Transcript

Ibraheem, L.O. (2001) “"الرثاء في شعر آدم عبد هللا اإللوري" (Elegy in Adam Abdullai’s Poetry) in JARS Journal of Arabic and Religious Studies, Volume 15. pp. 74 – 92. Published by Department of Religions, University of Ilorin, Ilorin,Nigeria.

ثاء ىف شعر آدم عبد هللا اإللورىر ال

بقلم/ عبد اللطيف أونرييىت إبراىيم مقدمةالرثاء غرض من أغراض الشعر العرىب، فهو تعداد مناقب ادليت والتفجع عليو،

ولو خصائص تعارؼ النقاد لو منها: بكاء ادليت وإظهار اللوعة على فقده، واإلشادة ع بُت الرثاء وأي أمر يفهم منو ما يدؿ ذر من اجلمبفضائل ادليت النفسية ومناقبو، واحل

واألمل على فقد باحلزف ادلفجعة القادرة على أف توحى على فرح، وزبَت األلفاظ ادلوجعة فالرثاء إذف ال يتعاطاه أال من لو عاطفة صادقة وشعور حساس وسبكن ىف ، 1ادلرثى

أسرار اللغة العربية.وشعراءىا األفذاذ علماء ىذه البالد "نيجَتيا" فالشيخ آدـ عبد هللا اإللوري أحد

الذين خاضوا غمار الرثاء وآتوا منو بقسط ال يستهاف بو ىف األدب العرىب الذى أنتجو األدباء النيجَتيوف.

والذى يهمنا ىف ىذا البحث دراسة الرثاء ىف شعر الشيخ آدـ عبد هللا اإللوري يب من ناحية، ولنقف من ناحية أخرى لنقف على سعة أفقو ومهارتو ىف الشعر العر

اؿالنيجَتيُت، اإلنتاجات الىت ال يز على قيمة اإلنتاجات األدبية لدى بعض العلماء معظمها مطمورا.

ولتحقيق الغرض ادلنشود قسمنا البحث إىل ثالثة أقساـ: القسم األوؿ تناوؿ نقاش قصيدتيو ترمجة حياة الشيخ اإللوري وأعمالو وكاف القسم الثاىن عبارة عن

.وحيتوى القسم الثالث على اخلاسبة واذلوامشالرثائيتُت ترمجة حياة الشيخ آدم عبد هللا اإللوري -1 حياتو وثقافتو -أ

بالقرب من زوغو عاصمة بالد ـ بقرية واسا1917ولد الشيخ اإللوري ىف عاـ ن حبيب هللا بن عبد ، وأبوه عبد الباقى ب2دندى الواقعة بداىومى سابقا، وبنُت حاليا

سا القدًن.يا، وأمو السيدة عائشة بنت ملك واإلورف نيجَت هللا من موالد مدينةقرأ القرآف عى والده ومبادئ العلـو العربية اإلسالمية وتلمذ للشيخ صاحل بن زلمد األوؿ ادلشهور بأيسن نيوبوا نزيل إبادف وللشيخ عمر األجبوى اإللوري نزيل

،3ى األمُت السوري مث للشيخ آدـ منعجى الكنوىليغوس وللشيخ موسـ ارربل الشيخ اإللوري إىل مصر 1944وبعد وفاة الشيخ منعجى ىف سنة

ـ وقضى ستة أشهر فقط ىف األزىر الشريف، حيفظ خالذلا 1946العربية للتثقيف عاـ رمة ألداء أساليب ادلدرسة النظامية احلديثة واألحواؿ اإلدارية قبل انتقالو إىل مكة ادلك

فريضة احلج واجتمع بعلماء احلـر الذين تعجبوا بغزارة علمو وأدبو حىت نشر خربه ىف 4اجلرائد احلجازية

ـ 1947 إىل نيجَتيا بعد ىذه الرحالت العلمية ىف عاـرجع الشيخ اإللوري فقاـ دبسامهة جبارة ىف خدمة اإلسالـ ولغتو العربية ىف ىذه البالد وما جاورىا، بل ىف

.العامل اإلسالمى قاطبة

أعمالو ومسامهاتو: -بتشتمل مسامهات الشيخ اإللوري ىف خدمة العلم واإلسالـ والعربية والوطن على ما يلى:

ىف نيجَتيا، ومن نتيجة ذلك إنشاء رابطة األئمة توحيد صفوؼ ادلسلمُت -1سكرتَتا ، ومقرىا الرئيسى ىف إبادف، وكافـ1962ببالد يوربا ىف سنة والعلماء

.-رمحو هللا-عاما ذلا حىت وقت وفاتو االشًتاؾ ىف ادلؤسبرات اإلسالمية واألدبية داخل البالد وخارجها مثل الندوة -2

ـ وادلؤسبر اإلسالمي ادلنعقد ىف 1961 الدراسية الىت عقدت ىف جامعة إبادف .مم. وغَتمها1961القدس للبحث حوؿ قضية فلسطُت، وذلك ىف سنة

الفصحاء واجلهابذة الذى أصلب العباقرة مركز التعليم العريب اإلسالمي تأسيس -3البلغاء وفحوؿ الشعراء وخطباء ادلنابر والكتاب النحارير ادلفكرين من أبناء ىذه

وكاف الشيخ مدير منتشرين ىف شىت ميادين العلم واحلياة. البالد وما جاورىا، القرآف الكرًن ىف هنار رمضانو، ىذا ادلركز وإماـ مسجده وخطيب منربه، ومفسر

