?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^...

353
ﺟﺎﻣﻌــﺔ ﺍﻷﺯﻫــﺮ ـ ﻓــﺮﻉ ﺍﻟﺒﻨــ ـ ﺎﺕ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﺍﻟﻘـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳ ـــــــــــــــــ ﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴ ـــــــــــــــــ ﻗﺴ���������ﻢ ﺍﻟﻔﻘ���������ﻪ ﺍﻟﻤﻘ���������ﺎﺭﻥ?Ô‡á_—‹ ÔΗà Ôã^áÉ ? ﺇﻋﺪﺍﺩ|·‹ ||||| Ï||ê≈ÿ^ „_ò‹á Ñ›® €_| ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺓ ﺑﻜ ﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ــ ﻓﻠ ﺴﻄﻴﻦœ^àèd ﺃ. ﺩ. ﻣﺎﺟـــــــــــﺪﺓ ﳏﻤـــــــــــﻮﺩ ﻫـــــــــــﺰﺍﻉ ﺃﺳـــﺘﺎﺫ ﻭﺭﺋـــﻴﺲ ﻗﺴـــﻢ ﺍﻟﻔﻘـــﻪ ﺍﳌﻘـــﺎﺭ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺔ ﺩ. ﺯﻳﻨﺐ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﺎﻓ ــــــــــ ﺃﲪﺪ ﺍﻷ ــــــ ﺘﺎﺫ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪ ﺑﻘﺴ ـــــ ﻢ ﺍﻟﻔﻘـﻪ ﺍﳌﻘﺎﺭﻥ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴ ــــــــــــ ــــ ـــــــــــ ﻗدﻤت ﻫذﻩ اﻷ طروﺤﺔ ﻟﻨﻴﻝ درﺠــــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴــﺔ ا ﻟدﻛﺘ ــ اة ﻓﻲ ور ﺸﻌﺒﺔ اﻟ ﺸرﻴﻌﺔ ﻗﺴم اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻤﻘﺎرن١٤٣٥ ﻫـ ـ٢٠١٤ م

Upload: others

Post on 16-Nov-2019

11 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

ــ ــرع البن ــر ـ ف ــة األزه اتـجامع

كلية الدراسات اإلسالمية والعربيـة

ــاهرة القـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اـــــــــــــــــات العليـــــــــــــــــالدراس قس����������م الفق����������ه المق����������ارن

?Ô‡á_—‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?=

إعداد

|·‹|||||Ï||ê≈ÿ^=„_ò‹á=Ñ›®=€_|= سطينفللية الشريعة بالجامعة اإلسالمية ــ المحاضرة بك

œ^àèd=

أ. د. ماجـــــــــــدة حممـــــــــــود هـــــــــــزاع

ــار ــه املقـ ــم الفقـ ــيس قسـ ــتاذ ورئـ ن أسـ

بالكليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

أمحد ظــــــــــزينب عبد احلافد.

م الفقـه ـــــ بقس املساعد تاذــــــساأل

ةـــــــــــــــــــــــــــبالكلياملقارن

الفقه المقارنشريعة قسم شعبة الوراة في ــلدكتدرجــــة العالميــة ا لنيل طروحةقدمت هذه األ م٢٠١٤هـ ـ ١٤٣٥

Page 2: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ
Page 3: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أ

Ô‹ Ñ—ª^

ıaáÁ¸a@

اء الثن صهيل شعري وجمل الوفاء احتواني ما إذا واني

الوالء عين النظم وأهـــــديكم امــــتنان بكل علمي أقــــــدم

اهـــــتداء بغير احتماال أدور إني العــــــلم دفـــة أيا إليــــك

البهـــــــاء معنى األبوة رحيق الحنان اكتمال فيك وأنشــــد

ــــاء األتقيــــ أعظــــم يا اهللا لك هواها أغني في التي وأمي

البنــــاء عظيم فينا يشــــــــــــــيــد بفضل حباني علـــم وأســــتاذ

الوفـــــــــــــــاء فينا كطــــير يحلق طروبا سربا الحب مني خذوا

هذا الشعر من نظم صديقتي الشاعرة المعلمة القديرة

األستاذة أريج ماضي اهللا ورعاهاحفظها

Page 4: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

ب

Ô‹ Ñ—ª^

ãÌá‘mÎ@ãÿí

صالحا أعمل وأن والدي وعلى علي أنعمت التي نعمتك أشكر أن أوزعني رب الحين عبادك في برحمتك وأدخلني ترضاه ))0F١الص

نبغي لجالل وجهه وعظيم نعمائه أن كما يفيه أحمد اهللا حمدا عظيما طيبا مباركا رب األرض ورب السماوات رب الحمد فلله من علي بالتوفيق في إتمام رسالتي

)2F٣(العظيم العرش رب هو إال إله ال الله ))1F٢العالمين

قضى بها الحاجات، وترفع بها وأصلي وأسلم على خاتم المرسلين صالة ت ال من اهللا، يشكر الدرجات، ونبلغ بها أعظم الغايات في الحياة وبعد الممات القائل: (ال

(الناس) يشكر 3F

٤(.

فأتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان بالجميل إلى أستاذتي الفاضلة الدكتورة ماجدة اإلشراف على أطروحتي وأعطتني من علمها الكثير، هزاع التي تفضلت بقبول محمود

وأجزلت علي من ووقتها الثمين، وشملتني بسعة صدرها، وسماحة منطقها، وأدب مجلسها، ما ال أستطيع أن أوفيها شيئا من حقها. كانت لي أختا فضلى فضال عن كونها

إلتمام طريقي في نبراسا كانت التي ة،الرشيد توجيهاتها استفدت من مشرفة وأستاذة، فقدهذه الرسالة، فأدعو اهللا عز وجل أن يجعل عملها في موازين حسناتها، ويحفظ لها أبناءها ويرزقها برهم ويجعلهم قرة عين لها في الدنيا واآلخرة، إنه سميع قريب وباإلجابة

قدير.

ر لفضيلة األستاذة الدكتورة زينب عبد الحافظ كما أقدم أجمل عبارات الشكر والتقديصاحبة الصدر الرحب، والخلق الدمث، والتوجيه الراقي واإلرشاد العملي الدؤوب على ما

)١٩آية( :النمل) سورة ۱( )٣٦آية( :الجاثية) سورة ۲( )٣٦آية( :الجاثية) سورة ۳( ). قال األلباني: صحيح.٧٢٣، ص: ٤٨١١/سنن أبي داود(كتاب األدب، باب في شكر المعروف، ح) ٤(

Page 5: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

ج

Ô‹ Ñ—ª^

قدمته لي من توجيهات وما أسدته لي من نصح؛ فجزاها اهللا عني خير الجزاء، وأطال اهللا .في عمرها ومتعها بالصحة والعافية

كما أتوجه بالشكر والتقدير للعالمين الجليلين كل من:

رشدي شحاته أستاذ ورئيس قسم الشريعة بكلية الحقوق األستاذ الدكتور/ فضيلة جامعة حلوان... حفظه اهللا.

فرج السيد عنبر أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات األستاذ الدكتور/ فضيلة اهللا. اإلسالمية بنين القاهرة.... حفظه

اللذين تفضال بقبول مناقشة هذه األطروحة، ليضيفا إليها من العلم الغزير ثراء وعمقا، فجزاهما اهللا خيرا وبارك في عمريهما وعمليهما.

كما أتقدم بخالص شكري وامتناني إلى ربان السفينة ورمز العطاء والمحبة فضيلة لب عميدة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية حفظها اهللا األستاذة الدكتورة مهجة غافضيلة

وبارك اهللا في جهودها وسدد بالخير والعطاء دربها.

كما أبرق بالشكر الجزيل والتحية الصادقة لقلعة العلم ومنارة العلماء جامعتي لة األستاذ الدكتور أسامة العبد الغراء جامعة األزهر الشريف بالقاهرة ممثلة برئيسها فضي

حفظه اهللا ورعاه وسدد إلى الخير خطاه.

وال يفوتني أن أتقدم بخالص شكري وامتناني لكل من وقف بجانبي إلتمام هذا العمل من ألفه إلى يائه.

وقد حررت هذه السطور بلسان اإلمكان، ال بقلم التبيان، فجزا اهللا الجميع عني خير الجزاء ووفقني واياكم لما يحبه ويرضاه.

Page 6: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

د

Ô‹ Ñ—ª^

Úflá‘æa@

نا أنفس ه، ونعوذ باهللا من شرور ، نحمده ونستعينه، ونستغفر إن الحمد هللا أن ال له، وأشهد فال هادي له، ومن يضلل فال مضل نا، من يهده اهللا أعمال وسيئات

عليه وعلى ه صلى اهللا ن محمدا عبده ورسول أ له، وأشهد إال اهللا، وحده ال شريك إله هداه، وبعد،،،،، ومن اتبع وصحبه آله

في األبعاد متعددة خصوصية ذات الشخصية باألحوال القضايا المتعلقة تعد الشريعة ها بدقة وشفافية، إذ أولت نحو تناول المشرع الذي يدفع ، األمر اإلنسان حياة

القضايا والمشكالت فعالجت اهتمام بلغ بها أ واهتمت فائقة عناية األسرة ة اإلسالمي .والنوازل فيها ال سيما القضايا المستجدة الشارع حكم التي قد تعصف بها وقد بينت

على أكثر المباشر التأثير من القضايا ذات الوراثية البصمة قضية د وتع ذات واألسرار من الحقائق جملة الحديث العلم ، إذ يكشف صية الشخ األحوال مسائل في على العلماء والمجتهدين الوقوف الذي يوجب األمر ،الوراثية بالبصمة العالقة ثم على القضايا الشرعية ها المنعكسة آثار وتوضيح البيولوجية العلمية الثورة مواجهة شرعي قانون والسعي نحو صياغة العلمية اإلنجازات كافة من على االستفادة العمل

الوصول ر تصو إذ ال ي اإلسالمية الشريعة معايير ها وفق على ضبط يعمل وأخالقي الذي األمر ،من ذوي االختصاص المسألة بجوانب اإللمام بغير الصحيح إلى الحكم

نواحيها الشرعية عبر تصور المسألة الطبية إدراكا شموليا للمسألة بكافة يحقق بكيفيتها الشرعية من أجل الوصول إلى األهداف والفوائد والمحاذير.

العلماء حديثا إال أن من القضايا المستجدة الوراثية البصمة وان كانت ، يه أو نف النسب في إثبات بالقرائن العمل من خالل طرحوا األمر القدامى كانوا قد الوراثية عن البصمة من الكشف الحديث العلم تمكن قد ،العلمي ر وتمشيا مع التطو

ه الذي تلعب الشرعي الدور حول ه مع الحديث وهويت اإلنسان نسب ها في إثبات ودور .الشخصية بقضايا األحوال فيما يتعلق اليوم الوراثة

Page 7: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

ه

Ô‹ Ñ—ª^

في قضايا األحوال الوراثية البصمة أثر "كان بحثي ،األسباب ذهه من أجل .الوراثية للبصمة العلمية االستخدامات تضبط قواعد نحو إرساء كخطوة "الشخصية

يوصل ،الكريم عملي هذا خالصا لوجهه فأسأل اهللا تعالى التوفيق، وأن يجعل إلى يوم من تبعه بإحسان اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه و

الدين.

الموضوع: طبيعة

يعالج حيث الشخصية باألحوال تتعلق فقهية عبارة عن دراسة الموضوع بيان وذلك من حيث الوراثية بالبصمة يتعلق المعاصرة موضوعا مهما من المواضيع

في ضوء الشخصية حوال على قضايا األ عليها من آثار وما يترتب ها العلمية حقيقت المتعلقة األحكام ، وبيان ذات الصلة القضايا مناقشة من خالل اإلسالمية الشريعة

بها.

ه:اختيار وسبب الموضوع أهمية

قيد ومازالت ،الفقهية على الساحة من المستجدات الوراثية البصمة إن موضوع .١

.والبحث الدراسة

في الوراثية من البصمة االستفادة أوجه ع وس حيث الهائل العلمي التطور .٢

.اإلنسان هوية بإثبات كالقضايا التي تتعلق القضايا المجتمعية

الوراثية البصمة أصبحت حيث القوية ن ئاإلى مستوى القر الوراثية البصمة ارتقاء .٣

األب وتحديد من الشخصية التحقق في تخطئ ال تكاد وسيلة العملية من الناحية

.فيه أو نفيه المتنازع النسب وبالتالي إثبات بالمعايير التقنية المعتبرة، البيولوجي

في هذا البحث من التساؤالت عن كثير أجيب تعالى أن اهللا بإذن حاول فأ ما يلي: ومن هذه التساؤالت

Page 8: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

و

Ô‹ Ñ—ª^

األحوال؟ وهل يجري فحص ودالئل ن القرائن بي الوراثية البصمة موقع ما أن يجري هذا الفحص؟ إنسان أي من القاضي، أم يستطيع بأمر الوراثية البصمة

؟ وما مدى اللعان من تشريع الشارع مع مقصد الوراثية البصمة إجراء وهل يتعارض ؟ وما الوراثية للبصمة لفقهي ا اإلسالمي؟ وما هو التكييف في التشريع الوراثة اعتبار

الوراثية البصمة على مد عت؟ وهل ي باللعان لنفي النسب والواقع الحقائق معارضة أثر ؟ وما مدى الحاجة األسرة كيان حفظ ل الشخصية األحوال بها في مجاالت عمل وي

بالبصمة العمل عند راعىأن ت التي يجب ؟ وما المعايير الوراثية بالبصمة للعمل خطيرة راأسرا ألنها ستكشف باإلنسانية ها ضرر على استعمال حتى ال يترتب الوراثية

؟ اإلنسان عن حياة

:السابقة الجهود

سابقة ال دراسات ال ندرة ـــ وذلك على حد علميومن خالل دراستي تبين لي ـــ موضوع أفراد إال أن بعض ،شاملة دراسة من بحثي ض موضوعات أفراد جمعت التي

، وبعضا منها اإلثبات طرق باب تحت اإلسالمي ها القدامى في الفقه قد تناول البحث .متفرقة أبحاث ها المعاصرون ضمن تناول

له دراسات لم تتطرق مختلف علمي بوجه الموضوع أنني أتناول ر غيفي قضايا الوراثية على البصمة المترتبة اآلثار موضوع طرحت السابقين حيث

خياال أن كانت بعد واقعة حقيقة الوراثية البصمة باتت حيث الشخصية األحوال لما الميالد وشهادات الزواج ها في عقود بتوثيق طالب سي قصير زمن علميا، وبعد

. رائن بين الق قطعية داللة لها من ثبت

غمار خوض آثرت ، فقد المهمة من قضايا العصر ولما كان هذا الموضوع القضايا وهي دراسة ،المتواضعة الدراسة بهذه على اهللا التوكل بعد المعاصر البحث

بقضايا األحوال القضايا المتعلقة بعض ومناقشة ، الوراثية بالبصمة المتعلقة ني حسن ، أن يرزق وجل المولى عز ، سائلة اإلسالمية الشريعة في ضوء الشخصية

Page 9: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

ز

Ô‹ Ñ—ª^

لي ، وأن يدخر الكريم عملي هذا خالصا لوجهه وأن يجعل ،والعمل والتطبيق الفهم . سليم بقلب إال من أتى اهللا وال بنون مال ال ينفع ، يوم الدين ذلك إلى يوم

وقد وخاتمة فصول ة خمس، و من مقدمة هذا البحث يتكون :البحث خطة التالي: ه على النحو قسمت

Page 10: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

ح

Ô‹ Ñ—ª^

أثر� البصمة الوراثية يف قضايا األحوال� الشخصية

الفصل األول مفهوم البصمة الوراثية

.الوراثية البصمة حقيقة :األول المبحث

.الوراثية في البصمة النسب روابط الثاني: المبحث

.الوراثية البصمة مخرجات :الثالث المبحث الفصل الثاني

أثر التطور العلمي على اجتهاد العلماء .بالعلم االجتهاد عالقة :األول المبحث

.على االجتهاد العلمية والظنية القطعية قيمة الثاني: المبحث

.م القدامى بالعل العلماء اجتهادات توجيه :الثالث المبحث الفصل الثالث

اعتبار الوراثة في التشريع .اإلسالمي في التشريع الوراثة قيمة :األول المبحث

.األنساب في إثبات الوراثة اعتبار الثاني: المبحث

.األنساب في نفي ر الوراثة اعتبا :الثالث المبحث

Page 11: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

ط

Ô‹ Ñ—ª^

الفصل الرابع التشريع اعتبار البصمة الوراثية في

.الوراثية بالبصمة العمل حجية :األول المبحث

.القرائن بين الوراثية البصمة قيمة الثاني: المبحث

.الوراثية بالبصمة العمل حدود :الثالث المبحث

.الوراثية بالبصمة العمل ضوابط :الرابع المبحث الفصل الخامس

لوراثيةتطبيقات العمل بالبصمة ا .النسب إثبات :األول المبحث

.النسب نفي الثاني: المبحث

الزنا. ولد نسب إثبات :الثالث المبحث

.الميالد وشهادة الزواج في عقد الوراثية البصمة توثيق :الرابع المبحث

.وتوصيات من نتائج الباحثة إليه ما توصلت وفيها أهم :الخاتمة

Page 12: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

ي

Ô‹ Ñ—ª^

منهج البحث: أوضحه على النحو التالي: استقرائيا اا علمي لقد اتبعت في بحثي منهج

عزو اآليات الكريمة إلى سورها وأرقامها. .١

تخريج األحاديث من مظانها والحكم عليها إن كانت من غير الصحيحين. .٢

إلقتصار فاالصفحة ففالجزء ،اسم الكتابف ،باسم المؤلف ئةمبتدهامش توثيق المراجع في ال .٣

والتفصيل في قائمة المراجع. على اسم الكتاب دون المؤلف

مناقشة المسائل الفقهية بذكر األقوال واألدلة مع بيان سبب الخالف والقول الراجح لكل .٤

مسألة.

الرجوع إلى المصادر األصلية لكل مذهب من المذاهب الفقهية حسب التسلسل التاريخي .٥

ة المشهورة.للمذاهب مكتفية بالمذاهب الفقهي

الرجوع إلى الكتب الحديثة واألبحاث التي تناولت هذا الموضوع. .٦

الرجوع إلى الكتب العلمية التي تناولت هذا الموضوع. .٧

تعريف األمور التي تحتاج إلى ذلك، من خالل الرجوع إلى كتب اللغة والمعاجم، والكتب .٨

العلمية.

عرض ألهم النتائج والتوصيات. .٩

ات.عو الموض والمراجع وكذلكواألعالم والمصادر األحاديث فهرس لآليات و إعداد .١٠

، والرشاد وتوالني بالهداية ،والسداد الذي أحاطني بالتوفيق الحمد ، أهل اهللا فإنني أحمد اوأخير الصواب ، وما جانب إلى اهللا ه فإن مرد فيه الصواب بحثي هذا، فما حالف من خطوات خطوة في كل

سبحانه وتعالى. عملي هذا خالصا هللا ، وأرجو أن يكون البشر سمة فيه فذلك

{يبأن هإليو كلتتو هليع ي إال باللهيقفا تومو})4F

١(

)٨٨آية( ) سورة هود:۱(

Page 13: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

fiβa@›ó–€a@

ÚÄÄÄÄÄÄÄÓqaäÏ€a@ÚÄÄÄÄćój€a@‚ÏÄÄÄÄÄÄË–fl@

=========⁄›kêÍËŸƒ=Wpv_g‹=Ôn˙ n= بصمة الوراثية.المبحث األول: حقيقة ال

المبحث الثاني: روابط النسب في البصمة الوراثية.

خرجات البصمة الوراثية.المبحث الثالث: م

Page 14: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

===

€ Ë˚^=p wg ª^=Ô› îg ÿ ^=Ô—Î —v=ÔÎ n^á È ÿ ^=

===================Whÿ _�‹=Ôn˙ n=Ÿƒ=⁄›kêÍË= المطلب األول: مفهوم البصمة الوراثية.= • ية لفحص البصمة الوراثية.اإلجراءات العمل المطلب الثاني: • المطلب الثالث: الداللة الثبوتية للبصمة الوراثية. •

=

=

=

Page 15: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۳

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

:تمهيد

نفراد كل إنسان ببصمة وراثية خاصة به تحدد هويته البيولوجية حقيقة علمية إن ااألمر الذي يوجب على العلماء والمجتهدين بيان ما يتعلق ،استجدت على بساط الساحة العلمية

راثية من أحكام فقهية وفق المعايير الشرعية اإلسالمية.بالبصمة الو

واإللمام بجوانب ،للبصمة الوراثية فكان البد من كشف اللثام عن الحقيقة العلمية ،للمسألة بكافة نواحيها الشرعية األمر الذي يحقق إدراكا شموليا ،االختصاصالمسألة من ذوي

من أجل الوصول إلى الحكم الشرعي الذي يضبط ،ةعبر تصور المسألة الطبية بكيفيتها الشرعياالستخدامات العلمية للبصمة الوراثية بما يحقق المصلحة ويدرأ المفسدة، ففهم الشيء فرع عن

تصوره كما أصل لذلك العلماء.

آثرت أن أبدأ ،وتحقيق الفائدة ،وإلجالء الحقيقة العلمية للبصمة الوراثية، وبلوغ المراممن و ،عرف بها البصمة الوراثيةالتي ت تحديد اإلجراءات العمليةة الوراثية، ثم بصمببيان مفهوم ال

لتمهيد والداللة الثبوتية لها، معرفة خصائصها لضوابط التثبت من مدى مصداقيتها من خالثم مطالب على ثالثةايا التى تتعلق باألحوال الشخصية، وذلك في طريق العمل بها في القض

النحو التالي:

مفهوم البصمة الوراثية. المطلب األول: •

اإلجراءات العملية لفحص البصمة الوراثية. المطلب الثاني: •

الداللة الثبوتية للبصمة الوراثية. المطلب الثالث: •

@

@

Page 16: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

٤

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

المطلب األول

مفهوم البصمة الوراثية

:البصمة تعريفأوال:

لغة: البصمة تعريف . أ

،أي: رسم عليه ،بصم القماش بصما يقال: من الفعل بصم يبصمه بصما، بصمةال وتجمع على بصمات.

:معنيان في اللغةم ص ولكلمة ب

وثوب له بصم إذا كان كثيفا ،الغليظ والكثيف، رجل ذو بصم غليظ ورد بمعنى :األول(كثير الغزل

5F

١(.

(ت ما بين طرف الخنصر إلى طرف البنصرفو فقد ورد بمعنى ال :الثاني 6F

٢(.

م ص ب :أثر الختم باألصبع، تقول ترك بمعنى اللغة العربية لفظ البصمةمجمع أقروقد (ا: أي ختمم ص ب

7F

(بطرف إصبعه )٣8F

٤(.

اصطالحا: البصمةتعريف . ب

د بين العلماء من في الكتب المختصة، لم أج ـــ فيما اطلعت عليه ــــ بعد البحث والتنقيب تعرض لتعريف البصمة كمصطلح وأرجح رجوع ذلك ألمرين:

أصبح اطالقها على أثر الختم عرفا لغويا لم تستعمل إال في حدوده. األول:

، الزبيدي: تاج العروس من جواهر القاموس(مادة بصم، )١٢/٥٠ابن منظور: لسان العرب، (مادة بصم، ) ١( .)١٣٩٦، الفيروز أبادي: القاموس المحيط (ص:)١/٥٩٧

ترا وال عتبا وال رتبا وال بصما قال: البصم ما بين الخنصر قال: ما فارقتك شبرا وال ف ي ،ابن األعرابيقال )٢(تب وهو ما بين الوسط والسبابة ،والبنصر والشبر ما بين اإلبهام ،والفتر ما بين السبابة واإلبهام ،والعتب والر)؛ تاج العروس من ١٢/٥٠(مادة بصم، . لسان العرب،والفوت ما بين كل أصبعين طوال ،والخنصر

).١٣٩٦)، القاموس المحيط (ص:١/٥٩٧جواهر القاموس(مادة بصم،

عمر: معجم اللغة العربية المعاصرة وهي عالمة اإلبهام التي تطبع على العقود والوثائق بدال من التوقيع؛ )٣( ).٨٩ة: معجم النفائس الوسيط (ص: أبو قاح)، ١/٢١٤(

)؛ معجم ٨٩)؛ معجم النفائس الوسيط (ص: ٦١العربية: المعجم الوسيط (مادة بصم، ص: مجمع اللغة )٤( ).١/٢١٤اللغة العربية المعاصرة (

Page 17: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

٥

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

.اجة للوقوف على تعريفها في العرفوضوح معناها واشتهار استعمالها لدرجة لم يعد ح الثاني:

طور استعمالها في العرف تبعا لتطور العصور على كل األحوال فإن كلمة البصمة ت وما توصل إليه اإلنسان من اختراعات واكتشافات علمية.واألزمان

ص بالشخص ال أمر خا بها يرادو ،بغير وصف تطلققديما كلمة البصمة وقد كانت (خاص بشيء معين يميزه عن غيرهالثر األعالمة أو الطلق على يشابهه فيه أحد، أو ت

9F

١(.

(أنها بصمة األصابع ىاستعمالها عرفا عل بعد ذلك شتهراثم 10F

تبعا الكتشافها علميا ، )٢ولما كانت تدل على الشخص وتحدد هويته من ونجاح استخدامها في كثير من القضايا المهمة،

لمشابهتها في وذلك ؛عند اإلعالن عن اكتشافها بين كل البشر، استعملت في البصمة الوراثية اإلنسان وتحديد شخصيته.داللتها على

ال تتعلق بموضوع معين فتكون العالمة أو األثر، وقد ن البصمة قد أ من هنا يتبين لنا:الوراثة وغيره، أو الرائحة، أو الصوت، معين، كتعلقها ببصمة األصابع، أو تتعلق بموضوع

فتكون بهذا الخصوص بحسب تعلقها.

فها بهذا البعد وذلك بعد توضيح فإنني سأعر مة الوراثية، بالبص اولما كان بحثي متعلق مفهوم الوراثة بإذن اهللا تعالى.

ثانيا: مفهوم الوراثة:

الوراثة لغة: أ.

الوراثة من الفعل ورث يرث إرثا وميراثا، وأصل إرث: ورث، ولكن قلبت الهمزة واوا.انتقال الشيء من قبلها؛ وهو ياء النكسار ما ، قلبت الواو يوارثوالميراث جمع مواريث، وأصله

ــــة المعاصــــرة (عمــــر: )١( ــــةالميمــــان: ؛)١/٢١٤معجــــم اللغــــة العربي ــــوازل الطبي مؤسســــة أعمــــال )؛ ٥٢(ص:الن

.)٣٢٤(ص: الجينوم الوراثيةعثمان: المادة ؛)٤٤١(ص: وعة: الموسوعة العربية العالميةالموسهي نتوءات بارزة في بشرة الجلد تجاورها منخفضات، وقد ثبت أنه ال يمكن للبصمة أن :األصابع اتبصم )٢(

تتطابق وتتماثل في شخصين في العالم حتى التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة، وهذه الخطوط ، وتعتبر أحد أنواع المقاييس الحيوية الملساء بشكل خاص ه وعلى األسطحتترك أثرها على كل جسم تلمس

).٤٤١، الموسوعة العربية العالمية، (ص: مة في التحقق من الهوية وتوثيقهاالمستخد

Page 18: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

٦

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

شخص أو قوم للغير شخصا كان أو جمعا، ويشمل الماديات كالمال، والمعنويات كالعلم (واألخالق... إلخ

11F

١(.

وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل تعالى: هقولومنه

شبنيالفضل الم وذا لهه إن ءي)12F٢(.

نبياء لم يورثوا دينارا وال درهمااء هم ورثة األنبياء إن العلم : (وقول النبي ، ، إن األ .)13F٣()، فمن أخذه أخذ بحظ وافر إنما ورثوا العلم

وراثة اصطالحا: الب.

ويرجع ذلك لعالقتها كلمة الوراثة في االصطالح عندما تطلق يراد بها معاني مختلفة نتقال أو بانتقال الشيء من شخص إلى الوثيقة بالمعنى اللغوي حيث عبر عنها علماء اللغة باال

كما أشرت سابقا. اأو معنوي امادي لغير سواء كان هذا االنتقالا

ل هي التي توضح المقام فإذا كان الحديث عن علم الميراث حتما سيكون وقرينة الحا (المراد معرفة مصطلح الميراث

14F

الحديث يدور عن البصمة الوراثية فالمراد معرفة ، أما إذا كان )٤ األجيال.الوراثية التي تنتقل عبر جيناتما يتعلق بال

ما يتعلق بالمادة الوراثية دة شملت كلتعريفات عديب ــــ بهذا البعدــ ولقد عرفت الوراثة هذه التعريفات على النحو التالي: منو التي تنتقل عبر األجيال،

ومن اآلباء إلى األبناء وبالتالي من جيل ،انتقال المعلومات البيولوجية من خلية إلى خلية .١ .)15F٥(لإلى جي

)؛ الفيــــومي: ١٥/٢٦٦لســــان العــــرب (مــــادة ورث، )؛١٠٨٩ابــــن فــــارس: مقــــاييس اللغــــة (مــــادة ورث، ص: )١(

).٣٨٩المصباح المنير (ص:

.)١٦اآلية ( النمل:سورة ) ٢(صــححه )، ٦٠٤، ص:٢٦٨٢لفقــه علــى العبــادة، حســنن الترمــذي، (كتــاب العلــم، بــاب مــا جــاء فــي فضــل ا )٣(

، ٣٦٤١؛ ســـــنن أبـــــي داود، (كتـــــاب العلـــــم، بـــــاب الحـــــث علـــــى طلـــــب العلـــــم، ح)المصـــــدر نفســـــه األلبـــــاني( .)٥٥١ص:

أو حقــا مــن ن المتــروك مــاال أو عقــارا هــو انتقــال الملكيــة مــن الميــت إلــى ورثتــه األحيــاء ســواء كــاالميــراث: " )٤( ).٢٩ :الصابوني: المواريث في الشريعة اإلسالمية (ص. الحقوق المشروعة"

).٢٨سنستاذ وغيره: مبادئ علم الوراثة (ص:)، ٢٤٣نسفيلد: الوراثة (ص: )٥(

Page 19: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۷

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

(يةمعرفة كل ما يتعلق بالمادة الحية التي تنتقل عبر الكائنات الح .٢16F

١(.

يتبين لنا من التعريفين السابقين أن الوراثة ترسم العالقة بين األجيال المتتابعة من خالل .، وتنتقل من جيل إلى جيلالمادة الوراثية التي تؤثر في صفات الكائن الحي وأجياله تتابع

البصمة الوراثية: تعريفثالثا:

ت كل ما يتعلق بالطبيعة البيولوجية بتعريفات عديدة شمل الوراثية البصمة ت ف ر لقد ع بتحديد هوية ،ظهار الحق وكشفهفي إإلى دورها شارةواألساليب الدقيقة لكشفها، باإل ،لها

بتجاوزها حد النظرية إلى مرحلة التطبيق الواقعي على القضايا المتعلقة ؛صاحبها بنتائج قطعية بها، وسأذكر بعض هذه التعريفات على النحو التالى:

تي تدل على بة إلى الجينات، أي الموروثات النس هي البنية الجينية" عريف األول:الت .)17F٢("ههوية كل إنسان بعين

المادة الوراثية الموجودة داخل نواة الخلية، الدالة بهيئتها الخاصة على "التعريف الثاني: .)18F٣("اختصاصها بشخص بذاته ال يتشابه فيها أحد معه

والتي تبين ،ة الموروثة الموجودة في خاليا جميع الكائنات الحيةالماد"التعريف الثالث: مدى التشابه والتماثل بين الشيئين أو االختالف بينهما باالعتماد على مكونات الجينوم البشري

تغاير بين المختلفات الشفرة التي تحدد مدى الصلة بين المتماثالت وتجزم بوجود الفرق أو الأي .)19F٤("يب الوراثي لإلنسانة التركعن طريق معرف

نسان، والمعينة لهويته والتي تسمح اإلالعالمة المخلوقة في خاليا " التعريف الرابع: .)20F٥("بالتعرف على أصوله وفروعه بصفة أساسية

: مقدمــة لهــاديعبــد ا)؛ ٢١العــذارى: أساســيات فــي الوراثـة (ص:)، ٢٨بنـز: الهندســة الوراثيــة للجميـع (ص: )١(

).٢٩في علم الوراثة (ص:

، الـــدورة السادســـة عشـــرة البصـــمة الوراثيـــة ومجـــاالت االســـتفادة منهـــاالقـــرار الســـابع بشـــأن المجمـــع الفقهـــي: ) ٢( ).٣/٣٥٨(م ٢٠٠٢ــ ه ١٤٢٢

).٣٢٤المادة الوراثية الجينوم قضايا فقهية(ص: )٣(

).٤٢٨ص: قضايا الفقه والفكر المعاصر( )٤(

).٤٠الوراثية وعالئقها الشرعية(ص: البصمة )٥(

Page 20: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۸

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

تفرد كل إنسان بنمط خاص في التركيب الوراثي ضمن كل خلية "التعريف الخامس: بوسيلة ال تكاد تخطيء في تحقيق ،في العالمال يشاركه فيه أي شخص آخر ،من خاليا جسده

.)21F١("الشخصية

التفتوا إلى الطبيعة للبصمة الوراثية أنهم السابقة من خالل تعريفات العلماءلي يبدوالبيولوجية للبصمة الوراثية حيث ورد في تعريفها أنها البنية الجينية أو التركيب الوراثي

جرائها بقولهم يمكن ينوا في تعريفها مناهج إنسان، وبضمن كل خلية من خاليا جسد اإل خلية بشرية كالدم واللعاب وغيره. أخذها من كل

وأكدوا من خالل تعريفاتهم للبصمة الوراثية على دقة معطياتها بالتمييز الدقيق بين األفراد من وجود التماثل والتشابه أو التباين واالختالف بين الشيئين بقولهم أنها وسيلة ال

.األساس العلمي الذي تقوم عليه البصمة وذكرواتخطيء في تحقيق الشخصية، تكاد

باألثر قد اهتمت للبصمة الوراثية السابقةالعلماء ت اتعريف جميعأن ومن المالحظ ر ه ظ ي لتعريفها تعريفا حديا، تعرضومنهج إجرائها، ولم تالوراثية المترتب على البصمة

.أصبح هناك خلط بين الحقيقة واألثر ومن هنا ،حقيقة المعرف

التعريف المختار:

على الوراثية البصمة أن أعرف بعد عرض التعريفات السابقة للبصمة الوراثية يمكن لي النحو اآلتي:

.الثبوت قطعية الهوية بوسيلة علمية دقيقة حددهي عالمة موروثة تالبصمة الوراثية:

ي للبصمة الوراثية أنتقل إلى المنطوق العلمي وبعد الوقوف على المفهوم االصطالح

وتحديد المعلومة البيولوجية في سطور كخطوة نحو تصور المسألة العلمية ،لبسط الصورة ؛لها

بكيفيتها الشرعية.

هاللي، ندوة حجية استخدام البصمة الوراثية إلثبات البنوة، موقع اإلسالم ست، )١(

http://www.islamset.org/arabic/abioethics/basma/index.html.

Page 21: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۹

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

ن العلماء من حل ألغاز نظام الحياة والذي يتمثل في وأبدأ من المفتاح الذي مك

هي )DNA( )22F١تي توجد بها جزئيات الحمض النووي (ال أو الصبغيات الوراثية موسوماتو الكر

ال آالف األمتار ولكنطوله أجسام صغيرة ملفوفة بشكل متقن بخيط طويل من الحمض النووي

يجدل ويطوى طيا محكما ، أرق من خيط المالبس بـماليين المرات وفه ،بالعين المجردةيرى

(ويرص ويصف بشكل بديع ليصبح كروموسوما 23F

.)١-١( يكلانظر ش، )٢

شكل رقم

)١ - ١(

كتلة يبلغ ، مكدسة في)متر ١.٨(الموجود في كل من خاليانا DNAيبلغ طول الدنا و م رأس ـــــــــــبحج احةـــــــــــفي مس هولةــــــــبس عــــــأن توض يمكن والتي) نتيمترــــــــــــــس ٠.٠٠٠١(قطرها

(وســــــالدب24F

).٢-١انظر شكل( ، )٣

يوجــد فــي وهــو حــامض نــووي أي شــريط حامــل للمــادة الوراثيــة Deoxyribonucleic Acidهــو اختصــار لكلمــة ) ١(

أنويــة خاليــا الكائنــات الحيــة وهــو المســؤول عــن نقــل الصــفات الوراثيــة عبــر األجيــال وهــو موجــود فــي جميــع الموجــود فــي الجســم البشــري طرفـــا DNAتــم فــرد جميــع أجــزاء الجســم البشــري، وقــد قــال العلمــاء أنــه لــو

١.٨×تريليــون ١٠٠( )مـرة ٦٠٠(لطـرف، يمكـن للخـيط النــاتج أن يصـل مـن األرض إلـى الشــمس وبـالعكس)؛ ١٩٥موســوعة تكنولوجيــا الحــامض النــووي(ص: ). ١٢٠٠كيلــومتر = ١٤٨.٨٠٠.٠٠٠علــى متــر مقســومة

.)٤٤معجزة القرآن العلمية في اإلنسان(ص: :الراوي)؛ ٣٠الثورة البيولوجية(ص: هي الوراثة(ص: )؛ شمدت: ما ٣٠)؛ الثورة البيولوجية(ص: ١٩٥موسوعة تكنولوجيا الحامض النووي(ص: )٢(

٤٧.( ، حســنين: دورة حيــاة اإلنســان بــين العلــم والقــرآن(ص: )٤٤الــراوي: معجــزة القــرآن العلميــة فــي اإلنســان(ص: )٣(

٢٨(.

Page 22: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۱۰

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

)٢ - ١( شكل رقم

لطويل كروموسوم)، هذا الخيط ا ٤٦من الكروموسومات ( )زوج ٢٣(في كل خلية ويوجد ٣٠٠٠٠ــــــ ٢٥٠٠٠(يوجد يحتوي على حبات مصفوفة على طوله تسمى مورثات أو جينات

وتصطف على هيئة حلزون يتكون من سلسلتين من ، )كروموسوم ٤٦(موزعه على الـ )مورثهوراثية متعددة هائلة من تعليمات ا جزئيات الحمض النووي، ويحمل هذا الحمض في تركيبه أعداد

٣تم فرد جميع الحروف ( ولو تصل إلى عشرات اآلالف تتحكم في جميع صفات الكائن الحي،

Page 23: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۱۱

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

خر، فستمتد لمسافة ملم من اآل ١اليين) المكونة للجينوم البشري بحيث يكون كل منها على بعد ب .)٣-١انظر شكل( ،)25F١()كيلومتر ٣٠٠٠(

شكل رقم)٣ - ١(

(الجينات) وتتجمع هذه التعليمات أو الرسائل في الحامض النووي على هيئة ناقالت الوراثة(تنتقل من جيل إلى جيل النووي المكتوبة بلغة الحمضوهي مجموعة متجانسة من التعليمات

26F

٢( ، .)٤-١انظر شكل(

شكل رقم

)٤ - ١(

وقد لوحظ أنه عند انقسام الخلية تقوم كل سلسلة من سلسلتي الحمض النووي لتكوين نسخة تامة الشبه من النصف األصلي للحلزون الذي انفصلت عنه ليتكون حلزونا جديدا بدال

وبذلك تحتفظ الصبغيات في قسمي الخلية بعد انقسامها بنفس الصفات ،األصليمن الحلزون ).٥-١انظر شكل( ، )27F٣(رالوراثية دون تغيي

).٤٤معجزة القرآن العلمية في اإلنسان(ص: )؛ ٩٢فروسارد: الهندسة الوراثية وأمراض اإلنسان(ص: )١(

فــورد: )؛٤٦)؛ شــرف الــدين: هندســة اإلنجــاب والوراثــة(ص: ١٤١جــارونز وغيــره: مبــاديء علــم الوراثــة(ص: )٢( ).٩٢)؛ الهندسة الوراثية وأمراض اإلنسان(ص: ٢١الجينات(ص:

).١٤١)؛ مبادئ علم الوراثة(ص:٤٧هندسة اإلنجاب والوراثة(ص: )٣(

Page 24: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۱۲

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

)٥ - ۱شكل رقم (

في كل خلية من خاليا جسمنا نسختين من كل مورث، واحدة منها موجودة لذلك يوجد وجودة على الكروموسوم الذي ورثناه على الكروموسوم الذي ورثناه من أمهاتنا والمورثة األخرى م

(من آبائنا28F

١( .

ال تتطابق مع ، بالجنينموسومات خاصة و كر من ينتج عن ذلكإلى ما ة باإلضاف موسومات أمه من كل وجه، وانما جاءت خليطا و وجه وال مع كر موسومات أبيه من كلو كر

معهما ألن مشترك بصمة وراثية خاصة به، غير بصمة األب واألم، ولكنه فتكون له منهما(امتزاج التركيب الوراثي لكليهما إنما نتج عن تركيبه الوراثي

29F

٢(.

ــــــان فـــــي جـــــزيء ــــــل كـــــل انســــــ ـــــردة DNAفيحمـــ ــــــوعة خاصـــــة متف موســـــوماتو كر مـــــن ال مجمـــــــــــــــــــة ـــــــــبه الوراثيـــــــــــ ـــــــــوعة تشــــــــ ـــــــــذه المجمــــــــــ ـــــــــ وهــــــــــــــ ـــــــــة هـوي ـــــــــةبطاقــــــ فــــــــي المــــــــادة ة مطبـوعـــــــــــــــــــــــــــ

(الوراثية للشخص30F

).٦-١انظر شكل( ،)٣

).٤٧)؛ ماهي الوراثة(ص: ٤٧هندسة اإلنجاب والوراثة(ص: )؛١٤١مبادئ علم الوراثة(ص: )١(

علـم حيـاة اإلنسـان(ص: زيتـون: )؛ ٢٦(ص: حجيتهـا فـي اإلثبـات الجنـائي والنسـب ألحمد: البصـمة الوراثيـةا )٢( .)؛٣٥الهندسة الوراثية وأمراض اإلنسان(ص: فروسارد: ؛ )٤٩٣

)؛ ٩٢؛ الهندســة الوراثيــة وأمــراض اإلنســان(ص: )١٦، ١٥ســيتوت ومــن معــه: أساســيات علــم الوراثــة (ص: )٣( .)٢٩ثة (ص:مقدمة في علم الورا

Page 25: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۱۳

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

)٦ - ١( شكل رقم

،ضة (األم) والكائن المنوي (األب)عن طريق البوي يأخذ الجنين الكروموسوم من أبويهو

وين الجنين، فوظيفة البويضة والكائن المنوي حقيقة هو نقل الكروموسومات من األم واألب لتك

والفرق بين البويضة والكائن المنوي هو أن عدد الكروموسومات في البويضة والحيوان المنوي

زوج) ٢٣(عبارة عن )كروموسوم ٤٦(فقط، بينما الخاليا العادية هو )كروموسوم ٢٣(هو

ت عندما يلقح الكائن المنوي بالبويضة (أي تندمج مع بعضها) فإن العدد الكامل للكروموسوما

).٧-١انظر شكل( ،)31F١( )كروموسوم ٤٦(يكتمل فيصبح داخل الخلية الجديدة هذه

شكل رقم

)۱ - ۷(

بنوته الجينات بين االبن وأبويه، ثبت فإذا أثبتت الفحوصات المخبرية وجود التشابه فيكل فرد وال ، ألن المادة الوراثية تعيد نفسها في تتابعات مميزة لوالعكس على وجه اليقين لهما

يمكن أن تتشابه بين اثنين إال في حالة التوائم المتماثلة فقط؛ بل وان احتمال تشابه بصمتين بين

)؛ ٣٥)؛ الهندسة الوراثية وأمراض اإلنسان(ص: ١٢٢أبو عساف: بيولوجيا الخلية والهندسة الوراثية؛ (ص: )١(

).٣٠؛ الثورة البيولوجية(ص: )٤٩٣علم حياة اإلنسان(ص:

Page 26: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۱٤

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

شخص وآخر هو واحد في الترليون مما يجعل التشابه مستحيال من هنا كان سبب تسميها (بالبصمة الوراثية ألنها تحدد هوية كل انسان من بين كل البشر

32F

).٨-١انظر شكل( ،)١

شكل رقم

)۱ - 8(

ثة إلى عالم الوراثة د.إليك جفري، وأشير هنا إلى ويرجع اكتشاف هذه التقنية الحدي(على النحو التالي DNAا تركيب الدنبعض األسرار العجيبة في

33F

٢(:

٦١(لملء كتب ورقية يبلغ ارتفاعها تكفي المعلومات التي يحتوي عليها الجينوم البشري .١يحتوي كل منها )دليل للهواتف ٢٠٠ (المعلومات التي يحتوي عليها، أي ما يوازي )مترا

.)٩-١انظر شكل( ،صفحة ٥٠٠على

شكل رقم

)۱ - 9(

: الثـورة البيولوجيـة(ص )؛٧٦؛ تكنولوجيا الحامض النووي(ص:)٢٦، ٢٥: اإلنسان والمستقبل (ص:الكرمي )١(

.)٤٩٣علم حياة اإلنسان(ص: )، ٣٠معجـزة )؛٣٥)؛ الهندسة الوراثيـة وأمـراض اإلنسـان(ص: ٣٠حامد: اآليات العجاب في رحلة اإلنجاب(ص: )٢(

).١٩١؛ دورة حياة اإلنسان بين العلم والقرآن(ص: )٤٥القرآن العلمية في اإلنسان(ص:

Page 27: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۱٥

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

DNAمن الدنا )حرف ١٢.٠٠٠ ( يقوم الباحثون في مشروع الجينوم البشري بفك شفرة .٢ ).١٠-١انظر شكل( ،البشري في الثانية الواحدة

شكل رقم

)۱ - ۱۰(

حرفا) ولمدة ٣٦٠كلمة في الدقيقة (نحو ٦٠الذي يكتب بسرعة typistيحتاج الطباع .٣ ).١١-١انظر شكل( ثماني ساعات يوميا، إلى نصف قرن لالنتهاء من طباعة كتاب الحياة!

)۱۱ - ۱شكل رقم (

، ساعة يوميا ٢٤إذا أردنا أن نقرأ الجينوم البشري بسرعة حرف واحد في الثانية لمدة .٤ ).١٢-١انظر شكل( ، فسيستغرق األمر قرنا كامال لالنتهاء من قراءة كتاب الحياة

شكل رقم

)۱ - ۱۲(

Page 28: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۱٦

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

لثانيالمطلب ا البصمة الوراثيةاإلجراءات العملية لفحص

(DNAكشف البصمة الوراثية إجراء إن 34F

(هو عمل مخبري )١35F

، يقوم على قواعد ثابتة )٢ م.مكتسبة بالمعرفة والتعل وخبرة

بإجراءات عديدة وقد مرت تقنية الحصول على البصمة الوراثية لتحديد هوية الشخص بغية بيان الفكرة التي بني ؛ألخصها على نحو اجمالي دون الدخول إلى التفاصيل العلمية الدقيقة

وذلك لرسم صورة اجمالية عن الطرق العلمية التي يجريها عليها العمل المعياري لكل تقنية منها .لعلماء لفحص البصمة الوراثيةا

الوراثية:أوال: تقنية الحزم

) وتعتمد على عزل واستخالص الحامض النووي من RFLPتعرف هذه التقنية باسم (ثم DNA الخلية وتنقيته ثم معاملته بخليط من إنزيمات القطع البكتيرية، لتقطع إلى حزم دناوية

ذلك تنقل على غشاء من النيتروسليلوز، ثم يضاف عدالكهربي للحزم الدناوية، ثم ب يتم التفريدمنقب عبارة عن تتابع من النيوكليوتيدات محددة في شكل سلسلة مفردة يمكنها أن ترتبط بالتتابع

) في X – Rayالمكمل لها على الغشاء، ويظهر التكامل بالتصوير بواسطة األشعة السينية(إلبداء الرأي ائج بواسطة قاعدة بيانات حاسوبيةشكل بقع سوداء، حيث يتم بعد ذلك تحليل النت

(الفني فيها36F

٣(.

وتتميز هذه التقنية بأن لها قوة تمييز عالية بين األشخاص، فجميع البشر يختلفون في التوائم المتماثلة ـــــ .ما عدا ــــ عدد وتكررارية وموقع التتابعات المميزة

جد أنه إذا كان االختالف في موقع فعند تحليل عينات بيولوجية من عدة أشخاص نواحد، فإن الحد األقصى للحزم التي يمكن مشاهدتها من كل عينة هو اثنتان، واحدة من كل كروموسوم في زوج الكروموسومات المتماثل، وتمثل الحزمة األولى ما يرثه الشخص من أبيه،

نـووي أي شـريط حامـل للمـادة الوراثيـة يوجـد فـي وهـو حـامض Deoxyribonucleic Acidهو اختصـار لكلمـة ) ١(

أنوية خاليا الكائنات الحية، مسؤول عن نقل الصفات الوراثية عبر األجيال، موجود في جميـع أجـزاء الجسـم ).٣٠)؛ الحمادي: الثورة البيولوجية(ص: ١٩٥الجمل وغيره: موسوعة تكنولوجيا الحامض النووي(ص: البشري.

).٢٨البصمة الوراثية حجيتها في اإلثبات الجنائي والنسب(ص: )؛٧٧النووي(ص:تكنولوجيا الحامض )٢(

).٧٧)؛ تكنولوجيا الحامض النووي(ص:٤٧الثورة البيولوجية(ص: )٣(

Page 29: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۱۷

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

خص المطلوب ومن ثم تحديد ، مما يسهل االستدالل على هوية الشبينما الثانية ما يرثه من أمه(صلة القرابة به على وجه قطعي

37F

١(.

يتطلب عينة بيولوجية كبيرة من لتحديد البصمة الوراثية إال أن استخدام مثل هذه التقنية DNA قد يحتاج إلى وقت طويل لحصول على النتائج، إضافة إلى أن امحفوظة في حالة جيدة

(يصل إلى أسبوعين38F

٢(.

ات ومن أجل الحصول على نتائج أدق توصل العلماء إلى استراتيجية ولتذليل هذه العقبوفي وقت أقل وساعد في ذلك تطور جديدة مساندة أو بديلة الستغالل العينات القليلة أو القديمة

(والبرمجيات الدقيقة المخبرية األجهزة39F

٣(.

:PCRثانيا: تقنية تفاعل البلمرة المتسلسل

ما يالئم ب ،رة على تغيير درجة الحرارة رفعا وخفضا قد لهكجهاز PCRالمقصود بالوتشمل خطوات PCRالهدف من ذلك، وتعتمد هذه اآللية الجديدة على تفاعل البلمرة المتسلسل

هذا التفاعل عمليات معقدة، ومتكررة من التسخين والتبريد، واستعمال بعض األنزيمات الخاصة للتمكن من اجراء DNAكمية وافرة من وبهذا يمكن الحصول على DNAلتضاعف كمية (من المطلوب قلأ إذا ما كانت العينة الفحص المطلوب

40F

٤(.

واجراء تحليل البصمة الوراثية باستخدام هذه التقنية يمكن من الوصول إلى نتائج من أي عينة بشرية ولو كانت من جذر شعرة أو بقايا لعاب على مغلف رسالة أو على كوب.

لطريقة في اإلفادة من عينات خاليا منوية تم تخزينها ألكثر من عشر ولقد نجحت هذه اسنوات، كما أنها أعطت نتائج باهرة في حاالت تعفن العينات وتحللها، كالهياكل العظمية

(وغيرها41F

٥(.

).١٨٠تكنولوجيا الحامض النووي(ص: )؛١٤٠جار اهللا: خريطة الجينوم البشري(ص: )١(

).٤٨وجية(ص: )؛ الثورة البيول٧٧تكنولوجيا الحامض النووي(ص: )٢(

).٩٣)؛ الهندسة الوراثية وأمراض اإلنسان(ص: ١٤٠خريطة الجينوم البشري(ص: )٣(

)؛ الهندسـة الوراثيـة وأمـراض ٨٠)؛ تكنولوجيـا الحـامض النـووي(ص:٢٣٢عبد الواحد: البصمة الوراثية(ص: )٤( ).١٤٠)؛ خريطة الجينوم البشري(ص: ٩٣اإلنسان(ص:

).٩٣)؛ الهندسة الوراثية وأمراض اإلنسان(ص: ١٤٢ خريطة الجينوم البشري(ص: )٥(

Page 30: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۱۸

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

تمكن بيولوجيون من دراسة عينات من حيوانات جمدت في جليد القطب آالف حيث وكانت أقدم سنة عثر عليه في أالسكا، ٣٥٠٠٠نذ مد مالسنين، من بينها حيوان البيزون ج

بشكل جيد اسنة كان مخها محفوظ ٨٠٠٠عينات من الدنا البشري مأخوذة من هياكل عمرها كما أخذ بعض العلماء عينات دنا من مومياويات مصرية عثر عليها علماء اآلثار بفلوريدا،

(ومن حيوان منقرض اسمه كواجا42F

١(.

ابعات المقاطع الصغيرة:ثالثا: تقنية تت

أزواج ٤ـــــ ٢المقصود بالمقاطع الصغيرة تتابعات من النيوكليوتيدات يتراوح طولها من وهذا التكرار غير ثابت العدد في ،مرة ١٤ـــــ ٨من القواعد، حيث تتكرر هذه التتابعات من

أو أربع ،مراتآلخر عشر وفي البعض ا ،بعض األشخاص تسع مرات قد يتكرر فياألفراد فعشرة مرة، وتوجد أنماط مختلفة من المقاطع الصغيرة منها تكررات بسيطة، ومنها البسيطة

ها أيضا نركبة، ومنها تتابعات معقدة ومالمقطوعة بتتابع غير متكرر، ومنها تتابعات متكررة ممميزا للطراز ي يجعل الحامض النوو ختالف في التكراراتاالت فائقة التعقيد، هذا التنوع و تتابعا

(بعينه للفردالجيني 43F

٢(.

رابعا: استخدام الدنا الميتوكونديري:

العلماء إلى أن عملية التوارث ليست مقصورة على المادة الوراثية الموجودة في توصلمى توبالزم وتسالسيعضيات النواة ـــــ الوراثة النووية ــــــ بل قد توجد المادة الوراثية خارج النواة في

حتوي حمضيحيث في مجال البصمة الوراثية كونديرياستخدام الدنا الميتو ويتمالوراثة الالنووية،

في حاالت ف، السيتوبالزم ــ على جزيء الحمض النوويالميتوكوندري الوراثي ــ الموجود في في DNAاالعتماد على عينات من الشعر أو العظام أو األسنان، تقل كمية الحامض النووي

.داخل نواة الخلية الحية

ظهر ييمكن صبغه بصبغات حيوية خاصة فبأنه الوراثي حمض الميتوكوندري ويمتاز المادة الصبغية لونها يتأثر باإلنزيمات المؤكسدة المتوفرة داخل بصورة أوضح نتيجة ألن

).٩٣الهندسة الوراثية وأمراض اإلنسان(ص: )١(

).٨٩تكنولوجيا الحامض النووي(ص: )٢(

Page 31: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۱۹

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

ما عضيات السيتوبالزم في الخلية الواحدة م ، باإلضافة لوجود آالف النسخ منالميتوكندري(مصدرا ضخما وثابتا للمعلومات الجينية يجعل هذه العضيات

44F

١(.

الميتوكوندريا ينتقل من جيل آلخر بشكل رئيسي عن وقد أثبتت الدراسات العلمية أن من مزيج من الجينات يتكون حيث الحظ العلماء أن دنا الجنين بعد اإلخصاب ،طريق األم

توكوندريا بالجنين هي نسخ طبق األصل من نصفه من األم ونصفه من األب لكن كل المي(وندريا كل األقارب من ناحية األموحدها وبنفس الشكل فهي أيضا نسخ من ميتوكميتوكوندريا األم

45F

٢(.

خامسا: استخدام جهاز التحليل الوراثي األوتوماتيكي:

م دويستخ ،طة عمود من مواد بوليمريةيتم فصل الحامض النووي في هذه الطريقة بواس عمود فصل شعري للتعرف على نواتج الفصل، حيث تتم في هذه الحالة بصورة أوتوماتيكية

(وباستخدام خمس أصباغ مختلفة، أما عملية التحليل للبيانات فتتم من خالل برمجيات دقيقة46F

٣(.

وفي ذلك ،يتبين لنا مما سبق مدى التطور الهائل في تقنيات فحص البصمة الوراثية متها العلمية ودقة معطياتها، حيث نستطيع الحصول عليها مهما كانت طبيعة لى قياشارة إ

تحديد هوية الشخص.ومن ثم اختيار التقنية المناسبة إلجراء التحليل ب ،العينات أو كميتها

التقنيات بإحدى اإلشارة هنا إلى المراحل التي تجري بها الفحوص المخبرية روتجد (اط هي، وهي تتلخص في عدة نقالسابقة

47F

٤(:

، الشعرجذور نسيج الجسم وسوائله مثل من DNAحيث تستخرج عينة النسيج: تتغير البصمة الوراثية الحيث إن وغيره، ، خلية من الجنين، البولالريق ،المني ، الدم،العظم

من مكان آلخر في جسم اإلنسان؛ فهي ثابتة بغض النظر عن نوع النسيج المأخوذة منه ة الموجودة في الشعر تجد مثيالتها في الدم أو في البول...إلخ.فالبصمة الوراثي

)؛ خريطــــة ٨٧)؛ تكنولوجيــــا الحــــامض النــــووي(ص:٣٩الجنــــزوري وغيــــره: أساســــيات بيولوجيــــا الخليــــة(ص: )١(

).١٤٣الجينوم البشري(ص:

)؛ ١٠٠)؛ الهندســة الوراثيــة وأمــراض اإلنســان(ص: ٦٩عجــاز اإللهــي فــي خلــق اإلنســان(ص: النشــواتي: اإل )٢( ).١٤٣خريطة الجينوم البشري(ص: )؛٨٧تكنولوجيا الحامض النووي(ص:

).٨٩تكنولوجيا الحامض النووي(ص: )٣(

ــــة(ص: )٤( ــــات ١٦٩٩أبــــو البصــــل: اإلثبــــات بالبصــــمة الوراثي ــــة حجيتهــــا فــــي اإلثب ــــائي )؛ البصــــمة الوراثي الجن)؛ تكنولوجيـا الحـامض ٤٢)؛ البصـمة الوراثيـة(ص: ١٤٢)؛ خريطـة الجينـوم البشـري(ص: ٢٨والنسب(ص: ).٤٤١)؛ الموسوعة العربية العالمية(ص: ١٢٥النووي(ص:

Page 32: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۲۰

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

ن بعض حيث إ محددة ألخذها، وكذلك ظروف حفظ محددة ولكل عينة طريقة العينات تحتاج لظروف خاصة لبعض المعامالت حتى ال يحدث تغيير في الطبيعة الكيمائية أو

الفسيولوجية للعينة.

ثم إلى عينة الدم، حتى ال يحدث تجلط للعينة، EDTAمادة إضافة ومن أمثلة ذلك تنقل بعد ذلك إلى معمل البيولوجيا.

ترتب هذه المقاطع باستخدام التفريغ الكهربائي، وتتكون بذلك حارات التفريغ الكهربائي: توقف طولها على عدد المكررات. ،طويلة من الجزء المنفصل عن الشريط

وتطبع عليه X Ray Filmإلى فيلم األشعة السينية تعرض المقاطع األشعة السينية: فكل بصمة ،غيرهاييزها ومقارنتها بيمكن تم فتظهر على شكل خطوط داكنة اللون ومتوازية

تشكل نموذجا واحدا ال يتشابه مع غيره.

٥جموعة مسابر ملونة بين(يتشكل من خالل استعمال م DNAوالشكل الفني لبصمة .الخطوط السوداء الموجودة على بعض البضائع والسلع في السوبرماركت وهذه تشبه ،)١٠ــــ

جدير بالذكر أن النمط الناتج عن أي شخص يظل كما هو دائما، وال يتغير عند ومن ال ذلك الشخص. ويقدر العلماء عدد النطاقات المتوازية بعشرة باليين بليون ولهذا يعتقد الكثير من

أن تكون نطاقات الحمض لدى شخص ما شبيه ن الناحية الطبيعية من المستحيل مالخبراء أنه (بنطاقاتها لدى شخص آخر

48F

١( .

).٤٤١)؛ الموسوعة العربية العالمية(ص: ٢٨اآليات العجاب في رحلة اإلنجاب(ص: )١(

Page 33: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۲۱

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

الثالثالمطلب

لبصمة الوراثيةل الداللة الثبوتية

النظر في تقنيات الحصول معانطالع على الحقيقة العلمية للبصمة الوراثية وا بعد االعلى نحو يحقق االطمئنان ويعمق القناعة ما تميزت به البصمة الوراثية نستطيع إدراك عليها

بهذا الكشف العظيم.

(على النحو التالي DNAرصد أبرز ما تميزت به البصمة الوراثية ويمكن49F

١(:

ماثل بصمة للبصمة الوراثية قوة تمييز عالية بين األشخاص إلى حد يستحيل معه تشابه وت .١اصة به تحدد هويته إن كل إنسان ينفرد ببصمة وراثية خشخص ببصمة شخص آخر، ف

التفصيلية.

فحص البصمة الوراثية من أي عينة بشرية في جسم إجراء يمكن الحصول على نتائج عند .٢جسم اإلنسان تحتوى ، فجميع خاليا بتغير مكانها في الجسدتتغير النها حيث إ ،اإلنسان

ر.على البصمة الوراثية فالبصمة الموجودة في أي جزء تطابق الموجودة في جزء آخ

نها تتمتع بقوة تقاوم حيث إ ،ت الجوية والتلوثات البيئيةأمام المتغيرا الوراثية البصمة ثبات .٣ .وال تفقد شيئا من هويتها وال من معالمها عوامل التعفن والتحلل فال تتغير مع مرور الزمن

المستمر في تقنيات فحص البصمة يعطي خيارات واسعة لخبير يالتطور التكنولوج .٤، ختيار التقنية المناسبة إلجراء الفحص المطلوب مهما كانت المعطيات التي أمامهالبصمة ال

اء نباإلضافة إلى القدرة على تخطي الصعوبات وتذليل العقبات التي تواجه الخبراء والفنيين أثجراء الفحص، مما يعطي البصمة الوراثية قيمة علمية متميزة في ميدان األدلة المحققة إ

للشخصية.

م خبراء البصمة الوراثية بفك حروفها وكتابتها بطريقة تجعلها سهلة القراءة على الفنيين يقو .٥بها لمدة االحتفاظمكانية ع البصمات األخرى، باإلضافة إلى إوالمتدربين عليها ومقارنتها م

)؛ البصــمة الوراثيــة وعالئقهــا الشــرعية(ص: ٤٣علــى األحكــام الفقهيــة(ص: الكعبــي: البصــمة الوراثيــة وأثرهــا )١(

)؛ البصــــمة الوراثيــــة حجيتهــــا فــــي اإلثبــــات الجنــــائي ١١٤اإلعجــــاز اإللهــــي فــــي خلــــق اإلنســــان(ص: )؛٤١)؛ الثـــورة ٤٤١)؛ الموســوعة العربيــة العالميــة(ص: ١٤٤)؛ خريطــة الجينــوم البشــري(ص: ٢٤والنســب(ص:

)؛ تكنولوجيــــــا الحــــــامض ٩٣الســــــويلم: البصـــــمة الوراثيــــــة وأثرهـــــا فــــــي النســـــب(ص: )؛ ٣٦البيولوجيـــــة(ص: ).٢٨)؛ اآليات العجاب في رحلة اإلنجاب(ص: ٧٩النووي(ص:

Page 34: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

البصمة الوراثية مفهوم

۲۲

⁄îÕÿ ^=€ Ë˚^

، واذا ضاعت فإنه يمكن إعادة طويلة وتخزينها في أجهزة الحاسوب لوقت الحاجة إليها.ألن نتيجة البصمة الوراثية ال تتغير بتغير عمر الخلية ؛أي وقتالتحليل في

Page 35: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

====p wg ª^Ï ‡ _o ÿ ^=

Ô› îg ÿ ^=Ω=h å· ÿ ^=æf^Ëá=ÔÎ n^á È ÿ ^=W≤gŸ�‹=Ÿƒ=⁄›kêÍË

المطلب األول: حديث القرآن الكريم عن العالقات • الوراثية.

المطلب الثاني: حديث السنة النبوية عن العالقات • الوراثية.

Page 36: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۲٤

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

تمهيد:

النبوية إلى بيان العالقات السنة والت اإلشارات القرآنية، و مال والتفصيل تبين اإلجالوراثية التي تربط الذرية بأصولها، والتى وقف لها العلماء بإكبار وهم يتابعون بنور العلم وهداية اهللا دخول عالم الجينات والكشف العلمي للبصمة الوراثية، فبدت للحقائق العلمية أصول شرعية

ها بحقبة من الزمن ترسم معالم الفرد وتحددها وتربطه في نفس الوقت بأصل نسبه.سبقت

ومشاهدة ما بواستطاع العلماء متابعة ما ذكره الشارع من خالل عدسات الميكروسكو أشارت إليه اآليات القرآنية واألحاديث النبوية، التى تصف اإلنسان في األرحام وبداية تكوينه

الذرية باإلضافة إلى تميزه لتي تحمل البرنامج الوراثي من األبوين إلىمن النطفة األمشاج ا جينية تختلف عن غيره من بني البشر. ببصمة

استطاع ن الكريم ووضحتها السنة النبوية قد هذه المعلومات وغيرها التي ذكرت في القرآديد خطوة خطوة ، حيث الحظوا خطوات خلق اهللا إلنسان جبالمجهرعلماء العصر أن يشاهدوها

وسجلوها بالصور باإلضافة إلى معرفة الصبغيات ومعاني األوامر المسجلة عليها من اآلباء إلى (األجداد

50F

١(.

من هنا كان البد من الحديث عن روابط النسب في البصمة الوراثية من خالل القرآن حو التالي:وذلك في مطلبين على النالكريم والسنة النبوية وربطها بالحقائق العلمية،

المطلب األول: حديث القرآن الكريم عن العالقات الوراثية. •

المطلب الثاني: حديث السنة النبوية عن العالقات الوراثية. •

.)٢٢٧يم(ص: )؛ الشعراوي: اإلعجاز العلمي في القرآن الكر ٦٨صالح: ومن كل شيء خلقنا زوجين(ص: )١(

Page 37: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۲٥

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

المطلب األول

حديث القرآن الكريم عن العالقات الوراثية

ول عن نقل المسئ DNAتحدث القرآن الكريم عن األسرار الوراثية والحمض النووي نمط التوارث من الزوجين إلى الذرية وهذا ما أثبته العلم بالبصمة الوراثية.

وأستشهد بطائفة من اآليات الكريمة التي تتحدث عن روابط النسب والعالقات الوراثية وذلك على النحو التالي:في البصمة الوراثية،

.))51F١طفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصرياإنا خلقنا الإنسان من ن قال تعالى:. ١

وجه الداللة:

تشير اآلية الكريمة إلى لحظة وجود إنسان جديد في الدنيا، وهي لحظة حمل البويضة (للحيوان المنوي وتكون النطفة األمشاج

52F

خاليا وقد الحظ العلماء تحت عدسات المجاهر أن ، )٢الخاليا الجسدية: تشمل كل أعضاء األول: لحية التي تتكاثر باألمشاج تنقسم إلى نوعين:الكائنات ا

ية: توجد في الخصية نسالخاليا الجأما النوع الثاني: ،الجسد فيما عدا الخصية والمبيض(الذكرية واألنثوية النطفةوالمبيض، وتنتج

53F

٣(.

٢٣تحوي النصف أي ية فإنهانسيا الجكروموسوم إال الخال ٤٦على جميع خاليا البشر تحتوى ف (كروموسوم

54F

، فإذا التقت النطفتان من الزوج والزوجة واتحدتا بمشيئة اهللا لتكوين األمشاج )٤جاء نصفها من والتي التي تحمل الشفرة الوراثية الكاملة للذرية المختلطة تكامل عدد الصبغيات

).٢سورة اإلنسان: آية ( )١(

المنــوي ضــة المخصـبة، أمــا النطفــة فهـي الحيــوان القرآنــي النطفــة األمشـاج: هــو البويللتعبيـر المـدلول العلمــي )٢(ضـة (النطفـة األنثويـة)، وكلمـة أمشـاج مـن الناحيـة العلميـة كلمـة دقيقـة تمامـا وهـي (النطفة الذكريـة) أو البوي

ددة تحمـل صـفات صفة جمع تصف كلمة نطفـة المفـردة، التـي عبـارة عـن كـائن واحـد يتكـون مـن أخـالط متعـالجزائــري: األســالف واألحفــاد لكــل جنــين، كمــا ويطلــق علــى األمشــاج بالمصــطلح العلمــي اليــوم الصــبغيات،

.)١٨٧نسان بين العلم والقرآن(ص: دورة حياة اإلحسنين: )؛ ٥/٤٨٢أيسر التفاسير(مـن آيـات النجار: ؛ )٢٩)، دورة حياة اإلنسان بين العلم والقرآن(ص: ٧٦ومن كل شيء خلقنا زوجين(ص: )٣(

األســس العلميــة الختبــار البصــمة الوراثيــة فــي نجــا: )؛ ٨٤اإلعجــاز العلمــي خلــق اإلنســان فــي القــرآن(ص: مـــن بحـــوث المـــؤتمر العلمـــي العاشـــر لإلعجـــاز العملـــي فـــي القـــرآن والســـنة المجلـــد الثـــاني )٤٧القـــرآن والســـنة(ص:

م).٢٠١١ه ــ ١٤٣٢(

.)٤٤اإلعجاز الطبي في القرآن(ص: الجميلي:؛ )٥٩(ص: خلق اإلنسان بين الطب والقرآن )٤(

Page 38: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۲٦

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

ي الجنين على قدر من التشابه واالختالف األب وأسالفه والنصف اآلخر من األم وأسالفها، فيأت(مع الوالدين

55F

١(.

رجل، في تبدأ باختالط البويضة مع نطفة ال ن هذه األمشاجوقد اكتشف العلم الحديث أ ث أخالط من الكروموزومات أو وحدات الوراثة الحاملة للصفات المميزة عملية دقيقة تنتهي بتوري

كل تبادل المادة الوراثية خالل آلية العبور بين لإلنسان، حيث نشأ صبغي جديد وفريد عقب من األم) أثناء عملية االنقسام لخلية ىحداهما من األب واآلخر زوجين من الصبغيات المماثلة (إ

(التناسل في اإلنسان وهو ما يعرف بالتفرد الوراثي والذي عبر عنه القرآن بالنطفة األمشاج56F

٢( . ط الوراثي بين الذرية واآلباء فتكون األبوة حقيقة واقعة تثبت وهذا يدل داللة قطعية على الراب

(بالبصمة الوراثية57F

٣(.

.))58F٤هو الذي يصوركم في األرحام كيف يشاء ال إلـه إال هو العزيز الحكيمقال تعالى: . ٢

وجه الداللة:

يوصف لتصويرية لألجنة في أرحام األمهات، حيث تشير اآلية الكريمة إلى العملية ا وصف بأنه صورة للجسد، وأن أحد مقاصد التصوير في القرآن هو الحمض النووي في القرآن

( عبر النطفة) الصورة(إلى األبناء )األصل(الوراثية من اآلباء انتقال الصفات59F

٥(.

(قةاإليجـاد علـى صـفة سـاب مـن معـاني التصـويرالذي يؤكد ذلك أن و 60F

ال أي أن هنـاك أصـ( )٦ األصل والحمض النووي لهما صورة، ومن هذه الصورة فآدم وحواء كجسد هما )نأخذ له صورة

)؛ إبــراهيم: فــتح العلــيم فــي تفســير القــرآن الكــريم وبيــان ١٠٦الجــاعوني: اإلنســان هــذا الكــائن العجيــب(ص: )١(

)؛ دورة ٤١٥، ٣٨٨)؛ مــن آيــات اإلعجــاز العلمــي خلــق اإلنســان فــي القــرآن(ص: ٢٩/٧٠٠أوجــه اإلعجــاز(األسس العلمية الختبار البصـمة الوراثيـة فـي القـرآن والسـنة(ص: )؛ ٤٢والقرآن(ص: حياة اإلنسان بين العلم

٣٨٩.(

).١٧٩دورة حياة اإلنسان بين العلم والقرآن(ص: )؛١٠٦نسان هذا الكائن العجيب(ص: اإل )٢(

.)٥٢معجزات القرآن العلمية في اإلنسان(ص: )٣( ).٦سورة آل عمران: آية ( )٤(

ــــق اإلنســــان(ص: اإلعجــــاز اإللهــــي )٥( ــــي خل ــــرآن )؛ ٣١ف ــــي الق ــــة ف ــــار البصــــمة الوراثي األســــس العلميــــة الختب ).٧٩)؛ ومن كل شيء خلقنا زوجين(ص: ٣٩والسنة(ص:

).١/٢٨٣الجزائري: أيسر التفاسير()؛ ٣/١٥١التحرير والتنوير( )٦(

Page 39: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۲۷

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

(ثم في األرحام تم تصوير الذرية في األصالب61F

١(.

العرب أصل اشتقاق كلمة الصورة من صاره إلى كذا إذا أماله، فالصورة تكون لغة فيف وكذا ما كان مطابقا ،األصل الصورة كل ما أخذ عنفل المصور، مائلة إلى شبه وهيئة األص

(اآلدميله، كصورة الكتاب وكصورة 62F

التصوير جعل الشيء : (قال اإلمام الرازي في تفسيره، )٢أجزائه، وأصله من صاره على صورة، والصورة: هيئة حاصلة للشيء عند إيقاع التأليف بين

وبينهما عالقة فلكل صورة أصل،، )63F٣()ئلة إلى شكل أبويهيصوره إذا أماله، فهي صورة ألنها ما .اناقص أو ال كام قد يكونوتماثل شبه

معنى أساسي في وصف العالقة بين الحمض النووي والكائن الحي؛ فالعالقة بينهما وهو 64F()انسخ ( ياوليست تساو )تصوير(عالقة مماثله

فالحمض ،وذلك الختالف الحجم والتركيب )٤إال في حجم الذر بالنسبة للكائن الحي، وله تركيب كيميائي يختلف عن تركيب الجسدالنووي

فة ولذا فانه يشبه جسد والحقيقة والهيئة ئن الحي تمثل الشكل أنه يحمل صورة للكا الكائن والص(الحي في جهة دون جهة

65F

٥(.

ستدل به على الكائن الحي، وي للكائن ةنووي عبارة عن شفرة وراثية مشابهفالحمض ال الصورة الخاصة به التي تميزه عن أي ،الحي، إذ أن لكل كائن حي الحمض النووي الخاص به

فـي القـرآن والسـنة(ص: األسـس العلميـة الختبـار البصـمة الوراثيـة)؛ ٤٢الزنداني: كتاب توحيد الخـالق(ص: )١(

).٣٩٣)؛ من آيات اإلعجاز العلمي خلق اإلنسان في القرآن(ص: ٣٩

).١/٣٣٣)؛ قلعة جي: معجم لغة الفقهاء(٤/١٧١لسان العرب، مادة صور،( )٢(

).١/١٠٨٥تفسير الفخر الرازي( )٣(

ى األبنـاء عبـر األمشـاج لوصـف انتقـال الصـفات الوراثيـة مـن اآلبـاء إلـ التصوير أدق مـن كلمـة النسـخ كلمة )٤(إنـا كنـا نستنسـخ تعـالى: (التكرار ومنـه قـول اهللا يقتضي النقل الحرفي بدون تغيير أي المساواة أو ألن النسخ

، أي ننسـخ مـا تكتبـه الحفظـة بـال تغييـر، فالنسـخ يـدل علـى أنـه ال )٢٩( : آيـةالجاثيـة) سـورة كنتم تعملون ما وألن األبناء ليسوا نسخا من اآلباء، لم يستخدم اهللا كلمة النسخ مع إيجاد الذرية لعدم سلتحسين في الن يوجد

قــد تكــون المشــابهة والمماثلــة التصــوير وكلمــة التصــوير مــأخوذة مــن المماثلــة أو دقتهــا، واســتخدم األدق وهــو مثلـه فـي كـذا فهـو قيـل: هـو ه واذاعلى اإلطالق، فإذا قلت هذا الشيء مثل هذا الشيء فمعناه أنـه يسـد مسـد

).٤٢نجا: األسس العلمية الختبار البصمة الوراثية في القرآن والسنة(ص: مساو له في جهة دون جهة.

)؛ مــن آيــات اإلعجــاز ١٠٠عبـد اهللا: الهندســة الوراثيــة فــي القــرآن الكــريم وأســرار الــروح وخلــق اإلنســان(ص: )٥(األســــس العلميــــة الختبــــار البصــــمة الوراثيــــة فــــي القــــرآن )؛ ١٥ ٤قــــرآن(ص: العلمــــي خلــــق اإلنســــان فــــي ال

.)١١٤)؛ اإلنسان هذا الكائن العجيب(ص: ٣٨والسنة(ص:

Page 40: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۲۸

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

(ما يعرف بالبصمة الوراثية أو غيره من الكائنات)66F

والتي تحدد الرابط الوراثي بين اآلباء )١ .واألبناء

(ثم جعلناه نطفة، من طني ولقد خلقنا الإنسان من سلالةقال تعالي: . ٣67F

في قرار )٢

نيكم)68F٣(.

وجه الداللة:

اآلباء إلى األبناء عبر ترسم لنا الخطوط العريضة لكيفية انتقال الصفات الوراثية من ةاآلي خلق اهللا الذرية في النطفة فالخاليا الجنسية آلدم وحواء تحولت إلى النطفة ومن النطفة

(ألرحاما69F

٤( .

عن جعل هذا اإلخبار الربانيته، و بكل صفا على اإلنسان تعود )جعلناه نطفة (الهاء في ف كيف تتساوى النطفة التي تمثل خلية واحدة ال ترى بالعين غاية الدقة، إذفي اإلنسان نطفة

منذ فترة العلم إال وهذا اإلعجاز لم يعرفه من باليين الخاليا، المجردة مع اإلنسان الذي يتركبكاملة حمل شفرة وراثيةت اولكنه ،ذكر في الحجمتد كاتال والتي بسيطة عندما فحص النطفة

وجود عن شف ليك، لإلنسان الصورة المشابهة باإلنسان الجيني أو الإلنسان ويمكن أن نسميه(البصمة الوراثية أو) DNA(النووي إنسان كامل يعرف باسم الحمض

70F

٥(.

األســــس العلميــــة الختبــــار البصــــمة الوراثيــــة فــــي القــــرآن )؛ ٢٧اآليــــات العجــــاب فــــي رحلــــة اإلنجــــاب (ص: )١(

.)٣٨والسنة(ص: الصـــافي القليـــل واألصــل فـــي ذلـــك ان مـــاء الرجــل إذا القـــى مـــاء المـــرأة المــراد بالنطفـــة المنـــي وأصــله المـــاء )٢(

سميت النطفة نطفة: ألنها تنطـف أي: تقطـر فـي الـرحم فـي قنـاة معروفـة ).١١/٤٧٩، فتح الباري (بالجماع ).٣/٥٠٧الجزائري: أيسر التفاسير( وهي القرار المكين.

).١٣، ١٢سورة المؤمنون: آية ( )٣(

األســــس العلميــــة الختبــــار البصــــمة الوراثيــــة فــــي القــــرآن )؛ ٢٢٣فــــي القــــرآن الكــــريم(ص: اإلعجــــاز العلمــــي )٤( ).٦٨)؛ ومن كل شيء خلقنا زوجين(ص: ٣٩والسنة(ص:

)؛ مــن آيــات اإلعجــاز العلمــي خلــق اإلنســان فــي القــرآن(ص: ٢١اإلعجــاز اإللهــي فــي خلــق اإلنســان(ص: )٥( .)٣٨ي القرآن والسنة(ص: األسس العلمية الختبار البصمة الوراثية ف)؛ ٣٩٣

Page 41: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۲۹

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

في أي صورة ما ، الذي خلقك فسواك فعدلك، يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الى:قال تع. ٤

ككباء رش)71F١(.

وجه الداللة:

ركيب، والتنشئة إن هذه المراحل المتتالية من الخلق، والتسوية، والتعديل، والتصوير، والت تطور علم األجنة في العقود المتأخرة في القرن العشرين، فقد سبق القرآن الكريم إال بعد لم تدرك

باإلشارة إليها حيث أشار أن لكل كائن حي كاإلنسان صورة مميزة عن باقي الكائنات ركبها اهللا وفق مشيئته، وهي عملية خاصة به تعطيه بصمة وراثية محددة، والعلم الحديث يقول إن الصورة

شكلية للكائن لن تتركب إال في وجود الحمض النووي الذي يمثل الصورة الجينية للصورة ال(وهي البصمة الوراثية التي وصفها اهللا بالصورة المركبة ،الشكلية

72F

٢(.

يراد به تركيب شيء من أجزاء كانت متفرقة التركيب إجماال والذي يؤكد ذلك أن معني تركيب الفص في ، وكوكتركيب الباب في موضعه ،متفرقة كتركيب األدوية من أجزاء فاجتمعت

(الخاتم والنصل في السهم73F

ثم ه قط في الرحم ؤ أعضا معلوم أن اإلنسان لم تتفرقمن الو ، )٣ فركبه اهللا هو من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ولكن الذي كان متفرقا اجتمعت بل خلقه اهللا

(فجمعها اهللا معا في النطفة األمشاجكانت متفرقة األمشاج التي74F

٤(.

صاحبها فهي بكاملها تدل على ،وهذه الصورة المركبة جعلها اهللا غاية في الحسن والدقة أخذت منه داللة قطعية ال تحتمل الشك، وهي بنصفيها المتراكبين تدل على األصل الذي

بحيث يحدد لكل )لوراثيةالبصمة ا(المركب يتكون الحمض النووي حيثاألبوان وهو ،الصورة( جنين بصمته الوراثية المحددة وصفاته التشريحية والشكلية المميزة

75F

٥(.

).٨،٧،٦سورة االنفطار: آية ( )١(

)؛ اإلعجــاز ٤١٣مــن آيــات اإلعجــاز العلمــي خلــق اإلنســان فــي القــرآن(ص: )؛ ٣٠/١٧٥التحريــر والتنــوير( )٢(األســـس العلميـــة الختبـــار البصـــمة الوراثيـــة فـــي القـــرآن والســـنة(ص: )؛ ٤٥١العلمـــي فـــي القـــرآن الكـــريم(ص:

٤٥(.

.)١/٤٣٢رب، مادة ركب،(لسان الع )٣( .)٤٥األسس العلمية الختبار البصمة الوراثية في القرآن والسنة(ص: )٤()؛ اإلعجـاز اإللهـي فـي خلـق اإلنسـان(ص: ٤١٥مـن آيـات اإلعجـاز العلمـي خلـق اإلنسـان فـي القـرآن(ص: )٥(

.)٦٣األسس العلمية الختبار البصمة الوراثية في القرآن والسنة(ص: )؛ ١٠٥

Page 42: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۳۰

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

وحيث إنه يمكن فصل كروموسومات األب عن كروموسومات األم في الحمض النووي وفي هذه ،لالبن وبناء عليه فإن إثبات النسب يأتي من خالل تحليل البصمة الجينية لالبن

% بين األب واالبن في الجينات وهذا يعني إثبات البنوة، ٥٠اك شراكة بنسبة يكون هن الحالة حالة عدم توافر هذه الشراكة يمكن استبعاد نسب االبن إلى األب، وبناء عليه يمكن التأكد وفي

(غيره من صحة النسب أو76F

.، واثبات الرابط الوراثي للذرية)١

.))77F٢صورناكم ثم قلنا للمآلئكة اسجدوا آلدمولقد خلقناكم ثم : قال تعالى. ٥

وجه الداللة:

، ر من سياق اآليةظاهال أن الذرية خلقت وصورت قبل السجود آلدم كما هو المفسرون قال (أي صورنا الذرية) صورناكم(و أي خلقنا آدم )خلقناكم(فقالوا

78F

وهذا ترتيب كما سبق توضيحه، )٣له أمور يبديها وال يبتديها، أي أنه سبحانه يظهرها هو سبحانه فوليس ترتيبا لألحداث ريإخبامطمورين في ذن فكلنا كنا إالحق سبحانه وتعالى طمر الخلق جميعا في خلق آدم، و ،فقط

(جزيئات آدم79F

(، مما يشير إلى حقيقة أن ذريته جميعا كانوا في صلبه لحظة خلقه)٤80F

بدليل قول ، )٥يتهم وأشهدهم على أنفسهم .: تعالىقول اهللا ( .واذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذر

81F

٦( ،)81F

والعلم الحديث يعطينا أيضا مؤشرات على ذلك، حين يأتون ببذرة ، يقول الشعراوي: ()٦ .)82F٧()ل صفات اإلنسانويكتشفون فيها كل مقومات الثمرة، وكذلك الحيوان المنوي توجد فيه ك

األسـس العلميـة الختبـار البصـمة الوراثيـة فـي )؛ ٧٦تكنولوجيـا الحـامض النـووي(ص:مل وغيره: موسوعة الج )١(

.)٦٣القرآن والسنة(ص: ).١١سورة األعراف: من اآلية ( )٢(

عبــد الحميــد: الهندســة الوراثيــة فــي القــرآن وأســرار الخلــق والــروح والبعــث(ص: )؛ ٣٠/١٧٥التحريــر والتنــوير( )٣( ).٤٧علمية الختبار البصمة الوراثية في القرآن والسنة(ص: األسس ال)؛ ٧٦

).١/٢٨٣٢تفسير الشعراوي()؛ ١/١٩٣٣تفسير الفخر الرازي( )٤(

.)٨٧من آيات اإلعجاز العلمي خلق اإلنسان في القرآن(ص: )٥( ).١٧٢سورة األعراف: من اآلية ( )٦(

).١/٢٨٣٢تفسير الشعراوي( )٧(

Page 43: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۳۱

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

رناكم (معنى في التصويروفكرة أخذ ،نهتصور م أن لكل صورة أصال تقوم على )ثم صوجسم آدم هي الحمض النووي الموجود بداخل خاليا هذه المادة ،عليها على مادة يتم التصوير

(يفرة الوراثيةا، حيث تكتب فيه الشصاحبه طبق األصل من والتي تكون )الصفة الجينية(83F

١(.

ولو عدنا إلى الوراء مع الزمن لوجدنا أنه البد من التقاء جميع الشيفرات الوراثية لبني آدم قاطبة إلى قيام الساعة في شيفرة وراثية واحدة كانت في صلب أبينا آدم لحظة خلقه، ثم وزعها

بعد ذلك بين بني آدم إلى يوم اهللا تعالى بينه وبين زوجه أمنا حواء، وتوزعت الشيفرات الوراثية (الدين

84F

ا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ي ، قال تعالى: )٢رحام إن الله كان عليكم واتقوا الله الذي تساءلون به واأل وبث منهما رجاال كثيرا ونساء

.))85F٣رقيبا

وهذا بيان واضح للروابط الوراثية منذ بدء الخليقة حيث قدر سبحانه وتعالى تجديد مادة ولغة الخلق لكي يتميز كل انسان بتركيب وراثي فريد ال يماثله فيه أحد وفي نفس الوقت يربطه

(بأصل نسبه إلى يوم الدين86F

٤(.

).٤٧البصمة الوراثية في القرآن والسنة(ص: األسس العلمية الختبار )١(

)؛ مــن آيــات اإلعجــاز العلمــي ١٠٢الهندســة الوراثيــة فــي القــرآن الكــريم وأســرار الــروح وخلــق اإلنســان(ص: )٢( ).٢٨)؛ اآليات العجاب في رحلة اإلنجاب(ص: ٩٩خلق اإلنسان في القرآن(ص:

).١سورة النساء: من اآلية ( )٣(

)؛ مــن آيــات اإلعجــاز العلمــي ١٩١دورة حيــاة اإلنســان بــين العلــم والقــرآن(ص: )؛ ٢/٣٠٣ر(التحريــر والتنــوي )٤( ).٣٨٨خلق اإلنسان في القرآن(ص:

Page 44: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۳۲

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

الثانيالمطلب

عن العالقات الوراثيةالسنة النبوية حديث

جاءت النصوص النبوية لتفسر ما أنزله اهللا في كتابه العزيز، فكانت بيانا موضحا بلغة لية كل من الزوجين عن التركيب الوراثي يات القرآنية التى تشير إلى مسئو الوحي لما ورد في اآل

على النسب قة الوراثية بين األبناء واآلباء وتدل الساري منهما إلى الذرية، حيث تظهر العال بما يعرف اليوم بالبصمة الوراثية. الحقيقي للولد

ولما كان منهج السنة شرح وتفسير ما جاء في القرآن من آيات، أتيت بطائفة من األحاديث النبوية التي توضح وتفسر ما أوردته سابقا من اآليات القرآنية التي تتحدث عن روابط

وذلك على النحو التالي:النسب والعالقات الوراثية في البصمة الوراثية،

(أبى سريحة حذيفة بن أسيد الغفارى عن .١87F

قال سمعت رسول الله صلى اهللا عليه وسلم )١ر عليها الملك إن النطفة تقع فى الرحم أرب ( :بأذنى هاتين يقول .)88F٢()عين ليلة ثم يتصو

(ابن مسعود عن .٢89F

إذا مر بالنطفة ( :يقول قال سمعت رسول الله صلى اهللا عليه وسلم )٣رها وخلق سمع ها وبصرها وجلدها ولحمها ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصو

.)90F٤()وعظامها

(عن مالك بن الحويرث .٣91F

إذا أراد اهللا تعالى أن : (، عن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال)٥ منها، فإذا كان اليوم كل عرق وعصب في ، طار ماؤهالمرأة ، فجامع الرجل النسمة يخلق

. نيـة سـنة اثنتـين وأربعـينحذيفة بن أسيد الغفارى أبو سريحة الغفاري سكن الكوفة روى عنه أهلها مات بأرمي )١(

).١/٢٨٩)؛ العجيلي: الثقات(٣/٨١ن حبان: الثقات(اب ).٨/٤٠٨، (٢٦٤٥صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب القدر، باب كيفية خلق اآلدمي، ح/ )٢(

كبـار ومـن األولـين السـابقين مـن الـرحمن عبـد أبـو الهـذلي حبيـب بـن وفـاء بمعجمـة غافـل بـن مسعود بن اهللا عبد )٣(

بالمدينـة بعـدها التـي فـي أو وثالثـين اثنتـين سـنة ومـات الكوفة على عمر وأمره جمة بهمناق الصحابة من العلماء

).٨/٦(الكبرى الطبقات :سعد بنا )؛١/٦٧١(الغابة أسد: حجر ابن ).٨/٤٠٨، (٢٦٤٥صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب القدر، باب كيفية خلق اآلدمي، ح/ )٤(

ته إلـى ليـث ولـم يختلفـوا أنـه ليثـى مـن بنـى ليـث بـن بكـر مالك بن الحويرث بن اشيم الليثى يختلفـون فـى نسـب )٥(بــن عبــد منــاة يكنــى أبــا ســليمان ويقــال مالــك بــن الحــارث وقــال شــعبة مالــك بــن حويرثــة واألول هــو الصــحيح

ابـن )؛ ١/١٣٤٩(االسـتيعاب فـي معرفـة األصـحاب :ابـن األثيـر .سكن البصـرة ومـات بهـا سـنة أربـع وتسـعين ).٣/١٥٤(اإلكمال :مأكوال

Page 45: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۳۳

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

(عرق بينه وبين آدم، ثم قرأ حضر له كل ، ثم أالسابع جمعه اهللا 92F

في أي صورة ما شاء ()١ .)93F٢()ركبك

(موسى بن علي بن رباحعن .٤94F

(عن أبيه )٣95F

(عن جده )٤96F

أن النبي صلى اهللا عليه وسلم :)٥؟! إما غالم، واما جارية. يا رسول اهللا! ما عسى أن يولد ليقال: ؟ ""ما ولدك قال له:

قال: يا رسول اهللا! ما عسى أن يشبه؟! إما أباه، واما أمه. فقال به؟"."فمن يش قال:"مه! ال تقولن هذا، إن النطفة إذا استقرت في عندها: -صلى اهللا عليه وسلم -النبي

الرحم؛ أحضرها اهللا كل نسب بينها وبين آدم، فركب خلقه في صورة من تلك الصور، أما ك)؛ من نسلك ما بينك وبين أي صورة ما شاء ركب قرأت هذه اآلية في كتاب اهللا: (في

.)97F٦("آدم؟!

وجه الداللة:

صلى اهللا عليه وسلم حقائق علمية تحدث عنها القرآن باإلشارة تارة وبالعبارة النبييبين تارة أخرى مفصال وشارحا بجوابه للسائلين بلغة علمية نفهمها اليوم وفق قوانين الوراثة.

)، صـــححه األلبـــاني: السلســـلة الصـــحيحة، ح ١٩/٢٩٠، (٦٤٤الطبرانـــي: المعجـــم الكبيـــر، بـــاب المـــيم، ح/ )١(

١٣/١٣٣، (٣٣٣٠.(

).٨سورة االنفطار: آية ( )٢(

، نائـب الـديار المصـرية موسى بن علي بن رباح اللخمي موالهم اإلمام، الحافظ، الثقة، األمير الكبير العادل )٣(ــه ، حــدث عــن: أبي ــوالهم، المصــري ــد الــرحمن اللخمــي م ــو عب ــر المنصــور ســنوات، أب ــرا، وعــن ألبــي جعف كثي

د بـن المنكدر.ولـد بإفريقيـة، سـنة تسـعين، ومـات باإلسـكندرية، سـنة ثـالث وسـتين ومائـة. الـذهبي: سـير محم .)٧/٤١١أعالم النبالء. (

، اإلمـام، الثقـة، أبـو موسـى ا )٤( . علي بن رباح بن قصير اللخمي ابن قشيب بن يينع اللخمـي ، المصـري للخمـيسـمع مـن: عمـرو بـن العـاص، وأبـي هريـرة، وطائفـة ،كان من كبار علمـاء التـابعين، ولـه وفـادة علـى معاوية و

ر دهرا طويال. توفي سنة سبع عشرة ومائة. الذهبي: سير أعالم ال حابة وعم .)٥/١٠١:١٠٢نبالء(من الصاللخمـي يقـال إن لـه صـحبة وهـو مـن أزدة ثـم مـن بنـي القشـب مـن أهـل بركـوت مـن شـرقية رباح بن قصـير )٥(

مصــر أدرك النبــي (صــلى اهللا عليــه وســلم) زمــن أبــي بكــر وال روايــة لــه، روي عنــه هــذا الحــديث عــن النبــي .)١٨/٣٣رواه عنه ابنه علي بن رباح. ابن عساكر: تاريخ دمشق(

)؛ صــححه األلبــاني: السلســلة ٢/٥٤٧، (٤٦٥٩الهنــدي: كنــز العمــال، كتــاب األذكــار، بــاب فــي القــرآن، ح/ )٦( ).٢٦/١٣٣، (٣٣٣٠الصحيحة، ح/

Page 46: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۳٤

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

ي صلى اهللا عليه وسلم الحديث عن بداية تخلق اإلنسان من اندماج فقد فصل النب نطفتي الزوج والزوجة الذي نتج عنه األمشاج ـــــ وقد سبق تفصيل الحديث عنها في المطلب السابق ـــــ والتي اختلطت فيها الشفرة الوراثية للزوج ــــ والتي تحتوي على مجموعة من الصبغيات

الشفرة الوراثية للزوجة ـــــ والتي تحتوي أيضا على مجموعة من الصبغيات الخاصة به ــــ معحدثت عمليات الخاصة بها ـــــ فباتحاد المجموعتين من المورثات والتي ساهم فيها األبوان

وتداخلت التفاعالت الجزئية بين الحيوان المنوي والبويضة أثناء عملية ةكيمائية وفسيولوجيئن جديد ذو محتوى وراثي مطابق للذات اإلنسانية المنتجة له، إال أن له شفرة اإلخصاب فنتج كا

وراثية خاصة به ترسم مالمحه الشخصية وتحدد صفاته التي تميزه عن غيره، وتربطه بأصل والذي عبر عنها النبي نسبه في نفس الوقت، وفق آلية مبرمجة بدقة فائقة من الواحد األحد

(عرق وهو األصل من النسب تشبيها بعرق الثمرةصلى اهللا عليه وسلم بال98F

١(.

،الذرية يعمل كقالب تصب عليهالذي الحمض النووي بما أسماه العلم الحديث وهو وذلك ، خاصقالب ب كل واحدللفرد ما ورثه من والديه بحسب ما يقدره رب العالمين مع تمييز

فيحدد عالقة تحسين وراثي للحمض النووي في أثناء انتقاله من اآلباء إلى األبناء لحدوث(التوارث الممتدة بدقة

99F

٢( .

أي ما منه ،اإلنسان في النطفة تركيب صورة كيفيةصلى اهللا عليه وسلم النبي شرحوقد ية عن ما كنا وهو ،من المرأة كل عرقالذي يطير في وذلك من ماء الرجل ،التقدير الوراثي

وقد سبق بيان وظيفة األمشاج ودورها في تحديد بصمة كل البويضة منه النسب في المرأة وهو(فرد من بني آدم عند حديث القرآن عن األمشاج

100F

٣(.

فالمخزون الوراثي للبشر أجمعين من لدن آدم و حتى قيام الساعة خلقه اهللا تعالي منا حواء شطرا منه، وورث بالتزاوج بين الذكور وأودعه صلب أبينا آدم لحظة خلقه، وأعطيت أ

)؛ دورة حيـاة ٢٨٦ـــــ ٢٨٣ــــ ٢٥٦: اإلعجاز العلمي في السنة النبويـة(ص: النجار)؛ ١١/٤٨٠فتح الباري( )١(

)؛ ومـــن كـــل شـــيء خلقنـــا ١٠٧اإلنســـان هـــذا الكـــائن العجيـــب(ص: )؛٤٣اإلنســـان بـــين العلـــم والقـــرآن(ص: ).٨٨زوجين(ص:

)؛ من آيات اإلعجاز العلمي خلق ١٠٩الهندسة الوراثية في القرآن الكريم وأسرار الروح وخلق اإلنسان(ص: )٢( ؛)٤٥األســس العلميــة الختبــار البصــمة الوراثيــة فــي القــرآن والســـنة(ص: )؛ ٣٨٨اإلنســان فــي القــرآن(ص:

.)١٩٦اإلعجاز العلمي في السنة النبوية(ص: )؛ مــن آيــات ٤٤األســس العلميــة الختبــار البصــمة الوراثيــة فــي القــرآن والســنة(ص: )؛ ١١/٤٨٠فــتح البــاري( )٣(

)٤١٣اإلعجاز العلمي خلق اإلنسان في القرآن(ص:

Page 47: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۳٥

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

واإلناث مع الزمن ليعطي الباليين من البشر كل له نصيبه من المخزون الوراثي الذي جمعه اهللا (تعالى في صلب أبينا آدم مما يؤكد على تسلسل العالقات الوراثية من اآلباء إلى األجداد

101F

١( .

