفة ليس ذلك من آيام . ال تقدم عليها وال تتأخر عنها

فإا مستلزمة ؛ والقول الثاين وهو القول الصحيح أن آيات األولياء هي من مجلة آيات االنبياء ؛ )٤( ) ومل تكن هلم كرامات فإنه لوال ذلك ملا كان هؤالء أولياء؛ ولصدق اخلرب بنبوم ، لنبوم ، فهي يف احلقيقة تدخل يف كرامات أولياء اهللا إمنا حصلت بربكة اتباع رسوله : ( ويقول

. )٥( ) معجزات الرسول -:أمثلة كثرية ؛ منها ولكرامات الصاحلني

إنه ملا أراد فتح املدائن ، وتعذر عليه احلصول على فومن معه ؛ كرامة سعد بن أيب وقاص -أاقتحم جبيشه ر دجلة ، وساروا على املاء كأمنا يسريون على وجه األرض ؛ شيء من السفن

ونتوكل عليه، نستعني باهللا : املسلمني عند دخول املاء أن يقولو أمر سعد : (يقول ابن كثري مث اقتحم بفرسه دجلة . وال قوة إال باهللا العلي العظيم، وال حول ، حسبنا اهللا ونعم الوكيل

حىت ملؤا ما ، رض كأمنا يسريون على وجه األ، فساروا فيها مل يتخلف عنه أحد واقتحم الناس، وجعل الناس يتحدثون على وجه املاء ، فال يرى وجه املاء من الفرسان والرجالة بني اجلانبني

، والوثوق بأمر اهللا وذلك ملا حصل هلم من الطمأنينة واالمن، كما يتحدثون على وجه االرض

. ٥١٧، ٢/٥١٦اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، : انظر ) ١(جمموع الفتاوى ١٤٢، ١٤١، ١/١٣٣، النبـوات ٥١٤، ٥٠٤/ ٢اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، : انظر ) ٢(

١١/٢٧٥ . . ٥٠٢، ١/٥٠١النبوات ) ٣( ) . باختصار . ( ٨٢٤، ٢/٨٢٣النبوات ) ٤( . ١١/٢٧٥جمموع الفتاوى ) ٥(



١٢٠

، أحد العشرة املشهود هلم باجلنة ن أمريهم سعد ابن أيب وقاص ، وأل ووعده ونصره وتأييده. ، وسدد رميته اللهم أجب دعوته: فقال . ، ودعا له وهو عنه راض تويف رسول اهللا وقد

، وقد رمى م يف هذا دعا جليشه هذا يف هذا اليوم بالسالمة والنصر واملقطوع به أن سعداوكان الفرس إذا أعيا وهو يف ! ، فلم يفقد من املسلمني رجل واحد اليم فسددهم اهللا وسلمهم

، وحىت أن بعض اخليل ليسري وما يصل املاء يقيض اهللا له مثل النشز املرتفع فيقف عليه فيستريح، وخارقا باهرا، ومعجزة ، وخطبا جليال وأمرا هائال، وكان يوما عظيما ، املاء إىل حزامها

، سوى قضية ، خلقها اهللا الصحابه مل ير مثلها يف تلك البالد، وال يف بقعة من البقاع لرسول وكان : قالوا . ، فإن هذا اجليش كان أضعاف ذلك العالء بن احلضرمي ، بل هذا أجل وأعظم

حسبنا اهللا : ، فجعل سعد يقول يف املاء سلمان الفارسي الذي يساير سعد بن أيب وقاص ، إن مل يكن يف ، وليهزمن اهللا عدوه يظهرن اهللا دينهلو، واهللا لينصرن اهللا وليه . ونعم الوكيلهلم ذللت، إن االسالم جديد: فقال له سلمان . أو ذنوب تغلب احلسنات، اجليش بغي ، أما والذي نفس سلمان بيده ليخرجن منه أفواجا كما دخلوا ، كما ذلل هلم الرب واهللا البحور

. )١( )! ، ومل يفقدوا شيئا مل يغرق منهم أحدا فخرجوا منه كما قال سلمان ! اـأفواج؛ فقد ألقاه األسود العنسي يف النار فلم تضره ؛ يقول ابن رمحه اهللا كرامة أيب مسلم اخلوالين -ب

أتشهد أين رسول اهللا ؟ فقال: سود العنسي إىل أن يشهد أنه رسول اهللا فقال لهدعاه األ: ( كثري ، ، وأجناه اهللا منها ، فأجج له نارا وألقاه فيها فلم تضره ، أشهد أن حممدا رسول اهللا ال أمسع:

، فقدم على الصديق فأجلسه قد مات ، مث هاجر فوجد رسول اهللا م اخلليلبراهيإفكان يشبه بحممد من فعل به كما احلمد هللا الذي مل ميتين حىت أرى يف أمة: وقال له عمر! بينه وبني عمر

. )٢( ) ، وقبله بني عينيه براهيم اخلليلإفعل برمحه اهللا ؛ فقد أحيا اهللا له فرسه ، ومحاه من األسد ، ورزقه من حيث كرامة صلة بن أشيم -ج

اللهم لا : فقال ، وهو في الغزو ، مات فرسه صلة بن أشيم: ( ال حيتسب ؛ يقول ابن تيمية يا بني : فلما وصل إلى بيته قال . حيا له فرسه ودعا الله عز وجل فأ، تجعل لمخلوق علي منة

) . باختصار ( ٦٦، ٧/٦٥البداية والنهاية ) ١( . ٨/١٤٦البداية والنهاية ) ٢(



١٢١

وجاع مرة بالأهواز فدعا الله عز ! فأخذ سرجه فمات الفرس ، فإنه عارية ، خذ سرج الفرس ود لفهخ تقعفو همطعتاسل وجرير وب حي ثوطب فر لةخ ، رمفأكل الت ، دنع بالثو يقبو

اطلب الرزق من غير : وجاء الأسد وهو يصلي في غيضة بالليل فلما سلم قال له ! زوجته زمانا . )١( )! أسد وله زئري فولى ال، هذا الموضع

، ويطول )٣(وصحة دينه النيب آيات بينات على صدق ، كلها )٢(وهلذه الكرامات نظائر كثريةمثل املطر ؛ كما قال شيخ تعداد هذا ؛ فإن بنا املقام لو ذهبنا منثل مبا أكرم اهللا به أتباع نبيه

رئيسان ؛ أنواعها اليت تنظم آحادها ؛ فالكرامات نوعان ، ولكين اكتفي بذكر )٤(اإلسالمماهو من جنس القدرة ، : والثاين . ماهو من جنس العلم ؛ وهي املكاشفات : أحـدمها

باب الكشف المعجزات التي لغير الأنبياء من : (يقول ابن تيمية وهوالتصرفات اخلارقة للعادة ؛ وإخبار عمر بمن ، وإخبار أبي بكر بأن ببطن زوجته أنثى ، مثل قول عمر في قصة سارية والعلم

وسفينة مولى رسول الله ، يد القدرة مثل قصة خالد بن الولو .يخرج من ولده فيكون عادلا - :أمور ثالثة ويتعلق ذا األصل . )٥( ) وأشياء يطول شرحها، وأبي مسلم اخلوالين

املكاشفات تطلق على مايعم السماع والرؤية والعلم ، وأحيانا ختص بالعلم فقط ؛ ويطلق على -أما كان من الخوارق من باب العلم : (يقول ابن تيمية السماع خماطبة ، وعلى الرؤية مشاهدة ؛

هرغي هعمسا لا يم دبالع عمسة بأن يارا ، فتامنمقظة وي هرغي اهرا لا يى مرة بأن يارتة بأن ، وارتو هرغي لمعا لا يم لمعا ؛ يامإلها ويحو ، وريرلم ضال عزإن أو ، قةادص ةاسرف فا ؛ أوى كشمسيو

اتداهشمواتاطبخمو فاتكاشم؛ و اتاطبخم اعمفالس ، اتداهشة ميؤالرو ، لمالعو . )٦( ) مكاشفةومكاشفة ويسمى ذلك كله كشفا

املكاشفات والتأثريات ال ختتص بالكلمات الكونية ، بل إا كثريا ماتكون يف الكلمات -ب

. ٣/٤٩٨،٤٩٩سري أعالم النبالء : وانظر . ١١/٢٨٠جمموع الفتاوى ) ١( . ٢٨٢-٢٧٦/ ١١جمموع الفتاوى : انظر ) ٢( . ١/١٣٣النبوات : انظر . آيات النبوة عند السلف ال ختتص بزمان ، بل تكون يف زمن النبوة وقبله وبعده ) ٣( . ٣١٨/ ١١جمموع الفتاوى ) ٤( ) . باختصار ( ٣١٨/ ١١جمموع الفتاوى ) ٥( . ٣١٣/ ١١جمموع الفتاوى ) ٦(



١٢٢

رعية ؛ والكشف يف الكلمات الشرعية يعين العلم بالشرع علما خارجا عن العادة ، والتأثري الش، نفسه بطاعته لله ورسوله فيؤثر؛ تأثريا خارجا عن العادة فيها يعين التأثري يف نفسه ويف غريه

هولسر ةنسو اب اللهتبك كسمالتا ، ورظاها وناطويؤثر ، ب رهي غي؛ ف الله ةبطاع رأمبأن يه ورسوله ؛ فيطاع في ذلك طاعة شرعية ؛ بحيث تقبل النفوس ما يأمرها به من طاعة الل

هولسرده ال تنحصر ؛ فكم من عامل تآليفه حتتاج ، ومن نظر يف تاريخ املسلمني وجد شواه )١(وإىل أضعاف عمره ، وهكذا عباداته ، وآثاره يف العباد والبالد ؛ وهلذا نص شيخ اإلسالم على أن

! )٢(من آيات نبوته الذي يف أمة حممد واإلميان العلم باملسلمني ؛ يقول كرامات األولياء على درجات ، وأعالها ما كان حلجة يف الدين أو حاجة -ج

وينتهون ، فيفعلون ما أمر به ؛ أولياء الله المتقون هم المقتدون بمحمد : (شيخ اإلسالم رجز هنا عمع ، يهف وهبعتأن ي مله نيا بيمف ون بهدقتيب؛ و مهديؤفي هكتلائم ، هنوح مرو ،

ارهوأن نم ي قلوبهمف الله فقذيو ،نيقتالم اءهيلا أوبه الله كرمي يالت اتامالكر ملهو ، اريخو كما كانت معجزات نبيهم ، المسلمني أولياء الله كراماتهم لحجة في الدين أو لحاجة ب

ك٣( )كذل( . من قبلنا ، كرامات األولياء الختتص بالصاحلني من هذه األمة ؛ فقد كانت معروفة يف شرع -د

مثل قصة الذي عنده علم من الكتاب ، وقصة أهل الكهف ، وقصة ؛ ووقعت لكثري من صاحليهم . )٤(مرمي

يف الكرامات اتاملخالفهذا ن ضوابطه إال أداللة النصوص على يف وال، ات األولياء ثابتة ثبوتا الشك فيه مع أن كرام

- :؛ وهي كثرية ؛ منها كثري من املخالفات وقع فيه املعتقد لو بزعمهم ألن اخلوارق إنكار الكرامات كلية ؛ وهذا رأي مجهور املعتزلة ومن وافقهم ؛ - ١

. ٣٢٣، ٣٢٢/ ١١جمموع الفتاوى : انظر ) ١( . ٢/٥٠٤اجلواب الصحيح ، طبعة البيان ، : انظر ) ٢( . ١١/٢٧٤جمموع الفتاوى ) ٣( . ١١/٣١٨جمموع الفتاوى : انظر ) ٤(



١٢٣

وألا لو ظهرت على أيدي ! ظهرت من األولياء اللتبس النيب بغريه ؛ ألن اخلارق إمنا هو املعجزة ! األولياء لكثرت بكثرم ، وخرجت عن كوا خارقة للعادة ، والفرض أا كذلك

-:واجلواب عن ذلك من وجهني األمر استمرار خرق العادة ، أن الكرامات الخترج بكثرا عن كوا خارقة للعادة ، بل غاية -أ

! وذلك اليوجب أن يصري اخلارق معتادا صح لو كان الويل ألن فرض اللبس إمنا ياليؤدي إىل التباسها باملعجزة ؛ أن وقوع الكرامة -ب

لو ووهو حمال ؛ ألن الكرامة إمنا وقعت للويل بربكة اتباع النيب ؛ يأيت باخلارق ويدعي النبوة ؛ وألن كرامات األولياء ؛ ! )١(؛ فال يكون له خارق رمحاين أصال خلرج عن الواليةادعى النبوة

: قال ابن تيمية آيام الصغرى ؛ والتبلغ قدر ، تكون من جنس آيات األنبياء الكربىالواإلتيان ، فانشقاق القمر ؛ نبياء فوق ذلك ومعجزت األ، ولياء معتادة من الصاحلني كرامات األ(

وكذلك خلق ، ولياء ج الدابة من صخرة مل يكن مثله لألوخرو، وانقالب العصا حية ، بالقرآن فلله تعاىل ،) فأراه اآلية الكربى: ( كما قال تعاىل ؛ ولكن آيام صغار وكبار . الطري من الطني

فاآليات ؛) لقد رأى من آيات ربه الكربى: ( وقال عن نبيه حممد ، آية كبرية وصغرية فهذا قد وجد ، وأما اآليات الصغرى فقد تكون للصاحلني مثل تكثري الطعام ، الكربى خمتصة م

، أنه أطعم اجليش من شيء يسري ؛ لكن مل يوجد كما وجد للنيب ، لغري واحد من الصاحلني س اآليات فهم خمتصون إما جبن؛ فقد يوجد لغريهم من جنس ما وجد هلم لكن ال مياثلون يف قدره

، وانفالق البحر ، وقلب العصا حية ، وانشقاق القمر ، كاإلتيان بالقرآن ؛ فال يكون ملثلهم ؛ فإن أبا مسلم ؛ كنار اخلليل ؛ وإما بقدرها وكيفيتها ، وأن خيلق من الطني كهيئة الطري

يف لكن مل تكن مثل نار ابراهيم ، اخلوالين وغريه صارت النار عليهم بردا وسالما من جنس آيات األنبياء وذا يعلم بطالن قول من جوز لألولياء خوارق ؛ )٢( )! هاـعظمت

؛ كالزعم بأن الكعبة تزور بعض مثلها أصال لألنبياء ما كانالكربى ، أو جوز هلم خوارق

، شرح املقاصد ) ٤٩٨( ، شرح العقيدة الطحاوية ، ص ١١٠-٢/١٠٧، تبصرة األدلة ١/٧٤البحر الزخار : انظر ) ١(

. ٣١٥، ٨/٣١٤، شرح املواقف ٧٧-٥/٧٣ . ٧١١، ٢/٥٧٠، واجلواب الصحيح ٨٦٦، ٨٦٤، ٢/٨٢١وانظر من النبوات أيضا . ٨٠٤-٢/٨٠٢النبوات ) ٢(



١٢٤

بسيد املرسلني خرجت الكعبة إلى الحديبية فطافت فهال! حيث كان األولياء ، أو تطوف حوله اهنع رصأح نية حظرا نهنم دوي وه١(و(! قال ابن ؛ اعتبار اخلوارق دليال مطلقا على الوالية ، بقطع النظر عن صفات أهلها وأحواهلم - ٢

جتد كثريا من هؤالء عمدم يف اعتقاد كونه وليا هللا أنه قد صدر عنه مكاشفة يف بعض : ( تيمية أويطري يف اهلواء ، مثل أن يشري إىل شخص فيموت ؛ أو بعض التصرفات اخلارقة للعادة ، األمور

ات أو ينفق بعض األوق، أو ميأل إبريقا من اهلواء ، أو ميشي على املاء أحيانا ، إىل مكة أو غريها أو ميت أو أن بعض الناس استغاث به وهو غائب ، أو خيتفي أحيانا عن أعني الناس ، من الغيب

أو مريض أو حنو ، أو حبال غائب هلم ، و خيرب الناس مبا سرق هلم ، أفرآه قد جاءه فقضى حاجته بل قد اتفق ، وليس يف شيء من هذه األمور ما يدل على أن صاحبها ويل اهللا . ذلك من األمور

تر به حىت ينظر متابعته لرسول غعلى املاء مل ي أو مشى، أولياء اهللا على أن الرجل لو طار يف اهلواء هذه اخلوارق تكون لكثري من الكفار واملشركني وأهل الكتاب ، و وموافقته ألمره ويه، اهللا

فال جيوز أن يظن أن كل من كان له ؛ وتكون ألهل البدع وتكون من الشياطني ، واملنافقني اليت دل عليها ، بل يعترب أولياء اهللا بصفام وأفعاهلم وأحواهلم ، شيء من هذه األمور أنه ويل هللا

وشرائع االسالم ، وحبقائق االميان الباطنة ، ويعرفون بنور االميان والقرآن ، الكتاب والسنة ثاهلا قد توجد يف أشخاص ويكون أحدهم ال يتوضأ مثال ذلك أن األمور املذكورة وأم؛ الظاهرة

يأوي إىل ، معاشرا للكالب ، بل يكون مالبسا للنجاسات ، وال يصلي الصلوات املكتوبة ؛ ال يتطهر الطهارة الشرعية وال يتنظف ، رائحته خبيثة ، احلمامات والقمامني واملقابر واملزابل

أو يأوي إىل احلمامات ، يت حيبها الشيطان فإذا كان الشخص مباشرا للنجاسات واخلبائث الأو يأكل احليات والعقارب والزنابري وآذان الكالب اليت هي ، واحلشوش اليت حتضرها الشياطني

أو يدعو غري اهللا ، أو يشرب البول وحنوه من النجاسات اليت حيبها الشيطان ، خبائث وفواسق ، أو يسجد إىل ناحية شيخه وال خيلص الدين لرب العاملني ، فيستغيث باملخلوقات ويتوجه إليها

أو يأوي إىل املقابر وال سيما ، أو يالبس الكالب أو النريان أو يأوي إىل املزابل واملواضع النجسة أو يكره مساع القرآن وينفر عنه ويقدم عليه ، إىل مقابر الكفار من اليهود والنصارى أو املشركني

. ٥/٧٥، شرح املقاصد ) ٥١٢( ، شرح العقيدة الطحاوية ، ص ١٣٧، ١/١٣٦النبوات : انظر ) ١(



١٢٥

ولياء أى مساع كالم الرمحن فهذه عالمات عار ويؤثر مساع مزامري الشيطان علمساع األغاين واألش . )١( )الشيطان ال عالمات أولياء الرمحن

، ومتابعة فالكرامات سببها اإلميان والتقوىكرامات األبرار وخوارق الفجار ؛ اخللط بني - ٣! " # $ % & ' ) ( * + , M : قال تعاىل ظاهرا وباطنا ؛ الرسول

0 / . -L وقال ، ٦٣ - ٦٢: یونس : M E D C B A @ ? >L ٣١: آل عمران

M } | { z y x w v u : ؛ قال تعاىل الكذب والفجور واألحوال الشيطانية سببها ،

¢ ¡ � ~L ؛ ٢٢٢ – ٢٢١: الشعراء؛ ميكن الفصل بني كرامات األبرار وخوارق الفجار ذا وفالكرامات تعرف باستقامة أهلها على دين اهللا تعاىل قوال وعمال ، واخلوارق الشيطانية تعرف

؛ وهلذا إذا قرئ عندهم القرآن بصدق وخباصة آية بكذب أهلها وفجورهم ، ونفورهم من القرآن ، من خوارق للناس جزوا عما كانوا يظهرون أولياؤهم من الشياطني ، وع الكرسي ، فر

أهل األحوال الشيطانية تنصرف عنهم : ( ؛ يقول شيخ اإلسالم والشواهد على ذلك كثرية وهلذا إذا قرأها اإلنسان عند األحوال ؛ ها مثل آية الكرسي دإذا ذكر عندهم مايطرشياطينهم

الشيطانية بصدق أبطلتها ؛ مثل من يدخل النار حبال شيطاين ، أو يتكلم مبا اليعرف ، ورمبا كاشف بعض احلاضرين مبا يف قلبه ، ومثل من ختاطبه النباتات أو األشجار أوالطيور مبا فيها من

، ا من املنافع وإمنا خياطبه الشيطان الذي دخل فيها فإين أعرف من ختاطبه النباتات مبا فيه املنافع ؛ فيقرأ آية الكرسي فيذهب ! هنيئا لك يا ويل اهللا : وأعرف من خياطبهم احلجر والشجر وتقول

خذين حىت يأكلين : وأعرف من يقصد صيد الطري فتخاطبه العصافري وغريها وتقول ، ذلك فإذا قرأ آية ؛ يف اإلنس وخياطبه بذلك ويكون الشيطان قد دخل فيها كما يدخل، الفقراء

مبا يعلنه أهلها من كما تعرف األحوال الشيطانية . )٢( ) هالكرسي مرة بعد مرة ذهب ذلك كلإمنا تلزم طاعته ظاهرا الباطنا ، أو يف الشريعة دون احلقيقة أصول الضاللة ؛ كالزعم بأن النيب

) . باختصار ( ٢١٦-١١/٢١٣جمموع الفتاوى ) ١(وقد رأيت قريبا مقابلة لبعض الدعاة املعروفني مع ساحر تائب ، ) . باختصار وتصرف ( ٣٠٠ -٢٨٥جمموع الفتاوى ) ٢(

فكان مما ذكره أنه كان يوما ميارس هذه اخلوارق الشيطانية أمام من عنده من الناس ؛ فيضرب بطنه بالسالح األبيض وال إصابة بليغة نقل على إثرها إىل املشفى ، يضره حىت دخل رجل فقرأ آية الكرسي ففرت شياطينه ، وأصابه السالح يف بطنه

!وظل يتعاجل منها حينا من الزمن



١٢٦

اخلوارق ماجرى ؛ فإا جتري حىت ملن الينتسب ولو جرى هلم منليسوا هللا بأولياء ؛ فهؤالء الترك يف أصناف املشركني من مشركي العرب ومشركي اهلند و : (للملة أصال ؛ قال ابن تيمية

وال مؤمن مبا ، ولكن ليس مبتبع للرسل ، اليونان وغريهم من له اجتهاد يف العلم والزهد والعبادة وفهؤالء ليسوا مبؤمنني وال ؛ وال يطيعهم فيما أمروا ، وال يصدقهم فيما أخربوا به ، جاؤوا به وهلم ، فيكاشفون الناس ببعض األمور ؛ وهؤالء تقترن م الشياطني وترتل عليهم ، أولياء اهللا

وهم من جنس الكهان والسحرة الذي ترتل عليهم الشيطان ، تصرفات خارقة من جنس السحر يلقون السمع وأكثرهم ترتل على كل أفاك أثيم ل أنبئكم على من ترتل الشياطنيه :قال تعاىل

عني وهؤالء مجيعهم الذين ينتسبون إىل املكاشفات وخوارق العادات إذا مل يكونوا متب. كاذبون؛ وال بد أن يكون يف أعماهلم ماهو إمث وفجور ، م شياطينهم للرسل فال بد أن يكذبوا وتكذ

وهلذا ترتلت عليهم ؛ أو الفواحش أو الغلو أو البدع يف العبادة ، الشرك أو الظلم مثل نوع من ومن يعش :ال من أولياء الرمحن قال تعاىل فصاروا من أولياء الشيطان ؛ الشياطني واقترنت م

وذكر الرمحن هو الذكر الذي بعث به رسول . عن ذكر الرمحن نقيض له شيطانا فهو له قرينفقد أعرض ، ويعتقد وجوب أمره ، ويصدق خربه ، فمن مل يؤمن بالقرآن ؛ مثل القرآن ؛ اهللا

ومن : وقال تعاىل ،وهذا ذكر مبارك أنزلناه : قال تعاىل ؛ عنه فيقيض له الشيطان فيقترن به أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا وحنشره يوم القيامة أعمى قال رب مل حشرتين أعمى

فدل ذلك على أن ذكره ؛ قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وقد كنت بصريا ، وهلذا لو ذكر الرجل اهللا سبحانه وتعاىل دائما ليال وارا مع غاية الزهد ؛ هو آياته اليت أنزهلا

، كان من أولياء الشيطان وهو القرآنومل يكن متبعا لذكره الذي أنزله ، وعبده جمتهدا يف عبادته . )١( )! فإن الشيطان حيمله يف اهلواء ؛ أو مشى على املاء ، لو طار يف اهلواء ويقول إخراج كثري من الصاحلني عن مرتبة الوالية ، مع أم أكمل والية ممن وقع له اخلارق ؛ - ٤

فإذا احتاج إليها ؛ مما ينبغي أن يعرف أن الكرامات قد تكون حبسب حاجة الرجل : ( ابن تيمية ويكون من هو أكمل والية هللا ، الضعيف االميان أو احملتاج أتاه منها ما يقوي إميانه ويسد حاجته

وهلذا كانت ؛ لنقص واليته ال فال يأتيه مثل ذلك لعلو درجته وغناه عنها ، منه مستغنيا عن ذلك

. ١٧٣، ١١/١٧٢جمموع الفتاوى ) ١(



١٢٧

على يديه اخلوارق هلدي اخللق خبالف من جيري، هذه األمور يف التابعني أكثر منها يف الصحابة . )١( ) وحلاجتهم فهؤالء أعظم درجة

مع أن ! أو تصرفات خارقة حبجة مايقع هلم من مكاشفات اعتبار اانني من األولياء ، - ٥ظاهرا وباطنا ؛ ، ومتابعة الرسول انون اليصح منه موجب الوالية ؛ وهو اإلميان والتقوى

أال إن أولياء اهللا :لقوله تعاىل ؛ العبد ال يكون وليا هللا إال إذا كان مؤمنا تقيا : ( يقول ابن تيمية أن أحدا من الكفار واملنافقني ال ؛ فعلم ال خوف عليهم وال هم حيزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون

ا كان انون ال يصح منه إذ؛ كاانني ، و وكذلك من ال يصح إميانه وعباداته، يكون وليا هللا فال جيوز ألحد ؛ امتنع أن يكون وليا هللا قرب إىل اهللا بالفرائض والنوافل اإلميان وال التقوى وال الت

مثل أن يراه قد أشار إىل ؛ أو نوع من تصرف ، مكاشفة مسعها منه ةجحبأن يعتقد أنه ويل هللا فإنه قد علم أن الكفار واملنافقني من املشركني وأهل الكتاب هلم ؛ أحد فمات أو صرع

فال جيوز ؛ مكاشفات وتصرفات شيطانية كالكهان والسحرة وعباد املشركني وأهل الكتاب ألحد أن يستدل مبجرد ذلك على كون الشخص وليا هللا وإن مل يعلم منه ما يناقض والية اهللا

حدهم من خرق عادة على عن أ ر، ومن احتج مبا يصد فكيف إذا علم منه ما يناقض والية اهللامن اعتقد في بعض البله : (ويقول ابن أيب العز . )٢( )ضل من اليهود والنصارى أواليتهم كان

نيولعول أو المسالر ةعابتمل هكرت عم ، الي أقوفهالوأحو هالأفعو ه اء اللهيلأو نم هأن لهفضيو ،، إما أن لهاألبفإن ذاك ؛ ، مخطئ في اعتقاده فهو ضال مبتدع على متبعي طريقة الرسول

فكيف يفضل على من هو ! مجنونا معذورا ، أو المتحي )٣(، أو زوكاريا يكون شيطانا زنديقااء اللهيلأو نم ى بهاوسي أو هولسرل نيبعتالم ، !قال الوي :كون هأن ي نكمن ياطي البا فبعتذا م

ظاهرا ، بل الواجب متابعة الرسول هذا خطأ أيضا فإن! في الظاهر لالتباع وإن كان تاركا إذا : إن صاحبنا الليث كان يقول: قلت للشافعي: على الصدفيألعبد اقال موسى بن . وباطنا

تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة ؟ فقال الرأيتم الرجل يمشي على الماء ف

. ١١/٢٨٣جمموع الفتاوى ) ١( ) . باختصار وتصرف يسري . ( ١٩٢-١١/١٩٠جمموع الفتاوى ) ٢( ) . ٧٨٢( حاشية شرح الطحاوية ، رقم :انظر . هذه لفظة مولدة يقصد ا من يظهر النسك ويبطن الفساد ) ٣(



١٢٨

يعافالش :الله همحث راللي راء قصلى المي عشمل يجالر متأيل إذا راء ، بوي الهف ريطيال، ف ، و رضعى تتح وا بهترغابتتلى الكع هروا أم . ول اللهسر ناس عالن ضعب قولها يا مأمو قال هأن

: لها البهلأه أكثر تأيفر ةنلى الجع تذا ! اطلعالفه ول اللهسر نع حصي ال، و هتبي نسغبني ه؛ إلي قتلا خمة إننابألفإن الجي الألبول بالله انإلى الإمي مهابألبو مقولهع مهتدشأر ينالذ ،

، فلم يذكر أهل الجنة بأوصافهم في كتابهوقد ذكر الله . وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخرلهالب همافصي أوقل فالع فعض وي هالذ ، بيا قال النمإنو ، : أكثر تأيفر ةني الجف تاطلع

، سواء سمي صاحبه مولها أو ولها زوال العقل بجنون أو غيرهو !البله ولم يقل. أهلها الفقراءميان والتقوى يبقى على ما كان عليه من خير اإل، بل حال صاحبه من يوجب مزيد حال ال،

رشق ال، وني أو هزيدي هأنهر صيالخ نة ماديالز هرمحي هوننج نلكلى ك ، ، وع هتقوبع عنمي ها أنمرالش لهقب هليا كان عم هنو عحملا يو ، . ل لصحا يماع ومس دنع همضعناألبةطربام المغ نم ،ذيالهان هنم وفرعالم انسلل فةالخالم اتض اللغعكلم ببالتلى !! ، وع كلمتطان ييش كفذلانهسوع لرصالم انسلى لع كلمتا يكم ، ةطانييال الشوالأح نم كله كذلكون ! ، وي فكيو

حتى قال ! ل ال، كما يظنه كثري من أهل الض ة اللهيالزوال العقل سببا أو شرطا أو تقربا إلى وملهقائ :

لديهم ولا نفلسياج فلا فرض هم معشر حلوا النظام وخرقوا الـ عزيز على أبوابه يسجد العقل مــمجانني، إلا أن سر جنونه

لما رآه من بعض المجانني !في الجنون سرا يسجد العقل على بابه يظن أن م ضالالوهذا كفةكاشع مون نارق مجيب خع فرصت أو ، ةادلعل ككون ذليو ، نم ن بهرا اقتب مببس

ادة كان من خبل أو خرق ع فيظن هذا الضال أن كل! ، كما يكون للسحرة والكهان الشياطني لها ليلومن الغرائب أن هذه الدعاوى العجيبة راجت على بعض مشاهري العقالء ؛ . )١( ) !و

من هؤالء املريدين من املتصوفة قوم اليل معتوهون أشبه باانني من : (يقول ابن خلدون ، وعلم ذلك من الوالية وأحوال الصديقني، وهم مع ذلك قد صحت هلم مقامات العقالء

