ﺔﯿﻣﻼﺳﻹا ﺔﻌﯾﺮﺸﻟا ﺪﺻﺎﻘﻣ · ٨ ﻪﺘﻴﳘﺃ ﻥﺎﻴﺑﻭ...

379
١ ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ) أھﻤﯿﺘﮭﺎ- أدﻟﺘﮭﺎ- ﺗﺎرﯾﺨﮭﺎ- أﻗﺴﺎﻣﮭﺎ- وﻃﺮق اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻨﮭﺎ- وﻗﻮاﻋﺪھﺎ- وﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮭﺎ( ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺮ ﳏﻤﺪ ﺟﺒﻪ ﺟﻲ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.

Upload: others

Post on 12-Sep-2019

10 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

١

مقاصد الشریعة اإلسالمیة الكشفوطرق - أقسامھا -تاریخھا - أدلتھا - أھمیتھا –(تعریفھا

)وتطبیقاتھا - وقواعدھا -عنھا

جبه جي حممد عمر الدكتور يف دكتوراه

.أصول الفقه ومقاصد الشريعة

٢

٣

المقدمة

٤

بسم اهللا الرمحن الرحيمهللا رب العاملني، وأفضل الصالة وأمت التسليم على سيدنا حممد املبعوث احلمد

هاديا ومعلما ورمحة وكافة للناس أمجعني، وعلى آله الطيبني الطاهرين ، وصحبه الغر امليامني ، أما بعد:

فعلم املقاصد من أهم علوم هذه الشريعة الغراء اليت ال يستغين عنها مسلم حبال، اإلميان باهللا وترسخ العقيدة اإلسالمية يف القلب، وتكون عند املسلم ن هي تزيد مف

القناعة الكافية يف دينه وشريعته، فيسعى جاهدا لاللتزام بأحكامها، وحيذر من خمالفتها ، تعطي املسلم مناعة كافية ضد الغزو الفكري والعقدي والتيارات املستوردة، أا كما

ات اهلدامة اليت تسعى إلخفاء حماسن الشريعة، وتشويه معاملها، واملبادئ الرباقة والدعو واالفتراء عليها.

ومعرفة املقاصد مهمة للمكلف ليجعل قصده من األعمال موافقا لقصد الشارع احلكيم فتكون مقاصده تابعة ملقاصد الشارع وحمكومة ا، فال حياول التهرب منها، وال

التحايل عليها.دعاة إىل اهللا أن يكشفوا للناس عن املقاصد واألهداف باستمرار كما أن على ال

لريغبوهم يف الشريعة ويشوقوهم إىل تكاليفها، ألن الطبيعة البشرية حتب ما ينفعها ومتيل قلوا إىل ما وضح طريقه وظهرت منفعته.

فهم نصوص كما أن املقاصد مهمة للمجتهد والفقيه واملفيت ، فهي تساعدهم يف ، الترجيح بني األدلة املتعارضة والتوفيق بينهاعة وتفسريها ومعرفة دالاللتها، ويف الشري

الفتوىوهلا دور مهم يف توجيه ، ويف الوصول إىل احلكم الشرعي للمسائل املستجدةمبا حيقق املقاصد الثابتة مع مراعاة املرونة يف الفتوى لتتغري بتغري ظروف ومالبسات

ل الفتوى.املستفيت والواقعة حم

٥

ونظرا لألمهية الكبرية هلذا العلم أحببت أن أديل بدلوي وأشارك يف إحياء هذا العلم العظيم ، وأقدم لدارسي الشريعة وللباحثني يف علومها هذا العمل عله جيد موضعه املناسب ، ويسد مسدا يف املكتبة اإلسالمية العامرة ، و يقدم املفاتيح الالزمة ملن أحب

غمار هذا العلم ، ويطرق باب االجتهاد يف الدين ، فهو بداية للمجتهد أن خيوضواية للمقتصد، أسأل اهللا أن يتقبل هذا العمل بقبول حسن وال حيرمين والقارئني من

األجر والثواب ، إنه ويل ذلك والقادر عليه. أهمية الموضوع.

دم ما ينفع لعصرنا مما قرره السلف الصاحل إن هذا املوضوع جيمع بني األصالة واملعاصرة؛ حيث يقتقدمي احللول الصحيحة مع فيكون فهمنا للشريعة مستفادا من فهمهم، فيجمع بذلك آثار السلف،

ملشكالت العصر.

القواعد والضوابط، ويرسم املعامل واحلدود اليت متنع من الغلـو يف اسـتعمال كما أنه يضع لنصوص.الفتاوى ومتنع من فوضى التالعب با

يدحض شبه املغرضني، ويفند آراء املفترين، الذين يتهمون الشريعة بـاجلمود والقصـور كما أنه وعدم الوفاء مبتطلبات العصر وحاجات الناس، وذلك بإبراز القواعد الثابتة واجلوانب املرنة والقابلة

ة لكل زمانريعة اإلسالمية الشللتغري، وبذلك يثبت صالحي ومكان.

اسات السابقة.الدرتنوعت الكتابات يف املقاصد فمنها ما يتحدث عن املقاصد بشكل عام، ومنها ما

، و يتحدث عن بعض موضوعات املقاصد كاملصلحة وضوابطها وكنظرية الضـرورة

٦

منها ما يتحدث عن مقاصد بعض أبواب الفقه كمقاصد الشهادات ومقاصد األسـرة ية وغريها .ومقاصد املعامالت املال

ومنها ما يتحدث عن جزئية يف املقاصد كضرورة محاية العرض أو ضرورة حفظ ، ومنها ما يتحدث عن املقاصد عند أحد األئمة الكبار كالشاطيب وابـن تيميـة العقل

والعز بن عبد السالم .غزايل لنيل درجة املاجستري وقد كتبت فيما مضى حبثا عن مقاصد الشريعة عند اإلمام ال

يف أصول الفقه، فدفعين ذلك إىل الرغبة يف التعمق يف املقاصد ، وتوسيع الكتابة فيها لتشمل على كثري مما كتبه العلماء القدماء والباحثون املعاصرون ، فكان هذا البحث الذي حرصت

فيه على استيعاب موضوعات علم املقاصد ما أمكن . منهجي في البحث

تدرج املنهج التارخيي والوصفي يف معاجلة اعتمدتاملنهج املتكامل، حيث اعتمدت يف هذا البحثالتحليلي والنقدي واالستنباطي يف اجلوانب اليت احتاجت إىل االستقرائي وواملنهج علم املقاصد ،

ا، بتحليلـه قمـت باستقراء املادة العلمية من الكتب األصـولية وغريهـا، مث ، حيث قمتذلك .واستخالص القواعد واملبادئ العامة منها

اآلتية:يف النقاط ا البحث هذ التوثيق يف ي يفتلخص منهجهذا وي

رجعت إىل املصادر األصلية املتوفرة لدي واقتبست من املراجع الثانوية عند تعذر احلصول على .١ إىل ذلك يف اهلامش. املصادر األصلية مشريا

.بعزو األقوال إىل أصحاالمية حرصت على التزام األمانة الع .٢

٧

بذكر اسم السورة ورقـم وذلك اآليات القرآنية الكرمية على رواية حفص عن عاصم عزوت .٣ اآلية.

األحاديث النبوية الشريفة واآلثار من كتب السنة األصلية، وذلك بذكر اسم املصـدر خرجت .٤بقيـة ذكـرت ورقم احلديث، كما -عندما يرد يف املصدر -، والكتاب والباب املصنفمث

معلومات النشر عندما يرد يف أول املرة.

فاكتفيـت بكلمة " ينظر" يف اهلامش، وما عدا ذلـك النصوص غري املقتبسة حرفياإىل أشرت .٥ املؤلف دون كلمة " ينظر".فاسم الكتاب ذكر ب

بعد ذلك باختصار نيتاستغمعلومات كاملة عن املصادر واملراجع يف بداية ورودها، مث تذكر .٦املعلومات املفصلة مرة أخرى تمعلومات النشر عندما يرد ذكر الكتاب يف املرة الثانية، وذكر

يف قائمة املصادر واملراجع.

حاولت جهدي الرجوع إىل املصادر األصلية يف املباحث األصولية، ومل أغفل جهود املعاصرين .٧ املشهورين من أهل التخصص.

ھیكل البحث قسمت البحث إىل مقدمة وسبعة فصول وخامتة .

أسباب اختيار املوضوع، وأمهيته، والدراسات السابقة، و منهجي يف املقدمةذكرت يف البحث ، وهيكل البحث .

٨

، وبيان أمهيته بعلم املقاصد واملصطلحات ذات الصلة بهفجعلته للتعريف األولالفصل وأما خصائصه وأدلته. و

عن يه دثت فحت، )نشأة البحث يف مقاصد الشريعة وتطوره(فكان بعنوان ثاينالالفصل وأما ابة والتابعني، املقاصد يف نصوص التشريع اإلسالمي ، وعن االهتمام مبقاصد التشريع عند الصح

اصد عند من أبرزها وعن املقاصد عند عموم املذاهب الفقهية األربعة ،مث تعرضت بالتفصيل إىل املقمت الفصل كالشاطيب والعز بن عبد السالم وابن تيمية واآلمدي وغريهم ، وخت من األصوليني

باحلديث عن املقاصد يف العصر احلديث .ألصول و بعلمي ا مقاصد الشريعة اإلسالميةعالقة (بعنوان فجعلته الثالثالفصل وأمان القرآن والسنة م حتدثت فيه عن عالقة مقاصد الشارع بأصول الفقه وباألدلة التشريعية،)الفقه

واإلمجاع والقياس واالستحسان وسد الذرائع واملصاحل املرسلة والعرف.

مث تكلمت عن عدد من مقاصد أبواب الفقه كباب العبادات واألحوال الشخصية واملعامالت املالية والقضاء والعقوبات والسياسة الشرعية .

فيه لكشف عن املقاصد، كما ذكرتفجعلته لتعليل األحكام ومسالك االرابع الفصل وأما املدارس املعاصرة يف علم املقاصد.

ة.فبينت فيه املقصد العام للتشريع ، وأقسام املقاصد الشرعياخلامس الفصل وأما

قواعد املقاصد .فهو لبيان الفصل السادس أما و

٩

ظها.حف واألخري ففيه دراسة تفصيلية للمقاصد الضرورية ووسائل وأما الفصل السابع

وأخريا أقدم الشكر اجلزيل لكل من أسدى إيل نصيحة، أو ساعدين يف إجناز هذا العمل فجـزاهم وصلى اهللا على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن احلمـد هللا رب ا ، اهللا خري العاملني.

عمر حممد جبه جيالدكتور :

١٠

الشریعة مقاصدالتعریف ب :ولالفصل األالمصطلحات ذات الصلة بھا، وبیان و ،اإلسالمیة

أھمیتھا وخصائصھا وأدلتھا. وفيه ثالثة مباحث وهي :

يان املصطلحات ذات املبحث األول: التعريف مبقاصد الشريعة وب

. الصلة ا

املبحث الثاين: أمهية املقاصد وخصائصها.

املبحث الثالث: األدلة على اعتبار املقاصد.

١١

مبحث األول: التعریف بمقاصد الشریعة وبیان المصطلحات ذات الصلة ال .ھاب

هذا املبحث سأتعرض لتعريف مقاصد الشريعة يف اللغة واالصطالح ، مث أبني املصطلحات يف األصولية اليت ترتبط ا ، وذلك يف املطلبني التاليني.

المقاصد لغة.أوال: تعریف املقاصد: مجع مقصد، وهو مصدر ميمي مأخوذ من الفعل قصد، يقال: قصـده،

ولكلمة القصد يف اللغـة معـان )١(وقصد له، وقصد إليه: أي حنا حنوه من باب ضربمنها: متعددة ، )9النحل:( ( وعلى اهللا قصد السبيل) :ومن ذلك قوله تعاىل استقامة الطريق .١

يني الطريق املستقيم والدعاء إليه باحلجج والرباهني الواضـحة، ويقـال: أي تبطريق أي سهل قاصد ٢( مستقيم( .

أو والنهوض حنو الشيء علـى اعتـدال األم واالعتماد واالعتزام والتوجه .٢ ، يقال: قصد إليه إذا أمه، ويقال: أقصده السهم إذا أصابه، وهذا املعـىن جور

.)٣(هو األصل يف هذه الكلمة

/مادة قصد / دار العلوم اإلنسانية ٣٤١/ د .مصطفى البغا / ينظر: خمتار الصحاح / حممد بن أيب بكر الرازي -١

م. ١٩٨٩/ ٣/ ط / دمشق/ مادة قصد / دار إحياء التراث العريب ١٧٩/ ١١لسان العرب / حممد بن مكرم ابن منظور اإلفريقي / : ينظر - ٢

/ مادة قصد/ ٣١٠القاموس احمليط / جمد الدين حممد يعقوب الفريوز آبادي / م، و١٩٩٨/ ١/ بريوت / طس / حممد مرتضى احلسيين الزبيدي / عبد الستار أمحد م، وتاج العرو٢٠٠٣/ ٧مؤسسة الرسالة / بريوت / ط

.١٩٦٥/ ١/ ط/ مادة قصد / إحياء التراث العريب / الكويت ٣٦/ ٩فراج /

١٢

أي علـيكم )٤(»القصد القصد تبلغـوا «ففي احلديث: االعتدال والتوسط: .٣صـلى اهللا عليـه بالقصد يف األمور يف القول والفعل، ويف احلديث أيضا أنه

:(( مث أورثنـا ، ومنه قوله تعـاىل )٥(»قصدا كانت صالته وخطبته«: وسلمفمنهم ظامل لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا

أي بني ،)٣٢فاطر:(.بإذن اهللا ذلك هو الفضل الكبري )) سابق يف اخلريات ((واقصد يف مشيك واغضض من صوتك ، الظامل والسابق، ومنه قوله تعاىل:

مسـتوية ، أي امش مشية)١٩لقمان:( إن أنكر األصوات لصوت احلمري )) .)٦(معتدلة

لوكان عرضا قريبا وسفرا قاصدا التبعوك ولكن (( قوله تعاىل:القرب: ومنه .٤، أي سفرا قريبا، ومنه قوهلم: بيننا وبني )٤٢التوبة:( )) بعدت عليهم الشقة

.)٧(املاء ليلة قاصدة، أي هينة السفر ال تعب فيها وال بطء

/ ٩وتاج العروس / ، / مادة قصد٣١٠و القاموس احمليط / ، / مادة قصد١٧٩ /١١: لسان العرب / ينظر - ٣

/ مادة قصد / املكتبة ١/٧٨٣لعربية / إبراهيم مصطفى وزمالؤه / / مادة قصد ، واملعجم الوسيط / جممع اللغة ا ٣٦ اإلسالمية للطباعة والنشر / إستانبول /تركيا.

صحيح البخاري بشرح فتح الباري / اإلمام البخاري / عبد العزيز بن باز /كتاب الرقاق / باب القصد -٤حوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد / / نشر رئاسة إدارات الب٦٤٦٣/ ٢٩٤/ ١١واملداومة على العمل /

اململكة العربية السعودية. / بيت ٨٦٦كتاب اجلمعة / باب ختفيف اخلطبة والصالة / رقم صحيح مسلم / اإلمام ميلم بن احلجاج / -٥

.٥٠٧وجامع الترمذي / أبواب الصالة / باب ما جاء يف قصد اجلمعة / رقم م ،١٩٩٨األفكار الدولية / ./ مادة قصد ٣٦/ ٩و تاج العروس / ، / مادة قصد ١٧٩/ ١١لسان العرب / : نظري - ٦/ ٩، و تاج العروس / / مادة قصد ٣١٠، و القاموس احمليط / / مادة قصد١٨٠/ ١١لسان العرب / نظر: ي - ٧

. / مادة قصد١/٧٨٣واملعجم الوسيط / ،٤٣

١٣

. )٨( االكتناز يف الشيء: يقال: الناقة القصيد أي املكترتة املمتلئة حلما .٥الكسر يف أي وجه كان معنويا أو حسيا، يقال: قصـد العـود إذا كسـره، .٦

. )٩(وتقصدت الرماح إذا تكسرت، ويقال قصده قصدا أي قهره بعد عرض املعاين اللغوية جند أن املعاين اليت تعنينا هنا واليت تتناسب مـع املعـىن

االصطالحي هي: وإتيان الشيء. االعتماد واألم والتوجه .١ استقامة الطريق وسهولته وقربه. .٢ والتوسط، أو االعتدال والوسطية. العدل .٣

اخلامس والسادس فال عالقة هلما باملعىن االصطالحي لذلك نستبعدمها. أما املعىنصد االصطالحي ملقاصد الشريعة، فيالحظ يف املقا وهذه املعاين تتناسب مع املعىن

الشرعية أا تتجه إىل مراد الشارع ومقصود احلكم ومصاحل التشريع، ومراميه وأهدافه،و أا دف إىل مالزمة الطريق السوي واملستقيم والسهل والقريب، و أا ـدف إىل حتقيق االعتدال والوسطية يف األمور كلها، بال إفراط وال تفـريط وبـال زيـادة و ال

وكذلك جعلناكم أمة وسطا (( ، قال تعاىل:ية ومعتدلة ومتزنةتنقيص، فالشريعة وسط .)١٤٣لبقرة:(ا لتكونوا شهداء على الناس ))

. / مادة قصد ٤١/ ٩تاج العروس / و ، / مادة قصد ١٨١/ ١١لسان العرب / نظر: ي - ٨/ ١/٧٨٣، واملعجم الوسيط / / مادة قصد ٣٧/ ٩و تاج العروس / ، مادة قصد/١١لسان العرب / : نظري - ٩

. مادة قصد

١٤

. ثانیا : تعریف المقاصد اصطالحاعلى كل ما ذكر ميكن أن نقول: ( إن مقاصد الشريعة هي اليسر والسـهولة بناء

وسط والوسطية، وغري ذلك ومراد احلكم ومدلوله وهدفه، وحتقيق العدل واالعتدال والت .)١٠(مما هو من صميم هذه املقاصد)

: تعریـف الشریعـة.اثالث وردت كلمة ( الشريعة ) يف اللغة على عدة معان منها: الشريعة لغة:

مث جعلناك على شريعة من األمر فاتبعها (( ، ومنه قوله تعاىلالطريقة املستقيمة .١، مسيـت األحــكام )١١()١٨اثية: جل(ا))وال تتبع أهواء الذين ال يعلمون

ألا مستقيمة حمكمة الوضع، ال ينحرف نظمها وال يلتـوي الشرعية شريعة .)١٢(مقصدها كاجلادة املستقيمة ال التواء فيها وال اعوجاج

، واملنهاج والسنة والطريقة، والظاهر املستقيم من املذاهب، ومنـه الدين وامللة .٢ ن ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك ))(( شرع لكم من الدي قوله تعاىل:

. )١٣()١٣لشورى: (اال يف اللسان: ( الشـريعة ق ،)١٤(الذي يقصد للشرب على مورد املاء اجلاري .٣

اعروامل والشرعةش املواضع اليت ينحدر املاء منها..... والشـ ةرع روالشيف ةيع

.م ٢٠٠٧/ ١/ كنوز إشبيليا / السعودية / ط٢٢/ ١املقاصد الشرعية / د. نور الدين اخلادمي / -١٠ . / مادة شرع ٨٦/ ٧/ ظر: لسان العربين - ١١ م. ٢٠٠٢/ ٢/ دار العصماء / ط١٩تاريخ التشريع اإلسالمي / د. حممد علي السايس / -١٢، واملعجم الوسيط / / مادة شرع ٧٣٢، والقاموس احمليط / / مادة شرع ٨٧/ ٧نظر: لسان العرب / ي -١٣

. / مادة شرع ٤٧٩

١٥

كالم العرب: مشراملاء وهي مورد ا ةعارلشبة اليت يشرعا الناس فيشـربون ه .)١٥(ما سن اهللا من الدين وأمر به) ةعروالشوالشريعة منها ويستقون ......

رقال صاحب تاج العروس: ( قال بعضهم: مسيت الشتشبيها ةيع ربشيعاملاء، ةحبيث إن من شرع وفيها على احلقيقة املصدوقة ري وطته١٦() ر( .

٤. روالشرالط ةيعاألعظم يق الذي يشر١٧فيه الناس عامة ع . (األحكام عرف الباحثون الشريعة عدة تعريفات منها :أا الشريعة اصطالحـا:

.)١٨(اليت شرعها اهللا لعباده ليكونوا مؤمنني عاملني على ما يسعدهم يف الدنيا واآلخرة) ما جاءت به الرسل من عنـد اهللا (بأا وسف الـعامل: وعرفـها الـدكتور ي

.)١٩(بقصد هداية البشر إىل احلق يف االعتقاد، وإىل اخلري يف السلوك واملعاملة)

: تعریف مقاصد الشریعة اصطالحا.ارابع یف المقاصد عند العلماء األقدمین.تعر .١

مل يرد عن العلماء القدامى وعن األصوليني األوائل تعريف لعلـم املقاصـد حمددـا الشرعية، و إمنا وجدت بعض العبارات والكلمات اليت كان هلا تعلقبـبعض حمتويا

بارات املصـلحة ومفرداا، وببعض أقسامها وأنواعها فقد كانوا يعربون عن املقاصد بع

وتاج العروس / مادة شرع ، / ٧٣٢والقاموس احمليط / ، / مادة شرع ٨٦/ ٧نظر: لسان العرب / ي - ١٤ ./ مادة شرع ٢٥٩/ ٢١ مادة شرع . / ٨٦/ ٧لسان العرب / -١٥ مادة شرع . / ٢٥٩/ ٢١تاج العروس / - ١٦ / مادة شرع . ٧/٨٧لسان العرب / - ١٧ . ١٩تاريخ التشريع اإلسالمي / -١٨/ املعهد العاملي للفكر هدكتوراأطروحة / ٢٠لشريعة اإلسالمية / د. يوسف حامد العامل / ل املقاصد العامة -١٩

م . ١٩٩٤/ ٢اإلسالمي / ط

١٦

والنفس ة، وعبارات حفظ الدينلغايوالعلة واهلدف واملعىن وا احلكمة واملفسدة، وعبارات .)٢٠(والعقل والنسل واملال، وعبارات األسرار واحملاسن والقصد والنيات وغري ذلك

وسبب ذلك يعود إىل أن صدر هذه األمة مل يكونوا يتكلفون ذكر احلـدود وال سيل على ألسنتهم يف أذهام، وت ومتمثلة اإلطالة فيها ألن املعاين كانت عندهم واضحة

أو مشق وأقالمهم دون كدهــ ) ٦٣١(ت و من هذه العبارات قول اآلمدي )٢١( ةرمحه اهللا: (املقصود من شرع احلكم: إما جلب مصلحة أو دفع مضـرة أو جممـوع

. )٢٢(األمرين) هـ ) رمحه اهللا: ( فمـن تتبـع ٦٦٠(ت عبد السالم ومنها قول اإلمام العز بن

أو حصل له من جمموع ذلـك اعتقـاد ودرء املفاسد مقاصد الشرع يف جلب املصاحلال جيوز قرباا و إن مل يكن املفسدة ال جيوز إمهاهلا و أن هذه أن هذه املصلحة انعرف

فيها نص وال إمجاع وال قياس ٢٣() خاص(. ومن العبارات اليت تقرب من التعريف ما ذكره شـيخ اإلسـالم ابـن تيميـة

الغايات احملمـودة يف موع الفتاوى حيث ذكر أن املقاصد هي (يف جم هـ )٧٢٨(ت

. ٢٦/ ١ظر: املقاصد الشرعية / اخلادمي / ين -٢٠/ دار النفائس / األردن / / أطروحة دكتوراه ٤٥ف أمحد بدوي /: املقاصد عند ابن تيمية / د. يوسينظر -٢١ م. ٢٠٠٠/ ١ط

/ دار الصميعي / ٣٣٩/ ٣/ عبد الرزاق عفيفي / اإلحكام يف أصول األحكام / اإلمام سيف الدين اآلمدي -٢٢ م. ٢٠٠٣/ ١الرياض/ ط

/ دار القلم / 314/ ٢/ نزيه كمال محاد/ قواعد األحكام يف مصاحل األنام / اإلمام العز بن عبد السالم -٢٣ م . ٢٠٠٠دمشق /

١٧

ي ما تنتهي إليه مفعوالته ومأموراته من العواقب احلميدة مفعوالته ومأموراته سبحانه وه .)٢٤(اليت تدل على حكمته البالغة)

وقد استخلص الدكتور بدوي تعريفا للمقاصد عند ابن تيمية فقال: ( هي احلكم صـالح العبـاد يف املعـاش اليت أرادها اهللا من أوامره ونواهيه لتحقيق عبوديتـه و إ

.)٢٥()واملعادهـ ) رمحه اهللا والذي يعد ٧٩٠( ت شيخ املقاصديني اإلمام الشاطيبفإذا جئنا ل

للمقاصد، وإمنا وجدنا لديه بعض العبـارات الـيت عمدة هذا الفن، مل جند لديه تعريفاوله: ( تكاليف الشريعة ترجـع إىل تشري إىل املقاصد دون تعريفها ومن هذه العبارات ق

وهذه املقاصد ال تعدو ثالثة أقسام: أحـدها: أن تكـون ، حفظ مقاصدها يف اخللق .)٢٦() ، والثالث: أن تكون حتسينية، والثاين: أن تكون حاجيةضرورية

(الشارع قصد بالتشريع إقامـة املصـاحل األخرويـة إنو يف موضع آخر يقول: . )٢٧(والدنيوية)( ت ا استوقفنا تعريف عالمة اهلنـد ويل اهللا الـدهلوي مدسرنا مع الزمن ق فإذاعرفه بأنه: (علـم أسـرار يف كتابه حجة اهللا البالغة حيث هـ) لعلم املقاصد ١١٧٦

/ ١٩/ ٣جمموع الفتاوى / شيخ اإلسالم أمحد بن عبد احلليم ابن تيمية / عبد الرمحن النجدي وابنه حممد / -٢٤ . ١٣٩٨/ ١ط

. ٥٤مقاصد الشريعة عند ابن تيمية / -٢٥دار ابن عفان للنشر / ١٧/ ٢/ مشهور بن حسن آل سلمان / إلمام أبو إسحق الشاطيباملوافقات / ا -٢٦

.م١٩٩٧/ الطبعة األوىل/ اململكة العربية السعودية / والتوزيع . ٦٢/ ٢املوافقات / -٢٧

١٨

، )٢٨(و أسرار خواص األعمال ونكاـا ) الدين، الباحث عن حكم األحكام و ملياا،منها وهـو للمقاصد وإمنا اقتصر على جانب شامال إلمام الدهلوي مل يقدم لنا تعريفاوا

حكم األحكام فقط. المقاصد عند العلماء المعاصرین. تعریف .٢

تعددت تعريفات املعاصرين للمقاصد تعددا كبريا وسبب ذلك أن علم املقاصد ما د أن يكون حده موضع اخـتالف وشأن العلم الذي مل ينضج بع، زال علما غضا طريا

حيـث إنـه ومن أبرز تعريفات املعاصرين تعريف اإلمام الطاهر بن عاشور، للباحثني عرف

بأا: (املعاين واحلكم امللحوظة يف مجيع أحوال التشريع أو معظمها املقاصد العامة .)٢٩(من األحكام الشرعية ) خاص الحظتها بالكون يف نوعحبيث ال ختتص م

بأا: (الكيفيات املقصودة للشارع يف حتقيق مقاصد الناس وعرف املقاصد اخلاصةالنافعة أو حلفظ مصاحلهم العامة يف تصرفام اخلاصة، كي ال يعود سعيهم يف مصاحلهم

حتصيل مصاحلهم العامة إبطاال عن غفلة أو اسـتزالل اخلاصة بإبطال ما أسس هلم من .)٣٠(باب من األبواب كباب املعامالت )هوى أو باطل شهوة، وهي ختتص ب

و يالحظ على تعريف ابن عاشور أنه يغلب عليه صفة البيان والتوضيح حلقيقـة ـ دودة، املقاصد أكثر من صفة التعريف الذي يكون عادة جامعا مانعا وحمددا بألفاظ حم

تصور حقيقة املعرف.

م . ٢٠٠٤/ ٢/ دار املعرفة / بريوت / ط٩/ ١/ حجة اهللا البالغة / ويل اهللا الدهلوي-٢٨/ دار النفائس / األردن/ ٢٥١/ حممد الطاهر امليساوي / مقاصد الشريعة اإلسالمية / الطاهر بن عاشور -٢٩ م.٢٠٠١/ ٢ط

. ٤١٥مقاصد الشريعة اإلسالمية / -٣٠

١٩

وميكن تقسيم هذه التعريفات كبريا اعددت التعاريف بعد ابن عاشور تعددوقد ت إىل جمموعات لتسهل دراستها والوصول إىل التعريف املختار :

.ودفع املفاسد : التعريفات اليت جعلت املقاصد عبارة عن جلب املصاحلأوال لتعريفات: ومن هذه ا

ا: ( املصاحل اليت تعود تعريف الدكتور يوسف العاملحيث عرف املقاصد بأأكان حتصيلها عن طريق جلب املنافع أو إىل العباد يف دنياهم و أخراهم، سواء

.)٣١(عن طريق دفع املضار ) ا: ( هي ما راعاه وتعريف الدكتور عبد العزيز ربيعةحيث عرف املقاصد بأ

الشارع يف التشريع عموما وخصوصا من مصاحل للعباد، ومما يفضي إليها ممـا .)٣٢(هلم نفعا أو يدفع عنهم ضررا ) جيلب

.: التعريفات اليت جعلت املقاصد عبارة عن غايات الشريعة وحكمهاثانيا ومن هذه التعريفات:

ا: ( الغاية ف املفكر اإلسالمي عالل الفاسيتعريمن حيث عرف املقاصد بأ .)٣٣(الشارع عند كل حكم من أحكامها )وضعها الشريعة واألسرار اليت

ا: ( املعاين الغائية الـيتوتعريف الدكتور عبد الرمحن الكيالين حيث عرفها بأ .)٣٤(رع إىل حتقيقها عن طريق أحكامه )شااجتهت إرادة ال

. ٧٩للشريعة اإلسالمية / املقاصد العامة -٣١ م . ٢٠٠٢/ ١/ احلقوق حمفوظة للمؤلف / الرياض / ط٢١/ / د. عبد العزيز ربيعة علم مقاصد الشارع -٣٢ م . ١٩٩١/ ٥/ دار الغرب اإلسالمي/ ط ٧/ مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها / عالل الفاسي -٣٣/ املعهد العاملي للفكر ه/ رسالة دكتورا ٤٧/ د. عبد الرمحن الكيالين / قواعد املقاصد عند اإلمام الشاطيب -٣٤

م. ٢٠٠٠/ ١اإلسالمي / دار الفكر / ط

٢٠

ا: ( احلكم املقصودة عرفها الدكتور محادي العبيديوللشـارع يف مجيـع بأ .)٣٥(أحوال التشريع )

ا: ( الغايات اليت ترمي إليها كـلوعرفها الدكتور عمر بن صاحل آل عمر بأ ختتص حبكم دون حكم، وتدعو لتحقيقهـا األحكام الشرعية أو معظمها، وال

. )٣٦(ومكان )واحملافظة عليها يف كل زمان .: التعريفات اليت مجعت بني التعاريف السابقةثالثا

ومن هذه التعريفات: ا: ( الغايات اليت وضعت الشـري أمحد الريسوين تعريف الدكتورعة حيث عرفها بأ

.)٣٧(حتقيقها ملصلحة العباد )ألجل ا: ( هي املعاين واحلكم وحنوها الـيت وتعريف الدكتور حممد اليويبحيث عرفها بأ

.)٣٨()صا من أجل حتقيق مصاحل العبادراعـاها الشارع يف التشريع عمومـا وخصو بقوله: ( هـي املعـاين امللحوظـة يف اجلندي وعرفها الدكتور مسيح عبد الوهاب

تعـاىل األحكام الشرعية يف العقائد والعبادات واملعامالت اليت حتقـق العبوديـة هللا .)٣٩()ومصلحة اخللق يف الدارين

م. ١٩٩٢/ ١/ دار قتيبة / ط ١١٩/ ومقاصد الشريعة / د. محادي العبيدي الشاطيب -٣٥/ دار النفائس / ه/ رسالة دكتورا ٨٩/ د. عمر صاحل آل عمر / مقاصد الشريعة عند العز بن عبد السالم -٣٦ م. ٢٠٠٣/ ١ردن / طاأل

ه ١٤١١/ ١/ املعهد العاملي للفكر اإلسالمي / ط١٩/ / د. أمحد الريسوين نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب -٣٧ .

/ ١/ دار اهلجرة / طه/ رسالة دكتورا ٣٣/ مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة / د. حممد سعود اليويب -٣٨ م ١٩٩٨

٢١

ا: ( الغايا وعرفها الدكتور القرضاويدف إليها النصوص من األوامـر بأ ت اليتلفني، أفرادا وتسعى األحكام اجلزئية إىل حتقيقها يف حياة املك ،والنواهي و اإلباحات .)٤٠()وأسرا ومجاعات وأمة

تعريفا شامال فقال: ( هي املعاين امللحوظـة يف وعرفها الدكتور نور الدين اخلادمياألحكام الشرعية، واملترتبة عليها سواء أكانت تلك املعاين حكما جزئية أو مصـاحل كلية أم مسات إمجالية وهي تتجمع ضمن هدف واحـد وهو تقرير عبــودية اهللا

.)٤١(تعاىل، ومصلحة اإلنسان يف الدارين) من خالل عرض التعريفات السابقة نتوصل إىل أا تركز على األمور التالية:

ملقاصد هي غايات الشريعة وحكمها.ا .١مقاصد الشريعة هي املصاحل اليت قصدت الشريعة إىل حتقيقها يف حياة املكلفـني .٢

أفرادا ومجاعات.مقاصـد بعد هذه اجلولة يف تعريفات املقاصد ميكنين أن أديل بـدلوي فـأقول: (

كـم الشريعة هي الغايات اليت قصدها الشارع من وضـع الشـريعة، واملعـاين واحل أفـرادا وأسـرا -امللحوظة عند كل حكم من أحكامها، واليت حتقق مصاحل العبـاد

). يف الدنيا واآلخرة -ومجاعات وأمة

/ رسالة ٣٣أمهية املقاصد يف الشريعة و آثارها يف فهم النص واستنباط احلكم. / د. مسيح عبد الوهاب / _٣٩

ماجستري / دار القمة / اإلسكندرية. / دار ٢٠/ والنصوص اجلزئية / د. يوسف القرضاوي املقاصد الكليةدراسة يف فقه مقاصد الشريعة بني - ٤٠

م. ٢٠٠٧/ ٢الشروق / ط م. ٢٠٠٥/ ١/ مكتبة الرشد ناشرون / ط ٣٨/ ١املقاصدي / د. نور الدين اخلادمي / االجتهاد -٤١

٢٢

وهذا التعريف الذي توصلت إليه جامع جلميع النقاط اليت ركزت عليها التعـاريف السابقة.

أصولية هلا عالقة باملقاصد منها : العلة واحلكمة واملصلحة واملناسبة مصطلحاتهناك عدة

واملعىن ، وسأتناوهلا واحدة واحدة فيما يلي:

.أوال: العلة هلا ثالثة معان: لغة:تعریفھا

١. لالع للوالعمسيت الش ،ةرب الثانية وقيل الشرب رببعد الش لتباعا، وعه يـ ع هل . )٤٢(إذا سقاه السقية الثانية

له وتطلق أيضا على ببهلذا أي س ةل، فتقول: هذا ععلى السبب ةلتطلق العو .٢ . )٤٣(العذر

٣. ةلالعاملرض، يقال: ع :ل يلع ٤٤(أي مرض لواعت(. وھي: ،یفاترحمھ اهللا للعلة عدة تعر الغزاليذكر اصطالحا:تعریفھا

. )٤٥(كم، أي العالمة الدالة على احلكمالعالمة املعرفة للح .١

/ ٣٠وتاج العروس / ، / مادة علل١٠٣، القاموس احمليط / / مادة علل ٣٦٥/ ٩عرب / ظر: لسان الين - ٤٢ ./ مادة علل ٦٢٣، واملعجم الوسيط / / مادة علل ٤٤/ ٣٠والثالث / ، / مادة علل١٠٣، والثاين / / مادة علل ٣٦٧/ ٩السابقة: األول / ينظر: املراجع - ٤٣ .مادة علل/ ٤٨، واملصباح املنري / أمحد بن حممد بن علي الفيومي املقرئ / / مادة علل ٣٦٧/ ٩سان العرب / ظر: لين - ٤٤

م. ٢٠٠٠دار احلديث / القاهرة / طا / / / مادة علل ٢٥٣. محد الكبيسي / / اإلمام أبو حامد الغزايل / د واملخيل ومسالك التعليل شفاء الغليل يف بيان الشبه ظر :ين - ٤٥

م.١٩٧١دكتوراه يف األزهر / مطبعة اإلرشاد / بغداد / أطروحة /٥١٦

٢٣

البواعث والدواعي إىل الفعل وهو املسمى باملناسب، وهي املشـتملة علـى .٢ .)٤٦(ألن تكون مقصودة للشارع من احلكمحكمة صاحلة

احلكم ال بذاته بل جبعل يف هي الوصف الظاهر املؤثر يقول رمحه اهللا: ( العلة .)٤٧(ي الباعثة للشرع على شرع احلكم )الشارع أو ه

. )٤٨(املوجب للحكم جبعل الشارع ال بذاته السبب .٣يف الوضع عبارة عما حيصل احلكم عنده ال به، ولكن يقول الغزايل: ( السبب

لذاا، بـل بإجيـاب اهللا هذا حيسن يف العلل الشرعية، ألا ال توجب احلكم إلظهار احلكم، فالعلل الشرعية يف معىن تعاىل، ولنصبه هذه األسباب عالمات

.)٤٩(العالمات املظهرة، فشات ما حيصل احلكم عنده )يف العلل: ( اعلم أنا نعين بالعلة قال رمحه اهللا يف جمال االجتهاد، مناط احلكم .٤

الشرعيات مناط احلكم، أي ما أضاف الشارع احلكم إليه و ناطه به ونصبه يف . )٥٠(عالمة عليه) .والمقصد العالقة بین العلة

، فتكون العلة طريقا هي طريق احلكم، واحلكم هو طريق املقصد إن العلةلتحرمي اخلمر، وهذا التحرمي طريق ملقصد للمقصد، حتصيال أو تعطيال، فاإلسكار طريق

.)٥١(يق املقصد، وليست هي املقصد نفسهواملال واألسرة، فالعلة هي طر حفظ العقل

.٥١٥/ شفاء الغليلظر: ين - ٤٦ بتصرف . ٢١- ٢٠املصدر السابق / -٤٧ .٥١٧ظر: املصدر السابق /ين - ٤٨ . ١٧٨- ١٧٧/ ١املستصفى/ -٤٩ .٢٧٣/ ٢املستصفى / -٥٠ . ٧١- ٧٠/ ٢مي / ظر: املقاصد الشرعية / د. اخلادين -٥١

٢٤

.والمقصد الفرق بین العلة واملقصد جنملها يف النقاط التالية: هناك عدة فروق بني العلة

يترتب حصوهلا على ترتيب احلكم على علته فهي ناشئة عـن مقاصد الشارع .أوهـي مقدمـة فيترتب عليها احلكـم حصوهلا عنه، أما العلة احلكم متأخر

.)٥٢(عليهيع علـى تشـر من تشريع احلكم أو الباعث هي الغاية مقاصد الشارع .ب

فليست باعثة على تشريع احلكم و إمنا لربط احلكم ا وجودا احلكم، أما العلة .)٥٣(وعدما

فال بـد أن قد تكون خفية وقد تكون مضطربة، و أما العلة مقاصد الشارع .ج ا وجودا وعدما تكون وصفا ظاهرا منضبطا، ألن احلكم يبىن عليها ويرتبط

)٥٤(. وبني احلكم ظاهرة ألن املقاصـد بني مقاصد الشارع ال بد أن تكون املناسبة .د

ها مع احلكم قد تكـون تفمناسب هي املعاين اليت شرع احلكم ألجلها، أما العلة .)٥٥(ظاهرة وقد تكون خفية

أو مراد الشارع يتبادر إىل الذهن أن هناك مـرادا عندما نقول مقصد الشارع .هللشارع من تشريع احلكم خمفيا ال يطلع عليه إال من أمعن التفكري والنظـر يف

اليت أرادها الشارع تثري التعجب واالنتباه فهـي تـدل ذلك، وتكون املصلحة

. ٢٦٥/ نظر: علم مقاصد الشارعي -٥٢ . ٢٦٥/ املرجع السابق -٥٣ . ٢٦٥/ املرجع السابق -٥٤ . ٢٦٥/ املرجع السابق -٥٥

٢٥

، شارع مـن العلـة على حكم اهللا وقدرته، فاملقصد أبلغ يف التعبري عن مراد ال .)٥٦(حيث إن العلة تكون يف الغالب ظاهرة بدرجة متفاوتة يف األحكام

.ثانیا: الحكمة تعریفھا لغة:

ـ كاللجام حكمة الدابة، والعرب تقول: ح أصلها املنع لإلصالح، ومنه مسي مت ـ تددور تعن، مبعىن متكموح تمكحوأ ،ا، ومن هنا قيل للحاكم بني الناس حاكم

القضاء بالعدل، وأحكم األمر أتقنه ومنعه مـن مكاحلألنه مينع الظامل من الظلم وقيل: .)٥٧(هي العدل و العلم واحللم والنبوة والقرآن واإلجنيل و احلكمة، الفساد

: )٥٨(للحكمة إطالقان عند العلماء اصطالحا:تعریفھا الـيت قصـد املقصود من شرع احلكم، وذلك هو املصلحة هي املعىن حلكمةا .أ

اليت قصـد الشـارع الشارع من تشريع احلكم جلبها أو تكميلها أو املفسدة بتشريع احلكم درأها أو تقليلها.

م، أي املقتضـي لتشـريعه فاحلكمـة املناسب من تشريع احلك املعىن .بوحكمة الشارع ومقصده ذو ،واملقاصد ذات عالقة واحدة تؤدي نفس املعىن

/ رسالة ماجستري / دار النفائس / ٣٤ظر: مقاصد الشريعة يف الشهادات / بركات أمحد بين ملجم / ين -٥٦

م ٢٠٠٥/ ١األردن / ط، تاج العروس / / مادة حكم ١٠٩٥، و القاموس احمليط / / مادة حكم ٣/٢٧٠نظر: لسان العرب / ي -٥٧ . / مادة حكم ٥١٣/ ٣١ه / دار النهضة / بريوت / دكتوراأطروحة / ١٣٦ظر: تعليل األحكام / د. حممد مصطفى شليب / ين -٥٨ ٢، واملقـاصد الشرعيـة / ٣٥. ومقاصد الشهادات / ٥٦ -٥٥، و مقاصد الشريعة عند ابن تيمية / ةمصور٢ط /٧٠ .

٢٦

معىن مترابط ومترادف ويتماثالن يف التعبري فيقال: إن حكمة حترمي اخلمر هي واملال، مبعىن أن مقصد حترمي اخلمر هو حفظ العقل واملال. حفظ العقل

.بالمقصد لحكمةعالقة االنقسامه إىل عام وخاص وجزئـي، ولعـل إن مقصد الشارع أعم من احلكمة

.)٥٩(اجلزئي احلكمة تنطبق على املقصد

.: المصلحةثالثا .تعریفھا لغة

واحدة املصاحل، واستلصح نقيض اسفتسوهي مبعىن الصـالح ضـد الفسـاد، د .)٦٠(ازا يف األعمال اجلالبة للمنافع: املنفعة، وقد تستخدم جمواملصلحة أيضا

.اصطالحاتعریفھا .)٦١(عرفها الغزايل بقوله: ( هي احملافظة على مقصود الشارع)

بأا: ( املنافع املسـتجلبة واملفاسـد وعرفها الدكتور أمحد عليوي حسني الطائيعليها ورد نـص حبكمهـا أم مل املستدرأة اليت جعلها الشارع مناطا لتشريع األحكام

.)٦٢(يرد)

/ رسالة ماجستري / ٣٣ظر: مقاصد الشريعة وأثرها يف اجلمع والترجيح بني النصوص / ميينة بو ساعدي / ين -٥٩

م. ٢٠٠٧/ ١دار ابن حزم / ط، واملعجم الوسيط / / مادة صلح ٢٢٩، والقاموس احمليط / ة صلح / ماد٣٨٤/ ٧نظر: لسان العرب / ي -٦٠

. / مادة صلح٥٢٠ . ٤١٧ – ٤١٦/ ١املستصفى / -٦١/ هدكتورا أطروحة/ ١٧/ املوازنة بني املصاحل دراسة يف السياسة الشرعية / د. أمحد عليوي، حسني الطائي -٦٢

م. ٢٠٠٧/ ١س / طدار النفائ

٢٧

بمقاصد الشارع. عالقة المصلحةباملعىن االصطالحي األصويل مالزمة ملقاصد الشـارع وال يتصـور إن املصلحة

عنها، وقد صرح الغزايل رمحه اهللا ذا الترادف بني املصلحة ومقصود الشارع انفكاكها بقوله: ( نعين باملصلحة احملافظة على مقصود الشارع، ومقصود الشارع مـن اخللـق مخسة وهو أن حيفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم وماهلم، فكل ما يتضـمن

.)٦٣(حفظ هذه األصول اخلمسة فهو مصلحة )

.بعا: المناسبةرا .لغةتعریفھا

.)٦٤(ةلاكشوامل ةبارقوامل ةمالءامل اصطالحا:تعریفھا

هي وصف ظاهر منضبط حيصل عقال من ترتيب احلكم عليه ما يصلح أن يكون .)٦٥(ودا من حصول مصلحة أو دفع مفسدةمقص

من وجه مصـلحة – الوصف أو العلة – ويعرفها الغزايل بأا: ( استدعاء املعىن .٦٦احلكم)

يـة املقاصـد وختـريج باإلخالة واملصلحة واالسـتدالل ورعا ويعرب عن املناسبة .)٦٧(املناط

. ٤١٧ – ٤١٦/ ١املستصفى / -٦٣/ ٤، وتاج العروس / / مادة نسب ١٣٧، والقاموس احمليط / / مادة نسب ١١٩/ ١٤نظر: لسان العرب /ي -٦٤

. / مادة نسب٢٦٥ . ٣٣٣/ ٣/ ينظر: اإلحكام يف أصول األحكام / اآلمدي -٦٥ . ١٤٦شفاء الغليل / - ٦٦

٢٨

واملقاصد من جهة أن احلديث عن املناسبة يف كتب وتظهر قوة العالقة بني املناسبة ميثل الشرارة األوىل واالنطالقة األوىل للحديث عن مقاصد الشريعة. األصول

إىل رعاية املقاصد حيث قال: ( ومجيع أنواع املناسبات وقد أرجع الغزايل املناسبةترجع إىل رعاية املقاصد وما انفك عن رعاية أمر مقصود، فليس مناسبا، وما أشار إىل

.)٦٨(ناسب ) رعاية أمر مقصود فهو م( إن هذا األمر يعكس لنا مقام : على كالم الغزايل يقول الدكتور الكيالين معقبا

للنظر يف مدى صالحية العلل املقاصد يف اعتبار األصوليني، حيث اعتربوا املقاصد مسرباهلا، صلح أن يكون علة يربط احلكـم حمققا، هلذه املقاصد ألحكامها، فما كان مقيما

.)٦٩(ال فال ) ا، وما خامسا : املعىن.

يطلق العلماء أحيانا لفظ املعاين ليدلوا ا على ما انطوت عليه الشـريعة واألحكام من املصاحل واملقاصد، والسيما عند الفقهاء، فيقولون شـرع هـذا

احلكم هلذا املعىن أي هلذا املقصد وهذه الغاية. .)٧٠(كما أم يستعملون لفظ املعىن بدل العلة

/ دار الفضيلة / ٨٩٦إرشاد الفحول / اإلمام حممد بن علي الشوكاين/ حتقيق سامي بن األثري العريب / - ٦٧

م . ٢٠٠٠/ ١الرياض / ط . ١٦٥ – ١٦٣ – ١٦١ – ١٥٩شفاء الغليل / -٦٨ .٥٣/ قواعد املقاصد عند اإلمام الشاطيب -٦٩

. ٥٦ينظر : مقاصد الشريعة عند ابن تيمية / -٧٠

٢٩

المبحث الثاني: أھمیة المقاصد وخصائصھا.

يف هذا املطلب أذكر أمهية املقاصد بالنسبة إىل املسلم العامي ( غري املتخصص )، لداعية، مث أمهيتها بالنسبة إىل الفقيه واتهد واملفيت. اوأمهيتها بالنسبة إىل

بالنسبة إلى المسلم العامي ( غیر المتخصص ). أھمیة المقاصد أوال:أكـان سـواء حبـال ال يستغين عنها مسـلم جدا معرفة مقاصد الشريعة مهمة

رمحه اهللا يرى أن مقاصـد ، لكن اإلمام الطاهر بن عاشورأم غري متخصص متخصصامن أنواع العلم، أما غـري دقيق تهدين ألنه نوعاتخصصني و الشريعة علم خاص بامل

املتخصص فالواجب يف حقه تلقي الشريعة من غري معرفة مقاصدها. يقول رمحه اهللا: (ليس كل مكلف إىل معرفة مقاصد الشريعة ألن معرفـة حباجة

مقاصد الشريعة نوع من أنواع العلم، فحق العامي أن يتلقى الشريعة بدون معرفة دقيق، ألنه ال حيسن ضبطه وال ترتيله، مث يتوسع الناس يف تعرفهم املقاصـد مبقـدار املقصد

ازدياد حظهم من العلوم الشرعية، لئال يضعوا ما يلقنون من املقاصد يف غري موضـعه .)٧١(فيعود بعكس املراد)

.)٧٢() هلذا الرأيالعامل يف كتابه (املقاصد العامةيوسف وقد مال الدكتور يف حالة كان العامي أو وما ذهب إليه اإلمام ابن عاشور والدكتور العامل صحيح

يف ضوء املقاصد، أما ما وراء ذلك فال أرى مانعا من أن غري املتخصص يريد االجتهاد

. ١٨٨مقاصد الشريعة اإلسالمية / -٧١ . ١٠٧للشريعة / نظر : املقاصد العامةي -٧٢

٣٠

فوائـد ، بل سيحصل على) وذلك عن طريق فقيه يوجهه إليها (يطلع على املقاصدمن إطالعه، ومن هذه الفوائد: كثرية

زيادة اإلميان باهللا وترسيخ العقيدة اإلسالمية يف قلبه، لتكون عنـده القناعـة .١زام بأحكامهـا، وحيـذر مـن الكافية يف دينه وشريعته، ويسعى جاهدا لاللت

.)٧٣(خمالفتها الةيقول الغزايل رمحه اهللا: ( معرفة باعث الشرع ومصلحة احلكمة اسـتم

للقلوب إىل الطمأنينة والقبول بالطبع واملسارعة إىل التصديق، فإن النفوس إىل قبول األحكام املعقولة اجلارية على ذوق املصاحل أميل منها إىل قهـر التحكم ومرارة التعبد، وملثل هذا الغرض استحب الوعظ وذكر حماسـن

در حذقه لى قللنص، وع الشريعة ولطائف معانيها وكون املصلحة مطابقة .)٧٤(يزيدها حسنا وتأكيدا )

ت ضد الغزو الفكري والعقدي والتيارا كافية معرفة املقاصد تعطي املسلم مناعة .٢الدعوات اهلدامة اليت تسـعى إلخفـاء حماسـن املستوردة، واملبادئ الرباقة و

.)٧٥(وتشويه معاملها، واالفتراء عليهاالشريعة، وافقا لقصد الشارع احلكيم فال بد للمسـلم ليكون قصد املسلم من األعمال م .٣

ا، ملقاصد الشارع وحمكومة لتكون مقاصده تابعة أن يعرف مقاصد الشارع .)٧٦(التهرب منها، وال التحايل عليها فال حياول

. ١٠٣ظر: املقاصد عند ابن تيمية / ين -٧٣ . ٥٤١شفاء الغليل / -٧٤ . ١٠٣/ املقاصد عند ابن تيمية -٧٥

٣١

.)٧٧(من خلق العباد حتقيق العبودية هللا سبحانه، اليت هي الغاية .٤ .)٧٨(يل يف الدينع التحمن .٥

ثانیا: أھمیة المقاصد بالنسبة إلى الداعیة. جيب على الداعية أن يكشف للناس عن املقاصد واألهداف باستمرار لريغبهم .١

يف الشريعة ويشوقهم إىل تكاليفها، ألن الطبيعة البشرية حتب ما ينفعها ومتيل الصالة تنهى عن قلوا إىل ما وضح طريقه وظهرت منفعته، فإذا بين هلم أن

الفحشاء واملنكر وجتلب السكينة والطمأنينة للمسلم سارعوا إليها، و إذا بين وتشرد هلم أن الفاحشة تنشر الفساد بني املسلمني وخترب بيوتا عامرة بأهلها،

.)٧٩(األبناء ابتعدوا عن الزنايف الـدعوة إىل اهللا، كما أن املقاصد مهمة للداعية يف ترتيبه سلم األولويات .٢

والتحسينات، ويقدم األصل على التـابع، على احلاجيات فيقدم الضروريات، وحيذر النـاس مـن خاصة على ما فيه مصلحة عامة ويقدم ما فيه مصلحة

الضرر األكثر خطورة قبل حتذيره من الضرر األقل خطورة، وخياطب النـاس .)٨٠(ر عقوهلم ومستويام من الفهمقد على

. ١٠٦/ ظر املقاصد العامةين، و ١٠٣املرجع السابق / -٧٦ . ١٠٣املرجع السابق / -٧٧ .١٨١حنو تفعيل املقاصد / -٧٨ار املكتيب / / د ١٨/ ، ومقاصد الشريعة / د. حممد الزحيلي١٠٥ – ١٠٤/ املقاصد عند ابن تيمية نظر: ي -٧٩ . ١٩٩٨/ ١ط

. ١٥٥ - ١٥٢/ ٢املقاصدي / ، و االجتهاد١٠٥ظر: املقاصد عند ابن تيمية / ين -٨٠

٣٢

الذي سيدعو الناس إليـه، و أن إن بيان مقاصد الشريعة يربز للداعية اهلدف .٣ .)٨١(ق مصاحل الناس ودفع املفاسد عنهمدعوم ترمي إىل حتقي

ومدارستها وحبثها ردا لشبه املغرضـني إن يف إبراز مقاصد الشريعة وإظهارها .٤املنحرفني الذي يتهمون الشريعة بالقصور وعدم الوفاء حباجات وتفنيدا آلراء

الناس ومتطلبام يف هذا العصر ومن مث يطالبون باستبداهلا وإبعادهـا، فـإذا ، علـم ظاهرة ، ومصاحلباهرة عرضت مقاصدها وما اشتملت عليه من حكم

.)٨٢(م فيما يقولـون وزيف مـا يدعونعلى احلقيقة كذالتجديد يف الوسائل وإضفاء صفة املرونة والتجديد على وسـائل التوسع و -٥

فمقاصد اإلسالم متثل عناصر الثبات واالستقرار فيه ويف الوقـت ، الدعوة وأساليبها .)٨٣(نفسه تسمح باملرونة والتجديد يف الوسائل

خصائص صالحية الشريعة ودوامها وواقعيتها ومرونتها وقدرا على تأكيدال -٦ .)٨٤(خمتلف البيئات والظروف واألطوار تحقق والتفاعل مععلى ال

إبراز علل التشريع وحكمه وأغراضه ومراميه اجلزئية والكلية العامة واخلاصة، -٧ .)٨٥(احلياة ويف خمتلف أبواب الشريعة يف شىت جماالت

لمجتھد والفقیھ والمفتي. لثالثا: أھمیة المقاصد بالنسبة تهد والفقيه واملفيت يف األمور التالية :تتجلى أمهية املقاصد للمج

. ١٧/ مقاصد الشريعة / د. حممد الزحيلي -٨١ . ٢٢٦/ مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة / د. اليويب -٨٢ .١٨٤حنو تفعيل مقاصد الشريعة / _٨٣ .١/٤٤االجتهاد املقاصدي / - ٨٤ .١/٤٤املرجع السابق/ -٨٥

٣٣

.فھم النصوص وتفسیرھا ومعرفة دالاللتھا .١على فهم النصوص الشرعية، وتفسريها وحتديد مقاصد الشريعة خري معني

املقصود منها ألن األلفاظ والعبارات قد مدلوالت األلفاظ ومعرفة معانيها، لتعيني املعىن .)٨٦(صود منهاتلف مدلوالا، فتأيت املقاصد لتحديد املعىن املقتتعدد معانيها وخت

يف فهم مدلوالت األلفاظ اليت وردت دورا مهما مقاصدأن للويذكر ابن عاشور عي الذي يقتضيه يف الكتاب والسنة حبسب الوضع اللغوي، وحبسب االستعمال الشر

يف التأكد يكون اصد الشريعة واحتياج اتهد يف هذا النوع إىل مق ،االستدالل الفقهي .)٨٧(من داللة اللفظ اللغوي واالستعمال الشرعي

وللمقاصد دور وااللتفات إىل ، التوفيق بني خاصيت األخذ بظاهر النص يف كبريري الشريعة على ، لتج روحه ومدلوله على وجه ال خيل فيه املعىن بالنص وال العكس

.)٨٨(ال اختالف فيه وال تناقض واحد نظام

ومن أمثلة ذلك وتوجيهها النصوص املراد من حتديد وللمقاصد دورا مهما يفواستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن قوله تعاىل: يف عدال كون الشاهد وجوب

)٢٨٢رة البقرة ( سو لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداءمع أن اآلية مل حتدد صفته ولكن فهمنا كونه عدال من مقاصد الشريعة ، ويف ذلك

رمحه اهللا: ( لو مل يشترط الشارع العدالة يف الشهود لقلنا ا، ذلك أن الغزايل يقول .)٨٩()واحلقوق ال تثبت بفاسق ، قصد الشارع هو إثبات احلقوق

. ١١٥/ و املقاصد عند ابن تيمية / ٢٠/ ينظر : مقاصد الشريعة / د. حممد الزحيلي -٨٦ .١٨٣عة اإلسالمية/ ينظر : مقاصد الشري - ٨٧ .١/٤٤االجتهاد املقاصدي / -٨٨

. م ١٩٨١/ مكتبة املتنيب / القاهرة / ٢٥نظرية املصلحة / د. حسني حامد حسان / ينظر: -٨٩

٣٤

ومن أمثلة بني االجتهادات يف فهم النصوص يف الترجيح مهم دورللمقاصد و فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل {يف كفارة الظهار يقول تعاىل: ذلك :

هولسرو وا باللهنمؤتل كينا ذلكسم نيتس امفإطع عطتسي ن لما فماسمتأن ي لكتو{ يمأل ذابع رينلكافلو الله وددادلة/حرمحه اهللا يف هذه أبو حنيفة يرى، ) ٤( ا

إطعام طعام ستني عليه فاملعىن املقصود منها هو ال يراعى عدد املساكني، و اآلية أنهاملقصد يف نظر إىل أن هو _ رمحه اهللا _ ففيجوز إطعام مسكني ستني يوما ، مسكينا،

هو سد اخللة، ومل يناقض النص. واآلية

فتصرف ، مراعاة عدد املساكني واجب فرأى أنرمحه اهللا أما اإلمام الشافعي مذهب معدودين، و ملهج أقوام خلة وإحياءلل إىل ستني مسكينا، ويف ذلك سدالكفارة

هج إحياء مد إىل الشافعي هو األرجح ألنه األقرب إىل مقصود الشارع، فالشارع يقصعلى هذا املقصد فيجب املصري معدودين ال شخص واحد، كما أن اللفظ يدل أقوام .)٩٠(إليه

صلى رسول اهللا قول أيضا الترجيح بني االجتهادات يف فهم النصوص ومن أمثلة . ٩١)( يف كل أربعني شاة شاة:اهللا عليه وسلم

اة، ألن املقصود هو سد خلة جواز إخراج قيمة الشرمحه اهللا يرى أبو حنيفة الفقري.

. ٥٦-٥٥/ ٢، و املستصفى / ٢٨٠ -٢٧٩نظر املنخول / ي -٩٠، و سنن أيب داود ٦٢١ رقمم /سنن الترمذي / كتاب الزكاة عن رسول اهللا / ما جاء يف زكاة اإلبل والغن - ٩١

. بيت األفكار الدولية / ١٥٦٧ رقم/ كتاب الزكاة / يف زكاة السائمة /

٣٥

وهو الشاة وال يقوم بدهلا مقامها فريى أن الواجب معنيرمحه اهللا أما الشافعي ألن الزكاة من مجلة العبادات، والعبادات يغلب فيها االتباع، وجيب ترك القياس

عندها، وقد خص الشارع الشاة بالذكر فال يعدل عنها إىل غريها. أيضا درمحه اهللا: ( ال أبعد كون سد اخللة مقصودا، ولكن ال يبع يقول الشافعي

كونه مقصودا جبنس مال الزكاة ليحصل للفقراء االستغناء جبنس مال األغنياء، ويبقى يف أيديهم أعياا، وهي تدر عليهم وتنسل، والدراهم تتبدد يف أيديهم على قرب،

.)٩٢()فيعودون على أدبارهم دلة المتعارضة والتوفیق بینھا.أللترجیح بین اا .٢

وبذلك تكون للمقاصد دور مهم يف الترجيح بني األدلة املتعارضة والتوفيق بينها ، وتضييق شقة الـرتاع بـني للتقليل من االختالف وللتقريب بني وجهات النظر، وسيلة

.)٩٣(املسلمنيكون نرباسا للمتفقهني يف الدين ته لكتاب املقاصد: (لسبب تأليف يذكر ابن عاشور

ومرجعا بينهم عند اختالف األنظار، وتبدل األعصار، وتوسال إىل إقالل االختالف بني ودربة ألتباعهم على اإلنصاف يف ترجيح بعض األقوال على بعض عند فقهاء األمصار،

.)٩٤(تطاير شرر اخلالف)سائل الفقهية اليت جرى فيها خالف بني الفقهـاء وعند إعادة البحث لكثري من امل

ودراستها من جديد بروح هذا العصر ومعطياته يف إطار روح الشـريعة ومقاصـدها،

. ٥٤-٥٣/ ٢، و املستصفى / ٢٨٣ -٢٨١_ ينظر املنخول / ٩٢ . ١١٧ -١١٦. واملقاصد عند ابن تيمية / ٢٠/ ينظر : مقاصد الشريعة / الزحيلي -٩٣ .١٦٥/ اإلسالميةمقاصد الشريعة -٩٤

٣٦

يف هـذا العصـر حيث ميكن تقنينها خاصة واحد سيستقر األمر يف معظمها على رأيالذي يتشوف فيه املسلمون إىل بناء دولة إسالمية حديثة ٩٥(متطورة(.

بني األدلة أن ال يؤدي ذلك إىل خمالفة قواعد الشريعة الكلية من شروط اجلمعو ، والقرائن متنوعة: من قرينة اجلمع بني األدلة البد له كما أن، وإال بطل اجلمع

استخلص منها قاعدة كلية أو مقصد فقد تكون نصا خاصا أو جمموعة نصوص ٩٦(هو موافقة مقاصد الشريعةلقطع إىل االقرائن أقرب على أن، شرعي(.

بني حديث :مجع الصحابة ومن أمثلة اجلمع بني النصوص املتعارضة مبقاصد الشريعة ( ال يصلني أحد العصر إال بين وحديث ٩٧حبط عمله)فقد صالة العصر ترك( من

ها من الصحابة يف فهم النصوص املتعارضة حماولني اجلمع بين اجتهد مجاعة، ٩٨قريظة)وإمنا قصد منا أن نسرع يف الطريق حىت ، وفق مقاصد الشارع فقالوا: مل يرد منا ذلك

بدليل أن مجاعة من الصحابة أدركوا وقت العصر ، يدركنا وقت العصر يف بين قريظة .)٩٩(يف بين قريظة

بأن وذلك امعند تعارضه يف ترجيح نص على آخر كبري أثر أيضا للمقاصدوالترجيح إما بتقوية النص كونوي، افقا للقواعد الكلية ولروح التشريع يكون أحدمها مو

وهذا ال يعين إبطال النص املقابل وإمنا املقصود بذلك أن تراعى مقاصد ، أو مبساندتهالشريعة أثناء عملية الترجيح حبمل النص على ما وافق املبادئ العامة للتشريع كرفع

. ١٤ينظر: مقاصد الشريعة و أثرها يف الترجيح بني األدلة / ميينة بو سعادي / -٩٥ .٢٧٠ينظر: مقاصد الشريعة و أثرها يف الترجيح / - ٩٦ .٥٥٣كتاب مواقيت الصالة / باب من ترك العصر / رقم صحيح البخاري : - ٩٧ .٤١١٧غازي / باب مرجع النيب صلى اهللا عليه وسلم من األحزاب / رقم صحيح البخاري / كتاب امل - ٩٨ .٢٧٩ينظر: : مقاصد الشريعة و أثرها يف الترجيح بني األدلة / ميينة بو سعادي / -٩٩

٣٧

ولويات يف ترجيح مصلحة على لق، ومراعاة سلم األاحلرج والضرر، والتيسري على اخل .)١٠٠(أخرىارضتها ملقاصد رد الصحابة لبعض أخبار اآلحاد ملع األمثلة على ذلك من و

( إن امليت يعذب حديث رضي اهللا عنها د عائشةرمن ذلك: الشريعة وقواعدها ، لى اهللا عليه ص( رحم اهللا عمر، واهللا ما حدث رسول اهللا وقالت: ببكاء أهله عليه)

صلى اهللا عليه وسلم إن اهللا ليعذب املؤمن ببكاء أهله عليه، ولكن رسول اهللا :وسلم ( وال وقالت: حسبكم القرآن: ، )إن اهللا ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه قال:

. ١٠١)١٦٤األنعام : ( تزر وازرة وزر أخرىباب لذلك من ، قاصد الشريعة م تهاخالفخبار الظنية ملكانوا يردون األ الصحابةف

.)١٠٢(آخر أو قطعي ظين خالف ملقاصد الشريعة وخلرباملظين الرب اخلأوىل جواز رد الرجوع إلى مقاصد الشریعة عند فقدان النص على المسائل .٣

.المستجدةفريجع اتهد والفقيه والقاضي إىل مقاصد الشريعة الستنباط األحكام باالجتـهاد

تحسان واالستصالح وغريها مبا يتفق مع روح الدين ومقاصد الشريعة و والقياس واالس .)١٠٣(أحكامها األساسية

.٢٩٦/ املرجع السابقينظر: -١٠٠بعض بكاء أهله كتاب اجلنائز / باب قول النيب صلى اهللا عليه وسلم : يعذب امليت بالبخاري : صحيح - ١٠١

. ١٢٨٣/رقم .٢٩٦,٣٠٥ينظر: : مقاصد الشريعة و أثرها يف الترجيح بني األدلة / ميينة بو سعادي / -١٠٢ . ٢٠/ ينظر: مقاصد الشريعة / الزحيلي -١٠٣

٣٨

: ( فإذا دعت احلاجة اتهد إىل بيان حكم اهللا يف مسـألة قال الدكتور الزحيليوحنوها حترى بكـل دقـة الستحسانأو ا أو االستصالح مستجدة عن طريق القياس

.)١٠٤(أهداف الشريعة)مـن شـروط اوقد جعل الغزايل رمحه اهللا العلم باملقاصد الشرعية شرط

من شروط اتهد أن يكون حميطا مبدارك الشرع متمكنا من اسـتثارة فاتهد .)١٠٥(ريهب تقدميه، وتأخري ما جيب تأخالظن بالنظر فيها، وتقدمي ما جي

و اإلحاطة مبدارك الشرع تتطلب معرفة مقاصد الشريعة، حىت نتمكن من معرفة الضروريات، واحلاجيات والتحسينيات وتقدمي إحداها على األخرى، وال

سيما أن النفوس متيل على قبول األحكام اليت تقوم على مراعاة املقاصد.

اعترب مقاصد الشرع قبلة : (محه اهللاويذكر السيوطي رمحه اهللا أن الغزالري .)١٠٦(ن توجه إىل جهة منها أصاب احلق )اتهدين م

ولترتيل املقاصد على احلوادث املستجدة البـد مـن مراعـاة املراحـل )١٠٧(التالية

فهم املقصد اجلزئي أو علة احلكم، والعمل على حتديده وفق طرق إثبات - ١ املقاصد املقررة.

م. ٢٠٠٥/ ٣/دار الفكر / ط٣٠٧/ ٢/ أصول الفقه اإلسالمي / د. وهبة الزحيلي -١٠٤ . ٣٨٢/ ٢ينظر: املستصفى / -١٠٥/ مؤسسة ١٨٢الرد على من أخلد إىل األرض وجهل أن اإلجتهاد يف كل عصر فرض / السيوطي / -١٠٦

م . ١٩٨٤شباب اجلامعة / اإلسكندرية / .٤٧- ١/٤٦ينظر: االجتهاد املقاصدي/ -١٠٧

٣٩

ئي. النظر يف تعدية املقصد اجلز - ٢ فهم املقصد الكلي وحتديده من خالل عملية االستقراء أو التقرير وغري ذلك. - ٣النظر يف املستجدات الوقائع واحلوادث، والعمل على إدراجها ضمن تلك - ٤

املقاصد الكلية وفق ما يعرف باالستصالح املرسل أو االستحسان، وقد عرب عن هذا املصلحي، والواسع، وقياس املصاحل املرسلة، بتعبريات كثرية منها: القياس الكلي، و

واملقاصد العالية. _يعين املصلحة وال ينبغي التردد يف صحة االستناد إليها : (رمحه اهللا عاشور ابن يقول

، ألننا إذا كنا نقول حبجية القياس الذي هو إحلاق جزئي حادث ال يعرف هلحكم املرسلة_ الشريعة للمماثلة بينهما يف العلة املستنبطة ، وهي مصلحة يف الشرع جبزئيثابت حكمه يف

جزئية ظنية غالبا لقلة صور العلة املنصوصة ، فألن نقول حبجية قياس مصلحة كلية حادثة يف يف الشريعة باستقراء أدلة الشريعة الذي هو األمة ال يعرف هلا حكم على كلية ثابت اعتبارها

القياس وأدخل يف االحتجاج القطعي ، أوىل بنا وأجدر ب قطعي أو ظين قريب من .)١٠٨()الشرعي

يف املعىن عن البحث يف االنتشار مؤونة الفقيه يكفي ( ويذكر ابن عاشور رمحه اهللا أن ذلك عليه اشتمل الذي املعىن إىل باتهد تنتقل والضبط التمثيل من فيها مبا مث العالية، أجناسه إذ العالية، كلياته حيكم مث القريبة، كلياته حبكم احلكم يف فيلحقه ،حكمه معروف غري النظري

.)١٠٩()بينا إجنالء الثالث املراتب له فتتجلى حينئذ االنتقال ذلك عليه يعسر ال

و ينظر : نظرية املقاصد عند اإلمام حممد الطاهر بن عاشور/ ، ٣٠٩ة /ابن عاشور/ مقاصد الشريع -١٠٨

م .١٩٩٥/ املعهد العاملي للفكر اإلسالمي / ٣٠١إمساعيل احلسين/ .٣٥١مقاصد الشريعة/ابن عاشور/ -١٠٩

٤٠

القياس بطريق حكمه نقل ميكن) اخلمر( املسكر بتحرمي العقل حفظومن األمثلة على ذلك : نترك أن فيمكن الواسع القياس باستخدام أما ، إلسكارا جبامع املسكرات باقي إىل العادي

العقل يف يؤثر ما كل إىل التحرمي حكم فننقل العقل حفظ إىل ونصعد اإلسكار علة كاخلرافات بالعقل يضر ما كل إىل التحرمي حكم فننقل أكثر نتوسع أن وميكن كاملخدرات، .)١١٠(برهان دون األسالف وتقليد املخ غسيل وعمليات والشعوذات

في األحكام وعدم االضطراب.تحقیق التوازن واالعتدال .٤ويكون ذلك ، األخذ مبقاصد الشريعة حيقق التوازن واالعتدال يف األحكام وعدم االضطراب

بفهم النصوص اجلزئية يف ضوء املقاصد الكلية ، فال يؤخذ بالنصوص اجلزئية وإن عارضت املقاصد وبالتايل يتحقق االعتدال يف األحكام املقاصد ، وال مل النصوص بل تفهم يف ضوء

وينتفي االضطراب . فمقاصد الشريعة ضالة اتهد أىن وجدها فهو أحق ا يستضيء بنورها ويستظل بظلها، ال

تغيب عنه عند نظره يف اجلزئيات فهي سور تهد ال يغادر القول السديد وعن عتيدجيعل ا . )١١١(مراد الشارع ال حييد

تمام بالجزئیات لتخفیف من غلواء التقلید والتعصب المذھبي واالھا .٥ على حساب الكلیات.

ليتم الرجوع بالفقه إىل ما كان األخذ باملقاصد خيفف من غلواء التعصب املذهيب ويكون ذلك بالتقريب بني املذاهب ، )١١٢(عليه يف زمان الصحابة والتابعني وكبار األئمة

وتضييق هوة اخلالف بينها .

.١٩٠- ١٨٩/ املقاصد تفعيل حنو :ينظر - ١١٠ . ١٢٢ -١٢١املقاصد عند ابن تيمية / ينظر : -١١١ماليزيا / دار النفائس ه دكتورا أطروحة/ ٩/ / د. نعمان جغيم طرق الكشف عن مقاصد الشارع ينظر : -١١٢ م. ٢٠٠٢/ ١/ ط

٤١

وقد حذر ابن عاشور من التعصب املذهيب: فعلى اتهد أن يكون رائده األعظم ، أو أستاذ إنصاف اآلراء ( ونبذ التعصب لبادئ الرأي أو لسابق االجتهاد، أو لقول إمام

الذي –عيسى الغريين –فال يكون حال الفقيه يف هذا العلم كحال صاحب ابن عرفة : ما خالفته يف حياته فال أخالفه بعد وفاته. قال يف حق ابن عرفة رمحه اهللا

حبيث إذا انتظم الدليل على إثبات مقصد شرعي وجب على املتجادلني فيه أن .)١١٣()يستقبلوا قبلة اإلنصاف وينبذوا االحتماالت الضعاف

تحكیم المقاصد في االعتبار بأقوال الصحابة والسلف من الفقھاء .٦ .واستداللھم

موافقا ومناسبا ملقاصد الشارع، ويترك ما كان خالف ذلك، فيؤخذ منها ما كان ئه فيطرح ويبحث فيما هو أقوى على ضعفه أو خط إذ خمالفته ملقاصد الشريعة دليل

.)١١٤(منه .الحاجة إلى علم المقاصد للتعامل مع أخبار اآلحاد .٧

مرجحا، إذ وذلك إذا تعارضت أحاديث اآلحاد مع مقصد الشارع اعترب املقصد .)١١٥(نص معارضا فيبحث عن املعارض جبديصبح عند اتهد ظنا غالبا أن هلذا ال

االستعانة بالمقاصد في استنباط علل األحكام الشرعیة، ثم القیاس .٨ علیھا والترجیح بین األقیسة المختلفة .

صـد، فتكـون ألن العلل الشرعية تكون عادة ضابطة للحكم اليت هي مـن املقا معرفة املقاصد عونا على حتديد العلل و إثباا، وعلى رأي القـائلني جبـواز التعليـل

باحلكمة مطلقا، أو بشرط انضباطها يكون الكشف عن املقاصد كشفا عن العلل لتتخذ

.190مقاصد الشريعة اإلسالمية / -١١٣ .٥١/ ظر : طرق الكشف عن مقاصد الشارعين -١١٤ . ٣٨/ ، و علم مقاصد الشارع٥٢ظر: املرجع السابق / ين -١١٥

٤٢

سلك بعد ذلك مناطا للقياس، و أبرز املسالك اليت حيتاج إليها يف معرفة املقاصد هي: م .)١١٦(، وتنقيح املناط، وإلغاء الفارقاملناسبةاتهد على وضع القواعد اليت يستعني ا على تصور املقاصد تساعدكما

، كما مباحث القياس وتطبيقها على احلوادث، والرد على من أنكر حجية القياس صدها الشارع من تشريع استنباط األحكام الشرعية ومعرفة املصاحل اليت قتساعده يف

على حتقيق املناط يف احلوادث اليت مل تكن موجودة يف زمن هتساعدكما ، األحكامتكسب اتهد إحاطة بأحكام وهي ، السابقني حىت تعطى احلكم الشرعي املناسب

.)١١٧(يعة وذلك مفيد يف معرفة جزئيااالشرع ومعرفة بكليات الشر : )١١٨(أيضا اليف هذا ا ومن فوائد املقاصد

الترجيح بني األقيسة وذلك من أربع صور: - ١الضرورية واملقصود من أن يكون املقصود من إحدى العلتني من املقاصد -أ غري ضروري ، فترجح الضرورية على غريها .األخرى ومقصـود ، أن يكون مقصود إحدى العلتني من احلاجات الزائـدة -ب

احلاجات ، صول أاألخرى من أن يكون مقصود إحدى العلتني من مكمالت املصاحل الضرورية، - جـ األخرى من أصول احلاجات الزائدة ، فتقدم األصول على املكمالت .ومقصود

الدين ومقصود األخرى ما أن يكون مقصود إحدى العلتني حفظ أصل -د ثانية .من املقاصد الضرورية ، فتقدم األوىل على السواه

. ٥١- ٥٠/ ينظر: طرق الكشف عن مقاصد الشارع -١١٦ . ٣٨-٣٧ينظر: علم مقاصد الشارع/ - ١١٧ .١٨٠ينظر: حنو تفعيل مقاصد الشريعة/ - ١١٨

٤٣

یة المقاصد في توجیھ الفتوى.أھم .٩على املفيت أن يتصرف يف فتواه مبا حيقق املقاصد الثابتة مـع مراعـاة املرونـة يف الفتوى لتتغري بتغري ظروف ومالبسات املستفيت والواقعة حمل الفتوى، فاملقصد ثابـت

الفتـوى الشخص أو الظرف، ويكون تغـري هوومشترك بني مجيع الناس، والذي يتغري .)١١٩(متعلقا مبا حيقق املقصد

إن املقاصد تعني اتهد أو القاضي أو الفقيه على الترجيح بني وجوه األدلة اليت ظاهرها التعارض، فريجع اتهد فيما يرجع إليه حلسم هذا التعارض الظاهري إىل معاين

يف أصول الفقه، خاصة يف مقاصد الشريعة، فالترجيح باملقاصد من الطرق املعتمدة .)١٢٠(الترجيح بني األقيسة املتعارضة

وعلى املفيت واتهد اعتبار املآالت أي أن يقدر مآالت األفعال اليت هـي حمـل حكمه وإفتائه.

. ٥٠ -٥٩ ينظر: طرق الكشف عن مقاصد الشريعة/ -١١٩ينظر: املدخل إىل علم مقاصد الشريعة من األصول النصية إىل اإلشكاليات املعاصرة / د. عبد القادر بن -١٢٠

م.٢٠٠٥/ ١/ مكتبة الرشد / ط ٢٤حرز اهللا /

٤٤

خصائص اإلسالم نفسه وترجع إليها، ومـن تنبثق عن خصائص مقاصد الشارع

الربانية ) واليت تعد أم اخلصائص، وفيما يلي أذكر أبرز خاصيةأبرز هذه اخلصائص ( هذه اخلصائص باختصار:

.)١٢١(أوال: الربانیة وهي اليت تنبثق عنها مجيع اخلصائص األخرى وترجع إليها دون استثناء.

ولكن كونوا ربـانيني مبـا : ( رب جـل جـاللهنسبتها إىل ال واملراد بالربانيةـ أي علماء ) ٧٩ل عمران: (آ كنتم تعلمون الكتاب ومبا كنتم تدرسون )) الرب ب

منتسبني إليه. ويقابل خاصية الربانية خاصية البشرية اليت متيز املذاهب الوضعية عن غريها مـن

األديان السماوية. ة اليت الحظها الشارع يف تشريعاته حتقيقـا فاملقاصد اإلسالمية هي املقاصد الرباني

يف ذلك املقاصد اليت عرفت عن طريق النص عليها، أو سواء ، للمصاحل ودرءا للمفاسد، أو اليت توصل إىل اعتبارها على اعتبارها مقصدا من مقاصد الشارع اليت انعقد اإلمجاع

يقول الغزايل: ( عرفنا من أدلة الشرع أن اهللا باجتهادهم، ويف ذلك العلماء واتهدون

/ جملة الشريعة والدراسات اإلسالمية ٢٦٣ينظر: حماسن ومقاصد اإلسالم / د. حممد أبو الفتح البيانوين / -١٢١ هـ ، و مدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية / د. يوسف القرضاوي١٤٢١/ رمضان ٤٣امعة الكويت / العدد / ج

وما بعدها / ٤٥م، وخصائص التصور اإلسالمي ومقوماته / سيد قطب / ٢٠٠١/ ٢/ مؤسسة الرسالة / ط ٨٣/ وما بعدها. ٤٢٢/ عالقتها باألدلة / د. اليويبم، و مقاصد الشريعة و٢٠٠٠/ ٩دار الشرق / ط

٤٥

تعاىل ببعثة الرسل وبتمهيد بساط الشرع أراد صالح أمر اخللق يف دينـهم ودنيـاهم .)١٢٢()ونعقل ذلك من الشرع ال من العقل

.)١٢٣(ثانیا: الكمالإىل أي اخللو من النقص والعيب، والسالمة من التناقض، وترجع هـذه اخلاصـية

اخلاصية األم ( الربانية ) فما كان منسوبا إىل الرب جل جالله فهو كامل بكماله، مرته عن كل نقص وقصور وعيب وتناقض.

ومن مظاهر الكمال يف املقاصد اإلسالمية استيعاا حلاجـات البشـر الفرديـة واجلماعية، والروحية واملادية جبميع أشكاهلا وأنواعها.

كماهلا: انسجام املقاصد فيما بينها، وسالمتها من االختالف مظاهر من كما أن واالضطراب.

.)١٢٤(ثالثا: الوضوح ناطقة ،جلية فاملتأمل يف املقاصد اإلسالمية جبميع أقسامها وأنواعها جيدها واضحة

ظاهرة يف آثارها ونتائجها، ال تقبل اختالفا وال حتتمل جدال. ،بداللتهاقاصد اإلسالمية: انضباطها بضوابط دقيقة وعدم تركهـا ومن مظاهر وضوح امل

خيتلف الناس يف فهمها وتطبيقها. مطلقة ومن املظاهر أيضا: سهولة فهمها ويسر تطبيقها.

. ٢٠٤شفاء الغليل / -١٢٢ / حيث مساها القرضاوي ١٢٧، ومدخل لدراسة الشريعة / ٢٦٤ينظر: حماسن و مقاصد اإلسالم / -١٢٣

التناسق. . ٢٦٥املرجع السابق / ينظر: -١٢٤

٤٦

.)١٢٥(رابعا: الشمولفاملقاصد اإلسالمية حميطة جبميع متطلبات احلياة السعيدة، وشاملة جلميع ما حيتاج

اه، على مجيع املستويات ويف خمتلف األزمنة واألمكنة. اإلنسان إليه يف دنياه وأخر

.)١٢٦(خامسا: التوازن والوسطیةع اجلوانب املتعـددة فاملقاصد اإلسالمية متوازنة حتقق االنسجام واالتساق بني مجي

ألصلية واخلاصة، واملقاصد ا كما حتقق انسجاما واتساقا بني املقاصد العامةاليت تشملها، والتبعية.

ومن مظاهر التوازن يف املقاصد اإلسالمية قيامها واعتمادها على التوسـط بـني التشديد والتخفيف، ومجعها بني الرخص والعزائم.

.)١٢٧(سادسا: العملیةن، ( الواقعية ) أي صالحية املقاصد الشرعية للتطبيق والتحقيق يف كل زمان ومكا

تكيف معه مطلقا. ثالية، وال واقعية ختضع للواقع وتم فليست املقاصد الشرعية نظريةومن مظاهر هذه العملية: حتقيق جل املقاصد اإلسالمية على مدى العصور السابقة

إىل يومنا هذا. صلى اهللا عليه وسلممن زمن النيب

وما بعدها. ومدخل لدراسة الشريعة / ٩٥، وخصائص التصور / ٢٦٥مقاصد اإلسالم / حماسن و نظر : ي -١٢٥ وما بعدها. ١٣١ وما بعدها ويطلق عليها الدكتور اليويب ١١٩، وخصائص التصور / ٢٦٦مقاصد اإلسالم / حماسن ونظر: ي -١٢٦

. ٤٤٢اسم ( خاصية االنضباط ) / وما بعدها ومدخل لدراسة الشريعة / ١٦٩، وخصائص التصور / ٢٦٧مقاصد اإلسالم / حماسن ونظر: ي -١٢٧ وما بعدها. ١١٠

٤٧

.)١٢٨(سابعا: الفطریةـ يب فاملقاصد الشرعية مقاصد فطرية حتقق االنسجام مع دواعـي الفطـرة، وتل

احتياجات اإلنسان، وتتفق مع فهمه وعقله. فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة اهللا اليت فطر الناس عليهـا (( اىل:ـال تعـق

. )٣٠لروم: (ا )) التبديل خللق اهللا ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس ال يعلمون

.)١٢٩(ثامنا: الثبات غيري والتبديل. ويراد ا االستقرار وعدم الزوال وعدم تعرضها للت

واألصل يف املقاصد وال سيما العامة منها واألصلية عدم الزوال والتغري، شـأا يف ذلك شأن املبادئ األساسية، خالفا للمناهج البشرية واألساليب والوسائل اليت من شأا

التطور والتغري.

وما بعدها. ٤٢٥، ومقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة / ٢٦٨مقاصد اإلسالم / حماسن وظر: ين -١٢٨وما بعدها، ومقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة / ٧٠، وخصائص التصور / ٢٦٩ملرجع السابق / نظر : اي -١٢٩ وما بعدها. ٤٣٥

٤٨

المبحث الثالث: األدلة على اعتبار المقاصد.ها اهللا سبحانه للناس، ال بد أن تكون أحكامهـا املشـروعة إن كل شريعة شرع

ترمي إىل مقاصد مرادة ملشرعها احلكيم سبحانه وتعاىل، فهو سبحانه و تعاىل مل خيلـق ملؤمنـون: (ا (( أفحسبتم أمنا خلقناكم عبثا وأنكم إلينـا ال ترجعـون )) اخللق عبثا

(( ومـا خلقنـا السـماوات ، وإمنا خلقهم لغاية وهدف ، ومل يتركهم مهال)115، وكلفهم بتطبيق أحكامه اليت أنزهلا إىل )١٦ألنبياء: (ا واألرض وما بينهما ال عبني ))

رسله، ليقيموا ا نظام حيام على النحو الذي حيقق مصاحلهم ويرضي عنـهم رـم ((لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب وامليزان ليقـوم : سبحانه وتعاىلأحكام اهللا وضعت لتحقيق مصاحل العباد الدنيوية ف، )١٣٠()٢٥حلديد: (ا الناس بالقسط

واألخروية.ويف هذا املبحث أذكر األدلة على اعتبار املقاصد مبا يشفي الغليل إن شـاء اهللا،

استقراء فهم - اإلمجاع – فنقول إن أدلة اعتبار املقاصد هي: استقراء نصوص الشريعة العقل. - لصحابةا

/ دار ٢٠ – ١٩نظر: املقاصد الشرعية وأثرها يف الفقه اإلسالمي / د. حممد عبد العاطي حممد علي / ي -١٣٠

م. ٢٠٠٧/ ١احلديث / القاهرة / ط

٤٩

.تعریف االستقراءلنحكم حبكمها جزئية بأنه: ( تصفح أمور االستقراءرمحه اهللا الغزايل اإلمام عرف

على الراحلة ىألنه يؤد يشمل تلك اجلزئيات، كقولنا يف الوتر ليس بفرض على أمر .)١٣١(على الراحلة) ىوالفرض ال يؤد

حتت معىن كلي داخلة كثرية وعرفه يف موضع آخر بأنه: ( أن تتصفح جزئيات ، .)١٣٢(به ) على ذلك الكلي تحىت إذا وجدت حكما يف تلك اجلزئيات، حكم

فبتتبع نصوص ة ألنه يف معىن التواتر املعنوي ، واالستقراء التام من أقوى األدللشريعة العامة واخلاصة جند أن الشريعة كلها مقاصد، ويكاد ال خيلو حكم من ا

رمحه اهللا: ( استقرينا من الشريعة يقول اإلمام الشاطيب، أحكامها عن مقصد أو مصلحة .)١٣٣(ستقراء ال ينازع )أا وضعت ملصاحل العباد، ا

حصل له من جمموع ودرء املفاسد ن جلب املصاحلو ( من تتبع مقاصد الشرع مال جيـوز ال جيوز إمهاهلا، و أن هذه مفسـدة بأن هذه مصلحة أو عرفان ذلك اعتقاد

ا، وإن مل يكن فيها إمجاعقربا وال نـص وال قياس فإن فهم نفـس الشـرع خاص .)١٣٤(يوجب ذلك )

. ١٠٣/ ١املستصفى / -١٣١/ دار الكتب العلمية / ١٤٨اإلمام أبو حامد الغزايل / أمحد مشس الدين / املنطق / فنمعيار العلم يف -١٣٢

م. ١٩٩٠/ ١بريوت / ط . ١٢/ ٢/ املوافقات / الشاطيب -١٣٣ . 314/ ٢/ قواعد األحكام / العز بن عبد السالم -١٣٤

٥٠

يعة ( مبناها وأساسها على احلكم ومصاحل العباد يف املعاش واملعاد، وهـي فالشركلها، فكل مسألة خرجت من العدل إىل اجلـور، كلها، ومصاحل كلها، وحكمةعدل

، فليسـت مـن الشـريعة و إن إىل املفسدة أو من الرمحة إىل ضدها، أو من املصلحة .)١٣٥(ويل ) أدخلت فيها بالتأ

ونصوص الشريعة الدالة على املقاصد قسمان: نصوص عامة، ونصوص جزئية. : نصوص الشریعة العامة .أوال

: وهي أكثر من أن حتصى وسأكتفي ببعضها( إن اهللا يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القرىب ، وينهى من ذلك قوله تعاىل:

).٩٠لنحل:(ا كرون)عن الفحشاء واملنكر والبغي يعظكم لعلكم تذ وهذه أمجع آية يف القرآن للحث على املصاحل كلها والزجر عن املفاسد كلها.