(عن أنس .٥102F

اهللا عليه وسلم لليهودي الذي جاء يسأله قال صلى، قال رضي الله عنه )٢وأما الشبه في ( :من أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله عن الولد

كان الشبه له واذا سبق ماؤها كان الشبه الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه )103F٣()لها

(رواه ابن عباسما .٦104F

(في قصة هالل بن أمية )٤105F

الذي قذف زوجته، فالعن بينهما النبي )٥أبصروها، فإن جاءت به أكحل (:قال حيث صلى الله عليه وسلم

(العينين 106F

ليتين )٦ (سابغ األ107F

(، خدلج الساقين )٧108F

، فهو لشريك بن )٨

بن

نســان فــي القــرآن(ص: مــن آيـات اإلعجــاز العلمــي خلـق اإل )؛٢٨٥اإلعجـاز العلمــي فــي السـنة النبويــة(ص: )١(

).٤٤األسس العلمية الختبار البصمة الوراثية في القرآن والسنة(ص: )؛ ٤١٣

أنــس بــن مالــك بــن النضــر األنصــاري الخزرجــي خــادم رســول اهللا صــلى اهللا عليــه وســلم خدمــه عشــر ســنين )٢(فـــي معرفـــة االســـتيعابابـــن عبـــد البـــر: . مشـــهور مـــات ســـنة اثنتـــين وقيـــل ثـــالث وتســـعين وقـــد جـــاوز المائـــة

).٧/١٠٧(الطبقات :ابن سعد ؛)١/١٠٨(األصحاب ).٦٩٤، ص: ٣٣٢٩صحيح البخاري، كتاب أحاديث األنبياء، باب خلق آدم وذريته، (ح/ )٣(

ـة، وفقيـه العصـر، وامـام التفسـ )٤( ير، أبـو العبـاس عبـد عبد اهللا بن عباس البحر أبو العبـاس الهاشـمي حبـر األمواسـمه عمـرو بـن اهللا، ابن عم رسول اهللا (صلى الله عليه وسلم ) العباس بن عبد المطلب شـيبة بـن هاشـم،

، الهاشــعبــد منــاف بــن قصــي بــن كــالب بــن مــرة بــن كعــب بــن لــؤي بــن ، غالــب بــن فهــر القرشــي ــي ، المك ميلم) نحـوا مولده: بشعب بني هاشم، قبل عام الهجرة بثالث سنين.صـحب النبـي (صـلى اللـه عليـه وسـ. األمير

)٣/٣٣٢ملة صالحة. الذهبي: سير أعالم النبالء (من ثالثين شهرا، وحدث عنه بج هـالل بـن أميــة بـن عــامر بـن قــيس بـن عبــد األعلـم بـن عــامر ابـن كعــب بـن واقــف، واسـمه مالــك بـن امــرىء )٥(

القــيس بــن مالــك بــن األوس األنصــارى الــواقفى، مــدنى، شــهد بــدرا، وأحــدا، وكــان قــديم اإلســالم، وكــان يكســر وكانت معه رايتهم يوم الفتح، وهو الذى قذف امرأته بشريك بن سحماء، وهـو أحـد الثالثـة أصنام بنى واقف،

الــذين تــاب اهللا علــيهم وذكــرهم فــى ســورة بــراءة، وهــم: هــالل، وكعــب بــن مالــك، ومــرارة بــن الربيــع، رضــى اهللا ).٩/٧٢(الجرح والتعديل :ابن أبى حاتم )؛٢٠٧/ ٨(التاريخ الكبير :لبخارىا .تعالى عنهم

).٥/١٦٣: معجم مقاييس اللغة ( سواد هدب العينين خلقة. ابن فارس: شديد األكحل )٦(

).٣/١٩٢٧( لسان العرب، سابغ األليتين: تامهما وعظيمها )٧(

).١/٢٩٠(: القاموس المحيطالفيروز آبادي ،خدلج الساقين: ممتلئ الساقين والذراعين )٨(

Page 48: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۳٦

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

(سحماء 109F

(...)، فجاءت به كذلك،)١110F

٢(.

(عن أبي هريرة .٧111F

(أن رجال رضي اهللا عنه )٣112F

فقال: يا صلى اهللا عليه وسلمأتى النبي )٤بل؟" قال: نعم، قال: "ما لونها؟"، قال: رسول اهللا ولد لي غالم أسود، فقال: "هل لك من إ

حمر، قال: "هل لك فيها أورق؟" قال: نعم، قال: "فأنى ذلك؟"، قال: "لعله نزعة عرق؟" قال (فلعل ابنك هذا نزعة"

113F

٥(.

وجه الداللة:

من سر وما جاء هذا التنوع إال ،تتجلى حكمة الخالق في تنويع الخلق وعدم جعلهم على هيئة متكررة (أودعه اهللا سبحانه وتعالى في الشفرة الوراثية التي تحمل في نواة الخلية

114F

والتي تعتبر بناء غاية في ،)٦

أمــه، وأم البــراء بــن مالــك، وهــو وحــاء ســاكنة مهملتــين وبالمــد،وحــة شــريك بــن ســحماء، والســحماء بســين مفت )١(

شـريك بـن عبـدة بـن معتــب، البلـوى، وهـو ابـن عــم معـن وعاصـم بـن عـدى بــن الجـد، وهـو حليـف األنصــار، ـــل: إنـــه شـــهد مـــع أبيـــه أحـــدا. ـــدة بـــدراوهـــو صـــاحب اللعـــان، قي :ابـــن حبـــان. قـــال الحطيـــب: شـــهد أبـــوه عب

).٣/١٤٧٥(معرفة الصحابة :أبى نعيم)؛ ٣/١٨٩(الثقات

).٩٩٥، ص: ٤٧٤٥صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب تفسير سورة النور، (ح/ )٢(

ونقطــع بــأن عبــد شــمس ،أبــو هريــرة الدوســي الصــحابي الجليــل حــافظ الصــحابة اختلــف فــي اســمه واســم أبيــه )٣(هـب جمـع مـن النسـابين إلـى وعبدنهم غير بعد أن أسلم واختلـف فـي أيهـا أرجـح فـذهب كثيـرون إلـى األول وذ

:بـن سـعدا .و بـن ثمـان وسـبعين سـنةعمرو بن عامر مات سنة سبع وقيل سنة ثمان وقيل تسع وخمسين وهـ ).١٧٧٠/ ٤(االستيعاب في معرفة األصحاب :ابن األثير )؛٧/٤٧٦(الطبقات

ــادة. بشــكوال: غــوامض األســماء المبهمــة الواقعــة فــ )٤( تــون األحاديــث المســندة ي مالرجــل هــو: ضمضــم بــن قت)١/٢٨١(.

)؛ صــحيح مســـلم ١١٢٦، ص: ٥٣٠٥صــحيح البخــاري، كتـــاب الطــالق، بـــاب إذ عــرض لــنفس الولـــد، (ح/ )٥( ).٥/٣٤٤، (١٥٠٠بشرح النووي، كتاب اللعان، ح/

أثبتــت دراســات كــل مــن علــم الخليــة وعلــم الوراثــة أن جســد اإلنســان يحتــوي علــى مئــات الباليــين مــن الخاليــا )٦(تي تتنوع وظائفها وأغلب هذه الخاليا علـى قـدر مـن الضـآلة بحيـث ال يتعـدى قطـر الواحـدة منهـا ثالثـة مـن ال

مم) فـي المتوسـط، وكـل خليـة لهـا جسـم مركـزي يسـمي نـواة الخليـة حيـث تمثـل العقـل ,.٣مائة من المليميتر(لمنطويـــة فيـــه وتحكـــم كـــل المفكـــر لهـــا ومركـــز الـــتحكم فيهـــا الـــذي يحمـــل كـــل الصـــفات الوراثيـــة لهـــا وللجســـد ا

تصــرفاتها وأنشــطتها بدقــة فائقــة وتنظــيم عجيــب وبــدونها ال تســتمر حيــاة الخليــة إال فتــرة محــدودة وال تتكــاثر.

Page 49: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۳۷

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

ا من الصبغيات محدد ا اإلحكام والتعقيد إلى درجة يعجز العقل البشري عن تصورها، والتي تحوي عددما عدا ،كل خلية من خاليا الجسمموجودة في نواة امرتبة في ثالثة وعشرين زوج وأربعين مقدر بست

حتى ،ن صبغيا فقطالصبغيات أي ثالثة وعشري التي يحمل كل منها نصف هذا العدد من ،خاليا التكاثرنصفها من األب ويحمل صفاته وصفات ،إذا حصل التزاوج تكامل عدد الصبغيات إلى ستة وأربعين

فيأتي األبناء على قدر من التشابه ،دادهاأجداده، والنصف اآلخر من األم ويحمل صفاتها وصفات أج(واالختالف مع الوالدين يحقق التنوع البديع في الخلق

115F

١(.

وهذا ما توافق مع الحقائق العلمية التي وضحها النبي صلي اهللا عليه وسلم في إجابته أخبره عن للسائل بلغة فسرها علم الوراثة اليوم عن قضية شبه الولد وكيفية نزعه ألبيه وأصوله، ف

سبب والدة امرأته غالما أسود ولم يكن أحد من العائلة يتصف بهذا اللون.

باإلضافة إلى أن تحديد جنس الجنين ذكر أم أنثى ناشئ من جهة الرجل، ومدى تأثير الوسط الذي توجد فيه الحيوانات المنوية، فماء الرجل قلوي، وماء المرأة حمضي، فإذا التقى

المرأة ماء الرجل، وكان الوسط حامضيا فتضعف الحيوانات المنوية التي الماءان وغلب ماء (والعكس صحيح اتحمل األنوثة في تلقيح البويضة فيكون المولود ذكر

116F

، وهو ما أجمله النبي )٢ماء الرجل أبيض، صلي اهللا عليه وسلم: ( صلي اهللا عليه وسلم في الحديث الشريف حيث قال

اجتمعا، فعال مني الرجل مني المرأة، أذكرا بإذن اهللا، واذا عال مني وماء المرأة أصفر، فإذا (مني الرجل، آنثا بإذن اهللا) المرأة

117F

٣(.

فالخاليا الجسدية تتشابه في الشكل وتختلف في التركيب، وفيما يحمله كل صبغي من في الصبغيات المحددة للجنس، المورثات، وهذا العدد ثابت في خاليا الذكر واألنثى، وان اختلفا

)؛ الهندســـــة الوراثيـــــة فـــــي القـــــرآن وأســـــرار الخلـــــق والـــــروح ٢٦٤اإلعجـــــاز العلمـــــي فـــــي الســـــنة النبويـــــة(ص:

).٤٠٢في القرآن(ص: )؛ من آيات اإلعجاز العلمي خلق اإلنسان٦٠والبعث(ص:

)؛ اإلعجــاز ٦٠ـــ ٥٨الهندســة الوراثيــة فــي القــرآن وأســرار الخلــق والــروح والبعــث(ص: )؛ ٩/٤٤٣فــتح البــاري( )١()؛ ٤٩٨)؛ مــن آيــات اإلعجــاز العلمــي خلــق اإلنســان فــي القــرآن(ص: ٢٦٥العلمــي فــي الســنة النبويــة(ص:

).٥٩إلنسان بين الطب والقرآن (ص:خلق ا

الشمالي: تحديـد جـنس الجنـين فـي )؛ ٦٠ـ ٥٨راثية في القرآن وأسرار الخلق والروح والبعث(ص: الهندسة الو )٢()؛ مـن ٢٦٥)؛ اإلعجاز العلمي في السنة النبوية(ص: ٤ة والمعارف الطبية الحديثة (ص:ضوء القرآن والسن

).١٥٧(ص: إلنسان بين الطب والقرآنخلق ا)؛ ٤٩٨آيات اإلعجاز العلمي خلق اإلنسان في القرآن(ص:

).٢/٢١٤( ،٣١٥/ح الرجل، يم، كتاب الحيض، باب صفة منصحيح مسل )٣(

Page 50: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۳۸

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

فالخلية الجسدية للذكر تحمل أربعة وأربعين صبغيا جسديا، باإلضافة إلى صبغيين لتحديد .)x()118F١) والثاني يحمل شارة التأنيث(yالجنس غير متشابهين ألن أحدهما يحمل شارة التذكير(

دية لألنثى وعلى العكس من ذلك فإن الصبغيين المحددين للجنس في الخلية الجس )، وعلى ذلك فإذا كان الحيوان المنوي الذي يخصب البويضة xمتشابهان وكالهما يحمل شارة (

) جاء x) جاء الجنين ذكرا بإذن اهللا، واذا كان حامال للشارة المؤنثة(yحامال للشارة المذكرة((الجنين أنثى بإذن اهللا

119F

٢(.

ز القيادة الرئيسي، والعقل المدبر الذي ومن الجدير بالذكر أن هذه الصبغيات تعتبر مرك يكمن فيه سر الحياة، فهي كتاب الخلق المحفوظ بداخله برنامج التخليق الذاتي، الحامل لألوامر

حيوان المنوي للبويضة، اإللهية والذي أودعه اهللا داخل المخلوق ليعمل تلقائيا بمجرد تلقيح الالوراثية، يظهر أثره بالتزاوج بين البشر ليخرج لة عن تبادل منضبط ودقيق للصفات وهي المسئو

(كل انسان على هيئة خاصة به تميزه عن غيره من البشر120F

٣(.

وهذا ما الحظه النبي صلى اهللا عليه وسلم حيث قرر أن المولود يميل في الشبه إلى أحد ون الشبه أبويه، وربما امتد هذا الشبه إلى بعض أقاربه من جهة األب أو من جهة األم، وقد يك

غير ظاهر، بل بعيدا كل البعد عن كال األبوين، وقد أشار الرسول صلى اهللا عليه وسلم الناطق بالوحي إلى احتمال حصول مثل هذا األمر وتأثير العامل الوراثي الكامن الذي أكدته بحوث

تفاعل من المورثات التى ت من خاليا اإلنسان تحتوي على عدد كبيرعلماء الوراثة، فكل خلية وتنتقل من جيل إلى جيل بحسب ما يقدره رب العالمين، فتظهر عالقة النسب بين الوالد والولد

)؛ ٤٩٨)؛ مــن آيــات اإلعجــاز العلمــي خلــق اإلنســان فــي القــرآن(ص: ١٢العبيــدي: الوراثــة واإلستنســاخ(ص: )١(

).٤٦؛ معجزات القرآن العلمية(ص: )٦٣خلق اإلنسان بين الطب والقرآن(ص:

ـــة واإلستنســـاخ(ص )٢( ـــق اإلنســـان فـــي القـــرآن(ص: ١٢:الوراث خلـــق )؛٤٩٨)؛ مـــن آيـــات اإلعجـــاز العلمـــي خل ).٤٦معجزات القرآن العلمية(ص: ؛ )١٥٧اإلنسان بين الطب والقرآن(ص:

)؛ الهندســـــة الوراثيـــــة فـــــي القـــــرآن وأســـــرار الخلـــــق والـــــروح ٢٦٥اإلعجـــــاز العلمـــــي فـــــي الســـــنة النبويـــــة(ص: )٣( ).٦٢والبعث(ص:

Page 51: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

۳۹

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

من أجل التعرف على النسب الحقيقي بين اآلباء واألبناء بواسطة مقارنة أوجه الشبه واالختالف(البصمة الوراثيةوهو ما عرف اليوم ب ،للولد

121F

١(.

خلــق )؛ ١٠٦الهندســة الوراثيــة فــي القــرآن الكــريم وأســرار الــروح وخلــق اإلنســان(ص: ؛ )٩/٤٤٣فــتح البــاري( )١(

األســس العلميــة الختبــار البصــمة الوراثيــة فــي القــرآن والســنة(ص: ؛ )٦٧اإلنســان بــين الطــب والقــرآن(ص: ).١٨٤اإلعجاز العلمي في السنة النبوية(ص: )،٤٥

Page 52: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

=====p wg ª^p ÿ _o ÿ ^=

Ô› îg ÿ ^=m_rà ©=ÔÎ n^á È ÿ ^

Page 53: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

٤۱

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

المبحث الثالث

مخرجات البصمة الوراثية

من مقصد الشارع وحثه على صون األنساب وحفظ الحقوق وتضييق مساحة النزاع بدءابل حسمه، والسيما في تلك القضايا التي تتعلق باألحوال الشخصية، وحرصا من الشارع على

عن هوياتهم، وتقديمهم إلى تحقيق الحكمة من تشريع العقوبة بتعقب المجرمين، والكشف المحاكمة، لينالوا العقوبة الرادعة عما اقترفته أيديهم من جرائم.

ووصوال إلى األضواء المقاصدية التي يلقيها الشرع على الدور البالغ األهمية للبصمة مكانية الوقوف على الوقائع وكشف الحقائق على نحو في عالم العدالة اإلنسانية، من إ الوراثية

ة للمجتمع لما في ذلك من حماية للمصالح اإلنسانية وصيان يتوافق مع المفاهيم والقيم الشرعية،للناس عن ارتكاب المعاصي، فيصبح مجتمعا آمنا عن الفساد، ومنع النتشار الفوضى، وزجر

مطمئنا على األعراض واألموال واألنفس، مجتمعا نظيفا مستقيما تظلله الفضيلة واألخالق؛ فيرتقي ليواكب ما يواجهه من مستجدات في عالم البشرية.

وفي هذا المبحث أقتبس خيوطا من تلك األضواء للتعرف على الدور الذي تؤديه لمحافظة على بناء األمة بها واإللزام بالواجبات، لالبصمة الوراثية لوضع الحقوق في نصا

وهم الثمرة ،الممتد من اآلباء إلى األبناءعموده الفقري وهو النسب تمثل في النظام األسري، و المالمرجوة من رباط الزوجية، ومن جهة أخرى تطهير المجتمع من الرذيلة بالوصول إلى الجاني

العقوبة العادلة عليه، لما وقع منه من االعتداء على األصول التي طالبنا الشارع توقيع و ظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ النسل، بالمحافظة عليها، وعدم المس بها، من حفظ الدين، وحف

وحفظ المال.

ومما ال شك فيه أن تحديد البصمة الوراثية للشخص وتمييزه عن غيره وربطه بنسبه على المستوى هعلى جهة اليقين والقطع، فتح باب استخدام البصمة الوراثية على مصراعي

للشخص، حيث حقيقيب الكتحديد األ القضائي، وما يتعلق به من قضايا األحوال الشخصية،تتضح صلة الوالدة بين األب وابنه في حاالت االختالف فيها، مما يحقق مقصد الشارع في حفظ األنساب، لما في اختالط األنساب من مفاسد كبيرة كضياع حق االبن، وتهرب األب من

(المسئولية تجاه أبنائه122F

١( .

).١٠٨: البصمة الوراثية ومجاالت االستفادة منها(ص )١(

Page 54: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

٤۲

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

ت الجرائم والكشف عن الجناة، وال وعلى المستوى الجنائي وما يتعلق به من قضايا اثبا يخفي على كل ذي لب ما يحقق ذلك من مقاصد عظيمة في كشف المجرمين وحملهم على اإلقرار، ومعاقبتهم وردعهم من اقتراف الجرائم، وتطهير المجتمع من لوث الجريمة، مما يحقق

االستقرار واألمن المجتمعي المنشود.

اتهم نحو استخدام البصمة الوراثية في كثير من المختصين واتجاه من هنا كانت رؤيةل فيهما القول على النحو ترجع في مجملها إلى محورين رئيسيين نفص القضايا والمسائل

التالي:

المحور األول: ويتمثل في القضايا الجنائية:

ويدخل في ضمنه الكشف عن هوية المجرمين في حاالت ارتكاب جرائم القتل والسرقة، ت االغتصاب واالختطاف بأنواعها، وفي حاالت انتحال شخصيات اآلخرين وغيرها وفي حاال

من الجنايات.

(وتدخل أيضا في تسهيل مهمة رجال األمن123F

، حيث تزيل اللثام عن الجرائم وتساعد في )١نشاء قاعدة بيانات العتراف بجرائمهم، وذلك من خالل إالعثور على المجرمين وحملهم على ا

جراء تحليل لعدد كبير من العينات في وقت قصير للبصمات الجينية عن طريق إ وبنوك جينية، وبكلفة مقبولة.

فتؤخذ البصمات الجينية من مسرح الجريمة وعن الضحية وتقارن بسهولة بما لدى بنك (البصمات الجينية من بصمات

124F

٢(.

نظام العدالة وهذا بالتأكيد ال يخفي ما يحمل من مقاصد في تحقيق الغاية المنشودة من الجنائية، حيث تعتبر رادعا حقيقيا للمجرمين عن اقتراف جرائمهم، ألن المجرم يحاول إخفاء أي آثار قد تقود إلى كشفه وفضحه ومن ثم عقوبته، فمع تحليل البصمة الوراثية سيكشف أمره

حيــث ورد فــي قــرارات المجمــع الفقهــي اإلســالمي: " ال مــانع شــرعا مــن االعتمــاد علــى البصــمة الوراثيــة فــي )١(

التحقيــق الجنــائي. المجمــع الفقهــي: القــرار الســابع بشــأن البصــمة الوراثيــة ومجــاالت االســتفادة منهــا، الــدورة ).٣/٣٥٨م (٢٠٠٢ه ــ ١٤٢٢السادسة عشرة

ــــــات(ص: األصــــــم: التحل )٢( ــــــة اإلثب ــــــات البشــــــرية وحجي ــــــوجي للجين ــــــل البيول ــــــه والفكــــــر )؛١٦٩٢ي قضــــــايا الفق ).٥٤٠)؛ عاكوم: البصمة الوراثية وأثرها في اإلثبات(ص: ٤٤٤المعاصر(ص:

Page 55: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

٤۳

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

ضئيلة، مما بالتأكيد من شعرة تركها في المكان، أو قطرة دم، وغيرها من مخلفاته مهما كانت (يفضى إلى تبرئة البريء وادانة الجاني، وايقاع العقوبة المناسبة عليه

125F

١(.

أو درأ التهمة كما في حالة تعارض البصمة الوراثية مع شهادة الشهود، كما لو تنازع اثنان على طفل، كل منهما يدعي أنه ابنه، وشهد شاهدان أو أكثر بأن هذا الطفل ابن ألحد

ن البصمة الوراثية أثبتت أنه ليس ابنه، وانما هو ابن اآلخر، أو ليس ابنا ألي المتنازعين، ولك(منهما

126F

٢(.

فهنا وجب العمل بما أفادته البصمة الوراثية تخريجا على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، (إلى أنه إذا شهد أربعة بزنا امرأة، فدفعت هذه الشهادة بشهادة أخرى بأنها بكر

127F

، فال تثبت )٣يمة الزنا على المرأة، وال يجوز أن يقام عليها الحد، وال تقام العقوبة كذلك على الرجل الذي جر

(اتهمت به128F

٤( .

وألن البحث في مجال القضايا الجنائية مجال واسع، وهو ليس محل الدراسة في هذا (شيءولكن لتعلقها بالبصمة الوراثية فقد أحببت اإلشارة إليه بدون تفصيل من باب العلم بال

129F

٥(.

: ويتمثل في قضايا األحوال الشخصية :ثانيالمحور ال

والذي يتمركز في قضايا النسب نفيا واثباتا، وفي قضايا التنازع على المولود، وعالج بعض القضايا الفقهية المترتبة على اإلشكال في النسب، وتحديد الشخصية في حاالت تشوه

الزالزل والبراكين الطبيعية ككوارث الو الجثث من الحروب، وحوادث القصف الجماعي، ، وغيرها من الحاالت والمسائل والتيغيابهموالفياضانات، وعودة األسرى والمفقودين الذين طال

)؛ البصـمة الوراثيـة وأثرهـا فـي اإلثبـات(ص: ١١٢الهندسة الوراثية بين معطيـات العلـم وضـوابط الشـرع(ص: )١(

٥٤٧.(

).٣٥٢راثية الجينوم قضايا فقهية(ص: المادة الو )٢(

).١٢/١٩٩، المغني(على خالف بينهم في نصاب الشهادة التي تشهد ببكارة المرأة )٣(

).١٢/١٩٩)؛ المغني(٤/١٧٣)؛ الشربيني: مغني المحتاج(٣/٤٥٢المهذب: الشيرازي( )٤(

)؛ قضــايا الفقــه ١٢٢هــا(ص: لإلطــالع علــى الموضــوع مفصــال: البصــمة الوراثيــة ومجــاالت اإلســتفادة من )٥(ــــــي النســــــب ٤٣٠والفكــــــر المعاصــــــر(ص: )؛ الســــــبيل: البصــــــمة الوراثيــــــة ومــــــدى مشــــــروعية اســــــتخدامها ف

ــــة(ص: )؛ البصــــمة ١٧٠٢)؛ اإلثبــــات بالبصــــمة الوراثية(الجينيــــة) مــــن المنظــــور الشــــرعي(ص: ١٤والجناي)؛ أحمـد: ٥٢٢ات البشـرية(ص: )؛ السـالمي: التحليـل البيولـوجي للجينـ١٢١الوراثية وأثرهـا فـي النسـب(ص:

).١٤٣٥البصمة الوراثية ودورها في اإلثبات الجنائي بين الشريعة والقانون(ص:

Page 56: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

٤٤

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

منها ما كان محل اتفاق على جواز استخدامها فيه، بعد توفر الشروط والضوابط الالزمة لذلك، ومنها ما كان محل اختالف في جواز استخدامها.

ن هذا المحور محل الدراسة في هذا البحث فآثرت أن أفصل بعض الشيء في الدور وألالذي تؤديه البصمة الوراثية في هذه القضايا، وليسهل علينا ذلك نقسمها حسب المسائل التي كانت محل اتفاق بين العلماء والمسائل التي وقع فيها الخالف حول استخدام البصمة الوراثية

على النحو التالي: للفصل فيها وذلك

القسم األول: المسائل التي اتفق العلماء على جواز استخدام البصمة فيها:

لبعض القضايا الفقهية المترتبة على اإلشكال في النسب: اأوال: ما كان عالج

(ومثال ذلك الدور الحكمي130F

من الميراث ووصفه جعلوا الدور الحكمي مانعا الشافعية ن أ، إذ )١ ن يلزم من ميراث شخص عدم ميراثه؛ كإقرار أخ الميت الوارث لجميع تركته لمجهولعندهم: أ

وارث؛ النسب بالبنوة ألخيه الميت، فإذا قبل إقراره؛ فانتقل الميراث للمقر له بالنسب فأصبح غير(فإن إقراره يبطل ويعود الميراث إليه

131F

، وبعد أن عاد إليه الميراث عاد اقراره مقبوال وانتقلت )٢ .التركة إلى الولد فأصبح أخ الميت غير وارث فبطل اقراره وهكذا

فالبصمة الوراثية تحسم األمر وتثبت النسب، فيترتب عليه ثبوت الميراث بحيث ال يعود الدور(الحكمي مانعا من الميراث

132F

٣(.

ما ترجع أسباب التنازع فيه إلى انتفاء أدلة اإلثبات، أو تساويها، أو تعارضها، ثانيا: (أو ما أحال الفقهاء حكمه على القائف لحسم النزاع

133F

٤( :

ثبات البنوة بالزواج الشرعي غير الموثق لدى السلطات المختصة، المعروف بالزواج إ .١(العرفي، وذلك في حال االختالف في النسب الذي ترتب على ذلك الزواج

134F

٥(.

).٢/١٧األنصاري: أسنى المطالب( .الدور الحكمي وهو أن يلزم من ثبوت الشيء نفيه )١(

).٣/٣٢الشربيني: مغني المحتاج( )٢(

.)١٤ )(ص:DNAاثبات ولد الزنى بالبصمة الوراثية( )٣(المجمـــع الفقهـــي: القـــرار الســـابع بشـــأن البصـــمة الوراثيـــة ومجـــاالت االســـتفادة منهـــا، الـــدورة السادســـة عشـــرة )٤(

).٣/٣٥٨م (٢٠٠٢ه ــ ١٤٢٢

)؛ عبــــد الســـالم: االجتهـــاد فـــي قضــــايا ٣٣ :(ص ثبـــات النســـبموقـــع البصـــمة الوراثيـــة مــــن وســـائل ا ويـــح: )٥( ).١٤األسرة(ص:

Page 57: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

٤٥

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

الولد وتحقيق مقصد ثبات نسبتبر حجة دامغة في تحديد األبوة وا فالبصمة الوراثية تع التشريع في حفظ النسل.

في طهر وطأها فيه زوجها، العتقاد الواطئ أن له الحق في وطء الشبهة المرأة متزوجة .٢(فراشه فيظنها زوجته ذلك، كأن يجدها على

135F

١(.

ويترتب على ذلك، أنه ال يمكن إلحاق الولد بالزوج صاحب الفراش، بسبب وجود الوطء ولما كانت أن يكون من الزوج، أو من الواطئ بشبهة، حتململ الحاصل يبشبهة، ألن الح

أبيه الحقيقيبالولد ثبات هذه الحقيقة؛ وفصل النزاع والحاقالبصمة الوراثية سبيال إلى إ(صح استعمالها إلثبات نسب الولد

136F

٢(.

إليه، وقد أحال االغتصاب واإلكراه المرأة متزوجة وقد ولدت مولودا، ويشك زوجها في نسبته . ٣(الفقهاء االحتكام في هذه القضية إلى القافة

137F

فيها من البصمة الوراثية ومما ال شك فيه أن ،)٣زيادة العلم، وقطعية المعرفة الحسية بوجود الشبه، والعالقة النسبية ما ال يوجد مثله في القافة

(فكانت سبيال إلى اثبات هذه الحقيقة؛ وتحديد الوالد لهذا المولود138F

٤(.

(عند الشك في أن الحمل جاء في غير المدة المعتبرة شرعا . ٤139F

٥(:

ولد في أن يطلق الرجل زوجته، ثم تلد ولدا، فيدعى الزوج أن الولد ليس منه، ألنه ومن ذلك؛ غير المدة المعتبرة شرعا، وتنفي الزوجة ذلك، وحينئذ يمكن للبصمة الوراثية توضيح ذلك،

الزوج، وبذلك ينتهي النزاع، واذا دلت على غير ذلك، فتطبق عليه وتحديد أن الولد من .ـــ سيأتي تفصيله في سياق البحث ـــ العامة في الشريعة في نفي النسب القواعد

)؛ البهوتي: شرح منتهـى ٤/١٦٥)؛ مغني المحتاج(٣/١٠٤٣نفراوي: الفواكه الدواني()؛ ال١٧/١٨١المبسوط( )١(

). ٢/٦٥٨اإليرادات(

)؛ جـــابر: الحكــم بإثبـــات النســب أو نفيـــه بالبصــمة الوراثيـــة ٣٤٨المــادة الوراثيـــة الجينــوم قضـــايا فقهيــة(ص: )٢(صـمة الوراثيـة ومجـاالت االسـتفادة )؛ المجمـع الفقهـي: القـرار السـابع بشـأن الب٢١٥وتطبيقاته القضـائية(ص:

).٣/٣٥٨م (٢٠٠٢ه ــ ١٤٢٢منها، الدورة السادسة عشرة

هـي معرفـة النســب عنـد االشــتباه بالفراسـة والنظــر وبمـا خصـه اهللا تعــالى بـه مــن علـم ذلــك، والحـاق األنســاب )٣( ).٤/١٦٧٦مسائل اإلمام أحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه(: المروزي. بأهلها)

)؛ البصـمة الوراثيـة ومجـاالت ٢١٥كم بإثبات النسب أو نفيـه بالبصـمة الوراثيـة وتطبيقاتـه القضـائية(ص: الح )٤()؛ السبيل: البصمة الوراثية ومـدى مشـروعية اسـتخدامها فـي النسـب والجنايـة(ص: ١٠٧اإلستفادة منها(ص:

٤٧( ).٢٦٢أبحاث اجتهادية في الفقه الطبي(ص: )٥(

Page 58: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

٤٦

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

وكذلك إذا ادعى الزوج أن الحمل قد حدث قبل زواجه من المرأة، أي أن الحمل ليس منه، ين.وغير ذلك من صور االختالف بين الزوج

عند التنازع على شخص مجهول النسب وال بينة ألحد منهم أو تساوت بيناتهم:. ٥

، وتهدد كلية من الكليات التي يقوم عليها الدين المشكالت الخطيرة التي تواجه المجتمعمن (اللقطاءوجود

140F

لهذه المشكلة، فألحقوا النسب لذلك اجتهد الفقهاء في إيجاد حل مجهوليو )١ .ــ سيأتي تفصيله في سياق البحث ــــ بالنسب ذا تحققت شروط اإلقراريدعيه، إ نبماللقيط

، قدم صاحب البينة، فإن أقام كل واحد بينة، فقدالطفل ر رجالن أو أكثر بنسب هذاان أقو ، وهنا اختلف العلماء على قولين ، وكذلك إن لم يكن ألي منهم بينةتعارضت وتساقطت

:ونفصل أقوالهم على النحو التالي

القول األول:

((المالكية والشافعية والحنابلة)وهو لجمهور العلماء141F

حيث أحالوا الحكم في ذلك إلى )٢ القائف، فإن ألحقه بأحدهما لحق به، وان ألحقه بالمتداعيين؛ اختلفوا فيما بينهم لحل هذا النزاع

:آراءأربعة على

(أن يقرع بين المتنازعين األول:142F

(كية والظاهرية وابن القيم، واليه ذهب بعض المال)٣143F

٤(.

)؛ ٦/١٩٧بدائع الصنائع( الكاساني:. رف نسبه وال رقه نبذ أو ضل إلى سن معينةطفل ال يعاللقيط: هو )١(

).٢/٤٠٥الحجاوي: اإلقناع()؛ ٢/٣٧٥الشربيني: اإلقناع()؛ ٩/١٢٩الذخيرة(

ـــــــذ )٢( ـــــــي: ال ـــــــب( : )؛ األنصـــــــاري١٠/٢٤١خيرة(القراف ـــــــي شـــــــرح ٤/٤٣١أســـــــنى المطال )؛ المقدســـــــي: العـــــــدة ف ).٢/٧٦العمدة(

).٢/٣٥٩)؛ بداية المجتهد(١٠/١٥٠)؛ المحلى(٥/٤٢٩زاد المعاد( )٣(

محمــد بــن أبــى بكــر بــن أيــوب بــن ســعد بــن جريــر الزرعــى الدمشــقى شــمس الــدين ابــن قــيم الجوزيــة الحنبلــى )٤(إحـدى وتسـعين وسـتمائة وسـمع مـن ابــن ٦٩١العالمـة الكبيـر المجتهـد المطلـق المصـنف المشـهور ولـد سـنة

عن أبيه وأخذ األصول عن الصفى وغلـب عليـه حـب ابـن تيميـة حتـى تيمية ودرس بالصدرية وأخذ الفرائض ).٦/٥٦. الزركلي: األعالم(كان ال يخرج عن شىء من أقواله بل ينتصر له في جميع ذلك

Page 59: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

٤۷

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

(أن يوقف الصبي الثاني:144F

، وهذا هو ـــــ توال أيهما شئ ــــــ، ويقال له احتى يبلغ ويختار بينهم )١(لمعتمد عند المالكيةا

145F

٢(.

(يلحق الولد بالمتنازعين جميعا، وهو الراجح عند الحنابلةأو ال ينسب الولد ألحد الثالث:146F

٣(.

القول الثاني:

(للمتنازعين معا ى الحنفية أن المتنازعين ليس أحدهما بأولى من اآلخر، فيحكم بالولدير 147F

٤(.

اللجوء إلى البصمة الوراثية لمعرفة الحقيقة، ونسبة الطفل لألب والحال كذلك فاألولى وبذلك توفرت الشروط المطلوبة،ما الحقيقي، بل إن ما تثبته البصمة الوراثية حجة ملزمة، إذا

مجتمعية حل مشكلة ق مقصود الشارع في حفظ ركن أساسي من أركان الشريعة من خالليتحق(خطيرة هي مشكلة مجهول النسب

148F

٥(.

يتم ففي هذه الحالة ، ثم يظهر أهله ويطالبون بالولد، الصبي اللقيط أو المفقوداستلحاق . ٦(اللجوء إلى البصمة الوراثية إلثبات نسبه إلى والده الحقيقي

149F

٦(.

وتنقســم مراحــل الصــغر إلــى الصــبي هــو مــن لــم يحــتلم، أو يبلــغ ســن الحلــم، وهــو خمــس عشــرة ســنة تقريبــا. )١(

مرحلـــة أمـــا الثانيـــة: التمييـــز: وتبـــدأ هـــذه المرحلــة منـــذ الـــوالدة إلـــى التمييـــز.مرحلـــة عـــدم األولـــى: مــرحلتين: راك يفـرق بـه التمييز: تبدأ هذه المرحلة منذ قدرة الصـغير علـى التمييـز بـين األشـياء، بمعنـى: أن يكـون لـه إد

الخيـر والشـر، وبـين وسمي الصـبي مميـزا ألنـه أصـبح يميـز بـين األقـوال واألفعـال، وبـين .بين النفع والضررالجيــد والــرديء، ويالحــظ أن التمييــز لــيس لــه ســن معينــة يعــرف بهــا، ولكــن تــدل علــى التمييــز أمــارات التفــتح والنضوج، فقـد يصـل الطفـل إلـى مرحلـة التمييـز فـي سـن مبكـرة، وقـد يتـأخر إلـى مـا قبـل البلـوغ، وتنتهـي هـذه

).١٧٢/ ٢، ()، التقرير والتحبير٢/٢٥٩شاه، (ر بادالمرحلة بالبلوغ. تيسير التحرير: أمي

).٥/٤٥٩)؛ المغني(١/٣١٧)؛ المزني: مختصر المزني(٧/١٧٤اإلستذكار( )٢(

المقدســــي: العــــدة شــــرح )؛٢/١٠٢)؛ ابــــن تيميــــة الحرانــــي: المحــــرر فــــي الفقــــه(٢/٤٠٩الحجــــاوي: اإلقنــــاع( )٣( ).٣٧٧العمدة(ص:

).٨/٣٤٥دائع الصنائع()؛ ب٦/١١٣فتح القدير( ابن الهمام: )٤(

)؛ اإلثبــات بالبصــمة الوراثية(الجينيــة) مــن ١١٢الهندســة الوراثيــة بــين معطيــات العلــم وضــوابط الشــرع(ص: )٥()؛ البصـمة الوراثيـة ١٢١)؛ السويلم: البصمة الوراثية وأثرها في النسب(ص: ١٧٠٣المنظور الشرعي(ص:

).٥٠ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص:

)؛ النجـــــار: البصـــــمة الوراثيـــــة فـــــي الفقـــــه ٢٤٥البصـــــمة الوراثيـــــة وتأثيرهـــــا علـــــى النســـــب اثباتـــــا ونفيـــــا(ص: )٦( ).٣٤٨)؛ المادة الوراثية الجينوم قضايا فقهية(ص: ٤٠اإلسالمي(ص:

Page 60: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

٤۸

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

أن يدعى شخص مجهول النسب، االنتساب إلى شخص آخر، وهو ال يقره وال ينكره، أو أن . ٧(يدعي االنتساب لقبيلة معينة

150F

١(.

هو الصواب. اثية لمعرفة مدى صحة ذلك أو عدمهاللجوء إلى البصمة الور ف

(ثالثا: ما ترجع أسباب التنازع فيه إلى االختالط151F

٢(:

الكوارث أو الحروب: الحوادث أوعند ضياع األطفال واختالطهم بسبب .١

إن معطيات البصمة الوراثية أكدت على استحالة وجود تطابق بين بصمتين بشكل تام، فالبصمة الوراثية ترشد إلى صاحبها بطريق يقيني ال يقبل الطعن.

لذا فهي طريقة علمية محمودة األثر، يلجأ إليها للتعرف على نسب الولد من أبيه أو قامت الحروب أو وقت الكوارث فإن من آثار ذلك اختالط األطفال وضياعهم، وتعذر أمه، إذا

معرفة أهلهم، ففي هذه الحالة يمكن بتحليل البصمة الوراثية اثبات نسب كل مولود إلى والديه، (والحاقه بأهله وال يخفى ما في هذا من مقاصد عظيمة

152F

٣(.

ت ومراكز رعاية األطفال:عند االشتباه في اختالط المواليد في المستشفيا .٢

من بعض القابالت لغرض ما، أو يتم بطريق الخطأ، أو متعمد وقد يحدث ذلك بفعل (إهمال، أو حصول أمر طارئ في المستشفى كحريق مثال أو غيره نتيجة

153F

٤(.

وفي هذه الحالة يصعب على األمهات التمييز بين االبن واألجنبي، فهنا يمكن اللجوء

).٤٣٨)؛ قضايا الفقه والفكر المعاصر(ص: ٥٢٢التحليل البيولوجي للجينات البشرية(ص: )١(

)؛ المجمـع الفقهـي: القـرار السـابع بشـأن البصـمة الوراثيـة ومجـاالت ٣٣٧ايا الطبية المعاصرة(ص: فقه القض )٢()؛ البصـــمة الوراثيـــة ومـــدى مشـــروعية ٣/٣٥٨م (٢٠٠٢ه ـــــ ١٤٢٢االســـتفادة منهـــا، الـــدورة السادســـة عشـــرة

).٥٠استخدامها في النسب والجناية(ص:

البصــل: اإلثبــات بالبصــمة الوراثية(الجينيــة) مــن المنظــور )؛ أبــو ٤٣٧قضــايا الفقــه والفكــر المعاصــر(ص: )٣()؛ البصـــمة الوراثيـــة ٢٤٥)؛ البصـــمة الوراثيـــة وتأثيرهـــا علـــى النســـب اثباتـــا ونفيـــا(ص: ١٧٠٣الشـــرعي(ص:

).٣٣٧)؛ فقه القضايا الطبية المعاصرة(ص: ١٢١وأثرها في النسب(ص:

)؛ المـادة الوراثيـة الجينـوم قضـايا فقهيـة(ص: ١١٢(ص: الهندسة الوراثية بين معطيات العلم وضوابط الشـرع )٤(٣٤٩.(

Page 61: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

٤۹

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

(ة الوراثية لمعرفة نسب كل طفل والحاقه بوالديهالبصم إلى154F

١(.

(عند االشتباه في أطفال األنابيب .٣155F

٢(:

ا بين الزوجين فقط، طفل األنبوب الجائز تكوينه بالتلقيح الصناعي شرعا، مقصور على م فإذا حدث اشتباه أو إشكال في مالبسات التلقيح، سواء اللقيحة في رحم الزوجة،على أن تزرع

يقوم الطبيب أو مساعده بتلقيح بويضة امرأة عمدا لغرض ما، أو عن طريق الخطأ، كأن انك في حاجة إلى التلقيح الصناعي بما يظنه ماء زوجها.

عن ثالثة احتماالت :ال يخلو وهذا العمل .ويضتها وماء زوجها مع عدم التأكدأن تكون المرأة الملقحة حاملة لجنين مخلوق من ب :األول

. من بويضتها وماء رجل أجنبي عنها أن تكون المرأة الملقحة حاملة لجنين مخلوق الثاني:أن تكون المرأة الملقحة حاملة لجنين مخلوق من ماء زوجها، وبويضة امرأة أخرى الثالث: غيرها.

ة واثبات نسب الجنين وعدم فالبصمة الوراثية لمعر االعتماد علىوفي هذه الحالة يمكن (يضه للضياع أو النفي، وألن داللة البصمة كما تقدم أقرب إلى اليقينتعر

156F

٣(.

االحتياطات الالزمة لمنع حدوث أي اختالط في اتخاذمن هنا كان البد من الدقة في العمل و األنساب ويلحق الضرر. العينات عمدا أو سهوا، ألن ذلك يؤدي إلى اختالط

)؛ أبــــو البصــــل: ٤٣٨قضــــايا الفقــــه والفكــــر المعاصــــر(ص: )؛٣٣٧فقــــه القضــــايا الطبيــــة المعاصــــرة(ص: )١(

)؛ المــــادة الوراثيــــة الجينــــوم قضــــايا ١٧٠٤اإلثبــــات بالبصــــمة الوراثية(الجينيــــة) مــــن المنظــــور الشــــرعي(ص: ).٣٤٩فقهية(ص:

فإن كان بماء الرجل لزوجته، جاز شرعا، إذ ال محذور فيه، ،خال المني لرحم المرأة بدون جماعاستدهو و )٢( ).٤/١٩٨الفقه اإلسالمي وأدلته( .بل قد يندب إذا كان هناك عائق لعملية اإلنجاب

تالط األنساب كلها محرمة شرعا وممنوعة منعا باتا لذاتها أو لما يترتب عليها من اخويجرى بطرق متعددة من زوجته وبيضةأن تؤخذ نطفة من زوج . ١مايلي: إال وضياع األمومة وغير ذلك من المحاذير الشرعية.

أن تؤخذ بذرة الزوج وتحقن في الموضع المناسب . ٢ ويتم التلقيح خارجيا ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة. ). ٧/١١٤مي وأدلته(الفقه اإلسال من مهبل زوجته أو رحمها تلقيحا داخليا.

؛ )٤٤٢)؛ قضـايا الفقـه والفكـر المعاصـر(ص: ١٠٦ :(ص موقع البصـمة الوراثيـة مـن وسـائل أثبـات النسـب )٣( ). ١٢١البصمة الوراثية وأثرها في النسب(ص:

Page 62: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

مفهوم البصمة الوراثية

٥۰

=⁄îÕÿ ^€ Ë˚^

على جواز استخدام البصمة الوراثية:فيها العلماء المسائل التي اختلفالثاني: القسم

لنسب في مسألة اإلقرار باكما ثبات النسب بالبصمة الوراثية ومن هذه المسائل إ ثبات نسب ولد الزنا بالبصمة الوراثية.المحمول على الغير، ومسألة إ

بديال والمسائل التي تتعلق بنفي النسب بالبصمة الوراثية كما في مسألة نفي النسب عن اللعان، ومسألة نفي النسب حسب مدة الحمل، وغيرها من المسائل التي سأتحدث عنها

بالتفصيل إن شاء اهللا تعالى في سياق البحث.

Page 63: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

@@

Ô„br€a@›ó–€a@ıb‡‹»€a@ÜbËnua@Û‹«@Ô‡‹»€a@äÏ�n€a@ãqc@

=====Wpv_g‹=Ôn˙ n=Ÿƒ=⁄›kêÍË= عالقة االجتهاد بالعلم.حث األول: المب • المبحث الثاني: قيمة القطعية والظنية العلمية على االجتهاد. • المبحث الثالث: توجيه اجتهادات العلماء القدامى بالعلم. •

Page 64: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

===p wg ª^€ Ë˚^=

˙ƒfi Ÿ≈ÿ _f=É_Âk r˘^=Ô–==============W≤gŸ�‹=Ÿƒ=⁄›kêÍË= التقاطع بين االجتهاد والعلم.المطلب األول: •

دور العلم في حكم الشرع.المطلب الثاني: •

Page 65: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٥۳

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

:تمهيد

وسط سرعة التقدم العلمي الذي نعيشه اليوم في مجاالت العلوم على ألوانها وخصوصا لمجتهدين من العلماء محملة تتوجه األنظار إلى ا ،ةياثتلك التي تتعلق بالقضايا الطبية والور

باالستفسارات والتساؤالت باحثة عن الحكم الشافي لما يعصف باألمة من مشكالت العصر ووقائعه المتتابعة وفق منظومة القيم اإلسالمية واألصول التشريعية.

ائع المستجدة لكشف تفاصيل الوق ؛وهذا بالتأكيد يتطلب وقفة جادة من فقهاء العصربآلية متناغمة ومنسجمة مع ،ومحاولة الوقوف على حلول لها وفق المفاهيم العلمية الدقيقة

عاملين على تطوير وسائلها على وجه ،ها كأصوليلإمستندين ،القواعد واألسس التشريعية وبناء األحكام المتناسبة لمتغيرات الواقع البشري. ،يمكن من خالله ايجاد الحلول

دور العلم تقاطع االجتهاد مع العلم، و نا فقد آثرت الحديث في هذا المبحث عن من ه على النحو التالي: مطلبينوذلك في ،في حكم الشرع

التقاطع بين االجتهاد والعلم.المطلب األول: •

دور العلم في حكم الشرع. المطلب الثاني: •

Page 66: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٥٤

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

األول المطلب(ادــــبين االجتهاطع ـــالتق

0F

والعلم )١

جاء اهتمام علماء العصر بالعلم التساع استعماله في شتى المعارف والتطبيقات، لقد فقد أصبح يحوي مجاالت متنوعة من علوم الدين، والفلك، والطب، واللغة، وغيرها من العلوم.

ا ودقائقها هي والعلوم التطبيقية التي تعالج القضايا الطبية والعلمية بمختلف تفاصيلهالمقصودة في حديثي عن العلم هنا بوصفها األداة التي تمكن المجتهد من تصور القضية المطروحة بنفسه إن استطاع، أو بواسطة أهل الخبرة واالختصاص، فما من شك أن اإللمام الكافي بتركيبات الواقع المعيش يشكل ضمانا لحسن تنزيل المعاني المرادة للشارع في واقع

األرض.

من الفعل جهد يجتهد اجتهادا، وما بين ضم الجيم وفتحها لغتان، فالبضم في اللغة: تعريف االجتهاد: )١(

والذين ال يجدون إال جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم لطاقة، ومنه قول اهللا تعالى: الوسع واأما بالفتح فتكون بمعنى المشقة والغاية والمبالغة، ومنه قول اهللا تعالى: )، ٧٩سورة التوبة: آية ( ،عذاب أليم

واستعملت جهد في بلوغك غاية األمر الذي ال تألوا عن ).٥٣سورة النور: آية ()، الله جهد أيمانهم وأقسموا ب (الجهد فيه وبذل الوسع، تقول: جهدت جهدي، واجتهدت رأيي ونفسي حتى بلغت مجهودي في فعل من

العين (ص: كتاب مزيد طلب.األفعال، فيظهر أثر بذل الوسع بلحوق المشقة بالطالب ويشعر بالعجز عن )؛ تاج العروس من جواهر ٢/٣٩٥لسان العرب، (مادة جهد، )؛ ٢٢٧م والهاء وما يثلثهما، ص: مقاييس اللغة(باب الجي)؛ ١٣٢

على الرغم من تنوع عبارات العلماء في تحديد مفهوم االجتهاد إال في االصطالح: ).٢/٥١٥القاموس(مادة جهد، مى اسم الفقيه ـــــ إلى حالة يشعر أن القصد واحد، وهو أن يصل المجتهد ــــ أو كما أطلق عليه العلماء القدا

فاالجتهاد هو بذل .)٢/١٩٩الغزالي: المستصفى( .فيها بالعجز عن مزيد طلب حتى ال يقع لوم في التقصير الوسع في نيل حكم شرعي عملي بطريق االستنباط، أو استفراغ الفقيه الوسع لتحصيل ظن بحكم شرعي.

ومدارها فعل المجتهد المتمثل جتهاد عملية استنباط وال يكون إال بهافاال ).٤/٤٨٨الزركشي: البحر المحيط(ن االجتهاد ال إ مالحظة:في استفراغ الوسع للوصول إلى حكم اهللا تعالى في الواقعة التي ينظر فيها.

يكون من ظواهر النصوص والوقوف على علة النص، واال كان قياسا، فهذا العمل وان كان اجتهادا في الظن عن طريق الخبرة والتجربة من غير على في االصطالح، وأيضا ما يغلب الكنه ليس اجتهاد اللغة

علة، كاالجتهاد في جهة القبلة، ومقدار النفقة للزوجة، وهذا المعنى أيضا خارج عن معنى االجتهاد ).٤/٤٨٨الزركشي: البحر المحيط(األصولي محل الحديث هنا.

Page 67: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٥٥

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

وقد رسم العلماء منهجا واضحا للتسلح والحصول على هذه العلوم كل منها بحسب ما يناسب طبيعته، بحيث تنتهي بالمتعلم إلى تكوين قوانين ونظريات يصل بها إلى حقيقة األشياء

(التي تعينه على فهم تفاصيل الواقع1F

١(.

(لتي تعين المجتهدقد غدت العلوم الحديثة اليوم من األمور الضرورية اف2F

على فهم )٢، مما يوجب على المتصدي العلم مع االجتهاد فيها والذي يعتبر محطة مهمة يلتقي ،الواقع

ه ش وأدواتفي بتركيبات الواقع المعيللنظر االجتهادي المنشود في هذا العصر اإللمام الكا، وسعيا إلى تطويع ضمانا لحسن تنزيل المعاني المرادة للشارع في واقع األرض ،ومشكالته

الواقع في جوانبه المختلفة للمراد اإللهي، وتفعيله بالغايات واألهداف السامية المقصودة للشارع (الكريم

3F

٣(.

ت المعينة على طعه مع االجتهاد بوصفه من الضرورامن هنا تتبدى أهمية العلم في تقاؤكدا أن من لم يتفهم الواقع ولم فهم الحياة والواقع للتمكن من الحكم على مستجداته، فقد بات م

يتصور حقيقة المستجدات؛ فلن يتمكن من الحكم عليها، ولو حكم المجتهد على الواقع ومستجداته دون فهمها له فإن هذا مصيبة عظيمة، وافتيات على دين اهللا؛ فمن لم يتصور

الشيء لن يتمكن من الحكم عليه.

ومن الجدير ،قوف على حقيقة المستجداتوالو على المجتهد فهم الواقع يتأكدإذن نجده من النصوص الواردة في موضوع االجتهاد، إنما وردت في سياق معالجة مابالذكر أن

).١٤٥االجتهادي المنشود(ص: سانو: أدوات النظر )١(

الزركشي: البحر .البالغ العاقل ذو ملكة يقتدر بها على استنتاج األحكام من مآخذها والمجتهد: ه )٢( ).٤/٣٧٢؛ الشاطبي: الموافقات()٣/٢٩١الحاج: التقرير والتحبير(أمير ابن )؛٤/٤٨٨المحيط(

غ، والعقل، والعدالة؛ فاالجتهاد تأمل ونظر، ومن ال تتمثل في االسالم، والبلو : الشخصية صفات المجتهد )؛ ابن القيم: أعالم ٤/٢١٨اآلمدي: اإلحكام(عقل له ال نظر له، فال يتصور النظر من الصبي والمجنون.

كذلك االجتهاد أمانة، وال يؤتمن غير المسلم وال ). ٤/٤٦٥)؛ ابن النجار: شرح الكوكب المنير(١/١٩الموقعين(ألمر بين بالنسبة لغير المسلم، فال يمكنه ذلك حتى لو تعلم العلوم وحاز الفنون، وامتلك غير العدل؛ وا

األدوات؛ فكل ذلك يحققه شكال ال موضوعا؛ فاالجتهاد حالة تفاعل بين المجتهد والشريعة، من خالل كافة مكنه تحري شفافية الشريعة؛ األدوات التي يملكها، وهذا التفاعل ال يتحقق لغير المسلم؛ فغير المسلم ال ي

)؛ ابن قدامة: روضة ٤/٤٨٨الزركشي: البحر المحيط( وحكمتها، وعدلها، ال يمكنه ادراك روحها ومقاصدها. ).٣٥٣)؛ السمعاني: قواطع األدلة(ص: ٢٠٥الناظر(ص:

).١٤٤أدوات النظر االجتهادي المنشود(ص: )٣(

Page 68: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٥٦

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

(الواقع ومواجهة نوازله وتتطوراته4F

أن العلم في جل المسائل والقضايا المطروحة وجدنا وقد، )١للتمكن من الحكم عليها على ها يوجب الوقوف علي مع التشريع في محطات فاصلةفيها يتقاطع

عند عدم القدامي في كثير من اجتهادات العلماء مجانبة الصواب، وقد لمسنا جهة الصوابوحة، واألمثلة على ذلك كثيرة وسأتناول حول المسألة المطر توفر المعلومات العلمية الكافية القادم بإذن اهللا تعالى. بحثبعضها بشيء من التفصيل في الم

دراكها من المجتهد إن تمكن من ذلك هذه العلوم المطلوب إن أنبه هنا إلى أن وأحب أبنفسه تعين عليه، وان كانت مما يتعذر عليه معرفته من غير أهل االختصاص، كالمسائل الطبية الدقيقة، والمعامالت المالية المعقدة، وما أشبهها من مسائل العلوم األخرى، لجأ إلى

(هم فيهاتواستشار المختصين وأهل الخبرة5F

٢(.

التأكيد هي ب المعرفة المقصودة واألساسية المطلوبة بالدرجة األولى للمجتهدلذلك فإن و (العلوم الشرعية بفروعها

6F

، وحتى يكتمل البناء، وتتحقق غاية ومقصد حسن تنزيل المراد اإللهي )٣

).٦٢ص: الريسوني: االجتهاد النص، الواقع، المصلحة( )١(

).٢٣الضويحي: االستعانة بأهل االختصاص في االجتهاد (ص: )٢(

كفــاءة النظــر والتأمل(الملكــة)، أمــا الثــاني: اإلحاطــة األول:قســمين: وتنقســم إلــى العمليــة:المجتهــد صــفات )٣(ويتصف بعدد من العلوم. أما القسم األول: من البديهي أن يمتلك من يتصدى لالجتهاد ملكة النظر والتأمل،

بالفطنـــة، وقــــوة الذهنيـــة وعمــــق الرؤيـــة، واســــتواء التفكيـــر واســــتقامته، فيكـــون بعيــــدا عـــن الســــطحية، والغفلــــة، : اإلحاطـة بعـدد مـن العلـوم والفنـون:الثـانيأمـا القسـم ).٤/٤٨٨الزركشي: البحـر المحـيط(والشذوذ، واالنحراف.

مـن المصـادر التشـريعية؛ فكـان العلـم بهمـا معرفـة نصـوص الـوحي: فالكتـاب والسـنة المصـدران األصـليان. ١أصل في االجتهاد، فالعلم بهما يجب أن يشمل معرفة النص، وكل ما يتعلق به من أسباب، وظروف احتفت

)؛ القرافـي: شـرح لتنقـيح الفصـول(ص: ٤/١٨١تيسـير التحريـر( به، ليعلم الناسـخ والمنسـوخ والمطلـق والمقيـد...إلخ.ـــــــ ٣٤٤ ــــــاظر(ص: ٢/١٩٩ى()؛ المستصــــــف٤٣٧ـــــــ ــــــن قدامــــــة: روضــــــة الن )؛ البــــــاجي: ٤/٢١٨)؛ اإلحكــــــام(٢٠٥)؛ اب

معرفــة اللغــة: التــي بهــا يتوصــل إلــى المعــاني التــي تــدل عليهــا . ٢ ).٨)؛ المجتهــد المعاصــر(ص: ٤٢٣اإلشــارة(ــا وســنة، وبهــا تفهــم األصــول، والقواعــد، وبهــا يتعــرف علــى فلســفة التشــريع ومنطقــه وال نصــوص الــوحي كتاب

)؛ التقريــــر ١٣٦الرســــالة(ص: أ والغلـــط فــــي تحديـــد المــــراد اإللهـــي.من مــــع العجـــز عنهــــا الوقـــوع فــــي الخطــــيـــؤ

أن تتميـز عنـده مواقـع للمجتهـد فينبغي العلم بمواضع اإلجماع: . ٣ ).٤/٢٠٢)؛ البحر المحيط(٣/٢٩٢والتحبير(فليـوفر علـى نفسـه عنـاء ،لةمسـأ فـإذا اسـتيقن المجتهـد اإلجمـاع فـي ،االجماع حتى ال يفتـي بخـالف اإلجمـاع

ـــي أبـــى اهللا أن ،االجتهـــاد ـــد فرغـــت منهـــا األمـــة الت ـــى ضـــاللة. فق ـــة .٤). ٢/٢٠٠المستصـــفى( يجمعهـــا عل معرفاألصـــول والقواعـــد: االجتهـــاد ينبغـــي أن يخضـــع لضـــوابط ومعـــايير، كـــذلك يفتقـــر إلـــى أدوات، وأصـــول الفقـــه

الســـمعاني: قواطـــع األدلـــة(ص: حاطـــة بهـــذه العلـــوم. والقواعـــد تمثـــل ذلـــك، فـــال يمكـــن للمجتهـــد االجتهـــاد دون اال

Page 69: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٥۷

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

ر بالعلوم والمعارف من النظر االجتهادي البد من تزود مجتهدي األمة وخصوصا في هذا العصالتي بدورها توضح الوسائل والسبل المعينة على إدراك حسن وقويم للواقع الذي يعيش فيه

اإلنسان.

القول بأنه من المتعذر ممارسة االجتهاد في أشكال النوازل التي تموج بها بل أستطيع فهي ال تقل أهمية ،إلنسانيةالتمكن من المعرفة والتسلح بالعلوم الطبيعية وا دونالحياة المعاصرة

عن المعرفة الدينية التي تحوم حول النص الشرعي، لمن يسعى لنيل رتبة االجتهاد في هذا كيف يستطيع الفقيه المسلم أن يفتي في قضايا اإلجهاض، أو شكل الجنين، أو التحكم فالعصر،

رفة بما كشفه العلم في جنسه، وغير ذلك من القضايا الجديدة إذا لم يكن لديه قدر من المعالحديث عن الحيوانات المنوية الذكرية، والبويضة األنثوية، وطريقة تالقي البويضة بالحيوان

. ...وقضية الجينات والوراثة ..إلخالمنوي، وتكوين الخلية الواحدة منهما،

الفلك والكيمياء واألحياء والطب أو الطبيعةالمجاالت المختلفة كفهذه المعارف في اإلنسان أدوات للمعرفة الصحيحة ومقاييس شريح ووظائف األعضاء وغيرها أعطتوالت

ــم باجتهــادات العلمــاء مــا . ٥ ).٢/١٩٩)؛ الغزالــي: المستصــفى(٣٠٦ معرفــة الفــروع: فــإن المجتهــد يجــب أن يعل

كان موطن اتفاق فال يخالفه، وما كان موطن اختالف، وذلك ليكون اجتهاده بناء يمتد به ما بناه العلماء من فوقـــوف المجتهـــد علـــى آراء العلمـــاء مـــن قبلـــه محطـــة مهمـــة مـــن ء تتكامـــل وال تتنـــاقضقبلـــه، فجهـــود العلمـــا

)؛ ابــن النجــار: شــرح ٤٣٧القرافــي: شــرح تنقــيح الفصــول(ص: محطــات بنــاء ملكاتــه وقدراتــه العلميــة االجتهاديــة.

لشــارع مــن العلــم بمقاصــد الشــريعة: إن التوصــل إلــى فهــم ســديد للمعــاني المــرادة ل. ٦). ٤/٤٦٤الكوكــب المنيــر(نصوص الوحي كتابا وسنة من جهة، وضـمان حسـن تنزيـل تلـك المعـاني المفهومـة والمجسـمة فـي الـذهن فـي الواقــع المعــيش مــن جهــة أخــرى، إنمــا يتحقــق فعــال لمــن امتلــك كفــاءة النظــر، وأتقــن عــددا مــن العلــوم الالزمــة

الشـاطبي: تهـا عنـد الوقـوع الفعلـي لهـا.لالجتهاد فعندئذ يستطيع الـربط بـين معـاني النصـوص ومقاصـدها ومآال ).٢٠٥)؛ ابــن قدامــة: روضــة النــاظر(ص: ٢/٤٢٤)؛ الجــالل المحلــي: شــرحه علــى جمــع الجوامــع(٤/٣٧٢الموافقــات(

معرفـــة علـــم الخــــالف: ويتحقـــق ذلـــك فــــي اقبـــال المجتهـــد علــــى دراســـة منـــاهج المجتهــــدين الســـابقين فــــي . ٧لــى أســباب اخــتالفهم وطــرق تعــاملهم مــع الــوحي كتابــا وســنة بغيــة االســتدالل واالســتنباط واإلطــالع الكــافي ع

االستفادة من الجوانب االيجابية التي يتميز بها منهج كل منهم في بنـاء اجتهـاد جديـد أو تـرجيح اجتهـاد علـى آخــر علــى ضــوء عصــره وبيئتــه، وممــا ال شــك فيــه أن ذلــك يعمــق نظــرة المجتهــد ويضــفي عليــه دقــة وأصــالة

) بوعود: االجتهاد بين حقـائق ١١٨سانو: أدوات النظر االجتهادي المنشود(ص: ة في نفس الوقت.ومتانة ومعاصر ).٣٥٤)؛ الريسوني: نظرية المقاصد عند اإلمام الشاطبي(ص: ١٢٦التاريخ ومتطلبات الواقع(ص:

Page 70: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٥۸

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

بناء األحكام وحسن تنزيلها على الوقائع بعيدا قدرة على الالمعاصر الفقيه تمنحو ،الختيارها(عن الخطأ والزلل

7F

١(.

وعلى ،قدرة على أن يحكم على بعض األقوال الفقهية الموروثة بالضعفبل وأعطته ال، واألمثلة على ذلك كثيرة وسأذكر بعضا منها في سياق البحث إن شاء بالصحة والرجحان ىأخر

اهللا تعالى.

وأحب أن أشير هنا إلى أن المعرفة المطلوبة للمجتهد في هذه العلوم هو القدر الذي تتضح به الصورة، وال يقصد بها تلك المعرفة الدقيقة المتخصصة، كالمسائل الطبية الدقيقة، أو

(المسائل االقتصادية المعقدة8F

٢(.

فال يطالب المجتهد أن يكون عالما في هذه العلوم، متبحرا فيها، ولكن يجب أن يملك فهما عاما يجعله منسجما مع الحياة، وليس غريبا عنها، فيجب أن يكون قادرا على استيعاب ما

فيمكنه حينئذ من تصور الشيء ثم يتقاطع مع التشريع؛ إما بنفسه أو بواسطة أهل االختصاص، الحكم عليه.

أمام نموذج عملي ظهر في ضوء ما نشهده من التقدم العلمي الهائل، ونحن نقف اليوم جاء العلم اليوم ليظهر أثره قد ، و المطروحة على الساحة الفقهية والقضايا النوازلخالل من

، إذ ال التصور الصحيح للحكم الشرعي التي يتوقف عليها إجالء الحقيقة العلميةواضحا في أن .يمكن تطبيق النص على الواقع دون اإلحاطة الشاملة للواقعة من كافة جوانبها

(كثيرة على ذلك األمثلة، و عالحكم على الوقائأهمية العلم في على مما يؤكد 9F

٣(.

).١٣١لنظر االجتهادي المنشود(ص: أدوات ا )١(

).٢٣: االستعانة بأهل االختصاص في االجتهاد (ص )٢(

: ويسمى أيضا الوفاة الدماغية، أو الميت الحي، وهي مثال: موت الدماغ وعالقته بانتهاء الحياة اإلنسانية )٣(ومن المعروف أن الموت حالة تطرأ على الدماغ فتؤدي إلى تعطيل وظائفه تعطيال نهائيا ال رجعة فيه.

رود الدم المحمل باألكسجين إلى أعضاء الجسم، في األحوال العادية يبدأ بتوقف القلب والتنفس فيتوقف و وحينئذ يسري الموت بالتدريج في هذه األعضاء، وأول هذه األعضاء التي تتأثر من انقطاع الدم هو الدماغ الذي يموت خالل دقائق من انقطاع ورود الدم إليه، فإذا مات توقف التنفس والقلب وانتهت

مع توافر أجهزة اإلنعاش الحديثة فقد أصبح باإلمكان المحافظة على أما اليوم و األحداث بالموت المحقق.حياة بقية أعضاء الجسم على الرغم من موت الدماغ وهذا ما أثار اشكالية موت الدماغ على الساحة

Page 71: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٥۹

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

كنعان: الطبية، ومن ثم توجهت األنظار إلى الفقهاء لمعرفة رأي الشرع فيها، وما يترتب عليها من أحكام.

).٤١٧)؛ العوضي: الحياة اإلنسانية بدايتها ونهايتها في المفهوم اإلسالمي(ص: ٨٤٦عة الطبية الفقهية(ص: الموسو

وهنا يبرز دور معرفة الحقائق العلمية في التوصل إلى حكم الشرع، حيث يجب على المجتهد في هذه ها العلمية، والرجوع إلى أهل المسألة اإلطالع على ما انتهى إليه الطب في هذه القضية بكل تفاصيل

االختصاص الذي يظهر دورهم في كشف الستار عن ما جهل من جسم اإلنسان والتعرف على أعضائه واألنظمة التي تسير عليها، وعالقة بعضها ببعض، وتوقف بعضها على بعض، ووظيفة كل منها

عضاء الجسم وأجهزته المختلفة ومن أخطر ما توصلوا إليه اكتشافهم أن العضو الذي يقع من أ وأهميته.مركز القائد المتحكم، الذي يعتبر صالحه شرطا لتمكن أي عضو آخر من القيام بوظيفته، أال وهو المخ؛ فقد أفادوا أنه ما من عملية إرادية يقوم بها أي عضو من أعضاء الجسم، إال كان مصدرها نشاطا معينا

وأن أي تلف جزئي فيه يقابله عجز أو تلف في أعضاء وأجهزة يقوم به الدماغ، وأنه هو األساس في ذلك، . كذلك أفادوا عن القيام بجميع وظائفه اإلرادية معينة، وأن عجزه الكامل سبب حتمي لعجز بقية الجسد

أنهم يستطيعون بواسطة األجهزة الحديثة تشخيص حالة هذا العضو الرئيس إجماال وتفصيال، وتحديد مدى ة نشاطاته وادراك نوعية عجزه، وتحديد ما إذا كان هذا العجز مستمرا أو غير مستمر، قدرته على مزاول

قابال للعالج أو غير قابل، وبالتالي تحديد حالة الجسد اإلنساني ومدى قدرته على القيام باألعمال نصوص اإلرادية. وهنا يأتي دور علماء الشريعة الذين بدأوا اجتهادهم من خالل النظر في كثير من

والخالصة من الشرع التي تتحدث عن الروح وعالقتها بالبدن اإلنساني لتحصيل تصور كامل عنها.أقوالهم أن حياة اإلنسان في هذه الدنيا تنتهي عندما يغدوا الجسد اإلنساني عاجزا عن خدمة الروح

ة التي يصبح بها المخ واالنفعال لها، وهذا يتوافق مع ما توصل إليه العلم حيث استطاع أن يعرف اللحظعاجزا عجزا كامال عن القيام بكافة وظائفه اإلرادية ومستعصيا استعصاء كامل عن العالج بصفة نهائية بسبب انتهاء حياته الخلوية. من هنا يبدأ الفقهاء بتنزيل الواقع على األحكام العملية الشرعية وادراج الحكم

بهذه المسألة، فكان البحث عن الزمن الدقيق الذي حصلت فيه المناسب لكل فرع من الفروع التي تتعلقالوفاة للتمكن من بناء األحكام عليه كمسألة االشتراك في القتل العمد على التتابع، ورفع أجهزة اإلنعاش

العوضي: الحياة اإلنسانية بدايتها ونهايتها في المفهوم وغيرها من القضايا المتعلقة بنهاية حياة اإلنسان. ).٤١٦إلسالمي(ص: ا

Page 72: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٦۰

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

الثاني المطلب

رعـــم الشـــفي حك )10F١(مــدور العل

يجالء الحقائق العلمية أمام مجتهدالعلمي له دور إيجابي في إال شك أن البعد العصر، كيف ال وهو البوابة التي تنقله من مفهوم الواقع وكشف تفاصيله إلى ترتيب الحكم الصحيح على الوقائع، فمعرفة التفاصيل العلمية باتت ضرورة ملحة لتنزيل األحكام عليه بشكل

ؤكد أن الواقع المجهول ينتهي بالفقيه إلى طريق الخطأ والزلل؛ لعدم وضوح صحيح، فمن الم الرؤية العلمية التي تشكل حزام األمان بتزامنها مع ما يحمله الفقيه من علوم شرعية.

ثر في إرساء التصور فال شك أن معرفة حقيقة الواقعة بشكل دقيق وواضح له األبني على العلم جزء ال يتجزأ من العالج الصحيح، صدار الحكم، فالتشخيص المالصحيح قبل إ

ل لذلك علماؤنا األجالء، أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره. كما أص

مصــدر علــم يعلـــم علمــا وهــو نقـــيض الجهــل، ويطلــق علـــى المعرفــة والشــعور واإلتقـــان :لغـــة تعريــف العلــم: )١(

واليقــين واإلدراك ، يقــال: علمــت الشــيء أعلمــه علمــا عرفتــه، ويقــال: مــا علمــت بخبــر قدومــه أي مــا شــعرت، صــورة الشــيء فــي العقــل هــو العلــم، أمــا استحضــار تلــك الصــورة ويقــال: علــم األمــر وتعلمــه: أتقنــه، وحصــول

فهـــــي المالحظـــــة وكلمـــــا تحقـــــق االستحضـــــار تحقـــــق الحصـــــول بـــــال عكـــــس لجـــــواز تحقـــــق الحصـــــول دون أمــا ). ٢٨٩)؛ معجــم لغــة الفقهــاء(ص: ٩/٣٧٠)؛ لســان العــرب، (مــادة علــم، ٥٧٦كتــاب العــين (ص: االستحضــار.

ة التــي تنشــأ عــن المالحظــة والدراســة والتجريــب والتــي تــتم بغــرض تحديــد المعرفــة المنســق. ١ فــي االصــطالح:هـو مفهـوم .٢). ٢١٠اللقاني وغيره: معجـم المصـطلحات التربويـة(ص: طبيعة أو أسس أو أصول ما تتم دراسته.

عام يشمل النظريات والتطبيقات العلمية للمعارف المنظمـة التـي تـم جمعهـا وتصـنيفها، أو اكتشـافها وتطويرهـا هـو طريـق أو .٣). ١٦/٣٦٦الموسـوعة العربيـة العالميـة(ودراسة العالقات بينها، ضمن مناهج وطرائق محددة.

وغيـر الطبيعيـة التـي توجـه منهج للبحث والتفكيـر التـي تسـاعد فـي فهـم وتفسـير الكثيـر مـن الظـواهر الطبيعيـة إن . ١ مـا يلـي:ريفـات السـابقة مـن خـالل التعنالحـظ ). ١٥٢زال: مفسر المصـطلحات العلميـة(ص: غاإلنسان.

بنـــاء الصـــورة وظهورهـــا بشـــكل متكامـــل فـــي ذهـــن المـــتعلم ال يكـــون إال مـــن خـــالل التـــراكم المعرفـــي الهـــادف إن . ٢ للوصــول إلــى حقيقــة منهجيــة قائمــة علــى قــوانين ثابتــة تمكــن اإلنســان مــن فهــم غايتــه وضــبط آرائــه.

ـــع الحقـــائق، ثـــم يعملـــون علـــى تطـــوير نظريـــات العلمـــاء يتبعـــون أســـاليب علميـــة لتســـجيل المشـــاهدات وت جميإن العلـم يتقـدم عنـدما يتـراكم لـدى العلمـاء الكثيـر مـن . ٣ تساعدهم في ترتيب الحقائق المترابطة أو توحيـدها.

تتميـز العلـوم التطبيقيـة بأنهـا . ٤الحقائق المفصلة، ويتوافر لهم فهم أفضل لهـذه القـوانين والمبـادئ األساسـية.

.ية يقترحها عالم ما لم يتم التحقق من صحتها بالفحص والتجربة مرارا ليبرهن على صحتهاال تقبل نظر

Page 73: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٦۱

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

لدي المجتهد وحصول التصور الصحيح وأثره في وضوح الرؤيةلنا أهمية العلم يبينمما .على جهة الصواب من تنزيل الحكم الشرعي على الواقعة ه ن ك م ي الذي

بين يدي النوازل والقضايا المستجدة ويمكن لنا معاينة ذلك من خالل ما وقع من األحكام المتعلقة تقريرمعرفة الحقائق العلمية وأثره في دور بوضوح والتي ظهر فيها ،العلماء

.الشرعيةوالقواعد يتناسب مع األصول بما ا به

وكان ،د فيها النصوص الشرعيةالتي لم تر من النوازل على سبيل المثالهنا وأذكر ومن ،الدور الحاسم فيها من نصيب أهل االختصاص الذين يقفون على خط التماس مع الواقع

لعلماء الشريعة فينطلقون من خاللها من نتائج بحوثهم ومالحظاتهم إليهيسلمون ما توصلوا م ث وذلك على النحو التالي: ،لتقرير األحكام المتعلقة بها

التداوي بالعالج الجيني:: مثاللا

تعمل تقنيات العالج الجيني على معالجة األمراض الوراثية وغيرها عن طريق الجينات، وب بآخر سليم من خالل كبت وتثبيط الجين المعطوب وذلك بتعويض واستبدال الجين المعط

نات وتزويد الجسم بالبروتين العالجي من مصدر خارجي، أو عن طريق استئصال بعض الجي المسئولة عن إحداث مرض معين أو تشوه ما.

ويشمل العالج الجيني كل من اإلنسان والحيوان والنبات، وتستخدم الوسائل المختلفة إليالج الجين السليم إلى الخاليا وغرس الجينات الوظيفية لتصحيح العيوب الوراثية، والعالج الجيني

ألنه في الغالب يؤدي إلى الشفاء من ؛ىيعتبر اليوم أفضل من غيره من العالجات األخر المرض نهائيا أو منع حدوث مرض معين يمكن أن يتعرض له الشخص في المستقبل.

والتطبيقات العالجية الجينية واسعة المدى فال تقتصر على عالج األمراض الوراثية فحسب األورام السرطانية، بل تساهم في عالج أمراض أخرى كتثبيط األخماج الفايروسية، وابطاء تقدم

(وعالج أمراض القلب واألوعية الدموية وغيرها كثير11F

١( .

)؛ عثمان: المادة الوراثية الجينوم قضايا فقهية(ص: ٣١٧داغي وغيره: القضايا الطبية المعاصرة(ص: )١(

ي: الهندسة )؛ العبيد٧٥)؛ الجمل: عصر الجينات(ص: ١٨٧)؛ الجمل: الهندسة الوراثية للشباب(ص: ٣٨ ).٦٣)؛ مصباح: العالج الجيني واستنساخ األعضاء البشرية(ص: ١٨٧الوراثية المتقدمة(ص:

Page 74: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٦۲

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

التي مهمةالقضية هذه الوالعلمية نجد أنفسنا أمام ةونحن نعيش اليوم أوج الثورة التكنولوجي تساهم في حفظ النفس البشرية بالتداوي والعالج والتي دلت الشريعة بأصولها وقواعدها على

ج والتداوي من حيث المبدأ فيطبق عليه الحكم الشرعي التكليفي للعالج.مشروعية العال

أما وأننا نقف أمام عالج من نوع خاص أال وهو العالج الجيني للخاليا البشرية حيث يبرز وما يتعلق بها من حقائق علمية تشكل للمجتهد ،والمعرفة بأبعاد هذه الواقعةدور العلم فيها

كم الشرعي عليها.المدخل في استنباط الح

العلمية للواقعة للتمكن من استنباط وقد سبق بينت أهمية كشف المجتهد عن التفاصيل فإن تمكن فبنفسه واال فعن طريق أهل االختصاص، فيكون مطلوبا منه في هذه القضية ،الحكم

الجينات ومن ثم طبيعة ،الحقيقة العلمية للعالج الجينيالتعرف على بلوقوف على تفاصيلها اينية وما يترتب عليها من وماهيتها وأنواعها والطرق التي يستخدمها األطباء في المعالجة الج

تسنى له الوصول إلى الحكم بما يتوافق مع األصول والقواعد الشرعية.ييجابيات لمخاطر وا

Page 75: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

=

=Ï ‡ _o ÿ ^=p wg ª^=

=

É_Âk r˘^= Ÿƒ=ÔÎ › Ÿ≈ÿ ^=ÔÎ · ¡ÿ ^Ë=ÔÎ ≈�—ÿ ^=Ô› Î –==

=

=

=

=

=

=

=

=

=

=

Page 76: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٦٤

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

المبحث الثاني

قيمة القطعية والظنية العلمية على االجتهاد

(تتردد النصوص الشرعية بين القطعية12F

(والظنية )١13F

، وسبب ذلك مورد ثبوتها وداللتها، )٢األثر الكبير في قوة داللة الدليل، فكلما انعدم االحتمال وانقطع التأويل ولالحتمالية والتأويل

النصوص قطعية الثبوت . ١ قسم العلماء النصوص من حيث القطعية في الداللة والثبوت إلى قسمين: )١(

ة عدد رواته، فثبوتها قطعي، والداللة: هي تلك النصوص التي وردت بطريق التواتر المفيد للعلم اليقيني لكثر ، وال تقبل من غير احتمال ضده وهي في الوقت نفسه قطعية الداللة، لكون داللتها ال تعني إال معنى واحدا فقط

فمن لم مثاله قوله تعالى: التأويل بصرفها عن ذلك المعنى، وهذه النصوص ال تكون إال قرآنا أو سنة متواترة، فداللة العدد )،١٩٦سورة البقرة: من اآلية( الثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة يجد فصيام ث

؛ ألنه ال يحتمل إال معنى واحد فقط، اضافة إلى قطعية النص ألنه هنا على األيام الواجب صيامها داللة قطعيةمقيد بالنص فال يتعدى المجتهد ما دل عليه من معنى. السبكي: اإلبهاج في من القرآن، فهنا مجال االجتهاد

)؛ زيدان: الوجيز في ٣/٢١٠)؛ السوسوه: العالقة بين حاكمية الوحي واجتهاد العقل(٣/٢١٠شرح المنهاج()؛ مدكور: االجتهاد والقضاء ١/١٧٣)؛ الصالح: تفسير النصوص في الفقه اإلسالمي(١٢٥أصول الفقه(ص:

النصوص قطعية الثبوت .٢). ١/٦٧)؛ السلمي: أصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله(٤٠إلسالم(ص: في اظنية الداللة: وهي التي وردت عن طريق التواتر المفيد لليقين، ولكنها ظنية الداللة، لكونها تدل على أكثر من

ت، وموردها القرآن الكريم أو معنى، ويمكن حملها على أي من تلك المعاني بحسب ما يترجح من الدالالسورة البقرة: من والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء األحاديث المتواترة، مثاله قول اهللا تعالى:

)، فاآلية قطعية الثبوت ألنها من القرآن، وظنية الداللة من جهة لفظ القرء الذي يحتمل أن يراد به ٢٢٨اآلية(األطهار، ويحتمل أن يراد به الحيضات، فمع هذا االحتمال تكون داللة اآلية على الحكم ظنية ال قطعية، ألن اللفظ يحتمل أكثر من معنى، وفي هذه الحالة االجتهاد قاصر على ناحية الداللة فقط وفي دائرة النص. مدكور:

)، الخن: أثر ٢/١٢٤في الفقه اإلسالمي()؛ الصالح: تفسير النصوص ٤٠االجتهاد والقضاء في اإلسالم(ص: ).١٢٥)؛ زيدان: الوجيز في أصول الفقه(ص: ٧٢االختالف في القواعد األصولية(ص:

النصوص ظنية الثبوت . ١ قسم العلماء النصوص من حيث الظنية في الداللة والثبوت إلى قسمين: )٢(فهي تفيد الظن، ولكنها قطعية الداللة، ألن ألفاظها قطعية الداللة: فهي ظنية الثبوت ألن موردها رواية اآلحاد،

ال تدل إال على معنى واحد فقط، وموردها أحاديث اآلحاد، وال وجود لها في آيات القرآن ألنها جميعا قطعية ون خمس ذود وليس فيما د : (عن جابر بن عبد الله الثبوت، ومثاله قول الرسول صلى اهللا عليه وسلم فيما روي

)، (ص: ١٤٥٩) صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب ليس فيما دون خمسة ذود صدقة، (ح/من اإلبل صدقة ).فهذا الحديث ظني الثبوت؛ ألنه خبر آحاد، ولكنه قطعي الداللة من جهة كونه لفظا خاصا، والخاص ٣٠٣

رفع الحاجب عن مختصر ابن صريحة. السبكي: يتناول المخصوص قطعا، وهو أيضا من األلفاظ ال). واالجتهاد في هذه ١/١٧٢)؛ تفسير النصوص في الفقه اإلسالمي(١/٣١٥)؛ تيسير التحرير(٣/٣٢٣(الحاجب

Page 77: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٦٥

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

ادت نسبة االحتمال وامكانية التأويل تراجعت الداللة فأخذت المرتبة كانت الداللة قطعية، وكلما ز الثانية بعد القطعية فكانت ظنية، هذا من ناحية الداللة، أما من ناحية الثبوت فإن كان النص من القرآن أو من األحاديث المتواترة فهو قطعي الثبوت، وان كان من اآلحاد فهو ظني لنقص

.رلتواتفي عدد الرواة عن حد ا

ولكل أثره على العملية االجتهادية، فكلما كانت داللة النص صريحة قاطعة وثبوته كلما اتسع المجال اكان االلتزام به في موضعه، وكلما كانت الداللة ظنية أو ثبوتها ظني اقاطع

للمجتهد للتعرف على المعنى المراد من بين ما يحتمل من المعاني، وذلك بحسب ما يجد من (ليل مرجح فيغلب على ظنهد

14F

(أنها تمثل المراد االلهي من ذلك النص )١15F

٢(.

وأحب أن أشير هنا إلى أن القطعية ترد على النص من موردين، األول ثبوت النص بطريق قطعي، والثاني داللة النص القطعية إذا جاء بداللة صريحة قاطعة على الحكم، فيكون النص

ال مكان لالجتهاد فيه. اقطعي

إذا وردت االحتمالية على داللة النص أو جاء من طريق اآلحاد اتجه الحكم نحو الظنية.ف

والظنية في الداللة ال ترد على النص من االحتمال في اللغة فحسب؛ بل يرد اإلشكال عند تطبيق النص القطعي على الواقعة، حيث يمكن أن يرد عليه الخفاء واالحتمال عند التطبيق

الحالة ال يتعدى التحقق من صحة السند، أما داللة النص فما على المجتهد إال التطبيق والتنفيذ بحسب ما دلت النصوص ظنية . ٢). ٣٨د لقطعيتها. مدكور: االجتهاد والقضاء في اإلسالم(ص: عليه فهي ليست محل اجتها

الثبوت ظنية الداللة: فهي ظنية لكونها رواية عن طريق اآلحاد، وظنية في داللتها ألنها تحتمل أكثر من معنى وسلم فيما فهو أحد طرفي الشك بصفة الرجحان، وموردها أحاديث اآلحاد، مثل: قول الرسول صلى اهللا عليه

امت روي عن )، صحيح البخاري، كتاب اآلذان، باب ال صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب : (عبادة بن الص). فهذا الحديث ظني الثبوت؛ ألنه خبر ١٦٣)، (ص: ٧٥٦، (ح/وجوب القراءة لإلمام والمأموم في الصلوات

ل أكثر من معنى، فيحتمل نفي الصحة كما يحتمل نفي الكمال، فكان النص آحاد، وظني الداللة؛ ألنه يحتموهذا النوع من النصوص يتسع لمجال ).٢/٢٩٣ظني الثبوت والداللة. ابن أمير الحاج: التقرير والتحبير(

يتعلق االجتهاد من الناحيتين سواء فيما يتعلق بالثبوت حيث يتحرى المجتهد في صحة األسانيد وثبوتها، أو فيما بداللة النص على الحكم، حيث يتفهم النص ويصل إلى المراد منه بالتراجيح واألدلة المساندة لها. مدكور:

).٣٨االجتهاد والقضاء في اإلسالم(ص:

غلبــــة الظــــن: زيــــادة قــــوة أحــــد المجــــوزات علــــى ســــائرها. العجــــم: موســــوعة مصــــطلحات أصــــول الفقــــه عنــــد )١( ).١/٨٨٤المسلمين(

).٤٠والقضاء في اإلسالم(ص: االجتهاد )٢(

Page 78: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٦٦

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

ينعكس ذلك على الحكم بما طرأ عليه من خفاء، مع أنه قطعي في ذاته فيصبح على الوقائع، فالحكم ظنيا، ومرجع ذلك إلى االحتمالية التي وردت عليه عند تنزيل الحكم على الواقعة وليس

(من ذات النص، واال فهو قطعي16F

١(.

فها وتجريبها اشتكافعندما يقطع العلم باألشياء بعد أما بالنسبة للمسائل والقضايا العلميةواثبات نجاحها بنسبة يقينية فإن ذلك بالتأكيد يرتقي بالحكم إلى القطعي، فإذا ما وردت االحتمالية على ما قطع به العلم عند تنزيل الحكم على الواقعة، أو ألي سبب آخر فإنه ينتقل

دائرة الظن إلى إلى دائرة الظنية، وهناك قضايا لم يصل العلم فيها إلى القول الفصل فبقيت في أن يثبت عكسه.

، من حيث يجابية كثيرةة إلى اليقين، له أبعاد إوتوصل العلماء في القضايا العلمية والطبيالحقيقية الواضحة للمسألة المطلوب فيها حكم الشرع، فيوافق قوله إنه يعطي للمجتهد الرؤية

الحلول للقضايا المستجدة يجادلمكلف هذا من جهة، ومن جهة أخرى إتحقيق المراد اإللهي لعلى الساحة الفقهية، وال يخفى ما لذلك من آثار ايجابية تلقي بظاللها على المجتمع اإلسالمي

بل على األمة اإلسالمية بأسرها.

، فالنص قطعي )٣٨سورة المائدة: آية ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهماومثال ذلك قول اهللا تعالى: )١(

في ثبوته، وظاهر في داللته على معناه، فكل من انطبق عليه هذا المعنى ولم يعرف بصفة أخرى سوى وحين االجتهاد ).١/١٩٣الصالح: تفسير النصوص في الفقه اإلسالمي( ارق ظاهر فيهالسرقة فلفظ الس

في حكم بعض األفراد من آخذي المال، وجد أن لفظ السارق خفي في النشال، كما أنه خفي في النباش، جل ذلك اختلف لنقصان في معنى السرقة أو زيادة فيها، وأل ؛مر أن اختصاصهما بهذا االسمفاشتبه األ

)؛ وانظر خالف العلماء في مسألة اقامة الحد ٧٥)؛ أصول البزدوي(ص: ١/١٦٧أصول السرخس( .العلماء)؛ المغني ٦/٣٣٨)؛ النووي: روضة الطالبين(١٢/١٦٣)؛ القرافي: الذخيرة(٧/٧٦عليهما. بدائع الصنائع(

الختصاص كل وكان منشأ الخفاء والغموض، عند تطبيق لفظ السارق على النشال والنباش). ١٢/٣١٨(منهما باسم آخر، هو سبب سرقته الذي يعرف به مع العلم أن اآلية قطعية الثبوت والداللة، إال أن عند تطبيقها على النباش والنشال ظهر الخفاء في الداللة فأصبح ذلك اللفظ الظاهر في الداللة على معناه،

يدرك من اللفظ ذاته، بل البد للوصول إلى خفيا بالنسبة للفرد المطلوب معرفة حكمه؛ ألن هذا الفرد الذلك اإلدراك من أمر خارجي، فظهر التراجع في داللة النص من القطعية إلى الظنية، وسبب التراجع ليس

من ذات النص، ولكن من خالل تنزيل الحكم على الواقعة.

Page 79: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٦۷

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

من القضايا ايحسم ويجلى كثير واسعوالعلم الحديث اليوم بما وصل إليه من تقدم علمي ة القديمة والمستجدة منها، مما يفتح اآلفاق أمام علماء الطبية المطروحة على الساحة الفقهي

يجاد الحلول طار شرعي على جهة قطعية، ومن ثم إالشريعة للنظر فيها بعمق علمي في اوحسم المشاكل وخصوصا تلك التي تتعلق بقضايا األحوال الشخصية، وان بقيت القضية في

فيها فإن المسألة تبقى تقديرية مما يوسع دائرة الظنية ولم يصل الكشف العلمي إلى رأي قطعي مساحة الخالف بين العلماء، فيدلي كل برأيه ودليله وتدور حلقة النقاش لتنتهي بأحكام مستندة

إلى الظن، إلى أن يقول العلم كلمته الفاصلة وذلك بعد البحث والتجريب.

ثالثة أقسام، إلى م المسائل العلمية من حيث القطعية والظنيةيمن هنا أستطيع تقس وذلك على النحو التالي:

المسألة العلمية القطعية:. ١

.ر الحكم فيها على وجه اليقينأصدو ،وهي التي توصل العلم إلى قطعيتها

ن قطعية معطيات البصمة الوراثية أعطت حكما إ حيث ومثال ذلك: البصمة الوراثية: لبصمة الوراثية ترشد إلى صاحبها بطريق يقينيا في استحالة التطابق بين بصمتين بشكل تام، فا

يقيني ال يقبل الطعن، لذلك أعطت الحكم الفصل بين المتنازعيين على مجهول النسب، حيث فإذا طابقت بصمة مدعي النسب مع بصمة الولد مجهول DNAيجرى فحص البصمة الوراثية

(النسب فإنه ينسب إليه دون أدني شك17F

د عليه.، وما ذلك إال لقطعية المستن)١

DNA حيث يجرى فحص البصمة كذلك في حالة اختالط المواليد في المستشفيات ويلحق كل طفل بوالده على وجه الحقيقة.

و البصــل: اإلثبــات بالبصــمة )؛ أبــ١١٢ابــراهيم: الهندســة الوراثيــة بــين معطيــات العلــم وضــوابط الشــرع(ص: )١(

)؛ الســويلم: البصــمة الوراثيــة وأثرهــا فــي النســب(ص: ١٧٠٣الوراثية(الجينيــة) مــن المنظــور الشــرعي(ص: ).٥٠)؛ السبيل: البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص: ١٢١

Page 80: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٦۸

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

فإذا ما استلحقه شخص ما، ثم ظهر أهله يطالبون كذلك في حالة اللقيط أو المفقودإلثبات نسبه إلى DNA بالولد، ففي هذه الحالة يحسم الخالف بإجراء فحص البصمة الوراثية

(والده الحقيقي18F

١(.

، وأن الطفل الذي معها هو مولود له على كذلك إذا ادعت المرأة أنها زوجة للمتوفىفراش الزوجية، وتطالب بنصيب طفلها في تركته، ونصيبها أيضا، فيعمل بالبصمة للتأكد من

(صحة الدعوى19F

٢(.

ضايا التي طالما أرقت العلماء كذلك فإن القول بقطعيتها حسم النزاع في كثير من الق(الدور الحكمي منها قضية

20F

عندهم: من الميراث ووصفه جعلوا الدور الحكمي مانعا الشافعيةف، )٣النسب أن يلزم من ميراث شخص عدم ميراثه؛ كإقرار أخ الميت الوارث لجميع تركته لمجهول

فإن وارث؛ له بالنسب فأصبح غير بالبنوة ألخيه الميت، فإذا قبل إقراره؛ فانتقل الميراث للمقر(إقراره يبطل ويعود الميراث إليه

21F

٤(.

د الدوريع لم عندئذ ، على جهة القطع النسب تثبتأاألمر و حسمتفالبصمة الوراثية (الحكمي مانعا من الميراث

22F

.، وما ذلك إال لقطعية ثبوت نتائجها علميا )٥

الوراثية في تحديد الشخصية على أن القول بقطعية نتائج البصمة وأحب أن أنبه هناوجه اليقين، ولد حالة اتفاق بين العلماء عند تطبيقها على كثير من الوقائع، وقد أشرت في

قضايا التي اتفق الفصل األول عند حديثي عن مخرجات البصمة الوراثية إلى العديد من ال(على حلها بإجراء تحليل البصمة الوراثية العلماء المحدثون

23F

ذكر في المبحث القادم بإذن ، وسأ)٦اهللا بعض القضايا التي واجهت العلماء القدامي وكان لقطعية حكم العلم عليها اليوم أثر ايجابي

في توجيه أو تصويب أو تأكيد صحة اجتهادهم فيها.

فــي )؛ النجــار: البصــمة الوراثيــة ٢٤٥فيــا(ص: عبــد الواحــد: البصــمة الوراثيــة وتأثيرهــا علــى النســب اثباتــا ون )١(

).٣٤٨المادة الوراثية الجينوم قضايا فقهية(ص: )؛٤٠الفقه اإلسالمي(ص:

).٥٠البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص: )٢(

).٢/١٧األنصاري: أسنى المطالب( .الدور الحكمي وهو أن يلزم من ثبوت الشيء نفيه )٣(

).٣/٣٢مغني المحتاج( )٤(

.)١٤)(ص: DNAاثبات ولد الزنى بالبصمة الوراثية( )٥( .)٣٨ص: ( سبق بحثه )٦(

Page 81: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

٦۹

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

(المسألة العلمية القطعية التي ورد عليها الظن. ٢24F

عند تطبيقها على الواقعة أو من )١ جهة أخرى:

ولكن عند تنزيلها على الواقعة طرأ ما يضع الحقيقة العلمية القطعية في ذاتها وهيمع أن العلم أثبت افأصبح الحكم عليها ظني من جهة أخرى في دائرة االحتمال الحكم عليها

قطعيتها.

ومثال ذلك:

(الفحص الطبي قبل الزواج25F

راء ن توفر االمكانيات العلمية واألجهزة الدقيقة إلجحيث إ :)٢الفحوصات الطبية وخصوصا تلك التي تتعلق باألمراض الخطيرة والتي تسري من الزوجين إلى

(النسل والذرية أو إليهما26F

مكانية التحقق من سالمةلى التوصل وعلى وجه القطعية إلى إ، أدت إ)٣ال صابتهما ومرضهما، أو ما سيترتب على اقترانهما من انتقالشخصين الراغبين في الزواج أو إ

األمراض الخطيرة ألحد الزوجين لمرض نقص المناعة المكتسبة (اإليدز) مثال، أو الذرية كاألمراض الوراثية كالتشوهات والتخلف العقلي، وانما يتم ذلك بالفحص الطبي.

اتها على أرض الواقع يجابيعية للفحوصات الطبية والتي ظهرت إومع هذه النتائج القطائية منها أو العمل على عالجها في وقت مبكر، إال أنه ثار الخالف جراءات الوقمن اتخاذ اإل

إلجراء عقد ابين العلماء عند تطبيقها على وجه اإلجبار على المقبلين على الزواج وجعلها شرط الزواج وذلك لتعلقها بأمور غير الحقيقة العلمية، كنظر العلماء إلى غاية الزواج ومقاصده، وأثر

ى الرضا بالمفسدة المترتبة على الزواج على الحكم الشرعي إلى غير ذلك من توافق الزوجين علاألبعاد الشرعية، مما أثر على الحكم فجعله في دائرة الظن مع أن نتائج الفحص الطبي قطعية

في ذاتها.

وقد عرف الظن: أنه تجويز أمرين أحدهما أظهر من اآلخر كاعتقاد اإلنسان فيما يخبر به ثقة أنه ما أخبر )١(

جم: موسوعة مصطلحات أصول الفقه ). الع١٢٢به وان جاز أن يكون بخالفه. الجرجاني: التعريفات(ص: ).٢٧٣)؛ سانو: معجم مصطلحات أصول الفقه(ص: ١/٨٨٤عند المسلمين(

هو الفحوصات التي تعنى بمعرفة األمراض الوراثية والمعدية والجنسية الفحص الطبي قبل الزواج: )٢(األشقر: .فال عند اإلنجابوالعادات اليومية التي ستؤثر مستقبال على صحة الزوجين المؤهلين، أو على األط

.)٨٦لحقائق الطبية في اإلسالم (ص:الكيالني: ا ).٨٣مستجدات فقهية في قضايا الزواج والطالق (ص: .)٨٦لحقائق الطبية في اإلسالم (ص:الكيالني: ا )٣(

Page 82: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

۷۰

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

من هنا جاءت اآلراء متباينة بين مؤيد ومعارض في هذه القضية، ولكل مستند ودليل اتجه الترجيح فيها إلى القول بأن اإلجبار على إجراء الفحص الطبي قبل يعضد فيه رأيه، و

الزواج يكون بحسب األحوال، فإن كانت األحوال عادية وهي التي ال يكون فيها الزواج سببا رادة لفحص الطبي قبل الزواج يرجع إلى إجراء ااألمراض الوراثية والمعدية فإن إ النتشار

الحكم بإلزامية الفحص الطبي قبل الزواج في حالة انتشار الزوجين وتشاورهما، ويكوناألمراض الوراثية والمعدية في بلد معين وكان الزواج السبب الرئيسي في انتشار تلك

(األمراض27F

١(.