ـ إىل وقت 1952وادلرشد الواعظ اجلليل ؼ لياليو منذ تأسيسو ىف سنة دلركز بعد وفاتو، ينتج كل التحاقو بالرفيق األعلى، تغمده هللا برمحتو. وما زاؿ

عاـ مئات من الغيورين على اللغة العربية والدراسات اإلسالمية وعشاقهما حىت الدعوة اإلسالمية فيها مستمرا على يد أبناءه الربرة. اليـو وداـ نشر

تأليف الكتب القيمة الىت تفوؽ مخسة وسبعُت كتابا من ادلطبوعات ادلنشرات -4تاريخ الدعوة إىل هللا بُت ، و ىف الفقو الصـو والفطروادلقررات ادلخطوطات، مثل

واإلسالـ التصوؼ، ىف وما ال يالـ عليو علماء نيجَتياىف الدعوة، األمس واليـو اإلسالـ اليـو وغدا ىف نيجَتيا، و التاريخ ىف بن فودى ىف نيجَتيا والشيخ عثماف

مصباح الدراسات األدبية ، و ىف الفلسفة فلسفة النبوة واألنبياء، و االجتماعياتوىف السياسة: نظاـ التعليم ىف العامل: وىف الًتبية ىف األدب، ىف الديار النيجَتيا

.وىلم جرى ف بُت أدياف السماء وقوانُت الزمنحقوؽ اإلنسا وفاتو: -ج

بعد ما قاـ الشيخ اإللوري بادلسامهات ادلذكورة أعاله، واطمأف قلبو على أنو قد بلغ الرسالة وأدى ادلانة، بدأ يودّع الدنيا وما فيها ىف رلالس وعظو وتفسَت

ة يـو األحد ادلوافق القرآف، فارربل إىل لندف للتفتيش الصحى وىناؾ وافتو ادلني .5، تغمده هللا برمحتوـ1992اليـو الثالث من شهر مايو عاـ

نظرة عامة ىف شعره: -2قرض الشيخ اإللوري أشعارا كثَتة ىف شىت األغراض ولكن األغراض الىت طرقها: -أ

قصائده الىت عثرنا عليها اقل شلا ضاع كما أخرب الشيخ نفسو ساتذة ادلركز عند قاؿ ذلم: "إف ما ضاع أكثر شلا ع أشتات قصائده ىف كتاب واحدزلاولتهم مجالىت طرقها فبدراسة قصائده الىت عثرنا عليها، وجدنا أف األغراض . 6"عثرًب عليو

زلتوية ما يلى:الزىد واحلنُت والوصف وادلدح والشعر االجتماعي والشعر التعليمى والشكر

صية واحلماسة.والتأمل وادلناجات والستغاثة والتوسل والو فأوؿ قصيدة جادت هبا قرحية الشيخ كانت فيو وىى أربعة عشر بيتا أما الزىد: -1

ومطلعها: ك فيها عيش ما سيفندػدد ** وعيشػحػنعيمك ىف الدنيا نعيم م 7** وتسعى بأشتات ادلٌت الىت تتجدد كنت ىف الدنيا تروح وتغتدى إدا

تبلغ رحلتو العلمية إىل بالد العرباف، قصيدة قرضها ىف مصر أثناء احلنني: -2 القصيدة واحد وثالثُت بيتا وىي يائية الروي ومطلعها:

أيا ذاىبا أرض نيجَتيا أبلغن ** سالمي إىل أىل هبا مًتاضيا 8ذلم أىن أعود غليهم ** إذا أعسعس الليل ترى الصبح آيتا لػوق

ا يقوؿ:ىف نفس القصيدة وصف الشيخ رحلتو دقيقا ففيه الوصف: -3 ارا مثل فردوس ىف اذلنا ** وراحلتنا بُت الغوس وزارياػركبنا قط ابغية ** أسامر أفالؾ السماء الصوافياػد بتها نػم ليلة قػػوك

ففى ادلدح قصيدة مدح هبا أمَت إلورف ذا القرنُت الغمربى دبناسبة أوؿ ادلدح: -4 :وىى تسعة أبيات ومطلعها ـ1962للمركز عاـ زيارتو

بكل لساىن بل بكل جوارحى ** أقوؿ لكم أىال وسهال ومرحبا 9أموالي ذا القرنُت يا بن زلمد ** أمَت إلورف طبت أصال ومنصبا

:وللشيخ قصيدة ذات سبعة عشر بيتا ومطلعها الشعر االجتماعي: -5 ويح قومى جهلوا معٌت احليا ** وأساءوا فيو ختما وابتدأ 11عا ** وبنوه ىف سجود واضلناءد جهلوا التواضػق ىكذا

للشيخ قصيدة قاذلا ذلذا الغرض عرفانا باجلميل للموىل الوىاب الشكر والتأمل: -6 الذى فضلو بالعلم والعمل، وىي عشرة أبيات هبذا ادلطلع:

ا آب إال بأمر عجيبػلقد جاؿ فكرى إىل أصل أمري ** فم 11حصر األريب** على نعم فوؽ وى محد ريب ػفال ينبغى يل س

النصيحة عثرنا على ىذه النطفة منها: الوصية: -7 عليك بالتقوى إذا قدمن عن ** دين ودنيا كي تفوز وتنفع 12ال يفوتك نعيم دار مل يدـ ** أبدا ولكن عن قريب يقطع