.)١٠٧ألنبياء: (ا ( وما أرسلناك إال رمحة للعاملني): ومن ذلك قوله تعاىلوتكون الرمحة للعاملني برعاية مصاحلهم فيما شرع هلم من األحكام كلها إذ لـو

.)١٣٦(لكان إرساال لغري رمحة أرسل حبكم ال مصلحة فيهكما أخرب اهللا يف كتابه العزيز يف أكثر من موضع أنه حكيم وذلـك يقتضـي أن تكون أحكامه مشروعة ملقاصد، وال تكون عبثا، إذ احلكيم هو الذي يضع الشـيء يف موضعه، و بتتبع أحكام اهللا تعاىل اليت شرعها لعباده جندها يف موضعها املناسب، حمققة

صاحل الناس يف الدنيا واآلخرة.مل

إعالم املوقعني عن رب العاملني / حممد بن أيب بكر ابن القيم اجلوزية / مشهور بن حسن آل سلمان / -١٣٥

هـ.١٤٢٣/ ١الدمام/ ط/ ابن اجلوزيدار / ٤/٣٣٧ / ١ه/ مؤسسة الرسالة / طدكتورا أطروحة/ ٣١مقاصد الشريعة اإلسالمية / د. زياد حممد إمحيدان / -١٣٦

م. ٢٠٠٤

٥١

ومن نصوص السنة الشريفة العامة: صلى اهللا عليه وسلم :رضي اهللا عنه أن رسول اهللا عن عبادة بن الصامت

والضرر هو حماولة اإلنسان إحلاق املفسـدة . )١٣٧(» قضى أال ضرر وال ضرار «فسه أو بغريه والضرار أن يتراشق اثنان مبا فيه مفسدة هلما، وهذه قاعدة كربى أغلق بن

منافذ الضرر والفساد أمام املسلمني فلـم يبـق يف صلى اهللا عليه وسلما رسول اهللا .)١٣٨(تشريع اإلسالم إال كل ما فيه صالح دنياهم وآخرم

صلى اهللا عليـه عن رسول اهللا ما رواه أبو هريرة ومن نصوص السنة العامة أيضاشعبة، أعالها شهادة أن ال إله إال اهللا، وأدناها توناإلميان بضع وس «أنه قال: وسلم

صـلى اهللا عليـه . ففي هذا احلديث مجع رسول اهللا)١٣٩( »إماطة األذى عن الطريق وصغريها، فذكر أن أعلى هذه املصاحل التوحيد، مث تتدرج وجوه املصاحل كبريها وسلم

حىت نصل إىل أبسط صورها وهي إماطة األذى عن الطريق، وبذلك هذه املصاحل نزوال منحصرة يف وجوه املصاحل بكل درجاا. ندرك أن مقاصد الشارع

: نصوص الشریعة الجزئیة.ثانیا لألحكام، ومن هذه النصوص: ريا من املقاصد اجلزئيةذكرت نصوص الشريعة كث

سنن ابن ماجة /حممد بن يزيد القزويين ابن ماجه / حتقيق ناصر الدين األلباين / كتاب األحكام / باب من -١٣٧

واملوطأ / اإلمام مالك بن أنس / برواية ، ١/ مكتبة املعارف / الرياض / ط٢٣٤٠بىن يف حقه ما يضر جباره / م. ٢٠٠٤/ ١ب الثقافية / ط/ مؤسسة الكت ١٤٦١/ ٤٠٠حيىي بن حيىي الليثي /

دكتوراه / أطروحة / ٧٤يف الشريعة اإلسالمية / د. حممد سعيد رمضان البوطي / نظر : ضوابط املصلحةي -١٣٨ م. ٢٠٠٠/ ٧دار الرسالة / ط

تاب صحيح مسلم / ك، و ٩فتح الباري شرح صحيح البخاري/كتاب اإلميان / باب أمور اإلميان / رقم -١٣٩ . ٣٥اإلميان / باب بيان شعب اإلميان / رقم

٥٢

إن (( :)، وقولـه أيضـا ١٤( طـه / وأقم الصالة لذكري ))(( قوله تعاىل:فهذه اآليـات ذكـرت )، ٤٥العنكبوت / ( ))الصالة تنهى عن الفحشاء واملنكر

ومناجاته، واملنع من الفحشاء واملنكر. من تشريع الصالة وهو ذكر اهللا املقصد(( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما ومن هذه النصوص قوله تعاىل:

فهذه اآلية ذكـرت )، ١٨٣( البقرة / كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) من الصوم وهو قهر النفس للترقي إىل مرتلة التقوى . املقصد

:((ولكم يف القصاص حياة يا أويل األلباب لعلكم تتقـون )) نها قوله تعاىلوممن القصاص وهو الزجر عن القتل، وإقامة فهذه اآلية بينت املقصد، )١٧٩(البقرة /

احلياة اآلمنة املستقرة .ا (( وقاتلوهم حىت ال تكون فتنة ويكون الدين هللا فإن انتهوومنها قـوله تعاىل:

من اجلهاد فهذه اآلية بينت املقصد، ) ١٩٣( البقرة / فال عدوان إال على الظاملني )) وهو درء فتنة أعداء اهللا عن املسلمني، و إعالء كلمة اهللا.

اهللا ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم (( ما يريد ومنها قوله تعاىل:مـن فهذه اآلية بينت املقصد ،) ٦( املائدة / )وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون )

الوضوء وهو تطهري األعضاء من األوساخ وتطهري القلوب من األمراض. (التوبـة / (( خذ من أمواهلم صدقة تطهرهم وتزكيهم ا )): ومنها قوله تعاىل

األموال وتزكية النفوس. من الزكاة وهو تطهري فهذه اآلية بينت املقصد ،) ١٠٣

٥٣

ومن نصوص السنة الجزئیة:ا انظر إليه «عندما أراد خطبة امرأة: للمغرية بن شعبة صلى اهللا عليه وسلمقوله

صلى اهللا عليه وسـلم ، ففي هذا احلديث بني النيب )١٤٠(»فإنه أحرى أن يؤدم بينكما من النظر إىل املخطوبة وهو حسن العشرة واستقرار احلياة الزوجية. املقصد

،)١٤١(»إمنا جعل االستئذان من أجل البصر «ومنها قوله عليه الصالة والسالم:

فاملقصد من االستئذان حفظ أعراض الناس وستر حاهلم. نه أغض من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإ «: صلى اهللا عليه وسلمومنها قوله

فاملقصد من الزواج إعفاف الرجل وحفظه عن احلرام. ،)١٤٢(»للبصر و أحفظ للفرج

،أمجع علماء اإلسالم و جمتهدوهم على أن القرآن كتاب هداية وصـالح وخـري ا لعبادة وعلى أن العبادات مأمور ، وعلى أن األحكام شرعت ملصاحل العباد يف الدارين

. )١٤٣(اخلالق وحتقيق مرضاته

وسنن النسائي الصغرى ،١٠٨٧جامع الترمذي /كتاب النكاح / باب ما جاء يف النظر إىل املخطوبة /رقم -١٤٠

/ دار املعرفة / بريوت ٣٢٣٥/ اإلمام أبو عبد اهللا النسائي / كتاب النكاح / باب إباحة النظر قبل التزويج/ رقم .

/ رقم ٢٤/ ١١صحيح البخاري بشرح فتح الباري/ كتاب االستئذان / باب االستئذان من أجل البصر/ -١٤١٦٢٤١. ١١٩/ ٤صحيح البخاري بشرح فتح الباري / كتاب الصوم / باب الصوم ملن خاف على نفسه العزبة / -١٤٢

.١٩٠٥/ رقم . ٣٧/ ١املقاصد الشرعية / د. اخلادمي / -١٤٣

٥٤

، واملقاصـد ركـن أصـيل يف الصحابة رضي اهللا عنهم قدوة األمة يف االجتهادسواء أكانت اجتهادات يف فهم النصوص، أم كانت اجتهادات يف إنشـاء ، اجتهادام

للقضايا املستجدة يف زمام، ويف ذلك يقول اإلمام الغزايل: ( الصحابة قـدوة أحكام وعلم اعتمادهم على املصاحل مع أم مل ينحصروا عليهـا يف بعـض ، األمة يف القياس

رمحه اهللا: ( كانوا ، ويقول الشاطيب)١٤٤(ترسلوا أيضا استرساال عاما ) ساملسائل ومل ي .)١٤٥(أفقه الناس يف القرآن وأعلم العلماء مبقاصده وبواطنه )

لقد جعل الصحابة مقاصد الشريعة نرباسا يهتدون به يف اجتهادام الوافرة، ومن هذه االجتهادات على سبيل التمثيل ال احلصر:

مجع بـني «: صلى اهللا عليه وسلم عن ابن عباس رضي اهللا عنه أن رسول اهللا .١الصالة يف سفرة سافرها يف غزوة تبوك، فجمع بـني الظهـر والعصـر،

: فقلت البن عباس: ما محله علـى ، قال سعيد بن جبري»واملغرب والعشاء من فابن عباس بني أن املقصد، )١٤٦( من أمته أحدا جرأراد أال حيذلك؟ قال:

الة رفع احلرج عن األمة. مجع النيب للص

. ٤٥٣ن تعليقات األصول / اإلمام الغزايل / املنخول م -١٤٤ .٢٦١/ ٤املوافقات / -١٤٥وجامع الترمذي ، ٧٠٥صحيح مسلم / كتاب الصالة / باب جواز اجلمع بني الصالتني يف احلضر/ رقم -١٤٦

. ١٨٧/كتاب أبواب الصالة / باب ماجاء يف اجلمع بني الصالتني يف احلضر/ رقم

٥٥

اختلف الصـحابة ، )١٤٧(»ال يصلني أحد العصر إال يف بين قريظة «حديث: .٢يف فهمهم هلذا احلديث، فبعضهم أخذ مبنطوق النص فلم يصـل إال يف بـين قريظة بعد أن غربت الشمس، وبعضهم صلى يف الطريق حرمة للوقت ألـم

قصود اإلسراع فهؤالء نظروا إىل علموا أن ظاهر النص غري مقصود، و إمنا امل . املقصد

صلى اهللا عليه مجع القرآن زمن أيب بكر وعثمان مع عدم ورود األمر من النيب .٣وهو -بذلك، وكان ذلك منهم نظر يف مقاصد الشرع، ويف أعظمها وسلم

.)١٤٨( من خالل حفظ مصدره األول وهو القرآن الكرمي - حفظ الدينوسأقتصر على هذه األمثلة ألين سأسهب يف ذكر األمثلة عن اعتماد الصحابة على

. املقاصد يف اجتهادام يف الفصل التايل إن شاء اهللا

األدلة على اعتبار املقاصد من املعقول كثرية أذكر منها: ما يضرهم حىت يظهر هلـم أن الشريعة دعت أتباعها إىل التفكر فيما ينفعهم و .١

بالترك فيتركـوه علـى الضار من األشياء أو الراجح ضرره فيعلموا أنه جدير بصرية واقتناع، كما يظهر هلم النافع فيطلبوه، ومصداق ذلك

ن الله لكم الآيات لع :((قوله تعـاىل كذلك يبي

.)١٤٩( )٢٢٠-٢١٩البقرة / ( الدنيا والآخرة

ح الباري /كتاب املغازي / باب مرجع النيب صلى اهللا عليه وسلم من األحزاب / صحيح البخاري بشرح فت -١٤٧

.٤١١٩/ رقم ٤٠٨/ ٧ . ٣٤نظر: مقاصد الشريعة / د. إمحيدان / ي -١٤٨

٥٦

لعاقل الرشيد أن يطلب فقه القول دون الظواهر احلرفية، فمن اعتاد األخذ ( فعلى امبا يطفو من هذه الظواهر دون ما رسب يف أعماق الكالم، وما تغلغل يف أحنائه وأحنائه

.)١٥٠(يبقى جاهال غبيا طول عمره ) أن الشريعة نعت على الذين ال يتفكرون يف آيات اهللا، ومصداق ذلـك قولـه .٢

).٧٨( النساء / فمال هؤالء القوم ال يكادون يفقهون حديثا )):((تعاىلمن املعلوم لدى كل عاقل أن اهللا راعى مصاحل عباده يف مبـدئهم ومعاشـهم .٣

وإذا عـرف .وامنت عليهم بذلك ،حيث أوجدهم من العدم، وسخر هلم النعممث ذلك فمن احملال أن يراعي اهللا مصلحة خلقه يف مبدئهم ومعادهم ومعاشهم،

م فكانـت باملراعـاة أوىل، هيهمل مصلحتهم يف األحكام الشرعية، إذ هي أوألا أيضا مصلحة معاشهم إذ ا صيانة أمواهلم ودمـائهم وأعراضـهم وال

.)١٥١(معاش بدوا، فوجب القول بأنه راعاها هلم٤. فاشل إن أي نظام ال يقصد به حتقيق نفع أو دفع ضرر نظام واضـعه منسوب

بالشر، والعقالء يأنفون من ذلك فترتيه شريعة أحكم احلاكمني متهمللجهل و .)١٥٢(عن ذلك أوىل

. ٧٦/ ظر: املقاصد عند العز بن عبد السالمين -١٤٩ . ١٣٧٥/ ٣/ مطبعة حممد علي صبيح / مصر / ط٢٦٧ / ٥تفسري املنار / رشيد رضا / -١٥٠ . ١٢١ – ١٢٠/ نظر: مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة / د. اليويبي -١٥١ . ١٢١ - ١٢٠نظر: مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة / ي -١٥٢

٥٧

في مقاصد الشریعةالبحث : نشأة نيالفصل الثا . وتطوره

مباحث: ة ستوفيه

٥٨

املبحث األول: املقاصد يف نصوص التشريع اإلسالمي.

التشريع عند الصحابة. املبحث الثاين: نشأة االهتمام مبقاصد

املقاصد عند التابعني .املبحث الثالث:

أئمة املذاهب الفقهية. املقاصد عند املبحث الرابع:

من األصوليني.أبرزها : املقاصد عند من اخلامساملبحث

االهتمام باملقاصد يف العصر احلديث.: السادساملبحث

.المبحث األول: المقاصد في نصوص التشریع اإلسالمي يف هذا املبحث سأحتدث عن املقاصد يف نصوص الكتاب والسنة وذلك يف املطلبني التاليني

القرآن الكرمي هو املصدر األول للتربية واإلصالح، واملعرفة والفقه، والتقنني وهو حجة اهللا على العاملني يف إذ هو املهيمن على سائر املراجع التشريعية، والتشريع.

وهو القول الفصل الذي ال يأتيه الباطل من بني يديه وال من خلفه، نيا واآلخرة، الد ترتيل من حكيم محيد.

وقد أفاض القرآن يف بيان علل األحكام و بيان املصاحل املرجوة واملفاسد املنهي سينيات، باإلضافة عنها، كما احتوى على أصول املقاصد من ضروريات وحاجيات وحت

واخلاصة واجلزئية، فكان بذلك املصدر األول يف معرفة إىل العديد من املقاصد العامة

٥٩

املقاصد واملرشد إىل أنواع املصاحل من أجل حتقيقها، وأنواع املفاسد من أجل . )١٥٣(اجتناا

رمحه اهللا: ( إن الكتاب قد تقرر أنه كلية الشريعة، وعمدة امللـة، يقول الشاطيباهللا سواه، وال بصار والبصائر، وأنه ال طريق إىل، وآية الرسالة، ونور األوينبوع احلكمة

ألنـه الل عليه، وال متسك بشيء خيالفه، وهذا كله ال حيتاج إىل تقرير واستدهجناة بغريوإذا كان كذلك لزم ضرورة ملن أراد االطالع علـى كليـات ، معلوم من دين األمة

وأن جيعله تخذه مسريه وأنيسه، الشريعة وطمع يف إدراك مقاصدها واللحاق بأهلها أن ي .)١٥٤()را وعمال ال اقتصار على أحدمهاجليسه على مر األيام والليايل نظ

يف القرآن الكرمي ما يلي: ومن أبرز معامل املقاصد من القرآن استفيدت مقاصد الشارع من إرسال الرسل وترتيل الكتـب أوال:

وبيان العقائد واألحكام، وتكليف املكلفني وأمرهم ويهم وإماتـة اخللـق وبعـثهم وحماسبتهم وجمازام.

(سورة م إلينا لا ترجعونأفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنك يقـول تعـاىل: )١١٥املؤمنون /

إن هـذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنني الـذين وقوله تعاىل: . ) ٩سورة اإلسراء / ( يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبريا

آن بيان املقاصد العامة للشريعة اإلسالمية ومن هذه املقاصد: ويف القرثانيا:

١/ مكتبة الرشد ناشرون / الرياض / ط ٩عبد الكرمي حامدي / نظر : املدخل إىل مقاصد القرآن / د. ي - ١٥٣

م . ٢٠٠٧/ . ١٤٤/ ٤املوافقات / -١٥٤

٦٠

ومـن ١٥٥يف القرآن موضعا ١٥وذلك يف : مقصد االستخالف يف األرض -١ اآليات الدالة على هذا املقصد :

(سـورة وإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة :قوله تعاىل .) ٣٠ البقرة /

)١٦٥(سورة األنعام / وهو الذي جعلكم خالئف األرض و قوله تعاىل : .

أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السـوء ويجعلكـم و قوله تعاىل : .)٦٢سورة النمل / (ن خلفاء الأرض أإله مع الله قليال ما تذكرو

إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن و قوله تعاىل : سورة األحزاب ( يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهوال

/٧٢ (. ١٥٦يف القـرآن موضعا ٣٦وذلك يف : ل األمانة والريادة لألمم مقصد مح- ٢

ومن اآليات الدالة على هذا املقصد : سورة ( وإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة قوله تعاىل :

. ) ٢٠البقرة / وسطا لتكونوا شـهداء علـى النـاس وكذلك جعلناكم أمة وقوله تعاىل :

. ) ١٤٣سورة البقرة / ( ويكون الرسول عليكم شهيدا

م . ٢٠٠٤/ ١وما بعدها / دار احلنان للنشر / ط ٣٥ينظر: مقاصد القرآن / حنان اللحام / - ١٥٥ وما بعدها . ٢٧١_ ينظر: مقاصد القرآن / ١٥٦

٦١

كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن وقوله تعاىل : ون باللهنمؤتنكر والم ١١٠ورة آل عمران / (س ( .

(سورة وال تهنوا وال تحزنوا وأنتم األعلون إن كنتم مؤمنني وقوله تعاىل :

.)١٣٩آل عمران / وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليسـتخلفنهم وقوله تعاىل :

ي الأرف ـمى لهضتي ارالذ مهيند مله نكنمليو هملن قبم ينالذ لفختا اسض كم ـكذل دعب ن كفرمئا ويركون بي ششني لا يوندبعنا يأم همفوخ دعن بم مهلندبليو

) .٥٥(سورة النور / فأولئك هم الفاسقونسـورة (وال تهنوا وال تحزنوا وأنتم األعلون إن كنتم مؤمنني وقوله تعاىل: ).١٣٩آل عمران /

منها: كثرية وجتلى ذلك يف آيات مقصد رفع الضرر والضرار: -٣(سـورة البقـرة / مولود له بولده ال تضآر والدة بولدها وال قوله تعاىل:

٢٣٣(. )٢٨٢(سورة البقرة / وال يضآر كاتب وال شهيد وقوله تعاىل:

سورة (وال تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه وقوله تعاىل: ). ٢٣١البقرة /

) موضع يف القرآن ١٤٩وجتلى ذلك يف (مقصد العدل يف األقوال واألفعال: -٤ نذكر منها: ١٥٧

بعدها . وما ١٦٥ينظر: مقاصد القرآن / - ١٥٧

٦٢

إن الله يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القربى وينهـى عـن قوله تعاىل ) .٩٠(سورة النحل / الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون

)١٥٢(سورة األنعام / وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وقوله تعاىل: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامني بالقسط شهداء للـه ولـو علـى وقوله:

أنفسكم / ١٣٥(سورة النساء (. .)٩(سورة احلجرات / وأقسطوا إن الله يحب المقسطني وقوله تعاىل: .)١٩(سورة الفرقان / ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبريا وقوله تعاىل: .)٤٧(سورة األنعام / هل يهلك إال القوم الظالمون وقوله تعاىل:

٢٩: ذكـر يف مقصد االتفاق واالئتالف، والنهي عن التفرق واالختالف -٥ . ١٥٨موضعا يف القرآن

وجتلى ذلك يف كثري من اآليات منها: ( سورة آل عمـران / واعتصموا بحبل الله جميعا وال تفرقوا قوله تعاىل:

١٠٣(. الذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وال تكونوا ك وقوله تعاىل:

يمظع ذابع مله كلـئأوو / ١٠٥(سورة آل عمران(. .) ١(سورة األنفال / فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وقوله تعاىل :

مؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم إنما ال وقوله تعاىل : . ) ١٠(سورة احلجرات / ترحمون

وما بعدها . ٢٣٥ينظر: مقاصد القرآن / - ١٥٨

٦٣

وجتلى يف كثري من آيات القرآن من ذلك قوله تعاىل: مقصد رفع احلرج: -٦ .)٧٨(سورة احلج / وما جعل عليكم في الدين من حرج

(سورة البقـرة / يريد الله بكم اليسر وال يريد بكم العسر وقوله تعاىل: ١٨٥ (.

سـورة (يريد الله أن يخفف عنكم وخلق اإلنسان ضـعيفا وقوله تعاىل: .)٢٨النساء /

وسعها لها ما كسـبت وعليهـا مـا ال يكلف الله نفسا إال وقوله تعاىل: تبساكت / ٢٨٦(سورة البقرة (. كما أن القرآن حيتوي على كثري من املقاصد اخلاصة من ذلك: ثالثا:

املقصد من تشريع القتال رفع الظلم عن املسلمني: - لموا وإن الله على نصرهم لقـدير أذن للذين يقاتلون بأنهم ظ يقول تعاىل:

). ٣٩(سورة احلج / املقصد من تقسيم الفيء أال تتركز األموال يف فئة األغنياء دون الفقراء، يقـول - )٧(سورة احلشر / كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم تعاىل: بيه من تزوج زينب مطلقة متبناه إاء ظاهرة التبين، واملقصد من أمر اهللا تعاىل ن -

فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المـؤمنني يقول تعاىل: ـ فعم الله ركان أمطرا وو نهنا موإذا قض همائيعاج أدوي أزف جروال ح سـورة)

) .٣٧األحزاب / ويف هذه اآلية حفظ ملقصد النسب إذ مسى املتبنني أدعياء فال ينسب اإلنسان لغري

أبيه. واملقصد من حترمي الوطء عند احليض جتنب األذى. -

٦٤

ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فـاعتزلوا النسـاء فـي قال تعاىل: حإن الم اللـه كمرث أميح نم نوهن فأترطهن فإذا ترطهي ىتح نوهبقرال تيض و

رينطهتالم بحيو ابنيوالت بحي الله / ٢٢٢(سورة البقرة( واملقصد من الصالة النهي عن الفحشاء واملنكر: -

٤٥سورة العنكبوت / ن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر إ قال تعاىل: واملقصد من الزكاة تطهري أموال املزكني ونفوسهم وترقية قلوم إىل مراتـب -

القرب من اهللا. / سورة التوبـة خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها قال تعاىل:

١٠٣. واملقصد من الصيام الترقي إىل مرتبة التقوى. -

يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قال تعاىل: .١٨٣سورة البقرة / قبلكم لعلكم تتقون

لشرعية اخلمس: من القرآن ثبتت واستقرت الكليات اثالثا: كما يف قوله تعاىل : ففيه حفظ الدين كونية ونتكون فى ال تتح ملوهقاتو

. ٣٩سورة األنفال / الدين كله لله كما يف قوله تعاىل: وفيه حفظ النفس ـيا أولاة يياص حصي القف لكمو

لكماب لعقون األلبتت / ١٧٩سورة البقرة. سورة الفرقـان / ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق وقوله تعاىل:

٦٨.

٦٥

وال تقربوا الزنى إنه كان فاحشـة يقول تعاىل: وفيه حفظ العرض والنسل: .٣٢ء / سورة اإلسرا وساء سبيال

الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم وقال تعاىل: بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفـة

ؤالم نمنني٢سورة النور / م. إنما يريد الشيطان أن يوقـع بيـنكم العـداوة يقول تعاىل: ويف حفظ العقل:

والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصالة فهل أنتم منتهون / ٩١سورة املائدة .

وال تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم يقول تعاىل: وفيه حفظ املال: .٥سورة النساء / قياما

والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكاال من ويقول أيضا : ع اللهو الله يمكح زيز / ٣٨سورة املائدة .

كخاصية التيسري من القرآن استخلصت مجلة اخلصائص العامة للشريعةخامسا: والرمحة والوسطية والسماحة والرفق وقد جعلت هذه اخلصائص مبثابة املقاصد اإلمجالية

.)١٥٩( العليا للشريعة

. ٤٩/ ٤ينظر: املقاصد الشرعية / -١٥٩

٦٦

نة املباركة تبني مراد القرآن ومقاصده كما تبني أحكامه وأوامـره ونواهيـه، السوعليه فإن املقاصد اليت أقرها القرآن الكرمي يف اجلملة هي نفسها الـيت أقرـا السـنة

وفصلتها ودعمتها. لتعريف مبصاحل الدارين رمحه اهللا: ( القرآن الكرمي أتى با ويف ذلك يقول الشاطيب

و إذا نظرنا إىل السنة وجدناها ال تزيد على .....يف مبفاسدها دفعا هلاجلبا هلا، والتعرتقرير هذه األمور، فالكتاب أتى ا أصوال يرجع إليها، والسنة أتت ا تفريعـا علـى

.)١٦٠(الكتاب وبيانا ملا فيه منها) أصـلت يف الكتـاب تفصـلت يف ت وقال أيضا: ( فالضروريات اخلمس كمـا

.)١٦١(السنة) و أهم معامل املقاصد يف السنة ما يلي:

ومن هذه املقاصد: أوال: يف السنة بيان للمقاصد العامة للشريعة :د ورد فيه عدد من األحاديث منها:وق مقصد اليسر والسماحة

الـدين إىل اهللا احلنيفيــة أحـب «: صـلى اهللا عليـه وســلم قولـه .)١٦٢(»السمحة

. ٣٤٦/ ٤املوافقات / -١٦٠ . ٣٤٧/ ٤املرجع السابق / -١٦١ . ٩٣/رقم ١صحيح البخاري بشرح فتح الباري / كتاب اإلميان / باب الدين يسر / -١٦٢

٦٧

إن «أنه قال: صلى اهللا عليه وسلمرضي اهللا عنه عن النيب وعن أيب هريرةهذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إال غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا

.)١٦٣(»واستعينوا بالغدوة والروحة وشئ من الدجلة عندما بعثهمـا إىل شعريملعاذ وأيب موسى األ وسلم صلى اهللا عليهوقال

.)١٦٤( »يسرا وال تعسرا، وبشرا وال تنفرا «اليمن : ما خري رسول اهللا بني أمـرين قـط إال «رضي اهللا عنها: وتقول عائشة .)١٦٥( »ا ما مل يكن إمثا، فإن كان إمثا كان أبعد الناس عنه اختار أيسرمه

:وقد ورد فيه عدة أحاديث منها: مقصد العدل .)١٦٦( »الظلم ظلمات يوم القيامة«: صلى اهللا عليه وسلمقوله

.)١٦٧( »ي للظامل حىت إذا أخذه مل يفلته إن اهللا ميل «ويقول أيضا:

. ٩٣/رقم ١اري بشرح فتح الباري / كتاب اإلميان / باب الدين يسر / صحيح البخ -١٦٣ ١٦٣/ ٦صحيح البخاري بشرح فتح الباري / كتاب اجلهاد / باب ما يكره من التنازع واالختالف / -١٦٤ .١٧٣٣وصحيح مسلم / كتاب اجلهاد والسري / باب يف األمر بالتيسري وترك التنفري / رقم ، ٣٠٣٨/رقم / ٦حيح البخاري بشرح فتح الباري / كتاب املناقب / باب صفة النيب صلى اهللا عليه وسلم / ص -١٦٥رقم / / كتاب الفضائل / باب مباعدة النيب صلى اهللا عليه وسلم لآلثام ، وصحيح مسلم ٣٥٦٠/رقم ٥٦٦

٢٣٢٧. /رقم ١٠٠/ ٥مة / صحيح البخاري بشرح فتح الباري/ كتاب املظامل / باب الظلم ظلمات يوم القيا -١٦٦

.٢٥٧٨/ كتاب الرب والصلة / رقم ، وصحيح مسلم ٢٤٤٧/ ٨صحيح البخاري بشرح فتح الباري/ كتاب التفسري / باب ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى ) / -١٦٧ .٢٥٨٣/ / كتاب الرب والصلة وصحيح مسلم ،٤٦٨٦/رقم ٣٥٤

٦٨

ومن ذلك: لألحكام ض املقاصد اخلاصةثانيا: يف السنة أيضا بيان لبع من النظر إىل املخطوبة إدامة املودة بني الزوجني واسـتقرار احليـاة املقصد

انظر إليها فإنه أحـرى أن «: صلى اهللا عليه وسلميقول ، الزوجية املقبلة .)١٦٨( »يؤدم بينكما

إمنا « صلى اهللا عليه وسلم:قال اس، ان حفظ أعراض النمن االستئذ املقصد .)١٦٩( »جعل االستئذان من أجل البصر

يا معشر «: صلى اهللا عليه وسلميقول من الزواج إحصان الفرج، املقصدالشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للطرف وأحفـظ

.)١٧٠(»للفرج كخاصـية الشـمول صائص الشريعة العامـة، ثالثا: من السنة اتضحت خ

والواقعية والوسطية والسماحة والتيسري وإرادة اإلصالح واخلري، ودفع الظلـم .)١٧١(والعدوان والفساد واملنكر

سبق خترجيه . -١٦٨ سبق خترجيه . -١٦٩ ه .سبق خترجي -١٧٠ . ٥٦/ ٤نظر : املقاصد الشرعية / ي -١٧١

٦٩

المبحث الثاني: نشأة االھتمام بالمقاصد عند الصحابة

ابة هو عصر التطبيق احلقيقي والعملي للمقاصد، إال أن املقاصـد مل عصر الصحتبحث حبثا نظريا وال صرح الفقهاء بقواعدها واصطالحاا ومـع ذلـك فاملقاصـد

واالستنباط والفتوى. يف جمال االجتهاد ومعتربة موجودةي اهللا عنهم، هم قـدوة ويف ذلك يقول اإلمام الغزايل رمحه اهللا: ( الصحابة رض

وعلم قطعا اعتمادهم على املصاحل، مع أم مل ينحصروا عليها يف بعض األمة يف القياس، ويقول ابن تيمية رمحه اهللا: ( مـن )١٧٢(املسائل ومل يسترسلوا أيضا استرساال عاما )

لرسول وظاهره، وأخـرب املعلوم باالضطرار أن الصحابة الذين كانوا أعلم الناس بباطن افالصحابة (أفهـم )١٧٣(مبقاصده ومراداته، كانوا أعظم األمة لزوما لطاعة أمره)الناس

األمة ملراد نبيها، وأتبع له و إمنا كانوا يدندنون حول معرفة مراده ومقصوده، ومل يكن ـ تكلم أحد منهم يظهر له مراد رسول اهللا، مث يعدل عنه إىل غريه البتة، والعلم مبراد امل

.)١٧٤(يعرف تارة من عموم لفظه، وتارة من عموم علته ) وأعلـم العلمـاء مبقاصـده : ( كانوا أفقه النـاس يف القـرآن ويقول الشاطيب

.)١٧٥(وبواطنه)وقد حظي الصحابة على هذه املرتبة العليا يف معرفة املقاصد ألسباب كثرية منـها

:)١٧٦(ما يلي

. ٤٥٢املنخول / -١٧٢ . ٥٠٣/ ٧جمموع الفتاوى / -١٧٣ . ٣٨٧-٣٨٦/ ٢إعالم املوقعني / -١٧٤ . ٢٦١/ ٤املوافقات / -١٧٥

٧٠

وهذا له أثره يف الفهم من نواح: صلى اهللا عليه وسلميهم املباشر من النيب تلق .١ يتلقـون الـوحي صلى اهللا عليه وسلمصفاء املورد إذ بتلقيهم من النيب .أ

منه مباشرة. صلى اهللا عليه وسلمغضا كما نزل ويسمعون كالم النيب صلى اهللا عليـه وسـلم دقة الفهم حيث إن معلمهم رسول اهللا .ب

ح الناس لسانا وأبلغهم بيانا وأقدرهم تفهيما، فكيف إذا صـادف أفصوقلوبا واعية وسليقة مواتية، تنشد احلـق وتتلـهف مصغيةذلك آذانا لسماعه.

ما حيصل هلم من يقني ملا مسعوا وفهموا فعلومهم يقينية وعلـوم مـن .ج بعدهم يدخلها الظن يف كثري من أحواهلا.

على أسباب الرتول، وأسباب الـورود ممـا ما حيصل هلم من االطالع .د يعينهم على فهم املراد و إدراك املقاصد.

ا حيصل هلم من مشاهدة أفعال النيب اليت تفسر أقواله وتشرحها وتبني م .ه آيات القرآن وتوضحها، ويوقف ا على املراد.

فهم يفهمون ،سليقتهم العربية وسعة إطالعهم على مقاصد العرب يف كالمها .٢ويعرفون وجوه داللتها على معانيها فال وأحاديث النيب بسليقتهم، لقرآنآي ا

حيتاجون إىل ما حيتاج إليه من بعدهم من دراسة قواعد اللغة وقواعد األصول. إخالصهم هللا وتقواهم له: فبربكة إخالصهم نالوا العلوم الكـثرية والنافعـة يف .٣

أوقات قليلة.

. ٧/ ، وطرق الكشف عن مقاصد الشارع ٥٩٩ -٥٩٨ظر : مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة / ين -١٧٦

٧١

قياسا على إمامته يف الصالة، واملقصد حفـظ اختيار أيب بكر خليفة للمسلمني .)١٧٧(نظام الدولة واستمرار رسالتها الدعوية واحلضارية واإلصالحية

واملقصد من ذلك حفظ الـدين أيب بكر وعثمان يمجع القرآن الكرمي يف عهد فظ مصدره األساسي وليس للصحابة يف ذلـك مسـتند إال هـذا اإلسالمي حب

. املقصد ألن ترك الزكاة ميثل بوابة التمرد علـى كـل األحكـام قتال مانعي الزكاة :

الشرعية، وقـد ظل الصديق حيـاور الصحابة يف ذلك إىل أن أقنـع اجلميـع .)١٧٨(ظة على استقرار دولة اإلسالم املستند إىل احملاف بصحة هذا االجتهاد

اعةمل يطبق عمر رضي اهللا عنه على السارق احلـد إيقاف حد السرقة عام ا :عام ااعة متسكا مبقصد القطع الذي حتقق من انعدامه يف السراق اجلائعني، قال

.)١٧٩() عمر رضي اهللا عنه: ( ال تقطع األيدي يف غدق وال عام سنة، الذين سرقوا ناقة رجل من مع غلمان حاطب بن أيب بلتعةواختذ نفس املوقف

مزينة فأتى م عمر فأقروا، فأمر بقطع أيديهم لكنه تراجع وأمر بردهم، مث قال: أين أعلم أنكم تستعملوم وجتيعوم حىت إن أحدهم لو أكل مـا الأما واهللا لو

.)١٨٠(حرم اهللا حل له

. ٧٠/ ١املقاصدي / نظر : االجتهادي-١٧٧ . ٢٨املدخل إىل علم مقاصد الشريعة / ينظر:-١٧٨ . ٢٩املدخل إىل علم مقاصد الشريعة / ينظر: -١٧٩ . ٣٥١/ ٤ينظر: إعالم املوقعني / -١٨٠

٧٢

م يقتعلقال عمر رضي اهللا عنه: ( إن اهللا أعز اإلسالم عمر سهم املؤلفة قلو :وتوفريه ملصاحل املسـلمني وهذا ميثل من عمر حفظ املال ،وليس اليوم مؤلفة )

.)١٨١(وذراريهم، وعدم إنفاقه فيما ال حاجة إليه ذلك درء مظنة حلوق واملقصد من وصية عمر أمراءه بعدم إقامة احلد يف الغزو

.)١٨٢(املسلم احملدود بالعدو واملقصد هو حفظ حياة النفوس وقمع اجلناة وزجر الناس قتل اجلماعة بالواحد :

القصاص بشبهة االشـتراك يف كي ال يفكروا يف القتل، وسد ذريعة الفرار من .)١٨٣(القتل ورى واختاذ : واملقصد هو توسيع دائرة الشمنع عمر الفقهاء من مغادرة املدينة

اآلراء واملواقف اليت فيها صالح الدولة وتوثيـق األدلـة، واكتمـال صـحة .)١٨٤(االجتهاد

فقد فهم سيدنا عثمان رضي اهللا تشكيل جهاز األمن ( الشرطة ) زمن عثمان :عنه من جمموع النصوص والقواعد الكلية، وجوب احملافظة علـى الـدين مـن

واجلوارح من اإلهدار، وعلى العقـل مـن التخـدير التحريف وعلى األنفس والتعطيل، وعلى العرض من اهلتك، وعلى األموال من السرقة، فهذه مبجموعها

.)١٨٥(األساس من التشريع املقصد

. ٧٠/ ١املقاصدي / ظر : االجتهادين -١٨١ . ٧٥/ ١/ املرجع السابق : ظر ين -١٨٢ . ٧٥/ ١ظر : املرجع السابق / ين -١٨٣

. ٧٥/ ١ظر : املرجع السابق / ين١٨٤- . ٧١نظر : مقاصد الشريعة وأثرها يف اجلمع والترجيح بني النصوص / ي-١٨٥

٧٣

تدوين الدواوين ووضع السجالت، واختاذ السـجون، ومراقبـة األسـعار، وغري ذلك مما اريخ اهلجريواألسواق، وفصل القضاء عن اإلمارة وضبط الت

له صلة بتنظيم اإلدارة وحتديد املواقيـت واآلجـال ووضـع أدوات التعامـل االقتصادي واملقصد من ذلك تسهيل حركة اتمع وضمان حقـوق أفـراده،

.)١٨٦(وحتقيق أهداف الدولة اإلسالمية ومصاحلها يف الداخل واخلارج

. التابعني داملقاصد عن :املبحث الثالثتابعون رمحهم اهللا هم اجليل الثاين بعد جيل الصحابة ، وهم تالمذة الصحابة ال

:)١٨٧(ومن معامل تعمقهم باملقاصدخترجوا من مدرستهم ، وراثتهم لعلم الصحابة وهدي السنة، وكان من بني هذا اهلدي العلم باملقاصد - ١

ستجدة اليت مل تظهر وفهمها وااللتفات إليه وتوسيع ذلك لترتيل املقاصد على الوقائع امل يف عصري النبوة والصحابة.

وقد اشتهرت يف عهد التابعني مدرستان فقهيتان ومها: مدرسة األثر وهي مدرسة احلجاز، ومدرسة الرأي يف العراق

مدرسة احلجاز هي امتداد لفقه واجتهاد عمر وابنه وعائشة وابن عباس وأيب وباملقاصد الـيت اعتمد عليها هؤالء العلماء هريرة وقضاة املدينة وغريهم، فهي متشبعة

.)١٨٨(يف اجتهادام كان العراقيون يعتربون أن أحكام الشرع معقولة املعىن مشتملة على مصاحل راجعة إىل و

الذي ازدادت به مدرسة رضي اهللا عنهاألمة، وكانوا يستندون إىل فتاوى وأقضية علي

. ٧٦/ ١املقاصدي / نظر : االجتهادي-١٨٦ .٨٠-٤/٧٣/ينظر : املقاصد الشرعية/اخلادمي _١٨٧ .١/٧٨ينظر : االجتهاد املقاصدي/اخلادمي/ -١٨٨

٧٤

جهعمر يف االستنباط عند انعدام النص، الرأي قوة ومكانة، وابن مسعود الذي ن جهن .)١٨٩(كما أن هذه املدرسة تستند إىل إبراهيم النخعي الباعث األول ملدرسة الرأي

جاء يف كتاب الفكر السامي: ( كان إبراهيم النخعي يرى أن أحكام الشرع ة، معقولة املعىن، مشتملة على مصاحل راجعة إىل األمة وإا بنيت على أصول حمكم

وعلل ضابطة لتلك احلكم فهمت من الكتاب والسنة، وشرعت األحكام ألجلها حيث ما دارت، فأحكام اهللا هلا غايات أي حكم ومصاحل راجعة إلينا، فكان هذا الفريق من الفقهاء يبحث عن تلك العلل واحلكم اليت شرعت األحكام ألجلها وجيعل احلكم دائرا

. )١٩٠()معها وجودا وعدما جتهادهم املقاصدي يف بعض احلوادث الواقعة يف زمام ومن ذلك: ا - ٢ جواز التسعري إذا دعت مصلحة اجلماعة إىل ذلك. - تضمني الصناع. - إمضاء الطالق الثالث. - عدم قبول توبة من تاب بعد تكرار التلصص وقطع الطريق. - إبطال نكاح احمللل. -بة أدى إىل اختالف يف الظروف احلياتية، اختالف العصر بينهم وبني الصحا - ٣

وهذا االختالف حتم ممارسة النظر املقاصدي بغية معاجلة مشاكل العصر وتطوراته. ومن مظاهر العمل املقاصدي عندهم إنكار احليل وإبطاهلا، وذلك ألن هذه - ٤

احليل منافية للمقاصد.

.١/٨١ينظر : االجتهاد املقاصدي / -١٨٩ .هـ ١٣٤٠/مطبعة إدارة املعارف / الرباط / ٢/٩٧/احلجوي/يف تاريخ الفقه اإلسالمي الفكر السامي -١٩٠

٧٥

هم، وإحاطتهم بكليات وراثتهم لعلم الصحابة، وسالمة ألسنتهم وصفاء قرحيت - ٥ .)١٩١(ن ومبادئه العامة ومقاصده الكليةالدي

. أئمة املذاهب الفقهية داملقاصد عن :املبحث الرابعاألئمة األربعة هم ورثة علم السلف الصاحل ، وقد اعتمدوا يف االستنباط على

لعرف املصاحل املرسلة ومراعاة ا القرآن والسنة واإلمجاع والقياس ، كما اعتمدوا علىمقاصد وغري ذلك مما هو من صميم ، وتغري الفتوى بتغري الزمان واملكان واحلال

. الشريعةوذلك من ، يف بناء صرح املقاصد كبري كان له باعفاإلمام أبو حنيفة رمحه اهللا

ومن ، خالل توسعه يف االستحسان الذي كان اال األوسع ملناقشاته واستدالالتهكما ، األجري املشترك حفظا ملصاحل الناس هوتضمين، االستصناع جتويزهأمثلة ذلك:

رض أصال من األصول املتفق استند أبو حنيفة إىل العرف فيما ال نص فيه وفيما ال يعا .)١٩٢(عليها

من القبيح، والنظر يف معامالت بالثقة وفرار قال املوفق: ( كالم أيب حنيفة أخذعليه أمرهم، ميضي األمور على القياس فإذا قبح القياس الناس وما استقاموا عليه وصلح

ميضيها على االستحسان ما دام ميضي له، فإذا مل ميض له رجع إىل ما يتعامل به )١٩٣(املسلمون اليوم)

.٧ينظر: طرق الكشف عن املقاصد/ _١٩١ .٧٦-٧٥مع والترجيح بني النصوص /ميينة/ينظر : مقاصد الشريعة وأثرها يف اجل _١٩٢ ./ دار الفكر العريب / القاهرة٣٥٥تاريخ املذاهب اإلسالمية/ حممد أبو زهرة / -١٩٣

٧٦

من فتاويه: جواز إعطاء بين هاشم وبين املطلب من الزكاة، نظرا لعدم نيلهم مخس .)١٩٤(ن الزكاة ملسهم الضرر والفاقة اخلمس الذي أعطاهم اهللا فلو مل يعطوا م

باملقاصد واليت قوية تعترب أصول مذهبه ذات صلةف مالك رمحه اهللاوأما اإلمام عند فهم منها: املصاحل املرسلة، االستحسان، سد الذرائع لذا جنده يستحضر املصلحة

.)١٩٥(النص وعند إجراء القياسمع روايته له يف ١٩٦)ما مل يتفرقا ( البيعان باخليارومن أمثلة ذلك: رده حلديث:

مقصد الشريعة يف انعقاد فسره أصحابه بأن الس ال ينضبط، وإنه ينايفواملوطأ . )١٩٧(العقود

جلب املصلحة مالك أما االستحسان فقد جعله ( تسعة أعشار العلم ) وهو يف نظر وللمصاحل املرسلة ةلالستحسان مر لذا جند علماء املالكية يأتون بأمثلة، ودرء املفسدة

مل يرد فيها مرة أخرى، فهي باعتبارها خروج عن عموم الدليل استحسان، وباعتبارها .)١٩٨(نص معني مصلحة مرسلة

. ٣٣٤ينظر: ضوابط املصلحة/ _١٩٤ .٧٨ينظر : مقاصد الشريعة وأثرها يف اجلمع والترجيح بني النصوص /ميينة/ _١٩٥ صلى اهللا عليه وسلم /باب ما جاء يف البيعني باخليار / سنن الترمذي : كتاب البيوع عن رسول اهللا_ ١٩٦

١٢٥٤ . . ١٨٥- ١٨٤ينظر: مقاصد الشريعة/ابن عاشور/ _ ١٩٧ .٣٦٦ينظر: تعليل األحكام/_ ١٩٨

٧٧

من أمثلة ذلك، إبطاله كثر أبواب الفقه وأما قاعدة سد الذرائع فقد حكمها مالك يف أاصر اخلمر، وبيع السالح كذلك بيع العنب لعنه يفضي إىل مفسدة الربا ، ولبيع العينة أل

.)١٩٩(جتره هذه البيوع من مفاسد وأضرارألهل الفتنة، وبيع األرض لتتخذ كنيسة ملا ؤسس لعلم املهو مؤسس علم أصول الفقه باتفاق فهو ف رمحه اهللا الشافعيوأما اإلمام

ومما يدل على دور الشافعي ،من علم األصول متطور املقاصد، إذ علم املقاصد جزءأنه من املتكلمني يف تعليل األحكام وتقسيمها إىل ما يعقـل التأسيس لعلم املقاصد يف

وما ال يعقل، وهو الركن الركني لعلم املقاصد. ، ويصرح بـذلك يف أكثـر مـن شرعي أنه يتمسك باملصاحل املستندة إىل كليكما

. موضع، كما نقل عنه أصحابهتقتـبس منـها اليت حصر هلا واألصول اجلزئية يقول الشافعي: ( إن الوقائع اجلزئية ال

، واملتناهي ال يفي بغري املتناهي، فال بد إذن من طريـق متناهية املعاين والعلل حمصورة، وهو التمسـك باملصـاحل املسـتندة إىل اجلزئية آخر يتوصل ا إىل إثبات األحكام .)٢٠٠() جزئي ، وإن مل يستند إىل أصلكلي أوضاع الشرع ومقاصده على حنو

: ( ذهب الشافعي رضي اهللا عنه إىل أن التمسك باملصاحل املسـتندة إىل يقول الزجناين .)٢٠١(ىل اجلزئيات اخلاصة املعينة جائز)كلي الشرع، وإن مل تكن مستندة إ واحدة ذلك مسألةيف تراث الشافعي أجتزئ من واألمثلة على هذا الذي ذكرته كثرية

تدل على نظرة الشافعي رمحه اهللا املقاصدية: هذه املسألة هي قتل اجلماعة بالواحـد:

.٧٩ينظر : مقاصد الشريعة وأثرها يف اجلمع والترجيح بني النصوص / _١٩٩/ مؤسسة ٣٢٢/ حتقيق د. حممد أديب الصاحل / اينخترج الفروع على األصول / اإلمام شهاب الدين الزجن -٢٠٠

م . ١٩٨٧/ ٥الرسالة / ط . ٣٢٠املرجع السابق / -٢٠١

٧٨

:(( هذا الفعل عدوان وحيف يف صورته، من حيث إن اهللا تعاىل قيد اجلزاء باملثل فقال ). ١٢٦(النحل / وإن عاقبتم فعاقبوا مبثل ما عوقبتم به ))

. وذاك معقولة كلية ومصلحة كلية عن األصل املتفق عليه حلكمة مث عدل أهل اإلمجاعأن املماثلة لو روعيت ههنا، ألفضى األمر إىل سفك الدماء املفضـي إىل الفنـاء، إذ

فإن الواحد يقاوم الواحد غالبا، فعند ذلك يصري ، الغالب وقوع القتل بصفة الشركة ظة العدل املتوقع منه، والعدل فيه جور عند النظر احليف يف هذا القتل عدال عند مالح

إىل اجلور املتوقع منه، فقلنا بوجوب القتل دفعا ألعظم الظلمني بأيسـرمها، وهـذه ، بـل وال سنة يف الشرع، وال دل عليها نص كتاب معني مصلحة مل يشهد هلا أصل

يف حسـم الغـة لشرع، وهو: حفظ قانونه يف حقن الدماء، مبإىل كلي ا هي مستندة .)٢٠٢(مواد القتل واستبقاء جنس اإلنسان

القتل باملثقل خيفة إجيابهعلى األقيسة اجلزئية القواعد الكلية هميقدومن أمثلة ت .)٢٠٣(إىل إهدار الدماء يف نفيه قاعدة القصاص انتهاضه ذريعة

وأخذه ماده على املصاحلالعت أيضا مقاصدي هفقهف رمحه اهللا أمحدوأما اإلمام يأمن فساد ومن أمثلة ذلك: فتواه بنفي املخنث إىل بلدبسد الذرائع ومنعه للحيل ،

للفساد ألعراض الناس ودفع ففي هذا حفظ )٢٠٤(أهله، وإن خاف به عليهم حبسه عنهم.

. ٣٢٢ – ٣٢١ينظر : خترج الفروع على األصول / -٢٠٢ بتصرف . ٦١١املنخول / -٢٠٣ .٦/٥٢٠ينظر: إعالم املوقعني/ _٢٠٤

٧٩

ونص أمحد فيمن طعن يف الصحابة أنه قد وجب على السلطان عقوبته قال ابن القيم: ( .)٢٠٥() به، فإن تاب، وإال أعاد العقوبة ليس للسلطان أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيو

.)٢٠٦() سياسة الشرعية إال من هذا الباب ( وهل المث يقول ابن القيم: من األصولیین. أبرزھا: المقاصد عند من خامسالالمبحث

وذلك بعد الشافعي رمحه اهللا املؤسس الثاين لعلم املقاصد اجلويين يعد إمام احلرمني التالية: يف كتابه (الربهان) ويتجلى ذلك من خالل النقاط

يف جمال حديثه عن تقاسيم ما يعلل وما ال يعلل، وما يقاس عليه وما ال يقاس .١ : )٢٠٧(أصول الشريعة مخسة أقساميقسم عليه،

املعقول منه إىل أمر ضـروري، ملعىنما يعقل معناه وهو أصل، ويؤول ا .أ مثل: وجوب القصاص حلقن الدماء والزجر عن التهجم عليها.

وهذا مثل ، لضرورةعلق باحلاجة العامة، وال ينتهي إىل حد اما يت .بتصحيح اإلجارة فإا مبنية على مسيس احلاجة إىل املساكن مع القصور

عن متلكها، وضنة مالكها ا على سبيل العارية. وهذا الصنف أقل رتبة من السابق وحمله احلاجة العامة اليت مهما بلغت

. هي إىل حد الضرورةفإا ال تنت

.٦/٥٢١/املصدر السابق _٢٠٥ .٦/٥٢٢/ املصدر السابق_ ٢٠٦

/ عبد العظيم حممود الديب ينظر : الربهان يف أصول الفقه / اإلمام عبد امللك بن عبد اهللا أبو املعايل اجلويين -٢٠٧ هـ . ١٤١٨/ ٤/ مصر / طوما بعدها / دار الوفاء / املنصورة ٦٠٢/ ٢/

٨٠

بني حاجة الفرد وحاجة اجلنس فقال: ( حاجة ولقد فرق اجلوييناجلنس قد تبلغ مبلغ ضرورة الشخص الواحد، من حيث أن الكافة لـو

ضرارا ال حمالـة أآحاد اجلنس منعوا عما تظهر فيه احلاجة للجنس لنال .)٢٠٨(يف حق الواحد ) تبلغ مبلغ الضرورة

ما ال يتعلق بضرورة خاصة وال حاجة عامة ولكنه يلوح فيه غرض يف .جخلبث، كمـا أن بطهارة احلدث وا جلب مكرمة، وقد مثل له اجلويين

طلب الشارع هلذا الصنف معضد بالـدواعي اجلبليـة املوجـودة يف اإلنسان.

ما ال يستند إىل حاجة وال ضرورة، وحتصيل املقصود فيه مندوب إليه. .دما ال يلوح فيه للمستنبط معىن أصال، وال مقتضى من ضرورة أو حاجة .ه

أو استحثاث مكرمة، وهذا يندر تصوره جدا. (الدين والنفس والعقل والنسـل املعروفةاهللا على الضرورات اخلمس ه رمحه نب .٢

، فأما عنه ومباح ومنهي به : (فالشريعة متضمنها: مأمورقال اجلويين، واملال)لشرع يف املوبقات منـها املأمور به: فمعظمه العبادات، وأما املنهيات فأثبت ا

زواجر، وباجلملة الدم معصوم بالقصاص، والفـروج معصـومة باحلـدود، ن األمـوال املسـتردة مـن واألموال معصومة عن السراق بالقطع، وأعيـا

.)٢٠٩(الغصاب)

. ٦٠٢/ ٢الربهان يف أصول الفقه / -٢٠٨ . ٧٤٧/ ٢نظر : الربهان يف أصول الفقه / ي -٢٠٩

٨١

ة، و أن اجلهل ا جهل بالشـريعة، اعترب معرفة املقاصد من البصرية يف الشريع .٣فليس على بصـرية ملقاصد يف األوامر والنواهيفقال: (ومن مل يتفطن لوقوع ا

.)٢١٠(يف وضع الشريعة)وقال فيمن يعترب أن التكبري يف الصالة ليس له مقصد إمنا هو أمر اتفاقي:

فيما ( فقد نادى على نفسه باجلهل مبقاصد الشريعة وقضايا مقاصد املخاطبني .)٢١١(يؤمرون به وينهون عنه )

وما يف معناها يف كتابه الربهان، ر رمحه اهللا من استعماله مصطلح املقاصد أكث .٤من شهادة الشهود إيضاح املقصـود املشهود بــه من ذلك قوله: ( الغرض

مث للشرع تعبدات وتأكيدات يف رتب البينات على حسب أقدار املقاصـد ) الدربة يف إقامة وظيفـة ة ومـن ذلك بيانه أن الغرض من التيمم: إدام، )٢١٢(

.)٢١٣(الطهارة : من مسالك الصحابة يف االجتهاد اعتبار املقاصد مسلكا كما بني اجلويين .٥

ى ( والذي حتقق لنا من مسلكهم النظر إىل املصاحل واملراشد، واالستحثاث عل .)٢١٤(اعتبار حماسن الشريعة )

. ٢٠٦/ ١ظر : املصدر السابق / ي -٢١٠ . ٦٢٤/ ٢/ الربهان يف أصول الفقه نظر : ي-٢١١ . ٧٨٧/ ٢نظر : املصدر السابق / ي -٢١٢ . ٥٩٥/ ٢ظر : املصدر السابق / ين-٢١٣ . ٥١٨/ ٢نظر : الربهان يف أصول الفقه / ي -٢١٤

٨٢

مث قال: ( إم كانوا يتلقون معاين ومصاحل من موارد الشريعة يعتمدوا يف الوقائع اليت ال نصوص فيها، فإذا ظنوها ومل يناقض رأيهم فيها أصل مـن

.)٢١٥(أصول الشريعة أجروها ) فقد قال: ( فهذه أمور كلية ال ننكـر على مبدأ االستقراء كما اعتمد اجلويين .٦

على اجلملة أن غرض الشارع يف التعبدات بالعبادات البدنية وقد أشعر بذلك (( إن الصـالة تنـهى عـن : نصوص من القرآن الكرمي من مثل قوله تعاىل

)، فلم يبق إذن إال بعض أحكامهـا ٤٥/ ( العنكبوت الفحشاء واملنكر ))عليه كهيئـات الصـالة، وأعـداد التفصيلية مما يعسر تعليله، ويتعذر القياس .)٢١٦(ركعاا، وكتحديد شهر الصوم ووقته)

يف املقاصد من خالل كتابه ( احملصول ) الذي يعترب تلخيصا الرازي جهديظهر وومما جـاء )أليب احلسني البصري(للمستصفى للغزايل، والربهان ( للجويين )، واملعتمد

تاب من معامل مقاصدية: يف هذا الكالـدنيا، والثـاين مـا تعلـق أنه قسم املصاحل إىل قسمني: األول ما تعلـق ب .١

.)٢١٧(باآلخرة واألول على ثالثة أقسام:

. ٥٢٧/ ٢املصدر السابق / -٢١٥ . ٦٢٣- ٦٢٢/ ٢/ الربهان يف أصول الفقه -٢١٦وما ٢٢٠/ ٥ / / طه جابر العلواين ينظر : احملصول من علم األصول / اإلمام حممد بن عمر الفخر الرازي -٢١٧

. ١٤٠٠/ ١بعدها / جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية / الرياض / ط

٨٣

اصد اخلمسة وهي: املصاحل الضرورية: وهي تتضمن حفظ مقصود من املق .أ والنسب والدين والعقل. واملال حفظ النفس

مل جيعل الدين أول املقاصد الضرورية وإمنا أخره إىل أن الرازيويالحظ هنا ما قبل العقل وقدم عليه النفس واملال والنسب، وعرب عن النسل بالنسب.

املصاحل احلاجية: ومل يعرفها، ومثاهلا: متكني الويل من تزويج الصغرية. .ب التحسينية: وهي تقرير الناس على مكارم األخالق وحماسن الشيم. املصاحل .ج

وما يتعلق باآلخرة فهو احلكم املذكورة يف رياضة النفس، وذيب األخـالق .ألن منفعتها سعادة اآلخرة

من الشريعة وهو جلب املنفعة أو دفع املضرة ويعرف كـال العام يذكر املقصد .٢ .)٢١٨(من املنفعة واملضرة

أدخل املقاصد يف باب الترجيح بني األقيسة، بعد أن كانـت ال تـذكر إال يف .٣ .)٢١٩(باب املناسبة

يوافق اإلنسـان حتصـيال ما عرف الوصف املناسب بأنه: ( الذي يفضي إىل .٤بدفع مث قال: ( وقد يعرب عن التحصيل جبلب املنفعة وعن اإلبقاء )٢٢٠()وإبقاء

وهو تعريف من يعلل أحكام اهللا تعاىل باحلكم واملصاحل، وما ، )٢٢١(املضرة ) جلب املنفعة ودفع املضرة إال مقاصد الشريعة.

و ما بعدها . ١٤٣/ ٦/ احملصول من علم األصول ينظر: -٢١٨ . ٥٩٥/ ٥/ املصدر السابق -٢١٩ . ٢١٨/ ٥املصدر السابق / -٢٢٠ . ٢١٨/ ٥املصدر السابق / -٢٢١

٨٤

ـ ديوتظهر املقاصد عند اإلمام اآلم ( اإلحكـام يف أصـول همن خالل كتابومجعا للكتب األربعة املعتمـدة يف األصـول وهـي ( ) الذي يعترب تلخيصااألحكام

ـ ) و (الاملستصفى ) للغزايل، و(الربهان) للجويين، واملعتمد (أليب احلسني البصري د) عه . للقاضي عبد اجلبار

ومن معامل املقاصد يف هذا الكتاب ما يلي: أو عرف املقاصد بقوله: ( املقصود من شرع احلكم إمنا هو حتصيل املصـلحة .١

. )٢٢٢(دفع املضرة) دنيوية وأخروية، مث يقسم املقاصد من حيث مراتبها إىل ثالثة يقسم املقاصد إىل .٢

:)٢٢٣(أقساماملقاصد اخلمسة الضرورية اليت مل ختل من رعايتها ملة من امللل وال شريعة .أ

والنفس والعقل والنسل واملال مث ضرب أمثلة من الشرائع وهي حفظ الدين على ذلك.

، بينما يف باب الترجيح بـني على حفظ النسل ويالحظ هنا أنه قدم العقلوقال: ( املقصـود يف حفـظ املقاصد قدم حفظ النسل على حفظ العقل

أوىل من املقصود يف حفظ العقل واملال لكونه عائـدا إىل حفـظ النسب النسب بدل النسل. ذكر وهنا ، )٢٢٤() النفس

املقاصد احلاجية. .ب

. ٣٣٩/ ٣اإلحكام يف أصول األحكام / -٢٢٢ وما بعدها . ٣٤٣/ ٣/ اإلحكام يف أصول األحكام -٢٢٣ . ٣٤٠/ ٤/ املصدر السابق -٢٢٤

٨٥

.املقاصد التحسينية والتزيينية .ج .)٢٢٥(أوضح باألمثلة كل مرتبة وما أحلق ا من مكمالت وتتمات و

وقد نص يف كتابه على ترجيح املقاصد الضرورية على احلاجيـة، وتـرجيح .٣ورجـح احلاجية على التحسينية، كما رجح املصاحل األصلية على مكمالا،

.)٢٢٦( على مكمالت احلاجيات مالت الضرورياتمكوالعقل واملال هي جمرد مقاصد تابعـة رمحه اهللا أن حفظ النفس يرى اآلمدي .٤

. حلفظ مقصد أصلي هو حفظ الدينقال رمحه اهللا: ( فما مقصوده حفظ أصل الدين يكون أوىل، نظـرا إىل مقصوده ومثرته من نيل السعادة األبدية يف جوار رب العاملني، وما سواه مـن

.)٢٢٧()، فإمنا كـان مقصودا مـن أجلهحفظ األنفس والعقل واملـال وغريهوالعقل واملال ظ النفس، واملال والعقل تابعة حلف كما أنه يرى أن مقصد النسب .٥

.)٢٢٨(تبع للنسل، واملال تبع للعقل

صـلحة عـن امل الكالم يف املقاصد من خالل كالمـه العز بن عبد السالم وسعوتقسيماا ومراتبها وذلك يف كتابه العظيم: ( قواعد األحكام يف مصـاحل األنـام )،

وسأذكر بعض معامل املقاصد يف هذا الكتاب:

وما بعدها . ٣٤٣/ ٣املصدر السابق / -٢٢٥ . ٣٣٧/ ٤املصدر السابق / -٢٢٦ . ٣٣٨/ ٤/ اإلحكام يف أصول األحكام -٢٢٧ . ٣٤٠/ ٤ينظر : املصدر السابق / -٢٢٨

٨٦

أضاف اإلمام العز رمحه اهللا تقسيمات جديدة للمقاصد، وقد أكثر من هـذه .١املصاحل واملفاسـد التقسيمات بشكل كبري ومن ذلك قوله رمحه اهللا: ( تنقسم

إىل نفيس وخسيس، ودقيق وجل وكثر وقل، وجلي وخفي، وآجل أخـروي وخمتلف فيه ومتفق عليـه ) وواقع وعاجل دنيوي، والدنيوي ينقسم إىل متوقع

)٢٢٩(. ويقول يف موضع آخر: ( املصاحل أربعة أنـواع: اللـذات وأسـباا،

وأسباا والغموم وأسـباا، واألفراح وأسباا، واملفاسد أربعة أنواع: اآلالم .)٢٣٠(وهي منقسمة إىل دنيوية وأخروية)

يقسم األحكام الشرعية إىل ما تعرف حكمته، واملعرب عنه بأنه معقول املعـىن .٢ .)٢٣١(وما ال تظهر حكمته وهو التعبدي

يضع ميزانا للتفاضل بني املصاحل واملفاسد إذا اجتمعت: ( إذا اجتمعت مصاحل .٣فاسد، فإن أمكن حتصيل املصاحل ودرء املفاسد فعلنا ذلك امتثاال ألمـر اهللا وم

)، و إن تعذر الدرء ١٦( التغابن / (( فاتقوا اهللا ما استطعتم ))فيها بقوله: ، درأنا املفسدة، وال نبـايل أعظم من املصلحة والتحصيل، فإن كانت املفسدة

.)٢٣٢() بفوات املصلحةيقول الدكتور عمر بن صاحل آل عمر عن منهجية اإلمام العز املقاصدية: ( من جتديدات اإلمام ربط األصول بأهدافها احليوية وإعادة دجمهـا يف واقـع

. ٧٩/ ١صاحل األنام / قواعد األحكام يف م -٢٢٩ . ١٥/ ١املصدر السابق / -٢٣٠ . ٢٨/ ١املصدر السابق / -٢٣١ . ١٣٦/ ١قواعد األحكام / -٢٣٢

٨٧

احلياة، فقد اجته اإلمام بأصول الفقه اجتاها عمليا بعيدا عن التكلف النظري، إذ ظرية، لذا جنـده يكثـر مـن التمثيـل إنه ال يؤمن بأن هناك قضايا فلسفية ن

والتطبيقات الفقهية يف قواعد األحكام، خاصة مما خيرج القواعد من اجلمـود .)٢٣٣(النظري إىل التطبيق الفقهي )

، وتتجلى عقليته املقاصـدية يف النقـاط لسالمتلميذ اإلمام العز بن عبد ا والقرايف التالية: قسم كتابه ( الفروق ) إىل قسمني: .١

أصول الفقه، وهو يف غالب أمره ليس فيه إال قواعد األحكام الناشئة عـن .أ األلفاظ العربية خاصة.

دد مشتملة على أسـرار واعد كلية فقهية جليلة كثرية العدد عظيمة املق .ب . )٢٣٤(الشرع وحكمه، لكل قاعدة من الفروع يف الشريعة ما ال حيصى

حتدث عن قاعدة املقاصد والوسائل، فبني أن املقاصد هي املتضمنة للمصـاحل .٢هي الطرق املفضية إليها، وحكمها حكم ما واملفاسد يف أنفسها، وأن الوسائل

. ٥٢٦/ املقاصد عند اإلمام العز بن عبد السالم -٢٣٣/ املكتبة ٥/ ١/ عبد احلميد هنداوي / ن القرايفالفروق / القواعد السنية يف األسرار الفقهية / شهاب الدي -٢٣٤

م.٢٠٠٣املصرية / بريوت /

٨٨

ل غري أا أخفض رتبة من املقاصـد يف حكمهـا، أفضت إليه من حترمي وحتلي فالوسيلة إىل أفضل املقاصد أفضل الوسائل، وإىل أقبح املقاصد أقبح الوسائل،

.)٢٣٥(وإىل ما يتوسط متوسطةكما اعتىن باملقامات املختلفة للتصرفات النبوية، حيث ميز بينها وأكد أمهيـة .٣

شك أنه كـان مسـبوقا معرفة املقام الذي وردت فيه النصوص السنية، والال منفردا ومتميزا عمـن بذلك، ولكن يبقى تناوله هلذا املبحث األصويل تناو

.)٢٣٦(سبقوه .)٢٣٧(وأقسامها وهي شديدة الصلة باملقاصد اهتم بقاعدة سد الذرائع .٤

يف رسالته القيمة (مقاصد الشريعة عند ابـن أمحد البدوي يقول الدكتور يوسفشيخ املقاصديني كما يراه كثري من املعاصرين فهذا يصـدق ( لئن كان الشاطيب تيمية)

.)٢٣٨(هو أبو العباس ابن تيمية)ظيفا فعليه تأليفا وتنظريا، أما شيخ املقاصديني تطبيقا وتو ومن معامل املقاصد عند ابن تيمية ما يلي:

يقول رمحه اهللا: ( الشريعة جـاءت بتحصيل املصاحل وتكميلـها، وتعطيـل .١املفاسد وتقليلها، وأا ترجح خري اخلريين وشر الشـرين، وحتصـل أعظـم

.)٢٣٩(نامها ) املصلحتني بتفويت أدنـامها، وتدفع أعظم املفسدتني باحتمال أد

. ٣٩- ٣٨/ ٢ينظر : املصدر السابق / -٢٣٥ . ٢٢١/ ١ينظر : املصدر السابق / -٢٣٦

وما بعدها .٣٨/ ٢/ الفروق ينظر : -٢٣٧ . ٩٥املقاصد عند ابن تيمية / -٢٣٨ . ٤٨/ ٢٠موع الفتاوى / جم -٢٣٩

٨٩

مثل: )٢٤٠(اخلمسة يذكر بعض مقاصد التشريع غري الضروريات .٢ خمالفة املشركني وعدم التشبه م. .أ

مقصد االئتالف وعدم االختالف. .ب مقصد العدل وعدم الظلم. .ج مقصد خمالفة العبد هلواه حىت يكون عبدا هللا طوعا كما هو عبده كرها. .د ع احلرج. مقصد التيسري ورف .ه

استدرك ابن تيمية على األصوليني حصرهم املقاصـد الشـرعية يف املقاصـد .٣يقول رمحـه اهللا: ( تباه إىل أنواع أخرى من املصاحل، اخلمسة املعروفة دون ان

وقوم من اخلائضني يف أصول الفقه وتعليل األحكـام الشـرعية باألوصـاف وأن ترتيـب الشـارع لألحكـام الشـرعية تكلموا يف املناسبة ا، إذاملناسبة

باألوصاف املناسبة يتضمن حتصيل مصاحل العباد ودفع مضارهم، ورأوا ما فيه سياسة النفس وذيب األخالق من احلكم، وجعلوا الدنيوية ما تضمن حفظ الدماء واألموال والفروج والعقول والدين الظاهر، و أعرضوا عن العبـادات

نواع املعارف باهللا تعاىل ومالئكته وكتبه ورسله وأحـوال الظاهرة الباطنة يف أالقلوب كمحبة اهللا، وخشيته وإخالص الدين له، والتوكل عليه، وغري ذلـك من أنواع املصاحل يف الدنيا واآلخرة، وكذلك فيما شرعه من الوفاء بـالعهود وصلة الرحم وحقوق املماليك واجلريان وحقوق املسلمني بعضهم على بعض

.)٢٤١(أنـواع ما أمر به وما ى عنه) ذلك مـنوغري

وما بعدها. ٢٦٥ظر : مقاصد الشريعة عند ابن تيمية / ين -٢٤٠ . ٢٣٤/ ٣٢جمموع الفتاوى / -٢٤١

٩٠

مما يتميز به ابن تيمية يف موضوع املقاصد أيضا تقسيمه للذرائع حبسب القصد .٤الفقهية وحبسب اإلفضاء إليها باإلضافة إىل حبوثه املطولة يف احليل إىل املفسدة .)٢٤٢(وأحكامها

الواليات الشرعية ( حسبة وقضـاء وخالفـة ) ويتكلم ابن تيمية عن مقاصد .٥فيقول: (أصل ذلك أن تعلم أن مجيع الواليات يف اإلسالم مقصودها أن يكون الدين كله هللا، وأن تكون كلمة اهللا هي العليا، فإن اهللا سبحانه وتعاىل إمنا خلق

، وعليـه جاهـد الرسـول اخللق لذلك، وبه أنزل الكتب وبه أرسل الرسل .)٢٤٣(واملؤمنون)

تلميذ ابن تيمية وحامل لواء العلم من بعده، ويظهر إسهامه يف علـم وابن القيم املقاصد يف األمور التالية:

م، وبيان الطرق اليت يسـتفاد ، وتعليل األحكااهتمامه بإثبات مقاصد الشارع .١كتبه كـ ( إعالم ، والرد والتشنيع على منكري التعليل يف معظممنها التعليل

فاء العليل ) و ( مفتاح دار السعادة ). املوقعني ) و (شليـل ) عمن األحكام ومقاصدها يف كتابـه ( شـفاء ال اهتم ببيان حكم كثري .٢

ة) وكتابه ( زاد املعاد ). وكتابه (مفتاح دار السعاد

. ٦١ظر : املدخل إىل علم مقاصد الشريعة / د. عبد القادر بن حرز اهللا / ين -٢٤٢ . ٦١/ ٢٨جمموع الفتاوى / -٢٤٣

٩١

ومما يؤكد على رسوخه يف علم املقاصد تناوله الدقيق ملسائل الذرائع واحليـل .٣واملفسـدة، ومتييزه بني ما جيوز منها وما ال جيوز بناء على قاعديت املصـلحة

.)٢٤٤(يتم باحلكم على مقصدها ووسيلتها فاحلكم على الذريعة واحليلة عنده: ( أحد أرباع التكليف فإنه أمر وـي ل رمحه اهللا سد الذرائعوقد جع

واألمر نوعان: أحدمها: مقصود لنفسه، والثاين: وسيلة إىل املقصود، والنـهي نوعان: أحدمها: ما يكون املنهي عنه مفسدة يف نفسه والثاين: ما يكون وسيلة

.)٢٤٥(ائع أحد أرباع الدين )ار سد الذرفص إىل املفسدةفقد قسمها إىل حيل حمرمة ملناقضتها لقصـد الشـارع مـن أما احليل

صلها إىل مئة وست عشرة حيلة، مث قسمها وبني جائزة أو التكليف، وإىل حيل .)٢٤٦(مراتبها وكل ذلك مشفوع باألمثلة

اهللا: ( وقاعـدة يقول رمحـه ، كما اعتىن ابن القيم مبقاصد املكلفني وبواعثهم .٤الشريعة اليت ال جيوز هدمها أن املقاصد و االعتقادات معتربة يف التصـرفات والعبادات، كما هي معتربة يف التقربات والعبادات، فالقصد والنية واالعتقـاد

.)٢٤٧(راما أو صحيحا أو فاسدا )جيعل الشيء حالال أو ح

/ قسم الدراسات العليا ( شعبة ١٢الشريف العامل / السالم ظر : حماضرات يف مقاصد الشريعة / د. عبدين-٢٤٤

القرآن الكرمي وعلومه). . ٦٦/ ٥إعالم املوقعني / -٢٤٥ وما بعدها . ٦٦/ ٥/ إعالم املوقعني ينظر : -٢٤٦ . ٥٠٠- ٤٩٩/ ٤ينظر : املصدر السابق / -٢٤٧

٩٢

رمحه اهللا شيخ املقاصديني باالتفاق، فقد خصص هلا قسـما يعترب اإلمام الشاطيبكل مـن ويعد كبريا من كتابه املوافقات، وقد وسع البحث يف املقاصد توسيعا كبريا،

فقد فتح مغالق املقاصد، وحل مشكالا، وفصل جممالا، من حبره، اجاء بعده مغترف وبسط مسائلها بسطا شافيا، وشرح قواعدها، وأضاف إليها إضافات حسنة.

من خالل النقاط التالية: وفيما يلي أذكر أهم معامل املقاصد عند الشاطيب : )٢٤٨(رمحه اهللا املقاصد إىل قسمني قسم الشاطيب .١

ما يرجع إىل قصد الشارع. .أ ما يرجع إىل قصد املكلف. .ب

: )٢٤٩(وقسم األول إىل أربعة أنواع قصد الشارع يف وضع الشريعة ابتداء. .أ

قصد الشارع يف وضع الشريعة لإلفهام. .ب قصد الشارع يف وضع الشريعة للتكليف مبقتضاها. .ج دخول املكلف حتت حكمها. قصد الشارع يف .د

.)٢٥٠(اهتم مبقاصد املكلفني وضرورة موافقة قصدهم قصد الشارع .٢ :)٢٥١(ذكر طرق الكشف عن املقاصد وهي .٣

لتصرحيي. جمرد األمر والنهي االبتدائي ا .أ

. ٨-٧/ ٢ت / ينظر : املوافقا -٢٤٨ . ٢/٨يظر : املصدر السابق/ -٢٤٩ وما بعدها . ٧/ ٣/املوافقات ينظر : -٢٥٠ وما بعدها . ١٣٤/ ٣/ املصدر السابق ينظر : -٢٥١

٩٣

اعتبار علل األمر والنهي. .ب . التبعيةيتوصل إىل معرفة املقاصد من خالل معرفة املقاصد األصلية .ج املقتضي له. سكوت الشارع عن شرع التسبب مع قيام املعىن .د

شرط العلم مبقاصد الشريعة وجعل مـن إىل شروط االجتهاد أضاف الشاطيب .٤ .)٢٥٢( أسباب اخلطأ يف االجتهاد اجلهل مبقاصد الشريعة

ين رمحه اهللا بربط املقاصد بكثري من املسائل األصولية ومل خيل أي مبحث أو ع .٥ . مسألة من كتابه املوافقات عن ربطها باملقاصد، والسيما كتاب االجتهاد

إىل علم مقاصد املباحث اليت أضافها الشاطيب وقد تتبع الدكتور محادي العبيدي :)٢٥٣(جمملةست نقاط ومن مث شرحها وسأذكرها هنا الشريعة وحصرها يف

وضوابطها. املصلحة .أ نظرية القصد يف األفعال وسوء استعمال احلق. .ب النوايا بني األحكام واملقاصد. .ج املقاصد والعقل. .د املقاصد واالجتهاد. .ه لعامة للمقاصد. الغايات ا .و

رمحه اهللا يف علم املقاصد مل خيل عمله من نقد، ومع كل ما قدمه اإلمام الشاطيب فقد أطال يف بعض املباحث وخلط يف بعضها اآلخر، وكرر يف بعض املواضع.

. ٥/٤١ينظر : املوافقات / -٢٥٢ وما بعدها . ١٨٣ومقاصد الشريعة / ظر : الشاطيبين -٢٥٣

٩٤

ـ ل يقول ابن عاشور يف ذلك: ( ولكنه تطوح يف مسائله إىل تطويل وخلط، وغفاملقصود، على أنه أفاد جد اإلفادة حيصل من الغرضملعن مهمات من املقاصد، حبيث

.)٢٥٤(ا أقتفي آثاره وال أمهل مهماته )وأن

االھتمام بالمقاصد في العصر الحدیث.: المبحث السادس

على خمتلف الصـعد واـاالت، مقاصدية علمية لقد شهد العصر احلديث ضةالتونسي رمحه ل يف ذلك يعود إىل إمام املقاصديني املعاصرين الطاهر بن عاشوروالفض

اهللا الذي أعاد دراسة علم املقاصد وحث عليها، فتنوعـت الدراسـات مـن بعـده وأصبحت الكليات املتخصصة يف الشريعة والدراسات اإلسالمية تدخل مادة املقاصـد

اهجها التعليمية، مث تعدى األمر ذلك إىل كتابة رسائل علميـة لنيـل درجـة ضمن مناملاجستري والدكتوراه يف املقاصد الشرعية، وهذا البحث الذي أكتبه واحد مـن هـذه

املباحث أرجو اهللا تعاىل أن يكتب له القبول.ئرة الصالة يف الطاك املستجدات التعبدية ومن القضايا اليت حتتاج إىل اجتهاد:

، والرجم ليال ، وكذلك الرجمطوابق الطواف والسعي و ، وومكوك الفضاء أطفال األنابيب.مثل املشكالت الطبية

النبايت واحليواين و القتل الرحيم و نقل الدم و زرع االستنساخ واالستنساخ البشري و اإلجهاض يف حالة االغتصاب. األعضاء و

دفع القيمة يف الزكاة و الزيادة يف البيع تقسيطا و وكذلك املشكالت املاليةمثل .ال حيصيه عد التأمني التعاوين والتجاري ، وغري ذلك كثري

. ١٧٤قاصد الشريعة اإلسالمية / م -٢٥٤

٩٥

تنوعت كتابات املعاصرين يف املقاصد تنوعا كبريا، فمن هذه الكتابات ما تتحدث نها ما يتحدث عن بعض موضوعات املقاصد كاملصـلحة عن املقاصد بشكل عام، وم

، و منها ما يتحدث عن مقاصد بعض أبـواب الفقـه وضوابطها، وكنظرية الضرورة كمقاصد الشهادات، ومقاصد األسرة، ومقاصد املعامالت املالية.

ومنها ما يتحدث عن جزئية يف املقاصد كضرورة العرض، أو ضـرورة حفـظ ، ومنها ما يتحدث عن املقاصد عند أحد األئمة الكبار كالشاطيب وابـن تيميـة العقل

وهذا البحث الذي أقدمه من هذا النوع. والعز بن عبد السالمبعد هذا العرض االت الكتابة يف املقاصد أذكر أشهر ما كتب يف املقاصد ولن

صي مجيع ما كتب، ومن أحب االستزادة فعليه بفهرس املصادر واملراجـع فقـد أستق ذكرت فيه مجيع ما اطلعت عليه من أحباث يف املقاصد .

.)٢٥٥(مقاصد الشريعة اإلسالمية / حممد الطاهر بن عاشور .١ . )٢٥٦(مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها / عالل الفاسي .٢ .)٢٥٧(اإلسالمية / د. يوسف حامد العاملللشريعة املقاصد العامة .٣ . )٢٥٨(مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها باألدلة الشرعية / د. حممد اليويب .٤والنصوص اجلزئيـة / د. املقاصد الكلية دراسة يف فقه مقاصد الشريعة بني .٥

. )٢٥٩( يوسف القرضاوي

م. ٢٠٠٥/ ١مطبوع يف دار السالم / ط -٢٥٥ م. ١٩٩١/ ٥مطبوع يف دار الغرب اإلسالمي / ط -٢٥٦ م. ١٩٩٤/ ٢دكتوراه / املعهد العاملي للفكر اإلسالمي / ط طروحةأ -٢٥٧ م. ١٩٩٨/ ١من اجلامعة اإلسالمية يف املدينة املنورة / ط طروحةأ -٢٥٨

٩٦

.)٢٦٠( مقاصد تصرفات الرسول / د. فؤاد حسين قلع .٦ . )٢٦١( / د. نعمان جغيم طرق الكشف عن مقاصد الشارع .٧ . )٢٦٢( حنو تفعيل مقاصد الشريعة / د. مجال الدين عطية .٨ . )٢٦٣( مقاصد الشريعة عند ابن تيمية / د. يوسف أمحد البدوي .٩

/ د. عمر بن صـاحل بـن مقاصد الشريعة عند اإلمام العز بن عبد السالم .١٠ .)٢٦٤(عمر

. )٢٦٥( / د. عبد الرمحن إبراهيم الكيالين قواعد املقاصد عند اإلمام الشاطيب .١١ .)٢٦٦( / د. أمحد الريسوين نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب .١٢مقاصد الشريعة اإلسالمية عند اإلمام الغزايل وهو البحث الذي نلـت بـه .١٣

درجة املاجستري يف أصول الفقه من كليـة الـدعوة اإلسـالميةيف ليبيـا يف ١٢/٤/٢٠٠٩.

وهو البحـث ة مقاصديةفقه املوازنات يف الشريعة اإلسالمية دراسة تأصيلي .١٤الذي نلت به درجة الدكتوراه يف أصول الفقه من جامعة اجلنان يف لبنـان يف

٦/٢/٢٠١٤.

م.٢٠٠٧/ ٢دار الشروق / ططباعة -٢٥٩ م.٢٠٠٦/ ١/ مؤسسة الرسالة ناشرون / طدكتوراه طروحةأ -٢٦٠ م. ٢٠٠٢/ ١دكتوراه / دار النفائس / ط طروحةأ -٢٦١ م.٢٠٠٠ ١طباعة املعهد العاملي للفكر اإلسالمي / ط-٢٦٢ م. ٢٠٠٠/ ١دكتوراه / دار النفائس / ط طروحةأ -٢٦٣ م.٢٠٠٣/ ١ط دكتوراه / دار النفائس / طروحةأ -٢٦٤ م . ٢٠٠٠/ ١دكتوراه / املعهد العاملي للفكر اإلسالمي / ط طروحةأ -٢٦٥ دكتوراه / املعهد العاملي للفكر اإلسالمي. طروحةأ -٢٦٦

٩٧

وسنتناول هنا باختصار ماكتبه كل من اإلمام ابن عاشور ، واملفكر اإلسـالمي عالل الفاسي .

كتابه ( مقاصد الشريعة اإلسالمية ) الذي يعد قفـزة كتب العالمة ابن عاشورنوعية يف املقاصد، حيث يعد أول كتاب يفرد للمقاصد خاصة، ويتألف هذا الكتـاب

من مقدمة وثالثة أقسام وهي: إىل معرفتها، ويف طـرق يف إثبات مقاصد الشريعة واحتياج الفقيه القسم األول:

إثباا، ويف مراتبها، ويف اخلطر العارض من إمهال النظر إليها. يف مقاصد التشريع العامة. القسم الثاين:

يف مقاصد التشريع اخلاصة بأنواع املعامالت بني الناس. القسم الثالث:صـد أتى ابن عاشور رمحه اهللا يف كتابه مبباحث جديدة مهمة، فقد ذكر يف مقا

التشريع العامة ما يندرج حتتها من مقاصد الشريعة الكليـة مـن وصـفها بـالفطرة، ودرء والسماحة، والعموم، واملساواة، ورعايتـها حلفـظ النظـام جبلـب املصـلحة

.)٢٦٧(املفسدةذكر يف قسم مقاصد التشريع اخلاصة ما يندرج حتته من مقاصد خاصة ببعض وب الفقهية، كمقاصد أحكام العائلة، ومقاصد التصرفات املالية، ومقاصد أحكام األبوا

التربعات ومقاصد أحكام القضاء والشهادة، ومقاصد التعجيل بإيصال احلقوق إىل .)٢٦٨تأصحاا، واملقصد من العقوبا

ما بعدها . ٣٢٩-٢٧٨_ ٢٦٨ -٢٤٩ينظر : مقاصد الشريعة اإلسالمية / ابن عاشور / -٢٦٧ . ٤٩٥- ٤٨٧- ٤٧٩ – ٤٥٠ – ٤٣٠ينظر : املرجع السابق / -٢٦٨

٩٨

من أهم اجلهود اليت بذهلا يف املقاصد نصه على الطرق اليت تعرف ا مقاصد و ي يف نظره ترد إىل ثالثة مسالك: الشريعة وه

استقراء الشريعة يف تصرفاا. .١ قاصد الشارع من ظواهر النصوص القرآنية الواضحة. ملاالستخالص املباشر .٢ .)٢٦٩(االستخالص املباشر من السنة املتواترة .٣ظام العامل من التشريع وهو ( حفظ ن العام هو أول من نص على املقصدو

.)٢٧٠(واستدامة صالحه بصالح املهيمن عليه وهو اإلنسان ) –عالية ما صنف ابن عاشور رمحه اهللا املقاصد بشكل متدرج: املقاصد الك

وهذا من شأنه إحداث تغيري يف منهجية االستدالل، )٢٧١(العلل –املقاصد القريبة ستدالل بألفاظ الشريعة تقاس احلاالت املستجدة القياسية يف علم األصول، فبدال من اال

على األصول املقصودة يف التشريع وهي املقاصد الشرعية، أي بدال من رد الفروع إىل صة وهي األصول املنصوصة باعتبار عللها اجلزئية ترد أيضا إىل األصول غري املنصو

.)٢٧٢(املقاصد القريبة والعالية

وما بعدها .١٩٠ينظر : مقاصد الشريعة اإلسالمية / -٢٦٩ . ٢٧٣ينظر : املرجع السابق / -٢٧٠ وما بعدها . ٣٥٠ينظر : املرجع السابق / -٢٧١، و مقاصد الشريعة اإلسالمية / ٦٩نظر : املدخل إىل علم مقاصد الشريعة / د. عبد القادر بن حرز اهللا / ي -٢٧٢٣٠٩ .