(المسألة العلمية الظنية. ٣28F

٢(:

(وهي القضية العلمية التي لم يتوصل العلم فيها إلى القطع فكانت في دائرة الظنية 29F

هذا ، و )٣ عد الرؤى فيه.بي يوسع بابه و يجعل االجتهاد المستند إليها في دائرة الظن، بما

(ومثال ذلك: أثر استخدام الهندسة الوراثية30F

في النبات والحيوان: )٤

راثية لبعض فرة الو رة من معرفة الكثير من أسرار الشلقد تمكن العلماء في السنوات األخييضا من تطوير تقنيات الهندسة الوراثية لتوفير معالجات ناجعة وتمكنوا أ الحيوانات والنباتات،

).٨٩١الموسوعة الفقهية الطبية(ص: )١(

الطرفين، والوهم رجحان الخطأ، أما غالب والشك تساوي الظن الطرف الراجح، وهو ترجيح جهة الصواب، )٢(الظن فهو الطرف الراجح إذا أخذ به القلب. العجم: موسوعة مصطلحات أصول الفقه عند

).١/٨٨٥المسلمين(

والظن على ضربين: ظن يستند إلى أصل قطعي، وهذه الظنون المعمول بها في الشريعة أينما وقعت ألنها )٣(من قبيل المعلوم جنسه، وظن ال يستند إلى قطعي، بل إما مستند إلى غير استندت إلى أصل معلوم، فهي

شيء أصال وهو مذموم واما مستند أيضا إلى مثله، فذلك الظن إن استند إلى قطعي، فكاألول، أو إلى ).١/٨٨٥. العجم: موسوعة مصطلحات أصول الفقه عند المسلمين(ظني، رجعنا إليه

علم يهتم بدراسة التكوين الوراثي للمخلوقات الحية، من نبات وحيوان وانسان، ويستهدف الهندسة الوراثية: )٤(معرفة القوانين التي تتحكم بالصفات الوراثية، بهدف التدخل فيها تدخال ايجابيا، وتعديلها أو اصالح العيوب

).٤٧٢التي تطرأ عليها. الموسوعة الفقهية الطبية(ص:

Page 83: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

۷۱

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

الالت هذه المخلوقات مكانية تحسين سلنبات والحيوان، فقد توصلوا إلى إلآلفات التي تصيب ا(نتاجا وجودة، وأكثر مقاومة للمرضلتكون أكثر إ

31F

١(.

م األشجار ومن أهم النباتات التي دخلتها هذه العملية شجرة النخيل، حيث إن معظالمنتشرة في البالد العربية من النوع غير الجيد، وهناك أنواع جيدة جدا، ولكنها قليلة العدد،

نتاج كميات كبيرة ال، وقد استطاعت مراكز األبحاث إوانتظار فروخها وزراعتها يتطلب وقتا طوي(من أشتال النوع المحسن

32F

٢(.

نسانثار خطيرة قد تعود على اإلوآنطوى على محاذير ولكن هذا النجاح الهائل إنتاج السالالت الحيوانية أو النباتية المعدلة وراثيا والتي بالضرر، حيث أثبتت التجارب أن إ

يعتمد عليها اإلنسان في غذائه قد تكون سببا في انتقال بعض األمراض الخطيرة له.

حدوث السرطان لدى فقد أثبتت التجارب أن األغذية المعدلة وراثيا قد تزيد معدالت اإلنسان؛ ألنها تضعف جهاز مناعته، وقد أفاد األطباء أن األغذية المهندسة وراثيا من أهم األسباب المؤدية للتحسس واألكزيما والربو، حيث إن معظم المورثات التي تستخدم اليوم في

قدرة على غزو خاليا انتاج األغذية المهندسة وراثيا تؤخذ من الفيروسات والطفيليات التي لها ال اإلنسان واحداث تغييرات مرضية فيها.

ففي دراسة أجريت على الفراشات والتي غذيت على لقاح نبات الذرة المعدل وراثيا قد ماتت أعداد غفيرة منها، وكشفت دراسة أخرى أجريت على فئران التجربة وقد غذيت على

م أنها قد أصيبت بضعف واضح في جهاز البطاطا المنتجة بالهندسة الوراثية لمدة عشرة أيا(المناعة

33F

٣(.

وهذا بالتأكيد يجعل الحكم في دائرة الظنية، وذلك لظنية الحقيقة العلمية، فكانت محل نظر واجتهاد العلماء، فجاءت اآلراء منبثقة من بوتقة القواعد التشريعية، حيث تتحقق المقاصد

خضاع البحوث المتعلقة قد تصيبه، ومن ذلك إ تيالشرعية فيها بحماية اإلنسان من األضرار ال(بالهندسة الوراثية إلى الضوابط لدرء األخطار والمحاذير التي قد تنجم عن هذه العملية

34F

٤(.

).٨٩١)؛ الموسوعة الفقهية الطبية(ص: ٢/٧٠٨ايا طبية معاصرة(دراسات فقهية في قض )١(

).٢/٧٠٨دراسات فقهية في قضايا طبية معاصرة( )٢(

).٨٩١الموسوعة الفقهية الطبية(ص: )٣(

).٢/٧٤٦دراسات فقهية في قضايا طبية معاصرة( )٤(

Page 84: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

===

p ÿ _o ÿ ^=p wg ª^==

fi Ÿ≈ÿ _f= ‹ ^Ñ—ÿ ^=Ú_› Ÿ≈ÿ ^=m^É_Âk r^=ÊÎ rÈj==

Page 85: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

۷۳

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

المبحث الثالث

اء القدامى بالعلمــــادات العلمــــه اجتهــتوجي

العلمي الحديث المشهود اليوم على الساحة انعكس أثره ايجابا على كثير من إن التطورالقضايا الفقهية التي كشفت الدراسات والتجارب عن حقيقتها العلمية، األمر الذي أوجب على

العلماء الوقوف على ماهيتها، واعادة بناء االجتهاد على أسسها بما يضع األمور في نصابها.

ل العلماء القدامي وجهدهم، فلهم الباع الطويل في إثراء التراث ونحن ال ننكر فض الفقهي، وارساء المناهج الرصينة في عمليات استنباط األحكام الشرعية من مظانها، وكيف ال؟! وهم األقرب في عهودهم إلى عصور الصحابة والتابعين، فإنما بذلوا ما في وسعهم في حدود

علمية قطعية للوقائع، سواء ما اليوم ونحن نقف على رؤيةا ماإلمكانات المتاحة في عصرهم، أوقع منها في عصرهم أو ما يستجد من قضايا، مما يتطلب من المجتهدين والعلماء الوقوف أمامها وقفة جادة واإللمام بأبجدياتها، وتفهمها بدقة للتمكن من تنزيل الحكم المتناسب مع

ريع.المتناغم مع روح ومقاصد التش ،طبيعتها

العلماء القدامى وكان للعلم دور في وأمثل ببعض المسائل والقضايا التي اجتهد فيها(أوتصويب توجيه

35F

أو تأكيد اجتهاداتهم فيها، وذلك على النحو التالي: )١

. وج للتجارة، والسياحة، وطلب العلمانقطع خبره لغيبة ظاهرها السالمة: كاألسر، والخر الذي :مثال: المفقود )١(

بالنظر إلى اجتهاد العلماء القدامى في قضية المفقود نجد أن اجتهادهم ). ٢/٨٧ابن ضويان: منار السبيل(مكانات المحدودة في تحديد مدة معينة يحكم على المفقود بعد مضيها بالموت(الموت الحكمي) جاء وفق اال

ف إلى أنه يحكم على المفقود بالموت إذا لم يبقى أحد من أقرانه. فقد ذهب األحنا المتاحة في عصرهم.)، ومنهم من اجتهد في الحكم بموته إذا ٨/٣١٦الكاساني: بدائع الصنائع( )؛٢/١٨١المرغناني: الهداية(

وصل إلى سن معينة، واختلفوا في تحديد هذه السن من قائل بمائة وعشرين، إلى مائة سنة، إلى تسعين. أو وذهب الحنابلة إلى تقدير ).٦/٧٠)؛ العيني: البناية في شرح الهداية(١١/٣٥السرخسي: المبسوط(ستين

أما واليوم ونحن نعايش التقدم والتطور العلمي ).٨/١٠٦، ٦/٢٦٣ابن قدامة: المغني(المدة بأربعة أعوام. ثة والتقنيات المستخدمة في وسائل االتصال الفائقة السرعة اضافة إلى وسائل االعالم والمواصالت الحدي

في تبادل المعلومات بين الدول للتقصي عن رعاياهم والتمكن من الوصول إليهم، حتى نستطيع أن نقول أن العالم أصبح اليوم قرية صغيرة. من هنا لم يبق لنا وسط هذا العصر إال إعادة النظر في هذه المسألة،

المعاصر وما آلت إليه من تطورات واكتشافات فتأتي وبناء اجتهاد على أسس علمية تتناسب مع واقعنا على جهة من الصواب إضافة إلى حفظ مصلحة زوجة المفقود من جهة، والورثة من ناحية أخرى. فالعلم

Page 86: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

۷٤

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

: أقل مدة الحمل، وأقصى مدة الحمل:المسألة األولى

أن أقل مدة الحمل هي ستة على(الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة) اتفق الفقهاء (يوما أي ما يعادل مائة وثمانين ،أشهر قمرية

36F

١(.

، وأما ماورد في القرآنفالشريعة من خالل ، على أنها ستة أشهر والشرع والواقع يشهداالختصاص الذين أثبتوا أن أقل حمل كان في مائة الطبيعة فمن خالل أقوال األطباء أصحاب

(وثمانين يوما 37F

٢(.

مكن للمولود كد الطب الحديث ما ذهب إليه الفقهاء من أن أقل مدة للحمل ي قد أو ، وتثبت الشواهد الطبية أن الجنين الذي يولد قبل تمام الشهر السادس البعده ستة أشهر العيش

.)38F٣(ةيكون قابال للحيا

ما ذكره الفقهاء في أقصى مدة يمكنها الحمل في بطن هو ،أقصى مدة الحملأما في (الحنابلة عند يوهو رأ ،عند الحنفية من سنتين ،ماأل

39F

إلى أربع سنوات عند الشافعية والحنابلة )٤(سبع سنوات عندهم بل روى، إلى خمس عند المالكية ومالك في احدى روايتيه

40F

٥(.

يرفض هذه األقوال المبالغة التي ال تؤيدها ،وعلم العصر القائم على المالحظة والتجربة .تقراء والحق أنها لم يقم عليها دليل من كتاب أو سنةالمشاهدة واالس

أن مدة الحمل ، بالرجوع إلى عادة الناس المتكررة في ذلك االكتفاء ،لظاهريةا وكان رأي (أن أقصى الحمل سنة قمرية محمد بن عبد اهللا بن عبد الحكمورأي ،تسعة أشهر

41F

٦( .

يفهم به المجتهد واقع المسألة بوضوح، فيصل إلى حسن تصور للواقعة وادراك محل الحكم فيأتي تشخيص

ما ذلك إال لجمع المجتهد بين المعرفة المعينة على فهم الواقع وبين الحكم بشكل دقيق فيقع صحيحا و ).١٤٠سانو: أدوات النظر االجتهادي المنشود(ص: المعرفة المعينة على فهم النص.

). ١١/٤٨المغني()؛ ٧/٢٦؛ الرملي: نهاية المحتاج()٢/٥٣٥بداية المجتهد()؛ ٤/١٨بدائع الصنائع( )١(

).١/٣٣٩) ابن القيم: التبيان(٢( ).٣٣٩: الفقهية(ص الموسوعة الطبية )٣(

.)١١/٤٨(؛ المغني)٤/١٨بدائع الصنائع( )٤( .)٢/٥٣٥بداية المجتهد( )؛٢٣/٤٦٦؛ المرداوي: االنصاف()٨/٣٧٧(روضة الطالبين )٥( ).٢/٥٣٥بداية المجتهد( )؛١٠/٣١٦المحلى( )٦(

Page 87: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

۷٥

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

يقول العالمة الشيخ أبو ه القضية، أما اليوم فقد وقف العلم موقف الفصل القاطع في هذ دعاء الوقوعإبل على ،على النصوص والحق في هذه القضية أن هذه التقديرات لم تبن ( زهرة:

،بخمس وأن االستقراء في عصرنا الحاضر ال يجد من الوقائع ما يؤيد التقدير ،في هذه المدداالحتياط التقدير وقد يوجب ،شهروانما الوقائع تؤيد التقدير بتسعة أ ،وال سنتين ،وال أربع

.)42F١()بسنة

:الخنثى :ثانيةال المسألةفيعامل والمراد به هنا إنسان لم تتضح ذكورته وال أنوثته، بل أشكل أمره فال هو ذكر

لقية تجتمع فيها أعضاء الذكورة فهو حالة خمعاملة الرجال وال هو أنثى فيعامل معاملة النساء، (الشخص نفسه بدرجات متفاوتة واألنوثة في

43F

٢(.

وقد قسم الفقهاء القدامى حاالت الخنثي بناء على الظاهر والمشاهد في عصرهم إلى : وهما نوعين

:: الخنثى غير المشكلاألول

، فيعلم أنه يتضح حاله عند البلوغأو ،الصغر من تتضح حاله وينكشف أمره حالوهو (رجل أو امرأة فيعامل على أساسه

44F

٣(.

).٣٨٦الشخصية(ص:األحوال )١(

ومن المعلوم أن جنس الجنين يتحدد من أول لحظة عند إلتقاء نطفة ).٣٩٤: ة(صالفقهي الموسوعة الطبية )٢() كان الجنس ذكرا بإذن اهللا تعالى، وان كانت yالرجل مع بيضة المرأة فإن كانت النطفة تحمل الصبغي(

جنين أنثى بإذن اهللا تعالى، ولكن قد يحصل في حاالت نادرة خلل عند ) كان الxالنطفة تحمل الصبغي() بدل صبغي واحد، بينما يبقى بعضها خاليا من أي xxانقسام النطف، فيضم بعضها صبغيين جنسيين(

.)٣٩٤: الفقهية(ص الموسوعة الطبية صبغي جنسي، فتنتج حاالت الخنوثة المختلفة.وكذا ،واذا بلغ الخنثى وخرجت له لحية أو وصل إلى النساء فهو رجلقال صاحب الهداية: ( ).٢/٤١٨المهذب( )٣(

أو ،ولو ظهر له ثدي كثدي المرأة ،أو كان له ثدي مستو ألن هذه من عالمات الذكران ،إذا احتلم كما يحتلم الرجل ).أو حبل أو أمكن الوصول إليه من الفرج فهو امرأة ألن هذه من عالمات النساء ،نزل له لبن في ثديه أو حاض

).٤/٢٦٦المرغناني: الهداية(

Page 88: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

۷٦

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

:: فهي الخنثي المشكلالثانيأما

السابقة، إحدى العالمات عليه ظهر تلم وهو الذي تختلط فيه عالمات الذكورة واألنوثة، ف (إذا تعارضت هذه المعالم لكوكذ ،فهو خنثى مشكل

45F

١(.

وقد جاء اجتهاد الفقهاء في حدود الواقع المتاح في ذلك الزمان، فنظروا إلى الظاهر حال الخنثى إن وضع عالمات حسية من خاللها يرجحونإلى بالمعاينة يتوصلونو المشاهد،

استطاعوا واال بقي اشكاله.

فقد اختصرت المسافات، وضيقت دائرة االجتهاد، أما اليوم في ضوء التقدم الطبي (فجاء العلم ليبصر المجتهد بالحقائق الدقيقة

46F

، فبدال من أن يبني الحكم على أساس الشكل )٢الخارجي، فإنه ينظر من خالل أهل االختصاص إلى التكوين الصبغي الذي يحدد جنس الغدد التناسلية الداخلية ومن ثم محاولة اصالح الجهاز التناسلي ليكون أقرب إلى الحالة الطبيعية

(التي تتوافق مع التكوين العضوى، وحينئذ تجري على الحالة األحكام التي توافق الجنس47F

٣(.

الرجل والمرأة، فإن بال من أحدهما اعتبر به، فإن بال من الذكر فهو غالم، وان بال من ذا كان له آلة إ )١(

باالتفاق ألنه ال إن بال منهما معا فهو خنثى مشكلالفرج فهو أنثى، وان بال منهما اعتبر بأسبقهما، ف ).٢/٤١٨)؛ الشيرازي: المهذب(٤/٢٦٦مرجح. المرغناني: الهداية(

اختلف العلماء القدامى في الدماء التي تراها بعض النساء أثناء فترة لدم أثناء الحمل:نزول ا ومثال ذلك: )٢(الحمل، هل هي دماء حيض أم استحاضة؟ ذهب الشافعية والمالكية إلى أنه دم حيض، وقد جاءت آراء

ى وقوع العلماء مبنية على وقوع ذلك، وعلى صفات هذه الدماء وزمن إمكان الحيض الذي اعتادت المرأة علأنه دم بصفات دم الحيض وفى زمن الحيض فيه قبل الحمل. يقول النووي في الدماء التي تراها الحامل: (

) النووي: المجموع شرح السالمة من العلة واألصل لعلة أو حيضا ا نه متردد بين كونه فسادوأل ،مكانهإإنما تعرف النساء الحمل قال أحمد: (). أما أبو حنيفة وأحمد قالوا أنه ال حيض مع حمل، ٣/٣١٠المهذب(

). وقد أصبحنا اليوم بما توصل إليه العلم الحديث نعلم يقينا ١/٣٧). االبهوتي: الروض المربع(بانقطاع الدمأن الدم الذي يصيب الحامل أثناء حملها، ليس بدم حيض فقد ثبت أنه ال يمكن أن يجتمع الحيض والحمل؛

ل فال حيض، واذا وجد الحيض فال حمل. وذلك بسبب التغيرات الهرمونية ألنهما نقيضان فإذا وجد الحمالتي تحصل في جسم الحامل نتيجة الحمل، فالرحم في حالة الحمل يكون تحت تأثير الهرمونات التي تفرزها المشيمة الستمرار الحمل، وعليه فال يمكن نزول دم على الحامل إال ألسباب مرضية كالحمل خارج

تكون هذه الدماء انذارا باإلجهاض األشقر وغيره: دراسات فقهية في قضايا طبية الرحم، أو ). ٣٤١)؛ كنعان: الموسوعة الطبية الفقهية(ص: ١/١٣٢معاصرة(

).٢٥٩)؛ بدران: أحكام التركات والميراث(ص: ٣٩٦: الفقهية(ص الموسوعة الطبية )٣(

Page 89: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

أثر التطور العلمي على االجتهاد

۷۷

=⁄îÕÿ ^Ï ‡ _o ÿ ^

جدير بالذكر أن العلم اليوم كشف عن نوعين من الخنوثة:ومن ال

وهي التي تجمع في أجهزتها الخصية والمبيض، وهذه الحالة األول: الخنثى الحقيقية: نادرة جدا.

:والنوع الثاني: الخنثى الكاذبة

ما وهي التي تكون فيها الغدد التناسلية من الجنس نفسه(إما مبايض واما خصي) بين تكون األعضاء التناسلية الظاهرة مخالفة لجنس الغدد التناسلية، وهذه الحالة ليست نادرة بل

(ألف والدة ٢٥توجد بنسبة مولود واحد من كل 48F

١(.

).٣٩٥: الفقهية(ص الموسوعة الطبية )١(

Page 90: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

s€br€a@›ó–€a @…Ìãìn€a@¿@ÚqaäÏ€a@äbjn«a@

Wpv_g‹=Ôn˙ n=Ÿƒ=⁄›kêÍË==

المبحث األول: قيمة الوراثة في التشريع اإلسالمي. •

المبحث الثاني: اعتبار الوراثة في إثبات األنساب. •

عتبار الوراثة في نفي األنساب.المبحث الثالث: ا •

Page 91: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

=====p wg ª^€ Ë˚^=

=∆Íà êk ÿ ^=Ω=Ôn^á È ÿ ^Ô› Î –Ï ‹ ˙ãˇ^=

hÿ_�‹=Ôn˙ n=Ÿƒ=⁄›kêÍËW= المطلب األول: النسب مدخل العملية الوراثية. • حماية النقاء الوراثي من خالل التشريعات اإلسالمية.المطلب الثاني: •

المطلب الثالث: شواهد الوراثة في األدلة التشريعية. •=

Page 92: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۸۰

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

:تمهيد

مبتدئة من ،نسانيةفي الحياة اإل األنساب تضافرت األدلة والتشريعات التي ترعىبل تستمر ،ةفكانت ضرورة ومقصدا واقعيا تستمر به الحياة األسري ،األصول ممتدة إلى الجذور

ب مع الواقع ضمن هذه التشريعات؛ تتناس به حياة األمة بأسرها، وقد أخذ البعد الوراثي اهتماما العصر. والفهم العلمي في هذا

ربط بينهم بأصول نسبية أن خلقهم و ،وتكريمه لهمومن عظيم نعم اهللا تعالى على عباده

وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا قال تعالى: ،رجعون إليها، ويتعارفون من خاللهاي

ولقد جاءت التعاليم الشرعية بوجوب الحفظ والمحافظة على هذه ،))0F١وصهرا وكان ربك قديرا

ق الشرعي إلى بناء هذه العالقةالطريجعلت قة النسبية التي تربط األفراد بعضهم ببعض، و العال الذي هو محل النسب ،الزواج الذي تباح به مخالطة الرجل للمرأة حيث يكون النسل منهما وهي

.من اآلباء إلى األجدادالممتدة منبع العملية الوراثية و

،ة لهاهي البوابة الرئيس إذن راثية كانت األنسابإذا ما أردنا الدخول إلى العملية الو ف ،إلى شبكة وراثية تنعقد وتتفرع خيوطها من النسل األنثى، وانتهاء لتقاء الذكر باانطالقا من

إلى صرحه المتكامل ،األسرة البناء المجتمعي من لبنته األولى لتشمل ؛فتمتد جيال بعد جيل .األمة

لما لها من عميق ،هذه األنساب وحفظها من الضياع رع إلى صيانةلتفت المش وقد اكيف ال وقد جعلها الشارع مقصدا عظيما من ،األثر في ضبط وتوازن مصالح الدين والدنيا

.الضرورية مقاصد التشريع

ء األنساب لتؤتى وتحفظ نقا ،فسنت القوانين والتشريعات التي تحمي العملية الوراثيةعمار األرض إ ايقوم عليه ،وأصول ثابته متماسك مترابط بعرىقوي يجاد نسلالثمار طيبة من إ

كما شاء رب البرية.

ولما كانت األنساب محور العملية الوراثية فقد آثرت قبل خوض غمار هذه ، وأسباب حدوثه ،وبيان أهميته ،النسبم و الوقوف على مفه التشريعات بأبعادها المختلفة،

، ومن ثم التطرق إلى جملة من التشريعات واألصول ثةسبب تعلقه بالورا ظهر بذلكحيث ي

).٥٤ان: آية () سورة الفرق١(

Page 93: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۸۱

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

ومعرجة على بعض األدلة التشريعية ، وتتعلق بالوراثة تحمي وتحافظ على نقاء األنسابالتي على النحو التالي: ثالثة مطالبوذلك في التي ظهر فيها اعتبار الوراثة،

النسب مدخل العملية الوراثية.المطلب األول: •

خالل التشريعات اإلسالمية.من النقاء الوراثي حماية ي:المطلب الثان •

الوراثة في األدلة التشريعية. شواهدالمطلب الثالث: •

Page 94: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۸۲

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

المطلب األول

مدخل العملية الوراثيةالنسب

ذكر إلدراك مدى ارتباط النسب بالوراثة وسبب تعلقه بها، أبدأ بتعريف النسب، ثم ومن ثم الوقوف على أسباب حدوثه، وذلك على النحو التالي: أهميته،

النسب: أوال: تعريف

لغة: النسب تعريفأ.

النون سبة بضمعلى أنساب مثل سبب وأسباب، والنوتجمع ،اإلنتساب مصدر ب س الن درة وسدر، بالكسر فتجمع على نسب، مثل س و بالضم تجمع مثل غرفة وغرف، ، أماكسرهاو

(وهي ايقاع التعلق بين شيئيين1F

١(.

تصال، واإلشتراك بين شيئيين، ومنه المناسبة وهي ويدل النسب أصالة على معنى اال(العالقة بين شيئيين

2F

٢(.

(وقد ورد لفظ النسب ليدل على أحد المعاني التالية3F

٣(:

يره على أساس القرابة القرابة: يقال نسبه في بني فالن، فهو منهم، فهي صلة الشخص بغ .١ .، لذلك سميت القرابة نسبا لما بينهما من صلة واتصالالقائمة على صلة الدم

، وقيل هو في اآلباء خاصة )4F٤()يكون النسب من قبل األب ومن قبل األم(قال ابن السكيت: أن الشخص إنما ينسب ألبيه في الغالب، وال ينسب ألمه إال في حاالت على اعتبار

فهي الصلب ،القرابة المرادة في النسب تشمل جهتي األب واألملصحيح أن واخاصة، سفلوا، كما ويشمل العصبة اء علوا أوو والرحم، فالصلب يشمل النسب بين اآلباء واألبناء، س

بين الرجل وبنيه، وقرابة أبيه فقط كاألعمام وبنيهم، أما الرحم قرابة الرجل من ناحية أمه ، لذلك يقال بينهما رحم أي قرابة رحم.يه أو أمهوعمته وجدته، سواء ألب

).٣٣٦) هالل: معجم مصطلح األصول(ص: ١( ).١٠٢٥مقاييس اللغة(باب النون والسين وما يثلثهما، ص: )٢()؛ القاموس ١٠/١٥٨)؛ تاج العروس من جواهر القاموس(مادة نسب، ١٤/١١٨لسان العرب، (مادة نسب، )٣(

).١٠٩٢تاني: البستان(ص:)؛ البس٣٥٢)؛ الرازي: مختار الصحاح(ص: ١٢٧٩المحيط(ص: ).١٠/١٥٨تاج العروس من جواهر القاموس(مادة نسب، )٤(

Page 95: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۸۳

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

، يجتمعان أن النسب بينه وبين القرابة عموم وخصوص مطلقورد في الموسوعة الفقهية: (باالشتراك في والدة قريبة أو بعيدة، وينفرد األعم في غير ذلك من فردين في االتصال بين

.)5F١()أنواع القرابة

اعتزى. أي أظهر نسبه وذكره، والى أبيه ن العزو واإللحاق: يقال انتسب فال .٢

لما تزوج منهم وناسبه شركه في نسبه الرجل فالن أي ب اس المصاهرة: ومن ذلك قولهم ن .٣ .، فالمصاهرة قرابة سببها النكاح، فاألصهار أهل بيت المرأةوصاهرهم

إذا رفعت في نسبه إلى فنسبت فالنا أنسبه نسبا، الرفع بنسب الشخص بذكر أحد آبائه: .٤، ويمكن أن يكون النسب إلى هو فالن بن فالن :أن تذكر الشخص فتقولجده األكبر، ك

.قبيلة أو بلد أو صناعة

.وماثله ،والءمه ،مناسبة أي شاكله ه ب اس ن :المماثلة والمشاكلة: يقال .٥

.تهامن شد أي اشتدت واستاقت التراب والحصى الريح ت ب س ن أ الشدة والقوة: .٦

اصطالحا: النسب تعريفب.

ذلك إال ومااقتصر الفقهاء على استعمال ما اشتهر وانتشر من المعاني اللغوية للنسب بوضع خرج من دائرة اهتمام العلماء مما جعله يووضوح معناه، ،ثرة جريانه على األلسنةكل

اكتفى غالبيتهم فبالنسب عثر في مؤلفاتهم على تعريف خاصحيث لم أ له جامع مانع تعريفاألمر من بعض التعريفات وان هرت داللته اللغوية، وان لم يخل باإلشارة إلى المعنى الذي اشت

من هذه التعريفات ما يلي:و أو ترتبط به، اللغوي نفس المعنى حول كانت تدور

بينك وبينه قرابة، بها الرحم، وهي لفظ يشمل كل من هو القرابة والمراد التعريف األول:(قربت أو بعدت، كانت من جهة األب أو من جهة األم

6F

٢(.

(القرابة وهي االتصال بين إنسانين باالشتراك في والدة قريبة أو بعيدةهو التعريف الثاني:7F

٣(.

(الدم صلة على القائمة القرابة أساس على بغيره الشخص صلة هو التعريف الثالث:8F

٤(.

).٢٣/٦٨) الموسوعة الفقهية الكويتية(١( ).٢/٥٣٥)؛ البهوتي: شرح منتهى اإليرادات(٢/٣٢٠ي: مغني المحتاج() الشربين٢( ).٢/٥٥) ابن أبي تغلب: نيل المآرب بشرح دليل الطالب(٣( ).٩/٣١٥كام المرأة والبيت المسلم(المفصل في أح )٤(

Page 96: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۸٤

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

(ألب معين االنتسابهو التعريف الرابع:9F

١(.

يتبين لنا من خالل التعريفات السابقة ما يلي:

انصهار المعنى اللغوي الذي اشتهر في داللته على القرابة في المعنى اإلصطالحي حتى .١فجاءت تعريفاتهم للنسب حول مفهوم القرابة وما يتعلق بها من ،بات مصطلحا عند الفقهاء

األرحام والصالت بين األصول والفروع.

منها العامة كالعالقات التي تتعلق بالقرابة النسبية ،ات وتفريعات كثيرةالنسب له متعلق .٢ور واإلناث ومن تناسل منهم بتفريعاتها المختلفة من جهة اآلباء واألمهات والذرية من الذك

(وهي التي وصفها الفقهاء بقرابة الرحم ،ختالف في درجة القرابة وقوتهامع اال10F

، ومنها )٢نتمائهم ا يولد لهما من األبناء والحاق البنوة التي تربط األبوين بمالخاصة في عالقة ا

إلى األب. همانتسابو

حيث تربط ،حجر األساس في العملية الوراثيةمة منها والخاصة اتشكل العالقات النسبية الع .٣ األبناء باآلباء، ومن ثم باألقارب الذين ينحدرون من والدة سواء كانت قريبة أو بعيدة.

ب:ـــثانيا: أهمية النس

شارع له عناية الفكانت ،وقاية للحياة اإلنسانيةودرع ال ،يشكل النسب جدار الحمايةلتكون منهجا يسير ؛ول الواضحةواألص قامته على القواعد الضابطة،بحفظه ورعايته وا وتعهده

به.ومقصدا من مقاصد التشريع ال تستقيم الحياة إال ،إلى حفظ كلية ضرورية به

وهو األسرة التي تعد ،لذلك كان اتجاه المشرع في حفظ النسب بداية من أصل منشأه .والطريق الذي يتحقق به بقاء النوع اإلنساني ،اللبنة األولى في بناء األنساب

بالوسائل التي تجمع األسرة وتشد عراها فأنشأ أبواب االهتمامرع المش من مما اقتضى بسياج من التشريعات واألحكام لتكون حصنا منيعا لجمع األسرة وحفظ الحماية لها وأحاطها

ما ينبني ليس منه وال يخرج منه من ليس فيه، وال يخفى من فال يدخل إليه ،نسبها من نسلها نتسابا فطر في نفوس البشر من حب االاضافة إلى معلى ذلك من حقوق وواجبات شرعية،

ومبنى شرائع اهللا (أورد صاحب حجة اهللا البالغة: فقد ، ح في أنسابهموكراهة القد ،اآلباء إلى

).٢/١٠٠) اآلبي: جواهر االكليل(١( ).٢/٥٥نيل المآرب بشرح دليل الطالب( )٢(

Page 97: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۸٥

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

على إبقاء هذه المقاصد التي تجري بجري الجبلة، وتجري فيها المناقشة والمشاحة واالستيفاء .)11F١()لكل ذي حق حقه منها والنهي عن التظالم فيها

لمساعدة في لعوامل اإلى أن البصمة الوراثية باتت اليوم من أهم ا وأحب أن أشير هناحيث تعمل على تحديد الشخصية بدقة وعلى جهة ،في حفظ النسبتحقيق مقاصد التشريع

قطعية ومن ثم تحديد الجهات المرتبطة بها، وصفة ارتباطها.

ة للنسب:ث د ح ثالثا: األسباب الم

ملية الوراثية تعتبر مداخل النسب واألسباب المحدثة له ــ المعتبرة شرعا ـــ أصل منشأ العومن ثم كل من يمتد منهم، ولما كان لألنساب خطر ،حيث تبدأ من اآلباء ثم تمتد إلى األبناء

اهتم الشارع بتنظيمها وضبطها لتسير وفق منهج واضح ينتهي بحفظها وصيانتها، كبير فقد ء فتكون بعيدة عن التالعب بها وفق األهواوثها دلحمن أسباب الشارع هرتبومن ذلك ما

على النحو التالي:وذلك ،وأبين هنا األسباب المحدثة للنسب بيانا مجمال ، والمصالح الخاصة

السبب األول: النكاح الصحيح:

وتوفرت شروطه وأركانه وانتفت موانعه، فالنتيجة ومعتبرا إذا ثبت النكاح صحيحا ، وذلك باتفاق همن قبلنازع فيه منازع فال ي ، ولوالزوج ثبوت نسب الولد إلى فراشالقطعية

(العلماء12F

٢(.

رضي الله عنه، عن النبي صلى هريرة وأب ليل على ذلك واضح و صريح فقد روىوالد، فقد نص الحديث على أن الولد ال )13F٣()الولد للفراش وللعاهر الحجر ( :قال أنه الله عليه وسلم

ينسب للعاهر وهو غير صاحب الفراش، فال يثبت النسب إال بالزوجية.

).٢/١٤٣حجة اهللا البالغة( )١()؛ ١/٣٨٨الـروض المربـع(البهـوتي: )، ٣/٧٨المهـذب()؛ ٤/١٣٣)؛ عليش: منح الجليل(١٧/١٨١المبسوط( )٢(

).٦/٣٢٥الشوكاني: نيل األوطار()؛ ١٣٦٩، (ص:٦٨١٨صحيح البخاري (كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة، باب للعاهر الحجر، ح/ )٣(

).5/٢٦١، (١٤٥٨صحيح مسلم(كتاب الرضاع، باب الولد للفراش وتوقي الشبهات، ح/

Page 98: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۸٦

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

السبب الثاني: النكاح الفاسد:

إذا نسب الولدبه يثبت ،النكاح الفاسد كالصحيح في لحوق النسباتفق الفقهاء على أن اج لنكاح بغير شهود، والزو كا ،، ألن النسب يحتاط في إثباته إحياء للولداتصل به دخول حقيقي

(علم بالحرمةالدون ونكاح المعتدة ،المؤقت، ونكاح األخت في عدة أختها14F

١(.

تضييع را يتحقق بها حفظ األنساب وعدم وقد رتب المشرع على ما فسد من النكاح آثا(الحقوق كثبوت نسب الولد، وثبوت المهر، وللعلماء تفصيالت كثيرة في هذه المسألة

15F

٢( .

السبب الثالث: الوطء بشبهة:

(النسببه ء إلى أن الوطء بشبهة يثبت ذهب جمهور الفقها16F

ب هنا ، ألن ثبوت النس)٣لم يثبت عليه أيضا لهذا السبب و الذي ثبت خطأه في الوطء، ، إنما جاء من جهة ظن الواطئ

، فيثبت به الحد وال يثبت به النسب من الزاني عند جمهور الزنا فال ظن فيهوطء بخالف الحد(العلماء

17F

٤(.

، فأتت بولد بعد مضي ستة أشهر فأكثر ظنها زوجته بشبهة منه كأن ا وطئ امرأة فإذ(، وال حد عليهإذا كانت المرأة غير متزوجه من وقت الوطء ثبت نسبه منه

18F

٥(.

). ٣/٢٠٩)؛ الخرشي: شرح مختصر خليل( ٣/٣٤٧البابرتي: العناية شرح الهداية () ١( ).٩/٢٦٨اإلنصاف()؛ ٧/٣٤٥المغني()؛ ٥/٤٥٢النووي: روضة الطالبين()؛ ٥/١٢٧المبسوط( )٢()؛ كشــــــــــاف ٣/٥٢٢)؛ حاشــــــــــية ابـــــــــن عابــــــــــدين(٣/١٠٤٣)؛ الفواكـــــــــه الــــــــــدواني(٣/١٧٩تبيـــــــــين الحقــــــــــائق( )٣(

).٥/٤٠٧القناع( .)٣/١٠٤٣الفواكه الدواني()؛ ٣/١٧٩تبيين الحقائق( )٤( ).٥/٤٠٧)؛ كشاف القناع(٣/٥٢٢حاشية ابن عابدين( )٥(

Page 99: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۸۷

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

ثانيالمطلب ال

من خالل التشريعات اإلسالمية النقاء الوراثيحماية

فانصب ،صيانة األنساب وحمايتهاالنقاء الوراثي بحرص اإلسالم على المحافظة على فوضع لها من الحدود والحرمات التي تحميها ،اهتمامه على قيامها على أصول وثوابت واضحة

كشيوع الفوضى ،لما يترتب على ذلك من مفاسد كثيرة ،وتمنع اختالطها ،وتحفظها من الضياع(الضروريات الخمسمما يهدد بانهيار ضرورة من ،وانحالل األخالق

19F

فيحكم على الجنس ؛)١ البشري بالفناء.

ما والقواعد التي سطرت من التشريعاتو ومن خالل التنقل بين بطون الكتب الفقهية إذ أن ،جب في ذلكالحظت قيمة الوراثة واهتمام الشارع فيها وال ع ،تعلق بحماية األنسابي

الذي تنبني عليه العملية الوراثية. عتبر حجر األساسالنسب ي

وتتعلق بالوراثة ،التشريعات التي تحمي وتحافظ على نقاء األنساب هذه منو ما يلي:

أوال: تحريم الزنا:

الشريعة اإلسالمية وباإلجماع تحريم الزنا بآيات محكمات غير متشابهات، قال تقرر نى إنه كان فاحشة وساء سبيال تعالى: يم إلى كل وسيلة تقرب ، ويسري التحر ))20F٢وال تقربوا الز

من هذه الفاحشة الشنعاء كالخلوة بالمرأة األجنبية، والنظر إليها، ومصافحتها، إلى غير ذلك، وا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم قال تعالى: ، وما ذلك إال لسد جميع ))21F٣قل للمؤمنين يغض

والتي أدرك الشارع ما لها من أثر سيء على ،الفاحشةالسبل التي يمكن من خاللها وقوع هذه (المجتمع لما فيها من هدر األعراض واألنساب

22F

٤(.

، رتكاب هذا الفعل المحرملمن تسول له نفسه باعقوبة رادعة قدرها الشارع ىإضافة إلوهو الموت رجما بالحجارة إذا كان محصنا، ،حيث يصدر عليه الحكم علنيا تشهده الخالئق

أسس العمران المرعية في كل ملة، والتي لوالها لم تعتبرو ، )والنفس، والعقل، والنسل، والمال الدين،(هي: )١(

).١/٥الشاطبي: الموافقات( تجر مصالح الدنيا على استقامة، ولفاتت النجاة في اآلخرة. ).٣٢) سورة اإلسراء: آية(٢( ). ٣٠) سورة النور: آية(٣( ).١٢/٢٢٥)؛ الجامع ألحكام القرآن(١/٧٤٢بن عبد السالم( تفسير العز )٤(

Page 100: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۸۸

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

(الجلد مائة جلدة إذا كان الزاني غير محصنو 23F

الشارع بذلك بل ألحق اإلثم بكل من ، ولم يكتف )١نهما مئة جلدة وال تأخذكم بهما تأخذه الرأفة بهما، قال تعالى: الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد م

.))24F٢رأفة في دين الله

وما هذا التغليظ ،العقوبة الواقعة على الزاني وصرامتهاغلظ ونلحظ مما سبق مدى جرم عظيم من ناحية، وليتناسب مع ما جناه من ذنب أن ارتكابها الذي نلمسه إال للداللة على

واثم كبير على اإلنسانية والبشرية، وجنايته في الحقيقة واقعة على كل فرد من أفراد ،عظيم(ن كل من رجمه اقتص لنفسه جزاء وفاقا، فكااألمة

25F

٣(.

وتظهر نظرة اللطيف الخبير من خالل الحكم الجليلة والمقاصد العميقة من تحريم الزنا التي تؤثر على والحماية من األمراض ،وعلى رأسها منع إختالط األنساب ،واضحة المعالم

(الوراثة26F

نرقب ما آلت إليه المجتمعات ،مشرعةنحن نقف اليوم على شرفات العلم و ، السيما)٤وتساهلت في ارتكاب هذه المعصية من آثار ،التي تجاوزت حدود اهللا من الحالل إلى الحرام

قال صاحب التقرير: ومنظومته البشرية، لتطال نوع اإلنسان ،سلبية امتدت إلى مساحات واسعة ،طاع التعهد من اآلباءالمفضي إلى انق ،إلى اختالط األنسابالمزاحمة على األبضاع تفضي (

.)27F٥()المفضي إلى انقطاع النسل وارتفاع النوع اإلنساني من الوجود

قد انتشرت األمراض الفتاكة في المجتمع بما فيها األمراض المستعصية على الطب و وما بخاف على أحد ما لذلك من آثار تدميرية تهلك ،حتى الساعة كالزهري والسيالن واإليدز

وسرعان ما يسري ،وأول ما يتأثر بها أولئك الذين يرتكبون هذه الفاحشة المقيته ،الحرث والنسل(الذرية فتنتشر الوفيات واإلصابة باألمراض الخلقية والوراثية ىإل

28F

٦(.

).١٢/١٤٠المغني( )؛٢٥/٣٥المجموع شرح المهذب()؛ ١/٣٤٩)؛ السيل الجرار(٧/٣٧بدائع الصنائع( )١( ).٢) سورة النور: آية(٢()؛ طهمـــاز: األنســــاب ١٩٦)؛ الجرجـــاوي: حكمــــة التشـــريع وفلســــفته(ص: ٧/٥٣٤٩الفقـــه اإلســـالمي وأدلتــــه( )٣(

).١٦واألوالد(ص: ).٣٦٢) مارديني: موسوعة اإلعجاز العلمي في القرآن والسنة(ص: ٤( ).٣/١٩١) ابن أمير الحاج: التقريروالتحبير(٥( ).١٨٩حكمة التشريع وفلسفته(ص: )٦(

Page 101: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۸۹

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

ثانيا: تشريع العدة:

تلزم المرأة مراعاة أحكامها عند ،مقررة بحكم الشرع مدة هياصطلح العلماء على أن العدة (فرقة بينها وبين زوجهاوقوع ال

29F

يجب على حيث ،وقد اتفق العلماء على مشروعية العدة، )١(مدة المقررة شرعا ال تتربصأن المعتدة

30F

( عند وجود سببها )٢31F

من الحمل لتعرف براءة رحمها ،)٣(إال بعد إنقضاء المدةفال تتزوج

32F

،)33F٥(ن ثالثة قروء والمطلقات يتربصن بأنفسه قال تعالى: ، )٤والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر :سبحانه وتعالى القو

هن ل وأوالت األحمال أج عمال بقوله تعالى: حامل فعدتها وضع حملهاالأما المرأة ،))34F٦وعشرا .))35F٧أن يضعن حملهن

ما يتعلق بصيانة األنساب وحفظها :أهمها ،منالشارع هااعتبر وعللشرعت العدة لمعان و ،فتبقى بال زواج ،المقررة شرعا تتربص المرأة التي فارقت الزوج مدة العدةحيث من الضياع،

هي مدة أو. اهي اسم لمدة تتربص فيها المرأة لمعرفة براءة رحمها، أو للتعبد أو لتفجعها على زوجهالعدة: )١(

.)٣/١٩١بدائع الصنائع( مقررة بحكم الشرع، تلزم المرأة مراعاة أحكامها عند وقوع الفرقة بينها وبين زوجها،أشهر التي توفي عنها زوجها هي أربعةمدة عدة الحائل غير الحامل عدة المتوفى عنها زوجها: مدة )٢(

)؛ سورة م ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا الذين يتوفون منك (و قال تعالى: ، وعشرة أياموأوالت ، قال تعالى: (الحملوضع هي عدة الحامل إذا توفي عنها زوجها أما مدة )، ٢٣٤البقرة: آية(

مال، إن كانت المرأة حاأما عدة المطلقة: ).٤ن آية()؛ سورة الطالق: مهن األحمال أجلهن أن يضعن حمل وان لم تكن حامال فعدتها إن كانت من ذوات الحيض سواء من طالق أو ، فإن عدتها تكون بوضع الحمل

والمطلقات ، قال تعالى: (فسخ: ثالثة قروء(حيضات عند الحنفية والحنابلة، وأطهار عند المالكية والشافعية)فإنه أوجب على المطلقة االنتظار مدة ثالثة قروء. )، ٢٢٨)؛ سورة البقرة:آية(صن بأنفسهن ثالثة قروء يترب

.)١١/٦)؛ المغني(٣/٤٦٩)؛ مغني المحتاج(٣/١٩١بدائع الصنائع(الموت أو الفسخ ق أو تجب العدة على المرأة بالفرقة بين الزوجين بعد الدخول بسبب الطالسبب وجوبها: )٣(

هذا الوجوب ثابت بالكتاب والسنةو ، لدخول وبعد عقد النكاح الصحيح، كما تجب بالموت قبل اأو اللعان .)١١/٦(. المغنيواإلجماع

).٣/١٤٢٩؛ سبل السالم()١١/٦()؛ المغني٣/٤٦٩)؛ مغني المحتاج(٣/١٩١بدائع الصنائع( )٤( ).٢٢٨) سورة البقرة: آية(٥( ).٢٣٤قرة: آية() سورة الب٦( ).٤) سورة الطالق: آية(٧(

Page 102: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۹۰

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

لئالالعدة المقرره ل انقضاء مدةوج قبتتز ال ف، هارحمبراءة ب حتى ال يطأها رجل آخر قبل العلم(واختالط األنسابفيحصل اإلشتباه ؛يجتمع ماء الواطئين في رحم واحد

36F

١(.

التي بحثت في الجهاز المناعي و ،العلمية المتعلقة بتحديد فترة العدة األبحاثكشفت قد و م التي تدخل للمرأة عن وجود خاليا مناعية متخصصة لها "ذاكرة وراثية" تتعرف على األجسا

في الجهاز ا يوم ١٢٠تلك الخاليا تعيش لمدة وأن جسم المرأة وتحافظ على صفاتها الوراثية، التناسلي للمرأة.

وأكدت الدراسة أنه إذا تغيرت أي أجسام دخيلة للمرأة مثل السائل المنوي قبل هذه المدة ية، وأثبتت الدراسة أن ويتسبب في تعرضها لألورام السرطان ،يحدث خلل في جهازها المناعي

وبالتالي إذا ،يوم ١٢٠تلك الخاليا المتخصصة تحتفظ بالمادة الوراثية للجسم الدخيل األول لمدة من الصفات ا حدثت عالقة زواج قبل هذه الفترة ونتج عنها حدوث حمل، فإن الجنين يحمل جزء

(الوراثية للجسم الدخيل األول والجسم الدخيل الثاني37F

٢(.

نساب وحفظها من اإلختالط والضياع، على اهتمام الشارع وحرصه على نقاء األ وهذا يدلوتحمل صفاتهما الوراثية ،الزوجين بداية من للساللة البشرية التي تنحدر ا والذي يعتبر أساس

التي تمتد منهما إلى ما يتبعهما من أجيال متالحقة.

ستبراء:ثالثا: تشريع اال

ختالط، ومعنى نة األنساب وحفظها من الضياع واالستبراء لصياشرع اهللا سبحانه وتعالى االلغة: طلب البراءة، وبرئ تطلق بإزاء ثالث معان: برئ إذا تخلص، وبرئ إذا تنزه في الاالستبراء

أما االستبراء فيقال: استبرأ الذكر استنقاه، أي استنظفه من ، وتباعد، وبرئ إذا أعذر وأنذر(البول

38F

٣(.

يتصل ، والثاني:األول: يتصل بالطهارة كشرط لصحتها ماالن شرعيان:ولالستبراء استعالمرأة رحم طلب براءة بالمعني الثانيهو و ،باالطمئنان على سالمة األنساب، وعدم اختالطها

من حمل سابق إن وطئت بزنا، أو بشبهة، أو بنكاح فاسد، فال يحل لزوجها أن يطأها حتى

).٢/٨٥) ابن القيم: أعالم الموقعين(١() موقع شبكة نداء األقصى اإلسالمية: اإلعجاز العلمي في تشريع عدة المرأة، ٢(

http://nedaa.alaqsaa.com/showthread.php?t=15761. .)١٢٧ص: برأ،مقاييس اللغة(مادة ؛)١/٣٥٤لسان العرب( مادة برأ، )٣(

Page 103: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۹۱

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

حيض، إذ الاالستبراء تارة بحصل ويمها من الوطء السابق، ئها، أي يتأكد من براءة رحيستبر نتظار مدة من الزمن توجب ال، وقد يكون باحملالوعدم وجود ،الحيض دليل على براءة الرحم

(االطمئنان بعدم الحمل، وقد يكون بوضع الحمل39F

١(.

تتربص في أن كال منهما مدة والعدة شترك االستبراء، ويبراءة الرحمب االستبراءب عرفي و (فيها المرأة لتحل لالستمتاع بها

40F

حفظ لما فيه من ،لمنع اختالط األنساب احتياطوفي ذلك ،)٢(من أهم مقاصد الشريعة اإلسالميةالذي يعتبر النسب

41F

٣(.

(رويفع بن ثابت األنصاريروى 42F

من كان (عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قال: )٤أن ال يحل لمؤمن يؤمن بالله واليوم اآلخرو ،ال يسقي ماءه ولد غيرهخر ف يؤمن بالله واليوم اآل

.)43F٥()على امرأة من سبي حتى يستبرئهايقع

رابعا: تشريع اللعان:

تحقيق شرع الحكيم العليم اللعان لحكمة جليلة سامية، هي من أدق الحكم وأسماها في ، وتطهير األسرة، ومعالجة المخاطر والمشاكل التي تعترض طريق األعراضصيانة و العدالة

(الحياة الزوجية وما يهددها من متاعب وعقبات44F

٦(.

).٧/١٦٣)؛ نهاية المحتاج(٨/٤٢٦روضة الطالبين()؛ ١١/٨المغني( )١(أوال: يقــول القرافـي: إن العـدة تجـب ولـو تيقنــا بـراءة الـرحم، كمـن طلقهـا زوجهــا ) ويفترقـان فـي النـواحي التاليـة:٢(

عنهـا زوجهـا، أمـا بعد أن غاب عنها عشر سنوات، وكذا إذا توفي عنهـا، وكـذا الصـغيرة فـي المهـد إذا تـوفي ثانيا: اعتبـر القـرء الواحـد كافيـا االستبراء فليس كذلك. والعدة واجبة على كل حال لتغليب جانب التعبد فيها.

ثالثا: القرء في االستبراء هو الحـيض، وأمـا القـرء فـي العـدة فمختلـف في االستبراء ولم يعتبر كافيا في العدة.طء فـــي العـــدة يوجـــب تحـــريم المـــدخول بهـــا تحريمـــا مؤبـــدا عنـــد بعـــض رابعـــا: الـــو فيـــه بـــين الحـــيض والطهـــر.

ـــــه ال يحـــــرم تحريمـــــا مؤبـــــدا. القرافـــــي: العلمـــــاء، أمـــــا وطء المملوكـــــة فـــــي مدةاالســـــتبراء، فاالتفـــــاق علـــــى أن ).٣/٢٠٥الفروق(

).٥/٧١١)؛ زاد المعاد في هدي خير العباد(١٣/٢٦٧(المبسوط )٣(صلى اهللا مدي صحابي من بني مالك بن النجار، شهد مع النبي محرويفع بن ثابت األنصاري الخزرج )٤(

: أسد األثير. ابن هـ٥٦سنة تولى في عهد معاوية بن أبي سفيان ، خيبرا، كما شهد "فتوح الشام" عليه وسلم ).١/٣٧٢الغابة(

حــديث )، قــال عنــه األلبــاني٣٢٦، ص: ٢١٥٧ســنن أبــي داود(كتــاب النكــاح، بــاب فــي وطء الســبايا، (ح/ )٥( حسن. (نفس المرجع).

).٢/٧١روائع البيان()؛ ٥/٨١البحر المديد( )٦(

Page 104: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۹۲

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

ــ إذا يوجب على الزوجإذ ،ةجلب المصلحة ودرء المفسدرعى القرآن بهذا التشريع قد و ليس منه مما يؤدي إلى ضياع اللعان لنفي الولد لئال يلحق بنسبه من اقتضت األسباب ـــ(األنساب واختالطها

45F

١(.

ولد طبيعة خاصة لقواعد النسب التي يثبت بموجبها نسب الاهللا سبحانه وتعالى وقد جعلال يملك أحد نفي تفاق على ما يخالفها، وال التنازل عنها، وعليه فاليجوز الخروج عليها، وال اال

من باب ،وذلك حبه إال عند وجود الموجب لذلكنسب الولد بعد ثبوته، أو إثباته لغير صا(حتياط لألنساباال

46F

٢(.

:تحريم التبنيخامسا:

(مجهول النسب أو معلومه هو إلحاق الرجل به طفال التبني 47F

لقوله تعالى: وهو محرم ، )٣ وانكم في الدين ومواليكم ادعوهم آلبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخ)48F٤(.

؛ بل هو ، وال حقيقيا صلبيا ى ليس ابنا ن ب ت ، وهي أن الم ثابته تبين اآلية القرآنية حقيقة(الذي تبناه رجل فدعاه ابنه ونسبه إلى غيره ىن ب ت الم والدعي هودعي فقط؛

49F

اهللا فقد وجه، )٥رجاع نسب األوالد بالتبني إلى وا اآلية الكريمة إلى عدم تغيير الحقائق فيتعالى و سبحانه

(ال إلى من تبناهم دعاء األدعياء إلى آبائهم الصلبوذلك بأنسابهم الحقيقية، 50F

٦( .

عن الحقيقة؛ فال ينشئ التبني عالقة دم أو قرابة أو مجرد قول عار بأنه ابن أما القول(حفظ األنساب وتسلسلها الوراثيفي األكبر دور الالعالقات التي لها مصاهرة أو رضاع، هذه

51F

٧(.

(الوراثي51F

٧(. النسب، أواصر ي يشوه هذه العالقات التي تنشئهاالتبنن التحريم حيث إ وهنا تكمن علة

البناء؛ فاألسرة بجميع هذا ةاعدق وحفظ النسب هومرأة، لرجل واالبين لنكاحعقد ا والتي مبناها

).٥/٤٠٢زاد المعاد في هدي خير العباد( )١( ).٩/٣١٧المفصل في أحكام المرأة( )٢( ).١/٤٨٢)؛ الروض المربع(٨/٣٤٥)؛ الرملي: نهاية المحتاج(٦/٤٧٤منح الجليل( )٣( ).٥) سورة األحزاب: آية(٤( ).٤/١١٨تاج العروس(مادة دعو، )؛٤/٣٦٢عرب( مادة دعا، لسان ال )٥( ).٢/١٩٤)؛ روائع البيان(٩/٣١٥المفصل في أحكام المرأة(؛ )١٤/١١٨الجامع ألحكام القرآن( )٦( ).٢٢/٢٩التحرير والتنوير( )٧(

Page 105: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۹۳

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

، والنسب النكاح(القرابة، والمصاهرة، والرضاع) تنبني على أساس عقد شبكاتها وأواصرها من يرتفع بها بناء متكامل البنيان.

بين العناصر بتداء في حفظ النسب الذي ينشأ اتشريع التتضيع مقاصد في التبني ف(ومنه يمتد إلى الساللة حسب التسلسل الوراثي ،الحقيقية لألسرة

52F

١(.

:دخاله على الغيرالولد أو إنفي سادسا: تحريم

الولد في وذلك بتساهل أبي ،ضرب الشارع ناقوس الخطر حال التفريط في األنسابه عن نفسه، وتوعد أيضا األم التي تلحق بزوجها نسبا ليس منه وما ذلك إال دنفي نسب ول

نبني التي تألنها الحافظ الوحيد للوراثة الصحيحة ؛لخطورة خلط األنساب وخطورة التفريط بهاإذ يهدد انهدامها بهدم كلية من كليات التشريع ،اعدة الضرورة في حفظ النسلعليها ق

يقول لما أبو هريرة رضى الله عنه أنه سمع رسول الله صلى اهللا عليه وسلم ىو ر الضرورية، أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم (صلى اهللا عليه وسلم: نزلت آية المالعنة قال النبى

يه احتجب الله فليست من الله فى شىء ولن يدخلها الله جنته وأيما رجل جحد ولده وهو ينظر إل لين واآلخرين منه وفضحه به .)53F٢()على رءوس الخالئق بين األو

نتساب إلى غير األب:سابعا: تحريم اال

،التنصل من نسبه الحقيقي وانتسابه إلى غير نسبه األصليعلى اإلنسان حرم اإلسالم )54F٣(ر ذ وأب يرو هية، وجب اإلبعاد عن ساحة الرحمة اإللوقد عد ذلك من كبائر الذنوب التي تست

صلى اهللا عليه وسلم يقول: (ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إال كفر، أنه سمع النبي

: )؛ فريــــــدة: مقاصــــــد الشــــــرع فــــــي تحــــــريم التبنــــــي ورعايــــــة اليتــــــيم، الملتقــــــى الفقهــــــي٢/١٩٤روائــــــع البيــــــان( )١(

http://fiqh.islammessage.com/NewsDetails.aspx?id=5069. األلباني حديث ه). قال عن٣٤٤، ص: ٢٢٦٣إلنتفاء(ح/سنن أبي داود(كتاب الطالق، باب التغليظ من ا )٢(

ضعيف(نفس المرجع).مكبر أبو ذر الغفاري الصحابي المشهور اسمه جندب بن جنادة على األصح وقيل برير بموحدة مصغر أو )٣(

مكبر واختلف في أبيه فقيل جندب أو عشرقة أو عبد اهللا أو السكن تقدم إسالمه وتأخرت هجرته فلم يشهد االستيعاب في معرفة : لقرظبى. ابدرا ومناقبه كثيرة جدا مات سنة اثنتين وثالثين في خالفة عثمان

).١/٤٤٠(أسد الغابه :ابن األثير )؛٤/١٦٥٢(باألصحا

Page 106: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۹٤

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

(ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار)55F

، إن ما جاء من شدة الوعيد لمن )١(نسب نفسه واضح الداللة على خطورة التخلي عن النسب نفى

56F

نة النسب ، وما ذلك إال لصيا)٢ للعملية الوراثية. ا وحفظه من الضياع، والذي يعتبر أساس

)؛ صحيح مسلم بشرح ٧٣٦، ص: ٣٥٠٨لمناقب، باب حدثنا أبو معمر...، (ح/صحيح البخاري(كتاب ا )١(

).١/٢٩٤، ١١١النووي( كتاب اإليمان، باب حال إيمان من قال ألخيه المسلم يا كافر، (ح/ ).١/٤١٠من أحاديث سيد األخيار( نيل األوتار )٢(

Page 107: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۹٥

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

ثالثالمطلب ال

الوراثة في األدلة التشريعية واهدــــش

ه التكوينية في اعتبار الوراثة في تخلق اإلنسان لتشمل كافة مراحل مما ال شك فيه أنلنراها واضحة في أشكال المخلوقات ليس الخارجية ،عملية تحمل قدرات الخالق عز وجل

(فحسب وانما شملت الصفات الجينية التي أكدت عين العلم المجهرية داللتها القطعية57F

على )١عد يوم العلم يوما ب الترابط النسبي الممتد من األصول إلى الفروع في منهج دقيق متكامل يكشف

األدلة التشريعية على اعتبارها للوراثة. تلك ما طوته

العامة والخاصة على وأستهل حديثي في هذا المطلب بقراءة بعض الدالالت العلمية اآليات القرآنية، واألحاديث النبوية التي تبين اعتبار الوراثة في منطق من خالل اعتبار الوراثة

التالي:، وذلك على النحو التشريع اإلسالمي

نة:ـــاألدلة على ثبوت الوراثة من الكتاب والس

:الكتاب أوال:

.))58F٢اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق قال تعالى:. ١

وجه الداللة:

مما يشير بشكل دقيق بمسألة إنجاب الذريةو القرآن اماهتم تشير اآلية الكريمة إلى مدىة لعملية الوراث صال وبقاء النوع اإلنساني والذي يعتبر أ ،في الحفاظ على األنساب اهتمامه إلى

عن وقد كشف عالم الغيب بقدرته الستار ،التي تمتد من اآلباء إلى ما يتفرع منهما من الذريةالنطفة ثم وهي للنسل والذرية ــــ أصل النسب التي تنسدل منه الوراثة ـــ الوجود الفعلىبدء مرحلة

حيث نقطة البدء باتحاد الزوجين لتقاءاالتفت إلى األصل وهو وقد ،مراحل تكوينهافصل في

).٢١سبق بحثه: (ص: ) ١( ).٢،١) سورة العلق: آية (٢(

Page 108: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۹٦

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

(العنصريين منهما معا 59F

من نطفة إذا ، وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثىقال تعالى: ،)١

.))60F٢تمنى

النطفة ألنها بدأ بذكر العلق دون ــ العلق ـــ لسورةومما يلفت االنتباه أن القرآن في هذه ا فكم من ،اإلنجاب ال أنها قد توجد وال يلزم منهاإوان كانت هي األساس في المراحل التكوينية

وعلى ذلك ،كما وكيفا الرجال يوجد عندهم الحيوان المنوي وال يستطيع اإلنجاب لضعف فيه) 61F٣(اوهذه المرة يسمى أمشاج مكان وجوده إلى رحم المرأةبد أن يكون قويا وذلك بأن يتعدى فال

(من ماء الرجل وبويضة المرأة التى تسمى بعدها علقة62F

٤(.

.))63F٥من نطفة خلقه فقدره ،من أي شيء خلقه ،قتل الإنسان ما أكفره قال تعالى:. ٢

وجه الداللة:

تثبت وجود العامل الوراثي الذي اعتبر التشريع أثره في الساللة تتوالى الدالالت التي ،فتتجلى قدرة الخالق في تهيئة اإلنسان لما يصلح له، ويليق به من األعضاء واألشكال ،والنسب

جزئيات تتوالى في شكل على لتكون ،اثية المختلفةخالل تقديره عز وجل للصفات الور وذلك منفتحدد طوله ،ات الوراثية للمخلوق بحسب ما قدره اهللا سبحانه تعالىجسم المورثة لتتحكم بالصف

فرة اإللهية المذهلة المنقوشة على وغير ذلك من عناصر الش وعينيه وفصيلة دمه ولون بشرته(الكروموسمات

64F

٦(.

فقد كشف العلم الحديث أن في نواة كل خلية جسيمات سميت بالصبغيات، تتحكم في أعضاء الجسم ووظائفها منذ بدء تكوينه وحتى موتها، وقد وضع الخالق عملية تخلق مختلف

).١/٤٥٦سير(أيسر التفا) ١( ).٤٦، ٤٥) سورة النجم: آية (٢(دورة حيــاة حســنين: ) األمشــاج: هــو البييضــة المخصــبة، ويطلــق عليهــا بالمصــطلح العلمــي اليــوم الصــبغيات،٣(

).٤٤)؛ جورنجر وغيره: علم األجنة في ضوء القرآن والسنة(ص: ١٨٧اإلنسان بين العلم والقرآن(ص: )؛ أبــو المجــد ٣١النشــواتي: اإلعجــاز اإللهــي فــي خلــق اإلنســان(ص: )؛ ١/٤٥٦الجزائــري: أيســر التفاســير() ٤(

).١٤٨وغيره: إعجاز القرآن الكريم في انجاب الذرية(ص: ).١٩ــــ ١٧) سورة عبس: آية(٥( ).٣١)؛ اإلعجاز اإللهي في خلق اإلنسان(ص: ١٩/٢٠٨)؛ الجامع ألحكام القرآن(٣٦٩: ٨البحر المديد( )٦(

Page 109: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۹۷

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

فرة كيمائية خاصة تعتبر هي ثروته الوراثية التي تؤمن له تخلقه ونوعيته في كل خلية ش(واستمراريته

65F

، فتتحقق مقاصد التشريع في حفظ النسل والذرية والتي أساسها العملية الوراثية.)١

الذين أنعم الله عليهم من النبيني من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح أولئك قال تعالى:. ٣

وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وقوله تعالى: .))66F٢ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل

هدهأشوهملى أنفسع م)67F٣(.

وجه الداللة:

إلى ما انسل من ذرية آدم عليه السالم من األحفاد إلى في هذه اآلية أشار القرآن الكريم صل وما تفرع عنه من األحيث ذكر اآلية وخص بذكر بعضهم في أنسابهم عدداألخالف، و

وان كان يجمعهم جميعهم ـــ اال يتسع المجال لتفصيلهاألصول من خصوصية ـــ لما لتلك فروعأن النسب ال يقوم إال على أساس الصفات الوراثية المنتقلة من آدم وما ذلك إال لإلشارة إلى

وهو ما يعرف اليوم ،اآلباء إلى األبناء عبر األمشاج المتكونة في األصالب ثم في األرحامذريته من خالل ىإل رىسعليه السالم ثم آدمعند ذي بدأ من وال ،بقانون توارث الصفات

أن عالقة النسب عالقة وراثية جلية في فتتضح الرؤية ،األمشاج، وهذا ما كشف عنه العلم اليومالذي يتنمي إليه ما ،من أهمية في كونها أساس الرباط األسري في الشرع لما لهااعتبار لها

(من األخالف تفرع منه68F

٤(.

سالم، وذكر بعد ذلك ريس وهو جد نوح عليه الدفي اآلية الكريمة من ذرية آدم إ فذكرسرائيل موسى من ذرية نوح إبراهيم، ومن ذرية إبراهيم واسحاق ويعقوب واسماعيل، ومن ذرية إ

من األصول وهارون وزكريا ويحى وعيسى ابن مريم، واهتمام الشارع في ذكر السلسلة النسبية اعتبار الوراثة في يزيد في تأكيدراثية مما أن عالقة النسب عالقة و إلى الفروع دليل واضح على

التشريع التي تعتبر حجر األساس في األنساب التي جعلها الشارع من الضرورات التي يتوجب (المحافظة عليها

69F

٥( .

).١١٦م الطب القرآني(ص: ) الشريف: من عل١( ).٥٨) سورة مريم: آية(٢( ).١٧٢) سورة األعراف: آية(٣( ).٦٥األسس العلمية الختبار البصمة الوراثية في القرآن والسنة(ص: ؛ )١١/١٢٦الجامع ألحكام القرآن( )٤( ).١١/١٢٦الجامع ألحكام القرآن( )٥(

Page 110: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۹۸

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

بنات األخ وبنات األخت وأمهاتكم حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخاالتكم و :قال تعالى .٤

من نسآئكم الالتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسآئكم وربائبكم الالتي في حجوركم

بهن فال جناح عليكم وحالئل أبنائكم الذين من أصالبكم الالتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم

.))70F١وأن تجمعوا بين األختين إال ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما

وجه الداللة:

م أخرى، ومن هذه ك تمل على ح ضافة لما تضمنه هذا التحريم من قيمة إنسانية، فقد اشإقد دعا الشارع إلى حفظ األنساب لما لها من األثر الطيب على سير م حفظ األنساب؛ فك الح

وما يتبعه تشريع الزواج وجعل من سبل تحقيق هذا المقصد ،دقيقناجح و العملية الوراثية بشكل ها ال من يتزوج بالمرأة ممن يحل للرجل أن من اجراءات خاصة وعلى رأسها أن تكون

ظهار إلى إلقرابة النسبية كاألمهات واألخوات يفضي الزواج من ا وذلك لما ،المحرمات عليهوذلك ألن ما قد يحمله اإلنسان من الصفات المرضية الطفيفة الصفات المرضية الكامنة،

الزواج توالى هذااستمرار و تتكاثف بالزواج من القرابة فتبدو جلية مع الزمن، اضافة إلى أن (ينتهي إلى العقم الذي يهدد بقاء النوع اإلنسانيمن ثم اإلقالل من الذرية، و يؤول إلى

71F

٢(.

وهذا يدل داللة واضحة على عمق نظرة المشرع وحرصه على سير العملية النسبية بنجاح مقاصدي حيث اعتبر الوراثة وما يترتب عليها من آثار تهدد الساللة بالفناء.

.))72F٣هو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا قال تعالى:. ٥

وجه الداللة:

يتضح من اآلية الكريمة أن المقصود بلفظة الماء فيها هو ماء التناسل من كل من

فلينظر الإنسان قوله تعالى: الزوج والزوجة وأكد ذلك وروده في العديد من آيات القرآن الكريم ك

).٢٣) سورة النساء: آية(١()؛ حكمة التشريع وفلسفته(ص: ١٤٠علي: اإلعجاز العلمي في القرآن الكريم(ص: ؛ )١/٢٨٢البحر المديد( )٢(

٨٢.( ).٥٣) سورة الفرقان: آية(٣(

Page 111: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۹۹

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

قلخ مق، مافاء دن مم قلخ )73F١( ، :وقوله تعالىهنياء من مم لالةن سم لهل نسعج ثم)74F٢( ،

، قال بالماء عامة الذي هو أصل لكل شيءكان هذا التحديد ال ينفي صلة ماء التناسل وان

فنجده ،كونات ماء التكاثرمن هنا نجد أن المشرع اهتم بم ،))75F٣خلق كل دابة من ماءوالله تعالى:

لتقائهما حيث تتحد الصبغيات القادمةعملية افصل في وصف ماء الرجل وكذلك ماء المرأة و يضة لتظهر بعد ذلك كصفات سائدة على الجنين في مستقبل من نطفة الرجل مع صبغيات البو

في ابتداء فيكونأما إذا اتحدت الصفات المستترة فإنها قد تظهر في األجيال التالية، حياته،أمره ولد نسيب، ثم يتزوج فيصير صهرا، ثم يصير له أصهار وأختان وقرابات، وكل ذلك من

روع مما يؤكد على اعتبار فيمتد النسب بناء على الوراثة من األصول إلى الف ،التكاثرماء (اثةالشارع للور

76F

٤(.

:نةــالسثانيا:

(عائشة تو ر .١77F

يا رسول الله هل تغتسل المرأة إذا احتلمت أو أبصرت (: أن امرأة قالت: )٥: الله عليه وسلم صلى فقال رسول الله ،فقالت لها عائشة: تربت يداك ،الماء؟ فقال: نعم

له، واذا دعيها، وهل يكون الشبه إال من قبل ذلك، إذا عال ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخوا((عال ماء الرجل ماءها أشبه الولد أعمامه

78F

٦(.

وجه الداللة:

تأثير العامل ما رصدته الحقائق العلمية اليوم من صلى اهللا عليه وسلم قرر النبي ن الجنين يتخلق من ماء الرجل وماء المرأة فيتحدممتد في المولود من والديه، حيث إالوراثي ال

).٦) سورة الطارق: آية(١( ).٨) سورة السجدة: آية(٢( ).٤٥) سورة النور: آية(٣( ).٢٢٨كريم(ص: النجار: اإلعجاز العملي خلق اإلنسان في القرآن ال)؛ ١٨/٢٦٥التحرير والتنوير( )٤(عائشة بنت أبي بكر الصديق أم المؤمنين أفقه النساء مطلقا وأفضل أزواج النبي صلى اهللا عليه وسلم إال )٥(

؛ )٣٥/٢٢٧اتت سنة سبع وخمسين على الصحيح. المزى: تهذيب الكمال(خديجة ففيهما خالف شهير م ).٥/١٩٤ابن سعد: الطبقات(

).٢/٢٠٩، ٣١٤جوب الغسل على المرأة بخروج المني منها، ح/صحيح مسلم، (كتاب الحيض، باب و )٦(

Page 112: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۱۰۰

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

لينعكس ذلك على ما يولد لهما من الذرية تحمل منهما بما يحويهما من مادة وراثية نلماءاا(حسب المشيئة اإللهيةالصفات الوراثية ب

79F

١(.

فالجنين من الوجهة الوراثية يرجع في نصف نسبه أي خصائصه الوراثية إلى أمه، أو إلى ىالذرية القريبة أو البعيدة التي انحدرت منها األم، ويرجع في نصف ثروته الوراثية اآلخر

ن بالتزاوج بينهما وهو اءاحدر منها األب، فإذا اتحد المالتي ان و الذرية القريبة أو البعيدةاألب أ ،في الحقيقة العلمية اندماج للمادة الوراثية الحاوية على الصفات الجينية لكل من األب واألم

لتظهر بعد ذلك خصائصها وآثارها بحسب ما يتحقق من العلو أو الغلبة ألي منهما، فإذا كانت ــ لماء الرجل الحاوي على مادته الغلبة أو العلو ـــ كما عبر عنها النبي صلى اهللا عليه وسلم ـ

أكثر شبها به أو بأعمامه، واذا كانت الغلبة لماء المرأة الحاوي على مادتها يأتي المولودالوراثية (بأخواله الوراثية يكون المولود أكثر شبها بها أو

80F

، مما يشهد ما للوراثة من اعتبار في اآلفاق )٢ الشرعية.

كنت عند النبى صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل (ضى الله عنه قال: عن أبى هريرة ر روى .٢ ،أنظرت إليها فأخبره أنه تزوج امرأة من األنصار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:

.)81F٣()فاذهب فانظر إليها فإن فى أعين األنصار شيئا قال: ،ال قال:

وجه الداللة:

قوية ل وانجاب ذرية حقيقة واقعية رصدها الشارع ليتحقق بها مقصده في حفظ النسن يسهما اللذين كشفت عن حمل النسل معالم الوالدينإلى أسس علم الوراثة التي وذلك بتوجيه

مساهمة فعالة في رسم المعالم الوراثية للذرية.

حيث الحظ النبي صلى اهللا عليه وسلم أن في عيون األنصار شيئا من الزرقة وصغر (حجم العين

82F

على وهو ما يطلق عليه الطب اليوم اسم العمش في العين، وبناء عليه أشار )٤إال قل منها إلى ذريتها، وما ذلكالزوج بالتحقق من عدم وجود هذه الصفة في زوجه حتى ال تنت

).٥/٣٠٢العيني: عمدة القاري( )١( ).١٠٤)؛ اإلعجاز العلمي في القرآن الكريم(ص: ١٢٩اإلعجاز العلمي في القرآن الكريم(ص: )٢( ).٥/٢٠١، ١٤٢٤صحيح مسلم، (كتاب النكاح، باب ندب النظر إلى .....ح/ )٣( ).٥/٢٠٢رح النووي(صحيح مسلم بش) ٤(

Page 113: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۱۰۱

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

لمراعاة أثر العامل الوراثي الذي أكد النبي صلى اهللا عليه وسلم على وجوده في األنصار ومن (وما ذلك إال العتبار الوراثة في الدوائر الشرعية انتقاله إلى الذريةاحتمال ثم�

83F

١(.

لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو عن عائشة رضى الله عنها قالت: دخل ع .٣زا المدلجى (مسرور تبرق أسارير وجهه قال: ألم ترى أن مجز

84F

دخل على فرأى أسامة بن )٢(زيد

85F

(وزيد بن حارثة )٣86F

ا قطيفة وقد غطيا رءوسهما وبدت أقدامهما فقال إن هذه األقدام عليهم )٤ .)87F٥()بعضها من بعض

جه الداللة:و

ن الوراثة ينواق من الثوابت العلمية في لقول القائف صلى اهللا عليه وسلم النبي إقراريعتبر ل كاألجداد ثم اآلباء ثم األبناء، فعندما حصلت التهمة في نسب ؤكد تشابه أفراد نفس النست تيال

صلى ه وبياض بشرة األب فقد فرح النبيأسامة بن زيد من أبيه زيد بن حارثة وذلك لسواد بشرتلت التهمة وأكدت بظهور الحق فشهادة القائف بأن تلك األقدام بعضها من بعض أزا اهللا عليه وسلم

(نسب أسامة ألبيه88F

يؤكد اعتبار المشرع للوراثة في األدلة الشرعية.، مما )٦

تخيروا لنطفكم (: صلى الله عليه وسلم عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله روت .٤ .)89F٧()وأنكحوا األكفاء وأنكحوا إليهم

.لمرجع السابق نفس الجزء والصفحة) ا١() مجزر بن األعور بن جعدة المدلجي القائف صحابي قيل لم يكن اسمه المجزز وانما قيل له المجزز ألنه ٢(

).٥/٥٧٥)؛ ابن حجر: اإلصابة (٤/٢٧٢كلما أسر أسيرا جز له ناصيته، ابن األثير: أسد الغابة (بن حارثة بن شراحيل الكلبي األمير أبو محمد وأبو زيد صحابي مشهور مات سنة أربع أسامة بن زيد )٣(

عاب في معرفة االستيابن األثير: )؛٤/٧١(الطبقات :ابن سعد .بن خمس وسبعين بالمدينةاوخمسين وهو ).١/٤١٧(إحكام األحكام شرح عمدة األحكامابن دقيق العيد: ).١/٧٥(األصحاب

ن شراحيل الكلبي أبو أسامة مولى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم صحابي جليل مشهور زيد بن حارثة ب )٤(بن خمس امن أول الناس إسالما استشهد يوم مؤتة في حياة النبي صلى اهللا عليه وسلم سنة ثمان وهو

).٤/٢٤٧(الثقات :ابن حبان )؛٢/٨٨(الطبقات :ابن سعد .وخمسين)؛ صحيح مسلم، (كتاب الرضاع، ١٣٦٢، ص٦٧٧١، باب القائف، ح/صحيح البخاري، (كتاب الفرائض )٥(

).٥/٢٦٥، ٣٩باب العمل بإلحاق الولد، ح/ ).١/٤١٧(إحكام األحكام شرح عمدة األحكامابن دقيق العيد: )٦()، قال الشيخ األلباني: حديث حسن، ١/٦٣٣، ١٩٦٨سنن ابن ماجة، (كتاب النكاح، باب األكفاء، ح/ )٧(

).٣/٥٦، ١٠٦٧لسلة الصحيحة، (ح/األلباني: الس

Page 114: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۱۰۲

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

تزوجوا في الحجز الصالح فإن (: صلى الله عليه وسلم عن النبي وما رواه أنس رضي اهللا عنه .)90F١()العرق دساس

(اغتربوا( جاء في الحديث .٥91F

(ال تضووا )٢92F

٣(()93F(عن ابن أبي مليكةوعضدده ماروي .)٤94F

قال: )٥ .)95F٦()قد أضويتم؛ فأنحكوا في النوابغ(قال: قال عمر آلل السائب:

وجه الداللة:

اهتم المشرع اهتماما عظيما بسالمة النسل وبكيان األسرة فأشار إلى استحباب نكاح (ن ولد الغريبة أنجب وأقوى من ولد القريبةأل ؛الغرائب دون القرائب

96F

، ومنه وجه إلى عدم وضع )٧خلوها وخلو بل ،فحسب البعد عن القرابة قصد بذلكيال وضع النطفة إال في خيار النساء وهو

والتشوهات التي تسببها ؛ وذلك لتفادي ظهور األمراضساللتها من األمراضما يتصل بها من وقد قد تظهر على الولد مباشرة إذا كانت الصفة سائدة، بدورها التي و ،الوراثة في هذه الحالة

نبي صلى اهللا عليه تظهر في األجيال التالية إذا كانت الصفة متنحية وهي التي عبر عنها النها تظل مدسوسة ومختفية في الجينات من جيل إلى )، حيث إفإن العرق دساسوسلم بقوله: (

الظهور وذلك باجتماع زوجين يحمالن هذه الصفة المتنحية في لها حتى يكتب ،جيل(اتهماث ر و� م

97F

٨(.

(البعيدة) ة النجيبةة وعدم اختيار الزوجيببت علم الوراثة أن الزواج بالقر هذا وقد أثيهيء الفرصة لظهور الصفات المتنحية ضعيفا من ناحية، ومن ناحية أخرى يجعل النسل

).١٦/٣١٧، ٤٤٥٥٩) ذكره الهندي: كنز العمال(كتاب النكاح، باب الوليمة،، ح/١() معنى االغتراب: افتعال من الغربة وأراد تزوجوا إلى الغرائب من النساء غير األقارب فإنه أنجب لألوالد. ٢(

).٣/٦٥٧ثر(الجزري: النهاية في غريب الحديث واأل) معنى ال تضووا: ال تأتوا بأوالد ضاوين: أي ضعفاء نحفاء والواحد: ضاو. ابن األثير: النهاية في غريب ٣(

).٣/٩٨٨الحديث واألثر ( ).٣/٩٨٨النهاية في غريب الحديث واألثر( )٤(لزبير وقاضيه سمع عائشة وابن بن ااتابعي مؤذن ، أبو بكرعبداهللا بن عبيد اهللا بن أبي مليكة التيمي )٥(

ه. ١١٨بن عباس توفي ابن الزبير على قضاء الطائف فكنت أسأل اعباس وعنه أيوب والليث قال بعثني ).٥/١٣٧)؛ البخاري: تاريخ البخارى الكبير(١/٥٧١الذهبى: الكاشف(

).٧/٥٠٠) ابن الملقن: البدر المنير(٦( ).٣/٩٨٨غريب الحديث واألثر( النهاية في)؛ ٢/٩٢المناوي: فيض القدير( )٧( ).١٠٨عبد الصمد: اإلعجاز العلمي في اإلسالم(ص: )؛ ٢/٩٢فيض القدير( )٨(

Page 115: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبارالوراثة في التشريع

۱۰۳

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

ين البعيدي النسب ال يزيد عن ترة في الزوجتالرديئة، فيكون احتمال ظهور الصفات المسس %٣٥ة نسبيصل إلى القريبين يكون احتمال ظهورها قوي ين االواحد في األلف، بينما في الزوج

(تقريبا 98F

١(.

علماء الوراثة أن من جملة أسرار المورثات أنها عندما تنتقل بواسطة النطف حظفقد التحمل بعض المظاهر المرضية، فإن احتمال حدوث المرض يزيد عندما التي عند الرجل و

يحصل الزواج باألقارب؛ والسبب هو التأكيد القادم عبر النصف اآلخر من المورثات عند ة، ومن جملة األشياء التي الحظها العلماء أن بعض األمراض تنتقل ولكن بشكل مقهور المرألزواج من األقارب ولذا فإن وهذه تتأكد أثناء ا ،فإذا وجد لها ما يشجعها نمت وظهرت ،خفي

عندما يشير إلى الزواج باألباعد ويعلل ،ةثالورا عتبر وثبة طبية في علماإلشارات النبوية ت دم خروج النسل ضعيفا هزيال، وهذا الذي يحدث بالفعل عندما نرى مظاهرالسبب في ع

(التشوهات الوالدية التي ال يستطيع الطبيب حيالها إال أن يقف مكتوف األيدي99F

٢(.

نفس المرجعيين السابقين. )١( ).١٠١) جلبي: الطب محراب اإليمان(ص: ٢(

Page 116: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

===

Ï ‡ _o ÿ ^=p wg ª^=i_å‡˚^=m_g nd=Ω=Ôn^á È ÿ ^=á _g k ƒ^=

وذلك في مطلبين:

.المطلب األول: طرق إثبات النسب بشكل عام •

ة. ــــــــــب بالوراثـــــــنســـات الــــالمطلب الثاني: إثب •

Page 117: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۰٥

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

@تمهيد:

أصول نسبية ترابطت بأسباب رصدها الشارع؛ لتكون شاهدا عيانا على واقع أسري منشأه الزوجية الصحيحة والتي يحفظ بها نسب المولود، حيث ينسب ألبيه دون خالف ليتحقق

قصد الشارع في حفظ النسل وربطه بأصله الذي بدوره يعد ضرورة لقوام الحياة اإلنسانية. بذلك م

وعدم ضياعها في غياهب الفساد الذي ،باط العملية النسبيةضولحرص الشارع على انثبات إقد يطرأ على عقد الزواج أو الوطء بشبهة، فقد سجل العلماء إتفاقا إجماليا يتم بموجبه

الناتج عن اجتماع الزوجين بهذه األسباب والتي مآلها حفظ كيان األسرة التي تقوم نسب الولد عليها األنساب، وما ذلك إال ألهمية النسب وما يترتب عليه من كينونة البشرية.

ويقع الولد فريسة الشكوك ،ولطبيعة النقص البشري قد تتوه األنساب لسبب أو آلخر ذلك من نسبه ألبيه، ولحكمة الكمال اإللهي جعل له المشرع التي قد تطال رباط ،والظنون

وذلك باعتماده وسائل عالية الدقة والتميز ،مخرجا، وذلك بتعبيده طرق احتياطية تثبت النسبلحماية ما قد يصيب البناء النسبي من تصدعات، ولوضع الحق في نصابه، فباتت كالتتمات

ساب وحفظها من اإلختالط ومعالجة كل ما يعرض في تحقيق مقصد المشرع في صيانة األنومن الجدير بالذكر أن بعض هذه الوسائل ترتبط ارتباطا وثيقا ،المولود للتشرد والضياع

شاء اهللا تعالى، حيث سأبدأ ه في هذا المبحث إنحولبالوراثة، وهو ما سيدور محور حديثي ل إلى بيان الطرق التي يثبت بها النسب ببيان الطرق التي يثبت بها النسب بشكل عام، ثم أنتق

وذلك في مطلبين على النحو التالي:بالوراثة،

المطلب األول: طرق إثبات النسب بشكل عام. •

ة. ــــــــــب بالوراثـــــــنســـات الــــإثبالمطلب الثاني: •

Page 118: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۰٦

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

المطلب األول

طرق إثبات النسب بشكل عام

الطريق األول: إثبات النسب بالفراش:

يعد الفراش من األدلة التي احتلت مكان الصدارة في إثبات نسب الولد ألبيه في الفقه اإلسالمي، ومرد ذلك إلى السبب القوي الذي يقف وراء ثبوته وهو النكاح الصحيح، فمن المقرر

ال تقدح فيه خصومة بخالف ما إذا كان سبب ثبوته ضعيفا شرعا أن النسب الثابت بسبب قويتسع المجال لتثور النزاعات والخالفات على ثبوته كما في وطء الشبهة والنكاح الفاسد ـــ فحينئذ ي

قد سبق الحديث عنهما ــــ .

لها ،وأحب أن أشير هنا إلى أن الطب الحديث اليوم كشف عن تفسيرات علمية للفراشخصصته للحديث ألنني ؛المطلب الثاني والذي سأرجيء الحديث عنها إلىعالقة بعملية الوراثة

.جذور متأصلة في الشرعمن ونظرا لما للفراش ،عن طرق إثبات النسب بالوراثة

وأبدأ حديثي عن مفهوم الفراش الذي يتحقق به نسب الولد ألبيه، ثم أنتقل للحديث عن حكم ثبوته، ومن ثم الشروط التي يتحقق بها نسب الولد ألبيه تحت ظالل الفراش، وذلك على

التالي: النحو

الفراش في اللغة واإلصطالح: تعريفأوال:

. في اللغة: أ

م، فرشا وفراشا: بسطه، يقال: فرشه أمرا، إذا أوسعه إياه فرش الشيىء يفرشه، بالض كان يتزوج الكرائم من النساء. يقال: هو كريم المفارش، إذا ،له، وهو مجاز وبسطه له ك

والجمع ،واالفتراش افتعال من الفرش والفراش، وافترشه أي وطئه، والفراش ما افترشمن ذلك: قوله وقد يكنى بالفرش عن المرأة ،والفرش: المفروش من متاع البيت ، أفرشة وفرش

الصالة والسالم: (الولد للفراش)، قال قوم: أراد به الزوج. قالوا: والفراش في الحقيقة: المرأة، عليه (نها تفرش وتبسط بالوطء عادة ألفسميت المرأة فراشا هي التي توطأ، ألنها

100F

وج أعير ،)١ ولكن الز

).٤/٢٧)؛ الزرقاني: شرح الزرقاني على موطأ مالك(٨/٢٤٢بدائع الصنائع( )١(

Page 119: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۰۷

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

وجية واللباساسم المرأة، كما اشتر ها أي صاحب رير: باتت تعارضه وبات فراش قال ج ، كا في الز(فراشها وهو زوجها

101F

١(.

في اإلصطالح:الفراش ب.

عرف الفقهاء الفراش بتعريفات متقاربة حيث دار محور حديثهم عنه حول الحالة ة والحياء، فكان التعبير بكلمة الزوجية التي تربط الرجل بالمرأة في عالقة خاصة مبناها السري

الفراش تعبيرا مهذبا كني به عن الجماع وال عجب في ذلك إذ أن الكناية عن األشياء التي (يستحى منها كثيرة في القرآن والسنة

102F

٢(.

والرجل الذي ترتبط به المرأة في العالقة الزوجية هو األب الذي ينسب إليه الولد والذي ج شرطا للتمكن من الجماع الذي بمقتضاه يحصل الولد الذي يلزم نسبته جعل الشارع عقد الزوا

ألبيه.

وأورد هنا بعض تعريفات العلماء القدامى والمحدثين للفراش، وذلك على النحو التالي:

تعريفات القدامى للفراش: .١

عرف أصحاب المذهب الحنفي الفراش بعدة تعريفات منها ما يلي:

.)103F٣()معنى الفراش أن تتعين المرأة للوالدة لشخص واحد: (حيث قال قد عرفه الزيلعيف .أ

حد الفراش وهو كون المرأة متعينة لثبوت نسب ولدهامن عرفه ابن الهمام حيث قال:(وقد .ب .)104F٤()الرجل إذا أتت به

الفراش وهو تعين المرأة لماء الزوج بحيث يثبت منه نسب كل وعرفه البابرتي حيث قال: ( .ج .)105F٥()ولد تلده

ـــ )١( ـــراء ومـــا يثلثهمـــا، ص: مقـــاييس اللغـــة(باب الف ـــرش، )؛ لســـان العـــرب، ٨٤٠اء وال ـــاج )؛ ١٠/٢٢٤(مـــادة ف ت

).٨/٨٦العروس من جواهر القاموس(مادة فرش، ).٩/٢٩٤) ابن حجر: فتح الباري(٢( ). ٣/٤٣تبيين الحقائق( )٣( ).٣/٢٤٣) ابن الهمام: شرح فتح القدير(٤( ).٤/٣٥٦العناية شرح الهداية( )٥(

Page 120: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۰۸

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

لفراش معناه أن المرأة صارت بحيث يلحق بك حيث قال: (امن المالكية عرفه القرافي وكما )106F١()ولدها

تعريفات المحدثين للفراش:. ٢

(الفراش يعني زواج وحمل ووالدة، ويقصد به الدخول الحقيقي من زواج التعريف األول:(صحيح)

107F

٢(.

(تمتع بها وهي الزوجة)(المرأة التي يحل للرجل شرعا أن يس التعريف الثاني:108F

٣(.

((المرأة التي يستفرشها الرجل ويستمتع بها) التعريف الثالث:109F

٤(.

هو النكاح بين رجل وامرأة تالقت أمشاجهما أثناء هذا النكاح، التعريف العلمي للفراش:. ٣ فنشأ بينهما الولد، حيث تلقحت بويضة المرأة بالحيوان المنوي للرجل، لتنشأ النطفة األمشاج،والتي تحتوي على نصف الصفات الوراثية من األب والنصف اآلخر من األم، ثم يتخلق الجنين في بطن أمه، فتنتقل الصفات الوراثية من النطفة األمشاج إلى كل خاليا الجنين بال إستثناء، وعليه فإن أي خلية تأخذ من الولد تدل على النسب الحقيقي للولد، بنسبة أكيدة تصل إلى

(عند استعمال البصمة الوراثية % ١٠٠110F

٥(.

يتبين لنا من خالل التعريفات السابقة للفراش، ما يلي:

(استعمال لفظ الفراش كناية عن الجماع .١111F

٦(.

القوي للمعنى اللغوي في المعنى اإلصطالحي، وذلك من خالل وصف الزوجة االرتباط .٢واما ،إما لمضاجعته لها على الفراش تجوزا لمرأة إنما سميت فراشا بالفراش، قال ابن قدامة: (ا

.)112F٧()لكونها تحته في حال المجامعة وكال األمرين يحصل في الجماع

).١١/٣٢٣الذخيرة( ) القرافي:١( ).٢٩٨) إمام: الزواج والطالق في الفقه اإلسالمي(ص: ٢( ).٤٩٨) أبو العنين: الفقه المقارن لألحوال الشخصية(ص: ٣( ).١٠/٧٢٥٦الفقه اإلسالمي وأدلته( )٤( ).٢٠األسس العلمية الختبار البصمة الوراثية في القرآن والسنة(ص: )٥( ).٣/١٥٢٢سبل السالم () ٦( ).١٠/٥١٤المغني( )٧(

Page 121: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۰۹

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

الولد (استلهم الفقهاء التعبير عن الزوج بالفراش من قول الرسول صلى اهللا عليه وسلم: .٣(للفراش وللعاهر

113F

لكونه صاحب الفراش. ، فكان تعبيرهم عنه بالفراش تنصيصا )114F٢()الحجر )١

ألن كل واحد منهما فراش ؛الفراش وان كان يقع على الزوج فإنه يقع على الزوجة أيضا .٤(لصاحبه

115F

٣(.

بن ألبيه، إذ هو الدليل المتاح في ذلك لفراش كدليل ظاهري إلثبات نسب االاعتبر المشرع ا .٥لق منه الجنين؛ وما ذلك إال لخصوصية العالقة العصر لمعرفة صاحب الماء الذي تخ

من ناحية، لكونها مبنية على الستر ؛التحقق من حالة الجماع بين الزوجينالزوجية، وتعذر بمظنته وهو قيام ى المشرعاكتفولكونها الوسيلة المتوفرة في ذلك العصر من ناحية أخرى، ف

دليل قولهأي من صلبه، ب ،كان من جماعه مالحق بالزوج أحالة الزوجية الممكنة وبالتالي

.)116F٤()وحالئل أبنائكم الذين من أصالبكمتعالى: (

إن التفسير العلمي للفراش كشف عن امكانية معرفة األب الحقيقي للولد بنسبة أكيدة تصل .٦ % عند استعمال البصمة الوراثية.١٠٠إلى

:حكم ثبوت النسب بالفراش: ثانيا

(سب بالفراشاتفق الفقهاء على ثبوت الن 117F

، واستدلوا على ذلك بالكتاب والسنة واجماع )٥ :بما يلياألمة،

الكتاب: . أ

.))118F٦والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنني وحفدة قوله تعالى: .١

وجه الداللة:

للزاني الخيبة والحرمان من الولد أي ال حظ له في نسب ) أي للعاهر الحجر: (الزنا ومعنى قوله :العهر )١( ).٢٦/١٦٧. العيني: عمدة القاري شرح صحيح البخاري(الولد كما تقول له التراب أي ال شيء له

).٨٥سبق تخريجه(ص: )٢( ).٢٣/٢٥١البخاري( ) العيني: عمدة القاريء شرح صحيح٣( ).٢٣) سورة النساء: آية(٤(ـــــــــل()؛ ١٧/١٨١المبســـــــــوط( )٥( ـــــــــع()، ٣/٧٨المهـــــــــذب( )؛٤/١٣٣مـــــــــنح الجلي ـــــــــروض المرب ـــــــــل ١/٣٨٨ال )؛ ني

).٦/٣٢٥األوطار( ).٧٢) سورة النحل: آية(٦(

Page 122: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۱۰

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

وجعله أيضا معروفا ،من الزوجين من بديع الصنع في خلق النسل أن جعل النسل ، لذا فقد شرع الزواج ليحل به مخالطة الرجل بالمرأة ويقصرها عليه وحده، متصال بأصوله؛ ألن األصل حمل أحوال الناس على الصالح فراشا، فإن جاءت بولد فهو منه فتكون المرأة به

(ه صاحب الفراشمن الزوج ألنالولد إلى أن يثبت العكس وعليه فإنه يثبت نسب119F

١(.

.) )120F٢هن لباس لكم وأنتم لباس لهن قوله تعالى:. ٢

وجه الداللة:

في هذا التعبير القرآني الدقيق إشارة إلى طبيعة العالقة بين الرجل والمرأة، حيث ينهما حيث اعتبر الزوجة لباس للزوج وهو كذلك بالنسبة لها، وفي ذلك كناية عن حالة الجماع ب

تكون المرأة في هذه الحالة فراش للزوج وهو صاحب هذا الفراش وعلى ذلك فإن ما ولد عليه (يكون تبعا للزوج ويثبت نسبه له

121F

٣(.

السنة: . ب

للفراش الولد ( :قال أنه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم هريرة يأب عن .١ .)122F٤()وللعاهر الحجر

وجه الداللة:

أي صاحب :ر مضافيقدنص الحديث على ثبوت نسب الولد لصاحب الفراش، ت (وهو الزوج ؛الفراش

123F

٥(.

(اختصم سعد بن أبي وقاص (عائشة، قالت: عن .٢124F

(وعبد بن زمعة )١125F

سعد: في غالم؛ فقال )٢(هذا، يا رسول اهللا ابن أخي عتبة بن أبي وقاص

126F

، عهد إلي أنه ابنه، انظر إلى شبهه، )٣

يعة الد في الشر أبو العنين: حقوق األو ؛)١٠/١٤٩الجامع ألحكام القرآن()؛ ١٤/٢١٧التحرير والتنوير( )١(

.)١٧اإلسالمية(ص: ).١٨٧) سورة البقرة: آية(٢( ).٢/١٨١)؛ التحرير والتنوير(١/٢٣٢البحر المديد()؛ ١/٥٤أحكام القرآن للكياهراسي( )٣( .)٨٥ (ص: سبق تخريجه) ٤( ).٤/٢٧شرح الزرقاني()، ١/٤١٥(إحكام األحكام شرح عمدة األحكامابن دقيق العيد: )٥(

Page 123: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۱۱

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

هللا وقال عبد بن زمعة: هذا أخي، يا رسول اهللا ولد على فراش أبي من وليدته فنظر رسول اصلى اهللا عليه وسلم إلى شبهه فرأى شبها بينا بعتبة، فقال: هو لك يا عبد، الولد للفراش

(وللعاهر الحجر، واحتجبي منه يا سودة بنت زمعة 127F

.)128F٥()فلم تره سودة قط )٤

:وجه الداللة

النبى صلى الله عليه وسلم قضى بالولد لزمعة، وصرح بأنه صاحب الفراش، أن ولد على فراش أبي ألحقه أخي فإنه لما قال عبد بن زمعة ،وجعل ذلك علة للحكم بالولد له، وفي ذلك داللة صريحة على أن الولد صاحب الفراش لكونه النبي صلى اهللا عليه وسلم بزمعة

(ب لصاحب الفراشينس129F

٦(.

ج. اإلجماع:

لك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كالب الزهري أبو إسحاق أحد العشرة وأول سعد بن أبي وقاص ما )١(

ابن حجر: .عقيق سنة خمس وخمسين على المشهورمن رمى بسهم في سبيل اهللا ومناقبه كثيرة مات بال )٤/٢٩٨)؛ ابن حبان: الثقات (٣/٨٨صابة(اإل

ك بن حسل بن عامر بن لؤى بن غالب عبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مال )٢(القريشى العامرى المكى الصحابى، أمه عاتكة بنت األحنف، وهو أخو سودة بنت زمعة أم المؤمنين ألبيها، وأخو عبد الرحمن الذى تخاصم فيه سعد ابن أبى وقاص، وعبد بن زمعة، وكان عبد شريفا من سادات

).١/٧٢٣الصحابة ابن األثير: أسد الغابه (عتبة بن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك الزهري واسمه مالك بن اهيب ويقال وهيب بن عبد مناف ابن )٣(

زهرة بن كالب الزهري أبو إسحاق. أسلم قديما وهاجر قبل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وهو أول من ) وهو المشهور. ٥سنة (رمى بسهم في سبيل اهللا وشهد بدرا والمشاهد كلها مات سنة إحدى وخمسين وقيل

).٢/٧٣٩)؛ الباجى: التعديل والجرح(١/٧٤٤ابن األثير: أسد الغابة(سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس العامرية القرشية أم المؤمنين تزوجها النبي صلى اهللا عليه وسلم )٤(

ابن خياط: )؛٣/١٨٣بعد خديجة وهو بمكة وماتت سنة خمس وخمسين على الصحيح .ابن حبان: الثقات( ).١/٦٢٦الطبقات(

).٨٥سبق تخريجه(ص: )٥( ).٥/٤١١زاد المعاد( )؛ ٣/١٥٢٢سبل السالم( )٦(

Page 124: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۱۲

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

(أجمع العلماء على ثبوت النسب بالفراش130F

١(.

