all rights reserved - library of university of jordan ... · 1 ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ...

229
All Rights Reserved - Library of University of Jordan - Center of Thesis Deposit All Rights Reserved - Library of University of Jordan - Center of Thesis Deposit

Upload: others

Post on 16-Jan-2020

13 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

ب

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

ج

اإلهداء

و مل خيش يف ، الذي كرس حياته يف تالوة القرآن وكنف التفسري ،إىل روح جدي احلبيب احلافظ لكتاب ا وما زال صدى صوت بكائه ومناجاته يف الليل يف أذني يذكرني بالطريق ،ا لومة الئم

سبيل سعادتي وسعادة كل من حوهلا وقدمت كل شيء يف،اليت ربتين " شفاها ا" وإىل جدتي الكرمية ..كشمعة مضيئة

متعه ا بالصحة ،وإىل والدي الغايل الذي وفر يل كل أجواء إسالمية يف بييت ومدرسيت منذ صغري وطوال رحليت ..والعافية

ينها جبميع أسأل ا أن يقر ع، ووضعتين على أول الطريق ،وإىل والدتي احلنونة اليت قدمت يل كل رعاية وتوجيه ..أبنائها

وسهره ، ولن أنس فضله يوما، الذي قدم يل كل دعم وعون ، نعم الزوج واألنيس الصاحل ،ز يوإىل زوجي العزواألعباءيشاركين اهلم

وأعز اإلسالم على ،وإىل أبنائي قرة عيين عمر وحذيفة أعزهم ا باإلسالم و ورفعهم ا بالعلم والتقوى أيديهم

،،،أهدي هذه الرسالة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

د

شكر وتقدير

على متابعته هلذا العمليطيب يل أن أتقدم بالشكر اجلزيل لفضيلة أستاذي املشرف الدكتور أمحد نوفل يف إحدى األستاذ الدكتور مصطفى املشين الذي لفت نظري إىل هذا املوضوع أتقدم بالشكر والتقدير لفضيلة وكما

عبد الكريم وريكات والدكتور، فضيلة األستاذ الدكتور حممد اايلإىل أساتذتي األفاضل و،حماضراته القيمة ، خلطة اإلعداد الصعبة بداياتال يفالذين قدما يل النصح واإلرشاد

حممد عياش الكبيسي الذي كان نعم العامل والداعية . د وخاصة يف مرحليت اجلامعية األوىل وال أنسى أساتذتي

على مواصلة مما شجعين ،يف عامل التفسري مجال أبو حسان الذي فتح يل ولطالبه آفاقا رحبة . دو ..القدوة الطريق

: وهم،لعرفان على توجيهاهتم القيمة املناقشة كل الشكر واوإىل األساتذة األفاضل يف جلنة وفضيلة االستاذ ،حممد اخلطيب الدكتور وفضيلة األستاذ ،مصطفى املشين الدكتورفضيلة األستاذ

حممد الزغول واليت أسأل ا أن ينفعين هباالدكتور ..م ومجيع أساتذة الشريعة الكرا، وهنلت من علومهم ،كما أشكر كل الذين قاموا بتدريسي

ع هبم األمةأن ينفومجيعا وأسأل ا أن جيعله يف ميزان حسناهتم

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

ه

فھرس المحتویات

الموضوع الصفحة

ب..................................................................... قرار لجنة المناقشة

ج......................................................... ..........................اإلھداء د.................................................................................... الشكر

ه .................................................. فھرس المحتویات قائمة المحتویات و.......................................................................... خص الرسالةمل

1................................................................................... المقدمة 1..................... ...................................................أھمیة الموضوع

2.................................................................................... الھدف 3...................................................................... منھجي في البحث

4.................................................... ........................خطة الرسالة 5 ..................................................................................... تمھید

28......................... الجانب المادي في االعتقاد عند الیھود : الفصل األول 28............................ المادیة الیھودیة في نظرتھا لاللھیات: ث األول المبح

56..... الجانب المادي في النبوة عند الیھود كما یصوره القرآن: المبحث الثاني 95.............................. النظرة المادیة الیھودیة للمعجزات : المبحث الثالث

115 . ......................المادیة الیھودیة في نظرتھا للیوم اآلخر: مبحث الرابع ال

132 ...... الجانب المادي في الحیاة كما یصوره القرآن الكریم : الفصل الثاني 132 ..............................التصور المادي للسلوك واألخالق: المبحث األول

146 .............................التصور المادي للنظام االجتماعي : بحث الثاني الم 174 ........................المادیة الیھودیة في میزان االقتصاد : المبحث الثالث 188 ..................الوباء المادي وواقع المجتمعات المعاصرة : المبحث الرابع

197 ............................................................................... الخاتمة

199 .............................................................. فھرس اآلیات الكریمة 205................ ........................................فھرس األحادیث الشریفة

206..................................................................... فھرس المراجع 220 ......................................................... الملخص باللغة اإلنجلیزیة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

و

خصية اليهودية يف القرآن الكرمياجلانب املادي يف الش

مصباح عشا" حممد عصام"إعداد الطالبة اآلء

إشراف الدكتور أمحد نوفل

ملخص

وهو ، جلانب يف الشخصية اليهودية كما عرضها القرآن ،هذه الرسالة دراسة موضوعية يف تفسري القرآن الكرمي بعاد املادية هلذه الشخصية اليهودية من خالل تصوراا أهدف من خالهلا رسم صورة متكاملة لأل،اجلانب املادي

. وانعكاساته على أسلوها يف احلياة ،الفكرية

بدأت الرسالة بتمهيد عاجلت فيه عنوان الرسالة من خالل مفهوم الشخصية واملادية وبينت فيه األصل اللغوي بين إسرائيل " يف السياق القرآين وعالقتها مبسمى ومقصودها ، وجذور هذه الكلمة ،واالصطالحي لكلمة اليهود

. وتوصلت إىل فروق لطيفة بينهما ،وما حيمالن من دالالت " :وقد جاء املوضوع على فصلني

حتدثت فيه عن املادية اليهودية كما أبرزها الفكر اليهودي من خالل مناذج إليضاءات قرآنية : الفصل األول وقد دعمت حديثي ،لوه من تصورات حول اإلله والنبوة واملعجزات واليوم اآلخر تعكس جوانب مادية فيما مح

ألخرج من هذا الفصل مبا يصلح أن يكون ، وشيء مما سطروه يف كتبهم ،مبقتطفات سريعة آلراء علماء النفس صلتهم إىل فقدان وتشرا يف قلوم إىل الدرجة اليت أو،شاهدا توثيقيا على مقدار تغلغل املادية يف فكرهم

.إحساسهم باملعنويات

وقفت على مناذج قرآنية تصلح دليال فعليا على حقيقة مادية اليهود من خالل ما صورته اآليات الفصل الثاينويف االجتماعية ، ومعايريهم يف تفاعلهم مع خمتلف شؤون حيام ،الكرمية من أحداث شخصت طبيعة سلوكهم

.ز يف هذا الفصل متيزهم وشذوذهم كفصيل آدمي قاد محلة العداوة للدين والفطرة اإلنسانية ليرب،واالقتصادية

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

1

بسم اهللا الرمحن الرحيم

املقدمة

احلمد هللا الذي أنزل القرآن رمحة للعاملني ، وأفضل الصالة وأمت التسليم على خامت األنبياء واملرسلني ، ومن تبعهم وبعد ،إحسان إىل يوم الدينب

وينهلون من ، هرسون كتابافقد أكرمين اهللا بشرف العيش بأجواء العلم الشرعي ويف كنف التفسري وأهله ممن يتد – وإين أقف ، وأنا على ضعفي وتقصريي ما كنت ألحظى ذا الشرف العظيم لوال واسع منه وفضله ،نفحاته

ضمن إطار اودراسة ماد ، كرمية وتدبرها على عالج جزئية معينة تناولتها آيات–يف حبثي املتواضع هذا الدراسة اليت أنوي عرضها إمنا هي رؤية من أن وذلك سعيا يف استلهام آفاق جديدة لتدبر القرآن ذلك ، موضوعي

من ضوعاامنظور اجتهادي يسعى من خالهلا الباحث واملتدبر للبحث عن خيوط خفية تربط بني اآليات ومو سياقها أو )ضمن السورة( اخلاص برؤية مشولية لآليات وسياقها ، ومناسباا ضوعاتو و عالقة هذه امل،جهة . ) ضمن السور ككل(العام

: أمهية املوضوع أهل من يلفت نظره للكم اهلائل من اآليات القرآنية اليت عاجلت موضوع إىلء لكتاب اهللا تعاىل ال حيتاج ىإن القار

، مهم من مقاصد التدبر املطلوب ألمرالدراسة يف شىت املواضيع اليت ختصهم حتقيق الكتاب وخباصة اليهود فكانت قرب يف حتقيق العبادة املأمور ا أ – تعاىل بإذنه - فلعل هذاالدراسةفكيف بالذي جيعل القرآن منطلقه وقاعدته يف

. } يتدبرون القرآنأفال{ : تعاىل يف كتابه سريعة وكبرية مل بصورة فيه األحداث فاعل تت والذي ، عصرنا الذي نعيشه أن ومما يزيد املوضوع استدعاءا

االنزالق ا حنو وصناعتها بل وها خذ أهل الكتاب بشقيهم مساحة واسعة يف تشكيلأ قد ، يشهد هلا التاريخ مثيال .واهلالك التخبط

اذ البشرية بتنا يف أمس احلاجة لدراسة واقعنا املرير إلنقاألرض ومتثيل اخلالفة على األمم املأمورة بقيادة األمةوحنن كما اإلسالم يتحرك مبعايري ، اليت تستلهم طريقها وفق منهج حمدد منضبط ،بالرؤية الصحيحة غري العشوائية

.رمسها لنا قرآننا

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

2

من األمم حظ يف مل يكن ألمة) باليهود(وانتهى ) ببين إسرائيل(واحلقيقة أن هذا النموذج اإلنساين الذي ابتدأ وال ،تناول القرآن الكرمي يف تفصيل نشأا وتاريخ تكوينها وبيان أحواهلا وطبيعة نفوس أفرادها كما كان هلم

شك بأن هلذا حكما عميقة تتجلى يوما بعد يوم لذوي القلوب والبصائر

:مشكلة الدراسة خاصة وأن هذا املوضوع احليوي ،ة على اإلحصاء بالنسبة للدراسات اليت تناولت اليهود فهي على كثرا عسري فهناك من تناوله بصورة تارخيية أو أدبية أو سياسية ،قد جعل الكثريين يتناولونه وفق رؤيتهم ومنظورهم اخلاص

.و املكتبة اإلسالمية حافلة مبن تناوله باملنظور القرآين أيضا ... أو اجتماعية

بصورة أعمق عن ،جزئي هلذه الشخصية أقدر على كشف أفكار يف جوهرها ولقد رأيت أن اختيار موضوع .جمرد الوقوف على حدود الفكرة العامة لآليات

وبعد البحث واالستقراء والتتبع للمواضيع املكتوبة وقع اختياري على دراسة جزئية من الشخصية اليهودية وهي

- فيما يبدو يل- واليت أزعم ،ا اآليات تلميحا وتصرحياكما عرضته،هلذه الشخصية ) اجلانب املادي(فيما خيص أا بقيت حىت اآلن مبثوثة على شكل إشارات ولفتات ملن تناوهلا من واقع القرآن الكرمي أو ضمن اإلطار

.الفكري واألديب البحت

وهو من أهم ،اليهودية أما هذا املوضوع فقد آثرته حتديدا لكونه يف نظري يشكل أبرز مسة متثلت ا الشخصية .اجلوانب اليت تناوهلا القرآن الكرمي تلميحا وتصرحيا أثناء عرضه للشخصية اليهودية

: اهلدف

لذلك أحببت أن اظهر هذه الدراسة من خالل القرآن الكرمي يف عرض مسات الشخصيات ودراستها دراسة وإبراز صورا ،ي محلته اآليات الكرمية بني طياا موضوعية بغية إظهار شيء يسري من هذا العمق والثراء الذ

ولعلي ذا اجلهد املتواضع أضيف شيئا جديدا يصب حنو فهم أعمق هلذه ،املطلوبة وفق معطياا وأبعادها .الشخصية

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

3

منهجي يف البحث■ األسلوب املستخدم يف العرض هنا هو أقرب إىل املنهج االستقرائي التحليلي من ناحية مجع العناصر املشتتة و

: و استخدمت من خالل هذا املنهج عمليتني ،دراسة طبيعتها ووظائفها لريكب منها نظرية أو قواعد معينة العملية التفسريية على املستوى البسيط: األوىل .العملية التفسريية على املستوى املركب من خالل تعليل الظواهر : الثانية

والوقوع يف دوامة إعادة ، وذلك خشية التكرار ، فقد متت بأسلوب اختيار النماذج ،وخبصوص طريقة العرض

على ،ي يصلح يف التدليل أما الضابط املنهجي هلذا االختيار فقد قام على انتقاء النموذج الذ،اجناز ما مت إجنازه أساس مناسبته يف كونه كافيا وافيا يف معاجلة املطلوب

إن - مع التدليل بشواهد من كتب اليهود وواقعهم ، بالنسق القرآين يف العرض والتفسري – إن شاء اهللا –وسألتزم

وات التارخيية اليت سكت عنها أو ملء تلك الفج، بعيدا عن حشو انطباعات توراتية أو تارخيية -لزم األمر . القرآن بروايات مشتتة تبعدنا عن الصورة واهلدف

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

4

:سالة خطة الر

: وفصلني وخامتة ، وقد تضمنت رساليت متهيدا مباشرة تتعلق مباشرة يف حتديد املفاهيم مبا خيدم عنوان الرسالة، وقد عنونت له بثالثة عناويني ،التمهيد

وحيتوي على أربعة ، اجلانب املادي يف االعتقاد عند اليهود كما يصوره القرآن الكرمي :الفصل األول

واليوم اآلخر، املعجزات ، النبوات ،التصور البهودي املادي حنو اإلهليات : تتناول على الترتيب ،مباحث حول املطلب األول : وقد تناولت فيه عدة مطالب ، املادية اليهودية يف تصورها لإلهليات : املبحث األول

ة اإلله كما يراها الفكر اليهودي و صور:من خالل " الذات والصفات" موضوع التجسيد احلسي لإلله املصور يف مثلت عليها بنماذج كشواهد حقيقة تظهر حقيقة التصور ،الرد القرآين على إحلاق اليهود صفات النقص باهللا

وأحلقت به صفات النقص البشرية،اليهودي اليت جسدت اإلله جتسيدا حسيا دللت بشواهد على صور من التقليد الوثين يف ،للمادة التقليد الوثين وعالقته بعشق اليهود : املطلب الثاينويف

) التصور اليهودي لإلله ( مث بينت رد التناقض يف ،كتبهم كعبادة احلية واملالئكة والطقوس الوثنية يف القرابني ألي هذا املطلب مبوضوع املادية اليهودية ومظاهر التشديد يف،وطبيعة عالقته بالشخصية اليهودية املادية

.األحكام والعبادات تناولت مناذج من : عن املنطق اليهودي املادي يف فهم املصطلحات العقدية املطلب الثالثواخترت احلديث يف

وأتبعتها بنماذج ،املصطلحات العقدية عرب عنها اليهود بأنفسهم تعبريات عزلتها عن مضمون معانيها األصيلة . ت الرموز واملعاين القدسية قرآنية لإلخفاق اليهودي يف إدراك دالال

املطلب : وهو من مطلبني " كما يصوره القرآن الكرمياجلانب املادي يف النبوة عند اليهود : "املبحث الثاين

،نظرم إىل موسى من خالل التوراة : عن بتوطئة افتتحته ، إىل موسى عليه السالم حول النظرة اليهودية األول ألنتقل بعدها ، توراتية رئيسية تتحدث مباشرة عن عالقة موسى عليه السالم بالرسالة تناولت فيها ثالث نصوص

وقد ، يف العرض القرآينإىل موسى عليه السالماملادية اليهوديةنظرة الذي خيتص بالاملطلب األول مباشرة إىل ، كنيب سى عليه السالم عهدها مع موأولالشخصية اليهودية يف : النموذج األول :تناولت فيه ثالثة مناذج

" الطلب" أبرزت فيه موضوع ،تصوير القرآن لشخصية اليهودي حلظة التقائها جبمع فرعون والنموذج الثاين يف وفق السالم هارون عليهوقفة سريعة مع: والنموذج الثالث ،اليهودي من موسى وانعكاسه بشخصيتهم املادية

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

5

على عكس ، يف كتبهم حول عالقته حبادثة عبادة العجل أثناء امليقات الرؤية اليهودية انتقيت منه ما أوردوه .صورته اليت عرضها القرآن

النظرة اليهودية املادية كما عرضها القرآن ألنبياء من بين إسرائيل حتدثت فيه عن ثالثة أنبياء : املطلب الثاينأما وهم داوود وسليمان وعيسى عليهم ، إسرائيل هم أبرز من عرفوا باحتكاكهم املباشر والقوي مع بين،كرام

.السالم داوود وسليمان ومقارنته بالتصور اليهودي : وقد حتدثت من خالل هذا املطلب عن تقدير اهللا للنبيني الكرميني

، مع عيسى عليه السالم مث أمرهم،عنهما من ، وعاجلت عالقة ذلك باملادية اليهودية ،ئر عن اقتران صورة األنبياء مع أقبح الكبااألوىل : مبسألتني وأتبعته

يف قتل واملسألة الثانية ، ووظيفة النيب كما يعكسها الفكر اليهودي ،خالل طبيعة النظرة للنيب يف العهد القدمي كما كشفها القرآن وعرب ، وأصل بواعثها يف النفس ، عاجلت فيها ظاهرة اإلجرام املتكرر ضد األنبياء ،األنبياء

ألختم املبحث خبالصة حتت عنوان ، مع االستعانة بتحليل علماء النفس يف هذا اال ،) اهلوى ( ها برسالة عن .املواجهة بني األنبياء وأصحاب العشق املادي

: وفيه مطلبان رئيسيان : النظرة املادية اليهودية للمعجزات : املبحث الثالث وقد قدمته من خالل مخسة مناذج ،ال الشخصية اليهودية املعجزات يعاجل موضوع كيفية استقباملطلب األول

وكيف قادهم هذا ، بينت من خالهلا التفاعل السليب الذي أظهرته الشخصية اليهودية مع املعجزات ،قرآنية بني املادية بينت فيه العالقة املباشرة املطلب الثاين و،كبديل " السحر" واختيار ،التفاعل اية إىل نبذ كتاب اهللا

.اليهودية والسحر

التصور اليهودي لعقيدة : املطلب األول : مطلبني وحيوي،" اجلانب املادي لليوم اآلخر" يف املبحث الرابعالتصور املادي عن عقيدة البعث عند اليهود يف القرآن : املطلب الثاين و ،البعث واحلساب يف الفكر اليهودي

مث عقيدة البعث ، فقد تناولت فيه خملفات الفكر اليهودي عن البعث يف العهد القدمي،األول أما للمطلب ،الكرمي و كيف نتصور الشخصية ، مث تعليل الباحثني للشكل الذي رمسه اليهودي عن البعث ،بني التوراة واإلجنيل

آلخرة عند اليهود الذي عرضته ألنتقل إىل العرض القرآين ملوضوع الدار ا،اليهودية من منطلق فكرا عن البعث يف زعمهم االستئثار باليوم والثاين ، يف الزعم اليهودي أم ال يعذبون إال أياما معدودة ألولا: من ثالثة أوجه

، التوفيق بني ادعائهم استئثارهم باليوم اآلخر مسألة وأظهرت يف ، يف تكذيبهم وإنكارهم البعث والثالث ،اآلخر . يف ضوء ما وضحته اآليات القرآنية ، لفكرة البعث بعد املوت وبني استبعادهم

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

6

: املبحث األول: وحيوي أربعة مباحث : اجلانب املادي يف احلياة كما يصوره القرآن الكرمي : الفصل الثاين اليهودية يف والثالث يف املادية، والثاين يف التصور املادي للنظام االجتماعي ،يف التصور املادي للقيم والسلوك

. واألخري حول وباء املادية وواقع اتمعات املعاصرة ،ميزان االقتصاد يف التفسري املادي للقيم واملثل حيث تناولت األول: مطلبني فهي على ،املبحث األول أما املواضيع اليت تناولتها يف

خالق من خالل عرض ملراحل تطور النمط القسوة القلبية وعالقتها بنظرة الشخصية اليهودية للقيم واأل: موضوع مث حتدثت عن ، وكيف أن القيم اإلنسانية العليا تسقط أمام مصلحة مادية ،اخللقي لدى الشخصية اليهودية

املطلب أما ، وأظهرت فيها أا عالقة حتمية ومباشرة ،العالقة اليت تربط الفكر املادي اليهودي مبنطق الصراع فقد عرجت فيه على منطلق السلوك األخالقي يف ،دث عن التصور املادي للسلوك األخالقي الذي يتحالثاين

، بتقدمي منوذج سلوكي عن مالمح الشخصية املادية من خالل طبيعة التحريف اليهودي،الشخصية اليهودية . وع التحريف يف موضعوبعده حتدثت عن مالبسات التحريف اليهودي يف التصوير القرآين واألسلوب املتب

خيص التصور املادي للقيم األول : من مطلبني " التصور املادي للنظام االجتماعي"املبحث الثاين بعنوان و

مث تطرقت إىل ظاهرة العزلة اليهودية يف اتمع وعالقتها ،بينت فيه املعيار اليهودي للقيم االجتماعية : االجتماعية وبعدها اجتهدت يف إبراز ، من خالل اجلبن اليهودي ،اس طبيعة التصور اليهودي ومنوذج يف قي،بالتصور املادي

. من سوريت البقرة واحلشر ،مناذج قرآنية تكشف جوانب ومعايري من املادية اليهودية : فقد عرضته من ثالثة حماور ،التصور املادي للسلوك االجتماعي العام : املطلب الثاين وأما

واملادية اليهودية وسلوك اإلفساد وأخريا يف الوصف ،اتمع أمن واملادية اليهودية و،ودية ونزعة التمرد املادية اليه ألصل إىل رسم عن الصورة اليت تظهر انعكاس الفساد على ،يف عنصر اإلفساد " املادية اليهودية" القرآين لطبيعة

.اتمع كنيجة حتمية خليار املادية كمنهج

:وفيه ثالثة مطالب " املادية اليهودية يف ميزان االقتصاد" بعنوان ث الثالثاملبح وقد مثلتها خبصلتني ،" يف القرآن الكرمي) املادية(اخلصال اجلديرة لتمثيل شخصية اليهودي " حول املطلب األول

البخل والربا : اثنتني من أشهر ما عرف ما اليهود عند الناس األول حول : وفيه حتدثت عن أمرين، حقيقة الفساد االقتصادي اليهودي يف القرآن الكرمي يفواملطلب الثاين

، وقد عرجت فيه على موضوع جتارة القيم ، كما عرضه القرآن ،يف النظام االقتصادي اليهودي ) األمانة(موقع مع املعادلة االقتصادية الناجحة كنموذج يهودي للثري الفاشل يف التعامل اإلجيايب" قارون"مث انتقلت إىل تقدمي

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

7

) التصورية والسلوكية ( أما األمر الثاين فقد قدمت فيه مقطعا من سورة املائدة يف دراسة املعايري ،تمعه لالحنراف االقتصادي عند اليهود

تباسات آلراء حمللني ضمنته اق، حتدثت عن إفرازات املادية اليهودية يف عامل االقتصاد املعاصر املطلب الثالثويف اقتصاديني وباحثني عرب وغربيني تشهد حبجم الفساد االقتصادي الذي عكسه اليهود على خمتلف اتمعات

املعاصرة

حتدثت فيه بشكل موجز عن ،مث تناولت يف مبحث أخري موضوع وباء املادية اليهودية وواقع اتمعات املعاصرة مها ، من خالل أشهر مدرستني معاصرتني يف الفكر املادي ،ادي املعاصر لإلنسانية العقلية اليهودية يف خطاا امل

،) اإلنسان اجلسماين ( ومدرسة فرويد كنموذج لفكرة ) اإلنسان احليواين (مدرسة داروين كنموذج لفكرة ر اليت ترافق الطبيعة تناولت فيه اقتباسات آلراء فكرية متنوعة تبني عجز املدرستني التام عن تفسري خمتلف الظواه

مدرسة الفكر املادي يف تفسري عالقات أفراد اتمعات " موضوع ، مث تناولت حتت عنوان قصري ،اإلنسانية ) .كنموذج(حتدثت فيه عن فكر الصراع بني الطبقات والتوظيف اليهودي هلا " املعاصرة

وقدمت نتائج يف اية كل املباحث ،ا تثري املواضيع املتنوعة يف مكا،كما ضمنت املطالب عدة مسائل

. الرئيسية تصلح للتدليل على ما توصلت إليه يف خمتلف القضايا

. املتعلقة مباشرة ذه الدراسة ،ألصل إىل خامتة الرسالة اليت قدمت فيها ما خلصت إليه من أبرز النتائج العامة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

8

: بنو إسرائيل واليهود )أ ( : والثاين،بنو إسرائيل : األول ، اخلطاب القرآين مع اليهود بامسني اثنني مها أشهر ما عرفوا به بني الناس لقد تعامل

.اليهود ، مشاركة النصارى يف نصيب منه عم1كما أنه كثريا ما توجهت اآليات القرآنية إليهم بوصفهم أهل الكتاب

:ياق واملوضوع الستناسبوبالتأكيد فإن لكل مسمى تنادوا به حكمة

:في القرآن " أھل الكتاب" نظرة سریعة على 1

: نھا مدنیة وواحدة مكیة وھي سورة العنكبوت في قولھ تعالى سبع م, واحدا وثالثین مرة في ثماني سور) أھل الكتاب ( استخدم القرآن الكریم صیغة وواضح من ھذه اآلیة إقرار قاعدة من قواعد األدب القرآني في طریقة التعامل مع أھل الكتاب }, ) 31...(و ال تجادلوا أھل الكتاب إال بالتي ھي أحسن {

.أنھا تبدأ بالحسنى . والنساء والمائدة واألحزاب والحدید والحشر والبینة أما السور المدنیة فھي البقرة وآل عمران

, 105.) ,..ما یود الذین كفروا ( وكالھما في بیان ما یكنھ أھل الكتاب وخاصة منھم الیھود من عداوة وحسد للمؤمنین , ففي سورة البقرة جاءت آیتان 109 )...ود كثیر من أھل الكتاب لو ( وقولھ تعالى

اثنا عشر مرة نصفھا جاء كنداء مباشر ) أھل الكتاب ( والملفت أن أكثر سورة جاء فیھا استخدام ھذه الصیغة ھي سورة آل عمران حیث تكرر فیھا لفظ من السورة في متأخرا في الربع األخیر) أھل الكتاب ( وفي سورة النساء جاء ذكر , ) , 99,98,71,70,65,64(في اآلیات ) یا أھل الكتاب ( ب

) .171,159,153,123(اآلیات , حیث إن األماني قد اشترك فیھا الیھود والنصارى , أن المعنى المقصود عموم أھل الكتاب , وواضح في أول آیة جاء فیھا ذكر أھل الكتاب في النساء

والثالثة أقرب للنصارى حیث أن سیاق الحدیث عن سیدنا عیسى , .... ) فقد سألوا موسى أكبر من ذلك : ( أما الثانیة فھي للیھود أقرب وأقوى لقولھ تعالى .وجاء النداء في اآلیة الرابعة مخاطبا لعموم أھل الكتاب بعدم الغلو الشتراكھم في ھذه الصفة , عائدة علیھ ) بھ ( والھاء في قولھ , علیھ السالم

.1رات من أصل ست مرات ذكر فیھا خمس م) یا أھل الكتاب ( وفي سورة المائدة تكرر النداء ب ) 26آیة ( وفي سورة األحزاب حیث الحدیث عن أھل الكتاب جاء خاصة في الیھود وخاصة في بني قریظة الذین خانوا العھود وتآمروا مع األحزاب

وأجمع المفسرون على أن المقصود ھم ) ب الذین كفروا من أھل الكتا(بصیغة , أما في سورة الحشر فقد جاءت مرتین , ) 57(وجاء في سورة الحدید یھود بني النضیر بخالف سورة البینة التي عنت الیھود والنصارى

, وھناك ثالث آیات منھا فقط جاءت في مدحھم .. إثنا عشرة مرة غالبھا في ذم نفاقھم أوحسدھم أو جبنھم أو خیانتھم ) من أھل الكتاب (وقد وردت صیغة . فقد وردت ست عشرة مرة ) أوتوا الكتب ( أما صیغة , ) 159(وواحدة في النساء ) 199, 112(ان اثنتان في سورة آل عمر

فھذه األخیرة أعم ألنھ یدخل فیھا طائفة موصوفة من أھل الكتاب ومن , في السیاق القرآني ) أوتوا العلم(و) أوتوا الكتاب ( والمالحظ أن ھناك فرقا بین . 2, )27(سورة النحل.1: وقد تكررت في القرآن في تسعة مواضع , أوتوا العلم ال تأتي إال مع صفات المدح ألصحابھا والفرق الثاني أن, غیرھم

. 8 ) 6(سبأ . 7) 56(سورة الروم .6, ) 49(سورة العنكبوت . 5 ) 80(سورة القصص . 4) 54 (سورة الحج. 3) 107( سورة اإلسراء ) 11( سورة المجادلة . 9 سورة محمد

ألم تر إلى الذین أوتوا {: أما اآلیات فھي , , واحدة في آل عمران واثنتین في النساء , ثالث مرات ) أوتوا نصیبا من الكتاب(ب ب وجاء في القرآن الخطاألم تر إلى الذین أوتوا نصیبا من { : وقولھ , آل عمران )23(م وھم معرضون نصیبا من الكتاب یدعون إلى كتاب اللھ لیحكم بینھم ثم یتولى فریق منھ

ؤمنون بالجبت والطاغوت ویقولون ألم تر إلى الذین أوتوا نصیبا من الكتاب ی{: وقولھ , النساء )44(الكتاب یشترون الضلالة ویریدون أن تضلوا السبیل =النساء ) 51(للذین كفروا ھؤلاء أھدى من الذین آمنوا سبیلا

,لتعبیر بالنصیب أما ا, .. ) ألم تر ( وقد ابتدأت جمیعھا ب, واآلیات الثالث في موضع ذمھم , والمفسرون على أن المراد بالذین أوتوه ھم الیھود = .ھو للجنس : التوراة فالتعریف للعھد ، وھو الظاھر عند أكثر المفسرین ، وقیل : والكتاب

والتعبیر عنھ بالنصیب المنبىء عن كونھ حقا من حقوقھم التي یجب مراعاتھا والمحافظة علیھا لإلیذان : " السعود وأب قال, القسط والحظ : والنصیب ص / 2ج/ إرشاد العقل السلیم / أبو السعود " ( آرائھم حیث ضیعوه تضییعا ، وتنوینھ تفخیمي مؤید للتشنیع علیھم والتعجیب من حالھم بكمال ركاكة

للنوعیة ، ولیس للتعظیم؛ ألن المقام مقام تھاون بھم ، ویحتمل أن یكون التنوین للتقلیل } نصیبا { وتنكیر : " وعند ابن عاشور )87أوتوا بعض كتابھم ، تعریضا : للتبعیض ، كما ھو الظاھر من لفظ النصیب ، فالمراد بالكتاب جنس الكتب ، والنصیب ھو كتابھم ، والمراد } من { و

التحریر والتنویر "(لذي أوتوه أوتوا حظا من حظوظ الكمال ، ھو الكتاب ا: والمعنى . بأنھم ال یعلمون من كتابھم إال حظا یسیرا ، ویجوز كون من للبیان ألنھم لم یأخذوا الكتاب ) أوتوا نصیبا من الكتاب ( والتعبیر عنھ في اآلیتین : " ویعلل صاحب المنار فیما نقلة عن شیخھ اإلمام عبده ) 71ص / 3ج/

) 136ص / 5ج) / 51(آیة, سورة النساء / تفسیر المنار ( أو زادوا علیھا والزیادة فیھ كالنقص منھ , بل تركوا كثیرا من أحكامھ لم یعملوا بھا , كلھ بدلیل أن مقام الذم جاء في وصف تفاعلھم مع القرآن حال , كما ذكر الزمخشري وابن عاشور ,أي حظا من علم التوراة ) نصیبا من الكتاب (وعلیھ یكون

محمد وأحوالھ لیسیر من التوراة التي كان فیھا وصف النبي ولم یكونوا حینھا إال على بواقي ا, معاصرتھم لعھد النبي علیھ السالم أي ( سواء آمنوا , وإنما ھي صفة أطلقت على من بعث فیھم ھؤالء الرسل بكتاب اهللا , وال تحمل كلمة أھل الكتاب قیمة تدل على درجة إیمانیة معینة

وبالتأكید فإن اختیار النظم الكریم الستخدامھا في مواضعھا , أو كلیھما معا ,رى وقد تدل على الیھود حینا أو على النصا, أولم یؤمنوا ) المبعوث فیھم دالالت معینة تخدم الموضوع والسیاق فوائد ویحمل , التي أطلقت فیھ

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

9

:بنو إسرائيل : أوال ودرجوا على تسمية ،إسرائيل وهم يفتخرون ذه التسمية نظرا لداللتها العرقية ) بين(يدعي اليهود انتسام إىل

فقط كما جاء ) إسرائيل ( وأحيانا يذكرون اسم ) بين إسرائيل (أو ) آل إسرائيل (أو ) بيت إسرائيل ( أنفسهم . 1 وكما ذكر عدد من الباحثني عن وجود ذلك يف الوثائق الفرعونية والبابلية واآلشورية ،التلمود يف مأثور

ويذكر املؤرخون أن هذا االسم يعود إىل ما قبل األلفية ،3 أطلق على يعقوب عليه السالم2وإسرائيل اسم أعجمييطلق ) إيل(تعين عبد و) إسرا (ية عبد الرب حيث ومعناه يف اللغة العرب، 4 ويطلق على األمساء تربكا ا،الثانية

.5على اإللهاملأخوذ من مفهوم ) عبد(حيث نقلوها من معناها ) إسرا (ويبدو أن املعىن الذي حرفه كاتبو التوراة يف كلمة

، وذلك يف قصة صراع يعقوب املشهورة يف سفر التكوين ،) آسر الرب ( إىل ،الذي يعين العبودية ) األسر(ال أطلقك إن مل ) :يعقوب ( فقال ، ألنه قد طلع الفجر ،أطلقين ) أي الرب (وقال : " ..يث جاء فيها ما نصه ح

الفعل بالعربية - ألنك جاهدت ،) يسرءل ( بل إسرائيل ،ال يدعى إمسك يعقوب بعد اليوم : فقال ،تباركين .6)32-32:23تكوين " ( ..... والناس وقدرت -) ءهليم (ويف النص )ءل(مع اهللا ) سره

،) إسرائيل(وكلمة ) إسراء( حيث يربط بني كلمة ،حممد إبراهيم هالل . وهناك رأي جديد يطرحه بقوة دمن الغريب أن هاتني الكلمتني جاءتا : " ما نصه ] إسرائيل ... يأجوج ومأجوج اخلزر : [ فيقول يف كتابه

حمتواة ) إسراء ( وان إحدى هاتني الكلمتني ،لت امسني مها هاتان الكلمتان متتاليتني يف آيتني متتاليتني يف سورة مح وهذا بعض ما جنته بعض ،مث مل ينتبه املفسرون إىل العالقة بينهما ) إسرائيل ( بكاملها يف الكلمة األخرى

بساطة الذي أسرى به وإسرائيل تعين ب... الروايات املدخولة اليت نقلت إلينا عن اليهود والنصارى بدون متحيص ،] التعريف واإلعالم مبا أم يف القرآن من األمساء واألعالم :[ يف كتابه 7اهللا ومل ينتبه إىل هذا املعىن إال السهيلي

وكان اإلسراء بيعقوب لتسليمه وذريته . وعليه فقد أسري بيعقوب كما أسري بعد ذلك مبحمد عليهما السالم . " 8أمانة العهد اإلبراهيمي

فقد ال يكفي االعتماد على ، غريب يف حمتواه عما ذكر يف غالب الكتب ،حممد هالل . والذي ذكره د ال بد أن يثبت لنا ، فحىت نسند أمرا أو فعال لألنبياء ،استنتاجات من بعض التحليالت اللغوية يف هذا الشأن

,17ص / القدیم ومعطیات التاریخ الیھود من القرآن والتوراة / عبد الرحمن غنیم : ینظر , للمزید حول الوثائق الفرعونیة واآلشوریة - 1 .وعلل السبب كونھ أعجمیا غیر مشتق , أصال ) إسرائیل( لم یورد اسم صالح الخالدي إلى أن القاموس المحیط للفیروزأبادي. لفت د- 2اعتبرا أن المقصود ومنھم الشیخ محمد عبده وتلمیذه رشید رضا حیث , خالف بعض العلماء جمھور المفسرین في كون المقصود بإسرائیل ھو یعقوب - 3

) .4 -3ص / 4ج/ تفسیر المنار : ینظر( واألظھر ھو رأي الجمھور , ) شعب إسرائیل ( ھو 411ص / العرب والیھود في التاریخ / حمد سوسة أ.د: للمزید -4 13ص/ بنو إسرائیل في القرآن الكریم / سید طنطاوي . د - 5 193ص / دار الساقي / لتوراة وأسرار شعب بني إسرائیل خفایا ا/ كمال الصلیبي : ینظر - 6 م193ط / القاھرة /مكتبة األزھر / التعریف واألعالم بما أبھم في القرآن من األسماء واألعالم / عبد الرحمن الخطیب السھیلي - 7 207ص/ دار البشیر/ 1ط/ إسرائیل ... یأجوج ومأجوج الخزر / محمد إبراھیم ھالل . د - 8

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

10

وال يعين املعىن احملرف الذي ،التأكيد صفة مدح فهو ب، وأيا ما كان يف معىن االسم ،بالنص الصريح والصحيح .قصده اليهود

أقدم نص ذكر هلا ) بين إسرائيل ( أن تسمية ) ألن غاردنر( ويذكر أستاذ التاريخ عبد الرمحن غنيم نقال عن سير . 1م 1220يرد يف نص دون على مسلة مرنبتاح يعود إىل

: اليهود : ثانيا

فقد تعددت يف حتديدها آراء واجتهادات الفقهاء واملفسرين ،وأصل اشتقاقها ) اليهود ( أما عن معىن كلمة : وفيما يلي ملخص لآلراء ،واملشتغلني باألنساب والتاريخ

فهو ) إنا هدنا إليك ( قال تعاىل على لسان موسى عليه السالم ،رجع وتاب ) هاد(وهي من : أن أصلها عريب هاد فالن نشأ يف اليهودية و، واجلمع هود ،هائد

" .2اهلاء والواو والدال أصل يدل على إرواد و سكون:" جاء يف معجم مقاييس اللغة إنا: " قوهلم من ، هذا من يهود اشتقاق وأحسب. اجلانب ولني السكون من أهود واشتقاق : "3وقال ابن دريد

يف والتهويد. سكنته إذا نفاره، من الرجل هودت: تقول ، التسكني: يدوالنهو ، قلوبنا النت أي " إليك هدنا "4 ذلك من السري

، يريدون اليهوديني ، على إرادة النسب ، فأدخلوا عليها األلف والالم ،) يهود (أصلها ) اليهود( وقيل إن كلمة ، أي معناه الذين دخلوا يف اليهودية ،)146( األنعام }ل ذي ظفروعلى الذين هادوا حرمنا ك{: ومنه قوله تعاىل

وقيل مسوا بذلك االسم ألم ،5والتهويد أن يصري الرجل يهوديا .... حوله إىل ملة اليهودية : وهود الرجل .6 أي يتحركون عند قراءة التوراة ،يتهودون

302ص / سیر مصر الفراعنة / ألن غاردینر : نقال عن , 17ص / الیھود من القرآن والتوراة / عبد الرحمن غنیم : ینظر -1 17ص / 6ج/ معجم مقاییس اللغة / أبو الحسین احمد بن فارس , ابن فارس - 2ب بن یعرب بن قحطان، األزدي اللغوي البصري إمام عصره في اللغة واآلداب بن سبأ بن یشج.... ھو أبو بكر محمد بن الحسن بن درید : ابن درید - 3

وكان ابن درید ببغداد ممن برع في زماننا ھذا في الشعر ، وانتھى في اللغة، وقام : " في حقھ " مروج الذھب " والشعر الفائق؛ قال المسعودي في كتاب وھو من الكتب المعتبرة في " الجمھرة " درید من التصانیف المشھورة كتاب والبن) .. 320ص / 4ج: مروج الذھب .. " (مقام الخلیل بن أحمد فیھا

وھو مع صغر حجمھ كثیر الفائدة، " المجتبى " لم یكملھ، وكتاب " غریب القرآن " وكتاب " السراج واللجام " وكتاب " االشتقاق " اللغة، ولھ كتاب / وفیات األعیان وأنباء أبناء الزمان / أبو العباس شمس الدین أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان : بن خلكان ا(الخ .... صغیر مفید " الوشاح :" وكذلك بیروت-دار صادر : الناشر / 323ص / 4ج/إحسان عباس : تحقیق

170ص / 1ج/ االشتقاق / ابن درید - 4 152ص/ م 1997ط/ دار الزھراء / لتأصیل الیھود بین ظنیة الدلیل ومادیة ا/ عبد الغني راجح . د- 5 141ص/ 1ج/ م 2001 –1421/ 1ط/ دار الندى / المدخل لدراسة األدیان /محمد سید حمید : یراحع - 6

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

11

وصار اهلود يف ، ومنه التهويد وهو مشي كالدبيب ،برفق أي الرجوع ،أا من اهلود: " .. وعند الراغب وكان اسم مدح مث صار بعد نسخ شريعتهم ،) هدنا إليك ( يف األصل من قوهلم ويهود... )التوبة ( التعارف "1الزما هلم

بعد السالم عليه موسى لقول تابوا مبعىن } هادوا{ حيث عللوا جواز أن تكون، وذكر ذلك كثري من املفسرين قصد نداء القرآن – هنا به نودوا وقال ابن عاشور و، ]156 : األعراف[ } إليك هدنا إنا{ : الرجفة أخذم أن

" . 2كم هو أو عليهم ثناء مقام ليس املقام ألن االعتبار ذا -هلم بالذين هادوا وا قد ارتدوا عن الدين بسبب عبادة عجل السامري وهذا املعىن قريب من فرضية واضحة عند اليهود وهي أم كان

.مث عادوا ، فإننا نالحظ أن أصل الكلمة ليس التوبة وإمنا هي من اهلود وهو الرجوع ،وإذا دققنا يف كالم الراغب املتقدم من ولكن من املمكن فهمها أا صارت، ملا توحيه من الرجوع والندم ،مث صار منها يطلق على معىن التوبة

ومع أن هذا املعىن ليس معتربا عند أكثر ، وبالتايل فهي صفة ذم وليست مدحا ،الرجوع إىل عبادة العجل أو شر إىل خري من رجع إذا هاد: " 3األعرايب ابن فقد نقل يف لسان العرب عن ،لكن له أصل يؤيده املفسرين

اليهود وبين [ مثل منصور إبراهيم يف كتابه ،حثون هذا الرأي وقد اعتمد بعض الكتاب والبا " 4 إىل خري شر من . ومن عنوان الكتاب يظهر أنه يبدي متايزا بني املسميني ،] إسرائيل يف القرآن

أحد أشهر األسباط 5)يهوذا ( وأصحاب هذا الرأي يرجعوا إىل ،قد ال تكون عربية األصل ) يهود(لكن كلمة قد أيد بعض العلماء والباحثني هذا القول واقتصروا عليه و،اليهود املعروفني

وأبدلت الذال ، فإن امللك استقر يف ذريته ،أحد األسباط ) يهوذا( وإمنا مسوا باليهود نسبة إىل : "6 قال البريوين " .املعجمة داال مهملة ألن العرب كانوا إذا نقلوا أمساء أعجمية إىل لغتهم غريوا بعض حروفها

158ص/ دار المعرفة/ محمد خلیل : راجعھ / في غریب القرآن المفردات /بالراغب األصفھاني :المعروف , أبي القاسم الحسین بن محمد الراغب - 1 81ص / 15ج / التحریر والتنویر / ابن عاشور - 2تاریخ القبائل، وكان صاحب سنة : لھ مصنفات كثیرة أدبیة ، منھا , إمام اللغة ، أبو عبد اهللا، محمد بن زیاد بن األعرابي الھاشمي : ابن األعرابي - 3

) . 254: رقم , 687ص / 10ج / ر أعالم النبالء سی/ الذھبي ( مات بسافرا في سنة إحدى وثالثین ومئتین , واتباع الطبعة األولى/ بیروت –دار صادر / 439ص / 2ج/لسان العرب / محمد بن مكرم بن منظور األفریقي المصري / ابن منظور - 4 قبل المسیح فإن مملكة إسرائیل انقسمت بعد 975 حیث جاء في أغلب الدراسات التاریخیة أن ھذا االسم أطلق على بني إسرائیل بعد موت سلیمان سنة - 5

موتھ إلى مملكتین مملكة رحبعام بن سلیمان ولم یتبعھ إال سبط یھوذا وسبط بنیامین وتلقب بمملكة یھوذا ألن معظم أتباعھ من سبط یھوذا وجعل مقر مان وكان شجاعا نجیبا فملكتھ بقیة األسباط العشرة علیھم وجعل مقر مملكتھ ، ومملكة ملكھا یوربعام بن بناط غالم سلی) أورشلیم ( مملكتھ ھو مقر أبیھ

فألجل ذلك انفصلوا عن الجامعة اإلسرائیلیة ولم یدم , وعبدوا األوثان , السامرة وتلقب بملك إسرائیل إال أنھ وقومھ أفسدوا الدیانة االتي جاء بھا موسى وخمسین سنة ثم انقرض على ید ملوك اآلشوریین فاستأصلوا اإلسرائیلیین الذین بالسامرة وخربوھا ونقلوا بني إسرائیل ملكھم في السامرة إال مائتین ونیفا

علیھ إلى بالد آشور عبیدا لھم وأسكنوا بالد السامرة فریقا من اآلشوریین فمن یومئذ لم یبق لبني إسرائیل ملك إال ملك یھوذا بأورشلیم یتداولھ أبناء سلیمان قبل المسیح مسیحیة في زمن اإلمبراطور أدریان الروماني 120السالم فمنذ ذلك غلب على بني إسرائیل اسم یھود أي یھوذا ودام ملكھم ھذا إلى حد سنة

1ج / التحریر والتنویر / عاشور ابن : ینظر ( الذي أجلى الیھود الجالء األخیر فتفرقوا في األقطار باسم الیھود ھم ومن التحق بھم من فلول بقیة األسباطبنو إسرائیل في / طنطاوي . د , 1ط/ بیروت / المؤسسة العربیة لإلعالن / م 1985/ الشخصیة الیھودیة عبر التاریخ / جودت السعد , 322ص /

9ص / القرآن , فیلسوف ریاضي مؤرخ، من أھل خوارزم : ارزميمحمد بن أحمد، أبو الریحان البیروني الخو) م1047 - 973= ه 440 - 262( البیروني - 6

= أقام في الھند بضع سنین ، ومات في بلده، اطلع على فلسفة الیونانیین والھنود، وعلت شھرتھ، وارتفعت , عاصر ابن سینا وبینھما أسئلة وجوابات

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

12

أحد األسباط الذي غلب امسه عليهم بعد " يهوذا " قاموس الكتاب املقدس يرجعون اسم يهود كذلك إىل ويف .1الشتات

نرى أنه يكاد االتفاق يكون تاما بينهم على ) علم السالالت البشرية ( وإذا انتقلنا سريعا إىل علماء األنثروبولوجيا قدماء ويثبتون مبا ال شك فيه أم من أجناس أخرى غري اجلنس أن اليهود اليوم ليسوا ساللة بين إسرائيل ال

،) فريدريك هرتس ( ومن أشهر علماء األنثروبولوجيا الذين قرروا هذه احلقيقة الباحث اليهودي ،اإلسرائيلي 2] تاريخ الفلسفة الغربية [ و برتراند راسل يف كتابه ] أجناس اوروبا : [ واملتخصص ربلي يف كتابه

يف رأيي أن هذا ال مينع من أن يكون االسم بداية قد أطلق عليهم نسبة إىل يهوذا مث تطور بعد ذلك لالنتساب إىل و

،دخل يف هذا املوضوع ) التهود ( كما ال مينع يف الوقت نفسه أن يكون للمعىن الذي محله ،الدين اليهودي ولكن ، مما يدل على أن للمعىن أصال عندهم ،) نا هدنا إليكإ(خاصة وأنه قد جاء على لسان موسى عليه السالم

.هذا ال يعين بالضرورة أن اليهودية كدين كانت معروفة على أيام موسى عليه السالم قد شاعت وذاعت أيام عهد الرومان واليونان أي 3)يهودي ( ويكفي أن تشري الدراسات التارخيية إىل أن تسمية

. امليالد واستمرت حىت اآلن من القرن الرابع قبل ، املنطوية على نفسها، فهم أبناء هذه الطائفة املتمردة ،معىن بغيضا بني األمم ) اليهود ( ويف الشتات اختذ اسم

4 إىل جانب صفات سيئة أخرى اكتسبوها من الظروف الشاذة ، املتهمة بصلب املسيح ،الشديدة التعصب

:آين بنو إسرائيل يف السياق القر اثنا عشر منها مكية ،يف القرآن الكرمي ثالثا وثالثني مرة يف مخس عشرة سورة ) بين إسرائيل(وردت كلمة

: حيث جاءت على النحو التايل ،واألربع الباقي مدنية واإلسراء ، مث األعراف وطه ثالث مرات ، يليها الشعراء أربع مرات ،يف سورة البقرة واملائدة ست مرات

) بنو إسرائيل( وجاء بصيغة ، وآل عمران والنمل وغافر واجلاثية والدخان واألحقاف مرة واحدة ،ف مرتني والص . مرة واحدة يف سورة يونس

اآلثار الباقیة عن : " وت مكثر من النقل عن كتبھ، منھا وصنف كتبا كثیرة جدا، متقنة، رأى یاقوت فھرستھا بمرو، ویاق, منزلتھ عند ملوك عصره =

.. تاریخ االمم الشرقیة " و " الجماھر في معرفة الجواھر " و " االستیعاب في صنعة اإلسطرالب " و " القرون الخالیة 314ص / 5 ج / يكلللزراألعالم : كذلك و , 70ص / 3ج/ الوافي بالوفیات / الصالح الصفدي : ینظر ( 527ص / 2ج / قاموس الكتاب المقدس / مجموعة من األساتذة الالھوتیین : ینظر 1الرسول / مرصفيسعد ال. وكذلك د, م 1967ابریل -ه1387محرم / األولالعدد / نقال عن مجلة كلمة الحق , 18ص/ الیھودیة والصھیونیة : ینظر -2

81ص / 1ج/ ھا لوجھ والیھود وج یونیو 91العدد : مجلة العربي الكویتیة : وكذلك , 77ص / تاریخ اللغات السامیة / إسرائیل ولفنسون . د: ینظر , حول موضوع الدراسات التاریخیة -3 , 9ص / 1ج/ بنو إسرائیل في القرآن / سید طنطاوي . د: نقل عنھم , 151ص / م 1966) حزیران ( 30ص / م 1985ط / دار القلم / دمشق / الشخصیة اإلسرائیلیة / حسن ظاظا . د - 4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

13

. والثانية يف سورة مرمي ، األوىل جاءت سورة آل عمران،وقد أطلق اسم إسرائيل يف القرآن مرتني قل التوراة تنزل أن قبل من نفسه على إسرائيل حرم ما إلا إسرائيل لبني حلا كان الطعام كل{ : قال تعاىل

آل عمران })93 (صادقني كنتم إن فاتلوها بالتوراة فأتوام يف أصل حترمي الطيبات خبصوص موضوع كذ،واآلية األوىل جاءت يف سياق التحدي ليهود ذلك العصر

... فجاءت اآلية الكرمية تثبت أن الذي حرمه إسرائيل على نفسه مل يذكر يف التوراة ،بدعوى أا حمرمة أصال من حملنا مع نوح أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيني من ذرية آدم وم{: أما اآلية الثانية يف سورة مرمي

) 58 (}ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا موعات تتفرع كل جمموعة عن فقسمت اآلية الكرمية األنبياء الكرام من حيث النسب التارخيي إىل أربع جم

النبيون من ذرية آدم عليه السالم وهي متتد إىل نوح عليه السالم : اموعة األوىل : نيب كرمي ..النبيون من ذرية نوح والذين كانوا بينه وبني إبراهيم مثل هود وصاحل وإلياس : اموعة الثانية

: وهم قسمان ،النبيون من ذرية إبراهيم عليه السالم : ثة اموعة الثال .أنبياء من ذرية بين إسرائيل: والثاين ،أنبياء من ذرية غري بين إسرائيل مها إمساعيل وحممد عليهما السالم : األول

إسرائيل ومل تفرد واملالحظ أن اآلية الكرمية قد ذكرت قسما من األنبياء الذين من ذرية إبراهيم وهم أنبياء بين ردا على حتريفات وشبهات اليهود الذين يقصرون النبوة يف ) سيدنا إمساعيل وحممد عليهما السالم (الفرع اآلخر

فجاءت اآلية لتبني أن هناك أنبياء من ذرية إبراهيم غري الذين هم من ذرية يعقوب عليه ،فرعهم من ذرية إبراهيم .1لتهم الشديدة بإبراهيم عليه السالمالسالم مل يفردوا بالذكر لبيان ص

:كما وميكن مالحظة ما يلي

. أن السور املكية اليت ورد فيها هذا االسم تعادل ضعفي السور املدنية - هو كشف ألحداث تاريخ بين إسرائيل كذكر ، أن املواضيع اليت طرحها سياق احلديث عن بين إسرائيل -

وحيام مع فرعون وتفاعلهم مع موسى عليه ،ويوسف عليهما السالم مشاهد من بداية عهدهم مع يعقوب ودخوهلم األرض ، كقصة طالوت ، وشيء من معاركهم وما تعرضوا له من فنت ، وفترة التيه ،السالم ومعجزاته

ومىت حرمت ،وهي تتعلق كذلك بكشف جوانب من أحكام شريعة التوراة ... وقصة أصحاب السبت،املقدسة . إىل غري ذلك من اللقطات املهمة اليت تؤرخ لعهد بين إسرائيل مع النبوة والرسالة ... رميها وسبب حت

)2ص/ الشخصیة الیھودیة / صالح الخالدي . د : ( حول ھذا الموضوع ینظر - 1

بیاء وخاتم المرسلین محمدا صلى اهللا و ھناك لفتة یذكرھا الدكتور صالح الخالدي وھي أن ھذا الفرع الثاني من نبوة أوالد إبراھیم ھو الذي أنتج آخر األنأما الفرع األول فھو وإن حوى أسماء أنبیاء ومرسلین أكثر فإن النبوة قد توقفت عند آخر حلقة منھ وھو , فما زالت رسالة النبوة ممتدة منھ , علیھ وسلم

) . 2ص/ المصدر السابق ........( نبي اهللا عیسى علیھ السالم

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

14

إال ،كما نالحظ أن سياق احلديث عن بين إسرائيل وإن غلب عليه تسجيل مراحل إفسادهم يف األرض وطبيعته وبه بالحق يهدون أمة موسى ومق ومن{ : كقوله تعاىل يف سورة األعراف ،أنه يتخلله إنصاف لفئة منهم

..} )159( يعدلون

:اليهود يف السياق القرآين وامللفت أا كلها يف سور مدنية وهي البقرة وآل ،يف القرآن الكرمي مثاين مرات ) اليهود(لقد جاءت كلمة

وقد ، ويف املائدة أربع ، إال يف البقرة مرتني ، حيث ذكرت مرة واحدة يف كل سورة،عمران واملائدة والتوبة وهذه الصيغ مل تأت يف السور املدنية ) هودا ، هدنا ،الذين هادوا ( جاءت بصيغ أخرى تدل على ذات اليهود

). اليهود (فقط كما هو احلال يف مسمى ،لبقرة والنساء واملائدة واجلمعة أربع منها مدنية هي ا،عشر مرات يف سبع سور ) الذين هادوا ( فجاءت كلمة -

. ويف البقرة مرتني ، وقد تكررت يف املائدة ثالث مرات ،وثالث مكية هي األنعام والنحل واحلجوجاءت يف سياق ) أو نصارى ( وقد أعقبها كلها قوله ،جاءت ثالث مرات كلهم يف البقرة ) هودا ( وكلمة -

على سيدنا موهلا يف استئثارهم باجلنة والثانية باهلداية والثالثة جتنيه أ،ادعاءات مشتركة بني اليهود والنصارى فلم تأت إال مرة واحدة يف ) هدنا( أما ،) هودا أو نصارى(إبراهيم وأنبياء بين إسرائيل أم كانوا على دينهم

. على لسان سيدنا موسى عليه السالم ،سورة األعراف : ومن املمكن مالحظة ما يلي

وأبدأ ، هناك فرق بني بين إسرائيل واليهود يف السياق القرآين متاما مثل ما هناك عالقة جتمع بني املسميني -هم بذرة الفرع اخلبيث لبين إسرائيل اليت تكونت من سلسلة تفاعالم ) اليهود ( بالعالقة لوضوحها وهي كون

اليت استقطبت حوهلا كل ) اليهودية ( وبدورها شكلت نواة ،رسالة السلبية عرب حمطام السوداء مع النبوة وال .نفسية مهيأة هلذا النمط الفكري والسلوكي

من حيث إن بين إسرائيل شامل للذين هادوا والذين ) اليهود (أعم من ) بين إسرائيل (أما الفرق فهو أن مسمى أا دين لكل من دخل ) اليهودية (أعم إذا نظرنا إىل ) اليهود( ومن ناحية أخرى ميكن القول ان مسمى ،أسلموا

من ) الذين أسلموا ( وعليه فإن مثرة التفريق بينهما خترج أنبياء بين إسرائيل وأتباعهم ،فيها من األمم األخرى . وتبقي لنا اليهودية كدين ارتضاه كفار بين إسرائيل بديال عن دين اإلسالم ،الدخول حتت املسمى اليهودي

وقد ،أهم ما قد يظهر لنا هذا التفريق هو إبراز اليهودية كمراحل وحمطات بدأت ببين إسرائيل ومل تقف عندهم و بقدر إبراز املنعطفات اليت حددت توجهات اليهودية يف سريها حنو الشكل ،ال يعنينا حتديد تاريخ هذه احملطات

وال ميكن كذلك اعتبار بين إسرائيل يف عهد ،وسف يهودا فال ميكن مثال اعتبار إخوة ي،النهائي الذي سارت إليه

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

15

لكن مع ، ك وال يوجد دليل من التاريخ يؤيد ذل، إذ ال يوجد دليل يف القرآن يقرن بني األمرين ،موسى يهودا م على لسان موسى عليه السال،مثال ) تبنا ( بدل ) هدنا (هذا فمن املؤكد أن استخدام النظم القرآين للفظ

ومهدها ،) اليهودية(وأصل ما يعرف ببدعة ) اليهود ( أقرا هو اإلشارة إىل عالقة لغوية بني معىن ،حكمة وداللة . الذي جاء واضحا أنه من زمن موسى عليه السالم

يف تاريخ ،وهناك عدة إضاءات كشفها القرآن الكرمي تظهر منعطفات خطرية ألفكار أصحاب الديانة اليهودية والتفريق املرحلي بينها وبني ، وهي بالتأكيد تساعد يف تقوية الطرح القائل بالتدرج يف صناعة اليهودية ،نتهم ديا

: ما يلي ، ومما يسر يل أن أقف على بعض منها ،بين إسرائيل يحكم ونور هدى فيها لتوراةا أنزلنا إنا { : أن القرآن الكرمي ذكر يف اآلية الرابعة واألربعني من سورة املائدة • شهداء عليه وكانوا الله كتاب من استحفظوا بما والأحبار والربانيون هادوا للذين أسلموا الذين النبيون بها وبني الذين ،ظهر الفرق واضحا بني الذين أسلموا وهي وصف للنبيني وفيها ي} ... واخشون الناس تخشوا فلا

. مما يدل على أن الذين هادوا هم املعتنقون لديانة أخرى خمتلفة جذريا عن اإلسالم الذي جاء به أنبياؤهم ،هادوا وتعريضا ، املسلمني بشأن وتنويها هلم مدحا النبيني على أجريت صفة } أسلموا الذين{ ": يقول البيضاوي

بأنزل متعلق } هادوا للذين{ وقوله، هديهم واقتفاء والسالم الصالة عليهم األنبياء دين عن مبعزل وأم باليهود زهادهم } واألحبار والربانيون{ . أنبياؤهم النبيني أن على يدل وهو حتاكمهم يف ا حيكمون أي بيحكم أو ،

.1" النبيون" على عطف أنبيائهم يقةطر السالكون وعلماؤهم

: القاضي حممد أمحد كنعان يف كتيب له بعنوان ) بين إسرائيل (و ) يهودي ( وممن يؤيد التفرقة بني مصطلح : أوجزها مبا يلي ،حيث اعترب أن اليهودية تشكلت عرب مراحل ] اليهود و بنو إسرائيل تاريخ ومصري[

ولما سقط في { : قال اهللا تعاىل ،دوا العجل حيث إن منهم من تاب توبة صادقة تبدأ فيمن عب : املرحلة األوىل فإم - على حد تعبريه - أما الفريق اآلخر من العجليني ،األعراف })149... (أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا

لذلك قوله ،يف أعماق قلوم كما قال عز وجل فيهم مل يتوبوا بل تظاهروا بالتوبة نفاقا بينما حب العجل راسب إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة { : تعاىل على لسان موسى عليه السالم

) 152:األعراف (}... الدنيا

80ص / 2ج / التنزیل وأسرار التأویل أنوار / البیضاوي 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

16

وهم ) هودا ( مسوا فيما بعد : " مث يتابع فيقول .... ورجعوا نفاقا فهادوا أي تابوا،فهؤالء الذين تظاهروا بالتوبة والسامري هو املؤسس ، وهذا هو أساس اليهودية وأساس الفكر اليهودي ، وفكرهم املنحرف ،أصل اليهود

.األول هلذه العقيدة وظل ، خوفا من اهللا عز وجل عبدوا العجل مث تظاهروا بالتوبة خوفا من موسى عليه السالم ال : املرحلة الثانية

فأخذوا يربزون يف اتمع اإلسرائيلي ويعلنون فسادهم ،حب العجل يف قلوم بعد موت موسى عليه السالم وصاروا يتحدون املؤمنني من بين ،وأكلوا الربا وأموال الناس بالباطل ) السبت ( فانتهكوا حرمة ،وعصيام

.األعراف ) 166-163( رة يف بين إسرائيل إسرائيل وصورة هذه املرحلة مذكو . ال يزال عزيزا يف مواجهة هؤالء الكفرة منهم - يف بين إسرائيل -ويف هذه املرحلة كان جانب املؤمنني

قد احكموا السيطرة على اتمع اإلسرائيلي فواجهوا األنبياء عليهم السالم ) اليهود ( وفيها كان : املرحلة الثالثة .املائدة })70(كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون { : وقتلوهم

وكانت رسالة املسيح عليه السالم غلى بين إسرائيل هلداية ) اليهود واليهودية ( ومن حني هذه املرحلة برز اسم . واليهودية ) اليهود ( ومن هذه املرحلة برز اسم ، موسى عليه السالم اليهود الذين ضلوا واحنرفوا عن دين

فقد ود من العرب .. انتشرت اليهودية يف الشعوب األخرى ومل تعد خمصصة لإلسرائيليني : املرحلة الرابعة " 1... واحلبش والفرس

وبسيطة لوضوحها ،رج لنا بتقسيمات معقولة أنه خ- يف طرحه للمراحل -واملالحظ ملا أبداه هذا الباحث ولعل املرحلة اليت ،وبعدها عن اقحامات تارخيية جافة قد تورطه يف حماولة البحث يف األدلة واألرقام التارخيية لذا سأكتفي منها مبا ،ذكرها حول بدايات تشكل اليهودية من خالل عبادة العجل هي أقواها وأشدها وضوحا

. الذي حيتاج إىل الكثري من الوقوف ،حقة إىل موضوع العجل ذكره مع عودة ال ولكن سليمان كفر وما سليمان ملك على الشياطني تتلو ما واتبعوا{ : يف قوله تعاىل يف سورة البقرة •

نياطيوا الشون كفرلمعي اسالن رح102 .. (الس ({ واتبعوا اهللا كتاب نبذوا أي ، نبذ على عطفأا } الشياطني تتلو ما واتبعوا{ :وقد ذكر املفسرون يف قوله

} سليمان ملك على{: ويف قوله ، منهما أو ، اإلنس أو ، اجلن من الشياطني تتبعها أو تقرؤها اليت السحر كتب .2عهده أي

27 - 35ص / 3ط/ دار البشائر / الیھود و بنو إسرائیل تاریخ ومصیر/ م 2002/ محمد أحمد كنعان : ینظر 1 172ص / 1 ج/إرشاد العقل السلیم / أبو السعود , 140ص / 1ج/ أنوار التنزیل / البیضاوي , 116ص / 1ج/ الكشاف / الزمخشري : ینظر 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

17

لكرمية نفهم أن الفترة اليت أعقبت ملك سليمان أو عهد سليمان هي فترة منعطف تارخيي خطري ومن هذه اآلية ا حيث رافقها ، بدليل أن القرآن وصفها أا حوت تغيريا جذريا يف املنهج والعقيدة والدستور ،يف تكون اليهودية

1 واتباع ملنهج الشياطني ،نبذ لكتاب اهللا ومنهجه ) نبذ و اتباع ( ، وكما ذكرت سابقا حيث أكدت كثري من الدراسات ،حول هذا املوضوع 2ا ما أيدته الدراسات التارخيية وهذ

منها دراسات عربية وأخرى غربية أن اليهودية هي الديانة اليت تبلورت يف مملكة يهوذا يف أواسط األلف األول قبل ) يوشيا ( إىل زمن ) تثنية االشتراع ( كتشاف سفر الشريعةا حيث عزي ، بعد زمن موسى بكثري ،امليالد

3م ومل يكن بنو إسرائيل قد عرفوا هذا السفر أو علموا به قبل ذلك .ق ) 640-609( ويذكر األستاذ عبد الرمحن غنيم املتخصص يف الدراسات التارخيية أن اشتقاق اسم الديانة اليهودية من اسم إقليم

..4يانة مغزى دينيا وسياسيا يف آن واحد يهوذا قد ساهم يف إعطاء هذه الد: 6[قد ورد يف سفر امللوك الثاين ) اليهود( هو أن أول ذكر لكلمة ، وأقوى ما يؤيد هذا من أسفار العهد القدمي

16[5 . ،يمان وبناءا عليه يظهر أن التمايز بني اإلسرائيلي واليهودي قد اكتسب من انتمائهم إىل مملكة يهوذا بعد عهد سل

أما عن حتديد هذه الفترة فقد بينت الدراسات التارخيية أن عزرا الكاتب تال كتب الشريعة يف زمن الحق لإلعالن م وخاصة أسفار .ق ) 350 -400( وكما أن األسفار األخرى جرى إجنازها يف ،عن سفر تثنية االشتراع

على هذا فهو يرى أن الذين هادوا هم الذين اعتنقوا و6...مالخي وأيوب واملزامري وأخبار األيام وعزرا وحنميا .7اليهودية على أساس هذه األسفار

ميكن أن نفهم أمرا وهو } ..الله ابن عزير اليهود وقالت{ : يف قوله تعاىل قي اآلية الثالثني من سورة التوبة •

،كانت فترة انقالب كامل يف تصور العقيدة عند اليهود-قبته أو على األقل اليت أع-أن الفترة اليت كان فيها عزير وليس املوضوع ، أما ثانيا فكانت فترة استقالل كامل لليهودية عن دين اإلسالم الذي جاء به أنبياؤهم ،هذا أوال

راحل تشكل كانت مرحلة من م) عزير ابن اهللا ( ألن الشواهد أثبتت أن قوهلم ،متعلقا بادعائهم الولد هللا وحسب

إن شاء اهللا, الفصل األول ) نظرة الیھود المادیة للمعجزات (سأعود ألتناول اآلیة بخصوص موضوع السحر في مبحث - 1 ) .17 – 16(ص / طبعة دمشق / بابل والكتاب المقدس / فریدرك إیلش : ینظر مثال - 2ولقد اعتمدنا على ھذه الموسوعة في الشواھد التي استشھدنا بھا ) : " 22ص/ صھیونیة العالمیة موسوعة الیھودیة وال(یقول األستاذ احمد العطار في -3

وھرتسل , ربلي , من كالم تباراسم ال مكان لھ في األبجدیة العبریة التي یطلق علیھا في التوراة أیضا ) یھوذا (وھي أن حرف الذال الوارد في اسم , وھناك لفتة ذكرھا الباحث غنیم -4

/ الیھود بین القرآن والتوراة ومعطیات التاریخ القدیم / عبد الرحمن غنیم (مما یعني أن لغة یعقوب وأوالده كانت غیر العبریة , ) شفة كنعان ( ) 19ص

) العقبة ( وطرد الیھود من أیلة , نقل رصین ملك آرام أیلة إلى آرام ) 761-735( حیث یذكر أنھ في عھد ملك آحاز على یھوذا - 5 26ص/ بیروت / م 1987دار المشرق ط/ كتب الشریعة الخمسة / ینظر الكتاب المقدس - 6

20ص/ الیھود في القرآن ومعطیات التاریخ القدیم / عبد الرحمن غنیم : ینظر 7 -

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

18

و لكن املوضوع هو قياس مستوى االدعاء مع ،اليهودية انتقلت بعدها إىل ما هو أهبط منها من اهلراءات واألفكار و ال ميكن بالطبع تصور مبدأ ادعاء الولد إال وهو ،ما ميكن أن يتحصل به من بواقي دين اإلسالم يف ذلك الوقت

. نحطة يسودها الفكر املشوش واملنحرف ويف أجواء م،خمالف ألساس الدين أصال } ..وقالت اليهود { : كانوا على املسمى اليهودي 1والقرآن إذ يثبت أن اليهود حني ادعوا ما نسبوه إىل عزير

بينما ال يقرن القرآن بأي عالقة مباشرة بني موسى عليه السالم وبني اليهود كيهود باملعىن االصطالحي .2املعروف

ولكن من املمكن أن نفهم أمرا ،يع من هذه املعطيات القول أن اليهودية قد تشكلت يف فترة عزير وقد ال أستط - وهذه الفترة شهدت بالتأكيد الكثري من ، كانت فترة عزير حمطة منها ،واضحا وهو أن اليهودية قد مرت مبراحل

أي حتديدا ،د جاء بعد سليمان عليه السالم ومعلوم أن عزير ق،) دين اليهودية (املنضمني إىل هذا الدين اجلديد ويف ظين أن هذه ،حسب الوصف القرآين هلذه املرحلة ) السحر( فترة نبذ كتاب اهللا واتباع دستور الشياطني

.املرحلة هي أقوى املراحل ترشيحا يف إبراز النسق الديين اليهودي يا ( ففي القرآن مثال جند خطاب موسى هلم ب ،سرائيل وال يفترض يف ذلك الوقت أن يكونوا مجيعا من بين إ -

،يونس })84 (مسلمني كنتم إن توكلوا فعليه بالله آمنتم كنتم إن قوم يا موسى وقال{ : كقوله تعاىل ) قوم ورد خطابه هلم يف القرآن بصيغة املباشر حيث ،) يا بين إسرائيل (بينما جند خطاب عيسى عليه السالم هلم ب

فقد بالله يشرك من إنه وربكم ربي الله اعبدوا إسرائيل بني يا المسيح وقال{: األوىل يف املائدة ،مرتني فقط مرح الله هلية عنى قال إذ{ : والثانية يف سورة الصف} )72 (.. الجيسع ناب ميرا مني ييل بائري إسإن } ) 6(... التوراة من يدي بين لما مصدقا إليكم الله رسول

عزرا ( عھد سلیمان وانقسام مملكتھ ، واسمھ في العبرانیة اسم حبر كبیر من أحبار الیھود الذین كانوا في األسر البابلي الذي تم بعد ) : عزرا ( عزیز 1ملك فارس من األسر ، وأطلق معھ بني إسرائیل من ) كورش ( وقد أطلقھ , من سبط الالویین ، كان حافظا للتوراة ) سرایا ( بكسر العین المھملة بن )

قبل المسیح ، فكان عزرا زعیم أحبار الیھود ) 451( اء ھیكلھم فیھ ، وذلك في سنة األسر الذي كان علیھم في بابل ، وأذنھم بالرجوع إلى أورشلیم وبنالذین رجعوا بقومھم إلى أورشلیم وجددوا الھیكل وأعاد شریعة التوراة من حفظھ ، فكان الیھود یعظمون عزرا إلى حد أن ادعى عامتھم أن عزرا ابن اهللا

وقد یكون الداعي لھم إلى ھذا القول أن ال , صفوه بذلك جماعة من أحبار الیھود في المدینة ، وتبعھم كثیر من عامتھم ، غلوا منھم في تقدیسھ ، والذین و: األعراف [ } اجعل لنا إلھا كما لھم آلھة { یكونوا أخلیاء من نسبة أحد عظمائھم إلى بنوة اهللا تعالى مثل قول النصارى في المسیح كما قال متقدموھم

حیث قال بھذا القول فرقة من الیھود فألصق القول بھم جمیعا ألن سكوت الباقین علیھ وعدم تغییره یلزمھم الموافقة علیھ والرضا بھ ، وقد ذكر , ]138 ویحتمل أن اسم عزرا في اآلیة بصیغة التصغیر ، فیحتمل أنھ لما عرب عرب بصیغة تشبھ صیغة التصغیر ، فیكون كذلك اسمھ عند یھود المدینة

كتاب الحسام المدود في الرد على : وكذلك , 264ص / 6ج / التحریر والتنویر / ابن عاشور : ینظر (تصغیره جرى على لسان یھود المدینة تحبیبا فیھ / دار البشائر االسالمیة / وفیق الداعوقعمر.د: تحقیق ) / من أحبار الیھود بسبتة الذین من اهللا علیھم باإلسالم ( عبد الحق اإلسالمي المغربي / الیھود 61ص / م 2001-ھج 1422ط/ بیروت

حیث , ال یوجد نص یقرن بین موسى علیھ السالم وبین الیھود بعالمة ما ] : " الیھود وبنو إسرائیل في القرآن [ یقول الباحث منصور ابراھیم في كتابھ 2ولم یتحدث عن , حتى عندما یقص علینا النص اإللھي قصة بني إسرائیل فیما بعد موسى , وقومھ یكون االقتران بین موسى وبني إسرائیل وبین موسى

) .28ص / مصر / دار الصحوة / الیھود وبنو إسرائیل في القرآن / منصور ابراھیم ... " ( عالقة بین الیھود واألنبیاء بعد موسى

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

19

ا إن بين إسرائيل مل يكونوا قوم: ولكن من املمكن القول ،وال ينكر أحد نسب عيسى عليه السالم لبين إسرائيل وقد كان ، وإن كان قد بقي املسمى حاويا للجميع ، بل كانوا أخالطا من أقوام متعددة ،واحدا يف ذلك الوقت

، الشتهارهم مبملكة يهوذا اليت نسبوا إليها قبل ذلك بقرون ، أو يهوذيني عليهم معروفا آن ذاك ،إطالق يهوذ إىل بين إسرائيل الذين هادوا ، مث بين إسرائيل أقواما ،ا واحدا إسرائيل قوم"وهذا يفيدنا على األقل يف تصور بين

) الذين هادوا ( وقد رأينا من خالل ما قدمت للعرض السريع يف إحصاء ، حىت نزول القرآن ،والذين أسلموا بينما مل ، مثان منها يف سور مدنية واثنتني مكية ،جاءت عشر مرات ) الذين هادوا ( أن ،يف القرآن ) اليهود (و

وهذا يظهر أمرا مهما وهو أن اليهودية نضجت متاما ،يف القرآن إال يف السور املدنية فقط ) اليهود( يرد مسمى ليفترقوا بعدها مع ، حيث كان انتهاء آخر عهد من بقي من الذين أسلموا من بين إسرائيل ،كدين يف العهد املدين

وليتركوا لليهودية يف العهد املدين أن تستقل كعلم دال ، اهللا عليه وسلم بإسالمهم مع حممد صلى،الذين هادوا وأثبت عليهم وصفه ، وانسلخوا من آخر فرصة لإلسالم دعاهم إليها القرآن ،على أهلها الذين نبذوا كتاب اهللا

لعداوة لإلميان الذين أبرزهم كفصيل ممميز من البشر اشتركوا بعدة خصائص أهلتهم حلمل لواء ا) باليهود(هلم . والفطرة اإلنسانية

: مسألة • الذين قد ،قد يطرح البعض تساؤال حول مصداقية تناول شخصية ما من خالل جمموعة كبرية من األفراد

فهل يعقل القول بأم ورثوا تلك الصفات لبعضهم عرب األجيال ؟ ،خيتلفون يف كثري من الصفات والبيئات على أساس أم شخصية واحدة ؟ فإن كانوا توارثوها فما ذنبهم يف هذا ،دمي اليهود للتقييم وكيف مثال ميكن تق

العناء ؟ وإن مل يكن كذلك فعلى أي أساس حكمنا عليهم حبكم الشخصية الواحدة ؟

: بالقول ، وأجيب سريعا على هذا الطرح أو ،ميكن أن يتميزوا ا عن غريهم أو يعرفوا ا ،إن هناك مسات حمددة لكل قوم باملعىن الواسع هلذا املصطلح

، وهي مسات تشري إىل الغلبة أو األكثرية وال تشري أبدا إىل الكل أو العموم املطلق ،تشاع عنهم تلك السمات ومعلوم أن القابلية للخلق قد تورث ولكن يستحيل أن يورث اخللق نفسه ألنه أصل مكتسب ومركب من جمموعة

.1يتحكم ا املوجه الداخلي لالنضباط وترتيب القيمعوامل

/ 113ص) / إسالمیة علم النفس ( سلسلة بحوث علمیة / / ة اإلنسانیة في التراث اإلسالمي الشخصی/ نزار العاني : یراجع , حول موضوع السمات 1-

, منشورات المعھد العالمي للفكر اإلسالمي دینامیات / عبد السالم عبود . د, م 2002ط/مصر / اإلسكندریة / دار الوفاء لدنیا الطباعة / اإلسالم وبناء المجتمع / محمد عبد المنعم خفاجي . د

1980 / 1ط/ دار الفكر العربي ) / الكتاب العاشر ( سلسلة اإلسالم وأبجدیات العصر / المجتمع المسلم

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

20

،واملوضوع الذي أظهره القرآن يف تعامله مع الشخصية اليهودية ال يفترض أا بدأت عهدها كمحط للشر كله

ولكن يظهر لنا بدايات بذرة خبيثة تطورت شيئا فشيئا حىت تشكلت بالصورة املستقلة لشكل اليهودي املتعارف ودليل آخر وهو أننا ال نتعامل ، أي أن املوضوع ليس من قبيل احلكم احف بتعميماته اجلاهزة ، بعد ذلك عليه

،1 وال داعي لذكر ما أثبته علم السالالت البشرية حول هذا ،مع اليهود اليوم أم ساللة نقية من أبناء يعقوب وليس ،هم أو غلب عليهم منط خلقي وفكري واحد فاألصل يف هذه الدراسة أن تتعامل مع طائفة من الناس مجع

فحني نبحث يف اخللق اليهودي -) بنو اسرائيل ( مع عدم إنكار أن أصلهم بدأ من عرق واحد -عرقا اجلامعة بينها حتت املسمى ) اخللقية والنفسية( ندرسها من معطيات مساا ،والشخصية اليهودية أو جانب منها

أظهر لنا خطابا منصفا ،لكرمي حني قدم لنا الشخصية اليهودية كمادة للتدبر والدراسة والقرآن ا،اليهودي ومن خالل إظهار الدوائر ، من خالل استباق احلكم بشواهد للسلوك واملمارسات ،وحياديا وغري منحاز

أو أحيانا يف ، هلم مثال كالنصارى أو املنافقني املوالني، اليت جيتمع فيها السلوك اليهودي مع غريه ،املشتركة . احلكم اجلزئي على فئة من اليهود دون غريهم

والذي أرجو أن أكون –كما أن هذا الكشف املرحلي الذي أظهره القرآن يف تشكل اليهودية ونقاط منعطفاا أدت إىل صناعة هو األقوى يف إظهار حقيقة حتديد مجيع املالبسات اليت -قد جنحت يف الوقوف على شيء منه

وحتديد موقعهم يف موقف اإلميان ورسالة ، وماهية فكرهم وخلقهم ، ومعرفة حقيقة تركيبهم ،اليهود . االستخالف على األرض

83ط / بیروت / دار النفائس / زھدي الفاتح : ترجمة / یھود الیوم لیسوا یھودا / بنیامین فرید مان : یراجع مثال علم السالالت البشریة : حول 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

21

:حول مفهوم الشخصية ) ب (

:تعريف الشخصية : أوال تقضي حاجاا أو اختالل توازا يرى علماء النفس أن السلوك البشري يف جممله عملية إشباع لدوافع داخلية

.1نتيجة عدم اإلشباع إىل إثارة حالة دينامية من احلركة املنظمة اهلادفة إىل إعادة التوازن وسد حاجة الدافع وبني ما هو ،وقد وجدت بعض مدارس علم النفس صعوبة يف الفصل بني ما هو ميل غريزي موروث يف السلوك

احنرف إىل املستوى الذي اعترب فيه الدوافع الداخلية املوجهة للسلوك مقصورة أما بعضها اآلخر فقد ،مكتسب !!فقط على احلاجات الغريزية

من حيث أن اجلوهر احملرك جلميع دوافع الشخصية ، فقد رد املوضوع إىل أصله ،أما التقدمي القرآين هلذه املسألة ولكنها يف الوقت ،صية هي نابعة منه أو معربة عنه وأظهر أن السلوكيات اليت تعكسها الشخ،) القلب ( هو

وبالتايل فإن صورة الشخصية بأبعادها ،نفسه تقوم على تغذية اإلنسان مليوله يف االجتاه حنو اخلري أو الشر كتلك اليت حتدثت عنها مدراس التحليل ،وحقيقتها أكرب وأعمق من جمرد ربطها بانفعاالت لدوافع الغريزية

..غربية النفسي ال وأبعادها جبوانبها املختلفة عن طريق رسم ، و القرآن الكرمي وضح قواعد تكون الشخصية ومقوماا اإلنسانية

ومن خالل ، تتضمن التقييم واحلكم من خالل إبراز عينات سلوكية يف مواقف خمتلفة ،صورة متوازنة مضبوطة .خرين صياغة واضحة وحمددة املعامل تسمح مبقارنتها مع اآل

لذلك فإن كل منصف يلحظ يف التشخيص القرآين لسلوكيات األفراد واجلماعات أبعادا دقيقة وموضوعية توازن . بني مالحظة السلوك يف املواقف اخلاصة وإطالق التعميمات بصورة صحيحة واضحة املعامل

: كيفية التعرف على الشخصية ا على الشخصية هي أن نبدأ يف مالحظة سلوك شخص ما وعلى إن الطريقة العملية اليت نستطيع أن نتعرف

وأول ما نالحظه هو خاصية الثبات اليت ميتاز ا أسلوب معاجلته للمواقف اليت ،مدى فترة طويلة من الزمن . يغلب عليها السلوك بطرق ثابتة

.النسبية متتاز خباصية الثبات النسيب وكذلك متتاز مساا بصفة الدميومة ةفالشخصي

)216 – 215( ص / تقییم الشخصیة : فصل / الشخصیة / ریتشارد الزاروس : ینظر - 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

22

أن هناك نطاقا معينا أو تنظيما معينا يبدو يف سلوكه ) أو فئة متشاة ( وميكن أن تدلنا مالحظة سلوك شخص ما ) .أو سلوكهم (

،فنحن عندما نالحظ سلوك شخص ما فإننا نالحظ اجتاهات طويلة املدى وأهدافا عامة ومستويات الطموح وعلى ذلك فنحن ندرك ،إننا سوف نلمس أن له فلسفة حياة خاصة به وأمناطا معينة من السلوك كذلك ف

ويؤثر السلوك احلاضر ،الشخص ككل موحد أو كنظام سيكولوجي يتأثر فيه السلوك احلاضر بالسلوك املاضي .1بالسلوك يف املستقبل

،الداخلية الثابتة نسبيا جمموعة العوامل "أا ) personality(ميكن اخلروج بتعريف عام للشخصية من هنا و

ومميزا عن اآلخرين يف املواقف ،واليت جتعل سلوك الشخص متسما بالثبات واالستقرار يف األوقات املختلفة .2املتشاة

أو التفاعل املتكامل للخصائص اجلسمية والعقلية واالنفعالية واالجتماعية اليت متيز الشخص وجتعل منه منطا فريدا ".3ومكوناته النفسية يف سلوكه

".4جمموعة اخلصائص احلسية والنفسية اليت متيز فردا ما عن األفراد اآلخرين "أو تعين ومدى االستجابة للنظام ، ومسات النظام االنفعايل ، اجلسمية واملؤهالت العقلية تاالستعدادا" أو هي

" 5االجتماعي أو الذات ولفترة طويلة مل يكن العلماء مييزون (leMoi)كلمة األنا والشخصية يف بعض مفاهيمها النفسية مرادفة ل

Metaphisique)) (الروح(بني الذات والنفس امليتافيزيقية يستلزم أوال فهم العوامل اليت تدخل يف بنائها ويف حتديد ،من الناحية النفسية ) فهم اإلنسان(أو ) األنا ( وفهم

6العوامل الفطرية و اخلربات األوىل : ه العوامل هي وأهم هذ،درجة قوا أو ضعفها املزاج و الطبع : كما يوجد مفهومان شائعان يتعلقان الشخصية "

، الغرائز،يستخدم لإلشارة إىل األسس الفطرية لشخصية اإلنسان مثل الرتعات الفطرية ) املزاج(إن املفهوم األول . مجيع اخلصائص الفطرية املؤثرة على سلوك الفرد ،أساليب التعبري عن االنفعاالت والعواطف

/ الشخصیة اإلنسانیة في التراث اإلسالمي / نزار العاني , 154-153ص / مقومات الشخصیة اإلسالمیة / عبد الرحمن العیسوي . د: یراجع - 1 ) . إسالمیة علم النفس ( علمیة سلسلة بحوث/ منشورات المعھد العالمي للعالم اإلسالمي / 113ص

104ص / الجامعة األردنیة / علم نفس الشخصیة / إبراھیم باجس . د- 2 م 1998طبعة عام / القاھرة / دار قباء للنشر / الصحة النفسیة / محمد السید عبد الرحمن . د- 34 - K. Lovel – psycho – pedagogie des ed . 1976 pnb paris < p.79 المصدر السابق: قل عنھ ن 41ص/ دار الفرقان / م 2001/ 1ط/ تطور شخصیة اإلنسان والتعامل مع الناس في ضوء التربیة وعلم النفس / محمد الدلفي . ینظر د- 5 46ص/ المصدر السابق - 6

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

23

، الرزانة،فيهدف إىل حتديد الشخصية وفق معايري ثقافية أخالقية شائعة مثل الشرف ) الطبع(أما املفهوم الثاين وهو " .1... وكذلك نقيض تلك الصفات ، اإلخالص ، األمانة ،الصدق

فطبيعة العرض القرآين تستخدم مفهوم ، هو مزيج بني االثنني وال شك أن تناول الشخصية يف املنظور القرآين ، فنمتلك حينها األدوات الصحيحة يف تقييمنا للمفاهيم ، لتعطينا تصورا كامال عنه ،اإلنسان مبعناه املطلق

ا كفيلة بأسلوب مث إن بالغة النظم الكرمي بعده،وبالتايل تقييمنا لألفراد على أساس امليزان الضابط هلذه املفاهيم واليت تصلح أن تفيدنا بأمور كثرية متعلقة يف فهمنا لطبيعة املواقف ،اختيار أو انتقاء املواقف بشمول وعمق

. لذلك لن يفوا شيء من هذا اجلانب أو ذاك ،وأصحاا بأبعاد شخصيام اليت صارت حمددة ومستقلة كيف نفسر الشخصية ؟: ثانيا فهو يتضمن التعرف على الشخصية واستكشاف ،فسي مصطلح مرتبط بالشخصية ارتباطا وثيقا التشخيص الن"

تلك : وهكذا ميكن تعريف التشخيص النفسي أنه ،خباياها وحتديد خصائصها ووصفها وصفا دقيقا واضحا ها معاجلة خاصة متكننا من أن لنعاجل،العملية اليت نقوم ا عندما جنمع يف سياقها املعلومات عن الفرد أو اجلماعة

وذلك دف ،نرسم صورة متكاملة لشخصية الفرد تتضمن وصفا دقيقا لقدراته وإمكاناته ومشكالته وأسباا " .2وضع تصور أو استراتيجية حول هذا النوع من الشخصية

وسأجتاوز ،ن الشخصية لقد قدمت لنا مدارس علم النفس تظريات عدة تتضمن أساليبا وأدواة لكشف جوانب م

قد تكون األقرب ألسلوب - يف نظري – ألا ،السمات : عرض هذه النظريات إىل نظرة جمملة حول نظرية .تناويل للشخصية اليهودية يف هذا البحث

فنظرا ملا يوجه إىل الكثري من النظريات من انتقادات فإن هناك من العلماء الذين يرون أن احلكم على الشخصية . وعلى ذلك فإن الشخصية يف نظرهم عبارة عن جمموع ما لدى الفرد من مسات ،يكون بدراسة مجيع مساا

ومن مث فالسمة افتراض عقلي وليست شيئا نالحظه مباشرة ،و مفهوم السمة إمنا يتكون من مالحظة السلوك ن االختبارات اليت تقيس مساته فإننا نطبق عليها عدد كبري م،وعلى ذلك فإننا لكي نتعرف على شخصية ما

. وتعتمد هذه النظرية على ثبات الشخصية ،الشخصية أو أبعاد شخصيته وكذلك ميكن ، أن بعض مفاهيم السمات ميكن قياسها قياسا دقيقا - كما يقول علماء النفس – وفائدا

. دراستها وإجراء التجارب عليها

234-233ص/ الصحة النفسیة / نعیم الرفاعي . د- 1 33ص / 2ط/ المكتب الجامعي / التكیف النفسي / سید الھابط , القاھرة / مكتبة الزھراء / النفسي التشخیص / ایمان فوزي . د: ینظر -2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

24

: ولكن أوجز فأقول ،تشعباا وال أريد أن أدخل يف تفاصيل السمات ب فمنهم من يتحدث عن مسة كربى غالبة على ، قد ذهبوا مذاهب عدة – يف تصنيف السمات -إن الباحثني

بني خمتلف مسات ي حىت يتشكل من خالهلا انتظام ديناميك،الشخصية أو مسة مركزية تزدحم حوهلا مسات أخرى نظرا إىل السمات كموجودات داخل الفرد نفسه وإغفاهلا حلقيقة وإن كان يؤخذ على نظرية السمات ،الفرد