٩٩

( مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها ) إضافة ملا سبق يعد كتاب عالل الفاسيمن املؤلفات يف موضوع املقاصد، كما قال هو: ( وحسيب أين قد زدت فيه لبنة علـى

.)٢٧٣(ريد أن يعمل بعدي )آفاقا ملن ي من سبقين، وفتحتوال على ج ابن عاشور، وإمنا سـرده علـى يسر يف كتابه على ج الشاطيبمل

، مث )٢٧٤(فقرات بلغت ثالث عشرة ومئة فقرة، افتتحها بتعريف املقاصـد الشـرعية إلنسانية كلـها حتدث عن أصول تأريخ القانون ووسائل تطويره، وكيف أن الشرائع ا

، )٢٧٥(كانت تقصد إىل العدل وبني كذلك ما جاء به اإلسالم من أصـول ومقاصـد فتناول أصول الشريعة كاإلمجاع،ومفهومه يف القرون املتأخرة، واالستحسـان وسـد

، )٢٧٧( باملقاصـد، ووسـائل االجتـهاد ، كما ذكر قواعد تقييد املصلحة)٢٧٦(الذرائعوأوضـح أـا )٢٧٩(، وخلص بعض مكارم الشريعة األساسية)٢٧٨(باب االختالف وأس

كما بـني مصـدر . )٢٨٠(مقياس كل مصلحة وأساس كل مقصد من مقاصد اإلسالم ، وحتدث عن حقوق اإلنسان يف اإلسالم، )٢٨١(السيادة يف اإلسالم، ومنهج احلكم فيه

. ٦/ اصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها / عالل الفاسيمق -٢٧٣ . ٧السابق / رجعنظر : املي -٢٧٤ وما بعدها. ٥٣نظر : مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها / ي -٢٧٥ وما بعدها. ١١٨السابق / رجعنظر : املي -٢٧٦ وما بعدها. ١٦٣السابق / رجعامل -٢٧٧ وما بعدها . ١٧٤السابق / رجعامل -٢٧٨ وما بعدها . ٧١/ مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها -٢٧٩ وما بعدها. ١٩٧السابق / رجعامل -٢٨٠ وما بعدها. ٢١٤السابق / رجعامل -٢٨١

١٠٠

يان السماحة اإلسالمية، ، وختم كتابه بب)٢٨٢(كحق احلياة، وحق الكرامة، وحق احلرية وما ترمي إليه من إقرار السالم بني الناس، وسبق اإلسالم يف جعل القضاء عامال علـى

.)٢٨٣(الصلح واحملبة والتعاون بني الطوائف واجلماعات والدول ظام عمارة األرض وحفظ ن( من للشريعة هو العام ذكر رمحه اهللا أن املقصدو

التعايش فيها واستمرار صالحها بصالح املستخلفني فيها وقيامهم مبا كلفوا به من عدل واستقامة ومن صالح يف العقل يف العمل وإصالح يف األرض واستنباط خلرياا وتدبري

.)٢٨٤( )ملنافع اجلميع

وما بعدها. ٢٢٧السابق / رجعامل -٢٨٢ وما بعدها . ٢٧٢السابق / رجعامل -٢٨٣ . ٤٦-٤٥السابق / رجعنظر : املي -٢٨٤

١٠١

مقاصد الشریعة اإلسالمیةعالقة :ثالثالفصل ال قھ . الفاألصول و بعلمي

: مبحثان ومهاوفيه

. عالقة املقاصد بأصول الفقه : ألولاملبحث ا

عالقة املقاصد بالفقه . : لثايناملبحث ا

.: عالقة املقاصد بعلم أصول الفقهاملبحث األول .املطلب األول: التعريف بعلم األصول وموضوعه

.أوال: تعريف علم أصول الفقه

١٠٢

رمحه اهللا بأنه: ( عبارة عن أدلة األحكام الشـرعية، ومعرفـة عرفه اإلمام الغزايل .)٢٨٥(وجوه داللتها على األحكام من حيث اجلملة ال من حيث التفصيل )

من هذا التعريف جند أن أصول الفقه يدرس أدلة األحكام بشكل جممل ، ويدرس طرق االستنباط من تلك األدلة .

دلة الفقه إمجال وكيفية االستفادة منها وحال هو معرفة أ (و من التعاريف أيضا : . ٢٨٦)املستفيد

.األدلة اإلمجالية ال التفصيلية : ويقصد بأدلة الفقه .واملقصود بكيفية االستفادة منها : معرفة طرق استنباط األحكام من األدلة الشرعية واملقصود حبال املستفيد: شروط اتهد الذي يستنبط األحكام.

.: موضوع علم األصولثانياهو أهم العلوم املوصلة إىل معرفة أحكام اهللا تعاىل وسنة رسـوله، علم األصول

وهو العلم الذي ازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأي والشرع، فإنه يأخـذ من صفو الشرع والعقل سواء السبيل، فال هو تصرف مبحض العقول حبيث ال يتلقـاه

على حمض التقليد الذي ال يشهد لـه العقـل بالتأييـد وال هو مبينالشرع بالقبول، .)٢٨٧(والتسديدأدلة األحكام الشـرعية مـن الكتـاب، والسـنة، هو موضوع علم األصول و

، والقياس ، واالستحسان ، وسد الذرائع ، وطريق ثبـوت هـذه األدلـة واإلمجاع، . وشروط صحتها، ووجوه داللتها على األحكام الشرعية

. ٣٦/ ١املستصفى / _ ٢٨٥ / مطبعة صبيح . ١٦/ ١اية السول شرح منهاج الوصول إىل األصول : اإلمام اإلسنوي/ - ٢٨٦ .٣٣/ ١ينظر : املستصفى / _ ٢٨٧

١٠٣

(معرفة كيفية اقتباس األحكام من األدلة، مث يف األدلة املقصود من أصول الفقه فو أقسامها، مث يف كيفية اقتباس األحكام من األدلة، مث يف صفات املقتبس الذي لـه أن يقتبس األحكام، فإن األحكام مثرات، وكل مثرة فلها صفة وحقيقة يف نفسـها، وهلـا

.)٢٨٨( االستثمار ) مثمر، ومستثمر، وطريق يف : )٢٨٩(مما سبق يتبني لنا أن موضوعات علم األصول هي

األحكام الشرعية، وهي الثمرة املطلوبة. -١٢- .راألدلة الشرعية، وهي الكتاب، والسنة، واإلمجاع، وهي املثم طريق االستثمار، وهو وجوه داللة األدلة السابقة على األحكام. -٣ يه االجتهاد واألحكام االجتهادية، واملوضع الذي جيري فيف اتهد، صفاته -٤

املطلب الثاين: عالقة علم األصول باملقاصد . ، فالباحث يف أصول الفقه حمتـاج وثيقة بني أصول الفقه ومقاصد الشريعة عالقة

إىل علم أصول الفقـه، فـال إىل معرفة املقاصد الشرعية، والباحث يف املقاصد مضطرمل مرتبة االجتهاد وال حيصل احلس الفقهي إال باجلمع بينهما، وما خوض علمـاء تكت

األصول يف مباحث القياس واالستحسان واملصلحة املرسلة وسد الـذرائع والتوفيـق

. ٣٩ – ٣٨/ ١/ ستصفىامل -٢٨٨ . ٤١ – ٣٩/ ١املصدر السابق / ينظر: -٢٨٩

١٠٤

والترجيح بني األدلة ومتييزهم بني األحوال اليت صدر فيها حكم من الشارع، ومراعام ري الفتوى بتغري الزمان واملكان والعـرف والعـادة القرائن واالصطالحات وتقريرهم تغ

من هذا الشعور املقاصدي املكنون يف صدورهم. واحلال إال نابع بل نستطيع أن نقول: إن دراسة املقاصد تدخل يف املنظومة التطبيقية لتلك شجرة

بال مثر، إذ ال استغناء للمجتهد عنهما ألن كل منهما ركن د أركان االجتهامن شديد .)٢٩٠(والتفقه يف الدين

وتربز عالقة املقاصد باألصول من خالل ما يلي : األصول هي أساس املقاصد من جهة األدلة الشرعية اإلمجالية كالكتاب - ١

والسنة واإلمجاع والقياس، فهذه األدلة تعد مصادر لثبوت املقاصد وقيامها ة وإمجاع العلماء، وإجراء واستخالصها، ويعرف هذا باملقاصد الثابتة بالقرآن والسن

أن املقاصد مبختلف القياس والعمل باملصلحة واالستحسان واالستصحاب، ومعلوماستخلصت من تلك األدلة أنواعها وأقسامها قد استفيدت من تلك املصادر و

.)٢٩١(اإلمجاليةاألصول هي أساس املقاصد من جهة مباحث دالالت األلفاظ والنصوص - ٢

مها ومقاصدها ومراداا، ومن جهة مباحث االجتهاد والتقليد على معانيها وأحكاومبحث اشتراط ، كمبحث اشتراط معرفة املقاصد يف القيام بعملية االجتهاد واإلفتاء

معرفة أحوال العصر وأحوال الناس يف اإلفتاء واالستنباط وما يؤدي إليه من استحضار

/ جملة كلية الدعوة اإلسالمية ٩٣نيس بن الساعدي / ينظر : أضواء على مقاصد الشارع / د. فرح بن و -٢٩٠ م. ٢٠٠٦/ سنة ٢٣العدد .٢/١٠٨ينظر: املقاصد الشرعية/ -٢٩١

١٠٥

وحتسني العصر وأوضاعه حملا فيه نفع وصالح هؤالء الناس، وملا فيه إصال .)٢٩٢(وأحواله

عالقة املقاصد باألدلة الشرعية.: ثالثاملطلب ال . والسنة النبوية الكرمي أوال: عالقة املقاصد بالقرآن

على الدال النص إذا عدم املفسر ، يف فهم القرآن وتفسريهأمهية كبرية لمقاصد ل عليه وسلم ، أو أقوال الصحابة اجتهد القرآن أو من سنة النيب صلى اهللا منمعىن اآلية

يف التفسري برأيه حبسب ما يفهم من لغة العرب بشرط أال خيرج عن إطار مقاصد .)٢٩٣(ومتمشيا معها الشريعة بل يكون منسجما

ولبيان مراد الشارع البد من ، وأخر حمكمات متشاة آيات كما أن يف القرآنأو إىل ما يفهم من نصوص الشريعة األخرى جمتمعة رد النصوص املتشاة إىل احملكمة،

فيحمل اللفظ احملتمل على ما يوافق الشريعة ومقاصدها، فإذا كان عندنا تفسريات للفظ أحدمها يوافق مقاصد الشريعة واآلخر خيالفها محلناه على ما يوافق مقاصدها، وذلك

رعية النصوص الش لدفع التناقض عن نصوص الكتاب وذا يعلم أن كل تأويل خالف .)٢٩٤(وأبطلها وناقض مقاصدها باطل

أما عن عالقة املقاصد بالسنة النبوية فقد مر الكالم عنها مفصال يف الفصل السابق .: عالقة املقاصد باإلمجاعثانيا

.٢/١١٠ينظر: املقاصد الشرعية / -٢٩٢ .٤٨٧ينظر : مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة/_٢٩٣ .٤٨٩ينظر: املرجع السابق/ -٢٩٤

١٠٦

اإلمجاع : هو اتفاق مجلة أهل احلل والعقد من أمة حممد صلى اهللا عليه وسلم ، .٢٩٥حكم واقعة من الوقائع يف عصر من األعصار ، على

فقد اتفق صاحل العباد يف املعاش واملعاد ، مل على أن األحكام مشروعةأمجع العلماء السلف واخللف، القدامى واحملدثون على أن الشريعة اإلسالمية قد أنزهلا اهللا تعاىل لتحقيق مقاصدها يف اخللق، وهذه املقاصد تتجمع يف مقصد عال وهذا املقصد هو

.)٢٩٦(ة اهللا وجلب مصاحل الدارين للناسادعبيف ن اإلمجاع ال ينعقد إال بعد اتفاق مجيع جمتهدي األمة، فاالجتهاد شرطكما أ

حصول اإلمجاع، وشرط يف اعتبار املخالفة أيضا واالجتهاد من شروطه املعتربة عند .)٢٩٧(العلماء معرفة املقاصد لذلك فاإلمجاع متوقف على معرفة مقاصد الشريعة

، وقد ال بد أن يكون مستندا إىل نص من الكتاب أو السنةاإلمجاع كما أن ورأي يستند إىل اجتهاد إذ ال ميكن بناء احلكم قد يكون مبنيا على مقاصد ضرورية

.)٢٩٨(واحلالة هذه إال على ما يفهم من مقاصد الشارع ونصوصه أبديا كغريه من اإلمجاعات اإلمجاع املستند إىل مصلحة ال يكون دليالعلى أن

دامت املصلحةما املستندة إىل نص من كتاب أو سنة أو قياس، وإمنا يكون دليال فقط ، انقطع كونه دليال وجاز يف هذه احلالة خمالفته ألن ، فإذا انقطع دوامها لعارضقائمة

.)٢٩٩(الدنيوية مبنية على مصاحل العباداألحكام

.٢٦٢/ ١_ اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي / ٢٩٥ .٢/٢٣ينظر: االجتهاد املقاصدي / _٢٩٦ .٥١٥ينظر: مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة/ -٢٩٧ .٥١٦/ ينظر : املرجع السابق -٢٩٨ .٣٤٣ينظر: مقاصد الشريعة/د.زياد إمحيدان / -٢٩٩

١٠٧

ملعرفة املقاصد وثبوا من جهة االتفاق على بعض العلل ومسلك اإلمجاع طريقوواحلكم واملصاحل اليت أسهمت يف صياغة حقيقة املقاصد ويف إقامة بنياا ومنظومتها، فقد اتفق العلماء على طائفة من علل األحكام وأسرارها وحكمها ومقاصدها مثل

ذلك مبصلحة الصغري اتفاقهم على وجـوب الوالية يف مـال الصغري وزواجه معللني .)٣٠٠(ومنفعته حلفظ ماله

وبالنظر يف مسائل اإلمجاع اليت متت يف عهد الصحابة جند املقاصد حاضرة فيها : )٣٠١(ومن هذه املسائل ما يلي

واملقصد من ذلك رضي اهللا عنهأمجع الصحابة على إمامة أيب بكر الصديق - ١ باإلمارة الصاحلة. حفظ الدين حبفظ كيان األمة الذي ال يقوم إال

أمجعوا على مجع القرآن زمن أيب بكر وعثمان رضي اهللا عنهما، واملقصد - ٢حفظ دستور الدولة الناشئة واملنبع األول هلدى العامل وصالحه، واملصدر األساس

للتشريع والنظام والقانون، ويف ذلك حفظ الدين. لك حفظ الدين.اتفق الصحابة على قتال مانعي الزكاة واملقصد من ذ - ٣عدم توزيع األراضي املفتوحة على املقاتلني واملقصد تقوية بيت املال، والقدرة - ٤

على اإلنفاق وسد حاجات الدولة.إمضاء الطالق الثالث بلفظ واحد ثالثا، واملقصد زجر الرجال من - ٥

حة االستخفاف بكثرة إيقاع الطالق الثالث دون أن ميضي ثالثا، فرأى الصحابة مصل اإلمضاء أقوى من مفسدة الوقوع، ويف ذلك حفظ لكيان األسرة، وضمان للنسب.

.٢/٢٢ينظر: املقاصد الشرعية/اخلادمي/ _٣٠٠ .٣٤٣-٣٤١ينظر : مقاصد الشريعة/د.زياد إمحيدان / -٣٠١

١٠٨

ا: عالقة املقاصد بالقياس.ثالثالقياس هو : إحلاق أمر غري منصوص على حكمه الشرعي بأمر منصوص على

.٣٠٢حكمه الشتراكهما يف علة احلكم وتربز عالقة املقاصد من خالل النقاط التالية:

أركان القياس العلة، والعلة يشترط فيها املناسبة، واملناسبة هي مراعاة من أهم - ١على توقفقياس ممقاصد الشارع من جلب مصلحة أو دفع مفسدة، وبالتايل

.)٣٠٣(املقاصدكان مبحث املناسبة عند األصوليني هو مبحث مقاصد الشريعة باعتبار أن لقد

ناسبة اليت تتفق مع مقاصد الشرع واعتباراته، املناسبة املطلوبة ليست مطلق املناسبة بل املولذا ذكروا بعض املناسبات امللغاة اليت ال يصح االعتماد عليها فلما ذكروا املناسب أنه الوصف الظاهر املنضبط الذي يلزم من ترتيب احلكم على وفقه ما يصلح أن يكون

حة أو دفع مقصودا لشرع احلكم، ذكروا املقصود من شرع احلكم أنه جلب مصلوتعرضوا يف مبحث املناسب لتعليل موع األمرين وهذا مقصود الشارع ، مفسدة أو جم

.)٣٠٤(أحكام اهللا وذكروا املذاهب فيه وذلك هو األساس الذي تبىن عليه املقاصد ار واملعيار لتمييز صحيح بالعلم مبقاصد الشريعة واخلربة بأسرار الشرع هو املس - ٢

: ( العلم بصحيح القياس رمحه اهللا يف ذلك ل ابن تيميةوقي )٣٠٥(القياس من فاسده وفاسده من أجل العلوم وإمنا يعرف ذلك من كان خبريا بأسرار الشرع ومقاصده وما

.٦٠٣/ ١أصول الفقه اإلسالمي : وهبة الزحيلي / - ٣٠٢ .٣٤٣واملقاصد عند ابن تيمية/ ٣٠٣ينظر: علم مقاصد الشارع/ -٣٠٣ .٥٢١مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة/ -٣٠٤ .٣٣٩ينظر: املقاصد عند ابن تيمية/ -٣٠٥

١٠٩

اشتملت عليه الشريعة اإلسالمية من احملاسن اليت تفوق التعداد، وما تضمنته من مصاحل لغة، والرمحة السابقة والعدل العباد يف املعاش واملعاد، وما فيها من احلكمة البا

.)٣٠٦()التاملروح الشريعة املقاصد متثل الضابط الشرعي الذي يضبط األقيسة وجيعلها حمققةف

وأهدافها، وحيقق يف القياس مهمته ووظيفته اليت هي حتصيل املصاحل وتعطيل املفاسد رار الشريعة ومتثل املقاصد واخلربة بأسنه التشديد وجلب احلرج والتضييق ، ويبعد ع

الفرقان الذي يفرق به بني القياس الصحيح والقياس الفاسد، وبذلك تكون املقاصد بالغة األمهية بالنسبة للمجتهد حبيث يشترط فيه اإلملام ا، حىت يسري على النهج القومي

.)٣٠٧(والصراط املستقيم يف إصدار أحكامه وإرسائها على وقائعها املناسبة املالئمة القياس الصحيح املوافق ملقاصد الشريعة علما من أعالم حماسن الشريعة يعترب - ٣

اإلسالمية، الذي يظهر دميومتها وصالحيتها لكل زمان ويربز انتظامها ومكان ،وتوافقها وينفي عنها االختالف والتضاد وعدم االنسجام، ويرسخ حكمة الشارع

الت والفرق بني املختلفات، وينفي عنها الباهرة اليت جاءت بالعدل واملساواة بني املتماث .)٣٠٨(ما يسمى باملخالف للقياس

تزداد أمهية الناحية املقاصدية للقياس يف األخذ بالقياس املوسع أو القياس - ٤الكلي، الذي هو إحلاق الواقعة بنظائرها جبامع مقصد كلي، كمقصد حفظ الدين

اعتماد مقصد حفظ العقل ة ذلك ، ومن أمثل والعقل أو نفي الضرر والغرر وغري ذلكواملال يف معرفة حكم نبيذ الشعري أو نبيذ التمر، فقد حكم على ذلك النبيذ بالتحرمي

. ٢/٥٨٣جمموع الفتاوى/ _٣٠٦ .٣٤٣ينظر : املقاصد عند ابن تيمية/ -٣٠٧ .٣٤٣رجع السابق /ينظر: امل -٣٠٨

١١٠

ألنه يشبه اخلمر يف املقصد كما يشبهه يف العلة فالعلة هي اإلسكار، أما املقصد فهو حفظ العقل واملال، أي أن اخلمر حرم ألنه يضيع العقل ويفوت منافعه ومصاحله

فمقصد حفظ العقل واملال ملحوظ يف حترمي اخلمر ،وكذلك ألنه يضيع املال والرزق .)٣٠٩( وهو كذلك يالحظ يف حترمي نبيذ الشعري املسكر

ا: عالقة املقاصد باملصاحل املرسلة.رابعكل منفعة مل يشهد هلا نص معني باالعتبار أو اإللغاء، وكانت هي املصلحة املرسلة :

.٣١٠مالئمة ملقصود الشارع وما تفرع عنه من قواعد كلية استقرئت من جمموع النصوص الشرعية

: ٣١١ما يليلعمل باملصلحة املرسلة ل ويشترط

.نصا صرحيا من الكتاب والسنة وال ختالف اإلمجاع أال ختالف املصلحة .١ أن تكون مالئمة ملقصود الشرع وتصرفاته. .٢ يؤدي العمل ا إىل تفويت مصلحة أهم منها أو مساوية هلا.أال .٣

بينها وبني تتضح العالقة من تعريف السابق للمصلحة املرسلة ومن شروطها من خالل النقاط التالية: مقاصد الشريعة ، وذلك

.٢٧-٢/٢٦املقاصد الشرعية/د.اخلادمي/، و ١/٨٧االجتهاد املقاصدي/ينظر: -٣٠٩/ اإلمـارات/ ديب/ دار البحـوث ٦٤املصاحل املرسلة وأثرها يف مرونة الفقه اإلسالمي: حممد أمحد بوركـاب/ – ٣١٠

م .٢٠٠٢للدراسات اإلسالمية وإحياء التراث/ الطبعة األوىل/ . ١٦٨اصد الشريعة اإلسالمية عند اإلمام الغزايل: عمر حممد جبه جي، ينظر: مق – ٣١١

١١١

مل يشهد هلا نص معني من خالل تعريف املصاحل املرسلة رأينا أا كل منفعة - ١ يف مقاصد الشارع دون أن يكون هلا شاهد داخلة، وكانت اإللغاء باالعتبار أو

. باالعتبار أو باإللغاءومن خالل النظر يف شروط املصلحة املرسلة وجدنا من شروطها مناسبتها - ٢ . تصرفاته الشارع و ملقاصد ة جلب املصاحل املوافقة لروح الشريعة ميثل جانبا مهما يف إبراز حماسن الشريع - ٣

ومجاهلا وسر خلودها، وترغيب الناس فيها ويف املقابل فإن إمهال املصاحل احلقيقية ملطلوب الشارع ومراده مما جيلب هلذه املقاصد ومناقضة املنضبطة بضابط الشرع هدر

) ٣١٢(لبية حلاجات املكلفني ومصاحلهم امل الئمة واملالعنت واملشقة، ويظهر الشريعة غري يف اعتبار واتهدين ملرسلة ميدانا رحبا لدى أئمة الفقه شكلت املصلحة ا - ٤

.)٣١٣(املستجدة املقاصد يف عملية االستنباط ودراسة القضايا والنوازل ا: عالقة املقاصد باالستحسان. خامس

اتهد عن احلكم يف مسألة مبثل ما حكم به يف نظائرها هو أن يعدلاالستحسان: هذا العدول يف نظره ، سواء كان هذا الدليل نصا أو إىل حكم آخر لدليل اقتضى

. ٣١٤إمجاعا أو ضرورة أو قياسا خفيا أو عرفا أو مصلحة أو غريها . ٣١٥كليدليل وعرفه املالكية بأنه تقدمي مصلحة جزئية على

.٣٥٨ينظر: املقاصد عند ابن تيمية / _٣١٢ .١/٨٨ينظر: االجتهاد املقاصدي/ -٣١٣ م.١٦/١٩٩٥/ منشورات جامعة قاريونس/ط١٧٤أصول الفقه اإلسالمي: زكي الدين شعبان/ - ٣١٤ .٢٠٦/ ٤ /_ املوافقات ٣١٥

١١٢

يقول الشاطيب رمحه اهللا: ( فإن من استحسن مل يرجع إىل جمرد ذوقه وتشهيه ، إىل ما علم من قصد الشارع يف اجلملة يف أمثال تلك األشياء املفروضة ، وإمنا رجع

كاملسائل اليت يقتضي القياس فيها أمرا إال أن ذلك األمر يؤدي إىل فوت مصلحة من جهة أخرى ، أو جلب مفسدة كذلك ، وكثريا ما يتفق هذا يف األصل الضروري مع

جراء القياس مطلقا يف الضروري يؤدي إىل احلاجي ، واحلاجي مع التكميلي، فيكون إحرج ومشقة يف بعض موارده ، فيستثىن موضع احلرج ، وكذلك يف احلاجي مع

. ٣١٦التكميلي ، أو الضروري مع التكميلي)ن الباعث على االستحسان هو رعاية مقاصد الشارع لتحقيق أ مما سبق نرى

شرعا مصلحة مقصودة ،أو دفع مفسدة حيث إن االستحسان ، ها شرعا دفع مقصودمن القياس الكلي الذي يؤدي التزامه إىل احلرج والضيق واملشقة فيكون استثناء

.)٣١٧(االستثناء رفعا هلذا احلرج وهذا من أهم مقاصد الشارع العامة عن احلرج إىل املصلحة والرخصة والتيسري والعدل، وابتعاد ستحسان التفاتفاال

يف حدود الضوابط لألعراف والعادات احلسنة غري املعتادة، وتقريروالضيق واملشقة .)٣١٨(واملبادئ العامة

فعلى الفقيه أال يغيب عنه االلتفات إىل مقصود الشارع وهو املصلحة والعدل، فاالستحسان يقتضيه أن جيتهد ويقرر ما يعيد هلا ومضيعة فإذا وجد مصاحل مهملة

فاالستحسان أن جيتهد ويفيت مبنع رأي أضرارا قائمةاعتبارها، وحيقق حفظها، وإذا تلك األضرار.

.١٩٤/ ٥_ املوافقات : ٣١٦ .٥٦٧املقاصد وعالقتها باألدلة/ و ٣١٤علم مقاصد الشارع/ينظر: _٣١٧ .١/٨٨االجتهاد املقاصدي/ ينظر: _٣١٨

١١٣

أو إىل حمقق يفضي إىل حصول ضرر وإذا رأى نصوصا شرعية تفهم على حنوتفويت مصلحة يف الشرع استحسن إعادة النظر يف ذلك الفهم، وإذا وجد قياسا حمترمة

أو يف ليعلم أنه قياس غري سليمخرج على خالف مقصود الشارع يف العدل واملصلحة فال يتقيد به وأن يرجع إىل القواعد العامة للشريعة، وذا يكون أغري حمله فيستحسن

.)٣١٩(االستحسان فعال تسعة أعشار العلم يف قاعدة املآالت، ألن التزام الدليل العام أو القاعدة داخل كذلك االستحسانو

الدليل العام نظرا إىل واالستحسان ترك، ؤول إليه العامة يؤدي إىل احلرج والضيق وي .)٣٢٠(حقيقته وجوهره إىل مقاصد الشريعةاالستحسان يف بذلك فرجع ، مآله

: عالقة املقاصد بسد الذرائع وفتحها. اسادس .٣٢١التوسل مبا هو مصلحة إىل مفسدة "بأا: " سد الذرائع الشاطيب رمحه اهللا عرفه

حة، ويتوصـل ـا إىل فعـل "املسألة اليت ظاهرها اإلبااهللا الذريعة بأا:رمحه وعرف الشوكاين .٣٢٢حمظور"

وعرفها الدكتور عبد الكرمي زيدان بأا: "الوسيلة والطريقة إىل الشئ سواء أكان هـذا الشـيء .٣٢٣مفسدة أو مصلحة"

.٨٧الريسوين/ نظرية املقاصد عند الشاطيب/ ينظر: -٣١٩ .٥٧١املقاصد وعالقتها باألدلة/د.اليويب/ -٣٢٠ . ١٨٣ /٥املوافقات: – ٣٢١ . ٢/١٠٠٧علم األصول/ إرشاد الفحول إىل حتقيق احلق من – ٣٢٢ م .١٩٧٦ /٦ط /مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر /٢٤٥ /الوجيز يف أصول الفقه: عبد الكرمي زيدان - ٣٢٣

١١٤

ـ ون الوسـيلة أو وعرفها الربهاين بأا: "كل شيء يتخذ وسيلة لشيء آخر، بصرف النظر عن ك. وبالتايل سد الذرائع هو "احليلولة دون الوصول إىل ٣٢٤املتوسل إليه مقيدا بوصف اجلواز أو املنع"

، وفتح الذرائع هو "األخذ بالذرائع إذا كانـت ٣٢٥املفسدة إذا كانت النتيجة من الذريعة فسادا" .٣٢٦النتيجة مصلحة ألن املصلحة مطلوبة"

سدا وفتحا هو األفعال اجلائزة يف ذاا، لكنها قد تـؤدي إىل مصـلحة فمتعلق قاعدة سد الذرائع ويف ذلك يقول ٣٢٧راجحة، فتطلب مباشرا، وقد تؤدي إىل مفسدة راجحة، فينهى عن مباشرا

ملا كانت املقاصد ال يتوصل إليها إال بأسباب وطرق تفضي إليها، كانت طرقها ابن قيم اجلوزية : "هلا، معتربة ا، فوسائل احملرمات واملعاصي يف كراهتها واملنع منها حبسب إفضـائها وأسباا تابعة

إىل غاياا وارتباطاا ا، ووسائل الطاعات والقربات يف حمبتها واإلذن فيها حبسب إفضـائها إىل غايتها، فوسيلة املقصود تابعة للمقصود، وكالمها مقصود، لكنه مقصود قصد الغايـات، وهـي

.٣٢٨مقصودة قصد الوسائل"

وذكر ابن قيم اجلوزية رمحه اهللا من أمثلة سد الذرائع أن الشارع أمر باالجتماع على إمام واحـديف اإلمامة الكربى، ويف اجلمعة والعيدين واالستسقاء وصالة اخلوف، مع كون صـالة اخلـوف

م .١٩٩٥، دار الفكر، دمشق، ٦٩سد الذرائع يف الشريعة اإلسالمية: حممد هشام الربهاين، ص - ٣٢٤ م. ١٩٨٦، ١، دمشق، ط، دار الفكر٨٧٣، ص٢أصول الفقه اإلسالمي: وهبة الزحيلي ،ج –٣٢٥ . ٨٧٣، ص٢السابق، ج جعاملر – ٣٢٦ . ٣٦٧ينظر: قواعد الوسائل: -٣٢٧ . ٥٥٣ /٤ /إعالم املوقعني - ٣٢٨

١١٥

الختالف والتنـازع، وطلبـا بإمامني أقرب إىل حصول صالة األمن وذلك سدا لذريعة التفريق واالجتماع القلوب وتألف الكلمة، وهذا من أعظم مقاصد الشارع، وقد سد الذريعة إىل ما يناقضه بكل طريق حىت يف تسوية الصف يف الصالة، لئال ختتلف القلوب، وشواهد ذلك أكثـر مـن أن

.٣٢٩تذكر

عام الذي قامت عليه الشريعة مـن ملقاصد الشريعة، وتوثيق لألصل ال كما أن يف سد الذرائع محايةجلب املصاحل ودرء املفاسد ذلك ألن األمر املباح قد يؤدي األخذ به إىل تفويت مقصد الشـارع، واحملافظة على مقصود الشارع أمر مطلوب لكونه أعظم مصلحة وأقوى أثرا، فال غرو إذن إذا منع

الشارع، إذ لو تركت وسائل الفسـاد أعظم مناقضة ملقصود من املباح لتأديته إىل حصول مفسدة، ويف ذلك يقول اإلمام القـرايف يف ٣٣٠وذرائعه مفتوحة، لكان حصول الفساد أمرا ال مناص منه

الفروق: "اعلم أن الذريعة كما جيب سدها جيب فتحها، وتكره وتندب وتباح، فإن الذريعة هـي بة، واألحكام على قسـمني: مقاصـد الوسيلة، فكما أن الوسيلة احملرم حمرمة فوسيلة الواجب واج

وهي املتضمنة للمصاحل واملفاسد يف أنفسها، ووسائل وهي الطرق املفضية إليها وحكمها حكم ما والوسيلة إىل أفضـل أفضت إليه من حترمي وحتليل غري أا أخفض رتبة من املقاصد يف حكمها،

.٣٣١"املقاصد أفضل الوسائل وإىل ما يتوسط متوسطة

. ٢٨-٢٧ /٥ / ينظر: إعالم املوقعني- ٣٢٩ .٥٧٩ينظر: مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة: ص –٣٣٠ /٢ /د. حممد أمحد سراج ود.علي مجعـة حممـد حتقيق /أمحد بن إدريس القرايف /أنوار الربوق يف أنواء الفروق – ٣٣١ م. ٢٠٠١ /١ط /دار السالم /مصر /٤٥١

١١٦

ذ بسد الذرائع أو فتحها حبسب املآل ميثل مقود التحكم يف ترتيـل املقاصـد علـى كما أن األخالواقع، فهذا مزلق خطري وفيه شر مستطري إذا أسيء استخدامه ومل يعتدل فيه اتهد، فال جيوز أن يفرط حبيث حيول دون حتصيل املصاحل الراجحة، وال أن يفرط فيه فيجلب املفاسد على املكلفـني

ح باب احليل والتجرؤ على مقصود الشارع واإلقدام على نقضه ومضادته فيجب على اتهد ويفت .٣٣٢أن يوازن بني سد الذرائع وفتحها بال إفراط وال تفريط

وحسما ملادة الشر سدا ألبواب التحيل على الشارعاألخذ بسد الذرائع ميثل كما أنا خيفى على النفوس من خفي هواها الذي والفساد، لعلم الشارع مبا جبلت عليه النفوس ومب

ال يزال يسري ا حىت يقودها إىل اهللكة، فسد الذرائع ميثل تقوميا ملسار املكلفني ومقاصدهم، وحيملهم على أن يوافقوا قصد الشارع يف تكاليفه وأحكامه، وعلى أال

سوق االبتداع أو الفيتحذلقوا على الشارع، فرمبا أوقعهم ذلـك فـي الكفر أو .)٣٣٣(والعصيان

، فإن ظاهرة : ( جتويز احليل يناقض سد الذرائع مناقضةاجلوزية رمحه اهللا ابن قيم يقول الشارع يسد الطريق إىل املفاسد بل ممكن، واحملتال يفتح الطريق إليها حبيلة، ومن تأمل

.)٣٣٤(أحاديث اللعن وجد عامتها ملن استحل حمارم اهللا، وأسقط فرائضه باحليل) يقول الدكتور اليويب: ( كل ما كان من احليل خمالفا ملقصود الشارع فهو باطلو

.)٣٣٥() أو حبرام توصل إليه مبباح سواء

.٣٧٦-٣٧٥ينظر: املقاصد عند ابن تيمية: ص –٣٣٢ .٣٧٧ينظر : املرجع السابق/ -٣٣٣ . ٦٦/ ٥إعالم املوقعني/ -٣٣٤ .٥٨٩مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة/ -٣٣٥

١١٧

( احليلة إذا أدت إىل خرم قواعد الشريعة وخمالفة قصد يقول الدكتور إمحيدان: ة، فاحليلة تدور مشروع فهي جائز ، وأما إذا كانت خمرجا ألمرالشارع فإا حمرمة

.)٣٣٦(عليها األحكام اخلمسة) سابعا: عالقة املقاصد بالعرف.

.٣٣٧هو ما ألفه اتمع واعتاده وسار عليه يف حياته من قول أو فعل العرف :العرف املقصود هنا هو العرف الصحيح وهو ما ال خيالف نصا من نصوص

ة راجحة. الشريعة، وال يفوت مصلحة معتربة ، وال جيلب مفسدإن الشارع أحال يف األمور اليت تتغري مصلحتها وتتبدل بتغري األزمان واألماكن واألحوال على العرف، وذلك لكون عرف الناس العام أو الغالب حيقق املصلحة

متس إليه حاجة املرجوة من هذه األحكام، ولكون العرف يف الغالب يعرب عن أمرمن حلاجات الناس وهو مقصد ويف ذلك تلبيةأنس به ، تاتمع وتطمئن إليه النفوس و

مقاصد الشريعة وحتقيق للمصلحة املرجوة من احلكم الشرعي على أكمل الوجوه وأمتها ملقصد الشارع يف الشمول حيث تكون هذه الشريعة شرعا وعرفا، وأيضا فيه حتقيق

.)٣٣٨(، تواكب احلياة بكل مراحلها ومكان لكل زمان صاحلةيقرر العرف قواعد التيسري ورفع احلرج، فمن باب التيسري يف املعامالت ابتناء كما

.)٣٣٩(الكثري من أحكامها على األعراف املستقرة الصحيحة

.٣٧٩مقاصد الشريعة/د.زياد إمحيدان/ -٣٣٦ .٢٥٢_ الوجيز يف أصول الفقه : د . عبد الكرمي زيدان / ٣٣٧ .٦٠٩-٦٠٨املقاصد وعالقتها باألدلة/د.اليويب/ينظر: _٣٣٨ .٣١املدخل إىل دراسة مقاصد الشريعة/د.عبد القادر بن حرز اهللا/ينظر: _٣٣٩

١١٨

إذ كلما ، لتحقيق االمتثال األكمل لتعاليم الشرع ونصوصه مراعاة العرف طريقفإىل نفوسهم وأدعى كان التشريع معربا عن أوضاع الناس وحاجام كان أقرب

المتثاهلم، وال حيصل هذا إال بفهم الطبائع والعادات احلسنة اليت تشكل إحدى مكونات الواقع املعيش املزمع إصالحه وتوجيهه فالسعي يف حتقيق االمتثال األكمل ألحكام

.)٣٤٠(التشريع بتهيئة ظروفه واحلرص على جناحه يعد من مقاصد الشارع املعتربة ألخذ بالعرف يدفع الناس إىل أن يناقضوا مقصود الشارع عدم ا كما أن

)٣٤١(باستحالل احليل من أم جزء مستقل علم هل هي: مستقبل املقاصد رابعاملطلب ال

أصول الفقه ؟.ملقاصد الشريعة مستقل يعد ابن عاشور رمحه اهللا أول من دعا إىل تأسيس علم

اسية يف االجتهاد يف الدين، واستخراج وجعله العمدة األس قطعية يرتكز على أصولاألحكام من األدلة، ويكون بديال لعلم األصول، الذي سيضيق جماله وحيصر عمله يف

( فنحن إذا أردنا كيب األدلة الشرعية ، ويف ذلك يقول ابن عاشور:استمداد طرق ترالفقه للتفقه يف الدين حق علينا أن نعمد إىل مسائل أصول أن ندون أصوال قطعية

املتعارفة، وأن نعيد ذوا يف بوتقة التدوين، ونعريها مبعيار النظر والنقد، فننفي عنها ونضع فيها أشرف معادن الفكر والنظر، مث نعيد صوغ ، األجزاء الغريبة اليت علقت ا

ذلك العلم ونسميه علم مقاصد الشريعة، ونترك علم األصول على حاله تستمد منه حتت لة الفقهية، ونعمد إىل ما هو من مسائل أصول الفقه غري مرتوطرق تركيب األد

.١/٨٩االجتهاد املقاصدي/و ٣٢املدخل إىل دراسة املقاصد/ينظر: _٣٤٠ .٤١٦عند ابن تيمية/املقاصد ينظر: _٣٤١

١١٩

سرادق مقصدنا هذا من تدوين مقاصد الشريعة فنجعل منه مبادئ هلذا العلم اجلديد .)٣٤٢()علم مقاصد الشريعة

البد من ارتباط املقاصد بأصول الفقه وأن يتم تطويرمها يف إطار احلق أنهولكن شور يف تأسيس علم مستقل ملقاصد الشريعة وترك علم أصول ، وأما رأي ابن عاواحد

بكال العلمني، إذ جيمد األصول على حاهلا وحيرمها من روح ضار فهوالفقه على حاله، املقاصد، كما أنه يبعد املقاصد عن الدور الوظيفي الذي يقوم به حاليا، والذي ينبغي

.)٣٤٣(أن حنرص على تطويره ميكن إفراد موضوع املقاصد بالتأليف والبحث نصف أنهيراه الباحث املوالذي

بالبحث هإذ إن إفراد، بغريه من فروع العلم وجعله فرعا من فروع الشريعة أسوةلفت األنظار إليه، وإيصاله إىل درجة يكشف كوامنه وأسراره والوالدراسة يسهم يف

حمل أصول الفقه أو يكون أما إمكانية صريورته منهجا الستنباط األحكام حيل ، النضج هو ما قام به الشاطيب من دمج مباحث املقاصد ، وأفضل عملفغري مسلمموازيا له

فيها حبيث تصري روحا يسري فيه، فمباحث بارزة مبباحث األصول وإعطائها مكانة .)٣٤٤( عنهابديال وليست ملباحث األصول املقاصد مكملة

.١٧٢مقاصد الشريعة اإلسالمية/ابن عاشور/ _٣٤٢ .٢٨٨حنو تفعيل املقاصد/ينظر: _٣٤٣ .٤٠طرق الكشف عن مقاصد الشارع/ينظر: _٣٤٤

١٢٠

.اصد بعلم الفقهعالقة املق :ثايناملبحث الأو املقاصد تنبين وتتأسس على الفقه، ولذلك مسيت املقاصد مبقاصد األحكام

فاألحكام الشرعية هي طريق حصول املقاصد مقاصد الفقه، أو مقاصد الشرع ، كما أن كل األحكام الفقهية وسائر ثها واملقاصد هي النتاج والثمرة، وأساس انبعا

ق مقاصدها وغاياا، وهذه املقاصد والغايات هي جماالت الشريعة قد شرعت لتحقي .)٣٤٥(نفسها منظومة مقاصد الشريعة

الفقه يف الدين ال يتحقق إال بالعلم بباطنه وسره، يقول الدكتور القرضاوي:( وهلذا عد العلم مبقاصد ، وأول ما يشمل هذا: العلم باملقاصد اليت جاء ا الدين

ظرومن وقف عند ظواهر النصوص ومل ين، قه يف الدين الشريعة وأسرارها هو لباب الفد فقه يف الدين قيف حقائقها وأعماقها ويتعرف على أهدافها وأسرارها، فال أحسبه

.)٣٤٦( )وعرف حقيقة الدين . املقاصد الشرعية للعبادات - املطلب األول

واآلخرة ، ويف ذلك يقول سياق اخللق إىل اهللا تعاىل لنيل رضاه وسعادة الدنيامن مقاصد العبادات مقصد الشـرائع كلـها اإلمام الغزايل رمحه اهللا: "نعلم بشواهد الشرع، وأنوار البصائر مجيعا أن

وأنه ال وصول هلم إىل ذلك إال مبعرفة اهللا تعـاىل سياق اخللق إىل جوار اهللا تعاىل وسعادة لقائه، )ا خلقت اجلن واإلنس إال ليعبدون( وم: ومعرفة صفاته وكتبه ورسله، وإليه اإلشارة بقوله تعاىل

.٢/١١٩املقاصد الشرعية/د.اخلادمي / ينظر: _٣٤٥ .٣٤دراسة يف مقاصد الشريعة/القرضاوي/ _٣٤٦

١٢١

أي: ليكونوا عبيدا يل، وال يكون العبد عبدا ما مل يعرف ربه بالربوبية، ونفسه ، )٥٦(الذاريات: .٣٤٧ببعثة األنبياء" املقصود األقصىبالعبودية، وال بد أن يعرف نفسه وربه، فهذا هو

د األنس بذكر اهللا عز وجل، لإلنابة إىل دار تأكي مقصود العباداتيذكر الغزايل رمحه اهللا أن واخللود، والتجايف عن دار الغرور، واملقصود من تنوعها زيادة التأثري يف التذكري، ومنع املالل عن

القلب الذي تسببه املداومة على نوع واحد، ألن املداومة على نوع واحد من العبادات جتعله من . )٣٤٨(العادات فيقل أثره يف القلب

بد من اإلشارة هنا إىل أن العبادات اليت حتقق هذه املقاصد هي العبادات املشروعة ، والألا وردت على خالف األدلة ، البدعة تأيت على خالف املقاصدوليست املبتدعة ، ف

من املعلوم أن من مقاصد قاصد، فهي هادمة ومقوضة للمقاصد ن فوالنصوص اليت أثبتت املال والعبادة ومحل املكلفني على الطاعة بالطرق اليت ضبطها الشارع العبادات حتقيق االمتث

أو ،جديدة والبدعة إحداث عبادات، فال يعبد اهللا إال مبا شرعها وفق مراده ومشيئته اومستعديل عبادات ا مشروعةوتغيريها إما بإضافة أمور وطرق جديدة، أو بتنقيص بعض مطلوبا

ا معا، فالبدعة ختالف مبدأ العبودية هللا وتصادم انصياع املعبود هللا، وشروطها وكيفياا أو م )٣٤٩(وتعارض مقاصد ثبات العبادات ودوامها ألا ال تتغري بتغري الزمان واملكان واحلال

. ٢٥/ ٤إحياء علوم الدين / -٣٤٧ م . ١٩٩٤/ دار البلخي / ٩٨اإلمام الغزايل / حممود بيجو /: األربعني يف أصول الدين / رينظ - ٣٤٨ .٨١ - ٢/٨٠/قاصد الشرعية امل ينظر: -٣٤٩

١٢٢

.مقاصد الصالةأوال: : )٣٥٠(منها مذكورة يف القرآن للصالة العديد من املقاصد

ويف ذلك يقول تعاىل ذكر يف هديه وخلقه وحسابه ت إقـامة ذكر اهللا تعاىل و - ١ .)٢٠( سورة طه / (وأقم الصالة لذكري):

إصالح حال املصلي وتطهري نفسه وذيبها بإبعادها عن دائرة املنكرات - ٢( )(إن الصالة تنهى عن الفحشاء واملنكر ويف ذلك يقول تعاىل : والفواحش . )٤٥العنكبوت

إن احلسنات يذهنب ( ويف ذلك يقول تعاىل : حمو الذنوب والسيئات - ٣ )١١٤( هود/ ) السيئاتما سلككم يف سقر قالوا: مل ( ويف ذلك يقول تعاىل : النجاة من عذاب اهللا - ٤

.)٤٣( املدثر / )نك من املصلني .مقاصد الزكاةثانيا:

ادية، تطهري مال املزكي وتنقية نفسه من أمراض الشح واألنانية واملمقصد الزكاة ومن رذائل الشماتة والثأر والكراهية ، وختليص اتمعات من عيوب احلسد والبغضاء

والتدابر، بسبب انعدام املعروف وقلة املساعدات واإلعانات، وترك الصدقات والزكوات، واكتناز األموال وتكريسها على حساب واجب التعاون والتضامن

خذ من قوله تعاىل: ( يف فريضة الزكاة والتهادي، ولذلك نص على املقصد اجلامع ليزيد شرعي فالزكاة عمل ) ، ١٠٣( التوبة / ) أمواهلم صدقة تطهرهم وتزكيهم ا

.١/٤٢_ ينظر: املقاصد الشرعية / ٣٥٠

١٢٣

املال مناء وتطورا، ويقوي االقتصاد نشاطا واستثمارا، ويعمق أواصر األخوة واملودة .)٣٥١(والتحابب بني أفراد اتمع وفئات األمة

: )٣٥٢(منهاذكرها اإلمام الغزايل جهة أخرى مقاصد عظيمة وللزكاة من األموال ، فسوى الواحد الفرد يبقى للموحد حمبوبحتقيق معىن التوحيد، وذلك بأال -

سببها يأنسون ذا العامل وينفرون عن املوت ، بعند اخلالئق ألا آلة متتعهم بالدنيا حمبوبةدعواهم يف احملبوب واسترتلوا عن املال الذي فامتحنوا بتصديق، مع أن فيه لقاء احملبوب

.هو مرموقهم ومعشوقهم

وإمنا تزول صفة البخل بأن تتعود بذل املال فحب الشيء ، من صفة البخلتطهري النفس - .ال ينقطع إال بقهر النفس على مفارقته

ة فالعبادات البدنية شكر لنعم، يف نفسه ويف ماله هعلى عبده نعمشكر نعمة اهللا تعاىل - .واملالية شكر لنعمة املال، البدن

. الفقري حاجة سد -

. مقاصد التربعاتا: ثالث : ٣٥٣للتربعات واألعمال اخلريية الكثري من املقاصد منها

لفضائل والقيم اإلنسانية كفضيلة ل فعل اخلري ونشرل إشاعةعات إكثار التربيف - ١ املواساة وحب الغري وعونه ومساعدته.

.٥٣٥، و املقاصد العامة/ ١/٤٣/ ينظر: املقاصد الشرعيةينظر: _٣٥١ .٢١٢-٦٧-٦٦ألربعني يف أصول الدين / وا، ٢٨٢- ٢٨١/ ١نظر : اإلحياء / ي -٣٥٢ .٥٦ -١/٥٤املقاصد الشرعية/ ينظر: -٣٥٣

١٢٤

ين اخلري والعون واملودة يف نفس املتربع ودرء خصال الشح واألنانيةمتكني معا - ٢وحتقيق التوسعة للمتربع له وتفريج كربته وعونه وحب الذات واإلخالد إىل الدنيا ،

على أعباء الدنيا ومصاريف العيال.مستوى األمة تأصيل معاين اخلري واملعروف والتعاون وتآلف القلوب يف ىوعل - ٣ مع الصاحل واألمة الواحدة.بناء ات صياغة النهضة الشاملة والنماء الناهض. - ٤ أن ينال املتربع الدرجات العالية عند ربه وجنات أبدية يف دار كرامته. - ٥

. مقاصد الصياما: رابعتعميق التقوى يف قلوب الناس وتقرير فضائل األقوال واألعمال يف كيان األفراد

الصرب واملصابرة والتضحية واملساعدة وتذكر حال الفقري واتمعات وذلك من حنو واملسكني، واالعتبار حبال النوازل والشدائد اليت قد تصيب اإلنسان يف كل وقت

وحني، فتجعل الغين فقريا حمتاجا بعد كثرة رزق وسعة رفاه.والصوم مدرسة تطبيقية تبعد األمراض واألسقام وتزيل اهلواجس واألوهام، وترفع

.)٣٥٤(لنفس من اإلخالد إىل األرض إىل السمو اإلمياين واألخالقي البناء التقوى ، اليت هي آلة عدو اهللا والشهوة اهلوى هو كسرمقصود الصوم ويذكر الغزايل أن ، فروح الصوم وسره تضعيف بالكف عن الشواغل للعبادةوتفرغ ، النفس على التقوى

تصفية القلب وتفريغ اهلم هللا عز ، وىل الشرورالقوى اليت هي وسائل الشيطان يف العود إ . )٣٥٥(وجل

.١/٣٤املقاصد الشرعية/ ينظر: -٣٥٤ . ٣٤٩_ ٣١٣_ ٣٠٩/ ١/ ينظر : اإلحياء -٣٥٥

١٢٥

. املقاصد الشرعية للكفارات خامسا: : )٣٥٦(من مقاصد الكفارات ما يلي

تقرير معىن التعبد واالمتثال يف نفس املكفر. - ١ ستر الذنب وحموه وإزالته. - ٢ تأديب املفكر وتربيته وردعه وزجره. - ٣ احلرية ( يف كفارة اليمني )حتقيق مصاحل اإلطعام و - ٤ إراحة ضمريه وتأديبه وزجره، ومحله على العمل الصاحل وعونه عليه. - ٥

.للمعامالت املاليةاملقاصد الشرعية -املطلب الثاينو مقاصد الشريعة يف األموال وهي: الرواج ( التداول )، ذكر العلماء عددا من

، وسأتناوهلا واحدا ثبااو من االعتداء، احملافظة عليها و العدل فيها، و الوضوح، واحدا:من الناس دوران املال بني أيدي كثري ووهالتداول) -املقصد األول (الرواج -١

( ) بني األغنياء منكم كي ال يكون دولةلقوله تعاىل: ( شرعي ، وهو مقصدبوجه حقوحتوله عن طريق االستهالك ، فال بد من تيسري دوران املال يف األمة ) ٧سورة احلشر/

أو االستثمار وعن طريق أشكال املعامالت واملعاوضات املختلفة حىت ال يكون قارا يف يد ميد األموال ألن يف ذلك وقد حث الشارع على التداول فمنع االكتناز وجت ، واحدة

املاء كحركة ( وحركة املال ضروريةامل: الدكتور الع ، يقول)٣٥٧(ق باألمة حلضررا يوالرياح، ألن املال إذا سكن أسن وتكدر، وبسكون الرياح قد يشتد احلر وتركد

.٧٦-٧٥-١/٧٤/ املقاصد الشرعية ينظر: _٣٥٦ . ٢٩٤-٢٩٣أمهية املقاصد/و ، ٤٦٦ينظر : مقاصد الشريعة/ابن عاشور/ _ ٣٥٧

١٢٦

السفن ويقل اهلواء الصاحل للحياة، فكذلك جتميد املال وتعطيل حركته ال يأيت خبري .)٣٥٨(لصاحبه وال لألمة)

:)٣٥٩(يق مقاصد الشريعة لتداول األموال وضع الشارع التشريعات التاليةولتحقمن الناحية االجتماعية بقتل التعاطف والتراحم وضررها واضح الربا:حترمي - أ

وذلك يقضي على مقصود الشارع من جعل اتمع ، والتعاون بني أفراد اتمع من الناحية االقتصادية فإن الربا إذا انتشر يف ، كاجلسد الواحد يف التعاضد والتعاون وت الزراعية والصناعية والتجارية وهذه أصول اتمع فإنه يقضي على مجيع االستثمارا

مجيع أفراد بني عل األموال دولةملقصد الشارع جب املكاسب والعمل، وهذا مناقض .اتمع

ملا فيه من التضييق على الناس يف أقوام وأرزاقهم . منع االحتكار: -بشة وتبديد فقد حرمه الشارع ملا فيه من الربح واخلسارة الفاح منع امليسر: -جـ

. للطاقات واجلهود واملنتجة يف األفراد واألمةبقدر اإلمكان وترجيح جانب ما فيها من املصلحة على تسهيل املعامالت - ـد

ما عسى أن يعترضها من مفسدة مرجوحة. الوضوح.املقصد الثاين: -٢

وذلك بإبعادها عن الضرر والتعرض للخصومات بقدر اإلمكان ولذلك شرع : ( أن تكون يف مقصد الوضوح الدكتور العامل يقول)٣٦٠(الرهن يف التداين اإلشهاد و

عن مواطن املنازعات واخلصومات وحلوق الضرر، ويف هذا تسهيل حلفظها من بعيدة

.٥٠٢املقاصد العامة/ _٣٥٨ . ٢٩٧ -٢٩٦أمهية املقاصد/ و وما بعدها ، ٤٦٤مقاصد الشريعة اإلسالمية : ابن عاشور/ ينظر:_٣٥٩ . ٤٧٣ابن عاشور / / مقاصد الشريعة اإلسالمية _٣٦٠

١٢٧

التعرض للجحود والنكران مث الضياع، مث لتحقيق هذا املقصد شرع اإلسالم التوثيق يف .)٣٦١(ن)شهاد والرهالعقود واملعامالت املالية كالكتابة واإل

املقصد الثالث: العدل يف األموال. -٣وذلك بوضع املال يف موضعه الذي خلق من أجله، فالعدل حتري احلق يف كسبه،

السبل الرشيدة يف إنفاقه كالزكاة واتباع وحقوق وتأدية ما عليه من واجبات .)٣٦٢(وتنميته

يف األموال بأن يكون حصوهلا : ( العدل رمحه اهللا يف هذا املقصد ابن عاشور يقولوض مع مالكها أو تربع وذلك إما أن حتصل بعمل مكتسبها، وإما بع بوجه غري ظاملومن مراعاة العدل حفظ املصاحل العامة ودفع األضرار وذلك فيما يكون وإما بإرث ،

مثل األموال اليت هي غذاء من األموال تتعلق به حاجة طوائف من األمة إلقامة حياا .)٣٦٣(واألموال اليت هي وسيلة دفع العدو عن األمة) وقوت ، املقصد الرابع: احملافظة عليها من االعتداء. -٤

( ) يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطلوأصله قوله تعاىل: ( .) ٢٩/ النساءسورة

: )٣٦٤(وضع الشارع جمموعة من التشريعات منهاوللحفاظ على املال والسارق ( ملرتكبها ، ويف ذلك يقول تعاىل: ووضع حد حترمي السرقة -أ

. ) ٣٨(املائدة /)والسارقة فاقطعوا أيديهما

.٥٢١املقاصد العامة/ -٣٦١ .٣٠٠أمهية املقاصد/ينظر: -٣٦٢ . ٤٧٧مقاصد الشريعة/ابن عاشور/ _٣٦٣ .٣٠٦ية املقاصد/أمه _٣٦٤

١٢٨

من وظائف الوالية العامة إقامة العدل فيما بني الناس : حترمي الرشوة -بواحملافظة على حقوقهم ومصاحلهم الدنيوية واألخروية، فهذا مقصد من مقاصد الوالية، بل هو من أهم املقاصد يف داخل الدولة ولذلك حرمت الرشوة حمافظة على ميزان العدالة ألنه لو أبيحت الرشوة لصار القضاء بني الناس رهينا مبا يدفعه أحد اخلصمني للقاضي أو احلاكم، فمن يدفع أكثر يكون له النصر ولو كان ظاملا يف علمه وعلم

.)٣٦٥(القاضي ا من أهم العوامل اليت تؤثر يف جمرى العدل بني الناس وتغيري موازينه، أل هي حمرمةف

ومتهد للظلم يف األحكام وإعطاء احلقوق لغري مستحقيها، فسدا هلذه الذريعة اخلطرية جعل الشارع أعمال الوالية العامة من املقاصد الضرورية األصلية اليت ال تنال ا حظوظ الدنيا.

وال تقربوا مال اليتيم إال باليت ( يقول تعاىل : اليتامى: العناية بأموال -جـ ، وغري ذلك من التشريعات.)١٥٢( األنعام / )هي أحسن

.املقصد اخلامس: إثبات األموال -٥ا دون منازعة٣٦٦(، فمقصد الشريعة يف ثبات التملك أمور أي تقريرها ألصحا(:

عليه ولتحقيق هذا أي خطر دون صحيح أن خيتص املالك مبا متلكه بوجه -أأحكام صحة العقود والوفاء بالشروط وفسخ ما تطرقه الفساد منها أثبتتاملقصد

ملقصد الشريعة. أن يتصرف صاحب املال مبا متلكه أو اكتسبه حبرية. -ب

أال ينتزع منه ماله بدون رضاه. -جـ

.٥٦٤-٥٦٢املقاصد العامة/ ينظر: _٣٦٥ . وما بعدها ٤٧٤مقاصد الشريعة/ابن عاشور/ _٣٦٦

١٢٩

. الشرعية للزواج واألحوال االشخصيةاملقاصد - املطلب الثالثواستمرار بقاء ، تكوين األسر السليمة اصد الشريعة يف األحوال الشخصية من مق

النوع اإلنساين بوسيلة وتوفري السعادة األسرية املعنوية منها واملادية، وضبط نظيفة ،ار عن األفراد واألسر ودفع الفساد واإلضر ، العالقات بني األقارب واألرحام

.)٣٦٧(واتمعات السكن، طلب ويليه ( رمحه اهللا أن من مقاصد الزواج التناسل اطيبالشوقد ذكر

والنظر باحلالل، االستمتاع من واألخروية، الدنيوية املصاحل على والتعاون واالزدواج أوالده وعلى عليه، قيامها أو املرأة، مبال والتجمل النساء، حماسن من اهللا خلق ما إىل

ونظر الفرج، شهوة من احملظور يف الوقوع من حفظوالت إخوته، أو غريها، من أو منها، ذلك فجميع ذلك أشبه وما العبد على اهللا من النعم مبزيد الشكر يف واالزدياد العني

علم ما ومنه إليه، مشار أو عليه، منصوص فمنه النكاح شرع من للشارع، مقصود .)٣٦٨() املنصوص ذلك من استقرئ ومسلك آخر بدليل

: )٣٦٩(للزواج عدة مقاصد وهيرمحه اهللا ايل الغزاإلمام ذكر و ي األصلي، وهو قربة من أربعة أوجه وهي: حتصيل الولد وهو املقصد .١ .موافقة حمبة اهللا بالسعي يف حتصيل الولد إلبقاء جنس اإلنسان .طلب حمبة رسول اهللا يف التكثري من مباهاته .طلب التربك بدعاء الولد الصاحل بعده الشفاعة مبوت الولد الصغري إذا مات قبله. طلب

.٢٥٨حماسن ومقاصد اإلسالم/د.حممد أبو الفتح البيانوين/ينظر: _٣٦٧ .٣/١٣٩املوافقات/ -٣٦٨ وما بعدها. ٣٢/ ٢ينظر : اإلحياء / -٣٦٩

١٣٠

التحصن من الشيطان، وكسر التوقان، ودفع غوائل الشهوة وغض البصر، .٢ وحفظ الفرج.

ترويح النفس وإيناسها باالسة والنظر واملالعبة، وإراحة القلب وتقويته على .٣ العبادة.

الفرش تفريغ القلب من تدبري املرتل والتكلف بشغل الطبخ والكنس و .٤ وتنظيف األواين ويئة أسباب املعيشة.

جماهدة النفس ورياضتها بالرعاية ، والوالية، والقيام حبقوق األهل، والصرب .٥على أخالقهن، واحتمال األذى منهن ، والسعي يف إصالحهن، وإرشادهن إىل طريق الدين واالجتهاد يف كسب احلالل ألجلهن، والقيام بتربيته

ألوالده. مقاصد الزواج البد من حتقق الشروط التالية: ولتحقيق

١ - أن يكون الدخول يف عقد الزواج على جهة الدوام والتأبيد وذلك ألنه عقد ليس املقصود منه تلبية الرغبات والشهوات فحسب بل املقصود األصلي منه حصول

حيقق النسل وبقاؤه، ومصلحة النسل تقتضي دوام الرابطة الزوجية وبقاءها، ألن ذلك املقصود بصورة أسلم وأمت يف رعاية األوالد وتربيتهم بعكس لو بين على التوقيت الذي

.)٣٧٠(قد يكون سببا يف ضعف االلتزامات األبوية، أو زواهلا مع حاجة النسل إىل ذلك ، مشروعية النكاحيناقض قصد الشارع من ألنه نكاح املتعةلذلك حرم اإلسالم

رع من مشروعية النكاح، والتوقيت يناقض ذلك، مث إن والدوام حيقق مقصود الشاالتوقيت يناقض املقاصد التبعية أيضا، ألن من املقاصد التبعية ( السكن واملودة والرمحة )

.٤١٨املقاصد العامة/ ينظر: -٣٧٠

١٣١

وهذه تظهر فيمن يكون ارتباطه باآلخر لفترة طويلة، ولكن إذا علم كل واحد أنه تكون ضعيفة وال حتقق سيفارق صاحبه بعد أسبوع أو شهر أو سنة فـإن الرابطة

.)٣٧١(املقصود أوجب الشرع إعالن عقد الزواج على رؤوس األشهاد حىت ال اإلعالن: - ٢

خيتلط بالسفاح، وليعلم كل فرد من أفراد اجلماعة أن هذه املرأة صارت مقصودة على جلميع تبعات هذا هذا الرجل، وأنـه أصبح زوجا هلـا، ومسؤوال عنها ومتحمال

.)٣٧٢(ارهالعقد وآث مقاصد احلجاب. - املطلب الرابع

: )٣٧٣(للحجاب مقاصد متعددة منها ما يليدرء الفتنة وذلك مبنعه من إثارة الشهوة حنو غري الزوجة أو الوقوع يف - ١

الفاحشة، وأقل الفتنة حترك القلب على وجه يشوش اخلاطر.ملتسكعني هلا، دفع األذى عن املرأة وذلك بإبعاد نظر األجانب عنها وتعرض ا - ٢

لعفافها. والذي يعترب خدشا حليائها وزعزعةويف احلجاب أيضا دفع لألذى عن الرجال ألن النظر إىل املتربجات فيه أضرار

يسوق غريزي تفتك بنفوس الرجال، فالنظر إما يطلق الشهوة ويسوق صاحبه إىل سعارتعقيد وإما أن يصاب صاحبه حيث أراد، وإما أن يكبح مجاحه فيقع يف الكبت وال بالربود، وهذا العذاب النفسي كفيل بالقضاء على طاقة اإلنسان.

.٤٢٠املرجع السابق/ : ينظر _٣٧١ .٤٢٠املرجع السابق/ ينظر: _٣٧٢-٢١٦-٢١٥-٢١٠-٢٠٥ -١٩٥مقاصد الشريعة يف فرض احلجاب/د.عبد ايد السوسرة/ ينظر: _٣٧٣ هـ.١٤٢٥/ ٥٩/ جملة الشريعة والدراسات اإلسالمية / جامعة الكويت / العدد ٢١٩

١٣٢

احملافظة على طهارة القلب من اخلواطر الشيطانية، واهلواجس فاحلجاب يطهر - ٣ قلوب الرجال والنساء من غوائل الفنت اليت يأيت ا السفور واالختالط.

على سنن اهللا يف اخللق، ذلك حمافظةمتيز لباس املرأة عن لباس الرجل، ويف - ٤على بقاء الرجل ضمن معاين الرجولة ليؤدي دوره املطلوب منه يف فاإلسالم حريص

احلياة، كما حرص على بقاء املرأة يف إطار األنوثة ليتم التكامل وتطرد سنة اهللا الكونية يف خلق النوع اإلنساين.

على الستر، وطبيعة احلجاب تضمن هلا مبينتقوية احلياة عند املرأة، ألن حاهلا - ٥لباهلا فال نظرات تالحقها، وال تسكعا لنفس املرأة وهدوء ذلك، ففي احلجاب راحة

. يتبعها، وال قلقا يؤرقهااحملافظة على الكرامة، فاحلجاب جيعل املرأة تبدو بشكل يتسم بالعفاف - ٦

. من الناس، ويبعد عنها أذى الفساقير والسلوك الرفيع ويكسب املرأة االحترام والتقداحلجاب واللباس احملتشم يبعد املرأة عن إهدار مهومها يف ضروب اللباس - ٧

الفاتن واملثري لغري زوجها، وجيعلها تنصرف مومها حنو قيامها مبسؤولياا االجتماعية أو املهنية اليت تفرضها حاجتها أو حاجة جمتمعها.

الذوق اإلنساين الذي يعجب مبفاتن ف ،عن االبتذال اجلاهلي االرتقاء باملرأة - ٨اجلسد العادي ذوق وهو أحط من الذوق الذي يعجب جبمال احلشمة غليظ بدائي

.الروح ومجال العفة ومجال املشاعراهلادئ والذي ميثل مجال فاالحتشام جيعل املرأة ال تلهث ر النفسي عند املرأة وعند الرجل ، االستقرا - ٩يف إبراز مفاتنها للرجال وإمنا تستر مجاهلا وتبديه ملن جاز له شرعا أن يراه، مضطربة

وبالنسبة للرجال فإن احلجاب واالحتشام جيعل نفوسهم دأ وترضى مبا لديهم من زوجات.

١٣٣

تطهري اتمع من كل حمركات الشهوة وعوامل إغرائها وييجها بقدر -١٠نسان الفكرية واجلسدية أن تنشأ وترتقي يف جو هادئ اإلمكان، حىت يكون لقوى اإل

مطهر، ويتمكن اإلنسان من أن يقوم بنصيبه من العمل، لتعمري التمدن بقوة موفورة . مدخرة

.والشهادات املقاصد الشرعية للقضاءاخلامس: املطلبالقضاء ركن من أركان الدولة ، وجزء هام من مقومات اتمع ، وتقع عليه

ية محاية االنفس واألرواح واألموال واحلقوق ، ويؤمن الطمأنينة واهلدوء والسالم مسؤول يف اتمع .

فاملقصد الذي يسعى القضاء إليه هو حتقيق العدل وإقامة القسط ، وحفظ احلقوق وإقامة ، واستتباب األمن ،واحملافظة على األنفس واألموال ومنع الظلم والطغيان

كام ، واألخذ على يد اجلناة ومعاقبتهم على ما جنت أيديهم القصاص واحلدود واالح، دف منعهم من العودة إىل هذا العمل احملرم ، ومنع غريهم من اإلقدام على مثله ، كما وجد القضاء للحفاظ على حقوق اآلخرين ومنع االعتداء عليها ، وتأمني احلماية

دوانا وظلما ، أوتعويضهم عنها ماديا هلا، وضمان ردها إىل أصحاا إذا سلبت منهم ع . ٣٧٤أو معنويا

: )٣٧٥(فمقاصد القضاء يف الشريعة اإلسالمية تتمثل يفحفظ احلقوق املادية واملعنوية للناس، وصيانتها من الضياع واإلتالف، - ١

ومحايتها من كل ضروب التفويت والتبديد.

م.١٩٩٨/ طبع جامعة دمشق/ ١٢-١٠مد الزحيلي/ ينظر: أصول احملاكمات الشرعية واملدنية : د. حم - ٣٧٤ .٦٤ -١/٦٣املقاصد الشرعية/ ينظر : _٣٧٥

١٣٤

دون تفرقة أو متييز بسبب إقامة العدل واإلنصاف واملساواة بني مجيع الناس - ٢الدين أو اجلنس أو العرق أو اجلاه أو النسب أو اللون أو غري ذلك، ومعلوم أن العدل واإلنصاف واملساواة أسس ضرورية البد منها يف قيام العمران والنظام ويف قيام

االستقرار واالرتياح، واألمن، والسالمة واإلسالم.طغاة وقمع الظلمة واملعتدين وحتقيق انزجار زجر املنحرفني وردع اجلناة وال - ٣

غري املعتدين الذين قد يفكرون يف االقتداء م.رد املظامل إىل أصحاا ومنع االعتداء وانتهاك حقوق الغري سواء يف نفسه - ٤

وروحه، أو جسده وعقله، أو عرضه وشرفه، أو ماله ومتاعه، أو غري ذلك مما عده ام واملراعاة واحلماية.الشرع حقوقا الزمة االحتر

حتقيق اإلصالح والصلح بني الناس، والسعي إىل إزالة أسباب االختالف - ٥والتدابر والتنازع، ودرء الصراع واالقتتال بني الناس واألزواج واجلريان واجلماعات

والدول واهليئات. طة تسريع إيصـال احلقوق إلـى أصحاا وتعجيل رفع املظامل واملفاسد املسل - ٦

على الناس.إسهام القضاء يف إجناح سياسة الدولة العادلة، وترشيد مسريا احلضارية - ٧

والتنموية، وذلك يكون بإبداء النصح واإلرشاد، واملشاركة ووضع الربامج والتصورات وإعانة القادة والساسة على قيامهم بوظائفهم وأعماهلم، وفق املصلحة العامة، ومبدأ

والتقوى، وفـي ضوء معاين العدل واملساواة وإرادة اخلري والنهوض التعاون على الرب والصالح للكافة والعامة.

لتحقيق مقاصد القضاء، فإذا وجدت و الزمة مشروعة هي وسيلة الشهادةوالشهادة على الوجه املطلوب شرعا كان القضاء صحيحا مؤديا إىل مقاصده وفوائده،

١٣٥

لذلك ، ضاء الصحيح وفاتت مقاصده وتعطلت مصاحلهوإذا تركت وأمهلت انعدم الق .)٣٧٦(ا ال يتم الواجب إال به فهو واجبكوجوب مقاصدها إذ م واجبة فهي وسيلة

.القصاص والعقوبات الشرعيةمقاصد :دسالسااملطلب :)٣٧٧(للقصاص وإقامة احلدود الشرعية العديد من املقاصد منها

على النفس، والعدالة أن يؤخذ متعمد اعتداء للجرمية، فاجلرمية وفاق جزاء أا- ١اجلاين مبثل فعله، إذ ال يعقل أن يفقد والده ولده، ويرى قاتله ويغدو بني الناس حرم من

رؤية ولده. زجر املعتدي وردعه وتأديبه، جمازاة له مبا كسب واقترف.- ٢ انزجار غري املعتدي وارتداعه وختويفه . - ٣يه واسترضائهم واستعطافهم، كي ال يقدموا على االنتقام إرضاء أهل اين عل - ٤

والتشفي والثأر، ألن يف ذلك اإلقدام وقوعا يف الفعل ورد الفعل، وإشعاال لنار الفتنة والتقاتل. .صيانة اتمع ومناء للحياة االجتماعية عندما يسود األمن واالستقرار - ٥

. الشرعيةالسياسة الوالية و : مقاصد السابع املطلبوتأسيس الدولة يف اإلسالم هو ، من ضروريات الدين السلطة السياسية ضرورة

من اإلسالم ذاته، وأن احلاكم ينبغي أن ن السياسة نابعةأأحد مقاصد الشريعة، أي يسوس املسلمني بأحكام الدين ويقيم مصاحلهم، وعلى األمة صاحبة القوامة عليه أن

.٦٦-١/٦٥املقاصد الشرعية/ ينظر: _٣٧٦ .٦٠- ٥٩ -١/٥٨، و املقاصد الشرعية /١٥٠-١٤٩/إمحيدان/اإلسالمية ينظر: مقاصد الشريعة -٣٧٧

١٣٦

روج عن حكم القانون إىل حكم وحتد من سلطته إذا أراد اخلتتكفل برزقه، وأن تراقبه .)٣٧٨(هواه

ال بل ( أن والية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، يقول ابن تيمية رمحه اهللا :قيام للدين وال الدنيا إال ا، فإن بين آدم ال تتم مصلحهم إال باالجتماع حلاجة بعضهم

رأس .... وألن اهللا تعاىل أوجب األمر إىل بعض، وال بد هلم عند االجتماع من باملعروف والنهي عن املنكر، وال يتم ذلك إال بالقوة واإلمارة، وكذلك سائر ما أوجبه اهللا من اجلهاد والعدل وإقامة احلجج واجلمع واألعياد ونصر املظلوم وإقامة احلدود ال

بة يتقرب ا إىل اهللا، فإن فالواجب اختاذ اإلمارة دينا وقر....يتم إال بالقوة واإلمارة، .)٣٧٩(التقرب إليه بطاعته وطاعة رسوله من أفضل القربات)

: )٣٨٠(مقاصد اإلمامة والسياسة الشرعيةومن حفظ الدين وصيانته وتدعيمه وتقويته وترسيخه يف نفوس الناس ويف واقع - ١

باختاذ احلياة، فحفظ اإلسالم وشعائره وتعاليمه مسؤولية احلاكم فهو القائم عليهالسياسات والربامج واخلطط اليت حتقق ذلك وجتسده يف أرض الواقع ومن ذلك: بناء

العلم وإقامة املساجد والكتاتيب وعمارا بالذكر والعبادة وحفظ القرآن ونشروبناء املدارس واملعاهد والكليات واجلامعات اليت خترج العلماء الصلوات واجلمعات ،

بني والباحثني الذين يقومون بواجب حراسة الدين واحملافظة عليه.والفقهاء واألئمة واملر

.٢٤٩-٢٤١الشاطيب ومقاصد الشريعة/ ينظر: _٣٧٨/ املكتبة العصرية/بريوت/ ١١٤-١١٣يف إصالح الراعي والرعية : تقي الدين بن تيمية / السياسة الشرعية -٣٧٩

.١/٢٠٠٨ط .٧٩- ١/٧٨املقاصد الشرعية/د.اخلادمي/ينظر: -٣٨٠

١٣٧

حفظ األمن وحراسة النظام واستدامة االستقرار النفسي واالجتماعي ويكون - ٢ومنع احلرابة وسائر أنواع االعتداء ،ذلك حبفظ حياة النفوس ومنع القتل بغري وجه حق

وكرامتهم مبنع خمتلف أوجه وحفظ أعراض الناس وأنسام وشرفهم ، على النفوسهم، وحفظ أموال الناس وممتلكام وأمتعتهم وأرزاقاالعتداء على العرض والنسب ، وتطبيق العقوبات الالزمة لقمع اجلناة وزجر املعتدين ومنع كل ما يفوت ذلك ويعطله ،

وانزجار غري املعتدين، ولتقرير حقيقية األمن واألمان يف النفوس ويف الواقع. حفظ العقول واألذهان بإحيائها بنور اهلدى القومي والعلوم النافعة وبتحييدها - ٣

عن مزاولة رذائل املخدرات واخلمور واملسكرات وسائر ما خيدر العقل اإلنساين ويعطله ويغيبه، وذلك مثل الدجل والشعوذة واخلرافة والعرافة والكهانة والتطري.

رمحة واحلكمة وغري ذلك من واجبات حتقيق العدل واملساواة والشورى وال - ٤ . احلاكم جتاه الشعب واحملكومني

١٣٨

، الشرعیة تعلیل األحكام :الرابعالفصل وطرق الكشف عن المقاصد

وحيتوي على مبحثني:

.الشرعية املبحث األول: تعليل األحكام

املبحث الثاين: طرق الكشف عن املقاصد.

١٣٩

الشرعیة.ل األحكام المبحث األول: تعلیيف هذا املبحث سأتعرض إىل تعريف التعليل وأمهيته ، وعالقته باملقاصد، و ملذاهب العلماء يف التعليل ، وأذكر جمال التعليل وجمال االجتهاد املقاصدي ، وأختم مبوقف العلماء منالتعليل

باحلكمة واملقصد.

يته وعالقته بالمقاصد. ، وأهمالمطلب األول: تعريف التعليل .أوال: تعریف التعلیل

ل الشيء: إذا بـني علتـه وأثبتـه هو إظهار علية الشيء، يقال، عل :لغة التعليل .)٣٨١(بالدليل، فهو تقدير ثبوت املؤثر لثبوت األثر

، وهذا قد يكون ألجل القياس، ية استخراجهاوكيف بيان العلل اصطالحا: التعليلوقد يكون لغري ذلك، بأن يبحث اتهد يف احلادثة املستجدة عن معىن يصـلح مناطـا

أو املصـاحل ، وهو املسـمى االستصـالح على ذلك املعىن حيكم به بناء شرعي حلكم، أو بأن يبحث عن علة احلكم املنصوص ال لتعديته، وهو ما مسوه التعليل بالعلة املرسلة

. )٣٨٢( القاصرة أو بيان احلكمة :)٣٨٣(يكون هلدفنيعند علماء األصول من التعريف االصطالحي جند أن التعليل

للـة بيان أن أحكام اهللا وضعت ملصاحل العباد يف العاجل واآلجـل، أي مع -١ مبصاحل العباد وذلك لبيان حماسن الشريعة.

/ دار الكتاب العريب / بريوت / ٨٧-٨٦التعريفات / اإلمام علي بن حممد اجلرجاين / إبراهيم األبياري / -٣٨١

. ١٤٠٥/ ١ط دكتوراه / النهضة العربية / بريوت. أطروحة / ١٢: تعليل األحكام / د. حممد مصطفى شليب / ينظر -٣٨٢ . ١٤٠، و املقاصد عند ابن تيمية / ١٢تعليل األحكام / د. حممد مصطفى شليب / :_ ينظر٣٨٣

١٤٠

: بيان علل األحكام الشرعية وكيفية استنباطها، وذلك لعدة أمور -٢ مل ينص على حكمها بطريق القياس. ملعرفة حكم حادثة -أ

أن يبحث اتهد يف احلادثة عن معىن يصلح مناطا حلكم شرعي حيكم بـه -ب ملسمى االستصالح أو املصاحل املرسلة. بناء على ذلك املعىن، وهو ا

أن يبحث عن علة احلكم املنصوص عليه، ال لتعديته، وهو مـا يسـمى -جـ بالتعليل بالعلة القاصرة.

وعالقتھ بالمقاصد. ثانیا: أھمیة التعلیلساس يف صرح هو مثار الرتاع بني الفقهاء، وعلماء الكالم، وحجر األ إن التعليل

وعلى فهمه تتوقـف واالستنباط، االختالف، ونقطة االرتكاز يف حمور دائرة االجتهاد، وبالوقوف على حقيقته وسرب غوره تتجلى مـدارك معرفة أسرار الشريعة وحكمها

األئمة ويظهر اء الشريعة وحكمها، ويسهل دفع شبه الطاعنني عليها باجلمود، وعدم ٣٨٤(ا للزمن، ومنه يبتدئ طريق اإلصالح، وعلى ضـوئه يسـري املصـلحون مساير( ،

من أركان علم املقاصد يقول اإلمام أساسيا والواقع أن قضية تعليل األحكام متثل ركناباحلكمة واملعىن املناسب وزعم أن مثـل هـذا الغزايل رمحه اهللا: ( من مل يراع التعليل

.)٣٨٥( تصرفات الشارع، فقد أخرج من حزب النظار) النظر غري ملحوظ يف : )٣٨٦(الغزايل للتعليل فائدتني مهااإلمام ويذكر

. ٥-٤/ تعليل األحكام: ينظر -٣٨٤ . ٦١٣شفاء الغليل / _ ٣٨٥ . ٥٤٢-٥٤١، وشفاء الغليل / ٣٧٢-٣٧١/ ٢نظر : املستصفى / ي -٣٨٦

١٤١

ومصلحة احلكم، لإلحاطة مبحاسن الشريعة، واستمالة القلب إىل معرفة الباعث .١الطمأنينة والقبول، واملسارعة إىل التصديق، فإن النفوس إىل قبـول األحكـام

ارية على ذوق املصاحل، أميل منها إىل قهر التحكم ومرارة التعبد .املعقولة اجل املنع من تعدية احلكم عند ظهور علة أخرى متعدية إال بشرط الترجيح. .٢

ـ المطلب الثاني: اء فـي تعليـل أفعـال اهللا مـذاهب العلم .وأحكامه

اختلف العلماء يف تعليل أفعال اهللا وأحكامه إىل مذاهب: وكذلك أحكامـه، وأنـه سـبحانه خلـق ن أفعال اهللا معللةأ املذهب األول:

املخلوقات وأمر باملأمورات لغايات وحكم مقصودة وهذا قول السلف ونسبه حممودة ،وهو قول طوائف من أصحاب أيب حنيفة والشافعي وأمحـد ، ابن تيمية إىل أكثر الناس

.)٣٨٧(من متأخريهم وبه قالت املعتزلة وغريهم وكثرياملعتزلة خيتلفون مع اجلمهور حيث أم، يذهبون إىل وجوب تعليل أفعـال ولكن

اهللا بناء على مذهبهم بوجوب األصلح على اهللا. ، بل خلق املخلوقات وأمـر يرى أن أفعال اهللا وأحكامه غري معللة املذهب الثاين:

باملأمورات ال لعلة هذا قـول بل فعل ذلك مبحض املشيئة وصرف اإلرادة، و وال باعثاألشاعرة ومن وافقهم من أصحاب مالك والشافعي وأمحد وبـه قالـت الظاهريـة

وهو قول القاضي أبو يعلى وابن الزاغواين مـن احلنابلـة. واسـتدل ، )٣٨٨(والشيعة

وما بعدها وقد أطال رمحه اهللا يف ذكر املذاهب وأدلتها ومتحيصها ٨٣/ ٨جمموع الفتاوى / ينظر: -٣٨٧

فلرياجع . . ٣ ٧/ ٨جمموع الفتاوى / ينظر: -٣٨٨

١٤٢

( سـورة لا يسأل عما يفعل وهم يسـألون أصحاب هذا املذهب بقوله تعاىل: . )٢٣األنبياء/

اإلمام الرازي مدافعا عن هذا املذهب: ( لو كان فعله معلال بغرض لكـان يقول ألنه مـرته ذلك الغرض، إما أن يكون عائدا إىل اهللا تعاىل، أو إىل العباد، واألول حمال

عن النفع والضر، و إذا بطل ذلك تعني أن الغرض ال بد أن يكون عائدا إىل العباد، وال اللذات وعدم حصول اآلالم، واهللا تعاىل قادر على حتصـيلها غرض للعباد، إال حصول

ك استحال أن يفعـل شـيئا ألجـل من الوسائط وإذا كان كذل ابتداء من غري شيء .)٣٨٩()شيء

: )٣٩٠(مث إن هذا املذهب انقسم إىل مذهبنيعليـل، ذهب إىل عدم التعليل يف أفعال اهللا، أما يف األحكـام فـأقروا الت األول:وهذا الفريق ينفي التعليل يف علم الكالم ويثبته يف أصول ذلك الظاهرية ، وخالفهم يف

الفقه.يرى عدم التعليل يف أفعال اهللا وأحكامه، وميثل هذا الفريـق ابـن حـزم الثاين: والظاهرية.