ويقع هلم من اإلخبار عن . ، مع أم غري مكلفني أحواهلم من يفهم عنهم من أهل الذوق

) . باختصار ) ( ٥١٠-٥٠٧( شرح الطحاوية ، ص ) ١(



١٢٩

. فيطلقون كالمهم يف ذلك ويأتون منه بالعجائب، ، ألم ال يتقيدون بشيء املغيبات عجائب، والوالية ال ن من سقوط التكليف عنهمملا يرو؛ ورمبا ينكر الفقهاء أم على شيء من املقامات

، وال يتوقف حصول الوالية على ، فإن فضل اهللا يؤتيه من يشاء ، وهوغلط حتصل إال بالعبادة . )١( ! ) العبادة وال غريها

وحتت هذا ! ؛ فمن خرقت له العادة فهو الويل احملفوظ اعتبار الكرامة دليال على العصمة - ٦الزعم بأن الويل يسلم له حاله وتقدمي الكشف على الشرع ، كالوهم راجت دعوى خطرية ؛

كرامات الصاحلني تدل على صحة الدين : (يقول ابن تيمية ! خالف الكتاب والسنة حىت لو وال على أنه جتب طاعته يف كل ما يقوله ، ال تدل على أن الويل معصوم، الذي جاء به الرسول

ن احلواريني وغريهم كانت هلم إف؛ من النصارى وغريهم ؛ ومن هنا ضل كثري من الناس ، فظنوا أن ذلك يستلزم عصمتهم كما ؛ كما تكون الكرامات لصاحلي هذه األمة ،كرامات

ويقول ابن أيب العز، )٢( ) فصاروا يوجبون موافقتهم يف كل ما يقولون؛ يستلزم عصمة األنبياء وهذا كلام باطل، بل الواجب عرض ! الفقراء يسلم إليهم حالهم : قول بعض الناسي: ( احلنفي

ةيدمحالم ةريعلى الشع همالوأحو همالا قبل أفعافقها وفم ، !مودا رالفها خ بيا قال النكم ، :در وا فهنرأم هليع سلا ليمل عمع نم .ةايي روفو : وفه هنم سا ليذا ما هرني أمث فدأح نمدول ؛ رسفلا طريقة إلا طريقة الر لاو ،هيقتقيقة إلا حقح هتريعة إلا شريعلا شة ، ويدقلا عو ،

هتيدقإلا ع تعابتإلا بم هتامكرو هتنجو انهوإلى رضو إلى الله هدعلق بالخ نم دل أحصلا يا ، وناطب ه، في الأمور الباطنة التي في ، ملتزما لطاعته فيما أمر ن لم يكن له مصدقا فيما أخبروم. وظاهرالله عن أن يكون وليا ال، فض ، والأعمال الظاهرة التي على الأبدان لم يكن مؤمنا القلوب

ع٣( ) الىـت( . زعموا أن كرامة الويل تكون بعد موته كما قد فالترويج للشرك ؛ االعتماد على الكرامات يف - ٧

كرامة ( :يقول البيجوري ! تكون حال حياته ؛ وبذلك يتمكن من قضاء حاجة من استغاث به

) . ١١١، ١١٠( مقدمة ابن خلدون ) ١( . ١/١٤٣النبوات ) ٢( ) . ٥٠٧( شرح الطحاوية ، ص ) ٣(



١٣٠

وقال ! كرامته بعد موته فليس بصادق األولياء واقعة يف احلياة وبعد املوت ؛ ولذا قيل من مل تظهر الويل ملكا يقضي احلوائج ، وتارة خيرج الويل يل بعض املشايخ أن اهللا يوكل بقرب ذكر: الشعراين

متكن شرك العبادة يف النفوس ، االعتقاد الفاسد هذا ؛ وبناء على )١( ! )من قربه ويقضيها بنفسه كما يف الشدائد والرغائب بأصحاب القبور وصار كثري ممن راج عليه هذا اإلفك يستغيث

وكثري من هؤالء زين له سوء عمله فرآه حسنا حىت إن آيات اهللا ! يستغيث باهللا تعاىل أو أعظم هذا كيف ينطلي فوإال ! عنها عماية تامة وأيف غفلة تتلى عليه آناء الليل وأطراف النهار وهو

M× Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï ÎØ Ú Ù :تعاىل قول اهللاأو يسمع ، على مسلم وهو يقرأ الباطل

ß Þ Ý Ü ÛL ولهوق ،١٠٦: یونس : M ± ° ¯ ® ¬ « ª © ¨

²³ ¶ µ ´¸ ¼ » º ¹L وله وق، ٦٢: النمل: M Æ Å Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½

Ï Î Í Ì Ë Ê É È Ç * ) ( ' & % $ # " !L ٦ – ٥: األحقاف .

*******

) . باختصار وتصرف يسري ) ( ١٥٣( شرح اجلوهرة ، ص ) ١(



١٣١

خامت النبيني أفضلية M' & % $ # " L : تعاىل فضل بعض النبيني على بعض ؛ قال تعاىل الشك أن اهللا

فالرسل أفضل من األنبياء ، وأولو ، ٥٥: اإلسراء M¡ � ~ } | { L : وقال ، ٢٥٣: البقرة! " # $ % M : تعاىل العزم أفضل الرسل ؛ وهم الذين خصهم اهللا بالذكر يف قوله

- , + * ) ( ' &. 3 2 1 0 /L وقوله ٧: األحزاب ، : M L K J

Z Y X W V U T S R Q P O N M[ a ` _ ] \ L١٣: الشورى ، أنا سيد : ( مرفوعا ؛ روى مسلم بسنده عن أيب هريرة خامتهم حممد وأفضل أويل العزم

: ا ــمرفوع عن أيب سعيد اخلدري )١(، وروى الترمذي بسند صحيح) ولد آدم يوم القيامة يومئذ آدم وما من نيب ، وبيدي لواء احلمد وال فخر ، أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وال فخر (

) . فمن سواه إال حتت لوائي - :؛ منها عدة أدلة على هذا األصل يف التفضيل تستشكلوقد ا

M / . - , + * ) ( ' & % $ # " !L : قوله تعاىل - ١

املطلق ؛ بالعموم يف لفظ الناس العموم النسيب ال ؛ وميكن اجلواب عن ذلك بأن املراد ١٤٤: األعراف يذكر تعاىل أنه خاطب موسى : ( يقول ابن كثري ؛ الناس المجيع أي أهل زمانه من الناس

سيد ولد آدم من وال شك أن حممدا ، وبكالمه تعاىل بأنه اصطفاه على عاملي زمانه برساالته ستمر شريعته إىل ت الذي ، جعله خامت األنبياء واملرسلني ؛ وهلذا اختصه اهللا بأن األولني واآلخرين

، وبعده يف الشرف والفضل ، وأتباعه أكثر من أتباع سائر األنبياء واملرسلني كلهم قيام الساعة . )٢( ) مث موسى بن عمران كليم الرمحن، إبراهيم اخلليل

، ويف لفظ ) الختريوا بني األنبياء : ( ، ويف لفظ ) التفضلوا بني أنبياء اهللا : ( قوله - ٢واجلواب عن ذلك أن النهي حممول على التفضيل إذا كان ؛) الختريوين على موسى : ( )٣(آخر

، كما يدل لذلك سبب احلديث ، وميكن أن حيمل على التفضيل على والفخر على وجه احلمية

) . ١٤٦٨( صحيح اجلامع الصغري ، ح ) ١( . ٨٧، ٤/٨٦تفسري ابن كثري ) ٢( ) . ٧٣٧٧، ٧٢٥٨، ٧٢٥٧( صحيح اجلامع ، ح : انظر . هذه األلفاظ كلها يف الصحيح ) ٣(



١٣٢

للمفضول ، أو على التفضيل اخلاص ؛ فاليفضل بعض الرسل على بعض بعينه وجه االنتقاص . )١(خبالف التفضيل العام

واجلواب عن ذلك خيتلف ؛ )٢( )من قال أنا خري من يونس بن مىت فقد كذب ( : قوله - ٣، )٣(كما ذهب لذلك ابن حجر وغريه حبسب مرجع الضمري يف أنا ؛ فإن كان املراد به النيب

وسد للذريعة ؛ قال ، ل أن يعلمه اهللا بأنه أفضل اخللق ، أو قاله تواضعا فالظاهر أنه قال ذلك قب، إن كان قاله بعد أن أعلم أنه أفضل اخللق ، ذلك تواضعا قال العلماء إمنا قال : ( ابن حجر

خص يونس بالذكر ملا خيشى على من مسع : وقيل. وإن كان قاله قبل علمه بذلك فال إشكال . )٤( ) لسد هذه الذريعة؛ فبالغ يف ذكر فضله ؛ قصته أن يقع يف نفسه تنقيص له

، كما القائل نفس املتكلم و) من قال أنا خري من يونس : ( بالضمري يف قولهوإن كان املراد تكذيب من فضل نفسه على هذا النيب الكرمي ال النهي فاملراد به ؛ )٥(ذهب لذلك ابن تيمية وغريه

العموم على هذا اللفظ يدل : ( يقول ابن أيب العز احلنفي ؛ على يونس عن تفضيل حممد أن يفضلوا حممدا املسلمني ، ليس فيه ي يونس بن مىت علىال ينبغي ألحد أن يفضل نفسه أي؛

، أي فاعل ما يالم أخرب عنه أنه التقمه احلوت وهو مليمقد تعاىل وذلك ألن اهللا ؛ يونسعلى إذ ال يفعل ؛ هذا املقامإىل ، فال حيتاج اس أنه أكمل من يونسفقد يقع يف نفس بعض الن، عليه

أن الإله : بل كل عبد من عباد اهللا يقول ما قال يونس؛ ، ومن ظن هذا فقد كذب ما يالم عليه . )٦( )لظاملني إال أنت سبحانك إين كنت من ا

أال :روى البخاري بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لقيني كعب بن عجرة فقال ما - ٤

. ٦/٤٤٦، فتح الباري ) ١٦٢-١٦٠( شرح الطحاوية ، ص : انظر ) ١( ) . ٦٤٢٠( صحيح اجلامع الصغري ، ح . رواه البخاري وغريه ) ٢( . ٩/١١٩، حتفة األحوذي ٦/٤٥١فتح الباري : انظر ) ٣( . ٦/٤٥٢فتح الباري ) ٤(وأما ) . ١٦٢( ، شرح الطحاوية ، ص ٩/١١٩، حتفة األحوذي ١٠/٢٥٤، ٢٢٤، ٢/٢٢٣جمموع الفتاوى : انظر ) ٥(

فال أصل هلا ، والغريب أن بعض املعطلة أهدر أدلة العلو اليت تزيد على األلف ، ) لى يونس بن مىت التفضلوين ع: ( رواية واعتمد على هذه الرواية يف نفي العلو ؛ وفسرها بأن قرب حممد من ربه ليلة املعراج كقرب يونس من ربه وهو يف بطن

) . ١٦٤، ١٦٢( شرح الطحاوية ، ص : انظر ! خارجه احلوت ؛ ألن األمكنة بالنسبة هللا سواء ؛ فليس داخل العامل وال ) . ١٦٣، ١٦٢( شرح الطحاوية ، ص ) ٦(



١٣٣

بيالن نا مهتعمة سيده ي لكدأه ي فقال : فقلتا لهدلى فأهب : ول اللهسا رألنس افقلن : ول اللهسا ري !الص فكيتيل البأه كملي؛ الةع كمليع لمسن فا كينلمع قد قال ؟ فإن الله :

إنك ؛ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم : قولوا جيدم يدملى آل ، حعو يماهرلى إبع كتارا بكم دمحلى آل معو دمحلى مع اركب مالله

اهرإب ؛ يمجيدم يدمح كفالنيب ؛ )١( ) إن من الصالة مثل أفضل من إبراهيم ، فكيف طلب له؟ وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة به املشبهدون أن املشبه والقاعدة ، ماإلبراهيم

- :؛ من أقواها أربعة )٢(كثرية" # $ M : ر ؛ كقوله تعاىل للقدر بالقد أن التشبيه إمنا هو ألصل الصالة بأصل الصالة ال -أ

+ * ) ( ' & % L وقوله ١٦٣: النساء ، : MË Ê É È Ç L ٧٧: القصص . ون فتك ؛ ١٩٨: البقرة M X W VL : ؛ كما يف قوله تعاىل أن الكاف للتعليل -ب

الصلوات اإلبراهيمية ضربا من التوسل بصفات اهللا تعاىل ؛ فاملصلي يتوسل بفعل سابق من أفعال . اهللا تعاىل على فعل الحق

أن املشبه به اليكون أرفع من املشبه دائما ؛ فقد يقع التشبيه باملثل بل وبالدون ؛ كما يف -ج . ٤٩: الصافات M Ú Ù Ø ×L : له ، وقو ٣٥: النور M£ ¢ ¡ � ~ L : قوله تعاىل

اب إحلاق مامل يشتهر ، بل من بالفاضل باألفضل أن التشبيه يف احلديث ليس من باب إحلاق -دملا كان تعظيم إبراهيم وآل إبراهيم بالصالة عليهم مشهورا : (؛ يقول ابن حجر )٣(مبا اشتهر

واضحا عند مجيع الطوائف حسن ان يطلب حملمد وآل حممد بالصالة عليهم مثل ما حصل أي كما اظهرت ؛ يف العاملني : ويؤيد ذلك ختم الطلب املذكور بقوله ، إلبراهيم وآل إبراهيم

ال يف ذكر آل ؛ وهلذا مل يقع قوله يف العاملني إالصالة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم يف العاملني وهو حديث أيب مسعود ، على ما وقع يف احلديث الذي ورد فيه ، إبراهيم دون ذكر آل حممد

من باب يه املذكور التشبليس :وعرب الطييب عن ذلك بقوله ، فيما أخرجه مالك ومسلم وغريمها

. ١١/١٥٩فتح الباري : وانظر ) . ٣٣٧٠( ، ح ٦/٤٠٨صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري ) ١( ) . ١٣٥-١٢٧( ، القول البديع ، ص ) ٢٩١-٢٧٨( جالء األفهام ، ص : انظر يف بسط هذه األجوبة ) ٢( ، ١٦٢، ١١/١٦١، ٨/٥٣٣فتح الباري : انظر ) ٣(



١٣٤

. )١( )إحلاق الناقص بالكامل ، بل من باب إحلاق مامل يشتهر مبا اشتهر خصائص الرسول

)٢( به األنبياء واملرسلني ماخصه اهللا إخوانه من على سائر من أعظم مايدل على أفضيلة الرسول

أعطيت مخسا مل : ( مرفوعا ؛ روى البخاري بسنده عن جابر من فضائل مل تكن ألحد منهم وجعلت يل األرض مسجدا ، نصرت بالرعب مسرية شهر ؛ يعطهن أحد من األنبياء قبلي

، مل حتل ألحد قبلي و، وأحلت يل الغنائم ، فأميا رجل من أميت أدركته الصالة فليصل ، طهورا وهذا فدل ، )بعثت إىل الناس عامة و، وكان النيب يبعث إىل قومه خاصة ، أعطيت الشفاعة و

-:باخلصال اآلتية على تفضيلة احلديث نصره بالرعب يقذف يف قلوب أعدائه ، ولو كان بينه وبينهم مسرية شهر ، وهذه اخلصوصية - ١

هذا : (مل أن تكون حاصلة ألمته من بعده ؛ يقول الصنعاين حاصلة له ولو كان وحده ، وحيتأعداؤه ، وقد وقع هذا لبعض خلفائه ، حىت لوسار وحده بغري عسكر لرعب، من خصائصه

. )٣( )ومن اتقى اهللا من أمراء اإلسالم إال يف مجيع املواضعالصالة التطهر بالتراب عند تعذر املاء حسا أو حكما ، وجواز إباحة - ٢

فإمنا أبيحت هلم الصلوات يف أماكن خمصوصة كان قبلنا ؛ خالفا ملن مااستثناه الشرع ؛ كاملقابر ، . لبيع والصوامع والكنائس كا، فقد كانوا إذا غنموا شيئا مل حيل هلم ملن أذن له باجلهاد ممن كان قبلنا إباحة الغنائم ، خالفا - ٣

. مث تأيت نار من السماء فتأكلها ، وإمنا جيمعوا أكله ، يعتذر عنها األنبياء حىت تصل الشفاعة ؛ والظاهر أن املراد ا الشفاعة العظمى ؛ ألا هي اليت - ٤

الشفاعة يف عصاة وحيتمل أن يراد مع ذلك . عند اهللا تعاىل لفصل القضاء فيشفع إىل النيب : مرفوعـا رضي اهللا عنهما عن ابن عباس )٤(بسند حسنالبزار وغريه ، ملارواه من أمته املوحدين

. ١١/١٦٢فتح الباري ) ١(، ٤٦٤-١/٤٤٠، العدة على إحكام األحكام ٤٤٠-١/٤٣٦، فتح الباري ٥-٥/٢شرح النووي لصحيح مسلم : انظر ) ٢(

. ٥٦٨-١/٥٦٣فيض القدير . ١/٤٤٩العدة على إحكام األحكام ) ٣( . ١٠/٣٧٤جممع الزوائد : انظر ) ٤(



١٣٥

، وملا رواه الطرباين بإسناد ) باهللا شيئافهي ملن ال يشرك ؛ فأخرا ألميت ، وأعطيت الشفاعة ( فضلت على األنبياء خبمس ؛ بعثت إىل الناس كافة ، : ( رفعه عن السائب بن يزيد )١(صحيح

ال يف هذه الشفاعة يف عموموعلى هذا االحتمال تكون اخلصوصية ؛) ألميت وادخرت شفاعيت !موحد تنال كل عامة شفاعة أصلها ؛ فليس ألحد غري النيب

للناس عامة ؛ والنص على اإلنس الخيرج عموم رسالته ؛ فقد دل احلديث على أن بعثته - ٥، فدل على دخول اجلن يف )وأرسلت إىل اخللق كافة : ( اجلن ؛ ملا ثبت يف صحيح مسلم بلفظ

$ % ! " # M : قال تعاىل؛ )٢(؛ وهذا أصل قطعي ، جممع عليه بني املسلمني عموم بعثته

, + * ) ( ' &- : 9 8 7 6 5 4 3 2 1 0 / . Q P O N M L K J I H G F E D C B A @ ? > = < ;

e d c b a ` _ ^ ] \ [ Z Y X W V U T S Rf k j i h g

L وقال ٣٢ – ٢٩: األحقاف ، :M 2 1 0 / . - , + * ) ( ' & % $ # " !

34 9 8 7 6 5L ٢ - ١: الجن . يف هذه اخلمس ؛ ألن شرط النيب صائص ر خاليدل على حصالشريف وهذا احلديث

؛ماينايف احلصر يف مخس يف عدة أحاديث االستدالل مبفهوم العدد أال يعارضا منطوقا ، وقد ثبت ؛ فضلت على الأنبياء بست : ( قال أن رسول الله عن أبي هريرة روى مسلم بسنده ف

الأرض طهورا وجعلت لي، وأحلت لي الغنائم ، ونصرت بالرعب ، أعطيت جوامع الكلم وروى اإلمام أمحد وغريه بسند ، ) وختم بي النبيون ، وأرسلت إلى الخلق كافة ، ومسجدا

أعطيت هذه اآليات من آخر سورة البقرة من كرت حتت : ( مرفوعا عن أيب ذر )٣(صحيحفضلت : ( رفعه عن أيب هريرة )٤(بإسناد جيدوروى البزار ، ) العرش ، مل يعطها نيب قبلي

وأحلت يل ، غفر يل ما تقدم من ذنيب وما تأخر ؛ يعطهن أحد كان قبلي مل على األنبياء بستوجعلت يل األرض مسجدا وطهورا ، وجعلت أميت خري األمم ، الغنائم ومل حتل ألحد كان قبلي

) . ٤٢٢١( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر ) ١( . ١٩/٣٥جمموع الفتاوى : انظر ) ٢( ) . ١٠٦٠( صحيح اجلامع ، ح ) ٣( . ٨/٢٧٢جممع الزوائد ) ٤(



١٣٦

والذي نفسي بيده إن صاحبكم لصاحب لواء احلمد يوم ، ونصرت بالرعب ، وأعطيت الكوثر ، اخلصال خبصال زائدة على ؛ فدل مجيع ذلك على تفضيل النيب ) حتته آدم فمن دونه ، القيامة

-:؛ وهي يف حديث جابر اخلمس اليت ذكرت عين جوامع الكلم ي: ( األثري ؛ يقول ابن وهي القرآن عند بعض أهل العلم جوامع الكلم ؛ - ١

جوامع : ( ويقول ابن حجر ، )١( )القرآن ؛ مجع اهللا بلطفه يف األلفاظ اليسرية منه معاين كثرية والظاهر أن املراد بذلك امللكة . )٢( ) فإنه تقع فيه املعاين الكثرية باأللفاظ القليلة؛ الكلم القرآن

كانالكالم اختصارا ، و للنيب اليت يقتدر ا على إجياز اللفظ مع سعة املعىن ؛ فقد اختصر : ا ـمرفوع عن أيب موسى )٣(تكلم جبوامع الكلم ؛ روى ابن أيب شيبة وغريه بإسناد صحيحي

كان كثري املعاين قليل األلفاظ ؛ فحديثه ؛) أعطيت فواتح الكلم ، وجوامعه ، وخوامته ( روائع مايسر اهللا له من الوصول إىل اوأما فواتح الكلم فاملراد .وهذا معىن جوامع الكلم

حسن الوقف ، ورعاية تعين وخوامت الكلم . املعاين اليت تعذرت على غريه وبدائع ، األلفاظ يكون عليه ، وإحاطته مبدلوله حىت ملعناه كمال مشول اللفظ ا الفواصل ، وحيتمل أن يكون املراد

. )٤(كاخلامت ؛ فالخيرج منه شيء MÄ Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹Å : قال تعاىل ؛ ختم النبيني مبحمد - ٢

Ë Ê É È Ç ÆL هذه اآلية نص يف أنه ال نيب بعده: ( يقول ابن كثري ؛ ٤٠: األحزاب ،مقام ؛ ألن مقام الرسالة أخص من بطريق األوىل واألحرى وإذا كان ال نيب بعده فال رسول بعده

وبذلك وردت األحاديث املتواترة عن رسول اهللا ، ، وال ينعكس ، فإن كل رسول نيب النبوة -:وأدلة هذا األصل من السنة كثرية ؛ منها . )٥( ) من حديث مجاعة من الصحابة

إنه سيكون يف أميت كذابون : ( مرفوعا عن ثوبان )٦(روى أمحد وغريه بسند صحيح -أ

. ١/٢٩٥النهاية يف غريب احلديث ) ١( . ٦/١٢٨فتح الباري ) ٢( ) . ١٠٥٨( صحيح اجلامع الصغري ، ح ) ٣( . ٥٦٥، ١/٥٦٣، فيض القدير ١٣/١٧٠، شرح النووي ملسلم ٣/٤٠٧، ١/٢٩٥النهاية يف غريب احلديث : انظر ) ٤( ) . طبعة دار ابن اجلوزي ( ٦/٢٠٠تفسري ابن كثري ) ٥( ) . ١٧٧٣( صحيح اجلامع الصغري ، ح ) ٦(



١٣٧

) . ال نيب بعدي ، أنا خامت النبيني و، كلهم يزعم أنه نيب ، ثالثون ، وأنا أمحد ، أنا حممد : ( قال أن النيب : جبري بن مطعم وروى مسلم بسنده عن -ب

؛ وأنا العاقب ، وأنا احلاشر الذي حيشر الناس على عقيب ، الذي ميحى يب الكفر ؛ وأنا املاحي ) . والعاقب الذي ليس بعده نيب

ال نبوة : ( قال رسول اهللا :قال الطفيل أيبعن )١(روى اإلمام أمحد بإسناد صحيح -جالرؤيا : أو قال ، الرؤيا احلسنة : قال ؟ وما املبشرات يا رسول اهللا : قيل . بعدي إال املبشرات

) . الصاحلةمثلي ومثل األنبياء من إن : ( قال أن رسول اهللا أيب هريرة روى البخاري بسنده عن -دفجعل الناس يطوفون به ، فأحسنه وأمجله إال موضع لبنة من زاوية ، كمثل رجل بىن بيتا ليقب

) . وأنا خامت النبيني، فأنا اللبنة : قال ! هال وضعت هذه اللبنة : ويقولون ، ويعجبون له إن اهللا عز و جل مل (: مرفوعا عن أيب أمامة )٢(وروى ابن ماجة وغريه بسند صحيح - ـه

هو خارج فيكم ال و، أنتم آخر األمم و، أنا آخر األنبياء و، يبعث نبيا إال حذر أمته الدجال ) . الةـحم

: ال اهللا فيهم ـقممن فهو ملعتقد ؛ فكل من ادعى النبوة بعد النيبوقد أمجعت األمة على هذا ا M z y x w v u t s r q p o n m lL كونه : (يقول اآللوسي ؛ ٩٣: األنعام فيكفر مدعى خالفه ؛ ه األمة مجعت عليأو، وصدعت به السنة ، نطق به الكتاب امت النبيني مماخ

ماتواترت به األدلة من نزول عيسى مبحمد النبوة واليشكل على ختم . )٣( )صر أ نإويقتل يف آخر الزمان ؛ ألنه إمنا يرتل حاكما بشريعة حممد هوحكم، ، ومتبعا له بوضع

شرعها مغياة ؛ ألن النيب ال نسخا لشيء من أحكامها، حكم بشريعة حممد إمنا هو اجلزية . )٤( برتول عيسى

. ٨/١٣٠إرواء الغليل : انظر ) ١( ) . ٧٨٧٥( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر ) ٢( . ٢٢/٤١روح املعاين ) ٣( ) . ١٣٥( ، شرح اجلوهرة ، ٢/٢٧٧لوامع األنوار : انظر ) ٤(



١٣٨

Mn m l k j i h go r : وهي قوله تعاىل م سورة البقرة ؛ يخوات - ٣ q p

{ z y x w v u t s| � ~ }¡ © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢

¬ « ª® ´ ³ ² ± ° ¯µ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶¾ Ä Ã Â Á À ¿

É È Ç Æ ÅÊ Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì ËÓ Ö Õ ÔØ ×Ù Þ Ý Ü Û Ú

à ßL يشري إىل ما حطه اهللا عن أمته من اإلصر : ( يقول ابن حجر ؛ ٢٨٦ - ٢٨٥: البقرةمعناه أا ادخرت : ( ، وقال احلافظ العراقي )١( )وحتميل ما الطاقة هلم به ، ورفع اخلطأ وانسيان

له وكرتت له ؛ فلم يؤا أحد قبله ، وكثري من القرآن مرتل من الكتب السابقة باللفظ أو باملعىن ، وهذه مل يؤا أحد ، وإن كان فيه أيضا مامل يؤت غريه ، لكن يف هذه خصوصية هلذه األمة ؛

وحيتمل أن يكون املراد مع ذلك مادلت عليه . )٢( )وهي وضع األمر الذي على من قبل األحاديث من آثارها العظيمة ؛ فمن قرأمها يف ليلة كفتاه ، ومن قرأمها يف دار ثالث ليال مل يقرا

وأن املؤمن ال يقرأ مجلة طلبية منها إال أعطي ما اشتملت عليه من املسألة ، واليقرأ مجلة شيطان ، ! )٣(خربية منها إال أويت ثواا

! " # $ % & ' ) ( * + , - M : قال تعاىل غفران ماتقدم من ذنبه وما تأخر ؛ - ٤

6 5 4 3 2 1 0 / .L هذا من خصائصه : ( يقول ابن كثري ؛ ٢ - ١: الفتح ماتقدم من غفر له غريهس يف حديث صحيح يف ثواب األعمال لولياليت اليشاركه فيها غريه ،

ذه الفضيلة حديث الشفاعة املخرج يف ، ومما يدل على اختصاصه )٤( ) ذنبه وماتأخرولكن ائتوا حممدا عبدا غفر اهللا له ، لست هناكم : فيأتون عيسى فيقول : (الصحيح ؛ وفيه

فإذا ، فيؤذن يل عليه ، فأستأذن على ريب يف داره ، فيأتوين : قال ، ماتقدم من ذنبه وما تأخرواشفع ، وقل تسمع ، ارفع حممد : فيقول ، فيدعين ما شاء اهللا أن يدعين ، رأيته وقعت ساجدا

هذه إمنا نال ألن ؛دون غريه من اخللق فعلم أن هذه الفضيلة خاصة به ؛) تشفع وسل تعطهوهذا يدل !غفران ماتقدم من ذنبه وماتأخر وغريه ؛ وه لوصف اليشاركه فيه؛ املقام اخلاص

. ١/٤٣٩فتح الباري ) ١( . ١/٥٦٦نقال عن فيض القدير ) ٢( . ٤٨٥، ٦/٤٨٤، مرقاة املفاتيح ٣٤٣-١/٣٤٠تفسري ابن كثري : انظر ) ٣( ) . طبعة دار ابن اجلوزي ( ٦/٦٦٨تفسري ابن كثري ) ٤(



١٣٩

على ضعف ماورد يف فضائل بعض األعمال من الوعد بغفران الذنوب املتقدمة واملتأخرة ؛ وقد أو ايف إسنادهوبني مافيها من ضعف ذه األحاديث ، صنف ابن حجر كتابا مجع فيه كثريا من ه

رمضان من صام : ( كحديث بأنه حسن ، أو جيد ؛ هاحكم هو وغريه على بعض، إال أنه امتنهمن قام ليلة القدر إميانا واحتسابا : ( ، وحديث )إميانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه وماتأخر

احلمد هللا الذي كساين هذا : من لبس ثوبا فقال : ( ، وحديث )غفر له ماتقدم من ذنبه وم تأخر هذه األحاديث إن ثبتت ؛ ف)١( )ورزقنيه من غري حول مين والقوة غفر له ماتقدم من ذنبه وماتأخر

وجعلت ، وأحلت لي الغنائم : (فالظاهر أن معىن اخلصوصية يف هذه اخلصلة كمعناها يف قوله . واهللا أعلم . له وألمته دون غريهم من األمم أا ؛ أي ) لي الأرض طهورا ومسجدا

. / M 6 5 4 3 2 1 0 : قال تعاىل على األمم ؛ تفضيل أمته - ٥

9 8 7: A @ ? > = < ;B G F E D CL آل

؛ أي خيارا ١٤٣: البقرة M A @ ? > = < ; :L : وقال ، ١١٠: عمرانبإسناد مارواه البزار دليله السبب وأثر ؛ ف، وحكمة ، وشرط ، ؛ وهلذه اخلريية سبب )٢(عدوال

احلديث يعطهن أحد كان قبلي مل فضلت على األنبياء بست: ( رفعه عن أيب هريرة )٣(جيدعن علي بن أيب طالب )٤(ومارواه اإلمام أمحد بسند حسن ،) وجعلت أميت خري األمم: ؛ وفيه مرفوعا) : ي ا لمم يتطاءأعبياألن نم دط أح؟ قال ، ما هو اهللايا رسول : فقلنا، ع :

، وأعطيت مفاتيح األرض ، وسميت أحمد ، وجعل التراب لي طهورا، نصرت بالرعب إمنا حازت هذه األمة قصب السبق إىل اخلريات : (يقول ابن كثري ؛ ) وجعلت أمتي خير األمم

، ، وبعثه اهللا بشرع كامل عظيم أكرم الرسل على اهللاو، فإنه أشرف خلق اهللا ؛ بنبيها حممد يقوم القليل منه ما ال يقوم منهاجه وسبيله فالعمل على؛ وال رسوال من الرسل، مل يعطه نبيا قبله

، ١١٦، ٤/١١٥فتح الباري : ، وانظر ) ٧٤، ٥٨-٥٢( معرفة اخلصال املكفرة للذنوب املقدمة واملؤخرة ، ص : انظر ) ١(

٣١١، ١٢/٣١٠ . . ١٩١، ١/١٩٠، تفسري ابن كثري ١٥٤، ٢/١٥٣تفسري القرطيب : انظر ) ٢( . ٨/٢٧٢جممع الزوائد ) ٣( . ١/٣٩١تفسري ابن كثري : انظر ) ٤(



١٤٠

. )١( ) العمل الكثري من أعمال غريهم مقامهاالهتداء يف النفس ، والسعي يف هداية الناس ؛ كماقال االستقامة والدعوة ؛ أي اخلريية شرط و

؛ ١١٠: آل عمران M9 8 7 6 5 4 3 2 1 0 / . L :تعاىل فقرأ هذه اآلية، دعة يف حجة حجها رأى من الناس بلغنا أن عمر بن اخلطاب : ادةـقال قت

من سره أن يكون من تلك األمة فليؤد شرط اهللا : مث قال ؛ كنتم خير أمة أخرجت للناس : . )٢(فيها

: ; > = < M : قال اهللا تعاىل الشهادة على الناس كما حكمة تلك اخلرييةو

A @ ?L وقد جعلها اهللا تعاىل شهيدة على األمم ؛وعدهلا فهذه األمة لفضلها ؛ ١٤٣: البقرةعن أنس روى مسلم بسنده وردت نصوص تدل على أن هذه الشهادة تكون يف الدنيا واآلخرة ؛

كالن مب قال ) : الله بيا فقال نريا خهليع فأثني ةازنبج رم : تبجو ، تبجو ، تبجو . الله بيا فقال نرا شهليع فأثني ةازنبج رمو : تبجو ، تبجو ،تبجو . رمى : قال عدف

ازة ومر بجن. وجبت ، وجبت ، وجبت : مر بجنازة فأثني عليها خير فقلت ، لك أبي وأمي فقلت را شهليع فأثني : تبجو ، تبجو ، تبجفقال . و : ول اللهسر : هليع متيأثن نمأنتم ، في الأرض أنتم شهداء الله، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار ، خيرا وجبت له الجنة

عن أبي سعيد وروى البخاري بسنده ، ) أنتم شهداء الله في الأرض ، شهداء الله في الأرض ريدالخ قال : ول اللهسقال ر ) : ةاميالق موي وحى نعدقول ، يا : فيي كيدعسو كيلب

بقول ! رفي : تلغل بقول ؟ هفي : معقال . نفي : كملغل به هتأمقولون ؟ لير : فيذن نا مانا أتمالرسول ويكون ، نه قد بلغ فتشهدون أ؛ محمد وأمته : فيقول ؟ من يشهد لك : فيقول !

وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس :فذلك قوله جل ذكره ؛ عليكم شهيداأبي سعيد عن )٣(، وروى اإلمام أمحد وغريه بسند صحيح) ويكون الرسول عليكم شهيدا

ريدالخ معه والنيب و، معه الرجالن والنيب و، معه الرجل جييء النيب يوم القيامة و: ( مرفوعا

. ١/٣٩١تفسري ابن كثري ) ١( . ٢٣١، ١/٢٣٠حاشية الصاوي على اجلاللني : وانظر . ١/٣٩٦تفسري ابن كثري ) ٢( ) . ٨٠٣٣( الصغري ، ح صحيح اجلامع : انظر ) ٣(



١٤١

: فيقال هلم ؛ فيدعى قومه . نعم : هل بلغت قومك ؟ فيقول : فيقال له ، أكثر من ذلك والثالثة د فيدعى حمم؛ أمته حممد و: فيقول من يشهد لك ؟: ه فيقال ل. ال : هل بلغكم هذا ؟ فيقولون

: و ما علمكم بذلك ؟ فيقولون : فيقال . نعم : فيقولون ؟ هل بلغ هذا قومه : فيقال هلم ؛ أمته ووسطا كذلك جعلناكم أمةو :فذلك قوله . فصدقناه ، سل قد بلغوا جاءنا نبينا فأخربنا أن الر

) . يكون الرسول عليكم شهيدالتكونوا شهداء على الناس وروى أكثر أهلها ؛أم إىل اجلنة ، و همسبقفوفضلها على األمم أمة حممد خريية أثر وأما

يوم نحن الآخرون الأولون: ( قال رسول الله : قال عن أبي هريرة مسلم بسنده عن ةاميالق ، نحنة ونل الجخدي نل موروى مسلم أيضا بسنده عن ابن مسعود ،) أو مرفوعا :

) . رجو أن تكونوا نصف أهل الجنةألذي نفسي بيده إني وال( M b a _ ^ ] \ [ Z Y X W VL : الكوثر ؛ قال تعاىل - ٦

كما ذهب لذلك ابن عمر وأنس وعائشة وغريهم ر يف اجلنة )١(وهو على الصحيح ؛ ٣ – ١: الكوثربينما أنا أسري في الجنة إذا أنا : ( قال عن النبي أنس بن مالك ؛ ملا رواه البخاري بسنده

فوجالم رالد اببق اهافتر حهبن ، ريل : قلتا جبذا يا هقال ؟ م : طاكي أعالذ ثرذا الكوهكبوحوض النيب ؛ ) ر بسنده عن الذي يف عرصات القيامة ميد من هذا النهر ؛ روى مسلم

أبي ذر نع ض :( قالوة الحا آنيم ول اللهسا ري قال ؟ قلت : هتلآني هدبي دمحم فسي نالذوآنية الجنة من شرب ، في الليلة المظلمة المصحية ، أالأكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها

هليا عم رأ آخظمي ا لمهنم ، انابيزم يهف بخشيةنالج ن٢(وروى اإلمام أمحد بسند حسن، ) م( ) . وأعطاين الكوثر ؛ فهو ر من اجلنة يسيل يف حوضي : ( مرفوعا عن حذيفة بن اليمان

بتفصيل القول يف واحدة سأكتفي وهلذا صائص الكربى طويل جدا ، وبسط الكالم يف هذه اخل . عموم الرسالةمن أهم هذه اخلصائص ؛ وهي

عموم الرسالة M 8 7 6 5 : ومن بعث النيب إليهم ؛ قال تعاىل ، خاصة بأقوامهم النبيني كانت رساالت

. ١٢٧- ١/١٢٤الوعد األخروي : انظر يف ذكر األقوال ومناقشتها ) ١( ) . ٢٩٧( النهاية البن كثري ، ص : انظر ) ٢(



١٤٢

9L وقال ٥٩: األعراف ، : M & % $ # " !L وقال ٤٥: النمل ،: M ¥ ¤ £

© ¨ § ¦ ¬ « ªL وملا بعث سيد املرسلني ٧٥: یونس ، فضله اهللاتعاىل بعموم الرسالة ؛ فأرسله إىل اخللق كافة ؛ العرب والعجم ، واألمحر واألسود ، واجلن

-:للثقلني كثرية ؛ منها واإلنس ، واألدلة على عموم رسالته ¡ ¢ £ ¤ �M r ~ } | { z y x w v u t s : قوله تعاىل - ١

¦ ¥§ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª © ¨L

. ١٥٨: األعراف . ٢٨: سبأ M¢ ¡ � ~ } | { z y x w vu L :قوله تعاىل - ٢ . ١: الفرقان M ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤L : قوله تعاىل - ٣ . ١٠٧: األنبیاء M e d c b a `L : قوله تعاىل - ٤¡ �Ms r q p o nt x w v uy ~ } | { z : قوله تعاىل - ٥

¤ £ ¢L ٢٠: آل عمران . من وأنذر كل ، ؛ أي ألنذركم به ١٩: األنعام M5 4 3 2 1 0 / . L : قوله تعاىل - ٦

. )١(من املوجودين وقت نزوله ، ومن سيوجد إىل يوم القيامةبلغه القرآن M z y x w v u t s r q p o n m l k : قوله تعاىل - ٧

} | {~ ¥ ¤ £ ¢ ¡ �¦ §© ± ° ¯ ® ¬ « ªL آل عمران :

مابعث اهللا عز وجل نبيا من األنبياء إال أخذ عليه امليثاق لئن : ( ؛ قال علي بن أيب طالب ٨١؛ لئن بعث حممد ن به ولينصرنه ، وأمره أن يأخذ امليثاق على أمته نبعث اهللا حممدا وهو حي ليؤم

. )٢( )وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه .) وأرسلت إلى الخلق كافة: احلديث ، وفيه ... فضلت على الأنبياء بست ) : وقال - ٨

. رواه مسلم يهودي وال نصراين ، ال يسمع يب أحد من هذه األمة ، والذي نفس حممد بيده : ( وقال - ٩

) .طبعة دار التراث مبصر . ( ١/٣٧٨تفسري ابن كثري ) ١( . ٢/١٣٢تفسري أيب السعود : انظر ) ٢(



١٤٣

. رواه مسلم ) . إال كان من أصحاب النار، مث ميوت ومل يؤمن بالذي أرسلت به ، رواه أمحد بسند ) . لوكان موسى حيا بني أظهركم ماحل له إال أن يتبعين : ( وقال -١٠

، وهو معلوم من دين اإلسالم األحاديث يف هذا أكثر من أن حتصر: ( ، قال ابن كثري )١(حسنويف هذا األصل القطعي . )٢( ) رسول اهللا إىل الناس كلهم صلوات اهللا وسالمه عليه ضرورة أنه

-:منها دالالت متعددة ؛ إمنا اليهود العيسوية ومن وافقهم من النصارى ؛ فقد زعموا أن حممدا بطالن مذهب : األوىل

وزعموا أن يف القرآن مايشهد ملقالتهم ؛ كقوله ! )٣(هو رسول إىل العرب دون غريهم من األممM ~ } | { z y : ه ـوقول؛ ٦: یس M T S R Q P O N ML : تعاىل

�L على أن رسالة حممد ؛ فهذا يدل ٢: یوسف وإنذاره خمصوص جباهلية العرب دون أهلويبدو أن هذا ! )٤(؛ ألنه إمنا بعث إليهم دون غريهم العرب كتابه بلسانوهلذا كان !الكتاب

عن ابن عمر رضي اهللا املعتقد قدمي يف أهل الكتاب ؛ كما يدل لذلك مارواه البخاري بسنده ه حىت وجد، قبل ابن صياد مع النيب أن عمر انطلق يف رهط من أصحاب النيب : ( عنهما

فلم يشعر حىت ، مئذ ابن صياد حيتلم ووقد قارب ي، عند أطم بين مغالة ، ان يلعب مع الغلم: ه ابن صياد فقال فنظر إلي ؟أتشهد أين رسول اهللا : مث قال النيب ، ظهره بيده ضرب النيب

شعار بأن إاألميني فيه نك رسولأقوله أشهد : (؛ يقول ابن حجر ) أشهد أنك رسول األمينيلكن يدعون أا خمصوصة ، بن صياد منهم كانوا معترفني ببعثة رسول اهللا االيهود الذين كان

ألم إذا أقروا بأنه رسول اهللا استحال أن يكذب على اهللا ؛ وفساد حجتهم واضح جدا ! بالعرب ومما يدل على . )٥( )فوجب تصديقه ، فإذا ادعى أنه رسوله إىل العرب وإىل غريها تعني صدقه ،

-:فساد حجتهم ، وبطالن مذهبهم مع ماذكره ابن حجر األمور التالية ال يدل على أن ؛ ٦: یس MP O N M T S R QL : استدالهلم بقوله تعاىل أن -أ

) . ١٥٨٩( إرواء الغليل ، ح : انظر ) ١( ) .طبعة دار التراث مبصر . ( ٢/٢٥٥تفسري ابن كثري ) ٢( ) . ٧٢( ،األسفار املقدسة يف األديان السابقة ، ص ٦/١٧٣، فتح الباري ) ١٦٧( شرح العقيدة الطحاوية ، ص : انظر ) ٣( . ) طبعة البيان . ( ١٠١-١/٩٩اجلواب الصحيح : انظر ) ٤( ) . ١٦٧( شرح الطحاوية ، ص : وانظر . ١٧٣، ٦/١٧٢فتح الباري ) ٥(



١٤٤

، وأحقهم إمنا خص العرب بالذكر ألم أول املنذرينألن اهللا تعاىل ؛خاصة بالعرب رسالته ؛ وهلذه اآلية نظائر كثرية من كتاب اهللا الألن اإلنذار خمصوص م دون أهل الكتاب باإلنذار ، M j i h : كقوله تعاىل اليلزم من ذلك أال تكون له حكم أخرى ؛ ا حكمة الفعل مث تذكر فيه

r q p o n m l kL ؛ ومعلوم أنه نزل به حلكم أخرى غري ١٩٤ – ١٩٣: الشعراءالنذارة ؛ كالبشارة ، واألمر باملعروف والنهي عن املنكر ، وحتليل الطيبات ، وحترمي اخلبائث ،

. )١(وغري ذلك من املقاصدخاصة بالعرب ؛ ألن سنة اهللا تعاىل أن رسالة النيب اليعين أن نزول القرآن بلغة العرب -ب

الذين خياطبهم أوال ، مث بعد ذلك النيب يف إنزال الكتب أن تكون بلسان واحد ؛ وهو لسان قوملكانت الرسالة م ختصيص نزول الكتاب بلسان قوم يقتضي ؛ ولوكان تبلغ الكتب لسائر األمم

! )٢(؛ ألا كانت لغة موسى وعيسى عليهما السالمالتوراة واإلجنيل خاصة مبن يتكلم العربية عموم الرسالة للخلق كافة مبا يف ذلك أهل أن نصوص القرآن احملكمة قاطعة يف الداللة على -ج

¢ �~ M} | { z y x w v u t s r : الكتاب ؛ كقوله تعاىل ¡

¦ ¥ ¤ £§ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª © ¨

L وقوله ١٥٨: األعراف ،: M¢ ¡ � ~ } | { z y x w vu L

¡ �Ms r q p o nt x w v uy ~ } | { z : ، وقوله ٢٨: سبأ

¤ £ ¢L م يتعلقون باملتشابه ويهملون احملكم ٢٠: آل عمران؛ !؛ ولكن أهل الباطل كعادومن دعوة املشركني ، يف القرآن من دعوة أهل الكتاب من اليهود والنصارى : (يقول ابن تيمية وهذا كله معلوم باالضطرار من ، ما ال حيصى إال بكلفة، ومجيع اإلنس واجلن ، وعباد األوثان . )٣( )! إنه مل يذكر أنه بعث إال إىل العرب خاصة: فكيف يقال ، دين اإلسالم

فقد بعث كتبه إىل وسريته تدل على مشول رسالته ألهل الكتاب قطعا ؛ أن سنة النيب -د

) .طبعة البيان . ( ٢٥٥-١/٢٤٧اجلواب الصحيح : انظر ) ١(إن رسل املسيح : وهلم عن هذا اإللزام أجوبة ؛ تارة يقولون ) . طبعة البيان . ( ٢٩٩-١/٢٨٩اجلواب الصحيح : انظر ) ٢(

انظر يف ! إن ترمجة التواراة واإلجنيل معصومة خبالف القرآن : من أرسل إليهم ، وتارة يقولون حولت ألسنتهم إىل ألسنة ) .طبعة البيان . ( ٣٠٦-٣٠٣، ٢٩٦-١/٢٩٣اجلواب الصحيح : الرد على هذه الشبهات

) .طبعة البيان . ( ١/١٩٧اجلواب الصحيح ) ٣(



١٤٥

يدعوهم إىل اإلسالم ، ولو كانت من ملوك األرض وغريهمكسرى وقيصر والنجاشي واملقوقس ملن قال أنه رسول أرسل .. نقول ( :؛ يقول ابن تيمية )١(وشرع جهادهم دعوته خاصة ملادعاهم

بالنقل ؛ إنه من املعلوم بالضرورة لكل من علم أحواله : إىل العرب اجلاهلية دون أهل الكتاب ، وبالقرآن املتواتر عنه ، الذي هو أعظم تواترا مما ينقل عن موسى وعيسى وغريمها ، املتواتر

؛ ذكر أنه أرسل إىل أهل الكتاب وسنة خلفائه الراشدين من بعده أنه ، ة عنه وسنته املتواترعرم ؛ ىل مجيع بين آدم إبل ذكر أنه أرسل ، كما ذكر أنه أرسل إىل األميني ، اليهود والنصارى

بل أنه أرسل إىل ، والترك واهلند والرببر واحلبشة وسائر األمم من الروم والفرس؛ وعجمهم اليت اتفق على نقلها ، وهذا كله من األمور الظاهرة املتواترة عنه ، اجلن واإلنس مجيعا ؛ الثقلني

ال حيصى عددهم ، وقد صحبه عشرات ألوف ، عنه أصحابه مع كثرم وتفرق ديارهم وأحواهلم مث ذلك ، وهم أضعاف الصحابة عددا ، ونقل ذلك عنهم التابعون ، على احلقيقة إال اهللا تعاىل

. )٢( ) مع كثرة املسلمني وانتشارهم يف مشارق األرض ومغارا، إىل زمننا ل قرنا بعد قرنمنقواليت دان ا الفالسفة وغالة الشيعة والصوفية ؛ ، بطالن دعوى عقيدة سقوط التكاليف : الثانية

، فإذا حصل املقصود )٣(فالفالسفة يعتربون العبادة جمرد وسيلة لترويض النفس ملعرفة العلم اإلهليوغالة الشيعة يزعمون أن اإلميان باإلمام كاف يف حتقق سعادة الدنيا ! )٤(مل يبق للتأله فائدة

أن فإم يزعمون غالة الصوفية أما و! )٥(واآلخرة ؛ فمن آمن بإمام الوقت سقطت عنه التكاليفوتأولوا على !مبقتضى الشرع الويل إذا شهد احلقيقة الكونية كان له العمل مبقتضى الكشف ال

؛ ظنا أن املراد باليقني يف اآلية معرفة ٩٩: الحجر M W V U T S RL : ذلك قوله تعاىل كما تعلقوا ! احلقيقة الكونية ، وأن لزوم العبادة مغيا بشهوها ؛ فإذا حصل الشهود سقط اللزوم

بقصة موسى واخلضر ؛ فزعموا أن اخلضر كان مشاهدا للحقيقة الكونية ؛ ولذلك خالف الشرع

) . ١٦٧( شرح العقيدة الطحاوية ، ص : انظر ) ١( ) .طبعة البيان . ( ١/١٢٥اجلواب الصحيح ) ٢(العلم اإلهلي ، أو الفلسفة األوىل ، أو علم مابعد الطبيعة كلها عند الفالسفة أمساء ملسمى واحد ؛ وهو العلم املتعلق ) ٣(

) . ١٥٦( ات ، ص ، التعريف) ١٣٠( املبني ، ص : انظر ! باملوجودات اردة عن املادة ؛ كالعقول العشرة اليت ختيلوها . ٢٤٠-٢/٢٣٢، الصفدية ) ١٠٣-٩٧( ، الرسالة األضحوية ، ص ) ٢٨٩(مقاالت اإلسالميني ، ص : انظر ) ٤( ) . ١٦٨،١٦٩( دراسة عن الفرق الدينية يف تاريخ املسلمني ، ص : انظر ) ٥(



١٤٦

وهكذا الويل إذا شاهد احلقيقة الكونية ساغ له اخلروج عن الشريعة احملمدية كما ساغ للخضر ! ! )١(اخلروج عن الشريع املوسوية

اقض اإلميان بعموم الرسالة لكل مكلف حىت وعقيدة سقوط التكاليف اليت مجعت هذه الطوائف تن؛ أي إىل املوت ؛ كما دل على ٩٩: الحجر M W V U T S RL :ميوت ؛ قال تعاىل

قال سامل وجماهد واحلسن وقتادة وعبدالرمحن : (ذلك الكتاب والسنة واإلمجاع ؛ يقول ابن كثري مل:خبارا عن أهل النار أم قالوا تعاىل إ والدليل على ذلك قولهبن زيد وغريهم اليقني املوت ،

م الدوبي كذبا نكنو نيضائالخ عم وضخا نكنو نيكسالم مطعن كن لمو لنيصالم نم كين ننيقا اليانى أتتويف الصحيح أن رسول اهللا ، ح وقد مات - ملا دخل على عثمان بن مظعون–فقال رسول اهللا . ، فشهاديت عليك لقد أكرمك اهللا رمحة اهللا عليك أبا السائب: قالت أم العالء

:أما هو فقد : ؟ فقال ، فمن بأيب وأمي يا رسول اهللا: فقلت ؟ وما يدريك أن اهللا أكرمهواعبد ربك حتى : قولهويستدل من هذه اآلية الكرمية وهي . ، وإين ألرجو له اخلري جاءه اليقني

فيصلي ؛ يأتيك اليقني على أن العبادة كالصالة وحنوها واجبة على اإلنسان ما دام عقله ثابتا ، أن ، كما ثبت يف صحيح البخاري، عن عمران بن حصني، رضي اهللا عنهما حبسب حالهويستدل ا . إن مل تستطع فعلى جنب ، ف ، فإن مل تستطع فقاعدا صل قائما : رسول اهللا

، فمىت وصل أحدهم إىل املعرفة على ختطئة من ذهب من املالحدة إىل أن املراد باليقني املعرفة، كانوا هم عليهم السالم ، فإن األنبياء وهذا كفر وضالل وجهل . سقط عنه التكليف عندهم

، وكانوا مع هذا ، وما يستحق من التعظيم وأصحام أعلم الناس باهللا وأعرفهم حبقوقه وصفاتهوإمنا املراد باليقني ! وأكثر الناس عبادة ومواظبة على فعل اخلريات إىل حني الوفاة، أعبد الناس . )٢( ) كما قدمناه هاهنا املوت

العبادة هي الغاية اليت خلق الثقالن من أجلها ، وهي اليت بعث ا الرسل ، وأنزلت ا وأيضا ف M I H G F E D CL :تب ، ووصف اهللا ا أصفياءه من خلقه ؛ قال تعاىل الك

: وقال ، ٣٦: النحل MN M L K J I H G F E D L : ، وقال ٥٦: الذاریات

. ٤٢٢-١١/٤١٧، ١٦٦، ١٦٥، ١٠/١٥٧، جمموع الفتاوى ) ٢٨٩( مقاالت اإلسالميني ، ص : انظر ) ١( ) . باختصار يسري . ( ٤/٦٦٦تفسري ابن كثري ) ٢(



١٤٧

M F E D C B A @ ? >L وقال ٤٥: ص ، : M & % $ # " !

. - , + * ) ( 'L ؛ فعلم أن كمال العبد يف حتقيق عبوديته ١: اإلسراءعرفة جمردات الفالسفة اليت هي على التحقيق جمرد خياالت فكيف يتصور خروجه عما خلق له مب

احلاضر يف األمصار ، عن األبصار عرفة إمام الشيعة الغائب أومب، يف األذهان الوجود هلا يف الواقع ! سبحانك هذا تان عظيم !شهود احلقيقة الكونية اليت آمن ا الرب والفاجر أومبجرد

األولياء على أحد من الحجة فيها على جتويز خروج ف مع اخلضر قصة موسى وأما مل خاصة ببين إسرائيل ، و ورسالة موسى ، حممد عامة احملمدية ؛ ألن رسالة الشريعة

وأيضا فإن مافعله اخلضر . اتباعه ، وال كان على اخلضر يكن مبعوثا إىل اخلضر على ؛ وهلذا ملا بني له اخلضر أسباب مافعل وافقه موسى مل يكن خمالفا لشريعة موسى

. )١(ذلكإال اليسعه بعد بعثـة الـنيب أحد من اخللق ألن كل ؛ اخلضر الداللة على وفاة : الثالثة

مؤمنا جماهدا ، فيأتيه حل له إال أن يتبع النيب حيا ملا اخلضر كان لواإلميان به ونصرته ؛ ف ، ه من أعظم ما تتوافر الـدا ؛ ألنا ؛ إذ لو حصل لنقل نقال مستفيضواعي وهذا ما مل حيصل قطع

حسن تسكن النفس إليه املعلوم أن اخلضر مل ينقل بسند صحيح وال( : على نقله ؛ قال ابن كثري وهذا يـوم . يف يوم واحد ، ومل يشهد معه قتاال يف مشهد من املشاهد أنه اجتمع برسول اهللا

إن تهلك ( : تحه على من كفره بدر يقول الصادق املصدوق فيما دعا به لربه واستنصره واستفل اإلسأه نة مابصالع هذهعض الم ال تي األرف دوتلك العصابة كان حتتها سادة املسـلمني ) ب ،

يومئذ وسادة املالئكة ، فلو كان اخلضر حيا لكان وقوفه حتت هذه الراية أشرف مقاماته وأعظم األحاديث النبوية واآليات القرآنية ، ثم لو كان باقيا بعده لكان تبليغه عن رسول اهللا . غزواته

وإنكاره ملا وقع من األحاديث املكذوبة والروايات املقلوبة واآلراء البدعية واألهـواء العصـبية ، وقتاله مع املسلمني يف غزوام ، وشهوده مجعهم ومجاعام ، وتسديده العلماء واحلكام أفضل مما

أقوى األدلة ( : ن حجر ، وقال اب )٢( )مصار ، وجوبه الفيايف واألقطار يقال عنه من كنونه يف األ

. ٨٩٥-٢/٨٩٠الوعد األخروي : انظر ) ١( ) . باختصار ( ٣٣٦، ١/٣٣٥البداية والنهاية ) ٢(



١٤٨

أهل األعصار املتقدمة بال بالتعمري من بني ه، وانفراد على عدم بقائه عدم جميئه إىل رسول اهللا . )١( )دليل

أما ما نقل عن غري الصحابة من رؤية اخلضر ، أو االجتماع به ، فليس حجة على بقائه ؛ ألنه إما كل من قال إنه ( : ى صاحبه ؛ قال ابن تيمية أو صدقا ولكن لبس علأن يكون كذبا ال عربة به ،

رأى اخلضر وهو صادق إما أن خييل له يف نفسه أنه رآه ويظن ما يف نفسه كان يف اخلارج كما وهذا كثري . يقع لكثري من أرباب الرياضات ، وإما أن يكون جنيا يتصور له بصورة إنسان ليضله

ه ، . ا قد علمنا منه ما يطول وصفه جده اخلضر وهو غالط يف ظنأن ا ظنا أن يكون رأى إنسيوإم أو اإلنسي دق يف هذا : فإن قال له ذلك اجلينه اخلضر فيكون قد كذب عليه ، ال خيرج الصإن

الصحابة أنه رأى ؛ وهلذا مل ينقل عن أحد من )٢(وأما األحاديث فكثرية. الباب عن هذه األقسام اخلضر وال اجتمع به ؛ ألنهم كانوا أكمل علما وإميانا من غريهم ، فلم يكن ميكن الشيطان

الروايات واحلكايات هي ( : ري ، وقال ابن كث )٣( )م كما لبس على كثري من العباد التلبيس عليهال يقوم مبثلها حجة ، ضعيفة جدا عمدة من ذهب إىل حياته إىل اليوم ، وكل األحاديث املرفوعة

أنها صحيحة إىل من يف الدين ، واحلكايات ال خيلو أكثرها عن ضعف يف اإلسناد ، وقصاراها . )٤( )ليس مبعصوم

أن رسالته جلميع اخللق يف زمنه ، ويف الزمن الذي معىن عموم رسالة سيد املرسلني : الرابعةوأرسلت إلى : ( بعده إىل يوم القيامة ؛ وهذا هو املعىن املتبادر من أدلة عموم الرسالة ؛ كقوله

وقد فهم بعض املتكلمني من ذلك العموم املطلق ؛ أي أن رسالة سيد املرسلني ) . الخلق كافةمرسل جلميع األنبياء التحقيق أنه ( :؛ يقول البيجوري ن آدم إىل يوم القيامة اخللق من لدتعم

واألمم السابقة ، لكن باعتبار عامل األرواح ؛ فإن روحه خلقت قبل األرواح ، وأرسلها اهللا هلم

) . ١٦٢( الزهر النضر ، ص ) ١(وهذه ، ، بل روي أن من الصحابة من رآه أا رويت أحاديث كثرية يف حياة اخلضر ، وبقائه حىت يكذب الدجال أي ) ٢(

، فتح الباري ٣٣٥-٣٢٩، ١/٣٢٦البداية والنهاية : انظر . ضعيفة ، أو ثابتة إىل من ليس مبعصوم إما حاديث األ . ٢٢٦-٤/٢٠٨، أضواء البيان ) ١٦٢-٩٥، ٨٢-٧٠( ، الزهر النضر ، ص ٤٣٧-٦/٤٣٤

) . ١٨٥( الرد على املنطقيني ، ص ) ٣( . ١/٣٣٤البداية والنهاية ) ٤(



١٤٩

مرسل جلميع الناس من لدن آدم إىل فبلغت اجلميع ، واألنبياء نوابه يف عامل األجسام ؛ فهو وما : بعثت إىل اخللق كافة ، وقوله تعاىل : حىت إىل نفسه ؛ لدخول اجلميع حتت قوله القيامة يوم

. )١( )أرسلناك إىل كافة للناس العموم يف ليس ناشئا عن خطأ يف فهم داللة العموم ؛ فإن كافة ككل داللتها علىوهذا الرأي

يف اخللق أو أولية النيب القول بقدم احلقيقة احملمدية ؛ ناشئ عن كل موضع حبسبه ، ولكنه . ماسنفرد له املسألة التالية والنبوة ؛ وهو

. نبوةيف اخللق وال دعوى أولية النيب النبـوة ويف اخللـق مأوهلليس أفضل األنبياء فحسب ، بل إنه النيب أنبعض أهل العلم رأى

وإذ أخذنا : سئل عن قوله أن رسول اهللا واستدلوا لرأيهم حبديث أيب هريرة !! )٢(وامليثاقذنأخو ميرن مى ابيسعى ووسمو يماهرإبوح ون نمو كنمو ميثاقهم نيبيالن نيظا ميثاقا غلم مهنا م