إال أن املالحظ أن القرآن الكرمي قد عاجل هذا الضعف يف ،أا ليست إال طرقا للسلوك يف املواقف املختلفة دائها مث النظرة إىل تقييم أ، وتكاملها وانسجام عناصرها ، بتوضيح معىن للتفاعل بني هذه السمات ،التصور

.لوظائفها املختلفة من منطلق ثابت وفكرة واضحة فمن خالل امتالك أدواة حمددة للقياس تظهر ،لقد أوفت النصوص القرآنية حاجاتنا يف هذا اال كما يف غريه

فنستطيع أن حنكم على السمات السوية ، نرسم أبعاد الشخصية ، واحلسن والسيء ،الفاصل بني اخلري والشر ، وألن موضوعنا متعلق يف تقييم الشخصية اليهودية من املنظور اإلسالمي ،فة بالشكل احلقيقي والدقيق واملنحر

:فهذا يقودنا إىل نظرة سريعة على اإلطار الذي يضبط مستوى استواء الشخصية واحنرافها ضمن هذا املنظور

) :رافها استواء الشخصية واحن( تقييم الشخصية يف املنظور اإلسالمي : ثالثا يهدف اإلسالم إىل بناء الشخصية اإلنسانية السوية مبحمل أبعادها املادية والنفسية والروحية على التكامل

حبيث يتحول كل سلوك ، وذلك من خالل الربط املباشر للشخصية باملوقف العقائدي واإلمياين ،والشمول وهذا يدفع ،م على أساس الثواب والعقاب شخصي إىل عمل يقود إىل هدف مرتبط حبياة أخرى خالدة تقو

،بصاحب الشخصية السوية ألن يسموا إىل مراحل أعلى من اإلميان الغييب واليقني واالطمئنان والتسليم املطلق .فترفعه عن صغائر الدنيا وزينتها وزخرفها وهلوها ولعبها وشهواا وملذاا

يعطي مفهوما جديدا ) منافق ،كافر ،مؤمن ( اإلنسانية كما وميكن القول إن التصنيف العقائدي للشخصية فقد وصف اهللا سبحانه وتعاىل اإلنسان ،للشخصية اإلنسانية ولسماا وخصائصها ال ميتلكه علم النفس احلديث

كنودا ، عجوال ، قتورا ، ضعيفا ، ظلوما ، جهوال ، منوعا، جزوعا ،هلوعا : أنه - بعمومه املطلق كإنسان - . ومبا غري ذلك ليس يف الوصف املباشر ، يؤوس ، شديد احلب للمال ، كادحا ، كفارا ، كفورا ،

والبنني ،حب الشهوات من النساء ) أي زرع فيه وجبل عليه ( لإلنسان ) زين ( كما بني اهللا سبحانه أنه قد ) كل اإلنسان ( اإلنسان وهذه كلها مسات يف. واحلرث ) األنعام ( واحليوان ) اخليل ( واملال والركوب

.)30:الروم() فطرة اهللا اليت فطر الناس عليها ال تبديل خللق اهللا( وخصائص فطر اهللا الناس عليها أو ميزها ،وبعد أن أعطى القرآن الكرمي اإلنسان بعمومه املطلق خصائص جبلته استثىن فئات معينة خبصائص معينة

. ملوقف العقائدي أو اإلمياين من اجلبلة العامة عن طريق ربطها با

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

25

بإميام وعقيدم وإرادم ورغبتهم يف ، إال أم استطاعوا ، وإن جبلوا على هذه الصفات اإلنسانية ،نفاملؤمنوإلا ... إن الإنسان خلق هلوعا { : حب اهللا والتقرب إليه أن يرتفعوا ويسموا ا إىل درجة أعلى ومرتلة أرفع

... وهكذا )3-2( العصر } .. إلا الذين آمنوا)2(إن الإنسان لفي خسر .. {،) 22-19(املعارج } لمصلني ا1

.وهناك من استطاع أن يرتل باجلبلة اإلنسانية إىل درجة أهبط وأسفل من احلد الطبيعي عند البشر للمستسلمني ، مثال حيا باحنطاط شخصيتهم املشاهدة بالصورة والواقع وهؤالء هم من قدمهم القرآن ليكونوا

لذلك ليس ) قتل الغرائز( بل إىل احلد الذي يرتل م عن البهيمية إىل ،الراكنني إىل دواعي اجلبلة بشكلها البهيمي ! للناس ذاتيتهم املميزة عبثا أن يظهروا بشكل جديد من اإلدراك والتفكري واإلحساس وأمناط السلوك اليت تبدي

لكن ، رغم االختالف الذي قد يبدو بني خصائص الشكل اليهودي قدميا وحديثا ،وبالنسبة للشخصية اليهودية أكثر الناس املتعاملني مع املوضوع اليهودي على اختالف جماالم يكادون ينظرون إليهم على أم امتداد لليهود

، هو ما يظهره اليهود أنفسهم من اعتزاز ومتسك بسري أجدادهم ، ذلك وأحد أهم األسباب يف،القدماء وسبب آخر وهو بروزهم كمجموعة تسري تصادميا مع خط سري اتمعات بدوائر حمددة ومتكررة ،ورموزهم

. تلفت النظر وتدعو للتأمل ،دائما

فاهليئة اسمة املرئية لشخصية اليهودي ،قيقة والذي يعنينا هنا أن العرض القرآين لليهود قدم تفصيالت معمقة ود حلرية أن نأخذ منها جانبا جانبا للبحث – وهذا البعد الشمويل ، كما عرضها القرآن ذا التركيز الشديد -

. والتمحيص والدراسة جرد الباحث يظل ذلك ممكنا طاملا ،وعلى الرغم من كل الصعوبات اليت قد تقف يف التعرف على هذه الشخصية

. وتناول املوضوع بتجرد وموضوعية ، ومتويهام امللفقة من إطار دراسته وحكمه ،خرافات اليهود

:شبهة تكون ،تعبريا عن منوذج اختزايل عنصري " اجلوهر اليهودي"هناك من يعترب دراسة الشخصية اليهودية وفق مفهوم

ومن ذلك ما يذكره ،2 بدليل أنه يستبعد تفاصيل الواقع ومستوياته ،مقدرته التفسريية منخفضة ألنه معاد ابتداءا

/ الشخصیة اإلنسانیة في التراث اإلسالمي / نزار العاني , 154-153ص / مقومات الشخصیة اإلسالمیة / عبد الرحمن العیسوي . د: یراجع 1

.113ص) / إسالمیة علم النفس ( سلسلة بحوث علمیة / المي منشورات المعھد العالمي للعالم اإلس 14ص/ الجزء األول / المجلد الثاني / موسوعة الیھود والیھودیة والصھیونیة : المسیري صراحة في موسوعتھ . ھذا الرأي عبر عنھ د 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

26

إن هذا التفسري يربز اليهود كتجمع : " الدكتور املسريي وهو يهاجم أصحاب هذا املنهج يف الدراسة حيث يقول بصيغة وأنه يفسر الواقع كله ، وله حركيات مستقلة عن البشر ،بشري يتمتع بقدر عال من الوحدة واالستقالل

وهو واقع ال ينطوي ، ومن مث فهو يتجاهل واقع اجلماعات اليهودية املركب غري املتجانس ،واحدة بسيطة جاهزة " .1 وال ينضوي حتت منط متكرر واحد ،خيضع لقانون عام

مل إنه يفترض مبن يتناول دراسة أي شخصية من خالل مساا وخصائصها أن يتعا: وأقول ردا على هذه الشبهة

مبعىن أن أهم شيء ميكن أن نلحظه لتفاعالت الشخصية يف املواقف املختلفة هو ،معها جمردة من الزمان واملكان صحيح أن اإلنسان بطبيعته ال ميكن حبال أن يكون قطعة مجاد ال تتفاعل مع األحداث اليت تطرأ يف ،الثبات النسيب

يات ال يكون يف إسقاط األحداث واملالبسات التارخيية لكن النهج العلمي الصحيح يف دراسة الشخص،عصره حيث إن األحداث التارخيية مهما تغريت وتعاقبت زمانيا ومكانيا فإنه على ،على األشخاص وإمنا بالعكس

بدليل أننا حني ، يكون الدخول يف مالبساا مشتتا للفكرة واهلدف ،اختالف مسمياا تبقى يف دوائر متكررة فإننا نلحظ تشاا يف طبيعة ،ستقراء ردود الفعل املتولدة لدى هذه الشخصية أو تلك عرب مراحل متعاقبة نتتبع ا

فإنه حينها وحينها ، وباعتماد ما تكرر منها يف املواقف املختلفة نستطيع أن نقدم انطباعا سليما حوهلا ،الردود والذي ميكننا من اخلروج بسمات حمددة هلذه ،نسيب فقط ميكن أن حنكم على هذه الشخصية أو ذاك بالثبات ال

.الشخصية متيز طبيعتها عن غريها وفق رؤية موثقة وموضوعية

14ص/ المصدر السابق : رأیھ ینظر1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

27

:) JEWISH MATERIALISM (املادية اليهودية) : ج (

املادية [يف فما الذي ميكن أن نفهمه إذا حددنا املفهوم أكثر ،] الشخصية [قد تعرفنا بنظرة سريعة على مفهوم فماذا يعين هذا املفهوم بالتحديد ؟، حني ترتبط الشخصية باملادية اليهودية ، وبتعبري آخر ،] اليهودية

:معنيان " املادية " ملصطلح

العقل والروح والنفس ( اإلميان بأن العامل كله مادة تتحرك وأن كل ما يبدو أنه ليس مادة : املعىن الفلسفي " -إمنا هو يف واقع األمر مادة وميكن تفسريه من خالل مقوالت مادية وان كل الظواهر اإلنسانية ) عي والفكر والو

البناء ( العقلية والروحية ما هي إال جزء من بناء فوقي ميكن أن يرد يف اية األمر إىل ويف التحليل األخري إىل املادة ) .التحيت

فإن ،ولذا . ماديا ألن كل التغريات هلا سبب مادي إن كل شيء يف الكون ميكن تفسريه تفسريا كما أن العقل اإلنساين ليست له أي فعالية سببية وال عالقة له ،التفسريات املادية هي التفسريات الوحيدة املمكنة

اله وال والكون ال يوجد فيه غرض وال سبب وال هدف وال معىن وال يوجد ،حبركة الكون الذي يتحرك بذاته ).وراء الطبيعة ( غيب

فيقال فالن مادي أي أنه حيب املال حبا " . مادة"اليت يشار إليها على أا ( وهو حب النقود : املعىن الدارج - .مجا

واحملب للمال قد ، فاإلنسان املادي باملعىن الفلسفي قد يكون حمبا للمال ، واملدلوالن قد يغطيان رقعة مشتركة فاملادية باملعىن الفلسفي رؤية شاملة للكون تغطي ، ولكنهما على أية حال خمتلفان ،ديا باملعىن الفلسفي يكون ما

أما املادية باملعىن الدارج فهي تنصرف إىل جانب واحد يف الطبيعة البشرية وهو ،عالقة اإلنسان والطبيعة واإلله " .1حب املال

ألننا ال ميكن أن حنكم ، هي املقصودة يف مدار البحث ،باملعىن الفلسفي " ودية املادية اليه" وبالتأكيد فإن عبارة فنحن حباجة إىل تناول املوضوع من حماوره وزواياه ،على الشخصية اليهودية من خالل املعىن البسيط الدارج فقط

.املختلفة حىت خنرج بصورة شاملة ومرضية جلميع أبعاد الشخصية

15ص/ الجزء األول / المجلد الثاني / د والیھودیة والصھیونیة موسوعة الیھو/ عبد الوھاب المسیري . د 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

28

الفصل األول

اجلانب املادي يف االعتقاد عند اليهود كما يصوره القرآن الكرمي املادية اليهودية يف تعاملها مع اإلهليات : املبحث األول •

:مدخل ذلك أن املعتقد يف حياة أي إنسان هو املوجه ،إن دراسة الشخصيات من خالل تصوراا العقدية أمر بالغ األمهية

على عكس احليوان الذي يتسم سلوكه من حيث غرائزه املنضبطة ،ات السلبية واالجيابية احلقيقي للدوافع والتصرف .فطريا حبدود حاجاته

ومىت بلغ شعورنا بالشيء إىل حد أصبح حيرك عواطفنا ويوجه سلوكنا محل اسم : " ويف هذا يقول الشيخ امليداين " .1)عقيدة (

، نتعامل معها ابتداءا من منطلق أا عقيدة منحرفة ،سة شخصية أصحاا والعقيدة اليهودية اليت حنن بصدد درا بقدر معرفة البواعث ،وما يهمين يف هذا املبحث ليس الوقوف على تفاصيل هذه العقيدة ومظاهر فسادها

الذي خيصنا و،والدوافع اليت سكبتها يف هذا القالب وهذا املضمون املعرب عن اجلوانب املشكلة لتصورات أصحاا . منها هنا هو اجلانب املادي

وتلحظ ،للعقيدة املنحرفة أسباب نفسية وأخرى علمية تظهر يف أقوال املرء وأفعاله: " يقول الشيخ حممد الغزايل

ولكنها على ، وقلة وكثرة ، وتتفاوت هذه األشياء قوة وضعفا ،مما يصدر من أحكام على األشخاص واألشياء " .2ت أثر عميق يف حتديد املواقف واالجتاهاتكل حال ذا

لقد قدم لنا التراث اليهودي جمموعة عقائد وتصورات هي يف احلقيقة حمددات واضحة للشخصية اليهودية بل

.ومميزة هلا قدر متيز ما تفرزه هذه العقيدة من أفكار جديدة وغريبة على حمصلة التراث اإلنساين يف عامل املعتقدات

31ص / م 1994 / 7ط/ دمشق / دار القلم / العقیدة اإلسالمیة وأسسھا / عبد الرحمن حسن حبنكة المیداني 1-

114ص/ ھج 1402) / 1(كتاب األمة / مشكالت في طریق الحیاة اإلسالمیة / محمد الغزالي . د-2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

29

- اليت أقحمها مزورو التوراة من خرافات األمم واحلضارات الوثنية- جتاوزنا النقوالت واألساطري الدخيلة وإذا فإننا حينها نستطيع االقتراب من النقطة اليت ،إىل جوهر ذلك كله املتعلق بصميم املعتقد الذي يغذي هذه األفكار

. خصية اليهودية عن غريها وبالتايل الش،تفصل القالب املعتقدي اليهودي عن غريه ألن العقيدة ، جاء بدعا أو كشفا لسر غامض – يف الشخصية اليهودية –وال أدعي أن الوصول إىل مفتاح ذلك

قد جييد التعبري عنها ، فيلحظ كل من احتك بصاحب السلوك أوصافا معينة ،ال بد وأن تظهر مترمجة للسلوك .ة فيقترب من حتديدها ببساط،بعفوية

وإن كان يقربنا كثريا لفهم العديد من اجلوانب ،ومع هذا فوصف الشخصية من خالل السلوك الظاهر فقط .احملددة للشخصية إال أنه قد يكون بعيدا عن مركز جوهر الشخصية

علمي احلق فإن املسلك ال،وبعيدا عن املنهج العلمي الغريب يف دراسة الشخصيات مبعزل عن أفق الدين وأطروحاته

ذلك أن الدوائر اليت تفصل بني الشخصيات هي ،هلذا النوع من الدراسة جيب أن يكون مصبوغا بصبغة دينية حبتة . دوائر للمعتقدات - يف تصوري –

ورتب ، جاء على أساس االعتبار الديين يف توجيه املسالك واملقاصد ،بدليل أن القرآن الكرمي يف تصنيفه للناس . ييم بدرجاته عليها التق

فلن يكون هناك صعوبة يف تناول املوضوع العقدي من ،وألن مادة البحث حمصورة أساسا يف املنظور القرآين هلا

- وهذه الشخصية حتديدا - وقد قدم القرآن لنا مفتاح التعامل مع عامل الشخصيات ،إطاره التشخيصي العلمي .كما قدم لنا مفاتيح آفاق كل العلوم

، فما هي إال شذرات مما أفصح عنه القرآن الكرمي يف أوكد صورة ،ا نصوصهم اليت سأستعرض شيئا منها وأم . وأظهره من نتائج وقفت على حقيقة البواعث املغذية للجانب الفكري العقدي اخلاص بالشخصية اليهودية

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

30

" : اتالذات والصف" التجسيد احلسي لإلله املصور يف: املطلب األول

ال بد أن خيتلف عن خلقه وميتاز بكماله - وفق املنطق السليم وكما حددته القاعدة القرآنية -من املعلوم أن اإلله ، )11الشورى (}ليس كمثله شيء وهو السميع البصري {: قال تعاىل ،عنهم وقصورهم عن إدراكه واإلحاطة به

.)103األنعام (} ركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبري لا تد {:وقال تعاىل ولكن اليهود بفضل مجلة ،واإلله مرته عن التجسيم واحللول الذي ميكن أن يتصوره الذهن البشري كذلك

ال ميكن أن يدركوا مما ،دة من الطباع واليت قادت إىل استحقاقهم تركيبة جدي،العوامل املالزمة لطبيعة كفرهم ..يف الكون إال ما هو حسي

عن حمتوى ما تقدمه هذه ) اعتذر ( وإين إذ أستشهد بعدة نصوص من كتابات اليهود يف كتبهم املقدسة ولكن ... ويرفضها أدىن درجات الذوق ، يدحضها العقل - يف حديثها عن اإلله -النصوص من بشاعة وفظاعة

وصوال إىل ،انة العلمية تقتضي أن أدعم حديثي مع ما اختاره القرآن يف تسجيل وقاحتهم وجرأم على اهللا األمالعشق (معرفة هذه الشخصية عن قرب وإثبات مدى استحكام املادية يف قلوم إىل الدرجة اليت أخرب عنها القرآن

.)القليب

: صورة اإلله كما يراها الفكر اليهودي:أوال فقد ظهر كرجل ،هناك نصوص صرحية يف تفسري ظهور اهللا على صورة إنسان يف مواقع متعددة من التوراة

)...29-32:22تكوين ( وظهر كرجل ليعقوب ،) 18:16تكوين (إلبراهيم وقال اهللا لنجعل اإلنسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على مسك البحر: " كما جاء يف سفر التكوين كذلك

1) !27:اإلصحاح ا" (فخلق اهللا اإلنسان على صورته ..... وعلى طري السماء والبهائم ؟"اإلنسان"وإذا كان اهللا عندهم يف صورة إنسان فما هي هذه الصورة اليت شكلها عقل اليهودي عن ربه

79ص/ لبنان / بیروت / 1997طبعة عام / 1ج/ دار الكنوز األدبیة / مطالعات في الكتب المقدسة / حسن الكرباسي : ینظر 1-

314ص/ 2ط/ القاھرة / مكتبة الصحابة / دیة وخطرھا على اإلنسانیة العقیدة الیھو/ سعد الدین صالح .د: وكذلك ینظر ,

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

31

فاألصل ،وحدهم ليس مقصورا على ذهن اليهود - حاشا هللا –الشك أن جتسيد اإلله على شكل إنسان وغريه وليس جديدا ما طرحه اليهود يف كتبهم حول مبدأ ،يف األمم الوثنية أا كانت تتخذ شكال حمسوسا للمعبود

فما الذي مييز احلس املادي اليهودي عن غريه ؟ ،جتسيم اإلله ،خترج عن إطارين اثنني فإن هذه الصورة ال ،عند النظر إىل أصناف الوثنيني يف طريقة تصورهم لإلله اسم

والذين .. { باعتباره الوسيلة املقربة إىل اإلله أو إىل كبري اآلهلة- الصنم بأشكاله املتعددة -فهي إما تعظيم اسم ) 3 رالزم(} اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى

بتقديس إنسان أو كائن معني مث ختليده بصورة التمثال وعبادته على أساس ،تأليه ذات الصنم : ورة الثانية والص تذرن ولا آلهتكم تذرن لا وقالوا{ : أنه ميتاز عن غريه بصفات الكمال والنفع اليت يعجز عنها البشر العاديون

.)23 نوح(} ونسرا ويعوق وثيغ ولا سواعا ولا وداوكال الصورتني حماولة إللباس الصورة املتخيلة للمجسم املادي ثوبا معنويا يسعى لتلبية وازع الغريزة من امليل حنو

فهل كان لليهود يف تصورهم العقدي حالة من هاتني احلالتني ؟ ،قوة عليا مقدسة ولكن احلقيقة اليت يتوصل إليها كل ممعن يف ،هم حتت أي بند من بنود الوثنية قد يبدو للوهلة األوىل حماولة إسقاط

فلننظر معا ، وحىت ال أستبق النتيجة،أبعاد هذا التصور وانعكاسه على شخصيتهم أن هناك شيئا جديدا خمتلفا كيف هو تصور اليهود لإلله ؟ :اعتقادهم بقصور العلم اإلهلي

وإمنا هي صفة حمدودة ،علم عند اإلله ليست صفة انكشاف شامل ملا كان وما يكون يعتقد اليهود أن صفة ال قد يعلم بعض األشياء على غري وجهها الصحيح مث يبدو له اخلطأ - يف ظنهم - فاهللا ، قابلة للتصويب ،قاصرة

يقول ،جعه عن قراره فندم فمثال اختذ اهللا قرارا بعقاب بين إسرائيل ولكن موسى ناقشه وأر،فيعدل عما عزم عليه ملاذا يا : وهنا يقول موسى "...فاآلن اتركين ليحمى غضيب عليهم : .... وقال الرب ملوسى ": سفر اخلروج

ملاذا يتكلم املصريون ،رب حيمي غضبك على شعبك الذي أخرجته من أرض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة فندم ... ارجع عن محو غضبك واندم على الشر بشعبك .... أخرجهم خببث ليقتلهم باجلبال ويفنيهم: قائلني

. )7 -12: ( خروج "الرب على الشر الذي قاله إنه سيعمله بشعبه ومما يلفت النظر يف هذا النص ظهور موسى وكأنه أعلم من اهللا وصاحب ،وهكذا يبدو اإلله متسرعا يف قراراته

! يرشده واإلله يسمع وينفذ ،سلطان عليه

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

32

مناذج جهل اإلله عندهم ما جاء يف سفر اخلروج أن اهللا طلب من بين إسرائيل أن يرشدوه إىل بيوم ومن .1بعالمات حىت يستطيع أن مييزها عن بيوت املصريني فيرتل ضرباته عليهم

:إنكار اليهود علم اإلله بالغيب وكان كالم الرب إىل صموئيل قائال ": النص و،فاهللا ال يعلم ما هو متوقع حىت ممن خيتارهم بنفسه للمهمات

" !2..ندمت على أين قد جعلت شاول ملكا :هل يستطيع أي فكر يهودي مهما بلغ يف التأويل والتفسري بالرمز أن يقول لنا أي منط من األرباب هذا الرب "

جيء بتلك املصيبة اليت جعلته وأين كان علمه املتعلق بإرادته حىت فو،الذي حزن ألنه عمل اإلنسان يف األرض "3! يتأسف يف قلبه ؟

" ! اهللا ينسى"يف نظرهم )24 : 2(اخلروج "...فسمع أنينهم فتذكر اهللا ميثاقه مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب "

" !اهللا يتفاجأ"يرون أن 4"ورأى اهللا كل ما عمله فإذا هو حسن جدا : " جاء يف اإلصحاح األول من سفر التكوين

الفجائية يدل على أن اهللا تعاىل قد ) إذا ( إن استخدام : " ويعلق الدكتور حممد اخلويل على هذه العبارة بالقول .5! " كيف يفاجأ اهللا حبسن صنعته وكأنه ال يعلم مسبقا هيئة ما سيخلق ؟– حاشا هللا –فوجئ حبسن صنعته

!! ينسبون إىل الذات اإلهلية وصف الكذب ألنك يوم تأكل منها موتا ": كوين نص يقول على لسان اهللا إىل آدم حمذرا إياه من األكل من الشجرة يف سفر الت

وحسب النص املذكور ستكون نتيجة األكل من الشجرة احملرمة املوت ولكن يف نفس ) 2:17تكوين " (متوت مل أنه يوم تأكالن منه تنفتح أعينكما بل اهللا عا،فقالت احلية للمرأة لن متوتا ...": السفر تأيت احلية لتقول

مث تأيت التوراة لتثبت صدق كالم احلية حيث إن آدم وحواء مل ميوتا وإمنا .. " وتكونان كاهللا عاملني اخلري والشر ( "وقال الرب اإلله هو ذا اإلنسان قد صار كواحد منا عارفا اخلري والشر .. ": صارا يعرفان اخلري والشر

6) 3:22:التكوين

314ص.. / العقیدة الیھودیة وخطرھا / سعد الدین صالح .د: وكذلك ینظر , 32إصحاح: یراجع النص في سفر الخروج 1-

) 15/10: ( صموئیل األول 2- 362ص/ ي العھد القدیم التراث اإلسرائیلي ف/ صابر طعیمة . د: ینظر التعلیق - 3 31 : سفر التكوین-4 8ص/ التحریف في التوراة / الدكتور محمد الخولي -5 ) .8ص : المصدر السابق : ینظر ( في نص آخر مناقض أن الكالم منسوب للشیطان ولیس للحیة -6

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

33

!يصورون يهوه إهلا متعطشا للقتل وسفك الدماء يف كثري من النصوص ومنها سفر التثنية يرسم اليهودي شكال ليهوه وهو يأمر اإلسرائيليني بقتل كل ما هو حي

)17-13:15(يف املدينة ومجع األمتعة وسط ساحة املدينة ومن املدينة لتكون تال إىل األبد يرضى بأن حترق املدن ويقتل أهلها شيوخا وأطفاال ونساء ليكونوا له قربانا كما -بة التوراة يف نظر كت–ويهوه

ويف نص ،.. " حيث دفع الكنعانيني يف يد اإلسرائيليني فحرقوا قربانا ليهوه ) : " 32و31(ذكر يف سفر العدد بل أقتل كل رجل وامرأة وطفل ، فاآلن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ماله وال تعف عنهم ":آخر

)3: 15(صموئيل األول ... " ورضيع والبقر والغنم واجلمال واحلمري وواضح أن يهوه إله متعصب ينصرهم ظاملني أو مظلومني وال يربر هلم اجلرمية بل يشرعها ويأمر ا ال لشيء إال

!ة لشغفه بالكره واالنتقام الشامل الذي ال يرحم حىت حيوانات الربي

مما تقدم مجلة نصوص صرحية يصلح الواحد منها لالستدالل على مدى ما أنتجه الفكر اليهودي املادي من وهذه الصور ، والنادم أخرى ، فقد أخرج لنا اإلله بصورة ذلك اإلنسان اهلزيل العاجز تارة ،تصورات حول اإلله

صور عقيدة إميانية حقيقية عند اليهود باملعىن االصطالحي يستحيل معها ت) لإلله(احلسية اسمة واملعددة واملنفرة !املعروف للعقيدة

مث هم اختلقوا األساطري ، فغالبية الوثنيني عندما تصوروا اإلله أرادوا ذا التصوير إهلا حمسوسا يعبدونه أمام أعينهم -ا ميول حب معرفة اإلله بصورة احملسوس و ذا اإلجراء منو،اليت تومهوها يف متجيد إهلهم وذكر منافعه وقدراته

على ، عن إدراك ما يعطيه العقل هلم من املعطيات والدالئل على اإلله احلق -فتصوروه أمامهم بأشكاله املختلقة فاإلله عندهم يفترض أنه ال خيتلف يف صورته عما هو يف ،أن اليهود خيتلفون عنهم بأجواء الرسالة والنبوة والتوراة

ومع هذا فاليهود مل يكتفوا بالصور ، فهم أصال يف ظروف ختتلف عن تلك اليت عند الوثنيني، الكرمي القرآن فصورم اليت قدموها لإلله ، ولكنهم قاموا بأكرب عملية طمس ملعامل األلوهية يف اإلله ،املغلوطة واملشوهة لإلله

وكأن ،شعر أنه أمام إله أي إله من أي نوع أن ي،صورة غريبة ال ميكن ألحد منا وهو يقرأ هذه النصوص شديد ،جنده ميارس السطو ) زعيم القبيلة ( عفوا ، فهذا اإلله اليهودي ،املوضوع هو أخطر من جمرد إله وثين

واألهم أنه يتمتع بقدرات ذكاء حمدودة وصفات نقص ال تؤهله حىت لقيادة قبيلة ، يأمر بسفك الدماء ،االنفعال ! . صغرية

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

34

فالوثين اختار من ،وعلى هذا فالعملية اليت قام ا اليهودي هي عملية عكسية للعملية اليت قام ا الوثين العادي أما النمط ، ليصري إهلا حام حوله أساطري التمجيد والقداسة – غري مؤهل ليتمثل دور اإلله طبعا -شكل حمسوس

أن حياط الة من األساطري املمسوخة اليت ترتع ،وصفاته املرتهة عن اخللق اليهودي فقد أراد لإلله املعروف بأمسائه !! عنه صفة األلوهية والقداسة

:هللا باالرد القرآين على إحلاق اليهود صفات النقص : ثانيا

ات وحيث أن صف،مل يهتم القرآن الكرمي كثريا بعرض تفاصيل السخف والسفه اليهودي يف جمال تصورهم لإلله . فقد رد األمر فيهم إىل أصله وهو التحريف واالفتراء الذي أوقعوه يف شأا ،اهللا ظاهرة يف القرآن الكرمي

أحدمها يتضمن ،لقد اكتفى القرآن الكرمي من هذا الباب بانتقاء شيئني من ادعاءام الواهية يف صفات اهللا العلية واآلخر يتضمن قدحا يرتله إىل تركيبة املخلوق ،) اللغوب (سمية قدحا يف وصف يرتله إىل تركيبة املخلوق اجل

) .البخل(النفسية بل تلصقان به صفات ، ال ترتالن اإلله إىل مرتبة املخلوق وحسب ،وهاتان الصورتان من خصائص احلوادث

!!النقص والعيب الذميمني ة اليت متثل فيها جتسيم اإلله بصورة العجل الذي وأكثر ما وقف عليه القرآن يف قدحم لذات اهللا هو الصورة البشع

. وال جرم أن هذا املقام هو أحط ما ميكن أن يصل إليه فكر استعمى عن كل أجواء اهلداية ،عبدوه مرات عديدة

:وسأبدأ مبا حكاه القرآن عن اليهود من الدعاوى الباطلة يف زعمهم الباطل أن يد اهللا مغلولة

) :1(منوذج قرآين ! من أوصاف اهللا - يف املنطق اليهودي -لبخل ا

وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء {: قال تعاىل م كزل إليا أنم مهنا مرين كثزيدليا وكلم ةاميم القواء إلى يضغالبة واودالع مهنيا بنألقيا وكفرا وانيطغ كبر ن

ينفسدالم بحلا ي اللها وادض فسي الأرن فوعسيو ا اللهب أطفأهرلحا لاروا نقد64املائدة (}أو( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقري ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير {: وقال تعاىل

A )181آل عمران ( }حق ونقول ذوقوا عذاب الحريقll

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

35

اهللا يد { :آخر موضع يف لقوهلم اليهود إىل القول هذا نسبوا العلماء أن إال قائلنيال تعينيالثانية اآلية يف وليس . وغل اليد وبسطها جماز مشهور عن التقتري والعطاء ، خبيل أنه عنوا } مغلولة

،ليهم بالبخل ودعاء ع،وفيه تكذيب هلم }..غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا{: وقد رد القرآن عليهم بقوله بل هم ،ليس األمر كما قال اليهود يف حق اهللا تعاىل : واملعىن ، 1 وشحها عن اإلنفاق،وانقباض أيديهم عن اخلري

.2 وقبضت عن االنبساط بالعطيات ،الذين أمسكت أيديهم عن اخلريات ،ا قالوه على اهللا تعاىل من اإلفك بسبب م،أي طردوا من رمحة اهللا وفضله } ولعنوا { :مث هم استحقوا اللعنة

ألن ،أو غريه " فنحاص" وال يهم نسبة هذا القول إىل ،3 اليهودي" فنحاص"وقد نقل املفسرون رواية أيب بكر مع تعاىل ألنه ، مجاعة كانوا القول هذا قائل أن على يدلوظاهرها : " قال الرازي ،القرآن قد نسبه إىل عموم اليهود

، اليهودي فنحاص هو القول هذا قائل أن روي ما وأما ، اجلميع يفيد القول هذا وظاهر } قالوا الذين{ : قاليف و " ..4بذلك القطع وجب مجاعة كانوا القائلني أن الكتاب شهد فلما ، ذلك يقل مل غريه أن على يدل فهذا

إثبات ميكنه ال بالتشبيه والقائل معليه غالب التشبيه وألن ، اجلهل هذا يناسب اجلهلذلك : "موضع آخر يقول !" 5غين أنه بيان عن عجز األصل هذا إثبات عن عجز وإذا ، املقدورات كل على قادرا تعاىل كونه

يف سنحفظه أو ، الكتبة صحائف يف سنكتبه" أي }حق بغير األنبياء وقتلهم قالوا ما سنكتب{ :ويف قوله تعاىل قتل مع نظمه ولذلك ، مبكانته العلية واستهزاء وجل عز باهللاصريح كفر هو إذ عظيمة كلمة ألنه مله ال علمنا

يستبعد مل األنبياء قتل على اجترأ من وأن ارتكبوها جرمية أول ليس أنه على تنبيه وفيه: " قال البيضاوي ، األنبياء ." ! 6 القول هذا أمثال منه

الذي نزل م إىل القدر الذي كان ،واضح فيه عالقته املباشرة بفهمهم املادي السقيم ف،أما طبيعة هذا االدعاء " !قدحا ماديا"شكل االام

) :2(منوذج قرآين

" !!استراحة اهللا"وقفة مع زعمهم

" . بیغلون في الدنیا أسارى وفي اآلخرة معذبین بأغالل جھنم, ویجوز أن یكون دعاء علیھم بغل األیدي حقیقة : "یقول صاحب الكشاف 1- )424ص / 1ج/ الكشاف / الزمخشري (

452ص / 10ج / الطبري : ینظر- 2 / 16ج : ي حاتم تفسیر ابن أب , 95ص / 21ج : تفسیر الطبري : ینظر الروایة ( , ستةالالحدیث لم أعثر علیھا في أي من كتب " فنحاص"روایة 3- ) 1582: رقم / 379ص / 4ح: تأویل مشكل اآلثار للطحاوي , 123ص / 2ج: للسیوطي الدر المنثور , 4635: رقم / 231ص 494ص / 4ج/ التفسیر الكبیر / الرازي : ینظر 4- 494ص / 4ج/ المصدر السابق 5 -

420ص / 1ج/ أنوار التنزیل وأسرار التأویل / البیضاوي - 6

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

36

، يف ستة أيام صنع الرب السماوات واألرض والبحر وما فيها ": جاء يف اإلصحاح الثاين من سفر التكوين !"واستراح يف اليوم السابع من مجيع عمله الذي عمل ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة { : ~ أما الرد القرآين فقد جاء يف قوله تعاىل من سورة ق

) 38(~ ق}أيام وما مسنا من لغوب السموات اهللا خلق : قالوا اليهود إن : ملفسرينا مجاعة قال" : الواحدي ل يقو،ليهود وتأييدا ملناسبتها مع ادعاء ا

: بقوله تعاىل اهللا فأكذم ، السبت يوم واستراح ، اجلمعة وآخرها األحد أوهلا ، أيام ستة يف بينهما وما واألرض " .1} لغوب من مسنا وما {

غاية واملشبهة الفالسفة بني أن العجيب ومن: " .. حيث قال ،هم وتضاربه واإلمام الرازي أظهر تناقض طرح مجيع من واحد هو بل صفة يقبل ال تعاىل اهللا بأن ويقول أصال صفة تعاىل هللا يثبت ال الفلسفي فإن ، اخلالف والسكون احلركة من األجسام صفة هللا يثبت واملشبهي ، وذاته وعينه حقيقته هو وحياته وقدرته فعلمه ، الوجوه

فأخذوا املسألتني بني مجعوا الكالم هذا يف اليهود إن مث ، منافاة فبينهما والرتول والصعود واجللوس واالستواء معدودة أياما األجسام خلق قبل أثبتوا حيث القدم وهي م املسائل أخص هي اليت املسألة يف الفالسفة مبذهب فأخطأوا العرش على االستواء وهي م املسائل أخص هي اليت املسألة يف ةاملشبه مبذهب وأخذوا ، حمدودة وأزمنة

.مجيعا واملكان الزمان يف وأضلوا ) وضلوا(

إثر اإلنسان خبلق قدرته ومشول علمه متام على دل وملا: " و للبقاعي ربط مجيل ملعىن اآلية مع سياقها يقول فيه املقدار يف منه أكرب ما خبلق رذك ، زمان كل يف اإلنسان ألصناف امهبإعد مث ، األكوان مجيع من ذكره ما

: منه أكرب هو عما اإلخبار توقع شيء خبلق ذكر من ألن التوقع حبرف وافتتحه .. آخر وجه على بعضه واإلنسان ما على ) واألرض السماوات ( حصرها يطاق وال قدرها يقدر ال اليت العظمة من لنا مبا أي } خلقنا ولقد {... واملسببات األسباب قاعدة على األمر ينتظم ال اليت األمور من } بينهما وما{ املنافع وكثرة الكرب من عليه مها ، وكماله ، لترتيهه موجب وأنه بإرادته ذلك أن يفيد مبا سبحانه أمر ، األقدس باجلناب تليق ال أقواهلم كانت وملا " .2.. قوله على قائله قهر ألنه " .3... واإلعياء التعب: " املقصود هنا كما جاء يف لسان العرب اللغوب و

266ص/ الجزء األول / أسباب النزول / أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النیسابوري/ الواحدي :ینظر 1-

293ص / الجزء التاسع / نظم الدرر في تناسب اآلیات و السور / البقاعي - 2 742ص / الجزء األول / لسان العرب / ابن منظور - 3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

37

أبي ابن أخرجه فيما مجاهد تفسري وهذا ، ومعنى وزنا التعب والنصب ، نصب من أي: " وقال ابن حجر " فقال السابع اليوم في تراحسا أنه زعمهم في اليهود وعلا جل الله أكذب : قال قتادة طريق من وأخرج ، حاتم " .1 إعياء من أي } لغوب من مسنا وما

قص اليت تندرج إمجال للكثري من معاين الن) اللغوب ( واملالحظ أن يف اختيار القرآن لدفع هذه الصفة وهي ، فإن صفة التعب مشتركة بني مجيع املخلوقات واليت هي إقرار واقعي على القصور اجلسدي للمخلوق ،وراءها

فال جمال إذا إال اإلذعان بالضعف ،كما أن هذا النوع من القصور واضح ومدرك للعيان باحلواس اردة هحول لزم اإلنسان مبحدوديةوعليه فإن هذه الصفة تصلح أن تكون حدا فاصال بني املخلوق ،واالنكسار الذي ي

ولكن أن ترى اليهودي ينسب إىل إهله صفة كهذه فهو دليل ملموس على كونه كسر احلاجز الذي ،وبني اخلالق !يفصل املخلوق عن خالقه

فإذا ،ها نظرة ثقة واعتماد إن شخصية كالشخصية اليهودية ال ميكن أن تنظر إىل خالق: وبالتايل أستطيع القول

وهذه درجة راقية -الالزم من التسليم لكمال القدرة اإلهلية ) التوكل(زاد على ذلك بأن سقط عنها معىن إدراك ولعلنا متفقون على أن ) االستعانة( فهي أفقدت نفسها قبل ذلك حمورا أساسا للعبودية وهو باب -يف العبودية

وطلبه االعتماد على ربه القوي ،هو تحقق إدراك ضعف حول املخلوق ) عانةاالست(أبسط شيء يدخل باب عبادتنا على نستعني ربنا وإياك: } نستعني وإياك {: قوله ومعىن" : الطربي جعفر أبو يقول اإلمام ،القادر يعبده الذي معبوده أموره يف ستعنيي بك يكفر من كان إذ ، سواك أحدا ال- كلها أمورنا ويف لك وطاعتنا إياك " .2 العبادة لك خملصني أمورنا مجيع يف نستعني بك وحنن ، دونك األوثان من

ولكن أن ،ال ينكره حىت الوثنيون بدرجام املتفاوته ) االستعانة ( وهو أن مفهوم ،ومن كالم الطربي نفهم أمرا ، وتسلب منه حوله وقدرته املطلقة ،) التعب ( ة باملعبود وتنسب له صفة ينهار هذا اجلدار بالصورة اليت تفقد الثق

ويعين كذلك أن مستوى العقل ،فهذا يعين أن بدائية التصورات يف الفكر اليهودي أكثر منها يف عموم الفكر الوثين عملية فربكة وطبخ إال بعد،اليهودي مل يعد قادرا على استيعاب لغة التوراة يف خطاا الديين عن اإلهليات

فخرج لنا اإلله حبركات وأفعال بشرية عادية خالية ،كيميائي تنتج اجلديد واملختلف عن عناصره املكونة له أساسا !من معىن التبجيل والقداسة

471ص / الجزء التاسع / فتح الباري في شرح صحیح البخاري / ابن حجر العسقالني - 1 161ص / 1ج/ جامع البیان عن تأویل آي القرآن ) / 310ت ( أبو جعفر محمد بن جریر , الطبري - 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

38

) :3(منوذج قرآين :عبادة اليهود للعجل يف العرض القرآين

الهتمام القرآن ، وع عبادة اليهود للعجل من خالل القرآن الكرميلقد اعتىن الكثري من املفسرين والباحثني يف موض :ى ولفظاعته من ناحية أخر،بتفاصيله من ناحية

لنا اجعل موسى يا قالوا لهم أصنام على يعكفون قوم على فأتوا البحر إسرائيل ببني وجاوزنا { : يقول تعاىل )139( يعملون كانوا ما وباطل فيه هم ما متبر هؤلاء إن )138( تجهلون قوم إنكم قال آلهة لهم كما إلها )األعراف (}) 140) العالمني على فضلكم وهو إلها أبغيكم الله أغير قال

،هذه اآليات الكرمية جاءت بعد سياق طويل حيكي ما جرى بني موسى عليه السالم وقوم فرعون ومصريه ونا ببين عوقط" : معىن اآلية يقول اإلمام الطربي وعن ،لتستهل هنا تسجيل مواقف بين إسرائيل مع نبيهم موسى

فلم تزجرهم تلك ،لى يدي نيب اهللا موسى والعرب اليت عاينوها ع،رينامهوها أ اليت اآليات البحر بعد إسرائيل مع معاينتهم من احلجج ما حيق - والعرب اليت عاينوها على يدي نيب اهللا موسى حىت قالوا ،رينامهوها أ اليت اآليات

: - هلم يقومون على مثل هلم يعبدوا من دون اهللا أصنام مروا على قوم يعكفون على إذ يذكر معها البهائم أن ." 1 ... يعبدوا أصنام كما هلؤالء القوم نتخذه إهلا نعبده وصنمامثاالاجعل لنا تفيد الترتيب والتعقيب مما يدل على قصر الفترة الزمنية بني جنام وطلبهم ) فأتوا (الفاء يف قوله تعاىل كما أن ! الغريب

.ين عبدوا العجل بعد ذلك و اآليات السابقة تقرر حقيقة واضحة يف قراءة نفوس هؤالء القوم الذ

مل تكن منظورة إال بعيون السوائم اليت ،فهي تظهر أن احلكم املستخلص من كل األحداث اليت عايشوها يف مصر !!ال تعقل معىن ما حتويه خوارق العادات عند أصحاب الرساالت من داللة ارتباطها برب السماوات

وهم قد رأوه كذلك مثال ، كله مل يكن ليحصل إال مبشيئة اهللا فإذا كان موسى يف كل حلظة يذكرهم بأن ذلك

إال أن تكون نظرم أنه رب ملوسى ، فما هي حقيقة نظرم لرب موسى ،حيا للمؤمن املتعلق باهللا دوما

91ص / 1ج / المصدر السابق 1-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

39

نة الذي طاملا أخربهم عنه وطلب منهم االستعا– وكأن العالقة اليت تربط بني معجزات موسى وربه ،! دوم ؟ وليس لعقوهلم إال انتظار أن يحدث هلم موسى صاحب اخلوارق إهلا هلم يعبدونه على ، ختص موسى وحده –به

، فبادروا موسى عليه السالم بكل صفاقة وبكل ما حتويه العقول حني ال تفقه ربط املعاين ،النمط الذي يرغبونه وصفا يؤكد جهلهم لألفق الذي } تجهلون قوم إنكم{ ويؤكد ذلك وصف موسى عليه السالم هلم حينها بقوله

.1يفتح ميدان الروح حىت ترفض هذا اإلسناد

فهم اختذوا العجل معبودا هلم ،مث إن البيان الذي أظهره هلم موسى مل يكونوا ليعقلوه أو يغري فيهم آلية التصور واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم { : قال تعاىل ،عند أول فرصة خلوا ا مع أنفسهم دون سلطة موسى

نيموا ظالكانو ذوهخبيلا اتس يهمدهلا يو مهكلملا ي ها أنوري ألم اروخ ا لهدسلا جج148األعراف (}ع(

،ربط بني مقطع اآليات الذي يذكر طلبهم السابق من موسى عليه السالم وإن احلقيقة اليت نصل إليها من خالل ال أن األمر خارج عن حدود أي طرف ملربر ميكن أن يذهب باملوضوع ،وهذه اآليات اليت تصف اختاذهم للعجل

ني طلبهم وب، فواضح أن الفترة الزمنية بني جنام وطلبهم ،إىل عوارض زمنية أو بيئية أدت م هلذا االنزالق فال مكان أصال الفتراض النسيان وما زال هارون بني ظهرانيهم ، من القصر حىت ال تكاد تذكر ،وعبادم ..يذكرهم

نفهم قوما قادهم أنكيف من املمكن " : ]يف القرآن إسرائيل نفسية بين [ يف كتاا الدجاينزاهية. تقول د

يدركوا أنالص من عدوهم وجنام وشق البحر أمامهم فمن املتوقع منهم اخلإىل من اهللا املؤيدةنبيهم مبعجزاته مل يكن احلال كذلك الستطاعت مثال قوة إذا، كل هذاأمام وعجزه اإلنسان اإلهلية على األرض وضعف اهليمنة

ومع ... مفعول القوة املاديةأبطلت فالقوة اإلهلية ، مع جنده منع ما حصل لكن ذلك مل حيدثاملاديةفرعون .3 " 2ذلك فقد خاضوا أول اختبار هلم مع موسى بفشل ذريع

.م في مبحث النبوة الذي یلي ھذا المبحث إن شاء اهللا تعالى سیظھر تعلیقي على ھذه اآلیات الحقا بخصوص موضوع طلبھم من موسى علیھ السال-1 68ص / نفسیة بني إسرائیل في القرآن / زاھیة راغب الدجاني . د-2

وھذا الذي ذكرتھ الكاتبھ جمیل إال أنھا تابعت ووصفت السامري بالمتنبىء وبأنھ حاول استخدام أسلوب نفساني خاص للتـأثیر على الغالبیھ: أقول 3- .العظمى من القوم في التحرك عن مباديء وأحكام الدین نحو الوثنیة

وكانوا ھم جزءا -والذي أراه أن المشكلھ ال تكمن في ذات السامرى أو أسلوبھ بالقدر الذي یدور في ذواتھم العفنة التي سمحت لمثل ھذه األلعوبة :أذكر منھا , ور مستوحاة من اآلیات والدلیل لما قلت أم, أن تمر علیھم بكل سذاجھ -مشاركا فیھا , أن أول طلب طلبھ ھؤالء القوم بعد نجاتھم من فرعون كما ذكرتھ اآلیات ھو أن یجعل لھم إلھا صنما و كان موسى ھو الذي یقودھم : األمر األول

.ولم یكن للسامري في ذلك الوقت أي سلطة أو مجال جدا في ترك موسى علیھ السالم لھم فمن المستحیل أن یتحولوا كل ھذا التحول بدون أن یكون ألنفسھم التھیؤ الفترة الزمنیة القصیرة: واألمر الثاني

:" وأمر آخر في قولھ تعالى من سورة األعراف , الكامل والمنبع الذاتي لقبول االنحطاط إلى شرك الوثنیة واالنقالب إلیھ مرة واحدة في زمن قیاسي

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

40

قد عزلتهم عن مجيع ما قد – وكما بينتها لنا اآليات القرآنية –إن مجيع املالبسات والظروف اليت أحاطت م

حصرت قد، واآليات الكرمية وصفت لنا ظروف عبادم للعجل ،حيدثه أي مؤثر خارجي يف توجيه احنرافهم أظهر التشخيص أنه احملرك للرابط بني عامل ، وكشفت عن جهاز غريزة معطل ،منبع السبب يف ذوام

.. من احلس إىل املعىن ل والذي يقتضي االنتقا،املوجودات احملسوسة والصلة العلوية بالقوة اخلفية املدبرة هلا

فسنجد ،ع موسى عليه السالم بعد عبادم للعجل وإذا انتقلنا عرب سياق اآليات إىل املوقف الذي مجعهم م امتداد هذا ، وإمنا هو حكم ممتد إىل يوم القيامة ،احلكم الصادر عليهم ليس متعلقا بزلة ماضية تنهيها عقوبة آنية

:التعطيل فيهم )152(ة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذل{

يمحر فورا لغهدعب نم كبوا إن رنآما وهدعب نوا مابت ثم ئاتيلوا السمع ينالذ153( و ({

موسى، كالم متام من } الدنيا { : قوله إىل } ..وا العجل إن الذين اتخذ{ :قولهيكون أنذكر املفسرين جواز وستناهلم ، عليهم ضبهغ أثر سيظهر وأنه ، العجل عبدوا الذين على غضب اهللا أن أخرب باملغفرة ألخيه دعا أن فبعدوكذلك { مجلة وأن }في الحياة الدنيا{ :قوله عند موسى كالم وانتهى ، تلقاه بوحي وذلك الدنيا يف ذلة

رينفتزي المجذا اهللا ذيل اعتراضية والواو اعتراض فهو ، القرآن يف اهللا جانب من خطاب }ن حكاية االعتراض إن { : مجلة تكون أن وجيوز ، قومه مفتري عن موسى به أخرب ما مبثل مفتر كل جيازي بأنه فأخرب موسى كالم

ذوا العخات ينلالذقول فعل بتقدير باملغفرة ألخيه دعائه عن جوابا ، ملوسى اهللا من خطابا آخرها إىل } ج وإذ{ : تعاىل قوله يف إبراهيم عن تعاىل اهللا حكى ما مثل ، آخره إىل العجل اختذوا الذين إن قلنا أي : حمذوف كفر ومن قال الآخر واليوم بالله منهم آمن من الثمرات من أهله قوارز آمنا بلدا هذا اجعل رب إبراهيم قال

هعتيلا فأمقل ثم هطرذاب إلى أضار عالن بئسو ريص1اآلية ]126 : البقرة[ )126 (الم. هي " : ومما جاء عند أيب السعود واآللوسي ، 2الدفع عن العجز اءجر من واستكانة النفس يف خضوع : ةوالذل من السامري ا اختص اليت والذلة ، مجيعا وألوالدهم هلم املنتظمة واملسكنة األمثال ا تضرب اليت االغتراب ذلة

نسب اهللا تعالى فعل االتخاذ } ده من حلیھم عجال جسدا لھ خوار ألم یروا أنھ ال یكلمھم وال یھدیھم سبیال اتخذوه وكانوا ظالمینواتخذ قوم موسى من بع

:إلى قوم موسى مع أن المتخذ ھو السامري ویجیب المفسرون علیھ بوجھین ,أن یراد واتخذوه إلھا ومعبودا : والثاني , ھم اجمعوا علیھأن الفعل نسب إلیھم ألنھم كانوا مریدین التخاذه راضین بھ فكأن: أحدھما

. أي أن األمر مرجعھ إلیھم أوال وأخیرا 469ص / 5ج / التحریر والتنویر / ابن عاشور : ینظر- 1 469ص / 5ج / المصدر السابق - 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

41

ملن مغلوبني يصريون أم إياهم الذلة نيل" : وقال ابن عاشور، " 1 مساس بال واالبتالء الناس عن االنفراد ، العدو خائفني يكونون حبيث . نفوسهم من الشجاعة بسلب أو ، عليهم العدو بتسليط ذلك يكون فقد ، يغلبهم

حىت حيام طول وطن بال فكانوا املقدسة األرض ملك اهللا حرمهم إذ االغتراب ذلة أو ، عليهم يسلط مل ولو " .2 دنيوية عقوبة الذلة وهذه ، كله اجليل ذلك انقرض

،وهذا التقرير يف سورة األعراف حوهلم يظهر أمرا جوهريا خبصوص عبدة العجل ليس متعلقا بزمان موسى وحده . }بكفرهم وأشربوا في قلوبهم العجل{ولعل سورة البقرة قد أثبتت الصورة الكاملة ملا حلق م نتيجة كفرهم

آليات يف سورة األعراف أا عابت عليهم اختاذهم العجل من ناحية عدم تشغيل عقوهلم وواضح كذلك من هذه ا .األعراف })148 (ظالمني وكانوا اتخذوه سبيلا يهديهم ولا يكلمهم لا أنه يروا ألم {يف أمر صالحيته كإله

: نواح ويف سورة البقرة كان العيب عليهم من عدة وبني طلبهم ، من ناحية التزامن القريب بني رؤيتهم عيانا مشهد غرق فرعون وجنام بفرق البحر وعبورهم فيه-

.الغريب أيام يف اختذمت مث: " قال الطربي ، من ناحية التوقيت الذي مت فيه عبادة العجل يف ظرف ميقات موسى مع ربه -

".3 املوعد إىل متوجها موسى فارقكم أن بعد من ، إهلا العجل -موسى مواعدة يف منعهم وصدهم عن الوقوع - اليت عايشوها مع موسى عليه السالم - من ناحية عدم جدوى اآليات البينات-

الواضحات باآليات: أي }.. بالبينات موسى جاءكم ولقد {" : يقول ابن كثري ،يف جرم فظيع كهذا اجلرم والضفادع، والقمل، واجلراد، الطوفان،: هي والبينات ،اهللا إال إله ال وأنه اهللا، رسول أنه على القاطعة والدالئل اليت اآليات من ذلك وغري واحلجر، والسلوى، واملن بالغمام، وتظليلهم البحر، وفلق واليد، والعصا، والدم،

" .4 وآياته موسى زمان يف اهللا دون من معبودا: أي ) العجل اتخذتم ثم ( شاهدوها أربع "العجل" البقرة ذكرسورة فجاء يف ،القرآن الكرمي التعريض ذه احلادثة يف أكثر من موقف قد تكرر يف و

: لترتيب على ا وهي ، لذلك حكمته وداللتهأنالشك و، مرات )51 (}لة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون وإذ واعدنا موسى أربعني لي { :يف قوله تعاىل - وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم { :وقوله تعاىل -

كمفسلوا أن54 ( }... فاقت(

أبو الفضل شھاب , اآللوسي , 45ص / 3ج / ل السلیم إلى مزایا القرآن الكریم إرشاد العق) / 951ت( محمد بن محمد العمادي , أبو السعود : ینظر - 1ص / 6ج / م 1987ط / بیروت / دار الفكر / روح المعاني في تفسیر القرآن العظیم والسبع المثاني ) / ھج 127ت (الدین السید محمود البغدادي

374 469ص / 5ج / التحریر والتنویر / ابن عاشور -2

36ص / 2ج / بیروت / دار الفكر / 1987/ / جامع البیان عن تأویل آي القرآن ) / 310ت ( أبو جعفر محمد بن جریر / الطبري 3- 329ص / 1ج/ تفسیر ابن كثیر 4-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

42

.)92 (}ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون ..{: و يف قوله تعاىل -سما يأمركم به إميانكم إن قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئ... {: تعاىل وقوله -

ننيمؤم مت93 (}كن( اآلية فقد تلت األوىلأما ، إسرائيل جاءت ضمن سياق تعداد النعم على بين أا األول اآليات الثالث مناسبةو

.استقباحها لتفيد مزيدا من تشنيع فعلتهم وأعينهم أمام فرعون وإغراقاليت تذكر معجزة فلق البحر هلم كفارة ما فعلوه ني الثانية هي ضمن السياق نفسه إال أا جاءت على لسان موسى عليه السالم وهو يباآلية و

.وأن اهللا تعاىل سيقبل توبتهم موجه وفيها خطاب مباشر،واآلية الثالثة قريبة يف مكاا من اآلية الثانية لكنها ختتلف عنها يف الصياغة والسياق

ربط ويف هذا ،ألفعاهلم السيئة كما أن سياقها ربط فعل عبادة العجل بالتوبيخ مع جميء البينات ،القرآن إليهم من .البعثةبني ماضيهم وحاهلم بعد

املعىن أن اهللا تعاىل واعد موسى مالقاة الطور ملناجاته فكانت املواعدة من } ... وإذ واعدنا{ : ويف قوله تعاىل .1 سى ومن موسى لربه اهللا ملو

{: تعاىل قال سوريت األعراف وطهمل ينب من أي شيء ولكنه بني يف ،اليت يف البقرة األربعوالعجل يف اآليات اروخ ا لهدسلا ججع هميلح نم هدعب نى موسم مذ قوخاتا .. {: يف سورة طه وقوله تعاىل})148(ونلكوريامألقى الس كا فكذلاهم فقذفنالقو ةزين نا مارزا أولنم87( ح({

العجل مل تذكر املفعول الثاين لالختاذ يف مجيع القرآن وتقديره إىل مجيعها اليت أشارت الكرمية اآليات أنواملالحظ فأخرج لهم عجلا جسدا )87(فكذلك ألقى السامري ..{ طه إال أا أشارت إليه يف سورة إهلاباختاذ العجل

اروخ ذا فقالوالهه كمإله إلهى ووسم سي88 (فن({ والظلم يف ،أخرى وعلى لسان موسى تارة ، مباشرة من اهللا عز وجل) بالظلم (وقد جاء وصف اآليات هلم

.2ر به عن اجلهل والشرك والفسقبعي و، لنور ومجعه ظلمات انعدام اأصلهفضل . و يعلق د،نتم قوم عادتكم الظلم أاختذمت العجل ظاملني بعبادته و: املعىن } نتم ظاملونأو{ ويف قوله تعاىل

ة يف نفوسهم ويف هذا أعظم داللة على ختلخل العقيد" : بالقول املسألةعباس يف كتابه القصص القرآين على هذه

تكون ألدنى مالبسھ وكونھا عاریة في فان قلت لم قال من حلیھم ولم تكن الحلي لھم إنما كانت عاریة في أیدیھم ؟ قلت اإلضافة : " یقول الزمخشري 1-

) .109ص / 1ج / الكشاف " ( أیدیھم كفى بھ مالبسة , 174ص / 2ج/ العین / الخلیل بن أحمد الفراھیدي : ینظر ( وذكر نحو ذلك في وضع الشيء في غیر موضعھ .. أخذك حق غیرك : الظلم2-

390ص / 2ج/ في اللغة المحیط/ الصاحب بن عباد

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

43

ن يبادروا فيصفوا موسى أهلا هلم وملوسى كذلك و إ جيعلوا العجلأنوانعدام نورها فكيف يصح يف عقل عاقل . "1! بالنسيان

على شكل وإمنا ،هناالعجل مل تأت مفصلة قصةأن يف سورة البقرة الكرميةهذه اآلياتما نلحظه من خالل لكن امللفت هو تكرار التنويه ، سياق توبيخهم واستحقاقهم للعقوبة يف سياق احلديث عن نعمهم أو يفإشارات

،ذاته زيادة التركيز على احلدث فيه أنوالسبب يف نظري ، من موضع أكثر هذه السورة قضية العجل يفإىلاملطلوب فليس 2 ،ذكر فيما خيدم أغراض السورة هنا وكأن ما يلزم منه ، من الدخول يف تفصيالته أكثروفظاعته

لكن املطلوب ،عليه فعل موسى ةرد وأ إخراجه ليعبدوا العجل أو ما هي الطريقة يف أغواهممن تفاصيل معرفة دخول دائرة الظلم من أوسع أبوابه وصفهم أم استحقوا بذلك ميهم ب وجتر" االختاذ" الضوء على فعلطليستالكم الدائم وقد جاء وصف موسى حني سألوه حم هو فالظل، نتم قوم عادتكم الظلمأ أي }وأنتم ظاملون{:

حيث وصفهم باجلهل املطلق وأكده لبعد ما صدر عنهم بعد ما } قوم جتهلونإنكم{ هله آ جيعل هلم أنقبلها .3 من اآليات الكربىاورأك خاطىء حيث أا تتحدث عن أمر خطري ال يتعلق فقط مبجرد سلو،فتحتاج إىل توقف خاص اآلية الرابعة أما

ولكنها جاءت لتقرر نتيجة ، بل هي ال تتحدث أصال عن حادثة عبادة العجل بالتحديد،ارتكبوه بعبادم للعجل حيث ، ذلك أا مجعت يف نسق غريب بني موضوع العجل والعشق القليب ،معينة تصب يف صميم شخصيتهم

تداخلهم حبه أي: " كما يقول الزخمشري واملفسرون عىن املو ، } وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم{:تقول " .4الصبغ كما يتداخل الثوب يه واحلرص عل لوصف حاهلم وما استقروا عليه يف تركيب شخصيتهم خاصة تصلح أن تكون قاعدةهلذه اآلية دالالتوأرى أن

قلوم يف شربواأو: " يقول الرازي ، ر من مغزى أكث )لشرب ا (لفظالنظم الكرمي لختيار ا ف، توجيههاوأداة : وجهان االستعارة ههذ وجه ويف ، العجل حب

بيان } قلوبهم فى{ : وقوله ، الثوب الصبغ يتداخل كما عبادته على واحلرص حبه تداخلهم معناه : األول .) 10 النساء ( } اران بطونهم فى يأكلون وإنما{ : كقوله اإلشراف ملكان

45ص/ إیحاؤه ونفحاتھ , القصص القرآني / فضل حسن عباس . أ د-1حیث أن ھذه السورة تمیزت بأنھا , ستلھم الروابط بین موضوعات سورة البقرة ومحورھا وعالقتھ مع بني إسرائیل أ یمكن وبعرض موجز أن -2

حتى إنھا أحصت أكثر من ستة عشر مرة شؤونا وقضایا تخصھم ، ولعل أھم ما یمیزھا أنھا , یل أولت اھتماما ملحوظا في حدیثھا عن بني إسرائوحیث أن ھدف , ثم أعقبتھا بكشف حالھم فترة نزول القرآن , عرضت جوانب ولقطات سریعة ومتتابعة من تاریخ بني إسرائیل في فترتھم السابقة

الیھود على أنھم المثل األعلى للمنھج المادي -]التخلیة قبل التحلیة [ من خالل أسلوب -فقد قدمت , ) رسم منھج المجتمع المسلم ( السورة منصب على .الذي یعادي منھج الفطرة القائم على األیمان بالغیب

ستخالف وقیادة األمم على منھج إثبات أن بني إسرائیل قد استبعدوا عن مكانتھم في اال, ثم إن السورة الكریمة أرادت من خالل ھذه األدلة المتتابعة كما تفردت بإعالن حقیقة كبرى وھي أن وباء , للداللة على ھذا المعنى} یؤمنون بالغیب {وقد ناسب التعبیر ب, اهللا لیحل مكانھم أمة محمد صلى

. } وأشربوا في قلوبھم العجل { المادیة قد تشربتھ قلوب الیھود 130ص / 1ج/ارشاد العقل السلیم / أبو السعود , 55ص / 3ج/ وار التنزیل أن/ البیضاوي : ینظر 3- 192ص / 1ج / الكشاف / الزمخشري : ینظر 4-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

44

من عنهم صدر ما جلميع مادة كانت احملبة تلك فكذا األرض خترجه ما حلياة مادة الشرب أن كما : الثاين " .1 األفعال

.ويف كالم اإلمام الرازي من اإلجادة والدقة ما يغين عن البسط الكثري أي أنه جاء ، 2ذلك وهو اهللا م عال غريهم فعليدل على أن فا) الشرب (فعلوأيضا ميكن مالحظة أن صيغة

) .كفرهم ( وهو طبيعة ،كما أن اآلية عللت السبب الذي أدى م إىل استحقاق هذه العقوبة،هنا كعقوبة عادلة درجة العشق والتشرب إىلاستغراقهم يف املادية حىت قادم ما حصل هلم من حكم واضح على اآليةيف هذه و . ينفصل عنهم ألنه جزء من كيام أنالصعب بل ومن املستحيلث صار من يحب

واحلكم على ةرادولقد وصف اهللا حمل ذلك عندهم يف القلب الذي هو يف األصل مركز التوجيه والتحكم واإل } وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم{ وقوله : " .. يقول الراغب ، وإجيابااألشياء سلبا

: كقول الشاعر ،قيل هو من قوهلم أشربت البعري شددت حبال يف عنقه فأشربت األقران حىت وقصتها بقرح وقد ألقني كل جنني

دم وذلك أن من عا، وقال بعضهم معناه أشرب يف قلوم حب العجل ،فكأمنا شد يف قلوم العجل لشغفهم : كقول الشاعر ،إذا أرادوا العبارة عن خمامرة حب أو بغض استعاروا له اسم شراب إذ هو أبلغ إجناع يف البدن

تغلغل حيث مل يبلغ شراب وال حزن ومل يبلغ سرورورة العجل يف فإن يف ذكر العجل تنبيها أن لفرط شغفهم به صارت ص،ولو قيل حب العجل مل تكن هذه املبالغة

" .3.. قلوم ال تنمحي : مسألة ¤

يف دائرة هذه العقوبة الشديدة اليت حلقت م يف قوله تعاىل ،قد يقول قائل كيف يدخل من تاب من عبادة العجل ؟ } وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم{: يف سورة البقرة

إن { :أوهلا أن اآليات اليت يف سورة األعراف قد بينت ذلك يف قوله تعاىل ،اجلواب عن ذلك أكثر من وجه

رينفتزي المجن ككذلا وينالد اةيي الحلة فذو همبر نم بغض مالهنيل سجذوا العخات ين152(الذ ( ينالذو ثم ئاتيلوا السمع يمحر فورا لغهدعب نم كبوا إن رنآما وهدعب نوا ماب153(}ت.(

224ص / 2ج / التفسیر الكبیر / الرازي -1

. ھل السنة أن كل محدث لألشیاء ھو اهللاعلى اعتبار أن ھذه اآلیة دلیل أل) وأشربوا ( یرد اإلمام الرازي على المعتزلة الذین أولوا فاعل 2- )171ص / 2ج/ التفسیر الكبیر: ینظر الرد في

261 -260ص / المفردات / الراغب 3-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

45

كون عنه يفصح كما ، وأشياعه كالسامري عبادته على واستمروا اختاذه على متوا أي : "واملعىن عند أيب السعود 1 " املصرين عن عبارة األول صولاملو أن يف صريح ذلك فإن التائبني عن عبارة الثاين املوصول

تقتضي إمنا التوبة فإن ، التوبة متحوها ال قد دنيوية عقوبة الذلة وهذه: ".. وقد علل ابن عاشور ذلك بالقول عن تنشأ سبباتم الدنيوية العقوبات ألن ، الدنيا مبصائب املؤاخذة ترك تقتضي وال ، التكليف عقاب عن العفو

وخطاب الوضع خطاب بني التفرقة يشبه وهذا ، خاصة إهلية بعناية إال التوبة ترفعها أن لزمي فال ، أسباا .التكليف

ولكنه ابتدأ وسيستمر مع ثلة تبقى على ،ومن هنا فاآليات السابقة كشفت أن املوضوع مل ينته بتوبة هؤالء .والئها لصورة العجل وميلها حنوه

ولكن هذا ،اذ العجل مل يكن فقط وقت ميقات موسى عليه السالم مع ربه كما أن آية أخرى أظهرت أن فعل اخت

يسألك أهل الكتاب أن تنزل {: فلو الحظنا قوله تعاىل يف سورة النساء ،النوع من الكفر قد تكرر مرات عديدة م رى أكبوسألوا مس اء فقدمالس نا مابتك همليع ثم همقة بظلماعالص مهذتة فأخرهج ا اللهفقالوا أرن كذل ن

النساء)153 (}اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا ، جهرة الرؤية بطلب عليهم التوراة نزول بعد اكتفوا ما فإم كفرهم على وإصرارهم مجهاال كمال بيان واملعىن

2 والدين احلق طلب عن بعدهم غاية على يدل وذلك العجل عبادة إليه ضموا بل أي أن فعل اختاذ العجل معبودا مل يتم فقط فترة ميقات موسى مع ربه كما ،هنا تفيد الترتيب والتعقيب " مث"و

كما تذكر اآلية السابقة ، ولكنه كذلك مت بعد حادثة الصاعقة وبعثهم من جديد ،ر يف سورة طه واألعراف ظه !يف سورة النساء

مل يكن خمتصا ، وهو أن العقاب الذي ذكره اهللا تعاىل من إشراب العجل يف قلوم ،ووجه آخر متعلق باملسألة واضح يف بيان أن املوضوع جتاوز هذا الفعل السيء إىل كفر عام ذه املعصية وحدها فسياق اآلية الذي ذكرته

وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا {: فقد جاء يف نفس اآلية ،بشريعة التوراة وأخذهم العهد عليها نيصعا ونعموا قالوا سعماسو ةبقو اكمنيا آتوامربأشا و..{.

لقد أظهرت اآلية الكرمية فنا رهيبا من فنون الكفر أوصلهم إىل الدرجة اليت مل يعد حيدث فيها تتابع املعجزات أي

.} قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم{: أثر يذكر سوى املزيد من االستخفاف والوقاحة

45ص /3ج/ إرشاد العقل السلیم / أبو السعود 1- 429ص / 5ج / التفسیر الكبیر / الرازي : ینظر 2-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

46

-إذا كانت سنة اهللا تقتضي أن يهلك أقواما غابرين رفضوا معجزة أنبيائهم فاستحقوا شكال من أشكال العذاب و ، فهم بتفاعلهم املقيت مع كل هذه املعجزات –وليس هذا ببعيد عن خميلتهم وقد عاينوا فرعون يغرق أمامهم

يف كل مرة وأبوا إال أن يفشلوا يف كل اختبار مروا به مث هم رفضوها ،وكل هذه الفرص اليت مل تعط لقوم غريهم { : ولكنه عذاب معنوي من نوع آخر ، عذابا حسيا يهلكهم عن بكرة أبيهم -هذه املرة- مل تكن عقوبتهم ،

مل بكفرهجالع ي قلوبهموا فربأشو{ . أشربتها قلوم فأفقدم " مادية عجلية" و أحل مكانه ، ألنه سلبهم شيئا من داخلهم ،وهذا العذاب أقسى وأشد

فباتوا فصيلة آدمية مميزة خباصية فقدام ، وأخلت بتوازم الروحي والنفسي ،غريزة إحساسهم باملعنويات . حىت وصل إىل درجة العشق الكامل ، وحبهم الشديد للمادة ،1للمعنويات

كان لكل فتنة متر عليهم ،ل بالتدريج فهم شربوا حب العجل على جرعات ومن طبيعة األمراض املعنوية أن حتص

والذي هو رمز لكل ما حيويه دناءة املادة وتوابعها ،نصيب منها حىت اكتمل قلبهم تشربا هلذا املعشوق العجلي .حني تعزل عن أفق املعاين ودواعي الروح

عليه الله صلى الله رسول سمعت حذيفة قال ".. : مسلم احلديث الذي أخرجه،وحيضرين يف هذا املعىن القريب

لمسقول وي ضرعت نتلى الفري القلوب عصا كالحودا عودع ا قلب فأيهربأش تكن يهة فكتاء ندوس أيقلب و السماوات دامت ما فتنة تضره فلا الصفا مثل أبيض على قلبين على تصري حتى بيضاء نكتة فيه نكت أنكرها

ضالأرو رالآخو دوا أسادبرا كالكوز ميخجلا م رفعوفا يرعلا مو ركنا يكرنا إلا مم ربأش نم اهو2 " ه.

بصورة لم , بنو إسرائیل في القرآن : في كتابھ , عند الیھود " خاصیة فقدان المعنویات" الفضل في إبراز سمة -رحمھ اهللا –ي للشیخ البھي الخول- 1

اب تأعھدھا عند غیره من الك ) 207: رقم , 349ص / 1ج: (رواه مسلم في صحیحھ 2-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

47

:التقليد الوثين وعالقته بعشق املادة اليهودي: املطلب الثاين الذي قد يسهل تفسريه الظاهر لعالقته القوية -رأيت من اإلنصاف وقبل أن أدخل يف إثارة موضوع التقليد الوثين

واليت قد ،بالوقوف أوال على عالقة الفكر املادي بالتوحيد أن أتدرج -بينهما ) احملسوس (مبوضوع املادية جبامع هو سد الثغرات اليت من املمكن أن حتدثها بعض ، والدافع لذلك عندي ،تظهر بعيدة عنها بعض الشيء

والذي قد يصعب الربط بينها وبني ،االدعاءات اليهودية وبعض نصوص العهد القدمي القائلة بدعوى توحيد اإلله . ملادي الشامل يف تصور اإلهليات فكرهم ا : مدخل

،ما من شك أن أهم ما مييز طبيعة اإلنسان عن غريه من املخلوقات هو حبثه املستفيض يف الكون وأسرار احلياة صبغة روحية - ولو كان ضئيال –مل تعدم يف جانب ،ومل مير على البشرية حىت فترة إمياا باحملسوس ارد فقط

. املقدس من الشكل احملسوس على تفسري فجوات ال ميكن أن يغلقها احملسوس أبدا لنقاط حتمل ومع أين أجزم بأنه ال مسوغ عقلي مقنع يدعو حلملنا على التسليم بنظرية تطور األديان واليت تعترب اإلنسان قد مر

ن اجلسنة الوحيدة يف النظرية لكن قد تكو،مبراحل عديدة من أشكال الوثنية وتدرج ا وصوال إىل توحيد اهللا .1نظرا إىل التوحيد على أنه أرقى ما ميكن أن يصل إليه الفكر الديين عند البشر

أن التوحيد يقف حاجزا أمام تقبل األفكار الوثنية اليت هي دون مستوى الرقي ،والعجيب احملري يف الوقت نفسه الذي دعا ) التوحيد( فإذا حددنا من ذلك كله رسالة ،يد الفكري الذي أطلقه السمو العقدي حلامل فكرة التوح

– وهي بالتأكيد قمة ما ميكن أن يصل إليه فكر التوحيد من مثالية حقيقية منسجمة مع الواقع -إليه اإلسالم لزمنية جيلون ما ميكن أن يراكمه البعد والفترة ا) أنبياء بين إسرائيل ( وأضفنا إىل تلك الرسالة أشخاصا جمددين هلا

وقفنا مندهشني أكثر أمام - كما حتقق فعليا لليهود من أجواء مثالية -الطويلة من أهواء تذهب بالفكرة والدين وذلك املنطق الذي حيملونه من التصورات ،هذا التناقض العجيب الذي محلته هلم رسالة األنبياء من التوحيد

.م حىت فترة وجود أنبيائهم معهم واملظاهر الوثنية اليت رافقته،الوثنية يف كتبهم } ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون {: وإذا استثنينا القليل املؤمن الذين أنصفهم القرآن بقوله

أنبياء بين خنرج بأن هذا اإلشكال ال حيله إال افتراض أن الفقه احلقيقي ملعىن التوحيد الذي تعاقب، )159(األعراف فإذا عمقنا النظر يف نطاق الدوافع املتغلغلة يف نفوس ،إسرائيل على تبليغه مل يكن له صدى حقيقي يف عقوهلم

ومنھم الكاتب والمفكر المعروف عباس محمود العقاد في , ربیة فقد تأثرعدد من الكتاب المسلمون بھذه النظریة الغ, لألسف 1-

!حین بنى الكثیر من طرحھ علیھا ) اهللا( : كتابھ

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

48

مظاهر كشف لنا سرعة استجابتهم للمظاهر الوثنية ميلهم الكبري حنو املادية كبداية ملحوظة يف،هؤالء القوم : داية ميكن أن نناقش فكرهم املادي وعالقته بالتوحيد ومن هذه الب،العبادة وشكلها الذي اختاروه

:الفكر املادي اليهودي والتوحيد : أوال إن الوحدانية اليت كان يدركها اإلسرائيليون يف ذلك الزمن مل : " أبدأ حتت هذا العنوان مبا انتهى إليه العقاد بقوله

ومل خيط اليهود خطوة غري هذه ، على األرباب تكن وحدانية تفكري ولكنها وحدانية تغليب لرب من األرباب " .1اخلطوة وهي أن لليهود إهلا يعلو على آهلة غريهم من البشر

إن : ميكن القول ) عقيدة التوحيد يف العهد القدمي (بعد البحث املستفيض يف موضوع : " صابر طعيمة . ويقول دوع العقيدة الدينية يف اإلله عند بين إسرائيل تفتقد عقيدة الذي يؤكد بالربهان القاطع واحلجة الدامغة على أن موض

الدينية ومل يعرفوا معىن الترتيه ةالتوحيد متاما ذلك أنه على ضوء التراث الذي انتهى إلينا مل يرق بنو إسرائيل بالفكرالواحد يف الكون واخلالق فليس هو اإلله املنفرد باخللق و... لإلله اخلالق وبالتايل مل يعرفوا معىن التوحيد اخلالص

والعجيب احملري هو أن مجاعة إسرائيل اليت تتحدث ... ولكنه اإلله األعظم بني اآلهلة األقل عظمة ،لكل شيء ...عنها األسفار مل تطالعنا بعبادة وعقيدة يف اإلله بغري ذلك النمط املعروف من خالل العجل والصنم

فهو إما حال يف صورة ،عقيدة اإلله الذي يؤمنون به مل يرتهوه أبدا وحىت يف املراحل اليت ارتقوا فيها بوإما صورة خيالية غري حمددة اهلوية وال معروفة ... وإما جسم وكيان وحيز يف صورة وموقف آخر ... وموقف

".2وهكذا... الصفات يف موقف ثالث

ففي القرآن ،ة من نصوصهم اليت بني أيدينا وغريها فإذا كان الباحثون قد خرجوا بداية ذه النتيجة الواضحوقالت اليهود عزير ابن الله وقالت {: حيث جاء يف سورة التوبة ،كذلك ما يكشف هذه احلقيقة ،الكرمي

ذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول ال)30({

ويبدوا أن هذا اإلجرام قد مت قي وقت متقدم ،وفيها يثبت اهللا على اليهود أم يف فترة من فترام نسبوا له الولد ولعل هذا الوقت هو بدايات تشكل ، حممد صلى اهللا عليه وسلم ألنه مل يكن له أثر ظاهر يف عهد النيب ،نسبيا

مرحلة السيب ( بدليل أن عزير عليه السالم تعاصر زمنه مع فترة ضياع التوراة ،اليهودية مبصطلحها الديين املستقل

361ص/ دار الھالل / إبراھیم أبو األنبیاء/ عباس محمود العقاد 1-

)363ص/ التراث اإلسرائیلي / صابر طعیمة . د 2-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

49

ناقشها من منظور ادعاء النصارى بعيسى ، لذا فالقرآن عندما طرح قضية نسبة أهل الكتاب للولد ،1) البابلي .عليه السالم

وقد يكون أحداها رد ،هذا فلحكم معينة أراد اهللا أن يشهر فعل اليهود يف هذا املوضع الوحيد يف القرآن ومع كما أن اآلية الكرمية ، وإثبات تقبلهم لفكرة جتسيم اإلله بالصورة والعوارض البشرية ،دعوى نسبتهم إىل التوحيد

.}يضاهئون قول الذين كفروا من قبل{ يدعللت أن األمر عائد إىل جمرد كونه شكال من أشكال التقل

فمن املؤكد أن هناك أيضا تفسريا أو ،2وعلى فرض ما يدعيه اليهود حبملهم لصورة من صور التوحيد جدال : ميكن أن حيل إشكالية العالقة بني الطبيعة املادية اليهودية وفكرة التوحيد عندهم ،أكثر

أن الصورة اليت يرمسها قلب متعلق باملادة وفكر حمصور مبحدوديتها ال ميكن أن يتصور اإلله إال على والذي أراه إىل الصورة اليت - يف الفكر اليهودي املادي -لذلك فهذا السيد الرب ال بد وأن ينحاز] رب املصاحل [ شكل

بإله واحد جيتمع فيه األنا اليهودي إلشباع وال خمرج من هذا إال ،حتقق رغبة املتطلع للكسب من هذه املصاحل فتم هذا اإلله على الطريقة اليهودية معزوال متاما عن اخللق ،رغبته يف متثل املصاحل الدنيوية املادية بصورة مرحية

.3 ومسخر فقط خلدمة النمط اليهودي ،والكون رتوعة من أي شكل يف اإلطار األفقي إذن فمنطق التوحيد يف الفكر املادي اليهودي جعل وحدانية اإلله م

بل هي ظاهرة يف املنطق الذي ، والنتيجة ليست افتراضية ،أو العمودي الذي ميكن أن حييط بفكرة اإلله الواحد حيث إن الصورة ، املتعلقة أكثر بتحجيم صورة اهللا عنها بتعظيم صورة الشعب ،]شعب اهللا املختار [ أفرز نظرية

ه من مكانه احلقيقي كرب للعاملني إىل رب لعامل بين إسرائيل ال ميكن بداية أن تلتقي مع الوحدانية اليت اجتزأت اإلل . وال ميكن اية أن حتتفظ مبعىن جوهري ملفهوم األلوهية يف اخللق والسيطرة والتدبري ،بشيء

فيها موضوع عالقتهم بالوثنية من يثار إىل الدرجة اليت) الوحدانية (هذا يقودنا بالضرورة من إثارة موضوع و

.ناحية املنظور املادي الغالب يف شخصيتهم

. التمھید یراجع ما ذكرتھ حول ھذا الموضوع في- 1أنا الرب إلھك الذي : ثم تكلم اهللا بجمیع ھذه الكلمات قائال : " .. سفري الخروج والالویین ما جاء في , من النصوص التي تتحدث عن التوحید صراحة 2

ء من فوق وما في األرض من ال تصنع لك تمثاال منحوتا وال صورة ما مما في السما, أخرجك من أرض مصر من بیت العبودیة ال یكن لك آلھة أمامي ) 20سفر الخروج " ( تحت وما في الماء من تحت األرض وال تسجد لھن وال تعبدھن

ال تصنعوا لكم أصناما وال تقیموا لكم تماثیل منحوتة أو أنصابا مقدمة وال ترفعوا حجرا مصورا في أرضكم : یقول موسى : "..ونص الالویین یقول ) 10 :26ویین ال...." ( لتسجدوا لھ

,وھما واضحان في الدعوة إلى التوحید ونبذ األصنام للداللة على أن أصل الرابط الذي یجمع بین الیھود الیوم ھو نمطھم المتشابھ في صفات) النمط الیھودي ( أفضل استخدام مصطلح 3-

.نفسیة وفكریة محددة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

50

: ظاهرة النقوالت الوثنية يف التراث اليهودي وعالقتها بالفكر املادي :ثانيا بنتيجة يصف فيها – على األقل -مل أجد أحدا ممن تناول التراث اإلسرائيلي بالبحث والتمحيص إال وخيرج

.وص بالتضارب والتناقض مضمون النصالعجيب : " حيث يقول ،الفولكلور يف العهد القدمي : يف كتابه " جيمس فريزر"وأستشهد بكالم املتخصص

احملري هو أن مجاعة إسرائيل اليت تتحدث عن األسفار مل تطالعنا بعبادة وعقيدة يف اإلله بغري ذلك النمط املعروف من خالل ) األلوهية يف العهد القدمي ( طيع باحث منصف أن يرى قضية وهل يست... من خالل العجل والصنم

" .1هذه النصوص مطروحة بغري مؤثرات الوثن والصنم وأساطري اخلرافة يف األمم البدائية

فمثال لو اخترنا بعض النصوص من نفس ،وإثبات أثر العقائد الوثنية القدمية يف العهد القدمي ليس باألمر الصعب . سنجد فروقا جلية يف املعىن والصياغة واملضمون يتضارب فيها مفهوم اإلله بصورة واضحة ،ضوع هنا املو

أذكر منها على سبيل ، وغربها من الطقوس الوثنية ،ومن النصوص اليت تتحدث عن تعدد اآلهلة بأشكال متنوعة :املثال

:عبادة احلية

وسى أن يصنع حية حمرقة ويضعها على راية فكل من لدغ فنظر إليها الرب أمر م: " .. ما جاء يف سفر العدد : " حىت أنه ورد نص صريح يف سفر امللوك يتحدث أم كانوا يوقدون للحية النار ، )9-6 : 21( سفر العدد حييا

)18:4امللوك ( 3..." حية النحاس اليت عملها موسى ألن بين إسرائيل كانوا إىل تلك األيام يوقدون هلا 2وسحق

:عبادة املالئكة

/ التراث / صابر طعیمة : نقل عنھ , 1972القاھرة عام / 263ص/ الجزء االول / القدیم الفولكلور في العھد : جیمس فریزر في كتابھ 1-

373ص

منذ كانوا یعبدونھا , ن لھا األضاحي م الذي وسحق الحیة ألنھم كانوا یوقدو.ق ) 714 – 686( ھذه إشارة إلى الملك حزقیا ابن أحاز ابن الملك یھوذا -2 ).179ص/ السحر في التوراة / شفیق مقار .( خمسة قرون

إذن رایة الحیة ھي كانت رایة یھوة وفیھا تجسید اإلیمان الدیني الضارب في القدم في قدرة الحیة في الدیانات :" ویعلق الكاتب شفیق مقار على النص 3- وال غرو أن عبد بنو إسرائیل , وباتخاذه تلك الرایة اتخذ یھوه لنفسھ سحر الحیة ذاك , آللھة األم األرض مصدر الحیاة الماتریاركیة التحت أرضیة من ا

السحر في / شفیق مقار !! "./ یعبدون االفاعي ویقولون انھم شعب اهللا المختار : وھذه صورة اخرى من صور الشعب ... تلك الرایة طوال قرون ) 9-6 : 21( سفر العدد , 179ص/ التوراة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

51

وهي منحوتات املالئكة الصغرية انحة مل تشذ عن هذه القاعدة فقط بل أصبحت موضوع عبادة ) الكروبيم (" يعبدوا إىل اليوم1 وما زال أصحاب فرقة القباال الباطنية،خاصة واستمرت وتطورت حىت عصور متقدمة جدا

2 !طقوس وثنية يف القرابني

جاء يف أسفار اخلروج والالويني ومزامري داوود نصوص تصف املذابح اليت اختذها اليهود بصفات أقرب إىل ومنها جعل املذبح بقرون إميانا بقدسية القرون كما كان الوثنيون يف طقوسهم الدينية يربطون ،التقاليد الوثنية

فإذا ،هم العربيون بتقدمي الذبيحة بعد ربطها يف قرون املذبح هكذا قلد،الذبيحة بقرون املذبح لتتأهل للتقدمة اإلهلية .3مل تربط الذبيحة إىل قرون املذبح كان من املتوجب على األقل أن يوضع من دمها على هذه القرون

وتأخذ : ألنه هكذا قال الرب ملوسى : " ويف نسبة هذه الطقوس إىل الرب وموسى حاضرة وجاهزة يف كل وقت )12 : 29خروج " ! ( وجتعله على قرون املذبح بإصبعك من دم الثور

قد ، حيث يذكر الكتاب املقدس العجول يف أماكن عديدة ،أما عن طقوسهم يف عبادة العجل فحدث وال حرج

أمثال : [ ( منها ما يصف قيمة العجول عند اليهود ،أحصيت منها يف قاموس الكتاب املقدس صورا كثرية )14- 9:13عزرا ( ،)22-19:1عدد (،) 15:23زكريا ( ،)6:4عاموس (،)14:4

ومنها ما يرمز إىل الصفات اليت تتحلى ا العجول ،) 17-15:9تكوين :( والعادات اليت كانت تتعلق ا ) ..15:5أشعيا ) ( 5:11أرميا (كالقفز والصوت العايل

:خصية اليهودية املادية وعالقته بالش) التصور اليهودي لإلله ( مرد التناقض يف •

سبب واضح جدا ال حيتاج تكلفا - وبإجياز شديد - أحدها ،هناك عدة أسباب ميكن أن نرد هلا هذا التناقض وتعاقب ، يعود إىل الفترة الزمنية الطويلة اليت أعقبت ضياع التوراة و حماولة تأليفها من جديد ،يف البحث والتعليل

.لظروف االجتماعية والسياسية مراحل تزويرها متأثرة با ولكن املالحظة اجلديرة باالهتمام هي التأثر الواضح ،وال أريد أن أدخل يف تشعبات مراحل التزوير وحتليل عوامله

فإذا تأملنا هذه النقول جندها نفسها تتنوع وتتضارب وختتلف يف كثري من األشكال والصور ،بالنقوالت الوثنية .واهليئات

.سأتحدث أكثر عن فرقة القباال في المطلب الثاني لمبحث المعجزات من ھذا الفصل = 1 5ص/ التوراة بین الوثنیة والتوحید /سھیل لبیب : ینظر -2

) .12 : 29خروج ( و ) 27 : 118مزمور ( و ) 15 /9 : 9الالویین : ( یراجع أسفار - 3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

52

فلماذا احتفظ ذه النقوالت كل هذا ،راض أن املزاج اليهودي متقلب هذا التقلب السريع واملتعدد وعلى افت جيب أن نعترف كذلك أن الكثري من مظاهر الطقوس الوثنية مل تعد ،وحىت نكون واقعيني وأكثر دقة ! الوقت ؟

أو مبعىن أقرب لو كان ،قة هذه النصوص وكأن املوضوع ليس هو اإلميان حبقي،ممارسة يف احلاضر اليهودي املعاصر لكان على األقل جتاوز مراحل النقوالت إىل فكر ،االعتقاد اليهودي داخال حقيقة بشيء من مظاهر هذه الطقوس

ولكن ليس هذا ،وثين مستقل له قواعده وأصوله وتقاليده الوثنية املعرفة والواضحة متاما كأي ديانة وثنية أخرى وما أريد أن أصل إليه بالتحديد أن ،ارب من النقوالت الوثنية باليت ميكن أن تستقر عليها أي ديانة اخلليط املتض

وإمنا ،اليهود مل يكونوا ميارسون يف نقوالم شكال من أشكال الدين احلقيقي الراسخ االعتقاد واملمنهج عن قناعة ومعلوم أن ،نية هي مظهر من مظاهر العشق املادي أي أن هذه النقوالت الوث،هم مل يتجاوزوا مرحلة التقليد

! فال خيرج األمر عن تقليد لشيء مرغوب وحمبب ،العاشق يقلد مظاهر معشوقه يف كل شيء

138األعراف}قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة{لقد أظهر اهللا لنا بداية هذا التقليد بقوله هي آخر ، لنا مواقف عديدة ومن مراحل خمتلفة مروا ا مع أنبيائهم ليخرجوا بطبيعة كفر مميزة مث أظهر اهللا

حصيلة التقلبات اليت انتهت م إىل اإلقرار حبقيقة واضحة أعقبت تفردهم بشكل من أشكال الكفر املتراكم يف )93( البقرة }لوبهم العجل بكفرهموأشربوا في ق{ ليكون حكم القرآن عليهم يف النهاية ،كل مرة