:الشروط التي يتحقق بها نسب الولد ألبيه تحت ظالل الفراشثالثا:

يشترط لثبوت النسب بالفراش ثالثة شروط أذكرها على النحو التالي:

الشرط األول: عقد الزواج الصحيح:

لد الذي يولد حال قيام الزوجية أو أثناء العدة، ويلحقه وهو السبب في ثبوت نسب الو ولو نازع فيه منازع فال يقبل منه، وذلك باتفاق في الحكم النكاح الفاسد والوطء بشبهة،

(العلماء131F

ـ )٢

، وذلك على النحو آراءواختلف الفقهاء فيما تصير به الزوجة فراشا على ثالثة التالي:

تحرير محل النزاع:

إال أنهم ،الفقهاء على أن المرأة إذا كانت زوجة تصير فراشا بمجرد عقد النكاحاتفق :كما يلي وهي آراء، ولهم في المسألة ثالثة ط إمكان الوطء بعد ثبوت الفراشااشتر اختلفوا في

األول: لرأيا

كاف وال يعتبر إمكان به قيام الفراشأن الفراش يثبت من الزوجة بمجرد العقد ف يرى تزوج المشرقي بمغربية لوف قام النكاح مقامه في إثبات النسبألن الدخول أمر باطن في ؛خولالد

وان لم يوجد الدخول ،يثبت النسب بينهما مسيرة سنة فجاءت بولد لستة أشهر من يوم تزوجهاأنه لم يجتمع بها، بل لو طلقها عقيبه فى أيضا ان علم و ،حقيقة لوجود سببه وهو النكاح

اما دام الدخول متصور ، وعليه فإنه يثبت نسب الولد بالعقد ولو لم يكن الدخول ممكنا جلسالم(، واليه ذهب الحنفيةعقال

132F

٣(.

.)٥/٤١٠زاد المعاد( ؛)٣/٥٥٠حاشية ابن عابدين(؛ )٨/١٨٣ابن عبد البر: التمهيد( )؛٨٦اإلجماع(ص: ) ١(ـــــــــل( )؛١٧/١٨١المبســـــــــوط( )٢( ـــــــــع()، ٣/٧٨المهـــــــــذب()؛ ٤/١٣٣مـــــــــنح الجلي ـــــــــروض المرب ـــــــــل ١/٣٨٨ال )؛ ني

).٦/٣٢٥األوطار()؛ ٣/٥١٢حاشــية ابــن عابــدين( )؛٢/٣٣٢بــدائع الصــنائع( )؛٣/١٨٠لتعليــل المختــار() ابــن مــودود: اإلختيــار ٣(

).٧/١٣١المبسوط(

Page 125: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۱۳

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

الثاني: الرأي

، واليه شرط إمكان الوطءب عقد النكاحب أن المرأة إذا كانت زوجة تصير فراشا يرى ( المالكية والشافعية والحنابلة ذهب

133F

١(.

ث:الثال الرأي

(ابن تيمية ، واليه ذهبالمحقق ال إمكانه المشكوك فيه الدخول طااشتر يرى 134F

٢(.

سبب الخالف:

يرجع الخالف في المسألة إلى األسباب التالية:

االختالف في تقدير األثر المترتب على عدم النسب:. ١

هذا قد يشجع إن الحنفية ارتأوا أن عدم إثبات النسب بمجرد العقد يفتح بابا للفساد فالبعض على التنصل من النسب بدعوى عدم إمكان التالقي، بينما رأى اآلخرون أن إثبات

النسب مع إمكان التالقي هو الذي يفتح باب المفسدة وذلك بنسبة اإلبن إلى أب غير حقيقي.

: االختالف في التمسك بالمبدأ العام في الشريعة مع إمكانية الوقوع الفعلي. ٢

نفية تمسكوا بالمبدأ العام وهو أن العقد يحل الزوجة ويثبت به النسب، بينما فالح اآلخرون يرون أن امتناع التالقي الذي هو سبب اإلنجاب يمنع المبدأ العام من تحقيق ثماره

وهو إثبات النسب.

االختالف في الدخول بالتمسك بالتحقق من حصوله أومظنة حصوله:. ٣

بينما الدخول خفية، فيكتفى بإمكانية الدخول فهي مظنة له، أن حقيقة ىفالجمهور ير أن النسب ال يكون إال بحقيقة الدخول لما له من خطر فيجب أن ابن تيمية وابن القيم يريان

يكون الدخول ثابتا.

أدلة المذاهب:

)؛ ٣/٧٩المهــــــذب( )؛٩/٣٣٠روضـــــة الطـــــالبين( )؛١١/٣٦٠)؛ الحـــــاوي الكبيـــــر(٣/١٥٥٣بدايـــــة المجتهـــــد( )١(

).٩/٢١٦الفروع( ).٥/٤١٠)؛ زاد المعاد(٥/٥٠٨(الفتاوى الكبرى )٢(

Page 126: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۱٤

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

)الفراش يثبت من الزوجة بمجرد العقد(القائل أن األول: أصحاب المذهبأدلة :بما يليالسنة والمعقول، نفية على قولهم من استدل الح

أوال: من السنة:

الولد ( :قال أنه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم هريرة يأب ماروي عن .)135F١()وللعاهر الحجر للفراش

وجه الداللة:

أي لصاحب الفراش، ولم يذكر ي اهللا عليه وسلم على أن الولد للفراش ذكر النبي صل (فيه اشتراط الوطء وال ذكره، وألن العقد في الزوجة كالوطء

136F

٢(.

أجيب عليه:

أن الرسول صلى اهللا عليه وسلم عبر بالفراش كناية عن حالة الجماع بين الزوجين به نسب الولد ألبيه. فيفهم ضمنا ألنه بالجماع يتحقق الفراش الذي يثبت

ثانيا: من المعقول:

:على النحو التالي وذلك ،وجهينوقد استدلوا بالمعقول من

، فمتى أتت الزوجة بولد ن النكاح قائم مقام الماء ما دام التصور العقلي حاصال أ الوجه األول:(ألدنى مدة الحمل من حين العقد يثبت نسبه من الزوج

137F

٣(.

أجيب عليه:

، وقد ثبت ما يناقض قولهم مكانها و الدخول يؤكد على أنه البد من تصور اقولهم هذ(وذلك في فروعهم المنتشرة في بطون الكتب

138F

والحق أن التصور ، ومن ذلك قول ابن الهمام: ()٤(، وال ممن ولدت ألقل من ستة أشهر)ولذا لو جاءت امرأة الصبي بولد ال يثبت نسبه ؛شرط

139F

٥(.

).٨٥ (ص:أنظر سبق تخريجه) ١( ).٢٣/٢٥١عمدة القاريء شرح صحيح البخاري( )٢( ).٦/٣٢٥نيل األوطار( )٣( ).٤/٣٥٠)؛ فتح القدير(٣/٥١٢حاشية ابن عابدين( )؛٤/١٦٩البحر الرائق( )٤( ).٤/٣٥٠) فتح القدير(٥(

Page 127: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۱٥

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

يقوى بنفسه إلثبات الفراش حيث إنه من دواعي الجماع فتحصل به إن العقد الوجه الثاني:(إلثبات الفراش مجرد المظنة كافيةمظنته، و

140F

١(.

عليه: وأجيب

وال شك أن قال الشوكاني: ( ،بل ال بد من إمكان الوطء ؛منع حصولها بمجرد العقدي .)141F٢()في ثبوت الفراش جمود ظاهر اعتبار مجرد العقد

زوجة تصير فراشا بعقد النكاح بشرط إمكان (القائل أن الالثاني: هبأصحاب المذأدلة

:بما يليوقد استدل جمهور العلماء على قولهم من المعقول، ): الوطء

الولد إنما يلحق باألب بعد ثبوت الفراش وهو ال يثبت إال بعد إمكان الوطء في إن مشرقية، ولم يفارق واحد منهما النكاح الصحيح أو الفاسد، فإن لم يمكن بأن نكح المغربي

(وطنه، ثم أتت بولد لستة أشهر أو أكثر لم يلحقه لعدم إمكان كونه منه142F

٣(.

الدخول أن الزوجة تصير فراشا بعقد النكاح بشرط (القائل الثالث: أصحاب المذهبأدلة :بما يليعلى قولهم من المعقول، ابن تيمية وابن القيم استدلالمحقق): وقد

ال يتصور أن تكون المرأة فراشا دون أن يتحقق ذلك حقيقة بوجود الدخول، فإن لم أنه (يتصور اإلجتماع، أو لم يتحقق الدخول، قطعنا عقال بعدم النسب للزوج

143F

٤(.

وأجيب عليه:

فاعتبارها يؤدي إلى بطالن كثير من األنساب وهو ،معرفة الوطء المحقق متعسرة إن (االمكان يناسب ذلك االحتياط ها واعتبار مجردبيحتاط

144F

٥(.

الراجح: الرأي

).٦/٣٢٥نيل األوطار( )١( ق: نفس الجزء والصفحة.) المرجع الساب٢( ).٦/٣٢٥)؛ نيل األوطار(١٠/٥٥٧)؛ المغني(٨/٣٧٧نهاية المحتاج( )٣( ).٥/٤١٥زاد المعاد( )٤( ).٦/٣٢٥نيل األوطار( )٥(

Page 128: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۱٦

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

بعد عرض األقوال واألدلة في المسألة، يمكن لي ترجيح القول الثاني القائل باشتراط إمكان الوطء في النكاح الصحيح أو الفاسد إلثبات نسب المولود ألبيه، وذلك لألسباب

التالية:

ين لما في ذلك من منافاة للواقع ال يصح إثبات النسب مع عدم امكان تالقي الزوج .١ومخالفة لمقصود الشارع في حفظ األنساب، إذ أن اشتراط إمكان الوطء له نصيب في تحقيق مقصد الشارع في حفظ األنساب فال يخفى ما في اثبات النسب مع انقطاع امكان

الوطء من إهدار لألنساب لما فيها من اإلختالط.

اقع الطبي المتقدم من امكانية اإلخصاب (التلقيح إن ما نشهده اليوم من خالل الو .٢الصناعي) دون تالقي الزوجين، يتطلب منهما اإلشهاد على عملية اإلخصاب واشهارها

إلقامة هذا مكان شرط التالقي؛ وذلك دفعا للتهمة، ودرءا للمفسدة، وحماية لنسب المولود.

إال إذا قامت القرائن واألدلة التي إن مجرد العقد ال يقوى بنفسه على إثبات نسب المولود .٣تثبت اإلمكان، ولذلك فإنني أفضل إثبات الدخول فاألولى بالزوجين إذا دخال أن يكون ذلك ثابتا معلوما، درءا ألي شبهة عنهما، وحفاظا على ثبوت نسب الولد للزوج وعدم تعريضه

للضياع.

فعلي بعد سنة أو أكثر، بعد تأسيس ويؤيد ذلك العرف فقد يتم العقد ثم يأتي الدخول ال بيت الزوجية في حفل كبير على مرأى ومسمع من الجميع وحضور المدعويين وخاصة

مصر.

إن من المقرر شرعا أن األصل في إثبات النسب اإلحتياط، واعتبار إمكان الدخول يتناسب .٤ ر من األنساب.مع ذلك اإلحتياط، وال يخفى لما في اشتراط الدخول المحقق من بطالن لكثي

الشرط الثاني من الشروط التي يتحقق بها النسب هو: تصور امكان حدوث الوالدة أما من الزوج:

Page 129: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۱۷

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

ويتحقق ذلك بأن يكون الزوج بالغا، وخاليا من العاهات التي تجعله غير قادر على

مؤهل فقد اتفق العلماء على عدم ثبوت النسب للولد إذا ما تأكد أن الزوج غير، اإلنجاب

(لإلنجاب لصغر سنه145F

(أو لعاهة تعيق عملية اإلنجاب )١146F

، ولعلم الطب اليوم اسهامات جادة في )٢

الوقوف على حقائق األمراض، وتحديد سبب عجز الزوج عن اإلنجاب على جهة اليقين ومن ثم

معرفة األب الحقيقي للولد بنسبة قطعية.

ام الزوجية:أما الشرط الثالث واألخير: حدوث الحمل أثناء قي

لقد استعان الفقهاء بأقل مدة الحمل في إثبات نسب الولد لوالده، واتفقوا أن أقصر مدة (للحمل يمكن للجنين بعدها أن يولد حيا، وأن تكتب له الحياة بإذن اهللا هي ستة شهور

147F

٣(.

والسنة، وذلك على النحو التالي: بالكتابواستدلوا على ذلك

:أوال: الكتاب

والوالدات يرضعن ، وقوله تعالى: ))148F٤وحمله وفصاله ثالثون شهرا تعالى:قول اهللا

.))149F٥أوالدهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة

وجه الداللة:

ثين وذلك بالعمل بمجموع اآليتين السابقتين: فاآلية األولى حددت الحمل والفصال بثال شهرا، وحددت اآلية الثانية الفصال بعامين، فبإسقاط مدة العامين للفصال تكون مدة الحمل ستة

)؛ ٣/٥٥٠)؛ حاشــــــــــية ابــــــــــن عابــــــــــدين(٥/٤٨٦)؛ الحطــــــــــاب: مواهــــــــــب الجليــــــــــل(٣/٤٤تبيــــــــــين الحقــــــــــائق() ١(

).١٠/٥٥٧المغني(وضـــة ر )؛ ٤/٢٩٦مـــنح الجليـــل()؛ ٤/١٤١ق: التـــاج واإلكليـــل()؛ المـــوا٣/٤١٧) شـــيخي زاده: مجمـــع األنهـــر(٢(

).٩/٢١٦(: المبدع شرح المقنعابن مفلح )؛٣/٧٩المهذب()؛ ٦/٣٠٦الطالبيين( ).٨/٩٣)؛ المبدع شرح المقنع(٨/١٥١)؛ حاشية الشرواني(١/٣٣٩ستذكار()؛ اإل٣/١٨٤البحر الرائق( )٣( ).١٥سورة األحقاف: آية() ٤( ).٢٣٣لبقرة: آية(سورة ا) ٥(

Page 130: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۱۸

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

(أشهر150F

، وهذا تؤكده الشواهد الطبية، حيث قرروا أن الجنين الذي يولد قبل تمام الشهر السادس )١(ال يكون قابال للحياة

151F

٢(.

السنة:ثانيا:

(مالك بن أنسما رواه 152F

ي أن عثمان رضي الله عنه أتي بامرأة ولدت في بلغن(قال: )٣

، ما عليها رجم، ألن الله تعالى يقول: وحمله وفصاله ستة أشهر، فأمر برجمها، فقال له علي

راد أن يتم والوالدات يرضعن أوالدهن حولين كاملين لمن أوقال: ،))153F٤ثالثون شهرا

)154Fالرضاعة

شهر، فال رجم عليها، فأمر عثمان بردها، فوجدت قد أفالحمل يكون ستة . )٥

.)155F٦()رجمت

وجه الداللة:

إذا ولدت في أقل مدة الحمل وكان الجنين حيا فإن نسب الزوجةيدل الحديث على أن ة إلى إقراره أو إقامة بينة من الزوجة.المولود يثبت إلى الزوج من غير حاج

ويكون النسب منتفيا إذا ولدت الزوجة ألقل من ستة أشهر، فاإلتيان بالولد قبل المدة الكافية يدل على أن الحمل قد حدث قبل وجود الفراش، وهذا يدل على أن الحمل حدث من غير

(الزوج156F

٧(.

)؛ الــروض ٧/٢٦)؛ نهايــة المحتــاج(٤/٢٠٨٥بدايــة المجتهــد()؛ ١/٢٦٢) الميــداني: اللبــاب فــي شــرح الكتــاب(١(

).١/٣٩٢المربع( ).٣٣٨الموسوعة الطبية الفقهية(ص: )؛١/٥٤أحكام القرآن للكياهراسي( )٢( المدني الفقيه إمام دار الهجرة رأس مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو األصبحي أبو عبد اهللا )٣(

بن عمر من السابعة االمتقنين وكبير المتثبتين حتى قال البخاري أصح األسانيد كلها مالك عن نافع عن :ابن حبان .مات سنة تسع وسبعين وكان مولده سنة ثالث وتسعين وقال الواقدي بلغ تسعين سنة

).٨/٢٠٤(التعديل والجرح :لباجىا )؛ ٤٩٥/ ٧(الثقات ).١٥سورة األحقاف: آية() ٤( ).٢٣٣سورة البقرة: آية() ٥( ).٧/٤٤٢، ١٥٣٢٨سنن البيهقي الكبرى(كتاب العدد، باب ما جاء في أقل الحمل، ح )٦( .)٢٦/٣١؛ التحرير والتنوير()١/٥٤أحكام القرآن للكياهراسي( )٧(

Page 131: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۱۹

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

الطريق الثاني: إثبات النسب باإلقرار:

قرار دور حاسم في قطع النزاع؛ لما فيه من اإلعتراف بالحقوق الثابتة إن لإل ألصحابها واإللتزام بتسليمها لهم، فظهرت الحاجة ملحة لضرورة العمل به مقترنة مع بدو الصدق، الذي قارب اليقين من عاقل تالزم مع أقواله إكتمال الشروط التي تدفع عنه التهمة في

بره المشرع وسيلة تشكل حالة من اإللتزام للمقر بمقتضى ما أقر به من احتمال الكذب؛ لذلك اعت حقوق ثابته لآلخرين وقد باتت تشغل ذمته فاعترف بها اختيارا منه لمصلحة اآلخرة.

وألجل هذا كان من الطبيعي أن يتصدر اإلقرار جميع األدلة فيكون سيدها، فيثبت به حق إنتساب اإلبن ألبيه.جميع الحقوق المقر بها وعلى رأسها

بإذن اهللا تعالى عن اإلقرار بالنسب وذلك بتحديد مفهومه، حديثيمن هنا سأبدأ وذكر مشروعيته وحكمه وما يترتب عليه من أثر، وذكر أنواعه باألبعاد التي فصلها

العلماء، وذلك على النحو التالي:

اإلقرار بالنسب: تعريفأوال:

ار بالنسب يستلزم بيان مفهوم اإلقرار ثم مفهوم النسب، ولقد للوقوف على مفهوم اإلقر سبق لي بيان مفهوم النسب ـــ في المبحث األول من هذا الفصل ـــ فيتبقى لي الوقوف على

مفهوم اإلقرار ومن ثم الوقوف على مفهوم اإلقرار بالنسب، وذلك على النحو التالي:

اإلقرار: تعريف. ١

غة:اإلقرار ل تعريفأ.

واإلقرار إثبات ،قر الشيء إذا ثبت :يقال ،اإلثباتفاإلقرار هو ، مشتق من الفعل قر الشيء إما باللسان واما بالقلب واما بكليهما، فهو ضد الجحود واإلنكار واإلضطراب والتنازع،

ره عتراف به، يقال: أقر بالحق أي اعترف بحق عليه آلخر، وقوهو أيضا اإلذعان للحق واال ر(بالحق غيره حتى أقر

157F

١( .

اإلقرار اصطالحا: تعريفب.

:مايليفقد عرفه الفقهاء بتعريفات متقاربة، منها

، )؛ لسان العرب، (ماد٨٥٤والراء، ص: قافمقاييس اللغة(باب ال )١( ).١١/١٠٢ة قر

Page 132: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۲۰

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

(عرفه الزيلعي .١158F

.)159F٢()الغير على نفسه عن ثبوت حق هو إخبار ( بأنه:من الحنفية )١

(وعرفه ابن مودود .٢160F

ابت اعتراف صادر من المقر يظهر به حق ث( بأنه:من الحنفية )٣ .)161F٤()فيسكن قلب المقر له إلى ذلك

(وعرفه التسولي .٣162F

خبر يوجب حكم صدقه على قائله فقط بلفظه أو بلفظ ( بأنهمن المالكية )٥ .)163F٦()نائبه

(وعرفه الرملي .٤164F

.)165F٨()إخبار عن حق ثابت على المخبر( بأنه: من الشافعية )٧

(وعرفه ابن مفلح .٥166F

أو أو كتابة لفظا االعتراف وهو إظهار الحق( بأنه: من الحنابلة )٩ .)167F١()إشارة

خذ عن أصحاب النحيب وعن أو الحنفى جمال الدين اشتغل كثيرا عبد اهللا بن يوسف بن محمد الزيلعي )١(

القاضى عالء الدين التركمانى وعن جماعة والزم مطالعة كتب الحديث الى أن خرج أحاديث الهداية الكتب الحديثية فالعراقى لتخريج االحياء وأحاديث الكشاف كان يترافق هو وزين الدين العراقى في مطالعة

مات بالقاهرة فى المحرم سنة ، روالزيلعى لتخريج أحاديث الكتابين المذكورين وكان كل منهما يعين اآلخ ).٣/٩٥(الدرر الكامنة :ابن حجر)؛ ١/٣٨٢(ع البدر الطالي: لشوكانا .اثنتين وستين وسبعمائة ٧٦٢

).٥/٢تبيين الحقائق( )٢(بالموصل فى ولداهللا بن محمود بن مودود بن محمود الموصلي أبو الفضل اإلمام الملقب مجد الدين عبد )٣(

يوم الجمعة سلخ شوال سنة تسع وتسعين وخمس مائة سمع بالموصل من أبي حفص عمر بن طبرزد سمع ).٢/٨٥)؛ تغري بردي: المنهل الصافي( ١/٢٩١(طبقات خليفة . ابن خياط:منه الحافظ الدمياطي

).٢/١٢٧اإلختيار( )٤(علي بن عبد السالم التسولي، المالكي (أبو الحسن) فقيه.من تصانيفه: البهجة في شرح التحفة في فروع )٥(

معجم :كحالة .ه١٨٤٢الفقه المالكي في مجلدين، حاشية على الزقاقية، وشرح الشامل توفى سنة ).٧/١٢٢(المؤلفين

).٢/٥٢٤ة() التسولي: البهجة في شرح التحف٦(نصاري، الشافعي (شمس الدين) فقيه، مشارك في مزة الرملي، المنوفي، المصري، األمحمد بن احمد بن ح )٧(

.ولىجمادى األ ١٣الشافعية، وتوفي في ولى، وولي افتاءعلوم. ولد بالقاهرة سلخ جمادى األبعض ال ).٨/٢٥٥(معجم المؤلفين :كحالة )؛٧/٩٧(ع البدر الطالي: لشوكانا

).٢/٥٢٨نهاية المحتاج( )٨() ٨١٦إبراهيم بن محمد بن عبد اهللا بن مفلح أبو إسحاق برهان الدين، من قضاة الحنابلة. ولد سنة ( )٩(

). وكان حريصا على إخماد الفتن التي كانت ٨٥١)، وولي قضاءها سنة (٨٨٤بدمشق، وتوفي فيها سنة (

Page 133: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۲۱

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

، ما يلي:قرارمن خالل التعريفات السابقة لإل ييتبين ل

إختيار رار يتفق مع الشهادة بأن كليهماإن اإلقختيار فء من وصف اإلقرار باالمن العلما .١ ختيار من النفس.شهادة اختيار من الغير واإلقرار اوالفرق أن ال

و الوجوب باإلقرار، وذلك ما يميزه عن الشهادة، فالشهادة وصف العلماء الحق بالثبوت أ .٢يثبت الحق به وليس بحكم القاضي، ودور تفتقر لحكم القاضي للثبوت بها، بينما في اإلقرار

.التوثيق والتنفيذ القاضي هنا هو

وسيلة من وسائل اإلفهام فصل بعض العلماء في تعريف اإلقرار فذكروا وسائله فاعتبروا أي .٣، وكالة فهي مقبولة ويعمل بها ملفظا أ ،عبارة كانت أم إشارة ،أن يصل بها اإلخباريمكن

.وهذا من الحقيقة في التعريف، بل هو أحكام وتفاصيل تتعلق بشروط اإلقرار وضوابطه

اعتبر الفقهاء ترجيح جانب الصدق في المخبر على إعتبار أن العاقل ال يكذب على نفسه .٤لذي أقدم على اإلعتراف مقدما مصلحة اآلخرين وحقوقهم فإن كذبا يضرها، فالشخص ا

العقل يرجح فيه جانب الصدق الذي يكاد يقرب من اليقين، من هنا اعتبر إخباره دليال وحجة عليه ووسيلة اللزام المقر بمقتضى إقراره.

اإلقرار بالنسب: تعريف . ج

ا أقر شخص أن فالنا هو إخبار الشخص بوجود القرابة بينه وبين شخص آخر، فإذ (ابنه، كان الشخص هو المقر، والولد هو المقر له، وفيه إخبار بوجود قرابة البنوة بينهما

168F

٢(.

مشروعية اإلقرار:ثانيا:

قد ذكرت آنفا أن اإلقرار موجب الحكم بذاته، ألن اإلنسان غير متهم في حق نفسه؛ لذا (زام بالوفاء بهفإن دور القاضي ينحصر في توثيقه واإلل

169F

، ومشروعية اإلقرار واحدة والتفاوت )٣

فاته "المقصد األرشد في ذكر أصحاب اإلمام أحمد" بين الحنابلة وغيرهم. وكان ينبذ التعصب، من مؤل

).٢/١٢٤(الجرح والتعديل :ابن أبى حاتم )؛٤/٧(الثقات :بن حبانا .وغيرهمطبوع، ).١٠/٢٢٣المبدع شرح المقنع( )١( ).٦٥)؛ ويح: موقع البصمة الوراثية من وسائل النسب الشرعية(ص: ١/٥٦) ابن حزم: مراتب اإلجماع(٢( ).٦/٥٩٤المغني(؛ )٨/٣١٧(فتح القدير )٣(

Page 134: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۲۲

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

، دميينتتعلق به أحكام تفارق االقرار بحقوق اآليكون فيما يتعلق به االقرار في الحدود مثال ، ومشروعية اإلقرار بالجملة ثابته بالكتاب، والسنة، واالقرار بالنسب له ضوابطه الخاصة التالي:واإلجماع، والمعقول، وذلك على النحو

:الكتابأوال:

وإذ أخذنا ميثاقكم ال تسفكون دماءكم وال تخرجون أنفسكم من دياركم قول اهللا تعالى:

وندهتش أنتمو تمرأقر ثم)170F١(.

وجه الداللة:

الميثاق، فاإلقرار حجة في أن اهللا سبحانه وتعالى أقام الحجة عليهم بإقرارهم بأخذ (إثبات الحق، والتزام صاحبه به

171F

٢(.

السنة:ثانيا:

(هريرة وزيد بن خالد الجهنى وأب ما رواه 172F

الذي ورد في قصة في الحديث الطويل )٣(العسيف

173F

بيده ألقضين أما والذى نفسى( :رسول الله صلى اهللا عليه وسلمفيه قال حيث )٤به عاما وأمر أنيسا األسلمى )،بينكما بكتاب الله أما غنمك وجاريتك فرد إليك (وجلد ابنه مائة وغر

174F

٥(

(ت فرجمهاأن يأتى امرأة اآلخر فإن اعترفت رجمها فاعترف 175F

٦(.

).٨٤سورة البقرة: آية() ١( ).٢/٢٢الجامع ألحكام القرآن()؛ ٧/٤الحاوي الكبير( )٢(زيد بن خالد الجهني المدني صحابي مشهور مات سنة ثمان وستين أو وسبعين وله خمس وثمانون سنة )٣(

).١/٣٩٧(أسد الغابة :بن األثيرا .بالكوفةالنهاية في غريب ابن األثير: جمع أسيف بمعناه. » األسفاء«عسيف. ويروى راء. واحدهم:العسفاء: األج )٤(

.)٣/٢٣٦(الحديث واألثر زيد بن خالد الجهني المدني صحابي مشهور مات سنة ثمان وستين أو وسبعين وله خمس وثمانون سنة )٥(

).١/٣٩٧(أسد الغابة :بن األثيرا .بالكوفةأنيس بن الضحاك األسلمي روى عنه عمرو بن سليم ويقال عمرو ابن مسلم روى عنه أيضا حديثه عن )٦(

. يعد في الشاميين ومخرج حديثه ل ألبي ذر: " ألبس الخشن الضيق "النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قا .)١/٨٣(أسد الغابةابن األثير: عنهم وقد قيل إنه الذي قيل فيه: " واغد يا أنيس ".

Page 135: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۲۳

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

وجه الداللة:

الحديث واضح وصريح في حجية اإلقرار، ألن الرسول صلى اهللا عليه وسلم علق الحكم برجم المرأة على اعترافها، فدل على أن االعتراف حجة على صاحبه، ودليل تبنى عليه

(األحكام176F

١(.

اإلجماع:ثالثا:

فمتى صدر اإلقرار بالنسب مستوفيا اتفق الفقهاء على إثبات النسب باإلقرار به، لشروطه الشرعية ترتب عليه إظهار الحق والزام المقر بما أقر به وال يحتاج إلى دليل يؤيده وهنا

(يتوجب على المقر تنفيذ مقتضى اإلقرار177F

٢(.

المعقول:رابعا:

وقد استدلوا بالمعقول من ثالثة وجوه، وذلك على النحو التالي:

إن العاقل ال يقر على نفسه كذبا بما فيه ضرر على نفسه أو ماله، فترجحت الوجه األول:(جهة الصدق، في حق نفسه، لعدم التهمة، وكمال الوالية

178F

٣(.

ن أكثر الحقوق ال يوصل إليها إال باإلقرار فكانت الضرورة داعية إلى األخذ به، إ الوجه الثاني:(والحاجة ماسة إلى العمل عليه

179F

٤(.

نه لما لزم الحكم بالشهادة مع احتمالها كان الحكم باإلقرار مع قلة االحتمال فيه إ لث:الوجه الثا .أولى

).٤/١٧٣شرح الزرقاني( )١( ).١/٢٤٥الزحيلي: وسائل اإلثبات()؛ ١/٥٦)؛ مراتب اإلجماع(٨٦اإلجماع(ص: )٢( ).٦/٤٦١)؛ كشاف اإلقناع(٢/٢٥٨)؛ المقدسي: العدة في شرح العمدة(٥/٢تبيين الحقائق( )٣( ).٧/٤الحاوي الكبير( )٤(

Page 136: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۲٤

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

ثالثا: أنواع اإلقرار بالنسب:

(ينقسم اإلقرار إلى قسمين180F

١(:

اإلقرار بالنسب المباشر، وهو إقرار بالنسب على النفس كاإلقرار باألبوة المباشرة القسم األول: رة .أو البنوة المباش

اإلقرار بالنسب غير المباشر، وهو إقرار بالنسب المحمول على الغير وهو كل القسم الثاني: ماعدا اإلقرار بالبنوة واألبوة، كاإلقرار باألخ أو العم أو ابن اإلبن.

أما القسم األول: اإلقرار بالنسب المباشر:

إقرار األب بالولد، واإلبن ويقصد به اإلقرار بأصل النسب، كاإلقرار باألبوة أو البنوة ك ويكون له كل الحقوق التي بالوالد والوالدة، فإذا أقر انسان بأن هذا الولد ابنه ثبت نسبه منه

اء، وال يكون ذلك إال إذا تحققت الشروط التالية:نبتجب لأل

(قر مكلفا الشرط األول: هو أن يكون الم 181F

في إقراره: )182F٣( ، مختارا )٢

(رصدها العلماء البلوغ والعقل وعالمة التكليف كما 183F

(وعلى ذلك فالصبي ،)٤184F

(والمجنون )٥185F

١( رفع القلم عن صلى اهللا عليه وسلم قوله: (عن على عن النبى ال يصح منهما اإلقرار لما روي

بى حتى يحتلم وع . )186F٢()ن المجنون حتى يعقل ثالثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الص

)؛ الحـــــــــاوي ٣/٤١٢)؛ حاشـــــــــية الدســـــــــوقي(٦/١٤٢)؛ التـــــــــاج واإلكليـــــــــل(٨/٣٩٣العنايـــــــــة شـــــــــرح الهدايـــــــــة( )١(

وســـائل )؛ ٨/٦١٢٢اإلســـالمي وأدلتـــه( الفقـــه، )٦/٥٩٣)؛ المغنـــي(٢/٣١٩)؛ أســـنى المطالـــب(٧/٩٦الكبيـــر( ).٣٩٥)؛ األحوال الشخصية(ص: ١/٢٧٠اإلثبات(

ــالغ العاقــل ولــو أنثــى أو عبــدا المكلــف هــو المســلم )٢( ة الصــاوي: بلغــ ؛)٢/٢٥٩الشــربيني: مغنــي المحتــاج( .الب ).١/١٩السالك(

: القصد أو هو، عدم بترجيح أحد جانبيه على اآلخرالقصد إلى مقدور متردد بين الوجود والهو االختيار: )٣( ).٢/٥٨٩حيدر: درر الحكام شرح مجلة األحكام( إلى الشيء وارادته.

).١٢/٩٣اإلنصاف( )؛٢/٢٥٩)؛ مغني المحتاج(٥/٢١٦)؛ التاج واإلكليل(٢/١٢٧ابن مودود: اإلختبار() ٤(الصبي هو من لم يحتلم، أو يبلغ سن الحلم، وهو خمس عشرة سنة تقريبا. وتنقسم مراحل الصغر إلى )٥(

مرحلة التمييز: الثانية: مرحلة عدم التمييز: وتبدأ هذه المرحلة منذ الوالدة إلى التمييز.األولى: مرحلتين: التمييز بين األشياء، بمعنى: أن يكون له إدراك يفرق به بين النفع تبدأ هذه المرحلة منذ قدرة الصغير على

وسمي الصبي مميزا ألنه أصبح يميز بين األقوال واألفعال، وبين الخير والشر، وبين الجيد . والضرروالرديء، ويالحظ أن التمييز ليس له سن معينة يعرف بها، ولكن تدل على التمييز أمارات التفتح

Page 137: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۲٥

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

(أما بالنسبة للمكره 187F

(فال يصح إقراره )٣188F

(عن مالك بن أنس عن نافع لما روي )٤189F

عن ابن )٥كرهوا وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما است ( عمر قال قال رسول الله صلى اهللا عليه وسلم:

.)190F٦()عليه

النضوج، فقد يصل الطفل إلى مرحلة التمييز في سن مبكرة، وقد يتأخر إلى ما قبل البلوغ، وتنتهي هذه و

).١٧٢/ ٢(التقرير والتحبير: ابن أمير الحاج)، ٢/٢٥٩المرحلة بالبلوغ. تيسير التحرير: أمير بادشاه، (ل في القوة المميزة عنده، بحيث يصبح غير آفة تصيب القوة العقلية لإلنسان، فتؤدي إلى اختالهو :الجنون )١(

تيسير التحرير: أمير بادشاه، . قادر على التمييز بين األمور الحسنة والقبيحة، على ضوء نهج العقل السليم)٢/٢٥٩،(

) صححه ٦٥٧،ص: ٤٤٠٣سنن أبو داود، (كتاب الحدود، باب في المجنون يسرق أو يصيب حدا، ح )٢(ن ماجه(كتاب المكاح، باب طالق المعتوه والصغير ا) المرجع نفسه؛ سنن ٦ـــ ٢/٥( األلباني: اإلرواء

)، صححه األلباني: المرجع نفسه.١/٦٥٨، ٢٠٤١والنائم، ححمل الغير على أمر يمتنع عنه بتخويف، يقدر الحامل على إيقاعه، ويصير الغير خائفا فائت هو اإلكراه: )٣(

ألول: اإلكراه الملجئ أو التام: هو الذي ال يبقى للشخص معه قدرة وال واإلكراه نوعان: ا. الرضا بالمباشرةاختيار، بأن يهدده بالقتل، أو بإتالف بعض األعضاء، أو بالضرب الشديد الذي يخشى منه القتل أو تلف

والثاني: اإلكراه الناقص أو غير وحكمه: أنه يعدم الرضا ويفسد االختيار.، و تلف جميع المالالعضو، أملجئ: هو التهديد بما ال يضر النفس أو العضو، كالتهديد بالضرب اليسير أو بالحبس، أو بإتالف بعض ال

وحكمه: أنه يعدم الرضا، وال يفسد االختيار.، ع الترقية أو إنزال درجة الوظيفةالمال، أو بإلحاق الظلم كمنال يعدم االختيار، كالتهديد بحبس أحد : وهو اإلكراه األدبي: وهو الذي يعدم تمام الرضا، و وهناك نوع ثالث

األصول أو الفروع، أو األخ أو األخت ونحوهم، وحكمه: أنه إكراه شرعي استحسانا ال قياسا، كما قرر : أمير بادشاه ؛)٢٤/٧٢عليها. المبسوط: السرخسي( الحنفية، ويترتب عليه عدم نفاذ التصرفات المكره

ي أن اإلكراه نوع واحد، وهو اإلكراه الملجىء، وأما غير الملجئ فال ويرى الشافع .)٣٣٦/ ٢(تيسير التحريرواإلكراه بأنواعه ال يزيل األهلية، وانما يزيل الرضا، . )٣٣٦/ ٢(تيسير التحرير : أمير بادشاه يسمى إكراها.

بسوط: وقد يزيل االختيار وهو الملجئ عند الحنفية، ويزيل الرضا واالختيار معا عند غير الحنفية. الم ).٢/٥٨٩)؛ حيدر: درر الحكام شرح مجلة األحكام(٢٤/٧٢السرخسي(

).٦/٥٣٧)؛ المغني(٢/٢٥٩)؛ مغني المحتاج(١/٢٠٧)؛ الفواكه الدواني(٨/٣٢٤العناية شرح الهداية( )٤( نافع أبو عبد اهللا المدني مولى بن عمر ثقة ثبت فقيه مشهور من الثالثة مات سنة سبع عشره ومائة أو بعد )٥(

).٥/٤٧١)؛ ابن حبان: الثقات(٥٥٩/ ١ذلك. ابن حجر: تقريب التهذيب()؛ سنن ابن ماجة(كتاب ٦/٨٤، ١١٢٣٦سنن البيهقي الكبرى( كتاب اإلقرار، باب من ال يجوز إقراره، ح )٦(

)، صححه األلباني: المرجع نفسه.١/٦٥٩، ٢٠٤٥الطالق، باب طالق المكره والناسي، ح

Page 138: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۲٦

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

الشرط الثاني: أن ال يكون له نسب معروف:

وهو أن يكون المقر له باألبوة أو األمومة مجهول النسب، فال يعرف له نسب صحيح معروف النسب يتسبب في قطع نسبه الثابت بثابت، وهو شرط منطقي وضروري ألن اإلقرار

(من غيره191F

١(.

قر له للمقر وعكسه:الشرط الثالث: إمكان والدة الم

(يشترط أن يكون المقر بالنسب مما يولد مثله لمثله 192F

، وذلك بأن يكون فارق السن بينهما )٢منطقيا بحيث يقبل اإلقرار ليكون النسب مبنيا على سبب صحيح يمكن تصوره، فإذا لم يتحقق

(اإلقرار بشيء محال باطلف ظاهر الحال يكذب اإلقرار ويرده،فكان فارق السن 193F

، كما لو أقر )٣ تحقق ذلك. يستحيلالفارق بينهما مع من عمره عشرين عاما ببنوة من عمره خمسة عشر عام ف

والعبرة في تحديد السن في هذا يرجع به ألهل اإلختصاص الطبي الذين يحددون أقل سن (عيةللشخص يمكن أن يبلغ فيه وينجب األوالد، مع مراعاة إختالف األماكن والبيئة الطبي

194F

٤(.

الشرط الرابع: تصديق المقر له وتصديق الزوج:

أما تصديق المقر له فهو شرط لنفاذ اإلقرار وليس شرط لصحته، فإذا أقر شخص بآخر مجهول النسب صح اإلقرار، لما في سريان اإلقرار عليه من إلزام حقوق النسب المتبادلة بين

ال يتضرر المقر له ألن؛ اإلقرار حجة قاصرة المقر والمقر له وانما كان اشتراط التصديق حتى على المقر، فال تتعدى إلى غيره إال ببينة أو تصديق، وان لم يكن من أهل التصديق أي ال

(يعبر عن نفسه، فإن النسب يتم بدون التوقف على تصديقه195F

٥(.

هو أما تصديق الزوج: فهذا الشرط يرد فقط على الزوجة، وال يشترط في إقرار الرجل، بل (شرط في إقرار المرأة بالولد

196F

٦(.

)؛ الحـــــــــاوي ٣/٤١٢)؛ حاشـــــــــية الدســـــــــوقي(٦/١٤٢)؛ التـــــــــاج واإلكليـــــــــل(٨/٣٩٣(العنايـــــــــة شـــــــــرح الهدايـــــــــة )١(

).٦/٥٩٣)؛ المغني(٢/٣١٩)؛ أسنى المطالب(٧/٩٦الكبير( ).٦/٥٩٣المغني( )؛٧/٩٦الحاوي الكبير()؛ ٣/٤١٢؛ حاشية الدسوقي()٨/٣٩٣العناية شرح الهداية( )٢( ).٢٨٣األشباه والنظائر(ص: )٣( ).٢٧٢/ ١)؛ وسائل اإلثبات(٢/٦٣٣؛ حيدر: درر الحكام شرح مجلة األحكام ()٨/٣٩٣العناية شرح الهداية( )٤( .)٦/٦٠٣)؛ المغني(١٢/١١١)؛ اإلنصاف(٢/٢٥٩)؛ مغني المحتاج(٢/٦٣٣درر الحكام شرح مجلة األحكام ( )٥( ).٦/٦٠٣)؛ المغني(٣/٤٧٠المهذب()؛ ٤/٤٦٥ية ابن عابدين(حاش )٦(

Page 139: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۲۷

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

فإن لم تكن المرأة متزوجة وال معتدة، فيصح إقرارها بالولد مطلقا؛ ألن فيه إلزاما على (نفسها دون غيرها

197F

١(.

الشرط الخامس: عدم المنازعة:

يشترط لصحة اإلقرار بالنسب أن ال ينازع المقر بالنسب أحد، فإن نازعه غيره تعارضا، إلحاقه بأحدهما أولى من اآلخر بمجرد اإلقرار، فال بد هنا من بينة تثبت نسب أحدهما فلم يكن

(دون اآلخر، فإن لم توجد فإنه يعرض معهما إلى القافة198F

أو ما يقوم مقامها في الوقت الحاضر )٢ كالبصمة الوراثية والذي سيأتي تفصيله في المباحث القادمة بإذن اهللا.

سبب البنوة هو الزنا أو التبني: المقر بأنشرط السادس: أال يعترف ال

ال يقبل منه إقراره وصرح بأنه من الزنا أو التبني ففإذا ما اعترف الرجل بنسب طفل له الولد (سببا في ثبوت النسب لقوله صلى اهللا عليه وسلم: اأن يكون األن الزنا والتبني ال يصلح

(، وهذا عند جمهور العلماء)199F٣()للفراش 200F

٤(.

أما بالنسبة لألثر المترتب على ثبوت النسب المباشر:

إذا صح اإلقرار بالنسب المباشر بعد استيفاء الشروط السابقة، فإنه يترتب عليه ثبوت النسب وما يلحقه من آثاره الشرعية من اإلرث والنفقة والحرمة إلى غير ذلك.

فيه؛ لتعلق حق اهللا به زيادة وال يجوز نقده أو اسقاطه أو التنازل عنه ولو بتصادق طر (على حق أصحابه، ولما فيه من المحافظة على األنساب من الضياع

201F

٥(.

).٨/٦١٢٤مي وأدلته(الفقه اإلسال)؛ ٦/٦٠٣المغني( )١( ). ٦/٥٩٣)؛ المغني(٢٠/٣٣٥المجموع(تكملة )؛١٠/٢٣٣مبدع شرح المقنع(ابن مفلح: ال) ٢( ).٨٥ (ص:أنظر سبق تخريجه )٣( ).٢/٢٥٩)؛ مغني المحتاج(٢/٥٥٦)؛ مالك: المدونة الكبرى(١٧/٢٧٨المبسوط( )٤( ).٦/٦٠٢)؛ المغني(٨/٣٩٣العناية شرح الهداية( )٥(

Page 140: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۲۸

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

:القسم الثاني: اإلقرار بالنسب غير المباشر

أو ومةأو العم وةكاإلقرار باألخإقرار بفرع النسب وهو ،على الغيرمحمول وهو إقرار بالنسب

(ابن اإلبنإقرار الجد ب202F

الشخص بأن هذا ابن ابنه فيه تحميل للنسب على ابنه؛ ألنه ال ، فإقرار )١

بالنسب على أبيه؛ ألن ا يثبت النسب له إال بعد ثبوته البنه، وكذلك إذا قال: هذا أخي، كان إقرار

معناه هذا ابن أبي.

:رأيينعلى في اإلقرار بالنسب غير المباشر اختلف الفقهاء وقد

األول: رأيال

حيث يثبت عدم ثبوت النسب بهذا اإلقرار، إال إذا أقام البينةاث فقط، و ثبوت المير يرىو

ثنان إلحق به النسب إن كان حيا، أو الم ، أو صدقهالنسب هنا بالبينة التي أقامها ال باإلقرار

(ألحناف والمالكية اواليه ذهب ،من الورثة إن كان ميتا 203F

٢(.

الغير، فبإقراره باألخ يكون حمل النسب اإلقرار تحميل للنسب على وذلك ألن في هذا

(ألن إقرار اإلنسان حجة قاصرة على نفسه وال تتعدى إلى غيره قبلي األب، وهذا ال على204F

قد و ، )٣

(إقرار غيره إال بالبينة قبلخص المالكية االستلحاق باألب، فال ي205F

٤(.

). ٦/٥٩٣)؛ المغني(٢/٢٥٩مغني المحتاج()؛ ٣٣٣ه والنظائر(ص: بااألش )١(ــــة( )٢( ــــاني: الهداي ــــاج واإلكليــــل(٣/٤١٩)؛ شــــيخي زادة: مجمــــع األنهــــر(٣/١٩١المرغن الفواكــــه )؛٥/٢٣٨)؛ الت

).١/٢٠٧الدواني( ).١/٦٨درر الحكام شرح مجلة األحكام ( )؛٢٨٣ألشباه والنظائر(ص: ا )٣( ).٣/٣٩٧)؛ حاشية الدسوقي(٥/٢٣٨)؛ التاج واإلكليل(٣/٣٤٧ألقرب المسالك(الصاوي: بلغة السالك )٤(

Page 141: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۲۹

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

الثاني: رأيال

ان وهما: إثبات النسب، واثبات حكم والذي يتعلق به إثبات النسب بهذا اإلقرار ويرىو (يوسف يبهو قول ألو ،الشافعية والحنابلة جمهور الفقهاء منواليه ذهب ،آثاره المالية

206F

١( (والكرخي

207F

(من الحنفية )٢208F

٣(.

، وال ينتج عن هذا اإلقرار آثاره إال باستكمال الشروط السابق بيانها في إقرار النسب المباشر :ثالثة شروط وهي إضافة إلى

أن يكون الملحق به النسب ميتا، ألنه لو كان حيا فال بد من إقراره األول:رط الش(الستحالة ثبوت نسب األصل مع وجوده بإقرار غيره بنفسه،

209F

٤(.

(أال يكون الملحق به النسب قد انتفى من المقر له في حياته باللعان الشرط الثاني:و 210F

٥(.

تركة الملحق به، واحدا كان أو أكثر، جميع ا حائز وارثا و مقرأن يكون ال :األخيرالشرط و مورثهم في لفون فال بد من اتفاق جميع الورثة على اإلقرار به، ألن الورثة يخ ذكرا أو أنثى،

فكان للورثة إثباته بعد ، حق له في إثباته حيا ماله وحقوقه، والنسب يقومون مقامه فيف الحقوق(، فمن ملك إثبات الحقوق ملك إثبات األنساببه لهم حق المطالبةوفاته، فيثبت حينئذ

211F

٦(.

ــ وسعد بن حبتة ــالقاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن خنيس بن سعد بن حبتة األنصاري )١(

ة بنت مالك من بني عمرو بن أحد الصحابة رضي اهللا عنهم، وهو مشهور في األنصار بأمه، وهي حبتان قد سكن بغداد وتولى القضاء بها لثالثة من الخلفاء: المهدي وابنه الهادي ثم هارون الرشيد، كعوف و

وكان الرشيد يكرمه ويجله، وكان عنده حظيا مكينا، وهو أول من دعي بقاضي القضاة، ويقال إنه أول من خمس لعشرة ومائة. وتوفي سنة ثالث ولدغير لباس العلماء إلى هذه الهيئة التي هم عليها في هذا الزمان

:البغدادى )؛ ٧/٦٤٥(الثقات :بن حباناسنة اثنتين وثمانين ومائة ببغداد. خلون من شهر ربيع األول ).١٤/٢٤٤(تاريخ بغداد

. هـ ٣٤٠هـ توفي سنة ٢٦٠ أبو الحسن عبيد اهللا بن الحسين الكرخي الفقيه الحنفي المولود سنة )٢( ).١٠/٣٥٣(طيب تاريخ بغداد للخ :البغدادى

).٦/٥٩٤)؛ المغني(٢/٣١٩أسنى المطالب( )٣( ).٢/٢٢٣أسنى المطالب(؛ )٣/١٩٥الدمياطي: حاشية إعانة الطالبين() ٤( ).٣/١٨٥)؛ البهوتي: شرح منتهى اإليرادات(٤/٣١٤)؛ ابن قدامة: الكافي(٢٠/٣٣٥المجموع(تكملة )٥()؛ ابـــــن ٦/٥٩٤)؛ المغنـــــي(٢/٢٦١غنـــــي المحتـــــاج()؛ م٣/١٩٥)؛ حاشـــــية إعانـــــة الطـــــالبين(٧/٩٤الحـــــاوي( )٦(

).١/٣١)؛ القرافي: الفروق(٢/٩٩ضويان: منار السبيل(

Page 142: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۳۰

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

رصدته من خالل حديث العلماء عن اإلقرار ومالحظتي تنبيها وأحب أن أسجل هنالمدى إهتمامهم به كوسيلة من وسائل إثبات النسب، إذ إنها من الوسائل المتاحة في ذلك

رصه الشديد على إلحاق العصر، فتشوف الشارع إلى تحقيق مقصده من إثبات األنساب وحالشروط األنساب بأصحابها قدر المستطاع، فقد وجدت اجتهادا مميزا من العلماء في وضع

بن بأبيه أو بأقربائه حفظا ألنسابهم ولحقوقهم المختلفة المترتبة التي تضبط عملية إلحاق اال على اإلثبات، وما ذلك إال حرصا منهم على الوصول إلى الحقيقة.

سهولة تتحقق بها المتتابعة والتيالتطورات الطبية الحديثة نا نعيش تسارعغير أنوالكشف عن األبوة الحقيقية، والتي تقوم مقام الشروط وزيادة فإننى أرى تالشي الوقوف

أهمية الشروط التي وضعها العلماء لتحديد نسب االبن أمام ما كشفه العلم الحديث من وعلى جهة يقينية حيث إنها تقوم مقام الشروط التي وضعها إمكانية معرفة األب الحقيقي،

بن بأبيه على جهة تقارب الحقيقة.محاولة منهم لضبط عملية إلحاق االالفقهاء

األبوة إجراء الفحوصات الطبية والتحاليل التي يمكنها وبسهولة تحديد ومن ذلكبصمة الوراثية الذي يعطي ، كإجراء فحص العلى جهة اليقين أبيهفيلحق ب ،لولدل الحقيقية

نتائج قطعية في هذا المجال، والتي سيأتي الحديث عنها مفصال في الفصل القادم بإذن اهللا .تعالى

الطريق الثالث: إثبات النسب بالشهادة:

الشهادة عند العلماء من أقوى حراس الحقوق اإلنسانية التي بها تضبط المعامالت، تعدالحقوق التي تتعلق باألنساب، فصلحت ألن تكون سببا في حفظ وتحفظ الحقوق وخصوصا تلك

، ومتابعة لحديثي عن الطرق الشرعية التي يثبت بها النسب أسير النسب وصيانته من الضياععلى نهجي الذي اتبعته في عرض الطرق السابقة فأبدأ بالوقوف على مفهوم الشهادة، وما يتعلق

إلثبات النسب، وذلك على النحو التالي: بها من مشروعية، وحكم في استعمالها

:الشهادة تعريفأوال:

لغة: الشهادة تعريفأ.

من الفعل شهد يقال شهد على كذا شهادة أي أخبر به خبرا قاطعا، وشهد الشيء عاينه، وأشهده على كذا أي جعله يشهد عليه.

Page 143: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۳۱

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

أو البينة في القضاء هي والشهادة هي أن يخبر بما رأى أو أن يقر بما سمع، والشهادة (أقوال الشهود أمام جهة قضائية

212F

١( .

الشهادة اصطالحا: تعريفب.

ومنها ، جاءت بحسب اعتبارهم للشروط واألحكام المتعلقة بهاالفقهاء بتعريفات افقد عرفه :ما يلي

(عرفها ابن الهمام .أ 213F

إخبار صدق إلثبات حق بلفظ الشهادة في بقوله: (هي من الحنفية )٢ .)214F٣()لس القضاءمج

(عرفها الدسوقي .ب 215F

.)216F٥()إخبار حاكم عن علم ليقضي بمقتضاهبقوله: (هي من المالكية )٤

(عرفها الجمل .ج 217F

.)218F٧()نها إخبار بحق للغير على الغير بلفظ أشهدإبقوله: (من الشافعية )٦

(عرفها البهوتي .د 219F

.)220F٩()هي اإلخبار بما علمه بلفظ: أشهد أو شهدتبقوله:( من الحنابلة )٨

.)٥١٧المعجم الوسيط(مادة شهد، ص: مجمع اللغة العربية: ؛ )٧/٢٢٢لسان العرب، (مادة شهد، )١(ين، المعروف بابن محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد ابن مسعود، السيواسي ثم االسكندري، كمال الد )٢(

الهمام: إمام، من علماء الحنفية.عارف بأصول الديانات والتفسير والفرائض والفقه والحساب واللغة والموسيقى والمنطق، أصله من سيواس، ولد باالسكندرية، ونبغ في القاهرة، وأقام بحلب مدة. الشوكانى:

).٦/٢٥٥)؛ الزركلى: األعالم(٢/١٩٤البدر الطالع( ).٧/٣٦٤فتح القدير(شرح )٣(إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الدسوقي الشافعي، أبو إسحاق، برهان الدين: صوفي، من أهل دمشق. )٤(

قال ابن طولون: كان شديد االنكار على صوفية هذا العصر ولم تر عيناي متصوفا من أهل دمشق أمثل ).٨/٨٩(رات الذهب شذ :بن العماد)؛ ا١/٦٦(األعالم :لزركلىا. منه. وفاته بها

).٤/١٦٤حاشية الدسوقي( )٥(سليمان بن عمر بن منصور العجيلي األزهري، المعروف بالجمل: فاضل من أهل منية عجيل (إحدى قرى )٦(

حاشية على شرح المنهج، (، )مؤلفات، منها (الفتوحات االلهية قرى الغربية بمصر) انتقل إلى القاهرة. له .)١/١٣١الزركلى: األعالم( . هـ١٢٠٤توفى سنة )،في فقه الشافعية

).١٠/٧٤١حاشية الجمل( )٧(منصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى الحنبلى: شيخ الحنابلة بمصر في )٨(

) ف القناع عن متن االقناع للحجاوى(كشا، هوت) في غربية مصر. له كتب، منهاعصره. نسبته إلى (ب ).٧/٣٠٧(األعالم :لىلزركا .هـ ١٠٥١توفى سنة

).١/٤٧٣الروض المربع( )٩(

Page 144: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۳۲

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

، ما يلي:شهادةيتبين لنا من خالل التعريفات السابقة للو

(خبر الشاهد يترجح فيه جانب الصدق فهو ظني .١221F

(وليس يقيني )١222F

٢(.

تؤدى الشهادة على وجه مخصوص كأن تؤدى أمام القاضي، وتكون بلفظ واضح وصريح .٢السماع على واستحسن أغلب العلماء أن تكون بلفظ أشهد، وان كانت تصح بكل لفظ يدل

أو الرؤية.

لم يعتبر العلماء شهادة الزور شهادة؛ ألنها قول غير الحق. .٣

مشروعية الشهادة: :ثانيا

اتفق العلماء على جواز اإلثبات بالشهادة، واستدلوا على ذلك بالكتاب والسنة واإلجماع، :ما يليهذه األدلة ومن

الكتاب: أوال:

.))223F٣...لذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوهيا أيها اقال تعالى:

وجه الداللة:

اآلية صريحة في األمر باإلشهاد على البيع والمداينة لما في ذلك من حكمة متحققة في (ضبط المعامالت وحفظ للحقوق من الضياع، فدلت على مشروعيتها

224F

٤(.

:السنة ثانيا:

كانت بينى وبين رجل خصومة فى بئر ما رواه األشعث بن قيس رضي اهللا عنه قال: ( .)225F٥()شاهداك أو يمينه :فاختصمنا إلى رسول الله صلى اهللا عليه وسلم فقال

الظن: هو تجويز أمرين أحدهما أظهر من اآلخر كاعتقاد اإلنسان فيما يخبر به ثقة أنه ما أخبر به وان )١(

). العجم: موسوعة مصطلحات أصول الفقه عند ١٢٢جاز أن يكون بخالفه. الجرجاني: التعريفات(ص: ).٢٧٣مصطلحات أصول الفقه(ص: )؛ سانو: معجم١/٨٨٤المسلمين(

).١٢٢الجرجاني: التعريفات(ص: .القلب بوقوع الشيء أو عدم وقوعهجزم اليقين: )٢( ).٢٨٢سورة البقرة: من آية() ٣( ).١/٢٧٢أيسر التفاسير لكالم العلي الكبير( )٤(صحيح مسلم )؛١٣٥٩:، (ص٢٣٨٠صحيح البخاري (كتاب الرهن، باب إذا اختلف الراهن والمرتهن، ح/ )٥(

).١/٣٩٨، (١٣٧بشرح النووي(كتاب اإليمان، باب الوعيد فيما اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة، ح/

Page 145: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۳۳

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

وجه الداللة:

ودليل لفصل النزاع وقطع صرح النبي صلى اهللا عليه وسلم في طلب الشهادة كحجة (الخصومة مما دلل على مشروعيتها

226F

١(.

اإلجماع: ثالثا:

(أجمعت األمة على مشروعية الشهادة وأنها من األدلة المعتبرة في القضاء 227F

٢(.

المعقول: رابعا:

الناس يحتاجون ألن فألن الحاجة داعية إليها لحصول التجاحد بين الناس، فوجب الرجوع إليها (يوثق معامالتهم، خاصة في حال الخصومات والنزاعات، والشهادة طريق إلى ذلك اإلى م

228F

٣(.

ثالثا: حكم إثبات النسب بالشهادة:

(اتفق الفقهاء على جواز إثبات النسب بالشهادة 229F

(، بما في ذلك شهادة التسامع)٤230F

واتفقوا ،)٥(شهادة رجلين عدلينب النسب إثباتعلى أيضا

231F

٦(.

).١/٤٥٧إحكام األحكام شرح عمدة األحكام( )١( ).١٤/٥)؛ المغني: ابن قدامة(٨/١٦١مواهب الجليل لشرح مختصرخليل( )٢( ).١٤/٦() المغني٣( ).٤/٢٨٤)؛ ابن قدامة: الكافي(١٧/٨الحاوي الكبير( )؛٦/١٨٠إلكليل(التاج وا )؛٢/١٣٩اإلختيار ( )٤(السماع أو التسامع أو اإلستفاضة مصطلحات مترادفة إستعملها الفقهاء للداللة على استفاضة الخبر، )٥(

واشتهاره بين الناس، حيث يشتهر ويستفيض وتتواتر به األخبار، من غير تواطؤ، أن فالن ابن فالن؛ ألن ت بالتواتر، والمحسوس بحس البصر والسمع سواء، فكانت الشهادة بالتسامع شهادة عن معاينة. وقد الثاب

جوز الفقهاء إثبات النسب بشهادة السماع وملحظهم في ذلك اإلشتهار واإلستفاضة فإذا استفاض بين الناس قوم فيه مقام المعاينة أن فالنا ابن فالن جاز أن يشهد به؛ ألن النسب مبني على االشتهار، فالشهرة ت

)؛ التسولي: البهجة شرح ٧/٧٥ابن نجيم: البحر الرائق( لصعوبة تحقق المعاينة في هذا األمر. ).١١/١٢)؛ اإلنصاف(٤/٣٦٧)؛ أسنى المطالب(١/٢١٢التحفة(

)؛ الزركشي: شرح ٤/٢٥)؛ المدونة الكبرى(٧/٣٦٦)؛ الغزالي: الوسيط في المذهب(١٠/٣٧٦المبسوط( )٦( ).٣/٣٩١على مختصر الخرقي( الزركشي

Page 146: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۳٤

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

لنسب يوثق لدى الجهات المختصة، وذلك لوسع الحياة وضعف الروابط وفي عصرنا أصبح ا اإلجتماعية خاصة في المدن حيث ال يعرف الناس بعضهم كثيرا.

Page 147: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۳٥

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

ثانيالمطلب ال

الوراثةب بـــــات النســإثب

بن عند حلول النزاع على نسب االي الذي رسمه الشارع إلثبات النسب إن الطريق الوراث .هو القيافة ينتسب إليها وفقدانه الجهة التي

ولكشف معالم هذه الطريق والوقوف على حيثياتها وال سيما أنها تعتبر من األسس الشرعية للعلوم الوراثية والحقائق العلمية التي تتعلق بها، فيلزمني هنا تحديد مفهومها وكشف اللثام

عن موقف العلماء من إثبات النسب بها، وذلك على النحو التالي:

:قيافةال تعريف: أوال

:لغة قيافةال تعريفأ.

وهي جمع القائف كالباعة في مشتقة من الفعل قوف والمصدر القيافة وتجمع على قافة، تقوفت ، والقائف هو الذي يتتبع اآلثار ويعرفها ويعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه، يقال جمع البائع

(مثل قفوت أثره أثره أثره إذا اتبعت232F

١( .

القيافة إصطالحا: فتعريب.

إال برسم بعض اآلثار عرف العلماء القيافة بتعريفات كثيرة لم تخرج عن المعنى اللغوي من هذه التعريفات مايلي:والشروط، و

(وعرفها الشربيني233F

،وهي الفراسة غرائز في الطباع يعان عليها المجبول( من الشافعية بقوله: )٢ .)234F٣()ويعجز عنها المصروف عنها

).١١٠٤)؛ الفيروز أبادي: القاموس المحيط(ص: ١١/٣٤٨لسان العرب، (مادة قوف، )١( الشربيني، القاهري، الشافعي، المعروف بالخطيب الشربيني (شمس الدين) فقيه، مفسر، متكلم نحوي، )٢(

).٨/٢٦٩(ينمعجم المؤلف :كحالة . ه٩٧٧توفى سنة شعبان ٢توفي في صرفي. ).٤/٤٨٨مغني المحتاج( )٣(

Page 148: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۳٦

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

.)236F٢()هي إلحاق الولد بأصوله لوجود الشبه بينه وبينهم( بقوله: حنابلةمن ال )235F١(يروز رفها المع

هي معرفة النسب عند االشتباه بالفراسة والنظر وبما وقد عرفها أيضا بتعريف آخر حيث قال: ( .)237F٣()خصه اهللا تعالى به من علم ذلك، والحاق األنساب بأهلها

.)238F٤()وهم قوم يعرفون األنساب بالشبه( بقوله: ةمن الحنابل وعرفها ابن مفلح

(وعرفها ابن قدامة 239F

والقافة قوم يعرفون األنساب بالشبه وال يختص ذلك ( بقوله: من الحنابلة) ٥ .)240F٦()رف منه المعرفة بذلك وتكررت منه اإلصابة فهو قائفبقبيلة معينة بل من ع

يلي: ، ماقيافةويتبين لنا من خالل التعريفات السابقة لل

استوحى العلماء تعريفاتهم للقيافة من المعنى اللغوي وذلك الشتهاره وانتشاره وداللته الواضحة .١ على المطلوب.

إن القائف هو خبير في هذا المجال بما خصه اهللا تعالى من هذا العلم، يعرف بتكرار إصابة .٢ ذلك منه بعيدا عن اإلنتماء لقبيلة معينة.

يكون إال عند النزاع ووقوع اإلشتباه في النسب، وانعدام الدليل األقوى.إن اللجوء للقيافة ال .٣

يبنى على قول القائف ثبوت النسب وذلك بعد وقوفه على العالمات أو اإلمارات الظاهرة .٤إيجاد وجه الشبه بين الولد المبنية على شبه خاص ال يعرفه إال أهل الخبرة، وذلك من خالل

ات األعضاء الظاهرة.من خالل تطابق هيئ وأبية

موقف العلماء من إثبات النسب بالقيافة: ثانيا:

إسحاق بن منصور بن بهرام المروزي، نزيل نيسابور. ولد بعد السبعين ومئة مات إسحاق بن منصور بن )١(ولى سنة إحدى من جمادى األ وم الخميس، ودفن يوم الجمعة لعشربهرام أبو يعقوب الكوسج بنيسابور ي

).٢/١٥٩(د الكنىالمقتنى في سر :وخمسين ومئتين. الذهبي ).٤/١٦٧٦مسائل اإلمام أحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه(: المروزي )٢( المرجع السابق. )٣( ).٤/١٦٧٦المبدع شرح المقنع() ٤(عبد اهللا بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، أبو محمد، موفق الدين: فقيه، من )٥(

).٥/٢١٦(شذرات الذهب :بن العمادا )؛٤/٦٧(عالماأل لزركلى. اهـ٦٢٠أكابر الحنابلة، توفى سنة ).٨/٩٩المغني( )٦(

Page 149: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۳۷

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

على النحو التالي: وذلك، رأيينعلى إثبات النسب بالقيافة اختلف الفقهاء في

األول: رأيال

(جواز العمل بالقيافة في إثبات األنساب بالجملة رأى241F

، وذلك عند وجود دواعي النزاع )١جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة ذهب، واليه قوىحال عدم توفر الدليل األ

(والظاهرية242F

٢( .

الثاني: رأيال

(ذهب األحنافواليه عدم جواز العمل بالقيافة في إثبات األنساب رأى243F

٣(.

سبب الخالف:

يرجع الخالف في المسألة إلى األسباب التالية:

في موضوع القيافة: االختالف في تكييف النصوص واآلثار الواردة .١

فمن رأى أن النصوص واآلثار التي وردت في موضوع القيافة قد جاءت لتشريع العمل بها في إثبات النسب عند النزاع عند انتفاء األدلة األقوى وعند توافر الشروط الالزمة، قال بجواز

العمل بها.

جاءت لتوضيح إنما واآلثار التي وردت في موضوع القيافة أما من رأى أن النصوصصور اختلط على أصحابها فيها شبه االبن بأبيه دون أن يترتب على ذلك أي آثار شرعية حيث

إنها لم تثبت نسبا إذ أنه ثابت باألصل، فاتجه إلى عدم جواز العمل بها في إثبات النسب.

االختالف في اعتبار التشابه بين اآلباء واألبناء، هل هو قضية مضطردة تصلح .٢ كم؟للح

فمن اعتبر قضية التشابه قضية مضطردة وموجودة قال بجواز إثبات النسب بالقيافة، ومن اعتبرها قضية غير مضطردة وال يمكن أن يختلف األبناء عن اآلباء منع العمل بالقيافة

إلثبات األنساب.

.لعمل بالقيافة إلثبات النسسب بهاهناك تفصيالت خاصة لكل مذهب حول آلية ا )١(ـــــذ )٢( ـــــب(١٠/٢٤١خيرة(القرافـــــي: ال ـــــن حـــــزم: )٢/٧٦)؛ العـــــدة فـــــي شـــــرح العمـــــدة(٤/٤٣١)؛ أســـــنى المطال ؛ اب

.)٩/٤٣٥المحلى( .)٦/٢٥٢)؛ بدائع الصنائع(١٧/١٣١(المبسوط: )٣(

Page 150: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۳۸

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

االختالف في مآل العمل بالقيافة: .٣

صومة وحسم النزاع وذلك بإثبات فمن نظر إلى أن العمل بالقيافة يؤول إلى فض الخالنسب بها والسيما أن الواقعة تخلو من الدليل األقوى، قال بجواز العمل بها في إثبات األنساب، ومن اعتبر القيافة مبنية على الظن والتخمين فال تصلح ألن تكون دليال يستند إليه في الحكم

األنساب. بإثبات النسب بها قال بعدم جواز العمل بها في إثبات

:أدلة المذاهب

على جمهور العلماءقد استدل ف): بجواز إثبات النسب بالقيافة(القائل األول: أصحاب الرأيأدلة :بما يلي، اجماع الصحابةقولهم بالسنة و

أوال: السنة:

:منها ما يلياستدلوا من السنة بأدلة كثيرة على جواز العمل بالقيافة

ذات يوم صلى الله عليه وسلم قالت: دخل علي رسول اهللا عن عائشة رضي اهللا عنها، .١(مسرورا، فقال: "يا عائشة! ألم تري أن مجززا المدلجي

244F

دخل علي، فرأى أسامة وزيدا )١وعليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما فقال: إن هذه األقدام بعضها من

(بعض"245F

٢(.

وجه الداللة:

ن فرحة النبي بقول القائف إقرار منه صلى اهللا عليه وسلم على جواز العمل بالقيافة إ في إثبات النسب؛ حيث شكك بعض المغرضين في نسب أسامة بن زيد من أبيه زيد بن حارثة وذلك لسواد بشرته وبياض بشرة األب فقد رأي النبي صلى اهللا عليه وسلم ظهور الحق بشهادة

(أزالت التهمة وأكدت نسب أسامة ألبيه فشهادتهألقدام بعضها من بعض"؛ القائف "بأن تلك ا246F

٣(.

).١٠١سبق بحثه(ص: ) ١()؛ وأخرجه مسلم: صحيح مسلم، ١٣٦٢، ص٦٧٧١صحيح البخاري، (كتاب الفرائض، باب القائف، ح )٢(

).٥/٢٦٥، ٣٩(كتاب الرضاع، باب العمل بإلحاق الولد، ح ).١/٤١٧إحكام األحكام في شرح عمدة األحكام( )٣(

Page 151: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱۳۹

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

قانون الوراثة الذي جواز العمل بالقيافة والتي أكدها اليوم إلى وال شك أن في ذلك إشارة .اآلباء ثم األبناء يرسم عالقة

امرأته بشريك بن سحماء وكان أخا إن هالل بن أمية قذف (قال: ، أنس بن مالك ما رواه .٢ل من العن فالعن رسول الله يعنى بينهما فقال رسول ا ه وكان أو لله البراء بن مالك ألم

(نظروها فإن جاءت به أبيض سبطا: (اصلى الله عليه وسلم 247F

(أقضى العينين )١248F

فهو )٢(لهالل بن أمية وان جاءت به أكحل جعدا

249F

(حمش الساقين )٣250F

فهو لشريك بن )٤ .)251F٥()سحماء

وجه الداللة:

وسيلة تثبت بها األنساب حيث جعل النبي دل الحديث صراحة على اعتبار القيافة بيه عالمة على وجود النسب، صلى اهللا عليه وسلم الشبه في أوصاف معينة تتطابق بين الولد وأ

عين عمل القائف، وما منع النبي صلى اهللا عليه وسلم من إلحاق النسب بالقيافة والعمل وهو(ثبت العمل بها لوجود مقتضيهاباعتبار الشبه إال وجود األيمان، فإذا انتفى المانع

252F

٦(.

وأحب أن أشير هنا إلى أن النبي صلى اهللا عليه وسلم قد تحدث هنا عن حقيقة علمية اعتبار الشارع لهذا العلم وما يؤكد على في الصميم وان دل هذا فإنه يدل علم الوراثة تقع من

الوراثة وظهر ذلك عند على ذلك فقه النبي صلى اهللا عليه وسلم الذي قام على فهمه لعلماختياره ألبرز ثالث صفات في هالل تميزه (أبيض سبطا قضيء العينين)، وأبرز ثالث صفات في شريك تميزه (أكحل جعدا حمش الساقين) وذلك للمقارنة بينهما وبين المولود المتنازع على

، حيث قية والعضويةلأن الطفل يكتسب صفات أبويه الخ نسبه، حيث إن من ثوابت العلم الوراثي إن في كل خلية من خاليا الجسم عددا ثابتا من أجسام صغيرة تسمى كروموسومات تحمل

).٣٥٠، ٥/٣٤٩النووي: صحيح مسلم بشرح النووي، (السبط بكسر الباء واسكانها هو الشعر المسترسل، ) سبطا: ١( ) قضئ العينين: أي فاسدهما بكثرة الدمع أو حمرة أو غير ذلك، نفس المرجع السابق.٢( ) جعدا: الجعد بفتح الجيم واسكان العين الذي يكون شعره غير سبط، نفس المرجع السابق.٣( ) حمش الساقين: أي رقيقهما والحموشة الدقة، نفس المرجع السابق .٤()؛ صحيح مسلم، ٩٩٦، ص٤٧٤٧صحيح البخاري، (كتاب تفسير القرآن، باب تفسير سورة النور، ح/ )٥(

).٥/٣٤٢، ١٤٩٦(كتاب اللعان، ح/ ).٨/٩٤المغني( )٦(

Page 152: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٤۰

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

وتعتبر هذه الكروموسومات الجسر عوامل وراثية مسئولة عن الصفات التي تظهر في اإلنسان؛ (الذي تنتقل عليه صفات النوع من جيل إلى جيل آخر

253F

١.(

وهذا ما فيظهر الشبه واضحا بين المولود ووالديه ااثي قوي وقد يكون تأثير العامل الور ولدت الطفل أشار إليه النبي صلى اهللا عليه وسلم، وتجسد بعد ذلك على أرض الواقع حيث ، مما يؤكد أكحل جعدا حمش الساقين فكان نسخة من أبيه ألنه يحمل نفس صفاته الخارجية

ساب والتي تقوم على أسس وراثية فكان الحديث شاهدا على اعتبار الشارع للقيافة في إثبات األن .على جواز العمل بها في إثبات األنساب

جماع:اإل: ثانيا

، وبحضرةرضي اهللا عنه استدلوا بأن العمل بالقيافة قد ثبت عن عمر بن الخطاب(، فكان إجماعا منهمعليه أحد هالصحابة ولم ينكر

254F

٢(.

على الحنفيةقد استدل ف): بعدم جواز إثبات النسب بالقيافةئل (القا :لثانياالرأي أصحابأدلة :بما يلي والمعقول، ،اجماع الصحابةقولهم بالسنة و

أوال: السنة:

هريرة أن رجال أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اهللا ولد لي وأبروى سود، فقال: هل لك من إبل قال: نعم، قال: ما ألوانها قال: حمر قال: هل فيها من أورق غالم أ

.)255F٣()قال: نعم قال: فأنى ذلك قال: لعله نزعه عرق قال: فلعل ابنك هذا نزعه

وجه الداللة:

حيث إن النبي صلى اهللا ، في إثبات النسب الشبهعدم اعتبار على يدل الحديث ظاهرعليه وسلم لم يرخص للرجل الذي اشتكى له عدم وجود الشبه بينه وبين ابنه وفق المعهود بأن

لم يرخص له في نفيه لعدم الشبه ولم يعول الولد يشبه آباه، ولكن النبي صلى اهللا عليه وسلم (على عدم اعتبار القيافة فدل ؛عليه حكما

256F

٤(.

). ١٠٨اإلعجاز العلمي في اإلسالم(ص: ؛ )٨/٩٤المغني( )١( ).٢/٢٢٧)؛ شرح الزركشي على مختصر الخرقي(٦/٢٤٧)؛ الشافعي: األم(٧/١٧٥ستذكار(اال )٢()؛ صحيح مسلم، ١١٢٦، ص٥٣٠٥صحيح البخاري، (كتاب الطالق، باب إذ عرض لنفس الولد، ح/ )٣(

).٥/٣٤٤، ١٥٠٠(كتاب اللعان، ح/ ).١٧/١٣٠)؛ المبسوط(٣/١٠٥تبيين الحقائق( )٤(

Page 153: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٤۱

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

هذا من لمحصنات لقذف بالقيافة القولفي فيكون بقول القائفال برهان واذا ثبت أنه مجرد الشبه غير معتبر فقد يشبه من ناحية أخرى حيث إن ونسبة األوالد إلى غير اآلباءناحية

إلى األجانب في الحال الولد أباه األدنى وقد يشبه األب األعلى الذي باعتباره يصير منسوبا (واليه أشار رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

257F

١(.

:اإلجماع: ثانيا

حملت التي جاريةال حادثةرضي اهللا عنه بن الخطاب روي أنه وقع في زمن عمرفقد ينابينا لب ولو ، عليهماوهي في ملك رجلين، فجاءت بولد فادعياه، فكتب إلى شريح لبسا فلبس

هو ابنهما يرثهما ويرثانه وكان ذلك بمحضر من الصحابة ولم ينقل أنه أنكر عليه منكر لهما (فيكون إجماعا

258F

٢(.

المعقول:: ثالثا

ومن ذلك ما يلي: واستدلوا به من وجهين

الوجه األول:

قول ع إلىاللعان بين الزوجين عند نفي النسب، لم يأمر بالرجو شرعلما تعالى سبحانه و أن اهللا ا؛ فعدم الرجوع إليها دل ألمر بالمصير إليه صلحت القيافة كوسيلة إلثبات النسبالقائف، فلو

(شتباهكطريقة إلثبات النسب بها عند اال على عدم جواز استعمالها259F

٣(.

الوجه الثاني:

،مودعوى لما استأثر اهللا عز وجل بعلمه وهو ما في األرحا ،رجم بالغيب فيه ن قول القائفإ

بالغيب، وقول القائف من هذا ، وقول البشر فيه رجم))260F٤ويعلم ما في الأرحام :كما قال تعالى

(القبيل؛ فال يقبل261F

٥(.

).١٧/١٣٠المبسوط( )١( ).٥/٥١فتح القدير()؛ ٦/٢٤٤بدائع الصنائع( )٢( ).١٧/١٣٠)؛ المبسوط(٥/٥٣فتح القدير( )٣( ).٣٤سورة لقمان: من آية() ٤( ).٣/١٠٥)؛ تبيين الحقائق(١٧/١٣٠المبسوط( )٥(

Page 154: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٤۲

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

:والترجيح المناقشة

مناقشة أدلة الجمهور: أوال:

اعترض األـحناف على ما استدل به الجمهور من أدلة، وذلك على النحو التالي:

إن حديث عائشة جاء في سياق موافقة ما كان ثابتا بالفراش والذي يؤكد ول:االعتراض األ ذلك سرور النبي صلى اهللا عليه وسلم بما قاله المدلجي حيث كان قوله ردا على طعن المشركين

(في نسب أسامة الختالف لونه عن أبيه ولم يكن عمال بقول القائف262F

١(.

المالعنة بأن النبي صلى اهللا عليه وسلم لم يعتبر واعترضوا على حديث االعتراض الثاني: قول القائف حجة حيث إنه أجرى اللعان ولم ينتظر مجيء الولد وعرضه على القافة رغم عبارته الصريحة بذكر أوصاف الولد حيث قال إن جاء كذا كان لفالن، وان جاء كذا كان لفالن، وذلك

النسب بها لما ترك العمل بها.لتحقق الشبه، فلو صلحت القيافة حجة إلثبات

واعترضوا على اإلجماع بمقابلته باإلجماع الذي نقل عن الحنفية. االعتراض الثالث:

: حنافمناقشة أدلة األثانيا:

:بما يلي، االعتراضات التي أوردها الحنفيةعلى أجاب الجمهور

بشهادة القائف التي أزالت األول أن النبي صلى اهللا عليه وسلم سر عن االعتراض يجاب .١تهمة القدح في نسب أسامة، والنبي ال يقر على خطأ وال يسر إال بالحق فثبت جواز العمل

(بقول القائف263F

٢(.

إنكار ولده لمخالفة لونه دليل على الرجل عن االعتراض الثاني بأنه عندما هم ويجاب .٢فيكون على وجه وجد نالناس، وا في طباع منكر االختالف و العادة بقيام الشبه، على جريان

لوجود الفراش، وفي ذلك ترك للظاهر إال به صلى اهللا عليه وسلم ، وما ألحقه النبيالندرة(بدليل

264F

٣(.

إياه عن صلى اهللا عليه وسلم أرجع السائل إلى ما يعهده من إبله سائال إضافة إلى أن الرسول ت الحجة دامغة تمأل عقله وقلبه وتزيل ماحتى إذا قرر السائل الحقيقة بنفسه كان األوانه

).٥/٥٣فتح القدير( )١( ).١٧/٧٨٩الحاوي الكبير( )٢( ).٨/٩٤المغني( )٣(

Page 155: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٤۳

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

قرر تأثير العامل الوراثي الكامن حيثقد ران على نفسه من الشكوك القائمة في زوجته، الذي أكدته بحوث علماء الوراثة؛ حيث إن علم الوراثة الحديث يؤكد أن الشبه بين المولود

ألبوين كما حدث مع السائل ووالديه قد يكون غير ظاهر، بل بعيدا كل البعد عن كال ا(الذي جاءته امرأته بغالم أسود حيث أن الصفات الوراثية قد تكون سائدة

265F

وقد تكون )١(متنحية

266F

فإذا اتفق وكان كل من األب واألم يحمالن أحد هذه الصفات المتنحية، فإن ربع )٢جتماع أوالدهم تقريبا ستظهر فيهم هذه الصفة المتنحية بصورة واضحة جلية، وذلك ال

ويتأكد ذلك في زواج األقارب ألنه يهيء للجينات المتنحية في الصفتين من كال األب واألم(الظهور

267F

٣(.

هو عمله بالقيافة، دون رضي اهللا عنه لث أن المشهور عن عمرعن االعتراض الثا ويجاب .٣إنه جاء إنكار الصحابة، وما نقله الحنفية فمع صحته فال يدل على نفي العمل بالقيافة، حيث

(في سياق إثبات النسب ألكثر من شخص268F

، وال يخفى عدم تصور وقوع ذلك لما فيه من )٤معارضة للحقائق، فكانت القيافة الوسيلة المتوفرة في ذلك الوقت ليستدل بها على تحديد والد

كونه مخلوقا من مائه فال يتصور أن يخلق ولد ثبوت نسب المولود من الوالد قائم علىالولد فلذا كانت مخرجا شرعيا يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة ويتوافق في نفس الوقت احد من مائينو

هذه مع حقيقة ثابته وهي عدم انتساب الشخص لرجلين، وما كان حكم عمر رضي اهللا عنه في(القضية إال من باب العقوبة للشريكين

269F

٥(.

منه: أن العمل بالقيافة في ، أما الوجه األولمن وجهين عن استداللهم بالمعقول ويجاب .٤إثبات النسب يكون حيث ينقطع الدليل، وهنا وجد دليل قوي في إعتبار المشرع أال وهو اللعان؛

فيقدم على قول القائف.

لفـــــرد حتـــــى إذا كانـــــت جينتهـــــا موجـــــودة فـــــي واحـــــد فقـــــط مـــــن) الصـــــفة الســـــائدة: صـــــفة وراثيـــــة تظهـــــر فـــــي ا١(

الكروموســومين المختصــين ، لكــن هــذا الفــرد ينــتج خاليــا جنســية يحمــل نصــفها الجينــة الســائدة بينمــا يحمــل ).٤٧٥النصف اآلخر الصفة المتنحية، زيتون: علم حياة اإلنسان(ص:

شكلي في الفرد إال إذا خال الكروموسومين ) أما الصفة المتنحية: صفة وراثية ال تظهر في التركيب ال٢( المختصين كالهما من الجينة السائدة المقابلة الجينه، ولن ينتج هذا الفرد أبناء متماثلين في هذه الصفة إال

).٤٧٥إذا تزوج بفرد مثله أي ال يحمل الجينة السائدة، زيتون: علم حياة اإلنسان(ص: ). ٢٣العلمية الختبار البصمة الوراثية في القرآن والسنة(ص: )؛ األسس١٠١الطب محراب اإليمان(ص: )٣( ).١٧/١٣٠المبسوط( )٤( ).٥/٥٣فتح القدير( )٥(

Page 156: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٤٤

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

وأما الجواب عن الوجه الثاني منه: لو كان عمل القائف ضربا من الغيب ألنكره النبي لجواز، إضافة إلى أن استداللهم بهذه اآلية كان صلى اهللا عليه وسلم فعدم إنكاره دل على ا

بعمومها فال يتناول محل النزاع.

الراجح:الرأي ثالثا:

بعد عرض األقوال واألدلة في المسألة ومنافشتها، يمكن لي ترجيح القول األول القائل ألسباب بجواز العمل بالقيافة في إثبات النسب في حال النزاع وانعدام الدليل األقوى، وذلك ل

التالية:

إن األحاديث التي استدل الجمهور بها على جواز العمل بالقيافة في إثبات النسب بمجموعها .١تعطي داللة قوية على المطلوب فضال عن صحتها وحكم الصحابة رضي اهللا عنهم بها وعدم

انكار العمل بها.

ه ومشروعيته في إثبات عدم إنكار النبي صلى اهللا عليه وسلم لعمل القائف، يدل على جواز .٢ النسب إذ أن جواز العمل بالقيافة ال قيمة له إذا لم تستعمل في الواقع.

إن ما استدل به الحنفية من حديث أبي هريرة رضي اهللا عنه إنما هو حجة عليهم حيث أنه .٣ يثبت أن الولد يكون شبهه ألبيه في األغلب وذلك إعتبار صريح للقيافة.

Page 157: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

===

p ÿ _o ÿ ^=p wg ª^=^i_å‡˚^=Ï Õ‡ =Ω=Ôn^á È ÿ ^=á _g k ƒ=

W≤gŸ�‹=Ω=÷ ÿÖË

النسب بشكل عام. طرق نفيالمطلب األول: • ة.ـــــــب بالوراثـــــــالنس نفيالمطلب الثاني: •

Page 158: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٤٥

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

تمهيد

كل ما يعرض النسل لإلصابة بالوهن واالنهيار، فحرص كل ءدر لقد اهتم اإلسالم بأال وهو تحريم ،حيث وضع خط الدفاع األول ،االنتهاكالحرص على حماية األعراض من

ختالط والضياع، وذلك لما له من عواقب وخيمة ع االعتداء عليها وحمايتها من االلمن ؛الزنا بل وتنذر بفناء الجنس البشري. ،تهدد الحرث والنسل

ولقد لمسنا في ثنايا حديثنا السابق عن إثبات النسب بالوراثة مدى اهتمام المشرعوالذي يتوازى أيضا مع حرصه على نفيها إذا ما توفرت الدواعي ،وحرصه على إثبات األنساب

إذ ال يخفى ما في ترك النفي في هذه الحالة من مفسدة إختالط األنساب عند إلحاقها ،لذلك بغير أصحابها.

لد على ما يدعوه إلى إنكار الو في حالة وقوفه ،من إنصاف المشرع لهالزوج ولقد نال (ن يتقدم لمالعنة الزوجةأل إذ فتح له الباب ،الذي ولد على فراشه

270F

حتى يتمكن من نفي نسب )١حيث ال شاهد وال دليل، إال ،إذ أنه في هذه الحالة يتهم زوجته إتهاما ضمنيا بالزنا ،الولد عنه

(القاذفمن الحكم العام على احيث استثناه ،حالة خاصة اأن المشرع جعله271F

٢(.

عند قيام الدالئل والحقائق التي تتعارض مع إمكانية إثبات النسب؛ إذ تظهر اوكذ تحقيقا لمقصد الشارع في صيانة ،الحقيقة بنفسها فتقرر نفي النسب دون الحاجة إلى نفيه

األنساب.

وذلك على النحو وللوقوف على تفاصيل نفي النسب بالوراثة أقسم حديثي إلى مطلبين، التالي:

النسب بشكل عام. طرق نفيول: المطلب األ •

ة.ـــــــب بالوراثـــــــالنس نفيالمطلب الثاني: •

البحر .شهادات مؤكدة باأليمان مقرونة باللعن قائمة مقام حد القذف في حق الزوج ومقام حد الزنا في حقها )١(

).٤/١٢١الرائق(. الرمــي بالزنــا، فــي معــرض التعييــر. أو هــو فــي نســب عــن أب أو جــد أو بزنــا رمــي مكلــف حــرا مســلما بنهـو )٢(

).١/٤٣٦الروض المربع()؛ ٢/٥٢٦)؛ الشربيني: اإلقناع(٦/٢٩٨(التاج واإلكليل)؛ ٥/٣١الرائق(البحر

Page 159: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٤٦

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

المطلب األول

النسب بشكل عام نفيطرق

يتزامن تشوف الشارع في إثبات األنساب وحرصه على استدامتها والحفاظ عليها مع دواعيولكن يبقى الباب مفتوحا أمام ،وعةالتشديد على نفيها وابطالها بعد ثبوتها بالطرق المشر

حيث ال بينة لديه وال دليل، ولحكمة المشرع في حفظ ،الحقيقة التي ألم بها الزوج في أهل بيتهوينفي ،جعل للزوج فرجا ومخرجا ليدفع به عن نفسه العقوبة ،األعراض وصيانة الدماء واألنساب

اللعان. ريقعن طهذا و ،نسب ولد ليس له عالقة بفراشه

وما يتعلق به من ،وفي هذا المطلب أتحدث بإذن اهللا عن ماهية اللعان ومشروعيتهتحقيقا لمقصود البحث فيه باعتباره الطريق الشرعي ،أحكام بالجملة بعيدا عن التفصيل

الوحيد الذي يمكن نفي النسب به، وذلك لإلستضاءة على هديه في إبراز حكم استخدام اثية في نفي النسب، وذلك على النحو التالي: البصمة الور

صطالح:في اللغة واال لعانالتعريف أوال:

في اللغة:تعريف . أ

والرجل ،والجمع لعان ولعنات ،واللعنة االسم، الطرد واإلبعاد من الخيرأصل وهو اللعن لعن أي وتالعنا والتعناقذفها بالفجور، زوجته أي والعن ، لعين وملعون والمرأة لعين أيضا

(بينهماحكم يأوالعن الحاكم بينهما لعانا ،بعض بعضا 272F

١(.

في االصطالح:اللعان تعريف ب.

،عرف العلماء اللعان بتعريفات متعددة دار محورها حول اتهام الزوج لزوجته بالزنالقول الرجل لمؤكدة باأليمان، ولقد سميت هذه األيمان لعانا ونفي الولد عن فراشه بالشهادات ا

عند إجراء المالعنة: أن لعنة اهللا عليه إن كان من الكاذبين، وألن أحدهما كاذب ال في الخامسةوأورد هنا بعض تعريفات وقد كان للعلماء مسلكان في تعريف اللعان؛ ، محالة، فيكون ملعونا

، وذلك على النحو التالي:لمسلكينا ة مستوعبالعلماء للعان،

ي: )؛ الفيوم١/٩٦)؛ المطرزي: المغرب فيترتيب المعرب(مادة لعن، ٦١٢مختار الصحاح(مادة لعن، ص: )١(

).٢/٥٥٤المصباح المنير(

Page 160: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٤۷

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

:(الحنفية والحنابلة)المسلك األول

(عرفه ابن نجيم273F

يمان مقرونة باللعن قائمة مقام حد شهادات مؤكدة باأل( بقوله:من الحنفية )١ .)274F٢()القذف في حق الزوج ومقام حد الزنا في حقها

ان من الجانبين مقرونة باللعن شهادات مؤكدات بأيم( بقوله: من الحنابلة وعرفه البهوتي .)275F٣()والغضب قائمة مقام حد قذف

:(المالكية والشافعية)المسلك الثاني

(وعرفه ابن عرفة276F

أو نفي حملها الالزم له ،حلف زوج على زنا زوجته( بقوله: من المالكية )٤ .)277F٥()وحلفها على تكذيبه إن أوجب نكولها حدها بحكم قاض

(وعرفه األنصاري278F

إلى قذف كلمات معلومة جعلت حجة للمضطر ( بقوله: عيةمن الشاف )٦ .)279F٧()من لطخ فراشه وألحق العار به أو إلى نفي ولد

نالحظ من خالل التعريفات السابقة للعان، ما يلي:

األحناف (أما المسلك األول وأصحابه هم ،مسلكين في تعريف اللعانقد سلكوا العلماء إن .١توافقا مع تسميتها كما وردت ،اللعان شهادات مؤكدة باأليمان اعتبروانهم حيث إ ،)والحنابلة

زين الدين بن إبراهيم بن محمد فقيه أصولي من فقهاء المذهب الحنفي المعدودين، كان عالما مدققا )١(

).٣/٦٤. األعالم: الزركلي(هـ)٩٢٦ولد اإلمام ابن نجيم بمصر سنة ست وعشرين وتسعمائة (، ومحققا ).٤/١٢١البحر الرائق( )٢( ).٥/٣٩٠كشاف القناع( )٣(محمد بن محمد ابن عرفة الورغمي، أبو عبد اهللا: إمام تونس وعالمها وخطيبها في عصره. مولده ووفاته )٤(

هـ ٦٢٠ توفى سنة توفى سنة ٧٧٢هـ وقدم لخطابته سنة ٧٥٠ فيها. تولى إمامة الجامع االعظم سنة ).٣/٦٤األعالم: الزركلي(

).٤/١٣٢التاج واإلكليل( )٥(نصاري السنيكي المصري الشافعي، أبو يحيى: شيخ االسالم. قاض بن أحمد بن زكريا األ ريا بن محمدكز )٦(

له ٩٠٦مفسر، من حفاظ الحديث. ولد في سنيكة (بشرقية مصر) وتعلم في القاهرة وكف بصره سنة )؛ ٣/٤٦األعالم: الزركلي( .ه٩٢٦(تحفة الباري على صحيح البخاري) توفى سنة : تصانيف كثيره، منها

).٤/٢٩٧(معجم المؤلفين :لةكحا ).٣/٣٧٠أسنى المطالب( )٧(

Page 161: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٤۸

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

فقد ،)المالكية والشافعية( هم وأصحابه أما المسلك الثانيو ؛ــــ وهو الصحيح ــــ في آية اللعان .وذلك توافقا مع ما يجري في اللعان من حلف لأليمان ا؛إعتبار اللعان أيمان اتجهوا إلى

وذلك بإجراء اللعان المؤكد ،لقذف الواجب على الزوج إذ جعل له الشارع مخرجا يسقط حد ا .٢ وهو عدم تصور اتهام الزوج لزوجته دون الوقوف على دواعي ذلك. ،بالظاهر

مؤيدة بالظاهر وال ،معارض لحجة الزوجالمن إسقاط الحد عن نفسها بلعانها وتتمكن الزوجة .٣(حراموهو أن المسلمة تمتنع من ارتكاب ال

280F

١(.

حدد العلماء وقت وجوب اللعان وذلك عند رمي الزوج زوجتة بالزنا، أو بالتصريح بنفي .٤ حملها عنه.

سبب اللعان:: ثانيا

(تتمثل أسباب إجراء اللعان في سببين281F

:وهما، )٢

قذف الرجل زوجته قذفا يوجب حد الزنا كأن يقول لها: زنيت، أو رأيتك تزنين السبب األول: أو أقرت هي، ووقع في نفسه صدقها.، أربعة شهود يشهدون بما رماها بهوليس عنده

، وللعلماء ليس منيأو هذا الولد يقول هذا الحمل كأن نفي الحمل أو الولد، السبب الثاني: خالف في وقت النفي.

:ثالثا: حكم إجراء اللعان

؟للعان م التكليفيالحكاختلفوا حول ولكنهماتفق العلماء على مشروعية إجراء اللعان، ؟أم يثبت في حقه وجوب إجراء اللعان عند توفر دواعيه ؟هل الزوج مخير في إجرائه

وأبدأ بذكر أدلة مشروعية اللعان ثم أنتقل إلى الحديث عن الحكم التكليفي له، وذلك على النحو التالي:

). ٧/٧١المبسوط() ١(ــــــة(ص: ) ابــــــن الجــــــزي: القــــــو ٢( )؛ ٨/٣٤٢)؛ روضــــــة الطــــــالبين(٣/١٠٤٤الفواكــــــه الــــــدواني()؛ ٣٨٩انين الفقهي

).٩/٥٣٠)؛ الفقه اإلسالمي وأدلته(٥/٢٩٣األم(

Page 162: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٤۹

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

أدلة مشروعية اللعان: .١

الكتاب:أوال:

رمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع والذين ي قوله تعالى:

نيقادالص نلم إنه بالله اتادهش ، بنيالكاذ نم إن كان هليع الله تنلع ة أنسالخامو

والخامسة أن غضب الله عليها ،اب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبني عنها العذ ،ويدرأ

نيقادالص نم إن كان )282F١(.

وجه الداللة:

أو نفى حملها وعجز عن ارمى زوجته بالزن ،على الزوج اللعان إذا توجب اآليات الكريماتاألصل في القذف وما ذلك الحكم إال استثناء من الحكم العام على القاذف، حيث إن ،البينة

، وانما أبيح للزوج لضرورة حفظ النسب وشفاء الصدور ،التحريم وايجاب الحد كما هو في األجنبيبالكيفية التي رسمها المشرع من خالل القاضي فتجري بعد ذلك المالعنة بين الزوجين أمام

وهي كما يلي: ،يةاآل

إني لمن أشهد باهللا(يبدأ بالزوج ويأمره أن يقول وهو قائم أربع مرات الصيغة التالية: لعنة :الخامسة ، أو من نفي ولدها، أو منهما معا، ثم يقول فيىالصادقين فيما رميتها به من الزن

فإذا انتهى )معا لولد أو منهماأو من نفي ا ىإن كنت من الكاذبين فيما رميتها به من الزن اهللا علي أربع مرات الصيغة القاضي الزوجة بمالعنته، وذلك بأن تقول وهي قائمة ر م الزوج من مالعنته أ

أو منهما معا، ثم الولد، أشهد باهللا إنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا أو من نفي(التالية: به من الزنا أو من نفي الصادقين فيما رماني إن كان من تقول في الخامسة: غضب اهللا علي

.)283F٢()الولد، أو منهما معا

:السنة ثانيا:

ه ابن عباس رضى الله عنهما: أن هالل بن أمية قذف امرأته بشريك ابن سحماء فقال ل روى .١فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا )،نة أو حد فى ظهرك البي (النبى صلى اهللا عليه وسلم:

البينة واال حد فى (فجعل النبى صلى اهللا عليه وسلم يقول: ،رجال على امرأته أيلتمس البينة

).٩ــــ ٦) سورة النور: آية(١( ).١/٣٨٧الروض المربع()؛٥/١٢٤)؛ األم(٤/٢٨٧ة()؛ القرافي: الزخير ٥/١٥٧ار() ابن عابدين: رد المحت٢(

Page 163: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٥۰

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

عثك بالحق إنى لصادق ولينزلن الله فى أمرى ما يبرئ ظهرى فقال هالل: والذى ب )،ظهرك هم شهداء إال من الحد فنزل جبريل عليه السالم ونزلت اآلية (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن ل

ادقين) قال فانصرف أنفسهم) فق رأ حتى بلغ (والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصالنبى صلى اهللا عليه وسلم فأرسل إليهما فجاءا فقام هالل بن أمية: فشهد والنبى صلى اهللا

ثم قامت فشهدت فلما )،إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب ( :ل عليه وسلم يقو ادقين) قالوا لها: إنها موجبة ق ال كان عند الخامسة (أن غضب الله عليها إن كان من الص

.)284F١()س: فتلكأت حتى ظننا أنها سترجع ثم قالت: ال أفضح قومى سائر اليوم ابن عبا

(ابن عمرروى .٢285F

العن بين رجل وامرأته، فانتفى من ولدها، ( :أن النبي صلى اهللا عليه وسلم ،)٢ .)286F٣()، وألحق الولد بالمرأة ففرق بينهما

وجه الداللة:

حيث إن اهللا سبحانه وتعالى ،دل الحديثان السابقان بمنطوقهما على مشروعية اللعان إذ ،أعطى للزوج الحق في نفي النسب عن نفسه إذا ما ظهر له من زوجته ما يدعوه إلى ذلك

في االحتياطوما ذلك إال تحقيقا لمقصد الشارع في ،ال سبيل له في اإلثبات لخلو يده من البينةوانتشار المحرمية ،إذ ال يخفى ما يترتب على ذلك من إلحاق من ليس من الزوج به ،النسب

وثبوت الوالية والميراث لمن يستحقها، باإلضافة لما في ذلك من حفظ لحق الزوج وكرامته بعد (إطالعه على ما لطخ فراشه بالعار

287F

٤(.