قلت ( ال ق ميسرة الفجر ، وحبديث )٣( )لق وآخرهم يف البعث وهلم يف اخلكنت أ( : قال ؟ : ول اللهسا را ؟ قال ! يبين تى كنتم :وآد دسالجوح والر نيب ـاس )٤( )موحبديث ابـن عب ،

وآدم بـني الـروح : ؟ قـال مىت أخذ ميثاقك ! يا رسول الله : قلت ( : قال رضي اهللا عنهما . )٥( )واجلسد

الصوفية وزعم أن الذات احملمدية مل ختلق قبل األنبياء فحسب ، بل خلقت قبـل غال بعض وقد نبيا وآدم بـني املـاء كنت ( :ذلك حبديثني باطلني ، أحدمها ، واحتجوا على )٦(كل الذوات

قدم والظاهر أم يعنون بذلك . )٧( )نبيا وال آدم وال ماء وال طني كنت ( : ، والثاين ) والطني

) . ١٣٦، ١٣٥( شرح اجلوهرة ، ص ) ١(، روح املعاين ١٤/١٢٧، تفسري القرطيب ٦/٣٥٥، زاد املسري ٤/٣٧١، احملرر الوجيز ٣/٥٠٨تفسري البغوي : انظر ) ٢(

٢١/١٥٤ . ) . ٦٦١( ، سلسلة األحاديث الضعيفة ، ح ) ٣٨٦( املقاصد احلسنة ، ح : انظر . حديث ضعيف ، التقوم به حجة ) ٣( ) . ١٧( كتاب القدر ، ح : انظر . وغريه بسند صحيح رواه الفريايب) ٤( . وإسناده ضعيف ؛ النقطاعه ، وضعف معظم رواته ) . ١٢٤٧٨( رواه الطرباين يف الكبري ، ح ) ٥( ) . ١٣٢، ١٣١( ، مدخل للتصوف ، ص ٧٤، ٢/٧٣، اإلنسان الكامل ) ٦٤، ٦٣( فصوص احلكم ، ص : انظر ) ٦( . ٢/١٦٩، كشف اخلفا ) ٣٨٦( املقاصد احلسنة ، ص : انظر ) ٧(



١٥٠

حدوث ذاته معلوم بالضرورة أنه كان عام الفيل ال حني كان آدم بني أو حقيقته ؛ ألن روحه وصف ال بد أن يكون املوصوف به موجودا ، إن قلت النبوة( : السبكي يقول الروح واجلسد ؛

جـاء أن اهللا : وقبل إرساله ؟ قلت هوإنما يكون بعد أربعني سنة ، فكيف يوصف به قبل وجودإىل روحه الشريفة ، ) كنت نبيا( : اد ؛ فقد تكون اإلشارة بقوله تعاىل خلق األرواح قبل األجس

. )١( )ومن أمده بنور إهلي ا خالقها معرفتها ، وإنما يعرفه أو حقيقته ، واحلقائق تقصر عقولنا عن ـ: همة ال بد من إيضاح ثالثة أمور ق على وجهه يف هذه املسألة املولكي يفهم احل

! " # $ % & ' ) ( * M : قوله تعاىل يف أن البدء بذكر النيب : أحدها

- , +. 3 2 1 0 /L ه املخاطـب ٧: األحزابته ، أو ألنحيتمل أن يكون ألفضليبالقرآن ؛ وال حيتمل بوجه أن يكون البدء بذكره ألوليته يف اخللق أو النبوة أو أخذ امليثاق ، ولو

. )٢(سلمنا باحتماله فإن األصول العقدية ال جيوز أن تبىن على نص حمتمليف اخللق والنبوة وامليثاق ال حجة أن ما استدلوا به من أحاديث على أولية النيب : واألمر الثاين

وهلـم يف كنـت أ ( : فحديث ؛ غري صحيحة أو غري صرحية إما فيه على إثبات مدعاهم ؛ ألنها هريرةال تقوم به حجة ؛ لثالث علل يف إسناده ؛ عنعنة احلسن عن أيب) اخللق وآخرهم يف البعث

قال ابن )٣(يف رفعه ووقفهاختالف رواته يف وصله وإرساله ، و، و، وضعف سعيد بن بشري ،سعيد بن بشري فيه ضعف ، وقد رواه سعيد ابن أيب عروبة عن قتادة بـه مرسـال ، ( : ابن كثري

وكأن هذه العلل مع نكارة مـنت احلـديث . )٤( )، ورواه بعضهم عن قتادة موقوفا وهو أشبه . )٥(محلت الصغاين وغريه على احلكم عليه بالوضع

: ؟ قـال مىت أخذ ميثاقـك ! يا رسول الله : قلت ( : رضي اهللا عنهما قال وحديث ابن عباسضعف معظـم رواتـه ؛ ل؛ يف امليثاق ال حجة فيه على أولية النيب ) وآدم بني الروح واجلسد

. ٢/١٧٠نقال عن كشف اخلفا ) ١( . ٣/٢٥٢اإلنصاف حباشية الكشاف ) ٢( ) . ١١٥( ، سلسلة األحاديث الضعيفة ، ح ١٣١-٢/١٢٨ميزان االعتدال : انظر ) ٣( . ٣/٤٦٩تفسري ابن كثري ) ٤( ) . ٣٤٧( الفوائد اموعة ، ص : انظر ) ٥(



١٥١

وزيـد بـن . )١(مل أجد له ترمجـة : فعبدان بن أمحد األهوازي جمهول ال يعرف ، قال األلباين وحيىي بن . )٢(رمبا أخطأ: احلريش األهوازي جمهول احلال كما قال ابن القطان ، وقال ابن حبان

، وجـويرب بـن سـعيد )٣(وغريهمكثري أبو النضر صاحب البصري ضعفه ابن معني وأبو زرعة . )٤(لـين يف الروايـة لكنـه البلخي له رواية ومعرفة بأيام الناس ، وحاله حسن يف التفسري ،

ارقطينفه القطان ، ووثقه اإلمام أمحد وابن معني وأبو زرعة والداك بن مزاحم اهلاليل ضعوالضح؛ فعلـم أن )٥(ال عن غريه مـن الصـحابة وغريهم ، إال أنه مل يثبت له مساع ال عن ابن عباس و

احلديث معلول بضعف معظم رواته ، وانقطاع إسناده ، بله خمالفة متنه للروايات الثابتة يف بيان ما يببه الن خص رة الفجرسيوح واجلسد ؛ كحديث موآدم بني الر قال : ) ول : قلتسا ري

ى ! اللهتا ؟ قال مبين تبكت :وآد دسالجوح والر نيب ل به آنذاك كتابـة )٦( )م؛ فعلم أن ما فضنده عن أيب روى ابن أيب عاصم بسونبوته ، والتنويه بذكره يف املأل األعلى ال خلقه وأخذ ميثاقه ؛

أي شيء كـان أول أمـر : فقال أقبل أعرايب حتى أتى رسول الله ( : قال مرمي الغساين وإذ أخذنا : أخذ الله مني امليثاق كما أخذ من النبيني ميثاقهم ، ثم تال قوله تعاىل : نبوتك ؟ قال

ى ووسمو يماهرإبوح ون نمو كنمو ميثاقهم نيبيالن نيثاقـا مم مهـنا مـذنأخو ميرن مى ابيسعويف ، يف صـفته النبيني ؛ فظاهر اآلية واحلديث يدالن على أن ميثاقه كميثاق سائر )٧( )ظا ـغلي

. وقت حصولهفثابت ال شك يف ذلك ، إال أنه ال يدل )٨( )م بين الروح والجسد كنت نبيا وآد( : وأما حديث

يبة النلييدل على أو ا آنذاك الكون القدري الكتـايب الة ؛ ألن املراد بكونه نبييف اخللق والنبو

) . ٦٨( حتذير الساجد ، ص : انظر ) ١( ) . ١٩٤٦، ٩٧٠( ، سلسلة األحاديث الضعيفة ، ح ٥٠٤، ٢/٥٠٣، لسان امليزان ٣/٥٦١اجلرح والتعديل : انظر ) ٢( . ١١/٢٦٧لتهذيب ، ذيب ا ٤/٤٠٣، ميزان االعتدال ١٨٣، ٩/١٨٢اجلرح والتعديل : انظر ) ٣( . ١/٤٢٧، ميزان االعتدال ٢/٢٥٧، التاريخ الكبري ٢/١٢٤ذيب التهذيب : انظر ) ٤( . ٤٥٤، ٤/٤٥٣ذيب التهذيب : انظر ) ٥( . ٦/١٨٩اإلصابة : انظر . رواه اإلمام أمحد بسند صحيح ) ٦( . ٨/٢٢٧جممع الزوائد : انظر . رواه الطرباين بإسناد رجاله ثقات ) ٧( ) . ١٧( كتاب القدر ، ح : انظر . رواه الفريايب وغريه بسند صحيح ) ٨(



١٥٢

عن ميسرة الفجر )١(صحيح لذلك ما رواه اإلمام أمحد بسند الكون العيين الشهودي ؛ كما يدل قال : ) قلت : ول اللهسا را ؟ قال ! يبين تبى كتتم :وآد دسالجوح والر نيب ومـا ) م ،

متى وجبت لك ! يا رسول الله : قالوا : ( قال عن أيب هريرة )٢(صحيح رواه الترمذي بسندعن العرباض بن )٣(حسن ، وما رواه البغوي بسند) م بين الروح والجسد وآد: لك النبوة ؟ قال

؛ فـدل ) يف طينته عند الله مكتوب خامت النبيني وإن آدم ملنجدل إين (: مرفوعا ارية سبن على أن املراد اإلخبار عن تقدير نبوته ال عن وجودها الفعلي ؛ وأن ذلك التقدير قد كان وقـت التقدير العمري آلدم ؛ وهو الذي يكون بأيدي املالئكة املوكلني بكتابة املقادير ؛ فإن اهللا تعـاىل يظهر هلم ما قدره للمخلوق يف أم الكتاب فيكتبون رزقه وأجله وعمله ومآله ؛ وهـي سـنة اهللا

اخللق مقـاديره وأحوالـه تعاىل يف آدم وذريته ؛ فقبل أن تنفخ الروح يف جسد آدم أظهر ملالئكةفكتبوها ، وكتبوا آنذاك أعظم أحوال ذريته ؛ وهي نبوة سيد املرسلني ، وإمام املتقني ، وخـامت

التقدير والكتابة تكون تفصيال بعد مجلة ؛ فاهللا تعاىل ملا قدر مقادير ( : ، قال ابن تيمية لنبيني ارض خبمسني ألف سنة مل يظهر ذلك التقدير للمالئكة ، وملـا اخلالئق قبل أن خيلق السموات واأل

فكان ... خلق آدم قبل أن ينفخ الروح فيه أظهر هلم ما قدره كما يظهر هلم ذلك من كل مولود بل نفخ الروح فيه مـن ما كتبه اهللا من نبوة حممد الذي هو سيد ولد آدم بعد خلق جسد آدم وق

. )٤( )هذا اجلنس نبيا وآدم بني الروح واجلسد بالكون القدري الكتـايب اليت فسرت كونه الروايات الصحيحةو

يبرورة من أن ذات النهي املوافقة ملا علم بالض ما كانتته إنما وجدت عام الفيل ، وأن نبوإن¡ ¢ £ ¤ ¥ ¦ § © M « ª :على رأس األربعني من عمره ، قال تعاىل

² ± ° ¯ ® ¬L وقـال ٣: یوسف ، : M a ` _ ^L وروى ، ٧: الضحىأول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا ( : عائشة رضي اهللا عنها قالت البخاري بسنده عن

. ٦/١٨٩اإلصابة : انظر ) ١( ) . ٥٧٥٨( ختريج أحاديث مشكاة املصابيح ، ح : انظر ) ٢( . ١/٦١تلخيص االستغاثة : انظر ) ٣( . ٣٨٨، ١٢/٣٨٧جمموع الفتاوى ) ٤(



١٥٣

فأخـذني : ما أنا بقارئ ، قال : اقرأ ، قال : فجاءه الملك فقال : احلديث ، وفيه ... الصالحة ما أنا بقارئ ، فأخـذني فغطنـي : اقرأ ، قلت : ل فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقا

ما أنا بقارئ ، فأخـذني فغطنـي : اقرأ ، فقلت : الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال باسم ربك الذي خلق خلق اإلنسان من علق اقرأ وربك األكرم ، اقرأ : الثالثة ثم أرسلني فقال ول اللهسا ربه عجفر هادفؤ فجرفعال كانفلو ؛) ي جدوح واجلسد ملا ونبئ ، قد ووآدم بني الر

! )١(كان هلذه الصفات واألحوال معىن يبة النليبقي أن أشري إىل أن االستدالل على أو ة مبا هو جار على كـثري مـنيف اخللق والنبو

إنما ) نت نبيا وآدم ال ماء وال طني ك : (، أو ) نبيا وآدم بني املاء والطني كنت : (األلسنة بلفظ من كتب السنة املعتمـدة ، هو استدالل مبا مل يروه أحد من أهل العلم باحلديث وليس يف شيء

كنت نبيا وآدم بني املاء والطني فلم نقف عليه : وأما الذي على األلسنة بلفظ : ( قال السخاوي قال ( : وين ل،وقال العج )٢( )نبيا وال آدم وال ماء وال طني وكنت :ة ذا اللفظ ، فضال عن زياد

ذا اللفظ ، : الزركشي ال مـاء وال وزاد العوام وال آدم و: وقال السيوطي يف الدرر ال أصل له؛ وهلذا كان معناه باطال عقال ؛ فآدم مل يكن بني املاء والطني قـط ؛ )٣( )طني ال أصل له أيضا

ألن املاء بعض الطني ال مقابله ، ولكنه كان بني الروح واجلسد ؛ وهي احلال اليت أظهر اهللا فيهـا قبل نفخ الـروح يف ، فكتبوها وأعلنوها يف املأل األعلى ؛ ملالئكة اخللق وة نبينا حممد تقدير نب

آدم)٤ (.

علـى نصوص وما جيري جمراها تدل على أولية الـنيب هذه الأن الزعم بأن : واألمر الثالثاألنبياء يف اخللق والنبوة كان ذريعة للغلو الصويف الذي مل يقف عند دعوى أوليته على األنبياء يف

يبة النلية بل ختطاها لدعوى أواخللق والنبو لقت قبـل كـلاملطلقة يف اخللق ، وأن ذاته خحجة لعقيدتـه يف )٥(ة أخرى مفتراةالذوات ؛ فقد اتخذ احلالج من هذا الفهم اخلاطئ ، ومن أدل

. ٢٨٣، ٨/٢٨٢، ٢/١٤٩جمموع الفتاوى : انظر ) ١( ) . ٣٨٦( املقاصد احلسنة ، ص ) ٢( . ٢/١٦٩كشف اخلفا ) ٣( . ١/٦٦، تلخيص االستغاثة ١٨/٣٦٩، ٢٣٨، ٢/١٤٧جمموع الفتاوى : انظر ) ٤( . ٢٣٩، ٢/٢٣٨جمموع الفتاوى :انظر . كان نورا يسبح حول العرش ، أو كوكبا يطلع يف السماء كحديث أن النيب ) ٥(



١٥٤

يب؛ فزعم أن للن ديور احملمة النو أزلياألزيل الذي كان قبل األكوان رحقيقتني ، قدمية ؛ وهي الن، واألخرى حادثة ؛ وهي حقيقته باعتباره نبيا مرسال وجد مبكة عام الفيل ، ثم اسـتمد علمـه

!! )١(القدمي ؛ إذ هو مصدر علم كل نيب ، وعرفان كل ويلوعرفانه من ذلك النور وهكذا شأن السهروردي وابن عريب ؛ فقد زعم السهروردي أن الرسول هو األصل يف التكوين ،

وزعم ابن عريب الطائي أن النيب وإن تأخر وجود طينته إال أنه موجود يف ! )٢(والكائنات تبع له، )٣(حبقيقته ؛ فاحلقيقة احملمدية وجدت قبل اخللق ، فكان فيها أول تعينات احلق وأكملهااألزل

وعن هذه احلقيقة صدر اخللق كله حبقائقه وعلومه ؛ فمن مشكاة خامت النبيني خلق كل شيء ، ق واخللق ، فال فرق يف نظره بني احل!! )٤(ومن مشكاته استمد األنبياء واألولياء علمهم وعرفام

يبه النما هو علم وعرفان يستمدة عندهم بوحي يرتل من السماء وإنوال نبو من داخل ذاته أو ! الذي تومهوه من نوره القدمي

اإلسراء واملعراج ! " # $M :واإلمجاع ؛ قال تعاىل ، والسنة املتواترة ، اإلسراء واملعراج ثابت بالقرآن

1 0 / . - , + * ) ( ' & %2 7 6 5 4 3L ١: اإلسراء ،^ _ M e d c b a : تعاىل وقال ]L س وروى مسلم بسنده ، ١٤ – ١٣: النجمأن نع

كالن مب ول اللهسأن ر اق : ( قالربالب يتطويل ، أت ضية أبابد وهار ، ومالح قفوقة فربطته بالحل، فركبته حتى أتيت بيت المقدس ، يضع حافره عند منتهى طرفه ، ودون البغل

فجاءني جبريل ، ثم خرجت ، فصليت فيه ركعتين ، د ثم دخلت المسج، نبياءألالتي يربط به ا نلب ناء مإنر ومخ ناء مبإن ، ناللب ترتريل ، فاخة : فقال جبطرالف ترتا ، اخبن جرع ثم

: قال؟ ومن معك : قيل . جبريل : قال ؟ من أنت : فقيل ، فاستفتح جبريل ، إلى السماء

) . ١٣٢، ١٣١( مدخل للتصوف ، ص : انظر ) ١( . ٤/٤٠١حاشية اخلفاجي : انظر ) ٢( ! لقب اإلنسان الكامل ؛ ألنه بزعمه أول جملى للحق وأكمله وهلذا أطلق على النيب ) ٣(وانظر ) . ٢٠٣( ، مدخل للتصوف ، ص ٧٤، ٢/٧٣، اإلنسان الكامل ) ٦٤، ٦٣( فصوص احلكم ، ص : ر انظ) ٤(

-١١٢( ، اإلنسان الكامل يف الفكر الصويف ، ص ٦٦، ١/٦٥، تلخيص االستغاثة ٢/١٤٧جمموع الفتاوى : أيضا ) . ٢١٣، ١٨٨-١٨١( ، حمبة الرسول بني االتباع واالبتداع ، ص ) ١٢٤



١٥٥

دمحيل . مق :هث إليعب قدقال ؟ و : هث إليعب ا ، قدلن حففت ، ما بآدبي ، فإذا أن بحا ، فرعدو: قال ؟ من أنت : فقيل ، فاستفتح جبريل ، السماء الثانية ثم عرج بنا إلى ، لي بخير

ففتح لنا ، قد بعث إليه : قال ؟ وقد بعث إليه : قيل ، محمد : قال ؟ ومن معك :قيل، جبريل ،الةالخ ينا بابا ؛ فإذا أنهمليع الله اتلواء صكرين زى بيحيو ميرن مى ابيسا ، عبحا ، فروعدو

، جبريل : قال ؟ من أنت : فقيل ، فاستفتح جبريل ، الثالثة ثم عرج بي إلى السماء، لي بخير فإذا ، ففتح لنا ، قد بعث إليه : قال ؟ وقد بعث إليه : قيل ، محمد : قال ؟ ومن معك : قيل

فوسا بيأن ، نسالح طرش يطأع قد وإذا ه ، بحر ، فريي بخا لعدا إلى ، وبن جرع ثمالس ةابعاء الرريل ، مجب حفتتفاس ، يلذا : قه نريل : قال ؟ ميل ، جبق : كعم نمقال ؟ و

دمحقال ، م : هث إليعب قدقال ؟ و : هث إليعب ا ، قدلن حففت ، ريسا بإدا ، فإذا أنعدو بحفرفاستفتح ، ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة ، رفعناه مكانا علياو: قال الله عز وجل، لي بخير

: قال ، ل وقد بعث إليه قي، محمد : قال ؟ قيل ومن معك ، قال جبريل ؟ قيل من هذا ، جبريل هث إليعب ا ، قدلن حون ، ففتارا بهفإذا أن ، ريي بخا لعدو بحاء ، فرما إلى السبن جرع ثم

ةسادريل ، السجب حفتتفاس ذاه نيل مريل : قال ؟ قجب ،ق كعم نمقال ؟ يل و : دمحمفرحب ودعا لي ، ففتح لنا فإذا أنا بموسى ، قد بعث إليه : قال ؟ وقد بعث إليه : قيل

: قيل ، جبريل : قال ؟ فقيل من هذا ، فاستفتح جبريل ، ثم عرج إلى السماء السابعة ، بخير كعم نم؟ و دمحقال م يلق : هث إليعب قدقال ؟ و : هث إليعب ا ، قدلن حا ، ففتفإذا أن

يماهربإب ور ؛معالم تيإلى الب هرا ظهندسم ،إذا هولكم ون ألفعبم سوكل ي لهخدي و ، وإذا ثمرها ، وإذا ورقها كآذان الفيلة ، ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى ، يعودون إليه ال

اللكالق ،يغت يا غشم ر اللهأم نا مهيا غشفلم نا مهتعنأن ي يعطتسي لق اللهخ نم دا أحفم ترفنزلت إلى ، في كل يوم وليلة ةففرض علي خمسني صال، فأوحى الله إلي ما أوحى ، حسنها قال ارجع إلى ربك فاسأله ، الةخمسني ص:قلت؟ ما فرض ربك على أمتك : فقال موسى

يففخالت ، كتالفإن أم كيقون ذلطي ، مهتربخيل وائرني إسب تلوب ي قدي ف، فإنبإلى ر تعجر فقلت :ا ري يتلى أمع ففخ ا ، بسمي خنط عي ، فحنط عح ى فقلتوسإلى م تعجفرفلم أزل أرجع بين ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، يطيقون ذلك الإن أمتك : قال ، خمسا

و كاربي تبى روسم نيبالى وعت ى قالتح : دمحا مي ، لةليم ووكل ي اتلوص سمخ نهإن ،كل صالة ل رشال، عون صسمخ كة ، ةفذلنسح له تبا كتلهمعي فلم ةنسبح مه نمفإن ، و



١٥٦

تبا كتلهما عرشع ئا ، لهيش بكتت ا لملهمعي فلم ئةيبس مه نمئة ، ويس تبا كتلهمفإن عارجع إلى ربك فاسأله التخفيف : فقال ، فأخبرته فنزلت حتى انتهيت إلى موسى ، واحدة : ويف رواية للبخاري ،) قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه : رسول الله : فقال

إن أمتك : قال ، أمرت بخمس صلوات كل يوم: قلت ؟ بم أمرت : فرجعت إلى موسى فقال (وعالجت بني إسرائيل أشد ، وإني قد جربت الناس قبلك ، تستطيع خمس صلوات كل يوم ال

ةالجعالم ، يففخالت ألهفاس كبإلى ر جعألفار كتقال ، م : تييحتى استي حبر ألتي ، سنلكو لمأسى وضأر ، ادنى مادن تزاوا جي : فلمادبع نع ففتخي وتفريض تيض؛ واألحاديث ) أم

تواترت الروايات يف : (، يقول احلافظ عمر بن دحية كثرية جدا يف شأن اإلسراء واملعراج ، ، ومالك بن صعصعة ، وأيب ذر ، وابن مسعود ، وعلي عن عمر بن اخلطاب؛ ث اإلسراء حدي

، وعبد الرمحن بن قرط ، وأيب بن كعب ، وشداد بن أوس ، وابن عباس ، وأيب سعيد وأيب هريرة، وأيب ، وبريدة ، وحذيفة ، وجابر ، وعبد اهللا بن عمرو ، وأيب ليلى األنصاريني ، وأيب حبة

، ، وعائشة ، وأم هاىنء ، وصهيب الرومي ، وأيب احلمراء ، ومسرة بن جندب ، وأيب أمامة يوبأ، ومنهم من اختصره منهم من ساقه بطوله؛ وأمساء ابنيت أيب بكر الصديق رضي اهللا عنهم أمجعني

أمجع فحديث اإلسراء ، تكن رواية بعضهم على شرط الصحة ، وإن مل على ما وقع يف املسانيد . )١( ) ، وأعرض عنه الزنادقة وامللحدون عليه املسلمون

-:كثرية ، منها حكم مسائل ووويف نصوص اإلسراء واملعراج دالالت عظيمة ، وفوائد ونصوص اإلسراء على مجيع األنبياء واملرسلني ؛ الداللة على أفضلية نبينا حممد : األوىل

- :تدل على ذلك من عدة وجوه ؛ منها واملعراج عن أنس )٢(على األنبياء ؛ روى اإلمام أمحد وغريه بسند صحيح النص على تفضيل النيب - ١ ) : أن النيب ا ، أيت بالرباق ليلة أسري بها ملجمجرسفقال فاستصعب عليه، لريكبه ، م ،

) . طبعة البيان( ٦٠٨، ٢/٦٠٦اجلواب الصحيح : وانظر ) طبعة ابن اجلوزي ( ٤٣، ٥/٤٢تفسري ابن كثري : نقال عن ) ١(

ويبدو أنه يعين بالزنادقة الفالسفة ؛ فإم ينكرون صعود األبدان إىل السماء ؛ حبجة أن اجلسم الثقيل اليصعد ، وحبجة أن . ٦١٥-٢/٦١٣اجلواب الصحيح : انظر . حجج ضعيفة نقضها شيخ اإلسالم وغريه وهي ! األفالك التقبل االنشقاق

) . ٢٥٠٣(صحيح الترمذي ، ح : انظر ) ٢(



١٥٧

، وقد ) فارفض عرقا! ؟ فواهللا ما ركبك قط أكرم على اهللا منه ما حيملك على هذا: له جربيل؛ ويؤيد ذلك ماثبت األنبياء قبل النيب مركب ورد يف آثار يشد بعضها بعضا أن الرباق كان

ربط به قة التي يفربطته بالحل، فركبته حتى أتيت بيت المقدس : ( يف صحيح مسلم بلفظ . )١(من ركب الرباقأفضل ؛ فعلم أن النيب ) اءـنبيألا

قال قال عن أيب هريرة ؛ روى مسلم بسنده )٢(على األنبياء يف الصالة تقدمي النيب - ٢فسألتين عن أشياء من ، وقريش تسألين عن مسراي ، لقد رأيتين يف احلجر : ( قال رسول اهللا

ما يسألوين ، فرفعه اهللا يل أنظر إليه ، فكربت كربة ما كربت مثله قط ، بيت املقدس مل أثبتها فإذا ، قائم يصلي فإذا موسى ، وقد رأيتين يف مجاعة من األنبياء ، عن شيء إال أنبأم به

أقرب الناس ، قائم يصلي وإذا عيسى ابن مرمي ، كأنه من رجال شنوءة ، رجل ضرب جعد يعين ، أشبه الناس به صاحبكم ، قائم يصلي وإذا إبراهيم ، به شبها عروة بن مسعود الثقفي

رضي اهللا عن ابن عباس )٣(وروى اإلمام أمحد بسند صحيح ،) فحانت الصالة فأممتهم، نفسه ) النبيون أمجعون يصلون معهفإذا ، املسجد األقصى قام يصلي فلما دخل النيب : ( قال عنهما

؛ وهلذا بيت املقدس الذي بإيلياء معدن األنبياء من لدن إبراهيم اخلليل : ( يقول ابن كثري ؛اإلمام األعظم ، والرئيس املقدم هو مجعوا له هناك كلهم فأمهم يف حملتهم ودارهم ، فدل على أنه

باألنبياء قبل املعراج أو ل كانت إمامته وه. )٤( )صلوات اهللا وسالمه عليه وعليهم أمجعني ، . واهللا أعلم . )٥(بعده ؟ جنح ابن حجر لألول ، وابن كثري للثاين

" # $ M : اوز منازل األنبياء يف السماء ؛ قال تعاىل حىت جليلة املعراج رفع النيب - ٣

' & %( , + * )- 0 / . L الدرجات اليت رفعها : ( ؛ قال ابن تيمية ٢٥٣: البقرة

. ٢٠٨-٧/٢٠٦فتح الباري : انظر ) ١(، ٧/١٩٩فتح الباري : انظر . وقدمه للصالة على األنبياء جربيل ورد يف بعض الروايات أن الذي أخذ بيديه ) ٢(

٢٠٨ . ) . طبعة دار ابن اجلوزي ( ٥/٢٦تفسري ابن كثري : انظر ) ٣( ) . طبعة دار ابن اجلوزي ( ٥/٥تفسري ابن كثري ) ٤( . ٧/٢٠٩، فتح الباري ٤٠، ٥/٢٩تفسري ابن كثري : انظر ) ٥(



١٥٨

وقد ورد يف بعض ؛ )١( )حممد ليلة املعراج ، وسريفعها يف اآلخرة يف املقام احملمود ليس لغريه مثله قال روى مسلم بسنده عن ابن مسعود ليلة املعراج ؛ الروايات بيان املرتلة اليت بلغها النيب

الله صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء لما أسري برسول: ( ها إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوق)٢(السادسة

ثم عرج بي حتى ظهرت : ( مرفوعا وروى البخاري بسنده عن أيب ذر ، ) بض منها فيقمث عال : ( وروى البخاري بسنده عن أنس بن مالك ، ) األقالم سمع فيه صريف لمستوى أ

العزة فتدىل حىت كان منه به فوق ذلك مبا ال يعلمه إال اهللا حىت جاء سدرة املنتهى ودنا اجلبار رب؛ قال ) قاب قوسني أو أدىن فأوحى اهللا فيما أوحى إليه مخسني صالة على أمتك كل يوم وليلة

وأما قوله يف ، الدنو والتديل الذي يف حديث اإلسراء صريح يف أنه دنو الرب وتدليه : ( ابن القيم إلسراء ؛ فإن الذي يف سورة النجم هو سورة النجم مث دنا فتدىل فهو غري الدنو والتديل يف قصة ا

وإجراء حديث ، )٣( )والسياق يدل عليه ، كما قالت عائشة وابن مسعود ، دنو جربيل وتدليه اإلسراء على ظاهره اليعين أن ابن القيم ومن وافقه ؛ كابن أيب العز احلنفي يقوالن بأن حممدا

لقوة رأى ربه ليلة املعراج ؛ فإما يف ذلك على مذهب اجلمهور يف نفي الرؤية ليلة املعراج ؛ورأى . والتناقض يف ذلك فإن الدنو اليلزم أن يكون معه رؤية ، )٤(داللة النصوص على النفي

اعتربوه من ؛ وهلذا أنكروا هذا اللفظ ، و )٥(أن إثبات هذا الدنو يعين إثبات الرؤيةبعض أهل العلم . )٦(من مجلة أوهام شريك يف هذه الرواية

من آيات النيب إمنا وقع لريى يف نصوص اإلسراء واملعراج داللة على حكمته ؛ وأنه : الثانية

) . طبعة البيان ) . ( باختصار ( ٢/٦٠٨اجلواب الصحيح ) ١(ورأى . ظاهر األحاديث أا يف السابعة ، وهو الذي يقتضيه وصفها بأا اليت ينتهي إليها علم كل نيب مرسل وملك مقرب ) ٢(

فتح : انظر . يف السابعة ابن حجر أنه هذه الرواية التعارض باقي الروايات ؛ جلواز أن يكون أصلها يف السادسة وفروعها . ٧/٢١٣الباري

) . بتصرف ( ٣/٣٨زاد املعاد ) ٣( ) . ٢٢٦، ٢٢٥، ١٩٧، ١٩٦( ، شرح الطحاوية ، ٣٨-٣/٣٦زاد املعاد : انظر ) ٤( . ٧/٥٩، ٥/٨تفسري ابن كثري : انظر ) ٥( . ٤٨٦، ١٣/٤٨٥فتح الباري : انظر . بلغ ا ابن حجر أكثر من عشرة أوهام ) ٦(



١٥٩

. M :؛ قال تعاىل ربه الكربى - , + * ) ( ' & % $ # " !