ليس رمزا عقديا ميثل -كما رأينا-وهذا اإلله املصور يف عقيدة العهد القدمي كزعيم قبيلة هزيل أو قائد عصابة

وإمنا وضع ليؤدي وظيفة إحلاق الشرعية لكل ما أراد اليهود فعله يف سبيل حتقيق املصلحة،معىن روحيا مقدسا ) . رمز تربيري( املادية

، بل حيز العشق القليب ،1إذن فاملوضوع الذي كشفه القرآن أن املادية العجلية قد صار مكاا ليس حيز االعتقاد

! يف إرواء عشقهم للمادة موهذه املظاهر اليت نراها ليست إال متثيل لبعض من ميوهل فهم أثبتوا من خالل ،وم خاصية استشعارهم للمعنويات لقد حل العشق املادي حمل غريزة التدين فأفقد الق

ماكشفه القرآن الكرمي و فضحته نصوصهم أم فشلوا حىت يف تصور اإلله الوثين بالصورة املقدسة على أي شكل .حمسوس الئق

عبارة عن حلقة غیر منقطعة من جرائم الشروع في قتل , إن تاریخ األدیان التي أنجبھا الدین الیھودي ) : " 1893( ل الكاتب الیھودي شتاینشدر یقو 1 / 67ص/ اإلسالم األفعى الیھودیة في معاقل/ عبد اهللا التل . د: نقل عنھ / 96ص/ القاھرة / دار مجلتي / في الفكر الیھودي / ھرتزس . د.." ( أبیھا

) .بیروت / المكتب اإلسالمي

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

53

:املادية اليهودية ومظاهر التشديد يف األحكام والعبادات : ثالثا ،صطلحات الدينية ال تدخل قاموس اليهودي إال جمردة من دالالا الروحية والتعبدية إذا كانت مجيع املعاين وامل

نتيجة متأصلة وعميقة يف تفسري - من فقدان صلة الضمري اليهودي بأفق املعنويات-فبالتأكيد سيكون ما ملسناه شاهدون من صور شكلية مظاهر الطقوس والعبادات اليهودية على أا جمرد تعبري عن تفاعلهم احلسي مع ما ي

بشواهد حية من تصرفام ، وقد قدمت أن هذا األمر ال خيرج عن آلية التقليد،ملونة للعبادات عند الغري . وتعبريام

أنه ليس يف مجلة العقيدة الدينية اإلسرائيلية على مدى ضخامة أسفار العهد القدمي حماوالت " كما توصل الباحثون فيها يقوم املؤمنون بالتبتل أو التعبد هللا بروح مجاعية أو فردية ،األسفار عن صور أخالقية إميانيةتتحدث فيها هذه

األمر الذي جعل معظم علماء األديان من الغرب يرجعون يف يسر وسهولة الصلوات واألدعية اإلسرائيلية اليت ،الصلوات اإلسرائيلية من بابل وفارس حني جاءت يف بعض فقرات العهد القدمي إىل مصادر تأثرت ا ونقلت عنها

" .1كانوا يف األسر بعد أن فقدوا كل مصادر الوحي اإلهلي ، ويف حقيقته ترمجة للعقلية املادية املغالية،ولكن حىت الشكل التعبدي الذي راق هلم هو أسري شكل متنطع متشدد

وكذلك ،لشدة اليت تناسب شعب أصحاا من الصعوبة وا،لذلك من السهل أن نرى ما اعتمدوه من أحكام فبظلم من الذين {: قال تعاىل فإن أحكام الشريعة التوراتية تناسبت حبكمة مع ميلهم الدائم للعصيان والتمرد

]60:نساء ال[ }هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثريا

عظيم لظلم إال الطيبات عليهم حرمنا ما واملعىن ، منهم ظلم فبأيأي } هادوا الذين من فبظلم{: وقوله تعاىل :وقد ذكر املفسرون يف هذا التحرمي أمرين . ارتكبوه أنفسهم، على حرموهاف هلم، حالال كانت أشياء وبدلوا وحرفوا كتام، يف تأولوا ألن قيضهم تعاىل أنهاألول التوراة يف عليهم حرم تعاىل أنه: مبعىن شرعيا يكون أن :الثاين و ، وتنطعا وتضييقا أنفسهم على منهم تشديدا ىعل إسرائيل حرم ما إال إسرائيل لبني حال كان الطعام كل{: تعاىل قال كما ذلك، قبل هلم حالال كانت أشياءفسهن نل مرتل أن قباة تروترتل أن قبل من هلم، حالال كانت األطعمة من اجلميع أن املراد ]93: عمران آل[} الت .2 وألباا اإلبل حلوم من نفسه على إسرائيل حرم كان ما عدا ما التوراة

390ص / التراث اإلسرائیلي في العھد القدیم : صابر طعیمة في رسالتة الجامعیة . ذكرھا د, ما أقره الباحثون من نتیجة 1 ا65ص / 3ج / تفسیر القرآن العظیم / ابن كثیر : ینظر 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

54

فاألول يفسر أن طبيعة ظلمهم قادم إىل ،هم والذي أراه أن كال االحتمالني وارد ألما عائدان مباشرة إىل ظلم . والثاين يظهر أن نتيجة ظلمهم قادت إىل حترمي التوراة عليهم أحكاما كانت حالال،أن يشددوا على أنفسهم

ظفر ذي كل حرمنا هادوا الذين وعلى { :األنعام سورة يف قال كما ، التوراة يف كثرية أشياء حرم تعاىل إنه مث نمقر وم البنالغا ونمرح همليا عمهومحا إال شم لتما حمهورا أو ظهايوالح ا أولط متظم اخبع كذل

ماهنيزج يهمغا ببإنقون واد؛ ذلك عليهم حرمنا إمنا: أي ]146: األنعام[ } لص بغيهم بسبب ذلك يستحقون مأل ، .. حرمنا هادوا الذين من فبظلم { :قال وهلذا ، فهم جتاوزوا حدهم وتنطعوا يف كل شيء ،والبغي جماوزة احلد

: ما يلي ، ومن مسات هذا التشدد يف عبادام وأحكامهم ،وأيضا حنن نلمس طبيعة تشددهم يف كل شيء وكثرا بصورة غري مسبوقة يف الشرائع السابقة على نزول التوراة وال يف شريعيت املسيحية تعدد احملرمات -

: وقد فصلت التوراة هذه احملرمات فيما يلي ،واإلسالم كلما بين إسرائيل قائلني هلم هذه هي احليوانات اليت تأكلوا : وكلم الرب موسى وهارون قائال "

" . من البهائم فإياه تأكلون كل ما شق ظلفه إىل شقني وجيترابن عرس والفأر والظب واجلرذون : " ومن مظاهر التشدد ما ذكر يف اإلصحاح احلادي عشر من سفر الالويني

وكل من مسها بعد موا يكون جنسا حىت ،هذه هي النجسة من الدبيب الذي يدب على األرض ... واحلرباء وإذا وقع منها شيء ميت على . حدا منها يكون جنسا إىل املساء مث يطهر وكل من وقع عليه وا،املساء مث يطهر

".كل متاع من خشب أو ثوب أو جلد يكون جنسا ".وكل متاع يتنجس يلقى به يف املاء ويكون جنسا إىل املساء مث يطهر " عليه ماء من كل طعام ألن ما يأيت،وكل متاع من اخلزف وقع فيه منها فكل ما فيه يتنجس وأما هو فتكسرونه "

)".33:11الويني ("يكون جنسا فكل من يلمسها من البشر فهو جنس وكل ، فيكفي أن يتسبب يف جناسة ذاتية لصاحبته ، وأما طمث النساء -

.1 وكل من يلمس شيئا ملسته فهو جنس ،شيء تلمسه فهو جنس ويعترب املكان الذي مات ،ية أو قتال فهو جنس وأي شخص ميوت يف حجرة أو خيمة سواء كانت امليتة طبيع-

وكل .. كذلك كل األواين والفرش الذي كان ا ، جنسا ملدة سبعة أيام – حجرة كان أو خيمة –فيه األشخاص الذين كانوا ا أو دخلوها تصيبهم النجاسة وكل من مس جثة إنسان ميت وينقل جناسته إىل كل

!شيء ميسه

) .28 – 20(قرات ف, ینظر اإلصحاح العشرون من سفر االویین 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

55

اخلطايا إذا أخطا احدهم سهوا يف أقداس الرب يقدم إىل الكاهن كبشا مسينا تكفريا عن خطأ ويف مراسم تكفري .1! السهو

حلرق ، هو الدور الذي يلعبه الكاهن أو احلاخام يف ذلك ، ومن املمارسات املعقدة يف مراسم تكفري اخلطايا-

دم على قوائم الدار أو قوائم املذبح حىت يكون الدم برش ال) أو املذبح كما يطلقون عليه (الذبائح يف حمرقة املعبد 2!املنتشر أدعى للتكفري

،جند أحكام املعامالت يف الشريعة اليهودية قد امتازت بالشدة والغلظة 3 وكما هو احلال يف أحكام العبادات - .4" ه يقتل ومن شتم أباه أو أم،من ضرب أباه أو أمه يقتل : " فمثال ،إىل درجة يصعب تطبيقها

املنسوجة من أكثر من صنف مبعىن أال يكون ،وقد جاء يف أكثر من موضع شرائع أخالقية حترم لبس املالبس 5وحنو ذلك ... أو قطن وكتان معا ،الثوب من كتان وصوف

شدد مثال وقد فصل لنا القرآن أسلوم املت،أما جذور هذا التشدد فقد بدأت من عهدهم مع موسى عليه السالم

ا، اكتفوا بقرة أدىن أخذوا لو" : قال ، عباس ابن عن فجاء يف أسانيد كثرية ذكرها الطربي ،يف قصة البقرة . " 6عليهم اهللا فشدد شددوا لكنهم

قال ، فنلحظ توبتهم يف سورة البقرة بقتل أنفسهم ،وهذه املظاهر استمرت طيلة رفقتهم لسيدنا موسى وبعده

وبالتأكيد فإن الختيار هذا النوع }فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم { : تعاىل .من العقوبة حكمة ناسبت طبيعة نفوسهم

داللتها الوثيقة كما هلا، انعكاس للنفس املادي الذي يستهويهم يف كل شيء ،وما رأيناه من هذه املظاهر بال شك

روح العقيدة ومعىن االتصال - قبل ذلك -على كوم مل يفهموا روح األحكام وال روح العبادة كما مل يفهموا .مع اهللا

124 -123ص / 85ط/ الوثنیة مفاھیم وممارسات / فاروق اسماعیل . د: ینظر - 1 , ) 4:18( , ) 9:9(, ) 15: 1( الویین : ینظر , حول مظاھر التشدد في طقوس المذبح - 2

احمد لطفي .د: : وكذلك , للمؤلف زكي شنودة " جتمع الیھودي الم"یراجع على سبیل المثال كتاب , للمزید حول ھذه األحكام ومظاھر التشدد فیھا 3- 59 -55ص / 2002ط/ القاھرة / المكتبة االكادیمیة / جذور العنف والعنصریة في الفكر الدیني الیھودي وامتداده الى الدولة االسرائیلیة / عبد السالم

)9:20( االویون - 4 )19 : 9( أشعیاء " والذین یحیكون الألنسجة البیضاء , الكتان الممشط ویخزى الذین یعملون : " ھ منھا ما نص- 5 47ص / 2ج / جامع البیان / الطبري : ینظر - 6

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

56

:املنطق اليهودي املادي يف فهم املصطلحات العقدية : املطلب الثالث وفهمه لبعض ،يف حتليالته لبعض األحداث سأتناول جمموعة معطيات يفرضها الفكر اليهودي ،يف هذا املطلب

حىت تلك اليت ليس ،)بدون استخدام مصطلح املادة واشتقاقها(املصطلحات العقدية بطريقة مادية حبتة غري مباشرة فسيظهر أن الفكر اليهودي عاجز عن إخراجها خارج رقعة ،هلا عالقة بوجه من الوجوه اليت حتملها املعاين املادية

مع العلم أن هذه ، وعاجز عن التعامل معها وفق دالالا املعنوية املعروفة عند مجيع األمم ،ادي التصور املالتفسريات تكشف بوضوح سر ما أفرزه القلب املتعشق باملادة حني يغيب عن رؤية اجلانب الفسيح اآلخر لعامل

. املعاين والروح : ليهود بأنفسهم تعبريات عزلتها عن مضمون معانيها األصيلة مناذج من املصطلحات العقدية عرب عنها ا: أوال

:جمرد لقب) اإلله ( مصطلح - أن النبوة يف منطق األسفار قد ترقى إىل مقام ،ومن املفارقات يف لغة األسفار اخلمسة عند حديثها عن اإلله والنيب

هو بالطبع من أكرب ،سياق األسفار ونصوصها األلوهية فيصبح النيب إهلا وهذا اخللل الديين الذي نعثر عليه بني فاإلله ذا املعىن جمرد مالك للقب األلوهية وله ،الرباهني على انعدام إدراك املعىن احلقيقي ملفهوم األلوهية والنبوة

!أن يعطي اللقب ألي شاء أنا :فقال الرب ملوسى انظر ": ببساطة خيربنا اإلصحاح السابع يف سفر اخلروج يف الفقرات الثالث األوىل منه

1 ..." !جعلتك إهلا لفرعون وهارون أخوك يكون نبيك ومل خيربنا اإلصحاح إذا كان موسى اإلله اجلديد بإمكانه أن : " ويعلق الباحث يف التراث اإلسرائلي طعيمة بالقول

"2 ! ينقلب يوما على اإلله الذي منحه هذا اللقب فيعزله متاما كامللوك األرضيني وإذا أردنا أن نفهم هذا السياق من املنظور الذي تعنينا فيه هذه الشخصية سنرى فهما ماديا حمصور األفق بقوامة

! أعطيت لأللقاب بعيدا عن معىن اإلدراك احلقيقي لقوامة األرض والسماوات !عالمة حسية) عند الرب( عالمة الفرق بني املؤمن والكافر -

.عند حدیثھ عن النبوة في العھد القدیم .. ] التراث اإلسرائیلي : [ ینظر ما ذكره الدكتور طعیمة في رسالتھ الجامعیة 1-

145ص / المصدر السابق - 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

57

إىل موسى بأن يقوم ومن معه من مجاعة إسرائيل على بيوت ) الوثين(سب كاتب السفر يطلب الرب فيما ن وال متتد يده إىل بيوم ساعة أن ،اإلسرائليني ويرشوها بدماء الكباش املضحاة حىت يكون رم على بينة منها

...1يدمر بيوت املصريني

، اجلهل باألشياء -ات الظلم والعدوان والعنصرية فوق صف-وهذا القول اجلاهل الذي ينسب إىل رب العاملني وكأن اإلله ال ميلك التمييز بني املؤمن وغريه إال من خالل ،وعدم التمييز بني بيوت أعدائه وبيوت املؤمنني به

.2عالمات حسية ظاهرة تفرق بينهما ! : اكتساب خصائص األلوهية باألكل -: وقال اهللا، ووضع اهللا آلدم وامرأته أقمصة جلد وألبسهما ،أم كل حي ألا ) حواء ( ودعا آدم اسم امرأته "

)!فلعله أكل أيضا من شجرة احلياة فيحيا إىل األبد ... لقد أصبح آدم كواحد منا .3،4ولعل هذا النص يدل على إمكان اكتساب األلوهية باألكل كما يدل على مبدأ تكثري اآلهلة

!نارة السراج إنارة القلوب استبدلوها بإ-أيوب ( كان اليهود يعتربون أن إضاءة السراج دليل على الثروة والربكة لذلك كانوا يضيئون منازهلم طيلة الليل

.5)13:9األمثال ) (25:10ارميا / 6 ) !العجل ( ترانيم وتسابيح بلفظ -

هو شرحهم لعبارة ،قدس ومن أكثر ما لفت انتباهي وأنا أتتبع موضوع العجل يف صفحات قاموس الكتاب امل !!كنوع من التسبيح ) العجل( واملفاجىء فيها إدخال لفظ ،يرددها اليهود يف ترانيمهم

عجول [ ويستعمل كاتب سفر العربانيني عبارة :" حيث يقول ، وأنقل حرفيا ما تكلف الكتاب مبهمة تعليله هلذا إذ إن الشكر تقدمه شفا اإلنسان خلالقه مثل العجول ،نا هللا والقصد منها كالمنا ومحدنا وشكر،جمازيا ] شفاهنا

6" اليت هي تقدمة اإلنسان املادية هللا . إذ فيه من الطرافة والغرابة ما يغين عن التوضيح،وال حاجة للتعليق عليه

!! قصة بركة يعقوب -

) سفر الخروج( الثاني عشر من اإلصحاح من ) 14-13 (الفقرات تفاصیل القصة في 1-

145ص ./ /.. ] التراث اإلسرائیلي : [ طعیمة في رسالتھ الجامعیة . ینظر التعلیق د- 2 7ص/ التناقض في تواریخ وأحداث التوراة / محمد قاسم : ینظر - 3 القاھرة /األنصاردار ) / 198,34(ص / على التوراة / افعي علي محمد الباجي الش: ینظر - 4 487ص/ المجتمع الیھودي / زكي شنودة : النص نقال -5 607ص / 9ط/ دار الثقافة / تألیف مجموعة من األساتذة الالھوتیین / قاموس الكتاب المقدس - 6

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

58

جزها أن اسحق عليه مو، 1جاء يف سفر التكوين قصة غريبة تذكر طريقة حصول يعقوب على شرف الربكة فطلب شرطا لذلك أن يقدم له صيدا وفريا واستغل يعقوب ،السالم كان يدخر الربكة ليمنحها البنه األكرب عيسو

فقام بدور خبيث خدع فيه أباه وأومهه أنه ، مع أمه لسلب تلك الربكة - حاشاه – فتآمر ،خروج أخيه للصيد مث تبني له أن ابنه كذب عليه ،ارت عليه اخلديعة ومنح الربكة ليعقوب فس، وكان اسحق قد فقد بصره –عيسو

! وصرخ عيسو ألن األمر مل يعد بيد والده ،فغضب وندم ألن الربكة خرجت من يديه ومسي ،الربكة ثبوت اخلري اإلهلي يف الشيء: " ويف معناها يقول الراغب ،مدار حدث القصة ) الربكة(ولنبق مع

وهذا ذكر {: دل على ذلك قوله تعاىل ، واملبارك ما فيه ذلك اخلري ، فيه ثبوت املاء يف الربكة بذلك لثبوت اخلري: " مث يتابع فيقول .... تنبيها على ما يفيض عليه من اخلريات اإلهلية ]50األنبياء[}مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون

يصدر من حيث ال حيس وعلى وجه ال حيصى وال حيصر قيل لكل ما يشاهد منه زيادة غري وملا كان اخلري اإلهلي ".2..حمسوسة هو مبارك وفيه بركة

وهي منه ، فإذا كانت الربكة ذات مضمون معنوي خالص ،من هذا املعىن نفهم شيئا جوهريا غاية يف األمهية وإن شاء ، فإن شاء اهللا استجاب الدعوة ، ملن يرجى له خريا ويدعو ا الصاحلون،وحده تعاىل يهبها ملن يشاء

! جتوز على اهللا ؟، فهل احليلة واخلديعة اليت جازت على إسحق على فرض أنه أعمى ،أرجأ االستجابة ! تبعا ملكر هؤالء ؟" اللقب" فهل يعقل أن جيعل اهللا رضاه بإعطاء ،وإذا رضي إسحق أو تغاضى عن مكر يعقوب

ليس له أدىن ) صيد من الربية (ف ميكن أن يتعلق حتقيق اسحق عليه السالم لربكة ابنه بطلب مادي ساذج مث كي ! ارتباط بعمل صاحل أو بوادر تقوى ؟

فمن العرض الشيق للقصة يعتقدون أن الربكة ،واألهم من ذلك كله هو منطق الفهم اليهودي ملضمون الربكة !! قابل حىت للسرقة ، فالربكة يف منظورهم شيء مادي حمسوس ،البن األكربتورث متاما كاملتاع املادي ل

كما أا ،) سفر التكوين ( وهي يف أحد أهم األسفار التوراتية وأوهلا ،وليس هلذه القصة أن متر مرور الكرام على مرتبة ألا حتكي طريقة حصول أعظم رموزهم ،تتحدث مباشرة عن موضوع غاية يف احلساسية عندهم

وإذا جتاوزنا ، وصاروا يتعالون ا على األمم والشعوب ، واليت توارثوها بعد ذلك إىل اليوم ،الربكة من الرب فاملالحظ أن األفق اليهودي عاجز عن إدراك أبسط ما يدخل قاموس ،مبدأ الصراع واحليلة الذي حكمته القصة

على الرغم من مسرح اخليال الرحب الذي أبدوه يف –ة التصور فلم تسعفه حسية التفكري وال مادي،املعنويات حىت من اختالق قصة مقنعة يظهر فيها فهمهم ألبسط وأوسع -مثل هذه األساطري واألوهام البطولية املكذوبة

.املصطلحات املعنوية الدينية انتشارا

)27اإلصحاح : سفر التكوین ( تفاصیل القصة في 1-

54ص/ المفردات / ب األصفھاني الراغ 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

59

وأثبتت جبدارة أا غري قادرة على جتاوز ، وكأننا نقف أمام فصيلة آدمية خاا طبعها من اقتحام أفق املعنويات

!! وإمنا حىت يف التصورات ، ليس يف الفعل وحسب ،حد املادة إىل ما وراءها

:مناذج قرآنية لإلخفاق اليهودي يف إدراك دالالت الرموز واملعاين القدسية : ثانيا

:النموذج األول ا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وإذ قلن{: يقول تعاىل يف سورة البقرة

سننيحالم زيدنسو اكمطايخ لكم رفغطة نقولوا حل) 58(وزفأن ميل لهي قالذ رلا غيوا قوظلم ينل الذدا فبن })59(على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون

وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب {: ويف سورة األعراف طخ لكم رفغا ندجس سننيحالم زيدنس كم161(يئات ( ميل لهي قالذ رلا غيقو مهنوا مظلم ينل الذدفب

.} ) 162(فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون التوبة معناه بقول أمروا أم يعين ، غريها قوال }ةطح{ مكان وضعوا أي } ظلموا الذين فبدل{ وقوله

.اهللا أمر ميتثلوا ومل ، به أمروا ما معىن معناه ليس قول إىل فخالفوه ، واالستغفار بلفظ جاؤا لو ألم ، آخر بلفظ فجاؤا احلطة لفظ وهو بعينه بلفظ أمروا أم الغرض وليس : "يقول الزخمشري

اللهم أو . إليك ونتوب نستغفرك : حطة مكان قالوا لو كما . به يؤاخذوا مل ، به أمروا ام مبعىن مستقل آخر ما طلب عن وعدوال ، هلم قيل مبا منهم استهزاء .. حنطة : حطة مكان قالوا : وقيل . ذلك أشبه وما عنا اعف "1 ... اهللا عند من يشتهون ما بطلب واالستغفار التوبة من به أمروا مبا بدلوا }همل قيل الذي غير قوال ظلموا الذين بدلف}

] .الدنيا أعراض لظلمهم عليهم اإلنزال بأن وإشعارا أمرهم تقبيح يف مبالغة كرره }ظلموا الذين على فأنزلنا{ :وقوله تعاىل

هالكها يوجب ما إىل ااجن يوجب ما تركوا بأن أنفسهم على أو ، موضعه به املأمور غري بوضع : األصل يف والرجز ، فسقهم بسبب السماء من مقدرا عذابا }يفسقون كانوا بما السماء من رجزا{ فاستحقوا

.2عنه يعاف ما

94ص / 1ج / الكشاف / الزمخشري -1 329ص / 1ج / أنوار التنزیل / الیبضاوي : ینظر -2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

60

1 ويف رواية أخرى حبة يف شعرة ،حبة يف شعرية :كما جاء يف الصحيحني أم قالوا -وعلى اعتبار ماهية التبديل يظهر أم قاموا بعملية حتويل للفظ من معناه الذي حيوي دالالت إميانية روحية متعلقة بفهم متصل باملعىن -

. إىل لفظ سخيف متعلق بدونية األرض وماديتها ،القدسي إال فلم يعقلوا منها،وهذا التصرف يدل بوضوح على أم تلقوا هذا النوع من العبارات الراقية املدلول حبس ميت

، فسهل عليهم تشويهها لتناسب مستوى السفه الذي بلغته عقوهلم ، مسلوبة الروح ،أحرفا مفرغة املضمون .فيقرأوها بلغة املادة اليت جييدون

:النموذج الثاين

ا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعن{ : قال تعاىل مهنلع نلكو مأقوو ما لهريا لكان خنظرانو عماسا ونأطعا ونعمقالوا س مهأن لوين وي الدا فنطعو همتا بألسنلي

نمؤفلا ي مبكفره يلا الله46: النساء (} ون إلا قل( { معىن أن على تدل املفاعلة وصيغة ، واحفظنا ، راقبنا : أي } راعنا{ : لهقو، و ملصلحته الغري حفظ الرعي فرغه : أي ، مسعك أرعنا : من يكون أن وجيوز ، ونرقبك وارقبنا ، وحنفظك واحفظنا ، ونرعاك ارعنا: } راعنا

2.لكالمنا مفسدة نوع على الشتماهلا 3 }راعنا{ : قوله من منع إمنا تعاىل أنه على املفسرين هورنسب الرازي إىل مجو

ال امسع : ومعناها »راعينا« وهي الكلمة هذه تشبه ا يتسابون عربانية كلمة هلم كانت اليهود أقواها أن ، لوجوه بالكلمة سبه أو ، الرعن إىل نسبته مريدين سلم واهللا عليها النيب صلى اوخاطبو فافترصوه اليهود ومسع ، مسعت

قال الرازي ، } انظرنا { :قوله وهي أخرى بلفظة وأمروا عنها املؤمنون فنهي ،ا يتسابون كانوا اليت العربانية مسمع غير وامسع اوعصين سمعنا ويقولون{ : النساء سورة يف تعاىل قوله التأويل هذه صحة على ويدل: "

"4 النساء })46 (الدين فى وطعنا بألسنتهم ليا وراعنا

: نھ سمع أبا ھریرة رضي اللھ عنھ یقول حدثني إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ھمام بن منبھ أ- : نص الحدیث الذي في البخاري 1-الوا حبة في شعرة فبدلوا فدخلوا یزحفون على أستاھھم وق}, ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة { :قال رسول اللھ صلى اللھ علیھ وسلم قیل لبني إسرائیل

.4119: رقم ) شعرة (والروایة التي بلفظ ) 3151: رقم , 204ص /11ج / صحیح البخاري ( ).5330: رقم , 300ص / 14ج: وفي صحیح مسلم (

156ص / 1ج / فتح القدیر / الشوكاني , 143ص / 1ج/ البیضاوي : ینظر -2وفي العبرانیة , ولكنھا في العربیة لھا معان أخرى حمقاء , وھي كلمة ظاھرھا األدب ) : " راعنا (في قول ] النبأ العظیم [دراز في الشیخ یقول - 3

فإذا أضیف إلى ضمیر المتكلمین صار , معناھا الشر والشقاوة ) راع ( وكلمة , عند الیھود معناه شقي شریر ) رع ( فإن لفظ , كلمة شتم قریبة منھا ولعلھم واهللا اعلم كانوا یلوون ألسنتھم في النطق بھا لیقربوھا من الصیغة العربیة سترا .... ومعناه في الخطاب أنت ضرنا وشقوتنا " راعیونا"م بلسانھ

بیل إلى التالعب بلفظ ذي حتى ال یجد المنافقون س) انظرنا ( فأمر اهللا المؤمنین أن یخاطبوا الرسول بقولھم . لنیتھم واكتفاءا بالرمز المفھوم فیما بینھم وتلك عادة الیھود عند إكثارھم . كلمة یقولھا السائل المستقصي یطلب بھا إصغاء المسئول إلیھ حتى یفرغ ھو من أسئلتھ ) راعنا ( أو أیضا فان . وجھین

وھي كلمة یقولھا المتعلم إذا أراد ) انظرنا ( قولوا وان ی, فأمر اهللا المؤمنین أن یحافظوا على حسن االستماع حتى ال یحتاجوا الى السؤال . من السؤال ) 182ھامش ص/ النبأ العظیم ( التثبت بما یقال لھ ال الزیادة علیھ

269ص / 2ج / التفسیر الكبیر / الرازي 4-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

61

كما – وإمنا هو ،واملالحظ أن هذا التصرف الذي أقدم عليه اليهود ليس جمرد تالعب بصياغة األلفاظ ومعانيها وهذا دليل آخر يضاف إىل رصيد احنراف ، من قبيل يل األلسن بقصد الطعن يف الدين –أخرب القرآن الكرمي

. فطرم وقلوم يف استشعار وتقييم موازين املعاين ودالالت األلفاظ

: النموذج الثالث البقرة)88(} وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون {: يقول تعاىل

فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف ...{ :يف سورة النساء و ) 155النساء (}بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا

ونقل ،تفقه ال وقيل ، الغطاء وهو غالف أو، غشاوة عليها : } غلف {املفسرون يف معىنمن املعاين اليت رجحها وقال، ]5: فصلت[ } إليه تدعونا مما أكنة في قلوبنا وقالوا { :كقوله هو } غلف قلوبنا وقالوا { :عن قتادة

وقالوا{ قرأ تقول، ما إليه يخلص فال غالف يف قليب: يقول: قال} غلف { :قوله يف أسلم، بن الرمحن عبد }إليه تدعونا مما أكنة في قلوبنا وقلب: منها فذكر. أربعة القلوب: قال حذيفة، عنمبا روي واستشهد ، الطربي جرير ابن رجحه الذي هو وهذا .الكافر قلب وذاك عليه، مغضوب أغلف

.اخلري من بعيدة وأا ، أي ليست طاهرة ، ختنت مل: قال } غلف قلوبنا { :يف تفسري ابن أيب حامت و علم إىل حتتاج ال علما مملوءة قلوبنا: قالوا قال} غلف قلوبنا وقالوا{ : قوله يف عباس ن حكاه ابآخر قولو

.1"للعلم أوعية: أي } غلف قلوبنا وقالوا{ ": قولهالعويف ونقل ابن كثري عن ،غريه وال حممد، مجع: أي الالم، بضم} غلف قلوبنا وقالوا{: الطربي حكاه فيما ، اتقراءإحدى وجوه ال جاءت املعىن هذا وعلى

علم إىل معه حيتاجون ال بعلم مملوءة قلوم أن ادعوا أم مبعىن وقدم القرطيب هذا الرأيأوعية،: أي غالف، } يؤمنون ما فقليال بكفرهم الله لعنهم بل { :تعاىل قال وهلذا ، التوراة بعلم يمنون كانوا كما،آخر

الذين إسرائيل بين أبناء وهم ، اليهود على عائد قالوا يف الضمري: " ومجلة القول يف معىن اآلية كما ذكر أبو حيان ، البينات هلم وظهرت احلجج عليهم قامت ملا ودفعا تا ذلك قالوا ، وسلم عليه اهللا صلى اهللا رسول حبضرة كانوا

" 2البهيمية رتبة إىل اإلنسانية رتبة عن نزلوا ، املعجزات احلق مدافعة عن وأعجزم " 3فيها نفوذه من عمتن وأغطية غلف يف كأا ، واعتقاده احلق تقبل عن قلوم لنبو متثيالت هذه:"قال الزخمشري و

/ 1ج / تفسیر ابن أبي حاتم , 325 ص / 1ج/ تفسیر القرآن العظیم / ابن كثیر , 314ص / 2ج / جامع البیان / ابن جریر الطبري : نظر ی -1

481ص 390ص / 1ج / البحر المحیط / أبو حیان 2 143ص / 6ج / الكشاف / الزمخشري 3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

62

تظهر مدى السلبية اليت تفاعلوا ا مع الدعوة الربانية ،ومن هنا فإن احلالة اليت وصف اليهود ا أنفسهم وهذه بالتأكيد هي إحدى مظاهر ، كما تظهر استعدادهم النفسي ويؤهم القليب املسبق هلا قبل ذلك ،ومضامينها

. }فلا يؤمنون إلا قليلا.. { أنتجت أم واليت،املادية املعشقة يف قلوم . } بل طبع الله عليها بكفرهم{:وقلوب كهذه استحقت أن يتبع اهللا حكمه عليها يف نقس اآلية

:النموذج الرابع هم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلت{ : يقول تعاىل

وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ) .. 142(يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم يبقلى عع بقلني نماس مبالن إن الله كمانإمي يعضيل ا كان اللهمو ى اللهده ينلى الذة إلا علكبري تإن كانو ه

يمحر ءوفالبقرة }) 143( لر :عنهما الله رضي عمر ابن عن البخاري رواه ماومناسبة اآلية

أن قرآنا وسلم عليه الله صلى النبي على الله أنزل فقال جاء جاء إذ قباء مسجد في الصبح يصلون اسالن بينا" .1"الكعبة إلى فتوجهوا فاستقبلوها الكعبة يستقبل

وهم ،"الناس من"الاجله سيقول ،} سيقول السفهاء {: ثناؤه جل بقوله يعين": ربي الطجعفر أبواإلمام قال وتعاظمت اليهود، أحبار فتجاهلت ، احلق سفهوا ألم} فهاءس{وجل عز اهللا مساهم وإمنا ، النفاق وأهل اليهود إسرائيل، بين من يكن ومل العرب من انك إذ وسلم، عليه اهللا صلى حممد اتباع عن منهم، الغباء وأهل جهاهلم .2"التأويل أهل قال -النفاق وأهل اليهود هم أم-" السفهاء"يف قلنا ومبا: مث ذكر...فتبلدوا املنافقون وحتير

وجاء كذلك يف الرواية اليت ذكرها ابن أيب حامت يف تفسريه ما يؤكد أن اليهود هم السفهاء املقصودين يف هذه . 3اآلية

، ومنه قيل زمام سفيه كثري االضطراب وثوب سفيه رديء النسج ،السفه خفة يف البدن : " عند الراغب و " .4...واستعمل يف خفة النفس لنقصان العقل يف األمور الدنيوية واألخروية

"5 التدبر عن واإلعراض ، احملض بالتقليد املستمهنوها أو األحالم اخلفاف أي: " وقال األلوسي

على - رضي اهللا عنھما-وھناك روایتان ذكرھم البخاري للبراء وأبي سعید الخدري) 4128رقم ( 416ص / 13ج: الحدیث في صحیح البخاري 1

.ثنحو ھذا الحدی 129ص /3ج / جامع البیان / الطبري 2- یا محمد : أن یھود قالوا للنبي صلى اهللا علیھ وسلم : عن عكرمة أو سعید بن جبیر ، عن ابن عباس ... حدثنا أبي ، ثنا محمد بن عمرو -: نص الروایة 3-

ارجع إلى قبلتك التي كنت علیھا نتبعك ونصدقك ، وإنما یریدون فتنتھ ، ما والك عن قبلتك التي كنت علیھا وأنت تزعم أنك على ملة إبراھیم ودینھ ؟ ، وروي عن سعید بن جبیر ، وقتادة ، والسدي ، والربیع بن ) ) 1(سیقول السفھاء من الناس ما والھم عن قبلتھم التي كانوا علیھا " عن دینھ ، فأنزل اهللا

) .1320 :ث رقم حدی / 195ص / 5ج/تفسیر ابن أبي حاتم ( أنس ، نحو ذلك 240ص/ المفردات / الراغب - 4 36ص / 2ج/ روح المعاني - 5

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

63

سفاهتهم كمال على التنبيه ذكره وفائدة ، اجلنس منهم واملراد ، احلال على نصب موضع يف } الناس من{ وقوله

.1 اجلنس إىل بالقياس

ولكين ،وهذه اآليات الكرمية حتمل الكثري من املعاين والفوائد اليت ميكن أن يعطيها موضوع تغيري القبلة فيها : وكيف تعاملت البالغة القرآنية يف عرضه ،جلانب الذي خيص عالقة اليهود مبوضوعها سأحاول االقتصار على ا

هناك من احملللني من يعترب أن اجتماع قبلة املسلمني مع اليهود حرك يف اليهود الشعور باألفضلية على أساس القدم ذا الصدد يف مث إن اهللا عز وجل قد لذا كان الرسول الكرمي يلتمس العون من اهللا تعاىل يف ه،يف القبلة بالقدس

.2تلطف برمحته على رسوله الكرمي ليجعله مستقال عن اليهود بتحويل قبلته للكعبة :ولكين أرى أن هناك أبعادا أخرى أمهها

لاهم ما و.. { حيث جاء قوله تعاىل ،أن املوضوع الذي طرحته اآلية الكرمية متعلق أساسا مببدأ التغيري يف القبلة قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى {: مث جاء التعليل بقوله تعاىل}عن قبلتهم التي كانوا عليها

})142(صراط مستقيم ه هو صدق التوجه إىل ذات اهللا ومعلوم أن الصراط املستقيم الذي أراده اهللا تعاىل هلذه األمة لتسري عليه وال حتيد عن

حيث ظهر ، وهذا الذي يعطي لإلسالم متيزه وحلامليه من أمة حممد ،أينما أراد وكيفما أراد وبالصورة اليت أرادها تغيري ( والرسالة ذا األمر ،منهم صدق االمتثال والطاعة هلذا األمر خالفا ملن حادت به السبل من األمم األخرى

الذي هو ، بني طياا معىن دقيقا يف النظرة والتوجه إىل ما هو مقدس وطبيعة اكتسابه للتقديس حتمل) القبلة وذا نفهم قوله ، املاثل لنوع من أنواع االنقياد والتسليم ،خارج عن الصورة االجتهادية يف االعتبار والتقييم

.} يشاء إلى صراط مستقيم قل لله المشرق والمغرب يهدي من {: تعاىل ،إن مستوى السفه الذي بلغه العقل اليهودي ال يستطيع أن يفهم حقيقة النظرة للرموز املقدسة بدالالا الطبيعية

!فماذا تعين الكعبة أو احلجر األسود أو غريها من الرموز املقدسة إذا مل تكتسب قدسيتها من اهللا تعاىل ؟كشف جانبا من الفارق بني عقل املسلم وعقل السفيه املتمثل ) تغيري القبلة (لذي أراده اهللا حبكمته وهذا الدرس ا

وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع .. {: قال تعاىل ،يف اليهود ومن هم على شاكلتهم يف السفهي نمول مسالرهيبقلى عع بقلن..{.

36ص / المصدر السابق - 1

89ص / الموقف الیھودي من معجزة اإلسراء / زاھیة راغب . د : السابق ینظر الرأي2 -

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

64

سهل عليه أن يفهم العالقة اليت تربط بني هذه الرموز احملسوسة ،واملسلم حني أدرك ماذا يعين اإلميان بالغيب .}..وإن كانت لكبرية إلا على الذين هدى الله.. {وداللتها الغيبية اليت أضفت عليها معاين القداسة والتعظيم

قد وجهته ، فحني ذهبت به إىل مظهر تقديس شيء معني ،أما سفاهة نتاج املادة املتمكنة يف الوجدان اليهودي ) الصنم(هو و) الرمز املقدس( فبات ،إىل ذات هذا املقدس بتجريد معانيه الغيبية اليت ا اكتسب القداسة أصال

!صنوان يف هذا اال عند اليهودي نفسه عن إفرازات منطق التقديس وأجبدياته يف حمور التعبد هللا واستبدل ا " الفكر التعبدي"لقد عزل

أفقا حمصورا يف أضيق نقطة حيصل فيها التوجه إىل ذات ذلك املقدس على أنه رمز عصيب خاص بالنمط اليهودي }...وتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك ولئن أتيت الذين أ... {: يقول تعاىل ،يستحيل تغيريه أو استبداله

.وذا يظهر لونا جديدا من ألوان السفه اليهودي من خالل نظرم للمقدسات : نتيجة ¤ إىل درجة االنسالخ ، قد رأينا معا هبوط التصور العقدي عند اليهود عن مستوى ما قدمه عموم الفكر الوثين -

. من بواقي الفطرة يف ميلها حنو إشباع دواعي الروح التام وقد رأينا كذلك كيف أن الفكر اليهودي فشل حىت يف تفسري املصطلحات واملعاين الدينية بداللتها القدسية -

. واملعنوية والروحية ع اإلله ختتلف عن أي و إين ألقف يف مجلة من ادعى أن اليهود قد تفردوا بصورة جديدة يف أسلوب تعاملهم م-

فهم ألبسوا اسم املادي لإلله ثوبا ماديا آخر ال مكان فيه لقيمة معنوية عليا ميكن أن ترفع ،صورة وثنية أخرى حىت وإن كان باملفهوم األعمى -اإلله ملكانته املرموقة يف العرف البشري يتحقق من خالهلا إشباع لغريزة التدين

.نينيواملتخبط عند سائر الوث انصب والؤهم للمادة كخيار ، وهؤالء إذ خلت غريزم من أدىن ميول يسوقه داعي التدين حلق أو لباطل -

.وحيد وباق دوام قلوم اليت تنبض حببها وتتجرع هوى عشقها A

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

65

ين هلم فإن ثبت ذلك بصحة الشواهد وكثرا مما سطروه وأمجله القرآن ، تبني الدليل على دقة الوصف القرآ} مل بكفرهجالع ي قلوبهموا فربأش93البقرة (}..و(

مث كان هذا الدليل يثبت صحة احلكم عليهم بكوم حيملون الشخصية املترمجة عن قلب متشرب ملادية العجل !!غائبة متاما عن أفق املعنويات

هود كما يصوره القرآن الكرمي اجلانب املادي يف النبوة عند الي: املبحث الثاين

:متهيد املادي لإلهليات فما تصورهم للنبوة ؟ اليهود تصورتذكرأن سبق

" :الراغب قال ،1 معادهم ومعاشهم أمرالنبوة سفارة بني اهللا وبني ذوي العقول من عباده إلزاحة علتهم يف ." 2 العقول الذكية إليه مبا تسكن والنيب لكونه منبئا

لذا فهي شديدة ، وال تعرفت على وجوده إال إمجاال ،فطرة اإلنسانية مل تأخذ يف البدء عنوان را كامال الو .التلهف إىل ملعرفة خالقها والتعرف على صفاته وأفعاله وكيفية خلقه لإلنسان والغاية من ذلك اخللق

وتظل تضغط على زر يف اجلهاز ، الداخلي وهذه الطلبات املتنوعة املستعجلة توحيها الفطرة إىل عامل اإلنسان فإن أقيم أودها وسدت خلتها وأشبعت جوعتها ،العقلي له لإلجابة عنها وإسعافها بالعلم الصحيح والزاد املريح

ومن هنا كانت احلاجة إىل وجود نيب حاجة ، ومع الكون احمليط به ، وإخوانه ،عاش اإلنسان يف سالم مع ذاته .3ية فطرية وضرورة عقل

وتتفاوت درجة ،) أو السفريالرجل امللهم أو املقدس( يقابله عند أصحاب الديانات األخرى لنيبويالحظ أن افالطبيعي إذن أن ينظر إىل النيب كواسطة ، عند بعضهم كالبوذية مثالالتقديس املطلق رتبة إىلالتقديس حىت تصل

والتبجيل لكونه كامال أو قريبا من االحترامالة من -اسطات األخرى من أشكال الو-كل ما يعرب عن اإلله أو يف نظرم إىل النيب أو ما حيل حمله وهذا املعىن يشترك فيه حىت أهل الوثنية واجلاهلية بصورها املتعددة،الكمال

م للنبوة واألنبياء ؟ عند اليهود يف نظرةوجودم ات التصورفأي من هذه 4)كالصنم (من أشكال أخرى للواسطة

164ص / بنو اسرائیل في القرآن / البھي الخولي - 1 483ص/ المفردات / الراغب - 2 59ص) / منھج النبوة وأشواق أھل األرض: ( تحت عنوان , الفصل الثاني / النبوات في ضوء العلم والعقل / محمد رشدي عبید : ینظر - 3 النبوة في العھد القدیم : فصل / التراث اإلسرائیلي / صابر طعیمة .د: ینظر, حول ھذا الموضوع - - 4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

66

وربك يخلق ما { واقع باختياره جل وعال إهلية يف حقيقتها أمرالنبو فعلى اعتبار أن ،ويف املنظور اإلسالمي . )68القصص ( } يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة

ويف هذا ) 124األنعام ( } الله أعلم حيث يجعل رسالته {إن هلذا االختيار معىن قدسي ملكان النبوة واألنبياءف إىل فكان يف النبوة عنصر من نور يرى به كل نيب من جمد اهللا وجالل سلطانه ما يتالشى ": يقول الشيخ البهي

... ماال يشهد وهو إىل... يتخلى عما يشهد وهو كل شيءأن فيستحيل عليه ،جانبه ملك الدنيا مبا فيها ومن فيها ." 1جيايب وفاعلية مقررة إ ذات وجود ذاإال شيء فالنبوة

هو الذي يكون : " يقول اإلمام الرازي ،وحىت املنطق السليم ال ميكن إال أن يتصور النيب مؤهال ملا يدعو إليه يف نقل الناقصني من وميكنه السعي،كامال يف نظامي املعارف واألعمال ويقدر أيضا على معاجلة الناقصني

" .2حضيض النقصان إىل أوج الكمال :مث إذا كان املقصود من تعاليم األنبياء وتذكريهم وإرشادهم حتقيق أمرين

.3حتصيل الصفات احلميدة الروحانية يف النفس : والثاين ،إزالة األخالق الذميمة اجلسمانية عن النفس : أحدمها ! نيب متصفا بغري صفات الكمال وهو املختار ألداء هذه املهمة ؟فكيف ميكن حبال أن نتصور الوالنيب معصوم وهنا املعجزة وما دلت على النبوة بل على متابعة النيب وصحة دين : " يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية

"4النيبنيب مكانته املستحقة يف ليس يف سلب ال،بالتأكيد ختتلف ) معاملة ( أما كيف يتعامل اليهودي مع أنبيائه فهي

مما ينم عن ،الكمال والعصمة وإمنا شيئا يتجاوز ذلك هبوطا إىل جعله يف احنطاط يصل إىل مستوى أقذر الناس ! واليت تضع دعاة القيم والسمو اإلنساين يف صف العداوة والسوداوية ،خلل عميق يف تركيبة الشخصية اليهودية

ألن الوصول إليه ، ولكن هذا احلكم مبدئي يف حقيقة األمر ،مور ومتعجال للحكم وال أريد أن أبدو مستبقا لأل من السهولة مبكان أن جيعل املوضوع مبتوتا فيه دون - الغنية بالشواهد على ذلك -من خالل املصادر اليهودية

لويث اليهود لصورة فليس جمال دراسيت يف هذا املبحث تكرار حقيقة ظاهرة يف ت،احلاجة إىل فصل يف الدعوى . ولكن مقصدي الوقوف على هذه الظاهرة ومعرفة أبعادها ومنطلقاا يف النفس اليهودية ،األنبياء

164ص./ .بنو إسرائیل / البھي الخولي - 1 : في حصول أمور أربعة – علیھم السالم –كمال حال األنبیاء : " كما بتابع الرازي قولھ - 2

قدرتھ على تكمیل القوة العملیة لغیره: رابعھا ,قدرتھ على تكمیل القوة النظریة لغیره : ثالثھا , كمال القوة العملیة : ثانیھا ,,كمال القوة النظریة : أولھا وان كان شامال –وھناك وجوھا استدل بھا اإلمام الرازي على أن النقصان .." ,مال حالھ في القوتین مقدم على قدرتھ من القوة العملیة وال شك أن ك

. , 164ص/ النبوات / الرازي : لمعرفة الوجوه ینظر ... ال بد وأن یوجد شخص فیھم كامل بعید عن النقصان –للخلق عاما فیھم 171ص/ السابق المصدر3 143ص/ د عبد العزیز الطویان : تحقیق / كتاب النبوات / اإلمام ابن تیمیة 4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

67

تصلح ألن اليت تعاملت ا هذه الشخصية مع مقام النبوة واألنبياء التحليلية لألسلوب والشكل واحلق أن النظرة كان أشدها هو هم واقفمن كثريا من آقد صور القر و،ادية تكون شاهدا حيا يضرب يف عمق شخصيتهم امل

يقطعوا ا كل ما له معىن لوسيلة مادية أقصر عتباره الذي ميكن ا،التفاعل املقيت مع األنبياء من خالل القتل !مزيدا من البعد عن كل معىن روحي ومزيدا من اإلخالد إىل األرض وبالتايل ، اتصال بالسماء والوحي

مل يكن استقباهلم للرسالة عن ، موقف جاهر الرفض والعداوة والتآمر ،ا كان ماضي اليهود من النبوة والرسالة ومل استمرار جم لذات السجل القدمي العدائي م بل أثبت واقعه،طريق حممد صلى اهللا عليه وسلم بأحسن حاال

. لألنبياء يف اخلفاء والعلن كشف عن الطبيعة اليهودية اخلبيثة يف ملفهم اآلخري ،عاملة وإدارة احلوار مع اليهود مث إن األسلوب القرآين يف امل

ليظهر أن املوقف اليهودي قد استقر ، والذي ترمجوا فيه صدق ذلك عمليا ،مع خامت األنبياء عليه الصالة والسالم وقد أخذت فصول اليهود وحروم ،سالم استعدادا ملرحلة جديدة يف العداوة لإل،ببعثة النيب حممد عليه السالم

. واليت تستلزم الكثري من الوقفات للدراسة التحليل مما ال يتسع هنا لذكره ،مساحة ال بأس ا من السرية النبوية

العرض أن ألقي إضاءات تعكس ما طوته شخصيتهم من خالل –إن شاء اهللا -يف هذا املبحث –سأحاول لذا وحيث أن كثريا من مواقفهم ،وشيئا مما سطروه هم أنفسهم من تصورات ،وص أبرز أنبيائهم خبصهلا القرآين

على أمل أن ،تتشابه من حيث احلكم عليهم آثرت أن يكون عرضي هلا بصورة االنتقاء خشية اإلطالة والتكرار: هي مواقف لألنبياء الكرام أما مناذجي املختارة ف،يكون يف اختياري منها ما يكفي لتحقيق املطلوب وتشخيصه

لنبدأ بسيدنا موسى و ،عليهم أفضل الصالة والسالم مجيعا ) وعيسى ، وداوود وسليمان ،موسى وهارون ( : ) 1املوصوف عندهم بأنه أعظم نيب( عليه السالم

: إىل موسى عليه السالم النظرة اليهودية :املطلب األول

عن سيدنا موسى عليه السالم رمست صورة واضحة عن األحداثسجيل الكثري من ن الكرمي تآلقد توىل القر بينها وما يقابلها يف العرض مالمح شخصية عظيمة حتقق من خالهلا التوازنتظهرأ واليت ،هذا النيب األوفر ذكرا الكرمي من امليزات وصوال إىل حقيقة واضحة وهي أن هلذا النيب ،) الشخصية اليهودية (من الشخصية األخرى

الروحية واخللقية ما جعله مؤهال ليواجه أصعب منوذج إنساين عرفته البشرية من بالدة إحساس وقسوة قلب ... وفساد روح

)10: 34"( ولم یقم بعد نبي في بني اسرائیل مثل موسى الذي عرف الرب وجھا لوجھ : " فقد جاء في سفر التثنیة - 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

68

وقبل دراسيت يف اآليات القرآنية آثرت أن أبدأ حديثي بنصوص توراتية جتمل النظرة إىل أعظم نيب عند اليهود

من هذه النظرة اإلبداع القرآين يف استرجاع الصورة احلقيقية ملوسى عليه السالم باتفاقهم أنفسهم لنرى ض :وتقدميها لنا كأحسن ما يكون املثل القدوة

: نظرم إىل موسى من خالل التوراة : توطئة

!! قاتل عمد ،موسى قبل الرسالة ورأى أن ليس أحد فقتل املصري وطمره يف هنا وهناك إىل فالتفت.. : " ويف هذا نص صريح يف سفر اخلروج

)2:12خروج( " الرمل

: موسى حلظة تكليفه بالرسالة ، يكلف غريه أن عندما كلف بالرسالة متلص منها وطلب - يف نظرهم – ولئن كان قاتل عمد قبل النبوة فهو

اخلروج ( " على موسى فحمي غضب الرب ، السيد أرسل بيد من تريد أيهااستمع : " قال ففي سفر اخلروج:4)13-14(

من خالل مواقف كثرية تظهر عليه السالم وباملقابل أكثر القرآن الكرمي يف تسليط الضوء على شخصية موسى

بدوافعها الكامنة وما يقابلها ، بالتجربة ودقة املشاهدة التباين احلاصل بني التركيب القائم هلذه الشخصية الكرمية . )الشخصية اليهودية (وأعين به ، تقبال لدى الطرف اآلخر املضاد هلامن سوء التكيف واالس

و تصوير حقيقة املشاعر اليت اعترته ،وهنا جند رد القرآن الكرمي باستحضار مجيل لشخص موسى عليه السالم ألسلوب امتثال وطاعة مث استعانة على أدائها بدعاء عكس اإىلانتقاهلا السريع من خوف ورهبة بوقت تكليفه

واحلل عقدة من ) 26(ويسر لي أمري ) 25(قال رب اشرح لي صدري { يف الطلب وحتمل األمانة العايل) 31(اشدد به أزري ) 30(هارون أخي ) 29(واجعل لي وزيرا من أهلي ) 28(يفقهوا قولي ) 27(لساني أشري وي أمف 32(ركه ( اريكث كحبسن كي)33 ( اريكث كذكرنو)34 (اريصا ببن تكن كإن) طه })35

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

69

وملا علم موسى ذلك مل يبادر باملراجعة يف اخلوف من ظلم فرعون ، بل تلقى األمر " : يقول الشيخ ابن عاشور إىل رباطة جأشه وخلق األسباب اليت تعينه على تبليغه ، وإعطائه فصاحة القول وسأل اهللا اإلعانة عليه ، مبا يؤول

وحكي جواب موسى عن كالم الرب بفعل القول غري معطوف جريا على طريقة ،لإلسراع باإلقناع باحلجة .احملاورات

ب الكالم ما مل يكن ورتب موسى األشياء املسؤولة يف كالمه على حسب ترتيبها يف الواقع على األصل يف ترتي . " 1مقتض للعدل عنه

!!وسى أخفق يف أداء أمانة الرسالةم: يف نظرهم مث ألجل ذلك وجبت هلم عقوبة حرمان دخوهلم ، ب التوراة أن اهللا يصف موسى وهارون باخليانةتيدعي كا

نك تنظر إف.... ين إسرائيل ألنكما خنتماين يف وسط ب: خياطب اهللا موسى قائال " : والنص ،األرض املقدسة ) 3:51 تثنية " (األرض من قبالتها ولكنك ال تدخل

ومما سبق ثالث نصوص انتقيتها من التوراة يظهر فيها تشخيص اليهودي لسيدنا موسى عليه السالم من خالل ،عن اقتراف الكبائر يتورع مل حيث فهو بداية مل يكن مهيئا هلا أصال ،تفاعله مع الرسالة ضمن مراحلها الثالثة ومن هذه النصوص ،وبعد أن توالها خاا فاستحق العقوبة والغضب ،مث يعترض على قبوهلا ويطلب تولية غريه

..الغنية عن التعليق أنتقل إىل النظرة اليهودية إىل موسى عليه السالم كما عرضها القرآن الكرمي

: يف العرض القرآين يه السالمإىل موسى علاملادية اليهوديةنظرة ال: ثانيا للنعمة اليت صحبتهم بوجوده معهم سامية موسى جمردة من املعاين الإىللقد أظهر لنا القرآن الكرمي نظرة اليهود

وخملص فلم يفلحوا فقط يف استغالل نعمة اهللا ذ موسى كمنقإىل فنظروا بداية ،كنيب له اتصاله بالوحي والسماء ، على نواميس الكون وتفاعالتها وسيطر،حىت يلمسوا مظهر القوة اإلهلية -اآليات الكبرية عليهم وتأييده هلم ب

بسلبية إحساس أفقدم طعم النعمة اليت مل بل جتاوزوا ذلك – فرج اهللا القريب إىلفيذعنوا ويستسلموا مطمئنني عاميهم عن كل ما جاء به موسى من وقد سجل القرآن شيئا من مواقفهم اليت كشفت ت،يلحظوا وجودها أصال نقذهم ليجاءهم أو القائد امللهم الذي ) وسيلة للخالص ( فكان عليه السالم يف نظرهم ،دعوى للسمو والتحرر

!مما هم فيه من الكرب والعذاب

39ص / 9ج /التحریر والتنویر / ابن عاشور 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

70

عة هذا وفيما يلي أعرض مقتطفات مما سجله القرآن عليهم أثناء صحبتهم ملوسى عليه السالم يف حماولة لفهم طبي وعالقته املباشرة بشخصية اليهود ،التفاعل وما شكله نوع اإليذاء الذي حلقه وأخوه عليهما السالم جراء ذلك

:املادية :منوذج أول

: نبيا عهدها مع موسى عليه السالمأولالشخصية اليهودية : وقفة مع تشكل هذه إليهللنموذج الذي سينتهي ية أول الكرمية اليت تناولت هذا املوضوع صورةلقد رمست لنا اآليات

ليس هديف هنا عرض خمتلف األحداث و ، عهدها مع موسى عليه السالم كنيب أولالشخصية اليهودية من خالل وإمنا انتقاء ما ميكن أن يظهر الشخصية اليهودية ببعدها احلقيقي املميز ،اليت رافقت موسى عليه السالم مع قومه

: عوى يف الفرض القائل بإفراطها واستغراقها املتناهي يف املادية هلا إثباتا لصحة الد بعد إظهار نبوته على املأل وانتصاره على مجع فرعون ،مجع بني موسى عليه السالم وقومه موقف وسأبدأ بأول

لقوم يف وهذا املوقف وإن كان قصريا إال أن القرآن الكرمي اهتم بتسجيله كأول وثيقة تؤرخ تصرف هؤالء ا، :بداية عهدهم مع نبيهم

وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك {: يف سورة األعرافيقول تعاىلقها فوإنو ماءهيي نسحتسنو ماءهنل أبقتنقال س كتهآلون ورقاه 127(م( وا باللهينعتاس همقوى لوسقال م

نيقتلمة لباقالعو هادبع ناء مشي نا مورثهي لهل ضوا إن الأربراص128(و( نما ونيأتل أن تقب نا مينقالوا أوذ } )129(ال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون بعد ما جئتنا ق

واستحياء أوالدهم قتل من- تصرف فرعون معهم قبل جميء موسى عليه السالم واآليات اليت بني أيدينا تبنيإن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف {: اىلووصفه بالبالء العظيم حيث قال تع - ئهمنسا

ينفسدالم نكان م هإن ماءهيي نسحتسيو ماءهنأب حذبي مهنفة م4(القصص }طائ ((

د بعث موسى عليه السالم نبيا وانتصاره يف اجلولة مع وهذا التسجيل القرآين هلذه الواقعة قد ذكره القرآن أيضا بعسنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون { األعراف كذلك حيث جاء يف سورة ،السحرة

)127( { ولكن هل ،تعذيبهم أسلوب ة يف على اخلطة السابقارا استمر جنده،إذا قارنا بني تصرف فرعون يف املوقفني و

!؟للمعادلة أن يتساوى وقعها على أنفسهم يف كال احلالني

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

71

تكشف لنا عن هذا املنعطف اخلطري الذي استفتحت وهي الكرمية وإنه حلري أن نقف وقفة تأمل مع هذه اآليات ا ونبيهم موسى عليه ببه الشخصية اليهودية عهدها مع الرسالة من خالل هذا احلوار القصري الذي دارني أصحا

:السالم بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة قال هلم موسى استعينوا {:يقول تعاىل }) 128) للمتقني

معىن هلذا أي صربوا فلم يكن ما حيرك فيهم إنلعاقبة وعد موسى هلم بايفهموا مل وما يظهر من اآلية جليا أم قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم { : عايلالنداء ال

})129(ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون

أم ؟ جياهدوا قوم فرعونأنطلب منهم موسى عليه السالم يف هذه املرحلة هل : التايل لالتساؤ ميكن أن يطرح و !اهللا على يديه هي من تولت ذلك ؟جراها ترى تلك اآليات اليت أ

األمل الذي يلقونه و هي حتويل ، منهم أمور معنوية بلفكل ما ط ،إن اجلواب ال خيرج عما ذكرته اآلية الكرمية قال موسى : ( جير هلم اخلري والثواب ) صربا ( واحتساب هذا األمر ، طاقة توجههم لالستعانة باهللا عز وجل إىل

... ) لقومه استعينوا بالله واصبروائة املطلقة يف التصرف والتسيري مث ذكر قاعدة يف التوكل والتسليم وهي فهم حقيقة القدرة اإلهلية القائمة على املشي

} هادبع ناء مشي نا مورثهي لهل ضة :(...وأعقب بعدها بالبشرى املوعودة بالنصر والفرج } ..إن الأرباقالعونيقتلم128( ل( {

إحساسهمإذ مل حيرك فيهم شيئا سوى ، ليستوعبوه أو يفهموا مراميه وا نو ولكن هذا املستوى من اخلطاب مل يك 1 }قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا { القدمي باإليذاء الذي يلقونه من فرعون وجنده

إنساندى لاستوائها حمال يف النظر السليم وما تفسري واألبيض األسود استواء إن" : ويف هذا يقول الشيخ البهي خلو إال ال تفسري الستوائها لدى طائفة ما ، العقم والرخاء أيام شأن وكذلك ، فقدان سالمة البصرإالما

امتيازها بنداء الروح ومعامل الفرح موسى مع أليامهم مل حيس هؤالء فإذا ، املعنويات إدراكضمائرهم من حاسة أم حملنتهم السابقة فهم ال جرم ا امتدادإال ومل يروا فيها ، ودبيب الصحة بيقظة مقومات النفس ،ببعث الباطن

2 !.."أموات الباطن

: تصوير القرآن لشخصية اليهودي حلظة التقائها جبمع فرعون : النموذج الثاين

145ص / بنو اسرائیل في میزان القرآن : في كتابھ , شیخ البھي حول ھذا الموضوع ینظر ما ذكره ال1 146ص / المصدر السابق 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

72

) :من موسى وانعكاسه على شخصيتهم املادية " الطلب"موضوع (رؤيتهم جلمع حلظة أقصى مداه وهوإىلذي حصل فيه التأزم وهنا ميكن الوقوف مع هذه الشخصية من اجلانب ال

: وبالتأكيد فإن هذه اللحظة مثينة عند من يعتدون بدراسة الشخصيات ،نفرعو دين قال كلا إن معي ربي سيه)61(فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون { :قال تعاىل

الشعراء} )62(أي " : وعند أيب حيان ،" 1 منا أحدىال يبقاملعىن إنا ملتتابعون يف اهلالك على أيديهم حىت " : الزخمشري يقول

. "2 ملحقون ، قالوا ذلك حني رأوا العدو القوي وراءهم والبحر أمامهم ، وساءت ظنوم أقصى مداها إىلس فيها قوم موسى ارتفاع نسبة اخلطر تذكر اآليات الكرمية أنه يف هذه اللحظة اليت أحومل خيلق عندهم هذا الوضع أي ردة فعل حنو اللجوء إىل اهللا أو ،استسلموا لوضع اإلحباط الناتج عن فقد األمل

! ملوسى مثال وهو صاحب املعجزات املعروفة ،صعب تنقطع فيه أسباب النجاة املادية ملوقف منهمحني يتعرض الواحد -بتشخيصهم الطبيعي -ن البشر إ و

وقد استخدم القرآن هذا األسلوب يف إقامة احلجة على ،فال ريب أنه يتذكر اهللا حينها مهما بلغت درجة غفلته وجاء متثيلها ،دة حلظة املآزق املهلكة ج القوة اخلفية املوإىل فطرم اليت تفر إىلورجعهم ، لضعفهم إثباتاالناس وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر {: يف البحر أكثر من موضع للعالق

اإلسراء})67 (أعرضتم وكان الإنسان كفورا فال بد أن يستند إىل إله ،أمر وضاقت به املسالك إن اإلنسان إذا دهاه : " يقول اإلمام القزويين يف سراج العقول

.... ويشخص ناظره إليها ، ويتضرع حنوه ويلجأ إليه يف كشف بلواه ويسمو قلبه صعودا إىل السماء ،يتأله له ولكن الناس قد ،وهي الفطرة املذكورة يف القرآن واحلديث ...فيستغيث خالقه وبارئه طبعا وجبلة ال تكلفا وحيلة

" . 3... وإمنا يردون إليه يف الضراء ،وا عن ذلك يف حالة السراء ذهل

سرعان ما يزيله أول الشعور ،إن ظالل الغبش والران الذي يلقى على الفطرة أوقات الغفلة وإن طالت وعندها تظهر عالمات ، صفائها تلتجىء إىل خالقها فتتجلى الفطرة وتعود إىل،باالضطراب وانقطاع األسباب

قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم { : يقول تعاىل ،فتخلص يف القصد والدعاء اخلشوع واخلضوع

16ص / 5ج / الكشاف / الزمخشري 1 406ص / 8ج / البحر المحیط / أبو حیان 2 145ص / ر الموضوعي مباحث في التفسی/ مصطفى مسلم . د: نقل عنھ , 65ص/ سراج العقول / اإلمام القزویني 3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

73

نيقادص متون إن كنعدت الله رة أغياعن) 40(السوسنتاء وإن ش هون إليعدا تم فكشون فيعدت اهل إيا بم 1األنعام } )41(تشركون

هل أحسن موقف ذه الشدة استدعاء هؤالء القوم إىل استثارة كوامن فطرم كما هو متوقع ؟ ولكن على احلامسةاحلرجة و هذه اللحظة أن وهي، اليت حصلت وسجلها القرآن ناطقة بلسام املفاجأةاجلواب ظاهر يف لتجمع نفسها وتستنهض قواها على األقل حلظة ،حتريك سجايا لغريزة مفككة ومبعثرة يف إزالة أو شدا مل تفلح

وجود نيب (الظرف املشجع على ذلك على الرغم من را أو حىت ملوسى إىل ء من اللجوقلومففشلت ،اإلثارةملمكن أن تتعامل معها هذه انعكاس للقوة اليت من ا }إنا لمدركون{ : فكان قوهلم )صاحب معجزات كبرية

أو التضرع أو حىت وهي ال شيء سوى احلسابات املادية فال مكان إذا لطلب الدعاء ، اضطراا حلظة الشخصية اإلهلية املعية نلحظ أن لذا كان من الطبيعي - وهو يف نظرهم القائد صانع األعاجيب –الركون إىل قوة موسى

قال كلا إن معي ربي { : هم يف جواب موسى عليه السالم ردا عليهم واستثنتعليه السالم رافقت موسى } سيهدين

وننتقل سريعا إىل أول طلب ، أي طلب ، ولنبق حمتفظني ذا املوقف الذي أظهر القوم عاجرين عن الطلب - يعكفون قوم على فأتوا البحر إسرائيل ببني وجاوزنا{ :تعاىل قال ،سجله القرآن عليهم بعد خالصهم وجنام

األعراف } )138( تجهلون قوم إنكم قال آلهة لهم كما إلها لنا اجعل موسى يا قالوا لهم أصنام على بطلب يطلبونه من موسى أخريا القوم نطقوا أنظهر هنا ي ف،شاهدي من اآلية يف هذا املوضع منحصر بالطلب و

شيء أي أو ، احتاجوه وقت حلاق فرعون م النجاة أو النصر إذهذا الطلب ليس هو موضوع و ،عليه السالم }... آلهة لهم كما إلها لنا اجعل موسى يا قالوا{ ولكنه شيء من نوع آخر ،يتعلق بالتمكني و وما بعده

ولذا ،فمن املهم دراستها ألا تعكس كوامن الشخصية ودوافعها من ناحية إظهار رغباا " الطلب"أما طبيعة ولعل هذه املفارقة العجيبة تظهر شيئا ،نلحظ االهتمام القرآين بتسجيل هذين احلدثني كما مها خبطام املباشر له

! أجبديات الطلب من حقيقة هذه الشخصية اليت ال تتقن حىت أوىلإن هؤلاء متبر ما {: ال تعاىل ق،وصف وبيان : أمرين وميكن أن نلحظ من رد موسى على هذا الطلب أنه حاويا

األعراف} )140( لمنيقال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العا) 139(هم فيه وباطل ما كانوا يعملون حتمل و،من ناحية تلك تهم بدقة تنم عن طبيع) اجلهل ( حتدد ذلك الوصف وهو وصفه هلم بصفة : األول األمر

.أخرى لتلك الشخصية استمرارية الفعل من ناحية

مباحث / مصطفى مسلم . د: وكذلك – 24ص/ دالئل التوحید / محمد جمال الدین القاسمي : ینظر , الفطرة حالة االضطرار : للمزید حول موضوع 1

145ص / في التفسیر الموضوعي

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

74

بني الذهب ولعبة قرال يف طفل إىلعندما ينظر ويف التشبيه املعروف ، كما جيباألمور اجلاهل ال ميلك تقدير و ها يف عق وواأللوهية عظمة إدراك مل يستطيعوا بعد ، كذلك هؤالء ، يقال إنه جاهل ، عليها األخريةالمعة فيفضل

.األصنامعبدة من فعل هؤالء القوم إىل عن النظر اهلابط السمو النفس وما هلا من قيمة عليا تبعث أمامهم أنه اهلالك ال حمالة ألنه قائم على الذي عن مآل الفعل إخبارهمم الثاين من رد موسى عليه السالواألمر

مث استثارم من منطلق الغرية واحلرص عليهم بتوجيه أنظارهم حنو املفاضلة بينهم وبني مجيع األمم الوثنية ،باطلنكم وأنتم على ما أنتم ما كان ينبغي أن يكون هذا الطلب م: وكأنه يقول ،أمثال هؤالء العاكفني على األصنام

!عليه من نعمة التأييد بالوحي والرسالة أغير { : يف هذه اآلية من التعجب منهم على وجه يوجب اإلنكار والتوبيخ فقال هرك ذ": يقول اإلمام الرازي

يطلب ويلتمس ويتخذ ، بل اإلله هو اهللا أن اإلله ليس شيئا : واملعىن }اهللا أبغيكم إهلا وهو فضلكم على العاملني وهو فضلكم على { : الذي يكون قادرا على اإلنعام باإلجياد وإعطاء احلياة ومجيع النعم ، وهو املراد من قوله

"؟1 فهذا املوجود هو اإلله الذي جيب على اخللق عبادته ، فكيف جيوز العدول عن عبادته إىل عبادة غريه}العاملني

ولكنها ال تصيبها ، األجسام العدوى تصيب األرواح كما تصيب إا" : ويف هذا املعرض يقول صاحب الظالل كما عرضها القرآن الكرمي عرضا دقيقا - إسرائيل وطبيعة بين ،إال حني يكون لديها االستعداد والتهيؤ والقابلية

وما تكاد ، ما تكاد تدي حىت تضل ، ضعيفة الروح ،ة طبيعة خملخلة العزمي،صادقا أمينا يف شىت املناسبات ومل يقل ... ر وقساوة يف احلس والشعو،ق وتصلب عن احل، غلظ يف الكبد إىلذلك ..... ترتفع حىت تنحط

،اجلهل من اجلهالة ضد املعرفة ..... اللفظ ما يعين اجلهل الكامل الشامل إطالقجتهلون ماذا ؟ ليكون يف أن رسول رب العاملني إىل يطلبوا أنقل غرابة من أ لكان آهلة هم اختذوا أمولو ! ن احلماقة ضد العقل واجلهل م " . 2 ...!! آهلةيتخذ هلم

حصول ذات فعل العصيان - وحىت بإقرار كتبهم - فكما هو معروف للجميع ،وليت األمر توقف على الطلب ونظرنا ،3 ولو وضعنا موضوع اختيارهم ملعبودهم جانبا ، منه الذي وخبهم عليه نبيهم موسى ووعظهم وحذرهم

لظهر هنا مرة أخرى قصر الفترة الزمنية لنقضهم العهد متاما كما حصل ،فقط من زاوية عصيام لوصايا نبيهم جود وهو أن يتم مثل هذا العصيان الكبري بو، مع مالحظة أمر مهم ،عند طلبهم السابق من موسى عليه السالم

مما يعكس هلذه النفسية سرعة االستجابة لداعي التمرد حىت ،ما زال يذكرهم وينهاهم ) هارون(نيب معهم

29ص / 4ج / التفسیر الكبیر / الرازي 1 1366ص / 3 ج /الظالل/ قطب 2 في المبحث السابق مكانھ 3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

75

فإذا كان هذا الرادع ال حيمل من القوة املادية ما يكفي حلملهم على االلتزام يكون العصيان ،بوجود الرادع هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن ولقد قال لهم { والتمرد يف أعلى درجات الوقاحة

طه ولنا أن نقارن })91( قالوا لن نبرح عليه عاكفني حتى يرجع إلينا موسى )90(فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا {: وبني وما حصل يف جوام مع موسى بني موقفهم مع هارون وجوام له

ريامألقى الس كا فكذلاهم فقذفنالقو ةزين نا مارزا أولنما حنلك87(و ({. نردها أن نقدر أنفسنا على لنا كانت بسلطان موعدك أخلفنا ما: يكون 1و أرجح أن أقوى ما ذكر يف معىن اآلية

خمتصرا جممال السالم عليه ملوسى جوام حكاية هذايكون ف ، املوعد إخالفك على غلبنا هواها ألن ، أتت عما الفاء حال ظاهرأن:" وعند ابن عاشور ، 2الكالم فيختصر عذره من خجالن يكون أن واه بعذر املعتذر شأن

ألقى ، النار يف أي ، القوم زينة قذفنا فمثل : واملعىن ،عليه املفرع الكالم قائل من صادرا بعدها ما يكون التفريعيةالتشبيه هذا من واملقصود . عجال هلم فأخرج القوم زينة من شيئا السامري الذي العجل صوغ قصة إىل التخلص

. "3 عبدوه والتخلخل ، الطويل االستعباد أثر عن يكشف الذي ، العجيب رالعذ بذلك يعتذرون: " ويقول صاحب الظالل

"4 ! العقلي والسخف النفسي أقصد -وحىت تكتمل الصورة ،وقد يصلح هذا الدليل أن يضاف إىل سلسلة احللقات املكملة إلطار ماديتهم

خطوات يسرية إىل الفترة اليت يف شخصيتهم حني يتقدم بنا الزمن 5 سنرى تطورا سريعا يلحق فن التربير-املصيبة !! هارون صانع العجل ليصبح ،مت فيها تزوير قصة عبادة العجل

:وفق الرؤية اليهودية السالم هارون عليهوقفة سريعة مع: منوذج ثالث

والقول عندي في تأویل ذلك أنھما قراءتان : " ونص قولھ , رجح بعض المفسرین ومنھم الطبري أن یكون موسى ھو الذي أمرھم بأخذ الحلي 1

انتھى ...." القارئ فمصیب الصواب متقاربا المعنى، ألن القوم حملوا، وأن موسى قد أمرھم بحملھ، فبأیتھما قرأ -) حملنا( و) حملنا(-مشھورتان بل یظھر , والحق الذي أراه أن سیاق اآلیات واألسلوب الذي اختاروه في تبریرھم ال ینفي أن یكون لموسى علیھ السالم عالقة بھذا األمر وحسب

وفي , فأخذھا السامري فصاغ منھا عجال . منھا ألنھا حرام لقد قذفناھا تخلصا : ویقولون . أنھم اعتبروه وزرا أي ثقال فھم یشیرون إلى ھذه األحمال وتحتمل ھذه التسمیة أن تكون من حیث ھي ثقیلة األجرام ، ویحتمل أن یكون من حیث آمنوا في قذفھا وظھر لھم أن ذلك ھو : ھذا یقول ابن عطیة

) . 420ص / 4ج/ المحرر الوجیز / ابن عطیة . ( الحق فكانت آثاما لمن حملھا 353ص / 18ج/ جامع البیان / الطبري : ینظر 2 89ص / 9ج/ التحریر والتنویر / ابن عاشور 3 419ص / 4ج/ في ظالل القرآن / سید قطب 4د أن الحاجة إلى لوم ویعتق...وإعفاؤھا من مواجھة الذنب , سلوك إلقاء اللوم بأن الحافز للوم ھو الدفاع عن النفس) جوست میرلو ( یحلل الدكتور5

/ الشخصیة بین النجاح والفشل / عباس البلداوي : نقل عنھ , 5ص/ ذلك السالم الصعب / جوست میرلو : ینظر ...) اآلخرین تنشأ كخطة مصطنعة 72ص

فإنھ عند ذلك , كافة تبعاتھ على اآلخرین وھذا الذي یرافقھ الكذب والتملص الكامل من الذنب بتحمیل, إنھ یجب التفریق بین سلوك اللوم الطبیعي : أقول .وھو المعني لدى الشخصیة الیھودیة , یصبح مرضا قاتال

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

76

قذف إطار الكذب احملبوك بأنسجة االفتراء والب حياط إال أن هروصن تعمل كاذبو التوراة خياهلم الذي ال ميكألقد إىلد الداعي فصار ذلك النيب املوح، )السامري ( لباس وألبسوها،أوهامهم فعملوا هلارون دمية ممسوخة من

!وحدم هو صاحب الفتنة وصانع صنم العجل جيمعوا أن إليهم فطلب .. أمامناهله تسري آصنع لنا إ: هارون وقالوا له إىل اجتمع الشعب : " يقول سفر اخلروج

فقالوا هذه ، مبسوطا وصنعه عجالأيديهم ا فاخذ ذلك الذهب من وجاءوا فجمعوها ،لذهب اليت بينهم اأقراط( ! " عيد للربمامه ونادى هارون غداأ فلما نظر هارون بىن مذحبا، من مصر أصعدتك اليت إسرائيلهلتك يا آ

.)32:اخلروج غاية الرتاهة عن ههيترتومنطق الفهم للمعىن القدسي للنبوة " :يقول الشيخ البهي ،النص هذا التعليق على ويف

يف النفوس وآثارها من كل استعداد للمدركات العلوية أذهام ولكن هؤالء الذين خلت ، األصنام عبادة إىلالردة مفترياا وملا كانت عقوهلم جتري يف...... صغرية أو كبرية أي عاصم من أو فاعلية أيال يتصورون لتلك النبوة

، برباءة اهللا ورسله منه بطابعها شاهدا واالفتراء مطبوعاالتأليفليفاا على قانون تلك احلسبة فال جرم بكون أوت . " 1ولوال حسية تلك املفتريات لكان من أصعب األمور أن تدفعهم بتزييف التوراة والكذب على اهللا

هو وقوفه يف وجههم وبيان باطلهم اآليات الكرمية أظهرتاليت ، هارون عليه السالم وما أعجب أن يكونولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن { : قال تعاىل، صاحب العجل وصانعه

قال ابن أم إن القوم استضعفوني استضعافه وحماولة قتله ومقابلتهم ذلك ب،طه} )90(فاتبعوني وأطيعوا أمري نيمم الظالالقو علني معجلا تاء ودالأع بي تمشني فلا تلونقتوا يكاد150(األعراف }و (

العنف ال إىلحماولة جلوئهم : والثاين ،ه هارون لدرجة استضعافأنصار قلة األول : أمريننلحظ يف هذه اآليات وأفلا يرون (سخافة تفكريهم اآليات وقد عابت عليهم ة البينة واقعة مبجرد الرؤيأن مع ،حكام العقل والبينة إ إىل

).89(طه ) ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعاف اليهود مع موسى وأخيه عليهما السالم خراب القلب اإلمياين الذي يستجيب ملتطلبات وذا يظهر تصر

،والتزامات العمل يف ظل طاعة النيب و الرسول أو حىت أدىن تفاعل إجيايب يطال على األقل أوىل أجبديات الطلب ...مما يلفت النظر إىل الطبيعة اليت تنطوي عليها هذه النفسية

) :طبيعته وعالقته املباشرة بالشخصية املادية ( يذاء موسى إ: منوذج أخري

165ص / بنو إسرائیل في میزان القرآن / البھي الخولي -1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

77

منها ما خيص ،معلوم أن الصور اليت مت فيها إيذاء بين إسرائيل ملوسى عليه السالم حتمل أشكاال كثرية ومتعددة ته وعصيان جمادلوكثرة ، نفسه يف وعيبه انتقاصهك ومنها متعلق بإيذائه شخصيا ، وجحود آياته ،كفرهم برسالته

... وخذالنه ، هوتكذيب ، جهرة اهللا رؤية وطلبهم ، البقر وعبادم ،أوامره واالستخفاف بعهودهم معه ونقضها وألن ، ظهر أكثرها بارزا من خالل تفاعلهم مع املعجزات اليت جاءهم ا ،وقد حكى القرآن ألوانا من إيذائهم

ميزا أا علقت صراحة بإثبات فعل ،يت آية قرآنية كنموذج أخري انتق،احلديث عنها يف حينها قد يكون أنسب كما أن يف مناسبة تفسريها ما ميكن محله كدليل آخر على طبيعة شخصيتهم ،منهم إليه عليه السالم ) اإليذاء (

: وإفراطها يف املادية } )9 (وجيها الله عند وكان قالوا مما الله فبرأه موسى آذوا كالذين تكونوا لا آمنوا الذين أيها يا{ :قال تعاىل 1األحزاب

عليه اهللا صلى لنبيكم واالحترام والطاعة األدب التزموا ، اإلميان حق تعاىل باهللا آمنتم من يا: ومعىن اآلية العام آذوه حيث - السالم عليه - موسى نبيهم مع إسرائيل وبن سلكه الذي املسلك معه تسلكوا أن واحذروا وسلم .سوء من إليه نسبوه ما كل من براءته تعاىل اهللا فأظهر : أي } قالوا مما اهللا فربأه{ ، األذى أنواع بشىت نصره حيث ، عالية ةومرتل ، سامية ومكانه ، عظيم جاه ذا تعاىل اهللا عند وكان : أي } وجيها اهللا عند وكان { ...2رسالته حلمل واصطفاه ، عليهم - سبحانه -

صلى وقد ذكر البخاري يف مناسبة تفسريها قول النيب ،وهذه اآلية تثبت صراحة إيذاء اليهود ملوسى عليه السالم الله هليع لمسى إن ووسلا كان مجا رييا حريتى لا سري نم هء جلدياء شيحتاس هنم فآذاه نم آذاه نني ميل بائرإس

) .3احلديث ... آفة وإما أدرة وإما برص إما بجلده عيب من إلا التستر هذا يستتر ما فقالوا

مون أني رسول اللھ إلیكم فلما زاغوا أزاغ اللھ قلوبھم واللھ لا وإذ قال موسى لقومھ یا قوم لم تؤذونني وقد تعل{ : یة أخرى في سورة الصف آ وھناك 1

} ) 5(یھدي القوم الفاسقین 4154ص / 1ج/ الوسیط / طنطاوي : ینظر 2لوا لموسى فخلا یوما وحده فوضع ثیابھ على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثیابھ لیأخذھا وإن اللھ أراد أن یبرئھ مما قا{ : وھي تتمة الحدیث أما 3

وبي حجر حتى انتھى إلى ملإ من بني إسرائیل فرأوه عریانا أحسن ما وإن الحجر عدا بثوبھ فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل یقول ثوبي حجر ثحجر لندبا من أثر ضربھ ثلاثا أو أربعا أو خمسا فذلك خلق اللھ وأبرأه مما یقولون وقام الحجر فأخذ ثوبھ فلبسھ وطفق بالحجر ضربا بعصاه فواللھ إن بال

)} یا أیھا الذین آمنوا لا تكونوا كالذین آذوا موسى فبرأه اللھ مما قالوا وكان عند اللھ وجیھا { : قولھ ص / 11ج : سنن الترمذي , 4373: رقم / 73ص / 21ج : صحیح مسلم , 3152رقم / 205ص / 11ج : یح البخاري في صح: تخریجھ

4103رقم / 138ص / 9ج/ مسند أحمد , 4103: رقم / 10ألن فیھا ما یصطدم مع , ا أن تحمل على ظاھرھا إذ ال یجب أبد, بخصوص طریقة تبرئة اهللا لھ ففیھا نظر , أما ذكر في الشق الثاني من الحدیث :أقول

على } ..فرأوه عریانا{أن معنى النص : والذي أراه , فمما بالنا باألنبیاء , إذ ال یعقل أن ینتھك اهللا ستر مسلم , قاعدة شرعیة في موضوع فرض الستر , أن موسى علیھ السالم وصف بأول الحدیث, بدلیل , والذي فیھ ستر تام للعورة , ا وإنما على التعري المسموح شرع, ال یؤخذ على معنى التعري الكامل

) واهللا أعلم .(فلزم أن یكون المقصود ھنا كشف ما ھو مسموح برؤیتھ شرعا مما كان موسى یستره , بسبب حیاءه , أنھ ال یرى من جسمھ شيء

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

78

وهو ، واحلياء خلق رفيع ، ال تعرف للحياء مكان حىت تفسره أو تفهمه و احلديث ظاهر يف أن الشخصية اليهودية لذا تستحيل استقامته يف نفس ال تستوعب املعاين ، نابع من طيعة الروح اإلنسانية ،قبل كل شيء خلق فطري

.لتزا أو تعطي هلا اعتبارا حني يغيب عنها ظالم املادة كل أفق ملعىن أو خلق كرمي

هنا يسهل علينا أن نفهم سر وطبيعة هذا النوع من اإليذاء كما جاء معلال يف احلديث الشريف الذي فضح ومن هذا اللون الصارخ يف الطبيعة اليت انطوت عليها النفسية اليهودية مبغاالا يف املادة إىل املستوى الذي يستحيل معه

!أن تفهم أي معىن آخر غريها

: نظرة اليهودية املادية كما عرضها القرآن ألنبياء من بين إسرائيل ال: املطلب الثاين ) وعيسى عليهم السالم ،داوود وسليمان (

:داوود وسليمان ومقارنته بالتصور اليهودي عنهما : تقدير اهللا للنبيني الكرميني : أوال

عند سياق احلديث عن 1 سورة البقرةلنيب اهللا داوود ضمن ترتيب سور القرآن الكرمي كان يفجاء أول ذكرإن جاء اسم داوود عليه السالم يف آخر آية يف القصة كبطل مؤمن مت حيث،املعركة الواقعة بني طالوت وجالوت

حكمةوال الملك الله وآتاه جالوت داوود وقتل الله بإذن فهزموهم{ على يديه بقتله جالوتالنصرتتويج هلمعا وماء مش251( .. ي({

عملية بعد املراحل اليت متت وفق سلسلة امتحانات ظهر تزكية اهللا لداوود عليه السالم تزكيةيف هذه اآليات توفكان ، }..له قال الذين يظنون أنهم مالقوا ال {: جرى من خالهلا تصفية النخبة الذين وصفهم اهللا تعاىل بقوله

خذالن الصف وكثرة األعداء وعليه السالم من القلة القليلة املختارة اليت ثبتت كذلك إىل النهاية أمام اون العزائم ...وبأسهم

ودفعا إميانيا قويا مكنه أن ،من شخصيته وهي حتمل رصيدا روحيا عاليا مهما فأظهرت لنا اآليات الكرمية جانبا .هال لشرف أن يتم قضاء رمز الكفر على يديه يكون أ

بثالث ميزات أظهر اهللا إكرامه ،مث بعد أن ظهر سيدنا داوود يف اية القصة كبطل محل شرف هذا التأهيل

. صل القادم إن شاء اهللا فحلیل ل الشخصیة الیھودیة من خالل قصة طالوت في الوسیأتي ت )251-246( اآلیات من سورة البقرة 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

79

. }يشاء مما وعلمه والحكمة الملك الله وآتاه {: أخرىقد أظهرت لنا داوود عليه السالم يف انب النفسي فال شك أن اآليات الكرمية حتليل القصة من اجلإىلإذا نظرنا و

الذين فشلوا يف سلسلة اختبارات كشفت ،هذه النفسية العالية اليت انطوت على عزمية صادقة خالفا لغالبية قومه . عجزهم أمام دواعي اإلخالد إىل األرض وما ولدته من تبعات سيئة على نفوسهم

صور لنا القرآن الكرمي داوود عليه السالم يف أعلى درجات السمو الروحي )~ص( يف سورة وكذلك

حلري أن يكون قد اجتاز ، وإن إنسانا يبلغ به املقام أن تسبح معه اجلبال اجلامدة يف تناغم واحد ،والشفافية 1!!حواجز وعقبات كثرية فوق كل ما له صلة بدونية األرض وأثقاهلا

سبحني معه الجبال سخرنا إنا) 17 (أواب إنه الأيد ذا داوود عبدنا واذكر يقولون ما على اصبر{ : اىلتع قاليشاق بالعرالإش18 (و (رالطية وورشحكل م له ابأو) 19 (انددشو لكهآ مواهنية تكمل الحفصطاب والخ) 20(

~ص} .القوة يف العلم والعمل: واأليد، أنه كان ذا أيد د عليه السالموكر تعاىل عن عبده ورسوله داويذوهنا

يد وإنا لموسعون والسماء بنيناها بأ{ : وقرأ ابن زيد ،القوة : األيد: ابن عباس وابن زيد والسدي عن 2ونقل املفسرونأعطي داود عليه السالم قوة يف العبادة وفقها يف اإلسالم، : وقال قتادة ،القوة يف الطاعة: األيد: وقال جماهد]47: الذاريات[}

.3وجاء يف السنة أنه عليه السالم كان يقوم ثلث الليل ويصوم نصف الدهرإنه تعاىل سخر اجلبال تسبح معه عند إشراق : أي} عه يسبحن بالعشي واإلشراق إنا سخرنا الجبال م { :وقوله

وكذلك كانت الطري تسبح بتسبيحه ] 10: سبأ[} يا جبال أوبي معه والطير { :الشمس وآخر النهار، كما قال تعاىلء فسمعه وهو يترمن بقراءة الزبور ال تستطيع الذهاب بل تقف يف اهلواء وترجع بترجيعه إذا مر به الطري وهو سابح يف اهلوا

.وتسبح معه وجتيبه اجلبال الشاخمات ترجع معه وتسبح تبعا له وبلغ من قوة ،ومع النبوة وامللك آتاه اهللا من فضله قلبا ذاكرا وصوتا رخيما ، يرجع به تراتيله اليت ميجد فيها ربه

. ومن حسن حظه يف الترتيل ، أن تزول احلواجز بني كيانه وكيان هذا الكون استغراقه يف الذكر ،

نلحظ أمرا يف اختيار اهللا تعاىل حلادثة وقعت مع نيب اهللا داوود عليه السالم وعرضها من خالل أن ميكن أنناكما

34ص : 5ج/ الظالل / قطب سید: للمزید ینظر 1 468ص/ 5ج/ إرشاد العقل السلیم / أبو السعود , 57ص / 7ج / تفسیر القرآن العظیم / ابن كثیر , 176ص / 21ج/ جامع البیان / الطبري : ینظر 2داود وأحب الصیام إلى اهللا صیام داود كان ینام نصف أحب الصالة إلى اهللا صالة: " وھذا ثابت في الصحیحین عن رسول اهللا صلى اهللا علیھ وسلم أنھ قال3

: ینظر (ز وجل في جمیع أموره وشئونھ وإنھ كان أوابا، وھو الرجاع إلى اهللا ع" اللیل ویقوم ثلثھ وینام سدسھ وكان یصوم یوما ویفطر یوما وال یفر إذا القى ) . 1969(رقم , 47ص / 6ج : وفي مسلم , ) 1063(رقم, 294ص / 4ج:تخریج الحدیث في صحیح البخاري , ) 51ص / 7ج/ ابن كثیر

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

80

بض ا صاحبها يف تعامله مع هذه احلادثة كشف عن مدى احلساسية املرهفة اليت يناختيار ذلك أن ،اآليات القرآنية اهللا ومراقبته يف كل سكناته وحركاته إىل حيث التذكر الدائم والرجوع ،أبسط أمر ميكن أن يعتريه يف شؤون حكمه

تخف لا قالوا هممن ففزع داوود على دخلوا إذ )21( المحراب تسوروا إذ الخصم نبأ أتاك وهل{ : يقول تعاىل ،انمصى خغا بنضعلى بض ععب كما فاحننيب قلا بالحط وطشا تنداهاء إلى ووس اطرذا إن )22( الصي هأخ له عست إلى نعجتك بسؤال ظلمك لقد قال )23( الخطاب في نيوعز أكفلنيها فقال واحدة نعجة ولي نعجة وتسعوناجهإن نعا وريكث نلطاء مي الخغبلي مهضعلى بض ععإلا ب ينوا الذنلوا آممعو اتحاليل الصقلا وم مه ظنو وداوا دمأن نفتاه فرغتفاس هبر رخا وعاكر ابأن24( و( انفرفغ له كإن ذلو ا لهندنلفى علز نسحآب وم )25( { .~ص

أرجح القول بأخذها على حقيقتها على اعتبار أن اخلصم قوم ،1بعد اطالعي على أقوال املفسرين يف هذه القصة

بل على ،إذ ال يوجد يف اآلية ما يدل على كوم مالئكة ، ن يف نعاج بينهم على احلقيقةوتصم خمالناسمن .واهللا أعلم ، إليه أن تتسور احملراب حىت تصل إىلكما ال حتتاج ،العكس فإن املالئكة ال توصف باخلصم

ة ، لكون هذا احلكم خمالفا للصواب فحكم عليه بكونه ظاملا مبجرد دعوى اخلصم بغري بين" : يقول اإلمام الرازي ، فعند هذا اشتغل باالستغفار والتوبة ، إال أن هذا يف باب ترك األفضل واألوىل فثبت ذه البيانات أنا إذا محلنا

هذه اآليات على هذا الوجه ، فإنه ال يلزم إسناد شيء من الذنوب إىل داود عليه السالم ، بل ذلك يوجب إسناد أن األصل يف حال املسلم البعد عن املناهي ، : إليه ، مث نقول ومحل اآلية عليه أوىل لوجوه األول أعظم الطاعات

أنه تعاىل قال يف أول اآلية حملمد : والثالث ،أنه أحوط : والثاين ، ال سيما وهو رجل من أكابر األنبياء والرسل " .2 ...} )17 (أواب إنه الأيد ذا داوود عبدنا واذكر يقولون ما على اصرب{ :صلى اهللا عليه وسلم

« ولو كان املراد ما قيل من قصة املرأة اليت على كل مسلم ترتيهه وسائر إخوانه عليهم السالم عن مثلها لقيل . 3 كما يشهد بذلك كل من له أدىن ذوق يف احملاورات-وظن : ومل يقل » وعلم داود

فهي ال ، سيقت مساق املدح لداوودأاجاء به السياق الذي أحيطت به القصة ما ،ل على هذا وأكرب دليال بامرأة ، فكانت هذه احلادثة إمنا هي للتدريب على احلكم ،خترج أن جيري ذكرها إال للترقية يف رتبة الكمال

، وال أنھ تزوجھا بعد زوال عصمة الرجل وما یجوز فعلھ ابتداء یجوز طلبھ، ولیس في القرآن أن ذلك كان ) : 4/54(قال ابن العربي في أحكام القرآن 1

) .176ص / 15ج/ الجامع ألحكام القرآن : ینظر رأیھ ( وأیده القرطبي في الجامع " عنھا، 214ص / 6ج / التفسیر الكبیر / الرازي 2, قد كذب على اهللا عز وجل وقولھ ما لم یقل ومن قال إنھم كانوا مالئكة معرضین بأمر النساء ف" :كما یقول ( سعد المرصفي . د: ینظر ھذا الرأي 3

)..297ص / 1ج/ الرسول والیھود وجھا لوجھ ..." ( وأقر على نفسھ الخبیثة أنھ كذب المالئكة , وزاد في القرآن ما لیس فیھ خاصة أنھ , مالئكة احتمال وارد على ضعفھ حیث أن اعتبارھم من ال , لھا وھذا الذي ذكره الدكتور المرصفي فیھ من الشدة البالغة ما ال داعي: أقول

مع أني قد ال أرى دخولھ باب االعتبار والترجیح لما - على قول بعض المفسرین –مذكور عند جل المفسرین ویمكن أن یحمل على أنھ تشبیھ صوري .ویلزم التفریق , فھذا موضوع آخر , ءواعتبارھم من المالئكة ال یلزم أن یكونوا معرضین بالنسا, قدمت من األدلة المذكورة أعاله

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

81

الظلم إىل أحد بدون إسنادديث عن أي الوقوع يف هذا احل :فغفرنا له ذلك : فيكون قوله تعاىل ، وال بغريها .1 مساع لكالمه

فهم السياق على هذا النحو وقد جاء يف مقدمتها قوله إىلامتتها أقرب كذلك خبكما أن عالقة مقدمة القصة : تعليل لألمر بذكره إمياء إىل أن األمر لقصد االقتداء به، كماختم اهللا هذه القصة بقوله } إنه أواب{ :تعاىل

ومثل هذه اخلامتة إمنا حتسن يف حق من صدر منه عمل كثري يف اخلدمة } وإن له عندنا لزلفى وحسن مئاب{ والطاعة ، وحتمل أنواعا من الشدائد يف املوافقة واالنقياد، أما إذا كان املذكور السابق هو اإلقدام على اجلرم

. 2 والذنب فإن مثل هذه اخلامتة ال تليق به

فإا تكشف لنا جانبا روحيا قويا يف شخصية داوود عليه - فباإلضافة إىل ما ذكر- وأما تسجيل هذه احلادثة هنا ليكون يف ذلك مزيد إثبات احلجة - عليه السالم -السالم يعكس نقيض ما تقدمه لنا الشخصية اليهودية عنه

ه كاذب التوراة وهو يسرح خياله العفن يف قدار الغل الذي يكنولنا أن نتصور م ،عليهم يف مفارقة أنبيائهم هلم وانتهاك حرمة اجلوار والغدر مث القتل مع سابق التدبري إليه وما فيها من نسبة القذف ،3قصة داوود مع أوريا

ين إذ أنزه البحث عن اخلوض يف تفاهة هذه القصة سأكتفي بذكر شيء من النص الذي وضعوه يف إو ، واإلصرار : اإلصحاح الثاين عشر من سفر صموئيل الثاينيها يف ق الرب وهو يعاتب داوود كما ورد يف تعليقه علح هاأنذا أقيم ، احتقرتين...؟ ملاذا احتقرت كالم الرب لتعمل الشر يف عينيه:....هكذا قال الرب إلـه إسرائيل "

!! " 4.. عليك الشر يف بيتك ة العدائية من اليهودي ألنبيائه وما كشفه لنا أسلوم املنحط يف الطعن فيهم من النظراملتمعن يف طبيعة هذهإن

،ولو كانوا أبناء جنسه ) أصحاب القيم (نصرة اليهودي من جترد-كما أرى -خالل كتبهم املقدسة لتظهر يف االستغراق وهذه الصفة تصلح كدليل آخر ،كذلك نصرة جنسه إىل غريزة امليل ذا يكشف جتذر اخللل يفهو

. 299ص/ 1ج/الرسول والیھود وجھا لوجھ / سعد المرصفي . د: ینظر ھذا الرأي 1 128 / 7ج / التحریر والتنویر / ابن عاشور : ینظر 2 )11: سفر صموئیل الثاني : ( تفاصیل القصة المختلقة واردة في 3انزل لي عن : قال لبعض أصحابھ علیھ السالم داود أن ال یخرج عن األمرأن.. ) تنزیھ األنبیاء: ( صاحب كتاب ) ھج 7ت( میریعتبر الشیخ ابن خ :4

واستدل بما استدل علیھ المفسرون من قول سعید بن الربیع لعبد الرحمن بن عوف حین ,أھلك وعزم علیھ في ذلك وأن األمر ال یخرج من دائرة المباح أبي الحسن علي ( ابن خمیر : ینظر .(بارك اهللا لك في أھل : إن لي زوجتین أنزل لك عن أحسنھما ، فقال لھ : رسول اهللا صلى اهللا علیھ وسلم بینھماآخىص / دار این حزم / بیبياحمد عبد الجلیل الز. د: تحقیق / تنزیھ األنبیاء عما نسب إلیھم حثالة األغبیاء / میرحمد السبتي األموي المعروف بابن خأبن )م 2003 / 1ط/ دمشق / 59

). )1159(رقم : وصحیح مسلم - ) 1131(رقم : والحدیث في صحیح البخاري النوع فإن طلبا من ھذا , وبین أن یطلب أحد منھ ذلك , ھناك فرق واضح بین أن یعرض إنسان عطیة أو شیئا یملكھ شھامة و إیثارا على نفسھ: أقول

لو سلمنا افتراضا بأن الطلب -ثم إن ھذا أبعد عن سیدنا داوود بالذات , وإن كان مباحا فال یدخل دائرة المروءة ومحال على األنبیاء اإلخالل بالمروءة ,أكل أحد طعاما قط خیرا من أن ما : " عن رسول اهللا صلى اهللا علیھ وسلم أنھ قال) 1930( وقد جاء في البخاري –كان فعال بخصوص امرأة أعجبتھ

–فكیف لداوود علیھ السالم أن یعف عن أخذ راتبھ من بیت مال المسلمین ,) یأكل من عمل یده وإن نبي اللھ داود علیھ السلام كان یأكل من عمل یده !ثم یضع عینھ على أخص ما في أیدي الناس ؟, ویأبى إال أن یأكل من عمل یده – لسریانھا مسرى العرف وإباحة ذلك ال تحتاج إلى دلیل

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

82

،غريزة حيوانية قبل أن تكون إنسانية ) االنتصار للجنس الواحد( على اعتبار أن غريزة ،املادي لدى هذا الفصيل جميعا تحسبهم شديد بينهم بأسهم { :هذا اإلطار يسهل علينا أن نفهم قوله تعاىل عنهم يف موضع آخروضمن مهقلوبو تاحلشر 13 (} ىش(!