فمن ابتغى رلدا من اإلنساف مل ** يريح لدى هللا وال يتمتع أياـ حفلة الشهادة بادلركز أغيغى ومنها:قصيدة أصبحت نشيدة احلماسة: -8

ا أبطاؿ علم الػ ** دين قد حاف النضاؿػو يػإي 13واػإذىبوا ىف األرض كاألشبا ** ؿ وامضوا التبال

ىي القصائد الىت تناجى الشيخ اإللوري بو ربو فمنها: ادلناجات: -9 يا من يػػراىن وال أراه ** وىو جييب ادلضطرين 14رض والسما ** يا رازؽ الطَت واجلنُتيا خالق األ ومطلعها: مساىا "ىل أجربوؾ" وىي مخسة عشر بيتالو قصيدة االستغاثة: -11

يا رب قد ضقت ذرعا باذلمـو وقد ** رجوت فضلك أصال مث مل أزؿ 15والعطلأرجوؾ واحلاؿ ال زبفى عليك على ** ما كاف يل من حياة البؤس

توى على تسعة عشر بيتا هبذا ادلطلع:ولو قصيدة رب التوسل: -11 سألتك يا من ال خيطئ عرشو قدـ ** ويا موجود األشياء الوجود من العدـ 16بأمسائك احلسٌت مجيعا وكػل ما ** على صفحات اللوح سطر بػالقلم "أسرار للشيخ كتاب ألفو بنوع ىذا الشعر واسم الكتاب الشعر التعليمى: -12

قاـ عبد الوىاب زبَت الغماوي بشرحو ومطلع "حةالبالغة وأساس الفصا :القصيدة قاؿ الفقَت آدـ اليورباوى ** ادلرذبى العفو عن ادلساوى 17احلمد هلل الذى قد زادين ** علم الفنوف فوؽ من أرشدين فهو موضع نقاشنا ىف ىذا البحث نتفرغ لو ىف الفصل الثالث إف شاء الرثاء: -13

إىل النماذج السابقة، صلد أف الشيخ اإللوري استخدـ البحور ، بإمعاف النظرهللا التالية وأحسن استخدامها:

الكامل -4 البسيط -3 الرمل -2 الطويل -1 الرجز -8 ادلتقارب -7 ادلتدارؾ -6 الوافر -5 البحر الكرًن الذى أبدعو شعراء نيجَتيا وذلك فيما مطلعو: -9

18اء جهلى ** كم رجاؾ مثلي مل زبب رجاهيا كرًن ىب يل مع جف فإف الشيخ اإللوري ال حيبذ ىف شعره باأللفاظ اجلزالة وكاف فصيحا ريقا عذب

، كما نالحظ أنو ال ومل يكن ىف أية قصيدتو أي نوع من التكلف اللفظ وسهل الًتكيبلعرب القدماء ا دييل إىل ادلقدمة التقليدية ىف شعره كالبدئ بالغزؿ أو النسيب كما يفعلو

ىذه البالد. واقتدى هبم بعض علماءنا القدماء ىفوكاف الشيخ اإللوري كالزىَت الذى ديدح اإلنساف دبا فيو، يبدو ذلك واضحا

ومن عرؼ ىذين ديدح أمَت إلورف وىف رثاء شيخو الذى سنذكره فيما بعد، حُت زىَت ىف ذلك بينو وبُت الشخصُت ادلمدوحُت يعرؼ مدى صدؽ الشيخ فيهما والفرؽ

.ىو أنو ال ديدح للتكسبكما كاف األمر ىف قصيدة وكثَتا ما ربتوى قصائد شعره على أغراض غَت واحد الىت وجدنا فيها الوصف وشأنو ىف ذلك شأف شعراء اليوربا باللغة العربية. احلنُت

دينية، ذلك ألف خدمة الدين اإلسالميهو ىدفو تصبغ شعر اإللوري بصبغة واألدباء ىف ىذه وىف تعليم اللغة العربية كغَته من العلماء التبحر ىف العلـوىف الرئيسى

مثال قاؿ: ادلنطقة من األرض قدديا وحديثا، ونتذوؽ ىف قصائده نوعا من احلماسة لكم أىال وسهال ومرحبا.بكل لساف بل بكل جوارحى ** أقوؿ

، كما يشعر السامع صلد أف ىذه األقواؿ انبثقت من انفعاالت وجدانية حادة صادقا نفهم ذلك جليا ىف رثائو يقوؿ: لشعره بتصوير أديب رائع حيث صلد فيو خياال

أيا شيخى وأستاذى منعجى ** ىناؾ هللا ىف دار الّسالـ

وال ننسى ما ىف شعره من تصورات بالغية خياطب ادلرحـو كأنو واقف أمامو. :من حسن تشبيو كما ىف ىذين البيتُت

قطارا مثل فردوس ىف اذلنا ** وراحتنا بُت الغزس وزارياركبنا وكم ليلة قد بتها نابغية ** أسامر أفالؾ السماء الصوافيا ىف بعض قصائده فعلى سبيل نالحظ اف الشيخ اإللوري تأثر بغَته من األدباء

ادلثاؿ، فإنو بدأ أرجوزتو كما بدأ السيوطى ىف عقود اجلماف حيث يقوؿ: 19قَت عابد الرمحن ** احلمد هلل على البيافقاؿ الف

وقاؿ الشيخ اإللوري: قاؿ الفقَت آدـ اليورباوى ** ادلرذبى العفو عن ادلساوى احلمد هلل الذى قد زادىن ** علم الفنوف فوؽ من أرشدين