1 0 / L وقال ١: اإلسراء ، : M | { z y x w vL وروى البخاري بسنده ، ١٨: النجم) رأى رفرفا أخضر قد سد األفق: قال ، لقد رأى من آيات ربه الكربى : ( ابن مسعود عن

، ما كذب الفؤاد ما رأى : ( يف قوله ابن مسعود عن )١(صحيح، وروى اإلمام أمحد بسند والظاهر ،) قد مأل ما بني السماء واألرض، جربيل يف حلة من رفرف رأى رسول اهللا : قال

من باب تفسري اللفظ ببعض أفراده على هذه الصفة العظيمة أن تفسري اآليات برؤية جربيل سدرة املنتهى ؛ كاجلنة والنار و؛ وأن املراد باآليات كل مارآه يف تلك الليلة من اآليات العظام

مث : ( مرفوعا روى البخاري بسنده عن أيب ذر ؛ )٢(ه النصوصغري ذلك مما صرحت بوفإذا فيها ، مث أدخلت اجلنة ، انطلق حىت أتى يب السدرة املنتهى فغشيها ألوان ال أدري ما هي

قال قال رضي اهللا عنهما ابن عباس روى مسلم بسنده عن و، ) وإذا تراا املسك ، جنابذ اللؤلؤ ، رجل آدم طوال جعد ، مررت ليلة أسري يب على موسى بن عمران : ( رسول اهللا

سبط ، إىل احلمرة والبياض ، مربوع اخللق ، ورأيت عيسى ابن مرمي ، كأنه من رجال شنوءة ورأى : ( )٣(، ويف رواية) ه والدجال يف آيات أراهن اهللا إيا، خازن النار ، وأري مالكا ، الرأس

بن عن ا )٤(وروى اإلمام أمحد بسند صحيح ،) ليس برؤيا منام الدجال يف صورته رؤيا عني فقال خشا، فسمع يف جانبها و دخل اجلنة ليلة أسري بنيب اهللا ( : قالرضي اهللا عنهما عباس

قد أفلح : حني جاء إىل الناس النيب فقال . هذا بالل املؤذن: ؟ قال ، ما هذا يا جربيل: مرحبا بالنيب األمي: ، وقال فرحب به فلقيه موسى: قال. وكذا، قد رأيت له كذا بالل

؟ قال من هذا يا جربيل: فقال ، ، سبط شعره مع أذنيه أو فوقهما وهو رجل آدم طويل : ، قالهذا : ؟قال من هذا يا جربيل: ، وقال ، فلقيه عيسى فرحب به فمضى: قال. هذا موسى:

: ، قال شيخ جليل متهيب فرحب به وسلم عليه وكلهم يسلم عليهفلقيه ، فمضى : قال. عيسى

) . ١٠٣( اإلسراء واملعراج لأللباين ، ص : انظر ) ١( . ٨/٦١١، فتح الباري ٦، ٥/٥تفسري ابن كثري : انظر ) ٢( . ٢٧، ٥/٢٦تفسري ابن كثري : انظر . رواها اإلمام أمحد بسند صحيح ) ٣( . ٥/٢٦تفسري ابن كثري : ر انظ) ٤(



١٦٠

، قال ونظر يف النار، فإذا قوم يأكلون اجليف: ، قال هذا أبوك إبراهيم : ؟ قال من هذا يا جربيل، هؤالء الذين يأكلون حلم الناس، ورأى رجال أمحر أزرق جدا: ؟ قال من هؤالء يا جربيل:

عن )١(وروى اإلمام أمحد أيضا بسند حسن؛ ) ر الناقةهذا عاق :قال ؟ من هذا يا جربيل: قال، ) ووعد اآلخرة أمجع ، ورأيت اجلنة والنار ، واب السماء ففتحت لنا أب: ( مرفوعا حذيفة

مايدل ليلة املعراج ، وليس يف شيء منها وهلذه النصوص نظائر كثرية تفسر وتبني ما رأى نبينا على أنه رأى ربه عيانا ، وهذا يدل على صحة مذهب اجلمهور يف نفي الرؤية البصرية ليلة

! " # M :وأن النيب إمنا رأى من آيات ربه ومل ير ربه بعينه ؛ كما قال تعاىل املعراج ؛

1 0 / . - , + * ) ( ' & % $ L وقال ١: اإلسراء ، : Mx w v

| { z yL اتني اآليتني استدل من ذهب من أهل السنة أن : ( ، يقول ابن كثري ١٨: النجملقد رأى من آيات ربه الكربى ، ولو كان رأى ربه ألخرب : الرؤية تلك الليلة مل تقع ؛ ألنه قال

نور أىن أراه : هل رأيت ربك ؟ فقال : وقد سأل أبوذر النيب . )٢( )بذلك ولقال ذلك للناس الذي حال بينه وبني رؤية اهللا تعاىل عيانا احلجاب الظاهر أنه نور و! )٣(رأيت نورا: ، ويف رواية

حجابه النور : ( ، كما نبه لذلك اإلمام مسلم يف الرواية اليت ذكرها بعد هاتني الروايتني بلفظ )٤(أما : ( ، يقول ابن القيم )٥( )ماانتهى إليه بصره من خلقه ، لو كشفه ألحرقت سبحات وجهه

ولقد رآه : يف الرؤية ليلة املعراج فإن كان استناده إىل قوله تعاىل رضي اهللا عنهما قول ابن عباس يف صورته اليت مرتني رآه ؛ نزلة أخرى ، والظاهر أا مستنده فقد صح عنه أن هذا املرئي جربيل

. )٦( )خلق عليها ىل إو، وروحه جبسد النيب ، ،يف ليلة واحدة ، لبعثةبعد ايقظة اإلسراء واملعراج وقعا :الثالثة

) . ٦٣، ٦١( اإلسراء واملعراج لأللباين ، ص : انظر ) ١( ) . طبعة ابن اجلوزي ( ٧/٦٦تفسري ابن كثري ) ٢( ) . ٢٩٢، ٢٩١( صحيح مسلم ، ح ) ٣( ) . ١٩٧( شرح الطحاوية ، ص : انظر ) ٤( ) . ٢٩٣(صحيح مسلم ، ح ) ٥( ) . بتصرف ( ٣/٣٨زاد املعاد ) ٦(



١٦١

مضمون : (؛ يقول ابن كثري )١(وتواردت عليه ظواهر االخبار الصحيحة، هذا ذهب اجلمهور ، واحدة ، وأنه مرة من مكة إىل بيت املقدس مسرى رسول اهللا األحاديث يف ما اتفقت عليه

، فإن اخلطأ جائز على من ، أو زاد بعضهم فيه أو نقص منه وإن اختلفت عبارات الرواة يف أدائهكل رواية خالفت األخرى مرة على حدة ومن جعل من الناس . ، عليهم السالم عدا األنبياء

عليه واحلق أنهوكان اإلسراء قبل اهلجرة بسنة ، . فأثبت إسراءات متعددة فقد أبعد وأغربفلما انتهى إىل باب ، ، راكبا الرباق من مكة إىل بيت املقدس، السالم أسري به يقظة ال مناما

؛ املعراج بمث أتى ، ، ودخله فصلى يف قبلته حتية املسجد ركعتني املسجد ربط الدابة عند الباب . بقية السماوات السبع ، مث إىل فصعد فيه إىل السماء الدنيا، )٢( وهو كالسلم ذو درج يرقى فيها

؛ ؟ على قولني ؟ أو بروحه فقط هل كان اإلسراء ببدنه عليه السالم وروحه مث اختلف الناس، وال ينكر أن يكون رسول اهللا فاألكثرون من العلماء على أنه أسري ببدنه وروحه يقظة ال مناما

اال يرى رؤيا إال جاءت مثل عليه السالم ؛ ألنه كان ، مث رآه بعده يقظة رأى قبل ذلك منامفالتسبيح إمنا يكون ؛ سبحان الذي أسرى بعبده : ؛ والدليل على هذا قوله عز وجل فلق الصبح

، وملا بادرت ومل يكن مستعظما، ، ولو كان مناما مل يكن فيه كبري شيء عند األمور العظام . مجاعة ممن كان قد أسلم ، وملا ارتد كفار قريش إىل تكذيبه

وقد . أسرى بعبده ليال : وقد قال عز شأنه ، وأيضا فإن العبد عبارة عن جمموع الروح واجلسدهي : قال ابن عباس رضي اهللا عنهما ؛وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إال فتنة للناس : قال تعاىل

والبصر من ؛ ما زاغ البصر وما طغى : وقال تعاىل. ليلة أسري به رؤيا عني أريها رسول اهللا ، وإمنا ، وهو دابة بيضاء براقة هلا ملعان وأيضا فإنه محل على الرباق. آالت الذات ال الروح

. ، واهللا أعلم عليه ؛ ألا ال حتتاج يف حركتها إىل مركب تركب يكون هذا للبدن ال للروحقال حممد بن إسحاق بن يسار يف . بروحه ال جبسده بل أسري برسول اهللا : وقال آخرون

، ٥/٩، تفسري ابن كثري ٢١٨، ١٩٨، ٧/١٩٧، فتح الباري ٤٢، ٣٤/ ٣زاد املعاد : انظر ) ١(اإلسراء كان على الرباق ، وأما صعود السماء فكان على املعراج ، كما وقع مصرحا به يف بعض األحاديث عند البيهقي ) ٢(

وقد ذكر ابن . ملا فرغت مما كان يف بيت املقدس أيت باملعراج ، فلم أر قط شيئا أحسن منه : وغريه ، ويف رواية ابن إسحق . ٧/٢٠٨فتح الباري : انظر . حجر أنه السلم ؛ وهي عبارة قريبة من عبارة ابن كثري



١٦٢

؛ أن معاوية بن أيب سفيان رضي اهللا عنهما حدثين يعقوب بن عتبة بن املغرية بن األخنس: السريةحدثين بعض آل أيب و. كانت رؤيا من اهللا صادقة: قال كان إذا سئل عن مسرى رسول اهللا

، ولكن أسري ما فقد جسد رسول اهللا : كانت تقولرضي اهللا عنها بكر أن عائشة . )١( )ه ـبروح

لغسل ؛ حنره إىل مراق بطنه من تقدم اإلسراء من اإلرهاصات شق صدر النيب مما : الرابعة نيبأن روى البخاري بسنده عن مالك بن صعصعة قلبه مباء زمزم ، وملئه باإلميان واحلكمة ؛

بينما أنا يف احلطيم ورمبا قال يف احلجر مضطجعا إذ أتاين : ( قال عن ليلة أسري به حدثه اهللا وهو إىل جنيب )٣(فقلت للجارود - ما بني هذه إىل هذه - )٢(قال ومسعته يقول فشق -آت فقد

، إىل شعرته فاستخرج قليب )٤(ومسعته يقول من قصه، ما يعين به ؟ قال من ثغرة حنره إىل شعرته م ـويف رواية ملسل ؛) مث حشي مث أعيد، فغسل قليب ، مملوءة إميانا ؛ مث أتيت بطست من ذهب

، ويف رواية ) حكمةمث حشي إميانا و، مث أعيد مكانه ، فغسل مباء زمزم ، فاستخرج قليب : (فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته حتى فرغ من صدره وجوفه فغسله من ماء : ( )٥(للبخاري

محشوا إميانا وحكمة زمزم بيده حتى أنقى جوفه ثم أتي بطست من ذهب فيه تور من ذهب قهأطب ثم هلقح وقرني ععي هيدادلغو هردص ا بهشاستنكر بعضهم : ( يقول ابن حجر ؛ ) فح

وال إنكار يف ، يف بين سعد ، منا كان ذلك وهو صغري إ: وقال ؛ وقوع شق الصدر ليلة اإلسراء نعيم يف كما أخرجه أبو، وثبت شق الصدر أيضا عند البعثة ، به فقد تواردت الروايات، ذلك

: عند مسلم من حديث أنس فاألول وقع فيه من الزيادة كما؛ ولكل منهما حكمة ، الدالئل فنشأ على أكمل ، وكان هذا يف زمن الطفولية ، هذا حظ الشيطان منك : فقال ، ة فأخرج علق

ليتلقى ما ؛ كرامه إ زيادة يف، مث وقع شق الصدر عند البعث ، األحوال من العصمة من الشيطان مث وقع شق الصدر عند إرادة العروج إىل ، يوحى إليه بقلب قوي يف أكمل األحوال من التطهري

. ٧/٢١٨فتح الباري : وانظر ) . باختصار وتصرف يسري ( ٤١، ٥/٤٠تفسري ابن كثري ) ١( . ٧/٢٠٤فتح الباري : انظر . القائل قتادة واملقول عنه أنس ) ٢( . ٧/٢٠٤فتح الباري . مل أر من نسبه من الرواه ، ولعله ابن أيب سربة البصري ، صاحب أنس : يقول ابن حجر ) ٣( . ٧/٢٠٤فتح الباري . بفتح القاف وتشديد املهملة ؛ أي رأس صدره ) ٤( ) . ٧٥١٧( صحيح البخاري ، ح ) ٥(



١٦٣

ن تكون احلكمة يف هذا الغسل لتقع املبالغة يف االسباغ أوحيتمل ، ليتأهب للمناجاة ، السماء نكار الشق ليلة ال يلتفت إل: قال القرطيب يف املفهم . يف شرعه حبصول املرة الثالثة كما تقرر

اختلف هل كان شق صدره وغسله خمتصا : ( ، ويقول )١( ) ألن رواته ثقات مشاهري؛ اإلسراء نه كان فيه أوقد وقع عند الطرباين يف قصة تابوت بين إسرائيل ، به أو وقع لغريه من األنبياء

. )٢( ) وهذا مشعر باملشاركة، الطست اليت يغسل فيها قلوب األنبياء يف قصة اإلسراء واملعراج داللة على عظم شأن الصالة ؛ حيث فرضت على النيب : اخلامسة

؛ والظاهر أن الذي فرض ليلة اإلسراء الصلوات اخلمس بالواسطة ؛ وهو يف أعلى املقاماتكانت مفروضة من أول البعثة ، وكانت ركعتني بالغداة ، وركعتني ألن الصالةأصل الصالة ؛ ال

. )٣(بالعشي - :يف نصوص اإلسراء واملعراج داللة على كثري من العقائد ؛ ومن ذلك مايلي : السادسة

أخربهم مبسراه ملا ، وقد ظهر هذا الربهان لقريش فيما أخرب به الداللة على صدق النيب - ١بيت املقدس ، وفيهم من سألوه عن نعت، فقد اختربوا صدقه اختبارا عسريا ؛ فإىل بيت املقدس

اه بعينه ، وكان ذلك آية على فنعته هلم نعت من ير، إىل ذلك البلد ، ورأى املسجد قد سافر، ولعل هذا من حكم اإلسراء معراجه ميكنهم معرفته من ال صدقه فيماآية على و، مسراه صدق

جابر بن عبد الله ؛ روى البخاري بسنده عن )٤(ه إىل بيت املقدس قبل أن يعرج به إىل السماءبر ها أنمهنع الله يض ول اللهسر عمس قولي ) :ني قرتا كذبر لمجي الحف تقم شي ،ال فج

أبي عنوروى مسلم بسنده ، ) فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه، الله لي بيت المقدس ، وقريش تسألني عن مسراي ، لقد رأيتني في الحجر : ( رسول الله قال قال هريرة

فرفعه الله لي ، فكربت كربة ما كربت مثله قط ، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها

) . باختصار ( ٢٠٥، ٧/٢٠٤فتح الباري ) ١( . ٧/٢٠٦فتح الباري ) ٢( ) . ١٥٠( ، شرح الطحاوية للرباك ، ص ٢١٦، ٧/٢٠٣، فتح الباري ٥/٤٠تفسري ابن كثري : انظر ) ٣( ) . ٢٢٦( ، شرح الطحاوية ، ص ٢/٦٠٧اجلواب الصحيح : انظر ) ٤(



١٦٤

هإلي ظرء ، أنيش نألوني عسا يإالم به مهأتبن ا)١(حسن، وروى اإلمام أمحد بسند ) أنن عب، وأصبحت بمكة ، لما كان ليلة أسري بي : ( قال رسول الله قال رضي الله عنهما عباس

فجاء ، فمر عدو الله أبو جهل ، حزينا الفقعد معتز، وعرفت أن الناس مكذبي ، فظعت بأمري : قال . نعم : فقال رسول الله؟ هل كان من شيء : حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ

وا هلة : قال ؟ مبي اللي ريأس هقال ، إن : نس : قال ؟ إلى أيقدالم تيقال ، إلى ب : ثممخافة أن يجحده الحديث إذا دعا قومه ، فلم ير أنه يكذبه . نعم : قال ! أصبحت بين ظهرانينا

هقال ، إلي :م مثهدحت كمقو توعإن د تأيني أرثتد؟ ا ح ول اللهسفقال ر : معفقال . ن : ين لؤب بني كعب رشعا ميه ! سالجالم هإلي تفضتا ، فانهموا إليلسى جتاءوا حجقال ، و :

: قلت ؟ إلى أين : قالوا ، إني أسري بي الليلة : فقال رسول الله ، حدث قومك بما حدثتني ومن ، فمن بين مصفق : قال . نعم : قال ! قالوا ثم أصبحت بين ظهرانينا ، إلى بيت المقدس

هأسلى رع هدع ياضن ويب ،بجعتم معب زلكذقالوا ، ا ل : جدسا الملن تعنأن ت يعطتسل ته؟ و لدالب كإلى ذل افرس قد نم مي القوفو ،جدسأى المرو !ول اللهسفقال ر : تعأن تبفذه ،

تعأن ا زلتفم ،سبى التتح تعالن ضعب ليقال ، ع : جدسفجيء بالم ، ظرا أنأنى ، وتح، وكان مع هذا نعت لم أحفظه : قال ، نعته وأنا أنظر إليه ، فوضع دون دار عقال أو عقيل

تعا النأم مفقال القوابأص لقد اللهفو ! . ( ملا صفة العلو ؛ فلو كان اهللا يف كل مكان ، أو كانت األمكنة بالنسبة إليه سواء الداللة على - ٢

بني موسى ، وملا تردد النيب )٢(عال به جربيل إىل اجلبار، مث إىل السماء عرج بالنيبوهلذا عز وجل بسبب ختيف الصالة ؛ فيصعد إىل ربه مث يعود إىل موسى عدة مرار ؛ وبني ربه

. )٣(ألف دليللبلغت حنو لو بسطت كان املعراج من مجلة أدلة السلف على علو الذات اليت )٤(ملعراج بال واسطةافكلمه ليلة ، وأن اهللا تعاىل أكرم نبيه حممدا الداللة على صفة الكالم - ٣

، ختريج حكمت بشري ) ٨٢( اإلسراء واملعراج ، ص : انظر . وقد صححه األلباين وغريه . ٧/١٩٩فتح الباري : انظر ) ١(

. ٥/٢٨لتفسري ابن كثري ) . ٧٥١٧( ح . هذه اجلملة قطة من حديث راه البخاري من طريق أنس ) ٢( ) . ٢٨٨- ٢٨٥، ٢٢٦( شرح العقيدة الطحاوية ، ص : انظر ) ٣( ) . ١٥٠( ، شرح الرباك للطحاوية ، ص ٧/٢١٦فتح الباري : انظر ) ٤(



١٦٥

احلديث ... أتيت بالبراق : ( قال أن رسول الله عن أنس بن مالك روى مسلم بسنده ؛إنهن ! يا محمد : حتى قال فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى :، وفيه

لةليم ووكل ي اتلوص سمخ ،لالكل ص رشع ة ،ون صسمخ كة الفذل ، فلم ةنسبح مه نموا لم تكتب شيئا ومن هم بسيئة فلم يعمله، فإن عملها كتبت له عشرا ، يعملها كتبت له حسنة

) . فإن عملها كتبت سيئة واحدة ، أن اجلنة والنار خملوقتان موجودتان ، وليستا كما زعمت املعتزلة أما إمنا ختلقان يوم - ٤

فرج سقف بيتي وأنا : ( قال أن رسول الله ذر يأب روى مسلم بسنده عن ؛ )١(القيامةثم جاء بطست من ذهب ، ثم غسله من ماء زمزم ، ففرج صدري فنزل جبريل ، بمكة

... ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء ، ثم أطبقه ، ممتلئ حكمة وإميانا فأفرغها في صدري ثم ، أدري ما هي الثم انطلق بي جبريل حتى نأتي سدرة المنتهى فغشيها ألوان : احلديث ، وفيه

لؤابذ اللؤنا جيهة فإذا فنالج لتخإذا، أدو كسا المهابروروى اإلمام أمحد أيضا بسند ، ) تووعد ، ورأيت اجلنة والنار ، واب السماء ففتحت لنا أب: ( مرفوعا عن حذيفة )٢(حسن

) . اآلخرة أمجع خالفا للوعيدية الذين أن اجلنة مآل أصحاب الكبائر ، وإن أصام قبل ذلك ما أصام ؛ - ٥

لما أسري برسول : ( قال روى مسلم بسنده عن ابن مسعود؛ )٣(النارقطعوا خبلودهم يف الله ىهتنالم ةردإلى س به هيتان ، ةساداء السمي السف يهو ، نم به جرعا يهي متنا يهإلي

فأعطي رسول الله ... وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها ، رض فيقبض منها األوغفر لمن لم يشرك بالله ، وأعطي خواتيم سورة البقرة ، أعطي الصلوات الخمس ، ثا الوسلم ثتأم نماتمقحئا الميش ٤(؛ واملقحمات هي الكبائر) ه( .

للناس ؛ فمنهم من زادته يقينا وثباتا أن حادثة اإلسراء واملعراج كانت ابتالء واختبارا عظيما - ٦

. ٧/٢١٨، فتح الباري ) ٤٢٤-٤٢٠( شرح العقيدة الطحاوية ، ص : انظر ) ١( ) . ٦٣، ٦١( اإلسراء واملعراج لأللباين ، ص : انظر ) ٢( ) . ٣٢٣-٣١٧( شرح العقيدة الطحاوية ، ص : انظر ) ٣( . ٧/٢١٧فتح الباري : انظر ) ٤(



١٦٦

M E D C B A : قال تعاىل ؛ )١(، ومنهم من مل حتتمله عقوهلم فكذبوا مبا مل حييطوا بعلمه

H G FL هي رؤيا عني أريها رسول اهللا ليلة أسري به إىل : ( قال ابن عباس ، ٦٠: اإلسراءملا : (قالت رضي اهللا عنها عن عائشة )٣(وروى احلاكم وغريه بسند صحيح، )٢( )بيت املقدس فارتد ناس ممن كانوا آمنوا ، إىل املسجد األقصى ؛ أصبح يتحدث الناس بذلك أسري بالنيب

يزعم أنه أسري به ؛ صاحبك هل لك إىل: فقالوا ، وسعوا بذلك إىل أيب بكر ، وصدقوه به. لئن كان قال ذلك لقد صدق : قال . نعم : أو قال ذلك ؟ قالوا : قدس ؟ قال الليلة إىل بيت امل

نعم ؛ إين ألصدقه : أو تصدقه أنه ذهب الليلة إىل بيت املقدس وجاء قبل أن يصبح ؟ قال : قالوا فيما هو أبعد من ذلك ؛ أصدقه خبرب السماء يف غدوة أو روحة ؛ فلذلك مسي أبو بكر

) . الصديق بشرية الرسول

وأنـه على سائر األنبياء واملرسلني ، على أفضلية نبينا حممد مما يدل ونظائرها النصوص هذه شيئا من خرج عن نطاق البشرية ، أو أن له لنيب حبال على أن االتدل )٤(أكرم اخللق على اهللا

-:وقد دلت النصوص على هذا األصل بطرق متنوعة ؛ منـها األلوهية ؛ حقوق الربوبية ومعاين Mà ß Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Öá ã â ä : قال تعاىل ؛ لى بشرية الرسول النص ع -١

ï î í ì ë ê é è ç æ åL وقـال ١١٠: الكھف ،: M Q P O N M L K J

W V U T S RX [ Z YL وقال ، ٦: فصلت: M ¬ « ª © §

° ¯ ®L ٩٣: اإلسراء .

ويغضب ، ، وينسى ، تلحقه اخلصائص البشرية ؛ فتخفى عليه بعض األمور أن النيب - ٢وإنه يأتيين ، إمنا أنا بشر : ( بسنده عن أم سلمة رضي اهللا عنها مرفوعا وميرض ؛ روى البخاري

فمن ؛ فأقضي له بذلك ، فأحسب أنه صدق ، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض ، اخلصم

. ٥/٩٢تفسري ابن كثري : انظر ) ١( ) . ٣٨٨٨( صحيح البخاري ، ح ) ٢( ) . ٣٠٦( سلسلة األحاديث الصحيحة ، ح : انظر ) ٣( ) . ٣٥١( ختريج األلباين لشرح الطحاوية ، ح : انظر . ثبت ذلك بسند صحيح إىل عبداهللا بن سالم ) ٤(



١٦٧

عن بسنده مسلم وروى ، ) فليأخذها أو فليتركها ، قضيت له حبق مسلم فإمنا هي قطعة من النار يقولون يلقحون النخل ، وهم يأبرون النخل ، املدينة قدم نيب اهللا : ( قال رافع بن خديج

فتركوه فنفضت أو ، لكم لو مل تفعلوا كان خريا لع: قال ، قالوا كنا نصنعه ، فقال ما تصنعون ، ، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به ، إمنا أنا بشر : فذكروا ذلك له فقال : قال ، فنقصت

: ا ـمرفوع ابن مسعود وروى مسلم بسنده عن ، ) وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإمنا أنا بشر أنس بن مالك بسنده وروى مسلم ، ) فذكروينإمنا أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت (

إمنا أنا : أين اشترطت على ريب فقلت ، أما تعلمني أن شرطي على ريب ، يا أم سليم : ( مرفوعا فأميا أحد دعوت عليه من أميت ؛ وأغضب كما يغضب البشر ، أرضى كما يرضى البشر ، بشر

وروى مسلم ، ) يقربه ا منه يوم القيامة ، بدعوة ليس هلا بأهل أن جيعلها له طهورا وزكاة وقربة يوشك أن يأيت رسول ريب ، أال أيها الناس فإمنا أنا بشر : ( رفعه بسنده عن زيد بن أرقم

فخذوا بكتاب اهللا ، اهلدى والنور أوهلما كتاب اهللا فيه، وأنا تارك فيكم ثقلني ، فأجيب أذكركم اهللا يف أهل بييت ؛ مث قال وأهل بييت ، فحث على كتاب اهللا ورغب فيه ، واستمسكوا به

) . أذكركم اهللا يف أهل بييت ، أذكركم اهللا يف أهل بييت ، يف لغريه من املقـربني شـرك وال معاين الربوبية كلها هللا وحده ؛ ليس لسيد املرسلني أن -٣

~ � ¡ ¢ £ M| { z y x w v u t s r q p o n} :شيء منها ؛ قال تعاىل

¤¥ ª © ¨ § ¦« ¯ ® ¬L ام ! " # $ % & ' ) ( * M :وقال ، ٥٠: األنع

+, 6 5 4 3 2 1 0 / . -7 ? > = < ; : 9 8L راف ١٨٨: األعM Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É È Ç : وقال ،

ê é è ç æ å ä ã â á à ß Þ ÝL وقال ، ٢٨ - ٢٦: الجن: M \ [ Z Y X

] d c b a ` _ ^e q p o n m l k j i h g fL ٩: األحقاف . النص على أن حقوق اإلهلية حق للخالق وحده ، وليس ألحد من اخللق شيء منها ؛ قـال -٤

اء Ml k j i h g L : تعاىل ٥٩ :األعراف M B A @ ? > = <L : ، وقال ٣٦: النسدة M© ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } L : ، وقال حق اللـه علـى : ( ، وقال ١١٧: المائ

. ، رواه مسلم ) يشركوا به شيئا العباد أن يعبدوه وال، دية حىت يف أعلى مقاماتـه ؛ كالترتيـل مل خيرج عن وصف العبو النص على أن النيب -٥

¤ ¥ ¦ § ¨ © M ¬ « ª :اىل ـ؛ قال تع ، واإلسراء واملعراجإىل اهللا والدعوة



١٦٨

®L وقال ١: الفرقان ،: MV U T S R Q P Z Y X WL وقال ١٩: الجن ، : M " !