).٤/١٧٧٢، (٤٤٧٠صحيح البخاري(كتاب التفسير، باب ويدرأ عنها العذاب..، ح/ )١(عبد اهللا بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد اهللا بن قرط بن رزاح أبو عبد )٢(

وي من المهاجرين شهد مع رسول اهللا (صلى اهللا عليه وسلم) الخندق روى عن النبي الرحمن القرشي العد(صلى اهللا عليه وسلم) أحاديث وروى عن أبي بكر الصديق وأبيه عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان أمه

)٣١/٧٩:٨٣زينب بنت مظعون ومات بمكة سنة أربع وسبعين. ابن عساكر: تاريخ دمشق( ).٥/٢٠٣٦، (٥٠٠٩كتاب الطالق، باب يلحق الولد بالمالعنة، ح/صحيح البخاري( )٣( ).٩/٤٤٠فتح الباري( )٤(

Page 164: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٥۱

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

. اإلجماع:ج

(مشروعية إجراء اللعان عند توفر دواعيهأجمعت األمة على 288F

جراء ، ولكنهم اشترطوا إل)١ه إال بتحققها، ولهم فيها تفصيالت واسعة، وأذكر هذه الشروط اللعان شروطا ال يصح إجراؤ

(على نحو من اإلجمال، وذلك على النحو التالي289F

٢(:

o .أن يكون الزوجان مكلفين

o وج مختارا للعان، غير مكره عليه.أن يكون الز

o .أن يقذف الزوج زوجته بالزنا، فتكذبه

o .أن يكون اللعان بأمر من اإلمام أو نائبه

الحكم التكليفي للعان: .٢

أم هو حق للزوج مخيرا في هل هو الوجوب؟ للعان الحكم التكليفيحول العلماء اختلف :كما يلي ، وهيآراءثالثة لة أفقهاء في هذه المسه؟ وللإجرائ

:ولاأل الرأي

في وذلك في حالة إتهام الزوجة بالزنى أو ،اللعان واجب على الزوجأن ويرى أصحابه واليه ذهب أو يكذب نفسه فإن امتنع الزوج من اللعان يحبس حتى يالعن ،للولد فيحالة ن

(الحنفية 290F

٣(.

:ثانيالالرأي

أو في ي حال إتهام الزوجة بالزنا ف واجب على الزوجغير اللعان أن ويرى أصحابه ،الحد بأن يأتي ببينة أو يجري اللعان نفسه نفسه، وله أن يسقط عن لولد عنالزوج ل حالة نفي

(واليه ذهب الحنابلة وال يحبس إذا امتنع عن اللعان بل يقام عليه الحد291F

٤(.

).١٢٠اإلجماع(ص: )١()؛ البجرمـــــــي: تحفـــــــة الحبيـــــــب علـــــــى شـــــــرح ٤/١٣٢التـــــــاج واإلكليـــــــل( )؛٢/٦٩الحـــــــدادي: الجـــــــوهرة النيـــــــرة( )٢(

).٢/٢٧٢)؛ منار السبيل(٤/٣١الخطيب( ).٤/٢٨٢ير()؛ فتح القد٣/٢٣٩بدائع الصنائع( )٣( ).٢/٢٧٢)؛ منار السبيل(٩/٢٠المغني( )٤(

Page 165: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٥۲

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

الثالث: الرأي

نفسه لولد عنانسب هنفي حالةفي واجبا على الزوج يكون اللعان أصحابه أن ويرى(المالكية والشافعية واليه ذهب عليه في حال إتهام الزوجة بالزنى ال يجبر، و فقط

292F

١(.

:سبب الخالف

يرجع الخالف في المسألة إلى سببين:

السبب األول: االختالف في آيات اللعان هل هي مخصصة لعموم آية القذف؟ أم ناسخة لها؟

مجموع معنى فيكون خصصة للعموم في آية القذف، أن آيات اللعان م فمن رأى إال من قذف ،بأربعة شهداء فعليه حد القذف قذف محصنة ولم يأت ن كل م هو أن اآليتين

.)293F٢(نزوجته فعليه الحد أو اللعا

يثبت وعليهلتراخي نزولها عنها؛ أن آيات اللعان ناسخة لعموم آية القذف أما من رأى أصحاب ذهبوعليه فقد ، بآيات اللعان القذف منسوخ حدألن ؛الزوج ىعل وجوب إجراء اللعان

(إلى إيجاب اللعان على الزوج هذا الرأي294F

٣(.

السبب الثاني: االختالف في حدود وجوب الحكم على الزوج إذا ما قذف زوجته واتهامها بالزنا، أو نفي نسب حملها عنه:

حالة رمي الزوجة واتهامها بالزنا أو أن وجوب اللعان يشمل الحالتين سواء فمن رأى اللعان حق شرع للزوج فحالة نفي الولد لم يفرق بين الحالتين في ايجاب اللعان على الزوج،

أو تركه، ومن رأى أن الوجوب يكون فقط في حالة نفي الولد لما ، فله الخيار في إجرائهخاصةشهادة إن عليه ف ال يجبرف ،وجة بالزنىإتهام الز حالأما في يتعلق بالنسب من أحكام كثيرة،

(والفراق مع الستر أفضل ،إذ ال تفيد أكثر من الفراق ،الرجل على زوجته برؤية الزنا مكروهة295F

٤(.

).١١/١١الحاوي الكبير()؛ ٥/١٢٤األم()؛ ٤/٢٨٥)؛ القرافي: الذخيرة(٦/٩٩اإلستذكار( )١( ).٩٦٠) الشنقيطي: أضواء البيان(ص: ٢( ).٧/٧٠)؛ المبسوط(٤/٢٨٢فتح القدير( )٣( ).٢/٢١٨) السمرقندي: تحفة الفقهاء(٤(

Page 166: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٥۳

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

:أدلة المذاهب

:األول رأيأدلة ال

السنة، بالكتاب و (اللعان واجب على الزوج)بأن أصحاب الرأي األول القائلوناستدل وذلك على النحو التالي:

الكتاب:أوال:

والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع قوله تعالى:

نيقادالص نلم إنه بالله اتادهش)296F١(.

وجه الداللة:

وأما آية ، عل موجب قذف الزوجات اللعانجسبحانه وتعالى دلت اآلية الكريمة على أنه ثم نسخ في ،ن موجب القذف كان في االبتداء هو الحد في األجنبيات والزوجات جميعا إالقذف ف

(الزوجات بآية اللعان297F

٢(.

ه:أجيب عن

بيته، وليس له أهل الذي يرى واقعة الزنى في الزوج الكريمة بمنطوقها هذه اآلية خصتالبد أن يجلد القذفية آى هذه الواقعة، واتهم زوجته بالزنى، فبنص أربعة شهود يشهدون عل

، فتكونموجب قذف الزوجات اللعانهذه لتدل على أن جاءت آيات المالعنة فثمانين جلدة، أية اللعان مع هذه معنى فيكون ، هذه اآلية محل استداللكمعموم تصصخ قد آيات اللعان بأربعة شهداء فعليه حد القذف إال من قذف زوجته م يأتقذف محصنة ول ن كل م اآلية هو أن

.)298F٣(نالحد أو اللعا عليه يتوجبف

).٦آية() سورة النور: ١( ).٣/٢٣٨بدائع الصنائع()؛ ٤/٢٦أحكام القرآن للكياهراسي( )٢( ).١/٥٢٦)؛ البهجة في شرح التحفة(٩٦٠أضواء البيان(ص: )٣(

Page 167: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٥٤

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

السنة:ثانيا:

(عبد الله بن مسعود عن 299F

إنا لليلة جمعة فى المسجد إذ دخل ( :قال رضي اهللا عنه )١لو أن رجال وجد مع امرأته رجال فتكلم به جلدتموه أو قتل :ال رجل من األنصار فى المسجد فق

ن قتلتموه فإن سكت سكت على غيظ والله ألسألن عنه رسول الله صلى اهللا عليه وسلم فلما كاوجعل يدعو فنزلت آية )،اللهم افتح ( :فقال ، فسأله لله صلى اهللا عليه وسلممن الغد أتى رسول ا

.)300F٢()اللعان

وجه الداللة:

على أن موجب قذف الزوجة كان الحد قبل نزول آية )تكلم به جلدتموهف( :دل قوله(المتأخر العام المتقدم بقدرهفينسخ الخاص ،ثم نسخ في الزوجات بآية اللعان ،اللعان

301F

٣(.

ه:أجيب عن

حيث خص من آية ،لقد تعين الحكم على الزوج بإجراء اللعان بعد نزول آيات اللعان(القذف التي وردت عامة في كل قاذف

302F

٤(.

: الثاني لرأيأدلة ا

بالكتاب (اللعان غير واجب على الزوج)ن بأنأصحاب الرأي الثاني القائلواستدل لك على النحو التالي:وذ السنة،و

الكتاب:أوال:

والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانني جلدة ولا قوله تعالى:

قونالفاس مه كلئأودا وأب ةادهش ملوا لهتقب)303F٥(.

وجه الداللة:

).٣٢سبق بحثه(ص: )١( ).٤/٢٠٨، (٣٨٢٨صحيح مسلم(كتاب اللعان، باب وحدثنا يحى بن يحيى، ح/ )٢( ).٤/١٢١البحر الرائق()؛ ٣/٢٣٨بدائع الصنائع()؛ ٩٦٠أضواء البيان(ص: )٣( ).٣/١٩٨سبل السالم( )٤( ).٤) سورة النور: آية(٥(

Page 168: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٥٥

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

حد، ورد الشهادة، التعلق بقذفه كان أو غير زوج القاذف زوجا دلت اآلية على أن إال أن القاذف إذا كان زوجا له أن يدفع الحد عن نفسه بالبينة أو يدفعه باللعان،والتفسيق،

ألنه قاذف ف ،)304F١()البينة أو حد فى ظهرك ( وذلك لقول النبي صلى اهللا عليه وسلم لهالل بن أمية(لم يأت بالبينة كاألجنبي فيتوجب عليه الحد ماب نفسه كذ الحد، كما لو وجب عليه

305F

٢(.

ه:عن أجيب

عليه إقامة البينة فجعل العار والنسب الفاسد، ويتعذر ييبتلى بقذف امرأته لنفلالزوج إن " أبشر يا هالل، فقد اللعان بينة له، ولهذا لما نزلت آية اللعان قال النبي صلى اهللا عليه وسلم

(ومخرجا جعل اهللا لك فرجا 306F

٣(.

السنة:ثانيا:

إنا لليلة جمعة فى المسجد إذ دخل رجل ( :قال رضي اهللا عنه عبد الله بن مسعودعن رأته رجال فتكلم به جلدتموه أو قتل لو أن رجال وجد مع ام :من األنصار فى المسجد فقال

ن قتلتموه فإن سكت سكت على غيظ والله ألسألن عنه رسول الله صلى اهللا عليه وسلم فلما كاوجعل يدعو فنزلت آية )،اللهم افتح ( :قال ف ، فسأله من الغد أتى رسول الله صلى اهللا عليه وسلم

.)307F٤()اللعان

وجه الداللة:

على أن اللعان حق للزوج وليس واجبا يسكتأو أن يتكلم عن الرجل استفساردل لم ينكر كالمه وال سكوته، فإن رآها بعينه وهي النبي صلى اهللا عليه وسلم ألنوذلك ؛عليه(فله أن يقذفها وله أن يسكتيس له نسب يلحقه ول تزني

308F

٥( .

ه:أجيب عن

).٤/١٧٧٢، (٤٤٧٠صحيح البخاري(كتاب التفسير، باب ويدرأ عنها العذاب..، ح/ )١( ).١١/٨الحاوي الكبير( )٢( ).١٧/٣٨٨) النووي: المجموع شرح المهذب(٣( ).٤/٢٠٨، (٣٨٢٨، ح/صحيح مسلم(كتاب اللعان، باب وحدثنا يحى بن يحيى )٤( ).٨/٤٥٠فتح الباري( )٥(

Page 169: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٥٦

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

والفراق مع ،شهادة الرجل على زوجته برؤية الزنا مكروهة إذ ال تفيد أكثر من الفراقإن (لئال يلحق بنسبه ما ليس منه هالستر أفضل، وأما شهادته على نفي الحمل فواجب

309F

تحقيقا ؛)١(ء من ناحية الوجوب أم العدملمقصد الشارع في حفظ األنساب سوا

310F

٢(.

:الثالث رأيأدلة ال

بأن اللعان يكون واجبا على الزوج في حالة نفي (ن بأنأصحاب الرأي الثالث القائلواستدل وذلك على النحو ،)نسب للولد عن نفسه فقط، وال يجبر عليه في حال إتهام الزوجة بالزنى

التالي:

اجبا على الزوج في حالة نفي نسب للولد عن نفسه بأن اللعان يكون و استدلوا لقولهم ال يجبر عليه في حال إتهام الزوجة بالزنىأن الزوج بأدلة القول األول، واستدلوا لقولهم فقط

(بأدلة القول الثاني311F

٣(.

الرأي الراجح:

بعد عرض األقوال واألدلة في المسألة ومناقشتها، يمكن لي ترجيح القول الثالث في حالة نفي الولد، أما في حالة رمي الزوجة واتهامها اللعان واجب على الزوج القائل بأن

بالزنا فمكروه، وذلك لألسباب التالية:

لما يترتب على عدمه من مفسدة اختالط األنساب وضياع نفي الحمل واجب إجراء اللعان ل .١ الحقوق وذلك بإلحاق الزوج ما ليس منه.

.والفراق مع الستر أفضل ،ال تفيد أكثر من الفراق زناشهادة الرجل على زوجته برؤية ال .٢

).١/٥٢٦البهجة في شرح التحفة( )١() لقد بنت الشريعة اإلسالمية األنساب بناءا محكما فجعلت حفظ النسل مقصدا من مقاصد الشريعة الكلية من ٢(

يتأتى حفظها في حفظ األنساب وجودا وعدما حيث خالل تشريعاته الحكيمة وذلك لتحقيق مقصد المشرع من ناحية الوجود من خالل التشريعات التي كفلت حفظه كتشريع الزواج وما يتعلق به من أحكام كإعالنه وتوثيقه واثبات الحقوق المتعلقة بأطرافه. أما من جهة العدم فيتأتى من خالل تحريم جملة من األمور التي

وتشريع عقوبة الحد وتحريم التبني وغيرها من األحكام.تعود على النسب بالفناء واإلهدار كتحريم الزنا ).١١/١١الحاوي الكبير()؛ ٥/١٢٤األم()؛ ٤/٢٨٥)؛ الذخيرة(٦/٩٩اإلستذكار( )٣(

Page 170: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٥۷

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

:بعض األحكام الشرعية واآلثار المترتبة على اللعان

يترتب على إجراء اللعان بالكيفية التي رسمها الشارع آثار منها ما يتعلق بالزوج، ومنها (ما يتعلق بالزوجة، وذلك على النحو التالي

312F

١(:

الزوج تعلق به ثالثة أحكام: التعنالزوج: إذا أوال: األحكام التي تتعلق ب

سقوط حد القذف عنه. .١

إنتفاء نسب الولد منه والحاقه بالمرأة. .٢

وجوب حد الزنا عليها إال أن تالعن. .٣

ثالثة أحكام: اتعلقت به مرأةال التعنت: إذا ة: األحكام التي تتعلق بالزوجثانيا

ط الحد عنها.و سق .١

الفرقة بينهما. .٢

إلى أن تعود هذه الزوجة لهذا الزوج، وال أن يعود هذا ال يوجد طريق أبدا حريم حيثتأبيد الت .٣ .الزوج لهذه الزوجة

هذا أن ويمكن التساؤل هنا: إذا ما اتهمت الزوجة زوجها بالزنا هل لها أن تالعنه؟ أم

زوجته بالزنا؟ يتهم الذى الزوج على فقط يسريقذف الرجل زوجته قذفا ه اللعان والذي يتمثل في سبق بيان السبب الذي شرع من أجل

أو أقرت هي، ووقع في ، يوجب حد الزنا وليس عنده أربعة شهود يشهدون بما رماها به(عنه نفي الحمل أو الولد، أو نفسه صدقها

313F

٢(. إن اهللا سبحانه وتعالى أعطى الزوج الحق في نفي النسب عن نفسه دون الزوجة إذا ما

ته ما يدعوه إلى ذلك، إذ ال سبيل له في اإلثبات لخلو يده من البينة، وما ظهر له من زوجذلك إال تحقيقا لمقصد الشارع في االحتياط في النسب، إذ ال يخفى مفسدة اختالط األنساب

).١١/٥)؛ الحاوي(٥/٢٩١)؛ األم(٣٩٠)؛ ابن جزي: القوانين الفقهية(ص: ٤/٢٨٨العناية شرح الهداية( )١()؛ الفقــه ٥/٢٩٣)؛ األم(٨/٣٤٢)؛ روضـة الطـالبين(٣/١٠٤٤الــدواني(الفواكـه )؛ ٣٨٩انين الفقهيـة(ص: القـو )٢(

).٩/٥٣٠اإلسالمي وأدلته(

Page 171: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٥۸

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

وضياع الحقوق التي تترتب على إلحاق الزوج ما ليس منه، وانتشار المحرمية وثبوت الوالية (والميراث لمن يستحقها

314F

۱(. القذف؛ حد تحد فإنها شهود، بأربعة تأت ولم بالزنا، زوجها قذفت فإذا الزوجة وأما

(تالعن) ولم، حدت زوجها المرأة قذفت (واذا: الماوري قال، لعانال وليس لها حق315F

٢(. م فشهادة أحدهم أربع والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إال أنفسه تعالى:قال

ادقين ولكن خص ذكر والرجال النساء قذف تشمل فاآلية، ))316F٣ شهادات بالله إنه لمن الص الرجال وقذف للنفوس، وأنكى أشنع بالفاحشة ورميهن أهم، هن حيث من اآلية النساء في

(ذلك ىعل األمة واجماع بالمعنى، اآلية حكم في داخل317F

٤(.

).٩/٤٤٠فتح الباري()؛ ٤/٢٦أحكام القرآن للكياهراسي( )١( ).٣٠٢الماوردي: األحكام السلطانية(ص: )٢( ).٦) سورة النور: آية(٣( ).١٢٠اإلجماع(ص: )؛ ١٢/١٧٢الجامع ألحكام القرآن( )٤(

Page 172: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٥۹

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

ثانيالمطلب ال

ةــبالوراثـب ــــــــــــــالنس نفي

أنطلق في حديثي عن نفي النسب بالوراثة في هذا المطلب من خالل حديث المالعنة الذي أشار بقوة إلى أن النبي صلي اهللا عليه وسلم كان قاب قوسين أو أدنى من

على نفي النسب وما منعه من ذلك إال سبق األيمان. الحكم بالوراثة

إن هالل بن أمية قذف امرأته بشريك بن سحماء وكان (فقال: أنس بن مالك روى ل من العن فالعن رسول الل ه وكان أو ه يعنى بينهما فقال رسول الله أخا البراء بن مالك ألم

أقضى العينين فهو لهالل بن نظروها فإن جاءت به أبيض سبطا: (اصلى الله عليه وسلم فقال كذلك به فجاءت يك بن سحماء حمش الساقين فهو لشر أمية وان جاءت به أكحل جعدا

(شأن) ولها لي لكان تعالى الله كتاب من مضى ما لوال النبي318F

١(.

لي قضية دقيقة تتعلق بنفي نسب ظهرت من خالل حديثي السابق عن اللعان بوقوعها فجاءت شهادته الولد فحيث عاين الزوج حالة تلبس أهل بيته بجريمة الزنا فقطع

مؤكدة تقع موقع اليقين في نفسه؛ وذلك لقيامها على رؤيته العينية للجريمة، ولكن هذا القطع ال سبيل إليه عند نفي نسب الولد منه فقد يكون شاهد عيان على جريمة الزنا لكنه

د الحمل ال يمكن أن يقطع بأن هذا الولد الذي يريد أن ينفيه ليس منه، كأن يكون قد انعق منه قبل وقوع جريمتها.

من ناحية أخرى فإن دعوى الزوج على زوجته بالزنا، أو بنفي نسب ولدها عنه، أو األمرين معا، هو مجرد إخبار محتمل الصدق أو الكذب ال سبيل للقطع به؛ وان كان

حال الزوج مع نفسه الصدق يقطع هو بصدق ما رأى.

مور فربما يدعي مدع على غيره حقا وهو وشأن القضاء أنه يحكم بظواهر األ يقطع بصدق دعواه؛ فهذا الصدق يبقى متعلقا به وحده ال يتعدى لغيره إال أن تقوم األدلة

والبينات التي تشهد بصدق دعواه.

.)١٣٩(ص: أنظر سبق تخريجه ) ١(

Page 173: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٦۰

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

من هنا فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم لم يقبل قول هالل بن أمية في قذف لة وهو اللعان؛ إال أن النبي صلى اهللا عليه امرأته، وطبق الحكم الخاص في هذه الحا

ن الوراثة، وارتباط األنساب بها حيث قال: إببأمر غاية في األهمية؛ يتعلق أخبر وسلم داللة فإن ذلك يدل ،جاءت به على كذا فهو لفالن وان جاءت به على كذا فهو لفالن

لذي يؤكد ذلك أنها فعال وا ،والتي أساسها العملية الوراثيةعلى اعتبار المشابهة واضحة وتبين له صلى اهللا عليه وسلم ذلك حتى لين كما وصفهما،ألحد الرج جاءت بالولد مشابها

لوال ذلك ألقام رسول اهللا صلى اهللا عليه وآله أي )لوال األيمان لكان لي ولها شأن( :قالألجزاء الجسم والذي يعتبر بمقام الشهادة ،وسلم عليها الحد من أجل ذلك الشبه الظاهر

(على صاحبها319F

١(.

ولما كان هذا األمر غير محدد بضوابط واضحة بينة تصلح لبناء الحكم عليها على جهة من القطع واليقين في أمثالها من القضايا؛ فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم قد سد باب الفساد الذي يمكن أن يترتب على األخذ بالشبه في هذه المسألة بأن حكم

فربما يتوهم المرء الشبه فيحكم به، أو يحركه هواه فيحكم به، فقطع ؛يات اللعانبمقتضالنبي صلى اهللا عليه وسلم دابر ذلك كله وعمل بمقتضى اللعان؛ إال إذا وجد اليقين من خالل الوراثة وبشكل منضبط وواضح ال مجال فيه للشك أو الهوى فالحكم حينئذ يجب أن

يقتضيها هذا اليقين.يكون على حسب الجهة التي

مالحظة النبي صلى اهللا عليه وسلم الوراثة في في للحديث السابق أيضا ويشهد ، قالت: رضي اهللا عنها عائشة أم المؤمنين ما روتهقوي و بين واضح وبشكل األنساب

سعد: هذا، يا رسول اهللا ابن أخي اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غالم؛ فقال (ي، يا عتبة بن أبي وقاص، عهد إلي أنه ابنه، انظر إلى شبهه، وقال عبد بن زمعة: هذا أخ

صلى اهللا عليه وسلم إلى شبهه رسول اهللا ولد على فراش أبي من وليدته فنظر رسول اهللا ي منه يا فرأى شبها بينا بعتبة، فقال: هو لك يا عبد، الولد للفراش وللعاهر الحجر، واحتجب

.)320F٢()سودة بنت زمعة فلم تره سودة قط

).٧/٤٩ار(طنيل األو )١( ).٨٥سبق تخريجه(ص: )٢(

Page 174: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٦۱

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

صلى اهللا عليه بالظاهر؛ فجعل الولد للفراش، إال أنه في هذا الحديث حكم النبي رأى شبها رتب عليه حكما هو أن أمر سودة باالحتجاب عمن هو أخوها وفق الحكم

بالظاهر، وهذه إشارة قوية للعمل بالوراثة في األنساب.

أخذ بها النبي صلى اهللا عليه وسلم. احتياطية قد يقال هذه خطوة

االحتياط لم يكن عبثا، بل احتاط لوجود ما يدعو إليه وهو أن هذا :هيجاب عنو الشبه بين الولد وعتبة، فالنبي صلى اهللا عليه وسلم بنى حكمه باحتجاب سودة رضي اهللا

عنها عن ولد زمعة بالوراثة.

ك الزمان لم عمل قضاء بالظاهر؛ وذلك أنه في ذلوهنا نلحظ حكمة المشرع فقد ة بينة على جهة من اليقين الذي ال يدع للهوى مجاال، وال تكن مسألة الوراثة منضبط

للظلم سبيال، فبنى حكمه على الظاهر سدا لباب الفساد.

إال أن قضاء المشرع بالظاهر ال ينفي إشارته إلى قيمة الوراثة في النسب؛ فإذا ما وصلت إلى حالة من االنضباط واليقين كانت حجة.

:ما يلي م الوراثة،ن في باب علمن الحديثين السابقيونستدل

معرفة الرسول صلى اهللا عليه وسلم بكيفية توارث الصفات الشكلية من اآلباء إلى األبناء، .١ فإذا كان ،منها السائد ومنها المتنحي ،فهو يعلم بوجود صفات موروثة تأتي من كال األبوين

ظهر الشبه ب إلى االبناألكانت صفاته سائدة، وانتقلت من بأن تأثير العامل الوراثي قوي ،ينوهذا ما أشار إليه النبي صلى اهللا عليه وسلم في الحديث ،واضحا بين المولود ووالديه

ولدت ــ وكما جاء في الحديث األول ــ نها إ والذي تجسد بعد ذلك على أرض الواقع حيث الخارجية ألنه يحمل نفس صفاته ،جعدا حمش الساقين فكان نسخة من أبيه الطفل أكحال

هذه القضية بما تأكد في صلى اهللا عليه وسلم أوشك أن يقضي مما يؤكد على أن الرسول ، ومثله تحقق في الحديث الثاني فقد كان شبها لديه من تحقق الصفات الموروثة من األبوين

رتب عليه النبي صلى اهللا عليه وسلم فقد ،وعتبةالشخص المتنازع في نسبه بين واضحا (بأمر سودة باالحتجاب عمن يفترض أنه وفق حكم الظاهر أخوها حكما

321F

١(.

).١٠٨اإلعجاز العلمي في اإلسالم(ص: )١(

Page 175: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٦۲

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

أيضا معرفته صلى اهللا عليه وسلم بأن صفات الجنين الموروثة تأتي من ترجمة الصفات .٢الجينية من النطفة األمشاج إلى الصفات الشكلية، فالنبي صلى اهللا عليه وسلم لم ير المولود

معرفة صفات (هالل وشريك) في الحديث األول وصفات ولكنه تنبأ بصفاته اعتمادا علىوزمعة) في الحديث الثاني، وهو ما يفعله عالم الوراثة حين يتنبأ الشخص المتنازع في نسبه (

(على معرفة الصفات الوراثية لجيل اآلباء فات الوراثية لجيل األبناء بناء بالص322F

١(.

حيث إن من ن االبن وأبيه أو أمه،ومعرفته أيضا صلى اهللا عليه وسلم بسبب الشبه بي .٣، حيث إن في كل لقية والعضويةأن الطفل يكتسب صفات أبويه الخ ثوابت العلم الوراثي

خلية من خاليا الجسم عددا ثابتا من أجسام صغيرة تسمى كروموسومات تحمل عوامل لجسر وتعتبر هذه الكروموسومات اوراثية مسئولة عن الصفات التي تظهر في اإلنسان؛

(الذي تنتقل عليه صفات النوع من جيل إلى جيل آخر323F

٢(.

معرفة الرسول صلى اهللا عليه وسلم بأن هناك صفات شكلية أساسية وسائدة يتم اختيارها .٤في االبن، ويتم اختيار صفات مقابلة لها لنفس األعضاء باألب ـــ كاإللية، والعين، والساق

في الحديث األولب بابنه أو العكس، وقد حددها ــــ ليكون لها اعتبار في ايجاد صلة األأبصروها، فإن صفات على األقل؛ لكي يستطيع أن يبني عليها حكما، وذلك بقوله: ( بثالث

، ولم )جاءت به أكحل العينين، سابغ اإلليتين، خدلج الساقين، فهو لشريك بن سحماءإال أنه ،حديث الثانيوعتبة في ال الشخص المتنازع في نسبهبصفات خاصة بين هيحدد

(أشار إلى شبه بينهما شهدت عليه صفات بعينها324F

٣(.

معرفة الرسول صلى اهللا عليه وسلم بأنه البد من اختيار صفات شكلية مختلفة ومتميزة في .٥حيث اختار أبرز ثالث ،األول كال الرجلين المشكوك في أحدهما كما ورد في الحديث

يء العينين)، وأبرز ثالث صفات في شريك تميزه صفات في هالل تميزه (أبيض سبطا قض(أكحل جعدا حمش الساقين) وذلك للمقارنة بينهما وبين المولود، وعند تحقق المطلوب في المقارنة يتم تحديد األب أو استبعاد اآلخر، وهو ما حصل مع النبي صلى اهللا عليه وسلم

ال: (لوال ما مضى...) وذلك لما رأى صفات شريك في الجنين حيث قطع ببنوته لشريك وقوصار أمر المتالعنين إلى ،ولوال أن اللعان وقع ،ليقينه أن ما فعله حق ال شك فيه وال ظلم

المرجع السابق نفس الصفحة. )١( المرجع السابق نفس الصفحة. )٢( المرجع السابق نفس الصفحة.) ٣(

Page 176: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار الوراثة في التشريع

۱٦۳

=⁄îÕÿ ^p ÿ _o ÿ ^

اهللا وحده لحكم النبي صلى اهللا عليه وسلم بنفي الولد عن هالل بن أمية بما ثبت له بين المتشابه صفات لم ينبه النبي صلى اهللا عليه وسلم على ال ، وفي الحديث الثانيبالوراثة

، إال أن حكم النبي صلى اهللا عليه وسلم على سودة وعتبة الشخص المتنازع في نسبهباالحتجاب دليل واضح على وجود الشبه المحدد الذي جعل النبي صلى اهللا عليه وسلم

(يأمر سودة رضي اهللا عنها باالحتجاب عنه؛ وهو ال شك عمل بالوراثة325F

١(.

موجودين (عتبة وزمعة) وهما األبوان مع أنهما زاع األصليين لم يكونا النقد يقال بأن طرفي .٦وسلم في حديث زمعة حكم النبي صلى اهللا عليهفما ماهية ،عن مجلس القضاء غائبان(بالشبه

326F

؟)٢

:هيجاب عن

على معرفته بأطراف النزاع األصليين (عتبة بناء ن النبي صلى اهللا عليه وسلم حكمإفجاء ،كانت واضحة بين ابن وليدة زمعة وبين عتبة بن أبي وقاص قوة الشبهفوزمعة)

من ألحقه النبي صلى اهللا عليه حا حيث إنه أمر سودة باالحتجاب عحكمه بالشبه واض وسلم بأبيها وفعال نفذت سودة الحكم ولم يرها.

ا وما كان ذلك رجوعا عن حكمه بالفراش ولكنه صلى اهللا عليه وسلم لم يستطع تجاوز مالنبي حكم فقد جاءك الزمان لذولكن لعدم انضباط مسألة الوراثة في ،تأكد لديه من الشبه

، ولكن اليوم مع تطور العلم ووصول على الظاهر سدا لباب الفساد صلى اهللا عليه وسلم إلى حالة من االنضباط واليقين فتكون حجة يعتمد عليها في نفي النسب.علم الوراثة

).٢٧سنة(ص: األسس العلمية الختبار البصمة الوراثية في القرآن وال )١( المرجع السابق نفس الصفحة. )٢(

Page 177: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

@@@

…iaã€a@›ó–€a@qaäÏ€a@Ú‡ój€a@äbjn«aÓ…Ìãìn€a@¿@Ú@

المبحث األول: حجية العمل بالبصمة الوراثية. •

المبحث الثاني: قيمة البصمة الوراثية بين القرائن. •

المبحث الثالث: حدود العمل بالبصمة الوراثية. •

المبحث الرابع: ضوابط العمل بالبصمة الوراثية. •

Page 178: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

====p wg ª^˚^€ Ë=

sv⁄ › ≈ÿ ^=ÔÎ=fÔÎ n^á È ÿ ^=Ô› îg ÿ _========W≤gŸ�‹=ÊÎÃË=

المطلب األول: في مشروعية العمل بالبصمة الوراثية. •

المطلب الثاني: في حكم العمل بالبصمة الوراثية. •

Page 179: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱٦٦

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

:تمهيد

ارتقت البصمة الوراثية في مدلولها ،في ظل التطورات العلمية الحديثة في عالم الجيناتمما يفتح أمام علماء الشريعة آفاقا رحبة في إدراك الحكم ؛تائج قطعيةالعلمي لتصل إلى ن

قطعية الثبوت من دخولها في ميزان األدلة الحسية وبالتالي ،وتعميق القناعة بها ،الشرعي لها ،فيحكم بها على وجود الرابط الوراثي من عدمه عند توافر الشروط الالزمة لذلك ،الناحية العملية الصلة الوراثية بين اإلنسان وبين أصوله وفروعه. فتتجلى حقيقة

واستقامة ،وحقن الدماء ،وصيانة األعراض ،مما يحقق مقصود الشارع في حفظ النسلبدءا من األسرة التي تعتبر اللبنة األهم في بناء ،الحياة االجتماعية وانضباطها باألطر الشرعية نسانية.المجتمع المسلم واألساس في تنظيم الحياة اإل

بدءا مع البصمة الوراثيةهذا البحث ــــ فيوقد كانت لنا وقفة علمية ــــ في الفصل األول يدرك إذ ،توجتها على األدلة المحققة للشخصية بنتائج قيمة وانتهاء ،من تقنية الحصول عليها

كراره في الذي كشف العلم الحديث عن استحالة ت ،بع الفرديبها الهوية الشخصية ذات الطا إذ لكل شخص بصمة تحدد حروفها هويته التفصيلية وصلته بفروعه وأصوله. ،األشخاص

للتمكن ؛من هنا كان اهتمام الفقهاء واشتغالهم بدراسة البصمة الوراثية من كافة الجوانب، والسيما وأنها قضية ذات حاطتها بمزيد من الضوابطوا ،ة لهامن توصيفها وتحديد القيمة الثبوتي

بالتفصيل في محاولة ما سأتناول الحديث عنه هذاو ،داثة لم يتعرض لها الفقهاء قديما ح على النحو التالي: مطلبين فيوذلك ،للوصول إلى حكم العمل بالبصمة الوراثية

البصمة الوراثية.ب العملمشروعية في المطلب األول: •

البصمة الوراثية.ب حكم العملفي المطلب الثاني: •

Page 180: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱٦۷

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

وللب األ المط

ةـــالوراثي ةــالبصمب العملروعية ــــمش

على وجه من وسيلة ال تنازع في مجال الكشف عن الشخصية لقد باتت البصمة الوراثية وذلك بما لها من داللة ثبوتية تحقق االطمئنان وتعمق ،بين األشخاص التي تميز الدقة المتناهية

بعيدة عن الظن والتخمين.القناعة بنتائجها الحسية

وتحقيقا لالستفادة من هذا الكشف العظيم تحت مظلة األصالة الشرعية نرسم رؤية مشروعية استعمال البصمة الوراثية من خالل المقاصد واألصول الكلية للشريعة اإلسالمية،

شكل عام يثبت من مشروعية القرائن با كانت البصمة الوراثية قرينة كسائر القرائن فما ثبت ولم وذلك على النحو التالي:لها، ويمكن أيضا أن نستدل على مشروعيتها بأدلة خاصة،

أوال: األدلة العامة:

فيثبت لها من مشروعية ما ثبت للقرينة ة الوراثية قرينة كسائر القرائن ن البصمبما أأهميتها ولتكامل الصورة ووضوحها أقف على مفهوم القرينة و ،من مشروعية بشكل عام

:وعيتها، وذلك على النحو التالير ومن ثم أذكر مش ،وقيمتها الثبوتية

القرينة: تعريفأ.

القرينة لغة:تعريف

الشيء بالشيء، أي شده إليه ووصله به، كجمع البعيرين قرن و قرن، من الفعلمأخوذة رن الشيء قاعلى قرناء، ة وتجمع واالسم منه قرين، ، وكالقرن بين الحج والعمرةفي حبل واحد، ومنه ما يطلق على الزوجة قرينةفهي المقارنة والمصاحبة، ، : اقترن به وصاحبهمقارنة وقرانا

(وعلى الزوج قرين0F

١(.

القرينة اصطالحا: تعريف

العالمة الظاهرة الدالة على شيء بتعريفات متعددة دار محورها حول القرينةعرف العلماء ومن هذه التعريفات ما يلي: ،لوب معرفتهمط خفي

.)٢/٥٠٠، قرن (مادة الفيومي: المصباح المنير )١(

Page 181: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱٦۸

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

(الدالة على ما يطلب الحكم به داللة واضحة بحيث تصيره في حيز المقطوع القرينة هي .١1F

١( .

(القرينة هي كل أمارة ظاهرة تقارن شيئا خفيا فتدل عليه .٢2F

٢(.

(ما يدل على المراد من غير كونه صريحا القرينة هي .٣3F

٣(.

(حد اليقين األمارة البالغةالقرينة هي .٤4F

٤(.

ما يلي: لقرينةمن خالل التعريفات السابقة ل نالحظ

التي تؤدي إلى معرفة األمر الخفي بعد نتيجةالمن تحقق أمرين للوصول إلى أنه البدوجود أمر ظاهر األمر األول:أما ، الوقوف على الصلة التي تربط األمر الظاهر باألمر الخفي

وجود صلة تربط بين األمر الظاهر من األمر الثاني:و ، عليه عتماديصلح ألن يكون مرتكزا لال واألمر الخفي.

أهمية القرينة:ب.

القضاء بالقرائن أصل من أصول الشرع، وذلك سواء في حال وجود البينة أو اإلقرار، أم في ♦حجة ووسيلة يتوصل بها إلى إثبات الحقوق فهي ،ال فقد أي دليل من دالئل اإلثباتح

ومن أهدر األمارات والعالمات في الشرع بالكلية، فقد عطل كثيرا (قال ابن القيم: ،ألصحابها .)5F٥()من األحكام، ووضع كثيرا من الحقوق

.كادعاء فقير معسر إقراض غني موسرسماع الدعوى تمنع القرينة ♦

ن اإلقرار له، أو كو ترد البينة أو اإلقرار حال وجود التهمة، مثل قرابة الشاهد للمشهود القرينة ♦ .في مرض الموت

.عارض البينات مثل وضع اليد ونحوهتستخدم القرينة دليال مرجحا أثناء ت ♦

نة مع تعتبر القرينة دليال وحيدا مستقال إذا لم يوجد دليل سواها، مثل رد دعوى الزوجة القاط ♦ .زوجها بعدم اإلنفاق عليها

).٧/٢٠٥البحر الرائق( )١(

).٢/٩٣٦المدخل الفقهي العام( )٢(

).١٤٦ التعريفات(ص: )٣(

).١٧٤١مجلة األحكام العدلية، مادة ( )٤(

).١٦اسة الشرعية(ص: الطرق الحكمية في السي )٥(

Page 182: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱٦۹

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

:القرينة أقسامج.

قسم باعتبار القوة والضعف، وتقسم باعتبار المصدر، نة؛ فتتنقسم القرينة باعتبارات كثير (وتقسم في القانون إلى قانونية وقضائية، وهنا سأتكلم عن أقسامها من حيث القوة والضعف

6F

؛ )١(وذلك بما يخدم بحثي

7F

٢(.

:وهي ،تنقسم القرينة باعتبار القوة والضعف إلى ثالثة أنواع

القرينة القطعية: النوع األول:

البالغة حد اليقين، أو األمارة الواضحة بحيث يصبح األمر في حيز المقطوع مارة األوهي (نهائية بينةفهي ، ال يحتاج إلى دليل آخر مستقال قويا به، وتمثل دليال

8F

٣( .

(ومثال ذلك 9F

ووجد ، بالدمكين ملوثة وفي يده س ،من دار كما لو شوهد شخص خارج: )٤، هو القاتلالخارج الشخص فيعتبر، في دمائه يضطرب في ذلك الوقت ذبيحشخص في الدار

(لوجود هذه القرينة القاطعة10F

٥(.

القرينة الظنية: النوع الثاني:

، فال ولكنها أغلبية وهي التي تكون داللتها على األمر ضعيفة محتملة، وغير قاطعة

).٣٣٢)؛ عثمان: المادة الوراثية الجينوم(ص: ٤٩٣وسائل اإلثبات(ص: )١(

.)٨/٢٥٨قه اإلسالمي وأدلته(الف؛ )٥٠١(ص: وسائل اإلثبات )٢(ال يحكم عند جمهور الفقهاء بهذه القرائن في الحدود؛ ألنها تدرأ بالشبهات وال في أوال: : مهمة مالحظة )٣(

ويحكم بها في نطاق ثانيا: ي القسامة، لالحتياط في موضوع الدماء وازهاق النفوس. القصاص إال فوسائل اإلثبات المعامالت المالية واألحوال الشخصية عند عدم وجود بينة في إثبات الحقوق الناشئة عنها.

).٢/١٠٦٣)؛ المدخل الفقهي العام(٤٩٣في الشريعة اإلسالمية(ص:

ة، وضحكها ضحك سرور وابتهاج، وسكوتها وقبضها مهرها، عند إعالم وليهـا إياهـا أنـه وكتبسم البكر البالغ )٤(زوجهــا مــن فــالن، فإنهــا قرينــة قويــة علــى إجازتهــا، بخــالف بكائهــا بصــوت مرتفــع وولولتهــا، فهــي قرينــة علــى

العـريس ومثل ذلك علـى القيافـة فـي النسـب، وشـارة الكفـر علـى الركـاز، ووطء المـرأة التـي زفـت إلـى الرفض.)؛ الرحيبـــاني: ٩/٨٤)؛ الحـــاوي الكبيـــر(٦/٤٧١؛ مـــنح الجليـــل()٤/٣٥٧(المبســـوط ليلـــة العـــرس، وغيـــر ذلـــك.

).٥/٥٦مطالب أولي النهى(

ــــــل()٤/٣٥٧(المبســــــوط )٥( ــــــيش: مــــــنح الجلي ــــــد: درر األحكــــــام(ح)؛ ٦/٤٧١؛ عل المــــــدخل الفقهــــــي )؛ ٤/٣٤٠ي ).٢/٩٣٦العام(

Page 183: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۷۰

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

(تمثل دليال مستقال، بل تكون دليال مرجحا لما معها ومؤكدة ومقوية له11F

١( .

(مثال ذلكو 12F

فهي دليل ،وقائع الدعوى وتصرفات الخصوم القرائن العرفية أو المستنبطة من :)٢(أولي مرجح لزعم أحد المتخاصمين مع يمينه متى اقتنع بها القاضي ولم يثبت خالفها

13F

٣(.

القرينة الضعيفة: النوع الثالث:

(باتحتمال والشك فال يعول عليها في اإلثوهي قرينة قائمة على اال14F

، بل وتستبعد في )٤دليال مرجوحا فال تقوى على االستدالل بها فهي قرينة ذات داللة تعتبر مجال القضاء؛ ألنها

(ملغاة15F

٥(.

مشروعية القرينة:د.

وان اختلفوا ــ في باب اإلثبات بالقرينةمن حيث المبدأ على مشروعية العمل اتفق العلماء ،السنةمن و ،الكتابمن ة القرائن وقد استدلوا على مشروعي ــكثير من التفاصيل المتعلقة بها في

:، وذلك على النحو التاليمن األثرو

الكتاب:أوال:

ــل فصــدقت : قولــه تعــالى . أ ــن قبم ــد ــه ق يصقم ــا إن كــانهلأه ــنم دــاه ش ــهد شو ــنم ــو هو

بنيالكاذ ، قد هيصقم كان إنو نيقادن الصم وهو تر فكذببن دم )16F٦(.

).٢/١٠٦٣)؛ المدخل الفقهي العام(٤٩٣ة(ص: وسائل اإلثبات في الشريعة اإلسالمي )١(

كالصالحية في االستعمال عند تنازع الزوجين في متاع البيت، فكالهما صاحب يد، ويرجح قول كل منهما )٢( بحسب ما يصلح له، فقد اعتبر الشارع فيها قول صاحب القول لقرينة مصاحبة يراها المشرع أو الفقيه.

.)٤٩٠سالمية(ص: وسائل اإلثبات في الشريعة اإلوســـــــائل اإلثبـــــــات فـــــــي الشـــــــريعة )؛٨/٢٩٦)؛ الفقـــــــه اإلســـــــالمي وأدلتـــــــه(٢/٩٣٦المـــــــدخل الفقهـــــــي العـــــــام( )٣(

.)٤٩٠اإلسالمية(ص: كاليد إذا قارنها دليل أو قرينة أقوى منها، كأن يتنازع مالك الدار مع خياط يعمل في داره على آلة خياطة )٤(

إلى المالك ألن قرينة اليد عورضت بقرينة أقوى منها وهي أن هذه األشياء فإنه يحكم بها للخياط وال يلتفت وسائل اإلثبات في غالبا تكون مملوكة للخياط، فألغيت القرينة الضعيفة وهي قرينة اليد ولم يعمل بها.

).٢/١٠٦٣)؛ المدخل الفقهي العام(٤٩٣الشريعة اإلسالمية(ص:

).٢/١٠٦٣)؛ المدخل الفقهي العام(٤٩٣ية(ص: وسائل اإلثبات في الشريعة اإلسالم )٥(

).٢٨ــــ ٢٦سورة يوسف: آية( )٦(

Page 184: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۷۱

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

وجه الداللة:

وسـببا المتنـازعين، ن اهللا تبارك وتعالى جعل شق الثوب قرينـة ودلـيال علـى صـدق أحـدإ، وهـذا يوسف عليه السـالم، وتكـذيب زوجتـه وأن الزوج توصل من ذلك إلى تصديق ،للحكم بذلك

د استدل بقرينـة قـ دحيث إن الشاهد ق، إليها، واالستناد في الحكم نالعمل بالقرائ واضح علىدليل وسمي قوله شهادة، ألنـه أدى مؤداهـا على صدق أحدهما وكذب اآلخر أو دبر ل ب القميص من ق

(في إثبات قول يوسف وابطال قولها17F

١(.

ـول :قولــه تعــالى . ب ـل سـ ب قــال بـم كــذبــد ـه يصـلــى قموا عـاء جـو ـه ـبر جميــل واللـ ا فصــر أمـ ـكم أنفسـ لكــم ت

فونا تصلى مع انتعسالم)18F٢(.

وجه الداللة:و

أن الذئب دلت هذه اآلية الكريمة أن سيدنا يعقوب عليه السالم لم يقتنع بدعوى أوالده، وذلك لوجود قرائن )19F٣(ة، بل اتهمهم بأن دعوى الذئب كاذبة ال أساس لها من الصحافترس يوسف

(تدل على كذبهم20F

٤(.

السنة:ثانيا:

(ن بن عوفعن عبد الرحم . أ21F

ة قتل أبي جهل ـــ :، أنه قال رضي الله عنه )٥ قال: ــ في قصه صلى اهللا عليه وسلم فأخبراه، فقال: فابتدراه بسيفيهما حتى قتاله، ثم انصرفا إلى رسول الل

).١٦(ص: الحكمية)؛ الطرق ٥٠٢وسائل اإلثبات في الشريعة اإلسالمية(ص: )؛٩/١٧٧تفسير القرطبي( )١( ).١٨سورة يوسف: آية( )٢(

).١١/٧٣)؛ الدمشقي: اللباب في شرح الكتاب(٣/٣٦١البحر المديد( )٣(ا وال أثر ألنياب الذئب، فاستدل بذلك على كذبهم وأن نه لما تفحص القميص لم يجد تمزيق أوال: إوهي: )٤(

دعواهم باطلة ال أساس لها من الصحة، وال من الواقع، ألنه لو أكله الذئب لخرق قميصه ومزقه تمزيقا ن يعقوب عليه السالم لما ثانيا: إ ب.يصل إلى اللحم إال بتمزيق الثيا ال خفاء وال غموض فيه، ألنه ال ظاهرا

فأنكر عليهم هذا القول، ألن أنكر قصة الذئب تناقضوا في كالمهم، فقال بعضهم لقد قتله اللصوصالبحر اللصوص ما قتلوه إال ألخذ مالبسه وما معه، فكيف يتركوا القميص الذي هو األساس األول للسرقة.

).١١/٧٣)؛ اللباب في شرح الكتاب(٣/٣٦١المديد(عبد الرحمن بن عوف بن عبـد عـوف بـن عبـد بـن الحـارث بـن زهـرة القرشـي الزهـري أحـد العشـرة أسـلم قـديما )٥(

الثقـات :حبـان ابـن )؛١/٧٠٨(الغابة أسدير:األث ابن .ومناقبه شهيرة مات سنة اثنتين وثالثين وقيل غير ذلك

)٥/١٤٦.(

Page 185: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۷۲

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

قال: فنظر فيهما، فقال: "كالكما قتله، سلبه ،ما سيفيكما؟" قاال: ال "أيكما قتله؟ هل مسحت (الجموحمعاذ بن عمرو بن ؛(والرجالن لمعاذ بن عمرو بن الجموح"

22F

معاذ بن واآلخر ، )١(عفراء

23F

٢(()24F٣(.

وجه الداللة:

نظره صلى اهللا عليه وسلم في السيفين إنما هو ليرجح القاتل بما يراه من أثر الطعان، إن وانما خص معاذ بن الجموح ،حيث دل الدم على السيفين بأنهما اشتركا في قتلهوصبغ الدم

فالنبي صلى اهللا عليه وسلم ،دليل الدم الزائدسم أبي جهل بألن سيفه كان أعمق في ج ؛بل بالس أن غور سيف أحدهما أكثر من اآلخر قرينة على أنه القاتل، ألن سيفه ذلك ،عمل بالقرينة هنا

.أنفذ وهو الذي يتحقق به القتل غالبا

بعض المشاركة بأن كليهما قاتل فيه تطيب لنفس اآلخر، إذ يسند إليهوعليه يكون قوله (وبذلك يثبت جواز االعتماد على القرائن في الحكم بين الناس

25F

٤(.

ال تنكح األيم حتى تستأمر وال تنكح ( :ة قال قال رسول الله صلى اهللا عليه وسلمعن أبى هرير . ب .)26F٥()أن تسكت وا: وكيف إذنها؟ قال:قال ،البكر حتى تستأذن

وجه الداللة:

قرينة تدل على رضاها أو سكوتها ت البكراهللا صلى اهللا عليه وسلم جعل صما إن رسولمن أقوى اعتبره العلماء وقد ،على القرائن تبعا لذلك االعتمادفيجوز ،والصمات أو السكوت قرينة

(األدلة على الحكم بالقرائن27F

٦( .

،عمرو وأبوه هو وبدرا ) الثانية العقبة( الكبرى العقبة هدوش الخزرجي األنصاري الجموح بن عمرو بن معاذ )١(

عبد عنه روى )عفراء بن معاذ( بـ المشهور الحارث بن معاذ مع بالمشاركة جهل أبا بدر معركة في قتل وقد .)٦/١٤٢ابن حجر: اإلصابة(. عثمان خالفة في وتوفي ،عباس بن اهللا

في عمرو بن ومعاذ هو شارك ثعلبة، بن عبيد بنت وهي أمه ءوعفرا األنصاري، رفاعة بن الحارث بن معاذ )٢( توفي إنه تقول فرواية لوفاته بالنسبة أما عمر، وابن عباس ابن عنه روى، بدر معركة في جهل أبي قتل

).٦/١٤٠ابن حجر: اإلصابة(. عثمان خالفة في توفي وقيل أصابته، جراح إثر بدر بعد بالمدينة

.)٥/١٤٨، (٤٦٦٨، ح/جهاد والسير، باب استحقاق القاتل سلب القتيلتاب ال(كصحيح البخاري )٣( ).٦/٢٤٨فتح الباري( )٤( .)٥/١٩٧٤، (٤٨٤٣، ح/تاب النكاح، باب ال ينكح األب وغيره البكروالثيب إال برضاها(كصحيح البخاري )٥( ).٢/١٠٣تبصرة الحكام( )٦(

Page 186: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۷۳

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

األثر:. ٣

ذلك ما ، ومنبالقرينةقضايا ما عرض عليهم منخلفاء الراشدون فيالو الصحابة عملمن وجدت فيه رائحة بوجوب الحد على وعثمان رضي اهللا عنهما حكم به عمر بن الخطاب

ما قضى به عمر رضي اهللا عنه برجم و ،على القرينة الظاهرة ها، وذلك اعتمادا ءالخمر، أو قا(على القرينة الظاهرة اعتمادا المرأة إذا ظهر لها حمل وال زوج لها

28F

١(.

ثانيا: األدلة الخاصة:

، أستدل البصمة الوراثيةإضافة لألدلة السابقة التي تثبت بشكل عام مشروعية العمل بمن خالل المقاصد وذلك ،ببعض األدلة الخاصة التي تدل على مشروعية العمل بالبصمة الوراثية

ك على النحو التالي:وذل ،واألصول الكلية للشريعة اإلسالمية

أوال: القواعد الشرعية:

باحة:األصل في األشياء النافعة اإل .١

إن اهللا سبحانه وتعالى امتن على عباده بما سخر لهم من أشياء نافعة تعينهم في الحياة (يمتن إال بما هو جائز ومباح واهللا سبحانه وتعالى ال ،الدنيا وملكهم اإلنتفاع بها

29F

، قال تعالى: )٢30F()كم ما في األرض جميعا و الذي خلق ل ه (

والبصمة الوراثية بما ثبت لها من مميزات ولما ، )٣ وحل النزاعات والمشكالت مقصد الشارع في حفظ األنسابليترتب على استعمالها من تحقيق

.فيثبت العمل بها من األشياء التي تحقق النفعبذلك تعتبر ف

د:للوسائل أحكام المقاص .٢

فإذا تحصل ،القاعدة الشرعية في أن الوسيلة إلى الشيء تأخذ حكم المقصد يتجسد معنىفإذا حققت أفضل المقاصد فإنها تكون أفضل ،ينتقل لها حكم المقصد ،بالوسيلة المقصود الشرعي

.)٢/١٠٤م()؛ تبصرة الحكا٨الطرق الحكمية(ص: )١()؛ ابـــن تيميـــة: ١/٤٧٨)؛ الحصـــني: القواعـــد(١/١٠٢)؛ الســـيوطي: األشـــباه والنظـــائر(٢/٢٣٥ايـــة الســـول(نه )٢(

).٣/١١٦أعالم الموقعين(

).٢٩سورة البقرة: آية ( )٣(

Page 187: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۷٤

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

(الوسائل31F

التي ال تخرج عن المقاصدأن تغير وسائل حماية الحق بحسب المصلحة الزمنية و ،)١ إحقاق الحق، وابطال الباطل، ورعاية المصلحة، ودرء المفسدة. ياألحكام الشرعية، وه اعليهتقوم

بإدخال ما ليس منه إليه والمحافظة عليه من االختالل ،والبصمة الوراثية وسيلة إلى حفظ النسبا فيتحقق بها مقصد الشرع في حفظ كلية من الكليات الضرورية الخمس فيلزم استعماله ،أو العكس

(والعمل بها بما يحقق مقصود الشرع32F

٢(.

اعتبار مآالت األحكام: .٣

إن الناظر في الحكم الشرعي يتحتم عليه أن يلتفت إلى منتهى هذا الحكم وما يترتب (يحقق مصلحة فإنه يثبت األخذ والعمل بمقتضى هذا الحكمعليه من آثار، فإذا كان المنتهى

33F

٣( ،ليوم من تقنية عالية في تحديد الهوية الشخصية فإنها تحقق والبصمة الوراثية بما وصلت إليه ا

زمة لذلك.مصلحة فيثبت به مشروعية العمل بها عند توفر الضوابط الال

(الدفع أقوى من الرفع .٤34F

٤(:

ة بها وتحديدها أولى وأيسر من ي ب س إن استعمال البصمة الوراثية وبيان العالقات الن هدار لحقوق األفراد ، ووقوع المحذور به من إألمر قبل تشعبهفتدارك ا ،تميزها بعد اختالطها

واختالط األنساب أولى وأسهل من ترك وقوعه الذي يصعب رفعه بعد ذلك.

:تثبت مشروعيتهما كان أبلغ في تحصيل مقصود الشارع .٥

القاعدة تنطبق تماما على البصمة الوراثية لما تحققه من مقصود الشارع في هذه إن ساب وحفظ ما يترتب عليها من حقوق األفراد، وذلك لما تتميز به من دقة متناهية في صيانة األن

فينبغي العمل بها واستخدامها إلى تحصيل ،تحديد عالقات األفراد وصلتهم ببعضهم البعضفتثبت مشروعيتها وجواز مقصود الشرع، ولما كان العمل بها يفضي إلى تحقيق مقصود الشرع

(استعمالها35F

٥(.

ـــن عبـــد الســـالم: قواعـــد األحكـــام( )١( ـــد فـــي اختصـــار المقاصـــد(ص: ١/٧٤اب )؛ ٤٣)؛ ابـــن عبـــد الســـالم: الفوائ

).١/٦٠ظومة وشرحها(السعدي: القواعد الفقهية المن

).١٠٠الميمان: النوازل الطبية(ص: )٢(

).٤/١٩٤الموافقات( )٣(

).١/٣١٠)؛ األشباه والنظائر(١/١٢٧السبكي: األشباه والنظائر( )٤(

).١/٦٠فقهية المنظومة وشرحها(القواعد ال )٥(

Page 188: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۷٥

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

:العملي لألمة اإلجماع ا:ثاني

تيسير ، في تجدي عمليا على قبول استخدام وسائل مستحدثة عمليا األمة علماء أجمعع الخطي، والصورة بين أفراد البشر، كالهوية الشخصية، وبصمات األصابع، والتوقيبها التعامل

فقه أنكر العمل ، ولم نسمع عن أحد من أهل العلم والعلى بطاقة الشخصية الشخصية المثبتة، والبصمة الوراثية تماثل هذه الوسائل الحسية في أهميتها في مجال إثبات بشيء من هذه الوسائل

تتعلق ضايا التين القضايا وخصوصا تلك القوالتي لها باع طويل في حل كثير م الشخصية(، وال يخفى ما لإلجماع العملي من داللة على األحكامباألحوال الشخصية

36F

١(.

المعقول:ثا: ثال

ليجده يسعى إن الناظر في الطرق التي رسمها الشارع سواء كان إلثبات النسب أو نفيهجاهدا في وضع الحقائق في مكانها الصحيح، ومن ذلك إثبات نسب الولد بالفراش أو بالبينة أو

وما ذلك إال ،اله استعمالها عند الحاجة إليه ،بل واعتبرها حقا من حقوق المكلف وغيرها باإلقراروعدم نسبة الشخص لغير أبيه لما فيه من من الضياع تحقيقا لمقصد الشارع في حفظ النسب

تحقق ة، والبصمة الوراثية بنتائجها العلمية وحقيقتها الثابتضياع الحقوق واختالط األنساب(بكفاءة عالية المطلوب

37F

٢(.

الخالصة:

أن البصمة أرى ية البصمة الوراثية مشروعبعد العرض السابق للدالئل التي تشهد بوسائل اإلثبات التي يمكن أقوى واعتبارها من ،في باب القرائن دراجهايمكن إالوراثية

القضاء، وخصوصا بما يتعلق بقضايا األحوال الشخصية والتي هي االعتماد عليها في محل البحث.

لدالئلا ثبت لدينا من ابمنستطيع فإننا ولما كانت القرائن تتردد بين القوة والضعف يمكن أن يحكم بها على جهة التي أن نعتبر البصمة الوراثية من القرائن القطعية السابقةفي قضايا يعتمد عليه في القضاء وخصوصا مستقال بذلك أن تكون دليال فتصلح ،اليقين

).٤٣٣معاصر(ص: )؛ الزحيلي: قضايا الفقه والفكر ال٢٤٦أبحاث إجتهادية في الفقه الطبي(ص: )١(

).٤٣٢قضايا الفقه والفكر المعاصر(ص: )٢(

Page 189: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۷٦

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

ة قطعيةداللة علميمميزات و ويعضد ذلك ما ثبت للبصمة الوراثية من األحوال الشخصية، .)38F١(اسبق بيانه

.)٢١: (ص: سبق بحثه )١(

Page 190: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۷۷

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

ثانيالمطلب ال

ةــــالوراثي ةـــالبصمحكـــم العمل ب

(العلماء المعاصرون اتفاقا ضمنيا على حجية العمل بالبصمة الوراثية اتفق 39F

، ولكنهم )١

من طرق اعتبارها طريقا أو ،سبإمكانية اعتبارها قرينة يستعان بها في قضايا الناختلفوا في

(الشرعية إلثبات النسب طرقإثبات النسب قياسا على ال40F

آراء، ثالثة المسألةهذه في لعلماءول، )٢

على النحو التالي: وذلك

األول: رأيال

تخضع للسلطة التقديرية اعتبار البصمة الوراثية بمثابة قرينة ظنيةأصحابه ويرى

على سبيل االستئناس والترجيح ألن داللتها على األمر غير قوية القضائية، حيث يستعان بها

(عاكوموليد ألنها عرضة للخطأ، ومن أصحاب هذا الرأي، 41F

٣(.

الثاني: لرأيا

% أو قاربت ١٠٠بنسبة عطاء البصمة الوراثية مرتبة القرينة القطعيةإ هأصحاب ويرى

رها بعضهم قرينة لنادر جدا، واعتباحتمال الخطأ اعلى القطعية ألنها تدل على المطلوب مع

عبد ، وقد تبنى هذا الرأي طائفة من العلماء نذكر منهم غيرها من القرائنقوية جدا تزيد على

البصــمة الوراثيــة وأثرهــا فــي اإلثبــات(ص: )١٠إدريــس وهــزاع: اإلثبــات بــالقرائن والمســتجدات الحديثــة(ص: )١(؛ في )٢٦٣(ص: أبحاث اجتهادية في الفقه الطبي )؛٣٣٩)؛ المادة الوراثية الجينوم قضايا فقهية(ص: ٥٤٢

)؛ فقـــــه القضــــايا الطبيـــــة ٧٢الفقــــه اإلســــالمي المعاصـــــر عقــــود الـــــزواج المســــتحدثة البصـــــمة الوراثيــــة(ص: ـــة()٣٥٦المعاصـــرة(ص: ـــى بالبصـــمة الوراثي ـــد الزن ـــات ول ـــة ومـــدى )٢١)(ص: DNA؛ اثب ؛ البصـــمة الوراثي

).١٨٢مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص:

)؛ البصــمة الوراثيــة ومــدى مشــروعية اســتخدامها فــي النســب ٥٤٢ا فــي اإلثبــات(ص: البصــمة الوراثيــة وأثرهــ )٢( ).١٨٢والجناية(ص:

).٥٤٢البصمة الوراثية وأثرها في اإلثبات(ص: )٣(

Page 191: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۷۸

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

(الفتاح إدريس وماجدة هزاع42F

(واصلنصر فريد ، )١43F

(عثمانمحمد رأفت ،)٢44F

(هنية مازن ،)٣45F

وهبة ، )٤

(الزحيلي46F

(األشقرمحمد ،)٥47F

(قرة داغي ،)٦48F

(سعيد رعبد الستا ،)٧49F

(الكعبيخليفة ،)٨50F

ناصر ،)٩

(الميمان51F

(ابراهيماياد ،)١٠52F

(السبيلعمر ،)١١53F

١٢(.

الثالث: رأيال

أو بينة مستقلة، أو حجة دامغة في الفصل في امباشر اعتبار البصمة الوراثية دليال ويرى

ضاء بحكم قطعية ألدلة الشرع إلثبات البراءة أو اإلدانة أمام الق امساند دليال و النزاعات المختلفة،

(البازعباس نتائجها إذا توفرت الشروط الالزمة، ومن أصحاب هذا الرأي 54F

ياسر الخياط و عبد القادر ،)١٣

(شمالي55F

(أبو البصلعبد الناصر ، )١٤56F

(األصمعمر ، )١٥57F

(المرزوقيعائشة ، )١٦58F

(، عبد الواحد)١٧59F

١٨( .

).١٠اإلثبات بالقرائن والمستجدات الحديثة(ص: )١(

).١٠٦البصمة الوراثية ومجاالت اإلستفادة منها(ص: )٢(

).٣٣٩لجينوم قضايا فقهية(ص: المادة الوراثية ا )٣(

.)٢١)(ص: DNAاثبات ولد الزنى بالبصمة الوراثية( )٤( ).٤٣٠قضايا الفقه والفكر المعاصر(ص: )٥(

).٢٦٣أبحاث اجتهادية في الفقه الطبي(ص: )٦(

).٣٥٦فقه القضايا الطبية المعاصرة(ص: )٧(

).٧٢بصمة الوراثية(ص: في الفقه اإلسالمي المعاصر عقود الزواج المستحدثة ال )٨(

).٣٠١البصمة الوراثية وأثرها على األحكام الفقهية(ص: )٩(

).١١٥النوازل الطبية(ص: )١٠(

).١١٠الهندسة الوراثية بين معطيات العلم وضوابط الشرع(ص: )١١(

).١٨٢البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص: )١٢(

).٧٨٥ع وحجيتها في اإلثبات والقضاء(ص: بصمات غير األصاب )١٣(

).١٥١٩تقنيات البصمة الوراثية في قضايا النسب وعالقتها بالشريعة اإلسالمية(ص: )١٤(

).١٧٠٢اإلثبات بالبصمة الوراثية(الجينية) من المنظور الشرعي(ص: )١٥(

).١٦٩٣التحليل البيولوجي للجينات البشرية وحجية اإلثبات(ص: )١٦(

).٣١٣قي: اثبات النسب في ضوء المعطيات العلمية المعاصرة(ص: المرزو )١٧(

).٢٤٥عبد الواحد: البصمة الوراثية وتأثيرها على النسب اثباتا ونفيا(ص: )١٨(

Page 192: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۷۹

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

سبب الخالف:

:سببينالخالف في المسألة إلى سبب يرجع

:الختالف في االعتماد على النظريات العلمية الحديثة من عدمهالسبب األول: ا

فتكون عرضة ،فمن اعتبر البصمة الوراثية مجرد نظرية لم يقطع العلماء بنتائجها بعد فذهبوا إلى اعتبارها قرينة ،للخطأ؛ إذ هي في طور التجريب بدليل تدوينها بصيغة غير يقينية

يمكن أن تكون دليال مرجحا لما معها من أدلة.بل ،ظنية ال تمثل دليال مستقال

ذهب إلى فقد أما من اعتبر البصمة الوراثية قد تجاوزت حد النظرية إلى حيز التطبيق مستقال في اإلثبات.اعتبارها قرينة قطعية أو دليال

ختالف في تكييف البصمة الوراثية:االالسبب الثاني:

؛ فهي فمنهم من كيفها على أنها أمر خارجي؛ مة الوراثيةفقد اختلفوا في تكييف البص فاعتبرها قرينة، ومنهم من نظر إليها على أنها أمر داخلي ال تنفك تشير إلى المطلوب إثباته، فوصفوها بالدليل. ، عن الشيء المطلوب إثباته

:أدلة المذاهب

) فقد ة قرينة ظنيةالبصمة الوراثي الذي اعتبر أن(األول رأيأوال: أدلة ال :بما يلي من المعقول، رأيهم استدلوا على

مهما بلغت من الدقة والقطع أو غير ذلك،طبية سواء أكانت إن النظريات العلمية الحديثة .١وكم من نظرية كان العلماء إال أنها تظل محل شك ونظر، ،بالصحة في نظر المختصين

مما يحتم على الفقهاء ؛ربا من الخيالبصحتها ثم أصبحت مع التقدم العلمي ض يقطعونكأدلة ثابتة توازي األدلة بهاألخذ لوالباحثين الشرعيين التروي في النظر وعدم االندفاع

(الشرعية60F

١(.

ه:أجيب عن

).١٨٢البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص: )١(

Page 193: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۸۰

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

، وقد أثبتت النتائج التجريبية التطبيق لوراثية تجاوزت حد النظرية إلى حيزن البصمة اإويعمق القناعة بهذا الكشف العظيم، لذلك فهي حقيقة ،مئنانفتميزت بما يحقق االط ،دقتها

(علمية بكل المقاييس61F

١(.

اإن نتائج الفحوصات المخبرية تدون بصيغة غير يقينية كقولهم ال يستبعد أن يكون هذا أب .٢لهذا الولد، أو يستبعد مما يضعها في دائرة االحتمال مما يضعف الثقة بنتيجة الفحص فال

(يؤخذ بها62F

٢(.

ه:أجيب عن

(دارجة ويتم تداولها في المختبرات المتخصصة إن هذه المصطلحات 63F

ومتعارف عليها ،)٣فهي تقع في درجة ،ولم يقصد بها االحتمالية بحال من األحوال ،بداللتها اليقينية عالميا

(اليقين64F

٤(.

قوة وسائل االثبات ال تصل إلى ،ال تعدو أن تكون قرينة واقعية بسيطة البصمة الوراثية إن .٣

(لذلك فإن القاضي يبقى حرا في اعتمادها أو رفضها ؛األخرى65F

٥(.

ه:أجيب عن

أضحت البصمة الوراثية حقيقة علمية ذات داللة قوية بحيث تصلح ألن يثبت بها لقد والواقع القضائي يشهد بذلك. ، الحكم نفيا أو اثباتا

كدليل مباشر يوازي باقي األدلة أن هذه لوراثية عدم االعتراف بالبصمة ا . إن السبب في٤ضافة إلى أن القائمين على التحاليل ذاتها لم إ ،ل غير معترف بها في قضايا النسبالتحالي

(يصلوا فيها إلى درجة اليقين66F

٦(.

).٢٢: (ص: سبق بحثه)؛ أ١٧٠٢عي(ص: اإلثبات بالبصمة الوراثية(الجينية) من المنظور الشر )١(

).٢٩٥الكعبي: البصمة الوراثية وأثرها على األحكام الفقهية(ص: )٢(

).١٤٩٦تقنيات البصمة الوراثية في قضايا النسب وعالقتها بالشريعة اإلسالمية(ص: )٣(

جنـائي بأنـه يمكـن مثال لنتيجة فحص في قضية نفي نسب طفلة لهروب زوجته: ( ورد فـي تقريـر المختبـر ال )٤(اســـــتبعاد المـــــدعى كـــــأب بيولـــــوجي لطفلـــــة المـــــدعى عليهـــــا). تقنيـــــات البصـــــمة الوراثيـــــة وعالقتهـــــا بالشـــــريعة

).١٤٩٦اإلسالمية(ص:

).٥٤٢البصمة الوراثية وأثرها في اإلثبات(ص: )٥(

).٢٩٥البصمة الوراثية وأثرها على األحكام الفقهية(ص: )٦(

Page 194: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۸۱

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

ه:أجيب عنوال ،إلى إحقاق الحق أنه ال يوجد نص قرآني يمنع أو يحرم استخدام ما يتوصل به قطعا

بجامع أن كال ،مما يجعلها في دائرة األدلة ،هذه الوسائل أثبتت فعاليتها ودقة نتائجها سيما أنألن تكون قرينة قطعية فتصلح ،منهما يعطي نتائج صحيحة وقاطعة في مجال العمل بها

(يستدل بها على المطلوب67F

١(.

فقد استدلوا على البصمة الوراثية قرينة قطعية) (الذي اعتبر أن الثاني: رأيثانيا: أدلة ال :بما يليالواقع العملي، وذلك ثم قولهم من القرآن،

.) )68F٢ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم قول اهللا تعالى:. ١

وجه الداللة:ي (األب البيولوجي) وهو الصواب دعت اآلية الكريمة إلى وجوب نسبة الولد ألبيه الحقيق

والبحث يكون بكافة ،والحقيقة، كما وأرشدت إلى التحري عن األب الحقيقي في حالة جهالة النسبالوسائل والقرائن المختلفة، والبصمة الوراثية من أدوات العصر التي يمكن من خاللها التعرف على

أما وقد كشفت البصمة ،األبناء إلى آبائهم وتنفيذ ما أمر اهللا به من نسبة ،األب الحقيقي للولد(الوراثية النسب الحقيقي للولد وجب العمل بها

69F

٣(.

الدليل من الواقع العملي: .٢

إن قوة الدليل في هذه التحاليل تصل إلى نسبة القطعية في النفي أو اإلثبات للبنوة ة تقطع الشك باليقين في والنسب، وأن هذه التطورات الفنية الحديثة في مجال الفحوص المخبري

% وبالتالي فليس ١٠٠والخطأ فيها أصبح مستحيال ونسبة النجاح ما يقارب ،كثير من الحاالتبل وفي األخذ بها مزيد ،هناك ما يمنع من االعتماد على البصمة الوراثية كقرينة نفي أو إثبات

(من الضمانات للمتهمين وتقليل للسلطة التقديرية في القضاء70F

٤( .

).٢٦٤الطبي(ص: أبحاث اجتهادية في الفقه )١(

).٥سورة األحزاب: آية ( )٢(

)؛ تقنيــات البصــمة الوراثيــة فــي قضــايا النســب وعالقتهــا بالشــريعة اإلســالمية(ص: ٩/١٧٧تفســير القرطبــي( )٣(١٥١٦.(

).٢٧٤البصمة الوراثية وعالئقها الشرعية(ص: )٤(

Page 195: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۸۲

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

:على القيافة القياس .٣

بالقيافة كطريق إلثبات النسب شرعا، والقائف إنما إن جمهور الفقهاء قد أجازوا العمليتكلم عن حدس وتخمين وفراسة، وال ينعدم احتمال الخطأ في حكمه بحال، بل قد يقول

ول على الشيء، ثم يرجع عنه إذا ما رأى أشبه منه، أما ونحن أمام تقنية عالية الدقة في الحصالبصمة الوراثية حتى يكاد ينعدم فيها احتمال الخطأ فتكون أولى بالصحة والصدق في هذا

وقد اعتبره كثير من العلماء المعاصرين من القياس الجلي أو قياس ،فيصح القياس ،الباب(األولى

71F

١(.

االستصالح: .٤

ولها على وهو بناء األحكام على مقتضى المصلحة ، وقد دلت نصوص الشريعة وأص (لزوم مراعاة المصلحة والنظر إليها في تنظيم سائر نواحي الحياة

72F

٢(.

والبصمة الوراثية بما لها من أهمية في تحديد الهوية الشخصية، وما تحققه من مصلحة في باب األنساب، تدخل في عموم المصالح التي تتجلى في اجتالب المنافع واجتناب المضار.

أن البصمة الوراثية بينة مستقلة أو تصلح أن تكون ب الث: (القائلونالث ا: أدلة الرأيثالث :بما يليكباقي األدلة)، فقد استدلوا على قولهم بالمعقول، امباشر دليال

بل كل ما أظهر الحق ،إن البينة لم تأت في الكتاب والسنة محصورة في الشهادة واإلقرار فقط .١ ولم تختص ،مرادا بها الحجة والدليل والبرهان لقرآنقد وردت البينة في اف ،وكشفه فهو بينة

قد جئتكم ببينة قال تعالى في قصة موسى مع فرعون: ( ،األربعة أو الشاهد والمرأتين أو بالشاهدينبكم يصحح أي عليه ما )74F٤()البينة على المدعي، وكذلك قول النبي صلى اهللا عليه وسلم: ()73F٣()من ر

والشاهدان من البينة، وال ريب أن غيرها من أنواع البينة قد يكون أقوى منها، دعواه ليحكم له، أقوى من داللة إخبار الشاهد، والبينة والداللة والحجة وكداللة الحال على صدق المدعي، فإنها

القرائن واألمارات لغ واألمارة، متقاربة في المعنى، فالشرع لم ي والبرهان واآلية والتبصرة والعالمة

).٤٣٣)؛ قضايا الفقه والفكر المعاصر(ص: ٩٩النوازل الطبية(ص: )١(

).١/١٠٠المدخل الفقهي العام( )٢(

).١٠٥: آية (سورة األعراف )٣(

). صــححه األلبــاني: ٣١٦)، (ص: ١٣٤١ســنن الترمــذي، بــاب مــا جــاء فــي أن البينــة علــى المــدعي، (ح/ )٤( نفس المرجع والصفحة.

Page 196: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۸۳

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

(ودالئل األحوال75F

استقرأ الشرع في مصادره وموارده وجده شاهدا لها باالعتبار، مرتبا ، بل من)١(عليها األحكام

76F

٢(.

ه:أجيب عن

، فكالهما يجوز االعتماد هناك فرق في كون البصمة الوراثية قرينة قطعية أو دليال ليس في الحكم بصفة مستقلة. عليه

ينطبق على هذا التعريف الو القرينة تعني استنباط واقعة مجهولة من واقعة معلومة، بما أن .٢النووي هو فحص الحمض النووي، ألنه ليس واقعة مجهولة مستنبطة من واقعة معلومة، فالحمض

(ينةفحص فعلي لسوائل وأنسجة جسم اإلنسان مباشرة فهو دليل مباشر ال قر 77F

٣(.

أجيب عليه:

،راثية بواقعية نتائجها وصحتها وداللتها القطعية على ما كان خفيا ومستورا الو إن البصمة تعادل القرينة بداللتها الظاهرة على ما كان خفيا، إنما الفارق في استخدام أدوات العصر.

:الراجحالرأي

فإنه يتبين لي ،على أقوال العلماء والنظر في أدلتهم ومناقشتها االطالعبعد تصلح أن تكون ؛ وهي بذلكالبصمة الوراثية قرينة قطعيةالذي اعتبر نيالقول الثارجحان

تستعمل في باب األنساب على ؛ هو مقتضى القول الثالث، وهي بذلك دليال مستقال لإلثبات ، وذلك لألسباب التالية:جهة اليقين

قول ضعيف.نه إ، وعدم وجاهة القول األول حيث والثالث أرى وجاهة القول الثاني .١

ليس هناك فرق في كون حيث إنه ظاهريو الخالف بين القول الثاني والثالث خالف شكلي .٢ .اإلثبات، فمقتضى القطعية فيها أن تستقل في أو دليال ،البصمة الوراثية قرينة قطعية

بل ،ليس هنالك نص قرآني يمنع أو يحرم استخدام ما يتوصل به قطعا إلى إحقاق الحق .٣يتوافق مع دعوة ،داللة البصمة الوراثية على الرابط الوراثي على جهة اليقين بالعكس فإن

ن دلـيال، عنـد قال ابن القيم: "وجواز التخلف عن الدليل والعالمة الظـاهرة فـي النـادر، ال يخرجـه عـن أن يكـو )١(

).١٧٧. الطرق الحكمية(ص: عدم معارضة ما يقاومه"

).١٠الطرق الحكمية(ص: )؛ ٩قاسم: البصمة الوراثية واثبات النسب(ص: )٢(

).١٥عثمان: دور البصمة الوراثية في قضايا اثبات النسب والجرائم الجنائية(ص: )٣(

Page 197: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۸٤

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

جراء البحث والتحري عليه في حالة جهالة جوب نسبة الولد ألبيه الحقيقي، وا المشرع في و والواقع العملي يثبت أن البصمة الوراثية وسيلة ممكنة ،النسب بالوسيلة الممكنة والمتاحة

مطلوب.ومتاحة وتدل على ال

لوراثية تجاوزت البصمة األن ؛ا كالم ضعيفهذفقرينة ظنية البصمة الوراثية أما القول بأن .٤ ، وقد أثبتت النتائج التجريبية دقتها وقطعية نتائجها.التطبيق حد النظرية إلى حيز

تصلح أن تكون دليال مستقال لإلثبات، وتستعمل في البصمة الوراثية قرينة قطعيةالصواب أن .٥ باب األنساب على جهة اليقين.

Page 198: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

===

Ï ‡ _o ÿ ^=p wg ª^=ÔÎ n^á È ÿ ^=Ô› îg ÿ ^=Ô› Î –=f±=‚ Û^à —ÿ ^=

========W≤gŸ�‹=ÊÎÃË

المطلب األول: أمثلة لبعض القرائن التي لها تعلق • بالنسب.

المطلب الثاني: مكانة البصمة الوراثية بين هذه القرائن. •

Page 199: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۸٦

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

تمهيد:

عتبارمشروعية القرائن وترجيح اق من تقرير بدءا مما انتهيت به في المبحث السابالبصمة الوراثية في بابها، واعتبارها من القرائن القطعية، التي تحمل قوة في الداللة فقد ميزتها على سائر القرائن األخرى، ووصوال إلى بعض القرائن التي لها تعلق بموضوع النسب والتي

ل القرينة فيها للحكم بها في المسائل المختلفة، وذلك واختلفوا في إمكانية إعما ،ناقشها العلماء في ضوء اإلمكانات المتاحة في عصرهم.

وفي هذا المبحث أحاول رصد مكانة البصمة الوراثية بين القرائن األخرى؛ على جهة وذلك في مطلبين على النحو التالي:تظهر قيمتها في اإلثبات مقارنة بغيرها من القرائن،

أمثلة لبعض القرائن التي لها تعلق بالنسب. المطلب األول: •

المطلب الثاني: مكانة البصمة الوراثية بين هذه القرائن. •

Page 200: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۸۷

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

المطلب األول

أمثلة لبعض القرائن التي لها تعلق بالنسب

المثال األول: قرينة الحمل بال زوج:

وذلك ا قرينة تدل على الزنا أم ال، اختلف العلماء في اعتبار حمل المرأة التي ال زوج له :مذهبينعلى

األول: مذهبال

وهو للمالكية، حيث ذهبوا إلى أن حمل المرأة التي ال زوج لها يعتبر قرينة ظاهرة على (أتت ببينة على نكاحها أو بينة على إكراهها الحمل من زنى، إال إذا

78F

١(.

الثاني: مذهبال

)، حيث ذهبوا إلى أن، والظاهريةالحنابلة ،والشافعية حنفية،الوهو لجمهور الفقهاء من ( (ال تدل على وقوع الزنى من المرأة قرينة الحمل

79F

٢(.

سبب الخالف:

الخالف في المسألة إلى سببين:سبب يرجع

االختالف في تكييف قرينة الحمل بال زوج:السبب األول:

على قرينة الحمل بال زوج اختلفوا في تصور الشبهة فمن تصور وجود الشبهة فقد حكم بالظنية، ومن لم يتصور وجود الشبهة فقد حكم على قرينة الحمل بال زوج بالقطعية.

السبب الثاني: االختالف في اعتبار األثر المترتب على الحكم:

فمن نظر إلى أن تقرير الحكم بالزنا بقرينة الحمل نظر إلى سد ذريعة الفساد وتفشي باختالق األعذار وبالشبهات، فاعتبر الحمل قرينة يثبت أن يتذرع مرتكبوهافاحشة التي يمكن ال

بها فعل الزنا، ومن نظر إلى أن تقرير الحكم بالزنا يجب أن يكون بعد حصول اليقين وال يبنى على مجرد الشك والتهمة لما لهذا الحكم من خطر على األعراض، إضافة إلى اإليالم والضرر

).٦/٢٩٦)؛ المواق: التاج واإلكليل(٢/١٠٥٧ينة()؛ النمري: الكافي في فقه أهل المد٢/٣١٩المعونة( )١( .)١٢/١٦؛ المحلى()٦/١٠٣)؛ كشف القناع(٤/١٧٥)؛ حاشية البجرمي على الخطيب(٥/٤فتح القدير( )٢(

Page 201: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۸۸

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

ى بريء، فاتجه إلى القول بعدم اعتبار الحمل قرينة على الزنا إال إذا وجد الذي يمكن أن يقع عل ما يقويها ويثبتها على جهة اليقين والقطع.

:األدلة

تدل على وقوع الزنا): وقد استدل قرينة الحمل بال زوجاألول: (القائل أن لمذهبأدلة ا :بما يليولهم من األثر، والمعقول، المالكية على ق

ألثر:اأوال:

وقال في خطبته الرجم حق (.. :قال من خطبة عمر المطوله، عن عبد اهللا بن عباس، .١للمحصن إذا كانت بينة، أو حبل، أو اعتراف، وقد رجم رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم،

.)80F١()ورجمنا معه وبعده

وجه الداللة:

للداللة على وقوع الزنا وجعلها كمن قرينة ظهور الحمل أشار إلىأن عمر رضي اهللا عنه (اعترف بالزنى

81F

٢(.

(ه من وجهينأجيب عن82F

٣(:

الوجه األول:

عمر رضي اهللا عنه أن الحمل إذا كان من زنى وجب فيه الرجم، والبد سيدنا مراد إن (تراف أو بالبينةأن يثبت كونه من زنى باالع

83F

إال إذا وال يجوز أن يجعل الحمل مقابال لهما، )٤ قامت القرينة التي تقطع بذلك.

الوجه الثاني:

رضي اهللا عنه.عمر سيدنا اجتهادإن هذا من

.)٦/٢٥٠٣، (٦٤٤١، ح/ اإلعتراف بالزنا، باب المحاربين من أهل الكفر والردةصحيح البخاري (كتاب )١( .)٨/٣٠٨ار(كاني: نيل األوطالشو ؛ )١٢/١٤٣فتح الباري( )٢( ). ١٢/١٤٣فتح الباري()؛ ٨/٣٠٨ار(نيل األوط )٣( .)٥/٢٣٨المواق: التاج واإلكليل( هي الحجة القوية.و ، اسم لما يبين الحق ويظهرهالبينة: )٤(

Page 202: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۸۹

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

ال أحد منهم، نقول إن هذا عليه في مجمع من الصحابة ولم ينكر واذا قيل إنه كان .نكار في مسائل االجتهاد غير الزم للمخالفألن اإل يستلزم أن يكون إجماعا

، قال: اعن .٢ ، وزنى عالنية، (بن مسعود، عن علي نى زناءان: زنى سر أيها الناس، إن الزل من يرمي، ثم ، أن يشهد الشهود فتكون الشهود أو اإلمام، ثم الناس، وزنى فزنى السر

.)84F١()العالنية، أن يظهر الحبل، أو االعتراف

وجه الداللة:

(، عمررضوان اهللا عليهم ن الصحابةإ 85F

(وعثمان )٢86F

(وعلي )٣87F

يصرحون بوجوب إقامة )٤تبرة تسقط عنها حد الزنا إذا ظهر الحمل على من ال زوج لها وال سيد مالم تأت بشبهة مع

(الحد88F

٥(.

ه:أجيب عن

إن سيدنا علي رضي اهللا عنه أشار إلى أن ظهور الحبل يظهر أمرا، ولم يثبت به حدا، حيث إن حبل المرأة أمر ظاهر يوجه لها التهمة.

المعقول:ثانيا:

:على النحو التالي أذكرها وهوجوقد استدلوا بالمعقول من ثالثة

).١٠/٩٠أبي شيبة: مصنف أبي شيبة( )؛٢/٩٧(الدراية في تخريج أحاديث الهدايةابن حجر: )١( ).١٥٠(ص: متهسبق ترج )٢(عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس األموي أمير المؤمنين ذو النورين أحد السابقين )٣(

األولين والخلفاء األربعة والعشرة المبشرة استشهد في ذي الحجة بعد عيد األضحى سنة خمس وثالثين )؛١/٧٤٩(أسد الغابة :بن األثيرا .قلفكانت خالفته اثنتي عشرة سنة وعمره ثمانون وقيل أكثر وقيل أ

).٢/١٢٩(معرفة الثقات للعجلىعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي بن عم رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وزوج ابنته )٤(

من السابقين األولين ورجح جمع أنه أول من أسلم وهو أحد العشرة مات في رمضان سنة أربعين وهو يومئذ تاريخ :ابن عساكر . ضل األحياء من بني آدم باألرض بإجماع أهل السنة وله ثالث وستون على األرجحأف

).٤١/٣٦٠(دمشق ).٨٣(ص: الطرق الحكمية )؛٢/٤٤٠؛ بداية المجتهد()١٠/١٨٦(المغني )٥(

Page 203: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۹۰

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

الوجه األول:

فإذا دفعنا الحد عن كل ، الزناحد لكي ال يقامذريعة بهذه الشبهة يعد إسقاط الحد إن (يؤدي إلى تعطيل العمل بالحدود، فإن ذلك من ظهر بها الحمل بالشبهة

89F

١(.

ه:أجيب عن

الحمل ليس دليال على الزنا الحتمال أن تكون المرأة مكرهة، أو بها حمل من زوج إن .، وال تبطل أصل العمل بهحتماالت التي تدرأ الحدسابق، ونحو هذا من اال

الوجه الثاني:

وقرينة الحبل تعتبر كالشهادة ن االتفاق حاصل على أن الحد يلزم بشهادة الشهود،إ فيلزم ى، فظهور الحبل على المرأة غير المتزوجة يثبت الوطءالزن على وقوع هاظاهر ألنها تدل ب

(الحد كشهادة الشهود90F

٢(.

ه:نأجيب ع

ل؛ إذ الشهود يشهدون على حقيقة الوطء بالحظهور بين شهادة الشهود و ا ن هناك فرقإ أن تكون المرأة قد احتمال ، كالذي يوجب الزنا ل فليس دليال على وجود الوطءبالحظهور أما

(لشبهة وأوطئت مكرهة، 91F

٣(.

الوجه الثالث:

، ابسبب غير مشروع وهو الزنزواج أو إن الحمل إما أن يكون بسبب مشروع وهو ال

فإذا ثبت أن المرأة غير متزوجة، دل على أن الحمل جاء نتيجة مواقعة غير مشروعة

(بةفاستوجبت العقو 92F

٤(.

ه:أجيب عن

).٢/٣١٩المعونة( )١( السابق نفس الجزء والصفحة.المرجع )٢( .)١٢/٣٧٧(المغني )٣( ).١٢/١٥٤لباري(فتح ا )٤(

Page 204: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۹۱

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

، أو بشبهة، أو لغفلة بأن وضع في طعامها أو شرابها ن المرأة قد تكون وطئت مكرهةإ (المني في فرجها من دون الجماع دخلوحملت بسبب ذلك أو أ ما جعلها في غفلة عنه،

93F

١(.

تدل على وقوع الزنى): وقد قرينةال يعتبر الحمل بال زوج(القائل أن الثاني: مذهبأدلة ال من السنة، وذلك على النحو التالي: قولهماستدل جمهور العلماء على

السنة:درءوا الحدود عن المسلمين ما ا(عن عائشة قالت قال رسول الله صلى اهللا عليه وسلم: .١

ر له من أن استطعتم فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله فإن اإلمام أن يخطئ فى العفو خي .)94F٢()يخطئ فى العقوبة

وجه الداللة:

(قضية مجمع عليهاإن درء الحدود بالشبهات 95F

، هذه المسألةفي متحققة هناالشبهة ، و )٣بإكراه، أو وطء بشبهة، أوغيره، إال إذا وجدت حيث يحتمل أن يكون الحمل ناتجا عن وطء

(قرينة تقطع بوقوع الحمل من زنى96F

٤( .

اج .٢ (عن أبي حج97F

(عن عبد الجبار )٥98F

ى عهد النبى صلى اهللا عليه امرأة عل استكرهت (قال: )٦ .)99F١()فدرأ عنها الحد وسلم

).٧٩)؛ الطرق الحكمية(ص: ٤/١٧٤البحر الرائق( )١( .)٨/٢٠٣٨، (١٦٨٣٤، ح/ماجاء في درء الحدود بالشبهات ، بابكتاب الحدود(كتاب سنن البيهقي الكبرى )٢(

ال وقال الترمذى: ". شقى عن الزهرى عن عروة عنهما بهمن طريقين عن يزيد بن زياد الدمرواه الترمذي عن الزهرى عن عروة عن عائشة (يزيد بنزياد الدمشقى )محمد بن ربيعة عن(إال من حديث رفوعا نعرفه م

.عن يزيد بن زياد نحوه، و لم يرفعه، ورواية وكيع أصح" )وكيع( رواهو )عن النبى صلى اهللا عليه وسلم ).٨/٢٩ل(األلباني: إرواء الغلي

).١٦٢بن المنذر: اإلجماع(ص: ا )٣( ).٨٣(ص: كميةالطرق الح )٤(اج حجاج بن صفوان المدني عن أبيه وأسيد بن أبي أسيد وعنه أبو ضمرة والقعنبي وكان القعنبي )٥( أبي حج

بن صفوان بن ايثني عليه وقال أحمد بن حنبل ثقة وقال األزدي ضعيف انتهى وقال أبو حاتم صدوق وهو ).٦/٢٠٤(الثقات :ابن حبان .ي يزيد وذكره بن حبان في الثقاتأب

ثم المناري من أهل الشراة من أرض البلقاء من أعمال الحارث بن مالك أبو عبيد الحدسي عبد الجبار بن )٦( ).٣٤/١٤دمشق وفد على النبي (صلى اهللا عليه وسلم) وبايعه على اإلسالم. ابن عساكر: تاريخ دمشق(

Page 205: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۹۲

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

وجه الداللة:

الحمل قرينة عدم إقامة حد الزنى على المرأة التي حملت وال زوج لها وال سيد، دليل على أن أو شبهة؛ فيدرأ بها الحد. الحمل قد يحصل عن وطء ناتج عن إكراهفكفي إلقامة الحد، تال

الراجح: يرأال

بعد عرض األقوال واألدلة في المسألة ومناقشتها، أقول إن حدوث الحمل يعتبر دليال على وصول ماء الرجل إلى رحم المرأة يقينا؛ إذ ال يتصور حدوث الحمل دون ذلك، لكنه ليس

دليال على الوطء؛ ناهيك عن أنه يمكن حدوث الوطء باإلكراه أو بشبهة أو غير ذلك؛ لذلك تدل على وقوع الزنى، قرينةال يعتبر الحمل بال زوجإنني أرحج القول الثاني القائل: إن ف

وذلك لألسباب التالية:

أثبت الواقع أن كثيرا من الحيل تقع فيها البنات فريسة لالحتيال فتوطأ دون علمها، أو يتم .١ إدخال المني إلى رحمها دون علمها.

على وقوع الزنا إال بوجود ما يقطع بذلك. إن قرينة الحمل ال تكفي للداللة .٢

إن الحكم بالزنا على من وجد منها الحمل بمجرد االحتمال يفضي إلى هالك النفوس بغير .٣ الحق.

إن الحكم بالزنا أمر له خطر كبير يلحق باألعراض واألنفس فال يمكن ترتيب مثل هذا .٤ الحكم الخطير مع وجود االحتمال.

لمرأة غير المتزوجة يلحقه احتماالت كثيرة، فقد تكون استكرهت على إن وجود الحمل من ا .٥هذا الفعل، أو كان نتيجة وطء بشبهة، أو غيره من االحتماالت التي ال تقوى على أن تقطع

بوقوع هذا الفعل منها.

قال عنه األلباني ضعيف. األلباني: .)٢/٨٦٦، (٢٥٢٨، ح/المستكره ، بابالحدود(كتاب سنن ابن ماجة )١(

).٧/٣٤١ل(إرواء الغلي

Page 206: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۹۳

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

:)100F١(طــــــادعاء اللقي المثال الثاني:

ط هو الصغير الذي ال يعرف اللقيإن ادعاء اللقيط شكل من أشكال اإلقرار بالنسب، و المدعى إما أن يكون على حالتين: ف ومدعي نسب اللقيط النسب، له أب وال أم، فهو إذا مجهول

ن.رجاليتنازع في اللقيط أو ،رجال

ال منازع معه: رجال مدعى اللقيط أن يكونأما الحالة األولى:

ازع معه فال خالف بين رجال وال منأو من في حكمه فإذا كان مدعي نسب اللقيط تسمع وقد توفرت شروطه، ف، بلصحة اإلقرار بالنس دعواه متى كان أهال قبول على العلماء

(دعواه من غير بينة101F

(، والقياس أال تسمع إال ببينة)٢102F

٣( .

(وجه القياسو 103F

ظاهر، وهو أنه يدعي أمرا يحتمل الوجود وعدمه، فال بد من ترجيح )٤ .مرجح، وذلك بالبينة، ولم توجدأحد الجانبين على اآلخر ب

ووجه االستحسان: أن هذا االدعاء إقرار بما ينفع اللقيط؛ ألنه يتشرف بالنسب ويعير (بفقده، وتصديق المدعي في مثل هذا ال يتطلب البينة

104F

٥(.

ن على ادعاء اللقيط: رجال تنازع أن يأما الحالة الثانية:

بينة معتبرة شرعا هما كان ألحدو ، نرجال إذا ادعى نسب اللقيطاتفق الفقهاء على أنه (لحق به نسب الطفلأو قبلت دعواه ؛تشهد له

105F

توجد بينة ألحد ، واتفقوا أيضا على أنه إذا لم)٦

)؛ القرافي: ٦/١٩٧بدائع الصنائع(. طفل ال يعرف نسبه وال رقه نبذ أو ضل إلى سن معينةاللقيط: هو )١(

).٢/٤٠٥الحجاوي: اإلقناع()؛ ٢/٣٧٥الشربيني: اإلقناع()؛ ٩/١٢٩الذخيرة(

).٦/٤٢٨)؛ المغني(٨/١٥٥الحاوي( )٢(

).٥/٣٢٣)؛ ابن مازه: المحيط الرهاني(٥/١٥٧البحر الرائق( )٣(

البحر المحيط : لزركشيا .لحاق فرع بأصل في الحكم الشرعي الثابت له الشتراكهما في علة الحكم.هو إ )٤( ).٤/٥٩(في أصول الفقه

، إذ القياس أن يد ولو لم يدعه الملتقط وادعاه غيره فإنه يثبت النسب منه استحسانا على خالف القياس )٥(الملتقط ثابتة على اللقيط، ومدعي النسب يريد إبطال اليد الثابتة له فال يصدق في ذلك بمجرد دعواه، ووجه االستحسان أن اعتبار يد الملتقط لمنفعة الولد حتى يكون محفوظا عنده وليس ذلك لحق الملتقط، وفي

).٥/٣٢٣)؛ ابن مازه: المحيط الرهاني(٥/١٥٧الرائق( . البحرإثبات نسبه ممن ادعاه توفير المنفعة للولد

)؛ الشوكاني: ٨/٢٧٦المحلى()، ٢/٢٠٣قدامة: الكافي( )؛ ابن٤/٤١٤)؛ حاشية الدسوقي(١٧/٣٨٠الحاوي( )٦( ).١/٧٦٦السيل الجرار المتدفق على حدائق األزهار(

Page 207: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۹٤

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

(قرينة افي جانب أحدهم فإذا وجد ،ناتوتعارضت البين ن، أو قامت بينة لكل منهمايالمدعي106F

١( أو يسبق أحدهما بدعوته، ،يذكر سنا لهالمولود، أو أن يبين صفة فيكبها على غيره يقدم

؛ ألن الترجيح عند تعارض الدعوى يقع ترجح جانبه بواحدة من هذه المرجحاتقضي به لمن .يده عليه تسبقلمن العالمة دليل وجودبالعالمة، وألن

تعارضت البينات بال مرجح وأ ،توجد قرينة لم ، أوياتساو واختلفوا فيما إذا :مذهبينعلى في ذلك فقد اختلف الفقهاء ، على اآلخر ألحدهما

(البينة عند التساوي أو التعارضسقوط االحتجاج بذهب إلى و ألول:ا لمذهبا107F

، واختلفوا فيما )٢اذا لم توجد قافة، أو القافة في إثبات نسبه، و لجأ إلى نه ي حيث ذهبوا إلى أ بينهم في نسب الولد

(إنه يلجأ إلى القرعةعليها، أو تعارض قول قائفين، ف وجدت وأشكل108F

، أو تحديد عالمة، أو )٣جمهور العلماء ، واليه ذهب سب أليهما شاءتيترك حتى يبلغ وينأو أمارة يستدل بها على الولد،

. )109F٤()الظاهريةو ،والشافعية، والحنابلة ،لمالكيةمن (ا

جميعا،ها يعمل بأو تساوت فإنه ،انعدمت المرجحاتما إذا إلى أنه ذهب الثاني: المذهب( لحنفيةواليه ذهب ا ،اللقيط للمدعيينويثبت نسب

110F

٥(.

النبي صلى الله عليه وسلم قال : كانت امرأتان معهما روي عن أبي هريره رضي الله عنه قال: (أن ما )١(، وقالت األخرى ابناهما إذ جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت هذه لصاحبتها: إنما ذهب بابنك أنت

تاه فتحاكما إلى داود، فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان صلى الله عليه وسلم فأخبر إنما ذهب بابنك.غرى: ال يرحمك الله هو ابنها. فقضى ب غرى)، قال أبو بذلك فقال: ائتوني بالسكين أقسمه: فقالت الص ه للص

البخاري: صحيح البخاري (كتاب هريرة: والله ما سمعت بالسكين قط إال يومئذ وما كنا نقول إال المدية. وجه الداللة: أن سيدنا سليمان حكم .)٦/٢٤٨٥، (٦٣٨٧، ح/ب إذا ادعت المرأة ابنا ، باالفرائض

للصغري بنسب الولد لها بقرينة شدة الشفقة على ابنها، حيث آثرت أن يحكم به لغيرها على أن يصيبه .)٣/٢٩٠حاشية البجيرمي(سوء.