لوجدنا أا تعتز بعظمائها ، والدليل على ما أقول أنه لو الحظنا معا مسرية الشعوب وحضارا عرب العصور فحىت لو ، إذا كان قد مر على دعوم وفكرهم مدة من الزمن خاصة ،حتاول ختليدهم على حنو ما و،مفكريها و

اية من قاوم أو عارض من أبناء جلدته فسرعان ما تتالشى وغريها بد-كما يسمونه -) النجم ( وجد لذلك واليت يعترب االعتزاز برموزها العليا جزءا أساسيا فيها ،عرف بغريزة إظهار الذات و حتقيقا ملا يةالحقا نصرة للقومي

، هذا عند البشر العاديني-والشك أن هذا أمسى بكثري ، لفكرة والعقيدةل حنو االنتصار وجهها فقد اإلسالمأما -أما هلذا الصنف املتفرد فإننا سنعجب كثريا كيف يصل م احلقد على أنبيائهم كل هذا املبلغ إذا مل نكن نفهم هلذه

ميكن أن تقدمه هلم حضارم ورموزها خريحيث ال مكان أبدا وال اعتبار ألي نتاج ،الشخصية طابعها اخلاص ال كيف لنا أن نفهم كل هذا االتشويه والتقبيح الذي رمسه كاذبوا التوراة ومزوروها إو ، يف جمال املعاين والقيم

!على داوود عليه السالم مثال وهو ميثل صانع العصر الذهيب واملتربع على تارخيهم بطوله وعرضه

،سابه إىل هذا االختراع ملا رأيناهم يسلبونه حق انت،ولو كان نتاج النبوة صنعة مادية كاختراع جهاز كهربائي ولكنهم ، لذلك ال ينسى اليهود حلظة أن يقدموا داوود عليه السالم كملك ،بل سيحرصون على االفتخار به

ولرمبا يظهر ، وأنه قد جنح يف أداء رسالته على أمتها ،يرفضون متاما االعتراف بأنه كان نبيا صاحلا قبل كل شيء - يف أحسن التقديرات- حيث ال يكاد ،اليهودية مع ابنه سليمان عليه السالم ذلك أوضح يف تعامل الشخصية

)!حاشاه ( رفيق النساء الذي حكم باحلديد والنار ، فهو امللك الوثين الشرس ،البتة ) كنيب (يذكر لقبه واهد ماديتهم لوجدنا من أكرب الدالئل ما يضاف إىل ش،ولو بقينا مع سليمان عليه السالم يف العرض القرآين

رأيناه يف ، وهم يتغنون يكله صباح مساء ، فسليمان الذي ميثل مصدرا مهما يف جمدهم التارخيي ،املقيتة ، وكأم صبوا كل ميوهلم ورغبام يف خرافات ألبسوها للملك األعظم شهرة ،تصورهم رمزا للعشق الوثين

!هلم تقبله رمزا هلذا التمثيل فحاكوا صورته بالقالب الذي يرغبونه حىت يتسىن

إحدى أقوى احلجج على الشخصية اليهودية اليت أفقدها " كنيب وملك "و يف التقدمي القرآين لشخصية سليمان . توازا ورؤيتها الصحيحة ملعىن احلياة والوجود اإلنساين ،غلوها املفرط يف املادية

الذي فضل -ان أظهرت أمرا بالغ األمهية وهو أن هذا امللك لقد انتقت اآليات الكرمية مواقف من عهد سليم فسخر كل ما لديه يف نصرة الدين ، مل يفتنه شيء من ملكه عن عالقته القوية الصادقة باهللا -ملكه على العاملني

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

83

:والدعوة للتوحيد لما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثري ولقد آتينا داوود وسليمان ع{ : قوله تعاىل ~ فجاء يف سورة ص

ننيمؤالم هادبع نردها و ،قرار داوود وسليمان عليهما السالم بنعمة اهللا وفضله تستهل اآليات بإ حيث } )15(م ولكن امللك ال ،لنبوة والعلم ن داود عليه السالم أويت امللك مع اإ : " يقول قطب ،) اهللا عز وجل(إىل مصدرها

ألن امللك أصغر من أن يذكر يف هذا ، إمنا يذكر العلم ،يذكر يف صدد احلديث عن نعمة اهللا عليه وعلى سليمان " 1 ! اال

لناس وورث سليمان داوود وقال يا أيها ا{ :كما ذكرت اآليات متكن سليمان من هذا امللك الشيء العظيم بنيل المالفض وذا لهء إن هيكل ش نا مينأوتر والطي قطنا منلما وراثة العلم ، ،النمل })16(عواملفهوم أ

نا منطق يا أيها الناس علم{ : ويؤكد هذا إعالن سليمان يف الناس ،ألنه هو القيمة العليا اليت تستأهل الذكر فيظهر ما علمه من منطق الطري وجيمل بقية النعم مع إسنادها إىل املصدر الذي علمه منطق } ..الطير وأوتينا

. الطريخلفه سليمان فهو وارث ملكه والقائم يف مقامه يف سياسة األمة وظهور احلكمة ونبوءة بين إسرائيل : واملعىن

فاإلرث هنا مستعمل يف معناه اازي وهو تشبيه األحوال اجلليلة باملال وتشبيه ، ..2والسمعة العظيمة بينهم ولقد آتينا { : د بعد قوله واخللفة بانتقال ملك األموال لظهور أن ليس غرض اآلية إفادة من انتقلت إليه أموال داو

.3 ن إرث املال غري مقصود فإنه غرض تافه فتعني أ، 15: النمل } داوود وسليمان علما وقاال احلمد هللا الذي فضلنا وهي ثناء عليه ومدح له من مجلة من استحقوا عنوان } سليمان { يف موضع احلال من } نعم العبد { ومجلة

.العبد هللا هور تعليق تعليل ألن الظروف يراد منها التعليل كثريا لظ} أواب { وتعليق هذا الظرف ب " : يقول ابن عاشور

واألصل منها الكثرة فتعني أن ذكر . أن ليس املراد أنه أواب يف هذه القصة فقط ألن صيغة أواب تقتضي املبالغة " .4قصة من حوادث أوبته كان ألا ينجلي فيها عظم أوبته

مشل اإلنس واجلن مث ختربنا اآليات الكرمية أنه يف اللحظة اليت سار ا هذا امللك يف أوج ملكه وأة جيشه الذيحيث أنه مل ،تذكر شيئا ال ميكن أن خيطر على بال من كان يف مثل وضعه أبدا ، هلا والطري يف ظاهرة مل يسبق إن كل هذا مث،بل صوره لنا القرآن وهو يتقدم جيشا عظيم املبلغ عدة وعتادا ، يكن يف جو تأمل وصفاء

375ص / 5ج / في ظالل القرآن / سید قطب : ینظر 1داللة على ما في إدراكھا وعلم منطق الطیر أوتیھ سلیمان من طریق الوحي بأن أطلعھ اهللا على ما في تقاطیع وتخالیف صفیر الطیور أو نعیقھا من " 2

أن اهللا جعلھ سبیال لھ یھتدي بھ إلى تعرف أحوال عالمیة یسبق الطیر إلى إدراكھا بما أودع فیھ من - كما ذكر المفسرون -وفائدة ھذا العلم. وإرادتھا ون على تدبیر ملكھ وسیاسة أمتھ ، مثل استخدام نوع القوى الكثیرة ، وللطیر داللة في تخاطب أجناسھا واستدعاء أصنافھا واإلنباء بما حولھا ما فیھ ع

.)275ص / 10 ج/التحریر والتنویر / ابن عاشور " ( الھدھد في إبالغ األخبار وردھا ونحو ذلك 223ص / 12ج / التحریر والتنویر : ینظر 3 224ص/ المصدر السابق 4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

84

! عن أن يراعي شعور منلة غفلةمل تولد لديه حلظة - ياته اآلتكما صور- ذلك الوقت جمتمعاالتمكني املادي ال ميكن أن يصل إليها إال من ملك قلبا شاكرا شعور ورقةإحساس عن رهافةمبالتأكيد فإن تصرفا كهذا ينو

علي أنعمت التي نعمتك أشكر أن أوزعني رب وقال قولها من ضاحكا فتبسم: (كقلب سليمان عليه السالم ) الصالحني عبادك في برحمتك وأدخلني ترضاه صالحا أعمل وأن والدي وعلى

دل من قوهلا على ظهور رمحته شيئان ، إعجابه مبا : ؟ قلت ما أضحكه من قوهلا : فإن قلت ":يقول الزخمشري تعين } وهم ال يشعرون{: ورمحة جنوده وشفقتهم ، وعلى شهرة حاله وحاهلم يف باب التقوى ، وذلك قوهلا

من إدراكه بسمعه ما مهس به الذي هو مثل يف : وسروره مبا آتاه اهللا مما مل يؤت أحدا ،أم لو شعروا مل يفعلوا " 2ما أنعم به عليه من ذلك اهللا شكر1إحاطته مبعناه ، ولذلك اشتمل دعاؤه على استيزاع الصغر والقلة ، ومن

. مع ما كاله خيال كذبة التوراة ،ولو قابلنا هذه الصورة اليت عرضها القرآن الكرمي لشخصية سليمان عليه السالم

، يسجل على ملكهم ونبيهم أنيهود لوجدنا مفارقة عجيبة بني واقع سليمان وما أراده مؤرخو شخصيته من الوكانت حمبته للنساء فاقت حمبة والده للنساء ، إن النيب سليمان عرف قيمة املرأة حق املعرفة" : يقول كذبة التوراة

، )8-6:7نشيد اإلنشاد ( "!لكم أحبك ألذ من اخلمر ...: " وقول سليمان ، )8-11:1(امللوك األول (" .3 !زل الفاحشوما سوى ذلك من الغ

الكرمي يف عرضه جلوانب من حياة داوود و سليمان عليه السالم ال ميكن أن يلتقي القرآن وهكذا فقد رأينا أن

حني أعمت كل قلب متشرب ا ، والذي ال يفسره إال دوافع ران املادة ،بشيء منها مع التصوير اليهودي هلا ... ! خصائص النبوة ومسو الرسالة عن كل صورة معنوية نبيلة ترقى يف تقومي

وهم –كما أسلفت _واحلق أن هذا قد طال حىت كبار األنبياء الذين صاروا بالنسبة هلم جمردين من معاين القداسة ! وبالتايل يصيروم رمزا هلذا العشق ،أرادوا أن يستبدلوا نبوم بوثنية خمتلقة ميجدوم من خالهلا

ويبدو أن الفكر اليهودي حيسب النبوة مرياثا دنيويا ميكن االستيالء عليه بالشطارة " : الغزايليقول الشيخ حممد " 4!وليست هبة عليا مينحها رب العاملني ممن اصطفاهم من أهل الطهارة والنظارة ،واملهارة

ص / 5ج / الكشاف / الزمخشري (، وأكفھ وأرتبطھ ال ینفلت عني ، حتى ال أنفك شاكرا لك اجعلني أزع شكر نعمتك عندي } أوزعنى { وحقیقة . 1

179ص / 5ج / إرشاد العقل السلیم / أبو السعود , 69 69ص / 5ج / الكشاف 2/ شفیق مقار : لتعلیق علیھا ینظر وا} ) ...10:8) (7:7) (5:1)(4:5)(4:3) (5:2) (1:2) (2:ا({نشید اإلنشاد : لإلطالع على النصوص 3

75ص / الجنس في التوراة )319ص / 1ط/ م 1999/ بیروت / دار القلم / الیھود المعتدون ودولتھم إسرائیل / محمد الغزالي . الشیخ د4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

85

إذ ال خيرج األمر عن ، ال يتعلق بتمجيد هؤالء األنبياء من منطلق ديين – كما هو ظاهر –إذن فاملوضوع – الذي نذر مملكته للدعوة إىل التوحيد - فماذا أبقى اليهود لشخصية سليمان مثال ،استخدام املسميات فقط ! سوى األصنام والنساء ؟

وال ميكن أن نفهم ، وبالتايل حلقيقة وجوهر الدين ، مسخ كامل حلقيقة وجوهر النبوة – كما أراها –فالقضية وإمنا كان ، كانوا ينطلقون من مغزى ديين معني ،الء عندما قاموا بعملية تشويه كربى للنبوة ومعاملها حبال أن هؤ

ونوع اهلوى ،)دافع اهلوى ( وهو ليس إال ما فسره القرآن ب،حيركهم شيء آخر خمتلف عن الدين وتعلقاته . }أشربوا يف قلوم العشق بكفرهم{الذي حصلوه من طبيعة كفرهم " املعشوق"عندهم متميز عن غريهم مبؤثر

ب رشأ(رغ أو مبعىن أدق فعندما نفهم هذه الشخصية بصورا احلقيقية حينما يكون احليز هلذه الغريزة قد أ

يغدو أسهل ) 1..كنجمة داوود وهيكل سليمان ( اللغز يف فهم الشعارات الزائفةفإن حل) ة عجليةمكانه مادي، ومصنوعا ، أن يكون فاقدا للحمه ودمه أو باألحرى إلنسانيته إالم كان للتمجيد والتقدير مهما قدفليس لبشر م

! من الذهب املسبوك على هيئة العجل أو ما يتمثل به من املصاحل املادية ... من أنبياء أويل العزم يثبت استمرار انغماسهم يف دنس املادة وعشقها ،ولنبقى مع شاهد أخري

: مع عيسى عليه السالم أمرهم: ثانيا

لقد جاء النيب عيسى عليه السالم بأقوى مثل ميكن أن يضرب لإلنسان صاحب الرسالة الذي محلت ظروف حياته .. ملعجزاته يف إحياء املوتى حيث كان ،جبميع مالبستها لواء ذلك املنهج القابض على معول اهلدم جلدار املادية

.يت رافقت بعثته عليه السالم من أوهلا إىل آخرها األثر الواضح يف ذلك جلميع األمور الون و يكأن اهللا إرادةشاءت حيث ، وأول ما يظهر من تلك العالقة هو طريقة ميالده عليه السالم كما هو معروف

فكان عيسى عليه ، واملسببات األسبابيف ميالده معجزة تكسر كل احلسابات املادية واحلواجز املفتعلة من اعتبار . بإنسانيتهم إحساسهموبني رم وبينهم وبني بينهم سدا أقاموه املادية الذي منهج اليار فعلياإثباتاالسالم

وهذا )7:14( " .. ها العذراء حتبل وتلد ابنا، آيةولكن يعطيكم السيد نفسه " : شعيا ما نصه إ جاء يف سفر شعيا إم ذلك مل يصدق اليهود غ ور، اآلن إىلعيسى عليه السالم وهو موجود د مبعجزة ميالالنص بشارة صرحية

جوا من قائمتھم منھجھم الرباني الفرید في تحقیق معنى وأخر, وسلیمان علیھ السالم إلى ھیكل حجارة , لقد اختزلوا داوود علیھ السالم إلى نجمة 1

ثم إن ھذه الشعارات وغیرھا في حقیقتھا لم تظھر أو ینادى بھا إال حین أصبحت ضرورة للم شملھم بتحقیق مصلحة إقامة , االستخالف على األرض ذا فھي وسیلة لتحقیق غرضھم الخبیث دون لیكون لرموزھا أي اعتبار إ, دولة لھم وإشباعا لعنصریتھم بالشعور الناتج عن عزلتھم عن باقي المجتمعات

207ص / 6ج / في ظالل القرآن / سید قطب : ینظر !.

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

86

وبكفرهم وقولهم {: فعندما ولدت العذراء عيسى اموها بالزىن - أنبيائهمما هم مع مجيع ك-وال عيسى )156( النساء}على مريم بهتانا عظيما

وجدنا أنه ال ميكن أن تركن على أي احتمال مربر مهما بلغ من ،رمي الصديقة وإذا ناقشنا موضوع متهم ملنسبها وأسلوب طهر مرمي وف ، فكل الظروف اليت أحاطت ذه املعجزة جعلت من السهولة تصديقها ،البساطة

، أعينهم أمام طفل ا بنطق عيسى عليه السالم وهواءبريتمم أن أيضا ولكن اهللا شاء ،بالظن احلسن حياا كفيل ليكون، اهللا تعاىل وقدرته بعظمةر روحيا عميقا يذكأثرا يترك أن ماديتهم املقيتة تتنكر لكل معىن جمرد ميكن وإذا

وهم متعجلون ،وقد صورت اآليات مشهد رؤيتهم إياها ،من النكران شد ما يكون أاستقباهلم هلا ولولدها يا أخت هارون ما ) 27(يا مريم لقد جئت شيئا فريا {: طلب توضيح فسار أواستدون حماولة إبداء ،احلكم

.مرمب })28(كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا : وقوله ...أصلها من الفري وهو قطع اجللد للخزر واإلصالح واإلفراء لإلفساد : " والفرية كما يقول الراغب

" .1 وكل ذلك إشارة إىل معىن واحد ، وقيل مصنوعا ، وقيل عجيبا ،قيل معناه عظيما } لقد جئت شيئا فريا{ ، لرؤيتهم مشهد مرمي يف تلك احلالة األولية،وإذا اعتربنا أن ألحدهم بعض العذر يف استباق السبب وتعجل احلكم

والقرآن يثبت أن كل املعجزات اليت ،لعذر وهم يرون معجزة عيسى يكلمهم باملهد فال ميكن أن يبقى أي فسحة قولهم على و{ : وإمنا لتهمتهم مرمي كذلك ، ليس يف موقفهم من اإلميان وحسب ،رافقت عيسى وأمه مل تغري

اليت -األكمه واألبرص وإحياء املوتى من إبراء - وحىت سجله احلافل باملعجزات ،النساء }مريم بهتانا عظيما !تقتل يف طريقها كل حسبان يف االعتداد باألسباب املادية مل مينعهم حىت من التآمر على قتله

كل أبعدم أا،استحكام املادية يف نفوسهم وما ولدته من قسوة يف القلب وحسية يف التفكري والذي يلحظ من

الفترة اليت ( وإذا أضفنا عنصر التوقيت الزمين ، وتسيريه للسنن الكونية وفق مشيئته رهوأم قدرة اهللا إدراكالبعد عن لوجدنا أن حال هذه ،وهي فترة متأخرة نسبيا يف تاريخ أنبياء بين إسرائيل ) جاء فيها عيسى عليه السالم

اليت صحبوا فيها موسى عليه عنها يف الفترة) تفشي املادية يف قلوم (الشخصية سيختلف من ناحية تقومي قياس وال بد أن تكون فتنة اإلنعام عليهم بوفرة ، فمن املعروف أنه قد تعاقب بني الفترتني أنبياء كثر ،السالم مثال

وليس حبال أن نتصور ، قد تركت دوائر سوداء كثرية يف معامل شخصيتهم ،األنبياء وسقوطهم يف كل حمطة فيها ) أن يؤمنوا( وإذ مل تكن النتيجة شيئا إجيابيا ، واإلجياب يف التفاعل مع األنبياء ورسالتهم نتيجة يتعادل فيها السلب

381 -380ص / المفردات / الراغب 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

87

{ : فورا بقوله تعاىل }..وأشربوا يف قلوم العجل { واهللا سبحانه قد علل ، فهي بالتأكيد سلبية بكل املقاييس ، . } بكفرهم..

، الذريع واملتكرر عند كل امتحان يدعون فيه إىل الفطرة احلنيفة فإن طبيعة كفرهم اليت متيزت بالفشل،ومن هنا . نتيجة طبيعية وعادلة ) عشق املادة ( جعلت استحقاق قلوم لداء

لقد كشف عيسى عليه السالم عن املرحلة شبه النهائية يف تكوين هذه الشخصية فكان أن آمن به من يستحق منهم ممن األعظم مث ليبقى ذلك الوحل للسواد ،اإلسالم ونوره شرف وماديتها إىلاخلروج من وحل اليهودية

. رفع آخر عهد هلم مع النبوة ، و برفع عيسى عليه السالم من بينهم ،توارثوا بكفرهم عشق العجل

أظهرت من األمثلة ما يصلح الواحد منها كأكرب شاهد على ،هذا وبعد جولة يف بعض حمطات اليهود مع أنبيائهم بقي أن أنتقل من ،لعالقة بني املادية املستحكمة يف نفوسهم و طبيعتهم املميزة العداء لكل ما هو مقدس أو ميثله ا

باعتباره ظاهرة أصيلة حتكم عالقة هذا النوع من الشخصية مع ،تناول أمثلة خمصوصة وحمددة إىل الشكل األعم سيتني حتمالن لونا فاقعا مييز حقيقة هذا التفاعل املقيت مع وسأتناول من العناوين العامة مسألتني رئي،أنبيائها : وأبدأ مع املسألة األوىل ، وظاهرة قتل األنبياء ، مها مسألة اقتران األنبياء بفعل الكبائر ،األنبياء ملاذا يقترن األنبياء مع أقبح الكبائر ؟) : 1(مسألة

د زنا احملارم يف التوراة أكثر من سبعة مواضع منسوبا إىل ميكن ألي متصحف للكتاب املقدس تصور فظاعة أن ير 1!أنبياء ورسل

لكن صفات الكالب ،ليست هذه صفات األنبياء وال صفات من فيه شيء من اخلري :" ويعلق ابن حزم على هذا وذ باهللا من هذا ونع،الذين وضعوا هلم اخلرافات الباردة اليت ال فائدة فيها وال موعظة وال عربة حىت ضلوا ا

" . 2!اخلذالن

إسرائيلمن ساللة بين عتراف الكتبة أنفسهم الذين هم با - حول األنبياء العهد القدمي تابات كوما يالحظ يفمرتلة يرتهلم بل ،صور التكرمي والقداسة وحسب عنهم يسلب هو مضمون ال -املفضلة واملختارة على العاملني

فهل حيمل منطق العقل إمكانية الصورة اليت جندها معهم ،حقاقهم الغضب من اهللا مستوى استإىلدونية تصل ! ؟غضب على خريم لنزول االصالة بتراتيل تقص يف يترمنون وهم

دكتور سعد الدین صالح العقیدة الیھودیة لل: والتعلیق علیھا في كتاب ) 20إصحاح / سفر التكوین : ( ینظر على سبیل المثال قصة لوط مع ابتیھ 1 324ص/ 107ص/ الجزء األول / الفصل في الملل والنحل / ابن حزم األندلسي الظاھري 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

88

ن جيعلنا جنزم أ،وبالتأكيد فإن تكرار هذه الصورة وطغياا فكرا على طول صفحات العهد القدمي وعرضه ينالوا أن عندهم املهم ألن أنبيائهم أعراض يف خاضوا إم بل ، اعتباطا القصص هذه يؤلفوا مل التوراة مزوري

االرتقاء ودعاة ، اهللا إىل الوصول وسيلة هم الذين كرامة من فحطوا،منهم كما ينال املرء من ألد أعداءه !!الروحي

وجدم يطلقون عليه مصطلح ، علماء النفس وصفا هلذا التصرف املرضي الشاذ عندد جولدى حماوليت أن أعيوبه ونقائصه وصفاته ) املريض (حيلة ال شعورية تتلخص يف أن ينسب الشخص : ومعناه عندهم ) اإلسقاط (

: وذلك حتقيقا لغرضني ،ستحبة إىل غريه من أناس أو أشياء أو أقدار امل غري الواقع فيبعده عن رؤية نفسه كما هي يف ،ختفيف إحساسه بدوافعه البغيضة - 1.روح املبادرة العدوانية يف اإلقدام على لوم الناس واامهم قبل أن يلوموه ويتهموه -

وهو وصفهم للحالة اليت يتم فيها اإلسقاط على عنصر ،وأرى أن هناك شيئا آخر عله غاب عن علماء النفس :وقت واحد فيكون باإلضافة إىل الغرضني السابقني غرض آخر جامع ألمرين يف ،مقدس

،حتقيق ما يعرف بشفاء الغليل من هذا املقدس: والثاين ،اعتماد أوصاف اإلسقاط يف خانة الشرعية : األمر األول

! بإلباسه ثوبا يعكس نقيض ما يدعو إليه طة وجدنا أا مواضيع مرتب،وإذا متعنا يف طبيعة املوضوع املطروح الذي يتم خالل عملية اإلسقاط اليهودية

ومن الطبيعي أن جند اإلنسان إذا اختلق قصة أو ، أو اتباعية تقليدية ألمم وثنية ،برغبات جسدية حيوانية قذرة فال عجب إذن أن نرى يف موضوع اإلسقاط ،فرية فال بد أن تكون مصطبغة بصبغة أفكاره وتصوره لألمور

.مطاوعة للنفس فيما متيل أو تصبو إليه

فإذا كان ،ضوع لطرح عنوان يضم حتته األفكار اليت شكلت تصور اليهودي املادي لوظيفة النيب وقد يقود هذا املو فما عالقته وارتباطه بالنبوة أصال ؟أو كيف ينظر للنيب يف العهد القدمي ؟ ،النيب ال يتورع عن اقتراف أعظم الكبائر

:وظيفة النيب كما يعكسها الفكر اليهودي

ظهر واضحا منها أن ،نصوص من أسفار متنوعة خيتلف بينها تاريخ التدوين من واحد آلخر من خالل انتقائي ل كلهم متفقون على جامع رئيسي - على اختالف أزمنتهم وأسلوم يف التحريف -رجال الكتاب املقدس

].نزع صفة القداسة[ هو،جيمعهم يف نظرم إىل النيب

)41-39(ص / سوء التكیف : تحت عنوان /دعائم صحة الفرد النفسیة / محمد الھابط : ینظر 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

89

فوظيفته ، وال حىت خلقية من املمكن أن تصونه عن الوقوع يف الكبائر ،فالنيب عندهم ليس له أي ميزة روحية أما عالقة ، مل يكن مؤهال أو ناجحا فيما يدعو إليه – وعلى حد وصفهم –جمرد ناقل وهو باألحوال العادية

م العالقة يسهل علينا فه، ألننا وفق هذه النصوص اليت كشفت تصورام ،ذلك بالوجه املادي فعالقة مباشرة ولدى العودة إىل موسوعة املصطلحات الدينية ،على أا انقطاع مالزم يف إدراك املعاين الروحية املغذية للقيم

من يتحدث باسم ( يف اللغة العربية ) نايف ( تعين كلمة : نيب : " على النحو اآليت ) نيب ( جند تعريف ،اليهودية نالحظ أن النيب رغم كل هذه : " ويعلق صاحب املوسوعة بقوله ،) ه من يتحدث اإلله من خالل( أو ) اإلله

رأى ،حوزية : ويشار إليه بأربعة مصطلحات ، وإمنا جمرد مبلغ هلا فحسب ،املقدرات ليس جتسيدا للكلمة اإلهلية : قسمني خمتلفني لإلشارة إىل) األنبياء ( ويف تقسيم العهد القدمي تستخدم كلمة ... نايف ، إيش الوهيم ، روئه ، ) نفيئيم أخرونيم ( األنبياء املتأخرون -ب) بالعربية نفيئيم إيوشنيم ( األنبياء األولون _ أ

" .1ويسمون أيضا باألنبياء األدبيني أي الذين دونت أسفارهم : أقرب أقول ولتوضيح ما أقول بصورة ،ويظهر من تعريفهم اعتبار أم فهموا قصور مهمة النيب على النقل

الذين حياكون يف آدام معتقدات وتصورات رومانية ،حنن جند مثال كتاب املالحم واألساطري يف الزمان الغابر البد وأن يضفوا صفة القداسة والكمال املطلق أو املكتسب من - كأعمال هومريوس وهوراس -ويونانية قدمية

ون بطريقة غري مباشرة عن أحد األساليب اإلنسانية املتبعة يف امليل وهم بذلك يعرب،الرب لرجال وأبطال مالمحهم ، وهذه الطريقة على محاقتها إال أا مفتقدة عند الشخصية اليهودية ،الغريزي حنو إشباع الروح باالجتاه للمقدس

وأن يأتوا على لسام ،بدليل أنه كان بإمكام أن يعملوا خياهلم اخلصب يف اختالق صور جديدة ملفقة لألنبياء تقترب ولو قليال للمعىن القدسي ، دون احلاجة إىل نزع كل صورة كرمية ،بتشريعات ما أنزل اهللا ا من سلطان

! بل وحىت ال يفهمونه ،الذي ال يريدونه ائن يف شكله ال ميكن حبال أن يتكرر هذا األمر إال عند من ال حيسن فهم أن حيز الواقع للوجود الك،وعليه

،النظري ؛ من املمكن أن حيمل هلم إنسانا على خلق رفيع مبدأه االرتقاء بالقيم العليا على سواها من املصاحل ولو مل يكن ، متاما باملعنويات لوكأن كذبة التوراة وهم يسطرون تصورهم عن النيب ؛ قد غاب عنهم أفق االتصا

.. !! عليهم أن يدركوا عامل النبوة على هيئته املثالية اردة ملا استحال،األصل عندهم أنه غري موجود

:قتل األنبياء ) : 2(مسألة

م2002ط / المكتب المصري/ موسوعة المصطلحات الدینیة الیھودیة / رشاد الشامي . د- 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

90

وإمنا خيص ظاهرة ،الشخصية اليهودية موضوع اإلجرام املوجه إىل عموم البشر العاديني " يف هذا املطلب ال يعاجل فال بد أن نفهم أمورا معينة أحاطت ، الباطنة وحيث إننا نقيس أفعاهلم ببواعثها،اإلجرام املتكرر ضد األنبياء

دون نظرة ،ؤالء وشكلت إطارا إجراميا متأصال من الصعب فهمه بالوقوف على مالبساته منفصلة وجمتزأة . كما صرح ا القرآن الكرمي ،مشولية أكثر بعدا يف وصف هذه الظاهرة ونتائجها الوخيمة على نفوسهم

ن صاحبه يبدو كثري التورط فيما أ باملتأصل اإلجرامسلوك قليال فإننا جندهم حيللون ء النفس علماإذا استعنا بو ، األخرى الصد أشكال أو من التهديد أو من اجلماعة يأتيه بالعقاب الذي يأبه أن عن ايعاكس اجلماعة بعيد

مث .... الندم أشكال شكل من أي وال يبدي ، باآلخرينسى أ وأذى مبا يوقعه من يتأثرويبدو سطحي العاطفة ال إن حىت الكذب إىل ذلك نزوع إىل باإلضافة وعنده ، بدوافع ليس عنده حدس عميق ا متأثرا أعماله يف يبدأانه

. 1 ما تضيع احلدود بني الصدق والكذب كثريا حيث اعترب ، لشخصية أدق فيما خيص حتليله هلذه اوهذا املذكور هنا قد شخصه القرآن الكرمي بصورة: أقول

بما لا تهوى أنفسكم{: يف قوله تعاىل ) اهلوى( عن هذا الرتوع اإلجرامي ومساه مسئول ما موجهفيها وجود قال ،كما جاء يف سوريت البقرة واملائدة "نازع االستكبار" وهو ملوجه هلذا ا مث ذكر النازع الذي يتحرك تبعا،}

ففريقا كذبتم وفريقا { فكانت النتيجة }...ما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم أفكل{ :تعاىل قتلوني وفريقا كذبوا فريقا أنفسهم تهوى لا بما رسول جاءهم كلما {: وقال تعاىل ،البقرة } )87(تقتلون

)70 ({ هو ميلهم املرغوب اهلوىوعلى اعتبار أن ) اهلوى ( به إزالة العقبة الواقفة أمام معبودهم أرادوا فالقتل هنا فعل !الكرام األنبياء أن ينسجم مع نداء العقل والروح الذي جاء به كل ن االستحالة فم، املاديحنو اإلشباع

وأسند :" وقال أبو حيان ، "2اآلية هذه ومنه ، حبق ليس فيما اهلوى استعمال وأكثر " :جاء يف احملرر الوجيز غالبا إليها يسند النفس بأن إشعارا وون ال مبا يكون فكان ، املخاطب ضمري إىل يسند ومل ، النفس إىل اهلوى

.. السيئة األفعال وسلم عليه اهللا صلى اهللا رسول وفسر . استفعل معاين أحد وهو ، تفعل مبعىن : هنا استفعل : }استكربمت {وقوله ، للرسالة استبعادا أو . للرسول احتقارا إجابته عن استكربمت : قيل واملعىن. 3 الناس وغمط احلق سفه بأنه الكرب اجلهل نتيجة وهو . اإلعجاب ونتيجة النقصائص حمل هو الذي االستكبار طبيعة من عليه كانوا ما ذلك ويف

326ص/ /دراسة في سیكولوجیة التكیف / الصحة النفسیة / د نعیم الرفاعي : لمعرفة المزید حول ھذا النوع من السلوك عند علماء النفس ینظر ( 1یص وعالج االنحراف السلوكي تشخ/ محمد زیدان حمدان .د .أ, عبد الرحمن . د, أحمد الكربولي . حول السلوك ترجمة د/ داون شلتر , ) 327 - 3ص / 398ص/ 1ج / المحرر الوجیز / ابن عطیة 2 )3462: ( رقم , 497ص / 7ج / الحدیث في مسند اإلمام أحمد 3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

91

استبكار ذكرنا كما وهو ، إليهم الرسل جميء بتكرر منهم يتكرر كان ذلك وإن ، باخلالق للجهل قارنامل بالنفس وال ذلك يتفعلون بل ، عظماء كرباء بذلك يصريون أم ال لذلك ، والتفعل بالتكلف مشعر وهو ، التكرب مبعىن

. "1 حقيقة غريه ا يتصف أن فمحال ، تعاىل هللا هي إمنا الكربياء ألن ، حقيقته يبلغون" التكذيب"األوىل استدعت : حيث فصل القرآن بني جرميتني .. مث ال شك أن جرمية القتل فوق جرمية التكذيب

"القتل"والثانية استدعت ) آل عمران ( وثالث يف ) البقرة ( ثالث منها يف سورةلألنبياءقد جاءت آيات أخرى عاجلت موضوع قتلهم و

جاء قوله ، اآليتني السابقتني إىل أما الاليت يف البقرة فباإلضافة ،) املائدة ( وواحدة يف) ء النسا( وواحدة يف وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله { : تعاىل

البقرة })61 (النبيني بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدونويقتلون معناه ألزموها وقضي عليهم ا ، كما يقال ضرب األمري } وضربت عليهم الذلة والمسكنة {: وقوله تعاىل

وم أو الزم ، فيضاف املصدر إىل املفعول باملعىن ، وكما البعث ، وكما قالت العرب ضربة الزب ، أي إلزام ملز } املسكنةو{فعلة من الذل كأا اهليئة واحلال ، } الذلة{ و ...يقال ضرب احلاكم على اليد ، أي حجر وألزمزي الفقر وخضوعه ، وإن وجد يهودي غين فال خيلو من زي : من املسكني ، و هي مأخوذة من السكون مبعىن

" . 2» ومهانته الفقر أمر للنيب صلى اهللا عليه وسلم ، البقرة } )91( قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنني{ ويف قوله تعاىل

ن يكون أمرا ملن أن يقول ذلك تبكيتا هلم حيث قتلوا األنبياء مع ادعاء اإلميان بالتوراة وهي ال تسوغه ، وحيتمل أوإيراد صيغة ..... خل ،ا } مفل{ إن كنتم مؤمنني : والفاء جواب شرط مقدر أي . يريد جداهلم كائنا من كان

ويف إضافة ... املضارع مع الظرف الدال على املضي للداللة على استمرارهم على القتل يف األزمنة املاضية عظيم وإيذان بأنه كان ينبغي ملن جاء من عند اهللا تعاىل أن يعظم وينصر ال أن إىل االسم الكرمي تشريف) أنبياء (

.3!يقتل بغير األنبياءيات اهللا ويقتلون آذلك بأنهم كانوا يكفرون ب{ : مث إنه تعاىل ملا ذكر هذه األنواع من الوعيد قال "

قجعل الذلة الزمة : تعاىل ألصق باليهود ثالثة أنواع من املكروهات أوهلا أنه : "على قول الرازي واملعىن }حجعل املسكنة الزمة هلم ، مث بين يف هذه اآلية أن العلة : وثالثها ،جعل غضب اهللا الزما هلم : وثانيها ،هلم

". 4 بغري حقأم كانوا يكفرون بآيات اهللا ويقتلون األنبياء: إللصاق هذه األشياء املكروهة م هي

114ص / 1ج / البحر المحیط / أبو حیان 1 88ص / 1ج / المحرر الوجیز / ابن عطیة : ینظر 2 421ص / 1ج /روح المعاني / األلوسي : ینظر 3 347ص / 4ج/ التفسیر الكبیر / الرازي 4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

92

القتل هنا أن إذ والعالقة بينهما واضحة ، بالكفراألنبياء الشنيع وهو قتل اإلجراميواملالحظ هنا ارتباط هذا الفعل وقرن ذلك ، و وذكر قتلهم لألنبياء يف أكثر من موضع ، ملن محلوا رسالة الوحي من اهللا وإمناليس لبشر عاديني

في سورة آل عمران ارتبط فعل ف، واالفتراء على اهللا مبا ال يليق به جل وعال مع كبائر أخرى ارتكبوها كالكفرلقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقري ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا { :كبرية أخرى بقتلهم لألنبياء

ر حياء بغبيالأن ملهقتريق والح ذابقول ذوقوا عنو 181(ق ({ .1، إال أن العلماء نسبوا هذا القول إىل اليهود واحتجوا عليه بوجوه اآلية تعيني هذا القائلهذه ليس يف و

ال علمنا يف هسنحفظ أو ، الكتبة صحائف يف سنكتبه أي } حق بغير األنبياء وقتلهم قالوا ما سنكتب{: وقوله ، األنبياء قتل مع نظمه ولذلك ، والرسول بالقرآن واستهزاء وجل عز باهللا كفر هو إذ عظيمة كلمة ألنه مله !القول هذا أمثال منه يستبعد مل األنبياء قتل على اجترأ من أن على تنبيه وفيه

أو ، حقيقية والكتابة يجماز فاإلسناد ، حق بغري اهللا أنبياء قتلهم عليهمجلنا س كما عليهم تسجيل ويف هذا والكتابة حقيقة اإلسناد فيكون ، عقوبات من يستحقونه مبا وسنعاقبهم ، مله وال علمنا يف سنحفظه : املعىن . جمازا

أقواهلم بسبب أليما عقابا عليه ونعاقبهم عليهم سنسجله بل ، وإثباته تدوينه أبدا يفوتنا لن أي ، للتأكيد والسني .املنكرة وأعماهلم ، القبيحة

جرمية أول ليس هذا قوهلم أن على وللتنبيه ، الدينية باحلقوق واستهانتهم ، الشر يف أصالتهم إثبات ويف ذلك من اجلرميتني هاتني بأن ولإلشعار ، حق بغري األنبياء قتلوا أن ألسالفهم سبق فقد ، استباحوها ومعصية ، ارتكبوها

اختارهم الذين األرض يف اهللا أمناء على تعد هو األنبياء فقتل ، - تعاىل - اهللا على تجرؤال وهو ، واحد نوع .2 رساالته لتبليغ

سجل فقد، فليس إال االستمرار على عهدهم اإلجرامي القدمي ،ولو انتقلنا إىل موقفهم من عيسى عليه السالم وقرن ذلك ،ذكر قتلهم لألنبياء يف أكثر من موضع كما ن الكرمي حماولة قتلهم للمسيح عليه السالمآعليهم القر

وقولهم إنا قتلنا {: قال تعاىل ،مع كبائر أخرى ارتكبوها كالكفر واالفتراء على اهللا مبا ال يليق به جل وعالنلكو وهلبا صمو لوها قتمو ول اللهسر ميرم نى ابيسع سيحالم كي شلف يهلفوا فتاخ ينإن الذو مله هبش

})157(منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا

والذین قتلوا األنبیاء بغیر حق ھم الذین كانوا قبل محمد صلى " : یقول فیھا ,لإلمام الرازي لفتة ( , 493ص / 4ج/المصدر السابق : تنظر الوجوه 1 لعلة وھو قتل األنبیاء لم یحصل فیھ المعلول الذي ھو الذلة والمسكنة ، والموضع اهللا علیھ وسلم بأدوار وأعصار ، فعلى ھذا الموضع الذي حصلت فیھ ا .الذي حصل فیھ ھذا المعلول لم تحصل فیھ العلة ، فكان اإلشكال الزما

ھم ھم الذین قتلوا األنبیاء أن ھؤالء المتأخرین وإن كان لم یصدر عنھم قتل األنبیاء علیھم السالم لكنھم كانوا راضین بذلك ، فإن أسالف: والجواب عنھ وھؤالء المتأخرون كانوا راضین بفعل أسالفھم ، فنسب ذلك الفعل إلیھم من حیث كان ذلك الفعل القبیح فعال آلبائھم وأسالفھم مع أنھم كانوا مصوبین

" .ألسالفھم في تلك األفعال 814ص / 1ج / الوسیط / طنطاوي , 341ص / 3ج / روح المعاني / سي األلو , 420ص / 1ج / أنوار التنزیل / البیضاوي : ینظر - 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

93

لسالم يف فسنجد حماولة قتلهم هلارون عليه ا،ولو تتبعنا املرات اليت ذكرت فيها حوادث قتلهم لألنبياء يف القرآن موضع و}أرضا اطرحوه أو يوسف اقتلوا {وقبلها مؤامرم على يوسف } )150( .. يقتلونني وكادوا{ قوله

.نه قتل أ خيص املسيح عليه السالم ونفي الذيهو آخر و ،املها مع موضوع القتل وتعهذه الشخصيةخيص ما فيسنلحظ الفرق واضحا ، ومبقارنة سريعة بني هذه املواقف

على اعتبار أن فعل إخوة يوسف هو توطئة ملا سيتطور عليه -ففي زمن مؤامرة قتل النيب يوسف عليه السالم أما زمن ، واليت أعقبها الندم والتوبة ، مل خيرج عن دائرة املؤامرة املدبرة سرا -أحفادهم من اليهود فيما بعد

فهم وإن كانوا حتت تأثري هوسهم بعبادة ،دثة اليت ختص هارون عليه السالم ففي احلا ،سيدنا موسى بالتحديد زمن موسى ويف قصة البقرة،"}كادوا { " بل توقف األمر على ،العجل مل ينجزوا ذلك الفعل اإلجرامي فعليا

فادارأتم فيها والله مخرج وإذ قتلتم نفسا{: قوله تعاىل يف ،حصول مداراة "نفسا " رافق فعل قتلهم ،كذلك .} ما كنتم تكتمون

من مرحلة واليت نقلت صورة اإلجرام،لكن فترة عيسى عليه السالم كشفت تطورا خطريا يف نفسية هؤالء القتلة وصار جزءا أساسا من ، اعتادوا عليه يف تعاملهم مع أنبيائهمف ، صار القتل سنتهم وديدم مرحلةإىلالكتمان

واآلية الكرمية حني نفت حصول ،} .. إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه.. {:تركيبتهم { : بصورة تكشف مستوى وقاحتهم يف قوهلم أثبتت هذا االدعاء منسوبا إىل اليهود صراحة،" القتل "فعل

!!إىل مستوى أن جياهروا ويفاخروا احلد يف اجلرأة و الوقاحة فيها ما بلغوه بتجاوزهم وواضح } ول اهللارس..

شدة : [ يف الدوافع إىل العدوان وهوة جندهم حيللون أهم العوامل املتحكم،وبعودة سريعة إىل علماء النفس هنا ( فيتجه دافع داخلي حنو مصدر العرقلة ، وهذه تزداد باستمرار التأخر يف حصول املطلوب حتقيقه] : العرقلة .ليحصل تنفيذ العدوان خفضا للتوتر) النيب

فهو يبدو على شكل اندفاع هجومي يصبح معه ضبط الفرد ... وإذا كان العدوان يظهر يف عدد من األشكال متعددة من بينها األغراض ولكنه يبقى سلوكا تفسره عدة عوامل ..لنوازعه الداخلية ضعيفا وينضوي على اإلكراه

. 1اليت يرمي إليها تشابه الدعوة اخلالصة اليت ، وهي كذلك متشاة يف كل مرة ،واألغراض اليت يرمي إليها اليهود واضحة ومعروفة

وتشابه حماولة إزالة ما يرونه مصدر العرقلة املستمر حنو حتقيق رغبام،جاء ا أنبياؤهم لإلسالم هللا ووحدانيته . فوجدوا يف القتل أقصر وسيلة مادية ميكن أن حتقق املطلوب ،وأهوائهم

234-233ص/ الصحة النفسیة / نعیم الرفاعي . د : ینظر - 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

94

لدى من يتصفون ذه الشخصية احنراف واضح ينم عن طبيعة عدوانية تظهر دوافع لألنبياء القتل املتكرر فإثبات

رقلة هو الشخص كان نوع هذه العفإذا ،داخلية تتجه حنو مصدر العرقلة الذي حيول دون تلبية غرض الدافع نه ال يوجد لدى هذه الشخصية مكان أ نفهم فإننا ،) النيب ( الرتقاء الروحيداعيا ل وصاحب رسالةالذي يعترب هذه الوسيلة أن على اعتبار ،الشديدة وإمنا وضعه ضمن دائرة العداء واخلصومة ، وحسب األمرلقبول هذا

!! حيث مقر العشق املشرب للمادية )اهلوى(يقا ملصلحة للهروب من مواجهة عدوهم حتقاألنسبهي ) القتل(

:خالصة

:املواجهة بني األنبياء وأصحاب العشق املادي املوضوع ببساطة طرح نفسه من النقطة اليت ميكن أن يلتقي فيها أشخاص حيملون أو ميثلون فكر الرقي الروحي

وطبعا ال ، ميثلون معىن اهلبوط إىل فكر املادة وتعلقاا الدونية وغريهم من الطرف اآلخر الذين،واملعنوي لإلنسان ألننا ال نستطيع التوفيق بني أمرين متضادين يف املسار ال ،ميكن أن يقع االلتقاء حىت يف عامل االفتراض اجلديل

.حيصل االشتراك بينهما يف أية نقطة

واألهم ، وهو سر العداوة املباشرة بني هذين الشكلني ، وعليه ميكن أن نفهم شيئا جوهريا ضمن هذه املعطياتمن ذلك كله أننا منلك مفتاح التحليل لتلك املواقف السلبية العدوانية اليت أفرزها الفكر اليهودي مبنطقه املادي

.اجتاه أصحاب الدعوات من الفكر املضاد

فإن ،وضوح حقيقة هذه العداوة القائمة وأمام هذا الزخم املتواصل من هذه الشواهد اليت كشفت ب،لذلك مل يستطيعوا إخفاء الدوافع اليت قادم ، وبكل ما ينطوي عليه خبثهم ،) عداوة األنبياء ( الضالعني ذه العملية

. أا دوافع منبعها قلب مشرب بقسوة املادة وحسها الغليظ ،إىل كل هذه احلمالت املتتابعة على أنبيائهم

تتصدر ألفاظ البوء بالغضب اليهودية ظاهرة استقبال األنبياء بالعنف املتكرر جعل الشخصية ظناه من مث إن ما حل مؤهلة أن تكون - بكل ما متيزت به من خصائص – وجعل هذه الشخصية ،ضمن وعيد اهللا يف القرآن الكرمي

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

95

اإلنساين املفطور على احترام القيم قائدة الركب حلاملي لواء املنهج الشيطاين يف اإلغواء املادي املعادي للفكر . واملعاين الروحية ،وأصحاا

النظرة املادية اليهودية للمعجزات: املبحث الثالث

كيف استقبلت الشخصية اليهودية املعجزات ؟: املطلب األول

ة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بين { : يقول جل ذكره ] 211: البقرة [}شديد العقاب

: تقدمة ولرمبا يكون هذا إحدى ،إن املعجزات اليت شهدها بنو إسرائيل عرب عصورهم مل يعرف هلا مثيل عند مجيع األمم

من ناحية سلبية االستجابة وقصور األدراك ،د امتازوا به عن غريهم من البشرالعالمات الظاهرة على طبع متفر لكن إذا أخذنا مقطعا من تارخيهم مع ، هذا كحكم مبدئي ،... واحلس الغليظ بطريق املعرفة والقبول

اقت أي ألن معجزام أيام موسى عليه السالم ف، فستكون فترم مع موسى عليه السالم أبرزها ،املعجزات ومنها ما كان أثناء رحلتهم لألرض املقدسة اليت وعدهم اهللا ، فمنها ما كان قبل اخلروج من مصر ،عصر آخر

فمعجزة انقالب عصا ، وكما متيزت معجزاته عليه السالم بأن كان هلا األثر املصريي يف تارخيهم الطويل ،ا بل وحىت ،ضعاف سلطة فرعون السياسية واملعنوية مث ايارها كانت فاحتة لسلسلة إ،موسى إىل حية تسعى مثال

وتمت كلمة ربك { القرآن من الصرب و حتملهم لألذىهانتصارهم ومتكينهم مل يكن هلم يد فيه سوى ما ذكر ] 137:ألعرافا [ }يعرشون كانوا وما وقومه ونفرع يصنع كان ما ودمرناالحسنى على بني إسرائيل بما صبروا

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

96

مع ،وكذلك ما تضمنه من الرعاية اإلهلية يف الرحلة حنو األرض املقدسة من معجزة انبجاس االثنيت عشرة عينا ام الظاهر الذي وكلها متيزت بأا مجعت بني املعجزة واإلنع، وتظليلهم بالغمام ،إنزال املن والسلوى كطعام هلم

.ملسوا فيه شكال لإلنعام املادي واملعنوي واليت بدورها قد تكون ،ولو ضيقنا مساحة العرض إىل الفترة اليت قضوها يف برية سيناء مع موسى عليه السالم

ونزول أهم ، إذ هي امتازت بكثرة املعجزات وتتابعها ،أهم مرحلة خبصوص املعجزات يف تاريخ بين إسرائيل وميكن يف هذه املرحلة أن نفهم ،دث عليهم وهو ألواح التوراة وما رافقها من أخذ العهد عليهم بأن حيفظوها ح

فبزوال ،هذه الشخصية على حقيقتها جمردة من أي مالبسات قد تفرضها فترة استعبادهم وذهلم أيام فرعون ، حيث ال إمالء عليهم سوى جوهر طبعهم ،سلطان القهر واخلوف أتيح هلم أن يعيشوا على سليقتهم يف جو حر

.1وحيث تبدو معامل سجيتهم على حقيقتها دون أي تدخل وما نزل عليه من عجائب اآليات ،وقد أتاحت هلم صحبة موسى يف تلك الربية : " يقول الشيخ البهي اخلويل

وحتس فيه النفس جة الصلة ، والقيم ،ء واملبادى، من شأنه أن يتفتح فيه الفكر جبمال املعاين ،جوا روحيا عاليا وأن ، لتمثل كالم اهللا والتأثر بآياته – إن كان – وكان هذا اجلو جديرا أن ينبه ما يف طباعهم من استعداد ،باهللا

يبعث ما عساه أن يكون يف تلك الطباع من حوافز اهلمم لتحقيق ما أوحى به اهللا وشرع يف العقيدة وشؤون " . 2... احلياة

إن األجواء اليت رافقت املعجزات كانت أجواء متفاعلة األحداث متحركة املواقف شهدوا من خالهلا هزمية أقوام وكل هذا مل يكن ليحرك الساكن يف نفوسهم أو يهز شيئا من ،ونصر أخرى وتغري أمكنة وتعاقب أزمنة

س ومجود تفكري كانوا يف كل مرة يثبتون أم مكنونات قلوم فهم هم كما استقبلوا أول معجزة ببالدة إحسا .على ذات النهج يف التفاعل السليب واملقيت مع املعجزات

فلما جاءهم {:يقول تعاىل ، أم مل يعرفوا عهدا وال حفظا لتوراة وال إجنيل - كما أظهرته اآلية –واملهم يلا أوتا قالوا لوندنع نم قا الحرظاهت انرحل قالوا سقب نى موسم يا أوتوا بمكفري لمى أووسم يا أوتثل مم

] 48 : القصص[ } وقالوا إنا بكل كافرون

اإلمام الطربي وقد رد ، كيفيته وبيان السابق اإلنكار من املستفاد كفرهم لتقرير مسوق استئناف ) قالوا (و وأوجز األقوال اليت ذكرها املفسرون ،) ساحران (ة قراء يف القراء اختالف قدر علىها في التأويل أهل فاختال

:على النحو التايل ) ساحران (على قراءة

155ص / بنو إسرائیل في میزان القرآن / البھي الخولي : ینظر , لمعرفة المزید حول بني إسرائیل في بریة سیناء 1- 157ص / سرائیل في میزان القرآن بنو إ/ البھي الخولي 2-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

97

نيما حمل: على ثالثة أقوال تظاهرا اللذين بالساحرين عما وموسى مدفقيل أعيسى أووهارون ملوسىأو أ أن يكون املقصود 1 أمجعني، وقد رجح ابن كثري واأللوسي وأحد القولني للكشافوسلم معليه اهللا صلى وحممد

وأميل إىل املعىن الذي ذهب إليه الطربي ، والسحران كتابامها،بساحران مها سيدنا حممد وموسى عليهما السالم : حيث جاء ،ن عاصم اليت حنن عليها من قراءة حفص ع) سحران ( يف قراءة

كتاب: مبعىن ) تظاهرا سحران قالوا( قرأه من قراءة ،2بالصواب عندنا ذلك يف القراءتني وأوىل" : جعفر أبو قال قبله من الكالم ألن ، بالصواب القراءتني أوىل ذلك: قلنا وإمنا ، اإلجنيل وهو عيسى وكتاب ، التوراة وهو موسى ، الكتاب ذكر بعده من يليه والذي ) موسى أوتي ما مثل أوتي لوال قالوا:( قوله وهو الكتاب، بذكر جرى أوىل وأشبه ذكره من يكون بأن بينهما فالذي } أتبعه منهما أهدى هو الله عند من بكتاب فأتوا{ : قوله وهو

...بأن يكون من ذكر غريه توراة من األرض يف كتاب بكل إنا: اليهود وقالت: ذكره تعاىل يقول } كافرون بكل إنا وقالوا {: تعاىل وقوله

. "3كافرون وفرقان وزبور وإجنيل،وإذا وقفنا مع الشاهد على موضوعنا يف هذه اآلية جند أا خلصت بذكر آخر ما خرج به اليهود مما أوتيه موسى

، أما عالقتهم بالسحر فتلك بلية أخرى قد أفردت هلا مكاا من املبحث ،ن ذلك من قبيل السحر وهو اعتبار أ وهم أهل صنعته من عهد ، مثلهم – بعد سحرة فرعون -ولكن ال أظن أحدا أدرى بطبيعة السحر وتشعباته

هد القضاة وامللوك من بالءات وهم قبل ذلك قد عاينوا األحداث اجلسام من أيام موسى وما حلقهم يف ع،سليمان مث بعد ذلك كله مل يسعفهم ،وانتكاسات ال يكون خالصهم منها إال على يد نيب وباسم الدين الذي جاءهم به

متلبس ، واملوضوع ال يؤخذ ببساطة بل هو غاية يف اخلطورة والتعقيد ،تفكريهم إال باحلكم عليه أنه سحر أا صارت ، فاستحقوا نتيجة وخيمة على قلوم اليت أمالوها ،الوا عنها بطول عهد وتعايش مع معجزات كبار م

وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد { : يقول تعاىل ، ويف سورة الصف ،هي مصدر امليل والتشويه وإذ قال عيسى ) 5(زاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقني تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أ

ب ني مأتول يسا بررشبمو اةروالت نم يدي نيا بمقا لدصم كمإلي ول اللهسي ريل إنائرني إسا بي ميرم ني ابدع بنيم رحذا سقالوا ه اتنيبالب ماءها جفلم دمأح هم6-5: الصف [} )6(اس [

. يف ليس مبا والقذف اآليات جبحود } وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني{ " وقوله

151ص/ 15ج / روح المعاني / األلوسي , 281ص / 6ج / تفسیر القرآن العظیم / ابن كثیر , 281ص / 6ج/ الكشاف / الزمخشري : ینظر 1-لذا ال داعي للترجیح بین القراءتین ) ن ساحرا(والباقون من العشرة المتواترة ) سحران : ( قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف ووافقھم المطوعي -2

391ص / 3المیسر في القراءات األربع عشر ط / محمد كریم راجح , محمد فھد الخاروف : ینظر. (وقد بین علماء القراءات تواترھما 589ص / 19ج / جامع البیان/ الطبري : ینظر3-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

98

علمكم وقضية } إليكم اهللا رسول أنى { يقينا علما عاملني تؤذونين مل :أي ، احلال موضع يف } تعلمون وقد{ ملا أو ، اهلداية من } قلوبهم اهللا أزاغ { احلق عن مالوا) زاغوا فلما ( تؤذوين أن ال وتعظيمي توقريي بذلك توفيق وحرمهم خذهلم : أي قلوم اهللا أزاغ يغالز اختاروا فلما أو ، قلوم من اإلميان نور نزع أوامره تركوا ".1احلق اتباع

رسالته عن واحنرفوا آذوه إليهم أرسل الذين قومه أن ليقرر موسى رسالةاهللا تعاىل يذكر: "يقول صاحب الظالل

القوم يهدي ال واهللا ، قلوم اهللا أزاغ زاغوا فلما (... : األرض يف اهللا دين على أمناء يعودوا ومل ، فضلوا اهللا فأزاغ زاغوا مذ ، عليه أمناء يعودوا فلم اهللا؛ دين على موسى قوم قوامة انتهت فقد وإذن . . ) الفاسقني

." 2الفاسقني القوم يهدي ال واهللا اهللا فأضلهم ضلوا ومذ ، قلوم الدالة البينات باآليات 3لإسرائي بىن إىل - وسلم عليه اهللا صلى - حممد أو - السالم عليه - عيسى جاء فلما .أحد على خيفى ال ، بابه يف واضح أي ،مبني سحر هذا : واجلحود العناد سبيل على قالوا ، صدقه على

وهم مع عيسى مل ،وهذه اآليات تؤكد استمرارهم على ذات النهج يف موقفهم من معجزات موسى عليه السالم ! اكر للمعجزات وصفا مؤكدا هلذا اإلنكار بأنه سحر مبني ظاهر بل أضافوا إىل سجلهم الن،يكونوا أحسن حاال

وهو ، مع طبيعتهم املادية - الذي رموا به املعجزات -واملهم هنا أننا ميكننا أن نفهم العالقة املباشرة لنوع االامالعجيب أم و، فالسحر تعليل مادي أرادوا أن يفسروا به كل ظاهرة خرجت م عن املألوف ،ظاهر بال شك

يف أكثر ، أي أا جاءت على كثرا ،قوم ذاقوا طعم املعجزات كنعم ظاهرة متخللة أوقات آالم ومصائب أو عالقة ، وهم بعد ذلك فاقدين ألي عالقة تربط بينها وبني معىن مقدس ،األجواء حركة وفاعلية وحاجة

م وال من علمهم وال من أي قبيل يقترن باحلسابات من قوت وهم يعلمون متام العلم أا ما جاء،روحية مث هو يسقط ، وهم الذين عاينوا بكل حواسهم كيف عجز كبار السحرة عن دفع أذى فرعون وتنكيله ،املعروفة

!أمامهم بإرادة اهللا اليت طاملا حدثهم عنها موسى

ت عجزها عن أهلية االستخالف ومقومات اليت هي خري ما ميثل احلديث عن استبعادهم كفئة أثبت-وسورة البقرة أظهرت أم واجلاهل سواء يف - بفضل منهجهم املادي املناقض لسري الفطرة اإلنسانية ،قيامها باحلضارة اإلنسانية

426ص / 3ج / مدارك التنزیل / النسفي : ینظر 1- 187ص / 7ج/ الظالل / سید قطب 2-ووالذي أمیل إلیھ أن , یعود لعیسى ، ویرى آخرون أنھ یعود لمحمد علیھما الصالة والسالم } جاءھم { من المفسرین من یرى أن الضمیر في قولھ 3-

. األقوى من السیاق أنھ عیسى علیھ السالم وھذا الرأي قدمھ األلوسي وقطع بھ البیضاوي

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

99

ذ فريق من ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نب{ : يقول تعاىل،موقفهم من معجزة القرآن ]101: البقرة [ } )101(الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون

، فقد أظهر اهللا أمورا كشفت عن حسية تفكريهم ،فإذا كان هذا ما انتهوا إليه من معجزات األنبياء وكتبهم

ال أقول بني النعمة .. إىل الدرجة اليت أفقدم العالقة ،موازين املادة وغالظة احملسوس وقصور معايريهم على ومن هنا أرى ، ولكن بني املعجزة وداللتها على اخلالق - فقد يكون ا بعض عناء يف تدبر -وداللتها على املنعم

حىت وصلوا إىل ،لوا ا كل املعجزات األمر يستلزم عودة سريعة لنماذج تكشف هذه املعايري احلسية اليت استقب تلك الفترة اليت ، فبعودة سريعة إىل فترم وجودهم يف سيناء مع موسى عليه السالم ،هذا املبلغ من التكذيب

ووجب منها ما حصلوا لتقرير النتيجة – كما ذكرت سابقا –كشفت سجيتهم على حقيقتها بعيدا عن أي مؤثر . بكفرهم

: ألول النموذج اظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا و{: قال تعاىل

] 57: البقرة [ }ولكن كانوا أنفسهم يظلمون من املدرسة الروحية اليت أراد اهللا هلم أن حيسنوا اجتيازها ملعانيها الكثرية قي كان جزءا) املن والسلوى ( إن طعام

فهو أوال مربوط ، ولكنه عبارة عن غذاء روحي لنفوسهم الفقرية ، فهذا النوع ليس جمرد طعام عادي ،هذه املرحلة ) طعاما واحدا (فلم يكن يف حقيقته ، معىن الصلة باهللا -مع املعجزة-وهو يتضمن ) وأنزلنا ( بصيغة علوية حبتة

وهو املن - فهذا الطعام الطيب ، ولذة الروح ، ولكنه رزق متعدد جيمع بني لذة الطعم احلسي ،كما قالوا ولكنه جاء بطريق معجزة ، على حسيته الظاهرة مل تكن طريقة احلصول عليه بالشكل الطبيعي املعهود –والسلوى

وسامهت مباشرة يف توجيه عقوهلم حنو صفاء الذهن والتفكر يف اجلو ،1الكد يف حتصيله وفرت عليهم عناء البحث و ويسوق كل مقومات التجلية والتفكر بروح إميانية خالية متاما من ،الذي يفتح آفاقا رحبة) برية سيناء ( احمليط م

ا حسيتهم العميقة من دخائل نفوسهم أيقذو} لن نصرب على طعام واحد { فهم عندما قالوا ،كل أجواء التعكري فلم ،وعطلوا بواقي حواسهم عن استشعار كل األجواء الفريدة اليت وفرت هلم للتخلص من وهن املادة واستعبادها

وقد أحسن الشيخ اخلويل وصف حالتهم ،ينظروا إىل شيء من كل ذلك إال اعتراضهم على موسى أنه طعام واحد إذ هو أعمق وأبعد مدى مما يبدو للذهن من أول ،هذا نص دقيق جدير بالتحليل : " هذه اآلية إذ يقول تعليقا على

169ص/ بنو اسرائیل في میزان القرآن / البھي الخولي : ظر ین 1-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

100

ولكن احلق نظر يف الكلمة إىل حقيقة العلة ،فهم أرادوا الضجر والسأم من االقتصار على املن والسلوى .. وهلة ، ففروا من احلس إىل احلس ،عرفوا علة ضيقهم على أم إذ ضجروا بالطعام الواحد مل ي.. الكامنة وراءها يف النفس

فروا من حسي يالبسه معىن املعجزة إىل حسي ال يالبسه شيء من ذلك ... والعدس والبصل ، والفوم ،طلبوا القثاء أتستبدلون الذي { : جعل موسى عليه السالم ينكر عليهم بقوله ،فكان هذا الفرار لونا آخر من تصرف حسيتهم

فاألنبياء مل يبعثوا لبيان أن حلم طري ، واملفاضلة يف اآلية هنا ليست بني حسي وحسي ،}ذي هو خري هو أدىن بال إمنا بعثوا بتقومي احلقائق مبيزان معرفة اهللا ومدى جدواها على قلوب الناس ،السلوى أحسن من الثوم والبصل

من املزايا – أو املعاوضة – االستبدال فكان موسى عليه السالم ذا بصرية تنظر يف أحد طريف،وصالح بواطنهم ". 1اإلهلية ما ال يدركون

ولو اقتبسنا ما يؤرخه اليهود أنفسهم يف سفر اخلروج حول هذا املوضوع لوجدنا من العجب ما يضحك حىت الطفل !أظهروا استسالما مستبقا للحدث بتشاؤم فظيع فهم بنصهم فضحوا بالدة أنفسهم وقلة صربهم و،الصغري

فتذمر كل مجاعة إسرائيل على موسى – يف أوائل الرحلة -مث ارحتلوا من إيلني إىل برية سني : " يقول النص إذ كنا جالسني عند قدور اللحم نأكل ،يا ليتنا متنا بيد الرب يف أرض مصر : وقال هلما بنو إسرائيل ،وهارون !) 16: اخلروج (..." فإنكما أخرجتمانا إىل هذا الفقر ،بع خبزا للش

ملوكا أو سادة (ومن يستعرض هذا النص ونصوصا أخرى مشاة ال يظن حلظة إال أن القوم كانوا يف مصر عند ما يلقى إليهم من بواقي قدور األرز واللحم الذي -مع أن هليب السياط اليت أكلوها ) منعمني مرفهني

فما من ، وهؤالء طبعا ليسوا مهاجرين باملعىن االصطالحي ، مازال أثره على ظهورهم وجلودهم –نه يدعو بل وأي معىن جيمع بينهم وبني املهاجر الذي يترك ،شيء جيمع بينهم وبني اهلجرة إال شرف مرافقة نيني كرميني

مع ،م خرجوا بعار سلب املصريني حليهم وقد رأينا أ،أرضه وماله إما قهرا أو يف سبيل نصرة دين ومعتقد !العلم أم يف وضع ال يسمح هلم بالتفكري بأمور كهذه

أن القوم أقاموا يف مصر أجياال كانت فترة نعيمهم فيها ال تذكر نسبيا مع الفترة اليت ذاقوا فيها الذل ويضاف إليه خرجوا بقيادة رسوهلم مل يستطيعوا احتمال عندما وهم،الذي مل خيلصهم منه إال موسى عليه السالم ،واهلوان

!عليه السالم هذا الطلب فطلبوا من موسى – على فرض –الشظف املؤقت متناسني يف الوقت نفسه خمالطته لطعم الذل والقهر الذي القوه يف ،اخل .. و هم يستحضرون طعم القثاء والفوم

!مصر عقود وسنني !السرعة فاجعتهم املتواصلة بتقتيل أبنائهم ؟بل وكيف هلم أن ينسوا بتلك

170ص / المصدر السابق 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

101

بطعام دوين ، وهو يراهم يستعجلون باستبدال طعام علوي خالطه قداسة ، لقد تعجب موسى من ضجرهم مث } أتستبدلون الذي هو أدىن بالذي هو خري { : فقال عليه السالم بنص اآلية ،أرضي خالطه استعباد وشقاء

! بل وبطلبهم حاهلم الواقعة سلوك االحنطاط عن مستوى هذه النعمة برضاهم}..مصرا اهبطوا { ناسب قوله هلم

: النموذج الثاين : البقرة [ } وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون{ : قوله تعاىل

55[

جنيناكم من وإذ { :جاءت يف سياق تعداد النعم بتفصيلها الذي ابتدأ بقوله تعاىل يف سورة البقرة الكرميةاآليات ]49: البقرة [ } ..آل فرعون

اآلية اليت تذكر من اهللا عليهم بالعفو بعد ظلمهم باختاذهم وهو يلي،يف تسلسل اآليات الثالث اإلنعامو هذا هو األصل فيكشف عما بيننا وبينه وهي يف عياناأي } حتى نرى الله جهرة {قصدوا بقوهلم و، داالعجل معبو

: عطيهابن وقال ، 1مصدر قولك جهرت بالقراءة واستعريت املعانية ملا بينهما من االحتاد والوضوح واالنكشاف ق السمع فأخذم حينئذ الصاعقة فاحترقوا وماتوا موت بطري) االنكشاف( ممتنع يف الدنيا السنة أهل أما انه عند "

. " 2هود قوم يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا { : وقد جاء يف سورة النساء قوله تعاىل

هج ا اللهفقالوا أرن كذل نم رى أكبوسمهمقة بظلماعالص مهذتة فأخأما الصاعقة فقد ] 153 :النساء [ }..ر : لنيذكر املفسرون فيها قو

ونفخ في الصور فصعق من في { : هي املوت وهو قول احلسن وقتادة واحتجوا عليه بقوله تعاىلأا األولاتاوم3]68 :الزمر [}... الس .

رآه هائل أمرصل الصاعقة كل حيث اعترب أ، 5 الطربيرأيوهو ، 4 الصاعقة هي سبب املوت أنالقول الثاين و فقد أو ، مهف هالك وعطب واىل ذهاب عقل وغمورإىل حىت يصري من هوله وعظيم شأنه أصابه أو عاينه أو

.1 رجفا أو ، زلزلة أو ، نارا أو ذلك كان صوتا - اجلسم آالت بعض

48ص / 1ج / مختار الصحاح / زین الدین الرازي 1- 147ص / 1ج / المحرر الوجیز / ابن عطیة : ینظر 2- / 3ج / التفسیر الكبیر : ینظر/ یة على عدم إمكان رؤیة اهللا مطلقا لإلمام الرازي رد جمیل على القاضي الجرجاني المعتزلي في استداللھ بھذه اآل3-

80ص ولو كانت الصاعقة ھي الموت ) فأخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون : (قولھ تعالى : ھذا ضعیف لوجوه احدھا : وقال الرازي في معرض ذكر القولین 4-

فلما : ( فاثبت الصاعقة في حقھ مع أنھ لم یكن میتا ألنھ قال ) وخر موسى صعقا ( ي حق موسى والثانیة انھ تعالى قال ف, المتنع كونھم ناظرین لھا ) .115ص / 2ج / التفسیر الكبیر ( في باب العقوبة أعظمالرابعة أن ورودھا وھم مشاھدون لھا ,وثالثھا أن الصاعقة ھي التي تصعق....) أفاق

.83ص / 2ج / جامع البیان / الطبري : ینظر 5-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

102

بعثتم من بعد الصاعقة اليت أي الشيء من حمله واملعىن إثارة: } .. بعثناكم ثم{ يف قوله تعاىل صل البعثوأ رب{ موسى عليه السالم قال بعدهاأنوذكرت ، األعراف الكرمية يف سورة اآلية وقد جاء مثل هذه ، أهلكتكم

لو ئتش مهلكتأه نل مقب وايا إيكنلها أتل بماء فعفها السن2 ] 155: األعراف [} م فهو عرض للعفو السابق } منا السفهاء فعل بما أتهلكنا { : قوله تعاىل على لسان موسى عليه السالموأما

مقصود االستفهام يف أن 3رى القرطيبوي ،نك قدرت على إهالكهم قبل ذلك أالستجالب العفو الالحق يعين ، كان ملعىن اإلجياب لست تفعل ذلك وهو كثري يف كالم العرب وإن كان نفياأي ، اجلحد }أتهلكنا{: قوله

. 4 واملراد القوم الذين ماتوا، نفسهإىل وأضافلكنا الأي "الطلب"وقيل معناه يروا اهللا جهرة وجعلوا هذا الطلب أنفهم قد طلبوا من موسى ،بهم من أعاجي جديداوهذه اآليات تفضح شيئا

اهللا أفاضها وهم ذا تنكروا جلميع املعجزات والنعم اليت ، ؤمنواي يروا اهللا فيؤمنوا أو ال أنفإما ، إميام على معلقا يف سورة الفرقان يقول تعاىل ، من املعلوم أن طلب رؤية اهللا ليس بالغريب عند من أنكروا رسالة األنبياء و،عليهم

وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا { : ] 21 :الفرقان [ }كبريا

فهم يترقبون معجزة كربى، الذي يطلب فيه طلب وقح كهذا ،واملكاين ولكن الغريب هو التوقيت الزماين ولكنهم فضلوا ،والطبيعي أن ينصب الذهن على ماهية وحمتوى هذه املعجزة ) نزول ألواح التوراة من السماء(

نيالسبعاخلرية وإمنا من ... واألشد غرابة أن هذا الطلب ال خيرج من العامة أو العتاة ،جتاوزها بالرفض ابتداء !ليكونوا مندوبني عنهم ن ياملختار

فإذا ...... عن مسارب الغيب واحتجابا،هي هي كثافة حس ومادية فكر " : يقول قطب تعليقا على هذه اآلية لينكشف تعنتهم ، الذي صدر من آبائهم التجديف والقرآن يواجههم هنا ذا ،هم يطلبون أن يروا اهللا جهرة

كلها ال تغري من تلك ....واملغفرة والعفواإلهلية الكثرية والنعم واآليات ،ي يشابه تعنتهم اجلديد القدمي الذ . "5... املعرفة إىل إن احلس املادي الغليظ هو وحده الطريق ، باحملسوس إالاسية اليت ال تؤمن قالطبيعة ال

وفق احلكمة اليت ناسبت عقوهلم اليت ، جاءت أمام أعينهم ةاإلهلي املعجزة وهذه ، أفاقوا مث إم صعقوا فماتوا مث أن يذوقوا طعم من أكثر اإلميان باعث على حس متيقنمث أي ،إال أن حتس به وال تدرك ما تراه ،ال تعقل

! . ويلحظوا إفاقتهم منها بأم أعينهم ؟،الصاعقة بأنفسهم

. وھو إثبات الموت الفعلي في حقھم , فمؤداھما واحد , ) الموت أو على سببھ ( معنى الصاعقة محمل أخذعلى أي : أقول - 1

291ص / جامع البیان / الطبري 2- ) .4ص / 2ج/ الجامع ألحكام القرآن / القرطبي " ( الذي أسروه كفرھم ، والذي أعلنوه الجحد بھ " :حیث قال ما نصھ - 3

74ص / 9ج / روح المعاني / األلوسى : ینظر 4- 72ص / 1ج/ الطالل / قطب 5-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

103

مثل ما عبدوه ،ل كذلك بعد حادثة الصاعقة ونزول التوراة ولقد أخربت اآليات يف سورة النساء أم عبدوا العجيسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد { : قال تعاىل ،قبلها فترة ميقات موسى مع ربه

فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة ] 153 :النساء [ }جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا

: النموذج الثالث

)63(م ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون وإذ أخذنا ميثاقك {:قال تعاىل كذل دعب نم متليوت ثم ... ريناسالخ ن64-63: البقرة [ } )64(م[

إنعامهخذ ميثاقهم ملصلحتهم فصار ذلك من أ إمنا ألنه تعاىل وذلك ،كما ذكر الرازي العاشر اإلنعام وهذا هو .مل تأخذوها وقع عليكم إن: أن يقبلوها فرفع اجلبل فوقهم وقيل أبواة راوملا جاء موسى عليه السالم بالتو ،1عليهم

د وقد قامت توبيخا هلم يف كفرهم مبحم-الذين خوطبوا ذه اآليات- اخذ اهللا بذلك عنهم إمنا" : قال الطربي . "2 قبول ذلك إىلحجة على من احتج به عليه والحاجة ملن انتهت اليه اىل معرفة السبب الداعي هلم

أي ، التصديق إىلالشك وهذه آية تبهر العقول وترد ، اليت تستوجب الطاعةاألمورويكون يف ،3وامليثاق العهدورفعنا فوقكم { :ويف قوله تعاىل ،وراة وعدم التغافل عنها مليثاقكم باحملافظة على ما يف التأخذناواذكروا وقت

اأ {: عطف على قوله }الطورذنل { : األعرافاجلبل كما جاء يف والطور، حال أو، }خبا الجقنتإذ نويا آتذوا مخ بهم عاقو هوا أنظنظلة و هكأن مقهقونفوتت لكملع يها فوا ماذكرو ةبقو اكم171 : األعراف [ }ن [ ،

إال أنفسهمولكن مل حيدث يف ، وهذا يفسر ارتفاع اجلبل فهم عندما امتنعوا عن الطاعة رفع عليهم اجلبل ليسمعوا من األخرىويف اآلية ،تم عن الوفاء به أي أعرض) مث توليتم (فقد اخرب عنهم اهللا ،الرهبة احلاضرة يف حينها

وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا { سورة البقرة نفسهافإن قلت كيف " : يقول الزخمشري ، ] 93 :البقرة [ } مؤمنني قل بئسما يأمركم به إميانكم إن كنتم... وعصينا

من حيث قال هلم امسعوا وليكن مساعكم مساع تقبل وطاعة فقالوا مسعنا ولكن ال هطابق قوله جوام ؟ قلت طابق ." 4 مساع هلم وال طاعة

ليوقع تعظيم امليثاق يف قلوم ويدخل اهللا أرادها الطريقة اليت أن ،وشاهدي من هذه اآلية على عظم بالدم فكأن الرابط بني تعظيم أعينهم أمام هو رفع اجلبل وتراخ بقوة دون اوناألمرعليهم مهابته فيذعنوا ويأخذوا

137ص / 2ج/ التفسیر الكبیر / الرازي - 1

106ص / 1ج/ ابن كثیر في تفسیره : نقل عنھ , 90ص / 2ج / جامع البیان / الطبري 2- 295ص / 1ج/ مختار الصحاح -3 111ص / 1ج/ الكشاف / الزمخشري : ینظر -4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

104

إيصال يف كأسلوب وبني اجلبل العظيم مادة هو الذي يصح هلم - معنويةأمور وتلك -التعاليم اليت يف التوراة !.املطلوب

وأكثربصريم لبالدم وقلةةي كانت حسإسرائيل معجزات بين وأكثر" : اإلتقانيوطي يف الساإلمامول يق " .1 ....فهمهم عقلية لفرط ذكائهم وكمال األمةمعجزات هذه

يثاق عظم املاجلبل يف نفوسهم من الرهبة ما مل يوقعه منظر أوقععرضوا بعد زوال املؤثر عنهم فكان أن أ مث هم ، من شخصيتهم اليت تسقط من معايريها كل شيء خلف عامل الشهادةوهذا يعكس لنا جانبا ، )اهللا (ومصدره

مل يكن إذعام ) رفع اجلبل ( وشيء آخر وهو أنه يف اللحظة اليت وقعت هذه املعجزة ، احملسوسإال ال تعظم ألا بطبيعتها خاص ولكن املوضوع ،ة من حيث كوا معجزة يف قبول امليثاق واقع حتت تأثري رؤيتهم هلذه املعجز

ولعل هذه اآلية شهادة كربى على تنامي اعتبارات املادة ومكانتها يف نفوسهم } وظنوا أنه واقع بهم..{املخيفة لقياس يف تصورهم فأثبتوا حبق أن ميزان ا،إىل الدرجة اليت صار فيها عظم اجلبل أقوى من عظم ميثاقهم مع التوراة

! وال وزن حيسب ألي قيمة معنوية ، ،هو للثقل املادي فقط

: النموذج الرابع مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين {: قال تعاىل ] 5 : الجمعة [}يات الله والله لا يهدي القوم الظالمني كذبوا بآ

آتى تعاىل أنه تبني أن بعد: وسياق اآلية يقول ،2األحوال يف النظائر لبيان ويوضع يضرب ما : الثاء بتحريك املثل حيملوا بأن العلم من اقتنعوا قد لذينا هؤالء به ينتفع فلم الكتاب أهل فضله آتى قد بأنه أعقبه أميني قوما فضله

مل من وحتقري ا التبجح يف كاف بيت إىل بيت من وانتقاهلا التوراة أسفار ادخار أن حيسبون وهم فهم دون التوراة .املشركني وظاهروا وسلم عليه اهللا صلى حممد دعوة قاوموا الذين اليهود فاملراد ، بأيديهم التوراة تكن احلمل إال منها له حظ ال أسفارا حيمل محار حبال مثال هلؤالء اهللا ضرب وقد }أسفارا يحمل راحلما كمثل{

.فهم وال علم دون وإيثار ، التنكري به يشعر ما على كبارا كتبا أي )أسفارا( و،اجلهل يف كالعلم ألنه به بالتشبيه احلمار وختصيص

لكونه احلمار من حال إما )يحمل(و ، ا ينتفع وال حبملها يتعب العلم من فالكش معىن من فيه وما السفر لفظ

101ص / 3ج/ إتقان البرھان في علوم القرآن / جالل الدین الیسوطي 1- 192ص / 1ج/ الكشاف -6 25ص / 1ج / زاد المسیر ) / 597 - ھـ508 (الفرج أبو ، الجوزي بن ا- 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

105

على به توصف مبا فيوصف نكرة معىن فهو ذهين تعريفه ألن له صفة أو ، املثل معىن فيه والعامل لفظا معرفة .1 األصح

، كتبا حيمل حبمار ا يعملون ال وهم أيديهم يف والتوراة فشبههم ، محلها حق حيملوها ومل حقها يؤدوا مل أي احلجة وبال إال كتام من هلم ليس اليهود كذلك ، حيمله مما انتفاع غري من احلمل ثقل إال ذلك من له وليس .عليهم

وهو أننا حني نتأمل يف هذا املثل جنده يضيف رصيدا آخر يصب يف إثبات ،وهناك أمر آخر متعلق مبا سبق قصرت ، فمن الواضح أن اآليات اليت بني أيدينا حني خصتهم ذا التشبيه ، عن أي تكلف حقيقتهم املادية بعيدا

أثر التوراة عندهم على ثقل الوزن باملعىن املادي وليس مبعىن ثقل الشعور باألمانة حيث ساوت بينهم وبني احلمار ! جبامع عدم اإلحساس مبقتضيات التكليف واستشعار معانيه

: امس النموذج اخلولو شئنا )175(واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين {: قال تعاىل

مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله ك ] 176 -175 : األعراف [}مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون

اهللا وأمده ، اهللا ألمر واالمتثال بالتوحيد العهد عليهم اهللا أخذ الذين أحد حال من العربة ارةثإ قبلها لليت ومناسبتها 2.املستمر اهلدى له اهللا يقدر مل حني كله ذلك ينفعه مل مث ، الفطرة يف عليه اهللا عاهد مبا الوفاء على يعينه بعلم

. ]251 : لبقرةا[ } واحلكمة امللك اهللا وآتاه { قوله مثل العلم وتيسري لإلطالع مستعار هنا واإليتاء خرج أي } فانسلخ منها { ا عاملا صار حىت ، أدلته وفهمناه ، التوحيد حجج علمناه : }آتيناه آياتنا { ومعىن

بالكلية شيئا فارق من لكل يقال . منها خرج : انسلخ ومعىن سخطه إىل اهللا رمحة ومن ، معصيته إىل اهللا حمبة من جلد إزالة والسلخ ، جلده عنه يسلخ حينما جلده من احليوان جسد خروج حقيقته واالنسالخ ، منه انسلخ ، به العمل عدم أو بالشيء التلبس ترك وهو ، املعنوي لالنفصال اآلية يف واستعري ، جسده عن امليت احليوان .3اجلاهلية دين بفساد تهأعلم اآليات أن وذلك ، تقتضيه مبا العمل عن اإلقالع اآليات عن االنسالخ ومعىن

80ص /15ج/ التحریر والتنویر / ابن عاشور , 443ص /20ج/ روح المعاني / األلوسي : ینظر 1-ومنھم , بلعام بن باعور ، وذكروا قصتھ : ال لھ ذھب كثیر من المفسرین إلى أنھا نزلت في رجل من الكنعانیین ، وكان في زمن موسى علیھ السالم یق2-

.والمھم أن العبرة تقتضي القیاس على كل من ھذا حالھ بالعموم , من ذكر أنھا ألمیة بن أبي الصلت ، أو للراھب أبي عامر بن صیفي 12ص / 6ج / التحریر والتنویر / ابن عاشور 3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

106

بعهفلت غري هحلق مبعىن وأتفأتبعه{ : كقوله م طه[ } جبنوده فرعون فأتبعهم{ ] 10 : الصافات[ } ثاقب شهاب :

حيث ، وحتقريه اإلنسان هذا ذم ىف مبالغة التعبريهذا وىف ، اهلمزة ووصل املثناة بتشديد اتبعه من أخص وهذا ]78 : بالغاوين واملراد ،} الغاوين من فكان {: بدليل قوله تعاىل ، 1يتبعه والشيطان لشيطانل إمام كأنه جعل

أو وغوى : يقال أن من بالغواية االتصاف يف مبالغة أشد } الغاوين من فكان { الضالل وهو بالغي املتصفني" وهو: " قال ألوسي و] 56 :األنعام [} املهتدين من أنا وما إذا ضللت قد{ : األنعام سورة يف كما ، غاويا كان من إبليس صار حىت احلال به ... فارتقى إبليس جند من فىت وكان :قوله ذلك يف ونظريه ، مبكان الذم من

"2 جنده إلى خلدأ ولكنه{ اآليات بتلك العلماء من األبرار منازل إىل ورفعناه لعظمناه } بها لرفعناه شئنا ولو{ وقوله

.السفالة إىل مال : وقيل . فيها ورغب الدنيا إىل مال }األرض فإا اليهود على املذكورة القصة" :قال البيضاوي } القصص فاقصص ياتناآب كذبوا الذين القوم مثل ذلك {

. " 3 قصصهم حنو من االنتفاع مثرة حرم الذي كالعامل والدالئل جباحلج إيضاحها مع اهللا بآيات املكذبني أن : املثل معىن حاصلو

وإمنا قصر نظره إىل دونية ،فلم يكن حاصل نظره شيئا علويا " تفكر وتدبر نظر اآليات يف ينظر مل فهو ، علمه .األرض ومتعلقاا من الشهوات الفانية

وقد شبههم ،يات اليت أنعمها اهللا عليهمولعل خري ما ينطبق عليه املثل بال منازع هم اليهود الذين تنكروا لكل اآل وهنا يصدق عليهم انسالخهم الكامل من كل ، بأم كاحلمار – كما مر –اهللا تعاىل يف آيات غريها صراحة

فهم كذلك هنا كالكلب ، فكما كان احلمار ال يعاين من األسفار إال املشقة والثقل ،معىن حتمله اآليات ووقعها وهي الفارق ، وكما أستلهم من هذا املثل إخبارنا حبقيقة مهمة ،فصال عن دواعي السبب دائم اللهث مع االن

، ألن هذا املنكر قد شبه باملنسلخ ،الكبري بني الذي أويت اآليات فأنكرها والذي مل يؤا أصال من حيث النتيجة ففي حلظة نزعه ثوب ... ملية كشط كامل قام بع،أي وكأنه حني تنكر لآليات وفضل عليها اإلخالد إىل األرض

و إمنا هو ، فصار ال حيمل فطرة مشوهة وحسب ،اإلميان ختلص معه من كل بقايا الفطرة اليت حتمل اإلميان أي صار كمن يظهر على جوارحه أثر مما يعاينه الناس ، ومقتضى العدل أن يكون كذلك ،التجرد اخلالص منها

مث هو بذلك ،ولكن هذا األثر ال يكون يف حقيقته إال كلهاث الكلب فاقد الدواعي ،أنه بقية من دين أي دين ! بل الشياطني هي اليت تتبعهم ،صار مؤهال ملرتبة الغاوين الذين ال يتبعون الشياطني

436ص / 6ج / روح المعاني / األلوسي - - 1 436ص / 6ج / المصدر السابق - 2

336ص / 2ج / أنوار التنزیل / البیضاوي 3-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

107

: منوذج أخري

{ قوله إىل} ... مركم أن تذبحوا بقرة وإذ قال موسى لقومه إن الله يأ{ : يف سورة البقرةقوله تعاىل ] 73-67 : البقرة [ }ويريكم آياته لعلكم تعقلون...