$ #L وبتحقيق العبودية علت عباد هللا تعاىل ؛ ، كلهم وهكذا شأن سائر النبيني ؛ ١: اإلسراء+ , - . / M 8 7 6 5 4 3 2 1 0 : قال تعاىل ؛ درجام يف الدنيا واآلخرة

: 9L وقال ٨١ – ٧٩: الصافات ، : M F E D C B A @ ? >L ٤٥: ص ، ؛ ٣٠: ص MN M LO Q PR U T SL : وقـال ، ٤١: ص M Ó Ò ÑL : وقال يقول ابن أيب العز احلنفي ؛ ٥٩: الزخرف M Í Ì Ë Ê É È Ç Æ Å Ä ÃL : وقال كلما ازداد العبد حتقيقا للعبودية ازداد كماله ، وعلت درجته ، ومن توهم أن املخلوق خيرج : (

. )١( )أجهل اخللق وأضلهم وأن اخلروج عنها أكمل فهو من ية بوجه من الوجوه عن العبودوكلما نظر العبد يف نصوص القرآن والسنة ازداد يقينه ذا األصل األصيل ؛ وأن الرسل من أوهلم إىل آخرهم مل خيرجوا مبا حباهم اهللا تعاىل من الفضائل عن نطاق البشرية ، وإمنا علـت بـذلك

التقدمي ؛ وبذلك استحق يد املرسلني قام سهذا امل، وكان أعالهم يف درجام يف مقام العبودية -:وهلذا األصل العظيم دالالت كثرية ؛ منها . )٢(على اخلالئق يف الدنيا واآلخرة

، وليس له تكوين نوراين أزيل ، يستمد منه وحي األنبيـاء تكوين بشري أن تكوين النيب -١ليس هو األصل يف التكوين كذلك و! )٣(، كما زعم احلالج ومن سار يف ركابهوعرفان األولياء

اليت خصها اهللا نوح وإبراهيم ساللة ؛ وإمنا هو من )٤(والكائنات تبع له ، كما زعم السهرورديد MH G F E D C B A @ L : ؛ قال تعـاىل بالنبوة والكتاب ، ٢٦: الحدیوت : M l k j i hLوقال عن إبراهيم خلعة هذه : ( ؛ قال ابن كثري ٢٧: العنكب

، ، أن جعل يف ذريته النبوة والكتـاب ، مع اختاذ اهللا إياه خليال وجعله للناس إماما عظيمةسنية مـن سـاللة ، فجميع أنبياء بين إسرائيل ، إال وهو من ساللته فلم يوجد نيب بعد إبراهيم

، فقام يف ملئهم مبشرا بـالنيب مي، حىت كان آخرهم عيسى ابن مر يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم

) . ١٤٩( شرح العقيدة الطحاوية ، ص ) ١( ) . ١٤٩( ، شرح العقيدة الطحاوية ، ص ٣٠، ٣/٢٩، ١/١٠٢مدارج السالكني : انظر ) ٢( ) . ١٣٢، ١٣١( مدخل للتصوف ، ص : انظر ) ٣( . ٤/٤٠١حاشية اخلفاجي على البيضاوي : انظر ) ٤(



١٦٩

، الـذي ، وسيد ولد آدم يف الدنيا واآلخرة ، خامت الرسل على اإلطالق العريب القرشي اهلامشيومل يوجد ، ، عليهم السالم ، من ساللة إمساعيل بن إبراهيم ءعربااصطفاه اهللا من صميم العرب ال

وإذا كان أكرم اخللق بشـري . )١( ) والسالم، عليه أفضل الصالة نيب من ساللة إمساعيل سواهخملوقون خالفا ملايردده الشيعة من أن األئمة اإلثين عشر ؛ التكوين فغريه من اخللق من باب أوىل

! )٢(، وأم كانوا قبل خلق العامل أنوارا حمدقة بالعرشمن نور اهللا اليعلم شيئا من الغيب إال بقدر مايعلمه اهللا عزوجل ، خالفا ملن زعم أنه يعلـم أن النيب -٢

M Ä Ã Â Á À ¿ ¾Å Ç Æ :؛ قال تعـاىل )٣(ح الغيب كلها أنه يعلم مفاتأو، مايف غد

Ê É ÈË ß Þ Ý Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í ÌL ام : األنع

- أي الـنيب –من زعم أنه : ( بسنده عن عائشة رضي اهللا عنها قالت )٤(وروى مسلم ، ٥٩يعلم من فـي السـموات القل : ه يقولوالل، يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية

بيض الغالأرإال ووهذا األصل يدل بطريق األوىل على بطالن دعوى اطـالع األوليـاء ) . اللهوهو هو أنه نظر يوما وهو بـني مل يسمع عن النيب : (على اللوح احملفوظ ؛ يقول اآللوسي

، إين رأيت اللـوح احملفـوظ : وقال هلم ، واطلع على شيء مما فيه ، أصحابه إىل اللوح احملفوظ وكذلك مل يسمع عن أجلة أصحابه اخللفاء الراشدين أنه وقع هلم ، واطلعت على كذا وكذا فيه

وطال نزاعهم يف حتقيقها إىل أن كاد يغم هـالل ، وقد وقعت بينهم مسائل اختلفوا فيها ، ذلك وذكر بعض العلماء أن سدرة املنتهى . ومل يراجع أحد منهم لكشفها اللوح احملفوظ ، احلق فيها

وهو يشـعر ، وبكل من ذلك نطقت اآلثار ، وأن اللوح فوقها بكثري ، ينتهي علم من حتتها إليها ىن وأ، ومع هذا كله من ادعى وقوع األطالع فعليـه البيـان ، بعدم اطالع األولياء على اللوح

. )٥( ! ) هــبأن النفع والضر بيد اهللا وحده ؛ وهذا يستلزم أن يكون اهللا وحده مقصد كل عبد يف دعائـه -٤

. ٦/٥٨تفسري ابن كثري ) ١( ) . ٢٠٣-١٩٧( دراسة عن الفرق الدينية يف تاريخ املسلمني ، ص : انظر ) ٢( . ٤/٣٥حاشية الصاوي : انظر ) ٣( ) . ٢٨٧( صحيح مسلم ، ح ) ٤( . ٢٧/١٦٣روح املعاين ) ٥(



١٧٠

M) ( ' & % $ # " !* 0 / . - , +1 4 3 2 : وعباداته ؛ قال تعاىل

7 6 58 < ; : 9L ونس - ,+ ! " # $ % & ' ) ( * M :وقـال ؛ ١٠٧: ی

6 5 4 3 2 1 0 / .7 ? > = < ; : 9 8L ؛ قال ١٨٨: األعرافحلصول نفـع أو ؛ ويدعوه مبينة جهل من يقصد النيب هذه اآليات الكرميات : (سعدي ابن

يدفع الضر عمـن مل ، وال ، وال ينفع من مل ينفعه الله فإنه ليس بيده شيء من األمر؛ دفع ضر، وإمنا ينفع من قبل ما أرسـل بـه مـن ، وال له من العلم إال ما علمه الله تعاىل يدفعه الله عنه

، واألخـالء الذي فاق نفع اآلباء واألمهـات ، فهذا نفعه ، وعمل بذلك البشارة والنذارةهلـم غايـة البيـان ، وبينه ، وحذرهم عن كل شر مبا حث العباد على كل خري؛ واإلخوان . )١( ) واإليضاح

ولكنها ليست حيـاة ، بكثري حي يف قربه حياة برزخية أكمل من حياة الشهداء أن النيب -٥، مستشفعني به عند اهللا يف غفران الذنوب ؛ حقيقية كما يتوهم أولئك الذين يقفون عند قربه

يقـول ؛ تعاىل من دون اهللا ورمبا جتاوز بعضهم االستشفاع إىل دعاء النيب ؛ وتفريج الكروب ليتوصلوا بذلك لترويج استحسان دعائهم ، ؛ احتجوا حبياة األنبياء عليهم السالم : ( ابن اآللوسي

وطلب إغاثتهم ، وأولوا ذلك بأن مرادهم االستشفاع ؛ أي طلب الدعاء منهم ؛ ألم إذا كانوا القول حبيام ثابت باألحاديث الصحيحة ؛ فنعتقـد حيـام : فنقول !مانع من ذلك أحياء فال

حياة برزخية فوق حياة الشهداء ، ونعتقد أن األرض التأكل أجسادهم ؛ عليهم الصالة والسالم إن اهللا حرم على األرض أن تأكل أجساد : ( الشريفة ؛ لألحاديث الواردة يف ذلك ؛ كقوله

؛ فاليسألون شيئا بعد وفام ؛ سواء كـان بلفـظ ولكننا مننع أن يطلب منهم شيء ) .األنبياء االستغاثة أو االستشفاع أو غري ذلك ؛ ألن مجيع ذلك من وظائف األلوهية فاليليق مبن يتصـف

إنه يدل على : ، وقال )األنبياء أحياء يف قبورهم يصلون : ( قوله بأحد تعلق فإن . بالعبودية أن حيام حقيقية ؛ ألن األصل محل األلفاظ على حقائقها ، ومل تثبت قرينة على التجوز ؟ أجبناه

الشك أنه اليراد ذا احلياة احلقيقية ، ولو أريدت القتضت مجيع لوازمها مـن أعمـال : قائلني الدنيوية بانتفاء لوازمهـا ، وتكليف وعبادة ونطق وغري ذلك ، وحيث انتفت حقيقة هذه احلياة

. ٣/١٢٧تفسري ابن سعدي ) ١(



١٧١

، وقال أبـوبكر ) إنك ميت وإم ميتون : ( وحبصول املوت بالنص واإلمجاع ؛ كما قال تعاىل وحيث انتفت احلياة احلقيقية مبا ذكر وبغريه ! من كان يعبد حممدا فإن حممدا قد مات : يف خطبته

حياة املؤمنني ، وحياة األنبياء علـيهم ثبتت احلياة الربزخية ؛ وهي متفاوتة ؛ فحياة الشهداء فوقوقد شرف اهللا سبحانه هؤالء األحياء بالتشريفات العندية ؛ فقال . السالم أعلى من حياة الشهداء

وال حتسنب الذين قتلوا يف سبيل اهللا أمواتـا : ( يف حق الشهداء الذين تتقاصر مرتبتهم عن األنبياء قد ثبت يف احلديث السـابق أن األنبيـاء يصـلون ، : ت فإن قل) . بل أحياء عند رم يرزقون

قائما يصلي يف قـربه ؛ مررت ليلة أسري يب على موسى : قال وأخرج مسلم أن النيب عليـه سـبحانه املراد من الصالة املعىن اللغوي ؛ أي يدعو ويثين : فما اجلواب عن ذلك ؟ قلنا

ة ؛ لظاهر احلديث ، وأا ليست حبكم التكليف ، املراد الصالة الشرعي: وقال القرطيب . ويذكره . )١( )بل حبكم اإلكرام هلم والتشريف

يشكل عليه كثري مما يقظة ، ويصافحه ، ويسأله عن يزعم كثري من الصوفية أنه يرى النيب -٦ -:على أمرين املعتقد مبين ، ويتلقى عنه أكثر أفعاله ؛ وهذا مبين

حي جبسده وروحه النيب : ( ؛ يقول السيوطي حي حياة حقيقية اعتقاد أن النيب : أحدمهاوهو يئته اليت كان عليهـا قبـل ، ويتصرف ويسري حيث شاء يف أقطار األرض ويف امللكوت ،

مغيب عن األبصار كما غيبت املالئكة مـع كـوم أحيـاء هوو، مل يتبدل منه شيء ، وفاته ه اليت هـو ـمه برؤيته رآه على هيئتأراد اهللا تعاىل رفع احلجاب عمن أراد إكرافإذا ، بأجسادهم

M Ö Õ Ô Ó : قال تعاىل، وهذا املعتقد خيالف النص واإلمجاع على وفاته . )٢( ) عليها

×L ر ، ) يوشك أن يأيت رسول ريب فأجيب ، أال أيها الناس فإمنا أنا بشر ( : وقال ، ٣٠: الزم) ما من أحد يسلم علي إال رد اهللا علي روحي حىت أرد عليه السالم: ( وقال رواه مسلم ،

وهذا من أصرح األدلة على انتفاء احلياة احلقيقة وإال ملا كان ؛ )٣(رواه أبوداود وغريه بسند جيد ،؛ وقد حاول القائلون باحلياة احلقيقية دفع داللتـه لرد روحه الشريفة معىن كلما سلم عليه مسلم

. }بتصرف {) ٥٣١-٥٢٨( جالء العينني يف حماكمة األمحدين ، ص ) ١( ) . بتصرف يسري ( ٣٧، ٢٢/٣٦نقال عن روح املعاين ) ٢( ) . ٢٢٦٦( سلسلة األحاديث الصحيحة ، ح : انظر ) ٣(



١٧٢

علـى رد الروح محل؛ كحمل الروح على النطق ، أو امللك املوكل بذلك ، أو بغرائب التأويل ، واليت يدفعها مع داللـة )١(املعنوي ، أو غري ذلك من التأويالت اليت ختالف ظاهر احلديثالرد

النصوص الصرحية إمجاع الصحابة رضي اهللا عنهم على وفاته ؛ فقد قـال أبـوبكر يف خطبتـه وكان ذلك مبحضر الصحابة ، ومل يقل أحد !من كان يعبد حممدا فإن حممدا قد مات : املشهورة

مع علو مرتلتهم ؛ يقظة لقي النيب منهم خبالف ذلك ، ومل يعرف عن أحد منهم بعد ذلك أنه ما نسب إىل بعض أرباب األحوال من رؤية النيب : ( يقول اآللوسي وشدة حاجتهم لذلك ؛

واألخذ عنه مل نعلم وقوع مثله يف الصدر األول ، وقد وقع اختالف بـني ، وسؤاله ، بعد وفاته الصحابة رضي اهللا تعاىل عنهم من حيث توىف عليه الصالة والسالم إىل مـا شـاء اهللا تعـاىل يف

وإليهما ينتهي أغلب ، وعلي رضي اهللا تعاىل عنهما ، وفيهم أبو بكر، مسائل دينية وأمور دنيوية ومل يبلغنا أن أحدا منهم ادعى أنـه رأى يف ، الذين تنسب إليهم تلك الرؤية ، سالسل الصوفية ظهر ملتحري يف أمر من أولئـك وأخذ عنه ما أخذ ، وكذا مل يبلغنا أنه ، اليقظة رسول اهللا

ليـتين : أنه قال يف بعض األمـور الصحابة الكرام فأرشده وأزال حتريه ، وقد صح عن عمر بعد الوفاة نظري مـا ، ومل يصح عندنا أنه توسل إىل السؤال منه كنت سألت رسول اهللا

حيكى عن بعض أرباب األحوال ، وقد وقفت على اختالفهم يف حكم اجلد مع األخـوة فهـل فأرشده إىل ما هو احلق فيه ، وقد بلغك ما عـرا وقفت على أن أحدا منهم ظهر له الرسول

وما جرى هلا يف أمر فدك فهل ا من احلزن العظيم بعد وفاته فاطمة البتول رضي اهللا تعاىل عنهفبل لوعتها وهون حزا وبني احلال ؛ بلغك أنه عليه الصالة والسالم ظهر هلا كما يظهر للصوفية

وما كان من وقعة اجلمل فهل ، وقد مسعت بذهاب عائشة رضي اهللا تعاىل عنها إىل البصرة ، هلا لئال يقع أو تقوم احلجة عليهـا علـى ؛ هلا قبل الذهاب وصده إياها عن ذلك مسعت تعرضه

ألحد من واحلاصل أنه مل يبلغنا ظهوره . إىل غري ذلك مما ال يكاد حيصى كثرة ، أكمل وجه . )٢( ) وأهل بيته وهم هم مع احتياجهم الشديد لذلك، أصحابه

) . ٢٤٧، ٢٤٦( القول البديع ، ص : انظر ) ١( ) . باختصار يسري ( ٣٩، ٢٢/٣٨روح املعاين ) ٢(



١٧٣

: يقـول مسعت الـنيب قال هريرة أيببسنده عن )١(ارواه البخاريمباالستدالل : والثاين فهذا دليل على أن من يراه ؛) وال يتمثل الشيطان يب، من رآين يف املنام فسرياين يف اليقظة (

عضدوا ذلك مبا ذكره طائفة و .يف النوم فسرياه يف اليقظة ؛ وهو على عمومه يف حياته وبعد مماته وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفني ، يقظة عد ذلك يف املنام مث رأوه ب أم رأوا النيب منهم

وقد استشكل ابن حجـر هـذا الفهـم ! )٢(فجاء األمر كذلك، فأرشدهم إىل طريق تفرجيها وألمكن بقاء ، ولو محل على ظاهره لكان هؤالء صحابة ، هذا مشكل جدا : (للحديث بقوله

ر عليه أن مجعا مجا رأوه يف املنام مث مل يذكر واحد منهم أنه رآه يف الصحبة إىل يوم القيامة ، ويعكيصح محل احلديث عليه ال، ؛ وإذا كان هذا املعىن باطال )٣( )وخرب الصادق ال يتخلف ، اليقظة

-:؛ أقواها إثنان )٤(العلماء ذكروا له عدة معان فإنسـيراني من رآني في المنام ف: ( مسلم بلفظ وقع عند ؛ ملاوالتمثيل أن احلديث على التشبيه -أ

قظةي اليف ،أو قظةي اليآني فا رمطان بيال، لكأنيثل الشمتواملعىن أنه لو رآه يف اليقظـة ؛) ي . )٥(لطابق ما رآه يف املنام

ملا وقـع عنـد فإن رؤياه حق وليست من أضغاث األحالم ؛ أن املراد أن من رأى النيب -ب : ؛ يقول ابن حجـر )يتكونني الفإن الشيطان ؛ الحق من رآني فقد رأى : (البخاري بلفظ

ـ ، ويعلم أنه قد رأى الرؤيا احلق ، الذي يظهر يل أن املراد من رآين يف املنام فليستبشر ( ي اليت ه . )٦( )الباطل الذي هو احللم ؛ فإن الشيطان اليتمثل يب من اهللا ال

؛ فكلهم بشر ، وكلهم من ذرية أن سنة اهللا تعاىل يف سائر النبيني كسنته يف سيد املرسلني -٧! " # $ % & ' ) ( * + , M :آدم ونوح وإبراهيم عليهم السالم ؛ قال تعاىل

0 / . - L راھیم د MH G F E D C B A @ L : وقال ، ١١: إب : الحدی

) . ٦٩٩٣(صحيح البخاري ، ح ) ١( . ٢٢/٣٦روح املعاين ، ١٢/٣٨٥فتح الباري : انظر ) ٢( . ١٢/٣٨٥فتح الباري ) ٣( . ١٢/٣٨٥فتح الباري : انظر ) ٤( . ١٢/٣٨٤فتح الباري : انظر ) ٥( ) . باختصار يسري ( ١٢/٣٨٩فتح الباري ) ٦(



١٧٤

وال نبيا إال من ، مل يرسل بعده رسوال خيرب تعاىل أنه منذ بعث نوحا: ( قال ابن كثري ؛ ٢٦وال ، ، خليل الرمحن، مل يرتل من السماء كتابا وال أرسل رسوال ، وكذلك إبراهيم ذريته

ذريتـه وجعلنا في : كما قال يف اآلية األخرى، لته ، إال وهو من سال بعده أوحى إىل بشر من ابتالكة ووبليس هلم من العلم والغىن والقـدرة إال بقـدر وكل النبيني عليهم السالم . )١( )الن

، العلـم ثـالث ؛ رجع إلى تكمال صفات ال : (يقول ابن أيب العز احلنفي ؛ مايعطيهم اهللا تعاىل ةرالقدى ونالغالث. ، و هذهال إالثة الولى الكمع لحصالت هدحو لهء ؛ لياط بكل شي أحالذ هفإن

أن يبرأ من دعوى ولهذا أمر النبي ؛ ، وهو غني عن العالمني ، وهو على كل شيء قدير علماالثه هالذهلبقو والقل : ثة الله نائزي خدنع الأقول لكم و بيالغ لمإن ال أع لكي مإن أقول لكم

بعإال أتى إليوحا يم . وحقال ن ككذلو مزي العل أولذا أوفه ، اللـه ثهعول بسل رأوو ،هم ألن ، وهذا هما تبرأ من ذلكال، وك ، وخاتم أولي العزم ، وهذا خاتم الرسل إلى أهل الأرض

، ، وتارة بالتـأثري يسألونك عن الساعة أيان مرساها :كقوله تعالى، لغيبيطالبونهم تارة بعلم اوتارة يعيبون عليهم ، يات الرض ينبوعا ااألوقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من : كقوله تعالىشة الباجةالحالى ريعت هلي : ، كقوي فشميو امأكل الطعول يسذا الرال هقالوا ماق ااألووةآلسي

. هبأن مهبرخول أن يسالر رالفأمكذل كلمي إنالث، و لكت نال منا يالم يهطعا ير مبقد ثة اللـه ،اهإي الله هلما عم لمعفي هنع اها أغنمني عغتسيو ، نم هليع هرا أقدلى مع رقدياأل، و فةالخور المم

ةطردالم ةادلعاس لأغلب الن ةادعل ضالل من جعـل هلـم أو ويف هذا داللة بينة على. )٢( ) ، أوأو حقوقه ؛ كما فعلت النصـارى مـع تعاىل اهللا تكماالشيء من لغريهم من اخللق شركا يف

: أوليائهم ؛ يقول ابـن تيميـة و نبينا ، وكما فعل غالة املتصوفة مع واحلواريني املسيح ) مهضعل : قال بطى قوعي يلإن الو)كن ( ، مهضعقال بو : هلالإنع نعتمن يكمل معف يلى الو

إن : قـالوا . وهذا قاله ابن عربي والـذين اتبعـوه . يمتنع على الله تعالى فعل محال الكما ، لي هليع ورقدم هذاتل نعتمقال الما يم مهدنع س : يللول هليور عقدم رغي هى و، إنتال ح ـعمالج

! يعزب عن قدرته شيء من الممكنـات الأن الولي وزاد ابن عربي، غير ذلك البين الضدين و

. ١٨٩، ٧/١٨٨تفسري ابن كثري ) ١( ) . ٤٩٥، ٤٩٤( شرح العقيدة الطحاوية ، ص ) ٢(



١٧٥

هم بأن الولي مثلفهذا تصريح من! هو الله وحده ن قدرته شيء من الممكناتيعزب عالوالذي الله وه كني إن لم الله! الله هلمعا يكل م لمعي هبأن مهضعب حرصو ، رقـدا يلى كل مع رقديو

هليع الله ! بيلنذا كان لا أن هوعادو ، يلن عن بسقل إلى الحتان ثم ، هتين إلى ذرسالح نم ثم ، داحو دعا بداحن ، وسإلى أبي الح كى ذلهتى انتح نهإلى اب الشاذيل ثم ! وه نم كني بذلاطبخ

ابهمحأكابر أص نقولون . مي مهأن انهميأع نثني الثقة مدحو :الله وا هدمح١( )!! إن م( .

*******

. ١/٤٣٢دقائق التفسري ) ١(



١٧٦

الصالة والسالم على النيب MB G F E D CH P O N :قال اهللا تعاىل M L K J IL األحزاب :

أن اهللا سبحانه أخرب عباده مبرتلة عبده ونبيه عنده املقصود من هذه اآلية : (؛ يقول ابن كثري ٥٦مث أمر تعاىل أهل ، ، وأن املالئكة تصلي عليه بأنه يثين عليه عند املالئكة املقربني؛ يف املأل األعلى

ليجتمع الثناء عليه من أهل العاملني العلوي والسفلي ؛ السفلي بالصالة والتسليم عليهالعامل بصيغة اإلخبار عن صالة اهللا ومالئكته ، ويدل عظم هذه املنة ومما حيقق كالمه ، )١( ) اـمجيع

من اإلمجاع على أن يف هذه اآلية انعقد ؛ هلذا وغريه املضارعة ، الدالة على الدوام واالستمرار املفسرون واحملدثون وغريهم من وقد عين . )٢( والتنويه به ماليس يف غريها، تعظيم النيب

، لها العلماء الربانيني ذه الشعرية العظيمة ، وأفاضوا القول يف شرح نصوصها ، وبيان فضوقد ذكر ، بل إن بعضهم أفردها مبؤلفات مستقلة ؛ أحكامهاسائرو، وحملها ، وصفتها

ابن القيم كتاب فوائدوأكثرها ، وأحسنها ، السخاوي كثريا من هذه املؤلفات ، وذكر أن أجلها . )٣(وإن كان كثري اإلسهاب واالستطراد، ) م جالء األفها(

-:ويتعلق ذه اآلية العظيمة ، والشعرية اجلليلة مسائل كثرية ؛ منها ؛ واألصل يف األمر الوجوب ؛ وهلذا ذهب أمر بالصالة والسالم على النيب يف اآلية : األوىل

يف فرضيتها هل هي وإن اختلفوا فرض على كل مؤمن ، إىل أن الصالة على النيب أكثر العلماء يتكرر وجوا ؛ أا مقيدة بأسباب معينة أو على اإلطالق ؛ حبيث حيصل اإلجزاء مبرة واحدة ،

ا هو األظهر ؛ لقوة داللة النصوص على تكرار الوجوب ؛ وخباصة يف الصالة هذكلما وجدت ؟ . )٤(يف التشهد فليعد صالته من مل يصل على النيب : ؛ وهلذا قال الشعيب

وهذا أوىل . صالة اهللا ثناؤه عليه عند املالئكة ، وصالة املالئكة الدعاء : قال أبو العالية : الثانيةوالتقريب ورفع ذكره يف لصالة من اهللا الثناء والتعظيم حقيقة اف. ومالئكته مافسرت به صالة اهللا

. ٦/٢٢٥تفسري ابن كثري ) ١( ) . ١٧،٣٩( ، القول البديع ، ص ١١/١٥٦فتح الباري : انظر ) ٢( ) . ٣٦٩-٣٦٧( القول البديع ، ص : انظر ) ٣( ) . ٢١( ، القول البديع ، ص ١٦٨، ١٦٤، ١٥٣، ١١/١٥٢فتح الباري : انظر ) ٤(



١٧٧

ثناء فيجتمع للنيب الثناء والتعظيم ؛هذا الدعاء بزيادة واملؤمنني ، والصالة من املالئكة العاملني الذي امنت ه رفع ذكرأسباب ؛ وهذا من أعظم )١(اخلالق وتشريفه ، ودعاء املخلوق وسؤاله

: ؛ يقول الشوكاين ٤: الشرح M ¦ ¥ ¤ £L : يف قوله تعاىل على سيد املرسلني به رب العاملني وذلك أن اهللا ال يذكر : قال احلسن ؛ ورفعنا لك ذكرك : ذكر سبحانه منته عليه وكرامته فقال (

فليس خطيب وال ؛ رفع اهللا ذكره يف الدنيا واآلخرة : قال قتادة . يف موضع إال ذكر معه . أشهد أن ال إله إال اهللا أشهد أن حممدا رسول اهللا : متشهد وال صاحب صالة إال ينادي فيقول

ذكرناك يف الكتب املرتلة على : وقيل املعىن . يعين بالتأذين ؛ ورفعنا لك ذكرك : قال جماهد وعند املؤمنني ، رفعنا ذكرك عند املالئكة يف السماء : وقيل . وأمرناهم بالبشارة به ، األنبياء قبله فكل ؛ والظاهر أن هذا الرفع لذكره الذي امنت اهللا به عليه يتناول مجيع هذه األمور . يف األرض

عن اهللا عز وإخباره ، وكذلك أمره بالصالة والسالم عليه ، واحد منها من أسباب رفع الذكر أطيعوا اهللا : وأمر اهللا بطاعته كقوله ، ى اهللا عليه ا عشرا أن من صلى عليه واحدة صل: و جل

قل إن : وقوله ، ول فخذوه وما اكم عنه فانتهوا وما آتاكم الرس :وقوله ، وأطيعوا الرسولوباجلملة فقد مأل ذكره اجلليل السموات . وغري ذلك ، بون اهللا فاتبعوين حيببكم اهللاكنتم حت

ما مل جيعله ألحد ، والذكر احلسن والثناء الصاحل ، له من لسان الصدق وجعل اهللا ، واألرضني صل وسلم عليه وعلى مالله. من يشاء واهللا ذو الفضل العظيم ذلك فضل اهللا يؤتيه؛ من عباده

. )٢( ) بكل لسان يف كل زمان، عدد ما صلى عليه املصلون ؛ آله قبل أن تشرع الصالة عليه ؛ وهلذا ملا نزل األمر بالصالة شرع السالم على النيب : الثالثة

الطرباين ؛ روى أما السالم فقد عرفناه فكيف نصلي عليك ؟ : والسالم عليه قال بعض الصحابة MG F E D C BH N M L K J I أنه ملا نزلت )٣(وغريه بسند جيد

P OL جاء رجل إىل النيب ؛ ٥٦: األحزاب هذا السالم عليك قد ! يارسول اهللا : وقال

، ٥٣٢، ٨/٥٣٢، فتح الباري ٦/٢٢٥، تفسري ابن كثري ) ٤٤٥، ١٧٠-١٥٥( جالء األفهام ، ص : انظر ) ١(

) . ١٩-٩( ، القول البديع ، ص ١٥٦، ١١/١٥٥ . ٥/٤٦٢فتح القدير ) ٢( ) . ٥٥( القول البديع ، ص : انظر ) ٣(



١٧٨

لقيين : عبد الرمحن بن أيب ليلى قالوروى البخاري بسنده ،) عرفناه فكيف الصالة عليك يا رسول اهللا : فقلنا ، خرج علينا أال أهدي لك هدية ؟ إن النيب : فقال كعب بن عجرة قولوا اللهم صل على حممد وعلى آل : سلم عليك فكيف نصلي عليك ؟ قال قد علمنا كيف ن

اللهم بارك على حممد وعلى آل حممد كما . حممد كما صليت على آل إبراهيم إنك محيد جميد -:دالالت ثالث ؛ هي املسألة؛ وهلذه ) باركت على آل إبراهيم إنك محيد جميد

الصالة ، وظل الصحابة التسليم تقدم تعليم أن إفراد الصالة عن التسليم اليكره ؛ ألن تعليم - ١وذهب النووي إىل كراهة ذلك ؛ ألن اآلية أمرت ما . عليه على ذلك حىت نزل األمر بالصالة

فليجمع بني الصالة والتسليم ، واليقتصر على أحدمها ؛ فيقول ؛ فإذا صلى على النيب معا ا واجب يف الصالة دون والظاهر أن اجلمع بينهم. )١(أو السالم عليه فقط، صلى اهللا عليه فقط

وأمره ، اهللا سبحانه أمر املؤمنني بالصالة والتسليم على رسول اهللا : (غريها ؛ يقول ابن القيم صحابه رضي اهللا عنهم سألوه أوقد ثبت أن ، املطلق على الوجوب ما مل يقم دليل على خالفه

وقد ثبت أن ، احلديث... قولوا اللهم صل على حممد : فقال ؟ عن كيفية هذه الصالة املأمور ا ، فمخرج األمرين ؛ وهو سالم التشهد ؛ السالم الذي علموه هو السالم عليه يف الصالة

وفيه ذكر التسليم عليه ، مرا هلم به فيهأنه علمهم التشهد أيوضحه ؛ واحمللني واحد ، والتعليمني وهذا يدل على أن ، مث شبهها مبا علموه من التسليم عليه ، فسألوه عن الصالة عليه فعلمهم إياها

نه لو كان أيوضحه ؛ الصالة والتسليم املذكورين يف احلديث مها الصالة والتسليم عليه يف الصالة : يقول له هياملراد بالصالة والتسليم عليه خارج الصالة ال فيها لكان كل مسلم منهم إذا سلم عل

م مل يكونوا يتقيدون يف السالم عليه أومن املعلوم ، يها النيب ورمحة اهللا وبركاته أالسالم عليك السالم على رسول اهللا : ورمبا قال ، السالم عليكم : بل كان الداخل منهم يقول ، ذه الكيفية

وهم مل يزالوا يسلمون عليه من أول ، وحنو ذلك ، السالم عليك يا رسول اهللا : ورمبا قال ، ؛ وهو السالم عليه يف الصالة ؛ منا الذي علموه قدر زائد عليها إو، إلسالم بتحية اإلسالم ا

وقد صحح هذه ؟ يوضحه حديث أيب اسحاق كيف نصلي عليك إذا حنن صلينا يف صالتنا وإذا ...منهم ابن خزمية وابن حبان واحلاكم والدار قطين والبيهقي ؛ اللفظة مجاعة من احلفاظ