)؛ السيل ٨/٢٧٦)، المحلى(٢/٢٠٣)؛ ابن قدامة: الكافي(٤/٤١٤)؛ حاشية الدسوقي(١٧/٣٨٠الحاوي( )٢( ).١/٧٦٦الجرار المتدفق على حدائق األزهار(

).٨/٢٧٦المحلى( )؛٦/٤٢٨المغني()؛ ٧/١٧٨)؛ الشافعي:األم(٧/١٧٥ار(ستذكاال )٣(

)؛ حاشـــــــــية ٥/٤٣٨)؛ النـــــــــووي: روضـــــــــة الطـــــــــالبين(٧/١٧٥االســـــــــتذكار()؛ ١٠/٢٤١القرافـــــــــي: الـــــــــذخيرة( )٤( ). ٢/٢٠٣)؛ ابن قدامة: الكافي(٦/٤٢٨)؛ المغني(٣/٢٨٥البجيرمي(

.)٨/٣٤٥ئع()؛ بدائع الصنا٦/١١٣ابن الهمام: فتح القدير( )٥(

Page 208: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۹٥

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

سبب الخالف:

يرجع الخالف في المسألة إلى االختالف في كيفية إزالة التعارض بين البينات:

فمن رأى إزالة التعارض بين البينات يمكن أن يكون باللجوء إلى ما يرجحها من في ذلك الوقت كالقافة و القرعة وغيرها، ومن رأى القرائن، ذهب إلى العمل بالقرينة المتاحة

إزالة التعارض بين البينتين يمكن أن يكون بالجمع بينهما ذهب إلى القوال بنسب الولد إلى المتنازعين معا.

:دلةاأل

يلجأ و البينة عند التساوي، أو التعارض،سقوط االحتجاج ب(القائل باألول: أصحاب المذهبأدلة عليها، أو تعارض قول اذا لم توجد قافة، أو وجدت وأشكلالقافة، و إلى ب الولد في تحديد نس

استدل جمهور العلماء على أو أي قرينة يثبت بها نسب الولد): وقد قائفين، فإنه يلجأ إلى القرعة :بما يليقولهم من األثر، والمعقول،

األثر:أوال:

(بن حاطب يحيى بن عبد الرحمن عن ما روي 111F

أن رجلين تداعيا ولدا فدعا له عمر القافة ( :)١

.)112F٢()وال أيهما شئت :فقالوا لقد اشتركا فيه فقال عمر

وجه الداللة:

، بل أسقطه؛ ألنه خالف ما جرت عليه العادة، عمر بقول القافةهنا سيدنا لم يعمل

ولما لم يكن هناك ،وأم واحدة ،للولد أب واحديكون أن عروف من سنة اهللا في خلقه، وهي والم

عند بلوغه، وما ذلك إال لتحقيق ما فيه مر إلى الصبىرد األقرينة تدل على األب الحقيقي؛

، وذلك لعدم وجود وسيلة تقطع بتحديد نسب الولد ر بفقدهويعي ،ألنه يتشرف بالنسبمنفعة له؛

(ك الوقتفي ذل113F

٣(.

ع يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة أبو محمد أو أبو بكر المدني ثقة من الثالثة مات سنة أرب )١(

، قتل يوم الحرة في ذي حاطب بن أبي بلتعة وأخوه: عبد الله بن عبد الرحمن بن ،)١٩١ومائة (ص: ة س الح ).٣/٣٥٤(معرفة الثقات :لعجلىا ،)٥/٢٥٠:٢٥١(ابن سعد: الطبقات الكبرى. نة ثالث وستين ج

.)١٠/٢٦٣، (٢١٠٤٧ح/القافة ودعوى الولد، ، بابالدعوى والبينات(كتاب سنن البيهقي )٢( ).٦/٦١٢(الفقه اإلسالمي وأدلته)؛ ٤/٣٢الزرقاني: شرح الزرقاني( )٣(

Page 209: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۹٦

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

المعقول:ثانيا:

:على النحو التالي وقد استدلوا بالمعقول من وجهين أذكرهما

الوجه األول:أنهما حجتان يعود سببه إلى البينة عند التساوي أو التعارضسقوط االحتجاج بإن

بيل تعارض نصان وال س هما على األخرى فتساقطتا، قياسا على ما لواحدتعارضتا وال مرجح إلال يتصور في عي به وهذالترجيح أحدهما على اآلخر، وألن استعمالهما يعني قسمة المد

(النسب114F

١(. الوجه الثاني:

اوأم ، اواحد ان اهللا قد أجرى عادته أن للولد أب حيث إ رجلين، من كون الولد ال يتصور عدم صحة تبين بهما القافة ألحقته ، فإذانسبة ولد إلى أبوين ولم يعهد قط في الوجود ،واحدة

(بأمين ألحقته لو كما قوالهما فسقط فراسة القائفين115F

٢(.

ها يعمل بأو تساوت فإنه انعدمت المرجحات ما إذا (القائل أنه الثاني: لمذهباأصحاب أدلة

بما يلي:استدل الحنفية على قولهم من المعقول، اللقيط للمدعيين): وقدويثبت نسب جميعا،

المعقول:

:وقد استدلوا من المعقول على النحو التالي

البينة يحكم وان أقاما جميعا ،له يحكم بكونه ابنا ففهو أولى به ؛إن أقام أحدهما البينة

(لهما ألنه ليس أحدهما بأولى من اآلخر بكونه ابنا 116F

٣(.

أجيب عليه من وجهين:

الوجه األول:

منهما واحد كل ادعاه ولو يثبت، ما لمعلى إثبات نسب الولد له المدعيان اتفق إنه لو

عند بهما وألحق باتفاقهما لثبت بهما يلحق أن جاز وتعارضت البينتان سقطتا، إذ لو بينة وأقام

).٨/٢٧٦)، المحلى(٢/٢٠٣)؛ ابن قدامة: الكافي(٤/٤١٤حاشية الدسوقي()؛ ١٧/٣٨٠الحاوي( )١(

).١٧/٣٨٠الحاوي( )٢(

).٦/١٩٩؛ بدائع الصنائع()٢/٢٨٧الفتاوى الهندية( )٣(

Page 210: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۹۷

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

(بينتيهما تعارض117F

١(.

الوجه الثاني:

وآالت أصبح من أوليات العلم اليوم ومسلماته التي دلت عليها المالحظة والتجربة قد وبويضة يتكون من حيوان منوي واحد من الرجل الواحد أن الجنين، ر وغيرهااالختبار والتصوي

(يلتقي بها فيلقحها ويغلق عليها الرحم ،من المرأة118F

٢(.

الراجح:الرأي بعد عرض األقوال واألدلة في المسألة ومناقشتها، يمكن لي ترجيح القول األول القائل

الوسيلة إلى في تحديد نسب الولد يلجأ و التعارض،البينة عند التساوي، أو سقوط االحتجاج بب وذلك لألسباب التالية:التي تدل على النسب الحقيقي للولد،

د يؤدي إن القول بإثبات نسب اللقيط ألب واحد موافق للفطرة؛ ألن وجود أكثر من أب للول .١ث وذلك لما يترتب على النسب من حقوق كالميرا ،الولد إلى تضارب المصالح وتشتيت

وغيرها.

إن القول بإثبات نسب اللقيط ألب واحد هو الموافق للواقع العلمي الثابت اليوم الذي يؤكد .٢ أنه ال يمكن أن يكون للولد إال أب واحد وأم واحدة.

إن اللجوء إلى وسيلة قطعية لتحديد نسب اللقيط عند انتفاء البينة أو تعارضها يحقق .٣ اهدار نسب الولد، والحاقه بأبيه الحقيقي.المصلحة التي قررها الشارع في عدم

إن في إحالة الولد للقائف بعد سقوط البينات محاولة لتحديد األب في ضوء اإلمكانات .٤المتاحة في ذلك الوقت، وما ذلك إال لتحقيق مصلحة الولد في تحديد نسبه؛ حيث يتشرف

ما يمنع من اللجوء إلى أي اإلنسان بالنسب ويعير بفقده، وفي ذلك داللة على أنه ال يوجد وسيلة قطعية تحدد نسب الولد الحقيقي، كالبصمة الوراثية.

).١/٧٦٦)؛ السيل الجرار(٨/٢٧٦المحلى( )؛٦/٤٢٨)؛ المغني(٧/١٧٨)؛ األم(٧/١٧٥االستذكار( )١(

).٨٣٠: الفقهية(ص الموسوعة الطبية )٢(

Page 211: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۹۸

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

مسألة تحديد نسب اللقيط بالقرعة:(اختلف العلماء في إثبات نسب اللقيط إلى أحد مدعييه بالقرعة

119F

على قولين: )١

)، الظاهريةالكية، و وبعض الم أحمد في إحدى روايتيه،، و في القديم لشافعيوهو (ل ألول:ا لقولا( حيث ذهبوا إلى جواز إثبات نسب اللقيط إلى أحد مدعييه بالقرعة

120F

٢(.

، حيث )والحنابلة في الراجح عندهم ،والشافعية ،الحنفية(جمهور الفقهاء من وهو ل القول الثاني:(ذهبوا إلى القول بعدم جواز تحديد نسب اللقيط إلى أحد مدعيه بالقرعة

121F

٣(.

سبب الخالف:

الخالف في المسألة إلى سببين:سبب يرجع

السبب األول: االختالف في مآل الحكم:

ة حيث يتحدد بها أصحاب الحقوق، ويحسم فمن نظر إلى أن للعمل بالقرعة حاجة ملحبها النزاع، وتطيب بها النفوس، ذهب إلى القول بجواز العمل بها، أما من نظر إلى أنها مبنية

وأنها من باب العلم بالغيب، وأن العمل بها في باب األنساب خاصة، على الظن والتخمين، يؤدي إلى إختالط األنساب؛ فذهب إلى القول بمنع العمل بها.

االختالف في صحة النصوص الواردة: الثاني: السبب

ماعلي رضي اهللا عنه اختالفهم في ثبوت الحديث الذي رواه زيد بن أرقم عن قضاء .ده الحديث عمل بالقرعة، ومن لم يصح عنده لم يعمل بالقرعةفمن صح عن بالقرعة

:دلةاأل

:بما يليقد استدلوا على قولهم من الكتاب، والسنة، أدلة القول األول:

الكتاب: أوال:

وسيلة يصار إليها عند التساوي أو التنازع لتعيين الحق المبهم أو المشتبه.القرعة: )١(

)، ٣٧٧)؛ المقدســــــــي: العــــــــدة فــــــــي شــــــــرح العمــــــــدة(ص: ٤/٤١٤)؛ حاشــــــــية الدســــــــوقي(١٧/٣٨٠الحــــــــاوي( )٢( ).١/٧٦٦)؛ السيل الجرار المتدفق على حدائق األزهار(٨/٢٧٦المحلى(

.)٦/٤٢٨)؛ المغني(٧/١٧٨األم( )؛٦/١٩٩الصنائع( )؛ بدائع٢/١٠١تبصرة الحكام( )٣(

Page 212: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۱۹۹

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

.))122F١هم إذ يختصمونوما كنت لديهم إذ يلقون أقالمهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديقوله تعالى:

وجه الداللة:

مع علمه ،زكريا عليه السالم استعمل القرعة مع األحبار في ضم مريم إلى نفسهإن حيث إن ،على جواز القرعةوبهم، وهذا يدل لكون خالتها عنده تطييبا لقل ؛بكونه أحق بها منهم، وذلك بعد استنفاذ كافة جح الحقانعدام ما ير تساوي األدلة، و عند يهاالناس يصيرون إل

المرجحات األخرى، والتي منها تعارض قول القافة، فتبقى القرعة غاية المقدور عليه من أسباب (ترجيح الدعوى

123F

٢(.

السنة:ثانيا:

ا أراد سفرا أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، كان إذ قال: ( عن أبي هريرة، رضي اهللا عنه .١ . )124F٣()أقرع بين نسائه، فأصابت القرعة عائشة في غزوة بني المصطلق

وجه الداللة:

وازاحة تهمة ،لتطييب القلوب بين نسائه القرعةالرسول صلى اهللا عليه وسلم استعمل(، فتكون جائزة لفعل النبي صلى اهللا عليه وسلمالميل

125F

٤( .

أجيب عليه:

إن القرعة ال تثبت نسبا وال تنفيه، وان ثبت مشروعية استعمالها في أبواب أخرى، لكن في باب النسب ال يجوز؛ وذلك لخصوصية تتعلق باألنساب؛ ألن عدم إلحاق الولد ألبيه

الحقيقي يؤدي إلى اختالط األنساب التي دعا الشارع لحفظها.

(عن زيد بن أرقم .٢126F

كنت جالسا عند النبى صلى اهللا عليه وسلم إذ جاءه رجل من أهل (قال: )٥ فى ولد وقد اليمن فقال : إن ثالثة نفر من أهل اليمن أتوا علي�ا رضى الله عنه يختصمون إليه

).٤٤سورة آل عمران: آية( )١(

).٤١٦)، الطرق الحكمية(ص: ٣/٢٤٥التحرير والتنوير( )٢(

.)٧/١٣٨، (٦٤٥١، ح/ب في فضل عائشة، بافضائل الصحابة(كتاب مسلمصحيح )٣(

.)٧/١٣٨(مسلمصحيح شرح : النووي )٤(

بن قـيس األنصـاري الخزرجـي صـحابي مشـهور أول مشـاهده الخنـدق وأنـزل اهللا تصـديقه زيد بن أرقم بن زيد )٥( ).١/٤١٤(لذهبى الكاشفا )؛ ٣/٥٨٩(صابةاإل. افقين مات سنة ست أو ثمان وستينفي سورة المن

Page 213: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۰۰

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

طيبا ى امرأة فى طهر واحد فقال لالثنين منهما طيبا بالولد لهذا فغلبا ثم قال لالثنين وقعوا عل ولد وعليه لصاحبيه بالولد لهذا فغلبا فقال أنتم شركاء متشاكسون إنى مقرع بينكم فمن قرع فله ال

حتى بدت ثلثا الدية فأقرع بينهم فجعله لمن قرع فضحك رسول الله صلى اهللا عليه وسلم .)127F١()أضراسه أو قال نواجذه

وجه الداللة:

،ال يضحك دون أن ينكر ما يرىو ،ال يسر إال بالحقصلى اهللا عليه وسلم رسول الن إ(، فتعتبر القرعة جائزة بإقراره صلى اهللا عليه وسلمأو يسمع ما ال يجوز

128F

٢(.

اعترض عليه:

(رواه محمد بن سالم الكوفىهذا الحديث مختلف في صحته، حيث 129F

(عن الشعبى) ٣130F

٤( ،(واألجلح بن عبد اهللا ،ومحمد بن سالم متروك

131F

(الثورى :قد روى عنه األئمة )٥132F

(وابن المبارك ،)٦133F

٧(، (المبارك

133F

(ويحيى بن القطان ،)٧134F

(البخارى(إال أنه لم يحتج به الشيخان )١135F

(ومسلم )٢136F

وعبد اهللا ))٣(اهللا بن الخليل

137F

(فال تثبت به حجة ؛ينفرد به واختلف عليه فى إسناده ورفعه )٤138F

٥(.

هذا .)٣٩٥ص: ، (٢٢٩٦، ح/ب من قال بالقرعة إذا تنازعوا بالولد، باالطالق(كتاب سنن أبي داود )١(

تلف في صحته، ولقد صححه األلباني: المرجع نفسه.حديث مخ

).٦/٢٥٦العظيم أبادي: عون المعبود( )٢(

التاريخ الكبير :لبخارىا .و عاصم النبيلمحمد بن سالم يروى عن محمد بن كعب القرظي روى عنه أب )٣( ).٧/٣٩٦(الثقات: بن حبانا )؛ ١/١٠٤(

عمرو ثقة مشهور فقيه فاضل من الثالثة قال مكحول ما بفتح المعجمة أبو الشعبى، عامر بن شراحيل )٤( الثقات: بن حبانا )؛٦/٤٥٠(التاريخ الكبير :لذهبىا .رأيت أفقه منه مات بعد المائة وله نحو من ثمانين

)٥/١٨٥.(

عبد اهللا بن األجلح بن عبد اهللا بن حجية الكندي من أهل الكوفة يروى عن أبيه ومحمد بن عمرو بن )٥( ).٥/١٠(الجرح والتعديل :ابن أبى حاتم )؛ ٨/٣٣٤(الثقات: بن حبانا .وى عنه أهل الكوفةعلقمة ر

سعيد بن مسروق الثوري من أهل الكوفة يروى عن الشعبي وعكرمة روى عنه ابنه سفيان الثوري وشعبة )٦( ).١/٤٠٥(الثقات :عجلىال )؛ ٦/٣٧١(الثقات: بن حبانا .عوانة مات سنة ثمان وعشرين ومائةوأبو

عبد اهللا بن المبارك المروزي مولى بني حنظلة ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد جمعت فيه خصال الخير )٧(الثقات :عجلىال )؛٧/٧(الثقات : بن حبانا .ثمانين وله ثالث وستونمن الثامنة مات سنة إحدى و

)٢/٥٤.(

Page 214: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۰۱

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

المعقول: ثالثا:

:وقد استدلوا من المعقول على النحو التالي

بها إال عند تعذر غيرها من طرق ثبوت النسب، من إلى الحكم يصارإن القرعة ال أو تعارض قول القافة، كان المصير إلى القرعة ،أو قافة، فإذا تساوت البينات ،إقرار أو ،بينة

(نسب الولد، وقطعا للنزاع، ودفعا للضغائن واألحقاد أولى من ضياع139F

٦(.

أدلة القول الثاني:

:بما يلي، عقولموقد استدلوا على قولهم من الكتاب، وال

الكتاب:أوال:

فاجتنبوه يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر واألنصاب واألزالم رجس من عمل الشيطان قوله تعالى:

ونحتفل لكملع)140F٧(.

وجه الداللة:

القمار، والقرعة تعتبر من قبيل الميسر والقمار اللذين دلت اآلية الكريمة على تحريم (حرمهما اهللا في كتابه، فال يجوز العمل بها

141F

١(.

والهم البصرى القطان اإلمام، من تابعى يحيى بن القطان أبو سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ التميمى، م )١(مولده سنة عشرين التابعين قال ابن سعد: توفى يحيى القطان فى صفر سنة ثمان وتسعين ومائة، وكان

.)٨/٢٧٦)؛ البخاري: التاريخ الكبير(٥/٣٩٤(الجرح والتعديل :ابن أبى حاتم .ومائةو عبد اهللا البخاري جبل الحفظ وامام الدنيا في فقه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي أب )٢(

. الذهبي: شوال وله اثنتان وستون سنة الحديث من الحادية عشرة مات سنة ست وخمسين في ).٢/١٥٦(فشالكا

مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري ثقة حافظ إمام مصنف عالم بالفقه مات سنة إحدى وستين )٣( ).٥٨/٨٥(تاريخ دمشق :ابن عساكر )؛ ١٣/١٠٠(تاريخ بغداد. الخطيب: ةنوله سبع وخمسون س

عبد اهللا بن الخليل أو بن أبي الخليل الحضرمي أبو الخليل الكوفي مقبول من الثانية وفرق البخاري وابن )٤(بن حبان: ا .حبان بين الراوي عن علي فقال فيه بن أبي الخليل والراوي عن زيد بن أرقم فقال فيه بن الخليل

).٥/١٣(الثقات ).١٠/٢٦٧سنن البيهقي الكبرى( )٥(

).٦/٢٥٦عون المعبود()؛ ٧/١٧٦االستذكار( )٦(

).٩٠سورة المائدة: آية( )٧(

Page 215: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۰۲

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

المعقول: ثانيا:

:وقد استدلوا من المعقول على النحو التالي

ألن استعمالهما في المال، إما بقسمته ؛ في موضوع النسب القرعة ال يمكن استعمالإنه ؛ لما لها ن وال سبيل إليه هاهنا، واما باإلقراع بينهما، والقرعة ال يثبت بها النسببين المتداعيي

(من خطر أشد من الخطر في المال142F

٢( . ه:أجيب عن

.إن ثبوته هنا يكون بالبينة ال بالقرعة، وانما القرعة مرجحة ه:وأجيب عن

ية وذلك لما له من خطر.ال يثبت النسب باالحتمال والتخمين، فال يثبت إال باألدلة القطع

الراجح:الرأي

بعد عرض األقوال واألدلة في المسألة ومناقشتها، يمكن لي ترجيح القول الثاني القائل بعدم جواز تحديد نسب اللقيط إلى أحد مدعييه بالقرعة، وذلك لألسباب التالية:

أو ينفيه. يقطع بثبوته، وليس بالقرعة ما يثبت النسبال يثبت النسب إال بما .١

بني على اإلحتمال والتخمين، وال يجوز أن يقضى بها في موضوع األنساب لما إن القرعة ت .٢للنسب من خصوصية تتعلق به؛ ألن عدم إلحاق الولد ألبيه الحقيقي يؤدي إلى اختالط

األنساب التي دعا الشارع لحفظها.

فيه مصلحة له، فإن انتسابه دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة فإذا كان انتساب اللقيط .٣ بالقرعة قد يلحقه بغير أبيه، وهذا مفض إلى مفسدة اختالط األنساب ودفعها أولى.

).٤١٩الطرق الحكمية(ص: )١(

).٦/٤٢٨)؛ المغني(٥/٤٣٨)؛ النووي: روضة الطالبين(٨/١٧٣البحر الرائق( )٢(

Page 216: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۰۳

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

ثانيالمطلب ال

مكانة البصمة الوراثية بين هذه القرائن

صمة الوراثية، من خالل في هذا المطلب إن شاء اهللا تعالى أبرز قيمة ومكانة البالمقارنة بينها وبين ما عرضته من آراء العلماء واجتهاداتهم من المسألتين السابقتين، وذلك على

النحو التالي:

أوال: البصمة الوراثية وقرينة الحمل بال زوج:

إن قرينة الحمل بال زوج دلت على أمرين: األمر األول: تدل بظاهرها على وقوع رتب عليه الحد، أما األمر الثاني: وهو تحديد نسب الحمل، والذي هو محل المقارنة الزنا، المت

مع البصمة الوراثية، وذلك على النحو التالي:

إن حدوث الحمل في حد ذاته داللة قطعية على وصول ماء رجل إلى رحم امرأة، فهذا أوال:ر أن نحكم يقينا بوقوع أمر ال يخرج عن اليقين، ولكننا ال نستطيع من خالل هذا األم

الزنا، وذلك لما قد ينتاب هذا األمر من احتماالت كوطء الشبهة، أو غيره من األسباب التي تضعف من اليقين الحاصل بعملية الحمل ذاتها.

إذن قرينة الحمل عالمة ظنية على وقوع الزنا، وليس هناك ما يثبت وقوعه يقينا، غير ثانيا:الشروط المعتبرة، بداللة ما وقفنا عليه من خالف للعلماء في االعتراف أو الشهود ب

المسألة؛ ألن الحمل بحد ذاته قرينة ظنية ال تقوى على توجيه تهمة الزنا للمرأة غير المتزوجة؛ وذلك النعدام ما يقطع بالحقيقة.

هة عدم وبالمقارنة بين البصمة الوراثية وقرينة الحمل بال زوج، نجدهما تتفقان من ج ثالثا:إمكانية الحكم بموجبهما إلثبات وقوع الزنا، إذ ليس بهما ما يثبت وقوع الزنا إال ظنا،

فتكون داللتهما ظنية في إثبات وقوع الزنا الموجب للحد.

وتختلفان من جهة القدرة على تحديد األب يقينا، فقرينة الحمل ال يمكن القطع بها رابعا:ة الوراثية فنستطيع أن ندرك نسب الولد ألبيه من لتحديد نسب الحمل، أما بالبصم

عدمه، فداللة قرينة الحمل على النسب ظنية، أما داللة البصمة الوراثية على النسب قطعية، فما لم يتحقق هناك بقطعية البصمة الوراثية تحقق هنا في تحديد النسب.

Page 217: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۰٤

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

ا في تحديد النسب، وذلك إذن وظيفة البصمة الوراثية األساسية تكمن في استعماله خامسا:لما تميزت به عن قرينة الحمل بال زوج بصفة القطعية؛ نستطيع أن نثبت النسب بها

أو ننفيه.

ونخلص مما سبق إلى أن البصمة الوراثية تستعمل بشكل أساسي في موضوع سادسا: األنساب على جهة اليقين والقطع في اإلثبات والنفي.

، واللقيط المتنازع عليه:ثانيا: البصمة الوراثية

يتبين لي مما سبق أن العلماء لم يتركوا ما يعرض عليهم من الوقائع والقضايا عند تعارض البينات أو تساويها دون عالج، بل اجتهدوا للعمل على حلها، وقد ظهر ذلك واضحا

ل إلى الحق، في مسألة اللقيط المتنازع على نسبه، فقد استعملوا كافة الطرق في محاولة للوصو للقيط، وما ذلك إال لحرصهم على تحقيق مصلحة اللقيط؛ ألن صغره اوتحديد أحد المتنازعين أب

وعجزه عن دفع ضرورته يؤدي إلى هالكه، إضافة إلى أن معرفة نسبه تعتبر إحياء له من فرق الضياع، وللبصمة الوراثية في هذه المسألة دور فعال ويتضح ذلك من خالل ما سأبينه من

وذلك على النحو بين البصمة الوراثية والقرائن التي عمل بها الفقهاء في هذه المسألة، التالي:

(الفرق بين البصمة الوراثية والقيافةأوال: 143F

١(:

منهما يدالن على النسب، فالقيافة تعتمد تتفق القيافة مع البصمة الوراثية من جهة أن كال .١فة الشبه الذي يربط االبن بأبيه، أما البصمة الوراثية فإنها على عالمات الوراثة الظاهرة لمعر

تعتمد على تحليل عالمات الوراثة الجينية المشتركة بين االبن وأبيه.

من حيث إن لكل صفة شكلية صفة جينية مقابلة على الحمض النووي، فكما اوتتفقان أيض .٢ة الوراثية تدل على صاحبها أن الصفة الشكلية تدل على صاحبها وتدل على أبويه، فالبصم

وعلى صلة نسبه.

وتفترقان في طريقة الداللة على النسب، فداللة القيافة على النسب ظنية؛ ألنها تعتمد على .٣حدس القائف وفراسته؛ فيكون الحكم بها في الظن الغالب وفي إثبات النسب فقط، أما داللة

.)١٣٤(ص: التفصيل في موضوع القيافةسبق )١(

Page 218: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۰٥

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

البصمة الوراثية على النسب فإنها قطعية؛ ألنها تعتمد على المشاهدة الحقيقة للصفات الوراثية بين األب وابنه عن طريق تحليل أي جزء من أي خلية في الجسم؛ فيكون الحكم بها

إثبات النسب ونفيه. ، وفياقطعي

أستنتج مما سبق أن البصمة الوراثية دليل أقوى من القيافة فيقدم عليها، وأشير هنا إلى أنه .٤ فإذا قد سبق لي ورجحت جواز اللجوء إلى القافة في إثبات النسب عند انعدام الدليل األقوى،

عمل به.وجد في

(ثانيا: الفرق بين البصمة الوراثية والقرعة144F

١(: ذلك على النحو التالي:عن القرعة من وجوه متعددة، و ختلف البصمة الوراثية ت

إن العمل بالقرعة يكون من باب الظن والتخمين، ألنها مبنية على االحتماالت، أما البصمة .١الوراثية فإنها وسيلة مادية محسوسة تميزت بالقطعية في كشف أصل النسب، وتحديد األب

منهما. اد يكون أحد المتنازعين، وقد ال يكون أي الحقيقي للقيط من جهة؛ فق

أو تنفيه، كل ما هنالك أنها ترجح أحد المتخاصمين على اآلخر ا إن القرعة ال تثبت نسب .٢بإلحاق الولد ألحدهما إذا خرج السهم لصالحه، أما البصمة الوراثية فإنها تحدد األب

الحقيقي للولد على جهة اليقين.

وهذا مفض إلى مفسدة اختالط الحقيقي، بالقرعة قد يلحقه بغير أبيه تحديد نسب اللقيطإن .٣وضياع الحقوق، أما البصمة الوراثية فإنها تحدد نسب الولد على جهة اليقين األنساب

فيتحقق مقصد الشارع في حفظ النسب.

).٦/٤٢٨)؛ المغني(٧/١٧٨األم( )؛٦/١٩٩)؛ بدائع الصنائع(٢/١٠١تبصرة الحكام( )١(

Page 219: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

====p wg ª^p ÿ _o ÿ ^=

======ÔÎ n^á È ÿ ^=Ô› îg ÿ _f=⁄ › ≈ÿ ^=ÉËÑv=

========W≤gŸ�‹=ÊÎÃË=

األول: القضايا التي اتفق العلماء على استعمال المطلب • البصمة الوراثية فيها.

المطلب الثاني: القضايا التي اختلف العلماء على • استعمال البصمة الوراثية فيها.

Page 220: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۰۷

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

:تمهيد

، ةلقد بات واضحا أن البصمة الوراثية تقطع بالصلة بين االبن واألب من الناحية العلميمختلفون من الناحية الشرعية في حدود العمل بها؛ تبعا لطبيعة القضايا إال أن العلماء

المستخدمة فيها، وعليه سأقسم حديثي عن حدود العمل بالبصمة الوراثية في باب األنساب إلى مطلبين، وذلك على النحو التالي:

المطلب األول: القضايا التي اتفق العلماء على استعمال البصمة الوراثية فيها.

المطلب الثاني: القضايا التي اختلف العلماء على استعمال البصمة الوراثية فيها.

Page 221: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۰۸

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

ولالمطلب األ

القضايا التي اتفق العلماء على استعمال البصمة الوراثية فيها

(القضية األولى: وطء الشبهة145F

والبصمة الوراثية: )١

(الشبهةبوطء اتفق العلماء على أن ال146F

حل يثبت به فيه أن الالواطئ اعتقدالذي )٢(ودرء الحد، اثبات العدةو ،حق به آثاره من تحريم المصاهرةتلو النسب

147F

، وأن الفقهاء في هذه )٣ الحالة ال يستدعون القافة، بل يلحقون الولد بالواطئ، وذلك من باب االحتياط للنسب.

نسب، ومنها وللوطء بالشبهة صور متعددة منها البسيطة التي يتضح فيها إثبات الالمعقدة والتي يثور فيها النزاع لصعوبة تحديد األب، وذلك بحسب الحال الذي تتصف به

الموطوءة بشبهة كأن تكون زوجة مثال.

: يطة يأخذ ثبوت النسب فيها اتجاها واضحاصور بس

،: إنها زوجته، فيدخل بهاله قة، وقيلزوجها دون رؤية سابغير المرأة المزفوفة إلى بيت .١ .زفوا له أخت زوجته التوأم أنك

.ا الرجل على فراشه، فيظنها زوجتهيجدهال زوج لها وطء امرأة .٢

وال يعلم تحريمها عليه بعد وطء المطلقة طالقا ثالثا أثناء العدة، على اعتقاد أنها تحل له .٣ .أن طلقها طالقا بائنا بينونة كبرى

ألن المرأة الموطوءة في الصور السابقة وذلك فالصور السابقة الذكر ال نزاع فيها؛ فالحمل حدث من وطء الشبهة في ،شك في وجود حمل مسبق عندها، وال غير متزوجة

الظاهر، وهنا تستعمل البصمة الوراثية لتأكيد صلة األبوة ليس إال؛ ألنها واضحة ال إشكال فيها ولكن من باب االحتياط واالطمئنان.

. الفقــــه بنــــاء علــــى عقــــد زواج صــــحيح أو فاســــد الــــوطء بشــــبهة: هــــو االتصــــال الجنســــي غيــــر الزنــــا، ولــــيس )١(

).١٠/١٥اإلسالمي وأدلته()؛ النفـــراوي: الفواكــــه ٤/٢٣٨الســــالك( )؛ الصــــاوي: بلغـــة١٠/٥٠٦)؛ المحــــيط البرهـــاني(١٣/٢٧٧المبســـوط( )٢(

)؛ ابــن مفلــح: ٤/١٧٢)؛ ابــن حجــر: الفتــاوي الكبــرى(٣/٢٩٣)؛ الــدمياطي: إعانــة الطــالبين(٣/٩٩٦الــدواني( ).٨/٢٣٩الفروع(

).٤/١٧٢. الفتاوي الكبرى(يختلف عن وطء الزنا ألن الواطيء ال يعتقد الحل فيه وطء الشبهةو )٣(

Page 222: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۰۹

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

: اتجاها غامضاصور يأخذ فيها ثبوت النسب

هناك صور كثيرة غامضة لكن سبب الغموض فيها واحد؛ هو اختالط األمر بحسب في طهر وطأها فيه زوجها، حال المرأة الموطوءة، إذ تكون ذات زوج وحدث وطء الشبهة

.فراشه فيظنها زوجته العتقاد الواطئ أن له الحق في ذلك، كأن يجدها على

أن حتملألن الحمل الحاصل يتحديد األب الحقيقي للحمل، فقد اختلط األمر هنا في ال يمكن إلحاق الولد ، فيبقى األمر في دائرة الظنية إذ ون من الزوج، أو من الواطئ بشبهةيك

ومن باب الحرص على عدم اختالط بشبهة، بالزوج صاحب الفراش، بسبب وجود الوطءوان وطئت المزوجة بشبهة لم يحل مة: (األنساب قرر العلماء بعض األحكام، كقول ابن قدا

.)148F١()ال يفضي إلى اختالط المياه واشتباه األنساب لزوجها وطؤها قبل انقضاء عدتها كي

عن أبيه الحقيقيبالولد يمكن فصل النزاع وقطع الشك باليقين والحاق وفي هذه الحالة سب الولد الحقيقي، إذ ال طريق استخدام البصمة الوراثية إلثبات صلة األبوة والوصول إلى ن(يمكن معرفة صلة األبوة على جهة الحقيقة عند اختالط األمر إال بذلك

149F

٢(.

(االغتصابالقضية الثانية: 150F

أو اإلكراه والبصمة الوراثية: )٣

أنه وقع منه هذا الفعل ينكر فيها الرجل قد التي نتج عنها حمل االغتصاب حاالتفي مقارنة البصمة الوراثية لهذا الرجل ففي هذه الحالة يمكن ،مةالجريوذلك لتبرئة نفسه من هذه

وكشف الحقيقة، فإذا ثبتت صلة األبوة بينه وبين الحمل فيظهر كذبه وتتم إدانته، واثبات والطفل نسب الولد له على خالف بين العلماء سأناقشه في الفصل القادم بإذن اهللا، أما إذا نفت البصمة

ثبت صدقه في انكاره لوقوع هذا الفعل منه.الوراثية صلة النسب فيوفي حالة اغتصاب أو اكراه امرأة متزوجة وقد ولدت مولودا، ويشك زوجها في نسبته

بما تميزت به من قطعية تثبت صلة األبوة من عدمه، فتكشف الحقيقة البصمة الوراثيةإليه، ف

).٩/٧٧المغني( )١(ع الفقهي: القرار السابع بشأن البصمة الوراثية ومجاالت االستفادة منها، الدورة السادسة عشرة المجم )٢(

).٣/٣٥٨م (٢٠٠٢ه ــ ١٤٢٢ ).٢٤٧أبوجيب: القاموس الفقهي(ص: .هو اإلكراه على الزنا واللواط :االغتصاب )٣(

Page 223: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۱۰

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

(وتقطع الشك باليقين؛ وتحدد الوالد لهذا المولود151F

(عربية قضية وقعت في دولة ال ذلك:ومث. )١152F

٢(.

اختالط المواليد في المستشفيات والبصمة الوراثية: القضية الثالثة:

أو نتيجة بطريق الخطأحدث تقد الوالدة، مستشفيات في المواليد تبديل حاالتإن .يتم تسليم مولود إلى غير أبويه، فمن بعض القابالت لغرض ما متعمد بفعلأو إهمال،

عضهم وأيضا في بعض حاالت الطوارئ قد يتم خلط المواليد حديثي الوالدة مع ب(ء السريعالبعض خاصة في حاالت اإلخال

153F

٣(.

وذلك ألن الشبه ،غيره من المواليدو هاابنيصعب على األم التمييز بين ةالحالفي هذه و .تساوتا في البينةقد ولد و ال على أمومة األمين جدا فينشأ النزاع بين ابين المواليد يكون قريب

البصمة واثباته لألخرى عن طريق مقارنة إحداهمايمكن نفي الولد عن ففي هذه الحالة(الوراثية للولد والمرأتين

154F

٤(.

أمومة ولد فإنه بمقارنة البصمة الوراثية للولد والمرأة يمكن نفي ةمرأادعت اوكذلك إذا .عدم تطابقهاتطابقها أو ارنة البصمة الوراثية واثبات وذلك بمق، اتها لهااألمومة عنها أو إثب

البصــمة الوراثيــة )؛ ٢١٥ضــائية(ص: جــابر: الحكــم بإثبــات النســب أو نفيــه بالبصــمة الوراثيــة وتطبيقاتــه الق )١(

)؛ البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص: ١٠٧ومجاالت االستفادة منها(ص: ٤٧(

حيــث تقــدمت فتــاة تبلــغ مــن العمــر ثمانيــة عشــر عامــا إلــى أحــد مراكــز الشــرطة، وأفــادت بأنهــا تعرفــت علــى )٢(ووعـــدها بـــالزواج، وعلـــى ذلـــك خرجـــت معـــه ولكنـــه اغتصـــبها شـــخص بواســـطة الهـــاتف وكونـــت معـــه عالقـــة

وحملت منه، إال أنها لم تكتشف الحمل إال فـي الشـهر الرابـع وأخبرتـه بـذلك ولكنـه طلـب منهـا اإلجهـاض فلـم توافــق، وتجاهلهــا إلــى أن أصــبحت فــي الشــهر الثــامن وأبلغــت ولــى أمرهــا وأبلغــا الشــرطة، حيــث تــم اســتدعاء

لكـل DNAتهمة، وأجريت الفحوصات المخبرية في مختبر لفحـص الحمـض النـووي الــ المتهم ولكنه أنكر ال، وكانت النتيجة أن الشاكية هي األم الحقيقية للطفـل الشـتراكها فـي نصـف الصـفات الوراثيـة الموجـودة امنهم

لـذلك لدى الطفـل، أمـا المـتهم فلـم يشـترك مـع الطفـل فـي أي صـفات وراثيـة، وعلـى ذلـك فـإن المـتهم لـيس أبـا بوابة مصر القانونية: تطبيقات البصمة الوراثية في اإلثبات الجنائي، ، آخر أبا للطفل الطفل وأن هناك رجال

http://misrawalan-law.com. )؛ المــادة الوراثيــة الجينــوم قضــايا ١١٢ابــراهيم: الهندســة الوراثيــة بــين معطيــات العلــم وضــوابط الشــرع(ص: )٣(

).٣٤٩فقهية(ص:

)؛ اإلثبــات بالبصــمة ٤٣٨والفكــر المعاصــر(ص: قضــايا الفقــه )؛٣٣٧القضــايا الطبيــة المعاصــرة(ص: فقــه )٤( ).٣٤٩)؛ المادة الوراثية الجينوم قضايا فقهية(ص: ١٧٠٤الوراثية(الجينية) من المنظور الشرعي(ص:

Page 224: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۱۱

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

أنه اختلط بمولود آخر ولد في نفس المولود وقد يحدث شك من األم أو األب فياألبوين؛ إال وأحد الطفل بين شديد تشابهحيث إنه قد يوجد لفارق في اللون مثال اللحظة، وذلك

فهنا بأحدهما، إللحاقه مؤكدة بصورة عليه يعتمد دليال يكون ألن مطلقا يرقى أن هذا الشك ال فالبصمة ،تحديد األبوين قطعا يمكن فإنه ،األبوين وكال الطفل بين الوراثية البصمة بمقارنة .األبوين من متوارثا يكون أن يمكن ما كل في والتطابق التشابه على تعتمد الوراثية

تحليل الحمض النووي لحسم نسب يخضعان ل من بلد أفريقين يقضية زوج ومثال ذلك:(من بلد آسيويةن اطفل يطالب به والد

155F

١(.

الزواج العرفي والبصمة الوراثية:القضية الرابعة:

ت شروطه وأركانه تعددت صور الزواج العرفي وأشكاله في وقتنا الراهن، فمنه ما اكتمل أنه في كل صوره خارج ة، ومنه ما اختلت فيه بعض الشروط أو األركان، إاليعمن الناحية الشر

القانون؛ حيث لم يوثق لدى الجهات المختصة، وفي حال الخصومة قد تتمكن المرأة من إثباته أمام القانون، وقد يصعب عليها ذلك، ويمكن للبصمة الوراثية المساهمة في تحقيق العدالة بوجه

من الوجوه.

النووي لطفل يشتبه تتلخص وقائع الحادثة بأن إحدى األسر في دولة آسيوية قامت بإجراء تحليل للحامض )١(به على أنه من صلب رجل مقيم في بلد إفريقية على إثر شكوى تقدم بها األب يدعي بأنه حدث خطأ بتبديل المواليد لحظة الوالدة، وقد توصلت اللجنة التي كلفت بالبحث في هذا األمر لحقائق عدة أهمها اكتشاف

لد في اليوم نفسه موجود لدى عائلة في نفس البلد حيث الشبه الكبير بين المقيم في البلد األفريقية وطفل و الحظت األم وزوجها عند استالم طفلهما بأن هناك فرقا بلون البشرة بينهما وبين المولود الذي بحوزتهما

وعند عملية الختان تساءل األب عن سبب تغير لون بشرة هذا الطفل.لة دم الطفل الذي بحوزته وأجرى مقارنة مع فصيلة دم الطفل وبعد عامين من الوالدة أجرى األب تحليال لفصي

الموجودة وفق تقرير المشفى وكانت النتيجة هي االختالف ما بين الفصيلتين، ولكن بمراجعة المشفى تم االدعاء بأنه كان هناك خطأ بكتابة بيانات الطفل ولكن إصرار األب على معرفة الحقيقة أدى به إلى إجراء

مض النووي له وللطفل وكانت النتيجة هي االختالف المطلق مما أدى إلى تقديم شكوى إلى وزير تحليل الحاالصحة، وبالفعل بعد التدقيق في الموضوع تبين حصول والدتين في غضون عشرة دقائق في غرفة واحدة

دالة، موقع الوراثية باب جديد للع أحمد أسعد عمر: البصمةحصل خاللها التبديل غير المقصود للطفلين. الرأي،

http://www.alraai-news.com/?he=sho_cat_new&cat_id=1&id=154

Page 225: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۱۲

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

كان والشروط، إال أن عدم ومهما كان الزواج العرفي من الناحية الشرعية مكتمل األر توثيقه لدى الجهات الرسمية يؤدي ــ غالبا ــ إلى مشكلة تتمثل في إنكار وقوعه، وبالتالي إنكار نسب الولد، فقد يحدث خالف بين الزوجين على وقوع هذا الزواج من أصله، ويتمثل محور

ينكر نسب الولد فتتجه الخالف هنا في إثبات الزواج حيث ينكر الزوج حدوث الزواج، وبالتالي المرأة إلى القضاء إلثبات هذا الزواج، فإن استطاعت إثباته وتوثيقه لدى الجهات المختصة فإنه

(يصبح كعقود الزواج الموثقة، ويترتب عليه الحقوق المتعلقة به وأهمها النسب156F

١(.

لزوج أو فقدان واذا لم تتمكن من إثبات زواجها العرفي كفقدانها ما تم توثيقه بينها وبين االشهود؛ السيما وان كان الزواج قد أثمر ولدا، والزوج ينكر المعاشرة ومن ثم ينكر الولد؛

دعته من الزواج ا فيما افتستعمل البصمة الوراثية كدليل معزز لما تدعيه المرأة إلثبات صدقه، فإنه يثبت صحة العرفي؛ فإذا تم إجراء تحليل البصمة الوراثية وأثبتت النتائج صدق المرأة

من تدعي عليه المرأة، وهذا يمكن أن يساعد القضاء في الوصول مادعائها في العالقة بين الولد إلى الحق من خالل تعزيز األدلة والقرائن التي تثبت صدق المرأة في دعواها.

أما إذا ثبت بالبصمة الوراثية عدم وجود صلة بين الحمل والمدعى عليه ثبت كذب التالي ثبت عدم صحة ادعائها.المرأة وب

(االشتباه في التلقيح الصناعيالقضية الخامسة:

157F

والبصمة الوراثية: )٢داخليا بأخذ التلقيح إذا ولد الطفل بطريقة التلقيح الصناعي من الزوجين، سواء أكان

ريقة السائل المنوي من الرجل وتلقيحه ببويضة المرأة داخل رحمها، أو كان التلقيح خارجيا بط طفل األنابيب، فإن النسب في هذه الحالة يثبت من جهة األب واألم.

)؛ عبـد السـالم: االجتهـاد فـي قضـايا األسـرة(ص: ٣٣ :(ص موقع البصمة الوراثية من وسـائل أثبـات النسـب )١(

١٤.( فإن كان بماء الرجل لزوجته، جاز شرعا، إذ ال محذور فيه، ،خال المني لرحم المرأة بدون جماعاستدوهو )٢(

ويجرى بطرق متعددة ).٤/١٩٨الفقه اإلسالمي وأدلته( .بل قد يندب إذا كان هناك عائق لعملية اإلنجاباختالط األنساب وضياع األمومة وغير كلها محرمة شرعا وممنوعة منعا باتا لذاتها أو لما يترتب عليها من

من زوجته ويتم التلقيح خارجيا وبيضةأن تؤخذ نطفة من زوج . ١إال مايلي: ذلك من المحاذير الشرعية.أن تؤخذ بذرة الزوج وتحقن في الموضع المناسب من مهبل زوجته أو . ٢ ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة.

). ٧/١١٤سالمي وأدلته(الفقه اإل رحمها تلقيحا داخليا.

Page 226: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۱۳

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

ولكن قد يحيط عملية التلقيح ظروف غير طبيعية كأن حدث اشتباه أو إشكال في ، وذلك بمقارنة النسب تكشف صلةفي هذه الحالة يمكن للبصمة الوراثية أن مالبسات التلقيح، ف

ع األبوين، حفاظا على نسب الجنين وعدم تعريضه م البصمة الوراثية واثبات تطابقها(للضياع

158F

١(.

ضياع و معرفة هويتها القضية السادسة: البصمة الوراثية وتشوه الجثث وعدم :وتعذر معرفة أهليهمبسبب الحوادث والكوارث األطفال واختالطهم

د يتعذر قفالكوراث الجماعية الحوادث و حالة في تلعب البصمة الوراثية دورا ايجابيا كما في التعرف على شخصية بعض الجثث لسبب ما يلحق بهم من تشويه و تفحم و بتر

، و كذلك في حالة الجثث المتعفنة والعثور على قبور جماعية، الحرائق و حوادث الطائراتحيث يتم الدفن عادة والقبور الجماعية إما أن تحتوي على جثث مدفونة بواسطة مجرمي حروب

، كالكشف الطبي الطرق التقليدية للتعرففي مثل هذه الحاالت يمكن إتباع ف، في وقت واحدآثار اإلصابات الدالئل مثل الصفات التشريحية و الشرعي الذي يمكن من خالله معرفة بعض

، و كذلك يمكن تقدير العمر أو العمليات الجراحية باألنسجة والعظام والتشوهات الخلقيةالقديمة ، منها الطريقة قاصرة ومعيبة ألسباب عدة، و لكن هذه الل فحص العظاممعرفة الجنس من خو

العثور على تشوهها أو عدم وجود الجثة كاملة، كما أنه في حالة تقدم التعفن و تفحم الجثث و .كانت هناك بعض العالمات الفارقةعظام ال يمكن التعرف على صاحبها يقينا إال إذا

ن التحقق من بدقة متناهية م الحمض النووي تمكنإن تقنية أما في وقتنا الحالي فطريق أخذ عينات منها يتم ذلك عن أصحاب الجثث المشوهة، واألشالء، ومجموعة العظام، و

قارنة األنماط على تلك الجثث من ذويهم بم االستدالل، ثم وتحليلها ومعرفة األنماط الجينية لها .اء الجثث أو العظامألشالء أو أجز تلك الجثث أو االجينية لألقارب و ومن أمثلة ذلك:تم دفن و ، اوفاة ثالثمائة وثمانية وثالثين شخص أدى إلى إحدى الدولنشب في حريقن جثة، وبقي هناك و ن وخمسامائة واثن اوعدده ،استطاع األقارب التعرف عليهاالجثث التي

ستطاع األطباء االهوية بسبب ما لحق بهم من تفحم، وقد ن جثة مجهولةو ثمانو مائة وستقي تم أخذ عينات منها الباالبعض منها بالكشف الطبي الشرعي، و الشرعيون التعرف على

)٤٤٢)؛ قضــايا الفقــه والفكــر المعاصــر(ص: ١٠٦ :(ص موقــع البصــمة الوراثيــة مــن وســائل أثبــات النســب )١(

). ١٢١السويلم: البصمة الوراثية وأثرها في النسب(ص:

Page 227: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۱٤

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

وبذلك يمكن التعرف على كل ، يهم بمقارنة األنماط الجينية لهمستدالل عليها من ذو تمهيدا لال .الجثث

الجثة اختفاءجثة حتى في حاالت كما يمكن بتطبيق البصمة الوراثية تحديد شخصية ال، بشرط وجود أشخاص قد قاموا باإلبالغ عن مفقودين لهم العظام ود آثارها فقط كالدماء أووجو

.مكن الرجوع إليهم وعمل المقارنةحتى ي ومن أمثلة ذلك:

فقدت طفلة عمرها ثالث سنوات، وفي عام كما حدث في إحدى الدول األجنبية حيث .١ ير الحجم على مسافة تبعد ثالثةم تم العثور على جزء من جمجمة آدمية صغ١٩٨٦

، صاحب الجمجمة بحوالي ثالث سنوات تم تحديد عمركيلومترات من محل إقامة والديها، و تم أخذ عينات من تلك العظام لتحليل طة أنها قد تكون للطفلة المفقودة، و مما أوحى للشر

ة واألم كل من الجمجمبفحص الحمض النووي لو ، مض النووي ومقارنته مع الوالدينالح .ذه الجمجمة تعود للطفلة المفقودة، فدل ذلك على أن هتضح تطابقهماا

حرب حيث أفادت الم بعد إسقاط طائرته خالل ١٩٩١منذ عام فقدار طيوأيضا في حالة .٢ ١٨لرفات الصغيرة (لعينة ايات فحص الحمض النووي في معامل ومختبرات متخصصة تقن

أنها تعود حيث أثبت فحص البصمة الوراثية حقل ألغام جرام تقريبا) التي عثر عليها في .لطيارلذلك ا

تكون سماء الضحايا أ ورغم أن ، طبيعيةالكوارث تعتبر من الكوارث الطيران كما أنولكن تبقي عقبة معرفة هوية ، نهم يحملون بطاقات هوية أو جوازات سفرألفيها معروفة

شالء فال األ ىصعوبة التعرف علل وذلكعليها التعرفالتي يصعب و ، وشخصية هذه الجثثتم أخذ انسجة من جثة وي ، يمكن التعرف عليها إال بعد عمل اختبارات البصمة الوراثية

يتم التعرف ومن ثم ويتم تحليلها ، قاربه من الدرجة األوليأحد أنسجة من جسد أو ، الضحيةحياة انتهاءثيرة منها التأكيد على والتعرف على الجثة يحقق غايات ك ، صاحب الجثة ىعل

(مسائل الميراث والتعويضات وغيرها صاحب الجثة، ويفيد أيضا في159F

١( .

ر(ص: قضـايا الفقـه والفكـر المعاصـ )؛١٧٠٣اإلثبات بالبصمة الوراثية(الجينية) من المنظور الشـرعي(ص: )١(

ا فـــــي )؛ البصـــــمة الوراثيـــــة وأثرهـــــ٢٤٥)؛ البصـــــمة الوراثيـــــة وتأثيرهـــــا علـــــى النســـــب اثباتـــــا ونفيـــــا(ص: ٤٣٧ ).٣٣٧فقه القضايا الطبية المعاصرة(ص: )؛ ١٢١النسب(ص:

Page 228: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۱٥

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

ثانيالمطلب ال

القضايا التي اختلف العلماء على استعمال البصمة الوراثية فيها

راثية:القضية األولى: إثبات نسب المولود خارج رابطة الزواج (ولد الزنا) بالبصمة الو إن مسألة ولد الزنا مطروحة عند العلماء القدامى، ومع اتفاق العلماء على نسبة ولد

(الزنا ألمه؛ إال أن نسبته ألبيه موضع خالف بيهم160F

، فهل يستمر الخالف بعد وجود البصمة )١الوراثية، أم أن البصمة الوراثية ستضيف من المعاني ما يؤثر على الخالف؛ فيقلل منه أو

هذا ما سأعالجه في الفصل القادم بإذن اهللا تعالى. يضعفه،

القضية الثانية: نفي نسب المولود في اطار رابطة الزواج (النسب الثابت) بالبصمة الوراثية:

إذ يستطيع من مخرجا للزوج قد جعله المشرع اللعان اتفق العلماء القدامى على أن(عند وقوفه على ما يدعو إلى ذلكنفي النسب خالله

161F

اتفقوا كماــــ ـــــ سبق تفصيل الحديث عنه )٢بعدم امكانية نسبته إلى على نفي النسب الثابت، إذا شهدت الحقائق بنفيه؛ وشهد الواقع

(الفراش162F

، واختلفوا في اعتبار البصمة الوراثية حقيقة من الحقائق العلمية يمكن أن ينفى بها )٣ن اللعان أصل قطعي ال يمكن االستغناء عنه النسب الثابت دون حاجة إلى اللعان، أما أ

بالبصمة الوراثية أو غيرها، هذا ما سأعالجه في الفصل القادم بإذن اهللا تعالى.

القضية الثالثة: استخدام البصمة الوراثية للتأكد من صحة النسب الثابت:

م ل حيث إنهم ؛عرض العلماء القدامى لهذه القضية عند حديثهم عن دعوى النسبتلقد فلم يجيزوا لمن ثبت نسبه بوجه من في الولد نفيا أو إثباتا، ها إال عند وقوع النزاع رفعيجيزوا

الوجوه الشرعية أن يطلب التحقق من نسبه بالنظر إلى الشبه بالقيافة إال عند التنازع أيضا، (وعدم وجود دليل يقطع النزاع بين الزوجين

163F

٤(.

ـــة(١٧/٢٧٩المبســـوط( )١( ـــاوى الهندي )؛ األنصـــاري: أســـنى ٧/٢٥٢)؛ الحطـــاب: مواهـــب الجليـــل(٤/١٢٧)؛ الفت

).٩/٣٠٢المحلى( )؛٧/١٣٠المغني()؛ ٩/٢٠١ية الجمل()؛ حاش٢/٣١٩المطالب(

).١/٣٨٧)؛ الروض المربع(٥/١٢٤األم( )؛٤/٢٨٧الزخيرة( )؛٥/١٥٧رد المحتار( )٢(ــــــــي: الثمــــــــر الــــــــداني(٣/٢١١بــــــــدائع الصــــــــنائع( )٣( ــــــــب(١/٤٨٢)؛ اآلب )؛ ٣/٤٦)؛ األنصــــــــاري: أســــــــنى المطال

).٩/٢٠٠المغني(

.)٩/٤٣٥المحلى( ؛)٢/٧٦)؛ العدة في شرح العمدة(٤/٤٣١)؛ أسنى المطالب(١٠/٢٤١خيرة(الذ )٤(

Page 229: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۱٦

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

ـ التي تقطع يقينا بالرابطة النسبية ــــ يمكن أن يختلف فهل مع وجود البصمة الوراثية ـــالحكم السابق، فيستطيع كل من الزوجين طلب التحقق من النسب المستقر لمجرد الشك في أمر

هذا ما سأعالجه في الفصل القادم بإذن اهللا تعالى. زل من الزوجالنسب، كعدم الشبه أو وقوع الع

الوراثية في عقد الزواج وشهادة الميالد:القضية الرابعة: إثبات البصمة

الوراثية للزوجين قبل أخذ البصمةتباينت آراء العلماء بين الجواز وعدمه في قضية (واج أو في سجالت خاصة تكون رسميةعقد الز وتوثيقها فيالزواج

164F

أخذ البصمة ، وفي )١الصاقها بتلك و البصمة الوراثية معنى إرفاقا في شهادة الميالد بهاثباتو الوراثية للمولودين حديثا

الشهادة على أن تكون بصمة الطفل مطابقة لبصمة األبوين الذين تثبت عالقتهما الشرعية في (وثيقة الزواج

165F

في الفصل القادم بإذن اهللا تعالى. ه، هذا ما سأناقش)٢

).٩٦مستجدات فقهية في قضايا الزواج والطالق(ص: )۱(

مســـتجدات فقهيـــة فـــي قضـــايا الـــزواج )؛ ٣١١إثبـــات النســـب فـــي ضـــوء المعطيـــات العلميـــة المعاصـــرة(ص: )۲( ).٩٦والطالق(ص:

Page 230: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

====p wg ª^∆f^à ÿ ^=

====ÔÎ n^á È ÿ ^=Ô› îg ÿ _f=⁄ › ≈ÿ ^=æf^Èó=

=

Page 231: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۱۸

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

تمهيد: د سبق لي بيان الحقيقة العلمية للبصمة الوراثية والوقوف على اجراءات الحصول لق

عليها، ومن ثم إدراك ما تميزت به من تحديد الهوية الشخصية بصورة قطعية، مما فتح الباب أمام الفقهاء في إمكانية استعمالها في باب األنساب على جهة اليقين، واعتبارها على الراجح

ودليال مستقال لإلثبات، ولكنهم وضعوا بعض المعايير لضبط العمل بالبصمة قرينة قطعية الوراثية وذلك لضمان الحصول على نتائج موثوقة.

ويمكن لي تقسيم هذه المعايير إلى قسمين: أما القسم األول: معايير شرعية، والثاني: معايير تقنية، وذلك على النحو التالي:

الشرعية لضبط العمل بالبصمة الوراثية:القسم األول: المعايير

حتى ، بناء على أوامر من السلطة المختصةال يكون إال لبصمة الوراثية ا إجراء تحليلن إ .١(يقفل باب التالعب واتباع األهواء عند ضعاف النفوس

166F

١(.

(رقابتهاخاضعة لأن تكون المختبرات الخاصة بتحليالت البصمة الوراثية تابعة للدولة، و .٢167F

٢(.

فرض العقوبات الزاجرة والرادعة لكل من تسول الحفاظ على السرية التامة لنتائج الفحص، و .٣أو الغش أو تسريب النتائج؛ لما يترتب على ذلك من مخاطر له نفسه التالعب بالجينات

(كبيرة168F

٣(.

، على أن تؤخذ االحتياطات الالزمة في مختبرين على األقل معترف بهماأن يجري التحليل .٤(مان عدم معرفة أحد المختبرات التي تقوم بإجراء االختبار بنتيجة المختبر اآلخرلض

169F

٤(.

؛ )٩٧يـــة ومجـــاالت االســـتفادة منهـــا(ص: البصـــمة الوراث ؛)١٣٥البصـــمة الوراثيـــة فـــي ضـــوء اإلســـالم(ص: )١(المجمـــع الفقهــــي: القـــرار الســــابع بشــــأن البصـــمة الوراثيــــة ومجـــاالت االســــتفادة منهــــا، الـــدورة السادســــة عشــــرة

).٣/٣٥٨م (٢٠٠٢ه ــ ١٤٢٢ .)٥٠البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص: )٢(ـــة ومجـــاالت االســـتفادة منهـــا، الـــدورة السادســـة عشـــرة المجمـــع الفقهـــي: القـــرار الســـابع بشـــ )٣( أن البصـــمة الوراثي

).٣/٣٥٨م (٢٠٠٢ه ــ ١٤٢٢ .)٢٦٢أبحاث اجتهادية في الفقه الطبي(ص: )٤(

Page 232: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۱۹

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

(أخذت منه ذيائمون باالختبار صاحب العينة اليعرف الق ن الأ .٥170F

١(.

من قرابة أو صداقة أو صلةأحد المتداعيين وبين القائم على الفحص بينيكون ال أن .٦(منفعة أو عداوة

171F

٢(.

(التحليل حكما عقليا، كأن تثبت النسب لصبي صغير ال يولد لمثله أن ال تخالف نتائج .٧172F

٣(.

تكوين لجنة خاصة بالبصمة الوراثية في كل دولة، يشترك فيها المتخصصون الشرعيون، .٨واألطباء، واإلداريون، وتكون مهمتها اإلشراف على نتائج البصمة الوراثية، واعتماد

(نتائجها173F

٤(.

شروط لتوثيق النتيجة التحليل (خبير البصمة الوراثية) إجراء على في القائم يجب أن يتوفر .٩(التي يقدمها، وبما أن خبير البصمة الوراثية كالقائف

174F

وقد اشترط العلماء للقائف جملة من )٥(الشروط

175F

فيكون خبير البصمة الوراثية مثله في هذه الشروط مع فروق بسيطة في بعض )٦ هذه الشروط بالجملة، وذلك على النحو التالي:ولتوضيح هذا األمر أذكر الشروط،

اإلسالم: الشرط األول:

(السبيلعمر ومنهم العلماء عدد مناشترط 176F

أن من يتولى إجراء تحليل البصمة الوراثية في )٧؛ سواء اعتبر قوله شهادة، أم من باب الخبر والروايةمسلما، في حال إثبات النسب لمسلم، يكون

من األطباء المسلمين.عدد لوراثية تعلمه وأتقنه ألن تحليل البصمة ا

.)٣٦٣فقه القضايا الطبية المعاصرة(ص: )١( ). ٢١٥الحكم بإثبات النسب أو نفيه بالبصمة الوراثية وتطبيقاته القضائية(ص: )٢( ).١٧٠٣ثبات بالبصمة الوراثية(الجينية) من المنظور الشرعي(ص: اإل )٣(المجمع الفقهي: القرار السابع بشأن البصمة الوراثية ومجاالت االستفادة منها، الدورة السادسة عشرة )٤(

).٣/٣٥٨م (٢٠٠٢ه ــ ١٤٢٢ .)١٣٤(ص: سبق بحثهمفهوم القيافة وحكم إثبات النسب بها. )٥(كالحاكم والتجربة مجربا ناطقا بصيرا ذكرا حرا عدال عاقال بالغا أن يكون مسلما : يعمل بقولهوشرط القائف ل )٦(

أي من بني مدلج وهم بطن من خزاعة ويقال من أسد وذلك والتجربة له كالفقه للحاكم وان لم يكن مدلجيا مجرد خبره. ألن القيافة نوع من العلم فكل من علمه عمل بعلمه ويكفي واحد وهو كحاكم: فيكفي

.)٢/٤١٠؛ الحجاوي: اإلقناع()٤/٤٣١أسني المطالب( )؛٧/١٧٤االستذكار( .)٥٢البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص: )٧(

Page 233: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۲۰

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

قبول تحليل غير المسلم عند الضرورة إذا تعددت التحاليل وأمنت تهمة الهوى، أو آخرونوأجاز (، كما في تحديد الجثث عند الحوادث أو الكوارث الطبيعيةضد المسلمين التعصب

177F

١(.

ذلك ألن تحليل البصمة الوراثية الو ؛عند الضرورة تحليل غير المسلم هو قبول والراجح بل يقوم به فريق من الخبراء معتمدين على اآلالت المتطورة، فإن ،يتوقف على قول خبير واحد

النبي صلى اهللا عليه وسلم وألن ،م مع الخبرة والتجربة قبل قولهماألمانة والصدق فيه تحققت(المدينة وكان يومئذ مشركا إلى أريقط دليال في طريق الهجرة استعان بعبد اهللا بن

178F

٢(.

الشرط الثاني: العدالة والثقة:

ون معروفا ويقصد بها أن يكوقد اشترط هذا الشرط ليترجح جانب الصدق في خبير البصمة، ومستور الحال غير مجاهر بالكبائر، وهو شرط في المسلم لقبول قوله في جانب بالصالح،

(األحكام الشرعية179F

٣(.

لتعدد:الشرط الثالث: ا

(ومنهم هاللي، والزحيلي نريالمعاص الفقهاء عدد منذهب 180F

جواز االكتفاء بقول خبير ىإل )٤(قياسا على القائف واحد

181F

(ومنهم عبد الواحد، واألصم، والسالمي بينما ذهب آخرون، )٥182F

أنه ىإل )٦ين في مختبر كل على حدة، وذلك من طبيبين أو أكثرالبصمة الوراثية أنه يطلب إجراء تحليل

، خاصة عند االشتباه أو في القضايا للنسب احتياطا صدقها أو أكثر لتقارن النتائج، ويتحقق منالمهمة، وهذا الشرط مهم جدا يقتضيه حال الناس في هذه األزمة حيث شاع اإلهمال أو األهواء

خاصة في إثبات النسب أو نفيه أو تحديد الزاني في حاالت االغتصاب ونحو ذلك.

.)١٣٥البصمة الوراثية في ضوء اإلسالم(ص: )١( ).١/٣٠٣فتح الباري( )٢( ).١٠/٢٨٠المبسوط( )٣( ).٤٣٤قضايا الفقه والفكر المعاصر(ص: )؛ ٢٤١ئقها الشرعية(ص: البصمة الوراثية وعال )٤(الفقهـاء إلـى أنـه البـد أن يتفـق قائفـان فـأكثر علـى إلحـاق المـدعى نسـبه بأحـد المتـداعين، بينمـا جمهورذهب )٥(

؛ الحجـاوي: )٤/٤٣١أسني المطالب( )؛٧/١٧٤االستذكار(ى جواز االكتفاء بقول قائف واحد.ذهب آخرون إل .)٢/٤١٠ع(اإلقنا

السـالمي: )؛١٦٩٠)؛ التحليل البيولوجي للجينات البشرية وحجية اإلثبـات(ص: ٢٤٩البصمة الوراثية(ص: )٦( ).٤٥٧السالمي: التحليل البيولوجي للجينات البشرية(ص:

Page 234: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۲۱

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

إجراء التحليل في مختبرين أو أكثر لتقارن النتائج، هو أنه البد من جح من أقوال العلماءالراو (لما له من خطر للنسب احتياطا قها، وزيادة في التوثيق، صد حقق منالتو

183F

١(.

التجربة:اإلصابة بالشرط الثالث: الخبرة و

، يلة لتعلم دقته من عدمهاذلك بشهادته الدراسية وخبرته العلمية، وتجربته بأي وسمنه يعلم و بيه فإن ألحق الخبير بالبصمة كال بأ ،عينات من خاليا أشخاص ليس بينهم نسب ىأن يعطك

(صابته، وبالتالي أمكن قبول قوله، علم بذلك خبرته وا النسب عمن ال نسب بينهم ىونف184F

٢(.

، فإن لم تعرف صابةأن يكون معروفا بالقيافة، مشهورا باإلبالقائف في ذلك شترط الفقهاءوقد ا(لتجربته واختبار إصابته دةع اطرق، وقد ذكروا ته فإنه يجرب في حال الحاجة إليهإصاب

185F

٣(.

القسم الثاني: المعايير التقنية لضبط العمل بالبصمة الوراثية:

أن تكون المختبرات التي تجري فيها البصمة الوراثية ذات تقنية عالية تتوفر فيها جميع .١(لعلمية والمعملية المعتمدة محليا وعالميا في هذا المجالالمواصفات ا

186F

٤(. يجب التأكد من صالحية األجهزة المستعملة في إجراء البصمات الوراثية ومواكبتها .٢

(للمستجدات187F

٥( .

مكان المقارنة إل وبعدد أكبر من األحماض األمينية ،عينة من على أكثر التحاليل إجراء .٣حتى مع التأكد من سالمة األجهزة ودراية الفنيين في تشغيلها ،تيجةواالطمئنان إلى سالمة الن

(للشك أبدا يبقى مجال ال188F

٦(.

البصمة الوراثية في ضوء ؛)٥٤البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص: )١(

.)١٤٦اإلسالم(ص: البصمة الوراثية في ضوء ؛)٥٤البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص: )٢(

.)١٤٦اإلسالم(ص: ).٦٢٤الغمراوي: السراج الوهاج(ص: )٣( .)١٤٦البصمة الوراثية في ضوء اإلسالم(ص: )٤( ).٥٤٠البصمة الوراثية وأثرها في اإلثبات(ص: )٥(

: القـــرار الســـابع بشـــأن البصـــمة الوراثيـــة ومجـــاالت االســـتفادة منهـــا، الـــدورة السادســـة عشـــرة المجمـــع الفقهـــي )٦( .)٩٧)؛ البصمة الوراثية ومجاالت االستفادة منها(ص: ٣/٣٥٨م (٢٠٠٢ه ــ ١٤٢٢

Page 235: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

اعتبار البصمة الوراثية في التشريع

۲۲۲

=⁄îÕÿ ^∆f^à ÿ ^

النتائج إلى ظهور ، ووصوالا من نقل العيناتتوثيق خطوات تحليل البصمة الوراثية بدء .٤للرجوع العينات، وضمانا لصحة نتائجها مع حفظ النهائية، حرصا على سالمة تلك العينات

(يها عند الحاجةإل189F

١(.

أن توضع آلية دقيقة من قبل المختصين لمنع االنتحال والغش، ومنع التلوث وكل ما يخص .٥وذلك لما يتعلق بالموضوع من خطورة الجهد البشري، حتى تكون النتيجة مطابقة للواقع؛

(على أعراض الناس190F

٢(.

هذا العمل، عالوة على ما يجب اختيار الموظفين أصحاب الكفاءة العلمية والعملية لتنفيذ .٦( سبق اشتراطه فيه من شروط الخبرة

191F

٣(.

).٣٦٣فقه القضايا الطبية المعاصرة(ص: )١(

).٥٤٠ص: البصمة الوراثية وأثرها في اإلثبات(؛ )٢٤٩البصمة الوراثية(ص: )٢(

).١٣٥البصمة الوراثية في ضوء اإلسالم(ص: )٣(

Page 236: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

@@@

êflb©a@›ó–€a@ÚÓqaäÏ€a@Ú‡ój€bi@›‡»€a@pb‘Ój�m@

المبحث األول: إثبات النسب. •

المبحث الثاني: نفي النسب. •

المبحث الثالث: إثبات نسب ولد الزنا. •

المبح���ث الراب���ع: توثي���ق البص���مة الوراثي���ة ف���ي عق���د • الزواج وشهادة الميالد.

Page 237: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

====p wg ª^˚^€ Ë=

|||||||å |· ÿ ^=m_||||||g n dh ||||||=

=============W≤gŸ�‹=Ÿƒ=⁄›kêÍË= المطلب األول: في حكم إثبات النسب بالبصمة الوراثية. •

المطلب الثاني: في منزلة البصمة الوراثية من طرق • إثبات النسب.

Page 238: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۲٥

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

تمهيد:

الشارع في حفظ النسب تلتقي ببعضها لتحقق مقصد إن لطرق إثبات النسب محاور همية في انضباط الحياة اإلنسانية واستمرارها على منهج سليم.لما له من أ ؛وضرورة رعايته

إثبات النسب دلة تنضم البصمة الوراثية ألووسط ما نعيشه من تطور العلوم الوراثية حيث ،استنادا لقراءة سبق أن بينتها في الفصل السابق من مشروعية العمل بالبصمة الوراثية

ووسيلة متاحة يجوز االعتماد عليها في الداللة على اقوي توصلت إلى جواز اعتبارها دليال .اليقينالهوية الشخصية على جهة

ما ؟ و حكم الشرع في إثبات النسب بالبصمة الوراثية ما :اآلن يطرح نفسهوالسؤال الذي ستكون بإذن هذه األسئلة وغيرها جابة عن؟ واإلإثبات النسبطرق منزلة البصمة الوراثية من

على النحو التالي:وذلك مطلبين، اهللا تعالى في

حكم إثبات النسب بالبصمة الوراثية.في المطلب األول: •

.إثبات النسب من طرقالبصمة الوراثية منزلة في المطلب الثاني: •

Page 239: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۲٦

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

المطلب األول

حكم إثبات النسب بالبصمة الوراثية

اقعا حيث تمكن العلماء من خاللها إثبات األبوة البصمة الوراثية أمرا و أصبحتلقد ؛فيها إعمال النظر االجتهادي إلى مما حدا بالفقهاء المعاصرين ،بنسبة يكاد ينعدم فيها الخطأ

وان إنها قضية ذات حداثةف ،كطريقة إلثبات النسب بها ،لبيان الحكم الشرعي في استخدامهاــ لعالقات الوراثية التي تربط الذرية بأصولهاإشارات لكشفت اآليات القرآنية والسنة النبوية عن

.سبق لي الحديث عنها في الفصل األول

(سعيدو السبيل، و أبو البصل، و األشقر،و ومنهم واصل، فقد ذهب الفقهاء المعاصرون0F

١( أن مستدلين على ذلك بما سبق ،إلى اعتبار البصمة الوراثية طريقا شرعيا صحيحا إلثبات األبوة

أدلة من السنة إضافة إلى ،في المبحث السابق ه من أدلة مشروعية العمل بالبصمة الوراثيةتكر ذ على النحو التالي:ذلك وأبينوالمعقول والقياس،

السنة:أوال:

(حارث عن عقبة بن ال .١1F

(تزوج ابنة أبي أهاب هن أ )٢2F

الت: إني ، فجاءت امرأة سوداء، فق )٣أتيته ، ثم فسألته، فأعرض عني ،يه وسلم من عن يمينه ، فأتيت رسول اهللا صلى اهللا عل أرضعتكما

ل اهللا، إنها سوداء، وانها من عن يساره، فأعرض عني، ثم استقبلته، فسألته، فقلت: واهللا يا رسو .)3F٤(؟وسلم: كيف وقد قيل ، فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وانها

األشقر: أبحاث اجتهادية في الفقه ؛ )٩٧واصل: البصمة الوراثية ومجاالت اإلستفادة منها(ص: )١(

؛ )١٧٠٣أبو البصل: اإلثبات بالبصمة الوراثية(الجينية) من المنظور الشرعي(ص: ؛ )٢٦٢الطبي(ص: سعيد: البصمة الوراثية ؛ )٥٢لبصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص: السبيل: ا

.)١٣٥في ضوء اإلسالم(ص: عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف النوفلي المكي صحابي من مسلمة الفتح بقي إلى بعد )٢(

).٣/٢٧٩(لثقاتاابن حبان: )؛ ١/٧٧٤(أسد الغابةابن األثير: الخمسين.أبو إهاب بن عزيز بن قيس بن سويد بن ربيعة بن زيد بن عبد الله بن دارم التميمي الدارمي، حليف بني )٣(

قدم أبوه، مكة فحالفهم وتزوج منهم فاختة بنت عمرو بن نوفل فأولدها أبا إهاب فتزوج نوفل بن عبد مناف.ءت أمة سوداء، فقالت: أرضعتكما. بشكوال: غوامض عقبة بن عامر بنته أم يحيى بنت أبي إهاب، فجا ).١/٤٥٤األسماء المبهمة الواقعة في متون األحاديث المسندة(

.)٥/١٩٦٢، (٤٨١٦، ح/، باب شهادة المرضعةالنكاحتاب (كصحيح البخاري )٤(

Page 240: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۲۷

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

وجه الداللة:بالرضاع للتفريق بين الزوجين مرأة واحدة اإن النبي صلى اهللا عليه وسلم أخذ بشهادة

(لألنساب ا احتياط4F

مل بالبصمة الوراثية في إثبات األبوة بما لها من داللة ، ومن باب أولى الع)١ قطعية على إثباته.

(أن رجال رضي اهللا عنهعن أبي هريرة .٢5F

فقال: يا رسول صلى اهللا عليه وسلمأتى النبي )٢اهللا ولد لي غالم أسود، فقال: "هل لك من إبل؟" قال: نعم، قال: "ما لونها؟"، قال: حمر،

ق؟" قال فلعل عر هفأنى ذلك؟"، قال: "لعله نزع أورق؟" قال: نعم، قال: " قال: "هل لك فيها .)6F٣("هابنك هذا نزع

وجه الداللة:بلغة فسرها علم الوراثة في الحديث الشريف أجاب النبي صلي اهللا عليه وسلم السائل

والدة امرأته غالما عن قضية شبه الولد وكيفية نزعه ألبيه وأصوله، حيث أخبره عن سبب ،اليوم، فحتى يدرك أن هذا اللون جاء لعائلة يتصف بهذا اللونل الجيل الحالي ولم يكن أحد من ،أسود

أرجع السائل إلى ما يعهده من إبله؛ سائال إياه عن ألوانها حتى إذا قرر ف بالوراثة من جيل سابق؛(في نسب ولده ن الشكة تزيل ما ران على نفسه مالسائل الحقيقة بنفسه كانت حجة دامغ

7F

٤(. الصفة الوراثيةعلى الرجل في إثبات نسب ولد صلي اهللا عليه وسلم ارتكز النبي فقد

فصلحت ألن تكون ،البصمة الوراثية بما اتصفت به من مميزات أولى بإثبات النسبو ، المتنحية(في إثبات األبوةوحجة دليال

8F

٥(.

).١٧/٢٤٥(عمدة القاري شرح صحيح البخاري :العيني )١(ــادة. )٢( بشــكوال: غــوامض األســماء المبهمــة الواقعــة فــي متــون األحاديــث المســندة الرجــل هــو: ضمضــم بــن قت

)١/٢٨١.(

)؛ مســلم: صــحيح ١١٢٦، ص: ٥٣٠٥صــحيح البخــاري، كتــاب الطــالق، بــاب إذ عــرض لــنفس الولــد، (ح/ )٣( ).٥/٣٤٤، (١٥٠٠مسلم بشرح النووي، كتاب اللعان، ح/

).٩/٤٤٣فتح الباري( )٤(

).٢٦لبصمة الوراثية في القرآن والسنة(ص: األسس العلمية الختبار ا )٥(

Page 241: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۲۸

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

(المعقولثانيا: 9F

١(: إلى إحقاق الحق، وال سيما أن آني يمنع أو يحرم استخدام ما يتوصل به قطعا ال يوجد نص قر .١

، مما يجعلها في دائرة إثبات األبوةالبصمة الوراثية أثبتت فعاليتها ودقة نتائجها في مجال بعيدا عن األدلة والطرق التي يعتمد عليها في إثبات األبوة على جهة صحيحة وقاطعة

.االحتمالالتي ذكرها الفقهاء ال تخرج في الحقيقة عن األدلة الشرعية في اإلثبات مطلقا؛ أدلة النسب .٢

.ألنها تهدف إلى كشف واظهار الحقيقة المتاحةالبصمة الوراثية حقيقة علمية بكل المقاييس حيث تجاوزت حد النظرية إلى حيز التطبيق، بما .٣

(في إثبات النسب اعتبارها طريقا فصح ،أثبتته من النتائج التجريبية الدقيقة في إثبات األبوة10F

٢( .

ليجده يسعى جاهدا إن الناظر في الطرق التي رسمها الشارع سواء كان إلثبات النسب أو نفيه .٤في وضع الحقائق في مكانها الصحيح، ومن ذلك إثبات نسب الولد بالفراش أو بالبينة أو

وما ذلك ،له استعمالها عند الحاجة إليهابل واعتبرها حقا من حقوق المكلف، ،باإلقرار وغيرهالما فيه ؛وعدم نسبة الشخص لغير أبيه ،إال تحقيقا لمقصد الشارع في حفظ النسب من الضياع

من ضياع الحقوق واختالط األنساب، والبصمة الوراثية بنتائجها العلمية وحقيقتها الثابتة تحقق .ات األبوةفكانت طريقا صحيحا إلثب المطلوب بكفاءة عالية

إن البصمة الوراثية من أدوات العصر التي يمكن من خاللها التعرف على األب الحقيقي .٥للولد، وأن هذه التطورات الفنية الحديثة في مجال الفحوص المخبرية تقطع الشك باليقين في

ى كثير من الحاالت، والخطأ فيها أصبح مستحيال إذ إن قوة الدليل في هذه التحاليل تصل إلنسبة القطعية في إثبات البنوة، ونسبة النجاح فيها يقينية وبالتالي فليس هناك ما يمنع من

االعتماد على البصمة الوراثية في إثبات األبوة.

إثبات عالقة النسب بعالمات ظاهرة، وكل ما ثبات هو اإلمن وسائل إن غاية المقصود .٦العالقة فهو مقيس على ما استنبطه يمكن أن يستفاد به من وسائل علمية في إظهار تلك

اإلثبــات بالبصــمة الوراثية(الجينيــة) مــن المنظــور الشــرعي(ص: )؛ ٢٦٤أبحــاث اجتهاديــة فــي الفقــه الطبــي(ص: )١(

خيـــاط وشـــمالي: تقنيـــات البصـــمة الوراثيـــة فـــي قضـــايا النســـب وعالقتهـــا بالشـــريعة اإلســـالمية(ص: )؛ ١٧٠٢١٥١٦(.

).٢١(ص: : سبق بحثه )٢(

Page 242: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۲۹

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

بنه بوجه من االفقهاء من أدلة دلت عليها النصوص؛ ألن المعنى ثبوت النسب بين األب و باألخذ به شرعا. االوجوه الشرعية المعتبرة، وكل ما يحقق هذا المقصد فيكون مأذون

(إن البصمة الوراثية تعتبر من القرائن القطعية .٧11F

بها على جهة يمكن أن يحكم التي )١(اليقين ـــ بالضوابط المعتبرة

12F

فتصلح بذلك أن تكون دليال مستقال يعتمد عليه في ـــ )٢القضاء وخصوصا في قضايا النسب، ويعضد ذلك ما ثبت للبصمة الوراثية من مميزات

(وداللة علمية قطعية سبق بيانها13F

٣( .

اإلجماع:ثالثا:

فعاليتها وصحة نتائجهام وسائل مستحدثة أثبتت أجمعت األمة عمليا على قبول استخدارت التعامل بين أفراد البشر، كالهوية الشخصية، وبصمات األصابع، والتوقيع الخطي، ويس ،عمليا

والصورة الشخصية المثبته على بطاقة الشخصية، ولم نسمع عن أحد من أهل العلم والفقه أنكر ثية تماثل هذه الوسائل الحسية في أهميتها في مجال العمل بشيء من هذه الوسائل، والبصمة الورا

والتي لها باع طويل في حل كثير من القضايا وخصوصا تلك القضايا التي ،إثبات الشخصية(، وال يخفى ما لإلجماع العملي من داللة على األحكامبإثبات األبوةتتعلق

14F

٤(.

رابعا: القياس:

افة كطريق إلثبات النسب شرعا، والقائف إنما إن جمهور الفقهاء قد أجازوا العمل بالقييتكلم عن حدس وتخمين وفراسة، وال ينعدم احتمال الخطأ في حكمه بحال، بل قد يقول الشيء، ثم يرجع عنه إذا ما رأى أشبه منه، أما ونحن أمام تقنية عالية الدقة في الحصول على البصمة

تكون أولى بالصحة والصدق في هذا الباب فيصح حتى يكاد ينعدم فيها احتمال الخطأ ف ،الوراثية(القياس وقد اعتبره كثير من العلماء المعاصرين من القياس الجلي

15F

(األولويأو قياس )٥16F

١(.

.)١٨٣ص: : (سبق بحثه) ١( ).٢١٨سبق بحثه: (ص: ) ٢(

).٢١: (ص: سبق بحثه )٣(

).٤٣٣)؛ قضايا الفقه والفكر المعاصر(ص: ٢٤٦أبحاث إجتهادية في الفقه الطبي(ص: )٤(

ويسمى القياس الجلي، وهو ما يكون الفرع فيه أولى من األصل بالحكم، لوضوح العلة :القياس األولوي )٥( تأفيف فإن الضرب وهو الفرع أولىوذلك كتحريم الضرب للوالدين قياسا على تحريم ال يه.وظهورها ف

Page 243: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۳۰

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

سادسا: مقاصد الشريعة اإلسالمية:

إن البصمة الوراثية وسيلة مشروعة إلثبات النسب الذي يعد أحد المقاصد الكبرى والضروريات فإنها تأخذ امشروع اواذا كانت الوسيلة تحقق مقصد ،ت الشريعة بالحفاظ عليهاالخمس التي جاء

(حكم ما تفضي إليه، بناء على قاعدة إعطاء الوسيلة حكم ما تفضي إليه17F

٢(.

شد ظهورا في الفرع منه بالتحريم من التأفيف، وهو األصل، وذلك لكون األذى الذي علل به حكم األصل أ

).٣/١٤٩الرازي: المحصول( .في األصل

).٤٣٣ه والفكر المعاصر(ص: )؛ قضايا الفق٩٩الميمان: النوازل الطبية(ص: )١(

).٢/٦١الفروق: القرافي( )٢(

Page 244: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۳۱

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

المطلب الثاني

إثبات النسب من طرقالبصمة الوراثية منزلة

القضايا يرجع إلى ما خالف العلماء في استعمال البصمة الوراثية في بعض محورإن حيث إن العمل بالبصمة الوراثية مستند ،تستند إليه هذه القضايا من أدلة إثبات النسب الشرعية

من هنا يظهر الخالف، ،علمي، والعمل باألدلة الثابتة المتفق عليها بين العلماء مستند شرعييقدم على الدليل الشرعي؟ هل الدليل العلمي يتعارض مع الدليل الشرعي؟ أم هل الدليل العلمي

وهل للطابع اليقيني الذي تتميز به البصمة الوراثية أثر في تقديمها على طرق إثبات النسب التقليدية؟

على األدلة وقد تباينت آراء العلماء المعاصرين بين مؤيد بتقديم العمل بالبصمة الوراثية 18F( قي)المرزو و الخياط، و القرة داغي، و ، الشرعية ومنهم (واصل

، وبين معارض لتقديم العمل )١األشقر، و الميمان، و عثمان، ومنهم (بالبصمة الوراثية وذلك في ظل وجود األدلة الثابتة شرعا

أوضحه على النحو التالي: ،ة نظر لمنهجه الذي اختارهه، ولكل من الفريقين وج )19F٢( الزحيلي)و

أدلة المانعين:أوال:

ثابتة كالشهادة واإلقرار والبينة، وذلك لما قد الالشرعية طرق العلى مد ق إن األدلة العلمية ال ت .١ يعتريها من احتمال الخلل والخطأ.

إن تقديم العمل بالبصمة الوراثية على األدلة الشرعية فيه هدم ألمر مجمع عليه بين .٢ العلماء في كافة العصور واألزمان.

بالقافة فقط، وال تتقدم على األدلة المتفق إن العمل بالبصمة الوراثية ال يتجاوز حدود العمل .٣ عليها، فغاية األمر أن تأخذ حكمها، وتقع في منزلتها.

)؛ القــرة داغــي: فقــه القضــايا الطبيــة المعاصــرة(ص: ١٠٧البصــمة الوراثيــة ومجــاالت اإلســتفادة منهــا(ص: )١(

)؛ المرزوقـي: ١٤٨٩؛ تقنيات البصمة الوراثيـة فـي قضـايا النسـب وعالقتهـا بالشـريعة اإلسـالمية(ص: )٣٣٧ .)٣٠٩وء المعطيات العلمية المعاصرة(ص: إثبات النسب في ض

ة )؛ المــادة الوراثيــ٤٣٧قضــايا الفقــه والفكــر المعاصــر(ص: ؛ )٢٦٢أبحــاث اجتهاديــة فــي الفقــه الطبــي(ص: )٢( ).١٠٦النوازل الطبية(ص: )؛ ٣٤٩الجينوم قضايا فقهية(ص:

Page 245: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۳۲

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

: المؤيدين أدلةثانيا:

وذلك لما تميزت به من قطعية نتائجها في ؛إن البصمة الوراثية أقوى بكثير من القرائن .١ تحديد الهوية الشخصية.

أي لصاحب الماء الحقيقي. ،النسب الحقيقي عتماد البصمة الوراثية أساس إلثباتإن ا .٢

األدلة الشرعية في حدودإن أدلة النسب التي ذكرها الفقهاء ال تخرج في الحقيقة عن .٣ .اإلثبات مطلقا؛ ألنها تهدف إلى كشف واظهار الحقيقة المتاحة

ثية، إن وسائل إثبات النسب ليست أمورا تعبدية حتى يتحرج من تأخيرها بعد البصمة الورا .٤فغاية المقصود منها إثبات عالقة النسب بعالمات ظاهرة، وكل ما يمكن أن يستفاد به من وسائل علمية في إظهار تلك العالقة فهو مقيس على ما استنبطه الفقهاء من أدلة دلت عليها

بنه بوجه من الوجوه الشرعية المعتبرة، وكل ن المعنى ثبوت النسب بين األب واالنصوص؛ أل باألخذ به شرعا. اق هذا المقصد فيكون مأذون ما يحق

ليس هنالك نص قرآني يمنع أو يحرم استخدام ما يتوصل به قطعا إلى إحقاق الحق، بل .٥بالعكس فإن داللة البصمة الوراثية على الرابط الوراثي على جهة اليقين، يتوافق مع دعوة

حث والتحري عليه في حالة جهالة المشرع في وجوب نسبة الولد ألبيه الحقيقي، واجراء البالنسب بالوسيلة الممكنة والمتاحة والواقع العملي، يثبت أن البصمة الوراثية وسيلة ممكنة

ومتاحة وتدل على المطلوب.

لما تميزت ،إن البصمة الوراثية تصلح أن تكون مانعا من قبول األدلة التقليدية دون العكس .٦ قين.به من قوة في اإلثبات تصل إلى الي

، وان إنكار أو إثباته إن البصمة الوراثية باتت حقيقة علمية قطعية يمكن نفي النسب بها .٧العمل بها هو بمثابة إنكار للواقع؛ وهو ما ترفضه الشريعة اإلسالمية لما اتصفت به من

التعامل مع الواقع بإيجابية.

ى التسجيل الذي ال يقبل بما أن البصمة الوراثية دليل مادي يعتمد العلم والحس ويقوم عل .٨ العود واإلنكار فإنه ال يعارض بغيره الذي يعتمد على الذمم ويقبل العود واإلنكار.

Page 246: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۳۳

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

والسيما أنها تدل على أمر ،إن األدلة الشرعية أدلة تقارب الظن وال يمكن القطع بنتائجها .٩ار المتهم مع فكثير من الحاالت التي ال يتفق معها إقر ،خطير وهو النسب وذلك مثل اإلقرار

ما يتوفر من أدلة، كذلك الشهادة حيث يمكن إكراه الشهود أو استغاللهم.

إن العمل بالبصمة الوراثية ال يعني الطعن في أدلة ثبوت النسب التقليدية وال في حجيتها؛ .١٠ألن رد الشهادة ال يعني التشكيك في حجيتها، كما أن القطع بحجية الشهادة ال يعني أن كل

به الشهود قطعي بل منه القطعي ومنه الظني ومنه المكذوب.ما يشهد

(لم يقل أحد من الفقهاء .١١20F

بإثبات النسب بمطلق أدلة اإلثبات إذا ما عارضت دليل الحس )١والواقع، فالولد ال ينسب للزوج إذا أتت به ألقل من ستة أشهر، أو إذا كان الزوج غير بالغ،

اس على ذلك البصمة الوراثية حيث ال يقبل الحس وال يقبل اإلقرار إذا كذبه الحس، ويق والواقع أن يولد الولد مخالف للصفات الوراثية ألبيه وأمه.

الراجح:الرأي

على األدلة مؤيد بتقديم العمل بالبصمة الوراثية ال الثاني يمكن لي ترجيح الرأي لما ذكروه من أسباب. ، وذلكالشرعية

)؛ ٣/٣٨٩روض الطالب()؛ أسنى المطالب في شرح ٢/٢٥)؛ مالك: المدونة الكبرى(٥/٢٦٤المبسوط( )١(

).٤/١٠٨الحجاوي: اإلقناع(

Page 247: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

===

=

Ï ‡ _o ÿ ^=p wg ª^=

Ï |Õ‡=h |||||||||||||||||||å ||· ÿ ^=

W≤gŸ�‹=Ÿƒ=⁄›kêÍË

المطلب األول: الحقائق الواقعية التي ينتفي بها النسب. •

المطلب الثاني: حكم نفي النسب بالبصمة الوراثية • كحقيقة علمية.

Page 248: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۳٥

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

تمهيد:

لقد توازى حرص المشرع على نفي النسب مع حرصه على إثباته، والذي ظهر واضحا الحقائق التي نفى الشارع النسب من خاللها، وعند الرجوع إلى ذلك الزمان فقد عند الوقوف على

وجدنا أن العلماء اجتهدوا في الوقوف على هذه الحقائق ضمن اإلمكانات المتاحة في ذلك العصر، والصحيح أنها وان لم تكن منضبطة إال أنها أعطت إشارة إلى موضوع نفي النسب إذا

ما أثبتته الحقائق.

عرفنا مما سبق بيانه عند حديثنا عن اتجاهات المشرع في نفي النسب، أن الشريعة وقدهذا اإلسالمية جعلت اللعان طريقا لنفي النسب عند وجود دواعيه، ولكنها لم تتوقف عند

آخر في الحكم بنفي النسب، وذلك من خالل الحقائق الواقعية والتي االتجاه، بل كان لها اتجاه حيل ثبوت النسب حتى مع وجود عقد الزواج.مع وجودها يست

أما ونحن نعايش زمن تقدم العلوم واالكتشافات الطبية المتتابعة، وعلى رأسها علم الوراثة الذي من خالله تتحدد الصالت الوراثية والروابط النسبية بين األفراد، وذلك بدقة تصل

مة الوراثية بما تتمتع به من قوة ثبوتية إلى درجة القطعية، فإننا بذلك هل نستطيع أن نعتبر البصعالية الدقة، حقيقة حسية تضاهي تلك الحقائق التي أشار إليها العلماء عند حديثهم عن نفي النسب بالحقائق الواقعية بل بدرجة يقينية أكبر منها؟؟ هذا ما سأعالجه في هذا المبحث بإذن

اهللا تعالى.

ي تحدث عنها العلماء القدامى، والتي توصلوا من وأبدأ بتأصيل للحقائق الواقعية التخاللها إلى أنه يستحيل مع وجودها ثبوت النسب حتى مع وجود عقد الزواج، ومن ثم أبين حكم

وذلك في مطلبين على النحو التالي:نفي النسب بالبصمة الوراثية كحقيقة علمية،

لنسب.المطلب األول: الحقائق الواقعية التي ينتفي بها ا •

.علمية سب بالبصمة الوراثية كحقيقةالمطلب الثاني: حكم نفي الن •

Page 249: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۳٦

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

المطلب األول

الحقائق الواقعية التي ينتفي بها النسب

سبق تفصيل وقد جعل الشارع اللعان مخرجا للزوج عند وقوفه على ما يدعو إلى ذلك ـــــ العلماء القدامى والمحدثين في تحديد بعض الحقائق الواقعية الحديث عنه ــــ وبالمقابل اجتهد

الواقع بعدم نسبته إلى فراش تي تشهد بنفي النسب الثابت، ويصدقهاوالعلمية الحديثة، الالزوجية، ومن الحقائق الواقعية التي نص عليها الفقهاء القدامى، نفي النسب بواسطة مدة

قيام الفراش(كعدم أهلية الزوج لإلنجاب)، ومن الحقائق الحمل، ونفي النسب عند وجود معوقات لن نفي النسب بالبصمة الوراثية، والتي هي محل البحث ية التي نص عليها العلماء المحدثو العلم

إذ سأناقش آراء العلماء فيها في المطلب التالي بإذن اهللا تعالى.

صورة المسألة:لد الثابت هو دعوى الزوج على إن األساس الذي قامت عليه مسألة نفي نسب الو

زوجته بنفي نسب ولدها عنه بأسباب توفرت صورتها لديه، كعدم الشبه، ولما كانت هذه الدعوى مجرد إخبار من الزوج يحتمل الصدق أو الكذب وال سبيل للقطع به؛ وان كان حال الزوج مع

نفسه الصدق.جهة ــــ سبق تفصيل الحديث فقد جعل له الشارع مخرجا لنفي النسب عنه باللعان من

والتي أوضحها على النحو التالي: ،عنه ــــ أو ينتفي بالحقائق الواقعية أو العلمية من جهة أخرى

أوال: نفي النسب بالحقائق الواقعية:

على نفي النسب الثابت، إذا شهدت الحقائق بنفيه؛ وشهد الواقع القدامى اتفق العلماء(لفراشبعدم إمكانية نسبته إلى ا

21F

في نفي النسب الثابت، إذا ، واختلف العلماء المعاصرون)١(شهدت الحقائق العلمية القاطعة على نفيه والتي منها البصمة الوراثية

22F

٢(.

ـــــين الحقـــــائق( )١( ـــــل(٣/٣٨الزيلعـــــي: تبي ـــــيش: مـــــنح الجلي ـــــر(٤/٢٩٦)؛ عل ـــــروض ١١/٣٨)؛ الحـــــاوي الكبي )؛ ال

).١/٣٩١المربع(

.)٢٣٧ص: : (سيأتي بحثه )٢(

Page 250: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۳۷

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

:الواقعية التي اتفق العلماء على نفي النسب بواسطتها المسائل

األولى: نفي النسب بواسطة مدة الحمل: مسألةال، وعليه فإنه ال يتصور لحمل أن مدة الحمل هي ستة أشهر اتفق الفقهاء على أن أقل

(يولد قبل تمام ستة أشهر23F

١(. أدلة المذاهب:

وذلك على النحو التالي:واستدلوا على ذلك بالكتاب واإلجماع ،

الكتاب:أوال:

ا ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كره قوله تعالى: .١

.))24F٢شهرا

ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في قوله تعالى: .٢

.))25F٣عامين

وجه الداللة:

كما ورد في اآلية األولى، ثالثين شهرا؛ إن القرآن الكريم جعل مدة الحمل والرضاع معا عامان، لثانية، وبإنقاص مدة الفصال وهي كما جعل مدة الرضاع عامين؛ كما ورد في اآلية ا

(من مدة الحمل والفصال معا وهي: ثالثون شهرا؛ تتبقى مدة الحمل وهي ستة أشهر26F

٤(. رأة قد ولدت في ستة أتى بامرضي اهللا عنه أن عثمان بن عفان من ويؤيد ذلك ما روي

لك عليها إن اهللاسبيل ال رضي اهللا عنه بن أبي طالبأن ترجم فقال له علي أشهر فأمر بها

ــــــــي: الثمــــــــر الــــــــداني(٣/٢١١بــــــــدائع الصــــــــنائع( )١( ــــــــب(١/٤٨٢)؛ اآلب )؛ ٣/٤٦)؛ األنصــــــــاري: أســــــــنى المطال

).٩/٢٠٠المغني(

).١٥: آية(ألحقاف) سورة ا٢( ).١٤: آية(لقمان) سورة ٣( .)١/٥٤؛ أحكام القرآن للكياهراسي()٧/١٧٠االستذكار( )٤(

Page 251: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۳۸

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

)وفصاله في عامين )، وقوله تعالى: (وحمله وفصاله ثالثون شهرا ( تبارك وتعالى قال في كتابه(فبعث عثمان في أثرها فوجدها قد رجمت ،اكون ستة أشهر فال رجم عليهتلحمل أقل مدة لف

27F

١(. اإلجماع:ثانيا:

(الحمل ستة أشهرمدة الفقهاء على أن أقل إجماعنقل ابن عبد البر 28F

٢(.

موقف الطب المعاصر من هذه الحقيقة:

إن هذه الحقيقة التي تحدث عنها العلماء توافق الحقيقة العلمية التي توصل إليها الطب مكن ي التي ما ذهب إليه الفقهاء من أن أقل مدة للحملالطب المعاصر أكد الحديث، حيثبعده ستة أشهر، وتثبت الشواهد الطبية أن الجنين الذي يولد قبل تمام الشهر للمولود العيش

.)29F٣(ةيكون قابال للحيا السادس ال

األثر المترتب على نفي النسب بواسطة مدة الحمل:

لزوج، ألنه قدلمن وقت الزواج لم يثبت نسبه ن ستة أشهرألقل م الولدبالزوجة إن جاءت • ، وهذاالزوج الزوجة قبل قيام النكاح على وجه اليقين، فال يمكن إثبات نسبه منحمل حصل

ربطوا بين نسب الحمل وأقل مدة الحملحيث ،ما أشار إليه الفقهاء عند حديثهم عن اللعان نسب المولود.إمكانية إثبات اصلة في وهي ستة أشهر، فجعلوا الستة أشهر عالمة ف

الزوج ولدت الزوجة ألقل من ستة أشهر من وقت الزواج فإن نسب هذا الولد ينتفي عن نإ •(دون حاجة إلى لعان باتفاق الفقهاء

30F

٤(.

