الشعبیة الدیمقراطیة الجزائریة الجمهوریة العلمي البحث و العالي التعلیم وزارة

ورقلــة مربــاح قاصــدي جامعـة اللغــات و اآلداب كلیــةالعربي األدب و اللغة قسم

الجرجاني القاهر عبد عند البالغي النقد

-اـأنموذج – البالغة أسرار

الماستر شهادة لنیل التخرج مذكرة

مصطلحاته و األدبي النقد : تخصص

:األستاذ إشــراف :الطالب إعداد

دحــو حسین.د* رابحـي الطاهر المنجي

٢٠١٤/٢٠١٥ الجـــامعیة السنـــة

الجرجاني القاهر عبد عند البالغي النقد

- أنموذجا– البالغة أسرار

.يـى نبع الحنان أمـإل

.ي الذي ال أنسى فضله عليـى أبـإل

.ى زوجتي التي سهرت معي الليالي إلتمام هذا العملـإل

.ى غزة الكرامة والصمودـإل

نعمته، ووافر فضله، عظيم على كثيرا حمدا اهللا نحمد التوفيق من مزيدا البحث،ونسأله هذا إلتمام لنا توفيقه وعلى

الى والعرفـان الشكر بخالص كمانتوجه تعالى، بإذنه والنجاح ووجهنا البحث، بتأطير تفضل الذي حسين دحو الدكتور

.حسناته ميزان في اهللا جعله ونصحنا يد له كانت من كل الى الجزيل الشكر تقديم اليفوتنا كما

أن وجل عز المولى من سائلين ،العمل إنجازهذا في العون.جميعا حسناتهم ميزان في يجعله

الفھــــــــــــــرس

....................................................................................... اإلهداء

....................................................................................... الشكر

.......................................................................................... الفهرس

د - أ ......................................................................................... المقدمة

١٩ -١ النظري الجانب: األول الفصل

٥.................................................................................... ،.......مدخل

٦.............................................................. ......... النقد ماهية: األول المبحث

٧-٦........................................................ واصطالحا لغة النقد تعريف: األول المطلب

٨.............. ........................ الهجري الخامس القرن حتى النقد تطور مرحل: الثاني المطلب

١١.................................................................... البالغة ماهية: الثاني المبحث

١٢-١١.................................................... تعريف البالغة لغة واصطالحا: المطلب األول

١٥........................................................................ ....أهداف دراسة البالغة: المطلب الثاني

١٧................................................. ........... بالبالغة النقد عالقة: الثالث بحثالم

١٩................................................................... الفصل خالصة

٥٦- ٢٢ التطبيقي الجانب: الثاني الفصل

٢٢................................................................................. الثاني الفصل مدخل

٢٤.................................................................... البديع نقد مالمح: األول المبحث

٢٥.............................................................................. التجنيس:األول المطلب

الفھــــــــــــــرس

٢٩.................... ............................................ البيان نقد مالمح: الثاني المبحث

30.............................................. ..........................هـالتشبي: األول المطلب

40 ............................................... ..........................االستعارة: الثاني الطلب

47............................................................... المعاني نقد مالمح: لثالثا المبحث

٤٨.............................................. .........................والمعنى اللفظ: األول المطلب

٥٠......................................... ........................الشعرية السرقات: الثاني الطلب

٥٦....................................................................... الفصل خالصة

59-58 ................................................................................... الخــاتمـــة

٦٤-٦١...................................................................... المراجـــع و المصادر قائمة

المقدمة

أ

دنا محمد و ،الحمد هللا رب العالمین والصالة والسالم على اشرف األنبیاء والمرسلین سی .لى یوم الدینله و صحبه اجمعین وعلى من اتبعه باحسان ا على ا

:اما بعد

اتجهت الدراسات النقدیة والبالغیة في جلها إلى االهتمام بتاریخ النقد األدبي، ورصد ء العصر العباسي الذي ازدهرت فیه الدراسات خطواته في مراحل حیاته األولى، حتى جا

األدبیة، ونشطت فیه البحوث النقدیة والبالغیة ، وبرز فیه أعالم في النقد البالغي، ترك هؤالء إرثا في بطون كتبهم ومؤلفاتهم تزخر بالمباحث النقدیة البالغیة ومن هؤالء عبد القاهر

.الجرجاني

أدبیا ونقدیا وبالغیا تناولته العدید من الدراسات، غیرلقد خلف عبد القاهر الجرجاني موروثا أن معظم هذه البحوث اتجهت لالهتمام بآرائه في علم البالغة ونظریة النظم، وأغفلت الجانب النقدي المبثوث بین طیات تلك اآلراء، فاهتمت بعرض جهوده في تقعید النظریات

.التطبیق النقديدون االلتفات النعكاس هذه األخیرة من ناحیة

إن موضوع النقد البالغي موضوع هام وحیوي ،هام ألنه یتطرق إلى حقبة زمنیة نضج فیها البحث البالغي والنقدي ،ویتعلق بإمام متفرد وهب حیاته لدراسة علوم اللغة العربیة وسبر

عجازه، وأسهم بحظ وافر في نقل البالغة من األ حكام أغوارها وفهم معاني القرءان الكریم وا . المستمدة من الذوق إلى طور التحلیل والنقد والموازنة ، فاق فیها من سبقه

وحیوي لما یثیره موضوع العالقة بین البالغة والنقد من التساؤالت والنقاشات، إذ كانت هذه العالقة وما تزال موضع جدل ونقاش وذلك لسطوة البالغة على النقد القدیم في الجانب

.النظري

المقدمة

ب

درا كا منا لما تفتحه الدراسة التطبیقیة من أفاق تساعد على فهم أعمق لتأثیر نظریة عبد واالقاهر البالغیة في نقده،وعظم الفائدة المرجوة منها،وقع احتیاري على هذا الموضوع من قائمة موضوعات عدیدة كان قد وجهني إلیها األستاذ الفاضل الدكتور حسین دحو جزاه اهللا

نما ولید اهتمام عندي بالنقد خیرا،ولم یكن هذ ا االختیار في الحقیقة ولید العجلة وا .البالغي،وما أكنه لعلماء ذلك الزمان من حب ،زادني دفعا ورغبة

ومن هنا اتجهنا إلى عبد القاهر الجرجاني لنعرض نقده القائم على فهمه لفنون البالغة ، -أنموذجا–النقد البالغي عند عبد القاهر الجرجاني أسرار البالغة : في موضوع وسمته بـ

حیث تدور الدراسة حول مفهوم النقد عموما إلى أن أصبح علما یعتمد على البالغة معیارا .لیه النقاد في ذلك العصریحتكم إ

وقد حاولنا في هذا البحث أن نجیب عن اإلشكالیة التي تقوم على التساؤالت الجوهریة والتي لها عالقة مباشرة بالموضوع،أو تمس بجانب من جوانبه، وأول سؤال یتبادر إلى الذهن

؟ وما هي المعاییر ما مفهوم النقد البالغي؟ وما عالقة النقد بالبالغة: بمجرد قراءة العنوان التي اعتمد علیها هذا النوع من النقد؟

التطبیقات النقدیة التي -ولیس كل-كل هذه القضایا سنحاول معالجتها من خالل تتبع بعضجاءت في هذا الكتاب قصد الوقوف علیها، وضبطها، وتحلیلها، وشرح األسس التي استندت

.علیها

المقدمة

ج

في هذه الدراسة، فهو أذات التحلیل بالدرجة األولى، أما فیما یخص المنهج المعتمد والذي یبرز في الجانب التطبیقي من خالل التطرق لبعض نماذج النقد البالغي عند الجرجاني ،والوقوف على أرائه بالشرح والتحلیل،مع االستعانة بالمنهج التاریخي وتقنیة

.الوصف عندما أرخت لنشأة النقد األدبي وتطوره عند العرب

وجاءت الدراسة في خطة اقتضت أن تكون في شكل مقدمة، ثم فصل أول تناول الجانب النظري، وفصل ثاني تناول الجانب التطبیقي، وخاتمة عرضنا فیها أهم النتائج المستخلصة

:من هذا البحث ، ویكون تفصیل الخطة كالتالي

المقدمة

صطالحا، كما تعرضنا لمراحل تطوره تحدثنا فیه عن مفهوم النقد لغة وا : ل األولـالفصمن بدایة نشأته إلى القرن الخامس الهجري ، ثم مفهوم البالغة لغة واصطالحا وتطورها

.وعالقتها بالنقد، وأخیرا تطرقنا لمفهوم النقد البالغي

عبارة عن جانب تطبیقي تناولنا فیه التعریف بكتاب أسرار البالغة :الثاني ل ـالفصبعلوم البالغة الثالثة مبتدئین بعلم البدیع ثم البیان المتعلقة یةبیقات النقدومجموعة من التط .مركزین على التطبیقات القریبة للفهم/ وأخیرا علم المعاني

أردناها أن تكون إجابة لإلشكالیة المطروحة عن طریق النتائج المستخلصة من :الخاتمـة .البحث

وقد استعنا في هذه الدراسة على جملة من المصادر والمراجع، البعض منها كان لها إسهام كبیر في إضاءة جوانب الموضوع، أبرزها كتاب أسرار البالغة للجرجاني، مفتاح

.العلوم للسكاكي،وعبد القاهر الجرجاني بالغته ونقده ،ألحمد مطلوب

المقدمة

د

نتكاستي الصحیة التي استغرقت مني وقت أعانني اهللا أما العوائق التي واجهتني في البحث ا .على تجاوزها

وال یسعني في األخیر إال أن أتقدم بالشكر إلى كل من ساهم في إنجاز هذا البحث من قریب أو بعید، وعلى رأسهم أستاذي المشرف، الذي رافقني في رحلتي مع هذا الموضوع منذ

عطاء ید العون لي إلى أن أصبح أن كان فكرة، وتابعه التوجیه، وتصح یح األخطاء، واالبحث على ما هو علیه الیوم،فإنني أرجو من اهللا العلي القدیر أن یجازیه عن بحثي هذا

.أحسن الجزاء

ماهیة النقد : المبحث األول لغةتعریف النقد : ١مط اصطالحاتعریف النقد :٢مط مراحل تطور النقد:٣مط

معاییر الجودة: المبحث الثاني لغة یف البالغةتعر : ١مط اصطالحا البالغةتعریف : ٢مط الفرق بین النقد والبالغة :٣مط

خالصة الفصل

النظري الجانب األول فصلال

5

: لـدخـم

لـقد كان التفاضل بین العرب في الكالم هو میدان سباقهم، وهو المضمار الذي

یطلقون فیه أعنة خیولهم، وتتفاوت قدراتهم في اإلبانة بحسب قدراتهم التصرف في الكالم

صیاغته، والتعبیر عن المعنى الواحد الذي یجعلونه غرضا یتبارون فیه، من حیث تصویره و وكان أقدرهم ملكة من یهتـدي إلى طریقة في البیان ینقل بها المعنى البسیط

، وصیاغته وجها حسنا، فیـكون هذا لدیهم الغفل إلى معنى خاص ، اكتسـب لفظه شرفا

جوهر اإلبانة، ویرفع من شأنه لیبلغ درجة محاسن الكالم، وكان النقد هو الباب الذي اتخذه، . البیان للحكم على الشعر والمفاضلة فیهالعارفون بجواهر

إن النظر في النقد األدبي على أنه في الكثیر من جوانبه عملیة عقلیة تتناول اآلثار األدبیة

صدار األحكام النقدیة المالئمة على تلك اآلثار وتقویمها وبیان المختلفة بالدرس والتحلیل وادوات المناسبة التي تمكنه من تحقیق هذه محاسنها ومساوئها، وسعى النقد لالستعانة باأل

األهداف، واللجوء إلى وسائل علمیة مختلفة تؤمن له االنتهاء إلى أحكام نقدیة موضوعیة .تقنع المتلقي والمبدع في آن واحد

واستطاع النقاد األوائل على الرغم من بساطة التجربة النقدیة لدیهم أن ینتجوا أراء نقدیة

نزالهم في المراتب التياعتمدوا علیها في دراساتهم للشعر، والمفاضلـة بین الشعراء وا

یستحقونها من حیث جودة أشعارهم ورداءتها الذي سوف نحاول من خالله الوقوف على

داللة النقد والبالغة اللغویة واالصطالحیة، وبیان خصائصهما، ومراحل تطورهما حتى بلوغ .القرن الخامس الهجري عصر المؤلف

النظري الجانب األول فصلال

6

النقــد ماهیـــة: األول المبحث

لبلوغ المبدع لتطلعات تلبیة النقد نشأ للمعرفة للوصول ناإلنسا معركة صمیم من ؟ النقد تعریفه فما القدم منذ األدب یرورةسل مرافقا األفضل

:واصطالحا لغة النقد تعریف

: اللغة في النقد

في فنجد نقد لمادة اللغویة الداللة من النقد كلمة لمفهوم المتقدمین تصور جاء لقد خراج الدراهم تمییز" والتناقد والنقد النسیئة خالف النقد اللغة : سیبویه فأنشد منها الزیف وا

هاجرة كل في الحصى یداها تنفي

)١( الصیاریف قادنت الدنانیر نفي

عبتهم إذا أي'' نقدوك الناس نقدت إن" الدرداء أبو قال العیوب كشف بمعنى النقد یأتي وقد ومن فیه ناقشه إذا األمر في فالنا فالن ناقد'' فیقال أیضا النقاش معنى وتتضمن اغتبتهم و

محاولة من الناقد یفعله ما ألن لكذ باألد في النقد معنى تحدد للكلمة األصلي المعنى هذا )٢('' .الدراهم نقد في الصیرفي یفعله ما حبس من إال لیس ردیئه و الكالم جید من التمیز

حمد حیدر وعبد ،تح، عامر أأبي الفضل محمد بن مكرم لبن منظور األنصاري ، لسان العرب -١دار الكتب ،المنعم خلیل إبراهیم، منشورات محمد علي یبیضون لنشر كتاب السنة والجماعة

.٥٢١ص ٣،بیروت لبنان مج –العلمیة

النظري الجانب األول فصلال

7

٠٨عبد العزیز عتیق، دار النهضة العربیة بیروت لبنان ص ،تاریخ النقد األدبي عند العرب -٢

: االصطـالح في النقـد

الجودة مواطن بلوغ جلأ من ومقاربته األدبي العمل قراءة تستهدف عملیة النقد و حسن هو عما یكشف ألنه ،بالناقد الوظیفة هذه على القائم ىـویدع ، وتبیانها والرداءة

اتجاهها لمعرفة األدبیة النصوص دراسة فن'' مبتذل هو ما على وتمییزه النص في یلجم التفسیر مع والقبح ، الحسن مواصلة على والتعرف اآلداب سیرة في مكانتها وتحدید األدبي

)١.('' والتعلیل

یبدأ ، عامة الفن إلى النظرة في متكامل كلي موقف عن تعبیر بأنه'' أیضا النقد ویعرف ، مـوالتقیی والتحلیل لـوالتعلی التفسیر إلى منها ویعبر ، التمییز على القدرة أي بالتذوق الموافق یتخذ كي ، النسق هذا على متدرجة وهي ، األخرى على إحداها تغنى ال خطوات

)٢(''التمییز قوة بعد الملكة مؤیدة عامة أو جزئیة قواعد على مؤصال واضحا، نهجا

ما كشف جلأ من األدبیة النصوص دراسة النقد أن نخلص السابقة التعریفات من ـةسع امتلك من إال النقد یمارس وال ، قبح من علیها یعاب وما فني جمال من به تزخر

لكذ على ودلل الشعر نقد لمؤلفه عنوانا جعفر بن قدامة اختاره وقد ، مران وطول اطالع هـردیئ من دهـجی وتخلیص رـالشع نقد في وضع أحدا أجد ولم '' هـمقدمت في بقوله

محمد عبد الرحمان إبراهیم، مكة للطباعة :في النقد األدبي القدیم عند العرب -١ .٤٣م ص١٩٩٨هـ،١٤١٦سنة

بیروت لبنان ،م ١٩٨٣،سنة ٤طبعة ،٤، طحسان عباس، دار الثقافةإ ،تاریخ النقد عند العرب -٢ .٥ص

النظري الجانب األول فصلال

8

: منها مختلفة زوایا من األدبي للنقد تـتطرق التي الكتب من الكثیر على ونعثر)١('' كتابا المتنبي بین ،والوساطةمديلأل والبحتري تمام أبي بین والموازنة ، قتیبة البن والشعراءالشعر

.الجرجاني للقاضي وخصومه

:الهجري الخامس القرن حتى النقد تطور مراحل

جـالنض ةـدرج وبلوغه بنائه اكتمال في أسهمت ، تطور بمراحل قدیما العربي النقد مر لقد وما فكریة، ةـانرص و لغویة قوة من األجداد عن رثهو وما ببیئته خاللها متأثرا واإلتقان .نیةاالزم الحقب تلك طیلة اآلخر مع تواصله أثناء ثقافةو معارف من استقاه