على رفض التعليل باملعىن الفلسفي مجيع العلماء متفق أنجند املقارنة بني املذهبني بعلى أن أفعال اهللا ومنها لب الذات اإلهلية صفة اإلرادة، والكل متفقالذي يؤول إىل س

على حكم ومقاصد، و إمنا اخلالف بني العلماء يف أا أتوصف بكوا أحكامه مشتملةأغراضا وعلال أم ال، فأثبت املعتزلة وصفها بذلك، وهو فرع من قـوهلم بالتحسـني

م . ١٩٩٧/ ٢/ دار إحياء التراث / بريوت / ط١٣١/ ٢٢_ التفسري الكبري / الفخر الرازي / ٣٨٩ وما بعدها . ٨١وما بعدها و٣٧/ ٨جمموع الفتاوى / : ظر ين _ ٣٩٠

١٤٣

مطلقا، وتوسط الفريق اآلخر فقال بأا معللة والتقبيح الذاتيني، ورفض األشاعرة ذلك .)٣٩١(تفضال من اهللا ال على الوجوب كما هو رأي املعتزلة

يقول اإلمام الزركشي رمحه اهللا: ( واحلق أن رعاية احلكمة ألفعال اهللا وأحكامـه والتحسـني العقلـي واقع ومل ينكره أحد، وإمنا أنكرت األشعرية العلة والغرض جائز

والفرق بني هذه ورعاية احلكمة واضـح وخلفـاء الغـرض وقـع األصلح ، ورعاية .)٣٩٢(اخلبط)يقول الدكتور عبد العاطي: ( البواعث اليت أنكرها متكلموا األشاعرة هي العلل و

والبواعث واألغراض احلاملة للفاعل على الفعل، املستلزمة للـنقص يف حـق الفاعـل طعا، بل ينكروا إنكارا باتا، إذا الكل متفـق الستكماله ا، وهذا ال يقوله اجلمهور ق

على وجوب اتصافه تعاىل بالكمال املطلق واالستغناء التام فالعلماء مجيعا متفقون علـى نفي األغراض والعلل عن أحكامه تعاىل وأفعاله مبعناها احلقيقي املتعارف يف احلوادث،

ترتبة علـى سـبيل التفضـل حل املوعلى إثباا لألحكام واألفعال مبعىن احلكم واملصا .)٣٩٣()واإلحسان

. ١٥٧طرق الكشف عن مقاصد الشارع / ينظر: _ ٣٩١/ وزارة ١٢٤/ ٥البحر احمليط يف أصول الفقه/ اإلمام بدر الدين الزركشي / د. عبد الستار أبو غدة / _٣٩٢

م . ١٩٩٢/ ٢األوقاف والشؤون اإلسالمية بالكويت / ط . ١٤٢ – ١٤١مقاصد الشريعة وأثرها يف الفقه اإلسالمي / _ ٣٩٣

١٤٤

. المطلب الثالث : مجال التعليل تنقسم األحكام الشرعية من حيث التعليل وعدمه إىل قسمني:

وهـي األحكام اليت يغلب فيها التحكم ، ويندر فيها اتبـاع املعـاين األول : . )٣٩٤(العبادات واملقدرات الشرعية

ويقصد بالتحكم ما خفي علينا وجه اللطف فيه، كصـالة الصـبح ركعـتني، واملغرب ثالثا والعصر أربعا سرا، وتقدير احلدود والكفارات، ونصب الزكوات مبقادير خمتلفات، ففيه نوع لطف وصالح للخلق استأثر اهللا بعلمه، يقرب العباد بسـببه مـن

. )٣٩٥(وة الطاعة، ويبعدون عن املعصية وأسباب الشقاواملتتبع يف مواقع التعبدات النصوص، وما يف معناها، أما ما مل ترشد إليه النصوص

. )٣٩٦(فال تعبد فيهيف العبادات، إال ما ظهر وحيكي الغزايل عن الشافعي رمحه اهللا الكف عن القياس

ـ املعىن بري والتسـليم والفاحتـة ظهورا ال يبقى معه ريب، ولذلك مل يقس علـى التكوالركوع والسجود وغريها، بل مل يقس على املاء يف الطهارات غريه، ومل يقس األبدال

كاة إىل الكـف عـن والقيم يف الزكوات على املنصوصات، ومال يف مجيع مسائل الز .)٣٩٧(حتياط ألن مبىن العبادات على االحتكامات القياس، رعاية لال

٢٨٠/ ١، واإلحياء / ٤٨٩خول / ، واملن ١٠٤ – ٥٨/ ، و أساس القياس ٢٠٣نظر : شفاء الغليل / ي -٣٩٤

. . ٢٠٤ - ٢٠٣، وشفاء الغليل / ٢٤٤/ ٢نظر : املستصفى / ي -٣٩٥ . ٤٦١/ نظر : املنخولي -٣٩٦ . ٢٨٧/ ٢، واملستصفى / ٢٠٤ -٢٠٣نظر : شفاء الغليل / ي -٣٩٧

١٤٥

(مقصد الشارع التفرقة بني العبادات والعادات ، وأنه غلب يف : رمحه اهللا الشاطيبويقول .)٣٩٨() باب العبادات التعبد، ويف باب العادات االلتفات إىل املعاين

وهو ما ال يهتـدي حمض أن من األحكام ما هو تعبديرمحه اهللا ابن عاشوريذكر وحيافظ على صـورته، إىل حكمته، وجيب على الفقيه عند التحقق أن احلكم تعبدي أن

. ٣٩٩وهذا جار يف غري أبواب املعامالت املالية واجلنائية، وهي ما سوى ، ويندر فيها التحكم األحكام اليت يغلب فيها اتباع املعاين ثانيا:

.)٤٠٠(العبادات واملقدرات، كاملناكحات واملعامالت واجلنايات والضمانات . )٤٠١(، ومصاحل دنيويةمعقولة بناؤها على معان كثرية وهي اليت علم بقرائن

ا على وجود األحكام التعبدية يف يساعدو إىل أالأئمة الفقه و يدعو اإلمام ابن عاشورقد خفيت عللها أو أحكام يإمنا ه ن يوقنوا بأن ما ادعي التعبد فيه، وأاملعامالت املالية

خفيت عللها ومقاصدها ثار اليت يتراءى منها أحكامدقت، وعلى الفقيه أن جييد النظر يف اآل وميحص أمرها.

األصل يف األحكام الشرعية كلها قبول القياس عليها، ما قامت منها معان ملحوظة فللشارع، فيجب أن تكون أنواع األحكام اليت ال جتري يف مثلها القياس قليلة جدا، ومن

.)٤٠٢(يف إثبات أصول العبادات أجل ذلك اتفق العلماء على امتناع القياس

. ١٣٨/ ٣املوافقات/ _٣٩٨ .٢٤٤- ٢٤٠مقاصد الشريعة اإلسالمية: ابن عاشور/ ينظر:_ ٣٩٩ ٢٨٠/ ١، واإلحياء / ٢٨٧/ ٢ ، واملستصفى / ٥٨/ ، وأساس القياس ٢٠٣نظر : شفاء الغليل / ي _ ٤٠٠ . ٢٨٧/ ٢ظر : املستصفى / ين -٤٠١ . ٢٤٤مقاصد الشريعة/ابن عاشور/ _٤٠٢

١٤٦

ذلك من ميف العبادات، مل مينعه الكبري على عدم التعليل ممع تركيزه والعلماء ذكر بعض احلكم يف بعض العبادات، ومن أمثلة ذلك:

تأكيد األنس بذكر اهللا عز وجل، مقصود العباداتيذكر الغزايل رمحه اهللا أن .١، والتجايف عن دار الغرور، واملقصود من تنوعها زيادة لإلنابة إىل دار اخللود

التأثري يف التذكري، ومنع املالل عن القلب الذي تسببه املداومة على نوع واحد، ألن املداومة على نوع واحد من العبادات جتعله من العادات فيقل أثره يف

. )٤٠٣(القلبواملروة، وهو ويذكر املقصود من رمي اجلمرات، و من السعي بني الصفا .٢

ألن ما يعقل ، االبتالء بالعمل ليظهر العبد رقه وعبودته بفعل ما ال يعقل له معىن، فال يظهر به خلوص الرق والعبودية، معناه فقد يساعده الطبع عليه ويدعوه إليه

. )٤٠٤(إذ العبودية تظهر بأن تكون احلركة حلق أمر املعبود فقط ال ملعىن آخراقتضت حكمة اهللا سبحانه وتعاىل ربط جناة اخللق بأن : ( يقول الغزايل رمحه اهللا

وأن يكون زمامها بيد الشرع فيترددون يف ، تكون أعماهلم على خالف هوى طباعهم كان ما ال يهتدى إىل معانيه ، لذلك وعلى مقتضى اإلستعباد ، أعماهلم على سنن االنقياد

. )٤٠٥()واألخالق قتضى الطباعيف تزكية النفوس وصرفها عن م أبلغ أنواع التعبداتلتقوى النفس ، اليت هي آلة عدو اهللا والشهوة مقصود الصوم اخلواء وكسر اهلوى .٣

، فروح الصوم وسره تضعيف بالكف عن الشواغل للعبادةوتفرغ ، على التقوى

م . ١٩٩٤/ دار البلخي / ٩٨اإلمام الغزايل / حممود بيجو /نظر : األربعني يف أصول الدين / ي _٤٠٣ . ٣٤٩ – ٢٨٠/ ١انظر : اإلحياء / - ٤٠٤ . ٣٤٩/ ١املصدر السابق / ينظر: -٤٠٥

١٤٧

تصفية القلب وتفريغ ، والقوى اليت هي وسائل الشيطان يف العود إىل الشرور . )٤٠٦(اهلم هللا عز وجل

من رفع احلدث هو الوضاءة، فلهذا اختص باألعضاء البادية غالبا، يقول املقصد .٤( املائدة )) مايريد اهللا ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم(( تعاىل:

) ويدل عليه أن اإلنسان يف حاالته، يف ترددات ال ختلو من غربات تلحقه، ٦/ .)٤٠٧(، والتنقي عن الدنس والدرن من أجلها والشرع يستحب مكارم األخالق

تواضع هللا عز وجل بأفعال هي هيئة ال يف الصالةاملقصود من الركوع والسجود .٥ . )٤٠٨(التواضع وللنفوس أنس بتعظيم اهللا عز وجل

فكان يسقط ، كانت العرب قدميا يأنفون من االحنناء يقول الغزايل رمحه اهللا: (وينقطع شراك نعله فال ينكس رأسه ، ألخذهمن يد الواحد سوطه فال ينحين

أمروا به ، فلما كان السجود عندهم هو منتهى الذلة والضعة ، ....إلصالحهوبه أمر ، ويزول كربهم ويستقر التواضع يف قلوم، لتنكسر بذلك خيالؤهم

واملثول قائما هو العمل الذي يقتضيه ، فإن الركوع والسجود، سائر اخللق .)٤٠٩()التواضعاملطلوب من الطاعات كلها تغيري القلوب، قول يف موضع آخر: ( وي

وتبديل صفاا فقط، دون اجلوارح، فال تظن أن يف وضع اجلبهة على األرض

. ٣٤٩_ ٣١٣_ ٣٠٩/ ١/ سابقصدر الاملينظر : -٤٠٦ . ٤٩٢نظر : املنخول / ي -٤٠٧ . ٢١٢، واألربعني يف أصول الدين / ٣٤٩/ ١اإلحياء / : نظري-٤٠٨ . ٤٥٨/ ٣املصدر السابق / -٤٠٩

١٤٨

غرضا من حيث أنه مجع بني اجلبهة واألرض، بل من حيث أنه حبكم العادة .)٤١٠(يؤكد صفة التواضع يف القلب)

( الصالة فذكر أن مقصودها األول هو د يف مقاصرمحه اهللا وفصل الشاطيب .٦اخلضوع هللا سبحانه، بإخالص التوجه إليه، واالنتصاب على قدم الذلة بني يديه

.)٤١١(وتذكري النفس بالذكر له) ( النهي عن الفحشاء واملنكر واالستراحة إليها من وأما من مقاصدها التابعة:

الفوز باجلنة، والدخول يف أنكار الدنيا، وطلب الرزق ا وإجناح احلاجات، وطلب .)٤١٢() اهللا تعاىل، ونيل أشرف املنازل خفارةاملقصود من إراقة دم القربان ( األضحية ) ميل القلب عن حب الدنيا، وبذهلا .٧

يقول تعاىل: ، استشعار القلب للتقوى بتعظيم شعائر اهللاإيثارا لوجه اهللا تعاىل، و( احلج / يناله التقوى منكم )) (( لن ينال اهللا حلومها وال دماؤها ولكن

٤١٣()٣٧(. التوقي عن مضاهاة عبدة الشيطان، النهي عن الصالة يف أوقات خمصوصة مقصد .۸

واملواظبة على منط واحد من ، على الصلوات يف مجيع األوقات،كما أن املواظبة عي، ففي ا منع منها ساعة زاد النشاط وانبعثت الدواملو، العبادات يورث امللل

فخصصت ، تعطيل هذه األوقات زيادة حتريض وبعث على انتظار انقضاء الوقتباالنتقال وتفرجا، من امللل باملداومة هذه األوقات بالتسبيح واالستغفار حذرا

. ١٠/ ٥/ اإلحياء _ ٤١٠ . ١٤٢/ ٣املوافقات/ _٤١١ . ١٤٢/ ٣/املصدر السابق _٤١٢

. ٢١٢، واألربعني يف أصول الدين / ١١/ ٥/ اإلحياء نظر : ي _٤١٣

١٤٩

ولذلك ، من نوع عبادة إىل نوع آخر ففي االستطراف واالستجداد لذة ونشاطبل رتبت ، جمردا وال قياما جمردا وال ركوعا جمردا مل تكن الصالة سجودا

فإن القلب يدرك من كل عمل ، وأذكار متباينة، العبادات من أعمال خمتلفة . )٤١٤(منهما لذة جديدة عند االنتقال إليها

الزكاة يف وجهة نظر الغزايل يتعاورها أمران: التعبد احملض، والنظر إىل املعاين .۹وإخراج حصة كل ال وأنصبتها، األمومتييز أجناس واملقاصد، فهي من جهة

، من مث توزيعه على األصناف الثمانية ، ال من قيمتهمال من نوعه وجنسه وصفتهقبيل التعبد احملض الذي ال ينظر فيه إىل املعاين، فال جيوز إخراج القيمة يف

ة على صفات معينة من أنصبة الزكاة، ألننا متعبدون يف إخراج أنواع معين . )٤١٥(معينة

اة من جهة أخرى مقاصد عظيمة منها: وللزك يبقى للموحد حمبوب سوى الواحد حتقيق معىن التوحيد، وذلك بأال

سببها ، باألموال حمبوبة عند اخلالئق ألا آلة متتعهم بالدنيا، فالفرد، يأنسون ذا العامل وينفرون عن املوت مع أن فيه لقاء احملبوب

استرتلوا عن املال الذي هو فامتحنوا بتصديق دعواهم يف احملبوب و .)٤١٦(مرموقهم ومعشوقهم

. ٢٧٤/ ١/ اإلحياء : ظر ين _٤١٤ . ٢٨٠/ ١نظر : املصدر السابق / ي -٤١٥ . ٢٨١/ ١/ املصدر السابق نظر : ي -٤١٦

١٥٠

وإمنا تزول صفة البخل بأن تتعود بذل ، من صفة البخلتطهري النفس .)٤١٧(املال فحب الشيء ال ينقطع إال بقهر النفس على مفارقته

فالعبادات ، يف نفسه ويف ماله هعلى عبده نعمشكر نعمة اهللا تعاىل .)٤١٨(لية شكر لنعمة املالواملا، البدنية شكر لنعمة البدن

٤١٩(سد خلة الفقري( .

مجال االجتهاد المقاصدي . المطلب الثالث :يف هذا املطلب أبني األمور اليت ليست جماال لالجتهاد املقاصدي،واألمور القابلة

.لالجتهاد املقاصدي )٤٢٠(األمور اليت ليست جماال لالجتهاد املقاصدي -أوال

باهللا ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر، واحلساب، كاإلميان العقديات: - ١ واجلنة والنار، وحنوها من املغيبات الواردة بنصوص قطعية.

كحسن الصدق وقبح الكذب، وشرف الفضيلة وقبح الرذيلة، األخالقيات: - ٢ فهذه األمور ال خيتلف فيها العقالء.

ود والكفارات. كمسائل املرياث، والعدة واحلد املقدرات الشرعية: - ٣مبادئ التعامل الكربى وقواعد األخالق العامة، كقيم أصول املعامالت: - ٤

العدل واألمانة والشورى، واألمر باملعروف والنهي عن املنكر وأخذ احلكمة وغريها.

. ٢١٢-٦٧-٦٦، واألربعني يف أصول الدين / ٢٨١/ ١نظر : املصدر السابق / ي _٤١٧ . ٢٨٢/ ١/ اإلحياءنظر : ي_٤١٨ .٢٨٠/ ١املصدر السابق / نظر : ي _٤١٩وما ٢/١٨٦وما بعدها واالجتهاد املقاصدي/ ٢٥٩/مقاصد الشريعة وأثرها يف الفقه/ عبد العاطينظر ي _٤٢٠

بعدها.

١٥١

وهو ما علم من الدين بالضرورة كالصالة واحلج واجلهاد وحرمة القطعيات: - ٥ السرقة والزنا والقتل.

وهي األحكام اجلزئية اليت نص الشارع على تأبيد أحكامها: املؤبدات: - ٦ كفرضية اجلهاد، وحترمي إيذاء الرسول، وتفسيق العصاة الذين مل يتوبوا.

القواعد العامة اليت علم من الشارع مراعاا يف كل تشريعاته ( رفع احلرج )، - ٧ ( منع الضرر والضرار ).

)٤٢١( جتهاد املقاصديألمور القابلة لالا -ثانياكالطرق الدعوية والتعليمية والتربوية ووسائل الوسائل اليت ختدم العقيدة: -١

ذلك تتبدل بتبدل الزمان واملكان وإدخال التكنولوجيات احلديثة يف خدمة العقيدة. : كمكربات الصوت يف األذان واخلطابة، وبناء الوسائل اليت ختدم العبادات - ٢

سعي والرجم لتجنب االزدحام وتفويض جهات معينة لتويل ذبح طوابق للطواف وال اهلدي واإلفادة منه.

: كتفاصيل الشورى والعدل وكيفيات األمر كيفيات بعض املعامالت - ٣ باملعروف والنهي عن املنكر.

: كانتخاب اخلليفة، فيمكن االجتهاد يف كيفية التصرفات السياسية - ٤وكذلك تنظيم األمور اإلدارية واملالية رشح ا ، ابات وشروطها وكيفية التاالنتخ

والقضائية. وضمان األمن وزجر البغاة وصد املعتدين وتقوية اجليوش، وإنشاء احلروب وإبرام

املعاهدات.

.١٩٦- ٢/١٩٠واالجتهاد املقاصدي ٢٣-٢٢أمهية املقاصد/: ظر ين _٤٢١

١٥٢

: وهي محلة احلوادث اليت يضطر إليها املسلمون فرادى النوازل االضطرارية - ٥ظور بقدره وإال وقعوا يف اهلالك أو ومجاعات، وليس هلم من سبيل سوى األخذ باحمل

املشقة غري املعتادة. وهي املسائل اليت تتعارض فيها املصاحل واملفاسد. املسائل املتعارضة: - ٦

اليت ال نص فيها وال إمجاع واليت تسمى منطقة الفراغ عموم الظنيات: - ٧ الشرعية. ضوء املصاحل واملقاصدالتشريعي أو منطقة العفو واليت ينظر فيها يف

.والمقصد الجزئي التعليل بالحكمة المطلب الرابع :اختلف العلماء يف التعليل باحلكمة ، فمنع الكثري من العلماء التعليل باحلكمة غيل باحلكمة ، فمنع الكثري من العلماء التعليل باحلكمة غري املنضبطة ، وجوزه آخرون ،

ذهب األكثرون اآلمدي رمحه اهللا : ( ومنهم من اشترط انضباط العلة ، ويف ذلك يقولإىل امتناع تعليل احلكم باحلكمة اردة عن الضابط، وجوزه األقلون، ومنهم من فصل

ىل بني العلة الظاهرة املنضبطة بنفسها، واحلكمة اخلفية املضطربة، فجوز التعليل باألو .)٤٢٢() دون الثانية وهذا هو املختار

لعلماء يف التعليل باحلكمة هي: نستنتج أن مذاهب ا مما سبقظهرت احلكمة أم خفيت انضبطت أو اضطربت، جواز التعليل مطلقا -١

فالوصف الظاهر الذي اتفق على جواز التعليل به مل يكن علة إال تبعا لتلك احلكمة فإذا صح التعليل بالتابع، صح التعليل باملتبوع من باب أوىل وهذا هو الظاهر من كالم

.)٤٢٣(يضاوي والرازي والغزايل الب

.٢٥٥- ٣/٢٥٤اإلحكام يف أصول األحكام/ _٤٢٢ ١٤٥/ميينة/بني النصوص الترجيحاجلمع ويف و أثرها مقاصد الشريعة ، و١٣٩تعليل األحكام/الشليب/ينظر: _٤٢٣

.

١٥٣

ومن أدلتهم: ملا جاز التعليل بالوصف املناسب، كان التعليل باحلكمة من باب أوىل ألا أصل لذلك الوصف، ولوالها ملا أصبح صاحلا للتعليل به، وليس من املعقول أن يكون األصل أقل درجة من فرعه، وإمنا كانت احلكمة أصال، ألا نفس املصلحة

قصودة من شرع احلكم. املوقد أقمنا الوصف مقامها ألنه مظنة حصوهلا فاالعتماد عليها أوىل من االعتماد

عليه. ، كاملشقة ألن الشأن يف احلكمة أن تكون خفيةمنع التعليل باحلكمة مطلقا: -٢

إلباحة الفطر يف السفر فإا ختتلف باختالف األشخاص واألزمان. ليل احلكم بالعلة تعدية احلكم من حمل إىل حمل آخر، والتعليل والدليل: إن فائدة تع

باحلكمة ال حيقق هذه الفائدة ألن احلكمة مل يعلم مقدارها لكوا من األمور اخلفية .)٤٢٤(وبذلك يتعذر تعدية احلكم

باختالف الصور خمتلفة مضطربة إن احلكمة إذا كانت خفية تهم أيضا:أدلومن واألحوال، فال ميكن معرفة ما هو مناط احلكم منها والوقوف واألشخاص واألزمان

عليها إال بعسر وحرج، ودأب الشارع فيما هذا شأنه على ألفناه منه، وإمنا رد الناس .)٤٢٥(إىل املظان الظاهرة اجللية، دفعا للعسر عن الناس والتخبط يف األحكام

ليل ا النتفاء املانع، إذا كانت احلكمة ظاهرة منضبطة صح التع التفصيل: -٣وإذا كانت خفية أو غري منضبطة فال جيوز التعليل ا لقيام املانع وهذا هو القول املختار

.)٤٢٦(عند اآلمدي والظاهر عند احلنابلة

. ٣/٢٥٧يف أصول األحكام/ اإلحكامينظر: _٤٢٤ .٣/٢٥٥/ املصدر السابق ينظر: -٤٢٥ .٣/٢٥٥/ املصدر السابق_ ينظر: ٤٢٦

١٥٤

ظاهر والدليل على ذلك اإلمجاع على أن احلكم إذا اقترن بوصف مشتمل منضبط لتعليل به، وإن مل يكن هو املقصود من بنفسها أنه يصح ا على حكمة غري منضبطة

شرع احلكم، بل ما اشتمل عليه من احلكمة اخلفية، فإذا كانت احلكمة هي املقصودة .)٤٢٧(من شرع احلكم مساوية للوصف يف الظهور واالنضباط كانت أوىل بالتعليل ا

وملا جاء وذلك لقوة األدلة، منضبطة جواز التعليل باحلكمة إذا كانت ظاهرة الراجحوالسلف واخللف يف فروعهم يف الكتاب والسنة املطهرة وأقـوال الفقهاء مـن

.)٤٢٨(الفقهية

.١٤٠تعليل األحكام/ ينظر: _٤٢٧ .١٥١//ميينةبني النصوص الترجيحجلمع وايف و أثرها د الشريعة مقاص: نظري _٤٢٨

١٥٥

المبحث الثاني: مسالك الكشف عن المقاصد هذا املبحث سيدور احلديث عن املذاهب يف الطرق املوصلة إىل املقاصـد ، مث يف

قاصد.عن مدارس املقاصد ، مث عن مسالك الكشف عن امل .المذاهب في بيان مسالك الكشف عن المقاصد المطلب األول:

اختلف الناس يف الطرق املوصلة إىل املقاصد، وتفرقوا يف ذلك إىل عدة فرق ومن هذه الفرق:

يف ظـواهر يرى أن السبيل إىل معرفة مقاصد الشـرع منحصـر الفريق األول: ميكن أن تلتمس إال منها، وكـل النصوص، فهي املعرب الوحيد عن مقصود الشارع وال

حبث نظر الظاهريةيف الدين، وهذه وجهة عنها يف غري هذه الظواهر تزيد . عنا حىت يقول الشاطيب رمحه اهللا يف بيان هذا الفريق: ( إن مقصد الشارع غائب

ضيها يأتينا ما يعرفنا به وليس ذلك إال بالتصريح الكالمي، جمردا عن تتبع املعاين اليت يقتاالستقراء وال تقتضيها األلفاظ بوضعها اللغوي، إما مع القول مبنع وجـوب مراعـاة

املصاحل، وإن وقعت يف بعض فوجهها غري معروف لنا على التمام، أو غـري معـروف البتة، ويبالغ يف هذا حىت مينع القول بالقياس، ويؤكد ما جاء يف ذم الـرأي والقيـاس

الـذي حيصـرون رأي الظاهريةالظاهر مطلقا، وهو وحاصل هذا الوجه احلمل على .)٤٢٩(ص)مظان العلم مبقاصد الشارع يف الظواهر والنصو

يقول رائدهم ابـن بالعلل أو املقاصد املنصوصة فقط ، وهذا الفريق ال يعترف إال حزم: ( ولسنا ننكر وجود أسباب لبعض األحكام الشرعية بل نثبتها ونقول ا، لكنـا

. ١٣٣-١٣٢/ ٣_ املوافقات / ٤٢٩

١٥٦

ن أسبابا إال حيث جعلها اهللا تعاىل أسبابا، وال حيل أن يتعدى ا املواضع نقول: ال تكو .)٤٣٠(اليت نص اهللا فيها على أا أسباب ملا جعلت أسبابا له )

رنا مـن يسـميهم الـدكتور القرضـاوي ويلتحق ـذا الفريــق يف عـصا فهما حرفيا، وهؤالء يعنون بالنصوص اجلزئية ويتشبثون ا ويفهمو الظاهرية اجلددبوهؤالء ورثوا عن الظاهرية القـدماء احلرفيـة عزل عما قصده الشارع من ورائها ، مب

.)٤٣١(واجلمود، وإن مل يرثوا عنهم سعة العلم، والسيما فيما يتصل باحلديث واآلثاريرى هذا الفريق أن للنصوص ظواهر وبواطن، واملقاصد احلقيقيـة الفريق الثاين:

ال تدل عليها ظواهر النصوص، فإذا أردنا استشكاف هذه معان باطنةإمنا هي قائمة يفاملقاصد فعن طريق هذه املعاين الباطنة، وال جيب الركون إىل جمرد األلفاظ، وهذه وجهة

. الباطنيةنظر يقول الشاطيب يف بيان مذهبهم: ( مقصد الشارع ليس يف الظواهر وال يفهم منها،

هذا يف مجيع الشريعة حىت ال يبقـى يف ظاهرهـا دوراءه، ويطر آخر وإمنا املقصود أمرميكن أن يلتمس منه معرفة مقاصد الشارع متمسك ، إلبطـال وهذا رأي كل قاصد .)٤٣٢() وهم الباطنيةالشريعة

وهم املعطلة اجلددويلتحق بفريق الباطنية يف هذا العصر من أمساهم الدكتور القرضاوي بـ يعتنون مبقاصد الشريعة، وروح الدين، مع إغفـاهلم لنصـوص القـرآن الذين يزعمون أم

فـإذا واجهتـهم مبحكمـات ال صورة وحقيقة ال شكل والسنة، مدعني أن الدين جوهر ،

ه . ١٤٠٤/ ١/ دار احلديث / القاهرة / ط٥٦٣/ ٨اإلحكام يف أصول األحكام /علي بن حزم / _ ٤٣٠/ مكتبة وهبة ٢٢٨السياسة الشرعية يف ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها / د. يوسف القرضاوي / _ ينظر: ٤٣١ . ٣٩دراسة يف فقه مقاصد الشريعة / د. القرضاوي / ، وم٢٠٠٥ / ٢/ ط

. ١٣٣/ ٣املوافقات / _٤٣٢

١٥٧

النصوص لفوا وداروا وتأولوا فأسرفوا، وحرفوا الكلم عن مواضعه، ومتسكوا باملتشـاات، تجديد، وهم يف احلقيقـة دعـاة التغريـب وأعرضوا عن احملكمات، وهؤالء هم أدعياء ال

.)٤٣٣(والتبديدوميثله أهل التوسط واالعتدال وهم مجهـور العلمـاء والسـواد الفريق الثالث:

األعظم من هذه األمة. وهم الذين ال يهملون النصوص اجلزئية من كتاب اهللا ومن صحيح السنة، ولكنهم

وئها، ويردون الفروع إىل أصوهلا يفقهون هذه النصوص يف إطار املقاصد الكلية ويف ضواجلزئيات إىل كلياا، واملتغريات إىل ثوابتها، معتصمني بالنصوص القطعية يف ثبوـا

.)٤٣٤(وداللتهايقول الشاطيب رمحه اهللا يف بيان هذا املذهب: ( أن يقال اعتبار األمرين مجيعا على

ة على نظامال خيل فيه املعىن بالنص وال بالعكس لتجري الشريع وجه ال اختالف واحدفيه وال تناقض، وهو الذي أمه أكثر العلماء الراسخني فعليه االعتماد يف الضابط الـذي

.)٤٣٥(يعرف مقصد الشارع ) وميثله املتعمقون يف القياس املقدمني له على النصـوص، وهـؤالء الفريق الرابع:

النظرية، حبيث ال تعترب الظـواهر يرون أن مقصود الشارع إمنا هو االلتفات إىل املعاينوالنصوص إال ا على اإلطالق، فإن خالف النص املعىن النظري طرح وقـدم املعـىن

. ٨٦، ودراسة يف فقه مقاصد الشريعة / ٢٢٩_ ينظر السياسة الشرعية / ٤٣٣ . ١٣٧، ودراسة يف فقه مقاصد الشريعة / ٢٢٩/ املرجع السابق ينظر: _ ٤٣٤ . ١٣٤/ ٣املوافقات / _ ٤٣٥

١٥٨

الذي هـم علـى احلنفية النظري، فاأللفاظ عندهم تابعة للمعاين النظرية، وهؤالء هم .)٤٣٦( جنم الدين الطويفيف العقائد، وانضم إليهم مذهب االعتزال

المدارس المعاصرة في فقه المقاصد . المطلب الثاني :ذكر العالمة القرضاوي ثالث مدارس معاصرة ختتلف توجهاا يف التعامل مع املقاصد و هي : مدرسة الظاهرية اجلدد ، ومدرسة املعطلة اجلدد، و املدرسة الوسطية ،

وسأتعرض هلا بالتفصيل يف املقاصد التالية. . جددمدرسة الظاهرية ال - المقصد األول

عما مبعزل ايحرف فهما وتفهمها ا، وتتشبث اجلزئية بالنصوص هذه املدرسة تعىن مل وإن واجلمود احلرفية القدماء الظاهرية عن ورثوا وهؤالء ورائها، من الشارع قصد .)٤٣٧(واآلثار باحلديث يتصل فيما والسيما العلم، سعة عنهم يرثوا

: )٤٣٨(يليما ومرتكزاا املدرسة هذه مساتمن .واملقاصد العلل يف النظر دون للنصوص والتفسري الفهم يف احلرفية -١ بالعقل يثقون وال واجتهادهم، الناس بعقول األحكام تعليل ينكرون -٢

.وعللها مقاصدها على التعرف وحماولة النصوص فهم يف اإلنسان من امليسر يذمون وهم ،باألحوط األخذو والتعسري التشدد إىل اجلنوح - ٣ .العلماء

، واملدخل إىل علم مقاصد ١٢٥الشاطيب ومقاصد الشريعة / ، و١٣٤-١٣٣/ ٣ملوافقات : ا _ ينظر:٤٣٦

. ٨٠الشارع / .٣٩دراسة يف مقاصد الشريعة/القرضاوي/ينظر: _٤٣٧ وما بعدها. ٥٤-٥٣املرجع السابق/ _٤٣٨

١٥٩

ورأي ،اخلطأ حيتمل ال صواب فرأيهم الغرور حد إىل برأيهم االعتداد - ٤ رأيهم على الناس ومجع املذاهب إلغاء حياولون لذلك، الصواب حيتمل ال خطأ اآلخرين

.وحده . للمخالفني التكفري وحىت التجرمي مع املخالفني على بشدة اإلنكار - ٥

اختلفنا فيما بعضا بعضنا ويعذر عليه، اتفقنا مافي نتعاون: ( مقولة ينكرون فهم يرفضون إم حىت نظره، وجهة يقدرون وال خالفهم، مـن يعذرون ال فـهم، )فيه

.معه احلـوار .وتعليلها النصوص فهم يف استخدامه يرون وال يدينونه بل الرأي يتهمون - ٦ . وغريها واملذهبية الدينية الفنت بإثارة املباالة عدم - ٧ واألعراف واملكان الزمان تغري تراعي وال العامل بتطورات تعترف ال - ٨

. بتغريها الفتوى تغري توجب أا العلماء من احملققون ذكر اليت واألحوال الضرورات مثل الناس على التخفيف توجب اليت املخففات إىل ينظرون وال

إذا( كـ: قدمي من ماءالعل قررها اليت القواعد متناسني البلوى وعموم واحلاجيات .)التيسري جتلب املشقة( و) اتسع األمر ضاق

. )٤٣٩(وفتاويهم مسائلهم من الرجل يطيل أن مههم فأكرب باجلوهر، عنايتهم من أكثر بالشكل يعنون وهم -

.اإلسالم أركان من كأا اآلداب هذه من ويضخمون ثوبه، ويقصر حليته الزكاة، يف القيمة أخذ فيمنعون: األشدو باألحوط يأخذون العبادات يف وهم -

.اإلثبات يف وال النفي يف ال الصوم يف احلساب إدخال ويرفضون

.وما بعدها ٦٧، و وما بعدها ٤٦- ٤٥دراسة يف مقاصد الشريعة / ينظر: _ ٤٣٩

١٦٠

أساليب يف واالبتكار الفقه يف واالجتهاد الدين، يف التجديد يرفضون وهم - .وخمربا مظهرا السلف عصور يف كانت كما احلياة تبقى أن ويرون الدعوة، . زكاة وال فيها ربا الف الورقية النقود عن الثمنية إسقاطيقولون ب - . التجارة أموال عن الزكاةيسقطون - . األطعمة من الفطر زكاة إخراج على يصرون - . والتلفزيوين الفوتوغرايف التصوير حيرمون - ال وهم ، إليه احلاجة أمس يف عائلتها أو هي كانت وإن العمل من املرأة مينعون - وال يف السياسة عموما. الشورى جملس وال االنتخابات يف املرأة تشارك أن يقبلون

نبدأهم وأال املسيحيني مواطنينا من وعنواا بامسها اجلزية أخذ إىل يدعون - .الزي يف عنا يتميزوا وأن بالسالم األحزاب تكوين فكرة وكذلك، مقاومته جيب منكر كلها الدميقراطية يرون -

.احلياة مدى ممتدة ويروا الدولة رئيس مدة حتديد فكرة يرفضون كما واجلماعات، .مدرسة المعطلة الجدد المقصد الثاني:

اجلزئية النصوص معطلة الدين وروح الشريعة مبقاصد تعىن أا تزعم اليت وهي ،صورة ال وحقيقة ،شكل ال جوهر الدين أن مدعية الصحيحة، والسنة العزيز، للقرآن

ويتأولون ضعيف، من صحيحا يعرفون ال الواقع يف بل احلديث حصحي يردون فهم عن ويعرضون باملتشاات ويتمسكون مواضعه، عن الكلم وحيرفون ويسرفون، القرآن

.)٤٤٠(والتبديد التغريب دعاة الواقع يف وهم التجديد، أدعياء هم وهؤالء، احملكمات

.٤٠/الشريعة مقاصد يف_ ينظر: دراسة ٤٤٠

١٦١

ليناقض جاء اهللا شرع نوكأ اخللق، مصاحل مراعاة باسم النصوص يعطلون وهؤالء وحافظوا مقاصده راعوا بل الشرع من خيرجوا مل بذلك أم ويزعمون الناس، مصاحل

ستار حتت يريدون وهؤالء، وصورته شكله على حيافظوا مل وإن وجوهره روحه على كما باملقاصد واالكتفاء كله، الفقه أصول علم وإلغاء كله اإلسالمي الفقه إلغاء املقاصد الليربايل التغريب تيارات تريده ما لكل املشروعية إلعطاء الفضفاض تفسريهم ايفسرو

.)٤٤١( احلداثة بعد وما احلداثة تيارات أو املاركسي، التغريب أو : )٤٤٢(ما يلي املدرسة هذه ومرتكزات مساتمن

ال أم حىت الثري، وفقهها وأحكامها، وأصوهلا مبصادرها بالشريعة اجلهل - ١ وعلومه احلديث يف يعرفون ال وهم صحيحة، قراءة القرآن آيات بعض راءةق حيسنون

.وعلومها العربية وال ، الفقه وال الفقه أصول يعرفون وال ، قليال وال كثريا . علم بغري القول على اجلرأة - ٢ فهؤالء، االشتراكي املاركسي أو الرأمسايل، الليربايل بشقيه للغرب التبعية - ٣ .موسكو أو واشنطن أو باريس أو نلند قبلتهم

كان مصلحة إىل العقول اهتدت فإذا، الوحي منطق على العقل منطق إعالء- ٤ يعطال أن يقصدا مل واألحاديث اآليات ألن ، حديثا أو آية صادمت ولو حتصيلها علينا

التيسري أراد بل العسر بنا أراد وال حرج من الدين يف علينا اهللا جيعل ومل مصاحلنا،، وينادون املصاحل باسم النصوص عطلرضي اهللا عنه ال عمر أن، ويزعمون والتوسعة

.٨٦/ الشريعة قاصدمدراسة يف _ ينظر: ٤٤١ .وما بعدها ٩٣/ املرجع السابق ينظر: _٤٤٢

١٦٢

حيث: ( يقال أن الواجب، يف حني أن )اهللا شرع فثم املصلحة توجد حيث: ( قولةمب .)٤٤٣() العباد مصلحة فثم اهللا شرع يوجد

يردون وال منها، احملكمات ويدعون النصوص، من املتشاات يتبعون دائما وهم -٥ .احملكم على املتشابه

: )٤٤٤(ما يلي املدرسة هذه وآراء مواقف من . اخلرتير وحلم والدم امليتة حرم كما صرحيا حترميا اخلمر حيرم مل اهللا إن - اإلنتاج وليس االستهالك ربا هو احملرم أن منها شىت، بدعاوى الربا حترمي عدم -

.مضاعفة عافاأض كان ما احملرم الربا أن و واالجتار، واألزمان، البيئات بتغري تتغري اليت والتقاليد العادات من احلجاب يرون -

.ترتديه اليت املسلمة من ويسخرون أمور إىل الشرعية القطعيات لتحويل جاهدين حياولوا أن فلسفتهم ومن -

كل أن يزعمون فهم االختالف، عند إليها ترجع ثوابت لألمة يبقى ال حىت حمتمالت، االجتماعية والقيم واألخالق والقيم العقائد حىت بل الثوابت حىت للتطور قابل شيء

.بزعمهم اإلسالم يطوروا أن يريدون فهم اليقينية .اجلمعة خطبة وختطبهم الناس املرأة تؤم أن يؤيدون - وأن البطالة تشجع الزكاة وأن العمل، عن تعطل الصالة أن زعم من منهم - .إليه حباجة حنن ما الضعيفة العملة من يأخذ احلج وأن اج،اإلنت يقلل الصوم

.١١٦-١١٥/ املرجع السابق_ ينظر: ٤٤٣ .وما بعدها١٢١ - ١٢٠/الشريعة قاصدمدراسة يف _ ينظر:٤٤٤

١٦٣

الوصول نستطيع وقد النفس تزكية هو العبادة من القصد إن: قال من ومنهم - .العبادة غري من الغاية هذه إىل

رضي اهللا عنه عمر باجتهاد ويستدلون الشرعية، والعقوبات احلدود يعارضون - . السرقة حد إيقاف يف

.المدرسة الوسطية الث: المقصد الث وتفهم الكلية، باملقاصد اجلزئية النصوص تربط بأا املدرسة هذه وسطية وتتجلى

حبرفية والتمسك النصوص، ظواهر اتباع يف تغلو وال الكليات، ضوء يف اجلزئيات أحكام بأن وتؤمن، عنها واإلعراض النصوص إمهال إىل فتعمد تفرط ال كما األلفاظ .)٤٤٥( اخللق مصلحة رعاية على تقوم عللها وأن احلكمة وفق كلها وأا لةمعل الشريعة

: )٤٤٦(ما يلي املدرسة هذه ومرتكزات مساتمن كل يف للشريعة أن تؤمن فهي اخللق ملصاحل وتضمنها الشريعة حبكمة اإلميان - ١

، واآلخرة الدنيا يف ومصلحتهم اخللق خري يتضمن حتقيقه إىل دف مقصدا شرعته ما لتبىن تعرف أن ينبغي بل تعرف أن ميكن) احملضة( التعبديات غري يف املقاصد هذه وأن

.أخرى ناحية من القلوب ا وتطمئن ناحية، من األحكام عليها وأسباب سياقه ضوء يف النص قراءة، و ومالبساته أسبابه ضوء يف النص فهم - ٢

اليت واملناسبات الظروف ومعرفة ،حديثا كان إن وروده أسباب أو قرآنا كان إن نزوله ال حكما النص من فيأخذ منه املقصود فهم الدارس خيطئ ال حىت احلديث فيها سيق

.منه مرادا وليس إليه يقصد

.١٣٧/الشريعة قاصدمدراسة يف : نظر ي _٤٤٥ .وما بعدها ١٦٨دها ، وما بع ١٤٨املرجع السابق/ ينظر: _ ٤٤٦

١٦٤

الشريعة أحكام يف املتأمل، فاملتغرية والوسائل الثابتة املقاصد بني التمييز - ٣ وال للشارع املقصود وهو املطلوب، دأاملب يقرر ما منها أن له يتبني ونواهيها وأوامرها

واألمكنة األزمنة باختالف واالختالف للتغري قابلة وسائله ألن لتحقيقه، وسيلة له يعني .والسياسية واالقتصادية االجتماعية والظروف واألعراف من هناك املثال سبيل على وسائل إىل املقاصد تتحول ال حىت االنتباه من بد وال

حاجة فال طريقة بأي النفس ذيب أمكن فإذا النفس، ذيب العبادة من املقصد يقوم .للعبادة

يعرف أن جمتهد لكل املهم، ألن احلكم إصدار قبل النص مقصد عن البحث- ٤ حكما املسألة يف حكمه يكون حىت عنه ى فيما أو به أمر فيما الشارع مقصد

املأمورات، يف االستحباب أو بالوجوب احلكم توجيه يف دخل له فاملقصد صحيحا، .ذلك عدا فيما واإلباحة باحلل احلكم ويف املنهيات، يف الكراهية أو التحرمي ويف

مث ا، إال احلياة تقوم ال اليت الضروريات من الشيء يكون أن يتصور ال إنه - ٥ يناقض شيء يكون أن يتصور وال، اإلباحة أو االستحباب جمرد هو حكمه يكون

يكون أن يتصور ال و، اإلباحة أو الكراهة حكمه يكون مث يبطلها أو تالضروريا . امللزمة والفرضية اإلجياب حكمه يكون مث الكماليات أو التحسينيات من الشيء

وإىل الدين إىل نظرا يف وسط فهي والدنيا الدين أمور لكل املعتدلة النظرة- ٦ .واتمع الفرد إىل نظرا يف سطوو احلياة، إىل نظرا يف ووسط واإلنسان الكون

ومتغريات الشرع ثوابت بني تالئم، فهي واملتغريات الثوابت بني املالءمة - ٧ ال اليت املغلقة الدائرة فهي ا املساس ميكن فال الثوابت فأما واحلال واملكان الزمان

لفضائل،ا وأمهات اإلسالم وأركان العقائد وهي تطوير وال جتديد وال اجتهاد يدخلها الدائرة وهذه القطعية الشرعية األحكام وأمهات والباطنة، الظاهرة احملرمات وأمهات

١٦٥

وهي ومتيزها، وذاتيتها األمة هوية على الدالة هي ألا جدا مهمة ولكنها جدا حمدودة من ذلك عدا وما، وحدا عليها حتفظ كما غريها، يف الذوبان من األمة حتفظ اليت

والتجديد لالجتهاد قابلة رحبة دائرة وهي املتغريات من فهو واجلزئية، عيةالفر األحكام .)٤٤٧( والتطوير يف األصل ، إذ واملعامالت العبادات بني املعاين إىل االلتفات يف التمييز - ٨

املعاين إىل االلتفات واملعامالت العادات يف األصل،و النص والتزام التعبد العبادات . واملقاصد وواقع احلياة بواقع، و وصلها ببعض بعضها وأحكامها الشريعة صوصن ربط - ٩ .العصر

.الناس على باأليسر واألخذ التيسري خط تبين -١٠ .والتسامح واحلوار العامل على االنفتاح -١١ هذه املدرسة وفتاويها : مسائل من

حىت رةالظاه صورم يف املسلمني غري خمالفة منها الشارع مقصود: اللحية حكم - وال وخمربهم، مظهرهم يف املستقلة وشخصيتهم اخلاص، متيزهم للمسلمني يكون أا والواقع األمة تكوين فترة يف وخصوصا مهم وهذا األمم، من غريهم يف يذوبوا مقصد ال تكميلي، مقصد فهي والكماليات التحسينيات من تكون ما أدفق

.)٤٤٨( واإلجياب الفرض ال واالستحباب الندب يناسبه تأسيسي،

.١٩٨-١٩٧/ الشريعة قاصدمدراسة يف _ ينظر: ٤٤٧ .١٥٨- ١٥٧/ينظر: دراسة يف مقاصد الشريعة -٤٤٨

١٦٦

الرسول راعى ما كان لقريش: ٤٤٩قصد من حديث ( األئمة من قريش )امل -يف عصره من القوة والعصبية لذلك يشترط يف القائم بأمور املسلمني أن يكون من قوم

، ألوي عصبية على من معها ليستتبعوا من سواهم، وجتتمع الكلمة على حسن احلمايةعصرنا إىل فكرة املساندة الشعبية اليت متثلها األغلبية اليت وقد تغريت فكرة العصبية يف

)٤٥٠(نزيه ختتار قائدها بانتخاب حر يف جيتهدون للمسلمني تركها بل لذلك وسيلة الشارع يعني مل: الشورى مبدأ - طريقة اختلفت ولذلك واملكان، الزمان حسب وتطويرها وحتسينها وحتديدها اختيارها

اختيار ميكننا عصرنا ويف اختياره، ظروف حسب كل األربعة، راشدينال اخللفاء اختيار الدميقراطي، النظام شأن هو كما األصوات بأغلبية األفضل وانتخاب الترشيح طريقة وكذلك نرشحه، ملن وخلقية علمية ومواصفات شروط من نراه ما نضع أن وميكننا .)٤٥١( االختيار وطريقة خيتار من حتديد ميكننا

حرية يف ممارسة شعائره وإظهار جييزون اإلقامة يف الدول الغربية إذا كان للمسلم - يف وردبأنه ٤٥٢)املشركني أظهر بني يقيم مسلم كل من بريء أنا( : دينه ويفسرون حديث

أو ، احلربيني مع إقامته كانت إذا أو، لنصرته النيب إىل املشركني أرض من اهلجرة وجوب

٤٤٩ -٣٥٠٠رقم /باب مناقب قريش /صحيح البخاري: كتاب املناقب. ١٧١/املرجع السابق ينظر: -٤٥٠ .١٧٥/ الشريعة قاصدمدراسة يف _ ينظر: ٤٥١سري عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم / باب ما جاء يف كراهية املقام بني كتاب السنن الترمذي / _ ينظر : ٤٥٢

. ١٦٠٤رقم أظهر املشركني /

١٦٧

اإلسالم لدولة احملاربني هؤالء بني بإقامته لذلك نفسه عرض ألنه قتل إذا مهد من بريء أنا .)٤٥٣(احلديث ورود سبب ذلك على ويدل

بيان مسالك الكشف عن المقاصد . المطلب الثالث : قاصد وهي:يف هذا الطلب أعرض ملسالك الكشف عن امل

، النصوصواالستخالص املباشر ملقاصد الشارع من ظواهر االستقراء، استخالص املقاصد من خالل معرفة علل تخالص املقاصد من السياق واملقام ، واسو

، العقل، والتجارب، و اإلمجاعواإلقتداء بفهم الصحابة وفقههم ، و األحكام. وسكوت الشارع.

وذلك من خالل الفقرات التالية:

أوال : االستقراء . كثرية (أن تتصفح جزئياترفه الغزايل رمحه اهللا بأنه: ع تعريف االستقراء: -١

حىت إذا وجدت حكما يف تلك اجلزئيات، حكم على ذلك حتت معىن كلي داخلة ،ويف موضع آخر: ( هو عبارة عن تصفح أمور جزئية لنحكم حبكمها ، )٤٥٤()الكلي به

.)٤٥٥(على أمر كلي يشمل تلك اجلزئيات)

.١٦٩-١٦٨/ الشريعة قاصدمدراسة يف ينظر: _ ٤٥٣ .١٤٨معيار العلم/الغزايل/ _٤٥٤ .١/١٠٣املستصفى/ _٤٥٥

١٦٨

.أنواع االستقراء- ٢ راء نوعان :لالستق وهو الذي يتم فيه استيعاب مجيع جزئيات أو أجزاء الشيء االستقراء التام: -أ

الذي هو موضوع البحث بالنظر والدراسة العلمية، للوصول من خالل ذلك إىل حكم .)٤٥٦(كلي حيكم به على مجيع تلك اجلزئيات

يء هو الذي تدرس فيه بعض جزئيات أو أجزاء الش االستقراء الناقص: -بالذي هو موضوع البحث وتعترب فيه النماذج املدروسة أساسا تقـاس عليه بقية

.)٤٥٧(األجزاء أو اجلزئيات .حجية االستقراء - ٣

االستقراء التام حجة بال خالف ألن احلكم إذا ثبت لكل فرد من األفراد شيء الناقص على التفصيل فهو ال حمالة ثابت لكل أفراده على اإلمجال، بينما االستقراء

ففيه خالف ألن بعض اجلزئيات حيتمل أن تتخلف عن احلكم فهو يفيد الظن . )٤٥٨(الغالب

يصلح للقطعيات، أما االستقراء رمحه اهللا الغزايل كما يقول التام االستقراءو( إن االستقراء إن كان تاما صلح ه اهللا:فيصلح للفقهيات الظنيات يقول رمح الناقص

للقطعيات، وإن مل يكن تاما مل يصلح إال للفقهيات، ألنـه مهما وجد األكثر على منط .)٤٥٩(غلب على الظن أن اآلخر كذلك)

.٢٣٢طرق الكشف عن املقاصد/ _٤٥٦ .١٩٤-١٩٣ضوابط املعرفة/ _٤٥٧ .٢٠٤املقاصد عند ابن تيمية/ ينظر: _٤٥٨ .١/١٠٥املستصفى/ _٤٥٩

١٦٩

أن املقاصد االستقرائية متتاز بالقطع سواء أكان تاما أو ويعترب الشاطيب رمحه اهللا يتردد عند كثري من األصوليني من كون االستقراء الناقص يفيد ناقصا متجاهال بذلك ما

ليس من الالزم استقصاء مجيع اجلزئيات املوجودة واملتوقع وجودها، وإمنا ، ف)٤٦٠(الظن يكفي أن نتثبت أن معىن من املعاين أو قيمة من القيم مقصودة للشارع من خالل طلب

دد كبري من أحكامه يف ع الشارع حتصيله أو اجتنابه من خالل بث ذلك .)٤٦١(وتصرفاته

املقاصد اليت تثبت باالستقراء هي املقاصد الكربى والعامة للشريعة اإلسالمية، وأما املقاصد اليت تثبت عن طريق املسالك األخرى فهي غالبا مقاصد جزئية تتعلق ذا

.)٤٦٢(احلكم أو ذاك، وهذا النص أو ذاك وهو رمحه اهللا الشاطيبالذي ابتكره عنوي االستقراء املومن أنواع االستقراء :

استقراء ملقتضيات أدلة وردت بأشكال وصيغ خمتلفة ألغراض شىت، ويف أبواب متفرقة ولكنها تشترك يف معىن من املعاين، يكمل كل منها اآلخر، ويسند كل منها ما سبقه

ت فيه هذه من أدلة إىل أن يصل الناظر إىل اليقني والقطع بكون املعىن الذي اشترك .)٤٦٣(األدلة مقصدا من مقاصد الشارع

، بل خاص ( الذي ال يثبت بدليل: هو يقول الشاطيب عن االستقراء املعنوي بأدلة منضاف بعضها إىل بعض، خمتلفة األغراض، حبيث ينتظم من جمموعها أمر واحد

.٣١٣-٣١٢نظرية املقاصد/الريسوين/ ينظر:_٤٦٠ .٢٢٦-٢٢٥طرق الكشف عن مقاصد الشارع/ ينظر: _٤٦١ .٥٧ينظر: مقاصد الشارع/عبد العاطي/ _٤٦٢ .٢٦٤-٢٦٣طرق الكشف عن املقاصد/ ينظر:_٤٦٣

١٧٠

ع يف هذه القواعد جتتمع عليه تلك األدلة، .... فلم يعتمد الناس يف إثبات قصد الشار .)٤٦٤(..) .. خمصوص ، وال على وجهخمصوص على دليل

من أنواع التواتر حيث يقول: ( وإمنا األدلة واالستقراء املعنوي عند الشاطيب نوعاملعتربة هنا املستقرأة من مجلة أدلة ظنية تضافرت على معىن واحد حىت أفادت فيه

التواتر القطع، وهذا نوع لالفتراق وألجلها أفادالقطع، فإن لالجتماع من القوة ما ليس .)٤٦٥(منه)

.مجاالت االستقراء- ٤استقراء جمموعة من علل األحكام الضابطة حلكمة واحدة ليحصل العلم بعد - ١

ذلك بأن هذه احلكمة مقصد ٤٦٦(سعى الشارع إىل حتقيقه من تلك األحكام شرعي(. وذلك من عدة الغرر يف املعامالت موقف الشارع من ومن أمثلة ذلك استقراء

. ٤٦٧)ى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن بيعتني يف بيعة( : نصوص منهاعن بيع ىو ( ٤٦٩) ى عن بيع احلصاة وعن بيع الغرر. ( ٤٦٨)ى عن بيع العربان( و

تشترك من استقراء املعامالت اليت أبطلها الشارع لعلل خمتلفة ، ٤٧٠)الثمار قبل بدو صالحها

. ٨٢-٨١/ ٢املوافقات/ _٤٦٤ .١/٢٨/صدر السابقامل _٤٦٥ . ١٩١مقاصد الشريعة/ابن عاشور/ ينظر: _٤٦٦كتاب البيوع عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم / باب ما جاء يف النهي عن بيعتني يف سنن الترمذي : - ٤٦٧

.٤٦٣٢، وسنن النسائي : كتاب البيوع / رقم ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح ١٢٣١بيعة / رقم ، وسنن أيب داود : كتاب اإلجارة ١٧٨١كتاب البيوع / باب ما جاء يف بيع العربان / رقم موطأ مالك : _ ٤٦٨

. ٣٥٠٢/ رقم .١٥١٣صحيح مسلم : كتاب البيوع / باب بطالن بيع احلصاة والبيع الذي فيه غرر/ رقم _ ٤٦٩

١٧١

د الشريعة وبناء على ذلك ميكن اجلزم بأن من مقاص، كلها يف عنصر واحد هو منع الغرر .)٤٧١( رفع الغرر وإبطاله

حبيث حيصل العلم بأن واحدة يف علة مشتركة استقراء جمموعة أدلة أحكام - ٢ .)٤٧٢(تلك العلة مقصودة للشارع

لقي الركبان و النهي عن بيع من أمثلة ذلك : النهي عن االحتكار و النهي عن تمن االستقراء تبني لنا أن الشارع قاصد احلاضر لباد و النهي عن بيع الطعام قبل قبضه ،

إىل تسهيل رواج الطعام يف األسواق، والسعي إىل منع االحتكار يف أقوات الناس، ومنع ة ملا ينتج عن االحتكار من إغال كل معاملةء األسعار، ميكن أن تكون نتيجتها مشا

.)٤٧٣(وما ينتج عن ذلك من إضرار بالناسشتركة يف معىن واحد لنخلص منها املاستقراء جمموعة من النصوص الشرعية - ٣

إىل اجلزم بأن ذلك املعىن مقصد ٤٧٤( شرعي(. الذي استقرئ من عدة نصوص ( مقصد التيسري ورفع احلرج)من أمثلة ذلك

، )١٨٥( البقرة : )اليسر وال يريد بكم العسر( يريد اهللا بكم قوله تعاىل: منها:

صحيح البخاري/ ، و١٨٠٧املوطأ : كتاب البيوع / باب النهي عن بيع الثمار حىت يبدو صالحها / رقم _ ٤٧٠

صحيح مسلم / كتاب البيوع / باب ، و ١٤٨٧كتاب الزكاة/ باب من باع مثاره أو خنله أو أرضه أو زرعه/ رقم .١٥٣٥النهي عن بيع الثمار قبل بدو صالحها/ رقم

.٣٤٢-٣٤١/ طرق الكشف عن مقاصد الشارع ينظر: -٤٧١ . ١٩٢مقاصد الشريعة/ابن عاشور/ ينظر: _٤٧٢ .١٩٢ومقاصد الشريعة/ ، ٣٤٤/ الكشف عن مقاصد الشارعطرق ينظر: _٤٧٣ .٣٢٩/ طرق الكشف عن مقاصد الشارع _٤٧٤

١٧٢

: ( ال يكلف ، وقوله تعاىل ) ٢٨(النساء : )( يريد اهللا أن خيفف عنكم وقوله تعاىل: وغريها .،)٢٩٦( البقرة : اهللا نفسا إال وسعها)

استقراء مشاهدات الصحابة ألعمال النيب صلى اهللا عليه وسلم اليت -٤ريع يف ذلك يستوي فيه مجيع املشاهدين حيصل هلم من خالهلا علم بتش

)٤٧٥(.

.أمثلة على المقاصد المستقرأة- ٥ سأعرض هنا موعة من املقاصد املستقرأة عند اإلمام ابن عاشور رمحه اهللا تعاىل:

والنهي عن أن ، إننا نعلم النهي عن أن خيطب املسلم على خطبة مسلم آخر - ١ما يف هذه املنهيات من الوحشة اليت تنشأ عن يسوم على سومه، ونعلم أن على النهي

السعي يف احلرمان من منفعة مبتغاة، فنستخلص من ذلك مقصدا هو دوام األخوة بني املسلمني، فنستخدم ذلك املقصد إلثبات اجلزم بانتفاء حرمة اخلطبة بعد اخلطبة، والسوم

.)٤٧٦(ا رغبا فيهائم األول قد أعرضا عمبعد السوم، إذا كان اخلاطب األول والسابن عاشور: ( فمن استقراء شر احلرية مقصد من مقاصد الشارع ، يقولن - ٢

قاصدة بث احلرية باملعىن هاته التصرفات وحنوها حصل لنا العلم بأن الشريعة .)٤٧٧(األول)

.١٩٤مقاصد الشريعة/ابن عاشور/ ينظر: _٤٧٥ .١٩٢مقاصد الشريعة/ابن عاشور/ -٤٧٦ . ٣٩٥مقاصد الشريعة/ابن عاشور/ _٤٧٧

١٧٣

قـال ابن عاشور: ( واستقراء الشريعة دل عـلى ، واليسرمقصد السماحة - ٣ .)٤٧٨(صد الدين) أن السماحة واليسر مـن مقا

حتديد املقصد العام من الشريعة وهو حفظ نظام األمة واستدامة صالحه - ٤ بصالح اإلنسان، وهو املقصد الذي يعرب عنه عادة جبلب املصاحل ودرء املفاسد.

قال ابن عاشور: ( ومن عموم هذه األدلة وحنوها حصل لنا اليقني بأن الشريعة .)٤٧٩(سد واعتربنا هذا قاعدة كلية يف الشريعة) متطلبة جللب املصاحل ودرء املفا

قال ابن عاشور: ( حيث إن استقراء مقصد الشارع من نصب احلكام ، - ٥الشريعة يف تصرفاا يبني أن من مقاصدها نصب حكام يسوسون مصاحل األمة ويقيمون

)٤٨٠(العدل فيها، وينفذون أحكام الشريعة بينها)

إذا أردنا أن نتعرف على مقصد املتكلم فعلينا بالنظر إىل ظاهر كالمه، فما يتبادر إىل الذهن منه فهو املقصود إال إذا دلت دالئل على أن هذا الظاهر غري مراد فعندئذ

نلجأ إىل التأويل. والسنة ، فكل مصلحة مقاصد الشرع تعرف بالكتابيذكر الغزايل رمحه اهللا أن

ال ترجع إىل حفظ مقصود فهم من الكتاب والسنة واإلمجاع، وكانت ال تالئم : (ومن ادعى فهم أسرار رمحه اهللايقول ، و )٤٨١( مطرحة تصرفات الشرع فهي باطلة

. ٢٧٠املرجع السابق/ _٤٧٨ . ٢٧٥املرجع السابق / _٤٧٩ . ٤٩٥لسابق / املرجع ا _٤٨٠

. ٤٣٠/ ١_ ينظر : املستصفى / ٤٨١

١٧٤

القرآن، ومل حيكم تفسري الظاهر ، فهو كمن يدعي بلوغ صدر البيت قبل جماوزة .)٤٨٢(د األتراك من كالمهم وهو ال يفهم لغة الترك)الباب، أو يدعي فهم مقاص

: ما يليوتكون معرفة املقاصد من ظواهر النصوص من خالل استنباط المقاصد من النص والظاهر . - ١

احلديث جند من هذا يف ٤٨٣( ال ضرر وال ضرار)ومن أمثلة ذلك حديث: إجياد توازن بني املصاحل إىل منع اإلضرار بالنفس وبالغري، و يقصدالشارع أنظاهر ال

املتعارضة وما قد ينتج عنها من أضرار بدفع الضرر األكرب يف مقابل حتمل الضرر .)٤٨٤(األصغر

( ( وال تكسب كل نفس إال عليها، وال تزر وازرة وزر أخرى) و قوله تعاىل: ا يف قصد الشارع إىل إثبات املسؤولية الفردية يف الدني ظاهر )١٦٤األنعام : سورة

.)٤٨٥(واآلخرة، فال يتحمل اإلنسان وزر غريه الذي مل يشارك فعله وال تسبب فيه : )٤٨٦(وهناك تعبريات يستفاد منها معرفة املقاصد، ومنها

التعبري باإلرادة الشرعية (يريد اهللا) ألن ما أخرب اهللا أنه يريده شرعا فهو -أ مقصود له قطعا.

والضرر) وحنو ذلك عن املصاحل واملفاسد، فمعرفة التعبري بلفظ (اخلري والشر، النفع -ب األلفاظ اليت يعرب ا عن املصاحل واملفاسد طريق ملعرفة مقاصد الشارع .

. ٣٨١/ ١اإلحياء / _٤٨٢ .٢١٧١/ رقم ٢٩٠/ ٢املوطأ: كتاب األقضية/ باب القضاء يف املرفق/ ج_ ٤٨٣ .٦٦- ٦٥/ طرق الكشف عن مقاصد الشارعينظر: _٤٨٤ .٦٦/ طرق الكشف عن مقاصد الشارعينظر: _٤٨٥ .١١٦علم مقاصد الشارع/ربيعة/ ينظر: _٤٨٦

١٧٥

، كأن يقال: لكذا، أو لعلة كذا أو قاطعة داللة والنص الصريح الظاهر يدل على املقصد . )٤٨٧(ا وما جيري جمراهلسبب كذا، أو ألجل كذا، أوكي أو لكيال يكون كذ

) ٧( احلشر / )((كيال يكون دولة بني األغنياء منكم )ومن ذلك قوله تعاىل: (( من أجل ذلك كتبنا على بين إسرائيل أنه من قتل نفسا بغري نفس فكأمنا : وقوله تعاىل

من يشاق (( ذلك بأم شاقوا اهللا ورسوله ، و) ،وقوله: ٣٢( املائدة / قتل الناس مجيعا )) ). ٤( احلشر / . اهللا فإن اهللا شديد العقاب )) .)٤٨٨( »إمنا جعل االستئذان من أجل البصر «وقوله عليه الصالة والسالم:

إمنا يتكم من «يف بيان مقصد يه عن ادخار حلوم األضاحي: صلى اهللا عليه وسلم وقوله .٤٨٩»أجل الدافة

إا ليست بنجس، إمنا هي من الطوافني « اهلرة: ومن ذلك قوله عليه الصالة والسالم يف، فقد علل حكم عدم النجاسة بالطواف، وهو مناسب للطهارة )٤٩٠(»عليكم أوالطوافات

. )٤٩١(ألجل مسيس احلاجة، فإا تطوف علينا وتلغ يف األواين واألطعمة بغري اختيارنا من خالل داللة األمر والنهي على المقاصد . - ٢

شاطيب الطريق السليم لفهم املقصود الشرعي من األوامر والنواهي وقد حدد ال : )٤٩٢(بالنظر يف أمور ثالثة

. ٤٤٣وما بعدها ، واملنخول / ٢٣، وشفاء الغليل / ٢٩٨/ ٢: املستصفى / ينظر -٤٨٧ رقم /٢٤/ ١١ كتاب االستئذان / باب االستئذان من أجل البصر / فتح الباري /صحيح البخاري بشرح _٤٨٨

٦٢٤١ . . ١٩٧١رقم كتاب األضاحي / صحيح مسلم / _٤٨٩ . ٩٢رقم / رة / باب ما جاء يف سؤر اهلرة أبواب الطهاجامع الترمذي / _ ٤٩٠ . ٧٥/ نظر : أساس القياسي _ ٤٩١

١٧٦

استقراء ما ورد يف املسألة (موضوع األمر أو النهي) من نصوص يف الكتاب -أ والسنة، ليتم استخالص املعىن املشترك بني مجيع تلك النصوص.

احبة لألمر أوالنهي.النظر يف القرائن احلالية واملقالية املص -بحماولة استخالص علة ذلك األمر أو النهي ومن خالل هذه اخلطوات يتم -جـ

.ملقصود الشرعي من األمر أو النهيحتديد ا : )٤٩٣(وقد ذكر الشاطيب قيدين هنا ومها

أن يكون األمر أو النهي ابتدائيا، احترازا من التداخل الذي ميكن أن يقع - صد التبعي. املقصد األصلي و املق

أن يكون األمر أو النهي تصرحيا حترزا من األوامر أو النواهي الضمنية. -ن كما أن األمر والنهي قد يكونان جمردين عن التعليل والتقصيد وقد يكونا

والنهي االبتدائيني التصرحييني جمرد األمرحمتويني على التعليل والتقصيد ، فمن أمثلة لشرعية اليت مل ينص فيها على العلة واملقصد واحلكمة، ومن مجلة األوامر والنواهي ا

( البقرة : )وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعني ( وأقيموا الصالة قوله تعاىل :ذلك:فهذه األوامر ، )٢٧٥( البقرة : )( وأحل اهللا البيع وحرم الرباوقوله تعاىل: ، )٤٣

معينة شارع أمر عباده بأفعالففعلها مقصود شرعي، أي أن ال ، تقتضي تطبيقها إمنا أراد بذلك محل عباده على تطبيق تلك األوامر واجتناب معينة واهم عن أفعال

تلك النواهي. وبناء على ذلك يكون فعل األوامر املقصود األعظم لآلمر، واملراد األمت للشارع، وهذا

.)٤٩٤( ألعظم للتكليففاالمتثال هو املقصود اهو عني االمتثال وذات العبادة،

.٧٣طرق الكشف/ وما بعدها ، و ٣/٤١٢املوافقات/ينظر: _٤٩٢ .٣/١٣٥/ املصدر السابق ينظر: _٤٩٣

١٧٧

( وال تقربوا :قوله تعاىل أو مبقصد حبكمة وما أ األمر والنهي املعللني بعلةمن أمثلة وفهو ي عن الزنا املعلل )٣٢اإلسراء : (الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيال)

ة وهو كذلك تطبيق بكونه فاحشة وسيء العواقب فتركه يبعد عن العواقب السيئ .)٤٩٥(اجب االمتثاللو

داللة العام على المقاصد. - ٣قصود الشارع ما مل يرد ما إن ظاهر صيغ العموم يدل على عموم م

.)٤٩٦(خيصصها

إن العلم بأسلوب الشارع وعادته وطريقته يف التعبري عن األحكام الشرعية تخاطب بني املتكلمني ما وضع إال لقصد الفهم ومقاصدها ضروري جدا، إذ ال

فالبد من ربط قاصد واخلطاب الشرعي وطيدة جدا ، والتواصل، فالعالقة إذا بني امل .)٤٩٧(سببه وغايته حىت يفهم املراد منهالكالم مع بعضه أوله وآخره و

ا : ( يكون طريق فهم املراد تقدم املعرفة بوضع اللغة اليت يف ذلك يقول الغزايلاملخاطبة، مث إن كان نصا ال حيتمل، كفى فيه معرفة اللغة وإن تطرق إليه االحتمال، فال يعرف املراد منه حقيقية، إال بانضمام قرينة إىل اللفظ، والقرينة إما لفظ مكشوف .....

.١٣- ٣/١٢املقاصد الشرعية/اخلادمي/ ينظر: -٤٩٤ .٣/١٥ملرجع السابق/ينظر: ا _٤٩٥ .٧٧طرق الكشف/: ينظر _٤٩٦ .٢١٩املقاصد عند ابن تيمية/ _٤٩٧

١٧٨

وإما إحالة على دليل عقلي ..... وإما قرائن أحوال من إشارات ورموز وحركات، ال تدخل حتت احلصر والتخمني، خيتص بدركها املشاهد كلها، وسوابق ولواحق،

فينقلها املشاهدون من الصحابة إىل التابعني بألفاظ صرحية، أو مع قرائن من ذلك اجلنس، أو جنس آخر، حىت توجب علما ضروريا بفهم املراد، أو توجب ظنا وكل ما

.)٤٩٨(ليس له عبارة موضوعة يف اللغة، فتتعني فيه القرائن) يتلخص من كالمه أن مراد الشارع يعرف رد اللغة، وإن كان غري حمتمل ملعىن

آخر غري لغوي، وإال عرف ذلك بالقرائن العقلية أو املقالية أو احلالية. .)٤٩٩(: (ال يعرف قصد املخاطب إال بلفظه ومشائله الظاهرة)أيضا يقول الغزايلو

ألنه أنه لو قال رجل لغالمه: اضرب فالنايف لذلك مثاال رمحه اهللا ويذكر الغزايل، سرق مايل فهم سبب الضرب من نص الكالم وهو السرقة، أما لو قال: اضرب فالنا

، ولكن علم احلاضرون أنه قد شتمه ، غلب على ظنوم أن واقتصر ومل يذكر السببإلساءة مبثلها، على الداعي إىل األمر بالضرب شتمه، هذا إذا عرف من دأبه مقابلة ا

طريق العقاب والزجر واالنتقام والتشفي، أما الرجل الذي عرف من دأبه مقابلة اإلساءة باإلحسان والتجاوز، ففي هذه احلالة ال يتبني لنا أن الضرب للشتم، فإن الدواعي والصوارف ختتلف بالطباع والعادات، فالرجل املنعم إذا تواضع له رجل احتمل ذلك

تربكا منه بتقواه، واحتمل أن يكون طمعا منه يف نعماه ودنياه، وال يعرف إال أن يكون مث يذكر الغزايل أن معاين أحكام الشرع ومقاصده، تعقل مبثل هذا ، بعادة املتواضع

. ٥٢وأساس القياس/، ٢٣-٢/٢٢املستصفى/ _٤٩٨ . ١٤٥/ ٢املستصفى / _٤٩٩

١٧٩

الطريق، وكل ذلك يستمد من موافقة معاين الشرع وملحوظاته من املصاحل، ألنه كما . )٥٠٠(نواع من املصاحل راعى ضروبا من املصاحل، أعرض عن أ

: )٥٠١(هي العناصر اليت تتحكم يف فهم اخلطابومما سبق ميكن أن نذكر بأن فهم لغة اخلطاب. - ١ فهم اللغة على معهود العرب. - ٢ معرفة سياق اخلطاب: ويقصد به هنا: - ٣ إما السياق اللغوي: وهو معرفة اجلمل والكلمات السابقة والالحقة. -الجتماعي: أي معرفة املقام الذي ألقي فيه اخلطاب، ويدخل يف أو السياق ا -

ذلك أسباب الرتول وأسباب الورود، والظروف االجتماعية والنفسية السائدة وقت ورود النص الشرعي.

معرفة القرائن احمليطة باخلطاب، وقد تكون قرائن مقالية أو حالية. - ٤األفعال النبوية البد لنا األقوال و ومن املهم هنا أن نذكر أنه للتعرف على مقاصد

لكي يؤدي هذا عنها تلك األقوال و األفعال، فمن معرفة أنواع املقامات اليت تصدر املسلك مثاره يف معرفة املقاصد البد من التمييز بني أنواع املقامات من أجل أا ضابط

من ضوابط معرفة قصد الشارع. الفتوى، التشريع، هي فعل أو منه قول عنها يصدر اليت صلى اهللا عليه وسلم النيب أحوالو

تعليم النفوس، تكميل املستشر، على اإلشارة النصيحة، الصلح، اهلدي، اإلمارة، القضاء، .)٥٠٢(اإلرشاد عن التجرد الـتأديب، العالية، احلقائق

. ١٩٢_ ١٩١: شفاء الغليل / ينظر _٥٠٠ وما بعدها. ٨٢ينظر: طرق الكشف عن مقاصد الشارع/ _٥٠١ . اومابعده ٢١٢/ابن عاشور/ اإلسالمية مقاصد الشريعةينظر: -٥٠٢

١٨٠

: قوله ذلك ومن اهللا بعثه ألجله إذ صلى اهللا عليه وسلم النيب أحوال أغلب وهو :التشريع .١ ، ٥٠٥)يةبالن األعمال إمنا( ، ٥٠٤) أصلي رأيتموين كما صلوا( ، ٥٠٣)مناسككم عين خذوا(

. ٥٠٦) أخيه بيع على أحدكم يبع ال( فجاء ليسألونه للناس مبىن ناقته على الوداع حجة يف وقف النيب أن: مثاله :اإلفتاء حال .٢

: فقال آخر جاء مث ،حرج وال احنر: فقال أحنر أن قبل فحلقت أشعر مل: فقال رجل املرء نسي مما أخر وال قدم شيء عن سئل فما حرج وال ارم: قال ، أرمي أن قبل حنرت

.٥٠٧حرج وال افعل: قال إال جهل أو وسبب ٥٠٨واملقير واملزفت واحلنتم الدباء يف االنتباذ عن النيب ي: ه أيضا مثالو

النهي هذا يؤخذ فال احلجاز بالد يف ختماراال يسرع اآلنية هذه يف االنتباذ أن هو النهي.بارد قطر يف هو ملن حنتم و دباءة يف النبيذ وضع ألجله حيرم أصال

بأا وقالت النيب إىل زوجها شكت األنصارية سهل بينت حبيبة أن: مثالهو :القضاء حال .٣ فقال ، نديع فهو أعطاين ما كل: قالت حديقته عليه أتردين اهللا رسول هلا فقال: حتبه ال

.٥٠٩وطلقها حديقته فأخذ ، منها خذ: لثابت صلى اهللا عليه وسلم اهللا رسول

.١٢٩٧باب استحباب رمي مجرة العقبة يوم النحر راكبا / رقم صحيح مسلم : كتاب احلج / _ ٥٠٣ .٦٣١صحيح البخاري : كتاب األذان / باب األذان للمسافر إذا كانوا مجاعة / رقم _ ٥٠٤ .٥٤صحيح البخاري : كتاب اإلميان/ باب ما جاء إن األعمال بالنية واحلسبة / رقم _ ٥٠٥ .٢١٣٩حيح البخاري : كتاب البيوع / باب ال يبع على بيع أخيه/ رقم ص_ ٥٠٦

.١٧٣٦صحيح البخاري : كتاب احلج / باب الفتيا على الدابة عند الصخرة / رقم _ ٥٠٧ .٥٣صحيح البخاري : كتاب اإلميان / باب أداء اخلمس من اإلميان / رقم _ ٥٠٨ .٥٢٧٣قم صحيح البخاري : كتاب الطالق / باب اخللع / ر_ ٥٠٩

١٨١

جيوز ال ومالك حنيفة أبو قال ٥١٠)سلبه فله قتيال قتل من(: حديث: مثالهو :اإلمارة حال .٤ الشافعي وقال ، إماما بوصفه النيب عن صادر احلكم هذا ألن اإلمام بإذن إال السلب أخذ منه هذا ألن للقاتل حق هو بل اإلمام إذن على ذلك يتوقف ال الظاهري وداوود ثور وأبو.تبليغي وسلم عليه اهللا صلى

ولكن الفعل على العزم مقصوده يكون وال وينهي النيب يأمر قد: واإلرشاد اهلدي حال .٥ األخالق مكارم ضمن يدخل وما املندوبات معظم ذلك يف فيدخل اخلري طرق إىل اإلرشاد

.الصحبة بوآدا حدرد أيب بن اهللا عبد طالب حني مالك بن كعب قضية: همثال :الناس بني املصاحلة حال .٦

فقال صلى اهللا عليه وسلم اهللا رسول فخرج املسجد يف أصواما فارتفعت عليه له كان مبال.٥١١له الذي املال نصف فأخذ ، بالنصف إليه وأومأ دينك من ضع: كعب يا

فأضاعه اهللا سبيل يف فرس على محل عمر أن ورد ما: مثال :ستشريامل على اإلشارة حال .٧ برخص بائعه صاحبه أن وظن يشتريه أن عمر فرام بيعه ورام ، إياه عمر أعطاه الذي الرجل صدقته يف الراجع فإن بدرهم أعطاكه ولو تشتره ال(: له فقال اهللا رسول عمر فسأل

.٥١٢)قيئه يف يعود كالكلب بن معاوية أن للنيب ذكرت قيس بنت فاطمة أن مسلم صحيح يف وردما : مثاله :النصيحة .٨

عاتقه عن عصاه يضع ال جهم أبو أما:( اهللا رسول هلا فقال خطباها جهم وأبا سفيان أيب.٥١٣)فصعلوك معاوية وأما ،

.٣١٤١/ رقم باب من مل خيمس األسالب فرض اخلمس / صحيح البخاري : كتاب _ ٥١٠ .٤٥٧ صحيح البخاري : كتاب الصالة / أبواب استقبال القبلة/ باب التقاضي واملالزمة يف املسجد / رقم _ ٥١١ .٢٦٢٣أن يرجع يف هبته وصدقته/ صحيح البخاري : كتاب اهلبة / باب ال حيل ألحد _ ٥١٢ .١٤٨٠رقم صحيح مسلم : كتاب الطالق / باب املطلقة ثالثا ال نفقة هلا / _ ٥١٣

١٨٢

ونواهيه الرسول أوامر يف كثري وذلك :األحوال من األكمل على النفوس محل طلب حال .٩ لو مما األحوال بأكمل االتصاف من مرتبتهم جبالل يليق ما على ليحملهم وذلك ألصحابه

.عليهم حرجا لكان األمة مجيع عليه حمل بعيادة أمرنا ، سبع عن وانا بسبعصلى اهللا عليه وسلم اهللا رسول أمرنا(: مثال

سالمال وإفشاء املظلوم ونصر املقسم وإبرار العاطس وتشميت اجلنائز وإتباع املريض احلمر املياثر وعن الفضة آنية وعن الذهب خواتيم عن وانا ، الداعي وإجابة

.٥١٤) واحلرير والديباج واإلستربق والقسية مندوب هو ما ومنها ، واجب هو ما فمنها ، خمتلطة ومنهيات مأمورات مجع احلديث

ترتيه ألجل هو احلديث هذا يف والنهي مكروه، هو ما ومنها حرام هو ما ومنها ، .والفخفخة البذخ مبظاهر التظاهر عن أصحابه

أن أحب ما( صلى اهللا عليه وسلم النيب عن ذر أبو روى ما: مثاله :العالية احلقائق تعليم .١٠ فأصبح لألمة عام أمر هذا أن ذر أبو فظن ٥١٥)دنانري ثالثة إال كله أنفقه ذهبا أحد مثل يل

.الصحابة لج عليه أنكر حىت املال اكتناز عن ينهى املبالغة به حتصل قد ألنه احلال هذه يف النظر إجادة ينبغي: (عاشور ابن قال :التأديب حال .١١

وما ، التشريع بالذات منه القصد يكون أن يناسب ما مييز أن الفقيه فعلى التهديد لقصد).ديبالتأ أصل بنوع أي بالنوع تشريع ولكنه والتهديد التوبيخ منه القصد يكون أن يناسب

آمر مث ، فيحطب حبطب مرآ أن مهمت لقد بيده نفسي والذي(: حديث: مثاله عليهم فأحرق رجال إىل أخالف مث ، الناس فيؤم رجال آمر مث هلا فيؤذن بالصالة

.٦٢٢٢صحيح البخاري : كتاب األدب /باب تشميت العاطس إذا محد اهللا / رقم _ ٥١٤ .١٤٠٨كتاب الزكاة / باب ما أدي زكاته فليس بكرت/ رقم صحيح البخاري : _ ٥١٥

١٨٣

حسنتني مرماتني أو مثينا عظما جيد أنه أحدهم يعلم لو بيده نفسي والذي ، بيوم املسلمني بيوت ليحرق يكن مل هللا عليه وسلم صلى ا الرسول ، ٥١٦)العشاء لشهد التأديب يف التهويل مساق سيق الكالم ولكن ، اجلماعة يف العشاء صالة شهود ألجل

.شاء إن بإتالفهم له وأذن املنافقني من أولئك أن على أطلعه اهللا أن أو ، ومعاشه البيتية شؤونه يف وكتصرفه اجلبلية كأموره وذلك :اإلرشاد عن التجرد حال .١٢

.صلى اهللا عليه وسلم وركوبه ومشيه وإضجاعه ولباسه طعامه وكصفات احليوي رابعا : االستخراج من المقاصد األصلية.

أصلية للشارع يف شرع األحكام مقاصد ومع كون املقاصد ، تبعية ومقاصدعلى التمام األصلية هي األساس إال أا ال ميكن أن تقوم مبفردها، وال ميكن أن تتحقق

إال إذا حتقق ما خيدمها ويكملها، ومن مث فكل ما ثبت كونه خادما وحمققا للمقاصد األصلية عد مقصودا للشارع، ولزم مراعاته والعمل على حتقيقه، من باب ما اليتم

يستدل به على أن كل مامل ينص عليه مما شأنه الواجب إال به فهو واجب، فهذا مسلك .)٥١٧(للشارع أيضا مقصودكذلك فهو

التعبد بالصالة ال يستقيم إال إذا حقق املصلي املقاصد التابعة ومن أمثلة ذلك :للصالة كالبعد عن الفحشاء واملنكر، وحصول النظافة الظاهرة والباطنة، وحتقيق التواصي باحلق والصرب بني املصلني فإن املصلي إذا مل حيصل هذه اخلصال كان تعبده

الصالة منعدما ومفقودا أو خمتال وناقصا، أما إذا فعل هذه اخلصال كان تعبده ذه .)٥١٨(كامال، أو قريبا من الكمال

.٦١٨مامة / باب وجوب صالة اجلماعة / رقم صحيح البخاري: أبواب صالة اجلماعة واإل_ ٥١٦

.٣/٢١املقاصد الشرعية/اخلادمي/، و ١٣٩/ ٣املوافقات / ينظر: _٥١٧ .٣/٢١/املرجع السابق ينظر: _٥١٨

١٨٤

يكون قد ناقض املقصد أو زواج حتليل املتزوج زواج متعة ومن األمثلة كذلك:األصلي من الزواج وهو التناسل، وبالتايل فالزواجني باطلني ملعارضتهما املقصد

ألصلي. اأما املتزوج زواجا صحيحا ال نية فيه للمتعة أو التحليل أو غريمها فإنه حيصل مقاصد السكن واملودة والرمحة واألنس واالستمتاع واليت تعينه على حتقيق املقصد األصلي وتقوي وتدعم حصول التناسل والتوالد وإجياد الذرية الصاحلة لبناء األمة

الصاحلة والرائدة.

على املقاصد التابعة، وذلك باعتماد ضابط ء على ما ذكر تكون املقاصد األصلية دالةوبنا .)٥١٩(التوافق والتكامل بني النوعني من املقاصد

خامسا : استخالص المقاصد من خالل معرفة علل األحكام. املقاصد هي مقتضى العلل من إيقاع ف هي عالمة على املقاصد ، علل األحكام

، وقد تكون العلل مقاصدا جزئية ، وللكشف عن العلل وضع و عدم إيقاعهالفعل أالطرق اليت يتعرف اتهد مـن خاللـها على العلماء ما أمسوه مسالك التعليل وهي

، وهذه املسالك هي : )٥٢٠(علل األحكـام الشرعية وقد قسم ، عن إرادة الشارع وقصده وهو أمهها، حيث إنه ناطقالنص: - ١

: )٥٢١(النص إىل قسمني

.٣/٢١املقاصد الشرعية / ينظر: _٥١٩ .١٦٥/عن مقاصد الشارع طرق الكشفينظر: _٥٢٠ .١٦٦/ينظر: املرجع السابق _٥٢١

١٨٥

، وذلك كأن يقال: لعلة كذا، أو لسبب كذا، قاطعة ما يدل على العلية داللة -أال يكون دولة بني األغنياء (( كي:، ومن ذلك قوله تعاىل أو ألجل كذا، وكي

(( من أجل ذلك كتبنا على بين إسرائيل )):وقوله تعاىل ، )٧( احلشر : ))منكم . ) ٣٢(املائدة : وهي ما ورد مرتبا على حرف من ما يدل على العلية داللة ظاهرة: -ب

احلروف تفيد التعليل وهـي: الالم، والكاف، ومـن، وإن، والباء، وأن، وأن، والفاء، ولعل، وإن، وحىت.

