الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي و البحث العلمي

السانيا –جامعة وهران

كلية الآداب اللغات و الفنون

قسم اللغة العربية و آداا

بحث مقدم لنيل شهادة الماجيستير

:إشراف

الأستاذ الدكتور مختار حبار

:إعداد

ةـعماري فضيل

2009/2010: السنة الجامعية

الجزائرفي مشروع الخطاب القديم في الإجازة عند أحمد المقري التلمساني فن في عنوان

رـــة شكــكلم

أشكر االله تعالى الذي وفقني إلى ما

أصبو إليه

ارـار حبـأشكر أستاذي الدكتور مخت

اهـو رع ببحثي اعتنى الذي

رـاد أبوبكـلزوجي منلوالـدي و شكر خاص

، كما أشكر السيدة مشري جميلة على مساعداو عائلته

. الكبيرة

...الأدب العربي أساتذة معهدإلى كل

داءــالإھ

وطن الشهداء.....إلى وطني

الصامدة....إلى فلسطين المكسور....إلى العراق

إلى كل من استنشق التراث دو عانق ماضينا اي

زةــر و عـبفخ من خلد من أجل بلدي.... كلإلى

مـإلى هؤلاء كله.....أهديه

ةــدمـقـم

المقدمة

أ

:المقدمة

تتقدم الدراسة النقدية للخطاب القديم في الجزائر في اتجاه أن تكون بحثا علميا

و التنقيب عنه في دراسة مختلف أشكال الخطاب القديم، من خلال البحث يتخصص

في مجال حضوره تعزز لي آليات معاصرة لإخراجه إلى الوجود بالإضافة إلى مقاربته

.ثقافي معاصر

أنموذج إذ تقدم نفسها على أنها و تعتبر الإجازات العلمية أحد أشكال هذا الخطاب،

في مظان العلماء و تفرقه بسبب كثرتهوقع حضوره متميز من خطاب كبير جدا

في ذاكرة أنه نحت أقل ما يقال عنه أبدا في تدوينه، تدوينا االذين لم يتوانو نالجزائريي

.في غياهب النسيانجزائرية لا تريد أن تكون مطمورة

في القرن الحادي كتاب الإجازة أحد أعلام الشيخ أحمد المقري التلمساني ل و لقد مث

بل كان أكثر العلماء حرصا على جمع إجازاته لعلماء المشرق و المغرب عشر هجري،

لإكتناه ، في محاولة أولى المغامرة فيهو مما قدم لنا المجال الخصب لدراسة هذا الخطاب

.مضمونه و الكشف عن حقيقته

التي و قبل الولوج في تفاصيل هذا الموضوع لا بأس أن نشير إلى الطبيعة

في الحضارة التقاليد الراسخة للمدرسة ، فقد مثلت أحد دعائم في حقيقتها الإجازةتضمرها

فهي الشهادة العلمية التي يقدمها العالم و الحضارة الجزائرية بخاصة، الإسلامية بعامة

.فيروى عنه أو عن غيرهحتى يشتغل بنقل العلوم لتلميذه

لكن الإجازة عند الشيخ المقري أخذت بعدا آخر غير الذي تبتغيه في الغالب، فقد

و تنزاح عن كونها إجازة علمية في كتابتها، تخرق المألوف و المتعارف عليه ألفيناها

، كما جعلها و مسرحا لمراسلات ودية بين العلماءترفا فنيا العلوم إلى كونها روايةهدفها

....من غربة و حنين كاتبها متنفسا عن همومه و هواجسه

المظاهر أمام محاولة اقتناص مستويات الأدبية التي تشع منها، و قد وضعتنا هذه

ساهمت بشكل ما في صنعها و كانت لبنة لرؤيا جماعية في تلك مع افتراض أسباب كثيرة

المقدمة

ب

لماذا لبست الإجازة العلمية : الفترة، و ضمن هذا الطرح احتكمنا التساؤل وفق هذا النحو

لأنها عند أحمد المقري لباس الأدبية، في حين كان عليها أن تلتزم بالتقريرية و المباشرة

.لرواية مختلف العلوم؟إذن

هذا المعطى نتجت لدينا قناعة إلى ضرورة تقصي هذا الخطاب عند و في ضوء

التي استثمار بعض المقاربات المعاصرة المقري، و الولوج إلى تفاصيله من خلال

على عزوف الباحثين عن هذا الموضوع انفردت بقراءة جديدة لتراث قديم، مستغربين

: اق جاء بحثنا الموسوم بـالرغم من توفر إرث إجازي يتعذر إحصاؤه، و في هذا السي

أننا لم نجد من ليشبع حاجات علمية من أهمها فن الإجازة عند أحمد المقري التلمساني

تناول الخطاب الإجازي بالبحث الأدبي و إن وجدت هذه الدراسات فهي تاريخية في

:و من أهمها الأصل

فقد أفرد جزءا ، الثقافي، في كتابه تاريخ الجزائر أبو قاسم سعد االلهدراسة الدكتور -1

يتحدث فيه باقتضاب عن تبادل العلماء صغيرا من الكتاب بعنوان الإجازات،

.الجزائريين للإجازات فيما بينهم و عن تدهور الحالة العلمية في تلك الفترة

في الجزائر الإجازة العلمية ": في بحثها الموسوم بـ لزغم فوزيةدراسة الباحثة -2

ي التاريخ الإسلامي، تناولت فيه ث مقدم لنيل شهادة الماجيستر فو هو بح "العثمانية

بين العلماء الجزائريين و غيرهم في الدولة الباحثة أهم الإجازات المتبادلة

.العثمانية

أحمد زات اإجنا على أهم ى أهمية المرجعين في البحث إذ دلاو تجدر الإشارة هنا إل

صوص التي أحصيناها عن أدبية تلك النطريق الكشف و سهلت لنا ،المقري محل الدراسة

قمنا باستخراجها من فني منظوم و منثوربين ما ن إجازة تترواحيو عشر في ثمان

:مصادر أحمد المقري التالية

نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب في مدح وزيرها لسان الدين ابن الخطيب، -1

.1988، دار صادر، بیروت، تحقيق إحسان عباس

المقدمة

ج

مكتبة الرشاد .رحلة المقري إلى المشرق و المغرب، تحقيق محمد ابن معمر -2

للطباعة و والنشر و التوزیع، منشورات مخطوطات الحضارة الإسلامیة في شمال

.2004، 1إفریقیا، جامعة وھران، ط

جل التساؤل حول سيطرة ظواهر فنية معينة على عوالم الإجازة، و استكشاف أو من

الشفرات، و من أهم قاربات المعاصرة لفك تلك اء ذلك استثمرنا بعض المالسر الكامن ور

:هذه المقاربات

.و التشكيل اشعر أبي مدين التلمساني، الرؤيمختار حبار دراسة -1

.، بناء النص التراثيفدوى مالطي دوقلاس -2

.في معرفة النص الأدبي يمنى العيد -3

و لقد كان حرصنا كبيرا في التعامل مع النصوص المتوفرة لاستخراج أدبيتها

ية باتخاذ التطبيق إجراءا أساسيا، على أن منهج البحث و تفسير ظواهرها الفن المنشودة،

ة و أسلوبها و موضوعاتها و لغتها، كما هو الوصف والتحليل لمبنى الإجازالأساسي

كلما لمسنا قصورا يقف دوننا و الهدف المنشود، استخدمنا في كل مرة بعض الأدوات

:فجاء البحث مكونا من مدخل و أربعة فصول

تضمن أربعة عناصر، بحيث تناولنا التعريف المعجمي والاصطلاحي المدخلفـ

للإجازة مع ذكر أهم أنواعها، ثم تطرقنا إلى حصر بعض الإجازات المتبادلة بين المقري

.الإجازة عند المقري والعلماء وتحدثنا عن فنية

من خلال تحديد التشكيل الهيكلي للإجازةفتعرضنا فيه إلى : أما الفصل الأول

الهيكل العام المشكل للإجازات، ثم الانتقال إلى تحديد البنى الصغرى، فحددنا هذا الهيكل

.في مقدمة وعرض وخاتمة

عند المقري، وقد التشكيل الموضوعاتي للإجازةفي حين يتناول الفصل الثاني

موضوعاتية ، ثم تطرقنا إلى أهم الموضوعات البدأنا الفصل بتمهيد منهجي، عرفنا فيه

، وموضوعة الإطراءالمشكلة لبنية الخطاب الإجازي، فألفيناها تتشكل من موضوعة

.الحنين، إضافة إلى الموضوعة الوظيفية

المقدمة

د

بحيث تناولنا في هذا التشكيل الأسلوبي للإجازةويأتي الفصل الثالث يبحث عن

على جسد الخطاب، والتي صنعت جماليته، فحضرناها في المهيمنةالفصل أهم الأساليب

و أسلوب المبالغة في الإطراء، و أسلوب التداعي، أسلوب التناص، أسلوب التقابل،

.الإغراق في ألوان البديع في الإجازات المنثورة

فيه ، والذي حصرنا لمعجمي للإجازةالتشكيل اوالفصل الرابع والأخير بحث عن

الإطراء معجم : ، من أهمها في القسم الأولمقسمة إلى معاجم فرعية ،معاجم رئيسية ثلاثة

.ما في حكمه و و المعجم الوظيفي حكمه،و ما في و ما في حكمه، معجم المجاز

ذكره تنقيب و استخراج خطاب قديم إلى الوجود كما سبق ى هذا البحث وو إذا فح

في فإنه لا بد من مواجهة صعوبات و عوائق تجلت معظمها مع مقاربته بآليات جديدة،

و تنوع الأدوات الإجرائية التي مع صعوبة انعدام المقاربات التي درست الإجازات أدبيا،

ية والموضوعاتية و الأسلوبية و المتمثلة في الأداة البنيوطبقناها على النصوص المتوفرة

. و المعجمية

و إننا لا ندعي في النهاية الإلمام بجوانب الموضوع، كما لا ندعي عد الإجازات

من الأجناس الأدبية و حسبنا هنا أننا قدمنا خدمة بسيطة لتراثنا العريق االعلمية جنس

.محاولين استخراج مع وضع في طي النسيان

من الطرق الوعرة التي دلنا عليها جل شق طريق أخرى و كل ذلك جاء من أ

.من أجل خدمة الأدب الجزائري المفقود و المنسي مشروع الخطاب القديم في الجزائر

صاحب الفضل في مختار حبارالأستاذ الشكر و الامتنان لرئيس المشروع فكل

ي لتراث بلديحب.

مدخـل

1

:الإجازة في تعريف - أولا

:الإجازة لغة -1

م انفتاح ما قبلها فانقلبت ألفا ها إجوازة، تحركت الواو وتوهالإجازة مصدر وأصل

، وهي من جاز الموضع )1("إجازة"وحذفت إحدى الألفين لالتقاء الساكنين فصارت

فيقال أجزت لفلان )2(والطريق جوازا ومجازا، وأجاز له سوغ له والإجازة إعطاء الإذن

.)3(في ذلكرواية مسموعاتي بمعنى أبحت له روايتها وأذنت له

وبهذا المعنى تكون الإجازة تفيد الإذن والتسويغ والإباحة، كما تأتي أيضا بمعنى

معنى الإجازة من كلام العرب مأخوذ من ": قال أحمد بن فارس اللغوي: العبور والإنتقال

ني، إذا زت فلانا فأجااستجز: الماشية والحرث، يقال جواز الماء الذي يسقاه المال من

زه علمه فيجيزه ـك، كذلك طالب العلم يسأل العالم أن يجيتلأرضك أو ماشي أسقاك ماءا

.)4( "إياه

ثين فصارت في وقد انتقل معناها اللغوي الذي يفيد الإذن والإباحة إلى لغة المحد

.اصطلاحهم تعني إذن الشيخ للطالب في الرواية عنه

:الإجازة اصطلاحا -2

الكلام الصادر عن المجيز المشتمل على " أما الإجازة اصطلاحا فقد عرفت بأنها

إنشائه الإذن في رواية الحديث عنه بعد إخباره إجمالا بمروياته، ويطلق شائعا على كتابه

هذا الإذن المشتملة على ذكر الكتب والمصنفات التي صدر الإذن في روايتها عن المجيز

د طبقة إلى أن تنتهي إجمالا وتفصيلا وعلى ذكر المشايخ كل واحد من هؤلاء طبقة بع

.)5( "الأسانيد

.62/ 2: إصلاح محمد عویضة: شمس السخاوي، فتح المغیث شرح ألفیة الحدیث، شرح ألفاظھ - 1 .الزبیدي مرتضى، تاج العروس، مادة جوز -2 .494/ 1أحمد بن فارس، معجم مقاییس اللغة، - 3 .494: المصدر نفسھ - 4 .49: نصار محمد منصور، الإجازة في فن الخط العربي - 5

مدخـل

2

ل من عمل بهذا ومن خلال هذا التعريف، يتجلى لنا أن علماء الحديث الشريف هم أو

تلقى بها الحديث عن التي ي )1(كطريقة من طرق التحمل الثمان تالمصطلح، بحيث ظهر

.طريق الشيوخ

ة ورواية علوم ثم توسع هذا الإذن، من إذن في رواية الحديث إلى إذن في قراء

صار و "أصلا من أصول التعليم،الإجازة أخرى كالتاريخ والفقه والأدب، وبهذا أصبحت

المفهوم الدقيق للإجازة أنها الشهادة التي يمنحها الشيخ أو المدرس لتلميذه لتخوله حق

التدريس ورواية ما درس عليه، وتكون الإجازة الممنوحة شفهية أو مكتوبة على الكتاب

.)2( "أتم التلميذ دراسته على شيخه، وتكتب نثرا أو نظماالذي

رجع عبد االله فياض أقدم منح الإجازات في بداية ظهورها شفهيا، إذ ي وظل

ما لكتبت عن أبي هريرة كتابا، ف ": الإجازات الشفهية إلى ما رواه بشر بن ناهيك حين قال

، يبا فأرويه عنه، قال نعم اروه عنإني كتبت عنك كتا: أردت أن أفارقه قلت يا أبا هريرة

.)3("فكان بذلك إذن أبي هريرة أول إذن في تاريخ رواية الحديث

هجري أي التاسع الفتأخر ظهورها حتى القرن الثالث "أما الإجازات التحريرية

م، وهي ما خطه 889/هـ 276ميلادي، إذ عثر على أقدم إجازة كتابية محررة في سنة ال

قد أجزت لأبي زكريا يحيى بن مسلمة أن يروي عني ما أحب : "يمة كاتباأحمد بن أبي خث

.)4(" ..من كتب التاريخ

وهكذا يكون ظهور الإجازة مرتبطا بعلم رواية الحديث، ثم توسع مفهومها ليشمل

.مختلف العلوم والفنون

المناولة، -4الإجازة، - 3القراءة على الشیخ، -2السماع من لفظ الشیخ، - 1: طرق تحمل الحدیث وأدائھ ثمانیة ھي - 1 . 235-221: الوجادة، أنظر أحمد عمر ھاشم، قواعد أصول الحدیث - 8الوصیة، -7الإعلان، - 6المكاتبة، - 5 .50: نصار محمد منصور، الإجازة في فن الخط العربي -2 .21: عبد االله فیاض، الإجازات العلمیة عند المسلمین -3 .23: المرجع نفسھ -4

مدخـل

3

وحتى تعتبر الإجازة إذنا ورخصة مقبولة عند العلماء يشترط فيها أمران أساسيان،

أن يكون عالما بما يجيز به، ثقة في دينه وروايته، "فالأول يتعلق بالمجيز والذي يجب

.، فيحق له الإجازة)1("معروفا بالعلم

المستجيز من أهل العلم، "أما الشرط الثاني يتعلق بالمستجيز وهو أن يكون التلميذ

تكون بذلك إجازته درجة ، ف)2( "متسما بسمتهم وأخلاقهم حتى لا يوضع العلم إلا عند أهله

.علمية تحدد مكانته ومقدار علمه

اهد المجيزين في منحها فلم يعد ادم العهد، أصبحت لا تعني كل هذا لتسولكن بتق

هناك تحقق في كفاءتهم ودرايتهم بالعلوم ولا من أخلاقهم وسلوكهم كما أنها أصبحت

واء قرأها المجاز أم لم تعطى مطلقة في كل العلوم وكل الكتب التي تعلمها المجيز س

.)3( يقرأها

فالعادة جرت "ومن جهة أخرى خضعت الإجازات لنوع من المجاملات بين العلماء،

أن لا تكون الإجازة إلا بعد استجازة من المجيز بقصيدة شعرية أو قطعة نثرية ووصف

بأوصاف جليلة، ومدحه بكل أوصاف الكمال، فكانت الإستجازة في الغالب ملازمة

.)4("جازةللإ

الأعراف والتقاليد التي توارثها العلماء بخلت بذلك عن القواعد الصارمة وتمسكت فت

فيما بينهم حينا من الدهر، الأمر الذي خلع عنها صلاحيتها وحولها إلى نوع من

.المقريالمجاملات، وهذا بالضبط ما حدث في عصر

.250: ي ، تاریخ التربیة الإسلامیةأحمد شلب -1 251-250: المرجع نفسھ -2 .2/40: أنظر أبو قاسم سعد االله، تاریخ الجزائر الثقافي -3 .41: المرجع نفسھ -4

مدخـل

4

.الإجازة أنواعفي - ثانيا

جازة وأصبحت تعطى في كل العلوم النقلية العلمية، تعددت بعد أن توسع مفهوم الإ

فمثلا تنقسم الإجازة بالرواية لوحدها )1(أنواعها وتشعبت بل وأصبح لكل نوع أقسام كثيرة

إلى ثمان طرق، وبعض هذه الطرق يتنوع إلى أنواع، وتعتبر هذه الإجازة السباقة إلى

.الظهور لأنها تختص بعلم الحديث الشريف

ع الإذن في الرواية إلى إذن في القراءة أو السماع، ظهرت أنواع الإجازات وسومع ت

بحسب الطريقة التي يمنح بها هذا الإذن، فإذا سمع العالم عن الشيخ سميت إجازة السماع،

إذا قرأ عليه كتابا أو جزءا منه فهي إجازة بالقراءةا أم.

شريف فقط، بل توسع ليشمل ولم يتوقف منح الإجازات على رواية علم الحديث ال

في ذلك الوقت، كالقرآن الكريم والتصوف، والآدب العربي، أهم العلوم التي درست

وجود أنوع كثيرة من الإجازات،ولذلك ظهرت إلى ال... والخط والتاريخ والفتوى

.، الإجازة الصوفية، الإجازة الأدبية، والإجازة بالخطكالإجازة بالقراءة القرآنية

لإجازة العلمية فهي تشمل كل ذلك، وتبيح للطالب أن يتولى منصب فتوى أو أما ا

التلمساني، إذ المقريهو الذي ساد في عصر أحمد التدريس، وهذا النوع من الإجازات

.كانت جل إجازاته في رواية الحديث الشريف أو الفقه أو علم أصول الدين

الإجازة : ى ثلاثة أنواع رئيسية هيتنقسم الإجازة إل :أنواع الإجازة بحسب الطريقة .أ

.الإجازة بالقراءة بالرواية، الإجازة بالسماع،

ظهرت هذه الإجازة في بادئ الأمر، كطريقة من طرق تحمل :الإجازة بالرواية -1

إذن من الشيخ للطالب بخطه أو بلفظه أو بهما معا ليؤدي عنه "الحديث وأدائه وهي

إجازة المجھول : أنظر مثلا... مثلا تنقسم الإجازة بالروایة إلى ثمان طرق، وبعض ھذه الطرق یتنوع إلى أنواع -1

- 1حمادي ( 2000، 06بشرط الخطیب البغدادي، تحقیق صالح یوسف معتوق ص مجلة الأحمدیة، ع والمعدوم وتعلیقھا .وإحیاء التراث الإسلامیةدار البحث للدراسات ) 1421

مدخـل

5

، )1( "يقرأه عليه، فيؤدي عنه بموجب ذلك الإذنمروياته من غير أن يسمع ذلك منه أو

وغالبا ما تكون المادة المجاز بها الحديث الشريف، فكانت بذلك هذه الطريقة الأسبق في

الظهور عن إجازات السماع والقراءة، كما أنها أكثر الإجازات شيوعا وتداولا وقد

.ابقااستعملت أولا في الحديث ثم شملت مختلف العلوم، كما رأينا س

وهي وثيقة مكتوبة في آخر الكتاب المقروء أو في مقدمته، ":الإجازة بالسماع -2

وهكذا )2( "تنص على أن الكتاب قد سمعه على مصنفه، أو على عالم واحد أو كثيرون

: ويتضمن نص إجازة السماع ،)3(ليكون الحق لكل من ورد في السماع في رواية الكتاب

على مكان وأخيرا... رئ ويليه كاتب السماعالقا اسمثم المسمع، وأسماء السامعين، اسم

.)4(السماع وتاريخ مدته

وثيقة ينص فيها على أن شيخا قد أقرأ "معنى إجازة القراءة، :الإجازة بالقراءة -3

صار الشيوخ يقرنون ثم " ،)5( "طالبا كتابا ما، أو أن طالبا قرأ على شيخ هذا الكتاب

كما كان بعضهم يأذن لهم بتدريسه أو ... بإجازة روايته إثبات قراءة الطالب للكتاب

. )6( "تدريس جملة من الكتب التي درسها عليه

وينـدرج ضمـن هذا النوع من الإجازات ما يعرف بالإجازة بعراضة الكتب،

حيث كان الطالب يحفظ كتابا في الفقه أو النحو أو غيرها من العلوم، ثم بعرضه على "

ون له امتحانا، حيث يأخذ الشيخ المجيز الكتاب ويفتح منه بعض مشايخ العصر فيجر

م، استدل فيها الطالب من غير توقف ولا تعلالمواضع، ويستقرئه إياها، فإذا مضى

بحفظـه تلك المواضـع على حفظه لجميع الكتاب، ويكتب له بذلك كل من عرض

.)7("عليه

.239: عبد االله شعبان علي، إختلافات المحدثین والفقھاء في الحكم على الحدیث -1 .232: صلاح الدین منحد، إجازات السماع -2 .266: شلبي، تاریخ التربیة الإسلامیة أحمد -3 .240- 234: صلاح الدین المنجد، إجازات السماع: أنظر -4 .2/233: إجازات السماع في المخطوطات القدیمة، في مجلة معھد المخطوطات العربیة: صلاح الدین المنجد -5 .264: تاریخ التربیة الإسلامیة : أحمد شلبي: أنظر -6 ح الأعشى في صناعةبجازات العلمیة في الجزائر العثمانیة، نقلا عن أبي العباس أحمد القلقشندي صالإ: م فوزیةغلز -7

.14/327:الإنشاء

مدخـل

6

الإجازة الأدبية، : ذه الأنواعمن أهم ه :أنواع الإجازة بحسب المادة المجاز بها .ب

.الإجازة الصوفية، الإجازة بالقراءات القرآنية والإجازة العلمية

أطلق بعض الدارسين هذا المصطلح على الإجازة التي تكون : الإجازة الأدبية -1

، بينما استعمله الآخرون للدلالة على فنية )1(المادة المجاز بها في الأدب العربي

حيث أنها كانت تكتب بأسلوب راق وجميل لأن أغلب مانحيها الإجازة وأديبتها، ب

.)2(جمعوا بين العلم والأدب

، )3(وهي إجازة يعطيها شيخ الطريقة لتلميذه وفق مراسيم معينة :الإجازة الصوفية -2

، وقد كان ...فتكون إذنا من شيخ إحدى الطرق الصوفية لمريدها بالخلافة أو التاج

تهم الذين سيصبحون مقدمين عنهم بعد الملازمة شيوخ التصرف يجيزون تلامذ

.)4(والاطمئنان إلى جدارتهم في تمثيل الطريقة

تمنح هذه الإجازة لحفظة القرآن مع التجويد لجزء منه : الإجازة بالقراءة القرآنية -3

وتتميز عن غيرها من الإجازات بما يسبقها من امتحان طويل الأمد، "أو بكامله،

وقد ... الطالب بعد ذلك إجازة مكتوبة في الغالب على الرق صعب التحضير لينال

كان الطالب في امتحان طيلة المدة التي يلازم فيها الشيخ الإجازة، ففي كل يوم يكتب

ربع حزب أو ثمنه، ويأتي إلى أستاذه، ويقعد بين يديه، ويشرع في التلاوة لوحعلى ال

.)5( "مبتدئا بالتعوذ والبسملة

ن بحث مقدم نیل شھادة الماجستیر بإشراف الدكتور محمد ب ،2:، الإجازة العلمیة في الجزائر العثمانیة-لزغم فوزیة -1

.معمر، كلیة الحضارة الإسلامیةبر الدكتور أبو القاسم سعد االله أن إجازة ابن عمار لعدد من العلماء، كمحمد خلیل المرادي أدبیة لغلبة الطابع مثلا یعت -2

.186-185 2الأدبي علیھا، أنظر سعد االله، تاریخ الجزائر الثقافي، ج .www.google.comوالجمعیات الحرفیة والصوفیةصفحة الویب، منتدى الإجازات ، إجازة الفتوة : أنظر -3 .7/55: أبو القاسم سعد االله، المرجع السابق -4ورقات في حضارة المرینیین منشورات كلیة الآداب والعلوم الإنسانیة، جامعة محمد الخامس، : أنظر محمد المنوني -5

.282-279، ص 1996الرباط،

مدخـل

7

وهي إجازة يمنحها الأستاذ في الخط والزخرفة لتلميذه عندما يأنس :إجازة الخط -4

إذ يقوم الأستاذ بكتابة الإجازة على القطعة التي "عنده البراعة في معرفة الخطوط

.)1( "أعدها التلميذ لذلك، كما تدل على أخذ الخطاطين عن بعضهم البعض

ورها، فأفرزت تبعا لذلك عرفت هذه الإجازة تطورا كبيرا منذ ظه :الإجازة العلمية -5

أنها "أنواعا جديدة ولهذا فليس من الممكن إيجاد تعريف شامل لها، وكل ما يمكن قوله

إذن من الشيخ لطالب، أو عالم آخر في رواية الحديث الشريف، أو الفقه أو التاريخ،

فتكون )2("أو هي إذن تولي منصب كالفتوى والتدريس وغيره... أو غيرها من العلوم

.المجاز بها متعددة، كعلم الحديث دتهاما

تلك هي أهم أنواع الإجازات كما حصرناها، بحسب المادة المجاز بها، ويعتبر النوع

، أكثرها دورانا بين العلماء في العهد العثماني كما سنرى ذلك )الإجازة العلمية(الأخير

.التلمساني المقريعند الحديث عن إجازات أحمد

: إجازات المقريفي حصر : ثالثا

صاحب هذه الإجازات هو أحمد بن محمد بن يحي بن عبد الرحمن بن أبي العيش

القاف وتسكين، بفتح الميم المقريالتلمساني، الملقب بشهاب الدين )3(المقريأبو العباس

.التي تقع بين مدينتي مسيلة وبريكة" مقرة"نسبة إلى

علم تتي كانت ولادته ونشأته بها وفيها حيث انتقل أحد أجداده منها إلى تلمسان ال

.المشرقالمغرب و ، وحيث ستكون له منطلقا نحو )4(واشتغل بالعلم والأدب

.61: محمود منصور، الإجازة في فن الخط العربي -1 .279: ارة المرینیینورقات عن حض: محمد المنوني -2أن لفظة المقري بفتح المیم وتشدید القاف المثناة من فوق وفتحھا مع الراء المھملة : یرى الدكتور محمد بن عبد الكریم -3

محمد بن عبد الكریم المقري : خلافا للفریق الذي یظنھا بأنھا بفتح المیم وسكون القاف من فوق وفتح الراء المھملة، ینظر .110: الطیبوكتابھ نفح

.2/421، 1: إرشـاد الحائـر إلى آثار أدباء الجزائر: محمد ابن رمضان شاوش والغوتي بـن حمـدان: ینظر -4

مدخـل

8

أنه ينتسب : ومما جاء فيها )1(لنفسه، وتناقل ترجمته عدد من المؤلفين المقريترجم

المقريمد أبو عبد االله مح «: إلى أسرة عريقة ضاربة بجذورها في العلم والأدب فجده

،عبد الرحمن بن خلدون وأستاذ ،بن الخطيبالدين شيخ لسان ) م14/هـ 8ق (الكبير

، )2( »تولى منصب قاضي الجماعة بفاس على عهد السلطان أبي عنان فارس المريني

الذي كان شيخه وأستاذه الأول وهو أستاذ ابن ) م1522/هـ 928( المقريوعمه سعيد

في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، كان عالما من علماء مريم صاحب كتاب البستان

ويعتبر شهاب الدين أبرز هذه الأسرة علما وثقافة، وأشهرها )3(تلمسان ومفتيها ستين سنة

.سمعة في شتى أنحاء البلاد العربية

الصغير القرآن الكريم بمسقط رأسه تلمسان، وقرأ وحصل بها على المقريحفظ

الذي اعتكف على تدريسه )4(المقرييل العالم أبي عثمان سعيد بن أحمد عمه الشيخ الجل

العلوم العربية والدينية واللغوية والأدبية، كما درسه صحيح البخاري وكتب الحديث الستة

وعندما بلغ أشده شجعه على الرحلة إلى بلاد المغرب أين سيجد )5(المشهورة وغيرها

.مجيز منهم ويجيزهتاء والأدباء فيسلعلمظالته المعرفية ويلتقي بفطاحل ا

، أين حل "فاس الباهرة"كانت أولى المحطات التي نزل بها الشيخ :إجازاته بالمغرب -1

فاستفاد من علمائها الذين لقيهم، كما وجد خزائن الكتب )6(هـ 1009بها في صفر

فاس مكتضة بنوادر المخطوطات فازداد حبه لبلاد المغرب، وخصوصا بعدما غادر

إلى مراكش أين نزل ضيفا على محمد بن محمد الآيسي والذي كان همزة وصل بينه

، 72محمد الأفراني في صفوة ما انتشر ص : تتعدد ترجمات ھذه الشخصیة في كثیر من المظان، ومن الذین ترجموا لھ -1

، 29، ص1والیواقیت الثمانیة ج 157ص 1ادري فـي نثر المثـاني، ج، والقـ320، ص1والأجیمي في خلاصة الأثـر ج .2/167: وتفح الطبیب للمترجم نفسھ وغیرھا، أنظر یحي بو عزیز، أعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة

.88-87: محمد بن عبد الكریم، المقري وكتابھ نفح الطیب -2 89-88: المرجع نفسھ -3 .52: تعریف الخلف برجال السلف، تقدیم محمد رؤوف القاسمي الحسیني: د الحفناويأبو القاسم محم -4 167: أعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة: یحیى بوعزیز -5 142: المقري وكتابھ نفح الطیب: محمد بن عبد الكریم -6

مدخـل

9

وفي بلاط المنصور تعرف الشيخ على علماء الأقطار . )1(وبين المنصور الذهبي

.فاحتك بهم وأخذ عنهم )2(الإسلامية والمغربية وأدبائها

طرة الأنفاس في ذكر روضة الآس الع: "ولقد كانت هذه الرحلة سببا في تأليفه لكتاب

حوالي أربعة المقري، والذي عد فيه "من لقيتهم من علماء الحاضرتين بمراكش وفاس

وثلاثين عالما من علماء المغرب الذين اتصل بهم ولقيهم بمراكش وفاس، وقد أورد الشيخ

.)3(في هذه الرحلة، أنه استجاز خمسة من أعلام المغرب فأجازوه

أحمد بن القاضي، الوزير الأديب عبد : غاربة المجيزين لهومن أبرز العلماء الم

ادلي والشيخ أبي عبد تالعزيز الفستالي، أبو العباس أحمد باب التنبكتي، أحمد بن القاسم ال

.)4(االله محمد القصار

في مؤلفاته أنه أجاز أحدا من العلماء في رحلته الأولى إلى المقريولم يورد

سافر طالبا للعلم، بينما عاد في رحلته الثانية إليه ون الشيخالمغرب، ويرجع ذلك إلى ك

.)5(ين خمس سنوات وأشهريإماما وخطيبا بجامع القرو) م1604/هـ 1013(سنة

ته بالتأليف والتدريس، وتخرج عليه عدد من أعلام قفقد استقر هناك معمرا و

، وأحمد بن )هـ 1046ت (المغرب وأجازهم كالشيخ أحمد بن علي السوسي البوسعيدي

.)6(موسى الآبار الفاسي وعلي بن عبد الواحد الأنصاري

المقري، : ھد نھضة حضاریة عظیمة، أنظرالمنصور الذھبي أشھر سلاطین السعدیین وقمة مجدھم، عرفت البلاد في ع -1

.60:الرحلة، صاحب كتاب نیل الابتھاج في تطریز الدیباج والذي كان في إقامة "أحمد بابا:"مثلا تعرف ھناك على العالم التبییني -2

.167:جبریة بعد غزو السلطان المنصور الذھبي بلاده، ینظر یحي بوغریز أعلام الفكر والثقافة في الجزائرروضة الآس العطرة الأنفاس في ذكر من لقیتھم من علماء الحاضرتین بمراكش وفاس، تقدیم عبد : أنظر المقري -3

.163: الوھاب منصور .108-105: الإجازات العلمیة في الجزائر العثمانیة: م فوزیةغلز: أنظر -4 .7/265: نفح الطیب: المقري: ینظر -5 .271: ابھ نفح الطیبمحمد بن عبد الكریم، المقري وكت -6

مدخـل

10

دروسه بفاس في عدة )1(وبالمغرب دائما، حضر الشيخ محمد الشهير بابن القاضي

برنامج هذه الدراسة في إجازته المقريعلوم منها الفقه، الحديث وعلم الكلام، وقد أورد

فاس، حضر ما أمليته بفاس في الفقه والحديث إذ دام طيب الأن..."له نثرا، قائلا

.)2( " ...كل ما روى المقريفقلت له مسعفا بما نوى أجازك ... والكلام

، )3(محمد بن يوسف التاملي المراكشي: ومن جملة من أخذ عليه بفاس أيضا وأجازه

في رحلته نص الإجازة نظما في اثنين وعشرين بيتا، مرفوقا بنص المقريوقد أورد

الاستجازة المقدمة إليه من الشيخ المراكشي بمدحه فيها، منوها بأفضال شيخه عليه قائلا

)4(:في مطلعها

.وباسط كف البذل من بعدما كفــا أموقظ جفن العلم من بعدما أغفى

.ومجري معين العلم من بعدما جفـا ومحي رسوم الأكرمين التي عفت

شماريخ العلى لا يعلى كنهها وصفا ي رحب صدره إمام رست للحفظ ف

عسى تكون له زلفــــــــى كمويرغب منكم إجازتكم له بمروي

.)5(يزه بقصيدة من نفس الوزن والقافيةجمست المقريوعلى عادة العلماء، أجاب

المراكشي وكتب إليه الفقيه محمد بن الفقيه عبد الواحد بن أبي عبد االله الرجراجي

)6(:يزه بها منها قولهجباستدعاء نثري، وقصيدة يمدحه ويست

إذ أنت حقا ملجأ الضعفـــاء هذا محبكم العفيف ببابكــم

لازلتم في الخير والنعمـــاء جودوا بحقكم له برجائـــه

ھـ، من 1019سلیم العرائش لاسبانیا سنة تھو أبو عبد االله بن قاسم بن أبي العافیة، من فقھاء فاس، وھو أحد ضحایا -1

یدان، إذ أفتى ابن القاضي بجواز تمكین النصارى من ثغر زقبل الأمیر مأمون السعدي في مقابل مناصرتھ على أخیھ عن القادري محمد الطیب 77المقري، الرحلة ص: ھـ ، أنظر 1040ذي الحجة سنة 21روبین في قالالعرائش فقتلھ العامة ب .1/156: حجریة نشر المثاني فاس ط

.77: المقري، الرحلة -2إن علم فضلھ أشھر :" المراكشي، أحد فقھاء المغاربة المشھورین، لھ مبادلات أدبیة مع المؤلف، قال صاحب الخلاصة -3

.4/271: عن المجي 192: الرحلة - م 1038كان حیا سنة "... على علممن نار .193- 192: المقري، الرحلة -4 .193: ، المصدر نفسھالمقري -5 .124: المصدر نفسھالمقري، -6

مدخـل

11

لرغم من الذي ذكر هذا الخبر في الرحلة، لم يورد إجازته له على ا المقريولكن

.حرصه الشديد على تدوين كل إجازته، والغالب على الظن أنه أجازه كما جرت به العادة

حريصا على تدوين إجازته، فإنه لم يكن حريصا في بعض إجازاته المقريوإذا كان

للمغاربة على ذكر أسماء العلماء الذين أجازهم، ولا تاريخ الإجازة حتى يتبدى للباحث أن

وينها أدبي بالدرجة الأولى وليس تعليميا، ومن ذلك ما ورد في إجازة في الهدف من تد

)1(:أربعة أبيات افتتحها بقوله

ةـن الشيوخ ذوى الكرامرويت ع أجزتك يا عبيد جميع ما قـد

ــهــاء مني ورامــلمن قد ش ومنثوري ومنظومي جميعـا

امــــهر بتيسير الطريق لأرض بـــيواسأل رغبة منكم لر

ـهــامـن آخي شوقى غرتؤدي ع حلى الصـلاةأوأهدي للرسول

، ولكننا لا )2(مقدمة إجازات نثرية لرجل اسمه نوح المقريوفي الإطار نفسه، يورد

.ن أم هو من المشارقةان هذا الرجل من المغاربة المجازيندري إن ك

بالمغاربة لم تنقطع أثناء تواجده بتونس أو المقرين صلات والجدير بالذكر أ

إجازته بتونس للشيخ رس عليه عدد منهم وأجازهم، ونذكر في هذا المجالدبالمشرق، فقد

، جميع مؤلفاته ومروياته في قصيدة نظمها )3(أبي القاسم بن جمال الدين المسراتي القيرواني

)4(:ثمانية أبياتفي له

اــلما جاء فيه قد أجزت بلاثني وحمد الله قدمته رعيــــاأقول

اـالفتيبه رجاء قطر القيروانأب با القاسم نجل الجمال الذي سمتأ

.175: الرحلة المقري، -1 .121: المصدر نفسھ المقري، -2رواني، الشیخ الجلیل، العالم الأصیل، یبن خلف المسراتي الق ھو أبو القاسم محمد بن جمال الدین: أبا القاسم المسراتي -3

عن .ه1065ي وغیرھم، وحج مرات، مات بمصر سنة بأخذ عن مؤلف وأجازه، وعن النور الأجھوري، والبكري والثعال . 305: عن محمد مخلو فشجرة النور الزكیة 176: المقري، الرحلة

.176: المصدر نفسھ المقري، -4

مدخـل

12

الوافد لنواحي )1(ل على إجازته أيضا، العالم الشيخ أبو بكر السوسي المراكشيوحص

مع ظهور جهلي إجازة لست لها ورام مني " :)2(مصر، فأجازه نثرا بعد تردد تقليدي

بته لحسن نيته جبأهل، إذ هو أولى أن يجيز مثلي، والنخل لا يحكيه دوح الآفل، وقد أ

."...بلغه االله قصى أمنيته جميع ما ألفت أو رويت

أجاز البعض من علماء المقريوقبل التحدث عن إجازته بالمشرق، نشير إلى أن

م الشيخ أبا عبد االله محمد تاج العارفين بن أبي بكر تونس قبل رحيله إلى مصر، ومن بينه

.، الذي استجازه مكاتبة من مدينة تونس، وهو حينئذ من كبار علمائها)3(العثماني التونسي

للمغاربة، جاءت إجازته للتونسي، قصيدة طويلة من المقريوعلى خلاف إجازات

هـ، ومما جاء 1028في صفر بحر الطويل، بلغت ثلاث وأربعون بيتا، وكان ذلك بسوسة

:)4(في مطلعها الطللي

أضاء فأذكى الشوق في كبدي جمرا ا أرقت لبرق شمت من جانب الخضر

تثير جوى المشتاق للمعهد الذكرى وأذكرني العهد القديم وطالمــــا

ان لم يملك الصبــراـمتيمهم هيم ولم أنس عهد الضاعنين وغـادروا

ر الزجــراـ لا تكثا بااللهـترفق به ري ضوامـــاجر الأظغان وهفيا ز

، ولد بمدینة مراكش، وبھا نشأ، انتقل إلى )ه1032-984(المالكي، مفتى المالكیة بدمشق: عود المراكشيأبو بكر مس -1

121: انظر المقري الرحلة. بھا مدة، وأخیرا ألقى عصا الترحال بدمشق مصر ومنھا إلى دمشق، ثم رجع إلى مصر وأقام .1/197: عن المجي

.121: المقري، الرحلة -2ھو أبو عبد االله محمد تاج العارفین ابن أبي بكر العثماني التونسي، استمرت إمامة جامع الزیتونة : لتونسيتاج العارفین ا -3

والخطابة في بیتھ بین بنیھ مائة وثلاثة وسبعین، لھ رسالة أعمال النظر الفكري في تحریر الصاع النبوي التونسي، كان حیا . 293: ، شجرة النور الزكیةعن محمد مخلوف 153: ه، المقري، الرحلة1037سنة

.154-153: المقري الرحلة -4

مدخـل

13

لعالم المقريوقد بلغت هذه الإجازة من الأدبية ما لم تبلغه أية إجازة أخرى قدمها

. من علماء المغرب

لعلماء وتلامذة المغرب، وقد كانت أغلبها في رواية المقريتلك هي إجازات

م ونثر فنيين، وجاء البعض منها في شكل ظنوحت بين اا ترمروياته ومؤلفاته، كم

.مقطعات لم يذكر المجيز فيها اسم وتاريخ المجاز

بعد وفاة المنصور الذهبي واضطراب :لعلماء المشرق المقريإجازات أحمد -2

الرحال إلى المشرق مقتفيا آثار العلماء المقري، شد )1(الأوضاع السياسية في المغرب

يين قبله الذين هاجروا بغرض أداء فريضة الحج وطلب العلم، وخصوصا وأن الجزائر

لم تكن تتوفر على مؤسسة للتعليم العالي، مما ترتب عليه هجرة الراغبين منهم في "بلادهم

.)2( "صاحب نفح طيب المقريطلب العلم وعلى رأسهم أحمد

درس مدة م، و1618/هـ1028الشيخ بمصر في جمادى الأولى من عام حل

الحديث والعقائد بالجامع الأزهر، ولما اقترب موسم الحج توجه صوب الحرمين الشريفين

م 1619/هـ1029ى الفريضة وأقام هناك مدة، ثم عاد إلى مصر ثانية في محرم دفأ

، وظل يتردد منها على الحرمين الشريفين، فحج خمس مرات، وزار )3(فاستوطنها نهائيا

.)4(رات، أما بيت المقدس فقد سافر إليه ثلاث مرات ودمشق مرتينالمدينة المنورة سبع م

وعند عزمه على العودة إلى دمشق والاستقرار بها نهائيا في المرة الثالثة وافاه

هـ، وتم دفن جثته في مقبرة المجاورين، 1041الأجل في مصر في جمادى الأخيرة سنة

.وهذا ما اتفق عليه جل من ترجم له

.عاش المغرب ما یعرف بأزمة العرائش بسبب تطاحن أبناء المنصور الذھبي على العرش بعد وفاتھ -1 .1/178: أبحاث وآراء في تاریخ الجزائر: أبو قاسم سعد االله -2 .196- 191: المقري وكتابھ نفح الطیب: محمد بن عبد الكریم -3 12: المقري ، الرحلة أنظر -4

مدخـل

14

تغال بالتدريس بمصر، فكان مدرسا شفي الإ المقري لقد جد: يزا بمصرجم المقري

رس برواق دقد فبارعا في كل فن يطرق بابه سيما إملاء الحديث الشريف، والعقائد،

.)1(ر رشيدغالمغاربة بالجامع الأزهر وبالإسكندرية وث

نبلي ومن جملة تلاميذه الذين درسوا عليه بمصر وأجازهم الشيخين الباقي الح

الدمشقي، وعبد القادر بن غصين الغرزي، فأما الأول فقد درس عليه العقائد والحديث

إضاءة الدجنة : ةبالأزهر، وأما الشيخ ابن غصين فقد قرأ عليه أرجوزته في العقائد المسما

.)2(بعقائد أهل السنة

ت بثغر رشيد الشيخ أحمد بن مسعود الرشيدي، نظما في قصيدة بلغ المقريوأجاز

)3(:ثمانية أبيات جاء فيها

لقد رق نظم راق بالسحر نــافث أما وعلوم أنتجتها المباحــث

لى العليا وفي الناس رائثإسريعا لعالم أهل العصر أحمد من غدا

بثغر رشيد لا غرته الكـــوارث عنيت ابن مسعود سراح هداية

تين، الأولى في ثلاثة أبيات كما أجاز الشيخ، محمد بن نور الدين الرشيدي نظما مر

)4(:والثانية في اثني عشر بيتا بكل ما أخذه عن شيوخه، وبكل ما صنف نظما ونثرا

خلاله الأوحد الداركة الفهــم أجزت الرشيدي الذي بهـــرت

العلوم التي تروى وتغتنـــم ما أخذت عن شيوخي من كــل

مـلتطيبحر العجز نظما ونثرا و وما كتبت من الأوضاع في عمري

، )1(الشيخ أحمد بن القاضي شهاب الدين العجمي: ومن بين تلاميذه المصريين أيضا

هـ، بعدما حضر عليه بعض الدروس في 1033والذي أجازه نثرا بجمادى الأخيرة سنة

266: المقري وكتابھ نفح الطیب : محمد عبد الكریم -1 .لم نحصل على نصي الإجازتین/.203: المرجع نفسھ -2مدینة رشید، بلدة قریبة على البحر والنیل قرب الإسكندریة، وھي أكبر ثغور مصر وأھمھا وأقربھا من مدینة -3

: لزغم فوزیة: نقلا عن 27- 26: 1987ني، رشید في التاریخ، الإسكندریة مؤسسة شھاب الجامعة، إبراھیم عنا..اسطنبول 112: الإجازات العلمیة في الجزائر العثمانیة

.68 :الرحلة: المقري -4

مدخـل

15

.)2(على جمع الجوامع والمواهب اللدنية الذي قرأه عليه ىالمنطق وفي شرح الجلال المحل

الثانية له، فكانت نثرا أيضا وفي نفس السنة أجازه فيها بهذه العبارة أما إجازته

فقد أجزت الشاب الموفق بفضل االله، الناشئ في حمل الطلب والتحصيل الباني فروع ..."

فهمه على قواعد الأصول، فلله التفريع والتأصيل، الشهاب النجيب الشيخ أحمد ابن

.)3( "...بالعجمي رالقاضي شهاب الدين الشهي

لعلماء مصر، وقد أوردنا المقريتلك هي أهم الإجازات التي منحها الشيخ أحمد

.نصوصها كاملة في ملحق البحث

الكثير على الحرمين الشريفين المقريإن تردد :لعلماء الحرمين الشريفين هإجازات

م بغرض أداء الفريضة وزيارة قبر الرسول صلى االله عليه وسلم، لم يمنعه من تقدي

إذ اتصل هناك بأعيان العلماء وربط معهم ،إجازاته المعهودة للعلماء بمكة والمدينة

الشيخ عبد الرحمن المرشدي مفتي : صداقات متينة، فاستجازوه وأجازهم، ومن بين هؤلاء

وقد كان يحضر بعض دروسه في الحديث رفقة ،)4(ب المسجد الحراميالحنفية بمكة وخط

.)5(ابنه الشيخ حنيف الدين

ضل ، كان من أجلاء علماء مصر، لھ الف)ھـ1086-1024(ھو أحمد بن أحمد بن محمد العجمي المصري من بني الوفاء -1

الحافظة القویة، والذھن الثاقب، وكان صدوقا حسن العشرة، وإلیھ النھایة في معرفة التاریخ وأیام العرب لھالباھر أنظر -وأنسابھم، جمع من الكتب المؤلفة في سائر العلوم والفنون فأوعى وحصلھا بسائر أقسامھا فصلا وجنسا ونوعا

.176/ 1نقلا على المحبي 83:الرحلة .83: المقري، الرحلة - 2 .90: المصدر نفسھ المقري، -3، تعاطي الفتوى على مذھب أبي حنیفة سنة )ھـ 1037ف (ھو عبد الرحمن بن عیسى بن مرشد العمري الحنفي المكي -4

نقلا عن المحبي خلاصة 90: ھـ، المقري، الرحلة 1020ام، وخطابتھ في سنة حرھـ، وباشر إمامة المسجد ال 1012 .376- 369/ 2ثرالأ .87: الرحلة ،المقري -5

مدخـل

16

م إجازة بمروياته في إحدى وأربعين بيتا، 1620/هـ 1030سنة المقريوقد نظم

أفاد فيها بأنه روى عنه موطأ الإمام مالك وسائر الكتب السنة لما قرأ )1(للابن حنيف الدين

.)2(..عليه بعضها

را خطيب الحرم الشيخ تاج الدين المالكي ــخ بمكة نثــكما أجاز الشي

وما حررت مثل الموطأ الإمام مالك ... وها أن أجزته بكل مارويته:"...ئلا، قا)3(يـالمك

عمدة كل مقتف وسالك، فقد قرأ علي منه صدرا، وهو بما قد نال منى أدرى، كذا

الصحيحان وباقي الستة مع المساند التي في الستة، وكل ما صنفته من نثر مع النظم

.)4("ل مفتقرا لربه عز وجلقال عن عج المقري، وأحمد ...الكثر و قله و

.هذه أهم الإجازات المقدمة لعلماء الحرمين وقد تنوعت بدورها بين نظم ونثر

:لعلماء دمشق المقريإجازات أحمد

في إحدى زياراته لمكة المكرمة، الشيخ عبد الرحمن بن المقريلقي الشيخ أحمد

، فلبى )5(بها رحابا وسهلاعماد الدين، فحبب إليه دمشق وطلب منه أن يزورها فيلقى

م وهناك نال أقصى الترحيب من 1628/هـ1037الشيخ طلبه، ودخلها في أواخر شعبان

.)6(علمائها الذين تبادل معهم المسامرات ليل نهار من أشعار وأخبار وألغاز وإجازات

، مفتي الحنفیة بالدیار الحجازیة )ھـ 1067- 1014(حنیف الدین ھو حنیف الدین بن عبد الرحمن بن عیسى بن مرشد -1

والده والمقري والخیاري وغیرھم، تولى الإفتاء السلطاني في نوالمدینة وابن مفتیھا، كان عالما دینا عفیفا عابدا أخذ عوغیرھا، كانت وفاتھ بالمدینة المنورة، ودفن ...شرح مناسك الوسیط وبغیة السلك: لدیار الحجازیة، صنف عدة كتب منھاا

.128-126/ :2ي، الخلاصة ب، عن المح81:قد، أنظر المقري الرحلة غرببقیع ال .81:الرحلة : في ملحق البحث، عن المقري: أنظر نص الإجازة كاملة -2ن أحمد بن ابراھیم المالكي المكي، من صدور الخطباء والمرسین، ومن أكابر العلماء المحققین، وممن شید تاج الدین ب -3

ربوع الأدب ، ولد بمكة وبھا نشأ وأخذ عن أكابر شیوخ عصره وأجازه عامتھم، تصدر للتدریس والخطابة بالمسجد الحرام، .464-457/ 1: ي خلاصة الأثربنقلا على المح 90: حلةھـ ، الر 1066ولھ مؤلفات وأشعار كثیرة، توفي بمكة سنة

.90:المقري، الرحلة -4 .208: محمد عبد الكریم، المقري و كتابھ نفح الطیب -5وغیرھم أنظر ...عبد الرحمن العمادي، أحمد بن شاھین، یحي المحاسني، محمد بن القاري: من أعلام ھذه المسامرات -6

.الرحلة

مدخـل

17

بدمشق، دروسه في عقائد الإمام الأشعري ممثلة في المقريومما زاد في سمعة

أرجوزته إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة، والتي درسها بمصر والحجاز والقدس وغزة

.)1(والإسكندرية

كما درس صحيح البخاري في المسجد الأموي تحت قبة النسر، وكان يوم ختمه

الذي اجتمع فيه الألوف من "اليوم تفاصيل ذلك المقرييوما مشهودا، إذ تتناقل تراجم

الناس، وعلت الأصوات بالبكاء، فنقلت حلقة الدرس، إلى وسط الصحن إلى الباب الذي

وأتي له بكرسي الوعظ، فصعد عليه وتكلم بكلام في العقائد ...يوضع فيه العلم النبوي

وكان ذلك ونزل على الكرسي فازدحم الناس على تقبيل يده ...والحديث لم يسمع له نظير

.)2( "هـ1037نهار الأربعاء السابع وعشرون رمضان سنة

إقبال أهل دمشق عليه عقد في كتابه نفح الطيب، المقريولما رأى الشيخ أحمد

ها من افصلا يتعلق بها وبأهلها، وقد تضمن هذا الفصل بعض الإستدعاءات التي تلق

أربعة منها مؤرخة بسنة علمائها إلى جانب ست إجازات نظمها لبعضهم هناك جاءت

:م، واثنتان بدون تاريخ، ومن أهم هذه الإجازات 1627/هـ1037

في نفحه استجازة الشيخ محمد بن يوسف المقريأثبت )3(:إجازته للشيخ الكريمي

الكريمي النظمي له في خمسة وأربعين بيتا، يصفه فيه بشمس المحاسن والبدر

ة بلغت ستة وعشرون بيتا، بعدما أشار إلى استجازته بمنظوم المقريفأجابه ،)4(..والبحر

)5(:تلك قائلا

.213: ، المرجع السابق محمد عبد الكریم -1 .305/ 1:خلاصة الأثر: نقلا عن المحبي محمد 214: محمد عبد الكریم -2، أدیب قرأ على الشرف الدمشقي ، وفضل االله بن عیسى، )ھـ1068-1008(الدمشقي : الشیخ محمد بن یوسف الكریمي -3

أتقن اللغتین الفارسیة والتركیة، درس بالمدرسة وعبد الرحمن العمادي وغیرھم، تخرج في الأدب على أبي الطیب الغزي، و/ 4: نقلا عن خلاصة الأثر 70: ھـ، الرحلة 1034العزیة بدمشق، ثم سافر إلى الروم وولى بھا قضاء الركب الشامي سنة

73،74 . .436، 2/434:المقري ، نفح الطیب : أنظر -4 . 2/437: المصدر نفسھ -5

مدخـل

18

اـوبرق حسن الظن منى شام وجه لي لما حللت الشاما

غريبة في فنها مهذبــــة قصيدة بليغة مستعذبــة

د الذي أجــازهـبشرطها عن يسأل من مثلي بها الإجازة

لمحاسني، دروسه في الحديث حضر الأديب يحي ا )1(:إجازته ليحي المحاسني

إجازة بخط يده، وكان ذلك في عام المقريالشريف في الجامع الأموي، فكتب له

)2(.هـ1037

قدم الإبن الأصغر للعمادي، وهو إبراهيم )3(:إجازته لأولاد عبد الرحمن العمادي

يد بعض استدعاء نظميا للمقري، فأجابه بإجازة نظمها لهم في تسعة وسبعين يتضمنها أسان

)4(.مروياته كما ضمنها، وصف دمشق الفيحاء، وذكر لحب أهلها

حضر الأديب الدمشقي أحمد بن شاهين )5(:إجازته للأديب الدمشقي أحمد بن شاهين

إضاءة الدجنة، ثم سأله أن " بالجامع الأموي في عقيدته المقريشاهين هو الآخر دروس

له إجازة في ستة وخمسين بيتا، قدم يجيزه فيها وفي غيرها، فاستجاب الشيخ لطلبه ونظم

:)6(لها بالحديث عن فضل علم التوحيد وأجازه بهذه الأبيات

إياه بالشرط وما جـمعتــه فليرو عني كل ما أسمعتــه

من الفنون نظمها والنثـــر مع القصور راجيا للأجــر

عديــدةوالنعل ذات المدح ال كهذه العقيدة الســــديدة

یحي بن أبي الصفا ابن أحمد المعروف بابن محاسن دمشقي ، أخذ عن عبد الرحمن العمادي ھو : الشیخ یحي المحاسني -1والشیخ یوسف الفتحي، وغیرھم ، ولما ورد دمشق، لزمھ لزوم الظل لشیخھ وأخذ عنھ غرائب الظرف والملح، وكان من