كما صلد التشبيو بُت قصيدتو االجتماعية وبُت قصيدة الشيخ عثماف بن فودى والبحر مطلعها: التالية ىف الغرض

من عذيرى من أناس صلمو ** أفسدوا الدين وأبدو كل ضر 21تػركوا علم الكتاب ادلنزؿ ** وحديث جا بو ىادى البشر

وقاؿ الشيخ اإللوري: فيو ختما وابتداء اويح قومى جهلوا معٌت احليا ** وأساؤ ىكذا قد جهلوا التواضع ** وبنوه ىف السجود والتحناء

الصواب إذا قلنا بأف األخَت تأثر باألوؿ، فكل ما سبق قضو وقضيضو ينبئ فال يفوتناىف تطور عن شاعرية الشيخ اإللوري الفذة، وأنو قد ساىم مسامهة ال يستهاف هبا

فاآلف ندرس الرثاء .الشعر العريب خاصة، واألدب العريب بصفة عامة، ىف ىذه الديار .ىف شعره دراسة ربليلية على قدر االستطاع

الرثاء ىف شعر الشيخ اإللوري -3 نص القصيدة األوىل: -أ

للشيخ اإللوري قصيدتاف رثائيتاف فيما نعلم، فاألوىل منها رثى هبا شيخو آدـ ـ، وىي ربتوى على ستة عشر بيتا ونصها كما 1944نعمجى الكنوى ادلتوىف ىف سنة

:يلي مهومي ىاجها نوح احلماـ ** وحزىن عاؽ عن أكل الطعاـ ** على غر مػػن أمػر احلماـ دييٌت عن مشايلفما أدرى مناجي يأسفى عليو ** ويا حزين ومهي بالتزاـ دلوت لقد مات احلكيم الفيلسوؼ ** بكل علومو واىف ادلراـ على فقد ادلرىب لألناـوما يل ال أنوح وال أرثى ** سيبكى كل أىل العلم طرا ** على فقد الطوالع كل عاـ كل من يعرفو حقا ** هبذه األرض من كل اذلماـ سيبكى ** فحيوا ال سبوتوا بالدواـ أيا أعدائو قد مات عنكم فكل النفس ذائقة احلماـ خالدوف ** أدلا مات أنتم أيا شيخى وأستاذى مناجى ** ىناؾ هللا ىف دار السالـ فقد أخرجتٍت من كل جهل ** جزاؾ هللا خَتا يا إماـ ىف ادلدح مٍت ** سوى الدعوات تذكر بانتظاـجهلت دبا يوا بل فريد ** من األفراد مفىت للكراـ عزيز مثل وأنت طويل كامل ىادى الربايا ** كثَت اخلَت مصباح الظالـ مليح الوجو وادلشي اذلوينا ** بريق السن عند االبتساـ نقي الفلب ذو رأي سديد ** سخي الكف معتدؿ القياـ

نص ونقده:حتليل ال -ب ادلناسبة الىت قيل فيها النص -1

كانت ىذه القصيدة مقروضة دلناسبة وفاة الشيخ آدـ نعمجى الكنوى أستاذ خسارة لإلسالـ ـ ىف طريقة إىل احلج، وكاف موتو1944ادلتوىف ىف سنة الشاعر القدير

.ومسلمي ىذه البالد ألنو من أعالـ ىذه ادلنطقة ص:الغرض الذى قيل فيو الن -2

ا حلزنو وتفجعو على فقد للشيخ نعمجى من تلميذه إظهار ىذه القصيدة رثاء إليو ألقى عصا ترحالو ىف التعليم ىف من بُت أساتذتو الكراـ و بكثَت أستاذه ألنو تأثر بو

للتثقيف، ومن جانب إظهار التفجع مدح ىذه البالد قبل رحلتو إىل بالد العرباف .، وموافقا خلصائص فن الرثاءصر اجلاىليشعراء ما بعد الع شيخو، كعادة

:الفكرة العامة واجلزئية ىف النص -3الفكرة العامة ادلوجودة ىف القصيدة فهي اإلشادة بالفقيد وىو بطل من أما

وعزيز على الشاعر والدعاء لو. زنستطيع مشل األفكار اجلزئية فيها أبطاؿ اإلسالـ، على ما يلي:

ىف نفس الشاعر، وذلك ىف البيت األوؿ إىل دلرحـو تصوير مدى أمل فقداف ا -أ البيت الثالث.

الغزيرة، وأهنم سيأسفوف والعلـو ةمكخسره العامل دبوت ادلرحـو من احلبياف ما -ب من البيت الرابع إىل السابع. عليو ىف ادلستقبل، وذلك

بسبيلو أعداء ادلفقود بأهنم بكأسو شاربوف و وىف البيت الثامن والتاسع تذكَت -ج .نفس داخلوسالقوف وأف ادلوت باب وكل

مناجة ادلرحـو ودعاء لو ىف البيت العاشر. -د ادلتوىف وذلك من البيت احلادى عشر إىل السادس عشر األخَت. مدح -ىػ ضبط بعض ألفاظ القصيدة لتصح قراءتو فيستقيم فهمو: -4

أي ذىب من ذلا معاين سلتلفة قد يكوف جف مثل غلر ادلاء فكلمة "غار" الشمس أي مثل: غارت غياب الشيء يكوف دقق النظر فيو، وقد وقد يكوف األرض،

، وكلمة ىف صدر البيت الثاين ىو ما حدث من أمر ادلنايا غرب فالذى تعٌت الكلمةبغَت اذلماـ"يعٍت ذا عـز أي من إذا ىم بشيئ أمضاء و" "اذلماـ" بتشديد ادليم األوؿ

ما ذاب من الثلج أو الشحم، ويعٍت ادللك العظيم اذلمة وضم اذلاء يعٍت التشديد 21والسيد الشجاع السخي وىو ادلعٌت ادلراد ىف البيت السابع

تفسريا مستمدا من السياق:تفسري بعض الكلمات -5يعٍت أف موت الشيخ نعمجى أثر األوؿ "مهومى ىاجها نوح احلماـ"البيت ىف

ىف البيت اخلامس عشر حلزف صرفو من أكل الطعاـ، و"بريق السن"وأف ا ىف نفسو أمل، يعي أنو ذو بشاشة.