من الصيغ املوضوعة للتعليل بأن أمرا ما يعد علة تشريع فإذا صرح الشارع بصيغةعلى أن ما يف تلك العلة من حكمه هو مقصد من مقاصد احلكم، كان ذلك دليال

.)٥٢٢(الشارع (( إمنا جعل االستئذان من أجل البصر ))ذلك حديث : منومن األمثلة:

املقصد من االستئذان منع التجسس وستر أعراض الناس وأسرارهم. )٥٢٣( . ٥٢٤ (( إمنا يتكم من أجل الدافة ))وحديث :

الشارع ) ٧: ( سورة احلشر دولة بني األغنياء )) (( كيال يكونوقوله تعاىل: يقصد إلشاعته األموال بني الناس وإعادة توزيع الثروة بطريقة عادلة حتفظ حقوق

.)٥٢٥(األغنياء والفقراء مجيعا

.١٦٧/مقاصد الشارع عن طرق الكشفينظر: _٥٢٢ رقم/٢٤/ ١١ كتاب االستئذان / باب االستئذان من أجل البصر/فتح الباري /صحيح البخاري بشرح _ ٥٢٣

٦٢٤١ . . ١٩٧١رقم كتاب األضاحي / صحيح مسلم / _ ٥٢٤ .١٦٨/عن مقاصد الشارع طرق الكشف ينظر: _٥٢٥

١٨٦

( البقرة (( وقاتلوهم حىت ال تكون فتنة ويكون الدين كله هللا )) وقوله تعاىل :يادة يف األرض للـدين احلق، ومحاية الناس ممن املقصد من اجلهاد جعل الس)١٩٣:

.)٥٢٦(يفتنهم عن دينهم من أهل الكفر والفساد .)٥٢٧(لى علية الوصف بقرينة من القرائنوهو ما يدل عاإليماء والتنبيه: - ٢على وهو دليل، ٥٢٨القاضي وهو غضبان )) (( ال يقضيمن ذلك حديث: -أ

ويش ذهن القاضي من فساد يف األحكام، إىل دفع ما ينتج عن تش أن الشارع قاصد .)٥٢٩(مة لسالمة أحكام القاضي وعدالتهاوذلك بتوفري الظروف املالئ

كما يف من التنبيه واإلمياء على املقصد الشرعي ذكر احلكم مقرونا بسببه -بفمن مقاصد اجلهاد )٣٩( احلج : (( أذن للذين يقاتلون بأم ظلموا )) قوله تعاىل: .)٥٣٠(لواقع على املؤمنني دفع الظلم ا

(( وأعدوا هلم ما استطعتم من قوة ومن رباط اخليل :تعاىل هقول ومن ذلكفإرهاب األعداء وصرفهم حىت عن )،٦٠( األنفال : ترهبون به عدو اهللا وعدوكم))

جمرد التفكري يف التعرض لإلسالم واملسلمني مقصد شرعي من مقاصد األمر بإعداد .)٥٣١(ك سيادة اإلسالم ودفع احلرب املهلكة املخربة للديار العدة ويتحقق من ذل

.١٦٩/ عن مقاصد الشارع طرق الكشف ينظر: _٥٢٦ .١٧١ملرجع السابق /ا ينظر: _٥٢٧سنن الترمذي : كتاب األحكام عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم / باب ما جاء ال يقضي القاضي وهو - ٥٢٨

.١٣٣٤غضبان / رقم .١٧١/عن مقاصد الشارع طرق الكشف ينظر: _٥٢٩ .١٧١املرجع السابق/ ينظر: _٥٣٠ .١٧٢/عن مقاصد الشارع طرق الكشفينظر: _٥٣١

١٨٧

مل يصرح بالتعليل به ، ولكن لو قدر ذلك أن يذكر الشارع يف احلكم وصفا، ولو - دالوصف غري مؤثر يف احلكم ، وغري موجب له لكان خارجا عن اإلفادة، ومل تظهر

، وهلذا القسم العلة لذكر ذلك الوصف فائدة، فيكون ذكر الوصف تنبيها على أنه )٥٣٢(أنواع:

إا ليست «:كحديث أن يقع السؤال املذكور يف معرض اإلشكال بذكر وصف: -فإنه وإن مل يقل: ألا أو ألجل )٥٣٣(»بنجسة، إا من الطوافني عليكم والطوافات

ة مل يكن ذكر وصف ، ألنه لو مل يكن علأا من الطوافني، لكن أومأ إىل التعليل .)٥٣٤(الطواف مفيدا

أن يذكر وصفا يف حمل احلكم ال حاجة إىل ذكره ،كما روي أنه عليه الصالة -، ولو مل يكن ذلك )٥٣٥(»مترة طيبة وماء طهور «والسالم توضأ بنبيذ التمر وقال:

علة مؤثرة يف جواز الوضوء، مل يكن لذكر الوصف فائدة، إذ علم أن أصل النبيذ مترة .)٥٣٦(يبة وماء طهور، فلم تكن فائدة يف ذكره إال تعريف كونه علة اجلوازطلعنة اهللا على اليهود والنصارى: «ومن هذا القسم: قوله عليه الصالة والسالم: -

اختاذ نبه على أنه علة اللعن، وتنبهنا به على حترمي )٥٣٧(»اختذوا قبور أنبيائهم مساجد

وما بعدها. ٣٩/ شفاء الغليل نظر : ي _ ٥٣٢ . ٩٢رقم / أبواب الطهارة / باب ما جاء يف سؤر اهلرة الترمذي / سنن_٥٣٣ . ٢٩٩/ ٢املستصفى/ : نظر ي -٥٣٤ . ٨٨أبواب الطهارة / باب ما جاء يف الوضوء بالنبيذ/ رقم الترمذي / سنن -٥٣٥ . ٤١شفاء الغليل / ظر : ين -٥٣٦ . ٤٣٤ رقم/ ١/ / كتاب الصالة / باب الصالة يف البيعة الباري صحيح البخاري بشرح فتح -٥٣٧

١٨٨

ولو مل يكن كذلك: مل يكن لذكر اختاذهم القبور مساجد معىن قبور األنبياء مساجد، .)٥٣٨(يف هذا املقام

أينقص الرطب إذا «مع التقرير عليه: كقوله عليه الصالة والسالم: االستنطاق بوصف -ز، كان ال خيفى عليه أن الرطب ينقص، )٥٣٩(»جـف؟ فلما قيـل: نعم، قال: فال إذن

م ، تنبيها على أن علة التحرمي التفاضل باإلضافة إمنا أراد استنطاق السائل مبناط احلكإىل حالة اجلفاف، فإذا ذكر هذا مل يشك يف أن الزبيب يف معناه إذ بيع بالعنب، وكذا

.)٥٤٠(ماله حالة جفاف من الربويات فهو كجفاف التمر يف كونه حالة كمال وادخاريف احلكم، إذ هو العلة أن جييب على حمل السؤال بذكره نظريه، فيعلم أن وجه التنبيه -ح

، وذلك كقوله عليه الصالة والسالم لعمر رضوان )٥٤١(لواله مل يكن ذكر النظري جوابامضمضت من املاء وأنت أرأيت لو «اهللا عليه وقد سأل عن قبلة الصائم:

تنبيها على أن القبلة مقدمة لقضاء شهوة الفرج وليس فيها قضاء شهوة )٥٤٢(»؟صائم .)٥٤٣(، كما أن املضمضة مقدمة قضاء شهوة املعدة وليس فيها قضاء شهوة املعدةالفرج

. ٤٢شفاء الغليل / نظر : ي _٥٣٨ . ١٢٢٥ رقم// كتاب البيوع / باب ما جاء يف النهي عن احملاقلة واملزابنة الترمذي سنن _ ٥٣٩ وما بعدها. ٤٤٣واملنخول / ٨٣ -٨٢/ أساس القياس نظر : ي -٥٤٠ . ٤٤شفاء الغليل / ر : نظي -٥٤١ . ٢٣٨٥ رقم/كتاب الصوم / باب القبلة للصائم سنن أيب داود / _٥٤٢ . ٤٤شفاء الغليل / نظر : ي _٥٤٣

١٨٩

فهو تنبيه على أن الوصف فاصلة أن يفرق الشرع بني شيئني يف احلكم، بذكر صفة - ه: ومن ذلك قوله عليه الصالة )٥٤٤(الفاصل هو املوجب للحكم الذي عرف به املفارقة

.)٥٤٦(يف نفي اإلرث ذكور هو العلةفالقتل امل )٥٤٥(»القاتل ال يرث«والسالم: وهو عبارة عن وجود احلكم بوجود الدوران (الطرد والعكس): - ٣

.)٥٤٧(الوصف، وانعدامه بعدمه وميكن أن يكون الدوران مسلكا من مسالك التعرف على كون حكمة من احلكم

، ونوع أو جنس مقصدا للشارع، فإذا رأينا تالزما بني نوع أو جنس حكمة من احلكمحكم من األحكام، حيث يوجد الثاين بوجود األول وينعدم بانعدامه حصل لنا ظن

ومثال ذلك: دوران احلكم بالتيسري شارع قاصد إىل حتصيل تلك احلكمة ، راجح بأن المع وجود املشقة حيث يدلنا تتبع األحكام الشرعية على أن الشارع ينحو منحى التيسري

.)٥٤٨(ليت ال تتحمل عادة حيث توجد املشقة اعرفها الغزايل بأا: ( ما كان على منهاج املصاحل حبيث إذا المناسبة: - ٤

أي املوافق للمقاصد العامة للشريعة. )٥٤٩(أضيف احلكم إليه انتظم) وما دام املناسب هو الوصف الذي يترتب على شرع احلكم عنده مصلحة وحتقيق

للشارع، فإن املناسب يكون طريقا إىل التعرف من املقاصد األساسية املصلحة مقصد .)٥٥٠(على املقاصد الشرعية

.٤٦شفاء الغليل / ظر : ي -٥٤٤ . ٢١٠٩ رقم/كتاب الفرائض/ باب ما جاء يف إبطال مرياث القاتل الترمذي / سنن _٥٤٥ .٤٦شفاء الغليل / نظر : ي _٥٤٦ .٣/٣٧٥اإلحكام/اآلمدي/ينظر: _٥٤٧ .١٧٤طرق الكشف/ ينظر: _٥٤٨ .٢/٣٠٦املستصفى/ _٥٤٩

١٩٠

.أقسام المناسب: وهو الذي دل النص أو اإلمجاع على مناسبته وصالحيته ألن املناسب املؤثر -أ

.)٥٥١(يكون علة تبىن عليها األحكام الشرعية .)٥٥٢(نص أو اإلمجاعملقاصد الثابتة بالوما يثبت من املقاصد ذا الطريق يعد من ا

رعي من النص من الشارع على التيسري والتخفيف وهو املقصد الش ذلك مثالوأن تطهري النفوس من الشح وحتقيق التكافل االجتماعي رخص العبادات واملعامالت ،

وأن االستدامة على طاعة اهللا وجتنيب العالقات بني ن الزكاة ، هو املقصد الشرعي م .)٥٥٣(اوة من مقاصد حترمي اخلمر الناس البغضاء والعد

وهو الذي مل يرد فيه نص وال إمجاع بعينه، لكن الشارع املناسب املالئم: -برتب احلكم عليه يف حمل آخر واعترب جنسه يف عينه وبالعكس، أو جنسه يف جنسه

.)٥٥٤(بنص أو إمجاع، واألخذ به حمل اتفاق بني العلماء إمجاال ة إذا أدى ذلك إىل سب الذات اإلهلية، وحترمي النهي عن سب اآلهل ذلك مثال

.)٥٥٥(اخللوة ألا ذريعة إىل الفاحشة : وهـو الذي لـم يظهر تأثريه وال مالءمته جلنس املناسب الغريب -جـ

.)٥٥٦(تصرفات الشارع

.١٧٦طرق الكشف/ ينظر:_٥٥٠ .١٤٤ليل/غشفاء ال ينظر: _٥٥١ .١٧٧طرق الكشف/ ينظر: _٥٥٢ .١٧٨-١٧٧/املرجع السابق ينظر: _٥٥٣ .٢/٣٠٧املستصفى/ ينظر: _٥٥٤

.١٧٨طرق الكشف/ينظر: ٥٥٥_ .٢/٣٠٧املستصفى/ينظر: _ ٥٥٦

١٩١

توريث املطلقة ثالثا يف مرض املوت معاملة للزوج بنقيض قصده ( ومل ذلك مثال .)٥٥٧( هذا املوضع معاملة املتصرف بنقيض قصده ) يعهد من الشارع يف غري

: وهو الذي ظهر إلغاؤه وإعراض الشارع عنه يف مجيع صوره، املناسب امللغي - دومثاله: حتصيل الربح عن طريق الفوائد الربوية، فمن املقاصد الشرعية للمعامالت املالية

هذه املناسبة، واملصلحة حتصيل الربح، والتعامل الربوي حمصل للربح، وقد ألغى الشارع .)٥٥٨(بنصوص صرحية، ملا يترتب على ذلك من مفسدة أكرب

هو الذي مل يشهد الشرع ال لبطالنه وال العتباره. املناسب املرسل: -هـاملناسب املرسل هو الذي شهد جلنسه شاهد من مقاصد الشارع ومبادئه العامة، ف

.)٥٥٩(شرعي وليس فيه ارتكاب حمرم وال معارضة معتربة لنص

. سادسا : اإلجماعخاصة على أمر من األمور صلى اهللا عليه وسلم(هو اتفاق أمة حممد تعريفه:

ميكن إثباته باإلمجاع على كونه مؤثرا يف احلكم. والعلة أو املقصد، )٥٦٠(الدينية) األخ الشقيق على األخ ألب يف على تقدمي اإلمجاع: ومن األمثلة على ذلك

املرياث، فيقاس عليه التقدمي يف والية النكاح، والعلة يف املرياث التقدمي بسبب امتزاج باالتفاق، وهكذا فكل حكم متفق عليه، وجممع عليه األخوة ، وهذا الوصف مؤثر

.)٥٦١(ها تثبت باإلمجاع علي لعلة، فإنه يقدم على غريه باعتبار أن العلة

.١٧٩/طرق الكشف _٥٥٧ .١٨٠طرق الكشف/ينظر: _٥٥٨ .١٨٣املرجع السابق/ينظر: _٥٥٩ .٣٢٥/ ١املستصفى / _٥٦٠ . ١١٠، وشفاء الغليل / ٣٠٣/ ٢/ املستصفى ينظر: _٥٦١

١٩٢

تلف حتت اليد العادية، إذا تلف املال حتت يد السارق ضمنه ألنه مال مثال آخر: .)٥٦٢(وذلك باإلمجاع على تأثري وصف التعدي على إجياب الضمان

سابعا : االقتداء بفهم الصحابة وفقههم

من الطرق اليت نتعرف ا على مقاصد الشارع االهتداء بالصحابة رضي اهللا عنهم قتداء م يف فهم األحكام يف الكتاب والسنة وتطبيقها على الواقع، وذلك ملا توفر واال

فيهم من صدق اإلميان، وفصاحة اللسان، ومعاصرم لرتول القرآن، ومشاهدم ملن .)٥٦٣(كلف ببيان القرآن بأفعاله وأقواله وتقريراته

وأعلمهم فهم أعلم الناس مبقاصد الدين وحكمه وغاياته، وأخصهم بالرسولبأقواله وأفعاله وحركاته وسكناته، ومدخله وخمرجه وباطنه وظاهره، وأعلمهم بسريته

.)٥٦٤(ينا به واتباعا له واقتداء بهوأيامه، وأعظمهم حبثا عن ذلك، وأعظمهم تدقال ابن القيم: ( وقد كانت الصحابة أفهم األمة ملراد نبيها وأتبع له، وإمنا كانوا

فة مراده ومقصوده ومل يكن أحدهم يظهر له مراد رسول اهللا صلى يدندنون حول معراهللا عليه وسلم مث يعدل عنه إىل غريه البتة، والعلم مبراد املتكلم يعرف تارة من عموم لفظه وتارة من عموم علته، واحلوالة على األول أوضح ألرباب األلفاظ، وعلى الثاين

.)٥٦٥(أوضح ألرباب املعاين والفهم والتدبري) عنهم هم قدوة األمة يف االعتماد على املصاحل يف مواقع متفرقة، وهذا منقول و

يف صور متفرقة تورث القطع بأم جممعون على ذلك، فهم من مفتتح أمرهم من بيعة

. ١١١شفاء الغليل / : نظري _٥٦٢ .١١٩املقاصد العامة للشريعة/يوسف العامل/ _٥٦٣ .٢٢٤مقاصد الشريعة عند ابن تيمية/ _٥٦٤ .٣٨٧- ٢/٣٨٦عني/إعالم املوق _٥٦٥

١٩٣

كانوا يفتون -صحابة وهو آخر من مات من ال - السقيفة إىل موت واثلة بن األسقعيف التحليل والتحرمي، واحلقن واإلهدار، واألمور اخلطرية باملصاحل ألن النصوص مل تكن

.)٥٦٦( ، فأخبار اآلحاد ال تبلغ ألفا، فإا كانت حمصورةوافيةويذكر الغزايل رمحه اهللا أن (كل مصلحة يعلم على القطع وقوعها زمن الصحابة

، وهو جيعل إمجاع )٥٦٧()م عن القضاء مبوجبها فهي متروكةرضي اهللا عنهم، وامتناعه، ويرد على من يرى التعزير بالتهمة، ومصادرة )٥٦٨( الصحابة مقدما على املصلحة

أموال األغنياء املسرفني بقوله: (الصحابة مل يعزروا بالتهمة، ومل يقطعوا لسانا يف اهلذر ، مع كثرة األغنياء ومسيس احلاجة، وكل ما امتنعوا مع كثرة اهلذران وال صادروا غنيا

.)٥٦٩(عنه منتنع عنه)ثامنا: سكوت الشارع عن الحكم أو شرعية العمل مع قيام

المعنى أو المقتضى. : )٥٧٠(املسكوت عنه نوعان

له تقتضيه، وال موجب يقدر ألجله، أن يسكت عنه الشارع ألنه ال داعية - ١، مث ، فإا مل تكون موجودة صلى اهللا عليه وسلم رسول اهللا كالنوازل اليت حدثت بعد

سكت عنها مع وجودها، وإمنا حدثت بعد ذلك فاحتاج أهل الشريعة إىل النظر فيها وتضمني ، وإجرائها على ما تقرر من كلياا، وهذا كجمع املصحف وتدوين العلم

. ٤٥٤_ ٤٥٣_ ٤٢٩_ ٤٢٨ املنخول / نظر : ي -٥٦٦ . ٤٦٧/ املصدر السابق _٥٦٧ . ٤٦٧/ املصدر السابق : ظرين -٥٦٨ . ٤٦٨ – ٤٦٧/ املصدر السابق -٥٦٩ . ١٧٤-١٧٣مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة/اليويب/وما بعدها ، و ١٥٦/ ٣املوافقات / ينظر: _٥٧٠

١٩٤

صلى اهللا عليه وسلم ومل الصناع وما أشبه ذلك مما مل مير ذكره يف زمن رسول اهللا تكن من نوازل زمانه، وال عرض للعمل ا موجب يقتضيها فهذا القسم جارية فروعه

. على أصوله املقررة شرعا بال إشكال٢ - عند نزول النازلة افلم يقرر فيه حكم أن يسكت عنه وموجبه املقتضي له قائم

السكوت فيه كالنص على أن فهذا الضرب من، على ما كان يف ذلك الزمان ازائدقصد الشارع أن ال يزاد فيه وال ينقص، ألنه ملا كان هذا املعىن املوجب لشرع احلكم العملي موجودا مث مل يشرع احلكم داللة عليه، كان ذلك صرحيا يف أن الزائد على ما

د كان هنالك بدعة زائدة وخمالفة ملا قصده الشارع إذ فهم من قصده الوقوف عندما ح هنالك، ال الزيادة عليه وال النقصان منه.

إن سكوت الشارع عن شرعية العمل مع قيام املعىن املقتضي له يعرف به مقصود الشارع يف هذا العمل وهو: عدم مشروعيته ألنه ملا كان هذا املعىن املقتضي

شارع، لتشريع احلكم العملي موجودا، مث مل يشرع احلكم ألجله كان صرحيا يف قصد اللقصد الشارع، وابتداع يف الدين إذ فهم وهو عدم مشروعيته والقول بشرعيته خمالفة

.)٥٧١( دما حد هناك بدون زيادة أو نقصانمن قصد الشارع الوقوف عناألذان واإلقامة يف صالة العيدين والكسوف واالستسقاء فقد سكت ذلك: مثال

.)٥٧٢(لة عنها فهي بدعة وضال صلى اهللا عليه وسلم النيب بالعبادات مما تقدم نفهم أن هذا املسلك من مسالك إثبات املقاصد والذي يتعلق

ويف مسألة أال وهي االبتداع يف الدين والتالعب بالعبادات، وقد قصد بذلك خطرية

.١١٦علم مقاصد الشارع/ربيعة/ ، و١٥٧ /٣فقات/املواينظر : _٥٧١ .١٧-٣/١٦املقاصد الشرعية/اخلادمي/ ينظر: _٥٧٢

١٩٥

ضرب البدع وإغالق الباب أمام املبتدعني، وااللتزام بالعبادات فروضها وواجباا وهذا إن أمهية هذا املسلك عالجية، أي زيادة أو نقصان وسننها ومستحباا دون

٥٧٣(و مبثابة سد ذرائع الفساد والبدعفه الطريق وقائي(. ني تأيت ضابطةيف العبادات يف ح الشريعة تأيت منشئة وهي أن مهمة وهنا قضية

تقنني فهي أما صفة الضبط وال، وصفة اإلنشاء األمر (إجيابا وندبا) للمعامالت ، ومقننةالنهي (حترميا وكراهة) لذلك جند الشعائر التعبدية إما واجبة أو مستحبة، يف حني ال جند يف املعامالت واجبات إال على اجلملة، وإمنا جند أكثر األحكام الشرعية الواردة يف

.)٥٧٤(واهي على وجه التحرمي أو الكراهةاملعامالت من باب النال يعد قصدا إىل منع الزيادة على ل املعامالتجمالذلك فإن سكوت الشارع يف

الواقع أو اإلنقاص منه، إذ إن قصد الشارع يف هذا اال ليس هو اإلقتصار على ما بالدرجة األوىل إىل ضبط وتقنني معامالت كان موجودا من معامالت وإمنا هو قاصد

شارع يف العبادات الناس مبا يوافق أحكام الشريعة ومقاصدها، يف حني يعد سكوت الدليال على قصده إىل عدم الزيادة على ما شرعه أو النقصان منه، فيكون األصل يف

.)٥٧٥(العبادات االكتفاء مبا شرعه اهللا ورسوله

.٢٣٣املقاصد عند ابن تيمية/ ينظر: -٥٧٣ .٢٠٢طرق الكشف/ ينظر: _٥٧٤ .٢٠٣طرق الكشف/ ينظر: _٥٧٥

١٩٦

تاسعا : العقل و التجارب

للعقل دور يف إثبات املقاصد، فالعقل يدل كما يرى الغزايل على براءة الذمة هاممن الواجبات، وسقوط احلرج عن املكلفني يف أفعاهلم قبل بعثة الرسل، وانتفاء األحكام

٥٧٦(بالعقل قبل ورود النص، ويستصحب ذلك إىل أن يرد النص معلوم(. يقول رمحه اهللا: ( ال ننكر إشارة العقول إىل جهة املصاحل واملفاسد، وحتذيرها

يف مهما ، وهو جيعل للعقل دورا)٥٧٧(املهالك وترغيبها يف جلب املنافع واملقاصد)ترتيب املناسبات، يقول رمحه اهللا: ( كل مناسبة يرجع حاملها إىل رعاية مقصود يقع ذلك املقصود يف رتبة يشري العقل إىل حفظها، وال يستغين العقالء عنها فهو واقع يف

.)٥٧٨(الرتبة القصوى )العقل لذلك يقول: ( جاربويقصد الغزايل بالعقل هنا العقل الذي صقلته الت

) وإمنا تفيدها التجربة واملمارسة، الغريزي ليس كافيا يف تفهم مصاحل الدين والدنيا)٥٧٩(.

: )٥٨٠(يف ذلك يف االجتهاد املقاصدي ويتجلى ماهم اللعقل دوركما أن فعند تفسري النصوص واالستنباط منها ال بد التفسري املقصدي للنصوص: - ١

من استصحاب املعاين واحلكم واملصاحل اليت يعمل الشرع على حتقيقها ورعايتها، وهو

وما بعدها . ٣٧٧/ ١ظر : املستصفى / ين -٥٧٦ . ١٦٢شفاء الغليل / _٥٧٧ . ١٦٣/ شفاء الغليل _٥٧٨ . ٣٠٤/ ٢اإلحياء / _٥٧٩-١٠٥، ومقاصد الشارع/د.عبد العاطي/٢٣٨-٢٣٤- ٢٢٩/عند اإلمام الشاطيب نظرية املقاصد : نظري_٥٨٠١٠٧-١٠٦.

١٩٧

ما يكون له أثره يف فهم النص وتوجيهه واالستنباط منه، فقد يصرف النص عن ظاهره، ودور العقل هنا يتمثل يف تقدير وظاهره اخلصوصية ، وقد يقيد أو خيصص، وقد يعمم يقها إذا مل يكن النص مصرحا ا، مث تفسري النص مبا املصلحة اليت يستهدف النص حتق

حيققها، مع عدم الغفلة عن خمتلف املصاحل واملفاسد اليت هلا صلة مبوضوع ذلك النص.وهنا البد للمجتهد من اليقظة والبصرية تقدير املصاحل املتغرية واملتعارضة: - ٢

ت أوضاعها وآثارها تغريا حقيقيا، والنظر العميق حىت مييز بني املصاحل واملفاسد اليت تغريأي حـد ينبغي أن يصل وهل ذلك التغري يستدعي مراجعة أحكامها وتعديلها، وإىل

. ذلك التعديأمام املكلف أو أمام اتهد الترجيح بني املصاحل واملفاسد عند تعارضها - ٣

واملفيت أو غريهم. .تقدير املصاحل املرسلة -٥

١٩٨

أقسام المصالح والمقاصد .: خامسالفصل ال

: مبحثانوفيه

.التشريعصد العام من املبحث األول: املق

.املقاصد الشرعية أقساماملبحث الثاين:

١٩٩

املبحث األول: املقصد العام من التشريع.

قد تعـددت املقصد العام من التشريع هو املقصد األساس الذي جاءت أحكام الشريعة لتحقيقه، وأقوال العلماء يف بيانه ولكنها عند التحليل والتمحيص ميكن اجلمع بينها يف مقصد واحـد، ومـن

مقصد هذه األقوال: قول اإلمام الغزايل رمحه اهللا: "نعلم بشواهد الشرع، وأنوار البصائر مجيعا أن وصول هلـم إىل ذلـك إال وأنه ال الشرائع كلها سياق اخللق إىل جوار اهللا تعاىل وسعادة لقائه،

ـ مبعرفة اهللا تعاىل ومعرفة صفاته وكتبه ورسله، وإليه اإلشارة بقوله تعاىل: ا خلقـت اجلـن ( ومأي: ليكونوا عبيدا يل، وال يكون العبد عبـدا مـا مل ، )٥٦(الذاريات: )واإلنس إال ليعبدون

املقصود األقصـى ه، فهذا هو يعرف ربه بالربوبية، ونفسه بالعبودية، وال بد أن يعرف نفسه ورب .٥٨١ببعثة األنبياء"

. ٢٥/ ٤/ إحياء علوم الدين -٥٨١

٢٠٠

للتشريع، واملقصد األقصى لبعثة األنبياء هو معرفة اهللا تعاىل، ومعرفة ذاته العام فهو يرى أن املقصدـ ر أن وصفاته، وأن يتحقق العبد مبعاين العبودية الكاملة هللا سبحانه وتعاىل، ويذكر يف موضع آخ

األعظم لرتول القرآن هو دعوة الناس إىل اهللا ليتعرفوا عليه، يقول رمحه اهللا: "سر القـرآن املقصدولبابه األصفى، ومقصده األقصى دعوة العباد إىل اجلبار األعلى، رب اآلخـرة واألوىل، خـالق

.٥٨٢السماوات العال، واألرضني السفلى، وما بينهما وما حتت الثرى"

ويرى العز بن عبد السالم رمحه اهللا أن مقاصد الشريعة العامة منحصرة يف مقصد واحـد وهـو ، فيقول رمحه اهللا: "ومعظم مقاصد القرآن األمر باكتساب املصاحل ٥٨٣جلب املصاحل ودرء املفاسد

ـ ٥٨٤وأسباا، والزجر عن اكتساب املفاسد وأسباا" ا ، ويقول أيضا: "والشريعة كلها نصائح: إم .٥٨٥بدرء مفاسد، أو جبلب مصاحل"

حفظ النظام جبلب املصـلحة ويرى العالمة ابن عاشور رمحه اهللا أن املقصد العام من التشريع هو ودرء املفسدة، وإقامة املساواة بني الناس، وجعل الشريعة مهابة، مطاعة نافذة، وجعل األمـة

حفظ نظام األمة، يرى أنه يتمثل يف . ويف مواضع أخرى٥٨٦ قوية مرهوبة اجلانب مطمئنة البال

دمشق. / املركز العريب للكتاب/ ٩ /جواهر القرآن: أبو حامد حممد بن حممد الغزايل -٥٨٢

. ٧٧يعة عند اإلمام العز بن عبد السالم/ ينظر: مقاصد الشر -٥٨٣ . ١٢-١١/ ١قواعد األحكام: -٥٨٤ . ١٤/ ١السابق: جع املر -٥٨٥ . ٤٠٥و ٣٢٩و ٢٩٢مقاصد الشريعة اإلسالمية: -٥٨٦

٢٠١

واستدامة صالحه بصالح املهيمن عليه وهو نوع اإلنسان، ويشمل صالحه بصـالح عقلـه .٥٨٧وصالح عمله، وصالح مابني يديه من موجودات العامل الذي يعيش فيه

ـ وأما املفكر اإلسالمي املغريب عالل الفاسي رمحه اهللا فريى أن املقصد العام للتشريع هـو ارة عماألرض، وحفظ نظام التعايش فيها، واستمرار صالحها بصالح املستخلفني فيها، وقيامهم مبـا

.٥٨٨كلفوا به من عدل واستقامة، ومن صالح يف العقل والعمل وإصالح األرض

حترير العقل البشـري مـن رق و يرى العالمة الزرقا رمحه اهللا أن املقصد العام من التشريع هو وإصالح الفرد نفسيا وخلقيا، وإصالح اتمع بصورة يسود فيها األمـن التقليد واخلرافات،

.٥٨٩العام، والعدل بني الناس، وصيانة احلريات، والكرامة اإلنسانية

حترير العقل البشري من التقليد واخلرافـات وباجلمع بني كل ما سبق نرى أن املقصد العام هو ق كل ما فيه صالحه ويدفع عنه كل مفسدة، ليتعرف على اهللا وعلى شرعه الذي يدعوه لتحقي

ليطبقه يف حياته العامة واخلاصة فيحفظ نظام األمة ويستدمي صالحها ويعمـر األرض بالعـدل .واخلري والصالح

. ١١٧: املقاصد الشرعية وأثرها يف الفقه اإلسالمي: حممدعبد العاطي حممد علي/ ، وينظر٢٧٣املصدر السابق: –٥٨٧ . ٤٦-٤٥يعة اإلسالمية ومكارمها: عالل الفاسي/ مقاصد الشر - ٥٨٨ م. ١٩٩٨/ ١/دار القلم/ دمشق/ ط٤٩-٤٨/ ١/ ينظر: املدخل الفقهي العام: مصطفى أمحد الزرقا -٥٨٩

٢٠٢

أقسام املصاحل (املقاصد) .املبحث الثاين : إىل دنيويـة من عدة اعتبارات، فهي تقسم بالنظر إىل زمن حصوهلا هناك عدة تقسيمات للمصاحل

وظنية وبالنظر إىل توقع حصوهلا إىل قطعية ،وخاصة وأغلبية وبالنظر إىل مشوهلا إىل عامة ،وأخرويةوموهومة ، وبالنظر إىل ما حيققها يف نفسها إىل حقيقية واعتبارية وعرفية، وبـالنظر إىل اعتبـار

رجتها يف القوة إىل ضرورية وحاجية وحتسينية الشرع هلا إىل معتربة وملغاة ومرسلة، وبالنظر إىل داألصالة والتبعية إىل أصلية وتبعية، وبالنظر إىل حكم حتصيلها إىل واجبـة ومكمالت ، وبالنظر إىل

اآلتية: طالبومندوبة ومباحة، وسأعرض هلذه التقسيمات يف امل

.اخللق مقاصد: املطلب األول اجلن خلقت وما(( بني مقاصد اخللق منها قوله تعاىل : وردت العديد من اآليات اليت ت

. فاملقصد من خلق البشر هو عبادة اهللا تعاىل )، ٥٦( الذاريات :)) ليعبدون إال واإلنس( امللك : )) عمال أحسن أيكم ليبلوكم واحلياة املوت خلق الذي(( ومنها قوله تعاىل :

٢( . احملسن من املسيء. فاملقصد من خلقنا هو االختبار ليظهر

عرضنا إنا(( ، وقوله : )٣٠( البقرة : )) خليفة األرض يف جاعل إين(( ومنها قوله تعاىل : ( األحزاب : )) اإلنسان ومحلها حيملنها أن فأبني واجلبال واألرض السموات على األمانة

٧٢(.

٢٠٣

مقام قائما ساناإلن يكون أنواملقصد من هذه اآليات هو مقصد اخلالفة واالستخالف أي عليها احملافظة الشارع قصد اليت املصاحل ويقيم جماريها، ومقاصده أحكامه جيري استخلفه من

.)٥٩٠( وخاصة عامة واخلالفة وسعه ومقدار طاقته حبسب بعضكم ورفع األرض خالئف جعلكم الذي وهو(( قوله تعاىل : ومن اآليات أيضا

.)٣٩فاطر : ()) آتاكم فيما ليبلوكم درجات بعض فوق مقاصد جانب على يقابله، و اخللق مقاصد من مقصدوهو النوع حفظاملقصد هنا

السكن وحتقيق النسل، وتشجيع الزواج صورة يف اجلنسني بني العالقة حصر الشريعة . العرض وحفظ والرمحة، واملودة

غريها مبصاحل طائفة كل لتقوم بعض إىل بعضهم وأحوج اخللق خلق اهللا أن ذلك ومن يف سواء املنافع وتبادل التعاون مقصد الشريعة مقاصد يف يقابله اخللق مقاصد من فهذا .)٥٩١(ا الوفاء وفرض العقود إباحة من ذلك يقتضيه وما اإلنسانية جمال أو األمة، جمال

: المقاصد باعتبار وقتھا وزمن حصولھا الثانيالمطلب والدنیویة). (المقاصد األخرویة

،ومصاحل أخروية ،تنقسم املصاحل بالنظر إىل زمن حصوهلا إىل مصاحل دنيوية( ينقسم املقصود إىل :ومصاحل دنيوية أخروية، يقول اإلمام الغزايل رمحه اهللا يف ذلك

ديين وإىل دنيوي، وكل واحد ينقسم إىل حتصيل وإبقاء، وقد يعرب عن التحصيل جبلب قد يعرب عن اإلبقاء بدفع املضرة، يعين ما قصد بقاؤه فانقطاعه مضرة، وإبقاؤه املنفعة، و

. ١٠٩-١٠٨ينظر: حنو تفعيل املقاصد / -٥٩٠

.١١٠ينظر : حنو تفعيل املقاصد / -٥٩١

٢٠٤

دفع للمضرة، فرعاية املقاصد عبارة حاوية اإلبقاء ودفع القواطع، وللتحصيل على سبيل .)٥٩٢(االبتداء )

. )٥٩٣()إما أن تتعلق بالدين أو بالدنيا املصلحة (ويذكر يف موضع آخر أن الدين ، فـ (حراس الدنياأن العلماء حراس الدين، و السالطني وأجنادهم ويذكر

. )٥٩٤() فال يستغين أحدمها عن اآلخر ، و امللك توأمانملنافع اليت يرجى بن عبد السالم بأا : عرفها العز املقاصد األخروية:أوال :

.٥٩٥ن غري قطعحصوهلا أو املضار اليت يرجى دفعها يف اآلخرة وهي متوقعة احلصول م

هي اليت ترجع إىل حتقيق املصاحل األخروية للعباد، وإن كانت فيها مصلحة دنيويةف الزكاة، يف والتكافل واحملبة الصالة يف واملنكر الفحشاء عن والنهي احلج، يف كالتعارف

. الصوم يف النفس وصفاءستدرأة يف احلياة وهي املنافع املستجلبة أو املفاسد امل املقاصد الدنيوية:ثانيا :

الدنيا للفرد أو اجلماعة من غري تعلق باآلخرة، وهي قسمان: ناجز احلصول كمصاحل املآكل واملشارب واملناكح واملساكن، ومتوقع احلصول كممارسة التجارة لتحصيل

.٥٩٦األرباح

. ١٥٩شفاء الغليل / -٥٩٢ . ١٧٧/ ٢اإلحياء / -٥٩٣ . ١٧٧/ ٢اإلحياء / -٥٩٤ . ٥٩ /١ينظر: قواعد األحكام: –٥٩٥ . ٦٠/ ١ينظر: املصدر السابق: –٥٩٦

٢٠٥

ثالثا: املصاحل املتعلقة بالدنيا واآلخرة: .٥٩٧لدنيا ومصلحة آجلة يف اآلخرة كالكفارات والعبادات، فيها مصلحة يف ا

م مصاحل اآلخرة على مصاحل الدنياعند تعارض مصاحل الدنيا مع مصاحل اآلخرة تقد

. واخلصوص العموم إىل املقاصد باعتبار: لثثااملطلب التنقسم املقاصد باعتبار العموم واخلصوص إىل مقاصد عامة أو عالية ومقاصد

خاصة ومقاصد جزئية. )العالية: (العامة قاصدامل - أوال

املقاصد العامة للتشريع اإلسالمي هي فروع وتفصيالت املقصد العام من التشريع، وهي أعلى أنواع املقاصد، وقد عرفها العلماء بعدة تعريفات، فقد عرفها ابن عاشور

ال حبيث معظمها، أو التشريع أحوال مجيع يف للشارع امللحوظة واحلكم املعاين( : بأا أوصاف هذا يف فيدخل الشريعة أحكام من خاص نوع يف بالكون مالحظتها تصخت

هذا يف ويدخل مالحظتها، عن التشريع خيلو ال اليت واملعاين العامة، وغاياا الشريعةأنواع يف ملحوظة ولكنها األحكام أنواع سائر يف ملحوظة ليست احلكم من معان .)٥٩٨()منها كثرية

راعتها اليت العامة واألهـداف الكلية القضايا( : بأا يباليو الدكتور وعـرفها يف روعيت أو وجنايات وعادات ومعامالت عبادات من تشريعاا مجيع يف الشريعة .)٥٩٩() األحوال أغلب

. ٦٠/ ١ينظر: املصدر السابق: –٥٩٧ . ٢٥١مقاصد الشريعة /ابن عاشور/ -٥٩٨ . ٣٨٨مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة / -٥٩٩

٢٠٦

: ٦٠٠وقد تعددت رؤى الباحثني يف حتديدهاوهي أعلى أنواع املقاصد ني املقصود من إرسال الرسل وإنـزال فاجته البعض إىل استخراجها من آيات القرآن اليت تب .١

الكتب، فخرجوا جبملة من املقاصد كاهلداية والتعليم والصالح والتنوير واحلـق والرمحـة والعدل واملساواة وقوة نظام األمة والتعقل والتحرر والتخلق والتوحد ( أي وحدة األمـة )

والتكمل. ارة األرض.كما خص بعضهم باالهتمام بعبادة اهللا واخلالفة عنه وعم .٢ ومنهم من ركز على جلب املصاحل ودرء املفاسد. .٣وأدخل بعضهم ضمن املقاصد ما هو من املفاهيم واخلصائص والوسائل واآلليات، كالتيسري .٤

ورفع احلرج، ومراعاة الفطرة والسماحة ومنع التحايل ومراعاة الذرائع واحترام التشريع.

اصد املستقرأة مقاصد عامة ومن هذه هذا وقد وضع الباحثون شروطا العتبار املق : ٦٠١الشروط

: أي أن يكون حتقيقها للمصلحة جمزوما به، أو مظنونا ظنا قريبا من اجلزم.أن تكون ثابتة .١: أي أن يكون املقصد واضحا حبيـث ال خيتلـف الفقهـاء يف حتديـده أن تكون ظاهرة .٢

ئه وكونه حمل خالف بـني واالعتداد به إذ ال يعقل أن يوصف مقصد ما بالعموم مع خفا الفقهاء.

. ١١١حنو تفعيل مقاصد الشريعة: ص -٦٠٠ . ٢٥٣و٢٥٢ ومقاصد الشريعة البن عاشور: ،٢٧-٢٦عن مقاصد الشارع: نعمان جغيم / ينظر: طرق الكشف -٦٠١

٢٠٧

: أي أن يكون للمقصد حد معترب ال يتجاوزه، وال يقصر عنه، حبيـث أن تكون منضبطة .٣يكون القدر الصاحل منه ألنه يعترب مقصدا شرعيا قدرا غري مشكك أي غري متفاوت الوجود

يف األفراد.ـ االطراد .٤ وال األقطـار والقبائـل، : أن ال يكون املقصد خمتلفا باختالف األحـوال (أح

.واألعصار)

:٦٠٢ومن أبرز املقاصد العامة أو العالية أو العاملية للشريعة اإلسالميةتصحيح العقائد يف التصورات لأللوهية والرسالة واجلزاء، وإنقاذ الضمري البشري من الذين .١

ة سلطان انتحلوا حق التسلط عليه، وتطهريه مما ران عليه من وساوسهم وخزعبالم، وإقام العقل، وإعالء حرية النظر وهدم صنم التقليد.

حتقيق العبودية هللا يف هذا الكون وذلك بإفراده بالعبادة حيث ال معبود حبق سواه، وإبطـال .٢مجيع أنواع الشرك باهللا سبحانه وتعاىل، خفيا كان أو ظاهرا، سواء أكـان ذلـك علـى

مستوى الفرد أم على مستوى اجلماعة. وريات اخلمس للعباد وهي حفظ الدين والنفس والنسل والعقل واملال.حفظ الضر .٣ إعمار األرض وإصالحها يف ضوء منهج اهللا. .٤

/ جملة الشريعة والدراسات اإلسالمية وما بعدها ٢٤٩ينظر: حماسن ومقاصد اإلسالم: حممد أبو الفتح البيانوين، / -٦٠٢

الكلية والنصوص اجلزئيـة: يوسـف م، ودراسة يف فقه مقاصد الشريعة بني املقاصد ٢٠٠٠/ ٤٣جامعة الكويت العدد / وما بعدها ٧١م، وكيف نتعامل مع القرآن العظيم: يوسف القرضاوي، ص ٢٠٠٧، ٢دار الشروق/ ط /٢٥القرضاوي:

/ ٢٩٧-٢٩٦م، والفكر اإلصالحي عند حممد فريد وجدي / أمحد حممد سائم الرببـري،/ ٢٠٠٠/ ٣/ دار الشروق/ ط م. ٢٠٠٤/ ٥٩/ العددجملة الشريعة والدراسات اإلسالمية

٢٠٨

جلب املصاحل ودرء املفاسد، وتقرير كرامة اإلنسان وحقوقه. .٥حتقيق التيسري والسماحة، فلقد تضافرت النصوص على مقصد السماحة واليسر والسـهولة .٦

)). حـرج مـن الدين يف عليكم جعل وما(( : قوله تعاىل:ونفي احلرج عن الناس منها(البقـرة: )). العسـر بكم يريد وال اليسر بكم اهللا يريد(( ، وقوله تعاىل: )٧٨(احلج:

١٨٥(. إمتام مكارم األخالق وحماسنها وتزكية النفس ويف ذلك يقول رسول اهللا صـلى اهللا عليـه .٧

.٦٠٣ "إمنا بعثت ألمتم مكارم األخالق"وسلم: حتقيق العدالة واملساواة بني الناس، وإسقاط الوسطاء بني اهللا وخلقه، وإنصاف املرأة. .٨

لو أنفقت قلوم بني وألف(( حتقيق األلفة واالجتماع بني املؤمنني، يقول تعاىل: .)٦٣(األنفال: )). ما يف األرض مجيعا ما ألفت بني قلوم ولكن اهللا ألف بينهم

وعد(( مية واستخالفها يف األرض، ويف ذلك يقول اهللا تعاىل: متكني األمة اإلسال .)٥٥(النور: )). األرض يف ليستخلفنهم الصاحلات وعملوا آمنوا الذين اهللا

إصالح حال املخلوق يف الدنيا واآلخرة، وذلك بإصالح عقيدتـه وعبادتـه، ومعامالتـه .٩اجل واآلجل، وإصالح النظـام واجتماعاته وظاهره وباطنه، وإصالح الفرد واتمع يف الع

.٦٠٤واحلياة يف خمتلف جماالا االجتماعية والسياسية والتربوية والتعليمية والثقافية

سلسلة األحاديث الصحيحة: حممد ناصر الدين األلبـاين، ، و ٢٠٥٧١رقم / ١٠ج /السنن الكربى : البيهقي - ٦٠٣

م. ١٩٩٥ /الرياض /مكتبة املعارف /٤٥رقم /١١٢ص /١ج .١٣٤-١/١٣٣ ينظر: املقاصد الشرعية: نور الدين اخلادمي / -٦٠٤

٢٠٩

"ال ضرر رفع الضرر والضرار عن اإلنسان، ويف ذلك يقول الرسول صلى اهللا عليه وسلم: .١٠ .٦٠٥وال ضرار"

عاون.بناء األمة الشهيدة على البشرية، والدعوة إىل عامل إنساين مت .١١دوام االرتقاء يف العلم والعمل، والوصول إىل احلق عن طريق النظر يف آيات اهللا واحتـذاء .١٢

املثل العليا للوصول إىل الكمال املقدر لإلنسان.إنذار من ال يساهم من اجلماعات يف حتقيق هذا اإلصالح العام بالعذاب يف الدنيا وسـوء .١٣

املنقلب يف اآلخرة.

ما ذكرناه بقوله: "تتمثل املقاصد العالية للشريعة يف حتقيق عبادة الدين عطيةويوجز الدكتور مجال اهللا واخلالفة عنه، وعمارة األرض من خالل اإلميان ومقتضياته من العمل الصاحل احملقق للسعادة يف

مع الدنيا واآلخرة، والشامل للنواحي املادية والروحية، والذي يوازن بني مصاحل الفرد واتمع، وجيبني املصلحة القومية اخلاصة واملصلحة اإلنسانية العامة، وبني مصلحة اجليل احلاضـر ومصـلحة

.٦٠٦األجيال املستقبلية، كل ذلك بالنسبة لإلنسان واألسرة واألمة واإلنسانية مجعاء"

.اخلاصة املقاصد - ثانيا أبواب أو ،الشريعة أبواب من معني بباب اخلاصة واملعاين والغايات األهداف هي

ومقاصد مجيعا، العبادات كمقاصد وذلك جماالا، من معني جمال أو منها، متجانسة

. ٢٣٤٠رقم /باب من بىن يف حقه ما يضر جباره /كتاب األحكام : سنن ابن ماجه -٦٠٥ . ١٢٢حنو تفعيل املقاصد: – ٦٠٦

٢١٠

األسرة نظام وإقامة البيوع ومقاصد الطهارة، ومقاصد اجلنايات، ومقاصد املعامالت، .)٦٠٧( وغريها

أساليب اجلملة يف تعد وقد العامة، املقاصد إىل حقيقتها يف تعود املقاصد هذه .)٦٠٨( العامة املقاصد لتحقيق ئلووسا

: )٦٠٩(املقاصد هذه من عاشور ابن ذكر وقد . املالية بالتصرفات اخلاصة املقاصد - . انداألب على املنعقدة باملعامالت اخلاصة املقاصد - . بالتربعات اخلاصة املقاصد - . والشهادة بالقضاء اخلاصة املقاصد - .بالعقوبات اخلاصة املقاصد -

: أيضا املقاصد هذه ومن وحده اهللا بأن وإشعاره واألوهام اخلرافات من اإلنسان حترير: العقائد جانب يف -

اخلفي، الغيب جانب يف القاطعة الصحيحة املعلومات وتقدمي للعبادة، املستحق هو .)٦١٠( األوهام يف التخبط وبال عن العقل وحفظ العدو، وجهاد الواليات، يةوتول األموال وقسم احلدود إقامة: الوالية مقاصد - .)٦١١( واجلمع واألعياد احلج وإقامة

و املقاصد ٢٨/ عن مقاصد الشارع ، و طرق الكشف ٤١١مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة /اليويب/ -٦٠٧

. ١٣٠عند ابن تيمية / . ٢٥٥حماسن ومقاصد اإلسالم / -٦٠٨و مقاصد الشريعة ومكارمها ، ٥١٥-٤٩٥-٤٨٧-٤٧٩- ٤٥٠ ينظر : مقاصد الشريعة /ابن عاشور/ -٦٠٩

/٧ . . ٢٥٦ينظر: حماسن مقاصد اإلسالم / -٦١٠ . ٥٥٠-٥٤٩املقاصد عن ابن تيمية / -٦١١

٢١١

. العليا هي اهللا كلمة تكون وأن هللا، كله الدين يكون أن: اجلهاد مقصود - .)٦١٢( احملرمات وفعل الواجبات ترك على والعقوبة

. له واالنقياد هللا اخلضوع: العبادات من املقصود - . العباد حلمصا رعاية: املعامالت من املقصود - .)٦١٣( ارتكاا عن الزجر: العقوبات من املقصود -

. اجلزئية املقاصد - ثالثا من حكم كـل عند الشـارع وضعها اليت األسرار( : بأا الفاسي عالل عرفها

.٦١٤) أحكامها يف للشارع امللحوظة واحلكم املعاين( : بأا ربيعة العزيز عبد الدكتور وعرفها

أو حكمة من اخلاص الدليل من يستنتج فما خاص، دليل أو ريهاغ دون خاصة مسألة .)٦١٥() جزئيا شرعيا مقصدا يعترب معىن

إجياب( تكليفي حكم من خطابه من الشارع يقصده ما: (بأا البدوي وعرفها أو مانع أو سبب أو شرط( وضعي حكم أو) إباحة أو كراهة أو ندب أو حترمي أو

سر أو جزئية، حكمة أو) تقييد أو إطالق أو خصوص، أو عموم( داليل أو) علة .)٦١٦() احلكم لذلك

. واحملبة األلفة دوام املخطوبة إىل النظر جواز من املقصد: ذلك ومن أمثلة . وأسرارهم الناس أعراض حفظ االستئذان من املقصد -

. ٥٥٠- ٥٤٩املرجع السابق / -٦١٢ . ١٩٥علم مقاصد الشارع / ربيعة / -٦١٣ . ٧ /مقاصد الشريعة ومكارمها - ٦١٤ . ١٩٥علم مقاصد الشارع / - ٦١٥ . ١٣١-١٣٠قاصد عند ابن تيمية /امل -٦١٦

٢١٢

. واملنكر الفحشاء عن النهي الصالة من املقصد -

أو مجاعتها أو األمة عموم إىل بالنظراصد املطلب الرابع :املق )األمة أحوال إىل بالنظر) ( بعضية – كلية( أفرادها

تنقسم املصاحل بالنظر إىل مشوهلا للمكلفني إىل مصاحل عامة ومصاحل خاصة ومصاحل أخرى قسمة املصلحة وتنقسم( : رمحه اهللا أغلبية، ويف ذلك يقول اإلمام الغزايل

اخللق حق يف عامة مبصلحة يتعلق ما فمنها واخلفاء، الوضوح يف مراتبها إىل باإلضافة واقعة يف معينة شخص مبصلحة يتعلق ما ومنها األغلب، مبصلحة يتعلق ما ومنها كافة، .)٦١٧() الظهور يف مصاحلها بتفاوت املراتب هذه وتتفاوت نادرة،

.)العامة( الكلية املقاصد -أوالباملصلحة العامة ما يعم جدواها وتشمل فائدا وال ختص : ( املراد الغزايليقول

.)٦١٨(الواحد املعني ) وما متماثال، عودا األمة عموم على عائدا كان ما: ( بأا عاشور ابن عرفهاو

.)٦١٩()قطر أو األمة من عظيمة مجاعة على عائدا كان التفات وال مهور،اجل أو األمة عموم صالح فيه ما( : بأا ربيعة الدكتور وعرفها

.)٦٢٠() األمة جمموع من أجزاء أم حيث من إال األفراد أحوال إىل منه

.٢١٠شفاء الغليل / -٦١٧ . ٢٦٠املصدر السابق / -٦١٨ . ٣١٣/ مقاصد الشريعة اإلسالمية -٦١٩ . ١٣٢، وانظر املقاصد عند ابن تيمية /١٩٦علم مقاصد الشارع / -٦٢٠

٢١٣

وقد مثل ابن عاشور رمحه اهللا تعاىل هلذا النوع حبفظ الدين من الزوال، ومحايـة احلـرمني هرة من الشريفني وبيت املقدس من الوقوع بأيدي غري املسلمني، واحلفاظ على القرآن والسنة املط

.٦٢١التحريف أو الضياع

ومن أمثلتها أيضا: قتل املبتدع الداعي إىل بدعته إذا غلب على الظن ضرره، وصار ضرره كليـا، .٦٢٢وكذلك قتل الزنديق

ومن أمثلتها أيضا: التشريعات القضائية اليت حتفظ حياة الناس، وتيسر هلم طرق اخلري، وتسد عنهم .٦٢٣منافذ الشر والظلم

.٦٢٤فاقيات واملعاهدات االقتصادية والسياسية اليت تقيمها الدول خلدمة مصاحلهاوكذلك االت

وكذلك فروض الكفايات، كطلب العلم الديين واجلهاد وطلب العلم الدنيوي الذي يكون مسـببا .٦٢٥يف حصول قوة األمة

ة اجلانـب ومن املصاحل العامة أيضا: حفظ كيان األمة اإلسالمية وأن تظل األمة اإلسالمية مرهوبقادرة على حفظ أراضيها، ومن املصاحل العامة كذلك أخذ األموال من األغنياء لتقويـة اجلـيش

.٦٢٦وللدفاع عن أرض املسلمني إذا مل تف واردات بيت املال بذلك

. ٣١٣ينظر: مقاصد الشريعة اإلسالمية: – ٦٢١ . ١٢٣، واملدخل لعلم مقاصد الشريعة: عبد القادر بن حرز اهللا/ ٤٢٣ -٤٢٢ /١ ينظر: املستصفى / –٦٢٢ . ٣١٤ينظر: مقاصد الشريعة اإلسالمية: ابن عاشور/ –٦٢٣ .١٣٥/ ١واملقاصد الشرعية: اخلادمي/ ،٣١٤: املرجع السابقينظر: –٦٢٤ . ١٩٧-١٩٦/ ينظر: علم مقاصد الشارع: عبد العزيز ربيعة –٦٢٥

٢١٤

.األغلبية املقاصد - ثانيا .)٦٢٧( معظمهم عن الفساد وتدفع اخللق بأغلب تتعلق اليت وهي وليست خاصة األغلب، وليس مبصلحة مجيع اخللق، هي اليت تتعلق مبصلحة ف

.)٦٢٨(مبصلحة أفراد حمدودينوقد مثل هلا ابن عاشور رمحه اهللا باملعاهدات اليت تعقد بني بلد مسلم وآخر لتأمني التجارة فيه، أو اإلحبار يف املياه الواقعة حتت سلطته، فالبد من احملافظة على مثل هذه املعاهدات ملا فيها من نفـع

.٦٢٩ملسلمني يف ذلك البلد املسلما

هم وليسوا السلع، أرباب لعامة مصلحة فالتضمني الصناع، تضمني: أمثلتها ومن املصارف يف األموال حفظ ، ومن األمثلة كذلك)٦٣٠( اخللق كافة وال األمة كل

.)٦٣١( الصحية واملراكز املستشفيات يف االستشفاءو اإلسالمية .الفردية أو البعضية أو زئيةاجل أو اخلاصة املقاصد -ثالثا

. )٦٣٢(اليت تتعلق بشخص معني يف واقعة نادرةعرفها الغزايل بأا

. ٤٢٦/ ١واملستصفى: ،٢٣٤ينظر: شفاء الغليل: –٦٢٦ . ٢١٠، وشفاء الغليل / ١٣٢املقاصد عند ابن تيمية / -٦٢٧ . ٢١٠/ ينظر : شفاء الغليل -٦٢٨ . ٣١٤/د الشريعة اإلسالمية: ابن عاشورينظر: مقاص –٦٢٩ . ١٢٣املدخل لعلم املقاصد / -٦٣٠ . ١٣٢املقاصد عند ابن تيمية / - ٦٣١ . ٢١٠ينظر : شفاء الغليل / -٦٣٢

٢١٥

وهي عند ابن عاشور رمحه اهللا : "ما فيه نفع اآلحاد باعتبار صدور األفعال عن آحادهم، ليحصل ـ ٦٣٣بإصالحهم صالح اتمع املركب منهم" ي ، وأطلق عليها يف موضع آخر املصاحل اجلزئية وه

.٦٣٤مصلحة الفرد أو األفراد القليلة

يقول ابن عاشور عن هذا القسم: "فااللتفات فيه ابتداء إىل األفراد أما العموم فحاصل تبعا، مثـل حفظ املال من السرف باحلجر على السفيه مدة سفهه، فذلك نفع لصاحب املال ليجـده عنـد

.٦٣٥رشده أو جيده وارثه من بعده وليس نفعا للجمهور"

:٦٣٦ومن أمثلة املصاحل اخلاصة

.املصلحة القاضية بفسخ نكاح الزوجة اليت فقد زوجها .املصلحة باعتداد من تباعدت حيضتها باألشهر .توريث املطلقة ثالثا يف مرض املوت .االنتفاع بالبضاعة املبيعة ومثنها وسعرها .االستمتاع بني الزوجني واألنس باألوالد ين عليه٦٣٧بتسليط العقوبة على اجلاين إرضاء أهل ا.

. ٢٨٠-٢٧٩/صد الشريعةاإلسالمية: ابن عاشورقام –٦٣٣ . ٣١٤/السابق جعينظر: املر –٦٣٤ . ٢٨٠ينظر: مقاصد الشريعةاإلسالمية: –٦٣٥ . ١٣٢، واملقاصد عند ابن تيمية: ١٢٣ينظر: املدخل لعلم املقاصد: عبد القادر بن حرز اهللا/ –٦٣٦ . ١/١٣٥ينظر: املقاصد الشرعية: نور الدين اخلادمي: –٦٣٧

٢١٦

حقوق املكلف على نفسه بالكساء واملساكن والنفقات وكذلك حقوقه يف النـوم واإلفطـار .٦٣٨وترك الترهب

انني والعاجزين والغائبني٦٣٩حفظ أموال األيتام وا.

ومصاحلهم وقصودهم بأعماهلم اخلاصة املقاصد أرباب أقام إذا أنه إىل هنا التنبيه من والبد أمرهم عاجل يف الناس كل املصلحة وتعم والكلية، العامة املصاحل بذلك ينتظم اهللا شرع وفق

وبصالح والظاهر الباطن وبصالح األفراد، مجيع بصالح األمة مصاحل أقيمت وإذا وآجله، املنافع تتقرر ذلك فعل فإذا، واحلضاري والسياسي االجتماعي والنظام والسلوك، العقيدة .)٦٤٠( اكله اخلاصة

رابعا: ما اشترك فيه املصلحتان.كالصالة: مصلحتها اخلاصة ما فيها من الدعاء باملصلحة العاجلة واآلجلـة، وتشـريف املصـلي باملناجاة، أما مصلحتها العامة فبقوله: السالم علينا وعلى عباد اهللا الصاحلني، فإن ذلك متعلق بكل

رط املسلم بصالة واحدة كان قد اعتدى علـى عبد صاحل من أهل السماوات واألرضني، فمىت فكل مسلم وأخذه له حقا من حقوقه لعدوانه على حق اهللا تعاىل ولذلك أمسع دعوى من يـدعي

.٦٤١على تارك صالة واجبة، ألن لكل مسلم فيها حقا

٢٢٢ /١ينظر: قواعد األحكام: –٦٣٨ ٢٢٢ /١ينظر: قواعد األحكام: – –٦٣٩ . ١/١٣٥/ينظر: املقاصد الشرعية: -٦٤٠ محص/ مطبعة اليمامة/ /١٣-١٢ينظر: مقاصد العبادات: العز بن عبد السالم/ حتقيق عبد الرحيم أمحد قمحية / –٦٤١

. ١٦٤ /، واملقاصد عند العز بن عبد السالم١٩٩٥ /١ط

٢١٧

م بعد ذكر هذا التقسيم البد من التنويه إىل أنه عند تعارض املصلحة العامة مع املصلحة اخلاصة تقد املصلحة العامة.

.والتغري الثبات إىل بالنظر املقاصد أقسام : اخلامساملطلب واألشخاص والبيئات األزمان تغري حسب متغرية إىل املصلحة العلماء قسم لقد

. شاها وما املنكر عن والنهي كالتعازير، والقتل ظلمال كتحرمي االعتبارات، تلك مبثل األيام مر على تتغري ال مصلحة وإىل .)٦٤٢( والزنا والسرقة

والبيئات األزمان تغري حسب متغرية إىل تنقسم: ( شليب مصطفى الدكتور يقول مدى على تتغري ال ما وإىل شاها، وما املنكر عن والنهي كالتعازير، واألشخاص

.)٦٤٣()والزنا والسرقة والقتل الظلم حترمي مثل األيام، تتغري قد احلكم تطبيق طريقة ولكن يتغري، ال تهذا يف الشرعي احلكم أن واحلقيقة

. التسعري مسألة يف احلكم سياسة قبيل من احلاكم تصرف منها حاالت، ضمن التصرف مثل املصلحة حسب وجه منه فيطبق أوجه، عدة له احلكم أن أو

. املرض بسبب التيمم إىل املاء من الطهارة تبدل مثل مناطه لتغري يتغري أو باألسرى، . ومؤخر مقدم إىل املهر تقسيم مثل الشرع يعارض ال فيما الناس عوائد تغري أو

. ١٥٤ملقاصد العامة /ا -٦٤٢ . ٢٨٢تعليل األحكام / -٦٤٣

٢١٨

.)٦٤٤( للحكم تغيري أو تبديل ذلك يف وليس وتنقسم املصاحل باعتبار توقع حصوهلا إىل قطعية وظنية ومشكوك فيها وموهومة.

.أوال: املصاحل اليقينية (القطعية)، وهي اليت دلت عليها أدلة مـن ٦٤٥رجة عن احلصروهي اليت ثبتت مشروعيتها من خالل أدلة خا

قبيل النص الذي ال حيتمل التأويل، وما تضافرت األدلة الكثرية عليه، مما مستنده استقراء الشريعة، أو ما دل العقل على أن يف حتصيله صالحا عظيما، أو أن يف حصول ضده ضررا عظيمـا علـى

.٦٤٦األمة

تهدون على اعتبارها ومراعاا بال خـالف أو اعتـراض كاملقاصـد هي اليت اتفق العلماء واو .٦٤٧الضرورية اخلمسة، وحفظ القرآن وصونه، وتقرير يسر الشريعة ومساحتها وغري ذلك

وهي اليت ال تتغري بتغري الزمان واملكان واألشخاص.

املبالغة، حنو كون ومن أمثلة املقاصد القطعية ما يؤخذ من تكرر أدلـة القرآن تكررا ينفي ااز ومقاصد الشارع التيسري، فمثل هذا االستقراء خيول الباحث عن مقاصد الشريعة أن يقول: إن مـن

وما بعدها. ٢٤٥-٥٩-٥٨ينظر: ضوابط املصلحة / -٦٤٤ . ٤٢١/ ١ينظر: املستصفى : –٦٤٥ . ٣١٤ينظر: مقاصد الشريعة اإلسالمية: ابن عاشور، ص –٦٤٦ . ١١٥/ ١نور الدين اخلادمي / /ينظر: املقاصد الشرعية –٦٤٧

٢١٩

مقاصد الشريعة التيسري، ألن األدلـة املستقرأة يف ذلك كله عمومات متكررة، وكلـها قطعيـة .٦٤٨النسبة إلـى الشارع ألـا من القرآن، وهو قطعي

: "وإن أعظم ما يهم املتفقهني إجياد ثلة من املقاصد القطعية ليجعلوهـا قال ابن عاشور رمحه اهللا .٦٤٩أصال يصار إليه يف الفقه واجلدل"

:٦٥٠وتثبت املصاحل القطعية بأحد الطرق اآلتية

النص الذي ال حيتمل التأويل. .أ استقراء أدلة كثرية من الشريعة. .ب حصول ضده ضرا عظيما على األمة.ما دل العقل على أن يف حتصيله صالحا عظيما ويف .ج

:٦٥١وتكون املقاصد قطعية إذا توفرت فيها شروط

الثبوت، والظهور، واالنضباط، واالطراد، فإذا توفرت هذه الشروط يف معىن من املعاين احلقيقية أو . العرفية العامة حصل اليقني بكوا مصلحة شرعية

للمصلحة جمزوما به، أو مظنونا ظنا قريبا من اجلزم. ومعىن أن تكون ثابتة: أي أن يكون حتقيقها

. ٢٣٥/ابن عاشور مقاصد الشريعة اإلسالمية: –٦٤٨ . ٢٣٢ /مقاصد الشريعة اإلسالمية: ابن عاشور –٦٤٩ . ٣٢نعمان جغيم/ /ينظر: طرق الكشف عن مقاصد الشارع –٦٥٠ومقاصـد الشـريعة البـن عاشـور: ص ، ٢٧-٢٦ينظر: طرق الكشف عن مقاصد الشارع: نعمان جغيم / -٦٥١ . ٢٥٣و٢٥٢

٢٢٠

ومعىن أن تكون ظاهرة: أي أن يكون املقصد واضحا حبيث ال خيتلف الفقهاء يف حتديده واالعتداد به إذ ال يعقل أن يوصف مقصد ما بالعموم مع خفائه وكونه حمل خالف بني الفقهاء.

حد معترب ال يتجاوزه، وال يقصر عنـه، حبيـث ومعىن أن تكون منضبطة: أي أن يكون للمقصديكون القدر الصاحل منه ألنه يعترب مقصدا شرعيا قدرا غري مشكك أي غري متفاوت الوجـود يف

األفراد.

ومعىن االطراد: أن ال يكون املقصد خمتلفا بـاختالف األحـوال (أحـوال األقطـار والقبائـل، واألعصار).

ثانيا: املصاحل الظنية.. فهـي ٦٥٢ي ما دل عليه دليل ظين من الشرع، أو ما اقتضى العقل ظنه مصلحة ومقصدا شرعياه

اليت يتوقع أن حصوهلا يؤدي إىل جلب النفع أو دفع الضرر.

واتفقت كتب األصول على التمثيل هلا بالقصاص، إذ الغالب حصول االنزجار عن القتل املـؤدي .٦٥٣إىل حفظ النفوس

::٦٥٤ومن األمثلة أيضا

. ٣١٥-٣١٤الشريعة: ابن عاشور/ ، ومقاصد٣٢ينظر: طرف الكشف عن مقاصد الشارع: –٦٥٢ . ٢٨٠ينظر: مقاصد الشريعة اإلسالمية: زياد إمحيدان، ص –٦٥٣، ومقاصد الشارع: حممد عبـد ٢٣٨ومقاصد الشريعة: ابن عاشور/، ١٣١-١٣٠ينظر: املقاصد عند ابن تيمية: –٦٥٤

.٣٥العاطي:

٢٢١

.مصلحة حترمي القليل من النبيذ الذي ال يغلب على الظن إفضاؤه إىل اإلسكار املضر بالعقل .مصلحة تطليق الزوجة من زوجها املفقود .ضرب املتهم بالسرقة لالستنطاق واإلقرار .توريث املطلقة ثالثا يف مرض املوت

ثالثا: املصلحة املشكوك فيها.ذا النوع من املصاحل: "قلما يتفق له يف الشرع مثال على التحقيق، بل يقول اآلمدي رمحه اهللا يف ه

عن طريق التقريب، وذلك كشرع احلد على شرب اخلمر، حلفظ العقل، فإن إفضـاءه إىل ذلـك متردد، حيث إنا جند كثرة املمتنعني عنه، مقاومة لكثرة املقدمني عليه، ال على وجـه التـرجيح

، ولكن هذا التمثيل غري مستقيم ألن فيـه اـام ٦٥٥اآلخر يف العادة" والغلبة ألحد الفريقني على الشارع احلكيم بعدم تقدير عقوبة رادعة عن ارتكاب هذه اجلرمية، ومن املعروف بداهة أن حكمة الشارع تقتضي أن تكون العقوبة زاجرة لألغلب وقد يوجد من ال يأبه بالعقوبة، ومن األمثلة اليت

.٦٥٦هذا القسم نكاح اآليسة ألن حصول املصلحة مرجوح ميكن أن تندرج حتت

رابعا: املصاحل املوهومة.وهي اليت يتخيل ويتوهم أن فيها مصلحة ومنفعة، أو دفع مفسدة ومضرة إال أا يف احلقيقة خالف

.٦٥٧ذلك فهي مردودة وباطلة

.٣٤١ /٣/األحكام يف أصول األحكام –٦٥٥ .٢٨١إلسالمية: زياد إمحيدان /ينظر: مقاصد الشريعة ا –٦٥٦ .٣٢، وطرق الكشف عن مقاصد الشارع: ١٣١ينظر: املقاصد عند ابن تيمية: –٦٥٧

٢٢٢

عند التأمل ضرر، وسبب و عرفها ابن عاشور رمحه اهللا بأا: "اليت يتخيل فيها صالح وخري وهو كـان ذلـك الصـالح مغمـورا هذا التوهم: خفاء الضرر، أو أن فيها صالحا وفسـادا وإن

.٦٥٨بالفساد"

:٦٥٩ومن أمثلة املصاحل املوهومة

.مصلحة التعامل بالربا الذي حرمه اهللا .مصلحة إسناد القوامة إىل املرأة .مصلحة التسوية بني الذكر واألنثى يف املرياث وقد علم قطعا عدم تالقيهما.زوا ،مبغربية ج مشرقي

بعد االنتهاء من بيان هذا املقصد ال بد يل من أن أشري إىل أن هناك تقسيما قريبا من هذا للعز بن :٦٦٠عبد السالم، حيث أنه قسم املصاحل باعتبار توقع حصوهلا إىل

املصاحل املتوقعة احلصول. .١آكل واملشارب واملالبس واملناكح، وكذلك مصـاحل املصاحل الناجزة احلصول كمصاحل امل .٢

املعامالت الناجزة.

. ٣١٥ينظر: مقاصد الشريعة اإلسالمية: –٦٥٨ .٢٨١،و مقاصد الشريعة: زياد إمحيدان، ١١٨/ ١ينظر: املقاصد الشرعية: نور الدين اخلادمي / –٦٥٩ . ٦٠-٥٩/ ١ينظر: قواعد األحكام: –٦٦٠

٢٢٣

املصاحل املشتركة بني القطع والظن: كالكفارات والعبادات املالية فإن مصـاحلها العاجلـة .٣ لقابلها واآلجلة لباذهلا.

الظنية أو بعد االنتهاء من بيان هذا املقصد البد من اإلشارة إىل أنه عند تعارض املصاحل القطعية مع املوهومة فإا تقدم عليها مجيعا، وكذلك تقدم املصلحة الظنية على املشكوك فيها أو املوهومة.

.نفسها يف حيققها ما مدى إىل بالنظر املقاصد: املطلب السادس العقول تدرك حبيث نفسها يف حتقق هلا اليت وهي :احلقيقية املقاصد -أوال

عادة معرفة على التوقف عن مستقال إدراكا هلا منافرا وأ للمصلحة، مالءمتها السليمة . قانون أو

. ضارا النفوس على االعتداء وكون نافعا، العدل كون كإدراك من ولو قبحها أو حسنها العقول تدرك أن ميكن اليت املقاصد هي :آخر وبتعبري

.)٦٦١( عرف أو شرع إىل استناد غري من غريها عن متميزة حقائق هلا اليت املعاين وهي :االعتبارية املقاصد -ثانيا

بل بذاا، قائمة غري لكنها باحلقائق، تعلق من هلا ملا تعقلها للعقل وميكن احلقائق . كاإلضافات حقيقتني أو واملكان، الزمان مثل أخرى حقيقة لوجود تابع وجودها

معاملة لتهومعام منه، باألخت التزوج لتحرمي سببا الرضاع عد: ذلك ومثال .)٦٦٢( باألول ملحق النوع وهذا ذلك، يف النسب

. ٣٣وطرف الكشف عن مقاصد الشارع: ،٢٥١ينظر : مقاصد الشريعة: ابن عاشور: _٦٦١ .٣٣، وطرف الكشف عن مقاصد الشارع: ٢٥٣ينظر : مقاصد الشريعة: ابن عاشور: -٦٦٢

٢٢٤

بالتجربة، حسنها العقول أدركت اليت وهي : العامة العرفية املقاصد -ثالثا . اجلمهور لصالح مالءمتها واكتشاف جتربتها، بعد أي

كون وإدراك به، األمة تعامل ينبغي معىن اإلحسان كون إدراك :ذلك ومثال .)٦٦٣( اإلجرام عن غريه ورادعة جنايته، مثل إىل العود عن إياه عةراد اجلاين عقوبة

مالءمتها العقول أدركت معاين وهي :٦٦٤اخلاصة العرفية املقاصد -رابعا إىل الشريعة احتاجت ذلك ومع خاصة، بل عاما، عرفا تكن مل ولكنها بالتجربة . عامني رضر دفع أو صالح حتصيل من عليه تشتمل ملا مقاصدها يف اعتبارها . اخلليفة يف شرطا القرشية كاعتبار - على جيب النوع وهذا واإلمارة القضائية الواليات يف شرطا الذكورة اعتبار -

. وسربه فيه التأمل الفقيه من قريبة فرعية مسائل أثبته للشارع مقصود أنه اجلملة يف فيه الظن له حصل فما شرط يف العلماء بعض مذهب هو كما وروده مواقع به يتجاوز ال ولكن األصول، إذا أما القبلية، العصبية على القائم اتمع بظروف خمصوصا شرطا اعتربوه إذ القرشية

ورودها، مواقع وجماوزة تأصيلها حينئذ فله مضطردة شرعية مقاصد بكوا الظن قوي .)٦٦٥( ةالقضائي والواليات اإلمارة يف شرطا الذكورة اعتبار يف األمر هو كما

من حاصلة كوا إىل بالنظر املقاصد أقسام: بعالسااملطلب .باملآل أو بالقصد األفعال

. ٣٣، والثاين: ٢٥٢ينظر: املرجعني السابقني: األول: -٦٦٣ .٣٤-٣٣رف الكشف عن مقاصد الشارع: ، وط ٢٥٤_ ينظر: مقاصد الشريعة: ابن عاشور: ٦٦٤ . ٣٤، والثاين: ٢٥٤ينظر: املرجعني السابقني: األول: -٦٦٥

٢٢٥

املصاحل دقيق فإن الفقيه، حذق يستدعي أنه القسم هذا عن عاشور ابن ذكر تتفاوت وفيه املرتبك املقام هو فذاك واخنرامها، حتصيلها ووسائل وآثارها واملفاسد،

التفطن وفيه والذرائع احليل فيه فتطلع وإعراضا، وقبوال وغفلة ءاهتدا العقالء، مدارك للعموم الصاحلة بأا اإلسالم شريعة وفازت الشرائع، تفاوت ظهر وفيه وضده، للعلل

.)٦٦٦(والدوام النفس حفظ الصالة، بإقامة الدين حفظ: مثل بالقصد احلاصلة املقاصد أوال: . الشرب حبد العقل حفظ بالقصاص، .بالقصد ال باملآل احلاصلة املقاصد -ثانياصلى النيب قتل عدم، و اهللا سب من إليه يؤول ملا املشركني سب عن النهيمثل

.)٦٦٧( أصحابه بقتل إامه القتل مآل ألن للمنافقني اهللا عليه وسلم من الشارع قصد إىل بالنسبة املقاصد أقسام: الثامناملطلب

.الشريعة وضع . الدارين يف العباد ملصاحل ملبية تكون أن الشريعة وضع يف الشارع قصد -١ أعرافهم يف األميون عهد ما ومراعاة لإلفهام، الشريعة وضع من الشارع قصد - ٢

. وأساليبهم فيما التكليف يكون وأن مبقتضاها، التكليف الشريعة وضع يف الشارع قصد - ٣

. اإلنسان يطيقه .)٦٦٨( أحكامها حتت املكلف دخول ريعةالش وضع يف الشارع قصد - ٤

. ٣١٦مقاصد الشريعة /ابن عاشور/ -٦٦٦ . ٢١٠-٢٠٩ينظر : علم مقاصد الشارع / -٦٦٧ . ١٢١و علم مقاصد الشارع / ، ٢/٨ينظر املوافقات : _ ٦٦٨

٢٢٦

بالنظر أو والتبعية األصالة حبسب املقاصد أقسام: املطلب التاسع .وعدمه املكلف حظ يف .األصلية قاصدأوال: امل

اإلمام الشاطيب رمحه اهللا بأا: "اليت الحظ فيها للمكلف، وهي الضروريات املعتربة يف كل عرفهاللعبد من حيث هي ضرورية، ألا قيام مبصاحل عامة مطلقة، ال ختـتص ملة، وإمنا قلنا الحظ فيها

دون وقت وال بوقت ،دون صورة ٦٦٩"حبال دون حال، وال بصورة.

ومعىن عدم حظه فيها أنه ملزم حبفظها رغما عنه، والدليل على ذلك أنه لو فرض اختيـار العبـد .٦٧٠خالف ذلك حلجر عليه وحليل بينه وبني اختياره

وهناك تعريف آخر هلا وهو أا: "املقاصد املشروعة ابتداء لتحقيق أعظم املصاحل سواء كانت هذه املصاحل ضرورية، أو من املصاحل العامة اليت تعود على املصاحل الضرورية بـاحلفظ والتثبيـت ودرء

.٦٧١الفساد عنها وحتفظ كيان اتمع اإلسالمي"

رورية عينية، وضرورية كفائية.وتنقسم املصاحل األصلية إىل: ض

على كل مكلف أن يقوم ا يف نفسه، فهو مكلف حبفـظ دينـه املصاحل األصلية العينية: .أ .٦٧٢ونفسه وعقله ونسله وماله

.٣٠٠/ ٢املوافقات: –٦٦٩ . ١٣٤-١٣٣د ابن تيمية/ ينظر: املقاصد عن –٦٧٠ . ٥٩-٥٨مقاصد الشريعة وأثرها يف اجلمع والترجيح بني النصوص: –٦٧١

٢٢٧

وهي املنوطة بالغري أن يقوم ا على العموم يف مجيع املكلفـني، املصاحل األصلية الكفائية: .بخلاصة إال ا، كالواليات العامة، وغري ذلـك مـن لتستقيم األحوال العامة اليت ال تقوم ا

األمور اليت شرعت ملصاحل عامة حبيث لو تركت الختل النظام، ويعترب هذا القسم معـرى أيضا من احلظ شرعا، ألن القائمني به ممنوعون من استجالب احلظ ألنفسـهم لقيـامهم

املال، كالوالة والقضاة مثال، لذا بواجبام الكفائية، فال جيوز هلم أخذ األجرة إال من بيت .٦٧٣حرمت الرشا واهلدايا هلم

التناسل يف الزواج، فقد شرع اهللا الزواج لتحقيق مقصوده األصلي، و من أمثلة املصاحل األصلية: .٦٧٤وهذا املقصد هو التناسل وإجياد الولد، وتعمري الكون، وإعمار احلياة ببقاء النوع اإلنساين

.تبعيةال قاصدثانيا: املو"هي اليت روعي فيها حظ املكلف، فمن جهتها حيصل له مقتضى ما جبـل عليـه، مـن نيـل

.٦٧٥الشهوات، واالستمتاع باملباحات، وسد اخلالت"

وهناك تعريف آخر هلا وهو أا: "املقاصد والفوائد اليت قصـدها الشارع احلكيم على سبيــل ين التـابع للمقصـد األول ة بالقصـد الثـا التبعية والتكميل للمقاصد األصلية، فهـي مشـروع

.٦٧٦والرئيس"

. ٣٠٠/ ٢املوافقات: –٦٧٢ . ٥٩- ٥٨واملقاصد وأثرها يف اجلمع والترجيح بني النصوص: ،٣٠١/ ٢ينظر: املوافقات: – ٦٧٣ . ١٢١-١٢٠/ ١ينظر: املقاصد الشرعية: نور الدين اخلادمي/ – ٦٧٤ . ٣٠٣-٣٠٢/ ٢ املوافقات: -٦٧٥

٢٢٨

على ذلك: املصلحة األصلية للزواج هي التناسل وهي مقصودة بالقصد األول، أمـا ومن األمثلةاملصاحل التابعة فهي طلب السكن واالستمتاع باحلالل، والكف عن احلرام، والتعاون على املصـاحل

.٦٧٧حم واألنس بالذريةالدنيوية واألخروية، والتعاطف والترا

ومن األمثلة أيضا: الصالة: املصلحة األصلية هلا تتمثل يف إقامة العبادة واخلضوع واالمتثـال، أمـا املصاحل التابعة فتتمثل يف النهي عن الفحشاء واملنكر، واالستراحة إليها من أنكاد الدنيا، وطلـب

.٦٧٨اجةالرزق ا، وإجناح احلاجات ،كصالة االستخارة وصالة احل

قال الشاطيب رمحه اهللا : "وكذلك سائر العبادات فيها فوائد أخروية وهي العامة، وفوائد دنيويـة، .٦٧٩وهي كلها تابعة للفائدة األصلية، وهي االنقياد واخلضوع هللا"

وسبيل معرفة هذه املقاصد يكون من خالل النصوص فإا غالبا تأيت منصوصا عليهـا كـالتواد .٦٨٠واج، وقد تعرف باالستقراء للنصوص، أو من معرفة علل األحكام وغريهاوالتراحم يف الز

وهلذه املصاحل مراتب وهي:

. ١٢٤/ ١املقاصد الشرعية: اخلادمي/ –٦٧٦ . ١٢٤-١٢٣، الشاطيب ومقاصد الشريعة/ ١٣٩/ ٣ينظر: املوافقات: –٦٧٧ . ١٤٣-٣/١٤٢ينظر: املوافقات: –٦٧٨ . ١٤٤/ ٣املصدر السابق: –٦٧٩ .١٢٤ينظر: الشاطيب ومقاصد الشريعة: –٦٨٠

٢٢٩

املصاحل التابعة اليت تؤكد املصاحل األصلية وتقويها وتدعمها، وميكن تسـمية هـذه املرتبة األوىل:ئز، وجيـوز للمكلـف املرتبة باملصاحل التابعة واملكملة، وهي تقع يف دائرة املباح واملشروع واجلا

.٦٨١قصدها وفعلها

ومثال ذلك أن يقصد املكلف بزواجه االستمتاع واألنس باألوالد فهذه مصلحة مباحـة أحلتـها . ومن ذلك أيضا أن يقصد املكلف يف عبادتـه ٦٨٢النصوص، وهي تقوي مصلحة التناسل والتوالد

وجته وأوالده وماله، وجيلب لـه توفيق اهللا له، ودفاعه عنه وصرف البالء عنه، وحيفظ له نفسه وزالصحة والعافية وحسن املعاش فهذه القصود مقوية ألصل العبادة ومدعمة هلا، وألـا منصـوص

.٦٨٣عليها باجلواز

املصاحل التابعة اليت تعارض املصاحل األصلية وتضادها وختالفها، وهي تسمى املصـاحل املرتبة الثانية: .٦٨٤املشروعة التابعة املمنوعة واحملرمة، أو غري

مثاهلا أن يقصد العابد بعبادته الشهرة والسمعة وثناء الناس، فهذا الشك يف فساده ألنه معـارض. ومن األمثلة كذلك أن يتزوج اإلنسان من أجل املتعـة ٦٨٥للعبادة اليت جيب أن تكون خالصة هللا

. ١٢٨-١٢٧/ ١ن اخلادمي /ينظر: املقاصد الشرعية: نور الدي –٦٨١ . ١٢٨/ ١السابق: ملرجع ينظر: ا –٦٨٢ . ١٢٨/ ١: املقاصد الشرعية:ينظر: –٦٨٣ . ١٢٩ /١السابق: ملرجع ينظر: ا –٦٨٤ . ١٢٩/ ١ينظر: املقاصد الشرعية: –٦٨٥

٢٣٠

ج املتعـة اجلنسية فقط بدون حتمل مسؤولية الزواج من إنفاق ورعاية وغريهـا، وذلـك كـزوا .٦٨٦والتحليل

وتشتمل على املرتبتني: مرتبة التكميل والتقوية ومرتبة املعارضة واملخالفة. املرتبة الثالثة:

مثاله االعتناء بالعلم، فقد يتراوح قصده بني عبادة اهللا أوال وجلب منافع دنيوية وحظوظ عاجلـة، احلكم على هذه املرتبة هـو أن فيحسب على التصرف حبسب القصد والتوجيه والنية، فالعربة يف

يكون املقصد األصلي متبوعا وأصال وأساسا وحاكما، أمـا املقصـد التبعـي فيكـون تابعـا .٦٨٧وحمكوما

:٦٨٨أمهية هذا التقسيم

إذا روعيت املصاحل األصلية أخرجت املكلف عن داعية هواه. .١عبادة، وأبعد عـن إذا روعيت املصاحل األصلية كانت أقرب إىل إخالص العمل وصريورته .٢

مشاركة احلظوظ اليت تغري وجه حمض العبودية. إن البناء على املصاحل األصلية يصري تصرفات املكلف كلها عبادات. .٣ إن البناء على املصاحل األصلية ينقل األعمال إىل أحكام الوجوب. .٤ خمالفة هذه املصاحل يؤدي يف الغالب إىل كبائر الذنوب. .٥

. ١٢٩/ ١السابق: ملرجعينظر: ا –٦٨٦ . ١٣٠/ ١السابق: جع ينظر: املر -٦٨٧ . ١٣١/ ١بق: السا جع ينظر: املر –٦٨٨

٢٣١

تابعة ال يستلزم الوجوب بل يدخل يف املباح.البناء على املقاصد ال .٦

إن املصاحل التبعية إذا عارضت املصاحل األصلية قدمت املصاحل األصلية عليها، وضـحي باملصـاحل التبعية.

باعتبار حكمها أو املقاصد تقسيم املصاحل:املطلب العاشر الشرعي والثواب والعقاب.ذه القرايف رمحهما اهللا، يقول القرايف يف ذلك: "األوامر تتبع وهذا تقسيم العز بن عبد السالم وتلمي

املصاحل، كما أن النواهي تتبع املفاسد، واملصلحة إن كانت يف أدىن الرتب كان املرتـب عليهـا الندب، وإن كانت يف أعلى الرتب كان املرتب عليها الوجوب، مث إن املصلحة تترقـى ويترقـى

مراتب الندب بل أدىن مراتب الوجوب ... وكذلك نقـول يف الندب بارتقائها حىت يكون أعلى .٦٨٩"املفسدة

.١٣٦الفرق /٨٤٥/ ٣ /القرايف /أنوار الربوق - ٦٨٩

٢٣٢

.أوال: املصاحل واجبة التحصيلوهي اليت عظمت مصاحلها فوجبت يف كل شريعة، وهي منقسمة إىل ثـالث مراتـب: أفضـل

.٦٩٠املصاحل، ومتوسط املصاحل، وفاضل املصاحل

ى تركه لعظم املفسـدة يف تركـه وهـو وهي ما يثاب على فعله لعظم املصلحة فيه، ويعاقب عل ضربان:

فرض على الكفاية، كتعلم األحكام الشرعية الزائدة على ما يتعني تعلمه على املكلفني على .أنيل رتبة الفتيا وكجهاد الطلب، واإلمامةالعظمى، والشهادات، وإعانة األئمـة واحلكـام،

.٦٩١وحفظ القرآن

أحكام الشريعة وكـذلك احلـج والعمـرة فرض على األعيان كتعلم ما يتعني تعلمه من .ب .٦٩٢والصلوات والصيام

وال تزال رتب املصاحل الواجبة التحصيل تتناقص إىل رتبة لو تناقصت النتهينا إىل أفضـل مراتـب .٦٩٣املصاحل املندوبات

. ٧٥/ ١ينظر: قواعد األحكام: –٦٩٠ .٧١/ ١:قواعد األحكامينظر: –٦٩١ .٧١/ ١: املصدر السابقينظر: –٦٩٢ . ٧٧/ ١ينظر: املصدر السابق : –٦٩٣

٢٣٣

ولعل هذا القسم هو املراد مبرتبة الضرورات إال أنه جيدر التنبيه أن كل ضروري واجب، ولـيس .٦٩٤روريكل واجب ض

. ثانيا: املصاحل مندوبة التحصيلوهي ما ندب اهللا عباده إليه إصالحا هلم، وأعلى رتب مصاحل الندب دون أدىن مصاحل الواجـب،

.٦٩٥وتتفاوت إىل أن تنتهي إىل مصلحة يسرية لو فاتت لصادفنا مصاحل املباح

وهي ما يثاب على فعله، وال يعاقب على تركه وهو ضربان:

لكفاية كاألذان واإلقامة، والتسليم على اجلماعة، وتشميت العاطس.سنة على ا .أ .٦٩٦سنة على األعيان كـالرواتب وصيام األيام الفاضلة وصالة العيدين، وعيادة املريض .ب

ولعل هذا القسم هو املراد بقسم احلاجات.

. ثالثا: املصاحل مباحة التحصيل .٦٩٧ميالتولعل هذا القسم هو املراد مبرتبة التتمات والتك

بعد بيان هذا املقصد البد يل من اإلشارة إىل أن املصاحل الواجبة مقدمة على املندوبة، واملندوبة مقدمة على املباحة، فإذا تعارضت املصاحل الواجبة مع املندوبة أو املباحة قدمت عليها، وكذلك

. ١٥٠ينظر: مقاصد الشريعة اإلسالمية عند العز بن عبد السالم: –٦٩٤ . ٧٧/ ١ينظر: قواعد األحكام، –٦٩٥ . ٧٤/ ١ينظر: املصدر السابق: –٦٩٦ .١٥١مقاصد الشريعة اإلسالمية عند العز بن عبد السالم: – ٦٩٧

٢٣٤

مقدم على فرض مصاحل املباحات تسقط عند معارضتها ملصاحل املندوبات، كما أن فرض العني .الكفاية، والسنة العينية مقدمة على السنة الكفائية

باعتبار الدوام واالنقطاع.أو املقاصد املطلب احلادي عشر : تقسيم املصاحل تنقسم املصاحل بالنظر إىل دوام منفعتها وانقطاعها إىل مصاحل دائمة ، ومصاحل منقطعة .

ال ينقطع نفعها ، أويدوم لفترة طويلة وميكن التمثيـل هلـا املصاحل اليت باملصاحل الدائمة :ويقصد مبصلحة الوقف ، فهي دائمة مادام الوقف موجودا .

: املصاحل اليت تنقضي منفعتها خالل فترة يسرية ، وميكن أن منثـل هلـا باملصاحل املنقطعةويقصد بالصدقة العادية .