: أةــالنش ةـمرحل رضأ لـك في به رـیفاخ وراح بشعره الجاهلي العصر في يـالعرب زـاعت لـقد

درجة قصائده بلوغ لـألج و واألمصار، والدور المجالس في به ىـویتغن قدماه تطؤوها اـلیهذبه كامال حوال دهـعن تمكث فقد ، المرة وـتل المرة فیها النظر ویعید اـیراجعه جعل الجودة أو بالحسن فیها رأیه أعطى السامع تلقاها إذا حتى الحولیات أصحاب فعل كما ویقومها دمأ من قبة له تضرب كانت إذ ، الذبیاني النابغة لشعرل بنقدهم عرفوا الذین برزأ ومن القبح، یوما عنده اجتمع'' هـأن روي وقد أشعارها، علیه فتعرض ،الشعراء وتأتیه عكاظ بسوق

ثابت بن الشرید بن عمرو بن الخنساء هـأنشدت ثم ،ثابت بن حسان ثم ، شعره فأنشده األعشى :منها والتي أخیها صخر رثاء في

ن نار رأسه في علم كأنه به الهداة لتأتم صخر وا

،د ط لبنان،د العلمیة،بیروت الكتب خفاجي،دار المنعم عبد تح جعفر، بن قدامة الفرج الشعر،أبي نقد - ١

.٦١ ت،ص

النظري الجانب األول فصلال

9

)١('' اإلنس و الجن أشعر أنك لقلت أنفا أنشدني بصیر أبا أن لوال واهللا النابغة فقال

واحتكامهما لفحلا دةعب بن علقمة و القیس رئام منازعة العصر ذالك في النقد نماذج ومن أشعر علقمة: لزوجها وقالت القیس امرئ على لعلقمة فقضت القیس امرئ زوج جندب أم إلى .بالشعر مرانها وطول السلیم ذوقها على معتمدة منك

إلطالق كأساس والسلیقة الذوق على هباعتماد الجاهلي العصر في النقد تمیز لقد تدل توجیهات شكل في الشعر حیطم في یدور بل مستقال یكن ولم القبح، أو بالجودة اإلحكام

.التعقید عن وبعد ووضوح بساطة من البدویة بسمات مشبعة صاحبه عند نقدي وعي على

العصر ىـأنه الذي مـالكری القران نزول من أفبد اإلسالم صدر العصر في أما أشعارهم تـفتضمن مكان، كل في ینشرونها وراحوا الشعراء حملها جدیدة بقیم منادیا الجاهلي، للنبي الحسنة والسیرة، الفاضلة القـباألخ والتمسك ،دینلل والوالء )ص(لرسول االنتصار

المرحلة هذه في النقد نماذج ومن .بعده من الراشدین اءـوالخلف) وسلم علیه اهللا صل( محمد استمعا قصیدته األنصاري مالك بن كعب نشدهأ لما )وسلم علیه اهللا صل( اهللا رسول أن

ال) وسلم علیه اهللا صل(الرسول له فقال فخمة، كل جذمنا عن مقاتلنا'' قوله إلى بلغ حتى )٢(''دیننا عن قل ولكن جذمنا تقل

تستهجن أو القصیدة تستحسن فال الدین بأحكام تأثره العصر هذا في النقد على یالحظ مما . ومساوئهم المشركین عادات عن وبعدها اإلسالم وتعالیم باألخالق التزامها بمقدار إال

النقد فیه شهد الذي األموي العصر دأیب ، هـ ٤١ سنة معاویة حكم اإلسالمیة ةالخالف وغـببل من مجموعة إلى یرجع وهذا ،والتطور االرتقاء نحو بارزة خطوات وخطا كبیرا ازدهارا على وانفتاحهم األقطار في العرب استقرار ومنها النقد ازدهار على ساعدت العوامل

٩و ٨ األردن،ص م،عمان١،٢٠٠وتطوره،ط الجبار،أصولھ عبد سعود القدیم، األدبي النقد - 1 والعشیرة األھل: الجذام - 2

النظري الجانب األول فصلال

10

علیه وتشجیعهم له وممارستهم والنقد بالشعر األمویین الخلفاء واهتمام األجنبیة الحضارات في نیرانه اشتغلت الذي السیاسي الصراع أن وكما ، الخالفة مقر الشام بالد في وبخاصة

متطورة، ةـنقدی حركة ظهور لكذ عـن تجون باألدب دفعت التي لـالعوام من كان العصر لكذ اختالف إلى لكذ أدى مما به أحاطت التي الظروفو الحیاة بلون بیئة كل في النقد تلون وقد : هي اتجاهات ثالثة إلى وانقسمت بینها النقد

بالطابع الفني ا مطبوعا ـزل وكان النقد فیهـي مدرسة الغـه :ة الحجازـمدرس -١بي عتیق،وسكینة بنت أوالرقة ، والروح اإلنسانیة ومن أشهر نقاد هذه المدرسة ابن

.الحسین

ي مدرسة المدح وحوله قامت حركة نقدیة في قصور الخلفاء، ـه:ام ـة الشـمدرس -٢ .الشعرب صقول بطول مران لى الذوق الفطري المونوادیهم یعتمد ع

إن بیئة العراق العلمیة والثقافیة التي تزاوجت فیها األصول :راقـة العـمدرس -٣العربیة واألصول األجنبیة ،نتج عنها نقد معیاري یحتكم إلى قواعد النحو و

.أصول اللغة ویقیسون الشعر على مقاییسها

هذا سایر فقد العلوم شتى في رقي عرف الذي العباسي العصر في النقد أما والبرهان، التحلیل وعلى واالعتماد للناقد الذوقیة األحكام عن لالبتعاد سعى حیث االزدهار

قدیم لغوي نقد أولها:اتجاهات ثالثة إلى وانقسم ومنظمة دقیقة قواعد لنفسه النقد فاتخذ فقد الثاني أما ، والعبارات األلفاظ في ویبحثون اللغویة التراكیب إلى أصحابه یتطرقون

وجعل الیونانیة ومـبالعل النقد هذا تأثر فقد الثالث االتجاه ،أما الذوق من نقده مقومات استمد .األدبیة اآلثار علیها یقیس له نبراسا والمنطق البالغة علم من

النظري الجانب األول فصلال

11

:البالغـة ماهیة:الثانـي المبحث

لغــة

تدل اظـبألف دأـیب الذي لكذ الكـالم مراتب فأعلى وأسمـاها للغةا علوم أرقـى ةـالبالغ وجد ولقد ، البلیغة والعبارة الفصیحة الكلمة إلى تصل حتى تتدرج ثم ، المحددة معانیها على

التي المفاهیم كثرة بسبب البالغة لمصطلح علیه متفق مفهوم تحدید في صعوبة العلماء ،وقبل تحوالت عدة خاللها دتـشه تطورها، مراحل طیلة تشكلت والتي الكلمـة هذه منهاتتض

.للكلمة غويلال الجذر على الوقوف من البد كان صطالحیةاال یمالمفاه على التعرف

بلغ المبتغى، الهدف وبلوغه غایته، إلى وانتهائه الشيء وصول اللغوي مفهومها في البالغة ویتوصل به یتبلغ ما والبالغ مراده، إلى وصل بالشيء وانتهى،وتبلغ إلیه وصل أي الشيء

)١( المطلوب الشيء إلى

حسن وبلغ بلیغ ورجل الرجال من البلیغ: والبلغ البلغ فیقال ، الفصاحة بمعنى أیضا وتأتي )٢( .بلغاء والجمع قلبه في ما كنه لسانه بعبارة یبلغ ، وفصیحه الكالم

الغایة بلغت قولهم من البالغة''الـفق اللغوي أصلها إلى العسكري هالل أبو ارـأش وقد غایته،فسمیت إلى االنتهاء الشيء في والمبالغة منتهاه الشيء ومبلغ إلیها، انتهیت إذا

إلى بها تتبلغ ألنك بلغة البالغة وسمیت فیفهمه السامع قلب إلى المعنى تنهي ألنها البالغة، )٣( .أیضا البالغ وهي فوقها ما

٤٩٩ منظور،ص العرب،ابن لسان - 1 2 ٥٠٠نفسھ،ص المرجع منظور، ابن

٢٠١إبراھیم،ص الفضل ابو البجاوي،محمد محمد علي العسكري،تح ھالل والشعر،أبي الكتابة الصناعتین - 3

النظري الجانب األول فصلال

12

: االصطالح في البالغة

أعطى هؤالء من واحد وكل الدارسین من الكثیر العربیة البالغة في بحث لقد في القلب إلى المعنى إیصال'' بقوله الرماني عرفها فلقد ، الخاص فهمه من ینبع لها تعریفا )١('' اللفظ من صورة أحسن

في كتمكنه نفسه من فتمكنه السامع قلب المعنى به تبلغ ما'' بأنها العسكري هالل أبو وعرفها )٢(''حسن ومعرض مقبولة صورة مع نفسك

دراك المعنى إصابة'' بأنها اآلمدي وعرفها عذبة سهلة بألفاظ الغرض وا یقف نقصانا تنقص الحاجة،وال قدر على الزائد الهذر تبلغ ال التكلف من مستعملة،سلیمة

)٣(''الحاجة دون

له حدا المعانـي تأدیة في المتكلم بلوغ هي'' بقوله عرفها فقد السكاكي أما یراد ، حقها التراكیب خواص بتوفیه اختصاص على والكنایة والمجاز التشبیه أنواع وا

العناصر على مشتمال اللغوي تعریفها من نابعا جاء للبالغة السكاكي فتعریف ،) ٤(''وجهها .البالغة فروع أحد هو والذي البیان لعلم المكونة

ومـمفه على اتفقت قد اهاـأوردن يـالت اتـالتعریف معظم أن نالحظ اـهن من و فصاحته،ومقتضى مع الحال لمقتضى الكالم مطابقة'' كونها في نجمعه للبالغة اصطالحي

،المكتـب١ط ي،ـالسامرائ صالح مهــدي العربیة، البالغـة فـي الدیني الفكـر تـأثیر – ١٢٩١،دمشق،ص١٩٧٧اإلسالمي، 1

دار ،٢طبانـة،ط بدوي ة،ـالعربی البالغة أصول في فنیة ةـتاریخی ،دراسـة انـالبی علـم – ٢٠٧؟،بیروت،ص١٩٦٢الثقافة 2

٠٧نفسه،ص ،المرجع ةـطبان بدوي - 3

دار ،٢زرزور،ط نعیم تح علي، بن محمد بكر أبي بن یوسف یعقوب وـأب السكاكي، لومـالع مفتاح – ٤٤١٥هـ،بیروت،ص١٤٠٣العلمیة، الكتب 4

النظري الجانب األول فصلال

13

یباین والذكـر التقدیم ،و اإلطالق و التنكیر من كل فمقام الكالم مقام لتفاوت تابعا الحال الوصل مقـام یباین الفصل التأخیـر،والحذف،ومقام و ال التقصیر و التعریف من عكسه حد وهو أعلى طرف: طرفان المساواة،وللبالغة ومقام اإلطناب مقام یباین اإلیجاز ،ومقام

عند التحق دونه ما إلى عنه الكالم غیر إذا ما وهو أسفل منه،وطرف یقـارب وما اإلعجاز )١(''.كثیرة مراتب الطرفین وبین الحیوانات بأصوات البلغاء

والمعنى اللفظ عنصري على مشتملة الداللة صحة مع العبارة حسن في تظهر البالغة إذا :هي أركان ثالثة إلى وفن،وتنقسم علم لكل كما وأدواته أصوله له وفن قواعده له علم ،وهي

المقصود المعنى على معبرة صدورها حیث من الجملة في یبحث علم وهو انيـالمع علم :أوال بغرض وفائه مع الحال مقتضى ابقیط بها التي العربي اللفظ أحوال به یعرف علم هو أو المباحث من یتألف المعاني وعلم''،القرائن من به یحیط وما السیاق من ضمنا یفهم غيالب

:التالیة

الخبر واإلنشاء -

أحوال اإلسناد الخبري -

بالفعلأحوال متعلقات -

القصر -

الفصل والوصل -

والنشر للطباعة العربیة النھضة ط،دار عتیق،د العزیز المعاني،عبد علم العربیة، البالغة في -١

٠٧ص والتوزیع 1

النظري الجانب األول فصلال

14

)١(المساواة واإلیجاز واإلطناب

من ویتألف الواحد المعنى عن للتعبیر المختلفة الطرق في یبحث علم وهو البیـان علم: ثانیا :التالیة المباحث

التصریح والمداورة -

التشبیه -

المجاز والمجاز المرسل -

االستعارة -

الكنایة -

بطرق المعنى إیراد به یعرف علم االصطالح في أما والوضوح الظهور اللغة في والبیـان .ومجاز واستعارة تشبیه من داللته وضوح في مختلفة

اللفظي الجمال من بألوان األلفاظ وتزیین الكالم، تحسین طرق في ویبحث البدیع علم:ثالثـا علم إلى لیتحول معالمه وحدد البدیع كتابه في العلم هذا أسس المعتز ابن أقام وقد والمعنوي،

.بذاته مستقل

فالمتقدمون الفصاحة، لمعنى احتوائه ومدى البالغة مصطلح حول القدماء انقسم وقد والبالغة الفصاحة أن یرون نهجه على سار ومن الجرجاني القاهر عبد كاإلمام النقاد من

نما المفردات بها تتصف ال مترادفة ألفاظ والبراعة والبیان توخي بعد الكالم بها یوصف وا

بن عمر بن الرحمان عبد بن محمد الدین والبدیع،جالل والبیان البالغة،المعاني علوم في اإلیضاح - ١ السنة كتـب لنشر بیضون علي منشـورات ، الدین شمس إبراهیم تح ، القزویني محمد بن احمـد

١٣٧لبنان،ص بیروت العلمیة، الكتب والجماعة،دار 1

النظري الجانب األول فصلال

15

القاهـر عبد یقول حیث لها، یصاغ التي األغراض بحسب الكلم بین فیما النحو معاني والبراعـة والبیان والفصاحـة البالغة على القول تحقیق في فصـل'' الجرجاني

وتكلموا نطقوا حیث من ، بعض على القائلین بعض فضل عن یعبر مما شاكل ما وكـل ویكشفوا نفوسهـم، في ما یعلموهم أن وراموا ، والمقاصـد األغراض، عن السـامعین وأخبروا

في یحمل مصطلح والبالغـة الفصاحة من یجعل فالجرجاني ،)١. (''ضمائرهم عن لهم فصیح كالم فیقال الكالم على یعودان وأنهما بینهما، التفریق یمكن وال ا واحد مدلوال طیاته

. بلیغ أو

حیث الرازي الفخر إلیه ذهب ما في أیـده وقد فصیحة، أو بلیغة كلمة نقول أن یصلح وال الشیئین استعمال یستعملونها بل والفصـاحة البالغة بین یفرقـوا یكادون ال البلغاء وأكثر'' یقـول

)٢. ('' بینهما الحكم تسویة في واحد معنى على المترادفین

بن السكاكي مثل العلماء من المتأخرین أن إال ذلك، خالف إلى ذهبوا األثیر وا .به الخاص مجاله منهما لكل أن باعتبار ، البالغة من الفصاحة إخراج فرأوا

فني احدهما لسببین،، والدراسة بالبحث البالغة العرب تناول لقد :البالغة دراسة أهداف القول،ورسما في اإلصابة یریدون للذین وتعلیما إرشادا'' كانت األمر بادئ في أنه ذلك

للكالم یتصدرون والذین السیاسیة المذاهب ودعاة المذهبیة الفرق ورجال للخطباء ومنهجا )٣.('' الكثیرة الجموع أمام

م،مؤسسة٢٠٠٥،سنة١زینو،ط محمد الجرجاني،علي الرحمان عبد القاهربن عبد االعجاز، دالئل - ١٣٥لبنان،ص بیروت الرسالة،

م،دار١٩٩٢سنـة١السقـا،ط حجـازي احمد تح ، الرازي اإلعجـاز،الفخـر درایة في اإلیجـاز غایـة- ٢٣٨و٣٧الجیل،ص

،د٢التونسي،ط الفتوح وأبو الجمبالطي البدنیة،علي والتربیة العربیة اللغة لتدریس الحدیثة االصول- ٣ ٢٩٠القاهرة،ص ، الفجالة والنشر، للطبع النهضة ت،دار

النظري الجانب األول فصلال

16

بحثوا الذین البالغیین ومن ردیئه، من الكالم جید لتمییز البالغة جعلت المنطلق هذا ومن بحث الشعر عیار عنوانه كتاب ألف الذي العلوي طباطبا ابن الغرض لهذا العلم هذا في

كتاب ألف الذي جعفر ابن وقدامة بالغته، تقاس به الذي والمیزان الشعر صناعة طرق فیه .الشعر نقد