العاطفة الىت عرب عنها النص: -6 فالقصيدة صرخو حزينو تعلن فزع صاحبها اللهيف وىو ىف تصوير عواطفو

ويعيد لذلك يكرر بعض ادلعاين كاخلطيب ادلنفعل يتحدث بسهولة ال تعرؼ التنميق، ألنو يريد أف يؤثر دبا ديلك من بياف.بعض الصور،

األخيلة الىت صورت ىذه العاطفة: -7

ير قد استعاف الشاعر خبيالو فمده بصورة قزية ىف تصوير عاطفتو فمن ىذا التصو الرائع قولو:

وحزين عاؽ عن أكل الطعاـ مهومي ىاجها نوح احلماـ ** ذلّم واحلزف ىف صورة مادية اوىو ما ىو معنوي، فتلك صورة بصرية صور هبا الشعر

تدرؾ بالبصر وىي اذليج والعق عن الطعاـ.

ادلوسيقى ىف النص -8 ادلوسيقى اخلارجية من وزن وقافية: -أ

الوزف من الوافر وىو ذو ست تفعيالت مفاعلنت مفاعلنت فعولن ** مفاعلنت مفاعلنت فعولن حلاؿ احلزينة فنغمتو تؤثرفإنو قد أحسن اختيار الوزف،ألنو جاء مالئما لتصوير ا

حبيث إذا تلفظت هبا يكوف كأنك ىف النفوس أمل ادلصيبة كما أحسن اختيار القافية، .ترف وتعوؿ مثل "طعاـ"، "محاـ"، "مهاـ"مرزأة ثكلى

وإضافة غلى ذلك، فإف بعض النقاد يروف أف بعض األحرؼ ىف القواىف أصلح ت وتستمع إىل أصوات كثرة من بعض كحرؼ ميم ىف تصوير احلزف، وإف سكن

استعماؿ حرؼ الياء يكوف كأنك تعّوؿ، ويدؿ ذلك كلو على أف الشاعر موقف ىف ادلالئمة للغرض. ادلوسيقية اختيار األلفاظ واحلروؼ اليقاع النغمة

ادلوسيقى الداخلية: -بوىف استعماؿ و"سيبكى" بعض الكلمات مثل: "حزىن" ىف ترديدنشعر بذلك

ىف البيت الثاين مثال وجدنا الطباؽ اإلجايب ىف قولو: البديعية، وذلك بعض احملسنات"فحيوا ال كما ىف البيت الثامن الطباؽ السليب ىف قولو: فما أدرى دييٍت من مشاؿ""

ليستعَت من قوتو قوة ىف معاين كما اقتبس بالقرآف ىف البيت التاسع . و سبوتوا بالدواـ" شعره. ى النص:إصدار احلكم األديب عل -9 ناحية العروض: -أ

القصيدة على البحر الوافر الذى أجزاؤه مفاعلنت ثالث ىف كل شطر: مفاعلنت مفاعلنت مفاعلنت ** مفاعلنت مفاعلنت مفاعلنت جاء حشو مجيع أبيات القصيدة مزحوفا، إال صدر البيت الثالث، وكانت

يدة إذف جاءت على مقطوع مثلها على وزف فعولن، فالقصعروضها مقطوعة،والضرب وزف:

مفاعيلن مفاعيلن فعولن ** مفاعيلن مفاعيلن فعولن القافية وال ضرورات الشعر. وقافيتها مردفة ومل يكن فيها أي عيب من عيوب

ناحية األلفاظ -بابومن حيث ألفاظ النص وعبارتو: جاءت أغلب األلفاظ والعبارات واضحة

.موجزة قادرة على نقل الفكر والعاطفةدلناديو البعيد "الشيخ نعمجي" ادلتوىف يعٍت واستعمالو حرؼ النداء للقريب "أيا"

أنو حاضر ذىنو وقريب ىف قلبو كما كاف "يا أسفى عليو" إظهارا للتخسر" ناحية ادلعاين: -ج

ذلك ىف البيت الرابع ىف ىذه القصيدة قوة بالغية من تشبيو بليغ كما نالحظ كما وجدنا فيها ح الظالـ من غَت ذكر األدات ووجو الشبو، عشر حيثشبو مرثية دبصبا

، وكأف نوح احلماـ اجملاز العقلي ىف البيت األوؿ ىف قولو: "مهومي ىاجها نوح احلماـ"

ىو الذى يهيج لو البكاح وليس موت شيخو، وىف احلقيقة نوح احلماـ كاف سببا دلعرفة .وجعلو مكاف العلة احلقيقة موت شخص

ع القصيدة باالستعارة ادلكنية حيث جعل ىف البيت األوؿ نوح وكذلك تتمت ويصرؼ اإلنساف من الطعاـ، كما تتزين القصيدة احلماـ واحلزف كإنساف يهيج البكاء

وبريق السن" دبعٌت أنو ذو البشاشة" بالكنايات وذلك ىف البيتُت اآلخرين "مليح الوجو"و"ذو رأي .أنو رجل صاحل ذو خلق نبيل " يعٍت أنو وقور "ونقي القلب"اذلوينا "ادلشي

القياـ" و"معتدؿ سديد" دبعٌت أنو حكيم "وسحي الكف" توحي إلينا أنو جيود كثَتا عبارة عن عدلو وصحة بدنو.