. 4/463:، عن المحبي خلاصة الأثر163، م الرحلة ص)ھـ1055(مدرسي المدرسة الغزالیة، توفي .نص الإجازة كامل في الملحق -2: عماد الدین مفتى الحنیفة الثلاثة ھم على التوالي : مفتي الحنفیة الثلاثة ھم على التوالي : أولاد عبد الرحمن العمادي -3

وقد ) ھـ1078-1012(، إبراھیم الأدیب)ھـ1078-1007(، وشھاب الدین الشاعر)ھـ1068-1004(عماد الدین مفتى الحنفیة . 1/23،25:خلاصة الأثر...حظوا بمناصب متعددة بدمشق ودرسوا في عدة مدارس

.نص الإجازة كاملة في ملحق البحث -4، حیث اشتراه بعض الأمراء صالمولد لأن الأصل والده من جزیرة قبر ي الأصل الدمشقيصھو أحمد بن شاھین القبر -5

القاري و الحسن البوریني، وعبد الرحمن العمادي و قرأ علیھم من وتبناه وجعلھ من أبناء دمشق، تتلمذ أحمد لعمرأنواع العلوم، كان شاعرا مشھورا و كاتبا مترسلا، ومن مدرسي المدرسة الجقمقیة، و لما ورد المقري دمشق أنزلھ

أنظر . نفحفیھا، و ھو الذي اقترح علیھ التألیف كتاب نفح الطیب و بینھما مطارحات و مراسلات جاء بعضھا في ال .38: المقري، الرحلة

.168- 167: الرحلة المقري، -6

مدخـل

19

راء والإمامـةـمن خص بالإس هفي عمــاملفت أكذاك ما

.يـأسرار وفق وهو بالقصد وف والفقه والحديث والنحو وفي

كما جاءت الإجازات عامة في كل العلوم، و هي إذا اختصت فإنها في الغالب تكون

لشريف وضبط طرق في علم الرواية، إذ كان المقري حجة بالغة في حفظ الحديث ا

.روايته، التي اتصلت بعمه السعيد المقري من طرق عديدة

كان شديد الحرص على جمع المقريأن الشيخ أحمد ،يتضح لنا مما سبق ذكره

، مثلما ...سإجازاته للعلماء، وتدوينها في كتبه، ككتاب الرحلة، ونفح الطيب، وروضة الآ

.ء لهكان حريصا أيضا على جمع استجازات العلما

كما رأينا أن الإستجازات كانت ترد غالبا من فطاحل العلماء والأدباء كعلماء

الحرمين ودمشق ومصر ولذلك تميل هذه الإجازات لأن تكون نوعا من المراسلات الأدبية

.والودية، شأنها في ذلك شأن فنون الترسل الأخرى

ء المذكورين في صنع هذا كان يتبارى والعلما المقريهذا ما دفعنا إلى القول أن

الفن، ويحاول أن يظهر مقدرته الأدبية والشعرية على الخصوص من خلال النماذج

، بقدر حرصه والاسمالمنظومة، فهو في كثير من الأحيان لم يكن جادا في تدوين التاريخ

.على صناعة الإيقاع والصورة فيها

:المقريفـن الإجازة عند أحمد في:رابعا

شرف القيمة الفنية على الخطاب الإجازي، فعل يتطلب التزود بآليات إن إضفاء

نقدية صارمة تلج إلى عالمه في محاولة القبض على تلك المنبهات الجمالية في مستوياتها

اتها، وتنفلت من التقريرية ذتنزاح عن طبيعتها كي تنفرد ب المقريالكثيرة، فالإجازة عند

.ة الشعر والنثر الفنييننعمن الأدبية التي تقارب ص والمباشرة، فهي تحفل بقدر أوفر

في حركة "وقد باشرنا بالبحث عن بنية الإجازة، محاولين أن نرى إلى هذا الجمالي

العناصر من حيث هي عناصر مختلفة فيما بينها، ومن حيث أن هذه العناصر تنسج في

مدخـل

20

سقا متميزا ينهض بالبنية وقدرتها على توليد ن... حركتها أنساقا من العلاقات المتنوعة

، بحيث تشكلت في )1("ويصل إلى نموذجة النظام وإلى وضعه على مستواها الصافي

.هيكلها العام من مقدمة وعرض وخاتمة

وبين نظم ونثر فنيين ألفينا كل جزء من هذه العناصر المتراصة ينبني وفق علاقات

تشكيل المقدمة الطللية وكالمطالع متعددة ومختلفة، فقد انبنت المطالع بتشكيلات شعرية، ك

المدحية، أما باقي المطالع المنظومة والمنثورة فقد تهيكل في الغالب وفق اسم المجاز

والذي شكل الوتد الحامل لتلك الدلالات فيها والتي تكون كما يراها البنيويون موظفة باتجاه

.)2(إنتاج البنية

العلمية التي درج على كتابتها نخبة أما العرض فجاء مستوفيا لكل عناصر الإجازة

من العلماء، بحيث إن النص الإجازي انبنى في مجال علمي وثقافي هو نفسه، فتصدره

بناء تمهيدي يقوم المجيز من خلاله بذكر فضل العلم والعلماء أو يقوم بسرد وقائع تاريخية

.حول رحلاته ونشاطه العلمي

التقابل والحس الدرامي في الأثر ستجازي قائم على نوع مناويلي ذلك بناء

، إذ تشكلت هذه البنية في نسقها من تلاث بنى -مما بعث فينا إحساسا بالجمال -الإجازي

صغرى يتقدمها ذكر الطلب المقدم له من خلال مدح المستجيز أو وصف لاستجازته، ثم

ب القصور والعجز بالاعتذار عن تلبية الطلب بسب المقرييلي ذلك بنية الاعتذار يقوم فيها

.والهموم، لكن سرعان ما يجيبه بإجازته طالبا منه الدعاء

وبعد إذن المجيز لصاحب الطلب بالرواية عنه، تأتي البنية السندية متسلسلة في

، ويتخلل المقرينظامها تكشف عن دلالات تتعلق بذكر السند الذي تتصل به رواية أحمد

.ذلك مدح للعلماء الأجلاء

.112: یمنى العید في معرفة النص -1 .39: المرجع نفسھ: أنظر -2

مدخـل

21

الإجازة، ذكر للختم والتاريخ والبلد الذي فيه ذلك الإذن مع الصلاة على وفي خاتمة

.النبي صلى االله عليه وسلم

و بهذه الطريقة انتضمت الإجازة نظما ونثرا، حيث جعلها كاتبها تدور ضمن طقوس

جماعية تؤديها مواضعة ملازمة و مهيمنة ، جعلت للنص الاجازي خصائص بنائية أهمها

خط مستقيم، وتمر على ثلاث محطات تجسد حركتها هي المقدمة والعرض أنها تسير في

.و الخاتمة

وعند مغادرة الوصف الخارجي العام لتشكيل الخطاب الاجازي ، و البحث عن

وولعا بأغراض العناصر البانية له، الفينا لحمتها تتشكل من فيض من الشعور المتدفق،

.ية تقر بالإذنالشعر العربي القديم إلى جانب لحمة وظيف

و بعد حصرها من خلال فقد قامت مجموعة من التيمات بالتشظي في ذلك النسق

الإحصاء توسمنا في الإجازة حضور تيمة الإطراء، وتيمة الحنين، و الموضوعة

.الوظيفية

ولقد اكتسحت تيمة الإطراء لحمة الخطاب الإجازي و تشظت إلى مجموعة من

المجيز، : وجها إلى شخصيات أساسية في الخطاب هيالموتيفات لما كان الإطراء م

.العلماء، الرسول صلى االله عليه و سلم

إذ أن هذه العناصر تتشظى أيضا إلى مونيمات تربط بينها علاقة رحمية، فينا لكما أ

ذكر علو ورفعة الإطراء الموجه للشخصيات الثلاثة لا ينفك يخرج عن إطار

.للناس الممدوح، تفوقه و تفرده، هدايته

لصنع مشاهده، و اتخاذ اسم كل الإمكانات البلاغية كما انطلق هذا الإطراء مستثمرا

.تدور حوله دلالات تيمة الإطراءالمجاز محورا فنيا

مدخـل

22

الهيمنة الموضوعاتية التي بلغتها موضوعة الإطراء، و لم تبلغ موضوعة الحنين

: عناصرها المتشظية إلى و حضورلكننا لاحظنا تكرارها في مجموعة من الإجازات،

.الحنين إلى العلماء، الحواضر العلمية، الدروس و المناظرات

بفضل معجمها الوظيفي من أجل خدمة الغرض أما الموضوعة الوظيفية فقد ظهرت

.الأساس وهو الإذن في رواية العلوم

جاء وفي استخدامه للأساليب الأدبية التي ينبغي أن تنزه عنها المخاطبات الرسمية،

أسلوبه في إجازاته صورة عن أسلوبه في كتاباته بشكل عام، ومن هنا انبسطت في

ثناياها، مجموعة من الأساليب، أهمها أسلوب التداعي الذي شكل صوره المتناسلة لما

تموج به النفس في الداخل محاولا استحضارها في شكل من الاسترجاع، فتتولد عليه

ق ات السيـكما جاء التداعي في مستويات عديدة شمل ة صوره،الخواطر بغية صنع جمالي

، كما كشف النسق عن ، فتوسمنا في الإجازة تداعي التيمات و تداعي الأعلامو النسق

.تداعي التركيب و التداعي الصرفي

ة ودخلت إجازاته الفنية غزيرالدينية والموسوعية مادة المقريكما أمدت طبيعة ثقافة

،و مع ي في اقتباسه من القرآن ، وفي تناصاته مع الشعر العربيبحيث مرنت وعيه الخيال

وص ـتغذت جنينيا بدم غيرها من النص فالإجازةموروثه الأدبي الخاص من نظم و نثر،

من أخرىو تداخلت فيها مكونات أدبية و ثقافية متنوعة جاءت مرة من الخارج ومرة

. ارجينقسم التناص الداخلي و التناص الخاالداخل و لذلك

وألفينا أسلوب التقابل ينبسط في أكثر من موضع مشكلا دلالات التقابل التي تقوم

.بدور التناغم في الأثر الإجازي مما يبعث فيها ابتكارا فنيا

صانع الإجازة عرفا خطابيا كرس ورغبة منه في استمالة قلب الممدوح المجاز

طراء الذي ظهر بصورة مهيمنة وهو أسلوب المبالغة في الإعرف منذ زمن في كتابتها

قلب التراتبية العلمية مظاهر منها و قد اتخذ هذا الأسلوب على أسلوب الإجازة بشكل عام

مدخـل

23

بين مجيز و مجاز، التراص المفرداتي لدوال المدح، الاستخدام الكبير لصيغ المبالغة،

.القدرات البلاغية في وصف الممدوحاستعراض

جازات النثرية شأنها في ذلك شأن ة على ما سواها في الإالصناعة البديعيولقد غلبت

الطباق و الجناس، بحيث قمنا و من أهم هذه الألوان البديعية السجع، كل الفنون النثرية

.في صنع فنية الإجازات النثريةو تبيان دورها برصدها

ورا أما لغة الإجازة التي صنعت معجمها، فلغة حية، ناتجة عن التخيل الذي يلعب د

حاسما في إنتاج الفن الأدبي، وقد حاولنا حصر المعاجم راعينا في إحصائها ما تضمنته

معجم المدح، ومعجم الوصف، إلى جانب المعجم : الموضوعات من مفردات، فكان منها

...الوظيفي

إن الإجازة كفن، تشكل حتما وسيلة من وسائل التبليغ، وهي صورة مصغرة عن فن

بصفة عامة، إذ أن الشعر الذي نظمه والنثر الذي كتبه لا يرتفع إلى يالمقرالكتابة عند

مستوى أدب الكبار ولا ينزل إلى ما يسمى بأدب العلماء المعروف بالركاكة والجفاف

.ونضوب الإحساس

وبما أن صناعة الإجازة لم تكن معزولة عن منطلقاته العاطفية والشعورية، فقد

ه من الحياة وتأثره بالأدب العربي في نموذجه القديم، لكن شكلها انطلاقا من رؤيته وموقف

صانع فن الإجازة في الأدب الجزائري القديم لسبب تلك الظواهر المقرييبقى أحمد

.الجمالية والمتعددة في نصوصه الإجازية المتوفرة

.تمهيد -

.الهيكل العام للإجازة: أولا

.بناء المقدمة: ثانيا

.بناء العرض: ثالثا

.بناء الخاتمة: رابعا

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

24

:تمهيد

إذا كانت الإجازة العلمية، على اختلاف مانحيها ومتلقيها تشترك في تأدية

وظيفة واحدة هي وظيفة الإذن في رواية مختلف العلوم، فإنها تشترك أيضا في كثير

.من الخصائص البانية وتتشابه هياكلها من نواح عدة

لنفسها قالبا إذ تشكلت تشكلا نمطيا موحدا، وانتظمت في وحدات بانية فأوجدت

تنصهر فيه ويعد البحث عن هذا النظام بحث عن ظاهرة جمالية تفرد بها المقري في

هم ما يقوله من خلال كيفية تركيبه ...فأول شيء يقوم به العمل الفني"تشكيل إجازاته

.)1("وبنائه نفسه

آداة في ذلك من التحليل البنيوي ذإننا إذ نزمع الرحيل في ثنايا هذا الخطاب، نتخ

وتحليل مستوياته المتعددة في محاولة للقبض على العلائق التي ووسيلة لفك شفراته،

، بحيث نتناول وصف البنى المهيكلة، كما سنتناول بالتحليل العلاقات )2( تتحكم به

.اء الداخلية في تكوين خطاب الإجازةزالجوهرية والعلاقات الثانوية بين الأج

والقبض على التصميم الداخلي لها ةالإجاز معمار يتعلق الأمر إذن بالبحث عن

بعضها ببعض حسب مبدأ طمجموعة من العناصر والأجزاء التي يتراب"والمتكونة من

.)3( "مميز

هندسة النص الداخلية شعوريا وفكريا من "والمقصود بالبناء المعماري للإجازة

تشكل بمجملها بناءا اقات يحيـث تجلياتهـا فيما يتوزع إليه النص من مقاطع وس

، بحيث سيكون البحث عن هذا الشكل على المستوى السطحي أو اللساني )4("متماسكا

. دون الولوج في عملية التفسير، ولا الحفر عن البؤرة المطمورة بداخلها

كما ستتم دراسة بنية هذا الخطاب في إطار الخطاب الإجازي على العموم، مع

ارثة حينا من الدهر عند العلماء الجزائريين وغير العلم أن هذه البنية ظلت متو

.الجزائريين الذين منحوا الإجازات في المغرب والمشرق

. 295: صلاح فضل نظرية البنائية في النقد الأدبي -1البنيوية، (إلى المناهج النقدية الحديثة مدخل ر،معرفة الآخ، براهيم ، سعيد الغانمي ، عواد عليعبد االله ا -2

.39 ):التفكيكية، السيميائية .48: محمد مفتاح، التشابه والاختلاف نحو منهاجية شمولية -3 .167:عبد االله راجع، القصيدة المغربية المعاصرة، بنية الشهادة والاستشهاد -4

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

25

وعند تطبيق آليات هذا المنهج على الوحدات الدالة البانية للنظام الإجازي تتمثل

فيكون "الخطوة الأولى في تحديد الهيكل العام للإجازة العلمية ذات الطابع الأدبي،

، منطلقين من وصف البناء )1( "مل فيها تقريب المتآلفات ومقاربة المتنافراتالع

حسبما جرت به العادة في فيه إلى أصغر وحدة بانية متدرجين ، الكلي يالمعمار

.)2(التحليل البنيوي

: الهيكـل العام للإجازة: أولا

اب عن في محاولة لرسم صورة لهيكل الإجازة عند المقري، كشف لنا هذا الخط

تخذ توجود بناءات تشكيلية متكررة سمحت بتصنيفها إلى مجموعات أو عناصر، بحيث

.كل مجموعة محورا يتحكم في أبعادها الشكلية والدلالية

انصهر في قالبين بنائيين الأول - كما توضحه نصوصها –فموضوع الإجازة

رم والمتشكل من منظوم والثاني منثور، لكن حاول أن يبقى على نظامه الداخلي الصا

.المقدمة، العرض والخاتمة: ثلاث بنى أساسية هي

: الإجازات ذات القالب النظمي -1

تدخل ضمن هذه المجموعة كل الإجازات المنظومة وعددها المتوفر سبع عشرة

إجازة،وقد قسمناها حسب طبيعتها النظمية إلى نوعين، فمنها ماجاء شعرا و منها ما

.التعليمية جاء على شاكلة المنظومات

)3(:الإجازات الشعرية - أ

لم تحافظ هذه الإجازات على الشكل الإجازي الصارم، بل جاءت في الغالب

متحررة من القيود العلمية، واتخذت لنفسها بناءا شعريا هو أقرب إلى القصيدة العربية

.منه إلى الإجازة العلمية فقد نسجت على منوالها في نموذجها القديم

ظم المقري في هذا المجال، سبع قصائد وثلاث مقطعات نما ويتألف مجموع

:قصر، وتنتظم في أوزان وقوافي مختلفة كما هو موضح في الجدول التاليتطول أو ت

.20:عبد السلام المسدي، قضية البنيوية دراسة ونماذج -1 53- 29:ابي مدين التلمساني، الرؤيا والتشكيل:دراسة مختار حبار في كتاب: أنظر مثلا -2 .القصائد الإجازية: وقد وسمناها بمصطلح -3

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

26

القافية البحر أبياتها الإجازة الشعرية ين التونسيفإجازته لتاج العار

إجازته لمحمد بن يوسف التاملي المراكشي دين الرشيديإجازته لمحمد بن نور ال الاسمإجازته لرجل مجهول

إجازته لأحمد بن مسعود الرشيدي إجازته لأبي القاسم المسراتي

اسمه عبد المنعم دإجازته لزاه )مقطعة(إجازته لزين العابدين )مقطعة(إجازته لرجل مجهول

) مقطعة( الرشيدي إجازته للفقيه محمد بن نور الدين

43 22 12 09 08 08 07 06 04 03

الطويل الطويل البسيط الطويل الطويل الطويل الطويل الطويل الطويل الطويل

رائية فائية ميمية الواو تائية بائية

القاف نونية ميمية دالية

ت الشعرية تتراوح امن خلال هذا الإحصاء المقدم في الجدول نلاحظ أن الإجاز

.بين الطول والقصر، كما أن أغلبها ينظم في بحر الطويل

:المنظومات -ب

يبلغ عدد المنظومات سبع إجازات طوال يتراوح عدد أبياتها بين خمس

.وعشرين إلى واحد وثمانين بيتا كما هو موضح في الجدول

يجلو هذا الإحصاء عن طول المنظومات الإجازية، بحيث سمح هذا التشكيل

.الطويل عن وجود تصميم داخلي مكتمل اتسعت له المساحة الكبيرة للإجازة المنظومة

وقد ألفينا هذا التصميم المشكل من المقدمة، العرض والخاتمة يتكرر أيضا في

جل الإجازات النثرية لكنه يختفي في الإجازات الشعرية، ومن أجل ذلك اتخذناه كقاعدة

عدد الأبيات المنظومات إجازته لعبد الرحمن العمادي

إجازته لأحمد بن شاهين يسنإجازته ليحي المحا

إجازته للشيخ حنيف الدين القاري إجازته لعمر

إجازته لمحمد المحاسني إجازته لمحمد بن يوسف الكريمي

بيت 81 بيت 57 بيت 44 بيت 40 بيت 42 بيت 25 بيت 26

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

27

وتحديد المحاور التي يقوم ،ومعيارا نقيس عليه تواجد البنى المشكلة للخطاب الإجازي

.عليه تشكلها

:نثريةالإجازات ال -2

كل بنيويا مع المنظومات اأما الإجازات النثرية، فيبلغ عددها سبع إجازات تتش

صلى االله عليه و فيكتمل فيها التصميم الداخلي ابتداءا بالحمدلة والصلاة على النبي

.وصولا إلى الخاتمة سلم،

وملخص القول أن التنظيم في الإجازة، يظهر بأوضح ما يكون في انقسامه إلى

المقدمة، العرض : بنى كبرى وأساسية وهذه البنى كما ستوضحها الدراسة هيثلاث

.والخاتمة

وقبل أن نقوم بتحليل هذه الوحدات، قمنا برسم هيكل عام لتشكيل الإجازة عند

.1أحمد المقري كما هو موضح في الشكل

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

28

هكيل الإجازة - 1 –الشكل

الإجازة

نثرية نظمية

الحمدلة

الصلاة على النبي

البعدية

فضل العلم

الاستجازة

التردد

الإجازة

السند

الختم

التاريخ والبلد

الصلاة على النبي

العرض

الخاتمة

المقدمة

شعرية منظومات

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

29

:بنية المقدمة: ثانيا -

د به الكتاب والمدخل الذي يمه )1( "الطليعة الدالة على ما بعدها "المقدمة هي

.ويطلق عليه البعض اسم الافتتاحية والمطلع )2(لغرض معين

ولقد اهتم الشعراء والنقاد بمطالع الأعمال الأدبية وخصوصا المقدمات الشعرية،

أحسنوا معاشر الكتاب "ا يقولون التي رأوا فيها دليلا على براعة الشاعر وتفوقه، فكانو

. )3( "الإبتداءات فإنهن دلائل البيان

يد النفس تز "ومما ركزوا عليه أيضا طريقة تشكلها وعلاقتها بفعل التلقى لأنها

ون جا ونشاطا لتلقى ما بعدها وربما غطت بحسنها على كثير من التخبحسنها ابتها

.)4( "بعدها

مشكل من حركة الإحساس والتفكير داخل "جازة وإذا كان البناء المعماري للإ

مقدمات فإن المقدمة تتشكل أيضا من تلك الحركة، التي عملت على تحويل ال )5( "النص

الحمدلة والصلاة على النبي إلى شكل فني تتحكم في من مدخل تقرير رسمي موضوعه

.فةلعلائقه محاور مخت

:الأنماط البنائية للمقدمات في الإجازة -1

ك الأساسي لمجموع فة مثلت المحربنت مقدمات الإجازة وفق محاور مختلان

.المقدمات الشعرية أبنية

بنا الإشارة إلى أن هذه البنية وفي روقبل الشروع في تفكيك المحاور، تجد

صلى االله عليه الغالب تشكلت من عنصرين أساسين هما الحمدلة والصلاة على النبي

)6(:كقوله وسلم

له العلم منيفــــــا وأسند حنيفــاولى الهدى أحمد من أ

نورا أزاح غيهب الغوايــــة ذ بالروايـــــةـومنح الأخ

لحبيب ابن محمد ا: ، منهاج البلغاء وسراج الأدباء، ، تقديم وتحقيق)أبي الحسن(ي نحازم القرطاج -1

.309:الخوجة : .05عي سلامة، الرسالة الدبلوماسية في النثر الأندلسي بين مهمة التبليغ ومتطلبات الفن، مجلة الآداب، عيالرب -2 431: عن الصناعتين، 29يوسف حسن بكار، بناء القصيدة في النقد العربي القديم، -3 .309: حازم القرطاجي، المنهاج، -4 .167:جع، القصيدة المغربية المعاصرة، بنية الشهادة والاستشهادعبد االله را -5 24: الملحق -6

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

30

على الذي حاز السجايا طاهـرة وصلوات زاكيات زاهـــرة

وتعتبر هذه البنية أساسية غايتها التمهيد لطرح الغرض العام ألا وهو الإجازة،

هدفا من حيث تشكلها فنيا، ومن حيث خضوعها لعوامل ا أصبحتلكن سرعان م

.متعلقة بفعل الإجازة سنعود إليها لاحقا

وذلك بحسب القالب الذي أو بنى أنماط ةوقد قسمنا تشكيل المقدمات إلى ثلاث

:انتظمت فيه، والعناصر التي دخلت في تكوينها، وهي كالتالي

ها من مقدمات القصائد الشعرية التقليدية، نتخذ هذه البنى في الغالب شكل: 1النمط

.وظيفيةفجاءت مدحية أو

تتشكل من الحمدلة والصلاة على النبي، ويحكمها محور واحد هو اسم : 2النمط

.المجاز، إذ تنبني طليعة الإجازات ذات القالب النظمى وفقا لاسم المجاز

، وهي تشترك مع انيالنمط الأول والثتأتي هذه البنى أبسط تشكيلا من : 3النمط

.في تكييف شكل المقدمة وفق اسم المجازالمنظومات

:المنظومةوهذه مخططات تبيين الأنماط البنائية للبنى

الأنماط البنائیة للمقدمات في الإجازة: 2الشكل

المنظومات

القاري المحاسني

أالعمادي

المحاسني الشاهيني

حنيف الدين

نثرية

أحمد ابن أحمد ابن القاضي القاضي

العمادي

المراكشيأ نوح

خطيب الحرم

صلاة على النبي صلى االله عليه وسلم+ حمدلة

شعرية

مدح

مدح

مدح

مدح مدح

وصف

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

31

:تشكيل المقدمات الشعرية -2

د بدا لنا من خلال ، وقالنمط الأوليقوم العرض الحالي على وصف مجموعة

القراءة، أن الأشكال العشرة لهذه المطالع تتضمن في الغالب موضوعات شعرية، كما

صلى االله عليه تتضمن المقطعات الشعرية إجازات عدا الحمدلة والصلاة على النبي

: إذ تتحدد هوية المقدمات كبنية محصورة في حدود ما تحمله من دلالة تتعلق بـ, وسلم

.ستجازة الموجهة له والمتضمنة أيضا المدحلإز ردا على امدح المجا - أ

التقرير بالإذن ووصف الإجازة المقدمة - ب

.يمدح يسبقه تشكيل طلل -ج

ستجازة المقدمة، إذ از، تتشكل الافتتاحية وفق مطلع الإففيما يتعلق بمدح المج -أ

.تركيبا وإيقاعاو تعتبر هذه الأخيرة عاملا هاما في انبنائها دلالة

ستجازة الشيخ بن يوسف التاملي إللتدليل على ذلك نورد هذا المقطع من مطلع و

)1()الطويل: (المراكشي للمقري والتي يقول فيها

وباسط كف البذل من بعدما ما كفا فن العلم من بعدما أغفىأموقظ ج

ومجري معين العلم من بعد ما جفا ومحي رسوم الأكرمين التي عفت

شماريخ العلى لا يعلى كنهها وصفا ام رست للحفظ في رحب صدرهإم

: )2()الطويل: (يجيبه المجيز مادحا أيضا

عين الود والأخلص الأصفى وإنسان جدا أعيت محاسنه الوصفاأيا ما

وساحب أذيال الكمال على الأكفـا ومشكاة أنواع القـراءات والأدا

مآثره في أذن مغربنا شنــــفا ئل من غدتات الفضاوحائز أشت

فرزدق فقد خضع هذا التذكرنا هذه المطابقة الهيكلية، بنقائض جرير و

، )المدح(فتشاكل معه دلالة ،التركيب الشعري إلى مطلع سابق له وخارج عنه

).الفاء(، قافية )بحر الطويل(، وإيقاعا )كابتدائه بالنداء(تركيبا

.192: المقري، الرحلة -1 .193-192: المصدر نفسهالمقري، -2

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

32

الإجازة المقدمة، فنمثل له بالإقرار بالإذن من خلال وصفا ما تعلق أم -ب

:)1(بمطلع إجازته لأحمد بن مسعود الرشيدي في قوله

ر نافثــلقد رق نظم راق بالسح أما وعلوم أنتجتها المباحــث

ئثسريعا إلى العليا وفي الناس را لعالم أهل العصر أحمد من غدا

تبعه المجيز بمدح أطلع يصف كتاب الإجازة المقدم بأنه نظم ساحر، ثم جاء هذا الم

.الرجل بكل أوصاف الكمال

:)2(وفي نفس الإطار يقول أيضا

وثغره عن علوم الشرع مبتسم هذا الكتاب به الأسلاك تنتظـم

ة الفهـمـله الأوحد الدراكخلا تفيه أجزت الرشيدي الذي بهر

تجسيده في محاولالال هذا المطلع أيضا يصف المقري كتاب الإجازة فمن خ

.صورة رجل مبتسم، ثم يستطرد كعادته كل أوصاف الكمال مادحا مستجيزه

ي، فيقوم المجيز بهدم للبنية الأصلية يأتي هذا المدح مسبوقا بتشكيل طللوقد -ج

سر لنظامها، ليحل محله وك) صلى االله عليه وسلم الحمد والصلاة على النبي(للمطالع

بالعمل على بناء لا يمت بصلة إلى الإجازة، وسيكون العمل على هذه الدلالات أشبه

.تشكيل مطلع شعري قديم

:)3(يقول المقري لتاج العارفين التونسي، ردا على استجازته

وق في كبد في جمراشالأضاء فأذكى ق شمت من جانب الخضراأرقت لبر

تثير جوى المشتاق للمعهد الذكـرى قديم وطالمــــاوأذكرني العهد ال

متيمهم هيمان لم يملك الصبـــرا ولم أنس عهد الضاعنين وغـادروا

ترفق بها باالله لا تكثر الزجـــرا فيا زاجر الأظعان وهي ضرامــر

وبلغ سلام الهائم المغرم المغــري وحي عريب الحي خير تحيــــة

العين أجروه دموعا غدت حمــرا ن العقيق فإنهم مــنولا تنس سكا

المنحنى من أضلعي جرة أخــرى فها باطني حل الغضا منه جيرة وفي

69- 68: المصدر نفسه -1 .152: المصدر نفسه -2 153: الرحلة , المقري -3

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

33

وبان من الأحباب قد ألف القفــرا لك االله من صب تعبده الهــــوى

تنادوا فأبدى الوهم شخصهم فكـرا لان الوداد وجيــــرةخرعى االله

وللدهر أشجان تعاقبها ســــرا شعرى والأماني كثيـــرةفيا ليت

فاقضي بحق الخليل بها نــــذرا هل الزمن الماضي بتونس راجــع

إن أولى الملاحظات التي يمكن أن نسوقها حول هذا الشكل البنائي، أنه يحتل

.زةمساحة كبيرة من الإجازة لدرجة تمكننا من اعتباره قصيدة داخل إجا

أما الملاحظـة الثانية، في أن هذه المقدمة تشترك مع القصائد القديمة في

سجت على نفقد )1( "تشتمل على عناصر مترابطة من عناصر قصيدة الأطلال "هاـكون

. منوالها بنيويا ومضمونيا

ونقصد بالعناصر المترابطة مجموعة البنى الصغرى التي تشكل البنية الكلية،

ذلك لأن النص بنية شمولية لبنى "الانتقال من وحدة إلى أخرى، ه ب وفق تدرج يتم

بيات إلى النص، ثم إلى النصوص داخلية من الحرف إلى الكلمة إلى الجملة إلى الأ

فهذه المقدمة تشتمل على مجموعة من البنى الصغرى تضافرت من أجل )2( "الأخرى

.صنع التشكيل الطللي

، ثم مخاطبة الركب )أرقت، أذكرني(فراق الأحبة فهي تبتدئ بالبكاء والتوجع ل

، ثم تجيء البنية الغزلية تالية ومكملة لسياق هذا ...)يا زاجر الأطعان(واستعطافه

).لك االله من صب تعبده هوى(التشكيل في قوله

نوع من انحراف القول باتجاه "البنى، هذه بق ذكره، يمكننا القول أنومما س

باتجاه شعري، ففي هذه المطالع هدم للبنية الأصلية وكسر ، أي)3("بنية متحررة

فقد سقط عنصر الحمدلة والصلاة على النبي ليحل محله مطلع مدحي تعلق ،لنظامها

.بمدح المجاز مباشرة ردا على استجازة، أو وصفا للإجازة المقدمة إليه

ملائما ستفتاح بالشعر لم يكن ليتوقف عند هذا الحد، بل أصبح إطارالكن الإ

ته ومهاراته الفنية وذلك كأن يسم مطلعه بتشكيل ابحيث نجد المجيز يظهر فيه قدر

. 62:لبنيوي لقصيدة الأطلال في الشعر الجاهليحسن الدين عز الدين، الكلمات والأشياء، التحليل ا -1 .92: فير، من البنيوية إلى التشريحيةكعبد االله محمد الغذامي، الخطيئة والت -2 .88: يمنى العيد، في معرفة النص -3

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

34

طللي، ثم سرعان ما تستعيد العلاقات توازنها عندما تخرج من إطار المقدمة إلى

.العرض

:المنظومة تشكيل المقدمات -3

غير أن تنبني استراتيجية هذه البنى ويتوحد نظامها من أجل خدمة دلالة المدح،

أنها تتشكل في الأساس من نسقين رئيسيين هو الفرق بينها وبين الإجازات الشعرية

على النبي كما هو موضح في مطلع إجازته لأولاد عبد )1(الحمدلة والصلاة: هما

)2(.الرحمن العمادي

د بالإسنـــادأحمد من شي بيت العلوم السامي العمـــاد

بالروايـةمن خصص وعم وايــةبنورها النافي دجى الغ

بجوهر الإجازة الغالي الثمــن وزان صدر النبها كل زمـن

من الحديث ما به شرفــــا نحمده سبحانه وأن عرفــا

لمن أتيح القصد من صلاتــه ونسأل المزيد من صلاتــه

لنا برغم جاحد مفنــــــد ملجأ المعصوم أعلى سنــد

آثاره عن صحة وما غـــوى وصحبه ومـن روىمع آله

:وبعد

وعلى هذا المنوال، يلتزم المجيز قالبا لغويا على امتداد مقدماته المنظومة مشكلا

ر من ـل الصلاة على النبي مساحة أكبـبنيته من النسقين المذكورين، وقد تشغ

.كر الصلاة عليهالحمدلة، بسبب انسياب صفات الرسول عليه الصلاة والسلام بعد ذ

، فقد ألفيناها تتماثل بنيويا، وتجيء )الأبيات(أما على مستوى الوحدات الصغيرة

في شكل وحدات قصيرة متقابلة ومتعادلة مسافة وإيقاعا شأنها في ذلك شأن المنظومات

.التعليمية

ومع ذلك فإن قراءة كل شكل على حده، يوضح لنا أن المجيز قد عبأ كل مواهبه

.ة في رسم صورة المجاز وذلك من خلال مدحه عبر نسق الحمدلةالفني

.تقول صلاة على النبي، ولا نقول تصلية لأنها صيغة منهى عنها في لسان العرب -1 .164: المقري، الرحلة -2

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

35

كشف عن تإذ أن عقد مقاربة بين هذه البنى المكونة للمطالع المنظومة،

تحويرات في عملية تشكلها انطلاقا من اتخاذ اسم المجاز محورا دلاليا وأسلوبيا

.لانبنائها

)1(:ليترد الحمدلة كالتا ي،يحي المحاسن: فإذا كان المجاز

ن بالمحاسـنأحمد من زي دمشق ذات الماء غير الآســـن

بأفقها السامي مدى الأحيــــان وأطلع النجوم من أعيـان

من الصفا ثغورها بواســـــم فكل أيامهم مواســــم

) المحاسن(تتعلق بـ ةصنع دلال ىإن نقل اسم المحاسني إلى المطلع، استدع

ورية، فللاسم داخل السياق الت، دلالة وإيقاعا انطلاقا من تهونسج المجيز خيوط بني

:دلالتين

.تدل على الرجل المجاز ← 1المحاسن

الزينة التي زينت سماء دمشق ← 2المحاسن

العلماء ← 3المحاسن

.أما خارج السياق، فإنه يدل على العالم المجاز

ل المبتكر في صنع وفي نفس الإطار، نورد مثالا آخر، من أجل تبيان التشكي

.)2(مطالعه المنظومة حيث يرد الحمد مقرونا بالمدح

بيت العلوم السامي العمــــاد أحمد من شيد بالإسنــاد

الغوايـــة دجىبنورها النافي وعم من خصص بالرواية

تستبين دلالة هذا المطلع من خلال رسم صورة البيت المشيد بالعماد، ويقصد

، أما الأعمدة التي شيدت به، فهم أبناء عبد الرحمن )لم الإسنادع: (بهذا البيت

.ن بالإجازةالمقصودي )3(العمادي

.163:المصدر السابق -1 .167- 164: المقري، الرحلة -2وهو أكبرهم، وشهاب ) هـ 1068-1004(عماد الدين مفتي الحنفية : أبناء عبد الرحمان العمادي الثلاثة هم -3

، أصغرهم )هـ 1078-1012(، وأوسطهم ابراهيم الاديب، بمشهور )هـ 1078-1007(الدين الفاضل الشاعر ص: أنظر المقري، الرحلة وأحبهم إلى أبيه،

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

36

) العمادي(ستعارية، لم تكن لتتشكل لولا أن اسم المجاز كان لإفهذه الصورة ا

:والذي اتخذ

معنى العماد الذي يرفع به البيت .1

.معنى النسب الرفيع والشرف العظيم .2

أشكال مطالع المنظومات جاز يشكل خيطا هاما في انبناء وهكذا فإن اسم الم

ومن أجل تبيان هذا الشكل، نورد مخططا توضيحيا حول هذا التشكيل البنيوي الذي

.اسم المجاز: يتحكم في أبعاده الهندسية والدلالية

الإجازات التي على شاكلة مطالععلاقة اسم المجاز بانبناء : 3المخطط المنظومات التعليمية

من خلال هذا المخطط نلاحظ كيف يعمل المجيز على توليد الدلالات والصور

.هذا الشكلفي إطار واحد على مستوى

كما تكشفها مفاصلها، كشف لنا عن قانون مشترك بينها، إن تفحص هذه البنى،

ا سبق ذكره علاقة وآلية بنيوية موحدة تحكمها، وهي انبنائها وفق اسم المجاز فهناك كم

كما تنبني هذه المطالع في لإجازة المنظومة وبين اسم المجاز، عضوية بين مطلع ا

.الأساس من عناصر الحمد والصلاة على النبي

الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين الحمد

محمد المحاسني القاري حنيف الدين المحاسني العمادي

أحمد من شيد بالاسناد بيت العلوم السامي العماد

أحمد من زين بالمحاسن دمشق ذات الماء عبر الآس

أحمد من أولى الهدى حنيفا وأسند العلم له مسبقا

د من زين بالآثارأحم جيدا من الراوي البنية القاري

أحمد من أطلع من محاسن دمشق ما أربي على

المحاسن

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

37

:تشكيل المقدمات النثرية -4

يقوم الاستهلال في هذه المطالع على فواتح تنهض على جاهزية الوصف شأنها

بنية تقليدية أخذت من "طب الدينية فقد جاءت بنيتها في ذلك شأن فواتح الرسائل والخ

وفق أنساق اعتمدت ألفاظا بسيطة سهلة غير مستعصية ...خصائص النص القديم الفنية

. )1( "على الفهم

:)2(إذ يقول المقري في افتتاحية إجازته النثرية لمحمود بن أحمد العمادي الخليلي

اده بمزيد من التبجيل، والصلاة الحمد الله الذي أجاز من احتضنه من عب "

والإنجيل، والرضى عن آله ةوراتوالسلام على سيدنا محمد الموصوف في القرآن وال

." ...وأصحابه وخيار أمته المشهورة بالغرة والتحجيل، وبعد

إن هذه المتتاليات المسجوعة تتوالى لتؤكد حركة البنية في تواز تركيبها، وتبقى

، مع مدح المجاز في )ص(ل محور الحمدلة والصلاة على النبي تدور حو النثرية البنى

بعضها، والذي يشكل اسمه محورا دلاليا يقوم عليه التشكيل كمقدمة إجازته لرجل اسمه

.)3(نوح

غ طالب الحديث الذي جعل سفينة الرواية لنوح الهداية نجاة، وبلهللالحمد "

سلام على ذي الخلق الحسن العظيم في القديم والحديث ما أمله ورجاه والصلاة وال

المرسل المرفوع قدره على كل ذي قدر وجاه، والرضى على آله وأصحابه الذين

كانوا ملجأ المنكر والمشهور والخاصة والجمهور، والقوي والضعيف ذي البضاعة

. "إلخ...المزجاه، وبعد

كلة للمقدمات وفي تحديدنا لتشكيل هذه البنى حاولنا وصف البنى التركيبية المش

.من أجل ثبيان مواطن التشاكل والتوازي بينها النثرية

, مجلة تصدرها كلية الآداب بجامعة وهران تحريشي محمد، بنية النص التراثي في أج القديم ، مجلة آداب، -1

.85: 04:ع السانيا .71:يجتمع في هذه الإجازة النظم بالنثر، لكننا قمنا بتصفيتها ضمن الإجازات النثرية ،أنظر المقري الرحلة -2 .121: سهالمصدر نف -3

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

38

إذ تمثل هذه البنية نموذج تركيبي موحد على الرغم من تركيبها من ثلاث

متتاليات تقضي كل واحدة إلى الأخرى وفق علاقة الاقتضاء، لكنها تتشاكل في الغالب

.4الأعم كما هو موضح في الشكل

↓

تقتضى

↓

تقتضى

حمدلةال

→

اسم موصول

الفعل والفاعل

المفعول بهجار

ومجرور

الصلاة على النبي الرضى

على صحابته

النثرية لعاللمط يذج التركيبالنمو: 4الشكل

يتجسد في نوعين، الأول يبتدئ بالحمد الله، في : النموذج التركيبي للحمدلة

وتمثله كل من(صول والفعل و الجار والمجرور صيغتها المنتهي عنها زائد الاسم المو

).دي، خطيب الحرم، المراكشي، نوحاإجازاته لأحمد ابن القاضي، ابن القاضي، العم

جيلبالتب عباده أجاز الذي الحمد الله العمادي الخليلي في سماء الرواية شهابا أطلع الذي الحمد الله أحمد ابن القاضي الحلل الصافية العلماء كسا لذيا الحمد الله أحمد ابن القاضي

لنوح سفينة الرواية جعل الذي الحمد الله نوح

: والثاني ، الصيغ الذي يبتدئ ب أحمد

بالرواية صدور قوم زين من أحمد ابن القاضي بجوهر الرواية تاج الدين زين من أحمد خطيب الحرم

بالرواية قوما أيد من أحمد يالسوسي المراكش

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

39

في عرض النماذج، لأنها تتشابه وتتطابق بنيويا نود أن نشير إلى حتى لا نطيل

أن هذه المقدمات على الرغم من بساطة تركيبها إلا أنها تملك تماسكا قويا، حققه

تتابع الملفوظات تكاد تستميز بالخصائص الإيقاعية بالانسجام في النظام التركيبي "

ا يقرب أجزاءها من بعضها يبحيث إن كل تشكيلة تتخذ لها نظاما تركي...نفسها

.)1("البعض

:تشكل الصلاة على النبي منتية، إذ يرة، تسير النماذج المتبقتوبنفس الو

به قبابا رفع الذي الصلاة والسلام على ابن القاضي

.جار ومجرور+ مفعول به + وشكل الرضى من اسم موصول فعل فاعل

للتحديد اانتصبو الذين الرضى عن آله وعترته خطيب الحرم

في بناها النثرية هي التي تطبع المطالع تشابهةالمالمقاطع الصوتية إن هذه

، كما أن عناصرها متشاكلة بنيويا، و تشترك مع المنظومات في كونها تتكون التركيبية

.من نسقي الحمدلة و الصلاة على النبي صلى االله عليه و سلم

ت المنظومة و المنثورة، و بعد عرض هيكلي خلال تحديد الأنماط البنائية للمقدما من

:لمكوناتها البنائية تحصلنا على النتائج الآتية

.أن هذه المطالع تنقسم حسب تشكيلها إلى مطالع منظومة و أخرى منثورة -1

أن المطالع المنظومة بما فيها الشعرية، تنبني وفق مطالع الشعر العربي القديم، -2

مطالع ل، أما باقي اليةشاكلة المقدمة الطلة التونسي على كانبناء هيكل إجاز

.الشعرية فجاءت أغلبها مدحية

أن مطالع الإجازات التي على شاكلة المنظومات التعليمية انبنت وفق اسم -3

.ل محور بنيويا شكل هويتهاثالمجاز الذي م

.70: عبد الملك مرتاض ، دراسة لقصيدة أين ليلاي -1

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

40

لات المنثورة على شاكلة استهلالات الخطب الدينية و الرسائل جاءت الإستهلا -4

). ص(بنت من نسقي الحمدلة و الصلاة على النبي عموما، وان

بنية العرض: ثالثا

حيزا واسعا وكبيرا في جسد الخطاب الإجازي يتلاءم وهدف يحتل هذا التشكيل،

.دلالته الوظيفية ألا وهي الإجازة بمعنى الإذن في رواية مختلف العلوم كما رأينا سابقا

بلغ مداه في الطول في الإجازات كون مبالغين إذا قلنا أن العرض قدوقد لا ن

.ن بيتا شعريا في القصائدوعشري ليصل إلى اثنين وأربعين بيتا في المنظومات، وست

ونتيجة لهذا الطول الذي يحفل به العرض، ألفيناه يستوفي أغلب العناصر البانية

)1( ،"يحفل بقدر أوفر من التشكيل الذي يقارب الحكي الشعري "لهيكلها، كما ألفيناه

. وخصوصا في بنائه التمهيدي

أن الانتقال من المقدمة إلى إلى وقبل وصف هذا التشكيل تجدر بنا الإشارة

أما بعد، ولا يخفى عنا أن هذه ةبعبارهو عادة يتم العرض الذي هو موضوع الإجازة

لة كما تستخدم في الخطب الدينية للدلا )2(العبارة تستعمل في فن الرسائل بشتى أنواعها

.على الانتقال، ولم يتغير هذا التقليد أيضا في فن الإجازات

يعتمد العرض في تشكيله نوعا من الآلية :الهيكل العام المشكل لبنية العرض -1

البنيوية، إذ يسير نحو تنظيم عناصره وفق تراتبية منطقية تبتدئ بالتمهيد وذكر

اء في العرض يتشكل ، و كل بنالطلب وتنتهي بالإجازة مع ذكر التاريخ والبلد

وسيتم التفصيل ,من مجموعة من الأبنية الصغرى التي تتراص لصنع العرض

يتم فيه بحيث ،تمهيديبناء : في ذلك عند ذكر هذه الأجزاء، و هي كالتالي

بنية ذكر : التمهيد للدخول إلى الغرض الأساسي وقد ألفيناه يتشكل من بنيتين

يتخذ في تشكيله والذي، ستجازيإبناء و، فضل العلم والعلماء، وبنية الحكي

طبيعة الحكي، إذ يقوم المجيز بذكر ملابسات الطلب المقدم إليه ، ثم يتردد

إجازيوبناء ،ترددا تقليديا في الإجابة عن ذلك الطلب، وفي الأخير يجيزه

.، رسالة دكتوراه، جامعة وهران09: تداخل الأنواع الادبية: أسطنبول الناصر -1، مجلة 91: الربيعي بن سلامة، الرسالة الدبلوماسية في النثر الأندلسي بين مهمة التبليغ ومتطلبات الفن: أنظر -2

.، جامعة قسنطينة2000-1421، 05: الآداب

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

41

السند المتصل بالرواية، وتحديد ب مذكراصاحب الطلب، لالمقري فيه يأذن

.لتي كتبت فيهالتاريخ والبلد ا

هيكلية هذه البنيةو هذا مخطط توضيحي يبين

بنية العرضمخطط توضيحي حول هيكل : 5الشكل

وهو كما يبدو من خلال التسمية، شكل يتم فيه التمهيد للغرض :البناء التمهيدي - أ

الأساسي، والواقع أنه ما يظل واضحا لدينا هو اشتراك الإجازات المنظومة والنثرية

)1(.في توظيفه بينما يختفي في الإجازات الشعرية

وعلى العموم فإن الخصائص التي تطالعنا بها هذه التشكيلات يستوفي فيها

.)2(يا بذلك صناع هذا الفن من قدماء ومعاصرين، مجاريدا وعرفا إجازياالمجيز تقل

وهذا البناء في دلالته تقريري واصف لعلوم جليلة تتم الإجازة في إطارها، وفي

)3(:الغالب يكون العلم الموصوف هو علم الرواية

وليس من يدري كمن لا يدري فالعلم عظيم القـــــدر

منوطة بعلم مجــــــدي مجــدولم تزل همة أهل ال

لا له وريفــــــهظلأن الشريفــة ومنه علم السنة

لم يك عن صوب الهدى بمائل فمن درى الأخبار والشمائل

وصف هذه البنية خاصة بالإجازات المنظومة والنثرية معا، دون التفرقة بينهما -1 .تواجدت هذه البنية في جل الإجازات التي اطلعنا علينا، من العلماء الجزائريين والمشارقة -2 .165: المقري، الرحلة -3

بنية العرض

ستجازيإبناء بناء تمهيدي

بناء إجازي

بنية ذكر فضل العلم

بنية الحكي

بنية ذكر الطلب

بنية التردد

بنية القبول

الإجازة

السند

التاريخ والسنة

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

42

إننا نلاحظ أن المجيز قام بتعداد فضائل علم الحديث الشريف، ويتكرر ذلك في

.جل إجازاته

دلالة حكائية يقوم المجيز من خلالها بسرد كما يجلو البناء التمهيدي أيضا، عن

)1(:وقائع حول حياته العلمية

ميميا بدار اهتداء مشرقــا وإنني لما انتحيت المشرقـا

بعد بلوغ أشرف الديـــار ألقيت في مصر عصا التسيار

امـحتشإب مسكن من يزدان ذا جئت دمشق الشـام وبعد

قلبي وعيني إذا بلغت مأمـلا فشاهدت عيناي فيها ما ملأ

بنية فضل العلم : وتأسيسا على ما سبق ذكره، أمكننا تقسيم البنية التمهيدية إلى

.والعلماء وبنية الحكي

ينهض هذا البناء على تدرج بنائي في تشكيله، إذ يقوم :بنية فضل العلم والعلماء

ة الشريفة أو علم أصول المجيز بذكر فضل كل العلوم الجليلة، ثم ينتقى منها علم السن

ص، ومن الكل وبهذا العمل يكون قد انتقل من العام، إلى الخا. الدين، ويفصل في فوائده

:وبعد: )2(اهينيإلى الجزء كقوله للش

ـل وارفـمن أمها يأوي لظــ ــــوارففالعلوم والعــ

لأنها أفنانها تنوعـــــــت وروضة أزهارها تضوعــت

إذ ذاك أمر ماله سبيــــــل ا نبيــــلوليس يحتاط به

هدى وخيرا جل عن تبييــــن وإن في علم أصول الديــن

سواه فــــــرعبه وكل ما أصل يعم النفـــــع لأنه

تقي منها علمففي هذا المقطع، يذكر المقري فضل كل العلوم والعوارف، ثم ين

.أصول الدين الذي يراه أصل يعم النفع

بذكر فضل العلماء الذين وعلى وتيرة واحدة، في النظم أو النثر، يسير المجيز

:ر العالم المقصود بالإجازة كقوله نثراسعوا لأخذ هذا العلم، ثم يتخصص في ذك

.165: الرحلة, المقري -1 169- 167: المصدر نفسه - 2

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

43

فالعلم كما لا يخفى أشرف ما يعني به من وفى لا سيما علم الحديث النامي "

تعنى به من أهل هذي الملة إلى زماننا نسبته لسيد الأنام، ولم يزل في كل عصر جلة

الذي قد ظهرت أمور أدنفت وأسهرت، وكان من أعظم حبر طلعا بدرا بأفق مكة قد

.)1( " تاج الدين...سطعا، العالم الفرد

من خلال هذا المقطع النثري يتجلى لنا انتقاله من ذكر كل العلماء إلى ذكر و

مخطط توضيحي يقدم لنا الطريقة التي حاك بالإجازة، وقد حاولنا رسمالعالم المقصود

:النظمي والنثري في بنية ذكر فضل العلم والعلماء المقري نسيج خطابه بها

الكل ل كل العلوم والعوارففض

الجزء ة الشريفة أو أصول الدينفضل علم السن

الكل لأخذه اماء الذين سعولفضل كل الع

الجزء زةفضل العالم المقصود بالإجا

هيكلية بنية فضل العلم والعلماء-6

هذه هي مميزات ذكر فضل العلم والعلماء، أما البنية الموالية لها فهي بنية .الحكي

يقوم المجيز من خلال هذا البناء بسرد وقائع تدور في الغالب حول :بنية الحكي

يف والتدريس، وخير رحلاته العلمية إلى بلاد المشرق مع ذكر لنشاطه العلمي، كالتأل

)2(:مثال على ذلك ما ورد في إجازته أولاد عبد الرحمن العمادي في قوله

.176: الرحلة ,المقري -1 .153- 152: المقري، الرحلة -2

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

44

ـــــاميميا بدرا اهتداء مشر يت المشرقـا وإنني لما أنتح

ــــاربعد بلوغ أشرف الديــ ألقيت في مصر عصا التسيار

ــــامباحتشـ نيزدامسكن من وبعد ذا جئت دمشق الشــام

قلبي وعيني إذ بلغت مأمـــــلا فشاهدت عيناي فيها ما مـلأ

ــارـالأثواب بالأزهــ ةفضفاض نهــــارمدينة فياضة الأ

تعبيــــرن ـل عـها يجـومدح أرجاؤه زاكية العبيــــر

ــــزدانمع أن مثلي منهم يـ وجل أهلها عن حبي دنــوا

ــــهيره دليلـــعقدا غذا تقص فلاحظوا بالأعين الكليـــة

ــاهـفضل لهم مولى العطا ارتض ما اقتضــاهوقابلوا عيبي ب

فمن خلال هذا المقطع الذي يشغل مساحة كبيرة في بنية التمهيد، يتجلى لنا

المشرق وطوافه بوضوح سرد المقري لوقائع في حياته العلمية، تمثلت في رحلته إلى

بأهم الحواضر العلمية من مصر، والحرمين الشريفين، وصولا إلى دمشق التي ينساب

عندها وصف المقري لطبيعتها، وذكر لحب أهلها له، فالإخبار هنا تعلق بالشخصية

.المجيزة

أما الإخبار في الإجازات النثرية فقد تعلق بالشخصية المجازة أكثر من

ان في الغالب ممزوجا بالمدح والوصف، كما جاء تاليا لبنية الشخصية المجيزة، وك

:)1(الاستجازة، وفي هذا الشأن قال المقري في إجازته لابن القاضي

حضر ما أمليته بفاس في الفقه والحديث والكلام، وغيرها من جملة أعلام، "

ة حيث الزمان ثغره بسام والتخويف لا يسام، والشمل مجموع، وأطيار الهنا صادح

.)2("والعيش وضاح السنى، سقى الإله نافع السحاب، معاهد الإخوان والصحاب

يصف لنا المجيز من خلال هذا المقطع الأحوال في بلاد المغرب، مشيرا إلى

الأمن والاستقرار هناك، من خلال هذا العرض، يتجلى لنا بوضوح اعتماد هذه البنية

وسرد وقائع )3("على شكل إخبار...قدم الحكي بصورة موضوعية "توجها حكائيا

.77: المصدر نفسه - 1 .77إجازته لابن القاضي، -2 .189:إبراهيم الخطيب: ، نظرية المنهج الشكلي، نصوص الشكلانيين الروس، ترتوماشفسكي -3

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

45

تعلقت مرة بالشخصية المجازة، ومرة أخرى بالشخصية المجيزة مع اعتماد الوصف

. والمدح

: البناء الاستجازي - ب

في الإجازة لتشغل حيزا كبيرا منها يشمل البنية يتتنامى بنية الحكي التقرير

ن لفارق بنائي يتم تنميط الموالية موضوع الدراسة، إذ يمكن عدها تمهيدية أيضا، لك

استقلالا "هذا الشكل بوصفه بنية مغايرة لبنية الحكي في التمهيد، لأننا ألفينا فيه

.)1("شكليا ودلاليا، تتماسك فيه الوحدات بحكم تواليها وبحكم ترابطها الداخلي

بشكل أساسي، " الاستجازة"كما تدور دلالات هذا التشكيل حول مركز واحد هو

ها الطلب الذي خطه المجاز، بل نقصد البنية التي ذكر فيها المجيز هذا ولا نقصد ب

)2(: الطلب، بوصفها بنية مكونة للعرض، إذ يقول المقري شعرا

تعطرت الأرجاء من نشره عرفــا بعثتم بطرس بل بزهر مــؤرج

من عزه الملبس الأضــــــفى وأملتم أعلى الإله وألبسكــــم

ألم تعلموا أن السلامة في الأعــفا ع الجهول إجـازةمن القاصر البا

أجيز ولكن الحقائق قد تخــــفى ولست بأهل أن أجاز كيــف أن

فآونة تبدو وآونة تظــــــفى وأضواء فكري غيرتها حــوادث

لما سطرت يمناي في مثل ذا حرفـا ولولا رجائي منكم صالح الـدعاء

لعل إلهي يقبل العدل والصرفـــا تكـــمولكن بحكم كاضطرار أجب

ستجازي انطلاقا من النص الوارد أعلاه بوصفه مكونا تتضح هوية هذا التشكيل الإ

:من ثلاثة أنساق متالية

الطرس، (حيث يقوم المجيز بوصف هذا الطلب بكل أوصاف الكمال :ذكر الطلب

....)الزهر المؤرج

.تفوق المستجيز أمام المجيز ةصور، وبحجيكون التردد بحجة الجهل والق :التردد

.يأتي القبول بالإجازة، لسبب يرجوه المجيز، هو الدعاء له بكل أسباب الخير :القبول

.173: يمنى العيد، في معرفة النص الأدبي -1 .143- 142: المقري، الرحلة -2

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

46

(+)تناقص ) - (

ة، إلا أن ما يحكم وعلى الرغم من تشكل هذه البنية من ثلاثة أنساق متلازم

باتجاه إيجابي الأولى تسير باتجاه سلبي والثانية ،نعلائقها حركتان متقابلتان ومتضادتا

:كما هو موضح في الشكل التالي

فهذه البنية تبدأ بوحدات من القول تسير في اتجاه عجز المجيز وقصوره وعدم

:استطاعته لتلبية الطلب كقوله من الشعر

)1(ومثلي على جهل وعي قد انطوى سألت رعاك االله مني إجــــازة

)2(وفكري ليس في العلم بالراقــي ولست أهلا بأن أجاز فكيف أن أجيز

: )3(وقوله من المنظومات

إجازة فيما رواه عنـــــــي الظـــن حسنورام من مثلي ب

بالنقي والاثبات إذا تعارضــــا فرحت في أمرين تناقضــــا

وبالخطأ والجيد مني ذو عطـــل ترك الإجابة للوصف بالخطــل

تلبية الطلب لأنه جاهل وغير قادر وليس بأهل فكما نلاحظ، المجيز عاجز عن

أن يجاز فكيف يجيز؟

تخاذ الأعذار مطية لذلك كما هو وارد في إوتستمر هذه البنية لتؤكد النفي ب

:إجازته النثرية لخطيب الحرم

طلب ذا من مثلي يستجازة والأخذ عني، أمثله للإوقد دعاه منه حسن الظن ..."