ت اآليات وقد بدأ، يف أي سورة سوى البقرة إليها اإلشارة تأتهذه القصة قد تفردت يف هذا املوضع ومل اهللا أخذه وجوام الذي فيه نقض للميثاق الذي يذحبوا بقرةأن إسرائيل موسى لبين بأمرالكالم عنها الكرمية

.ألنبيائهعليهم بالطاعة يا بني إسرائيل { بقوله تعاىل األربعني اآلية ضمن سياق طويل يف احلديث عن اليهود يبدأ من اآلياتوتأيت هذه

و فيها يستهل اخلطاب بذكر تفاصيل املنن ] 40 : البقرة [} .. اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي إىل يف اية هذه القصة التوصل ليأيت وكيف قابلوها باجلحود والنكران ، ا عليهم مرة بعد مرة اهللا اليت امنت

. من تفاعلهم السليب مع املعجزات على كثرا وهي صالبة قلوم وقسوا إليها ااحلقيقة اليت آلو ، وبعيدا عن اخلوض يف تفاصيلها اليت أمهلها القرآن ،1 من رواية يف حادثة ذبح البقرةأكثراقلت كتب املفسرين تن

.أبقى مع حدث القصة يف إطار اآليات الكرمية مبا خيدم طرح الشخصية اليهودية من خالل املعجزات عليه وقدمت اعنه فكت وإمنا: "قال األلوسي } فيها رأمتافاد نفسا قتلتم وإذ { : تعاىل قوله القصة هذه أول

، االمتثال إىل املسارعة وترك السؤال يف واالستقصاء باألمر االستهزاء وهو ، مساويهم من آخر بنوع الستقالهلا ".2 ا واحداولو قدم لكان قصة واحدة وتوبيخ

بذحبها فقد ورد األمرصوص خب أما } كم أن تذبحوا بقرةإن الله يأمر... { : وقد استفتحت بقوله تعاىلإن اهللا {: ن قوله تعاىلأ فالقائلون بالعموم اتفقوا على ، على التعينيأم يف كون اخلطاب على العموم 3خالف ،نا على العموم أن اخلطاب ه-واهللا اعلم – إليه أميلذي ل وا، 4معناه أي بقرة شئتم } إن تذحبوا بقرة يأمركم

أرادوالو ذحبوا أي بقرة : من رواية عن عبداهللا بن عباس انه قال أكثر وقد جاء يف ،ألنه األقوى يف ظاهر اللفظ .5جزأت منهم ولكنهم شددوا فشدد اهللا عليهم أل

أنھ كان من بني إسرائیل شیخ موسر فقتلھ بنو أخیھ لیرثوه وخرجوا على باب المدینة ثم جاؤوا یطالبون بدیتھ فأمرھم اهللا إن : وأوردھا اختصارا1-

,337 ص1ج/جامع البیان / الطبري : ینظر (بقاتلھیذبحوا بقرة ویضربوه ببعضھا لیحیا فیخبرھم ).109 ص1تفسیر القرآن العظیم ج/ ابن كثیر , 161 ص1ج/ المحرر الوجیز / ابن عطیة

341ص /2ج/ روح المعاني / األلوسي : ینظر 2- )108- 106(ص / 3ج/ ینظر الخالف مبسطا مع أدلة كل فریق في التفسیر الكبیر للرازي -3

مدارك التنزیل . (أمر بذبح البقرة دون غیرھا ألنھا أفضل قرابینھم ولعبادتھم العجل فأراد اهللا أن یھون معبودھم علیھم : للنسفي لفتھ لطیفة یفول فیھا 4- ) .56ص / 1ج/

وقد نقل ابن كثیر ھذا القول ... وأبو العالیة وكثیرون وكذا قالھ أبوعبیدة والسدي ومجاھد وعكرمة , 338ص / 1ج/ أورده اإلمام الطبري بأسانیده 5- )111ص / 1ج/ ینظر ابن كثیر ( وقد رواه غیر واحد عن ابن عباس , إسناده صحیح : وقال , بأسانیده عن ابن عباس كما أورده الطبري

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

108

استئناف وقع ) قالوا( و ،} هزواقالوا أتتخذنا{ : هو قوهلم ملوسى عليه السالم ،وأول فعل هلم أظهرته القصة ما أ و،...) قالوا : ال ؟ فقيل أم االمتثال إىل؟ هل سارعوا الكالم فكأنه قيل فماذا صنعواإليه عما ينساق جوابا

الذي يعطي معىن اللعب والسخرية فقد استعاذ منه نيب هللا موسى عليه السالم عندما اموه به ويف ذلك 1 )اهلزء( عنه فنفى،كبرية تنم عن جهل وسفه فعلهم هذا اهللا سبحانه وأوامر تبليغ أثناءنه يأيت شيء مأنبيان استحالة

قالوا ( خذ حممل اجلدأ األمر أن لكن مع علمهم ، اليهودالام استفظاعاعليه السالم ذلك يف صورة االستعاذة ع واجلدال واملالحظ من النظم هلا كعادم يف التنطأوصافاجاءوا يطلبون .....) ادع لنا ربك بيني لنا ما هي

أو هي بقرةأي : يقولواأن اليت يف الغالب يسأل ا عن اجلنس وكان حقهم )مبا( استفسارهم جاء أن القرآين به جاء على حال هلم يوجد ا شيء من أمروا ما أن لكنهم اختاروا هذه الطريقة يف السؤال إلظهار ؟كيف هي

.2حقيقته فأجروه جمرى ما مل يعرف جنسهموقفهم من تسجل اآليات تفصيل } علينا تشابه البقر إن هي ما لنا يبين ربك لنا ادع قالوا {: ويف قوله تعاىل

مث إن موسى عليه ، كانوا يف كل مره يسألون عن أوصاف جديدةو ، لنيب اهللا موسى املتكررة م تهخالل مراجع قالوا ف، لم يكن لألمر من مهرب وال مناصان يرد عليهم يف كل مرة حىت حصرهم بدقة وصفها فالسالم ك

!! ما جاء به موسى من عند ربه قبل ذلك مل يكن حقا وكأن }بالحق جئت الآن قالوا {:حينها مل ،عتراضهم السابق على األمر بذبح بقرة وهو أن ا} بالحق جئت الآن{ وميكن أن نفهم شيئا آخر يف قوهلم

ولكن منطق فهمهم احلسي واملغايل أراد أن ال يكون ، موضوع الذبح لبقرة أو غريها – واهللا أعلم –يكن سببه فعلى هذا االعتبار فاألوصاف للبقرة عندما جاءت صار األمر عندهم ،لألمر بساطته دون تعقيدات وحتديدات

وكأن اهللا أراد لنا نفهم هذه ، وهذا صرف للحقائق بين التكلف مغال يف التنطع ،ن كذلك وقبله مل يك،حقا . الصورة قبل أن ينقل لنا بداية القصة كمقدمة ملدار احلدث بعدها

يد اتباع لتقال- أي أسلوب املراجعة –وقد علل بعض املفسرين واحملللني سبب مراجعة اليهود ألوصاف البقرة أنه وخاصة تكلفهم الغريب يف أوصاف ، ولعل هذا التعليل احتمال وارد ،وثنية مسعوها يف طقوس وأساطري الشعوب

ولكن تعنتهم الغريب هذا ساهم يف دفع ! فما فائدة لون البقرة إن كان أمحر أو أصفر؟،مادية ليس هلا أي معىن .شخصيتهم قدما حنو إيغال أكثر يف ارتباطات املادة

وما {و األهم الذي أبرزه القرآن هنا خبصوص هذا املوقف هو صعوبة تقبل األمر بالتسليم والطاعة مث ملا جاء ذحبوها يف حال تقرب من حال من الأي فيكون املقصود،ليدل على حال أخرى ختصهم } 3 يفعلون كادوا

520ص / المفردات / الراغب 1- 339ص / 1ج / أنوار التنزیل / البیضاوي : ینظر 2- .ألنھ أشد ربطا للجملة , واألول أظھر عند أكثر المفسرین , تحتمل الحال واالستثناء ) وماكادوا یفعلون ( جملة 3-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

109

أقوال وتعليل ذلك على عدة ،روا من اادلة واملماطلة كاملكرهني ملا أظهأو ذحبوها مكرهني أم واملعىن ،يفعل أو لعلة وجود تلك الصفة حيث ..دوا لعصيام وكثرة سؤاهلم اوما ك" : موجزة حيث يقوليأوردها ابن جز

" 1 شددوا فشدد اهللا عليهمأمروى هذه الطريقة ولكن استخدام شيء إىل يكشف اهللا القاتل ويظهر احلقيقة بدون اللجوء أن فمن املمكن وأيضا

فيه داللتان ،بصورة كهذه م حمسوس وجمس: على بعث الروح من بقدرة اهللا واإلقرار ،بطريقة غري مألوفة يف التذكري بالبعث قوياجاءت درسا: األوىلالداللة

هم صورة تفحمأن يردهم لار اختهنا أنه سبحانه معهم اهللاحكمة و،وإنسان ميت ميتة عالقة تظهر بني جزء بقرة . والتردد عن التشكيك االستسالم بعيداإىلقودهم وت

أن هذه الصورة تشدهم ليقني إدراك العامل من غري احلسابات - فرع من الداللة األوىل-وهي : الداللة الثانية وليس لكل ،ؤثرات حمسوبة فليس دائما ميكن فهم العالقات وتفسريها مب،املعروفة وفق سنن اهللا الظاهرة فقط

فال ميكن حبال إجياد عالقة بني جسمني ماديني يف إنتاج شيء روحي خارج حيز املادة ،ظاهرة تفسري مادي مقنع وهي كذلك حجة عليهم يف ، فهذه املعجزة الظاهرة هي ضرب يف صميم وأعماق الشخصية اليهودية ،وبعد

... مواجهة منطق فهمهم السقيم أخرب اهللا تعاىل عنه فورا ، فما يلفت النظر هنا أمر مباشر يف حتديد عالقة الشخصية اليهودية باملعجزات ،وأيضا

وكأن التفاعل السليب الذي أبداه ، وهو اعتبارها نقطة حتول جديدة يف القسوة القلبية، من هذه القصة ءبعد االنتها أشد قسوة من احلجارة عة يف تدهور حالة قلوم إىل درجة قدمهم خطوات سري،اليهود مع هذه املعجزة الظاهرة

ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه { : يقول تعاىل [ }يخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون الأنهار وإن منها لما يشقق ف

.] 74 :البقرة بدليل أن القسوة القلبية هلا ،أن هذه اآلية تعد مفصال حقيقيا بني مراحل تطور الشخصية اليهودية مع املادية وأرى

) ..ثم قست ( يف قوله )مث( وقد رتب اهللا قوله ،ة مباشرة وملموسة يف موضوع االستجابة لدواعي املادة عالق وهذا األمر ،على قضية جوهرية يف صميم التصور والعقيدة وهي رد فعلهم السليب اجتاه املعجزات كما هو ظاهر

وكأن وصول سلبية التفاعل مع كل هذه ،قلب على خطورته يعد من أوسع املنافذ اليت تدخل القسوة إىل ال أهلهم ملرحلة جديدة ،املعجزات املتتابعة اليت قدمها هلم موسى عليه السالم بصورة مل يعهد هلا مثيل لقوم غريهم

- وأقدم لفتة رائعة للعالمة دراز ،بالصورة اليت وصفها القرآن ) القسوة القلبية ( يف شخصيتهم هي مرحلة

51 ص \ج ا / دار الفكر \ التسھیل لعلوم التنزیل \ھج ) 292 – 741 ( الكلبيمحمد بن أحمد بن جزي , ابن جزى 1-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

110

}..ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة{ ية حيث يعترب الشيخ آ -للتدليل على ما أقوتساعد يف ا كما ،اللتني عرضتهما سورة البقرة خبصوص بين إسرائيل ) ماضيهم وحاضرهم( هي حلقة الوصل بني املرحلتني

. 1 االستمرارية أفادتلغرض بياين من خالل اجلملة االمسية اليت ) فكانت ( من بدال) فهي( استخدام لفظ إىلنبه كدليل واضح على سوء ما جنته الشخصية اليهودية على نفسها ،وأختم مطليب ذه اآلية الكرمية اليت بني أيدينا

سوة حني تعامى قلبها عن كل املعجزات والنعم فاستحقت اجلزاء العادل بتصلب قليب حاد فاق يف قسوته ق . احلجارة

حراملادية اليهودية والس: املطلب الثاين !من ظاهرة لتعليل املعجزات إىل بديل لكالم اهللا " السحر"

األول : السحر يقال على معان : " ويقول الراغب ، "2اخلديعة" : كما جاء يف ذيب اللغة السحرأصل والثاين استجالب ... بصرف األبصار عما يفعله خلفة يد ،يفعله املشعوذ حنو ما ،اخلداع وختييالت ال حقيقة هلا

تنزل على ) 221(هل أنبئكم على من تنزل الشياطني {: كقوله تعاىل ،معاينة الشيطان بضرب من التقرب إليه ولكن الشياطني كفروا يعلمون الناس .. {:قوله تعاىل وعلى ذلك ، ]222- 221 : النمل [}) 222(كل أفاك أثيم

رح3 ]102: البقرة [ } )102( الس. " على واجلمهور خمصوصة أعمال مبباشرة شريرة نفس من يظهر للعادة خارق بأنه اجلمهور وفسره: "قال ابن كثري

هو ذلك كل يف احلقيقي والفاعل ... املاء على وميشي اهلواء يف يطري ثحي إىل الساحر يبلغ قد وأنه حقيقة له أن الرسل آيات من ذلك وغري العجماء وإنطاق املوتى وإحياء البحر فلق من الساحر بتمكني سنته جتر ومل تعاىل اهللا

" .4.. السالم عليهم غري طبيعة العبادة يف أساسها ألن 5وقد شوهد منذ القدم أن طبيعة السحر: " وللمفكر العقاد لفتة يقول فيها

ومل ختل العبادة قط من ،السحر منوط أبدا باألمور اخلبيثة والوسائل الدنسة والنفايات اليت تعاف وتنبذ يف اخلفاء

ثم قست { یصل حاضرھم بماضیھم فانظر كیف وضع بینھما حلقة االتصال في ھذه اآلیة التي ختم بھا القسم األولوأراد القرآن أن: " یقول رحمھ اهللا 1-

ك فھي كالحجارة ستمرار كأنھا بذلك وضعت علیھ طابع اال, ولم تحدد نھایتھ , فقولھ من بعد ذلك كلمة حددت مبدأ تاریخ القسوة } ..قلوبكم من بعد ذل, ثم لم یلبث ھذا الظن أن ازداد قوة = , وتركتھ یتخطى العصور واألجیال في خیال السامع حتى یظن أن الحدیث قد أشرف بھ على العصر الحاضر

ینظر في كالم : ع لمزید من اإلطالع حول ھذا الموضو... " (فكانت كالحجارة : دون أن یقول ) فھي كالحجارة(بصیغة الجملة االسمیة في قولھ ) .180ص ) النبأ العظیم (التي طبق علیھا سورة البقرة في كتابھ ) نظام عقد المعاني في القرآن : ( الشیخ دراز حول نظریتھ المعروفة

30ص / 2ج/ تھذیب اللغة / األزھري 2- 232ص / المفردات / الراغب 3-

تفسیر القرآن العظیم: ابن كثیر -4ما یفعلھ الساحر من الحیل والتخیالت التي تحصل بسببھا للمسحور ما یحصل م ن الخ واطر الفاس دة ال شبیھة بم ا یق ع : " وكاني السحر أنھ ویعرف الش 5-

وقی ل أص لھ . أص لھ الخف اء ، ف إن ال ساحر یفعل ھ خفی ة : وقی ل . إذا خدعت ھ : وھ و م شتق م ن س حرت ال صبي , إل خ ...لم ن ی رى ال سراب فیظن ھ م اء و السحر األخذة ، وكل ما لطف مأخذه ودق ، فھو .....وقیل أصلھ االستمالة؛ ألن من سحرك ، فقد استمالك. ؛ ألن السحر مصروف عن جھتھ الصرف

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

111

يناقض وسائل السحر ،بنوع من أنواع الطهارة ) تطهري ( وقلما ختلو من ،توسل إىل اخلري رجاء يف كرم املعبود فكأمنا فرق الناس بني العبادة والسحر عندما فرقوا بني األرباب املرجوة واألرباب املرهوبة فاختذوا العبادة ،اخلبيث

" .1ألرباب اخلري واحملبة واختذوا السحر ألرباب الشر والبغضاء ، عاما وحىت ال يبقى حكمنا،وال ينكر أحد ممن درس التاريخ اليهودي تعامل اليهود الواسع مع قضايا السحر

وهي فرقة أو منظمة أو هيئة تعود إىل القرن ) القابلة ( أو ) القباال(أذكر على سبيل من الفرق اليهودية املشهورة والقباال تعلم مجيع املعاين ... ،القبول أو التلقي للرواية الشفوية املعزوة إىل موسى : األول امليالدي ومعناها

) باحلكماء( وقد تعاطاه الكثري من اليهود ومسوا ، أساسها على التنجيم السحريوهي قائمة يف،الرمزية لتجسيم اهللا اعتاد اليهود تنفيذ كل كلمة وكل حرف صويت وكل حرف علة يف كتام املقدس : "يقول أندريه شوراكي

ت بالطريقة توج، وجعلوا من هذا النوع من الدراسة األلسنية طريقة صوفية باطنية مغلقة ،باجلملة وضخامته "2شبه السحرية ) Gabbla(القبلية

وتستمد من القباال الغيب ،تعود إىل القرن السادس عشر امليالدي ) البعلثامية ( وهناك الفرق اليت يطلق عليها .3القدرة على إثبات املعجزات : ومعىن البعلثامية ،والتدجيل

فاملطالعون للتلمود جيدونه ، كما هو موجود يف التلمود مثال ،وإذا انتقلنا من الفرق إىل الفكر اليهودي نفسه .... و األرواح الشريرة والشياطني والعفاريت واجلنيات من ذرية آدم ،ميتليء بطقوس السحر والشعوذة والعرافة

بون احليل الرجال الذين يلع(وهؤالء يدعون معرفة أحوال املستقبل باستراق السمع يف السماء ويضرب هلم مثال ب 4) املنحرفة

5إن التلمود هو الكتاب األساسي لكل أنواع السحر : وقال ساحر فرنسي كبري ويزعم احلاخامات أن إبراهيم عليه ، ويذكرها التلمود كثريا ،والعرافة من األعمال املفضلة لدى احلاخامات

ا قوة السحر وكان هو نفسه يعلق حول عنقه السالم كان يعرف العرافة ألنه أعطى بعض اهلدايا ألبنائه كانت فيه 6!! عقدا ويتوسطه حجر يشفي كل من رآه

ن ل ھ وذھ ب م ن ع داھم إل ى أ . وقد سحره یسحره ، سحرا ھل لھ حقیقة أم ال؟ فذھبت المعتزلة ، وأبو حنیفة إلى أنھ خدع ال أصل لھ ، وال حقیقة . سحر

) .194ص / 1ج / فتح القدیر / الشوكاني ( " حقیقة مؤثرة 7ص/ أصل العقیدة : تحت عنوان / اهللا / عباس محمود العقاد 1-2 - Andre' Chouraqui : Lavie Quotidienuedes Hebrax au Temps p.164 / Paris 1980 , التوراة بین الوثنیة / سھیل دیب : نقل عنھ

22ص / م 1985 / 2ط/ لبنان / بیروت / ار النفائس د/ والتوحید )215-214(الفرق البعلثامیة في المانیا ص: نقال عن 77ص / السحر في التوراة / شفیق مقار : ینظر - 3/ تاریخة وتعالیمھ : التلمود : نقال عن , 2003عام /2ط/ 76ص / دار المحجة البیضاء / بنو إسرائیل واإلفساد األول والثاني / خلیل حسن جابر - 4

76ص المصدر السابق : ینظر - 5 ,م 1899/ مطبعة المعارف / 19ص/ الكنز المرصود في قواعد التلمود / ترجمة حنا نصر / روھانج . د: ینظر - 6

/ 1ج/ الرسول والیھود وجھا لوجھ / لمرصفي سعد ا , 7ص/ م 1967) / نشر المجلس األعلى للشؤون االسالمیة بالقاھرة ( من التلمود 351ص

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

112

،والعجيب أم مل جيدوا هلذه األلعوبة السخيفة إال إبراهيم عليه السالم املعروف بصدق تسليمه وتوكله على اهللا إال وكان يف التوراة شيء ،ومه الذي حيكي حماجة إبراهيم لق1وال أخال مقطع اآليات القرآنية يف سورة الشعراء

فالتوراة بالتأكيد مل تذكر إبراهيم عليه السالم لتخربنا أنه كان يعلق التمائم والتعويذات ، أو يشبهه ،عنه ! وإمنا شيء يتعلق مباشرة مبعىن التوحيد والتسليم اخلالص ،السحرية

: أزاغ اهللا قلوم يف قوله ولئن أخربنا اهللا تعاىل عن اليهود أم يف عهد موسى زاغوا ف} مهقلوب اغ اللهاغوا أزا زفلم كمإلي ول اللهسي رون أنلمعت قدني وذونؤت مم لا قوي همقوى لوسإذ قال مو

نيقم الفاسي القودهلا ي اللهقد انتهى آخر - بعد وفاته، وبتحديد أدق - فهم يف عهد سليمان ] 5: الصف [} و .2 بدليل أن اهللا أخرب أم استبدلوا ا تعاويذ ومتائم سحرية ،عهد هلم بالتوراة كدستور

يت تقول أن وحىت بعض االدعاءات التارخيية ال، وليس من شك أن سليمان عليه السالم قد أقام فيهم حكم التوراة ، فهذا ال يغري شيئا من مضمون حكم سليمان بدين اهللا وأحكامه ،التوراة قبل عهد سليمان قد فقد منها الكثري

فهم بقوا حمتفظني بفكرم اليت ، وكذلك قريب عهد بزبور أبيه داوود عليهما السالم ،وهو النيب املوحى إليه حيث صار ،ظهروها سلوكا حقيقيا بعد وفاة سليمان عليه السالم وأ،اموا ا موسى عليه السالم بالسحر

( معىن ففي ،دستورهم الذي ابتدعوه من متائم شيطانية هو إمامهم وجهم يف طريقة ممارستهم لشؤون حيام ...لهفض شيئا اتبع من ألن ، فضلوا أو ، إماما به اقتدوا أي : 3ذكر املفسرون) اتبعوا

ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله { : قال تعاىل ان وما كفر سليمان ولكن واتبعوا ما تتلو الشياطني على ملك سليم) 101(وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون

دأح نم انلمعا يمو وتارمو وتارابل هن ببلكيلى المزل عا أنمو رحالس اسون النلمعوا يكفر نياطيالشمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعل

ولبئس ما إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقمن عند { وقوله ،فقط لعلمائهم ال إسرائيل لبين والضمري ، البقرة } )102(شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون

ن الذي خلقني فھو یھدی) 77(فإنھم عدو لي إلا رب العالمین ) 76(أنتم وآباؤكم الأقدمون ) 75(قال أفرأیتم ما كنتم تعبدون { : و مقطع اآلیات ھو 1- ) 82(والذي أطمع أن یغفر لي خطیئتي یوم الدین ) 81(والذي یمیتني ثم یحیین ) 80(وإذا مرضت فھو یشفین ) 79(والذي ھو یطعمني ویسقین ) 78(

الشعراء} ) 83(رب ھب لي حكما وألحقني بالصالحین وتقوم الممارسات السحریة على أداء بعض , والسحر أنماط سلوكیة غامضة ] : "... الوثنیة مفاھیم وممارسات : [ فاروق إسماعیل في كتابھ. یقول د 2

ویستخدم السحرة , وبة أو كلیھما ویستعان في ھذه لعملیات ببعض العناصر كاألفعال والحركات والكلمات المنظومة أو المكت, العملیات وفق تكتیك معین فاروق . د .. " ( ومكمن اللغز في أنھم یستخدمون كلمات سحریة یرافقھا اعتقاد في ھذه الكلمات تشیر إلى دالالت متعلقة برموز,التمائم والتعاویذ

) . 124 -123ص / 85ط/ الوثنیة مفاھیم وممارسات / إسماعیل ص / 1ج / البحر المحیط / أبوحیان , 49ص / 2ج / الجامع ألحكام القرآن / القرطبي , 140ص /1ج / زیل أنوار التن/ البیضاوي : ومنھم 3

425. (

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

113

املرسل قدر على الرسول قدر إذ تعظيمه مزيد إلفادة للرسول صفة وقع مبحذوف أو ) جاء ( ب متعلق) الله } قدصم الم مهع1قبل نزلت اليت اإلهلية الكتب مجيع لتشمل العموم على) ما (بعضهم ومحل ،} م.

يف قوله بذوالن} ذ فريقب2إلقاء الشيء وطرحه لقلة االعتداد به : "وعند الراغب ، ورفضه بالذمام الرمي} ن " وهذا ما ذهب إليه ، نبذ فيها عليهم أخذ مبا والكفر خمالفتها ألن ، أو التوراة وهو األقوى ، القرآنبه واملراد

.4 وهو ما أميل إليه ، وأيده يف ذلك التقدمي ابن عاشور ،وقدمه الزخمشري ،واأللوسي والبيضاوي 3الرازي مجلة إليه النظر زال فقد ظهريا جيعل ما ألن ، مثل} وراء ظهورهم{ :وقوله تعاىل

من فيجيء ، ألم فعلوا فعل اجلاهل ،وهم بذلك شبهوا مبن ال يعلم }نهم لا يعلمون كأ{: قوله معىنويف كابروا ولكنهم ، رصني بذلك علمهم أن يعين ، شك فيه يدخلهم ال اهللا كتاب أنه علم على كفروا أم اللفظ

وقلة عنه استغناء الظهر وراء به يرمى مبا مثل ، عنه وإعراضهم لتركهم مثل ، ظهورهم وراء ونبذوه وعاندوا اهللا عهد فنقضوا - اليهود علماء من اهللا كتاب نبذوا الذين هؤالء كأن" :عند اإلمام الطربي و، 5 إليه التفات اهللا صلى حممد باتباع األمر من التوراة يف ما يعلمون ال - فيه مبا العمل أنفسهم على اهللا واثقوا مبا العمل بتركهم

وأم ومعرفة، به منهم علم على احلق جحدوا أم عنهم إخبار ثناؤه جل اهللا من وهذا ،وتصديقه وسلم عليه " .6عليهم بوجوبه منهم علم على فخالفوا اهللا أمر عاندوا

عائد ) علموا( يف الضمري إن قال ومن ، باتفاق إسرائيل بين على عائد ) يعلمون ( يف الضمري:" وقال ابن عطية الضمري إن قال ومن ، يعلمون ال كأم كانوا يعلم ال من عمل عملوا ملا أي ، ااز على الثاين هذا جخر عليهم

وهؤالء اشتراه ملن خالق ال أن علموا أولئك إن : قال ) امللكني ( على أو ) الشياطني ( على عائد ) علموا ( يف "7 احلقيقة على فهو يعلموا مل

كتب واتبعوا ،8 اهللا كتاب نبذوا فهم،يف اآلية السابقة ) نبذ (على عطف }تلو الشياطنيواتبعوا ما ت{ وقوله على يعودومن املفسرين من اعترب أنه ،9 منهما أو ، اإلنس أو ، اجلن من الشياطني تتبعها أو ، اوهأقر اليت السحر

433ص/ 1ج/ روح المعاني / األلوسي : ینظر1 482ص / المفردات / الراغب 2: ما تمسكوا بھ أوال وأما إذا لم یلتفتوا إلیھ ال یقال إنھم نبذوه ، الثاني أن النبذ ال یعقل إال فی: وھذا ھو األقرب ، لوجھین ، األول : " حیث قال الرازي 3

كیف : ولو كان المراد بھ القرآن لم یكن لتخصیص الفریق معنى ألن جمیعھم ال یصدقون بالقرآن ، فإن قیل } نبذ فریق من الذین أوتوا الكتاب { : أنھ قال إذا كان یدل على نبوة محمد علیھ الصالة والسالم لما فیھ من النعت والصفة وفیھ وجوب اإلیمان ثم عدلوا : بھ؟ قلنا یصح نبذھم التوراة وھم یتمسكون

" .عنھ كانوا نابذین للتوراة 433ص/ 1 ج/روح المعاني / األلوسي , 124ص / 1ج / المحرر الوجیز / ابن عطیة , 115ص / 1ج/ الكشاف / الزمخشري : ینظر آراؤھم 4 124ص / 1ج / المحرر الوجیز / ابن عطیة : ینظر -5

426ص / 2ج / جامع البیان / الطبري 6- 127ص / 1ج / المحرر الوجیز / ابن عطیة 7-، إذ جاءھم من عند اهللا أضاف الكتاب إلى اهللا تعظیما لھ ، كما أضاف الرسول إلیھ بالوصف السابق ، فصار ذلك غایة في ذمھم : " قال أبو حیان -8

) .425ص / 1ج / البحر المحیط .. " ( بكتابھ الصدق لكتابھم 298 ص +254ص/ شفیق مقار / السحر في التوراة : في كتاب , صور لتمائم سحریة استخدمھا الیھود منذ عصور قدیمة : یراجع , للمزید 9-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

114

على يعود : وقيل . وسلم عليه اهللا صلى اهللا رسول عهد ومنهم من رده إىل اليهود يف سليمان عهد يفاليهود ، آخرها إىل جاءهم وملا : قوله من السابقة اجلملة مجيع على معطوفة ، واتبعوا : قوله من واجلملة . اليهود مجيع 1الظاهر هو وهذا : قال أبوحيان ، يتبع أن ينبغي ال ما اتباعهم يف حاهلم عن إخبار وهو

ما بأنه جارية اهللا سنة كانت وملا: " حيث قال ،تباعهم للسحر مع نبذهم لكتاب اهللا وقد أظهر البقاعي عالقة ا كالم على إقباهلم األولياء أوىل اهللا لكالم نبذهم أعقبهم بدعة يده على أحىي بأن خذالنه يف زاد إال سنة أحد أمات

إىل إشارة باملضارع وعرب ، تتبع أو تقرأ أي} و واتبعوا ما تتل{ : تعاىل فقال األعداء أعدى هم الذين الشياطني " 2 واستمراره وفشوه كثرته

يسترقون كانوا ان الشياطني :وقد ذكر املفسرون ما مفاده ، عهده أي } سليمان ملك على {:وقوله تعاىل عهد يف ذلك وفشا ، الناس ويعلمون يدونوا وهم الكهنة إىل ويلقوا ، أكاذيب مسعوا ما إىل ويضمون السمع اجلن به تسخر وأنه ، العلم ذا تم سليمان ملك وأن ، الغيب يعلمون اجلن إن : قيل حىت السالم عليه سليمان أحدا أن اآلية يف يتقدم ومل: "قال القرطيب ، ذلك زعم ملن تكذيب ) سليمان كفر وما ( ، له والريح واإلنس

3 الكفر إىل نسبه من مبرتلة صار كفرا السحر كان ملا ولكن السحر، إىل نسبته اليهود ولكن الكفر، إىل نسبهوقد استدل ذه اآلية على أن السحر كفر ومتعلمه كافر : قال ابن حجر ، باستعماله} ولكن الشياطني كفروا{ " .4! ....وهو التعبد للشياطني او الكواكب ... وهو واضح يف بعض انواعه ،

ألن اليهود أحوال مجلة من حينئذ احلكم هذا ألن اليهود أحبار الشياطني من املراد كان إذا: "وقال ابن عاشور وعصمته نزاهته بإثبات تعجيال األهم ألنه سليمان كفر نفي قدم ولكنه سليمان كفر وما وكفروا واتبعوا مآله املتبوعني وحكم األتباع حكم أن شك فال الشياطني كتبته ما اتبعوا للذين ضالل سبب كان كفره اعتقاد وألن .5 " كذلك اليهود عن خربا فكان واحد

واام ، رأينا أن اليهود حني بدأوا طريقهم بإنكار املعجزات ،وبعد جولة سريعة مع املفسرين عرب اآليات الكرمية

ننا أن نفهم أمرا واضحا خيص الشيء الذي اختاره وميك، أكملوا طريقهم إىل نبذ كتاب اهللا ،األنبياء بالسحر ، مثلما عرف قبال ماذا ينبذ، واآلية ختربنا أن اليهودي يعرف ماذا يتبع ،اليهودي كبديل عن كتاب اهللا الذي نبذه

، وهو حني كان يعلم قام بعمليتني حتقق فيهما نبذ شيء واتباع آخر ، لكنه يعلم ،فظاهر أمره وكأنه ال يعلم

)425ص / 1ج / البحر المحیط / أبو حیان : ینظر - 1 150ص / 1ج / نظم الدرر / البقاعي -2 43ص / 2ج/ الجامع ألحكام القرآن / القرطبي 3 224ص / 10ج/ فتح الباري في شرح صحیح البخاري / ابن حجر العسقالني - 4 304ص / 1ج / التحریر والتنویر / ابن عاشور - 5

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

115

إذ مل يتوقف األمر على ... وهو يعلم كذلك أنه باع واشترى ،فاختار طريق كفره باتباع سحر الشياطني ولقد علموا لمن اشتراه ما له { ولكن مبدأ شراء دنيا بآخرة ،صحائف سحر شيطانية استبدلوا ا كتاب اهللا

.] 102: البقرة [} شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمونفي الآخرة من خلاق ولبئس ما

: املادية اليهودية يف نظرا للحياة اآلخرة : رابعاملبحث ال

وفق ما أظهره فكرهم تصور اليهود لعقيدة البعث واحلساب: املطلب األول ه أن التوراة احلقيقية اليت نزلت على موسى عليه السالم اشتملت على عقيدة البعث واحلساب واليوم من املسلم في

واهتم ا كثريا على اعتبار أا ركن أصيل يكمل مفهوم ،اآلخر متاما وفق احلقيقة اليت أقرها القرآن الكرمي .1وحدانية اهللا وعدالته

التوراة مع فكرة البعث بعد املوت ؟ والسؤال املطروح هنا كيف تعامل كتبة لدى تتبعي هلذا املوضوع رأيت كثريا من الكتاب يذكر أن التوراة قد خلت متاما من أي تصور لعقيدة اليوم اآلخر

إال أن األدق واألقرب إىل الصواب القول بوجود بعض الشذرات يف أسفار حمدودة تشري ،واحلساب والعقاب ولعل ما عليه التوراة احلالية من آخر ما استقر عليه الفكر اليهودي اليوم هو ما دعا ،العقيدة إشارات بعيدة هلذه

.إىل هذا التعميم يتفقون على وصفها – بالرغم من عشرات النصوص اليت تذكر اجلنة والفردوس - فيكاد الباحثون ،ومع ذلك

وليس من السهولة أن نعثر يف كل صفحات ،ند امللوك مجيعا كبساتني وحدائق طبيعية وعادية جدا كتلك اليت ع تعترب من عقيدة أو تصور لوجود جنة مساوية ينتهي إليها مصري ةالتوراة اليت بني أيدينا اليوم على إشارة صرحي

فالعقل ال یخرجھا من متناول بحثھ , ت مسألة بحث وتفكیر ولیس قصارھا أنھا مسالة اعتقاد وإیمان إن مسألة الحیاة بعد المو" : یقول األستاذ العقاد 1-

لم یحصروا قط طبیعة الحیاة ولم یثبتوا قط أنھا ألنھم, وأصحاب العلم التجریبي أنفسھم ال یملكون من أسانبدھم العلمیة ما یسوغ لھم إغالق ھذا الباب " لھم أن ینقضوا ویبرموا في طبیعة شيء لیس بالمحصور في علمھم ولیس مقطوعة لدیھم أصل تكونھ وغایة مصیره فلیس, ولیدة المادة الصماء

).م 1947 /طبعة القاھرة / 173ص/ الفلسفة القرآنیة / عباس محمود العقاد (

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

116

حىت كتلك اجلنة اليت ختيلها دملون لنهاية أوتوبابشيم جد جلجامش حسب ،الصاحلني كثواب حلسن أعماهلم 1!طوفان السومرية أسطورة ال

وقد جاء يف اإلصحاح الثالث من سفر اجلامعة عبارة تقطع بأن اليهود ال يعرفون جنة وال نارا وال خلودا بعد موت هذا ، ألن كليهما باطل وحادثة واحدة هلم ،ألن ما حيدث لبين البشر حيدث للبهيمة : " تقول ،املوت

لإلنسان ميزة على البهيمة ألن كليهما باطل يذهب كالمها من فليس ، ونسمة واحدة للكل ،كموت ذاك ألنه ، فرأيت أن ال شيء خري من أن خيرج اإلنسان بأعماله ألن ذلك تصيبه ،التراب وإىل التراب يعود كالمها !؟ " 2من يأيت به لريى ما سيكون بعده

وليس ، الدنيا وحدها هي عامل اإلنسان أن الكتاب املقدس نفسه يعد احلياةArther Hertzbergويؤكد الباحث .3 وجنة ونار ،هناك اعتقاد بعد ذلك يف بعث

أو احلديث عن وجود جب يف ،) الذي يرتل إىل اهلاوية ال يصعد ( وقد جند إشارة هنا أو هناك مثل القول بأن قد تكون ايات ما ،ة ولكن هذه اإلشارات عابر،األرض السفلية ونار يهوي إليها العصاة وال يرجعون منها

أو قد يكون السبب يف إبقائها ،بقي من احلديث عن املوضوع مما مل تطله أيدي احملرفني عرب مراحلهم املتعاقبة حسالغوييم( استغالهلا اجتاه ن. (

تا وإن كانت هي األخرى ستصب يف خانة احلجة عليهم إثبا-أما هذه الشذرات فتقتضي األمانة العلمية نقلها علنا نفهم منها صورة أقرب ملا عناه الفكر اليهودي يف أسلوب طرحه –للتزوير احلاصل يف حقائق البعث

:وتعامله مع هذه التصورات : خملفات الفكر اليهودي عن البعث يف العهد القدمي : أوال

ومن ذلك ،إما اجلنة وإما النار جاء يف سفر إرميا وسفر دانيال ما يشري إىل قيام األموات من التراب ودخوهلم كثريون من الراقدين يف تراب األرض يستيقظون هؤالء إىل احلياة األبدية وهؤالء إىل النار واىل االزدراء :" قوله

" .4األبدي انه سيستيقظ الراقدون يف تراب : " وينهي دانيال عرضه للتاريخ عن طريق الرؤى باحلديث عن اية العامل ويقول

) 12:2إصخاخ" ( بعضهم ستكون حيام حياة عار وازدراء أبدي ، وسيعيشون حيام األبدية ،رض األ .1) 12:3إصحاح" (ستكون حياة البعض وهم الفامهون مضيئة كالكوكب إىل األبد "... و

314ص/ العقیدة الیھودیة وخطرھا على اإلنسانیة / سعد الدین صالح .د: تراجع ھذه النتیجة - 1المكتبة / 59 -55ص/ جذور العنف والعنصریة في الفكر الدیني الیھودي وامتداده الى الدولة االسرائیلیة / أحمد لطفي عبد السالم .د: ینظر - 2

2002ط/ القاھرة / االكادیمیة 205ص / الیھودیة / أحمد شلبي . د: نقل عنھ , Judasim / p. 205 ـ 3 )12:2(إصحاح / سفر دانیال -4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

117

ـ اب الـشمس كذلك نرى عند أشعيا يف اإلصحاح الرابع والعشرين لفتة إىل يوم القيامة وبعض عالماا مثل غي "3.. استيقظوا يا سكان التراب ، تقوم اجلثث ،حتيا أمواتك : " من نفس السفر 26 ويف اإلصحاح ، 2والقمر

ومن اجلدير بالذكر أن ،)33:3إصحاح (و حنو ذلك يف سفر أيوب حيث يرد إشارة للبعث واحلياة بعد املوت فهو اإلله القادر املسيطر ،دناها يف نصوص العهد القدمي غري تلك اليت عه،هذا السفر يصور اإلله بصورة سامية

ولعل هذا يفسر بقاء شيء ،) 9-11:7(على مقدرات الكون يصري األمور حبكمته اليت تتعاىل عن حكمة البشر لكونه حيكي ، وهو عدم اكتراث حمرفوا التوراة نوعا ما بإقحام تفاهام يف هذا السفر ،من نصوص البعث فيه

.يس هلا اعتبارات مهمة يف جمال عملهم قصة ل) مشاع( وكلمة ، املوجود يف سفر التثنية ،وهو أهم قسم من أقسام الصالة ] الشيماع [ وإذا أخذنا من طقوسهم

تثنية " امسع يا إسرائيل الرب إهلنا الرب واحد : " هي أول كلمة من آية التوحيد عند اإلسرائيليني ) امسع ( أي )4:6(

الذي يذكر وعد اهللا تعاىل مبكافأم ) 21-11:13(نا هنا هو القسم الثاين من الصالة املأخوذ من التثنية وما يهم .4 وبالعكس إذا ارتكبتا املعاصي ومل نطع أوامره ويكرر شيئا من القسم األول ،وبإطالة حيام عند إمتام وصاياه

: عقيدة البعث بني التوراة واإلجنيل : ثانيا ل باحث أو متمعن يف الكتاب املقدس على صورته احلالية جيد هناك عدة مظاهر يبدو من خالهلا التناقض إن ك

حيث يذكر اإلجنيل أحيانا أن اجلنة تقع يف السماء وما تسمى ) العهد القدمي واجلديد (بني التوراة واإلجنيل :د يف رسالة بولس الثاين إىل أهل كورينتوس مبلكوت السموات الذي يختطف إليها األبرار والقديسون كما ور

أعرف إنسانا يف املسيح قبل أربعة عشر سنة يف اجلسد أم يف خارج اجلسد لست اعلم اهللا يعلم اختطف هذا إىل " )12:2رسالة بولس الثانية ( اخل ... " انه اختطف إىل الفردوس ،السماء الثالثة

.أما احلال يف التوراة فمختلف من أن الواقف وراء هذا االختالف هو أن اليهودية تم ،5ون السبب هو ما ذكره باحثون كثريونوقد يك

وهي يف هذا ختتلف عن املسيحية ، وهي يف جوهرها أسلوب حياة ال عقيدة تعتقد ،باألعمال وال تعىن باإلميان هود يف التصرفات اليومية أهم من االعتقاد فاالجتاه اخللقي عند الي،اليت تعىن باإلميان وجتعله يفوق العمل الصاحل

314ص/ العقیدة الیھودیة وخطرھا على اإلنسانیة / سعد الدین صالح .د : نقل عن ھذه األسفار 1 -

59ص/ قصة األدیان / رفقي زھران . د: ینظر -2 39ص / الیھودیة نشأت كیف / ھموعبد المجید. د: وكذلك , 81 – 08ص / ظاھرة النبوة اإلسرائیلیة / محمد خلیفة . د : نقل عن ھذه األسفار -3

/ قسم البحوث والدراسات اإلسالمیة / 175ص/ الفكر الدیني اإلسرائیلي أطواره ومذاھبھ / حسن ظاظا . د: للمزید حول ھذه الطقوس ینظر - 4- 1971ط

89-88ص/ عید حبیب س: لخصھا عن اإلنجلیزیة / أدیان العالم الكبرى : أحمد شلبي ھذا الرأي نقال عن كتاب . یذكر د 5-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

118

ذلك ، وختتلف اليهودية عن املسيحية كذلك يف جمال تفكريها فمجال اليهودية ليس فيما وراء هذا العامل ،السليم وإمنا جماله األوحد هو هذا العامل ،أم يرون أن اإلنسان الذي ميوت على هذه األرض لن يستطيع أن يقوم

" . 1احلاضر هي صورة تقف يف - كما افترضها العقل اليهودي -البعيدة عن الغيبيات ] احلياة العملية [ أرى أن موضوع و

وألن الفكر اليهودي قد وجد اال أكرب لعملية تغيري ،صاحل االدعاء بغياب أفق اليهودي عن إدراك املعنويات فإن -ر أن لليهود يف تزوير اإلجنيل النصيب األوفر مع أنه ال ينك-مالمح البعث يف التوراة عنها يف اإلجنيل

لذلك جند فن إخفاء احلياة اآلخرة قد أبدع فيه اليهودي ،شخصية اليهودي تظهر من خالل كتابات العهد القدمي ..بالصورة اليت رأيناها مغايرة ملا هي يف اإلجنيل

م اآلخر على الوجه الذي يقرره اإلسالم ففرقة ومن مث ال جند من بني فرق اليهود الشهرية من يؤمن باليو .2 وتعتقد أن عقاب العصاة وثواب املتقني إمنا حيصل يف حيام ،الصدوقيني مثال تنكر قيام األموات

أثبتت البعث بطريقة أخرى وهي فرقة الفريسيني اليت صورت البعث تصويرا 3ولكن هناك بعض الفرق اليهوديةحلني من األموات سينتشرون يف هذه األرض ليشتركوا يف ملك املسيح الذي سيأيت يف آخر دنيويا فقالت إن الصا

.4الزمان لينقذ الناس من ضالهلم ويدخلهم مجيعا يف ديانة موسى ويذكر الدكتور عوض اهللا حجازي يف توضيح ذلك أن اليهود يعتقدون يف ظهور املسيح الذي سيأيت وخيلصهم

وعليه ،ستضعاف ويقيم هلم دولتهم ويعيد هلم ملك داوود وسليمان ويعيد بناء اهليكل من األسر والتشرد واال من استقرار وهدوء وانتصار هلم على األمم األخرى رفاحلياة األخرى هي احلياة اليت ستعقب ظهور املسيح املنتظ

.5بعد حياة الشقاء والتعاسة

أن ما عنته فرقة الفريسيني بالتحديد هو بعث 6سام املمدودعمرو وفيق يف هامش حتقيقه لكتاب احل. كما يعلق د .1... فمهما يكن من خالف بني هاتني الفرقتني فإما يتفقان على إنكار اليوم اآلخر ،سيحصل يف احلياة الدنيا

1- Berry : Relegions of the World p.35 205ص) / 1(الیھودیة / مقارنة األدیان / أحمد شلبي . د: نقل عنھ :یمتازون بما یلي ) صدوییم ( فرقة الصدوقیین یسمون بالعبریة 2-

وترفض بالتالي الثواب والعقاب , بأفرادھم وأشخاصھم كما كانوا في الدنیا أنھا ال تؤمن بقیامة األموات من القبور و ال تؤمن بالحیاة األبدیة للبشر - ...و تؤمن بقدسیة العھد القدیم وال تؤمن بالتلمود ونحوه , و تنكر القضاء والقدر , و تنكر وجود المالئكة والشیاطین , في اآلخرة

التاریخ الیھودي / صابر طعیمة , 26ص/الفكر الدیني اإلسرائیلي / حسن ظاظا ( ھذه الفرقة تعتبر من عقیدة الخاصة والمثقفین والطبقة األرستقراطیة ).277ص/

. د: ینظر. ( فوجد ترابطا بینھما , وقد قارن الدكتور احمد السوسة بین عقائد السومریین والبابلیین وغیرھما في إنكار الیوم اآلخر وبین عقائد الیھود 3- ) .195-191ص/ التاریخ العرب والیھود في / احمد سوسة

34ص/ األسفار المقدسة / عبد الواحد وافي . د-4 119ص/ مقارنة األدیان / عوض اهللا حجازي . د-5

في )من أحبار الیھود بسبتة الذین من اهللا علیھم باإلسالم ( ھو للمؤلف عبد الحق اإلسالمي المغربي , الحسام الممدود في الرد على الیھود : كتاب 6- .لبنان / بیروت / دار البشائر اإلسالمیة / عمرو وفیق الداعوق . د: وقد حققھ وعلق علیھ , القرن السابع الھجري على أقوى األقوال

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

119

ة مكاا جزء وإمنا هي جمرد لعبة سياسي،والذي أراه أن املسألة يف منظور الفريسيني ليست داخلة يف باب االعتقاد وخاصة إذا عرفنا أن هؤالء الفريسيني ،من اللعبة األكرب اليت متت يف تزوير حقائق اإلجنيل وجعل أهله تبعا لليهود

وقد ال حنتاج إىل ، ومعلوم أن األغنياء هم عادة ما يتصدون للحياة السياسية ،هم من الطبقة األرستقراطية الغنية إذن فهي ،] بعث دنيوي [ ورة اليت شكلها الفريسيون يف بعث اليهود تتحدث عن كبري تأمل لنثبت أن هذه الص

.ال خترج عن كوا وسيلة طلب للمصاحل اليهودية ليس إال

مباذا يعلل الباحثون الشكل الذي رمسه اليهودي عن البعث ؟ : ثالثا

أو نظاما من العقائد يتوقف على قبوهلا الفداء أو أن اليهودية ليست عقيدة) كوهلر(يف دائرة املعارف العربية يقرر .2 ولكنها نظام للسلوك البشري وناموس الرب الذي يتحتم على اإلنسان إتباعه،اخلالص يف املستقبل

أشهد السموات : " ويذهب الفكر اليهودي بناء على ذلك إىل أن اجلزاء يكون حسب األعمال ال االعتقاد فإنه سينعم باجلزاء حسب ، حرا أو مقيدا ، رجال أو امرأة ،ان املرء يهوديا أو وثنيا واألرض على أنه سواء ك

"3أعماله دون سواها وملا كانت اليهودية دين : " .. فيقول ] قصة احلضارة [ أما الباحث الغريب املعروف ول ديورانت صاحب كتاب

فتلك أمور تتوقف على ،م عن اآلخرة والبعث واحلساب فمن الواضح تبعا لذلك أال تتكل،أعمال ال دين إميان وكان الثواب ، ومل يرد يف دينهم شيء عن اخللود ، وهلذا فقلما يشري اليهود إىل حياة أخرى بعد املوت ،العقيدة

م ومل تدر فكرة البعث يف خلد اليهود إال بعد أن فقدوا الرجاء يف أن يكون هل،والعقاب يتم يف احلياة الدنيا " 4.. أو لعلهم أخذوا شيئا منها عن املصريني ، ولعلهم أخذوا هذه الفكرة عن الفرس ،سلطان يف هذه األرض

،التذبذب الواضح يف تصورهم لإلله : وقريبا منه يعلل الباحث عبد الكرمي اخلطيب فريد السبب إىل أمرين مها

: فيقول ،ياوالظروف اليت حتمل يأسهم من مكان كرمي يف هذه الدن

171-170ص/ المصدر السابق : ینظر 1- The Jewish Encyclobaedia: نقال عن , 205ص ) / 1(الیھودیة / أحمد شلبي . د-2

31ص) / مجموعة اقتباسات لنصوص یھودیة ( في الفكر الیھودي : نقال عن كتاب , بق المصدر السا 3- 345ص / 2ج/ قصة الحضارة / ول دیورانت 4-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

120

تارة يؤمنون به بصفته اإلله ،واجلواب يتضح إذا عدنا إىل قصة األلوهية وشاهدنا التذبذب يف عالقتهم باإلله " . وتارة يؤمنون به بصفته اإلله الشعيب اخلاص باليهود ،املقدس الواحد العام

صة ففي عصور األمان والرخاء فقد تعرضت للتذبذب تبعا لظروفهم اخلا،وكذلك يقال عند عقيدة البعث ويف عصور التشرد ،إن اجلنة هي هذا النعيم املادي وهذا الرخاء الذي نعيشه : ينكرون احلياة اآلخرة ويقولون

بعد أن متتلىء قلوم حقد على احلياة الدنيا والضيق ا والسخط ،والضنك وتبدد دولتهم يثبتون البعث واحلساب ا يلقون بأطماعهم إىل ما وراء هذه احلياة ويدفعون بآماهلم إىل حياة أخرى يلقون فيها ما وهن،مما حيدث هلم فيها

" .1مل يلقوه يف احلياة الدنيا يرد أمر إشارات بعض النصوص التوراتية ] قصة العقائد [ ويبدو كذلك أن الكاتب سليمان مظهر يف كتابه

ومر الزمن واحتل الفرس : ".. حيث يقول ،عللها كتاب غربيون للبعث إىل أسباب تارخيية مشاة لتلك اليت وكانت هذه العالقة الطيبة بني الفرس وبني اليهود داعية ألن يدرس اليهود الديانة ... بالد بابل ودوليت اليهود

" .2..زاء ومن تعاليم هذه الديانة اقتبس اليهود االعتقاد باليوم اآلخر واحلساب واجل) ديانة الفرس (الزردشتية !3أمحد شليب حيث أورد رأيه دون إضافة أو تعليق . وقد أيده د

ولكن الغريب أن ينظر أثناء التعليل هلذه النصوص ،قد ال ختلو بعض التعليالت السابقة من مضمون مقبول : أقول من ديانات أخرى إىل نقوالت" فكرة البعث" حيث رد الكثري من احملللني سبب ورود ،بالصورة العكسية

والذي أراه أنه قد يقبل األمر مع التحفظ الشديد عند الكتاب الغربيني الذين ،متذرعني بأوضاع سياسية وتارخيية لذلك فهم يفقدون خاصية مهمة يف التمييز بني ،ال يتعاملون مع أصل التوراة ككتاب مساوي مرتل من عند اإلله

ولكن الوضع من املفروض أن خيتلف عند الكتاب العرب واملسلمني الذين ، و األصيل واملزور،احلسن والرديء وعليه فال يقبل حبال أن نضيق الرؤية فنجعلها تابعة لتقنني تارخيي ،يتناولون املوضوع بشقيه الديين والتارخيي

ب الديانات الوضعية حني فهذا وال ريب يبعدنا عن املوضوعية أمياال إذ جعلنا اليهودي كغريه من أصحا،حبت وأنا ال أنكر طبعا أن يكون اليهود ،يدخلون شكال من التصورات العقدية اليت تعجبهم من تراث وأساطري غريهم

ولكن املرفوض أن يصري اليهودي هو ،قد أعجبوا ونقلوا الكثري من الطقوس الوثنية فترة طويلة من عهدهم ، مع أن اجلميع يعرف أن العكس هو الصحيح ،بعث من هذه النقوالت صاحب الفضل والنقل يف إدخال فكرة ال

وال أرى أي مسوغ ، اليت كانت موجودة أصال ،فكذبة التوراة هم الذين قاموا بأكرب عملية طمس للبعث ومعامله بني احلقائق للطرح الببغائي الذي يقودنا ألن نردد حىت حتليالت قاصرة لكتاب غربيني ال يفقهون أجبديات التمييز

! وال أصالة مراجعه ،

254ص/ اهللا واالنسان / عبد الكریم الخطیب -1 318ص / قصة العقائد / سلیمان مظھر 2- 205ص ) / 1(الیھودیة / أحمد شلبي . ینظر موقف د-3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

121

وسبب اهتمامي ذه الزاوية أننا وحنن بصدد الوصول إىل نتيجة نقرر فيها تشخيص اليهودي من منطلقه الفكري

،يلزم أن نظهر الفرق بني التصرفني السابقني) البعث والدار اآلخرة ( يف هذا اجلانب وعليه فالفرق ) واجلانب املادي منها بالتحديد (اس الشخصية اليهودية ألن الواحد فيهما يعترب منطلقا أساسيا لقي

مبعزل عن مادا ،مثال ) عقيدة البعث ( يتناول موضوعا دينيا مثل ، فال أخال أحدا حيترم عقله ،واضح يف النتيجة ذا كان قد عزل هو نفسه عن إال إ) ما ثبت يف القرآن والبواقي األصيلة املؤيدة له يف الكتب السماوية ( األصلية

!املوضوعية

من منطلق فكرا عن البعث ؟" الشخصية اليهودية"كيف نتصور : رابعا

مما الشك بداية أن اخلوف من املوت هو الشعور العام عند كل إنسان إال أن هذا الشعور يتناقص كلما ازداد يقتص اهللا فيه من ، وان هناك حسابا ونعيما أو عذابا ،د املوت هناك إهلا و بعثا وحياة أخرى بعبأناإلميان

.الظاملني وجيازي اخلري للمحسنني ،والطبيعي أنه إذا آمن اإلنسان بكل ذلك يتالشى عنده اإلحساس باخلوف من املوت وحتل حمله سكينة دائمة

عد املوت فهو بالتأكيد سيتشكل ونستطيع أن نتصور كيف يكون شعور اإلنسان اآليس من البعث واحلساب بعنده جمموعة من املعطيات السلبية املتداخلة اليت تؤثر على كيانه وتصرفاته بشكل عام وتوجهها حنو ختبط حيواين

الستغالل اجلوارح باجتاه احلصول على اللذة اآلنية يف أقصى الظروف مهما بلغ مقدار ما حتدثه من خرق للموازين .وتعاسة على اآلخرين

وراء اللذة ث ألن احليوان يظلم نوعا ما إذا ما قارناه بالاله،على أن هذا التشبيه بعيد عن الدقة بعض الشيء دون أن يتعداها إىل اإلخالل مبوازين احلياة ونظام ، فاحليوان عادة ما يكتفي بسد حاجاته الفطرية ،على إطالقها

وصار كما وصفه ، عن احلد األدىن من اعتبارات الفطرة اإلنسانية واإلنسان املادي الذي نزل مبستواه،طبيعتها غري مؤهل الستيعاب فكر انساين راقي حيمل تصور املصري واهلدف إىل ثواب وعقاب بعد ) أسفل سافلني ( القرآن !!املوت

اخلوف من املوت وهو اجلنب الشديد الذي يولده دافع، وقد ال يقل أمهية عما ذكرت ،وهناك أمر يعرفه اجلميع

فيكون عندها ، ألنه مبين على حسابات تنتهي قبل أن تبدأ ، وسيكون هذا اجلنب يف أقصى درجاته هنا ،واهول . وخسران كل شيء،املوت هو حلظة توقف الساعة وانتهاء العامل

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

122

،تزنة يف كيانه كله سيخلق عنده حالة قلقة غري م، وال شك أن ارتباط اإلنسان بفكرة حياة وموت دون بعث

اليت حتركها كوامن ، ألنه ال يستطيع أن جييب على كثري من األسئلة امللحة ،مبعثها فكرة ناقصة غري واضحة املضحك يف الوقت نفسه أن الفكر املادي الذي ينكر الغيب مبا فيه ب والغري،داخلية يف تركيبته اإلنسانية الفطرية

أنه بطرحه هذا قد ختلص من األسئلة - اعتباطا – فإنه يظهر لنا ، إطار فلسفي حني يطرح فكرته داخل،البعث فأسئلته كلها عملية مادية حمصورة ، واستراح من القلق أو التفكري يف مصريه أو اهول ،النهائية والكلية الكربى

يتعامل مع املوجودات املشاهدة اليت لذلك فهو حياول أن يوهم غريه أنه،بالبيئة واالحتياجات الغريزية املباشرة !تؤمن له مصاحله املطلوبة دون تكلفة جمهود فيما ال يطيل البحث وراءه

وخاصة تلك ،يبقى أن الشخصية اليهودية فوق كل ذلك عاجزة عن تعليل الظواهر اليت تواجهها يف حياا اليومية

ولنا أن نتصور الفكر اليهودي خيرج لنا إنسانا بال هدف ،ا التجليات اليت ال يستطيع احلساب املادي أن يفسره ألنه وفق منظوره غائب عن جتاوز ، سوى تلك اليت تربطه باحلياة العملية بعيدا عن مصريه ،وال فكرة وال معىن

. حدود ما يرصده من احملسوسات

من خالل عدة نصوص ،لتوراة سابقا وإذا كان الباحثون قد اجتهدوا يف إثبات وجود قضية اليوم اآلخر يف ا ، فال أخال إال أن موضوع البعث واليوم اآلخر قد امتألت به صفحات التوراة قبل تزويرها ،ضعيفة مشتتة

ما هو السبب الداعي للجوء إىل العبث بكل هذه النصوص وإخفائها أو تشويهها : ليخرج التساؤل املطروح اآليت ى نص واحد يف البعث أمرا عسريا بل وقريبا من املستحيل ؟بالصورة اليت جعلت العثور عل

لنتذكر أن حذف كل هذه النصوص يف طول التوراة وعرضها يفترض أن ال يكون قد ،فبل اجلواب على ذلك ولكن البديهي أن يقال إا محلة موجهة من قبل ،مت من قبل مزور واحد أو يف فترة واحدة أو حىت عصر واحد

ففي ظين أن أمرا مكررا ، أما عن اجلواب -هذا بداية -توراة أدت إىل تكامل الصورة بالشكل النهائي كاذيب ال ال بد وأن يكون املتسبب به شيئا نابعا من بواعث –كونه جزءا أساسا يف صميم العقيدة -كهذا وعلى خطورته

علماء النفس حيللون سلوكا ما بأنه ناتج عن عملية فإذا كان ، يف زواله ةالشخصية نفسها مترمجا للشعور والرغب حالة دينامية من احلركة إثارة إىل ،إشباع لدوافع داخلية تقضي حاجاا أو اختالل توازا نتيجة عدم اإلشباع

دافع فإننا ميكن أن نفهم يف ضوء هذا التحليل أن ال،1اهلادفة إىل سد حاجة الدافع وصوال إىل اإلشباع املطلوب

مفھوم الشخصیة : تحت عنوان , التمھید : یراجع , حول ھذا الوضوع 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

123

البعث ( وهو هنا ،هو حتقيق رغبة يف التخلص من املوضوع غري املرغوب فيه ) التزوير(يف هذا النوع من السلوك :ألنه يوصل إىل الشعور باحلالة املزعجة الناجتة أحد األمور التالية ) واحلساب

هيؤ والقدرة على إدراك وجوده عدم الت، عدم إرادة وجوده ، اهلروب من املصري التعيس ،اخلوف من اهول ( ) . وبالتايل رفضه

ولنترك براعة ، فيبقى أن نفترض هلا احتماال خامسا جيمعها كلها، تفإذا كان األمر ال خيرج عن هذه االحتماال

..... وهو يصف لنا بدقة متناهية حقيقة الشعور اليهودي حنو اليوم اآلخر واحلساب -األسلوب القرآين جييبنا

:التصور املادي لعقيدة البعث عند اليهود يف القرآن الكرمي : املطلب الثاين

: العرض القرآين ملوضوع الدار اآلخرة عند اليهود قد كشف دقائق خفية عن جوانب عميقة يف ) البعث(إن التعامل القرآين مع املزاعم اليهودية يف جمال قضية

البالغة القرآنية اليت أحتفتنا ذه الصورة القوية واملعربة من خالل النظم ما كنا لنراها لوال ،الشخصية اليهودية . الكرمي

ولعلها ، ختتص مباشرة جبانبها املادي - املتعلقة بالشخصية اليهودية يف نظرا للبعث -ويف رأيي أن هذه الدقائق ترفض آلية استخدام املصطلحات الغيبية ألن املوضوع املطروح فيها يعاكس الرؤية املادية اليت،هنا أقرب للقياس

.ه كما يعاكس سريها بكل اجتا، مث ، والسبب أم يشتركون به مع النصارى ،وسأبدأ بالزعم اليهودي القائل بأم ال يعذبون إال أياما معدودة

:أذكر الفكرة اليت تفرد ا اليهود عن غريهم من سائر الفصائل كما وضحها القرآن

الزعم اليهودي أم ال يعذبون إال أياما معدودة: أوال :وقد سجل القرآن عليهم هذا الزعم يف موضعني

يف ، واملوطن الثاين يف سورة آل عمران ، يف سياق حتريف اليهود لدين اهللا وكتابه وشرعه ،األول يف سورة البقرة عوهم إىل ذلك وإعراضهم عن كل ما يد،سياق رفضهم التحاكم إىل كتاب اهللا

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

124

وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا { : فقوله تعاىل،أما ما جاء يف سورة البقرة ى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته بل) 80(فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون

. })81(فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون مبا سبق قد التيئيس هذا ولكن اإلسالم يف اليهود دخول من املؤمنني بتيئيس افتتحت قد معنا اليت الكرمية آلياتاو

عز - اهللا نعم من اجلحودي اليهود موقف " عليها السابقة اآليات بينت ،ففي السياق نفسه ، ويؤيده يدعمه من رأوا أن بعد من قلوم وقساوة ، الشريعة ملقاصد إدراكهم وسوء ، الدين يف تنطعهم بينت كما - وجل

: بقوله املؤمنني اهللا خاطب ، للحق استجابتهم من بالقنوط ياملوح البيان هذا وبعد ، رأوا ما البينات اآليات وهم عقلوه ما بعد من يحرفونه ثم اهللا كالم يسمعون منهم فريق كان وقد لكم يؤمنوا أن أفتطمعون{

. } يعلمون جحود من وصفت ما اليهود حال من لكم وصفت أن بعد - املؤمنون أيها - أفتطمعون : الكرمية اآلية ومعىن

عن مييلونه مث اهللا كالم يسمعون وأحبارهم علمائهم من فريق كان أنه واحلال . اإلسالم يف يدخلوا أن ، ونكران ما يعلمون أو ، تعاىل اهللا على التحريف ذا كاذبون أم مونليع وهم ، فهموه ما بعد من الصحيح وجهه

.األليم والعذاب اخلزي من رفهحم يستحقه لدعوة اليهود استجابة يف طمعوا إذ ، عليهم اإلنكار به يقصد واالستفهام ، للمؤمنني الكرمية اآلية يف فاخلطاب

. 1 نفوسهم وفساد ، أحواهلم سوء علموا أن بعد ، احلقدودات وغرهم في دينهم ما كانوا ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما مع{ : ويقول تعاىل يف آل عمران

}) 25(فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا ييظلمون ) 24(يفترون إلى تر ألم{ : قال تعاىل ، ضالهلم شدة يف اليهود حالة من للتعجب : ابتدائي استئنافوسياق اآليات هنا افتتح ب

ينوا الذا أوتيبصن ناب متن الكوعداب إلى يتك الله كمحيل مهنيب لى ثموتي فريق مهنم مهون ورضع23 (م( والتعجب للتقرير }تر أمل{ : قوله يف فاالستفهام} }ذلك{و واإلعراض التويل من املذكور أي } ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات{ : ه قولأما

القول اهذ بسبب هلم حاصل أي } النار إلا أياما معدودات تمسنا لن قالوا بأنهم{ : تعاىل قوله خربه مبتدأ التويل ذلك أو أن يكون ، والذنوب املعاصي بارتكاب معه يبالوا ومل اخلطوب به وهونوا له اعتقادهم رسخ الذي

.2 قالئل أيام بعد النار من اخلروج يف وطمعهم ، العذاب أنفسهم على وتسهيلهم ، الباطلة األقوال هذه بسبب

128ص / 1ج/ التفسیر الوسیط / طنطاوي : ینظر -1 464ص / 2ج / األلوسي - 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

125

ما دون اجلمع بصيغة } معدودات { هنا وجاء ، العجل عبادم أيام املعدودات باأليام واملراد" :قال األلوسي أن جيوز العاقل لغري التكسري مجع ألن وذلك ، التعبري يف تفننا املفرد بصيغة} معدودة { فإنه ) 80 ( البقرة يف

قلت شئت وإن ، يةراس جبال هذه : فيقال ، أخرى اإلناث مجع ومعاملة ، تارة املؤنثة الواحدة معاملة يعامل " . 1 والتشنيع التعجيب مبقام أليق وذلك كموصوفه القلة على الداللة من فيه ملا هنا اجلمع وخص .. راسيات

يعذبون إمنا أم ألنفسهم ادعوه فيما اهللا على افتراؤهم احلق خمالفة على وجرأهم لهممحومن هنا يظهر أن الذي

: أي }يفترون كانوا ما دينهم في وغرهم{: قال مث ، يوما الدنيا يف سنة ألف كل عن ، أيام سبعة النار يف وهم ، معدودات أياما إال بذنوم متسهم ال النار أن زعمهم من أنفسهم به خدعوا ما الباطل دينهم على ثبتهم فكيف{ : ومتوعدا هلم متهددا تعاىل اهللا قال سلطانا به اهللا يرتل ومل وافتعلوه، أنفسهم تلقاء من هذا افتروا الذين }فيه ريب ال ليوم جمعناهم إذا باملعروف اآلمرين قومهم، من والعلماء أنبياءه وقتلوا رسله وكذبوا اهللا على افتروا وقد حاهلم يكون كيف: أي

2به وجمازيهم عليه، وحماسبهم له،ك ذلك عن سائلهم تعاىل واهللا املنكر، عن والناهني

: الزعم اليهودي باستئثارهم اليوم اآلخر : ثانيا

قني قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صاد{ : قال تعاىل )94 ( نيمبالظال يملع اللهو يهمدأي تما قدا بمدأب هونمتي لنو)البقرة } )95

اليهود على وسلم عليه اهللا صلى حممد لنبيه ا اهللا احتج مما اآلية هذهو: "ومناسبة اآلية كما يقول اإلمام الطربي عليه اهللا صلى نبيه أمر ثناؤه جل اهللا أن وذلك ، وعلماءهم أحبارهم ا وفضح ، مهاجره ظهراين بني كانوا الذين غري ذلك فإن ، املوت فتمنوا حمقني كنتم إن: اليهود لفريق وقال ..وبينهم بينه عادلة قضية إىل يدعوهم أن وسلم

".3 .. املرتلة وقرب اإلميان من تدعون فيما حمقني كنتم إن ، ضاركم

464ص / 2ج / المصدر السابق : ینظر 1- 28ص / 2ج / تفسیر القرآن العظیم / ابن كثیر : ینظر 2- 261ص / 2ج/ ن جامع البیا/ الطبري 3-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

126

كاذبون أم به يتبني مبا هلم وإلزام ، غريهم دخوهلا يف يشاركهم وال ، اجلنة يدخلون أم ادعوا ملا عليهم رد هوو كانت إذا ، غريهم فيها يشاركهم ال أنه اخللوص ومعىن ، برهان عن ال منهم صادرة وأا ، الدعوى تلك يف

.1 للعهد الالم كانت إن املسلمون فيها شاركهمي ال أو ، للجنس} من دون الناس { : قوله يف الالم: تعاىل كقوله كتابه، يف عنهم وجل عز اهللا حكاهااليت باطلةال دعاوىهذه ال اليهود ادعت ملاويذكر املفسرون أنه

أو هودا كان من إلا الجنة دخلي لن وقالوا{:وقوله ،البقرة ) 80(} معدودة أياما إلا النار تمسنا لن وقالوا{ يا هلم قل فقال احلجة وألزمهم وجل عز اهللا أكذم ، املائدة)18(}.. وأحباؤه الله أبناء نحن{: وقالوا }نصارى

.2أقوالكم يف } صادقني فتمنوا الموت إن كنتم{ اجلنة يعين " اآلخرة الدار لكم كانت إن: " حممد من إليه يصري ملا الدنيا، يف احلياة من إليه أحب املوت كان اجلنة أهل من أنه اعتقد من نأل: " قال اإلمام القرطيب

يف بكفرهم ومعرفتهم أعماهلم لقبح اهللا من فرقا ذلك متىن عن فأحجموا الدنيا، أذى من عنه ويزول اجلنة، نعيمولن يتمنوه {: احلق بقوله عنهم خمربا تعاىل قال وهلذا الدنيا، على وحرصهم} وأحباؤه الله أبناء نحن{: قوهلم

نيمبالظال يملع اللهو يهمدأي تما قدا بمد3 })95(أب. ذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس قل يا أيها ال{: يقول تعاىل ،ونظريها يف سورة اجلمعة

نيقادص متإن كن توا المونم6 (فت ( نيمبالظال يملع اللهو يهمدأي تما قدا بمدأب هنونمتلا يو)قل إن ) 7الذ تولون الممعت متا كنبم ئكمبنفي ةادهالشب ويم الغالون إلى عدرت ثم يكملاقم هفإن هنون مرف8(ي ت ({.

.تعاىل عنده خاصة مرتلة هلم ، عليه كرماء ، منه مقربني) اهللا أولياء( ومعىن على احلصول يف القوية ورغبتها ، النفس ارتياح : معناه والتمين ، الشرط جواب } . . املوت فتمنوا{ : وقوله .الشيء

يف صادقني كنتم إن : أي، عليه قبله ما لداللة حمذوف } صادقني كنتم إن{ : قوله يف الشرط وجواب .املوت فتمنوا الناس دون من اهللا أولياء أنكم دعواكم ولبيان ، هلم - وسلم عليه اهللا صلى - الرسول من التحدي بشأن لالهتمام } قل{ بلفظ رميةالك اآلية افتتحت

.التنفيذ سوى - وسلم عليه اهللا صلى - للرسول وليس - تعاىل - اهللا من أمر أنه كانوا وإن هذا زعمهم بأن لإلشعار ، فعال هللا أولياء أم زعموا قد أم مع ، للشك املفيدة الشرطية بإن وجيء

، الواقع من أساس له يكون أن دون ، األلسنة تلوكه الذي الشيء مبرتلة أنه إال . . به والتباهي النطق كرروا قد له التوبيخ سبيل على افتراضا وقوعه يفترض الذي الشيء مبرتلة صار بطالنه لوضوح فهو

261ص / 2ج/ المصدر السابق : ینظر 1-

23ص / 2ج / الجامع ألحكام القرآن /القرطبي : یراجع مثال-2 23ص / 2ج / المصدر السابق - 3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

127

عن يستعمل كما ،الشيء على احلصول إىل الشخص نفس تتطلع بأن ، بالقلب القائم املعىن يف التمين ويستعمل .كذا على أحصل ليتين ، بلسانه اإلنسان يقول بأن ، باللسان النطق طريق ، تعاىل اهللا سوى أحد يعلمه ال القلب يف الكائن املعىن ألن ،كما ذكر املفسرون هنا املراد هو الثاين املعىن وهذا

لو أم علموا ولكنهم ، لتمنوا وسلم عليه اهللا صلى اهللا رسول بصدق موقنني كانوا أم فلوال: " وقال الزخمشري . " 1 املعجزات إحدى وهي يتمىن؛ أن منهم أحد متالك فما ، الوعيد وحلقهم ساعتهم من ملاتوا متنوا

- تعاىل - اهللا أولياء وأم ، وأحباؤه اهللا أبناء أم الزاعمني اليهود هلؤالء حممد يا قل : الكرمية اآلية ومعىن كما األمر كان إن - والتبكيت والتعجيز التحدي سبيل على هلم قل . . . خلقه سائر دون من إليه املقربون املوت بعد تظفروا يك ، فيه وترغبون املوت حتبون أنكم على يدل ، لفظا بألسنتكم الناس أمام فاذكروا ، زعمتم .2 موتكم بعد اخلالص النعيم إىل ومتاعبها الدنيا ءشقا من تنتقلوا ولكي ، اهللا من الكاملة باحملبة

: مسألة •قد يظهر بعض التباس صنعته فجوة سطحية بني ما ذكره النظم الكرمي يف اآليتني السابقتني من سوريت البقرة

ه الفكر وبني ما استقر علي، واللتان تعاجلان صورة مشوهة يف شكل من أشكال عقيدة البعث عند اليهود،واجلمعة وأجتهد اجتهادا متواضعا يف اإلجابة على ذلك ،اليهودي يف نصوص العهد القدمي من إنكار عقيدة البعث صراحة

:فأقول إن الفجوة بداية يسدها الفارق الزمين الذي تدرج فيه التحريف حىت وصل إىل احلالة اليت هم عليها من اإلنكار

فباإلضافة إىل ما قدمت سابقا من ،اآلن مل نفقد ما يدل على طرف اخليط يف هذه املسألة مع أننا إىل ،الكامل الباحث حممد قاسم أن التوراة العربانية ال تنص يذكر بعض الباحثني ومنهم ،وجود بعض الشذرات هنا وهناك

جمموعا عندي خمتوما يف خزانيت أليس ذلك :" أما التوراة السامرية فتنص عليها بوضوح ،بوضوح على يوم القيامة " إىل يوم االنتقام واملكافأة وقت تزل أقدامهم

خمتوما عليه يف خزائين يل النقمة واجلزاء وقت ،أليس ذلك مكنوزا عندي : مث قال الرب : " والنص العرباين يقول " .3 وعلى عبيده يشفق، ألن الرب يدين شعبه، إن يوم هالكهم قريب واملهيئات هلم مسرعة ،تزل أقدامهم

،واملالحظ على النصني وجود التحريف الواضح الذي يسهل علينا أن نتلمس بواقيه وآثاره إىل اآلن ، ومع كل ما لقي هذان النصان وأمثاهلما ، وكل هذا يصب يف خانة إثبات أن موضوع البعث يف العهد القدمي

.هد على أثر التحريف البالغ يف هذا املقام إال أما بقيا كشا،من الطعنات املميتة

58ص / 7ج / الكشاف / الزمخشري 1- 4201ص / 1ج/ التفسیر الوسیط / سید طنطاوي : ینظر - 2

209ص/ التناقض يف تواريخ وأحداث التوراة / وكذلك حممد قاسم , 130ص ) / على التوراة / ( زي السقا أمحد حجا. ينظر تعليق د 3-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

128

ويضاف إىل ذلك أن غالبية ما رأينا من النصوص الباقية يف احلديث عن البعث قد وظفت ألمر واحد وهو

مقدسة ) اهللا واليوم اآلخر ( الذين بدورهم يعتربون معاين الغيب ) اجلوييم (استخدامها كسالح فكري ضد ي يف ادعائه الواهي هذا أراد أن يزاحم الناس ذه الفكرة اليت ال يؤمن ا أصال إشباعا فكأن اليهود،وسامية

فأثبت القرآن كذم بأقوى األدلة ألا مستخرجة من ،لرغبته يف االستئثار بكل ما هو مرغوب وحمبب عند الغري .فرضية االدعاء

وهو االدعاء اليهودي ، السابقتني تعاجلان فقط موضوعا حمددا فمع أننا للوهلة األوىل نظن أن اآليتني،وبناءا عليه من ، إال أن البالغة القرآنية كشفت أن هاتني اآليتني متثالن شكال مرحليا ،باستئثارهم الدار اآلخرة كفصيل

ا أمورا أخرى تصلح وملا كان الرد القرآين كافيا وافيا شافيا فقد أفادن،أشكال التصور التصور اليهودي عن البعث كما صلحت كذلك يف الرد على احلالة اليت ادعوا فيها ،للرد على اليهود اآلن الذين ينكرون البعث كمبدأ

أا ، فما قد نلمسه من اآليات الكرمية يف أسلوب إقامتها احلجة عليهم ،استئثارهم الدار اآلخرة يف الوقت ذاته ت عن بواطن نفوسهم بأسلوب يظهر ضعفهم أمام أصعب حتدي هلم فكشف،أقامته من حيث هو مكمن الداء

وطبعا فاختيار هذا النمط من املحاجة سهل على كل متأمل بعني التدبر اختصار مسافات طويلة ،) متين املوت ( .من التنبؤات حول مصري هذه الشخصية من البعث

وهو أن اآلية الكرمية يف سورة املمتحنة ذكرت إنكار - ال يقل أمهية عما ذكرت -ودليل آخر يف غري هذه اآلية

"1 وقد ذكر املفسرون أا يف اليهود ،عقيدة البعث صراحة ض قد أبدع وأجاد عر- وعلى اعتبار أن القرآن الكرمي يفسر بعضه بعضا -ومبعىن آخر فإن النظم الكرمي هنا

، واليت جرت ما انتهوا إليه اآلن من طمس أخري ملعامل اليوم اآلخر ، اليت ابتدأ منها مكمن اخللل ،الصور اجلامعة ! هي حقيقة إنكارهم الفعلي لبعث األموات ،وأثبت يف حقيقة أخرى يف موضع آخر

هذه احملاولة الضخمة لطمس معامل لقد وقفت اآليات السابقة على أقوى الدوافع اليت أدت وستؤدي ؤالء إىل

:حيث جاء يف تتمة اآليات اليت يف سورة اجلمعة قوله تعاىل " اهلروب من املوت " وهو ،اليوم اآلخر

481ص / 14ج / التحریر والتنویر / ابن عاشور 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

129

}... نيقادص متإن كن توا المونم6(فت (يلع اللهو يهمدأي تما قدا بمدأب هنونمتلا يو نيمبالظال م)قل ) 7إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون

اجلمعة })8(

يقف عند جمرد اإلحساس باخلوف الطبيعي من املوت ال،إن اهلروب من املوت الذي أبدته اآليات خبصوصهم عامل ما بعد ) عالم غييب ( بل يتجاوز ذلك إىل النفسية اليت فقدت استعداداا يف التهيؤ حنو ،عند الناس العاديني

ولذلك يروعها استحضار أمر ال، ألن نفسية كهذه مربجمة أصال على التعامل ضمن اإلطار الذي تشاهده ،املوت وهي على هذا تستخدم ما جبعبتها من أدوات يف سبيل الغوص أكثر حنو العامل املادي ،متلك أدوات التعامل معه

فجاء النظم الكرمي لكشف ذلك بوضوح بداللة بليغة ، فرارا من ذلك العامل الغييب املعاكس يف االجتاه ،املشاهد }...فرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادةقل إن الموت الذي ت{: الوصف حيث قال

إنكار اليهود ويأسهم من البعث : ثالثا الآخرة كما يئس الكفار من يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من{ : قال تعاىل

املمتحنة }أصحاب القبور الكفار، وسائر والنصارى اليهود أحدها أم ،أقواال " الكفار" وذكروا يف ، اختلف املفسرون يف تفسري هذه اآلية

لا تتولوا قوما غضب {: تعاىل قوله: وقال القرطيب ، 1واإلبعاد الطرد اهللا من واستحق ولعنه عليه اهللا غضب ممن همليع 2 اليهود يعين} الله. "

}القبور أصحاب من الكفار يئس كما{ اآلخرة من يئسوا وقد وأخالء أصدقاء وتتخذوم توالوم فكيف ذلك؛ بعد م جيتمعوا أن القبور يف الذين قرابام من األحياء الكفار يئس كما: أحدمها قوالن، معناها يفو

.يعتقدونه فيما منهم رجاؤهم انقطع فقد ، نشورا وال بعثا يعتقدون ال ألم يف 3الطربيجرير ابن اختيار وهو ، خري كل من القبور يف هم الذين الكفار يئس كما: معناه: الثاين والقول أن على املوتى الكفار أي القبور أصحاب هم الذين أي : "5وسي واختار األل ، 4 ونقله عنه ابن كثري،تفسريه

) . 102ص / 8ج / تفسیر القرآن العظیم / ابن كثیر : ینظر( ھذا رأي ابن كثیر 1 76ص / 18ج / ن الجامع ألحكام القرآ/ القرطبي 2 347ص / 23ج / جامع البیان / الطبري 3 102ص / 8ج / تفسیر القرآن العظیم / ابن كثیر : ینظر 4 551ص / 13ج / روح المعاني / األلوسي 5

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

130

}نم وتبينوا القبور وسكنوا ماتوا الذين الكفار كيأس اآلخرة من هؤالء يأس أن واملعىن ، بيانية} ممن حرما ، اآلخرة من اليأس بكمال وصفهم واملراد ، األحياء هؤالء من خري يناهلم أن من كيأسهم : وقيل ، املقيم نعيمها يئسوا كما اآلخرة من يئسوا قد عليهم املغضوب القوم هؤالء أن واملعىن ، الغاية البتداء كوا حيان أبو واختار

1 الدنيا دار يف ويلقوهم يبعثوا أن موتاهم من

مغضوب كافر كل ألن ، العمومعلى البعض محلها ، عليهم اهللا غضب قوم يف نصالكرمية أا وجممل معىن اآلية : األضواء مقدمة وينص الشنقيطي يف موضع هذه اآلية أنه ذكر يف ، اليهود خصوص على البعض ومحلها ، عليه: " قال الشنقيطي ، اآلخر على مرجحا كان املعنيني ألحد القرآن استعمال أكثر وكان ، آية تفسري يف اختلف إذا من بشر أنبئكم هل قل{ : قوله يف تعاىل خصهم وقد ، عليهم عرفا أصبح ، احلسن قال كما ، هنا حمقق هوو

: فيهم وقوهلم ] 60 : املائدة[ } واخلنازير القردة منهم وجعل عليه وغضب اهللا لعنه من اهللا عند مثوبة ذلك ]90 : البقرة[ } غضب على بغضب فبآءو{ "2 ]7 : الفاحتة[ }الضآلني وال عليهم املغضوب غير { تعاىل قوله يف النصارى وبني بينهم اهللا فرق وقد

كما رجح أبوحيان ،املقصودين هنا من األحياء " الكفار" على اعتبار أن ، وما ذكره الشنقيطي هو ما أميل إليه ) .واهللا أعلم ( البتداء الغاية ) من (وغريه أن

وهو ما يثبت ، جيمعون على إدخال اليهود يف هذه اآلية وتقدميهم - على هذا القول- فإن كال الرأيني، وإمجاال

!!كشف القرآن عن مستوى وطبيعة إنكارهم الذي بلغ فقدام ويأسهم ألي حظ يف اآلخرة : نتيجة ¤

جلي يف نظرة اليهود إىل فكرة واضح و- الذي كشف القرآن بواطنه - يتبني أن طبيعة اهلروب ،يف ضوء ما سبق حيث نرى هذا اهلروب قد انعكس جليا ،ويف أسلوب تعامل كذبة التوراة مع قضية البعث " وجود الدار اآلخرة "

فلم يكن أسلوب التحريف كما عهدناه خبصوص احلديث عن اهللا واألنبياء ،على مجيع صفحات العهد القدمي م إىل أقصى مدىهت صوروألن املصوغ خمتلف مع أن الدافع واحد ، فاملوضوع هنا خيتلف ، هلا الذين ش .