)؛ موطأ مالك(كتاب ٧/٤٤٢، ١٥٣٢٨سنن البيهقي(كتاب العدد باب ما جاء في أقل مدة الحمل، ح )١( ).٥/١٢٠٤، ٣٠٤٥الحدود، باب ما جاء في الرجم، ح

.)٢١/١٦٠التحرير والتنوير( )٢( ).٣٣٩: الفقهية(ص الموسوعة الطبية )٣(

ــــــذخيرة(٢/١٥٨شــــــيخي زاده: مجمــــــع األنهــــــر فــــــي شــــــرح ملتقــــــى األبحــــــر( )٤( ــــــي ٤/٢٨٤)؛ القرافــــــي: ال )؛ مغن ).٥/٤٠٦)؛ كشاف القناع(٣/٣٨٠المحتاج(

Page 252: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۳۹

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

الثانية: نفي النسب عند عدم أهلية الزوج لإلنجاب:مسألة ال

من ستة أشهر إذا ما أثبتت الحقائق اتفق الفقهاء على عدم ثبوت النسب ولو ولد ألكثرالواقعية عدم أهلية الزوج لإلنجاب كصغر سنه، أو عند وجود حقائق يؤكدها أهل الخبرة تقرر

عجز الزوج عن اإلنجاب كالعنين، والمجبوب، والخصي.

نسب الصبي الذي ال يولد لمثله: .١(اتفق الفقهاء على نفي نسب الصغير الذي ال يولد لمثله

31F

حقيقة واقعية تؤكد ، وهذه)١ بنفسها عدم امكانية حصول الولد من الصبي، ولكن اختلفوا في تحديد سن الصغير الذي يلحقه

(النسب مع تأكيدهم على عدم نسبة الولد للصبي إن لم يكن قادرا على اإلنجاب32F

٢(.

يكون للولد فيه ماء يمكن أن حول السن الذي الخالف في هذه المسألة قائم ومحوركان اختالف من أثر على سن البلوغ، األماكن ونظرا لما في طبيعة اختالف به الحمل، يحدث

يختلف غير منضبط فهذا األمر ألن ؛نسب لصبي فيهلللسن الذي يلحق همالعلماء في تقدير .األماكن الباردة من شخص آلخر، ومن مكان آلخر فأهل األماكن الحارة يختلفون عن أهل

وخالصة القول:قادرا على اإلنجاب فإنه حينئذ ينفى نسب الحمل عن إذا ثبت أن الصبي لم يكنأنه

الزوج دون حاجة إلى نفيه أو مالعنة الزوجة.

الخلل الجنسي: .٢

اتفق العلماء على عدم إثبات نسب الولد عند عدم أهلية الزوج لإلنجاب؛ وذلك إذا (اتصف بما يجعله عاجزا عن اإلنجاب

33F

ا في الخلل الجنسي المانع لإلنجاب؛ ، إال أنهم اختلفو )٣(ومن هذه األمراض المحدثة للخلل الجنسي عند الرجل الممسوح أو المجبوب

34F

(، والخصي)٤35F

١( ،(والعنين

36F

٢(.

)؛ الحجاوي: ٣/٣٨٩ب()؛ أسنى المطالب في شرح روض الطال٢/٢٥)؛ المدونة الكبرى(٥/٢٦٤المبسوط( )١(

).٤/١٠٨اإلقناع(

)؛ البهــــــــــوتي: الــــــــــروض ١١/٣٨)؛ الحــــــــــاوي الكبيــــــــــر(٤/٢٩٦)؛ مــــــــــنح الجليــــــــــل(٣/٣٨تبيــــــــــين الحقــــــــــائق( )٢( ).١/٣٩١المربع(

).٩/١٩٢)؛ اإلنصاف(٣/٣٩٦)؛ مغني المحتاج(٤/١٤١)؛ العبدري: التاج واإلكليل(٤/١٣٣البحر الرائق( )٣(

). ١/٤٠٣)؛ اإلقناع(٩/٩٢١ع الذكر واألنثيين. الحاوي الكبير(الممسوح أو المجبوب: هو مقطو )٤(

Page 253: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٤۰

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

تعذر وصول ماء الرجل إلى المرأة على قائم حول الخالف في هذه المسألة ومحور

كان وصول الماء للرحم مع جهة يمكن حدوث الحمل معها أو ال، فمن العلماء من تصور إمبثبوت البعض وجود بعض هذه األمراض؛ وبالرغم مما يتصف به الرجل من عجز، فقال

(النسب، ومنهم من لم يتصور ذلك؛ فقال بعدم ثبوت النسب37F

٣(.

وخالصة القول في ذلك:

إن الخالف في مدى تصور وصول الماء من عدمه، أي األمر مناطه النظر الطبي، ين بعدم إمكان وصول الماء ألي عجز ثبت لدى الزوج؛ لم يثبت النسب، والطب فإذا حدث اليق

الحديث اليوم يستطيع أن يؤكد عجز الزوج من عدمه عن اإلنجاب، فالحاالت التي يثبت فيها الطب يقينا عجز الزوج عن اإلنجاب فإنه حينئذ ينفي نسب الحمل عن الزوج دون حاجة إلى

فالطب المعاصر يقطع الخالف في المسألة. نفيه أو مالعنة الزوجة،

ثانيا: نفي النسب بالحقائق العلمية:

يتوالى ظهور الحقائق العلمية التي تحقق الشخصية تبعا لالكتشافات العلمية الحديثة، والتي انتهت بالبصمة الوراثية كحقيقة علمية ينتفي بها النسب على جهة اليقين، وقد اختلف

(نسب بها دون الحاجة للعانالعلماء في نفي ال38F

٤(.

). ٦/٧٤)؛ الشافعي: األم(٤/١٣٤. ابن نجيم: البحر الرائق(هو من نزع خصيتاه وبقي ذكرهالخصي: )١(

، فال يقدر على إيالجه فسمي من به العنة ن الوطء للين الذكر وعدم انتشارههي العجز عالعنة: العنين: )٢( ).٩/٩٢١الحاوي الكبير( .عنينا

)؛ ٣/٣٩٦)؛ مغني المحتاج(٤/١٤١)؛ العبدري: التاج واإلكليل(٤/١٣٣: البحر الرائق(في تفاصيل المسألة )٣( ).٩/١٩٢اإلنصاف(

.)٢٣٧ص: : (سيأتي بحثه )٤(

Page 254: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٤۱

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

ثانيالمطلب ال

كحقيقة علمية نفي النسب بالبصمة الوراثية

أن المجتهدين اعتمدوا على الحقائق الواقعية الظاهرة في نفي النسب يتضحمما سبق البصمة ، وفي ظل التطور العلمي الذي نعيش في ظالله والتي ظهرت يقينا النفيإذا أثبتت

الوراثية فيه بما عرفنا ما لها من قوة قطعية في الوقوف على حقيقة رابطة النسب بين األب واالبن، فهل يمكن االعتماد عليها كحقيقة علمية في نفي النسب، دون الحاجة إلى اللعان؟

لعان:الحاجة إلى ال نفي النسب بالبصمة الوراثية دونالمسألة:

:أبينهما على النحو التالي على قولينهذه المسألة في اختلف الفقهاء المعاصرون

إال في تنعدم جواز نفي النسب بالبصمة الوراثية دون اللعان؛ فالنسب ال ييرى األول: رأيال وممن قال به أو إذا شهدت الحقائق الواقعية بنفيه وعدم امكانية نسبته إلى الفراش، ،باللعان

(داغي علي محي الدين القرة39F

(الستار سعيد ، وعبد)١40F

(ومحمد األشقر ،)٢41F

(، ووهبة الزحيلي)٣42F

٤(، (وعمر السبيل

43F

(، وناصر الميمان)٥44F

٦(.

جواز نفي النسب بالبصمة الوراثية إذا جاءت مؤكدة عدم صحة نسبة الولد يرى الثاني: رأيال فريد نصر، وممن قال به للزوج، وال حاجة للجوء إلى اللعان بعد التيقن من نسب الولد،

(واصل45F

(هنيةومازن ، )٧46F

(محمد السالمي، و )٨47F

(ومحمد قاسم ،)٩48F

١٠(.

).٣٥٦فقه القضايا الطبية المعاصرة(ص: )١(

).١٤٨منها(ص: البصمة الوراثية في ضوء اإلسالم ومجاالت اإلستفادة )٢(

).٢٦٣أبحاث اجتهادية في الفقه الطبي(ص: )٣(

).٤٤٠قضايا الفقه والفكر المعاصر(ص: )٤(

).٤٠البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص: )٥(

).١٠٦النوازل الطبية(ص: )٦(

).١٠٩البصمة الوراثية ومجاالت اإلستفادة منها(ص: )٧(

).٢١نسب في الفقه اإلسالمي ودور الحقائق العلمية المعاصرة فيه(ص: نفي ال )٨(

).٤٥٧(ص: التحليل البيولوجي للجينات البشرية وحجية اإلثبات )٩(

).٩البصمة الوراثية واثبات النسب(ص: )١٠(

Page 255: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٤۲

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

سبب الخالف: الخالف في المسألة إلى سببين:سبب يرجع

السبب األول: االختالف في مآل العمل بالبصمة الوراثية:فممن نظر إلى أن العمل بالبصمة الوراثية يؤول إلى إلغاء حكم اللعان الثابت بالنص،

تعبدية؛ قال بأن النسب ال ينتفي إال باللعان. والذي في إقامته صفةتعضيدا وتدعيما رعومن نظر إلى أن العمل بالبصمة الوراثية ال يبطل اللعان ألنه ش

إذا ما رمى زوجته بالفاحشة، ولم يكن هناك واقع يدعم ما يقول أو شهود يشهدون الدعاء الزوجج وحيدا، بل تشهد له الحقيقة العلمية التي هي له، أما مع وجود البصمة الوراثية فلم يبق الزو

بمنزلة الواقع، فباتت شروط اللعان غير متوفرة إلجرائه. السبب الثاني: تعارض العمل بالبصمة الوراثية مع اللعان:

فمن رأى أن العمل بالبصمة الوراثية يعارض حق المرأة في الستر الذي كفله لها ب بالبصمة الوراثية يفضي إلى إهدار الستر وفضح المشرع باللعان؛ حيث إن نفي النس

إال باللعان، ومن رأى أن العمل بالبصمة الوراثية ال يعارض حق نفيه األعراض، قال بعدم جوازالمرأة في الستر بل يظهر الحق في معرفة نسب الولد الحقيقي فيحميها من غضب اهللا عليها

صمة الوراثية ب، قال بجواز نفي النسب بالفي ادخالها نسب شخص على رجل ليس له عالقة به .دون الحاجة إلى اللعان

:ينهبأدلة المذ

إال في تنال ي أن النسب الشرعي الثابتقولهم(على وا: فقد استدلاألولأدلة القول )أو إذا شهدت الحقائق الواقعية دون العلمية بنفيه وعدم إمكانية نسبته إلى الفراش ،باللعان

:بما يليوذلك والمعقول، السنة، بالكتاب و

الكتاب:أوال:

والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع قوله تعالى:

نيقادالص نلم إنه بالله اتادهش)49F١(.

).٦) سورة النور: آية(١(

Page 256: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٤۳

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

وجه الداللة: حق لهعلى زنا زوجته ادة نفسهشهإال الزوج إذا لم يكن له اآلية على أن نصت

(على ما في كتاب اهللا تعالى تزيدفيه بعد اآلية واألخذ بالبصمة الوراثية إلى اللعان،اللجوء 50F

١(. من وجهين: أجيب عنه

الوجه األول:بينة عليه إقامة ال فتعذر الزوج، غير شاهد هناكلم يكن نآية اللعان قيدت إجراءه إإن

بينة فإنه ال يجري اللعان بل ال توفرت وهذا يدل على أنه إذا ما اللعان بينة له، الشارع فجعل، له امانع اوجد سبب إذا منع وقوع اللعان ، وفي هذا داللة على أنه ييثبت ما رمى به الزوج زوجته

(والبصمة الوراثية بينة قطعية تمنع إجراء اللعان51F

٢(. الوجه الثاني:

ت المرأة تأكيد إثبات نسب الولد من أبيه بالبصمة الوراثية، فتجاب لهذا؛ فإذا لو طلبجاءت البصمة الوراثية بثبوت نسب الطفل إلى الزوج فإنه ال ينفى نسب الولد حتى ولو نفاه الزوج وطلب المالعنة؛ ألن الشارع يتشوف إلى إثبات النسب رعاية لحق الصغير، وال سيما أن

لوراثية دقيقة ويقينية وقطعية، ولخراب الذمم عند بعض الناس في هذا العصر نتائج البصمة ا(فقد يكون باعث الزوج الكيد لزوجته وفي ذلك إقرار للحق واستقرار للمجتمع

52F

٣(.

خذ به ويعمل به، به اآلية ال يعد مناقضا لها؛ فيؤ وهذا مع أنه زيادة على ما جاءت بصمة الوراثية.ومثله لو نفى الزوج الولد عن نفسه بال

السنة:ا: ثاني، قالت: اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن رضي اهللا عنها عائشة ما روته أم المؤمنين .١

نه زمعة في غالم؛ فقال سعد: هذا، يا رسول اهللا ابن أخي عتبة بن أبي وقاص، عهد إلي أ ابنه، انظر إلى شبهه، وقال عبد بن زمعة: هذا أخي، يا رسول اهللا ولد على فراش أبي من وليدته فنظر رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إلى شبهه فرأى شبها بينا بعتبة، فقال: هو لك

(دة قط يا عبد، الولد للفراش وللعاهر الحجر، واحتجبي منه يا سودة بنت زمعة فلم تره سو 53F

٤(.

.)٤٧البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص: )١( ).٩قاسم: البصمة الوراثية واثبات النسب(ص: )٢(

).١٠٩منها(ص: االستفادةالبصمة الوراثية ومجاالت )٣(

.)٨٥ ) سبق تخريجه(ص:٤(

Page 257: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٤٤

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

وجه الداللة: ، وصرحالصفات الوراثية الناتج عنهدر الشبه البين عليه وسلم أاهللا صلى رسول الن إ

دون النسب هو الطريق الوحيد لنفى اللعان فيفهم من ذلك أن ،لفراشوهو الولد ل بإبقاء األصل،(غيره

54F

١(. من وجهين: نهأجيب ع

الوجه األول:الدعوى بأن النبي صلى اهللا عليه وسلم لم يلتفت ألمر الشبه دعوى باطلة، فمع أن

بينا بعتبة النبي صلى اهللا عليه وسلم حكم بالظاهر؛ فجعل الولد للفراش، إال أنه لما رأى شبها رتب عليه حكما، هو أنه أمر سودة باالحتجاب عمن هو أخوها وفق الحكم بالظاهر، وهذه إشارة

قوية للعمل بالوراثة في األنساب.

الوجه الثاني:هذا، ما كان رجوعا عن حكمه بالفراش، ولكنه ن حكم الرسول صلى اهللا عليه وسلم إ

ولكن لعدم انضباط مسألة الوراثة تأكد لديه من الشبه، صلى اهللا عليه وسلم لم يستطع تجاوز ما ، ولكن على الظاهر سدا لباب الفساد النبي صلى اهللا عليه وسلم حكم فقد جاءك الزمان لذفي

إلى حالة من االنضباط واليقين تكون حجة يعتمد اليوم مع تطور العلم ووصول علم الوراثة عليها في نفي النسب.

إن هالل بن أمية قذف امرأته بشريك بن سحماء وكان أخا (فقال: ن مالك أنس ب ما رواه .٢ل من العن فالعن رسول الله يعنى بينهما فقال رسول ا لله البراء بن مالك ألمه وكان أو

نظروها فإن جاءت به أبيض سبطا أقضى العينين فهو لهالل بن : (اليه وسلم صلى الله ع فقال كذلك به فجاءت فهو لشريك بن سحماء حمش الساقين أمية وان جاءت به أكحل جعدا

(شأن) ولها لي لكان تعالى الله كتاب من مضى ام لوال النبي55F

٢(.

وجه الداللة:إن النبي صلى اهللا عليه وسلم لم يعتمد الشبه بين الولد والزاني والذي ينبني أصال على الصفات الوراثية المشتركة بينهما، ولجأ الستعمال اللعان بين الزوجين عمال بالنص القرآني،

الولد ولد على فراش أبيه، ففي مثل هذه الحال ال يلجأ لشيء آخر غير اللعان كالقيافة ولكون

).٧٢سعيد: في الفقه اإلسالمي المعاصر عقود الزواج المستحدثة البصمة الوراثية(ص: )١(

).١٣٨سبق تخريجه (ص: )٢(

Page 258: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٤٥

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

أو البصمة الوراثية لمعارضتهما لحكم شرعي مقرر بنص القرآن، فال يقوى على معارضته شيء (من األدلة األخرى

56F

١(. من وجهين: نهأجيب ع

الوجه األول:الل بن أمية في قذف امرأته، وطبق ن النبي صلى اهللا عليه وسلم لم يقبل قول هإ

بأمر غاية في أخبر صلى اهللا عليه وسلم ي هذه الحالة وهو اللعان؛ إال أنه الحكم الخاص فن جاءت به على كذا فهو لفالن وان األهمية؛ يتعلق بالوراثة، وارتباط األنساب بها حيث قال: "إ

والتي ،لى اعتبار المشابهةعداللة واضحة فإن ذلك يدل "،جاءت به على كذا فهو لفالنلين كما ألحد الرج جاءت بالولد مشابها أساسها العملية الوراثية، والذي يؤكد ذلك أنها فعال

أي )لوال األيمان لكان لي ولها شأن( :وتبين له صلى اهللا عليه وسلم ذلك حتى قال وصفهما، ،د من أجل ذلك الشبه الظاهرلوال ذلك ألقام رسول اهللا صلى اهللا عليه وآله وسلم عليها الح

(والذي يعتبر بمقام الشهادة ألجزاء الجسم على صاحبها57F

٢(. الوجه الثاني:

ولما كان هذا األمر غير محدد بضوابط واضحة بينة تصلح لبناء الحكم عليها على جهة من القطع واليقين في أمثالها من القضايا؛ فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم قد سد باب

د الذي يمكن أن يترتب على األخذ بالشبه في هذه المسألة، بأن حكم بمقتضيات اللعان؛ الفسافربما يتوهم المرء الشبه فيحكم به، أو يحركه هواه فيحكم به، فقطع النبي صلى اهللا عليه وسلم دابر ذلك كله وعمل بمقتضى اللعان؛ إال إذا وجد اليقين من خالل الوراثة وبشكل منضبط

مجال فيه للشك أو الهوى، فالحكم حينئذ يجب أن يكون على حسب الجهة التي وواضح ال يقتضيها هذا اليقين، وهو الحال مع البصمة الوراثية بما ثبت لها من مميزات.

ها، العن بين رجل وامرأته، فانتفى من ولد ( :ابن عمر، أن النبي صلى اهللا عليه وسلمروى .٣ .)58F٣()ففرق بينهما، وألحق الولد بالمرأة

وجه الداللة:

).١٣١البشرية(ص: مسائل شرعية في الجينات )۱(

).٧/٤٩) الشوكاني: نيل األوتار(٢( ).٥/٢٠٣٦، (٥٠٠٩(كتاب الطالق، باب يلحق الولد بالمالعنة، ح/ صحيح البخاري )٣(

Page 259: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٤٦

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

إن النبي صلى اهللا عليه وسلم نفى الولد عن الزوج، وألحقه بأمه بموجب اللعان، ولم يحكم بغيره كالقيافة، فدل ذلك على أن نفي الولد المشكوك في نسبه ال يكون إال بطريق واحد هو

ان، وحينئذ ال يجوز إبطاله وترك العمل به لمجرد داللة البصمة الوراثية، بل البد من وجود اللع(دليل نصي آخر مثله وهو غير ممكن

59F

١(. :نهأجيب ع

بأن اللعان هو مخرج شرعي جعله اهللا للزوج دون غيره لخصوصيته؛ حيث يرمي الزوج زوجته عا، وهذا حيث ال دليل له على ما يقول، والقيافة بالفاحشة أو ينفي عن نفسه الولد، أو األمرين م

المعهودة في ذلك العصر ظنية يتطرق إليها االحتمال، وال مجال للعمل باالحتمال في هذا المقام، أما البصمة الوراثية فهي دليل قطعي في إثبات النسب ونفيه، فتصلح حجة للعمل بها دون حاجة

حد؛ ألنها تدرء بالشبهات.للعان، إال أنه ال يقام بها مجردة ال

هريرة أن رجال أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اهللا ولد لي غالم يأب روى .٤

ال: هل فيها من أورق أسود، فقال: هل لك من إبل قال: نعم، قال: ما ألوانها قال: حمر ق

.)60F٢()قال: نعم قال: فأنى ذلك قال: لعله نزعه عرق قال: فلعل ابنك هذا نزعه

وجه الداللة: لم يرخص له الذي استند له الرجل لنفي ولده، و الشبهرد النبي صلى اهللا عليه وسلمإن

(عليه حكما رتببه ولم يفي نفيه لعدم الش61F

فدل على عدم اعتبار البصمة الوراثية حيث إنها ؛)٣

تعتمد على الفوارق في الصفات الوراثية المتشابهة بين اآلباء واألبناء، فوجب إلغاء العمل بها

(وعدم اللجوء إليها في مثل هذه المسائل62F

٤(.

:نهأجيب ع

).٤٧البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص: )١(

)؛ صحيح مسلم، ١١٢٦، ص٥٣٠٥صحيح البخاري، (كتاب الطالق، باب إذ عرض لنفس الولد، ح/ )۲( ).٥/٣٤٤، ١٥٠٠(كتاب اللعان، ح/

).١٧/١٣٠)؛ المبسوط(٣/١٠٥تبيين الحقائق( )۳(

).١٣١مسائل شرعية في الجينات البشرية(ص: )٤(

Page 260: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٤۷

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

نساب، والنبي صلى اهللا عليه وسلم بأن هذا الحديث يؤكد العمل بالوراثة في باب األ

أرجع االختالف بين الولد والوالد إلى صفات ورثها من أجداده؛ والبصمة الوراثية طريق قطعي

في إثبات روابط النسب؛ فوجب العمل بها.

ثالثا: المعقول:

:على النحو التالي أذكرهماوجهين وقد استدلوا بالمعقول من الوجه األول:

حكم من حيث إنه ،للعانافيه معارضة صمة الوراثية كحقيقة علمية باألخذ بالإن

ه واحالل ؤ تعبدية في إقامته، فال يجوز إلغاوالسنة واإلجماع، وله صفة شرعي ثابت بالكتاب

بالبصمة شرعي يدل على نسخه وهو أمر مستحيل، فيبطل العمل غيره محله إال بنص

(الوراثية63F

١(.

:من ثالث نواح أجيب عنه

حية األولى:النا

عليه إقامة البينة عذراألصل إذا قذف الزوج زوجته بالزنا أن يقام عليه حد القذف إذا ت

لكن إذا الزوج غير شاهد هناكلم يكن حيث ولكن اللعان مسقط للحد عنه، وهو حكم استثنائي

ة الوراثية البصمبالشهود زنا الزوجة فال لعان على الزوج، وهكذا هنا إذا أثبتت أو ثبت بالبينة

نفي النسب فينتفي دون الحاجة إلى اللعان.

الناحية الثانية: في نفي النسب ال يبطل اللعان، ألن اللعان له مالبسات بالبصمة الوراثيةاألخذ إن

وظروف معينة إذا توفرت أخذ به، وهنا ظروف اللعان غير متوفرة، لقيام الدليل العلمي

(المادي64F

٢(.

).١٩٢البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية(ص: )١(

).٢١علمية المعاصرة فيه(ص: نفي النسب في الفقه اإلسالمي ودور الحقائق ال )٢(

Page 261: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٤۸

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

الناحية الثالثة:نص الفقهاء على أنه إذا تراجع الزوج المالعن عن نفي نسب الولد له، جاز له ذلك لزوال الشبهة التي من أجلها أقدم على اللعان، وينبني على هذا أنه ليس من الحكمة على اإلطالق ترك اللجوء إلى البصمة الوراثية في تثبيت النسب أو إلغائه بين المتالعنين إبتداء،

م في اللجوء إلى اللعان الذي يترتب عليه اللعن والغضب من اهللا تعالى، فاألولى والتضييق عليه(يل األخف، كان من الحكمة اللجوء إليهفي مثل هذا، وبما أنه يوجد البد االحتياط

65F

١(. الوجه الثاني:

(إن العمل بالبصمة الوراثية فيه فضح لخبايا البيوت وأسرارها66F

، فإذا كان المشرع تفهم )٢وج في التثبت واالطمئنان على نسب ولده، إال أنه ال يطلب التفتيش عن خبايا البيوت حق الز

وأسرارها، والرجوع إلى البصمة الوراثية؛ لما فيه من هتك األسرار، وفضح الخبايا؛ مما يتناقض وروح التشريع.

وأما الزوج فيبقى حقه ثابتا في نفي النسب عن نفسه حال اتهامه لزوجته، واللعان سبيله إلى ذلك.

ه:أجيب عنإن خبايا البيوت يمكن أن تظهر دون قصد ويعرفها جميع الناس إذا ما تم تحليل

البصمة الوراثية ألمر طارىء فيظهر أن الولد ال صلة له بالزوج ما العمل عندئذ؟والرجل الذي ال يتهم زوجته بالفاحشة، وال يظن فيها السوء والبصمة الوراثية تؤكد أن

لد ليس له، هل نلزمه بقذف الزوجة حتى ينفي الولد عن نفسه؟ أم يجري تحليل البصمة الو (الوراثية دون اتهام الزوجة بالزنا، فلعل الحمل كان بوطء فيه شبهة مثال

67F

٣(.

بالبصمة في تني أن النسب الشرعي الثابتقولهم (على وا: فقد استدلالثانيأدلة القول )م صحة نسبة الولد للزوج دون الحاجة للجوء إلى اللعانالوراثية إذا جاءت مؤكدة عد

:بما يلي، والقياس السنةبالكتاب و

).٩البصمة الوراثية واثبات النسب(ص: )١(

).٣٥٥المادة الوراثية الجينوم قضايا فقهية(ص: )٢(

).٢١نفي النسب في الفقه اإلسالمي ودور الحقائق العلمية المعاصرة فيه(ص: )٣(

Page 262: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٤۹

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

الكتاب:أوال:

ت والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادا قوله تعالى: .١

.))68F١نه لمن الصادقني بالله إ

وجه الداللة من جهتين:

الجهة األولى:

إن اللعان يشرع إذا رمى الزوج زوجته بالفاحشة والحمل من سفاح، ولم يكن هناك من يشهد له إال الزوج نفسه؛ أما مع التقدم العلمي فلم يبق الزوج وحيدا ال سند له، إذا كان األمر

ل أصبح له شاهد، فإذا كان موثوقا به كالبصمة الوراثية لما بينته سابقا متعلقا بنفي النسب، ببما ثبت لها من مميزات في القدرة على تحديد الشخصية بالضوابط المعتبرة فال داعي بعد ذلك إلجراء اللعان أصال الختالل الشرط في اآلية، حيث إن البصمة هنا تحل محل الشهود في

ج فيما رمى به زوجته.الداللة على صدق الزو ويضاف إلى ذلك أن اآلية ذكرت درء العذاب، ولم تذكر نفي النسب، وال تالزم بينهما، فقد يالعن الرجل ويدرأ عن نفسه العذاب؛ إذا رمى زوجته بالفاحشة، وال يمنع أن ينسب الطفل

(إليه؛ إذا ثبت ذلك بالبصمة الوراثية69F

٢(.

الجهة الثانية:

بالبصمة الوراثية أن الحمل أو الولد ليس من الزوج فإنه يبقى الحق إنه إذا ثبت يقينا أن يكون حملها بسبب وطء بشبهة، الحتمالمع الزوجة في المطالبة باللعان لنفي الحد عنها؛

ويظهر من هذا أن البصمة الوراثية يمكن أن تكون دليال مع الزوج أو ضده، فإن كانت معه فال المرأة عن نفسها حد الزنا، وان كانت ضد الزوج، تدفع أنإال من أجل وجه للعان بين الزوجين

وتبين أن الولد منه وجب عليه حد القذف، أو أن يكون اللعان من أجل تهمتها بالزنا، وليس من (أجل نفي الولد

70F

٣(.

اعترض عليه من وجهين:

).٦) سورة النور: آية(١( ).٤٥٧(ص: شرية وحجية اإلثباتالتحليل البيولوجي للجينات البالسالمي: )٢(

).٤٥٧المرجع السابق(ص: )٣(

Page 263: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٥۰

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

الوجه األول:

هو وجود الشهود، دلت اآلية الكريمة على أن األصل الذي عدل عنه إلى اللعان(والبصمة الوراثية ال ترقى ألن تحل محل الشهود فهي ال تعدو أن تكون نوعا من القرائن

71F

١(. :أجيب عنه

لقد اتفق العلماء على أنه إذا أثبتت القرائن نفي النسب، فإنه ينتفي دون الحاجة (للعان

72F

ة بصمة أبيه، كان وبناء عليه يظهر أن الزوجة إذا أتت بولد تخالف بصمته الوراثي، )٢ج إلى اجة إلى نفيه باللعان كما لم نحتذلك قرينة قطعية على أن الولد ليس من الزوج، فال ح

نفيه باللعان، إذا كان الوالد صبيا أو جاءت به ألقل من ستة أشهر.

أما الوجه الثاني:

ال تالزم بين إقامة البينة على زنا الزوجة ونفي النسب من غير لعان، الختالفالغرض من كال البينتين، فباللعان يحصل نفي النسب، وال يتم ذلك بالبينة، ويثبت الزنا واقامة

(الحد على الزوجة بالبينة، وال يكون ذلك باللعان73F

٣(.

:أجيب عنه

إذا قامت األدلة على إثبات الزنا، أو نفي النسب؛ فال لعان على الزوج الذي يرمي عنه، فكذلك إذا أثبتت البصمة الوراثية نفي النسب فينتفي زوجته بالزنا، أو ينفي نسب ولدها

دون الحاجة للعان.

ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين قوله تعالى: .٢

يكمالومو)74F٤(.

:وجه الداللةبإلحاقه بأبيه من أهم مقاصد الشريعة التي دعا اإلسالم إن الحفاظ على حق الطفل

إلى حفظها، والبصمة الوراثية تعد إحدى الطرق الكفيلة إلنصاف الولد وتحقيق مصلحته، بإثبات

).١٠٧النوازل الطبية(ص: )١(

ــــــذخيرة(٢/١٥٨شــــــيخي زاده: مجمــــــع األنهــــــر فــــــي شــــــرح ملتقــــــى األبحــــــر( )٢( ــــــي ٤/٢٨٤)؛ القرافــــــي: ال )؛ مغن ).٥/٤٠٦)؛ كشاف القناع(٣/٣٨٠المحتاج(

.)١٠٧(ص: المرجع السابق )٣( ).٥سورة األحزاب: آية( )٤(

Page 264: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٥۱

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

نسب الولد ألبيه، لذلك فإنه إن أراد األب االستسالم ألوهام وشكوك فردية، أو للتهرب من النفقة إن العدل يقضي إلحاق الطفل بأبيه وتفويت الفرصة على أو ألي غرض آخر نفي النسب؛ ف

(ضعاف النفوس العبث باألنساب؛ حتى ال يكون ذلك وسيلة إلى ضياع الطفل وحقوقه75F

١(. فتحليل البصمة الوراثية يجبر الزوج على إثبات النسب في حالة انكاره له، وحتى لو

لنسب فإنه يعمل بالبصمة وال ينفي كانت دعوى اللعان مقامه وتم األخذ بها، وأثبتت البصمة ا(اللعان النسب

76F

٢(.

ه:اعترض علي

إن اللعان أحد وسائل الستر المعتبرة شرعا، واللجوء إلى البصمة الوراثية يفضح الستر ويلغيه؛ إذ من خالله نقض لمقصود شرعي متمثل في الستر على الزوجة، فال يعرف إن كانت

ف إن كان الولد ابنه حقيقة، أو لم يكن ابنه، وفي هذا هي الكاذبة، أو هو الكاذب، وال يعر مصلحة للمجتمع.

وينبني على هذا أن اللجوء إلى البصمة الوراثية فيه نسخ للعان ومصادمة للنصوص (الشرعية، وهذا قول مرفوض جملة وتفصيال

77F

٣(.

ه من وجهين: أجيب عن

إهدار لحق المرأة في الستر مردود؛ إن القول باللجوء إلى البصمة الوراثية فيه الوجه األول:وذلك ألن اللعان شرع لدفع الحد عن الزوج ونفي النسب عنه إذا ما توفرت دواعيه، ثم إن كذب المرأة في اللعان دفعا للعار يستوجب غضب اهللا عليها، فهل يكون الستر في غضب اهللا عليها؟

(ى رجل ال عالقة له بهباإلضافة إلى ما يترتب على كذبها من إدخال نسب شخص عل78F

٤( .

أسباب في نفي النسب ال يبطل اللعان، ألن اللعان له بالبصمة الوراثيةاألخذ إن الوجه الثاني: المادي وظروف معينة إذا توفرت أخذ به، وهنا ظروف اللعان غير متوفرة، لقيام الدليل العلمي

.الذي ينفي النسب فيؤخذ به

).١٣١مسائل شرعية في الجينات البشرية(ص: )۱(

).١٣١(ص: المرجع السابق )۲(

.)١٣١(ص: المرجع السابق )۳( ).٢١نفي النسب في الفقه اإلسالمي ودور الحقائق العلمية المعاصرة فيه(ص: )٤(

Page 265: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٥۲

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

ــاهد: قولــه تعــالى .٣ ش ــهد شو قتــدــل فصــن قبم قــد ــه يصقم ــا إن كــانهلأه ــنم ــنم ــو هو

بنيالكاذ ، نيقادن الصم وهو تر فكذببن دم قد هيصقم كان إنو)79F١(.

وجه الداللة:و تقوم مقام قميص من جهة معينة عدت نوعا من الشهادة، والبصمة الوراثيةن شق الإ

(الشهادة80F

٢(. اعترض عليه:

إن البصمة الوراثية ال ترقى ألن تحل محل الشهود فهي ال تعدو أن تكون نوعا من (القرائن

81F

٣(. ه:أجيب عن

إن ما تكشفه البصمة الوراثية من االرتباط بين المولود وبين والده هو يقيني، بل هو الصدق، والظني الذي يترجح فيه الصدق ال أقوى من الشهادة التي ال تبلغ أن تتجاوز الظن ب

(يمكن أن يعارض اليقين82F

٤(.

السنة:: ثانيا إن هالل بن أمية قذف امرأته بشريك بن سحماء وكان (فقال: أنس بن مالك ما رواه

ل من العن فالعن رسول الله يعنى بينهما فقال رسول الله أخا البراء بن مالك ألمه وكان أوفهو لهالل بن أمية أقضى العينين نظروها فإن جاءت به أبيض سبطا: (اصلى الله عليه وسلم

لوال النبي فقال كذلك به فجاءت فهو لشريك بن سحماء مش الساقين ح وان جاءت به أكحل جعدا(شأن) ولها لي لكان تعالى الله كتاب من مضى ما

83F

٥(.

وجه الداللة:

صحيح أن النبي صلى اهللا عليه وسلم لم يقبل قول هالل بن أمية في قذف امرأته، بأمر أخبر كم الخاص في هذه الحالة وهو اللعان؛ إال أن النبي صلى اهللا عليه وسلم وطبق الح

).٢٧ــــ ٢٦سورة يوسف: آية( )١(

).١٣١مسائل شرعية في الجينات البشرية(ص: )۲(

).١٠٧وازل الطبية(ص: الن )٣(

).٤٥٧(ص: التحليل البيولوجي للجينات البشرية وحجية اإلثباتالسالمي: )٤(

.)١٣٨سبق تخريجه (ص: ) ٥(

Page 266: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٥۳

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

ن جاءت به على كذا فهو غاية في األهمية؛ يتعلق بالوراثة، وارتباط األنساب بها حيث قال: إعلى اعتبار المشابهة داللة واضحة فإن ذلك يدل ،لفالن وان جاءت به على كذا فهو لفالن

لين كما ألحد الرج جاءت بالولد مشابها العملية الوراثية، والذي يؤكد ذلك أنها والتي أساسها أي )لوال األيمان لكان لي ولها شأن( :وتبين له صلى اهللا عليه وسلم ذلك حتى قال وصفهما،

،لوال ذلك ألقام رسول اهللا صلى اهللا عليه وآله وسلم عليها الحد من أجل ذلك الشبه الظاهر(والذي يعتبر بمقام الشهادة ألجزاء الجسم على صاحبها

84F

١(. ولما كان هذا األمر غير محدد بضوابط واضحة بينة تصلح لبناء الحكم عليها على جهة من القطع واليقين في أمثالها من القضايا؛ فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم قد سد باب

هذه المسألة بأن حكم بمقتضيات اللعان؛ الفساد الذي يمكن أن يترتب على األخذ بالشبه في فربما يتوهم المرء الشبه فيحكم به، أو يحركه هواه فيحكم به، فقطع النبي صلى اهللا عليه وسلم دابر ذلك كله وعمل بمقتضى اللعان؛ إال إذا وجد اليقين من خالل الوراثة وبشكل منضبط

ن يكون على حسب الجهة التي وواضح ال مجال فيه للشك أو الهوى فالحكم حينئذ يجب أ يقتضيها هذا اليقين، وهو الحال مع البصمة الوراثية بما ثبت لها من مميزات.

ثالثا: المعقول:لقد اتجه العلماء القدامى إلى نفي النسب بالحقائق ــــ سبق بيانه ــــ إذا شهد الواقع بعدم

أتت بولد تخالف بصمته الوراثية بصمة ، وبناء عليه يظهر أن الزوجة إذاإلى أبيه نسبتهإمكانية أبيه كان ذلك قرينة قطعية على أن الولد ليس من الزوج، فال حاجة إلى نفيه باللعان، كما ال

(حاجة إلى نفيه باللعان إذا كان الوالد صبيا ال يولد لمثله، أو جاءت به ألقل من ستة أشهر85F

٢(. ان لنفي النسب عدم معارضة الدليل حينئذ يلزم القول بأنه يشترط لصحة إجراء اللع

القطعي المحسوس.

الرأي الراجح:

بعد عرض األقوال واألدلة في المسألة ومناقشتها، يمكن لي ترجيح القول الثاني بنفي النسب بالبصمة الوراثية، إذا جاءت مؤكدة عدم صحة نسبة الولد للزوج دون القائل

لتالية:، وذلك لألسباب االحاجة للجوء إلى اللعان

).٧/٤٩) الشوكاني: نيل األوتار(١()؛ ٣/٣٨٠)؛ مغنـــي المحتـــاج(٤/٢٨٤)؛ القرافـــي: الـــذخيرة(٢/١٥٨مجمـــع األنهـــر فـــي شـــرح ملتقـــى األبحـــر( )٢(

).٥/٤٠٦كشاف القناع(

Page 267: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٥٤

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

إن البصمة الوراثية باتت حقيقة علمية قطعية يمكن نفي النسب بها، وان إنكار العمل بها .١هو بمثابة إنكار للواقع؛ وهو ما ترفضه الشريعة اإلسالمية لما اتصفت به من التعامل مع

الواقع بإيجابية.

نفى عنه، إذ ال إذا أثبتت البصمة الوراثية صدق الزوج في ما رمى به زوجته؛ فإن الولد ي .٢ مجال إلنكار ذلك حيث ال يجوز إدخال نسب أجنبي على رجل.

ليس من الحكمة على اإلطالق ترك اللجوء إلى البصمة الوراثية في تثبيت النسب أو إلغائه .٣، والتضييق عليهم في اللجوء إلى اللعان الذي يترتب عليه اللعن ابتداءبين المتالعنين

يل األخف، كان وبما أنه يوجد البد ولى االحتياط في مثل هذا،والغضب من اهللا تعالى، فاألمن الحكمة اللجوء إليه، والسيما أنه يوجد لذلك أصل عند الفقهاء حيث نصوا على أنه إذا تراجع الزوج المالعن عن نفي نسب الولد له، جاز له ذلك لزوال الشبهة التي من أجلها

أقدم على اللعان.

من مقاصد الشريعة المتوجب المحافظة عليه وحفظه مقدم على إن رعاية النسل كمقصد .٤الستر الذي تذرع به من أنكر العمل بالبصمة الوراثية في نفي النسب، وال سيما أن الحقيقة

يمكن أن تظهر بدون قصد وينفضح األمر بين الناس.

ينفى النسب دون اتفق العلماء على أنه إذا شهد الواقع بعدم إمكانية نسبة الولد للزوج، فإنه .٥(الحاجة إلى اللعان

86F

، والبصمة الوراثية تعتبر من الحقائق الواقعية التي ينفى بها النسب، )١فالزوجة إذا أتت بولد تخالف بصمته الوراثية بصمة أبيه كان ذلك قرينة قطعية على أن

إذا كان الولد ليس من الزوج، فال حاجة إلى نفيه باللعان كما ال حاجة إلى نفيه باللعان الوالد صبيا أو جاءت به ألقل من ستة أشهر.

لقد جاء حكم النبي صلى اهللا عليه وسلم بالشبه واضحا، حيث إنه أمر سودة باالحتجاب .٦ممن ألحقه النبي صلى اهللا عليه وسلم بأبيها، وما كان ذلك رجوعا عن حكمه بالفراش ولكنه

ولكن لعدم انضباط مسألة ديه من الشبه، صلى اهللا عليه وسلم لم يستطع تجاوز ما تأكد لعلى الظاهر سدا لباب النبي صلى اهللا عليه وسلم حكم فقد جاء ،ك الزمانلذالوراثة في

)؛ ٣/٣٨٠)؛ مغنـــي المحتـــاج(٤/٢٨٤)؛ القرافـــي: الـــذخيرة(٢/١٥٨مجمـــع األنهـــر فـــي شـــرح ملتقـــى األبحـــر( )١(

).٥/٤٠٦كشاف القناع(

Page 268: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٥٥

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

بما تميزت به فيمكن أن تكون حجة يعتمد عليها في صمة الوراثية ب، ولكن مع وجود الالفساد نفي النسب دون اللعان.

وراثية:ما يترتب على نفي النسب بالبصمة ال

، فحينئذ بقذف الزوجة، أو نفي النسب إذا قام الزوج بعد اطالعه على نتيجة البصمة الوراثية .١ حد حد القذف.يجب عليه اللعان أو ي

إذا اعترفت الزوجة بالزنا فيكون اعترافها مثبتا للحد في حقها، إال إذا أنكرت فادعت وطء .٢ رأي جمهور العلماء وينسب الولد إليها. أو اإلكراه فإنه يدرأ عنها الحد على هةالشب

Page 269: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

===

p ÿ _o ÿ ^=p wg ª^=

‡ ä ÿ ^=Ñÿ Ë=h å‡ =m_g nd=

=

Page 270: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٥۷

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

تمهيد:

قضية ولد الزنى (المولود خارج رباط نو لقد تناول العلماء القدامى منهم والمحدثستنباط؛ وذلك لما تؤول له هذه القضية من ة والبحث واعمال النظر الجاد واالالزوجية) بالدراس

جتماعية واألخالقية والقانونية، وأهمها الروابط نية واالتدور في كافة األصعدة الديإشكاالت النسبية في محاولة إلدراك الحكم المبني على األصول والثوابت الشرعية، وربطها بما يستجد من اكتشافات على الساحة العلمية ـــ كالبصمة الوراثية ـــ التي يمكن من خاللها الوصول إلى حقيقة الرابط الوراثي بين ابن الزنا ومن يدعيه ولدا له؛ مما يتطلب من المجتهدين والعلماء الوقوف

جتهاد ا بدقة؛ للتمكن من إعادة بناء االأمام هذه الحقائق وقفة جادة، واإللمام بأبجدياتها وتفهمه في ضوئها، وانزال الحكم المتناسب مع طبيعتها والمتوافق مع روح ومقاصد التشريع.

صورة المسألة:

؛ادعاه حيث ال فراشإن األساس الذي تقوم عليه مسألة نسب ولد الزنا إلى الزاني إذا من الزاني لنسب ما ولد له من الزنا مع عدم وجود الفراش.هو وجود الدعوى

الزاني لنسب ولد الزنا هو مجرد ادعاء ال دليل عليه وال أمارة، من دعوى هذه الوان جرد الدعوى يفتح باب المفسدة، فال يؤمن معه إلحاق الشخص بمن ال ينتسب واثبات النسب بم

إليه، وال يخفى ما في ذلك من أثر سلبي على ما أمرنا اهللا بحفظه وجعله مقصدا من مقاصد الشريعة اإلسالمية، وهو حفظ النسل.

وقد جاءت آراء العلماء في المسألة في اتجاهين:

االتجاه األول:

ثبات نسب ولد الزنا من الزاني بوجود دالئل وأمارات ظاهرة تؤكد هذا األمر.الذي ربط إ

أما اإلتجاه الثاني:

وهو الذي لم ير أن تلك الدالئل كافية في إثبات النسب وتصديق الزاني في دعواه.

: هل البصمة الوراثية بداللتها القطعية على الرابط الوراثي بين األب واالبن تثبت والسؤال اآلن نسب ولد الزنا؟

Page 271: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٥۸

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

: أوال: اجتهاد العلماء القدامى في المسألة صورة المسألة:

األحوال أن هذا الولد الناتج رجل زنى بامرأة ال فراش لها؛ وغلب على الظن بقرائن وطلب استلحاق الولد به ولم يكن هناك منازعة. ،منه

(ا لزوجفراشالمزني بها كن ت ولم ،الزاني إذا ادعاهإلى ولد الزنا نسباختلف الفقهاء في 87F

١( :مذاهب ثالثةعلى

األول: المذهب الفقهاء من هور، واليه ذهب جمدعاهال يلحق بالزاني إذا او ، اولد الزن ال يثبت نسب

(الظاهريةالحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، و 88F

٢(. الثاني: المذهب

(اه مطلقا دعيلحق بالزاني، إذا او اولد الزنيثبت نسب 89F

سليمان بن ، واليه ذهب )٣(يسار

90F

(، واسحاق بن راهويه)٤91F

(، وعروة بن الزبير)٥92F

٦(.

وأمـــا إذا كانـــت المزنـــي بهـــا فراشـــا لـــزوج، أو ســـيد، ولـــم ينفـــه صـــاحب الفـــراش، فقـــد أجمـــع العلمـــاء علـــى أن )١(

ق به، ولو استلحقه، وال ينسب إليه، وانما ينسب لصاحب استلحاق الزاني لولد المزني بها، ال يجوز، فال يلح ).٧/١٣٠)؛ المغني(٨/١٥٢الحاوي الكبير( الفراش.

)؛ أســـنى ٧/٢٥٢)؛ الحطــاب: مواهـــب الجليــل(٤/١٢٧)؛ نظــام وغيـــره: الفتــاوى الهنديـــة(١٧/٢٧٩المبســوط( )٢( ).٩/٣٠٢)؛ المحلى(٧/١٣٠)؛ المغني(٩/٢٠١)؛ حاشية الجمل(٢/٣١٩المطالب(

).٣/١٨٧)؛ الفتاوى الكبرى(٧/١٣٠المغني( )٣(

سليمان بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث بن حزن أخو عطاء وعبد اهللا وعبد الملك بني يسار حمل عن )٤(أربعتهم العلم كنية سليمان أبو أيوب وقد قيل أبو عبد الرحمن يروى عن بن عباس وأبى هريرة روى عنه

ء يسار البن عباس وكان سليمان من فقهاء أهل المدينة وقرائهم مات سنة الزهرى والناس وهبت ميمونة وال ).١/٤٣٥(معرفة الثقات :لعجلىا )؛ ٤/٣٠١(الثقاتابن حبان: .تسع ومائة

إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي أبو محمد بن راهويه المروزي ثقة حافظ مجتهد قرين أحمد بن حنبل )٥(التاريخ :البخارى .موته بيسير مات سنة ثمان وثالثين وله اثنتان وسبعونذكر أبو داود أنه تغير قبل

).٨/١١٥(الثقات :ابن حبان )؛١/٣٧٩(الكبيرعروة بن الزبير بن العوام بن خويلد األسدي أبو عبد اهللا المدني ثقة فقيه مشهور من الثالثة مات سنة أربع )٦(

:ابن خلكان )؛١/٢٤١(خليفةطبقات الشيباني: .نوتسعين على الصحيح ومولده في أوائل خالفة عثما ).٣/٢٥٥(وفيات األعيان

Page 272: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٥۹

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

الثالث: المذهب، واليه ذهب )93F١(ددعاه بشرط أن يقام عليه الحيلحق بالزاني، إذا او اولد الزنيثبت نسب

(البصري الحسن94F

(، وابن سيرين)٢95F

(، وابراهيم النخعي)٣96F

٤(. (ابن قدامةوقد ذكر

97F

(علي بن عاصمأن : )٥98F

(بي حنيفةأعن روى )٦99F

أنه قال: ال أرى بأسا )٧(ستر عليهاالزاني بالمرأة التي حملت منه و إذا تزوجبإثبات النسب؛

100F

٨(.

سبب الخالف: :على النحو التاليعدة أسباب يرجع الخالف في المسألة إلى

...":االختالف في تأويل حديث النبي صلى اهللا عليه وسلم "الولد للفراش .١

الإولد ال يثبت نسب فال ،، ونفاه عن الزانيصر النسب على الفراشفمن رأى أن النص ق ولم يعتبر الزنا طريقا يثبت به النسب. ش،بالفرا

، فالفراش ال ينازع بغيره، لم ينف المرأة إذا كانت فراشا بالحديث خاص أما من رأى أن ناول النص لهذه الحالة.النسب عن الزاني حال عدم وجود الفراش؛ لعدم ت

).٣٢/١٣٧)؛ مجموع الفتاوى(٧/١٣٠المغني( )١(

الحســن بــن يســار البصــرى أبــو ســعيد تــابعى كــان إمــام أهــل البصــرة ولــد بالمدينــة لــه مواقــف مــع الحجــاج بــن )٢( ).٧/١٩٧(لسان الميزانابن حجر: )؛٢/٢٢٦(األعالم :لزركلىا .يوسف توفى بالبصرة

محمد بن سيرين األنصاري أبـو بكـر بـن أبـي عمـرة البصـري ثقـة ثبـت عابـد كبيـر القـدر كـان ال يـرى الروايـة )٣( ).١/١٤(تاريخ الثقات )؛ العجلى:٥/٣٤٨(الثقاتابن حبان: .بالمعنى من الثالثة مات سنة عشر ومائة

ثقة وكـان مفتـي الكوفـة هـو والشـعبي فـي زمانهمـا وكـان رجـال إبراهيم بن يزيد النخعي يكنى أبا عمران كوفى )٤(تــاريخ . العجيلــي: يــد خالــه ومــات وهــو مختــف مــن الحجــاجصــالحا فقيهــا متوقيــا قليــل التكلــف واألســود بــن يز

).١/٧٤(ميزان اإلعتدال )؛ الذهبي:١/٢٠٩(الثقات

).٢٥٩سبق بحثه(ص: )٥(

م صــدوق يخطــىء ويصــر ورمــي بالتشــيع مــن التاســعة علــي بــن عاصــم بــن صــهيب الواســطي التيمــي مــواله )٦(الطبقــــات الســــبكي: )؛٢/١٥٦(الثقــــات للعجلــــى العجلــــى: .مــــات ســــنة إحــــدى ومــــائتين وقــــد جــــاوز التســــعين

).٧/٣١٣(الكبرى

النعمــان بــن ثابــت الكــوفي أبــو حنيفــة اإلمــام يقــال أصــلهم مــن فــارس ويقــال مــولى بنــي تــيم فقيــه مشــهور مــن )٧( )؛ ابـن حجـر:١٣/٤٥٢(تاريخ بغداد :لخطيبا . سين على الصحيح وله سبعون سنةالسادسة مات سنة خم

).١/٥٦٣(تقريب التهذيب

).٧/١٣٠المغني( )٨(

Page 273: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٦۰

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

االختالف في إعتبار الدالالت الظاهرة على حقيقة البنوة: .٢

فمن رأى أن داللة الزنا على إثبات النسب داللة ضعيفة ومشكوك فيها ال تقوى على معارضة الفراش في إثبات النسب، فلم يعتبر الزنا طريقا يثبت به النسب.

ات لها اعتبار في األحكام عند تعذر اإلثبات، حيث ومن رأى أن الدالالت الظاهرة واألمار يستند إليها لتأييد الحكم اعتبر أن:

ظاهر داللة إدعاء الزاني البن الزنى تدل على حقيقة البنوة، فيثبت نسب الولد للزاني. •

ظاهر داللة إقامة الحد على الزاني حيث تدل على إثبات وقوع الزنا المفضي إلى تخلق الولد • زاني فتكون دالة بظاهرها على حقيقة البنوة.من ماء ال

ظاهر داللة الزواج من المزني بها، تدل على حقيقة البنوة فيثبت نسب الولد للزاني. •

االختالف في تكييف إثبات النسب للزاني: .٣

عقوبة له على إنما شرع على جهة ال ،نسبة الولد له رأى أن حرمان الزاني منمن ف .لزانيل ولدال ذهب إلى عدم إثبات نسب ،جريمة الزناارتكابه

بالزاني هو إثبات حقيقة واقعة، وخاصة إذا قامت الدالئل أن إلحاق الولد من رأىبينما لزاني.ل ولدال ذهب إلى إثبات نسب بأنه خلق من مائه، واألمارات على صدقه في دعواه

دلة:األ

جمهور ): استدل دعاهال يلحق بالزاني إذا او ، ازنولد ال ال يثبت نسب أنه (القائل أدلة القول األول:

وذلك على منها، المعقول، وغيرها أكتفي بذكر بعضو السنة،أدلة كثيرة من على قولهم ب العلماء

النحو التالي:

أوال: السنة:

Page 274: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٦۱

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

الولد للفراش ( :قال أنه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم هريرة يأب عن .١ .)101F١( )وللعاهر الحجر

وجه الداللة:

؛وال فراش للزاني الولد لصاحب الفراش،ثبوت نسب جعل الرسول صلى اهللا عليه وسلم أن الزاني علىذلك جعل صلى اهللا عليه وسلم حظ الزاني الحجر فقط، فدل فال يثبت له ولد وقد

ينسب له؛ فالزنا ال يثبت به نسب. من الزنا؛ فإنه اله ولد دعىإذا ا

ألن ذلك ال طريق إلى ه؛ثبوت النسب من الرجل ال بحقيقة انخالقه من مائفي الفراش وقد اعتبر (فأقام الشرع الفراش مقامه تيسيرا يقينا؛معرفته

102F

٢(.

ه من وجهين:أجيب عن

الوجه األول:

ولم يأت لتقرير حكم وخصومة بين طرفين، نزاع ن الحديث جاء في سياق الفصل فيإبمعنى: أن الصورة التي نزل عليها حكم مجردة عن النزاع، تنسيب ولد الزنا من الزاني في صورة

، ال يتنازع حوله فراش قضية منازعة وخصومة، ومع وجود رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم هي فيكن المرأة فراشا فهي صورة خارج الحكم الذي ورد به يعتد بالزنا طريقا يعارض الفراش، فإذا لم ت(النص عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

103F

٣(.

الوجه الثاني:

(بيهإثبات نسب الولد ألفما المانع من ؛صاحب فراش ينازع الولد هناك لم يكنفإذا 104F

٤( ،كدعواه لنسب ،الزاني خلق من ماءالسيما مع وجود األمارات الظاهرة التي تدل على أن الولد

لم يكن وحيث الولد، أو كزواج الزاني من المزني بها، أو كإثبات وقوع الزنا منه بإقامة الحد عليه، (وتثبت بنوته له أب شرعي ينازعه فيلحق به

105F

٥(.

).٨٥سبق تخريجه(ص: )١( ).٧/١٣٠المغني()؛ ١٧/٣٨٩الحاوي()؛ ٧/١٦٤االستذكار( )؛١٧/٢٧٨المبسوط( )٢( ).٥/٤٢٥)؛ زاد المعاد(٣/١٨٧الفتاوى الكبرى( )٣( ). ١٧/١٣١بسوط(الم )٤( ).٣٢/١٣٧)؛ مجموع الفتاوى(٧/١٣٠المغني( )٥(

Page 275: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٦۲

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

ثانيا: المعقول:

:على النحو التالي أذكرهماوجهين وقد استدلوا بالمعقول من

الوجه األول:

(؛ فال ينسب ابن الزنا للزاني بدعواهال حرمة له فال يترتب عليه أثر ن ماء الزنا هدر إ 106F

١(.

ه:أجيب عن

ومنها: حرمة المصاهرة، وحرمة ،من اآلثار على هذا الماء عددا رتبقد الشرع بأن(نسب المولود ألمه الرضاع، وثبوت

107F

٢(.

الوجه الثاني:

يضيع بالزنا هءأن ماالزاني م فإنه إذا عل ؛لمعنى الزجر عن الزنا إن قطع النسب شرعا .)108F٣(زفإنه سيتحر

ه:أجيب عن

لزاني هوالنسب ل إثبات على العكس، إنبل ،يصلح رادعا ال ن المعنى الذي ذكرتموه إبالتبعات واآلثار المترتبة على سيفكر مليا إن الزاني حيث ،لردع والزجرايتحقق فيه معنى الذي

.)109F٤(هاقتراف جريمته من نسبة الولد إلي

قد استدل ف): دعاه مطلقا يلحق بالزاني، إذا او اولد الزننسب بثبوت (القائل :ثانيأدلة القول ال، واألثر، والمعقول ،على قولهم بالسنة سليمان بن يسار، واسحاق بن راهويه، وعروة بن الزبير

وذلك على النحو التالي:

أوال: السنة:

، قالت: اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن عنهارضي اهللا عائشة ما روته أم المؤمنين .١ زمعة في غالم؛ فقال سعد: هذا، يا رسول اهللا ابن أخي عتبة بن أبي وقاص، عهد إلي أنه

: هذا أخي، يا رسول اهللا ولد على فراش أبي من ابنه، انظر إلى شبهه، وقال عبد بن زمعة

). ٢/٢١٩)؛ الصاوي: بلغة السالك(٥/٤٦شرح فتح القدير( )١( ).١٧/٢٧٨المبسوط( )٢( ).٧/٩٩)؛ النجدي: شرح زاد المقنع(٣/٢٦١منح الجليل( )٣( ).٢/٤٤شرح رياض الصالحين( )٤(

Page 276: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٦۳

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

وليدته فنظر رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إلى شبهه فرأى شبها بينا بعتبة، فقال: هو لك (جبي منه يا سودة بنت زمعة فلم تره سودة قط يا عبد، الولد للفراش وللعاهر الحجر، واحت

110F

١(.

وجه الداللة:

في هذا الحديث حكم النبي صلى اهللا عليه بالظاهر؛ فجعل الولد للفراش، إال أنه رأى اشبها رتب عليه حكما هو أن أمر سودة باالحتجاب عمن هو أخوها وفق الحكم بالظاهر، وهذ

ق بين العمل بالظاهر الثابت بالفراش، وحقيقة الوالدة، فلوال الفراش لثبت نسب ولد الزنا فيه تفري(من الزاني

111F

٢(.

(في قصة جريج العابد أبي هريرة ما روي عن .٢112F

كان رجل من بني إسرائيل يقال له (... )٣م ألفتننه لكم قال فتعرضت له فلم فجاءته امرأة بغى يتمثل بحسنها فقالت إن شئت جريج يصلي

ملت فلما يلتفت إليها فأتت راعيا كان يأوى إلى صومعته فأمكنته من نفسها فوقع عليها فح زلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه فقال ما شأنكم ولدت قالت هو من جريج . فأتوه فاستن

بى فجاءوا به فقال دعونى حتى أص لى قالوا زنيت بهذه البغى فولدت منك. فقال أين الصبى فطعن فى بطنه وقال يا غالم من أبوك قال فالن الراعى قال فصلى فلما انصرف أتى الص

.)113F٤()فأقبلوا على جريج يقبلونه

وجه الداللة:

ق له من العادة في نطق ر نسبته بما خ تعالى ق اهللابن الزنا للزاني وصد انسب ن جريجا إ، والنبي صلى اهللا عليه وسلم أخبرنا بذلك للعبرة، وله أبي فالن الراعيالمولود بشهادته له بذلك وق

(وفي هذا دليل على أن األبوة تثبت للزاني إذا لم تعارض بدليل أقوى منها114F

٥(.

)؛ صحيح مسلم ١٣٥٩، (ص:٦٧٤٩للفراش حرة أم أمة، ح/ صحيح البخاري (كتاب الفرائض، باب الولد )١(

).٥/٢٦١، (١٤٥٨بشرح النووي(كتاب الرضاع، باب الولد للفراش وتوقي الشبهات، ح/ ).٣٢/١٣٧مجموع الفتاوى( )٢(التاريخ الكبير . البخاري: لعجلي لم يسمع من عائشةقال ا فيهعبد العزيز بن جريج المكي مولى قريش )٣(

).٧/١١٤(الثقاتن حبان: اب )؛٦/٢٣( ).٨/٤، (٦٦٧٣، ح/تقديم بر الوالدين، باب البروالصلةصحيح مسلم(كتاب )٤( ).٦/٤٨٠فتح الباري( )٥(

Page 277: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٦٤

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

ثانيا: األثر:

أوالد الجاهلية بأبائهم من ليطي نأنه كا رضي اهللا عنه عمر المؤمنين أمير عن ثبت(الزنا

115F

رضي اهللا عنه يدل على أن الزنا مثبت للنسب حال إدعائه؛ عمر المؤمنين ان فعل أميرو ، )١(بشرط أال يعارضه معارض

116F

٢(.

ثالثا: المعقول:

إن المرأة إذا حملت من الزنا فال شك أن الولد خلق من ماء الزاني حقيقة، والنسب ثابت (واقع، وان لم يكن الزنا طريقا مشروعا للنسب

117F

٣(.

رابعا: القياس:

التي ولدته، ينسب إلى أمه من الزنا؛ ألنها هي لداألم من الزنا، فكما أن الو على القياس والتفرقة ،عهد في الشرع التسوية بين المتماثالت دوق خلق من مائه، نهينسب إلى أبيه؛ أللك فكذ

نسبته إلى أبيه مماثلة لنسبته إلى أمه، من جهة كون كل منهما سببا فتكون ،بين المختلفات(بمائها وحملها، واألب بنطفته ومائه لوجوده، األم

118F

٤(.

دعاه بشرط أن يقام عليه يلحق بالزاني، إذا او اولد الزنيثبت نسب أنه (القائل :ثالثأدلة القول البما استدل به أصحاب ،على قولهم ، والنخعيالبصري، وابن سيرينالحسن قد استدل ف): الحد

:لمعقول، وذلك كما يليالقول الثاني إضافة لدليل من ا

المعقول:إن في إقامة الحد على الزاني داللة ظاهره على إثبات حالة الزنا التي أدت إلى تخلق

(الولد من ماء الزاني، مما يؤيد صحة دعوى الزاني للولد119F

٥(.

).٧/١٦٤االستذكار( )١( ).٣٢/١٣٧مجموع الفتاوى( )٢( ).٢/٤٤شرح رياض الصالحين( )٣( ).٥/٤٢٥زاد المعاد( )٤( .)٣٢/١٣٧)؛ مجموع الفتاوى(٧/١٣٠المغني( )٥(

Page 278: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٦٥

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

الراجح: رأيال

يثبت نسب أنه القائليمكن لي ترجيح القول الثاني (ومناقشتها، األدلة بعد عرض ) والذي يوافقه القول الثالث في انتساب ابن الزاني دعاه مطلقا يلحق بالزاني، إذا او اولد الزن

للزاني، إال أنه خالف في اشتراط إقامة الحد على الزاني؛ ليكون داللة ظاهرة على وقوع الزنا الية:منه، فتصلح ألن تكون مستندا في الحكم بنسب ابن الزنا إلى أبيه، وذلك لألسباب الت

إن الفراش مقدم في إثبات النسب على الزنا، ودعوة النسب من الزاني في حال وجود .١لكن مع وجود األمارات الظاهرة التي تدل على أن الولد الفراش مردودة باتفاق العلماء،

، كدعواه لنسب الولد، أو كزواج الزاني من المزني بها، أو كإثبات الزاني خلق من ماءوتثبت لم يكن له أب شرعي ينازعه فيلحق بهوحيث بإقامة الحد عليه، وقوع الزنا منه

. بنوته

الجريمة إذا مرتكبي طرافإن من القواعد المقررة في الشريعة استواء العقاب بين أ .٢إن من مقتضى ، وهنا الجريمة وقعت من الطرفين فلها على حد سواء قترافكان اال

ينسب إلى ماك ،إذا توفرت الدالئل على إثباته انيينسب الولد إلى أبيه الز ة أن لاالعد .من أحكاميتعلق به مل تبعة النسب وما وأن يح أمه الزانية،

النسب عنه من أبيه إذا وفي نفي ال ذنب له، العالقة اآلثمةالولد الناتج من هذه إن .٣ .بين استلحقه ظلم

و أخوها وفق الحكم سودة باالحتجاب عمن هالنبي صلى اهللا عليه وسلم لن أمر إ .٤فيه تفريق بين العمل بالثابت بالفراش، وحقيقة الوالدة فقد حكم صلى اهللا بالظاهر،

عليه وسلم بالولد موضع الخصومة لعبد بن زمعة أخا له مستندا للفراش وطلب من سودة االحتجاب مستندا إلى ما دلت عليه األمارات وعالمات الشبه.

، وهنا البد من توفر اقضائي اما ولد له من الزنا يتطلب حكم إن الحكم للزاني بنسبة .٥دليل يستند إليه في الحكم؛ فإذا توفرت األمارات والدالئل التي تثبت ذلك ولم تعارض بدالئل أقوى منها، فيحكم عندئذ له بنسب الولد مثل إقامة الحد على الزاني، أو الزواج

من المزني بها، أو طلب نسبة الولد.

Page 279: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٦٦

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

شتراط إقامة الحد على الزاني إلثبات النسب إليه غير الزم، فقد تثبت حالة الزنا ا .٦ ويسقط الحد لشبه ما، أو ألي سبب من األسباب.

(الضوابط التي وضعها العلماء إلثبات نسب ولد الزنا للزاني120F

١(:

ضة أن ال تكون أمه حين حملت به فراشا لزوج، ألن طريق الزنا ضعيفة ال تقوى على معار .١ الفراش الثابت.

أن يدعى الزاني نسبه ويقر به. .٢

الحاكم أو القاضي.حكم قضائي يصدر من ب يكون إثبات نسب ولد الزنا أن .٣

ثانيا: اجتهاد العلماء المحدثين في المسألة في ضوء البصمة الوراثية:

(اتفق العلماء المعاصرون على مشروعية العمل بالبصمة الوراثية121F

تفقوا على ، كما أنهم ا)٢(حجية العمل بالبصمة الوراثية بالمجمل

122F

، ولكنهم اختلفوا في استعمال البصمة الوراثية كدليل )٣إلثبات نسب ابن الزنا (المولود خارج رابطة الزواج) وقد جاء خالفهم على نحو خالف الفقهاء في

(إثبات نسب ولد الزنا123F

حتى مع وجود البصمة الوراثية. )٤

(إثبات نسب ولد الزنا بالبصمة الوراثية عارض فمن العلماء من 124F

ومنهم (محمد األشقر، )٥دعاء ال دليل عليه وال أمارة، الزاني لنسب ولد الزنا هو مجرد ا ومختار السالمي) ألن دعوى

واثبات النسب بمجرد الدعوى يفتح باب المفسدة، وال يؤمن معه إلحاق الشخص بمن ال ينسب ب، وال يخفى ما في ذلك من اختالط األنساب وتصدع أساس من أسس إليه، ألي سبب من األسبا التشريع وهو حفظ النسل.

)؛ ابـــن ٩/١٩٧المـــرداوي: اإلنصـــاف( )؛٧/١٣٠)؛ ابـــن قدامـــة: المغنـــي(٨/١٥٢المـــاوردي: الحـــاوي الكبيـــر( )١(

).٩/٢٢٥مفلح: الفروع(

).١٦١سبق بحثه: (ص: )٢(

).١٧٥سبق بحثه: (ص: )٣(

).٢٥٤سبق بحثه: (ص: )٤(

للجينــــات البشــــرية وحجيــــة التحليــــل البيولـــوجيالســــالمي: ؛)٢٦٢أبحـــاث اجتهاديــــة فــــي الفقـــه الطبــــي(ص: )٥( ).٤٥٦(ص: اإلثبات

Page 280: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٦۷

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

، ومازن محمد عثمانإثبات نسب ولد الزنا بالبصمة الوراثية ومنهم( ومن العلماء من أيدما وجد ما يثبت صدق دعوى الزاني إذا صوصا وخإذا لم يكن هناك فراش يعارضه )125F١()اسماعيل

خوف ء الزاني؛ ذلك يمنع الفساد المتحقيقة تخلق الولد من ما تحليل البصمة الوراثية حيث أثبتعلى مقصد من مقاصد التشريع الذي أمرنا الشارع في منه، بل على العكس فيه محافظة

المحافظة عليه.

الرأي الراجح:

بعد ما سبق عرضه من أقوال العلماء وأدلتهم في مسألة إثبات نسب ابن الزنا إثبات نسب رجيحمناقشتها، وضم البصمة الوراثية كدليل على األبوة الحقيقية، يمكن لي تو

ولد الزنا إذا أثبتت نتائج تحليل البصمة الوراثية حقيقة رابطة األبوة بين ولد الزنا والزاني، وذلك لألسباب التالية:

أبيها زمعة لقد طلب النبي صلى اهللا عليه وسلم من سودة االحتجاب عمن نسب إلى .١وهذه إشارة مستندا إلى ما دلت عليه األمارات وعالمات الشبه بينه وبين الزاني عتبه،

قوية للعمل بالوراثة في باب األنساب.ولما كانت مسألة الوراثة غير منضبطة ببينة على جهة من اليقين الذي ال يدع

حكمه على الظاهر سدا يه وسلم صلى اهللا علللهوى مجاال، وال للظلم سبيال، فقد بنى لباب الفساد، أما وقد وصلت إلى حالة من االنضباط واليقين فإنه يعمل بها.

إلى ولدلو كان الزنى ذاته هو السبب في نفي النسب عن الرجل؛ لما صح نسبة ال .٢فيثبت حينئذ أن الزنا ليس سببا لنفي النسب عن الرجل، بل الشك في نها زانية، أل ؛ألماالتي تقطع وجود الوالدة منهاخلق ولد الزنا من مائه، هذا الشك غير متحقق مع األم بت

بالنسب.

ذلك يؤكد أنه متى ثبتت الصلة الحقيقية بين ولد الزنا والزاني كثبوت الوالدة من سبيال إلى إثبات هذه الحقيقة؛ صح البصمة الوراثية األم؛ يثبت النسب إليه. ولما كانت

(تعمالها في إثبات نسب ولد الزناحينئذ اس126F

٢(.

.)٢٠راثية(ص: إثبات نسب ولد الزنا بالبصمة الو )؛ ٣٤٧المادة الوراثية الجينوم قضايا فقهية(ص: )١( ).٢٠إثبات نسب ولد الزنا بالبصمة الوراثية(ص: )٢(

Page 281: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٦۸

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

إن في قصة الراهب والراعي ما يؤكد أن األبوة إذا كانت حقيقة واقعة ولو بطريق الزنا .٣فهي ثابته، ودليله وصف المشرع لها، فالغالم أنطقه اهللا بالحق؛ فوصف الراعي أبا

لنبي صلى اهللا عليه له، وأقره اهللا على ذلك بالمعجزة التي أجراها على لسانه، ورواية اوسلم لتلك القصة؛ ألخذ العبرة والموعظة منها، ومن جملة المواعظ أن األبوة حقيقة

واقعة؛ أقرت ولو أنها ثابتة بطريق الزنا.

واذا نطقت البصمة الوراثية بالحقيقة الواقعة وهي رابطة األبوة بين ولد الزنى االبن إليه. والزاني؛ يصح حينئذ الحكم باألبوة للزاني ونسب

إن الواقع ال يرتفع، فإذا أثبتت البصمة الوراثية صلة الوراثة بين ولد الزنا والزاني، .٤واقعا، ولما كان الواقع ال يرتفع، وجب حينئذ علينا أن نقر بالواقع ونعالجه تثبت فإنها

(عليه من األحكام ما يليق به على جهة السداد والصواب ونرتب127F

١(. (إقراربإثبات النسب ء لقد أجاز الفقها .٥

128F

، بشرط الرجل بنوة طفل مجهول النسب )٢حقيقة العالقة التي في تفصيلدون يكون منه، وأال ينازعه أحد في ادعائه أن إمكانية

فما الفرق بين لم يشترطوا في ذلك أكثر من أال يصرح أنه من الزنا، ف جاء منها الولد،بذلك، وما إذا كان من الزنا وصرح أبوه بذلك ما إذا كان الولد من الزنا ولم يصرح أبوه

في حالة إقراره؟ هل هناك من األفعال ما يكون حالال في الخفاء وحراما في العالنية؟!

إذا طلب ذلك وأثبت تحليل البصمة الوراثية فعال فلماذا ال نلحق الولد بالزاني ؟! حقيقة الرابطة بينهما

وان كان من الزنا، يؤدي إلى اختالط األنساب الحقيقيإن عدم نسبة الولد إلى أبيه .٦ولم باسم وهمياللقيط سجل فإذاوتصدع أساس من أسس التشريع وهو حفظ النسل،

يتزوج بمن تكون أخته وهو ال يعلم، وفي هذا من الحرام أكبر ، فربماأبوه الحقيقيعلم ي من نسبة الولد للزاني.

عقوبة له لمعنى الزجر عن الزنا من الزاني نسب ن قطع اللقد علل بعض الفقهاء أ .٧في هذا الزمان وال يخفى ما يصلح رادعا ، وهذا في رأيي ال جريمة الزناعلى ارتكابه لردع ايتحقق فيه معنى الذي لزاني هوالنسب ل إثبات نعلى العكس إبل ،فيه من فساد

المرجع السابق نفس الصفحة. )١(

).٢/٥٢٨الرملي: نهاية المحتاج( .إخبار عن حق ثابت على المخبرهو اإلقرار: )٢(

Page 282: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲٦۹

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

تبة على اقتراف جريمته من بالتبعات واآلثار المتر سيفكر مليا إن الزاني حيث ،والزجر .نسبة الولد إليه

فــي إثبــات نســبه، وال ، ال ذنــب لــهحفــظ حــق طفــل مــن إضــافة لمــا يتحقــق بــذلك يخفى ما يترتب على ترك الطفل مجهول النسب من آثار سلبية عليه وعلى المجتمع.

Page 283: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

=

=∆f^à ÿ ^=p wg ª^=

=

ÔÎ n^á È ÿ ^=Ô› îg ÿ ^=“Î nÈ j=É Î ª^=ÓÉ_ÂèË=u ^Ëä ÿ ^=Ñ—ƒ=Ω==

Page 284: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۷۱

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

د:تمهي

إن مرونة اإلسالم وسماحته جعلت للعلماء طريقا واسعا، يستوعبون كل ما يستجد من قضايا معاصرة وخصوصا تلك القضايا التي تمس واقع الحياة األسرية.

ومن باب االستعداد لمواجهة المستجدات وخصوصا تلك النوازل التي تتعلق بقضايا لضمانات التي تضمن الحقوق المتعلقة بالزوجين األحوال الشخصية، اجتهد العلماء في وضع ا

واألبناء فنصوا على وجوب اتخاذ السجالت لتوثيق الحقوق واألحكام، ومن ذلك تسجيل عقود الزواج، وتوثيق بصمة األصبع في السجالت الرسمية للدولة، واعتماد الصورة الشخصية في

ادة الشخصية، وتسجيل المواليد بشه األوراق الثبوتية، واستخدام التوقيع الخطي للداللة على لة في الدولة.ميالد معتمدة من الجهة المسئو

وظهور تقنية البصمة الوراثية في أوج الثورة المعلوماتية التي نعيش في ظاللها اليوم ثيق البصمة الوراثية في بتو استلزم من العلماء والمجتهدين استظهار الحكم الشرعي الذي يتعلق

كخطوة اجرائية الستكمال توثيق العالقة الرسمية بين الزوجين بما هادة الميالدوش، عقد الزواج يتوافق مع متطلبات الواقع.

أوال: توثيق البصمة الوراثية في كل من عقد الزواج وشهادة الميالد:

لزم فيه إصدار قانون ي يجوز لولي األمرإلى أنه )129F١(نالعلماء المعاصريبعض ذهب تحليل البصمة الوراثية بمجرد العقد، وقبل الدخول، وتقرن تلك البصمة إلجراء جينمن الزو كال

الخاصة بالزوجين معا بوثيقة الزواج الرسمية، حتى إذا ما رزقهما اهللا بمولود توجها لتسجيل اسمه مع بصمته الوراثية التي يجب أن تتطابق مع بصمة والديه الثابته على وثيقة الزواج، إذن

ن ذلك ما يلي:يلزم م

استصدار قرار من ولي األمر يوجب إجراء تحليل البصمة الوراثية لكل من الزوجين بمجرد .١ العقد وقبل الدخول.

تسجيل بصمة كل من الزوجين في عقد الزواج وفي الدوائر الرسمية. .٢

إجراء تحليل البصمة الوراثية للطفل بمجرد والدته وتوثيقها في شهادة الميالد. .٣

طابق بصمة الطفل المولود مع بصمة والديه المقيدة بعقد الزواج.يجب أن تت .٤

).٣١١المرزوقي: إثبات النسب في ضوء المعطيات العلمية المعاصرة(ص: )١(

Page 285: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۷۲

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

، فاآلية ))130F١يا أيها الذين آمنوا أطيعوا ا وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكمقال اهللا تعالى:

م األمر صريحة في الدعوة إلى طاعة ولي األمر فيما يدعو الناس إليه، وهو مقيد بعدلزام بإجراء تحليل ه مصلحة المسلمين يجب طاعته، واإلبالمعصية، وما دام يدعو إلى ما في

البصمة الوراثية للزوجين وادراجها في العقد قبل الدخول فيه مصلحة لألسرة وللمجتمع، فيتعين (طاعة ولي األمر وعدم الخروج عنه، واال فالخروج عن أمره معصية من المعاصي

131F

٢(. فظ النسل أحد المقاصد الكلية التي جاءت الشريعة بحفظها، فقد جعلها الشارع ان حو

بمجرد الضروريات الخمس، وما كان على هذه الدرجة من اهتمام الشريعة به، كان إجراؤه من .بالضوابط المعتبرة أمرا الزما العقد، وقبل الدخول

ة الوراثية بمجرد العقد، تحليل البصمإجراء وقواعد الشرع وأصوله تشير إلى ضرورة(ومن ذلك نص القاعدة التي تقول: (للوسائل أحكام المقاصد) وقبل الدخول

132F

، قال العز بن عبد )٣(السالم

133F

: "وللوسائل أحكام المقاصد، فالوسيلة إلى أفضل المقاصد هي أفضل الوسائل، )٤(والوسيلة إلى أرذل المقاصد هي أرذل الوسائل

134F

المة األنساب، فإن ، فإذا كانت الغاية هي س)٥ تحليل البصمة الوراثية بمجرد العقد، وقبل الدخولإجراء الوسيلة لذلك مشروعة، وطالما أن

يحقق مصالح مشروعة للطفل ولألسرة والمجتمع، ويدرأ مفاسد اجتماعية ونفسية وهذه من األمور (المأمور بها شرعا

135F

٦(.

).٥٩) النساء: من اآلية (۱(

).٥/٢٦٠الجامع ألحكام القرآن ( )۲(

)٤٣ابن عبد السالم: الفوائد في اختصار المقاصد(ص: )؛١/٧٤قواعد األحكام( )۳(بد السالم بن أبي القاسم بن حسن بن محمد ابن مهذب السلمي ولد سنة سبع أو سنة عبد العزيز بن ع )٤(

ثمان وسبعين وخمسمائة تفقه على الشيخ فخر الدين ابن عساكر وقرأ األصول على الشيخ سيف الدين .)٨/٢٠٩ي: طبقات الشافعية الكبرى(عيد السبكاآلمدي وغيره، روى عنه تالمذته ابن دقيق ال

. ) المراجع السابق٥(

).٩٦مستجدات فقهية في قضايا الزواج والطالق(ص: )٦(

Page 286: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۷۳

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

راثية في كل من عقد الزواج ثانيا: األثار المترتبة على توثيق البصمة الو وشهادة الميالد:

سد طريق التهم، واستقرار األنساب التي اعتبرها الشارع أحد المقاصد األساسية الذي .١ يتطلب المحافظة عليه.

إثبات الحقائق ووضع الحقوق في مكانها الصحيح، فمن حق الزوج أال ينسب له إال ما كان .٢من أحكام شرعية كالميراث وبيان المحرمات واألرحام من صلبه، وال يخفى ما يتعلق في ذلك

نتمائه إلى والدين حقيقيين، وأن ينتفع بتقنية حق الطفل أن يدفع العار بإثبات ا واإلنفاق، ومن .)136F١( عصره

عن فعل االحد من المشاكل األخالقية، حيث سيكون كشف تحليل البصمة الوراثية رادع .٣ و آجال، مما اليتضح أثره في التقليل من نزالء دور المعصية التي ستنكشف بها عاجال أ

األيتام من اللقطاء.(ظهور دعوى تصحيح النسب .٤

137F

ظهرت دعوى تصحيح النسب بعد انتشار العمل بالبصمة : )٢الوراثية ومعرفة الفراش الحقيقي بها. والسؤال: هل تكفي البصمة الوراثية أن تكون مستندا

ترفع بها دعوى تصحيح النسب؟العلماء إلى أن فتح هذا الباب يؤدي إلى مفاسد كثيرة؛ لما فيه من قدح ألعراض ذهب

الناس وأنسابهم، حيث يعتبر من باب التعريض باالتهام بالزنا، وال شك ما يستتبع ذلك من أضرار نفسية واجتماعية تلحق باألفراد واألسر والمجتمع.

قات الزوجية، ويقوض بنيان األسر، فمجرد محاولة التأكد من صحة النسب يفسد العال(ويزرع العداء والبغضاء بين األقارب واألرحام

138F

٣( . ذهب إلى أن دعوى تصحيح النسب أمر ممدوح، حيث إنه في الوقت الذي هم منومن

ينفى به النسب من جهة، يثبت من جهة أخرى تصحيحا لألوضاع.

).٣١١المرزوقي: إثبات النسب في ضوء المعطيات العلمية المعاصرة(ص: )١(

راثيـــة وعالئقهـــا دعـــوى تصـــحيح النســـب تعنـــي: نفـــي نســـب قـــائم واثبـــات آخـــر بضـــوابط خاصـــة. البصـــمة الو )٢( ).٢١٩الشرعية(ص:

ة الجينـوم قضـايا )؛ المـادة الوراثيـ٦٤البصمة الوراثيـة ومـدى مشـروعية اسـتخدامها فـي النسـب والجنايـة(ص: )٣()؛ المجمـــع الفقهـــي: ٣١١إثبـــات النســـب فـــي ضـــوء المعطيـــات العلميـــة المعاصـــرة(ص: )؛ ٣٤٧فقهيـــة(ص:

ـــ ١٤٢٢ت االســتفادة منهــا، الــدورة السادســة عشــرة القــرار الســابع بشــأن البصــمة الوراثيــة ومجــاال م ٢٠٠٢ه ـ)٣/٣٥٨.(

Page 287: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

۲۷٤

=⁄îÕÿ ^ç ‹ _¶^

الخالصة:التنازع على النسب إثباتا أو نفيا، فعندها إن دعوى تصحيح النسب ال تكون إال عند

يعمل بالبصمة الوراثية إلثبات النسب أو نفيه بالضوابط والشروط التي سبق إقرارها.وبعد إقرار الدولة بالبدء بتسجيل البصمة الوراثية في عقود الزواج وشهادة الميالد

ستزول الحاجة إلى مثل هذه الدعوى.ه المسألة مازالت قيد البحث واالجتهاد من قبل العلماء ووالة وأحب أن أشير هنا أن هذ

األمور.

Page 288: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

@@@@@

pbÓñÏn€aÎ@Ú∏b©a@

Page 289: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۷٦

m_Îì Èk ÿ ^Ë=Ôµ_¶^

أوال: الخاتمة:

التي توصلت إليها من خالل بحثي هذا، ويمكن بيانها على أهم النتائج علىوتشتمل :النحو التالي

ان إجراء ، و الهوية بوسيلة علمية دقيقة قطعية الثبوت حددهي عالمة موروثة ت البصمة الوراثية .١وخبرة مكتسبة ،قوم على قواعد ثابتةهو عمل مخبري، ي DNAكشف البصمة الوراثية

بالمعرفة والتعلم.

إلى حد ،قوة تمييز عالية بين األشخاصأن لها ما تميزت به البصمة الوراثية إن من أهم .٢إن كل إنسان ينفرد ببصمة فماثل بصمة شخص ببصمة شخص آخر، يستحيل معه تشابه وت

تحدد هويته التفصيلية.توراثية خاصة به

المسئول عن نقل نمط DNAالكريم عن األسرار الوراثية والحمض النووي تحدث القرآن .٣نسان من نطفة أمشاج نبتليه قال تعالى: ،التوارث من الزوجين إلى الذرية إنا خلقنا اإل

حيث تظهر ،رآنيةما ورد في اآليات القجاءت السنة النبوية لتفسر و ، ))0F١فجعلناه سميعا بصيرا وتدل على النسب الحقيقي للولد بما يعرف ،بين األبناء واآلباء روابط النسب والعالقات الوراثية

تشاف كثير من الحقائق المذكورة يدل على معجزة القرآن الكريم واك بالبصمة الوراثية، مما اليوم .))1F٢م عليم وفوق كل ذي عل بالقرآن مع التقدم العلمي، قال تعالى:

الحقائق ب المجتهدإلمام ف ،ماءلالع جتهاداتوجيه على ه أثر ظهريل ،جتهاديتقاطع العلم مع اال .٤وحصول التصور ،هلدي وضوح الرؤيةله أثره في ـــ بالقدر الذي تتضح به الصورة ــ العلمية

صواب.الذي يمكنه من تنزيل الحكم الشرعي على الواقعة على جهة ال الصحيح

المسألة العلمية األولى: :ثالثة أقسام تنقسم المسائل العلمية من حيث القطعية والظنية إلى .٥ ،قها على الواقعةالتي ورد عليها الظن عند تطبي القطعيةالمسألة العلمية الثانية: و ،القطعية .المسألة العلمية الظنيةالثالثة:

القوانين والتشريعات سن حيث ،نجاح مقاصديحرص المشرع على سير العملية النسبية ب لقد .٦التي جعلها الشارع مقصدا عظيما من التي تحمي العملية الوراثية، وتحفظ نقاء األنساب

).٢سورة اإلنسان: آية ( )۱(

).٧٦سورة يوسف: آية ( )۲(

Page 290: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۷۷

m_Îì Èk ÿ ^Ë=Ôµ_¶^

مقاصد التشريع الضرورية، ومن ذلك تشريع اللعان وتحريم الزنا وتحريم نفي الولد وادخاله على إلى غير ذلك. الغير وتحريم االنتساب لغير األب

مكانية معرفة األب الحقيقي كشف عن إ ،لتقاء أمشاج الزوجيننه ابأالتفسير العلمي للفراش إن .٧ % عند استعمال البصمة الوراثية.١٠٠للولد بنسبة أكيدة تصل إلى

أوللتأكد من صحة اإلقرار ؛في حالة اإلقرار بالنسب إجراء فحص البصمة الوراثيةيستلزم .٨محاولة منهم لضبط عملية إلحاق ؛الفقهاءلتي وضعها والتي تقوم مقام الشروط ا ،عدمه

بن بأبيه على جهة تقارب الحقيقة.اال

لما في ذلك من منافاة للواقع ومخالفة ،مكان تالقي الزوجينال يصح إثبات النسب مع عدم إ .٩ فإن مجرد العقد ال يقوى بنفسه على إثبات نسب المولود. ،لمقصود الشارع في حفظ األنساب

فجاءت مقاربة ،إلى كشف واظهار الحقيقة المتاحة النسب التي ذكرها الفقهاء تهدفإن أدلة .١٠ ،مثال اإلقراركهو النسب والسيما أنها تدل على أمر خطير ،وال يمكن القطع بنتائجها ،لظنلإقرار المتهم مع ما يتوفر من أدلة، كذلك الشهادة حيث يمكن إكراه كثيرة ال يتفق حاالت في ف

استغاللهم.الشهود أو

لقد حكم النبي صلى اهللا عليه وسلم في قضية اختصام (سعد بن أبي وقاص وعبد بن .١١حيث إنه أمر سودة باالحتجاب إذ لم يستطع تجاوز ما تأكد لديه من الشبه زمعه) بالشبه

عمن ألحقه النبي صلى اهللا عليه وسلم بأبيها.

؛على النسبالقطعية لداللتها عليها م د ق فت ،من دليل القيافة البصمة الوراثية أقوىدليل إن .١٢ألنها تعتمد على المشاهدة الحقيقة للصفات الوراثية بين األب وابنه عن طريق تحليل أي جزء

.الجسم من أي خلية في

حتمل الصدق أو يي نسب ولدها عنه، هو مجرد إخبار إن دعوى الزوج على زوجته بنف .١٣، نفسه الصدق يقطع هو بصدق ما رأى ل الزوج معوان كان حا ،ال سبيل للقطع بهو الكذب

لكنه ال يمكن أن يقطع بأن هذا الولد الذي يريد أن ينفيه ليس منه، كأن يكون قد انعقد الحمل .ة الوراثية للوقوف على الحقيقة، فيتوجب إجراء تحليل البصممنه قبل وقوع جريمتها

حال وجود البينة أو اإلقرار، أم في القضاء بالقرائن أصل من أصول الشرع، وذلك سواء في .١٤تصلح أن تكون قطعية قرينة تعتبر البصمة الوراثية و ، حال فقد أي دليل من دالئل اإلثبات

Page 291: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۷۸

m_Îì Èk ÿ ^Ë=Ôµ_¶^

بالضوابط والمعايير التي دليال مستقال لإلثبات، وتستعمل في باب األنساب على جهة اليقين .تضمن الحصول على نتائج موثوقة

فيتحقق مقصد الشارع في حفظ ،نسب الولد على جهة اليقينالبصمة الوراثية تحدد إن .١٥؛ إذ للقرعة مكان بين وسائل إثبات النسب في ظل التطور العلمي الحديثيعد لم ، و النسب

الحقيقي. بالقرعة قد يلحقه بغير أبيه تحديد نسب اللقيط إن

كالنسب ،ة في إثبات النسب في بعض القضايااتفق العلماء على استعمال البصمة الوراثي .١٦أو ،أو االغتصاب ،أو وطء الشبهة، أو اختالط المواليد في المستشفيات ،في الزواج العرفي

أو تشوه الجثث وعدم معرفة هويتها وضياع األطفال ،االشتباه في التلقيح الصناعي واختالطهم بسبب الحوادث والكوارث وتعذر معرفة أهليهم.

إثبات ك ،القضايااستعمال البصمة الوراثية في إثبات النسب في بعض فيالعلماء اختلف .١٧طار رابطة الزواج إنفي نسب المولود في أو ،د خارج رابطة الزواج (ولد الزنا)نسب المولو

إثبات ، أو اثية للتأكد من صحة النسب الثابتاستخدام البصمة الور ، أو (النسب الثابت) قد الزواج وشهادة الميالد:البصمة الوراثية في ع

النسب دون ، ينتفىمكانية نسبة الولد للزوجاء على أنه إذا شهد الواقع بعدم إاتفق العلم .١٨فى بها النسب، توالبصمة الوراثية تعتبر من الحقائق الواقعية التي ين ،الحاجة إلى اللعان

نة قطعية على أن الولد فالزوجة إذا أتت بولد تخالف بصمته الوراثية بصمة أبيه كان ذلك قريج إلى نفيه باللعان إذا كان الوالد ، كما لم نحتفال حاجة إلى نفيه باللعان ،ليس من الزوج

صبيا أو جاءت به ألقل من ستة أشهر.

ترفضه ؛ وهو ماهو بمثابة إنكار للواقعفي نفي النسب البصمة الوراثية بإنكار العمل إن .١٩ ن التعامل مع الواقع بإيجابية.الشريعة اإلسالمية لما اتصفت به م

حقيقة رابطة األبوة بين ولد الزنا البصمة الوراثية نتائج تحليل إذا أثبتت يثبت نسب ولد الزنا .٢٠بالواقع ونعالجه حينئذ أن نقر علينا وجب اقعا، ولما كان الواقع ال يرتفعو تثبت نهاأل، والزاني .سداد والصوابعليه من األحكام ما يليق به على جهة ال ونرتب

بل يكمن السبب في الشك في تخلق ولد الزنا من ،الزنا ليس سببا لنفي النسب عن الرجل .٢١ إلى ولدذاته هو السبب في نفي النسب عن الرجل؛ لما صح نسبة ال نالو كان الز مائه، ف

فإذا ،التي تقطع بالنسب وجود الوالدة منهاالشك غير متحقق مع األم بألن نها زانية، أل ؛ألما

Page 292: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۷۹

m_Îì Èk ÿ ^Ë=Ôµ_¶^

يثبت ا والزاني كثبوت الوالدة من األم،أثبتت البصمة الوراثية الصلة الحقيقية بين ولد الزن النسب إليه بها.

وشهادة ، ثيق البصمة الوراثية في عقد الزواجبتو يلزم إصدار قانون يجوز لولي األمر .٢٢ جرائية الستكمال توثيق العالقة الرسمية بين الزوجين.كخطوة إ الميالد

فمجرد محاولة التأكد ،يجوز استخدام البصمة الوراثية للتحقق من صحة النسب الثابت ال .٢٣من صحة النسب يفسد العالقات الزوجية، ويقوض بنيان األسر، ويزرع العداء والبغضاء بين

حيث يعتبر من باب التعريض ،األقارب واألرحام لما فيه من قدح ألعراض الناس وأنسابهم باإلتهام بالزنا.

Page 293: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۸۰

m_Îì Èk ÿ ^Ë=Ôµ_¶^

ثانيا: التوصيات:

، بحيثلالستشارات الشرعية والعلمية الجهات المختصة بإنشاء لجان لتقديموصي أ .١تساعد في تقديم الرأي ل ؛من العلماء أصحاب التخصصات المختلفة هذه اللجان تتكون

الشرعي أو العلمي في القضايا المعاصرة.

تعالج الواقع وما يستجد به من الجهات التشريعية بالعمل على سن القوانين التيوصي أ .٢ قضايا علمية بما يتفق مع األصول والثوابت الشرعية.

وصي الحكومات والجامعات بالعمل على إقامة المراكز البحثية في المجاالت العلمية أ .٣ م الدراسات في القضايا المعاصرة.واإلنسانية لدع

باستخدام البصمة وصي الجهات المختصة بالعمل على سن التشريعات التي تسمح أ .٤ الوراثية في قوانين األحوال الشخصية.

ثيق البصمة بتو سن القوانين التي تلزم على وصي الحكومات والجهات المسؤولة بالعمل أ .٥جرائية الستكمال توثيق العالقة الرسمية كخطوة إ وشهادة الميالد، الوراثية في عقد الزواج

بين الزوجين.

العلمية المعاصرة بالقدر الذي تتضح به الصورة لدى أوصي بضرورة اإللمام بالقضايا .٦من تنزيل الحكم على جهة يمكن المجتهدالفقيه؛ ليحصل بها التصور الصحيح الذي

الصواب.