ضت املصلحة املنقطعة قدمت عليها .املصلحة الدائمة إذا عارومما ال شك فيه أن

صدورها حمل إىل بالنظر املقاصد أقسام: الثاين عشراملطلب .ومنشئها

تنقسم املقاصد بالنظرإىل مصدرها إىل مقاصد الشارع ومقاصد املكلف . أوامره وراء من الشارع قصدها اليت املقاصد هي :الشارع مقاصد -أوال

جلب وهي حصوهلا اهللا أراد اليت العظيمة، واألهداف احلميدة الغايات وهي ونواهيه . )٦٩٨( املفاسد ودرء املصاحل

. ١٢٣_ املقاصد عند ابن تيمية /٦٩٨

٢٣٥

ووضع الوحي بإنزال الشارع قصدها اليت املقاصد( : بأا اخلادمي وعرفها املفاسد ودرء املصاحل جلب يف وعموما إمجاال تتمثل وهي األحكام، وبيان الشريعة .)٦٩٩() وطاعته اهللا عبودية وتقرير

يف املكلف يقصدها اليت والنيات املقاصد مجلة هي :املكلف مقاصد -اثاني وفساده الفعل صحة بني التفريق مبوجبها يقع واليت تصرفاته، وخمتلف وأعماله أقواله

ونكاحية، جتارية معاملة هو الذي والفعل وامتثال تعبد هو الذي الفعل وبني وبطالنه، هو وما هلا، ومطابق الشارع ملقاصد موافق هو ما وبني قضاء، هو وما ديانة هو ما وبني

.)٧٠٠( هلا ومعارض خمالف تصرفاته من املكلف يقصدها اليت األهداف هي( : بأا بدويالدكتور وعرفها

وبني الفاسد، والقصد الصحيح القصد بني متيز اليت وهي وأفعاله، وأقواله واعتقاداته .)٧٠١() ومسعة رياء هو ما وبني هللا خالص هو ما وبني والعادة، العبادة

أو أقوال من يصدر ما على احلكم يف تكمن املكلف مقاصد دراسة أمهية إن أراد وما الشارع قصد ما وفق واقعة ونياته قصوده كانت فإذا املكلف، قبل من أعمال

عليها وتترتب والقبول بالصحة عليها حيكم فإنه هديه، وتعاليم وحيه نصوص ضوء ويف ملقاصد خمالفة ونياته قصوده كانت إذا أما، و واآلخرة الدنيا يف ائجهاونت آثارها

وقوله فعله على تردد أو شك بال حيكم فإنه وتوجيهاته ملراده ومعارضة الشارع، والبطالن بالفساد وتصرفه وقوله فعله على تردد أو شك بال حيكم فإنه وتصرفه .)٧٠٢(والعقاب والذنب اإلمث وبوقوع

. ١/٣٩واالجتهاد املقاصدي / ٨٤/ ١_ املقاصد الشرعية /٦٩٩ . ٨٤/ ١_ املقاصد الشرعية /٧٠٠ . ١٢٣بن تيمية /_ املقاصد عند ا٧٠١ . ٨٦/ ١_ ينظر: املقاصد الشرعية / اخلادمي/٧٠٢

٢٣٦

: إىلعالقتها مبقاصد الشارع النظر إىلباملكلف اصدوتقسم مقأن يكون املكلف موافقا للشارع قصدا وفعال كالصالة والصيام والصدقة - ١

أو ندب إليه، واحلج وغريها، يقصد ا امتثال أمر اهللا تعاىل وأداء ما وجب عليه، قصد األكل وكذلك من قصد نوم بعض الليل ليتقوى به على قيام بقيته أو كمن

وكذلك من ترك الزنا واخلمر وسائر به على اجلهاد وغريه من الطاعات، ليتقوى .)٧٠٣(املنكرات بقصد االمتثال والعمل على هذه احلالة ال إشكال يف صحته

أن يكون خمالفا للشارع قصدا، كترك الواجبات وفعل احملرمات، كذلك - ٢وهذه احلالة ال إشكال يف صد إليها، لك عن علم باملخالفة وقشهادة الزور، وكل ذ

)٧٠٤(بطالا وهو ال يعلم باملوافقة أن يكون موافقا للشارع يف الفعل خمالفا له يف القصد - ٣

كواطئ زوجته ظانا أا أجنبية، فهذا آمث يف حق اهللا بسوء قصده وغري آمث يف الفعلية، ن قتل رجال يعتقد أنه كذلك مإتيانه مفسدة وال تفويته مصلحة، حق اخللق لعدم

.)٧٠٥(معصوم الدم فظهر أنه يستحق دمه أن يكون موافقا للشارع يف الفعل خمالفا له يف القصد وهو عامل باملوافقة، - ٤

كمن يصلي رياء لينال دنيا أو تعظيما عند الناس، أو ليدرأ عن نفسه القتل، وما أشبه والنفاق والتحايل على أحكام ذلك وهذا أشد من سابقه ألنه داخل حتت الرياء

.)٧٠٦(اهللا

.١/٢٥٨، وقواعد األحكام/ ٣/٣٤ينظر : املوافقات/ _٧٠٣ . ٣/٣٤/املصدر السابقينظر : _٧٠٤ .١/٣٣، وقواعد األحكام/٣/٣٤/ املصدر السابقينظر : _ ٧٠٥ .٣/٣٤ينظر: املوافقات/ _٧٠٦

٢٣٧

لقصد مع علمه باملخالفة أن يكون خمالفا للشارع يف الفعل موافقا له يف ا - ٥كإنشاء العبادات املستأنفة، والزيادات على ما شرع وصاحب هذه احلالة غالبا الفعلية

لذي يتحصل وا ، ما يكون متأوال لعمله معتمدا على حسن قصده، وهذا شأن املبتدعني .)٧٠٧(هنا أن مجيع البدع مذمومة لعموم األدلة يف ذلك

قصد غري عامل باملخالفة أن يكون خمالفا للشارع يف الفعل موافقا له يف ال - ٦ :)٧٠٨(ويف هذه احلالة وجهتان من النظرالفعلية ،

النظر إىل كونه موافقا يف قصده وإمنا األعمال بالنيات، وأما الوجهة األوىل: لفته فجاءت عن غري قصد وعن غري علم منه. خما

النظر إىل كونه خمالفا عمليا للشارع، وهلذا فإن قصده مل حيقق الوجهة الثانية:قصد الشارع الذي ال يتحقق مبجرد النيات، وإمنا يتحقق بالفعل، والفعل هنا خمالف فال

حيصل االمتثال. الفوا من العبادات ما جيب ذهب إىل تغليب جانب القصد فت فالفريق األول -

تالفيه، وصححوا املعامالت. ذهب إىل الفساد بإطالق وأبطلوا كل عبادة أو معاملة خالفت والفريق الثاين -

الشارع،ميال منهم إىل أن العمل مىت كان خمالفا بطل، ولو كان القصد موافقا. هلا الشرعي االعتبار حبسب املقاصد أقسامعشر : الثالثاملطلب

ه .وعدم

.بعدها وما٣/٣٧/ املصدر السابق ينظر: -٧٠٧ .وما بعدها ٣/٤٢/ املصدر السابقينظر : _٧٠٨

٢٣٨

تنقسم املصاحل بالنظر إىل اعتبار الشرع هلا وعدمه إىل مصاحل معتربة، ومصاحل .ومصاحل مرسلة ،ملغاة

املعتربة. قاصدأوال: املوهي املصاحل اليت أقرها وأثبتها النص الشرعي أو إمجاع العلماء واتهدين، أي هي املصلحة الـيت

النبوية، أو املصلحة اليت نص العلماء واتهدون على أا مصلحة نص عليها القرآن الكرمي أو السنة .٧٠٩شرعية معتربة

، فقد شرع احلد على املرتد حلفـظ ٧١٠فاملصاحل الضرورية واحلاجية والتحسينية هي مصاحل معتربةالدين، وشرع القصاص حلفظ النفس وحد السرقة حلفظ املال، وحد السكر حلفظ العقـل وحـد

ض، وحد الزنا حلفظ النسب.القذف حلفظ العر

ومن هذه املصاحل: الوالية على الصغري أو الصغرية يف أمورمها املالية وذلك حلفظ املال وصونه من الضياع والنقصان لضعف اخلربة وانعدام احليلة.

امللغاة. قاصدثانيا: املوهي املصاحل الـيت املصاحل اليت رفضها الشارع وأبطلها، ومل يقصدها يف تشريعه ومل يردها، وهي

دل الدليل الشرعي اجلزئي أو الكلي على إبطاهلا وردها وعلى عدم التعليل ا والقياس عليها، ولو .٧١١كانت يف الظاهر مناسبة ومعقولة

. ٢٨١، وتعليل األحكام: ١٠٧/ ١ينظر: املقاصد الشرعية: اخلادمي/ –٧٠٩ .١٠٧/ ١ينظر: املقاصد الشرعية: –٧١٠ . ٢٦٣، ومقاصد الشريعة: زياد إمحيدان/ ١٠٣/ ١: ملقاصد الشرعية ينظر: ا –٧١١

٢٣٩

: ٧١٢من أمثلة املصاحل امللغاة

التسوية بني الذكور واإلناث يف املرياث. .١ملالهي احملرمة بـدعوى تقويـة إنشاء مصانع أو خدمات حمرمة، كإنشاء مصانع للخمر وا .٢

االقتصاد.مصاحل اخلمر: املتمثلة يف اللذة الظرفية والنشوة العابرة اليت حيس ا شارب اخلمر والكسب .٣

املادي لبائع اخلمر وعاصره وحامله، وتناسي اهلموم واهلـواجس واملشـكالت الفرديـة واألسرية واالجتماعية.

يادة يف تشريعات الدين، وهو مصلحة ملغـاة، مل أذان العيدين أو الكسوفني يعد بدعة وز .٤ يقرها الشارع فلو كان يريد بياا وتشريعها ملا سكت عنها.

قتل املريض امليؤوس من شفائه وهو مصلحة ملغاة ختيلها أصحاا، وقد ظهرت يف اآلونـة .٥وقتل األخرية يف بعض الدول دعوات إلجراء هذا النوع من القتل حتت عنوان القتل الرحيم

الشفقة ففي عدم قتل املريض منافع كثرية منها:

.تعاظم أجر املريض بسبب صربه واحتسابه .م ومعروفهمزيادة أجر أهله وممريضه واملعتنني به لصربهم وتعاو تبجيل النفس البشرية وعدم تعريضها لإلهانة واالنتهاك.

. ١٠٧-١٠٣/ ١ ينظر: املقاصد الشرعية: اخلادمي، –٧١٢

٢٤٠

للحاكم األندلسي بالصيام كفارة عن من األمثلة على املصاحل امللغاة فتوى اإلمام حيىي الليثي .٦وطئه زوجته يف رمضان بدال من دفع املال وذلك زجرا له كيال يعود إىل ذلك، وقـد رد اإلمام الغزايل رمحه اهللا على هذه الفتوى بقوله: "وفتح هذا الباب يؤدي إىل تغـيري مجيـع

يع العلمـاء ملـا حدود الشرائع ونصوصها، بسبب تغري األحوال مث إذا عرف ذلك من صنن بـه فهـو حتريـف مـن جهتـهم حتصل الثقة للملوك بفتواهم، وظنوا أن كل ما يفتو

.٧١٣بالرأي"

من األمثلة على املصاحل امللغاة أيضا: قتل إنسان باإلكراه حفاظا على النفس، فال جيوز ذلك .٧ألن املكره على قتله ال ولو كان املكره عاملا تقيا والذي يراد قتله ذميا أو فاسقا غبيا، وذلك

جناية من جهته، وحقه مرعي من عصمته يف نفسه، فال جيوز تفويته باملصلحة، فليس مـن .٧١٤تصرفات الشرع قتل غري اجلاين قصدا ملصلحة غريه

القصوى املؤدية ومنها قتل شخص من أجل أكل حلمه عند اجلوع الشديد، وعند الضرورة .٨ى املضطرين أن يصربوا لقضاء اهللا وقدره إذ التخلص بالقتل وإتـالف إىل املوت، فيجب عل

.٧١٥النفوس واألعضاء باطل ال وجه له

ويبذرون ويصرفوا يف ، ومن املصاحل امللغاة مصادرة أموال األغنياء إذا كانوا يسرفون فيها .٩يف معاقبتهم بذلك، ألن لو رأى اإلمام املصلحة، ووجوه الترفه والتنعم وضروب من املفاسد

. ٤١٦/ ١املستصفى: –٧١٣ . ٤٣١/ ١، واملستصفى: ٢٤٧ينظر: شفاء الغليل: –٧١٤ . ٤٣١/ ١، والثاين: ٢٤٩ينظر: املصدرين السابقني: األول: –٧١٥

٢٤١

"ذلك عقوبة بتنقيص امللك، وأخذ املال، والشرع مل يشرع املصادرة يف األموال عقوبة على جناية، مع كثرة اجلنايات والعقوبات، وهذا إبداع أمر غريب ال عهد به، وليست املصلحة

الزجر، فأما املعاقبة فيه متعينة، فإن العقوبات والتعزيرات مشروعة بإزاء اجلنايات، وفيها متام .٧١٦باملصادرة فليس من الشرع"

ويذكر الغزايل رمحه اهللا أن أخذ املال اخلالص للرجل عقابا على جنايته، مصلحة غريبـة ال تالئم قواعد الشرع، فقد كثر األغنياء يف زمن الصحابة رضي اهللا عنهم، ومل يذكر أـم

.٧١٧صادروا ألحد ماله

ذه ابن القيم رمحهما اهللا إىل جواز التعزير بأخذ املال ، وأنه جيـوز و ذهب ابن تيمية وتلمي . ٧١٨أن يعاقب املذنب بأخذ ماله ، واستدال على ذلك بعدة أدلة يطول سردها ونقاشها

يقول ابن قيم اجلوزية بعد سرد أدلته : ( وهذه قضايا صحيحة معروفة ، ولـيس يسـهل الية منسوخة وأطلق ذلك ، فقـد غلـط علـى دعوى نسخها ، ومن قال إن العقوبات امل

مذاهب األئمة نقال واستدالال ، فأكثر هذه املسائل سائغ يف مذهب أمحد وغريه ، وكـثري . ٧١٩منها سائغ عند مالك )

. ٤١٩/ ٢، وينظر: إحياء علوم الدين: ٢٤٣شفاء الغليل: -٧١٦ . ٤٦٨ -٤٦٧ ، واملنخول من تعليقات األصول:٢٤٤ينظر: شفاء الغليل: –٧١٧ وما بعدها . ٢٤٦، والطرق احلكمية : ١١٨- ١١٣/ ٢٨_ ينظر : جمموع الفتاوى ٧١٨ . ٢٤٧_ الطرق احلكمية يف السياسة الشرعية : ٧١٩

٢٤٢

وقد توسع الباحثون يف عرض أدلة املانعني واوزين للعقوبة املالية ورجح كل منهم ما أداه إليه اجتهاده .

القوانني احلديثة العقوبة بأخذ املال ( الغرامة املالية ) واعتربا مـن العقوبـات وقد أقرتاألصلية يف كثري من اجلنح واجلنايات ، ولكنها مل تفلح يف كبح مجاح اجلرائم واملخالفـات اليت يرتكبها الناس يف كل يوم بل يف كل دقيقة ، وإن أفلحت من جانب آخـر يف دعـم

. ٧٢٠ية نتيجة لكثرة الغرامات املالية اليت جتىن املوارد االقتصاد

واحلقيقة أن ( شراح القوانني الوضعية يعترفون مبا لعقوبة الغرامة من عيوب كثرية حياولون إصالحها ، ويرون يف عقوبة الغرامة بالرغم من عيوا وسيلة من الوسائل احلسنة للتخفيف

ون عقوبة الغرامـة ال ملزاياهـا ، بـل ألن أو للحد من مساوئ عقوبة احلبس ، فهم يقبلمساوئها أقل من مساوئ عقوبة احلبس ، وإذن هم ال حيرصون علـى األصـلح ، وإمنـا

. ٧٢١حيرصون على اختيار أخف الضررين )

ومن املصاحل امللغاة أيضا ما يسمى باالستنساخ البشري فقد أمجعت كل اآلراء واملواقـف .١٠على منع االستنساخ البشري باعتباره أخطر الكوارث العلمية الفكرية والسياسية والقانونية

وذلك ملا سيؤول إليه من نتائج مروعة على مستوى النظام الكـوين ومنظومـة األخـالق

/ دار ٢٦٩_ ينظر : مسائل يف الفقه املقارن : عمر سليمان األشقر وماجد أبو رخية وزمالؤمها / ٧٢٠

م . ١٩٩٧، ٢النفائس / األردن / ط/ دار الكتاب العريب / ٧٠٧/ ١_ التشريع اجلنائي اإلسالمي مقارنا بالقانون الوضعي : عبد القادر عودة / ٧٢١

بريوت .

٢٤٣

والقوانني واألعراف اإلنسانية العامة واخلاصة، فهو قضاء على املؤسسة الزوجية ومعارضـة عمار والتنمية، وهو موقع يف إبـادة مقصـد ملعاين املودة والسكن، والرمحة والتآلف، واإل

حفظ النسب والعرض، ومضيع لقيمة األمومة والبنوة والزوجية، وسائر القرابات الدمويـة والصهرية، وهو معارض لقيمة اإلنسان وكرامته وقيمته بني سائر املخلوقات، كما أن فيـه

مبنـع وحتـرمي االستنسـاخ ، وقد أصدر جممع الفقه اإلسالمي قرارا٧٢٢مضاهاة خللق اهللا البشري، وحترمي كل احلاالت اليت يقحم فيها طرف ثالث على العالقة الزوجية، سواء أكان رمحا أم بويضة أم حيوانا منويا أم خلية جسدية، وناشد الدول اإلسالمية حماربته بـالتقنني

.٧٢٣والتنفيذ

املرسلة. قاصدثالثا: املاليت سكتت شواهد الشرع ونصوصه عنـها، فـال ه اهللا بأا: "املصلحةعرفها اإلمام الغزايل رمح

، ٧٢٤يناقضها نص وال يشهد جلنسها شرع، يتضمن إتباعها إحداث أمر ال عهد مبثله يف الشـرع" .٧٢٥ويقول يف موضع آخر: "هي مامل يشهد له من الشرع بالبطالن وال باالعتبار نص معني"

حة ومل يـرد يف الشـرع مـا ة رحه اهللا بأا : (الفعل الذي جيلب منفعة راجو عرفها ابن تيمي . ٧٢٦ينافيه)

وما بعدها ١٢٢/ ٢ينظر: االجتهاد املقاصدي: ٧٢٢ -

يوليو، ٣-يونيو ٢٨ني انعقد املؤمتر ب الدورة العاشرة/ /١٠٠ينظر: جممع الفقه اإلسالمي املنعقد يف جدة، القرار - ٧٢٣١٩٩٧ . . ٢٠٧شفاء الغليل: –٧٢٤ . ٤١٤/ ١املستصفى من علم األصول: –٧٢٥

٢٤٤

وعرفها ابن عاشور رمحه اهللا بأا: "الشريعة أرسلتها، فلم تنط ا حكما معينا، وال يلفى هلـا يف .٧٢٧الشريعة نظري معني له حكم شرعي فتقاس عليه"

بأا: "كل منفعة مل يشهد هلا نص معني باالعتبار أو اإللغاء، الدكتور حممد أمحد بوركاب وعرفهاوكانت مالئمة ملقصود الشارع وما تفرع عنه من قواعد كلية استقرئت من جممـوع النصـوص

وهو التعريف الذي أعتمده الشتماله على مجيع التعريفات السابقة . ٧٢٨الشرعية"

: ٧٢٩هيملصلحة املرسلة ومن التعاريف السابقة نستنتج شروط العمل با

.نصا صرحيا من الكتاب والسنة وال ختالف اإلمجاع أال ختالف املصلحة .٤ أن تكون مالئمة ملقصود الشرع وتصرفاته. .٥ أال يؤدي العمل ا إىل تفويت مصلحة أهم منها أو مساوية هلا. .٦

املرسلة عدم وجـود مصـلحة أخـرى من هذه الضوابط نالحظ أن من شروط األخذ باملصلحة مساوية هلا أو أرجح منها، أي البد من إجراء عملية املوازنة بني هذه املصـلحة وغريهـا عنـد

وجودها، وبالتايل جند فقه املوازنات حاضرا عند إعمال املصلحة املرسلة، ليضبط العمل ا.

. ٣٤٣/ ١١ينظر: جمموع الفتاوى: –٧٢٦ . ٣٠٩مقاصد الشريعة اإلسالمية: –٧٢٧/ اإلمـارات/ ديب/ دار البحـوث ٦٤املصاحل املرسلة وأثرها يف مرونة الفقه اإلسالمي: حممد أمحد بوركـاب/ – ٧٢٨

م .٢٠٠٢دراسات اإلسالمية وإحياء التراث/ الطبعة األوىل/ لل . ١٦٨ينظر: مقاصد الشريعة اإلسالمية عند اإلمام الغزايل: عمر حممد جبه جي، – ٧٢٩

٢٤٥

ليست مرسلة مطلقا، بل هي مرسلة املصاحل املرسلة ليست مصاحل مهملة، مسكوتا عنها، أي أافقط من حيث التنصيص اجلزئي اخلاص ا، أما من حيث جنسها، ومن باب أوىل من حيث كوا مصلحة، وخريا ونفعا فليس هناك مصلحة مرسلة أبدا فأي مصلحة تبقى مرسلة بعد قوله تعـاىل:

حة أو منفعة إال وهي مطلوبـة ، فليست هناك مصل)٧٧(احلج: (وافعلوا اخلري لعلكم تفلحون) .٧٣٠ومشمولة بعناية الشريعة

فاملصاحل املرسلة، هي يف احلقيقة مصاحل معتربة شرعا، وكل ما يف األمر أا مل يـرد يف تسـميتها وحفظها نصوص خاصة، بل يدخل حفظها فيما علم قطعا من قصد الشريعة إىل حفظ املصـاحل،

.٧٣١والصالح ويدخل يف نصوص عامة تأمر باخلري

و"هذا الضرب من املصاحل، ليس بالقليل وال باهلني بل يكفي أن ما يعرف بالسياسة الشرعية، يقوم أساسا على حفظ املصاحل املرسلة، وذا وحده يتجلى أن املصاحل املرسلة تتسع دائرا يوما بعـد

لدولة وتضخمها، وهكـذا يوم، فهي تتزايد بتزايد حجم األمة، وبتزايد حاجاا، وتزايد وظائف اأصبحت املصاحل املرسلة، متس كيان األمة ومصريها، وتؤثر على أرزاقها وكرامتها وعلى احنطاطها أو تقدمها، فمن خالل اإلحاطة بأحكام الشريعة ومقاصدها، ومن خالل اخلربة بـأحوال األمـة

وما بعدها. ٢٦١أمحد الريسوين/ /ينظر: نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب –٧٣٠ . ٢٩١-٢٦١السابق: جع ينظر املر –٧٣١

٢٤٦

سلة ووضعها يف مراتبها الالئقة ومتطلباا، ومن خالل النظر والتقدير العقلي يتم تعيني املصاحل املر .٧٣٢ا"

:٧٣٣ومن أمثلة املصاحل املرسلة

مجع القرآن زمن أيب بكر وعثمان. .١ قتل اجلماعة بالواحد. .٢ منع عمر الصحابة من مغادرة املدينة لالستعانة م يف أمر الشورى والسياسة واحلكم. .٣ وضع اخلراج وتدوين الدواوين وتسجيل العقود. .٤ضاء إال بوثيقة رمسية، وال تسمع دعاوى اإلنكار إال ا، وذلك ملا يقـع الزواج ال يثبت ق .٥

من اجلحود وما يترتب عليه من ضياع حقوق الزوجة واألوالد، فحفاظا علـى احلقـوق يقتضي منع عقد الزواج اخلارج عن القانون.

عقد البيع الذي ال يسجل ال ينقل امللكية حفظا لألموال. .٦ية والعلوم الشرعية، والعلوم التقنية والطبية، وما من شأنه تقويـة اقتصـاد دراسة اللغة العرب .٧

الدولة وحتقيق كفايتها، وعدم االعتماد على الدول األخرى.اعتماد وسائل اإلعالم لنشر اإلسالم، بتبصري املسلمني بأمور دينهم، ودعوة غريهم للتعرف .٨

على حماسن اإلسالم.

. ٢٩١ املقاصد عند الشاطيب : نظرية ينظر: -٧٣٢م، ١٩٥٦ /٨ط مكتبـة الـدعوة اإلسـالمية/ وما بعدها/ ٨٥ينظر: علم أصول الفقه: عبد الوهاب خالف/ –٧٣٣

. ١١٣، / ١املقاصد الشرعية: اخلادمي،

٢٤٧

أنظمة املرور املعاصرة. .٩مثلة املعاصرة أيضا على املصاحل املرسلة جواز االستنساخ النبايت واحليـواين، إذ لـه ومن األ .١٠

منافع متعددة تتمثل يف زيادة املنتوج، وحتسني النوعية بأيسر اجلهـود وأقـل التكـاليف، وحتسني األدوية كما ونوعا، مع احليطة واحلذر وتريث وحبث جاد وجتارب متعددة لكسب

.٧٣٤ارهمنافعه واتقاء مضومن األمثلة املعاصرة أيضا توحيد األذان يف املدينة أو احلي، وذلك ألن املقصد مـن األذان .١١

هو اإلعالم بدخول الوقت، واملدينة الواحدة حتتوي على عشرات املساجد، ومن الصـعوبة اتفاق املؤذنني يف وقت أداء األذان، فكثريا ماينتهي مؤذن ليبدأ آخر وهكذا، ففي توحيـد

.٧٣٥ذان ضبط لوقت الصالة، وضبط لوقت الصوم واإلفطار يف رمضاناألومن األمثلة أيضا وضع قوانني حتدد عدد ساعات العمل واحلد األدىن من األجور، ومحايـة .١٢

العمال من الفصل التعسفي، وتأمني العمال صحيا، وكفالة العامل عند عجـزه وكفالـة .٧٣٦أوالده من بعده

، وهو عقد بني مجاعة كالتجار واملدرسني واجلريان علـى مني التعاوينالتأومن األمثلة أيضا .١٣دفع مقادير مالية، قصد االستفادة منها عند حدوث مصيبة أو ظرف معني حيتاج فيه صاحبه إىل املساعدة واملواساة، والغرض من هذا التأمني ختفيف املصيبة ودفع آثارها، وليس الربح،

. ١٢٦-١٢٥/ ٢ينظر: االجتهاد املقاصدي: - ٧٣٤العـدد /١٦الد جملة جامعة دمشق/ /٣٨٠ حممد صاحل/ينظر: املصلحة املرسلة وتطبيقاا املعاصرة: عبد اهللا - ٧٣٥

م. ٢٠٠٠ األول/ وما بعدها . ٣٦٤السابق: جعينظر: املر – ٧٣٦

٢٤٨

ملا فيه من مراعاة املبادئ والقيم اإلسالمية النبيلة كالتعاون علـى وهو واضح اجلواز واحلل الرب والتقوى، وتفريج الكرب، وتعميق معاين التكاتف والتضامن والتقارب بـني النـاس، وميكن أن يكون الغرض منه كذلك الربح الذي سيعود نفعه على املشـتركني املصـابني،

.٧٣٧ال املشروعة كاملضاربة واملزارعة وغري ذلكوذلك باستثمار األموال املدفوعة يف األعمبعد االنتهاء من هذا املقصد من البدهي القول أن املصلحة املعتربة تقدم على املرسلة عند التعارض

وتصبح عندها املصلحة املرسلة مصلحة ملغاة.

: املقاصد باعتبار درجاا يف القوة . عشر الرابعاملطلب درجاا يف القوة تنقسم إىل مصاحل ضرورية، ومصاحل حاجية، املصاحل باعتبار

ومصاحل حتسينية، ومكمالت لكل منها. .أوال: املصاحل الضرورية (الضروريات)

ذكر العلماء للمصاحل الضرورية عدة تعريفات أذكر منها ما يأيت:

ا: "احملافظة على مقصود الشرع، ومقصودالشرع من اخللق مخسـة عرفها الغزايل رمحه اهللا بأوهي أن حيفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم وماهلم، فكل ما يتضمن حفـظ هـذه

. ١٣٨/ ٢ينظر: االجتهاد املقاصدي: - ٧٣٧

٢٤٩

، ٧٣٨األصول اخلمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه األصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة" .٧٣٩ويترتب على عدم مراعاا إخالل بنظام احلياة فتصبح حياة الناس فوضى

ا: "البد منها يف قيام مصاحل الدين والدنيا، حبيث إذا فقـدت مل و عرفها الشاطيبرمحه اهللا بأجتر مصاحل الدنيا على استقامة، بل على فساد وارج وفوت حياة، ويف األخرى فوت النجـاة

.٧٤٠والنعيم، والرجوع باخلسران املبني"

ا: "اليت تكون حياة األمة مبإىل وعرفها ابن عاشور رمحه اهللا بأ جموعها وآحادها يف ضرورة حتصيلها حبيث ال يستقيم النظام بإخالهلا، حبيث إذا اخنرمت تؤول حالـة األمـة إىل فسـاد

.٧٤١"وإخالل

ا: "املصاحل اليت تتوقـف عليهـا حيـاةوعرفها الدكتور عبد الكرمي زيدان تعريفا جامعا بأاختل نظام احلياة، وسـاد النـاس هـرج اإلنسان، وقيام اتمع هو استقراره حبيث إذا فاتت

اء يف الـدنيا والعـذاب يف ومرج، وعمت أمورهم الفوضى واالضطراب، وحلقهـم الشـق .٧٤٢اآلخرة"

. ٤١٧-٤١٦/ ١املستصفى: –٧٣٨ . ٤١٧/ ١ينظر: املصدر السابق: –٧٣٩ .١٨-١٧/ ٢املوافقات: –٧٤٠ . ٣٠٠مية: ابن عاشور، مقاصد الشريعة اإلسال –٧٤١، وقريب منه تعريف الـدكتور الزحيلـي يف أصـول الفقـه ٣٧٦الوجيز يف أصول الفقه: عبد الكرمي زيدان / –٧٤٢

م.١٩٨٦/ ١/ دار الفكر/ ط١٠٢٠/ ٢اإلسالمي:

٢٥٠

:٧٤٣ويكون احلفظ هلذه املصاحل بأمرين

ما يقيم أركاا ويثبت قواعدها، وذلك عبارة عن مراعاا من جانب الوجود. .١

توقع فيها وذلك مراعاا من جانب العدم.ما يدرأ عنها االختالل الواقع أو امل .٢

وجمموع املصاحل الضرورية مخسة وهي: حفظ الدين والنفس والنسل واملال والعقل، وإذا فقـدت هذه الضروريات "تصري األمة شبيهة بأحوال األنعام، حبيث ال تكون على احلالة اليت أرادها الشارع

آلجل بتغاين بعضها ببعض، أو بتسلط العـدو منها، يفضي بعض ذلك اإلخالل إىل االضمحالل ا .٧٤٤عليها، إذا كانت مبرصد من األمم املعادية، أو الطامعة يف االستيالء عليها"

وتعد هذه املقاصد الضرورية من أصول الدين، وتأيت مرتبتها بعد أصول العقيدة، ولذلك جاء ـا .٧٤٥الرسل مجيعا ومل خيتلفوا يف شيء منها

حبيـث إذا ٧٤٦ه اهللا أا: "أصول الدين، وقواعد الشريعة، وكليات امللـة" ويذكر الشاطيب رمحتطرق الفساد إىل بعضها يؤدي إىل هدم الدين كله، ألن صالح الدنيا قائم عليها كما أن النجـاة

.٧٤٧يف اآلخرة ال تكون إال باحملافظة عليها

. ١٨/ ٢املوافقات: –٧٤٣ . ٣٠٠مقاصد الشريعة اإلسالمية: ابن عاشور/ –٧٤٤ .١٢٠يعة: محادي العبيدي، ينظر: الشاطيب ومقاصد الشر –٧٤٥ . ٤٣/ ٢املوافقات: –٧٤٦ .٣٢/ ٢ينظر: املصدر السابق: –٧٤٧

٢٥١

وما نزل بعد ذلك باملدينة ويذهب الشاطيب إىل أن هذه الكليات اخلمس هي أصول الدعوة مبكة،من تشريع مبني لألحكام الفرعية املندرجة ضمن تلك الكليات الكربى، ومثبت هلا بإجياب العمل على مقتضاها، وهادف إىل محايتها من اهلدم، فكان كل أمر هو يف احلقيقة عمال يرمي الشارع من

.٧٤٨ايتها من اإلبطالورائه إىل تثبيت تلك األصول، وكل ي كان مقصودا به مح

وقد ذكر العلماء حلفظ الضروريات أمثلة أذكر منها مايلي:

قضاء الشرع بقتل الكافر املضل، وعقوبة املبتدع الداعي إىل بدعته، ألما يفوتان علـى النـاس دينهم، وقضاؤه بإجياب القصاص إذ به حفظ النفوس وإجياب حد الشرب إذ به حفظ العقول اليت

تكليف، وإجياب حد الزنا إذ به حيصل حفظ النسل واألنساب، وإجياب زجر الغصاب هي مالك ال .٧٤٩والسراق، إذ به حيصل حفظ األموال اليت هي معاش اخللق وهم مضطرون إليها

.ثانيا: املصاحل احلاجية (احلاجيات) ذكر العلماء للمصاحل احلاجية عدة تعريفات أذكر منها ما يأيت:

إليها يف اقتناء املصاحل" عرفها الغزايل رمحه ا "ال ضرورة إليها لكنها حمتاج٧٥٠اهللا بأ. ا "ما ال يتم دين الناس ومعاشهم إال به، حبيـث إذا مل يـراعو عرفها ابن تيمية رمحه اهللا بأ

.٧٥١وقعوا يف احلرج واملشقة"

.١٢١ينظر: الشاطيب ومقاصد الشريعة: –٧٤٨ . ٤١٧/ ١ينظر: املستصفى: –٧٤٩ . ٤١٨/ ١املستصفى: – ٧٥٠

٢٥٢

ا "ما يفتقر إليها من حيث التوسعة ورفع الضـيق املـؤدي يف و عرفها الشاطيب رمحه اهللا بأالغالب إىل احلرج واملشقة الالحقة بفوت املطلوب، فإذا مل تراع دخل على املكلفـني احلـرج

.٧٥٢واملشقة، ولكنه ال يبلغ مبلغ الفساد العادي املتوقع يف املصاحل العامة" وعرفها الدكتور الزحيلي تعريفا شامال يوضحها ويبني الغاية منها فقال هـي "األمـور الـيت

اجها الناس لتأمني شؤون احلياة بيسر وسهولة، وتدفع عنـهم املشـقة، وختفـف عنـهم حيتالتكاليف، وتساعدهم على حتمل أعباء احلياة، وإذا فقدت هذه األمور ال خيتل نظام حيـام، وال يتهدد وجودهم، وال ينتام اخلطر والدمار والفوضى، ولكن يلحقهم احلـرج والضـيق

األحكام اليت حتقق هذه املصاحل احلاجية للناس لترفع عنهم احلرج، وتيسر واملشقة، ولذلك تأيتهلم سبل التعامل، وتساعدهم على صيانة مصاحلهم الضرورية، وتأديتها واحلفاظ عليهم عـن

.٧٥٣طريق احلاجيات"

رفع احلرج عن املكلف، ومحاية الضروريات وخدمـتها وذلك بتحقيق صالحهـا الغاية منها و ، يقول ٧٥٤وتكميل الضروريات، وحتقيق مصاحل أخرى تابعة أو خاصة أو جزئية أو عامة وكماهلا،

الشاطيب يف ذلك: "فإذا فهم هذا مل يرتب العاقل أن هذه األمور احلاجية فروع دائرة حول األمور

. ٤٨٩املقاصد عند ابن تيمية: يوسف أمحد بدوي، –٧٥١ . ٢١/ ٢املوافقات: –٧٥٢ . ٢٥ريعة: حممد الزحيلي/ مقاصد الش –٧٥٣ .٣٢٥-٣٢٤، ومقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة: اليويب/ ١٣٥ينظر: علم مقاصد الشارع: عبد العزيز ربيعة، –٧٥٤

٢٥٣

الضرورية، وهذا احلكم يف التحسينية، ألا تكمل ما هو حاجي، فاحلاجي مكمـل للضـروري .٧٥٥كمل مكمل، فالتحسينية إذن كالفرع لألصل الضروري ومبين عليه" واملكمل للم

وتأيت احلاجيات يف املرتبة الثانية بعد الضروريات ألا تابعة هلا وحمققة ألغراضها، وهي تشـتمل على الرخص، وكل ما فيه تيسري وتوسعة، وذلك لتمكني املكلف من القيام مبا كلف بـه دون أن

ه وبني ذلك، وهلذا الغرض أبيح له أكل امليتة، والتيمم، وقصر الصالة، والفطـر يف حتول املشقة بين .٧٥٦السفر ليحافظ على أركان الدين يف حدود استطاعته

"فاملصاحل احلاجية تتردد على املصاحل الضرورية لتكملها حبيث ترتفع يف القيـام ـا واكتسـاا التوسط واالعتدال يف األمور حىت تكون جاريـة املشقات ومتيل هذه احلاجيات حبياة املكلفني إىل

.٧٥٧على وجه ال مييل إىل أي من طريف اإلفراط والتفريط"

تشمل كل أبواب الفقه اإلسالمي، فهي تدخل يف العبادات واملعـامالت وجماالت املصاحل احلاجية والعقوبات الشرعية وغريها.

ستعمال املاء أو فقده، والقعـود يف صـالة : التيمم عند مشقة اجمال العباداتفمن احلاجيات يف الفرض إن مل يستطع القيام، والتخلف عن صالة اجلمعة واجلماعة، والفطر يف رمضان للشيخ اهلرم، والنيابة يف احلج والرمي لعدم االستطاعة، وإباحة بعض حمظورات احلج مع الفدية عند الضـرورة،

.٣٣/ ٢املوافقات: –٧٥٥ .١٢٢ينظر: الشاطيب ومقاصد الشريعة: – ٧٥٦ . ٣٢/ ٢املوافقات: –٧٥٧

٢٥٤

، ٧٥٨واملسح على اخلفـني واجلـوربني واجلـبرية وقصر الصالة يف السفر ومجع التقدمي والتأخري، واالجتاه لغري القبلة يف السفينة أو الطائرة إذا غريت اجتاهها عن القبلة اليت بدأ صالته إليها.

: الصيد، والتمتع بالطيبات من الطعـام والشـراب والسـكن جمال العاداتومن احلاجيات يف صلب، والثلث للتوسعة وهي مرتبة احلاجيـات، واللباس، فالضروري من الطعام لقيمات إلقامة ال

وأما تزيني الطعام وتنويعه فمن التحسينيات، وكذلك اللباس، الضروري منه ما يستر العورة، ويقي البدن من احلر والقر، وما زاد على ذلك فمن احلاجيات وأما العناية باأللوان واللطافة واألناقة فمن

.٧٥٩التحسينيات

املعامالت املستثناة مـن القواعد الشرعية مثــل: اإلجـارة املعامالت: جمالومن احلاجيات يف والسلم واملساقاة واملضاربة، والعرايا، فإن هـذه األشياء لـو مل تشرع، مل يلحق الضرر إال مـن هو يف حاجة إليها فقط، ومشروعية الطالق للخالص مـن زوجيـة مل تعـد صـاحلة للبقـاء

.٧٦٠واالستمرار

ومـا بعـدها، ١٣٢/ ١: جالل الدين عبد الرمحن السيوطي، واألشباه والنظائر ،٢٢-٢١/ ٢ينظر: املوافقات: –٧٥٨

م، واألشباه والنظائر: زين الدين بن إبراهيم ١٩٩٧/ ٢قاعدة: املشقة جتلب التيسري/ مكتبة نزار مصطفى الباز/ الرياض/ ط م. ١٩٩٩/ وما بعدها/ قاعدة: املشقة جتلب التيسري/ دار الفكر ٨٤/ ١بن جنيم احلنفي/ حتقيق حممد مطيع احلافظ/

/١ط مؤسسة الرسالة ناشـرون/ /٢٣٠ومقاصد الشريعة اإلسالمية: زياد إمحيدان/ ، ٢٢/ ٢ينظر: املوافقات : –٧٥٩ م. ٢٠٠٤ .٣٨٠، والوجيز يف أصول الفقه: عبد الكرمي زيدان/ ٢٨٣ينظر: تعليل األحكام: مصطفى شليب، –٧٦٠

٢٥٥

ور رمحه اهللا أن معظم قسم املباح يف املعامالت من احلاجي فالنكاح الشرعي من و يذكر ابن عاشقبيل احلاجي، وحفظ األنساب من احلاجي لآلباء واألوالد، فلألوالد للقيام عليهم فيما حيتـاجون ولتربيتهم النافعة هلم، ولآلباء العتزاز العشرية، وحفظ العائلة، وحفظ األعراض من االعتداء عليها

من احلاجي، ومنه ما يدخل يف الكليات اخلمسة إال أنه ليس بالغا حد الضرورة كبعض أحكام هوالنكاح ليست من الضروري بل من احلاجي مثل اشتراط الويل، والشهرة، وبعض أحكام البيـوع ليست من الضروري، مثل حترمي الربا، وأخذ األجرة على الضمان وهذه أحكام تكميلية حلفـظ

.٧٦١يست داخلة يف أصل حفظ املالاملال ول

قاعدة درء احلدود بالشبهات، والدية على العاقلة يف جمال اجلنايات والعقوبات: ومن احلاجيات يف .٧٦٢القتل اخلطأ ختفيفا على القاتل، وتضمني الصناع

ومن احلاجيات إباحة احملظورات رفعا للحرج، والتغاضي عما خيالط الضروريات من مفاسد لعموم بلوى، ويف ذلك يقول الشاطيب رمحه اهللا: "القواعد الشرعية باألصل إذا داخلتها املناكر كـالبيع ال

والشراء، واملخالطة واملساكنة، إذا كثر الفساد يف األرض واشتهرت املناكر حبيث صار املكلـف ـ اهر عند أخذه حاجته وتصرفه يف أحواله ال يسلم يف الغالب من لقاء املنكر أو مالبسـته، فالظ

. ٣٠٧-٣٠٦ينظر: مقاصد الشريعة اإلسالمية: ابن عاشور/ –٧٦١

. ٢٢/ ٢ينظر: املوافقات: ٧٦٢ –

٢٥٦

يقتضي الكف عن كل ما يؤديه إىل هذا، ولكن احلق يقتضي أن البد منه من اقتضاء حاجته كانت .٧٦٣مطلوبة بالكل أو اجلزء"

ويقول أيضا: "إن األمور الضرورية أو غريها من احلاجية أو التكميلية إذا اكتنفتها من خارج أمور ى شرط التحفظ حبسب االستطاعة من ال ترضى شرعا، فإن اإلقدام على جلب املصاحل صحيح عل

، ومن أمثلة ذلك دخول احلمام حاجي وأبيح رغم ما يف احلمام من املفاسد رفعـا ٧٦٤غري حرج" للحرج، وكذلك دخول األسواق، والسكن يف مكان جريانه يتعاطون املنكرات وال يوجد غري هذا

سائل النقل العامة والـتعلم املكان والسكن حاجي يباح رفعا للحرج، ويلحق بذلك الركوب يف و .٧٦٥وفق مناهج التعليم العلمانية

:٧٦٦ويف ختام بيان احلاجيات أذكر بعض القواعد الفقهية اليت تتعلق ا إمتاما للفائدة

.٧٦٧األصل يف األعيان اإلباحة والطهارة .١ الواجبات كـلها تسقط بالعجز، أو ما عجز عنه العبد من شروط العبادات يسقط عنه. .٢ عل عبادة كما أمر حبسب وسعه فال إعادة عليه.كل من ف .٣ الكراهة تزول باحلاجة. .٤

. ٥٢٦/ ٣املصدر السابق: – ٧٦٣ . ١٩٩/ ٥املصدر السابق: -٧٦٤ . ٢٥٥-٢٥٤ينظر: فقه األولويات: حممد الوكيلي/ –٧٦٥ .٤٩٥-٤٩٤ينظر: املقاصد عند ابن تيمية: –٧٦٦ .٥٣٥/ ٢١جمموع الفتاوى: ابن تيمية، –٧٦٧

٢٥٧

األمور املنهي عنها يعفى فيها عن الناسي واملخطئ. .٥ ما ترك املكلف جبهله بالواجب ال يعيده. .٦ ما أبيح للحاجة جاز التداوي به، وما أبيح للضرورة فال جيوز التداوي به. .٧ يكن سببه معصية مل حيرم عليهم. كل ما احتاج إليه الناس يف معاشهم ومل .٨ كل ما ال يتم املعاش إال به فتحرميه حرج وهو منتف شرعا. .٩

األصل يف العادات العفو وعدم احلظر. .١٠ .ثالثا: املصاحل التحسينية (التحسينات)

ذكر العلماء للمصاحل التحسينية عدة تعريفات أذكر منها ما يأيت:

ا: "مولكن يقع موقع التـزيني عرفها الغزايل رمحه اهللا بأ وال إىل حاجة ا ال يرجع إىل ضرورةوالتحسني للمزايا واملراتب، ورعاية أحسن املناهج يف العبادات واملعامالت واحلمل على مكارم

.٧٦٨األخالق وحماسن العادات"

ا: "األخذ مبا يليق من حماسـن العـادات وجتنـب األحـوالوعرفها الشاطيب رمحه اهللا بأ .٧٦٩سات، اليت تأنقها العقول الراجحات وجيمع ذلك قسم مكارم األخالق" املدن

ا كمال حال األمة على نظامها، حىت تعـيش ا: "ما كانوعرفها ابن عاشور رمحه اهللا بأآمنة مطمئنة وهلا جة منظر اتمع، يف مرأى بقية األمم، حىت تكون األمة اإلسالمية مرغوبـا

.٤١٨/ ١، واملستصفى: ١٦٩شفاء الغليل: -٧٦٨ . ٢٢/ ٢املوافقات: –٧٦٩

٢٥٨

أو التقرب منها فإن حملاسن العادات مدخل يف ذلك، سواء كانت عـادات يف االندماج فيها،عامة كستر العورة، أو خاصة ببعض األمم كخصال الفطرة، وإعفاء اللحية، واحلاصل أا ممـا

.٧٧٠تراعى فيها املدارك الراقية البشرية"

تالل التحسيين بـإطالق محاية املقاصد احلاجية، إذ يلزم من اخ ٧٧١والغاية من املصاحل التحسينيةاختالل احلاجي بوجه ما، وخدمة املقاصد الضرورية واحلاجية وتكملتها، وإظهار كمـال األمـة

ومجاهلا وحسن أخالقها حىت يرغب يف االندماج فيها، والدخول يف شريعتها أو التقرب منها.

حل احلاجية، إذ املصـاحل إىل املصاحل الضرورية مثلما رجعت إليها املصا واملصاحل التحسينية راجعةالضرورية هي األصل، فالطهارة وستر العورة، والطهر من النجاسة، وغري ذلك راجعة إىل األصل األول وهو حفظ الدين، وآداب األكل والشرب واجتناب اخلبائث راجعة إىل حفظ النفس وهـي

الذي هو احملافظـة علـى األصل الثاين، واختيار الزوج وحسن املعاشرة عائدان إىل األصل الثالث النسل، والكسب بالتورع واإلنفاق بتعفف والبذل للفقري راجع كله إىل األصل اخلامس وهو حفظ

.٧٧٢املال وهكذا

. ٣٠٨-٣٠٧مقاصد الشريعة اإلسالمية: ابن عاشور/ –٧٧٠، وعلم مقاصد الشارع: عبـد العزيـز ٣٠٨-٣٠٧ومقاصد الشريعة البن عاشور: ،٣١/ ٢ينظر: املوافقات: – ٧٧١

.١٣٩-١٣٨ربيعة، .١٢٣-١٢٢ينظر: الشاطيب ومقاصد الشريعة: محادي العبيدي/ –٧٧٢

٢٥٩

وإذا فقدت التحسينيات ال ختتل شؤون احلياة، وال ينتاب الناس احلرج واملشقة ولكـن حيسـون .٧٧٣فقدها باخلجل، وتتقزز نفوسهم وتستنكر عقوهلم، وتأنف فطرم من

جماالت املقاصد التحسينيةتشمل التحسينيات كل أبواب الفقه اإلسالمي فهي تدخل يف العبادات واملعـامالت والعقوبـات

الشرعية وغريها.

الطهارات وستر العورات وأخذ الزينة مـن اللبـاس اجليـد جمال العبادات: فمن التحسينيات يف والطيب، والتقرب إىل اهللا بالنوافل من الصـدقات واجلديد عند دخول املسجد، وحماسن اهليئات،

.٧٧٤والصالة والصيام

آداب األكل والشرب، وجمانبة املآكل النجسة واملشـارب ومن التحسينيات يف جمال العادات: املستخبثة، وسائر أنواع الطهارات، وستر العورة، واإلقتار يف املتنـاوالت والتخلـق بـاألخالق

.٧٧٥الفاضلة

املنع من بيع النجاسات ومن بيع فضل املاء والكأل، ومنـع يف جمال املعامالت: ومن التحسينياتاملرأة من منصب اإلمامة ومن تزويج نفسها، وذلك ألن يف مباشرا للعقد إظهارا لتوقها للرجال،

.٧٧٦وال يناسب احلياء الذي فطرت عليه النساء

.٢٥ : حممد الزحيلي/مقاصد الشريعة –٧٧٣ . ٣١٩اإلسالمية: مسيح اجلندي، ص الشريعة يف املقاصد وأمهية ،٢٢/ ٢ينظر: املوافقات: –٧٧٤ .٣١٩، والثاين: ٢٢/ ٢ينظر املرجعني السابقني: األول: –٧٧٥

٢٦٠

وتقطع أواصر األخوة، كالبيع علـى البيـع، ومنها حترمي بعض البيوع واملعامالت اليت تثري العداوة .٧٧٧والنجش

منع قتل النساء والصبيان والرهبان يف اجلهاد، ومنع : ٧٧٨ومن التحسينيات يف اجلنايات والعقوباتالغدر واملثلة واإلحراق للميت أو احلي، والعفو عن اجلاين، وحسم يد السارق بعد قطعها، وحترمي

ثيق.الغدر وفرض الوفاء بالعهود واملوا

ذيب الفرد واتمع والسري م يف أقوم السبل إلجياد األمة ومن التحسينيات يف جمال األخالق: اإلسالمية اجلميلة يف مظهرها والنظيفة يف بيئتها، واملتقدمة يف منـاهج تعليمهـا، والصـاحلة يف

لمها وفقهها، والناهضـة سلوكاا وتعامالا واملزدهرة يف اقتصادياا، وتكنولوجياا، والعاملة بع .٧٧٩جبميع مطالب رسالتها اإلسالمية العاملية اإلصالحية والتوجيهية

. رابعا: مكمالت املصاحل الشرعيةوهي مجلة األحكام الشرعية اليت تقيم كافة املقاصد الضرورية واحلاجية والتحسـينية، واألصـلية

، يقـول ٧٨٠علها تامة الوجود، وكاملة التحققوالتابعة والعامة واخلاصة، والقطعية والظنية، واليت جتالغزايل: "املقاصد تنقسم مراتبها فمنها ما يقع يف مرتبة الضرورات ويلتحق بأذياهلا ما هـو تتمـة

.٢٣/ ٢، واملوافقات: ٤١٩/ ١ينظر: املستصفى: أبو حامد الغزايل/ –٧٧٦ .٣١٩اإلسالمية: ينظر: أمهية املقاصد يف الشريعة –٧٧٧ . ١٠٢٤/ ٢وأصول الفقه اإلسالمي: الزحيلي، ،٢٣/ ٢ينظر: املوافقات: –٧٧٨ . ١٠٠/ ١ينظر: املقاصد الشرعية: نور الدين اخلادمي/ –٧٧٩ . ١٣٦/ ١السابق: جعاملر –٧٨٠

٢٦١

وتكملة له، ومنها ما يقع يف مرتبة احلاجيات ويلتحق بأذياهلا ما هو كالتتمة والتكملة هلا، ومنها ما ال ترهق إليه ضرورة وال متس إليه حاجة، ولكن تستفاد منــه يقع يف رتبة التوسعة والتيسري اليت

رفاهية وسعة وسهولة فيكون ذلك أيضا مقصودا يف هـذه الشريعة السمحة السـهلة احلنيفيـة، ويتعلق بأذياهلا ولواحقها ما هو يف حكم التحسني والتتمة هلا فتصري الرفاهية مهيـأة بتكميالـا"

بة من هذه املراتب ينضم إليها ما هو كالتتمة والتكملة، ممـا لـو ، ويقول الشاطيب: "كل مرت٧٨١ .٧٨٢فرضنا فقده مل خيل حبكمتها األصلية"

:٧٨٣وهلذه املكمالت عدة وظائف منها

سد الذريعة املؤدية إىل اإلخالل باحلكمة املقصودة من الضروري أو احلاجي أو التحسيين. .١ما اشترط الكفاءة ومهر املثل، فإنه حيقق حتقيق مقاصد أخرى تابعة، غري املقصد األصلي، ك .٢

مقاصد أخرى تابعة من احملبة والوئام بني الزوجني، ويف ذلك أيضا تقوية للمقصد األصـلي وتدعيم له.

درء مفاسد أخرى حاصلة يف طريق احلصول على املقصد األصـلي، وهـي وإن كانـت .٣ : املماثلة يف القصاص.مغمورة ومرجوحة إال أن تالفيها أمر مطلوب، ومثال ذلك

حتسني صورة املكمل وجعله سائرا على املألوف. .٤

. ٤١٧/ ١، واملستصفى: ١٦٢-١٦١شفاء الغليل: –٧٨١ . ٢٤/ ٢املوافقات: –٧٨٢ .٣٤٢ ريعة وعالقتها باألدلة: اليويب/ينظر: مقاصد الش –٧٨٣

٢٦٢

يعود اعتباره على األصل باإلبطال، وذلك أن كل تكملـة يف اعتبار املكمل مكمال أال ويشترط :٧٨٤يفضي اعتبارها إىل رفض أصلها، فال يصح اشتراطها والدليل على ذلك أمران

ملة، ألن التكملة مع ما كملته، كالصفة مع املوصوف، فإذا األول: أن يف إبطال األصل إبطال التك كان اعتبار الصفة يؤدي إىل ارتفاع املوصوف، لزم من ذلك ارتفاع الصفة أيضا.

الثاين: لو قدرنا تقديرا أن املصلحة التكميلية، حتصل مع فوات املصلحة األصلية، لكـان حصـول األصلية أوىل ملا بينهما من التفاوت.

الت أمثلة كثرية ذكرها العلماء منها: وللمكم

حفظ املهجة مهم كلي، وحفظ املروءات مستحسن فحرمت النجاسات حفظا للمروءات .١وإجراء ألهلها على حماسن العادات، فإذا دعت الضرورة إىل إحياء املهجة بتناول الـنجس

.٧٨٥كان تناوله أوىلاشترط نفي الغرر مجلة الحنسم بـاب أصل البيع ضروري، ومنع الغرر واجلهالة مكمل فلو .٢

.٧٨٦البيعواملكمـل اجلهاد مع والة اجلور، والوايل فيه ضروري، والعدالة يف الوايل مكملة للضرورة، .٣

.٧٨٧، ولذلك جاء األمر باجلهاد مع والة اجلورإذا عاد على األصل باإلبطال مل يعترب

. ٢٦ /٢ينظر: املوافقات: –٧٨٤ . ٢٦ /٢: املوافقات ينظر: –٧٨٥ . ٢٦ /٢ينظر: املصدر السابق: –٧٨٦

٢٦٣

فظ الدين، فإذا أدى طلب إمتام أركان الصالة مكمل للضروري، الذي هو إقامة الصالة حل .٤املكمل إىل أن ال تصلي كاملريض غري القادر سقط املكمل، أو كان يف متامها حرج ارتفـع احلرج عمن مل يكمل، وصلى حسب ما أوسعته الرخصة، فستر العورة من باب حماسـن

.٧٨٨الصالة، فلو طلب على اإلطالق، لتعذر أداؤها على من مل جيد ساترااخلمر، ألنه يدعو إىل الكثري، ويقاس عليه النبيـذ وهـو مكمـل حلفـظ حترمي القليل من .٥

.٧٨٩العقلاملماثلة يف استيفاء القصاص، ألن القصاص مشروع للزجر والتشفي وال حيصـل ذلـك إال .٦

.٧٩٠باملثل، فينكل بالقاتل املعتدي كما فعل، وحيرق إذا أحرق، ويغرق إذا أغرقه مناسب، ولكنه دون أصل احلاجـة إىل النكـاح، تزويج الصغرية بالكفء، ومبهر املثل فإن .٧

فمقصود الشارع حيصل من غري اشتراط ذلك من أجل تكميل النكاح، وتتميم مقاصـده .٧٩١املتصلة بالنسل واملودة والسكن والرمحة ودوامه واستمراره

التحلي بآداب قضاء احلاجة، وفعل مندوبات الطهارة بالبدء باليمني، والتثليث يف الغسـل .٨ .٧٩٢ذلك مما هو مشروع لتكميل أصل الطهارة اليت هي من التحسينيات وغري

. ٢٧ /٢ينظر: املصدر السابق: –٧٨٧ . ٢٩ /٢ينظر: املصدر السابق: –٧٨٨ . ٤١٧/ ١، واملستصفى: ١٦٥ينظر: شفاء الغليل: –٧٨٩ . ١٦٤، وشفاء الغليل: ٤١٧/ ١تصفى : ينظر: املس –٧٩٠ . ١٦٧، والثاين: ٤١٨/ ١ينظر: املصدرين السابقني: األول: –٧٩١ . ١٣٩/ ١ينظر: املقاصد الشرعية: اخلادمي/ –٧٩٢

٢٦٤

شرع اهللا الصالة حلفظ الدين وشرع أداءها مجاعة، وإعالءها باألذان، لتكون إقامة الـدين .٩وحفظه أمت وأكمل بإظهار شعائره واإلمجاع عليها، كما أنه شرع قصر الصالة للمسافر من

يات كمل ذلك جبواز اجلمع بني الصـالتني لتـتم أجل التخفيف والتوسعة وهو من احلاج .٧٩٣الرخصة

حترمي البدعة أمر مكمل حلفظ الدين، أي أن وجود البدعة جيعل التدين بـاطال وناقصـا، .١٠ولذلك حرمت من أجل حتقيق التدين الكامل والعبادة التامة واملكتملة واخلالية من شوائب

.٧٩٤الزيادات والنواقص والتحريفاتة على العاقلة ختفيفا عن القاتل خطأ، كمل ذلك بشـرعها منجمـة وعلـى ملا شرع الدي .١١

.٧٩٥القادرين على أدائها ومبقادير يسرية يسهل أداؤهابعد االنتهاء من عرض أنواع املصاحل بالنظر إىل درجاا يف القوة، البد من اإلشارة إىل أن املصاحل

د التعارض، وكذلك املصاحل احلاجية مقدمـة الضرورية مقدمة على املصاحل احلاجية والتحسينية عن على املصاحل التحسينية، وكل منها مقدم على مصاحل مكمالا.

، ٧٩٦يقول الشاطيب رمحه اهللا يف ذلك: "املقاصد الضرورية يف الشريعة أصل للحاجية والتحسينية" :٧٩٧وقد وضع الشاطيب ضوابط حتدد العالقة بني املقاصد الثالثة

. ٢١٢و ٢١١ومقاصد الشارع: حممد عبد العاطي/ ،٢٤/ ٢ينظر: املوافقات: –٧٩٣ .١٣٨/ ١ينظر: املقاصد الشرعية: اخلادمي، –٧٩٤ . ٢١٢ينظر: مقاصد الشارع: حممد عبد العاطي/ –٧٩٥ . ٣١/ ٢املوافقات: –٧٩٦

٢٦٥

ملا سواه من احلاجي والتحسيين. الضروري أصل .١ اختالل الضروري يلزم منه اختالل الباقيني بإطالق. .٢ ال يلزم من اختالل الباقيني اختالل الضروري. .٣ قد يلزم من اختالل التحسيين بإطالق، أو احلاجي بإطالق اختالل الضروري بوجه ما. .٤ ينبغي احملافظة على احلاجي والتحسيين للضروري. .٥

املقاصد ملراتب ماسياخل التقسيم : )٧٩٨(السابقة للمراتب مخاسيا تقسيما والنظائر األشباه يف السيوطي ذكر

كاملضطر قارب، أو هلك املمنوع يتناول مل إن حدا بلوغه وهي :الضرورة - ١ تناول يبيح وهذا عضو منه تلف أو ملات عريانا أو جائعا بقي لو حبيث واللبس لألكل ).الضروري مادون مرتبة وهذه( احملرم

جهد يف يكون أنه غري يهلك مل يأكل ما جيد مل لو الذي كاجلائع :احلاجة - ٢ ).الضروري مرتبة وهذه( للصائم الفطر يبيح وإمنا احلرام يبيح ال وهذا ومشقة، مرتبة وهذه( الدسم والطعام الغنم وحلم احلنطة خبز يشتهي كالذي :املنفعة - ٣ ).احلاجي حرير من املنسوج والثوب والسكر، اللوز من املتخذ احللو تهيكاملش :الزينة - ٤ ).التحسينيات مرتبة وهذه( وكتان

.٣١/ ٢ينظر: املوافقات: –٧٩٧ .٥٦- ٥٥، و حنو تفعيل املقاصد / ١٤٢/ ١األشباه والنظائر /السيوطي/ :ينظر _ ٧٩٨

٢٦٦

الذهب، أواين استعمال يريد كمن والشبهة احلرام، بأكل كالتوسع :الفضول - ٥ ).التحسيين وراء ما مرتبة وهذه( اخلمر شرب أو مرتبة اعتبار وميكن مفسدة، هي بل املعتربة، املصلحة نطاق عن خارجة اخلامسة املرتبة

. التحسينيات من وعدمها املنفعة ملرتبة مكملة الزينة أن فينبغي اهللا حلدود تعد ألما احلياة واقع من واألخرية األوىل املرتبة إزالة من البد

.)٧٩٩( إلزالتهما االهتمام بأولوية حتظيا مرتبة به تسد بأن كفيل اإلسراف مرتبة يف وأوقات وأموال طاقات من يبدد ما إن

.)٨٠٠( اإلمكان قدر فالتحسينيات فاحلاجيات الضرورات مرتبة مث التقصري مع والترهيب الترغيب باستخدام واإلسراف التقصري حدي مراعاة يف مهم دور للدولة

.)٨٠١( للمحتاجني الضرورات وتوفري املسرفني، املرتبتني تشمل وإمنا لضروريا على تقتصر ال املقاصد إن: ( عطية الدين مجال. د يقول

الذي للمقصد األدىن احلد الضروري ميثل واحدة، وحدة يف كذلك والتحسيين احلاجي . اإلمكان حدود يف كماله إىل تتطلع وإمنا حتقيقه تطلب عند الشريعة تقف ال

املؤدية بالوسائل وإمنا باملقصد، إذن تتعلق ال والتحسيين واحلاجي الضروري مراتب وأن أو حاجي أو ضروري من املناسبة املرتبة تتحدد الوسائل حتقق قدر وعلى حتقيقه إىل

.)٨٠٢()حتسيين

.٥٩-٥٨_ حنو تفعيل املقاصد /٧٩٩ .٥٩-٥٨_ املرجع السابق /٨٠٠ .٥٩-٥٨_ املرجع السابق /٨٠١ .٤٨-٤٧حنو تفعيل املقاصد / _ ٨٠٢

٢٦٧

: قواعد املقاصد دسساالفصل ال

وحيتوي على مبحثني:

٢٦٨

وعالقتها املبحث األول : تعريف القاعدة املقاصدية،

واألصولية. القاعدة الفقهيةب

عرض القواعد املقاصدية .: ثاينالاملبحث

.

تمھیدبصياغة القواعد الفقهية والقواعد كبريا اهتم علماء الفقه واألصول اهتماما، أما بالنسبة للقواعد املقاصدية فلم تلق كبريا األصولية، وتعددت الكتب يف ذلك تعددا

، أما يف عصرنا هذا مستقال ألن علم املقاصد مل يكن علما من العلماء األقدمني، اهتمامامع تعدد الدراسات والرسائل اجلامعية فقد وجدت بعض الدراسات املتعلقة بالقواعد

بعنوان ( يه من هذه الدراسات رسالة دكتوراهاملقاصدية، ومن أفضل ما اطلعت عل .) للدكتور عبد الرمحن الكيالين قواعد املقاصد عند اإلمام الشاطيب

٢٦٩

وهذا املبحث الذي بني أيدينا هو حماولة لصياغة املقاصد على شكل قواعد، لذلك ملا سبق أن حتدثت عنه من املقاصد، وإمنا هو مبثابة تلخيص ما هذا املبحث ليس تكرارا

سبق ضمن قواعد مقاصدية.املقاصدية، وأبني عالقتها بالقواعد الفقهية أذكر تعريف القاعدة لفصلويف هذا ا

مث أعقب ذلك بذكر القواعد املقاصدية. ، واألصولية

: معنى القاعدة لغة واصطالحا. المطلب األولالقاعدة هي: أصل األس، وقواعد البيت إساسـه ، لغة: عريف القاعدةأوال : ت

وإذ يرفع إبراهيم القواعد مـن البيـت (من القرآن قوله تعاىل: وشواهد هذا املعىن)، القواعد هنا: مجع قاعدة وهو اإلساس واألصل ملا فوقه، ١٢٧البقرة / ( )وإمساعيل .)٨٠٣(لقاعدة أيضا على األمر الكلي الذي ينطبق على جزئياتوتطلق ا

.)٨٠٤(هي ( قضية كلية منطبقة على مجيع جزئياا) اصطالحا:

.: القاعدة الفقھیةالمطلب الثانيهي ( أصول فقهية كلية، يف نصوص موجزة دستورية، تتضمن أحكاما تشريعية

.)٨٠٥( تدخل حتت موضوعاا ) عامة يف احلوادث اليت

/ مادة قعد ، واملعجم ٦١-٦٠/ ٩/ مادة قعد ، وتاج العروس / ٢٣٩/ ١١نظر : لسان العرب / ي -٨٠٣

/ مادة قعد . ٧٥٥/ ٢الوسيط / / / دار الكتاب العريب / ٢١٩/ ١التعريفات / اإلمام علي بن حممد اجلرجاين/ إبراهيم األبياري / -٨٠٤

.١٤٠٥/ ١ط بريوت /

٢٧٠

.)٨٠٦(يتعرف منها أحكام ما دخل حتتها )أو هي: ( حكم شرعي يف قضية أغلبية : من أمثلة القاعدة الفقهية

( األمور مبقاصدها ))٨٠٧( . ( اليقني ال يزول بالشك ))٨٠٨( . ( املشقة جتلب التيسري ))٨٠٩(. ٨١٠(نوط باملصلحة )( تصرف اإلمام على الرعية م(.

وهناك قواعد فقهية ميكن اعتبارها قواعد مقصدية منها: ٨١١() أوىل من جلب املصاحل ( درء املفاسد(. ( إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما بارتكاب أخفهما ))٨١٢(.

.: القاعدة األصولیةالمطلب الثالثهي: ( قضية كلية، يتوصل ا الفقيه إىل استنباط األحكام الشرعية مـن أدلتـها

.)٨١٣(التفصيلية)

م . ٢٠٠٤/ ٢/ دار القلم / دمشق / ط٩٦٥/ ٢املدخل الفقهي العام / د. مصطفى الزرقا / -٨٠٥ م . ٢٠٠٤/ ٦/ رسالة ماجستري / دار القلم / دمشق / ط ٤٣/ القواعد الفقهية / د. علي الندوي -٨٠٦ . ٢٢/ ١، واألشباه والنظائر / ابن جنيم / ١٥/ ١/ األشباه والنظائر / السيوطي -٨٠٧ . ٦٠/ ١، والثاين / ٨٦/ ١املصدران السابقان : األول / -٨٠٨ . ٨٤/ ١، والثاين / ١/١٢٨املصدران السابقان : األول -٨٠٩ . ١٣٧/ ١، و والثاين / ٢٠٢/ ١املصدران السابقان : األول / -٨١٠ . ٩٩٦/ ٢واملدخل الفقهي العام / ،٩٩/ ١ر / ابن جنيم / األشباه والنظائ -٨١١ . ٩٨/ ١األشباه والنظائر / ابن جنيم / -٨١٢دكتوراه / دار الفكر / أطروحة / ٣٣/ د. عبد الرمحن الكيالين / قواعد املقاصد عند اإلمام الشاطيب -٨١٣

م. ٢٠٠٠/ ١دمشق / ط

٢٧١

: من أمثلة القاعدة األصولية ( املطلق جيري على إطالقه ما مل يرد دليل على التقييد))٨١٤(. األمر يدل على الوجوب، وال يصـرف عـن الوجـوب إىل غـريه إال)

.)٨١٥(بقرينة) ( النهي يفيد التكرار والفور))٨١٦(.

.: القاعدة المقصدیةالمطلب الرابع(هي ما يعرب به عن معىن عام، مستفاد من أدلة الشريعة املختلفة، اجتهـت إرادة

.)٨١٧(الشارع إىل إقامته من خالل ما بين عليه من أحكام)

والفقھیة. اعدة المقصدیة: العالقة بین القالمطلب الخامس )٨١٨(مع الفقهية يف األمور التالية: تشترك القاعدة املقصدية

قضية كلية تعرب عن حكم عام، يتعرف ـا علـى أحكـام القاعدة الفقهية .١العام ، وهذه السمة الكليـة جنـدها اجلزئيات، اليت يتحقق فيها مناط احلكم

بل هي إحدى أهم خصائصها. متحققة يف القاعدة املقصديةوالفقهية واحدة، وهي الوقوف على حكم الشـارع يف غاية القاعدة املقصدية .٢

. الوقائع واملستجدات، وفق ما أراده الشارع وابتغاه

. ٢٠٥/ ١/ : أصول الفقه اإلسالمي / د . وهبة الزحيلي ينظر-٨١٤ . ٢١٥/ ١نظر : املصدر السابق / ي -٨١٥ . ٢٣١/ ١نظر : املصدر السابق / ي -٨١٦ . ٥٥قواعد املقاصد / -٨١٧ . ٦٨ – ٦٧نظر : املرجع السابق/ ي -٨١٨

٢٧٢

تسعفان اتهد، لتبني احلكم الشرعي الذي خاطب به اهللا وسيلتانالقاعدتان -٣ تعاىل املكلفني فيما ال نص فيه بعينه.

)٨١٩(عن الفقهية يف األمور التالية: وتفترق القاعدة املقصديةفرع عنه كثري من األحكام اجلزئيـة بيان حلكم شرعي كلي، تت القاعدة الفقهية .١

، فهـي العام، أما القاعدة املقصدية اليت يتحقق فيها مناط ذاك احلكم الكليليست بيانا حلكم شرعي تتفرع عنه أحكام جزئية يف مسائل فرعية، و إمنا هي

م. بيان للحكمة اليت توخاها الشارع من أصل تشريع احلكفقط يف استنباط األحكام ، ألا ليسـت ال جيوز االستناد إىل القاعدة الفقهية .٢

. كلية بل أغلبية خبالف القاعدة املقصديةن الغايات مقدمـة علـى ، ألأعلى من القاعدة الفقهية مرتبة القاعدة املقصدية .٣

، والقاعدة الفقهية تعرب عادة عن حكم، والقاعدة املقصدية تعرب عـن الوسائل غاية.

القواعد الفقهية ليست كلها حمل اتفاق بني الفقهاء، أما القواعـد املقاصـدية .٤لكثرة انتشار اجلزئيات اليت تتضمنها، وتأكيد تقررهـا يف أبـواب الشـريعة

فة، هي من املكانة واالعتبار ما جيعلها صنوا للنص العام من حيث إلزامية املختل اتهد باتباع مضموا وااللتزام مبعناه.

واألصولیة. : العالقة بین القاعدة المقصدیةالمطلب السادس )٨٢٠(تشترك القاعدتان يف األمور التالية:

وما بعدها . ٦٨/ قواعد املقاصد نظر :ي -٨١٩ . ٧٧- ٧٥نظر : قواعد املقاصد / ي -٨٢٠

٢٧٣

زئيات، وهذا أمر يقتضيه مسمى القاعدة. الكلية والعموم لكثري من اجل .١أن كال منهما ال يقوم االستنباط واالجتهاد إال ما، فال بد من سري القواعـد .٢

املقاصدية جنبا إىل جنب مع القواعد األصولية، حىت يكون احلكم الشـرعي موافقا إلرادة الشارع حمققا لغايته، جمسدا هلدفه ومقصده.

)٨٢١(األمور التالية: وتفترق القاعدتان يف القواعد األصولية قواعد استداللية، تدور حول منهج االستنباط واالسـتخراج .١

الـيت تسـعى لألحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية، دون إشارة إىل الغايـة كانت ركنـا و إن األحكام إلقامتها يف الواقع اإلنساين، أما القاعدة املقصدية

من ركين عملية االستنباط إال أا سيقت أصال لبيان احلكم واملقاصد والغايات اليت يستهدفها التشريع اإلسالمي من خالل أحكامه.

يف كون بعض األفعال كانت أكثر طلبـا و أشـد تبني العلة القاعدة املقصدية .٢فينحصر موضوعها يف األدلـة خر، أما القاعدة األصوليةإلزاما من البعض اآل

السمعية، وكيفية استثمارها إلظهار احلكم الشرعي. جل القواعد األصولية مأخوذة من مقتضيات اللغة العربية وكيفية داللتها على .٣

من تصفح املعاين من خالل األلفاظ، أما القواعد املقصدية فهي مستمدة ابتداء جزئيات الشريعة وكلياا.

القواعد األصولية ليست كلها حمل اتفاق بني األصوليني كقاعـدة ( مفهـوم .٤اليت تعرب عن معان عامة، فمـن املفتـرض أن املخالفة) أما القاعدة املقصدية

تكون موضع اعتبار من اجلميع، إذ إا يف رتبة النص العام.

. ٨١ – ٧٧ظر : املرجع السابق / ين-٨٢١

٢٧٤

ية: عرض القواعد املقاصد ينالثا بحثاملوقد يةلشاطيب وابن تيملغزايل وااأئمة املقاصد كهذه القواعد مأخوذة من تراث

عرضتها من خالل املطالب التالية:

٢٧٥

. : القواعد المحددة لضوابط المصلحةالمطلب األولملستدفعة إمنا تعترب من حيث تقام احلياة الدنيا ( املصاحل اتلبة شرعا واملفاسد ا - ١

العادية، أو درء للحياة األخرى، ال مـن حيث أهواء النفوس يف جلب مصاحلها . )٨٢٢()مفاسدها العادية

( كل أصل شرعي ختلف يف جريانه على وفق األصول الثابتة فال يطرد، - ٢ .)٨٢٣(وليس بأصل يعتمد عليه، وال قاعدة يستند إليها)

وكان مالئما لتصرفات الشرع معني مل يشهد له نص شرعي ( كل أصل - ٣ومأخوذا معناه من أدلته فهو صحيح يبىن عليه، ويرجع إليه، إذا كان األصل قد صار

.)٨٢٤()مبجموع أدلته مقطوعا به( كل ما يتضمن حفظ األصول اخلمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه -٤

.)٨٢٥()ا مصلحةاألصول فهو مفسدة، ودفعه .)٨٢٦()تعرف بالكتاب والسنة واإلمجاع ( مقاصد الشارع -٥٦- فهـم مـن الكتـاب والسـنة ( كل مصلحة ال ترجع إىل حفظ مقصود

واإلمجاع، وكانت من املصاحل الغريبة اليت ال تالئم تصرفات الشـارع، فهـي .)٨٢٧() باطلة

. ٦٣/ ٢املوافقات/ -٨٢٢ . ١٥٦-١٥٥/ ١املصدر السابق/ -٨٢٣ .١/٣٢املوافقات/ -٨٢٤ . ٤١٧/ ١املستصفى / -٨٢٥ . ٤٣٠/ ١/ املصدر السابق -٨٢٦ . ٤٣٠/ ١/ املستصفى -٨٢٧

٢٧٦

عن كـل ومندوحة غنيةله النصوص ( يف موضوعات الشرع فيما تعرضت_٧٨٢٨()احل صللم خمترع وجه(.

.)٨٢٩()( اتباع املصاحل مع مناقضة النص باطل _٨( إمنا تطلب األحكام من مصاحل جتانس مصاحل الشرع، إذا فقدنا تنصـيص _٩

.)٨٣٠()الشرع على احلكممبينـا عــلى ضـوابط الشـرع ( جيب أن يكون اتباع املصالــح _٠١

.)٨٣١(ومرامسه)( الواقع من املناسبات يف رتبة الضرورات أو احلاجات جيوز االستمساك _١١

وال جيوز االستمساك ا إن كان غريبا ال ، ا إن كان مالئما لتصرفات الشرع .)٨٣٢()يالئم القواعد

١٢ _كل مصلحة ) تتخيل يف كل واقعةباألصول املتعارضة، البد أن ، حمتوشة، ال يالحظ فيـه غفال أو قبوهلا، فأما تقدير جرياا مهمالتشهد األصول لردها

. )٨٣٣()ختيله ، حمالأصل

. ٢٢٧شفاء الغليل / -٨٢٨ . ٢٢٠املصدر السابق / -٨٢٩ . ٢٢٠املصدر السابق / -٨٣٠ . ٢٤٥املصدر السابق / -٨٣١ . ٢٠٩املصدر السابق / -٨٣٢ .462املنخول / -٨٣٣

٢٧٧

١٣ _كل معىن مناسب ) يف أحكام الشرع، ال يرده أصل للحكم، مطرد مقطوع عليه، من كتاب به، مقدم به، وإن مل يشهد ، فهو مقولأو إمجاع أو سنة . )٨٣٤()معني له أصل

.)٨٣٥()على املصلحة صحابة مقدم( إمجاع ال _٤١١٥_ يعلم على القطع وقوعها يف زمن الصحابة رضي اهللا عنهم، ( كل مصلحة

. )٨٣٦()وامتناعهم عن القضاء مبوجبها، فهي متروكة

:القواعد المتعلقة بمعرفة المقاصد. المطلب الثانيسد، وحتذيرها من املهالـك، ( ال ننكر إشارة العقول إىل جهة املصاحل واملفا _١

.)٨٣٧(وترغيبها يف جلب املنافع واملقاصد) . )٨٣٨(( ال يعرف قصد املخاطب إال بلفظه ومشائله الظاهرة) -٢( ال تنكشف مقاصد القرآن وأسراره إال بقدر غزارة العلم، وصفاء القلب، _٣

. )٨٣٩(وتوفر الدواعي للتدبر، والتجرد للطلب)افيا يف تفهم مصاحل الدين والدنيا، إمنا تفيدها التجربة ( العقل الغريزي ليس ك _٤

.)٨٤٠()واملمارسة

.٤٦٥املنخول / -٨٣٤ بتصرف . ٤٦٧املصدر السابق -٨٣٥ .٤٦٧املصدر السابق / -٨٣٦ . ١٦٢شفاء الغليل / -٨٣٧ بتصرف . ١٤٥/ ٢فى / املستص -٨٣٨ . ٣٨٤/ ١اإلحياء / -٨٣٩ .٣٠٤/ ٢/ اإلحياء -٨٤٠

٢٧٨

: قواعد مقصدیة، مبینة ألقسام المصالح. المطلب الثالثالبد منها يف قيام مصاحل الدين والدنيا، حبيث إذا فمعناها أا (الضروريات - ١

فقدت مل جتر مصاحل الدنيا على استقامةارج ، بل على فسادوفوت احلياة، ويف و .)٨٤١(لنعيم، والرجوع باخلسران املبني )األخرى فوت النجاة وا

( احلاجيات هي املفتقر إليها من حيث التوسعة ورفع الضيق املؤدي يف - ٢ .)٨٤٢(الغالب إىل احلرج واملشقة)

( إنه قد يلزم من اختالل التحسيين بإطالق أو احلاجي بإطالق اختالل - ٣٨٤٣() ما الضروري بوجه(.

.)٨٤٤()( ينبغي احملافظة على احلاجي والتحسيين للضروري - ٤( التحسينيات: األخذ مبا يليق من حماسن العادات وجتنب األحوال املدنسات - ٥

.)٨٤٥()اليت تأنفها العقول الراجحات٦ - من مقاصد الشريعة يف مراتبها الثالث ينضم إليها ما هو كالتتمة ( كل مرتبة

.)٨٤٦()لو فرضنا فقده مل خيل حبكمتها األصليةوالتكملة، حبيث ٧ - اعتبارها على األصل ، وهو أن ال يعودفلها شرط ( كل تكملة .)٨٤٧()بالبطالن

. ١٨-٢/١٧املوافقات/ - ٨٤١ . ٢١/ ٢/ املصدر السابق - ٨٤٢ .٣١/ ٢/ املصدر السابق - ٨٤٣ . ٢/٣٢/ املصدر السابق - ٨٤٤ . ٢/٢٢/ املصدر السابق - ٨٤٥ . ٢/٢٤املوافقات/ - ٨٤٦ .٢٦/ ٢/ املصدر السابق - ٨٤٧

٢٧٩

.)٨٤٨()تكملةال( إبطال األصل إبطال - ٨ .)٨٤٩(( إن الضروري أصل ملا سواه من احلاجي والتكميلي) - ٩

.)٨٥٠()ق(اختالل الضروري يلزم عنه اختالل الباقني بإطال -١٠ .)٨٥١()( ال يلزم من اختالل احلاجي والتحسيين اختالل الضروري -١١

( مجيع أنواع املناسبات ترجع إىل رعاية املقاصد، وما انفك عن أمر مقصود -١٢ .)٨٥٢()فليس مناسبا

( كل مناسبة يرجع حاصلها إىل رعاية مقصود ويقع ذلك املقصود يف رتبة _١٣تغين العقالء عنها، فهو واقع يف الرتبة القصوى يف يشري العقل إىل حفظها وال يس

.)٨٥٣(الظهور)( التحسينات هي: ما ال يرجع إىل ضرورة وال إىل حاجة، ولكن يقع موقع _١٤

التحسني والتزيني للمزايا واملراتب، ورعاية أحسن املناهج يف العبادات .)٨٥٤(واملـعامالت، واحلمـل عـلى مكارم األخالق وحماسن العادات)

.)٨٥٥()( أعلى مراتب املناسبات ما يقع يف الضروريات _٥١

.٢/٢٦/املصدر السابق _٨٤٨ . ٣١/ ٢/ املصدر السابق _٨٤٩ . ٢/٣١/ املصدر السابق _٨٥٠ . ٢/٣١املصدر السابق / _٨٥١ ١٦٥ -١٦١ -١٥٩شفاء الغليل / _٨٥٢ . ١٦٣املصدر السابق / _٨٥٣ . ١٦٩املصدر السابق / -٨٥٤ .١٦٢املصدر السابق / -٨٥٥

٢٨٠

والتحسينات ال جيوز احلكم مبجرده، إن مل ( إن ما يقع يف رتبة احلاجيات _١٦، فال بد أن يؤدي إليه يعتضد بشهادة أصل، وأما الواقع يف رتبة الضروريات

.)٨٥٦(ن مل يشهد له أصل معني)اجتهاد جمتهد و إفهي أقوى مراتب ( حفظ األصول اخلمسة واقع يف مرتبة الضروريات_١٧ .)٨٥٧()احلاملص( من املقاصد ما يقع يف مرتبة التوسعة والتيسري الذي ال ترهق إليه ضرورة _١٨

)٨٥٨(وال متس إليه حاجة، ولكن تستفاد به رفاهية وسعة وسهولة) ١٩ - )ا تشتمل على مصلحةالشريعة قد ثبت أ جزئية وعلى يف كل مسألة ،مصلحة ٨٥٩()يف اجلملة كلية(. .)٨٦٠(هلا) للمقاصد األصلية ومكملة ( املقاصد التابعة خادمة -٠٢

ما كان من املقاصد التابعة مثبتا للمقصد األصلي ومقويا حلكمته، -٢١ .)٨٦١(صود للشارع وإن مل ينص عليهومستدعيا لطلبته وإدامته فهو املق

: قواعد مقصدية تبني العالقة بني قصد الشارع وإقامة املطلب الرابع املصاحل.

.)٨٦٢(( وضع الشرائع إمنا هو ملصاحل العباد يف العاجل واآلجل معا) - ١

. ٤٢٠/ ١املستصفى / -٨٥٦ . ٤١٧/ ١ى / املستصف -٨٥٧ .١٦٩شفاء الغليل / -٨٥٨ .٥/٧٧املوافقات/ _٨٥٩ . ٣٠٣/ ٢/املصدر السابق _٨٦٠ . ١٣٩/ ٣املوافقات/ينظر : _٨٦١

٢٨١

.)٨٦٣()( التكليف كله إما لدرء املفاسد، وإما جللب املصاحل أوهلما معا - ٢صلحة أو املفسدة الناشئة املعصية تعظم حبسب عظم امل( الطاعة أو - ٣

.)٨٦٤(عنها)( القاعدة املقررة أن الشرائع إمنا جيء ا ملصاحل العباد فاألمر والنهي والتخيري - ٤

.)٨٦٥(بينهما مراجعة إىل حظ املكلف ومصاحله)

: القواعد المقصدیة المبینة لألصول الخمسة. المطلب الخامسة اليت جاءت الشريعة حبفظها مخسة وهي: الدين والنفس ( األصول الكلي -١

.)٨٦٦(والعقل والنسل واملال) فهي أقوى مراتب ( حفظ األصول اخلمسة واقع يف مرتبة الضروريات - ٢

.)٨٦٧()املصاحلس اإلنسانية من الضياع و ( مقصد الشارع ثابت يف احملافظة على النف- ٣

.)٨٦٨()اإلهدار .)٨٦٩()وعصمتها تقتضي الصون عن الضياعوالنفوس معصومـة، ( األموال .١

. ٢/٩/ املصدر السابق _٨٦٢ . ٣١٨/ ١/ املصدر السابق _٨٦٣ . ٢/٥١١/ املصدر السابق _٨٦٤ .١/٢٣٤/املصدر السابق _٨٦٥ .٣/٢٣٦/املصدر السابق _٨٦٦ .٤١٧/ ١ستصفى / امل -٨٦٧ . ٢٠٩شفاء الغليل / -٨٦٨ . ٢٢٩املصدر السابق / -٨٦٩

٢٨٢

( إن من عصمة النفوس أن ال يعاقب إال جان، و إن اجلناية تثبت باحلجة، .٢ .)٨٧٠(انتفت اجلناية استحالت العقوبة )وإذا

( البضع مقصود احلفظ، فالتزاحم عليه يؤدي إىل اختالط األنساب والتوثب .٣ .)٨٧١(ساد والتقاتل )والتغلب جيلب الف عليه بالتشهي

. )٨٧٢(( األبضاع أصلها على التحرمي ) .٤

القواعد المتعلقة بمقاصد المكلفین. : المطلب السادس( قصد الشارع مـن املكلف أن يكـون قصده فـي الفعل موافقا لقصده - ١

.)٨٧٣(يف التكليف) .)٨٧٤()( كل قصد خيالف قصد الشارع فهو باطل - ٢شقة نظرا إىل عظم أجرها وله أن يقصد العمل ( ليس للمكلف أن يقصد امل - ٣

.)٨٧٥()الذي يعظم أجره لعظم مشقته من حيث هو عمل .)٨٧٦()( القصد غري الشرعي هادم للقصد الشرعي - ٤من العبادات األعمال بالنيات، واملقاصد واالعتقادات معتربة يف التصرفات (- ٥

.)٨٧٧(والعادات)

. ٢٢٩املصدر السابق / -٨٧٠ . ١٦٠املصدر السابق / -٨٧١ .٤٧٤املنخول / -٨٧٢ .٣/٢٣املوافقات/ _٨٧٣ .٢/٢٢٢/املصدر السابق _٨٧٤ .٢/٢٢٢املوافقات/ _٨٧٥ .١٢٣-٣/١٢٢/املصدر السابق _٨٧٦

٢٨٣

يوافق أمره فهو مردود على صاحبه، ( كل عمل ال يراد به وجه اهللا، وال - ٧ .)٨٧٨(وكل قاصد مل يعنه اهللا فهو مصدود عن مأربه)

.)٨٧٩(متابعته يف قصده) صلى اهللا عليه وسلم ( يعترب يف متابعة النيب - ٨ .)٨٨٠(( من قصد مناقضة قصد الشارع عوقب بنقيض قصده) - ٩

ا مراغمة بنية لفه( قصد املكلف املصاحل اليت جـاءت الشريعة بـما خيا -١٠ .)٨٨١() ملقصود الشارع

١١- النظر فـي مآالت األفعال معترب ) شرعـا كـانت األفعال مقصـود .)٨٨٢() أو خمالفة موافقة

( كل من ابتغى يف تكاليف الشريعة غري ما شرعت له فقد ناقض الشريعة، -١٢ .)٨٨٣() وكل من ناقضها فعمله يف املناقضة باطل

الديين مساويا للباعث النفسي فال يثاب على الفعـل وال لباعثإن كان ا( -١٣يعاقب فالعمل ال له وال عليه، وإن كان الباعث الديين أقوى فله أجر مبقدار مـا فضل وزاد به على الباعث النفسي، وإن كان الباعث النفسي أغلب من الـديين

.)٨٨٤( )فالعمل ليس بنافع ومفض إىل العقاب

. ٧/ ٣/ السابق املصدر _٨٧٧ .٥٦٠مقاصد الشريعة عند ابن تيمية/ _٨٧٨ نفس املرجع السابق. _٨٧٩ نفس املرجع السابق. _٨٨٠ ..٥٦١مقاصد الشريعة عند ابن تيمية/ _ ٨٨١ . ١٧٨-٥/١٧٧املوافقات/ _٨٨٢ . ٢٨- ٣/٢٧/ املوافقات _٨٨٣ .٣٠/ ٥اإلحياء / -٨٨٤

٢٨٤

( التعلیل : القواعد التي تحدد مجال النظر المقاصديعمطلب السابال . المقاصدي )

دون االلتفات إىل عبدالت( األصل يف العبادات بالنسبة إىل املكلف - ١ .)٨٨٥(املعاين) .)٨٨٦(( األصل يف العادات االلتفات إىل املعاين) - ٢الشارع وإمهاهلا عـن مقصود وتغال، بعيد ( العمل بالظواهر علـى تتبع - ٣٨٨٧() أيضا إسراف(. ( ما يتعلق مبصاحل اخللق من املناكحات واملعامالت واجلنايات، والضـمانات -٤

أما العبادات واملقدرات، فالتحكمات فيها وما عدا العبادات فالتحكم فيها نادر ، .)٨٨٨() نادر ، واتباع املعىنغالبة

دات الشرع يف غري العبادات اتباع املناسبات ويقول أيضا: ( أغلب عا_٥ . )٨٨٩()واملصاحل دون التحكمات اجلامدة

. ٥١٣/ ٢/ املوافقات _٨٨٥ . ٥١٣/ ٢/ املصدر السابق _ ٨٨٦ .٤٢١-٤٢٠/ ٣/ املصدر السابق -٨٨٧ . ٢٠٣شفاء الغليل / -٨٨٨ . ٣١٢/ ٢املستصفى / -٨٨٩

٢٨٥

٢٨٦

لمقاصد لدراسة تفصیلیة :سابعالفصل ال الضروریة.