) . ٩٩، ٩٨( ، القول البديع ، ص ٦/٢٤٥تفسري ابن كثري : انظر ) ١(



١٧٩

وقد خرج ذلك خمرج ، صالة املسؤول عن كيفيتها هي الصالة عليه يف نفس الصالة تقرر أن ال، ا ويضاف إىل ذلك أمر النيب ، ا على الوجوب اثبت ، البيان املأمور به منها يف القرآن مث تبينت فإذا ، ذلك يب أكنت : مام امحد رمحه اهللا تعاىل بقوله ولعل هذا وجه ما أشار اليه اإل

. )١( )واجبة هي -:ألمرين أن الصالة هي آكد موضع تشرع فيه الصالة على النيب - ٢السالم : ماعلمهم إياه يف التشهد من قوهلم ) فقد عرفناه السالم عليك أما ( : أن املراد بقوله -أ

أن يعلمهمالصالة اليت سألوا النيب : ( يقول ابن القيم ؛ )٢(عليك أيها النيب ورمحة اهللا وبركاته؟ فكيف الصالة عليك ، هذا السالم عليك قد عرفناه : م قالوا إياها نظري السالم الذي علموه أل

يها النيب ورمحة اهللا أالسالم عليك : ومن املعلوم أن السالم الذي علموه هو قوهلم يف الصالة معىن : ( ويقول ابن كثري . )٣( )فوجب أن تكون الصالة املقرونة به هي يف الصالة ؛ وبركاته

، كما كان هو الذي يف التشهد الذي كان يعلمهم إياه أما السالم عليك فقد عرفناه : قوهلم . )٤() السالم عليك أيها النيب ورمحة اهللا وبركاته: ، وفيه يعلمهم السورة من القرآن

الصالة على النيب يف الصالة أن قد ورد يف بعض طرق احلديث النص على أن املقصود بذلك -بأقبل رجل : (قال عن أبي مسعود عقبة بن عمرو )٥(بسند حسناإلمام أمحد وغريه ؛ روى

ول اللهسر يدي نيب لسى جتح ، فقد كليع لاما السأم ول اللهسا رفقال ي هدنع نحنوفصمت رسول : قال ؟ صلى الله عليك صالتنا عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في

الله ي ل لمجا أن الرنببى أحتح ألهفقولوا : فقال . س ليع متليص متلى : إذا أنل عص مالله يالأم بيالن دمحم ، دمحلى آل معو ، يماهرآل إبو يماهرلى إبع تليا صلى ، كمع اركبو

يماهرلى آل إبعو يماهرلى إبع كتارا بكم يالأم بيالن دمح؛ مجيدم يدمح كهلذا أكد و؛ ) إنواجبا يف كل اعتربه بعضهم يف الصالة ؛ بل إن العلماء على مشروعية الصالة على النيب

) . ٣٤٨-٣٤٦( جالء األفهام ، ص ) ١( . ٨/٥٣٣فتح الباري : انظر ) ٢( ) . ٣٣٥( جالء األفهام ، ص ) ٣( . ٦/٢٢٧تفسري ابن كثري ) ٤( . ١١/١٦٣فتح الباري : انظر ) ٥(



١٨٠

، رواه ) يتشهد الرجل مث يصلي على النيب مث يدعو لنفسه : ( ابن مسعود ؛ قال )١(صالةال : ( بسند جيد قال رضي اهللا عنهما بن عمر اخرج العمري عن أو، )٢(احلاكم بسند قوي

من مل : خرج البيهقي بسند قوي عن الشعيب قال أو، يال بقراءة وتشهد وصالة علإتكون صالة خرج الطربي بسند صحيح عن مطرف بن عبد أو، يف التشهد فليعد صالته يصل على النيب حيمد ، ن حممدا عبده ورسوله أشهد أو: فإذا قال ، كنا نعلم التشهد : ( قال اهللا بن الشخري

. )٣() مث يسأل حاجته مث يصلي على النيب، ويثين عليه ، ربه ؛ ألن ذهب اجلمهور إىل االجتزاء بكل لفظ أدى املراد من الصالة والسالم على النيب - ٣

وهذا مسلم يف خارج الصالة ، وأما يف . من غري حتديد بكيفية معينة ، يف القرآن مطلق ما األمر هم كان يعلم أصحابه التشهد كما يعلم ألن النيب الصالة فالبد من االقتصار على املأثور ؛

. )٤( )السورة من القرآن ملارواه الصالة عليه عند ذكره ؛ ومن آكد املواضع اليت تشرع فيها الصالة على النيب : الرابعة

البخيل : ( قال رسول الله : قال لي بن أبي طالب ععن )٥(الترمذي وغريه بسند حسن ليل عصي فلم هدنع ترذك ني معن احلسني بن على )٦(وروى الطرباين بسند صحيح، ) الذ

وروى ،) من ذكرت عنده فخطئ الصالة علي خطئ طريق اجلنة : ( مرفوعا رضي اهللا عنهما عنده فلم يصل رغم أنف رجل ذكرت : ( مرفوعا عن أيب هريرة )٧(الترمذي بسند صحيح

من نسي : ( مرفوعا رضي اهللا عنهما عباس ابن عن )٨(صحيح وروى البيهقي بسند ،) علي

) . ٣٥٧-٣٢٧( جالء األفهام ، ص : يف بسط اخلالف يف هذه املسألة : ، وانظر ١١/١٦٣فتح الباري : انظر ) ١( . ١١/١٦٤فتح الباري : انظر ) ٢( . ١١/١٦٤فتح الباري : انظر ) ٣( ) . ٩٦( ، القول البديع ، ص ١٦٦، ١١/١٦٥فتح الباري : انظر ) ٤( . ١١/١٦٨فتح الباري : انظر ) ٥( ) . ٦٢٤٥( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر ) ٦( ) . ٥٠، ٣٥( ختريج أحاديث جالء األفهام ، ص : انظر ) ٧(: انظر ) . نسوا اهللا فنسيهم : ( واملراد بالنسيان الترك ، كقوله تعاىل ) . ٦٥٦٨( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر ) ٨(

) . ٢٢٣( القول البديع ، ص



١٨١

من : ( مرفوعا عن أنس )١(وروى النسائي بسند صحيح، ) الصالة علي خطئ طريق اجلنة متسك باألحاديث املذكورة من أوجب الصالة : ( يقول ابن حجر ، ) ذكرت عنده فليصل علي

يقتضي ، والوصف بالبخل واجلفاء ، ن الدعاء بالرغم واالبعاد والشقاء ؛ ألعليه كلما ذكر منها؛ وأجاب من مل يوجب ذلك بأجوبه . والوعيد على الترك من عالمات الوجوب؛ الوعيد

وللزم القارئ إذا مر ذكره يف ، امعه وكذا س، ذن أإذا نه لو كان ذلك على عمومه للزم املؤذنأولكان يف ذلك من املشقة واحلرج ما ، وللزم الداخل يف اإلسالم إذا تلفظ بالشهادتني ، القرآن

. ولكان الثناء على اهللا كلما ذكر أحق بالوجوب ومل يقولوا به، جاءت الشريعة السمحة خبالفه من اعتاد ترك ويف حق، وأجابوا عن األحاديث بأا خرجت خمرج املبالغة يف تأكيد ذلك وطلبه

. )٢( )الصالة عليه ديدنا -:منها يف مواضع أخرى ؛ الصالة على النيبوتشرع : اخلامسة

رضي اهللا عنهما الله بن عمرو بن العاص عبدروى مسلم بسنده عن ؛ عقب إجابة املؤذن - ١هأن بيالن عمس قولقول : ( يا يثل مذن فقولوا مؤالم متعمإذا س ، ليلوا عص ؛ ثم نم هفإن

فإنها منزلة في الجنة لا ؛ ثم سلوا الله لي الوسيلة ، صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا الله ادبع نم دبعي إلا لغبن؛ ت وا هو أن أكون أنجأرة؛ وفاعالش له لتيلة حسي الوأل لس ن؛ ) فم

قد اشتمل حديث عبد اهللا بن ؛ جابة املؤذن مخس سنن عن رسول اهللا إيف : ( يقول ابن القيم عن النيب أن يقول ما رواه مسلم عن سعد بن أيب وقاص : والرابعة . عمرو على ثالثة منها

ن حممدا أو، شهد أن ال اله إال اهللا وحده ال شريك له أ: من قال حني يسمع املؤذن : ه قال أن . غفر له ذنبه، ينا وباالسالم د، ومبحمد رسوال ، رضيت باهللا ربا ، عبده ورسوله

ملا يف ؛ وسؤاله له الوسيلة ، وصالته على رسوله ، جابة املؤذن إأن يدعو اهللا بعد : واخلامسة ن املؤذنني إيا رسول اهللا : من حديث عبد اهللا بن عمرو أن رجال قال )٣(سنن أيب داود و النسائي

) . ٣٨٣( جالء األفهام ، ص : انظر ) ١(جالء : عند ذكره وانظر يف بسط اخلالف يف حكم الصالة على النيب ) . باختصار ( ١٦٩، ١١/١٦٨فتح الباري ) ٢(

) . ٣٩٧-٣٨٢( األفهام ، ص ) . ٣٧٣( ختريج أحاديث جالء األفهام ، ص : انظر . إسناده صحيح ) ٣(



١٨٢

. )١( ) فسل تعطه فإذا انتهيت؛ قل كما يقولون : فقال رسول اهللا ؟ املؤذنني يفضلوننا عن )٣(روى أبوداود وغريه بسند حسنملا ؛ )٢(أول الدعاء وأوسطه وآخره ، ويف أوله آكد - ٢

، لم يمجد الله تعالى ، رجلا يدعو في صلاته سمع رسول الله : ( قال فضالة بن عبيد بيلى النل عصي لمو ول اللهسفقال ر : ذاجل هع ، اهعد ثم ، رهيغل أو إذا : فقال له

هلياء عالثنو زعل وج هبر جيدمأ بتدبفلي كمدلى أحص ، بيلى النلي عصي ثم ، دعو بعدي ثموأبو كنت أصلي والنيب : ( قال عبد اهللا عن )٤(وروى الترمذي بسند حسن، ) بما شاء

مث دعوت لنفسي ، مث الصالة على النيب ، فلما جلست بدأت بالثناء على اهللا ، بكر وعمر معه كل : ( عن علي موقوفا )٥(وروى البيهقي بسند حسن ،) سل تعطه، سل تعطه : فقال النيب

وآل حىت يصلى على حممد : ( ويف رواية للطرباين ؛) دعاء حمجوب حىت يصلى على النيب . )٧( )مفتاح الدعاء لصالة على النيب كما أن مفتاح الصالة الطهور ( :،يقول ابن القيم )٦( )حممد

. عن )٨(النسائي بسند صحيح أو حسنوأما يف دعاء القنوت فالظاهر أن آخره آكد ؛ ملا رواه

قال ؛ هؤلاء الكلمات في الوتر علمني رسول الله : ( قال رضي اهللا عنهما احلسن بن علي وقني شر ما ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، اللهم اهدني فيمن هديت : قل

تي؛ قض كليى عقضلا يي وقضت كفإن ، تاليو نل مذلا ي هإنو ، تاليعتا ونبر كتاربت ،دمحم بيلى النع لى اللهصو . (

أيب هريرة عن )٩(سنروى النسائي وغريه بسند حعند دخول املسجد واخلروج منه ؛ - ٣

) . ٣٧٣( جالء األفهام ، ص ) ١( . ١١/١٦٩، فتح الباري ) ٣٧٧-٣٧٥( جالء األفهام ، ص : انظر ) ٢( ) . ٦١( ختريج أحاديث جالء األفهام ، ص : انظر ) ٣( ) . ٣٧٥(ختريج أحاديث جالء األفهام ، ص : انظر ) ٤( ) . ٤٥٢٣( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر ) ٥( . ١٠/١٦٣جممع الزوائد . رواته ثقات : قال اهليثمي ) ٦( ) . ٣٧٧( جالء األفهام ، ص ) ٧( ) . ٢٦١( القول البديع ، ص : انظر ) ٨( ) . ٢٦٨( القول البديع ، ص : انظر ) ٩(



١٨٣

، اللهم افتح يل أبواب رمحتك : و ليقل ، إذا دخل أحدكم املسجد فليسلم على النيب ( :مرفوعا والظاهر أن املراد اجلمع ،) اللهم اعصمين من الشيطان: ليقل و، إذا خرج فليسلم على النيب و

لذلك مبا رواه أمحد بسنده عن )١(بني الصالة والسالم ال االقتصار على السالم وحده ؛ ويستأنسإذا دخل المسجد صلى على محمد كان رسول الله ( :قالت فاطمة بنت رسول الله عن

لمسقال ، ووبي : وي ذنل راغف مالله ، كتمحر ابوي أبل حافتو ، جرإذا خو دمحلى ملى عص لمسقال ، و وبي : ثمي ذنل راغف مالله ،كلفض ابوي أبل حافتو ( .

قال : قال عن أوس بن أوس )٢(روى اإلمام أمحد بسند صحيحيف ليلة اجلمعة ويومها ؛ - ٤ ول اللهسر ) : ةعمالج موي كمامل أيأفض نم ، مآد قلخ يهف ، قبض يهفة ، وفخالن يهفو ،

يا رسول الله : فقالوا . فإن صلاتكم معروضة علي ؛ فأكثروا علي من الصلاة فيه ؛ وفيه الصعقة فكيو يتلب قدني وعي تأرم قدا ونلاتص كليع ضرعلى : قال ؟ تع مرل حجو زع إن الله

همليع الله اتلواء صبيالأن ادسأكل أجض أن تعن أيب )٣(قي بسند صحيحهوروى البي، ) الأرفإنه ليس يصلي علي أحد ؛ أكثروا الصالة علي يف يوم اجلمعة : ( مرفوعا مسعود األنصاري

مرفوعا عن أنس )٤(، وروى البيهقي أيضا بسند حسن) يوم اجلمعة إال عرضت على صالته ) . فمن صلى علي صالة صلى اهللا عليه عشرا ؛ ليلة اجلمعة أكثروا الصالة علي يوم اجلمعة و: (من صلى : (مرفوعا عن أيب الدرداء )٥(؛ روى الطرباين بسند حسنأول النهار وآخره يف - ٥

) . أدركته شفاعيت يوم القيامة، حني ميسي عشرا و، صلى على حني يصبح عشرا : مرفوعا عن جابر )٦(روى النسائي وغريه بسند صحيحعند االجتماع وقبل االفتراق ؛ - ٦، ) إال قاموا عن أننت من جيفة صالة على النيب غري ذكر اهللا وقوم مث تفرقوا عن ما اجتمع (

) . ٩٢( هام ، ص جالء األف: انظر . ألن يف سند احلديث انقطاعا ؛ ففاطمة بنت احلسني مل تدرك فاطمة الكربى ) ١( ) . ٨٠( ، ختريج أحاديث جالء األفهام ، ص ١٦٩، ١١/١٦٧فتح الباري : انظر ) ٢( ) . ١٢٠٨( صحيح اجلامع الصغري ، ح ) ٣( ) . ١٢٠٩( صحيح اجلامع الصغري ، ح ) ٤( ) . ٦٣٥٧(صحيح اجلامع الصغري ، ح ) ٥( . )٥٥٠٦(اجلامع الصغري ، ح ، صحيح) ٩٥( جالء األفهام ، ص : انظر ) ٦(



١٨٤

، ال جيلس قوم جملسا: (مرفوعا عن أيب سعيد اخلدري )١(روى النسائي بسند صحيح، ) إن دخلوا اجلنة ملا يرون من الثواب و، إال كان عليهم حسرة اليصلون فيه على رسول اهللا

مث ، أميا قوم جلسوا فأطالوا اجللوس : ( مرفوعا عن أيب هريرة )٢(روى احلاكم بسند صحيحن شاء عذم إ، كانت عليهم ترة من اهللا ، أو يصلوا على نبيه ، تفرقوا قبل أن يذكروا اهللا تعاىل

. ) إن شاء غفر هلمو -:فضائل عظيمة ؛ منها للصالة على النيب : السادسة

أن رسول الله عن أبي هريرة روى مسلم بسنده عن ؛ وسالمه الفوز بصالة اهللا تعاىل - ١ عن )٣(وروى اإلمام أمحد بسند صحيح ،) من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا: (قال

يا رسول : فقالوا ، جاء ذات يوم والسرور يرى في وجهه أن رسول الله ) : أبي طلحة ؛ الله هكجي وف وررى السرا لنفقال : فقال ؟ إن لكاني مأت هإن : كبأن ر يكضرا يأم دمحا مي

ولا يسلم عليك أحد ، إنه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا : عز وجل يقول هذا موافق للقاعدة املستقرة : (قال ابن القيم ؛ ) . بلى: قال ! من أمتك إلا سلمت عليه عشرا

فصالة اهللا على املصلي على رسوله جزاء لصالته هو عليه ؛ من جنس العمل يف الشريعة أن اجلزاءومعلوم أن صالة العبد على رسول اهللا ليست هي رمحة من العبد لتكون صالة اهللا عليه من ،

ويزيده تعظيما ، وإرادة من اهللا تعاىل أن يعلي ذكره ، وإمنا هي ثناء على الرسول ، جنسها بأن يثين ؛ فمن أثىن على رسول جزاه اهللا من جنس عمله ؛ جنس العمل واجلزاء من، وتشريفا

: كقوله ؛ ومشاكلته له ومناسبته له ، فصح ارتباط اجلزاء بالعمل ، عليه ويزيد تشريفه وتكرميه ومن ستر مسلما ستره اهللا يف الدنيا واآلخرة ، من يسر على معسر يسر اهللا عليه يف الدنيا واآلخرة

واهللا يف ، ن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس اهللا عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن نفس ع، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل اهللا له طريقا إىل ، عون العبد ما كان العبد يف عون أخيه

ومن صلى على النيب مرة ، ومن سئل عن علم يعلمه فكتمه أجلم يوم القيامة بلجام من نار ، اجلنة

) . ٧٦٢٤( ، صحيح اجلامع الصغري ، ح ) ٢٢١( القول البديع ، ص : انظر ) ١( ) . ٢٧٣٨( صحيح اجلامع الصغري ، ح ) ٢( ) . ٨٢٩( سلسلة األحاديث الصحيحة ، ح ) ٣(



١٨٥

بقاء اهللا سبحانه سبب إل( ؛ فالصالة على النيب )١( ) ونظائره كثرية، صلى اهللا عليه ا عشرا ن املصلي طالب من اهللا أن يثين على ؛ ألبني أهل السماء واألرض ، الثناء احلسن للمصلي عليه

. )٢( )لي نوع من ذلكحيصل للمصفال بد أن ؛ واجلزاء من جنس العمل ،رسوله ويكرمه ويشرفه عبداهللا بن عن )٣(وقد يعظم جزاء الصالة إىل أكثر من ذلك ؛ روى اإلمام أمحد بسند حسن

صلاة صلى الله عليه وملائكته من صلى على رسول الله( : موقوفا رضي اهللا عنهما عمرو . )٤(؛ وحكمه الرفع ؛ إذ الجمال لالجتهاد فيه) فليقل عبد من ذلك أو ليكثر ، سبعني صلاة

. حبسب قوة اإلخالص واحملبة واالتباع ؛ واهللا أعلم والظاهر أن املضاعفة إىل السبعني تكون عن أيب طلحة )٥(روى اإلمام أمحد بسند صحيح؛ الفوز بالثواب واملغفرة وعلو املرتلة - ٢

من صلى عليك من أمتك : أتاين آت من عند ريب عز و جل فقال : (مرفوعا األنصاري رد عليه و، رفع له عشر درجات و، حما عنه عشر سيئات و، صالة كتب اهللا له ا عشر حسنات

من صلى علي صالة : (مرفوعا عن أنس )٦(وروى النسائي وغريه بسند صحيح، ) مثلها ، ) ورفعه ا عشر درجات، وحيط عنه ا عشر سيئات ، واحدة صلى اهللا عليه عشر صلوات

من : إن جربيل أتاين فقال : ( مرفوعا عن عمر بن اخلطاب )٧(وروى الطرباين بإسناد جيد ) . صلى عليك من أمتك واحدة صلى اهللا عليه عشرا ، ورفعه عشر درجات

خملصا من قلبه ال لكل مصل ؛على النيب ملن صلى حتصل إمنا الظاهر أن هذه العدات الكرميات ومن صلى علي من أمتي صالة ، مخلصا من قلبه ، صلى ( : مرفوعا بن نيار أيب بردة حلديث

عشر درجات ، وكتب له بها عشر حسنات ، ومحا عنه اهللا عليه بها عشر صلوات ، ورفعه بها

) . ١٦٤( جالء األفهام ، ص ) ١( ) . ٤٤٧( جالء األفهام ، ص ) ٢( ) . ١٥٣( ، القول البديع ، ص ٢/٤٩٧الترغيب والترهيب : انظر ) ٣( ) . ١٥٣( القول البديع ، ص : انظر ) ٤( ) . ٥٧( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر ) ٥( ) . ٦٥( ، ختريج جالء األفهام ، ص ) ١٦٥٧( صحيح الترغيب والترهيب ، ح : انظر ) ٦( ) . ١٥٩، ١٥٨( ص القول البديع ، : انظر ) ٧(



١٨٦

ئاتيس رشا : ( ، ويف رواية البزار )١( ) ع من صلى علي صالة من تلقاء نفسه صلى اهللا عليهما ( : ويف رواية الطرباين ) ورفع له عشر درجات ، وحط عنه عشر سيئات ، عشر صلوات . )د من أميت صادقا ا يف قلب نفسه صلى علي عب

عن أيب )٢(روى أبوداود بسند صحيح؛ ، ويرد على أهلها النيب بلغ ت صليصالة امل أن - ٣فإن ؛ وصلوا علي ، وال جتعلوا قربي عيدا ، ال جتعلوا بيوتكم قبورا : ( قال قال هريرة

، ) مالئكة سياحني يبلغوين عن أميت السالم إن هللا : ( وقال ،) صالتكم تبلغين حيث كنتمما من أحد يسلم علي إال رد اهللا علي روحي حىت : ( وقال ، )٣(رواه النسائي بإسناد صحيح

. )٤(، رواه أبوداود وغريه بسند جيد) حىت أرد عليه السالمكان : ( قال أيب بن كعب عن )٥(جيدروى الترمذي بسند ؛ كفاية هم الدنيا واآلخرة - ٤

جاءت ، اذكروا اهللا ، اذكروا اهللا ، يا أيها الناس : إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال رسول اهللا قلت يا رسول اهللا إين : قال أيب . جاء املوت مبا فيه ، جاء املوت مبا فيه ، تتبعها الرادفة ، الراجفة

ما : الربع قال : قال قلت ، ما شئت : فقال ؟ فكم أجعل لك من صاليت ، أكثر الصالة عليك فإن زدت فهو خري لك قال ، ما شئت : قال ، النصف : قلت ، فإن زدت فهو خري لك ؛ شئت ؟ أجعل لك صاليت كلها : قلت ، فإن زدت فهو خري لك ، ما شئت : قال ، فالثلثني : قلت قال أيب بن )٦(ويف رواية لإلمام أمحد سندها جيد؛ ) ويغفر لك ذنبك، إذا تكفى مهك : قال

إذن : ن جعلت صاليت كلها عليك ؟ قال أرأيت إ! يارسول اهللا : قال رجل : ( كعب سئل شيخنا أبو العباس : (قال ابن القيم ؛ ) وآخرتك يكفيك اهللا تبارك وتعاىل ما مهك من دنياك

هل فسأل النيب، يدعو به لنفسه ، كان أليب بن كعب دعاء : فقال ؟ عن تفسري هذا احلديث

، سلسلة األحاديث ١٠/١٦٥، جممع الزوائد ١١/١٦٧فتح الباري : انظر . رواه النسائي وغريه بإسناد رجاله ثقات ) ١(

) . ٣٣٦٠( الصحيحة ، ح ) . ٧٢٢٦( صحيح اجلامع الصغري ، ح : انظر ) ٢( ) . ٦٠( جالء األفهام ، ص : انظر ) ٣( ) . ٢٢٦٦( سلسلة األحاديث الصحيحة ، ح : انظر ) ٤( ) . ١٧٥( القول البديع ، ص : انظر ) ٥( . ١٠/١٦٣، جممع الزوائد ٢/٥٠١الترغيب والترهيب : انظر ) ٦(



١٨٧

فقال إن ، فقال له النصف ، إن زدت فهو خري لك : فقال ؟ صالة عليه ؛ جيعل له منه ربعه ، أي أجعل دعائي كله صالة عليك ؛ إىل أن قال أجعل لك صاليت كلها ، زدت فهو خري لك

، ألن من صلى على النيب صالة صلى اهللا عليه ا عشرا ؛ إذا تكفى مهك ويغفر لك ذنبك : قال وذكر . )١( ) هذا معىن كالمه رضي اهللا عنه! وغفر له ذنبه ، ومن صلى اهللا عليه كفاه مهه

إال أا ، بالدعاء بن كعب أنه ورد يف بعض الروايات تفسري الصالة يف حديث أيب السخاوي . )٢(مرسلة أو معضلة

يف درء العقاب إن بشفاعته سبب للفوز صفة خمصوصة على النيب الصالة على أن - ٥ عن أيب الدرداء )٣(؛ روى الطرباين بسند حسنأو زيادة الثواب إن كان حمسنا ، كان مذنبا

، ) حني ميسي عشرا أدركته شفاعيت يوم القيامةو، من صلى على حني يصبح عشرا : (مرفوعا من صلى على حممد : ( مرفوعا عن رويفع األنصاري )٤(وروى اإلمام أمحد بإسناد البأس به

) . اللهم أنزله املقعد املقرب عندك يوم القيامة وجبت له شفاعيت : ؛ وقال : ؛ قال تعاىل ن ـختتص بسيد املرسلي لسائر النبيني ، والمشروعة الصالة والسالم : السابعة

M 5 4 3 2 1 0 / . - , + * ) ( ' &L ال ــ، وق ٨٠ – ٧٨: الصافات : M E D C B A @ ? > =L وقال ١٠٩ – ١٠٨: الصافات ، : M ~ } | { z

¤ £ ¢ ¡ �L ال ــ، وق ١٢٠ – ١١٩: الصافات : M 1 0 / . - , + *

3 2L ا ذكروا ؛ ؛ والذي تركه عليهم يف اآلخرين هو السالم عليهم كلم ١٣٠ – ١٢٩: الصافاتعلى تبليغ رساالت رم ، وهو من الثناء ولسان الصدق الذي أبقاه اهللا هلم يف اآلخرين ؛ لصربهم

؛ فاليزال السالم والثناء عليهم يف العاملني ؛ عاملا بعد عامل إىل أن يرث اهللا واحتماهلم ألذى أممهم وتركنا عليه في اآلخرين ، : قوله: ( ض ومن عليها ، وهو خري الوارثني ؛ قال ابن كثري األر

) . ٢٠٣( ، القول البديع ، ص ٢/٥٠١الترغيب والترهيب : ، وانظر ) ٧٩( جالء األفهام ، ص ) ١( ) . ١٧٧( بديع ، ص القول ال: انظر ) ٢( ) . ٦٣٥٧(صحيح اجلامع الصغري ، ح ) ٣(. رواه البزار والطرباين يف األوسط والكبري وأسانيدهم حسنة : وقال اهليثمي هكذا حكم احلافظ ابن كثري على احلديث ، ) ٤(

، ٢/٥٠٥الترغيب والترهيب ، ٦/٢٣٧تفسري ابن كثري : انظر . بعض أسانيدهم حسن : وهكذا قال املنذري إال أنه قال . ١٠/١٦٦جممع الزوائد



١٨٨

ادة ـوقال قت. يعين لسان صدق لألنبياء كلهم: وقال جماهد. يذكر خبري: قال ابن عباس .والثناء احلسن ، السالم : قال الضحاك. أبقى اهللا عليه الثناء احلسن يف اآلخرين: والسدي

والثناء احلسن ، مفسر ملا أبقى عليه من الذكر اجلميل ؛ منيسالم على نوح في العال: وقوله تعاىل . أنه يسلم عليه يف مجيع الطوائف واألمم؛

سننيحزي المجن كا كذلجنعل له لسان هكذا جنزي من أحسن من العباد يف طاعة اهللا أي؛ إن ، . )١( )حبسب مرتبته يف ذلك ؛ صدق يذكر به بعده

أحاديث يف إسنادها ضعف ، ولكن أمجع العلماء على األمر ا وأما الصالة عليهم فقد ورد يف الصالة حكم اختلف العلماء يف وأما غري األنبياء فقد . )٢(مشروعية الصالة على مجيع النبيني

-: )٣(أقوالعلى عليهم ، ولقوله ١٠٣: التوبة Mr qs w v u tx | { z yL : اجلواز ؛ لقوله تعاىل : أحدمها ) :ةادبن عب دعلى آل سع كتمحرو كاتلول صعاج مرواه أبوداود وغريه بسند ) الله ،

. )٤(جيدروى و، ٦٣: النور MO N M L Q P S R L : لقوله تعاىل املنع ؛ : والثاين

ما أعلم الصالة تنبغي : ( موقوفا رضي اهللا عنهما عن ابن عباس )٥(صحيحابن أيب شيبة بسند ) . على أحد من أحد إال على النيب

حميد الساعدي رواه البخاري بسنده عن أيب ؛ فتجوز تبعا ال استقالال ؛ ملا التفصيل: والثالث ) : قالوا مهأن : كليلي عصن فكي ول اللهسا رقال ؟ ي : دمحلى مل عص مقولوا الله

يماهرلى آل إبع تليا صكم هتيذرو اجهوأزو ، كتارا بكم هتيذرو اجهوأزو دمحلى مع اركبواهرلى آل إبعجيدم يدمح كإن واحلجة فيه أنه صار شعارا للنيب ( : يقول ابن حجر ؛ ) يم ؛

. ٦/٣٨١تفسري ابن كثري ) ١( ) . ٤٦٣-٤٥٧( جالء األفهام ، ص : انظر ) ٢(فتح الباري ، ٢٤٥، ٦/٢٤٤، تفسري ابن كثري ) ٤٨٢-٤٦٤( جالء األفهام ، ص : يف بسط هذه املسألة : انظر ) ٣(

) . ٨٧-٨١( القول البديع ، ص ، ١٧١-١١/١٦٩ . ١١/١٧٠فتح الباري : انظر ) ٤( . ١٧٠، ١١/١٦٩فتح الباري : انظر ) ٥(



١٨٩

، ن كان معناه صحيحا وإ، ل أبو بكر صلى اهللا عليه و سلم قا: فال يقال ؛ فال يشاركه غريه فيه ال وقريب من هذا أنه. وحنو ذلك ، أو خليفته ، وعلى صديقه ، صلى اهللا على النيب : ويقال ؛ ألن هذا الثناء صار شعارا هللا سبحانه ؛ ن كان معناه صحيحا وإ، قال حممد عز و جل : يقال