أهلا أن أجاز فضلا عن أن أجيز من يجوز عظيم جهلي، ولست وصوري قمع

.)4( " ...الخصلا، وإن أكن إلى صنعا جلب وشيا

. 132: الرحلة , المقري -1 .175:المصدر السابقالمقري، -2 .168: المصدر السابق المقري، -3 .90: المصدر السابق ،المقري - 4

ستطاعة بدوافع سلبية عدم الا أهمها العجز

الإجابة عن الطلب بدوافع .إيجابية أهمها الدعاء له

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

47

كما يدعي أمام مستجيزه، كعجز هفي هذا المثال، مرتبط بعجز الاستطاعةوعدم

.زخارف البلدان أمام وشي صنعاء

ز لكن إلى البنية المضادة، ألفيناها تسير باتجاه القبول بإجازة المستجي انتقلناوإذا

:)1(لأسباب أهمها طلب الدعاء له كقوله من الشعر

ــــراه قسـابتــبك بد من إج ـمـولكن رأيت الأمر يبعد رده فل

لما كتبت يمناي في طرسه سطـرا ولولا رجائي منه نفع دعائــــه

حنانيك سامح هفوتي واقبل العـذرا از المفاخر جملــــةفيا واحد ح

ن المجيز يلزم نفسه للإجابة على الطلب كما يرجو نفع دعاء العالم المجاز، فيجيزه إ

:)2(جميع ما قد رواه من العلماء قائلا

عن أمر جليل ما أحطت به خبــرا وها أنا ذا قد قلت قول مقصــــر

عن أعلام الهدى قلا أو كثــــرا أجزتك تاج العارفين جميع ما رويت

وكل الذي لفقته نظما ونثــــرا ا وإذنا بشرطــــهؤورمجازا ومق

ستجازية إلى البنية الموالية ألا وهي بنية ذا يتم له الانتقال من البنية الإوهك

.الإجازة

:بنية الإجازة - ج

يتوسل المجيز هذه البنية كما تقدمها آليتها الدلالية هي بؤرة العمل الإجازي وفيه

، إذ يقوم المجيز بالإذن لمستجيزه)3("ل تحقق هذه الآليةلغة تمارس منطقها في شك"

:)4(كقوله ) عني يفارو(أو ) أجزتك(رواية مختلف العلوم من خلال لفظ

عن أعلام الهدى قلا أو كثـــرا أجزتك تاج العارفين جميع ما رويت

وكل الذي لفقته نظما ونثــــرا ا وإذنا بشرطـــهؤمجازا ومقرو

.154: المقري ، الرحلة - 1 .154: المصدر نفسهالمقري، - 2 150: يمنى العيد في معرفة النص -3 .154:مقري، الرحلةال - 4

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

48

مع هذا تجدر ،تأتي هذه البنية أيضا نظما أو نثرا بنية النظم أو النثروامتدادا ل

تختفين لحمة المقطعات الشعرية وتتصدرها بحيث أن هذه البنية تكو إلى بنا الإشارة

: )1(المقدمة والتمهيد في إجازته في مقطوعة شعرية لرجل اسمه عبيد

وخ ذوي الكرامةرويت عن الشي أجزتك يا عبيد جميع ما قــد

لم قد شاءه مني ورامـــــه ومنثوري ومنظومي جميعــا

ن شيوخه، عمن خلال هذا الملفوظ يجيز هذا الرجل المجهول جميع ما رواه

د للغرض الأساس كما ه، دون أن يقدم لهذه الإجازة أو يمهثوركما يجيزه منظومه ومن

.رأينا سابقا

، يتبعه ذكر لأهم ما أجاز له )بمعنى الإذن(جازة ومما لا شك فيه أن فعل الإ

:) 2(وأذن في روايته، كما يقترن هذا الفعل أيضا بالدعاء للمجيز، كقوله

وقاه االله شر الحاسديـــنا أجزت الشيخ زين العابدينــــــا

زكوا علما ودينــــــا لما أرويه طرا عن شيوخ بمغربنــا

للعلم والتقوى خدينــــا ــنومنظومي ومنثوري وإن لم أكــ

خاصة في المنظومات بذكر السند المتصل بالرواية من –وقد تقترن هذه البنية

خلال عرض سلسلة العلماء الذين تتصل بهم الرواية أو الاعتذار عن ذكر تلك السلسلة،

: )3(كقوله لأولاد عبد الرحمن العمادي

ا ارتجلت أو رويتـــــهوم طرا رويتــــه فقد أجزتهم بما

التحقيق للظنـــــــون مؤمل الفنــون وكل ما صنفت من

من كل حبر مغــــرب وغيرهم المغربوما أخذت عن شيوخ

شيد على تقوى اهتداء صرحـــا ولي أسانيد يطول شرحهــا

.وهكذا يتضح جليا أن البنية التالية لفعل الإجازة هي بنية السند

وهي فهرسة ": فهرسة الإجازة: المحدثين اصطلاحتسمى هذه البنية في :بنية السند

توصل به يحمل هذه استدعاءيكتبها المؤلف إجازة للراغبين في رواية بناء على

.175: فسهالمصدر ن - 1 .83: المصدر نفسه - - 2 .155-154: المصدر السابق -3

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

49

الرغبة، غير أنها تتفاوت في حجمها فتطول أو تقصر ، وتتغاير في لونها فتكون

.)1( " برنامج روايات أو مشايخ أو هما معا

وقد وقفنا على طبيعة عرض الأسانيد ونسق ترتيبها، فألفيناها تبتدئ بإسناد العلم

أولا وفي الغالب يكون علم رواية الحديث الشريف، فيذكر سلسلة إسناده إلى مرحلة

بة منه، محيلا على ما تقدم متقدمة يتوصل إليها بأسانيد شيوخه، مكتفيا بذكر حلقة قري

:)2(بقوله

جماعة من يستعن بهم يعــــن ت الجامع الصحيح عـنوقد أخذ

كل عن الرضى أخ الأنصــــار كعمي الإمام والقصــــــار

التونسي المرتضى خــــروف محمد ذي الرحلة المعـــروف

عن الحجاز الذي لا يجحـــــد عن الطويل القادري الأوحـــد

الحجار في ذا المأخــذ يروى عن عن الرضى نجل أبي المجد الذي

(...)عن

وكما نلاحظ من خلال هذا العرض، أن المجيز في عرضه للأسانيد يتبع

ه سعيد عمك )3(فالسند يبدأ مع طبقة أولى هي طبقة شيوخه المباشرين ع،التشجير والتفري

.المقري

هم كما تتخلل هذه البنية في تركيبها بعض البيانات السيرية للعلماء الذين تتصل ب

تلك الرواية وحتى يتضح لنا الأمر أكثر، قمنا باجتزاء بعض البنيات الصغرى المتعلقة

:بالشيخ سعيد المقري

فهرست عبد القادر الفاسي وتسمى بالإجازة الكبرى ومعها إجازة عبد القادر الفاسي لأبي سالم العياشي وتسمى -1

.09: د محمد بن عزوز: الإجازة الصغرى، تحقيق .154 :المصدر السابق - 2إجازاته أهم أسانيد المغاربة، حيث تتصل بأكثر الطرق الإسنادية التي عرفها المقري في تعد أسانيد المقري في -3

هـ، فهي تتصل بأسانيد المغاربة إلى ابن غازي، وتتصل بأسانيد الأندلسيين إلى المتنوري، وتتصل بأسانيد 10ق .التلمسانيين إلى الشيخ سعيد المقري

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

50

أقر بها عمتنا العالم الرضى سعيد جزاه االله عن نفعنا أجرا التونسي

عن أشياخه من أهل فاس جماعة كمثل ابن هارون إمامهم ألا درى امع البخاري عن عمي الحائز للفخاروقد أخذت ج العمادي

المقري سعيد الإمام عن محمد يدعى خروفا حين عنحنيف الدين

الأقطار رويت جامع البخاري عن عمي الشهير وقد

...سعيد المقري مفتي الغرب عن خروف

:من خلال هذه النماذج نتحصل على البيانات التالية

ي هو عم المجيز، كان مفتى تلمسان وإمام مسجدها، كما كان أن سعيد المقر"

، كما يمكننا أيضا تحديد ما قرأ الشيخ سعيد ..."أستاذه الأول، الذي أخذ عنه البخاري

.المقري وشيوخه

ها بعض الشطحات السيرية للأعلام لوبالتالي نقول أن البنية السندية، تتخل

يضا، بما أسميه هنا، الاعتذار عن طول هذا المذكورين فيها، كما تقترن هذه البنية أ

:السند وتتكرر بالأخص في المنظومات حيث يقول المجيز

)1(طالت وفي كتبي أوردتــها ولي أسانيد إذا سردتها

)2(والروضة الغناء يكفي نفحـها ولي أسانيد يطول شرحها

تبر من أهم المكونات المنتظمة لجسد كر السند، تعوخلاصة القول أن بنية ذ

خطاب الإجازة لأنها تتضمن سلسلة اتصال لرواية المجيز مع العلماء، كما تتضمن

.شطحات سيرية وتختم عادة باعتذار عن طول تلك المرويات

وهكذا تكون قد أحطنا بأهم اللبنات المكونة لجسد العرض من بناء تمهيدي إلى

.طرقنا إلى البناء الإجازي الذي يعد بؤرة هذا العملبناء استجازي وفي الأخير، ت

.169: المقري، الرحلة -1 .2/441: فح الطيبالمقري، ن - 2

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

51

:بناء الخاتمة: رابعا

سبقت الإشارة في هذا العمل أن الإجازات عند أحمد المقري تشكلت في ثلاث

.أنماط بنائية فجاءت شعرا، أو على شكل منظومات، كما جاء تشكيلها نثرا

الانماط على الرغم من وبالفعل، اعتمدت تشكيل الخاتمـة فـي الإجازات هذه

أنها خواتـم رسميـة تعتمـد في دلالتهـا ذكر الختم والتاريخ والبلد مع الصلاة على

)1():ص(النبي

راـــعون والفوز واليسـجل ال مؤمل من االله وكاتب هذا المقري هو

ثمان وألف من سنتي هجرا تتــرا وفي صفر من عام عشرين بعدهــا

وقد وقع التصميم أن أركب البحـرا رقم برودهــــاوفي سوسة كان

المصطفى الغــراعن قريب روضة رىفلا تغفلونها من دعائكم عسـى ن

وآل وصحب قد غدو أنجما زهــرا عليه صلاة االله ثم سلامـــــه

الخضراوماشيم برق الأنس من جانب لمكـة مدى الدهر ما سار الحجيج

:الختم - أ

ويأتي في الغالب مقرونا بمعاني التواضع من " كاتب هذا المقري"يتجلى في قوله

:خلال ذكر جهله وحزنه كقوله في هذه الإجازات

)2(أجير يوم الأخذ بالنواصـي وخط هذا المقري العاصــي

)3(والعي عما لفظه والخطـأ وقال هذا المقري الخطـــأ

)4(هذا وقد جرر أذيال الخجل لوأحمد المقري قال عن عج

5"خوف وخط هذا أحمد المقري عن "

نلاحظ أن هذا الختم جاء مقرونا بمعاني التواضع، كما استغل المقري التصوير

.البياني في تشكيله

.156: المقري، الرحلة -1 .169: المصدر نفسهالمقري، - 2 .167: المصدر نفسهالمقري، - 3 .82- 81: المقري، نفح الطيب - 4 .77: المصدر نفسهالمقري، - 5

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

52

:صلى االله عليه وسلم الدعاء والصلاة على النبي -ب

نبي، وقد لا يذكر المجيز تتفرد الخواتم في أحايين كثيرة بذكر الصلاة على ال

:إجازاته بالدعاء كقوله لخطيب الحرم خ والبلد كما سبق ذكره، لكنه يوصدالتاري

واالله أرجو أن ينال الأجرا، وأحمد المقري خط عن عجل مفتقرا لربه عز ..."

.)1( "وجل

وعلى الرغم من تلك الحقائق التاريخية التي تنقلها إلينا خواتم الإجازة بحيث

بذلك وظائف رسمية، إلا أن المقري استغل كل ما أمكنه من مواهبه الشعرية تؤدي

كالتأريخ على طريقة المغاربة، أو توظيف التصوير عند الختم بالصلاة على النبي من

.خلال ذكر فضائله

، قصوركما أنه في خواتمه هذه، جاء خطابه مشبعا بمعاني التواضع والعجز وال

.قترنة بالدعاءوقد جاءت الخواتم أيضا م

مجمل القول، أن التحليل البنيوي لنصوص الإجازات عند أحمد المقري كشف -

، تشكلت وفق ترتيب )2( "مستويات من الدلالة يستدعي بعضها الأخر "عن وجود

يسير بشكل جوهري في خط مستقيم، فهناك مواد تجيء سابقة "منطقي وتنظيم محكم

.، تتشكل بموجبه وحدة الخطاب الإجازي)3( "على غيرها من المواد التالية لها

:ولقد أمكننا رصد مستويات هذا التركيب على النحو التالي

شكلت من تالأول نظمي والثاني نثري و: أن الإجازة انتظمت في قالبين بنائيين .1

.مقدمة وعرض وخاتمة

لك أكثر نظام جديد داخل النظام القديم للإجازة، وتجلى ذ بابتكارأن المقري قام .2

المجاز فكان ذلك ولادة جديدة في الإجازة مع لاسمنبنت وفقا افي المطالع الإجازية التي

.)4( "أن ولادة نظام جديد هي أيضا ولادة جديدة للجمالي فيه "العلم

.176: المصدر السابقالمقري، -1 .106: يمنى العيد، في معرفة النص -2 .70: نص التراثيبناء ال: فدوى مالطي دوقلاس -3 .111: في معرفة النص: يمنى العيد -4

الهيكليالتشكيل الفصل الأول

53

وقد رأينا أن هذا الجمالي إضافة إلى المطالع، تمثل في حركة العناصر من -

مكمنة "ها ومن حيث أن هذه العناصر عملت على حيث هي عناصر مختلفة فيما بين

بنية، ويصل بها إلى نمذجة النظام وإلى وضعه ينهض بالميز وتوليد نسق مت...النسيج

.نية الإجازة عند المقريب، وهكذا عمل النظام على خلق )1("على مستواه الصافي

.106: يمنى العيد، في معرفة النص -1

تمهيد -

موضوعة الإطراء: أولا

موضوعة الحنين: ثانيا

.الموضوعة الوظيفية: ثالثا

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

54

في المـــوضوعة :يدــتمه

ةموضوعمصطلح نقدي حديث مأخوذ من ) Thématique(الموضوعاتية

)Thème ( نص على ذلك المعاجمتكما)(، فالجذر )1Thèma ( واللاحقة)tique( ويبدو أن ،

.واللاحقة ية ، موضوعة: المصطلح العربي أخذ على هذا الأساس، فكانت الكلمة الجذر

هذا المصطلح كغيره من مصطلحات النقد الحديث والمعاصر، نويبقى ثابتا أ

ومنهم " التيمة"يعيش التباسا وخلطا في ترجمته إلى اللغة العربية، فمنهم من أطلق عليه

والنقد الجذري وآخرون آثروا تسميته بالنقد التيماتيمن أطلق عليه الجذر، فكان النقد

.)2(المداري

الموضوعاتية مذهبا نقديا حديثا يشتغل مؤسسوه على تمثل ,أما في الحقل الأدبي

، يكشف )Thème(منات تتمثل في موضوعة يورصدها، وهذه المه ملاحقة المهيمنات

.)3("تتبع أفكار محددة خلال نتاج مبدع ما"عنها في خطاب معين من خلال

اتية باختلاف روادها الذين تتحدد رؤاهم لهذا المنهج وعضووتتعدد تعريفات الم

، أو )4(وفق منطلقاتهم الفلسفية، إذ ينحدر المنظرون له من أصول فلسفية ظاهراتية

.أصول فلسفية نفسية

ن للظاهراتية يشتغل في هذا المجال كل من جورج يوفي استثمار الموضوعاتي

اشلار في كتابه جمالية المكان بولى وجان بيار ريشار، واللذان أفادا من بحوث غاستون ب

منهجه دراسة الصورة الشعرية واعتبارها بروزا متوثبا ومفاجئا على بحيث كان هدف"

.)5("سطح النفس

1- La rousse dictionnaire encyclopédique, volume 1.

نظرية المنهج الشكلي، : من خلال كتابه: thématiqueكترجمة لـ" موضوعاتية: "استعمل إبراهيم الخطيب: مثلا -2نقد النقد أما النقد : في كتاب تودوروف" النقد المداري: "نصوص الشكلانيين الروس، واستعمل سامي سويدان مصطلح

.فؤاد أبو منصور في حواره مع الناقد الفرنسي، جان بيار ريشار في كتابه النقد البنيوي الحديث: ترجمة الجذري فهي .22: سعيد علوش، النقد الموضوعاتي: ينظر -3إن كل إدراك إدراك المدرك، وكل وعي " فلسفة معاصرة تقوم على مبدأ، ) : phénoménologie(الظاهراتية -4

.657:نظر جورج طرابيسي معجم الفلاسفة، ا"هو وعي تشيئ ما، صفحة الويب موقع 356غشان السيد، مجلة الموقف الأدبي، ع : ميشيل كولو، النقد الموضوعاتي، تر: أنظر -5

.اتحاد الكتاب العرب

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

55

Image de(على مفهوم الصورة المركزية )1(وفي هذا السياق، يؤكد باشلار

totalité (وإنما هي موضوعة كلية ، عنده بكونها تصويرا بلاغيا فحسبدث التي لا تتح

ن بأكبر قدر ممكن على يا جاء تشديد الموضوعاتيومن هن ،تعمل على تقارب الانطباعات

، بحيث قامت دراسته في )2(مستويي الإحساس الخام والصورة في مراحل تشكلها الأول

النار، الهواء، الماء، والتراب، وكان يهدف إلى : ليل العناصر الأربعةحمؤلفه على ت

.)3(اكتشاف الرابط الذي يجمع الصورة الشعرية إلى الواقع

4(ولىبالذي جسد أكثر الفهم الباشلاري في حقل النقد الموضوعاتي جورج لولع(

في مقالته ظاهرية القراءة، إذ انطلق من مفهوم وعي القارئ، كما استعان بالتحليل

ل في الظاهراتي للزمان والمكان من أجل العثور على التجربة الأولى للكاتب، حيث حل

شاعر الكتاب الفرنسيين ومفاهيمهم حول الزمن دراسات حول الزمن الإنساني م: مؤلفه

.)5(من مونتي إلى بروست براعة مدهشة

هو جان بيار ،ل الناقد الذي تعمقت على يديه أكثر التجربة الموضوعاتيةولع

ريشار فقد عمد إلى التركيز على خصوصية الصور عن كل كاتب، وكان الهدف من

بدأ الذي يجمع هذه الأفكار، يهدف دراسته ليس وصف محتوى ما، ولكن إيجاد الم

يبرز الموضوعاتي عنده في شكل هوية سرية "و )6(الوصول إلى الفعل الخلاق للمبدع

.)7(ذات مستويات متعددة

وبخلاف الظاهراتيين، تنحدر موضوعاتية جان بول وبير من أصول فلسفية

ن يبقى يلتقي مع نفسية، ويربطها بالذكريات المنسجمة التي ترتبط بمرحلة الطفولة لك

المبدأ الذي تقوم عليه "بولي وريشار في فكرة الصورة المركزية أو الجذر ويرى بأن

ثر على يعد باشلار أب ما يسمى بتيار النقد الحديث في فرنسا، جمع من خلال مؤلفاته بين الفلسفة والعلم والنقد، أ -1

التحليل النفسي للنار، الماء والأحلام، الأرض وأحلام : النقاد الشباب آنذاك وفي البلاد الانجلوسكسونية من مؤلفاته ..اليقضة

.193: فؤاد أبو منصور، النقد البنيوي الحديث: أنظر -2، نقلا عن كتاب www.awa.damoy وجوه الماس، البنيات الجذرية في أدب، صفحة الويب :معزامحمد -3

.17: جمالية المكان: غاستون باشلار .قياس اللحظة، الفضاء البروستي: له مؤلفات: جورج يولي -4 .58: إمام عبد الفتاح إمام، الوجودية، مجلة عالم المعرفة، ع: جون ماكوري، تر: ينظر -5 .194ص: النقد البنيوي الحديث: فؤاد أبو منصورحوار جان بيار ريشار ضمن كتاب : أنظر -6 .12: النقد الموضوعاتي: سعيد علوش -7

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

56

هو السعي إلى الكشف على الموضوعة التي تشكل النواة التي ينبثق منها ته موضوعاتي

.)1(ها لصناعة النص الأدبي بكاملهتم الشروع في تتبع التعديلات التي شكل، ثنص ال

عند الباشلاريين، ألفيناهم يؤكدون على مفهوم ) Thème(إلى الموضوعة وإذا عدنا

، والتي لا تتحدد عندهم بكونها تصويرا بلاغيا )Image centrale(الصورة المركزية

.)2(صور جزئية رتتمظهر عب) Un theme de totalité(وإنما هي موضوعة كلية

ميكية داخلية، أو شيء ثابت مبدأ تتنظيمي محسوس أو دينا"في تعريفهم مةتيفال

، إذ يركز )3("يراد الكشف عنه تحت أستار عديدة.. يسمح لعالم حوله بالتشكل والامتداد

إلى اهتمامات الكاتب، رات تبدو متناثرة في النص وهي تشيعهؤلاء على أن الموضو

.كما أن هناك خيطا يجمعها ويشدها إلى أصل واحد

ذي يقصد منه مضمون الخطاب الذي تنقله ال" الموضوع"فالموضوعة تختلف عن

العنصر الذي ينطلق منه "اللغة في استعمالها العادي بين مرسل ومتلق، بينما تعتبر التيمة

التجسيد الأدبي لموضوع النص، أو لموضوعاته، بحيث تستمر الموضوعاتية صانعة هذا

حي تم تستمر في التطور ة دور الخلية أو النواة التي تنقسم لتخرج الكائن الدالتجسيد متخ

.)4("والنمو صانعة أقسامه وتفاصيله وكيانه النهائي

اللمعة أو الخلية الرحمية للموضوع، تنبثق "أنها أيضا جاء في تعريفها ومما

تظهر بصورة شعورية أو لا شعورية ... تفرعاتها من الموضوعة الكلية بطريقة توالدية

فهي تعيش في كامل النص الأدبي أو في ، ولذلك 5"في نص أو مجوعة من النصوص

.مجموعة من النصوص لكاتب معين

89البناء الموضوعاتي في عوالم نجمه، رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه، جامعة الجزائر، ص: عبدلي سعيد -1

.JP Weber, « domaines thématiques », p22: نقلا عن .حمد عزام، وجوه الماسالمرجع السابق، م: ينظر -2 .47-46: عبد الكريم حسن، المنهج الموضوعاتي -3 .30: البناء الموضوعاتي في عوالم نجمة : عبدليسعيد -4 . 30:المرجع نفسھ - 5

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

57

ة الرئيسية المهيمنة معنويا على العمل الأدبي هذا الأساس تعد الموضوع وعلى

شجرة والموضوعات الجزئية فروعها، تترابط رحميا من حيث المعنى بالكلية وتشكل في

.)1(مجموعها الموضوعة الرئيسية

العمل دتنتشر على امتدا ،ي والتكرارظفروع وبفضل خاصية التشكما أن هذه ال

.الأدبي وتنقسم بدورها إلى وحدات صغيرة أو مونيمات لا يمكنها الانقسام

م ث، )sous thèmes(ى إلى جزئيات ظتتش thème principaleفالموضوعة الرئيسية

)2(افز أو الترسمياتتنشظى معاني الموضوعات الجزئية إلى موتيفات أو ما يعرف بالحو

ة، دون أن نغفل ميزة هذه العناصر على التكرار وقيامها على يتربط بينهما قرابة رحم

مفاهيم هتمفصل كما أشرنا إلى ذلك، وهذابهة والتأويل، مع قدرتها على العلاقة المش

حاولنا تناولها لتوضيح الإجراء المتعامل به في البحث عن موضوعات الإجازة عند

.المقري

هو الفهم، وهو القدرة على إنتاج نص انطلاقا من نص سابق عليه، وفي :التأويل -1

النص نزهة يقوم فيها المؤلف بوضع الكلمات ليأتي القراء : "ذلك يقول تودوروف

.)3("بالمعنى

فهي لا تسمى كذلك داخل العمل الأدبي "ويعتبر التأويل من أهم خصائص الموضوعة،

... موضوع وكانت تعنى شيئا في سياقه وتعني شيئا في سياق آخرإلا إذا اختلفت عن ال

العلامة ودلالتها عند ين من وظيفةيتاإذ تقترب في الدلالة والوظيفة عند الموضوع

.)4("السيميائيين

ح بها، وهي تعكس في هي تيمة غير مصر،حة في الخطاب ولذلك فإن التيمة المل

.وعة في هاجس يترجم لا وعي الكاتبالأخير أفكار المبدع وتبرز هذه الموض

التشكيل الموضاعتي في شعر عفيف الدين التلمساني، رسالة مقدمة لنيل شهادة ماجستير : جيعرن مهيوب: أنظر -1

.25: 2003/2004زائري القديم، جامعة وهران الأدب الج: في .هذه المصطلحات تدل على أصغر عنصر مكون للموضوعة -2 .22: سعيد يقطين: التأويل بين السيميائية والتفكيكية، تر: ذكره إمبرتوإيكو في -3 58:و التشكيل الرؤيا: أنظر مختار حبار ، شعر أبي مدين التلمساني-4

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

58

إن بعض الموضوعات تعاد نفسها في العمل الإبداعي وتقوم بتنسيق الحياة :التكرار -2

إجراء الإحصاء من لحاح في الموضوعات يعمد النقاد إلىوبسبب هذا الإ )1(الخفية فيه

.أجل حصر التيمة الكلية وفروعها

رها في الخطاب، ذات أهمية كبيرة لتوجيه الباحث نحو فالوحدات النصية التي يتم تواث

موضوعاتية النص، وهذا بالضبط ما قام به عبد الكريم حسن في كتابه الموضوعية

كنس الأعمال الشعرية إحصائيا وبعد ذلك حدد "البنيوية، دراسة في شعر السياب، بحيث

غوية يشكل يفوق الموضوع الرئيسي وهو الموضوع الذي تتردد مفردات عائلاته الل

.)2("العائلات اللغوية الأخرى

ولا يكشف الإحصاء عن الموضوع الرئيسي فقط، بل يكشف أيضا عن الموضوعات

الجزئية التي يفرزها الموضوع الرئيسي بشكل آلي، ثم عن الحوافز التي تشكل في

.اجتماعها الموضوعات الجزئية

لهامة التي تتميز بها الموضوعة، التمفصل إحدى الخصائص ا :التمفصل والتشظي -3

: إذ يربط الموضوعاتي جان بيار ريشار قيمة التيمة بمدى قدرتها على التمفصل قائلا

.)3("إن قيمة أي موضوع إذن تتحدد من خلال إلحاحه، وقدرته على التمفصل"

وعلى هذا الأساس تكون الموضوعة الملحة، والقائمة على مبدأ التأويل والمشابهة قادرة

على التمفصل والتفكك والتشظي إلى جزئيات مع ارتباطها ببعضها البعض، فالموضوعة

، مع الإشارة أن الجزئيات )4("تتفرع وتتوالد ضمن أشكال وتعابير متعددة"أو الجذر

والفروع المولدة عن هذا التشظي هي التي تولد الموضوع الرئيسي في التحامها كوحدة

.رحميةمتماسكة تربط بينها قرابة

عمد النقاد في بحثهم عن يوانطلاقا من مقولة التشظي والانقسام المشار إليهما،

معتبرين أن ،)Sous thèmes(، والجزئية )thème principale(الموضوعة الرئيسية

.صفحة الويب: 356ع : مجلة الموقف الأدبيالموضوعاتية، : أنظر -1الموضوعية البنيوية، : نقلا عن عبد الكريم حسن 86: البناء الموضوعاتي في عوالم نجمة: ذكره عبدلي في -2

.34- 33: دراسة في شعر السياب .52: عبد الكريم حسن، المنهج الموضوعاتي -3 .189: بيار ريشار، النقد البنوي الحديثن جا -4

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

59

شجرة والموضوعات الجزئية فروعها تترابط رحميا من حيث المعنى بالكلية، "الأولى

.)1( ..."دبيوتنتشر على امتداد العمل الأ

:موضوعات الإجازة عند أحمد المقري -4

و جذر، وهو الموضوع ةالموضوعاتية لأي نتاج أدبي من نوا تنطلق الدراسة

الموضوع الذي ننطلق منه الرئيسي الذي تنتمي مفرداته إلى عائلة لغوية واحدة، ولعل

..لإذنالإجازة بمعنى ا: في بحثنا عن موضوعاتية خطاب المقري العلمي هو

عنويا على أعمال المقري هي المقولة المهيمنة م ،موضوع رئيسيكفالإجازة

: وهو الغرض الأساس فيها ذلك أن وظيفة هذه النصوص في اجتماعها هيالعلمية،

.الإقرار بالإذن المتعلق برواية ما رواه المقري عن شيوخه

الذي ستناوله لكن ينبغي التذكير هنا، بطبيعة الحقيقة الأدبية لهذا الإذن

موضوعاتيا، ولولا وجود هذه الحقيقة، لكانت الموضوعات البانية للحمتها مجرد

.زيز و مجاجمضامين لشهادة علمية أساس طرفاها م

م الموضوعات البانية للحمتها، مشيرين إلى أن حقيقة التشابه وبذلك سنستعرض أه

دثنا عنها في المبحث النظري وحقيقة التكرار والتشظي الذي تح) التأويل(والتماثل

، لان أغلب النصوص تقوم يالإجازهي حقيقة موجودة في ثنايا الخطاب ،للموضوعة

المشابهة والاستحضار من خلال التكثيف المستمر للصور والدلالات والمشاهد على مبدأ

.ح في وجودها وهي قابلة للانقسامالجميلة، كما تل

م على التأويل، بل تؤدي دورها ولا تق أخرىطبعا، مع وجود عناصر وظيفية

.العلمي فقط

ومن خلال رصد خصائص الموضوعة في الخطاب الإجازي ،وتأسيسها على ذلك

حاولنا رسم هندسة معمارية موضوعاتية لانقسام وتشظي الموضوعة الأساسية في

ى إلى موضوعات جزئية، بحيث ستنقسمظفألفينا تيمة الإجازة تتش ،النصوص المدروسة

.ات أخرى، تجمع بينها علاقة رحميةمييفات ومونتهذه الجزئيات إلى مو

:فالإجازة باعتبارها المقولة المهيمنة معنويا تتشظى إلى

.25: جعيرن ميهوب، التشكيل الموضوعاتي في شعر العفيف الدين التلمساني: نظري -1

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

60

.موضوعة الإطراء -1

.موضوعة الحنين -2

.الموضوعة الوظيفية -3

، الأكثر إلحاحا في الخطاب )المدح(تعتبر موضوعة الإطراء :موضوعة الإطراء

وهي تحتل المساحة الأكبر منه، وقد ألفيناه في الغالب موجها إلى الإجازي المقري،

.المجاز، وهو الشخص المقصود بالإجازة، وهو المستجيز أيضا

المقري إما إلى العلماء الذين يذكرهم ،ه الإطراء في سياقات أخرى وبنسبة أقلكما يوج

للرسول الكريم بكل تداعيا ،أو عند ذكره للسند المتصل بروايته ،ولا ننسى مدحه

.، عند الصلاة عليه في البدء والختام)صلى االله عليه وسلم(أوصافه الجليلة

، العلماء )المجاز(المرسل : إلى ) المدح(الأساس تنقسم موضوعة الإطراء هذا وعلى

.، الرسول صلى االله عليه وسلم)الشيوخ المروي عنهم(

ذه الإجازات، المملوءة بالمدح والإطراء، مما لا ريب فيه، أن ه :موضوعة الحنين

مشبعة أيضا بروح العاطفة النبيلة التي يكنها المجيز إلى الخلان والرفقاء في درب العلم

والمعرفة، وهي صورة صادقة لما يعيشه العلماء الجزائريون قديما في المجتمع العلمي

م والساعات الجميلة التي خارج بلادهم، إذ يحنون ويشتاقون إلى أواطنهم وإلى خلانه

.قضوها معهم في درب العلم والتحصيل

وعلى هذا الأساس تتشظى موضوعة الحنين في الإجازة إلى ثلاث عناصر أساسية

.العلماء، الدروس والمناضرات، الحواضر العلمية: هي

وإلى جانب هذه الموضوعات المفعمة بالعاطفة والصور الجميلة، تنتظم الموضوعة

م على الاستحضار أساس الخطاب الإجازي، وهي لا تقو باعتبارها الوظيفية

والاسترجاع، بقدر ما تقوم على وظيفية اللغة ومباشرة الخطاب العلمي، وهي موضوعة

فضل العلم : يلح ظهورها بإلحاح ظهور عناصرها المشكلة لها وتتمثل هذه العناصر في

.والعلماء، الاستجازة والإذن

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

61

:طراءموضوعة الإ: أولا

القصيدة العربية القديمة على نظام بنيوي معين، وموضوعات متكررة ظلت تقوم

متوارثة حينا من الدهر، مما جعل هذا الشكل وهذه الموضوعات تقف كنظام تتوزع على

محيطه كل العمليات الإبداعية تقريبا ومنها الإجازة الفنية التي تتحرك في هذا المحيط

كموضوعة ملحة في جسد الخطاب لإطراء أو المدحطريق حضور موضوعة ا عن

.الإجازي على العموم، والخطاب المقري بخاصة

، أما غرض المدح فهو )1("حسن الثناء"والإطراء أو المدح كما تقول المعاجم هو

تقليد شعري بسط سلطانه على الشعر العربي مند امرئ القيس يسعى الشاعر من خلال

دوح حللا من الثناء الجميل وإغراقه بشتى النعوت هذا الغرض إلى إلباس المم

)2(والأوصاف

ومن العسير أن نستدل على تاريخ محدد لاستخدام هذا المصطلح للدلالة على فن

، ومع هذا يكاد يجمع )3(شعري بعينه وذلك لأن الميل إلى تقبل الثناء غريزي في الإنسان

.صيدة المديح أو بشعر التكسبالباحثون على تسمية الشعر المتضمن لهذا الغرض بق

وإذا ما رجعنا إلى ما كتبه المقري من إجازات، نلحظ غلبة هذه الموضوعة على

يحتل خطابه، فلقد ندر أن خلت إجازة واحدة من عنصر الإطراء، فهو في الغالب الأعم

صدرها ويشكل صور مطالعها، وقد يرد المدح في متن الإجازة أو وسطها، وفي

.خواتمها

ي بذلك تعتبر الموضوعة الأكثر إلحاحا في الإجازات المنظومة والمنثورة وه

وتحتل المساحة الأكبر منه لدرجة أن بعض الإجازات هي قصائد مدحية، وما الإذن

: )4(سوى عنصر ثانوي فيها، كقول المقري للرشيدي مادحا

ـث ا وعلوم أنتجتها المباحــأم ثق نظم راق بالسحر نافـلقد ر

سريعا إلى العليا وفي الناس رائث ـدالعالم أهل العصر أحمد من غ

رته الكــوارثـبثغر رشيد لا غ ـةعنيت ابن مسعود سراج هدي

".مدح"مادة : لسان العرب، القاموس المحيط: أنظر -1 .15: عند المتنبي وتطورها الفنيمحمد زكي العشماوي، قصيدة المديح أنيس -2 .15: المرجع نفسه -3 .176: الرحلة: المقري -4

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

62

: وهكذا تسير هذه الأبيات متضمنة لموضوعة الإطراء إلى أن يقول

يقصد عن علياك ثان وثالـــث فلا زلت فذا في البلاغة مفــردا

عة الإطراء جزءا من الموضوعة الكلية وهي موضوعة الإجازة وباعتبار موضو

:وأنها تتميز بخاصة التكرار، فقد ألفيناها تنقسم وتتشظى إلى ثلاث موتيفات أساسية وهي

.المستجيز، العلماء المتوارث عنهم نقل الحديث، الرسول صلى االله عليه وسلم/ ز االمج

ألفينا دلالتها تتمحور حول عناصر وعند رصد هذه العناصر بالتحليل والإحصاء،

أساسية متكررة في موضوعة الإطراء، فوجدنا أن المدح الموجه إلى الشخصيات

.علو مكانته أو تفوقه وتفرده أو هدايته للناس : المدكورة يتم في الغالب بذكر

وهكذا تتشطى العناصر المذكورة إلى حوافز وترسيمات هي حافز العلو، حافز

.ز الهداية وهذا رسم تخطيطي يوضح انقسام موضوعة الإطراءالتفوق وحاف

:ازــالمج -1

يبنى المجيز شخصية مستجيزة على قيم رآها نموذجا للكمال الإنساني، الديني

والعلمي والأخلاقي، ولذلك يقوم بتصويره من خلال رسم مشاهد متنوعة تجسد هذا

وير يتم به صنع المشهد ،كأن يمدح المقري أولاد الكمال، مع الإشارة إلى أن هذا التص

: )1(عبد الرحمن العمادي قائلا

164:الرحلة: المقري -1

)المدح(الإطراء

و المجاز

الھدایة

العلماء )ص(الرسول

التفوق والتفرد

العلو والرفعة

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

63

ادــبيت العلوم السامي العم أحمد من شيد بالإسنــــاد

ةـبنورها النافي دجى الغواي وعم من خصص بالروايــة

، العمادي عناية خاصة وشكل)المجاز(أولى اسم ) المجيز(ومما هو ظاهر لنا، أن

صورة الحمد من خلاله، حيث تداعت له صورة البيت المشيد بالعماد وهكذا تشكلت لهذا

قريبة وبعيدة، تمثلت الدلالة القريبة في حمد االله تعالى على تشييده لعلم : المطلع دلالتين

الإسناد، أما الدلالة البعيدة فهي مدح أولاد عبد الرحمن العمادي الذين شيدوا بعلومهم

.علم رواية الحديثأصولا في

، فإن المجيز يبني شخصية ممدوحة )1(أما إذا تعلق الأمر بإجازة رجل اسمه نوح

على قيم رآها نموذجا للكمال الإنساني والديني، ويستحضر هنا لصنع مشهده قصة النبي

:عليه السلام وهو في فلكه" نوح"

، وبلغ طالب القديم الحمد الله الذي جعل سفينة الرواية لنوح الهداية نجاه"

.)2(" ...والحديث ما أمله ورجاه

،في صنع مشهدي مطلع الإجازتين المذكورتين" نوح"و" العماد"ومثلما شكل اسمي

: )3(فقد شكل اسم المحاسني أيضا صورة مطلع هذه المنظومة

نـدمشق ذات الماء غير الآس أحمد من زيـن بالمحاســن

انـبأفقها السامي مدى الأحيـ وأطلع النجوم من أعيـــان

محورا فنيا تمت به صنع هذه -عبر المطالع –وبهذه الطريقة يمثل اسم المجاز

أي (الموضوعة بمشاهد مختلفة، إذ تفصح لنا هذه المطالع عن وجود سير للمعنى الواحد

، )الحمدلة(، بفضل إنتاج معان أخرى بتشكيل جديد انطلاقا من المعنى الأساسي )الحمدلة

. )4( "تقليب نموذج لغوي في صور مختلفة ": وكأننا أمام ما يسميه محمد مفتاح

. يكتفي المقري في هذه الإجازة بذكر المطلع فقط، وهذه الشخصية غير معروفة -1 121: المقري، الرحلة -2 163: المقري، الرحلة -3 . 72: دينامية النص : محمد مفتاح -4

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

64

:اءــالعلم -2

يتمحور هذا الإطراء حول الشخصيات العلمية التي تواثرت نقل الحديث الشريف

.بإسناد وهو بذلك يتموقع في بنية السند

ريبة من المؤلف محيلا على ما والجدير بالذكر، أن ذكر حلقة العلماء المتقدمة الق

عرفوا كتابة ذ، هي عادة وعرف جرى عليه المجيزون م)بالسند إلى فلان(تقدم بقوله

.هذا الإذن

أما رواية المقري للحديث، كما تظهر ترتبط بأهم أسانيد المغاربة التي عرفها

:)1(، كأن يقول في إجازة زاهد اسمه عبد المنعم11المقري في ق

لاقـجميع رواياتي إجازة إط زاهي الراضـي ـالمنعم الأجزتك عبد

اقـغرب ذكرهم في الورى ب وكل الذي أرويه عمن لقيته من أشياخ

ولذلك فإن الإطراء في الإجازة موجه بالخصوص إلى سلسلة علماء المغرب

ة المغاربة العربي الراوين للحديث الشريف، مع الإشارة أن أسانيد المقري تتصل من جه

غازي والقصار، وتتصل بأسانيد التلمسانيين إلى عمه سعيد المقري كما جاء في نباب

: )2(قوله

بأشياء من مطلوبكم تثلج الصدرا وفهرسة الشيخ ابن غازي كفيلة

ها شكـــراـأجازك إياها وأتبع وللعبد فيها دمت غير روايــة

د جزاه االله عن نفعنا أجـراـسعي وأقر بها عن عمنا العالم الرضى

ن هارون إمامهم الأدرىـكمثل اب عن أشياخه من أهل فاس جماعة

ا هو ظاهر، أن هذه البنية السندية، تقوم على خطاب التقديس للعلماء الأجلاء ومم

صيتهم بين أقرانهم كما يدعو لهم بذيوع ووصفهم بكل خصال الكمال العلمي، ويشيد

.بالخير

رسة ابن غازي تثلج الصدر، وابن هارون أدرى الأئمة، كما أن ابن غازي آية ففه

فالمجيز إذن يولد دلالات وصور المدح من خلال ... كبرى في العلم ويعتبر إماما مفردا

.التنويه بفضل العلماء عليه وعلى أمته

175: المقري، الرحلة -1 . 154: المقري، الرحلة -2

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

65

وتجدر الإشارة إلى أن نفس دلالات المدح تتكرر عبر الإجازات عند ذكر نفس

علماء، في بنية السند، كما أن هذه الدلالات لا تنفك أن تخرج عن إطار الرفعة والتفرد ال

".العلماء"والهداية، وهي الحوافز التي سيتشظى إليها عنصر

:الرسول صلى االله عليه وسلم -3

إن الشخصية الأساسية الثالثة والمقصودة بالإطراء في الإجازات، هي شخصية

ه وسلم من خلال الصلاة عليه في البدء والختام، وتجدر الإشارة الرسول صلى االله علي

المعروفة، إلى أن المقري تفرد في مدح النبي صلى االله عليه وسلم في منظوماته

وما المدح في الإجازة إلا صورة مجتزأة من مدحه للنبي بشكل كمنظومته فتح المتعال،

: )1(عام كقوله

الرسول ذي السجايا الطاهرةإلى وننتحي صوب صلاة باهـــرة

محمد الهادي النبي المنتـــقى أجل من خاف الإله واتقـــى

مع آله وصحبه المقتـــــدي صلى عليه االله طول الأبـــد

وهو ) ص(فالخطاب في المطالع ينطلق من مدح المجاز لينتقل إلى مدح الرسول

وعلمي ويؤسس لبنية لغوية ية معرفية تنهل من حقل دلالي ديني ببذلك يحترم ترات

: )2(تتمركز حول صفاته صلى االله عليه وسلم كأن يقول أيضا

ر من جاء الأنام هاديـايخل وننتحي نهج صلاة باديـا

وموضح طرائق التسديــد ل التوحيـــدـمبينا دلائ

أجل من خاف الإله واتقـى محمد خير البرايا المنتقى

، حيث )ص(ل هذا المقطع النظمي المادح لشخصية الرسول فكما نلاحظ من خلا

تتشاكل الألفاظ في الدلالة عبر الإجازات، ، وتكون صفاته صلى االله عليه وسلم حقلا

....النبي، المنتقى، الهادي خير الأنام: دلاليا مركزيا ضم إليه الأوصاف التالية

ا حول دلالة العلو وهذه الأوصاف وغيرها مما سنشير إليه لاحقا، تدور أبض

.ة والهدايةفعوالر

. 163: المقري، الرحلة -1 . 167: سهالمصدر نفالمقري، -2

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

66

بالإضافة إلى ما سبق ذكره عن خصائص الموتيفات السالفة الذكر، فإنها تتشظى إلى

مونيمات أو حوافز، تعتبر فروع هذه الجزئيات التي تشكل في اجتماعها السياق العام

تربط بينها للموضوعة، فقد كان مدح المجاز، العلماء والرسول مقسما إلى ثلاثة حوافز

.حافز العلو والرفعة، حافز التفوق والتفرد، حافز الهداية: قرابة رحمية وهي

، وتبليغه الإذن ليروي عن شيخه )المجاز(إن مخاطبة الآخر :حافز العلو والرفعة -1

العلوم، تستدعي في لغة المجيزين التذكير بمكانته الرفيعة وعلو شأنه بين أقرانه العلماء

:)1( ول الشيخ مجيزا الرشيديوفي ذلك يق

د رق نظم راق بالسحر نافــثـلق وم أنتجتها المباحــثـأما وعل

ا إلى العليا وفي الناس رائـثـسريع داــلعالم أهل العصر أحمد من غ

د لاغرته الكــــوارثـبثغر رشي ةـعنيت ابن مسعود سراج هداي

أخو الهزل حارث حكى نجل همام كماله في الهدى أزكى المقامات لا ..............................................................................

يقصد عن عليـاك ثان وثـالــث فلا زلت فدا في البلاغة مفـردا

تميز الرشيدي، وعلو مكانته بين أقرانه من خلال بينوه المجيز في هذه القصيدة

يقصد عن ) (له أزكى المقامات(، )غدا سريعا إلى العليا: (الحاملة لدلالة الرفعةالدوال

.ة الكمال العلمي والأدبي، محاولا تجسيد صورة هذه الشخصية في حل)كاعلي

ودون أن يخرج المقري من تصويره لرفعة وعلو شأن العلماء، يمدح أحمد بن

: )2( شاهين قائلا له

صيت ابن شاهين الذي زان الحلى أحمد من أطار في جو العلى

نال بها فضلا غدا مستمنحـــة وراش منه للمعالي أجنحـه

أفهامه بقنه الأفكــــــــار واسكن البيان من أوكــار

أبحاثه ومن يعارض يغلــــب فاصطاد كل شارب بمخلب

والحق ممتاز عن الأضغـــاث والصقر لا يقاس بالبغـات ....................................................................

:المقري، الرحلة -1 .167: المقري، الرحلة -2

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

67

فخر دمشق الطيب الفعــــال منهم فريد الدهر ذو المعالي

، ثم يقول )توقده(شاهيني وأشاد بعلمه وقدرته اليحمد الشاعر كل من عرف فضل

،ن ريش الطيرأن ممدوحه كان من بناة المعالي، حتى أنه أراد أن يصنع له أجنحة م

يطير بها في الفضاء، وأن ينتشل البيان من الأوكار، وكان يتغلب على مناوئيه في

وبالتالي تجري كل هذه الكنايات ،الحجيج والبراهين ثم يشبه بالصقر لا بالبغاث

.والاستعارات مجرى العلو والرفعة المنشودة للمستجيز

ى ي هذه الدوال الحاملة لمعنوفي مجموعة من الإجازات النثرية، يستخدم المقر

وكان " ،)1( " الحمد الله الذي أطلع في سماء الرواية شهابا" :الرفعة أيضا، قائلاو العلو

، )2( " لازال في أوج السعود يرتقي...من أعظم حبر طلعا بدرا بأفق مكة قد سطعها

إلى بالشهب والبدر والشمس، وهي رموز لها علاقة بالرفعة والسمو نيمشبها المجاز

.رفعة جانب كونها دالة على ال

: )3(وفي ذكره لعلو مكانة العلماء المروي عنهم يقول المقري

داودي المعتـليـعن الشهيد ال عن مسند الإسلام عبــد الأول

ام الحبــرـعن البخاري الإم عن السرخسي عن الفربــري

لأعصـارة اـمفتى الأنام بهج ومن أسانيدي عن القصـــار

يف الطحطاني فـرجشرعن ال عن شيخه خروف الراقي الدرج

فكما نلاحظ، لا ينس المجيز أن يلحق بالعلماء المروي عنهم صفة الرفعة التي لا

.هاتخاتم إلى تخلو منها إجازة واحدة، بل تسير هذه الصفة من مطلع الإجازة

فهم شيوخ بنوا ،صيتهم فالعلماء المروي عنهم، معروفة منزلتهم العالية وذيوع

: )4(للعلم كل مشيد في قوله

أجل فقيه ينتمي لرشيــــد ـداحمت الوحيد اللوذعي م زأج

من شيوخ بنوا للعلم كل مشيد جميع الذي أرويه عمن لقيتـه

90-89: المقري، الرحلة -1 90: المصدر نفسه المقري، -2 .167-164: المقري، الرحلة -3 .149: المصدر نفسهالمقري، -4

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

68

:)1(والبناء، كما أشرنا سابقا، يدل على العلو والرفعة، كما يدل عليه السلم في قوله

الـنبيه عن ابن مرزوق عن حافظ الغرب الرضى أبيه

وقد سما في سلم المراقي الحافظ المجبل العراقـــي

الرسول صلى االله عليه وسلم، فهو أمر مؤكد عند الصلاة عليه ةا علو مكانأم :

والصـلاة والسلام على ذي الخلق الحسن العظيم المرفوع قدرة على ذي قدر "

مرفوع قدره على سائر خلق االله .." المصطفى الراقي الأعلى درج"وهو ،)2( ..."اهـوج

وخفض بعوامل أسله هاما .. رفع االله به من الجمل حجابا"، محمد الذي )3("جل وعلا

...)4("ورقابا

وهكذا تسير هذه الدوال المنسوبة لخير البرية، مجرى العلو والرفعة، لتؤكد إلحاح

مشكلة في اجتماعها . المقري عند حمة الخطاب الإجازيهذا الحافز أو المونيم على ل

.السياق العام لموضوعة الإطراء

التفوق والسبق في المنظوم والمنثور ورواية الحديث الشريف، هو :التفوق والتفرد -2

سمة أخرى تميز كل من المجاز والعلماء ، وهو حافز تكرر بشدة عبر كل الإجازات ولا

.ن الموتيفات السالفة الذكرتكاد تخلو منه واحدة م

ويتخذ هذا المونيم في النصوص الإجازية مظاهر كثيرة، آثرنا أن نبد بمظهر

المقارنة، إذ لا ينفك المجيز أن يذكر صفة التفوق والتفرد إلا بعد أن يقارن بين ممدوحه

.وشخصه أو بين ممدوحه والعلماء الآخرون

ضوعاتي طرفي الأنا المجيزة والآخر وعندما يتخذ هذا المونيم في انبنائه المو

المجاز، فإن الشاعر المجيز يضع نفسه أمام مستجيزه موضع العاجز والقاصر، والجاهل

: )5(كأن يقول

اتعطرت الأرجاء من نشره عرف بعثتم بطرس بل بزهر مـؤرج

فىس الأضــملبـال هزـمن ع وألبسـكــم وأملتم أعلى الاله

.2/438ج: المقري، نفح الطيب -1 .121: المقري، الرحلة -2 .121: المصدر نفسه المقري، -3 .90-89: المصدر نفسه المقري، -4 .193-192: المصدر نفسه -5

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

69

ألم تعلموا أن السلامة في الأعفى ع الجهول إجازةمن القاصر البا

ـفىد تخــأجيز ولكن الحقائق ق ولست بأهل أن أجاز فكيـف أن

بل " اطرس"فهو يشيد بتفوق المراكشي في علوم الأدب والشعر، بوصف استجازته

أما المجيز وهو يقارن ذاته معه، فيبدو قاصرا، وجهولا وفي نفس "... امؤرج ازهر"

اق أي سياق التفوق الأدبي للمجيز أمام المجاز يقول المقري لابن مسعود السي

:)1(الرشيدي

أسانيد لا يدنو إليها المباحـث فيا سند العلياء كم لك في الورى

وليس أخو جد كمن هو عابث ا لمثلكـمزيجفأنى يرى مثلي م

: )2(ويقول الزاهد عبد المنعم

وإن لم تكن نفائس أعــلاق تهـــا غونظم ونثر مع تأليف ص

وفكري ليس في العلم بالراق ولست أهلا بان جاز فكيف أن أجيز

السياق نفسه، ترد صورة متكررة عبر الإجازات تصور التفوق الأدبي للمجاز في و

اء، حيث نععن وشي ص في التشبيه يزه، وهي صورة يوظف فيها المثل السائرجمعلي

.)3(يقول للقارئ

مني ووعدها اقتضى انجـازه اقترح الإجـــازةوبعد ذلك

إذ لست في ذا الأمر ذا نجابة ا نعجمت نفسي عن الإجابـةف

بحملي الوشي إلى صنعــاء وخفت أن آيتها شنعـــــاء

ة والأخذ عنى، أمثله زوقد دعاه حسن الظن للاستجا" : ويقول نثرا لخطيب الحرم

."وإن أكن إلى صنعا جلب وشيا... جهلييطلب ذا من مثلي مع قصوري وعظيم

، والذي لا )ي الزينةأ(جيزه بوشي صنعاء تسدب مأففي هذه الشواهد، يشبه المجيز

يضاهيه أي وشي في الأرض، هو بذلك يعقد المقارنة بين إجازته المقدمة المملوءة

.بالعجز والقصور والعي والاستجازة التي تشبه وشي صنعاء

.68: المقري، الرحلة -1 .175: المصدر نفسهالمقري، -2 .90: المصدر نفسهالمقري، -3

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

70

، فهو ظاهر في مطلع )العلماء/ المجيز(تفرد الذي يكون طرفاه أما حافز التفوق وال

.)1(إجازته للشاهيني عندما يصفه بالصقر الذي لا يقاس بالبغاث

ه ومن يعارض يغلبـأبحاث بمخلـب بفاصطاد كل شار

اثغوالحق ممتاز عن الأض والصقر لا يقاس بالبغــاث

د حول موتيف التفوق، فإن لحمة الإجازات تكثر إضافة إلى ما سبق ذكره من شواه

لها تدل على صفة التفوق، وأحيانا يحشوها كمبالغة، و يغفيها دوال جاءت على ص

: )2(في بيت واحد كقوله المجيز

م الشرع مبتسملووثغره عن ع هذا الكتاب به الأسلاك تنتظـم

لفهــمراكة ادوحد الخلاله الأ ت الرشيدي الذي بهرتزفيه أج

أما تفوق العلماء المتواثر عنهم نقل الحديث الشريف، فهو ظاهر في بنية السند، من

خلال دوال حاملة لصفات المدح، بحيث تكون هذه الصفات مجتمعة في نص سندي

: )3(بكامله كأن يقول في إجازته للتونسي وهو يذكر سلسلة السند

بكم تثلج الصدرابأشياء من مطلو وفهرسة الشيخ ابن غازي كفيلة

سعيد جزاه االله عن نفعنا أجــرا وأقر بها عن عمنا العالم الرضى

كمثل ابن هارون إمامهم الأدرى عن أشياخه من أهل فاس جماعة

دروس ابن غازي الآية الكبـرى وقد لازم المذكور في الدهر حقبة

دراونال بفاس رتبة عظمت قــ وأضحى إماما مفردا في علومـه

............................................................................