ناحية الفكرة: -د استطاع الشاعر أف يتعمق ىف أفكاره عن الشيخ نعمجي نلحظ ذلك ىف قولو: و واىف ادلراـلقد مات احلكيم الفليسوؼ ** بكل علوم

حيث كاف سبب إظهار التخسَت عليو ذىابو بالعلـو الغزيرة النافعة، ومن حيث اخلياؿ صلح ىف تصويره احلزف الذى دينع عن الطعاـ واذلم الذى جيعل اإلنساف متحَتا.

:ترابط األفكار وتسلسلها أو تفككها وتعارضهاقضية -ىـوجيب ىف بعضها تقدًن ابطة ىف ىذه القصيدة أف بعض أفكارىا مًت إنا نرى

الثامن فأفكار البيت األوؿ إىل الثالث مًتابطة والبيت ادلثاؿ: وتأخَت على سبيل والتاسع منتسقاف واألبيات اخلمسة األخَتة منسجمة.

أما البيت اخلامس والسادس نرى تقدًن األوؿ على األخَت أوىل لينسجم مع ما قبلها وما بعدمها فيكوف:

أنوح وال أرثى ** على فقد ادلريب لألناـ وما يل ال عذرا أو تربيرا للنوح واحلزف، مث يأتى بعده.

لقد مات احلكيم الفيلسوؼ ** بكل علومو واىف ادلراـ ما فقدوه، وكذلك رأينا أنو من اجلدير أف ليحزف الناس ىف ادلستقبل إذا انتبهوا وعرفوا

البيت الثاىن البيت العاشر، مث يأتى بعدمهامباشرة بعد تأتى األبيات األربعة األخَتة عشر وخيتم بالبيت احلادى عشر

جهل ** جزاؾ هللا خَتا يا إماـ فقد أخرجتٍت من كل ليكوف اخلتاـ مسكا

نص القصيدة الثانية: -د ىف أشرؼ األركاف سدد سهمو ورماىن ** فأصابٍت الدىر -1 سم ىف شرياففأصابٍت ىف مهجيت جناف ** فسرى انتعاش ال -2 فتورد األصحاب مع ترياقهم ** من ىا وىنا بغَت تواف -3 لكنما الًتياؽ مل ينفع معي ** بل زاد منو السم ىف الطغياف -4 فالسهم رزىء واذلمـو مسومو ** والصرب ترياؽ على األحزاف -5 تلك الرزية ىف خدجية ابنيت ** كانت معي كالروح والرحياف -6 السنُت ىف ** زىرائها كشقائق النعماف عاشت معي سبعا من -7 فإذا ببنيت قد توسدت الثرى ** واجلسم منها مد للديداف -8 قد كنت أحسب أنٌت عند البال ** ثبت اجلناف وصاحب اإلدياف -9

فتعطل األحساس من وجداين حىت بليت دبوت بنيت ىذه ** -11 للشكالفمن زلجري ** ىل ىف البكاء النفع فوجدت دمعا ساخنا -11 ىف قبضة الرمحاف يا عُت ال تبكي على حكم القضا ** فجميعنا -12 والناس سلتلفوف ىف ويالهتم ** ولكّل يشكو من أذى األزماف -13 إال على عطف من احلناف مل انتظر ىف الدىر بعد مسرة ** -14

على ادليزاففالعيش ىم وادلنوف دبرصد ** ومجيع أعمايل -15 ى األسرار ال ** زبفى عليو كوامن األكوافوهللا مطلع عل -16 رحم بكائى يا عظيم الشأفيا أرحم البغات ىف أعشاشو ** ا -17

حتليل النص ونقده: -ىـ ادلناسبة الىت قيل النص: -1

خبدجية ىف عاـ نسجت ىذه القصيدة دلناسبة موت بنت الشيخ اإللوري ادلسماة .ـ، وكانت فلذة كبده ونفس راحيتو1955

الغرض الذى قيل فيو النص: -2كانت القصيدة رثاء للبنت الفقيدة وتأبينا ذلا، ومل يكن ىف القصيدة غرض آخر الرثاء.سوى

الفكرة العامة ىف النص واألفكار اجلزئية ادلوضحة ذلا: -3الشديد ىف فقد البنت الفكرة العامة ىف القصيدة ىي تغريد وإظهار البالء

اجلزئية فيها تنطوى على ما يلي: احملبوبة، والفكرة على الفقيدة، وذلك ىف األبيات من البيت األوؿ إىل اخلامس تصوير مدا احلزفأ:

مع التحابب ادلتُت ىف الوثيقة بينهماب: ذكر مكانة ادلرحومة ىف نفس الشاعر وادلعاملة مدة سبع سنوات، وذلك من البيت السادس إىل الثامن

ى محل ادلصيبة وعدـ استطاع الصرب عليها، وتصوير البكاء على النفس علج: زلاسبة صلد ذلك ىف البيت التاسع إىل احلادي عشرادلتوفاة