551ص / 13ج / البحر المحیط / أبو حیان : ینظر 1 238ص / 8ج / أضواء البیان / الشنقیطي 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

131

بدليل أن كل ما رأيناه من ادعاءات مكتوبة ،) الرؤية املادية القاصرة ( فإذا كان الدافع هو ذاته مل يتغري املطلبني حيث رأينا يف، فإن األسلوب اختلف هنا بالتأكيد ،ومسموعة هي تفسري مربمج حلقيقة هذه الرؤية

هو إثبات لفكرة وجودمها مع طمس وتشويه ،السابقني املختصني فيما طرحوه عن فكرة اإلله وتصورهم للنبوة والسبب كما رأيناه هو حماولة االستفادة من وجود ،حلقيقة ما حيمالنه من خصائص مميزة لطبيعة معىن القداسة

وما ، بل وإفادة مسوغات شرعية قانونية هلا ،م املسيئة اإلله كصورة يقع عليها موضوع التربير جلميع تصرفا ألم سلبوا منهم معىن ( ال كأنبياء ،حاولوا أخذه من فكرة النبوة هو موضوع االفتخار باالنتساب العرقي هلم

، فليس من حاصل استبقائها" اليوم اآلخر" أما فكرة ،ولكن كأشخاص عرفهم وجمدهم التاريخ ) النبوة ابتداءا مع أن بدايات التشويه هلذه احلقيقة كانت ،ما يرون من مصلحة قد جينون مثارها يف واقعهم الذي يعيشونه

ألن ما أصيبوا به من داء ، إال أن األمر سرعان ما تطور ،بادعائهم وجود اليوم اآلخر للقول باالستئثار باجلنة مل يقو أمام - الرد عليهم بزعمهم االستئثار بالدار اآلخرة كما أثبته القرآن يف اآلية اليت تلي-احلرص على حياة

.صنعة التحريف إال بطمس كل معامله تفوق " البعث واحلساب" من هنا فإن هيمنة الفكرة املادية على التصور اليهودي جعلت مستوى اهلروب من قضية

الوثنية كتلك اليت مبستوى الطرح ولو بالشكل ارد يف تقليدهم لصور من،حىت جمرد طرحه والتعامل معه ! ملوضوع احلياة بعد املوت - الذي عايشوه زمنا –الفرعوين

جلميع ) غري اجلزئي ( ل وهذا يظهر بوضوح مدى ما بلغه استحكام املادية يف قلوم إىل درجة االفتقار الكام

) ومنها البعث واحلساب( ورات العقدية مما يثبت حقيقة عجز الفكر اليهودي عن فهم التص،أدوات التعامل معه !!بغري أدوات احلس املباشر

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

132

الفصل الثاين اجلانب املادي يف احلياة كما يصوره القرآن الكرمي

: ويتضمن أربعة مباحث ، االجتماعي التصور املادي للنظام: واملبحث الثاين ،التصور املادي للسلوك واألخالق : املبحث األول وباء املادية اليهودية وواقع اتمعات : : واملبحث الرابع ،املادية اليهودية يف ميزان االقتصاد : واملبحث الثالث

:املعاصرة

التصور املادي لألخالق والسلوك: املبحث األول •

:التفسري املادي للقيم واملثل : املطلب األول • كما أن ، متيز اخللق اليهودي بعدة صفات جمتمعة يعرفها العامل كله قدميا وحديثا لعل من السهل جدا إثبات

غري أن ما ميز األسلوب القرآين يف ،1القارىء غين عن إعادة تفاصيلها وقد امتألت ا الكتب بشىت مصادرهاقيقة ال تقف على جمرد وكشفه خلبايا ودوافع السلوك بصورة د،عرضه هلذه األخالق إنصافه يف احلكم أوال

رذائل الیھود كما یصورھا : بعنوان , الفصل السادس / الجزء الثاني / بنو إسرائیل في القرآن الكریم / د سید طنطاوي : ل ینظر على سبیل المثا1

نظرة إجمالیة في حدیث القرآن عن رذائل بني / بعنوان , الفصل السادس / شغب الیھود على األنبیاء / محمد أبو فارس . د , 3ص/ القرآن الكریم , 62 ص/إسرائیل

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

133

لذا سأحاول بإذن اهللا الوقوف على شيء من هذه الدوافع واليت ،املظهر بل تتجاوزه إىل أبعاد ذلك وحقيقته : وعالقته باملادية اليهودية يمبعثها الشخصية نفسها يف حماولة تفسري املظهر اخللقي واالجتماع

:خصية اليهودية للقيم واألخالق القسوة القلبية وعالقتها بنظرة الش: أوال :تطور النمط اخللقي لدى الشخصية اليهودية

إن قسوة القلب وعشق املادة شيئان من املفترض أن يكونا متالزمني صعودا وهبوطا وطاملا أن أحدنا ال ميلك خصية من خالل عدة إال أنه من املمكن أن نلحظ آثار انعكاسها يف الش،جهازا لقياس كثافة القسوة القلبية

يف الشخصية اليهودية من خالل العرض " التربير" وقد اخترت أن أعرض منها تطور سلوك ،سلوكيات نفسية لكين ، تراكم أزمان متعاقبة من حمطام السوداء مع أنبيائهم ، وهي بالتأكيد مراحل كثرية ومتراكمة ،القرآين

مما قد يسهل قياس مدى التدرج احلاصل ، عنصر التربير واضحاسأركز حديثي على ثالث مراحل تظهر التباين يف وتأثريه على ،يف القسوة القلبية وما يعكسه من منط خلقي متدهور حنو املزيد من السطوة املادية على القلب

:الشخصية : املرحلة األوىل

اليت ابتدأ ،ود هم امتداد للبذرة السيئة ولكن اليه،1صحيح أن أبناء يعقوب عليه السالم ليسوا يف حقيقتهم يهودا ولن أقف على البدايات اخللقية لتكون الشخصية - كما مر –تشكلها يف زمن يعقوب ويوسف عليهما السالم

والسبب أن دراسة اجلانب املادي يف هذه الشخصية متعلق أكثر فيما انتهت إليه ،اليهودية يف قصة يوسف كثريا موضوعهم يف قصة يوسف عميق ومليء باألحداث والعرب اليت حتتاج دراسة وافية كما أن،هذه الشخصية

.يوسف} ) 7(لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلني { : قال تعاىل ،ومستقلةطور الشخصية حيث نلحظ فيها أمرا مهما يعكس ت) التربير( وسأتناول يف اختياري هنا اآلية اليت تعاجل موضوع

اليهودية من ناحية قسوة القلب الذي هو إحدى صور التعبري عن مراحل االنغماس القليب للحالة املادية حىت . وصلت إىل ما وصلت إليه

اقتلوا يوسف أو { : قال تعاىل ، أول تربير سجله القرآن على لسام هو يف بداية قصة يوسف عليه السالمضأر وهحاطرنيحالا صمقو هدعب نوا مكونتو أبيكم هجو ل لكمخيوسف } ) 9 (ا ي

بعد من قتله من بتوبتهم فيكونون ، فيه كبونهتير الذي وذنبهم يوسف، قتلهم من يتوبون أم ذا التربير يعنونو .2 صاحلني قوما يوسف هالك

ھذه النتیجة ھي ما توصلت إلیھ من خالل بحثي في المطلب التمھیدي 1

654ص / 15ج/ جامع البیان / الطبري 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

134

وبني بينهم لكن ذلك املراد أن وحيتمل ، تعاىل اهللا وبني بينهم الديين الصالح ، بالصالح املراد:" وقال اآللوسي به وصفحه أبيهم عفو يرجون أم جهة من له موافق لكنه كذبا لكونه للدين خمالفا كان وإن وهو بالعذر أبيهم

لكم ينتظم فإنه ياكمدن أمر يف صاحلني يأ الدنيوي الصالح يراد أن وحيتمل ، قيل ما على العقوق من ليخلصوا " .1.. أبيكم وجه خبلو بعده

إن التربير وسيلة دفاع أولية تساعد على ختفيف : " فيقول عنه علماء النفس ،التربير يف حالته الطبيعية أما عن فقد ، ولكن من املمكن فيه الوصول إىل درجات ال تكون إىل جانب استواء الشخصية ،شدة تأثري اإلحباط

وقد يقوده ذلك إىل اعتناق ،ص قابال للتصديق بالكثري من االعتبارات واألدلة غري الصحيحة يصبح الشخ "2 وقبول الكثري من أشكال اهلذيان على ما ينطوي عليه من تناقض ،اعتقادات خاطئة

لكنه متيز ،واملالحظ أن مستوى التربير عندهم يف قصة يوسف مل يتعدى احلالة األولية اليت حللها علماء النفس .عنها بأنه جزء من إعداد خطة أو مؤامرة مسبقة

"! 3الذنب قبل التوبة على عزموا أم وهو ، عجيبة نكتة قصتهم ويف: " وقد علق ابن اجلوزي على ذلك بالقول :املرحلة الثانية

ب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتا{ : قوله تعاىل يف سورة األعراف قإلا الح لى اللهقولوا عاب أن لا يتالك يثاقم همليذ عخؤي ألم ذوهأخي ثلهم ضرع همأتإن يا ولن فرغيس

ة خرالآخ ارالدو يها فوا مسردلونوقعقون أفلا تتي ينلذل ر169( ي ( { اهللا كتاب ورثوا اليهود، هم : املفسرون قال) الكتاب ورثوا( وأما الذين ، الذم اآلية من املقصودواضح أن و

جعفر أبو قال ، وتقريعا هلم توبيخا هذا فكان ، له دراستهم مع حمارمه وأتوا حكمه وخالفوا ، وعلموه أوهفقر قص الذين القوم 4خلف أنه وصف إمنا تعاىل ، اهللا إن: يقال أن عندي ذلك يف القول من والصواب ":الطربي ، النصارى بقصص منها أشبه اليهود بقصص وقصتهم ... ، رديء سوء خلف ، مضت اليت اآليات يف قصصهم

،ذلك قبل ما فإن وبعد ا يكون بأن بينهما فما ، ككذل بعده وما إسرائيل، بين عن خربمل إذ أشبه، عنهم خرب . " 5 به القول صحة يوجب دليل بذلك جاء وال ، غريهم إىل عنهم اخلرب صرف على دليل اآلية يف يكن

446ص / 8ج / إرشاد العقل السلیم / األلوسي 1

16ص / الصحة النفسیة / فایز محمد علي الحاج . د 2 403ص / 3ج / زاد المسیر / ابن الجوزي 3، وفي الذم بتسكینھا، وقد تحرك في الذم، وتسكن في المدح، ومن "الالم"، وأكثر ما جاء في المدح بفتح "وخلف سوء"، "ھو خلف صدق: "ل منھ یقا4

طاعة اهللا تابعلنا القدم األولى إلیك وخلفنا ألولنا في : ذلك في تسكینھا في المدح قول حسان بن ثابت ، إذا حمض من طول "خلف اللبن: "وأحسب أنھ إذا وجھ إلى الفساد، مأخوذ من قولھم :وقال الطبري )283 : 3 ، وسیرة ابن ھشام 254رقم :دیوانھ (

) .ص 209 / 13ج / جامع البیان .( تركھ في السقاء حتى یفسد، فكأن الرجل الفاسد مشبھ بھ 211ص / 13ج/ در السابق المص5

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

135

الدنيا متاع من هلم يعرض ما يأخذون أماآلية عنهمت أخربوإذ قد دلنا السياق على كوم يهودا فإن احلال اليت به ويراد ، املال به ويراد ، يدوم وال يزول الذي األمر الراء وفتح العني بفتح )العرض ( و، ومهم حرصهم لشدة عن ذلك يفعلون أم على ليدل الكتاب ورثوا بأم لذلك ومهد، واملنافع الشهوات من للمرء يعرض ما أيضا ] .23 : اجلاثية[ } علم على اهللا وأضله{ : تعاىل قال كما ، مذمة أشد وذلك ، جهل عن ال علم

{: " قال الزخمشري ، قيقةاحل على جيوزقد و ، يالبسونه : أي جماز فهو واالستعمال املالبسة هنا األخذ ومعىن . " 1منها به يتمتع وما الدنيا يريد ، األدىن الشيء هذا حطام أي } األدىن هذا عرض يأخذون

من وإما قريب عاجل ألنه ، القرب مبعىن الدنو من إما : واألدىن ، وحتقري سيسخت } األدىن هذا{ : قوله ويفوقلتها وسقوطها احلال دنو . باملغفرة باغترارهم فقطعوا ، ارتكبوها ثانية أمكنتهم إذا حبال وأم } لنا غفرسي{ قوهلم يف باغترارهم ذمهم مث

{ : تعاىل قوله يتوبون ال أم على ودل ، يتوبون ال وهم، وندم أقلع من لنا سيغفر يقول وإمنا مصرون، وهم .2والدنانري الدراهم سوى املال من كان ما ، الدنيا متاع: ضروالع }يأخذوه مثله عرض يأم وإن

{ ا، يغترون وغرة أماين، اهللا على متنوا فهم ،اخلبيثة واملكاسب الرشا إىل اآلية هذه يف واإلشارة: " قال القرطيب من شيء هلم هف كلما ذلك، عن شيء ينهاهم وال شيء، عن شيء يشغلهم ال }يأخذوه مثله عرض يأتهم وإن . "3 حراما أو كان حالال يبالون وال أكلوه، الدنيا أمر

وتناول نوبالذ مالبسة عليهم ينكر ملن يقولون :أي، اللساين الكالم إما } ويقولون { واملقصود بالقول يف قوهلم أي ، عنه فرع ألنه ، النفساين م أو الكال، اللفظي الكالم يناسبه يقولون بعد ) ما ( ألن ، الشهوات مبا اهللا يعذبنا لوال أنفسهم يف ويقولون{ : تعاىل قوله لةرتمب فهو ، النهي وازع فيها جييش حني به يعللوا أنفسهم

.الدين يف غرورهم من وذلك ، ] 8 : اادلة[ } نقول ، عليهم أنكر الذي الذنب خصوص يف ال العموم وجه على ذلك يقولون أم على للداللة: ..وعند ابن عاشور

وهو ، السياق من يعلم كما التوبة وهو ، املغفرة سبب بدون لنا يغفر أي ... القول حني به تلبسوا الذي أو .4 حنوها أو ارةكف ذكر دون الذنب ذكر عقب بذلك جزمهم

375ص / 4ج / الكشاف / الزمخشري 1 2ص / 6ج / التحریر والتنویر / ابن عاشور : ینظر 2 310ص / 7ج / الجامع ألحكام القرآن / القرطبي 3

2ص / 6ج / التحریر والتنویر : ینظر 4 :

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

136

ويتحدثون ،إذن فاآلية الكرمية اليت معنا تصور خصوصية عجيبة من أمرهم فهم يأخذونه عاملني حرمته بالنص ومن املمكن أن يطرح السؤال ،باملغفرة يف وقت واحد مع الرضا والتسليم لقبح العمل والعزم على االستمرار فيه

تناقض كهذا ؟ أين مكان االستغفار يف منطق م،اآليت من قبيل التصور اخلبيث الذي ) سيغفر لنا ( فهم إمنا قالوا ،اجلواب أنه ال يوجد مكان وارد لالستغفار عندهم

فهم ،ترمسه هذه الشخصية لنفسها من أوهام متشكلة يف ذهن هو أبعد ما يكون عن إدراك معىن التوبة واالستغفار ونفهم من هذه ، العقوبة عنهم دون حىت احلاجة إىل فعل ذات االستغفار تربير دفع) سيغفر لنا (يفهمون من

حطام (املرحلة يف تشكل الشخصية اليهودية اويا جديدا يف مستوى االحنطاط الفكري يصري فيه التهافت على و انتظار حلساب دون أن يكون هناك أدىن حسبان لعقوبة أ،سلوكا جيتمع معه راحة وهناء بال ) من الدنيا دينء

. فالفطرة لديهم تفقد كل عصب جييش ،إن خاطر االستغفار مل خيطر هلم ببال : "...ويف هذا يقول الشيخ البهي وأن بدهية الثواب والعقاب ال ، وأن األمور فيها لون واحد هو اجلائز أو املباح ،حلسن احلسن وقبح القبيح

فضال عن فقداا ، فطرة مؤهلة للعبث بقيم احلضارة –ال جرم و–وتلك ...موضع هلا فيما يأتون أو يدعون ".1... والتجانس مع مقتضياا ،التأهيل إلبداعها

وتكونوا من بعده قوما { : مع قوهلم السابق يف سورة يوسف } ويقولون سيغفر لنا{: ولو قابلنا تربيرهم الواهي نيحالإال أن التربير ، حاصل بنية مبيتة قبل ارتكاب الذنب التربيرينأن كال وهو ،معا بينهما لوجدنا جا } ص

أما التربير الثاين فورد ، أي أرادوا أن يكونوا صاحلني حىت يغفر هلم ،األول توجه إىل نية إصالح ذات العمل وهنا يظهر احندار جديد يف ، بنية التوبة أي أم يتوقعون املغفرة بدون أن يبادروا حىت،بصيغة اهول فهو معمم

فإن أصعب ما يقابل النفسية ارمة أن تبيت اإلجرام مع تربيره بصورة مسبقة مما ،املستوى اخللقي هلذا اجليل وتزيل عن نفسها أعباء تبعاته ،خيلف قسوة يف القلب تألف من خالهلا الفعل القذر وهي تقدر حجم خطورته

!مبيت باستحضار خبيث وسأنتقل اآلن إىل صورة ثالثة عرضها القرآن الكرمي فيما انتهى إليه الكيان النفسي عند اليهودي يف مرحلته األخرية

: واليت تبلورت من خالهلا شخصيته ومتادت يف تربيرها حىت وصلت إىل مستوى معقد من فن التربير ،

: املرحلة الثالثة

243ص / بنو اسرائیل في میزان القرآن الكریم / البھي الخولي 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

137

كتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما ومن أهل ال{ : يقول تعاىل ه الكذب وهم دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميني سبيل ويقولون على الل

آل عمران} )75(يعلمون خيربنا القرآن الكرمي عن أمر خطري وصلت إليه النفسية اليهودية يف وضعها النهائي وهو اعتبار اخللق السيئ وكل

ن جرم هو ومن الطبيعي أن ال يكو، ه وله ما يربرمما يندرج حتته من معامالت للغري أمرا مطلوبا يف عقيد !األفظع على اإلنسانية من هذا الذي يصري فيه التعامل ألالإنساين جزءا من العقيدة وحيض عليه الدين

} يعلمون ... ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميني سبيل .... { : يقول تعاىل فلم يغفل عن اإلقرار بأمانة القليل ،كثرية اليت أنصف فيها القرآن أعداءه مثل صريح من األمثلة ال1واآلية الكرمية

مث إنه أظهر أدبا راقيا يف أسلوب ،منهم مع أنه لو وصفهم بالصفة الغالبة عليهم ما كان هذا إجحافا وال ظلما .وصفهم حيث قدم احلديث عن األفضل

: وهو اآليت ، من خالل سؤال بدهي مطروح ةيوأريد أن أصل إىل أمر معني يف فهم هذه الشخص وهذا احلال عام حىت عند -إذا كان األصل يف الشخصية اإلنسانية أن تتصف من ناحية األمانة بنسب متفاوتة

فلم خص أهل الكتاب يف هذه اآلية الكرمية بأن فيهم األمني واخلائن ؟-الكفار واملشركني يقول ابن }ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميني سبيل... { : اآلية نفسها اجلواب ليس بعيدا فقد عللته

خيونون أم : اجلوابف! ؟ذلك على واخللق وأمينا خائنا فيهم بأن الكتاب أهل خص مل : قيل نإف" :اجلوزي . "2 لذلك استحالال املسلمني

فهي أوال ، فصلت صنفا من أهل الكتاب عن باقي البشر يف خلق األمانة– وفق ما أرى – حيث إن هذه اآلية 3 مث عرضت باليهود،جعلت جمموعة من أهل الكتاب يشتركون مع باقي البشرية يف سلوكهم املتفاوت لألمانة

ة األمانة أمرا جديدا وهو أضاف إىل خيان، بأم امتازوا عن غريهم بتعليل فظيع ،خبصوص هذا اخللق املهم التمادي يف املعتقد حبيث صريوا فيه اخليانة أمرا مستحبا يف الدين بل ومشرعا له لكل من هو ليس على شاكلتهم

عرض ( اآلیات المادحة ألھل الكتاب : محمد المجالي بعنوان . د.بحث أ: ینظر ,حول عالقة ھذه اآلیة في سیاقھا مع بقیة اآلیات المادحة ألھل الكتاب 1

م2004) / 1(العدد,31المجلد / الجامعة األردنیة ,علوم الشریعة والقانون , مجلة دراسات ) وبیان 484ص / 1ج / زاد المعاد/ ابن الجوزي 2فیكون الیھود الذین بھم بقیة مما علیھ أھل الكتاب , الدلیل على أن المقصود في الخائنین ھم الیھود أن ھذا القول الذي عللتھ اآلیة صادر عنھم 3

أي مكان ..)س علینا في األمیین سبیل لی: ( وال یبقى للیھود الذین ھم على قول ) منھم األمین ومنھم الخائن ( مشتركون بما قدمتھ اآلیة في وصفھم بعضھم أھل : اآلیة دالة على انقسامھم إلى قسمین : یقول اإلمام الرازي , وھم كل الیھود الیوم بنص توراتھم, ) الخیانة ( سوى ذمھم في خانة واحدة

، أما الذین بقوا على الیھودیة فھم مصرون على الخیانة ألن أن أھل األمانة منھم ھم الذین أسلموا: األمانة ، وبعضھم أھل الخیانة وفیھ أقوال األول لیسوا سواء من أھل الكتاب أمة قائمة یتلون آیات اهللا ءاناء { : مذھبھم أنھ یحل لھم قتل كل من خالفھم في الدین وأخذ أموالھم ونظیر ھذه اآلیة قولھ تعالى

أن أھل األمانة ھم النصارى ، : الثاني ] 110: آل عمران [ } منھم المؤمنون وأكثرھم الفاسقون { مع قولھ , 113: آل عمران } اللیل وھم یسجدون ص / 4ج/ التفسیر الكبیر .." (وأھل الخیانة ھم الیھود ، والدلیل علیھ ما ذكرنا ، أن مذھب الیھود أنھ یحل قتل المخالف ویحل أخذ مالھ بأي طریق

261. (

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

138

واللفظني مؤدامها واحد ، وأميني على املصطلح القرآين ،على املصطلح التورايت ) أمميني أو غوييم(ومسو أولئك ، !يانة على البشرية مجعاء وبتعليل ديين وهو إعالن مبدأ اخل

ألا مبدأ عام يشمل الكثري من األخالق ومن الطبيعي أن من خيرج من منظوره أي ،واختيار األمانة للتدليل عليها .بعد الحترام األمانة فإن من السهولة أن حيكم عليه عموما بسوء خلقه ودناءة سلوكه

"1العرب أموال استحالهلم يف ، اهللا على وكذم لرأيهم والتفنيد ، منهم اخلونة ذم اآلية ومقصد:"يقول ابن عطيةإذن فاآلية الكرمية كما تبدوا هدفها تصليت الضوء على أمور ختص اعتقاد اليهود يف خلق األمانة وليس وصفا

" اهللا"كذبا على } يني سبيلليس علينا في الأم{ : بدليل أا اعتربت قوهلم الكاذب ،لسلوكهم وحسب وهذه الفاصلة هي ذات الفاصلة اليت تلت اآلية يف نفس } )75 (ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون{

سنتهم بالكتاب وإن منهم لفريقا يلوون أل{ : سياق احلديث عن فعل آخر لليهود مساويا له يف اجلرم قال تعاىل لى اللهقولون عيو الله دنع نم وا همو الله دنع نم وقولون هياب وتالك نم وا هماب وتالك نم وهبسحتل

آل عمران })78(الكذب وهم يعلمون . انية مع التربير ملا يلحقها من مسخ للفطرة اإلنسانية والتعامل اإلنساينفكال احلالتني تزوير لألوامر الرب

أو األميني ) بالغوييم ( ومن هنا فاآلية الكرمية كشفت حقيقة أن أمر اخليانة عندهم ليس حمصورا . مع أهوائم املريضةوإمنا هم خانوا أمانتهم مع اهللا بتغيري شرعه ونسبة أحكام وأوامر مكذوبة إىل ذاته العلية تتفق

: مجيع القيم اإلنسانية العليا تسقط أمام مصلحة مادية : ثانيا ،حنن نستطيع أن نتصور مقدار ما ميليه العشق املادي على شخص أو جمموعة ما من افتراضات فكرية وسلوكية

خيترق فيه أعلى القيم وأمهها وهو املستوى الذي ،فإذا طال بنا سلم االفتراضات حىت أوصلنا إىل أبعد نقطة ، على رؤية احلقيقة ض مث نستفيق من وهم االفترا، تمن االفتراءا) قذر ( وأخطرها لتنال الذات العلية بكم

معون أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يس {: وتيقن كامل مبا أثبته الذكر احلكيم ،وعيان الواقع مل يبق حينها إال التسليم بالنتائج الوخيمة اليت } البقرة )75( كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون

.. حتمله فطرا من مثل وقيم قومية تتلحق أصحاب هذه الشخصية يف ظاهرة استرتاف كامل لبواقي ما كان ولنا أن نسرح يف تأمالت عميقة عن ،حلديث عن عالقة القيم مع شخصية كهذه من قبيل العبث واهلراء ويكون ا

ألنه ال ، االذي ميكن أن تقدمه الشخصية اليهودية حني تستعمل شيئا من مصطلحات القيم واملثل أثناء معامال وأي منفعة بالطبع تلك اليت ، حلصول املنفعة فميكن أن يفهم هذا التصرف إال على أنه نوع من احليلة وااللتفا

!تكون على الطريقة اليهودية سوى املنفعة املادية العارضة اليت ختدم األنا اليهودي ؟

444ص / ج ا / المحرر الوجیز / ابن عطیة 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

139

وقد يكون إرضاء ما ميليه طبيعة النهج العلمي من استخدام أدلة واستنتاجات مقنعة مغنيا عن القول يف هذا املوضع

،شخصية املادية اليهودية هي جمرد وسيلة إلشباع الرغبات اليهودية امللحة يف عشقها للمادة بأن القيم العليا عند ال : على العالقة اليت متس األنا اليهودية مبوضوع عشق املادة - ولو يسريا –لذا أرى أنه يلزم الوقوف

: األنا اليهودية آلية عشق املادة و•

وهذا الشيء ،جمموعة ما إال أن يكون بينهم شيء مشترك جيمعهم حوله ال ميكن حبال أن جيتمع أفراد حتت لواء ،أو رغبة يف حتقيق هدف معني أو مصلحة غالبة ) حسن أو سيء (قد يكون انتماء ملكان ما أو طغيان طبع ما

فلو ،يح بني اجلماعة قائما بقيت اجلماعة والعكس صح) الرابط (وبإجياز شديد ميكن القول انه طاملا بقي الشيء .زال الرابط مل يعد أي بقاء منطقي جيمع أفرادها

أن أهم شيء ينظر إليه يف إطالق هذا - على األقل يف وقتنا احلاضر-فإذا عدنا لليهود كجماعة فنحن متفقون ).الدين (و) الطبع ( املصطلح عليهم اآلن هو

و إىل ، وقد يغلب أواصر الدم يف كثري من األحيان والدين يف حقيقته يعد أقوى الروابط اليت حتكم جمتمعا بعينهمادية مستفحلة لدرجة ( ولكن إذا أسقطنا ما خرجت إليه من نتيجة حبثي يف الفصل السابق ،اآلن مل آت جديدا

،وبناء على هذه النتيجة أقمنا افتراضا آخر هو عدم إدراك اليهودي حلقيقة الدين ) فقدان خاصية إدراك املعنويات والدين مكانه ، ألن الضدين ال جيتمعا ،فإن هذا االعتبار سيخرج بنا من دائرة االفتراض إىل دائرة اإلثبات

!لدرجة العشق فكيف هلذين الضدين أن جيتمعا ؟) العجل ( أما هؤالء فقد أشربت قلوم مادية ،الوجدانيات تشعار الدين فإن الرابط الديين األخالقي الذي جيمع وما أريد الوصول إليه هنا أنه طاملا فقد هؤالء خاصية اس

.بينهم ساقط وال وجود له أصال واملادية ،املقيت من ناتج تفاعلهم مع املادية ) الطبع ( جيمعهم شيء واحد وهو هذا - يف منظوري –بقي إذن

فإذا ثبت هذا حقيقة فإن ،يف أصلها ال ميكن أن تربط أحدا بشيء روحي إال أن يكون املصلحة املادية فقط الطبع ( أي أن ،ال يصلح أن يقف لوحده كرابط جيمعهم إال يف وصفه اخلارجي ملا ظهر منه ) طبعهم ( العامل

فإن ، وملا كانت الغاية إشباع مهم املادي ،عندهم ال يتعدى كونه سلوكا يفضي إىل حتقيق غاية ) املشترك ولعل هذا التعليل ،صنافا وأنواعا كثرية يصعب حتديدها لكثرة تشعب املصاحل املادية طبيعة هذه الغاية أا متشتتة أ

.يصلح ملا قررته اآلية القرآنية من حقيقة تشتت قلوم

: الفكر املادي اليهودي و منطق الصراع :رابعا

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

140

فبالتأكيد،مصاحلها اليت ال تنتهي و،مثرة مباشرة لالنغماس يف وحل املادية إذا نظرنا إىل منطق الصراع على أنه ستكون طبيعة الصورة اليت يرمسها املنهج املادي الذي تتزعمه الشخصية اليهودية قائمة على أن العالقة بني الفرد

.1 والعالقة بني األفراد واتمع هي عالقة انتهاز و تربص ،والفرد داخل اتمع هي عالقة تنافس وخصومة فإذا كان التكيف مرده إىل عملية دينامية مستقرة ،نتيجة حتمية لعدم القدرة على التكيف إن ثقافة الصراع

فإن ذلك يكمن يف القدرة على إجياد ،يستهدف ا الشخص تعديل سلوكه ليحدث عالقة أكثر توافقا مع بيئته .2تماعية سواءا كانت هذه البيئة طبيعية أو ثقافية أو اج،عالقات نافعة بني الفرد وبيئته

ألن افتراض هذا يعين تعريف ، فالتكيف اإلنساين ال ميكن أن يتم وفق الرؤية احملدودة للمصاحل املتبادلة ،ومن هنا فليس يف مقدور العقلية املادية أن تفسر ، ولو سلمنا بذلك جدال ،أنه آلة صماء تتحرك بدينامية ثابتة باإلنسان

واليت يظهر فيها أشكال كثرية ليس ،وجود اإلنساين وعالقات الناس مع اآلخرين اجلوانب اإلنسانية يف تفاعالت ال . هلا مكان يف قاموس املصاحل النفعية املادية

.وال ميكن حبال أن نتعامل مع رؤية التكيف اليت يفترضها املاديون إال بتجريد اإلنسان من إنسانيته وقد يكون هناك العديد من اآلراء اليت حددت ،نفسية سوية ومبفهوم علماء النفس فإن آلية التكيف تتطلب

: أذكر منها ،الشخصية السوية القدرة على الثقة املتبادلة بني / التعاون البناء / حتمل املسؤولية وتقديرها / القدرة على التحكم يف الذات

.3اإلنسانية / اآلخرين ،القدرة على التحكم يف الذات : مثل ، طاولة املنظور املادي ولو أحذت شيئا من هذه احملددات وطرحتها على

فكيف ملن يتحرك ، فلن جند هلا مكانا مهما بلغ بنا التكلف حده ،أو القدرة على الثقة املتبادلة بني اآلخرين ف لصاحب العقلية وكي، والتحكم يلزمه رصيد قوي من التعبئة املعنوية ،بدوافع املصلحة املادية أن يتحكم بذاته

! أن يثق مبثيله املقابل إذا كان حمتوى التفاعل بينهما بيئة انتهازية حتركها مصلحة األنا الشخصية ؟املادية ،مصلحة : [ إن خاصية التجانس اتمعي ال تتم إال بالتفاعل الكامل بني أفراده : ميكن القول ،باختصار شديد

فهذا التفاعل هو ، وإذا كان املاديون يريدون للتفاعل أن يتحدد جبزء املادة فقط ،]وقيمة إنسانية تضبط املصلحة ) .الصراع : ( ما نسميه

وعالقة , على عكس ذلك فیما یقرره اإلسالم من أن طبیعة العالقة األفراد جمیعا في المجتمع المسلم عالقة الود والرحمة وعالقة التضامن والتعاون - 1

والتوازن بین , والتعادل بین المغانم والمغرم , ھي قاعدة التناسق بین الحقوق والواجبات ویقرر أن القاعدة التي تقوم علیھا حیاة األفراد , األمن والسالم /6ط/ السالم العالمي واإلسالم / سید قطب : ینظر( الجھد والجزاء في إطار من األخوة والتآلف

) .103ص 1980 / 1ط/ دار الفكر العربي )/ الكتاب العاشر ( وأبجدیات العصر سلسلة اإلسالم/ دینامیات المجتمع المسلم / عبد السالم عبود . د: ینظر 2 -

. مكتبة النھضة / القاھرة / م 1959ط / 149-132ص/ الشخصیة والعالج النفسي / محمد عماد الدین إسماعیل : ینظر , حول موضوع التكیف - 3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

141

وكلنا ] كيمياء الصراع [ بفإن مادة اليهودي النظرية يف تفاعله مع كل شيء يف الكون و احلياة هي ما يعر فهم حىت يف ،ل على شرف لقب إسرائيل حول مصارعة يعقوب مع الرب للحصوةيعرف قصة اليهود املختلق

ولن أقول إم عجزوا عن تصور يعقوب يدعو ذا األمر مثال مث -تصورهم ألسلوب احلصول على هذا الشرف مل تعنهم أذهام الختالق قصة يظهر فيها يعقوب بعمل خير أو نافع أو بطويل يستحق به أن -يستجاب دعاؤه

وذلك يف ، فمنطق الصراع طال رؤيتهم حىت لعطايا اإلله ،ال أن ينتزعه من الرب انتزاعا إ،يكافأ بشرف اللقب !احلالة اليت تفرض عليهم حسابات املصلحة وجود اإلله

وعندما أتى ، نابع من طبيعة األشياء - كما يعلله باحثون ومفكرون - ألنه،ومنطق الصراع والعداوة مستمر

وأا ، املائدة ) 64(} ويسعون في الأرض فسادا { بني أا تتسم بالعداوة للبشرية القرآن على صفات اليهود )82(} .. لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود (تتسم بالعداوة األشد للمؤمنني

م الشديدة للبشرية من منطلق مزامحتهم يف التنافس على ومبنطق الصراع اليهودي فإننا نستطيع أن نفسر عداو وميكن أن نفسر عداوم األشد للمؤمنني من منطلق التصادم بني منهجني ،املصاحل األرضية املتضاربة اليت ال تنتهي

.1متعاكسني يف كل شيء التصور املادي للسلوك األخالقي:املطلب الثاين

: يف الشخصية اليهودية منطلق السلوك األخالقي: أوال

أبدأ حديثي من حيث انتهت إليه اآلية السابقة واليت دللت ا على تطور الشخصية اليهودية يف مرحلتها املتقدمة إذا كان الدين الذي يف : وهنا يعود إىل الذهن سؤال مطروح، }ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون{

على الدعوة إىل الفضيلة يصري جمرد وسيلة لتربير الرذيلة فأي معىن بقي منه وهو فاقد االعتبار إال أصله قائما ! لتحقيق هذه الغاية اخلسيسة ؟

ويقولون على الله الكذب وهم {: هل من املمكن أن يكون عند من هذه صفته : أي أن ما أريد قوله أو أثارة من نفحة إميان ؟، بقية باقية ملكانة الدين يف قلبه أي } يعلمون

هي ذات الفاصلة اليت أعقبت آية أخرى من نفس السورة ومها - كما ذكرت سابقا -وهذه الفاصلة القرآنية هناك آيات وكذلك، واآلية الثانية جاءت يف التحريف اللساين ،الوحيدتان يف القرآن اللتان جاءتا بنفس الصيغة

ھو أن مشاعر العداء بین القومیات ,آلن عندما نتأمل حقائق التاریخ في ھذا الصدد واالعتبار األكثر أھمیة ا: " .. جاء في كتاب الیھودي العالمي -1

=ستار مختلف األسماء= = الذي مارس نشاطھ تحت , المختلفة الموجودة في عالم الیوم إنما نشأت كنوع من االحتجاج ضد طغیان المال الیھودي مما أفضى إلى نشوب حروب كان الیھود ھم السبب في , ة وقومیة أخرى أمرا ال مفر منھ والشعارات القومیة الزائفة التي جعلت الصدام بین قومی=

) .41ص / ترجمة علي الجوھري / الیھودي العالمي / ھنري فورد " . ( قیامھا

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

142

وإمنا يهمين هنا ليس موضوع التحريف ،1كثرية تصف حتريف اليهود وهو باب كبري يسهل فتحه ويصعب إغالقه بقدر ما هو بيان ملا ركز القرآن على إظهاره خبصوص املالبسات املرافقة هلذا الفعل واليت حتدد مالمح معينة لطبيعة

: دة أمور ع-كما أرى- وهي،هذا التحريف وشخصية منفذيه : منوذج سلوكي •

: مالمح الشخصية املادية من خالل طبيعة التحريف اليهودي فهو يتضمن ،لقد اخترت هذا النوع من السلوك ألنه يشمل بني طياته الكثري من السلوكيات السيئة األخرى

وخيانتهم لعهدهم مع ، وأكل السحت من وراء عوائد املكاسب اخلبيثة جراء التحريف ، وشهادة الزور ،الكذب ...اهللا

يساهم يف الوقوف على حمددات السلوك اليهودي يف جمال ، ومن هنا فلعل دراسة هذا املوضوع من القرآن :األخالق

:مالبسات التحريف اليهودي يف التصوير القرآين : أوجزها مبا يلي ،ميكن الوقوف على مالبسات التحريف اليهودي من خالل عدة نقاط

انظر { : أنه حتريف ملوضوع هو األخطر واألكثر فظاعة ألنه يتعلق بالعقيدة وآيات اهللا وتشريعاته: األمر األول مث إن بلوغ مستوى التحريف هذه الدرجة ، النساء }) 50(كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا

:كاف ليدل على أن ، ألا مجعت مع التحريف للمقدس ،هذه الشخصية قد وصلت مبلغا عظيما يف االستخفاف باهللا وأوامره -

خيانة العهد لألوامر الربانية باحلفاظ عليها وبالتايل فمن املؤكد أن تكون تبعات هذا النوع من التحريف هي .األخطر واألصعب أثرا على الشخصية اليهودية

أي أن من وصلت به ، حتت هذا املستوى من املواضيع احملرفة هو أقل شأنا وأسهل فعال كل شيء يندرج- يسهل عليه ابتداءا أن يزور أي نوع من القيم والعهود بل وأي شيء ممكن أن تطاله ،اجلرأة على آيات اهللا وعهده

الذين { : وكما وصفه رب العزة وليس هناك حاجة إىل مزيد إقناع يف إثبات اخللق اليهودي،يد احملرفني

ذكر معتقد : تحت عنوان , ھم في مصر تاریخ الیھود وآثار: في كتابھ , ھجري )845م(ینظر على سبیل المثال ما كتبھ تقي الدین المقریزي , للمزید 1 -

/ / دراسة موضوعیة ..) نقض العھود والمواثیق عند الیھود: ( الرسالة الجامعیة بعنوان : وكذلك - 107ص :الیھود وكیف وقع عندھم التبدیل م2002/ الجامعة األردنیة / أرحام فرید السلمان : إعداد/ أحمد فرید أبو ھزیم .د: إشراف

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

143

" منهم " قوله يف " من" و ،األنفال } ) 56( عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون .ينقضونه مث أشرافهم مع جيري كان إمنا العهد نأل ، للتبعيض

.1يف بين قريظة وقدم هذا الرأي أبوحيان وأكثر املفسرين ذكر الطربي أا نزلت أما مناسبة اآلية ويف ،} إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون { وجمرى سياق اآليات يذكر أم شر الدواب

: عباس ابن وقد جاء عن ، إميان نهمم يقع أن ميكن فال يؤمنون ال أم تعاىل منه إخبار } يؤمنون ال فهم{ :قوله الكفار الناس شر ون الكفار وشرمنهم املصر ين وشرم تعاىل فأخرب للعهود الناكثون املصرألنواع جامعون أ " !رالش

شرال يف مبزية بعضهم أفرد } ظاملني كانوا وكل{ : بقوله الكفار كل وصف ملا تعاىل أنه اعلم: " يقول الرازي : األوىل الصفة :صفتان له حصلت من وعلمه حكمه يف أي } اهللا عند الدواب شر إن{ : فقال ، والعناد .البتة عنه يتغري ال عليه مصرا كفره على مستمرا يكون الذي الكافر

أن لبيان املاضي على بلاملستق عطف إمنا املعاين أهل قال ...ام الدو على للعهد ناقضا يكون أن : الثانية الصفةو . " 2 مرة بعد مرة العهد نقض شأم من

الغدر سبة يتقون ال أم واحلال النقض على يستمرون أي ، ينقضون فاعل من حال } يتقون ال وهم{ وقوله . "3 االنتقام خيافون ال أي :"جتره عليهم عواقبه قال القرطيب مبا يبالون وال

فاهللا سبحانه حني وصف ،يتم يف الوقت نفسه مع سابق تعمد وعلم وإصرار ) التحريف ( أنه :لثاين األمر اسيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما {: قال مثال يف سورة األنعام ،عموم املشركني يف مراحلهم املتعاقبة

أما تتمة اآلية}.... من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمناقل هل عندكم من .. {:فتدل على أم ضالون مبا تومهوه من أساطري توارثوها من غري دليل و ال يقوم ا حجة

بعتا إن تلن وهرجخلم فتون عصرخإلا ت متإن أنو 148(ون إلا الظن ( اكمداء لهش ة فلوغالة البجالح لهقل فل نيعماألنعام} ) 149(أج

ومنها قوله تعاىل ،4أما اآليات اليت وصفت تعامل اليهود مع كالم اهللا فقد تكرر فيها موضوع التحريف على علم وهم عقلوه ما بعد من يحرفونه ثم الله كلام يسمعون منهم فريق كان وقد لكم يؤمنوا أن أفتطمعون { :

البقرة } )75 (يعلمون

78ص / 4ج / تفسیر القرآن العظیم/ ابن كثیر - - 60ص / 6ج/ البحر المحیط / أبو حیان – 21ص / 14ج/ جامع البیان / الطبري:ر ینظ1 420ص / 7ج / التفسیر الكبیر / الرازي 2 30ص / 8ج/ الجامع ألحكام القرآن / القرطبي : ینظر 3الذین یكتمون ما أنزل اللھ من الكتاب ویشترون بھ ثمنا قلیلا أولئك ما یأكلون في بطونھم إلا النار ولا یكلمھم اللھ یوم القیامة ولا إن { : منھا قولھ تعالى و4

إن الذین { : وقال تعالى , البقرة } ) 175(ئك الذین اشتروا الضلالة بالھدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرھم على النار أول) 174(یزكیھم ولھم عذاب ألیم آل عمران} ) 77( الآخرة ولا یكلمھم اللھ ولا ینظر إلیھم یوم القیامة ولا یزكیھم ولھم عذاب ألیم یشترون بعھد اللھ وأیمانھم ثمنا قلیلا أولئك لا خلاق لھم في

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

144

فكيف عقل ذو عليه جيترىء ال أنه بسببه يظن مبكان القباحة عظم من الكذب كان وملا" :يقول البقاعي وفيها .كذب أنه فيعلمون علم ذوو أي }يعلمون وهم{ : قال ، وتعاىل سبحانه اهللا على خبصوصه األمر هذا يف بكذم صرح الكذب عن يتحاشون ال أم تعاىل وبني فيهم عنهم اجلناح نفي ادعوا وملا

" .1 التوراة يف هو كما - سبيل أي ، مطلقا ليكمع العذر لتحرمي خيانتهم يف عليكم أي }بلى{ : بقولهمت كعملية مبادلة سلعة بسلعة فهم باعوا ما عندهم من العلم مقابل عرض ) التحريف ( كما أن هذا السلوك وهو

ا قليلا أولئك ما يأكلون في إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمن{ : قال تعاىل ،تافه يمأل ذابع ملهو كيهمزلا يو ةاميالق موي الله مهكلملا يو ارإلا الن طونهميقول } 2يشترون{ ويف } )174 (ب

من ،"به"يف اليت" واهلاء" ، به يبتاعون: يعين فإنه }ا ويشترون به ثمنا قليل {: قوله تأويل وأما" :يالطرب حتريفهم على - يعطون كانوا الذي أن وذلك ،قليال مثنا الناس كتموا ما بكتمام ابتاعوا: فمعناه ،"الكتمان"ذكراهللا كتاب م وجهه، غري على وتأويلهذلك يف احلق وكتما - أيب السعود وعند ، "3 الدنيا عرض من اليسري " :

والوفاء وسلم عليه اهللا صلى بالرسول اإلميان من عليه عاهدوا ما بدل أي } اهللا بعهد {ويأخذون يستبدلون أي{ الدنيا حطام هو }قليال ثمنا{ ولننصرنه به لنؤمنن واهللا : قوهلم من به حلفوا ومبا } وأميام { باألمانات " .4 نعيمها من } االخرة فى لهم { نصيب ال } خالق ال { القبيحة الصفات بتلك فوناملوصو } أولئك

مث هم رغم ذلك فضلوا التافه من ،ومن هنا فالواضح أن شراءهم مت على علم كذلك بطبيعة ما باعوا وما اشتروا

هو ترمجة لعملية مقصودها ) والشراء البيع (الدنيا وحطامها على اخلري الذي جاءهم من العلم وإن تصرفا كهذا األدىن باخلري العظيم يدل على أن ل وعملية استبدا،التخلي عما هو غري مرغوب واستبداله باملرغوب واحملبوب

وإمنا تتجه دوافع حمبتها للحطام والتافه واستعظام أمره ،هذه الشخصية ال متلك تقدير قيمة اخلري الذي ختلت عنه !! فالعشق القليب للمادة أعمى بصريا عن القيمة اجلوهرية حلقيقة األشياء ،والسعي وراءه

أو كلما عاهدوا { بدليل تكرره واستمراره،متأصل يف الشخصية اليهودية ) التحريف ( أن فعل : األمر الثالث

البقرة}) 100( عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون

95ص / 2ج : نظم الدرر : البقاعي 1إن الذین یشترون بعھد اللھ { "آل عمران "، والتي في} اهللا من الكتاب إن الذین یكتمون ما أنزل {: عكرمة وغیره قولھ أورد الطبري بأسانید إلى 2

2497: رقم , 238ص: 3ج/ جامع البیان (ا .نزلتا جمیعا في یھود] 77: سورة آل عمران[} وأیمانھم ثمنا قلیال 238ص/ 3ج/ المصدر السابق 3 257ص / 1ج / لیم إرشاد العقل الس/ أبو السعود 4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

145

وهي تدل على أن نقض ) كلما( والذي يلفت يف اآلية كلمة : "صالح اخلالدي . وتعليقا على هذه اآلية يقول د مهما كان الطرف اآلخر الذي عقدوه معه ، فكل عهد يعقدونه يقومون بنقضه ،العهد عملية متكررة عند يهود

كلما –ويدل على حتقق وتوفر وجود جواا عند وجود شرطها ،مرار حرف يفيد التكرار واالست )كلما( ألن ، " .1 فيتكرر وجود اجلواب بتكرر وجود الفعل -)عاهدوا عهدا:( وفعلها يف اآلية،حرف شرط

: يف موضوع التحريف عاألسلوب املتب: الرابع

دمي هلذه املهزلة الفكرية هو األسلوب اجلاد يف شك فيه كيف أن طبيعة ما أفرزهه العهد القيقينا مبا ال لقد رأينا متلهفون لتوريط مقامام مبختلف - أقصد الكذبة - والكتبة ،طمس أي معىن قدسي ميس األلوهية واألنبياء

مما يظهر بوضوح أن شيئا واحدا جيمع ،األشكال واملسميات يف مسألة مادية حبتة بعيدة كليا عن أي معىن روحي ميزة تظهر صبغة املادية ويف نظري فإن هذه هي أكثر ،)املسخ املادي ( هو صبه يف بوتقة ، التحريف كل معطيات

.واضحة يف الشخصية اليهودية ألا ترمجة مباشرة لطبيعة األفكار والتصورات اليت أرادها احملرفون ولعل ما ذكرت ، طوال وعرضا أما أمثلة التحريف فكثرية حبيث ال حيصيها إال من أحصى التراث اإلسرائيلي سابقا من مناذج العبث اليهودي يف تصورات العقيدة التوراتية كاف إلثباته

يعرفه والذي ) بالتلمود ( بتذكري بسيط ألشهر كتبهم املعروف ،وسأكتفي من الرصيد التحريفي يف هذا املقام ووجه التحريف فيه معروف وهو أنه ابتداع كامل ،انية نه حصيلة التصورات اليهودية اجتاه العامل واإلنسالكثري أ

حىت أنه عند الكثريين منهم يرتفع بقدره ، ويف نفس الوقت حيمل صفة القداسة املطلقة ،على الطريقة اليهودية وهو يصلح كدليل ملموس على التحريف ، 2وتعترب تعاليمه أوامر ملزمة باالتباع) التوراة ( على الكتاب األم

ن أدىن حماولة من جهد ألنه باعتراف اليهود أنفسهم ال يعتربونه من اهللا أو من نيب وإمنا من صنع احلاخامات بدو وامللفت يف هذا الكتاب أننا ال ميكن أ ن نستثين شيئا منه ال حيمل أصالة القسوة املتحجرة ،ورجال الدين باتفاق

!غري معرف بأجندة القيم املادية أو التصور الوثين أو التشويه احلاقد لكل معىن

224ص / الشخصیة الیھودیة من خالل القرآن الكریم / صالح عبد الفتاح الخالدي . د 1 : ومن أقوال التلمود -2 كالخمر المعطر ) التلمود(المشینا والجمارا - ) التوراة( ان تعالیم الالھوتیین في التلمود أطیب من كالم الشریعة - .. ھكذا یعني یسوع واتباعھ : قال الرباني عازار , ه یقدم قربانا مرضیا هللا من یسفك دم الكفار بید-

, دار النفائس/ زھدي الفاتح : إعداد/ برانایتس . بي. األب أي/ تعالیم الحاخامین السریة , تعریف الیھود في فضح التلمود : ینظر : للمزید .( ) . م 98ط/ دار الشروق / الید الخفیة/ عبد الوھاب المسیري . د

الكنز المرصود ( ذلك ھو , بین أیدینا مرجعا یعد مصدرا أساسیا عند الحدیث عن التلمود : " احمد شلبي. یقول د) : للفائدة (مراجع مھمة عن التلمود * ومرجع , یوسف نصر اهللا . جمھ من الفرنسیة إلى العربیة دوقد تر, ) براج ( الذي كان مدرسا بجامعة ) الدكتور روھلنج ( ومؤلفھ )في قواعد التلمود

) . 249ص) / 1(الیھودیة : مقارنة األدیان / أحمد شلبي . د: ینظر ( , ) التلمود شریعة إسرائیل ( اخر وثیق الصلة بھ وھو

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

146

، وبعضها كريه ،بعض أقوال التلمود مغال : " جوزيف باركلي . يقول الباحث و املتخصص يف األديان د وللعقل اإلنساين ،أثرا غري عادي للجهد اإلنساين ) املخلوطة ( ولكن تشكل يف صورا ،وبعضها اآلخر كفر " . 1وللحماقة اإلنسانية

ما حيويه التلمود يف حديثه عن العرب واملسيحية : " خوري بولس حنا على التلمود بالقول صعلق املتخصوي "2 خالية من الكلمات ذات املعىن اإلنساين ،وحىت األسفار

ما ، اليت ميزت التحريف التورايت كما أظهرا اآليات الكرمية - وقد يكون غريها – ومن املالبسات السابقة

ثبت أن الشخصية اليهودية تبلورت حىت أنتجت شخصية مبتدعة يف صورا للكفر وليس جمرد مقلدة لصور من ي حيث أن قلب صورة الدين قلبا كامال ليصبح الطريق إىل املادة أفقدها أدىن إحساس ملا ميليه ،سبقها من الوثنيني

أن استفحال املادة بصورا الكاملة مل يأت كمتمم 3ة وبالتايل عزز مقول،طبيعة التدين يف ضبط األخالق والقيم !! ولكن كبديل جديد حل حمل غريزة التدين ،للرغائب والشهوات

:التصور املادي للنظام االجتماعي : املبحث الثاين

:التصور املادي للقيم االجتماعية : املطلب األول

فالقيم عبارة عن مبادىء سلوكية يتم من ،ده االجتماعي إن القيم مفهوم واسع ال ميكن تأطريه إال يف حيز وجوخالهلا بلورة األهداف الفردية واتمعية وهي مستمرة يف الوجود ألا قائمة على العاطفة إذ يرى اتمع أن أي

4 العقلي عن املعايري فهجوم على قيمه السائدة هو ديد كبري أقوى من االحنرا االجتماعي هي املوجه لسلوك الفاعلني بوصفها هدفا يعمل للمحافظة على منط معني وحيث أن القيم على الصعيد

فإن املقاييس اليت تنبثق من مجاعة ما تكون مبثابة موجهات للحكم على األعمال واملمارسات املادية ،للمجتمع .5إللزام والعمومية ويكون هلا من القوة والتأثري يف اجلماعة مبا حتويه من صفة الضرورة وا،واملعنوية

28 -27ص/ التلمود وتعالیمھ / جوزیف باركلي . د-1دار / بنو إسرائیل واإلفساد األول والثاني / خلیل حسن جابر : نقل عنھ , خوري بولس حنا / یة التعالیم الصھیونیة ھمج: ینظر التعلیق في كتاب 2

75ص / 2ط/ المحجة البیضاء على ھذا الموضوع ولم أجد من الكتاب والباحثین من علق , ھذه المقولة تبناھا الشیخ البھي الخولي في طرحھ عن موضوع بني إسرائیل في القرآن 3

.بالذات بھذا الوصف الدقیق والبدیع كالذي عند الخولي رحمھ اهللا 191ص / 5ط/ محمد غریب . د: ترجمة وتعلیق ) / النظریة والمفھوم ( علم االجتماع /باري شوكرمان 4 85ص / 1ط/ ) دراسة تحلیلیة(الفعل االجتماعي / عقیل نوري محمد : ینظر 5

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

147

والذي أراه أنه مادامت موجهات األفراد السلوكية حينما تتجمع تشكل حمددات عامة ملا هو مرغوب أو غري - على األقل يف النمط الغالب -مرغوب ثقافيا وعقديا داخل التنظيم االجتماعي

لغاية ويسهل تناوله على الرغم من واضح ل) النسق االجتماعي اليهودي(فإن حتديد طبيعة القيم املعتربة يف الطبع ( وذلك ألن أهم معلم جيمع املسمى اليهودي هو ،التعقيدات املتشابكة مللف الشخصية اليهودية منفردا

. والذي دائما ما يظهر بلونه الفاقع جدا بني التجمعات البشرية على اختالفها ) السائدوع اليهودي واإلفراز املادي هلذه القيم فيمكن أن نالحظه يف التناول أما العالقة بني التصور القيمي عند ام

.القرآين له من خالل املعايري األساسية اليت رمسها القرآن لتقومي االختيار وبصياغة أخرى فإننا من منظار القيمة األساسية للفعل القرآين االجتماعي ميكن أن نقيس مباشرة نسبة املعيار

: جتماعية الضابطة للسلوك اليهودي املادي للقيمة اال

: املعيار اليهودي للقيم االجتماعية : أوال قاعدة مشتركة بني أعضاء مجاعة اجتماعية يتوقع أن يشتركوا ويتطابقوا فيها وتقوى : ميكن أن يعرف املعيار بأنه

أ من حيث حتديد اهلدف ألنه أبعد ما يكون عن طريق احلدود واجلزاءات السلبية واإلجيابية إن املعيار القرآين يبد .عن العبثية والعشوائية

رضا ( وحيث أن اهلدف العام الذي حدده القرآن ليجمع حوله كل القيم على الصعيد الفردي واالجتماعي هو ومثل هذه الغيبية يف اهلدف من شأا أن تدمي حالة ) غييب(ميكننا أن نالحظ أن هذا اهلدف هو هدف )اهللا

،التواصل يف الفعل حمافظة بذلك على النمط القرآين الذي يسعى إليه يف صياغته لعملية التفاعل الفردي واتمعي وهذا يفسر تقدمي القرآن النموذج ، 1اإلميان والعمل الصاحل : فإن معيار القيم يف هذه احلالة يتركز يف أمرين مها

.ج اليهودي املعاكس هلذه املعايري على أنه النموذأي أن استثارة كوامن الفطرة بتنفريها من العواقب السيئة على اتمع يتطلب تقدمي تلك الصورة املنفرة يف الواقع

والذي ، وأفضل منوذج ميكن أن يقدم هو النموذج املعاكس هلذه املعايري ،نتيجة عدم مسلكها التصور الصحيح ).يالنموذج اليهود(يشكل نقيض اهلدف الغييب

لقد قدم لنا القرآن صورة كاملة للهيكل البشع الذي ركبته القيم اليهودية يف تصورها : ومن هنا أستطيع القول

حني أثرانا موضوعيا مبا يثبت أن اليهود فاقدون ألهلية النهوض باتمعات حنو الصالح واخلري ،للمجتمع قرآين مع الكفار على أم الصنف األشد عداوة للمؤمنني لإلنسانية حيث كان يقع تصنيف اليهود يف التعامل ال

85ص / بق المصدر السا 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

148

،املائدة }) 82 .. (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود{ كما ذكرت سورة املائدة ذلك صراحة . رمست هذا املنهج وهم الصنف األشد عداوة للمنهج القائم على العقيدة الغيبية كما أظهرته سورة البقرة حني

ال بد وأن تواجه من ،واجلماعة املسلمة بتحركها اإلجيايب املستمر حنو اإلعمار والبناء من منطلق اإلميان بالغيب أي ، وهذه العداوة تتفاوت زيادة ونقصانا مبقدار االختالف يف املنطلق ،املختلفني معها ذا املنطلق عداوة شديدة

تبقي جسرا من التواصل الذي حيفظ لغة – فعلى حتريفها -مبجموعة من القيم الروحية أن الكافر الذي يؤمن والطبيعي أنه كلما قلت نسبة اإلميان بقيم إنسانية مشتركة قلت مساحة التعايش وزادت ،التخاطب اإلنساين مساحة العداء

بارة عن نسج من العالقات االجتماعية املستقرة ع1 والذي هو–وميكن أن ننطلق من املفهوم العام للبناء االجتماعي يف الوظائف بني اجلماعات وبني األفراد ،الدائمة يف اتمع اليت تبدو على هيئة أنساق متبادلة التأثري والتفاعل

ق تتفاعل داخل نطا،2 بقواعد وإجراءات اجتماعية معقدة،الذين تنظم عالقام وحتدد أدوارهم املتباينة املواقف كمنظار أويل حندد من خالله أهم املعامل لتصور -اجلماعة أو اتمع بطريقة فيها الكثري من االنسجام واالتساق

حيث أن أقوى االعتبارات اخلاصة يف ،الشخصية اليهودية داخل جمتمعها على اختالف ظروفه وطبيعة أفراده ،هذا التفاعل هل هو صعود حنو البناء أو هبوط حنو اهلدم التركيب اتمعي هي طبيعة التفاعل داخله مث الناتج عن

وأبقى حول املفاهيم اليت ، التجريبية اليت قد تبعدنا عن صلب املوضوع تولن أدخل يف املالبسات اجلزئية والنظرياولته ولعل أبرز ما تنا،عاجلتها اآليات القرآنية وهي تطرح موضوع الشخصية اليهودية وطبيعتها داخل اتمع

-اآليات الكرمية حول هذا املوضوع هو تصوير املشاهد اليت تعتري اليهودي أثناء احلرب واملواجهة قدميا وحديثا ال رد إخراج اجلنب - يف أوائل سورة احلشر"غزوة بين النضري" و، يف سورة البقرة "قصة طالوت"كما حدث يف

،ن الطباع اليهودية املرافقة يف تعاملها مع حميطها وجمتمعها وإمنا إلظهار الكثري م،اليهودي املتميز وحسب أن احلقيقة غالبا ما ،يف حتديد طبيعة النفسية اليهودية ) املواجهة (والسبب الذي أراه يف االختيار القرآين ملشهد

التفاعالت كما أن،تظهر متجلية بوضوح حني تتعرض لفتنة الصدام املباشر وما خيالط ذلك من حمن وأزمات

أحمد أبو : وكذلك ینظر - ینظر تعریف البناء االجتماعي 21ص/ مصر / المكتب العلمي للنشر / البناء االجتماعي لألسرة / عبد الفتاح تركي . د- 1

وجاء في معجم مصطلحات العلوم , 1967ط / القاھرة / الھیئة المصریة العامة للكتاب / 3ص / 2ج/ مدخل لدراسة المجتمع , البناء االجتماعي / زید , ھذا النمط المقر ألي نظام داخلي اجتماعي لجماعة ما وتتضمن مجموعة من العالقات الموجودة بین أعضاء الجماعة ببعضھم البعض : االجتماعیة

احمد .... ( سب والمصلحة المشتركة والمكانةوھو إطار المجتمع كعالقة منظمة بین الوحدات االجتماعیة المختلفة والتجمعات القائمة على القرابة والن ).697ص/ مكتبة لبنان / بیروت / معجم مصطلحات العلوم االجتماعیة / زكي بدوي

: أنھا , یمكن بإیجاز شدید تحدید خصائص البناء االجتماعي الخاص بأي جماعة اجتماعیة 2وھو لیس بناء فیزیقیا إال أن واقعیتھ ووجوده واضحة مثل وضوح , عات البناء االجتماعي كیان واقعي واضح وملموس لدى مختلف المجتم -

.الظواھر الفیزیقیة یتمیز أي بناء اجتماعي بصفة االستمراریة -یتضمن البناء االجتماعي العالقات االجتماعیة وقواعد السلوك وأنماطھ المرتبطة بالبناء والتي ال تحدث في فراغ بطریقة مستقلة أو عشوائیة -

).268ص/ م1985/ دار المعرفة الجامعیة / طبعة اإلسكندریة / أسس علم االجتماع / محمد علي : لمزید ل(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

149

مبا خيدم البالغة القرآنية اليت ،النفسية تتسارع يف ساعة الشدة وتكشف عن كم أكثر من الطباع يف الوقت نفسه عودتنا غىن املادة التعبريية بلفظ قليل

أفضل احلديث عن ميزة جديرة جدا باالهتمام ،وقبل أن أستعرض النوذجني املذكورين يف سورة البقرة واحلشر ، و الشك أا ذات عالقة وثيقة بنظرة اليهودي حمليطه ،داخل اتمعات ) التحوصل اليهودي( اهرة وهي ظ

.وميكن من خالل دراستها التوصل إىل جوانب مهمة يف تصب عمق الشخصية اليهودية وعالقتها باملادية

يف قياس طبيعة التصور اليهودي ) 1(منوذج : وعالقتها بالتصور املادي ،مع ظاهرة العزلة اليهودية يف ات

عندما يقال فرضا إن شيئا أو عنصرا ما يف حال خلطه مع عناصر أخرى ، يكون ناتج ذلك أن ال يتحدا معا بأي

، وهذا مفهوم بصورة طبيعية ألن تعليله واضح ، فإننا حنكم فورا بعدم جتانسهما يف التركيب ،صفة مشتركة م كون جمموعة من البشر أينما وضعت ال ميكن أن تتعايش مع غريها من اجلنس البشري ولكن كيف لنا أن نفه

على فرض أم مشتركون معا يف الصفات اإلنسانية ؟ مث إذا أردنا تقييم الطبع اليهودي يف املنظور االجتماعي فبأي مسطرة سنقيس ؟

وسأمر عليه يسريا ألنتقل إىل املقياس ،معات يف وصفهم ال شك بداية أن نبدأ من البند الذي اتفق عليه خمتلف ات اآلن يف احلضارة الغربية القائم أصال على منظومة خملخلة دالقرآين يف متييز اتمعات بعيدا عن العرف املوجو

. وال تلتفت إىل القيمة و اهلدف ،للمجتمع حتصر اهتمامها يف مظاهر وقشور عات فهو اإلقرار بالعزلة اليهودية عن التركيب اتمعي عموما بغض النظر عن طبيعة هذا أما الذي تتفق عليه اتم

ويكاد احملللون هلذه الظاهرة يقتربون من تعليل واحد هلا وهو الشعور اليهودي بالتعايل على ،اتمع أو ذاك .1اآلخرين

النظرة إىل اليهود كانت مستندة إىل إرث هائل جيد أن ، ةواملطلع على أدبيات الشعوب ومنها الشعوب األوروبي والنفس اليهودي املختلف دائما عن طبيعة ،من التصورات السلبية املتبادلة اليت خلفتها ظروف العزل والفصل

ومثاال عليه ،حيث يعيش اليهودي بنفس الصراعات اليت فجرا املسائل القومية واالجتماعية والطبقية،جمتمعه )(Grattenauerد مبا يعرف بنظريات غراتنوار أستشه

المجتمع : وكذلك ما كتبھ زكي شنودة في كتابھ / تعریب خیري حماد 53ص/ الیھودي العالمي / ینظر على سبیل المثال ما كتبھ ھنري فورد 1

329ص / د وتعصبھم غرور الیھو: بعنوان , الیھودي

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

150

ة فقد رأت يف اليهودية مسة سيكولوجي،م اليت استوحى العديد من املفكرين آراءهم منها ) 1800(حوايل العام 1!وثقافية وعيبا ميكن التخلص منه

فقد ،ا منذ وقت مبكر ولو عدنا أكثر للوراء لوجدنا أن كلمة يهودي قد أخذت يف أذهان أمم العامل معىن كريه "أن كل كافر يف تلك األزمان كان يدعى يهوديا : " 2وعيد البورمي ) أستري(جاء عند احلديث عن قصة

عملية التكيف النفسي كما هي لدى علماء وحىت أسري مع املوضوع بزواياه املختلفة يبقى أن أنقل بصورة موجزة ولئن كان التكيف البيولوجي تغيريا يطرأ ، يتم بصورة تلقائية طبيعيةهم يعتربون الدافع للتكيفالنفس حيث جند

فإن التكيف النفسي يلجأ إليه الفرد قاصدا حتقيق التوازن املطلوب مع حميطه و ،على اجلسم دون علم أو إرادة منه لكنه التصرف اإلنساين و، وهذا قد ال يعين بالضرورة مسخا للهوية أو الذوبان ، وحتقيق أهدافه ،إشباع حاجاته

.الطبيعي الذي يقوم به الفرد حتت مبدأ التعايش والتفاعل اإلجيايب مع حميطه وجمتمعه ويشبهوا ،جناح التكيف يتوقف على مدى تكيف الفرد مع ذاته " و يؤكد علماء الصحة النفسية كذلك أن

"3ى بيئته مث تنعكس بعد ذلك عل،حبال السعادة تنبع أوال من داخل الفرد وبالتأكيد فإن ، األقرب لفهم سلوك الشخصية اليهودية ،و لنعد بصورة أخص حنو الرتعة الفردية املتطرفة

ومبعىن أدق هناك خلل واضح يف ،الصورة اليت عرضها علماء النفس لطبيعة التكيف ختتلف عما هي عند اليهودي ذا اخللل فيمكن وصفه نظريا بأنه عائد لفقدان التوازن الذي أما مكان ه،برجمة التكيف داخل النفسية اليهودية

مما أفقده أهم أدوات هعشق املادة مكان) فريوس (احلاصل عند اليهودي نتيجة حلول ) الفراغ املعنوي( سببه . والتعايش مع اتمع اإلنساين كنتيجة طبيعية لاالتصا

يكون قد اعتدى على ،بوجوده الذايت إحساسا مبالغا فيه وحيس ،حني تفسد فطرة الفرد : " يقول حممد قطب وهو مع ذلك ال يعتزل اتمع وال ،اآلخرين اعتداءا مؤكدا ليحقق لنفسه أكثر مما ينبغي من املتعة الفردية األنانية يسرها له والتسهيالت اهلائلة اليت ي،يعيش وحده متنازال عن العون الضخم الذي يستمده من وجوده يف اجلماعة

" 4! مث ال يؤدي نصيبه من التكاليف ،فكأنه يف تبجحه يريد أن يستغل اموع إىل أقصى درجة ،جمموع األفراد

أن انعزالية الكيان اليهودي الدائمة هي مظهر له دالالته ،وما أريد الوصول إليه من خالل التقدمي ذه الفكرة وعليه ،يهم نقمة اتمع احمليط م وسائر اتمعات على مر العصور على دخائل نفوسهم وطبيعتها اليت صبت عل

فليس موضوع االنعزالية اليهودية ،فمجرد الوقوف على املظهر ال يفسر الداللة وال خيلص إىل التشخيص احلقيقي

160ص/ الیھود في الفكر الغربي : فصل بعنوان / أزمة االنتماء الیھودي / راني لقعفدسلیمان ا: ینظر 1 : 13 :" المجلة"مجلة (نقال عن التلمود وفقا للمذكور في , 30ص ) الشخصیة اإلسرائیلیة: ( في كتابھ ظاظاالشاھد من القصة أورده الدكتور حسن 2

71. ( .م 1985 / 2ط / اإلسكندریة/ المكتب الجامعي / 33ص / التكیف النفسي : تحت عنوان / التكیف والصحة النفسیة / محمد السید الھابط : ینظر 3 4ط/ 141ص / اإلنسان بین المادیة واإلسالم / محمد قطب 4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

151

ا احلقيقة عكس ذلك وإمن– كما يذهب إليه الكثري من احملللني –سببه التعايل على اآلخرين والنظرة الدونية للغري فالذي كشفه لنا القرآن الكرمي أن هذا ادعاء كاذب سببه اجلنب عن مواجهة اتمع اإلنساين بتلك القيم ،متاما

الغريبة عن الروح اإلنسانية واليت تصطدم مباشرة مع الفطرة يف تركيبها األويل اليت تضع للروح واملعاين حيزها .األصلي يف االعتبار

واليت شاركهم فيها النصارى ،ر مثال يف تكذيب القرآن هلم خبصوص دعوى استئثارهم حبب اهللا هلم ولننظوقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم { : يقول تعاىل ،كذلك نمم رشب ريصالم هإليا ومهنيا بمض والأرو اتاومالس لكم لهلاء وشي نم ذبعياء وشي نمل رفغي لقخ

املائدة } )18( يعذب ال بيبواحل ، ولده يعذب ال األب ألن ، لدعواهم إبطال} قل فلم يعذبكم بذنوبكم { : قوله ويف

أنكم صح فإن ، السبت أصحاب وهم وخنازير؟ قردة مسخه من منكم عذب فلم : الكالم معىن أو أن ،حبيبه كنتم ولو ، زعمكم على معدودات أياما النار ومتسكم فتمسخون بذنوبكم وتعذبون تذنبون فلم وأحباؤه اهللا أبناء عصيتموه ملا ، أحباءه كنتم ولو . للعقاب مستوجبني وال للقبائح لنيفاع غري ، األب جنس من لكنتم ، اهللا أبناء من ويعذب { الطاعة أهل وهم } يشاء لمن يغفر { البشر من خلق من مجلة من } بشر أنتم بل { عاقبكم وملا .1العصاة وهم } يشاء

العذاب تقدير من ، األمر نفس يف عليهم العذاب بوقوع يهمعل يرد أن هذا من املقصود ليس: " قال ابن عاشور و الرد املقصود بل ، مصادرة الرد يصري إذ ، به للرد يصلح فال به يعترفون ال ذلك ألن ، كفرهم على اآلخرة يف هلم

.الدنيا عذاب أم اآلخرة عذاب كان سواء ، دينهم عقائد يف حصوله يعتقدون عذاب حبصول عليهم " . ) 2اخللف برهان (ب اجلدليني عند املسمى هو الربهان وهذا ، الدعوى هذه يف كاذبون مأ على يدل هذاف

فتلك ختص اليهود وحدهم وقد رد عليها القرآن اآلخرة أما خبصوص دعوى استئثار فصيلهم عن باقي البشر بالدارالدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت قل إن كانت لكم { : يقول تعاىل،ردا مباشرا

نيقادص مت94(إن كن ( نيمبالظال يملع اللهو يهمدأي تما قدا بمدأب هونمتي لنو)95 ( صرأح مهنجدلتو حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر الناس على

.البقرة } )96(والله بصري بما يعملون اليت خيدع ا اليهود أنفسهم بامتيازهم عن باقي هذه الدعوى اليت بينتها اآلية نوع من الدعاوى الكثرية واملتنوعة

والسبب يف االختيار القرآين هلذا النوع من الدعوى لتفنيدها هو أن املوضوع املتناول فيها حساس ،البشر

286 ص /2ج/ فتح القدیر / الشوكاني , 17ص / 2ج /الكشاف / الزمخشري : ینظر 1 168ص /4ج/ التحریر والتنویر / ابن عاشور 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

152

وطبيعة البالغة القرآنية إبراز األمثلة الواضحة والصرحية مما يغين عن الدخول يف كثري من اجلزئيات ،وجوهري لذا فاآليات هنا تصلح أن تكون دليال قويا على أن الفوقية اليهودية هي شعور مصطنع ،حها من جديد وإعادة طر

وما ،مفقود يف حقيقته ألنه لو حصل أي موقف ميتحن فيه هذا االدعاء فإنه سرعان ما يكتشف زيفه ويسقط آنية حني فضحت زيف هذا االدعاء سنرى طبيعة الكشف الذي أظهرته اآلية القر،دمنا يف نطاق هذا املوضوع

:بل و أثبتت ضده وأنكم الناس، دون من اهللا أولياء أنكم تعتقدون كنتم إن : 1ومعىن اآلية على قول ابن عباس وأكثر املفسرين

الكاذبني على وادعوا ذلك على فباهلوا النار، أهل] من [عداكم ومن اجلنة أهل من وأنكم وأحباؤه، اهللا أبناء عن نكلوا صدقه وعرفوا ذلك تيقنوا فلما. حمالة ال الكاذب تستأصل اهلةاملب أن واعلموا غريكم، من أو منكم

م من يعلمون ملا اهلةاملبم وافترائهم كذيعرفونه وهم ونعته، وسلم عليه اهللا صلى الرسول صفة من احلق وكتما ومسيت[:وقال ابن كثري ، وعنادهم وضالهلم يهم،وخز باطلهم، أحد كل فعلم. ويتحققونه أبناءهم يعرفون كما بيان فيها له حجة ذلك يف كان إذا ماسي وال له املناظر املبطل اهللا أهلك لو يود حمق كل ألن متنيا؛ اهلةاملب هذه 2 املوت بعد مآهلم سوء من يعلمون ملا عظيمة عزيزة عندهم احلياة ألن باملوت؛ املباهلة وكانت وظهوره، حقه

قيل ؟ بقلوم يتمنوه مل أم علم أين فمن أخرى، وبالقلب تارة باللسان يكون فالتمين: قيل فإن: "ل القرطيب قا عليه اهللا صلى النيب على ردا بألسنتهم ألظهروه بقلوم متنوه ولو "أبدا نوهيتم ولن" بقوله بذلك القرآن نطق: له

. "3 نبي وهذا ،تهحلج وإبطاال وسلم ومل تكتف ذا بل أظهرته بالدليل الواقعي ،ذن فاآليات الكرمية هنا كشفت حقيقة االدعاء اليهودي بأنه كاذب إ

! احلي نتيجة ما رافقها من أسلوب التحدي لتتم بذلك احلجة عليهم وفضحهم بأخزى صورة تظهر خمبوء سرائرهممن أبعاد متشعبة عميقة اجلذور وأما طبيعة االدعاء اليهودي فإنه يظهر فكرا عنصريا بصورة التعقيد مبا حيمله بالغة

، والسبب داخلي حمض ، أهل اليهود أن يكونوا هم األكثر ترشيحا الستالم قيادة الرتعة العنصرية يف العامل ،إلحساس ا أو فقد ا، ألنه قد أسقط حيز املعاين اإلنسانية من كيانه ،فاليهودي ال ميلك لغة تفاهم إنساين عامة

واليهودي كذلك ال ميلك لغة التفاهم باخلطاب الديين ألن طبيعة التدين ال بد وأن يكون فيها ،لران املادة على قلبه وهذا غالبا ما يصطدم مع الشخصية ،ارتباط روحي وجامع يضبط مجيع املنتمني له على حماسبة على السلوك

ولو ،ي منفذ للتحرك ذه املصاحل إال أن تصطبغ بصبغة عنصرية حبتة فلم يبق أ،اليهودية يف خطة رمسها للمصاحل الستبعدنا أن يكون املؤلف ،تأملنا يف النصوص اليت شكلها التصور اليهودي لتشريع نقمته على اجلنس البشري

ھذا الذي فسر بھ ابن عباس اآلیة ھو المتعین، وھو الدعاء على أي الفریقین أكذب منھم أو من المسلمین على وجھ المباھلة، ونقلھ ابن : قال ابن كثیر 1

)333ص / 1ج/ یر القرآن العظیم تفس(جریر عن قتادة، وأبي العالیة، والربیع بن أنس، رحمھم اهللا جمیعا 334ص / 1ج/ الصدر السابق: ینظر 2 33/ص / 2ج / الجامع ألحكام القرآن / القرطبي 3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

153

خمتل عقليا هلذه النصوص جمموعة من البشر تعاقب عليهم أزمنة كثرية ولتوقعنا أن املوضوع جمرد تفاهات لرجل ومن هذه النصوص ما سطروه ودونوه من نظرم اليت مشلت الشعوب ،كتبها حلظة جميء حالة إنفصامه عن العامل

! واألمم األخرى غريهم حافلة بعبارات السخط واللعنات فيكون ملعون كنعان : فقال : " ... 1كما نص عليها سفر التكوين،وقصتهم املشهورة اليت انتهت بلعنة كنعان

والغريب املضحك يف هذه القصة ،وكنعان كما تذهب رواية التوراة هو ابن حام بن نوح " عبدا لعبيد إخوته ! ويبدو أن اختصاصه باللعنة كان لغرض واضح،أن تطاله اللعنة بذنب اقترفه غريه

ألن : ".. ففي إشعيا مثال ، وإمنا طال مجيع البشر ، 2وبالطبع فموضوع اللعنات مل يتوقف على كنعان أو غريه إن : " ويف مزامري داوود ،) ) 66:أشعيا "( الرب بالنار والسيف خياصم كل البشر ويكون قتلى الرب كثريين

3 ) 135:4املزمور "( الرب قد اختار يعقوب لذاته وإسرائيل خلاصته حنن ال : " مل اليهودي االنكليزية يف صحيفة العا ) ( S. Gerald Soman يقول السياسي اليهودي جريالد سومان

.ميكن أن نكون إنكليزا ألننا ننتسب إىل عنصر خاص حنن أمة : DEBATABLBE CROUN: مؤلف ) G.B. STERM( سترين . ب . وقال املفكر اليهودي ج

"4حنن أكثر األمم تعصبا لعنصرنا اخلاص .. ،خاصة وإمنا مظهر للغلو يف الفكر املادي الذي يريد ،" الرتعة العنصرية"سري حلالة تفجمرد على أنه هوال ميكن قصر ما نرا

ليس احلجر والشجر بل وحىت البشر جيب أن يكونوا وفق ، ويكسب كل شيء ،أن يسيطر على كل شيء .عبيدا يصلح استغالهلم وبيعهم وشراؤهم ) منطق الكسب اليهودي (

،ا بني األجناس متاشيا مع غريزة األنا وحب االعتزاز باألصل والنسب ا أحيانربروقد يكون الفكر العنصري م) الكسب ( ألا أقصر طريقة لتعزيز منطقه يف التعامل ولكنه عند اليهودي هو لغة التخاطب الوحيدة اليت ميلكها

خرى غري مسلك وألن الطريقة األ،على الطريقة اليهودية املعاكسة قالبا ومضمونا لروح ومصلحة اجلماعة وهذه اللغة ،التعصب للجنس البد وأن حتمل نوعا من اخلطاب اإلنساين العام الذي يراعي القيم والروح اإلنسانية

!ال يفهمها أو ال يقوى على فهمها من حيركه دافع املادة وهواها مسألة ¤

33ص/ معالم عنصریة في الفكر الیھودي / علي عبد الجلیل : ینظر القصة مفصلة - 1 –إلعنوا أرض ماروز : تتوالى علیھم اللعنات كما في سفر القضاة, م للشام االسم القدی) سورا (و , إن سكان جنوب فلسطین في زمن شاؤول : مثال2

23الفقرة / 5اإلصحاح ...) قال مالك الرب العنوا سكانھا –اسم مكان في فلسطین 356ص , 344ص , 327ص: على التوالي /المجتمع الیھودي / زكي شنودة : ینظر- 3 464ص / العربي للنشر / 2ط/ م 1976/ ض المفسدون في األر/ ناجي . س : ینظر 4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

154

ضمان صحة عالقته مع ،واملستغلة للغري فهل نفهم من التوجه املغايل لدى اليهودي يف نظرته احملقرة واملعادية مثيله اليهودي اآلخر ؟ أن تتوىل ذلك 1 ولعلي سأعلله من شق واحد فقط تاركا لآلية الكرمية يف سورة احلشر ،اجلواب ال قوال واحدا

جتماعي عند فعلى اعتبار أن النمط العنصري املقر للنظام الداخلي اال- وفق فهمي اخلاص- أما ما أراه،يف حينه عند - وهذه األخرية متتاز بكوا على صلة مباشرة باملادية اليت منبعها ،اليهودي ملتبس متاما باألنانية اليهودية

فإننا ال ميكن فهم حدود النفس األنانية ذه التركيبة اخلاصة إال صعوبة أو ، صار ذاتيا وليس مكتسبا -اليهودي : أي ميكن القول ، أن تتوقف عند حد معنيةاستحال

فكلما ازداد ، حيث العالقة الطردية بني الشكلني ،يف ظل التوافق احلاصل بني دافع األنا والتعصب العنصري وبالتايل فإن هذا التعصب غايته ،احنراف سهم املصلحة حنو األنا الذاتية ازداد التوجه حنو التعصب العنصري

ويف أية حلظة أن يتوجه الغيظ والعداء من ، وبذلك من السهل جدا ، اتبالتأكيد الشعور بالرغبة إلشباع الذ .يهودي إىل يهودي آخر عند أدىن منافسة أو عرقلة حنو مكسب مادي أو وسيلة إليه

متعلق مباشرة ،ويكفي أن نستحضر اآلية الكرمية يف سورة البقرة وهي تفضح نوعا من أنواع نكثهم للعهد وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا { : عضهم لدرجة أن يقتل بعضهم بعضابسلوكهم السيئ مع ب

يقا ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فر) 84(تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون انودالعبالإثم و همليون عرظاهت مارهيد نم كمنلبقرةا )85(} ... م

أما حديث كتبهم فقد سجل من السلوكيات املخزية ما يفضح كذلك نفاقهم مع بعضهم على أساس العالقة يا ليت يل يف الربية مبيت مسافرين فأترك : رب يقول ال: " جاء يف سفر إرميا ، مثال ،القائمة على املصلحة األنانية

بفمه يكلم صاحبه بسالم ويف قلبه يضع له ،لسام سهم قتال يتكلم بالغش ... شعيب وأنطلق من عندهم 2 ) 34-7:8( إرميا ... " كمينا

قي من العناصر غري اليهودية على وقد يفيدنا طرح هذه املسألة يف تصور احلالة اليت يتمثل فيها اتمع اليهودي الن فقد ، وإذ خرجنا من هذه املسألة ، يف صناعته الداخلية عن اجلماعة اليهودية داخل جمتمع آخر فأنه ال خيتل

:يستدرجنا هذا التصور إىل موضوع املادية وفساد اتمعات

14) تحسبھم جمیعا وقلوبھم شتى( : وھي قولھ تعالى 1إذ قتل سبعین من إخوتھ لیرث , كما تبدو وحشیة الیھود مع بعضھم في أبشع صورھا كذلك فیما فعلھ قاض آخر من قضاتھم وھو ابیمالك ابن جدعون 2

ثم جاء الى بیت أبیھ في ... وكلمھم , إلى شكیم الى إخوة امھ ) وھو جدعون ( وذھب ابیمالك ابن یربعل (( فقد جاء في سفر القضاة , ھ مكانة أبیھ مكانة أبی ) .5 – 1:القضاة .(عفرة وقتل إخوتھ بني یربعل سبعین رجال على حجر واحد

)16- 1: 21التي وردت في سفر الملوك األول ومنھا كذلك قصة آخاب ملك إسرائیل وزوجتھ إیزابیل مع ألیزرعیلى 336ص / المجتمع الیھودي / زكي شنودة : ینظر تفاصیل القصة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

155

يف قياس طبيعة التصور اليهودي) 2(منوذج : اجلبن اليهودي

مندرجا ) اجلنب (بيعي وحنن نستعرض ما كتبه الناقدون والباحثون يف الشأن اليهودي أن نرى وصف إن من الط ولكن اإلبداع القرآين يف موضوع طرحه لقضية اجلنب هو بيان الدافع ،ضمن الئحة صفات الشخصية اليهودية

اخلوف من ( فع جيتمع عنده كل اجلبناء والدافع الذي صوره القرآن ال خيتلف أوليا عن أي دا،احلقيقي وراء اجلنب ولكن الوصف القرآين بني أن هذا الدافع عند اليهودي هو األقوى مقارنة مع غريه حىت من ) املوت أو اهول

هذا األمر وتفضحه من حيث اختارها عرض هذا تربز لذا جاءت البالغة القرآنية ، ألن له طابعا مييزه ،املشركني ،تحدي يف طلب املوت للكشف عن حقيقة املظهر الديين املزيف الذي يدعيه اليهود املوضوع بصورة ال

مالزم ألمر إرادي ) فعلي(أمر سلوكي : [ يدل على أمرين معا } أحرص الناس {واالستخدام القرآين للوصف ل ذلك من حرص القصار وأص..احلرص فرط الشره وفرط اإلرادة : " ويدل عليه ما ذكره الراغب ،) ] معنوي(

"1..الثوب أي قشره بدقة واحلارصة شجة تقشر اجللد ليدل على أمر } مدنهجتول{: الكرمي بالقول م وهذا احلرص اليهودي ملموس ومشاهد يف الواقع لذا جاء النظ

وإمنا يوجه طاقته ،عور اخلوف منه عند اليهودي حىت ال يكتفي بش) الغيب( وهو مدى اهتزاز مفهوم ،مهم وأي شيء أعمق يف اجلنب من أن يكون فكر صاحبه قائما على ،الفعلية الكامنة على اهلروب منه يف كل األوقات

وال خيفى على أحد مقدار ما يعطيه اإلميان بالغيب من قوة معنوية تدفع على ،حصيلة فارغة من القيم الغيبية وإمنا تركيبته ، مصدر خوفه ة ولنا أن نتصور إنسانا ال تغدو املؤثرات اخلارجي،ض اخلنوع العزمية والشجاعة ورف

وأظن من السهل تشخيص هذه احلالة ،النفسية املعجونة بأخالط اخلوف من كل غييب وجمهول هي مكمن الداء .ئيس للجنب دافعهم الر- الذي يضاد كل الغيبيات ويقضي على املعنويات -على أا مرض املادة

: مسألة¤

كيف نفهم اجلنب املتولد عن الفكر املادي اليهودي بأنه جنب خالص من أي بقية لبواعث الشجاعة ؟ ، فمن املعلوم أن الدافع للشجاعة هو أمر معنوي بكل املقاييس ، 2البأس يف القلب شدة لشجاعةإذا كانت ا

بدليل أا وصف ،هلية أو عصبية قبلية أو نصرة لدين أو فكرة أو معتقد فبواعثها فال خترج عن أن تكون محية جا ويعود ، والقلب حني يوجه اإلنسان بدوافع معينة فال بد أن يتحرك بإيقاع الفكرة اليت تغذيه ،مرتبط بالقلب

121ص/ المفردات / الراغب األصفھاني 1 173ص / 8ج / لسان العرب / ابن منظور 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

156

ف فبأي نوع ميكن أن نصن،على افتراض وجود شيء من الشجاعة عند اليهودي : سؤال مطروح إىل الذهن الباعث املولد للشجاعة لديه ؟

ميكننا أن جنيب على هذا بسهولة إذا أخذنا بعني االعتبار اخلواص اليت متيز اليهودي عن غريه مث نرى إىل أيها و خشية ، فيكون ما توصلنا إليه جامعا للجواب مع الدليل عليه ،يكون الدافع األقرب يف بواعث الشجاعة

: وإمنا سأنطلق من نتائجها وصوال للمطلوب،يالت األمثلة التكرار لن أتعرض يف تفص فعلى احتمال أن يكون الباعث محية فهذا ساقط لسبب أن الرابط القليب بني اموع اليهودي مشتت

ألن اليهودي ال يقبل اإلله إال بصورته املشوهه واملمسوخة، ليس دينيا بالتأكيد فمنطلقهاوأما الفكرة واملعتقد أي أنه يف حل من التبعات الدينية اليت من املمكن أن ،اليت يقف فيها اإلله ليعفيه أصال من كل عهد والتزام ديين

لكن مع تعاقب القرون مل ،1 وأما العصبية القبلية ففي زمان مضى نعم ،تترك أثرا يف البواعث احملركة داخل نفسه بقي إذن املدار الذي جيمع قلب كل يهودي وهو طبيعته املتعشقة ، بواقي صدف وال قشرةيعد لنقاء العرق

وقد سبق االتفاق على أن باعث الشجاعة يلزم كونه ، ومبا أن هذا الطبع خال متاما من أي صفة معنوية ،للمادة بل وانتفاء تام ، فال شجاعة أبدا، وصلنا إىل نتيجة أن باعث هذه الصفة عند اليهودي صار منتفيا متاما ،معنويا