أن أسأل وا خالصا هذا عملي يكون

وتعاىل سبحانه

(ت وإليه أنيب}{وما توفيقي إال بالله عليه توكل2F

٣(

)٨٨) سورة هود:آية(۳(

Page 294: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

@@@@

ëäbÄÄÄÄÄÄÄÄËÄ–€a@

فهرس اآليات القرآنيةأوال:

فهرس األحاديث النبويةثانيا:

ثالثا: فهرس األعالم

المراجعو المصادر فهرس: رابعا

فهرس الموضوعات: خامسا

Page 295: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

ÔÎ ‡ b à —ÿ ^=m_Í˝^=é àÂÃ=W˘Ë`

Page 296: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۸۳

ÔÎ ‡ b à —ÿ ^=m_Í˝^=é à ÂÃ

الصفحة رقمها اآلية

سورة البقرة

١٧٣ )٢٩( رض جميعا هو الذي خلق لكم ما في األ

١٢٢ )٨٤( واذ أخذنا ميثاقكم ال تسفكون دماءكم

١١٠ )١٨٧( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن

٦٤ )١٩٦( فمن لم يجد فصيام ثالثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم

٨٩ )٢٢٨( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء

١١٨ -١١٧ )٢٣٣( والوالدات يرضعن أوالدهن حولين كاملين

٨٩ )٢٣٤( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن منوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسم�ى يا أيها الذين آ

فاكتبوه )١٣٢ )٢٨٢

سورة آل عمران:

ركم في األرحام كيف ٢٦ )٦( هو الذي يصو

١٩٩ )٤٤( وما كنت لديهم إذ يلقون أقالمهم أيهم يكفل مريم نساء:سورة ال

٣١ )١( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة مت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم ٩٨ )٢٣( حر

١٠٩ )٢٣( وحالئل أبنائكم الذين من أصالبكم

٢٧١ )٥٩( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اهللا وأطيعوا الرسول

سورة المائدة:

٦٦ )٣٨( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما

٢٠١ )٩٠( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر واألنصاب ة األعراف:سور

رناكم ثم قلنا للمآلئكة اسجدوا آلدم ٣٠ )١١( ولقد خلقناكم ثم صوبكم ١٨٢ )١٠٥( قد جئتكم ببينة من ر

يتهم ٩٧ -٣٠ )١٧٢( واذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذر

Page 297: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۸٤

ÔÎ ‡ b à —ÿ ^=m_Í˝^=é à ÂÃ

التوبة: سورة ٥٤ )٧٩( والذين ال يجدون إال جهدهم فيسخرون منهم

سورة هود:

٢٨١ح ـــ )٨٨( وما توفيقي إال بالله عليه توكلت واليه أنيب

سورة يوسف:لت لكم أنفسكم وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل ١٧٠ )١٨( سو

٢٥٢ -١٧٠ )٢٨ــــ ٢٦( وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل ٢٧٦ )٧٦( وفوق كل ذي علم عليم

سورة النحل:

١٠٩ )٧٢( كم من أزواجكم والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل ل سورة اإلسراء:

نى إنه كان فاحشة وساء سبيال ٨٧ )٣٢( وال تقربوا الز سورة مريم:

ية آدم أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذر وممن

)٩٧ )٥٨

لمؤمنون:سورة انسان من ساللة من طين، ثم جعلناه نطفة ٢٨ )١٣، ١٢( ولقد خلقنا اإل

سورة النور:نهما مئة جلدة وال الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد م

تأخذكم بهما )٨٨ )٢

ون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء والذين يرم فاجلدوهم

)١٥٤ )٤

والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إال أنفسهم فشهادة

)٩ـــ ٦(ـــ ١٥٣١٤٩-

٢٤٩ -٢٤٢

وا من أب ٨٧ )٣٠( صارهم ويحفظوا فروجهم قل للمؤمنين يغض

٩٩ )٤٥( والله خلق كل دابة من ماء

Page 298: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۸٥

ÔÎ ‡ b à —ÿ ^=m_Í˝^=é à ÂÃ

٥٤ )٥٣( وأقسموا بالله جهد أيمانهم سورة الفرقان:

هو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان يرا ربك قد

)٩٨ )٥٣

سورة النمل:وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق

الطير وأوتينا )٦ )١٦

سورة لقمان:

نسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن ينا اإل ٢٣٧ )١٤( ووص

١٤١ )٣٤( ا في األرحام ويعلم م سورة السجدة:

٩٩ )٨( ثم جعل نسله من ساللة من ماء مهين سورة األحزاب:

ادعوهم آلبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم

)٢٥٠ -١٨١ )٥

سورة األحقاف:

)١٥( وحمله وفصاله ثالثون شهرا١١٧-

٢٣٧ -١١٨ سورة النجم:

وجين الذكر واألنثى، من نطفة إذا تمنى ٩٦ )٤٦، ٤٥( وأنه خلق الز سورة الطالق:

٨٩ )٤( وأوالت األحمال أجلهن أن يضعن حملهن رة اإلنسان:سو

نسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا إنا خلقنا اإل بصيرا

٢٧٦ـــ ٢٥ )٢(

سورة عبس:

نسان ما أكفره، من أي شيء خلقه، من نطفة ٩٦ )١٩ــــ ١٧(قتل اإل

Page 299: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۸٦

ÔÎ ‡ b à —ÿ ^=m_Í˝^=é à ÂÃ

خلقه فقدره

سورة االنفطار:نسان ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك يا أيها اإل

في أي صورة ما شاء ركبك فعدلك، )٢٩ )٦،٧،٨

سورة الطارق:

نسان مم خلق، خلق من ماء دافق ٩٩ )٦( فلينظر اإل ورة العلق:س

نسان من علق ٩٥ )٢،١( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق اإل

Page 300: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

=

=

=

ÔÍÈ g · ÿ ^=p ÍÉ_v˚^=é àÂÃ=W_Î ‡ _n=

Page 301: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۸۸

ÔÍÈg · ÿ ^=p ÍÉ_v˚^=é àÂÃ

الصفحة طرف الحديث

ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم فإن وجدتم للمسلم وا سبيله مخرجا فخل

١٩١

١٥٤ اللهم افتح، وجعل يدعو فنزلت آية اللعان

انظروها فإن جاءت به أبيض سبطا أقضى العينين

ـــ ١٥٩ ـــ ١٣٩ـــ ٣٥ ٢٥٢ ـــ ٢٤٤

ة بعث الله إليها ملكا فصورها إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليل وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها

٣٢

إذا أراد اهللا تعالى أن يخلق النسمة، فجامع الرجل المرأة، طار ماؤه في كل عرق وعصب منها

٣٢

، أتي بامرأة ولدت في ستة أ شهر، فأمر برجمها، فقال له علي ما عليها رجم،

١١٨

١٠٢ اغتربواال تضووا

استكرهت امرأة على عهد النبى صلى اهللا عليه وسلم فدرأ عنها الحد

١٩١

Page 302: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۸۹

ÔÍÈg · ÿ ^=p ÍÉ_v˚^=é àÂÃ

ثوا دينارا وال إن العلماء هم ورثة األنبياء، إن األنبياء لم يورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر درهما، إنما ور

٦

٣٢ إن النطفة تقع فى الرحم أربعين ليلة ثم يتصور عليها الملك

كل نسب بينها إن النطفة إذا استقرت في الرحم؛ أحضرها اهللا وبين آدم، فركب خلقه في صورة من تلك الصور

٣٣

زا المدلجى دخل على فرأى أسامة بن زيد وزيد ألم ترى أن مجزبن حارثة عليهما قطيفة وقد غطيا رءوسهما وبدت أقدامهما

إن هذه األقدام بعضها من بعض فقال ١٣٨ـــ ١٠١

أما والذى نفسى بيده ألقضين بينكما بكتاب الله أما غنمك وجاريتك فرد إليك

١٢٢

ها فإن فى أعين أنظرت إليها، قال: ال، قال: فاذهب فانظر إلي األنصار شيئا

١٠٠

أيكما قتله؟ هل مسحتما سيفيكما؟" قاال: ال، قال: فنظر فيهما، فقال: "كالكما قتله، سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح

١٧٢

Page 303: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۹۰

ÔÍÈg · ÿ ^=p ÍÉ_v˚^=é àÂÃ

ت على قوم من ليس منهم فليست من الله فى أيما امرأة أدخل شىء ولن يدخلها الله جنته

٩٣

١٨٢ بينة على المدعيال

١٤٩ بينة واال حد فى ظهرك ال

١٠٢ تزوجوا في الحجز الصالح فإن العرق دساس

١٠١ ا لنطفكم وأنكحوا األكفاء وأنكحوا إليهم تخيرو

دعيها، وهل يكون الشبه إال من قبل ذلك، إذا عال ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله

٩٩

بى حتى رفع القلم عن ثالثة عن النائم حت ى يستيقظ وعن الص يحتلم وعن المجنون حتى يعقل

١٢٥ـــ ١٢٤

١٣٢ شاهداك أو يمينه

قال في خطبته الرجم حق للمحصن إذا كانت بينة، أو حبل، أو اعتراف

١٨٨

اد سفرا أقرع بين نسائه، فأصابت القرعة عائشة في كان إذا أر غزوة بني المصطلق

١٩٩

كان رجل من بني إسرائيل يقال له جريج يصلي فجاءته امرأة بغى

٢٦٣

٢٢٦ كيف وقد قيل

١٧٢ تنكح البكر حتى تستأذن ال تنكح األيم حتى تستأمر وال

Page 304: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۹۱

ÔÍÈg · ÿ ^=p ÍÉ_v˚^=é àÂÃ

٦٥ ال صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

العن بين رجل وامرأته، فانتفى من ولدها، ففرق بينهما، وألحق الولد بالمرأة

٢٤٥ـــ ١٥٠

ى لغير أبيه وهو يعلمه إال كفر، ومن ادعى قوما من رجل ادع ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار

٩٣

ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا، فعال مني ني المرأة مني الرجل مني المرأة، أذكرا بإذن اهللا، واذا عال م

الرجل، آنثا بإذن اهللا٣٧

من كان يؤمن بالله واليوم اآلخر فال يسقي ماءه ولد غيره، وال يحل لمؤمن يؤمن بالله واليوم اآلخر أن يقع على امرأة من

سبي حتى يستبرئها٩١

: نعم، قال: ما ألوانها قال: حمر قال: هل هل لك من إبل قال

فيها من أورق قال: نعم قال: فأنى ذلك قال: لعله نزعه عرق قال: فلعل ابنك هذا نزعه

ــــ ١٤٠ـــ ١٣٩ـــ ٣٦ ٢٤٦ـــ ٢٢٧

١٨٩ يظهر الحبل، أو االعتراف وزنى العالنية، أن

به عاما وأمر أنيسا األسلمى ١٢٢ وجلد ابنه مائة وغر

Page 305: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۹۲

ÔÍÈg · ÿ ^=p ÍÉ_v˚^=é àÂÃ

وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان ق ماؤها كان الشبه لهاالشبه له واذا سب

٣٥

ولد للفراش وللعاهر الحجر الــــ ١١٤ ـــــ١١١ ــــ١١٠ ــــ٢٦١ ـــــ٢٤٣ ــــ ١٦٠

٢٦٢

٧٠ وليس فيما دون خمس ذود من اإلبل صدقة

Page 306: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

=====

=é àÂÃ=W_o ÿ _nfl ˙ƒ˚^=

Page 307: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۹٤

=é àÂÃfl ˙ƒ˚^

الصفحة أسماء األعالم

١٢٠ اهيم بن محمد بن عبد اهللا بن مفلح أبو إسحاق برهان الدينإبر

٢٥٩ إبراهيم بن يزيد النخعي يكنى أبا عمران

١٣١ إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الدسوقي الشافعي، أبو إسحاق

٢٢٦ أبو إهاب بن عزيز بن قيس بن سويد بن ربيعة بن زيد بن عبد الله

١٠١ بن شراحيل الكلبي األمير أبو محمد وأبو زيد أسامة بن زيد بن حارثة

٢٥٨ إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي أبو محمد بن راهويه المروزي

١٣٦ إسحاق بن منصور بن بهرام المروزي

٣٥ أنس بن مالك بن النضر األنصاري الخزرجي

١٢٢ أنيس بن الضحاك األسلمي

٩٣ جندب بن جنادة، أبو ذر الغفاري

اج المدني ١٩١ حجاج بن صفوان أبي حج

٢٢٦ أبو إهاب بن عزيز بن قيس بن سويد بن ربيعة حجير

٣٢ حذيفة بن أسيد الغفارى أبو سريحة الغفاري

٢٥٩ الحسن بن يسار البصرى أبو سعيد

١٣٥ الخطيب الشربيني، القاهري، الشافعي، المعروف (شمس الدين)

٣٣ رباح بن قصير اللخمي

٩١ رويفع بن ثابت األنصاري الخزرجي

١٤٧ نصاري ريا بن محمد بن أحمد بن زكريا األزك

١٩٩ زيد بن أرقم بن زيد بن قيس األنصاري الخزرجي

١٠١ زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي مولى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

١٢٢ دني زيد بن خالد الجهني الم

Page 308: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۹٥

=é àÂÃfl ˙ƒ˚^

١٤٧ (ابن نجيم)زين الدين بن إبراهيم بن محمد فقيه

١١١ سعد بن أبي وقاص

٢٠٠ سعيد بن مسروق الثوري

١٣١ سليمان بن عمر بن منصور العجيلي األزهري، المعروف بالجمل

٢٥٨ سليمان بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث بن حزن

١١١ ية القرشية سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس العامر

٣٦ شريك بن سحماء

٣٦ ضمضم بن قتادة

٢٠٠ عامر بن شراحيل الشعبى

٩٩ عائشة بنت أبي بكر الصديق أم المؤمنين

٢٠٠ عبد اهللا بن األجلح بن عبد اهللا بن حجية الكندي

٢٠١ عبد اهللا بن الخليل أو بن أبي الخليل الحضرمي

٢٠٠ زي عبد اهللا بن المبارك المرو

١١١ عبد بن زمعة بن قيس

٣٥ عبد اهللا بن عباس البحر أبو العباس الهاشمي

١٠٢ عبداهللا بن عبيد اهللا بن أبي مليكة التيمي أبو بكر

١٨٩ـــ ١٥٠ عبد اهللا بن عمر بن الخطاب

٢٥٩ــــ ١٣٦ عبد اهللا بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي

١٢٠ بد اهللا بن محمود بن مودود بن محمود الموصلي أبو الفضل ع

١٥٤ــــ ٣٢ عبد اهللا بن مسعود بن غافل

١٢٠ عبد اهللا بن يوسف بن محمد الزيلعي الحنفى جمال الدين

١٩١ عبد الجبار بن الحارث بن مالك أبو عبيد الحدسي

Page 309: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۹٦

=é àÂÃfl ˙ƒ˚^

٣٦ عبد الرحمن بن صخر الدوسي أبو هريرة

١٧١ ن عوف بن عبد عوف عبد الرحمن ب

٢٦٣ عبد العزيز بن جريج المكي

عبد العزيز بن عبد السالم بن أبي القاسم بن حسن بن محمد ابن مهذب السلمي

٢٧٢

١٢٩ عبيد اهللا بن الحسين أبو الحسن الكرخي

١١١ عتبة بن أبي وقاص

١٨٩ األموي عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

٢٥٨ عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد األسدي أبو عبد اهللا المدني

٢٢٦ عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف النوفلي المكي

١٨٩ علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي

٣٣ بن يينع اللخمي علي بن رباح بن قصير اللخمي ابن قشيب

٢٥٩ علي بن عاصم بن صهيب الواسطي التيمي

١٢٠ علي بن عبد السالم التسولي، المالكي (أبو الحسن)

١٥٠ عمر بن الخطاب بن نفيل

١١٨ مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو األصبحي

٣٢ مالك بن الحويرث بن اشيم الليثى

نصاري، مزة الرملي، المنوفي، المصري، األن ححمد بأمحمد بن الشافعي (شمس الدين)

١٢٠

محمد بن أبى بكر بن أيوب بن سعد بن جرير الزرعى الدمشقى شمس الدين ابن قيم الجوزية

٤٦

٢٠١ محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي أبو عبد اهللا البخاري

٢٠٠ محمد بن سالم

٢٥٩ األنصاري أبو بكر بن أبي عمرة البصري محمد بن سيرين

Page 310: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۹۷

=é àÂÃfl ˙ƒ˚^

١٣١ محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد ابن مسعود، السيواسي

١٤٧ محمد بن محمد ابن عرفة الورغمي

١٣٨ــــ ١٠١ مجزر بن األعور بن جعدة المدلجي

٢٠١ مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري

١٧٢ اريمعاذ بن عمرو بن الجموح األنص

١٧٢ معاذ بن الحارث بن رفاعة األنصاري

١٣١ منصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى الحنبلى

٣٣ موسى بن علي بن رباح اللخمي

١٢٥ نافع أبو عبد اهللا المدني

٢٥٩ النعمان بن ثابت الكوفي أبو حنيفة اإلمام

٣٥ امر بن قيس بن عبد األعلم بن عامر ابن كعب هالل بن أمية بن ع

٢٠١ يحيى بن القطان أبو سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ التميمى

يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة أبو محمد أو أبو بكر المدني

١٩٥

يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن خنيس بن سعد بن حبتة، القاضي أبو يوسف األنصاري

١٢٩

Page 311: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

=

=

=

_≈f^á∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^=é àÂÃ=W=

Page 312: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۲۹۹

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

:أوال: القرآن الكريم وعلومهأحمد شوقي ابراهيم، فتح العليم في تفسير القرآن الكريم وبيان أوجه اإلعجاز إبراهيم: .١

، دار غريب ــــ القاهرة.١ج، ط٣٠فيه،

ي أبو أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني اإلدريسي الشاذلي الفاس اإلدريسي: .٢هـ ــــ ١٤٢٣، (٢ج، ط٨العباس، البحر المديد في تفسير القرآن المجيد،

م)، دار الكتب العلمية ــــ بيروت.٢٠٠٢

جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري، أيسر التفاسير الجزائري: .٣كة العربية المملـــ مكتبة العلوم ، م)٢٠٠٣هــ ـــ١٤٢٤( ،٥لكالم العلي الكبير، ط

.السعودية

ج، ٤، اللباب في شرح الكتاب، عبد الغني الغنيمي الدمشقي الميداني الحنفي الدمشقي: .٤ دار الكتب العلمية ــــ بيروت.

محمد بن عمر بن الحسين الرازي الشافعي المعروف بالفخر الرازي أبو عبد الرازي: .٥ إحياء التراث.، دار ٣٢اهللا فخر الدين، تفسير الفخر الرازى، ج

الثقافة والكتب ةمحمد متولي الشعراوي، تفسير الشعراوي، أخبار اليوم قاع الشعراوي: .٦ والمكتبات.

الشنقيطي .٧:

محمد األمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي، تفسير القرآن بالقرآن من م)، دار الفضيلة ــ السعودية، دار ٢٠٠٥ه ـــ ١٤٢٦، (١أضواء البيان، ط

دي النبوي ـــ مصر.اله

، ١ج، ط٢محمد علي الصابوني، روائع البيان تفسير آيات األحكام، الصابوني: .٨ م)، دار الصابوني ـــ القاهرة.١٩٩٩ه ـــ ١٤٢٠(

، ٢ج، ط٢٠سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، المعجم الكبير، الطبراني: .٩ ـ الموصل.م)، دار العلوم والحكم ـــ١٩٨٣ه ـــ ١٤٠٤(

م)، دار ١٩٩٧، ط(٣٠وير، ج/نالتحرير والت محمد الطاهر بن عاشور،ابن .١٠

Page 313: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۰۰

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

سحنون ـــ تونس. عاشور:

عبد ابن .١١ البر:

م)، دار ٢٠٠٠أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي، االستذكار،( الكتب العلمية ـــ بيروت.

عبد ابن .١٢ السالم:

السلمي الدمشقي، تفسير العز بن عبد عز الدين عبد العزيز بن عبد السالمه ـــ ١٤١٦، (١، ط٣السالم تفسير القرآن / اختصار النكت للماوردي، ج/

م)، دار ابن حزم ــ بيروت.١٩٩٦

أبي عبد اهللا محمد بن أحمد األنصاري القرطبي، الجامع ألحكام القرآن، القرطبي: .١٣ م)، دار الحديث ـ القاهرة.١٩٩٤هـ ـ ١٤١٤( ١ج، ط٢٠

م)، دار ١٩٩٢ه ـــ ١٤١٢، (١٧ج، ط٦سيد قطب، في ظالل القرآن، قطب: .١٤ الشروق.

محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد اهللا، التبيان في أقسام القرآن، دار القيم:ابن .١٥ الفكر ــــ القاهرة.

الكيا .١٦ :الهراسي

راسي)أحكام القرآن (الكيا اله ،عماد الدين بن محمد الطبري الكيا الهراسي ــــ بيروت. دار الكتب العلمية )،١٩٨٣ـــــ ه١٤٠٣، (١ج، ط٢

:ثانيا: السنة النبويةعز الدين بن األثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري، أسد الغابة في األثير: ابن .١٧

م)، دار الفكر ــــ بيروت.٢٠٠٣ -ه١٤٢٣( ١ج، ط٦معرفة الصحابة،

سعادات بن محمد الشيباني الجزري ابن األثير، النهاية في مجد الدين أبي ال األثير: ابن .١٨م) دار إحياء التراث ٢٠٠١ -هـ١٤٢٢، (١ج، ط٦غريب الحديث واألثر،

العربي.

محمد ناصر الدين األلباني، سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها األلباني: .١٩ .ـــ الرياض ارفعم)، مكتبة الم١٩٩٥ -هـ١٤١٥( ٥ج، ط٧وفوائدها،

ــــ ه١٤٠٥، (٢ج، ط٨، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل .٢٠

Page 314: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۰۱

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

.بيروت ــــالمكتب اإلسالمي م)، ١٩٨٥

أبو عبداهللا البخاري محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزن البخاري: .٢١ ـم)، مكتبة اإليمان ـ٢٠٠٣هـ ـ ١٤٢٣( ١ط ج،١، ، صحيح البخاريالجعفي

ـــــ ه١٤٠٧( قد استخدمت الطبعة الثالثة، بعد الفصل الثالثو المنصورة. دار ابن كثير ــــ بيروت. ج٦م)، ١٩٨٧

، سنن البيهقي الكبرى، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي البيهقي: .٢٢ م)، مكتبة دار الباز ـــ مكة المكرمة.١٩٩٤ ه ــــ١٤١٤ج، (١٠

، حكم على أحاديث ١سورة الترمذي، سنن الترمذي، ط محمد بن عبسي بن الترمذي: .٢٣ محمد ناصر الدين األلباني، مكتبة المعارف ـ الرياض.

، فتح الباري شرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر العسقالني ابن حجر: .٢٤ ـــ بيروت. معرفةدار اله)، ١٣٧٩ج، (١٣

، ٢ج، ط٨تمييز الصحابة، أحمد بن علي بن حجر العسقالني، اإلصابة في حجر: ابن .٢٥ م)، دار الكتب العلمية ـــ بيروت.٢٠٠٢ -هـ١٤٢٣(

ج، ٢، الدراية في تخريج أحاديث الهدايةأحمد بن علي بن حجر العسقالني، حجر: ابن .٢٦ ـــ بيروت. معرفةدار ال

، حكم على ١أبي داود سليمان بن األشعث السجستاني، سنن أبي داود، ط داود:أبي .٢٧ ض.ارف ـ الريد ناصر الدين األلباني، مكتبة المعاأحاديثه محم

ابن دقيق .٢٨ العيد:

، المعروف د بن علي بن وهب بن مطيع القشيريتقي الدين أبو الفتح محم ـــــهـ ١٤٢٦، (١طا ،إحكام األحكام شرح عمدة األحكام ،بابن دقيق العيد

.مؤسسة الرسالة)، م٢٠٠٥

شرح الزرقاني على موطأ اإلمام ، سف الزرقانيمحمد بن عبد الباقي بن يو الزرقاني: .٢٩ دار الكتب العلمية ـــ بيروت.ه)، ١٤١١، (١ج، ط٤، مالك

Page 315: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۰۲

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

محمد بن علي بن محمد الشوكاني، نيل األوطار من أحاديث سيد األخيار الشوكاني: .٣٠م)، مكتبة اإليمان ـــ ١٩٩٩ه ــ ١٤١٩، (١، ط٨شرح منتقى األخبار، ج/

القاهرة.

ج، ٤حمد بن اسماعيل األمير الصنعاني، سبل السالم شرح بلوغ المرام، م الصنعاني: .٣١ م)، دار الفكر ـــ بيروت.١٩٩٨ه ـــ ١٤١٩، (١ط

ابن عبد .٣٢ البر:

أبو عمر يوسف بن عبد اهللا بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري .مؤسسة القرطبه، التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد، القرطبي

ج، دار العنان ــــ القاهرة.٤، ١محمد بن عثيمين، شرح رياض الصالحين، ط ن عثيمين:اب .٣٣

العظيم .٣٤ أبادي:

عون المعبود شرح سنن أبي ،محمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب .بيروت ـــدار الكتب العلمية ه)،١٤١٥، (٢ج، ط١٤، داود

د بن حسين الغيتابى الحنفى أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحم العيني: .٣٥دار إحياء ج، ٢٥، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، بدر الدين العينى

.بيروت ــــالتراث العربي

محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد اهللا، زاد المعارف في هدي خير ابن القيم: .٣٦ م)، الرسالة ـ بيروت.١٩٩٤هـ ـ ١٤١٥( ٢٧ج، ط٥العباد،

واألحاديث مذيلة بأحكام ، سنن ابن ماجةمحمد بن يزيد أبو عبداهللا القزويني ابن ماجة: .٣٧ دار الفكر ــــ بيروت.ج، ٢، األلباني عليها

مسلم بن حجاج بن ورد القشيري النيسابوري (أبو الحسين)، صحيح مسلم مسلم: .٣٨ ة.ر القاه ــــ م)، دار الفجر١٩٩٩هـ ـ ١٤٢٠( ١طج، ٩، بشرح النوويجيل بيروت + دار األفاق دار ال ابتداء من الفصل الثالث، طبعةواستخدمت

.زاء في أربع مجلداتجثمانية أ، بيروت ـــالجديدة

ج، ٩أبو زكريا محي الدين بن شرف النووي الشافعي، شرح صحيح مسلم، النووي: .٣٩ القاهرة. ـــ م)، دار الفجر١٩٩٩ ـهـ ـ١٤٢٠( ١ط

Page 316: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۰۳

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

ي الهندي، كنز العمال في سنن األقوال واألفعال، علي بن حسام الدين المتق الهندي: .٤٠ بيروت. –م)، الرسالة ١٩٧٩ -هـ ١٣٩٩( ١ج، ط ١٨

ه:ثالثا: كتب الفق ( أ ) الفقه الحنفي

محمد بن محمد بن محممود، أكمل الدين أبو عبد اهللا بن شمس الدين بن البابرتي: .٤١، دار الفكر ــــ ج١٠جمال الدين الرومي البابرتي، العناية شرح الهداية،

بيروت.

بيدي اليمني الحنفي الحدادي: .٤٢ الجوهرة ، أبو بكر بن علي بن محمد الحدادي العبادي الز ه)، المطبعة الخيرية.١٣٢٣، (١ج، ط٢وهو شرح مختصر القدوري، النيرة

دار الكتب العلمية ــــ ج، ١٦، درر الحكام شرح مجلة األحكامعلى حيدر، حيدر: .٤٣ .بيروت

١فخر الدين عثمان بن علي الزيلعي، تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق، ط الزيلعي: .٤٤ القاهرة. –ج، دار الكتاب اإلسالمي ٦هـ)، ١٣١٣(

، ١شمس الدين أبو بكر محمد بن أبي سهل السرخسي، المبسوط، ط السرخسي: .٤٥ بيروت. ـــم)، دار الفكر ٢٠٠٠ه ــــ١٤٢١(

السمر .٤٦ قندي:

دار الكتب ،)١٩٨٤ـــــ ه١٤٠٥، تحفة الفقهاء، (لسمرقنديعالء الدين ا العلمية ــــ بيروت.

مجمع األنهر في شرح ،ولي المدعو شيخي زادةعبد الرحمن بن محمد الكليب شيخي زاده: .٤٧ بيروت. ــــالعلمية م)، دار الكتب١٩٩٨ -ه ١٤١٩(ج، ٤ملتقى األبحر،

ابن .٤٨ عابدين:

حاشية رد المختار العزيز عابدين الدمشق، محمد أمين بن عمر بن عبد ،م)٢٠٠٠هـ ـــــ ١٤٢١، (١ج، ط٨، على الدر المختار شرح تنوير األبصار

.دار الفكر ـــ بيروت

عالء الدين أبو بكر بن مسعود الكاساني الحنفي، بدائع الصنائع في ترتيب الكاساني: .٤٩

Page 317: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۰٤

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

ج، دار الكتاب العربي ـ بيروت.٧الشرائع،

الميحط ه،الشهيد النجاري برهان الدين ماز محمود بن أحمد بن الصدر :ابن مازه .٥٠ .دار إحياء التراث العربيج، بدون طبعه، ١١، البرهاني

مجلة األحكام .٥١ :العدلية

الناشر ، تحقيق نجيب هواويني، جمعية المجلة ،مجلة األحكام العدلية .١عدد األجزاء ، كارخانه تجارت كتب

حسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الرشداني المرغياني، الهداية أبي ال المرغناني: .٥٢ شرح بداية المبتدي، المكتبة االسالمية.

عبد اهللا بن محمود بن مودود الموصلي البلدحي، مجد الدين أبو الفضل ابن مودود: .٥٣مطبعة )، م١٩٣٧ــــ هـ ١٣٥٦ج، (٥، االختيار لتعليل المختار، الحنفي .بيروت، وغيرها) ــــهرة (وصورتها دار الكتب العلمية القاــــ الحلبي

دار ج، ٤، اللباب في شرح الكتاب، عبد الغني الغنيمي الدمشقي الميداني الميداني: .٥٤ ـــ بيروت. الكتاب العربي

هـ١٤٠٠، األشباه والنظائر، (ابن نجيم الحنفي عابدين بن إبراهيمزين ال ابن نجيم: .٥٥ العلمية ــــ بيروت.دار الكتب )، م١٩٨٠ــــ

،البحر الرائق شرح كنز الدقائق، ابن نجيم الحنفي عابدين بن إبراهيمزين ال ابن نجيم: .٥٦ ـ بيروت. فةر معدار ال

في مذهب اإلمام األعظم أبي ، الفتاوى الهنديةنظام وجماعة من علماء الهند نظام وغيره: .٥٧ ــــ بيروت. ج، دار الفكر٦)، م١٩٩١ـــ هـ ١٤١١،(حنيفة النعمان

اسي ثم السكندري المعروف بابن و كمال الدين محمد بن عبد الواحد السي الهمام:ابن .٥٨م)، دار ٢٠٠٣هـ ـ ١٤٢٤( ١ج، ط١٠فتح القدير، شرح الهمام الحنفي،

ـ بيروت. الفكر

(ب) الفقه المالكي

Page 318: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۰٥

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

، ٢ج، ط٢صالح عبد السميع اآلبي، جواهر اإلكليل شرح مختصر خليل، اآلبي: .٥٩ م)، مطبعة مصطفى البابي الحلبي ــ القاهرة.١٩٤٧(

ج، ٢، البهجة في شرح التحفة، أبو الحسن علي بن عبد السالم التسولي التسولي: .٦٠ دار الكتب العلمية ــــ بيروت.)، م١٩٩٨ــــ هـ ١٤١٨، (١ط

أبو عبد اهللا محمد بن محمد الطرابلسي المغربي، المعروف بالحطاب، الحطاب: .٦١دار عالم م)،٢٠٠٣ ــــ ه١٤٢٣جليل لشرح مختصر خليل، ( مواهب ال

الكتب.

أبي عبد اهللا محمد بن عبد اهللا الخرشي، حاشية الخرشي على مختصر الخرشي: .٦٢ بيروت. -ج، دار الفكر٤سيدي خليل،

حاشية .٦٣ الدسوقي:

دار الفكر ـــ ج، ٤، حاشية الدسوقي على الشرح الكبيرمحمد عرفة الدسوقي، بيروت.

أبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي، بداية رشد:ابن .٦٤ ــ م)، دار السالم١٩٩٥ه ـــ ١٤١٦،(١طج، ٢المجتهد ونهاية المقتصد،

.القاهرة

)، م١٩٩٥ــــ هـ ١٤١٥ج، (٤، بلغة السالك ألقرب المسالكأحمد الصاوي، الصاوي: .٦٥ دار الكتب العلمية ــــ بيروت.

بن عبد ا .٦٦ البر:

االستذكار الجامع ، أبو عمر يوسف بن عبد اهللا بن عبد البر النمري القرطبي دار الكتب العلمية ــــ بيروت.م)، ٢٠٠٠ج، (٩، لمذاهب فقهاء األمصار

التاج واإلكليل ، محمد بن يوسف بن أبي القاسم العبدري أبو عبد اهللا العبدري: .٦٧ كر ـــ بيروت.دار الفه)، ١٣٩٨ج، (٦، لمختصر خليل

، ١، ط٩عليش، منح الجليل شرح على مختصر سيد خليل، ج/ محمد عليش: .٦٨ م)، دار الفكر ـــ بيروت.١٩٨٩ه ـــ ١٤٠٩(

Page 319: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۰٦

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

برهان الدين أبي الوفاء إبراهيم بن اإمام شمس الدينابن فرحون العمري، ابن فرحون: .٦٩ه ـــ ١٤٢٣ج، (٢تبصرة الحكام في أصول األقضية ومناهج الحكام،

.ــــ الرياض دار عالم الكتبم)، ٢٠٠٣

م)، دار ١٩٩٤ج، (١٤شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي، الذخيرة، القرافي: .٧٠ الغرب ـــ بيروت.

دار ، المدونة الكبرى، مالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي المدني مالك: .٧١ (بدون طبعة). الكتب العلمية ـــ بيروت.

واإلكليل ، التاجالعبدري الشهير بالمواقف بين أبي القاسم محمد بن يوس المواق: .٧٢ بيروت. ـــ ه)، دار الفكر١٣٩٨( ج،٦ لمختصر خليل،

أبي محمد عبد الوهاب بن على بن نصر المالكي، المعونة على مذهب عالم نصر: .٧٣دار م)، ١٩٩٨ه ـــ ١٤١٨، (١ج، ط٢المدينة أبي عبد اهللا مالك بن أنس،

ــ بيروت.الكتب العلمية ــ

أحمد غنيم بن سالم بن النفراوي، الفواكه الدواني على رسالة أبي زيد النفراوي: .٧٤ ، مكتبة الثقافة الدينية.١القيراواني، ط

أبو عمر يوسف بن عبد اهللا بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري النمري: .٧٥ )م١٩٨٠ــــ هـ١٤٠٠، (٢، طالكافي في فقه أهل المدينة المالكي ،القرطبي

.المملكة العربية السعودية ــــمكتبة الرياض الحديثة

(ج) الفقه الشافعي، ١ط‘ ج٤، أسنى المطالب في شرح روض الطالبزكريا األنصاري، األنصاري: .٧٦

دار الكتب العلمية ـــ بيروت.م)، ٢٠٠٠ ــــه ١٤٢٢(

يب على شرح تحفة الحب، سليمان بن محمد بن عمر البجيرمي الشافعي البجرمي: .٧٧ج، بدون طبعة، ٤، مي على الخطيب)ر ي ج الب (حاشية المعروفة بالخطيب

الفكر ــــ بيروت. دار )، م١٩٩٥ـــ هـ ١٤١٥(

Page 320: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۰۷

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

بأعلى )اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع للخطيب الشربينيمالحظة: ( .عليه )حاشية البجيرمي(مفصوال بفاصل ـــ الصفحة يليه

حاشية البجيرمي على شرح منهج ، ر بن محمد البجيرميسليمان بن عم البجرمي: .٧٨ ج، المكتبة الغسالمية ـــ تركيا.٤، الطالب (التجريد لنفع العبيد)

، سليمان الجمل، لشيخ اإلسالم زكريا األنصاري حاشية الجمل على المنهج الجمل: .٧٩ دار الفكر ـــ بيروت.ج، ٥

دار الفكر ـــ بيروت.ج، ٤، فقهيةالفتاوى الكبرى ال ،ابن حجر الهيتمي ابن حجر: .٨٠

حاشية إعانة الطالبين على حل ، أبي بكر ابن السيد محمد شطا الدمياطي الدمياطي: .٨١ دار الفكر ـــ بيروت.، ألفاظ فتح المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين

شمس الدين محمد بن أبي العباس أحمد بن حمزة ابن شهاب الدين الرملي الرملي: .٨٢ج، ٨بالشافعي الصغير، نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج، الشهير

م)، دار الفكر ـــ بيروت.١٩٨٤ه ـــ ١٤٠٤،(١ط

ه، دار المعرفة ١٣٩٣ج، ٨، األم، محمد بن إدريس الشافعي أبو عبد اهللا الشافعي: .٨٣ بيروت.

شمس الدين محمد الشربيني الخطيب، مغني المحتاج إلى معرفة معاني الشربيني: .٨٤ م)، دار الكتب العلمية ـــ بيروت.٢٠٠٩( ٢ج، ط٤اظ المنهاج، ألف

ه)، دار الفكر ـــ بيروت.١٤١٥ج، (٢، اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع .٨٥

حواشي الشرواني على تحفة المحتاج بشرح ،عبد الحميد المكي الشرواني الشرواني: .٨٦ دار الفكر ـــ بيروت.ج، ١٠، المنهاج

أبادي الشيرازي، المهذب في ابراهيم بت علي بن يوسف الفيروزأبي اسحق الشيرازي: .٨٧م)، دار الكتب العلمية ـــ ١٩٩٥هـ ـ ١٤١٦( ١ج، ط٣فقه اإلمام الشافعي،

بيروت.

Page 321: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۰۸

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

ج، ٧، الوسيط في المذهب، محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد الغزالي: .٨٨ ه)، دار السالم ـــ القاهرة.١٤١٧(

دار المعرفة ، السراج الوهاج على متن المنهاج ،هري الغمراويمحمد الز الغمراوي: .٨٩ بيروت ـــــ للطباعة والنشر

قليوبي .٩٠ وعميرة:

على شرح حاشيتان قليوبي، شهاب الدين أحمد بن أحمد بن سالمة القليوبيدار )، م١٩٩٨ ــــهـ ١٤١٩ج، (٤، جالل الدين المحلي على منهاج الطالبين

الفكر ـــ بيروت.

أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير اوردي:الم .٩١ــ الفكرم)، دار ١٩٩٣ه ــــ ١٤١٤(١ج، ط١٨، الكبير بالماوردي، الحاوي

.بيروت

م)، مكتبة دار ابن قتيبة ـــ ١٩٨٩ه ـــــ ١٤٠٩، (١األحكام السلطانية، ط .٩٢ الكويت.

بن اسماعيل المصري المزني، مختصر المزني أبو إبراهيم إسماعيل بن يحي المزني: .٩٣من كتاب ٨في فروع الشافعية(مطبوع ملحقا باألم للشافعي)، (يقع في الجزء

م)، دار المعرفة ــــ بيروت.١٩٩٠ه ـــ ١٤١٠األم)، (

(مع محي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، المجموع شرح المهذب النووي: .٩٤م)، دار الكتب ٢٠٠٧ه ـــــ١٤٢٨(١ج، ط٢٧، )تكملة السبكي والمطيعي

وقد استعملت طبعة دار الفكر بدءا من الفصل الثالث العلمية ـــ بيروت. المبحث الثالث.

محي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، روضة الطالبين وعمدة النووي: .٩٥ ج، المكتب اإلسالمي ــــ بيروت.١٢المفتين،

(د) الفقه الحنبلي

، إبراهيم بن محمد بن عبد اهللا بن محمد ابن مفلح، أبو إسحاق، برهان الدين ن الدين:برها .٩٦

Page 322: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۰۹

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

)، دار عالم الكتب ــــ الرياض.م٢٠٠٣ــــهـ ١٤٢٣، (المبدع شرح المقنع

ج، ٢ع بشرح زاد المستقنع، ربمنصور بن يونس البهوتي، الروض الم البهوتي: .٩٧ ــــ بيروت.فكرلدار ادار الكتب، م)، ١٩٨٨ه ــــ ١٤٠٨،(٩ط

منصور بن يونس بن إدريس البهوتي، شرح منتهى اإلرادات المسمى دقائق البهوتي: .٩٨ م)، عالم الكتب ــــ بيروت.١٩٩٦ج، (٣أولي النهى لشرح المنتهى،

ج، ٢عبد القادر بن عمر بن أبي تغلب، نبل المآرب بشرح دليل الطالب، ابن أبي تغلب: .٩٩ ح الكويت.م)، مكتبة الفال١٩٨٣، (١ط

،٣، طتقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، مجموع الفتاوي ابن تيمية: .١٠٠

م)، دار الوفاء. ٢٠٠٥ ـــــه ١٤٢٦(

دار الكتب العلمية ــــ م)، ١٩٨٧ه ـــ ١٤٠٨، (١ج، ط٦الفتاوى الكبرى، .١٠١ بيروت.

تيمية ابن .١٠٢ الحراني:

اهللا ابن يتمية الحراني، المحرر في الفقه أبو البركات عبد السالم بن عبدم)، مكتبة ١٩٨٤ه ـــ ١٤٠٤، (٢على مذهب اإلمام أحمد بن حنبل، ط

المعارف ـــــ الرياض.

شرف الدين موسى بن أحمد بن موسى أبو النجا الحجاوي، اإلقناع في فقه الحجاوي: .١٠٣ اإلمام أحمد بن حنبل، دار المعرفة ـــ بيروت.

، مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى، مصطفى السيوطي الرحيباني :الرحيباني .١٠٤ ــــ دمشق. الناشر المكتب اإلسالمي)، م١٩٦١ج، (٦

، شرح شمس الدين أبي عبد اهللا محمد بن عبد اهللا الزركشي المصري الحنبلي الزركشي: .١٠٥دار الكتب )، م٢٠٠٢ـــــهـ ١٤٢٣ج، (٣الزركشي على مختصر الخرقي،

مية ـــــ بيروت.العل

Page 323: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۱۰

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

ابن ضويان، إبراهيم بن محمد بن سالم، منار السبيل في شرح الدليل، ابن ضويان: .١٠٦ م)، المكتب اإلسالمي.١٩٨٩هـ ــــ ١٤٠٩، (٧ط

موفق الدين أبى محمد عبد اهللا بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي ابن قدامة: .١٠٧ ج، بدون طبعة.٤، د بن حنبلالكافي في فقه اإلمام أحم، الدمشقي الحنبلي

وقد استعملت م)، دار الحديث ــــ القاهرة.٢٠٠٤هـ ١٤٢٥ج، (١٦المغني، .١٠٨ الطبعة األولى لدار الفكر بدءا من الفصل الثالث المبحث الثالث.

الطرق الحكمية ي بكر المعروف بابن قيم الجوزية،أبو عبد اهللا محمد بن أب القيم:ابن .١٠٩ .القاهرةــــ مطبعة المدني، يةفي السياسة الشرع

مكتبة م)، ١٩٩٩ -ه ١٤١٩، (١ط ،أعالم الموقعين عن رب العالمين .١١٠ المنصورة.ـــ اإليمان

شمس الدين محمد بن أبي بكر الزرعي، زاد المعاد في هدي خير العباد، القيم:ابن .١١١ م)، مؤسسة الرسالة ــ بيروت.١٩٧٩ه ــــ ١٣٩٩، (١، ط٥ج/

عالء الدين أبو الحسن على بن سليمان المرداوي، اإلنصاف، في معرفة :المرداوي .١١٢ ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت. ١٤١٩، (١الراجح من الخالف، ط

مسائل اإلمام أحمد بن حنبل واسحاق بن ، إسحاق بن منصور المروزي المروزي: .١١٣الجامعة عمادة البحث العلمي،)، م٢٠٠٢ـــ هـ١٤٢٥، (١ج، ط٩، راهويه

.المملكة العربية السعوديةــ اإلسالمية بالمدينة المنورة

، إبراهيم بن محمد بن عبد اهللا بن محمد ابن مفلح، أبو إسحاق، برهان الدين ابن مفلح: .١١٤ )، دار عالم الكتب ـــ الرياض.م٢٠٠٣ــــ هـ ١٤٢٣المبدع شرح المقنع، (

الفروع و معه تصحيح الفروع لعالء ،محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج ابن مفلح: .١١٥مؤسسة )، م ٢٠٠٣ ــــهـ ١٤٢٤، (١، طالدين علي بن سليمان المرداوي

الرسالة ــ بيروت.

Page 324: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۱۱

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

، ١بهاء الدين عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي، العدة شرح العمدة، ط المقدسي: .١١٦ م)، دار الكتب العلمية ـــــ بيروت. ١٩٩٠ه ــــ ١٤١١(

حاشية الروض ، الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي الحنبلي النجدي عبد النجدي: .١١٧ ).هـ١٣٩٧، (١ج، ط٧، المربع شرح زاد المستقنع

ج، ٦، كشاف القناع على متن اإلقناع، منصور بن يونس البهوتي البهوتي: .١١٨ دار الفكرــــ بيروت.ه)، ١٤٠٢(

رابعا: كتب مذاهب أخرى.دار ، ١ج، ط١١بن سعيد بن حزم، المحلى، أبي محمد علي بن أحمد حزم:ابن .١١٩

الكتب العلمية ـ بيروت.ار المتدفق على حدائق محمد بن علي بن محمد الشوكاني، السيل الجر الشوكاني: .١٢٠

(مذهب الزيدية). زم.ح، دار ابن ١األزهار، ط :خامسا: الفقه العام

، ١لعلم وضوابط الشرع، طإياد أحمد ابراهيم، الهندسة الوراثية بين معطيات ا براهيم:إ .١٢١ م).٢٠٠٣ه ـــ ١٤٢٣دار الفتح للدراسات والنشر، (

، ١حسام األحمد، البصمة الوراثية وحجتها في اإلثبات الجنائي والنسب، ط األحمد: .١٢٢ م)، منشورات الحلبي الحقوقية.٢٠١٠(

أسامة عمر سليمان األشقر، مستجدات فقهية في قضايا الزواج والطالق، األشقر: .١٢٣ م)، دار النفائس ـــــ األردن.٢٠٠٠هـ ـ ١٤٢٠( ١ط

، دار النفائس ـــــ ١محمد سليمان األشقر، أبحاث اجتهادية في الفقه الطبي، ط األشقر: .١٢٤ م).٢٠٠٦ه ــــ ١٤٢٦األردن(

األشقر .١٢٥ وغيره:

محمد عثمان شبير، عبد الناصر أبو البصل، عارف عمر سليمان األشقر، ، دار النفائس ـــ ١علي العارف، دراسات فقهية في قضايا طبية معاصرة، ط

األردن.

، ١محمد كمال الدين إمام، الزواج والطالق في الفقه اإلسالمي، ط إمام: .١٢٦

Page 325: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۱۲

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

م)، المؤسسة الجامعية للنشر ـــ بيروت. ١٩٩٦(

الفحص قبل الزواج واالستشارة الوراثية، مطابع التقنية محمد على البار، البار: .١٢٧ لألوفست ـــ الرياض.

ه ــ ١٤٠٠، (١محمد علي البار، خلق اإلنسان بين الطب والقرآن، ط البار: .١٢٨ م)، الدار السعودية للنشر والتوزيع.١٩٨٠

ه ١٤٢١، (١أحمد بوعود، االجتهاد بين حقائق التاريخ ومتطلبات الواقع، ط بوعود: .١٢٩ م)، دار السالم ــــ القاهرة.٢٠٠٠ــــ

عبد العزيز مداوي جابر، الحكم بإثبات النسب أو نفيه بالبصمة الوراثية جابر: .١٣٠ م).٢٠٠٩ه ـــــ ١٤٣٠، مكتبة الرشد، (١وتطبيقاته القضائية، ط

تاج الدين محمود الجاعوني، اإلنسان هذا الكائن العجيب أطوار خلقه الجاعوني: .١٣١م)، دار عمار ـــــ ١٩٩٣ه ـــ ١٤١٣، (١الطب والقرآن، ط وتصويره في

االردن.

م)، ٢٠٠٩ه ـــ ١٤٣٠، (١على أحمد الجرجاوي، حكمة التشريع وفلسفته، ط الجرجاوي: .١٣٢ دار الفكر ــــ بيروت.

م)، دار ومكتبة ١٩٨٧، (٣السيد الجميلي، اإلعجاز الطبي في القرآن، ط الجميلي: .١٣٣ الهالل.

ه ـــ ١٤١٧،(١حمد حامد، اآليات العجاب في رحلة اإلنجاب، طحامد أ حامد: .١٣٤ م)، دار القلم ـــ دمشق.١٩٩٦

م)، نهضة ٢٠٠٤(٣كريم حسنين، دورة حياة اإلنسان بين العلم والقرآن، ط حسنين: .١٣٥ مصر للطباعة والنشر.

م)، دار ١٩٩٣ -هـ١٤١٣، (٧خالص حلبي، الطب محراب اإليمان، ط حلبي: .١٣٦ دمشق. –الكتب العربية

Page 326: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۱۳

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

مصطفى الخن، أثر االختالف في القواعد األصولية في اختالف الفقهاء، الخن: .١٣٧ م)، مؤسسة الرسالة ــــ بيروت.٢٠٠٩ه ـــــ ١٤٣٠، (١ط

ج، ٢أحمد المعروف بشاه ولي اهللا بن عبد الرحيم الدهلوي، حجة اهللا البالغة، الدهلوي: .١٣٨ ه)، دار التراث ـــ القاهرة.١٣٥٥، (١ط

ه ــــ ١٤٢٩(١عبد الوهاب الراوي، معجزات القرآن العلمية في اإلنسان، ط وي:الرا .١٣٩ م)، دار العلوم.٢٠٠٨

ه ـــ ١٤١٦، (٤أحمد الريسوني، نظرية المقاصد عند اإلمام الشاطبي، ط الريسوني: .١٤٠ م)، الدار العالمية للكتاب اإلسالمي ـــ الرياض.١٩٩٥

م)، ٢٠٠٩ه ــــــ ١٤٣٠، (٣الفكر المعاصر، طوهبة الزحيلي، قضايا الفقه و الزحيلي: .١٤١ دار الفكر ـــــــ دمشق.

م)، ٢٠٠٢ه ــ ١٤٢٢، (٤، ط١١وهبة الزحيلي، الفقه اإلسالمي وأدلته، ج/ الزحيلي: .١٤٢ دار الفكر ـــ دمشق.

محمد الزحيلي، وسائل اإلثبات في الشريعة اإلسالمية في المعامالت المدنية الزحيلي: .١٤٣ ـ دمشق.ان ــــم)، دار البي١٩٨٢ه ــــــ ١٤٠٢،(١طج، ٢ية، واألحوال الشخص

ــ ١٤١٨، (١ج، ط٢مصطفى أحمد الزرقا، المدخل الفقهي العام، الزرقا: .١٤٤ ه ـ م)، دار القلم ــــ دمشق.١٩٩٨

عبد المجيد عزيز الزنداني، كتاب توحيد الخالق، دار السالم ــــ القاهرة. الزنداني: .١٤٥

الزنداني .١٤٦ وغيره:

د المجيد الزنداني، ج. س. جورنر، مصطفى أحمد، علم األجنة في ضوء عب م).١٩٨٧القرآن والسنة، هيئة اإلعجاز العلمي في القرآن والسنة ــــ مكة(

م، دار الفكر العربي ــــ القاهرة.٢٠٠٥محمد أبو زهرة، األحوال الشخصية، زهرة:أبو .١٤٧

المرأة والبيت المسلم في الشريعة عبد الكريم زيدان، المفصل في أحكام زيدان: .١٤٨ م)، مؤسسة الرسالة بيروت.٢٠٠٠ه ــ ١٤٢٠، (٢، ط١١اإلسالمية، ج/

Page 327: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۱٤

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

قطب مصطفى سانو، أدوات النظر االجتهادي المنشود في ضوء الواقع سانو: .١٤٩ م)، دار الفكر المعاصر ــــ بيروت.٢٠٠٠ه ــــ ١٤٢١، (١المعاصر، ط

الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب عمر محمد السبيل، البصمة السبيل: .١٥٠ م)، دار الفضيلة ــــــ الرياض.٢٠٠٢ه ــــ ١٤٢٣، (١والجناية، ط

عبد الستار فتح اهللا سعيد، في الفقه اإلسالمي المعاصر عقود الزواج سعيد: .١٥١ م).٢٠٠٧ه ــــ ١٤٢٨المستحدثة البصمة الوراثية، دار القلم ــ القاهرة(

، ١اض بن نامي السلمي، أصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله، طعي السلمي: .١٥٢ م)، دار التدمرية.٢٠٠٥ه ــــ ١٤٢٦(

عدنان الشريف، من علم الطب القرآني، الثوابت العلمية في القرآن الكريم، الشريف: .١٥٣ م)، دار العلم للماليين، بيروت.١٩٩٠( ١ط

مي في القرآن الكريم، مكتبة التوفيقية ــــ محمد متولي الشعراوي، اإلعجاز العل الشعراوي: .١٥٤ القاهرة.

محمد علي، المواريث في الشريعة اإلسالمية على ضوء الكتاب والسنة، ، الصابوني: .١٥٥ م)، مكتبة الغزالي ــ دمشق.١٩٧٩ -ه١٣٩٩،(٢ط

ج، ٢محمد أديب الصالح، تفسير النصوص في الفقه اإلسالمي، الصالح: .١٥٦ ، المكتب اإلسالمي ـــ بيروت.م)٢٠٠٨ه ـــــ ١٤٢٩،(٣ط

ه ــ ١٤٠٤(١عبد المحسن صالح، ومن كل شيء خلقنا زوجين، ط صالح: .١٥٧ م)، دار عكاظ للنشر والتوزيع.١٩٨٤

م)، ١٩٨٧هـ ـــ ١٤٠٨، (١عبد الحميد محمود طهماز، األنساب واألوالد، ط طهماز: .١٥٨ دار العلوم ـــ بيروت.

ن دراسة علمية قرآنية، الهيئة المصرية العامة عبد الفتاح طيرة، خلق اإلنسا طيرة: .١٥٩ م.١٩٩٦للكتاب،

Page 328: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۱٥

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

هشام كمال عبد الحميد، الهندسة الوراثية في القرآن وأسرار الخلق والروح الحميد:عبد .١٦٠ م)، مركز الحضارة العربية.٢٠٠٢، (١والبعث، ط

ركز جعفر عبد السالم، االجتهاد في قضايا األسرة، سلسلة دراسات م السالم:عبد .١٦١ )، رابطة الجامعات اإلسالمية.١األسرة(

-هـ ١٤١٠( ١محمد كامل عبد الصمد، اإلعجاز العلمي في اإلسالم، ط عبد الصمد: .١٦٢ م)، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة.١٩٩٠

محمد محمود عبد اهللا، الهندسة الوراثية في القرآن الكريم وأسرار الروح وخلق عبد اهللا: .١٦٣ م).٢٠٠٦ه ــــ ١٤٢٦ار الحامد للنشر والتوزيع(، د١اإلنسان، ط

م)، دار ٢٠٠٥ه ــــ ١٤٢٦، (١خالد فائق العبيدي، الوراثة واالستنساخ، ط العبيدي: .١٦٤ الكتب العلمية.

م).٢٠٠٩ه ــــــ ١٤٣٠(١محمد رأفت عثمان، المادة الوراثية الجينوم، ط عثمان: .١٦٥

، دار ١القرآن الكريم، ط محمد سامي محمد علي، اإلعجاز العلمي في علي: .١٦٦ دمشق. –المحبة

حقوق األوالد في الشريعة اإلسالمية والقانون، بدران أبو العنين بدران، أبو العنين: .١٦٧ م)، مؤسسة شباب الجامعة ـــ اإلسكندرية.١٩٨١(

الفقه المقارن لألحوال الشخصية بين المذاهب األربعة السنية والمذهب .١٦٨ ار النهضة العربية ـــ بيروت.، د١الجعفري والقانون، ط

عبد الرحمن عبد اهللا العوضي، الحياة اإلنسانية بدايتها ونهايتها في المفهوم العوضي: .١٦٩م)، سلسلة مطبوعات المنظمة اإلسالمية للعلوم ١٩٩١، (٢اإلسالمي، ط

الطبية ــــ الكويت.

ه)، ١٤٢٣( ،١صالح بن فوزان بن عبد اهللا الفوزان، الملخص الفقهي، ط فوزان: .١٧٠ دار العاصمة ـــ الرياض.

Page 329: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۱٦

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

، ١، مسائل شرعية في الجينات البشرية، طداغي القرةعلي عارف علي :داغي القرة .١٧١ م)، عضو مجلس النشر الماليزي.٢٠١١ه ـــ ١٤٣٢(

داغي القرة .١٧٢ وغيره:

علي محي الدين القرة داغي، يوسف المحمدي، فقه القضايا الطبية م).٢٠١١ه ــــ ١٤٣٢ر اإلسالمية(، دار البشائ٤المعاصرة، ط

يوسف القرضاوي، االجتهاد في الشريعة اإلسالمية مع نظرات تحليلية غب القرضاوي: .١٧٣ م)، دار القلم ـــ الكويت.١٩٨٦، (١الفقه المعاصر، ط

خليفة على الكعبي، البصمة الوراثية وأثرها على األحكام الفقهية، الكعبي: .١٧٤ النفائس. م)، دار٢٠٠٦ه ـــــ ١٤٢٦(١ط

عبد الرحيم مارديني، موسوعة اإلعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية مارديني: .١٧٥ دمشق. –م)، دار المحبة ٢٠٠٦، (١الشريفة، ط

أماني علي المتولي، ضوابط استخدام الهندسة الوراثية والتلقيح الصناعي في المتولي: .١٧٦ اب الحديث ـــ القاهرة.م)، دار الكت٢٠١٠ه ـــ ١٤٣٠،(١الفقه والقانون، ط

ه ــــ ١٤٢٥، (١محمد سالم مدكور، االجتهاد والقضاء في اإلسالم، ط مدكور: .١٧٧ م)، دار الكتاب الحديث ـــ القاهرة.٢٠٠٥

عائشة سلطان المرزوقي، إثبات النسب في ضوء المعطيات العلمية المرزوقي: .١٧٨م ــــــ ٢٠٠٣، مطبوعات جامعة اإلمارات العربية المتحدة(١المعاصرة، ط

ه).١٤٢٤

ـدار )، م٢٠٠٤ـــ ه١٤٢٥، (١طإبراهيم بن المنذر النيسابوري، اإلجماع، ابن المنذر: .١٧٩م)، مطبوعات رئاسة المحاكم ١٩٨٧(،٣ط . واستخدمتالمسلم للنشر والتوزيع

الشرعية والشؤون الدينية ـــ قطر.

ه).١٤٣٠دار ابن الجوزي،( ،١ناصر عبد اهللا الميمان، النوازل الطبية، ط الميمان: .١٨٠

زغلول راغب النجار، من آيات اإلعجاز العلمي خلق اإلنسان في القرآن النجار: .١٨١

Page 330: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۱۷

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

م)، دار المعرفة ـــ بيروت.٢٠٠٨ه ــ ١٤٢٩، (٢الكريم، ط

م، ٢٠٠٧، ٢زغلول راغب النجار، اإلعجاز العلمي في السنة النبوية، ط النجار: .١٨٢ نهضة مصر للطباعة والنشر.

ه ــ ١٤٢٨(١محمد نبيل النشواتي، اإلعجاز اإللهي في خلق القرآن، ط واتي:النش .١٨٣ م)، دار القلم ـــ دمشق.٢٠٠٧

سعد الدين مسعد هاللي، البصمة الوراثية وعالئقها الشرعية، دارسة فقهية هاللي: .١٨٤ م)، مكتبة وهبة، القاهرة. ٢٠١٠ -ه ١٤٣١، (١مقارنة، ط

البصمة الوراثية من وسائل النسب الشرعية، أشرف عبد الرازق ويح، موقع ويح: .١٨٥ دار النهضة العربية ـــــــ القاهرة.

:أصول الفقهالقواعد وسادسا: ، ١، طنهاية السول شرح منهاج الوصول، جمال الدين عبد الرحيم اإلسنوي اإلسنوي: .١٨٦

.لبنانـــ بيروتــ دار الكتب العلمية )، م١٩٩٩ -هـ١٤٢٠(

أبي الحسن على بن أبي على بن محمد اآلمدي، االحكام في سيف الدين اآلمدي: .١٨٧ ج، دار الحديث ـــ القاهرة.٢أصول األحكام،

أمير ابن .١٨٨ الحاج:

م)، دار ١٩٨٣ه ــــ ١٤٠٣، (٢ج، ط٣ابن أمير الحاج، التقرير والتحبير، الكتب العلمية ـــــ بيروت.

أمير .١٨٩ بادشاه:

ج، دار الفكر ـــــ ٤سير التحرير، محمد أمين المعروف بأمير بادشاه، تي القاهرة.

م)، ١٩٩٦ه ــــ ١٤١٧، (١سليمان الباجي، اإلشارة في أصول الفقه، ط الباجي: .١٩٠ مكتبة الباز ــــ الرياض.

علي بن محمد البزدوي الحنفيى، أصول البزدوي ــ كنز الوصول الى معرفة البزدوي: .١٩١ .، مطبعة جاويد بريس ـــ كراتشي١األصول، ط

Page 331: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۱۸

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

ابن .١٩٢ الحاجب:

عثمان ابن الحاجب المالكي، شرح مختصر المنتهى األصولي، شرحه عضد ج، دار الكتب ٣م)، ٢٠٠٤ه ــــ ١٤٢٤،(١الدين عبد الرحمن اإليجي، ط

العلمية ـــ بيروت.

أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، مراتب اإلجماع في العبادات ابن حزم: .١٩٣ دار الكتب العلمية ـ بيروت. والمعامالت واالعتقادات،

أبي بكر بن محمد بن عبد المؤمن المعروف بتقى الدين الحصني، القواعد، الحصني: .١٩٤ ه)، مكتبة الرشيد ـــــ الرياض.١٤١٨(١ط

م)، دار ٢٠٠٨ه ــــ ١٤٢٩، (١٣وهبة الزحيلي، الوجيز في أصول الفقه، ط الزحيلي: .١٩٥ الفكر المعاصر ـــ بيروت.

ر الدين محمد بن بهادر عبد اهللا الزركشي، البحر المحيط في أصول بد الزركشي: .١٩٦ ج، دار الكتب العلمية ـــ بيروت. ٤م)، ٢٠٠٧ه ــــ ١٢٢٨، (٢الفقه، ط

م)، ٢٠٠٩ه ــــ ١٤٣٠، (١عبد الكريم زيدان، الوجيز في أصول الفقه، ط زيدان: .١٩٧ مؤسسة الرسالة ـــ بيروت.

األشباه والنظائر، بن علي ابن عبد الكافي السبكي،ين عبد الوهاب تاج الد السبكي: .١٩٨ م)، دار الكتب ـ بيروت.١٩٩١هـ ـ ١٤١١( ١ج، ط٢

ه ـــــ ١٤١٩، (١ج، ط٤رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب، .١٩٩ م)،عالم الكتب ــــــ بيروت.١٩٩٩

علي بن عبد الكافي السبكي، اإلبهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول السبكي: .٢٠٠ه)، دار الكتب العلمية ــــ ١٤٠٤، (١ج، ط٤إلى علم األصول للبيضاوي،

بيروت.

محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس األئمة السرخسي، أصول السرخسي، السرخسي: .٢٠١ م)، دار الكتب العلمية ــــ بيروت.١٩٩٤ه ـــ ١٤١٤، (١ط

Page 332: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۱۹

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

، ١وشرحها، طعبد الرحمن بن ناصر السعدي، القواعد الفقهية المنظومة السعدي: .٢٠٢ م)، دار المراقبة الثقافية ـــ الكويت.٢٠٠٧ه ــــ ١٤٢٨(

، ١ه الذي ال يسع الفقيه جهله، طقعياض بن نامي السلمي، أصول الف السلمي: .٢٠٣ م)، دار التدمرية.٢٠٠٥ه ــ ١٤٢٦(

ج، دار ٢م)، ١٩٩٧ه ــــ ١٤١٨، (١منصور السمعاني، قواطع األدلة، ط السمعاني: .٢٠٤ ة ــــ بيروت.الكتب العلمي

دار ه)، ١٤٠٣، (األشباه والنظائر ،عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي السيوطي: .٢٠٥ .بيروتـــ الكتب العلمية

ابراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي الشاطبي، الموافقات في أصول الشريعة، الشاطبي: .٢٠٦ م)، دار الحديث ـــ القاهرة.٢٠٠٦ه ــــ ١٤٢٧ج، (٤

ه ــــ ١٤٢٦، (٣بن ادريس الشافعي، الرسالة لإلمام المطلبي، طمحمد الشافعي: .٢٠٧ م)، دار التراث ـــ القاهرة.٢٠٠٥

بن عبد ا .٢٠٨ :السالم

عز الدين عبد العزيز بن عبد السالم، القواعد الكبرى الموسوم بـ قواعد م)، دار القلم ـ ٢٠٠٢هـ ـ ١٤٢١( ١ج، ط٢األحكام في إصالح األنام،

دمشق.

بن عبد ا .٢٠٩ :المالس

عز الدين بن عبد العزيز بن عبد السالم، الفوائد في اختصار المقاصد أو م)، دار الفكر ـ بيروت.١٩٩٩هـ ـ ١٤٢٠( ١القواعد الصغرى، ط

م)، دار ١٩٩٥،(١بن محمد الغزالي، المستصفى من علم األصول، ط محمد الغزالي: .٢١٠ صادر ـــ بيروت.

بن محمد بن قدامة المقدسي، روضة الناظر موفق الدين عبداهللا بن أحمد قدامة:ابن .٢١١م)، دار احياء ٢٠٠٢ه ـــ ١٤٢٣، (١وجنة المناظر في أصول الفقه، ط

التراث العربي ـــ بيروت.

Page 333: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۲۰

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

شهاب الدين أبو العباس أحمد بن ادريس القرافي، شرح تنقيح الفصول في القرافي: .٢١٢، م)٢٠١٠ه ــــ ١٤٣٢اختصار المحصول في األصول، طبعة جديدة (

بيروت ــــ لبنان.

وق في الفروق أو أنوار البر ، أبو العباس أحمد بن إدريس الصنهاجي القرافي القرافي: .٢١٣دار الكتب )، م١٩٩٨ -هـ ١٤١٨ج، (٤)، أنواء الفروق (مع الهوامش

العلمية ـ بيروت.

محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن القيم الجوزية، أعالم الموقعين عن رب القيم:ابن .٢١٤ م)، دار الكتاب العربي ــــ بيروت.١٩٩٦ه ــــ ١٤١٦، (١ج، ط٤المين، الع

ج، طبع على مراحل وقد طبع ٤محمد ابن النجار، شرح الكوكب المنير، النجار:ابن .٢١٥ م)، دار الفكر ــــ دمشق.١٩٨٧ه ــــ ١٤٠٨الجزء األخير منه عام(

سابعا: اللغة والمعاجم

م)، مكتبة ١٩٩٢، (١، البستان معجم لغوي مطول، طعبد اهللا البسستاني البستاني: .٢١٦ لبنان ــــ لبنان.

علي بن محمد سيد الشريف الجرجاني، معجم التعريفات، دار الفضيلة ـــ الجرجاني: .٢١٧ القاهرة.

ج، ٢جيرار جهامي، موسوعة مصطلحات العلوم عند العرب، جهامي: .٢١٨ م)، مكتبة لبنان ــــ بيروت.١٩٩٩،(١ط

ــــ هـ ١٤٠٨، (٢ج، ط١، القاموس الفقهي لغة واصطالحا ،عدي أبو جيبس أبو جيب: .٢١٩ .دمشقـــ دار الفكر)، م١٩٨٨

ه ـــ ١٤٢١، (١محمد أبي بكر بن عبد القادر الرازي، مختار الصحاح، ط الرازي: .٢٢٠ م)، دار الحديث ـــ القاهرة.٢٠٠٠

ض، الملقب بمرتضى محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني، أبو الفي الزبيدي: .٢٢١ ج، دار صادر ـــــ بيروت.١٠الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس،

Page 334: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۲۱

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

ه ـــــ ١٤٢٣قطب مصطفى سانو، معجم مصطلحات أصول الفقه، ( سانو: .٢٢٢ م)، دار الفكر المعاصر ــــ بيروت.٢٠٠٢

، ١ج، ط٢رفيق العجم، موسوعة مصطلحات أصول الفقه عند المسلمين، العجم: .٢٢٣ تبة لبنان ــــــ بيروت.مك

هـ ــ ١٤٢٩ج، (٤، ١أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، ط عمر: .٢٢٤ م)، عالم الكتب. ٢٠٠٨

ه ـــــ ١٤١٥، (١محمد حسين غزال، مفسر المصطلحات العلمية، ط غزال: .٢٢٥ م)، المكتبة الوطنية ــــ األردن.١٩٩٥

١زكريا، معجم المقاييس في اللغة، ط أبو الحسين أحمد بن فارس بن فارس:ابن .٢٢٦ م)، دار الفكر ـ بيروت.١٩٩٤هـ ـ ١٤١٥(

م)، مكتبة لبنان، ٢٠٠٤(١الخليل بن أحمد الفراهيدي، كتاب العين، ط الفراهيدي: .٢٢٧ بيروت.

الفيروز .٢٢٨ أبادي:

١٤١٧( ١محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، القاموس المحيط القاموس، ط لتراث العربي.م)، دار إحياء ا ١٩٩٧ -ه

المصباح المنير في غريب الشرح ، أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي الفيومي: .٢٢٩ .بيروت ــــالمكتبة العلمية ج، ٢، الكبير للرافعي

م) دار ٢٠١١ه ــ ١٤٣٢، (٢أحمد أبو قاحة، معجم النفائس الوسيط، ط قاحة:أبو .٢٣٠ النفائس ــــــ بيروت.

م)، دار ١٩٩٦هـ ـ ١٤١٦( ١عة جي، معجم لغة الفقهاء، طمحمد رواس قل قلعه جي: .٢٣١ النفائس ـ بيروت.

أبي البلقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفوي، الكليات معجم في الكفوي: .٢٣٢م)، مؤسسة الرسالة ١٩٩٣ه ـــــ ١٤١٣، (٢المصطلحات والفروق اللغوية، ط

Page 335: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۲۲

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

ـــ بيروت.

اللقاني .٢٣٣ وغيره:

الجمل، معجم المصطلحات التربوية المعرفة أحمد حسين اللقاني، علي أحمد م)، عالم الكتب ـــــ ٢٠٠٣ه ـــــ ١٤٢٤، (٣في المناهج وطرق التدريس، ط

القاهرة.

مجمع اللغة .٢٣٤ العربية:

م)، مكتبة ٢٠١١هـ ــ ١٤٣٢( ٥مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، ط الشروق الدولية.

المغرب في ترتيب ، لسيدبن علي بن المطرزأبو الفتح ناصر الدين بن عبد ا المطرزي: .٢٣٥ .حلب ــــمكتبة أسامة بن زيد م)، ١٩٧٩، (١ج، ط٢، المعرب

مؤسسة .٢٣٦أعمال

:الموسوعة

، مؤسسة أعمال ٢مؤسسة أعمال الموسوعة، الموسوعة العربية العالمية، ط الموسوعة للنشر والتوزيع.

ج، ١٨منظور، لسان العرب أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور:ابن .٢٣٧ ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.٣ط

م)، دار ٢٠٠٣ه ــــ ١٤٢٤، (١هيثم هالل، معجم مصطلحات األصول، ط هالل: .٢٣٨ الجيل.

معاجم األعالمثامنا: ابن ٢٣٩

األثير:أسد الغابة في معرفة ،عز الدين بن األثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري

.بيروت ــــ دار إحياء التراث العربي )، م١٩٩٦ ـــــهـ ١٤١٧ج، (٨، الصحابة

، التاريخ الكبير ،المغيرة البخاري أبو عبد اهللا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن :البخاري ٢٤٠ .الدكن ــــ دائرة المعارف العثمانية، حيدر آبادج، ٨

تخريج ،عبد اهللا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو البخاري: ٢٤١هـ ١٤٢٠( ،١، طاألحاديث المرفوعة المسندة في كتاب التاريخ الكبير للبخاري

.الرياض ـــ مكتبة الرشد)، م١٩٩٩ــــ

Page 336: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۲۳

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

ابن عبد ٢٤٢ البر:

االستيعاب في معرفة األصحاب، يوسف بن عبد اهللا بن محمد بن عبد البر

.بيروت ـــ دار الجيل م)،١٤١٢( ،١ج، ط٤

القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال الخزرجي األنصاري أبو بشكوال: ٢٤٣ج، ٢،غوامض األسماء المبهمة الواقعة في متون األحاديث المسندة ،األندلسي

.بيروتــــ عالم الكتب ه،١٤٠٧، ١ط

حافظ ابن النجار الحافظ أبي الحسين أحمد بن أيبك بن عبد اهللا الحسامي :البغدادي ٢٤٤ ،١، طالمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ،روف بابن الدمياطيالمع البغدادي

.بيروت ــــ دار الكتب العلمية )،م١٩٩٧ -ه ١٤١٧(

تغري ٢٤٥ :بردي

يوسف بن تغري بردي بن عبد اهللا الظاهري الحنفي، أبو المحاسن، جمال الهيئة م)، ١٩٨٤ج، (١٣، المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي ،الدين

.لكتابالمصرية العامة ل

ابن أبي ٢٤٦ :حاتم

أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، دار إحياء )، م١٩٥٢ــــهـ ١٢٧١، (١، طالجرح والتعديل ،الرازي ابن أبي حاتم

.بيروت ـــالتراث العربي

،١ج، ط٩، الثقات ،محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي ابن حبان: ٢٤٧ ــــ بيروت. دار الفكرم)، ١٩٧٥ ــــ ه١٣٩٥(

ج، ٧، لسان الميزان ،أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني الشافعي :بن حجرا ٢٤٨ .بيروت ــــمؤسسة األعلمي للمطبوعات ه)، ١٩٨٦ ــــ ه١٤٠٦( ،٣ط

تقريب التهذيب ،أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني الشافعي :بن حجرا ٢٤٩

ــــ سوريا. دار الرشيد م)،١٩٨٦ ــــ ه١٤٠٦، (١ج

، ٢ج، ط٨أحمد بن علي بن حجر العسقالني، اإلصابة في تمييز الصحابة، :بن حجرا ٢٥٠ م)، دار الكتب العلمية ـــ بيروت.٢٠٠٢ -هـ١٤٢٣(

Page 337: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۲٤

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

الدرر ،الحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقالني ابن حجر: ٢٥١مجلس دائرة )،م١٩٧٢ ـــــ هـ١٣٩٢ج، (٤، يان المائة الثامنةالكامنة في أع

.المعارف العثمانية

ابن ٢٥٢ :خلكان

أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان .بيروتـــ دار صادر ،وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان ،البرمكي اإلربلي

طبقات ، ن خليفة الشيباني العصفري البصريخياط ب أبو عمرو خليفة بن :بن خياطا ٢٥٣ ـــ بيروت.دار الفكر )،م١٩٩٣ ـــهـ ١٤١٤( ج،١، خليفة بن خياط

ميزان ،شمس الدين أبو عبد اهللا محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي :الذهبي ٢٥٤ ــــ دار المعرفة )،م١٩٦٣ ــــهـ ١٣٨٢، (١ج، ط٤ ،االعتدال في نقد الرجال

.بيروت

الكاشف في ،شمس الدين أبي عبد اهللا محمد بن أحمد بن الذهبي الدمشقي :الذهبي ٢٥٥وحاشيته لالمام برهان الدين أبي الوفاء ، معرفة من له رواية في الكتب الستة

ار ه)، د١٩٩٢ ــــ ه١٤١٣( ،١ط ،إبراهيم بن محمد سبط ابن العجمي الحلبي .جدةـــ لوم القرآن القبلة للثقافة االسالمية مؤسسة ع

سير ،شمس الدين أبو عبد اهللا محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي الذهبي: ٢٥٦ .مؤسسة الرسالة)، م١٩٨٥ ــــهـ ١٤٠٥، (٣، طأعالم النبالء

محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد اهللا التركماني أبو عبد اهللا شمس الذهبى: ٢٥٧مكان النشر المدينة )، ه١٤٠٨ج، (٢، في سرد الكنى المقتنى ،الدين الذهبي

.السعودية ـــــالمنورة

األعالم ،خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي :الزركلي ٢٥٨

ـــ بيروت. دار العلم للماليين)، م٢٠٠٢، (١٥ج، ط٨

ج، ١٠،شافعية الكبرىطبقات ال ،تاج الدين بن علي بن عبد الكافي السبكي :السبكي ٢٥٩ .نشر والتوزيعهجر للطباعة وال)، دار ه١٤١٣، (٢ط

Page 338: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۲٥

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

ج، ٨، الطبقات الكبرى ،محمد بن سعد بن منيع أبو عبداهللا البصري الزهري ابن سعد: ٢٦٠ .بيروت ـــــدار صادر )، م١٩٦٨( ،١ط

ن البدر الطالع بمحاس ،محمد بن علي بن محمد بن عبد اهللا الشوكاني اليمني الشوكاني ٢٦١ .بيروت ــــدار المعرفة ج، ٢، من بعد القرن السابع

ج، ٢، معرفة الثقات ،أحمد بن عبد اهللا بن صالح أبو الحسن العجلي الكوفي :العجلي ٢٦٢ .المدينة المنورة ـــــمكتبة الدار م)،١٩٨٥ ــــ ه١٤٠٥( ،١ط

ابن ٢٦٣ :عساكر

ي المعروف بابن أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اهللا بن عبد اهللا الشافعتاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من االماثل أو ،عساكر

ـــــ بيروت.دار الفكر ، اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها

االستيعاب في معرفة األصحاب أبو عمر يوسف بن عبد اهللا بن محمد بن :القرطبي ٢٦٤الدار )،م١٩٩٢ ــــهـ ١٤١٢( ،١ط ج،٤ ،القرطبي عبد البر بن عاصم النمري

ت.بيرو ـــ الجيل

دار إحياء التراث ، بيروتــــ مكتبة المثنى ، معجم المؤلفين ،عمر رضا كحالة :كحالة ٢٦٥ .بيروت ـــــ العربي

اإلكمال في رفع االرتياب عن ،علي بن هبة اهللا بن أبي نصر بن ماكوال :ماكوال ٢٦٦دار الكتب م)،١٤١١( ،١ط ج،٤، المؤتلف والمختلف في األسماء والكن

.بيروت ــــالعلمية

،١ج، ط٣٥، تهذيب الكمال ،يوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي :المزي ٢٦٧ .بيروت ـــمؤسسة الرسالة م)، ١٩٨٠ ـــــ ه١٤٠٠(

:الكتب العامةتاسعا: وليم بنز، الهندسة الوراثية للجميع، مطابع الهيئة المصرية العامة بنز: .٢٦٨

م).١٩٩٦لكتاب،(ل

م)، دار ١٩٩٨ه ـــــ ١٤١٩، (١عبد الباسط الجمل، عصر الجينات، ط الجمل: .٢٦٩

Page 339: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۲٦

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

الرشاد القاهرة.

الهندسة الوراثية للشباب، مكتبة ابن سبنا ــــ القاهرة. .٢٧٠

الجمل .٢٧١ وغيره:

عبد الباسط الجمل، مروان عبده، موسوعة تكنولوجيا الحمض النووي في م)، دار العلم للجميع ـــــ القاهرة.٢٠٠٦، (١مجال الجريمة، ط

الجنزوري .٢٧٢ وغيره:

منير الجنزوري، محمود مهلل، حمزة الشبكة، أمينه فرج اهللا، أساسيات م)، الدار ٢٠٠٤ه ــــ ١٣٢٤(١بيولوجيا الخلية والهستولوجي وعلم األجنة، ط

العربية للكتاب.

، DNAي كشف الجريمة خالد الحمادي، الثورة البيولوجية ودورها ف الحمادي: .٢٧٣ م).٢٠٠٥(

، دار الشروق ــــ ١عايش زيتون، علم حياة اإلنسان (بيولوجيا اإلنسان)، ط زيتون: .٢٧٤ م.٢٠٠٥األردن

سنستاذ .٢٧٥ وغيره:

م) الدار ١٩٩٣( ٣بيتر سنستاذ، إلدون . ج . جاردنز، مبادئ علم الوراثة ط العربية ـ القاهرة.

سيتون .٢٧٦ وغيره:

ديترانسكي، ترجمة عبد العزيز مصطفى عمر وغيره، سيتون، ل. دن، ث. ) المجموعة ١٤أساسيات علم الوراثة، المركز القومي لإلعالم ورقم مسلسل: (

األولى.

شرف .٢٧٧ الدين:

أحمد شرف الدين، هندسة اإلنجاب والوراثة في ضوء األخالق والشرائع، م)، المكتبة األكاديمية.٢٠٠١، (١ط

م).١٩٦٣ي الوراثة، دار النهضة العربية (جولد شميدت، ما ه شمدت: .٢٧٨

ه ـــــ ١٤٢١، (١إياد محمد فاضل العبيدي، الهندسة الوراثية المتقدمة، ط العبيدي: .٢٧٩ م)، دار المسيرة ـــ األردن.٢٠٠١

وزارة التعليم العالي ٢عدنان حسن محمد العذاري، أساسيات في الوراثة، ط العذاري: .٢٨٠

Page 340: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۲۷

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

ـ بغداد.والبحث العلمي جامعة الموصل

إسماعيل أبو عساف، أساسيات بيولوجيا الخلية والهندسة الوراثية وعلم عساف:أبو .٢٨١ م)، األهلية ــــــــ األردن.٢٠٠٥( ١الجنين، ط

برايان ج. فورد، الجينات الصراع من أجل الحياة، المجلس األعلى للثقافة فورد: .٢٨٢ م).٢٠٠١(

مستقبل، دائرة المكتبة الوطنية.زهير محمود الكرمي، اإلنسان وال الكرمي: .٢٨٣

أحمد محمد كنعان، الموسوعة الطبية الفقهية، دار النفائس ـــ بيروت. كنعان: .٢٨٤

مجوعة .٢٨٥ مؤلفين:

هـ) ١٤٢٧ - ١٤٠٤، الطبعة: ( من ٤٥الموسوعة الفقهية الكويتية، ج

: )٣٨ـــ ٢٤، (دارالسالسل ـــ الكويت)؛ ..األجزاء(٢) : ط٢٣ـــــ ١..األجزاء ( ، (دار الصفوة ـــ مصر)١ط

، (طبع الوزارة)، وزارة األوقاف والشئون ٢: ط ٤٥ - ٣٩..األجزاء اإلسالمية ــــ الكويت.

عبد الهادي مصباح، العالج الجيني واستنساخ األعضاء البشرية رؤية مصباح: .٢٨٦ه ـــــ ١٤٢٠، (١مستقبلية للطب والعالج خالل القرن الحادي والعشرين، ط

الدار المصرية اللبنانية ــــ القاهرة. م)،١٩٩٩

وليم د. ستا نسفيلد، كتاب الوراثة، الدار الدولية للنشر والتوزيع، الطبعة نسفيلد: .٢٨٧ ).١٩٨٢العربية األولى، (

عبد .٢٨٨ الهادي:

م) دار الشرق ١٩٩٨( ١عائدة وصفي عبد الهادي، مقدمة في علم الوراثة، ط ـ رام اهللا.

:وريات: المجالت والدعاشرافؤاد عبد المنعم أحمد، البصمة الوراثية ودورها في اإلثبات الجنائي بين أحمد: .٢٨٩

الشريعة والقانون، مؤتمر الهندسة الوراثية بين الشريعة والقانون ـــــــ جامعة م).٢٠٠٢ه ــــــ ١٤٢٣اإلمارات العربية المتحدة، (

Page 341: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۲۸

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

ت البشرية وحجية اإلثبات، عمر الشيخ األصم، التحليل البيولوجي للجينا األصم: .٢٩٠المجلد الرابع، مؤتمر الهندسة الوراثية بين الشريعة والقانون ـــــــ جامعة

م).٢٠٠٢ه ــــــ ١٤٢٣اإلمارات العربية المتحدة، (

إدريس .٢٩١ هزاع:

، عبد الفتاح إدريس، ماجدة هزاع، اإلثبات بالقرائن والمستجدات الحديثةمنبثق عن منظمة التعاون اإلسالمي في مجمع الفقه اإلسالمي الدولي ال

الجزائريــة الديمقراطية دورته العشرين المنعقدة في وهران ( الجمهورية هـ ، الموافق ١٤٣٣من ذي القعدة ٢شوال إلى ٢٦) خالل الفترة من الشعبية

.م٢٠١٢سبتمبر (أيلول) ١٨-١٣

ثبات والقضاء، عباس أحمد الباز، بصمات غير األصابع وحجيتها في اإل الباز: .٢٩٢المجلد الثاني، مؤتمر الهندسة الوراثية بين الشريعة والقانون ـــــــ جامعة

م).٢٠٠٢ه ــــــ ١٤٢٣اإلمارات العربية المتحدة، (

عبد الناصر موسى أبو البصل، اإلثبات بالبصمة الوراثية(الجينية) من البصل:أبو .٢٩٣، كانون أول ٤، ع/١٩المنظور الشرعي، مجلة أبحاث اليرموك، المجلد/

م.٢٠٠٣

خياط .٢٩٤ وشمالي:

عبد القادر الخياط، فريدة شمالي، تقنيات البصمة الوراثية في قضايا النسب وعالقتها بالشريعة اإلسالمية، المجلد الرابع مؤتمر الهندسة الوراثية بين

ه ــــــ ١٤٢٣الشريعة والقانون ـــــــ جامعة اإلمارات العربية المتحدة، ( م).٢٠٠٢

، عبد الستار فتح اهللا سعيد، البصمة الوراثية في ضوء اإلسالم ومجاالت اإلستفادة منها سعيد: .٢٩٥مجلة المجمع الفقهي اإلسالمي، الدورة السادسة عشرة، الجزء الثالث

م).٢٠٠٢ه ـــــ ١٤٢٢(

بات، محمد المختار السالمي، التحليل البيولوجي للجينات البشرية وحجية اإلث السالمي: .٢٩٦مؤتمر الهندسة الوراثية بين الشريعة والقانون ـــــــ جامعة اإلمارات العربية

م).٢٠٠٢ه ــــــ ١٤٢٣المتحدة، (

Page 342: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۲۹

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

عبد المجيد محمد السوسوه، العالقة بين حاكمية الوحي واجتهاد العقل، مجلة السوسوه: .٢٩٧ه، ١٤٢٠الشريعة والدراسات اإلسىالمية، العدد التاسع والثالثون، شعبان

السنة الرابعة عشرة.

، ٣٧بندر فهد السويلم، البصمة الوراثية وأثرها في النسب، مجلة العدل، ع/ السويلم: .٢٩٨ .٨٠ه ــــ ١٤٢٩محرم

ياسر أحمد الشمالي، تحديد جنس الجنين في ضوء القرآن والسنة والمعارف الشمالي: .٢٩٩ع أول م، ربي٢٠٠٤الطبية الحديثة، مجلة دراسات العدد األول، أيار

هـ.١٤٢٥

أحمد عبداهللا الضويحي، االستعانة بأهل االختصاص في االجتهاد، مجلة الضويحي: .٣٠٠ السنة الحادية عشرة.١٤٣٠العدل، العدد الثاني واألربعون، ربيع اآلخر

وليد عاكوم، البصمة الوراثية وأثرها في اإلثبات ، المجلد الثاني، مؤتمر عاكوم: .٣٠١شريعة والقانون ـــــــ جامعة اإلمارات العربية المتحدة، الهندسة الوراثية بين ال

م).٢٠٠٢ه ــــــ ١٤٢٣(

نجم عبد اهللا عبد الواحد، : البصمة الوراثية وتأثيرها على النسب اثباتا ونفيا، عبد الواحد: .٣٠٢مجلة المجمع الفقهي اإلسالمي، الدورة السادسة عشرة، الجزء الثالث (

م).٢٠٠٢ه ـــــ ١٤٢٢

ابراهيم عثمان، دور البصمة الوراثية في قضايا اثبات النسب والجرائم عثمان: .٣٠٣ـــــ ١٢الجنائية، المؤتمر العربي األول لعلوم األدلة الجنائية والطب الشرعي،

م، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ـــــ الرياض.١٤/١١/٢٠٠٧

ت النسب مجلة العدل ـــــ وزارة العدل عبد الرشيد قاسم، البصمة الوراثية واثبا قاسم: .٣٠٤ ه.١٤٢٥، السنة السادسة ٢٣السعودية، ع/

من بحوث المؤتمر العلمي العاشر اإلعجاز اإللهي في خلق اإلنسان، أبو المجد: .٣٠٥ م).٢٠١١ه ــ ١٤٣٢لإلعجاز العملي في القرآن والسنة المجلد الثاني (

Page 343: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۳۰

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

المجمع .٣٠٦ الفقهي:

، القرارات بشأن البصمة الوراثية ومجاالت مجلة المجمع الفقهي اإلسالمي االستفادة منها، الدورة السادسة عشرة، الجزء الثالث

م).٢٠٠٢ه ـــــ ١٤٢٢(

محمود عبد اهللا إبراهيم نجا، األسس العلمية الختبار البصمة الوراثية في النجا: .٣٠٧، من بحوث المؤتمر العلمي العاشر لإلعجاز العملي في ةالقرآن والسن

م).٢٠١١ه ــ ١٤٣٢لقرآن والسنة المجلد الثاني (ا

مصلح عبد الحي النجار، البصمة الوراثية في الفقه اإلسالمي، مجلة البحوث النجار: .٣٠٨ ه.١٤٢٥، السنة ٦٥الفقهية المعاصرة، ع/

)، مجلة DNAمازن اسماعيل هنية، اثبات ولد الزنى بالبصمة الوراثية( هنية: .٣٠٩الدراسات اإلسالمية) المجلد السابع عشر، العدد الجامعة اإلسالمية (سلسلة

م.٢٠٠٨األول، يونية

المجتهد المعاصر، مجلة جمعية القدس للبحوث والدراسات اإلسالمية، العدد .٣١٠ م).٢٠١٠ه ـــ ١٤٣١الثالث،(

هنية .٣١١ وشويدح:

مازن اسماعيل هنية، أحمد ذياب شويدح، نفي النسب في الفقه اإلسالمي لعلمية المعاصرة فيه، مجلة الجامعة اإلسالمية (سلسلة ودور الحقائق ا

م.٢٠٠٩الدراسات اإلسالمية) المجلد السادس عشر، العدد الثاني، يونية

نصر فريد واصل، البصمة الوراثية ومجاالت االستفادة منها، مجلة المجمع واصل: .٣١٢ـ ه ــــ١٤٢٢الفقهي اإلسالمي، الدورة السادسة عشرة، الجزء الثالث (

م).٢٠٠٢

:مواقع اإلنترنت :الحادي عشرموقع الوراثة ٣١٣

الطبية:الحامض النووي،

http://www.werathah.com/learning/dna.htm

مقدمة في الوراثة، ٣١٤

Page 344: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۳۱

=é àÂÃ∆r^à ª^Ë=áÉ_îª^

http://www.werathah.com/genetic/intro.htm

، هاللي: ندوة حجية استخدام البصمة الوراثية إلثبات البنوة :موقع اسالم سيت ٣١٥http://www.islamset.org/arabic/abioethics/basma/ind

ex.html

موقع شبكة نداء ٣١٦ :األقصى اإلسالمية

اإلعجاز العلمي في تشريع عدة المرأة، http://nedaa.alaqsaa.com/showthread.php?t=15761

موقع الملتقى ٣١٧ : الفقهي

فريدة: مقاصد الشرع في تحريم التبني ورعاية اليتيم، http://fiqh.islammessage.com/NewsDetails.aspx?id=

5069

بوابة مصر موقع ٣١٨ القانونية

تطبيقات البصمة الوراثية في اإلثبات الجنائي، http://misrawalan-law.com.

د للعدالة، أحمد أسعد عمر: البصمة الوراثية باب جدي موقع الرأي ٣١٩http://www.alraai-

news.com/?he=sho_cat_new&cat_id=1&id=154

موقع ستار تايمز، ستار تايمز موقع ٣٢٠http://www.startimes.com/?t=1989801

Page 345: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

_å‹ _~m_ƒÈó Ȫ^=é àÂÃ=W

Page 346: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۳۳

ÔÎ ‡ b à —ÿ ^=m_Í˝^=é à ÂÃ

فهرس الموضوعات: رقم الصفحة الموضوع

أ المقدمة الفصل األول لوراثيـــــــةمفهــــــوم البصمـــــة ا

المبحث األول حقيقة البصمة الوراثية

٣ تمهيد:

٤ المطلب األول: مفهوم البصمة الوراثية ١٦ المطلب الثاني: اإلجراءات العملية لفحص البصمة الوراثية

٢١ المطلب الثالث: الداللة الثبوتية للبصمة الوراثية

المبحث الثاني

روابط النسب في البصمة الوراثية

٢٤ تمهيد:

٢٥ المطلب األول: حديث القرآن الكريم عن العالقات الوراثية

٣٢ المطلب الثاني: حديث السنة النبوية عن العالقات الوراثية

المبحث الثالث

مخرجات البصمة الوراثية

٤١

٤٢ المحور األول: ويتمثل في القضايا الجنائية:

٤٣ الشخصية:المحور الثاني: ويتمثل في قضايا األحوال

0Bالفصل الثاني 1Bأثر التطور العلمي على اجتهاد العلماء

المبحث األول

عالقة االجتهاد بالعلم

Page 347: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۳٤

ÔÎ ‡ b à —ÿ ^=m_Í˝^=é à ÂÃ

٥٣ تمهيد:

٥٤ : التقاطع بين االجتهاد والعلمولالمطلب األ

٦٠ : دور العلم في حكم الشرعثانيالمطلب ال

المبحث الثاني

قيمة القطعية والظنية العلمية على االجتهاد :تقسم المسائل العلمية من حيث القطعية والظنية إلى ثالثة أقسام، وذلك على النحو التالي

٦٧ المسألة العلمية القطعية

المسألة العلمية القطعية التي ورد عليها الظن عند تطبيقها على الواقعة أو من جهة أخرى

٦٨

٧٠ المسألة العلمية الظنية

المبحث الثالث

العلماء القدامى بالعلمتوجيه اجتهادات

٧٤ المسألة األولى: أقل مدة الحمل، وأقصى مدة الحمل

٧٥ الخنثى الثانية: المسألة

2Bالفصل الثالث 3Bاعتبار الوراثة في التشريع

المبحث األول

قيمةالوراثة في التشريع اإلسالمي ٨٠ تمهيد:

٨٢ المطلب األول: النسب مدخل العملية الوراثية

٨٧ ثاني: حماية النقاء الوراثي من خالل التشريعات اإلسالميةالمطلب ال

٩٥ المطلب الثالث: شواهد الوراثة في األدلة التشريعية

Page 348: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۳٥

ÔÎ ‡ b à —ÿ ^=m_Í˝^=é à ÂÃ

المبحث الثاني

اعتبار الوراثة في إثبات األنساب

١٠٥ تمهيد:

١٠٦ المطلب األول: طرق إثبات النسب بشكل عام

١٣٥ المطلب الثاني: طرق إثبات النسب بالوراثة

المبحث الثالث

اعتبار الوراثة في نفي األنساب ١٤٥ تمهيد

١٤٦ المطلب األول: طرق نفي النسب بشكل عام

١٥٩ المطلب الثاني: طـرق نفي النسـب بالوراثـة

4Bالفصل الرابع اعتبار البصمة الوراثة في التشريع

المبحث األول

حجية العمل بالبصمة الوراثية ١٦٦ تمهيد:

١٦٧ األول: مشروعية العمل بالبصمة الوراثيةالمطلب

١٧٧ المطلب الثاني: حكـــم العمل بالبصمة الوراثية

المبحث الثاني

قيمة البصمة الوراثية بين القرائن ١٨٦ تمهيد:

١٨٧ المطلب األول: أمثلة لبعض القرائن التي لها تعلق بالنسب

٢٠٣ القرائن مكانة البصمة الوراثية بين هذه: المطلب الثاني

المبحث الثالث

Page 349: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۳٦

ÔÎ ‡ b à —ÿ ^=m_Í˝^=é à ÂÃ

حدود العمل بالبصمة الوراثية ٢٠٧ تمهيد:

٢٠٨ المطلب األول: القضايا التي اتفق العلماء على استعمال البصمة الوراثية فيها

٢١٥ المطلب الثاني: القضايا التي اختلف العلماء على استعمال البصمة الوراثية فيها المبحث الرابع

بصمة الوراثيةضوابط العمل بال ٢١٨ القسم األول: المعايير الشرعية لضبط العمل بالبصمة الوراثية

٢٢١ القسم الثاني: المعايير التقنية لضبط العمل بالبصمة الوراثية

5Bالفصل الخامس تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

المبحث األول

إثـبــات النســــــب ٢٢٥ تمهيد

٢٢٦ النسب بالبصمة الوراثية المطلب األول: حكم إثبات

٢٣١ المطلب الثاني: منزلة البصمة الوراثية من طرق إثبات النسب

المبحث الثاني

نفــي النــســــــــــب

٢٣٥ تمهيد

٢٣٦ المطلب األول: الحقائق الواقعية التي ينتفي بها النسب

٢٤١ المطلب الثاني: نفي النسب بالبصمة الوراثية كحقيقة علمية

المبحث الثالث

إثبات نسب ولد الزنى

٢٥٧

٢٧١ المبحث الرابع

Page 350: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

۳۳۷

ÔÎ ‡ b à —ÿ ^=m_Í˝^=é à ÂÃ

وشهادة الميالد توثيق البصمة الوراثية في عقد الزواج

٢٧٦ الخاتمة والتوصيات

٢٨١ ةالفهارس العام

٢٨٣ فهرس اآليات

٢٨٨ فهرس األحاديث

٢٩٤ فهرس األعالم

٢٩٩ فهرس المصادر والمراجع

٣٣٣ فهرس الموضوعات

Page 351: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

الملخص:

تعالج الباحثة في هذه األطروحة قضية مهمة من القضايا المعاصرة التي لها عميق

األثر في نظام األسرة أال وهي البصمة الوراثية حيث تبدأ الباحثة حديثها في الفصل األول عن

الحقيقة العلمية للبصمة الوراثية، مع اإلحاطة بجوانب المسألة من ذوي االختصاص، ألن الحكم

على الشئ فرع من تصوره، األمر الذي يحقق إدراكا شموليا لها بكافة نواحيها، من أجل الوصول

إلى الحكم الشرعي الذي يضبط االستعماالت العلمية للبصمة الوراثية بما يحقق المصلحة ويدرأ

المفسدة.

ين وقد تناولت الباحثة في الفصل الثاني أثر التطور العلمي على االجتهاد حيث تب

أثره في وضوح الرؤيا لدى الباحثة عالقة اإلجتهاد بالعلم ودوره في الحكم الشرعي، الذي ينعكس

المجتهد، وحصول التصور الصحيح الذي يمكنه من تنزيل الحكم الشرعي على الواقعة على جهة

تعرضوا له فيما متقدمي العلماء اجتهادات في توجيه أو تقريرالصواب، كما أن له األثر البالغ

من مسائل وقضايا.

مدى تأثير األدلة القطعية والظنية في المسائل العلمية على العملية إضافة إلى بيان

يفيد حكما قطعيا في اليقين ثبت الحكم فيها على جهةالتي فالمسائل العلمية ،اإلجتهادية

المسألة، بخالف ما ثبت بدليل ظني فيها.

العتبار الوراثة في إثبات بيان مجمل،لثالث إلى كما تعرضت الباحثة في الفصل ا

المعاصرة تتقاطع مع التشريع فال األنساب أو نفيها في التشريع اإلسالمي؛ وذلك ألن المسائل

ولما كان النسب محور العملية الوراثية فقد آثرت الباحثة الوقوف على مفهومه وأهميته، تجاوزهن

لقه بالوراثة، ومن ثم التطرق إلى جملة من التشريعات وأسباب حدوثه، حيث يظهر بذلك سبب تع

قاء األنساب، ومن ثم التعريج على شــــواهد الوراثة بوتحافظ على تتعلق بالوراثةواألصول التي

.الشرعيةفي األدلة

وعالجت الباحثة في الفصل الرابع اعتبار البصمة الوراثية في التشريع من حيث بيان

األمارات بين القرائن األخرى مع ذكر أمثلة لبعض مرتبتهامل بها، واظهار مشروعيتها وحكم الع

التي لها تعلق بالنسب. أو الدالئل

Page 352: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

والوقوف على حدود العمل بالبصمة الوراثية من خالل القضايا التي اتفق العلماء على

فيها. هاالقضايا التي اختلف العلماء على استعمالو استعمال البصمة الوراثية فيها

بعض المعايير التي وضعها الفقهاء لضبط العمل بالبصمة الوراثية وذلك ل مع التعرض

لضمان الحصول على نتائج موثوقة.

من خالل بيان حكم وبينت الباحثة في الفصل الخامس تطبيقات العمل بالبصمة الوراثية

لمية،من خالل الشرع في إثبات النسب بها ومنزلتها، ثم بيان حكم نفي النسب بها كحقيقة ع

، والتي توصلوا من خاللها إلى أنه المتقدمونالحديث عن الحقائق الواقعية التي تحدث عنها

الزواج. وان تحقق يستحيل مع وجودها ثبوت النسب

ثم بيان الحكم الشرعي الذي ا بالبصمة الوراثيةإثبات نسب ولد الزن اضافة إلى بيان حكم

عقد الزواج، وشهادة الميالد كخطوة اجرائية الستكمال توثيق يتعلق بتوثيق البصمة الوراثية في

العالقة الرسمية بين الزوجين بما يتوافق مع متطلبات الواقع.

وأخيرا: أتبعت الدراسة بأهم النتائج والتوصيات التي توصلت إليها الباحثة.

والهادي إلى سواء السبيل. واهللا ولي التوفيق

Page 353: ?Ô‡á —‹=ÔΗÃ=Ôã^áÉ=?site.iugaza.edu.ps/mashy/files/... · ﺏ Ô‹ Ñ—ª^ ãÌá‘mÎ@ãÿí ًﺎﺤ ِﻟﺎﺼَ ﻝَﻤَﻋَأْ نَأْوَ ﱠيدَِﻟاوَ

Abstract: The researcher in this thesis presents an important matter of contemporary issues that have a profound impact on the family system, namely DNA. The researcher in the first chapter clarifies scientific truth of the DNA, with the attitudes of the specialists, because the judgment on what branch of the unthinkable, which achieves a religious awareness of all aspects, in order to access the legitimate restriction which adjusts the scientific uses of DNA in order to achieve interest. The researcher handles in the second chapter the impact of scientific progress due to relationship between science and its role in the legal judgment, which reflects the impact on the clarity of vision to the implementation of legislation on cases efficiently. This reflects scholars efforts in the old issues and measures the impact of deterministic and presumptive evidence in scientific issues that brings accurate evidence. The third chapter discusses the proof of genetic DNA carries or not and the relation in Islamic legislation as modern issues match with Islamic legislation. The researcher refers to the concept of relation proof in genetic aspects. The researcher presents in the fourth chapter the significance of DNA genetically in Islamic legislation, its legitimacy, its applications and its position among other evidences. It also clarifies the restrictions for DNA genetic use in agreed upon cases among scholars and the rejected ones. In the fifth chapter the applications of genetic DNA were discussed by showing relation proof and its rank in the restrictions for proof denial as a scientific fact even in marriage contract presence. The researcher clarified the proof of illegitimate child and then the legitimate statement in Islamic legislation related to the genetic DNA in marriage contract. Finally, the research is followed by the results and recommendations .