وعدة أشياخ صدور زكوا بحـرا وعنه روى المواق واحد عصره

............................................................................

إمامامهم الأدرى، الآية الكبرى، (ل الحاملة لصفات التفوق والتفرد، مث وال فالد

هي دوال ملازمة للعلماء الراوين للحديث الشريف عبر ...) إماما مفردا، واحد عصره

.161: المقري، الرحلة -1 .152: نفسه درالمصالمقري، -2 155:المقري، المصدر نفسه -3

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

71

فسعيد المقري دائما هو . الإجازات، تحضر للمجيز إما تداعيا، أو إما حضورا عرفيا

...عالم رضى، وابن هارون هو دائما أدرى، والبخاري إمام حبر وهكذا

نا أن نحصر تفرد النبي صلى االله عليه وسلم، إذ أن كل الدوال الحاملة ولا يسع

نام لصفات مدحه تجتمع فيها صفاته النبيلة، منها تفرده وتميزه على البشرية فهو خير الأ

والصلاة والسلام على ذي الخلق الحسن العظيم ": )1(وذي الخلق الحسن، في قوله

وهو المنتقى، ذي السجايا الطاهرة، في "اهالمرسل المرفوع قدره على كل ذي قدر وج

: )2("قوله

إلى الرسول ذي السجايا الطاهرة وننتحي صوب صلاة باهـــرة

محمد الهادي النبي المنتـــقى أجل من خاف الإله واتقـــى

مع آله وصحبه المقتـــــدي صلى عليه االله طول الأبـــد

ر دورانه عبر الإجازات، إذ لا يمكننا إن حافز التفوق والتفرد، هو حافز يتكر

حصر كل الشواهد التي تدل عليه لكثرتها، لكن يبقى أن نقول أنه حافز أساسي يشكل في

.اجتماعه مع الحوافز المدروسة الموضوعة الكلية وهي موضوعة الإطراء

:ةـالهداي -

تهم هداية الناس في ليل الظلمات ميزة سامية يتصف بها العلماء من خلال إضافا

الرسول صلى االله عليه و سلم هو مصدر للهداية م رواية الحديث، كما أنلالمعتبرة في ع

.من خلال نشر رسالة الإسلام

ففي مدحه للعلماء المجازون يسلك الشيخ المقري في ذكر هدايتهم للناس سبيلين، إذ

ف بها التي يتص" الهداية"ذكر لفظ ب ،هذه الصفة بطريقة مباشرة وصريحة كريتم ذ

:)3(منعوته

فخر دمشق الطيب الفعـال منهم فريد الدهر ذو المعالـي

وشام أنوار الفهم فاهتـدى أحمد من راح لعلم واغتــدى

.121: المقري، الرحلة -1 .163: ر نفسهدالمصمقري، ال -2 .167: ر نفسهدالمقري، المص -3

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

72

: )1(وبنفس المنعوت يصف الشيخ حنيف الدين

وأسند العلم له منيفـــا أحمد من أولى الهدى حنيفــا

: )2(ويجيز الرشيدي مادحا

بثغر رشيد لاغرته الكوارث بن مسعود سراج هدايةعنيت ا

:)3(لم عن هدايته للناسكليت) شمس الدين(ويمـدح رجلا مجهـولا مستثمرا كنيته

لمن ظل عن نهج الرشاد ومن غوى ويا شمس دين أنت لازلت هاديا

: )4(قرن اسمه بهذا الوصف مصليا عليهيوفي مدحه للرسول صلى االله عليه وسلم،

إلى الرسول ذي السجايا الطاهرة حي صوب صلاة باهـــروننت

محمد الهادي النبي المنتـــقى أجل من خاف الإله واتقـــى

: )5(ويقول أيضا راجيا شفاعته يوم القيامة

شفيع الخلق خير الحامدينـا ونيل شفاعة الهادي المرجـي

اــيندتالكرام المهالصاحب على عليائه أزكى صلاة مـع

أما السبيل الثاني، فهو أن يتخذ المجيز رموزا لرسم صورة الهداية المنشودة في

: شخص ممدوحه، وفي الغالب تكون هذه الرموز مستوحاة من عناصر الطبيعية كرمز

النجم، الشهب، البدر، الشمس وهي كلها رموز تدل على الهداية في ليل الظلمات إذ يقول

: )6(ته ليحيى المحاسنيفي مطلع إجاز

دمشق ذات الماء غير الآسن أحمد من زيـن بالمحاســن

بأفقها السامي مدى الأحيـان وأطلع النجوم من أعيـــان

.81: الرحلة المقري، -1 .81: ر نفسهدالمص المقري، -2 .132: المصدر نفسه المقري، -3 ..163: المصدر نفسه المقري، -4 .163: المصدر نفسه المقري، -5 .83: المصدر نفسه المقري، -6

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

73

:)1(يقول أيضا) النجوم(وبنفس الرمز، أي

فأشرقت بالحفظ والتبيــن ـن وزان منهم سماء الديـ

تدي رجــــومعوأنها للم فهم بها للمهتدي نجـــوم

الحمد الله الذي أطلع في ": وتكرر ذكر الشهاب، في الإجازات النثرية، في قول

ضافة إلى رفعة ممدوحه هو شهاب متوقد يهدي الناس الا، فب)2("سماء الرواية شهابا

أحمد من أيد بالرواية قوما أزاحوا غيهب ": بعلمه، ويزيح ظلمات الجهل في قوله

أحمد من أيد بالرواية، صدور قوم جانبوا الغواية، وخص "، وقوله أيضا، )3("غوايةال

على نبي أذهب الظلاما، بما أفاض االله ... بالإسناد أهل الصدق من الأئمة هداة الخلق

بعث من الشمس أو الشهاب إن فالنور سواء ،)4("من أنواره مع نجود الكون مع أنواره

.في ليل الظلمات أو النجم، هو هداية للناس

يعد تقصي الموتيفات والمونيمات التي كانت المواد الأولية لانبناء موضوعة

بحيث قمنا بدراسة جزئياتها وحوافزها الملحة في الخطاب، معتبرين أنها تيمة الإطراء

وإلى ثلاث حوافز )) ص(المجاز، العلماء، الرسول (أساسية نشطت إلى ثلاث جزئيات

، ألفيناها تتميز بحقيقتين، الحقيقة الأولى أنها تقوم على المشابهة )الهدايةالعلو، التفوق، (

والاستحضار من خلال توظيف مختلف الصور البلاغية، وقد تقوم على الحقيقة التي

.يتطابق فيها الاسم على مسماه بحيث لا تقبل زيادة ولا نقصان

دح الآخر من خلال وبين هذا وذاك، تقف موضوعة الإطراء على المبالغة في م

التكثيف المستمر لصيغ المبالغة وحشوها وتكرارها عبر النصوص، وتراص الأوصاف

والنعوت التي تخص الممدوح، وهي مبالغة عرفية دأب عليها صناع الإجازة على

.العموم

.83: المقري، الرحلة -1 .440/،2نفح الطيب، ج المقري، -2 .121 : المقري، الرحلة -3 .77: المقري ، المصدر نفسه -4

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

74

:موضوعة الحنين :ثانيا

غ رقيه الحضاري الحنين ظاهرة إنسانية عامة لايستطيع المرء التخلي عنها مهما بل

، ولقد تغنى الشعر العربي قديمه وحديثه بموضوعة )1(وتطوره المادي وسموه الروحي

فردية حتى أصبحت تقليدا من تقاليدها لاتعبر عن تجربة وجدانية.الحنين إلى الأوطان

)2( .فحسب بل جماعية أيضا

عاش متنقلا بين حواضر علمية –كغيره من العلماء –الشاعر المجيز أنوبما

مغربية ومشرقية ،بعيدا عن الوطن والأهل والجيرة والصحاب، ألفينا موضوعة الحنين

عنده كثيرة الدوران في قصائده ونثره بصفة عامة ،كأن يقول مثلا في حنينه لبلاد الشام

)3( :بعد مغادرته لها

ـرالشوق يستـعـبفإن قلبي ر ياجيرة الشام هل من نحوكم خب

ما لذ للعين لا نوم ولا سـهـر م ـــبعدت عنكم فلا واالله بعدك

بقربكم كادت الأحشاء تنفــطر إذا تذكرت أوقاتا نأت ومضـــت

د إجازات أحموغير بعيد عن هذا ،وجدنا الإجازات تتضمن لهذه الموضوعة ذالك أن

المقري كشعره وككتاباته وجه من وجوه التعبير المخلص عن نفسه الداخليـة وشـعوره

.الخاص ووجه من وجوه نقله للواقع

إلى أن هذه الموضوعة وإن كانت مستمدة من حقل موضوعات لكن يبقى أن نشير

الشعر العربي تتعدل موضوعاتيا لأن الحنين في الإجازة هو حنين خاص لوطن خاص

)4( :في مطلع إجازته لتونسي قول المقري ي

راــأضاءه فأذكى الشوق في كبدي جم أرقت لبرق شمت من جانب الحضرا

للمعهد الذكــرى قتثير جوى المشتا ماد القــديم وطالــني العهوأذكر

ـبراصــك اللمتيمهم هيمان لم يم ادرواـاعنين وغضولم أنسى عهد ال

راـبها باالله لا تكثر الزجق ــترف وامر ـضان وهي ـفيا زاجر الأضغ

.24: الحنين إلى الوطن في الأدب العربي، حتى نهاية العصر الأموي: محمد إبراهيم حور -1 .90: الرؤيا و التشكيل: مختار حبار، شعر أبي مدين التلمساني -2 .19:ابه نفح الطيبمحمد بن عبد الكريم، المقري و كت -3 .154: المقري، الرحلة -4

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

75

على العهـد ،تتفجر منه دلالة العذاب والتحسر ) أرقت(يتصدر هذا الخطاب الفعل

القديم الذي قضاه الشاعر برفقة أصدقائه بأرض تونس الخضرا وفي هـذا السـياق أي

هو في نظر "وضوعة تشكيل طللي باعتبار أن الطلل سياق التحسر يطفو على تشكيل الم

." البعض هو حنين إلى الوطن في أصله )1(

إننا لنلمس الحنين الصادق ،المنفعل بمعاناة تجربة الغربة عند العلماء الجزائريين

المهاجرين ومن الطبيعي أن يحن العالم إلى مجالس دروسه وإلى أصدقائه ،كمـا يحـق

ق لبرقية التونسي التي أضاءت نار شوقه كما يضئ برق الطبيعة الأرض للمقري أن يأر

:على الزمن الماضي بقوله وهذا البرق جعله يتحسر

ا سـرا ـان تعاقبهــدهر أشجول رةـاني كثيـري والأمـيا ليث شع

ذراي بحـق الخـليل بها نــفاقض هل من الزمن الماضي بتونس راجع

اة راقت منظـرا وذكت نشرا ـبمغن ةـولم أنـس تـاج العـارفين وليل

ضراخوحيد أولى التـقوى بتونس ال مد الرضى ـعميد ذوي العلـياء مح

وى شعراـن عـنده قد حـى مـأت اب ـومما شاجني والبلابل جمة خط

المجاز ،كما تتحسر على الزمن ) الآخر(يزة إلى جالم) الأنا(في هذا المقطع ، تحن

.الماضي وتتمنى رجوعه ليقضي المقري بعض الأوقات الجميلة معه

وتأسيسا على ما تقدم ، يتضح لنا أن المقري في إجازته ،لايحن في الغالـب إلـى

أصدقاء وطن العلم والحواضر العلمية ،بما أنه يتحسر على ساعات المناظرات ومجالس

.العلماء

تتشظى إلى مجموعة من الموتيفات فموضوعة الحنين في الإجازة هي موضوعة

:المخطط الآتي كما هو ظاهر في

. 52:الحنين إلى الوطن في الأدب العربي: محمد إبراهيم حور -1

ل ـإلى الأه والأصحاب

الجميلة الذكريات الدروس إلى العلماء الحواضر العلمية الوطن والمناظرات

الحنين الي الوطن

يتعدل

الحنين في الرحلة

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

76

إن هذه المقارنة تكشف لنا عن طبيعة موضوعة الحنين في الإجازة الفنية عند أحمد

الحنين إليها ،فإننا المقري ،وإذا انتقلنا إلى عرض نموذج آخر مفعم بالذكريات و

:سنحصل على نفس النتائج التي توصلنا إليها حيث تتعدل هذه الموضوعة في قوله نثرا

ه والحديث والكلام وغيرها الفقإذ كان دام طيب الأنفاس حضر ما أمليته بفاس في ... "

مـوع م والأمن والتخويف لايسام والشـمل مج من جملة أعلام حيث الزمان ثغره بسا

الإله نافع السحاب معاهد الإخوان سقىالهنا صادحة والعيش واضح السنى ،وأطيار

)1( "...والصحاب

الشاعر وهو بصدد ذكر برنامج من زمن آني يعايشه ففي هذه البنية ينحرف الزمن

الدراسة الذي حضره المستجيز إلى زمن غائب وهو زمن وجوده بالمغرب، وهو في

أيام تدريسه للفقه والحديث وعلم الكلام معبرا من خلاله تعبيره هذا يصف الأحوال هناك

.على فراق أحبته وشوقه إليهم

:الموضوعة الوظيفية: ثالث

ب الذي تنقله الوظيفية ينبغي أن يفهم منه مضمون الخطاالحديث عن الموضوعة

اللغة في استعمالها العادي بين مجيز ومجاز، حيث يباشر هذا الخطاب لموضوعة

باعتبارها سلوك علمي قوامه التصريح بالإذن المتعلق بالرواية مع ذكر للطلب الإجازة

.لمقدم وتمهيد بذكر فضل العلم والعلماءا

ن الإجازات تتوالد من حقل دلالي مشترك فتتشابه، يستمد أه يبدو واضحا ولعل

تخدام العلماء عناصر إنشائه من حقل ثقافي واحد ذو شقان، الشق الأول منه متمثل في اس

.موضوعات تدور في حقل الشعر العربي، كموضوعة الإطراء وموضوعة الحنين

أما الشق الثاني فموضوعي علمي متمثل في استخدام الموضوعة الوظيفية والتي

تشكل لحمة الإجازة العلمية والفنية على السواء، وتستخدم لذلك معجما إجازيا وظيفيا لا

.شهادة علميةيترك مجلا للشك أن النظم أو لنثر

.171،172: ، الرحلةالمقري -1

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

77

الموضوعات السالفة اإلى مجموع ما كتبه المقري من إجازات، لألفين اوإذا جئن

الذكر تنتظم بجنب الموضوعة الوظيفية، من حيث إن الأولى أدبية والثانية صريحة

تتميز بلغتها الوظيفية المباشرة الممزوجة ببعض الصور البلاغية التقليدية، كأن يجيز

: )1(له هدا اسمه عبد المنعم قائلاالمقري في مقطعه ز

ع رواياتي إجازة إطـــلاقـجمي الراضي د أجزتك عبد المنعم الزاه

غرب ذكرهم في الورى باقأشياخ وكل الذي أرويه عمن لقيته مــن

قلاـــائس أعــوإن لم تكن نف مع تأليف صغتهـــاونظم ونثر

س في العلم بالـــراقـوفكري لي ن أجيزبأن أجاز فكيف أ ولست أهلا

و مع حسن ارفـــاقـالله جل العف وقد خطه المقري أحمد يرتجى من

ا خيرة الصمد الــواقـشفيع البراي أزكى تحيات إلى خير مرســـل

ة ذات أشـــــواقـبأفنانها قمري مع الآل والأصحاب ما سجعت ضحى

ي لزاهد اسمه عبد المنعم أن يروي عنه ما رواه عن ففي هذا المقطع، يأذن المقر

شيوخه من المغرب، وكل نظم أو نثر أو تآليف صاغها، ثم يكتب له بذلك دون ذكر

.التاريخ والبلد

الذي يتكرر بنفس الطريقة في مقطعات - وعلى الرغم من وظيفية هذا النموذج،

لتي جاءت في الإجازات فإنه لا يقدم صورة كاملة عن الموضوعة الوظيفية ا -أخرى

المنظومة والمنثورة المكتملة البناء، بحيث تشكلت في الغالب من تمهيد كان فحواه ذكر

يرا إجازة العالم بتوثيق أو خلفضل العلم والعلماء، ثم ذكر للطلب المقدم من المستجيز وأ

.بدونه

ة وبذلك نجد أن الموضوعة الوظيفية تتشظى وتتفرع عنها ثلاث عناصر أساسي

مترابطة دلاليا، حيث تشكل العنصر الكلي المهيمن على معاني الموضوع الذي أنتجه

.فضل العلم والعلماء، الاستجازة والإجازة: المجيز وهي

.175المقري، الرحلة، -1

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

78

:فضل العلم والعلماء -أ

يؤكد الخطاب الإجازي في كل مرة، على تلك المواضعة الجماعية والمهيمنة

عناصر تقليدية لا يمكن الاستغناء عنها عند كتابة الإذن للعلماء الجزائريين الذين التزموا ب

.المتعلق برواية مختلف العلوم

وإن من أهم تلك العناصر التي يلح ظهورها عبر نصوص الإجازات ما وسمناه

بحيث يبقى ثابتا لدينا أن الغرض من هذه التشكيلات عند العلماء هو "فضل العلم" بـ

ه كتاب الإجازة ولعهد طويل، وكمثال على ذلك نسوق مجرد تقليد علمي يسير على حذو

هذا النموذج وهو مقتطع من إجازة كتبها الشيخ عيسى الثعالبي للشيخ محمد العيثاوي

فإن كمال ": أما بعد: الدمشقي، قائلا في فضل العلم نثرا بعد الحمدلة والصلاة على النبي

كاملة في إتباع السنة، والاستضاءة غارب السيادة ال ءالسعادة العاجلة والآجلة، وامتطا

جتناء من الإ بأنوارها، والتملي بحقائقها وأسرارها، والتورد من مناهلها العذبة، و

ولولا كان ... ثمارها الرطبة، وإعمار القلب والقالب في نظم الفرائد من مسانيدها

الإسناد للشريعة هو المعراج الموصل لأصولها، والمعيار المعرب عن صحيحها

ما شاء 1( ..."ومعلولها، إذ لو لا الإسناد لقال من شاء(.

مدح المستجيز، ينتقل إلى في ففي هذا النموذج، وبعد إفاضة الشيخ المجيز

، ويتحدث عن فضل علم الحديث وعن ضرورة "أما بعد"المضمون مستعملا أداة الانتقال

ه مستعينا بما قاله الإمام التعمق في دراسته، ثم يسترسل في الحديث عن الإسناد وأهميت

لولا الإسناد لقال من شاء ما ": مسلم في باب بيان أن الإسناد من الدين في قوله

2("شاء(.

وبنفس البناء والمعنى ألفينا الشيخ أحمد المقري في إجازة للشيخ أحمد بن القاضي،

: )3(بعد الحمدلة والصلاة على النبي

، 335: م للشيخ الدمشقي وهي ضمن مجموع رقم1604/هـ1075هذه الإجازة كتبها الشيخ عيسى الثعالبي سنة -1

.179: الإجازة العلمية في الجزائر العثمانية: لزغم فوزية: أنظر: طلح الحديث، دار الكتب المصريةمص .12": بيان أن الإسناد من الدين"الإمام مسلم، صحيح مسلم، باب -2 .71 :المقري، الرحلة -3

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

79

نومن يكن قد زا ,كمن لايدري ن يدريفالعلم شريف القدر، وليس م: وبعد"

خصيصة خصت بها ,ي الأمةد، فقد حوى بذاك أشتات الأمل، وإن الإسناد لها علما بعم

...".ونعمه، لو لم يكن لقال كل من شاء ما شاء، فأعرف أصله والمنشأ

وإذا ما عدنا إلى هذا العنصر الوظيفي في المنظومات، فإننا نلفيه يبتغي إلى جانب

ليد هدفا فنيا، بسبب ما يضفيه عليه صاحبه من تلاوين مختلفة للصور الجميلة إلى التق

: )1(جانب الإيقاع كقوله لأحمد بن شاهين مجيزا

ها يأوي لظـل وارفمن أم وبعد فالعلوم والعــــوارف

لأنها أفنانها تنوعـــــت وروضة أزهارها تضوعــت

اك أمر ماله سبيــــلإذ ذ وليس يحتاط بها نبيـــــل

هدى وخيرا جل عن تبيــن وإن في علم أصول ديــــن

به وكل ما سواه فــــرع لأنه أصل يعم النفــــــع

يشيد المجيز في هذا المقطع التمهيدي بفضل علم أصول الدين، مشبها العلوم

تتفرع إلى بالروضة التي تحوي الأزهار الجميلة والمتنوعة، كذلك العلوم والعوارف

.تخصصات كثيرة ومتنوعة

الوفي ذكره لفضل العلوم والتي من أهمها علم الإسناد، يتخلص المقري في استرس

خذإلى ذكر فضل العالم الذي تحرى نيل هذا العلم، وهو العالم المجاز نفسه، وبالتالي يت

:)2(هذا العنصر مظهر المدح كقوله

حزح الغوايـــةوسيلة تز فالإسناد للروايــة : وبعد

مـــةغبه امتنانا وأزال ال واالله قد خص هذى الأمـة

المنشأما شاءه فهو بحق ءهذا ولولا ذاك قال من شا

را ــغ ومن يسبق للعلوم إن من جملة من تحـرى

ل الممجد الأريــبـــالواص الفاضل المسدد النجيــب

لعالم الحبر الوليام اـــابن الإم محمد سليل ذي المجد علي

ون هضبة الوقـارـــطود السك عمر الشيخ الشهير القاري

.168: المصدر نفسه المقري، -1 .441: 2المقري، نفح الطيب، ج -2

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

80

سامـي عزلا زال محفوفا ب شيخ الشيوخ في دمشق الشام

إن التخلص من عنصر فضل العلم إلى مدح الشيخ القاري، كما يبدو في هذا

وبذلك يكون المقطع من إجازته له، ما هو إلا سبيل للوصول إلى ذكر استجازة العالم له

.ستجازةالإ: المشكل للموضوعة الوظيفية هوالعنصر الثاني

وإذا عدنا إلى هذه الموضوعة عند المقري، فإننا نلفيها تبتغي إلى جانب ذلك، هدفا

)1(:فنيا بسبب ما يضفيه عليها من تعديلات عن طريق التلاوين المختلفة للصور كقوله

ن لا يدريـيدري كموليس من فالعلم عظيم القـــــدر

ل علم مجــــديـمنوطة نبي ولم تزل همة أهل المجــد

ظلاله وريقـــــــه لأنه الشريفــة ومنه علم السنة

إن الملاحظة الأولى التي تطالعنا بها هذه الموضوعة، هي أن المجيز يذكر فضل

علم السنة الشريفة لأن الإجازة العلم الذي أجاز به مستجيزه، ففي هذا المثل يذكر فضل

.في الحديث الشريف

تجمع ما بين التقرير -إضافة إلى كونها تقليد علمي –كما أن هذه الموضوعة

:2والوصف بحيث يوظف فيها المقري أجمل التشابيه

من أمها يأوي لظـل وارف فالعلوم والعــــوارف

تلأنها أفنانها تنوعـــــ وروضة أزهارها تضوعت

وخيرا جل عن تبيــن هدى ديـن وإن في علم أصول

يشبه المقري العلوم بالروضة التي تحوي لمحاسنيففي هذا المقطع في إجازته ل

الأزهار الجميلة والمتنوعة، كذلك العلوم والعوارف تتفرع إلى تخصصات كثيرة

.ومختلفة

ا هذه الموضوعة عن بالإضافة إلى الدلالة المعجمية البسيطة التي تعبر بهو

محتواها فإنها كما رأينا تكسب إلى جانبها صورا بلاغية جميلة وهي موضوعة يتكرر

.دورانها في المنظومات والإجازات النثرية، وتكاد لا تظهر في القصائد الإجازية

:ستجازة الإ

.167-164: الرحلةالمقري، -1 .167- 164: المقري، الرحلة - 2

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

81

العلماء استدعاء يقدمه الطالب إلى شيخه أو العالم إلى الإستجازة في اصطلاح

ستدعاء أمرا إجازاته، ويصبح الرد على ذلك الإ نتشرتاه العالم الذي ذاع صيته وصديق

واجبا بعد تردد تقليدي، فهي تعد تقليدا شائعا من بين التقاليد المعروفة في منح

.الإجازات

ستجازة موضوع الدراسة هو الوحدة الدالة على الطلب المقدم من أما عنصر الإ

، وهي كما تبدو من حيث نسقها ذات مدلول تقليدي أيضا، العالم المستجيز إلى المجاز

بحيث تقوم هذه البنية اللسانية على دلالة ذكر المجيز للطلب الذي قدمه له المستجيز،

)1(:كأن يقول المقري في إجارته لمحمد بن يوسف التاملي المراكشي

تعطرت الأرجاء من نشره عرفـا بعثتم بطرس بل بزهر مـؤرج

الملبس الأضـــــفى همن عز على الاله وألبسـكــموأملتم أ

ألم تعلموا أن السلامة في الأعفـا من القاصر الباع الجهول إجازة

أجيز ولكن الحقائق قد تخـــفى ولست بأهل أن أجاز فكيـف أن

فآونة تبدو وآونة تطــــــفى وأضواء فكري غيرتها حـوادث

لما سطرت يمناي في مثل ذا حرفا اءولولا رجائي منكم صالح الدع

دل والصــرفاـلعل إلهى يقبل الع ولكن بحكم كاضطرار أجبتكـم

تتخذ هذه البنية ظاهريا مظهر الترحيب بالاستجازة أي القصيدة التي بعثها

المراكشي للمقري، وهي في تشكيلها تضم عدة عناصر متتالية إذ تبتدئ بذكر الطلب

) ولست بأهل أن أجاز(يعتذر المجيز عن تلبية بحجة القصور ، ثم ...)بعثم بطرس(

.فكيف أن أجيز، ثم القبول وتقديم الإجازة بعد طلب الدعاء له

تخذ هذا العنصر مظهر الحنين، فتكتسي بعدا دراميا وحسا يوفي نموذج آخر

)2(:مأساويا، بقوله

راى من عنده قد حوى شعـــأت ومما شاجني والبلابل جمة خطـاب

من السحر الحــــلال بـه درا فجدد أشواقا وأذكر معهدا وأهـدى

ويطلب أمرا من إجازته أمـــرا يروم عن العبد الجهول روايـــة

.193: المقري، الرحلة -1 .154: المقري، الرحلة -2

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

82

فكان العجز عن ذاك بي أجـــرا ولست بأهل أن أجاز فكيف أن أجيز

ـراه قســــــيك بد من إجابت د رده فلــمعولكن رأيت الأمر بب

لما كتبت يمناي في طرسه سطـرا ولولا رجائي منه نفع دعائـــه

إن أول ما يطالعنا من خطاب هذا المقطع الاستجازي، أنه خطاب يجنح منذ البداية

إلى البعد الدرامي، إذ أن هذا الطلب سبب له العذاب والشجون لأنه ذكره بالأيام الجميلة

.التي عاشها بتونس الخضرا

عد الدرامي لا يقف عند هذه النقطة فقط، بل يظهر أيضا في ذلك التناقض لكن الب

الذي تجنح إليه الموضوعة في انبنائها، بين الاستطاعة وعدم الإستطاعة من خلال

...).كان العجز) (كيف أن أجيز...) (لست بأهل: (الدوال التالية

ذلك ما أسميته وبذلك تتنوع العوائق بتنوع الإجازات وتتخذ هذه البنية بسبب

بمظهر التواضع حيث يصف المجيز نفسه بكل أوصاف الجهل والقصور أمام مستجيزه

)1(:كقوله

لأنني بالخطأ والجهل متســم ولست أهلا لها واالله مطلـــع

)2(:في إجازة أخرى

فكري في العلم ليس بالــراق ولست بأهل أن أجاز فكيف أن أجيز

ذين المثالين يعتذر المقري عن تقديم الإجازة لأنه كما يرى يتصف من خلال ه

.بالجهل والخطأ وقلة المعرفة

وقد لا يكون الاعتذار بسبب الجهل، بل بسبب الأزمات والحوادث التي عاشها

)3(:فسببت له الحزن والقصور وأخرته عن الإجابة

وليس أخو جد كمن هو عابث فأنى يرى مثلي مجيزا لمثلكــم

ولكن كثيرا ما تعوق الحوادث وما كان تأخيري جوابكم عن قلى

)4(:ولنفس السبب يعتذر عن إجازة المراكشي في قوله

أجيز ولكن الحقائق قد تخفى ولست بأهل أن أجاز فكيف أن

.152: المصدر نفسه المقري، -1 175: المصدر نفسهالمقري، -2 .68: المقري، الرحلة -3 .193: المصدر نفسه المقري، -4

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

83

فآونة تبدو وآونة تطــفى وأضواء فكري غيرتها حوادث

، أي مظهر التواضع أمام المستجيز لا يقف عند هذا الحد، بل يعزز إن هذا المظهر

أثره الدرامي عن طريق الإقتباس من الشعر والأمثال العربية وهذا ما ورد في منظومته

)1(:الإجازية التي قدمها ليحي المحاسني

من نوء وعدي واقتضى إنجازه ـازة جوبعد ذا استمطر الإ

مع أنني لست بذي النجابـــة ابــــةفلم أجد بدا من الإج

منه ففي ذلك تصديق المثـــل وإن أكن أجبت أمرا يتمثــل

عنه ومن أهدى لصنعا وشــيا فيمن درى شيئا وغابت أشياء

أي نظم (إن الشاعر يحس بضعف نظمه وعلمه أمام نظم المحاسني لذلك فهو يشبه

وبنفس الفكرة والتصوير يقول ،ي وشيالذي لا يضاهيه أ ءبوشي صنعا) المحاسني

: المقري نثرا لخطيب الحرم

ة والأخذ عني، أمثله يطلب ذا من مثلي مع زوقد دعاه منه حسن الظن للإستجا"

عظيم جهلي، ولست أهلا أن أجاز فضلا عن أن أجيز من يحوز الخصلا وإن وقصوري

.)2(" ...أكن كمن إلى صنعا جلب وشيا

زة في هذا المقطع بحال الضعف والعجز والقصور محاولة لتزمت الأنا المجيإ

) أمثله يطلب ذا من مثلى(الاعتذار عن تلبية الطلب، فاستخدمت لذلك أسلوب التعجب

.أمكنه ذلك من تعزيز صورته الضعيفة أمام مستجيزه

عود إلى يصل إلى حالة التأزم ينطلق هذا العنصر من العجز والقصور، ويوبعد أن

ويقبل المجيز أن يقدم لمستجيزه الإذن في رواية العلوم مع طلب بسيط، هو الاستقرار،

: طلب الدعاء له كقوله في مجموعة من الإجازات

)3(منكم دعاء به الأحوال تلتئــم وأحمد المقري قد خط مرتجــيا

)4(الجواب القاصر البرء من جوى فإني قد أجبت راجيا لهذا اوما عد

.164: المصدر نفسهالمقري، -1 .90: صدر السابقالم المقري، -2 .152: المقري، الرحلة -3 .132: المصدر السابق المقري، -4

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

84

)1(االله جل العفو مع حسن إرفـاق مـن ىأحمد يرتج يالمقر خطوقد

)2(لأرض رامــه ةقيبتيسير الطر ـــي م لربـأل رغبة منكـسأو

ستجابة ينقسم في انبنائه إلى ثلاثة من خلال هذه الشواهد، يتجلى لنا أن عنصر الإ

لك ذكر الاستدعاء المقدم إليه، ثم تردد المجيز في الإجابة عن ذ: جزئيات وهي

.الاستدعاء وأخيرا القبول بغرض الدعاء للشيخ بكل أسباب الخير

يكون أساسه ذكر اعرفي اتقليدي ستجازة، يكتسي مدلولاكما يتجلى لنا أن عنصر الإ

الطلب، والتواضع أمام المستجيز، لكن هذا المدلول اكتسى قيمة جديدة عند المقري بعد

العنصر يبدو فنيا أكثر منه عرفيا، وهي أن أضفى عليه الصور الجميلة، مما جعل هذا

.ذات قصد تواصلي تشير إلى العلاقة الودية التي تجمع بين المجيز والمجاز

: الإذن -

الإقرار بالإذن، أهم عنصر وظيفي مشكل للموضوعة الوظيفية، إذ يمضي هذا

ا واز المجيز للمجاز بأن يروي مجالعنصر مرتكزا على بنية أساسية دالة، هي إذن و

:قرأه أو ما سمعه من شيخه كقوله لابن القاضي

فقد أجزت الشاب النجيب الأريب المحصل الشيخ أحمد بن القاضي شهاب الدين "

..... العجمي دامت معاليه، جميع ما تجوز لي وعني روايته بشرطه، وقد حضرني

لال المحلى على جمع الجوامع، وحضرني في المنطق جقطعة من شرح المحقق ال

لدنية، إذ جمعني وجملة من الأعلام بعض الدروس فيها، لوأجزته المواهب ا... رهوغي

.)3(" ...فليرو عني ذلك وغيره بشرطه

فكما هو جلي من النص أعلاه، أن هذا الإقرار تتفرع عنه عدة عناصر أساسية

ما ب اأخرى متواثرة عن المجيزين في برنامجهم العلمي مثل ذكر برامج الدراسة مذكر

ويلازم هذا الإذن أيضا، عناصر أساسية أخرى ،ه المجاز عليه، أو ما سمعه عنهقرأ

. السند المتصل بهذه الرواية وتاريخ ومكان تحريرها: وهي

.175: المصدر السابق المقري، -1 .175: المصدر السابق المقري، -2 .89: المقري، الرحلة -3

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

85

طريقة يعتذر فيها عن ذكره له لسلسلة : والمجيز في ذكره للسند يعتمد طريقتين

)1(:السند لأسباب عدة كقوله

ي كتبي أوردتهــاطالت وف ولي أسانيد يطول شرحها

:)2(ويقول أيضا في موضع آخر

والروضة الغناء يكفي نفحها د يطول شرحهايولي أسان

أما الطريقة الثانية، فهي أن يذكر المجيز سلسة العلماء الذين تتصل بهم روايته،

وهنا يذكر شيوخه مركزا على نشاطهم، ومجالسهم العلمية مبينا المواد والمصنفات التي

)3(:ادحا لهمتدرس، م

بأشياء من مطلوبكم تثلج الصـدرا وفهرسة الشيخ ابن غازي كفيلة

أجازك إياها وأتبعها شكــــرا وللعبد فيها دمت غير روايــة

سعيد جزاه االله عن نفعنا أجــرا وأقر بها عن عمنا العالم الرضى

لأدرىكمثل ابن هارون إمامهـم ا عن أشياخه من أهل فاس جماعة

دروس ابن غازي الآية الكبــرى وقد لازم المذكور في الدهر حقبة

............................................................................

كثير وفي ذا الوقت لم يطق الحصرا وللعبد من أهل الفهارس مسنــد

هم سندا يجــرىورنتخصوصا لم وفي البعض ما يغنى أذكرها هنا

..............................................................................

ىعن التادلي بن أبي القاسم الأسـر ومروى زروق أخذت جميعــه

وحيد الورى زروق من ربح التجرا عن الشيخ خروفهم عن إمامــه

:)4(ى تاريخ ومكان الإجازة كقولهويتبع ذكر الفهرسة الختم المشتمل أحيانا عل

جل العون والفوز واليســــرا وكاتب هذا المقري مؤمل من االله

هجرة تتــرا تيثمان وألف من سن وفي صفر من عام عشرين بعدها

وقد وقع التصميم أن أركب البحرا وفي سوسة كان رقم برودهــا

.169: المقري، الرحلة -1 .2/441: المقري، نفح الطيب -2 .154: المقري، الرحلة -3 .144: الرحلة ،المقري -4

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

86

صوصا النظمية منها، كما ولم تحو كل الإجازات تاريخ ومكان تحريرها، وخ

.في الغالب مقترنة بعبارات الدعاء، أو عبارات القصور والتواضع كقوله يأتت

)1(لعون والبر واللطفاااالله جل هذا المقري مؤمل مـن تبوكا

)2(ـيصأجير يوم الأخذ بالنوا هذا المقري العاصــيخط و

ألفا لهجرة بياسين علـــت تـلـــتسنة سبعة وثلاثين

وتجدر الإشارة أن عنصر الإذن الذي ينتظم بجنب الموضوعات السالفة الذكر من

مدح وحنين، هو عنصر يتشكل في صور شعرية، ويقترن بالإطراء في كثير من

:)3(الإجازات، ومن تلك الصور، صورة الثغر المبتسم في إجازته للرشيدي

وثغره عن علوم الشرع مبتسم نتظــمهذا الكتاب به الأسلاك ت

وحد الدراكة الفهــمخلاله الأ فيه أجزت الرشيدي الذي بهرت

: )4(ويجيز الشيـخ في صورة بديعيـة أخرى، أحمد بن مسعود الرشيدي، قائلا له

لقد رق نظم راق بالسحر نافـث أما وعلوم أنتجتها المباحــــث

سريعا إلى العليا وفي الناس رائث لعالم أهل العصر أحمد من غــدا

.ففي هذه الصورة يقدم المجيز نظما مثل السحر، يأذن له فيه كل ما تجوز عنه

لكن هذه الصور تتضائل حين نصل إلى المنظومات والإجازات النثرية، والتي يتم

فيها التصريح بذلك الإذن بواسطة الموضوع الأصيل، وهو السماح برواية ما رواه

:)5(عن شيوخه المقري

إياه بالشرط وما جمعتــــه فليرو عني كل ما أسمعتـــه

من الفنون نظمها والنثــــر مع القصور راجيا الأجـــر

والنعل ذات المدح العديـــدة كهذه العقيدة السديـــــدة

من خص بالإسراء والإمامــة كذلك ما ألفت في عمامـــة

.193: المصدر نفسه المقري، -1 .167: المصدر نفسه المقري،-2 .152: المصدر نفسه المقري، -3 .152: المصدر نفسهالمقري، -4 .2/426المقري، نفح الطيب، -5 168: المقري، الرحلة -

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

87

أسرار وفق وهو بالقصد وفـي ووالفقه والحديث والنحــــ

في هذه المنظومة التي اجتزأنا منها قوله، يأذن المقري لأحمد بن شاهين في رواية

... ذن له في رواية منظومته المسماة فتح المتعاليأكل ما سمعه من الفنون والعلوم و

.الحديث والنحو وكل ما ألفه في الفقه و

قة الوظيفية للإجازة التي تناولناها موضوعاتيا ينبغي أن نذكر أخيرا، بطبيعة الحقي

فضل العلم : ثلة في بحيث تعرضنا إلى عناصرها الوظيفية البانية للحمتها والمتم

ن هذه الوظيفية أستجازة وعنصر الإذن لرواية العلوم، مشيرين إلى والعلماء، الإ

المقري من خلال والمباشرة للخطاب، تسير إلى جنب الحقيقة الأدبية التي تميز إجازات

.غلبة موضوعة الإطراء على خطابه

الطريقة التي تمت بها عملية البناء استكشاف حاولنا في الصفحات السابقة، فقد

الموضوعاتي في الخطاب الإجازي عند المقري من خلال نماذجه المتوفرة، فألفيناها

الإجازي تدور ضمن طقوس جماعية تؤديها مواضعة ملازمة ومهيمنة، جعلت للنص

:خصائص موضوعاتية أهمها أنها تنقسم إلى قسمين

موضوعات تفتح بابا واسعا على عالم جمالي، وتدور في فلك موضوعات -1

.موضوعة الإطراء وموضوعة الحنين: الشعر العربي وهي

موضوعات موجودة تعبر عنها اللغة وهي في مستوى تأديتها لوظيفتها -2

جسد من خلال تأديتها لمحتوى شهادة علمية يكون طرفاها الخطابية المباشرة، التي تت

.ز، وهي الموضوعة الوظيفيةامجيز ومج

م لموضوعات الإجازة، وطلبنا العناصر اوإذا ما غادرنا هذا التصنيف الع -

البانية للحمتها ظل موضوعة، فإننا سنجد أن موضوعة الإطراء في تشظيها وانقسامها

.)ص(اء والرسول تشكلت من منح المجاز، العلم

ن أنيمات تربط بينها علاقة رحمية، إذ وى إلى مظينا هذه العناصر تتشفكما أل -

تهناذكر علو ورفعة مك: الإطراء الموجه للشخصيات المذكورة، لا ينفك يخرج عن إطار

.الممدوح، تفوقه وتفرده، هدايته للناس

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

88

في هذا الإطراء كما حددنا ملامح جديدة في تيمة المدح عنده، إذ ينطلق -

مستثمرا كل الإمكانات لصنع مشاهده، كاستثماره الإمكانات البلاغية المختلفة واستثماره

لغة الطبيعة في هذا انتشارمحورا فنيا تدور حوله دلالات الإطراء مع ) اسم المجاز(

.المدح

ن ولم تبلغ موضوعة الحنين، الهيمنة الموضوعاتية التي بلغتها موضوعة الإطراء، لك

لاحظنا تكرارها في مجموعة من الإجازات وحضور عناصرها المتشظية والمنقسمة

ر العلمية، الدروس ضالحنين إلى العلماء، الحوا: عنها، إذ تشظت هذه الموضوعة إلى

.والمناضرات

هو حنين يصاحبه الحديث عن الجو العلمي، ومكانة الحواضر العلمية هذا الحنين

عن يعبر عن نفسه فقط، بل لا في نفس المجيز، والذي) كدمشق، والمغرب، وتونس(

.غتراب من أجل العلم والمعرفةمجتمع علمي بكامله عرف الإ

أما الموضوعة الوظيفية التي تشكل لحمة الإجازة العلمية، تستخدم في ذلك معجما

إجازيا وظيفيا، لا يترك مجالا للشك أن النظم أو النثر شهادة علمية طرفاها مجيز

.ستجازة، والإذنالعلماء، الإفضل العلم و: ز، وذلك عند حضور العناصر التاليةومجا

وتتخذ كل من هذه العناصر مظاهر كثيرة وتلاوين مختلفة، إذ يقوم المجيز في

.الإجازات المنظومة بإدخال بعض الصور البلاغية عليها

العربي وعلى الرغم مما أشرنا إليه من توظيف الإجازة لعناصر الحقل الشعري

عن طريق حضور موضوعات هذا الحقل في الخطاب الإجازي إلا أن طبيعة هذه

بموجبها النص الى أيقونات يستحيل"الموضوعات داخل السياق لا ترقى إلى أن تكون

، لأنها في الغالب دالة على نفسها، ذات مدلول عرفي وتقليدي دأب عليه )1("شيء أخر

مواهبهم الأدبية والبلاغية، تكتفي بالدوران في فلك صناع الإجازة من خلال استعراض

.موضوعات وأساليب الشعر العربي

.59-58: مختار حبار، شعر أبي مدين التلمساني، الرؤيا والتشكيل: ينظر -1

التشكيل الموضوعاتي الفصل الثاني

89

كما لا تنزل هذه الموضوعات لأن تكون مجرد مضامين لشهادة علمية لما تحويه

من خاصية الانفتاح المستمر التي يضفيها المجيز على نصوصه عن طريق التصوير

.والتلوين المستمر لها

تمهيد -

أسلوب التداعي: أولا

أسلوب التناص : ثانيا

أسلوب التقابل : ثالثا

أسلوب المبالغة في الإطراء : رابعا

أسلوب الإغراق في البديع في الإجازات المنثور: خامسا

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

90

:تمهيد

الأولى : وظيفتين على أثبتت نصوص الإجازات على الدوام، أنها خطاب قائم

لخطاب بوصفه وثيقة علمية تاريخية، تقريرية تتعلق بتلك الحقائق التي يقدمها هذا ا

.ينص فيها على العلم الذي تمت فيه الإجازة

مفتوح يستدعي أثر "فنية تقدم فيها الإجازة نفسها على أنها إبداع وفأما الثانية

، بحيث تستحيل بفضل ذلك )1( "على ثرائه االتأويلات العديدة ويتقبلها فيزداد بها ثراء

.، و هذا الجمالي هو الذي خصصنا له هذا الفصلإلى نوع من الأثر الجمالي

ير المباشر بوعلى العموم فقد أرادت معاني الإجازة عند المقري أن تضع التع

الملتوي والصور الجمالية وسيلة لإبراز شاعريتها المتجددة في جانبا، وأخذت التعبير

كامنة فيها إلى امرة تنحرف فيها عن أصل الكلام، فأصبحت العناصر الفنية أجزاء كل

.جانب العناصر الوظيفية التي تشكلها

وتأسيسا على ما تقدم، يأتي التناول الأسلوبي للإجازة، على ما ينصب في هذا

التعبير الملتوي يتحول في بعض "تواء وعدول عن أصل الكلام، ذلك أن الخطاب من إل

أنماط السياقات إلى تعبير يعتبر وجوده مسألة ضرورية، بحيث أن الاستعمال العادي

، إذ تميل هذه )2("للغة قصد إثارة الدلالة نفسها يحرم السياق من الكثير مما يريد تبليغه

المعدل، اللغوي الاستعمال عليها على مستوى الإجازات إلى خرق القواعد المتعارف

بالصبغة جازات فنية تصطبغوتنزاح بفضل ذلك من كونها إجازات علمية، إلى كونها إ

.الأدبية

ويمكن تبيان ظواهر الأسلوب فيها بالنظر إلى تلك المواضع وتحديد أهم

وب التناصــأسل و يـمثل في أسلوب التداعتها توالتي ألفينا أهم ،الأساليب المهيمنة

المبالغة في الإطراء و تطرقنا في الأخير إلى الإغراق في البديع في التقابل، أسلوبو

.الإجازات النثرية

.75: حسين الواد، في مناهج الدراسات الأدبية -1 .30:عبد االله راجع القصيدة المغربية المعاصرة، بنية الشهادة والاستشهاد -2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

91

:أسلوب التداعي: أولا

وي مفهوم التداعي تحت جملة من النظريات النفسية والمفاهيم الفلسفية فهو ينض

تداعت الأحوال : ، تقولتعاقب الظواهر النفسية أو على حدوثها معا "يطلق على

.)1( "النفسية إذا دعا بعضها بعضا، أو إذا حدثت معا

ارتباط معنى بمعنى آخر، أو عندما يشير معنى ما "ويستخدم عند التحدث عن

.)2( "معنى آخر سبق أن ارتبط بالأول أثناء التجارب السابقة إلى

الإبداع الأدبي وأصبح ثم انتقل هذا المفهوم من مجال علم النفس إلى مجال

و الداخلي للعملية الإبداعية ويعرب عما في داخل الذات المبدعة اتجاه بالج"يرتبط

فالشاعر أو الفنان يختزن صوره وأفكاره بطريقة لا واعية ثم تغوص ،)3( "الموضوع

.هذه الأفكار في العقل الباطن حتى تحين اللحظة المناسبة عندما تتأثر بأحد الحوافز

وإذا كان التراث النقدي البلاغي، لا يحوي إلا النزر اليسير حول هذا المفهوم،

إلا أننا وجدنا أن هناك من أدرك أن عملية الإبداع الفني ليست عملية مفاجئة عند

: بعض فيحدث ما سمي عندهمإلى يرا ما تتشابه المعاني وتقوم بعضها ثالشاعر، فك

.ستطرادوالا، التفريع بالتوارد، التخاطر

داعي في البلاغة العربية و الحقيقة أننا لم نعثر صراحة على مصطلح الت

القديمة، و لكننا توجسنا في الاستطراد بوصفه نوعا من أنواع الفصاحة شكل قديم

أخذ المتكلم في معنى، فبینما یمر فیھ "لأسلوب التداعي، فقد شرحه أهل البلاغة بأنه

.)4("ول سببا لھ یأخذ في معنى آخر و قد جعل الأ

یعمد على تحریك الذھن من فكرة إلى و بھذا یلتقي الاستطراد مع التداعي في كونھ

أما السبب الذي یجعل ھذه المعاني تتبع بعضھا البعض ھو فكرة أو من معنى إلى معنى

.الحافز على عملیة الاستطراد أو محرك عملیة التداعي

.264/ 1:جميل صليبا، المعجم الفلسفي -1 .186-185: المعجم الفلسفي: د وهبةمرا -2 .المقدمة: اسطنبول الناصر، تداعي الوعي في الشعر الجاهلي، بحث مقدم لنيل درجة الماجستير جامعة وهران -3 .30:الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة -4

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

92

و ھو أن یصف ": قائلاجني في منھاجھ التفریع الذي عرفھ القرطا ولقد وجدنا

ة ـــأو متشابھبوصفھ بصفة مماثلة، ت إلى شيء آخر ـــــالشاعر شیئا بوصف ما، ثم یلتف

أو مخالفة، لما وصف بھ الأول، فیتدرج من أحدھما إلى الآخر و یستطرد بھ إلیھ على

ضح بعض یوطریق من طرق التداعي لأنھ ، )1("...التفاتجھة تشبیھ أو مفاضلة أو

تداعي لا یعني بالضرورة الأسس التي یقوم علیھا مفھوم التداعي و إن كان التفریع

، و لكنھ یتقاطع مع مفھوم التداعي الأفكار بقدر ما ھو تفریع الفكرة الأساسیة إلى أجزاء

یحرك الذھن من فكرة إلى فكرة أن للتداعي قانونا "الدراسات المعاصرة التي ترى في

.)2("بھ و التضادبعلاقات التشا

و لھذا التناول في البلاغة العربیة أھمیة كبرى في رصد مفھوم التداعي، فھو

، كالانتقال من معنى إلى معنى یوضح أھم الأسس التي تقوم علیھا عملیة الإبداع الفني

، مع وجود الحافز على التشابھ و التضادعلاقات عن طریق مجموعة من ،آخر متصل بھ

ا ــفنیرا ـعنصعملیة التداعي ل ھذه العناصر مجتمعة تجعل ـــ، كيـالتداع راد أوــالاستط

العمل الأدبي بنیة فنیة محبوكة الأطراف، كما ما یؤدي إلى جعل لھ من النفوذ و أسلوبیا

ى الموجودات ـأتي من خلال ما تضفیھ الذات المبدعة علــر عملیة التصویر التي تــــیفس

.و المشاھد

كبيرا ااهتمامإلى مجموع الإجازات، فإننا نجد كاتبها قد أولى وإذا ما رجعنا

لانفعالاته وعواطفه سواء بشكل مباشر أو عن طريق التداعي والذي شكل أسلوبا

.أساسيا ومهيمنا في كتاباته بشكل عام وفي إجازاته بشكل خاص

عي وبرصد بعض مفاهيم التداعي، يتحدد الإطار العام لمفهوم بنية أسلوب التدا

ذلك أن هذا الأسلوب بصورته الأساسية ،التي أريد أن أتناولها في نصوص الإجازات

تتحدد من خلال رصد دالات لغوية متشابهة أو متضادة ولذلك قسمنا التداعي إلى

.تداعي سياقي، وتداعي نسقي: قسمين

.58:حازم القرطاجني، منهاج البلغاء و سراج الأدباء - 1 .124: نقد الأدبي الحديثاحمد كمال زكي، ال - 2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

93

:التداعي السياقي . أ

دعاء وهو تداع يحصل لأي شخص وينهض على عملية التذكر والاست

وبعبارة ...بالعثور على معادل موضوعي "وذلك ،واستحضار محمولات من الماضي

أخرى العثور على مجموعة أشياء، على موقف، على سلسلة من الأحداث تكون هي

هذا المعادل الموضوعي هو ما ينتقل ، )1("الصيغة التي توضع فيها تلك العاطفة

النص، فما يحصل للخطاب اتساقعلى بالتداعي الوظيفي إلى تداع بنيوي وهو يعمل

متواصل لمجموعة من المتشابهات أو المتناقضات في أثناء هذه العملية هو استحضار

ليس داخلا معزولا عن خارجه، و الخارج هو "السياق،لأن النص و كما يعرف

.)2("حضور في النص ينهض به عالما مستقلا

قامت على د مستويات متداعية تكشف عن وجوفي السياق " الخارج"و قراءة هذا

، منها حوافز عاطفية و أخرى فنية، و لذلك ستجري الاستحضار بفض حوافز عديدة

.تداعي الأعلام التداعي التيماتي،: ينقراءتنا لهذا التداعي في مستوي

ينهض التداعي التيماتي على استحضار مجموعة من :التداعي التيماتي -1

التي هي الإذن في الموضوعة العلمية الأساسية التي لا تمت بصلة إلىالموضوعات

.رواية العلوم

استمدها فقد رأينا سابقا أن لحمة الإجازة عند المقري تشكلت من تيمات متنوعة

جازاته في فلك أغراض هذا الشعر، إالشيخ المجيز من الشعر العربي، بحيث تحركت

.المشكلة لنسيج هذا الخطاب البنىو برزت مشاهدها في

، أو الإطراء ليس حضورا عاديا في ضور موضوعة الطلل مثلا، أو الحنينفح

العدول عن و إنما هو حضور يفسر كان عليه أن يلتزم بالتقريرية و المباشرة، خطاب

و معيار السياق من خلال استحضار هذه الموضوعات عن طريق الحوافز الشعورية،

ترجمة إحسان : إليوت الشاعر. ماتيس ت: ، نقلا عن30:اسطنبول الناصر، تداعي الوعي في الشعر الجاهلي -1

.النقد ، تر إحسان عباس133- 132: عباس .12:يمنى العيد، في معرفة النص: انظر - 2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

94

عن اج العرفين التونسي و هو يجيبه في إجازة الشيخ المقري لتفماذا يفعل الطلل إلا

)1( :استجارة بعثها إليه من تونس

أضاء فأذكى الشوق في كبدي حمرا أرقت لبرق شمت من جانب الخضرا

تثير جوى المشتاق للمعهد الذكـرى واذكرني العهد القديم وطالــــما

ـرامتيمهم هيماه لم يملك الصبــ ولم أنس عهد الظاعنين وغــادروا

ترفق بها باالله لا تكثر الـــزجرا ان وهي ضوامــرـفيا زاجر الأظغ

وبلغ سلام الهائم المغرم المغــرى ي خير تحيـــةـوحي عريب الح

العين أجروه دموعا غدت حــمرا سكان العقيق فإنهم مـن ولا تنسى

خـــرىالمنحني من أضلع جرة أ فها باطني حل الغضا منه جيره وفي

وبان من الأحباب قد ألف القفــرا ب تعبده هـــوىــلك االله من ص

تنادوا فأبدى الوهم شخصهم فكـرا لان الوداد وجيــرةــرعى االله خ

وللدهر أشجان تعاقبها ســــرا ر والأماني كثيــرةــفيا ليت شع

ــذرافاقضي بحق الخليل بها نـ ونس راجعـن لماضي بتـهل الزم

يستجيزه، المقري من خلال هذه البرقية التي قدمها تاج العارفين إلى شيخه

طر في ذات الشاعر ية للعبور إلى عالمه الداخلي الحزين، تأوالتي اتخذها المقري مط

حس التداعي من تلك الردود الشعورية اتجاه حنينه إلى بلاد المغرب أولا ثم من خلال

.الطللية في الشعر الجاهلي الانجذاب الخفي للمقدمة

تكون ...) أذكر، لم أنس(فالقرينة الواردة في هذا السياق والمتمثلة في الفعلين

كما نرى العتبة الأولى لعملية التداعي والتي حولت بنية هذه المقدمة الإجازية إلى طلل