أبهرت التي ببالغته الكریم القرآن نزول بعد أنه ذلك دیني هدف فهو الثاني الهدف أما التراكیب براعة من فیها بما البالغة هذه أسرار في ویبحثون یدرسون العرب راح ، العقول

الكریم القرآن إعجاز على العبارات،لیبرهنوا في وجزالة األلفاظ في وسالمة والتصویر، الغرض لهذا تأدیة البالغة في ألفت التي الكتب معانیه،ومن ویفهموا أحكامه، ولیستوضحوا

.وغیرهما للجرجاني اإلعجاز ودالئل للباقالني القران إعجاز منها نذكر كثیرة

النظري الجانب األول فصلال

17

بالبالغـة النقـد عالقة: الثالث المبحث

بأن توحي منهما كل طبیعة فإن البالغة نشأة على سابقة األدبي النقد نشأة كانت إذا الحس أن ذالك الفعلي، الوجود حقیقة في ولیسـت والتقعید القواعد تأصیل مجرد هي األسبقیة النص، مكنونـات معرفة في األدبي النقد صمیم من هو البالغة عنه تعبر الذي الجمالي في ضارب رابط عن حدیث هو إنما القدیم بالنقد البالغة تجمع التي األصول عن والحدیث

أسباب اعتماد ثم العربیة البالغة تفرزها التي الجمالیة للطاقة یرجع الرابط هذا وعلة ، القدم یستند والنقـد ، وفنیة جمالیة عناصر على تشتمل فالبالغة النقدیة، األحكام في الطاقة هذه بالكل البالغـة وهي الجـزء عالقة بینهما فالعالقـة ، النص فهـم أجل من العناصر هذه إلىذا البالغة قواعد علیـه وقامت منه استقـت الذي األسـاس هو فالنقـد النقد وهو غایة كانـت واحصاء الجمال، عن البحث النقد البالغة فإن ، قبح من یشوبه قد مما والتحذیر مظاهـره وا

بما والنقدیـة البالغیة المباحث تداخلـت الزمن وبمرور مظاهره، ومشتمل البحث هذا نتیجة لم النقد أن ذالك أسباب من ولعل''األخـر على علم كل یمیز فاصل وضع معه یصعب العلوم بین التألیف طبیعة إلى یعود وذلك أیضا، بنفسه مستقـال علما -ظهوره عند –یظهـر

)١('' علم لكل األولیة المعالم تثبیت فیها تم التي األولى المرحلة في

طریق عن وذلك والبالغة النقد كلمتین بین الجمع من مأخوذ مصطلح البالغي والنقد على المعتمد النقد منه المقصود احدهما مدلولین یحمل بذالك وهو الثاني إلى األول إضافة النقد أن الثاني والمدلول البالغیة، القوانین من مستقاة النوع لهذا النقدیة المفاهیم وأن البالغة . أدائه أثناء یستخدمها التي واألدوات العناصر مصادر احد ،ألنها البالغة من یستفید

االنتشـار مؤسسـة ،١ط كواز، كریم والتجدیـد،محمد والنشـأة المصطلـح والنقـد، البالغـة- ١١٢٣ص ،بیروت،٢٠٠٦العربي

النظري الجانب األول فصلال

18

على ینبني البالغي النقد أن ذلك النقد، من النوع بهذه النقدي التراث اعتنى وقد عند البالغة واإلحسان،وعـدة الشـرف غایة وبلوغ ، جودة من الوقت ذلك في ازدهـرت مفاهیم

عمله أداء من لیتمكن الناقد بها یتزود أن ینبغي التي الهامة العلوم من الخامس القرن نقاد بعلوم القدیم العربي تراثنـا في عرفناه وما والبیان المعاني علوم من تتضمنه وما سلیما أداء

أخرى مرة المعنى ،وفي مرة الشكـل في الفنیة الصنعة أسرار في العلوم هذه فتبحث البدیع .بینها المفاضلة مواطن معرفة اجل من األدبیة النصوص في الجودة مظاهر وتستنبط

النظري الجانب األول فصلال

19

:لـة الفصـخالص

تمیز لكنه القدم منذ ومارسوه العرب عرفه فن هو النقد أن الفصل هذا من نخلص ولكن مع بدایة القرن الرابع الهجري األمر، أول في والسلیقة السلیم الذوق على باعتماده

بشـوط كبیر في تطویر البالغة العربیـة بما یحتویه من إعجـاز وبعدما ساهـم القرآن الكریمالنقد في هذه المرحلـة صورة اعتمـد وأسرار ال تتجلـى إال لمن خبر اللغة العربیة وعلومها،

النقد البالغـي، وبهذا استطـاع النقاد أن یبنـوا أحكامهم على أسس ومعاییـر متینة مرتكزة على علـم البالغة في التحلیل والتعلیل،ومن هنا عـرف النقد البالغـي تطورا على ید الكثیر من

.النقاد مثل الجرجاني والسكاكي وغیرهم

مدخل الفصل الثانـي نقد البدیع عند الجرجاني: المبحث األول التجنیس :١مط السجع :٢مط نقد البیان عند الجرجاني: المبحث الثاني

التشبیـه :١مط االستعارة :٢مط

نقد المعاني عند الجرجاني: المبحث الثالث اللفظ والمعنى :١مط السرقات الشعریة :٢مط

خالصة الفصل الثاني

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

22

مدخل الفصل الثاني

دم كتب ـان لدراسته ألنه یعد من أقـة غي علم البیالبالغ ترنا كتاب أسرارد اخقـلرد ـلنا نتحول من مجعي في مثل هذا الكتاب یجـوأن االعتناء بالجانب التطبیق البالعة،

ة ـة النقدیـل تمارس بها التجربـد العامة إلى وسائل عمـاالكتفاء بالمقررات النظریة والقواع، مما یحتم علینا أن نولیه جانب كبیر لبالعة والنقدعترف بالحدود بین اممارسة عملیة ال ت

راود البالغین ـت تـمن األهمیة ألنه یساعدنا على الولوج إلى القضایا والمشاغل التي كانوالنقاد، وعن المجال الذي تتمحور حوله رؤیتهم الفنیة وقناعاتهم الجمالیة، ولعل احد هؤالء

د وعماده الذي یرتكز علیه، وعلى ـة أداة للنقالجرجاني الذي استطاع أن یجعل من البالغأساسها تتم المفاضلة بین األعمال األدبیة جیدها من ردیئها وباألخص الشعر العربي حیث

. ضمن مؤلفاته العدید من أرائه النقدیة وكتاب أسرار البالغة أحدها

لغایة وضع القواعد إن كتاب األسرار من أهم الكتب البالغیة تنظیرا ، فقد ألفه الجرجاني براز الفروق بین العبارات والفنون البیانیة"المقاییس والقوانین، ) ١".(وا

حیث نلحظ أن الموضوعات علم البیان من استعارة وتشبیه ومجاز غلبت علة مجمل فصول الكتاب، فقد تعرض إلیها الجرجاني بكثیر من والتفصیل والتدقیق غیر ان هذا لم

ن یتحدث في موضوعات ال تربطها صلة بالبیان كالسجع والتجنیس وهي من یمنعه من أ .علم البدیع

افتتح عبد القاهر كتاب األسرار بالحدیث عن اللفظ والمعنى،ثم تعرض صور البدیع كالتجنیس والسجع ثم شرع یفصل في عالم البیان مبتدءا باالستعارة ثم انتقل إلى التشبیه

وأسهب الكالم علیهما، وبعد ذلك تكلم عن السرقات والمعاني والحقیقة والتمثیل والفرق بینهما .والمجاز وصورتهما في المفرد والجملة وختم هذا العمل بالحدیث ن مجاز الحذف

، العراق، واإلعالم الثقافة وزارة منشورات، لنشر الرشید دار، مطلوب أحمد، ونقدیة بالغیة دراسات ـ١

.٢٥٣ص، م ١٩٨٠، ھـ1400 سنة

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

23

ورغم أنه قد یبدوا للقارئ في الوهلة األولى یمضي في ضیاع ولكن سرعان ما ینتهي به .المطاف إلى نظام خاص في مجمل بناء الكتاب

وأثناء تطرق عبد القاهر لهذه المواضیع كان یستشهد بالقرآن الكریم والحدیث النبوي وما قیل منحكم ولطائف، إال انه اعتمد بقدر كبیر على الشعر العربي لیبرز مدى تمكن أصحابه من توظیف فنون البالغة في شعرهم، وتلمس مواقع الجودة والرداءة في ذلك انطالقا من تلك

.رالمعاییلقد حوى كتاب أسرار البالغة الكثیر من االلتفاتات النقدیة المستنبطة من البالغة ،

فالجرجاني وبفضل ما یكتسبه من خبرة ومهارة ،وما یتمیز به من سعة إطالع مكنته من تفسیر وتعلیل كل حكم یورده، وهذا العمل یعد من صمیم النقد المنهجي، حیث جاء

. الكتاب إلثبات إن االستحسان واالستهجان یقوم على مدى قدرة القائل على فنون البالغة

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

24

بدیعـقد الـمالمح ن: المبحث األول

إن قراءة تستبعد تأثیر مظاهر التشكیل البالغي في النص األدبي لهي قراءة تطعن

في إبداعیة هذا الفن وأدیبته وجماله، وفن البدیع أحد أسالیب هذا التشكیل، ومن هنا ارتأینا أن تنصب دراستنا في هذا المبحث على الجزء الذي أفرده الجرجاني لهذا الفن، والسیما أنه

ق شهرة في الدراسات التي تناولت جهوده، ذلك أن معظمها ركزت على ما ألفه من لم یل .تصانیف في علم البیان وعلم البدیع والتنظیر لهما

بقد نظر الجرجاني للبدیع من زاویة جدیدة تعكس خصوصیة رؤیته البالغیة فجعله ینبع من فأما التطبیق واالستعارة "فیقولمعنى اللفظ ال من اللفة في حذ ذاته، كما كان معروف سابقا،

وسائر أقسام البدیع فال شبهة أن الحسن والقبح ال یعترض الكالم بهما إال من جهة خاصة، من غیر أن یكون لأللفاظ في ذلك نصیب، أو یكون لها في التحسین أو خالف التحسین

).١" (تصعید أو تصویبالمظاهر البالغیة التي تشكل عنده محاسن فجمع بین التطبیق واالستعارة وجعل البدیع من

الكالم وأسرار بالغته، وانطالقا من هذا التصور للبدیع راح یقدم رأیه النقدي على ما أورده .من الشواهد

محمد السید تعلیق، الجرجاني الرحمان عبد بن القاھر عبد بكر أبي الشیخ،البیان وعلم البالغة أسرار ـ١

١٥و١٤ص،م١٩٨٨، ھـ١٤٠٩، األولى الطبعة، لبنان، بیروت، العلمیة الكتب دار، رضا رشید

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

25

:التجنیسمن المتفق علیه أن الجناس ینصب على الجانب اللفظي الصوتي حیث یعرفه

)١.(واختالفهما معنى علماء البالغة بأنه تشابه اللفظتین صوتاولكن الجرجاني انتقد هذا التعریف واعتبره غیر مستوفي لما تتضمن األلفاظ من داللة ،فاللفظ ال یقیم أو یحكم علیه أثناء استخدامه إال إذا ارتبط برؤیا أو موقف ، فتنشأ له فاعلیة جدیدة في كل استخدام على حدا ، وینتج عنه أن اللفظ المتجانس

وضع وال یرقى إلى ذلك في موضع آخر ، فیجب أن یراعى في یحسن في مالجناس الجانب الصوتي والداللي معا، أي الشكل والمضمون ،ومن النظر إلى الشكل على انه صورة للمضمون، ومن النماذج التي تناولها مقارنا بین التشكیل

: البدیعي الحسن والرديء بیتان، البیت األول ألبي تمام في قولهذهب ذهب أم م ه السماحة فالتوت فیه الظنون أم ذهب م ذهبت ب

:والبیت الثاني یقول فیه صاحبهاني دعـ ا أو م ت ب دعاني أم أو اظـراه ـى ن فیما جن ناظـراه

ــاني بعد ذكــــــه الجرجــــویــوج ـرد استضــــعـافه ــــــــؤاال للــــــقارئ عن مـــــــــین ســــره البیتــــمام واستحــــي تــــــــیت األول ألبــــنیس البــــلتج ظ ؟ أم ــــــــع للفــــر یرجــــمـل ألــــاني، هــــسانه لثــــت عــــدة ضعفــــائــــلف ـنده أن الفــــــــائدة ـــــیل ذلك عـــــني؟ وتفصـاــــرزت في الــثــــن األول وبــــــ

ــذهــــة مــــرار لفظــــاة في تكــــالمتوخ ــأن أسمع" ــرد ــــــــدى مجــــــم تتــعــــب في األول لــ ك ــــانیة ــــالثــــلمة ــــفالك) ٢"(رةــــولة منكــــــهــــدها إال مجــــحروفا مكررة ، تـروم لها فائدة فال تج

ــلها األولــى، وعــلى ــــدم لــنا فــائدة تظهر في داللة جــــدیدة غــــیر الــــتي تحمــــلــم تقادة في ــــــــاني زیــــراه و أودعــــكرار لـ ناظــــــــمن التــــقد تضــــــــاني فــــیت الثــــس في البــــــــالعكا ــــطاهــــد أعــــدة وقــــائــــدعك عن الفــــه یخــــظة كأنــــــــك اللفــــاد علیــــقد أع" تراهــــعنى، فــــالم

شرح القزویني، هللا عبد أبو الدین جالل، ، )والبدیع والبیان المعاني( البالغة علوم في اإلیضاح ـ ١

٩٠ص م١٩٧٥، ھـ١٣٩٥، ٤ الطبعة، اللبناني الكتاب دار منشورات خفاجي المنعم عبد محمد الدكتور ٧ص،الجرجاني، البالغة أسرار ـ ٢

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

26

إذا فضعف الفائدة یعود إلى ، )١"(مك كأنه لم یزدك وقد أحسن الزیادة ووفاهاــــــــوهــــویج إشكاال مما أنت، فجاء بیت أبي تمام جاء مبهما في تجنیسه،ضعف في الناتج الداللي

في هذا السیاق الذي یمدح فیه الحسن " مذهب"معنى كلمة فالشراح اختلفوا في، في تفسیره :في القصیدة التي مطلعها ) . ٢(بن وهب

ر في حنك الحسود وأعذب هب أطیب و أم لمكاسر الحسن بن وذهب( حیث یلف الغموض و اللبس اللفظتین المتشابهتین تشابها غیر تام ذهب، م ، ) م

و أخرى تراهما مختلفین في المعنى ذلك أنهما ،فبعض التفسیرات ترى أنهما بمعنى واحدب تأتي بمعنى ) ٣(و هما مختلفین ، بمعنى واحد الثوب المذهب أو الطریقة ذهـ فلفظة الم

مطلب معین حتى لو تحقق هذا المطلب فتلتقي اللفظة هنا مع معنى تكرار السعي فيبالشيء وهو المعنى األقرب إلى سیاق البیت إذ الممدوح مغرم بالسماحة حتى " الهوس"

و لم تترك وقعا قویا في ، فأدى هذا تضییق الداللة للتجنیس و أغلق أفقها، الهوس ".ة منكرة مجهول"فجاءت الفائدة حسب الجرجاني،النفس

(أما في البیت الثاني فإن تكرار اللفظ دعـاني(و كذلك ) ناظـراه قد تم عن طریق خدیعة ) أوفالسامع للفظتین یتوهم أنه مجرد تكرار ، فنیة في الصیاغة یجعلها الجرجاني من حلي الشعر

ظتین متشابهتین وأن اللف، و أن هذا التكرار اللفظي قد حمل معه تكرار في المعنى، للتأكیدو أن تكرار ، و لكن القارئ سرعان ما یكتشف أنه لم یغادر الفهم السطحي، صوتا و معنى

و أن اللفظة حین كـررت لم یتكرر معها المعنى، المعنى ال یستقیم و السیاق الكلي للبیـت رة ویجد نفسه أمام لفظ أخر، و معنى أخر جدید و مختلف ال یشابه األول إال في الصو

"الصوتیة فكلمة اه اظـر ، الثانیة یقصد بها العینان و لیس المناظرة و المجادلة كاألولى " نـما ، و القصد أن عینا المحب و یدافع عن ، و قد تجنتا على الشاعر فكانتا سببا له لیتهمه

و یجاداله من بعد أن ی حاججاه ثبت نفسه ویطلب من صاحبیه أن یناظرا ذلك المتجني و یفهذا االختالف في المعنى و االتفاق في ،علیه بالدلیل و الحجة مقدار تجنیه عن المحب

اللفظ بین الكلمتین تؤثر في السامع و تجعله یشعر بمتعة جمالیة و یدرك أنه قد ظفر بفائدة و جعلتها العلة في استجابة ، و اعلم أن النكتة التي ذكرتها في التجنیس"لم یكن یرجوها