مل على مبحثني :تويش

تتعلق بالضروريات . املبحث األول: قضايا مهمة

.لضرورية املبحث الثاين: تطبيقات على حفظ املقاصد ا

تتعلق بالضروریات. المبحث األول: قضایا مھمةيف هذا املبحث عرض لقضايا مهمة تتعلق باملقاصد الضرورية وهي :قطعية املقاصد الضرورية ، وحترمي تفويت هذه الضروريات يف كل ملة ، وترتيبها ، و هل هي

التالية: حمصورة يف الضروريات اخلمس أم ال؟ وذلك من خالل املطالب

٢٨٧

إليها ترجع اليت الكلية القاعدة وعدها الشريعة مقاصد بقطعية نادى من أول إىل مطلعها من الشريعة خنل ضرورة يرى هوف اجلويين، اإلمام الساعة قيام إىل األحكام يف النظر وإنعام ،وقواعدها معاقدها واختصاص ومواردها مصادرها وتتبع مقطعها ومسالكها، مداركها على واالحتواء وينبوعها، فروعها ومعرفة وفصوهلا، أصوهلا

.)٨٩٠(اليقني على مقاصدها لبناء ذلك كل ومذاقها ومساقهاأن املقاصد الضرورية قطعية من وضع الشرع ، ال تفتقر إىل ريىف الغزايل أما

علومات بالعيان، أو بأخبار التواتر، مث مرتلة امل شاهد من األصول يصدقها، فهي نازلة .)٨٩١(من الشرعخاصية مثل هذه املصاحل القطعية أا ال تعدم قط شواهد كثرية ال كثرية ، بل بأدلةواحد فمقاصد الشريعة الضرورية عند الغزايل عرفت ال بدليل

حصر هلا من الكتاب والسنة، وقرائن األحوال، وتفاريق األمارات فيجب القول .)٨٩٢(بقطعيتها بنفس( يسميه ما إىل رعايتها الواجب باملصلحة ارتقى فقد السالم عبد بن العز أما ودرء املصاحل جلب يف الشرع مقاصد تتبع منو: ( اهللا رمحه يقول حيث) الشارع إمهاهلا، جيوز ال املصلحة هذه بأن عرفان أو اعتقاد ذلك جمموع من له حصل املفاسد

/ مصطفى حلمي/ دار الدعوة / ٢٨٤ينظر : غياث األمم يف التياث الظلم : اإلمام اجلويين / _٨٩٠

.٢٤١/ تيمية ابن عند ملقاصدهـ ، و ا١٤٠٥االسكندرية/ . ٢٣٨شفاء الغليل / : نظري -٨٩١ . ٤٣١_ ٤٣٠_ ٤٢١/ ١املستصفى / : ينظر -٨٩٢

٢٨٨

،خاص قياس وال نص وال إمجاع فيها يكن مل وإن قرباا، جيوز ال املفسدة هذه وأن .)٨٩٣() ذلك يوجب الشارع نفس فهم فإن

أا ذلك على والدليل ظنية ال قطعية الفقه أصول إن: ( يقول فهو الشاطيب أما .)٨٩٤() قطعي فهو كذلك كان وما الشريعة، كليات إىل راجعة

له وإنا الذكر نزلنا حنن إنا(( : تعاىل هبقول املقاصد قطعية على ويستدل املسائل املراد أن ال املنصوصة الكلية أصوله حفظ به املراد .)٨( احلجر: ))حلافظون

.)٨٩٥( اجلزئية يف املختلفون إليها يرجع غنية األصول علم يف يرى ال جنده عاشور البن جئنا فإذا األصول، علم مكان املقاصد لمع بإحالل إال ذلك من خمرج وال واختالفام حجاجهم

.)٨٩٦(ظين بعضها كان وإن االستقراء على بنيت قطعية الشريعة مقاصد ألن

يذكر اإلمام الغزايل أن حترمي تفويت هذه األصول اخلمسة، يستحيل أن ال تشتمل من الشرائع اليت أريد ا إصالح اخللق، فالشرائع متفقة شريعة من امللل، أو عليه ملة

.)٨٩٧(على حترمي الكفر والقتل، والزنا، والسرقة، وشرب املسكر

.٣١٤ /٢/ األحكام قواعد_ ٨٩٣

. ١٨-١٧/ ١/ املوافقات -٨٩٤

. ٢٢/ ١/املصدر السابق : نظري _ ٨٩٥

وما بعدها.٢٣١/ عاشور ابن/ الشريعة مقاصد _٨٩٦

. ٤١٧/ ١/ املستصفىنظر : ي -٨٩٧

٢٨٩

يشوش األنساب، ويبطل التوارث والتناصرويذكر الغزايل رمحه اهللا أن الزنا .)٨٩٨(يف أصل شرع قصد به اإلصالح ولذلك ال يتصور أن يكون الزنا مباحا

أن االعتداء على األموال بالسرقة، وتفويتها بشهادة الزور، وأكل مال اليتيم ماك . )٨٩٩(ال جيوز أن ختتلف الشرائع يف حترميها وأخذ الوديعة باليمني الغموس،

ويعرف الغزايل الكبرية بأا ( اإلخالل بضروري من ضروريات الدين اليت ال .)٩٠٠(جيوز اختالف الشرائع فيها )

واآلمدي واإلسنوي رمحهم اهللا اإلمام الغزايل فيما ذهب إليه من طيبوأيد الشا .)٩٠١(اخلمس اتفاق سائر امللل والشرائع على احملافظة على الضروريات

:)٩٠٢(باعتراضني يف كل ملة وقد اعترض على كوا مراعاةعن على أنه ما خال شرع مبين يف كل ملة اةأن القول بأا مراع األول:

.)٩٠٣(يف البحر احمليط استصالح وذلك حمل خالف كما ذكر الزركشيبالنظر العقلي ال بالنظر إىل الواقع، و إال املذكور هو خالف ولكن اخلالف

ني قد روعيت فيها مصاحل العباد، فالشرائع السابقة كما يظهر لنا يف نصوص الكتاب املب( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعني بالعني ومن أمثلة ذلك قوله تعاىل:

. ٢٦/ ٤ظر : اإلحياء / ين -٨٩٨ . ٢٦/ ٤ظر : املصدر السابق / ين -٨٩٩ . ٢٧/ ٤نظر : املصدر السابق / ي -٩٠٠، واية السول ٣٤٣/ ٣واإلحكام يف أصول األحكام / ،٢٠/ ١/ يف أصول الشريعة املوافقات ينظر : -٩٠١

. وت / دار الكتب العلمية / بري٧٤/ ٣/ شرح منهاج األصول / مجال الدين اإلسنوي/ وزارة األوقاف والشؤون ٢٠٩/ ٥/ يف أصول الفقه / بدر الدين الزركشي البحر احمليط: نظر ي -٩٠٢

. م١٩٩٢/ ٢اإلسالمية / الكويت / ط . ١٢٣/ ٥/ البحر احمليطنظر : ي )٩٠٣

٢٩٠

( املائدة / واألنف باألنف واألذن باألذن والسن بالسن واجلروح قصاص)٩٠٤()٤٥(.

يف أن مقتضى ما ذكروه أن اخلمر وغريها من املسكرات كانت حمرمة الثاين: ع السابقة، كالزنا والقتل مع أا ليست كذلك، فإن املعروف أا كانت مباحةالشرائ

.)٩٠٥(يف صدر اإلسالم، مث حرمت يف السنة الثالثة بعد غزوة أحديف شرحه لصحيح مسلم: ( أما أصل الشرب والسكر فكان يقول اإلمام النووي

أما ما يقوله من ال حتصيل عنده أن املسكر مل يزل حمرما، مباحا قبل حترمي اخلمر، و .)٩٠٦(فباطل ال أصل له، وال يعرف أصال )

ويقول الشوكاين: ( تأملت التوراة واإلجنيل فلم أجد إال إباحة اخلمر مطلقا من غري تقييد بعدم السكر فيها، بل فيها التصريح مبا يتعقب اخلمر من السكر، وإباحة

م دعوى اتفاق امللل على التحرمي، وهكذا تأملت كتب بين إسرائيل، فلم ذلك، فلم يت .)٩٠٧(أجد فيها ما يدل على التقييد أصال)

وجييب الغزايل رمحه اهللا عن هذا االعتراض بأن الكثري املسكر كان حمرما يف كل : ملة ومل يبح قط يف ملة من امللل، وإمنا أبيح القليل الذي ال يسكر، يقول رمحه اهللا

(حترمي شرب اخلمر لكونه مفسدا للعقل الذي هو مالك أمور الدنيا والدين، مما ال جيوز أن تنفك عنه عقول العقالء، وال أن خيلو عنه شرع مهد بساطه لرعاية مصلحة الدين والدنيا، فلم تشتمل ملة قط على حتليل مسكر، وإن اشتملت على حتليل القليل الـذي

. ١٨٤مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة / : نظري -٩٠٤ . ٣٦٦_ ٣٦٥، وإرشاد الفحول / ٢٠٩/ ٥البحر احمليط / : نظري -٩٠٥ . ٥٤٣٦/ ٩على مسلم / شرح النووي -٩٠٦ . ٣٦٦إرشاد الفحول / -٩٠٧

٢٩١

، ويقول يف موضع آخر: ( القليل من اخلمر إمنا )٩٠٨(ملسكر )ال يسكر مـن جنس احيرم ألنه يدعو إىل الكثري فيقاس عليه النبيذ، فهذا دون األول، ولذلك اختلفت فيه الشرائع أما حترمي السكر فال تنفك عنه شريعة، ألن السكر يسد باب التكليف

.)٩٠٩(والتعبد)ال من اإلباحة اإلباحة األصلية وأما إباحة اخلمر يف بداية اإلسالم، فهو من

، واإلباحة األصلية أو الرباءة األصلية ليست حكما شرعيا، فال يلزم منه أن الشرعيةتكون اخلمر مفسدة للعقول مباحة شرعا يف شريعتنا، مث حرمت بل كانوا يتناولوا

.)٩١٠(و على أصل الرباءةكما يتناولون غريها مما هوأما ما قاله الشوكاين من إطالعه على الكتب القدمية، فهذا على فرض صحة هذه الكتب، واملعلوم أن الشوكاين كان يف عصر حرفت فيه الكتب، ويندر أن جتد

فيها ما ليس مبحرف . قرآن هذا وإذا عدنا إىل القرآن الكرمي بعد هذه اجلولة يف آراء العلماء، جند أن ال

. قد نص على مراعاة هذه األمور الضرورية يف األمم السابقة ومنها حفظ العقل(( رسال مبشرين ومنذرين لئال يكون على اهللا حجة بعد فمن ذلك قوله تعاىل:

) فقد وصف اهللا تعاىل مجيع رسله ١٦٥(النساء / الرسل وكان اهللا عزيزا حكيما ))ين ومنذرين، والتبشري إمنا يكون باإلخبار باخلري، واإلنذار يكون باإلعالم بكوم مبشر

. بتصرف يسري ١٦٤ شفاء الغليل / -٩٠٨ . ٤١٧/ ١املستصفى / -٩٠٩ . ١٨٧-١٨٦و مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة / ، ٤٠/ ١٠/ / ابن حجر فتح الباري: نظر ي -٩١٠

٢٩٢

بالشر ومنه شرب اخلمر، ففيه فساد كبري ألا تزيل العقل، وتفقد التمييز بني )٩١١(األشياء

وال تبخسوا الناس أشياءهم وال (( ومن ذلك قوله تعاىل على لسان شعيب: .) ٨٥عراف / أل(ا تفسدوا يف األرض بعد إصالحها ))

. ) ٦٠( البقرة / (( وال تعثوا يف األرض مفسدين )): ومن ذلك قوله تعاىلعلى أن مجيع الشرائع وامللل جتلب واضحة فهذه اآليات وغريها كثري تدل داللة

يف مجيع فتكون ممنوعة الصالح للخلق، وتدفع عنهم الفساد، وإباحة اخلمر فيها فساد علم.الشرائع واهللا أ

الضرورية اخلمسة متفاوتة يف الترتيب فيما بينها وقد اختلف العلماء يف ترتيبها: قاصدامل

مصلحة الدين مث النفس مث ومن وافقه من األصوليني على الشكل التايل: فقد رتبها الغزايل .١يقول رمحه اهللا: "ومقصود الشرع من اخللق مخسة: وهو أن حيفظ ،العقل مث النسل مث املال

. ١٦٨عيد العاطي / حممد علي املقاصد الشرعية وأثرها يف الفقه اإلسالمي / د. : نظر ي -٩١١

٢٩٣

، ويقول يف موضع آخر: "فقد علم ٩١٢عليهم دينهم، ونفسهم، وعقلهم، ونسلهم، وماهلم" .٩١٣والعقل والبضع واملال، مقصود الشرع" على القطع أن حفظ النفس

ا على ترتيب الكبائر اليت ختل بالضروريات، فمـا وقد اعتمد الغزايل رمحه اهللا يف ترتيبه هذمينع من معرفة اهللا تعـاىل خيل بالدين أكرب مما خيل بالنفس وهكذا، فالكفر أكرب الكبائر ألنه

ومعرفة رسله، ويأيت قتل النفس يف املرتبة الثانية، فالقتل دون الكفر ألن الكفر يصدم عـني ، إذ احلياة الدنيا ال تراد إال لآلخرة والتوصل إليها املقصود، أما القتل فيصدم وسيلة املقصود

وتأيت بعده كبرية القتل كبرية الزنا، وجعل الزنا دون القتـل ألنـه ال .٩١٤مبعرفة اهللا تعاىليفوت أصل الوجود ولكن يشوش األنساب، ويبطل التوارث والتناصر، ومجلة من األمـور

-ة الزنا كبرية االعتـداء علـى األمـوال وتأيت بعد كبري ، ٩١٥اليت ال ينتظم العيش إال افينبغي أن حتفظ األموال لتبقى ببقائها النفـوس، إال أن األمـوال إذا -االستيالء بالسرقة و

أما الشرب ، ٩١٦أخذت أمكن استردادها، وإن أكلت أمكن تغرميها فليس يعظم األمر فيهافوظ كما أن النفس حمفوظة، ملا يزيل العقل فهو جدير بأن يكون من الكبائر، ألن العقل حم

وأما القذف فلـيس فيـه إال ،٩١٧بل ال خري يف النفس دون العقل فإزالة العقل من الكبائر

. ٤١٧/ ١املستصفى: –٩١٢ . ١٦٠شفاء الغليل: –٩١٣ . ٢٦/ ٤ينظر: إحياء علوم الدين: –٩١٤.٢٦/ ٤ينظر: املصدر السابق: –٩١٥

. ٢٦/ ٤: إلحياءا ينظر: –٩١٦ . ٢٧/ ٤ينظر: املصدر السابق: –٩١٧

٢٩٤

تناول األعراض، واألعراض دون األموال يف الريبة ولتناول األعراض مراتب أعظمها التناول .٩١٨بالقذف بالزنا

، ويظهر ذلك من أن الزنا أقبح مـن حفظ العقلعلى يقدم حفظ النسلواإلمام اآلمدي .٢أوىل مـن املقصـود يف شرب اخلمر ، يقول رمحه اللع تعاىل : "املقصود يف حفظ النسب

يف الريسـوين ، ورجح ذلك الدكتور ٩١٩حفظ العقل واملال لكونه عائدا إىل حفظ النسل" ين والـنفس والنسـل والعقـل يات بالشكل التايل: "الـد نظرية املقاصد ورتب الضرور

.٩٢٠واملال"

يقول اآلمدي رمحه اهللا : "كما أن مقصود الدين مقدم على غريه من مقاصد الضروريات، فكذلك ما يتعلق به مقصود النفس يكون مقدما على غريه من املقاصد الضرورية أما بالنظر

مقصودا حلفظ الولد، حىت ال يبقى ضائعا ال إىل حفظ النسب، فألن حفظ النسب إمنا كانمريب له فلم يكن مطلوبا لعينه وذاته، بل ألجل بقاء النفس مرفهة منعمة، حىت تأيت بوظائف التكاليف وأعباء العبادات وأما بالنظر إىل حفظ العقل، فمن جهة أن النفس أصل، والعقل

ىل فوات النفس على تقدير أفضليته يفوا تبع فاحملافظة على األصل أوىل، وألن ما يفضي إمطلقا، وما يفضي إىل تفويت العقل كشرب املسكر ال يفضي إىل الفوات مطلقا، فاحملافظة

باملنع مما يفضي إىل الفوات مطلقا أوىل.

. ٢٧/ ٤ينظر: املصدر السابق: –٩١٨ . ٣٤٠/ ٤األحكام يف أصول األحكام: سيف الدين اآلمدي/ –٩١٩ .٤٩نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب: ص –٩٢٠

٢٩٥

وعلى هذا أيضا يكون املقصود يف حفظ النسب أوىل من املقصود يف حفظ العقل، ومقدم فظ املال، لكونه مركب األمانة ومالك التكليف.على ما يفضي إىل ح

ومطلوبا للعبادة بنفسه من غري واسطة، وال كذلك املال وهلذا كانت هذه الرتب خمتلفة يف العقوبات املرتبة عليها على حنو اختالفها يف أنفسها، ومبثل تفاوت هـذه الرتـب يكـون

.٩٢١التفاوت بني مكمالا"

مصلحة حفظ النسب والنسل على مصلحة حفـظ العقـل، نرى مما سبق أن اآلمدي قدم وذلك ألنه أحلقها حبفظ النفس.

ويبدو أن تأخري العقل عن غريه من املقاصد عند بعض األصوليني راجع إىل نظرم احملدودة حلفظ العقل، حيث نظروا فقط إىل حفظه من املسكر دون جتاوز ذلك إىل ما هـو أبعـد

.٩٢٢منه

ه املسألة ترجيح مصلحة العقل على مصلحة النسل، واستدلوا على يف هذ اجلمهور ومذهبذلك مبا أمجع عليه العلماء من أنه يشترط جللد الزاين أال يتسبب ذلك بإتالف بعض حواسه أو قواه العقلية، فدل ذلك على أن مصلحة حفظ النسل متأخرة عـن مصـلحة حفـظ

.٩٢٣العقل

. ٣٤٠/ ٤األحكام يف أصول األحكام: سيف الدين اآلمدي/ –٩٢١ .٤٢يل مقاصد الشريعة: مجال الدين عطية/ ينظر: حنو تفع –٩٢٢

م. ٢٠٠٠، ١، دار ابن حزم، ط١٦١ينظر: مقاصد الشريعة يف ضوء فقه املوازنات: عبد اهللا الكمايل، ص –٩٢٣

٢٩٦

فوات إحدى املصلحتني مصـلحة العقـل أو كما أنه لو أصيب إنسان حبادث وحتتم عليه مصلحة النسل فإنه حتما خيتار بقاء مصلحة العقل، كما أنه ال مقارنة بني فاقد عقله وفاقد القدرة على اإلجناب بل يف حفظ العقل حفظ النسل فانون ال يستطيع أن يريب نسله، كما

نونة ال تتورع عـن متكـني أن انون ال يتورع عن االعتداء على النسل واألعراض، وا .٩٢٤نفسها لالعتداء عليها فدل على أمهية العقل على النسل وتقدميه عليه

واعترض بأنه من رأى من جيرب إنسانا على شرب اخلمر، وامرأة على الزنا ا، فإنه يقـدم درء مفسدة الزنا على املفسدة األخرى، وجياب: أن املفسـدتني متفـاوتتني يف أنفسـهما

ر زوال مؤقت للعقل وليس فيه إزالة عليها ألصل العقل، ومفسدة الزنا أكـرب ملـا فالسكيترتب من اختالط األنساب والعار والفضيحة املستمرة، والشك أن املفسـدة املسـتمرة

.٩٢٥الدائمة أكرب من املفسدة املؤقتة

والعقـل يرى تأخري الدين يف الترتيب عن النفس واملال والنسب والنسل والعرض هناك من .٣كلها أو بعضها، يقول يف ذلك اآلمدي رمحه اهللا : "فإن قيل، بل ما يفضـي إىل حفـظ مقصود النفس أوىل وأرجح آلن مقصود الدين حق هللا تعاىل، ومقصود غريه حق لآلدمـي وحق اآلدمي مرجح على حقوق اهللا تعاىل، ألنه مبين على الشح واملضايقة، وحقـوق اهللا

ساحمة واملساهلة، من جهة أن اهللا ال يتضرر بفواته وهلذا رجحنا حقـوق تعاىل مبنية على امل ،اآلدمي على حق اهللا تعاىل بدليل لو ازدحم حق اهللا تعاىل وحق اآلدمي يف حمـل واحـد

.١٦٢-١٦١السابق: ص جع ينظر: املر –٩٢٤ .١٦٣ينظر: مقاصد الشريعة يف ضوء فقه املوازنات: ص –٩٢٥

٢٩٧

وضاق عن استيفائها، بأن يكون قد كفر وقتل عمدا عدوانا، فإنا نقتله قصاصا لقتله وأيضا س على مصلحة الدين، حيث خففنا عـن املسـافر بإسـقاط فإنا قد رجحنا مصلحة النف

الركعتني وأداء الصوم، وعن املريض بترك الصالة قائما، وترك أداء الصوم، وقدمنا مصلحة النفس على مصلحة الصالة يف صورة إجناء الغريق، وأبلغ من ذلك: أنا رجحنـا مصـلحة

ة، ضرورة حفظ أدىن شـيء املـال على مصلحة الدين حيث جوزنا ترك اجلمعة واجلماعمـن املال، ورجحنا مصاحل املسلمني املتعلقة ببقاء الذمي بني أظهرهم، علـى مصلحــة

.٩٢٦"الدين حىت عصمنا دمـه وماله مع وجود الكفر املبيح

وخالصة األدلة املذكورة ما يأيت:

مقصود الدين حق هللا تعاىل، ومقصود غريه حق لآلدمي وحق اآلدمي مـرجح علـىاهللا تعاىل، ألنه مبين على الشح واملضايقة، وحقوق اهللا تعاىل مبنية على املسـاحمة حقوق

واملساهلة.

لو ازدحم حق اهللا تعاىل وحق اآلدمي يف حمل واحد، وضاق عن استيفائها، بأن يكـون قد كفر وقتل عمدا عدوانا، فإنا نقتله قصاصا لقتله.

فف عن املسافر بإسقاط الـركعتني ترجيح مصلحة النفس على مصلحة الدين، حيث خوأداء الصوم، وعن املريض بترك الصالة قائما، وترك أداء الصوم، وقـدمت مصـلحة

النفس على مصلحة الصالة يف صورة إجناء الغريق.

. ٣٣٨/ ٤األحكام يف أصول األحكام: –٩٢٦

٢٩٨

مصلحة املـال على مصلحة الدين حيث جيوز ترك اجلمعة واجلماعـة، حلفـظ ترجيحاملال احملصل باجلزية من الـذمي علـى أدىن شيء مـن املال، وكذلك ترجيح مصلحة

مصلحة الدين.

وقد رد اآلمدي رمحه اهللا على ذلك ببيان مفصل فقال: "أما النفس فكما هي حق اآلدمي، بالنظر إىل بعض األحكام، فهي متعلق حق اهللا تعاىل بالنظر إىل أحكام أخر، وهلذا حيرم عليه

تقدمي إمنا هو متعلق احلقني وال ميتنع تقـدمي قتل نفسه والتصرف مبا يفضي إىل تفويتها، فال حق اهللا وحق اآلدمي على ما متحض حقا هللا.

كيف وإن مقصود الدين متحقق بأصل شرعية القتل، وقد حتقق، والقتل بالفعل إمنـا هـو لتحقق الوعيد به. واملقصود بالقصاص إمنا هو التشفي واالنتقام، وال حيصل ذلك للـوارث

لقتل بالفعل، على ما يشهد به العرف، فكان اجلمع بني احلقني أوىل من بشرع القتل دون ا تضييع أحدمها.

كيف وإن تقدمي حق اآلدمي هاهنا ال يفضي إىل تفويت حق اهللا تعاىل، فيما يتعلق بالعقوبة البدنية مطلقا لبقاء العقوبة األخروية، وتقدمي حق اهللا مما يفضي إىل فوات حق اآلدمي مـن

لبدنية مطلقا فكان أوىل.العقوبة ا

أما التخفيف عن املسافر واملريض، فليس تقدميا ملقصود النفس على مقصود أصل الدين، بل على فروعه، وفروع الشيء غري أصل الشيء، مث وإن كان فمشقة الركعتني تقـوم مقـام

٢٩٩

صحيح مشقة األربع يف احلضر. وكذلك صالة املريض قاعدا بالنسبة إىل صالته قائما وهو فاملقصود ال خيتلف.

وأما أداء الصوم فألنه ال يفوت مطلقا، بل يفوت إىل خلف وهو القضاء، وبه ينـدفع مـا ذكروه من صورة إنقاذ الغريق، وترك اجلمعة واجلماعة حلفظ املال أيضا.

وبقاء الذمي بني أظهر املسلمني معصوم الدم واملال ليس ملصلحة املسـلمني، بـل ألجـل .٩٢٧لى حماسن الشريعة وقواعد الدين، ال من مصلحة غريه" إطالعه ع

وهناك من أخر مصلحة النفس عن العرض أو النسب أو العقل أو املال أو بعضها وذلـك .٤، إن فسر بأنه دفاع ٩٢٨ "من قتل دون أهله فهو شهيد"أخذا بعدة أحاديث منها: حديث:

ألهل، ففي هذه احلالة نكون عن نفس األهل فال إشكال، أما إن فسر بالدفاع عن عرض اقدمنا حفظ العرض على حفظ النفس بالتشجيع على التضـحية بـالنفس دفاعـا عـن

. ٩٢٩العرض

. ٣٣٩/ ٤األحكام يف أصول األحكام: –٩٢٧/ ٤اجلامع الصحيح (سنن الترمذي): أبو عيسى حممد بن عيسى بن سورة/ حتقيق أمحد شاكر/ كتاب الـديات/ - ٩٢٨م، وسنن النسائي: كتاب حترمي الدم/ باب من قاتل دون أهلـه/ ١٩٣٨/ مكتبة مصطفى البايب احلليب/ ١٤٢١/ رقم ٣٠ بلفظ: (من قاتل دون أهله فهو شهيد). ٤١٠٥: / رقم ١٣٢/ ٤مج

.٤٤ينظر: حنو تفعيل مقاصد الشريعة: –٩٢٩

٣٠٠

، ففي هذا احلديث قدم حفظ املال على ٩٣٠ "من قتل دون ماله فهو شهيد"ومنها حديث: وله: "أنا دينا أرفـض رمحه اهللا تعاىل على ذلك بق حفظ النفس، ويرد الشيخ حممد الغزايل

البغي ولو مت يف حاليت الدفاع عن العرض واملال وال يعد هذا تقدميا للمال والعرض على .٩٣١"النفس بل نصرة للدين على غريه

ومن أدلة هذا الفريق تقدمي مصلحة املال على النفس يف حد السرقة، حيـث تقطـع يـد حيث يرجم الزاين احملصن. السارق بسبب املال، وكذلك العرض والنسل على النفس

وجياب على ذلك أن احلدود خمتلطة حبق اهللا بدليل عدم إمكان إسقاطها ولو تنازل صاحب احلق فيها كصاحب املال أو املزين ا، وهذا يعين أن احلدود خمتلطة بني حفـظ النسـل أو

.٩٣٢املال أو العقل من جهة وحفظ الدين من جهة أخرى

ذا الباب مسألة اإلكراه امللجئ إىل الزنا، فلو أكره إنسان بالقتـل ومن املسائل املشكلة يف ه على الزنا فهل له أن يقي نفسه القتل بالزنا؟

يقول اإلمام الشاطيب رمحه اهللا تعاىل يف اجلواب عن ذلك: "مث النفس ولـذلك يهمـل يف أكره بالقتل على جانبها اعتبار قوام النسل والعقل واملال، فيجوز عند طائفة من العلماء ملن

الزنا أن يقي نفسه به، وللمرأة إذا اضطرت وخافت املوت ومل جتد من يطعمها إال ببـذل

.٢٤٨٠صحيح البخاري: كتاب املظامل/ باب من قتل دون ماله/ رقم - ٩٣٠ . ٤٤ينظر: حنو تفعيل مقاصد الشريعة: ص –٩٣١ .١٥٨ينظر: مقاصد الشريعة يف ضوء فقه املوازنات: ص –٩٣٢

٣٠١

، بينما ال جييز ذلك العز بن عبد السالم حيث يقول: "وال حيـل ٩٣٣بضعها جاز هلا ذلك" .٩٣٤باإلكراه زىن وال قتل وال لواط"

لترتيب الراجح هو ترتيب الغزايل رمحـه اهللا بعد هذا العرض املفصل للمقاصد الضرورية أرى أن اتعاىل، وعليه تكون مصلحة الدين يف املقدمة تليها مصلحة حفظ النفس فمصلحة حفـظ العقـل

فمصلحة حفظ النسل أو النسب أو العرض فمصلحة حفظ املال.

مهمة اختلف فيها العلماء وهي : هل تنحصر الضروريات يف اخلمس هذه مسألة املشهورة أم ميكن الزيادة عليها؟

ولإلجابة عن هذا التساؤل البد من عرض أقوال العلماء والباحثني وتقليب أوجه الضرورية ذكر املقاصدرمحه اهللا الغزايل اإلمامفالنظر فيها لنتوصل إىل الرأي املختار:

. ٥١٢/ ٢املوافقات: –٩٣٣

دار الفرقان/ الرياض/ . ١٨١/ صاحل بن عبد العزيز آل منصور العز بن عبد السالم/ الفوائد يف اختصار املقاصد: –٩٣٤ م.١٩٩٧/ ١ط

٣٠٢

وعلل مخسة، يف باحنصارها فصرح اآلمدياإلمام جاء مث حبصرها، ن يصرح أ دون . عادة عنها خارج ضروري مقصد انتفاء على يدلنا الواقع بأن ذلك

بل زاد عليها يف اإلحياء عدد اإلمام الغزايل الضروريات دون أن يصرح حبصرها .)٩٣٥(ضرورة حفظ العرض

باحنصارها يف مخسة، وعلل ذلك بأن الواقع فصرح رمحه اهللا اآلمدياإلمام أما .)٩٣٦(يدلنا على انتفاء مقصد ضروري خارج عنها يف العادة

الذي اعترب الكليات اخلمس قسما من دفع املضار ابن تيميةمث جاء شيخ اإلسالم لكن بعض (ويف ذلك يقول رمحه اهللا: ويف رأيه أن املصاحل جلب منافع ودفع مضار

، حبفظ النفوس واألموال واألعراض والعقول واألديان املرسلةالناس خيص املصاحلالعقوبات اليت فيها دفع الفساد عن تلك قصر املصاحل على وليس كذلك ....فمن

.)٩٣٧()األحوال ليحفظ اجلسم فقط فقد قصر املصاحل من يرى ال األحكام من كثري يف هؤالء من كثريا تجدف: ( ويقول أيضا

إىل ينظر أن ذلك تعدى إذا منهم كثري وغاية والبدن، املال ملصلحة داع ما إال واملفاسد أصول يف اخلائضني من وقوم ،..... العلم من مببلغهم األخالق وذيب النفس سياسة ترتيب وأن املناسبة، يف تكلموا إذا املناسبة، باألوصاف الشرعية األحكام وتعليل الفقه

مضارهم، ودفع العباد مصاحل حتصيل يتضمن ناسبة،امل األوصاف على لألحكام الشارع . ودنيوية أخروية: نوعان املصلحة أن ورأوا

. احلكم من األخالق وذيب النفس سياسة يف ما األخروية وجعلوا

. ٢٢١/ ٤، واإلحياء / ٤١٧/ ١املستصفى / _ ٩٣٥ . ٣٤٣/ ٣/ يف أصول األحكام اإلحكام _ ٩٣٦ . ٣٤٣/ ١١جمموع الفتاوى / _ ٩٣٧

٣٠٣

والدين والعقول والفروج واألموال الدماء حفظ تضمن ما الدنيوية وجعلوا تعاىل اهللا يف املعارف أنواع من ظاهرةوال الباطنة العبادات يف عما وأعرضوا الظاهر،

الدين وإخالص وخشيته اهللا كمحبة وأعماهلا القلوب وأحوال ورسله، وكتبه ومالئكته واآلخرة الدنيا يف املصاحل من ذلك وغري ودعائه، لرمحته والرجاء عليه والتوكل له

واجلريان، املماليك وحقوق األرحام وصلة بالعهود الوفاء من الشارع شرعه ما وكذلك عنه ونـهي به أمر ما أنواع من ذلك وغري بعض، على بعضهم املسلمني وحقوق

مـا أجزاء مـن جزء هـذا أن وتبيني األخالق، وذيب السنية، لـألحوال حفظا .)٩٣٨() املصاحل مـن الشريعة به جاءت

الدولة يقيم اهللا إن: ( من املقاصد الضرورية يقول رمحه اهللا العدلويعد ابن تيمية وال والكفر العدل مع تدوم الدنيا: ويقال مسلمة، كانت وإن الظاملة يقيم وال الكافرة،

بالعدول الدنيا أمر أقيم فإذا شيء، كل نظام العدل أن وذلك واإلسالم، الظلم مع تدوم وإن تقم، مل بالعدل تقم مل ومىت خالق، من اآلخرة يف لصاحبها يكن مل وإن قامت،

.)٩٣٩() اآلخرة يف له جيزى ما اإلميان من لصاحبها كان، إمنا هو اخلمس أن حفظ هذه الكلياترمحه اهللا ابن عاشور وقد ذكر العالمة

فأصبح لكل من هذه املقاصد جانب ، بالنسبة آلحاد األمة وبالنسبة لعموم األمة باألوىل .)٩٤٠(خاص باألفراد وجانب خاص بعموم األمة

صد السابقة مقصد املساواة ومقصد السماحة كما أن ابن عاشور أضاف للمقا .)٩٤١(ومقصد مراعاة الفطرة ومقصد احلرية

. ٢٣٤-٣٢/٢٣٣/ وىالفتا جمموع_ ٩٣٨ /مؤسسة قرطبة/ مصر.٢/ حممد رشاد سامل /ط ٢٤٨-٢/٢٤٦االستقامة: أمحد بن عبد احلليم بن تيمية / -٩٣٩ . ٣٠٣-٣٠٢_ ينظر: مقاصد الشريعة اإلسالمية / ٩٤٠

٣٠٤

كما معنيني حول يدور وهو) احلرية مقصد( إضافتها ميكن اليت املقاصد ومن كما وشؤونه نفسه يف التصرف من الشخص متكن ، و العبودية ضد: عاشور ابن ذكر كالمها إذ الفطرة عن ناشئ فكالمها لشريعةل مراد املعنيني وكال، معارض دون يشاء

تصرفات فباستقراء.... الشريعة مقاصد من أا تقرر اليت املساواة معىن يتحقق .)٩٤٢( احلرية وتعميم العبودية إبطال مقاصدها أهم أن على دلت اليت الشريعة اإلميان و حرية منها يف اإلسالم للحرية أنواعا الفاسي عالل األستاذ ذكريو

وما( من قوله تعاىل الوطنية احلريةو ،) الدين يف إكراه ال( من قوله تعاىل: االعتقاد يقولون الذين والولدان والنساء الرجال من واملستضعفني اهللا سبيل يف تقاتلون ال لكم وحقه وطنه يف املواطن حرمة يبني ما وهذا، )أهلها الظامل القرية هذه من أخرجنا ربنا معامالته ممارسة يف الفرد حريةوهي الفردية احلريةو، يستضعفونه ذينال مقاتلة يف

احلريةو، أسراره وحرمة مسكنه، يف وحريته حياته شريك اختيار يف وحريته املشروعة، والقصد ألعضائها واالنتخاب الشورى يف املسامهة يف الفرد حق ذلك ومن: السياسية من الدعوة ومحاية اإلسالمية الدولة بناء يف منياملسل تعاون هو احلرية هذه من األساسي اإلنشقاق، أو الكسر من املسلمني بيضة ومحاية الداخلي، والتحريف اخلارجي االعتداء حرية، ومن احلرية كذلك املعرفة وتعميم اخللق وتركيز الفضيلة بنشر اتمع وخدمة منع أي العامة املصلحة يهف ومبا الغري حبق مقيدة وهي العمل حرية، و العلمي البحث

)٩٤٣( اتمع يضر ما

. ٣٩٠ - ٣٢٩-٢٦٨- ٢٥٩_ ينظر: املرجع السابق /٩٤١ . ٣٩٠ ينظر: املرجع السابق / -٩٤٢

. ٢٦٢-٢٤٨ر: مقاصد الشريعة ومكارمها /عالل الفاسي/ _ ينظ٩٤٣

٣٠٥

وحق الكرامة، وحق احلياة حق املقاصد من أيضا الفاسي عالل العالمة ذكر وقد العام السالم إحالل اإلسالم مقاصد من أنأيضا وذكر ، العدل و واملساواة امللكية،

.)٩٤٤( واألفراد اتمعات وجود حيفظ الذي حيث يقول : القرضاويالدكتور ملقاصد يف اخلمسة وممن يرى عدم احنصار ا

( هناك مقاصد أو مصاحل ضرورية مل تستوعبها هذه اخلمس املذكورة: من ذلك ما اإلخاء والتكافل وحقوق اإلنسان ، يتعلق بالقيم االجتماعية، مثل احلرية، واملساواة، و ومن ذلك ما يتعلق بتكوين اتمع واألمة والدولة.

أن توجه األصوليني قدميا كان إىل مصلحة الفرد املكلف من ناحية دينه ويبدو يلونفسه ونسله وعقله وماله، ومل تتوجه عناية مماثلة للمجتمع واألمة والدولة والعالقات

.)٩٤٥(اإلنسانية)رمحه اهللا حممد الغزايلوممن أيد فكرة عدم احنصار املقاصد يف اخلمسة الشيخ

زيادات على األصول اخلمسة، ما املانع من أن أستفيد من حيث يقول : ( ال بد منجتارب أربعة عشر قرنا يف األمة اإلسالمية لقد وجدت أن القرون أدت إىل نتائج مرة لفساد احلكم، إذن ميكنين أن أضيف إىل األصول اخلمسة احلرية والعدالة خصوصا أن

نا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب لقد أرسلنا رسلعندي القرآن الذي يقول: طسبالق اسالن قوميان ليزالمو / ٢٥(سورة احلديد، ( فكأن العدالة هي هدف

للنبوات كلها، قد تكون األصول اخلمسة ضوابط للقضايا الفرعية عندنا، لكن لكي ٩٤٦(للحريات) نضبط نظام األمة ال بد من ضمان(.

. ٢٨٨_ ينظر: املرجع السابق/ ٩٤٤ .٢٨_ دراسة يف فقه مقاصد الشريعة / ٩٤٥ . ٨٤نقال عن كتاب حنو تفعيل املقاصد / ١٤-١٣مسنار األولويات الشرعية / _ ٩٤٦

٣٠٦

مما سبق أرى أن املقاصد الضرورية ال تنحصر يف املقاصد اخلمسة املشهورة بل جيوز أن يزاد عليها كما فعل شيخ اإلسالم ابن تيمية و ابن عاشور والقرضاوي و عالل

اخلمسة ويرى األستاذ مجال الدين عطية أن ننتقل من الكليات الفاسي والشيخ الغزايل ، ل جمال منها مقاصده الضرورية حبسب اجتهاده ، وهذه جماالت أربعة وحتت كىلإ

:٩٤٧ااالت هي . الفرد خيص فيما الشريعة مقاصد- ١ . األسرة خيص فيما الشريعة مقاصد –٢ األمة خيص فيما الشريعة مقاصد - ٣ . اإلنسانية خيص فيما الشريعة مقاصد - ٤

ابل للمراجعة والتصويب ولإلضافة مع العلم أن ما فعله الدكتور مجال هو حمض اجتهاد منه ق يف جداول للتسهيل وهي على النحو التايل : قمت بوضع هذه ااالتوقد واحلذف ،

.وما بعدها ١٤٢ /املقاصد تفعيل حنو _ ینظر : ٩٤٧

الفرد خيص فيما الشريعة مقاصدأوال:

املال حفظ العرض حفظ التدين حفظ العقل حفظ النفس حفظ النفس حفظ

من واألعضاء على احملافظة -

املخ سالمة العقيدة تقوية -

. الصحيحة يشمل وهو -

ما كل حفظ لعمارة واجب العمل

لكسب شرع وقد األرض

٣٠٧

.العصيب واجلهاز اكتساب

املعارف الالزمة ارات

. األرض لعمارة اجتناب

السلوكيات لتعطيل املؤدية أو العقل وظيفة

. تشويشها القيام بالعبادات

تفكر من الفكرية وتبصر وتأمل . وتعقل

الشعائر إقامة - . والطاعات

الوسائل ومن - رفع احلاجية واإلتيان احلرج . املؤكدة بالسنن

ومن - التحسينيات

بنوافل اإلتيان . اخلريات

بكرامة يتصل ومسعته اإلنسان حياته وحرمة . اخلاصة

والعمل املرياث املال للملكية الناقلة والعقود وحد اإلسراف وجتنب . السرقة

٣٠٨

األسرة خيص فيما الشريعة مقاصد: ثانيا

بني العالقة تنظيم اجلنسني

النسل حفظ )النوع(

حتقيق السكن واملودة والرمحة

حفظ النسب

حفظ التدين حفظ اجلانب

يف املؤسسي األسرة

اجلانب تنظيم لألسرة املايل

على احلض - . الزواج

الزنا حترمي - . والشذوذ

طرق سد- بالعفة اإلغراء

عومن واحلجاب .اخللوة

الزواج - والتعدد ضروري

ومنع حاجي مكمل اإلغراء

.للضروري

حترمي - اللواط

.والسحاق الترغيب - .اإلجناب يف حفظ -

من الذكور االختصاء

من والنساء قطع

. األرحام

املعاشرة - . باملعروف

آداب مجلة - بني للتعامل

. الزوجني

حترمي - الزنا

والعقوبة . عليه

حترمي - . التبين

أحكام - . العدة

مسؤولية - األسرة رب زوجته عن

م وأوالده الناحية الدينية

واألخالقية يترتب ملا

عدم على من ذلك

يعود مفاسد مجيع على

. اتمع

األسرة - أساسا مبنية . التأبيد على

الزواج - الرئيس هو

يف الشورى .األسرة

.املهر - .النفقات - .املرياث - حكامأ -

.الوالية

٣٠٩

.األمة خيص فيما الشريعة مقاصد: ثالثا

املؤسسي التنظيم لألمة

الدين حفظ العدل إقامة األمن حفظ واجلماعة

التعاون والتضامن والتكافل

األمة عقل وحفظ العلم نشر

وحدة دعم - عقيدة األمة

.ولغة وشريعة اخلالفة إقامة -

. بشروطها الشريعة سيادة - .ونياقان .الشورى مبدأ - األمر إشاعة -

.باملعروف األرض عمارة -

ثروة وحفظ .األمة

مشروع - . لألمة حضاري

دعم - .املدنية املؤسسات

األمن - الداخلي

.واخلارجي األمن -

الداخلي حلماية النفوس

واألعراض .واألموال

األمن - اخلارجي

القوة بإعداد الغري لزجر التفكري عن تداءاالع يف

.علينا

القرآن - مقصدا يعده

من أساسيا مقاصد .الشريعة

صالة - اجلماعة واجلمعة .والعيدين

األمر - باملعروف

عن والنهي املنكر

واألخالق من

الضروريات من وليست

.التحسينيات

. الزكاة - األوقاف -

.اخلريية نظام -

.الديات فرض -

على ضرائب لترد األغنياء

.الفقراء على

. واملخدرات السكر منع - وسائل من العقل حفظ -

. اهلدامة اإلعالم والكتابة القراءة شيوع -

. األمية وحماربة .العلوم شىت يف التعمق -

٣١٠

اإلنسانية خيص فيما الشريعة مقاصد: رابعا والتعاون التعارف

والتكامل اخلالفة حتقيق لإلنسان العامة األرض يف

السالم حتقيق القائم لعامليا

العدل على

الدولية احلماية اإلنسان حلقوق

اإلسالم دعوة نشر

وجعلناكم(( - وقبائل شعوبا

)) لتعارفوا التعاون مقصد -

ملقصد مكمل ويأيت التعارف التكامل مقصد . هلما مكمال

شعب كل - عند ما إىل حمتاج معارف من اآلخر وثروات وعلوم

وخدمات

لجاع إين(( - األرض يف

))خليفة على التعاون -

. األرض عمارة . البيئة محاية - مكافحة -

. اجلرمية الزراعية التنمية -

. واخلدمية

ترتيب - بني املعاهدات

واإلشراف الدول . تنفيذها على

. بالعهود الوفاء - حلف( -

). الفضول

. العبودية منع - نصرة -

. املستضعفني احلريات محاية -

. واحلقوق الدويل التدخل -

حقوق حلفظ قهر ومنع اإلنسان

احلكومات . لشعوا

اهللا وجود إىل التنبيه - . ووحدانيته

باحلكمة الدعوة - . احلسنة واملوعظة

واتصاهلم الدعاة سفر - . بالناس

اإلذاعات استخدام - واملرئية املسموعة . واالنترنت

اإعداد الدعاة إعداد - . للغات إتقامو اممتاز

اإلسالمي العالج بيان - اليت واملشكالت لألمراض

.الشعوب تعانيها

٣١١

المبحث الثاني: تطبیقات على حفظ المقاصد الضروریة يف املطالب التالية أحتدث عن املقاصد الضرورية بالتفصيل وعن وسائل حفظها ، ويكون

: ٩٤٨حفظها بأمريناا ويثبت قواعدها ، وذلك عبارة عن مراعاا من جانب أحدمها : ما يقيم أرك

الوجود.والثاين : ما يدرأ عنها االختالل الواقع أو املتوقع فيها ، وذلك عبارة عن مراعاا

من جانب العدم.

.أوال: تعریف الدینكامللك، والقهر، والسلطان، والقضاء، ، ةكثري وردت كلمة الدين مبعان لغة:

والعز والذل، واخلدمة، واإلكراه، واجلزاء واحلساب، والعادة، والعبادة، والتذلل، .)٩٤٩(واخلضوع، والطاعة، واملذهب، وامللة، والسرية، وهو اسم لكل ما يتعبد اهللا به

تؤخذ من فعل فهي تارةثالثة معان: وبالنظر إىل اشتقاق الكلمة جندها ترجع إىل بنفسه فيقال: أنه ي متعددينوتارةه ، بالالم فيقال: د ل انمن فعل متعدوتارة من فعل ه ،

بالباء فيقال: د ب انمتعدهان، فإذا قلنا د ينا كان املقصود أنه ملكه وحكمه وساسه دل ناودبر أمره، وقهره وحاسبه وقضى يف شأنه وجازاه، وإذا قلنا: دكان املقصود ه

.١٨/ ٢: _ينظر : املوافقات ٩٤٨، وتاج / مادة دين ٢٢٥/ ٤، والقاموس احمليط / / مادة دين٤٦١_ ٤٦٠/ ٤ظر : لسان العرب / ين -٩٤٩

. / مادة دين ٥٧_ ٥٢/ ٣٥العروس /

٣١٢

وإذا قلنا: دان بالشيء بذلك أطاعه، وخضع له فالدين هنا اخلضوع والطاعة والعبادة، .)٩٥٠(كان املقصود أنه اختذه دينا ومذهبا أي اعتقده أو اعتاده أو ختلق به

بني ن كلمة الدين يف اللغة العربية تشري إىل وجود رابطةإ( وخالصة القول:مها اآلخر وخيضع له، فإذا وصف ذا الطرف األول كانت خضوعا طرفني، يعظم أحد

وانقيادا، وإذا وصف ا الطرف الثاين كانت أمرا وسلطانا وحكما وإلزاما، وإذا وصفت به الرابطة اجلامعة بني الطرفني كانت عقيدة ومذهبا، وعادة وقانونا ينظم تلك

.)٩٥١(العالقة ) لذوي العقول السليمة باختيارهم احملمود إىل سائق يإهل ( هو وضع اصطالحا:

.)٩٥٢(الصالح يف احلال، والفالح يف املآل ) الدين هو للحياة ضروريا يعترب والذي عليه احملافظة الشريعة قصدت الذي والدين

( آل عمران )) اإلسالم اهللا عند الدين إن(( ، دين اإلسالم ، يقول تعاىل: الصحيح يضا:وقال أ ،)١٩/

( )) اخلاسرين من اآلخرة يف وهو منه يقبل فلن دينا اإلسالم غري يبتغي ومن (( . )٨٥آل عمران /

وسالمته صيانته على والعمل اإلسالمي الدين على احملافظة معناه املقصد وهذا وبالعمل والوجود، احلياة وواقع النفوس واقع يف وبثه ونشره وتطبيقه فهمه على بالعمل

.)٩٥٣( عليه والتعويل إليه واالحتكام وانتشاره وجوده ملنع يرد ما وحماربة اجهةمو على

/ مطبعة عيسى احلليب . ١٥٠-١٤٨/ ٢النهاية يف غريب احلديث / ابن األثري / -٩٥٠ م . ١٩٩٩/ ٤قلم/ الكويت / ط/ دار ال٣١الدين /د. حممد عبد اهللا دراز / -٩٥١ . ٣٣الدين / -٩٥٢ .١/٩٠/اخلادمي/الشرعية املقاصد _ ینظر: ٩٥٣

٣١٣

باحلقيقة واالعتراف كالتصديق الضرورة رتبة يف يقع ما منه الدين مقصد وحفظ اجلازمة األوامر على بناء والعمل العبادة وهي احلاجة رتبة يف يقع ما ومنه الكربى، وهي والتحسني التزيني موقع يقع ما ومنها واحلج، والزكاة كالصالة ملقصوده املكملة و الصلوات نوافل مثل جازمة غري أوامر على تعتمد اليت األعمال وكل اخلري نوافل

.)٩٥٤( واحلج الصيام ونوافل الصدقات .عالقة حفظ الدين حبفظ بقية الضروريات ثانيا:

الدين ال ميكن احملافظة على الدين تقتضي احملافظة على النفس والعقل، ألنعقالء يعتنقونه ويعملون على التمسك به ونشره، ومن هنا أن يكون دون أناس

األخذ ا حمافظةويف للمحافظة على النفس والعقل، شرع الشارع أمورا كثريةعلى الدين، فتشريع القصاص وحترمي اخلمر ومجيع ما يتعلق بالكف عن

، ويف ذلك )٩٥٥(ترن به مصلحة الدنيا الفحشاء فيه مصلحة للدين وإن كانت تق( فلو عدم الدين لعدم ترتب اجلزاء املرجتى ولو عدم يقول اإلمام الشاطيب :

املكلف لعدم من يتدين، ولو عدم العقل الرتفع التدين ولو عدم النسل مل يكن .)٩٥٦(يف العادة بقاء، ولو عدم املال مل يبق عيش)

.٢٢٧-٢٢٦/العامل يوسف/العامة املقاصد _ ینظر: ٩٥٤ . ١٦١ -١٦٠ينظر: شفاء الغليل / _ ٩٥٥

.٣٢/ ٢/ املوافقات _ ٩٥٦

٣١٤

.: وسائل حفظ الدینلثاثا وهي تنقسم إىل قسمني : كثرية وسائل حفظ الدين

.وسائل حفظ الدين من جانب الوجود حفظ الدين من جانب العدم .ووسائل

وسائل حفظ الدين من جانب الوجود . -١ .النفوس يف اإلميان ترسيخ - أ

ذا التمسك إىل الدفاع حلفظ الدين البد من ترسيخه يف قلوب معتنقيه ليدفعهم هعنه وتقدمي الغايل والنفيس يف سبيله، وهذا ما فعلع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف الفترة املكية اليت استمرت ثالثة عشر سنة عمل فيها على ترسيخ الدين يف قلوب الصحابة الذين محلوا هذا الدين يف قلوم وطبقوه فيواقع احلياة ، وبذلوا دماءهم

. واهلم يف سبيله ، ومحلوه إىل الشعوب األخرىوأم .بالدين العمل -ب

فبالعمل به يظهر وينتشر ، ويتحول ضروري إلحيائه وإعالء شأنه، العمل بالدين إىل واقع عملي يف احلياة ، والعمل بالدين هو أفضل طريق لنشره ، فاملسلمون األوائل

س يف دين اهللا أفواجا ، أما إمهال العمل ملا عملوا بأخالق الدين وتعاليمه دخل النابالدين فيؤدي إىل موته يف قلوب معتنقيه فضال عن انزوائه بعيدا عن واقع احلياة ، وهو

سبب موته واندثاره. املرتبة تأيت القلب يف اإلميان استقرار على االطمئنان بعد: املفروضة العبادات -ج

جزء وهي تعاىل، هللا والتذلل اخلضوع مع طاعةال هي اليت العبادة مرحلة وهي الثانيةفتكون القلب يف حصوله وأمارة اإلميان، يصدق فهو عليه، واحملافظة الدين لقيام أساسي

٣١٥

مكملة النوافل تأيتمث ، هلا وداعمة العقيدة هلذه جمسدة والعبادة ، دافعة قوة العقيدة .)٩٥٧(للفرائض

احلكم بالدين. -د، يعمل على محايته من عبث العابثني، قوي ب إجياد حكمفظ الدين يتوجحل

ونشره واحملافظة عليه نقيا ال تعتريه شائبة، يقول الغزايل رمحه اهللا: ( ال يتم الدين إال بالدنيا، وامللك والدين توأمان فالدين أصل والسلطان حارس، وما ال أصل له فمهدوم،

.)٩٥٨(ضبط إال بالسلطان )يتم امللك والوما ال حارس له فضائع، وال ، مطاع عادل ويقول يف موضع آخر: ( ال تنتظم مصلحة الدين والدنيا إال بإمام

جيمع شتات اآلراء، وحيمي حوزة الدين وبيضة اإلسالم، ويرعى مصلحة متبع ووالاملسلمني وغبطة األنام، وليس يستتب ذلك إال بنجدته وشوكته، وجنده وعدته، فيهم

فار، ومحاية الثغور، وكف أيدي الطغاة واملارقني، وذم عن مد األيدي إىل جماهدة الكاألموال واحلرم واألرواح، فهم احلراس للدين من أن تنحل دعائمه، وهم احلماة للدنيا

.)٩٥٩(عن أن خيتل نظامها)فالسلطنة واإلمارة لو تعطلت لبطل الدين والدنيا مجيعا، وثار القتال بـني اخللـق

. )٩٦٠(من وخربت البالد وتعطلت املعايشوزال األ :)٩٦١( وجوه عدة من حفظه حيقق بالدين احلكمو

.٢٠٧وأمهية املقاصد/ ٢٣٤ينظر: املقاصد العامة/ -٩٥٧ .٣٠/ ١اإلحياء / -٩٥٨ . ٢٣٤شفاء الغليل / -٩٥٩ . ٤١٤/ ٣ينظر : اإلحياء / -٩٦٠ .١٩٩-١٩٨ينظر: مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة/اليويب/ -٩٦١

٣١٦

عمن اإلميان نفى عزوجل اهللا ألن نفسه خاصة يف الدين حيفظ به احلاكم أن -أ .الكفر وهو بضده ووصفه اهللا أنزل مبا حيكم ملن

وإقامة ه،وشعائر اإلسالم أحكام بإظهار وذلك جمتمعه يف الدين حيفظ أنه -ب . ومقاصده الدين هذا طبيعة مع يتناسب مما كلها احلياة على مهيمنا وجعله حدوده

وحتقيق النفوس، يف مفاهيمه بترسيخ للدين، حفظ من ذلك حيققه ما املعلوم ومن . املفاسد ودرء املصاحل وحتقيق العدل من مقاصده

املنحرفة األهواء أهل على الباب يسد أحكامه وتطبيق بالدين احلكم أن -جـ إذا ألم أمرهم، وإظهار مبادئهم نشر من ومينعهم الضالة واألفكار اهلدامة، واملذاهب

خوفا الضالة مقاالم عن حيجمون سواها ما وتنبذ اهللا أحكام تقيم دولة يف أم علموا مفإ الوضعية، القوانني حمله وحتل احلكم عن ويقصى الدين يبعد وحني العقوبة، من

احلرية وحتت تارة، العلمي البحث ستار حتت املسمومة أفكارهم نشر من يتمكنون )٩٦٢( أخرى تارة الفكرية

الدعوة إلى الدین. - ـھللحفاظ على الدين فبها ينتشر الدين ويكثر جنده وأتباعه، مهمة وهي وسيلة

وتقوى شوكته، ويقل أعداؤه. اخلري ويأمرون باملعروف وينهون ولتكن منكم أمة يدعون إىل((: يقول تعاىل

، واألمر باملعروف والنهي ) ١٠٤/ ان( آل عمر عن املنكر وأولئك هم املفلحون ))(( كنتم خري أمة أخرجت للناس تأمرون عن املنكر هو سبب خريية األمة يقول تعاىل: اة وهو سبب النج ) ١١٠( آل عمران / )باملعروف وتنهون عن املنكر وتؤمنون باهللا )

.١٩٩- ١٩٨/املرجع السابق_ ٩٦٢

٣١٧

(( والعصر إن اإلنسان لفي خسر إال الذين آمنوا وعملوا الصاحلات من اخلسران: ( سورة العصر ). وتواصوا باحلق وتواصوا بالصرب ))

ولو امتنع املؤمنون الصادقون عن األمر باملعروف والنهي عن املنكر لتعطل الدين، ( إن األمر باملعروف هللا:يقول الغزايل رمحه ا وفشت الضاللة وساد اجلهل وعم الفساد،

والنهي عن املنكر هو القطب األعظم يف الدين، وهو املهم الذي ابتعث اهللا له النبيني أمجعني، ولو طوي بساطه، وأمهل علمه لتعطلت النبوة، واضمحلت الديانة، وفشت

.)٩٦٣(ساد وخربت البالد، وهلك العباد )الضاللة، وشاعت اجلهالة، واستشرى الف :)٩٦٤(فوائد عدةإىل الدين ةالدعو ويف

. الدين حقيقة له تبني فالدعوة الدين ذا يسمع مل من فهناك اجلاهل، تعليم -أ يقبل حىت له الناصعة للحقيقة وإظهار الدين حول تثار اليت الشبهات كشف -ب

. أعداؤه ويقل أتباعه يكثر و به ويؤمنوا عليه الناس الباطلة، مذاهبهم ينشرون الذين اإلسالم أعداء على الفرصة تفويت -جـ . اهلدامة وأفكارهم

.واألشخاص واملكان الزمان يف وعمومه الدين لشمول حتقيق - داألمر باملعروف والنهي عن املنكر حيقق حفظ املقاصد الكلية الضرورية هـ_

واحلاجية والتحسينية ويقويها ويدعمها، فهو يقوي ويدعم وجيذر الدين وتعاليمه ئره وأهله ومتبعيه، ويقوي كذلك حفظ النفوس وأمنها وسالمتها، وحفظ العقول وشعا

واألذهان، وحفظ األعراض واألخالق، وحفظ األموال واملمتلكات واألمتعة ويقوي و

. ٣٨٧/ ٢اإلحياء / -٩٦٣ .٢٠١-١٩٩/مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة ينظر: - ٩٦٤

٣١٨

،يدعم ما به صالح األمة واستقرار نظامها الديين واخللقي واملايل واحلضاري بوجه عاموإبعاد الفساد والرذائل واملنكرات والفواحش، حتقيق الصالح واإلصالح يف األرض،و

.)٩٦٥(وتطهري اتمع من األمراض واألدواء االجتماعية الظاهرة والباطنة .العدم جانب من الدين حفظ وسائل_ ٢

و املقصود ا الوسائل اليت حتمي الدين من الزوال ، وتبعد عنه كل ما من شأنه الوسائل:أن خيل به أو ينقص من كماله ، ومن هذه

. والرياء الشرك من التحذير - أ وبقدر درجة، بكل اهللا حمبة حتقيق وهو ،تعاىل هللا العبودية حتقيق هو احلق الدين

هذا نقص وبقدر لعبده، الرب حمبة وتكمل لربه، العبد حمبة تكمل العبودية تكميل مل الشرع وافقي ال عمل وكل هللا، يكن مل اهللا غري به أريد عمل فكل هذا، نقص يكون اهللا حملبة موافقا يكون أن، وهللا يكون أن: الوصفني مجع ما إال هللا يكون ال بل هللا، يكن

.)٩٦٦(ورسوله .والزنادقة املرتدين حماربة -ب

يف والفوضى ،عظيم فساد وهذا املسلمني، صفوف بني اخللل لنشر ذريعة االرتداد االحترام مع املرتد بقتل أمر ولذلك ونظامها، ماألم حياة يف كبري خطر هي إمنا االعتقاد

األدلة على اطلع قد اإلسالم دخول عند ألنه اإلميان، دخول قبل لإلنسان االعتقاد حلرية .)٩٦٧(الدين هذا يدخل جعلته اليت الساطعة والرباهني

.١/٦٩املقاصد الشرعية/ ينظر: _٩٦٥ .٤٥٤_ ينظر: املقاصد عند ابن تيمية/٩٦٦ .٢٦١واملقاصد العامة/ ٢١٩_ ينظر : أمهية املقاصد/٩٦٧

٣١٩

احملافظة هو الزنادقة قتل من واملقصود الزنادقة، حيرقرضي اهللا عنه علي وكان عصر ففي العصور، من عصر منها خيلو ال طائفة والزنادقة ومحايته، الدين صلحةم على

ال الذين والعلمانيني باملالحدة يسمون عصرنا ويف باملنافقني، مسوا األول اإلسالم )٩٦٨(يكفرهم أن أحد من يقبلون وال اإلسالم يدعون بل كفرهم إعالن على جيرؤون )املاجن املفيت على جرواحل( والسحرة املبتدعني حماربة -ج

يقصد الشريعة، تضاهي خمترعة الدين يف طريقة: ( بأا الشاطيب عرفها :البدعة .)٩٦٩() سبحانه هللا التعبد يف املبالغة عليها بالسلوك

اخلري، من فيها ما على راجح شر على تشمل أن البد املبتدعات مجيع أن واحلقيقة إمثها نأ على بدعة بكوا نستدل فنحن الشريعة، أمهلته ملا راجحا خريها كان لو ذإ

.)٩٧٠( للنهي املوجب وذلك نفعها من أكثر والروافض اخلوارج كأقوال واالعتقادات األقوال يف بدع - أ: نوعان والبدع

.واجلهمية والقدرية .)٩٧١(باملساجد والغناء بالرقص يتعبدون كمن والعبادات، األفعال يف بدع -ب

بغريه الضرر وأحلق الذي أو املسلم من وقع إذا الشرع، يف منكر أمر: والسحر .)٩٧٢( الساحر فعل على املرتب الضرر حسب على العقاب ويتفاوت عليه، يعاقب

.٢٦٤واملقاصد العامة/ ٢٢٠_ ينظر: أمهية املقاصد/٩٦٨ / مكتبة التوحيد . ١/٤٣االعتصام/ الشاطيب / مشهور بن حسن آل سلمان/ -٩٦٩ . ٤٥٨ينظر: املقاصد عند ابن تيمية/ -٩٧٠ .٤٥٧صد عند ابن تيمية/_ ينظر : املقا٩٧١ .٢٦٩_ ينظر : املقاصد العامة/٩٧٢

٣٢٠

.املعاصي مرتكيب على احلدود إقامة -د ودمت والفواحش املعاصي وانتشرت احلدود وعطل التوازن، فقد إذا اتمع إن األرض، أرجاء يف الفساد ينتشر ذلك عند فسادا األرض يف ناسال وعاث الدين أركان

.)٩٧٣( املتسلطون عليهم ويتسلط م العذاب فيرتل حال ملشاكلهم جيدون وال .اهللا سبيل يف اجلهاد -ه

واجلهاد على مراتب : جهاد النفس بتعليمها احلق والعمل به والصرب عليه ، فات .ومنعها من الوقوع يف احملرمات واملخال

وجهاد الشيطان بدفع شبهاته وشكوكه وإغواءاته ، والصرب على ذلك . أخص الكفار وجهاد والنفس واملال واللسان بالقلب واملنافقني الكفار جهادو

. باللسان أخص املنافقني وجهاد باليد :)٩٧٤(عديدة منها مقاصدوللجهاد يف سبيل اهللا

. والوطن واملال والدين واألهل النفس عن والدفاع انالعدو رد - ١ ولوال( ، ويف ذلك يقول اهللا تعاىل: للمؤمنني واالعتقاد التدين حرية تأمني - ٢

وصلوات ومساجد يذكر فيها وبيع صوامع هلدمت ببعض بعضهم الناس اهللا دفع . )٤٠احلج / ()اسم اهللا كثريا

واضحا حتديدا منها موقفهم ويتحدد مجيعا، ناسال إىل تبلغ حىت الدعوة محاية - ٣

.٢٢٥_ ينظر : أمهية املقاصد/٩٧٣ .٢٥٨واملقاصد العامة/ ١١٠-١٠٩ينظر : مقاصد الشريعة/إمحيدان/ -٩٧٤

٣٢١

وقاتلوهم حتى ال تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا يقول تعاىل: نيملى الظالان إال عودفال ع/ ١٩٣( سورة البقرة(

. واإلصالح العدل حكم ترفض اليت الباغية الفئة أو العهد ناكثي تأديب - ٤ . الظاملني من هلم واالنتصار كانوا أينما املؤمنني من املظلومني إغاثة - ٥ .ودعوته اإلسالم وإظهار شوكته وكسر الكفر بدحر اهللا كلمة إعالء - ٦

رمحه اهللا تيمية ابن يقول ورائهم من والناس واحلكام العلماء واجب هو واجلهاد الدين علم يبلغوهم مل فإذا وتبليغه الدين حفظ لألمة عليهم للعلم فاملرصدون( تعاىل

.)٩٧٥() للمسلمني الظلم أعظم من ذلك كان حفظه ضيعوا أو : )٩٧٦(ذلك من ويلزم املسلمني على الكفار تسلط إىل يؤدي اجلهاد وترك

. عليهم والتضييق بشعائرهم القيام من املؤمنني منع -أ . احلياة عن وتبعده الماإلس تنايف وقوانني أحكام إظهار -ب

. فيه الدخول من وخوفهم اإلسالم يف اآلخرين زهد -جـ . منه الناس وتنفري الدين صورة تشويه - د

قدرم وعدم أتباعه قلة إىل ذلك ويؤدي منطقته حدود يف الدين حصر -هـ . أعدائهم جماهدة على

.٢٨/١٨٧_ جمموع الفتاوى/٩٧٥ .٢٠٥_ ينظر : مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة/اليويب/٩٧٦

٣٢٢

یف النفس.: تعرأوالأو مجلة الشيء وحقيقته، أو عني الشيء وكنهه وجوهره ، أو ما ، هي الروح

على اجلسد، وعلى يكون به التمييز، أو هي ما يعرب ا عن اإلنسان مجيعه، وتطلق جمازا . )٩٧٧(الدم يقال: سالت نفسه أي دمه ألن النفس خترج خبروج الدم

العامل ألن وعموما أفرادا التلف من األرواح حفظ هو يف هذا املقصد املرادو ا اليت خصائصها نفس كل ويف اإلنسان، أفراد من مركب املراد و العامل، قوام بعض حفظأيضا هنا واملراد السارية، األمراض مقاومة مثل وقوعه، قبل التلف من حفظها .)٩٧٨(الدم باملعصومة عنها املعرب وهي الشريعة، نظر يف احملترمة النفوس

. : وسائل حفظ النفسثانیا وجود .ال جهة من النفس حفظوسائل -١

الوجود بالوسائل التالية: ويكون حفظ النفس من جهة . وجودها قبل النفس حفظ - أ جيل إنشاء على القادرة الصاحلة املسلمة الزوجة اختيار األب من الشارع طلب

األب يشعر الذي الصحيح بالزواج الشارع أمر ماك ،طيبة تربية وتربيته صاحل حيث احلمل حلظة من النفس حفظ رحلة وتبدأ، املنتظر االبن جتاه مبسؤوليته

/ مادة ٥٦١ -٥٥٩/ ١٦، وتاج العروس / / مادة نفس ٢٣٥ -٢٣٣/ ١٤نظر : لسان العرب / ي -٩٧٧ . نفس . ٣٠٣_ ينظر: مقاصد الشريعة/ابن عاشور/ ٩٧٨

٣٢٣

ونفسيا صحيا املولود رعاية مث تلد، حىت باألم الرعاية األب على جيب .)٩٧٩(وعلميا

الحفاظ على النفس بالطعام والشراب والكسوة والمسكن - ب، ألن باألكل سالمة البدن، وبسالمة كما يقول اإلمام الغزايل الدين األكل من

البدن يقوى املسلم على العلم والعمل الذين مها طريق الوصول إىل ثواب اهللا يف الثواب، دار يف تعاىل اهللا لقاء األلباب ذوي مقصود إن( يقول رمحه اهللا : ، )٩٨٠(اآلخرة

بسالمة إال عليها املواظبة متكن وال والعمل، العلمب إال اهللا للقاء الوصول إىل طريق وال على احلاجة بقدر هلا والتناول واألقوات، باألطعمة إال البدن سالمة تصفو وال البدن، .)٩٨١()الدين من األكل إن الصاحلني السلف بعض قال الوجه هذا فمن األوقات، تكرر

قول الغزايل رمحه ولكن البد من االعتدال يف األكل والشرب، وعدم اإلسراف ياهللا: (فمن قدم على األكل ليستعني به على العلم والعمل ويقوى به على التقوى، فال ينبغي أن يترك نفسه مهمال، فال يسترسل يف األكل استرسال البهائم يف املرعى، فإمنا

.)٩٨٢(هو ذريعة إىل الدين، ووسيلة إليه فينبغي أن تظهر أنوار الدين عليه) .حفاظا على النفس للضرورة رماتاحمل إباحة -ج

جيوز للمضطر أن يتناول احملرمات إن خشي على نفسه اهلالك، كما جيوز أكل احملرمات إذا انقطعت املكاسب الطيبة، وكل ذلك حفاظا على النفس من اهلالك.

.٢٢٨_ ينظر : أمهية املقاصد/٩٧٩

. ٣/ ٢ينظر : اإلحياء / -٩٨٠ . ٣/ ٢اإلحياء/ -٩٨١ . ٣/ ٢اإلحياء / -٩٨٢

٣٢٤

)(املائدة م( فمن اضطر يف خممصة غري متجانف إلمث فإن اهللا غفور رحييقول تعاىل: /٣ .(

)٩٨٣(وهي ذكرها العلماء ضوابطولكن هلذه الضرورة . واقعة قائمة الضرورة تكون أن - . باحملظور إال املكلف لدى الضرر لدفع وسيلة وجود عدم - يقتل فال أخرى، إىل حالة من االنتقال يف الشريعة ومبادئ قواعد خمالفة عدم -

. ذاا يف مفاسد هذه ألن الزنا يرتكب وال نفسه إلحياء غريه . بقدرها تقدر الضرورة - دينه، يف ثقة عدال ماهرا صادقا مسلما الطبيب يكون أن الدواء وصف حالة يف - . مقامه يقوم آخر عالج وجود وعدم

. معني بزمن الضرورة تقدير يشترط ال - .واالختيار الرضا يفقده أن اإلكراه يف يشترط -

أنه ( لو احنسمت وجوه املكاسب الطيبة على العباد ، الغزايل رمحه اهللا اإلمام يرىو إليه جيوز ومست احلاجة إىل الزيادة على قدر سد الرمق من احلرام، ودعت املصلحة

، ويترقى إىل قدر احلاجة يف األقوات واملالبس لكل واحد أن يزيد على قدر الضرورةتصروا على سد الرمق لتعطلت املكاسب وانبتر النظام، ومل ألم (لو اق )٩٨٤(واملساكن)

يزل اخللق يف مقاساة ذلك إىل أن يهلكوا، وفيه خراب أمر الدين ، وسقوط شعائر

وما بعدها . ٢٩١_ ينظر: املقاصد العامة/٩٨٣ . ٢٤٥شفاء الغليل / _٩٨٤

٣٢٥

اإلسالم فكل واحد له أن يتناول مقدار احلاجة، وال ينتهي إىل حد الترفه والتنعم .)٩٨٥(والشبع وال يقتصرون إىل حد الضرورة)

.نويامع النفس حفظ - د كرامتها بتوفري النفس وإحياء وتزكيتها بتأديبهاويكون حفظ النفس معنويا

.حقوقها وإعطائها وحريتها، اإلقامة و والرأي الفكر وحرية العمل حرية من اإلنسانية احلرية على احملافظة -ه

اولتز اليت احلرة الكرمية اإلنسانية احلياة مقومات من فيه احلريات تعد مما ذلك وغري .)٩٨٦( أحد على اعتداء غري من الفاضل اتمع دائرة يف نشاطها عدم .ال جهة من النفس حفظوسائل - ٢

عدة وسائل وهي:العدم حلفظ النفس من شرع القصاص. -أ

.) ١٧٩(البقرة/ (( ولكم يف القصاص حياة ))يقول تعاىل: نفوس، واألرواح يقول الغزايل: ( فجعل القتل سببا إلجياب القصاص حلفظ ال

املقصود بقاؤها يف الشرع، وعرف كوا مقصودة على القطع، وقد نبه الرب تعاىل .)٩٨٧( ) ولكم يف القصاص حياةعلى مقصود القصاص بقوله:

كما أوجب الشرع املماثلة يف القصاص، ألنه مشروع للزجر والتشفي، وال .)٩٨٨(حيصل ذلك إال باملثل

. ٢٤٥_ املصدر السابق / ٩٨٥ / دار الفكر العريب .٣٦٧أصول الفقه/أبو زهرة/ -٩٨٦ بتصرف يسري . ١٦١ - ١٦٠شفاء الغليل / -٩٨٧ .٤١٧/ ١ينظر : املستصفى / -٩٨٨

٣٢٦

على األنفس. واالعتداء حترمي االنتحار -بالنفس هبة من اهللا تعاىل ال جيوز لإلنسان التفريط فيها، لذلك حرم اإلسالم

( النساء / )إن اهللا كان بكم رحيما أنفسكم تقتلوا وال( االنتحار ، يقول تعاىل:وقد جعل الشارع عقوبة املنتحر اخللوديف النار ألنه فرط يف هذه اهلبة اإلالهية . )٢٩

( من تردى من جبل فقتل نفسه : صلى اهللا عليه وسلم يقول ذلك الثمينة، ويف .)٩٨٩() فهو يف نار جهنم يتردى خالدا خملدا فيها أبدا

وال( يقول تعاىل: وكذلك حرم اهللا االعتداء علىأنفس اآلخرين بغري حق مشروع ). باحلق إال اهللا حرم اليت النفس تقتلوا

. املعنوي القتل حترمي -ج يف الريادي الدور عن والتخلي اهلدى عن والتنكب الشخصية، ضياع يف ويتمثل

روحه يدفع فاإلنسان احلياة يف والكرامة العزة على احملافظة وكذلك ، األرض عمارة .)٩٩٠(الكرمي العيش لضمان مثنا

واخلاليا باألعضاء واملتاجرة باجلينات والتالعب البشري االستنساخ منع -د .)٩٩١( ومعتربة الزمة شرعية مصلحة بال التشريح عن والنهي البشرية

. ٥٧٧٨رقم / به باب شرب السم والدواء صحيح البخاري / كتاب الطب / -٩٨٩ .١٣٨، و مقاصد الشريعة يف ضوء فقه املوازنات / ٤٨٥العز بن عبد السالم/ ينظر: املقاصد عند -٩٩٠ .١/٩١ينظر: املقاصد الشرعية/ اخلادمي / -٩٩١

٣٢٧

.أوال: بیان معنى العقل العلوم إدراك طريقها عن يستطيع اإلنسان نفس يف قوة هو: العقل تعريف

جمال يفوق جمال ويف احلواس، قوة تلي اليت اإلدراكية القوة وهو املعارف، وحتصيل إىل اإلنساين العقل هلداية الرسل طريق عن يأيت الذي اإلهلي الوحي جمال دون واس،احل

.)٩٩٢(النور إىل الظلمات من وخيرجه والضالل، الزلل وجينبه السبيل، سواء

.ثانیا: أھمیة العقل في اإلسالم يف ما كل سخر وقد املخلوقات باقي على به وميزه بالعقل اإلنسان فضل اهللا إن األرض يف خليفة ليكون استغالهلا يف عقله يستخدم أن على اإلنسان هلذا دمةخ الكون اآلخرة يف ا وينعم الدنيا يف ا يتلذذ اليت املصاحل وجيلب ثرواا ويستخرج يعمرها إال يقوم وال يتحقق ال الذي الشرع هذا لعباده شرع الذي اهللا شرع خالل من وذلك

.)٩٩٣(فالتكلي أساس العقل ألن بالعقل، اكبرية فقد نوه القرآن بشأنه يف أربعني موضع لقد أوىل اإلسالم العقل عنايةو

)، ٧٣( البقرة / ( ويريكم آياته لعلكم تعقلون) أذكر منها: قوله تعاىل:)، ٢١٩( البقرة / (( كذلك يبني اهللا لكم اآليات لعلكم تتفكرون ))وقوله تعاىل:

) . ٢٨( الروم / آليات لقوم يعقلون)كذلك نفصل ا ( : وقوله تعاىل

.٣٢٨_ ينظر : املقاصد العامة/٩٩٢ .٢٤٨_ ينظر: أمهية املقاصد/٩٩٣

٣٢٨

العقل: ( هو آلة الفهم، وحامل األمانة، وحمل اخلطاب رمحه اهللا عنيقول الغزايل ، ويقول يف موضع )٩٩٤(والتكليف، ومالك أمور الدين والدنيا، وأنه أشرف صفات اإلنسان)

ة من الشجرة، والنور آخر: ( العقل منبع العلم ومطلعه وأساسه، والعلم جيري منه جمرى الثمرمن الشمس، والرؤية من العني، فكيف ال يشرف ما هو وسيلة السعادة يف الدنيا

. )٩٩٥(واآلخرة)

. ثالثا: وسائل حفظ العقل . حفظ العقل من جانب الوجود - ١

التقليد رق من البشري العقل حتريرو التعليمالعلم و ب ويكون حفظ العقل الذين يستوي هل قل( يقول اهللا تعاىل : ، والنظر بالتفكر العقلية املدارك وتنمية ). يعلمون ال والذين يعلمون

يقول الغزايل رمحه اهللا: ( العلم حياة القلوب من العمى، ونور األبصار من الظلم، وقوة األبدان من الضعف، يبلغ به العبد منازل األبرار والدرجات العلى،

ل بالصيام، ومدارسته بالقيام به يطاع اهللا عزوجل، وبه يعبد، وبه والتفكر فيه يعديوحد، وبه ميجد، وبه يتورع وبه توصل األرحام، وبه يعرف احلالل و احلرام، وهو

اإلسالم أوجب وقد، )٩٩٦(إمام والعمل تابعه، يلهمه السعداء، وحيرمه األشقياء) عليه خيطر ما لكل عرضة يكون هلجا لعقل قيمة ال ألنه العقول على حمافظة التعليم

املصاحل وال الدينية احلقائق إدراك جييد ال العقل هذا فمثل ، واخلرافات األوهام من

.١٦٠شفاء الغليل / -٩٩٤ . ١١٢/ ١اإلحياء / -٩٩٥ . ٢٣/ ١املصدر السابق / -٩٩٦

٣٢٩

إىل به تصل قد الدين أمور يف واالحنرافات واخلرافات للبدع فريسة فيصري، الدنيوية .)٩٩٧(أيضا الدنيا أمور يف التصور حيسن وال باهللا الشرك .العدم جانب من العقل حفظ - ٢

ويكون حفظ العقل بتحرمي مجيع مفسداته حسية أو معنوية: . تعاطيها على واملعاقبة احلسية املفسدات حترمي - أ

إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في :سبحانه اهللا يقول دصيسر ويالمر ومم الخل أنتفه الةن الصعو كر اللهن ذع ونمكمهنت سورة )

).٩١املائدة/يقول الغزايل: ( حرم الشرع شرب اخلمر ألنه يزيل العقل، وبقاء العقل مقصود

.)٩٩٨(للشرع، ألنه آلة الفهم، وحامل األمانة وحمل اخلطاب والتكليف)لسكر فال تنفك عنه شريعة، ألن السكر ويقول يف موضع آخر: ( أما حترمي ا

، وكذلك حيرم القليل من اخلمر ألنه يدعو )٩٩٩(يسد باب التكليف والتعبد ) ، ويذكر الغزايل أن حترمي شرب اخلمر مما ال جيوز )١٠٠٠(إىل الكثري وكذلك النبيذ

.)١٠٠١(عنه شرع يرعى مصلحة الناسأن تنفك عنه عقول العقالء وال أن خيلو

.٣٥٢- ٣٥١املقاصد العامة/ :ظرين -٩٩٧

. ١٦٠شفاء الغليل / -٩٩٨ . ٤١٧/ ١املستصفى / -٩٩٩

. ١٦٥، وشفاء الغليل / ٤١٧/ ١نظر: املستصفى / ي -١٠٠٠ . ١٦٤نظر: شفاء الغليل / ي -١٠٠١

٣٣٠

ال خري يف غري منحصر يف اخلمر فكل ما يزيل العقل حمرم، ألنه كما أن التحرمي . )١٠٠٢( النفس دون العقل فإزالة العقل من الكبائر

أن من الناس عقول حفظ العقل، حفظ معىن( : رمحه اهللا عاشور ابن يقول انضباط عدم من عظيم فساد إىل مؤد العقل على اخللل دخول ألن خلل، عليها يدخل

عقول على ودخوله جزئي، فساد إىل مفض الفرد عقل على اخللل خولفد التصرف، من األمة ومنع السكر من الشخص منع جيب ولذلك أعظم، األمة وعموم اجلماعات

واألفيون احلشيشة مثل املفسدات تفشي وكـذلك أفرادها، بني السكر تفشي .)١٠٠٣() وحنوها واهلريوين والكوكايني واملورفني .املعنوية املفسدات حترمي -ب السياسة أو االجتماع أو الدين يف فاسدة تصورات من العقول على يطرأ ما وهي

عقله عطل قد اإلنسان كون حيث من للعقول مفسدة فهذه احلياة أنشطة من غريها أو بل يفكر ال فاسد كأنه احليثية هذه من فعقله الشرع، يوافق الذي السليم، التفكري عن

.باملرة معدوم كأنه القرآنية اهللا آيات يف التفكر عن لعقوهلم تعطيلهم الكفار على اهللا نعى لذا

. احلق إىل الوصول يف منها يستفيدوا فلم والكونية، ). أضل هم بل كاألنعام هم إن يعقلون أو يسمعون أكثرهم أن حتسب أم(

أو دخيل فكر كل من عليه واحملافظة احلق إىل للوصول العقل تسخري فيجب .)١٠٠٤( الشرعية مفهوماته تغري باطلة حنلة أو ،هدام مذهب

. ٢٧/ ٤ظر : اإلحياء / ين -١٠٠٢ . ٣٠٤-٣٠٣/ عاشور ابن/الشريعة مقاصد - ١٠٠٣ .٢٤٤-٢٤٣/اليويب/باألدلة هاوعالقت الشريعة مقاصد: ظرين - ١٠٠٤

٣٣١

والنسب. : تعریف النسلأوالهو اخللق، وهو الولد والذرية، يقال: تناسل بنو فالن: أي كثر النسل:

.)١٠٠٥(أوالدهم:بسواحد األنساب، و الن بستهو القرابة، وقيل: هو يف اآلباء خاصة، يقال: ان

هبسن ذكر :بسناست١٠٠٦(و( .

مناقشة عد المصطلحات السابقة أقوال العلماء في ھذا المقصد ، و: ثانیا من المقاصد الضروریة.

) النسب، فمنهم من أطلق عليه اسم ( حفظ اختلف العلماء يف تسمية هذا املقصدضع أو )، وبعضهم من أطلق اسم ( حفظ الب ومنهم من أطلق عليه اسم ( حفظ النسل

الفرج). وممن ذكر هذا اللفظ اإلمام الغزايل يف شفاء الغليل حيث : البضع أو الفرج حفظ لفظوالعقل والبضع واملال مقصود يف الشرع) : ( فقد علم على القطع أن حفظ النفسقال

: (والبضع مقصود احلفظ، ألن يف التزاحم عليه اختالط األنساب أيضا قولي، و)١٠٠٧(

/ مادة نسل . ١٢٨/ ١٤ظر : لسان العرب / ين -١٠٠٥ / مادة نسب. ٢٦٠/ ٤/ مادة نسب ، و تاج العروس / ١١٩_ ١١٨/ ١٤ظر : لسان العرب / ين -١٠٠٦

. ١٦٠شفاء الغليل / -١٠٠٧

٣٣٢

وتلطيخ الفراش، وانقطاع التعهد عن األوالد، وفيه التوثب على الفروج والتغلب، وهي . )١٠٠٨(جملبة الفساد والتقاتل)

النسب أما( ، من ذلك قول الرازي: العديد من األصوليني ذكره: النسب حفظ - اختالط إىل تفضي األبضاع على املزامحة ألن الزنا عن الزواجر بشرع حمفوظ فهو

والتغلب، الفروج على التوثب وفيه األوالد، على التعهد انقطاع إىل املفضي األنساب .)١٠٠٩() والتقاتل الفساد جملبة وهو

)١٠١٠(والنسب النسلأن حد الزنا حيصل به حفظ الغزايل ذكروي وابن والزركشي والشاطيب الغزايلالعديد من األصوليني ك ذكره: النسل لفظ

يقول الغزايل يف املستصفى : ( ومقصود الشرع من اخللق مخسة: وغريهم ، تيمية .)١٠١١(وهو أن حيفظ عليهم دينهم، ونفسهم، وعقلهم، ونسلهم، وماهلم)

ليس ف حفظ النسبحفظ النسل من الضروري أما ر أن العالمة ابن عاشويرى من الضروريات ،إذ ليس باألمة من ضرورة إىل معرفة أن زيدا هو ابن عمرو، ولكن مع

، ألن الشك يف انتساب النسل إىل أصله يزيل امليل الفطري عظيمة ذلك هناك مضرةورة لقيام األمهات ذه عند اآلباء لرعاية أبنائهم ولكن هذه املضرة ال تبلغ مبلغ الضر

حفظ وأما( يقول رمحه اهللا ، املهمة، لذلك فحفظ النسب يف هذه احلالة من احلاجي وذلك.... منه املقصود يبينوا ومل العلماء أطلقه فقط النسل حبفظ عنه ويعرب األنساب

النسل ألن الضروري، من عده فظاهر التعطيل من النسل أي األنساب حفظ به أريد أنه

. ١٦٠/ املصدر السابق -١٠٠٨ .٢٢١-٢/٢٢٠احملصول/ -١٠٠٩ . ٢٧/ ٤، و اإلحياء / ٤١٧/ ١ينظر : املستصفى / -١٠١٠ . ٤١٧/ ١املستصفى / -١٠١١

٣٣٣

ال املعىن فبهذا وانتقاصه النوع اضمحالل إىل تعطيله يؤول تعطل فلو النوع، أفراد فةخل النسب حبفظ أريد إن وأما... النفوس حفظ يعادل ألنه الكليات من عده يف شبهة الزنا وحرم األنكحة، قواعد شرعت ألجله الذي وهو أصله إىل النسل انتساب حفظ

ضرورة من باألمة ليس إذ واضح، غري الضروريات من عده إن: يقال فقد احلد، وفرض أمرهم وانتظام النوع أفراد وجود يف ضرورا وإمنا عمرو، ابن هو زيدا أن معرفة إىل

يزيل أصله إىل النسل انتساب يف الشك أن وهي عظيمة، مضرة احلالة هذه يف ولكن وصالحه بقاؤه فيه مبا عليه، والقيام عنه الذب على الباعث اجلبلي امليل األصل من

على االستغناء مبلغ يبلغوا أن إىل األطفال على واإلنفاق بالتربية وعقله جسده وكمال ما كفاية باألطفال األمهات قيام ألن الضرورة، مبلغ تبلغ ال مضرة وهي العناية،

جوانبه تفكيك إىل بالنظر املعىن ذا النسب حفظ فيكون النسل، من املقصود لتحصيل عواقب اجلوانب هذه جمموع من حفظه لفوات كانت ملا ولكنه احلاجي، قبيل من

حفظ علماؤنا اعترب العائلة دعائم به وتنخرم األمة، نظام أمر هلا يضطرب سيئة كثرية .)١٠١٢() الزنا حد يف التغليظ من الشريعة يف ورد ملا الضروري من النسب

فقده انقطاع الوجود ويرى الدكتور اليويب أن النسل ضروري ألنه يترتب على اإلنساين وإائه، وخراب العامل وفساده.