.)2( "تكافؤ ضدي أو ثنائية زمكانية بكل ما ينضوي عليه الطلل من توثر "

.153: المقري، الرحلة -1 .106: الأشياء، التحليل البنيوي لقصيدة الأطلال في الشعر الجاهليحسين البنا عز الدين، الكلمات و -2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

95

لية استحضار الطلل جعلتنا نقف أمام بنية محبوكة الأطراف، هذا الحبك فعم

والصور المتلاحقة التي تراود الواقف على الطلل تجلى من خلال المشاهد المتداعية

سي وتذكره للأيام الماضية وهذه المشاهد هي نبمقابل وقوف المقري على برقية التو

:كالتالي

.الغزل ←اطبة الظعائن واستعطافهم مخ ←الحنين ←الذكرى ←البرقية

، بنية أخرى موالية لها، وهي البنى التي )متداعية(وهكذا تستدعي كل بنية

) ازاجر الأظعان وهي ضوامري(يستدعيها الطلل الحقيقي في مخاطبة الظعائن

، وهو )لك االله من صب تعبده هوى(، والغزل )ترفق باالله لا تكثر الزجر(واستعطافهم

.موجه للعلماء والأصحاب غزل وحنين

فعلى الرغم من جمالية صور هذا المطلع ومعانيه الكثيفة التي قدمتها الألفاظ،

فإن شعرية هذا المقطع كانت بالانفعالات والأفكار المترابطة بها والتي قدمت في نظام

.من السبك المحكم شكله التداعي

هي تيمة فرضت نفسها و من بين التيمات المتداعية أيضا، تيمة الإطراء، و

.أساسية في صنعه إلى جانب التيمة الوظيفيةعلى الخطاب الإجازي و كأنها لحمة

كثافة حضور تيمة الإطراء في المطالع، لكن و قد سبقت الإشارة إلى

لم يأتي جزافا، بقدر ما هو استحضار تداعى بسبب حوافز أساسية، تعود استحضارها

و معطى أساسيا في استحضار البنية التي شكلت في الغالب إلى مطلع الإستجازة

)1(:الصورة و الدلالة كما هو ظاهر في إجازة المقري للمراكشي

وإنسان عين الود والأخلص الأصفى أيا ماجدا أعيت محاسنه الوصفا

وساحب أذيال الكمال على الأكفـا أنوار القــراءة والأدا ومشكاة

مآثره في أذن مغربنا شنــــفا وحائز أشتات الفضائل من غدت

.145:المقري، الرحلة -1

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

96

وإذا كان الباعث على التداعي في المثال السابق برقية التونسي، حيث شكلت معطى

أساسيا في استحضار البنية والصور والدلالة، فإن الباعث على تداعي مطلع إجازته

)1(:للمراكشي هي استجازته في قوله

باسط كف البذل من بـعد ما كفـاو أموقظ جفن العلم من بعد ما أغفى

ومجري معين العلم من بعد ما جـفا ومحي رسوم الأكرمين التي عفت

شماريخ العلى لا يعلي كنهها وصـفا إمام رست للحفظ في رحب صدره

و شاء لنا في الغرب فخرا فلا يعفـا م عليمـا سيـد سادمـا جـدا ـحلي

وناهيك حبرا زاد من ربه خوفـا م و الحلم والتقــى له قدم في العل

كما حجار طرف الراء في حسنه وفا وحارت قوافي الشعر في وصف شانه

ذكر منذ الوهلة الأولى ذلك التشاكل والتوازي القائم بينهما إن المتأمل في المطلعين، ي

. فات، الموسيقىالمدح، الافتتاح بالتنبيه، استرسال الص: في مستويات عدة

فتشكل هذه البنية دلاليا وأسلوبيا وإيقاعيا، جاء نتيجة بنية سابقة لها وخارجة

عنها ألا وهي بنية الاستجازة، كما أن عاطفة الشاعر المحركة للتجربة الإبداعية لم تتم

من خلال الاستحضار والتذكر، بل تمثلت في نسج بنيوي يحاكي كل المحاكاة قصيدة

.المستجيز

وفرزدق، هذا ويصنف الدكتور ريرويذكرنا هذا التداعي، بشعر النقائض بين ج

ضالتناص البلاغي، إذ يرى أن النقائ: محمـد عزام هذا الشعـر ضمـن ما يسميـه

، شأنها في )2("هراغرنصوص شعرية تحاكي نصوصا سابقة كمثال تحتديه وتنسج على "

تي تنسج على منوالها كما رأينا في ذلك شأن نصوص الإجازات بمقابل الاستجازات ال

.المثال السابق

.144:المصدر نفسه - 1 .45: وتجليات التناص في الشعر العربي الغائبالنص ،محمد عزام -2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

97

ل أسلوب البنية داخ هذه وباعتبار التداعي عتبة من عتبات التناص، نقرأ

بحيث خاطب ) الاستجازة(خرجت إلى الوجود بوجود الحافز " إسقاطية"التداعي، فهي

، باسط أموقظ جفف العلم(المستجيز المقري بأوصاف الكمال في شكل استعارات مكنية

وفي بحر الطويل بقافية فائية، فأجابه المجيز بنفس ) كف البذل، محي رسوم الأكرمين

...).تأيا ماجدا أعيت محاسنه الوصفا، مشكاة أنوار القراءا( :ما خاطبه به

السبب ، ينبلك لسبذكورة وذجانب التيمات الم إلى أيضاكما تتداعى تيمة الحنين

ا ذج هذالتي يعيشها العلم المجيز في المشرق من نما الإغترابحالة إلىراجع الأول

:التداعي قوله

أضاء فأذكى الشوق في كبدي حمرا ب الخضراــن جانـأرقت لبرق شمت م

تثير جوى المشتاق للمعهد الذكـرى ـماـم وطالــــد القديـذكرني العهأو

ن العالملأن الحنين تداعى إف الإجازة اـقدم له المستجيز البرقية طالب أنفبعد

علماء المغرب إجازاتلك تشكل تيمة الحنين حيزا من ذالمستجيز من بلاد المغرب ول

. الأولبسبب اشتياقهم لموطنهم

وللرسول صلى االله عليه السبب الثاني فهو الحب اللامتناهي للبقاع المقدسة أما

الذيم الشيخ احمد المقري العلماء ومنه إجازاتتطفو تيمات حنينية على إذ وسلم،

:قائلا )1(يختم خطابه للشيخ الرشيدي

شفيع البرايا خيرة الصمد الواقي ل ـر مرسـخي إلـىات ــأزكى تحي

أشــواق ذاترية ـقم بأفنانهـا سجعت ضحى ما والأصحابمع الآل

اع صيتها في ذا التداعي على استحضار شخصيات ذيقوم ه :الأعلامتداعي -2

إلباسجل أيستحضر المجيز الشخصية الغائبة من إذ مجال ثقافي أوال ديني مج

كان يجيز الأسماءلك عندما تتشابه ذفي الأمرالممدوح المجاز بخصالها ويسهل عليه

.83:الرحلة ،المقري -1

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

98

الهدايةالحمد الله الذي جعل سفينة الرواية لنوح ":الشيخ المقري رجلا اسمه نوح

لحديث ما أمله ورجاه، والصلاة والسلام على نجاه، وبلغ طالب الحديث في القديم وا

.)1(" ...ذي الخلق الحسن العظيم المرسل المرفوع قدره

إن ما نتوجسه في هذه الافتتاحية، أن الناثر المجيز حين يباشر الاستهلال في

إجازته يحصر له ما يناسبه من الدلالات لكي يرسم صورته التي تشكلت من اسم

".نوح"

لنوح المجاز ) نوح النبي(، ثم قدم )نوح النبي(، دعا إلى تذكر المجاز) نوح(فـ

يختزن صوره وأفكاره بطريقة "كل الدلالات التي يرسمها كاتب الإجازة مع العلم أنه

حتى تحين اللحظة المناسبة عندما تتأثر بأحد الحوائز، فتخرج إلى السطح ...لا واعية

كما أبدع نوح النبي في رسم صورة مدح )2("في لحظة تسمى لحظة الإبداع أو الإشراق

.نوح المجاز عن طريق التداعي

وما يلاحظ من خلال هذا المثال، أن اسم المجاز حرك حس المبدع الداخلي نحو

التعبير، كما تسير هذه البنية في نسقها مع حرف الواو الذي يفرع الصور إلى جزئيات،

).المشهور، الجمهور(،)نجاه، رجاه(م الإيقاعي غومع حرف الهاء والراء في التنا

كما أن هذا التداعي كفيل أن تعقد موازنة بين سفينة الرواية، وسفينة النبي نوح

في القصص الإسلامي، وتولد الدلالات تداع آخر ينزلق إلى الذهن حين نتذكر عادة ما

لشكل يفهم من مفردة نوح، أي ما يترسب في أذهاننا من قراءتنا للقصص الإسلامي، وا

:الآتي يوضح خيوط هذا التداعي وعلائقه

.121:المقري، الرحلة -1: 1994، ع الأول 9لتخاطر ، مجلة مؤتة للبحوث والدراسات، المجلد جهاد المجالي، موقف النقاد من ظاهرة ا -2

144.

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

99

)النبي(نوح

جمع أزواج النجاة/الغرق البحر الكائنات

السفينة

علاقة تشابه

يستدعي

)المجاز(نوح

/ هداية علم الرواية نجاه

سفينة الرواية

مخطط توضيحي حول علاقة التداعي: 01الشكل

أن "، معنا مجازيا وإننا لنلاحظ هنا )نوح(وهكذا تتكاثف هذه التداعيات لتمنح

المعنى يشبه المعنى إذا تشابها أو تضادا، والمكان يذكر بالمكان والزمان يعيد إلى

، فالمقري أحرز الجمع بين شخصيتين )1( "ا دار في مثل هذا الزمانساحة الشعور م

.مختلفتين زمانيا متفقتين رمزيا من حيث الموقف

شخصية الهمام أيضابن مسعود الرشيدي يستحضر المجيز لأحمد إجازتهوفي

بن الحارث وهي شخصية وهمية استحضرها من مقامات الحريري ليمدح الرشيدي

)2(:قائلا له

لقد رق نظم راق بالسحر نافـث أما وعلوم أنتجتها المباحـــث

سريعا إلى العليا وفي الناس رائث لعالم أهل العصر أحمد من غـدا

بثغر رشيد لاغرته الكـــوارث عينت ابن مسعود سراج هدايـة

حكى نجل همام أخوا الهزل حارث له في الهدى أزكى المقامات لاكما

أسانيد لا يدنو إليها المباحـــث فيا سند العلياء كم لك في الـورى

اسم الحارث بن همام مثل خيطا هاما موصلا إلى معرفة النص الموازي إن

لإجازة الرشيدي، فقد استلهم المقري هذه المقامة في عملية البناء الفني من خلال هذا

.الشكل الحكائي ضمن أبيات لا تخطر ببال أحد

.30: اسطنبول الناصر، تداعي الوعي في الشعر الجاهلي -1

.68:المقري الرحلة 2 -

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

100

أحد أبطال المقامة –فالأبيات السالفة الذكر، نظمتها شخصية أبا زيد الواعظ

الرازية، هذه الشخصية شغلت عقول الناس وقلوبهم بسبب أسلوبها في الوعظ، لكن

.سرعان ما يكشف الحارث بن همام حقيقتها

الموضوعات وىا كان التداعي السياقي حاصل على مستإذ: التداعي النسقي.ب

نه أ أيقل منها ، أالمستحضرة ، فان التداعي النسقي ماثل في بنى والأعلامية ، المتداع

ماثل على مستوى المتماثلات والمتقابلات في النسق ورصده يتم من خلال تفكيك

.علاقات التضاد التي تحكم نسق النص أوعلاقات التشابه

ستوى الم: لك توجسنا هدا التداعي في مجموعة من المستويات منهاذول

.صرفيالتركيبي، المستوى ال

يقوم هدا التداعي على التشابه المولد من خلال تداعي التراكيب :التداعي التركيبي-1

موازيا له في آخركل تركيب في الجملة يستدعي تركيبا إذ أنالعلمية، الإجازاتفي

مطالع بمقابل الإجازاتهدا التداعي تركيب الجمل في مطالع نماذج أهمومن النسق،

ستجازات التي مثلت حافزا تركيبيا ينسج على منواله المجيز كقول المقري لإا

)1(:للمراكشي

وإنسان عين الود والأخلص الأصفى أيا ماجدا أعيت محاسنه الوصفا

وساحب أذيال الكمال على الأكفـا ومشكاة أنوار القــراءة والأدا

شطر بعض أظومة تامة من المتوازيات بين يقوم هدا التداعي في المطلع على من

لك للتعبير عن تتالي الحالات ذو) ستجازةالإ – الإجازة(في كلا المطلعين الأبيات

)2(:ن المستجيز جامله قائلاوتكثيف الصور لصنع المدح لأ

وباسط كف البذل من بـعد ما كفـا أموقظ جفن العلم من بعد ما أغفى

ومجري معين العلم من بعد ما جـفا التي عفت ومحي رسوم الأكرمين

.144:المقري الرحلة -1 .145:المقري الرحلة -2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

101

التشاكل والتوازي القائم ذلك الأولىمند الوهلة يذكرفي المطلعين المتأمل إن

:بينهما في مستويات التركيب والمتشكل من

.تناسل صيغ المبالغة+المنادى + حرف النداء

كيب، حاولنا وصف البني وفي تحديدنا لتشكيل بعض البني المتداعية في التر

.التركيبية المشكلة للمقدمات النثرية من اجل تبيان مواطن التشاكل والتوازي بينها

واحدا على الرغم من تركيبها منن ثلاث نموذجاه البنى في النسق ذتمثل ه إذ

تتشكل في الغالب لأنهاوفق علاقة الاقتضاء الأخرى إلىمتتاليات تفضي كل واحدة

:من الأعم

.جار ومجرور+ مفعول به +فعل +اسم موصول +الصلاة على النبي +الحمد الله

بالتبجيل عباده أجاز يذال الحمد الله العمادي الخليلي

احمد بن

القاضي

في سماء شهابا اطلع يذال الحمد الله

الرواية

احمد بن

القاضيالحلل العلماء كسا يذال الحمد الله

الصافية

سفينة علج يذال الحمد الله نوح

الرواية

لنوح

هدا التوازي التركيبي يولد لوحة من التداعيات التي تنشر على أنا نجد ذوهك

ثم تتالى التفريعات بواسطة التداعي ) الحمد الله( الأولىرقعة النص من الجملة التفريعية

.، وهي متوازية من حيث الشكل والهيكل النحوي آخرها إلىمن بداية الجملة

ق المجيز عضوية النص وتماسكه من خلال التنامي والتداعي للجمل ا حقذوبه

جمالية على أضفى إيقاعياي شكل صرحا ذومن خلال التوازي داخل الخطاب وال

.النسق

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

102

لك ذحظ ل، يالإجازاتحص للمستوى الصرفي في متفال إن: التداعي الصرفي-2

اختيار بعض تتجسد في إيقاعيةي يؤدي في النص وظيفة ذالترابط الصرفي ال

حقل إلىتلك المفردات التي تنتمي أدقبمعنى أو المترادفات من البنى الصرفية،

.الإطراءحقل أهمهاجل صنع حقول دلالية أصرفي واحد ، من

فيقول العبد القاصر :"ويظهر هدا التعادل الصرفي في قول الشيخ المقري نثرا

في االله الفاضل الأخ إن ناصر،االله بيده يوم لا منجي سواه ولا عاضد ولا ذأخفلان

)1(...."اكةعي الفهامة الدرذالسري اللو

ج النثري صورة عن استحضار المجيز لصيغ المبالغة المتداعية ذيمثل هدا النمو

عن طريق استحضار متواصل لمجموعة من صفات المدح التي وفق علاقة التشابه،

.والأوصافالنعوت الممدوح بشتى إغراقجل أوتنساب كسيولة جارفة من

جل صنع أاكة وفهامة من در :فهده الصيغ الصرفية جاءت على وزن فعالة

.الداخلي والحركة الإيقاعفتعال اجودة التركيب و

تقوم كثير من البنى الصرفية المتشابهة على : لنوح إجازتهوفي مطلع

وبلغ اية نجاةي جعل سفينة الرواية لنوح الهدذالحمد الله ال" : هكقول أيضاالاستحضار

)2(..."طالب العلم في القديم والحديث ما امله ورجاه

فكما نلاحظ تتجانس لفظة الغواية صرفيا مع الرواية ، ويتجانس نجاه مع رجاه

.طبعا لافتعال التجنيس

على أيضاولا يقوم التداعي الصرفي على استحضار صيغ المبالغة فقط بل

ا لا يقتصر التداعي الصرفي على ذقة التشابه، وبهالتي تتوالى وفق علا الأفعالتداعي

)3(:كان يجيز المقري ابن شاهين قائلا له أيضاالنثر فقط بل يشمل النظم

صيت ابن شاهين الذي زان الحلى أحمد من أطار في جو العلى

منحـــهستنال بها فضلا غدا م وراش منه للمعالي أجنحـه

.71:المقري الرحلة -1 121:المصدر نفسهالمقري ، -2

.167:المقري، المصدر نفسه - 3

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

103

أطار

راش

أسكن

اصطاد

صيف ابن شاهين

للمعالي أجنحة

البيان

حيث كونها تدخل فهذه الأفعال تتشابه دلاليا من في حقل الطير

ه بقنة الأفكـــــــارـأفهام ـاروأسكن البيان من أوكـ

ه ومن بعارض يغـلــبـأبحاث فاصطاد كل شارب بمخلـب

از عن الأضغــاثـوالحق ممت والصقر لا بقاس بالبغـاث

يبدو التداعي في هذا المطلع في تسلل الصور وتناغمها من خلال حرف العطف

يعها إلى دقائق صغيرة ، فتشكل بموجبه خيط ، الذي يقوم بتوليد الصور وتفر)الواو(

داخلي يشد الدلالات بعضها إلى بعض، بحيث يشيع عنصري الرفعة والقوة ومنهما

.جاء التداعي بهذا الحس الجمالي

في الطبر، هو استحضار تخييلي أبدى فيه المبدع " العلو"فاستحضار صورة

ي تدرج تتعاقب أجواؤه إلى حد ف) اثغالصقر والب(المجيز عالم الطير المستحضر من

الاكتمال، فتأخذ الصفات والمعاني سيرها بغية إضفاء الجو الجمالي للصورة وفق

.علاقات التضاد والتشابه

فالبيت الأول هو الوثبة الأولى التي تفرعت منه سائر الأبيات والصور الجزئية

:والصفات والأفعال وفق علاقات التشابه

ط يوضح تداعي الأفعالمخط 02الشكل

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

104

والملاحظ هنا، أن حس التداعي وهب الشاعر نبرة الإيقاع الداخلي، وهذا في

، )الصقر، البغاث(، وفي جملة من الصفات )أطار ، راش، اصطاد(جملة من الأفعال

تناسل لمناقب غير موجودة إستراتيجيةوبذلك كان التداعي في هذا المقطع ينهض على

.جيز على ذات المجاز في صنعة الوصفيها الشاعر المفيض

ومن نماذج التداعي النسقي أيضا، ما وسمناه بتداعي صيغ المدح عن طريق

علاقات التشابه، وهو تداعي لصيغ مبالغة يقدمها المجيز لمستجيزه في صنعة الإطراء

وكان من أعظم حبر طلع بدرا بأفق مكة قد سطع، العالم ": المبالغ كأن يقول نثرا

د، الإمام الأوحد، حاوي المفاخر التي لا تجحد، خطيب هذا البلد الأمين صدر تاج الفر

)1( "........الدين

فكما هو ملاحظ، ينهض النسق هنا على استراتيجية تناسل لمناقب غير موجودة

يضفيها المجيز على ممدوحه، ولذلك تلتصق هذه الصفات ببعضها البعض وكأنها سيل

)2(:و استحضار كل صفة لمثيلاتها كأن يقول نظما لأولاد العمادجارف بسبب استدعاء

نال المنى في النفـس و الأولاد حاوي طراف المجد و التلاد

منه علا عن مدحه قصــرت رت ـوكنت في مكة قد أبص

ورفعه وسؤددا و حلمــــا جلالة ومحتدا وعلمــــا

ذه الصفات كما نرى كأنها سيولة جارفة من خلال تداعي الصفات تتجمع ه

ولعل البيت الثالث في هذه المقطوعة خير دليل على ما نقوله، إذ تشكلت لحمتها من

.ست كلمات استدعت سابقتها لاحقاتها وفق علاقات التشابه

ا ملمحا فني أضفى إذاحمد المقري إجازاتفي أساسيا أسلوبالقد مثل التداعي

باستحضار مجموعة من إجازاتهفالمجيز كان مولعا في خاصا في السياق وفي النسق،

كما والحنين، والإطراءالتيمات التي خصت الخطاب بالجمالية، والتي منها تيمة الطلل

التداعي يعمل ألفينافي النسق فقد أمالصنع صوره، الأعلاماستحضر مجموعة من

.90:المقري، الرحلة - 1 .166: المقري، المصدر نفسھ - 2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

105

المجيز من خلالها حقق نشر على رقعة النص،على صنع لوحة من المتوازيات ت

ا ذعند المقري بفضل غلبة ه الإجازةلك تحققت فنية ذوبتماسكه و عضوية الخطاب

.على خطابه الأسلوب

أسلوب التناص: ثانيا

وتعني تقاطع النصوص ،يةة سيميائية نصيعلى أنه خاص عرف التناص

" :خدم الخطاب خدمة أسلوبية بحيث أن النصوتعالقهـا فيما بينهـا جماليا وفنيا، مما ي

.)1( "فسيفساء من نصوص أخرى أدمجت فيه بتقنيات مختلفة

، إلا أن له جذورا )2(وعلى الرغم من كون هذا المصطلح حديث الظهور والنشأة

في النقد العربي القديم، إذ تنبه النقاد القدامى لظاهرة التناص، وربطوها بما سمي

.فأفردوا لها كتبا وأبحاثا أثرت ممارستهم النقدية )3(لشعريةعندهم بالسرقات ا

، يستلهم الخطاب الإجازي خطابات سابقة تفاعلت وكغيره من الخطابات

وتداخلت مع الموروث الثقافي للمقري ومع المخزون الهائل من أنواع النصوص الدينية

.جازاته الفنيةكتاباته، ناهيك عن إ والشعرية والتاريخية، والتي نسج منها جل

فعبر التناص يفلت المجيز من التقريرية والمباشرة التي يجب أن تبنى عليها

ل الدلالات والرموز الشعرية والدينية قإجازاته بوصفها علمية، أقول يفلت إلى ح

إلا نص ينتج ضمن بنية نصية سابقة فهو يتعالق بها، ": يةالخصبة، فما الإجازة الفن

لا أو تضمينا أو خرقا وبمختلف الأشكال التي تتم بها هذه ويتفـاعل معها تحوي

.)4( "التفاعلات

وتارة أخرى من الشعر الكريم وقد وجدنا الإجازات تقتبس تارة من القرآن

من القرآن والثاني الاقتباس : الأول: ولذلك قسمنا أسلوب التناص إلى قسمين العربي،

.دمقيالتناص الأدبي، وهو نوعان تناص عام و تناص

.121:محمد مفتاح، تحليل الخطاب الشعري، إستراتيجية التناص -1، في مجلتي 1967-1966تبقى الباحثة، جوليا كريستيقا أول من اعتمدته في أبحاثها التي ظهرت في سنتين -2

critique وtel quel ح الحوار الباختيني بمصطلح التناصبحيث استبدلت مصطل. 161): الرؤيا والتشكيل(أنظر مختار حبار، شعر أبي مدين التلمساني -3 .98) :النص والسياق(سعيد بقطين، إنفتاح النص الروائي -4

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

106

:الاقتباس من القرآن الكريم -أ

إن لثقافة المقري الدينية، كونه فقيها ومفتيا وعالما، دور في صياغة الصورة

ومن الأمثلة التي يمكن أن نسوقها ، الشعرية لديه من خلال اقتباسه من القرآن الكريم

سند المتصل في هذا المجال، ما جاء به في إجازته لتاج العارفين التونسي وهو يذكر ال

)1(:بروايته

عن التادلي بن أبي القاسم الأسرى ومروى زروق أخذت جميعه

وجد الروى زروق من ربح التجرا عن الشيخ خروفهم عن إمامه

أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت ": الاقتباس من قوله تعالى

.)2( "تجارتهم وما كانوا مهتدين

ظفها في مدح الإمام وإن ما نلاحظه هنا أن المجيز يتخذ ضلال هذه الآية لي

وفي مجال المدح دائما، ، )ربح التجرا(مشكلا صورة هذا الوصف في دلالة زروق

يقتبس الشاعر من سورة النجم ما يشفى غليله لمدح رجل مجاز مجهول كنيته شمس

)3(:الدين

خلالا بهانيل المرام أم استـوى رضى فاضلا حــوى برى جدأيا ما

ضل عن نهج الرشاد ومن غوى ويا شمس دين أنت لازلت هاديا لمن .)4( "والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى ": الاقتباس من قوله تعالى

هذه بعض تضمينات المقري لمصدر القرآن الكريم وهي قليلة إذا ما قورنت

.بتناصاته مع الشعر

.155المقري، الرحلة، : أنظر -1 .16سورة البقرة، الآية -2 .132: المقري، الرحلة -3 )3-1(ة الآي: سورة النجم -4

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

107

:الأدبيص التنا -ب

يا مع الشعر العربي في كثير من نماذجه الجاهلي يتعالق الخطاب الإجازي نص

معماره الفني حينا، كالمقدمة الطللية ويلبس من لغته منه ،فيتخذوالعباسي والأندلسي

من ) tissus(نسيجا "وصوره أجملها، ومن خلال هذا التفاعل أضحت الإجازة الفنية

.والتي جعلته نصا مفتوحا على جميع التأويلات )1("الأصداءقتباسات والإحالات ولإا

، أما الأول )2(تناص عام و تناص مقيد: لإجازات نوعاناو التناص الأدبي في

فتتجلى فيه علاقة نص الكاتب بنصوص غيره من الكتاب، إذ يمثل البحث عن النص

.لأدبيةاالغائب بحثا شاملا في ذاكرة المجيز

فهو التناص الذي تتجلى فيه علاقة نص الكاتب بنصوصه، :دأما التناص المقي

إذ يعتبر خطاب أبي العباس من رسائل و منظومات وغيرها، نصوصا غائبة عادت

. إلى الحضور في الإجازات

: التناص الأدبي العام -1

من أهم تضمينات المقري في إجازاته من الشعر ما نجده شاخصا منه ومهيمنا

د الرشيدي، حيث أن هذا الأخير جاز بها بثغر رشيد أحمد بن مسعوفي قصيدته التي أ

جزءا كبيرا من قصيدة نظمها أحد شخصيات المقامة الحريرية والمعروفة بالمقامة سلخ

.الرازية

سجها على منوال قصيدة نوقد بلغت إجازة المقري للرشيدي ثمانية أبيات،

، ودلالة )ثائية(ورويا ) الطويل(يقول بحرا :شخصية البطلة في المقامة الرازيةال

: )3(يقول المقري مجيزا للرشيدي). المدح(

ا وعلوم أنتجتها المباحـــثأم لقد رق نظم راق بالسحر نافـث

سريعا إلى العليا وفي الناس رائث لعالم أهل العصر أحمد من غـدا

.63-62:رولان بارث، درس السيميولوجيا، تر، عبد السلام بن عبد العالي -1 . 60: محمد عزام، تجليات التناص في الشعر العربي: أنظر - 2 .63: المقري، الرحلة -3

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

108

بثغر رشيد لاغرته الكـــوارث عينت ابن مسعود سراج هدايـة

حكى نجل همام أخوا الهزل حارث له في الهدى أزكى المقامات لاكما

أسانيد لا يدنو إليها المباحـــث فيا سند العلياء كم لك في الـورى

وليس لأخو جد كمن هو عابــث لمثلكــما فأنى يرى مثلي مجيز

ولكن كثيرا ما تعوق الحــوادث ىوما كان تأخيري جوابكم عن قل

يقصد عن علياك ثان وثالـــث ت فذا في البلاغة مفــردافلازل

)1(:أما أهم الأبيات التي أخذها المقري ونسج على منوالها إجازة الرشيدي فهي

حدث ملوك فكه منافـــــث أنا الذي تعرفه يا حـــارث

جد وطورا عابـــث طورا أخو ا لا تطرب المثالـثـأطرب م

ولا التحى عودي خطب حـادث نى بعـدك الحـوادثما غير ت

بل مخلبي بل صيد ضابـــث ولا فرى جـدي ناب فــارث

حتى كأني للأنـــــام وارث وكل سرح فيه ذئبي عائــث

ثسامهم وحامهم وياف

إن اسم الحارث بن همام مثل خيطا هاما موصلا إلى معرفة النص الموازي

ازة الرشيدي، فقد استلهم المقري هذه المقامة في عملية البناء الفني من خلال هذا لإج

.الشكل الحكائي ضمن أبيات لا تخطر ببال أحد

أحد أبطال المقامة –فالأبيات السالفة الذكر، نظمتها شخصية أبا زيد الواعظ

ظ، لكن الرازية، هذه الشخصية شغلت عقول الناس وقلوبهم بسبب أسلوبها في الوع

.سرعان ما يكشف الحارث بن همام حقيقتها

وهكذا تكون هذه الأبيات هي النص الموازي الذي استلهم المقري منها عناصر

.بنائه في مدحه للرشيدي

وفي الإطار نفسه نورد أمثلة أخرى متفرقة من النصوص الشعرية والتي تتعالق

:معها الإجازات ضمنيا أو بصفة مصرح بها

.المقامة الرازية- المقامات-الحريري -1

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

109

)1(:إجازته ليحي المحاسني بعد تردد تقليديإذ يقول في

مع أنني لست بذي النجابـــة فلم أجد بدا من الإجابـــــة

منه ففي ذلك تصديق المثـــل وإن كنت أجبت أمرا يتمثـــل

عنه ومن أهدى إلى صنعا وشيـا فيمن درى شيئا وعابت أشيــاء

)2(:قول أبي نواس لأحد الزهادالأول مع : إنه يبرر اعتذاره باتجاه تناصين

حفظت شيئا وغابت عنك أشياء فنقل لمن يدعي في العلم فلسفة

:والثاني في المثل السائر حول وشي صنعاء الذي لا يضاهيه وشي

إلى صنعا وشيا من أهـــدي

:اهية في إجازته قائلا ا يتقاطع المقري أيضا مع أبي العتكم

)3(هذا وقد جرر أذيال الخجل أحمد المقري قال عن عجــل

: )4(اهيةمع قول أبي العت صامتنا

إليه تجرر أذيالهـــــا أتته الخلافة منقــــــادة

)5("مكره أخاك لا بطل"ومن الأمثال يقتبس المثل الشهير

:في قوله

وإذ أجبته فلت بالبطــل ذو خطـل بأنيما درى دام

:المقيد الأدبي التناص -2

عن النصوص الغائبة في أدب أحمد المقري هو عمل شبيه بالبحث لعل البحث

عنها في الأدب بعامة، والسبب راجع إلى كثرة ما ألف الشيخ من كتب جمعت أخبار

.وغيرها من الفنون النظمية و النثرية... ومنظومات وقصائد، وتقاريض وألغاز

.164: المقري، الرحلة -1 . 63: شعره –نوادره حياته تاريخية –ديوان أبي نواس -2 .82: المقري، الرحلة -3 .285: الدكتور عمر فاروق الطباع: شرحه وضبط نصوصه: ديوان أبي العتاهية -4 .274/ 1مجمع الأمثال للميداني، -5

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

110

من منظوماته حيث جعل المجيز ذج التناص المقيد في الإجازات، ومن نما

العلمية بعامة مثالا تحتديه وتنسج على غراره الإجازة ما جاء في تقريض رسالة

:)1(لشنديقالشيخ لمحمد ال

ة الأبرارـقوم من الصوفي رارـأحمد من خصص بالأس

ارفـوالحكم السابغة المط ارف ـم عوارف المعـأتاحه

واءــالأنوار والأض وتظهر واءـطر الأنـفهم بهم تستم

:)2(جازة الموازية لهذا النظم هي مطلع إجازته لعمر القاري التي يقول فيهاوالإ

جيدا من الراوي النبيه القــــاري أحمد من زين بالآثــــــار

منازلا لم يبليها طول الأمـــــد وشاد للعلياء في أوج السنـــد

بالفضل في القديم والحديـــــث ثوميز الواعين للحديـــــ

فأشرقت بالحفظ والتبييــــــن وزان منهم سماء الديـــــن

وأنها للمعتدي رجـــــــــوم فهم بها للمهتدي نجـــــوم

، أدى )الأول صوفي والثاني في علم الرواية(إن اختلاف الموضوعين العلميين

لتفاصيل في المطلعين ولكن المتأمل لبنيتين يدرك ذلك التوازي إلى اختلاف بعض ا

.والتشاكل التام، بحيث إن كل مطلع مستنسخ من الآخر

ولعل ظهور النص الغائب للكاتب نفسه في الإجازة، راجع إلى كون المجازون

هم أنفسهم الشخصيات التي تبادل معها المقري رسائل الود والشوق والمدح، فمدح

.ني مثلا في مطلع إجازته له هو نص يتوحد فيه مدح قديم مع إجازة حديثةالشاهي

. 169: المقري، الرحلة - 1 .2/440: المقري، نفح الطيب - 2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

111

: )1(يقول الشيخ في هذا الشأن

صيت بن شاهين الذي زان الحلا أحمد من أطار في جو العلا

ةحــلا مستمنـــضف غدا بها الي أجنحة وراش منه للمع

)2(:ة يظهر النص الغائب في قولهوبنفس المعاني وأجواء الرفع

در ذكري ــوتحلى بدره ص ار فكري ـأي نظم في حسنه ح

من يروض الندى له خير وكر ينمى طائر الصيت لابن شاهين

ظومتين ولنفس الشخصية، فصورة ذيوع صيت ابن شاهين تكرر في كلتا المن

لأبيات الشعرية المقدمة لتاج العارفين التونسي متناصة يرة تسير كثير من اوبنفس الوت

:)3(مع إجازته لها

أضاء فأذكى الشوق في كبد جمرا أرقت لبرق شمت من جانب الخضرا

تثير جوى المشتاق للمعهد الذكرى ا ـالمــوأذكرني العهد القديم وط

ازرـ لا تكثر الجق بها بااللهــترف ر ــفيا زاجر الأضعان وهي ضوام

ادرـي بحق الخليل بها نــفأقض ع ــهل الزمن الماضي بتونس راج

................................... ..................................

ها ســـراـوللدهر أشجان تعاقب شعري والأماني كثيرة يتفيا ل

حنانيك سامح هفوتي واقبل العذرا ة ــلمفاخر جملفيا واحدا حاز ا

)4( :وبنفس معاني الشوق يقول المقري في موضع آخر وهو يشكره على هديته

رـــيشدو بذكر أم عام ر ــيا حاديا البزل الضوام

رــفليس يلفي غير سام اد ــــمتشوقا ألف السه

....................... ...... .........................

.167: المقري، الرحلة - 1 .169: المقري، الرحلة - 2 .154-153: المصدر نفسه - 3 .155-154: المقري، الرحلة - 4

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

112

ى عين الأكابرـلترى حم ونسـت لتــهلا خلص

ل وهو آخرــبدل الأوائ ذيــيا واحد الزمن ال

ر غادرــل والصبــتنق يا ليث شعري والزمان

ثلت في البكاء على الطلل، مخاطبة الضعائن، أنظر إذن إلى تشابه المعاني التي تم

.يالتشوق إلى تونس وإلى الشاهين

وتأسيسا على ما سبق ذكره، فإننا نجد أن أي نص من نصوص المقري هو

عرضة للتنقل من سياقه إلى سياق الإجازة، إذ أن إجازة واحدة هي نصوص غائبة

.لكثير من نتاجه

ة إبلاغية متعددة المعاني والمباني، إن الخطاب الإجازي بوصفه وحدة تواصلي

هو خطاب حوى بفضل أسلوب التناص مجموعة من النصوص الغائبة التي لا تطفو

على السطح إلا بعد تفكيك النص الحاضر، ومن خلالها يمكن قراءة الكثير من النتاج

وكم نجد الأمر طبيعيا إذا نحن "الأدبي بصورة عامة والنتاج المقري بصورة خاصة،

تذكرنا أن صانعي النصوص أنفسهم ليسو سوى نتاج ثقافي لسياقات الموروث الأدبي

فهم يكتبون من فيض هذا المخزون الثقافي في ذاكرتهم كأفراد في ذاكرة اللاوعي

، ولذلك تنوع التناص في خطاب الإجازة من اقتباس قرآني )1("الجمعي لمجتمعاتهم

وتناص أدبي عام، وتناص أدبي مقيد .

أسلوب التقابل: ثالثا

التلقاء : تأخذ كلمة تقابل في المعاجم العربية معاني لغوية مختلفة منها

القاف والباء واللام أصل واحد صحيح تدل كلمة كلها : "والمواجهة، يقول ابن فارس

.58: عبد االله محمد الغدامي، الخطيئة و التكفير، من البنيوية إلى تشريحية، قراءة نقدية لنموذج معاصر - 1

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

113

المقابلة المواجهة، والتقابل مثله، "، ويقول ابن منظور )1("على مواجهة الشيء للشيء

.)2( "ك أي اتجاهكوهو قبالت

فهم من المقتبسين أن معنى تقابل يرتكز على معنى التواجه بين شيئين بشكل ن

عام ، يكون الأول منهما يواجه الثاني ويتقابل معه مما يسمح أن نضع معناه تحت

.التضاد والمخالفة: مفردتين هما

عن المعنى وأما المعنى الاصطلاحي للتقابل عند البلاغيين فهو لا يبتعد كثيرا

.اللغوي للتقابل، ويتجسد في الطباق والمقابلة

لكن الدراسة الأسلوبية للخطاب الإجازي لا يمكنها أن تنحصر بنية التقابل في

أن التقابل "الطباق والمقابلة بل عليها تجاوز ذلك إلى مستويات أكبر في الخطاب ذلك

رفا من القول أوزينة يمكن من أسس التفكير والتعبير الإنساني وليس زخ ايعد أساس

.)3( "الاستغناء عنه

وفي نفس الإطار، ينبه الدكتور عبد الملك مرتاض، إلى دراسة التقابل سيمائيا

والابتعاد عن النظرة التقليدية البلاغية، فهو كثيرا ما يقضي في النسيج عادة إلى تنشيط

.)4(التلقين وتعميق الدلالة، وتوضيح المضمون، وتأنيق الأسلوب

: وفي رصدنا لأبنية التقابل في الإجازات، حصرنا نوعين من التقابل، هما

.تقابلات التكوين النسقي، وتقابلات التكوين السياقي

تحقيق عبـد السـلام محمد هـارون، مادة قابل: معجـم مقاييـس اللغـة -1 .ل.ب.ق ابن منظور، لسان العرب، مادة -2 .60-59:أنظر، بكري الشيخ أمين، البلاغة العربية في ثوبها الجديد -3 .عبد الملك مرتاض، الأدب الجزائري القديم، دراسة في الجذور: أنظر -4

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

114

:السياقيتقابلات التكوين . أ

يكاد يكون هذا التقابل عاما وماثلا في كل الإجازات، إذ تضمنت هذه الأخيرة أبنية

ة تكرر مدلولاتها وتختلف أعداداها من تكوين لآخر، وإن تقابلية تشكلت من دالات لغوي

)1(:أهم بنية يظهر فيها هذا التقابل هي بنية الاستجازة كقوله

تعطرت الأرجاء من نشره عرفا بعثتم بطرس بل بزهر مـؤرج

من عزه الملبس الأضفــــى وأملتهم أعلى الإله وألبسكــم

لم تعلموا أن السلامة في الأعفىأ من القاصر الباع الجهول إجازة

أجيز ولكن الحقائق قد تخفــى ولست بأهل أن أجاز فكيـف أن

فآونة تبدو وآونة تطفـــــى وأضواء فكري غيرتها حـوادث

تتشكل بنية التقابل هنا من ثلاث أنساق أفقية متوازية يتكون كل واحد منها من

:ة التضاد وفق الشكل التاليدوال تتقابل مع دوال النسق الآخر على علاق

المستجيز تقابل المجيز .1

العالم تقابل القاصر المجهول .2

كيف أن أجيز؟ تقابل لست بأهلا أن أجاز .3

أضواء فكري تطفى تقابل أضواء فكري تبدو .4

لا أستطيع أن (بمقابل ) الإجازة أو القبول بإجازاتك(إن هذه الدوال تجمع دلالة

ى علاقة التضاد الناشئة بين معنى قصور المجيز وجهله وهي بذلك تقوم عل) أجيزك

.وبين إجابته عن استجازته لطالب يفوقه خبرة وعلما

وفي نموذج تقابلي آخر بحيث يقول المقري مجيزا الرشيدي، تتحدد هوية التقابل

، من أجل صنع المدح في بنية الاستجازة دائما حيث )الآخر المستجيز/بين الأنا المجيز

)2(:مقرييقول ال

حكى نجل همام أخو الهزل حارث له في الهدى أزكى المقامات لاكما

.154:المقري، الرحلة -1 .68: المصدر نفسه -2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

115

أسانيد لا يدنو إليها المباحـــث فيا سند العلياء كم لك في الـورى

وليس أخو جد كمن هو عابــث فأن يرى مثلي مجيزا لمثلكـــم

لحــوادثولكن كثيرا ما تعوق ا وما كان تأخيري جوابكم عن قلى

يقصد عن علياك ثان وثالـــث ولا زلت فدا في البلاغة مفــردا

:تتحد هوية هذا التقابل كالتالي

الآخر الآنا

القصور عن تقديم الإجازة بسبب

)عابث(الجهل

≠

وتفوقه ) المستجيز(الكمال للآخر

)أخو جد(على مجيزه

) الجد، عابث(تراكيب بعض الألفاظ إن هذه المقابلات، وإن كانت ماثلة في

، فإنها مقابلة من جهة المعنى، تستطيع أن تقدم لنا الكيفية )أجير، كيف أن أجيز(

.الأسلوبية التي تشكلت بموجبها أبنية التقابل باعتبارها عدول وانحراف عن معيار

:تقابلات التكوين النسقي. ب

.عروفين في البلاغة العربيةتجري هذه التقابلات مجرى الطباق والمقابلة الم

هو الجمع بين معنيين متضادين، وذلك لإثارة القارئ وإيقاظ نفسه، "والطباق

ر جلاء من خلال ور بالمعنى عنده، عن طريق إبراز المفارقة بشكل أكثعوتعميق الش

فهي طباق متعدد، فما يقصد من الطباق "، أما المقابلة )1( "دينالمجاورة بين الض

المقابلـة أي أن تبـرز خصائص أشياء واضحة جلية عندما تقرن يقصـد من

. )2("بأضدادها

ولقد وجدنا هاذين الإجرائين ماثلين بصورة كبيرة في نصوص الإجازات ولا

سيما في بنية الإستجازة ، التي تقوم علائقها على أساس من التضاد المعنوي، ناهيك

:)3(طباقا كقوله لابن شاهين عن مفرداتها التي شكلت في كثير من الأحيان

.23:محمد علي سلطاني، البلاغة العربية في فنونها - 1 .25: المرجع نفسه -2 .168: المقري، الرحلة -3

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

116

بالنفي والإثبات إذ تعارضــا فرحت في أمرين قد تناقضا

وبالخطا والجيد مني ذو عطل ترك الإجابة للوصف بالخطل

، وقد جاء لخدمة )الجيد/الخطا(و) الاثبات/النفي(فالطباق هنا جار في مفردتي

عدم الاستطاعة على ≠الإجازة (من تقابل معنين بنية التقابل في هذا المثال التي تتشكل

).الإجازة

:ومن أمثلة الطباق أيضا ما نحضره في هذه الأمثلة نظما

)1()حديث/ قديم(م والحديث ـــفي القدي لــز الواعين للحديث بالفضيوم

)2()كثرا/قلا(عن أعلام الهدى قلا أو كثرا جزتك تاج العارفين جميع ما رويتأ

)3()نثرا/ نظما(وكل الذي لفقنه نظما ونثرا همجازا ومقروا وإذنا بشرطـــ

:ومن النثر قوله

.)4()لا يدري/ يدري..."(فالعلم شريف القدر، وليس من يدري كمن لا يدري"

.)5()المنثور/ المنظوم" (وم والمنثورنظإلى المشاركة في العلوم والسبق في الم"

.)6()التخويف/ الأمن" (ام، والأمن والتخويف لاسامحيث الزمان ثغره بس"

/ رفع(..." فع االله بن الجهل حجابا وخفضد الذي رمالصلاة والسلام على سيدنا مح"

.)7()خفض

. 121: المصدر نفسه - 1 .155: المصدر نفسه - 2 .155: المصدر نفسه - 3 .77: المصدر نفسه -4 .77: المصدر نفسه - 5 .77: المصدر نفسه -6 .83-82: المصدر نفسه - 7

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

117

والرضى عن آله وأصحابه الذين كانوا ملجأ المنكر والمشهور والخاصة ..."

/ قوي(، )رجمهو/ خاصة(، )المشهور/المنكر..." (والجمهور والقوي والضعيف

.1)ضعيف

:)2(أما المقابلة فكانت أقل من الطباق وتمثلت في قوله

ومـوأنها للمهتدي رج ومــفهم بها للمهتدى نج

يل، ثم لبهم في سماء ال ادح لعلماء الحديث، يراهم نجوما يهتدىفالمجيز الم

.بالمعنى المقابل، حيث ستصبح هذه النجوم رجوما للمعتدين

مجيز عن طريقهما الوصول إن الطباق والمقابلة الجاريين في هذه الأمثلة، يتم لل

ف المقصود الذي يريده كتاب الإجازة على العموم، ويبقى غاية مقصودة من لإلى التك

.أجل صنع فنية الإجازة العلمية

:أسلوب المبالغة في الإطراء: ثالثا

تة، تبدأ من درجة المعقول الممكن المبالغة هي الزيادة في الوصف بدرجات متفاو

تبدأ بالتبليغ ثم "ولذلك قسمت المبالغة إلى درجات ،)3(حتى درجة اللامعقول المستحيل

الإغراق ثم الغلو و أضافوا إلى ذلك ما عرف بالإيغال، واعتبر المتأخرون كل درجة

.)4( "من درجات المبالغة فنا بديعيا مستقلا

صانعوا الإجازة عرفا ب الممدوح المجاز، يكرسلورغبة منهم في استمالة ق

خطابيا عرف منذ زمن في كتابتها، قد كان غرض المدح قاعدة من قواعد التخاطب

يظهر بصورة ابين المرسل والمرسل إليه، و كانت المبالغة في الإطراء أسلوب مهيمن

المغرب سوى لطلبتهم، وما إجازات أحمد المقري لعلماء المشرق و متهاجلية في إجاز

.صورة عن هيمنة هذا الأسلوب في كتابة الإذن المتعلق برواية العلوم

.121: المصدر نفسه - 1 .2/440: المقري، نفح الطيب - 2 .82: غي، في البلاغة، العريبة علم البديعمحمود أحمد حسن المرا - 3 .82: المرجع نفسه - 4

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

118

بالقصور تواضعا د تجري في وصف "" الأنا"و كما تجري المبالغة في وصف

ى الحد الذي إلبعلو الدرجة في العلم أيضا، و هي مبالغة في قلب الأدوار، تصل الآخر

ئمة في مجمل على كل حال مبالغة عامة قا و هييجيز فيه فاقد العلم مجازا عالما،

المجازات، و الهدف منها الإغراق في التواضع، و هو السياق العام الخارجي الذي

.درجت عليه مجمل الإجازات على عهد المقري

و قبل تناول المبالغات المدحية، تجدر الإشارة إلى أن المستجيز قد سبق شيخه في

اف الكمال البشري التي لا تحصى و لا تعد كأن المبالغة بمدحه و وصفه بكل أوص

:)1(يقول المراكشي للمقري طالبا منه أن يجيزه

اـعد ما كفـوباسط كف البذل من ب أموقظ جفن العلم من بعد ما أغفى

فاـومجري معين العلم من بعد ما ج ومحي رسوم الأكرمين التي عفت

فاـشماريخ العلى لا يعلي كنهها وص إمام رست للحفظ في رحب صدره

ـاو شاء لنا في الغرب فخرا فلا يعف ـدا اجـم ادـد سـحليم عليم سي

اـه خوفــوناهيك حبرا زاد من ر ى ــله قدم في العلم و الحلم والتق

كما حار طرف الراء في حسنه وفا وحارت قوافي الشعر في وصف شانه

استجازة المراكشي للمقري، بأنها أشبه بقراءة قصيدة شعرية من تفصح لنا قراءة

العصر العباسي لشاعر متكسب قالها في مدح خليفة أو وزير، لكن المكافأة المرجوة

لوزن بقدر ما هي إجازة مدحية من نفس المعاني و ا ،منها ليست كيسا من ذهب

:)2(اوالقافية إذ يجيبه الشيخ مجيز

وإنسان عين الود والأخلص الأصفى سنه الوصفا أيا ماجدا أعيت محا

اـوساحب أذيال الكمال على الأكف ومشكاة أنوار القراءات والأدا

.192: المقري، الرحلة - 1 .193-192: المرجع نفسه - 2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

119

افنــربنا شـره في أذن مغــمآث وحائز أشتات الفضائل من غدت

اـره عرفـتعطرت الأرجاء من نش ر مؤرج ـبعثتم بطرس بل بزه

جابة يفتح الباب الواسع للمجيزين في اختيار الألفاظ والمعاني التي تليق و بهذه الإ

بالمستجيز و ترد على تودده لشيخه، بل يجب أن تكون الإجازة أقوى مدحا من

و إمام حليم سيد ...ن العلم و باسط كف البذلجفموقظ (فإذا كان الشيخ ، الاستجازة

وصف، ومشكاة أنوار القراءات و حائر ي محاسنه اليماجد تع(فإن الطالب ...) ماجد

.، بل ويفوق شيخه في كثير من الأمور...)أشتات الفضائل

تفرد و المتميز في سلم المراقي الشيخ المجيز، لا يكتفي بجعل ممدوحه المو

كل ما يتعلق به وصفا يسخر له ما أمكن من الصفات الكاملة، و الكمال بل يصفو

فة القاصر و العاجز والجهول، و لا سيما عند يضع نفسه أمام هذا الوصف، في ص

:)1(ذكر الطلب المقدم كقوله للرشيدي مادحا

ثــلقد رق نظم راق بالسحر ناف ث ــا المباحـأما و علوم وأنتجته

سريعا إلى العليا و في الناس رائت دا ــلعالم أهل العصر أحمد من غ

وارثــرته الكــغلا ر رشيد غثب ة ــايعنيت ابن مسعود سراج هد

حكى نجل همام أخو الهزل حارث له في الهدى أذكى المقامات لاسيما

ثــوليس أخو جد كمن هو عاب لكم ــيزا لمثـفإني يرى مثلي مج

ل فالملاحظة هنا إذن، أن المقري في كل مرة يذكر فيها الطلب المقدم يصفه بك

.كأن يرى نفسه في المثال السابق عابثاأوصاف الكمال البلاغي،

وللوقوف على أسلوب المبالغة في الإطراء في إجازات المقري لعلماء المغرب

:والمشرق، حاولنا تحديد مظاهر هذه المبالغة والتي حددناها في أربعة عناصر هي

.68: المرجع نفسه - 1

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

120

.قلب التراتبية العلمية بين مجيز ومجاز .1

.داتي لدوال المدحالتراص المفر .2

.الاستخدام الكبير لصيغ المبالغة .3

. استعراض القدرات البلاغية للمجيز في وصف ممدوحه .4

يعتبر عنصر المقارنة بين المجيز :قلب التراتبية العلمية بين المجيز والمجاز .1

،لو والإفراط في المدحنه من العلماء، مظهر من مظاهر الغوبين أقرا

لمجيز النظام المتعارف عليه في العلم، إذ يجب على وخصوصا عندما يخرق ا

.أدرى وأعلم من الطالب وليس العكسالشيخ أن يكون

التي والألفاظوفي خرقة لهذا النظام يوظف الشيخ المجيز ما أمكنه من المعاني

:)1(كقول لشخص مجهولوالقاصر، تليق بالمستجيز واضعا نفسه في مراتب العاجز

خلالها بهانيل المرام أم استوى فاضلا حوى أيا ماجدا برى رضى

وىغظل عن نهج الرشاد ومن ويا شمس دين أنت لا زلت هاديا لمن

قد انطوى ومثلي على جهل وعي ازة ـسألت رعاك االله مني إج

القاصر البرء من جوى الجواب وما عدا فإني قد أجبتك راجيا لهذا

المجيز الذي تزخر بمعاني قصور –كغيرها من الإجازات –هذه الإجازة إن

جوابا أيضا يراها التيجابة القبول بالإثم يعمد المجيز إلى ، يرى أنه على جهل وعي

)2(:قاصرا

من نوء وعدي واقتضى انجازه وبعد ذاك استمطر الإجازة

ة ــا من الإجابفلم أجد بد ةـت بذي نجابـي لســمع أنن

ل ــديق المثـك تصـفي ذلــف تمثل منه وإن أكن أجبت أمرا ي

.132: المقري، الرحلة - 1 .164-163: المقري الرحلة - 2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

121

ياــعا وشـعنه ومن أهدى لصن يا ـفيمن درى شيئا وغابت أش

يذكر فيها الإستجازة، إلى وضع نفسه موضع –ككل مرة -يعمد المجيز

عام المقصود بالإجازة كأنها وشي صنعاء الجاهل وفي هذا المثال يصور استجازة ال

.كانت إجازة شيخه حتى وإن. وشي الذي لا يضاهيه أي

لكمال، ابنظرة هإن رؤية المجيز مستجيز :التراص المفرداتي لدوال المدح .2

استدعت لذلك توظيف دوال حاملة لدلالة الإطراء، والجدير بالذكر أن استخراج

.جازةلة، نعيد كتابة كل الإعلنا لا محاهذه الدوال وتصنيفها تج

ل السبب راجع في تراص الدوال الحاملة لدلالة المدح المبالغ فيه في السياق، ولع

.إذ لا يخلو شطر واحد من المفردات المدحية المتدفقة كسيولة جارفة

جازات مظهر من في الإ التراص المفرداتي لدوال المدحولذلك تعتبر ما نسميه

إلتصاق دوال المدح مع سابقاتها ولواحقها في : ونقصد به مظاهر أسلوب المبالغة

.الخطاب

، نسوق ما كتبه الشيخ المقري الأسلوبيةومن أجل التأكيد على هيمنة هذه الظاهرة

:1للشيخ عبد الرحمن العمادي وهو يجيز أولاده الثلاثة

قرة عين من رآه واختبر: خصوصا المولى الكبير المعتبر

نــد الرحمـب النعمان بها الوجيه عابمفتى الورى في مذه

ابن عماد الدين من تعيي القلم أوصافه اللاتي كنوز في علم

لاد نال المنى في النفس والأولادـحاوي طراف المجد والت

رتـه قصـمنه علا عن مدح ــرت وكنت في مكة قد أبص

اـمـؤددا وحلـة ســورفعــا دا وعلمـة ومحتـجلال

.165: المقري، الرحلة - 1

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

122

نجده يتكون من سفإذا أخذنا على سبيل المثال، آخر بيت من هذه المقطوعة، فإننا

جد لو أخذنا كل المقطوعات، فإننا سني، بل ل، كلها أوصاف جليلة لمدح العمادست دوا

.المفردات المدحية تتراص مع بعضها البعض صانعة هذا الغلو

إجازاته لـ محمد المحاسني صانعة هذا وبنفس الوثيرة تسير دوال المدح في

:)1(الغلو

سابق ميدان الذكا المسارع ارع ـإن ذا فضل الأديب البو

محمد من المحاسن انتسب الماجد المسدد السامي الحسب

كلها ،....)المسدد، السامي ،البارع، الماجد ،الأديب ،ذا فضل (فدوال المدح

هذا الإطراء، ملتصقة بما لحقها وما سبقها من مثيلاتها من دوال تتراص صانعة

ا نصف هذا الإطراء ي والديني بل والبشري، مما يجعلنصفات الكمال الخلقي والعلم

.واحد بالمبالغة والغلو، لأنه لا يمكن أبدا أن تجمع كل الصفات المذكور في شخص

ت يضفيها المجيز على و لهذا يشيع في كثير من المقاطع تسلسل و انسياب لصفا

ممدوحه، إذ تناسخ الصفات و تتناسل و تتراص حتى تتدفق في سيولة متوالية، و بسبب

.هذا التدفق وصفنا معاني الإجازة المدحية بصفة المبالغة

ترد صفات المدح في الإجازات في صيغ : تكرار الصفات في صيغ المبالغة .3

غة في الإطراء، إذ أن جل الدوال المبال أسلوبالمبالغة، كخاصية تعبر عن وجود

تراصها في الخطاب و إلى تدفقها و انسيابها في سيولة المدحية التي أشرنا إلى

متوالية جاءت أغلبها في صيغة مبالغة، و نسوق للتدليل على هيمنة هذه الظاهرة

ن مدح في إجازته نثرا للشيخ محمود بن أحمد العمادي مما ورد الأسلوبية

:)2(الخليلي

.2/438: المقري، نفح الطيب - 1 .71: لسابقالمصدر ا - 2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