٠٥ص الجرجاني، البالغة أسرار ـ١

١٢٧ص١ج، المعارف دار، ٥الطبعة عزام عبده محمد تح،تمام أبي دیوان، الخطیب، التبریزي ٢- ١٢٩ص،نفسھ المرجع - ٣

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

27

فاللفظة ، ) ١..."(مع أن الصورة صورة التكریر و اإلعادة ، و هي حسن اإلفادة، لةالفضی .المجانسة یجلبها المعنى و ال یكون العكس

من هذه الرؤیة للتجنیس ینتقد الجرجاني كالم المتأخرین الذین یتكلفون في صناعة دون إلى إجهاد النفس في تجمیع األلفاظ المتشابهة صوتا ومعنى وحشدها التجنیس فیعمـ

عمل یؤدي إلى إهمال ما لأللفاظ المتجانسة من عالقة بدالالتها ، وحشوها قسرا في الكالممما ، و التركیب التام للنظم و قطع الصلة بین الجانب الداللي و الصوت للكالم،النصیة

یقول ، و عدم إدراكه للمعنى الحقیقي، یجعل السامع یقع في الغموض من فهم النصو قد تجد في كالم المتأخرین اآلن كالما حمل صاحبه فرط شغفه بأمور ترجع " لجرجانيا

فهم ، إلى ما له اسم في البدیع بین، إلى أن ینسى أنه یتكلم لی خیل إلیه أنه إذا ، و یقول لی وی في عمیاء اه وقع السامع، جمع بین أقسام البدیع في بیت فال ضیر أن یقع ما عن من وأن ی

ط عشواء س بكثرة ما یتكلفه على المعنى فأفسده، طلبه في خب م أضف إلى أن ،)٢."(و ربما طغیر أن ، هذا التكلف یسلب الجناس بدیعیته ویسقطه في هویة االستكراه ونفور السامع منه

الجرجاني وفي معرض حدیثه عن التكلف و الصنعة في البدیع یضرب لنا مثاال استطاع أن رجون على هذا الفن إال ، به بنفسه إلى مرتبة العارفین بجواهر الكالم یرقى صاح ع الذین ال ی

.بعد التأكد و الثقة من سالمة المعنى و صحته في النظمفاالعتناء بالفروق الداللیة بین المتشابهات مع الدقة في الصیاغة اللفظیة هي عماد السجع

: " الجاحظ في خطبه في أول كتابه الحیوان قائال الحقیقي وهذا العارف برأي عبد القاهر كانرة ك من الحی ة و عصم ه الشب ا ، جنبك اهللا وبین الصدق ، و جعل بینك و بین المعرفة سبب

ا سب وأشعر قلبك ، و زین في عینك اإلنصاف وأذاقك حالوة التقوى، و حبب إلیك التثبت، نقین، عز الحق د الی ر وعرفك ما في الباطل من الذلة، ، ورد عنك ذل الیأس، وأودع صدرك ب

في هذا النص یرى عبد القاهر أن الجاحظ قد فضل المعنى ).٣"(وما في الجهل من القلة غلب السجع لكي یأمن إفساد هذا عن االئتالف المناسب ألسلوب السجع و كان بإمكانه أن ی

لشبهة والحیرة، فلم یقسرهما على األخیر للداللة، فقد تحول الجاحظ عن التوفیق بین الم ، "وزین في عینیك اإلنصاف : "التسجیع و لو فعل ذلك لكان متكلفا ، ثم إنه عندما قال

١٧ص، الجرجاني،البالغة أسرار ـ١ ٠٦ص،نفسھ المرجع ـ٢

١٠ص، الجرجاني، البالغة أسرار -١

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

28

لیقابله بلفظ اإلنصاف ألن ، یلزم نفسه بوجوب اإلتیان بجملة تالیة لها تنتهي بلفظ الخالفزائفا یضر بالمعنى، ثم وتصبح الجملة تحتوي على حشو ، ذلك سیكون تكلفا واضحا منه من غیر أن یضم إلیها أخرى یأتي فیها " طرد عنك الیأس " إنه اختار أیضا أن یترك جملة

كل ذلك ألن ، و یكون انتهاء الفاصلتین بحرف واحد، بقرینة الیأس من أجل تحقیق السجع ن اختلف اللفظ أولى و أهم من التوفیق بین الفواصل فال یمكن ،التوفیق بین المعاني وا

،التضحیة بهذه االختالفات من أجل االنسجام الصوتي وحدهلتقاط و جمع األشباه و النظائر ألن اإلكثار منها قد یحمل في یمكن التركیز فقط على إ

)١(و یحمل فكرة المكروه " خبط العشواء" منطق عبد القاهر في التفكیر البالغي من رؤیة و بهذا یمكن أن نعتبر ما جاء به عبد القاهر مغایرا لما عرف

ال تقدم أي ،و إضافة خارجیة ال جوهریة في الكالم ، تجعل من السجع مجرد تحسین لفظي فإنك ال تجد تجنیسا مقبوال وال سجعا حسنا ، حتى یكون المعنى هو " تأثیر في إنتاج الداللة

وهذه نظرة عمیقة من الجرجاني بعدم اهتمامه فقط ، )٢" (الذي طلبه و استدعاه و ساق نحوهو إنما سعى إلى توضیح فاعلیة التشكیل البدیعي و دوره ، بالزخرفة اللفظیة والتحسین الشكلي

فیكون لمعنى اللفظ أهمیة في زیادة بهاء المحسن البدیعي وتكامل عناصره ، في خلق الداللة . ذي یتضمنهالجمالیة من حیث الشكل اللفظي والمحتوى ال

١١٥ص، م٢٠٠٠، ھـ ١٤٢٠، المعرفة عالم،مصطفى ناصف د، ثانیة نظرة نحو العربي النقد - ١

١١ص،الجرجاني،البالغة أسرار ٢ -

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

29

ناـد البیـح نقـمالم: انيالمبحـث الثـ

یعد علم البیان احد أقسام البالغة الثالثة وهو إیراد المعنى في طرق مختلفة بالزیادة أو النقصان في وضوح الداللة علیه، لیحترز بالوقوف على ذلك عن الخطاء في مطابقة

)١(الكالم لتمام المراد منهاالستعارة والتشبیه والتمثیل ، ومن المباحث التي عالجها عبد القاهر في أسرار البالغة

وما تضمنه شعر العرب منها، وأسهب في بیان االستعارة حیث اعتبرها أسلوب تصویري ، لما تزخر به من قدرة إیحائیة وتعبیریة یسعى إلى إثراء العمل األدبي شعرا كان أو نثرا

، واألعجم ...كثیر من المعاني بالیسیر من اللفظ وتعطیك ال" لترى بها الجماد حیا ناطقا، والمعاني الخفیة بادیة جلیة إن شئت أتتك المعاني اللطیفة التي هي من خبایا ... فصیحا

ن شئت لطفت األوصاف الجسمانیة حتى تعود العقل ،كأنها قد جسمت حتى رأتها العیون، وا )٢"(إال الظنونروحانیة ال تنالها

وما یمكن أن نشیر إلیه هنا أن الجرجاني قام بدراسة هذه الفنون مدعما أرائه النقدیة بالشواهد في أحیان كثیرة یعقد ، إلبراز مدى قدرة قائلها على اإلجادة والتفوق وهذا ما یجعلنا نراه

یانیة الموظفة في نفس موازنات مبینا دوافعه لمفاضلة كالم على أخر، ومدى تأثیر الصورة البن كانت قد شهدت تطورا . السامع وفي السیاق العام للكالم وأن هذه المباحث الثالثة وا

ملحوظا قبل عصر الجرجاني إال أن إخراج علم البیان كقسم في البالغة لم یكن إال على .یده

الكتب دار،زرزور نعیم تح،علي بن محمد بكر أبي بن یوسف یعقوب أبو، السكاكي العلوم ـمفتاح١

، م١٩٨٧، ھـ١٤٠٧ ٢ط، العلمیة .٤٣ص، الجرجاني،البالغة أسرار ـ٢

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

30

: هـالتشبیتناول عبد القاهر الجرجاني التشبیه في التشبیه كتاب أسرار البالغة وخصه بدراسة

وافیة عبد القاهر الجرجاني التشبیه في كتاب أسرار البالغة وخصه بدراسة وافیة تقوم على معتمدا على التحلیل والتأویل وذلك ، مبینا أقسامه وموضحا ألضربه،الشواهد القرآنیة والشعریة

د أن كانت نظرة من سبقه من البالغیین شكلیة ترى التشبیه الحسن هو الذي استطاع بعغیر ان الجرجاني یرى أن التشبیه الحسن یظهر ،قائله أن یجع أكثر الصفات ما بین طرفیه

وما یثیره في نفس المتلقي من لذة ، في مقدار ما یضیفه من مسحة جمالیة في لفظه معناهوتستغني ،وتدركه العقول، والقیاس یجري فیما تعیه القلوب،بیه قیاس التش"ألن ، عند سماعه

"فیه األفهام واألذهان ال األسماع واألذانلم نعثر للجرجاني على تعریف لتشبیه في األسرار غیر انه قام بتحدید الصنفین الذین

: على ضربینواعلم أن الشیئین إذا شبه احدهما باألخر كان ذلك "یتولد عنهما التشبیه احدهما أن یكون من جهة أمر بین ال یحتاج إلى تأویل واألخر أن یكون الشبه محصال

).١"(بضرب من التأویل التحادهما أو اشتراكهما في صفة أو حالة ، فالتشبیه عالقة مقارنة تجمع بین طرفیـن

أو مشابهة في ،هذه العالقة قد تستند إلى مشابهة حسیة، أومجموعة من الصفات واألحوال )٢(الحكم أو المقتضى الذهني یقوم بوصل العالقة بین الطرفین المقارنین

:هـواع التشبیـأن

فالضـرب األول هوالتشبیه الغیر تمثیلي والذي ال یحوج اإلنسان إلى إعمال الفكر ـــارك المشــــبه به في الصـ، والــذهــن ذلك انه واضـــح بین ـفـات والسكنات سواء فالمشــــبه یشـ

ــدار بالكــــرة في ، كان وجـــــه الشــبه حســي أو عقلي فالحــــسي نحــو أن یشــبه الــشيء إذا استـ

٩٠ص،الجرجاني،البالغة أسرار ـ١

الثقافي المركز،١٩٩٢، ٣ط،عصفور جابر،د،العرب عند البالغي النقدي التراث في الفنیة الصورة ـ٢ ١٧٢ص، لبنان بیروت

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

31

كتشبیه الخدود بالورد والشعـر ، وكالتشبیه من جهة اللون، وجــه وبالحــلقة في وجه أخر .باللیل

أو جمع الصورة و ،وما جرى في هذا الطریقو الوجه بالنهار وتشبیه سقط النار بعین الدیك اللون كتشبیه الثریة بعنقود الكرم المنور، و النرجس بمداهن در حشوهن عقیق، كقول قیس

، )١: "(بن األسلت مشبها الثریة التي تتهادى في جو السماء األدهم بعنقود الكرم ا ور الحیة حین ن قود م ن ح الثریا لمن رأى كع و قد الح في الصب

فهذا التشبیه جمع الصورة و اللون ألنه عبارة عن اجتماع مجموعة من األجرم الصغیرة البیضاء التي تتوهج في اللیل بهاءا تشابه عنقود العنب األبیض الطویل حینما یشع في

.امسالظالم الدأما التشبیه من جهة الهیئة یدخل فیه حال الحركات في أجسامها، كتشبیه الذاهب على االستقامة بالسهم السدید، و كذلك كل تشبیه یجمع بین شیئین مما یدخل تحت الحواس،

الرحل بأصوات الفراریج كقول ذي ) ٢(كتشبیه بعض األصوات ببعض مثل تشبیه أطیط : المرة

قـاض الفراریـج كأن أصوا ن یس إ )٣(ت، من إیغالهن بنا أواخر الموالمعنى الذي أراده من البیت أن بعض المتاع المحمول یحك و یالمس بعضه فیحصل صوت شبیه بصوت صغار الدجاج من شدة السیر، و اضطراب الرحل و هذا تشبیه بدیع

رابط بین الصورتین هو اشتراك في عند الجرجاني ألن وجه الشبه الذي اختاره الشاعر ال .النغمة الخاصة للدجاج و الرحل

أما التشبیه العقلي فهو الذي ینعقد من جهة الطباع كتشبیه الرجل باألسد في الشجاعة أو بالذئب في المكر، وتدخل هنا جمیع األخالق في الطباع نحو السخاء والكرم و

.ي القوة و الشدة و ما یتصل بهااللؤم، و كذلك تشبیه الرجل بالرجل ففنجد الجرجاني من خالل هذا الرأي قد حصل النوع األول من التشبیه الذي ال یحتاج إلى التأویل على المحسوسات و المادیات فقط أي على الظواهر العیانیة المشاهدة من هیئة و

دار٢٠٠٧، ١ط، هللا سعد سالم محمد،نموذجا الجرجاني البالغي النقد السمیائي التحلیل،النص مملكة ـ١

٨٢ص،األردن،التوزیع و لنشر الحدیث الكتب وعالم التوزیع و للنشر العالمي الكتاب ٩١الجرجاني ،البالغة أسرار ـ٢ بعضھ یحك عندما الحدید الرحل صوت ھو الرحل أطیط ـ٣

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

32

فیه اإلنسان إلى صورة و شكل و لون و داللة، فالشبه في هذا كله بین ظاهر ال یحتاج ل یجري و أنت تعلم الشجاعة في األسد كما تعلمها في الرجل أو ، ) ١(إعمال فكره، و أي ت

. فداللته واضحة في النص بمجرد الفهم األول له

: التشبیه التمثیلي والتشبیه المركبأ ـ نه یتطلب من الضرب الثاني هو التشبیه التمثیلي الذي یحتاج فیه إلى تأول، أل

بل یستدعي ضربا من التأویل و ، السامع تشحیذ الذهن و إعمال الفكر فهو لیس بین بنفسه كقولك هذه حجة كالشمس في ، والمشبه لم یشترك مع المشبه به في صفة ظاهرة، العلة

أي في حجة واضحة بینة ال لبس فیها وال ،فقد شبه الحجة بالشمس في الظهور، الظهورنكرها إال من كان بینه وبینها حجاب وغشاوة فمن ذا الذي ینكر الشمس غموض ال ی

فال یرفض هذه الحجة الدامغة إال من هو ناقص عقل أو جاحد ، الساطعة في قلب السماء .فنجد أنفسنا في هذا الضرب قد احتجنا في إدراك الشبه إلى هذا النوع من التأویل، أو معاند

و ،طرح الفرق بین التشبیه و التمثیل لمیدان النقد البالغي ومن هنا استطاع الجرجاني أن یو قد فصل الكالم في بیان ،یجعله مقیاس فاصل في الحكم بجودة التشبیهات و تفاضلها

تشبیه التمثیل و جعله أصنافا عدة منه ما یحتاج إلى قدر من التأمل، و منه ما یدق و .ریغمض حتى یتطلب فهم معناه إلى رویة و إمعان نظ

)المتداخل(التأویل القریب : المرتبة األولى -١ )البیني(التأویل المتوسط : المرتبة الثانیة -٢ )٢)(االستنباطي(التأویل البعید : المرتبة الثالثة -٣

عالم١ط،حسن صالح محمد جمال،الھجري السابع القرن حتى العرب عند والبالغیة النقدیة الجھود ـ١

األردن، ٢٠١٠الحدیث الكتب .٨٢ص،هللا سعد سالم محمد،النص مملكة - ٢

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

33

لقد أراد الجرجاني من الحدیث عن مراتب التأویل أن یصل إلى النوع الثالث التأویل البعید

ألنه یدفع السامع إلى التدبر و التأمل و استنباط الداللة من هذا التشبیه لیتمكن في األخیر من فهم المعنى الخفي منه ، فیرى أن التشبیه لیس مجرد عقد مشابهة حسیة أو لونیة بین

ین فقط ، فإنما التباعد بین المشبه و المشبه به هو ما یثبت براعة الشاعر في التشبیه، شیئوتظهر قدرته ومهارته في خلق روابط بین األشیاء المتباعدة المتنافرة لیقیم من خاللها

وجدت التباعد بین الشیئین كلما كان أشد ، وهكذا استقریت التشبیهات: "حیث یقول ، ائتالف والمؤلف ألطراف البهجة أنك ترى .... النفوس أعجب و كانت النفوس لها أطربكانت إلى

، وترى الصورة الواحدة في السماء واألرض، بها الشیئین مثلین متباینین و مؤتلفین مختلفینو لذلك ، و تتبعت هذه اللمحة ، وخالل الروض وهكذا تنثال علیك إذا فضلت هذه الجملة