حلفظ النسل ألنه ال يتم مقصود النسل إال به أي هو أما النسب فهو مكمل مكمل للضروري.

حلفظ النسب، فيكون مكمل مكمل حفظ النسل. أما حفظ الفرج فهو مكمل

.٣٠٥-٣٠٤/عاشور ابن/الشريعة مقاصد _ ١٠١٢

٣٣٤

فساد يربو على أو هو مقصد ضروري مستقل ملا يترتب على عدم حفظه من .)١٠١٣(الفساد احلاصل من عدم حفظ العقل واملال والنسل

املصطلحات هذه أنكما يقول صاحب كتاب مقاصد الشهادات واحلقيقة . نسيب بشكل اجلميع خيتل منها واحدة فباختالل بعضها، عن تنفك ال ومترابطة متالزمة

مكمل النسب وحفظ والنسل، احلرث حمل ألنه النسب حلفظ مكمل فالفرج .)١٠١٤( مكمل املكمل ومكمل النسل حلفظ

حفظ يتم حبفظها واليت تنتهك أن من واألعراض األنساب حتفظ الفروج فبحفظ الضروري على حمافظتها يف واحد وهـدف واحدة صلة ذات األلفاظ هذه فكل النسل .)١٠١٥(النسل وهو

اعتربنا إذاف للنسل ضابط النسب أن يل يظهر الذي: ( إمحيدان الدكتور يقول ضبط النسب فإن االجتثاث، من ومحايته البشري النوع على احلفاظ منه املقصود النسل

األصل منضبط منتظما مدنيا ليعيش اتمع على واحلفاظ االختالط، من النسل هلذا يدل ما واإلشهاد الشهود من الزواج عقد يف شروطا اإلسالم يشترط هنا من والفرع،

وال األنساب اختالط من منعا الفرج على االعتداء منع وكذلك بالنس أمهية على اهلرج العامل سيسود إن األسرية، للعالقات الضابطة القيود من منحل جمتمع تصور ميكننا

هذا من إليه نظرنا فإذا، البهائم حياة من احنطاطا أكثر جمتمعا وسيكون واملرج، .)١٠١٦() مكمالا من وليس رياتالضرو من النسب حفظ أن خيفى ال االعتبار،

. ٢٥٤مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة / ينظر: -١٠١٣

.١٥٥_ ينظر: مقاصد الشهادات/١٠١٤ .١٥٧ينظر : املرجع السابق/ -١٠١٥ .١٨٣-١٨٢مقاصد الشريعة/إمحيدان/ -١٠١٦

٣٣٥

للمجتمع ليعيش مدنيا وحافظ ، للنسل من االختالط والذي يظهر يل أن النسب ضابطمنتظما، وقد شرع اإلسالم شروطا يف عقد النكاح من الشهود واإلشهاد مما يدل على

نا أمهية النسب، كما منع االعتداء على الفروج منعا من اختالط األنساب، ولذلك فأأرى عد حفظ النسب من الضروريات ملا يترتب من اختالله اإلخالل بنظام اتمع وتفككه، وكذلك حفظ الفرج من الضروريات ملا يؤدي التفريط به من ضياع للنسل

إىل والنسب معا وملا جيلب االعتداء على الفروج من املشاحنات بني الناس ويؤدي بعد ذكر ما سبق أن أعرب عن هذا املقصد بالعبارة وميكنينفساد يودي باتمع واألمة ،

التالية: ( حفظ الفرج والنسب والنسل ). حفظ الفرج والنسب والنسل. وسائل ثالثا :

. الوجود جانب من والنسب النسل حفظ - ١ إال تتحقق ال اليت النفس مصلحة على للمحافظة النسل على احملافظة أمهية تأيت الستمرار بد وال يعمرها كي األرض يف خليفة وجعله اإلنسان اهللا قخل وقد بالتناسل،

الشريعة شرعت وقد وتواصله، البشري اجلنس استمرار من التعمري وهذا اخلالفة هذه هذه على احملافظة يكفل ما الضوابط من ووضعت األحكام، من اإلسالمية .)١٠١٧(املصلحة .اجالزو لنظام متكامال تشريعا الشريعة وضعت -أ : الصحيح اإلسالمي الزواج عقد خصائص منف

.١٤٤- ١٤٣فقه املوازنات/الكمايل/ريعة يف ضوء مقاصد الشينظر: -١٠١٧

٣٣٦

عقد ألنه وذلك والتأبيد الدوام جهة على الزواج عقد يف الدخول يكون أن - حصول منه األصلي املقصود بل فحسب والشهوات الرغبات تلبية منه املقصود ليس

قحيق ذلك ألن وبقاءها الزوجية الرابطة دوام تقتضي النسل ومصلحة وبقاؤه النسل على العقد بين لو ما بعكس وتربيتهم، األوالد رعاية يف وأمت أسلم بصورة املقصود إىل النسل حاجة مع زواهلا أو األبوية االلتزامات ضعف يف سببا يكون قد الذي التوقيت

.)١٠١٨(ذلك الدوامف ،باطل فهو األعمال من الشارع قصد ما يناقض ألنه املتعة نكاح حترمي -

التوقيت إن مث ذلك، يناقض والتوقيت النكاح، مشروعية من ارعالش مقصود حيقق وهذه والرمحة، واملودة السكن التبعية، املقاصد من ألن أيضا، التبعية املقاصد يناقض سيفارق أنه واحد كل علم إذا ولكن طويلة، لفترة باآلخر ارتباطه يكون فمن تظهر

.)١٠١٩( املقصود حتقق وال ضعيفة ونتك الرابطة فإن سنة أو شهر أو أسبوع بعد صاحبه )اإلعالن: (الزواج عقد على اإلشهاد -

بالسفاح، خيتلط ال حىت األشهاد رؤوس على الزواج عقد إعالن الشرع أوجب وأنه الرجل، هذا على مقصودة صارت املرأة هذه أن اجلماعة أفراد من فرد كل وليعلم .)١٠٢٠( وآثاره العقد تبعات جلميع ومتحمال عنها، ومسؤوال هلا زوجا أصبح

اشتراط الويل يف عقد الزواج. - : صلى اهللا عليه وسلمرضي اهللا عنه قال: قال رسول اهللا عن أيب موسى األشعري

، يقول الغزايل رمحه اهللا: ( الالئق بذوات املروءات احلياء )١٠٢١(»ال نكاح إال بويل«

.٤١٨_ ينظر: املقاصد العامة/١٠١٨

.٤٢٠_ ينظر : املقاصد العامة/١٠١٩ .٤٢٠_ ينظر : املرجع السابق/١٠٢٠

٣٣٧

نزواء عن مباشرة النكاح، ففيه إظهار الشبق، وااهرة بالتشوف إىل الرجال، واال .)١٠٢٢(والشرع حيث على حماسن األخالق، ويف مباشرا بنفسها ما يناقض ذلك)

. املستقيمة التنشئة تنشأم يضمن ما احلقوق من لألوالد كفلت -ب أمرا وحضانتهم األوالد ةنفق جيعل ألن دعاه النسل على احملافظة يف الشرع حرص

وازع مبقتضى إما الضروري الواجب هذا بأداء اآلباء ويقوم واألمهات، لآلباء الزما بوازع وإما الشريعة، حبدود التهاون عن النفوس يزع الذي الدين بوازع وإما الفطرة

اهللا يزع وقد( الشريعة أحكام بتنفيذ يقوم الذي والصوجلان القهر صاحب السلطان .)١٠٢٣() بالقرآن يزع ماال السلطانب

اإلرث وقواعد والرعاية التربية ومسؤولية واحلضانة النفقة نظام من تقدم ومبا وأضمن القواعد، وأحكم املناهج بأدق النسل مصلحة على اإلسالمي التشريع حافظ

.)١٠٢٤( الوجود جانب من املقصود حتقيق يف الوسائل صلحوا إذا والصيام والصالة الكالم نحس تعليمهم النسل جتاه الواجبات منو .)١٠٢٥(هلم الصالح وجلب أمواهلم وحفظ مصاحلهم يف والسعي لذلك

. صحيح البخاري / كتاب النكاح / باب من قال : ال نكاح إال بويل -١٠٢١ .١٧١شفاء الغليل / -١٠٢٢ .٤٤٠_ ينظر : املقاصد العامة /١٠٢٣ .٤٤٥_ ينظر: املرجع السابق/١٠٢٤ . ٤٩٢وما بعدها و ٤٨٩/بن عبد السالم _ ينظر: املقاصد عند العز١٠٢٥

٣٣٨

.العدم جانب من والنسب النسل حفظوسائل - ٢

ويكون ذلك من خالل الوسائل التالية: . الزاين على احلد إقامة و ومقدماته الزنا حترمي -أ

درة كأا املرأة على وحيافظ الرذيلة، يف لوقوعل املؤدية املنافذ كل يسد اإلسالم جمتمع على للحفاظ هي إمنا السياجات هـذه وكل واحد، كـل عليها يطلع أال جيب

.)١٠٢٦( عفيف نظيف .)١٠٢٧() واألنساب النسل حفظ به إذ الزىن حد وإجياب: ( الغزايل قال

شوش أمر أما حد الزنا واللواط والقذف، فدفعا ملا يويقول يف موضع آخر: ( ويذكر الغزايل أن الزنا ، )١٠٢٨() النسل واألنساب ، ويفسد طريق التحارث والتناسل

. )١٠٢٩(ويبطل التوارث والتناصر، يشوش األنساب

.١٩١ينظر: مقاصد الشريعة/إمحيدان/ -١٠٢٦ .١/٤١٧_ املستصفى/١٠٢٧ . ١٧جواهر القرآن / -١٠٢٨ . ٢٦/ ٤اإلحياء / : ينظر -١٠٢٩

٣٣٩

وقد نبه الغزايل إىل ضرورة احملافظة على األبضاع، إذ التزاحم عليها يتسبب يف ألوالد ورعايتهم، اختالط األنساب وتلطيخ الفراش، كما يتسبب يف عدم االهتمام با

بسبب عدم معرفة اآلباء ، ومن ناحية أخرى فإن االعتداء على الفروج جيلب املشاحنة .)١٠٣٠(والتقاتل بني الناس ويؤدي إىل فساد اتمع واحنالله

ألنه لو اجتمع الناس على االكتفاء حرم الشارع اللواط :اللواط حترمي -ب .)١٠٣١(يفسد طريق التحارث والتناسلنه وألبالذكور يف قضاء الشهوات انقطع النسل،

يقوم اليت النسب آصرة يف الثقة زعزعة فيه بالزنا القذف :القذف حترمي -ج بعد اهللا بارك وال ميلكونه، ما أعز يف بالناس العار إحلاق ويف القرابة، صالت مجيع عليها

من داحل هذا مثل مشروعية تستوجب واألعراض األنساب فحماية املال يف العرض .)١٠٣٢( الناس بني الفاحشة تشيع أن حيبون الذين األفاكني، املفترين ألسنة طول

.فرض احلجاب -ديا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنني يدنني عليهن يقول تعاىل:

فنرعى أن ينأد كذل لابيبهنن جيما محغفورا ر كان اللهو نذيؤفلا ي سورة) .)٥٩األحزاب /

احلجاب تدبري يها من مغريات التربج من الوقوع يف الفاحشة أو ما يقرب إل وقائيوفيه: ستر للعورة، ودرء للفتنة، ومحاية للمرأة من أذى الفاسقني الذين واخلالعة ،

ة حلياء املرأة وإظهارها يف شكل يتسم بالعفاف، ويبعدها وفيه تقويء ، يتحرشون بالنساعن مظاهر التربج اجلاهلي، ويساعدها على االستقرار النفسي بإبعادها عن اللهث

. ١٦، وجواهر القرآن / ١٦٠ينظر : شفاء الغليل / -١٠٣٠ . ١٧، وجواهر القرآن / ٢٦/ ٤ينظر : اإلحياء / -١٠٣١ .٤٥٨ينظر: املقاصد العامة/ -١٠٣٢

٣٤٠

كما أن احلجاب يصون الرجال من أذى التربج مضطربة يف إبراز مفاتنها للرجال ، اخلواطر الشيطانية الذي قد يثري غرائزهم، كما يساعد على تطهري قلوب الرجال من

واهلواجس النفسانية اليت يأيت ا النظر إىل املتربجات، كما يساعد الرجال على كما يعمل ىل حد كبري مبا لديهم من زوجات ،االستقرار النفسي جبعلهم يرضون إ

احلجاب على تطهري اتمع من مظاهر التهتك ومظاهر اهليجانات احليوانية، وتطهري من حركات الشهوة وعوامل إغرائها ويجها، لكي تتجه قوى الوسط االجتماعي

.)١٠٣٣(الناس الفكرية واجلسدية إىل ما فيه نفع اإلنسان وخري اتمع األمر بغض البصر. -هقل للمؤمنني يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك يقول تعاىل:

) .٣٠( سورة النور/ الله خبري بما يصنعون أزكى لهم إن حترمي اخللوة باألجنبية . -و

ال عن ابن عباس رضي اهللا عنهما قال : قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: ( .)١٠٣٤()خيلون رجل بامرأة ، وال تسافرن امرأة إال ومعها حمرم

/ جملة الشريعة ١٩٤-١٩٣_ ينظر:مقاصد الشريعة يف فرض احلجاب / د. عبد ايد حممد السوسرة / ١٠٣٣

هـ. ١٤٢٥/ ٥٩والدراسات اإلسالمية / جامعة الكويت / العدد . ٥٢٣٣باب ال خيلون رجل بامرأة/ رقم / اح كتاب النك_ صحيح البخاري / ١٠٣٤

٣٤١

. آراء العلماء يف مرتلة العرض بني الضروريات :أوال األصوليني بعض فجعل الضروريات باقي بني العرض مرتلة يف العلماء اختلف

النسل بضرورة اكتفى األصوليني وبعض املال، ضرورة مرتلة يف العرض ضرورة .)١٠٣٥(العرض ضرورة عن والنسب

مبين الشريعة يف العامل أمر: ( يقول حيث تيمية ابن العرض ضرورة ذكر وممن .)١٠٣٦()واألعراض واألنساب واألبضاع واألموال الدماء يف العدل هذا ، وهو على

األنساب وهي الكليات من هو ما فمنها تتفاوت األعراض أن الزركشي وذكر إىل راجع غري األعراض من كان ما وهو دوا هو ما ومنها األموال، من أرفع فهذه

. )١٠٣٧(باألنساسادسا وهو حفظ األعراض ، فإن عادة العقالء (وذكر الزركشي أن البعض زاد

بذل نفوسهم وأمواهلم دون أعراضهم ، وما فدي بالضروري أوىل أن يكون ضروريا ، وقد شرع باجلناية عليه احلد، وهو أحق باحلفظ من غريه، فإن اإلنسان قد يتجاوز من

ينظر: مقاصد الشريعة اإلسالمية يف احملافظة على ضرورة العرض ووسائلها من خالل حماربة الشائعات -١٠٣٥

.٢٧٧م ومقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة/اليويب/١/٢٠٠٣/ دار اشبيليا السعودية/ط٩/د.سعد الششري/ .١٨/١٦٧جمموع الفتاوى/ -١٠٣٦ م.٢/١٩٩٢/ وزارة األوقاف الكويتية/ ط ٥/٢١٠البحر احمليط/الزركشي/عبد القادر عبد اهللا العاين/ -١٠٣٧

٣٤٢

أهل كان وهلذا ه،عرض على اجلناية عن يتجاوز أحد يكاد وال جىن على نفسه وماله، .)١٠٣٨() كلمة ألجل للفرسان املبيدة العوان احلرب يتوقعون ناية اجل

وذكر ما استدل به الزركشي عنها ودافع الضرورة هذه الشوكاين ذكر وقد جياوز أن أحد يكاد وال ماله، أو نفسه على جىن عمن يتجاوز قد اإلنسان فإنفقال: (

: قائلهم يقول وهلذا عرضه على جىن عمن )١٠٣٩( وعقول لنا أعراض وتسلم جسومنا تصاب أن علينا يهون عوض األديان يقول فبعضهم عددها يف العلماء اختلف: ( القرايف رمحه اهللا يقول على متفق الكل حتقيق ويف األديان يذكر وال األعراض يذكر وبعضهم األعراض،

األموال يبح مل وكذلك قط، والسب بالقذف العرض تعاىل اهللا أباح افم حترميه، وال املسكرات، بإباحة العقول وال قط، الزنا بإباحة األنساب وال والغصب، بالسرقة .)١٠٤٠() احلرم وانتهاك الكفر بإباحة األديان وال والقتل القطع بإباحة واألعضاء النفوس

رين الدكتور القرضاوي وألفمن املعاص عد العرض من الضرورياتوأيد كتابا مساه ( مقاصد الشريعة اإلسالمية يف احملافظة على الدكتور سعد الشتري .)١٠٤١(ائلها من خالل حماربة الشائعات )ضرورة العرض ووس

من العرض حفظ عد وأما( فيقول: احلاجي من فيعده عاشور ابناإلمام أما العلماء بعض محل والذي احلاجي، بيلق من أنه والصواب ،بصحيح فليس الضروري

.٢١٠/ ٥البحر احمليط/ -١٠٣٨ . ٩٠٢/ ٢_ إرشاد الفحول إىل حتقيق احلق من علم األصول / ١٠٣٩الكليات األزهرية / / مكتبة٣٩٢شرح تنقيح الفصول/شهاب الدين أمحد القرايف/ طه عبد الرؤوف سعد/ -١٠٤٠

هـ.١/١٣٩٣ط . ٥٦ - ٥٥ينظر: مدخل لدراسة الشريعة/د. القرضاوي / -١٠٤١

٣٤٣

ورود من رأوه ما هو الضروري، من عده على اجلوامع مجع يف السبكي الدين تاج مثل ولذلك حد تفويته يف وما الضروري بني املالزمة نلتزم ال وحنن الشريعة، يف القذف حد .)١٠٤٢() ضروريا احلاجب وابن الغزايل يعده مل

قذف أو قذفه، مبعىن اإلنسان عرض يف الطعن إن : (اليويب الدكتور يقولو وهو آخر ضروري على احملافظة باب من منه املنع يكون أمره يلزمه ممن أو أسالفه، أما حاجية، أو تكميلية هنا العرض على احملافظة تكون عليه فبناء النسل، أو النسب حنو أو غيبته أو ظامل أو خبيل بأنه كذمه القذف غري والذم بالشتم العرض يف الطعن حاجيا يكون وإمنا الضروري درجة إىل يصل ال أنه غري حمرما كان وإن فهذا ذلك .)١٠٤٣() فقط

: قسمني على العرض أنمن كالم الدكتور اليويب يظهر والذي، زبالتايل هو من الضروريات، املال على مقدم فهذا النسب حفظ إىل يرجع ما منه

القذف بغري اإلنسان كشتم النسب حفظ إىل يرجع ال ما ومنهأو مكمل للضروري ، وال يصل إىل مرتبة املال على يقدم ال فهذا ذلك وحنو والظلم بالبخل وكوصفه

.من احلاجي ، وهذا الرأي هو الصواب واهللا أعلمالضروري بل هو . :وسائل حفظ العرض ا ثاني

: )١٠٤٤(وضع اإلسالم عدة وسائل حلفظ العرض منها ب اآلخرين .حترمي س -١

. ٣٠٦- ٣٠٥مقاصد الشريعة/ابن عاشور/ -١٠٤٢ .٢٨٣-٢٨٢_ مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة/اليويب/١٠٤٣ ا بعدها.وم ٣٥ -١٨- ١٧-١٥_ ينظر: مقاسد الشريعة اإلسالمية يف احملافظة على ضرورة العرض /١٠٤٤

٣٤٤

.)١٠٤٥() سباب املسلم فسوق وقتاله كفر: ( صلى اهللا عليه وسلم قال رجال بالفسق أو الكفر إال ارتدت عليه مامل ال يرمي رجلوقال أيضا: (

.)١٠٤٦() يكون صاحبه كذلك حترمي الغيبة. -٢

أكل لحم أخيه ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن ي قال تعاىل: يمحر ابوت إن الله قوا اللهاتو وهمتتا فكرهيم /١٢(سورة احلجرات (

فرض عقوبة على القذف -٣والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء قال تعاىل:

ني جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقونفاجلدوهم ثمان .)٤( سورة النور/

: عقوبات ثالثة للقذف اهللا جعل وقد . جلدة مثانون وهي بدنية - . الناس أعراض يف طعنه بعد شهادته قبول عدم وهي أدبية - .اهللا طاعة عن واخلروج بالفسوق وصفه -

: )١٠٤٧(القذف حد من واحلكمة . ببعض بعضهم األقارب ثقة على احملافظة -أ

/ باب خوف املؤمن من أن حيبط عمله وهو ال يشعراإلميان كتاب صحيح البخاري /فتح الباري شرح -١٠٤٥

. ٤٨ رقم / .٦٠٤٥/ / باب ما ينهى عن السباب واللعناألدب كتاب/ فتح الباري _ ١٠٤٦ .٣٤_ احملافظة على ضرورة العرض/١٠٤٧

٣٤٥

. نسبه يف بالقدح اإلنسان تعيري دفع -ب يف للتشكيك الرجال قلوب يف الشيطان يلقيها اليت الوسواس رفع -جـ . زوجام تتعود بالزنا بالقذف احلديث يكثر عندما فإنه الفاحشة انتشار من احلد - د .القلوب من واستبشاعها إنكارها ينعدم مث اجلرمية هذه ذكر القلوب .فرض عقوبة تعزيرية على من قدح يف آخرين فيما دون القذف -٤ املرء ألن للمنكرات إظهار ذلك يف ألن وتروجيها الشائعات إثارة حترمي -٥

قلبه يف الفعل هذا استنكار خيف معينا منكرا يفعلون بأم كثري خلق عن يسمع عندما . عليه اإلقدام على حيمله مما

الذين إن: (( تعاىل قال الفاحشة، إشاعة من الشائعات ترويج اهللا جعل لذلك( )) يف الذين آمنوا هلم عذاب أليم فلي الدنيا واآلخرة الفاحشة تشيع أن حيبون )١٩النور /

فاسق جاءكم إن آمنوا الذين أيها يا(( بقوله : الشائعات من بالتثبت اهللا وأمر املغرضة اإلشاعات على الرد يف الشريعة رغبت ، كما ) ٦(احلجرات / ))افتبينو بنبأ .الشبهة مواطن جتنب خالل من نفسه عن الشائعات إبعاد إىل املسلم و،

٣٤٦

أوال: تعریف المال.: ( هو ما مييل إليه طبع اإلنسان وميكن عرفت جملة األحكام العدلية املال بأنه

.)١٠٤٨(ادخاره إىل وقت احلاجة، منقوال أو غري منقول ) بل واالستغالل لالقتناء مباح لالنتفاع، صاحل مال كل يعترب ال اإلسالمي الشرع

واخلرتير كاخلمر وادخاره متلكه له جيوز وال للمسلم به االنتفاع يباح ال ما األموال من غرم ال ،حمترمة غري ملكية لذلك املسلم وملكية به، االنتفاع مباح غري فهذا وحنوها،

ألن املسلم، حق يف متقوم غري ماال املال من النوع هذا ويسمى يده، يف أتلفه ما على .)١٠٤٩( بقيمته له يعترف ال الشارع

.مقاصد المال ومصالحھ من ثانیا: ما وإذا والدنيا، الدين ملصاحل وسيلة بدا،أ غاية ليس وسيلة احلقيقة يف واملال

عظيم لشر وسيلة يكون فإنه احلالل طريق يف وإنفاق حالل، كسب كونه عن خرج يناقض أن إما باملال عالقته حيدد الذي هو اإلنسان ومسلك ، واآلخرة الدنيا يف

من ، وشرجهمن و : ( املال خريرمحه اهللا يقول الغزايل)١٠٥٠(يوافقه أو الشارع مقصودومما يساعد على اجتناب شره، وتوقي مسه أن يعرف املقصود منه، ومل خلق، وجه ،

. )١٠٥١(حىت ال يعطيه من مهته أكثر مما يستحق، وأن يراعي جهة دخله فيتجنب احلرام)

. ١٠_ جملة األحكام العدلية / ١٠٤٨ .٤٧١-٤٧٠قاصد العامة/ينظر: امل -١٠٤٩ . ٢٨٦- ٢٨٥ينظر: أمهية املقاصد/ -١٠٥٠

بتصرف يسري. ٢٩٩/ ٣اإلحياء / -١٠٥١

٣٤٧

فاملال ( مثله كمثل احلية فيها سم وترياق وفوائده ترياقه، وغوائله مسومه، فمن عرف .)١٠٥٢(مكنه أن يتحرز من شره ويستدر من خريه ) غوائله وفوائده أ

)١٠٥٣(و مصاحل املال تنحصر يف ثالثة أنواع: أن ينفقه على نفسه إما يف عبادة أو يف االستعانة على عبادة، أما العبادة .١

فكاحلج واجلهاد، فإنه ال يتوصل إليهما إال باملال، ومها من أهم القربات، وأما املطعم وامللبس واملسكن واملنكح وضرورة ما يقويه على العبادة فذلك هو

املعيشة، فإن هذه احلاجات إذا مل تتيسر كان القلب مصروفا إىل تدبريها فال يتفرغ للدين، وما ال يتوصل إىل العبادة إال به فهو عبادة، فأخذ الكفاية من

الدنيا ألجل االستعانة على الدين من املصاحل الدنيوية .وهو أربعة أقسام: الصدقة واملروءة ووقاية العرض وأجرة ما يصرفه على الناس .٢

االستخدام، أما الصدقة فإن ثواا ال خيفى على أحد، وأما املروءة: فهي ما يصرفه من املال يف الضيافة، واهلدايا، واإلعانة وحنو ذلك وهذا من املصاحل

و الدينية، إذ به يكسب اإلخوان واألصدقاء ، وبه يكسب صفة السخاء وهأيضا مما يعظم الثواب، أما وقاية العرض يقصد ا بذل املال لدفع شر السفهاء والشعراء وحنوهم وقطع ألسنتهم، وأيضا فيه منع للمغتاب من معصية الغيبة، وأما االستخدام فهو مهم، ألن من األعمال اليت حيتاج إليها اإلنسان

أوقاته وتعذر عليه سلوك لتهيئة أسبابه الكثرية، ولو توالها بنفسه ضاعت سبيل اآلخرة بالفكر والذكر الذي هو أعلى املقامات.

. ٣٠١/ ٣اإلحياء / -١٠٥٢ وما بعدها. ٣٠١/ ٣ينظر : املصدر السابق / -١٠٥٣

٣٤٨

ما ال يصرفه إىل إنسان معني، ولكن حيصل به خري عام كبناء املساجد .٣ والقناطر، والرباطات، واملستشفيات وغري ذلك من أنواع اخلريات.

لعاجلة كاخلالص هذه هي مجلة مصاحل املال الدينية، وهي غري ما يتعلق باحلظوظ ااد بني الناس، وكثرة اإلخوان ومن ذل السؤال، وحقارة الفقر، والوصول إىل العز

جيلبه املال من املصاحل واألصدقاء والوقار، والكرامة يف القلوب، فكل ذلك ما .)١٠٥٤(الدنيوية

:)١٠٥٥(للمال عدة مفاسد وهيكما أن اء أعظم من فتنة الضراء، أنه يدعو إىل املعاصي فإنه ميكن منها، وفتنة السر .١

والصرب مع القدرة أشد. أنه يدعو إىل التنعم باملباحات، فينبت على التنعم جسده وال ميكنه الصرب عنه، .٢

وذلك ال ميكن استدامته إال باالستعانة باخللق وااللتجاء إىل الظلمة، وذلك يدعو إىل النفاق والكذب والرياء والعداوة والبغضاء .

كر اهللا الذي هو أساس السعادة األخروية. أنه يلهي عن ذ .٣

: مقاصد النقود. ثالثامن نعم اهللا تعاىل خلقه الدراهم والدنانري فبهما قوام الدنيا، ومها حجران ال منفعة

ما، ولكن يضطر اخللق إليهما، من حيث إن كل إنسان حمتاجيف أعيا إىل أعيان كثرية د يعجز عما حيتاج إليه، وميلك ما يستغين عنه فال يف مطمعه وملبسه وسائر حاجاته، وق

وال بد يف مقدار العوض من تقدير، فخلق اهللا تعاىل الدنانري والدراهم بد من معاوضة ،

. ٣٠٢/ ٣ينظر : اإلحياء / -١٠٥٤اإلمام أبو حامد الغزايل / أصول الدين /وما بعدها ، واألربعني يف ٣٠٢/ ٣ينظر : املصدر السابق / -١٠٥٥

م.١٩٩٤/ دار البلخي / ١٢٧/ حممود بيجو

٣٤٩

حاكمني ومتوسطني بني سائر األموال حىت تقدر األموال ما، فيقال هذه السلعة . )١٠٥٦(تساوي مئة وتلك تساوي مخسني

بني الناس بالعدل، لتتداوهلا األيدي، وتكون حاكمةفإذن النقود خلقها اهللا وحلكمة أخرى، هي التوسل ا إىل سائر األشياء، ألن الذهب والفضة عزيزان يف أنفسهما وال غرض يف أعياما، ونسبتهما إىل األموال نسبة واحدة فمن ملكها كأنه

وكاحلرف ال معىن ملك كل شيء، فالنقد كاملرآة ال لون هلا، ولكنها حتكي كل لون، الثاين للنقد وله مقاصد وحكم له يف نفسه وتظهر به املعاين يف غريه، فهذا هو املقصد

.)١٠٥٧(أخرى فكل من عمل فيهما عمال ال يليق باحلكم واملقاصد اإلهلية، فقد كفر نعمة اهللا

حاكم تعاىل فيهما، فمن كرتمها فقد ظلمهما وأبطل مقاصدها، وكان كمن حبس .)١٠٥٨(املسلمني يف سجن ميتنع عليه احلكم بسببه، ألنه إذا كرت فقد ضيع املقاصد

وكل من اختذ الدراهم والدنانري آنية فقد كفر نعمتهما، وكان كمن استخدم من حكام املسلمني يف احلياكة والفالحة اليت يقدر عليها كل أحد، حىت يتعطل حاكما

. )١٠٥٩(احلكم وذلك أشد من احلبسكل من عامل معاملة الربا على الدراهم والدنانري فقد كفر النعمة وظلم، ألما و

خلقا لغريمها ال لنفسهما، إذ ال غرض يف عينيهما، فإذا اجتر يف عينيهما فقد اختذمها .)١٠٦٠(، إذ طلب النقد لغري ما وضع له ظلم مقصودا على خالف وضع احلكمة

. ٢٠٨، واألربعني يف أصول الدين / ١١٥/ ٤و ٣٥٦/ ٣و ٢٤/ ١نظر : اإلحياء / ي -١٠٥٦ . ٨٠/ ٤/ اإلحياءنظر : ي -١٠٥٧ . ٢٠٩ – ٢٠٨، واألربعني يف أصول الدين / ١١٦/ ٤/ املصدر السابقنظر : ي -١٠٥٨ . ٢٠٩ – ٢٠٨، والثاين / ١١٦/ ٤نظر : املصدرين السابقني : األول / ي -١٠٥٩

٣٥٠

المال.ا: وسائل حفظ مقصد رابع األمة غري أيدي إىل اخلروج ومن، اإلتالف من األمة أموال حفظ هو املال حفظ

األموال حفظ إن مث ،عوض بدون التلف عن املعتربة املال أجزاء وحفظ ، عوض بغري جزئه حبصول الكل حصول حيصل وبـه األمة مـال حفظ إلـى يـؤول الفردية

)١٠٦١( . . الوجود جانب من املال حفظوسائل - ١

من وسائل حفظ املال من جانب الوجود ما يلي: .عليها واحلث املشروع التكسب طرق بيان - أ

هو :يقول تعاىل ، اهللا رزق لتحصيل األرض يف السعي علىاهللا تعاىل حثو هقزن ركلوا ما وبهاكني موا فشذلوال فام ضالأر ل لكمعي جالذ هإلي

ورشالن /١٥( سورة امللك( الثروة إلجياد طريق أيضا وهو ، األرض منافع معظم ستخراجال وسيلة العملف

تدبري من للتمكن العقل فسالمة اجلسم، وصحة العقل، وسالمة وقوامة االجتار مبثل ومنه ، اناحليو واستخدام اآلالت استعمال مثل التدبري لتنفيذ والصحة اإلثراء، طرق

هو(( : فقال به تعاىل اهللا امنت وقد والسلع، األقوات جللب والسفر والزرع الفرس يف يضربون وآخرون: (( وقال ). ٢٢يونس :( )) والبحر الرب يف يسريكم الذي

يسد ما إجياد معاجلة فهو الكسب أما )٢٠املزمل /( )) اهللا فضل من يبتغون األرض

. ٢٠٩ – ٢٠٨، والثاين / ١١٦/ ٤نظر : املصدرين السابقني : األول / ي -١٠٦٠ . ٣٠٤_ ينظر : مقاصد الشريعة/ابن عاشور/ ١٠٦١

٣٥١

- األرض: ثالثة التكسب وأصول الغري، مع باملراضاة أو البدن بعمل إما احلاجة، ).)١٠٦٢( املال رأس -العمل

فقد شرح القرآن تنظيم امللكياتو املشروعة املال إنفاق وجوه حتديد -بقانون االختصاص باألموال يف آيات املبايعات ، و الربويات، و املداينات، وقسم

م، والصدقات واملناكحات، وعرف املواريث ، و مواجب النفقات، وقسمة الغنائ . )١٠٦٣(كيفية ذلك التخصيص عند االام باالقراريات ، وباألميان والشهادات

.العدم جانب من املال حفظ - ٢ حلفظ املال من جانب العدم عدة وسائل منها:

التعامل وتنظيم بالعدل، األفراد على ويوزعها األمة أموال حيفظ نظام وضع - أ .العدل أساس على الناس بني

وتقوية األمة نظام حلفظ جاءت بشريعة يظن ما( : رمحه اهللا عاشور ابن يقول واالهتمام، االعتبار من العايل املكان نظرها يف األمة لثروة يكون أن إال وعزا شوكتها

وثروا، األمة مبال العناية على الدالة والسنة القرآن من الشريعة أدلة استقرينا وإذا كثرا تفيدنا كثرية أدلة ذلك من جند نوائبها، وقضاء أعماهلا قوام به أنه إىل ةواملشري

.)١٠٦٤() به يستهان ال حظا الشريعة نظر يف للمال بأن يقينا وجه وعلى اجلملة وجه على إليه ينظر األمة بني يدال الذي فاملال( : أيضا ويقول

شأن فمن الغري، عن بالغىن هاعلي عائد لألمة حق اجلملة وجه على فهو التفصيل،

. ٤٦٣-٤٦٢/ املرجع السابقينظر: -١٠٦٢ . ١٦هر القرآن / _ ينظر : جوا١٠٦٣ .٤٧٠ / ابن عاشور/مقاصد الشريعة -١٠٦٤

٣٥٢

وتعني املستطاع، بقدر األمة بني موزعا حيفظه بأسلوب إدارته نظام تضبط أن الشريعة أو خاصة أفرادا مباشرة به املنتفع كون عن النظر بقطع بأعواضه، أو نفسه يف منائه على

جزء كل باعتبار التفصيل وجه على إليه وينظر كربى، أو صغرى مجاعات أو طوائف .)١٠٦٥() ملكتسبيه راجعا حقا منه

. هلم وظلم اآلخرين حقوق على اعتداء فيها اليت الكسب وسائل منع -٢ والغش وامليسر والربا السرقةغري املشروع ك الكسب وسائلمنع الشارع من

الضروريات احتكارو، بالربا التعامل و واخلرتير، اخلمر يف التجارةو والرشوةويف ذلك بالباطل الناس موالأل أكلو إضرار من يترتب ما على ناءبسعار والتالعب باأل

. )١٨٨( البقرة / )) بالباطل بينكم أموالكم تأكلوا وال(( : تعاىليقول أكل مال اليتيم، والغصب، وأخذ الوديعة باليمني الغموس كما حرم اإلسالم

.)١٠٦٦( يف حترميهاال جيوز أن ختتلف الشرائع وجعلها من الكبائر اليت هدم عامل ال اتمع يف بناء عامل املال بقاء لضمان) حد( عقوبة وضع -٣

وظيفته عن باملال ينحرفون من على تقام اليت والتعازير الطريق قطع وحد السرقة كحد: ( وإجياب زجر الغصاب والسراق، إذ به رمحه اهللا يقول الغزايل، الصحيحة

.)١٠٦٧(هي معاش اخللق، وهم مضطرون إليها) حيصل حفظ األموال اليت ، شهادة ذلك سبيل يف املوت واعترب احملترمة األموال عن الدفاعاإلسالم شرع -٤

. ٤٥٦/ اإلسالمية _ مقاصد الشريعة١٠٦٥ . ٢٦/ ٤ينظر : اإلحياء / -١٠٦٦ .٤١٧/ ١_ املستصفى / ١٠٦٧

٣٥٣

، و أمر باملال التصرف حيسن ال من على احلجر، وشرع والتبذير اإلسراف حرميو ، إىل غري ذلك من التعاليم واألحكام.بالرهن أو بالكتابة الدين توثيقب

الخاتمة . احلمد هللا الذي بنعمته تتم الصاحلات، والصالة والسالم على سيدنا حممد وعلى آله وأصحابه أمجعني، وبعد، فقد وصلت إىل اية هذه اجلولة العلمية يف مقاصد الشريعة يطيب يل أن أثبت أهم النتائج اليت توصلت إليها يف هذا البحث، وأعقبها

ببعض التوصيات. ائج البحث فهي:أما أهم نت

الغايات اليت قصدها الشارع من وضع الشريعة، مقاصد الشريعة هي: إن أوال: - واملعاين واحلكم امللحوظة عند كل حكم من أحكامها، واليت حتقق مصاحل العباد

يف الدنيا واآلخرة. - أفرادا وأسرا ومجاعات وأمة ستغين عنها مسلم حبال، سواء إن معرفة مقاصد الشريعة مهمة جدا ال ي ثانيا:

وأمهيتها للداعية مؤكدة ليبني للناس أهداف الشريعة ، أكان متخصصا أم غري متخصصويرغبهم ا، ويشوقهم إىل تكاليفها، وأمهيتها للفقيه واتهد آكد وذلك ألنه يتوصل

ة من خالهلا إىل: فهم النصوص وتفسريها ومعرفة دالالا ، و الترجيح بني األدلاملتعارضة والتوفيق بينها ، ومعرفة احلكم الشرعي للمسائل املستجدة ،و التخفيف من غلواء التقليد والتعصب املذهيب ، والترجيح بني أحاديث اآلحاد عند تعارضها ، و

. توجيه الفتوى إىل ماحيقق مقاصد الشارع

٣٥٤

نية والشمول والكمال والوضوح ملقاصد الشارع عدة خصائص وهي الربا ثالثا: والتوازن والوسطية والعملية والفطرية والثبات .

إن انطالقة الفقه املقاصدي بدأت من كتاب اهللا وسنة رسول اهللا صلى اهللا عليه رابعا:وسلم ، حيث حددا معامل املقاصد، وأنارا الطريق للباحثني عنها، مث كان الجتهادات

ظر يف املقاصد أبلغ األثر يف تطوير املقاصد، مث كان عهد املذاهب الصحابة املستندة إىل النالفقهية األربعة واليت اعتمدت على املقاصد يف الكثري من اجتهاداا، مث ظهر علماء أفذاذ

القيم ، والشاطيب، ، والقرايف ، وابن تيمية وابن كاجلويين، والرازي، والعز بن عبد السالمالذين كان هلم دور كبري يف دفع عجلة املقاصد حنو األمام ، مث توقفت عجلة التقدم قرونا

الذي أحيا علم املقاصد من جديد، مث تتابعت حىت ظهر اإلمام حممد الطاهر بن عاشور الشريعة. البحوث األكادميية املتخصصة يف علم مقاصد

للمقاصد عالقة وثيقة باألدلة الشرعية من القرآن ، والسنة ، واإلمجاع خامسا: والقياس ، واالستحسان، واملصاحل املرسلة ، والعرف ، وسد الذرائع .

يرى الباحث أنه ميكن إفراد موضوع املقاصد بالتأليف والبحث وجعله فرعا سادسا:فروع العلم ، إذ إن إفراده بالبحث والدراسة يسهم يف من فروع الشريعة أسوة بغريه من

الكشف كوامنه وأسراره ويلفت األنظار إليه، وإيصاله إىل درجة النضج ، أما إمكانية صريورته منهجا الستنباط األحكام حيل حمل أصول الفقه أو يكون موازيا له فغري مسلم،

املقاصد مبباحث األصول وإعطائها وأفضل عمل هو ما قام به الشاطيب من دمج مباحث مكانة بارزة فيها حبيث تصري روحا يسري فيه، فمباحث املقاصد مكملة ملباحث األصول

وليست بديال عنها.للمقاصد عالقة وثيقة بالفقه ، فالفقه يف الدين ال يتحقق إال بالعلم بباطنه سابعا:

اء ا الدين ، وهلذا عد العلم مبقاصد وسره، وأول ما يشمل هذا: العلم باملقاصد اليت ج

٣٥٥

الشريعة وأسرارها هو لباب الفقه يف الدين ، ومن وقف عند ظواهر النصوص ومل ينظر يف حقائقها وأعماقها ويتعرف على أهدافها وأسرارها، فال أحسبه قد فقه يف الدين وعرف

حقيقة الدين.وجل، لإلنابة إىل دار اخللود، مقصود العبادات تأكيد األنس بذكر اهللا عز ثامنا:

والتجايف عن دار الغرور، واملقصود من تنوعها زيادة التأثري يف التذكري، ومنع املالل عن القلب الذي تسببه املداومة على نوع واحد، ألن املداومة على نوع واحد من العبادات

جتعله من العادات فيقل أثره يف القلب.ن مقاصد الشريعة يف األموال وهي: الرواج ، و التداول ، ذكر العلماء عددا م تاسعا:

و الوضوح، و العدل فيها، و احملافظة عليها من االعتداء، وثباا ، وقد جاءت العديد من التشريعات للحفاظ عليها وحتقيقها.

من مقاصد الشريعة يف األحوال الشخصية تكوين األسر السليمة ، واستمرار عاشرا:اإلنساين بوسيلة نظيفة، وتوفري السعادة األسرية املعنوية منها واملادية، وضبط بقاء النوع

العالقات بني األقارب واألرحام ، ودفع الفساد واإلضرار عن األفراد واألسر واتمعات.املقصد الذي يسعى القضاء إليه هو حتقيق العدل وإقامة القسط ، حادي عشر:

،واحملافظة على األنفس واألموال ومنع الظلم والطغيان ، وحفظ احلقوق واستتباب األمنوإقامة القصاص واحلدود واالحكام ، واألخذ على يد اجلناة ومعاقبتهم على ما جنت أيديهم ، دف منعهم من العودة إىل هذا العمل احملرم ، ومنع غريهم من اإلقدام على مثله

ومنع االعتداء عليها.، كما وجد القضاء للحفاظ على حقوق اآلخرين من مقاصد اإلمامة والسياسة الشرعية حفظ الدين وصيانته وتدعيمه ثاين عشر:

وتقويته وترسيخه يف نفوس الناس ويف واقع احلياة ، و حفظ األمن وحراسة النظام واستدامة االستقرار النفسي واالجتماعي ، حفظ العقول واألذهان بإحيائها بنور اهلدى

٣٥٦

وم النافعة وبتحييدها عن سائر ما خيدر العقل اإلنساين ويعطله ويغيبه ، و حتقيق القومي والعل العدل واملساواة والشورى والرمحة واحلكمة.

هو مثار الرتاع بني الفقهاء، وعلماء الكالم، وحجر األساس إن التعليل ثالث عشر: واالستنباط، وعلى فهمه رة االجتهاديف صرح االختالف، ونقطة االرتكاز يف حمور دائ

تتوقف معرفة أسرار الشريعة وحكمها، وبالوقوف على حقيقته وسرب غوره تتجلى مدارك األئمة ويظهر اء الشريعة وحكمها، ويسهل دفع شبه الطاعنني عليها باجلمود، وعدم

مسايرا للزمن. قسمني:سب تعليلها إىل تنقسم األحكام الشرعية حبرابع عشر:

وهـي العبـادات األحكام اليت يغلب فيها التحكم ، ويندر فيها اتباع املعـاين .١ واملقدرات الشرعية.

، ويندر فيها التحكم، وهـي مـا سـوى األحكام اليت يغلب فيها اتباع املعاين .٢ واملعامالت واجلنايات والضمانات. العبادات واملقدرات، كاملناكحات

اختلف الناس يف الطرق املوصلة إىل املقاصد، وتفرقوا يف ذلك إىل عـدة خامس عشر:فرق: ففريق يرى أن السبيل إىل معرفة مقاصد الشرع منحصر يف ظواهر النصوص، وكـل

تحق ــذا حبث عنها يف غري هذه الظواهر تزيد يف الدين، وهذه وجهة نظر الظاهرية، ويلالفريــق يف عـصرنا الظاهرية اجلدد الذين يعنون بالنصوص اجلزئية ويفهموـا فهمـا حرفيا، مبعزل عما قصده الشارع من ورائها ، وهؤالء ورثوا عن الظاهرية القدماء احلرفيـة

واجلمود، وإن مل يرثوا عنهم سعة العلم، والسيما فيما يتصل باحلديث واآلثار. معان باطنة وفريق يرى أن للنصوص ظواهر وبواطن، واملقاصد احلقيقية إمنا هي قائمة يف

نية.فإذا أردنا استشكاف هذه املقاصد فعن طريق هذه املعاين الباطنة، وهذه وجهة نظر الباط

٣٥٧

تنون مبقاصد وهم الذين يزعمون أم يع املعطلة اجلددويلتحق بفريق الباطنية يف هذا العصر هم يف ريعة، وروح الدين، مع إغفاهلم لنصوص القرآن والسنة، وهؤالء هم أدعياء التجديد، والش

احلقيقة دعاة التغريب والتبديد.

وفريق ال يهملون النصوص اجلزئية من كتاب اهللا ومن صحيح السنة، ولكنهم يفقهـون هـذه وهلا واجلزئيات إىل كلياـا، النصوص يف إطار املقاصد الكلية ويف ضوئها، ويردون الفروع إىل أص

واملتغريات إىل ثوابتها، معتصمني بالنصوص القطعية يف ثبوا وداللتـها، وهـم أهـل التوسـط واالعتدال وهم مجهور العلماء والسواد األعظم من هذه األمة.

سادس عشر: مسالك الكشف عن املقاصد هي: االستقراء، واالستخالص املباشر ملقاصد الشارع

ل اهر النصوص، واستخالص املقاصد من السياق واملقام ، واستخالص املقاصد من خالمن ظو، ، و العقل، والتجارب معرفة علل األحكام. واإلقتداء بفهم الصحابة وفقههم ، و اإلمجاع

وسكوت الشارع.

سابع عشر: املقصد العام هو حترير العقل البشري من التقليد واخلرافات ليتعرف على اهللا وعلى ياته العامة شرعه الذي يدعوه لتحقيق كل ما فيه صالحه ويدفع عنه كل مفسدة، ليطبقه يف ح

.واخلاصة فيحفظ نظام األمة ويستدمي صالحها ويعمر األرض بالعدل واخلري والصالح

ثامن عشر: هناك عدة تقسيمات للمصاحل من عدة اعتبارات، فهي تقسم بالنظر إىل زمن حصوهلا وقع حصوهلا إىل إىل دنيوية وأخروية، وبالنظر إىل مشوهلا إىل عامة وأغلبية وخاصة، وبالنظر إىل ت

ة وعرفية، وبالنظر إىل قطعية وظنية وموهومة ، وبالنظر إىل ما حيققها يف نفسها إىل حقيقية واعتباري

٣٥٨

رورية وحاجية رجتها يف القوة إىل ضاعتبار الشرع هلا إىل معتربة وملغاة ومرسلة، وبالنظر إىل دنظر إىل حكم حتصيلها األصالة والتبعية إىل أصلية وتبعية، وبالوحتسينية ومكمالت ، وبالنظر إىل

ومباحة ومندوبة إىل واجبة.

تاسع عشر: إن القاعدة املقاصدية هي ما يعرب به عن معىن عام، مستفاد من أدلة الشريعة املختلفة، واعد عدة أقسام هلذه الق ، وهناك رادة الشارع إىل إقامته من خالل ما بين عليه من أحكاماجتهت إ

، قواعد مقصدية، القواعد احملددة لضوابط املصلحة ، القواعد املتعلقة مبعرفة املقاصد املقاصد منها:القواعد ة املصاحل،قواعد مقصدية تبني العالقة بني قصد الشارع وإقام مبينة ألقسام املصاحل ،

دد جمال النظر املقصدية املبينة لألصول اخلمسة ، و قواعد املتعلقة مبقاصد املكلفني ،و قواعد حت املقاصدي.

عشرون : املقاصد الضرورية قطعية، اتفقت األمة وسائر امللل على احملافظة عليها وحترمي تفويتها، فالنفس فالعقل فالنسل فاملال). وهي مرتبة على الشكل التايل: (حفظ الدين

واحد و عشرون :املقاصد الضرورية ال تنحصر يف املقاصد اخلمسة املشهورة بل جيوز أن يزاد ن عليها مقاصد أخرى ، كالعدل ، واحلرية والسماحة ، وحفظ العرض، كما ميكن أن ننتقل م

سرة واألمة رية يف جمال األاملقاصد اخلمسة اليت روعي فيها اجلانب الفردي إىل املقاصد الضرو واإلنسانية.

ثاين و عشرون : وضعت الشريعة العديد من التشريعات حلفظ املقاصد الستة من جانب الوجود ، ومن جانب العدم.

٣٥٩

ليات هذه أهم النتائج اليت توصلت إليها من هذا البحث، ويف اية هذا البحث أوصي ك يف بناء د ضمن مناهجها املقررة، ملا هلذه املادة من دور كبريالشريعة والدعوة بإدراج مادة املقاص

طرف. الفكر املقصدي املوجه املعتدل، واالبتعاد عن الفكر العشوائي والفكر اجلامد واملت

من الفقه البد من تأصيلها والكتابة عنها كفقه وال بد من اإلشارة كذلك إىل أن هناك أنواعا ، وفقه املوازنات، وقد كتبت فيها أطروحيت للدكتوراه.األولويات

كما أشري إىل ضرورة تقعيد التراث املقاصدي، وقد قمت بذكر عدد من قواعد املقاصد عند الغزايل والشاطيب وابن تيمية ، وال بد من استخراج قواعد املقاصد عند غريهم من علماء

األمة الكبار.د اهللا سبحانه وتعاىل على ما أكرمين به من إمتام هذا البحث، ويف اخلتام ال يسعين إال أن أمح

فما كان فيه من صواب فمن اهللا، وما كان فيه من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، فاحلمد هللا أوال وآخرا، والصالة والسالم على سيدنا حممد رسول اهللا.

الدكتور: عمر جبه جي

اإلمارات. -العني

٣٦٠

واملراجعفهرس املصادر أوال: القرآن الكرمي برواية حفص عن عاصم.

ثانيا: كتب التفسري . .م ١٩٩٧/ ٢التفسري الكبري / الفخر الرازي / دار إحياء التراث / بريوت / ط .١

.١٣٧٥/ ٣تفسري املنار / رشيد رضا / مطبعة حممد علي صبيح / مصر / ط .٢

لغزايل / املركز العريب للكتاب / جواهر القرآن / اإلمام حممد بن حممد أبو حامد ا .٣ دمشق.

م. ٢٠٠٠ /٣ط /دار الشروقع القرآن العظيم: يوسف القرضاوي/كيف نتعامل م .٤

ثالثا: كتب احلديث وشروحه. اجلامع الصحيح (سنن الترمذي): أبو عيسى حممد بن عيسى بن سورة/ حتقيق أمحد .٥

.م ١٩٣٨شاكر/ مكتبة مصطفى البايب احلليب/

( صحيح البخاري ) : حممد بن إمساعيل البخاري / حتقيق حمب الدين صحيحاجلامع ال .٦ هـ.١٤٠٠/ ١اخلطيب وترقيم حممد فؤاد عبد الباقي/ املطبعة السلفية / ط

م.١٩٩٥ /الرياض /مكتبة املعارف /سلسلة األحاديث الصحيحة: حممد ناصر الدين األلباين .٧

ه / حتقيق ناصر الدين األلباين /مكتبة سنن ابن ماجة /حممد بن يزيد القزويين ابن ماج .٨ .١املعارف / الرياض / ط

٣٦١

: أبو داود السجستاين /حممد صاحل الراجحي / بيت األفكار الدولية/ عمان سنن أيب داود .٩ / األردن.

سنن النسائي الصغرى / اإلمام أبو عبد اهللا النسائي / دار املعرفة / بريوت . .١٠

سني البيهقي / حتقيق حممد عبد القادر عطا / دار الكتب السنن الكربى : أمحد بن احل .١١ م.٢٠٠٣/ ٣العلمية / ط

م. ١٩٩٦/ ١صحيح مسلم بشرح النووي / اإلمام أيب زكريا النووي / دار الفكر / ط .١٢

.م١٩٩٨بيت األفكار الدولية / صحيح مسلم / اإلمام مسلم بن احلجاج / .١٣

الين / عبد العزيز بن باز / نشر فتح الباري شرح صحيح البخاري / ابن حجر العسق .١٤ رئاسة إدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد / اململكة العربية السعودية.

املوطأ / اإلمام مالك بن أنس / برواية حيىي بن حيىي الليثي / مؤسسة الكتب الثقافية / .١٥ م. ٢٠٠٤/ ١ط

األثري / مطبعة عيسى احلليب. النهاية يف غريب احلديث / علي بن أيب أكرم ابن .١٦

رابعا: كتب أصول الفقه. / عبد الرزاق عفيفي / دار اإلحكام يف أصول األحكام / اإلمام سيف الدين اآلمدي .١٧

م. ٢٠٠٣/ ١الصميعي / الرياض/ ط

٣٦٢

١ط/ القاهرة/ احلديث دار/ ٥٦٣/ ٨ / حزم بن علي/ األحكام أصول يف اإلحكام .١٨ ه. ١٤٠٤/

إرشاد الفحول / اإلمام حممد بن علي الشوكاين/ حتقيق سامي بن األثري العريب / .١٩ .م ٢٠٠٠/ ١/ دار الفضيلة / الرياض / ط٨٩٦

/ اإلمام أبو حامد الغزايل /د. فهد بن حممد السدحان / مكتبة العبيكان أساس القياس .٢٠ . ١٩٩٣الرياض / /

. العريب الفكر دار/ زهرة أبو حممد/الفقه أصول .٢١

جامعة منشورات/ شعبان الدين زكي/ اإلسالمي الفقه أصول .٢٢ .م١٦/١٩٩٥ط/قاريونس

م. ٢٠٠٥/ ٣أصول الفقه اإلسالمي / د. وهبة الزحيلي /دار الفكر / ط .٢٣

. االعتصام/ الشاطيب / مشهور بن حسن آل سلمان/ مكتبة التوحيد .٢٤

مشهور بن إعالم املوقعني عن رب العاملني / حممد بن أيب بكر ابن القيم اجلوزية / .٢٥ هـ.١٤٢٣/ ١الدمام/ ط/ ابن اجلوزي/ دار حسن آل سلمان

يف أصول الفقه / بدر الدين الزركشي / وزارة األوقاف والشؤون البحر احمليط .٢٦ م. ١٩٩٢/ ٢اإلسالمية / الكويت/ ط

٣٦٣

ن يف أصول الفقه / اإلمام عبد امللك بن عبد اهللا أبو املعايل اجلويين / عبد العظيم الربها .٢٧ هـ.١٤١٨/ ٤حممود الديب/ دار الوفاء/ املنصورة/ مصر/ ط

خترج الفروع على األصول / اإلمام شهاب الدين الزجناين/ حتقيق د.حممد أديب .٢٨ م. ١٩٨٧/ ٥الصاحل/ مؤسسة الرسالة/ ط

حممد مصطفى شليب/ رسالة دكتوراة/ دار النهضة/ بريوت/ تعليل األحكام/ د. .٢٩ مصورة. ٢ط

م . ٢٠٠٤/ ٢حجة اهللا البالغة/ ويل اهللا الدهلوي/ دار املعرفة/ بريوت/ ط .٣٠

/ السيوطي/ فرض عصر كل يف اإلجتهاد أن وجهل األرض إىل أخلد من على الرد .٣١ . م١٩٨٤/ اإلسكندرية/ اجلامعة شباب مؤسسة

م.١٩٩٥ دمشق/ الفكر/ دار الربهاين/ هشام حممد اإلسالمية/ الشريعة يف الذرائع سد .٣٢

/ طه عبد الرؤوف سعد/ مكتبة القرايفشهاب الدين أمحد /الفصول تنقيح شرح .٣٣ .هـ١/١٣٩٣الكليات األزهرية / ط

الغزايل / د. محد / اإلمام أبو حامد واملخيل ومسالك التعليل شفاء الغليل يف بيان الشبه .٣٤ م. ١٩٧١الكبيسي /رسالة دكتوراة يف األزهر / مطبعة اإلرشاد / بغداد /

م. ١٩٥٦/ ٨ط/ اإلسالمية الدعوة مكتبة/ خالف الوهاب عبد: الفقه أصول علم .٣٥

٣٦٤

احملصول من علم األصول / اإلمام حممد بن عمر الفخر الرازي / طه جابر العلواين / .٣٦ .١٤٠٠/ ١د اإلسالمية / الرياض / طجامعة اإلمام حممد بن سعو

املستصفى من علم األصول / أبو حامد الغزايل / د. حممد سليمان األشقر/ مؤسسة .٣٧ م .١/١٩٩٧الرسالة/ بريوت/ ط

املنخول من تعليقات األصول / اإلمام أبو حامد الغزايل / ت حممد حسن هيتو/ دار .٣٨ م. ١٩٩٨/ ٣الفكر/ دمشق/ ط

حتقيق مشهور بن حسن /أبو إسحق إبراهيم الشاطيب /لشريعةاملوافقات يف أصول ا .٣٩ /الطبعة األوىل /اململكة العربية السعودية /دار ابن عفان للنشر والتوزيع /آل سلمان

م.١٩٩٧

اية السول شرح منهاج األصول / مجال الدين اإلسنوي / دار الكتب العلمية / .٤٠ بريوت.

والنشر، للطباعة قرطبة مؤسسة ،٢٤٥ ،ص يدانز الكرمي عبد: الفقه أصول يف الوجيز .٤١ م.١٩٧٦ ،٦ط

خامسا: كتب مقاصد الشريعة و السياسة الشرعية. م. ٢٠٠٥/ ١املقاصدي / د. نور الدين اخلادمي / مكتبة الرشد ناشرون / ط االجتهاد .٤٢

٣٦٥

وة أضواء على مقاصد التشريع / د. فرج بن ونيس بن ساعدي / جملة كلية الدع .٤٣ م. ٢٠٠٦/ ٢٣اإلسالمية / العدد

أمهية املقاصد يف الشريعة اإلسالمية وآثارها يف فهم النص واستنباط احلكم / د. مسيح .٤٤ / دار القمة اإلسكندرية. ١عبد الوهاب اجلندي / رسالة ماجستري / ط

زئية / د. يوسف والنصوص اجل دراسة يف فقه مقاصد الشريعة بني املقاصد الكلية .٤٥ م. ٢٠٠٧/ ٢القرضاوي / دار الشروق / ط

/ ١سلسلة املقاصد الشرعية / د. نور الدين اخلادمي / كنوز إشبيليا / السعودية / ط .٤٦ م . ٢٠٠٧

السياسة الشرعية يف ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها / د. يوسف القرضاوي / مكتبة .٤٧ م. ٢٠٠٥/ ٢وهبة / ط

/ ١١٤- ١١٣/ تيمية بن الدين تقي: والرعية الراعي إصالح يف الشرعية السياسة .٤٨ .١/٢٠٠٨ط/ بريوت/العصرية املكتبة

م.١٩٩٢/ ١الشاطيب ومقاصد الشريعة / د. محادي العبيدي / دار قتيبة / ط .٤٩

يف الشريعة اإلسالمية / د. حممد سعيد رمضان البوطي / رسالة ضوابط املصلحة .٥٠ م. ٢٠٠٠/ ٧/ طدكتوراه / دار الرسالة

املكتبـة اجلوزيـة، قيم بن بكر أيب بن حممد: الشرعية السياسة يف احلكيمة الطرق .٥١ .م ٢٠٠٦ ،١ط بريوت، العصرية،

٣٦٦

/ د. نعمان جغيم / رسالة دكتوراه ماليزيا/ دار طرق الكشف عن مقاصد الشارع .٥٢ م. ٢٠٠٢/ ١النفائس / ط

/ د. عبد العزيز ربيعة / احلقوق حمفوظة للمؤلف / الرياض / علم مقاصد الشارع .٥٣ م . ١/٢٠٠٢ط

السالم، عبد بن الدين عز: الصغرى بالقواعد املعروف املقاصد اختصار يف الفوائد .٥٤ .م١٩٩٧ ،١ط الرياض، الفرقان، دار منصور، آل العزيز عبد بن صاحل حتقيق

ة دراسة تأصيلية مقاصدية/ د.عمر حممد جبه جي/ فقه املوازنات يف الشريعة اإلسالمي .٥٥ .٢٠١٤أطروحة دكتوراه/جامعة اجلنان/

/ رسالة دكتوراه / ٤٧قواعد املقاصد عند اإلمام الشاطيب / د. عبد الرمحن الكيالين / .٥٦ م. ٢٠٠٠/ ١املعهد العاملي للفكر اإلسالمي / دار الفكر / ط

أطروحـة خمـدوم/ اهللا كرامة بن فىمصط.د اإلسالمية/ الشريعة يف الوسائل قواعد .٥٧ م.١٩٩٩ /١ط السعودية/ والتوزيع، للنشر إشبيليا دار / دكتوراه

حماسن ومقاصد اإلسالم / د. حممد أبو الفتح البيانوين / جملة الشريعة والدراسات .٥٨ م. ٢٠٠٠/ ٤٣/ العدد جامعة الكويت اإلسالمية/

ريف العامل / قسم الدراسات العليا ( حماضرات يف مقاصد الشريعة / د. عبد السالم الش .٥٩ شعبة القرآن الكرمي وعلومه).

٣٦٧

املدخل إىل علم مقاصد الشريعة من األصول النصية إىل اإلشكاليات املعاصرة / د. عبد .٦٠ م. ٢٠٠٥/ ١القادر بن حرز اهللا / مكتبة الرشد / ط

ن / الرياض / املدخل إىل مقاصد القرآن / د. عبد الكرمي حامدي / مكتبة الرشد ناشرو .٦١ م. ١/٢٠٠٧ط

،٦٤ ص بوركاب، أمحد حممد: اإلسالمي الفقه مرونة يف وأثرها املرسلة املصاحل .٦٢ األوىل، الطبعة التراث، وإحياء اإلسالمية للدراسات البحوث دار ديب، اإلمارات،

م.٢٠٠٢

/ دمشق جامعة جملة/ صاحل حممد اهللا عبد: املعاصرة وتطبيقاا املرسلة املصلحة .٦٣م.٢٠٠٠/ األول العدد/ ١٦لدا

مقاصد تصرفات الرسول / د. فؤاد حسين قلع / رسالة دكتوراه / مؤسسة الرسالة .٦٤ م. ٢٠٠٦/ ١ناشرون/ ط

املقاصد الشرعية وأثرها يف الفقه اإلسالمي / د. حممد عبد العاطي حممد علي / دار .٦٥ م. ٢٠٠٧/ ١احلديث / القاهرة / ط

د. زياد إمحيدان / رسالة دكتوراه / مؤسسة الرسالة مقاصد الشريعة اإلسالمية / .٦٦ م. ٢٠٠٤/ ١ناشرون/ط

/ دار عاشور / حممد الطاهر امليساوي مقاصد الشريعة اإلسالمية / الطاهر بن .٦٧ م.٢٠٠١/ ٢النفائس / األردن/ ط

٣٦٨

/رسالة ماجستري/جي جبه حممد عمر /الغزايل اإلمام عند اإلسالمية الشريعة مقاصد .٦٨ م.٢٠٠٩ة اإلسالمية/ليبيا/كلية الدعو

مقاصد الشريعة اإلسالمية يف الشهادات / بركات أمحد بن ملحم / رسالة ماجستري / .٦٩ م. ٢٠٠٥/ ١دار النفائس / األردن / ط

/ ١مقاصد الشريعة يف ضوء فقه املوازنات / عبد اهللا الكمايل / دار ابن حزم / ط .٧٠ م. ٢٠٠٠

ايد السوسرة / جملة الشريعة والدراسات مقاصد الشريعة يف فرض احلجاب / د. عبد .٧١ م. ٢٠٠٤/ ٥٩اإلسالمية / العدد

مقاصد الشريعة اإلسالمية يف احملافظة على ضرورة العرض ووسائل يف حماربة الشائعات .٧٢ م. ٢٠٠٣/ ١/ د. سعد بن ناصر الشتري / دار إشبيليا / ط

حممد اليويب/ رسالة دكتوراه / مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها باألدلة الشرعية / د. .٧٣ م. ١٩٩٨/ ١ط

/ ٥مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها / عالل الفاسي / دار الغرب اإلسالمي / ط .٧٤ م. ١٩٩١

مقاصد الشريعة عند ابن تيمية / د. يوسف أمحد البدوي / رسالة دكتوراه/دار النفائس .٧٥ م. ٢٠٠٠/ ١/ط

الم / د. عمر بن صاحل بن عمر / رسالة مقاصد الشريعة عند اإلمام العز بن عبد الس .٧٦ م. ٢٠٠٣/ ١دكتوراه / دار النفائس / ط

٣٦٩

م. ١٩٩٨/ ١مقاصد الشريعة / د. حممد الزحيلي / دار املكتيب / ط .٧٧

مقاصد الشريعة وأثرها يف اجلمع والترجيح بني النصوص / ميينة ساعد بو سعادي / .٧٨ م. ٢٠٠٧/ ١رسالة ماجستري / دار ابن حزم / ط

للشريعة اإلسالمية / د. يوسف حامد العامل / رسالة دكتوراه / املعهد صد العامةاملقا .٧٩ م. ١٩٩٤/ ٢العاملي للفكر اإلسالمي / ط

/ محص/اليمامة مطبعة/ قمحية أمحد الرحيم عبد/ السالم عبد بن العز/ العبادات مقاصد .٨٠ .١/١٩٩٥ط

م .٢٠٠٤/ ١نان للنشر / طمقاصد القرآن / حنان اللحام / دار احل .٨١املوازنة بني املصاحل دراسة يف السياسة الشرعية / د. أمحد عليوي حسني الطائي / .٨٢

م. ٢٠٠٧/ ١رسالة دكتوراه / دار النفائس / ط

حنو تفعيل مقاصد الشريعة / د. مجال الدين عطية / املعهد العايل للفكر .٨٣ م. ١/٢٠٠١اإلسالمي/ط

/ رسالة دكتوراهمكتبة املتنيب/ / د. حسني حامد حسان / نظرية املصلحة .٨٤ .م١٩٨١القاهرة/

نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب / د. أمحد الريسوين / رسالة دكتوراه/ املعهد العاملي .٨٥ . ١٤١١/ ١للفكر اإلسالمي / ط

٣٧٠

لعامليا املعهد/ احلسين إمساعيل/ عاشور بن الطاهر حممد اإلمام عند املقاصد نظرية .٨٦ . م١٩٩٥/ اإلسالمي للفكر

سادسا: كتب الفقه والقواعد الفقهية. األشباه والنظائر: زين الدين بن إبراهيم بن جنيم احلنفي/ حتقيق حممد مطيع احلافظ / .٨٧

م.١٩٩٩دار الفكر/

األشباه والنظائر/ جالل الدين عبد الرمحن السيوطي/ مكتبة نزار مصطفى الباز/ .٨٨ .م١٩٩٧/ ٢الرياض/ ط

.م١٩٩٨/ دمشق جامعة طبع/ الزحيلي حممد. د / واملدنية الشرعية احملاكمات أصول .٨٩

د. حممد أمحد سراج /أمحد بن إدريس القرايف /أنوار الربوق يف أنواء الفروق .٩٠ م.٢٠٠١ /١ط /دار السالم /مصر /ود.علي مجعة حممد

/ ٧٠٧/ ١/ عودة درالقا عبد: الوضعي بالقانون مقارنا اإلسالمي اجلنائي التشريع .٩١ بريوت./ العريب الكتاب دار

/ الدعوة دار/ حلمي مصطفى/ ٢٨٤/ اجلويين اإلمام: الظلم التياث يف األمم غياث .٩٢ هـ.١٤٠٥/ االسكندرية

الفروق القواعد السنية يف األسرار الفقهية / شهاب الدين القرايف / عبد احلميد هنداوي .٩٣ م.٢٠٠٣/ املكتبة املصرية / بريوت /

٣٧١

/مطبعة إدارة املعارف / الرباط ٢/٩٧/احلجوي/يف تاريخ الفقه اإلسالمي الفكر السامي .٩٤ .هـ ١٣٤٠/

األنام / اإلمام العز بن عبد السالم /نزيه كمال محاد / دار إصالحقواعد األحكام يف .٩٥ م.٢٠٠٠م ١القلم / دمشق/ ط

قلم / دمشق / القواعد الفقهية / د. علي الندوي / رسالة ماجستري / دار ال .٩٦ م. ٦/٢٠٠٤ط

م. ١٩٨٩/ ١جملة األحكام العدلية / مطبوعات امة / جدة/ ط .٩٧ بني املؤمتر انعقد/ العاشرة الدورة/ ١٠٠ القرار جدة، يف املنعقد اإلسالمي الفقه جممع .٩٨

.١٩٩٧ يوليو،٣- يونيو٢٨

/ جمموع الفتاوى / شيخ اإلسالم ابن تيمية / عبد الرمحن النجدي وابنه حممد .٩٩ . ١/١٣٩٨ط

م . ٢٠٠٤/ ٢املدخل الفقهي العام / د. مصطفى الزرقا / دار القلم / دمشق / ط .١٠٠

/ وزمالؤمها رخية أبو وماجد األشقر سليمان عمر: املقارن الفقه يف مسائل .١٠١ م.١٩٩٧ ، ٢ط/ األردن/ النفائس دار/ ٢٦٩

/ ٢ء / دمشق / طتاريخ التشريع اإلسالمي / د. حممد علي السايس / دار العصما .١٠٢ م . ٢٠٠١

٣٧٢

./ دار الفكر العريب / القاهرةسالمية/ حممد أبو زهرة تاريخ املذاهب اإل .١٠٣

ثامنا: كتب اللغة العربية. تاج العروس / حممد مرتضى احلسيين الزبيدي / عبد الستار أمحد فراج / إحياء التراث .١٠٤

. ١٩٦٥/ ١العريب / الكويت / ط

حممد اجلرجاين / إبراهيم األبياري / دار الكتاب العريب / التعريفات / اإلمام علي بن .١٠٥ . ١٤٠٥/ ١بريوت / ط

القاموس احمليط / جمد الدين حممد يعقوب الفريوز آبادي /مؤسسة الرسالة / بريوت / .١٠٦ م .٢٠٠٣/ ٧ط

لسان العرب / حممد بن مكرم ابن منظور اإلفريقي / دار إحياء التراث العريب / .١٠٧ م .١٩٩٨ / ١بريوت / ط

خمتار الصحاح / حممد بن أيب بكر الرازي / د .مصطفى البغا / دار العلوم اإلنسانية / .١٠٨ م. ١٩٨٩/ ٣دمشق / ط

املصباح املنري / أمحد بن حممد بن علي الفيومي املقرئ / دار احلديث / القاهرة / ط ا / .١٠٩ م. ٢٠٠٠

ه / املكتبة اإلسالمية املعجم الوسيط / جممع اللغة العربية / إبراهيم مصطفى وزمالؤ .١١٠ للطباعة والنشر / استانبول /تركيا.

٣٧٣

تاسعا: كتب متنوعة. إحياء علوم الدين /اإلمام أبو حامد الغزايل / سيد عمران / دار احلديث / القاهرة/ .١١١

م ٢٠٠٤

األربعني يف أصول الدين / اإلمام أبو حامد الغزايل / حممود بيجو / دار البلخي / .١١٢ م. ١٩٩٤

/ قرطبة مؤسسة/٢ط/ سامل رشاد حممد/ تيمية بن احلليم عبد بن أمحد/ ةاالستقام .١١٣ .مصر

م٢٠٠٠/ ٩خصائص التصور اإلسالمي ومقوماته / سيد قطب / دار الشرق / ط .١١٤ م . ١٩٩٩/ ٤الدين /د. حممد عبد اهللا دراز / دار القلم/ الكويت / ط .١١٥

م. ١٩٩٣/ ٤/ ط / دمشق ضوابط املعرفة / عبد الرمحن حبنكة / دار القلم .١١٦

، ٢٩٧- ٢٩٦الفكر اإلصالحي عند حممد فريد وجدي: أمحد حممد سائم الرببري، ص .١١٧ م.٢٠٠٤، ٥٩جملة الشريعة والدراسات اإلسالمية، العدد

/ ٢مدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية / د. يوسف القرضاوي / مؤسسة الرسالة / ط .١١٨ م .٢٠٠١

امدالغزايل / أمحد مشس الدين / دار الكتب اإلمام أبو حاملنطق / فنمعيار العلم يف .١١٩ م. ١/١٩٩٠العلمية/بريوت/ط

٣٧٤

فهرس املوضوعات

٣ ......................................................................................................................................... المقدمة ٥ ................................................................................................................................. .السابقة الدراسات

٣٧٥

٧ ........................................................................................................................... البحث ھیكل

في المقاصد عن فیھ تحدثت ،)وتطوره الشریعة مقاصد في البحث نشأة( بعنوان فكان الثاني الفصل وأما عموم عند المقاصد وعن والتابعین، الصحابة عند التشریع بمقاصد ماماالھت وعن ، اإلسالمي التشریع نصوص بن والعز كالشاطبي األصولیین من أبرزھا من عند المقاصد إلى بالتفصیل تعرضت ،ثم األربعة الفقھیة المذاھب

٨ ...................... . الحدیث العصر في المقاصد عن بالحدیث الفصل وختمت ، وغیرھم واآلمدي تیمیة وابن السالم عبد

أھمیتھا وبیان بھا، الصلة ذات والمصطلحات اإلسالمیة، الشریعة بمقاصد التعریف: األول الفصل ١٠ ...................................................................................................................... .وأدلتھا وخصائصھا

١٠ ............................................................................................................ : وهي مباحث ثالثة وفيه

١١ ..... ................................ .بھا الصلة ذات المصطلحات وبیان الشریعة بمقاصد التعریف: األول المبحث

وذلك ، ا ترتبط اليت األصولية املصطلحات أبني مث ، صطالحواال اللغة يف الشريعة مقاصد لتعريف سأتعرض املبحث هذا يف ١١ ................................................................................................................................... .التاليني املطلبني يف

١١ ..................................................................................... .الشریعـة بمقـاصد التعریـف: األول المطلـب ١١ ..................................................................................................................... .لغة المقاصد تعریف: أوال ١٤ ........................................................................................................... . اصطالحا المقاصد تعریف: ثانیا ١٤ ........................................................................................................................ .الشریعـة تعریـف: ثالثا ١٥ ....................................................................................................اصطالحا الشریعة مقاصد تعریف: رابعا

٢٢ .................................................................................. .بالمقاصـد الصـلة ذات األلفـاظ: الثاني المطلب ٢٢ ......................................................................................................................................... .لعلةا: أوال ٢٥ ..................................................................................................................................... .الحكمة: ثانیا ٢٦ ................................................................................................................................... .المصلحة: ثالثا ٢٧ .................................................................................................................................. .المناسبة: رابعا

٢٩ ............................................................................... .وخصائصھا المقاصد أھمیة: الثاني المبحث

٢٩ .......................................................................................... .الشرعیة المقاصد أھمیة: األول المطلب ٢٩ .............................................................. ). المتخصص غیر( العامي المسلم إلى بالنسبة المقاصد أھمیة: أوال ٣١ ................................................................................................. .الداعیة إلى بالنسبة المقاصد أھمیة: ثانیا ٣٢ ................................................................................ .والمفتي والفقیھ للمجتھد بالنسبة المقاصد أھمیة: ثالثا

٤٤ ......................................................................................... .الشارع مقاصد خصائص: الثاني المطلب ٤٤ ................................................................................................................................... .()الربانیة: أوال ٤٥ .................................................................................................................................... .()الكمال: ثانیا ٤٥ ................................................................................................................................. .()الوضوح: ثالثا ٤٦ .................................................................................................................................. .()الشمول: رابعا

٤٦ ................................................................................................................. .()والوسطیة التوازن: خامسا ٤٦ ................................................................................................................................ .()العملیة: سادسا ٤٧ ................................................................................................................................. .()الفطریة: سابعا ٤٧ .................................................................................................................................... .()الثبات: ثامنا

٤٨ ................................................................................ .المقاصد اعتبار على األدلة: الثالث المبحث

٤٩ ........................................................................................ .الشریعة نصوص استقراء: األول المطلب

٣٧٦

٤٩ ................................................................................................................................ .االستقراء تعریف ٥٣ ................................................................................................................. :الجزئیة السنة نصوص ومن

٥٣ .............. ................................................................................................ . اإلجماع: الثاني المطلب

٥٤ .......................................................... .لألحكام وبنائھم للنصوص الصحابة فھم استقراء: الثالث المطلب

٥٥ .................................................................................................................. .العقل: الرابع المطلب

٥٧ ............................................................... .وتطوره الشریعة مقاصد في البحث نشأة: الثاني الفصل

٥٨ ................................................................ .اإلسالمي التشریع نصوص في المقاصد: األول المبحث

٥٨ ................................................................................. .الكریم القرآن في المقاصد معالم: األول المطلب

٦٦ .............. ................................................................ .الشریفة السنة في المقاصد معالم: الثاني المطلب

٦٩ ................................................................... الصحابة عند بالمقاصد االھتمام نشأة: الثاني المبحث

٦٩ ......................................................... .المقاصد معرفة في العلیا المرتبة أھل ھم الصحابة: األول المطلب

٧١ ........................................................... .المقاصد إلى المستندة الصحابة اجتھادات بعض: الثاني المطلب

٧٩ ............................................................. .األصولیین من أبرزھا من عند المقاصد: الخامس المبحث

٧٩ .................................................................... ). ھـ٤٧٨ ت( الجویني الحرمین إمام عند المقاصد: أوال

٨٢ .............. ................................................................ ). ھـ٦٠٦ ت( الرازي اإلمام عند المقاصد: ثانیا

٨٤ ............................................................................... ). ھـ٦٣١ ت( اآلمدي اإلمام عند دالمقاص: ثالثا

٨٥ ...............................................................). ھـ٦٦٠: (السالم عبد بن العـز اإلمـام عند المقاصد: رابعا

٨٧ ......................................................................... ) . ھـ٦٨٤ ت( القرافي اإلمام عند المقاصد: خامسا

٨٨ ................................................................ ) . ھـ٧٢٨ت( تیمیة ابن اإلسالم شیخ عند المقاصد: سادسا

٩٠ ................................................................... ).ھـ٧٥١ت( الجوزیة قیم ابن اإلمام عند المقاصد: سابعا

٩٢ .................................................................... ).ھـ٧٩٠ت( الشاطبي المجدد اإلمام عند المقاصد: ثامنا

٩٤ ................................................................ .الحدیث العصر في بالمقاصد االھتمام: السادس المبحث

٩٥ ........................................................................ .المقاصد في المعاصرون كتبھ ما أشھر: األول المطلب

٩٧ ............................................... )المقاصد علم مجدد( عاشور بن الطاھر محمد اإلمام عند المقاصد: أوال

٩٩ ................................................................ .الفاسي عالل المغربي اإلسالمي المفكر عند المقاصد: ثانیا

١٠١ ....................................... . الفقھ و األصول بعلمي اإلسالمیة الشریعة مقاصد عالقة: الثالث الفصل

١٠١ ................................................................................................................ : ومها مبحثان وفيه

١٣٨ ...............................................المقاصد عن الكشف وطرق الشرعیة، األحكام تعلیل: الرابع الفصل

١٣٩ ................................................................................... .الشرعیة األحكام تعلیل: األول المبحث

٣٧٧

التعليل جمال وأذكر ، التعليل يف العلماء ملذاهب و باملقاصد، وعالقته ، وأمهيته التعليل تعريف إىل سأتعرض املبحث هذا يف ١٣٩ .............................................................. .واملقصد باحلكمة منالتعليل العلماء مبوقف وأختم ، قاصديامل االجتهاد وجمال

١٣٩ .............................................................. .بالمقاصد وعالقته وأهميته التعليل، تعريف: األول المطلب ١٣٩ ............................................................................................................................التعلیل ریفتع: أوال ١٤٠ ................................................................................................... .بالمقاصد وعالقتھ التعلیل أھمیة: ثانیا

١٥٥ ............................................................................. المقاصد عن الكشف مسالك: الثاني المبحث

١٧٣ .................................................... .النصوص ظواھر من الشارع لمقاصد المباشر االستخالص: ثانیا

١٧٧ ............................................................................... .والمقام السیاق من المقاصد استخالص: ثالثا

من النوعني بني والتكامل التوافق ضابط باعتماد وذلك التابعة، املقاصد على دالة األصلية املقاصد تكون ذكر ما على وبناء ١٨٤ .......................................................................................................................................... .() املقاصد

١٨٤ ............................................................. .األحكام علل رفةمع خالل من المقاصد استخالص: خامسا

١٩١ ..................................................................................................................... .اإلجماع: سادسا

١٩٢ ........................................................................................ .وفقههم الصحابة بفهم االقتداء: سابعا

١٩٦ ......................................................................................................... .التجارب و العقل: تاسعا

١٩٨ ............................................................................ . والمقاصد المصالح أقسام: الخامس الفصل

٢٦٧ .................................................................................................. املقاصد قواعد: السادس الفصل

٢٦٨ ......................................................................... المقاصدیة،وعالقتھا القاعدة تعریف: األول المبحث

٢٦٨ ........................................................................................................ .واألصولیة الفقھیة بالقاعدة

٢٦٨ .................................................................................... . المقاصدیة القواعد عرض: الثاني المبحث

٢٦٨ .............................................................................................................................. تمھید

.............................. ٢٦٩ ٢٦٩ .............................................................................................واصطالحا لغة القاعدة معنى: األول المطلب ٢٦٩ ............................................................................................................ .الفقھیة القاعدة: الثاني المطلب ٢٧٠ ......................................................................................................... .األصولیة القاعدة: الثالث المطلب ٢٧١ ......................................................................................................... .المقصدیة القاعدة: الرابع المطلب ٢٧١ .......................................................................... .والفقھیة المقصدیة القاعدة بین العالقة: الخامس المطلب ٢٧٢ ........................................................................ .واألصولیة المقصدیة القاعدة بین العالقة: السادس المطلب ٢٧٥ .....................................................................................المصلحة لضوابط المحددة القواعد: األول المطلب ٢٧٧ ...................................................................................... .المقاصد بمعرفة المتعلقة القواعد:الثاني المطلب ٢٧٨ ............................................................................. .المصالح ألقسام ةمبین مقصدیة، قواعد: الثالث المطلب ٢٨١ ..................................................................... .الخمسة لألصول المبینة المقصدیة القواعد: الخامس المطلب ٢٨٢ ................................................................................. .المكلفین بمقاصد المتعلقة القواعد: السادس المطلب

٣٧٨

٢٨٤ ............................................ ) . المقاصدي التعلیل( المقاصدي النظر مجال تحدد التي القواعد: السابع المطلب

٢٨٦ .................................................................. .ةالضروری للمقاصد تفصیلیة دراسة: السابع الفصل

٢٨٦ ....................................................................... .بالضروریات تتعلق مھمة قضایا: األول المبحث

٢٨٧ ...................................................................................... .الضروریة المقاصد قطعیة: األول المطلب

٢٨٨ ....................................................................... .ملة كل في الضروریات تفویت تحریم: الثاني المطلب

٢٩٢ .................................................................................... .الخمس الضروریات ترتیب: الثالث المطلب

٣٠١ ............................................................ .مقاصد خمسة في الضروریات حصر مسألة: الرابع مطلبال

٣١١ ...............................................................الضروریة المقاصد حفظ على تطبیقات: الثاني المبحث

٣١١ ......................... : بأمرين حفظها ويكون ، حفظها وسائل وعن بالتفصيل الضرورية املقاصد عن دثأحت التالية املطالب يف

٣١١ ......................................................................................................... .الدین حفظ: األول المطلب ٣١١ ..............................................................................................................................الدین تعریف: أوال ٣١٤ .......................................................................................................................الدین حفظ وسائل: ثالثا

٣٢٢ ........................................................................................................ .النفس حفظ: الثاني المطلب ٣٢٢ ........................................................................................................................... .النفس تعریف: أوال ٣٢٢ .................................................................................................................... .النفس حفظ وسائل: ثانیا

٣٢٧ ......................................................................................................... .العقل حفظ: الثالث المطلب ٣٢٧ ........................................................................................................................ .العقل معنى بیان: أوال ٣٢٧ .............................................................................................................. .اإلسالم في العقل أھمیة: ثانیا ٣٢٨ ...................................................................................................................... .العقل حفظ وسائل: ثالثا

٣٣١ ............................................................................................ . والنسب النسل حفظ: الرابع المطلب ٣٣١ ................................................................................................................ .والنسب النسل تعریف: أوال ٣٣١ ........................ .الضروریة المقاصد من السابقة المصطلحات عد ومناقشة ، المقصد ھذا في لعلماءا أقوال: ثانیا

٣٤١ .................................................................................................... .العرض حفظ: الخامس المطلب

٣٤٦ ....................................................................................................... .لمالا حفظ: السادس المطلب ٣٤٦ ............................................................................................................................. .المال تعریف: أوال ٣٤٦ ........................................................................................................ . ومصالحھ المال مقاصد من: ثانیا ٣٤٨ ........................................................................................................................... .النقود مقاصد: ثالثا ٣٥٠ ............................................................................................................ .المال مقصد حفظ وسائل: رابعا

٣٥٣ ......................................................................................................................... الخاتمة .

٣٦٠ ................................................................................................... والمراجع المصادر فھرس

٣٦٠ .................................................................................. .عاصم عن حفص بروایة الكریم القرآن: أوال

٣٦٠ .................................................................................................................. . التفسیر كتب: ثانیا

٣٦٠ ....................................................................................................... .وشروحھ الحدیث كتب: ثالثا

٣٦١ ............. ................................................................................................ .الفقھ أصول كتب: رابعا

٣٧٩

٣٦٤ ........................................................................... .الشرعیة السیاسة و لشریعةا مقاصد كتب: خامسا

٣٧٠ ............................................................................................. .الفقھیة والقواعد الفقھ كتب: سادسا

٣٧٢ ............................................................................................................ .العربیة اللغة كتب: ثامنا

٣٧٣ .................................................................................................................. .متنوعة كتب: تاسعا