. فال يشاركه غريه فيه اللهم صل : وال يف قوله ، وصل عليهم : وال حجة ملن أجاز ذلك منفردا فيما وقع من قوله تعاىل

اللهم صل عليهما : فقال، صل علي وعلى زوجي : وال يف قول امرأة جابر ، على آل أيب أوىف وليس لغريه أن ، ولصاحب احلق أن يتفضل من حقه مبا شاء ، فإن ذلك كله وقع من النيب ؛

صار ويقوى املنع بأن الصالة على غري النيب ، ومل يثبت عنه إذن يف ذلك ، يتصرف إال بإذنه . )١( ) أهل البيت وغريهم يصلون على من يعظمونه من؛ شعارا ألهل األهواء

مت الكتاب واحلمد هللا رب العاملني

*******

. ٨/٥٣٤فتح الباري ) ١(



١٩٠

أهم مراجع الكتاباإلتقان يف علوم القـرآن ، جلالل الدين السيوطي ، مكتبة ومطبعة مصطفى احلليب مبــصر ، الطبعـة الرابعـة ، ـ

. هـ ١٣٩٨في ، مؤسسـة النـور ، الطبعـة ـعبد الرزاق عفي/ تعليق . اإلحكام يف أصول األحكام ، لعلي بن حممد اآلمدي _

.األوىل اختيار األوىل يف شرح حديث اختصام املأل األعلى ، البن رجب احلنبلي ، حتقيق جاسم الدوسـري ، مكتبـة دار -

. هـ ١٤٠٦األقصى بالكويت ، الطبعة األوىل ، .هـ ، مكتبة الكليات األزهرية بالقاهرة ١٤٠٦الطبعة األوىل ـ األربعني يف أصول الدين ، لفخر الدين الرازي ،

. هـ ١٤٠٢أساس البالغة ، حملمود بن عمر الزخمشري ، دار املعرفة ببريوت ، - . علي عبد الواحد وايف ، دار النهضة مبصر / األسفار املقدسة يف األديان السابقة لإلسالم ، د - . هـ ١٤١١، دار الدعوة باألسكندرية ، الطبعة األوىل ، مصطفى حلمي/ اإلسالم واألديان ، د -

دار . ، أليب السعود بن حممد العمادي احلنفـي ) تفسري أيب السعود ( ـ إرشاد العقل السليم إىل مزايا الكتاب الكرمي .الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

. دنيا ، دار املعارف مبصر ، الطبعة الثانية سليمان /اإلشارات والتنبيهات ، البن سينا ، مع تعليقات د -املكتب اإلسالمي ، بـريوت ، الطبعـة . ـ إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار السبيل ، حملمد ناصر الدين األلباين

.هـ ١٣٩٩األوىل دار . عادل أمحد علـي معـوض / ـ اإلصابة يف متييز الصحابة ، للحافظ أمحد بن علي بن حجر العسقالين ، حتقيق

. هـ ١٤٢٣الطبعة الثانية ، الكتب العلمية ، بريوت ، . أصول الدين ، لعبد القاهر البغدادي ، دار الكتب العلمية ، ببريوت - . هـ ١٤١٥ناصر القفاري ، الطبعة الثانية ، / أصول مذهب الشيعة اإلمامية ، د -

.هـ ١٤٢٦دار عامل الفوائد مبكة املكرمة ، الطبعة األوىل . ـ أضواء البيان ، حملمد بن حممد الشنقيطي مطبوعة على اآللة الكاتبة ، جامعة ـ اإلنسان الكامل يف الفكر الصويف ، للدكتور لطف الله خوجة ، رسالة دكتوراه

.أم القرى ، قسم العقيدة دار الكتب العلمية ، بريوت ، الطبعة . ـ إيثار احلق على اخللق ، أليب عبد الله حممد بن املرتضي املشهور بابن الوزير

.هـ ١٤٠٣األوىل ، .ر ، مكتبة الرياض احلديثة ـ االعتصام ، أليب إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطيب ، دار الفك

مكتبة املعارف ، بريوت ، الطبعة السـابعة ، . عماد الدين إمساعيل بن كثري الدمشقي / ـ البداية والنهاية ، للحافظ .هـ ١٤٠٨

. هـ ١٣٩٤البحر الزخار ، ألمحد بن حيىي املرتضي ، مؤسسة الرسالة ، بريوت ، - . هـ ١٤١٣الزركشي ، وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية ، الطبعة الثانية ، البحر احمليط ، بدر الدين -

الطبعة الثالثة . حممد أبو الفضل إبراهيم : ـ الربهان يف علوم القرآن ، لبدر الدين حممد بن عبد الله الزركشي ، حتقيق



١٩١

.هـ ، دار الفكر بلبنان ١٤٠٠ .هـ ١٤٠٨موسى الدويش ، مكتبة العلوم واحلكم ، الطبعة األوىل / الدكتور : قيق ـ بغية املرتاد ، البن تيمية حت

. التاريخ الكبري ، لإلمام البخاري ، دار الكتب العلمية ، بريوت - . تأويل خمتلف احلديث ، البن قتيبة الدينوري ، دار الكتاب العريب ، بريوت ، مطبعة العلوم - . تأويل مشكل القرآن ، البن قتيبة الدينوري ، حتقيق السيد أمحد صقر ، املكتبة العلمية - . تبصرة األدلة يف أصول الدين ، أليب املعني النسفي ، رئاسة الشئون الدينية بتركيا - . هـ ١٤٠٢التبيان يف أقسام القرآن ، البن القيم ، دار الكتب العلمية ، بريوت ، _

املكتبة السلفية باملدينة ، مطبعة املدين ، الطبعة . األحوذي بشرح جامع الترمذي ، للحافظ حممد املباركفوري ـ حتفة .هـ ١٣٨٣الثانية

.هـ ١٤٠١الشؤون الدينية بقطر ، الطبعة األوىل . علي حممد مجاز / ـ ختريج أحاديث مسند الشاميني ، للدكتور . هـ ١٤٠٦الترغيب والترهيب ، لزكي الدين املنذري ، دار الكتب العلمية ، الطبعة األوىل ، -

.هـ ، دار الكتب العلمية بلبنان ١٤٠٣الطبعة األوىل . ـ التعريفات ، لعلي بن حممد اجلرجاين .، مطابع املختار اإلسالمي مكتبة دار التراث بالقاهرة. ـ تفسري القرآن العظيم ، إلمساعيل بن كثري القرشي .املكتبة العلمية باملدينة املنورة ، دار املعرفة ببريوت . ـ تقريب التهذيب ، للحافظ ابن حجر العسقالين

.هـ ١٤١٧مكتبة الغرباء ، الطبعة األوىل . ـ تلخيص االستغاثة ، لشيخ اإلسالم ابن تيمية .هـ ١٣٢٧مطبعة حيدر آباد ، الطبعة األوىل . ن حممد بن حجر ـ ذيب التهذيب ، ألمحد بن علي ب

املؤسسة السعيدية . ، لعبد الرمحن ابن ناصر السعدي ) تفسري السعدي ( ـ تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري كالم املنان .بالرياض

هـ ، دار ١٤٠٥طبعة . د بن جرير الطربي ، أليب جعفر حمم) تفسري الطربي ( ـ جامع البيان عن تأويل آي القرآن .الفكر ببريوت

. أمحـد الـربدوين / ، أليب عبد الله حممد بن أمحد القرطيب ، تصـحيح ) تفسري القرطيب ( ـ اجلامع ألحكام القرآن .الطبعة الثانية

دار اإلمام أمحـد بالقـاهرة ، حممد خليل هراس ، / جدليات شيخ اإلسالم ابن تيمية حول النبوات والغيبيات ، د - . هـ ١٤٢٨الطبعة األوىل ،

.هـ ١٣٧١دائرة املعارف العثمانية حبيدر آباد ، الطبعة األوىل . ـ اجلرح والتعديل ، البن أيب حامت . هـ ١٤٠٧جالء األفهام يف فضل الصالة والسالم على حممد خري األنام ، دار العروبة ، الكويت ، الطبعة الثانية - . هـ ١٤٠١جالء العينني يف حماكمة األمحدين ، البن اآللوسي البغدادي ، مطبعة املدين ، -

علي حسـن / د احلليم بن تيمية ، حتقيق الدكتور ـ اجلواب الصحيح ملن بدل دين املسيح ، أليب العباس أمحد بن عب .هـ ، دار العاصمة بالرياض ١٤١٩الطبعة الثانية . ورفاقه

دار الكتب العلمية ، بريوت ، الطبعـة . ـ حاشية الشهاب على البيضاوي ، لشهاب الدين أمحد بن حممد اخلفاجي .هـ ١٤١٧األوىل ،



١٩٢

.هـ ، دار الفكر ١٤١٤طبعة . تفسري اجلاللني ، ألمحد الصاوي املالكي ـ حاشية الصاوي على . هـ ١٤١٨عبدالغين عبد اخلالق ، املعهد العاملي للفكر اإلسالمي بأمريكا ، الطبعة الثالثة ، /حجية السنة ، د -

مطابع جامعة اإلمام حممد بـن . سامل حممد رشاد / ـ درء تعارض العقل والنقل ، لشيخ اإلسالم ابن تيمية ، حتقيق د .هـ ١٣٩٩سعود ، الرياض ، الطبعة األوىل ،

أمحد جلي ، مركز امللك فيصل للبحوث والدراسات اإلسـالمية ، / دراسة عن الفرق الدينية يف تاريخ املسلمني ، د - . هـ ١٤٠٨الطبعة الثانية

دار عامل الفوائد مبكة املكرمة ، الطبعـة األوىل . ألمني الشنقيطي ـ دفع إيهام االضطراب عن آيات الكتاب ، حملمد ا .هـ ١٤٢٦

١٤٠٤مؤسسة علوم القرآن ، بريوت ، الطبعة الثانية ، . حممد السيد اجلليند : ـ دقائق التفسري ، البن تيمية ، حتقيق .هـ

.هـ ، نشر إدارة ترمجان السنة بالهور ١٤٠٢طبعة الرابعة ال. ـ الرد على املنطقيني ، أليب العباس بن تيمية املؤسسة اجلامعية ، بريوت ، الطبعة الثانية . حسن عاصي / ـ الرسالة األضحوية ، للحسني بن علي بن سينا ، حتقيق

.هـ ١٤٠٧، الطبعـة األوىل ، شـركة . مد بن عودة السـعوي حم/ ـ الرسالة التدمرية ، أليب العباس بن تيمية ، حتقيق الدكتور

.العبيكان للطباعة والنشر هــ ، دار ١٤٠٨طبعـة . ـ روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثاين ، لشهاب الدين حممود اآللوسي

.الفكر هـ ، املكتب اإلسالمي ١٤٠٧بعة الرابعة الط. ـ زاد املسري يف علم التفسري ، جلمال الدين عبد الرمحن بن اجلوزي

.ببريوت . هـ ١٤٠٧زاد املعاد يف هدي خري العباد ، البن القيم ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة اخلامسة عشرة ، -

ـ الزهر النضر يف حال اخلضر ، للحافظ أمحد بن علي بن حجر ، جممع البحوث اإلسالمية باهلند ، الطبعـة األوىل ، .ـ ه ١٤٠٨

.هـ ، مكتبة املعارف بالرياض ١٤٠٧الطبعة الثانية . ـ سلسلة األحاديث الصحيحة ، حملمد ناصر الدين األلباين هــ ، ١٤٠٠الطبعة األوىل . ـ السنة ، للحافظ أيب بكر بن أيب عاصم الشيباين ، ختريج حممد ناصر الدين األلباين

.املكتب اإلسالمي . هـ ١٤١٧أكرم العمري ، مكتبة العبيكان ، الطبعة الثانية ، / لنبوية الصحيحة ، دالسرية ا - . هـ ١٤٠٢سري أعالم النبالء ، للحافظ الذهيب ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة األوىل ، - . م ١٩٦٤السياسة املدنية ، للفارايب ، املطبعة الكاثوليكية ، بريوت ، الطبعة األوىل ، -

الطبعة األوىل . عبد الكرمي عثمان / األصول اخلمسة ، للقاضي عبد اجلبار بن أمحد اهلمذاين ، حتقيق الدكتور ـ شرح .هـ ، مكتبة وهبة مبصر ١٣٨٤

.هـ ١٤٠٣ـ شرح جوهرة التوحيد ، إلبراهيم بن حممد البيجوري ، دار الكتب العلمية ، بريوت ، الطبعة األوىل



١٩٣

املكتب اإلسالمي ، الطبعة األوىل . شعيب األرنؤوط / أليب حممد احلسني بن مسعود البغوي ، حتقيق ـ شرح السنة ، .هـ ١٤٠٠

.دار الكتب العلمية ببريوت . ـ شرح صحيح مسلم ، للحافظ حيىي بن شرف النووي . هـ ١٤٣٠شرح األصبهانية ، لشيخ اإلسالم ابن تيمية ، دار املنهاج ، الطبعة األوىل ، -

املكتب اإلسالمي . حممد ناصر الدين األلباين / ـ شرح العقيدة الطحاوية ، لعلي بن علي بن أيب العز احلنفي ، ختريج .هـ ١٤٠٨، الطبعة التاسعة

.هـ ١٤٢٩شرح العقيدة الطحاوية ، لعبدالرمحن الرباك ، دار التدمرية ، الطبعة األوىل - . هـ ١٣٢٩شرح العقيدة النسفية ، سعد الدين التفتازاين ، مطبعة كردستان مبصر ، -

مركـز البحـث . حممد الزحيلي ونزيه محـاد / ـ شرح الكوكب املنري ، حملمد بن أمحد الفتوحي ، حتقيق الدكتور .هـ ١٤٠٠العلمي جبامعة أم القرى ، مطبعة دار الفكر بدمشق

. هـ ١٤١٩ضة ، لنجم الدين الطويف ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، شرح خمتصر الرو -عامل الكتـب ، بـريوت ، الطبعـة األوىل ، . عبد الرمحن عمرية / ـ شرح املقاصد ، لسعد الدين التفتازاين ، تعليق

.هـ ١٤٠٩ . هـ ١٤١٩األوىل ، شرح املواقف ، للشريف اجلرجاين ، دار الكتب العلمية ، بريوت ، الطبعة -

هــ ، دار ١٤٠٧الطبعـة األوىل . ـ شفاء العليل يف مسائل القضاء والقدر واحلكمة والتعليل ، البن قيم اجلوزية .الكتب العلمية

.هـ ١٤٠٢الطبعة الثانية . أمحد عطار / ـ الصحاح ، إلمساعيل بن محاد اجلوهري ، حتقيق .هـ ، املكتب اإلسالمي ١٤٠٦الطبعة الثانية . زيادته ، حملمد ناصر الدين األلباين ـ صحيح اجلامع الصغري و

.هـ ١٤٠٦حممد رشاد سامل ، الطبعة الثانية ، / ـ الصفدية ، لشيخ اإلسالم ابن تيمية ، حتقيق د .هـ ١٣٧٥، الطبعة األوىل دار الكتاب العريب مبصر. ـ صفوة البيان ملعاين القرآن ، حلسنني خملوف

علي ابن حممد بن دخيل الله / ـ الصواعق املرسلة على اجلهمية واملعطلة ، حملمد بن أيب بكر بن قيم اجلوزية ، حتقيق د .هـ ١٤١٨دار العاصمة ، الرياض ، الطبعة الثانية ، .

ين اخلطيب ، املكتبة السلفية ، الطبعة الثالثـة / م ، حتقيق ـ طريق اهلجرتني وباب السعادتني ، لإلمام ابن القيالد حمب .هـ ١٤٠٧

.هـ ١٤٠٩ـ العدة ، حملمد بن إمساعيل الصنعاين ، املكتبة السلفية بالقاهرة ، الطبعة الثانية .م ١٩٦٦وت ، ـ عوارف املعارف ، لشهاب الدين أيب حفص عمر السهروردي ، دار الكتاب العريب ، بري

دار . عبد العزيز بن بـاز / أمحد بن علي بن حجر ، حتقيق الشيخ / ـ فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، للحافظ .املعرفة ببريوت

.دار املعرفة ، بريوت . ـ فتح القدير ، حملمد بن علي الشوكاين . هـ ١٤٣٠بن اجلوزي ، الطبعة األوىل علي الضوحيي ، دار ا/فتح الويل الناصر بشرح روضة الناضر ، د -

.ـ الفتوحات املكية ، حملمد بن علي ابن عريب ، دار صادر ، بريوت



١٩٤

دار اجليـل ، . حممد نصر وزميلـه / ـ الفصل يف امللل واألهواء والنحل ، لعلي بن أمحد بن سعيد بن حزم ، حتقيق .بريوت

دار الكتاب العريب ، بريوت ، طبع مطـابع دار لبنـان ، . و العال عفيفي أب: ـ فصوص احلكم ، البن عريب ، تعليق .بريوت

.هـ ١٤٠٦دار الكتاب العريب ، الطبعة األوىل ، . ـ الفوائد اموعة ، حملمد بن علي الشوكاين .دار املعرفة ، بريوت . ـ فيض القدير شرح اجلامع الصغري ، لعبد الرؤوف املناوي

.املؤسسة العربية للطباعة والنشر . احمليط ، حملمد بن يعقوب الفريوزآبادي ـ القاموس . هـ ١٤١٨قواطع األدلة يف األصول ، أليب املظفر السمعاين ، دار الكتب العلمية ، بريوت ، الطبعة األوىل ، - . ؤيد لقول البديع يف الصالة على احلبيب الشفيع ، لشمس الدين السخاوي ، مكتبة املا -

هــ ، ١٤١٨الطبعة األوىل . عبد الله املنصور / ـ كتاب القدر ، للحافظ أيب بكر جعفر بن حممد الفريايب ، حتقيق .أضواء السلف

) . /http://www.islamport.com(كتب األلباين يف املوسوعة الشاملة -هـ ، ١٣٩٧الطبعة األوىل . حملمود بن عمر الزخمشري ، )حبواشيه ( ـ الكشاف عن حقائق الترتيل وعيون األقاويل

.دار الفكر للطباعة والنشر .هـ ١٤١٦مؤسسة الرسالة ، الطبعة السادسة ، . ـ كشف اخلفاء ومزيل اإللباس ، إلمساعيل بن حممد العجلوين

. دار اآلفاق ، بريوت ، ) فلسفة ابن رشد ( الكشف عن مناهج األدلة ، البن رشد ، ضمن جمموعة -هــ ، دار ١٣٩٩طبعة . ، لعلي بن حممد بن إبراهيم البغدادي ) تفسري اخلازن ( ـ لباب التأويل يف معاين الترتيل

.الفكر .دار إحياء التراث اإلسالمي ، بريوت : ط. ـ لسان العرب ، حملمد بن مكرم بن منظور ١٣٩٠مؤسسة األعلمي للمطبوعات ، بريوت ، الطبعة الثانية . العسقالين ـ لسان امليزان ، ألمحد بن علي بن حجر

.هـ .هـ ١٤٠٥لوامع األنوار ، حملمد السفاريين ، املكتب اإلسالمي ، بريوت ، الطبعة الثانية ، - . هـ ١٤٠٠مباحث يف علوم القرآن ، مناع القطان ، مؤسسة الرسالة ، بريةت ، الطبعة السابعة ، -عبدا ألمري األعسـم ، دار املناهـل ، / املبني يف شرح ألفاظ احلكماء واملتكلمني ، لعلي بن حممد اآلمدي ، حتقيق ـ

.هـ ١٤٠٧لبنان ، الطبعة األوىل . هـ ١٤٠٤خمتصر التحفة اإلثين عشرية ، حملمود شكري اآللوسي ، دار اإلفتاء بالسعودية ، -

ـ جممع الزوائد ، للحافظ علي سة املعارف ، بريوت ، طبعة . بن أيب بكر اهليثميهـ ١٤٠٦مؤس. مطبعة املساحة العسكرية . ـ جمموع الفتاوى ، لشيخ اإلسالم ابن تيمية ، مجع وترتيب عبد الرمحن بن حممد بن قاسم

.هـ ١٤٠٤بالقاهرة عبد الرؤوف خريي ، مكتبة الضياء جبـدة ، / ، للدكتور بني االتباع واالبتداع صلى اهللا عليه وسلم ـ حمبة الرسول

.هـ ١٤١٢الطبعة األوىل



١٩٥

عبد السـالم عبـد / ، للقاضي أيب حممد عبد احلق بن غالب بن عطية ، حتقيق ) تفسري ابن عطية ( ـ احملرر الوجيز .هـ ، دار الكتب العلمية ببريوت ١٤٢٢الطبعة األوىل . الشايف

هـ ، ١٤٠٥الطبعة األوىل . احلسن العلوي / الصواعق املرسلة ، حملمد بن نصر املوصلي ، حتقيق الدكتور ـ خمتصر .أضواء السلف

.دار الرشاد باملغرب . حممد الفقي / ـ مدارج السالكني ، لإلمام ابن قيم اجلوزية ، حتقيق . هـ ١٤١٢السنة ، الطبعة األوىل مدخل لدراسة القرآن الكرمي ، حممد أبو شهبة ، مكتبة -

.أبو الوفاء التفتازاين ، دار الثقافة مبصر ، الطبعة الثالثة / ـ مدخل إىل التصوف ، للدكتور . هـ ١٤٠٣مذاهب فكرية معاصرة ، حملمد قطب ، دار الشروق ، الطبعة األوىل ، -

ين ، للدد العروسي عبد القـادر / كتور ـ املسائل املشتركة بني أصول الفقه وأصول الدشـر . حممدار حـافظ للن .هـ ١٤١٠والتوزيع ، الطبعة األوىل ،

. هـ ١٣١٧املسامرة شرح املسايرة ، للكمال بن أيب شريف ، مطبعة بوالق ، - . املسودة يف أصول الفقة ، آلل تيمية ، مطبعة املدين مبصر - . هـ ١٤٢٤مشارق أنوار العقول ، عبداهللا الساملي ، الطبعة الثانية ، -

١٤٠٧الطبعة الثانيـة . خالد العك وزميله / ، حلسني بن مسعود البغوي ، حتقيق ) تفسري البغوي ( ـ معامل الترتيل .هـ ، دار املعرفة

.هـ ، دار الفكر ١٣٩٩طبعة . هارون عبد السالم / ـ معجم مقاييس اللغة ، ألمحد بن فارس ، حتقيق .الطبعة الثانية . ـ املعجم الوسيط ، إلبراهيم مصطفى وزمالئه

. هـ ١٤١٩عبداهللا القرين ، دار عامل الفوائد ، الطبعة األوىل ، /املعرفة يف اإلسالم ، د - .دار الكتب العلمية بلبنان . ـ مفتاح دار السعادة ، لإلمام ابن القيم

ـ املفردات يف غريب القرآن ، أليب القاسم احلسني بن حممد املعروف بالراغب األصفهاين ، حتقيق حممد سيد كـيالين .دار املعرفة ، بريوت .

دار ابـن كـثري . حميي الدين مستو وزمالؤه / ـ املفهم ملا أشكل من صحيح مسلم ، أليب العباس القرطيب ، حتقيق .هـ ١٤٢٦الثالثة بدمشق ، الطبعة

دار الكتاب العريب ، الطبعـة الثانيـة ، . ـ املقاصد احلسنة ، حملمد بن عبد الرمحن السخاوي ، حتقيق حممد اخلشت .هـ ١٤١٤

بن إمساعيل األشعري ني واختالف املصلني ، أليب احلسني عليراث العريب ، بريوت . ـ مقاالت اإلسالميدار إحياء الت .الطبعة الثالثة ، . مقدمة ابن خلدون ، عبدالرمحن بن حممد بن خلدون ، مؤسسة األعلمي ، بريوت - . معرفة اخلصال املكفرة للذنوب املقدمة واملؤخرة ، ابن حجر العسقالين ، مكتبة الصحوة اإلسالمية ، الكويت - . هـ ١٣٩٥امللل والنحل ، حملمد الشهرستاين ، دار املعرفة ، الطبهة الثانية ، - . مناهل العرفان يف علوم القرآن ، حملمد الزرقاين ، مكتبة الباز مبكة -



١٩٦

.هـ ١٤٠٦الطبعة األوىل ، . حممد رشاد سامل / ـ منهاج السنة النبوية ، لشيخ اإلسالم ابن تيمية ، حتقيق ـ موقف ابن القيم من التصوف ، للدكتور عبد الرؤوف خريي ، رسالة دكتوراه مطبوعة على اآللة الكاتبة ، جامعة

.أم القرى ، قسم العقيدة دار املعرفة ، بـريوت ، الطبعـة . علي البجاوي / ـ ميزان االعتدال يف نقد الرجال ، حملمد بن أمحد الذهيب ، حتقيق

.هـ ١٣٨٢ األوىل . هـ ١٤٢٠النبوات ، البن تيمية ، مكتبة أضواء السلف ، الطبعة األوىل ، - . هـ ١٤١٤أمحد بن ناصر آل محد ، الطبعة األوىل ، /النيب والرسول ، د - . هـ ١٣٧٥النجاة ، للحسني بن علي بن سينا ، مطبعة السعادة مبصر ، الطبعة الثانية ، -

مكتبة . طاهر أمحد الزاوي وحممود الطناحي / احلديث واألثر ، للمبارك بن حممد اجلزري ، حتقيق ـ النهاية يف غريب .الباز مبكة

.هـ ١٤٢٢دار عامل الفوائد مبكة ، الطبعة األوىل . ـ الوعد األخروي ، لعيسى عبد الله السعدي

*******



١٩٧

فهرس املوضوعات الصفحة املوضوع

١.. ........................................................... مقدمة ٥-٢........................................................ معىن النيب والرسول

٢..................................................................معىن النيب لغة ٢.............................................................. معىن الرسول لغة

٢.. ................................................ والرسول دعوى ترادف النيب ٣.. ....................................................الفرق بني النيب والرسول

٥.. ................................................حمل الفرق بني النيب والرسول ٨-٦......................................................... احلاجة إىل الرسالة

١٧-٩. ......................................................... اصطفاء الرسل ١١.................. .....................................دعوى اكتساب النبوة

١٣............... .............................أثر نظرية الفيض يف الفكر الصويف ١٤............. ...........................................داللة اصطفاء الرسل

٣٤-١٨............... ................................................ الوحي ١٨........................ .......................................أمهية الوحي ١٨............... ................................................معىن الوحي ١٩.............. ................................................أنواع الوحي

٢١............ ..........................................طريق الوحي بالقرآن ٢٣............. ..............................................إهلام غري األنبياء

٢٥................... ................................دعوى االستغناء باإلهلام ٦٦-٣٥. ..................................................... عصمة األنبياء ٣٥........ ....................................................معىن العصمة

٣٨........ ...................................................متعلق العصمة ٣٩..... ...................................................العصمة من القتل



١٩٨

الصفحة املوضوع ٤٠....................................................... العصمة يف حتمل الوحي ٤٠....................................................... العصمة يف تبليغ الوحي

٤٦.................................................... اإلمجاع على عصمة التبليغ ٤٩............................................ ..............العصمة يف االجتهاد ٥١.......................................................... العصمة من الذنوب ٥٤.......................................................... تأويل أدلة اجلمهور

٥٦......................... .............................مشكل نصوص العصمة ٨٣- ٦٧............................................. آيات األنبياء عليهم السالم

٦٧............................................................... عموم اآليات ٦٧..... .............................................أسباب الكفر بآيات الرسل ٦٨.................................................... كثرة آيات الرسل تنوعها

٦٩.............................................................. آية صاحل ٧٠............................................................ آية إبراهيم ٧٠............................................................ آية موسى ٧٤............................................................ آية عيسى

٧٨.............................................................. نقد املتكلمني ١٣٠ - ٨٤................................. ............ آيات سيد املرسلني

٨٤.................................................... وعظمها كثرة آياته ٨٤............................................. ........... طرق إفادا للعلم

٨٤................. .......................................... إمجال آياته ٨٥.............. ......................................بشارات الكتب األوىل

٩٢....................................................... إرهاصات نبوته ٩٥............................................................ اآليات اخلربية ٩٩............................................................ اآليات الفعلية



١٩٩

الصفحة املوضوع ١٠٥........................................................... املسلك الشخصي

١١١......................................................... .....املسلك النوعي ١١٣............................................................... القرآن الكرمي

١١٧.......................................................... إمجال باقي اآليات ١١٧............................................................... حسن العاقبة

١١٧......................................................... وإمياا علم أمته ١١٨........................................................... كمال شريعته

١١٩.......................................................... ني كرامات الصاحل ١١٩.................................................... أمثلة لكرامات الصاحلني

١٢١........................................................... أنواع الكرامات ١٢٢............................................................ أعلى الكرامات

١٢٢..................................................... املخالفات يف الكرامات ١٧٥-١٣١................. ............................. أفضلية خامت النبيني

١٣١........................................................ اء التفضيل بني األنبي ١٣١................................................... مشكل نصوص التفضيل

١٣٤..................................................... خصائص الرسول ١٤٢............................ ...................... عموم رسالة الرسول

١٤٣................................................ دعوى اختصاصها بالعرب ١٤٥.................................................. عقيدة سقوط التكاليف

١٤٧........................ ......................... دعوى حياة اخلضر ١٤٩............................................... معىن عموم الرسالة احملمدية

١٤٩...................................... يف اخللق والنبوة دعوى أولية النيب ١٥٤......................................................... اإلسراء واملعراج

١٥٩.................................................. عراج حكمة اإلسراء وامل



٢٠٠

الصفحة املوضوع ١٦١........................................................ حصوله يقظة المناما

١٦٢...................................... ............إرهاصات اإلسراء واملعراج ١٦٣، ١٥٧............................................ دالالت اإلسراء واملعراج

١٦٦.......................................................... بشرية الرسول ١٦٨................................................. نقد دعوى التكوين النوراين

١٦٩................................................. وقدرته حدود علم النيب ١٧٠....................................... حياة حقيقية حياة النيب نقد دعوى

١٧١........................................... يقظة المناما نقد دعوى رؤيته ١٧٤.................................... حدود علم األنبياء عليهم السالم وقدرم

١٨٩-١٧٦....... ................................ الصالة والسالم على النيب ١٧٦............................................. أمهية هذه الشعرية وعظم شأا

١٧٦......................................... ومعناها حكم الصالة على النيب ١٨٠...................................... مواضع مشروعية الصالة على النيب

١٨٤..................... .......................... فضائل الصالة على النيب ١٨٧................................. مشروعية الصالة والسالم على سائر النبيني

١٩٦-١٩٠................................................ أهم مراجع الكتاب ٢٠٠- ١٩٧................................................ فهرس املوضوعات

*******



ﺕﺍﻮﺒﻨﻟﺍ ﺚﺣﺎﺒﻣ ﰲ ﺕﺎﺻﻼﺧﺕﺍﻮﺒﻨﻟﺍ ﺚﺣﺎﺒﻣ ﰲ...

Documents