: لهتجد تشبیه البنفسج في قو واقیت ر الی ا بین الریاض على حم زرقته و ال زوردیة تزهو بر في أطراف كبریت ا فن بها أوائل النه ق قامات ضع كأنها فو

). ١"(أغرب وأعجب وأحق بالولوع وأجدر من تشبیه النرجس بمداهن در حشوهن عقیق

عهد ظهوره ، فهذا البیت األكثر إثارة وروعة واستغراب ألن الشيء إذا ظهر من مكان لم یفلو أن ابن المعتز شبه البنفسج ببعض ، كان تعلق النفوس به أكثر، أو لیس مكانه، منه

ولم ینل من ، لم تجد له هذه الغرابة، أو عثر له على شبه في شيء من الملونات، النبات .هذا الحظ الحسن

من هذا القول نجد الجرجاني و بعد شرحه لمفهوم تشبیه التمثیل یقارن بین تشبیهات ابن المعتز و تشبیهات صالح بن عبد القدوس و یرى ابن المعتز جاءت تشبیهاته أعجب وأغرب لما وصفه فیها من تمثیل یستدعي التفكر و التأول على عكس بن عبد القدوس الذي جاءت

: ه حسیة سهلة اإلدراك و قریبة الفهم ال یحتاج فیها إلى تدبر و تمعن في قولهتشبیهات

١٣٠ص،الجرجاني،البالغة أسرار ـ١ مصر، م ١٩٩٥ ،٤ط،العربي الفكر دار،السید شفیع الدكتور،نقدیة بالغیة رؤیة البیاني التعبیر ـ٢ ١٩١ص،الجرجاني، البالغة أسرار ـ٣

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

34

داهن در حشوهن عقیق ا م له جس الغض حو ر )١(كأن عیون الن

فالصورة التي وظفها بن عبد القدوس تجسد ما أشار إلیه عبد القاهر في الجمع ما بین فالتركیب في البیت ، رة ابن المعتز ابتعدت بالمسافة بینهما إلى حد بعید متباینین ولكن صو

الثاني یظهر في أن أزهار النرجس یانعة فوق أعناقها و رؤوس الكبریت المشتعلة فوق أزهار النرجس في الواقع الحسي ال تربطها عالقة بأعواد الكبریت ولكن جاءت اقل ، أعوادها

.من البیت األول" القاهـر رأیه في معنى تشبیه التمثیل و الفرق بینه و بین التشبیه الصریح بمثال و یدعم عبد

و تارة على ، إال أنه یراها تارة في المرآة ، إنك بالتمثیل في حكم من یرى صورة واحدة فالعالم الحسي ، )٢(وأما في التشبیه الصریح فإنك ترى صورتین على الحقیقة ، ظاهر األمر

عندما یرید اإلنسان التعبیر ، منبع الذي یستقي منه الشاعر تشبیه التمثیل هو األصل و الیلجأ إلى ما بین یدیه إلى ، و یود إبرازه بصورة قویة مؤثرة ، عن معنى أو إحساس معین

فالصورة التي نشاهدها لجسم ،أشیاء مدركة بالحواس یتلمس فیها تمثیال لما یدور في ذهنه . لصورة األصل و لو لم یوجد األصل لما وجدت الصورة ما في المرآة هو انعكاس

ومن هنا كانت رؤیة الجرجاني للتشبیه الصریح على أنه یشبه فیه أحد الشیئین باألخر من كل ما یقوم به الشاعر في هذا التشبیه أنه ، جهة ما یدرك بالحواس كاللون والصورة والمقدار

ال ) التمثیلي(أما في التشبیه التأویلي ، ا متجاورینفنراهم، یزیدنا صورة ثانیة مثل التي معنا .تجد في الفرع نفس ما في األصل على عینه و حقیقته

ذلك الوعي الجمالي للجرجاني بطبیعة ، والـذي یمكن أن نستشفه من هذه المقارنة

بما التشبیه و ما یتضمنه من داللة ال تتأت إلى السامع إال عن طریق التأویل واالستنباط ولوال قوة الشاعر و ، یسمح بإتالف و امتزاج شیئین متباینین و مختلفین في مشهد واحد

تمكنه من التعبیر على هذه الصورة التي أخرج بها البیتین السابقین ما كان یمكن للتشبیه .فیهما أن یبلغ ما بلغ من الجودة والحسن

١٩٠ص،المرجع السابق - ١

. ١٩١ص ،نفسه المرجع ٢ -

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

35

لص مجموعة من الحقائق جعلها وعلى أساس هذا الرأي من الجرجاني یمكننا أن نستخ

:سببا في شرف التشبیه وروعته هيالتشبیه التمثیلي تشبیه مركب ینتزع وجه الشبه فیه من عدة أمور و صور تكون في كثیر / ١

.من الحاالت متباینة و متباعدةأن التشبیه إذا جاء من غیر جنس المشبه و جاء غریبا نادرا كان ألطف معنى وأحسن / ٢

.في النفسوقعا أن التباعد بین الشیئین الذین یتألف منه طرفا التشبیه كلما كان أشد كان إلى النفوس / ٣

.أعجب، وأن یجد للتألیف / ٤ وجوب أن یصیب الشاعر في التشبیه بین المختلفین شبها معقوال

بینهما سبیال صحیحا

:ب ـ فروق الصیاغة في التشبیه

فالشاعر یختار ، الحریة عنصر حیوي في العملیة اإلبداعیة وخصوصا األدبیة وهو یعمد في ذلك إلى ، مفردات لغته ویشكلها في أنساق خاصة لیعبر عما یرید التعبیر عنه

ولعل من أهم اآلراء التي تحسب للجرجاني كنقد ، الكلمات وما تتسع إلیه من دالالتموضوع فروق الصیاغة في المعنى الذي تحمله ، مام بالغ منهوكانت محل اهت، بالغي

ذالك ، والتي تتفاوت من شاعر إلى أخر وتكون محل مفاضلة بینهم، الصورة البیانیة الواحدةوقد راعى ، أن الصیغة في الكالم تحتل مكانة مهمة في توصیل المعنى وتصویره للسامع

ومن ، ب الدقة في الداللة على المعنى المرادالجرجاني في موازنته النقدیة بین الصیغ جان :الموازنات التي تتصل بفروق الصیاغة في فن التشبیه موازنته بین أبي تمام في قوله

ـه ازل ن حل كأنه هالل قریب النور ناء م قـریب الندى نائي الم

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

36

:وبین البحتري في قوله

ط في ة السارین جد قریـب كالـبدر أفـر صب للع ه العلو وضـوؤوجاء ، في البیت األول یشبه أبي تمام ممدوحه بالهالل في قربه وبعده منه في آن واحد

" لفظ الهالل نكرة فأصبح محل كراهة یتظلم منه المعنى وینكره وعلل الجرجاني الكراهـة هناوهم بظاهره أن ههن فالذي یستقیم علیه الكالم أن یؤتى به ،...،ا أهلة لیس لها هذا الحكمأنه ی

رفا على حده في بیت البحتري ع " كأنه هالل:" فافترض حتى یستقیم المعنى أن یقال) ١" (م ) ٢.(ولكنه مع ذلك یشكو نبو اللفظ وسوء مالءمة العبارة،ثم یستأنف الكالم

:الصیاغة في بیت بشار الذي یقول فیهومما یدخل أیضا في موازنته بین فروق ه ى كواكب او ل ته ا لی افن ا وأسی ؤوسن ـوق ر ع ف ار النقـ ثـ كأن م

:والمتنبي في قولها الكواكب ه اء عجاجة أسنتثهضا في جانبی زور األعادي في سم ی :لذي یقول فیهوبیت كلثوم بن عمرو العتابي ا یـر ات ه البیض المب ا من فوق أرؤسهم سقفا كواكب كه ني سناب ب ت

استطاع بشار في هذا البیت تصویر الحركة في المعركة أثناء تطایر الغبار وتالحم یث وفق ح، وبذلك یتفوق على المتنبي وكلثوم بن عمرو العتابي،السیوف بكلمة واحدة

نخفاضا ، الشاعر في نقل الدقائق التفصیلیة والحركة جیئة وذهابا رتفاعا وا ستقامة ، وا واعوجاجا فقد نظم هذه الدقائق في " ، عندما اختار اللفظة المناسبة في المكان المناسب، وا

وهي ،ونبه علیها أحسن التنبیه بكلمة، ثم أحضرك صورها بلفظة واحدة ،نفسهوكان لها في تهاویها تواقع ،ألن الكواكب إذا تهاوت اختلفت جهات حركاتها ،"تهاوى:"قوله

٣١٣ص،الجرجاني،البالغة أسرار ـ١ . ٣١٣المرجع السابق ص - ٢

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

37

فأما إذا لم تزل عن أماكنها فهي على صورة ، ثم إنها بالتهاوي تستطیل أشكالها، وتداخل )١" (االستدارة

:ج ـ فروق التصویر في التشبیه دة بحسب ملكة الخیال تختلف القدرة على التصویر من شاعر إلى أخر في بیئة واح

فالخیال نشاط خالق یجعل السامع یتأمل ، وقدرة كل واحد على بناء الصورة ، الشعري لدیهعن طریق اكتشاف عالقات ،تلك الرؤیة الشعریة للعالم حوله بعد أن أعاد الشاعر تشكیله

بین وهي حقیقة المیزة التي یقوم علیها التفاضل ، جدیدة تتجاوز ما كان یراه من قبل، فالوصول إلى الصورة الناذرة موقوف على دقة المسلك إلى ما أستخرج من الشبه.الشعراء

ال ینجلي إال بعد التأنق في "وقد أوالها الجرجاني قیمة ألن التشبیه عنده ،ولطف المذهب والتقاط النكت المقصودة منها ، وعرض بعضها على بعض، استحضار الصور وتذكرها

) ٢"(ا یتصل بها وتجریدها من سائر م : النذرة ـ الشیوع و١ألنها ، لقد جعل الجرجاني من عامل النذرة في تركیب الصورة وعدم شیوعها سبب تفضیلها

وإلثبات رأیه أقام موازنات نقدیة ، تدفعنا إلى التعمق في النظر و التغلغل في بواطن األشیاءواعلم أن من حقك أن ال تضع موازنة بین "،یرفع فیها بقدر شاعر و ینزل أخر رجوعا إلیه

ولكن تنظر الى حالهما في ،في حاجة أحدهما إلى زیادة من التأمل على وقتنا هذا التشبیهینى العقل ولم تسمع بواحد منهما ولم یكن قد ،فتعلم أن لو أرادهما مرید أو اتفقا له جمیعا،قو

وأیهما تجده أدل ،وأعطى بیدیه، و أسرع إلیه، سمع بواحد منهما أیهما كان یكون أسهل علیه :ولـتأكید هذا الرأي جاء بمقابلة بین قول الشاعر، )٣"(ن تسمعه منهعلى الذكاء م

ثرن على بسـاط أزرق ر ن وكأن أجرام النجـوم لوامعا در

:وقول ذي الرمةا ذهــب سهـ ها فضة قـد م كـأن

. ١٧٦و ١٧٥ص السابق المرجع - ١

١٥٣ص، نفسھ المرجع ـ١

١٨٩، ١٨٨ص، نفسھ المرجع ـ٢

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

38

قد اعتادوا رؤیتها على حلیهم بأن ، في البیت الثاني الصورة شائعة الوجود بین الناس یقوم الصائغ بطالء جزء من الفضة بالذهب لیزیدها حسنا فتصبح في مظهر اللون الرمادي

أما الصورة في البیت األول فنجدها قلیلة الحدوث ناذرة ،تأخذ جزء منه نوع من الصفرة لیت به"الوجود وال یكاد ، فإن الناس یرون أبدا في الصیاغات فضة قد أجري فیها ذهب وط

ثر على بساط أزرق فالجرجاني ربط بین قلة دوران التشبیه ) . ١"(یتفق أن یوجد در قد نعلى العیون في األول وكثرة التفصیل في الثاني وجعل هذین الخاصتین موضع الحسن

ت الصورة أقل وجودا في الواقع حزت الفضل عند الجرجاني نحو قول واإلعجاب فكلما كان :الشاعر

جـد ر ا من زب ه ـضـب كدبابـیس عـسجـد قر نشرن على بساط " فالصورة في هذا البیت أجمل وأكثر حسنا من الصورة التي في قوله در

زید في بعد الشيء عن العیون في كون حدوثه وال م، المتناع وقوعها في الوجود" ازرق حقیقة مستحیل ممتنع أصال حتى ال تتبادر الصورة للسامع إال عن طریق التخیل

ولصاحبه من الفضل ، كان للضرب األول من الروعة والحسن،ولما كان األمر كذلك "،والوهموكثر الوصف الذي ،وقوي الحكم بحسب قوة العلة،ما لم یكن ذلك في الثاني،في قوة الذهن

)٢."(بحسب الجالب له، هو الغرابةفقد جعل الجرجاني المزیة والتفضیل بین هذه األبیات بمدى ورودها على األذهان وعادة

وكلما زادت الصورة بعدا عن الواقع ،فتردد ذكرها یفقدها عنصر النذرة واإلثارة ،الناس رؤیتها . زاد تعلق السامع بها

:ل والتفصیل اإلجما ـ ٢فكلما تعددت ، إن تفصیل الشاعر في الصورة یدل على مدى حذقه وقدرته على التخیل

زوایا النظر في الصورة الواحدة كانت محل إعجاب الناس ألن التفصیل یكسر رتابتها وهذا وجملة القول أنك متى " ما أدى بالجرجاني إلى عده مزیة توجب التفضیل بین التشبیهات

فقد دخلت في التفصیل والتركیب ،ه على مراعاة وصف واحد أو جهة واحدةزدت في التشبی

١٧٢ص، السابق لمرجعا - ١

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

39

بحسب الصورة في استنفادك قوة ، ثم تختلف المنازل في الفضل، وفتحت باب التفاضل )١"(أو رضاك بالعفو دون الجهد ، االستقصاء

ومن المقارنات التي جاء بها لتدلیل على كالمه من أن المزیة ترجع لتفصیل في صورة

:موازنته بین قول عنترة،التشبیه و الفرق بینه وبین اإلجمال لتهب بس الم بأبیض كالق ه ال یبتغي غیر ع اب ت ی

:وقول امرئ القیسدخان تصل ب ب لم ی ه ا ل ه سن ان دینیا كأن سن عت ر )٢(جم

تفاوت ظاهر رغم أن المشبه به في كال البیتین شيء واحد یرى الجرجاني أن بین القولین" لم یتصل بدخان" غیر أن الثاني فاق األول في تفصیل صورة اللهب فقال ،وهو شعلة النار

فجعله صافیا نقیا یشبه بیاض سنان السیف بینما جاءت الصورة في األول مجملة لم تتطرق ة ل اإلضاءة أو الصفاء فلم یستطیع التطرق الى ال من جهة قوة،إلى تفاصیل هذه الشع

.جزئیات تشكیل صورة المشبه به عكس ما فعل الثاني :ومثال هذا الرأي تفضیل بیت ذي الرمة في قوله

ف اللوائك ازي من صری و اح الب ة صی ا كل سحر ه كأن على أنیاب :على قوله

و ح ر اكأن صلیل الم قر ب ع ـدن ب ق ت ن صلیل زیوف ی ین تشذه

ألن التفصیل والخصوص في صوت البازي أبین واظهر منه في صلیل " األول أعلى طبقة فإن المقصود ،والغایة منهما متفاوتة، ورغم أن عناصر التشبیهین مختلفة، )٣"(الزیوف

.صیةبالتصویر هنا طبیعة الصوت وأیهما أكثر خصو ه، رؤیة تبرز براعة الشاعر الحاذق للجرجاني بتمكنه من صبر أغـوار التشبیإن هذه ال

و تلمس مواطن الحسن فیه و التي تجعل متلقیه یطرب به و یتحسسه و یشغل فكره في فهم

١٧٩ص، السابق المرجع ـ١ ١٧٤ص،نفسھ المرجع ـ٢ ١٦٣ص، نفسھ المرجع -٣

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

40

تركیب صوره لبلوغ المعنى الذي أراده الشاعر من إیقاع االئتالف بین األشیاء المختلفة و ال

اء م على ربط الشبه بین األشییكون هذا إال في التشبیه المركب، أما التشبیه الذي یقو ة في النوع فإنها تستغني عن ذلك بثبوت المشابهة فیها و قیام المشتركــة في الجنس و المتفق

.االتفاق بینها ، ویمكن القول أن میزة الناقد الحاذق في الجرجاني تدفعه إلى النظر أبعد مما ینظر غیره

وتمكن من السمو بقیمة التشبیه ،ویربط صالت بین األشیاء لم یستطع غیره الوصول إلیهالما یدل ذلك على یمتاز به من دقة مالحظة وسعة ،البالغیة بقدر ما تكثر فیه من تفاصیل