!! وإمنا هو اجلنب اخلالص والصايف من غري أخالط وال تعكري ،من أي احتمال ملبعث الشجاعة

:مناذج قرآنية تكشف جوانب ومعايري من املادية اليهودية : ثانيا

ن مث اخلروج ا من حدود و م،استنادا إىل التنوع القرآين يف عرض املواقف وحيثياا املختلفة زمانيا ومكانيا فإننا بالتأكيد لن نتعامل مع املشاهد املنتقاة من ميدان احلدث ،الزمان واملكان إىل إدراك املغزى و استنتاج العرب

قابلة للتعميم على كل اتمعات اليت تواىل ) ظاهرة (اليهودي باألفق القصري لداللة الكلمة ووصفها وإمنا باعتباره على اعتبار أن املواقف اليهودية اليت ، و أرى أننا لن نواجه اعتراض النهج العلمي يف ذلك ،ليهودي فيها الوجود ا

وهي كذلك ثابتة فيما تقدمه مدرسة الصياغة اليهودية ،أظهرت تفاعل احلدث يف القصة متشاة يف كل مرة :للمجتمعات

:النموذج األول

محمد . د: دراسة وتحقیق , 40ص / 2جمال الدین األفغاني ج "املة األعمال الك: "ینظر , حول توجیھ طاقة القومیة والعنصریة لإلسالم ) : للفائدة ( 1

191ص / م 1981/ المعھد العالمي للفكر االسالمي /محمد عمارة . د/ معالم المنھج اإلسالمي : كذلك , / م 1981/ط بیروت / عمارة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

157

تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ألم{ : يقول تعاىل يف سورة البقرة قاتا ألا نا لنملوا قالوا وقاتال ألا تتالق كمليع بإن كت متيسل عقال ه بيل اللهي سل فقاتكا نلبيل مي سل ف

نيمبالظال يملع اللهو مهنيلا ما إلا قللووال تتالق همليع با كتا فلمنائنأبا وارنيد نا منرجأخ قدو 246(الله ( طالوت ث لكمعب قد إن الله مهبين مقال لهو هنم لكبالم قأح نحنا ونليع لكالم كون لهى يكا قالوا أنلم

نم لكهي متؤي اللهم والجسلم وي العطة فسب هادزو كمليع طفاهاص ال قال إن اللهالم نة معس تؤي لمواء وشي يملع عاسو ة ) 247(اللهيقبو كمبر نة مينكس يهف وتابالت كميأتأن ي هلكة مإن آي مهبين مقال لهو

البقرة }) 248( كنتم مؤمنني مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن وما قبلها هو أن اآليات اليت قبلها نزلت يف شرع القتال حلماية احلقيقة وإعالء 1جه املناسبة بني آيات هذه القصةو

تؤيد ما قبلها من "إسرائيل قوم من بين ةقص" وهذه القصة ... األممشأن احلق وبذل املال يف سبيل اهللا لعزة استهدوا إذا وعندهم شريعة ديهم إليهفهي متثل لنا حال قوم هلم نيب يرجعون ، دفع اهلالك عنها إىل األممحاجة

.2 باجلنباألوىل القصة أصحابوقد أخرجوا من ديارهم وأبنائهم بالقهر كما خرج ،

برأس إال يقوم ال القتال كانو امللك إلنالة إال به ينقادون ال ما الغلظة من عندهم كان وملا: ".. يقول البقاعي أي} نقاتل {احلرب أمر لنا يقيم أي } ملكا { خاصة أي } لنا ابعث{ : قالوا واحدة به الكلمة تكون جامع يف يظهر مل حيث األنفس مبنة األمر أخذهم إعالمه يف احلرايل قال . األعلى امللك أي } اهللا سبيل يف { أمره عن

كان وما ، مت تقوى على بناء كان فما إليه بإسنادها إال األعمال تصح ال الذي وتعاىل هسبحان اهللا إىل إسناد قوهلم " .1 ...اد نفس دعوى على

-: الكرمية تسليط الضوء على ما يلياآلياتميكن يف هذا املقطع من و :"امللك املعايري املعتربة الختيار يهودية و املادية ال-

وتقوى عزائمهم فيكون دافعا هلم أمرهمسلموا نوا ويئمل يكفهم قيادة النيب هلم وهو املؤيد من الوحي حىت يطم وقد - كذماآلياتكما بينت -مث ظهر ، ا يبعث هلم ملكأنولكنهم اشترطوا لقتاهلم ،2والطاعةاإلقدام على

وجمع ( : وفیھا ما نصھ ,ا من المتقاعسین عن حرب أعدائھم جاءت قصة طالوت في التوراة تفضح الجبن الیھودي وتذكر أن غالبیة الشعب كانو1

, واجتمع شاول ورجال اسرائیل في وادي البطم واصطفوا للحرب للقاء الفلسطینیین , الفلسطینیون جیوشھم للحرب فاجتمعوا في سوكوه التي لیھوذا "اتی جل"فخرج رجل مبارز من الفلسطینیین اسمھ, ك والوادي بینھم وإسرائیل وقوفا على جبل من ھنا, وكان الفلسطینیون وقوفا على جبل من ھنا

وان قدرت علیھ أنا وقتلتھ , فان قدر ان یحاربني ویقتلني نصیر لكم عبیدا , اختاروا ألنفسكم رجال ولینزل إلي .. فوقف ونادى صفوف إسرائیل وقال لھم ولما سمع شاول وجمیع إسرائیل كالم الفلسطیني . اعطوني رجال فنتحارب معا . الیوم أنا عیرت صفوف إسرائیل ھذا.. تصیرون انتم عبیدا وتخدموننا

"( وجمیع رجال إسرائیل لما رأوا الرجل ھربوا منھ وخافوا جدا .. وكان الفلسطیني یتقدم ویقف صباحا ومساءا أربعین یوما .. ھذا ارتاعوا وخافوا جدا ).24-17:1صموئیل األول

" ( وكان ھذا الصبي ھو داوود الذي أصبح ملك الیھود فیما بعد . یر بعد ذلك من رعاة الغنم وضربھ بحجر في رأسھ بمقالع فقتلھ وجاء صبي صغ... )58-17:14صموئیل األول

319ص / 1ج /الكشاف / الزمخشري : ینظر 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

158

وطلبوا إليه أن ،ذهب شيوخ العربانيني إىل زعيمهم صموئيل : " ما يلي ،جاء يف موسوعة املصطلحات اليهودية وقد حذرهم صموئيل من أن امللكية يف تصوره حنث بالعهد بني اإلله ،ا يقضي هلم كسائر الشعوب جيعل هلم ملك

ولكنه يف النهاية توج ، ذلك العهد الذي جاء فيه أن بين إسرائيل لن يكون هلم ملك سوى اهللا ،والشعب "3) شالوت (

وهو قدر اهللا وقضاؤه السابق انه األقوىسبب ترك القوم ال... ": يقول ابن عطية : كلاعتراضهم على امل -وانه زاده بسطة يف العلم 4مالك امللك فاحتج عليهم نبيهم عليهم باحلجة القاطعة وبني هلم مع ذلك تعليل اصطفائه

هم توملا علم نبيهم تعن : يقول مث،... يف احلرب وعدته عند اللقاءه واجلسم الذي هو معيناإلنسانوهو مالك " . 5 } ملكه من يشاء يت واهللا يؤ{يف احلجج متم كالمه بالقطع الذي ال اعتراض عليه وهو قوله وجداهلم

نوا سبب رفضهم للمعايري اليت اختارها اهللا للملك وا نبيهم بي عندما حاجأموشاهدي يف املوضوع هنا هو يفيد يف قد أمر أو أي،مثال ) التقوى ( فلم يكن يف منظورهم ةوهي معايري مادية حبت ،وذكروا معايريهم

الكفة إىل الذي يف نظرهم يقلب امليزان )املال( كان معيارهم هو وإمنا،) القتال(مواصفات تناسب طبيعة املهمة .الراجحة

:6)التابوت عالمة مادية ( العالمة على اختيار امللك -

} ...ية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكموقال لهم نبيهم إن آ {: قال تعاىل

وقد قيل يف وصفه ) التابوت( فبني تلك العالقة مبجيء ،ة على أنه سبحانه اصطفاه وذلك عند طلبهم منه حج ينة وهي السكأخرى نعمة نهإتيا فاملهم أن اآلية قد جعلت يف وأيضا ، 7 أوصاف ال فائدة فيها وطريقة جميئه عدة

العالمة حىت ذكر ، عليه من احلجج القاطعة أجاميكفهم كل هذا اجلدال لنبيهم وما مل م وه... والطمأنينة

386ص / ج ا /نظم الدرر / البقاعي 1 أو أرض في أدنى قیاس -والسبب أن الملك یحتاج دولة, أرى مسوغا لطلبھم الملك على األقل في ھذه الفترة إال أنني ال, قد أجد مخالفة في ھذا الرأي 2

أن یقودھم من مع أنھ ال مانع , لذلك أدى ھذا الملك دور قائد الجیش , فحاجتھم الفعلیة كانت لقائد , وھم طلبوا الملك قبل توفر األجواء المناسبة لوجوده – . واهللا أعلم – یوجد دلیل معتبر على أنھ ال یصلح لھذا الدور وال, نبیھم

552ص : في قاموس الكتاب المقدس : وكذلك , 296ص / موسوعة المصطلحات الدینیة الیھودیة / رشاد الشامي . د: ینظر 3 ) .153ص/ 1ج/ مختار الصحاح( صفوة الشيء خالصة واصطفیت كذا على كذا أي اخترت 4 332 ص 1ج/ المحرر / ة ابن عطی5من یطالع العھد القدیم بدقة فال بد أن یشم رائحة الوثنیة التي حرف الیھود إلیھا ) : الطقوس الوثنیةفي االستغراق : ( أحمد لطفي تحت عنوان . یقول د6

, ومن الذي یقترب منھ , في وصف ھذا التابوت ویخصصون فصوال طواال) تابوت العھد ( فجعلوا محور عبادتھم تابوتا یطلقون علیھ , دینھم القویم . د! (المتحدثین باسم اهللا , لیكونوا ھم الكھنة حراس التابوت والعھد ) الالوییون(ویخصصون قبیلة معینة من قبائلھم ھم ... الذي یلمسھ یموت أن وكیف

) .79ص/ جذور العنف والعنصریة في الفكر الدیني الیھودي / أحمد لطفي 251ص 1ج/تفسیر السمعاني , 12ص / 1ج/مدارك التنزیل / النسفي , 304-303ص/1ج/ تفسیر القرآن العظیم / ابن كثیر: ینظر 7

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

159

وهنا يربز انفراد شخصيتهم بطابع مادي عجيب خالفا ملا )التابوت ( ماديا حمسوسا أمراعلى اختيار طالوت هلم ! خارق حمسوس بأمر إال فهم مل يسلموا لتلك املعايري يف االختيار ،تقدمة منها حىت املاألممهو معهود عند

! املادية اليهودية وطبيعة االمتحان - مث ، تلك الفئة هي صاحبة املوازين الربانية ، أن حيقق النصر إال على أيدي الفئة القليلة الواثقة بلقاء اهللا يرد اهللامل إرادة وقوة الروح رفكان االمتحان األول الذي جاء به طالوت يظهر انتصا ،ة املخترباهللا تعاىل عاملهم معاملإن

.على رغبة اجلسد وأما هذا االختبار،ومن احلكمة الربانية أن يكون االختبار مناسبا كذلك لطبيعة املمتحنني والنتيجة ،ر حمدد بني أمرين فهو من نوع تطويع النفس على مقاومة حاجة اجلسد على شكل اختيار مباش) النهر(

متعلق ، وهؤالء القليل يئوا المتحان آخر ،إال القليل منهم ) سقط (اليت أخرب عنها القرآن أن اجلميع شرب حيث وضعوا أمام جيش ،على الكثرة الظاهرة باملعيار املادي املنظور كذلك بدرس مباشر يف كسر مبدأ التعويل

لريد } ال طاقة لنا اليوم جبالوت وجنوده {: ل من أخذ باحلسابات البشرية اردة فيقو،يفوقهم عددا وعدة بأن املوازين الدنيوية واحلسابات املادية فاقدة ) أصحاب اليقني (عليهم الصفوة ا لقليلة املتبقية من األصل من القلة

. أمام إرادة اهللا ومشيئته راالعتبا جدير بالوقوف - العرب واملغازي الكثرية اليت تصلح أن تكون قواعد عامة مبا حيمله من-وهذا الدرس العظيم

وقد ظهر جليا أا مشاعر جبانة ال ، ومن ذلك التصور اليهودي الذي شارك يف تشكله املعايري املادية ،والتدبر تعلي معيار املادة فتفشل خترج عن إطار مشاعرهم العامة ألا ال تضع أمامها إال احلسابات املادية وألا دائما

!!.} إلا قليلا منهم { وتسقط أمام كل اختبار فيه تزكية للروح ومسو الفكر : النموذج الثاين

هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما{ : يقول تعاىل يف سورة احلشر ي قلوبهمف قذفوا وسبتحي ث لميح نم الله ماهفأت الله نم مهونصح مهتانعم مهوا أنظنوا وجرخأن ي متنظن

} )2(لي الأبصار الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنني فاعتبروا يا أو

. مفصلة مبا يغين عن تكرارها 1أما مناسبة هذه اآليات الكرمية فقد تعرض هلا املفسرون الصفة هذه وتكرار1 }الكتاب أهل من كفروا الذين { بأم النضري بين ليهود القرآن تسمية نلحظ أن يفوت وال كان وقد وسلم عليه اهللا صلى حممد ا جاء اليت العليا رتهصو يف اهللا بدين كفروا ألم حقيقة فهي ، السورة يف

.ويتوقعوا ينتظروا اليهود

– 56ص / 8ج /تفسیر القرآن العظیم / ابن كثیر -262ص / 23ج/جامع البیان / الطبري : حول تفاصیل حادثة بني النضیر ینظر على سبیل المثال 1 447ص / 9ج/ الدر المنثور / السیوطي

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

160

تعبئة جتاههم املسلمني شعور يعبئ أنه كما م؛ التنكيل بسبب بيانا حيمل نفسه الوقت يف الصفة هذه وذكر

.أيديهم على وعذاب نكال من م حل وفيما ، معهم فعلوا فيما قلوم هلا تطمئن روحية يقل مل وإمنا غلبومي ال املسلمني أن ظنوا وهم أي ، العلة على عطف } وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم {ومجلة

} هو الذي أخرج الذين كفروا { : تعاىل قوله من ، خروجهم على الكالم أن مع ، يخرجوا ال أن وظنوا: خيرجوا ال أن وظنوا : والتقدير ، إخراجهم من مانعتهم أي} وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم { ىلإ عنه فعدل من { هلم املقدور وقدره تعاىل اهللا أمر فأتاهم ،حصوم على معتمدين قويا ظنا ظنوا أي ، حصوم متنعهم ألم 2 .... والطمأنينة األمن قلوبهم سلب أن تببالهم خيطر ومل } يحتسبوا لم حيث

واستعري .. الرمي البعيد : " أصل القذف كما يقول الراغب }الرعب قلوبهم فى وقذف{ :ويف قوله تعاىل

" . 3للشتم والعيب كما استعري للرميتعطي من ) القذف ( يدرك أن كلمة من كان له أدىن اطالع ومعرفة يف قضايا اللغة: " فضل عباس . يقول د ) .إلقاء ( وتلقي من الظالل ما ال يوجد يف كلمة ،الداللة فاخلذف ،هم بني خاذف وقاذف : وهلذا يقال ،إمنا تستعمل ملا فيه الشدة والقوة والضخامة ) القذف ( فكلمة

" 4.. من احلجارة واشتد ضاربه أما القذف فال يكون إال مبا كرب ، وهي احلصاة الصغرية ،هو رمي اخلذف الرعب حصل أي ، العاجل للحصول استعريأنه )القذف ( ويعترب بعض املفسرين يف حتليلهم لسبب اختيار لفظ

{ : آل عمران آية يف القذف بفعل يؤت مل ولذلك للرعب سبب حصول وال تأمل سابق دون دفعة قلوم يف .باالستسالم فأسرعوا قلوم يف الرعب اهللا وجعل : واملعىن ، )151 (}.. الرعب فرواك الذين قلوب في سنلقي

والذي أراه أنه باإلضافة إىل ما ذكر ،) احلصون (أنسب لوضع " القذف" وهي أن اختيار لفظ ،وأمر آخر ذكروه فقلوم أصال مهيأة نفسيا بكل ،واضح ميكن القول إن الرعب احلاصل يف قلوم له سببه ال،من اللفتات اجلميلة

{ : ألن الرعب داء معنوي وهم مفتقدون لإلحساس بكل معنوي أصال بدليل اآلية ،سبب يدخل عليها الرعب

ھو الذي : (حشران في الدنیا وحشران في اآلخرة، أما الذي في الدنیا فقولھ تعالى: الحشر الجمع، وھو على أربعة أوجھ: " جاء في الجامع للقرطبي 1

وكان أول حشر , لوال ذلك لعذبھم في الدنیا وكان اهللا عزوجل قد كتب علیھم الجالء، ف) أخرج الذین كفروا من أھل الكتاب من دیارھم ألول الحشر: من شك أن المحشر في الشام فلیقرأ ھذه اآلیة، وأن النبي صلى اهللا علیھ وسلم قال لھم: ونقل عن ابن عباس وعكرمة, حشروا في الدنیا إلى الشام

إخراجھم " ألول الحشر " إنھم أخرجوا إلى خیبر، وأن معنى : لوقی...ھذا أول المحشر : وقال قتادة, ) إلىأرض المحشر: (قالوا إلى أین ؟ قال) اخرجوا(وأما ,. وقیل تیماء وأریحاء، وذلك بكفرھم ونقض عھدھم, من حصونھم إلى خیبر، وآخره إخراج عمر رضي اهللا عنھ إیاھم من خیبر إلى نجد وأذرعات

) .2ص / 18ج/ آن الجامع ألحكام القر/ القرطبي ( ..."فحشرھم قرب القیامة : الحشر الثاني 176ص / 8ج/ أضواء البیان / الشنقیطي - 477ص / 14ج/ التحریر والتنویر / ابن عاشور -157ص /7ج/الظالل /سید قطب : ینظر 2 398ص/ المفردات / الراغب األصفھاني 3 185 -184ص / م 1991ط/ إعجاز القرآن الكریم / فضل حسن عباس . أد 4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

161

وحيث أن احلسبان الوارد ال يدخل مفهومه عندهم إال بالعدة املادية أخرب احلق سبحانه } من حيث لم يحتسبوا . ة اليت حتققت م ليس سببها الشيء املتوقع يف حسابام أن اهلزمي

. الظن أي ، احلسبان يف مبالغة : االحتسابأصل و: " قال ابن عاشور . قوم فوق اهللا قوة أن يعلموا ومل واملنعة التحصن على استعدادهم قصروا ألم يظنوه مل مكان من أي

م يف الرعب وقذفصنع من للتعجيب بالذكر فتخصيصه حيتسبوا مل حيث من إياهم اهللا إتيان أحوال من هو قلو "1 لالهتمام عام على خاص عطف حيتسبوا مل حيث من اهللا أتاهم على وعطفه ، اهللا رعبه واخلوف الفزع الرعبويف لسان العرب ،والقلب الصدر ميأل الذي اخلوف هو أو، اخلوف أشد : الرعبو

بعربا هيعبا رعفهو ور وبعرم يبعه ورعيقال ، وأصله يستعمل يف االمتالء والتقطيع ، أفز بعل ريالس يالواد فيهما ترعيبا كرعبه قطعه : يرعبه وغريه السنام ورعب : وشدته هديلها رفعت : احلمامة ورعبت مأله يرعبه

.2املقطع : املرعب لسناموا منه القطعة : بالكسر والترعيبة

ظنوا أي :فاملعىن القريب املتبادر من هذه اآلية }اهللا من حصونهم مانعتهم أنهم وظنوا{ :أبقى مع قوله تعاىل .تعاىل اهللا بأس من مانعتهم أو متنعهم حصوم أن

ال يكشف عن جمرد وصف احلالة اليت كانوا عليها ،يف الدقة نالحظ من اآلية الكرمية أا جاءت بنظم بديع غاية ..أثناء احلصار وإمنا يتعداها إىل فضح خبايا نفوسهم

كمال على للداللة ضمريهم إىل اجلملة وإسناد اخلرب بتقدمي النظم وتغيري{ : " أما يف النظم فيقول أبو السعود يف يطمع أو هلم يتعرض بأحد معها يباىل ال ومنعة عزة يف أم نفسهمأ يف واعتقادهم حصونهم حبصانة وثوقهم . "3} الفاعلية على مرتفعا وحصونهم ، ألن خربا مانعتهم يكون أن وجيوز ، معازم

: يقال أن دون النظم هذا ىعل } اهللا من حصونهم مانعتهم أنهم وظنوا { مجلة جاءتو " :وعند ابن عاشور االبتداء فيكون إليه } مانعتهم { إسناد سيعقبه ألنه بضمريهم االبتداء ليكون ،مانعتهم حصوم أن وظنوا

.عزم شؤون من هي حصوم منعة وأن ، ومنعة عزة يف أم بأنفسهم اغترارهم إىل مشريا بضمريهم مرتبة يف جيعل بأن أوىل الظاهر حبسب واالسم اسم وهو } صونهمح {على وصف وهو } مانعتهم { تقدمي ويف

يف التقدمي مبحل فهي ظنهم عند احلصون منعة أمهية إىل إشارة ذلك عن فعدل ، عنه خربا الوصف وجيعل املبتدأ . "1.. مظنه استحضار

481ص / 14ج / تحریر والتنویر ال/ ابن عاشور 1 القاموس جواھر من تاج العروس/ الزبیدي بمرتضى الملقب الفیض، أبو الحسیني، الرزاق عبد بن محمد بن محمد, الزبیدي : ینظر 2

420ص / 1ج/ لسان العرب / ابن منظور , 527ص / 1ج / 296ص / 6ج / إرشاد العقل السلیم / أبو السعود 3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

162

قصد البالغي يف النظم الكرمي إظهار ما تعلق به ظنهم حيث أظهر أن امل،بديعة " ظنهم"ولفتة ابن عاشور حول إذا كانت هذه احلصون هي ملجأهم الوحيد : والسؤال املطروح هنا ،) احلصون (وعولوا عليه وهو شيء مادي

! أين ذهب اإلله الذي يؤمنون به ليؤازرهم ؟،يف اخلالص من أعدائهم يف الدين على أي قوة روحية من املمكن أن د فقدان عنصر التوكل واالعتما ولكن القرآن كشف عن خبيئة أعظم من

وبالتأكيد فإن استخدام لفظ } اهللا من حصونهم مانعتهم { : لقد جاء النظم الكرمي ليقول ،تقوي عزميتهم علمهم ويقينهم أم حياربون وأظن أن هذه الداللة كما هلا عالقة ب، هنا له داللته العميقة و الدقيقة )اهللا ( اللة اجل

فهناك شيء آخر خمتص بكوامن نفوسهم يدل يقينا على أن طبيعة هذه الشخصية ،)اهللا ( احلق وأهله ومصدره مادية إىل املستوى الذي مل تقدر فيه أن تلجأ حىت إىل اإلله الوثين اسم واملفصل على الطريقة اليهودية بصورته

مث إن البالغة القرآنية زادت يف دقة الوصف حىت أدخلتنا يف ،ا الوحيد على احلصون بل كان اعتماده،النظرية !!أعماق النفسية اليهودية وهي تكل للحصون مهمة الوقوف أمام اهللا

أم بإقامة هذه احلواجز املادية قادرون على أن مينعوا -من عشش املادية اليت يف قلوم- فهم أومهوا أنفسهم فأي فضيحة أكرب من هذه اليت كشفها القرآن وهو خيرب عن طبيعة مرضهم من خالل هذا ،هم غضب اهللا عن

فكان نوع اهلزمية ، وكيف جاء من حيث هو مكمن دائهم وهو القلب ،التمثيل الواقعي الذي أظهر سر هزميتهم غري قادرة عليه وهذا يفسر معنويا وهم مل حيتسبوها ألن برجمة العقول عندهم ال يدخل فيها حساب املعنوي وهي

.بوضوح مدخل الرعب إىل قلوم أسباب يسر حني اهللا شأن مثل" وفيه }فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا.. { لذا تبعه يف نفس اآلية متثيل بديع

عدوه من حذره أخذ من حبال حصارهم يطل ومل وعدة عدة أهل وكانوا الدفاع على صمموا أن بعد استسالمهم . "2 فيها حراسة أقام قد يكن مل جهة من عدوه فأتاه جهاته من حراسته وأحكم

:مسألة التعويل املادي وايار املعنويات

وهذه احلرب ، اإلعالمية أو احلرب النفسية بمن األمور املدروسة يف إدارة احلروب وسياستها ما يعرف باحلر ، والغاية منها أن تفقد اخلصم قوته املعنوية فتنهار قواه النفسية اليت تتبعها هزميته الفعلية ، والطرق متعددة الوسائل

د املادي والعسكري ولرمبا وال شك أن قوة اإلعداد ألي مواجهة مع العدو تتطلب إعدادا معنويا مماثل لإلعدا البقرة} ) 249) (قليلة غلبت فئة كثرية بإذن اللهكم من فئة { : والقاعدة القرآنية تقول ،أكثر

478ص / 14ج / التحریر والتنویر / ابن عاشور : ینظر 1 480ص / 14ج /التحریر والتنویر / ابن عاشور 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

163

وقد ترتلت هذه اآلية أصال يف قصة ،والعجيب أن هذه القاعدة قد تذوق طعمها اليهود فعليا يف أكثر من واقعة !معركتهم مع جالوت لتشكل تلك الواقعة درسا هو األقوى ملن أراد أن يتبصر ويعترب

فقد يكون إثباته سهل من الواقع احلي الذي ،يثي هنا ليس عن مقدار ما يفعله وباء املادة يف حتطيم املعنويات وحد

ولكن حديثي يف موضوع الشخصية اليهودية هنا خبصوص مرحلة ما بعد فقد ،تعيشه خمتلف األمم واتمعات يف النفسية اليهودية نتيجة الوباء املادي حيث أخرب الذكر احلكيم عن نقطة ضعف خطرية حاصلة،املعنويات

،) الرعب( املتأزم والذي تولد معها ايار كامل للمعنويات مما أنتج حقيقة جديدة وهي اخلوف والفزع الشديد . وكان هذا الرعب من النوع الكفيل وحده بإحلاق اهلزمية

رف يف النفوس اليهودية قدم لنا هدية مميزة على شكل إن الوباء املادي املستش: أي بعبارة أخرى نستطيع أن نقول

وكما أخربت اآليات اليت حنن -معونات حربية جاهزة يف قتالنا معهم أغنتنا عن أي نوع من احلرب النفسية ألنه وفق املنطق احلريب اليهودي فإن مكان استمداد الطاقة الضرورية للمواجهة مأخوذ من التعويل املادي –بصددها

! أي أن املعنويات منهارة ابتداءا ، وال مكان أبدا للتعويل املعنوي ،ط فق

:النموذج الثالث لا يقاتلونكم جميعا إلا ) 13(لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون { : يقول تعاىل

ي قرلا ف مقو مهبأن كى ذلتش مهقلوبا ويعمج مهبسحت يددش مهنيب مهأسر بداء جرو نم أو ةنصحى م احلشر } )14(يعقلون

ن أويذكر املفسرون ،شأم من وأضعفت ، شنيعا ذما واليهود املنافقني ذم يف الكرمية اآليات هذهلقد جاء سياق مبا كشفته من حقائق واضحة وشدة بغلظة وجياهدوم ، م يستخفون املؤمنني جيعل ما األمثلةفيها من

وما أريده هو الوقوف على شيء من هذه احلقائق تتمة ، أثبت تعاقب األزمنة صدقها ودقت وصفها ،خبصوصهم اليهودية من خالل تبعات ما خلفه قصور شخصيتها على ملا بدأت به يف التدليل على أسرار ودوافع الشخصية

A والذي حفلت به اآليات اليت معنا بصورة مركزة ختدم املوضوع ،اجلانب املادي فقط ll

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

164

وحىت أقترب من املوضوعية أكثر سأتناول بعضا من هذه احلقائق املتعلقة مبا أبدته هذه اآليات الكرمية واليت هلا ]:موقف املواجهة : [ اليهودية ةصية املاديمساس مباشر يف جوهر الشخ

} ..لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله { :قوله تعاىل : أوال-

ولعدم ، شركم عاجل يتوقعون ألم ، تعاىل اهللا من خيفة أشد خيافونكم هؤالء بأن لمؤمننيل خطابويف اآلية ، فهمهم لقلة وذلك ، اهللا بعذا أجل يتوقعون ال إميام

أن معناه :قلت . أشد منهم رهبتهم تكون حىت اهللا من يرهبون كانوا كأم : قلت فإن" :يقول الزخمشري اهللا من شديدة 1رهبة هلم يظهرون اوكانو - لكم يظهروا اليت اهللا من رهبتهم من أشد منكم السر يف رهبتهم

".2 . .اهللا من صدورهم يف أهيب وأنتم اهللا خوف العالنية يف لكم يظهرون أم يعين ، نفاقهم على داللةجاء التعليل القرآين بوصف سبب وفيها }ذلك بأنهم قوم لا يفقهون .... {ويف آخر وصف ختمت به اآلية

يرهبون وال ، مبعاصيه ستخفوني لذلك فهم،اهللا عظمة قدر) نال يفقهو( قوم أم اليهود هؤالء صدور يف الرهبة !منكم رهبته قدر عقابه

: ويقال ، " 4 فهو أخص من العلم ،هو التوصل إىل علم غائب بعلم شاهد :" :عند الراغب 3الفقهوأصل . "5 له بينت أي ، أفقهته

دة يف الشخصية اليهودية وهذه احللقة وهو أن هناك حلقة مفقو،ومن املعىن الذي ذكره الراغب نفهم أمرا مهما . سهي الرابط بني إدراك الغييب من خالل املشاهد واحملسو

حيث شكلت املعطيات املادية اليت رافقت ،ضرب يف عمق شخصيتهم املادية } لا يفقهون{: وهذا الوصف ا على أنفسهم من معطيات السنن الكونية أشد وقع‘ املسلمني يف إعدادهم العسكري الذي يتم يف صورته الطبيعية

فهل هناك أكثر غباوة وأشد غشاوة ،اليت اقتضتها العدالة الربانية يف تسليط أعدائهم عليهم من مسلمني و غريهم فجعلتهم ال حيسبون إال للمشاهد أمامهم دون - املفرطني يف عشقهم للمادة -من تلك اليت غمرت قلوب هؤالء

!! تضياته إدراك أبعاده ومق

فال : أشد مرھوبیة ، فالرھبة واقعة منھم ال من المخاطبین ، والمخاطبون مرھوبون ، وھذا كما قیل : مصدر رھب المبني للمفعول ، كأنھ قیل : رھبة 1 )251ص / 10ج /البحر المحیط / أبو حیان ( وقیل إنك مأسور ومقتول ... ھو أخوف عندي إذ أكلمھ

21ص / 4ج/ الكشاف / الزمخشري 2أن الفقھ ھو العلم بمقتضى الكالم على تأملھ ولھذا ال یقال إن اهللا بفقھ ألنھ ال یوصف بالتأمل، وتقول : الفرق بین الفقھ والعلم : " جاء في الفروق اللغویة 3

وإن من { وأما قولھ تعالى } ال یكادون یفقھون قوال{ اطبھ تفقھ ما أقولھ أي تأملھ لتعرفھ، وال یستعمل إال على معنى الكالم قال ومنھ قولھ تعالى لمن تخوسمي علم الشرع : هللاقال الشیخ أبو ھالل رحمھ ا.. فإنھ لما أتى بلفظ التسبیح الذي ھو قول ذكر الفقھ } شئ إال یسبح بحمده ولكن ال تفقھون تسبیحھم

: تحقیق / الفروق اللغویة / أبو الھالل الحسن بن عبداهللا , السكري .( فقھا ألنھ مبني عن معرفة كالم اهللا تعالى وكالم رسول اهللا صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم )412ص/ 1ج/ حسام الدین المقدسي

بیروت/ دار الكتب العلمیة 387ص/ المفردات / الراغب 4 278ص / 1ج/ المحیط في اللغة / صاحب بن عباد ال5

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

165

: اجلمع والتحصني خبصوص:ثانيا

} .. لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر{ : قال تعاىل

،يدة ا الوح إن االعتماد املادي الذي ترتكز عليه هذه الشخصية يف مواجهة خصومها من أهل احلق هو فقط عد .1 )القرى احملصنة ( وهلا شكل متشابه يف كل املرات

ولو عدنا إىل حتليل هذا التصرف من الناحية النفسية لوجدنا له تعليال واحدا وهو استحكام مادي قاهر تولد يف حرجة مرضية ا كل روح معنوية من املمكن أن توجد حىت،قلوب هؤالء حىت أوصلهم إىل درجةأفقدت أصحا

إذ يدرك حلظة اخلطر فإنه يأنس غريزيا - وحىت احليوان - واإلنسان،كمجرد رد فعل لألمور الشديدة الطارئة أما ،لالنضمام مع فصيله املشترك معه يف ذات املوقف فيتحقق الدفع املعنوي للمواجهة نتيجة اإلحساس باالنتماء

سوى ما تعنيه األرقام احلسابية من ءي حنو روح االنتماأي تعزيز معنو) للجمع ( لفاقد الروح املعنوية فليس املضاف إىل القرى احملصنة والنتيجة أم مييلون للجمع نعم ولكن مبا يضفيه " اإلعداد املادي"زيادة العدد يف رصيد

وهذه حقيقة أخرى كشفتها نفس ، شكلية وهم بعيدون كل البعد عن معىن التآلف احلقيقي ةمظهره من كثر : ية حول طبيعة اجلمع اليهودي اآل

}بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى{ : قال تعاىل آراؤهم خمتلفة الباطل أهلو" ، تفرقةامل 2 قلومخالف ، ورأي أمر على جمتمعنيفظاهر حاهلم أم كغريهم

" 3 احلق أهل عداوة يف جمتمعون وهم ، أهواؤهم خمتلفة شهادم خمتلفة اجتماع حال حاهلم ظاهر بأن فأجيب ؟ متفقني نراهم وحنن ذلك كيف : السائل يسأل قد" : قال ابن عاشور

ال فإذا كان ... يتعاضدون فال وعداوات إحنا بينهم ألن متفقة غري فآراؤهم خمتلفون بواطنهم يف وهم واحتاد اإلحن من خالصة الضمائر تكون أن إال األغراض على التوافق وال األقوال فقتوا االحتاد يفعادة يكفي

أصول يف متماثال رأيا يرون الضمائر متفقة كانت إذا إال أعدائها على بأس ذات أمة تكون ال و ،والعداواتة اخلالف بل إا فإن اهللا يكشف أن طبيعة اليهود ليس وصوهلم يف تقييم مصاحلهم إىل درج، املشتركة مصاحلهما

حالة أھل الكتاب حیثما التقى المؤمنون بھم في أي زمان وفي أي » تشخیص « وما تزال األیام تكشف حقیقة اإلعجاز في : " یقول صاحب الظالل 1

فما كانوا یقاتلونھم إال في . یھود مصداق ھذا الخبر بصورة عجیبة ولقد شھدت األیام األخیرة بین المؤمنین الفدائیین وبین ال. بشكل واضح للعیان . مكان في / قطب ! " ( وسبحان العلیم الخبیر. حتى لكأن ھذه اآلیة نزلت فیھم ابتداء . فإذا انكشفوا لحظة واحدة ولوا األدبار كالجرذان . المستعمرات المحصنة

)168ص / 7ج/ ظالل القرآن جمع شتیت بمعنى مفارق بوزن : وشتى , ) 412ص/ المفردات / الراغب (، ’ ، وإطالق القلب على العقل كثیر في اللغة العقول واألفكار: والقلوب 2

)285ص : المصدر السابق / فعلى مثل قتیل وقتلى 149ص / 7ج : الشوكاني , 36ص / 18ج : القرطبي , 293ص / 23ج / الطبري : ینظر ( عن قتادة رحمھ اهللا بأسانید العبارة نقلھا المفسرون 3

)469ص / 9ج / نظم الدرر / السیوطي ,

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

166

جهات يف املتفرقني باجلماعات مقاصدها املختلفة العقولاآليات الكرمية شبهت فقد ،وصلت إىل درجة التشتت . "1... واحد مكان يف تتالقى ال أا

تشجيع وهذا ، ذلك حيسب ال وسلم عليه اهللا صلى النيب ألن معين لغري -2 كما ذكر املفسرون – واخلطاب . جبماعتهم واالستخفاف قتاهلم على للمسلمني

ومن بينهم بأسهم أن من ذكر ما إىل إشارة } ذلك بأنهم قوم لا يعقلون .. { و يف آخر وصف ختمت به اآلية أفرادهم بني والتشفي األحقاد خواطر إرضاء إىل انساقوا إذ عقلهم عدم على مسبب ذلك أي قلوم تشتت ضعف آثار من ذلك أن إىل إمياءفيه و ، قومهم مصاحل فأضاعوا املصاحل واتباع األمور عواقب يف رالنظ وأمهلوا .الصحيح املعقل يعقلون ال أم : فاملراد كاملعدومة 3 عقوهلم صارت حىت عقوهلم

مآل معرفة ألن ]13 : احلشر [ }يفقهون ال { قبلها اليت اآلية ويف ، } يعقلون ال { هنا وأوثر" : قال ابن عاشور بني »مشهورة« معرفة األمة ساعد يف والفت الوهن من املصلحة يف املشارك إىل البأس وصرف الرأي يف التشتت ذلك سلوك فإمهاهلم ، كلمتهم وتتحد قلوبهم به وتطمئن ويتبعوه احلق يعرفوا حتى شيئا يعقلون ال أي.. العقالء " . 4للمسلمني سعادة منها حصلت هلم شقوة احلالة هذه فكانت هلم قولع ال من مع سواء جعلهم

:التصور املادي للسلوك االجتماعي العام : املطلب الثاين

يضع اليهودي نفسه أسري االحنالل من الشعور اإلنساين للتعامل مع الغري من خالل رصيد كبري من التصورات كالسرقة والسلب والنهب وعدم رد األمانات والودائع ،اللتزام اخللقي السلبية البعيدة عن أن متس أي شكل من ا

،إىل غري ذلك من املبادىء الالأخالقية السيئة ... والربا الفاحش وكل وسيلة ميكن أن تستنفد أموال الناس ، .وعلى رأسها قتل األنبياء ودعاة احلق

وإمنا أريد أن أشري إىل مناذج من ،بة املزاج اليهوديولست بصدد إحصاء املبادىء واألسس الالأخالقية يف تركي من خالل إضاءات على دراسة الدوافع واألسباب ،أخطر هذه األسس اليت متس جوهر املادية بشكل مباشر

:الداعية وراءها

: املادية اليهودية ونزعة التمرد : أوال

7ص / 15ج/ التحریر والتنویر / ابن عاشور 1/ 1ج / التفسیر الوسیط / الطنطاوي - 304ص / 6ج / إرشاد العقل السلیم / أبو السعود , 305ص / 15ج/ التفسیر الكبیر / الرازي : ینظر 2

4531ص ( .. "ھو ما یفھم من العقل، وھو العقل واحد: ویقال. ما تعقلھ في فؤادك: والمعقول. عقل یعقل عقال فھو عاقل. نقیض الجھل: العقل: جاء في اللغة 3

27ص / 2ج/ جمھرة اللغة / ابن درید, 32ص / 1ج/معجم العین / الخلیل بن أحمد الفراھیدي : ینظر , للمزید 7ص / 15ج / التحریر والتنویر / ابن عاشور 4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

167

، وبالنسبة للشخصية اليهودية ،دوء وال الراحة النفسية من الطبيعي أن الشخصية املادية ال تعرف االستقرار وال اهل وأفقدها الكثري من اخلصائص األولية اليت وهبها اهللا يف الفطرة ،فإن طغيان العشق املادي قد أخل بتوازا النفسي

بيت فكيف له أن ي، وحقيقة السكينة استشعار معنوي ، لذلك فاحتمال حصول السكينة أمر مستحيل،اإلنسانية ! وبيتهم أصال خراب من الروح واملعاين ؟،يف نفوسهم أو يطرق باا

حىت وإن كانت يف جمتمع تتوفر فيه أعلى مستويات ممكنة ،لذلك فإن خاصية روح التمرد طاغية على كل شيء ! من املثالية

لتمرد على قوادهم الذين كانوا فقد سجل القرآن عليهم حماوالم ل! وهل هناك أفضل مثالية من جمتمع يقوده نيب ؟ مل يعرف عنهم حالة االنضباط إال يف عصر امللك ، ومن حيث سجالت التاريخ ،يف كثري من األحيان أنبياء

حيكمان بالعدل ، والسبب بالتأكيد ليس من جانب كوما نبيين ملكني ،داوود و سليمان عليهما السالم ومعروف ، كما هو معروف ،ا اليت مل تتوفر لغريمها من ملوك األرض ولكن من جانب القوة وأسبا،والوحي

) .يهوذا وإسرائيل ( فورا بعد مماته إىل مملكتني متناحرتني ،كذلك كيف انقسمت مملكة سليمان العظيمة جزت عن حىت إن قدرة موسى عليه السالم وكفاءته القيادية مع كل ما محله هلم من املعجزات اإلهلية العظيمة ؛ ع

!حتقيق مهمة ضبط هؤالء القوم يف جمتمع إمياين حتكمه التوراة حتت مظلة اإلميان باهللا الواحد وأظهرت عجز هؤالء عن العيش يف جمتمع ،وقد مثلت آيات كرمية كثرية بالعديد من مواقفهم يف هذا الشأن

هذه الشخصية قد قطفت مثار املادية ونعرف أن ، وأخرجت هذه الرتعة من نفوسهم لنراها وحنس ا ،مستقر ! منذ البدايات ،كاملة ناضجة

البقرة } )60(يا موسى لن نصبر على طعام واحد .. { : يف برية سيناء فمن بدايات عهدها مع موسى قالوا

يا موسى لن نؤمن لك حتى وإذ قلتم {: مث كان من اخلرية السبعني منهم بعد املعجزات الكثرية اليت عاشوها البقرة } )55(نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون

} ..وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن {ويف قصة البقرة رأينا كيف طلب منهم موسى أمرا مباشرا من اهللا .} الآن جئت بالحق { : مث بعد سلسلة من املراجعات قالوا ، })71(أتتخذنا هزوا .. { : بوه فورافأجا

ابن أم إن القوم استضعفوني { : ويف خالفة هارون ملوسى عادو هارون وانتفضوا عليه حىت أوشكوا على قتله ولما { :قبل ذلك وهم أصال كانوا يتحينون الفرصة للتمرد على موسى ، األعراف})150 (..وكادوا يقتلونني

كمبر رأم مجلتي أعدعب نوني مملفتا خمفا قال بئسان أسبغض همى إلى قووسم عجاألعراف } )150 ( ...ر بل ،فلم جييبوه بالطاعة " إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا { : هم نبيهم قال ل حني،ويف قصة طالوت

}.. قالوا أنى يكون له الملك علينا{ : فور صدور قرار التعيني ضبادروا باالعترا

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

168

ومل يسجل عليهم القرآن حادثة واحدة ، ويف هذه احلوادث وغريها تظهر نزعة التمرد جلية فيهم كخلق أصيل

العهد عليهم بالتمسك ففي حادثة أخذ، يف أقصى الظروف شدة ولو،ظهر فيها أدىن درجات االستجابة الفورية واألغرب أن ، فكان اإلذعان منهم خوفا من اجلبل أن يقع عليهم ، مبالتوراة أبوا إال عند رؤية اجلبل فوق رؤوسه

خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا .. {: " عصينا" مع قوهلم ،يف تلك اللحظة " مسعنا ":م تقرن اآليات قوهل أو ، أو فعل العصيان نفسه ، أو قوال على احلقيقة ، وقد يكون العصيان تبييت النية به ، } )93( سمعنا وعصينا

وأظهر نازع ، هذه القضية بوضوح ،ض القرآين قد أبرز يف نظمه الكرمي واملهم أن العر، رقد يكون كل ما ذك !!التمرد مالزما هلم يف كل املواقف دون استثناء

:اتمع أمن املادية اليهودية و:ثانيا

وقعا وكما أن اجلرمية املنظمة أشد،إن أهم ما ميكن أن يضمن تمع ما أمنه واستقراره هو العدل وعوامل الردع منطلقها امليل حنو الفساد فالشخصية اليهودية تشكل يف،يف األذى والتبعات على اتمع لألسباب املعروفة الكثرية

وقد دللت سابقا من اآليات الكرمية اليت وصفت قلوب اليهود واجتماعهم أن الرابط النفسي الوحيد الذي ،املنظم أما اهلدف فمختلف ،ومنه ذلك امليل السلوكي حنو الفساد ) يهوديالطبع ال(يربط اليهود معا كجماعة هو

وطاملا أن املصاحل املادية مشتتة يف طبيعتها فال تولد إال مزيدا من ،باختالف الرغبات املادية واملصلحة اآلنية مث ملاذا ال يقع اخليار اليهودي إال على الفساد كمنهج وسلوك دائم ؟،الشتات لقلوب أصحاا

،فالسبب أن السلوك إذا حتدد معه هدف مادي منبعه األنا ال ميكن أن يعطي ملبدأ أو قضية عامة اعتبارها إىل املزالق اليت فوالسلوك يف تلك احلالة كذلك يكون تلقائيا خاليا من أي قيمة معنوية أخالقية تضبطه عن االحنرا

هلذا ال ميكن أن يكون سلوك الفساد عند اليهودي إال اخليار ،تؤدي إىل أذية اآلخرين وبالتايل تعاسة اتمع ككلالدائم والوحيد وال ميلك إال أن يتحرك به الكيان اليهودي أينما حل طاملا نبضات قلبه تتحرك بدينامية العشق

يف والفساد املستحضر ، وهذا ما يفسر الفرق بني الفساد العارض أو الطارىء على شخصية ما ،للمادة وهواها .التركيبة اليهودية

لذلك ، وهو أن الفساد املركب على الطريقة اليهودية منبعه ذايت –ال يقل أمهية عما ذكرت -وهناك تفسري آخر ولكنه مطروح يف ، ألن ليس مطروحا يف خانة االختيارات اليت حملها توجيه العقل،فهو حيمل طابعا استمراريا

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

169

ولكين أعرضه بداية من ،وقد يكون الدليل على ما أقول استنتاجيا وليس مباشرا ،خانة اهلوى والعشق القليب فإذا ،حيث أننا مجيعا متفقون على أن اإلنسان بطبيعته حمتاج إلشباع النوازع الروحية والبدنية يف الوقت نفسه

،ميقا وفقدا ذاتيا للتوازن سيشكل ذلك اضطرابا ع- بفعل عوامل معينة -حدث أن فقد أو قتل الوازع الروحي وهذا إن حدث واستمر أو طال عليه األمد فإن ذلك االضطراب يستحيل بقاؤه حمبوسا وإمنا سيخرج إىل حميط

أي ليس عند اليهودي صاحب الشخصية املشبعة ماديا واملضطربة ، واإلناء مبا فيه ينضح ،حامله بطبيعة احلال ، وتعكسه علينا على شكل فنت ومؤامرات ،لنا ما يف جعبتها من ذلك االضطراب واملختلة ذاتيا إال أن خترج

. ولعل هذه املهنة هي أكثر ما جييده اليهود مجيعا على اعتبار اشتراكهم يف الطبع نفسه ومن هنا وبالتشخيص العلمي ال ميكن أن يستشعر اليهودي أمنه وتوازنه النفسي إال بإشباع رغبته برؤية

وإذا أضفنا إليه عامل املصلحة املرجوة من ،اب الذي دائما ما يكون على حساب أمن اتمع احمليط بهاالضطر ! نفهم أن كيان اتمع اليهودي ال يقوم إال بتلك العالقة الطفيلية مع حميطيه ،حصيلة تلك االضطرابات

: املادية اليهودية وسلوك اإلفساد : ثالثا

وحيث أن قيما معينة هي املرجع للمجتمع يف ،إلنساين هو األساس الذي يقوم عليه جمتمع ما إذا كان التعايش ا فإننا نلحظ يف كل جمتمع من حياول أن ينقلب على بيئته خبرق تلك القيم وطرح املثل ،حتديد عالقاته وضبطها

. وأمنه يكون عادة على حساب استقرار اتمع،جانبا طلبا لنفع شخصي عارض ألم منتشرون يف كل اتمعات ،ليس هلم مكان حمدد وال هوية واحدة وال زمان واحد ) أي املفسدون (وهؤالء

وطاملا أنه ليس خافيا على اجلميع أن اليهود مشهورون ، يسريون عكس التيار الطبيعي يف التقدم اإلنساين ، طبيعة هذا اإلفساد عن غريهم من املفسدين ؟ وكيف لنا أن فما هي خصوصيتهم يف،بإفسادهم القدمي يف األرض

نفهم مظاهر اإلفساد اليت أنتجوها من منطلق فهمنا لطبيعة التركيب املادي لشخصيتهم ؟

وحيث ان ) فساد اتمع (السلوكيات االجتماعية السيئة على تنوعها تصب حتما يف نتيجة واحدة حمددة وهي ميكن أن نوفر ،وان جيمع حتته كل املسميات للسلوكيات املنحرفة اليت حتدث يف جمتمع ما الفساد اتمعي عن

املساحة اليت يفترض أن تأخذها دراسة السلوكيات بصورا ازأة ونتناول موضوعها من عنواا العريض ما دام الهلا مالحظة عالقتها الواضحة ذلك ال يؤثر على استخراج الدوافع النفسية اليت تقف وراءها واليت ميكن من خ

. بالشخصية املادية على النحو الذي أسلفت

: يف عنصر اإلفساد " املادية اليهودية" الوصف القرآين لطبيعة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

170

" :و مسارعة سعي" لقد أمجل القرآن الكرمي وصف استجابة اليهودي لإلفساد بأا في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا ارعونيسوترى كثريا منهم { : يقول تعاىل

املائدة})64 (المفسدين يحب لا والله فسادا الأرض في ويسعون{ : وقال تعاىل ،املائدة } ) 62(يعملون االعتقاد لسوء وصفهم بعد األعمال ءصفهم سوفقد جاء يف واألوىل أما سياق اآلية بغري أكلوه ألم ، بالباطل كذلك الناس أموال من أكلوا ما أكلوا بأم اهللا وصفهم وإمنا: " يقول الطربي

" .1استيجاب بغري منهم أمواهلم وأخذوا ، استحقاق يسارعون فيما متكنهم إىل لإلشارة )إىل( على )يف( وإيثار : " يقول األلوسي ، بسرعة الشيء مبادرة واملسارعة

.2" بأعماهلم وإحاطته ظرفه يف املظروف متكن إليه ، الفعل من لالستكثار مستعارة واملسارعة ، منها االستكثار يف يرغبون أي إليها يسارعون: " وعند ابن عاشور

" .3 طلوبامل لبلوغ السريع بالسريواالعتناء لالستكثار تشبيها ، إليه واملبادرة : وقيل ، املعاصي يف احلد جماوزة أو الظلم : العدوان من واملراد ، مطلقا الكذب : وقيل ، احلرام 4باإلمث واملراد

: احلسن وقال ، مطلقا احلرام أي } تحالس وأكلهم { ، غريهم إىل يتعدى ما والعدوان ، م خيتص ما اإلمثجاء و ، العقاب عليها يترتب معصية كل يتناول اإلمثلذي عليه أكثر املفسرين أن الصحيح او ، احلكم يف الرشوة

ينشأ الذي اخلبيث واملطعم ريهم،غ ظلم : ومها املعصيتني هلاتني تعظيما ، رالسحت بالذك وأكل العدوان ختصيص الصاحلة األعمال قبول عدم عنه

املعاصي هذه فكأن اخلري يف املسارعة استعمال وأكثر: " ا يقول فيه" املسارعة "وأليب حيان لفتة يف اختيار لفظ . " 5 فيها يسارعون فلذلك ، الطاعات قبيل من عندهم

هلا إحياء نفسي يعطي نوعا من االستجابة الالشعورية حنو شيء خمزن يف ما وراء احملسوس " املسارعة "إن كلمة وهذا ليس أمرا طبيعيا عند ،مبادرة اجلوارح بإقدام سريع يشد إىل أمر مرغوب يشكل احلرص عليه مها يستحق ،

إذا غلبت عليه شهوته أو ، أو السري يف خطى الفساد ، فاإلنسان السوي ال يستبعد عنه الوقوع يف اإلمث ،األسوياء د أن ولكن ليس من السهل أن تصفه بأنه مسارع ألن املسارعة ال ب،ظهر له من العوامل اليت تسيء إىل فطرته

إال - بأقل تقدير - وهذا إن دل على شيء فال ميكن أن يكون ،يرتبط معها نوع من االستجابة الغريزية السريعة

392ص / 9ج/ جامع البیان / الطبري 1 85ص/ 5ج / روح المعاني / األلوسي 2 193ص / 3ج/ التحریر والتنویر 3أن األثیم المتمادي : و الفرق بین األثیم واآلثم... أثم یأثم إذا قصر ,أن االثم في أصل اللغة التقصیر : الفرق بین اإلثم والذنب:جاء في الفروق اللغویة 4

15ص / 1ج /الفروق اللغویة / العسكري .(الظلم: والعدوان, الجرم كائنا ما كان: اإلثم: و الفرق بین اإلثم والعدوان ....في اإلثم، واآلثم فاعل اإلثم 471ص / 4ج/ البحر المحیط / حیان أبو: ینظر 5

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

171

بل وعميقة جدا حبيث صار كافيا ألن يكون الفساد واالحنراف ،إثباتا حلقيقة تغلغل الوباء املادي بصورة عميقة .عندهم شهوة ودافعا لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت {: وهي قوله تعاىل ،تالية وإذا نظرنا إىل اآلية ال

} )63(لبئس ما كانوا يصنعون سارعني يف أنواع احلالة األوىل هي للم: نالحظ أن عالقة الشخصية اليهودية بالفساد جاءت تتضمن وصفا حلالتني

بترك أهم واجب موكل ، الذين دعموا وحفزوا العامة عليه ، واحلالة الثانية ألحبارهم ورجاالت الدين ،الفساد على والعباد العلماء توبيخ يتضمن1 احتضيض يف اآلية ) لوال ( وجاءت ،إليهم يف وظيفتهم الدينية واالجتماعية

. باملعروف واألمر اىلتع اهللا معاصي عن النهي عن سكوم وأكل اإلمث قول عن يهم واألحبار الربانيني كفتر: "يقول الشنقيطي }يصنعون كانوا ما لبئس{ :ويف قوله تعاىل

أي . ]63 : املائدة[ } يصنعون كانوا ما لبئس{ : قوله يف صنعا الكرمية اآلية هذه يف وعال جل اهللا مساه السحت فعل الترك أن على الكرمية اآلية هذه داللة فصراحة ، الفعل مطلق من أخص والصنع ، املذكور النهي تركهم وهو ما لبئس فعلوه منكر عن يتناهون ال كانوا{ : تعاىل قوله فهي الثانية اآلية وأما -يظهر كما -الوضوح غاية يف

وأنشأ ، فعال املنكر عن ، التناهي تركهم الكرمية اآلية هذه يف وعال جل مسى فقد ]79 : املائدة[ } يفعلون كانوا وهو أي ]79 : املائدة [ }يصنعون كانوا ما لبئس{ : قوله يف الذم إلنشاء جامد فعل هي اليت بئس بلفظة الذم له

".2 فعلوه منكر كل عن ، التناهي تركهم فيه تدرب بعد اإلنسان عمل الصنع إن حيث من }لونمعي{ قوله من أبلغ هنا } يصنعون{" :قال البيضاوي و

ومتيل ا تلذ النفس ألن ، املعصية مواقعه من أقبح احلسنة ترك وألن خواصهم به ذم ولذلك ، ادةجإ وحتري وترو "3 ..الذم لغبأب جديرا فكان عليها اإلنكار ترك كذلك وال إليها

" 4 ، للعلماء منها توبيخا أشد آية القرآن يف ما : يقولون العلماء وكان: " قال الطربي . "5 اإلمث عليها يترتب اليت أقواهلم سائر به يراد أو ، الكفر ظاهره هنا واإلمث "

وشكل ،نونة حنو الفساد موقف أحبار اليهود حيث مل حياولوا أن يوقفوا مسارعتهم ا-كما رأينا -والعجيب . بل واملضي به قدما ،تصرفهم دعوة عملية لالستمرار على ذات النهج اخلبيث

)91ص / 2ج: أنوار التنزیل / البیضاوي .( إذا دخل على الماضي أفاد التوبیخ وإذا دخل على المستقبل أفاد التحضیض ) لوال( 1 )83ص / 6ج / أضواء البیان / الشنقیطي 2 ) 91ص / 2ج: أنوار التنزیل : البیضاوي 3 449ص / 10ج / جامع البیان / الطبري 4 471ص / 9ج / البحر المحیط / ان ابوحی: ینظر 5

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

172

، اليهود علماء : بالكثري املراد }وكفرا طغيانا ربك من إليك أنزل مآ منهم كثريا وليزيدن{: ويف قوله تعاىل ما « : يقال كما واإلنكار الكفر يف غلوا واحلجج القرآن من ربك نم إليك أنزل ما نزول دعن ازدادوا : يعين

كتظة زادعا إال املوروا آية نزلت كلما وهم ، » شا كفر وااددانا فازيوكفرا طغ } رب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين كلما أوقدوا نارا للح.. { :وقال تعاىل

املائدة) 64(وهذه اآلية كشف صريح للنوازع اليهودية اليت تسري عكس السنة الكونية يف تسخري اإلنسان حنو اإلعمار والبناء

أن باعتبار ، نارها بإيقاد احلروب إثارة عن - سبحانه - عرب إذ ازا سبيل على لذلك هنا والتعبري ،لألرض ، ومصائبها أخطارها يف املستعرة النار تشبه بشرية مذابح من عليه تشتمل ومبا ذاا يف احلروب

هلا عدادواالست للحرب التهيؤ حال به شبه ، متثيال } اهللا أطفاها للحرب نارا أوقدوا{ تركيبواعترب ابن عاشور امةوقد من حبال ، أمرها يف واحلزار يا حلاجة الن 1 فتنطفىء.

من قبله ملا مقرر تذييل ، املائدة}) 64 (المفسدين يحب لا والله فسادا الأرض في ويسعون{ : قولهيف و

حثيثا سعيا يسعونو يسعونف ،لذي ميهد للحروب ا الكيد يف جيتهدون أم اليهود هؤالء حال : أي ، الصفات املفسدين حيب ال - تعاىل - واهللا ،وييج الصراعات األحقاد وإيقاظ ، الفنت إثارة طريق عن األرض يف لإلفساد

.2اخلري على والشر ، اهلدى على الضاللة إليثارهم ، وميقتهم يبغضهم بل

إن مجيع الثورات : " جتار احلروب : حتت عنوان –ن اليهودية املعاصرة الباحث يف الشؤو-عبد اهللا التل .يقول ديكاد يكون من ... واالنقالبات واحلروب اليت وقعت منذ بدء عصر التسامح مع اليهود وهو الذي ميتد عرب قرون

كلما ،غري اليهود جلأوا إليها تنفيذا لتعاليم التوراة والتلمود اليت حتض على القضاء على ،صنع اليهود أنفسهم " .3استطاع اليهود إىل ذلك سبيال مستخدمني كل السبل اليت توصلهم إىل أهدافهم البعيدة

وان احلرب ،حنن اليهود نقف وراء مجيع حروبكم : " يقول فيه ،وأقتبس قوال صرحيا لليهودي ماركوس رافاج ".4األوىل قامت لتحقيق سيطرتنا على العامل

.235ص / 4ج / التحریر والتنویر / ابن عاشور : ینظر 1 1316ص / 1ج / الوسیط / طنطاوي 2 9ص/ تجار الحروب : بعنوان / األفعى الیھودیة / عبد اهللا التل . د- 3 30ص/ المصدر السابق- 4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

173

مبا تذهب إليه يف الرؤى ) 32-25(طعيمة الباحث يف التراث اإلسرائيلي كيف تطالعنا األسفار. دكما يذكر ضد الشعوب واألمم األخرى غري بين إسرائيل ويهوذا مثل عمون ومؤاب ) حزقيال ( والتنبؤات اليت نسبوها إىل

ويف سفر حزقيال كذلك نقمة . 1 وهي ال ختلو من أمل وحقد جتاه هذه الشعوب ،وأدوم وفلسطني وصور ومصر أيتها املدينة السافكة : وهكذا قال السيد الرب : " جاء منها ،الرب على فساد بين اسرائيل وتنكيلهم بالشعوب

" قد أمثت بدمك الذي سفكت وجنست نفسك بأصنامك اليت عملت،الصانعة أصناما لنفسها للتنجس ا .. الدم ألم يقولون الرب ... وقد امتألت األرض دماء ،يل ويهوذا عظيم جدا جدا إن إمث بيت إسرائ"... ونص آخر

)9: حزقيال(" أجلب طريقهم على رؤوسهم .. وال أغفو قوأنا أيضا عيين ال تشف. قد ترك األرض والرب ال يرى إنه من العدل أن يقتل : "... وفيه ، فهي العداء الصريح لكل أمم األرض 2أما صرعة اليهود يف إنتاجهم التلمودي

" . 4 يف الفردوس ولإلقامة هناك 3اليهودي كل أممي ألنه بذلك يقرب قربانا إىل اهللا ويكافأ باخللود

فإن من ملك القابلية و االستعداد للمتاجرة بآيات اهللا من أجل مكسب دنيوي ، هلذه املسألة يوبالفهم البديه فقد أثبت ،الناس وأعراضهم وحرمام من أجل أدىن نفع مادي كذلك ليس غريبا عليه املتاجرة بدماء ،حقري

الواقع أن طبيعة القسوة القلبية املوجودة عند هذا الصنف من البشر قد ولدت عندهم ميال عدوانيا متميزا إلحالل وحىت لو مل جينوا ،ية وإن مل يكن هلم نصيب سوى إبادة الروح اإلنسان،الدمار بني اتمعات اإلنسانية أينما حلوا

من أرباحها سوى قتل معنويات الشعوب أو الطوائف املتناحرة ففي هذا كفاية أن يكون هدفا أوليا يريح الضمري اليهودي املتحفز إلشباع مه القليب يف إجراء املعادالت واحلسابات املادية اليت يراهنون ا مكاسبهم على حروب

. على أي تقدير زمين قريب أو بعيد غريهم وينتظرون نتائجها : نتيجة ¤

،هذا التفاعللقد رأينا تبلور الشخصية اليهودية يف نطاقها األخالقي من خالل تفاعلها احلسي مع احلياة ومنتجات يف عرف -باملستوى األويل ولو - املوجودحيث ظهر أننا بعيدون كل البعد عن البناء األخالقي بسمته الفطري

.اإلنسانية

207ص / التراث اإلسرائیلي / صابر طعیمة : قل عنھ ن, 26-20فقرات / 30إصحاح : سفر حزقیال - 1( وكتب شرح المشناة واطلق علیھا اسم ) المشناة ( فقد كتب تفسیر للتوراة أوال وأطلق علیھ , ییطلق التلمود أو التلموذ على شروح وحواشي التوراة - 2

/ مقدمة كنوز التلمود / ترجمة محمد خلیفة التونسي : ینظر ( على الجمارة وحدھا وقد یطلق, ویطلق اسم التلمود على الجمارة والمشناة معا , ) الجمارة )دار البیان / 11ص

والمصطلحات المعبرة ) التقرب إلى اهللا( وقد یعجب القارى لھذا النص التلمودي وغیره من النصوص الكثیرة المشابھ وھو یلحظ شبھ غیاب عبارات -3 ! وتذكرھا في ھكذا موضع – كما مر معنا في مبحث تصورھم للیوم اآلخر – سابقا)الجنة و الفردوس (عن

ترجمة یوسف خضر / 67ص/ الكنز المرصود من قواعد التلمود / روھانج . د- 4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

174

فمنطق احلاجة الطبيعية ،فسر تفسريا ماديا وفق هوى املادة املتقلب مل يتجاوز أن ي،إن املعىن اخللقي عند اليهودي

املباشرة عنده هو الذي يتحكم يف طبيعة األخالق بأوتار متناغمة صعودا وهبوطا مع الشكل الذي ترمسه ضرورة .املصلحة الظاهرة

قد يكون من ،"املادية " إن رسم شكل تقرييب لصورة اخللق اليهودي مبعزل عن معطياته : كن القول مي،ومن هنا

ألنه يظهر لنا شكال هالميا متقلبا من األخالق السيئة اليت يشترك فيها مع آخرين من أهل ،الصعب حتديد معامله عن الفكر املادي الذي تغذيه آلية عشقه لذا ال ميكن أن نصف بالضبط طبيعة اخللق اليهودي مفصوال،الشر

.للمادة

املادية اليهودية يف ميزان االقتصاد: املبحث الثالث :مدخل

و إذا كان ، ينبغي أن يكون لديه مثة نظام يضبط عملياته االقتصادية ،إن كل جمتمع على مجيع أمناطه وأشكاله تمع علم االقتصاد يقوم على دراسة منظورلذلك فقد اعتربه الكثريون يف صف -مظاهر النشاط اإلنساين يف ا )

- فإن الوجهة النظرية لعلم االقتصاد -)العلوم القانونية واألخالقية اليت تشكل وحدة واحدة يف علم االجتماع

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

175

صحيحة عن طريق إمنا تم باألسئلة والعبارات والفروض اليت ميكن إيضاح أا خاطئة أو-كغريها من العلوم .1املالحظات واملشاهدات امليدانية

ال ميكن أن يتم ، وليس من الضروري إيضاح أمهية أن رسم تصور لشخصية ما من خالل اجلانب االقتصادي هلا

.2مبعزل عن رصد تلك السلوكيات من احتكاكات الواقع معها بالشكل امللموس ال نستطيع ، املسألة فيما يعكس األسئلة والعبارات والفروض التقديرية ولذا فإن حتديد اخلطوط املتعلقة ذه

فمناشدة احلقائق يف أرض الواقع هي الوسيلة ..... معاجلته إال بالرجوع إىل احلقائق امليدانية يف احلياة العملية .السليمة ملعاجلتها

ال ميكن أن نعزل ذلك الفهم عن إطاره ،د وحنن حني نريد فهم الشخصية املادية من تعاملها يف عامل االقتصا

لذا نرى القرآن الكرمي حني قدم لنا الرؤية االقتصادية للشخصية اليهودية مل يفصلها أبدا ،األخالقي الذي يديره .عن ساحة القيم واألخالق

وبني ،تصادية بعمومها وسهل علينا بعد ذلك كله أن حندد العالقة بني القيم األخالقية اليت تدخل املعامالت االق . أا عالقة نفعية آنية تتشكل وتتقلب وفق طبيعة املكاسب ،استخدامها يف هذا اال عند صاحب الفكر املادي

كما هو احلال يف عامل العقائد ، واهلوية املادية لليهودي البد أن تترك مستا معينا خيصها يف عامل االقتصاد

يف غىن عن فتح ملف اجلنايات واجلرائم اليهودية املتنوعة يف باب الفساد االقتصادي ولعل القارىء،والتصورات ولكن تناول أبرزها ، فليس يف الدنيا قدميها وحديثها من خيفى عليه شيء منها ،من احتكار وربا ورشوة وسرقة

: لتخرجها ذه الصبغة املميزة مما اهتم القرآن بعرضه يفيدنا يف التدليل على اخلفايا اليت تقف وراءها وحتركها :يف القرآن الكرمي) املادية(اخلصال اجلديرة لتمثيل شخصية اليهودي :املطلب األول

فأظهرا البالغة ،لقد اهتم القرآن الكرمي باخلصال اليت تظهر انعكاس العشق املادي على الشخصية اليهودية فقد حتدثت ، واألقرب دقة وموضوعية،يد يف التشخيص األكثر عمقا القرآنية حماطة بشيء من مالبساا اليت تف

اخليانة ونقض ، التحريف ، البخل ، احلرص ، السفه ، التحاييل ، املراوغة ،الكذب : آيات كثرية عن خصال

حمید . د: مراجعة / وآخرون سعید السامرائي : ترجمة / نظام االقتصاد الحر : بعنوان / الفصل السادس / علم االقتصاد / ولیم جاك بومول . د: ینظر 1

] .بإیجاز وتصرف [ 441ص / م 1964ط / بغداد / مكتبة دار المتنبي : القیسي 13ص/ م 1963القاھرة ط / دار النھضة العربیة / أصول االقتصاد / أحمد أبو اسماعیل . د: ینظر 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

176

اول تن سأكتفي فقط ب، وألن العديد من الكتابات اإلسالمية قد تعرضت ملوضوع األخالق اليهودية ،.... العهد ) : البخل و الربا : ( مها األكثر شهرة عند الناس اللتصاقهما باليهود قدميا وحديثا ،وصفني منها

:البخل : أوال الساء })53(أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقريا { : يقول تعاىل

، الشديد باجلهل املتقدمة اآلية يف اليهود وصف تعاىل أنه اعلم: " رازي وحول مناسبة اآلية مع السياق يقول ال هو فالبخل ، واحلسد بالبخل اآلية هذه يف ووصفهم ، تعاىل اهللا عبادة من أفضل األوثان عبادة أن اعتقادهم وهو فالبخل ، النعم من شيئا ريهغ اهللا يعطي ال أن يتمىن أن هو واحلسد ، النعمة من اهللا آتاه مما شيئا ألحد يدفع ال أن

وأما ، الغري عن نفسه نعمة فيمنع البخيل فأما ، الغري من النعمة منع يريد ماصاحبه أن يف يشتركان واحلسد : قوتان هلا اإلنسانية النفس ألن اآلية هذه على اآلية تلك قدم وإمنا ، عبادة من اهللا نعمة مينع أن فرييد احلاسد احلميدة األخالق : العاملة القوة وكمال ، اجلهل ونقصاا ، العلم العاملة القوة فكمال ، العاملة والقوة العاملة القوة

عباد إىل املضار لعود منشآن ألما ، واحلسد البخل نقصانا الذميمة األخالق وأشد ، الذميمة األخالق ونقصاا ، ." 1اهللا

هلم امللك ثبوت تقدير على نقريا الناس إعطاؤهم ينتفي ألنهم ؛ا مع وجزائها اجلملة جمموع على داخل واالستفهام بالبخل اتصافهم وتسجيل إليهم، إسرائيل ملك رجوع انتظارهم يف عليهم كم الكالم وهذا ، انتفائه على ال

2 !! امللك يرجو من يؤايت ال الذي النكتة والنقري والنقرة النقر: " جاء يف لسان العرب ، القلة يف املثل ا يضرب ، كالدائرة النواة يف شكلة : والنقري

" 3.. منها نقر املوضع ذلك كأن النواة يف تملكون أنتم لو قل{ :تعاىل كقوله اهللا ملك وإما. الدنيا أهل ملك إما : بامللك واملراد: " و قال الزخمشري

نائزخ حرةى مبإذا ر مكتسة ألميش4 ]100 : اإلسراء[ }اإلنفاق خ "

والرزق ، بأن كان املال وتوزيعه ،وقد رأينا هذه اآلية تعلل خبل اليهود بإخبار أنه لو كان هلم نصيب من امللك لبخل الشديدة بطريق مباشر وواضح ارتباط صفة ا ، فإم سيبخلون به وال يؤتون الناس منه شيئا ،وتقسيمه هلم

، والبخل املقصود هنا هو النوع األكثر ذما ،) باملعىن البسيط واملركب للمادية ( يف عالقتها مع الشخصية املادية خبل بقنيات : والبخل ضربان ... ويقابله اجلود ،البخل إمساك املقتينات عما ال حيق حبسها عنه : " قال الراغب

234ص / 5ج / التفسیر الكبیر / الرازي -1

445ص / 3ج / التحریر والتنویر /ابن عاشور : ینظر 2 - 227ص / 5ج / لسان العرب / محمد بن مكرم بن منظور األفریقي المصري , ابن منظور - 3 421ص / ج ا / الكشاف / الزمخشري - 4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

177

الذين يبخلون ويأمرون الناس {: دليلنا على ذلك قوله تعاىل ، وهو أكثرها ذما،ات غريه وخبل بقني،نفسه " .1} بالبخل

املادية اانعكس من طبيعتهمتأصل الذي الزمها كداء ،وهذا يظهر ميزة خاصة لصفة البخل املتأصلة عند اليهودي

الربا : ثانيا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما وأخذهم الربا {: قال تعاىل

النساء })161( لعل: " قال أبو السعود } .. حرمنا هادوا الذين من فبظلم{ : وهو قوله تعاىل ،و ارتباط اآلية مبا قبلها واضح

تلك مثل العجل عبادة من تابوا أي هادوا ما بعد وقوعه بتذكري ظلمهم عظم بكمال لإليذان العنوان ذا ذكرهمالتوبة اهلائلة ع املشروطةالنفوس ببخ إثر ه بيانظمه حد يف عبالتنوين ذات خارج عظيم ظلم بسبب أي ، التفخيمي " .2 }لهم أحلت طيبات عليهم حرمنا.. {عنهم صادر واألشكال األشباه حدود عن فيها دنية قبائح على إقدامهم أتبعه ، أشرف وال منها أطيب ال اليت احملاسن من ومنعهم امتناعهم ذكر وملا"

وا { قد أم لاحلا أي } وقد { بصاحبه مزر نفسه يف قبيح وهو أي } الربا وأخذهم{ : فقال للخلق ظلمهموأخذهم الربا وقد {: فقوله تعاىل ، العظيم اهللا حرمة انتهاك على االجتراء السليم الطبع خمالفة إىل فضموا } عنه

هنوا عه3 صنيعهم وسوء فعلهم قبح تأكيد تفيد حالية مجلة} ..ن. غري من أخذه هلم ويسوغ خاصة قومهم من وهيأخذ أن هو عنه وا الذي الربا وأخذهم: "قال ابن عاشور

مما ما شيء ربا أو طعام ربا أو قضة ربا بربا أخاك تقرض ال « التثنية سفر من 23اإلصحاح يف كما اإلسرائيليني أن « 22اإلصحاح يف اخلروج سفر يف التوراة بنص عليهم حمرم والربا . » بربا تقرض لألجنيب ، بربا يقرض

" .4 » ربا عليه تضعوا ال كاملرايب له تكن فال عندك الذي الفقري لشعيب ةفض أقرضتاليهودي الذي " شيلوك" ف،وتعامل اليهود بالربا سلوك قدمي مشهور يف كل اتمعات اليت يعيش فيها اليهود

مالصقة ،نظرم لليهود هو رمز أديب للشعور احلقود من أفراد تلك اتمعات اجتاه ما ولدته ،قدمه شكسبري مثال . حىت غدا الربا علما عليهم ،للربا

حىت ولو كان داخل حميط دائرا ،وال شك أنه انعكاس للطبيعة اليهودية املادية اليت ال ترحم أحدا أمام مصاحلها .االجتماعية

48ص / المفردات / الراغب 1- 103ص / 3ج/ إرشاد العقل السلیم / أبو السعود 2-

349ص / 2ج / نظم الدرر / البقاعي : ینظر -3 217ص / 3ج / التحریر والتنویر / ابن عاشور - 4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

178

:رآن الكرمي حقيقة الفساد االقتصادي اليهودي يف الق: املطلب الثاين واملعايري املعتربة للنظام االقتصادي ،موقع األمانة عند اليهود : سأعاجل يف هذا املطلب نقطتني أساسيتني و مها

: عندهم A : كما عرضه القرآن ،يف النظام االقتصادي اليهودي ) األمانة ( موقع : أوال

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

179

من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار ومن أهل الكتاب{: يقول تعاىل يف سورة آل عمران كذب لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميني سبيل ويقولون على الله ال

}) 75(وهم يعلمون الذي قد وصل أوجه هنا على ،قد سبق تعليقي على هذه اآلية من وجه أا تصلح قاعدة يف كشف فن التربير

ذلك بأنهم { صار عندهم معتمدا على قاعدة شرعية ،اعتبار أن الظلم الشامل الذي يلحق انتهاك األمانة كمبدأ حني وصلوا به إىل ، وهذا يظهر مدى التمادي اليهودي يف فكرهم االقتصادي }ليس علينا في الأميني سبيل قالوا

! تقعيد اخليانة كمبدأ أساس يف التعامل بل وحىت ،وال مياري أحد يف كون األمانة من األمهية مبكان أن جعلت أساسا أصيال لكل املعامالت االقتصادية

. االجتماعية وال جمموعة ، إال أن يكون غري مؤهل ليس لقيادة أمة ،وال ميكن أن نتصور فكرا يسقط األمانة من مرجعيته

و إعمار األرض مبعناه اإلجيايب ال يستقيم أبدا بفكرة تقوم على ضياع ، بل وال حىت لبهائم ،صغرية من الناس !األمانة أو جتزيئها

ولكن الشخصية اليهودية تعاملت معها كشيء ،قيمة معنوية غري قابلة للتجزئة أو التفكيك ومعلوم أن األمانة } ليس علينا في الأميني سبيل {: فقالوا ،) اجلوييم (مادي مقسم ومفكك بذريعة التملص من استخدامها مع

،بط موضوع األمانة بشكلها االقتصادي املادي ير،واهللا تعاىل يف سياق اآليات الكرمية اليت تلت هذه اآلية يشترون بعهد الله وأيمانهم يشترون بعهد الله بلى من {: فيقول جل وعال ) العهد مع اهللا ( باألمانة األكرب

انهممأيو نيقتالم بحي فإن الله{ : أقصى مستوى من املمكن أن يبلغها ضياع األمانة وهو املتاجرة بعهد اهللا مث تردنا اآليات إىل

} ظرنلا يو الله مهكلملا يو ةري الآخف مله لاقلا خ كيلا أولئا قلنثم انهممأيو الله دهون بعرتشي ينإن الذموي همإلي يمأل ذابع ملهو كيهمزلا يو ةاميآل عمران } )77( الق

:جتار القيم } يشترون{: كشف اهللا عن صفة متجددة يف الفعل،ومن هذا املنظور الذي طرحته اآليات الكرمية السابقة

ن الصورة األوىل اليت يستهان فيها بأمانة وهنا خنرج م،املالزم لطبيعة الشخصية اليهودية وهي املتعلقة بتجارة القيم إال أن ، والعالقة بينهما واضحة ،إىل صورة ثانية يستهان فيها بأمانة القيم ) املعامالت االقتصادية ( حفظ املادة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

180

األخرية تصل إىل احنطاط أكرب يف جمال الفكر املادي الذي أرسى يف حساباته ترجيح الثمن القليل على أمانة العهد .مع اهللا

فاستهانة ) خيانة األمانة مع اهللا ( فإننا إذا افترضنا حصول اجلرم الكبري ،وإذا قيمنا ذلك يف املنظور االقتصادي وهو فتح الباب على مصراعيه أمام تدهور أسس ومباديء ، مع إضافة أمر مهم ،فعل األقل منه حتصيل حاصل

التايل فإن مركبا كهذا سيوصلنا لنتيجة يتحقق فيها ايار العالقة وب،العملية االقتصادية بينهم وبني الناس مما يشري بدوره إىل ايار ركن أساس يف ،االقتصادية مبضموا اإلجيايب النفعي بني األفراد والشعوب واألمم

.منظومة العالقات اإلنسانية الطبيعية

ينا إصدار احلكم عليهم بالعمى القليب الناتج عن العشق الذين سهلوا عل) جتارة القيم (وعودة إىل أصحاب والذي ولد هذا اخللل الذي رأيناه يف املوازين واحلسابات بني ما يستحق وما ال يستحق من ،الالمتناهي للمادة

!حيث التقدمي واالعتبار : قارون منوذج يهودي •

ى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة إن قارون كان من قوم موس{ : قال تعاىل نيالفرح بحلا ي إن الله حفرلا ت همقو إذ قال له ةي القولا)76(أولة ورالآخ ارالد الله اكا آتيمغ فتابو سنت

ينفسدالم بحلا ي ض إن اللهي الأرف ادغ الفسبلا تو كإلي الله نسا أحكم سنأحا وينالد نم كيبص77(ن( { لقصصا

وانضم ،مته ومترد عن الوالء أل، لكنه خرج عليهم ،تبتدىء هذه القصة بتقرير أن قارون كان من قوم موسى " لتأكيد أمهية القصة وشد االنتباه " إن"وجاء التقرير ب... إذ عندهم القوة واملال والظهور ،إىل معسكر أعدائه

" .1.. ملتابعتها حىت تكون مثال قائما ) كشخصية يهودية (وبالطبع فليس عبثا أن يكون االختيار القرآين لشخص قارون بالذات

!التدليل على الشخصية اجلامعة للفساد والظلم مع الثراء ونفاق السلطة إىل يوم الدين يف اآلخرة لدار االله آتاك فيما وابتغ{ : وقوله ، الظلمالتجاوز و وهو البغي منأي } عليهم فبغى{ ومعىنسنالتو كيبصن نا مينربك طاعة يف ، الطائلة والنعمة اجلزيل املال هذا نم اهللا وهبك ما استعمل: أي} الد

370ص / م 2004/ جمعیة المحافظة على القرآن الكریم ) / دراسة تحلیلیة موضوعیة ( سورة القصص / أحمد نوفل . د: ینظر , للمزید 1

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

181

: أي } الدنيا من نصيبك تنس وال { .اآلخرة الدار يف الثواب ا لك حيصل اليت ، القربات بأنواع إليه والتقرب فيها اهللا أباح مما

جبعل جماز فهو املدخرة األموال أي : }الكنوز من وءاتيناه{مث تصف اآلية الكرمية طبيعة كنوزه وضخامتها وقد الزكاة منها تؤد مل ألا مسيت كنوزا أمواله أن وعند أيب حيان ، به خمصوصا الكرت كان إن كاملدفون املدخر

.1 إياه عداوته أسباب من وهو فأىب بأدائها السالم عليه موسى أمره

يصلح أن أقتبس من دالالا شيئا خيص موضوعنا يف هذه وقد،وجوانب االعتبار يف هذه القصة كثرية وعميقة وهو أن القرآن قدم لنا قارون كنموذج للرجل اليهودي الذي أعماه التكاثر الشيئي واالعتداد املادي ليس ،الزاوية

اليهودي فكان رمزا لطبيعة ،} عليهم فبغى{ وإمنا يف قلب اآلية عليهم وظلمهم ،يف تسخري ذلك لصاحل جمتمعه . الذي مع ثرائه الفاحش فقري إىل مقومات املشروع االقتصادي الناجح لبيئته وجمتمعه ،الثري

أا ،ومن املمكن قياسا على هذا النموذج استنتاج احلالة الواقعة ملظاهر الثراء اليهودي يف جمتمعام أو حميطهم ألن أصحاا ال يعتمدون يف نظرم ،ا بعضا أن تأكل بعضه- وإن زهت حينا –غالبا ما يكون مصريها

. وإمنا هي املصلحة النفعية األنانية املتامخة لطبيعة كفرهم ،االقتصادية على رسالة سامية يقدموا حىت لفصيلهم : مسألة •

ة يزيغرمكاناا الإ تفسري الوضع االقتصادي جلماعة اجتماعية معينه بإمكانيةيعترب عدم هناك الكثري من املفكرين ممن عن طريق الرؤية القائلة أننا نعجز عن تفسري ثبات ذلك إل- عن قصد أو بغري قصد –ويهدفون ، بأيدلوجيتها أو

....طبيعة الشخصية من خالل جمموعة املعتقدات اليت رمست السلوك االقتصادي واالجتماعي ألصحاا ال أننا 2 ]اليهودية املفهوم املادي للمسألة[ : يف كتابه ليونأبراهام ألملاين املفكر ا- مثال - يذكر ،وبالنسبة لليهود

بل إن وضعهم االقتصادي هو الذي يفسر ، للتجارة وضعهم االقتصادي الغريزيةفسر مؤهالم نستطيع أن نختيار االجتماعي نتيجة االإذن م يف نظرهفاليهودية ،ه اعتبار ذلك من الطفوليأنمؤهالم التجارية ويعترب

.نتيجة منط منظوري معني يضبط ذلك االختيار ليست و،الظروف االقتصادية احمليطة و

251ص / 7ج / روح المعاني /األلو سي , 327ص/ 6ج/ البحر المحیط / أبو حیان : ینظر 1-/ طبعة دار الطلیعة / عماد نویھض :وترجمة , الكاتب السیاسي األلماني أبراھام لیون : من تألیف ] المفھوم المادي للمسألة الیھودیة : [ كتاب -2

م 1969بیروت عام ھجمھ على الدراسات التاریخیة أو التحلیلیة لواقع ما أو جماعة ما من كما ینقل عن المؤلف ت, والمترجم من خالل ھذا الكتاب یروج للفكر الماركسي

.خالل الكتب الدینیة باعتبار أن ھذا األسلوب بعید عن المنھج العلميموضوع ولوال أن عنوان الكتاب یخص , لم یعد لھذه الكتب وال ألصحابھا رواجا وقد انھارت نظریتھم وسقطت معادلتھا إلى غیر رجعة : أقول

, ھذا النوع من الطرح بولألسف فإن كتابا عربا كثیرین ممن یدعون الموضوعیة متأثرین , البحث لما تتبعت طرحھ وأظھرت مجھودا في الرد علیھ لمي بباسطة دراسة المعطیات إذ أن من أولیات المنھج الع, نجیبھ وأمثالھ أن ما تقدم في نظریتھم وتوابعھا ھو أبعد ما یكون على المنھج العلمي لویكفي

) !!إفتراض نتیجة مسبقة من أدلة قائمة على فكرة ارتجالیة ال تقوم على أساس وال إثبات ( الواقعة من أجل الوصول إلى نتیجة ولیس العكس

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

182

ال بد ،إن تشكل ظاهرة متكررة لسلوك معني كأن يكون الشكل االقتصادي مثال : وردا على هذا الطرح أقول ه قصر ذلك على عوامل اجتماعية أو فإذا كان أحد االحتماالت مرد،أن يقف وراءه أكثر من سبب أو احتمال

فإن هذا االحتمال يلغى فورا يف حالة تكرر هذه الظاهرة يف ظروف اجتماعية خمتلفة ومتباعدة ،اقتصادية حميطة وال مانع حينها من رد األمر إىل أهله ودراسته من حيث منطلقه الشخصي الذي يقف خلف دوافعه ،ومتنوعة .الظاهرة وحنن ، يفسر الواقع كله بصيغة بدائية بسيطة ، القول أن هذا املفهوم الذي قدمه أمثال هؤالء املفكرين وغين عن

رد هذه السلوكيات إىل منط ،جند القرآن الكرمي حني قدم لنا السلوكيات املنحرفة لدى اليهود يف جمال االقتصاد لنا السبب احلقيقي خلفها أنه متعلق خبلل واضح وغاص يف أعماق نفوسهم فأخرج ،التفكري السيئ لدى أصحاا

،يف موازين الترجيح بني القيمة واملادة أدى إىل ضياع القيمة العليا أمام التافه والقليل من املادة مقابل الثمن الذي مت باستبدال األمانة وعهد اهللا ا ) املتاجرة (وأوجز لنا قيمة هذا التصرف مببدأ البيع والشراء

.} إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا{ ليلالق

تعتمد انتقاء الشاهد والدليل املتنوع زمانيا ،وال ريب أن التقييم القرآين للمسألة جاء بصورة مقنعة منصفة من ععلم االجتما[م ا بعض من دارسي دون احلاجة إىل تلك التكلفات الفلسفية املتخبطة اليت أقح،ومكانيا

.أنفسهم فخرجوا لنا بقلب احلقائق وتشويهها ] منظروره االقتصادي

: النموذج الثاين ] :مقطع من املائدة : منوذج : [لالحنراف االقتصادي عند اليهود ) تصورية وسلوكية ( معايري

)62(ن في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون وترى كثريا منهم يسارعو{: قال تعاىل وقالت اليهود )63(لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون

زل يا أنم مهنا مرين كثزيدلياء وشي فكي قفني انوطتسبم اهدل يا قالوا بوا بمنلعو يهمدأي لولة غلتغم الله دغالبة واودالع مهنيا بنألقيا وكفرا وانيطغ كبر نم كا إليب أطفأهرلحا لاروا نقدا أوكلم ةاميم القواء إلى يض

ينفسدالم بحلا ي اللها وادض فسي الأرن فوعسيو املائدة })64(الله.