د: تعزية النفس وزبفيف بلواىا من البيت الثاىن عشر إىل الرابع عشرففى البيت اخلامس عشر والسادس عشر ذكر شيئ من فلسفة احلياة وادلوت ىػ:

والوعظ لدعاء ىف البيت السابع عشر األخَت.و: وجاء ا

ضبط بعض ألفاظ النص لتصح قراءتو فيستقيم فهمو: -1

اف يسَت اإلنساف ليال، وتعٍت أيضا فكلمة "سرى" ذلا معاىن سلتلفة وىي تعٍت سليب حىت يهلك جرياف ضلو: سرى الدـ ىف العروؽ، سرى أيضا تأثر شيئ عن طريق

جرياف السم ىف يعٍت تعمل طسرى" ىنا دلعٌت الثالثمثل سرى اجلرح إىل النفس، فاسالوطر والزىرة وبالضم: احلسن والرونق " بفتح الزاي يعٍتكلمة "الزىرة القلب، وكذلك

والبياض اجلميل وىو ادلراد ىنا.وأيضا كلمة "اجلناف" بكسر اجليم فهي مجع جنة أي احلديقة ذات األشجار،

وكلمة جلناف بفتح اجليم القلب فهو ادلراد ىف القصيدة.واجلناف بضم اجليم يعٍت الًتس واوالوجداف بكسر الواو ىو بضم الواو مجع للوجيد ما التوى من األرض "الوجداف"

22النفس وقواىا الباطن وىو ادلراد ىف النص العاطفة الىت عرب عنها النص: -6

فهذه القصيدة زفرة حارة صعدت من صدر مكلـو جريح نعٍت أف شعور ا نراىا منبثقة من ىو الذى أوحى إىل الشاعر قوؿ القصيدة، وىي كمالتخسَت وعاطفتو جييش معانيها ىف صدره فينقلها عنها الشاعر دوف افتعاؿ بليعرب ةالعواطف الصادق

كما ربتدـ وذبيش. إىل الناس

األخيلة الىت صورت ىذه العاطفة: -7قد عرب عن العاطفة ه القصيدةاخلياؿ نافذة العاطفة فإنو ىف ىذإذا كانت

بالصور األدبية الرائعة الىت تصور حقيقة قد استعاف أصدؽ تعبَت، ألف الشاعر قّوـ السهم ورماه إىل قلب الشاعر، وكانت ابنتو قد توسدت ، فالدىر انسافاحساسو

اخلياؿ ما ىو مؤلف أي يؤلف بُت ، ومن ىذا والرحياف كانت معو كالروح وأهنا الثرى، األوؿ إىل السادس.ر متناسق كما ترى ىف األبياتمناظ

ادلوسيقى ىف النص: -8

من البحور ادلالئمة ، وىواستعمل الشاعر البحر الكامل ىف نسج ىذه القصيدة من أف يشعر باألسف، ويعٍت ذلك أف حلاؿ احلزين، وكل من استمع إىل نغماتو البد

الشاعر قد أحسن االختيار للبحر.مالئم، وكاف بينها لشاعر ىف القصيدة بًتتيب األلفاظ فال تركيبوقد جاء ا

إيقاعا موسيقا، جيرس ىف األذاف ويثَت العواطف ويهيج النفوس فعلى تعطى التنسيق الىت ادلثاؿ لنستمع إىل قوؿ: سبيل

فأصابٍت ىف مهجىت وجناين ** فسرى انتعاش السم ىف شرياين التجانس، وىي رائعة ىف الصياغة فيخرج منها كما وعي ىف األلفاظ بعض التقارب و

إيقاع موسيقي خيفف على األذاف وحيلو ىف النفوس مثل: عاشت معي سبعا من السنوات ىف ** زىرهتا كشقائق النعماف

اصدار احلكم األديب على النص: -9

ىف نظم القصيدة وأجزاء تفعلتو متفاعلن ثالث الشاعر البحر الكامل استخدـ كل شطر فيكوف: مرات ىف متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن ** متفاعلن متفاعلن

القصيدة، وكانت عروض القصيدة تامة دخل زحاؼ إىل كثَت من تفعيالت مجيع حشو صحيحة وزهنا متفاعلن إال أننا وجدنا ىف األبيات ما كاف عروضو مضمورة مثل البيت

، وجاء التن كما ىف البيت األوؿ والثاىنمقطوعة وزهنا فع الثالث والرابع والىت كانتضرهبا مقطوعا مضمرا على وزف مفعولن وقافيتها مردوفة مل صلد فيها أي عيب من

.عيوب القافية

:قضية األلفاظ -بفالشاعر سهل واضح ىف رثائو، ألف الرثاء يتطلب األلفاظ السهلة الرقيقة، وكاف

يصرؼ عن ادلبالغة ىف التجديد واإلمعاف صدؽ الشعور صادقا مؤثرا غَت متكلف، ألف ىف اختيار األلفاظ، مع ذلك وجدنا الطباؽ اإلجيايب ىف البيت السابع عشر "العيش

، كما نادى هللا القريب بالعو مرتبتو.وادلنوف" قضية ادلعاين: -ج

تتجلى ىف القصيدة شعور عميق باألسف يدؿ على مزج عاطفى حساس، وقد ير ذلك على األساليب البالغة ادلؤثرة، كانت القصيدة حافلة اعتمد الشاعر ىف تصو