یقول واصفا التركیب ،الشتراك بین الطرفین حتى یبلغ درجة التطابق بینهماشمول لمظاهر ا وصف واحد" فقد دخلت ،أو وجهة واحدة،وجملة القول انك متى زدت في التشبیه على مراعاه

"ثم تختلف المنازل في الفضل،في التفصیل والتركیب وفتحت باب التفضیلن أسالیب النظم الراقي والذي ال یتأتى إال وعلى كل یبقى التشبیه عند الجرجاني أسلوب م

.وبلغ شأن رفیع في البیان لما یشمل علیه من لطائف وأسرار، لمن صفت قریحته : ارةـستعـ اال ٢فتظهر ) ١"(فن تعبیري بالغي، و هیئة جمالیة یصدر بها المعنى" تعد االستعارة

داللة ال یعرفها السامع من اللفظ و لكن في شكل صورة بدیعة من نسج الخیال، تثبت بهاو » رأیت أسدا « من المعنى الذي كنت تتوخاه من توظیفك لها، و توضیح ذلك أن تقول

، فالسامع لهذا القول یفهم أن غرضك أن تثبت للرجل الذي تتحدث عنه أنه أنت تقصد رجال هذا المعنى من اللفظ یعادل األسد في جرأته و شجاعته، و أن هذا السامع لم یستوعب

١٢٩ص، األسود حسین،القدیم والنقد البالغة بین العالقة أصول ـ١

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

41

).١(و لكن من معناه الضمني الذي یستشفه من سیاق الكالم» أسد« فاالستعارة عند عبد القاهر ال تعقـل من اللفظ نفسه، و لكن من معنى اللفظ و هي

طریقة من طرق اإلثبات عمادها االدعاء و لیس النقل و بهذا فقد عدها مجازا لغویا حیث أن اللفظ أصل في الوضع اللغوي معروف تدل الشواهد على " االستعارة عنده أن یكون تعریف

ختص به حین وضع، ثم یستعمله الشاعر أو غیر الشاعر في غیر ذلك وینقله إلیه نقال أنه ا ).٢"(غیر الزم فیكون هناك كالعاریة

فاالستعـارة عبارة عن تشبیه حذف أحد طرفیه و هو المشبه به على أن یتم إعارة اسم

المشبه به للمشبه، و قد أفاض من عبد القاهر الجرجاني الحدیث عنها بشكل كبیر وكانت وربما ألن ، أوفر خـطا من باقي المجازات األخـرى من تشبیه و كنایة و مجاز حكمي

لتي سبقته أرجعت المزیة فیها إلى اللفظ، و أغفلت المعنى ولو على غیر الدراسات النقدیة اانطالقا من المعنى قسم عبد القاهر الجرجاني االستعارة إلى قسمین مفیدة و غیر و ، قصد

) المشبه به(ا على مدى مالئمة المستعار منه مفیدة مخالفا من سبقه من تقسیمها استنادیجعلنا ال نجد عنده تلك األوصاف التي أطلقها النقاد على ، و هذا ما )المشبه(المستعار

. استعارة مفرطة أو بعیدة أو ردیئة أو قبیحة أو فاسدة: بعض االستعارات مثالو یعتبر هذا نقد بالغي كان للجرجاني فضل السبق فیه على غیره من النقاد عن طریق

.اعتماده لمعیار المعنى

ي رأیه ال هدف من استعمالها غیر التوسع في اللغة، فهي ال فاالستعارة الغیر مفیدة ف حیث یكون اختصاص االسم بما " تعدو أن تكون نقال شكلیا للغة من مكان إلى مكان أخر

ضع له من طریق أرید به التوسع في أوضاع اللغة، و التنوق في مراعاة دقائق الفروق في و

المركز الثقافي العربي ، ٣ط، د جابر العصفور، الصورة الفنیة في التراث النقدي والبالغي عند العرب - ١ ٢٢٤ص، بیروت

، احمد عبد السید الصاوي،ة فنیةدراسة تاریخی، مفهوم االستعارة في بحوث اللغویین والنقاد والبالغیین - ٢ ٢٩ص ، م١٩٧٨،اإلسكندریة ، منشأة المعارف

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

42

واحد أسامي كثیرة بحسب اختالف أجناس المعاني المدلول علیها، كوضعهم للعضو ال ).١(للفرس" الجحفلة" للبعیــر،و" المشفر" لإلنسان ، و" الشفة " الحیوان، نحو وضع

فقد جرى األمر في اللغة العربیة على تخصیص أسماء مختلفة على أعضاء الكائن یستر األسنان عند الحي بحسب نوعه، فمثال الشفة و هي اسم الجزء اللحمي الظاهر الذي

و في الفرس یسمى الجحفل ، فنقل أحد هذه األسماء " المشفر" اإلنسان و یقابله عند البعیرالخاص بجنس معین إلى جنس أخر، ال فائدة منه ألنه ال یأتي بإضافة في المدلول یخلو منها االسم األصلي، بل و یفوت علیك معنى التخصیص الذي یقوم علیه النظام اللغوي، مما یدخل على السامع الشبهة فكان اجتنابها أولى عند الجرجاني، ومن األمثلة التي ساقها

للتدلیل على رأیه بیت أبي دؤاد اإلیادي یصف فرسا ا ار تیه الصف نزع من شف رنا ن ه دى م ـنا جلوسا ل ت )٢(فب

االسم خص به لإلنسان فعد الجرجاني هذه فنجد أن الشاعر قد استعمل الشفة للفرس، و هذا االستعارة غیر مفیدة ألنها ال تضیف للمتلقي معنى جدید، فأن تقول الشفة أوالجحفلة كالهما یقودك إلى العضو المعروف في الجسم و على هذا أخرج هذا النوع من االستعارة من دائرة

اعلم أن االستعارة في الحقیقة " لثاني االستعارة مقتصرا على االستعارة المفیدة و هي النوع ا )٣" (هي هذا الضرب دون األول

بان لك باستعارته فائدة و معنى من المعاني و غرض " أما االستعارة المفیدة عنده ما فیؤدي نقلها عن وضعها األصلي إلى وضع أخر حصول إضافة في ) ٤" (من األغراض

ختص هذا النوع المعنى لم تكن لتحصل دون نقلها، و یقصر الجرجاني هذه الفائدة التي ا" و المثال على ذلك ، ) ٥" (و جملة تلك الفائدة و ذلك الغرض التشبیه" الثاني في المشابهة

فتمت استعارة اسم األسد إلى الرجل، لیفید معنى و یقدم إضافة لم تكن لتحصل " رأیت أسدا مقصود بالشجاعة، فالمبالغة تتم بما تتركه من لوال هذه االستعارة و هي المبالغة في وصف ال

قدامه .تأثیر في السامع الذي یقع في نفسه مشهد األسد في بطشه و بأسه وا

٣٠ص ،الجرجاني، أسرار البالغة٣

اإلبل والخیل والغنم: الصفارا - ٢ نبات ترعاه

42ص ، المرجع السابق - ٣

٣٣و٣٢ص،المرجع نفسه - ٤

٣٣ص ،المرجع نفسه - ٥

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

43

)١: (و یمكن أن نضع المخطط التالي لشرح تشكیل االستعارة المفیدة عند الجرجاني

المستعـــار منهحمولة معنویــة من + المستعــار له = االستعـــارة المفیـــدة

ویبدو أن الجرجاني وبما یملكه من سعة اطالع وثراء فكر بكالم العرب وما ألف عندهم وعند غیرهم من األمم وفي معرض ذكره لهذا المثال جعلته ینتهي إلى أن تشبیه الرجل

ونسمعه في كل مكان ونعثر علیه ،باألسد على المبالغة أمر یستوي فیه العربي واألعجمي وأن ، فال تختص به اللغة العربیة لوحدها، فهذا أمر معروف في كل اللغات) ٢(ي كل جیل ف

وفي نقده هذا یرد على الدین سبقوه ممن قال أن االستعارة ،یكون سبب فخر لها عن غیرهاحیث ذهبوا یأخذهم االنفعال والحماس للرد ،والمجاز موضع فخر خاص للعرب دون غیرهم

القرن الثالث بأن األمم من غیر العرب لم تستطیع االتساع في قول على الشعوبیة في إنما " حیث ذهب ابن وهب مؤلف كتاب البرهان إلى أن االستعارة،المجاز كما عند العرب

احتیج إلیها في كالم العرب ألن ألفاظهم أكثر من معانیهم ولیس هذا في لسان غیر لسانهم مهمة منه على أن االستعارة مشتركة بین جمیع اللغات فیقدم الجرجاني هذه اإلشارة ال) ٣"(

فهذه االلتفاتة تدل على تجاوز ، ألنها تعكس حضورها في البنیة الذهنیة لإلنسان بصفة عامةاإلمام للنظرة الضیقة التي تحمل الكثیر من االنحیاز إلى الجنس العربي واقتداره على

. األسالیب اللغویة والبالغیة دون غیره :ر فائدة االستعارة والتي على الشاعر توخیها في أربعة مسائل هيوتظه

، م١٩٩٠ ١ط ، المركز الثقافي العربي،الولي محمد،والنقديالصورة الشعریة في الخطاب البالغي - ١ ١٧٤ص ،بیروت لبنان

٣٤البالغة، الجرجاني ص اسرار ٢-

٢٣٥ص،جابر عصفور،الصورة الفنیة في التراث النقدي والبالغي عند لعرب - ٣

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

44

التزیین والتجمیل للكالم في أحسن حلة تشتاق الى سماعه األذان وتتمتع به العقول -١

إن باهتها الجواهر مدت في الشرف والفضیلة باعا ال ....أمد میدانا وأشد أفتنانا"فهي " اسن ال تنكرو أبدت من األوصاف الجلیلة مح،یقصر

حتى تخرج ، تعطیك الكثیر من المعاني في الیسیر من اللفظ"االختصار واإلیجاز ألنها -٢ "من الصدفة الواحدة عدة من الدرر

، واألجسام الخرس مبینة، واألعجم فصیحا ، لترى بها الجماد حیا ناطقا" اإلیضاح فإنك -٣همیة عنده لما تعمله على بیان الفكرة وهي مسألة بالغة األ) ١" (والمعاني الخفیة جلیة .والصورة المراد بلوغها

:داللة الصورة المستعارة

و من المسائل التي عدها الجرجاني ذات أهمیة في نسج االستعارة ثم یقوم عبد القاهر بتقسیم االستعارة المفیدة إلى قسمین تصریحیة و مكنیة یعد فیهما

عن مسماه " فاالستعارة التصریحیة هي أن تنقل االسم ،تعریفا لهما و قدم) ٢(سابقا لغیره األصلي إلى شيء أخر ثابت معلوم فتجریه علیه و تجعله متناوال له تناول الصفة

).٣("مثال للموصوف و ذلك كقولك رأیت أسدا و أنت تعني رجال شجاعا

و یوضع موضعا ال یبین فیه ، هأن یؤخذ االسم على حقیقت" أما االستعارة المكنیة ستعیر له، و جعله خلیفة السمه ، شیئا یشار إلیه فیقال هذا هو المراد باالسم و الذي ا

:و یقدم لتدلیل كالمه هذا مثال بیت لبید" األصلي و نائبا منابه

٤٣و٤٢ص ،الجرجاني، أسرار البالغة ١-

٨٩ص ،أحمد الصاوي،والبالغیینمفهوم االستعارة في بحوث اللغویین والنقاد ٢-

٤٣ص، المصدر السابق- ٣

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

45

د الشمال ها و غداة ریح قد كشفت وقرة إذ أصبحت بی ام )١(زمفاالستعارة في قوله بید الشمال زمامها، جعل الشاعر للشمال ید، من المعلوم أنه

لیس هنا مشار إلیه یمكن أن تجرى علیه الید كإجراء األسد في االستعارة التصریحیة، فأراد به ویتصرف لبید أن یثبت للشمال في تصریفها الغداة شبه فعل اإلنسان یأخذ الشيء بیده یقل

أدى فیه كیفما یرید، و لما أثبت لها مثل فعل اإلنسان بیده استعار للشمال الید وهذا إلى تفضیل االستعارة المكنیة ألنها أبلغ في نظره من التصریحیة لما فیها من بالجرجاني

.إعمال فكر ورویة وتزید في جمال الصورة البیانیة :فروق الصیاغة في االستعارة

فكما ارجع الجرجاني األهمیة في التشبیه للفروق في صیاغة المعنى وأسلوب كل شاعر حیث أشار إلى اللفظة المستعارة وموضعها في ،كذلك فعل في االستعارة ، في إبراز الصورة

وراح یقدم ، حیث تبدو عند توظیفها في موضع أكثر حسنا ومالحة من موضع أخر،الكالمحیث ،فعقد مقارنة للفظة الجسر وعملها في الزیادة في داللة الصورة،ه الشواهد إلثبات فكرت

:تبدو في قول أبي تمامب ى جسر من التع ال إال عل ها تن م تر بصرت بالراحة الكبرى فل

:أكثر حسنا وابلغ منها في قولهجته ب ء أن یجتاب ل ر الم ع طم ل ال ی م ه الع م یكن جسرا ل القول ما ل

:في حین أنها في قول ربیعة الرقيم ع ي ن ة قالت ، قول ن قلت واجب م إ ع عم ،عسى: ون وعسى جسر إلى ن ، ولیس الفضل فیها بقلیل،من سابقتیها،أكثر لطفا و خالبة وحسنا

قاهر إلى إقامة تصور جدید لالستعارة أكثر استنادا إلى األسس و لقد سعى عبد ال القواعد البالغیة معتمدا في ذلك على التحلیل النقدي و البرهنة على كل رأي یقول به ، و

أبراد الریاح:الشمال،البرد:القرة،الصباح والبكرة:الغذاة- ١

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

46

منهج عمله أن یقدم أراء سابقیه باختالفها، و یحاول أن یجمع األصول المتفق علیها بین الجوانب الفرعیة بالتصحیح و التقویم لتتحد في تصور عام جمیع تلك اآلراء، ثم یرجع إلى

.ورأى أن االستعارة یعود مرد الحسن إلى صورة المعنى ال إلى اللفظ، موحد

و على أساس هذه النظرة كان عبد القاهر یرى أن االستعارة ال یجوز أن تدرس بطریقة بسیطة و سریعة مما یؤدي بنا إلى تفویت الكثیر من الفوائد و اإلغفال عن أسرارها، ومرد

أصل كبیر تتفرع منه كل محاسن الكالم، و تدور حوله جهات "هذا االهتمام بها كونها ، و ما بداخلها من عمق یشغل الفكرة من جهة منظومتها وأصولها) ١"(المعاني و أقطارها

فعد بحق احد النقاد القالئل الذین وقفوا عند موضوع ،ولطائف تنجلي للسامع بالرفق و التأني وأثبت انه یستحق صفة الناقد ،فتجاوز أقرانه في هذا المضمار ، االستعارة بهذا الفهم العمیق

فأفكار عبد القاهر عن االستعارة واالدعاء وربط االستعارة .قالمبدع بجدارة واستحقاوتمییزه للمفید ،ودعوته لضرورة النظر في خصوصیة االستعارة بالنسبة للغة العربیة،بالمبالغة

كل هذه األفكار تمثل انجازات هامة ، وتقسیمها إلى مكنیة و تصریحیه، منها والغیر المفیدوقام ،ة لتطور مبحث االستعارة في النقد العربي ككلبالنسب،والفتة على مدى التاریخ

.بإضافات هامة على مستوى التأصیل النقدي البالغي لالستعارة

٢٧ص،السابق المرجع، الجرجاني ـ ١

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

47

مالمح نقـد المعـاني: المبحث الثالث

یعد علم المعاني أحد العلوم البالغیة الثالثة التي على األدیب أو الشاعر مراعاة

وعرضه ، إذ علیه التأكد من بیان الداللة على المعنى المراد بلوغه ،لكالمقواعده عند افالتالعب باللفظ باستخدام جمل منمقة ،بأسلوب یوضح الفكرة ویخرجها على وجهها الصحیح

ولذا كان ، فكل ما یقال أو یكتب ترجع قیمته إلى ما یفیده من معنى، یغیر في حقیقة معناه )١.(الكالم والذي هو داللة األلفاظ على مضامینها ومقاصدها علینا أن نتقصى المعنى في

علم یعرف به أحوال اللفظ "اتجهت في مجملها نحو أنه ، ولعلم المعاني تعاریف مختلفة ) ٢" (العربي التي بها یطابق مقتضى الحال

بالغة الى وهذا راجع إلى كون تقسیم ال،أما الجرجاني لم یقدم تعریفا محددا لهذا العلم وینصب موضوع علم ،علومها الثالثة بالمصطلحات المتعارف علیها الیوم جاءت بعده فقط

.المعاني باللفظ من جهة إفادته المعنى بحسب مقتضى الحال قد أولى نظریة النظم إن الدارس لما كتبه الجرجاني عن علم البالغة الشك انه سیجده

بتمكنه من الربط بین اللفظ ، ي الذي یدور حوله هذا العلمعنایة بالغة وجعلها لمحور األساسوجعل الصورة المركب منهما والتي یتجلى فیها المعنى مجال التفاضل بین صناع ،والمعنىوأصبحت هذه الرؤیة هي من تحكم فكر الجرجاني وقد بلغت من النضج والشمول ما ،األدب

ل تعبیر من الكالم یأخذ شكل النظم عنده فجعل ك،یجعلها تتمظهر على كل األلوان البالغیة )٣(،بالضرورة یعد تعبیرا عن المعنى المصور

، ١ط، دار التوفیق النموذجیة،كریمة محمود أبو زید،علم المعاني دراسة وتحلیل -١ ٨٢ص،مصر،م١٩٨٨،هـ١٤٠٨

١٤٢٤،المكتبة العصریة،محمد عبد القادر الفاضلي:تح، د ط، القزویني،اإلیضاح في علوم البالغةـ ٢ ٢٧ص،بیروت،م٢٠٠٤،ه

عبد العاطي غریب ،البالغة لعربیة بین الناقدین الخالدین عبد القاهر الجرجاني وابن سنان الخفاجي -٣ .٦٣و٦٢ص.بیروت، دار الجیل، م١٩٩٣،ه١٤١٣، ١ط، علي عالم

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

48

:عند الجرجاني نىـظ والمعـاللف

وجعل األولى خدم ، وقد ابتدأ الجرجاني كتابه أسرار البالغة بالتحدث عن اللفظ والمعنىؤدي إلى " ترتیب معانیه في النفسللثانیة في عملیة النظم ألن ترتیب الكالم في النطق ی

لف ضربا خاصا من التألیف د لها بوجه دون وجه من التركیب ، واأللفاظ ال تفید حتى تؤ عم ویفاللفظ ال یكتسب معنى محدد وال فائدة تذكر إال بعد أن یؤدي وظیفته في ، )١" (والترتیب سابقة لها والالحقة بحسب مكان فاأللفاظ تستمد دالالتها من عالقاتها بالكلمات ال،سیاق ما

الكلمة " ان،وما تكتسبه من إضافات و دور من هذا المكان، ترتیب اللفظ من التركیب الكليوالصور الذهنیة والمشاعر الحیة ، المستخدمة في سیاق فهي شحنة من العواطف اإلنسانیة

لجدیدة التي جاء وهذا الكالم جوهر النظرة ا، )٢"(إلى جانب ما فیها من معنى عقلي مجرد ذلك أن السابقون له كانوا یتحدثون عن اللفظ ،بها الجرجاني إلى مفهوم اللفظ وداللته

فقد اعتبر ، والثوب منفصل عن المحتوى، فیجعلونه في صورة الثوب الذي یغلف أفكارناأما إذا كانت ملتحمة في ،الجرجاني أن الكلمة وهي مفردة مجرد صوت غیر محدد المعالم

یؤثر ، إنما هي شحنة المشاعر ونواة أساسیة ومحور یتحرك ویحرك ما حوله، ج عضوينسی .یندفع بغیره ویدفع غیره، ویتأثر

فمن غیر المعقول ، ومن هذا التصور للكلمة الذي یعتبر أن اللغة في الشعر وحدة ال تتجزأبذل الجرجاني الكثیر ولقد ، وسوء الفهم أن نجعل كال من اللفظ والمعنى عالما مستقال بذاتهویمكن أن نشیر إلى أن ، من العمل والجهد استخدم فیه عدة أسالیب اإلقناع واإلثبات

حیث خصه ، التفصیل في نظریة النظم قد توسع فیه في كتابه دالئل اإلعجاز أیما توسعأما في أسرار البالغة فقد أورد شطر بیت ، بفصل كامل لتحدث عن عالقة اللفظ بالمعنى

في مطلع معلقة امرئ القیسجاء یب ومنزل ى حب قفا نبك من ذكر

منزل قفا :"بین أن المساس بترتیب هذا الشطر عن طریق تغییر مواضع كلماته بأن تقول فأدخلت اضطراب في المعنى ، یعد إفساد له من جانب البیان والوضوح" ذكرى من نبك حبیب

٠٤ص،الجرجاني ، أسرار البالغة - ١

دار النهضة العربیة ، م١٩٩٨،د ط، محمد زكي العشماوي،قضایا النقد االدب بین القدیم والحدیث ٢- .٢٨١ص،بیروت لبنان،للطباعة والنشر

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

49

" متكلم ألن التقدیم والتأخیر الذي في اللفظ مس أیضا المعنى فقد وردت في یختفي معه ال –وحصولها على صورة من التألیف مخصوصة وهذا الحكم ،ترتیبها على طریقة معلومة

)١"(یقع في األلفاظ مرتبا على المعاني المرتبة في النفس -اعني االختصاص في الترتیبها الجرجاني كتابه أسرار البالغة أعطى فیه المزیة ومن التطبیقات النقدیة التي ضمن

: للمعنى منفرد دون اللفظ مخالفا الكثیر من النقاد قول الشاعرن هو ماسح األركان م سح ب ولما قضینا من منى كل حاجة ومر الغاد ظ ن نا ولم ی ارى رحال ه ي من هو رائح وشدت دهم الماطح طي األب أعناق الم ت ب نا وسال ن ی أطراف األحادیث ب أخذنا ب

یرى الجرجاني أن حسن هذه األبیات ال یعود إلى حسن لفظها وسهولة مخرجها كما یراه أبو حسن " فهو عنده بل لحسن اتساق اللفظ مع المعنى، هالل العسكري ومجموعة من البالغیین

، )٢"(ترتیب تكامل معه البیان حتى وصل المعنى إلى القلب مع وصول اللفظ إلى السمعا قضینا من منى كل حاجة : "فالشاعر في قوله م استطاع أن یجمع كل المناسك " ول

بفروضها وسننها الواجب اإلتیان بها في الحج بلفظة تضمنت داللة مكثفة منتهجا سبیل ثم لما أراد أن یمهد لنا بمقصده وهو المسیر بعد إتمام الشعائر ، لبلوغ مراده العموم

األركان من هو ماسح :"قال سح ب والمسح یكون هنا القصد منه طواف الوداع الذي یختم " وما :" ثم قال، به الحاج أمره ن فوصل كالمه بعد ذكره لمسح األركان " أخذنا بأطراف الحدیث بین

لداللة على " األطراف"ثم جاء بلفظة ، قاه من عناء حمل المتاع والتحضیر للركبمن یلالحالة التي یكون علیها الرفاق في السفر من التفنن في الكالم للترویح على بعضهم

وهذه اللفظة تعبر عن صفة من ،وینسهم مشقة البعد عن الدیار، بما یقیم األلفة بینهم،البعض . ة وسأله حسن اإلیاب وفقه اهللا لقضاء العباد

من التحلیل السابق یتبین لنا أن المقصود بالمعنى لدى الجرجاني لیس هو المحصول الفكري

نما كل ما تولد من ارتباط الكالم یبعضه ، لألبیات أو هو الحكمة والمثل فقط ،البعضوا

٠٥ص، الجرجاني،أسرار البالغة - ١

٢٢ص،المرجع نفسه - ٢

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

50

)١(زایاأي كل ما ینتج عن النظم والصیاغة من خصائص وم، فهو الفكر والصورة والصوت

:عند الجرجانية السرقات الشعریألن السرقة قد تنصب على ، یرتبـــط موضوع السرقات الشعریة بموضوع اللفظ والمعنى

وبعد ظهور الشعراء ،احدهما فتكون سرقة للفظ أو للمعنى وقد تشمل اللفظ والمعنى معا وعاب الناس شعر هؤالء لما فیه من إعادة ، المحدثین أخذت الظاهرة أشكاال و أبعادا جدیدة

وقد رفض المحدثین هذا القول بالسرقة معتبرین أنفسهم ، من شعر المتقدمین لما قیل قبلهمأهل تجدید لشعر بالتطرق لمواضیع وأفكار سبق تناولها برؤیة ووجه جدید غیر الذي ألفه

و إبداعه من ، فهذه القضیة استدعت تدخل النقاد لتبیین أصالة الشاعر وابتكاره، وعرفه الناسومن تداعیات ،ودرجة ذلك التأثر ،ومدى تأثره بمن سبقه،المعنىأو من حیث ، حیث اللفظ

) ٢(،وأخرى معنویة ،قضیة اللفظ والمعنى على السرقات ان النقاد قسموا السرقات لفظیةولقد عرفت هذه القضیة تطورا تزامن مع تطور النقد حتى أصبح هناك مؤلفات كاملة

فألفت كتب ، القرن الرابع الهجري وخاصة في، مختصة في البحث ن السرقات الشعریةوتطرق الجرجاني لقضیة السرقات مقرا بوجود السرقة ، لسرقات أبي تمام والبحتري والمتنبي

ال یخلو من أن ،واقتدى بمن تقدم وسبق،أن الحكم على الشاعر بأنه أخذ من غیره وسرق"فیرى )٣"(أو في صیغة تتعلق بالعبارة،یكون المعنى صریحا

:العقلیة المشتركةالمعاني -١

یرى الجرجاني أن السرقة ال تقع في المعاني العقلیة المتداولة المشتركة بین الناس التي ومن ذلك أحادیث النبي صلى اهللا علیه وسلم ،تجري في الكتابة والبیان والشعر والخطابة

غیر مختصة ألن هذه المعاني، وكالم الصحابة و الفوائد واألحكام المأـثورة عن الحكماء، :الشاعروهي معروفة للجمیع ویقدم الجرجاني ما یدعم رأیـه بقـول ، بزمن دون زمن

٣٠٠ص، محمد زكي العشماوي، قضایا النقد األدبي ١ -

، ١ط، جمال محمد صالح حسن، الجهود النقدیة عند العرب حتى القرن السابع الهجري -٢ ٧٦ص، عمان،عالم الكتب الحدیث للنشر والتوزیع،م٢٠١٠،ه١٤٣١

٢٦٣ص،الجرجاني، أسرار البالغة - ٣

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

51

كتسب أخر م ال ب حتسب إ م ب ه وث ال در در ا الحسب المور م و

:ویوافقه في هذا المعنى المشترك قول الشاعرهذب إني وان كنت ابن سید عامر وفي السر وفي الصریح المأب و بأم وال ب ا سودتني عامر على وارثة أبى اهللا أن أسم م ل

وتتفق عقول الناس على األخذ به لما له من حسن الخلق ، فهذا معنى یأتي على كل لساند اهللا :( والبعد على التفاخر باألنساب المنبوذ في القرءان قال تعالى،لتواضع وا م عن ن أكرمك إ

م اك قـ ه "النبي صلى اهللا علیه وسلم وقول) ١)(أت سرع ب م ی ه ل ل ه عم ن أبطأ ب ه م سب ان لو كان و"ننما وجب أن یفتخر ،قصانه الحال الرفعة النسب لصاحبه التخذه كل ناقص لتعویض ن وا

المرء بما حققه وكسبه من علم ومعرفة أما النسب في الحالة الثانیة یصبح فیه األمر سیان وبین أن ینسب إلى الطین لقول النبي صلى اهللا علیه وسلم ،"ومنه نسبي،هذا أبي : "بأن یقول

وادم خلق من تراب فال فأصل البشریة إلى سیدنا ادم علیه السالم" كلكم ألدم وادم من تراب" :یقول محمد بن البیع الموصلي،شيء یدعو لتفاخر بنسب یشترك فیه الجمیع

دم و األم حواء وهم ا یه أكفاء أب الناس في صورة التشبه فالطین والم اخرون ب ف م في أصلهم شرف ی ه اء فإن لم یكن ل دى لمن استهدى أدالء نهم على اله ال ألهل العلم إ ما الفضل إ

ویعود هذا كما یقول الشاعر التحادهم في ، ذلك أن الناس متشابهین في الصورة الخلقیة

، فالذي ال یملك شرف یفاخر به فله من الماء والطین، رجوع أصلهم إلى أب واحد وأم واحدةفهذا ما یجعل المزایدة على األنساب والشرف لیس فیها فضیلة على ، هو أصل ال ینكره أحدو

، صاحبها ألن الشاعر قد جمعها كلها وأرجعها إلى أب وأم واحدة أي إلى مصدر مشتركوبما أن الناس قد تساووا في النسب فالبد من شيء أخر یكون مرد التفاضل وجعله العلم و

.عدى إلى غیرهم من الهدایة واإلرشادأهله ألنهم فضلهم ت

١٣اآلیة ،سورة الحجرات - ١

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

52

فهذا النوع من الكالم الذي یتالقى ویشترك الناس في معناه یخرجه الجرجاني من دائرة

وهذا رأي وتقسیم سدید .السرقات ألن ال یمكن لشاعر تالفیها فهي تجري على ألسنة الناس فق إلیه الجرجاني ذلك أن عد المعنى المشترك من السرقات فیه كثیر من الحرج وهذه ، و

:هي معاني عقلیة ومن ذلك قول الشاعرالمعاني به الدم ى جوان راق عل مؤن األذى حتى ی سلم الشرف الرفیع ال ی

فكل صاحب نفس شریفة ، في البیت معنى معقول ال یختلف العقالء فیه فیقضون بصحتهق دینهم ودنیاهم فیقف رفیعة تأبى الذل العیش مع الطغاة الماردین الذین یفسدون على الخل

اهل الشرف لزجرهم و لردوهم عن اإلفساد في األرض وبهذا ینال أهل الشرف الرفعة والرتبة .العلیا بالموت ذودا عن العرض و الحیاة الكریمة

:ة ـالمعاني التخییلی - ٢

رغم أن الجرجاني لم ینفي عن هذا النوع من المعاني السرقات إال انه یطعن في مدى ن ما أثبته ثابت وما نفاه منفى، الذي ال یمكن یقال إنه صدق"صدقها فهو ویكثر في ،)١"(وا

غیر أنه یأتي ،كالم الشعراء وتتعدد مذاهبه فیصعب على الدارس حصره وتصنیفه في أنواع :فیعقد موازنة بین قول الشاعر، على درجات بحسب قربه من الصدق والحقیقة

ه ه ،الشیب كر دود وكر ـو غضاء م )٢(أن یفارقني أعجب بشيء على الب

فالسامع لهذا البیت یظنه صدق وحقیقة وهو على التخیل ألن اإلنسان ال یحب أن یرى شعره فتجد یبغض ،ولكن بمجرد أن یدركه لم یرضى ان یفارقه،قد شاب وكساه اللون األبیض

أن یبقى ویدومرؤیته وما أل إلیه حاله ولكن مع ذلك یرید وفي هذا شيء من التخیل ألن ، هنما البقاء على الحیاة رید في حقیقة األمر بقاء الشیب وا ولكن وبما ان في ،اإلنسان ال ی

فقد أصبح ظاهر أمره من قوة تعلقه ، العادة رؤیة زوال الشیب دلیل على الزوال عن الدنیا

٢٦٧ص ،الجرجاني ،أسرار البالغة - ١

٢٦٧ص،المرجع نفسه - ٢

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

53

وهذا البیت عند ، لشیب له خوفا من فراقهابالدنیا والحب في الدیمومة فیها یكره فراق ا :الجرجاني أقوى واقرب إلى الحقیقة والصدق من بیت أبي تمام الذي یقول فیه

الي مكان الع ل ب ل ل الكریم من الغنى فالسیل حر ال تنكري عط

، وسمو القدر بین الناس ،في هذا البیت یظهر أن السامع یتخیل له الكریم المعروف بالرفعةوكان الغنى مثل الغیث النافع الذي یحتاج الناس إلیه وینتظروه للشرب والسقي وقضاء

وجب عن طریق القیاس بینهما أن یزل الغنى من الكریم كما یزل سیل ، حوائجهم واالنتفاع بهعلى الحقیقة ألن ال ،فیعلم على انه على سبیل التوهم والتخیل،الماء من الجبل والمكان العالي

فجاء ،السیل ال یستقر على المكان العالي ولیس في حال الكریم والغنى شيء من ذلكوللجرجاني الكثیر من الصحة في ،المعنى أبعد عن الواقع وأقرب إلى الخیال بیت من األول

هذا الرأي ألنه كلما استطاع الشاعر أن یقرب الخیال للسامع كلما كان أكثر تقبل له وتأثر به والعكس صحیح فبمجرد إدراك السامع أن المعنى من نسج الخیال صار أبعد إلى الصدق

.والحقیقة عنده وأخذ الحكم علیه من ذلك

من أن الناس إذا أحبوا تفضیل وتحسین شيء ذهبوا ، ومن األمثلة على الصدق والحقیقة هي قي حقیقتها الى التعلق ببعض األشیاء التي تتفق معه في الشبه واألوصاف ولیست