123

ذ االله بيده يوم لا منجي سواه، و لا عاضد و فيقول العبد القاصر فلان أخ... "

فهامة الدراكة سيدي الشيخ لا ناصر، إن الأخ في االله الفاضل السري اللوذعي ال

و محاباته و الرد عليه للخليليلقد استدعت مجاملة المقري " ...ن مولانامحمود ب

و مقولبه في صيغ المبالغة المعروفة ،كماله ألفاظا مدحية متراصة و معبرة عن

:بالطريقة التالية

إضافة إلى –ح المجيز مرادفاتها في الخطاب، بل يلوكما أنها ألفاظ تتكرر كثيرا

1:في إلصاقها بالمستجيز من أجل تعداد مناقبه التي تبلغ الأفق –المبالغة

راـلوم غـق للعيسب نمو رىـة من تحـإن من جمل

بـد الأريـالواصل الممج ب ـدد النجيـالفاضل المس

وليـابن الإمام العالم الحبر ال لىـمحمد سليل ذي المجد ع

ارـطود السكون هضبة الوق اري ـالقبعمر الشيخ الشهير

اميـز سـوفا بعـفـل محلازا شيخ الشيوخ في دمشق الشام

صفا شخصه بأنه ، وافلكي يضع الشيخ المجيز المجاز في سلم المراقي و الكمال

صيغة المبالغة لصنع تلك يستثمر ... الشيوخ، هضبة الوقارفاضل، مسدد، نجيب، شيخ

. ن أبدا أن تجتمع في شخص واحدكالصفات التي لا يم

لقد وجد المجيزون : حفي المدضرب من الغلو النزوع إلى التصوير البياني .4

تصوير البياني ما يلبي نزوعهم إلى تجسيد صورة الممدوح المجاز، ولذلك يتعذر ال

.من البيان الذي سخر لخدمة الممدوح يةواحدة خالإجازة أن يجد الباحث

.440: المقري، نفح الطيب - 1

اكةالدر+ الفھامة + اللوذعي + السري + الفاضل

الفعالة+ الفعالة +الفعیل + الفعال

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

124

إذ أن التصوير البياني عتبة عرفية يمتطيها المجيز ليستعرض قواه البلاغية

يتكرر ،ذلك فإن أغلب الصور البيانية من تشبيه و استعارةمجاملا مستجيزه، ول

، وتعتبر هذه الظاهرة الفنية عند أحمد المقري )1(نها عبر الإجازات بصفة عامةادور

.طاب الإجازيخصورة مصغرة عن كل ال

وهدفنا في استعراض الصور ليس تفكيكها، بل فهم هذه الظاهرة البلاغية التي ساهمت

ب المبالغة من خلال التكثيف المستمر للتشبيه والاستعارة في بقوة في رسم أسلو

.الخطاب الإجازي

تكاد تجمع أغلب التعريفات على أن التشبيه هو عقد مماثلة : التشبيه و الممدوح - أ

صورة تقوم على "بين شيئين أو أكثر بفعل المشاركة في صفة أو أكثر فهو

لاشتراكهما في صفة تمثيل شيء حسي أو مجرد، بشيء آخر حسي أو مجرد

.)2( "حسية أو مجردة أو أكثر

مشبه، مشبه به، أداة التشبيه، ووجه الشبه أما : والأصل في التشبيه أربعة أركان

بعضها يتعلق بحضور أركان التشبيه أو غيابها، وبعضها يقوم على "أقسامه فمتعددة

، وبعضها يقوم على البساطة والتركيب أو الإفراد والتعدد في طرفي التشبيه ووجهه

.)3( "طبيعة العلاقة القائمة بين الظرفين من حيث اتجاهها أو ظهورها أو خفاؤها

، إذ يحتل و التشبيه بوصفه صورة بيانية كثيفة الحضور في إجازات المقري

من %75الصدارة في الإجازات إذا ما قورن بالصور البيانية الأخرى، فهو يمثل نسبة

.يتم إحصائهاي ة التمجموع الصور البياني

.رنت بالتشبيه و الاستعارةورتها إذا ما قدأهملنا باقي الصور البيانية لن - 1 .15:الأزهر الزناد، دروس في البلاغة العربية نحو رؤية جديدة -2 21:المصدر نفسه -3

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

125

برسم صورة وبوصف التشبيه صورة كثيفة الحضور فقد ألفيناه في الغالب اختص

، كما جاء التشبيه لمدح بعض العلماء و الرسول صلى االله الممدوح أو رسم ما يتعلق به

.عليه و سلم و صحابته

ه، و استثمر المشبو على هذا الأساس جاء التشبيه ملازما لموضوعة الإطراء

لق المفردات ليجري منها تشابيهه، ومن بين تلك المفردات مشبه الكواكب وما يتعبعض

والطرس الذي جاء لوصف الكمال الأدبي و السحر به من شمس و قمر و بدر ومشبه

.البلاغي لاستجازة الممدوح

و من أمثلة مشبه بالكوكب الذي يصنع منه المقري مدح أغلب العلماء ما يقوله

:)1(يإجازته للمحاسن في مطلع

دمشق ذات الماء الغير الآسن ن ـأحمد من زين بالمحاس

انـبأفقها السامي مدى الأحي ان ـو أطلع النجوم من أعي

مـورها بواسـا ثغـمن الصف ــم م مواســفكل أيامه

نجوم طالعة في السماء وما يبقى واضحا أن المجيز يرى في علماء دمشق

أن يرسم صورة العلو و الرفعة المحاسن سوى أحد هذه النجوم، ويحاول المجيز جاهدا

.تيفات التي تحدثنا عنها في موضوعة الإطراءوو صورة الهداية وهي الم

و لعله يبدوا واضحا أن المجيز استثمر اسم المحاسني ليدل على وظيفة أخرى

.هي وظيفة تزيين السماء النجم، و يؤديها كوكب

:)2(وفي مثال آخر يرى أحد مستجيزيه شمسا، إذ يقول له

.163: المقري، الرحلة - 1 .132: المصدر نفسه - 2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

126

وىـخلالا بها نيل المرام أم است ى رضى فاضلا حوى أيا ماجدا بر

ظل عن نهج الرشاد و من غوى ويا شمس دين أنت لازلت هاديا لمن

نية هذا المجاز هي شمس الدين، ولكن عند قراءة و الحقيقة أنا لا ندري إذا كانت ك

ويتشكل التشبيه عند السياق الكلي نلحظ وجود حافز الهداية الذي يصنعه نور الشمس،

الحمد الله الذي أطلع في سماء الرواية " )1(:صورة التاليةالالحافز نفسه في النثر من

"شهابا، وخل بجواهر الدراية قلوبا

ي من سحر مشبه الكواكب، سارع ليجري أيضا في فلك و إذا ما انفلت المقر

أخرى يتكرر دورانها عبر الإجازات، و يتركز دورها على مدح إستجازة مفردات

:)2(العالم، ومن أهمها مفردة السحر كأن يقول للتونسي

أتى من عنده قد حوى شعرا ومما شاجني و البلابل جمة خطاب

ه دراــمن السحر الحلال ب وأهدى فجدد أشواق واذكر معهد

ن خلال مشبه السحر الحلال ما يشفي غليله ملقد وجد المجيز في هذا التصوير

طاب التونسي الذي قلب كيانه سلم الكمال الأدبي و البلاغي، فخ في جعل الممدوح في

ثل عمل السحر وجدد أشواقه و حنينه لبلاد تونس و للعلماء الذين اشتاق إليهم، هو م

ر مجرى ا إذا حمل دلالة الشعوذة التي تغيالذي يغير العواطف و الأهواء و خصوص

.الأمور

)3(للرشيدي و في نفس السياق يحمل المقري هذه الدلالة ليقول

لقد رقد نظم راق بالسحر نافـث أما وعلوم أنتجتها المباحــث

وفي الناس رائث سريعا إلى العليا ادلعالم أهل العصر مـــن غ

.82: المصدر نفسه - 1 .154: المصدر نفسه - 2 63: المصدر نفسه - 3

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

127

إن مدارسة هذه العينات القليلة من التشبيهات الكثيرة في الإجازت جعلتنا نكتشف

أن المجيز قد ركب هذا الإجراء في شواهد تختص غالبا بمدح المستجيز، وعمد في

ردات بعينها أجراها مجرى التشبيه، و لكن نبقى أن نقول أنها ذلك إلى التركيز على مف

. و عرفية، جاءت لخدمة أسلوب المبالغة في الإطراء تشبيهات بسيطة

: و الممدوح الاستعارة -ب

هي مجاز لغوي علاقته المشابهة بين المعني الحقيقي ": مما جاء في تعريفها

، أما أقسامها فتقوم على )1("والمعني المجازي، وهي تشبيه سكت عن أحد طرفيه

ى تصريحية وأخرى مكنية، وإلى أصلية عناصر معينة، إذ انقسمت الاستعارة إل

.)2(وأخرى تبعية، فمجردة فمرشحة، فمطلقة

والاستعارة في الإجازة تؤدي دورها البلاغي إلى جانب التشبيهات الكثيرة التي

لا يمكن أبدا أن ننظر إلى التشبيه ف "تطرقنا إليها، أقول تؤدي إلى خلق الصور الجميلة

، لكن يبقى أن نشير أن )3(" ...فكلاهما يشكل صورة... وكأنه دون الاستعارة قيمة فقط

.الاستعارة في الإجازات مبتكرة وعميقة بخلاف التشبيه الذي كان بسيطا وتقليديا

: )4(ومن نماذج الاستعارات في الإجازات ما يلي

صيت ابن شاهين الذي زان الحلى العلى في جو أحمد من أطار

نال بها فضلا غـدا مستمنحــة وراش منه للمعالي أجنحـه

هامه بقنه الأفكـــــــارفأ وأسكن البيان من أوكــار

أبحاثه ومن يعارض يغلــــب فاصطاد كل شارب بمخلب

والحق ممتاز عن الأضغـــاث والصقر لا يقاس بالبغـاث

.59ص : الأزهر الزناد، دروس البلاغة العربية نحو رؤية جديدة -1 .67- 66:المرجع نفسه -2، 1دار الفكر اللبناني، ط. 81): الأصول والفروع(الصورة الشعرية في الكتابة الفنية : صبحي النيشاني.د -3

.1986بيروت، .2/424: النفح المقري، -4

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

128

، )إطار أحمد من (في مطلع إجازته للشاهين يبدو البيت الأول من المنظومة

كما أو أنه تركيب لذلك النوع من الصور البلاغية المعروفة بالكناية، والواقع أنها كذلك

.لو حاولنا قراءتها ون تفكيك محكم للصورة

لكن إذا حاولنا أن فنهم في هذه الصورة مجال كل من المشبه والمشبه به

، فإننا سنتمكن من والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي في إطار الاستعارة

على حساب رالوصول إلى الدلالة التي يثيرها هذا الاستعمال، فقد ورد الفعل أطا

، وهذا الفعل يأخذ دلالة أوسع من التي )أذاع(اللفظة التي كان ينبغي أن ترد في محلة

كان سيثيرها فعل آخر، لأنه يمهد للصورة المشكلة من تتالي الاستعارات والمبنية على

.احدنسق و

، بحيث شبهت المعالي )راش للمعالي أجنحة(فالفعل أطار، استدعى الاستعارة

يشترك ) راش(للدلالة عليه، بالإضافة إلى أن هذا الفعل ) راش(بالطير ووردت القرينة

ومع ما سيليه من الأفعال والصفات التي بنت الاستعارات، فمنها ) أطار(دلاليا مع

: أيضا

أبحاثه ومن يعارض يغلب فاصطاد كل شارب بمخلب

صفات حسية "ابن شاهين"يبدو أن الشاعر المجيز حريص في كل مرة أن يمنح

مكثفة وهي صفات تشكل صورة الطير القوي، فبعد الأجنحة يأتي الصيد بمخلب

تفوقه في العلوم، وتكتسب هذه الاستعارة دلالتها أخرى تبديأبحاثه، وهي استعارة

.المخلب والأبحاث: جمع بين عنصرين لا علاقة بينهما هما وإيحاءها من خلال ال

وباعتماد الشاعر المجيز على عنصر التشخيص تشكلت الصورة الجامعة لهذه

الدلالات في استعارة تشكلت من مجموعة من الاستعارات التي تضافرت وتعالقت كما

بحيث اتخذ )حقيقة(رأينا، وانبت دلالتها على حقل مركزي أساسه مدح ابن شاهين

.المجيز عناصر تشكيل هذا الحقل من صفات الصقر

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

129

وتلح الاستعارة على وجودها في مطالع الإجازات، والتي منها أيضا مطلع

: )1(إجازته للرشيدي حيث يقول له

وثغره عن علوم الشرع مبتسـم هذا الكتاب به الأسلاك تنتظـــم

الأوحد الدراكة الفهــم خلاله فيخ أجزت الرشيدي الذي بهـرت

فضله في جبين العصر مرتسم محمد نجل نور الدين سيدنا مـن

العلوم التي تروى وتغتنـــم ما أخذت عن شيوخي من كــل

نظما ونثرا وبحر الحجز يلتطم وما كتبت من الأوضاع في عمري

أجل اختراق يتعلق الأمر هنا بإحلال تعابير مجازية محل تعابير عادية من

أن درجة هذا الاختراق هي التي تحدد قيمة الصورة البلاغية "المعيار، مع العلم

مكتسبة طعم في البيت الأول جاءت " سمتمب"، فمفردة )2( "وتمنحها طعمها المتميز

علاقة المشابهة هنا، بين عنصرين جعلتهما الاستعارة ، وقد قامتالارتياح والطمأنينة

، )الرشيدي(، يشتركان في الإحساس الموحد اتجاه المجاز )ب، الإنسانالكتا(أكثر قربا

.ه، اتجاه مستجيز)الارتياح(من أجل خدمة شعور المجيز

ويبدو أن صورة المدح عن طريق توظيف الاستعارات ، هي صورة متكررة

عند أحمد المقري، فهو في ذكر لسبب ارتياحه المتمثل في معرفته بمكانة هذا الرجل،

وهو شيء (ين بفضله في العلوم بين علماء عصره من خلال الجمع بين الج يصف

بالعصر وهو شيء معنوي فقد جعل للعصر حبيبنا يرتسم عليه ) حسي في الإنسان

.فضله

إلى مثل هذه الاستعارات لا يمكن أن يكون عملية خالية من إن لجوء المجيز

، فقد الإطراءة أسلوب المبالغة في بخدم لهدف، فالبناء الاستعاري هذا قامالوظيفة وا

جسدت بعض الإستعارات عجزه الشديد من أجل قلب التراتبية المعرفية التي اعتبرناها

: 3عنصرا من عناصر المبالغة كقوله

.152:المقري، الرحلة -1 .26: القصيدة المغربية المعاصرة، بنية الشهادة والاستشهاد: عبد االله راجع: أنظر -2 .152 :المقري الرحلة - 3

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

130

نظما ونثرا وبحرا العجز يلتطم وما كتبت من الأوضاع في عمري

لتطم أن يعبر عن مدى كبر فقد أراد المقري من خلال تشبيه لعجزه بالبحر الم

هذا العجز، ومن ثم ينطلق الخطاب في هذه الاستعارة من الأدنى إلى الأعلى ويحترم

تراتبية معرفية وحقل دلالي علمي أساسه التواضع، عبر عنه المجيز باستثمار عناصر

.من أجل أن يضع الممدوح في مراتب الكمال، والذي قرنه بالعجز، )المتلطم(ة الطبيع

جري طائفة أخرى من الاستعارات لخدمة غرض المدح و قد حصرناها دون و ت

: التطرق إلى تحليلها و هي كالآتي

)1( فضله في حين العصر مرتسـم محمد نجل نور الدين سيدنا مـن

)2(يــابأرجاء قطر القيروان به الفت سمت أبا القاسم نجل الجمال الدين

)3(تسح غواديها بروضة سقيـــا كى تحيــة عليه من الرحمن أز

)4(اكفوساحب أذيال الكمال على الأ وشكاة أنوار القــراءات والأدا

و خلاصة القول، جاء التصوير البياني من تشبيه و استعارة لخدمة أسلوب

المبالغة في الإطراء، و من اجل استعراض القدرات البلاغية للمجيز أمام مستجيزه

.موضع الجاهل أمامه دون ان ينسى وضع نفسه

طابيا عرف مند زمن، في أسلوبها عرفا خ تكرسوما سبق ذكره، ألفينا الإجازة

لمجاز، و لكنه وبمرور الزمن دح قاعدة من قواعد التخاطب بين المجيز و افلقد كان الم

.سنة يتبعها الكثيرونالمبالغة حتى أضحى بالتكلف و اصطبغ

:إجازات أحمد المقري ما يليرناها في لغلو في المدح التي حصومن مظاهر ا

.152: المصدر السابق - 1 .176المصدر نفسه - 2 .176: المصدر نفسه - 3 .192: المصدر نفسه - 4

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

131

العلمية بين المجيز و المجاز، فالمدح اتخذ مظهرا نم مظاهر التأدب قلب التراتبية -1

وصولا إلى أقصى ما يمكن أن نتصور "، العلمي و شكل من أشكال التواضع

)1("من المستحيلات و لو على حساب الصدق الفني

انسياب تسلسل ور من المقاطع ذ يشيع في كثيإ: وال المدحالتراص المفرداتي لد -2

تتراص حتى على ممدوحه بحيث تتناسل الصفات و لصفات يضفيها المجيز

تتدفق في سيولة متوالية، و بسبب هذا التدفق المكثف، تصطبغ الإجازة بصبغة

.الإطراء المبالغ فيه

هذا إن لغة والمبال المفردات جاءت في صيغ فج: الاستخدام الكبير لصيغ المبالغة -3

.دل على شيء فإنه يدل على غلو المدح و مبالغة المادح في تعظيم الممدوح

لال التكثيف المستمر للتشبيهات قدرات البلاغية للمجيز من خالاستعراض -4

في محورا فنيا يتم به صنع الاستهلال و جعل اسم المجاز ،الاستعاراتو

.الإجازة

:لإجازات النثريةالإغراق في ألوان البديع في ا: خامسا

غلبت الصناعة البديعية على ما سواها في الإجازات النثرية، شأنها في ذلك شأن

ند زمن مإذا تغلب الإتجاه الشكلي، و "مثلا، فنون النثرية كالمقامة، و الرسائلكل ال

كثرت المحسنات إلى درجة التي أصبحت تقصد فيها و ...بعيد على الاتجاه المعنوي

.)2("...لذاتها

فإلى جانب استخدام كتاب الإجازة النثرية في أساليبهم لغة عرفية متداولة بينهم،

فإنهم لا يعنون بالموضوع قدر عيناتهم بالألفاظ التي ربما تعترت بها المعاني في

.الإجازات تعثرا واضحا، ولا سيما حين يتناول المجيز بعض العبارات المبهمة

.128: شماوي، قصيدة المدح عند المتنبي و تطورها الفنيأيمن محمد زكي الع - 1 .132 :أدب الرسائل في المغرب العربي: محمد طاهر التوات - 2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

132

نثرية، إلا صورة من صور الأسلوب الأدبي ال و ما أسلوب المقري في إجازته

على الباحث، أن يجد إجازة نثرية واحدة يلحيشكل عام في تلك الفترة، و لهذا فإنه يست

كتبه، ناهيك دمها أحمد المقري في عناوينخخالية من المحسنات البديعية، والتي است

حضورها في ، و من أهم المحسنات التي يشيععن نثره العلمي و الفني بشكل عام

.ألإجازات السجع، الطباق، و الجناس

يقال سجعت الناقة، إذا مدت جنينها على جهة واحدة، : السجع في الإجازة -1

)1(الصوت على نمط واحد وهو ترديدها: ومنه سجع الحمامة إذا هدرت

اتفاق بعض الجمل في النص أو المقاطع هو: ين، السجعالبلاغيو في اصطلاح

)2(دة في النثر، في الحرف الأخير منهافي الجملة الواح

لوروده في القرآن و هذا اللون من ألوان البديع، اهتم به علماء البلاغة نظرا

سمى ما جاء به القرآن هذا وقد منع فريق من العلماء أن ي"، ث الشريفالكريم و الحدي

)3("سموه فواصلعلى هذه الوثيرة سجعا و آثره أن ي

في الإجازات النثرية و الذي ما هو إلا استمرار لموجة و بالعودة إلى السجع

في النثر العلمي الفني، آثرنا قبل أن البديع المتمثلة في استخدام الأسجاع الكثيرة

: سجع الثلاثة و هينحصل على جدول سجع الإجازات من خلال تصنيف أنواع ال

ع و المتوازيالمطرف و المرص.

الصفحة من صلعدد الفوا نوع السجع العبارة المصدر

صه من الحمد الله الذي أجاز من اخت

الصلاة و عباده بمزيد من التبجيل، و 71 ثلاثة متوازي

.ابن منظور لسان العرب مادة السجع: أنظر - 1 .160: الأزهر الزنات، دروس في البلاغة العربية نحو رؤية جديدة - 2 .202:البديععائشة حسن فريد، وشي الربيع بألوان - 3

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

133

الموصوف في السلام على سيدنا محمد

الإنجيل، و الرضىالفرقان والتراث و

و أصحابه و خيار أمته عن آله

المشهورة بالغرة و التحجيل

لرواية صدور قومأحمد من زين با

خص بالإسناد أهل جانبوا الغواية،و

الصدق من الأمة هداة الخلق

77 فاصلتان متوازي

ي أطلع في سماء الرواية الحمد الله الذ

... حل بجواهر الدراية قلوباشهابا، و

الذي رفع االله به من الجهل حجابا، و

خفض بعوامل أسله هاما و رقابا

83-82 أربعة مرصع

بدرا بأفق مكة اوكان من أعظم حبر طلع

فهو الذي في البحث عنه ... اقد سطع

ينتقي لازال في أوج السعود يرتقي

متوازي

متوازي

فاصلتان

فاصلتان90

نة الرواية لنوح عل سفيجالحمد له الذي

يث في بلغ طالب الحدالهداية نجاه، و

رجاهالقديم و الحديث ما أمله و

121 فاصلتان متوازي

اعة السجعية التزم بها توضح لنا تلك الصن ،ماذج في الجدولإن قراءة هذه الن

إجازاته المنثورة، وعليه فإن جميع هذه الإجازات لم تكن لتخرج عن المقري في

نمق لها من خلال توظيف السجع بأنواعه الثلاثةالإطار الم.

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

134

ع في الإجازة جاء امتدادا لموجة البديع في هذا وإذا كنا قد أشرنا أن التصن

العصر، إلا أنه في الإجازات كان مظهرا آخر من مظاهر هذا التصنع إلى جانب كونه

لم يكن ولوعا بموجة - كما يبدوا لي -مظهرا من مظاهر الغلو، إذ أن الولوع به

السجع السائدة فقط بل جاء من أجل اختيار الصفات المكثفة التي تتلاءم فواصلها مع

وقد رويت جامع البخاري عن عمي الشهير : "لهفواصل الشخصيات الممدوحة مثل قو

عن التونسي الطيب الأنفاس، نزيل حضرة ... في الأقطار، سعيد المقري، مفتي الغرب

الشهير في (فكما يبدو من خلال هذا المقطع، اختار الشيخ صفة . )1(..."الملوك بفاس

.لتوائم فاصلتها اسم العالم البخاري في حرف الراء) الأقطار

م اسم التونسي إيقاعا، إذا وظف لمدحه أنه طيب الأنفاس، ونزيل حضرة ويتلاء

.الملوك بفاس

أما الوظيفة الثانية التي يؤديها السجع، فهي وظيفة صنع الاستهلال في المطالع،

إذ أن افتعال السجع في الاستهلال الذي يتشكل من الحمدلة والصلاة على النبي هو

وسائر ينية والرسائللع تشبه مطالع الخطب الدوخصوصا أن هذه المطا ،عرف نثري

ومن الأمثلة التي نسوقها في هذا الشأن، مطلع إجازته المرصع . الفنون النثرية الأخرى

بسم االله الرحمن الرحيم، صلى االله على سيدنا محمد وعلى ": للشيخ احمد بن القاضي

، وحل بجواهر آله وصحبه وسلم، الحمد الله الذي أطلع في سماء الرواية شهابا

الدراية قلوبا، والصلاة والإسلام على سيدنا ومولانا محمد الذي رفع االله به من الجهل

. )2( "حجابا، وخفض بعوامل أسله هاما ورقابا

مية، وخصوصا أن اختيار ظهر من مظاهر فنية الإجازة العلستهلال مالا وصنع

، ولعل أهم مثال نسوقه في السجعات وتركيبها في السياق واكب صنع المشاهد والصور

.77: المقري، الرحلة - 1 .83-82: المصدر نفسه - 2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

135

هذه المجال هو افتتاحية مشتركة لمجموعة من الإجازات قدمها الشيخ لرجل اسمه نوح

وكتبت إلى من اسمه نوح في بعض الإجازات

الحمد الله الذي جعل سفينة الرواية لنوح الهداية نجاه، وبلغ طالب الحديث في

على ذي الخلق الحسن العظيم المرسل القديم والحديث ما أمله ورجاه،والصلاة والسلام

المرفوع قدره على كل ذي قدر وجاه، والرضى عن آله وأصحابه الذين كانوا ملجأ

المنكر والمشهور،والخاصة والجمهور،والقوي والضعيف ذي البضاعة المزجاة

.وبعد،الخ

يرافق صنع السجع في الإجازات النثرية، محسنين بديعيين : الجناس و الطباق -2

.ن هما الجناس و الطباقآخري

توافق لفظتان أو أكثر في "الجناس الذي يعرف في كتب البلاغة بأنه أما

، فلم يكن موجودا بالكثافة التي عرفها )1("الأصوات المكونة لهما و اختلافهما في المعنى

:محسن السجع، و إنما جاء تابع له و للأجل تبيان هذه الظاهرة نسوق المثال التالي

الذي جعل سفينة الرواية لنوح الهداية نجاه، وبلغ طالب الحديث في الحمد الله

.)2(القديم و الحديث ما أمله و رجاه

و الملاحظ هنا أن لفظتي الحديث التي تعني علم الحديث الشريف، و الحديث التي

.تعني الزمن جاءتا لإتمام السجعة في هذا المطلع المشترك بمجموعة من الإجازات

لكيفية أستثمرت بعض الكلمات المتجانسة لخدمة السجع، و منها ما جاء و بنفس ا

:)3(في إجازة نثرية أخرى قدمها الشيخ لابن القاضي) أنواره/ أنواره(في لفظتي

.153: الأزهر الزنات، دروس في البلاغة العربية نحو رؤية جديدة - 1 .121: المقري الرحلة - 2 .77: المقري الرخلة - 3

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

136

أحمد من زين بالراوية، صدور قوم جانبوا الغواية، وخص : الحمد الله وقلت"

صل الصلاة والسلاما على نبي أذهب بالإسناد أهل الصدق، من الأئمة هداة الخلق، وأ

"الظلاما، بما أفاض االله من أنواره

ففي هذا الاستهلال المكون من نسق الحمدلة و الصلاة على النبي نقرأ دلالة

ى العلماء أنواره الأولى التي تعني جمع الضياء، و أنواره الثانية التي يكنى عنها عل

.الراوين للحديث الشريف

في النثر الإجازي يسير الجناس باعتباره صنعة بديعية و بوتيرة محتشمة

:)1(عرفية، يعمل على إتمام السجعات في قوله أيضا

، وخص من بين الورى مينزين تاج الدين بجوهر الرواية الث منأحمد : وقلت"

ما بالعلم حتى أسندوا أعلى ما، وصلوات روحها موصول، على الذي زكت أعلا

".الأصول

ري عبر الخطاب الإجازي بطريقة محدودة جدا إذ تمثله مجموعة فيجأما الطباق

من المفردات المتضادة التي تكرر عبر الخطاب، ومن بين أمثلة الطباق ما جمعناه في

: هذا النموذج

:ومن النثر قوله

.)2()لا يدري/ يدري..."(فالعلم شريف القدر، وليس من يدري كمن لا يدري"

.)3()المنثور/ المنظوم" (وم والمنثورنظوالسبق في المإلى المشاركة في العلوم "

.)4()التخويف/ الأمن" (سامي حيث الزمان ثغره بسام، والأمن والتخويف لا"

.121: المقري، الرحلة - 1 .77: المصدر نفسهالمقري، -2 .77: المصدر نفسهالمقري، - 3 .77: المصدر نفسهالمقري، - 4

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

137

/ رفع..." (الصلاة والسلام على سيدنا محد الذي رفع االله بن الجهل حجابا وخفض"

.)1()خفض

مشهور والخاصة والرضى عن آله وأصحابه الذين كانوا ملجأ المنكر وال..."

/ قوي(، )جمهور/ خاصة(، )المشهور/المنكر..." (والجمهور والقوي والضعيف

.)2()ضعيف

و لعل المتأمل في هذه النماذج يلحظ أن الطباق لم يكن مبتكرا، بقدر ما كان

.لخدمة التصنعجاء طباقا عرفيا

يز، كغيره ، يمكننا أن نذهب إلى حد القول أن الشيخ المجمن خلال ما تقدم ذكره

من علماء الإجازات قد استغل علم البلاغة استغلالا واضحا في صياغة الإجازات

إتباعا لموجة البديع السائدة المنثورة ولاسيما فرع البديع منه، والذي أظهر من خلاله

.في ذلك العصر

ولذلك فإن جميع الإجازات، لم تكن لتخرج عن الإطار المنمق والمزخرف لها،

فقد استثمره المقري بأنواعه الثلاثة من أجل سجع الذي كان من بين أسسها، و ذلك كال

صنع مشهد الغلو في الإطراء باختيار الصفات المناسبة سجعا والأسماء، إلى جانب

.صنع براعة استهلال المطالع

أما الجناس الذي قل إذا ما قورن بالسجع، فقد كانت وظيفته صنع الوثبات

..لقصيرة التي يعتمد عليها الشيخ في صنع نثرهالإقاعية للسجعات ا

و جاء الطباق بسيطا و عرفيا، انحصر في مجموعة متكررة عبر الإجازات،

.ولذلك لم يكن الطباق مبتكرا

رت الدراسة الأسلوبية للخطاب الإجازي بازدواجية هذا الخطاب، إذ تميزت هذه أق

ت أحيانا إلى المحافظة على وظائفها العلمية، الأخيرة بإمكانات أسلوبية واسعة، فقد جنح

.لكنها عملت على العدول في كثير من الأحيان عن تلك الوظائف

.83-82: المصدر نفسه - 1 .121: المصدر نفسه - 2

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

138

لقد أضحت للإجازة بفضل أسلوب التداعي وأسلوب التناص، وأسلوب التقابل،

قابلية الانفتاح من خلال تشغيل والتصنع البديعي في النثر، ،وأسلوب المبالغة في المدح

.د الكبير من التقنيات الأسلوبيةدذلك الع

الصور وأصبحت أكثر ثراءا كما عمقت ت، تداخلفمن خلال أسلوب التداعي

كاستحضاره للبناء الطللي مثلا (الدلالة وصنعت الموقف الدرامي في كثير من الشواهد

، فقد أسقط الشاعر المجيز مشاهد خارجية كثيرة إلى مشاهد داخلية )في إجازته للتونسي

ميقة، وأضفى على الإجازة التي كان يجب أن تتميز بالتقريرية مجموعة من المشاعر ع

رواية والاسترسال، حتى ب قدرة المجيز النادرة على الحكاية والوالعواطف، إلى جان

إنه يصرف سامعة عن الموضوع الذي يبغيه ويمضي به بين شعر ونثر وخبر وحكاية

.)1(ك رفيع يكاد يخفىوترجمة وتاريخ في منظومة كلها في سل

وبلغ احتفاله بهذا النمط من الأسلوب ذروته في المطالع، التي شكلت وحدة فنية

نادرة ومبتكرة إذ كان هدف المقري صنع براعة استهلاله بتداعي الدلالات والأفكار

التي تتعلق باسم المجاز، ومن الواضح أن هذا الأسلوب كان غرضه العدول

لمألوف الذي يقر بإيجاد دلالة تواصلية تقريرية تشكل في واقع والانحراف عن النسق ا

. الأمر إذنا لرواية العلم

كما أن قدرة تناسل النصوص الإجازية و تناسخها بفضل أسلوب التناص، دليل

آخر على فنية هذا الخطاب، إذ خرجت بفضل هذا الأسلوب نصوصا غائبة أشارت إلى

.انحراف النص العلمي إلى نص فني

لأن النصوص التي طفت على سطح الإجازات لم تكن نصوصا من الشعر و

العربي فقط، بل كانت نصوصا من أدب المقري بعامة، فقد جاء التناص في الإجازة

.إلى جانب الإقتباس من القرآن الكريم تناصا عاما و تناصا مقيدا

التوترية توليد أما أسلوب التقابل، فقد جاء لخلق التناقض والتباين في الدلالة بغ

.الحاد والدراما، فهو يسهم بدوره ف يخلق الشعرية

.79أنظر هدى شوكت بهنام، النقد الأدبي في كتاب النفح، ص -1

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

139

وقد أدى أسلوب التقابل وظيفته بين الدلالات الكبرى فجاء سياقيا، وهو بذلك

.خلق تفاعلا بين الصور وخصوصا في البناء الاستجازي

كما أدى التقابل أيضا وظيفة تقابلية بين المفردات،ف جاء نسقيا وخلقت تلك

باقات والمقابلات نوع من التجانس والتناعم، من خلال تنمية الإيقاع الداخلي الط

.وصنعه

كما كانت هذه الطباقات المتكررة مزدوجة التأثير، فهي على مستوى العبارات

مثلت مقابلة وعلى مستوى المفردات مثلت طباقات، ثم مضت المعاني لتشكيل تضادا

كما انصبت جهود المقري في إجازاته على . ازيأوسع وذا تأثير شامل في السياق الإج

كسر النسق المألوف، معتمدا على إمكانات بلاغية من أهمها التشبيه والاستعارة، وقد

أتيح له من خلال بلاغتها الانتقال من المستوى النفعي المحدود، إلى المستوى الفني

.الجمالي الواسع

من التشبيهات والاستعارات، والتي فمن خلال الشواهد المقدمة، لاحظنا أنه أكثر

.كانت في الغالب تصنعها مفردات متواثرة على جسد الخطاب الإجازي

والمقري في إجازته، لا يمضي في صوره البلاغية على النحو الذي جرت عليه

أساليب المتقدمين فحسب، وإنما نجده يعمد أحيانا إلى الابتكار والتلوين في صنع مشاهد

لال اسم المجاز الذي مثل بؤرة التصوير في كثير من الأحيان، تلك الصور من خ

فقد مس هذا الأسلوب كل بنية ...ناهيك عن تصويره للإجازة والاستجازة وطول السند

في الخطاب الإجازي حتى وإن كانت بنية وظيفية، فكانت هذه الصور تهديمة مستوحاة

لم تكن الظواهر . دة مبتكرةمن الشعر العربي أحيانا، وجاءت في غالب الأحيان جدي

الأسلوبية التي تتبعناها سوى انحراف عن المعيار وخلخلة للأنساق المألوفة في

الإجازة، كما أنها ظواهر ذات تأثير شامل ومهيمن ليس على صعيد السياق فحسب بل

.حتى على مستوى النسق

التشكيل الأسلوبي الفصل الثالث

140

ها على ومن هنا غدت هذه الأساليب من أهم الوسائل الأسلوبية تأثيرا لقدرت

إجراء منبهات ذات قيمة كبيرة على صعيد الخطاب الإجازي، فأضفت عليه شرف

.القيمة الفنية

تمهيد -

.حكمهمعجم الإطراء و ما في : أولا

.معجم المجيز و ما في حكمه: ثانيا

المعجم الوظيفي و ما في حكمه: ثالثا

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

141

:في المعجم تمهيد

تحتاج معرفة الخطاب الإجازي إلى القبض على دلالته ورصد شبكة العلاقات

المتداخلة التي تكون أدبيته والتي تعتبر صفة أساسية من صفات النص المفتوح، ويأتي

ليسهم في استنطاق الدال الذي يسبح في فضاء شاسع ويحلق "هنا دور المعجم الفني

.، فيضفي هو الآخر جمالية على الخطاب)1( "في فضاءاته الموحية

مجموعة الشفرات والإشارات والعلامات اللغوية التي " ونقصد بالتشكيل المعجمي

موعة تشكل بنية نص ما تشكيلا جديدا من خلال سياق يشحن هذه الألفاظ المعجمية بمج

التي تشكل حقوله الدلالية التي تعد البنى الصغرى لبنية النص ...من الدلالات السياقية

.)2( "الكبرى

ومن خلال هذا التعريف يمكننا القول بأن التشكيل المعجمي هو ضم الألفاظ وجمع

في قوائم، حيث ترتبط هذه الألفاظ بروابط تضمن لها انسجامها في بعض إلى بعضها

.طلق عليه الحقل الدلالينسق واحد ي

، )3( "لحمة أي نص كان، ويحتل مكانا مركزيا في الخطاب "فالمعجم إذن هو

وعند دراسة المعاجم المكونة له، نرصد الكلمة بحسب حقلها الدلالي، أي بحسب السياق

اللفظ المعجمي كما هو معروف، يكون في العادة ميتا، كالقطعة "الذي وردت فيه، لأن

.)4(" واتهاصنمن الغيار التي تكون ميتة إذا عزلت عن

ولهذا السبب جاءت الدراسات المعجمية، ترصد المعاجم بحسب حقولها الدلالية،

، وتصنفها وتشير إلى كثافتها وتواثرها في الخطاب، وتشير إلى الكيفية التي شكلت بها

ونتجت عن دلالتها الظاهرة والخفية ووظائفها من خلال السياقات الأسلوبية التي وردت

.)5( فيها

أما بالنسبة للخطاب الإجازي، فقد حاولنا دراسة التشكيل المعجمي للإجازة الفنية

عند المقري باعتماد الطريقة التي درجت عليها أغلب الدراسات التي تعرضت للمعاجم

.23: خليل موسى، قراءات في الشعر العربي الحديث والمعاصر -1 .24: المرجع نفسه -2 .61: تحليل الخطاب الشعري، إستراتيجية التناصمحمد مفتاح، -3 .86: عبد الملك مرتاض، النص الأدبي من أين وإلى أين -4 . 08: الأسلوبية وتحليل الخطاب: نور الدين السد: ينظر -5

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

142

ى إحصاء المفردات المتواثرة والمكررة في النص الأدبي، ثم تجميع والتي تقوم عل

المشاكل منها دلاليا في مجموعات، تختلف المجموعة الواحدة عن الأخرى، باختلاف

.)1( "الحقول الدلالية

و الواقع أننا كنا قد ألمعنا في الفصل الثاني من هذه الدراسة إلى المحاور

وجب تلك المحاور تم تقسيم جازة، و بمية في الإالرئيسية التي كونت الموضوعات

:معجمها، و الذي ألفيناه يتشكل من

.معجم الإطراء و ما في حكمه :أولا

.معجم الحنين و ما في حكمه:ثانيا

.المعجم الوظيفي و ما في حكمه: ثالثا

هو الذي نعتبره قد اشتمل على المحاور الأخرى و هيمن على أن المعجم الأول

ختص الإطراء فقد اإذ أنه هو الموضوع الذي ألح على جسد الخطاب الإجازي، عليها،

مرة بالرسول صلى االله عليه و سلمة بعلماء السند ة بالعلماء المجازون، و مرو مر.

،وقد استوحى ألفاظه من قاموس وجدانيلنفس الشخصيات معجم الحنين جاء و

.كما هو مبين في الجداولهادة علمية جاء المعجم الوظيفي يختص بالإجازة بوصفها ش

: معجم الإطراء و ما في حكمه - أولا

لمفردات تقع كلها تحت الفضاء الدلالي الذي يضم جدولا : نقصد بمعجم الإطراء

، بحيث قمنا بحصر أكبر عدد من الكلمات التي تدخل في )م ، د، ح( ظة الإطراء أولف

معجم المدح إلى ثلاثة انشطارسياق المدح ، عن طريق إحصائها الذي جلى عن

.جلها منعوتات لشخصيات ثلاثة تفضاءات مدحية ، كان

إلى ثــلاثة ليةن الألفاظ المتعلقة بالإطراء ، تنقسم حسب حقولها الدلاإإذ

القسم الأول يضم جدولا من المفردات يكون الإطراء فيه موجها ،ـنةاءات متبايفض

للمجاز ، و القسم الثاني يضم حقلا معجميا يكون الإطراء فيه موجها للعلماء أما القسم

.الثالث فمفرداته المدحية موجهة للرسول صلى االله عليه و سلم

.180: مختار حبار، شعر أبي مدين التلمساني، الرؤيا والتشكيل -1

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

143

) مدح(لأقسام الثلاثة المذكورة و التي تضم مفردات حقل لا من اككما ألفينا

رفعة الممدوح ، أو حول تفوقه و تحوي في الغالب مفردات تدور دلالتها حول علو و

.تفرده ، و قد تتمحور أيضا حول هدايته للناس

بحيث ،المنعوتات السالفة الذكر إلى الأقسام المذكورة انقسمتا على ذلك يسو تأس

رفعة ، بالتفوق و التفرد يضم كل جدول و على الترتيب بما له علاقة بالعلو و ال

:أو بهدايـــته للنــــاس ، كما هو موضح في الجدول

:منعوت المجاز - أ

الصفحة من المصدر

الترتيب في الملحق

منعوت المجاز

صفـات المدح

:ذكر علو و رفعة مكانته -1 )العلياء( ذوي العلياء محمد الرضى عميد 153/ 1 )العليا( سريعا إلى العليا و في الناس رائث 4/68 )العلياء( م لك في الورىكيا سند العلياء 4/68 )سمت( أبا القاسم نجل الجمال الذي سمت 5/176

)العماد) (السامي( أحمد من شيد بالإسناد بيت العلوم السامي العماد 11/164 )رفعة ( رفعه و سؤددا و حلما 11/165 )علا( أبصرت منه علا 11/165 )جو العلى ) (أطار( أحمد من أطار جو العلى 12/167 )اجنحة)(للمعالي)(راش( راش للمعالي أجنحة 12/167 )طلعا( كان من أعظم حبر طلعا بدرا 22/90 )سماء() أطلع( الحمد الله الذي أطلع في سماء الرواية شهابا 19/89 )للعلياء( شاد للعلياء في أوج السند 15/437 )أفق) (أطلع ( احمد من أطلع شمس الدين في أفق الرواية المبين 17/440 )ذو المعالي ( منهم فريد الدهر ذو المعالي 12/166 )أفق)(الطالع)(الكوكب( الكوكب الطالع في أفق العلى 14/81 في ذكر تفوقه و تفرده -2 )أولى التقوى) (وحيد( وحيد اولى التقوى 1/153

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

144

)حاز المفاخر)(واحد ( يا واحدا حاز المفاخر جملة 1/154 )الفهم)(الدراكة)(الأوحد ( الأوحد الدراكة الفهم..أجزت الرشيدي 2/152 )محاسنه)(ماجدا ( أيا ماجدأعيت محاسنه الوصفا 3/192) الأخلص) (الودعين ( إنسان عين الود الأخلص الأصفى 3/192

).الاصفى( )حائز( حائز أشتات الفضائل 4/68 )مفردا)(فذا( لا زلت فذا في البلاغة مفردا 4/68 )أخو جد( ليس أخو جد كمن هو عابث 6/132

فاضلا ماجدا حوى خلالا أيا ماجدا برى ،فاضلا،حوى ، خلالا 10/149 )اللوذعي() الوحيد( أجزت الوحيد اللوذعي محمد 10/149 )أجل فقيه( أجل فقيه ينتمي لرشيد 12/167 )الصقر( الصقر لا يقاس بالبغات 12/167 )الدهر) (فريد( .الأجل..الصدر ..منهم فريد الدهر 16/438 )البارع( و إن ذا فضل الاديب البارع 16/438 )مسارع)(سابق( سابق ميدان الذكا المسارع 16/438 في ذكر هدايته للناس -3 )مشكاة( القراءات رأنوامشكاة 3/192 )هداية)(سراج( عنيت ابن مسعود سراج هدايا 4/68 )هاديا)(شمس ( لا زلت هاديا أنتيا شمس دين 6/132

)اهتدى)(أنوار الفهم( الفهم فاهتدى أنواروشام 13/164 )الهدى( احمد من أولى الهدى حنيفا 14/81 )أشرقت( فأشرقتفزان بها سماء الدين 15/437 )للمهتدي) (نجوم( فهم بها للمهتدي نجوم 15/437 )شهابا( الحمد الله الذي أطلع في سماء الرواية شهابا 20/89 )نجاة) (الهداية ( ية نجاةاالحمد الله الذي جعل سفينة الرواية لنوح الهد 24/121

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

145

:منعوت العـلماء - ب

الصفحة من المصدر

الترتيب في الملحق

منعوت العلماء

صفـات المدح

: مذكر علو و رفعة مكانته -1 )رتبة( عظمت قدرا )رتبة (نال بفاس 1/153

)مشيد)(بنوا ( )مشيد (للعلم كل )بنوا(جميع الذي أرويه من شيوخ 10/149 )علا( عن مدحه قصرت)علا (كنت قد أبصرت منه 11/165 )المعتلى( )المعتلى(عن الشهير الداودي 11/166 )الراقي الدرج( )الراقي الدرج (عن شيخه خروف 11/167عن إمام يدعى بابن عساكر بما له من الروايات على 13/164

قد دلت )علو قدره( )علو قدره(

راويهما و )العلا(سبق )حازا(ذين لمع الصحيحين ال 14/81

افاز )العلا( ) حاز(

سلم (في )سما (العراقي و قدعن الحافظ المجبل 16/498 )المراقي

)سلم المراقي)(سما (

:مو تفرده مفي ذكر تفوقه -2 ) الأدرى ( )الأدرى (كمثل ابن هارون إمامهم .. 1/154 )الآية الكبرى ( )الآية الكبرى (ابن غازي 1/154 )مفردا ( )مفردا في علومه (أضحى إماما 1/154 )الآفاق)(طبق( إسناد علمه )الآفاق( )طبق(فقد 1/154 )واحد عصره( )واحد عصره(و عنه روى المواق 1/154 )أستاذ عصره( )أستاذ عصره(و هذا عن الدقون ... 1/154 )غرال( )السادة( )غرالسادة ال(رويه من أكل ما ... 2/193

)الأنام( )مفتي( )مفتي الأنام(قصار العن 11/167 )الاعصار بهجة( )بهجة الأعصار (... 11/167 ) صاحب الكمال( )صاحب الكمال(يداودعن ال... 11/167 )مام الحبرلإا( )الإمام الحبر(عن البخاري 11/167 )فضله أظهر( من أن يذكر) فضله أظهر ( 11/167 )علمه المعروف ( غير المنكر) علمه المعروف ( 11/167في العلوم )كل فذ (و ما أخذت في بلاد المغرب عن 12/169

مغرب )كل فذ(

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

146

للناس مفي ذكر هدايته -3 )أعلام الهدى( قلا أو كثرا )عن أعلام الهدى(..أجزتك تاج العارفين 1/154

) منير( كل حالك )منير (مامناإ.. كذا موطأ الإمام مالك 11/167 )النجوم( من أعيان )النجوم (أطلع 13/163 )ذوي الهدى( و العلم )الهدى ذوي(..كمثل ما رويت من شيوخ 14/82 )نجوم) (المهتدي( )للمهتدي نجوم(فهم بها 15/437

)غيهب) (أزاحوا( الغواية )غيهب( )أزاحوا( اقوم.. 24/121

:منعوت الرسول صلى االله عليه و سلم –ج

الصفحة من المصدر

الترتيب في الملحق

منعوت الرسول صلى االله عليه و سلم

المدحصفـات

:ذكر علو و رفعة مكانته -1 المرفوع (الصلاة و السلام على ذي الخلق الحسن 24/121

)قدره )المرفوع قدره(

)لأعلى درج) (الراقي( )الراقي لأعلى درج(أصل للمصطفى 23/192 )المرفوع( قدره على سائر خلق االله )المرفوع( 23/192 )رفع( جابااالله به من الجهل ح )رفع(الذي ... الصلاة على 20/89 :و تفرده في ذكر تفوقه -2 )المصطفى( ياؤصاحب الر )المصطفى(و طيبة دار 5/176

)شفيع الخلق( لنائمو )الخلق عشفي(بجاه 23/193 )خير مرسل( )خير مرسل (أزكى تحيات إلى 8/175 )خيرة) (البراياشفيع ( الواقي دالصم )ةخير( )البرايا فيعش( 8/175

)ذي السجايا( الطاهرة )السجاياذي (إلى الرسول 13/164 في ذكر هدايته للناس -3 )الهادي( المرجي )الهادي(و نيل شفاعة 7/83

)محمد الهادي( المنتقىالنبي )محمد الهادي( 13/163 )ملجأ( حائر )ملجأ(بجاه رسول االله 6/1326/132 )نقذ( ملهوف ببير التوى )ذنقمم(

)باب الهدايات( و ليس مرتجا )تباب الهدايا( 11/165

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

147

:خصائص معجم الإطراء

ة بهذا الكم الهائل من الألفاظ الدالة على المدح زأن تزخر الإجا القد كان طبيعي

ذه المفردات يمة الإطراء على الموضوعات الأخرى، بحيث استحوذت هبب غلبة تبس

أغلبها بمدح المجاز كما اختصت ،يالإجازي تركيب بنية المعجم مساحة كبيرة ف على

.بمدح الرسول صلى االله عليه و سلمو أخرى بمدح العلماء، و بعضها اختص

مثل ثلاث و بالتالي جاءت مفردات الإطراء الغالبة على جسد الخطاب الإجازي ت

، منعوت العلماء و منعوت المجاز المفردات دلالات، تشكل هذه فضاءات مدحية

.وسلم يهمنعوت الرسول صلى االله عل

يقل عن لا يتجلى أن هذا المعجم قد حوى معاجم فرعية ضمت ما ،ترتيبي دعو ب

تقدر بالتقريبون نسبة مئوية كي و هو ما إطاره،أو تدخل في به مائتي لفظة تتعلق

.%60بـ

مفرداته على باقي استحوذتل الجدول الأول منعوت المجاز، والذي و قد مث

مفرداته في الغالب في المطالع من أجل تموقعت ،%82للإطراء نسبة المعاجم الفرعية

( بالغ فيه مثل بكل أوصاف الكمال الم زتشكيل صورة مدحية ووصف المستجي

... )اللوذعي، الفهامة، المشكاة ، الكامل

اختص القسم الأول ،إلى ثلاثة أقسام انشطارهأن ما ميز هذا المعجم، هو غير

على رأسها بتكرارها ) العلياء، السامي( اجاءت فيه مفردت ،الممدوح و رفعةبذكر علو

القسم الثاني فهو لما أمامن المجموع العام، %45هذا المعجم ، وشكل عر موضفي غي

إذ مثل هذا المحور كل من أقرانه،على أوعلى مجيزه فرده ختص بذكر تفوقه و تا

.%40 المعجم أيضا بالتقريب نسبة، و قد شكل هذا )الوحيد، الفريد(مفردتي

أما القسم الثالث فتأتي مفرداته لتحمل دلالة الهداية و هي من حيث الكم أقل

على رأسها مفردة الهادي التي تو جاء15% إذ شكلت الأخرى نسبة من المفردات

.تكررت في غير موضع

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

148

لة الإطراء من خلال دلا أن ،و من أهم خصائص معجم منعوت المجاز أيضا

إشعاع، تعلقت باسم المجاز و انبنت وفق )وخصوصا في المطالع(دوال هــذه ال

الذي شكل المحور و العمود الذي تدور حوله معاني الحقل المدحي الاسمدلالات ذلك

.في المطلع

، المفردات ذات معاني تكثر في الإجازة مثلا ،ديافإذا تعلق الأمر بإجازة العم

).علا، عماد ، ماجد ، السامي : ( مو و الرفعة و تدور الدلالات في فلكها مثل الس

لأن مفردات المدح في ،سنلمح نفس الشيء إذا تعلق الأمر بالمحاسني فإننا أما

اسم، و كذلك )النجوم،المحاسن،زين(مثل ) المحاسن(تها في فلك لذه الإجازة ستدور دلاه

الدال على مدح نوح نوح الذي خرج من سياقه الثابت إلى فضاء الدلالة الغائبة

المجازبذكر نوح

.و سفينته و نجاته من الطوفان النبي

قل منها في أأما مدح الشيوخ المروي عنهم، فجاءت نسبة المفردات في هذا الحقل

ل بالرواية، و قد مدحهم صو تموقعت في الغالب في بنية السند المت ،حقل مدح المجاز

بعد ذكر المجيز بكل أوصاف الكمال المبالغ فيها، من خلال تداعي الدلالات لديه

و عمه ،)آية كبرى( و ابن غازي ،)ا حبراإمام( أسماءهم كأن يكون البخاري دائما

.سعيد مفتي تلمسان الشهير

روع هذا المعجم فقد تقاربت فيه نسبة المفردات الدالة على فأما فيما يخص

لكل %34 و المفردات الدالة على التفوق و التفرد، و الهداية بنسبة العلو و الرفعة

، أما فيما يخص ذكر )المعتلي ( مفردة جاء على رأس مفردات العلو و الرفعة ، واحدة

بذلك فرد خاصة به كما أشرنا، و تنوعتتفرده فقد كان لكل عالم صفة تتفوق العالم أو

.)الخ... الآية، الحبر، المفرد، أستاذ، عصره، مفتى الأنام(دلالات هذا المحور مثل

السماء، دايته للناس، شبه العلماء في غير موضع بالنجوم المضيئة فيهو في ذكر

.تكررت مفردة النجوم على باقي مفردات هذا المحور لذلك

ةيفرعليه و سلم، فمعجم مفرداته ع ختص بمنعوت الرسول صلى اهللاما أما

هو( ا يخص علو مكانته ممن أسمائه صلى االله عليه و سلم، ففي ةتقليدية مستوحا

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

149

، أما ما )خير الخلق و المرسلين(أما ما اختص بتفرده فهو ،...)المرفوع قدره، الراقي

).ذالهادي، ملجأ الحائر،و المنق( جاء في هدايته للبشرية فهو

ن نظرة متأنية إلى هذه المنعوتات التي شكلت معجم الإطراء تجعلنا نتوصل إلى إ

:أهمها من مجموعة من الخصائص التي تميزت بها مفردات الإطراء في الإجازة

ن ما يحكم الحقل الجامع لمفردات المدح هو علاقة التداعي، بحيث تتداعى أ

محاسن أو مناقب الذات كرت لذلمجموعة من الدلالا انسيابصفات الممدوح في

مة حشكل هذه المفردات حين تتراص إلى جانب بعضها البعض ل، و قد تالممدوحة

:مقطوعة أو بيت شعري كقوله

اـــو حلم و سؤددا عةفو ر اــو علم و محتدا ةجلال

في كثير من الأحيان بسبب كونها جاءت و لسنا نعرف صدق هذه المفردات

من خلال مجيئها في صيغ ، و)%60مثلت (من خلال كثرتها مفردات مبالغ فيها

على تقاليد يبقى أن نقول أن المقري حافظ لكن) فهامةالدراكة، الوحد ، الأ(المبالغة مثل

لا عند المقري فحسب ،لإجازاتاالإجازة بالحفاظ على حفظ معجم لها يتكرر في أغلب

.نيزيو لكن عند جمهور المج

في محاولة لاختيار بعض الدوال التي ،ين غيرهتجلى الفرق بينه و بيو مع هذا

مرقت من إطارها المعجمي "المجيزين باعتبارهم مفردات كأسماءصنع منها حقوله

.)1("الميت إلى إطارها الشعري النابض بالحركة و الحياة

نزياحها عن دلالتها المعجمية الدالة على شخصية المجاز، او شكلت من خلال

لتشحن بدلالات تدل على الرفعة أو الزينة أو رمزا عليه، و صنعت في تراصها بمن

.تكرة في إجازاتهبالم من الدوال صور الشاعر المجيز لحقهامن و سبقها

.24:دراسة تشريحية قصيدة أشجان يمنيةعبد المالك مرتاض، بنية الخطاب الشعري، -1

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

150

:منعوت المجيز و ما في حكمه - ثانيا

بحيث كانت كل مفرداته موجهة للأخر كان المعجم السابق قد اختص بالمدح، إذا

تغزو بحيث المقصود بالإطراء، فإننا نقصد بهذا المعجم المفردات التي تخص المجيز،

في كتابة الإذنعليها سد الإجازة لتعبر عن تقاليد متعارف منعوتات هذا المعجم ج.