ىف البيت األوؿ، حيث أشبو الدىر بأنواعها، وجدنا االستعارة التمثيلية باالستعارةانسانا استعارة مكنية حيث جعل الفؤاد برجل يرمي السهم، وىف البيت الثالث عشر

يقوؿ: مناديا ومناجيا، وىف البيت اخلامس تشبيو بليغ حيث

وما الصرب ترياؽ على األحزاف فالسهم رزي واذلمـو مسومو ** شبو السهم بالرزي واذلمـو بالسهمـو والصرب بالًتياؽ من غَت ذكر األدات وال

وجو شبو، كما ىف البيت السادس والسابع تشبيو مرسل وذلك قولو: "كانت معي الكنايات كما ىف البيت الثامن ب و"زىراهتا"، والقصيدة أيضا غنية كالروح والرحياف"

حيث قاؿ: واجلسم منها مد للديداف وإذا ببنيت قد توسدت الثرى **

كناية دلوهتا.عدـ الثبات على ادلصيبة إىل الصرب وىف البيت احلادى عشر رلاز عقلي السناده

.الذى كاف سببا لثبوت الرجل على ادلصيبة

:قضية االبتكار أو التقليد ىف النص -د

قلد العرب ىف اسلوب قرض -كغَته من علماء ىذه ادلنطقة– فإف كاف الشاعر رثاء، فإنو قد ابتكر ادلعاين واخلياالت ادلستخدمة ىف تصوير عواطفو فلنستمع إليو حيث

يقوؿ: ادلوت سدد سهمو ورماين ** فأصابٍت ىف أشرؼ األركاف شرياف ىف مهجيت وجناين ** فسرى انتعاش السم ىف فأصابٍت

عنصر الصدؽ ىف فنو فلنمعن النظر إىل قولو: وكاف الشاعر راعيا ثبت اجلناف وصاحب اإلديافقد كنت أحسب أنٍت عند البال **

ومن يعرؼ الشاعر ومكانتو بُت قومو يعرؼ أنو راعي الصدؽ ىف ىذا القوؿ، فالقصيدة .إذف مثاؿ للصدؽ احلي واالنفعاؿ احلزين

كار وتسلسلها أو تفككها وتعارضها:قضية ترابط األف -ىـىف ىذه القصيدة بدت األفكار مًتابطة مسلسلة يفضى بعضها غلى بعض، بدأ

بتصوير حالو احلزين باستعماؿ الكناية والتورية، مث شرع يبُت ما يقصد هبذه التوريات، نقطة التنسيق بُت اخلياؿ واحلقيقة. وكاف البيت السادس

اخلامتة: -4اإللوري أف الشاعر أحسن سبق من دراسة الرثاء ىف شعر الشيخفيما تظهر

وراعي فيو القواعد النحوية والصرفية، اختيار األلفاظ والبحر والقافية ادلناسبة للغرض،يدؿ كما استعاف بأخيلة رائعة وقوة بالغية حدة ىف تصوير عاطفتو الصادقة، فهذا

ج الشعر العريب اجليد.داللة واضحة على أف الشاعر لو باع طويل ىف نسالشيخ اإللوري إىل اإلقباؿ إىل دراسة أعماؿ علمائنا احملليُت أمثاؿ وضلن ندعو

على لكشف اللثاـ عن انتاجاهتم األدبية القيمة ليستفيد منها ادلتعلموف والعلماء صاحلا للباحثُت ال ىف ىذه ادلنطقة من األرض فحسب بل ىف السواء، وتكوف مصدرا

سالمي قاطبة.العامل اإل

اذلوامش الطبعة النصوص األدبية ربليلها ونقدىا، علي عبد احلليم زلمود: -1

، شركة مكتبات عكاظ للنشر الثانية ـ، 1982 -ىػ1413والتوزيع، الرياض 26ص

ن حملات البلور ىف مشاىَت علماء إلورف م آدـ عبد هللا اإللوري: -2 ـ،1811ىػ ادلوافق 1411إىل 1211 ـ، 1982، ادلطبعة النموذجية بالقاىرة 77ص

من ىنا نشأت وىكذا تعلمت حىت آدـ عبد هللا اإللوري: -3 ، ادلطبعة الثقافة ، الطبعة األوىلزبرجت ـ.1991اإلسالمية أغيغى الغوس،

،اإللوري ومسامهاتوعبد هللا الشيخ آدـ يوسف مجعة: -4

JARS ،رللة تصدرىا قسم األدياف 41ص 1133، العدد جامعة إلورف

ادلرجع نفسو: -5 مطبعة الثقافة لقطات من قصائد اإللوري، ىيئة التدريس بادلركز أغيغى: -6

2الغوس، ص اإلسالمية أغيغى 3ص ادلرجع السابق: -7 الشيخ آدـ عبد هللا اإللوري ومسامهاتو ىف عة أوكنال:زكرياء مج -8

،الدراسات اإلسالمية العربية ىف نيجَتيا حبث مقدـ لنيل درجة ادلاجستَت جبامعة ميدغوري، قسم الدرسات العربية 21ـ، ص1991-1998 واإلسالمية،

ىيئة التدريس بادلركز أغيغى: -9

.Ibraheem, L.O. (2001 الرثاء يف الشعر آدـ عبد هللا" )

اإللوري" ( Elegy in Adam

Abdullai’s Poetry) in JARS Journal of Arabic

and Religious Studies,

Publication of Department of Religions, University of Ilorin,

Ilorin.Volume 15. pp. 74 – 92.


Top Related