:حسنة ملیحة كما نجد ذلك عند البحتري في قوله

ازي أصدق حسنا إن تأملت من سواد الغراب یاض الب )١(وب

فمعنى البیت إذا كان البیاض الذي یكسو ریش طائر الباز وهو من الجوارح أجمل وأنق في ومن هنا وجب على أن ال یذمو ،لغراب العین المتأملة من السواد الذي یطغى على ریش ا

وفي هذا البیت بعد عن الصدق ألن نفور ،وینفروا من بیاض الشیب ألنه یشبه في البیاض

٢٦٨المرجع السابق ص،الجرجاني - ١

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

54

نما لذهاب بهجته النساء من الرجل الذي یتسلل إلى شعره الشیب لیس للون األبیض فقط واالجرجاني مثاال من أن ویعطي ، ألن اللون لیس منبوذ لذاته كلون ،وبهائه وكبره في العمر

، النساء في مصر یرین الشیب في شعر األقباط والرهبان وال ینفرن منه بل یستأنسن بهولكننا نراها ، ونحن أیضا نرى الصفرة تكسو أغصان األشجار فنبغضها وتنفر منها أنفسنا

ب لیس في فالعی،في الربیع على الزهر المتفتح تزیده رونقا وجماال فتعجبنا ونشتهي رؤیتهان اتفقا في ،اللون بل في المدلول الذي جاء یحمله فالشیب األبیض ولون الباز االبیض وا

إن هذا المعنى في البیت الذي أورده البحتري ،اللون لم یتفقا في مدلول الصورة التي یحملهاخیل إلینا من أن لون الشیب شبیه بلون الباز فالبد أن ال ننفر منه وأن ال ن ستكره أراد أن ی

قبال على ، رؤیته وفي توهم یبعدنا عن حقیقة الشیب وما یدل علیه من إدبار عن الدنیا وا .الفناء

بعد هذه األمثلة التي ساقها الجرجاني لتدلیل على المعنى المتوهم المتخیل البعید عن نیة هل یمكن القول أن انه أراد من إیراد هذا النوع من التخیل إدخاله في إمكا، الحقیقة

السرقات ؟ لقد كان رأي األستاذ محمد هدارة بأن الجرجاني قال إن السرقات ال تكون إال في ن كان عبد القاهر الجرجاني سینفي السرقة عن هذا المعنى أیضا،المعنى التخییلي إن ، )١(وا

المقصود من المعنى التخییلي هو ذلك الذي یكون فیه المعنى اقرب إلى التوهم والبعد عن صدق والحقیقة مما یسهل سرقته بین الشعراء ألن كشف السرقة فیه تكون أعسر وأصعب ال

فكل واحد منهم یرسم له صورة متخیلة حسب مقدرته وحسنه في نظم الشعر والتمكن من فالجرجاني أراد من ذكر هذا النوع من المعنى بعد المعنى العقلي ، التخیل والغوص فیه

ألجل إثبات حقیقة ان المعنى كلما ،من السرقات ونفاها عنه المشترك بین الناس الذي برأه ،بعد عن الصدق سهل سرقته لكن لم یثبت السرقة فیه

٨٧ص،جمال محمد صالح حسن،الجهود النقدیة والبالغیة عند العرب حتى القرن السابع الهجري - ١

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

55

وعلى أساس هذه الرؤیة منه یكون قد وضع قضیة السرقات الشعریة على اإلطار الصحیح یدرك عن وجعلها نظریة نقدیة ، ونفى عنها كثیرا من األحكام المضطربة"،واألبعاد السلیمة لها

وتعبیرا ،بل فكرا یستفید بفكر،بحیث ال تصیر تتبعا قائما على التشابه ،طریقها الجمال الفني )١.(تبدعه العبقریة الخاصة لكل شاعر

٨٧ص،المرجع السابق،جمال محمد صالح حسن - ١

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

56

خالصة الفصل

قمنا في هذا الفصل بتتبع التطبیقات النقدیة التي أوردها الجرجاني كتابه اإلسرار الذي اعترض فیه عن استخدامه المبتذل مبتدئین بمبحث البدیع حیث تطرقنا إلى التجنیس

ودعي إلى إصابة اإلفادة من استخدامه وتكون بأن یحمل مرادفه معنى غیر اللفظة األولى و أما السجع فقد انتقد الذین یتكلفون في توظیفهم له من اجل التكرار ،تزید من جمالیة السجع

ثم تطرقنا إلى مبحث ، ون أن یقدم فارق في الداللة یضفیها على نظم الكالموالمشابهة دالبیان وفنونه فنجد الجرجاني قد أولى التشبیه عنایة وفصل في تقسیماته وأنواعه وفضل من التشبیه المركب والمنتزع الذي تتألف فیه صور مختلفة ومتباینة لیشكل الشاعر به لوحة فریدة

إال بعد طول تدبر ونظر وعاب التشبیه القریب المشكل من صورة ال یمكن حل ألغازهاوبین أنواعها ، وأما االستعارة فقد عدها الجرجاني تحمل معنى النقل وغایتها اإلثبات، واحدة

فجعلها مفیدة وغیر مفیدة حیث یرجع له فضل السبق في استحداث هذا التقسیم مخالفا من عجابه بقدر الغموض الذي یأتي علیها فیفتح أفق الداللة ونالت االستعارة المكنیة إ، سبقه

وفي األخیر تعرضنا إلى مبحث المعاني مبینین بالشواهد فهم الجرجاني ، والمعنى فیهالقضیة أسالت الكثیر من المداد بین النقاد أال وهي اللفظ والمعنى حیث وازن بین اللفظ

وتطرقنا إلى ، لوا في االنتصار إلى اللفظوالمعنى فأعطى كل جانب نصیبه وانتقد الذین غا قیم معاییر ومقاییس رأیه في قضیة السرقات الشعریة التي استطاع فیها الجرجاني أن ی

والشك سأو من باب االشتراك اللفظي المتداول بین النا نستطیع بها اعتبار الكالم مسروقا الشعراء بین المعاني أخذ وتلفیق، االتھام دائرة عن السرقات بمشكلة ینأى أن أراد انھ من

.البالغة من جزء اعتبرھا و،

التطبیقي الجانب الثاني الفصل

57

الخاتمة

بر عدد من الشواهد دا ، الذي حاولنا فیه قدر االمكان ان نورد اكوفي ختام بحثنا ه منها ضنقدیة التي ترسم مالمح النقد البالغي عند عبد القاهر الجرجاني، والتي والتطبیقات ال

:كتابه اسرار البالغة ، خلصنا الى النتائج التالیة

علوم البالغة وما تحتویه من قواعد ومقاییس اعتماد الجرجاني في بناء احكامه على - .یمكن استخدامها كأسس تعتمد علیها العملیة النقدیة

ثباتها - كان الجرجاني یهدف من وراء نقده علم البیان اسقاط صفة الفضیلة عن اللفظ وا .لمعنى اللفظ وماله من حمولة داللیة

یة التركیب والتألیف التي ان المزیة في التشبیه والتمثیل واالستعارة تعود الى عمل -قامت علیها الصورة الشعریة ، وهدا ما وقفنا علیه من خالل االمثلة والشواهد التي

.ساقها

ستفید من اراء سابقیه ویحاول إعطأها بعدا إن الجرجاني في نقده البالغي كان ی - .جدیدا بالنظر إلیه من زاویة غیر تلك المعروفة

عبارة عن تمهید لكتاب دالئل االعجاز حیث نجد جمیع أن كتاب اسرار البالغة كان - .ما تطرقنا إلیه من مباحث بالغیة سیتطرق الیها بتوسع كبیر وشرح مستفیض

فیه ان النتائج المتوصل إلیها في هدا البحث لیست هي القول الفصل في دراسة ومما الشكنقطة البدایة في هدا النوع من البحوث النقد البالغي عند عبد القاهر الجرجاني، بل نعتبرها

التي تسعى الى اعطاء شكل جدید من القراءة لتراثنا الزاخر، ومدى تأثیر هدا كله في وعینا .بحاضرنا ومستقبلنا فالحاضر امتداد للماضي وال یمكن ان ینفصل عنه

قائمة المصادر و المراجع

، روایـة ورش عن نافـعمـرآن الكریـالق

المصـــادر: أوالأسرار البالغة،اإلمام أبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمان بن محمد الجرجاني النحوي، -١

.م،دار المدني،جدة١٩٩١هـ،١،١٤١٢تعلیق محمود محمد شاكر،ط

وعلم البیان،الشیخ أبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمان بن محمد أسرار البالغة -٢ هـ،١٤٠٩،دار الكتب العلمیة،١الجرجانـي،تعلیق محمد رشید رضا،ط

.م،بیروت لبنان١٩٨٨ عـالمراج:ا ـثانی

األصول الحدیثة لتدریس اللغة العربیة والتربیة البدنیة،علي الجمبالطي وأبو الفتوح -١ . القاهرة الفجالة،للطبع والنشردار النهضة ،ت د، ٢التونسي،ط

،جالل الدین أبو عبد اهللا )المعاني والبیان والبدیع(اإلیضاح في علوم البالغة -٢القزویني،شرح محمد عبد المنعم خفاجي، منشورات دار الكتاب

.م١٩٧٥هـ،٤،١٣٩٥الطبعة،٤اللبنانـي،ط محمد عبد القاهرالفاضلي،مكتبةاإلیضاح في علوم البالغة،القزویني،دط،تح -٣

.م،بیروت٢٠٠٤هـ،١٤٢٤العصریة،البالغة العربیة بین الناقدین الخالدین عبد القاهر الجرجاني وابن سنان الخفاجي،عبد -٤

م دارالجیل بیروت١٩٩٣ه،١،١٤١٣العاطي غریب علي عالم،ط ٤العربي،طالتعبیر البیاني رؤیة بالغیة نقدیة،الدكتور شفیع السید،دار الفكر -٥

.م،مصـر١٩٩٥

61

، المكتب اإلسالمي،١ط، مهدي صالح السامرائي، تأثیر الفكر الدیني في البالغة العربیة -٦ .، دمشق، ١٩٧٧

.لبنان، عبد العزیز عتیق، دار النهضة العربیة ، بیروت، تاریخ النقد األدبي عند العرب -٧

.بیروت لبنان، م ١٩٨٣، سنة ٤الثقافة، ط إحسان عباس، دار ، تاریـخ النقد عند العرب -٨

جمال محمد صالح ،الجهـود النقدیـة والبالغیة عند العرب حتى القرن السابع الهجري -٩ األردن، ٢٠١٠عالم الكتب الحدیث١ط،حسن

ط ،علي محمد زینو،عبد القاهر بن عبد الرحمان الجرجاني،دالئل اإلعجاز -١٠ .بنانبیروت ل، مؤسسة الرسالة،م٢٠٠٥سنة١

،١دار المعارف ج، ٥تح محمد عبده عزام الطبعة، الخطیب، دیوان أبي تمام التبریزي، -١١

منشورات وزارة الثقافة ، دار الرشید لنشر، أحمد مطلوب، دراسات بالغیة ونقدیة -١٢ .م ١٩٨٠،هـ 1400سنة ، العراق، واإلعالم

دار ، ٢ط، بدوي طبانة، العربیة دراسة تاریخیة فنیة في أصول البالغة، علـم البیان -١٣ .بیروت،١٩٦٢،الثقافة

، ١ط، دار التوفیق النموذجیة،كریمة محمود أبو زید، دراسة وتحلیل، علم المعاني -١٤ ،مصر،م١٩٨٨،هـ١٤٠٨

، تح احمد حجازي السقا، الفخر الرازي،غایة اإلیجاز في درایة اإلعجاز -١٥ .دار الجیل، م١٩٩٢سنة١ط

62

دار النهضة العربیة ، د ط، عبد العزیز عتیق، علم المعاني، غة العربیةفي البال -16 /للطباعة و النشر و التوزیع

مصطفى عبد الرحمان إبراهیم ، مكة ، في النقد األدبي القدیم عند العرب -١٧ . م١٩٩٨،ه١٤١٩سنة،للطباعة

م ١٩٩٨،د ط، محمد زكي العشماوي،قضایـا النقد االدب بین القدیـم والحدیث -١٨ . بیروت لبنان،دارالنهضةالعربیـة للطباعة والنشر

تح علي ، أبي هالل الحسن بن عبد اهللا العسكري،الصناعتیـن الكتابــة و الشعــر -١٩صیدا ،عصریةالمكتبة ال، م١٩٩٨ه ١٤١٩،محمد أبو الفضل إبراهیم،محمد البجاوي

.بیروت، ٣ط،جابر عصفور،د،الصـورة الفنیة في التـراث النقدي البالغي عند العرب -٢٠

،المركز الثقافي بیروت لبنان،١٩٩٢المركز الثقافي ،الولي محمد،الصورة الشعریة في الخطاب البالغي والنقدي -٢١

، بیروت لبنان، م١٩٩٠ ١ط ، العربي ، هـ ١٤٢٠، عالم المعرفة،د ناصف مصطفى، النقـد العربـي نحو نظرة ثانـیة -٢٢

م ٢٠٠٠نعیم ،تح ،أبو یعقوب یوسف بن أبي بكر محمد بن علي،السكاكي،مفتـاح العلوم -٢٣

. بیروت، ه١٤٠٣،دار الكتب العلمیة،٢ط، زرزوراحمد ،دراسة تاریخیة فنیة ،مفهـوم االستعـارة في بحوث اللغوییـن والنقاد والبالغیین -٢٤

. م١٩٧٨،اإلسكندریة ، منشأة المعارف، عبد السید الصاوي

63

تح نعیم ،أبو یعقوب یوسف بن أبي بكر محمد بن علي،السكاكي ، مفتـاح العلوم -٢٥

م١٩٨٧،هـ ١٤٠٧ ٢ط، دار الكتب العلمیة، زرزورمحمد سالم سعد ،جاني نموذجاالتحلیل السمیائي النقد البالغي الجر ،مملكـة النـص -٢٦دار الكتاب العالمي للنشر و التوزیع وعالم الكتب الحدیث لنشر و ٢٠٠٧، ١ط، اهللا

.األردن،التوزیع

64

ملخص المذكرة باللغة العربیة

موضوع هذا البحث هو النقد البالغي عند عبد القاهر الجرجاني في كتابه أسرار البالغة، وقد قمنا في هذا البحث بتتبع بعض التطبیقات النقدیة التي وردت في الكتاب ضمن

مباحث مختلفة،من علم البیـان التشبیه والتمثیل واالستعارة ومن علـم البدیع كالتجنیس علم المعاني قضیة اللفظ والمعنى والسرقات الشعریـة في مفهوم الجرجاني، والسجع، ومن

والهدف منها مقاربـة ما یقوله الجرجاني مع هذه الشـواهد اإلجرائیة التي وردت في نصوص مختلفة، من أجـل التقرب أكثـر من معاییره النقدیة البالغیـة، وهذا بعد ما قدمنا للقارئ تصورا

.ي بما یسمح له بمعرفة كیفیة وطریقة وضـع الجرجاني لمعاییر النقد البالغيعن النقد البالغ

ویغلـب على البحث طابع التحلیل النقدي والموازنة، باعتباره یتطـرق إلى موضوع النقد .البالغـي الذي یعد مجاال واسعا یجمع كل علوم اللغة العربیة

ملخص المذكرة باللغة الفرنسیة

le sujet de recherche est le critique rhétorique a traverse le livre « ESSRAR ELBALAGHA »preuves d éloquences « abdelkaher eljorjani » dans cette recherche on a étudie quelques applications critique contenues dans « les secrets rhétorique » dans recherche diverses de science sémantique comme : raccourcissement métaphore, et la comparaissent, et le allégorie, l objectif est une tentative de comprendre ce que ELjorjani veut dire dans ce applications critique dans les quelles ont parvenu autour des textes divers pour plus rapprochement en ces concept critique rhétorique et ses article rhétorique dans les quels ELjorjani a éclaircie dans une théories rhétorique .

la caractère pratique et l analyse critique domine dans notre recherche parce que rhétorique on peut le considère riche pour actives théories rhétorique et exhiber ses mystères et éclairés les concepts des connaissance.

ملخص المذكرة باللغة اإلنجلیزیة

The subject of research is rhetoric criticism by studying of book (ASSERAR ELBALAGHA) written by abdelkaher aljorjani, throughout this research we studied some of critical application in the book through different aspect of semantic such as:allegory comparison allusion figure of speech illustration the aim is to understand what does the author say in these critical rhetoric cited different texts in order to be close to the critical concepts of the author and the means he used in order to evolve his theory as we have already presented a broader conception of what is rhetoric criticism so as to help the reader conceive the manner and the method adopted by the author for his theory.

The research is mostly characterized by both applications and critical analysis because it deals with the subject of pratical criticism wish is an enriched filed to put into practice critical theories uncover them and clarify the concepts and terms about them.

الكلمات المفتاحیة

النقـد -

البالغـة -

البیـان -

البدیـع -

المعانـي -

النقد البالغـي -