مثل الفضاء ت ،انقسامها إلى ثلاثة فضاءاتن لنا إحصاء هذه المنعوتات ولقد بي

شكل من المفردات الدالة على القصور و العجز، أما الفضاء الثاني فقد ت:فيالأول منها

.المفردات الدالة الحنين والشوق

:حكمه فيمعجم القصور و ما - أ

ور ـاني القصــض بمعـلفاظ التي تنبالأهو الحقل الذي يضم تحت غطائه كل

،جل الاعتذار عن تقديم الإجازة بعد وصول الطلب المقدمأمن التواضعو العجز و

وتظهر هذه الألفاظ أيضا حتى بعد القبول بالطلب و لذلك يتشظى هذا الحقل إلى ألفاظ

دالة على القصور عند ذكر الطلب و ألفاظ دالة على القصور بعد تقديم الإجازة كما هو

:مبين في الجدول التالي

من الصفحة المصدر

الترتيب في الملحق

القصوراصفات منعوت المجيز

:معجم القصور - أ )العبد الجهول( رواية )العبد الجهول(وم من ري 1/153 )هلألست ب( ن أجاز فكيف أن أجيزأ )لست بأهل( 1/153 )العجز( ىجرأعن ذاك بي )العجز(كان 1/153و )بالخطأ( لأننيلست أهلا لها و االله مطلع 2/152

.متسم )الجهل( )الجهل) (الخطأ(

إجازة لست بأهل )الجهول( )القاصر الباع(من 192/193/ 3 )تطفى(آونة ...أضواء فكري آونة

) الباع) (القاصر( )تطفى) (الجهول(

4/68 عابث( )عابث(كمن هو ليس اخو جد( )عي) (جهل( .قد انطوى )يوع( )جهل(ومثلى على ... 6/132 )خدينا( .)اخدين(لعلم و التقوى لو إن لم أكن ... 7/83

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

151

)ليس بالراق( و فكرى ليس في العلم ...لست أهلا... 8/17511/164/167

سادلا )جهلي(دا من الإجابة مع كون فلم أجد ب

.حجابه )جهلي(

12/167/168

)الخطأ (و )بالخطل(ترك الإجابة للوصف رأى بعين من الرضا الجيد منى ذو عطل ومن

)الخطأ) (الخطل(

13/163/164

لست بذى (مع اننى ...دا من الإجابة لم أجد ب ).نجابة

)لست بذى نجابة(

ننى ذو خطلأما درى ب 14/81/82 فإن أجبت فلست بالبطل

)لست بالبطل(

15/440/441

نفسي عن الإجابة )تمنعجا( )ذا نجابة (في ذا الأمر )لست(إذ عي ذو )مقصر(ننى أمع

شنعاء(يها تفت أن أخ

)انعجمت( )لست ذا نجابة( )مقصر( )شنعاء(

)مقصرا( )مقصرا( يوان أكن فيها ابتغ 16/438 )العبد القاصر(فيقول 18/71

.و إن لمثلى إن يجاز فضلا أن أجيز )العبد القاصر(

)عظيم جهلي(و )قصوري(أمثله يطلب ذا ما 22/121 .و لست أهلا

عظيم ) (قصوري( )جهلي

وهو المعجم الذي يضم تحت لواءه كل الكلمات : معجم الحنين وما في حكمه - ب

إلى موطنه التي تعبر عن معانات الشاعر بسبب الإغتراب و الحنين سواء

تواتر مفردات الأول، أو الحنين إلى البقاع المقدسة، و الجدول التالي يبين

:الحنين

من الصفحة المصدر الترتيب في الملحق

الحنينصفات معجم الحنين

)برق(، )أرقت( ....شمت من جانب الخضرا )لبرق( )أرقت( 1/153-155

، )أذكى(، )ضاء( .....في كبدي جمرا )أضاء فأذكى الشوق( 1/153-155 )الشوق(

)القديمالعهد (، )أذكرني( ..........وطالما)العهد القديم )(وأذكرني ( 1/153-155

.....)الذكرى(للمعهد )جوى المشتاق(تثير 1/153-155

، )المشتاق(،)جوى( )الذكرى(

)عهد الظاعنين(، )أنس( ....وغادروا )عهد الظاعنين( )أنس(ولم 1/153-155

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

152

)الهائم(، )سلام( .....المغرم المغرى )الهائم)(سلام (بلغ 1/153-155 )الأحباب( ....قد ألف القفرا )الأحباب(وبان من 1/153-155 ....)جيرة(و )خلان الوداد(رعى االله 1/153-155

)جيرة(، )خلال الوداد(

)أبدى الوهم( ...شخصهم فكرا )فأبدي الوهم(تنادوا 1/153-155 )راجع) (الزمن الماضي( ....)راجع (بتونس )الزمن الماضي(هل 1/153-155 )لم أنس( ........تاج العارفين وليلة )لم أنس(و 1/153-155 )شاجني( ..والبلابل جمة خطاب )شاجني (ومما 1/153-155 )أذكر معهدا) (أشواقا( ...........)أشواقا وأذكر معهدا (فجدد 1/153-155روضة (.. )نرى(فلا تغفلونا من دعائهم عسى 1/153-155

)..المصطفىروضة ) (نرى(

)المصطفى..من جانب الخضرا )برق الأنس( )شيم (ما

)برق الأنس(، )شيم(

)عهدا( ..........كان فيه إمامنا )عهدا(رعى االله ذات (بأفنانها قمرية..ماسجعت ضحى

...)أشواق )ذات أشواق(

)تيسير الطريق( ...لأرض رامه )بتيسير الطريق (..وأسأل )غرامهشوق ( .)شوق غرامه (تؤدي عن آخي..أحلى صلاه

من حقلين أساسين هما تشكل الحقل الدلالي للمجيز :يزمنعوت المجخصائص معجم

زية ألفاظا تعبر عن أعراف إجامعجم القصور و معجم الحنين، بحيث ضم الحقلين

و و شجون متواترة عند المجيزين انتظمت إلى جانب ألفاظ عبرت عن معانات نفسية

كغيره من العلماء الذي عانوا من ألم الغربة في صاحب الشيخ في حياته العلميةألم

.سبيل العلم

ن التوظيف الدلالي للألفاظ أمن خلال الإحصاء لمفردات هذا المعجم لاحظنا

نية القصور كان كثيفا، إذ لا تكاد تخلوا إجازة واحدة من معاني هذه المكونة لحقل ب

.عبر الإجازات %95الألفاظ، فقد سجلت حضورا ساحقا عبر النصوص بنسبة

أما قائمة الدوال التي تم إحصاؤها فكلها مفردات وجدانية تعبر عن العجز الشديد و -

سمناه ونية ما يزيه و تأتى هذه المفردات غالبا في بجقصور العالم المجيز أمام مست

.سابقا، بحقل الاعتذار

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

153

فهي حلقات متصلة الإشارة أن الألفاظ المتعلقة بالاعتذار تتعلق تعلقا شديدا وتجدر -

متعاقبة، لأن صورة الطلب التي رسمها حقل بنية الطلب، فجرت صورة العجز من

مع المفردات مفردات حقل بنية القصور و هذا الأخير ولد صورة القبول خلال

.الدالة على القصور، فهي سابقة لها

- و ما القصور و العجز سوى حجة عرفاره عن تقديم يقدمها المجيز ليبرر اعتذ ةي

، و لكنه لا يعلم ففي نظره يفوقه مستجيزه علما و بلاغة و دينا و أدبا ،الإجازة

:)1(ذلك و يظن الكمال في مجيزه كقوله

راقـكرى ليس في العلم بالف ن أجاز فكيف أن أجيزأو لست أهلا ب

العجز، لست (:التوظيف الدلالي لألفاظ حقل العجز من خلال الدوال التالية يأتيو

كلمات ، و كلها)...بأهل، القاصر، الجهول، لكن الحقائق قد تخفى، الجواب القاصر

و تجدر الإشارة إن دلالات بنية هذا الحقل تضم أيضا ألفاظا تنبض ،تتقارب دلالتها

انات النفسية كتصوير عجزه بالبحر الملتطم في جل تجسيد هذه المعأبمعاني الجمال من

:قوله

نظما و نثرا و بحر العجز يلتطم ما كتبت من الأوضاع في عمرى

:قوله أيضا في إجازته للقارئأو كتصوير استجازة الطالب أنها وشي صنعاء ك

اءـــلي الوشي إلى صنعحمب اء ــو خفت أن أتيها شنع

الشاعر للألفاظ الدالة على القصور كان توظيفا أن توظيف في الأخير يمكن القولو

و هو الحقل الدلالي ،حقل دلالي عام من أخوذهو مكلاسيكيا، فهو ليس مبتكرا بقدر ما

يفهذه الألفاظ تتكرر بعينها أو بأحد مشتقاتها ومرادفاتها ف ،جازى بصفة عامةلإا

.الخطاب

175:الرحلة ،المقري - 1

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

154

عاناة الشاعر بسبب الحب جسدت الإجازة مأما خصائص معجم الحنين فقد

بموضوعة الحنين، والمجيز حين لمفردات متعلقةوالاشتياق والحنين من خلال توظيفه

سيما أحبابه من بلسان المعاناة لفرقة الأحبة، لايتحدث عن نفسه فإنه يصوغ ألفاظه

.العلماء في بلاد المغرب

،ض الوحدات المعجمية الوجدانية في بعض إجازاتهعتواثرات بفالجدول يبين

.لذلك

على سائر الألفاظ، بحكم ) الذكرى(، و)الشوق(نلاحظ لأول وهلة طغيان لفظتي

ما بينهما من صلة رحم قوية ولأنهما من الجهة الدلالية، عماد الخطاب الحنيني،

معجم الحنيني معجم مأساوي فالحنين يولد الذكرى والشوق إلى الأحبة، ويتفرع عن ال

ى، شاجني، أرقت، غرالهائم، الم(ينبني على ألفاظ الاغتراب والضياع والحزن مثل

).الدموع

ولقد كانت إجازته للتونسي أوضح وأكبر مجمع لهذا القاموس المأساوي الحنيني

.والذي تخللته الألفاظ المذكورة

ني عند المقري تفرع عنه معجم نسي دائما، نجد أن المعجم الحنيتووفي إجازته لل

آخر هو المعجم الصوفي، الذي برز كظاهرة مميزة في مطلع الإجازة، إذ لا نجد أدنى

المغرم، : (صعوبة في العثور على الملامح المعجمية لهذه الرؤيا الصوفية من طراز

...).ن من الأحباباالهائم، لك االله، تعبده الهوى، ب

ظ المتفرقة هنا وهناك، والدالة على حب الرسول في حين عثرنا على بعض الألفا

صل االله عليه وسلم والاشتياق والحنين إليه وإلى زيارة قبره، إذ لا أدل على ذلك من

).تيسير الطريق، شوق، غرامه: (هذه الألفاظ

وفي الأخير يمكن القول أن المجيز لجأ إلى لغة قاموسية وجدانية مبنية على ألفاظ

المجيز، الرسول عليه الصلاة (شوق والحنين إلى الآخر، الذي يمثل معجمية تتعلق بال

).والسلام

كما جاءت لغة معجم الحنين، لغة إيحائية مجازية مطبوعة بوجدان صاحبها

.ومفعمة بأحاسيسه الحزينة

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

155

:المعجم الوظيفي و ما في حكمه: ثالثا

نريد بالمعجم الوظيفي ما ورد في إجازات المقري من مفردات تشكل لحمة

الموضوعة الوظيفية للإجازة، و هي كل المفردات الدالة على نفسها و المشكلة للإجازة

.وصفها إذنا و رخصة لرواية العلومب

هذا المعجم قد تشكل من معاجم فرعية قمنا بحصرها انطلاقا من أنو الواقع

تشابه مكوناتها الدلالية فقد جمعنا كل الكلمات التي تدخل في حقل الإذن و المشكلة

مع الختم و تاريخ الإجازة كما هو مبين في الجدول، كما حاولنا حصر معجم للسند

لأن أغلب الإجازات كانت في فرعي آخر ي هو معجم العلم المجاز فيه فلم نستطيع

حمد بن لأو لم نجد غير هذا العلم إلا في إجازته علم واحد هو علم رواية الحديث،

.هذا الجدول نفي علم أصول الدين و لذلك استغنينا عالذي أجازه شاهين

من الصفحة المصدر الترتيب في الملحق

صفات الحنين منعوت المجيز

:ما علاقته الإذن - أ ما ()أجزتك( .....أجزتك تاج العارفين جميع ما رويت 1/155

)رويت )مجازا( .............مجاز ومقروا وإذنا بشرطه 1/155 )كاتب( .............كاتب هذا المقري 1/155 )برودها( ..........ي سوسة كان رقم برودهاوف 1/155 )أجزتكم –أشهد ( .............وها أنا أشهد أني أجزتكم 2/152 )خط( ........مرتجيا) خط(وأحمد المقري قد 3/132 )فحدث( .........ث ما استدعيت مني إجازةفحد 3/175

)فليخبروا( ...................عني بذا) روافليخب( 11/169 )هذا قال( ..............وقال هذا المقري الخطا 12/167 )فيلرو( ............البخاريفيروا عني جميع 13/164 )فليروا( ...........وليروا عني ما أنتمي للنووي 13/164 )خط( ............وخط هذا أحمد البادي الوجل 14/164 )هذا قال( ............وأحمد المقري قال عن عجل 17/438

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

156

: ما علاقته ذكر السند - ب )فهرسة( ........ الشيخ ابن غازي كفيلة) وفهرسة( 1/155 )أشياخه( ......من أهل فاس جماعة) شياخه(عن 1/155 )مسندا( )......مسند) (الفهارس(وللعب من أهل 1/155 )سندا( ......يجرى) سندا(خصوصا لمنتوردهم 1/155 )فهرسة( ).....تقرا(بين الورى لم تزل ) بفهرسة( 1/155 )مروى( .......جميعه) أخذت(زروق ) مروى(و 1/155

)أسانيد( ........يطول شرحها) أسانيد(ولي 11/169 )مروياتي( ).......مروياتي(كل ) سردت(ولو 11/169 )أخذت( ...........جامع البخاري) أخذت(وقد 11/169 )عن عمي( ...........عن عمي الحائز للفخار 11/169 )عن محمد( .....مقري سعيد الإمام عن محمد ال 11/169

: ما علاقته التاريخ والبلد والختم -ج

)عام عشرين( .......في صفر من عام عشرين من بعدها 1/155

)هـ1028( ...........ثمان وألف من سني هجرة تترا 1/155

)سوسة( ............في سوسة قد كان رقم برودها 1/155

)كاتب( ...........هذا المقري مؤمل من االله اتبك 2/193

)بمصر( ...........بهدىوكان ذاك بمصر عمرت 3/152

)هو المقري( ......ا أحمد بن محمد هو المقرىوخط هذ 5/176

)غم( ...........يخه غم ومن قصل خالقيوتار 6/132 )هـ1030( ..علتألفا لهجرة ياسين تلت ستة سبعة وثلاثين 11/169

)هـ1030( عام ثلاثين وألف وبعدها سبع أتمت في السنين عدها 12/167 )هـ1030( من هجرة الهادي وسبعة نلتخلت في عام ألف وثلاثون 13/164

وكتب عن عجل العبد الفقير أحمد بن محمد المقري المالكي 19/83 هـ 1033وفقه االله بجمادي الأخيرة سنة

أحمد بن( )القاضي

بالعنعنة وهي متكررة في الإجازات وقد سقت نموذجين فقط لطول هذه العنعنة يةتسمى هذه البن. التأريخ هنا على طريقة المغاربة.

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

157

:خصائص المعجم الوظيفي - د

يمتاز المعجم الوظيفي باللغة الخطابية والمباشرة أو بالتقريرية المعتمدة على

أجزتك، (توظيف دوال ذات البث المباشر كالمفردات الإجازية التي تحمل دلالة الإذن،

.وهي لغة سهلة لا غموض فيها..) أروعني، قرأ علي

أي اصطلاحيا العلمية جعلته يتعامل مع اللغة تعاملا وظيفيافطبيعة الإجازة

يقتصر في الأغلب على استعمال جانبها المعجمي ذي الدلالة المحددة، طبعا مستعينا

، مستثمرا ما ولده من صور )كالمفردات المدحية(بالمفردات ذات الجانب الجمالي

.)1(( )يزينجكأسماء الم(وإيقاع

مفتوح على دلالة واحدة حسية ومباشرة،والقارئ بذلك يكتفي فالمعجم الوظيفي

بالدلالة الأمامية المكشوفة ويذهب للبحث عن الدلالة الغائبة وهذا طبعا عكس ما

.لاحظناه في معجم المدح والوصف والحنين

، إذ نجد أن هذا المعجم يتسم بالمحدودية، إذ تكاد محدوديةكما يتميز هذا المعجم بال

ظ تتواثر في جميع الإجازات وتتطابق مع نفسها مما شكل لنا ذلك عائقا في نفس الألفا

.إحصاء تلك المفردات لأنها محصورة في عدد معين تتكرر جميعها في كل إجازاته

في قراءة للموضوعة الوظيفية أيضا، يمكن أن نلحظ أن المعجم الوظيفي المشكل

القصور بألفاظ ممزوجايخ والختم جاء من دلالات الإذن في الرواية،وذكر السند، والتار

العاصي، الجاني، (وبألفاظ الدعاء وكمثال على تلك الألفاظ نورد منها ما يلي والعجز

...).عن عجل مفتقرا لربه عز وجل

وخلاصة القول إن قراءة قائمة الألفاظ التي تندرج تحت المحور الوظيفي ألفيناها

بيد أنها جاءت ممزوجة بألفاظ فنية موحية، تنتمي إلى لغة بسيطة، وهي لغة الواقع،

طبيعتها الوظيفية جعلت الألفاظ لا تتجاوز معانيها المعجمية، بسبب كما أن بساطة اللغة

.لتقدم بالبث المباشر الإذن المتعلق بالرواية

وقاه االله شر الحاسيدينا أجزت الشيخ زين العابدينا : ومن ذلك قوله -1

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

158

ثم إن توظيف الألفاظ المكونة للحقل الوظيفي لم تكن بالحضورية التي عرفتها

أو الاستجازي إذ انحصر هذا الحقل في مجموعة من المفردات ألفاظ الحقل المدحي

ترددت بعينها أو بصيغها الاشتقاقية كما لا نجد لها حضورا كليا في كل النصوص

المتوفرة، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الإجازة عند المقري خرجت من

.وظيفتها العلمية إلى وظائف أخرى أهمها الوظيفة الفنية

سم هذا المعجم إلى قسمين متباينين، القسم الأول تتواثر فيه الألفاظ ذات الامتداد ينق

.والأدبي وهو يتكون من معجم المدح، الوصف والحنين

وعند تقصينا لألفاظ هذا المعجم، وجدنا أن ألفاظه ترفد من المعجم التقليدي القديم،

الجاهلي منه والأندلسي، بحيث سادت هذه الدوال كثيرا في قصائد الشعر العربية،

موظفا إياها بدلالاتها القديمة تارة، وبدلالات جديدة في سياق جديد تارة أخرى، وعلى

ان، ظغالظاعنين، متيمهم، زاجر الأ: (سبيل المثال تحفل الإجازات بالألفاظ التالية

، أما الألفاظ التي رأينا أنها تتكرر في الشعر الأندلسي، فهي ...)ضوامر، عريب

الروض، النفح، الزهر، الطرس، البحر، السحر، (لألفاظ المتعلقة بالوصف خوصا مثل ا

..).الدر

ولكن المجيز عند توظيف هذه المفردات تصف مني المعجم، وشحنها بدلالات

موطن (جديدة، إذ نلاحظ مثلا أن الطلل الذي تذكره موظفا دوال المعجم الطلبي هو

وغيرها استثمرها لصنع صورة ... والزهر والسحر، ومفردات الروض )العلم والعلماء

.البديعية التي تتحدث عن الاستجازة المقدمة أو ذكر طول أسانيده

ويمكن أن نشير إلى خاصية مميزة أخرى في هذا المعجم، ولا سيما المعجم

المدحي في المنظومات، إذ عرف هذا الأخير باستخدام اسم المجاز محورا دلاليا يقوم

ار معجمي، بحيث حفلت مطالع المنظومات المدحية بجملة من الكلمات، والتي عليه ابتك

.أضفى عليها المجيز وبمهارة فنية إلى إشعاعا شاعريا

هذا عن معجم المدح، أما معجم الوصف والحنين، فقد وجدنا المقري مولعا

بتوظيف معجم الطبيعية في الأول، كما أرادت ألفاظ المعجمين أن تصطبع بصيغة

.رامية ومأساوية تعتبر عن حزنه واغترابهد

التشكيل المعجمي الفصل الرابع

159

معجم استجازي : أما القسم الثاني من المعجم الإجازي، فينقسم بدوره إلى قسمين

ومعجم وظيفي، ومن أهم مميزاته، أن المجيز يغرف من قاموس استجازي ووظيفي

مشترك بين المحيزين، حتى لا تكاد تخلو إجازاتهم من مثل هذه المعاجم، وأضحت هذه

.الكلمات عرفا وتقليدا يتوارثونه مجيز عن مجيز

تبعا لهذه الملاحظة، كان ولا بد أن يقود التواثر على معجم واحد إلى مآثرنا

.بتسميته بالمعجم العرفي الإجازي والمكون للحقل الاستجازي والحقل الوظيفي

ى فالمجيز هنا، أكثر من توظيف مجموعة لفظية محددة، بدلالات شبه موحدة عل

الرغم من اختلافات المتلقي من إجازة إلى أخرى، فهو يكثر من الدوران حول معجم

.قار ينثر ألفاظه في كل إجازاته تقريبا وبنفس المدلول وفي نفس السياق

وأخيرا، يمكن القول بأن تشكيل المعجم الإجازي قد سلك سبيلا محكوما بثلاث

لإجازة، التشكيل التقليدي لهذه الظروف الخارجية المحيطة با: عوامل أساسية هي

.الألفاظ والعرف الإجازي المتوارث بين العلماء

خــاتمــة

خاتمــــة

195

خاتمــــــة ال

التي تتمیز بھا إجازات على رصد العناصر الفنیة و الوظیفیة انصب جھدنا فیما سبق

و التي قدمھا إلى علماء المشرق و المغرب، و ھي إجازات أحمد المقري التلمساني،

و . العزوف عن طبیعتھا العلمیة، و اتخاذ الأدبیة حلةبین نظم و نثر فنیین، محاولة تراوحت

یضاف إلى الأجناس المعروفة في إننا لا نزعم في ھذا البحث عد الإجازات جنسا أدبیا،

ثبات أن الخطاب الإجازي فن راقي، من خلال ما غرسھ لأن ھذا البحث محاولة لإالأدب،

فھناك عناصر أساسیة شكلت أدبیتھا إلى جانب قیمتھا العلمیة، تخفق بقیم فنیة من رایات

.و موضوعاتھا و أسلوبھا و معجمھافي بنیتھا، توجسناھا المنشودة، و ھذه القیم

في تفاصیل ھذه الأدبیة، اقتضت الخطة المنھجیة للبحث أن تناول مدخلا و قبل الولوج

و أھم أنواعھا، كما إلى تاریخھا لغة و اصطلاحا، إلى جانب التطرق نعرف فیھ بالإجازة

و التعریف بملابساتھا ، لعلماء المشرق و المغربحاولنا حصر أھم إجازات أحمد المقري

مدخل حاولنا الإلمام في خاتمة الو لأننا جمعناھا في الملحق، دون عرض نصوصھا،

التي السمات الأدبیة بالعناصر الفنیة المتواجدة في ھذه الإجازات، و قدمنا في عرض موجز

و ھذه السمات على الخطاب الإجازي في بنیتھ، و موضوعاتھ، و أسلوبھ و معجمھ، طغت

حول بعض الأفكار تركیز الكلام ھنا یحسن بنا و مجتمعة أضفت علیھ شرف القیمة الفنیة،

:تبین أھم الملامح الفنیة في إجازات أحمد المقريالتي نسوقھا على ھیئة نتائج

مشكل لھا، افترض حالة إلى أصغر عنصر أن النظام البنائي للإجازة من مبناھا العام

طلبتھم في زین و یبین المجواسطة تفاھم فقد كان ھذا النظام ثبات في البنیة عبر نسقھا،

تمثل في إدخال نظام موحد، أضحت فقد ألفینا قاسما مشتركا بینھا مجتمع علمي مشترك،

بین تربطھ علائق مختلفة تتنامى مبنینة على نسق واحد، الإجازة بفضلھ جسدا لغویا ذا آلیة

.المتكونة من مقدمة ، عرض و خاتمةوحداتھ

و محددة عبر النسق، تحكمھا علاقات ثابتة بعض العناصر البنیوبةإلى أن كما توصلنا

الذي شكل محورا ھیكلیا و مركزا بنیویا اسم المجازكأن یتحكم في تشكیل مطالع الإجازات

.من دلالة و صورة و إیقاعبقیة العناصر المشكلة للمطلع تدور حولھ

خاتمــــة

196

الوظیفیة، فقد سار نحو تنظیم العناصر فجاء مستوفیا لمجموعة من أما العرض

للغرض الأساس، و تنتھي بالإجازة، ثم تأتي بالتمھید تبتدئعناصره وفق تراتبیة منطقیة

یوصد بھ المجیز تتمم غرض الخطاب المقدم فھي توثیق علمي كنتیجة حتمیة، الخاتمة

.خطابھ

عند المقري إلى و في ختام الحدیث عن البنیة، أمكننا التحلیل البنیوي للخطاب الإجازي

النماذج الشعریة السابقة و النظم على حاول مقارنة شیخ المجیز في تشكیلھ التوصل أن ال

استثمار اسم المجاز لصنع مطالعھ، مع الحفاظ على ابتكار نظام جدید تمثل فيمع منوالھا

.بین العلماء نظام إجازي متعارف علیھ

تیة التي شكلت لحمة الھیكل العام، عابالبنى الموضو و جاء الفصل الثاني للإلمام

الإجازي دون إلحاح بعض الموضوعات على الجسد فأحصینا ما ھیمن في الإجازات فألفینا

: الموضوعات ینقسم إلى قسمین ھماغیرھا، و توصلنا إلى أن حضور ھذه

في فلك موضوعات الشعر العربيموضوعات تفتح بابا واسعا على عالم جمالي تدور

.و ھي موضوعة الإطراء و موضوعة الحنین

لوظیفتھا الخطابیة موضوعات موجودة تعبر عنھا اللغة و ھي في مستوى تأدیتھا

.و ھي الموضوع الوظیفیةالمباشرة

و في استثمارنا لبعض المقاربات الموضوعاتیة الخاصة بموضوعاتیة باشلار،

ذكر تتشظى إلى ألفینا العناصر السالفة الالتأویل و التكرار و التشظي، مقولة كاستثمار

جزئیة المجاز، العلماء و الرسول : اء منمات، إذ تشكلت موضوعة الإطرموتیفات و مونی

.الرفعة، التفرد و الھدایة: مونیم ، و تشظت كل جزئیة منھا إلى )ص(

، مع )ص(العلماء، الحواضر العلمیة و الرسول : أما موضوعة الحنین، فانقسمت إلى

.موضوعة الإطراءالھیمنة الموضوعاتیة التي بلغتھا لإشارة بأنھا لم تبلغ ا

خاتمــــة

197

علیھ صناع الإجازة دأب الوظیفیة، ذات مدلول عرفي تقلیدي و جاءت الموضوعة

.الأدبیة و البلاغیةاستعراض بعض مواھبھ من خلالھ المجیز أن ینسى على العموم، دون

التي طغت ، الذي جاء للبحث عن أھم الأسالیب الأدبیة تجلى في الفصل الثالث و لب

أسلوب التداعي، أسلوب :على الخطاب الإجازي، فجاء التشكیل الأسلوبي للإجازة مشكل من

ابل، أسلوب المبالغة في الإطراء و الإغراق في ألوان البدیع في التناص، أسلوب التق

تخرج بھا من نطاق التقریریة جمالیة فالتداعي وھب الإجازة قیمة فنیة و . الإجازات المنثورة

و التضاد، فھو أسلوب مشبع بالترابطات الشعوریة و علاقتي التشابھإلى عالم جمالي تحكمھ

بسبب تلون الوظیفیة التي تراجعت وظیفة معنویة شعریة إلى جانب الوظیفة یحقق بذلك

و استرجاع حوادث ن و ود و توجع وشجوالخطاب بألوان الانفعالات و العواطف من حنین

.و أفكار عاشھا المجیز

، و تناسل معظم الخطاب تناسل نصوص المجیز الشخصیةكما أدى دورھا الفني بسبب

و مقیدا، حوى بفضلھ الخطاب الإجازي نصوصا مع نصوص غیره، فجاء الناص عاما

و ره من الخطابات الأدبیة المعروفة، غائبة طفت على السطح و حولتھ إلى خطاب فني كغی

، و يالنسقتمثلا في التقابل من خلال أسلوب التقابل وجدنا نوعین في رصدنا لأبنیة التقابل

.صنع فنیة الإجازة العلمیةالسیاقي، كانت غایتھما أیضا التقابل

و عرف أما أسلوب المبالغة في الإطراء، فھو قاعدة من قواعد التخاطب الإجازي،

إلى جانب أسلوب ظھر بصورة مھیمنة على الخطاب، دأب علیھ صناع الإجازة على العموم،

وجة البدیع السائدة في ذلك الإغراق في ألوان البدیع في النثر الإجازي و الذي یعبر امتدادا لم

. طریق الفنیةإلى بالإجازةالعصر، و كل من الأسلوبین انحراف

ثم جاء الفصل الرابع و الأخیر للإمام بالبنى الإفرادیة التي شكلت المعجم الإجازي،

و حصرناه في ثلاثة معاجم أساسیة، و فرعنا كل معجم إلى فأحصینا منھ ما تردد و ما تكرر،

و ما في حكمھ، و المعجم معجم الإطراء و ما في حكمھ، معجم المجیز : و ھي معاجم ثانویة

.في حكمھالوظیفي و ما

خاتمــــة

198

أن الإرث الإجازي عند المقري، یحفل بفنیة تعود أن نجزم و خاتمة القول یمكننا

جذورھا إلى مجال ثقافي واحد، ھذا المجال موجود في مجال علمي عام مشترك بین

. صناع الإجازة على العمومالمجیزین أدبیا و علمیا في تلك الفترة، تعارف علیھ

للشیخ أحمد فكل الفضل یرجع أمسكنا ببعض العناصر الفنیة للإجازات، و إذا كنا قد

إستجازي لا عن جمع إجازاتھ في مظان كتبھ، إلى جانب جمع إرث یتوان المقري، الذي لم

.زال بكرا لم تطأه أقلام الباحثین

ملحـق البحث

160

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

161

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

1(التونسي العثمانيإجازة المؤلف للشيخ تاج العارفين(

التونسي العثمانيوقلت مجيبا الأخ في االله سلالة الأكابر الشيخ تاج العارفين

حفظه االله، وقد سأل مني الإجازة وكتب إلي بذلك، وذلك قبل إن يقدم علينا سوسة

: المحروسة

الشوق في كبد جمرا أضاء فإذكى الخضرا ن جإنبمرق شمت لبأرقت

ر جوى المشتاق للمعهد الذكرىيتث ا ــــذكرني العهد القديم وطالمأو

راــمتيمهم هيماه لم يملك الصب ادرواــنس عهد الضاعنين وغأولم

را ــترفق بها باالله لا تكثر الزج رـــن وهي ضوامافيا زاجر الأظغ

رىـوبلغ سلام الهائم المغرم المغ ةــــوحي عريب الحي خير تحي

راـالعين أجروه دموعا غدت حم نـــن العقيق فإنهم ماولا تنس سك

رى ــالمنحني من أضلع جرة أخ يـالغضا منه جيرة وففها باطني حل

ارـن من الأحباب قد ألف القفأوب وىــــهاللك االله من صب تعبده

را ـتنادوا فأبدى الوهم شخصهم فك رةــــن الوداد وجيرعى االله خلا

را ــــس ن تعاقبهااوللدهر أشج رةـــفيا ليت شعري والأماني كثي

ذرا ـــفاقضي بحق الخليل بها ن عــهل الزمن الماضي بتونس راج

راــبمغناه راقت منظرا وذكت نش ةـــــنس تاج العارفين وليلأولم

ىـــعميد ذوي العلياء محمد الرض

******* راـوحيد أولي التقوى بتونس الخض

.155-153المقري، الرحلة، ص -1

ھو أبو عبد االله محمد تاج العارفین ابن أبي بكر العثماني التونسي، استمرت إمامة جامع : تاج العارفین التونسيالزیتونة والخطابة في بیتھ بین بنیھ مائة وثلاثة وسبعین، لھ رسالة أعمال النظر الفكري لافي تحریر الصاع النبوي

. 293: عن محمد مخلوف، شجرة النور الزكیة 153: ه، المقري، الرحلة1037التونسي، كان حیا سنة

162

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

را ــــأتى من عنده قد حوى شع اب ــومما شاجني والبلابل جمة خط

ا درا ـــــمن السحر الحلال به دىــذكر معهدا واهأفجدد أشواقا و

را ــــويطلب أمرا من إجازته أم ةـــــيروم عن العبد الجهول رواي

رىـــن العجز عن ذاك بي أجافك زــن أجيأن أجاز فكيف أولست بأهل

راـــــــيك بد من إجابته قس و لكن رأيت الأمر يبعد رده فلــــم

را ــلما كتبت يمناي في طرسه سط ه ـــــولولا رجائي منه نفع دعائ*****************

عذرا ـنيك سامح هفوتي واقبل الاحن ةــــــفيا واحدا حاز المفاخر جمل

را ــعن أمر جليل ما أحطت به خب رـــــذا قد قلت قول مقصا نأوها

ارــــأو كث عن أعلام الهدى قلا تــأجزتك تاج العارفين جميع ما روي

را ــــوكل الذي لفقته نظما أو نث ه ـــــمجازا ومقروا وإذنا بشرط******************

درا ــبأشياء من مطلوبكم تثلج الص ةــــوفهرسة الشيخ ابن غازي كفيل

راـــــأجازك إياها وأتبعها شك ةــــــوللعبد فيها دمت غير رواي

را ـــسعيد جزاه االله عن نفعنا أج ىــــوأقر بها عن عمنا العالم الرض

م الأدرى ــمامهإكمثل ابن هارون ةــــعن أشياخه من أهل فاس جماع

رى ـوس ابن غازي العالم الآية الكب ة درــوقد لازم المذكور في الدهر حقب

دراــــونال بفاس رتبة عظمت ق هـــــماما مفردا في علومإوأضحى

كثير وفي ذا الوقت لم يطق الحصرا دـــــوللعبد من أهل الفهارس مسن

خصوصا في لمنتورهم سندا يجرى ا ـــــذكرها هنأوفي بعض ما يغني

راــبفهرسة بين الورى لم تزل تق هـــــــفقد طبق الآفاق إسناد علم

راــوعدة أشياخ صدور زكوا بح رهــــوعنه روى المواق واحد عص

رى ـــكمثل ابن إبراهيم قاسم الأق دــــنا بها القصار عن غير واحاحب

163

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

را ـــعن العالم المواق عنه كما م ره ـــــذ عصاوهذا عن الدقون أست

هــــــومروى زروق أخذت جميع

هــــــعن الشيخ خروفهم عن أمام

رىـعن التادلي بن أبي القاسم الأس

التجرا ربحوحيد الورى زروق من

************* را ـــــجل العون والفوز واليس ن االلهــــوكاتب هذا المقري مؤمل م

راــن وألف من سني هجرة تتاثم دهاـــوفي صفر من عام عشرين بع

راـوقد وقع التصميم إن أركب البح ا ــــن رقم برودهاوفي سوسة قد ك

راـعن قريب روضة المصطفى الغ رىـــن فلا تغفلون من دعائكم عسى

راـنجما زهأوآل وصحب قد غدوا هــــــــعليه صلاة االله ثم سلام

راـنب الخضانس من جشيم برق الأ اــمدى الدهر ما سار الحجيج لمكة وم

1(إجازة المؤلف لمحمد بنيوسف التاملي المراكشي( وإنسان عين الود والأخلص الاصفى أيا ماجدا أعيت محاسنه الوصـف

وساحب أذيال الكمال على الأكفــا ومشكاة أنوار القــراءات و الأدا

مآثره في أذن مغربنا شنفـــــا وحائز أشتات الفضائل من غـدت ***************

تعطرت الأرجاء من نشره عــرفا بعثتم بطرس بل بزهر مـــؤرج

من عزه الملبس الاضــــــفى وأملتم أعلى الإله مقامكم وألبسكـم

ألم تعلموا أن السلامة في الأعــفا من القاصر الباع الجهول إجـازة

أجيز ولكن الحقائق قد تخــــفى ولست بأهل أن أجاز فكيــف أن

.193-192المقري، الرحلة، ص -1

إن علم فضلھ أشھر :" المراكشي، أحد فقھاء المغاربة المشھورین، لھ مبادلات أدبیة مع المؤلف، قال صاحب الخلاصة .4/271: عن المجي 192: الرحلة - م 1038كان حیا سنة "... من نار على علم

164

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

فآونة تبدو و آونة تطــــــفى وأضواء فكري غيرتها حـــوادث

لما سطرت يمناي في مثل ذا حـرفا ء و لولا رجائي منكم صالح الدعــا******************

لعل إلهي يقبل العدل و الصــرفا ولكن بحكم كاضطرارأجبتكــــم

على السنن المعلوم و المقصد الأوفى وها إنا أشهد إني أجزتكــــــم

ونثري وإن حاز الركاكة والضعفـا جميع تأليفي ونظمي وإن هــــي

السادة الغر الآلي احسنوا الرصــفا وكل الذي أرويه عمن لقيته مـــن

فكم نلنا معارفه قطـــــــفا كسيدنا مفتي تلمسان عمنا سعيـــد

كمثل ابن هارون وأعظم به كهـفا عن أشياخه من أهل فاس وغيرهــا

ووالى على مثواه رحمته عطــفا رعى االله عهدا كان فيه إمامــــنا

مددتم بباب االله سبحانه الكــــفا ولا تغفلوني من دعائكـــــم إذا

ن بحر غفرانه غـــرفانرتوي م وعند قبور الأولياء وذكرهم عــسى

فمثلك من رعى العهود ومـن وفى وإن جهل الناس الحقوق بعصــرنا *****************

االله جل العون والبر واللطــــفا وكاتب هذا المقري مؤمل مــــن

نومل يوم الحشر من روضه رشفا اه شفيع الخلق موئلنا الــــذي بج

ننال بها حسن الختام مع الزلــفي عليه من الرحمان أزكى تحيـــة

1(إجازة المؤلف لمحمد بن نور الدين الرشيدي(

وثغره عن علوم الشرع مبتســم هذا الكتاب به الأسلاك تنتظـــم

الفهـــــم خلاله الأوحد الدراكة فيه أجزت الرشيدي الذي بهــرت

فضله في جبين العصر مرتســـم محمد نجل نور الدين سيدنا مـــن

العلوم التي تروى وتغتنــــــم ما أخذت عن شيوخي من كــــل

.152المقري، الرحلة، ص -1

165

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

نظما و نثرا وبحر العجز يلتطـــم وما كتبت من الأوضاع في عمـري

إذ ذاك أمر شهير ليس ينبهــــم إجازة بشروط القوم قد قرنــــت

**************

لأنني بالخطأ و الجهل متســــم ولست أهلا لها و االله مطلـــــع

واالله يحفظنا من كل ما يصــــم وللضرورات أحكام تناسبـــــها

ـممنكم دعاء به الاحوال تلتئــــ وأحمد المقري قد خط مرتجــــيا

وبالصلاة عن المختار نختتــــم وكان ذاك بمصر عمرت بهــــدى

مقرونة بسلام ليس ينصــــرم عليه أزكى صلاة لا انتهاء لــــها

سطحت قرية برياض ماؤها شـم و الآلي والصحب والأتباع مـــــا

1إجازته بثغر رشيد لأحمد بن مسعود ألرشيدي

لقد رق نظم راق بالسحر نافـــث وعلوم أنتجتها المباحــــث أما

سريعا إلى العليا في الناس رائــث لعالم أهل العصر أحمد من غــدا

بثغر رشيد لا غرته الكــــوارث عنيت ابن مسعود سراج هدايـــة

حكى نجل همام أخو الهزل حــارث له في الهدى أزكى المقامات لا كـما

أسانيد لايدنو اليها المباحــــــث فيا سند العلياء كم لك في الــورى

***************

وليس أخو جد كمن هو عابــــث فأني يرى مثلي مجيزا لمثلكــــم

ولكن كثيرا ما تعوق الحــــوادث وما كان تأخيري جوابكم عن قــلى

يقصد عن علياك ثان و ثالـــــث فلا زلت فذا في البلاغة مفــــردا

.68: المقري، الرحلة - 1

166

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

1(ناالمؤلف يجيز أبا القاسم المسراتي من القيرو(

: وقلت أيضا بالغرب ياــــجاء فيه قد أجرت بلا ثنلما ياـــــأقول وحمد االله قدمته رع

ياـــن به الفتابأرجاء قطر القيرو ت ــأبا القاسم نجل الجمال الذي سم

ياـــالعلماء العارفين ذوي العل من هـــــرويه عمن لقيتأالذي جميع

ياــونظمي وإن حاز الفهامة والع يـــنيفي ونثري وإن وهاوكل تص

ياـــــالمقري زكى الإله له سع وـــوقد خط هذا أحمد بن محمد ه******************

وطيبة دار المصطفى صاحب الرؤيا ةــــــوبلغه الأمال من قصد مك

ياـــــغواديها بروضة سقتسح ةــــعليه من الرحمإن أزكى تحي

ياــيرتجى الإسعاد في الدين والدن مـــوآل وأصحاب كرام وعترة به

:)2(وكتبت من رأس القلم إثر بعض الإجازات

خلالا بها نيل المرام أم استـوى أيا ماجدا برا رضى فاضلا حـــوى

ظل عن نهج الرشاد ومن غـوى ويا شمس دين أنت لازلت هاديا لمـن

ومثلي على جهل و عي قد انطوى رعاك االله مني إجـــــازة سألت

الجواب القاصر البرء من جـوى وما عدا فإني قد أجبتك راجيا لهـــذا

.176: المقري، الرحلة - 1

ھو أبو القاسم محمد بن جمال الدین بن خلف المسراتي القرواني، الشیخ الجلیل، العالم الأصیل، : أبا القاسم المسراتيوغیرھم، وحج مرات، مات بمصر سنة أخذ عن مؤلف وأجازه، وعن النور الأجھوري، والبكري والثعالي

.305: عن محمد مخلو فشجرة النور الزكیة 176: عن المقري، الرحلة.ه1065 :.المقري، الرحلة - 2

167

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

**************

شرطها المعروف عند الذي روى فحدث بما استدعيت مني إجازة عـلى

فريقا خالفو ا النفس و الهــوى وكن واثقا باالله في كل مسالة ورافـــق

ينال لأمراض القلوب بهــا دوى وتاريخه غم ومن فضل خالقـــــي

ومنقد ملهوف ببير التــــوى بجاه رسول االله ملجأ حـــــــائر

ل بإحسان لدى القرب والنوىو نا توى عليه مع الأصحاب أزكى تحيـة

1(المؤلف يجيز الشيخ زين العابدين(

: وقلت

نا ـــــــوقاه االله شر الحاسدي نا ــــأجزت الشيخ زين العابدي

نا ـــــــــزكوا علما وديـ بما أرويه طرا عن شيوخ بمغربنا

نا ـــــــللعلم والتقوى خديـ نـومنظومي ومنثوري وإن لم أك

ناــــوحفظا من شرور الجاحدي وا ـــــأحمد المقري عف ويسأل

نا ـــــشفيع الخلق خير الحامدي ىــــشفاعةالهادي المرج ونيل

نا ــــــالصحب الكرام المهتدي عــــعلى عليائه أزكى صلاة م

2(إجازة المؤلف لزاهد اسمه عبد المنعم(

: وقلت

لاق ــــجميع رواياتي إجازة إط ي ــالمنعم الزاهد الراض أجزتك عبد

اق ـأشياخ غرب ذكره في الورى ب نـــوكل الذي أرويه عمن لقيته م

.83: المقري، الرحلة - 1 .175: الرحلة - 2

168

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

لاقـــــوإن لم تكن نفائس أع هاـــــونظم ونثر مع تأليف صغت

راقـــوفكري ليس في العلم بال زـن أجيأن أجاز فكيف أولست أهلا ب

اقـــاالله جل العفو مع حسن ارف نــوقد خطه المقري أحمد يرتجى م

يـشفيع البرايا خيرة الصمد الواق ل ــــأزكى تحيات إلى خير مرس

واقــــنها قمرية ذات أشابأفن مع الآل والأصحاب ما سجعت ضحى

1(إجازة لآخر( : وقلت بالغرب أيضا في مثله

هـرويت عين الشيوخ ذوي الكرام د ــــــأجزتك يا عبيد جميع ما ق

ه ــــــلم قد شاءه مني ورام عا ـــــومنثوري ومنظومي جمي

هــــبتيسير الطريق لأرض رام ي ـــــــوأسال رغبة منكم لرب

ه ــــتؤدي عن آخي شوق غرام لاة ـــــوأهدي للرسول حلى ص

2(المؤلف يجيز الفقيه محمد بن نور الدين الرشيدي(

: وقلت

د ـــــــأجل فقيه ينتمي لرشي دا ـــأجزت الوحيد اللوذعي محم

دـللعلم كل مشي من شيوخ بنــوا ت ـــجميع الذي أرويه عمن لقي

دـــالورى يؤم بنثر يرتضي ونشي ي ــوذاك ابن نور الدين لا زال ف

.175: المقري، الرحلة - 1 .149المقري، الرحلة، ص 2

169

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

1إجازة المؤلف لأولاد مفتي الشيخ عبد الرحمإن العمادي

حفظه االله )2(نا مفتي الشامن الرحيم، وقلت لما سألني مولاابسم االله الرحم

: ن، وكتب لي أصغرهم سنا الاستدعاءالإجازة لأولاده الأعي

اد ــــــالعلوم السامي العم بيت اد ــــــــأحمد من شيد بالإسن

ة ــــبنور ها النافي دجى الغواي ة ــــــبالروايوعم من خصص

نــــبجوهر الإجازة الغالي الثم ن ـــــن صدر النبها كل زماوز

ا ـــــمن الحديث ما به قد شرف ا ـــــــفن عرأنه انحمده سبح

ه ـــــلمن أتيح القصد من صلات ه ــــــونسأل المزيد من صلات

د ــــــــلنا برغم جاحد مفن د ـــــالمعصوم أعلى سن ناأملج

جا ـــــباب الهدايات وليس مرت ـــىكهف الضعيف والقوي المرتج

ن ـــــكلامه الهادي إلى نهج أم ن ـــمن جاءنا بالجامع الصحيح م

مـــــــمن حبه بكل خير معل م ـــــفضله ما شك فيه مسل من

ن ـــالمفحم أرباب اللس والخارق ن ــــذو الخلق الحس نبينا المرسل

لا ــــــسائر خلق االله جلا وع لا ـــــــمحمد المرفوع قدره ع

ما ـــأزكى صلاة من ننتحيها معل ما ـــــــصلى عليه ربنا وسل

وىــــآثاره عن صحة وما غ روى نــــــمع آله وصحبه وم

***********

167-164: المقري ، الرحلة 1

: عماد الدین مفتى الحنیفة الثلاثة ھم على التوالي : مفتي الحنفیة الثلاثة ھم على التوالي : لعماديأولاد عبد الرحمن ا-1012(، إبراھیم الأدیب)ھـ1078-1007(، وشھاب الدین الشاعر)ھـ1068-1004(عماد الدین مفتى الحنفیة

.1/23،25:خلاصة الأثر...وقد حظوا بمناصب متعددة بدمشق ودرسوا في عدة مدارس) ھـ1078

170

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

دري ـــوليس من يدري كمن لا ي در ـــــــوبعد فالعلم عظيم الق

دي ـــــــمنوطة بنيل علم مج د ـــــــولم تزل همة أهل المج

ةـــــــــنه ضلاله وريفلأ ة ــــــومنه علم السنة الشريف

ل ـــلم يك عن صوب الهدى بمائ ل ـــــالأخبار والشمائ فمن درى

ض ـــــنه وثوب ترحال نفاأوط ض ـــــــوكم سميدع لأجله رف

ب ـــــموفق يروم حسن المنقل ب ـــــوكيف لا وهو أجل ما طل

ادةـــــوالعز في الإبادة والإع ادة ــــــــنه وسيلة السعلأ

**************

ا ــــــميمما بدر اهتداء مشرق ا ــــــوإنني لما أنتحيت المشرق

ارـــــــبعد بلوغ أشرف الدي يار ــــألقيت في مصر عصى التس

ام ـــــن باحتشامن يزد ن مسك ام ــــــوبعد ذا جئت دمشق الش

لاـــــقلبي وعيني إذا بلغت مأم لأ ـــــفشاهدت عيناي فيها ما م

ارـــــفضفاضة الأثواب بالأزه ار ـــــــــنهمدينة فياضة الأ

رـــــــومدحها يجل عن تعبي ر ـــــــــأرجاؤه زاكية العبي

ن ازدــــــمثلي منهم ي نأمع واــــــــناوجل أهلها بحبي د

هـــــــغدا تقصيره دليلعقدا هـــــــفلاحظوا بالأعين الكليل

اه ـــفضل لهم مولى العطا ارتض اه ـــــــوقابلوا عيبي بما اقتض

ر ــــــقرة عين من رآه واختب ر ـــخصوصا المولى الكبير المعتب

ن ــــــابها الوجيه عابد الرحم ن ـــامفتي الورى في مذهب النعم

م ــــأوصافه اللاتي كنوز في عل م ــــبن عماد الدين من تعيي القلا

س والأولاد ــــنال المنى في النف لادـــــحاوي طراف المجد والت

رتـــــمنه علا عن مدحه قص رت ــــــوكنت في مكة قد أبص

ماـــــــورفعة وسؤددا وحل ما ـــــــــجلالة ومحتدا وعل

171

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

ه ــــــنامثقل ميزحسن اعتقاد ه ــــــنامع التواضع الذي قد ز

يارــــــلم يسلكوا مناهج الأغ يار ــــفحث من في الشام من أخ

نـــــبما اقتضاه منه حسن الظ ني ــــيأخذوا بعض الفنون ع نأ

لاــــلذاك والتصدير ليس سه لا ـــــــمع إني واالله لست أه

******************

اؤهـــــــعماد دين قد علا بن اؤه ـــــــن من جملتهم أبناوك

دىــــفهما وإبراهيم سباق الم دا ــــــنوه الشهاب من توقاوص

جازهــــــلهم بوعد طالبا إي ازه ـــــــوالذي قد ابتغى الإج

هــــنافي ذاك لي مهتصرا أفن ه ــــــــناوكتب القصيدة الطن

ت ـــدامت لهم آلاء فيض سوغ ت ـــــــوإنهم كحلقة قد أفرغ

هـــمع كون جهلي سادلا حجاب ه ــــــــفلم أجد بدا من الإجاب

*****************

هــــا وما ارتجلت أو رويترط ه ــــــــفقد أجزتهم بما رويت

ونــــــمؤمل التحقيق للظن ونــــــوكل ما صنفت في الفن

رب مغـــوغيرهم من كل حبر رب ــــالمغوما أخذت عن شيوخ

رحا ــشيد على تقوى اهتداء ص ها ــــــنيد يطول شرحاولي أس

يات ــــهنا لطال القول في الأب يـــــــولو سردت كل مرويات

لولـــــــوحد من يعني مف ول ـــــــوكل طول غالبا ممل

ل ــــــبالمطلب الجلي اتبرك لـــــــنقتصر إذا على القليلف

*****************

ارـــــعن عمي الحائز للفخ اري ــــــوقد أخذت جامع البخ

ن ـــمحمد يدعى خروفا حين ع ن ـــــــمام عالمقري سعيد الإ

اس ــــنزيل حضرة الملوك ف فاســــــنالتونسي، الطيب الأ

172

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

ى ــعن الحجاز عن الحبر الرض ى ـــــعن الكمال القادر المرتض

ار ــــــعن الزبيدي بنقل ج جار ـــــنجل أب المجد عن الح

ي ـــعن الشهير الداودي المعتل د الأول ـــــعن مسند الإسلام عب

ر ــــعن البخاري الأمام الحب ري ـــــعن السرخسي عن الفرب

ر ـــوعلمه المعروف غير المنك ر ــــــن يذكأوفضله أظهر من

لال ــــعن علم الدين أخي الج ال ـــــــــومسلم به إلى الكم

يوخ ــــعن ابن حمزة عن الش ي ــــــــالبلقيني عن التنوخ

ر ــــعن ابن مندة مفيد القاص ر ــــــكابن المقيل عن ابن ناص

كــــعن مسلم نافي دياجي الش ي ــــعن جوزقي قد روى عن مك

باق ـــــــمن ستة حائزة الس ي ــــــفليخبروا عني بذا والباق

ك ــــــــمامنا منير كل حالإ الك ــــــــكذا موطأ الأمام م

ل ـــــوالدارمي ذي الثناء الأجم ل ــــومسند الفذ الرضى ابن حنب

هـــــــالمعاجم بما تحويمن ه ــــــــني وما أروياوالطبر

ازه ـــــبشرطها عن الذي أج ازه ـــــــــوكلها تشمله الإج

رــــومن بحق ما منحتم يستقل ل ـــــتقبلوه فهي من جهد المقلف

ار ـــــمفتي الإنام بهجة الأعص ار ـــــــنيدي عن القصامن أس

رج ـــالطحطحائي فعن الشريف درج ـــعن شيخه خروف الراقي ال

وم ـــــــصلى عليه االله كل ي وم ـــقال سمعت المصطفى في الن

نــفي سربه الحديث فاعرف كام نا ــــــيقول من أصبح يعني آم

رب ـــمصليا على الذي أعلى الع ذا الأرب ــــن في هاولنمسك العن

لام ـــــنجم الإسأومن تلى من لام ــــــــوآله وصحبه الأع

*****************

ي ـــــأجير يوم الأخذ بالنواص يــــــوخط هذا المقري العاص

173

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

ت ــــــلهجرة بياسين عل ألفا ت ـــــــسنة سبعة وثلاثين تل

م ـــنرجوا بها الزلفى حسن المخت م ــــــعليه أزكى صلوات تست

1(إجازة المؤلف أحمد ابن شاهين(

لىـن الحاصيت ابن شاهين الذي ز لىـــــأحمد من أطار في جو الع

نال بها فضلا غدا مستمنحــــه هــــــوراش منه للمعالي أجنح

ارــأفهامه بقنة الأفكـــــــ ار ـــــــن من أوكاسكن البيأو

ب ـــــأبحاثه ومن يعارض يغل ب ـــــفاصطاد كل شارب بمخل

غاثــــوالحق ممتاز عن الأض اثــــــوالصقر لا يقاس بالبغ

ناهـــــــعلى نواله الذي س ناه ـــــــــنشكر من بلغه م

ا ــــــبخيرمن جاء الإنام هادي ا ـــــــوننتحي نهج صلاة بادي

د ــــــوموضح طرائق التسدي د ـــــــــمبينا دلائل التوحي

ى ـــــأجل من خاف الإله واتق ى ــــــالبرايا المنتقمحمد خير

هــــــوآله الراوين عن سحاب هـــــصلى عليه االله مع أصحاب

دم ـــــــللرب باستغنائه وبالق دم ـــما اعترف العبد الفقير ذو الع

*****************

ل وارف ـــــلظمن أمها يأوي وارف ـــــــوبعد فالعلوم والع

تــــــــنها أفنإنها تنوعلأ ت ـــــوروضة أزهارها تضوع

.169- 167، المقري الرحلة ، ص 426- 424المقري، نفح الطیب، الجزء الثاني، ص من -1

ھو أحمد بن شاھین القبرسي الأصل الدمشقیالمولد لأن الأصل والده من جزیرة قبرس، حیث اشتراه بعض وعبد الرحمن العمادي و قرأ الأمراء وتبناه وجعلھ من أبناء دمشق، تتلمذ أحمد لعمر القاري و الحسن البوریني،

علیھم من أنواع العلوم، كان شاعرا مشھورا و كاتبا مترسلا، ومن مدرسي المدرسة الجقمقیة، و لما ورد المقري دمشق أنزلھ فیھا، و ھو الذي اقترح علیھ التألیف كتاب نفح الطیب و بینھما مطارحات و مراسلات جاء بعضھا

.38: أنظر المقري، الرحلة. في النفح

174

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

ل ـــــــإذ ذاك أمر ما له سبي ل ــــــــوليس يحتاط بها نبي

هـــشرعا وفي أوج الأجور يرفع ه ـــــفليصرف القول إلى ما ينفع

ن ـــــهدى وخيرا جل عن تبيي ن ــــــوإن في علم الأصول دي

رعــــــــبه وكل ما سواه ف ع ـــــــــنه أصل يعم النفلأ

لاـــــــيعرفه وعن رشاد ض ن لاـــــــوكيف يعبد الآله م

ال ــــــــإلا به وتنجح الأم ال ــــــفهو الذي لا تقبل الأعم

ه ـــــــــلطالب عقيدة تكفي ه ــــــــوإنني كنت نظمت في

هـــــن تكون جنأوقد رجوت ة ــــــــالدجن سميتها إضاءة

ر ــــــومكة لبعض أهل العص ر ـــــــن أقرأتها بمصأوبعد

ى ــــبجامع في الحسن لا يسام اـــــــمادرستها لما دخلت الش

ر ـــــــمن جلة بدورهم سواف ر ـــــفي المجلس جمع واف انوك

ال ــــــفخر دمشق الطيب الفع يـــــمنهم فريد الدهر ذو المعال

دى ــــــنوار الفهم فاهتأوشام دى ـــــأحمد من راح لعلم واغت

ولا ـــمن وصفه الممدوح يعي الق ى ـــــالعالم الصدر الأجل المول

اــــمن بذ جنس العرب والأتراك ا ـــــوهو ابن شاهين وما أدراك

*****************

ي ــــــــإجازة فيما رواه عن ن ـــــورام من مثلي بحسن الظ

ا ـــــبالنفي والإثبات إذ تعارض ا ـــــفرحت في أمرين قد تناقض

ل ـــوبالخطا والجيد مني ذو عط لــــترك الإجابة للوصف بالخط

وط ــــــفكيف غيرها وهذا أح طــــــوكم فرائض بعجز تسق

ن ــــــارعيا لود محكم الأرك نـــــــافعلها بحسب الإمكأو

وقــــــولا يجازى البر بالعق وقـــــــمنه وما له من الحق

ودادـــــــأسعفته بمقتضى ال رداد ـــــــوبعد ما مر من الت

175

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

ل ـــــمعترفا بالجهل لا التجاه ل ــــوسرت في طرق من التساه

زا ــــن يجاز إذ حوى التبريألا زا ــــــــيجين نه أهل لأأمع

اـــلم يقف نهج من غدا معترض ا ـــومن رأى عيبي بعين من للرض

ه ـــــــإياه بالشرط وما جمعت ه ــــــفليروا عني كل ما أسمعت

ر ــــــمن الفنون نظمها والنث ر ــــــمع القصور راجيا الأج

دهـــــوالنعل ذات المدح العدي دهـــــــــكهذه العقيدة السدي

هــــماممن خص بالإسراء والإ هـــــــكذاك ما ألفت في عمام

ي ـــأسرار وفق وهو بالقصد وف ي ـــــوالفقه والحديث والنحو وف

نــــعلى فقير عاجز في غير ف نـــــوغيرها مما به الوهاب م

رب معــــعن كل فذ في العلوم رب ـــــوما أخذت في بلاد المغ

*****************

ها ــــطالت وفي كتبي قد أوردت ها ـــــــولي أسإنيد إذا سردت

حاــــوغيره عمن حوى الترجي حاــــوقد أخذت الجامع الصحي

نـــالقلقشندي عن الواعي السن ن ـــعمي سعيد عن سفين وهو ع

ر ــــبما له من الروايات اشته ر ـــالشهاب ابن حج نيالعسقلا

ال ـــــيصيح من ذاك بلا احتم ي ــــــــوقد أجزته بكل ما ل

هــــــليست على أفكاره بخافي ه ـــــعلى شروط قرروها كافي

*****************

اــــــوالعي عما لفظه والخط اـــــــوقال هذا المقري الخط

ا ــــسبع أتمت في السنين عده اـــــــعام ثلاثين وألف وبعده

ام ـــــبحضرة سعد دمشق الش ي ـــــن السامان ذا في رمضاوك

ما ـــبالخير كي نعطي القبول حت ا ــــــواالله نرجو إن يتيح الختم

176

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

دىــــصلى عليه االله ما طال الم دا ـــــــبجاه خير العالمين أحم

ا ــــفنال من حسن الختام مدرك اـــــــوآله وصحبه ومن زك

جازة المؤلف ليحي المحاسنيإ : )1(الحمد الله

ن ــــدمشق ذات الماء غير الآس ن ـــــــأحمد من زين بالمحاس

ن ـــاـبأفقها السامي مدى الأحي ن ـــــــاواطلع النجوم من أعي

م ــــــمن الصفا ثغورها بواس م ــــــــــفكل أيامهم مواس

ي ــــــإذ قطرهم به الكمال يح اـــــوذكرهم قد شاع بين الأحي

ر ـــــومسند الجميع عنهم يذك رـــــــوبشرهم حديثه لا ينك

ل ــــــإليهم صحيح ما له أنتح ل ــــوقد حكت جوارح الذي ارتح

ن ـــقرة تروي والحديث عن حس ن ـــــفسمعه عن جابر والعين ع

م لآلاءهـــــــحتى أبإن نوره ه ــــــــفجل من أتاحهم آلائ

دا ـــــنال القصأمن الأماني ما دى ــــــن أسأنه انحمده سبح

رة ـإلى ا لرسول ذي السجايا الطاه رة ـــــوننتحي صوب صلاة باه

ىـــــالمنتق محمد الهادي النبي ى ــــــأجل من خاف الإله واتق

ديـــــمع آله وصحبه والمقت د ــــــصلى عليه االله طول الأب

*****************

ر ــــوكيف لا وهو مزيج الضي ر ـــــــوبعد فاعلم أساس الخي

.164-163المقري، الرحلة ، ص .1

ھو یحي بن أبي الصفا ابن أحمد المعروف بابن محاسن دمشقي ، أخذ عن عبد الرحمن : الشیخ یحي المحاسني العمادي والشیخ یوسف الفتحي، وغیرھم ، ولما ورد دمشق، لزمھ لزوم الظل لشیخھ وأخذ عنھ غرائب الظرف

، عن المحبي خلاصة 163، م الرحلة ص)ھـ1055(لیة، توفي والملح، وكان من مدرسي المدرسة الغزا .4/463:الأثر

177

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

اجـــــهدى ورشد ما له من ه اج ــــــوهو الموصل إلى المنه

م ــــوليس من يدري كمن لا يعل م ـــــــالعلم يبدو العلوما بغير

ر ـــــنتشاإن فضله على الكل ر ــخصوصا الحديث عن خير البش

ن ــــمن الرواة كل صدر مؤتم ن ــــــولم يزل يعنى به كل زم

لام ـــــلقيت من فيها من الأع ام ـــــــوإنني عند دخول الش

م ـــما حقق المحكي عن أوصافه م ــــمن إنصافهوشاهدت عيناي

ا ــــــوالنير المزري سناه بذك ا ــــــوإن من جملتهم أوج الذك

اــــسم إذ تسابقمنه المسمى الا ا ـــــابن المحاسن الذي قد طابق

يـــلا زال رسم المجد منه يحي ي ــــــــاللوذعي الألمعي يح

ي ـــــــنتمائه لأخذ عناعلى ن ــــوهو الذي أغراه حسن الظ

وي ـــلدي في الجامع أعني الأم وي ـــــن قارئ الحديث النبافك

ر ــــممن وجوه فضلهم سواف ر ــــبمحضر الجمع الغزير الواف*****************

ازهــمن نوء وعدي واقتضى إن ازه ــــــوبعد ذاك استمطر الإج

ه ـــــمع إنني لست بذي النجاب هــــــــفلم أجد بدا من الإجاب

ل ـــــمنه ففي ذلك تصديق المث ل ــــــوإن أكن أجبت أمرا يتمث

ياــــعنه ومن أهدى لصنعا وش اـــــفيمن درى شيئا وغابت أشي

ي ـــــالذي يزين كالحل بشرطه ي ـــــفليروا عني كل ما صح ل

ار ــــــــعن الأمام ذي الفخ اري ــــــفليروا عني جميع البخ

ي ـــالتنالحبر الشهير شيخهن ع س ــــــسعيد الذي نأى عن دن

ن ــــــوالده محمد راوي السن ن ـــــأعني أبا عبد الأله وهو ع

اـــعن جده الخطيب عن بدر أض ى ــــعن ابن مرزوق محمد رض

عى ــــبابن عساكر الجميل المس ى ــــــــالفارق عن أمام يدع

ت ـــــــعلى علو قدره قد دل ي ـــــــبما له من الروايات الت

وي ــبذا إلى السابق ذي النهج الس ووي ــــنتمى للناوليروا عني ما

178

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

راوي ـعن شيخه يحيى الرضي المغ راويــأعني ابن مرزوق الخطيب ال

نــــالديالنووي الشيخ محي ن ـــوهو روى عن صاحب التمكي*****************

ل ـــــالمقري المالكي عن عج ل ــــوخط هذا أحمد البادي الوج

ت ـــالهادي وسبعة تلمن هجرة ت ـــــفي عام ألف وثلاثون خل

ة ــــــمن منه وعفوه والعافي ة ــــــألبسه االله البرود الضافي

را ـــملجأ من بالمعضلات اضط را ــــــــبجاه سيد البرايا ط

دـــــحسن الختام ببلوغ القص دي ــــــعليه أسمى صلوات تس

إجازة المؤلف للشيخ حنيف الدين

)1(: الحمد الله، وقلت

ـفا ــــوأسند العلم له منيــ فاـــأحمد من أولى الهدى حني

ةــــنورا أزاح غيهب الغــواي ةـــومنح الأخذ بالروايــــ

رة ـــعلى الذي حاز السجايا طاه رة ـــوصلوات زاكيات زاهــ

نـــوأرشد الخلق لأهدى الســن ن ــــــوأمر الناس بنشر السن

*****************

ل ــــأشرف ما يزين من تأهــ ل ـــــوبعد، فالعلم كما لا يجه

ر ـــإذ هو منسوب إلى خير البش ر ــــلا سيما علم الحديث والأث

را ــــكما حكى معناه من قد فس رىـــوشرف المعلوم للمعلم س

ه دوام ــــلولاه لم يرج لــــ وام ــــــــوإن الإسناد له ق

.82-81المقري، الرحلة ، ص -1

، مفتي الحنفیة بالدیار الحجازیة )ھـ 1067-1014(حنیف الدین ھو حنیف الدین بن عبد الرحمن بن عیسى بن مرشد والمقري والخیاري وغیرھم، تولى الإفتاء السلطاني والمدینة وابن مفتیھا، كان عالما دینا عفیفا عابدا أخذ عف والده

وغیرھا، كانت وفاتھ بالمدینة المنورة، ...شرح مناسك الوسیط وبغیة السلك: في الدیار الحجازیة، صنف عدة كتب منھا .128- 126/ :2، عن المحیي، الخلاصة 81:ودفن ببقیع العزقد، أنظر المقري الرحلة

179

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

ة ــــلما لها من المزايا الجــم ة ــــوخصص االله به هذه الأم

نــيسعون في تحصيله عن مؤتم ن ـــولم يزل أهل النهى كل زم

ن ـــينظم في أسلاكه ذات الثمــ ن أراد إن ــــن من جملة ماوك

ي ــالآلــالوارث العلم عن القوم ىـــالكوكب الطالع في أفق العل

دام مــعززا بــكل حيــــن نــــالأوحد الفرد حنيف الدي

ن ـــامفتي الورى في مذهب النعم ن ـــــانجل الأمام عابد الرحم

ى ــــــالعالم العلامة ابن عيس ا ـــمن علمه أمطى الرواة العيس

رام ــــــلا زال بالغا قصى الم رام ـــــخطيب سرح البلد الح

رى ـــمؤملا من خالقي حسن الق رى ــــوعندما عدت إلى أم الق

هــــوشمت برق المجد في لقائ ه ـــشممت عرف الود من تلقا

*****************

ن ـــــلما اقتضاه من حسن الظ ي ـــــفكلف النجل بالأخذ عن

لــــــفلست بالبطوإن أجبته ل ــــني ذو خطأما درى دام ب

كــــــــمامنا منير كل حالإ ك ــــوقد روى عني موطأ مال

اازــــــسبق العلا راويهما وف ازا ــــمع الصحيحين الذين ح

ا رءا ـــــعلي بعضها بوفق م رءا ـتة لما قــائر الســـوس

ن ـــــجماعة من يستعن بهم يع ن ــوقد أخذت الجامع الصحيح ع

ارـــنصالأي كل عن الرضى أخ ار ـــــــمام والقصكعمي الإ

روف ـــــالتونسي المرتضى خ روف ــــمحمد ذي الرحلة المع

د ـــــعن الحجاز الذي لا يجح د ــــعن الطويل القادري الأوح

ذــيروي عن الحجار في ذا المأخ ذي ـعن الرضى نجل أبي المجد ال

د الأول ـــــعليه في ذا الفن عب ول ـــــعن المع عن الزبيدي

ال ـــــــالداودي صاحب كم ال ــــوهو أبو الوقت عن الجم

180

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

رـــــمام الحبعن البخاري الإ ري ــــعن السرخسي عن الفرب

ا ــــقد صح عني بقصوري معلم ا ـــــوقد أجزته به مع كل م

وخ ــــذوي الهدى والعلم والرس وخــــكمثل ما رويت عن شي

ه ــــنظما أو نثرا أو سلكت سبل ه ــــوما جمعت في الفنون جمل

ت ـــــمسامع الصواب ما شنف ت ــــوإن أكن في كل ما صنف

د ـــــما كل أرض مثل أرض ن د ـــــينفق يقدر الوج فالمرء

ل ـــــذيال الخجأوقد جرر هذا ل ـــوأحمد المقري قال عن عج

ه ــــــقد خطه أزاح ربي وسن ة ــــــعام ثلاثين وألف وسن

اـــأرأف من أسدى الندى وأعطف ى ـــبجاه خير العالمين المصطف

رار ــــومن تلاهم من ذوي الأس رار ـــــــوآله وصحبه الأب

: )1(إجازة المقري لعمر القاري

جيدا من الراوي النبيه القــــاري أحمد من زين بالآثــــــار

منازلا لم يبليها طول الأمـــــد وشاد للعلياء في أوج السنـــد

بالفضل في القديم والحديـــــث وميز الواعين للحديـــــث

فأشرقت بالحفظ والتبييــــــن وزان منهم سماء الديـــــن

وأنها للمعتدي رجـــــــــوم فهم بها للمهتدي نجـــــوم

صلى عليه االله ما هبت صبـــــا فكم أزاحو عن حديث المجتبـى

شان لمنهاج الرشاد قالـــــــي تحريف ذي غل مضل غالــي

*****************

وسيلة تزحزح الغوايــــــــة وبعد فالإسناد للروايـــــة

به امتنانا وأزال الغمــــــــة واالله قد خصص هذي الأمــة

.441، 440ص، 2ج: المقري،نفح الطسب -1

181

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

ما شاءه فهو بحق من شــــــا هذا ولولا ذاك قال من شـــا

يسعون في تحصيله عن مؤتمـــن فلم يزل أهل كل زمـــــن

ـراومن يسبق للعلوم غــــــ إن من جملة من تحـــــرى

الواصل الممجد الأريـــــــب الفاضل المسدد النجيـــــب

ابن الأمام العالم الحبر الولــــي محمد سليل ذي المجد علـــي

طود السكون هضبة الوقـــــار عمر الشيخ الشهير القـــاري

لا زال محفوفا بعز سامــــــي شيخ الشيوخ في دمشق الشــام

بعض الصحيح ظافرا بما نــــوى عنــى روىفكان من جملة من

*****************

مني ووعدها اقتضى إنجـــــازه وبعد ذلك اقترح الإجــــازة

إذ لست في ذا الأمر ذا نجابــــة فانعجمت نفسي عن الإجابـــة

مع أنني مقصر ذو عـــــي في مثل هذا المطلب المرعــــي

بحملي الوشي الى صنعــــــاء نعــــــاءو خفت أن آتيها ش

*****************

مرتجيا بذاك ربح التجـــــــر و بعد ذا أجزت قصد الأجــــر

أني من خوف الخطا لا أسلـــــم وقد أجبته وإني أعلـــــــم

جميع ما يصح لي و عنــــــي فليرويها ببالغ التمنـــــــي

عن عمي الشهير ذي الفخـــــار للبخـــــاريمن ذلك الجامع

عن قلقشندي مزيح الميـــــــن سعيد الأخذ عن سفيـــــــن

بما له من الروايات اشتهــــــر عن حافظ الإسلام أعني ابن حجـر

مبين لطالب الأخبـــــــــار وبعضها في صدر فتح البـــاري

الروضة الغناء يكفي نفحـــــهاو و لي أسانيد يطول شرحــــها

مفتي البرايا بهجة الأعصـــــار و من رواياتي عن القصــــار

182

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

عن الشريف الطحطحاني فــــرج حدثنا خروف الذاكـــي الأرج

حديث من قوت يوم وافــــــى سمعت في المنام طه يملــــي

التحقيق للظنــــــون أرجوا به و كل ما ألفت في الفنـــــون

وربما يصدق الحبر الحبــــــر فليروه عني بشرط معتبـــــر

زادت ثمانيا حوت تعنيــــــنا و لي تأليف على العشرينـــــا

واالله أرجوا نيل قصد نائـــــي فليروها إن شا بلا استثنــــاء

اء صلى عليه االله في الأنــــــ بجاه من شرق بالإدنــــــاء

غوث البريا ملجأ الإشهــــــاد أحمد خير المرسلين الهــــادي

مع صحبة ذوي المزايا الزاكيـــة عليه أسنى صلوات زاكيـــــه

فنال من رجائه ما أملـــــــه و من تلا ممن أطاب عملــــه

فنال من حسن الختام ما رجــــا و شم من عرف قبول أرجــــا

1(إجازة المقري لمحمد المحاسني( :

دمشق ما أربى على المحاســــن أحمد من أطلع من محاســــن

الرافلين في حلىالتبيـــــــان وزنها بالجلة الأعيـــــــان

السالكين في الهدى النهج الســـوي الراغبين في الحديث النبــــوي

*****************

وسبله في الرشد مستبينــــــة زينـــــــةوبعد فالعلم أجل

ظلاله ضافية وريفـــــــــه وإن علم السنة الشريفــــــة

من كل مايمليه من تصــــــدرا لذاك كان باعتناء اجــــــدرا

سابق ميدان الذكا االمســـــارع وإن ذا فضل الأديب البــــارع

ـــــبمحمد من للمحاسن انتس الحســـب الماجد المسدد السامي

. 438، ص 2المقري، نفح الطیب، ج -1

183

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

لا زال في عز وفي تمكيــــــن ابن الشهير الصدر تاج الديــــن

وذلك بورينيهم معطى اللســـــن وجده لأمه الشيخ الحســــــن

*****************

أرويه عنوانا بحالي معلمــــــا يسألني إجازة بكل مـــــــا

ستغفرا من خطأ ومن خطـــــل م وها أنا أجبته غير بطــــــل

على شروط غيثها يســـــــح فليرو عني كل ما يصأـــــح

وليس يخفي علمه الكريمــــــا وهي عن الشروط لن تريمــــا

نظما ونثرا مثل ما أسمعـــــت وكل ما ألفت أو جمعــــــت

*****************

ضها قد سقــــتعن سردها وبع ولي أسانيد يضيق الوقـــــت

ــــكمقتفيا لأوضح المسالـ في غير هذا فليحقق ذلـــــك

ـــــارومسلم عن حائز الفخـ وقد أخذت جامع البخـــــاري

بالتنسي قد أفاد الجمعــــــــا عمي سعيدوهو عمن يدعــــى

عن ابن مرزوق عن النبيــــــه عن حافظ الغرب الرضى أبيـــه

وقد سما في سلم المراقـــــي العراقــــــي الحافظ المجبل

عن كتبه التي حوت خير الكلــم زماله من الروايات علـــــم

*****************

مؤلما من ربه عز وجـــــل هذا المقري منعجـــــل وخط

والصفح عن معرة العيــــوب غفران ماجنى منالذنــــــوب

صلى عليه االله تابل سرمــــدا مـــــدابجاه خير العالمين أح

ارومن تلى لآخر الأعصـــــ واله وصحبه الأخيـــــــار

184

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

1(إجازة المقري لمحمد بن يوسف الكريمي(

في أفق الرواية المبيــــــــن أحمد من اطلع شمس الديـــــن

طه مذهب العنـــــــــاد أمة وخص فضلا منه بالإسنـــــاد

وفيه أهل الاستبصـــــــار إلا فلم يكن عصر من الأعصــــار

يروم من عليه رشد أبهمـــــــا ــاينفون عن حوزة دين االله م

على الذي له العطايا الشاملـــــه وأنتحي سبل صلاة كاملـــــه

ذي المعجز المفحم أرباب اللســـن محمد المرسل بالشرع الحســـن

ومن تلا مؤملا لأثرتــــــــه مع حزبه من صحبه وعترتـــه

*****************

موفق من فيض مولاه استمـــــد وبعد فالعلم أجل ما اعتمـــــد

صلى عليه االله ما زنـــــد ورى خصوصا الحديث عن خير الـورى

خفــــــيتحصيله إذ فضله غير ولم يزل ذوو النهى يسعون فـــي

*****************

الماجد المولى نبيه الشـــــــام رـــيوأن مولانا الشهير السامـ

محمد بن يوسف الكريمـــــــي ــــــمسالك نهج السنة القوي

مبلغا من قصده الأمانــــــــي رلا زال في عز وفي أمـــــان

شامـــــا وبرق حسن الظن مني وجه لي لما حللت الشامـــــا

غريبة في فلها مهديـــــــــة ــــةـقصيدة بليغة مستعذبــ

هبشرطها عند الذي أجـــــــاز يسأل من مثلي بها الإجــــازة

.437، ص2المقري،نفح الطیب، ج -1

، أدیب قرأ على الشرف الدمشقي ، وفضل االله بن عیسى، )ھـ1068-1008(الدمشقي : الشیخ محمد بن یوسف الكریمي، وأتقن اللغتین الفارسیة والتركیة، درس وعبد الرحمن العمادي وغیرھم، تخرج في الأدب على أبي الطیب الغزي

نقلا عن 70: ھـ، الرحلة 1034بالمدرسة العزیة بدمشق، ثم سافر إلى الروم وولى بھا قضاء الركب الشامي سنة . 73،74/ 4: خلاصة الأثر

185

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

ولم أجد بدا من الجــــــــواب مستمسكا بعروة الصـــــواب

وما جمعت في الفنون جملــــــه فليرو عني ما سمعت كلـــــه

مرتجيا حصول كل مــــــــن قررت في الفـــنعلى شروط

ذاك على الوجه الذي شرحتـــــه وصنوه الأكمل قد أبحتـــــه

فذو الرضى ليس لعيب مبصــــرا وأن أكن فيما ابتغى مقصـــرا

تفصيلا لما من الرحلة عــــــن ولي أسانيد أبى وقتي عــــن

فح نهج يقتفيه الأنبـــــــلوالص والعذر باد والكريم يقبـــــل

*****************

أمنه االله من الأشجـــــــــان هذا المقري الجانــــي وخط

سبعا لهجرة النبس المصطفـــــى في عام ألف وثلاثين قفــــا

يزكوا بها مبتدأ ومختتــــــــم عليه أزكى صلوات تغتنــــم

186

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

187

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

)1(ادي الخليليمإجازة المؤلف للشيخ محمود بن أحمد الع

الحمد الله : بأرض الخليل من طرف القلم بديهة لبعض العلماء ما نصه بتوكت"

الذي أجاز من احتضنه من عباده بمزيد من التبجيل، والصلاة والسلام على سيدنا

ابه وخيار له وأصحآن والتوراة والإنجيل، والرضى عن امحمد الموصوف في الفرق

: مته المشهورة بالغرة والتحجيل، وبعدأ

ه يوم لا منجى سواء ولا عاضد ولا ناصر دأخذ االله بي نفيقول البعد القاصر فلا

ي الدراكة الفهامة سيدي الشيخ محمود ابن عل السري اللذوضإن الأخ في االله الفا

ر بالمسرات مغناه عمنا العلامة الشيخ أحمد العمادي الخليلي زاد االله في معناه ومولا

ن النهار االفنون فظهر فضله وإن ك نذبنا طرفا مالما التقيت معه بأرض الخليل، وتج

ني من رجال هذا المجال، فاعتذرت أن أجيزه لظنه ألا يحتاج إلى دليل ، رغب مني

ن أجيز، أن يجاز فضلا أنه ما قبل عذري الوجيز، وإن لمثلي أن البضاعة مزجاة، فكبأ

قد أجبته رجاء صالح الدعاء منه، في البقاع المقدسة، وخصوصا عند روضات ولكني

: ني على التقوى مؤسسةانبياء الكرام عليم الصلاة والسلام، حيث المبالأ

: وقلت

ـدودـهو معـجميع ما قد رواه و ودــأجازك العبد يا من هو محم

ودـمقصـــكذلك ما هو بالتأليف هــوكل نظم ونثر قد تكلفــــ

في علم الحديث وشرط الكل موجود ت ــفي الفقه والنحو والتاريخ تم

في كل ما صح والتفصيل مفقــود اــإجازة أطلقت فلترو جملتــه

جل وباب الغير مســـــــدود لا االلهــه أحمد المقري مبتهوخط

الجــودنه أعلىشفيع الورىمن ش اـــثمالصلاة مع التسليم يصحبه

.71المقري، الرحلة، ص -1

188

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

ما لاح نجم الهدى واهتز أملـــود مـل والصحب والأتباع أجمعهوالآ

ن لا يغفلني أنه على ما أولاه، اوالمطلوب من سيدنا المذكور، أدام االله علاه وأع

ن الإجابة إن يرفع االله عن قلبي حجابه، ولوا تشتت البال امن دعائه الصالح مظ

د، وبينت وبنيت نلشرحت بعض الطرق التي يتصل بها الس وتكاثف السحر والبلبال

دت داره وشط مزاره، ولم يستصحب بعمشهدها على أوثق عمد، لكن يعز على من

من الكتب ما يعينه على ما هو بصدده، واالله المسئول إن يمدنا جميعا بمدده، بجاه

ى االله عليه على آله نبياء والمرسلين، صلذنا وغوثنا وكهفنا سيد الأنا وملاسيدنا ومولا

".وصحبه أجمعين، والحمد الله رب العالمين

)1( المؤلف يجيز ابن القاضي

نبوا الغواية، وخص ااوية، صدور قوم جرأحمد من زين بال: الحمد الله وقلت"

ذهب أما على نبي بالإسناد أهل الصدق، من الأئمة هداة الخلق، وأصل الصلاة والسلا

نواره، من أمر الشاهد إن أنواره، على نجود الكون مع أ، بما أفاض االله من ماالظلا

يبلغ من غاب، ولم يختص بهذا بزمن، صلى عليه االله مع عترته وصحبه الأعلام

: وأسرته، وبعد

ن علما اعلم شريف القدر، وليس من يدري كمن لا يدري، ومن يكن قد زالف

الإسناد لهادي الأمة خصيصة خصت بها بعم، فقد حوى بذاك أشتات الأمل، وإن

، وقيض االله له ونعمه، لو لم يكن لقال كل من شاء ما شاء،فاعرف أصله والمنشأ

رجالا قد وسعوا في أمره المجالا وسافروا من أجله وارتحلوا، واتسموا بالصدق فيما

.77المقري، الرحلة ، ص -1

الشھیر بابن القاضي من فقھاء فاس، و ھو أخد صحایا تسلیم العرائش ھو أبو عبد االله ابن قاسم ابن أبس العافیةھـ من قبل الأمیر المأمون السعدي في مقابل نماصرتھ على أحیھ زیدان، إذ أفتى ابن القاضي 1019لاسبانیا سنة

و قد . ھـ1040ذي الحجة سنة 21الأمیر المأمون بجواز تمكین النصارى من تغر العرائش، فقتلتھ العامة بقزوین في تأحكر قتلھ عن الحادثة بسنتین، ویظھر أن العامة كانت تحقد علیھ فعلتھ و اتنھزت فرصة الفتن التي توالت بعد ذلك

.77المقري، الرحلة ، ص. بفاس فانتقمت منھ

189

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

نفأنتحلوا، ولم يزل أهل النهى كل زمن، يسعون في أخذ له عن مؤتمن، ليرغموا ا

. ذوي العناد، بما رووا بصحة الإسناد

، ضلم المفرد في الفرائعان من جملة من في الفهم، فاز بحظ وافر وسهم، الاوك

مذلل الصعاب منها الرائض، وفي الحساب والنجوم والفلك، قالت له أبحاثهن هيت لك،

والسبق مع السلامة في الاعتقاد، والأمن من حيف وأنتقاد، إلى المشاركة في العلوم،

نتفاض، وقد حدا افي المنثور والمنظوم، محمد الشهير بابن القاضي، أمن من وهي و

نفاس، حضر ما أمليته ن دام طيب الأابه جميل الظن، إلى اتسماه بالأخذ عني إذ ك

ن ثغرة ايرها من جملة أعلام، حيث الزمغبفاس، في الفقه في الحديث والكلام، و

، والشمل مجموع، وأطيار الهنا صادحة والعيش بسام، والمن والتخويف لا يسام

. ن والصحاباوضاح السنى، سقى الإله نافع السحاب، معاهد الإخو

أجازك المقري كل ما روى، وكل ما لقفه من نثره : ما نوىبقلت مسعفا له ف

ك جملة، وكل ما صححت عنه حمله بشرطه اونظمه من قلة وكثرة، فحدثن عنه بذ

نه المحرر، وقد رويت جامع البخاري عن عمي الشهير اذوي إتق المعتبر المقرر، عند

في الأقطار سعيد المقري مفتي الغرب، عن خروف الفذ الوحيد المؤتمن، التونسي

نفاس، نزيل حضرة الملوك فاس، عن الكمال الأوحد الطويل، عن الطيب الأ

، عن مسند الحجازي،عن الجليل، نجل أبي المجد عن الحجار، عن الزبيدي بنقل جار

الأعلام عبد الأول، عن الشهير، الداودي المعتد، عن السرخسي عن الفربري عن

. ن يذكرأمام الحبر، وصيته المعروف، غير المنكر وفضله أشهر من البخاري الإ

وهكذا قلتك ممن يعلم عني بما لي في صحيح مسلم، كالسند الماضي إلى

عن الشيوخ عن التنوخي عن ابن حمزة، ،علم الدين أخي الجلال البلقينيعن الكمال

كابن المقير، عن ابن ناصر، عن ابن مندة، عن المكاثر الجوزقي، وهو عن مكي عن

. مسلم الأرج المسكي

190

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

وقد روى عني بعض المختصر قراءة يحمدها أهل البصر، أجزته به عن العم،

ق عن النبيه عن التنسي اللوذعي المتقن عن حافظ الغرب الرضى أبيه عن ابن مرزو

وخط هذا أحمد المقري عن ، الناصر الشهير بالإسحاقي عن المؤلف خليل الراقي

وصلوات االله كل حين على النبي المصطفى الأمين، ،خوف، ومن يضفه للرجا يعن

".مع آله وصحبه ومن تلا، فنال من حسن الختام أملا

)1(إجازة المؤلف لأحمد ابن القاضي

ن الرحيم، صلى االله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، رحمبسم االله ال

الحمد الله أطلع في سماء الرواية شهابا، وحل بجواهر الدراية قلوبا، والصلاة والسلام

على سيدنا ومولإنا محمد الذي رفع االله به من الجهل حجابا، وخفض بعوامل أسله

وأصحابه وعترته ومن تبعهم من هأما ورقابا، وبنى به بالعز قبابا، والرضى عن آله

العلماء العاملين الذين أنتصبوا لتقرير العلوم الشرعية، وتحرير الفهوم، المروية،

: وفتحوا من الأصول بابا، وبعد

فقد أجزت الشاب النجيب الأريب المحصل الشيخ أحمد ابن القاضي شهاب

بشرطه، وقد حضرني الدين العجمي، دامت معاليه، جميع ما تجوز لي وعني روايته

حفظ االله شبابه، ويسر االله للخير أسبابه، قطعة من شرح المحقق الجلال المحلي، على

جمع الجوامع، وحضرني في المنطق وغيره مما يسر االله إلقاءه، وأجزته المواهب

اللدنية، إذ جمعني وجملة من الأعلام بعض الدروس فيها، فليروي عني ذلك وغيرهم

تصح لي وعني روايته وإنا أسأل االله إن يجعلنا وإياه من أهل العلم بشرطه، من كل ما

والعمل، ويبلغنا من رضوإنه الأمل، بجاه سيد الأولين والآخرين، صلى االله عليه

.89المقري، الرحلة ، ص -1

ء علماء مصر، لھ الفضل الباھر ، كان من أجلا)ھـ1086-1014(أحمد بن أحمد بن محمد المصري، من بني الوفاء والحافظة القویة و الذھن الثاقب كان صدوقا حسن العشرة وإلیھ النھایة في معرفة التاریح و أیام العرب و أنسابھم،

.89المقري، الرحلة ، ص

191

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

وسلم، وكتب عن عجل العبد الفقير أحمد ابن محمد المقري المالكي، وفقه االله بجمادى

". هـ1033الأخيرة سنة

:)1(شيخ أحمد بن القاضي إجازة المؤلف بن ال

بسم االله الرحمن الرحيم ، صلى االله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

وسلم، الحمد الله الذي كسا العلماء من الرواية الحلل الضافية، وحلاهم بجواهر الدارية

التي المحاسن منها غير خافية، والصلاة والسلام على من خصه االله بالكمالات الوافية،

والرضى عد آله وأصحابه و من تبعهم بإحسان من الرواة المهتدين العالمين العاملين

:المسندين الذين مناقبهم وافرة وافية و بعد

فقد أجزت الشاب الموفق بفضل االله ، الناشئ في حجر الطلب والتحصيل،

لشيخ الباني فروع فهمه على قواعد الأصول، فلله التفريع والتأصيل، الشهاب النجيب ا

أحمد ابن القاضي شهاب الدين الشهير بالعجمي، حفظ االله شبابه ويسر للخير أسبابه،

بكل ما تجوز لي و عني روايته من مؤلف و مجموع، ومقروء ومجاز ومسموع، على

الشرط المعتبر عند أصحاب الأثر، و قد حضرني أنبته االله نباتا حسنا في عدة دروس

نحني وإياه جميع الإخوان من رضوانه ما فيه قره في المنطق والأصلين، واالله يم

. هـ1033وكتب الفقير أحمد بن محمد المقري المالكي عن عجل . العين

.89المقري، الرحلة، ص -1

192

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

)1(إجازة المؤلف لخطيب الحرم

، وخص من بين الورى مينزين تاج الدين بجوهر الرواية الث منأحمد : وقلت

ما بالعلم حتى أسندوا أعلى ما، وصلوات روحها موصول، على الذي زكت أعلا

الأصول، المرسل المرفوع قدره على سائر خلق االله جل وعلا، وفضله المشهور،

: مقطوع به صلى عليه ربنا مع آله وصحبه من تلا، من كل حبر أمره قد اعتلا وبعد

علم الحديث النامي فالعلم كما لا يخفى أشرف ما يعنى به من وفى لاسيما

ذي الملة إلى انام، ولم يزل في كل عصر جلة تعنى به من أهل هبنسبته لسيد الأ

ن من أعظم حبر طلعا بدرا بأفق اأمور أدنفت وأسهرت، وك فيه ننا الذي قد ظهرتازم

مام الأوحد، حاوي المفاخر التي لا تجحد خطيب هذا مكة قد سطعا، العالم الفرد، الإ

المالكي الصدر تاج الدين، فهو الذي في البحث عنه ينتقي، لا زال في البلد الأمين

ستجازة والأخذ عني، أمثله يطلب ذا أوج السعود يرتقي، وقد دعاه منه حسن الظن للا

ن أجيز من أن أجاز فضلا عن أمن مثلي مع قصوري وعظيم جهلي، ولست أهلا

نا أوها . فته بما طلبن أكن كمن إلى صنعا جلب وشيا، فقد أسعأيحوز الخصلا و

أجزته بكل ما رويته وبالقصور معلما على شروطه التي قد قررت لدى ذوي الفن وقد

ما حررت مثل الموطأ الأمام مالك، عمدة كل مقتف وسالك، فقد قرأ علي منه صدرا،

ند التي في السنة، ان وباقي الستة مع المساوهو بما قد نال مني أدرى، كذا الصحيح

ر، وما رويت عن شيوخ طرا، واالله يه من نثر مع النظام، قله والكثوكل ما صنفت

" وأحمد المقري خط عن عجل مفتقرا لربه عز وجل. أرجو إن ينيل الأجرا

.90المقري ، الرحلة، ص -1

من صدور الخطباء و المدرسین، ومن أكابر العلماء، وممن شید ربوع تاج الدین بن أحمد بن ابراھیم المالكي المكي،الأدب ولد بمكة وبھا نشأ و أحذ عن أكابر شیوح عصره و أجازه عامتھم، تصدر للتدریس و الحطابة بالمسجد الحرام،

-1/457ر عن المحبي خلاصة الأث. 90المقري ، الرحلة، ص . ھـ1066ولھ مؤلفات و أشعار كثیرة توفي بمكة سنة 464.

193

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

:)1(المؤلف يجيز الشيخ أبا بكر السوسي المراكشي

وكتبت لصاحبنا عالم مراكش المحروسة، الصالح البركة سيدي الشيخ أبو بكر

أحمد من أيد بالرواية قوما أزاحوا غيهب الغواية، وكشفوا عن : السوسي حفظه االله

صل الصلاة ذات الأرج، للمصطفى أمشكلاتها الغطا، وأسندوا حديث فضل وعطا، و

الراقي لأعلى درج، المرسل المشهور ذو الخلق الحسن، مفحم أرباب الكلام واللسن،

ليه االله مع صحبه ومن محمد المرفوع قدره على سائر خلق االله جل وعلا، وصلى ع

: تلاهم من كل حبر مؤتمن، وبعد

نه حسن العمل، ولم يزل أهل النهى يسعون في افالعلم متيح للأمل، لاسيما إن ز

قرب إلى غريبه المصنف وإن من أجل أهل العصر الوافدين لنواحي مصر، الفاضل

ذو المبحث المحصل النحرير، المقرئ الذي له التحرير، المغربي المراكشي السوسي

المعقول والمحسوس، الصالح الفرد، أبو بكر الرضا لا زال عما لا يليق معرضا ورام

مني مع ظهور جهلي إجازة لست لها بأهل إذ هو أولى إن يجيز مثلي، والنخل لا

يحكيه دوح الآفل، وقد أجبته بحسن نيته، بلغه االله قصى أمنيته، جميع ما ألفت أو

رويت لشرطه المعروف عند من نقد، وأسأل االله السعادة رويت، وكل ما ابتدرت أو

نام، عليه نافع الصلاة نامي وآله وصحبه الكرام، ومن تلاهم فقط بجاه طه سيد الأ

". طالب المرام، فنال ما ابتغى لا اكتتام، ونال حسن البدء والختام

.121المقري، الرحلة، ص -1

194

ملحق الإجازات ملحق الإجازات

)1(لرجل اسمه نوح المؤلفإجازة الإجازاتوكتبت إلى من اسمه نوح في بعض

الحمد الله الذي جعل سفينة الرواية لنوح الهداية نجاه،وبلغ طالب الحديث في

القديم والحديث ما أمله ورجاه،والصلاة والسلام على ذي الخلق الحسن العظيم المرسل

المرفوع قدره على كل ذي قدر وجاه،والرضى عن آله وأصحابه الذين كانوا ملجأ

جمهور،والقوي والضعيف ذي البضاعة المزجاة المنكر والمشهور،والخاصة وال

. وبعد،الخ

.121المقري، الرحلة، ص 1

اـبيبليـوغرافي

199

اــرافیــوغــبیبلی

.القرآن الكریم بروایة ورش عن الإمام نافع

:المصادر: أولا

:أبو القاسم محمد الحفناوي -1

تعریف الخلف برجال السلف، تقدیم محمد رؤوف القاسمي الحسني، دار موفم للنشر، د ط،

1991.

:الحسن حازم القرطاجني أبو -2

محمد الحبیب ابن خوجة، دار الغرب : منھاج البلغاء و سراج الأدباء، تقدیم و تحقیق

.1986، بیروت،3الإسلامي، ط

:الحریري -3

.1926المقامات، المكتبة التجاریة الكبرى بمصر،

):م1496/ھـ902ت، ( السخاوي شمس الدین محمد عبد الرحیم -4

صلاح محمد عویضة، بیروت، دار الكتب : الحدیث، تحقیقفتح المغیث، شرح ألفیة

.1996، 3العلمیة، ج

):م1699/ھـ 111ت ( محمد أمین حبيالم -5

، بدون تاریخ، الإسلاميخلاصة الأثر في أعیان القرن الحادي عشر، القاھرة، دار الكتاب

.2ج

:المقري أحمد -6

، 7ذكر وزیرھا لسان الدین بن الخطیب، ج فيالطیب من غصن الأندلس الرطیب حنف

.1988إحسان عباس، دار صادر، بیروت، : تحقیق

:المقري أحمد -7

محمد بن معمر، مكتبة الرشاد للطباعة و : رحلة المقري إلى المغرب و المشرق، تحقیق

، جامعة إفریقیاوالنشر و التوزیع، منشورات مخطوطات الحضارة الإسلامیة في شمال

.2004، 1وھران، ط

200

:المقري أحمد -8

ضرتین مراكش و فاس، اروضة الآس العاطرة الأنفاس في ذكر من لقیتھ من أعلام الح

.1983، 2طالرباط ، تقدیم عبد الوھاب بن منصور، المطبعة الملكیة،

:المیداني -9

.ھـ ، الجامع الأزھر1352، طبع في 21مجمع الأمثال، ج

: ثانیا المراجع

:أبوا القاسم سعد االله -10

.1988، بیروت، 1، دار الغرب الإسلامي، ط2تاریخ الجزائر الثقافي، ج

:فؤاد أبو منصور -11

.1982، بیروت 1، دار الجیل، طاالنقد البنیوي الحدیث بین لبنان و أوروب

: سعید یقطین -12

.2000التأویل بین السیمیائیات و التفكیكیة، المركز الثقافي العربي، بیروت

:المراغيمحمود أحمد حسن -13

.1999في البلاغة العربیة، علم البدیع، دار المعرفة الجامعیة، د ط،

:ةآمنة بلعل -14

، 1تحلیل الخطاب الصوفي في ضوء المناھج النقدیة المعاصرة، منشورات الاختلاف، ط

2002.

:عنان إبراھیم -15

عة، السید عبد العزیز سالم، الاسنكدریة، مؤسسة شباب الجام: رشید في التاریخ، تقدیم

1987.

:أحمد شلبي -16

، و طبعة أخرى لدار 1966، 3، طالإسلامیة، مكتبة النھضة الإسلامیةتاریخ التربیة

.الكشاف للنشر و الطباعة

:أحمد كمال زكي -17

201

.1981، 2النقد الأدبي الحدیث، دار النھضة، بیروت، ط

:الأزھر الزناد -18

.دروس البلاغة العربیة نحو رؤیة جدیدة

:العشماويأیمن محمد زكي -19

قصیدة المدیح عند المتنبي و تطورھا الفني، دار النھضة العربیة للطباعة و النشر،

.1983، 1بیروت، ط

: بكري الشیخ أمین -20

.1991، بیروت،2البلاغة العربیة في ثوبھا الجدید، دار المعرفة، ط

:توماشفسكي -21

الخطیب، الشركة إبراھیم: نظریة المنھج الشكلي، نصوص الشكلانیین الروس، تر

.المغربیة للناشرین المتحدین

:حسن البنا عز الدین -22

الكلمات و الأشیاء، التحلیل البنیوي لقصیدة الأطلال في الشعر الجاھلي، دار المناھل

.1989، 1للطباعة و النشر و التوزیع،ط

:حسین الواد -23

.1،1987اح الجدیدة، تونس، طجفي مناھج الدراسات الأدبیة، مطبعة الن

: بارث نرولا -24

.1982، 1، دار توبقال، ط"عبد السلام عبد العالي: تر: جیاودرس السیمیول

:سعید یقطین -25

.، المركز الثقافي العربي، بیروت)النص و السیاق( نفتاح النص الروائيإ

:صبحي البستاني -26

،بیروت، 1، دار الفكر اللبناني، ط)الأصول و الفروع(الشعریة في الكتابة الفنیةالصورة

1986.

: صلاح فضل -27

.1985، 3نظریة البنائیة في النقد الأدبي، دار الآفاق الجدیدة، بیروت، ط

202

:الطاھر محمد التوات -28

أدب الرسائل في المغرب العربي في القرنین السابع و الثامن، دیوان المطبوعات

.1983الجامعیة، الجزائر،

:لك مرتاضاعبد الم -29

لقصیدة أشجان یمانیة، دیوان المطبوعات بنیة الخطاب الشعري، دراسة تشریحیة

.1991الجامعیة، الجزائر،

:عبد السلام المسدي -30

.1991، المطبعة العربیة، بن عروس، تونس، 1قضیة البنیویة، دراسة و نماذج، ط

:عبد الكریم حسن -31

.ألموضوعاتيالمنھج

:نمي، عواد عليا، سعید الغإبراھیمعبد االله -32

، )البنیویة، السیمیائیة، التفكیكیة( المناھج النقدیة الحدیثةمعرفة الآخر، مدخل إلى

.1990، بیروت، 1المركز الثقافي العربي، ط

:عبد االله راجع -33

، بنیة الشھادة و الاستشھاد، دار قرطبة للطباعة و النشر، المعاصرة القصیدة المغربیة

.1،1987الدار البیضاء،ط

:عبد االله شعبان علي -34

.1997و الفقھاء في الحكم على الحدیث القاھرة، دار الحدیث، ثین اختلاف المحد

، 1مطبعة الرشاد، بغداد، ط المسلمینعبد االله فیاض، الإجازات العلمیة عند -35

1967.

:عبد االله محمد الغذامي -36

.1988، 4الخطیئة و التكفیر، من البنیویة إلى التشریحیة، الھیئة العامة للكتاب، ط

: لك مرتاضاعبد الم -37

203

لمحمد العید، دیوان المطبوعات یلاي ي دراسة سیمیائیة تفكیكیة لقصیدة أین ل أ

.1992الجامعیة، الجزائر،

:عبد المالك مرتاض -38

.2004الأدب الجزائري القدیم، دراسة في الجذور، دار ھومة للطباعة، الجزائر،

:لك مرتاضاعبد الم -39

.1983معیة، الجزائر، النص الأدبي من أین إلى أین؟ دیوان المطبوعات الجا

:لاسڤفدوى مالطي دو -40

بناء النص التراثي، دراسات في الأدب و التراجم، دار الشؤون الثقافیة العامة، بغداد،

.ت ط، د نشر مشترك، د

:حور إبراھیممحمد -41

، 2ط للنشر، یة العصر الأموي، دار القلمى الوطن في الأدب العربي حتى نھاالحنین إل

.1989دبي،

:رمضان شاوش و الغوثي بن حمدان محمد بن -42

، دار بریكسي، تلمسان، سنة 2، المجلد 1أدباء الجزائر، ج إلى أثارإرشاد الحائر

.م2001- ھـ 1422

: محمد بن عبد الكریم -43

. ت ط،د الطیب، منشورات دار مكتبة الحیاة، بیروت، لبنان، د حالمقري و كتابھ نف

:محمد بن عزو -44

بي، الدار البیضاء، دار ابن حزم للطباعة و النشر و مركز التراث الثقافي المغر

.1التوزیع، بیروت، ط

:محمد عزام -45

النص الغائب و تجلیات التناص في الشعر العربي، منشورات اتحاد الكتاب العرب،

.2001دمشق،

:محمد علي سلطاني -46

204

.1980غة العربیة في فنونھا، مطبعة زید بن ثابت، البلا

:محمد مفتاح -47

، 1البیضاء ط الدارشمولیة، المركز الثقافي العربي، منھاجیھالتشابھ و الاختلاف، محو

1996.

:محمد مفتاح -48

.1987، بیروت، 1دینامیة النص، المركز الثقافي العربي، ط

: محمد منصور -49

.2000، 1الإجازة في فن الخط العربي، دار مجدلاوي للطباعة و النشر، ط

: بارحمختار -50

، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، )الرؤیا والتشكیل(ین التلمساني شعر أبي مد

2002.

:نصار محمد منصور -51

.2000، 1الإجازة في فن الخط العربي، مجدلاوي للطباعة والنشر، عمان، ط

:نور الدین السد -52

.1997الأسلوبیة وتحلیل الخطاب، دراسة في النقد العربي الحدیث، دار ھومة،

:بھنامھدى شكوت -53

.1977، 1النقد الأدبي في كتاب نفح الطیب للمقري، دار الرائد العربي، بیروت، لبنان، ط

:یحیى بوعزیز -54

.1995، 1، ط2أعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة، دار الغرب الإسلامي، ج

: یوسف حسین بكار -55

.بناء القصیدة في النقد العربي القدیم

:الإلكترونیةالمراجع : ثالثا

.www.google.comسان السید غالنقد الموضوعاتي، تر، : میشیل كولو -56

.الفتوة الصوفیة إجازة)/ صفحة الویب( الإجازاتمنتدى -57

205

:المعاجم: رابعا

: أحمد بن فارس -58

.1991، 1،ج1الجیل،طمعجم مقاییس اللغة، تحقیق عبد السلام ھارون، بیروت، دار

:جمیل صلیبا -59

.1994، بیروت، لبنان، 1المعجم الفلسفي، الشركة العالمیة للكتاب، ج

): ھـ1205ت (مرتضى الزبیدي -60

شرح القاموس، تاج العروس من جوھر القاموس، المطبعة الخیریة بجمالیة مصر،

.ھـ1306، 1ط

:مراد وھبة -61

.1998المعجم الفلسفي، دار قباء للطباعة والنشر والتوزیع،

:ابن منظور جمال الدین بن مكرم -62

.م1992ھـ 1412، 1لسان العرب، دار صادر، لبنان، ط

:الدواوین

:أبو العتاھیة -63

دیوان أبي العتاھیة، شرحھ و ضبط نصوصھ الدكتور محمد فاروق الطباع، شركة دار

.1997، بیروت، لبنان، 1للطباعة و النشر، طالأرقم بن أبي الأرقم

:أبو نواس -64

ط، .دیوان أبي نواس، حیاتھ تاریخھ، نوادره، و شعره، المكتبة الثقافیة، بیروت، لبنان، د

.ت.د

:المجلات: خامسا

، إجازة المجھول والمعدوم وتعلیقھا بشرط الخطیب البغدادي، الخطیب البغدادي -65

-2000(، جمادى الأول 06الأحمدیة، عمجلة ، تحقیق صالح یوسف معتوق

.، دار البحث للدراسات الإسلامیة وإحیاء التراث)1421

الرسالة الدبلوماسیة في النثر الأندلسي بین مھمة التبلیغ ومتطلبات ،عي سلامھیالرب -66

.)2000 - 1921(، جامعة قسنطینة 05مجلة الآداب، ع ، الفن

206

مجلة معھد ،المخطوطات القدیمةإجازات السماع في :صلاح الدین المنجد -67

.1955، شركة مساھمة مصریة، ماي 2، ج1المخطوطات العربیة، المجلد

مجلة حولیات ، "البناء الإستعاري للدھر في الشعر الجاھلي: "موسى الرباعي -68

.،1997، مارس 5الجامعة، وھران، ع

ؤتة مجلة م، وارد الخواطر ت ،موقف النقاد من ظاھرة التخاطر: "جھاد مجالي -69

.، الأردن 1994، ، 9لمجلد،ا1عللبحوث والدراسات،

، 4مجلة آداب، ع بنیة النص التراثي في الأدب الجزائري القدیم، ، تحریشي محمد -70

.، جامعة وھران، الجزائر1997 - 1418

:الرسائل الجامعیة: سادسا

: الناصر اسطنبول -71

.2006،، جامعة وھران)رسالة دكتوراه(تداخل الأنواع الأدبیة،

:الناصر اسطنبول -72

.1986،)ماجستیر(تداعي الوعي في الشعر الجاھلي، جامعة وھران

:عبدلي محمد سعید -73

مخطوطة، جامعة وھران ) رسالة دكتوراه دولة(البناء الموضوعاتي في عوالم نجمة،

.2004الجزائر،

الإجازات العلمیة في الجزائر العثمانیة، كلیة الحضارة الإسلامیة، : م فوزیةغلز -74

.2006،)ماجستیر(وھران جامعة

فهرست الموضوعات

وعاتــت الموضـفهرس

.الإهداء .كلمة شكر

أ. ................................................................................. .مقدمة ازةــــن الإجــي فـل فــــمدخ

01.. .............................................................. تعريف الإجازةفي :أولا 04. ................................................................ .في أنواع الإجازة :ثانيا 07. ....................................................... .في حصر إجازات المقري :ثالثا 19. ...................................................... .في فن الإجازة عند المقري :رابعا

التشكيل الهيكلي للإجازة: الأولصل الف

24.. ................................................................................... تمهيد 25.. .............................................................. الهيكل العام للإجازة :أولا 29.. ....................................................................... بناء المقدمة :ثانيا 40.. ..................................................................... .بناء العرض :ثالثا 51.. ..................................................................... .بناء الخاتمة :رابعا

.التشكيل الموضوعاتي للإجازة: الفصل الثاني 54 . ................................................................................... تمهيد

61.. ................................................................ .موضوعة الإطراء :أولا 74.. ................................................................. .موضوعة الحنين :ثانيا 76.. .............................................................. .الموضوعة الوظيفية :ثالثا

التشكيل الأسلوبي للإجازة: الفصل الثالث 90. ................................................................................... تمهيد

91. ................................................................... .أسلوب التداعي :أولا 105 ................................................................... .أسلوب التناص :ثانيا 112 .............................................................. ......أسلوب التقابل :ثالثا 117 . ..................................................... أسلوب المبالغة في الإطراء :رابعا

131 .............................. .ةأسلوب الإغراق في البديع في الإجازات المنثور :خامسا

.المعجمي للإجازةالتشكيل : الفصل الرابع

141 .................................................................................. .تمهيد

142 .................................................... .معجم الإطراء و ما في حكمه :أولا 150 ..................................................... .معجم المجيز و ما في حكمه :اثاني 155 ................................................... .المعجم الوظيفي و ما في حكمه :ثالثا

160 ........................................................................... .البحث ملحق 195 .................................................................................. .خاتمة

199 ............................................................................ .بيبليوغرافيا 206 ................................................................... .فهرس الموضوعات