،ومن هذا املقطع كذلك ، موضوع اإلفساد اليهودي فيما خيصقد تناولت هذه اآليات الكرمية مبدلوهلا العام أن خنرج مبعايري تصورية نظرية وأخرى سلوكية ترسم لنا املنهج املادي أو منهج اليهودي يف تعامله ميكن

: االقتصادي

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

183

بافتراض صور ، يف اآليات الثالث اليت بني أيدينا- من منظور اجتهادي قاصر -ميكن أن أستلهم أمرا حيث : لتخرج لنا مبعامل معينة حول هذا اال يهودية يف اال االقتصادثالث تنقلت ا الشخصية الي

). باملسارعة إليه( مث قيمت دافع هذا السلوك ، إن اآلية األوىل جاءت تصف سلوك اليهودي باالنتشار والكثرة - ،ملسارعني إليه أو سوء أصحابه ا، لتصف أن القضية ليست متوقفة على السلوك السيء ، وجاءت اآلية التالية -

وإمنا هي ممنهجة بالقدر الذي صارت فيه شكال مكونا لنظام فساد اقتصادي كامل ومغطى من أدناه إىل أعلى . حيث أظهرت مشاركة األحبار والرهبان يف صناعته ،رأس فيه

القتصادي الفاسد من حالته أما اآلية الكرمية الثالثة فقد نقلتنا إىل اكتمال الصورة اليت نضج فيها هذا النظام ا- فهم صعدوا سلم ، إىل حالة أو مستوى جديد كمنهج فكري منحرف ،السابقة كنظام اقتصادي منحرف

ذلك أن املستوى ، ليلقي م إىل حضيض التصور ، إىل أعاله حىت احلد الذي ترنح م فسقط وسقطوا فاالحنرا هو بال شك نتاج استدعاء لفكر مادي -ىل اهللا عن ذلك تعا–الذي أوصلهم ألن يتصوروا يد اهللا مغلولة

ولغة اجلمع ، إىل الدرجة اليت استحال معها إدراك أي شيء أو فهمه معزوال قوانني احلسابات املادية ،متغلغل ود قصورهم على أدوات تفكري حمدودة حبد، لذا فالنتيجة املنطقية لذوبان كيام الكامل يف مسخ املادة ،والطرح

فببساطة ال يستطيعون أو ال ميلكون األدوات اليت تربطهم بني موجودات األرض من النعم الكثرية ،املادة وطبيعتها .وبني املنعم املتفضل ا

وعدوه ندا للتقييم أمام قيوم السماوات ، نظروا إىل ما عندهم من الشيء القليل ،وبلغة احلسابات اليت يفهموا !واألرض وكذلك هم ميكننا أن نرد سخافة ، فإننا نرد مباشرة فعله هذا إىل ذهاب عقله ،و رأينا جمنونا يهذي وكما ل

. إىل فقدان أدوات القياس والربط بني عالقة األشياء،طرحهم املختل املوازين أو املنسوف امليزان أصال ولكنهم يزيدون على ،م هذه األدوات وقد نرد قبح تصرف الكافر وسخافة تفكريه إىل جهله يف كيفية استخدا

!!الكافر بافتقادهم إليها أصال

A :إفرازات املادية اليهودية يف عامل االقتصاد املعاصر : املطلب الثالث ll

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

184

لقد رأيت من املفضل أن أخرج بقراءة سريعة للواقع االقتصادي اليهودي ألا تبعدنا عن األسلوب اجلامد الذي . ويقربنا أكثر للتفاعل مع املضمون ،ي البحت يالزم الطرح النظر

بدليل ،يكاد اجلانب االقتصادي أن يكون احللقة الضاغطة على أكثر األمور حساسية وخطرا يف حياة اتمعات لذلك عين ،أن املفتاح االقتصادي ألي جمتمع هو مفتاح لباب بل ألبواب كثرية من الفساد على أشكاله و أنواعه

وقد تعامل ، من خالل نظام اقتصادي متكامل مرتبط مباشرة بالدين ، الكرمي ببناء اقتصاد سليم نقي القرآن .القرآن مع جمموعة الضوابط اخلاصة بالسلوك االقتصادي كركن أساسي من العقيدة

متعشق فما ننتظر من شخصية دافعها قلب،ومعلوم أن ما حيرك أي شخصية حنو سلوك معني هو الدافع واهلدف ! فساد تتسارع حنوه ؟) اهلدف ( وحمط سعيها ،للمادة

اجتماعية أو سياسية أو أخالقية أو مجالية : اإلنسان املادي ذا املعيار ال يقف على حدود أو سدود أو قيود " أو فإذا حصل و اعترضه شيء من تلك اليت يراها قيودا، لذلك ال جند مسافة تفصله عن حيز املادة ،روحية ".1 أو تفكيكها مث إعادة تركيبها لتتالءم والوضع الذي يريد ، فإنه حياول جاهدا بعثرا ،سدودا

ألنه يفهم طبعا لغة تتحدث فيها األرقام ،2 هو شيء يتقنه اليهودي ،لذا فاللعب على أوتار الفساد االقتصادي يعرفها وجييدها جيدا كسالح فعال يف قتل املعنويات بني وهو يستخدم هذه اللغة اليت،واحلسابات املادية اردة

ولكنه عائد إىل ، وطبعا ليس األمر عائدا إىل فرط ذكاء اليهودي وحسن فطنته يف هذا اال ،األفراد والشعوب ستعالء إىل حماولة التخلص من كل اال، قصره أفقه احملدود عليها ،التهافت الذي صبه يف امليل حنو زاوية واحدة

. من بواقي القيم اإلنسانية - هذه الشعوب -الروحي واملعنوي الذي تتمسك به ولكنها يف العامل احلديث سالح اليهود الفعال حنو إفقار ، طريقة قدمية عند اليهود ،فمعروف أن سلوك الربا مثال

..معات أول ما تفتقر إىل األمن يف اتمعات اليت تقوم على أساس الربا أا جمتظ مث إن املالح،الشعوب وال يقوم أهلها يف احلياة وال يتحركون إال حركة املمسوس املضطرب القلق الذي ال ينال استقرار وال طمأنينة وال

.3 وعامل اليوم خري شاهد على ذلك ،راحة والعامل يتحدث بلغة ،رض لقد أصبح الربا هو لغة االقتصاد احلديث وهذا طبيعي ألنه رافق العلو اليهودي يف األ

فإذا تفاقم الفساد ووصلنا إىل متعلقات احلياة األساسية فإن النقص فيها خيلق اضطرابا ملحوظا يف نفسية ،املسيطر فينشأ ، وقد يتطور األمر لدى كل فرد حىت يصبح هم الرزق هو اهلم املقدم ،أفراد مجيع اتمعات املتضررة

وهنا يظهر خلل جديد أو نوع ، وتطغى حاجات نفسه امللحة على حاجاته الروحية ، االنفصام يف روحه وجسمه

: تحت عنوان : الجزء الرابع / األول المجلد/ موسوعة الیھود والیھودیة والصھیونیة / عبد الوھاب المسیري . د) : بتصرف ( ینظر ھذه العبارة - 1 260ص / إشكالیات نظریة

: نقال عن , 185ص / 2ط/ المفسدون في األرض / ناجي . س : ینظر , سیطرة الیھود االقتصادیة على العالم : حول شواھد في موضوع للمزید - 2warms sombert ( les juifsetla viu economiue ) e > f > p 211

القاھرة / دار االتحاد العربي / الربا ھند الیھود / م 1972/ السید محمد عاشور : ینظر , حول موضوع الربا عند الیھود -3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

185

جديد من الفساد االقتصادي الذي مل خيفى على اليهودي استغالله لتعزيز مه يف كل اتمعات بدءا مبجتمعه هو .الذي يكون أول ضحية الفساد واالستغالل

اإلثراء : " يف حبثها عن العوامل السياسية لظهور موجة العداء للسامية تقول الكاتبة املاركسية اليهودية أرندت " . 1.. طال مجيع يهود أوروبا بال استثناء ، ومضاربات عقارية ومالية ، وريب ،غري املشروع من تزوير

أصبح ، القائمة اليهود املوجودون يف كل مكان واحللفاء األوفياء للسلطات: " ويقول احمللل الفرنسي ستشنريب " .2إما مرابون وإما ثوريون ( ينظر إليهم على أم هو ،وهو أن اإلنتاج وما يصحبه من تبادل املنتجات : تبدأ النظرية املادية من املبدأ اآليت : " ويقول فردريك إجنلر

يف الفلسفة وإمنا يف وإذن علينا أن ال نبحث عن هذه األسباب... األساس الذي يقوم عليه كل نظام اجتماعي " .3اقتصاديات العصر الذي نعنيه

نتائج باحثني متخصصني يف هذا " هنري فورد" الذي رصد فيه صاحبه -] اليهودي العاملي [ كما جاء يف كتاب إن اليهود هم الذين خيتلقون لدى الناس األوهام اليت جتعلهم وراء أهداف اقتصادية يستحيل: " ما يلي -اال

وهم الذين روجوا ... واليهود أيضا حيتكرون ألنفسهم أساتذة االقتصاد والسياسة يف جامعاتنا ،الوصول إليها ويستخدم ،النتشار األوهام القائلة بأن نظريات االقتصاد ليست جمرد نظريات بل هي قوانني حتمية التحقيق

".4 أدوات لتحقيق التفسخ االجتماعياليهود على نطاق واسع النظريات واألفكار االقتصادية كمجردسنحيط حكومتنا : " الذي يقول ،ويدلل الكتاب يف موضع آخر بنص من الربوتوكول الثامن حلكماء صهيون

، وهذا هو السبب يف أن علوم االقتصاد تشكل املوضوع الرئيسي يف التعليم عندنا ،جبيش كامل من اإلقتصاديني ويف مقدمتهم ، من رجال البنوك ورجال الصناعة وأصحاب رؤوس األموال وحول حكومتنا سنستقطب جمموعة

إذ الواقع ، ألن كل شيء وكل شأن تتم تسويته من خالل األرقام والتقومي املايل واالقتصادي ،أصحاب املاليني ".5أن كل شيء يقرره املال ربية اهتمت بظاهرة الفساد االقتصادي عند تناقلتها كتابات غ) الربوتوكوالت وغريها (ولو تأملنا نصوصا أخرى

ومنها على سبيل ، سنجد اتفاقا بني ما حتكيه هذه النصوص والواقع الذي يترمجه سلوك اليهودي املعاصر ،اليهود وسندفع باألجور إىل االرتفاع مما لن يكون : " ... ما نص عليه الربوتوكول السادس بصراحة ،املثال ال احلصر

ال وذلك ألننا يف الوقت نفسه سنعمل على رفع أسعار احلاجيات الضرورية زاعمني أن هذا االرتفاع ذا نفع للعم

1 - pp88-89 ’ cite.arendt > (h) origins du tu totalitarisme /sur lantisiemitisme . ) أزمة النتماء / سلیمان قعفراني " د: نقل عنھا 165ص) / م1900فینیا ( الیھودي

2- 50 p..xtxesecle op>cite . p>) .r(schnerb المصدر السابق : نقال عن 120ص) / مترجم ( النظام االستراتیجي / راشد البراوي . د-3 25ص/ بیروت / منشورات دار األرقم / تعریب خیري حماد / ھنري فورد / الیھودي العالمي -4

153ص/ سابق المصدر ال5-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

186

وسنعمل حبذق ومهارة وعمق على ختصيم موارد اإلنتاج عن طريق نشر ،ناجم عن تدهور الزراعة وتربية املواشي اإلجراءاتمستخدمني يف الوقت نفسه ،اآلراء الفوضوية بني العمال وتشجيعهم على استعمال املشتريات الروحية

" .1الكفيلة بإبعاد القوى املثقفة من غري اليهود عن البالد

إذا كانت جذوره ،وال عجب من األسلوب التدمريي الذي يطرحه الفكر االقتصادي اليهودي يف واقعنا املعاصر ! قدم حتريف التوراة واختالق أسطورة التلمود ،قدمية

،!رع لليهودي سرقة مال غريه وينظر إىل استحالل هذا األمر على أنه شرع مندوب وال حرج فيه والتلمود يشوالرايب ) صموئيل( ومنها ما جاء يف التلمود عن الرايب ،واألمثلة العملية اليت ضرا احلاخامات هلم كثرية ومعلنة

2وأسلوم يف االحتيال والغش لسرقة أموال الناس ) كهانا(

مع تفاصيل لنماذج القدوة العملية اليت ،يب أن يطرح التلمود موضوع استحالل السرقة بأسلوب مباشر والعج ! وهم ال يعتقدون أم يسرقون وإمنا يستردون حقهم ،قام ا احلاخامات حىت يكونوا مثال حيتذى

أمرا ليس طبيعيا -شيء اليت ترى أسبقية املصلحة املادية على كل - وهو عند الشخصية املادية ،والغش ال حيب صاحبه أن يظهر مكشوفا ، ولكن سلوكا كالغش يكون يف الغالب مستورا ، بل وضروري ،وحسب

: فلنترك للتلمود حيسم لنا هذا اخليار ، أما عند الشخصية اليهودية ،على املأل يف األحوال العادية متاما كالسرقة

!! من القضاة الغش والنفاق مطلوب حىت راحبا فافعل وقل اإلسرائيلي وأمكنك أن جتعل ،إذا جاء أجنيب وإسرائيلي أمامك يف دعوى : " يقول التلمود

وإذا أمكنك ذلك وفقا لشريعة ،)) إذا حدث هذا يف مدينة حيكمها اليهودي( لألجنيب هكذا تقضي شريعتنا 3....." كذا شريعتك فاجعل اإلسرائيلي راحبا وقل لألجنيب ه،األجنيب

: إذا كان والنشاط االقتصادي ألي جمتمع يكاد ينحصر يف جانبني ،ومما تقدم

.الستغالل رأس املال ) النشاط البشري ( وثانيهما هو ) رأس املال ( أوهلما هو

/ جون كریج سكوت , 167 / 5ط/ محمد خلیفة التونسي : األستاذ : نقلھا إلى العربیة / بروتوكوالت حكماء صھیون / محمد الخشاب : یراجع -1

/ 19ص/ د التلمود الكنز المرصود في قواع/ ترجمة حنا نصر / روھانج . د, القاھرة / م 1957طبعة / 104ص/الحكومة السریة في بریطانیا م1899/ مطبعة المعارف

52ص/ 19 63ط / / القاھرة /من التلمود / المجلس األعلى للشؤون اإلسالمیة : لمعرفة المزید ینظر -2 م1967/ القاھرة / 51ص/ من التلمود / إعداد المجلس األعلى للشؤون اإلسالمیة -3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

187

اآلخر بكل الذي مينح صاحبه حرية اغتصاب ) احلق ( إن رأس املال هو : فإن املنطق املادي اليهودي يقول .الوسائل

) قارون منوذج ( 1وأما النشاط البشري فهو األداة اليت يصك من خالهلا اليهودي عملته وجيمعها

الربا والسحت وأكل أموال الناس ( لذا من الضروري بل ومن الالزم أن تكون األشكال اليت عهدناها منالنظام الطبيعي واملعقول واألساس الصحيح الذي ال وفق العقلية اليت ميتلكها شخص كاليهودي هو .. ) بالباطل

.أساس غريه للنمو االقتصادي

،من هنا فإن قلب الصورة األصلية للهيكلية االقتصادية اليت تبين اتمعات عليها أساسها احلضاري الل بالنظام وال شك أن هلذا خطورته يف بث الفوضى واالخ،هو األبرز وضوحا يف السمت اليهودي بال استثناء

ينبغي أن يكون له نظام ، غنيا أم فقريا ،كل جمتمع ابتدائيا كان أو متطورا " يف حني أن ،االقتصادي من جذوره وحنن جند االقتصاديني جاءوا يبحثون يف إشباع حاجات االنسان مبجتمعه عن ، " 2ملراقبة عملياته االقتصادية

فأين موقع الرجل االقتصادي اليهودي من هذه ... 3على حاجاته املتعددة طريق تنظيم توزيع موارده احملدودة الغاية ؟

ليس مبعناه اللغوي ،)اإلنسان االقتصادي ( ولعل أكثر صورة ميكن أن تنمثل ا الشخصية اليهودية هي صورة ا تعرف اإلنسان وجد، ولدى عوديت إىل موسوعة اليهود والصهيونية ، وإمنا بتعريفه الفلسفي كذلك ،فقط

،الذي حتركه الدوافع االقتصادية والرغبة يف حتقيق الربح والثروة " آدم مسيث"هو إنسان : " .. االقتصادي وهو يعرب عن مبدأ املنفعة حبيث ال يعرف اإلنسان سوى صاحله ،احملكوم بعالقات اإلنتاج " ماركس"وإنسان

، وهو إنسان متحرر دائما من القيمة ،إلنتاج وحب التراكم لذا فهو إنسان يتسم بالتقشف وا،االقتصادي إنسان ال ينتمي إىل فكر ، وحتكمه حيثياا ، وحتركه قوانني االقتصاد ،دوافعه وأهدافه األساسية اقتصادية بسيطة

ف وهو ال يعرف اخلصوصية والكرامة واألهدا، وإمنا ينتمي إىل عامل االقتصاد ، أو حضارة بعينها،حضاري . " 4... وهو جييد نشاطا واحدا هو البيع والشراء ،السامية

63ط/ القاھرة / موضوع االقتصاد / د أحمد أبو اسماعیل. أ :ینظر , النشاط االقتصادي موضوع حول- 1ترجمة سعید السامرائي / بستر فرنین جارندلر . ولیم جاك بومول و ل : للمؤلفین الغربین ] علم االقتصاد : [ ھذه العبارة نص علیھا كتاب - 2

441ص/ الفصل السادس / 64ط / بغداد / / دار المتنبي / وآخرون 13ص / القاھرة / دار النھضة / أصول االقتصاد / د أحمد أبو اسماعیل . أ: ینظر -3 260ص / إشكالیات نظریة : تحت عنوان : الجزء الرابع / المجلد األول / موسوعة الیھود والیھودیة والصھیونیة / عبد الوھاب المسیري . د-4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

188

ومن هذا التعريف ميكننا استدعاء مدلوله يف الشكل الذي رمسه عامة الناس من اتمعات املختلفة عن صورة تأصيل هو يف الواقع ، فاإلمجاع على صورة واحدة مكررة ، وهي بال شك مل تنبع من فراغ ،اليهودي يف أذهام

. ملا وصم به اليهودي نفسه

: نتيجة ¤ فقد تبني لنا أن احلركة اليت يتعامل ا اليهودي يف جمال سلوكه االقتصادي ال تنبع من فراغ وإمنا هي برجمة ،وبعد

.واضحة النعكاسات طبيعتة املغالية يف املادة

فحالت ،أصبح املرء ال يرى إال مبنظار واحد ، إن املادية إذا استحكمت يف النفس ووصلت إىل درجة العشق -مث لنا .. وتصور األمور لونا واحدا هو املباح ،1غشاوة املادة بينه وبني فطرته وخاصيتها يف إدراك احلسن والقبيح

.أن نقدر كيف للشخصية اليهودية أن تتصرف بعد ذلك يف ميدان االقتصاد ملادية اليهودية اقتصادا يميا عائما ال يعرف حدودا وال ضوابط لقد قدمت لنا ا: ويف اال العملي -

وقد أخرجت لنا ،وال جرم أن تكون الشخصية املادية ال متلك ميزانا أصال تقيس فيه حتركاا يف عامل االقتصاد 2ثقافة نفعية انتهازية

الشخصية اليهودية املادية حني فقدت إحساسها وهو أن، ومثة أمر هو امتداد ملعطيات املادية يف عامل االقتصاد-

ألن منه خيرج ، ومعلوم أن عنصر اجلمال شيء مكمل لبناء االقتصاد النامي ، غاب عنها تصور اجلمال ،باملعاين مزخرفا ، إال أن يكون معتوها مشوها ، وال غريه د وال إبداع حلس قاصر يف جمال االقتصا،احلافز على اإلبداع

إال كتلوين قنبلة أو علبة ، وما اشتغاهلم مبا نراه من خدع ومظاهر متوه باقتصاد زاهر ،ان سطحية مموهة بألو . مولدة الدمار والعجز على الكيان االقتصادي للمجتمع برمته ،متفجرات سرعان ما تنفجر يف أية حلظة

، عائد مباشرة ، لتقدمي نفعه على البشرية وعدم أهليتها،والشك أن فساد الفطرة اليهودية يف موازين االقتصاد

اليت وضعها اهللا لنا كجزء من ،للخلل احلاصل يف تركيبة شخصيتها غري املتجانس مع املعادلة االقتصادية اإلجيابية . القانون الصاحل لالستخالف على األرض

بنو إسرائیل في القرآن الكریم : البھي في كتابھ ذكرھا الشیخ, خاصیة إدراك الحسن والقبیح - 1 260ص] / بإیجاز وتصرف [, تنظر ھذه النقطة في المصدر السابق - 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

189

:وباء املادية اليهودية وواقع اتمعات املعاصرة : املبحث الرابع

عاجل القرآن الكرمي كل عيوب املنهج املادي من خالل رصده للسلبيات اليت حلقت بأصحابه لقد لذلك ميكن أن نفهم مثال سر التقابل الذي أبدته ، وآثار ذلك على بيئتهم وعلى اإلنسانية ،املتمثلني باليهود

الذين يؤمنون {بوصفهملمتقني ا أنه ألصحابه،سورة البقرة حني استهلت بوصف املنهج الذي دستوره القرآن املنهج املادي واملنهج ( ليكشف نوع هذه املقابلة بني املنهجني 1 }الغيب{ فجاء النظم الكرمي بلفظ }.. بالغيب

ع ضمن تقسيمه البدي ، ومن خري من حتدث عن ذلك هو الدكتور دراز رمحه اهللا ،) القائم على اإلميان بالغيب ودلل عليها بسورة البقرة ، واملشاكلة املقابلة لفت النظر اىل تلك ني ح،" نظام عقد املعاين"لنظريته املسماة

. 2كنموذج

آثرت انتقاء جمموعة من ،متحيزة لفترة زمنية معينة " الشخصية اليهودية املادية" وحىت ال تكون دراسيت خبصوص تسري يف نسق إثبات أن مثة منطا سلوكيا متكررا يعرب عن جوهر يهودي وطبيعة القرائن احلية يف حياتنا املعاصرة اليت

. والذي يفترضه البحث جوهرا متعشقا للمادة،يهودية واحدة تنعكس يف رؤية أخالقية متناغمة مع ذلك اجلوهر

أن العقل املادي غري قادر على واحلقيقة الطبيعية ،لقد استقبل اليهودي عصر الثوران العلمي بذات العقلية املادية وبالتايل يكون عاجزا عن إفراز منظومة ،3 ألن حمدودية تفكريه تدخل ضمن حساب احملسوس فقط،التجاوز

ومن هنا ظهر يف جمال العلوم نزعة جتريبية حمضة ترفض ، وتعليله فيما وراء املشاهد ،تكاملية تربط بني املشاهد .ر وتلتصق متاما حبركة املادة واحلواس كل ما يكون خارج احلسي املباش

إلیھ في غیاب عن المشاعر متى ارشد أي الحس ھال یدرك بالمجسات وغیر مادي یؤمن بما إالالناس قسمان عادي ال یؤمن " : یقول صاحب المنار: 1

اإلمام وینقل عن أستاذهوھو االعتقاد بما وراء المحسوس ) یؤمنون بالغیب ( السلیم لذلك وصف اهللا المتقین الذین یھتدون بالقران بقولھ والوجدانالدلیل محمد (... " الغایة إلى من یدلھ على المسلك ویأخذ بیده إلى المنھج ال یحتاج أولعلى طریق الرشاد وقائم على قف وا صاحب ھذا االعتقاد : عبده

) . 127ص / 1 ج/المنار / رشید رضا یكون من حسن أال قسمین قسم یتحدث عن ماضي الیھود وقسم یتحدث عن حاضرھم إلى مقسما األولثم رأیت الحدیث في الدور " : رحمھ اهللا یقول 2

ھنا عن األول مقابلة ومشاكلھ فسیجري الكالم في القسم تمأبل سنرى ما ھو , قسمین عن ماضي المسلمین وحاضرھم إلى یقسم الحدیث الثاني أنالتقابل / النبأ العظیم / دراز محمد عبدا هللا. د " ( والكالم في القسم الثاني عن التحدث معھم عما جرى ھناك في القسمین سواء , إسرائیلسنن الخطاب مع بني

) .163صأما النفس اإلنسانیة فھي , ذات یوم إلى نتیجة نھائیة قاطعة في المظاھر المادیة لھذا الكون قد یستطیع الباحثون أن یصلوا : " یقول المفكر محمد قطب 3

فال ینتھي الحدیث وال ینقطع عند ... تحاول الوصول إلى كنھھا , وما زالت البشریة منذ مولدھا إلى ھذه اللحظة نتحدث عنھا . عالم واسع غیر محدود ) .55ص/ نسان بین المادیة واإلسالم اإل/ محمد قطب .... " ( نقطة معینة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

190

إن الوحدة احلقيقية للعامل تنحصر يف :" حيث يقول يف عبارته الشهرية ،ولنا يف كالم كارل ماركس خري شاهد ما هو الفكر وما هو الشعور ومن أين ينبعثان ؟ يتضح لنا أما نتاج الدفاع البشري : ولكن إذا سألتنا ... ماديته

".1ن نفسه نتاج الطبيعة وأن اإلنسا

،وكما أشرت سابقا فمن املوضوعية األخذ بعني االعتبار أن العقلية املادية ليست داخل رأس اليهودي وحده أي أا تنطلق عنده من حيث ينطلق القلب املوجه للسلوك واحملرك ،ولكن اليهودي خيتلف بعشقه املفرط هلا

وال من قبيل الصدفة أن يتزعم احلركات املادية املعاصرة أقطاب يهود ومن هنا ليس من املستغرب،للدوافع .حاولوا تفسري كل الظواهر تفسريا ماديا جمردا

بسبب التزامن احلاصل بينها وبني ،حنن ال ميكن أن نفهم احلضارة املادية املعاصرة مبنأى عن الفكر املادي اليهودي

ت ولن أدخل يف احتماال–كره إال من استغىب أو تعامى عن احلقيقة والواقع الذي الين–العلو اليهودي يف األرض فحىت ، لكن على أقل تقدير ، 2تفسري آيات الفساد األول والثاين يف سورة اإلسراء فمحلها دراسة وافية مستقلة

،كرمية بالفساد الثاين ويستبعد أن يكون العلو اليهودي اآلن هو ما عنته اآلية ال،من ينحى رأي املفسرين القدماء .. فهو موافق بداية على أن الصورة الصعبة جدا للفساد اليهودي يف األرض موجود اآلن حبالة معممة وكاسحة

واسقطوا من ،وإذا كانت أدوات العلم التجرييب هي احلواس فقد آمن الغربيون بكل ما تصل إليه حواسهم " ساعدهم ، وأغلقوا منافذ املعرفة مجيعها إال هذا املنفذ الواحد دون سواه ، حسام كل ما ال تستطيع أن تصل إليه

.على ذلك من غري شك طبيعتهم املادية اخلالصة ،التجريب ) خامت ( بكل ما حيمل - املنساقون حتت تأثري املدارس اليهودية املادية -لذلك يؤمن الغربيون

! أما ما ال خيضع للمعمل فهو خرافة ،ويأخذونه قضية ال حتتمل الشك أو التأويل فقد نبذوها من فكرهم واستبدلوها ، وال ختضع للتجريب العلمي ، ال تدخل املعمل – املعاين الغيبية -وملا كانت

".3بالصناعة اليهودية اجلديدة ملادية املعاصرة و لكي ال أبقى يف اإلطار النظري سأعرج سريعا على أشهر منوذجني لشخصني سامها يف صناعة ا

ولكننا قد نفهم أمرا معينا حني جند كيف ، وليس مكمن الغرابة يف كوما من اليهود ،) دارون و فرويد ( مها

م1934ط / راشد البراوي . ترجمة د / Anti-Dihring/ كارل ماركس - 1سید طنطاوي في . و د, بنو إسرائیل في میزان القرآن الكریم : الشیخ البھي الخولي في كتابھ : من الباحثین المعاصرین الذین تناولوا ھذا الموضوع 2

وقد ذھب الشیخ الطنطاوي إلى نحو ما ..... صالح الخالدي في كتابھ الشخصیة الیھودیة .ود , ن كتابھ بنوا اسرائیل في الكتاب والسنة الفصل الثامن مالخالدي وما أمیل إلیھ ھو ما ذھب الشیخ صالح , ذھب إلیھ الشیخ البھي من أن اإلفساد األول والثاني قد مضى زمانھما على ما ذكره قدامى المفسرین

. واهللا أعلم , وغیره من الفسرین المعاصرین أن الفساد الثاني ھو الحاصل في ھذا العصر 53ص/ اإلنسان بین المادیة واإلسالم / محمد قطب ) : بتصرف ( ینظر 3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

191

إىل -يشتركان يف نظرما احليوانية املادية لإلنسان لرجلني -حتول هراء فارغ مرتوع املنطق واألساس العلمي ورغم أن اليهود الذين يقفون وراءهم مل يكونوا هم وحدهم الضالعني ،مدرسة كبرية واسعة تستقطب التالميذ

ويكفي قوال أن يكون ،1 إال أن الصبغة اليهودية بدت واضحة يف التبين املهووس والدعم املفرط ،يف العملية !أقطاب هذا النوع من املدارس أصال هم غالبا من اليهود

،ن للطرح ال نتعامل مع شخصني يهوديني مستقلني فنحن عندما نقدم فرويد أو دارو،لذلك بل نتعامل مع مدارس يهودية يف الفكر املادي قدمت لإلنسانية املعاصرة تفسريات جديدة أنزل يف مستوى من

.ر الوثين على مر العصور الغابرة تلك اليت عهدناها يف الفك

يد العقلية اليهودية يف خطاا املادي لإلنسانية ؟ماذا تر

كيف أراد الفكر اليهودي املادي استغالل اتمع والوصول به إىل درجة متناهية - يف الفصل السابق –لقد رأينا يف دعم طرحه - الذي جته البشرية املعاصرة -من الفساد وهو كذلك ال خيفى عليه أن يستغل السري العلمي

حيث جتاوز العقل وأدواته احلسية حدود ، فتزعم اليهودي جبراءة لواء املنهج املادي يف تعليل العلم ،سد الفا وجبعل العلم بشكل أو بآخر متجها إىل التبذير يف الطاقات البشرية ،اختصاصاما املعقولة لينتهي ما إىل الضياع

تترك ما وراء العيان ألصحابه احلقيقيني حىت اشهروا املذاهب اليت كانت أحرى ا أن تتجه حنو املفيد والنافع واناليت تتزعم أن الوجود كله احلسي منه وما وراء احلسي تدرك ذواته وأحواله بأسبابه وعللها باألنظار الفكرية

.2واألقيسة العقلية

أذكر منھا على , ة یھودیة أصیلة ھناك أدلة واضحة وشواھد كثیرة على أن مدرسة فروید ودارون وغیرھا من المدارس المادیة ھي مدارس صناع 1

یثبت فیھ وبصریح العبارة أن جمیع , سبیل المثال شاھدا عثرت علیھ في نص للباحث الغربي دافید باكمان في تعلیقھ على رجاالت مدرسة التحلیل النفسي كانت , فیة لكل من فلیس وبروبیر والمحللین األولین أشرنا إلى أن األرضیة الثقا: " .. ونصھ , أساسات ھذه المدرسة المادیة ھي لمفكرین یھود فقط

یكون , في الحالت النادرة التي یعطي فیھا فروید أفضلیة لآلخرین , ھذه المؤاتاة لھا برأینا جذور في التراث الصوفي الیھودي , مؤاتیة للتحلیل النفسي , وإلى بورن طریقة التداعي الحر , بروبیر أعطى الفكرة األلى للتحلیل النفسي ھؤالء من الیھود ؛ إلى فلیس أعطى أصل نظریة الثنائیة الجنسیة ؛ وإلى

/ طالل عتریسي . د: ترجمة / فروید والتراث الصوفي الیھودي / دافید باكان ... (وأخیرا إلى یھودي آخر ھو بوبیر لینكاس نظریة تفسیر األحالم ) .63ص/ م 2002 / 2ط/ بیروت / المؤسسة الجامعیة للدراسات

34ص/ اإلنسان بین المادیة واإلسالم / محمد قطب : ینظر 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

192

)اإلنسان احليواين:( مدرسة داروين منوذج للمدرسة اليهودية املادية : أوال

ملا ،مل حتظ نظرية علمية خالل التاريخ احلديث للفكر اإلنساين مبا حظيت به نظرية دارون يف التطور العضوي

الفكر اإلنساين احلديث يف ه إىل توجي- على فرض– من أصداء واسعة عربت ا نطاق التخصص العلمي هخلفت !كافة جمالته حنو التعليل املادي لشىت الظواهر

ملا نادى بنظريته يف أصل األنواع و ، هو بطل االنقالب التارخيي حني قرر حيوانية اإلنسان 1دارون لقد كان يف إنكار وقمع تلك الصفات واألفكار ،توالت الضربات بعد ذلك على أيدي العلماء والباحثني الغربيني

دف جتريد 2،نسانية لإلنسان والنشاطات اليت متيز اإلنسان عن غريه من الكائنات ومنع حتقيق اإلمكانات اإل . 3اإلنسان من خصائصه اإلنسانية

داخل نسق ، مثل تطور احليوان الطبيعي ،تطور اإلنسان الطبيعي : " إن املادية الداروينية اليهودية جاءت لتقول

يار الطبيعي حىت فقد أخذ دارون هذا اإلنسان الالشخصي بني يديه ووصف تقلبه خالل عملية االخت،طبيعة املادة مث يأيت لريينا أن كل شيء يرجع إىل أصل احلياة البدائية وهي ،أصبح إنسانا قادرا على الكالم وصناعة األدوات

وذا فهي ال تكتفي بتلويث اإلنسانية يف نشأا األوىل ولكنه يتعقبها إىل حد ....بدورها عملية كيميائية طبيعية .رفة أصلها فريدها إىل حيوانية ص

إنسان يف مثالية ، اليت تدار على أسس علمية مادية يظهر فيها إنسان مثايل متاما ،فكل املدن الفاضلة املادية "وعليه ، وهي كائنات تعيش يف جمتمعها بشكل آيل منطقي ،النحل والنمل واحليوانات اليت تبلغ الغاية يف التنظيم

فكل شيء ، إنسان ال خيتار وال يقرر ،ي من قمة رأسه إىل أمخص قدميه املادملستنقعكاإلنسان اآليل املغسول يف ا وطبيعته ال خري فيها وال شر وال قلق وال أسئلة ، وهو بالتايل ال حيمل أية أعباء أخالقية ،قد مت اختياره وتقريره له

!!4... كربى

م والتي 1831من األسطول الملكي البریطاني عام ) بیجیل ( حمل نظریتھ حین أبحر على متن السفینة الشراعیة ) م 1882 – 1809( تشارلز دارون 1

/ دار التعارف / عن اإلنسان والمادیة الداروینیة / ھادي المدرسي : ینظر .... (استغرقت رحلتھا خمس سنوات طاف خاللھا عدة جزر لجمع العینات ) .21ص / م1987 /1ط/ بیروت

/ م 2001 / 1ط/ نظریة التطور من العلم إلى العولمة / صالح محمود عثمان . د: وكذلك , 54ص/ اإلنسان بین المادیة واإلسالم / محمد قطب : ینظر 2 133 ص/اإلسكندریة / المعارف

موسوعة الیھود / عبد الوھاب المسیري . د: یراجع ) (dehumanizationترجمة للمصطلح اإلنجلیزي المعروف ] تجرید اإلنسان من خصائصھ [3 260ص / العلمانیة الشاملة :تحت عنوان : الجزء الرابع / المجلد األول /والیھودیة والصھیونیة

75ص / إشكالیات نظریة : تحت عنوان : الجزء األول / ول المجلد األ/المصدر السابق : ینظر 4

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

193

ألا يف ،1حقيقة بأي حتليالت علمية مقنعة وميكن القول إن كل التعليالت املادية عند دارون ال ميكن أن تتعلق كما يذكر مؤيدوه بال - ذلك أنه ،احلقيقة ال ترقى إىل األجبديات األولية للنظرية العلمية ولو مبستواها البسيط

يقول املتخصص ،) الصدفة ( حاول إغالق مجيع الثغرات الكبرية والصغرية يف نظريته مببدأ ما يعرف ب–خجل فإذا كان قدماء الفالسفة املاديني " : " داروينية القرن العشرين"يف كتابه ) ميدنيكوف. م . ب : ( البيلوجي

ومن ، فنحن جند دارون قد انطلق من القاعدة اليت تقوم على الصدفة ،كمقولة موضوعية ) الصدفة(أنكروا وجود وتشكل ،ر الصدفة والضرورة معا ويف آن واحد ففي الطبيعة تسيط،االختالفات الصدفية الالمتناهية بني األفراد ".2النظم والقوانني من تراكمات ما هو صديف

-) التطوربني(الغريب أن : " ويف مكان آخر يعلق الباحث حممد علي يولو على هذه األفكار وأمثاهلا بالقول لكن إذا ،د يف كتاب مقدس إذا جاء على لسان رسول أو ور3 ال يؤمنون بالغيب –حىت أكثر املؤمنني منهم

" 4 فيه يصولون وجيولون ، غيب خاصة م عجزوا عن تفسري شيء ال يتورعوا أن خيترغوا ألنفسهم عاملإن دارون وأعوانه قد تصوروا التطور الذي حصل لإلنسان منذ التكوين وكان األجدر م أن يثبتوا املالمح "

مليون سنة 14-11عملية طويلة ومعقدة منذ واهليئة لإلنسان اجلديد املقبل ألنه يف ! ال ندري ملاذا تغافلوا عن هذه اهليئة املقبلة وصورا ؟

"5شيئا عنه ولو تلميحا ] أصل األنواع و تسلسل اإلنسان [ فلم يذكر لنا دارون يف كتابيه ق واحنطاط التصور تتحول إىل بل وأي عجب أكرب من أن نرى فكرة حتمل سفالة املنط! فأي رجعية بعد هذا ؟

- صاحبها–ويكفي أن نسمع من اعتراف دارون ! أشهر النظريات العلمية اليت قامت عليها حضارتنا املعاصرة ؟ لذا مل أوفق أبدا يف الرياضيات ، والتأمل الطويل ،إن قابلييت حمدودة يف جمال الفكر ارد : " يف حديثه عن نفسه

" 6يزيقية أو يف العلوم امليتافوميكنين القول إن احلقيقة العلمية امللموسة يف قيام احلضارة الغربية على دعائم باطنية ألشكال خمتلفة من املادية

) مسة الرقي الروحي واألخالقي ( جتريده من أهم مسة حتملها روح أي حضارة قد سعت يف الغرب إىل،الداروينية وهذا يفسر الويالت اليت جرا احلضارة املادية الغربية على اإلنسانية ،ضارة مثلما جردته قبل ذلك من مجاليات احل

بتفسیرات داروینیة , على ربط اآلیات القرآنیة التي تحدثت عن الخلق " من الوحي إلى دارون : " حسن حامد الذي بنى كتابھ . تعجبت من الكاتب د 1

(! حتى بلغ بھ التصور أن آدم كان قبلھ أوادم كثیرة تطورت إلى آدم المعروف , إذ یجعل الصالت بین األنواع الحیة وأجناسھا ال تقف عند حد , مناقضة دار الخیال / 1ط / ] قضیة الخلق [من الوحي إلى دارون / حسن حامد . د: ینظر

دار الفارابي ) / 6(دفاتر الفلسفة ( اعیة سلسلة العلوم االجتم/ محمد أحمد شومان . د: ترجمة / داروینیة القرن العشرین / میدنیكوف . م . ب : یراجع 2 21ص / 1982ط / ) !!الطفرة (أو ) الصدفة ( تعلیلھم لكثیر من الظواھر ب - كما ذكرت –عند التطوریین الذي عناه الباحث ھو " عالم الغیب" 3

م 1983 / 47ص / 1ط/ دار الشرق األوسط / مصرع الدارونیة : محمد علي یولو - 4 206ص/ م 1976/ الموصل / رمطبعة الجمھو/ وزارة التربیة العراقیة / اإلنسان والدارونیة / الح كریم خان محمد ص- 56 - Francis Darwin (ED) "The Authobiography of Charles Darwin and Sellected letters p.(55) , نقل عنھ :

Shamseddin Akbulut ; Darwin ve Errin Teorisi / 15ص/ أورخان محمد علي : ترجمة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

194

) :اإلنسان اجلسماين ( مدرسة فرويد منوذج للفكر اليهودي املادي : ثانيا . فما يهمين هنا تقدميه كنموذج للخطاب اليهودي املادي لإلنسانية ، 1 ال أريد الدخول يف تفاصيل نظرية فرويد

، يف عامل ال يضم تقريبا سوى اليهود ، فيكفي أن نعرف أنه أمضى حياته كلها يف غيتو نظري ،ودية فرويد أما يه فقد عنون هلا الباحث دافيد باكمان يف الفصل الثامن من كتابه ،وخبصوص عالقة فرويد مع مساعديه من اليهود

،2" وباقي مساعديه اليهود ) فليس(يد مع عالقات فرو: "حتت عنوان ] فرويد والتراث الصويف اليهودي : [ حيث يظهر من هذه العالقة النفس اليهودي العميق واملتغلغل يف األفكار اليت طاملا أخرجها فرويد بقالب يظهر أنه

!! بعيد كل البعد عن الرؤية الدينية

!فرويد و إخضاع املعنويات للتجارب لتجارب إحصائية من أجل استقراء ومعرفة مدى االستحسان لفكر أو قد يكون من املمكن أن خنضع املعنويات

ولكن أن يصل األمر إىل إخضاع املعنويات لتجارب ، أو أثر الظروف احمليطة ونسبتها ،أسلوب معني عند فئة ما اقض حتسم اجلدل وتقطع السبيل فإن هذا أعجب ما ميكن أن ين،املعمل دف الوصول إىل حقائق موضوعية ثابتة

!الفطرة اإلنسانية يف تفكريها وحبثها العلمي بصورته املنطقية الطبيعية اليت يتزعمها فرويد ال تقنع بوصف ظواهر الشخصية بل تفسرها على أساس من ) التحليل النفسي ( إن مدرسة

–ة نظر فرويد من وجه– فالشكل النهائي للتنظيم السلوكي املميز لفرد ما ،3التفاعل والصراع بني قوى معينة وهو يف النهاية .. وعوامل اجتماعية من ناحية أخرى ،هو نتاج لتفاعل أو صراع بني عوامل غريزية من ناحية

وهي معروفة أا ) الطفلية اجلنسية املكبوتة : (يردها إىل إشارات أو إحياءات غريزية حتدث عنها بكلمات ثالث 4جتسم العمد الثالثة لسيكلوجيا فرويد

ولكن النقد األول الذي ينبغي أن يوجه إىل فرويد هو يف أساس نظرته إىل اإلنسان : " يقول املفكر حممد قطب " !!5 ال يرتفع مبشاعره وعواطفه من عامل األرض إال يف حاالت الشذوذ ،على أنه كائن أرضي حبت

. سية وغدده وجهازه العصيب حتركه دوافعه اجلن– وفق نظرته اليهودية املادية -إن إنسان فرويد " وهو إنسان أحادي ، إنسان االستهالك والترف والتبذير ، وال يعرف سوى متعته ولذته ،وهو يعرب عن مبدأ اللذة

". 1 متجرد من القيمة ال يتجاوز قوانني احلركة، خاضع للحتميات الغريزية ،البعد

مدارس علم النفس / روبرت ودورث ) . ( فینا ( ولكنھ عاش حیاتھ في ) تشیكوسلوفاكیا ( فیما یسمى اآلن , م 1856سنة " سیغموند فروید" ولد - 1 ) .216ص / بیروت / دار النھضة / م 1981/ كمال الدسوقي . د: ترجمة / المعاصرة

ص / م 2002 / 2ط/ بیروت / المؤسسة الجامعیة للدراسات / طالل عتریسي . د: ترجمة / فروید والتراث الصوفي الیھودي / دافید باكان : ینظر - 259

54ص/ اإلنسان بین المادیة واإلسالم / محمد قطب - 3 233ص / مدارس علم النفس المعاصرة / روبرت ود روث - 4 54ص/ بین المادیة واإلسالم اإلنسان/ محمد قطب - 5

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

195

ال تتعلق بشيء من ،رويد ألحد أصحابه املفكرين اليهود وقد شدين عبارة اقتبسها كاتب أمريكي من مراسالت ف يقول ،نظرياته ولكنها تظهر أنه مل ينس يوما أنه يهودي رغم أطروحاته اليت تبدو يف ظاهرها مستبعدة للدين

ينهما أبراهام أحد أتباعه اليهود باملشترك ب. فرويد غالبا ما كان يلجأ إىل التركيز يف مراسالته مع ك: " الكاتب فهو ال ينفك يذكره يف حماولة إىل قطع دابر اخلالف بينه ، األثر التلمودي ، التكوين الذهين ،العرق : كيهود

ال ميكن أن خيتفي منا فجأة ( إذ ،) بأن األمور بيننا حنن اليهود أسهل ألن العامل الصويف يعوزنا : " وبني يونغ " .2)منط التفكري التلمودي

وبذلك يصنع فرويد خطوطا محراء عالئقية وفكرية بني ما هو : " .. على ذلك بالقول 3العبارة ويعلق ناقل "يهودي وما هو غري يهودي مستعمال تعابري ومصطلحات تتنتقض يف العمق مع الفكر الذي يبشر به

حضر فورا صورة أن نست، ومن قبله دارون ، وحنن نستطلع آراء فرويد - وباختصار شديد- ميكن ،ومن هنا .4الكلب املنسلخ الالهث إىل دعوات اإلخالد إىل األرض كما مثل به الذكر احلكيم يف سورة األعراف

:تمعات املعاصرة مدرسة الفكر املادي يف تفسري عالقات أفراد ا:ثالثا

بني الطبقات والتوظيف اليهودي هلا صراعفكر ال: منوذج ) التعصب العنصري(من تفاعل آلية األنا داخل النفسية اإلنسانية عن طريق استخدامها حملفز من الواضح أن النواتج

بأشكاله ال تولد إال مزيدا من التعزيز املادي من ناحية تعلقها بإشباع رغبات حمسوسة ختص رابطة الدم أو العرق . وإمنا مزيدا من التمركز حول الذات،وليس رابطة متعلقة مببدأ أو فكرة

ولكن الوضع خيتلف حتما عند النواتج املتعلقة باألفكار واملعاين ألا حني تتفاعل داخل اإلنسان فستنتج ارتقاءا

لذلك أستطيع أن أفسر اإلقبال أو اإلسراع ،يف التصور لذات املعاين وستتوجه الطاقة لدى حاملها إىل نصرا النعرات العنصرية يف اتمعات ألا ختلف وباءا يفتك بالفكر ويقتل اليهودي دائما حنو نصرة الشعارات القومية و

.5املعاين وبالتايل فهو أداة قوية وفعالة إلظهار حالة أولية من السمت املادي أراد الناس ذلك أم مل ، صحيح أن حقيقة التفاوت يف املستويات االجتماعية حقيقة واقعة يف اتمع اإلنساين

وصوال إلجيابية رسالة ) التسخري(كنها بالتأكيد ؛ لصاحل اتمع اإلنساين التصاهلا بقضية أكرب وهي معىن ل،يريدوه

.76ص / الجزء األول /المجلد األول /موسوعة الیھود والیھودیة والصھیونیة / عبد الوھاب المسیري . د : ینظر - 12 - p. 25 & Idem ; Letter a' Abraham du 11.5. 1908 – p. 44

157ص/ الیھود في المواجھة : تحت عنوان / زمة االنتماء الیھودي أ: في كتابھ سلیمان قعفراني . د نقلھما العبارتان3 - 175: آیة - 4موضوع المیل العنصري , وقد استوفت الكتابات العربیة واألجنبیة التي تناولت الیھود من الناحیة االجتماعیة الصرفة , ھذه حقیقة ملموسة واقعا - 5

.بما یغني عن الخوض في تفاصیلھا من جدید , قصة الشعب المختار و , ونصرة الدعوات القومیة والعنصریة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

196

والتفاوت بني الناس سواء أكان يف القدرات العقلية ويف املواهب النفسية والروحية ويف الكفاءة ،االستخالف 1وفيما يناط م من أعباء ومسؤوليات

واحلكمة يف هذا التفاوت امللحوظ يف مجيع ] : " ديناميات اتمع املسلم [ عبود يف كتابه عبدالغين. يقول دال يرتفع إىل مستوى .. وهذا معىن قريب ،العصور ومجيع البيئات ومجيع اتمعات هي ليسخر بعضهم بعضا

لحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في ا{: القول اإلهلي اخلالد " 2} )32(بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون

كما هو معلوم -وإذا كانت السنة اإلهلية الكونية تقتضي التفاوت يف القدرات بني الناس لتحقيق التعاون والتكامل تقدم لنا املصلحة الذاتية اليت تغذي فكرة ) العاجز عن فهم الطبيعة اإلنسانية ( فواضح أن رسالة الفكر املادي -

الصراع بني املستويات االجتماعية لتخرج اإلنسان من حيز التكافل والتعاون البناء إىل حيز التنافس والبغضاء ..الشحناء

ووحدة اللغة ، على وحدة اجلنس ووحدة احلدود – منذ قامت – لقد قامت القومية : "يقول الشيخ املودودي ومن الطبيعي أن هذا النوع من القومية ،ووحدة نظام احلكم ) وحدة األهداف االقتصادية ( و،ووحدة اللون

نه فقط رد أنه والنفور م، فهو يدفع شعبا إىل معاداة شعب آخر ،يتطلب خلق عصبية جاهلية يف داخل اإلنسان " .3شعب آخر

يأخذ بعدا متقدما على خريطة التقدم اإلنساين حيث حتول من ) بسيادة العرق أو اجلنس ( مث بدأ املفهوم اجلديد ، إىل فكر منهجي وسلوكي معمم ومنطلق للخطاب اإلنساين بني اتمعات ،جمرد نزعة إنسانية لدى األفراد

د اليهود ليس شيئا جديدا ولكنه بدا اآلن األكثر وضوحا يف عصر التسارع وعامل وقد يكون هذا النوع عن !احلظرية الصغرية

فحسب نظرية صراع ،لقد وظفت الداروينية االجتماعية يف تربير التفاوت بني الطبقات داخل اتمع الواحد

ولذا فهم ، مقدرم على البقاء ليست مرتفعة الفقراء والضعفاء على وجه العموم هم الذين أثبتوا على أن،البقاء .يستحقون الفناء أو على األقل اخلضوع لألثرياء وللشعوب األقوى واألصلح

!!وهذا يعين استحالة وجود مساواة مبدئية بني األنواع أو بني أعضاء اجلنس البشري

60- 59ص / 49ط/ دینامیات المجتمع المسلم / عبد الغني عبود . د: ینظر , موضوع الطبقات االجتماعیة والتسخیر حول- 1 60ص/ المصدر السابق - 2 60ص../ دینامیات المجتمع / عبد الغني عبود . د: نقل عنھ , 139ص / 77ط/ الحكومة اإلسالمیة / أبو األعلى المودودي - 3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

197

فالبقاء ،ل األمانة أو األخالق أو اجلمال مث، ال عالقة هلا بأي قيمة مطلقة متجاوزة ،ومهما كانت آلية البقاء .1هو القيمة احملورية يف املنظومة الداروينية اليت تتجاوز اخلري والشر

:نتيجة ¤ هي صورة فعلية ملا قدمه القرآن الكرمي من ، إن املادية اليهودية مبدارسها وأشكاهلا املختلفة يف واقعنا املعاصر -

.هر هذه الشخصية ومالبسات يئتها لتقود لواء املنهج املادي يف العامل حقائق يف الصميم كشفت عن جو املواضيع اليت اختارها أقطاب املدارس اليهودية يف الفكر ليس االهتمام باإلنسان من حيث مكمن إنسانيته اليت -

وإمنا باعتباره آلة يتحرك بدوافع الغريزة احليوانية،مست به عن سائر املخلوقات ،ولكنها فعليا مجدت العقل وجعلته تبعا للمادة ،دارس املادية املعاصرة وإن تسترت بالعقل التجرييب نظريا امل-

2 مما ولد إرباكا واضحا يف الوظيفة الطبيعية للعقل البشري ،وأوقفت نشاطه عند حيز تفاعالا املشاهدة فقط يريد من اإلنسان أن يقفز يف ارتقائه املادي أو ينعم برفاهية ال، إن الفكر املادي املعاصر كما طرحه اليهود -

ويدع ، ويترك احلبل على غاربه ، وإمنا يريده شخصا جامدا واقفا سلبيا ال يتفاعل مع شؤون جمتمعه ،العيش لقمة سائغة أمام فيترك اتمع فريسة سهلة و،األجيال حتت رمحة املادية الطاغية بأفكارها املسمومة وأدا املنحط

وان أوشك - وهم ال يعرفون أم، هؤالء الذين ال يفكرون إال بعقلية الطوفان ،ذئاب اإلنسانية ولصوص الدين ! هم أول اهلالكني فيه -غريهم على الغرق

: الجزء الرابع / المجلد األول /موسوعة الیھود والیھودیة والصھیونیة / عبد الوھاب المسیري . د : ینظر , حول موضوع الداروینیة المجتمعیة - 1

263ص/ العلمانیة الشاملة :تحت عنوان 265ص : طة في المصدر السابق یراجع في ھذه النق 2

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

198

:اخلامتة ☼

ألرجو من خالل هذا اجلهد املتواضع إينمث ، ختلص القرباته ولوجه،ته تتم الصاحلاتاحلمد هللا الذي بنعمالنتائج إىل صوال و- اجتهادياليت تبقى ضمن منظور-البحث ة فكرإيصالأن أكون قد متكنت من

-:التالية

ت ومن ضمنها فهم وتشكيل التصورااألمورالقاعدة القرآنية هي املنطلق الصحيح يف فهم ودراسة وتقييم ■ .بكل جوانبها يهودي شخصية ال

. هو ما سجله واقعهم يف كل حني اليهودما قرره القرآن يف شأن ■

يفيدنا ،اهتمام القرآن الواضح بكشف مكنونات وجوانب الشخصية اليهودية وخاصة اجلانب املادي فيها ■ هو املنهج األول: لصراع القائم بني منهجني ا ذلك ،يف حتديد معامل وطبيعة الصراع الذي نعيشه يف كل حني

والثاين هو املنهج املادي والذي ، بالغيب ويستلهم طريقه مبعامل ربانية اإلميان الذي يقوم أساسه على اإلسالمي ".اليهود"من أهل لتمثيله هم أفضل و،باستمراريتعدد ويتلون بتسميات خمتلفة تستحدث

يثبت أن ،سناه يف طبيعة السلوكيات اليهودية املعادية لكل ما هو مقدس فإن ما مل، يف ضوء ما سبق ■

!الفكرة الدينية اليت انتهت إليها الشخصية اليهودية هي قتل الدين لقد قدم القرآن بالربهان القاطع واحلجة الدامغة أن مبلغ وضوح القضية يف النمط الفكري اليهودي ■

.املتجرد للمادية كخيار وحيد منصب على والئها التام واخلالص و إن الطريقة البديعة يف تناول النظم الكرمي لرسم معامل الشخصية اليهودية قدم لنا األداة اليت نقيس ا تفرد ■

واليت من خالهلا استطعنا إثبات قاعدة االختصاص هلذه الشخصية يف ) أداة املنظور املادي ( ةهذه الشخصي باالستشعار الوجداين للمعبود -)حبب العجل( ورمز هلا -للمادية بكل ما حتمله صورها ا العشق القليب هلاستبدا

. يف ذات املكان املخصص لغريزة إدراك املعنويات

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

199

دافع " مفتاح فك رموز وأحجيات هذا الشكل من التركيبة العجيبة اليت محلتها الشخصية اليهودية هو ■ " .عشق املادة

ودوافع ،كن قوله يف وصف طبيعة املادية عند اليهود أا يف كيام وضمائرهم وتفكريهم إن أهم شيء مي■

بل هي مطاوعة للنفس ، ومزاولتهم هلا ليست مراسم عبادة ، وليست دينا،مشاعرهم شهوة منبعها القلب .∗فيما ترغب فيه

اليت أدت ،ة مع األنبياء واملعجزات لقد رصد لنا القرآن الكرمي احملطات السوداء يف تفاعل هذه الشخصي■

]93: البقرة [}..وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم {: إىل أن يستحقوا نتيجة ( وحيث أن مادة الفصلني السابقني األساسية هي الشواهد القرآنية فقد ملسنا كيف أن هذا احلكم القرآين ■

ففي تلك الشواهد ما يكفي إلثبات احلكم العادل فيهم ،مل يأت عبثا وال جورا ) إشراب قلوم مادية عجلية !!ةباستحقاقهم ملا وصلوا إليه يف حضيض املادية املغرق

** ** ** "وآخر دعواهم أن احلمد رب العاملني "

الكریمبنو إسرائیل في القرآن: في كتابھ " البھي الخولي " ھذه الفكرة عبر عنھا الشیخ العالمة ∗

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

200

فهرس اآليات سورة البقرة

رقمها رقم الصفحةاآلية 99 40} ...يا بني إسرائيل اذكروا{

93 49} ... جنيناكم من آل فرعون وإذ{ }كمفسلوا أنفاقت كمارئوا إلى بوب35 54} ...فت }ن ى لنوسا مي مإذ قلتو لك نم159+ 93 55} ...ؤ }واممالغ كمليا ع92 57 }...ظللن 51 59-58 } يفسقون ... وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية { 158 60} ...واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد{ 82 61 }...وضربت عليهم الذلة والمسكنة{ 95+94 64- 63} من الخاسرين ... وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا{} كمرأمي إن الله همقوى لوسإذ قال م98 73-67 }...و

101 74 }...ست قلوبكم من بعد ثم ق{ }اءكممكون دفسلا ت يثاقكما مذنإذ أخ145 85 }...و 82 87 } لونتقت...أفكلما جاءكم رسول {} ا غلفنقالوا قلوب53 88} ...و } اء اللهبيلون أنقتت م83 91} ...قل فل }مل بكفرهجالع ي قلوبهموا فربأش56+44+33 93} ...و 143+ 117 95-94 } بالظالمني..قل إن كانت لكم الدار الآخرة {} قدصم الله دنع نول مسر ماءها جلمو... 104+90 102-101لو

}كانوا يعلمون 104+102+9 102 {...ولكن الشياطني كفروا يعلمون الناس..{

33 126 } ...بلدا هذا اجعل رب إبراهيم قال وإذ{ 54 143 -142} لرءوف رحيم ...... سيقول السفهاء {}نيآت يل كمائرني إسل بسم87 211 }...اه

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

201

} دعب نيل مائرني إسب نلإ مإلى الم رت 149 248-246 ألم

}إن كنتم مؤمنني ..موسى }موهمزفه بإذن 71 251 }...الله

آل عمران 170+129 75 }...ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار{ } ينإن الذ انهممأيو الله دهون بعرتش171 77 }...ي 130 78 }...وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب { 45 93 }...إال إسرائيل بنيل حال كان الطعام كل{} قالوا إن الله ينل الذقو الله عمس 83+27 181} ...لقد

النساء 55+32 10 } ...ل بكفرهم م العجوأشربوا في قلوبه{ 51+44 46} ...من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه{}بالكذ لى اللهون عرفتي فكي ظركفى ان164 50 و

}به إثما مبينا } اسون النتؤفإذا لا ي لكالم نم يبصن مله 170+167 53أم

}نقريا 44+3 60 ا عليهم طيبات حرمنفبظلم من الذين هادوا{

مله لتأح... { 91+ 36 153 عليهم كتابا يسألك أهل الكتاب أن تنزل {

}...من السماء 51 155 } ...وعصينا سمعنا ولونويق{}هنوا عهن قدا وبالر مهذأخ92+36 161 }...و

املائدة 140 18 أبناء الله يهود والنصارى نحنوقالت ال{

هاؤبأحو... { 171+158 64-62 }..وترى كثريا منهم يسارعون في الإثم والعدوان{

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

202

170+ 26 64 }يهود يد الله مغلولة غلت أيديهموقالت ال{ 160 79 }.. فعلوه منكر عن يتناهون ال كانوا{

األنعام } أو الله ذابع اكمإن أت كمتأي63 41 قل أر

}...أتتكم الساعة} ارصالأب ركدي وهو ارصالأب ركهد22 103 }..لا ت 44 + 3 146 } ..ظفر ذي كل حرمنا هادوا الذين وعلى{ 132 149-148 سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا {

}اكم أجمعنيلهد...آباؤنا

األعراف 60 129-127 وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى {

همقولون...ومعت فكي ظرنفي{ }رني إسلى بى عنسالح كبة رمكل تمتيل و86 137 ائ

}...بما صبروا 29 140-138 } ...البحر إسرائيل ببني وجاوزنا{}هميلح نم هدعب نى موسم مذ قوخات30 148 } ...و 66 150 }...قال ابن أم إن القوم استضعفوني{} بغض مالهنيل سجذوا العخات ين31 153-152 إن الذ

همبر نم...{ 92 155 الكنا.. من قبل وايايأهلكتهمشئت رب لو{

}...مبا فعل السفهاء منا 7 159} ...ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون{ 50 162 -161بما ..وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية {

}كانوا يظلمون}ابترثوا الكو لفخ مهدعب نم لف107 169} ...فخ

}ظلة و هكأن مقهل فوبا الجقنت93 171 }...إذ ن 95 176-175لعلهم ...واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا{

} يتفكرون

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

203

األنفال 134 56 }... عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهمالذين{ 132 148سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما {

كنراأشناؤلا آبا و...{

التوبة }الله ناب ريزع ودهالي قالت39 30} ...و

يوسف } نيلائلسل اتآي هتوإخو فوسي يكان ف 125 7 }لقد 123 9 }...اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا{

اإلسراء 165 100 }...ربى رحمة خزائن تملكون أنتم لو قل{

مرمي 76 28-27 وما..قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا {

}كانت أمك بغيا

طه 59 35-25 } ...قال رب اشرح لي صدري{ 34 88-87 فكذلك ..قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا {

}ألقى السامري 65 91-90 حىت يرجع ..ولقد قال لهم هارون من قبل {

}إلينا موسى األنبياء

48 50 }وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون{

الفرقان 92 21 }... الذين لا يرجون لقاءناوقال{

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

204

الشعراء }ابحقال أص انعماءى الجرا ت62 62-61 فلم

} سيهدين...موسى النمل

73 15} ...ولقد آتينا داوود وسليمان علما{} وداوان دمليرث سو73 16 }...و }مسبفت كاضاح نا مهل74 19 }...قو } نياطيل الشزنت نلى مع ئكمبل أنيم ... ه101 222-221 } أث

القصص 61 4} ...أرض إن فرعون علا في ال{ 86 48 }...فلما جاءهم الحق من عندنا{ 57 68 }...وربك يخلق ما يشاء ويختار{

169 77-76... إن قارون كان من قوم موسى{

}لا يحب المفسدين

األحزاب 68 9 كالذين تكونوا لا آمنوا الذين أيها يا{

}...موسى آذوا سبأ

70 10 }...يا جبال أوبي معه والطير{

الصافات 97 10 } ثاقب شهاب فأتبعه{

~ص }برلى اصا عقولون مي اذكرا وندب70 20-17 ع

وداول ... دفصطاب والخ{

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

205

الزمر }نذوا مخات ينالذ24 3 اال هللا الدين اخلالص و

}...دونه أولياء}اتاومي السف نم قعور فصي الصف خفن92 68 } ... و

الشورى }ريصالب يعمالس وهء ويش هثلكم س22 11 }لي

ق 28 38ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما {

}...في ستة أيام 29 140-138 }... البحر إسرائيل ببني وجاوزنا{

الذاريات 70 47 }والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون{

احلشر 149 2} ...ذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتابهو ال{} نم مورهدي صة فبهر دأش مت154 14-13لأن

لون... اللهقعلا ي{ 153 14} ...نكم مجيعا اال في قرى محصنة ال يقاتلو{

الصف 88 5 }...وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني{

اجلمعة }لوا التمح ينا مثل الذلوهمحي لم اة ثمر95 5و

}...كمثل الحمار

نوح 23 23} ... آلهتكم تذرن لا وقالوا{

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

206

فهرس األحاديث الشريفة

مقطع احلديث الصفحة

62 ... " الصبح يصلون الناس بينا " ..

هللا أن یھود قالوا للنبي صلى ا: ابن عباس عن " .. 62 ....... " یا محمد ، ما والك عن قبلتك: علیھ وسلم

77 .. " ستريا حييا رجلا كان موسى إن " ..

.." ل الله أكذبلا جعودال وه36 .." ي

59 .." فبدلوا فدخلوا یزحفون على أستاھھم وقالوا حبة في شعرة "..

35 .." مع أيب بكراليهودي" فنحاص"مناسبة حديث "

" ضرعت نتلى الفري القلوب عصا كالحود46 .. " ع

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

207

املراجع

ن الكرمي آالقر ،الدار العربية للموسوعات ، واملذاهباألديان دراسة إىلاملدخل ، الرزاق حممد أسود عبد ،سود أ

م1988ط

والسبع نآروح املعاين تفسري القر ، أيب الفضل شهاب الدين السيد حممود األلوسي البغدادي ،األلوسي ) م 2001 –ه 1422( بريوت ،دار الكتب العاملية ، عبد الباري عطية يعل: طبعة مصححه ،املثاين

دار الشؤون ، دراسة نفسية اجتماعية يف ظاهرة العدوان البشري، النفس والعدوان ، ريكان ، إبراهيم م 1987 ، 1 ط، العراق ،الثقافية

م1994 ، 1 ط، لبنان ، بريوت ، مكتبة بيسان ، ةوعد التورا ،موسى مطلق ، إبراهيم

-ه 1414 ، القاهرة ، عني للدراسات ، دراسة أدبية مقارنة ، الشخصية اليهودية،عمر جالء ،إدريس م1993

م1980، مصر ، دار الصحوة ، اليهود يف القرآن الكرمي ، صالح: أبو إمساعيل

املؤسسة اجلامعية ،طالل عتريسي . د: ترمجة ، وديفرويد والتراث الصويف اليه ، دافيد ،باكان

م2002 ، 2 ط، بريوت ،للدراسات

، األمرييةاملطبعة الكربى ،صحيح البخاري ه )256-194 (،اهللا حممد بن إمساعيل أبو عبد ،البخاري م1897 ،القاهرة

1978 ،لبنان مكتبة ، بريوت ، معجم مصطلحات العلوم االجتماعية ،محد زكي أ ، بدوي

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

208

م1987 القاهرة ، مكتبة النهضة املصرية ، املوسوعة االقتصادية ، راشد،الرباوي م2001 ، 1 ط، للنشر والتوزيع أسامة دار ، األديانموسوعة ، مهدي حسني ،بصري

رج خ، نظم الدرر يف تناسب اآليات والسور ، برهان الدين أيب احلسن إبراهيم بن عمر البقاعي ،البقاعي

م1995 - ه 1415 بريوت طبعة عام ، دار الكتب العلمية ،آياته وأحاديثه عبد الرازق املهدي

م 1985، بغداد ، الشخصية بني النجاح والفشل مكتبة النهضة العربية ، عباس مهدي،البلداوي

وأسرارترتيل أنوار ال ،ه )685( ت ، بن عمر الشافعي عبد اهللا سعيد بن أبو ناصر الدين ،البيضاوي التراث العريبإحياء دار ،التأويل

،نظام االقتصاد احلر : بعنوان ، الفصل السادس ، علم االقتصاد ،وليم جاك بومول . د،بومول م1964 ط ، بغداد ،مكتبة دار املتنيب : محيد القيسي . د: مراجعة ،سعيد السامرائي وآخرون : ترمجة

م1988 دمشق ، مركز الدراسات العسكرية ، ترمجة خالد حداد، القوة اليهودية ،غ جولد بري. ج ،بريغ

مصر ، املكتب العلمي للنشر ، البناء االجتماعي لألسرة ،عبد الفتاح . د، تركي

1971 ، بريوت ، اإلرشاددار ، اإلسالماألفعى اليهودية يف معاقل ، عبد اهللا التل ،التل

د : حتقيق ، النبوة واألنبياء ،ه )728( ت ،محد بن عبد احلليم احلراين أقي الدين أبو العباس ت،ابن تيمية

بريوت، للجميع مدار العل ،عبد العزيز الطويان

م2003 عام ، 2 ط، دار احملجة البيضاء ، والثايناألول واإلفساد إسرائيلبنو ،خليل حسن ،جابر

، ج ا ،يف علوم الترتيلكتاب التسهيل ، ه)2929-741(جزي الكليب محد بن أ حممد بن ،ابن جزى دار الفكر

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

209

، 3ط ، زاد املسري يف علم التفسري ،ه )1201 – 116( الفرج عبد الرمحن بن علي أبو ، ابن اجلوزي

م 1984 ، بريوت ، اإلسالمياملكتب

القرآن العظيم تفسري ، هـ )327-240( أبو حممد عبد الرمحن بن حممد الرازي ، ، حامت أيب ابن مكتبة نزار ،حممد الطيب حمقق أسعد ، عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم والصحابة والتابعني مسندا

م1997 ، الرياض ،مصطفى الباز

فتح الباري يف ،ه )852( ت،محد بن علي بن حممد الكناين العسقالين الشافعي أ شهاب الدين ،ابن حجر بريوت، دار الكتاب العريب ، شرح صحيح البخاري

10ج ، البحر احمليط ،ه )754-654( حممد بن يوسف الشهري بايب حيان األندلسي الغرناطي ،أبو حيان ) م1992 -ه 1413( طبعة عام ،دار الفكر

، دار ابن كثري ،مد كرمي راجح مراجعة حم، امليسر يف القراءات األربع عشر ، حممد فهد ،خاروف م2001 –ه 1422 ، 3 ط،دمشق

، 1ط، دمشق ، دار القلم ، الشخصية اليهودية من خالل القرآن الكرمي ، صالح عبد الفتاح ،اخلالدي م1998 –ه 1419

7 ، مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع ،حممد اخلشاب ترمجة ، بروتوكوالت حكماء صهيون ، حممد ،اخلشاب

القاهرة، عالم حسني الظاهر ش

م1971 ، القاهرة ، دار الفكر العريب، واإلنساناهللا ، عبد الكرمي اخلطيب ،اخلطيب A

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

210

ط ، مصر ، اإلسكندرية ، دار الوفاء لدنيا الطباعة ، وبناء اتمعاإلسالم ، حممد عبد املنعم ،خفاجي م2002

: حتقيق ، األغبياء حثالة إليهم عما نسب األنبياء ترتيه ، ألمويامحد السبيت أ احلسن علي بن أيب ،ابن مخري م2003-ه1424 ، 1 ط، دمشق ، دار اين حزم ،امحد عببد اجلليل الزبييب. د

م2003 – ه1424 ، دمشق ، دار القلم ، بنو إسرائيل يف ميزان القران ، البهي اخلويل ،اخلويل

واملعراج يف التاريخ وانعكاساته على اإلسراءمعجزة ( ي من املوقف اليهود ،زاهية راغب ، الدجاين عمان، األردنية مطبعة اجلامعة ، بريوت ، املؤسسة العربية للدراسات والنشر ، )األقصىقضية املسجد م2001 طبعة عام ، مطبعة اجلامعة األردنية ، نفسية بين إسرائيل يف القران الكرمي ،.–––––––––

الناشر جلنة ،االشتقاق ،) ـه 321 – 223( بكر حممد بن احلسن بن دريد األزدي وأب ،ابن دريد

م1985 طبعة عام ، القاهرة ،التأليف والترمجة

م 1985 ، 2 ط، لبنان ، بريوت ، دار النفائس ، التوراة بني الوثنية والتوحيد ، سهيل ،ديب

لبنان، بريوت ،م 1972 ، 2 ط، دار النفائس ، التوراة تارخيها وغاياا ،.––––––

م 1988، بريوت ، دار اجليل ، قصة احلضارة ، ويل ،ديورانت

م1997 ط، دار الزهراء ، اليهود بني ظنية الدليل ومادية التأصيل ، عبد الغين ،راجح

ه1417 ، منقحة الطبعة الثانية، بريوت ، دار إحياء التراث العريب، التفسري الكبري ، الفخر الرازي ،الرازي . األزهريةامحد حجازي السقا مكتبة الكليات . حتقيق د ، وما يتعلق ابوات نالو م1997 - A

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

211

مكتبة لبنان ،حممود خاطر : حتقيق ، خمتار الصحاح ،م )712( أيب بكر حممد بن أيب بكر الرازي ،الرازي ) 1995-1415( طبعة عام ،ناشرون للنشر والتوزيع

حتقيق حممد ، املفردات يف غريب القران ،ه )502( ت، القاسم احلسني بن حممد األصفهاين وأب ،الراغب

بريوت، دار املعرفة ،سيد كيالين

، الطبعة الثانية ، )تفسري املنار (املعروف ب ،ن احلكيم آتفسري القر ،ه )1354( ت، حممد رشيد ،رضا بريوت ، دار املعرفة ،طبعة باالوفست

، 1 ط، بريوت ، دار الطليعة ، اليهودية العاملية وحرا املستمرة على املسيحية ، إيليا ، الروس أبو

م1993 ، بريوت ، دار النهضة ،كمال دسوقي . د : ترمجة ، مدارس علم النفس املعاصرة ،روبرت ود روث

م1981ط

من العروس تاج ، الزبيدي مبرتضى، امللقب فيض،ال أبو احلسيين، الرزاق عبد بن حممد بن حممد ، الزبيدي م1984 طعام ، القاموس جواهر

، القاهرة، اهليئة املصرية العامة للكتاب ، أصوله واجتاهاته ، النقد األديب احلديث ،أمحد كمال . د، زكي

م1972ط

ريوت ب، 1968 طبعة ، احلقوق للمؤلف ، دقائق النفسية اليهودية ، حممد ،الزعيب

الكشاف عن حقائق الترتيل ،ه )538-467( حممود بن عمر اخلوارزمي جار اهللا أبو القاسم ،الزخمشري الطبعة ، الرياض ، مكتبة العبيكات ، حتقيق عادل امحد عبد املوجود ، وعيون األقاويل يف وجوه التأويل

م1998-1418األوىل

م1980 ، القاهرة ، دار الكتب ، )قارنة دراسة تارخيية م( قصة األديان ، رفقي،زهران

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

212

ط ، القاهرة ، اهليئة املصرية العامة للكتاب ، مدخل لدراسة اتمع ، البناء االجتماعي ، أمحد ،أبو زيد 1967

إرشاد العقل ، ه 1951لعمادي احلنفي ت ا السعود حممد بن حممد بن مصطفأيب القاضي ، أبو السعود ، بريوت ،عبد اللطيف عبد الرمحن دار الكتب العلمية : وضح حواشيه ، لقران الكرميمزايا ا السليم إىل

لبنان

، بريوت ، املؤسسة العربية للدراسات والنشر ، الشخصية اليهودية عرب التاريخ ، جودت سعيد ،سعيد م1985 طبعة عام ،لبنان

دار الطباعة والنشر ، دراسة علمية قرآنية ، التوراةن وآمعركة الوجود بني القر ، عبد الستار فتح اهللا ،سعيد

الطبعة الثالثة ،اإلسالمية

منشورات املكتب اإلسالمي، التعاليم الصهيونية ،يونس حسن ، سعيد

الطبعة ، دمشق القاهرة ، دار الكتاب العريب ، البداية والنهاية ألمة بين إسرائيل ، أمحد حجازي،السقا م2004 ،األوىل

م1957طبعة ، القاهرة ،دار النصر ، احلكومة السرية يف بريطانيا ، جون كريج سكوت ،سكوت

املعروف بتفسري ،ن آتفسري القر ،ه )489 - 426(بن حممد بن عبد اجلبار املظفر منصورأبو ،السمعاين 1997 ط ،ياض الر، بالل غنيم بن عباس أيب ، إبراهيميم ياسر بن مت أيب : حتقيق ،السمعاين

مكتبة ، التعريف واإلعالم مبا أم يف القرآن من األمساء واألعالم ،الرمحن بن اخلطيب عبد،السهيلي م1993 ط ، القاهرة ،األزهر

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

213

الكتب سلسلة،األثريةئق تارخيية تظهرها املكتشفات حقا : العرب واليهود يف التاريخ،محد سوسة أ ،سوسة م1973 ،والنشر والطباعة، دمشق العريب لإلعالن، احلديثة

ملنثور يف الدر ا ،ه )911 – 849(الل الدين أبو الفضل عبد الرمحن بن ايب بكر اخلضريي ج ،السيوطي

)م1987-ه 1407( طبعة عام ، دمشق، دار ابن كثري ،مصطفى البغا . تعليق د، التفسري باملأثور

م 1980 ، بريوت ، الناشر دار الفكر ، نآ يف علوم القراإلتقان ،.–––––––––

م2002 ط، املكتب املصري ، موسوعة املصطلحات الدينية اليهودية ، رشاد ،الشامي

م1990 ، لندن ،رياض الريس : الناشر ، السحر يف التوراة يف العهد القدمي ،ار شفيق مق

1998: يعرب، دمشق دار ، وسائر العهد القدمي اجلنس يف التوراة ،. ––––––

الرئاسة العامة ، القرآن بالقرآنإيضاحأضواء البيان يف ، كين جلاحممد األمني بن حممد املختار ،الشنقيطي م1983 ، الرياض ، واإلرشاد والدعوة واإلفتاء البحوث العلمية إلدارات

م1978 ، القاهرة ،ضة املصرية مكتبة النه ، )األديان مقارنة(اليهودية ، أمحد شليب ،شليب

م1974 سنة 4 ط،مكتبة النهضة املصرية ، األديانمقارنة ،.–––––––––

م1970 ، القاهرة ، مكتبة اخلاجني ، اتمع اليهودي ، زكي شنودة ،شنودة

ن علم فتح القدير اجلامع بني فين الرواية والدراية م ،ه )1250( ت، حممد بن علي حممد ،الشوكاين م1983 –ه 1403 سنة ، بريوت ، دار الفكر ، التفسري

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

214

5 ط،حممد غريب . ترمجة وتعليق د، )النظرية واملفهوم ( علم االجتماع ، باري ،شوكرمان

)م 1980 –ه 1400( ، 2 ط، )مكانة داوود ( واألنبياءالنبوة ، حممد علي الصابوين ،الصابوين

، وحدة الشرفية ، مكتبة الصحابة ، العقيدة اليهودية وخطرها على اإلنسانية ، سعد الدين السيد ،صاحل الطبعة الثانية،القاهرة ،مكتبة التابعني

دار اهلدى للنشر ، القسم الثاين ، اليهود يف القران والسنة بعض من خالئقهم ،حممد أديب . د،الصاحل

)م1993 -ه 1414( ط ،والتوزيع

م1988 طبعة ، دار الساقي ، خفايا التوراة ،ليمان كمال س،الصلييب

،بريوت دار الكتب العلمية، حتليل علمي لنصوص القرآن الكرمي ،اليهود يف القرآن ، عبد الفتاح ،طبارة م1966

منشورات مكتبة ، نآجممع البيان يف تفسري القر ،ه )584( الشيخ أبو علي الفضل بن احلسن م ،الطربسي .ريوت ب،احلياة

،دار الفكر ، ن يف تفسري القرآنالبيا جامع ، الفضل عبد الرمحن بن امحد أبو عضد الدين ،الطربي م1988 –ه 1408 ،بريوت

. القاهرة ، رسالة جامعية، يف العهد القدمياإلسرائيليالتراث ، نعبد الرمحصابر ،طعيمة

)م 1982 –ه 1403( ط ، دار اجليل بريوت الطبعة الثانية ، اجلزء األول ، والتاريخ اليهودي العام

ه 1407 ، 1 ط، القاهرة ، دار الزهراء ، بنو إسرائيل يف القرآن والسنة ،) معاصر(سيد حممد ،طنطاوي .م1987 –

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

215

ط، اإلسالمية قسم البحوث والدراسات ، أطواره ومذاهبه ، اإلسرائيليالفكر الديين ، حسن ،ظاظا م 1971

م1985 ط ، دار القلم ،دمشق ، الشخصية اإلسرائيلية ،.––––––

، تونس ، الدار التونسية للنشر ، تفسري التحرير والتنوير ،ه ) 1284( ت ، حممد الطاهر ،شور ابن عا

م1984

مصر،مكتبة مدبويل ، الشعب الذي كان خمتارا ،بنو إسرائيل ، عبد العزيز ،عامر

ه 1418 (،ر اإلسالمي املعهد العاملي للفك، الشخصية اإلنسانية يف التراث اإلسالمي ، نزار العاين ،العاين ) م 1998 –

،فضل حسن عباس : الناشر ، القران الكرميإعجاز ،مشارك . فضل عباس م سناء ، فضل حسن ،عباس .م1991 ،عمان

م1987 ، عمان ،دار الفرقان ، ونفحاتهإحياؤه القرآينالقصص ،.–––––––––عامل ، احمليط يف اللغة ، هـ )385-326(صاحب بن عباد، أبو القاسم إمساعيل بن عباد، ال ،ابن عباد م1994 ، بريوت ،الكتب

الدولة إىللعنصرية يف الفكر الديين اليهودي وامتداده جذور العنف وا ،محد لطفي أ: عبد السالم 2002 ط، القاهرة ، األكادميية املكتبة ، اإلسرائيلية

دار ،) الكتاب العاشر ( العصر وأجبديات اإلسالم سلسلة ، ديناميات اتمع املسلم ، عبد السالم ،عبود

م1980 ، 1 ط،الفكر العريب

ال تاريخ ، نينوى ، العراق ، مكتبة متوز ، لنبوة يف ضوء العلم والعقلا ، حممد رشدي عبيد،عبيد

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

216

، حتقيق حممد علي البجاوي ، نآ القرإحكام ،ه )543( ت، أبو بكر حممد بن عبد اهللا املالكي ،ابن العريب بريوت ،دار املعرفة

، الوجيز يف تفسري الكتاب العزيزاحملرر ،ه )541(ت ، أبو حممد عبدا حلق بن عطية األندلسي ،ابن عطية

–ه 1402 (1 ط، قطر ، مؤسسة دار العلوم ،العال إبراهيم األنصاري والسيد عبدعبد اهللاحتقيق )م1982

م1972 ، بريوت ،دار االندلس ، اليهودية والصهيونية العاملية ،الغفور أمحد عبد ،العطار

م 1994 ، 1 ط، القاهرة ،ة ضة مصر مطبع، )اهللا ( ، عباس حممود ،العقاد

حممد ، التبيان يف إعراب القران ،ه )616 – 538 (، بن احلسني عبد اهللا البقاء أبو حمب الدين ،العكربي

م1998 ، بريوت ،دار الكتب العلمية ،حسني مشس الدين حمقق

املواثيق والعهود يف ممارسات اليهود قراءة يف الفكر الديين والفكر السياسي ، جرب العلول ،العلول م2004-ه1424 ، 1 ط،وزيع املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والت، اليهودي املعاصر

م 2002 ط ، األردن، دار أسامة، معامل عنصرية يف الفكر اليهودي ، علي عبد اجلليل علي،علي

م 1968 ، القاهرة ، معهد البحوث والدراسات العربية ، اليهودية واليهودية املسيحية ، فؤاد حسنني ،علي

م1985 ، دار املعرفة اجلامعية ،عة اإلسكندرية طب، االجتماعأسس علم ، قباري حممد علي ،علي

دار قباء ، جامعة الزقازيق ، مقومات الشخصية اإلسالمية ،حممد السيد عبد الرمحن العيون. د،العيون م1998 طبعة عام ، القاهرة ،للنشر

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

217

،حة احلديثة مطابع الدو،) 1(كتاب األمة ، اإلسالميةمشكالت يف طريق احلياة ، حممد ،الغزايل هج1402ط

االحتاد العام للكتاب ، اليهود بني القرآن والتوراة ومعطيات التاريخ القدمي ، غنيم نعبد الرمح ، غنيم م2000 ، 1 ط، دمشق ، دار اجليل ،والصحفيني

، 1ط ، مصر ،دار االحتاد التعاوين ،التصوير القرآين لشخصية اليهودي ،مصطفى غنيمي . د،غنيمي م2003

،بريوت ، دار النفائس ، )سلسلة اليهود والعامل ( يهود اليوم ليسوا يهودا ، زهدي الفاتح ،الفاتح

م1974

معحم مقاييس اللغة ،ه )395 – 312( احلسني امحد بن فارس بن زكريا القزويين أبو ،ابن فارس طبع بالتعاون ،م 1969 القاهرة عام ، املسيحية الثقافة دار، جميء املسيح ثانية ،القس فايز فارس : فارس

األدىنمع جممع الكنائس للشرق

مطبعة ، )أول معجم يف اللغة العربية (كتاب العني ،ه )170 – 100( اخلليل بن أمحد ،الفراهيدي م 1967 ، بغداد ،العاين

طبعة ، اجلزء األول ، مراجعة حسن ظاظا ، ترمجة نبيلة إبراهيم ، الفلكلور يف العهد القدمي ، جيمس،فريزر

م1972 عام ،القاهرة

القاهرة ، مكتبة زهراء الشرق ، التشخيص النفسي ، إميان. د،فوزي

حتقيق مكتب حتقيق ، القاموس احمليط ،ه )817( ت، جمد الدين أبو الطاهر حممد بن يعقوب ،الفريوزأبادي م1996 –ه 1416 ، 5 ط، بريوت ،الة مؤسسة الرس،التراث يف مؤسسة الرسالة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

218

جامعة قطر، 1992 ط ، التناقض يف تواريخ وأحداث التوراة ، حممد ،القاسم

مؤسسة التاريخ ، حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي ، حماسن التأويل ،ه )1322( ت، حممد مجال الدين ،القامسي )م1994 -ه 1415 (، 1 ط ، بريوت ،العريب

القاهرة ، دار الشعب ، اجلامع ألحكام القرآن ،محد األنصاري أ حممد بن عبد اهللا أبو،القرطيب

) م1980-ه400 (، الطبعة التاسعة ، دار الشروق ، يف ظالل القرآن ، سيد ،قطب

م1960 ط، مصر ، دار إحياء الكتب العربية ، اإلنسان بني املادية واإلسالم ، حممد،قطب

م2005 ، بريوت ، دار املنهل ، أزمة االنتماء اليهودي ،سليمان . د،قعفراين

طبعة عام ، دار الكنوز األدبية ، )اإلمربياليةالتوراة ( مطالعات يف الكتب املقدسة ، حسن ،الكرباسي

لبنان، بريوت ، 1997

، القرآن العظيمتفسري ،ه )774( ت، بن كثري القرشي الدمشقي إمساعيل أبو الفداء نعماد الدي ،ابن كثري م1983 –ه 1403 ، 2 ط،دار الفكر بريوت

م1987 ط ، بريوت ، دار املشرق ، كتب الشريعة اخلمسة ، " املقدسالكتاب"

1 ط، نينوى للدراسات والنشر ، ترمجة نذير جرجاين ، حكايا حمرمة يف التوراة ،جوناثان ،كريدتس )م2003(

ط ، بريوت، دار الطليعة ،عماد نويهض : ترمجة ، ادي للمسألة اليهوديةاملفهوم امل ، أبراهام ،ليون م1969

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

219

صادر عن جممع الكنائس يف ، السنن القومي يف تفسري أسفار العهد القدمي ، القس وليم ،مارش 1973 ط، بريوت ،الشرق األدىن

علوم ( حبث لة دراسات ، )عرض وبيان ( اآليات املادحة ألهل الكتاب ، خازر حممد ، اايل

م2004 ،) 1( العدد، 31 الد ، اجلامعة األردنية ،) الشريعة والقانون

، جامعة قطر ، التناقض يف تواريخ وأحداث التوراة من آدم حىت سيب بابل ، حممد قاسم ،حممد م 1992 طبعة عام ، اهلرم ،مطابع ستار برس

م1987، 1 ط، بريوت ، دار التعارف ، دية الداروينيةعن اإلنسان واملا ، هادي ،املدرسي

، 3 ط، بريوت ، دار الفكر ، تفسري املراغي ،) تفسري معاصر (ه 1371ت ، أمحد مصطفى ،املراغي م1974 –ه 1394

م1979 ط ، دار الفارايب بريوت ، الرتعات املادية يف الفلسفة العربية اإلسالمية، حسني ،مردة

- ه1406 ، 1 ط، مصر ، عابدين ، مكتبة وهبة ، الشخصية السوية ،سيد عبد احلميد مرسي ،مرسي م1985

حتقيق حممد فؤاد عبد ، صحيح مسلم ،ه )261( ت، احلسني بن احلجاج القشريي النيسابوري أبو ،مسلم بريوت، التراث العريب إحياء دار ،الباقي

م 2000 –ه 1421 ، 3 ط، دار القلم ، املوضوعي يف التفسري مباحث ، مصطفى مسلم ،مسلم

م2001 –ه 1421 ، 1 ط، دار الندى ، األدياناملدخل لدراسة ، حممد سيد محيد ،املسري

م2003 ، 1 ط، القاهرة ، دار الشروق ، الربوتوكوالت واليهودية الصهيونية ، عبد الوهاب ،املسريي

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

220

-ه 1418 ، 1 ط، دار الشروق ، احلركات اليهودية دراسات يف، اليد اخلفية، .–––––––––––– .م1998

دار الشروق ، الد األول والثاين ، موسوعة اليهود واليهودية، .––––––––––––

، 1 ط، القاهرة ، مكتبة وهبة ، منهاج اإلسالم يف حياة الفرد واتمع ، عبد السميع مصري ،مصري م1994 - ه1415

م1962 ، القاهرة ، دار النهضة العربية ، قصة العقائد ، مظهر سليمان،مظهر

م1999 – ه1420 طبعة عام ، القاهرة، مكتبة الشروق ، التوارة والقرآن مقارنة نصية ، عادل ،املعلم

عمرو وفيق . حتقيق وتعليق د، احلسام املمدود يف الرد على اليهود ، عبد احلق اإلسالمي املغريب ،املغريب

لبنان، بريوت ، دار البشائر اإلسالمية ،لداعوق ا

، تاريخ اليهود وآثارهم يف مصر ، م)1442-1364 (-ه )845-766( تقي الدين املقريزي ،املقريزي دار الفضيلة ،عبد ايد دياب . حتقيق د

1997، مصر ،درية االسكن، املكتب العلمي للنشر ، البناء االجتماعي لألسرة ، عبد الفتاح تركي ،موسى

م1985 الطبعة اخلامسة ، دمشق ، دار القلم ، مكائد يهودية عرب التاريخ ، عبد الرمحن حبنكه ،امليداين

م1994، 7 ط، دمشق ، دار القلم ، وأسسها اإلسالمية و العقيدة

، والنشر والطباعة نلإلعال العريب ، )جرائم اليهود السياسية ( املفسدون يف األرض ، سيد ناجي ،ناجي م1976 ، 2 ط،دمشق

سلسلة ،حممد أمحد شومان . د: ترمجة ، داروينية القرن العشرين ،ميدنيكوف . م . ب ،ميدنيكوف

م1982 ط ، دار الفارايب ، ،)) 6(دفاتر الفلسفة ( العلوم االجتماعية

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

221

قاموس الكتاب املقدس ، خنبة من األساتذة ذوي االختصاص ومن الالهوتيني) هيئة التحرير(

م1899 ، القاهرة ،مطبعة املعارف ، الكرت املرصود يف قواعد التلمود ، نصر اهللا يوسف ، نصر اهللا

م2002 ط ، دار الكندي ، دراسة حتليلية من منظور إسالمي ، الفعل االجتماعي ، حممد عقيل ،نوري

اإلسكندرية ، املكتب اجلامعي ، 2 ط، التكيف والصحة النفسية ، حممد السيد ،اهلابط م1987 ، مصر ، املكتب اجلامعي ، الصحة النفسية ،.–––––––––

دار البشري،1 ط، إسرائيل... يأجوج ومأجوج اخلزر ، حممد إبراهيم ،هالل

1 ط، األوائل مكتبة ، مراجعة وتدقيق إمساعيل الكردي ، كيف نشأت اليهودية ، عبد ايد ،مهو

م2003،

م 1970، مكتبة غريب ، حبث يف ديانة اليهود وتارخيهم ، اليهودية واليهود ، علي عبد الواحد ،وايف

م1983 ، 1 ط، األوسط دار الشرق ، مصرع الدارونية: حممد علي يولو ،يولو

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

222

THE MATERIALISTIC SIDE OF THE JEWISH PERONALITY IN THE H0LLY QURAN

By

Ala” M.I. Asha

Supervisor Dr. Ahmad Nofal

ABSTRACT

This theses is a topical study in Quran clarifying a side of the jewish Personality as explained in the holly Quran which is the materialistic side، throw which a complete view of the jewish materialistic extended personality among its intellective thoughts with its reflections on jewish way of life. As an entrance to the study ‘Personality’، “materialistic”، and “Jewish” concepts are discussed، The linguistic and orismologic roots of the “Jewish” concept is explained، and its relation with what is called “ Bani- Israel” distinguishing between them and their denotations. The study comes in tow chapters : Chapter one; focuses – throw Quran - on the Jewish materialistic perception of the followings :

a- God b- Messengers c- Miracles d- Resurrection day

A previewed look to the psychological studies about these concepts is included in this study. These Quranic modules form a notarial witness records penetrating the materialistic in the jewish thoughts to the point of loosing feeling of incorporeal.

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit

223

Chapter tow stops at several Quranic modules that tells actions expresses the nature of the jewish behaviors، and the criteria that

controls their economic and social interactions in their life. As an outcome of this chapter jewish burst as an adamic platoom who command the campaign of enmity to religion and human instinct.

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

itA

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit